تفسير نور الثقلين

الشيخ الحويزي ج 2


[ 1 ]

الكتاب: تفسير نور الثقلين المؤلف: الشيخ عبد على بن جمعه العروسى الحويزى الناشر: مؤسسه اسماعيليان قم – تليفون 25212 الطبعة: الرابعة عدد المطبوع: / 1200 دوره (1 – 5) الطباعة والتجليد مؤسسه اسماعيليان تاريخ النشر: 1412 هجري قمرى – 1370 هجري شمسي القطع: وزيرى كتاب تفسير نور الثقلين لمؤلفه المحدث الجليل العلامة الخبير الشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي قدس سره المتوفى سنة 1112 صححه وعلق عليه واشرف على طبعه الحاج السيد هاشم الرسولي المحلاتي بنفقة خادم الشريعة الحاج ابي القاسم المشتهر بسالك وفقه الله تعالى لمرضاته مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع


[ 2 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة الاعراف في كل شهر كان يوم القيامة من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال: فان قرأها في كل جمعة كان ممن لا يحاسب يوم القيامة، اما ان يكون فيها محكما فلا تدعوا قرائتها فانها تشهد يوم القيامة لمن قرأها. 2 – في مصباح الكفعمي عنه صلى الله عليه وآله وسلم: من قرأها جعل الله بينه وبين ابليس سترا، وكان آدم عليه السلام شفيعا له يوم القيامة. 3 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: والمص معناه انا الله المقتدر الصادق. 4 – وباسناده إلى سليمان بن الخصيب قال: حدثني الثقة قال: حدثنا أبو جمعة رحمة بن صدقة قال: أتى رجل من بني امية – وكان زنديقا – جعفر بن محمد عليهما السلام فقال له: قول الله ” المص ” أي شئ أراد بهذا ؟ وأي شئ فيه من الحلال والحرام ؟ وأي شئ مما ينتفع به الناس ؟ قال: فاغتاظ من ذلك جعفر بن محمد عليهما السلام فقال: امسك ويحك ! الالف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، كم معك ؟ فقال الرجل: مأة وأحدى وستون، فقال له جعفر بن محمد عليه السلام: فإذا انقضت سنة احدى وستين ومأة ينقضي ملك أصحابك، قال: فنظر فلما انقضت احدى وستون ومأة عاشورا دخل المسودة (1) الكوفة وذهب ملكهم. 5 – في تفسير العياشي خيثمة الجعفري عن أبي لبيد المخزومي قال: قال أبو – جعفر عليه السلام: يابالبيد انه يملك من ولد العباس اثنا عشر، يقتل بعد الثامن منهم أربعة،


(1) المسودة – بكسر الواو – اي لابسي سواد، والمراد اصحاب الدعوة العباسية لانهم كانوا يلبسون ثيابا سوداء. (*)

[ 3 ]

فتصيب أحدهم الذبحة (1) فتذبحه، هم فئة قصيرة اعمارهم. قليلة مدتهم، خبيثة سيرتهم منهم الفويسق الملقب بالهادي والناطق والغاوي، يابالبيد ان في حروف القرآن المقطعة لعلما جما، ان الله تبارك وتعالى أنزل ” الم ذلك الكتاب ” فقام محمد صلى الله عليه واله حتى ظهر نوره وثبتت كلمته، وولد يوم ولد، وقد مضى من الالف السابع مأة سنة وثلات سنين، ثم قال: وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة إذا عددتها من غير تكرار، وليس من حروف مقطعة حرف ينقضي ايامه الا وقائم من بني هاشم عند انقضائه ثم قال: الالف واحد، واللام ثلاثون، والميم اربعون والصاد تسعون، فذلك مأة واحدى وستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن علي عليه السلام الم الله، فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند ” المص ” ويقوم قائمنا عند انقضائها بالر فافهم ذلك وعه واكتمه (2) 6 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان حيى بن أخطب وأبا ياسر بن أخطب ونفرا من اليهود من أهل نجران أتوا رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا له: أليس تذكر ان فيما انزل اليك ” الم ” ؟ قال: بلى، قالوا: أتاك بها جبرئيل من عند الله ؟ قال: نعم، قالوا: لقد بعث الله انبياء قبلك ما نعلم نبيا منهم خبر ما مدة ملكه وما أكل امته غيرك ! قال: فأقبل حيى بن أخطب على أصحابه فقال لهم: الالف واحد واللام ثلاثون، والميم أربعون، فهذه احدى وسبعون سنة فعجب ممن يدخل في دين مدة ملكه واكل امته احدى وسبعون سنة، قال: ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه واله فقال له: يا محمد هل مع هذا غيره ؟ قال: نعم، قال: هات، قال: ” المص ” قال: هذا أثقل وأطول، الالف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، فهذا مأة و


(1) الذبحة – كهمزة -: وجع في الحلق من الدم، وقيل: قرحة تظهر فيه فينسد معها وينقطع النفس ويسمى بالخناق (2) لهذين الحديثين شرح طويل ذكرناه في ذيل تفسير العياشي وكذا غير ذلك مما يرتبط بالحروف المقطعة فراجع ج 2: 3 – 9. (*)

[ 4 ]

أحدى وستون سنة، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه واله: هل مع هذا غيره ؟ قال: نعم قال: هات، قال: ” الر ” قال: هذا أثقل وأطول، الالف واحد، واللام ثلاثون، والراء مأتان، فهل مع هذا غيره ؟ قالوا: نعم: قال: هات، قال: ” المر ” قال: هذا أثقل وأطول، الالف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والراء مأتان، قال: فهل مع هذا غيره ؟ قال: نعم، قال: قد التبس علينا أمرك فما ندري ما أعطيت، ثم قاموا عنه، ثم قال أبو ياسر لحيى أخيه: وما يدريك لعل محمدا قد جمع هذا كله واكثر منه، فقال أبو جعفر عليه السلام: ان هذه الايات انزلت ” منه آيات محكمات هن ام الكتاب وأخر متشابهات ” وهي تجري في وجوه اخر على غير ما تأول به حيى وأبو ياسر وأصحابه. 7 – في مجمع البيان فلا يكن في صدرك حرج منه: وقد روى في الخبر ان الله تعالى لما انزل القرآن إلى رسول الله صلى الله عليه واله قال: اني اخشى أن يكذبني الناس ويثلغوا رأسي (1) ويتركوه كالخبزة، فأزال الله الخوف عنه بهذه الاية. 8 – في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال امير المؤمنين عليه السلام في خطبته: قال الله: اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم، وفي تركه الخطأ المبين. 9 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال القيامة وفيه: فيقام الرسل فيسألون عن تأدية الرسلات التي حملوها إلى أممهم، فأخبروا أنهم قد ادوا ذلك إلى أممهم وتسأل الامم فيجحدون، كما قال: فلنسئلن الذين ارسل إليهم ولنسئلن المرسلين فيقولون: ” ما جائنا من بشير ولا نذير ” فتشهد الرسل رسول الله صلى الله عليه واله فيشهد بصدق الرسل وبكذب من جحدها من الامم، فيقول لكل امة منهم: ” بلى قد جائتكم بشير ونذير والله على كل شئ قدير ” اي مقتدر على شهادة جوارحكم عليكم بتبليغ الرسل اليكم رسالاتهم. 10 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” فلنسئلن الذين ارسل إليهم ولنسئلن المرسلين ” قال: الانبياء عما حملوا من الرسالة، قوله: فنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين


(1) ثلغ رأسه: شدخه وكسره. (*)

[ 5 ]

قال: لم نغب عن أفعالهم. 11 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه: قال السائل: أو ليس توزن الاعمال ؟ قال عليه السلام: لا لان الاعمال ليست باجسام وانما هي صفة ما عملوا، وانما يحتاج إلى وزن الشئ من جهل عدد الاشياء ولا يعرف ثقلها وخفتها، وان الله لا يخفي عليه شئ، قال: فما معنى الميزان ؟ قال: العدل، قال: فما معناه في كتابه: فمن ثقلت موازينه ؟ قال: فمن رجح عمله. 12 – في مجمع البيان والوزن يومئذ الحق ذكر فيه أقوال إلى قوله: وثانيها ان الله ينصب ميزانا له لسان وكفتان يوم القيامة فتوزن به أعمال العباد الحسنات والسيئات إلى قوله: واما حسن القول الثاني فلمراعاة الخبر الوارد فيه والجري على ظاهره، و يجوز أن يكون كل ميزان صنفا من أصناف اعماله ويؤيد هذا ما جاء في الخبر: ان الصلوة ميزان فمن وفى استوفى. 13 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل: فإذا أردت أن تعلم أصادق انت أم كاذب فانظر في قصد معناك وغور دعواك وعيرهما (1) بقسطاس من الله عزوجل كانك في القيامة قال الله تعالى: ” والوزن يومئذ الحق ” فإذا اعتدل معناك بدعواك ثبت لك الصدق. 14 – في كتاب الخصال عن محمد بن موسى قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان الخير ثقل على أهل الدنيا على قدر ثقله في موازينهم يوم القيامة، وان الشر خف على اهل الدنيا على قدر خفته في موازينهم يوم القيامة. 15 – عن أبي مسلم راعي رسول الله صلى الله عليه واله قال: سمعت رسول الله يقول: خمس ما اثقلهن في الميزان: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر والولد الصالح يتوفى لمسلم فيصبر ويحتسب. 16 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” والوزن يومئذ الحق ” قال: المجازاة بالاعمال ان خيرا فخير وان شرا فشر، وهو قوله: فمن ثقلت موازينه فأولئك هم


(1) من العيار (*)

[ 6 ]

المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون قال: بالائمة يجحدون. قوله: ولقد خلقناكم ثم صورناكم اي خلقناكم في أصلاب الرجال، وصورناكم في أرحام النساء، ثم قال: وصور ابن مريم في الرحم دون الصلب وان كان مخلوقا في اصلاب الانبياء ورفع وعليه مدرعة من صوف. (1) 17 – حدثنا أحمد بن جعفر عن عبد الله المحمدي قال حدثنا كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: ” ولقد خلقناكم ثم صورناكم ” قال: اما ” خلقناكم ” فنطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم لحما، واما ” صورناكم ” فالعين والانف والاذنين والفم واليدين والرجلين، صور هذا ونحوه ثم جعل الدميم والوسيم (2) والجسيم والطويل والقصير وأشباه هذا. 18 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جعفر بن محمد عليهما السلام حديث طويل يقول في آخره: ان الله تعالى ذكره لا يحمل على المقاييس، ومن حمل أمر الله على المقاييس هلك واهلك، ان اول معصية ظهرت، الانانية من ابليس اللعين حين أمر الله تعالى ذكره ملائكته بالسجود لادم فسجدوا، وأبى اللعين ان يسجد فقال الله عزوجل: ما منعك الا تسجد إذ أمرتك قال: انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فطرده الله عزوجل عن جواره ولعنه وسماه رجيما، واقسم بعزته لا يقيس أحد في دينه الا قرنه مع عدوه ابليس في أسفل درك من النار. 19 – وباسناده إلى عيسى بن عبد الله القرشي رفع الحديث قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله عليه السلام فقال له: يابا حنيفة بلغني انك تقيس ! قال نعم أنا أقيس، قال: لا تقس فان اول من قاس ابليس حين قال: ” خلقتني من نار وخلقته من طين ” فقاس ما بين النار والطين، ولو قاس نورية آدم بنورية النار عرف فصل ما بين النورين، وصفا احدهما على الاخر ولكن قس لي رأسك، أخبرني عن اذنيك ما لهما مرتان ؟ قال: لا أدري


(1) المدرعة عند اليهود: ثوب من كتان كان يلبسه عظيم أحبارهم. (2) الدميم: القبيح المنظر والوسيم خلافه. (*)

[ 7 ]

قال: فانت لا تحسن تقيس رأسك فكيف تقيس الحلال والحرام قال يابن رسول الله اخبرني ما هو ؟ قال ان الله عزوجل جعل الاذنين مرتين لئلا يدخلهما شئ الا مات، ولولا ذلك لقتل ابن آدم الهوام، وجعل الشفتين عذبتين ليجد ابن آدم طعم الحلو والمر وجعل العينين مالحتين لانهما شحمتان ولولا ملوحتهما لذابتا، وجعل الانف بادرا سائلا لئلا يدع في الرأس داء الا اخرجه، ولولا ذلك لثقل الدماغ وتدود. 20 – وباسناده إلى ابن شبرمة قال: دخلت انا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد عليهما السلام فقال لابي حنيفة: اتق الله ولا تقس الدين برأيك، فان اول من قاس ابليس أمره الله عزوجل بالسجود لآدم فقال: انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 21 – وباسناده إلى ابن ابي ليلى قال: دخلت انا والنعمان على جعفر بن محمد عليهما السلام فرحب بنا وقال: يابن ابي ليلى من هذا الرجل، فقلت: جعلت فداك هذا رجل من اهل الكوفة له رأي ونظر ونقاد، قال: فلعله الذي يقيس الاشياء برأيه ؟ ثم قال: يا نعمان اياك والقياس فان أبي حدثني عن آبائه ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: من قاس شيئا في الدين برأيه قرنه الله مع ابليس في النار، فانه اول من قاس حين قال: ” خلقتني من نار وخلقته من طين ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 22 – وباسناده إلى ابي زهير شبيب بن انس عن بعض اصحاب أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لابي حنيفة: ياباحنيفة إذا ورد عليك شئ ليس في كتاب الله ولم تأت به الآثار والسنة كيف تصنع ؟ قال: أصلحك الله اقيس واعمل فيه برأيي، قال: ياباحنيفة ان اول من قاس ابليس الملعون قاس على ربنا تبارك وتعالى فقال: ” انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ” فسكت أبو حنيفة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 23 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسن بن علي بن يقطين عن الحسين بن صباح عن أبيه عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان ابليس قاس نفسه بآدم فقال: ” خلقتني من نار وخلقته من طين ” فلو قاس الجوهر الذي خلق منه آدم


[ 8 ]

بالنار كان ذلك أكثر نورا وضياء من النار. 24 – وباسناده إلى داود بن فرقد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الملائكة كانوا يحسبون ان ابليس منهم وكان في علم الله انه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه بالحمية فقال: ” خلقتني من نار وخلقته من طين “. 25 – في كتاب علل الشرايع ابي رحمه الله قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد عن احمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان القبضة التي قبضها الله من الطين الذي خلق منه آدم ارسل إليها جبرئيل عليه السلام أن يقبضها، فقالت الارض: أعوذ بالله ان تأخذ مني شيئا فرجع إلى ربه فقال: يا رب تعوذت بك مني، فارسل إليها اسرافيل فقالت له مثل ذلك، فارسل إليها ميكائيل فقالت له مثل ذلك، فأرسل إليها عزرائيل فتعوذت بالله منه ان يسبى (1) منها شيئا، فقال ملك الموت: وانا أعوذ بالله ان أرجع إليه حتى اقبض منك، قال: وانما سمى آدم آدم لانه خلق من اديم الارض (2) 26 – وباسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سئل رسول الله صلى الله عليه واله فقال: آدم خلق من الطين كله أو من طين واحد ؟ فقال: بل من الطين كله، ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا، وكانوا على صورة واحدة، قال: فلهم في الدنيا مثل ؟ قال: التراب فيه ابيض وفيه اخضر وفيه اشقر وفيه أغبر وفيه احمر وفيه ازرق وفيه عذب وفيه ملح وفيه خشن وفيه لين وفيه اصهب، فلذلك صار الناس فيهم لين وفيهم خشن وفيهم ابيض وفيهم أصفر وأحمر وأصهب وأسود على ألوان التراب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


(1) كذا في النسخ لكن في المصدر (باب نوادر العلل) ” يأخذ منها شيئا ” وعن بعض نسخه ” يستثنى ” بدل ” يأخذ ” (2) ” في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال عبد الله بن سلام: يا محمد أخبرني عن آدم من أي الارض خلق ؟ قال: خلق رأسه ووجهه من موضع الكعبة، وخلق بدنه من بيت المقدس ” منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ) (*)

[ 9 ]

27 – في اصول الكافي علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الحسين بن زيد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن ابراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام بعث جبرئيل عليه السلام في اول ساعة من يوم الجمعة فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا وأخذ من كل سماء تربة، وقبض قبضة اخرى من الارض السابعة العليا إلى الارض السابعة القصوى فأمر الله عزوجل كلمته فأمسك القبضة الاولى بيمينه والقبضة الاخرى بشماله، ففلق الطين فلقتين فذرا من الارض ذروا (1) و من السموات ذروا، فقال للذي بيمينه: منك الرسل والانبياء والاوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن اريد كرامته، فوجب لهم ما قال كما قال، وقال للذي بشماله: منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن اريد هوانه وشقوته، فوجب لهم ما قال كما قال، ثم ان الطينتين خلطتا جميعا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 28 – في تفسير علي بن ابراهيم حديث طويل عن العالم عليه السلام وفيه ثم قال الله تبارك وتعالى: للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا له فأخرج ابليس ما كان في قلبه من الحسد فأبى أن يسجد، فقال الله عزوجل: ” ما منعك ان لا تسجد إذ أمرتك فقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ” قال الصادق عليه السلام: فاول من قاس ابليس واستكبر والاستكبار هو اول معصية عصى الله بها، قال: فقال ابليس: يا رب اعفني من السجود لادم وانا اعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب ولا نبي مرسل، فقال الله تبارك وتعالى: لا حاجة لي إلى عبادتك انما اريد ان اعبد من حيث اريد لا من حيث تريد فابى ان يسجد فقال الله تبارك وتعالى: ” اخرج منها فانك رجيم وان عليك لعنتي إلى يوم الدين ” فقال ابليس: يا رب فكيف وانت العدل الذي لا تجور فثواب عملي بطل ؟ قال: لا ولكن سلني من أمر الدنيا ما شئت ثوابا لعملك أعطيك، فأول ما سأل البقاء إلى يوم الدين، فقال الله: قد اعطيتك، فقال: سلطني على اولاد آدم، قال: سلطتك، قال: أجرني فيهم مجرى الدم في العروق


(1) الفلق: الشق والفصل. والذرو: الا ذهاب والتفريق. (*)

[ 10 ]

قال: قد أجريتك، قال: لا يولد لهم واحد الا ولد لي اثنان، وأراهم ولا يروني وأتصور لهم في كل صورة شئت، فقال: قد اعطيتك، قال: يا رب زدني، قال: قد جعلت لك ولذريتك صدورهم أوطانا، قال: رب حسبي فقال ابليس عند ذلك فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين. 29 – قال: وحدثني ابي عن ابن ابي عمير عن جميل عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اعطى الله تعالى ابليس ما أعطاه من القوة قال آدم عليه السلام: يا رب سلطت ابليس على ولدي وأجريته فيهم مجرى الدم في العروق، وأعطيته ما أعطيته فمالي و لولدي ؟ فقال: لك ولولدك السيئة بواحدة، والحسنة بعشر امثالها، قال رب زدني، قال: التوبة مبسوطة إلى ان تبلغ النفس الحلقوم، فقال: يا رب زدني، قال: أغفر ولا ابالي، قال: حسبي، قال: قلت له: جعلت فداك بماذا استوجب ابليس من الله ان أعطاه ما أعطاه ؟ فقال: بشئ كان منه شكره الله عليه، قلت: وما كان منه جعلت فداك ؟ قال ركعتين ركعهما في السماء في أربعة آلاف سنة. 30 – في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الصراط الذي قال ابليس: لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لاتينهم من بين ايديهم الاية وهو علي عليه السلام. 31 – في روضة الكافي ابن محبوب عن حنان وعلي بن رئاب عن زرارة قال: قلت له قوله عزوجل: ” لاقعدن لهم صراطك المستقيم * ثم لآتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين ” قال: فقال أبو جعفر عليه السلام يا زرارة انما عمد لك ولاصحابك فاما الاخرون فقد فرغ منهم. 32 – في نهج البلاغة من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه وقد بلغه ان معوية قد كتب إليه يريد خديعته باستلحاقه: وقد عرفت ان معوية كتب اليك يستنزل لبك و يستفل غربك فاحذره فانما هو الشيطان يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه و


[ 11 ]

عن شماله، ليقتحم غفلته ويستلب غرته. (1) 33 – في مجمع البيان ” ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ” قيل فيه أقوال إلى قوله: ” وثالثها ” ما روى عن أبي جعفر عليه السلام قال: ” ثم لاتينهم من بين أيديهم ” معناه اهون عليهم أمر الاخرة، ” ومن خلفهم ” آمرهم بجمع الاموال والبخل بها عن الحقوق لتبقى لورثتهم، ” وعن أيمانهم ” أفسد عليهم أمر دينهم بتزيين الضلالة وتحسين الشبهة ” وعن شمائلهم ” بتحبيب اللذات إليهم وتغليب الشهوات على قلوبهم. 34 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء عليهم السلام، حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضى الله عنه قال: حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يابن رسول الله أليس من قولك: ان الانبياء معصومون ؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عزوجل ” وعصى آدم ربه فغوى ” قال عليه السلام: ان الله تعالى قال لادم عليه السلام: اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة واشار لهما إلى شجرة الحنطة فتكونا من الظالمين ولم يقل ولا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسهما فلم تقربا تلك الشجرة وانما اكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان اليهما وقال ما نهيكما ربكما عن هذه الشجرة وانما نهيكما ان تقربا غيرها ولم ينهكما عن الاكل منها الا ان تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا فدليهما بغرور فاكلا منها ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة، ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار، وانما كان من الصغاير الموهوبة التي تجوز على الانبياء قبل نزول الوحي عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة، قال الله تعالى: ” وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه


(1) قوله ليستزل لبك اه اللب: العقل والفل الكسر والغرب: الحد وقوله: ليقتحم غفلته اي ليلج ويهجم عليه وهو غافل. والغرة: الغرور. (*)

[ 12 ]

ربه فتاب عليه وهدى ” وقال عزوجل: ” ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين “. 35 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال عليه السلام: فلما اسكن الله عزوجل آدم وزوجته الجنة قال لهما ” كلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ” يعني شجرة الحنطة ” فتكونا من الظالمين ” فنظر إلى منزلة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام بعدهم فوجداها اشرف منازل أهل الجنة، فقالا: ربنا لمن هذه المنزلة ؟ فقال الله جل جلاله: ارفعا رؤسكما إلى ساق العرش، فرفعا رؤسهما فوجدا اسماء محمد وعلي و فاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الله الجبار جل جلاله فقالا: يا ربنا ما اكرم أهل هذه المنزلة عليك وما احبهم اليك وما اشرفهم لديك، فقال الله جل جلاله: لولاهم ما خلقتكما هؤلاء خزنة علمي وامنائي على سري، اياكما ان تنظرا إليهم بعين الحسد وتمنيا منزلتهم عندي ومحلهم من كرامتي، فتدخلان بذلك في نهيي وعصياني فتكونا من الظالمين، قالا: ربنا ومن الظالمون ؟ قال: المدعون لمنزلتهم بغير حق، قالا: ربنا فارنا منزلة ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك، فأمر الله تعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكال والعذاب، وقال عزوجل: مكان الظالمين لهم المدعين لمنزلتهم في أسفل درك منها كلما أرادوا أو يخرجوا منها أعيدوا فيها، وكلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذيقوا العذاب، يا آدم وياحوا لا تنظرا إلى أنواري وحججي بعين الحسد فاهبطكما عن جواري، واحل بكما هواني فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما وورى عنهما من سوآتهما وقال ما نهيكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين فدليهما بغرور وحملهما على تمني منزلتهم فنظرا إليهم بعين الحسد فخذلا حتى اكلا من شجرة الحنطة فعاد مكان ما اكلا شعيرا، فأصل الحنطة كلها مما لم يأكلاه، وأصل الشعير كله مما عاد مكان ما أكلاه، فلما أكلا من الشجرة


[ 13 ]

طار الحلي والحلل عن اجسادهما وبقيا عريانين وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناديهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين فقالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين قال اهبطا من جواري فلا يجاورني في جنتي من يعصيني فهبطا موكولين إلى أنفسهما في طلب المعاش. 36 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي رفعه قال: سئل الصادق عليه السلام عن جنة آدم أمن جنان الدنيا كانت أم من جنان الآخرة ؟ فقال: كانت من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر، ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج منها ابدا، قال: فلما أسكنه الله الجنة اتى جهالة إلى الشجرة لانه خلق خلقة لا تبقى الا بالامر والنهي والغذاء واللباس والاكنان (1) والتناكح ولا يدرك ما ينفعه مما يضره الا بالتوفيق فجاء ابليس فقال له: انكما ان أكلتما من هذه الشجرة التي نهيكما الله عنها صرتما ملكين وبقيتما في الجنة ابدا وان لم تأكلا منها أخرجكما الله من الجنة وحلف لهما انه لهما ناصح كما قال الله تعالى حكاية عنه: ” ما نهيكما ربكما عن هذه الشجرة الا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين ” فقبل آدم عليه السلام قوله، فأكلا من الشجرة وكان كما حكى الله ” بدت لهما سوآتهما ” وسقط عنهما ما ألبسهما الله من لباس الجنة، واقبلا يستتران بورق الجنة ” وناديهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين ” فقالا كما حكى الله عزوجل عنهما: ” ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ” فقال الله لهما اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع إلى حين قال: إلى يوم القيمة. 37 – وروى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اخرج الله آدم من الجنة نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا آدم أليس الله خلقك بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وزوجك امته حواء واسكنك الجنة وأباحها لك ونهاك مشافهة أن


(1) الاكنان جمع الكن: البيت. (*)

[ 14 ]

لا تأكل من هذه الشجرة فأكلت منها وعصيت الله ؟ فقال آدم عليه السلام: يا جبرئيل ان ابليس حلف لي بالله انه لي ناصح فما ظننت ان احدا من خلق الله يحلف بالله كاذبا. 38 – في تفسير العياشي عن جميل بن دراج عن بعض أصحابنا عن أحدهما قال سئلته كيف أخذ الله آدم بالنسيان ؟ فقال: انه لم ينس وكيف ينسى وهو يذكره ويقول له ابليس: ما نهيكما ربكما عن هذه الشجرة الا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين “. 39 – عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام رفعه إلى النبي صلى الله عليه واله ان موسى سأل ربه أن يجمع بينه وبين آدم عليه السلام حيث عرج إلى السماء في أمر الصلوة ففعل فقال له موسى عليه السلام: يا آدم انت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وأباح لك جنته وأسكنك جواره وكلمك قبلا ثم نهاك عن شجرة واحدة فلم تصبر عنها حتى أهبطت إلى الارض بسببها فلم تستطع ان تضبط نفسك عنها حتى أغراك ابليس فأطعته، فأنت الذي اخرجتنا من الجنة بمعصيتك ؟ فقال له آدم: ارفق بابيك يا بني محنة ما لقى عن امر هذه الشجرة، يا بني ان عدوي أتاني من وجه المكر والخديعة، فحلف لي بالله انه في مشورته علي لمن الناصحين وذلك انه قال منتصحا: اني لشأنك يا آدم لمغموم ! قلت: وكيف ؟ قال: قد كنت آنست بك وبقربك مني وانت تخرج مما أنت فيه إلى ما ستكرهه، فقلت: وما الحيلة ؟ فقال: ان الحيلة هوذا معك، ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فكلا منها أنت وزوجك فتصيرا معي في الجنة أبدا من الخالدين، وحلف بالله كاذبا انه لمن الناصحين، ولم أظن يا موسى ان أحدا يحلف بالله كاذبا، فوثقت بيمينه، فهذا عذري فاخبرني يا بني هل تجد فيما أنزل الله اليك ان خطيئتي كائنة من قبل أن أخلق ؟ قال له موسى: بدهر طويل، قال رسول الله صلى الله عليه وآله فحج آدم موسى عليهما السلام، قال ذلك ثلثا. 40 – عن عبد الله بن سنان قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام وانا حاضر: كم لبث آدم وزوجه في الجنة حتى أخرجتهما منها خطيئتهما ؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى نفخ في آدم روحه بعد زوال الشمس من يوم الجمعة ثم برأ زوجته من أسفل أضلاعه، ثم


[ 15 ]

اسجد له ملائكته واسكنه جنته من يومه ذلك، فوالله ما استقر فيها الا ست ساعات من يومه ذلك حتى عصى الله، فأخرجهما الله منها بعد غروب الشمس وما باتا فيها، وصيرا بفناء الجنة حتى أصبحا، ” فبدت لهما سوآتهما وناديهما ربهما الم أنهكما عن تلكما الشجرة ” فاستحيى آدم من ربه وخضع وقال: ” ربنا ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا ” قال الله لهما: اهبطا من سماواتي إلى الارض فانه لا يجاورني في جنتي عاص ولا في سماواتي، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ان آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة ذكر ما نهاه الله عنها فندم، فذهب ليتنحى من الشجرة فأخذت الشجرة برأسه فجرته إليها، وقالت له: أفلا كان فراقي (1) من قبل أن تأكل مني. 41 – عن بعض اصحابنا عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله ” فبدت لهما سوآتهما ” قال: كانت سوآتهما لا تبدو لهما فبدت يعني كانت من داخل. 42 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله وابي جعفر عليهما السلام عن قوله: ” يا بني آدم ” قالا: هي عامة. 43 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: يا بني آدم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير قال: لباس التقوى الثياب الابيض. 44 – وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ” يا بني آدم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ” فاما اللباس فالثياب التي تلبسون، واما الرياش فالمتاع والمال، واما لباس التقوى فالعفاف، ان العفيف لا تبدو له عورة وان كان عاريا من الثياب، والفاجر باد العورة وان كان كاسيا من الثياب، يقول الله: ولباس التقوى ذلك خير يقول: والعفاف خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون. 45 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمائة باب: ألبسوا ثياب القطن فانها لباس رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يكن يلبس الشعر والصوف الا من علة، وقال: ان الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده 46 – عن ام الدرداء قالت: قال رسول الله صلى الله عليه واله من اصبح معافى في جسده آمنا


(1) وفي المصدر ” فرارك ” بدل ” فراقي ” (*)

[ 16 ]

في سربه (1) عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا، يابن آدم يكفيك من الدنيا ما سد جوعتك ووارى عورتك فان يكن لك بيت يكنك (2) فذاك وان يكن لك دابة تركبها فبخ بخ، والخير وما الخير أو ما بعد ذلك حساب عليك أو عذاب. 47 – عن أحمد بن ابي عبد الله البرقي باسناده يرفعه إلى ابي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يكره السواد الا في ثلثة: العمامة والخف والكساء. 48 – عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس لا أدعهن حتى الممات: الاكل على الحضيض (3) مع العبيد وركوب الحمار مردفا، وحلب المعز (العنز خ ل) بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان ليكون سنة من بعدي. 49 – في الكافي أحمد بن محمد بن سعيد عن جعفر بن عبد الله العلوي وأحمد بن محمد الكوفي عن علي بن العباس عن اسماعيل بن اسحق جميعا عن أبي روح فرج بن قرة عن مسعدة بن صدقه قال: حدثني ابن ابي ليلى عن أبي عبد الرحمان السلمي قال. قال أمير المؤمنين عليه السلام: اما بعد فان الجهاد باب من أبواب الجنة، فتحه الله لخاصة أوليائه وسوغهم كرامة منه لهم، ونعمة ذخرها، والجهاد لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. في نهج البلاغة نحوه من غير حذف مغير للمعنى المقصود هنا. قال عز من قائل انه يريكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم. 50 – في تفسير علي بن ابراهيم عن العالم عليه السلام حديث طويل وفيه ذكر طلب ابليس من الله واجابته: ومن جملة الطلب قال عليه السلام: قال: ولا يولد لهم واحد الا ولد لي اثنان، واراهم ولا يروني، واتصور لهم في كل صورة شئت، فقال: قد اعطيتك.


(1) أي في حرمه وعياله. قال دعبل: ” وآل رسول الله تسبى حريمهم * وآل زياد آمنوا السربات “. (2) كنه الشئ: ستره وغطاه وصانه من الشمس وغيره. (3) الحضيض: القرار من الارض. (*)

[ 17 ]

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد كتبنا في هذه الصورة قريبا مطالبته وما استحق به الاجابة إليها. 51 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أبي وهب عن محمد بن منصور قال: سئلته عن قول الله عزوجل: وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليه آبائنا والله امرنا بها قل ان الله لا يأمر بالفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون قال: فقال: هل رأيت احدا زعم ان الله أمر بالزنا وشرب الخمر وشئ من هذه المحارم ؟ فقلت: لا. قال: ما هذه الفاحشة التي يدعون ان الله أمرهم بها ؟ قلت: الله أعلم ووليه، فقال: فان هذا في أئمة الجور ادعوا ان الله أمرهم بالايتمام بقوم لم يأمرهم الله بالايتمام بهم، فرد الله ذلك عليهم، فأخبر انهم قد قالوا عليه الكذب وسمى ذلك منهم فاحشة. 52 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زعم ان الله يأمر بالفحشاء فقد كذب على الله، ومن زعم ان الخير والشر إليه فقد كذب على الله. 53 – في كتاب التوحيد أبي (ره) قال: حدثني علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمان عن جعفر بن قرط عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من زعم ان الله تبارك وتعالى يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 54 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليه آبائنا والله أمرنا بها ” قال: الذين عبدوا الاصنام فرد الله عليهم فقال قل لهم: ” ان الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون “. 55 – في تفسير العياشي عن الحسين بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: واقيموا وجوهكم عند كل مسجد قال: يعني الائمة. 56 – في تهذيب الاحكام علي بن الحسن الطاطري عن أبي حمزة عن ابن مسكان


[ 18 ]

عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن قول الله عزوجل: ” واقيموا وجوهكم عند كل مسجد ” قال: هذه القبلة. 57 – ايضا محمد بن علي بن محبوب عن أحمد عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن علي الحلبي عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله: ” واقيموا وجوهكم عند كل مسجد ” قال مساجد محدثة فأمروا ان يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام. 58 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام قوله: كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة قال: خلقهم حين خلقهم مؤمنا وكافرا وسعيدا وشقيا، وكذلك يعودون يوم القيمة مهتد وضال انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون وهم القدرية الذين يقولون: لا قدر، ويزعمون انهم قادرون على الهدى والضلال، وذلك إليهم ان شاؤا اهتدوا وان شاؤا ضلوا وهم مجوس هذه الامة وكذب أعداء الله، المشية والقدرة لله كما بدأهم يعودون من خلقه الله شقيا يوم خلقه كذلك يعود إليه ومن خلقه سعيدا يوم خلقه كذلك يعود إليه سعيدا، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الشقي شقى في بطن امه، والسعيد سعيد في بطن امه. 59 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي اسحق الليثي عن الباقر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام في آخره ” كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله ” يعني أئمة دون أئمة الحق ” ويحسبون انهم مهتدون “. 60 – في مجمع البيان ” كما بدأكم تعودون ” ويروى عن النبي صلى الله عليه وآله يحشرون يوم القيمه عراة حفاة غرلا (1) ” كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين “. 61 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد قال: في العيدين والجمعة يغتسل ويلبس ثيابا بياضا وروى ايضا المشط عند كل صلوة.


(1) الغرل جمع الاغرل وهو الاقلف. (*)

[ 19 ]

62 – في من لا يحضره الفقيه وسئل أبو الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” خذوا زينتكم عند كل مسجد ” قال: من ذلك التمشط عند كل صلوة. 63 – في مجمع البيان ” خذوا زينتكم عند كل مسجد ” اي خذوا ثيابكم التي تتزينون بها للصلوة في الجمعات والاعياد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام. 64 – في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: ” خذوا زينتكم عند كل مسجد ” قال تمشطوا فان التمشط يجلب الرزق ويحسن الشعر وينجز الحاجة ويزيد في ماء الصلب ويقطع البلغم وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يسرح تحت لحيته أربعين مرة ومن فوقها سبع مرات، ويقول انه يزيد في الذهن ويقطع البلغم (1) 65 – في تفسير العياشي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قول الله: ” خذوا زينتكم عند كل مسجد ” قال: وهي الثياب. 66 – عن الحسين بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” خذوا زينتكم عند كل مسجد ” قال: يعني الائمة. 67 – عن خثيمة بن أبي خثيمة قال: كان الحسن بن علي عليهما السلام إذا قام إلى الصلوة يلبس اجود ثيابه، فقيل له: يابن رسول الله صلى الله عليه واله تلبس أجود ثيابك ؟ فقال: ان الله جميل يحب الجمال، فأتجمل لربي وهو يقول: ” خذوا زينتكم عند كل مسجد ” فأحب ان ألبس أجود ثيابي. 68 – عن ابي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئلته ” خذوا زينتكم عند كل مسجد ” قال: هو المشط عند كل صلوة فريضة ونافلة 69 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام انه


(1) ” في تهذيب الاحكام باسناده إلى محمد بن أحمد بن يحيى عن رجل عن الزبير بن عقبة عن فضالة بن موسى النهدي عن العلا بن سيابة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: خذوا زينتكم عند كل مسجد، قال: الغسل عند لقاء كل امام ” منه عفى عنه “. (عن هامش بعض النسخ). (*)

[ 20 ]

قال: وصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسوله وطاعة رسوله بطاعته، فمن ترك طاعة ولاة امره لم يطع الله ولا رسوله، وهو الاقرار بما أنزل من عند الله عزوجل: ” خذوا زينتكم عند كل مسجد ” والتمسوا البيوت التي اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه، فانه أخبركم انهم ” رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلوة وايتاء الزكوة يخافون يوما تنقلب فيه القلوب والابصار ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 70 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب بن ابن سنان عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل. ” خذوا زينتكم عند كل مسجد ” قال: في العيدين والجمعة. قال عز من قائل: كلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين. 71 – في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ليس شئ ابغض على الله من بطن ملئان. 72 – وباسناده قال: قال علي بن ابي طالب عليه السلام اتى أبو جحيفة النبي صلى الله عليه واله وهو يتجشأ فقال: اكفف جشاك، فان اكثر الناس في الدنيا شبعا اكثرهم جوعا يوم القيمة قال: فما ملاء أبو جحيفة بطنه من طعام حتى لحق بالله تعالى. 73 – في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: أبعد ما يكون العبد من الله ذا كان همه فرجه وبطنه. 74 – عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لمؤمن يأكل في معاء واحد، والكافر يأكل في سبعة امعاء. 75 – في كتاب علل الشرايع – باسناده إلى عمر بن علي عن ابيه علي بن ابي – طالب ان النبي صلى الله عليه واله قال: مر اخي عيسى عليه السلام بمدينة وفيها رجل وامرأة يتصايحان فقال: ما شأنكما ؟ فقال: يا نبي الله هذه أمراتي وليس بها بأس صالحة ولكني احب فراقها، قال: فاخبرني على كل حال ما شأنها ؟ قال: هي خلقة الوجه من غير الكبر قال لها: يا امرأة أتحبين ان يعود ماء وجهك طريا ؟ قالت: نعم، قال لها: إذا اكلت فاياك ان تشبعي لان الطعام إذا تكاثر على الصدر فزاد في القدر ذهب ماء الوجه ففعلت


[ 21 ]

ذلك فعاد وجهها طريا. 76 – في الكافي سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن العباس بن هلال الشامي مولى ابي الحسن عليه السلام عنه قال قلت له: جعلت فداك ما اعجب إلى الناس من يأكل الجشب (1) ويلبس الخشن ويتخشع فقال: اما علمت ان يوسف نبي ابن نبي عليهما السلام كان يلبس اقبية الديباج مزورة بالذهب، ويجلس مجالس آل فرعون يحكم فلم يحتج الناس إلى لباسه وانما احتاجوا إلى قسطه، وانما يحتاج من الامام إلى ان إذا قال (2) صدق: وإذا وعد انجز، وإذا حكم عدل، ان الله لم يحرم طعاما ولا شرابا من حلال، وانما حرم الحرام قل أو كثر، وقد قال الله عزوجل: ” من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق “. 77 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن يحيى بن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بعث امير المؤمنين عليه السلام عبد الله بن عباس إلى ابن الكوا وأصحابه وعليه قميص رقيق وحلة، فلما نظروا إليه قالوا: يا ابن عباس انت خيرنا في أنفسنا وأنت تلبس هذا اللباس ؟ فقال: وهذا اول ما اخاصمكم فيه. ” قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق ” وقال عزوجل: ” خذوا زينتكم عند كل مسجد “. 78 – علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن ابي عبد الله عن محمد بن علي رفعه قال: مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبد الله عليه السلام وعليه ثياب كثيرة القيمة حسان، فقال: والله لاتينه ولاوبخنه، فدنا منه فقال: يابن رسول الله ما لبس رسول الله صلى الله عليه وآله مثل هذا اللباس ولا علي عليه السلام ولا احد من آبائك فقال له أبو عبد الله: كان رسول الله في زمان قتر مقتر (3) وكان يأخذ لقتره وقتاره (4)


(1) الجشب من الطعام: الغليظ الخشن، وقيل. ما لا أدم فيه. (2) وفي المصدر: ” في ان إذا قال “. (3) القتر: الضيق في المعيشة. (4) وفي المصدر ” واقتداره ” بدل ” وقتاره “. (*)

[ 22 ]

وان الدنيا بعد ذلك ارخت عزاليها (1) فاحق اهلها بها ابرارها، ثم تلا: ” قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق ” فنحن احق من اخذ منها ما اعطاه الله، غير اني يا ثوري ما ترى علي من ثوب انما لبسته للناس، ثم اجتذب يد سفيان فجرها ثم رفع الثوب الاعلى واخرج ثوبا تحت ذلك على جلده غليظا، فقال: هذا لبسته لنفسي غليظا وما رأيته للناس، ثم اجتذب ثوبا على سفيان اعلاه غليظ خشن، وداخل الثوب لين، فقال: لبست هذا الاعلى للناس، ولبست هذا لنفسك تسرها. 79 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعري عن ابن القداح قال: كان أبو عبد الله عليه السلام متكيا علي – أو قال على ابي – فلقيه عباد بن كثير وعليه ثياب مروية (1) حسان، فقال: يا ابا عبد الله ! انك من اهل بيت نبوة وكان ابوك وكان ؟ فما هذه الثياب المزينة عليك فلو لبست دون هذه الثياب ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: ويلك يا عباد من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق ؟ وان الله عزوجل إذا انعم على عبده نعمة احب ان يراها عليه ليس به بأس، ويلك يا عباد انما انا بضعة من رسول الله صلى الله عليه وآله فلا تؤذني، وكان عباد يلبس ثوبين قطنين. 80 – في تفسير العياشي عن الحكم بن عيينة قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام و عليه ازار أحمر، قال فاحددت النظر إليه (3) فقال: يا أبا محمد ان هذا ليست به بأس ثم تلا: ” قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق “. 81 – عن الوشاء عن الرضا عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يلبس الجبة والمطرف (4) من الخز والقلنسوة ويبيع المطرف ويتصدق بثمنه و


(1) العزالي جمع العزلاء: فم المزادة وارخت اي ارسلت يقال ارخت السماء عزاليها وهذا كناية عن شدة وقع لمطر وكأن المراد في الحديث فتحت أبوابها من كل جانب. (2) اي المنسوب إلى مرو. (3) أحد إليه النظر – بتشديد الدال -: بالغ في النظر إليه. (4) المطرف: بضم الميم وفتحها – رداء من خز مربع ذو اعلام، قال الفراء: اصله الضم لانه مأخوذ من أطرف اي جعل في طرفيه العلمان (*)

[ 23 ]

يقول: ” قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق ” 82 – عن يوسف بن ابراهيم قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وعلي جبة خزو طليسان خز (1) فنظر إلي، فقلت: جعلت فداك علي جبة خز وطليسان خز ما تقول فيه ؟ قال: ولا بأس بالخز، قلت: وسداه أبريسم (2) فقال: لا بأس به فقد اصيب الحسين بن علي عليه السلام وعليه جبة خز. 83 – عن احمد بن محمد عن أبي الحسن عليه السلام قال: كان علي بن الحسين يلبس الثوب بخمسمأة دينار والمطرف بخمسين دينارا يشتو فيه (3) فإذا ذهب الشتاء باعه وتصدق بثمنه. 84 – وفي خبر عمر بن علي عن أبيه عن الحسين عليه السلام (4) انه كان يشتري الكساء الخز بخمسين دينارا، فإذا صاف تصدق به لا يرى بذلك بأسا ويقول: ” قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق “. 85 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واعلموا يا عباد الله ان المتقين جازوا عاجل الخير و آجله، شاركوا اهل الدنيا في دنياهم، ولم يشاركهم اهل الدنيا في آخرتهم، أباحهم الله في الدنيا ما كفاهم به واغناهم، قال الله عزوجل: ” قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هو للذين آمنوا في الحيوة الدنيا خالصة يوم القيمة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون ” سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت، وأكلوها بافضل ما أكلت، شاركوا اهل الدنيا في دنياهم فأكلوا معهم من طيبات ما يأكلون


(1) الطيلسان – بالفتح وتثليث اللام -: كساء مدور اخضر لا اسفل له يلبسه الخواص من العلماء والمشايخ وهو من لباس العجم. (2) السدى من الثوب: ما مد من خيوطه ويقال له بالفارسية ” تار ” وهو بخلاف اللحمة ” پود “. (3) شتا يشتو بالبلد: اقام به شتاءا. (4) وفي المصدر ” عمر بن علي عن ابيه علي بن الحسين (عليه السلام) اه “. (*)

[ 24 ]

وشربوا من طيبات ما يشربون، ولبسوا من افضل ما يلبسون وسكنوا من أفضل ما يسكنون، وتزوجوا من افضل ما يتزوجون، وركبوا من افضل ما يركبون، و أصابوا لذة الدنيا مع اهل الدنيا وهم غدا جيران الله، يتمنون عليه فيعطيهم ما يتمنون لا ترد لهم دعوة، ولا ينقص لهم نصيب من اللذة، فالى هذا يا عباد الله يشتاق إليه من كان له عقل. 86 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن احمد عن محمد بن عبد الله بن احمد عن علي بن النعمان عن صالح بن حمزة عن أبان بن مصعب عن يونس بن ظبيان أو المعلى بن خنيس قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما لكم من هذه الارض ؟ فتبسم ثم قال: ان الله تبارك تعالى بعث جبرئيل عليه السلام وامره ان يخرق بابهامه ثمانية أنهار في الارض، منها سيحان وجيحان وهو نهر بلخ والخشوع وهو نهر الشاش (1) و مهران وهو نهر الهند ونيل مصر ودجلة والفرات فما سقت أو استقت فهو لنا، وما كان لنا فهو لشيعتنا، وليس لعدونا منه شئ الا ما غصب عليه، وان ولينا لفي أوسع فيما بين ذه إلى ذه يعني من السماء إلى الارض، ثم تلا هذه الآية: ” قل هي للذين آمنوا في الحيوة الدنيا ” المغصوبين عليها ” خالصة لهم يوم القيمة ” بلا غصب. 87 – علي بن محمد عن صالح بن ابي حماد وعدة من اصحابنا عن احمد بن محمد وغيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج امير المؤمنين عليه السلام على عاصم بن زياد حين لبس العبا وترك الملا وشكاه اخوه الربيع بن زياد إلى امير المؤمنين عليه السلام انه قد غم اهله وأحزن ولده بذلك، فقال امير المؤمنين عليه السلام علي بعاصم بن زياد فجئ به فلما رآه عبس في وجهه فقال له: اما استحييت من اهلك أما رحمت ولدك أترى الله احل لك الطيبات وهو يكره اخذك منها ؟ انت أهون على الله من ذلك، أو ليس الله يقول: ” والارض وضعها للانام فيها فاكهة والنخل ذات الاكمام ” اوليس يقول: ” مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان ” إلى قوله: ” يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ” فبالله لابتذال نعم الله بالفعال احب إليه من ابتذالها بالمقال، وقد قال


(1) بلد بما وراء النهر. (*)

[ 25 ]

عزوجل: ” واما بنعمة ربك فحدث ” فقال عاصم: يا امير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة (1) وفى ملبسك على الخشونه ؟ فقال: ويحك ان الله عزوجل فرض على ائمة العدل ان يقدروا انفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ (2) بالفقير فقره فألقى عاصم بن زياد العبا ولبس الملاء. 88 – في نهج البلاغة ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا وانت إليها في الاخرة كنت احوج وبلى ان شئت بلغت بها الاخرة تقرى فيها الضيف وتصل فيها الرحم وتطلع منها الحقوق مطالعها، فإذا انت قد بلغت بها الاخرة، فقال له العلاء يا امير المؤمنين اشكو اليك اخي عاصم بن زياد قال: وما له ؟ قال: قد لبس العباء وتخلى من الدنيا قال علي به فلما جاء قال: يا عدي نفسه لقد استهام بك الخبيث (3) اما رحمت اهلك وولدك أترى الله احل لك الطيبات وهو يكره ان تأخذها ؟ انت اهون على الله من ذلك، قال: يا امير المؤمنين هذا انت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك ؟ قال: ويحك اني لست كانت ان الله عزوجل فرض على ائمة العدل ان يقدروا انفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره. 89 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابي وهب عن محمد بن منصور قال: سئلت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن قال: فقال: ان القرآن له ظهر وبطن، فجميع ما حرم القرآن من ذلك ائمة الجور، وجميع ما احل الله تعالى في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك ائمة الحق. 90 – في تفسير علي بن ابراهيم ” قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها ما وبطن “. قال: من ذلك ائمة الجور. 91 – في الكافي أبو علي الاشعري عن بعض اصحابنا وعلي بن ابراهيم عن ابيه جميعا عن الحسن بن علي بن ابي حمزة عن ابيه عن علي بن يقطين قال: سأل المهدي


(1) مر معناه في ذيل حديث 76. (2) التبيغ: الهيجان والغلبة. (3) عدي تصغير عدو، واستهام بك الخبيث اي جعلك هائما ضالا والباء زائدة. (*)

[ 26 ]

ابا الحسن عليه السلام عن الخمر هل محرمة في كتاب الله عزوجل ؟ فان الناس انما يعرفون النهي عنها ولا يعرفون التحريم لها، فقال له أبو الحسن عليه السلام: بل هي محرمة في كتاب الله جل اسمه يا امير المؤمنين، فقال له: في اي موضع محرمة في كتاب الله جل اسمه يا ابا الحسن ؟ فقال قول الله عزوجل: ” قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق ” فاما قوله ” ما ظهر منها ” يعني الزنا المعلن ونصب الرايات التي كانت ترفعها الفواجر للفواحش في الجاهلية واما قوله عزوجل: ” وما بطن ” يعني ما نكح من الاباء لان الناس كانوا قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه واله إذا كان للرجل زوجة ومات تزوجها ابنه بعده إذا لم تكن امة فحرم الله عزوجل ذلك واما الاثم فانها الخمر بعينها (1) وقد قال الله عزوجل في موضع آخر: ” يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس ” فاما الاثم في كتاب الله فهي الخمر والميسر و اثمهما كبير كما قال الله تعالى، فقال المهدي: يا علي بن يقطين هذه والله فتوى هاشمية قال: فقلت له: صدقت والله يا امير المؤمنين الحمد لله الذي لم يخرج هذا العلم منكم اهل البيت، قال: فوالله ما صبر المهدي ان قال لي: صدقت يا رافضي. 92 – في من لا يحضره الفقيه قال امير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية رضي الله عنه: يا بني لا تقل ما لا تعلم بل لا تقل كلما تعلم. 93 – في نهج البلاغة وقال عليه السلام: علامة الايمان ان تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك، والا يكون في حديثك فضل عن علمك، وان تتقي الله في حديث غيرك. 94 – في عيون الاخبار باسناده عن علي بن ابي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من افتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السموات والارض. 95 – في كتاب الخصال عن مفضل بن يزيد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: انهاك عن خصلتين فيما هلك الرجال، ان تدين الله بالباطل وتفتي الناس بما لا تعلم. 96 – عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: اياك وخصلتين


(1) وقال الشاعر: ” شربت الاثم حتى ضل عقلي * كذاك الاثم يفعل بالعقول ” (*)

[ 27 ]

فيهما هلك من هلك اياك ان تفتي الناس برايك أو تدين بما لا تعلم. 97 – في كتاب التوحيد باسناده إلى جعفر بن سماعة عن غير واحد عن زرارة قال سئلت ابا جعفر عليه السلام ما حجة الله على العباد ؟ قال: ان يقولوا ما يعلمون. ويقفوا عندما لا يعلمون. 98 – في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن محمد الازدي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم ” إلى قوله ” تعلمون ” قال تعد السنين ثم تعد الشهور ثم تعد الايام ثم تعد الساعات ثم تعد الانفاس. فإذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون. 99 – في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله: ” ثم قضى اجلا واجل مسمى عنده ” قال: الاجل الذي غير مسمى موقوف يقدم منه ما شاء ويؤخر منه ما شاء، واما الاجل المسمى فهو الذي ينزل مما يريد ان يكون من ليلة القدر إلى مثلها من قابل، فذلك قول الله: إذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون 100 – عن حمران عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن قول الله: ” ثم قضى اجلا واجل مسمى عنده ” قال: المسمى ما يسمى لملك الموت في تلك الليلة، وهو الذي قال الله: ” إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ” هو الذي يسمى لملك الموت في ليلة القدر، والاخر فيه المشية ان شاء قدمه وان شاء أخره. 101 – في كتاب التوحيد حدثنا احمد بن الحسن القطان قال. حدثنا احمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا علي بن زياد قال: حدثنا مروان بن معوية عن الاعمش عن أبن حيان التميمي عن أبيه وكان مع علي عليه السلام يوم صفين وفيما بعد ذلك قال: بينما علي بن ابي طالب عليهما السلام يفنى الكتائب يوم صفين ومعاوية مستقبلة على فرس له يتأكل تحته تاكلا وعلي عليه السلام على فرس رسول الله صلى الله عليه وآله المرتجز، وبيده حربة رسول الله وهو متقلد سيفه ذا الفقار، فقال رجل من أصحابه: احترس يا أمير المؤمنين فانا نخشى


[ 28 ]

أن يغتالك هذا الملعون، فقال علي عليه السلام: لئن قلت ذلك انه غير مأمون علي دينه، وانه لاشقى القاسطين وألعن الخارجين على الائمه المهتدين، ولكن كفى بالاجل حارسا ليس احد من الناس الا ومعه ملائكة حفظة يحفظونه من ان يتردى في بئر أو أو يقع عليه حائط أو يصيبه سوء فإذا حان اجله خلوا بينه وبين ما يصيبه وكذلك إذا حان اجلي انبعث اشقاها فخضب هذه من هذا واشار بيده إلى لحيته وراسه – عهدا معهودا ووعدا غير مكذوب. 102 – وباسناده إلى الاصبغ بن نباته قال: ان امير المؤمنين عليه السلام عدل من عند حائط مايل إلى حايط آخر، فقيل له: يا أمير المؤمنين تفر من قضاء الله، قال: افر من قضاء الله إلى قدر الله عزوجل. 103 – وباسناده إلى عمرو بن جميع عن جعفر بن محمد قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: دخل الحسين بن علي عليهما السلام علي معوية فقال له: ما حمل اباك على أن قتل اهل البصرة ثم دار عشيا في طرقهم في ثوبين ؟ فقال عليه السلام: حمله على ذلك علمه ان ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، قال: صدقت. 104 – قال: وقيل لامير المؤمنين عليه السلام لما أراد قتال الخوارج لو احترزت يا أمير المؤمنين ! فقال عليه السلام: اي يومي من الموت افر * يوم ما قدر أو يوم قدر يوم لم يقدر لا أخشى الردى * وإذا قدر لم يغن الحذر (1)


(1) ” وفي كتاب المناقب لابن شهر آشوب: وكان مكتوبا على درع علي (عليه السلام): اي يومي من الموت افر * يوم لا يقدر ام يوم قدر يوم لا اقدر لا اخشى الوغى * يوم قد قدر لا يغنى الحذر وكان مكتوبا على علم امير المؤمنين (عليه السلام): الحرب ان باشرتها * فلا يكن منك الفشل واصبر على اهوالها * لا موت الا بالاجل. منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ) (*)

[ 29 ]

105 – وباسناده إلى عبد الرحمان بن جندب عن أبيه وغيره عن الحسن بن علي عليهما السلام كلام طويل وفيه أن عليا عليه السلام في المحيى والممات والمبعث، عاش بقدر ومات بأجل. 106 – وباسناده إلى يحيى بن كثير قال: قيل لامير المؤمنين عليه السلام: الا نحرسك ؟ قال: حرس كل امرء أجله. 107 – وباسناده إلى سعيد بن وهب قال: كنا مع سعيد بن قيس بصفين ليلا و الصفان ينظر كل واحد منهما إلى صاحبه حتى جاء امير المؤمنين عليه السلام فنزلنا على قناة (1) فقال له سعيد بن قيس: أفي هذه الساعة يا أمير المؤمنين ؟ أما خفت شيئا ؟ قال: واي شئ أخاف ؟ انه ليس من احد الا ومعه ملكان موكلان به ان يقع في بئر أو تضربه دابة أو يتردى من جبل حتى يأتي القدر، فإذا أتى القدر خلوا بينه وبينه. 108 – في اصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وما أضلنا الا المجرمون يعنون المشركون الذين اقتدوا بهم هؤلاء فاتبعوهم على شركهم وهم قوم محمد صلى الله عليه وآله ليس فيهم من اليهود والنصارى أحد وتصديق ذلك قول الله عزوجل: ” كذبت قبلهم قوم نوح ” ” كذب أصحاب الايكة ” كذب قوم لوط ” ليس هم اليهود الذين قالوا عزير ابن الله ولا النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله، سيدخل الله اليهود والنصارى النار ويدخل قوم بأعمالهم وقولهم: وما اضلنا الا المجرمون، إذ دعونا إلى سبيلهم ذلك قول الله عزوجل فيهم حين جمعهم إلى النار: قالت اوليهم لاخراهم ربنا هؤلاء اضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار وقوله: ” كلما دخلت امة لعنت اختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا ” برئ بعضهم من بعض ولعن بعضهم بعضا يريد بعضهم ان يحج بعضا، رجاء الفلج فيفلتوا (2) من عظيم ما نزل بهم، وليس بأوان بلوى ولا اختبار، ولا قبول معذرة ولا


(1) القناة: البئر. (2) الفلج: الفوز والظفر. والافلات: التخلص من الشئ. (*)

[ 30 ]

حين نجاة. 109 – في مجمع البيان: ” قالت اوليهم لاخراهم ربنا هؤلاء اضلونا ” قال الصادق عليه السلام: يعني ائمة الجور. 110 – في تفسير علي بن ابراهيم ثم قال ايضا: ” وقالت اوليهم لاخريهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون ” قال شماتة بهم. 111 – في تفسير العياشي عن منصور بن يونس عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: ” ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ” نزلت في طلحة وزبير والجمل جملهم. 112 – في تفسير علي بن ابراهيم واما قوله: ” ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ” فانه حدثني أبي عن فضالة بن ايوب عن ابان بن عثمان عن ضريس عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزلت هذه الاية في طلحة والزبير وجملهم، قوله: ونزعنا ما في صدورهم من غل قال: العداوة تنزع منهم اي من المؤمنين في الجنة. 113 – في كتاب الخصال عن امير المؤمنين عليه السلام قال: تفتح ابواب السماء في خمس مواقيت: عند نزول الغيث، وعند الزحف، وعند الاذان، وعند قرائة القرآن مع زوال الشمس، وعند طلوع الفجر. 114 – وعن علي عليه السلام وقد سأله بعض اليهود عن مسائل: اما أقفال السموات فالشرك بالله، ومفاتيحها قول لا اله الا الله. 115 – في مجمع البيان روى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام انه قال: اما المؤمنون فترفع أعمالهم وأرواحهم إلى السماء، فنفتح لهم أبوابها، واما الكافر فيصعد بعمله وروحه حتى إذا بلغ إلى السماء نادى مناد: اهبطوا به إلى سجين وهو واد بحضرموت يقال له برهوت. 116 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” ونزعنا ما في صدورهم من غل “


[ 31 ]

قال: العداوة تنزع منهم اي من المؤمنين في الجنة. 117 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن احمد بن محمد عن ابن هلال عن ابيه عن ابي السفاتج عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: الحمد لله الذي هدينا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدينا الله فقال: إذا كان يوم القيمة دعى بالنبي صلى الله عليه واله وبأمير المؤمنين وبالائمة من ولده عليهم السلام فينصبون للناس فإذا رأتهم شيعتهم قالوا: الحمد لله الذي هدينا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدينا الله، يعني هدينا الله في ولاية امير المؤمنين والائمة من ولده عليهم السلام. 118 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل فيه خطبة الغدير وفيها: معاشر الناس سلموا على علي عليه السلام بامرة المؤمنين وقولوا: ” الحمد لله الذي هدينا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدينا الله “. 119 – في مجمع البيان وعن عاصم بن حمزة عن علي عليه السلام انه ذكر اهل الجنة فقال: يحيون ويدخلون فإذا اساس بيوتهم من حندل اللؤللؤ (1) وسرر مرفوعة واكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة ولولا ان الله تعالى قدرها لهم لالتمعت ابصارهم لما يرون، ويعانقون الازواج، ويقعدون على السرر. ويقولون: الحمد لله الذي هدينا لهذا. 120 – في الكافي علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن الدهقان عن درست عن ابراهيم بن عبد الحميد عن ابي الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه واله من قال إذا ركب الدابة: بسم الله لا حول ولا قوة الا بالله ” الحمد لله الذي هدينا لهذا وما كنا لنهتدي ” الآية ” سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ” حفظت له دابته ونفسه. 121 – في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: ما من احد الا وله منزل في الجنة ومنزل في النار، فاما الكافر فيرث المؤمن منزله من النار، والمؤمن يرث الكافر منزله من الجنة، فذالك قوله: اورثتموها بما كنتم تعملون.


(1) الجندل: الحجارة. (*)

[ 32 ]

122 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن احمد عمر الحلال قال: سئلت ابا الحسن عليه السلام عن قوله: فاذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين قال: المؤذن امير المؤمنين عليه السلام. 123 – في مجمع البيان ” فاذن مؤذن بينهم ” الآية روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده عن محمد بن الحنفية عن علي عليه السلام انه قال: انا ذلك المؤذن. 124 – في كتاب معاني الاخبار خطبة لعلي عليه السلام يذكر فيها نعم الله عزوجل عليه وفيها يقول عليه السلام: الا واني مخصوص في القرآن باسماء، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، وانا المؤذن في الدنيا والاخرة قال الله عزوجل: ” فاذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظلمين ” انا ذلك المؤذن وقال: ” واذان من الله ورسوله ” وانا ذلك الاذان. 125 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ونادى اصحاب الجنة اصحاب النار ان قد وجدنا ما عدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فاذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظلمين حدثني ابي عن محمد بن الفضيل عن ابي الحسن عليه السلام قال: المؤذن امير المؤمنين صلوات الله عليه يؤذن اذانا يسمع الخلائق. 126 – وفيه وقال الصادق عليه السلام: كل امة يحاسبها امام زمانها ويعرف الائمة اوليائهم واعدائهم بسيماهم وهو قوله: وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم فيعطوا اوليائهم كتابهم بيمينهم فيمروا إلى الجنة بلا حساب، ويعطوا اعدائهم كتابهم بشمالم فيمروا إلى النار بلا حساب. 127 – في كتاب معاني الاخبار خطبة لعلي عليه السلام يذكر فيها نعم الله عزوجل عليه وفيها يقول عليه السلام: ونحن اصحاب الاعراف انا وعمي واخي وابن عمي والله فالق الحب و النوى لا يلج النار لنا محب ولا يدخل الجنة لنا مبغض، لقول الله عزوجل: ” وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم “. 128 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الهيثم بن واقد عن صفوان قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام


[ 33 ]

يقول: جاء ابن الكوا إلى امير المؤمنين عليه السلام فقال: يا امير المؤمنين ” وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ” فقال ” نحن على الاعراف، نعرف انصارنا بسيماهم ونحن الاعراف الذين لا يعرف الله عزوجل الا بسبيل معرفتنا ونحن الاعراف يعرفنا لله عزوجل يوم القيامة على الصراط، فلا يدخل الجنة الا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار الا من انكرنا وانكرناه. 129 – في كشف المحجة لابن طاوس (ره) عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل فيه: فالاوصياء قوام عليكم بين الجنة والنار، لا يدخل الجنة الا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار الا من أنكرهم وانكروه، لانهم عرفاء العباد عرفهم الله اياهم عند اخذ المواثيق عليهم بالطاعة لهم، فوصفهم في كتابه فقال عزوجل: ” وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ” وهم الشهداء على الناس والنبيون شهدائهم بأخذهم لهم مواثيق العباد بالطاعة. 130 – في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال: انا يعسوب المؤمنين، وانا اول السابقين وخليفة رسول رب العالمين، وانا قسيم الجنة والنار وأنا صاحب الاعراف. 131 – عن هشام (1) عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئلته عن قول الله عزوجل: ” و على الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ” ما يعني بقوله: وعلى الاعراف رجال ؟ قال: الستم تعرفون عليكم عرفا على قبايلكم لتعرفون من فيها من صالح أو طالح ؟ قلت: بلى قال: فنحن اولئك الرجال الذين يعرفون كلا بسيماهم. 132 – عن زاذان عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول لعلي عليه السلام اكثر من عشر مرات: يا علي انك والاوصياء من بعدك اعراف بين الجنة والنار، ولا يدخل الجنة الا من عرفكم وعرفتموه ولا يدخل النار الا من انكركم وانكرتموه. 133 – عن سعد بن طريف عن ابي جعفر عليه السلام في هذه الاية: ” وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ” قال: يا سعد هم آل محمد عليهم السلام، لا يدخل الجنة


(1) كذا في النسخ وفي المصدر ” علقام ” بدل ” هشام “. (*)

[ 34 ]

الا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار الا من انكرهم وانكروه. 134 – عن الثمالي قال: سئل أبو جعفر عليه السلام ” وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ” فقال أبو جعفر: نحن الاعراف الذين لا يعرف الله الا بسبب معرفتنا ونحن الاعراف الذين لا يدخل الجنة الا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار الا من انكرنا وانكرناه، وذلك بان الله لو شاء ان يعرف الناس نفسه لعرفهم ولكن جعلنا سببه وسبيله وبابه الذي يؤتى. 135 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولاهل التواضع سيماء يعرفه اهل السماء من الملائكة، واهل الارض من العارفين، قال الله تعالى: ” وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم “. 136 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن الحسن بن محبوب عن ابي ايوب عن بريد عن ابي عبد الله عليه السلام قال: الاعراف كثبان (1) بين الجنة والنار، والرجال الائمة صلوات الله عليهم يقفون على الاعراف مع شيعتهم وقد سبق المؤمنون إلى الجنة، فيقول الائمة لشيعتهم من اصحاب الذنوب: انظروا إلى اخوانكم في الجنة قد سبقوا إليها بلا حساب، وهو قول الله تبارك وتعالى: سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون ثم يقال لهم: أنظروا إلى اعدائكم في النار وهو قوله: وإذا صرفت ابصارهم تلقاء اصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ونادى اصحاب الاعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم في النار فقالوا ما اغنى عنكم جمعكم في الدنيا وما كنتم تستكبرون ثم يقولون لمن في النار من اعدائهم: أهؤلاء شيعتي واخواني الذين كنتم انتم تحلفون في الدنيا لا ينالهم الله برحمة ثم يقول الائمة لشيعتهم: ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون. 137 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن اسباط عن سليم مولى طربال قال حدثني هشام عن حمزة بن الطيار قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: الناس على ستة قسام قال: قلت: تأذن ان اكتبها ؟ قال: نعم، قلت: ما اكتب ؟


(1) الكثبان جمع الكثيب: التل من الرمل. (*)

[ 35 ]

قال: اكتب اصحاب الاعراف، قال: قلت: وما اصحاب الاعراف ؟ قال: قوم استوت حسناتهم وسيآتهم فان ادخلهم النار فبذنوبهم، وان ادخلهم الجنة فبرحمته والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 138 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن هشام بن سالم عن زرارة قال: دخلت أنا وحمران أو انا وبكير على ابي جعفر عليه السلام قال: قلت: انا نمد المطمار قال: وما المطمار ؟ قلت: التر (1) فمن وافقنا من علوي أو غيره توليناه، ومن خالفنا من علوي أو غيره تبرينا منه، فقال لي: يا زرارة قول الله اصدق من قولك اين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، اين اصحاب الاعراف، اين المؤلفة قلوبهم ؟ والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 139 – علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن حماد عن حمزة بن الطيار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الناس على ست فرق يؤلون (2) كلهم إلى ثلث فرق: الايمان والكفر والضلال وهم اهل الوعيد، الذين وعدهم الله الجنة والنار المؤمنون والكافرون والمستضعفون والمرجون لامر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وأهل الاعراف. 140 – علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: اقبل علي فقال لي: ما تقول في أصحاب الاعراف ؟ فقلت: ماهم الا مؤمنين أو كافرين ان دخلوا الجنة فهم مؤمنون، وان دخلوا النار فهم كافرون، فقال: والله ما هم بمؤمنين ولا كافرين ولو كانوا مؤمنين لدخلوا الجنة كما دخلها المؤمنون، ولو كانوا كافرين لدخلوا النار كما دخلها الكافرون، ولكنهم قد استوت حسناتهم سيئاتهم، فقصرت


(1) المطمار: خيط للبناء يقدر به وكذا التر – بضم التاء – قال الفيض (ره) يعني انا نضع ميزانا لتولينا الناس وبرائتنا منهم وهو ما نحن عليه من التشيع، فمن استقام معنا عليه فهو ممن توليناه ومن مال عنه وعدل فنحن منه براء كائنا من كان. (2) اي يرجعون. (*)

[ 36 ]

بهم الاعمال. وانهم لكما قال الله عزوجل فقلت: أمن اهل الجنة هم ام من اهل النار ؟ فقال: اتركهم حيث تركهم الله قلت: أفترجئهم ؟ قال: نعم ارجئهم كما أرجأهم الله، ان شاء ادخلهم الجنة برحمته، وان شاء ساقهم إلى النار بذنوبهم ولم يظلمهم، فقلت: هل يدخل الجنة كافر ؟ قال: لا قلت: فهل يدخل النار الا كافر ؟ قال: فقال: لا الا ان يشاء الله، يا زرارة انني اقول ما شاء الله وأنت لا تقول ما شاء الله، اما انك ان كبرت رجعت وتحللت عنك عقدك، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 141 – في تفسير العياشي عن كرام (1) قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا كان يوم القيمة اقبل سبع قباب من نور يواقيت خضر وابيض في كل قبة امام دهره قد احف به اهل دهره برها وفاجرها حتى يقفون بباب الجنة فيطلع اولها صاحب قبة اطلاعة فيميز اهل ولايته من عدوه، ثم يقبل على عدوه فيقول: انتم الذين اقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم اليوم [ يقوله ] لاصحابه فتسود وجوه الظالمين فيمر اصحابه إلى الجنة وهم يقولون: ” ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ” فإذا نظر اهل القبة الثانية إلى قلة من يدخل الجنة و كثرة من يدخل النار خافوا ان لا يدخلوها وذلك قوله: ” لم يدخلوها وهم يطمعون ” 142 – في مجمع البيان وروى ان في قراءة عبد الله بن مسعود وسالم ” وإذا قلبت ابصارهم تلقاء اصحاب النار قالوا ربنا عائذا بك ان لا تجعلنا مع القوم الظالمين ” وروى ذلك عن ابي عبد الله عليه السلام. 143 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمة الله عليه ” عن عبد الرحمان بن عبد الله الزهري قال: حج هشام بن عبد الملك فدخل المسجد الحرام متكيا على يد سالم مولاه ومحمد بن علي بن الحسين صلوات الله عليهم جالس في المسجد، فقال له سالم: يا امير المؤمنين هذا محمد بن علي بن الحسين فقال هشام: المفتون به اهل العراق ؟ قال نعم، قال: اذهب إليه فقل له: يقول لك امير المؤمنين: ما الذي يأكل الناس ويشربون إلى ان يفصل بينهم يوم القيمة ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: يحشر الناس


(1) كرام لقب عبد الكريم بن عمرو الخثعمي. (*)

[ 37 ]

على مثل قرصة النقى (1) فيها انهار منفجرة يأكلون ويشربون حتى يفرغ الناس من الحساب، قال: فرأى هشام انه قد ظفر به فقال: الله اكبر اذهب إليه فقل له: ما اشغلهم عن الاكل والشرب يومئذ ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: هم في النار اشغل ولم يشتغلوا عن ان قالوا: افيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله فسكت هشام لا يرجع كلاما 144 – في تفسير العياشي عن ابراهيم بن عبد الحميد عن احدهما عليهما السلام قال: ان اهل النار يموتون عطاشا، ويدخلون قبورهم عطاشا، ويدخلون جهنم عطاشا، فترفع لهم قراباتهم من الجنة فيقولون: ” افيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله “. 145 – عن الزهري عن ابي عبد الله عليه السلام ” يوم التناد ” يوم ينادي اهل النار اهل الجنة ان افيضوا علينا من الماء. 146 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن الحسن بن محبوب عن ابي حمزة الثمالي عن ابي الربيع قال سئل نافع مولى عمر بن الخطاب ابا جعفر محمد بن علي عليهما السلام فقال: يا ابا جعفر اخبرني عن قول الله تبارك وتعالى: ” يوم تبدل الارض غير الارض والسموات ” اي ارض تبدل ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: بخبزة بيضاء ياكلون منها حتى يفرغ الله من حساب الخلائق، فقال نافع: انهم عن الاكل لمشغولون ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: هم حينئذ اشغل ام هم في النار ؟ فقال نافع ؟ بل هم في النار، قال: فقد قال الله: ” ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة ان افيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ” ما شغلهم إذ دعوا الطعام فاطعموا الزقوم، ودعوا الشراب فسقوا الحميم، قال: صدقت يابن رسول الله والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 147 – في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل، وفيه: وانما يجازي من نسيه ونسى لقاء يومه بأن ينسيهم انفسهم كما قال الله تعالى: ” ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنسيهم انفسهم اولئك هم الفاسقون ” وقال عزوجل: فاليوم ننسيهم كما نسوا لقاء يومهم هذا اي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا. 148 – في كتاب التوحيد عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام:


(1) قال ابن الاثير: يعني الخبز الحواري. والحواري: الدقيق الابيض. (*)

[ 38 ]

وقد سأله رجل، عما اشتبه عليه من آيات الكتاب، وكذلك تفسير قوله عزوجل: ” اليوم ننسيهم كما نسوا لقاء يومكم هذا ” يعني بالنسيان انه لم يثبهم كما يثيب اولياءه الذين كانوا في دار الدنيا مطيعين ذاكرين حين آمنوا به وبرسله وخافوه بالغيب وقد يقول العرب في باب النسيان: قد نسينا فلان فلا يذكرنا، اي انه لا يأمر لهم بخير ولا يذكرهم به. 149 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله فهو من الايات التي تأويلها بعد تنزيلها، قال: ذلك في قيام القائم عليه السلام ويوم القيمة يقول الذين نسوه من قبل اي تركوه قد جائت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا قال: هذا يوم القيمة أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا انفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون قوله ان ربكم الله الذي خلق السموات والارض في ستة ايام قال: في ستة اوقات. 150 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمة الله عليه ” حديث طويل وفيه واما قوله: ” انما اعظكم بواحدة ” فان الله جل ذكره انزل عزائم الشرائع و آيات الفرائض في أوقات مختلفه، كما خلق السموات والارض في ستة ايام، ولو شاء الله ان يخلقها في اقل من لمح البصر لخلق، ولكنه جعل الاناة و المداراة مثالا لامنائه وايجابا للحجة على خلقه، وستسمع تتمة هذا الكلام عند قوله تعالى: ” قل انما اعظكم بواحدة ” ان شاء الله تعالى. 151 – في كتاب الخصال عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان الله خلق الشهور اثنى عشر شهرا وهي ثلثمأة وستون يوما فحجز منها ستة ايام خلق فيها السموات والارض فمن ثم تقاصرت الشهور. 152 – عن بكر بن علي بن عبد العزيز عن ابيه قال: سئلت ابا عبد الله عليه السلام عن السنة كم هي يوما ؟ قال: ثلثمأة وستون يوما منها ستة ايام خلقها الله فيها السموات والارض فطرحت من اصل السنة فصار السنة ثلثماة وابعة وخمسين يوما. 153 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السيارى عن


[ 39 ]

محمد بن بكر عن ابن الجارود عن الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال من بات بارض قفر فقرء هذه الآية: ” ان ربكم الله الذى خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش ” إلى قوله: ” تبارك الله رب العالمين ” حرسته الملائكة و تباعدت عنه الشياطين، قال: فمضى الرجل فإذا هو بقرية خراب فبات فيها ولم يقرء هذه الآية فتغشاه الشياطين، فإذا هو آخذ بخطمه (1) فقال له صاحبه: انظره و استيقظ الرجل فقرء الآية فقال الشيطان لصاحبه: ارغم الله انفك أحرسه الآن حتى يصبح، فلما اصبح رجع إلى امير المؤمنين عليه السلام فأخبره وقال له: رأيت في كلامك الشفاء والصدق، ومضى بعد طلوع الشمس فإذا هو بأثر شعر الشيطان مجتمعا في الارض، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 154 – في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام. يا علي من يخاف ساحرا أو شيطانا فليقرء: ” ان ربكم الله الذي خلق السموات والارض ” الاية. 155 – في روضة الواعظين للمفيد ” ره ” وروى ان اليهود اتت النبي صلى الله عليه واله وسلم فسألته عن خلق السموات والارض ؟ فقال: خلق الله الارض يوم الاحد والاثنين، و خلق الجبال وما فيهم يوم الثلثاء وخلق يوم الاربعاء الشجر والماء المداين والعمران و الخراب، وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة، قالت اليهود، ثم ماذا يا محمد ؟ قال: ثم استوى على العرش. 156 – وفيها قال رسول الله صلى الله عليه واله: خلق الله الجنة يوم الخميس وسماه مونسا 157 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قوله: الرحمن على العرش استوى يعني استوى تدبيره وعلا امره. 158 – وعن الحسن بن راشد قال: سئل أبو الحسن موسى عليه السلام عن قول الله: ” الرحمن على العرش استوى ” فقال: استولى على ما دق وجل. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: ستسمع لهذه الاية مزيد بيان في هود عند قوله تعالى: ” وهو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام ” وفي طه عند قوله:


(1) الخطم من كل دابة: مقدم أنفه وفمه. (*)

[ 40 ]

تعالى: ” لرحمن على العرش استوى “. 159 – في تفسير علي بن ابراهيم باسناده إلى علي بن الحسين عليهما السلام حديث طويل وفي آخره قال: وقال امير المؤمنين عليه السلام: الارض مسيرة خمس مأة سنة، الخراب منها مسيرة اربعمائة عام، والعمران منها مسيرة مأة عام، والشمس ستون فرسخا في ستين فرسخا، والقمر اربعون فرسخا في اربعين فرسخا، بطونهما يضيئان لاهل السماء، وظهورهما لاهل الارض، والكواكب كاعظم جبل على الارض، وخلق الشمس قبل القمر. 160 – وقال سلام بن المستنير قلت لابي جعفر عليه السلام: لم صارت الشمس احر من القمر ؟ قال: ان الله تعالى خلق الشمس من نور النار وصفو الماء طبقا من هذا وطبقا من هذا حتى إذا صارت سبعة اطباق البسها لباسا من نار، فمن هنالك صارت احر من القمر، قلت: فالقمر ؟ قال: ان الله خلق القمر من ضوء نور النار وصفو الماء طبقا من هذا وطبقا من هذا حتى إذا صارت سبعة أطباق ألبسها لباسا من ماء، فمن هنالك صار القمر أبرد من الشمس. 161 – في الخرايج والجرايح قال أبو همام: سئل محمد بن صالح أبا محمد عليه السلام عن قوله تعالى ” لله الامر من قبل ومن بعد ” فقال: له الامر من قبل ان يأمر به، وله الامر من بعد ان يأمر به مما يشاء، فقلت في نفسي: هذا قول الله: الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين فأقبل علي وقال: هو كما اسررت في نفسك: ” الا له الخلق وألامر تبارك الله رب العالمين ” (1) 162 – في مجمع البيان: ادعوا ربكم تضرعا وخيفة وروى ان النبي صلى الله عليه واله كان في غزاة، فأشرف على واد فجعل الناس يهللون ويكبرون ويرفعون أصواتهم، فقال ايها الناس اربعوا على انفسكم (2) اما انكم لا تدعون أصم ولا غايبا، انكم تدعون


(1) وزاد في المصدر بعد الاية قوله: ” قلت أشهد انك حجة الله وابن حجته في عباده وخلقه ” (2) اربع على نفسك اي توقف. (*)

[ 41 ]

سميعا قريبا انه معكم. 163 – في اصول الكافي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: ودعاء التضرع ان تحرك اصبعك السبابة مما يلي وجهك وهو دعاء الخيفة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 164 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: واستعن بالله في جميع أمورك متضرعا إليه آناء الليل والنهار، قال الله تعالى: ” ادعوا ربكم تضرعا وخيفة انه لا يحب المعتدين ” والاعتداء من صفة قراء زماننا هذا وعلامتهم. 165 – في روضة الكافي باسناده إلى ميسر عن ابي جعفر عليه السلام قال: قلت: قول الله عزوجل: ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها قال: فقال: يا ميسر ان الارض كانت فاسدة فأصلحها الله عزوجل بنبيه صلى الله عليه واله فقال: ” ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها “. 166 – في تفسير علي بن ابراهيم ” ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها ” قال: اصلاحها برسول الله صلى الله عليه واله وامير المؤمنين عليه السلام، فأفسدوها حين تركوا امير المؤمنين عليه السلام، قوله: والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه وهو مثل الائمة عليهم السلام يخرج علمهم باذن ربهم والذي خبث مثل لاعدائهم لا يخرج علمهم الا نكدا اي كذبا فاسدا. 167 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب عن محاسن البرقي، قال عمرو بن العاص للحسين عليه السلام: ما بال لحاكم اوفر من لحانا ؟ فقال عليه السلام: ” والبلد الطيب يخرج نباته باذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكدا “. 168 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: و بشر آدم بنوح عليه السلام فقال ان الله تبارك وتعالى باعث نبيا اسمه نوح عليه السلام، وانه يدعو إلى الله عز ذكره ويكذبه قومه فيهلكهم الله بالطوفان وكان بين آدم وبين نوح عليهما السلام عشرة آباء انبياء وأوصياء كلهم، وأوصى آدم عليه السلام إلى هبة الله ان من أدركه


[ 42 ]

منكم فليؤمن به وليتبعه وليصدق به فانه ينجو من الغرق، ثم آدم عليه السلام مرض المرضة التي مات فيها إلى قوله: ثم ان هبة الله لما دفن أباه اتاه قابيل فقال: يا هبة الله اني قد رأيت ابي آدم قد خصك من العلم بما لم أخص به أنا وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه، وانما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي فيقولون نحن ابناء الذي تقبل قربانه وانتم ابناء الذي ترك قربانه فانك ان اظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا قتلتك كما قتلت اخاك هابيل، فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والايمان والاسم الاكبر وميراث النبوة وآثار علم النبوة حتى بعث الله نوحا صلى الله عليه وظهرت وصية هبة الله حين نظروا في وصية آدم عليه السلام، فوجدوا نوحا نبيا قد بشر به آدم عليه السلام فآمنوا به واتبعوه وصدقوه. وكان آدم عليه السلام وصى هبة الله ان يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يوم عيدهم، ويتعاهدون نوحا وزمانه الذي يخرج فيه، وكذلك جاء في وصية كل نبي حتى بعث الله محمد صلى الله عليه واله، وانما عرفوا نوحا بالعلم الذي عندهم، وهو قول الله عزوجل: ولقد ارسلنا نوحا إلى قومه إلى آخر الاية وكان من بين آدم ونوح عليهما السلام من الانبياء مستخفين ولذلك خفى ذكرهم في القرآن، فلم يسموا كما سمى من استعلن من الانبياء عليهم السلام. 169 – في مجمع البيان روى الشيخ أبو جعفر بن بابويه باسناده في كتاب النبوة مرفوعا إلى ابي عبد الله عليه السلام قال: لما ان بعث الله عزوجل نوحا دعا قومه علانية فلما سمع عقب هبة الله من نوح تصديق ما في أيديهم من العلم وعرفوا ان العلم الذي في أيديهم هو العلم الذى جاء به نوح عليه السلام صدقوه وسلموا له، فاما ولد قابيل فانهم كذبوه وقالوا: ان الجن كانت قبلنا، فبعث الله إليهم ملكا فلو اراد الله أن يبعث الينا لبعث الينا ملكا من الملائكة. قال مؤلف هذا الكتاب: ستسمع في سورة هود لقصة نوح عليه السلام مزيد بيان انشاء الله تعالى. 170 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى علي بن سالم عن أبيه قال:


[ 43 ]

قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام لما حضرت نوحا عليه السلام الوفاة دعى الشيعة فقال لهم: اعلموا انه سيكون من بعدي غيبة يظهر فيها الطواغيت، وان الله عزوجل سيفرج عنكم بالقائم من ولدي اسمه هود له سمت (1) وسكينة ووقار، يشبهني في خلقي وخلقي. 171 – وباسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: لما بعث الله عزوجل هودا عليه السلام سلم له العقب من ولد سام واما الاخرون فقالوا: من أشد منا قوة فاهلكوا بالريح العقيم، واوصاهم هود عليه السلام و بشرهم بصالح عليه السلام. 172 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابي حمزة عن ابي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وبشر نوح ساما بهود عليهما السلام، فكان فيما بين نوح وهود من الانبياء عليهم السلام وقال نوح عليه السلام: ان الله باعث نبيا يقال له هود، وانه يدعوا قومه إلى الله عزوجل فيكذبونه، وان الله عزوجل مهلكهم بالريح، فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه فان الله عزوجل ينجيه من عذاب الريح، وأمر نوح عليه السلام ابنه ساما ان يتعاهد هذه الوصية عند راس كل سنة فيكون يومئذ عيدا لهم، فيتعاهدون فيه ما عندهم من العلم والايمان والاسم الاكبر ومواريث العلم وآثار علم النبوة فوجدوا هودا نبيا وقد بشر به ابوهم نوح عليه السلام فآمنوا به واتبعوه وصدقوه، فنجوا من عذاب الريح وهو قول الله عزوجل والى عاد اخاهم هودا وقوله عزوجل: ” كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود الا تتقون “. 173 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهم السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وان الانبياء بعثوا خاصة وعامة، اما هود فانه أرسل إلى عاد بنبوة خاصة.


(1) السمت: حسن النحو في مذهب الدين، يقال فلان حسن السمت اي حسن القصد والمذهب في دينه ودنياه. (*)

[ 44 ]

174 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” عن علي بن الحسين عليهما – السلام حديث طويل وفيه: ولقد علمت صاحبة الجدب (1) والمستحفظون من آل محمد ان أصحاب الجمل وأصحاب صفين وأصحاب النهروان لعنوا على لسان النبي الامي صلى الله عليه وآله وقد خاب من افترى، فقال شيخ من اهل الكوفة: يا علي بن الحسين ان جدك كان يقول: اخواننا بغوا علينا ؟ فقال علي بن الحسين: اما تقرء كتاب لله: ” والى عاد اخاهم هودا ” فهم مثلهم نجا الله عزوجل هودا والذين معه وأهلك عادا بالريح العقيم. 175 – في تفسير العياشي وقال سليمان: قال سفيان: قلت لابي عبد الله عليه السلام: [ ما ] يجوز أن يزكى الرجل نفسه ؟ قال: نعم إذا اضطر إليه، أما سمعت قول يوسف: ” اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم ” وقول العبد الصالح وانا لكم ناصح امين. 176 – في مجمع البيان: وزادكم في الخلق بسطة وقال أبو جعفر عليه السلام: كانوا كأنهم النخل الطوال، وكان الرجل منهم ينجو الجبل بيده فيهدم منه قطعة. 177 – وفيه وروى أبو حمزة الثمالي عن سالم عن ابي جعفر عليه السلام قال ان الله تبارك وتعالى بيت ريح يقفل عليه، لو فتحت لاذرت (2) ما بين السماء والارض، ما ارسل على قوم عاد الاقدر الخاتم، وكان هود وصالح وشعيب واسماعيل ونبينا صلى الله عليه واله يتكلمون بالعربية. 178 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمان عن الهيثم بن واقد عن أبي يوسف البزاز قال تلا أبو عبد الله عليه السلام هذه الاية فاذكروا آلاء الله قال: أتدري ما آلاء الله ؟ قلت: لا قال: هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا. 179 – في تفسير العياشي عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول ؟ ما أحسن الصبر وانتظار الفرج، اما سمعت قول العبد الصالح


(1) كذا في النسخ والمصدر ولعله كناية. (2) أذرته الريح اذراءا: أطارته وأذهبته. (*)

[ 45 ]

اني معكم من المنتظرين. 180 – عن يحيى بن المساور الهمداني عن أبيه جاء رجل من أهل الشام إلى علي بن الحسين عليهما السلام فقال: انت علي بن الحسين ؟ قال: نعم قال أبوك الذي قتل المؤمنين ؟ فبكى علي بن الحسين عليه السلام ثم مسح عينيه فقال: ويلك كيف قطعت على ابي انه قتل المؤمنين ؟ قال: قوله: اخواننا قد بغوا علينا فقاتلناهم على بغيهم فقال: ويلك اما تقرء القرآن ؟ قال: بلى، قال فقد قال الله: والى مدين اخاهم شعيبا، والى ثمود اخاهم صالحا فكانوا اخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم ؟ قال له الرجل لا بل عشيرتهم، قال: فهؤلاء اخوانهم في عشيرتهم وليسوا اخوانهم في الدين، قال: فرجت عني فرج الله عنك. 181 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه ان الانبياء بعثوا خاصة وعامة، اما صالح فانه ارسل إلى ثمود وهي قرية واحدة وهي لا تكمل أربعين بيتا على ساحل البحر صغيرة. 182 – في مجمع البيان ” وتنحتون الجبال بيوتا ” يروى انهم لطول اعمارهم يحتاجون إلى ان ينحتوا في الجبال بيوتا لان السقوف والابنية كانت تبلى قبل فناء اعمارهم 183 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى زيد الشحام عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان صالحا عليه السلام غاب عن قومه زمانا وكان يوم غاب عنهم كهلا مبدح البطن (1) حسن الجسم، وافر اللحية خميص البطن خفيف العارضين مجتمعا ربعة (2) من الرجال، فلما رجع إلى قومه لم يعرفوه بصورته فرجع إليهم وهم على ثلث طبقات، طبقة جاحدة لا ترجع ابدا، واخرى شاكة فيه، واخرى على يقين، فبدأ عليه السلام حين رجع بالطبقة الشاكة فقال لهم: انا صالح


(1) المبدح بمعنى الموسع وفي المصدر: ” مبدح واسع البطن ” (2) اي لا بالطويل ولا بالقصير بل بينهما. (*)

[ 46 ]

فكذبوه وشتموه وزجروه، وقالوا برى الله منك ان صالحا كان في غير صورتك قال. فأتى الجحاد فلم يسمعوا منه القول ونفروا منه أشد النفور، ثم انطلق إلى الطبقة الثالثة وهم أهل اليقين فقال لهم: أنا صالح، فقالوا: اخبرتنا خبرا لا نشك فيه معه انك صالح، فانا لا نمتري ان الله تبارك وتعالى الخالق ينقل ويحول في أي صورة شاء وقد اخبرنا وتدارسنا فيما بيننا بعلامات القائم إذا جاء، وانما يصح عندنا إذا أتى الخبر من السماء، فقال لهم: أنا صالح الذي أتيتكم بالناقة، فقالوا صدقت وهي التي نتدارس فما علامتها ؟ فقال: لها شرب ولكم شرب يوم معلوم، قالوا: آمنا بالله وبما جئتنا به، فعند ذلك قال تبارك وتعالى: ان صالحا مرسل من ربه فقال: اهل اليقين انا بما ارسل به مؤمنون قال الذين استكبروا وهم الشكاك انا بالذي آمنتم به كافرون قلت: هل كان فيهم ذلك اليوم عالم به ؟: قال الله اعدل من أن يترك الارض بلا عالم يدل على الله عزوجل، ولقد مكث القوم بعد خروج صالح عليه السلام سبعة ايام على فترة لا يعرفون اماما غير انهم على ما في أيديهم من دين الله عزوجل كلمتهم واحدة، فلما ظهر صالح عليه السلام اجتمعوا عليه وانما مثل القائم عليه السلام مثل الصالح. 184 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله ” ولقد ارسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا ان اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون ” يقول: مصدق ومكذب، قال الكافرون منهم: ” أتشهدون ان صالحا مرسل من ربه قال المؤمنون انما بما ارسل به مؤمنون قال الكافرون منهم انا بالذي آمنتم به كافرون “. 185 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي روى موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان هذا صالحا أخرج الله له ناقة جعلها لقومه عبرة، قال علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى ما هو أفضل من ذلك، ان ناقة صالح لم تكلم صالحا ولم تناطقه ولم تشهد له بالنبوة، ومحمد صلى الله عليه واله بينما نحن معه في بعض غزواته إذا هو ببعير قد دنا ثم رقا فأنطقه الله عزوجل، ثم قال: يارسول الله ان فلانا استعملني حتى


[ 47 ]

كبرت ويريد نحري فانا أسعيذ بك منه، فأرسل رسول الله صلى الله عليه واله إلى صاحبه فاستوهبه منه فوهبه له وخلاه، ولقد كنا معه فإذا نحن باعرابي معه ناقة يسوقها وقد استسلم للقطع لما زور عليه من الشهود، فنطقت الناقة فقالت: يارسول الله ان فلانا مني برئ وان الشهود يشهدون عليه بالزور وان سارقي فلان اليهودي. 186 – في كتاب الخصال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم، وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام – وهو يقول: يا معشر الانصار يا معشر بني هاشم يا معشر بني عبد المطلب انا محمد رسول الله الا اني خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي: انا وعلي وحمزة وجعفر عليهم السلام فقال قائل: يا رسول الله هؤلاء معك ركبان يوم القيمة ؟ فقال: ثكلتك امك انه لن يركب يومئذ الا اربعة: أنا وعلي وفاطمة وصالح نبي الله، فاما أنا فعلى البراق، واما فاطمة ابنتي فعلى ناقة العضباء ! واما صالح فعلى ناقتي التي عقرت واما علي عليه السلام فعلى ناقة من نور زمامها من ياقوت، عليه حلتان خضراوتان 187 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن عمر بن اذينة عن ابان بن ابي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال بنى الكفر على أربع دعائم إلى ان قال: ومن عتا (1) عن امر الله شك، ومن شك تعالى الله عليه فأذله سلطانه (2) وصغره بجلاله كما اغتر بربه الكريم وفرط في امره. 188 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله سئل جبرئيل عليه السلام كيف كان مهلك قوم صالح ؟ فقال يا محمد صلى الله عليه واله ان صالحا بعث إلى قومه وهو ابن ست عشرة سنة فلبث فيهم حتى بلغ عشرين ومأة سنة لا يجيبونه إلى خير، قال: وكان لهم سبعون صنما يعبدونها من ون الله عز ذكره، فلما رأى ذلك منهم قال: يا قوم بعثت اليكم وانا ابن ست عشرة سنة وقد بلغت مأة وعشرين سنة وانا اعرض


(1) العتو: الاستكبار. (2) ” تعالى الله عليه ” اي استولى عليه، واذله بتمكنه وقدرته. (*)

[ 48 ]

عليكم أمرين ان شئتم فاسئلوني حتى أسئل الهي فيجيبكم فيما سئلتموني الساعة، وان شئتم سألت آلهتكم فان أجابتني بالذي اسألها خرجت عنكم فقد سئمتكم وسئمتموني (1) قالوا: قد أنصفت يا صالح فاتعدوا ليوم يخرجون فيه، قال: فخرجوا باصنامهم إلى ظهرهم ثم قربوا طعامهم وشرابهم فأكلوا وشربوا، فلما أن فرغوا ادعوه فقالوا: يا صالح سل فقال لكبيرهم: ما اسم هذا ؟ قالوا فلان، فقال له صالح عليه السلام يا فلان اجب فلم يجبه فقال صالح: ما له لا يجيب ؟ قالوا: ادع غيره، قال: فدعاها كلها فلم يجبه منها شئ، فاقبلوا على اصنامهم فقالوا لها: ما لك لا تجيبين صالحا ؟ (2) فلم تجب فقالوا تنح عنا ودعنا وآلهتنا ساعة، ثم نحوا بسطهم وفرشهم ونحوا ثيابهم وتمرغوا على التراب (3) وطرحوا التراب على رؤسهم وقالوا لاصنامهم: لئن لن تجبن صالحا لنفتضحن، قال: ثم دعوه فقالوا: يا صالح ادعها فدعاها فلم تجبه، فقال لهم: يا قوم قد ذهب صدر النهار ولا أرى آلهتكم تجيبوني، فاسئلوني حتى أدعو الهي فيجيبكم الساعة، فانتدب له (4) منهم سبعون رجلا منهم من كبرائهم والمنظور إليهم منهم، فقالوا: يا صالح نحن نسألك فان أجابك ربك تبعناك واجبناك ويبايعك جميع اهل قريتنا، فقال لهم صالح عليه السلام: سلوني ما شئتم، فقالوا: تقدم بنا هذا الجبل، وكان الجبل قريبا منهم، فانطلق معهم صالح عليه السلام فلما انتهوا إلى الجبل قالوا: يا صالح ادع لنا ربك يخرج من هذا الجبل الساعة ناقة حمراء شقراء وبراء عشراء (5) بين جنبيها ميل، فقال لهم صالح: لقد سألتموني شيئا يعظم علي و يهون على ربي عزوجل وقال: فسأل الله تبارك وتعالى ذلك صالح، فانصدع الجبل


(1) اي مللتكم ومللتموني. (2) وفي تفسير العياشي: ” ما بالكن لا تجبن صالح ” (3) تمرغ في التراب: تقلب. (4) ندبه للامر فانتدب له اي دعاه له فأجاب. (5) شقراء اي شديد الحمرة، وبراء اي كثير الوبر، حشراء اي اتى على حملها عشرة أشهر. (*)

[ 49 ]

صدعا (1) كادت تطير منه عقولهم لما سمعوا دلك، ثم اضطرب ذلك الجبل اضطرابا شديدا كالمرأة إذا اخذها المخاض، ثم لم يفجأهم الا رأسها قد طلع عليهم من ذلك الصدع فما استتمت رقبتها حتى اجترت ثم خرج ساير جسدها ثم استوت قائمة على الارض فلما رأوا ذلك قالوا: يا صالح ما أسرع ما اجابك ربك ادع لنا ربك يخرج لنا فصيلتها (2) فسأل الله عزوجل فرمت به فدب حولها، فقال لهم: يا قوم أبقى شئ ؟ قالوا: لا انطلق بنا إلى قومنا نخبرهم بما رأينا ويؤمنون بك، قال: فرجعوا فلم يبلغ السبعون إليهم حتى ارتد منهم أربعة وستون رجلا وقالوا: سحر وكذب، قال: فانتهوا إلى الجميع فقال الستة: حق وقال الجميع كذب وسحر، فانصرفوا على ذلك ثم ارتاب من الستة واحدا وكان فيمن عقرها، قال ابن محبوب: فحدثت بهذا الحديث رجلا من اصحابنا يقال له سعد بن يزيد، فاخبرني انه رأى الجبل الذي خرجت منه بالشام. قال فرأيناها جنبها قد حك الجبل، فاثر جنبها فيه وجبل آخر بينه وبين هذا ميل. 189 علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن ابي حمزة عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل بذكر في قوم صالح ستقف عليه ان شاء الله في هود يقول عليه السلام في آخره: فلما كان نصف الليل اتاهم جبرئيل عليه السلام فصرخ عليهم صرخة خرقت تلك الصرخة اسماعهم، وفلقت قلوبهم وصدعت اكبادهم، وقد كانوا في تلك الثلثة الايام قد تحنطوا وتكفنوا وعلموا ان العذاب نازل بهم فماتوا أجمعين في طرفة عين صغيرهم وكبيرهم، فلم يبق لهم ثاغية ولا راغية (3) ولا شئ لا اهلكه الله


(1) اي انشق الجبل شقا. (2) الفصيل: ولد الناقة. (3) الثاغية: الشاة. والراغية: البعير. وقولهم ” ماله ثاغية ولا راغية ” اي ماله شاة ولا ناقة، وفي بعض النسخ ” فلم يبق لهم ناعقة ولا راغية، والنعيق: صوت الراعي نفسه قال المجلسي (ره) في مرآة العقول: اي لم تبق منهم جماعة يأتي منهم النعيق والرعي، لكن الاول أظهر وهو الموجود في روايات العامة ايضا في تلك القصة. (*)

[ 50 ]

فاصبحوا في ديارهم وكانت مضاجعهم موتى أجمعين، ثم ارسل الله عليهم مع الصيحة النار من السماء فأحرقتهم اجمعين. 190 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام في قوم لوط ” إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ” فقال: ان ابليس أتاهم في صورة حسنة فيه تأنيث، عليه ثياب حسنة، فجاء إلى شبان منهم فأمرهم أن يقعوا به ولو طلب إليهم أن يقع بهم لابوا عليه ولكن طلب إليهم ان يقعوا به فلما ان وقعوا به التذوه ثم ذهب عنهم وتركهم فأحال بعضهم على بعض (1) في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن ابان بن عثمان عن ابي بصير عن احدهما عليهما السلام في قوم لوط: ” انكم لتأتون الفاحشة ” وذكر كما في علل الشرايع سواء. 191 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه امير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وسأله عن اول من عمل عمل قوم لوط ؟ قال ابليس، فانه امكن من نفسه. 192 – وفي باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل وعلة تحريم الذكران للذكران والاناث للاناث لما ركب في الاناث وما طبع عليه الذكران، ولما في اتيان الذكران الذكران والاناث الاناث من انقطاع النسل وفساد التدبير وخراب الدنيا. 193 – في كتاب الخصال عن ابي عبد الله عليه السلام قال: فما كان من شيعتنا فلا يكون فيهم ثلثة إلى قوله: ولا يكون فيهم من يؤتي في دبره. 194 – في مجمع البيان قصة لوط عليه السلام مع قومه وجملة أمرهم فيما


(1) ” انما ذكرنا هذا الحديث هنا وان كان محله العنكبوت لشرحه: ما سبقكم بها من أحد من العالمين – وبيانه ما دعاهم إليه، وستقف في هود انشاء الله على ان الداعي لهم إلى ذلك هو البخل، وستقف على هذا الحديث في محله من العنكبوت انشاء الله تعالى، منه عفى عنه “. (عن هامش بعض النسخ). (*)

[ 51 ]

روى عن أبي حمزة الثمالي وأبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام ان لوطا لبث في قومه ثلثين سنة، وكان نازلا فيهم ولم يكن منهم، يدعوهم إلى الله وينهاهم عن الفواحش، و يحثهم على الطاعة فلم يجيبوه ولم يطيعوه، وكانوا لا يتطهرون من الجنابة بخلاء أشحاء على الطعام فأعقبهم البخل الداء الذي لا دواء له في فروجهم، وذلك انهم كانوا على طريق السيارة إلى الشام ومصر، فكان ينزل بهم الضيفان، فدعاهم البخل إلى ان كانوا إذا نزل بهم الضيف فضحوه وانما فعلوا ذلك لينكل النازلة عليهم من غير شهوة بهم إلى ذلك فأوردهم البخل هذا الداء حتى صاروا يطلبونه من الرجال، ويعطون عليه الجعل، و كان لوط عليه السلام سخيا كريما يقري الضيف إذا نزل به فنهوه عن ذلك وقالوا: لا تقرين ضيفا جاء ينزل بك، فانك ان فعلت فضحنا ضيفك فكان لوط إذا نزل به الضيف كتم أمره مخافة ان يفضحه قومه. والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة وستسمع له تتمة في هود عند مهلك قوم لوط انشاء الله. 195 – في تفسير العياشي عن يزيد بن ثابت قال: سأل رجل أمير المؤمنين عليه السلام ان يؤتي النساء في ادبارهن ؟ فقال: سفلت سفل الله بك اما سمعت الله يقول: ” اتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين “. 196 – عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام ذكر عنده اتيان النساء في ادبارهن ؟ قال: ما اعلم آية في القرآن أحلت ذلك الا واحدة: ” ائنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء ” الاية. 197 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن ابي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل في آخره: وان الانبياء بعثوا خاصة وعامة، اما شعيب فانه ارسل إلى مدين وهي لا تكمل أربعين بيتا. 198 – في تفسير العياشي عن يحيى بن المساور الهمداني عن أبيه جاء رجل من أهل الشام إلى علي بن الحسين عليه السلام فقال: أنت علي بن الحسين ؟ قال: نعم، قال: أبوك الذي قتل المؤمنين ؟ فبكى علي بن الحسين عليهما السلام ثم مسح عينيه فقال: ويلك كيف قطعت على أبي انه قتل المؤمنين ؟ قال: قوله: اخواننا قد بغوا


[ 52 ]

علينا فقاتلناهم على بغيهم، فقال: ويلك أما تقرء القرآن ؟ قال: بلى، قال: فقد قال الله ” والى مدين أخاهم شعيبا ” ” والى ثمود أخاهم صالحا ” فكانوا اخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم ؟ قال له الرجل: لا بل عشيرتهم ؟ قال فهؤلاء اخوانهم في عشيرتهم وليسوا اخوانهم في دينهم، قال: فرجت عني فرج الله عنك. 199 – في الخرايج والجرايح عن الحسين بن علي عليهما السلام حديث طويل في الرجعة وفيه: ولتنزلن البركة من السماء والارض حتى ان الشجرة لتصيف بما يريد الله فيها من الثمرة وليؤكل ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء و ذلك قوله تعالى ” ولو ان اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الارض ولكن كذبوا “. 200 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: افامنوا مكر الله قال: المكر من الله العذاب. 201 – نهج البلاغة وقال عليه السلام، لا تأمنن على خير هذه الامة عذاب الله لقول الله سبحانه: فلا يامن مكر الله الا القوم الخاسرون. 202 – وفيه وقال عليه السلام: الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤيسهم من روح الله، ولم يؤمنهم من مكر الله. 203 – في تفسير العياشي عن صفوان الجمال قال صليت خلف أبي عبد الله عليه السلام ثم قال اللهم لا تؤمني مكرك ثم جهر فقال ” فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون “. 204 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد ابن اسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبد الرحمن بن محمد الجعفري عن أبي جعفر عليه السلام وعن عقبة عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله خلق الخلق فخلق ما أحب مما احب، وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة، وخلق ما أبغض مما أبغض، وكان ما أبغض ان خلقه من طينة النار. ثم بعثهم في الضلال فقلت: وأى شئ الضلال ؟ قال: ألم تر إلى ظلك في الشمس وليس بشئ، ثم بعث الله فيهم النبيين تدعوهم إلى الاقرار بالله وهو قوله: ” ولئن سئلتهم من خلقهم ليقولن الله ” ثم دعاهم إلى الاقرار


[ 53 ]

بالنبيين فأقر بعضهم وأنكر بعض، ثم دعاهم إلى ولايتنا فأقر بها والله من أحب، وانكرها من ابغض وهو قوله: وما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل ثم قال أبو جعفر عليه السلام: كان التكذيب ثم. 205 – في تفسير على بن ابراهيم ” وما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل ” يعنى في الذر الاول قال: لا يؤمنون في الدنيا بما كذبوا في الذر. 206 – حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن ابن مسكان عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” واذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ” قلت: معاينة كان هذا ؟ قال: نعم، فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه، ولولا دلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه، فمنهم من اقر بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه، فقال الله: ” وما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل “. 207 – في أصول الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحسين بن الحكم قال: كتبت إلى العبد الصالح عليه السلام اخبره انى شاك وقد قال ابراهيم عليه السلام: ” رب أرنى كيف تحيى الموتى ” وانا احب ان ترينى شيئا، فكتب عليه السلام إليه: ان ابراهيم كان مؤمنا واحب ان يزداد ايمانا وانت شاك والشاك لا خير فيه، وكتب انما الشك ما لم يأت اليقين، فإذا جاء اليقين، لم يجز الشك، وكتب: ان الله عزوجل يقول: وما وجدنا لاكثرهم من عهد وان وجدنا اكثرهم لفاسقين قال: نزلت في الشاك. 208 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال لابي بصير: انكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا: وانكم لم تبدلوا بنا غيرنا، ولو لم تفعلوا لعيركم الله كما عيرهم حيث يقول جل ذكره: ” وما وجدنا لاكثرهم من عهد وان وجدنا اكثرهم لفاسقين ” 209 – في تفسير العياشي عن أبى داود قال: قال: والله ما صدق احد ممن اخذ ميثاقه فوفى بعهد الله غير اهل بيت نبيهم وعصابة قليلة من شيعتهم، وذلك قول الله: ” وما وجدنا لاكثرهم من عهد وان وجدنا اكثرهم لفاسقين ” وقوله: ” ولكن اكثر


[ 54 ]

الناس لا يؤمنون “. 210 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ثم ان الله تبارك وتعالى ارسل الاسباط اثنى عشر بعد يوسف ثم موسى وهارون إلى فرعون وملاءه إلى مصر وحدها. 211 – في تفسير العياشي عن عاصم بن المصرى رفعه قال: ان فرعون بنى سبع مداين يتحصن فيها من موسى عليه السلام، وجعل فيما بينها آجاما وغياضا (1) وجعل فيها الاسد ليتحصن بها من موسى، فلما بعث الله موسى إلى فرعون فدخل المدينة فلما رآه الاسد تبصبصت (2) وولت مدبرة، قال: ثم لم يات مدينة الا انفتح له بابها حتى انتهى إلى قصر فرعون الذى هو فيه قال: فقعد على بابه وعليه مدرعة من صوف (3) ومعه عصاه فلما خرج الآذن قال له موسى: أستأذن لي على فرعون، فلم يلتفت إليه [ قال: فقال له موسى: ” انى رسول رب العالمين ” قال: فلم يلتفت إليه ] قال: فمكث بذلك ما شاء الله يسأله ان يستأذن له قال: فلما اكثر عليه قال له: اما وجد رب العالمين من يرسله غيرك ؟ قال: فغضب موسى عليه السلام فضرب الباب بعصاه فلم يبق بينه وبين فرعون باب الا انفتح حتى نظر إليه فرعون وهو في مجلسه، فقال: أدخلوه قال فدخل إليه وهو في قبة له مرتفعة كثيرة الارتفاع ثمانون ذراعا، قال: فقال: انى رسول رب العالمين اليك، قال: فقال: فات بآية ان كنت من الصادقين قال: فألقى عصاه وكان له شفتان (4) فإذا هي حية قد وقع احدى الشفتين في الارض والشفة الاخرى في أعلى القبه، قال فنظر فرعون في جوفها وهى تلتهب نيرانا قال: واهوت إليه فأحدث وصاح: يا موسى خذها.


(1) الاجام جمع الاجمة – محركة -: الشجر الكثير الملتف، وغياض جمع الغيضة: مجتمع الشجر في مغيض ماء. (2) بصبص الكلب وتبصبص: حرك ذنبه، والتبصبص: التملق. (3) المدرعة: هو الثوب من الصوف يتدرع به. (4) وفى المصدر وكذا المنقول عنه في البحار ” شعبتان ” بدل ” شفتان ” وكذا فيما يأتي. (*)

[ 55 ]

212 – في عيون الاخبار باسناده إلى أبى يعقوب البغدادي قال: قال ابن السكيت لابي الحسن الرضا عليه السلام: لماذا بعث الله تعالى موسى بن عمران بيده البيضاء والعصا وآلة السحر، وبعث عيسى عليه السلام بالطب، وبعث محمدا صلى الله عليه وآله بالكلام والخطب فقال له أبو الحسن عليه السلام: لما بعث موسى عليه السلام كان الاغلب على اهل عصره السحر فأتاهم من عند الله بما لم يكن من عند القوم وفى وسعهم مثله، وبما ابطل به سحرهم، واثبت به الحجة عليهم. والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة وقد مضى عند قوله تعالى ” فأتوا بسورة من مثله “. 213 – وفى باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه امير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل، وفيه وسأله عن شئ شرب وهو حى واكل وهو ميت ؟ فقال: تلك عصا موسى ” وفيه ” فقال اخبرنا عن اول شجرة غرست في الارض ؟ فقال: العوسجة (1) ومنها عصى موسى عليه السلام. 214 – في تفسير العياشي يونس بن ظبيان قال: قال: ان موسى وهارون حين دخلا على فرعون لم يكن في جلسائه يومئذ ولد سفاح، كانوا ولد نكاح كلهم و لو كان فيهم ولد سفاح لامر بقتلهما فقالوا ارجه واخاه وأمروه بالتأني والنظر، ثم وضع يده على صدره قال: وكذلك نحن لا يسرع الينا الا كل خبيث الولادة. 215 – عن موسى بن بكر عن ابى عبد الله عليه السلام قال: اشهد ان المرجئة على دين الذين ” قالوا ارجه واخاه وابعث في المدائن حاشرين “. 216 – في اصول الكافي باسناده إلى محمد بن الفيض عن أبى جعفر عليه السلام قال: كانت عصى موسى لآدم عليه السلام، فصارت إلى شعيب، ثم صارت إلى موسى عليه السلام وانها لعندنا وان عهدي بها آنفا وهى خضر كهيئتها حين انتزعت من شجرتها، وانها لتنطق إذا استنطقت اعدت لقائمنا يصنع بها ما كان يصنع موسى وانها لتروع وتلقف ما يأفكون (2)


(1) العوسجة واحدة العوسج: من شجر الشوك له ثمر مدور ويكون غالبا في السباخ ويقال للمظيم منه الغرقد. (2) لتروع أي لتخوف. وتلقف أي تلقم. (*)

[ 56 ]

وتصنع ما تؤمر به، انها حيث اقبلت تلقف ما يأفكون يفتح لها شفتان (1) احديهما في الارض والاخرى في السقف، وبينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها 217 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن على بن محمد القاسانى عمن ذكره عن عبد الله بن القاسم عن أبى عبد الله عليه السلام عن أبيه عن جده قال: قال امير المؤمنين صلوات الله عليهم: كن لما لا ترجو أرحى منك لما ترحو إلى أن قال عليه السلام: وخرجت سحرة فرعون يطلبون العزة بفرعون فرجعوا مؤمنين. 218 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال: و من ذهب يرى ان له على الآخر فضلا فهو من المستكبرين، فقلت له: انما يرى ان له عليه فضلا بالعافية، إذا رآه مرتكبا للمعاصي ؟ فقال: هيهات هيهات فلعله أن يكون غفر ما أتى وأنت موقوف تحاسب، ام تلوت قصة سحرة موسى صلوات الله عليه والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 219 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: وقال الملاء من قوم فرعون اتذر موسى وقومه ليفسدوا في الارض ويذرك وآلهتك قال: كان فرعون يعبد الاصنام ثم ادعى بعد ذلك الربوبية. 220 – في مجمع البيان روى عن علي عليه السلام: ” ويذرك و الهتك روى انه كان يأمرهم ايضا بعبادة البقر ولذلك اخرج السامري لهم عجلا جسدا له خوار وقال هذا إلهكم وإله موسى. 221 – في تفسير العياشي عن عمار الساباطي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده، قال: فما كان لله فهو لرسوله وما كان لرسول الله فهو للامام بعد رسول الله صلى الله عليه واله. 222 – في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليه السلام قال. وجدنا في كتاب علي صلوات الله


(1) وفي المصدر ” شعبتان ” بدل ” شفتان ” كما مر عن تفسير العياشي. (*)

[ 57 ]

عليه: ” ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ” انا واهل بيتي الذين أورثنا الله الارض ونحن المتقون والارض كلها لنا، فمن أحيى ارضا من المسلمين فليعمرها وليؤد خراجها إلى الامام من أهل بيتي، وله ما أكل منها، فان تركها أو أبرجها فأخذها رجل من المسلمين من بعده فعمرها واحياها فهو أحق بها من الذي تركها فليؤد خراجها إلى الامام من اهل بيتي وله ما اكل حتى يظهر القائم عليه السلام من اهل بيتي بالسيف، فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها كما حواها رسول الله صلى الله عليه واله ومنعها، الا ما كان في أيدي شيعتنا يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الارض في ايديهم. 223 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن اسباط عن صالح بن حمزة عن أبيه عن أبي بكر الحضرمي قال: لما حمل أبو جعفر عليه السلام إلى الشام إلى هشام بن عبد الملك وصار ببابه قال لاصحابه ومن كان بحضرته من بني امية: إذا رأيتموني قد وبخت محمد بن علي ثم رأيتموني قد سكت فليقبل عليه كل رجل منكم فليوبخه ثم أمر أن يؤذن له، فلما دخل عليه أبو جعفر عليه السلام قال بيده: السلام عليكم فعمهم جميعا بالسلام ثم جلس، فازداد هشام عليه حنقا بتركه السلام عليه بالخلافة و جلوسه بغير اذن، فاقبل يوبخه ويقول فيما يقول له: يا محمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شقى عصى المسلمين ودعى إلى نفسه وزعم انه الامام سفها وقلة علم، ووبخه بما أراد أن يوبخه، فلما سكت أقبل عليه القوم رجل بعد رجل يوبخه حتى انقضى آخرهم، فلما سكت القوم نهض عليه السلام قائما ثم قال: ايها الناس أين تذهبون وأين يراد بكم، بنا هدى الله أولكم وبنا يختم آخركم، فان يكن لكم ملك معجل فان لنا ملكا مؤجلا، وليس بعد ملكنا ملك، لانا اهل العاقبة يقول الله عزوجل: والعاقبة للمتقين فأمر به إلى الحبس، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 224 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: قالوا اوذينا من قبل ان تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال: قال الذين آمنوا لموسى: قد اوذينا قبل مجيئك يا موسى بقتل الاولاد ومن بعد ما جئتنا لما حبسهم فرعون لايمانهم بموسى، قوله: فإذا جائتهم الحسنة قالوا


[ 58 ]

لنا هذه قال: الحسنة هيهنا الصحة والسلامة والامن والسعة وان تصبهم سيئة قال: السيئة هنا الجوع والخوف والمرض. 225 – في مجمع البيان: وقالوا مهما تاتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين فارسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ” القصة ” قال ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة ومحمد بن اسحق بن يسار ورواه علي بن ابراهيم باسناده عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام دخل حديث بعضهم في بعض قالوا: لما آمنت السحرة فرجع فرعون مغلوبا وابى هو وقومه الا الاقامة على الكفر، قال هامان لفرعون: ان الناس قد آمنوا بموسى فانظر من دخل في دينه فاحبسه، فحبس كل من آمن به من بني اسرائيل فتابع الله عليهم بالايات واخذهم بالسنين ونقص من الثمرات، ثم بعث عليهم الطوفان فخرب دورهم ومساكنهم حتى خرجوا إلى البرية وضربوا الخيام، وامتلاءت بيوت القبط ماءا ولم يدخل بيوت بني اسرائيل من الماء قطرة وقام الماء على وجه الارض لا يقدرون على ان يحرثوا فقالوا لموسى: ادع لنا ربك أن يكشف عنا المطر فنؤمن لك ونرسل معك بني اسرائيل، فدعا ربه فكف عنهم الطوفان فلم يؤمنوا، وقال هامان لفرعون: لئن خليت بني اسرائيل غلبك موسى وأزال ملكك وانبت الله لهم في تلك السنة من الكلاء والتمر والزرع والثمر ما أعشبت به بلادهم وأخصبت، فقالوا: ما كان هذا الماء الا نعمة علينا وخصبا، فانزل الله عليهم في السنة الثانية عن علي بن ابراهيم وفي الشهر الثاني عن غيره من المفسرين الجراد فجردت زروعهم وأشجارهم حتى كانت تجرد شعورهم ولحاهم وتأكل الابواب والثياب و الامتعة، وكانت لا تدخل بيوت بني اسرائيل ولا يصيبهم من ذلك شئ فعجوا وضجوا و جزع فرعون من ذلك جزعا شديدا وقال: يا موسى ادع لنا ربك أن يكف عنا الجراد حتى اخلي عن بني اسرائيل، فدعا موسى ربه فكف عنه الجراد بعدما اقام عليه سبعة ايام من السبت إلى السبت، وقيل: ان موسى عليه السلام برز إلى الفضاء فأشار بعصاه نحو المشرق والمغرب فرجعت الجراد من حيث جائت كأن لم يكن قط، ولم يدع فرعون هامان أن يخلي عن بني اسرائيل، فانزل الله عليهم في السنة الثالثة وفي رواية علي بن


[ 59 ]

ابراهيم وفي الشهر الثالث عن غيره من المفسرين القمل وهو الجراد الصغار لا اجنحة له و هو شر ما يكون وأخبثه، فأتى على زروعهم كلها وافناها من اصلها فذهبت زروعهم ولحس الارض كلها، وقيل أمر موسى عليه السلام أن يمشي على كثيب اعفر بقرية من قرى مصر يدعي عين الشمس، فأتاه فضربه بعصاه فانثال عليهم (1) قملا فكان يدخل بين ثوب احدهم فبعضه وكان يأكل احدهم الطعام فيمتلي قملا، قال سعيد بن جبير: القمل السوس الذي يخرج من الحبوب فكان الرجل يخرج عشرة اقفزة إلى الرحا فيرد منها ثلثة اقفزة فلم يصابوا ببلاء كان أشد عليهم من القمل واخذت اشعارهم وابشارهم (2) وأشفار عيونهم وحواجبهم، ولزمت جلودهم كأنه الجدري عليهم ومنعتهم النوم و القرار فصرخوا وصاحوا فقال فرعون لموسى: ادع لنا ربك لئن كشفت عنا القمل لاكفن عن بني اسرائيل، فدعا موسى عليه السلام حتى ذهب القمل بعدما اقام عندهم سبعة ايام من السبت إلى السبت، فنكثوا فأنزل الله عليهم في السنة الرابعة وقيل في الشهر الرابع الضفادع فكانت يكون في طعامهم وشرابهم وامتلات منها بيوتهم وآنيتهم فلا يكشف احد ثوبا ولا اناء ولا طعاما ولا شرابا الا وجد فيه الضفادع، وكانت تثب في قدروهم فتفسد عليهم وكان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع ويهم ان يتكلم فيثب الضفدع في فيه و يفتح فاه لاكلة فيسبق الضفدع اكلته إلى فيه فلقوا منها اذى شديدا فلما رأوا ذلك بكوا و شكوا إلى موسى عليه السلام وقالوا: هذه المرة نتوب ولا نعود، فادع الله أن يذهب عنا الضفادع فانا نؤمن بك ونرسل معك بني اسرائيل، فأخذ عهودهم ومواثيقهم ثم دعا ربه فكشف عنهم الضفادع بعدما أقام عليهم سبعا من السبت إلى السبت ثم نقضوا العهد وعادوا لكفرهم، فلما كانت السنة الخامسة أرسل عليهم الدم فسال ماء النيل عليهم دما، فكان القبطي يراه دما والاسرائيلي يراه ماءا، فإذا شربه الاسرائيلي كان ماءا وإذا شربه القبطي كان دما، وكان القبطي يقول للاسرائيلي: خذ الماء في فيك وصبه في في فكان إذا صبه في فم القبطي تحول دما، وان فرعون اعتراه العطش حتى انه ليضطر إلى مضغ الاشجار الرطبة فإذا مضغها يصير ماءها في فيه دما، فمكثوا في ذلك سبعة


(1) اي انصب وعليهم. (2) جمع البشرة ظاهر وجلد الانسان. (*)

[ 60 ]

ايام لا يأكلون الا الدم ولا يشربون الا الدم، قال زيد بن أسلم: الدم الذي سلط عليهم كان كالرعاف فأتوا موسى عليه السلام فقالوا. ادع لنا ربك يكشف عنا هذا الدم فنؤمن لك ونرسل معك بني اسرائيل: فلما دفع الله عنهم الدم لم يؤمنوا ولم يخلوا عن بني اسرائيل. 226 – في تفسير العياشي عن محمد بن قيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: ما الطوفان ؟ قال: هو طوفان الماء والطاعون. 227 – عن محمد بن علي عن أبي عبد الله انبأني عن سليمان عن الرضا عليه السلام في قوله: لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك قال: الرجز هو الثلج ثم قال: خراسان بلاد رجز. 228 – في مجمع البيان روى عن أبي عبد الله عليه السلام انه أصابهم ثلج احمر ولم يروه قبل ذلك، فماتوا فيه وجزعوا وأصابهم ما لم يعهدوه قبله. 229 – في تفسير علي بن ابراهيم فارسل الله عزوجل عليهم الرجز وهو الثلج، ولم يروه قبل ذلك فماتوا بما عهد عندك فيه وجزعوا جزعا شديدا وأصابهم ما لم يعهدوه قبله، فقالوا: يا موسى ادع لنا ربك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني اسرائيل فدعى ربه فكشف عنهم الثلج فخلوا عن بني اسرائيل، فلما خلوا عنهم اجتمعوا إلى موسى عليه السلام وخرج موسى من مصر واجتمع إليه من كان هرب من فرعون وبلغ فرعون ذلك، وقال له هامان: قد نهيتك ان تخلي عن بني اسرائيل فقد استجمعوا إليه، فجزع فرعون وبعث في المدائن حاشرين وخرج في طلب موسى عليه السلام. 230 – في اصول الكافي عن علي بن ابراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص ان من صبر صبر قليلا وان من جزع جزع قليلا إلى قوله عليه السلام: ثم بشر في عترته بالائمة ووصفوا بالصبر فقال جل ثنائه: ” وجعلنا منهم ائمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ” فعند ذلك قال رسول الله صلى الله عليه واله: الصبر من الايمان كالرأس من الجسد، فشكر الله عزوجل ذلك له، فأنزل الله عزوجل: وتمت كلمة ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع


[ 61 ]

فرعون وقومه وما كانوا يعرشون فقال صلى الله عليه واله: انه بشرى وانتقام. 231 – في نهج البلاغة وقال له عليه السلام بعض اليهود: ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم ؟ فقال له: انما اختلفنا عنه لا فيه، ولكنكم ما جفت أرجلكم من البحر حتى قلتم لنبيكم: اجعل لنا الها كما لهم آلهة قال انكم قوم تجهلون. 232 – في مجمع البيان وواعدنا موسى ثلثين ليلة واتممناها بعشر ولم يقل أربعين، لفايدة زايدة ذكر فيها وجوه إلى قوله: ثالثها ان موسى عليه السلام قال لقومه: اني أتأخر عنكم ثلثين يوما ليتسهل عليكم، ثم زاد عليهم عشرا وليس في ذلك خلف، لانه إذا تأخر عنهم أربعين ليلة فقد تأخر ثلثين قبلها عن أبي جعفر الباقر عليه السلام. 233 – في اصول الكافي الحسين بن علي الخزاز عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: لهذا الامر وقت ؟ فقال: كذب الوقاتون، كذب الوقاتون، كذب الوقاتون ان موسى عليه السلام لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلثين يوما، فلما زاده الله على الثلاثين عشرا قال قومه: قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا، فإذا حدثناكم الحديث فجاء على ما حدثناكم به فقولوا: صدق الله وإذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا: صدق الله توجروا مرتين. 334 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى شعيب عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذو القعدة ثلثون يوما لقول الله عزوجل: ” وواعدنا موسى ثلثين ليلة ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن اسمعيل عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل نحوه. 235 – في تفسير العياشي عن محمد بن علي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ” وواعدنا موسى ثلثين ليلة وأتممناها بعشر ” قال: بعشر ذي الحجة. 236 – في امالي شيخ الطايفة ” قدس سره ” باسناده إلى ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله لعلي بن أبيطالب عليه السلام في غزوة تبوك: اخلفني


[ 62 ]

في اهلي، فقال علي عليه السلام: يارسول الله اني أكره أن تقول العرب: خذل ابن عمه 6 وتخلف عنه، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ قال: بلى، قال: فاخلفني. 237 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا فيه ذكر موسى وهارون عليهما السلام وفيه: فقلت له: أخبرني عن الاحكام والقضايا والامر والنهي كان ذلك اليهما ؟ قال: كان موسى الذي يناجي ربه ويكتب العلم ويقضي بين بني اسرائيل، وهارون يخلفه إذا غاب عن قومه للمناجاة. 238 – في روضة الكافي خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة يقول عليه السلام فيها بعد ان ذكر النبي صلى الله عليه واله: واختصني بوصيته، واصطفاني بخلافته في امته فقال صلى الله عليه واله وقد حشده (1) المهاجرون والانصار وانغضت بهم المحافل (2) ايها الناس ان عليا مني كهارون من موسى الا انه لا نبي بعدي فعقل المؤمنون عن الله نطق الرسول إذ عرفوني اني لست بأخيه لابيه وامه، كما كان هارون أخاه لابيه وامه، ولا كنت نبيا فاقتضى نبوة ولكن كان ذلك منه استخلافا لي كما استخلف موسى هارون صلى الله عليهما حيث يقول: اخلفني في قومي واصلح ولا تتبع سبيل المفسدين. 239 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال في اثناء كلام له في جمع من المهاجرين والانصار في المسجد ايام خلافة عثمان: انشدكم بالله أتعلمون اني قلت لرسول الله صلى الله عليه واله في غزوة تبوك لم خلفتني ؟ فقال: ان المدينة لا تصلح الا بي أو بك، وانت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي ؟ قالوا: اللهم نعم. 240 – في تفسير العياشي عن أبي بصير عن ابي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام


(1) حشد عليه القوم: اجتمعوا. (2) اي تضيقت بهم المحافل. (*)

[ 63 ]

قالا: سئل موسى عليه السلام ربه تبارك وتعالى قال رب ارني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني قال: فلما صعد موسى عليه السلام إلى الجبل فتحت أبواب السماء واقبلت الملائكة أفواجا في أيديهم العمد، وفي رأسها النور يمرون به فوجا بعد فوج، ويقولون: يابن عمران أثبت فقد سألت عظيما قال: فلم يزل موسى واقفا حتى تجلى ربنا جل جلاله فجعل الجبل دكا وخر موسى صعقا، فلما ان رد الله إليه روحه أفاق قال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين 241 – قال ابن ابي عمير وغيره من اصحابنا: ان النار أحاطت به حتى لا يهرب لهول ما راى. 242 – عن ابي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان موسى بن عمران عليه السلام لما سئل ربه النظر إليه، وعده الله ان يقعد في موضع، ثم أمر الملائكة ان تمر عليه موكبا موكبا بالبرق والرعد والريح والصواعق، فكلما مر به موكب من المواكب ارتعدت فرايصه (1) فيرفع رأسه فيسأل: أفيكم ربي ؟ فيجاب هو آت وقد سألت عظيما يابن عمران. 243 – عن حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله: فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا قال: ساخ الجبل في البحر (2) فهو يهوى حتى الساعة. 244 – وفي رواية اخرى ان النار احاطت بموسى عليه السلام لئلا يهرب لهول ما راى، وقال: لما خر موسى عليه السلام صعقا مات، فلما ان رد الله روحه افاق فقال: ” سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين “. 245 – في كتاب بصاير الدرجات بعض أصحابنا عن احمد بن محمد السياري وقد سمعته انا من أحمد بن محمد قال: حدثني أبو محمد عبيد بن أبي عبد الله القاري


(1) الفرائص جمع الفريصة: اللحمة بين الجنب والكتف التي لا تزال ترعد من الدابة كما عن الاصمعي، وقيل: الفريصة لحمة بين الثدي والكتف، يقال: ارتعدت فريصته اي فزع. (2) اي دخل فيه وغاب. (*)

[ 64 ]

أو غيره، رفعوه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الكروبيين قوم من شيعتنا من الخلق الاول، جعلهم الله خلق العرش لو قسم نور واحد منهم على اهل الارض لكفاهم. ثم قال: ان موسى عليه السلام لما سئل ربه ما سئل أمر واحدا من الكروبيين فتجلى للجبل فجعله دكا. 246 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمة الله عليه ” عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال: واجده قد شهر هفوات انبيائه بتهجينه موسى، حيث قال. ” رب ارني أنظر ايك قال لن تراني ” الاية: واما هفوات الانبياء عليهم السلام وما بينه الله في كتابه، فان ذلك من أدل الدلايل على حكمة الله عزوجل الباهرة وقدرته القاهرة وعزته الظاهرة، لانه علم ان براهين الانبياء عليهم السلام وما بينه الله في كتابه، تكبر في صدور اممهم وان منهم من يتخذ بعضهم الها كالذي كان من النصارى في ابن مريم فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذي انفرد به عزوجل. 247 – في مجمع البيان وقيل: ان تجلى بمعنى جلى، كقولهم: حدث وتحدث وتقديره: جلى ربه امره للجبل ان أبرز في ملكوته للجبل ما تدكدكه به، ويؤيده ما جاء في الخبر ان الله تعالى أبرز من العرش مقدار الخنصر فتدكدك به الجبل، وقيل: صار الجبل ستة أجبل وقعت ثلثة بالمدينة وثلثة بمكة فالتي بالمدينة أجدو ورقان و رضوى، والتي بمكة ثور وثبير وحرى، وروى ذلك عن النبي صلى الله عليه واله وانا اول المؤمنين بانه لا يراك أحد من خلقك عن ابن عباس والحسن وروى مثله عن أبي عبد الله عليه السلام، قال معناه: انا اول من آمن وصدق بانك لا ترى 248 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس لرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء عليهم السلام: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضى الله عنه قال: حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يابن رسول الله صلى الله عليه واله اليس من قولك: ان الانبياء معصومون ؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عزوجل إلى أن قال: ” ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب ارني انظر اليك قال لن تراني “


[ 65 ]

الآية كيف يجوز أن يكون كليم الله موسى بن عمران عليه السلام لا يعلم ان الله تعالى ذكره لا تجوز عليه الرؤية حتى يسأله هذا السؤال ؟ قال الرضا عليه السلام: ان كليم الله موسى بن عمران عليه السلام علم ان الله تعالى منزه عن أن يرى بالابصار، ولكنه لما كلمه الله عزوجل وقربه نجيا رجع إلى قومه فأخبرهم ان الله تعالى كلمه وقربه وناجاه فقالوا: لن نؤمن لك حتى نسمع كلامه كما سمعته، وكان القوم سبع مأة ألف رجل فاختار منهم سبعين الفا ثم اختار سبعة آلاف، ثم اختار منهم سبعمأة، ثم اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربه فخرج بهم إلى طور سيناء فأقامهم في سفح الجبل (1) وصعد موسى عليه السلام إلى الطور وسأل الله عزوجل أن يكلمه ويسمعهم كلامه، فكلمه الله تعالى ذكره وسمعوا كلامه من فوق واسفل ويمين وشمال ووراء وامام، لان الله تعالى أحدثه في الشجرة ثم جعله منبعثا منها حتى يسمعوه من جميع الوجوه، فقالوا: لن نؤمن بان هذا الذي سمعناه كلام الله حتى نرى الله جهرة، فلما قالوا هذا القول العظيم واستكبروا وعتوا بعث الله عليهم صاعقة وأخذتهم الصاعقة بظلمهم فماتوا، فقال موسى: يا رب ما أقول لبني اسرائيل إذا رجعت إليهم وقالوا انك ذهبت بهم فقتلتهم لانك لم تكن صادقا فيما ادعيت في مناجاة الله عزوجل اياك ؟ فاحياهم وبعثهم معه، فقالوا: انك لو سألت الله أن يريك ننظر إليه لاجابك وكنت تخبرنا كيف هو ونعرفه حق معرفته ؟ فقال موسى عليه السلام: يا قوم ان الله تعالى لا يرى بالابصار ولا كيفية له، وانما يعرف بآياته ويعلم بأعلامه، فقالوا: لن نؤمن لك حتى تسأله، فقال موسى عليه السلام: يا رب انك قد سمعت مقالة بني اسرائيل وأنت اعلم بصلاحهم: فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى سلني ما سئلوك فلن اؤاخذك بجهلهم، فعند ذلك قال موسى عليه السلام: ” رب أرني انظر اليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه وهو يهوى فسوف تراني ” فلما تجلى ربه للجبل ” بآية من آياته ” جعله دكا وخر موسى صعقا فلما افاق قال سبحانك تبت اليك ” يقول: رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومي ” وانا اول المؤمنين ” منهم بانك لا ترى فقال المأمون: لله درك يا ابا الحسن.


(1) اي اسفله. (*)

[ 66 ]

248 – في كتاب التوحيد خطبة للرضا عليه السلام وفيها: متجلى لا باستهلال رؤية. وفيه عن علي عليه السلام مثله. 249 – وفيه خطبة لنبي صلى الله عليه واله وفيها: فتجلى لخلقه من غير أن يكون يرى و هو بالمنظر الاعلى. 250 – وفيه حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات: وسأل موسى عليه السلام وجرى على لسانه من حمد الله عزوجل: ” رب أرني انظر اليك ” فكانت مسئلته تلك أمرا عظيما، وسأل امرا جسيما، فعوقب فقال الله تبارك وتعالى: ” لن تراني ” في الدنيا حتى تموت فتراني في الاخرة، ولكن ان اردت أن تراني في الدنيا فانظر إلى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني، فأبدى الله سبحانه بعض آياته وتجلى ربنا للجبل فتقطع الجبل فصار رميما وخر موسى صعقا ثم احياه الله وبعثه (1) فقال عليه السلام ” سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين ” يعني أول من آمن بك (2) منهم انه لن يراك. 251 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى اسحق بن غالب عن أبي عبد الله عليه السلام كلام طويل يقول فيه عليه السلام: فتجلى لخلقه من غير ان يكون يرى و هو يرى. 252 – وباسناده إلى عمر بن علي عن أبيه عن علي بن ابي طالب عليه السلام انه سئل مما خلق الله عزوجل الذر الذي يدخل في كوة البيت (3) ؟ فقال: ان موسى عليه السلام لما قال: ” رب ارني انظر اليك ” قال لله عزوجل: ان استقر الجبل لنوري فانك ستقوى على ان تنظر الي، وان لم يستقر فلا تطيق ابصاري لضعفك، فلما تجلى الله تبارك وتعالى للجبل تقطع ثلث قطع، فقطعة ارتفعت في السماء وقطعة غاصت


(1) وفي المصدر بعد قوله: صعقا. يعني ميتا فكان عقوبته الموت ثم احياه الله وبعثه وتاب عليه فقال سبحانك.. اه. (2) وفي المصدر: ” اول مؤمن آمن بك.. اه “. (3) الكوة: الخرق الصغير في الحائط. (*)

[ 67 ]

في تحت الارض، وقطعة بقيت، فهذا الذر من ذلك الغبار، غبار الجبل. 253 – في تفسير علي بن ابراهيم قال: فرفع الله الحجاب ونظر إلى الجبل، فساخ الجبل في البحر وهو يهوى حتى الساعة، ونزلت الملائكة وفتحت أبواب السماء، فأوحى الله إلى الملائكة: ادركوا موسى لا يهرب، فنزلت الملائكة وأحاطت بموسى و قالت: اتيت يابن عمران فقد سألت الله عظيما، فلما نظر موسى إلى الجبل قد ساخ و الملائكة قد نزلت وقع على وجهه فمات من خشية الله وهول ما راى، فرد الله عليه روحه فرفع رأسه وأفاق ” وقال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين ” اي اول من صدق انك لا ترى، فقال الله تعالى له: يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي و بكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين فناداه جبرئيل عليه السلام: يا موسى انا أخوك جبرئيل. 254 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن يقطين عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اوحى الله عزوجل إلى موسى عليه السلام ان يا موسى أتدري لما اصطفيتك بكلامي دون خلقي ؟ قال: يا رب ولم ذاك ؟ قال فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: يا موسى اني قلبت عبادي ظهرا لبطن فلم اجد فيهم أحدا أذل لي نفسا منك، يا موسى انك إذا صليت وضعت خدك على التراب، أو قال: على الارض. 255 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن سنان عن اسحق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان موسى عليه السلام احتبس عنه الوحي اربعين أو ثلثين صباحا قال: فصعد على جبل بالشام يقال له اريحا، فقال: يا رب ان كنت حبست عني وحيك وكلامك لذنوب بني اسرائيل فغفرانك القديم، قال: فأوحى الله عزوجل إليه: يا موسى بن عمران أتدري لما اصطفيتك لوحيى وكلامي دون خلقي ؟ فقال: لا علم لي يا رب. فقال: يا موسى اني اطلعت إلى خلقي اطلاعة فلم اجد في خلقي أشد تواضعا لي منك، فمن ثم خصصتك بوحيى وكلامي من بين خلقي، قال: وكان موسى عليه السلام إذا صلى لم ينفتل حتى يلصق خده الايمن بالارض والايسر.


[ 68 ]

256 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمة الله عليه ” محمد بن ابي عمير الكوفي عن عبد الله بن الوليد السمان، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يقول الناس في اولى العزم وصاحبكم امير المؤمنين عليه السلام ؟ قال: قلت: ما يقدمون على اولى العزم احدا، قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى قال لموسى عليه السلام: وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة ولم يقل كل شئ وقال لعيسى عليه السلام ” ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه ” ولم يقل كل شئ وقال لصاحبكم امير المؤمنين عليه السلام: ” قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ” وقال الله عزوجل: ” ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين ” وعلم هذا الكتاب عنده. 257 – في بصاير الدرجات جعفر بن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن عمرو عن عبد الله بن الوليد السمان، قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا عبد الله ما تقول الشيعة في علي وموسى وعيسى عليهم السلام ؟ قلت: جعلت فداك وعن اي حالات تسألني قال: اسألك عن العلم ؟ قال: هو والله أعلم منهما ثم قال. يا عبد الله اليس يقولون: ان لعلي عليه السلام ما لرسول الله من العلم ؟ قلت: نعم قال: فخاصمهم فيه، ان الله تبارك وتعالى قال لموسى: ” وكتبنا له في الالواح من كل شئ ” فأعلمنا انه لم يبين له الامر كله، وقال تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه واله: ” وجئنا بك على هؤلاء شهيدا و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ “. 258 – علي بن اسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن عبد الله بن الوليد قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام: اي شئ تقول الشيعة في عيسى وموسى وامير المؤمنين عليهم السلام ؟ قلت: يقولون: ان عيسى وموسى عليهما السلام افضل من امير المؤمنين فقال: أتزعمون ان امير المؤمنين عليه السلام قد علم ما علم رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قلت: نعم ولكن لا يقدمون على أولى العزم من الرسل أحدا، قال أبو عبد الله عليه السلام: فخاصمهم بكتاب الله، قلت: وفي أي موضع منه أخاصمهم ؟ قال: قال الله تبارك وتعالى لموسى: ” وكتبنا له في الالواح من كل شئ ” علمنا انه لم يكتب لموسى


[ 69 ]

عليه السلام كل شئ، وقال الله تبارك وتعالى لعيسى عليه السلام: ” ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه ” وقال تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه واله: ” وجئنا بك على هؤلاء شهيدا و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ “. 259 – في تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام [ قال: ] في الجفر ان الله تبارك وتعالى لما أنزل الالواح على موسى عليه السلام أنزلها عليه وفيها تبيان كل شئ كان أو هو كائن إلى أن تقوم الساعة، فلما انقضت ايام موسى عليه السلام أوحى الله إليه: ان استودع الالواح وهي زبرجدة من الجنة جبلا يقال له زينة، فأتى موسى الجبل فانشق له الجبل، فجعلت فيه الالواح ملفوفة، فلما جعلها فيه انطبق الجبل عليها، فلم تزل في الجبل حتى بعث الله نبيه صلى الله عليه واله، فأقبل ركب من اليمن يريدون الرسول صلى الله عليه واله، فلما انتهوا إلى الجبل انفرج الجبل وخرجت الالواح ملفوفة كما وضعها موسى عليه السلام، فأخذها القوم، فلما وقعت في أيديهم القى في قلوبهم ان لا ينظروا إليها وهابوها حتى يأتوا بها رسول الله، وانزل جبرئيل عليه السلام على نبيه فاخبره بامر القوم وبالذي أصابوه، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه واله [ سلموا عليه، ] (1) ابتدأهم فسألهم عما وجدوا فقالوا: وما علمك بما وجدنا ؟ قال: أخبرني به ربي وهو الالواح، قالوا نشهد انك لرسول الله، فأخرجوها فوضعوها إليه، فنظر إليها و قولها وكتبها بالعبرانية، ثم دعا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال صلى الله عليه واله: دونك هذه ففيها علم الاولين والآخرين وهي ألواح موسى عليه السلام وقد أمرني ربي ان أدفعها اليك، فقال: لست أحسن قرائتها، قال: ان جبرئيل أمرني ان آمرك أن تضعها تحت رأسك ليلتك هذه، فانك تصبح وقد علمت قراءتها، قال: فجعلها تحت رأسه فأصبح وقد علمه الله كل شئ فيها، فأمر رسول الله صلى الله عليه واله بنسخها فنسخها في جلد وهو الجفر، وفيه علم الاولين والآخرين وهو عندنا، والالواح عندنا، وعصا موسى عليه السلام عندنا، ونحن ورثنا النبيين صلى الله عليهم أجمعين قال: قال أبو جعفر عليه السلام: تلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى تحت شجرة في واد يعرف بكذا.


(1) ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر. (*)

[ 70 ]

260 – عن محمد بن سابق بن طلحة الانصاري قال: كان مما قال هارون لابي الحسن موسى عليه السلام حين دخل عليه: ما هذه الدار ؟ قال: هذه دار الفاسقين، قال وقرأ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا فقال له هارون: فدار من هي ؟ قال: هي لشيعتنا قرة ولغيرهم فتنه، قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها ؟ قال: اخذت منهم عامرة ولا يأخذها الا معمورة. 261 – في تفسير علي بن ابراهيم ” وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ” قال إذا رأوا الايمان والصدق والوفاء والعمل الصالح لا يتخذوه سبيلا وان يروا الشرك والزنا والمعاصي يأخذوا بها ويعملوا بها. 262 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جميل بن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اكرموا البقر فانها سيد البهائم، ما رفعت طرفها إلى السماء حياءا من الله عزوجل منذ عبد العجل. 263 – في تفسير العياشي عن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار فقال موسى عليه السلام: يا رب ومن أخار الصنم ؟ فقال الله: يا موسى انا أخرته فقال موسى: ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء. 264 – عن ابن مسكان عن الوصاف عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان فيما ناجى الله موسى عليه السلام ان قال: يا رب هذا السامري صنع العجل فالخوار من صنعه ؟ قال: فأوحى الله إليه يا موسى ان تلك فتنتي فلا تفحص عنها. 265 – في مجمع البيان وروى عن علي عليه السلام ” ويذرك والاهنك ” وروى انه كان يأمرهم ايضا بعبادة البقر، ولذلك اخرج السامري لهم عجلا جسدا له خوار، وقال: هذا إلهكم وإله موسى.


[ 71 ]

266 – في تفسير العياشي عن محمد بن ابي حمزة عمن ذكره عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى لما أخبر موسى ان قومه اتخذوا عجلا له خوار فلم يقع منه موقع العيان، فلما رآهم اشتد غضبه فألقى الالواح من يده فقال أبو عبد الله عليه السلام: وللرؤية فضل على الخبر. 267 – في مجمع البيان – والقى الالواح روى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: رحم الله أخي موسى عليه السلام ليس المخبر كالمعاين، لقد أخبره الله بفتنة قومه وقد علم ان ما أخبره ربه حق، وانه على ذلك لمتمسك بما في يديه، فرجع إلى قومه ورآهم فغضب وألقى الالواح. 268 – في بصاير الدرجات علي بن خالد عن يعقوب بن يزيد عن عباس الوران عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن ليث المرادي انه حدثه عن سدير بحديث، فاتيته فقلت: ان المرادي حدثني عنك بحديث، فقال: وما هو ؟ قلت: جعلت فداك حديث اليماني، قال: نعم كنت عند أبي جعفر عليه السلام: فمر بنا رجل من اهل اليمن، فسأله أبو جعفر عليه السلام عن اليمن ؟ فاقبل يحدث فقال له أبو جعفر: تعرف دار كذا وكذا ؟ قال: نعم ورأيتها فقال أبو جعفر: هل تعرف صخرة عندها في موضع كذا وكذا ؟ قال: نعم، أو رأيتها ؟ قال: فقال له الرجل: ما رايت رجلا اعرف بالبلاد منك فلما قام الرجل قال لي أبو جعفر عليه السلام: ياباالفضل تلك الصخرة التي حيث غضب موسى عليه السلام فالقى الالواح، فما ذهب من التورية التقمته الصخرة، فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه واله أدته إليه وهي عندنا. 269 – معوية بن حكيم عن محمد بن شعيب عن غزوان عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام قال: دخل رجل من أهل بلخ عليه فقال له: يا خورستاني تعرف وادي كذا وكذا ؟ قال: نعم قال: من ذلك الصدع يخرج الدجال، قال: ثم دخل عليه رجل من أهل اليمن، فقال: يايماني تعرف شعب كذا وكذا ؟ قال: نعم، قال له: تعرف شجرة في الشعب من صفتها كذا وكذا ؟ قال: نعم، قال له تعرف صخرة تحت الشجرة ؟ قال: نعم قال: تلك الصخرة التي حفظت الواح موسى على محمد صلى الله عليه واله.


[ 72 ]

270 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن سالم عن أبيه قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أخبرني عن هارون لم قال لموسى عليه السلام: يابن ام لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي ولم يقل يابن ابي ؟ فقال: ان العداوات بين الاخوة اكثرها يكون إذا كانوا بني علات (1) ومتى كانوا بني ام قلت العداوة بينهم، الا ان ينزغ الشيطان بينهم فيطيعوه، فقال هارون لاخيه موسى عليهما السلام يا اخي الذي ولدته امي ولم تلدني غير امه لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، ولم يقل يابن أبي، لان بني الاب إذا كانت امهاتهم شتى لم تستبعد العداوة بينهم الا من عصمه الله منهم، وانما تستبعد العداوة بين بني ام واحدة قال: قلت له: فلم أخذ برأسه يجره إليه وبلحيته ولم يكن في اتخاذهم العجل وعبادته له ذنب ؟ فقال: انما فعل ذلك به لانه لم يفارقهم لما فعلوا ذلك ولم يلحق بموسى وكان إذا فارقهم ينزل بهم العذاب الا ترى انه قال لهارون: ما منعك إذ رأيتهم ضلوا الا تتبعن افعصيت امري قال هارون: لو فعلت ذلك لتفرقوا واني خشيت ان تقول فرقت بين بني اسرائيل ولم ترقب قولي. 271 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: فكان هارون أخاه موسى لابيه وامه ؟ قال: نعم، اما تسمع قول الله تعالى: ” يابن ام لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 272 – في روضة الكافي خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيها وقد ذكر موسى وهارون عليهما السلام: كان هارون اخاه لابيه وامه. 273 – وفيها خطبة له عليه السلام وهي الخطبة الطالوتية وفي آخرها: ثم خرج من المسجد فمر بصيرة (1) فيها نحو من ثلثين شاة، فقال: والله لو ان رجالا ينصحون لله عزوجل ولرسوله بعدد هذه الشياة لازلت ابن آكلة الذبان (3) عن ملكه، فلما أمسى


(1) بنو علات – بفتح المهملة وتشديد اللام -: اي اولاد امهات شتى من اب واحد. (2) الصيرة: حظيرة تتخذ من الحجارة وأغصان الشجر للغنم والبقر. (3) الذبان – بالكسر والتشديد -: جمع ذباب، قال الفيض (ره): وكنى بابن آكلتها عن سلطان الوقت، فانهم كانوا في الجاهلية يأكلون من كل خبيث نالوه. (*)

[ 73 ]

بايعه ثلثمأة وستون رجلا على الموت، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: اغدوا بنا إلى أحجار الزيت محلقين، وحلق أمير المؤمنين عليه السلام فما وافى من القوم محلقا الا أبو ذر والمقداد وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر، وجاء سلمان في آخر القوم، فرفع يده إلى السماء فقال: ان القوم استضعفوني كما استضعفت بنو اسرائيل هارون عليه السلام. 274 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمة الله عليه، وفي رواية سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي حديث طويل وفيه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام لابي بكر وأصحابه: اما والله لو ان اولئك الاربعين الرجل الذين بايعوني وفوا لي لجاهدتكم في الله حق جهاده، اما والله لا ينالها أحد من عقبكم إلى يوم القيمة، ثم نادى قبل ان يبايع: ” يابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني “. 275 – وباسناده إلى محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: حج رسول الله صلى الله عليه واله من المدينة، وبلغ من حج مع رسول الله من اهل المدينة وأهل الاطراف والاعراب سبعين الف انسان أو يزيدون، على نحو عدد اصحاب موسى عليه السلام السبعين الفا الذين أخذ عليهم بيعة هارون عليه السلام فنكثوا واتبعوا العجل والسامري، وكذلك اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله البيعة لعلي عليه السلام بالخلافة على عدد اصحاب موسى عليه السلام فنكثوا البيعة واتبعوا العجل والسامري سنة بسنة ومثلا بمثل والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 276 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن مسعود قال: احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا: ما لامير المؤمنين لم ينازع الثلثة كما نازع طلحة والزبير و عايشة ومعوية ؟ فبلغ ذلك عليا عليه السلام فأمر ان ينادى: الصلوة جامعة، فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: معاشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا قالوا صدق أمير المؤمنين عليه السلام قد قلنا ذلك، قال: ان لي بسنة الانبياء اسوة فيما فعلت، قال الله تعالى في محكم كتابه: ” لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ” قالوا ومن هم يا امير المؤمنين عليه السلام ؟ قال: اولهم ابراهيم عليه السلام إلى ان قال: ولي بأخي هارون عليه السلام اسوة إذ قال لاخيه: يابن ام ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني


[ 74 ]

فان قلتم لم يستضعفوه ولم يشرفوا على قتله فقد كفرتم، وان قلتم استضعفوه واشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم فالوصي أعذر. 277 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه لعلي عليه السلام يا اخي انت سيفي بعدي وستلقى من قريش شدة ومن تظاهرهم عليك و ظلمهم لك. فان وجدت عليهم اعوانا فجاهدهم وقاتل من خالفك بمن وافقك، وان لم تجد أعوانا فاصبر وكف يدك ولا تلق بها إلى التهلكة، فانك مني بمنزلة هارون من موسى عليه السلام، ولك بهارون اسوة، إذا استضعفه قومه وكادوا يقتلونه فاصبر لظلم قريش وتظاهرهم عليك، فانك بمنزلة هارون ومن تبعه وهم بمنزلة العجل ومن تبعه. 278 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن السدي عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما اخلص عبد الايمان بالله أربعين يوما أو قال: ما أجمل عبد ذكر الله أربعين يوما الا زهده الله في الدنيا وبصره داءها ودواها، وأثبت الحكمة في قلبه، وانطق بها لسانه، ثم تلا: ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحيوة الدنيا وكذلك نجزي المفترين فلا يرى صاحب بدعة الا ذليلا، ومفتريا على الله عزوجل وعلى رسوله وأهل بيته صلى الله عليهم الا ذليلا. 279 – في تفسير العياشي عن داود بن فرقد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: عرضت لي إلى الله حاجة فهجرت (1) فيها إلى المسجد، وكذلك أفعل إذا عرضت بي الحاجة فبينا انا أصلى في الروضة إذا رجل على رأسي، قال: قلت: ممن الرجل ؟ فقال: من أهل الكوفة، قال قلت: ممن الرجل ؟ قال: من أسلم، قال: قلت: ممن الرجل ؟ قال: من الزيدية، (2) قال: قلت يا أخا أسلم من تعرف منهم ؟ قال:


(1) هجرت – بتشديد الجيم – اي خرجت وقت الهاجرة وهي شدة الحر. (2) وفي بعض النسخ ” من الزهرية ” ولعله مصحف. (*)

[ 75 ]

اعرف صبورهم (1) ورشيدهم وأفضلهم هارون بن سعد، قلت يا اخا أسلم ذلك من العجلية كما سمعت الله يقول: ” ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا “. 280 – في بصاير الدرجات محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن صباح المزني عن الحرث بن الحضيرة عن حبة العرني قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: ان يوشع بن نون كان وصي موسى بن عمران، وكانت الواح موسى عليه السلام من زمرد أخضر، فلما غضب موسى عليه السلام ألقى الالواح من يده فمنها ما تكسر ومنها ما بقي ومنها ما ارتفع، فلما ذهب عن موسى الغضب قال يوشع بن نون: عندك تبيان ما في الالواح ؟ قال: نعم نزل كذا توارثها رهط بعد رهط حتى وقعت في أيدي اربعة رهط من اليمن، وبعث الله محمدا صلى الله عليه واله بتهامة و بلغهم الخبر، فقالوا: ما يقول هذا النبي ؟ قيل: ينهى عن الخمر والزنا ويأمر بمحاسن الاخلاق وكرم الجوار، فقالوا: هذا اولى بما في ايدينا منا، فاتفقوا ان يأتوه في شهر كذا وكذا، فأوحى الله إلى جبرئيل عليه السلام ان ائت النبي صلى الله عليه واله فأخبره الخبر، فأتاه فقال: ان فلانا وفلانا وفلانا وفلانا ورثوا ما كان في الالواح الواح موسى عليه السلام، وهم يأتونك في شهر كذا وكذا في ليلة كذا وكذا، فسهر لهم تلك الليلة فجاء الركب، فدقوا عليه الباب وهم يقولون: يا محمد ! قال: نعم يا فلان بن فلان بن فلان بن فلان ويافلان بن فلان بن فلان بن فلان اين الكتاب الذي توارثتموه من يوشع بن نون وصي موسى بن عمران ؟ قالوا: نشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وانك رسول الله والله ما اعلم به احد قط منذ وقع عندنا احد قبلك قال: فأخذه النبي صلى الله عليه واله وإذا هو كتاب بالعبرانية دقيق فدفعه الي ووضعته عند رأسي فأصبحت بالغداة وهو كتاب بالعبرانية (2) جليل فيه علم ما خلق الله منذ قامت السموات


(1) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: ” قال: اعرف خيرهم وسيدهم ورشيدهم… اه “. (2) وفي نسخة ” بالعربية ” عوض ” بالعبرانية “. (*)

[ 76 ]

والارض إلى ان تقوم الساعة فعلمت ذلك. 281 – في مجمع البيان: واختار موسى قومه الاية هذا الميثاق هو الميعاد الاول عن ابي علي الجبائي وابي مسلم وجماعة من المفسرين وهو الصحيح، ورواه علي بن ابراهيم في تفسيره. 282 – في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا عليه السلام مع اصحاب المقالات والاديان قال عليه السلام: فمتى اتخذتم عيسى عليه السلام ربا جاز لكم ان تتخذوا اليسع وحزقيل، لانهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى عليه السلام، إلى ان قال: ثم موسى بن عمران عليه السلام واصحابه السبعون الذين اختارهم وصاروا معه إلى الجبل فقالوا له: انك قد رأيت الله فأرناه سبحانه كما رأيته فقال لهم: اني لم اره فقالوا: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فاخذتهم الصاعقة واحترقوا عن آخرهم وبقي موسى وحيدا فقال: يا رب اخترت سبعين رجلا من بني اسرائيل فجئت بهم وارجع وحدي فكيف يصدقني قومي بما اخبرتهم به ؟ فلو شئت اهلكتهم من قبل واياي اتهلكنا بما فعل السفهاء منا ؟. 283 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبد الله القمي عن الحجة القائم عليه السلام حديث طويل وفيه: قلت: فأخبرني يابن مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار الامام لانفسهم ؟ قال: مصلح أم مفسد ؟ قلت: مصلح قال: فهل يجوز ان تقع خيرتهم على المفسد بعد ان لا يعلم احد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد قلت: بلى قال: فهي العلة، وأوردها لك ببرهان ينقاد لك عقلك، ثم قال عليه السلام: اخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله عزوجل، وانزل عليهم الكتب وايدهم بالوحي والعصمة وهم اعلام الامم اهدى إلى الاختيار منهم، مثل موسى وعيسى عليهما السلام، هل يجوز مع وفور عقلهما وكمال علمهما إذ هما بالاختيار ان تقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان انه مؤمن ؟ قلت: لا قال. هذا موسى كليم الله مع وفور عقله وكمال علمه ونزول الوحي عليه اختار من اعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه عزوجل سبعين رجلا ممن لا يشك في ايمانهم واخلاصهم، فوقع خيرته على المنافقين قال الله عزوجل: ” واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا ” إلى قوله: ” لن نؤمن لك


[ 77 ]

حتى نرى الله جهرة فاخذتهم الصاعقة بظلمهم ” فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله عزوجل للنبوة واقعا على الافسد دون الاصلح، وهو يظن انه الاصلح دون الافسد علمنا ان الاختيار لا يجوز الا لمن يعلم ما تخفى الصدور وما تكن الضمائر، ويتصرف عليه السرائر وان لا خطر لاختيار المهاجرين والانصار بعد وقوع خيرة الانبياء على ذوي الفساد لما ارادوا اهل الصلاح. قال مؤلف هذا الكتاب ” عفى عنه “: قد كتبنا قريبا عند قوله تعالى: ” رب ارني انظر اليك ” عن الرضا عليه السلام حديثا طويلا وفيه بيان هذه الآية فليراجع. 284 – في تفسير العياشي عن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ” فقال موسى عليه السلام: يا رب ومن أخار الصنم ؟ فقال الله: يا موسى أنا اخرته فقال موسى: ” ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء ” (1) 285 – عن ابي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما ناجى موسى ربه أوحى الله إليه: ان يا موسى قد فتنت قومك قال: وبماذا يا رب ؟ قال: بالسامري، صاغ لهم من حليهم عجلا، قال: يا رب ان حليهم لا يحتمل أن يصاغ منه عزال أو تمثال أو عجل فكيف فتنتهم ؟ قال: صاغ لهم عجلا فخار، قال: يا رب ومن أخاره ؟ قال: انا، قال عندها موسى عليه السلام: ” ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء “. 286 – في مجمع البيان: ورحمتي وسعت كل شئ وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه واله قام في الصلوة فقال أعرابي وهو في الصلوة: اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحد، فلما سلم صلى الله عليه واله قال للاعرابي: لقد تحجرت (2) واسعا يريد رحمة الله عزوجل اورده البخاري في الصحيح. 287 – في روضة الواعضين للمفيد ” رحمه الله ” قال رسول الله صلى الله عليه واله:


(1) وقد مر الحديث بعينه تحت رقم 269 ولعله كرره هنا لما بينه وبين الحديث الاتى من المناسب في المعنى أو غير ذلك. (2) تحجر ما وسعه الله اي ضيقه على نفسه. (*)

[ 78 ]

أوحى الله إلى داود عليه السلام: يا داود كما لا يضيق الشمس على من جلس فيها، كذلك لا تضيق رحمتي على من دخل فيها. 288 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء عن ابي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول عليه السلام فيه: ” ورحمتي وسعت كل شئ ” يقول: علم الامام ووسع علمه الذي هو من علمه كل شئ هم شيعتنا، ثم قال: فساكتبها للذين يتقون يعني ولاية غير الامام وطاعته. 289 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن محمد الصوفي قال: سألت ابا جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام فقلت: يابن رسول الله لم سمى النبي صلى الله عليه وآله الامي ؟ فقال: ما يقول الناس ؟ قلت: يزعمون انه انما سمى الامي لانه لم يحسن أن يكتب فقال عليه السلام: كذبوا عليهم لعنة الله، انى ذلك والله يقول في محكم كتابه: ” وهو الذى بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ” فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن والله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقرء ويكتب باثنين وسبعين أو قال بثلث وسبعين لسانا، وانما سمى الامي لانه كان من أهل مكة ومكة من امهات القرى، وذلك قول الله عزوجل: ” ولتنذر به ام القرى ومن حولها “. 290 – وباسناده إلى على بن حسان وعلى بن اسباط وغيره رفعوه عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: الناس يزعمون ان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يكتب ويقرأ ؟ فقال: كذبوا لعنهم الله، انى ذلك وقد قال الله عزوجل: ” وهو الذى بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ” أفيكون يعلمهم الكتاب والحكمة وليس يحسن أن يقرء ويكتب ؟ قال: قلت: فلم سمى النبي الامي ؟ قال: نسب إلى مكة، وذلك قول الله عزوجل: لتنذر أم القرى ومن حولها ” فام القرى مكة فقيل: امى لذلك. 291 – وباسناده إلى أحمد بن محمد بن أبى نصر عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان مما من الله عزوجل على رسوله صلى الله عليه وآله انه كان يقرء ولا يكتب فلما


[ 79 ]

توجه أبو سفيان إلى احد كتب العباس إلى النبي صلى الله عليه وآله فجائه الكتاب وهو في بعض حيطان المدينة فقرئه ولم يخبر آصحابه. وأمرهم أن يدخلوا المدينة فلما دخلوا المدينة أخبرهم. 292 – وحدثنا محمد بن الحسن الصفار ” رضى الله عنه ” قال حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقى عن محمد بن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يقرء الكتاب ولا يكتب. 293 – ابى ” رضى الله عنه ” قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن ابان بن عثمان عن الحسن بن زياد الصيقل قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان مما من الله عزوجل به على نبيه صلى الله عليه وآله انه كان اميا لا يكتب ويقرء الكتاب. 294 – في امالي الصدوق ” رحمة الله عليه ” باسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول: قال يهودي لرسول الله صلى الله عليه واله: اني قرأت نعتك في التورية محمد بن عبد الله مولده بمكة ومهاجره بطيبة وليس بفظ ولا غليظ و لا صخاب ولا مترنن بالفحش ولا قول الخنا (1) وانا اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله وهذا مالي فاحكم فيه بما انزل الله 295 – في الخرايج والجرايح عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: فقال الرضا عليه السلام انت يا جاثليق امن في ذمة الله وذمة رسوله لانه لا يبدءك منا شئ تكره مما تخافه وتحذره، فقال: اما إذا امنتني فان هذا النبي الذي اسمه محمد صلى الله عليه واله و هذا الوصي الذي اسمه علي عليه السلام وهذه البنت التي اسمها فاطمة عليها السلام وهذا السبطان اللذان اسمهما الحسن والحسين عليهما السلام في التورية والانجيل والزبور. 296 – في كتاب التوحيد وعيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام


(1) الفظ: السئ الخلق الخشن الكلام، وصخب الرجل: صات شديدا فهو صخاب ورنن الرجل – بتشديد النون -: صاح، والخنى: الفحش في الكلام. (*)

[ 80 ]

مع أصحاب الملل والمقالات قال الرضا عليه السلام لرأس الجالوت: تسألني أو اسئلك قال: بل اسئلك، ولست أقبل منك حجة الا من التورية أو من الانجيل أو من زبور داود بما في صحف ابراهيم وموسى عليه السلام قال الرضا عليه السلام: لا تقبل مني حجة الا ما نطق به التورية على لسان موسى بن عمران عليه السلام، والانجيل على لسان عيسى بن مريم عليه السلام، والزبور على لسان داود عليه السلام فقال رأس الجالوت: من اين ثبت نبوة محمد صلى الله عليه واله قال الرضا عليه السلام: شهد بنبوته موسى بن عمران وعيسى بن مريم عليهما السلام و داود عليه السلام خليفة الله في الارض، فقال له ثبت قول موسى بن عمران عليه السلام، قال الرضا عليه السلام: هل تعلم يا يهودي ان موسى عليه السلام اوصى بني اسرائيل فقال لهم: انه سيأتيكم نبي هو من اخوانكم فيه (1) فصدقوا ومنه فاسمعوا فهل تعلم ان لبني اسرائيل اخوة غير ولد اسماعيل ان كنت تعرف قرابة اسرائيل من اسماعيل أو السبب الذي بينهما من قبل ابراهيم عليه السلام ؟ فقال رأس الجالوت: هذا قول موسى لا ندفعه، فقال له الرضا عليه السلام: هل جائكم من اخوة بني اسرائيل نبي غير محمد صلى الله عليه واله ؟ قال: لا، قال الرضا عليه السلام: أفليس قد صح هذا عندكم ؟ قال نعم ولكني احب ان تصححه لي من التورية، فقال له الرضا عليه السلام: هل تنكر ان التورية يقول: جائكم النور من جبل طور سيناء، واضاء لنا من جبل ساعير واستعلن علينا من جبل فاران ؟ قال راس الجالوت: اعرف هذه الكلمات وما اعلم تفسيرها، قال الرضا عليه السلام: انا اخبرك به، اما قوله: جاء النور من جبل طور سيناء فذلك وحي الله تبارك وتعالى الذي انزله على موسى على جبل طور سيناء، واما قوله: واضاء لنا من جبل ساعير، فهو الجبل الذي اوحى الله تعالى إلى عيسى بن مريم وهو عليه واما قوله: واستعلن علينا من جبل فاران، فذلك جبل من جبال مكة بينه وبينها يوم، وقال شيعا النبي عليه السلام فيما تقول انت واصحابك في التورية: رأيت راكبين اضاء لهما الارض احدهما على حمار والآخر على جمل، فمن راكب الحمار ومن راكب الجمل ؟ قال راس الجالوت: لا اعرفهما، فاخبرني بهما قال: اما راكب الحمار


(1) كذا في النسخ واستظهر في هامش العيون ان الاصل ” فيه ” بالباء الموحدة. (*)

[ 81 ]

فعيسى، واما راكب الجمل فمحمد صلى الله عليه واله أتنكر هذا من التورية ؟ قال: لا ما انكره ثم قال الرضا عليه السلام: هل تعرف حيقوق النبي ؟ قال: نعم اني به لعارف قال فانه قال وكتابكم ينطق به: جاء الله بالبينات من جبل فاران، وامتلات السموات من تسبيح احمد وامته يحمل خيله في البحر كما يحمل في البر يأتينا بكتاب جديد بعد خراب بيت المقدس يعني بالكتاب: القرآن أتعرف هذا وتؤمن به ؟ قال راس – الجالوت: قد قال ذلك حيقوق ولا ننكر قوله، قال الرضا عليه السلام وقد قال داود في زبوره وانت تقرء: اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة فهل تعرف نبيا اقام السنة بعد الفترة غير محمد صلى الله عليه واله ؟ قال راس الجالوت: هذا قول داود نعرفه ولا ننكره ولكن عنى بذلك عيسى عليه السلام وايامه هي الفترة، قال الرضا عليه السلام: جهلت ان عيسى لم يخالف السنة وقد كان موافقا لسنة تورية حتى رفعه الله إليه، وفي الانجيل مكتوب ان ابن البرة ذاهب (1) والفار قليطا جاء من بعده، وهو الذي يحقق الاخبار و يفسر لكم كل شئ ويشهد لي كما شهدت له، انا جئتكم بالامثال وهو يأتيكم بالتأويل أتؤمن بهذا في الانجيل ؟ قال: نعم لا. انكره. 297 – في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الرحمن بن الاسود عن جعفر ابن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: كان لرسول الله صلى الله عليه واله صديقان يهوديان قد آمنا بموسى رسول الله وأتيا محمدا صلى الله عليه واله وسمعا منه، وقد كانا قرئا التورية وصحف ابراهيم وموسى عليهما السلام وعلما علم الكتب الاولى، فلما قبض الله تبارك وتعالى رسوله أقبلا يسئلان عن صاحب الامر بعده، وقالا: انه لم يمت نبي قط الا وله خليفة يقوم بالامر في امته من بعده، قريب القرابة إليه من أهل بيته، عظيم القدر، جليل الشأن، فقال احدهما لصاحبه: هل تعرف صاحب هذا الامر من بعد هذا النبي صلى الله عليه واله ؟ قال الآخر: لا أعلمه الا بالصفة التي أجدها في التورية، وهو الاصلع المصغر


(1) برة على ما قيل: اصلها بارة اسم مريم عليها السلام: وقال الطريحي (ره): برة – بالباء الموحدة التحتانية والراء المهملة المشددة على ما صح من النسخ -: احد اوصياء الانبياء المتأخرين عن نوح (ع). (*)

[ 82 ]

فانه كان اقرب القوم من رسول الله صلى الله عليه واله فلما دخلا المدينة وسألا عن الخليفة أرشدا إلى أبي بكر، فلما نظر إليه قالا: ليس هذا صاحبنا، ثم قالا له: ما قرابتك من رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال: اني رجل من عشيرته، وهو زوج ابنتي عايشة، قالا: هل غير هذا ؟ قال: لا: قالا: ليست هذه بقرابة فأخبرنا اين ربك ؟ قال: فوق سبع سموات، قالا: هل غير هذا ؟ قال: لا، قالا: دلنا على من هو أعلم منك فانك لست بالرجل الذي نجد صفته في التورية انه وصي هذا النبي صلى الله عليه واله وخليفته، ثم أرشدهما إلى عمر، فلما أتياه قالا: ما قرابتك من هذا النبي ؟ قال: انا من عشيرته وهو زوج ابنتي حفصة قالا: هل غير ذلك ؟ قال: لا قالا: ليست هذه بقرابة وليست هذه الصفة التي نجدها في التورية، ثم قالا له: فأين ربك ؟ قال: فوق سبع سموات، قالا: هل غير هذا قال: لا، قالا: دلنا على من هو اعلم منك فأرشدهما إلى علي عليه السلام، فلما جاءا فنظرا إليه قال أحدهما لصاحبه: انه الرجل الذي نجد صفته في التورية انه وصي هذا النبي صلى الله عليه وآله وخليفته و زوج ابنته وأبو السبطين والقايم بالحق من بعده، ثم قالا لعلي عليه السلام: ايها الرجل ما قرابتك من رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال عليه السلام: هو أخي وانا وارثه ووصيه واول من آمن به و زوج ابنته فاطمة عليها السلام، قالا له: هذه قرابة الفاخرة والمنزلة القريبة وهذه الصفة التي نجدها في التورية، قال اليهوديان: فما منع صاحبيك أن يكونا جعلاك في موضعك الذي انت اهله فوالذي أنزل التورية على موسى عليه السلام انك لانت الخليفة حقا نجد صفتك في كتبنا ونقرأه في كنائسنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 298 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى عهد إلى آدم عليه السلام إلى ان قال: فلما أنزلت التورية على موسى بشر بمحمد صلى الله عليه واله و كان بين موسى ويوسف عليهما السلام انبياء وكان وصي موسى بن عمران يوشع بن نون عليهما السلام وهو فتاه الذي ذكره الله في كتابه، فلم تزل الانبياء تبشر بمحمد صلى الله عليه وآله حتى بعث الله تبارك وتعالى المسيح عيسى بن مريم، فبشر بمحمد صلى الله عليه واله وذلك قوله


[ 83 ]

تعالى: يجدونه يعني اليهود والنصارى مكتوبا يعني صفة محمد صلى الله عليه وآله عندهم في التورية والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وهو قول الله عزوجل يخبر عن عيسى: ” ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد ” وبشر موسى وعيسى عليهما السلام بمحمد كما بشر الانبياء صلوات الله عليهم بعضهم ببعض. 299 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن حماد بن عثمان عن ابي عبيدة الحذاء عن ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: يقول: ورحمتي وسعت كل شئ يقول: علم الامام ووسع علمه الذي هو من علمه كل شئ هم شيعتنا ثم قال: فساكتبها للذين يتقون يعني ولاية غير الامام وطاعته ثم قال: يجدونه مكتوبا عندهم في التورية والانجيل يعني النبي صلى الله عليه واله والوصي والقائم يامرهم بالمعروف إذا قام وينهاهم عن المنكر والمنكر من انكر فضل الامام عليه السلام وجحده ويحل لهم الطيبات اخذ العلم من اهله ويحرم عليهم الخبائث والخبائث قول من خالف ويضع عنهم اصرهم وهي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الامام عليه السلام والاغلال التي كانت عليهم والاغلال: ما كانوا يقولون مما لم يكونوا امروا به من ترك فضل الامام عليه السلام فلما عرفوا فضل الامام وضع عنهم اصرهم والاصر: الذنب وهي الاصار ثم نسبهم فقال: الذين آمنوا به يعني بالامام وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون يعني الذين اجتنبوا الجبت والطاغوت ان يعبدوها والجبت والطاغوت فلان وفلان و فلان والعبادة طاعة الناس لهم. 300 – علي بن ابراهيم باسناده عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التورية والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ” إلى قوله: ” واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون ” قال: النور في هذا الموضع أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام. 301 – محمد بن يحيى ومحمد بن عبد الله بن جعفر عن الحسن بن طريف وعلي بن


[ 84 ]

محمد عن صالح بن أبي حماد عن بكر بن صالح عن عبد الرحمن بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد الله ان ابا جعفر عليه السلام قرأ اللوح الذي أهداه الله إلى رسول الله صلى الله عليه واله الذي فيه اسم النبي واسماء الائمة عليهم السلام وفي آخره بعد ان ذكر علي بن محمد عليهما السلام اخرج منه الداعي إلى سبيلي، والخازن لعلمي الحسن، واكمل ذلك بابنه م ح م د رحمة للعالمين، عليه كمال موسى، وبهاء عيسى عليهما السلام، وصبر ايوب، فيذل أوليائي في زمانه ويتهادى رؤسهم كما يتهادى رؤس الترك والديلم، فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الارض بدمائهم، ويفشوا الويل والرنة (1) في شأنهم، اولئك اوليائي حقا، بهم ادفع كل فتنة عمياء حندس (2) وبهم أكشف الزلازل وأدفع الاصار والاغلال، ” اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون “. 302 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن عمر بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: ان موسى عليه السلام ناجاه ربه تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: اوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم، ومن بعده بصاحب الجمل الاحمر الطيب الطاهر المطهر: فمثله في كتابك انه مهيمن على الكتب كلها، وانه راكع ساجد راغب راهب، اخوانه المساكين وأنصاره قوم آخرون، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 303 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن حماد عن حريز عن ابى عبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الاية في اليهود والنصارى يقول الله تبارك وتعالى: ” الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه ” يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله ” كما يعرفون أبنائهم ” لان الله عزوجل قد أنزل عليهم في التورية والانجيل والزبور صفة محمد صلى الله عليه وآله وصفة أصحابه و مبعثه ومهاجره، وهو قوله تعالى: ” محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم


(1) الرنة: الصيحة. (2) الحندس – بكسر الحاء -: المظلم. (*)

[ 85 ]

من اثر السجود ذلك مثلهم في التورية ومثلهم في الانجيل ” فهذه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله في التورية والانجيل وصفة أصحابه، فلما بعثه الله عزوجل عرفه أهل الكتاب كما قال جل جلاله: ” فلما جائهم ما عرفوا كفروا به “. 304 – في تفسير العياشي عن أبى بصير في قول الله: ” فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى انزل معه ” قال أبو جعفر عليه السلام: النور علي عليه السلام. 305 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله في قول الله: ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون فقال: قوم موسى عليه السلام هم أهل الاسلام. 306 – عن المفضل بن عمر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وآله استخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رجلا، خمسة عشر من قوم موسى الذين يقضون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من اصحاب الكهف ويوشع وصى موسى، ومؤمن آل فرعون وسلمان الفارسى، وابا دجانة الانصاري، ومالك الاشتر. 307 – عن ابي الصهبان البكري قال: سمعت علي بن ابي طالب عليه السلام ودعى رأس الجالوت واسقف النصارى فقال: اني سائلكما عن امر وانا اعلم به منكما، يا رأس الجالوت بالذي انزل التورية على موسى، واطعمكم المن والسلوى، وضرب لكم في البحر طريقا يبسا وفجر لكم من الحجر الطور اثنى عشر عينا لكل سبط من بني اسرائيل عينا الا ما أخبرتني على كم افترقت بنو اسرائيل بعد موسى عليه السلام ؟ فقال: ولا الا فرقة واحدة، فقال: كذبت والذي لا اله غيره، لقد افترقت على احدى وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة، فان الله يقول: ” ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون “. 308 – في الكافي علي بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسغدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام وقال بعده: وبهذا الاسناد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يسأل عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر: أواجب هو على الامة جميعا ؟ فقال: لا فقيل له: ولم ؟ قال: انما هو على القوي المطاع، العالم بالمعروف من المنكر لا على الضعيف الذي لا يهتدي سبيلا إلى اي من اي، يقول من الحق إلى الباطل، والدليل علي ذلك كتاب الله تعالى قوله: ” ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون


[ 86 ]

بالمعروف وينهون عن المنكر ” فهذا خاص غير عام كما قال الله تعالى: ” ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون ” ولم يقل على امة موسى ولا على كل قومه و هم يومئذ امم مختلفة والامة واحدة فصاعدا، كما قال الله سبحانه وتعالى: ” ان ابراهيم كان امة قانتا لله ” يقول: مطيعا لله تعالى والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 309 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” باسناده إلى الامام محمد بن علي الباقر عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها معاشر الناس انا الصراط المستقيم الذي امركم باتباعه، ثم علي (عليه السلام) من بعدي، ثم ولدي من صلبه ائمة يهدون بالحق وبه يعدلون. 310 – وفيه عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: ولم يخل أرضه من عالم بما يحتاج الخليقة إليه، ومتعلم على سبيل نجاة، اولئك هم الاقلون عددا، و قد بين الله ذلك من امم الانبياء، وجعلهم مثلا لمن تأخر، مثل قوله فيمن آمن من قوم موسى عليه السلام ” ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون “. 311 – في مجمع البيان ” ومن قوم موسى ” الآية اختلف في هذه الامة من هم ؟ على أقوال، احدها: انهم قوم من وراء الصين وبينهم وبين صين واد جار من الرمل لم يغيروا ولم يبدلوا عن ابن عباس والسدي والربيع والضحاك وهو المروى عن ابي جعفر الباقر عليه السلام قالوا وليس لاحد منهم مال دون صاحبه، يمطرون بالليل ويضحون بالنهار ويزرعون، لا يصل إليهم منا أحد ولا منهم الينا، وقيل: ان جبرئيل عليه السلام انطلق بالنبي صلى الله عليه واله ليلة المعراج إليهم، فقرأ عليهم من القرآن عشر سور نزلت بمكة، فآمنوا به وصدقوه وامرهم أن يقيموا مكانهم ويترك السبت، وأمرهم بالصلوة والزكوة و لم يكن نزلت فريضة غيرهما ففعلوا وروى أصحابنا انهم يخرجون مع قائم آل محمد عليهم السلام وروى ان ذا القرنين رآهم وقال: لم امرت بالمقام لسرني ان اقيم بين اظهركم. 312 – وفيه عند قوله تعالى: ” وممن خلقنا امة يهدون بالحق ” وروى ابن جريح عن النبي صلى الله عليه واله قال: هي امتي بالحق يأخذون، وبالحق يعطون، وقد اعطى القوم بين أيديكم مثلها ” ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون “.


[ 87 ]

313 – في كتاب الخصال عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن علي عليهم السلام قال: سألت علي بن موسى بن جعفر عليه السلام عما يقول في بني الافطس فقال: ان الله أخرج من بني اسرائيل وهو يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليهم السلام اثنى عشر سبطا ونشر من الحسن والحسين أبني أمير المؤمنين عليه السلام لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله اثنى عشر سبطا ثم عدد الاثنى عشر من ولد اسرائيل فقال: زيلون بن يعقوب وشمعون بن يعقوب ويهود بن يعقوب وتشاخر بن يعقوب وريكون بن يعقوب ويوسف بن يعقوب وبنيامين بن يعقوب وتفشال بن يعقوب وودان بن يعقوب وسقط عن الحسن النسابة ثلثة منهم، ثم عدد الاثني عشر من ولد الحسن والحسين عليهما السلام فقال: اما الحسن فانتشر منه ستة ابطن، بنو الحسن بن زيد بن الحسن بن علي وبنو عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي، وبنو ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي وبنو الحسن بن الحسن بن علي وبنو داود بن الحسن بن الحسن بن علي وبنو جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي فعقب الحسن عليه السلام من هذه الستة الا بطن، ثم عد بني الحسين عليه السلام فقال بنو محمد بن علي الباقر بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام، وبنو عبد الله الباهر بن علي، وبنو زيد بن علي بن الحسين بن علي، وبنو الحسين بن علي بن الحسين بن علي وبنو عمر بن علي بن الحسين بن علي وبنو علي بن الحسين بن علي، فهؤلاء الستة الا بطن نشر الله منهم ولد الحسين بن علي عليهما السلام. 314 – في اصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام انه قال: في قول الله عزوجل: وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون فقال: ان الله أعز وأمنع من ان يظلم و ان ينسب نفسه إلى ظلم، ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه، وولايتنا ولايته ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه فقال: ” وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ” قلت هذا تنزيل ؟ قال: نعم والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 315 – بعض أصحابنا عن محمد بن أبي عبد الله عن عبد الوهاب بن بشر عن موسى بن قادم عن سليمان عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال: سئلته عن قول الله عزوجل: ” وما


[ 88 ]

ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون، قال: ان الله اعظم واعز واجل وامنع من ان يظلم، ولكنه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته، حيث يقول: ” انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ” يعني الائمة منا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 316 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل فيه: واما قوله: ” وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون ” فهو تبارك اسمه اجل واعز من ان يظلم ولكنه قرن امنائه على خلقه بنفسه، وهو عرف الخليقة جلالة قدرهم عنده، وان ظلمهم ظلمه بقوله: ” وما ظلمونا ” ببغضهم اوليائنا، ومعونة أعدائهم عليهم ” ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ” إذ حرموها الجنة واوجبوا عليها دخول النار. 317 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبيد عن أبي جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ان قوما من أهل ايلة (1) من قوم ثمود وان الحيتان كانت سبقت إليهم يوم السبت ليختبر الله طاعتهم في ذلك، فشرعت إليهم يوم سبتهم في ناديهم (2) وقدام ابوابهم في انهارهم وسواقيهم، فبادروا إليها فأخذوا يصطادونها، فلبثوا في ذلك ما شاء الله لا ينهاهم عنها الاحبار ولا يمنعهم العلماء من صيدها، ثم ان الشيطان اوحى إلى طائفة منهم انما نهيتم عن اكلها يوم السبت ولم تنهوا عن صيدها، فاصطادوها يوم السبت واكلوها فيما سوى ذلك من الايام، فقالت طائفة منهم: الآن نصطادها فعتت وانحازت طائفة اخرى منهم ذات اليمين فقالوا: ننهاكم عن عقوبة الله ان تتعرضوا لخلاف أمره، واعتزلت طائفة اخرى منهم ذات اليسار فسكتت فلم تعظهم، فقالت للطائفة التي وعظتهم: لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا فقالت الطائفة التي وعظتهم معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون قال: فقال الله عزوجل: فلما نسوا ما ذكروا به


(1) ايلة: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل: آخر الحجاز واول الشام وحكى عن بعض انه: قال: سميت بايلة بنت مدين بن ابراهيم. (2) النادي: مجلس القوم ومتحدثهم نهارا. (*)

[ 89 ]

يعني لما تركوا ما وعظوا به مضوا على الخطيئة فقال الطائفة التي وعظتهم: لا والله لا نجامعكم ولا نبايتكم (1) هذه الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم الله مخافة أن ينزل بكم البلاء فيعمنا معكم، قال: فخرجوا عنهم من المدينة مخافة ان تصيبهم البلاء فنزلوا قريبا من المدينة فباتوا تحت السماء، فلما اصبحوا اولياء الله المطيعون لامر الله غدوا لينظروا ما حال اهل المعصية فأتوا باب المدينة فإذا هو مصمت فدقوه فلم يجابوا ولم يسمعوا منها حس أحد فوضعوا سلما على سور المدينة ثم أصعدوا رجلا منهم فأشرف على المدينة فنظر فإذا هو بالقوم قردة يتعاوون فقال الرجل لاصحابه: يا قوم ارى والله عجبا. قالوا: وما ترى ؟ قال: ارى القوم قد صاروا قردة يتعاوون لها اذناب، فكسروا الباب قال: فعرفت القردة انسابهم من الانس ولم تعرف الانس انسابها من القردة، فقال القوم للقردة: الم ننهكم ؟ فقال علي عليه السلام: والله الذي فلق الحبة وبرأ النسمه اني لاعرف انسابها من هذه الامة لا ينكرون ولا يغيرون بل تركوا ما أمروا به فتفرقوا وقد قال الله: ” فبعدا للقوم الظالمين ” وقال الله: انجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون. 318 – في تفسير العياشي عن علي بن عقبة عن رجل عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان اليهود أمروا بالامساك يوم الجمعة فتركوا يوم الجمعة فأمسكوا يوم السبت. 319 – عن هارون بن عبيد رفعه إلى احدهم قال: جاء قوم إلى امير المؤمنين عليه السلام بالكوفة وقالوا: يا امير المؤمنين ان هذه الجراري (2) تباع في اسواقنا ؟ قال: فتبسم امير المؤمنين عليه السلام ضاحكا به، ثم قال قوموا لاريكم عجبا ولا تقولوا في وصيكم الا خيرا فقاموا معه فأتوا شاطئ بحر فتفل فيه تفلة وتكلم بكلمات فإذا بجرية رافعة رأسها فاتحة فاها، فقال امير المؤمنين عليه السلام: من أنت الويل لك ولقومك ؟ فقال: نحن من أهل القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يقول


(1) من البيتوتة (2) الجراري جمع الجري – بتشديد الراء والياء كسكيت -: بمعنى الجريث: ضرب من السمك يشبه الحيات، ويقال له بالفارسية ” مار ماهي ” (*)

[ 90 ]

الله في كتابه: إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا الآية، فعرض الله علينا ولايتك فقعدنا عنها فمسخنا الله فبعضنا في البر وبعضنا في البحر، فاما الذين في البحر فنحن الجراري، واما الذين في البر فالضب واليربوع، قال: ثم التفت امير المؤمنين عليه السلام الينا فقال: أسمعتم مقالتها ؟ قلنا: اللهم نعم، قال: والذي بعث محمدا بالنبوة لتحيض كما تحيض نساؤكم. 320 – عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام في قول الله ” فلما جاء امرنا انجينا الذين ينهون عن السوء ” قال: افترق القوم ثلث فرق: فرقة نهت واعتزلت، وفرقة أقامت ولم تقارف الذنوب (1) وفرقة قارفت الذنوب فلم ينجو من العذاب الا من نهى، قال جعفر: قلت لابي جعفر عليه السلام: ما صنع بالذين أقاموا ولم يقارفوا الذنوب ؟ قال: بلغني انهم صاروا ذرا. 321 – في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى: فلما نسوا ما ذكروا به قال: كانوا ثلثة أصناف، صنف ائتمروا وأمروا، وصنف ائتمروا ولم يأمروا، وصنف لم يأمروا ولم يأتمروا فهلكوا. 322 – في روضة الكافي سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن عبد الله بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى ” فلما نسوا ما ذكروا به انجينا الذين ينهون عن السوء ” قال: كانوا ثلثة أصناف: صنف ائتمروا وأمروا فنجوا، و صنف ائتمروا ولم يأمروا فمسخوا ذرا وصنف لم يأتمروا ولم يأمروا فهلكوا. 423 – في مجمع البيان ووردت الرواية عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله لم يمسخ شيئا فجعل له نسلا وعقبا. 324 – في من لا يحضره الفقيه وقد روى ان المسوخ لم تبق اكثر من ثلثة ايام، وان هذه مثل لها فنهى الله عزوجل عن أكلها. 325 – في مجمع البيان: ليبعثن عليهم اي على اليهود إلى يوم القيمة من يسومهم سوء العذاب اي من يذيقهم ويوليهم شدة العذاب بالقتل واخذ الجزية منهم والمعنى


(1) قارف الذنب: قاربه. خالطه. (*)

[ 91 ]

به امة محمد صلى الله عليه واله عند جميع المفسرين وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام. 326 – في تفسير العياشي عن اسحق بن عبد العزيز قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: خص الله هذه الامة بآيتين من كتابه ان لا يقولوا ما لا يعلمون، ثم قرء: الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الآية وقوله: ” بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ” إلى قوله ” الظالمين “. 327 – عن ابي السفاتج قال قال أبو عبد الله عليه السلام: آيتين في كتاب الله خص الله الناس ان لا يقولوا ما لا يعلمون قول الله: ” الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ان لا يقولوا على الله الا الحق ” وقوله: ” بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله “. 328 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن يونس عن ابي يعقوب اسحق بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله خص عباده بآيتين من كتابه أن لا يقولوا حتى يعلموا، ولا يردوا ما لم يعلموا، وقال عزوجل: ” الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله الا الحق ” وقال: ” بل كذبوا بما لم يحيطوا بعمله “. 329 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ” الذين يمسكون بالكتاب ” إلى آخره قال: نزلت في آل محمد صلى الله عليه واله و أشياعهم. 330 – في نهج البلاغة ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه فالتمسوا ذلك من عند اهله، فانهم عيش العلم وموت الجهل، هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم، وصمتهم عن منطقهم (1) وظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه، فهو بينهم شاهد صادق وصامت ناطق. 331 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله، واذ نتقنا الجبل فوقهم كانه ظلة وظنوا انه واقع بهم قال الصادق عليه السلام: لما انزل الله التورية على بني اسرائيل لم يقبلوه،


(1) ولذلك قيل: صمت العارف ابلغ من نطق غيره. (*)

[ 92 ]

فرفع الله عليهم جبل طور سيناء فقال لهم موسى عليه السلام: ان لم تقبلوه وقع عليكم الجبل فقبلوه وطأطأوا رؤسهم. 332 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” عن ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: أخبرني عن طائر طار مرة ولم يطر قبلها ولا بعدها ذكره الله تعالى في القرآن ما هو ؟ فقال: طور سيناء أطاره الله عزوجل على بني اسرائيل حين أظلهم بجناح منه، فيه ألوان العذاب حتى قبلوا التورية، وذلك قول الله عزوجل: ” واذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا انه واقع بهم ” الاية. 333 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وسأل طاوس اليماني ابا جعفر الباقر عليه السلام عن طاير طار مرة ولم يطير قبلها ولا بعدها قال عليه السلام: طور سيناء قوله تعالى: ” واذ نتقنا الجبل فوقهم كانه ظلة “. 334 – في تفسير العياشي وفي رواية اسحق بن عمار عنه في قول الله تعالى: خذوا ما آتيناكم بقوة أقوة في الابدان أم قوة في القلوب ؟ قال: فيهما جميعا. 335 – عن محمد بن ابي حمزة عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: ” خذوا ما آتيناكم بقوة ” قال: السجود ووضع اليدين على الركبتين في الصلوة. 336 في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابي عمير عن أبي الربيع القزاز عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت: لم سمى أمير المؤمنين ؟ قال: الله سماه، وهكذا أنزل في كتابه: ” واذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم و اشهدهم على انفسهم الست بربكم وان محمدا رسولي وان عليا امير المؤمنين “. 337 – محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الرحمان بن كثير عن داود الرقي عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: لما اراد الله ان يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم: من ربكم ؟ فأول من نطق رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين والائمة عليهم السلام فقالوا: انت ربنا فحملهم العلم والدين، ثم قال للملائكة: هؤلاء حملة ديني وعلمي وامنائي في خلقي، وهم المسئولون، ثم قال لبني آدم: اقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالولاية والطاعة، فقالوا: ربنا اقررنا فقال الله للملائكة


[ 93 ]

اشهدوا فقال الملائكة: شهدنا، قال علي عليه السلام: ان لا تقولوا غدا انا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا انما اشرك آبائنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم افتهلكنا بما فعل المبطلون يا داود ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق. 338 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن بعض اصحابنا عن ابي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: كيف اجابوا وهم ذر ؟ قال: جعل فيهم ما إذا سألهم اجابوه، يعني في الميثاق. 339 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن عمير عن ابن اذينة عن زرارة ان رجلا سأل ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى إلى آخر الاية فقال وابوه يسمع عليهما السلام: حدثني ابي ان الله عزوجل قبض قبضة من تراب التربة التي خلق الله منها آدم. فصب عليها الماء العذب الفرات، ثم تركها اربعين صباحا ثم صب عليها الماء المالح الاجاج (1) فتركها اربعين صباحا، فلما اختمرت الطينة اخذها فعركها عركا شديدا فخرجوا كالذر من يمينه وشماله وامرهم جميعا ان يقعوا في النار فدخل اصحاب اليمين فصارت عليهم بردا وسلاما، وابى اصحاب الشمال ان يدخلوها. 340 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بكير بن اعين قال: كان أبو جعفر عليه السلام يقول: ان الله اخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر يوم اخذ الميثاق على الذر بالاقرار له بالربوبية ومحمد صلى الله عليه واله بالنبوة وعرض الله عزوجل على محمد امته في الطين وهم اظلة وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم وخلق الله ارواح شيعتنا قبل ابدانهم بألفي عام وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله صلى الله عليه واله وعرفهم عليا و نحن نعرفهم في لحن القول. 341 – عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه السلام ان بعض قريش قال لرسول الله صلى الله عليه واله: بأي شئ سبقت الانبياء


(1) الاجاج: الشديد الملوحة. (*)

[ 94 ]

وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم ؟ قال: اني كنت أول من آمن بربي وأول من أجاب حين أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم ” الست بربكم قالوا بلى ” فكنت أنا أول نبي قال: بلى، فسبقتهم بالاقرار بالله. 342 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن اسماعيل عن محمد بن اسماعيل عن سعدان بن مسلم عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه السلام قال سئل رسول الله صلى الله عليه واله بأي شئ سبقت ولد آدم ؟ قال: انني أول من أقر بربي ان الله اخذ ميثاق النبيين ” واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى ” فكنت انا اول من اجاب. 343 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اول من سبق إلى بلى رسول الله صلى الله عليه واله، وذلك انه كان اقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى، وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل عليه السلام لما اسرى به إلى السماء: تقدم يا محمد فقد وطئت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل، ولولا ان روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر ان يبلغه، وكان من الله عزوجل كما قال ” قاب قوسين أو ادنى ” اي بل ادنى. 344 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماءا عذبا وماءا مالحا اجاجا فامتزج الماءان، فأخذ طينا من أديم الارض فعركه عركا شديدا، فقال لاصحاب اليمين وهم كالذر يدبون: إلى الجنة بسلام، وقال لاصحاب الشمال: إلى النار ولا أبالي، ثم قال: ” ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيمة انا كنا عن هذا غافلين ” ثم اخذ الميثاق على النبيين فقال ” ألست بربكم وان هذا محمد رسولي وان هذا علي أمير المؤمنين قالوا بلى ” فثبتت لهم النبوة وأخذ الميثاق على أولى العزم انني ربكم ومحمد صلى الله عليه واله وعلي امير المؤمنين واوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي عليهم السلام، وان المهدي أنتصر به لديني وأظهر به دولتي وانتقم به من أعدائي وأعبد به طوعا وكرها قالوا: اقررنا يا رب وشهدنا ولم يجحد آدم عليه السلام ولم يقر، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي


[ 95 ]

ولم يكن لآدم عزم على الاقرار به، وهو قول الله عزوجل: ” ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما ” قال: انما هو فترك ثم أمر نارا فأججت (1) فقال لاصحاب الشمال: ادخلوها، فهابوها وقال لاصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما، فقال أصحاب الشمال: [ يا رب ] أقلنا فقال قد اقلتكم اذهبوا فادخلوها فهابوها، فثم ثبتت الطاعة والولاية والمعصية. 345 – علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته: عن قول الله عزوجل: ” فطرة الله التي فطر الناس عليها ” ما تلك الفطرة ؟ قال: هي الاسلام فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على التوحيد، قال: ألست بربكم وفيه المؤمن والكافر. 346 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه السلام ان رجلا جاء إلى امير المؤمنين عليه السلام وهو مع أصحابه فسلم عليهم ثم قال: انا والله احبك وأتولاك ! فقال له امير المؤمنين: كذبت قال: بلى والله اني لاحبك وأتولاك فقال له امير المؤمنين: كذبت ما أنت كما قلت، ان الله خلق الارواح قبل الابدان بألفي عام، ثم عرض علينا المحب لنا فوالله ما رأيت روحك فيمن عرض فأين كنت ؟ فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه. 347 – وفي رواية اخرى قال أبو عبد الله عليه السلام: كان في النار. 348 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حبيب قال: حدثني الثقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق العباد وهم اظلة قبل الميلاد فما تعارف من الارواح ائتلف، وما تناكر منها اختلف. 349 – وباسناده إلى حبيب عمن رواه عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ما تقول في الارواح انها جنود مجندة فما تعارف منها ايتلف وما تناكر منها اختلف قال: فقلت انا نقول ذلك، قال: فانه كذلك ان الله عزوجل اخذ من العباد ميثاقهم وهم اظلة قبل الميلاد وهو قوله عزوجل: ” واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و


(5) الاجيج: ملتهب النار. (*)

[ 96 ]

اشهدهم على انفسهم ” إلى آخر الآية قال: فمن أقربه يومئذ جائت الفته هيهنا و من انكره يومئذ جاء خلافه هيهنا. 350 – ابي ” رحمه الله ” قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى ” قال: ثبتت المعرفة ونسوا الوقت وسيذكرونه يوما، ولولا ذلك لم يدر احد من خالقه ولا من رازقه. 351 – في كتاب التوحيد قال: ابي رحمه الله حدثنا سعد بن عبد الله عن ابراهيم بن هاشم ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد جميعا عن ابن ابي عمير عن عمر بن اذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى ” قال: اخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيمة، فخرجوا كالذر فعرفهم ورآهم صنعه ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه. 352 – ابي ” رحمه الله ” قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن احمد بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان عن زرارة قال: قلت لابي جعفر عليه السلام أصلحك الله قول الله عزوجل في كتابه: ” فطرة الله التي فطر الناس عليها ” قال فطرهم على التوحيد عند الميثاق، وعلى معرفته انه ربهم، قلت: وخاطبوه ؟ قال: فطأطأ راسه ثم قال: لولا ذلك لم يعلموا من ربهم ولا من رازقهم. 353 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن ابن ابي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ” واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم ألست بربكم قالوا بلى ” قلت: معاينة كان هذا ؟ قال: نعم فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه، ولولا ذلك لم يدر احد من خالقه ورازقه، فمنهم من اقر بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه فقال الله: ” فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل “.


[ 97 ]

354 – في كتب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: اخبرني عن الله عزوجل هل يراه المؤمن يوم القيمة ؟ قال: نعم وقد رأوه قبل يوم القيمة، فقلت: متى ؟ قال: حين قال لهم: ” الست بربكم قالوا بلى ” ثم سكت ساعة ثم قال: وان المؤمنين ليرونه في الدنيا قبل يوم القيمة ألست تره في وقتك هذا ؟ قال أبو بصير: فقلت له: جعلت فداك فأحدث بهذا عنك ؟ فقال: لا، فانك إذا حدثت به فأنكره منكر جاهل بمعنى ما تقول، ثم قدر ان ذلك تشبيه كفر وليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين، تعالى الله عما يصفه المشبهون والملحدون. 355 – في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن موسى عن العباس بن معروف عن ابن ابي نجران عن عبد الله بن سنان عن ابن ابي يعفور عن ابي حمزة عن ابي جعفر عليه السلام قال: قال له رجل: كيف سميت الجمعة جمعة ؟ قال: ان الله عزوجل جمع فيها خلقه للولاية محمد صلى الله عليه وآله ووصيه في الميثاق، فسماه يوم الجمعة لجمعه فيه خلقه. 356 – في امالي شيخ الطائفة باسناده إلى جابر عن أبي جعفر عليه السلام عن أبيه عن جده عليهم السلام ان رسول الله صلى الله عليه واله قال لعلي عليه السلام: أنت الذي احتج الله بك في ابتدائه الخلق حيث اقامهم اشباحا فقال لهم: الست بربكم ؟ قالوا: بلى قال: و محمد صلى الله عليه واله رسولي ؟ قالوا: بلى قال: وعلي امير المؤمنين وابى الخلق جميعا الا استكبارا وعتوا عن ولايتك الا نفر قليل وهم اقل القليل وهم اصحاب اليمين. 357 – في غوالي اللئالي وقال عليه السلام: اخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان (1) يعني عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم وتلا: ” الست بربكم قالوا بلى “. 358 – في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام: ومننت علينا بشهادة الاخلاص لك بموالاة اوليائك الهداة المهديين من بعد النذير


(1) قال الجوهري في الصحاح نعمان – بالفتح – واد في طريق الطائف يخرج إلى عرفات. (*)

[ 98 ]

المنذر، والسراج المنير. واكملت الدين بموالاتهم والبرائة من عدوهم واتممت علينا النعمة التي جددت لنا عهدك، وذكرتنا ميثاقك، المأخوذ منا في مبدء خلقك ايانا، وجعلتنا من اهل الاجابة، وذكرتنا العهد والميثاق ولم تنسنا ذكرك، فانك قلت: ” واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى ” شهدنا بمنك ولطفك بانك انت الله لا اله الا انت ربنا، ومحمد عبدك ورسولك نبينا وعلي امير المؤمنين والحجة العظمى وآيتك الكبرى والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون. 359 – في الكافي أبو علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ابي عميرة عن عبد الرحمان الحذاء عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام لا يرى بالعزل بأسا أتقرء هذه الاية ” واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم علي انفسهم الست بربكم قالوا بلى ” فكل شئ اخذ الله منه الميثاق فهو خارج وان كان على صخرة صماء. 360 – في تفسير العياشي عن جابر قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا جابر لو يعلم الجهال متى سمى امير المؤمنين علي عليه السلام لم ينكروا حقه، قال: قلت: جعلت فدك متى سمى ؟ فقال لي: قوله: ” واذ اخذ ربك من بني آدم ” إلى ” الست بربكم و ان محمدا صلى الله عليه واله رسول الله وان عليا امير المؤمنين عليه السلام ” قال: ثم قال لي: يا جابر هكذا والله جاء بها محمد صلى الله عليه واله. 361 – عن ابن مسكان عن بعض اصحابه عن ابي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله ان امتي عرضت علي في الميثاق، فكان اول من آمن بي علي عليه السلام، وهو اول من صدقني حين بعثت، وهو الصديق الاكبر، والفاروق يفرق بين الحق والباطل. 362 – عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله: ” الست بربكم قالوا بلى ” قالوا بألسنتهم ؟ قال: نعم، وقالوا بقلوبهم، فقلت: واي شئ كانوا يومئذ ؟ قال: صنع منهم ما اكتفى به. 363 – عن جابر قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: متى سمى امير المؤمنين عليه السلام


[ 99 ]

امير المؤمنين ؟ قال: قال: والله انزلت هذه الاية على محمد صلى الله عليه واله ” واشهدهم على انفسهم الست بربكم وان محمدا رسول الله وان عليا امير المؤمنين عليه السلام ” فسماه الله والله امير المؤمنين. 364 – عن الاصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام قال: اتاه ابن الكوا فقال: يا امير المؤمنين أخبرني عن الله تبارك وتعالى هل كلم احدا من ولد آدم قبل موسى ؟ فقال علي عليه السلام: قد كلم الله جميع خلقه برهم وفاجرهم وردوا عليه الجواب، فثقل ذلك على ابن الكوا ولم يعرفه، فقال له: كيف كان ذلك يا امير المؤمنين ؟ فقال له: أو ما تقرء كتاب الله إذ يقول لنبيه: ” واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى ” فقد اسمعهم كلامه وردوا عليه الجواب كما تسمع في قول الله يابن الكوا، ” وقالوا بلى ” فقال لهم: اني انا الله لا اله الا أنا، وانا الرحمان فاقروا له بالطاعة والربوبية وميز الرسل والانبياء والاوصياء، وأمر الخلق بطاعتهم فأقروا بذلك في الميثاق، فقال الملائكة عند اقرارهم: شهدنا عليكم يا بنى آدم ان تقولوا يوم القيمة انا كنا عن هذا غافلين. 365 – عن رفاعة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” واذ اخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم ” قال: نعم لله الحجة على جميع خلقه يوم الميثاق هكذا – وقبض يده -. 366 – في الكافي محمد بن يحيى وغيره عن احمد عن موسى بن عمر عن ابن سنان عن ابى سعيد القماط عن بكير بن اعين قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام: لاي علة وضع الله الحجر في الركن الذى هو فيه ولم يوضع في غيره ؟ ولاي علة يقبل ؟ ولاي علة اخرج من الجنة ولاي علة وضع ميثاق العباد فيه والعهد فيه ولم يوضع في غيره ؟ وكيف السبب في ذلك ؟ تخبرني جعلني الله فداك فان تفكري فيه لعجب، قال: فقال سألت واعضلت في المسألة (1) واستقصيت فافهم الجواب وفرغ قلبك واصغ سمعك أخبرك انشاء الله، ان الله تبارك وتعالى وضع الحجر الاسود وهي جوهرة أخرجت من الجنة


(1) اي جئت بمسألة معضلة مشكلة. (*)

[ 100 ]

إلى آدم عليه السلام، فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق، وذلك انه لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان وفي ذلك المكان ترائى لهم (1) و في ذلك المكان (2) يهبط الطير على القائم عليه السلام، فاول من يبايعه ذلك الطاير، وهو والله جبرئيل عليه السلام والى ذلك المقام يسند القائم ظهره وهو الحجة والدليل على القائم، و هو الشاهد لمن وافى (3) في ذلك المكان، والشاهد على من ادى إليه الميثاق والعهد الذي اخذ الله عزوجل على العباد، فاما القبلة والاستلام (4) فلعله العهد تجديدا لذلك العهد والميثاق، وتجديدا للبيعة ليؤدوا إليه العهد الذي أخذ الله عليهم في الميثاق فيأتوه في كل سنة ويؤدوا إليه ذلك العهد والامانة الذين اخذ عليهم الا ترى انك تقول (5): امانتي اديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة، ووالله ما يؤدي ذلك احد غير شيعتنا ولا حفظ ذلك العهد والميثاق احد غير شيعتنا، وانهم ليأتوه فيعرفهم و يصدقهم ويأتيه غيرهم فينكرهم ويكذبهم، وذلك انه لم يحفظ ذلك غيركم فلكم والله يشهد وعليهم والله يشهد بالخفر (6) والجحود والكفر، وهو الحجة البالغة من الله عليهم يوم القيمة يجئ وله لسان ناطق، وعينان في صورته الاولى تعرفه الخلق ولا تنكره، يشهد لمن وافاه وجدد الميثاق والعهد عنده يحفظ العهد والميثاق واداء الامانة، ويشهد على كل من أنكر وجحد ونسى الميثاق بالكفر والانكار، فأما علة ما اخرجه الله من الجنة فهل تدري ما كان الحجر ؟ قلت: لا، قال: كان ملكا من عظماء الملائكة عند الله فلما اخذ الله من الملائكة الميثاق كان اول من آمن به واقر ذلك الملك فاتخذه لله امينا على جميع خلقه، فالقمه الميثاق وأودعه عنده، واستبعد الخلق ان يجددوا عنده في كل سنة


(1) اي ظهر لهم حتى رأوه. (2) وفي المصدر: ” ومن ذلك المكان “. (3) وفي المصدر: ” لمن وافاه “. (4) وفي بعض النسخ ” والالتماس ” مكان ” والاستلام “. (5) اي في الدعاء عند استلام الحجر. (6) انخفر: نقض العهد والغدر. (*)

[ 101 ]

الاقرار بالميثاق والعهد الذي اخذ الله عزوجل عليهم، ثم جعله الله مع آدم في الجنة يذكره الميثاق ويجدد عنده الاقرار في كل سنة، فلما عصى آدم واخرج من الجنة انساه الله العهد والميثاق الذي اخذ الله عليه وعلى ولده لمحمد صلى الله عليه واله ولوصيه عليه السلام وجعله تائها (1) حيرانا، فلما تاب الله على آدم حول ذلك الملك في صورة بيضاء، فرماه من الجنة إلى آدم وهو بارض الهند، فلما نظر إليه انس إليه وهو لا يعرفه بأكثر من انه جوهرة وأنطقه الله عزوجل، فقال له: يا آدم اتعرفني ؟ قال: لا قال: اجل استحوذ عليك الشيطان فانساك ذكر ربك، ثم تحول إلى صورته التي كان مع آدم عليه السلام في الجنة، فقال لآدم: اين العهد والميثاق، فوثب إليه آدم عليه السلام وذكر الميثاق وبكى وخضع وقبله وجدد الاقرار بالعهد والميثاق ثم حوله الله عزوجل إلى جوهرة الحجر درة بيضاء صافية تضئ، فحمله آدم على عاتقه اجلالا له وتعظيما، فكان إذا أعيا حمله عنه جبرئيل عليه السلام حتى وافى به مكة، فما زال يأنس به بمكة ويجدد الاقرار له كل يوم وليلة، ثم ان الله عزوجل لما بنى الكعبة وضع الحجر في ذلك المكان لانه تبارك وتعالى حين اخذ الميثاق من ولد آدم أخذه في ذلك المكان، وفي ذلك المكان ألقم الله الملك الميثاق، ولذلك وضع في ذلك الركن وتنحى آدم من مكان البيت إلى الصفا وحوا إلى المروة، ووضع الحجر في ذلك الركن، فلما نظر آدم من الصفا وقد وضع الحجر في الركن كبر الله وهلله ومجده، فلذلك جرت السنة بالتكبير واستقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا، فان الله أودعه الميثاق والعهد دون غيره من الملائكة، لان الله عزوجل لما أخذ الميثاق له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه واله وسلم بالنبوة ولعلي عليه السلام بالوصية اصطكت فرايص الملائكة (2) فاول من أسرع إلى الاقرار ذلك الملك ولم يكن فيهم أشد حبالمحمد وآل محمد صلى الله عليه وعليهم منه، فلذلك اختاره الله من بينهم وألقمه الميثاق، وهو يجئ يوم القيمة وله لسان ناطق وعين ناظرة، يشهد لكل من


(1) التائه: المتحير. (2) اصطكت اي ارتعدت والفريصة: اللحمة بين الجنب والكتف وقد مر ايضا. (*)

[ 102 ]

وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق. 367 – في تفسير العياشي عن سليمان اللبان قال: قال أبو جعفر عليه السلام أتدري ما مثل المغيرة بن شعبة ؟ (1) قال: قلت لا، قال: مثله مثل بلعم الذى اوتى الاسم الاعظم قال الذي قال الله ” آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ” 368 – في مجمع البيان وقال أبو جعفر عليه السلام الاصل في ذلك بلعم ثم ضربه الله مثلا لكل مؤثر هواه على هدى الله من اهل القبلة. 369 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام انه اعطى بلعم بن باعور الاسم الاعظم، فكان يدعو به فيستجيب له فمال إلى فرعون فلما مر فرعون في طلب موسى واصحابه قال فرعون لبلعم ادع لله على موسى وأصحابه ليحبسه علينا فركب حمارته ليمر في طلب موسى فامتنعت عليه حمارته فأقبل يضربها فانطقها الله عزوجل، فقالت: ويلك على ماذا تضربني ؟ أتريد ان اجئ معك لتدعو على نبي الله وقوم مؤمنين ؟ فلم يزل يضربها حتى قتلها وانسلخ الاسم من لسانه، وهو قوله: فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد إلى الارض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث وهو مثل ضربه الله، فقال الرضا عليه السلام فلا يدخل الجنة من البهائم الا ثلث: حمارة بلعم. وكلب أصحاب الكهف والذئب، وكان سبب الذئب انه بعث ملك ظالم رجلا شرطيا ليحشر قوما من المؤمنين ويعذبهم وكان للشرطي ابن يحبه فجاء ذئب فاكل ابنه فحزن الشرطي عليه فأدخل الله ذلك الذئب الجنة لما احزن الشرطي. 370 – وفي رواية ابي الجارود عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: لهم قلوب لا


(1) مغيرة بن شبعة بن عامر بن مسعود الثقفي الكوفي صحابي مات سنة خمسين من الهجرة النبوية وهو يومئذ بن سبعين سنة، ولاه عمر بن الخطاب البصرة ولم يزل عليها حتى شهد عليه بالزنا فعزله ثم ولاه الكوفة، فلم يزل عليها حتى قتل عمر، فأقره عثمان عليها ثم عزله وولاه معاوية الكوفة، فلم يزل عليها إلى أن مات وقد ورد في ذمه روايات كثيرة ذكر بعضها في تنقيح المقال فراجع ان شئت. (*)

[ 103 ]

يفقهون بها يقول: طبع الله عليها فلا تعقل ولهم اعين عليها غطاء عن الهدى لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها جعل في آذانهم وقرا فلن يسمعوا الهدى. قال عز من قائل: اولئك كالانعام بل هم اضل. 371 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن سنان قال: سالت ابا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام فقلت: الملائكة أفضل ام بنو آدم ؟ فقال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: ان الله عزوجل ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل، وركب في بني آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم. 372 – في اصول الكافي الحسين بن محمد الاشعري ومحمد بن يحيى جميعا عن احمد بن اسحق عن سعدان بن مسلم عن معوية بن عمار عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله الله عزوجل، ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها قال: نحن والله الاسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا الا بمعرفتنا. 373 – احمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث ان ادخله على ابي الحسن الرضا عليه السلام فاستأذنته فأذن لي، فدخل فسأله عن الحلال والحرام ثم قال له: أفتقر ان الله محمول ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: كل محمول مفعول به مضاف إلى غيره محتاج، والمحمول اسم نقص في اللفظ والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة، وكذلك قول القائل: فوق وتحت وأعلى واسفل، وقد قال الله: ” له الاسماء الحسنى فادعوه بها ” ولم يقل في كتبه انه المحمول بل قال انه الحامل في البر والبحر والممسك السموات والارض ان تزولا، والمحمول ما سوى الله، ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه: يا محمول. 374 – علي بن ابراهيم عن المختار بن محمد بن المختار ومحمد بن الحسن عن عبد الله بن الحسن العلوي جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن ابي الحسن عليه السلام انه قال: ان الخالق لا يوصف الا بما وصف به نفسه، وانى يوصف الذي تعجز


[ 104 ]

الحواس ان تدركه، والاوهام ان تناله، والخطرات أن تحده، والابصار عن الاحاطة، به، جل عما يصفه الواصفون، وتعالى عما ينعته الناعتون، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة. 375 – في كتاب التوحيد باسناده إلى الحسين بن سعيد الخزاز عن رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الله غاية من غياه، والمغيى غير الغاية، توحد بالربوبية ووصف نفسه بغير محدودية، فالذاكر لله غير الله، والله غير اسمائه وكل شئ وقع عليه اسم شئ سواه فهو مخلوق، الا ترى إلى قوله: العزة لله، العظمة لله، وقال: ” و لله الاسماء الحسنى فادعوه بها ” وقال: ” قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعو فله الاسماء الحسنى ” فالاسماء مضافة إليه وهو التوحيد الخاص. 376 – وباسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وله الاسماء الحسنى التي لا يسمى بها غيره، وهو التي وصفها في الكتاب فقال: ” فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه ” جهلا ” بغير علم ” فالذي يلحد في أسمائه بغير علم يشرك وهو لا يعلم، ويكفر به وهو يظن انه يحسن، ولذلك قال: ” وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون ” فهم الذين يلحدون في اسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها 377 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ” قال: الرحمن الرحيم. 378 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون قال: هم الائمة عليهم السلام. 379 – في تفسير العياشي عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: عزوجل ” وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون ” قال: هم الائمة. 380 – وقال محمد بن عجلان عنه: نحن هم. 381 – ابي الصهبان البكري قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: والذي نفسي بيده لتفترقن هذه الامة على ثلثة وسبعين فرقة كلها في النار الا فرقة ” وممن خلقنا امة


[ 105 ]

يهدون بالحق وبه يعدلون ” فهذه التي تنجو من هذه الامة 382 – عن يعقوب بن يزيد قال قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ” وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون ” قال: يعني امة محمد صلى الله عليه واله. 383 – عن زيد بن اسلم عن انس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله يقول: تفرقت امة موسى على احدى وسبعين فرقة، سبعون منها في النار وواحدة في الجنة، وتفرقت امة عيسى على اثنين وسبعين فرقة. احدى وسبعون فرقة في النار، وواحدة في الجنة، وتعلو امتي على الفرقتين جميعا بملة واحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار، قالوا من هم يارسول الله ؟ قال: الجماعات، فقال يعقوب بن يزيد: كان علي بن أبي طالب عليه السلام إذا حدث هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله تلا فيه قرآنا ” ولو أن اهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ” إلى قوله: ” ساء ما يعملون ” وتلا ايضا: ” وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون ” يعني امة محمد صلى الله عليه واله. 384 – في مجمع البيان وفي حديث غير أبي حمزة قال النبي صلى الله عليه واله لما قرأ: ” وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون ” هذه لكم وقد أعطى الله قوم موسى مثلها 385 – وروى ابن جريح عن النبي صلى الله عليه واله قال: هي لامتي بالحق يأخذون وبالحق يعطون، وقد أعطى القوم بين ايديكم مثلها و ” من قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون “. 386 – وقال الربيع بن أنس قرأ النبي صلى الله عليه واله هذه الاية فقال: إن من امتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم عليه السلام. 387 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن جندب عن سفيان بن السمط، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله إذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا اتبعه بنقمة ويذكره الاستغفار، وإذا اراد بعبد شرا فأذنب ذنبا اتبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى بها (1) وهو قول الله عزوجل:


(1) تمادى في الامر: بلغ فيه المدى وتمادى في غيه: لج ودام على فعله. (*)

[ 106 ]

سنستدرجهم من حيث لا يعلمون بالنعم عند المعاصي. 388 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة بن مهران قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ” قال: هو العبد يذنب الذنب فتجدد له النعمة معه تلهيه تلك النعمة عن الاستغفار عن ذلك الذنب. 389 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلي بن ابراهيم عن ابيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بعض اصحابه قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن الاستدراج ؟ فقال: هو العبد يذنب الذنب فيملي له ويجدد له عنده النعم فيلهيه عن الاستغفار من الذنوب، فهو مستدرج من حيث لا يعلم. 390 – علي بن ابراهيم عن القاسم بن محمد عن داود سليمان المنقري عن حفص بن غياث عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كم من مغرور بما قد انعم الله عليه وكم من مستدرج يستر الله عليه، وكم من مفتون بثناء الناس عليه. 391 – في روضة الكافي خطبة طويلة مسندة إلى امير المؤمنين عليه السلام يقول فيها: ثم انه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس في ذلك الزمان شئ أخفى من الحق، ولا أظهر من الباطل، ولا اكثر من الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه واله، إلى أن قال: يدخل الداخل لما يسمع من حكم القرآن فلا يطمئن جالسا حتى يخرج من الدين، ينتقل من دين ملك إلى دين ملك ومن ولاية ملك إلى ولاية ملك ومن طاعة ملك إلى طاعة ملك، ومن عهود ملك إلى عهود ملك، فاستدرجهم الله تعالى من حيث لا يعلمون، وان كيده متين بالامل والرجاء. 392 – في نهج البلاغة انه من وسع عليه في ذات يده فلم ير ذلك استدراجا فقد امن مخوفا. 393 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ومن يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون قال: يكله إلى نفسه قوله: يسئلونك عن الساعة ايان مرسيها فان قريشا بعثت العاص بن وائل السهمي والنضر بن الحارث من كلدة وعقبة بن أبي معيط إلى


[ 107 ]

نجران ليتعلموا من علماء اليهود مسائل يسئلونها رسول الله صلى الله عليه واله، وكان فيها: سلوا محمدا متى يقوم الساعة فان ادعى علم ذلك فهو كاذب، فان قيام الساعة لم يطلع الله عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا، فلما سئلوا رسول الله صلى الله عليه واله متى تقوم الساعة ؟ أنزل الله تبارك وتعالى عليه: يسئلونك عن الساعة ايان مرسيها قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السموات والارض لا تأتيكم الا بغتة يسئلونك كانك حفي عنها اي جاهل عنها قل لهم يا محمد (ص) انما علمها عند ربي ولكن اكثر الناس لا يعلمون. 494 – في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام قال: ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام ان النبي صلى الله عليه واله قيل له: يارسول الله متى يخرج القائم من ذريتك ؟ فقال: مثله مثل الساعة ” لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السموات والارض لا تأتيكم الا بغتة ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 395 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى خلف بن حماد عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى يقول: ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء يعني الفقر. 396 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ” قال: كنت اختار لنفسي الصحة والسلامة. 397 – في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء (ع) حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه، قال: حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يابن رسول الله أليس من قولك ان الانبياء معصومون ؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عزوجل فلما آتيهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتيهما قال له الرضا عليه السلام: ان حوا ولدت لآدم خمسمأة بطن في كل بطن ذكر وأنثى، وان آدم وحوا عاهدا الله تعالى ودعواه وقالا: لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما


[ 108 ]

آتيهما صالحا من النسل خلقا سويا بريئا من الزمانة والعاهة كان ما آتيهما صنفين: صنفا ذكرانا وصنفا اناثا، فجعل الصنفان لله تعالى ذكره ” شركاء في ما آتيهما ” ولم يشكراه كشكر أبويهما له عزوجل قال الله تعالى: فتعالى الله عما يشركون فقال المأمون: اشهد انك ابن رسول الله حقا. 398 – في تفسير علي بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن الفضل عن أبي جعفر عليه السلام: في قول الله: ” فلما آتيهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتيهما ” فقال: هو آدم وحوا، وانما كان شركهما شرك طاعة ولم يكن شرك عبادة، فأنزل الله على رسول الله صلى الله عليه وآله: هو الذي خلقكم من نفس واحدة إلى قوله: فتعالى الله عما يشركون قال: جعلا للحارث نصيبا في خلق الله ولم يكن شركاء ابليس في عبادة الله ثم قال: أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون. 399 – حدثني ابي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الاحول عن بريد العجلي عن ابي جعفر عليه السلام قال: لما علقت حوا من آدم عليهما السلام وتحرك ولدها في بطنها [ فنجبت من ذلك وارتاعت ] (1) فقالت لآدم عليه السلام: ان في بطني شيئا يتحرك فقال لها آدم عليه السلام ابشري ان الذي في بطنك نطفة مني استقرت في رحمك يخلق الله تعالى منها خلقا ليبلونا فيه فأتاها ابليس فقال لها: كيف أنتم ؟ فقالت له: اما اني قد علقت وفي بطني من آدم ولد يتحرك، فقال لها ابليس: اما انك ان نويت ان تسميه عبد الحارث ولدتيه غلاما وبقي وعاش، وان لم تنوى ان تسميه عبد الحارث مات بعد ما تلدينه بستة ايام، فوقع في نفسها مما قال لها شئ. فأخبرت بما قال لها آدم عليه السلام، فقال لها آدم: قد جائك الخبيث لا تقبلي منه، فاني ارجو ان يبقى لنا ويكون خلاف ما قال لك، ووقع في نفس آدم عليه السلام مثل ما وقع في نفس حوا من مقالة الخبيث، فلما وضعته غلاما لم يعش الا ستة ايام حتى مات فقالت لادم عليه السلام: قد جائك الذي قال


(1) كذا في النسخ وما بين المعقفتين غير موجود في المصدر ولا في المنقول عنه في كتاب بحار الانوار. (*)

[ 109 ]

لنا الحارث فيه ودخلهما من قول الخبيث ما شكههما فلم تلبث ان علقت من آدم عليه السلام حملا آخر فاتيها ابليس فقال لها: كيف أنتم ؟ فقالت له: قد ولدت غلاما ولكنه مات يوم السادس فقال لها الخبيث: اما انك لو كنت نويت ان تسميه عبد الحارث لعاش، وان ما هو الذي في بطنك كبعض ما في بطون هذه الانعام التي بحضرتكم، اما بقرة و اما ناقة واما ضأن واما معز فدخلها من قول الخبيث ما استمالها إلى تصديقه والركون إلى ما اخبرها الذي كان تقدم إليها في الحمل الاول، فأخبرت بمقالته آدم عليه السلام، فوقع في قلبه من قول الخبيث مثل ما وقع في قلب حوا، ” فلما اثقلت دعوا الله ربهما لئن آتينا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتيهما صالحا ” اي لم تلد ناقة أو بقرة أو ضانا أو معز فأتاها الخبيث فقال لها: كيف انتم ؟ فقالت له: قد أثقلت، وقربت ولادتي فقال: اما انك ستلدين وترين من الذي في بطنك ما تكرهين، ويدخل آدم منك ومن ولدك شئ لو قد ولدتيه ناقة أو بقرة أو ضأنا أو معزا لكان أحسن، فاستمالها إلى طاعته والقبول لقوله ثم قال لها: اعلمي ان أنت نويت أن تسميه عبد الحارث وجعلت لي فيه نصيبا ولدتيه غلاما سويا وعاش وبقي لكم، فقالت: فاني قد نويت ان أجعل لك فيه نصيبا، فقال لها الخبيث: لا تدعين آدم حتى ينوي مثل ما نويت ويجعل لي فيه نصيبا ويسميه عبد الحارث، فقالت له: نعم، فأقبلت على آدم فأخبرته بمقالة الحارث وبما قال لها، فوقع في قلب آدم من مقالة ابليس ما خافه، فركن إلى مقالة ابليس وقالت حوا لآدم لان أنت لم تنو أن تسميه عبد الحارث وتجعل للحارث نصيبا لم أدعك تقربني ولا تغشاني، ولم يكن بيني وبينك مودة، فلما سمع ذلك منها آدم عليه السلام قال لها: اما انك سبب المعصية الاولى وسيدليك بغرور قد تابعتك واجبت إلى أن أجعل للحارث فيه نصيبا، وان اسميه عبد الحارث فاسرا النية بينهما بذلك، فلما وضعته سويا فرحا بذلك وأمنا ما كانا خافا من أن يكون ناقة أو بقرة أو ضأنا أو معزا، واملا أن يعيش لهما ويبقى ولا يموت يوم السادس، فلما كان يوم السابع سمياه عبد الحارث. 400 – في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: ” فلما آتيهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتيهما ” قال: هو آدم عليه السلام وحوا، انهما كان


[ 110 ]

شركهما شرك طاعة، وليس شرك عبادة. 401 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم (محمد خ ل) عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال: وقوله عزوجل: ” ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ” يعني قبض محمد وظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل اهل بيته وهو قوله عزوجل: ” وان تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 402 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السياري عن محمد ابن بكر عن أبي الجارود عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: والذي بعث محمدا صلى الله عليه واله بالحق وأكرم أهل بيته ما من شئ يطلبونه من حرز من حرق أو غرق أو سرق أو افلات (1) دابة من صاحبها أو ضالة أو آبق الا وهو في القرآن، فمن أراد ذلك فليسئلني عنه، قال: فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين اخبرني عما يؤمن من الحرق والغرق ؟ فقال: اقرأ هذه الآيات الله ان وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين و ” ما قدروا الله حق قدره ” إلى قوله: ” سبحانه وتعالى عما يشركون ” فمن قرأها فقد أمن من الحرق والغرق، قال: فقرأ رجل واضطرمت النار في بيوت جيرانه وبيته وسطها فلم يصبه شئ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 403 – في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام: يا علي امان لامتي من الحرق ” ان وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ” و ” ما قدروا الله حق قدره ” الآية. 404 – في روضة الكافي عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابي جعفر (ع) قال: وقوله عزوجل: ” ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون ” يعني قبض محمد صلى الله عليه واله وظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل اهل بيته وهو قوله عزوجل وان تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتريهم


(1) الافلات والانفلات: التخلص من الشئ فجأة من غير تمكث. (*)

[ 111 ]

ينظرون اليك وهم لا يبصرون والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 405 – في من لا يحضره الفقيه وروى عن رجل من ثقيف قال: قال علي عليه السلام اياك ان تضرب مسلما أو يهوديا أو نصرانيا في درهم خراج أو تبيع دابة على درهم فانا امرنا ان نأخذ منه العفو. 406 – في عيون الاخبار باسناده إلى الحارث بن الدلهاث مولى الرضا عليه السلام قال: سمعت ابا الحسن عليه السلام يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلث خصال: سنة من ربه وسنة من نبيه، وسنة من وليه، إلى قوله: واما السنة من نبيه فمداراة الناس فان الله امر نبيه بمداراة الناس فقال: خذ العفو وامر بالعرف و اعرض عن الجاهلين. 407 – في تفسير العياشي عن الحسين بن علي بن النعمان عن ابيه عمن سمع ابا عبد الله عليه السلام وهو يقول: ان الله ادب رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا محمد ” خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين ” قال: خذ منهم ما ظهر وما تيسر، و العفو الوسط. 408 – في مجمع البيان وروى انه لما نزلت هذه الآية سئل رسول الله صلى الله عليه واله جبرئيل عليه السلام عن ذلك ؟ فقال: لا ادرى حتى سئل العالم ثم اتاه فقال يا محمد ان الله يأمرك ان تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك، واعرض عن الجاهلين. 409 – قال ابن زيد: لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وآله: كيف يا رب الغضب ؟ فنزل قوله: واما ينزغنك من الشيطان نزغ. 410 – في كتاب الخصال قال امير المؤمنين عليه السلام: إذا وسوس الشيطان إلى احدكم فليستعذ بالله وليقل آمنت بالله وبرسوله مخلصا له الدين. 411 – في تفسير علي بن ابراهيم ” واما ينزغنك من الشيطان نزغ ” قال: ان عرض في قلبك منه شئ وسوسة فاستعذ بالله انه سميع عليم ثم قال: ” ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ” قال: إذا ذكرهم الشيطان المعاصي وحملهم عليها يذكرون الله فإذا هم مبصرون.


[ 112 ]

412 – في روضة الكافي كلام لعلي بن الحسين عليهما السلام: في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه السلام: واحذروا ايها الناس من الذنوب والمعاصي ما قد نهاكم الله عنها وحذركموها في كتابه الصادق بالبيان الناطق، فلا تأمنوا مكر الله و تحذيره عندما يدعوكم الشيطان اللعين إليه من عاجل الشهوات واللذات في هذه الدنيا، فان الله عزوجل يقول: ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون فاشعروا قلوبكم [ لله انتم ] (1) خوف الله وتذكروا ما قد وعدكم الله في مرجعكم إليه من حسن ثوابه كما قد خوفكم من شديد العقاب. 413 – في كتاب الخصال عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: ثلثة من أشد ما عمل: انصاف المؤمن نفسه ومواساة المواخاة، وذكر الله على كل حال، و هو ان يذكر الله عند المعصية وهو قول الله عزوجل: ” ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون “. 414 – في اصول الكافي أبو علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ” قال: هو العبد يهم بالذنب ثم يتذكر فيمسك، فذلك قوله: ” تذكروا فإذا هم مبصرون “. 415 – في تفسير العياشي عن عبد الاعلى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن قول الله: ” ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ” قال: هو الذنب يهم به العبد فيتذكر فيدعه. 416 – عن علي بن ابي حمزة عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ” ما ذلك [ الطائف ] ؟ فقال: هو السئ يهم به العبد ثم يذكر الله فيبصر ويقصر. 417 – أبو بصير عنه قال: هو الرجل يهم بالذنب ثم يتذكر فيدعه.


(1) كذا في النسخ وما بين المعقفتين غير موجود في المصدر وقوله: فأشعروا قلوبكم خوف الله اي اجعلوا خوف الله شعار قلوبكم ملازما لها غير مفارق عنها. (*)

[ 113 ]

418 – في تهذيب الاحكام باسناده إلى جعفر بن محمد عليهما السلام انه سئل عن القرائة خلف الامام ؟ فقال: إذا كنت خلف امام تتولاه وتثق به يجزيك قرائته، وان أحببت أن تقرأ فاقرأ فيما يخافت فيه فإذا جهر فانصت، قال الله تعالى: وانصتوا لعلكم ترحمون. 419 – الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن معاوية بن وهب عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن الرجل يؤم القوم وأنت لا ترضى به في صلاة يجهر فيها بالقرائة ؟ فقال: إذا سمعت كتاب الله يتلى فانصت له. 420 – في من لا يحضره الفقيه وفي رواية زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال: وان كنت خلف الامام فلا تقرأن شيئا في الاوليين وانصت لقرائته، ولا تقرأن شيئا في الاخيرتين، فان الله عزوجل يقول للمؤمنين: وإذا قرئ القرآن يعني في الفريضة خلف الامام فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون والاخيرتان تبعا للاوليين. 421 – في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام في خطبة يوم الجمعة الخطبة الاولى: الحمد لله نحمده ونستعينه إلى ان قال عليه السلام: ان كتاب الله اصدق الحديث واحسن القصص وقال الله عزوجل: ” وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون ” فاسمعوا طاعة الله وانصتوا ابتغاء رحمته. 422 – في تفسير العياشي عن زرارة قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: يجب الانصات للقرآن في الصلوة وفي غيرها وإذا قرئ عندك القرآن وجب عليك الانصات والاستماع. 423 – عن ابي بصير (1) عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قرأ ابن الكوا خلف أمير المومنين عليه السلام: ” لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ” فانصت له امير المؤمنين عليه السلام. 424 – عن ابراهيم بن عبد الحميد رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: واذكر ربك


(1) كذا في النسخ وفي المصدر ” عن أبي كهمس ” بدل ” عن ابي بصير ” (*)

[ 114 ]

في نفسك (1) يعني مستكينا وخيفة يعني خوفا من عذابه ودون الجهر من القول يعني دون الجهر من القرائة بالغدو والآيصال يعني بالغداة والعشي. 425 – عن الحسين بن المختار عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله: ” واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ” قال: تقول عند المساء ” لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت ويميت ويحيى وهو على كل شئ قدير ” قلت: ” بيده الخير ” ؟ قال: بيده الخير ولكن [ قل ] كما اقول لك عشر مرات، ” وأعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين وأعوذ بك رب ان يحضرون ان الله هو السميع العليم ” عشر مرات حين تطلع الشمس وعشر مرات حين تغرب. 426 – عن محمد بن مروان عن بعض اصحابه قال: قال جعفر بن محمد عليه السلام قل: ” استعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم واعوذ بالله ان يحضرون ان الله هو السميع العليم ” وقل: ” لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى و يميت ويميت ويحيى وهو على كل شئ قدير ” فقال له رجل: مفروض هو ؟ قال: نعم مفروض هو محدود تقوله قبل طلوع الشمس وقبل الغروب عشر مرات، فان فاتك شئ منها فاقضه من الليل والنهار. 427 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن احدهما عليهما السلام قال: لا يكتب الملك الا ما سمع، وقال الله عزوجل ” واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ” فلا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس الرجل غير الله عزوجل لعظمته. 428 – وباسناده إلى ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال في آخر حديث و دعاء التضرع ان تحرك اصبعك السبابة مما يلي وجهك وهو دعاء الخيفة. 429 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال رفعه قال: قال الله تعالى لعيسى عليه السلام: يا عيسى اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي واذكرني في ملائك أذكرك في ملاء خير من ملاء الادميين.


(1) كذا في نسخ الكتاب والمصدر وكأنه سقط ” تضرعا ” من الموضع. (*)

[ 115 ]

430 – وباسناده إلى ابي المغرا الخصاف رفعه قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: من ذكر الله عزوجل في السر فقد ذكر الله كثيرا، ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر، فقال الله عزوجل: ” يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا “. 431 – في مجمع البيان ” واذكر ربك في نفسك ” وروى زرارة عن احدهما عليهما السلام قال معناه: إذا كنت خلف امام تأتم به فأنصت وسبح في نفسك فيما لا يجهر الامام عليه السلام فيه بالقرائة. 432 – في تفسير علي بن ابراهيم ” واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ” قال: في الظهر والعصر ” ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ” قال: بالغداة ونصف النهار ” ولا تكن من الغافلين “. 433 – في كتاب التوحيد باسناده إلى أبان الاحمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انه جاء إليه رجل فقال له: بأبي أنت وأمي عظني موعظة، فقال عليه السلام: ان كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا ؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 434 – في الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن دراج عن بعض أصحابه عن أبي جعفر عليه السلام قال: ايما مؤمن حافظ على الصلوات المفروضة فصلاها لوقتها، فليس هذا من الغافلين. 435 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كان معه كفنه في بيته لم يكتب من الغافلين وكان مأجورا كلما نظر إليه. 436 – في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لقمان لابنه: يا بني لكل شئ علامة يعرف بها ويشهد عليها إلى أن قال: وللغافل ثلث علامات: اللهو، والسهو، والنسيان. 437 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين.


[ 116 ]

438 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن ابي عبد الله عليه السلام قال، قال رسول الله صلى الله عليه واله: ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل عن الفارين، والمقاتل عن الفارين له الجنة. 439 – في تفسير علي بن ابراهيم: ان الذين عند ربك يعني الانبياء والرسل و الائمة عليهم السلام لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون.


[ 117 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: من قرأ برائة والانفال في كل شهر لم يدخله نفاق ابدا، وكان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام حقا، ويأكل يوم القيمة من موائد الجنة مع شيعته حتى يفرغ الناس من الحساب. 2 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابي عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة الانفال وسورة برائة في كل شهر لم يدخله النفاق ابدا، وكان من شيعة امير المؤمنين عليه السلام. 3 – في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: من قرأ سورة الانفال وبرائة فانا شفيع له وشاهد يوم القيمة انه برئ من النفاق، وأعطى من الاجر بعدد كل منافق ومنافقة في دار الدنيا عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات وكان العرش وحملته يصلون عليه ايام حيوته في الدنيا. 4 – وفيه قرأ علي بن الحسين وأبو جعفر محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق عليهم السلام يسئلونك الانفال. 5 – في تهذيب الاحكام محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد قال: حدثنا بعض أصحابنا رفع الحديث قال: الخمس من خمسة أشياء: من الكنوز، والمعدن، والغوص، والمغنم الذي يقاتل عليه ولم يحفظ الخامس، وما كان من فتح لم يقاتل عليه ولم يوجف عليه بخيل ولا ركاب إلا ان أصحابنا يأتونه فيعاملون عليه فكيف ما عاملهم عليه النصف أو الثلث أو الربع، أو ما كان يسهم له خاصة وليس لاحد فيه شئ الا ما أعطاه هو منه، وبطون الاودية ورؤس الجبال والموات كلها هوله، وهو قوله تعالى: ” يسئلونك عن الانفال ” ان تعطيهم منه قال: قل الانفال لله وللرسول


[ 118 ]

وليس هو يسئلونك عن الانفال (1) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 6 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن حفص بن البختري عن ابي عبد الله عليه السلام قال: الانفال ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، أو قوم صالحوا، أو قوم اعطوا بأيديهم، وكل ارض خربة وبطون الاودية فهو لرسول الله صلى الله عليه واله وهو للامام من بعده يضعه حيث يشاء. 7 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن ابي حمزة عن محمد بن مسلم قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: الانفال هو النفل، وهو في سورة الانفال جدع الانف (2) 8 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن شعيب عن ابي الصباح قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: نحن قوم فرض الله طاعتنا، لنا الانفال ولنا صفو المال. 9 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن رفاعة عن ابان بن تغلب عن ابي عبد الله عليه السلام في الرجل يموت ولا وارث له ولا مولى ؟ قال: هو اهل هذه الاية ” يسئلونك عن الانفال “. 10 – في الكافي أبو علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: ” يسئلونك عن الانفال ” قال: من مات ليس له مولى فماله من الانفال.


(1) قال الفيض (ره): يعني ليس المعنى يسئلونك عن حقيقة الانفال وانما المعنى يسئلونك ان تعطيهم من الانفال ” انتهى ” ويمكن أن يكون المراد – بقرينة ما مر من كتاب مجمع البيان في حديث – 4 هو قرائة الاية وانها في قرائتهم عليهم السلام ” يسئلونك الانفال ” لكن توافقت النسخ حتى المصدر والوافي والوسائل على قوله ” يسئلونك عن الانفال ” باثبات لفظة ” عن ” قبيل هذا والله أعلم. (2) جدعه: قطع انفه. ولعل الوجه في كلامه عليه السلام هو اشتمال السورة على ذكر الخمس لذوى القربى، فهذا قطع انف المخالفين الجاحدين لحقوقهم عليهم السلام. (*)

[ 119 ]

11 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: من مات وليس له مولى فماله من الانفال. 12 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن العلا عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام قال: من مات و ليس له وارث من قرابته ولا مولى عتاقه جريرته فماله من الانفال. 13 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن فضالة بن ايوب عن ابان بن عثمان عن اسحق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الانفال فقال: هي القرى التي قد خربت وانجلى أهلها فهي لله وللرسول، وما كان للملوك فهو للامام، وما كان من أرض خربة لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب وكل أرض لا رب لها، و المعادن، ومن مات وليس له مولى فماله من الانفال. وقال: نزلت يوم بدر لما انهزم الناس كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله على ثلث فرق: فصنف كانوا عند خيمة النبي صلى الله عليه واله، وصنف اغاروا على النهب، وفرقة طلبت العدو واسروا وغنموا، فلما جمعوا الغنايم والاساري تكلمت الانصار في الاسارى فأنزل الله تبارك وتعالى: ” ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض ” فلما أباح الله لهم الاسارى والغنايم تكلم سعد بن معاذ وكان ممن قام عند خيمة النبي صلى الله عليه واله فقال: يارسول الله ما منعنا ان نطلب العدو زهادة في الجهاد، ولا جبنا من العدو، ولكنا خفنا ان يعرى موضعك فتميل عليك خيل المشركين، وقد اقام عند الخيمة وجوه المهاجرين والانصار ولم يشك احد منهم والناس كثير يارسول الله والغنايم قليلة، ومتى تعطي هؤلاء لم يبق لاصحابك شئ، وخاف ان يقسم رسول الله صلى الله عليه واله الغنايم واسلاب القتلى بين من قاتل، ولا يعطي من تخلف على خيمة رسول الله صلى الله عليه واله شيئا، فاختلفوا فيما بينهم حتى يسئلوا رسول الله فقالوا: لمن هذه الغنائم فأنزل الله: ” ويسئلونك عن الانفال قل الانفال لله وللرسول ” فرجع الناس وليس لهم في الغنيمة شئ ثم انزل الله بعد ذلك ” واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول و لذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ” فقسمه رسول الله صلى الله عليه واله بينهم، فقال


[ 120 ]

ابن ابي وقاص: يارسول الله أتعطي فارس القوم الذي يحميهم مثل ما تعطي الضعيف ؟ فقال النبي صلى الله عليه واله: ثكلتك امك وهل تنصرون الا بضعفائكم ؟ قال: فلم يخمس رسول الله صلى الله عليه واله ببدر وقسم بين اصحابه، ثم استقبل يأخذ الخمس بعد البدر، فأنزل الله قوله: ” ويسئلونك عن الانفال ” بعد انقضاء حرب بدر، فقد كتب ذلك في اول السورة وكتب بعده خروج النبي صلى الله عليه واله إلى الحرب. 14 – في تفسير العياشي عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام: قال الانفال ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب. 15 – عن عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الانفال ؟ قال: هي القرى التي جلى أهلها وهلكوا فخربت فهي لله وللرسول. 16 – عن ابي اسامة بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الانفال قال: هو كل أرض خربة وكل ارض لم يوجف عليها خيل ولا ركاب. 17 – عن ابي بصير قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: لنا الانفال، قلت: وما الانفال ؟ قال: منها المعادن، والاجام (1) وكل ارض لا رب لها، وكل ارض باد اهلها (2) فهو لنا. 18 – عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول في الملوك الذين يقطعون الناس هو من الفئ والانفال واشباه ذلك. 19 – وفي رواية اخرى عن الثمالي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: ” يسئلونك عن الانفال ” [ قال يسئلونك الانفال ] (3) قال: ما كان للملوك فهو للامام. 20 – عن سماعة بن مهران قال: سألته عن الانفال ؟ قال: كل ارض خربة واشياء كانت تكون للملوك فذلك خاص للامام عليه السلام، ليس للناس فيه سهم، قال: ومنها البحرين


(1) الاجام جمع الاجمة – بحركة -: الشجر الملتف الكثير ويقال له بالفارسية ” بيشه “. (2) اي هلكوا أو انقرضوا. (3) ما بين العلامتين غير موجود في المصدر. (*)

[ 121 ]

لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب. 21 – عن داود بن فرقد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما الانفال ؟ قال: بطون الاودية ورؤس الجبال والاجام والمعادن، وكل أرض لم يوجف عليها خيل ولا ركاب، وكل أرض ميتة قد جلى أهلها وقطايع الملوك. 22 – عن أبي مريم الانصاري قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قوله: ” يسئلونك عن الانفال قل الانفال لله وللرسول ” قال: سهم لله وسهم للرسول قال: قلت: فلمن سهم الله ؟ فقال: للمسلمين. 23 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم فانها نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام وأبا ذر وسلمان والمقداد رضي الله عنهم. 24 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله، و بالنقصان دخل المفرطون النار. 25 – في مجمع البيان: كما اخرجك ربك من بيتك في حديث أبي حمزة فالله ناصرك كما أخرجك من بيتك. 26 – في تفسير علي بن ابراهيم ثم ذكر بعد ذلك الانفال وقسمة الغنايم [ و ] خروج رسول الله صلى الله عليه واله إلى الحرب فقال: كما اخرجك ربك من بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنون لكارهون يجادلونك في الحق بعدما تبين كانما يساقون إلى الموت وهم ينظرون وكان سبب ذلك ان عير القريش (1) خرجت إلى الشام فيها خزاينهم، فأمر النبي صلى الله عليه واله بالخروج ليأخذوها، فأخبرهم الله ان الله وعده احدى الطائفتين اما العير أو قريش ان ظفر بهم، فخرج في ثلثمأة وثلثة عشر رجلا فلما قارب بدرا كان أبو سفيان في العير، فلما بلغه ان رسول الله صلى الله عليه واله قد خرج يتعرض للعير خاف خوفا


(1) العير: قافلة الحمير مؤنثة، ثم كثرت حتى سميت بها كل قافلة. (*)

[ 122 ]

شديدا ومضى إلى الشام، فلما وافى النقرة (1) اكترى ضمضم بن عمرو الخزاعي بعشرة دنانير واعطاه قلوصا (2) وقال له: امض إلى قريش وأخبرهم ان محمدا والصباة (3) من اهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم فأدركوا العير واوصاه أن يخرم ناقته (4) ويقطع أذنها حتى يسيل الدم ويشق ثوبه (5) من قبل ودبر، فإذا دخل مكة ولى وجهه إلى ذنب البعير وصاح بأعلى صوته: يا آل غالب يا آل غالب ! اللطيمة اللطيمة ! العير العير ! ادركوا ادركوا وما أريكم تدركون ! فان محمدا والصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم، فخرج ضمضم يبادر إلى مكة. ورأت عاتكة بنت عبد المطلب قبل قدوم ضمضم في منامها بثلثة ايام كأن راكبا قد دخل مكة فينادي يا آل غدر وياآل فهر اغدوا إلى مصارعكم صبح ثالثه، ثم وافى بجمله إلى أبي قبيس فأخذ حجرا فدهدهه (6) من الجبل، فما ترك دارا من قريش الا أصابه منه فلذة، وكأن وادي مكة قد سال من أسفله دما فانتبهت ذعرة فأخبرت العباس بذلك فأخبر العباس عتبة بن ربيعه، فقال عتبة، هذه مصيبة تحدث في قريش وفشت الرؤيا في قريش وبلغ ذلك أبا جهل فقال: ما رأت عاتكة هذه الرؤيا، وهذه نبية ثانية في بني عبد المطلب واللات والعزى لننظرن ثلثة ايام فان كان ما رأت حقا فهو كما رأت، وان كان غير ذلك لنكتبن بيننا كتابا: انه ما من أهل بيت من العرب أكذب رجالا ونساء من بني هاشم، فلما مضى يوم قال أبو جهل: هذا يوم قد مضى، فلما كان


(1) النقرة – بفتح النون وسكون القاف أو كسرها: موضع في طريق مكة كما قاله الحموي وفي المصدر ” البهرة ” بدل النقرة ” قال الفيروز آبادي: البهرة – بالضم -: موضع بنواحي المدينة. (2) القلوص من الابل: الشابة. (3) صباة – كغلاة – جمع الصابئ وهو الذي خرج من دين إلى دين آخر. (4) اي يشق وترة أنفه. (5) وفي المصدر ” ويستوثق به ” والظاهر انه مصحف. (6) دهده الحجر: دحرجه. (*)

[ 123 ]

اليوم الثاني قال أبو جهل هذان يومان قد مضيا. فلما كان اليوم الثالث وافى ضمضم ينادي في الوادي: يا آل غالب اللطيمة اللطيمة العير العير، أدركوا أدركوا ما وراكم وما أراكم تدركون، فان محمدا والصباة من اهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم التي فيها خزائنكم، فتصايح الناس بمكة وتهيئوا للخروج، وقام سهيل بن عمرو وصفوان بن امية وابو البختري بن هشام ومنبه ونبيه ابنا الحجاج، ونوفل بن خويلد فقالوا: يا معشر قريش والله ما أصابكم مصيبة أعظم من هذه أن يطمع محمد والصباة من أهل يثرب أن يتعرضوا لعيركم التي فيها خزائنكم، فوالله ما قرشي ولا قرشية الاوله في هذه العير نش (1) فصاعدا، ان هو الا الذل والصغار أن يطمع محمد في اموالكم، ويفرق بينكم وبين متجركم فاخرجوا، وأخرج صفوان بن امية خمسمأة دينار وجهز بها، واخرج سهيل بن عمرو و ما بقي أحد من عظماء قريش الا اخرجوا مالا وحملوا وقودا وخرجوا على الصعب والذلول لا يملكون أنفسهم كما قال الله تبارك وتعالى: ” خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ” وخرج معهم العباس بن عبد المطلب ونوفل بن حارث وعقيل بن أبي طالب واخرجوا معهم القينات (2) يشربون الخمر ويضربون بالدفوف. وخرج رسول الله صلى الله عليه واله في ثلثمأة وثلثة عشر رجلا فلما كان بقرب بدر على ليلة منها بعث بشير بن ابي الزغباء ومجدي بن عمرو يتجسسان خبر العير فأتيا ماء بدر واناخا راحلتيهما واستعذباه من الماء وسمعا جاريتين قد تشبثت احديهما بالاخرى تطالبها بدرهم كان لها عليها، فقالت: عير قريش نزلت امس في موضع كذا وهي تنزل غدا هيهنا وانا أعمل لهم واقضيك، فرجع اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله فأخبراه بما سمعا، فاقبل أبو سفيان بالعير، فلما شارف بدرا تقدم العير وأقبل وحده حتى انتهى إلى ماء بدر، و كان بها رجل من جهينة يقال له كسب الجهني، فقال له: ياكسب هل لك علم بمحمد صلى الله عليه واله ؟ قال: لا، قال: واللات والعزى لئن كتمتنا امر محمد لا تزال قريش لك


(1) النش: نصف الاوقية، وكانت الاوقية عند العرب أربعين درهما. (2) القينات جمع القينة، الامة المغنية. (*)

[ 124 ]

معادية آخر الدهر، فانه ليس احد من قريش الا وله في هذه العير نش فصاعدا فلا تكتمني فقال: والله ما لي علم بمحمد واصحابه بالتخبار الا اني رأيت في هذا اليوم راكبين أقبلا واستعذبا من الماء واناخا راحلتيهما ورجعا فلا ادري من هما ؟ فجاء أبو سفيان إلى موضع مناخ ابلهما ففت (1) ابعار الابل بيده فوجد فيها النوى، فقال: هذه علايف يثرب، هؤلاء والله عيون محمد، فرجع مسرعا وامر بالعير فأخذ بها نحو ساحل البحر وتركوا الطريق ومروا مسرعين. ونزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره ان العير قد أفلتت وان قريشا قد أقبلت لتمنع عن عيرها، وأمره بالقتال ووعده النصر، وكان نازلا بالصفراء (2) فاحب ان يبلوا الانصار لانهم انما وعدوه ان ينصروه في الدار، فأخبرهم ان العير قد جازت وان قريشا أقبلت لتمنع عن عيرها، وان الله تبارك وتعالى قد أمرني بمحاربتهم فجزع اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من ذلك وخافوا خوفا شديدا فقال رسول الله اشيروا علي، فقام أبو بكر فقال: يارسول الله انها قريش وخيلاها (3) ما آمنت منذ كفرت ولا ذلت منذ عزت ولم نخرج على هيئة الحرب فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اجلس فجلس، فقال أشيروا علي فقام عمر فقال مثل مقالة ابي بكر، فقال: اجلس، ثم قام المقداد فقال: يارسول الله انها قريش وخيلاها وقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا ان ما جئت به حق من عند الله ولو امرتنا ان نخوض جمر الغضا وشوك الهراس (4) لخضنا معك ولا نقول لك ما قالت بنو اسرائيل لموسى عليه السلام ” اذهب انت وربك فقاتلا انا هيهنا قاعدون ” ولكنا نقول: اذهب انت وربك فقاتلا انا


(1) فت الشئ:: دقه وكسره بالاصابع. (2) هي قرية بين جبلين (3) الخيلاء: الكبر والاعجاب. (4) الجمر: النار المتوقد والغضاة شجر عظيم وخشبه من أصلب الخشب وهو حسن النار، وجمره يبقى زمانا طويلا لا ينطفئ والشوك: ما يخرج من النبات شبيها بالابر. و الهراس: شجر كثير الشوك طويلة. (*)

[ 125 ]

معكما مقاتلون، فجزاه النبي صلى الله عليه واله خيرا ثم جلس، ثم قال: اشيروا علي، فقام سعد بن معاذ فقال: بأبي انت وامي يارسول الله كانك اردتنا ؟ قال: نعم، قال: فلعلك خرجت على امر قد أمرت بغيره ؟ قال: نعم، قال: بابي انت وامي يارسول الله صلى الله عليه واله اننا قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا ان ما جئت به حق من عند الله فمرنا بما شئت وخذ من اموالنا ما شئت واترك منه ما شئت والذي أخذت منه أحب الي من الذي تركت منه، والله لو أمرتنا أن نخوض هذا البحر لخضنا معك، ثم قال: بأبي نت وامي يارسول الله والله ما اخذت هذا الطريق قط ومالي به من علم وقد خلفنا بالمدينة قوما ليس نحن باشد جهادا لك منهم، ولو علموا انه الحرب لما تخلفوا، ولكن نعد لك الرواحل ونلقي عدونا صبر عند اللقاء أنجاد في الحرب (1) وانا لنرجو ان يقر الله عزوجل عينيك بنا فان يك ما تحب فهو ذاك، وان لم يكن غير ذلك قعدت على رواحلك فلحقت بقومنا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أو يحدث الله غير ذلك ؟ كأني بمصرع فلان هيهنا وبمصرع فلان هيهنا، و بمصرع أبي جهل وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ومنبه ونبيه ابنا الحجاج، فان الله قد وعدني احدى الطائفتين ولن يخلف الله الميعاد، فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه واله بهذه الآية كما اخرجك ربك من بيتك بالحق إلى قوله ولو كره المجرمون فأمر رسول الله صلى الله عليه واله بالرحيل حتى نزل عشاء على ماء بدر وهي العدوة الشامية، و أقبلت قريش فنزلت بالعدوة اليمانية وبعثت عبيدها تستعذب من الماء فأخذهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وحبسوهم فقالوا لهم: من أنتم ؟ قالوا: نحن عبيد قريش قالوا: فأين العير ؟ قالوا: لا علم لنا بالعير، فأقبلوا يضربونهم وكان رسول الله صلى الله عليه واله يصلي، فانفتل من صلوته (2) فقال: ان صدقوكم ضربتموهم وان كذبوكم تركتموهم ؟ علي بهم، فأتوا بهم فقال لهم: من أنتم ؟ قالوا: يا محمد نحن عبيد قريش قال: كم القوم ؟ قالوا: لا علم لنا بعددهم، قال: كما ينحرون في كل يوم جزورا (3)


(1) انجاد جمع نجد: الشجاع الماضي في ما يعجزه غيره، سريع الاجابة فيما دعى إليه. (2) انفتل عن الصلاة: انصرف عنها. (3) الجزور: الناقة التي تنحر. (*)

[ 126 ]

قالوا: تسعة إلى عشرة، فقال صلى الله عليه واله: القوم تسعمأة إلى ألف، قال: فمن فيهم من بني هاشم ؟ قالوا: العباس بن عبد المطلب ونوفل بن الحارث وعقيل بن أبي طالب فأمر رسول الله صلى الله عليه واله بهم فحبسوا، فبلغ قريشا ذالك وخافوا خوفا شديدا. ولقى عتبة بن ربيعة ابا البختري بن هشام فقال له: اما ترى هذا البغي والله ما أبصر موضع قدمي، خرجنا لنمنع عيرنا وقد أفلتت فجئنا بغيا وعدوانا والله ما أفلح قوم قط بغوا، ولوددت ان ما في العير من اموال بني عبد مناف ذهب كله ولم نسر هذا المسير، فقال له أبوالبختري: انك سيد من سادات القريش وتحمل العير التي أصابها محمد صلى الله عليه واله واصحابه بنخلة ودم ابن الحضرمي (1) فانه حليفك فقال عتبة: أنت علي بذلك (2) وما على أحد منا خلاف ذلك الا ابن الحنظلية يعني أبا جهل فسر إليه اني قد تحملت العير التي قد اصابها محمد ودم ابن الحضرمي فقال أبوالبختري: فقصدت خباه (3) وإذا هو قد أخرج درعا له، فقلت له: ان ابا الوليد بعثني اليك برسالة فغضب، ثم قال: اما وجد عتبة رسولا غيرك ؟ فقلت: اما والله لو غيره أرسلني ما جئت ولكن أبا الوليد سيد العشيرة فغضب غضبة اخرى فقال: تقول: سيد العشيرة فقلت: أنا أقوله وقريش كلها تقول، انه قد تحمل العير ودم ابن الحضرمي ؟ فقال: ابن عتبة أطول الناس لسانا وأبلغهم في الكلام ويتعصب لمحمد فانه من بني عبد مناف


(1) هذا اشارة إلى قصة عبد الله بن جحش وسريته التي سار فيها إلى نخلة وقتل فيها عمرو بن الحضرمي – وكان حليف عتبة بن ربيعة وكان اخوه عامر بن الحضرمي في المشركين في وقعة بدر – وقتال عبد الله مع المشركين في تلك السرية حتى غلبهم وأسر منهم عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان وهزم الباقي، فأقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير وبالاسيرين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وكان ذلك في رجب فأنكر النبي صلى الله عليه وآله والناس ذلك منهم وقال: ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام ” فنزل يسئلونك عن الشهر الحرام.. اه ” إلى آخر ما ذكره المؤرخون فراجع النهاية والطبري والسيرة لابن هشام وغيرها. (2) اي قد فعلت وأنت الشاهد على ذلك. (3) الخباء: الخيمة إذا كانت من صوف أو وبر أو شعر. (*)

[ 127 ]

وابنه معه يريد أن يحذر الناس، لا واللات والعزى حتى نقحم عليهم (1) بيثرب، ونأخذهم اسارى فندخلهم مكة وتتسامع العرب بذلك، ولا يكون بيننا وبين متجرنا احد نكرهه. وبلغ اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله كثرة القريش ففزعوا فزعا شديدا وشكوا وبكوا و اشتغاثوا فأنزل الله عزوجل على رسوله صلى الله عليه واله إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين وما جعله الله الا بشرى لكم ولتطمئن به قلوبكم وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم فلما امسى قابل رسول الله صلى الله عليه وآله وجنه الليل (2) ألقى الله على أصحابه النعاس حتى ناموا، وأنزل الله تبارك وتعالى عليهم السماء (3) وكان نزول رسول الله صلى الله عليه واله في موضع لا يثبت فيه القدم، فأنزل عليهم السماء ولبد الارض (4) حتى ثبتت أقدامهم وهو قول الله تعالى: إذ يغشيكم النعاس امنة منه وينزل عليكم من السماء ماءا ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وذلك أن بعض اصحاب النبي صلى الله عليه واله احتلم وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام وكان المطر على قريش مثل العزالي (5) وكان على أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله رذاذا (6) بقدر ما لبد الارض وخافت قريش خوفا شديدا، فأقبلوا يتحارسون يخافون البيات، فبعث رسول الله صلى الله عليه واله عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود فقال: ادخلا في القوم وأتونا بأخبارهم فكانا يجولان في عسكرهم فلا يرون الا خائفا ذعرا إذا سمعوا صهل الفرس وثبت على جحفلته (7) فسمعوا منبه بن الحجاج يقول:


(1) اي نهجم عليهم. (2) جن عليه الليل وجنه: ستره وأظلم عليه. (3) السماء هنا بمعنى المطر، وفي المصدر ” الماء ” بدل ” السماء “. (4) التلبيد: الالصاق. (5) العزالي جمع العزلاء: مصيب الماء من الراوية، ومنه قولهم: ارخت السماء عزاليها. (6) الرذاذ. المطر الضعيف. (7) صهل الفرس: صوت. الجحفلة لذي الحافر كالشفة للانسان. (*)

[ 128 ]

لا يترك الجوع لنا مبيتا * لابد ان نموت أو نميتا قال: قد والله كانوا أشباعا ولكنهم من الخوف قالوا هذا، والقى الله في قلوبهم الرعب كما قال تبارك وتعالى ” سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب ” فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه واله عبأ (1) أصحابه وكان في عسكر رسول الله صلى الله عليه واله فرسان: فرس للزبير بن العوام وفرس للمقداد، وكان في عسكر أصحابه سبعون جملا يتعاقبون عليها، وكان رسول الله صلى الله عليه واله وعلي بن ابي طالب عليه السلام ومرثد بن أبي مرثد الغنوي على جمل يتعاقبون عليه والجمل للمرثد، وكان في عسكر قريش اربعمأة فرس، فعبأ رسول الله صلى الله عليه واله أصحابه بين يديه، فقال: غضوا أبصاركم ولا تبدوهم بالقتال ولا يتكلمن احد. فلما نظرت قريش إلى قلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله قال أبو جهل: ما هم الا اكلة رأس ولو بعثنا إليهم عبيدنا لاخذوهم اخذا باليد، فقال عتبة: أترى لهم كمينا و مددا فبعثوا عمرو بن وهلب الجمحي وكان شجاعا فجال بفرسه حتى طاف على عسكر رسول الله صلى الله عليه واله ثم صعد في الوادي وصوت ثم رجع إلى قريش فقال: ما لهم كمين ولا مدد، ولكن نواضح يثرب قد حملت الموت الناقع (2) أما ترونهم خرساء لا يتكلمون يتلمظون تلمظ الافعى (3) ما لهم ملجأ الا سيوفهم وما أراهم يولون حتى يقتلون، ولا يقتلون حتى يقتلوا بعددهم فارتأوا رأيكم ؟ فقال أبو جهل: كذبت وجبنت وانتفخ سحرك (4) حين نظرت إلى سيوف اهل يثرب وفزع أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله حين نظروا إلى كثرة قريش وقوتهم، وانزل الله عزوجل على رسوله: ” وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ” وقد علم الله عزوجل انهم لا يجنحون ولا يجيبوا إلى السلم وانما أراد بذلك ليطيب قلوب أصحاب النبي صلى الله عليه واله فبعث رسول الله إلى قريش، فقال: يا معشر قريش ما أجد من العرب أبغض الي من أن أبدأ بكم فخلوني


(1) عبأ الجيش للحرب: جهزه وهيأه. (2) النواضح: الابل التي يستقى عليها الماء: والناقع: الثابت البالغ في الافناء. (3) تلمظ الحية: اخرج لسانها (4) السحر: الرية، وانتفاخ السحر كناية عن الجبن (*)

[ 129 ]

والعرب، فان أك صادقا فأنتم أعلى بي عينا، وان أك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب (1) أمري فارجعوا فقال عتبة: والله ما افلح قوم قط ردوا هذا، ثم ركب جملا له أحمر فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه واله يجول في العسكر وينهى عن القتال فقال: ان يك عند أحد خير فعند صاحب الجمل الاحمر ان يطيعوه يرشدوا فأقبل عتبة يقول: يا معشر قريش اجتمعوا واسمعوا ثم خطبهم فقال: يمن مع رحب ورحب مع يمن يا معشر قريش أطيعوني اليوم واعصوني الدهر، وارجعوا إلى مكة واشربوا الخمور وعانقوا الحور فان محمدا له إل وذمة وهو ابن عمكم، فارجعوا فلا تردوا رأيي، وانما تطالبون محمدا بالعير التي أخذها بنخلة ودم ابن الحضرمي وهو حليفي وعلي عقله، فلما سمع أبو جهل ذلك غاظه وقال: ان عتبة أطول الناس لسانا وأبلغهم في الكلام، ولئن رجعت قريش بقوله ليكونن سيد قريش آخر الدهر ثم قال: يا عتبة نظرت إلى سيوف بني عبد المطلب وجبنت وانتفخ سحرك، وتأمر الناس بالرجوع وقد رأينا آثارنا باعيننا، فنزل عتبة عن جمله وحمل على أبي جهل وكان على فرس وأخذ بشعره فقال الناس: يقتله فعرقب فرسه (2) فقال: أمثلي يجبن ؟ وستعلم قريش اليوم أينا ألام وأجبن، واينا المفسد لقومه لا يمشي الا أنا وأنت إلى الموت عيانا، ثم قال: هذا جناي وخياره فيه * وكل جان يده إلى فيه (3)


(1) ذؤبان جمع الذئب. (2) عرقبه: قطع عرقوبه، والعرقوب: عصب غليظ فوق عقب الانسان ومن الدابة في رجلها. (3) الجنى: المجني، وأول من تكلم بهذا المثل عمرو بن عدي بن أخت جذيمة، وذلك ان جذيمة خرج مبتديا بأهله وولده في سنة مكلئة وضربت ابنيته في زهر وروضة فأقبل ولده يجتنون الكماة، فإذا أصاب بعضهم كماة جيدة أكلها، وإذا أصابها عمرو خبأها في حجزته فأقبلوا يتعادون إلى جذيمة وعمرو يقول وهو صغير: ” هذا جناي وخياره فيه * إذ كل جان يده إلى فيه ” فضمه جذيمة إليه والتزمه وسر بقوله وفعله وأمر ان يصاغ له طوق فكان اول عربي طوق، وكان يقال له عمرو ذو الطوق، وهو الذي قبل فيه – > (*)

[ 130 ]

ثم اخذ بشعره يجره فاجتمع إليه الناس فقالوا: يا أبا الوليد الله الله ! لا تفت في أعضاد الناس تنهى عن شئ تكون أوله، فخلصوا أبا جهل من يده فنظر عتبة إلى أخيه شيبة ونظر إلى ابنه الوليد فقال: قم يا بني ثم لبس درعه وطلبوا له بيضة تسع رأسه فلم يجدوها لعظم هامته فاعتجر بعمامتين (1) ثم أخذ سيفه وتقدم هو وأخوه وابنه ونادى: يا محمد أخرج الينا أكفاءنا من قريش، فبرز إليه ثلثة نفر من الانصار عوذ ومعوذ وعوف بني عفرا فقال عتبة: من أنتم انتسبوا لنعرفكم ؟ فقالوا: نحن بنو عفرا انصار الله وانصار رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا: ارجعوا فانا لسنا اياكم نريد، انما نريد الاكفاء من قريش، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه واله ان ارجعوا فرجعوا، وكره أن يكون أول الكرة بالانصار فرجعوا ووقفوا مواقفهم. ثم نظر رسول الله صلى الله عليه واله إلى عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وكان له سبعون سنة فقال له: قم يا عبيدة فقام بين يديه بالسيف، ثم نظر إلى حمزة بن عبد المطلب فقال له: قم يا عم، ثم نظر إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: قم يا علي، – وكان أصغر القوم – فاطلبوا بحقكم الذي جعله الله لكم، فقد جائت قريش بخيلاها وفخرها تريد أن تطفئ نور الله ويأبى الله الا أن يتم نوره، ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا عبيدة عليك بعتبة، وقال لحمزة: عليك بشيبة، وقال لعلي عليه السلام: عليك بالوليد بن عتبة فمروا حتى انتهوا إلى القوم فقال عتبة: من أنتم انتسبوا لنعرفكم ؟ فقال: انا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، فقال. كفو كريم فمن هذان ؟ فقال: حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب، فقال: كفوان كريمان، لعن الله من أوقفنا واياكم هذا الموقف، فقال شيبة لحمزة: من أنت ؟ فقال: أنا حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، فقال له شيبة: لقد لقيت


< – المثل المشهور ” كبر عمرو عن الطوق ” وتقدير المثل: هذا ما اجتنيته ولم آخذ لنفسي خير ما فيه إذ كل جان يده مائلة إلى فيه يأكله، هذا وقد تمثل امير المؤمنين عليه السلام بهذا الشعر كما رواه العامة بعد ما كان يفرق بيت المال على مستحقة ويقول: يا صفراء غري غيري ويا بيضاء غري غيري، ذكره الاربلي (ره) في كشف الغمة وغيره في غيره. (1) الهامة الرأس: والاعتجار: لف العمامة على الرأس. (*)

[ 131 ]

أسد الحلفاء فانظر كيف تكون صولتك يا أسد الله فحمل عبيدة على عتبة فضربه على رأسه ضربة فلق هامته: وضرب عتبة عبيدة على ساقه وقطعها وسقطا جميعا، وحمل حمزة على شيبة فتضاربا بالسيفين حتى تثلما (1) وكل واحد منهما يتقي بدرقته (2) وحمل أمير المؤمنين صلوات الله عليه على الوليد بن عتبة فضربه على حبل عائقه فأخرج السيف من ابطه (3) فقال علي صلوات الله عليه: فأخذ يمينه المقطوعة بيساره فضرب بها هامتي فظننت ان السماء قد وقعت على الارض، ثم اعتنق حمزة وشيبة فقال المسلمون: يا علي أما ترى الكلب قد بهر عمك (4) فحمل عليه علي عليه السلام فقال: يا عم طأطئ رأسك وكان حمزة أطول من شيبة فادخل حمزة رأسه في صدره، فضربه أمير المؤمنين على رأسه فطير نصفه، ثم جاء إلى عتبة وبه رمق فأجهز عليه وحمل عبيدة بين حمزة وعلي عليه السلام حتى أتيا به رسول الله صلى الله عليه واله، فنظر إليه رسول الله واستعبر (5) فقال: يارسول الله بأبي أنت وامي ألست شهيدا ؟ فقال: بلى أنت اول شهيد من اهل بيتي فقال: اما لو ان عمك حيا لعلم اني أولى بما قال منه، قال: وأي أعمامي تعني ؟ قال: أبو طالب حيث يقول: كذبتم وبيت الله نبرى محمدا * ولما نطاعن دونه ونناضل وننصره حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل (6) فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أما ترى ابنه كالليث العادي بين يدي الله ورسوله، وابنه الاخر في جهاد الله تعالى بأرض الحبشة، فقال: يارسول الله أسخطت علي في


(1) اي انكسرا. (2) الدرقة – محركة -: الترس. (3) حبل العاتق: عصب بين العنق ورأس الكتف والابط: باطن المنكب. (4) بهره: غلبه. (5) اي بكى صلوات الله عليه. (6) ناضله مناضلة: باراه في رمى السهام، وناضل عنه: حامى وجادل ودافع عنه وصرعه: طرحه على الارض شديدا، والحلائل جمع الحليلة: الزوجة. (*)

[ 132 ]

هذه الحالة ؟ فقال: ما سخطت عليك ولكن ذكرت عمي فانقبضت لذلك. وقال أبو جهل لقريش: لا تعجلوا ولا تبطروا كما عجل وبطر ابنا ربيعة، عليكم بأهل يثرب فاجزروهم جزرا وعليكم بقريش فخذوهم أخذا حتى ندخلهم مكة فنعرفهم ضلالتهم التي كانوا عليها، وكانت فئة من قريش اسلموا بمكة فاحتبسهم آباؤهم، فخرجوا مع قريش إلى بدر وهم على الشك والارتياب والنفاق، منهم قيس بن الوليد بن المغيرة، وأبو قيس بن الفاكهة، والحارث بن ربيعة، وعلي بن امية بن خلف، والعاص بن المنبه، فلما نظروا إلى قلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله قالوا: مساكين هؤلاء غرهم دينهم فيقتلون الساعة، فأنزل الله عزوجل على رسوله صلى الله عليه واله: ” إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل على الله فان الله عزيز حكيم “. وجاء ابليس إلى قريش في صورة سراقة بن مالك فقال لهم: أنا جاركم فادفعوا الي، رايتكم فدفعوها إليه، وجاء بشياطينه يهول بهم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله، ويخيل إليهم ويفزعهم، وأقبلت قريش يقدمها ابليس ومعه الراية، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه واله فقال: غضوا أبصاركم وعضوا على النواجذ (1) ولا تستلوا سيفا حتى آذن لكم، ثم رفع يده إلى السماء وقال: يا رب ان تهلك هذه العصابة لم تعبد وان شئت ان لا تعبد لا تعبد، ثم اصابه الغشى فسرى عنه وهو يسكب العرق (2) عن وجهه ويقول: هذا جبرئيل عليه السلام قد أتاكم في ألف من الملائكة مردفين، قال: فنظرنا فإذا بسحابة سوداء فيها برق لائح قد وقعت على عسكر رسول الله صلى الله عليه وآله وقائل يقول: اقدم حيزوم أقدم حيزوم (3) وسمعنا قعقعة السلاح من الجو. ونظر ابليس عليه اللعنة إلى جبرئيل عليه السلام فتراجع ورمى باللواء فأخذ منبه


(1) النواجذ جمع الناجذ وهي اقصى الاضراس، أربعة وهي أضراس الحلم لانها تنبت بعد البلوغ وكمال العقل، والعض على النواجذ كناية عن الصبر. (2) سكب الماء: صب. وفي بعض النسخ ” يسلت ” ومعناه يمسحه عن وجهه. (3) حيزوم: اسم فرس جبرئيل اي اقدم يا حيزوم فحذف حرف النداء. (*)

[ 133 ]

ابن الحجاج بمجامع ثوبه ثم قال: ويلك ياسراقة تفت في أعضاد الناس ؟ فركله ابليس ركلة في صدره (1) وقال: اني برئ منكم اني أرى ما لا ترون اني اخاف الله وهو قول الله عزوجل: ” واذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم فلما ترائت الفئتان نكص على عقبيه وقال اني برئ منكم اني أرى ما لا ترون اني اخاف الله والله شديد العقاب ” ثم قال عزوجل: ” ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ” وحمل جبرئيل عليه السلام على ابليس لعنه الله فطلبه حتى غاص في البحر وقال: رب أنجز لي ما وعدتني من البقاء إلى يوم الدين. وروى في الخبر ان ابليس التفت إلى جبرئيل عليه السلام وهو في الهزيمة فقال: يا هذا بدالكم فيما أعطيتمونا ؟ فقيل لابي عبد الله عليه السلام أترى كان يخاف ان يقتله ؟ فقال: لا ولكنه كان يضربه ضربة يشينه منها إلى يوم القيمة، وانزل الله على رسوله: إذ يوحى ربك إلى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان قال: اطراف الاصابع، فقد جاءت قريش بخيلائها وفخرها تريد ان تطفئ نور الله ويأبى الله الا ان يتم نوره. وخرج أبو جهل من بين الصفين فقال: اللهم ان محمدا قطعنا الرحم واتانا بما لا نعرفه فأحنه الغداة (2) فانزل الله عزوجل على رسوله صلى الله عليه واله: ان تستفحوا فقد جائكم الفتح وان تنتهوا فهو خير لكم وان تعودوا نعد ولن تغنى عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وان الله مع المؤمنين ثم اخذ رسول الله صلى الله عليه واله كفا من حصاة فرمى به في وجوه قريش وقال: شاهت الوجوه شاهت الوجوه، فبعث الله عزوجل رياحا تضرب في وجوه قريش فكانت الهزيمة ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: اللهم لا يغلبك فرعون هذه الامة: أبو جهل بن هشام فقتل منهم سبعون واسر سبعون والتقى عمرو بن الجموح مع ابي جهل فضرب عمرو ابا جهل على فخذه وضرب أبو جهل عمرو على يده فابانها من


(1) الركل: الضرب برجل واحدة. (2) احنه اي أهلكه. (*)

[ 134 ]

العضد، فتعلقت بجلده فاتكى عمرو على يده برجله ثم تراخى في السماء حتى انقطعت الجلدة ورمى بيده. وقال عبد الله بن مسعود: انتهيت إلى ابي جهل وهو يتشحط بدمه (1) فقلت: الحمد لله الذي أخزاك، فرفع رأسه فقال: انما اخزى الله عبد بن ام عبد، لمن الدين ويلك (2) ؟ قلت: لله ولرسوله واني قاتلك، ووضعت رجلي على عنقه فقال: لقد ارتقيت مرتقى صعبا يارويعي الغنم، اما انه ليس شئ أشد من قتلك اياي في هذا اليوم الا تولى قتلى رجلا من المطلبيين أو رجلا من الاحلاف ؟ فانقلعت بيضة كانت على رأسه فقتلته واخذت رأسه وجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه واله، فقلت: يارسول الله البشرى هذا رأس ابي جهل بن هشام فسجد لله عزوجل شكرا. واسر أبو يسر الانصاري العباس بن عبد المطلب وعقيل بن ابي طالب وجاء بهما إلى رسول الله صلى الله عليه واله، فقال له: هل اعانك عليهما احد ؟ قال: نعم رجل عليه ثياب بيض، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ذاك من الملائكة، ثم قال رسول الله للعباس افد نفسك وابن اخيك، فقال: يارسول الله لقد كنت اسلمت ولكن القوم استكرهوني، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: الله اعلم باسلامك، ان يكن ما تذكر حقا، فان الله عزوجل يجزيك عليه، فأما ظاهر امرك فقد كنت علينا ثم قال: يا عباس انكم خاصمتم الله فخصمكم، ثم قال: أفد نفسك وابن اخيك وقد كان العباس اخذ معه اربعين اوقية من ذهب فغنهما رسول الله فلما قال رسول الله للعباس: افد نفسك، قال: يارسول الله احسبها من فدائي، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: لا ذاك شئ اعطانا الله منك فأفد نفسك وابن اخيك، فقال العباس: ليس لي مال غير الذي ذهب مني، قال: بل المال الذي خلفته عند ام الفضل بمكة فقلت لها: ان حدث علي حدث فاقسموه بينكم ؟ فقال له: اتتركني وانا اسأل الناس بكفي ؟ فأنزل الله على رسوله في ذلك: ” يا ايها النبي قل لمن في ايديكم من الاسرى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما اخذ


(1) تشحط بالدم: تضرج به وتمرغ فيه. (2) الدين: القهر والغلبة والاستعلاء، وفي السيرة لابن هشام: ” لمن الدائرة.. اه “. (*)

[ 135 ]

منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم ” ثم قال الله تبارك وتعالى: ” وان يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم “. ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله لعقيل: قد قتل الله تبارك وتعالى يابايزيد ابا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ونبيه ومنبه ابنا الحجاج، ونوفل بن خويلد، واسر سهيل بن عمرو والنضر بن الحارث بن كلدة وعقبة بن أبي معيط وفلان وفلان، فقال عقيل: إذا لا تنازعوا في تهامة فان كنت قد اثخنت القوم والا فاركب اكتافهم، فتبسم رسول الله صلى الله عليه واله من قوله وكان القتلى ببدر سبعين والاسرى سبعين، قتل منهم امير المؤمنين صلوات الله عليه سبعة وعشرين ولم يؤسر احدا فجمعوا الاسارى وقرنوهم في الحبال وساقوهم على أقدامهم، وجمعوا الغنايم وقتل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله تسعة رجال، منهم سعد بن خيثمة وكان من النقباء فرحل رسول الله صلى الله عليه وآله ونزل الاثيل عند غروب الشمس وهو من بدر على ستة أميال، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى عقبة بن أبي معيط والى النضر ابن الحارث بن كلدة وهما في قرن واحد (1) فقال النضر لعقبة: يا عقبة انا وانت مقتولان، قال: عقبة من بين قريش ؟ قال: نعم لان محمدا قد نظر الينا نظرة رأيت فيها القتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي علي بالنضر وعقبة وكان النضر رجلا جميلا عليه شعر، فجاء علي فأخذ بشعره فجره إلى رسول الله فقال النضر: يا محمد اسئلك بالرحم بيني وبينك الا أجريتني كرجل من قريش ان قتلتهم قتلتني وان فاديتهم فاديتني وان اطلقتهم أطلقتني: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا رحم بيني وبينك، قطع الله عزوجل الرحم بالاسلام قدمه يا علي فاضرب عنقه، فقال عقبة: يا محمد ألم تقل لا تصبر قريش اي لا يقتلون صبرا ؟ قال: و أنت من قريش ؟ انما انت علج من اهل صفورية لانت في الميلاد أكبر من أبيك الذي تدعى إليه ليس منها، قدمه يا علي فاضرب عنقه فقدمه فضرب عنقه. فلما قتل رسول الله صلى الله عليه واله النضر وعقبة خافت الانصار أن يقتل الاسارى كلهم،


(1) القرن – محركة -: الحبل يجمع به البعيران. (*)

[ 136 ]

فقاموا إلى رسول الله فقالوا: يارسول الله قد قتلنا سبعين وأسرنا سبعين وهم قومك واساراك هبهم لنا يارسول الله وخذ منهم الفداء وأطلقهم، فأنزل الله: ” ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الارض تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم * لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم * فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا ” فأطلق لهم ان يأخذوا الفداء ويطلقوهم، وشرط ان يقتل منهم في عام قابل بعدد من ياخذوا منهم الفداء فرضوا منه بذلك، فلما كان يوم احد قتل من اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله سبعون رجلا، فقال من بقى من اصحابه: يارسول الله ما هذا الذي اصابنا وقد كنت تعدنا بالنصر ؟ فأنزل الله عزوجل فيهم: ” أو لما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها ” ببدر قتلتم سبعين واسرتم سبعين ” قلتم انى هذا قل هو من عند انفسكم ” بما اشترطتم. رجع الحديث إلى تفسير الايات التي لم تكتب قوله: واذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم قال: العير أو قريش وقوله عزوجل: وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم قال: ذات الشوكة الحرب، قال: تودون العير لا الحرب ويريد الله ان يحق الحق بكلماته قال: الكلمات الائمة صلوات الله عليهم. 27 – في تفسير العياشي عن محمد بن يحيى الخثعمي عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله: ” واذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم ” فقال: الشوكة التي فيها القتال. 28 – عن جابر قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن تفسير هذه الاية في قول الله ” يريد الله ان يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ” قال أبو جعفر عليه السلام: تفسيرها في الباطن ” يريد الله ” فانه شئ يريده ولم يفعله بعد، واما قوله: ” يحق الحق بكلماته ” فانه يعني يحق حق آل محمد صلى الله عليه واله واما قوله: ” بكلماته ” قال: كلماته في الباطن علي هو كلمات الله في الباطن واما قوله: ” ويقطع دابر الكافرين ” فهو بني امية هم الكافرون يقطع الله دابرهم واما قوله ” ليحق الحق ” فانه يعني ليحق حق آل محمد حين يقوم القائم عليه السلام واما قوله: ” ويبطل الباطل ” يعني القائم فإذا قام يبطل باطل بني امية وذلك ليحق


[ 137 ]

الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون. 29 – في مجمع البيان ” إذ تستغيثون ربكم ” الآية قيل: ان النبي صلى الله عليه واله لما نظر إلى كثرة عدد المشركين وقلة عدد المسلمين استقبل القبلة وقال: اللهم انجز لي ما وعدتني، اللهم ان تهلك هذه العصابة لا تعبد في الارض فما زال يهتف به مادا يديه حتى سقط رداؤه من منكبه، فأنزل الله تعالى: ” إذ تستغيثون ربكم ” الآية وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ولما أمسى رسول الله صلى الله عليه واله وجنه الليل ألقى الله على أصحابه النعاس و كانوا قد نزلوا في موضع كثير الرمل لا يثبت فيه قدم، فأنزل الله عليهم المطر رذادا حتى لبدوا وثبتت أقدامهم، وكان المطر على قريش مثل العزالي، والقى الله في قلوبهم الرعب كما قال الله تعالى: سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب. قال مؤلف هذا الكتاب ” عفى عنه “: قوله عزوجل: ” بألف من الملائكة مردفين ” سبق في القصة عن علي بن ابراهيم له بيان، وقوله: ” وينزل عليكم من السماء ماءا ” وقوله: ” ويثبت به الاقدام ” سبق لهما بيان في القصة، وفي ما نقلناه عن مجمع البيان وقوله: ” ويذهب عنكم رجز الشيطان ” سبق له بيان في القصة. 30 – في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام اشربوا ماء السماء فانه يطهر البدن ويدفع الاسقام، قال الله تبارك وتعالى: ” وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان ويثبت به الاقدام ” وفي الكافي باسناده إلى ابي عبد الله عليه السلام مثله. 31 – في تفسير العياشي عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية في البطن ” وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام ” فالسماء في الباطن رسول الله صلى الله عليه واله، والماء علي عليه السلام، جعل الله عليا عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه واله، فذلك قوله: ” ماءا ليطهركم به ” [ فذلك علي يطهر الله به ] قلب من والاه، واما قوله: ” ويذهب عنكم رجز الشيطان “


[ 138 ]

من والى عليا يذهب الرجز عنه ويقوي عليه (1) ” ويربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام ” فانه يعني عليا من والى عليا يربط الله على قلبه بعلي فيثبت على ولايته. 32 – عن رجل عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله: ” ويذهب عنكم رجز – الشيطان ” قال: لا يدخلنا ما يدخل الناس من الشك. 33 – عن محمد بن يوسف قال: اخبرني ابي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام فقلت: إذ يوحى ربك إلى الملائكة اني معكم قال: القائم. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه ” قوله عزوجل: ” سألقى في قلوب الذين كفروا الرعب ” سبق له بيان في القصة وفيما نقلناه عن مجمع البيان: وقوله ” واضربوا منهم كل بنان ” سبق له بيان في القصة. 34 – في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن بعض اصحابه عن ابي حمزة عن عقيل الخزاعي ان امير المؤمنين عليه السلام كان إذا حضر الحرب يوصى المسلمين بكلمات: يقول: تعاهدوا الصلوة إلى ان قال عليه السلام: ثم ان الرعب والخوف من جهاد المستحق للجهاد والمتوازرين على الضلال ضلال في الدين، وسلب للدنيا مع الذل والصغار وفيه استيجاب النار بالفرار من الزحف عند حضرة لقتال يقول الله تعالى: يا ايها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار. 35 – احمد بن محمد الكوفي عن ابن جمهور عن أبيه عن محمد بن سنان عن مفضل ابن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام، وعن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام لاصحابه: إذا لقيتم عدوكم في الحرب فأقلوا الكلام واذكروا الله عزوجل ولا تولوهم الادبار فتسخطوا الله تبارك وتعالى وتستوجبوا غضبه. 36 – في عيون الاخبار في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وحرم الله تعالى الفرار من الزحف لما فيه من الوهن في الدين والاستخفاف بالرسل والائمة العادلة عليهم السلام، وترك نصرتهم على الاعداء


(1) وفي المصدر ” ويقوى قلبه “. (*)

[ 139 ]

والعقوبة لهم على انكار ما دعوا إليه من الاقرار بالربوبية واظهار العدل وترك الجور واماتة الفساد (1) لما في ذلك من جرءة العدو على المسلمين وما يكون من السبي والقتل وابطال دين الله عزوجل وغيره من الفساد. 37 – في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام: واما الثالثة والستون فاني لم أفر من الزحف قط، ولم يبارزني احد الا سقيت الارض من دمه. 38 – في تفسير العياشي عن زرارة عن احدهما عليهما السلام قال: قلت: الزبير شهد بدرا ؟ قال: نعم ولكنه فر يوم الجمل، فان كان قاتل المؤمنين فقد هلك بقتاله اياهم، وان كان قاتل كفارا فقد باء بغضب من الله حين ولاهم دبره. 39 – عن أبي جعفر عليه السلام: ما شأن امير المؤمنين عليه السلام حين ركب منه ما ركب لم يقاتل ؟ فقال: للذي سبق في علمه (2) ان يكون ما كان لامير المؤمنين عليه السلام أن يقاتل وليس معه الا ثلثة رهط، فكيف يقاتل ؟ ألم تسمع قول الله عزوجل: ” يا ايها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا ” إلى ” وبئس المصير ” فكيف يقاتل أمير المؤمنين عليه السلام بعدها ؟ فانما هو يومئذ ليس معه مؤمن غير ثلثة رهط. 40 – عن ابي اسامة زيد الشحام قال: قلت لابي الحسن عليه السلام جعلت فداك انهم يقولون ما منع عليا ان كان له حق ان يقوم بحقه ؟ فقال: ان الله لم يكلف هذا أحدا الا نبيه عليه وآله السلام قال له: ” قاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك ” وقال لغيره: ” الا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة ” فعلي لم يجد فيه ولو وجد فيه لقاتل ثم قال: لو كان جعفر وحمزة حيين انما بقى رجلان، (3) قال: ” متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة ” قال: متطردا (4) يريد الكرة عليهم، أو متحيزا يعني متأخرا إلى أصحابه من غير هزيمة، فمن انهزم حتى يجوز صف أصحابه فقد باء بغضب من الله. 41 – في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن الحسن بن صالح عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كان يقول. من فر من رجلين في الفتال.


(1) في نسخة ” واماتته والفساد ” (2) في المصدر ” في علم الله ” (3) للمجلسي (ره) بيان فيه راجع البحار ج 8: 152. (4) الطرد – ويحرك -: الابعاد ومتطردا اي متباعدا. (*)

[ 140 ]

من الزحف فقد فر، ومن فر من ثلثة في القتال من الزحف فلم يفر. 42 – في تفسير العياشي عن محمد بن كليب الاسدي عن ابيه قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى قال علي عليه السلام: ناول رسول الله صلى الله عليه واله القبضة التي رمى بها. 43 – وفي خبر آخر عنه: ان عليا ناوله قبضة من تراب رمى بها. 44 – عن عمرو بن أبي المقدام عن علي بن الحسين قال: ناول رسول الله صلى الله عليه واله علي بن ابي طالب كرم الله وجهه قبضة من التراب التي رمى بها في وجوه المشركين فقال الله: ” وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى “. 45 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وقال: ” فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ” فسمى فعل النبي فعلا له، الا ترى تأويله على غير تنزيله. 46 – في كتاب الخصال في مناقب امير المومنين وتعدادها قال عليه السلام: واما الخامسة والثلثون فان رسول الله صلى الله عليه واله وجهني يوم بدر فقال: ايتني بكف حصيات مجموعة في مكان واحد، فاخذتها ثم شممتها فإذا هي طينة يفوح منها رايحة المسك، فأتيته بها فرمى بها وجه المشركين، وتلك الحصيات اربع منها كن من الفردوس، وحصاة من المشرق، وحصاة من المغرب، وحصاة من تحت العرش، مع كل حصاة مأة الف ملك مددا لنا لم يكرم الله عزوجل بهذه الفضيلة أحدا قبلنا ولا بعدنا قال مؤلف هذا الكتاب ” عفى عنه ” سبق لهذه الآية بيان في القصة الطويلة المنقولة عن علي بن ابرهيم. 47 – في مجمع البيان: ان تستفتحوا فقد جائكم الفتح وفي حديث ابي حمزة قال أبو جهل: اللهم ربنا ديننا القديم ودين محمد الحديث فأي دينين كان احب اليك وارضى عندك فانصر اهله اليوم. قال مؤلف هذا الكتاب ” عفى عنه “: قد سبق لهذه ايضا بيان في القصة السابقة. 48 – في مجمع البيان: ان شر الدواب عند الله الصم الآيتين وقال الباقر


[ 141 ]

عليه السلام نزلت الآية في بني عبد الدار لم يكن أسلم منهم غير مصعب بن عمير و حليف لهم يقال له سويط. 49 – في اصول الكافي علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن القاسم بن الربيع عن عبيدة بن عبد الله بن ابي هاشم الصيرفي عن عمرو بن مصعب عن سلمة بن محرز قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ان من علم ما أوتينا تفسير القرآن واحكامه وعلم تغيير الزمان وحدثانه، إذا اراد الله بقوم خيرا اسمعهم ولو اسمع من لم يسمع لولى معرضا كأن لم يسمع، ثم امسك هنيئة ثم قال: ولو وجدنا أوعية أو مستراحا لقلنا والله المستعان. 50 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد ابن خالد والحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله ابن مسكان عن زيد بن الوليد الخثعمي عن ابي الربيع الشامي قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم قال: نزلت في ولاية علي عليه السلام. 51 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ” قال: الحيوة الجنة. 52 – حدثنا احمد بن محمد عن جعفر بن عبد الله عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: ” يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ” يقول: ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، فان اتباعكم اياه وولايته اجمع لامركم وابقى للعدل فيكم، واما قوله: واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه يقول: بين المؤمن ومعصيته ان تقوده إلى النار، وبين الكافر وبين طاعته أن يستكمل بها الايمان، واعلموا ان الاعمال بخواتيمها. 53 – في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ” رحمة الله عليه ” قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله جميعا قالا: حدثنا ايوب ابن نوح عن محمد بن ابي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل:


[ 142 ]

” واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه ” قال: يحول بينه وبين ان يعلم ان الباطل حق 54 – في مجمع البيان وقيل: انه سبحانه يملك تقليب القلوب من حال إلى حال كما جاء في الدعاء: يا مقلب القلوب، وروى يونس بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام: معناه لا يستيقن القلب ان الحق باطل أبدا، ولا يستيقن القلب ان الباطل حق ابدا. 55 – في تفسير العياشي عن حمزة بن الطيار عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ” يحول بين المرء وقلبه ” قال هو ان يشتهي الشئ بسمعه وبصره ولسانه ويده. اما ان هو غشى شيئا مما يشتهي فانه لا يأتيه الا وقلبه منكر لا يقبل الذي يأتي، يعرف ان الحق ليس فيه. 56 – عن حمزة بن الطيار عن أبي عبد الله عليه السلام ” واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه ” قال: هو ان يشتهي الشئ بسمعه وبصره ولسانه ويده، واما انه لا يغشى شيئا منها وان كان يشتهيه فانه لا يأتيه الا وقلبه منكر، لا يقبل الذي يأتي، يعرف ان الحق ليس فيه. 57 – عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: هذا الشئ يشتهيه الرجل بقلبه وسمعه وبصره لا تتوق (1) نفسه إلى غير ذلك فقد حيل بينه وبين قلبه الا ذلك الشئ. 58 – عن عبد الرحمن بن سالم عنه في قوله: واتقوا فتنة لاتصبين الذين ظلموا منكم خاصة قال: اصابت الناس فتنة بعد ما قبض الله نبيه حتى تركوا عليا و بايعوا غيره، وهي الفتنة التي فتنوا فيها، وقد أمرهم رسول الله صلى الله عليه واله باتباع علي والاوصياء من آل محمد عليهم السلام. 59 – عن اسمعيل السري عن النبي صلى الله عليه واله: ” واتقوا فتنة لاتصبين الذين ظلموا منكم خاصة ” قال: أخبرت انهم اصحاب الجمل. 60 – في اصول الكافي باسناده إلى ابي عبد الله عليه السلام عن علي بن الحسين عليهما السلام حديث طويل وفيه ثم قال في بعض كتابه: ” واتقوا فتنة لاتصبين الذين


(1) تاق توقا إليه: اشتاق. (*)

[ 143 ]

ظلموا منكم خاصة ” في انا انزلناه في ليلة القدر (1) يقول: ان محمدا حين يموت يقول اهل الخلاف لامر الله عزوجل: مضت ليلة القدر مع رسول الله صلى الله عليه وآله، فهذه فتنة اصابتهم خاصة. 61 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” واتقوا فتنة لاتصبين الذين ظلموا منكم خاصة ” فهذه اصحاب النبي صلى الله عليه وآله، قال الزبير يوم هرم أصحاب الجمل: لقد قرأت هذه الاية وما احسب اني من أهلها حتى كان اليوم، لقد كنت أتقيها ولا أعلم اني من اهلها. 62 – في مجمع البيان قرأ امير المؤمنين وابو جعفر الباقر عليهما السلام لتصبين، 63 – عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الاية ” واتقوا فتنة ” قال النبي صلى الله عليه وآله: من ظلم عليا عليه السلام مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوة الانبياء قبلي. 64 – في كشف المحجة لابن طاووس ” عليه الرحمه ” عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: فاما الآيات التي في قريش فهي قوله تعالى واذكروا إذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فآويكم وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون. 65 – في مجمع البيان – يا ايها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول و تخونوا اماناتكم الآيتان قال الكلبي والزهري: انزلت في ابي لبابة بن عبد المنذر الانصاري، وذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله حاصر يهود قريظة احدى وعشرين ليلة فسئلوا رسول الله صلى الله عليه واله على ما صالح عليه اخوانهم من بني النظير على ان يسيروا إلى اخوانهم إلى اذرعات وادي من ارض الشام، فأبى ان يعطهم ذلك رسول الله صلى الله عليه واله الا ان ينزلوا على حكم سعد بن معاذ، فقالوا: ارسل الينا ابا لبابة وكان مناصحا لهم لان عياله وماله وولده كانت عندهم، فبعثه رسول الله صلى الله عليه واله فأتاهم فقالوا: ما ترى يا


(1) الحديث في ” باب شأن انا انزلناه في ليلة القدر وتفسيرها ” من كتاب اصول الكافي (الحديث 4) يعني هذه الاية نزلت في انا انزلناه في ليلة القدر، وتفسيره يعرف من كلامه عليه السلام. (*)

[ 144 ]

ابا لبابة أنزل على حكم سعد بن معاذ ؟ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه انه الذبح فلا تفعلوا فاتاه جبرئيل عليه السلام فأخبره بذلك، قال أبو لبابة: فوالله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت اني قد خنت الله ورسوله، فنزلت الآية فيه، فلما نزلت شد نفسه على سارية من سوارى المسجد وقال: والله لا أذوق طعاما ولا شرابا حتى خر مغشيا عليه، ثم تاب الله عليه فقيل له: يا ابا لبابة قد تيب عليك فقال: لا والله لا احل نفسي حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذى يحلنى، فجاءه فحله بيده، ثم قال أبو – لبابة: ان من تمام توبتي ان اهجر دار قومي التى اصبت فيها الذنب وان انخلع من مالى، فقال النبي صلى الله عليه وآله: يجزيك الثلث ان تصدق به وهو المروى عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام. 66 – في تفسير علي بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” يا ايها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون ” فخيانة الله والرسول معصيتهما، واما خيانة الامانة فكل انسان مأمون على ما افترض الله عزوجل عليه. 67 – في الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن سليمان بن خالد قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن رجل وقع لي عنده مال و كابرني عليه وحلف، ثم وقع له عندي مال فاخذه مكان مالي الذي اخذه واجحده واحلف عليه كما صنع ؟ فقال: ان خانك فلا تخنه، فلا تدخل فيما عبته عليه. 68 – علي بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن ابي عمير عن ابراهيم بن عبد الحميد عن معوية بن عمار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: الرجل يكون لي عليه الحق فيجحدنيه ثم يستودعني مالا ألى ان آخذ مالي عنده ؟ قال: لا، هذه خيانة. 69 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد وسهل بن زياد عن ابن محبوب عن سيف بن عميرة عن ابي بكر الحضرمي قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: رجل كان له على رجل مال فجحده اياه وذهب به، ثم صار بعد ذلك للرجل الذي ذهب بماله مال قبله


[ 145 ]

أيأخذه منه مكان ماله الذي ذهب به منه ذلك الرجل ؟ قال: نعم، ولكن لهذا كلام يقول: ” اللهم اني آخذ هذه المال مكان مالي الذي اخذه مني واني لم آخذ ما اخذت منه خيانة ولا ظلما “. 70 – في مجمع البيان عن امير المؤمنين عليه السلام لا يقولن احدكم اللهم اني اعوذ بك من الفتنة لانه ليس احد الا وهو مشتمل على فتنة، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن فان الله سبحانه يقول: واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة. 71 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب روى يحيى بن أبي كثير وسفيان بن عيينة باسنادهما انه سمع رسول الله صلى الله عليه واله بكاء الحسن والحسين عليهما السلام وهو على المنبر، فقام فزعا ثم قال: ايها الناس ما الولد الا فتنة، لقد قمت اليهما وما معي عقلي. وفي رواية بريدة وما أعقل. 72 – عن عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي يقول: كان رسول الله صلى الله عليه واله يخطب على المنبر فجاء الحسن والحسين عليهما السلام وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول الله صلى الله عليه واله من المنبر فحملهما ووضعهما على يديه ثم قال: صدق الله حيث قال: ” انما اموالكم واولادكم فتنة ” إلى آخر كلامه. 73 – وفي خبر آخر: اولادنا اكبادنا يمشون على الارض 74 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى جابر بن عبد الله بن حزام الانصاري ” رحمة الله عليه ” قال: تمثل ابليس لعنه الله في أربع صور إلى قوله: وتصور يوم اجتماع قريش في دار الندوة في صورة شيخ من اهل نجد واشار إليهم في النبي صلى الله عليه واله بما أشار، فأنزل الله تعالى: واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. 75 – في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما (ع) ان قريشا اجتمعت فخرج من كل بطن اناس، ثم انطلقوا إلى دار الندوة ليشاوروا فيما يصنعون برسول الله صلى الله عليه واله، فإذا هم بشيخ قائم على الباب فإذا ذهبوا إليه ليدخلوا قال: ادخلوني معكم قالوا: ومن أنت يا شيخ ؟ قال: أنا شيخ من بني مضر ولي رأي أشير به عليكم،


[ 146 ]

فدخلوا وجلسوا وتشاوروا وهو جالس، واجمعوا أمرهم على أن يخرجوه، فقال: ليس هذا لكم برأي ان أخرجتموه جلب عليكم الناس (1) فقاتلوكم، قالوا: صدقت ما هذا برأي، ثم تشاوروا فأجمعوا أمرهم على أن يوثقوه، قال: ليس هذا بالرأي ان فعلتم هذا ومحمد رجل حلو اللسان أفسد عليكم أبنائكم وخدمكم وما ينفع أحدكم إذا فارقه أخوه وابنه أو أمراته، ثم تشاوروا فأجمعوا أمرهم على ان يقتلوه يخرجون من كل بطن منهم بشاهر فيضربوه بأسيافهم جميعا عند الكعبة ثم قرأ هذه الاية ” واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك ” إلى آخر الاية. 76 – عن زرارة وحمران عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام قوله: ” والله خير الماكرين ” قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله قد كان لقى من قومه بلاءا شديدا حتى اتوه ذات يوم وهو ساجد حتى طرحوا عليه رحم شاة فأتته ابنته وهو ساجد لم يرفع راسه، فرفعت عنه ومسحته ثم اراه الله بعد ذلك الذي يحب انه كان ببدر وليس معه غير فارس واحد، ثم كان معه يوم الفتح اثنا عشر الفا، ثم جعل أبو سفيان والمشركون يستعينون، ثم لقى امير المؤمنين عليه السلام من الشدة والبلاء والتظاهر عليه ولم يكن معه احد من قومه بمنزلته، اما حمزة عليه السلام فقتل يوم احد واما جعفر عليه السلام فقتل يوم موتة. 77 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ” فانها نزلت بمكة قبل الهجرة وكان سبب نزولها انه لما اظهر رسول الله صلى الله عليه واله الدعوة بمكه قدمت عليه الاوس والخزرج فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله: تمنعوني وتكونون لي جارا حتى اتلوا عليكم كتاب ربي و ثوابكم على الله الجنة ؟ فقالوا: نعم خذ لربك ولنفسك ما شئت، فقال لهم: موعدكم العقبة في الليلة الوسطى من ليالي التشريق، فحجوا ورجعوا إلى منى وكان فيهم ممن قد حج بشر كثير. فلما كان يوم الثاني من ايام التشريق قال لهم رسول الله صلى الله عليه واله: إذا كان الليل فاحضروا دار عبد المطلب على العقبة ولا تنبهوا نائما ولينسل واحد فواحد، فجاء


(1) اي اجمعهم عليكم. (*)

[ 147 ]

سبعون رجلا من الاوس والخزرج فدخلوا الدار، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: تمنعوني وتجيروني حتى اتلو عليكم كتاب ربي وثوابكم على الله الجنة ؟ فقال سعد بن زرارة والبراء بن معرور وعبد الله بن حزام: نعم يارسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت، فقال: اما ما اشترط لربي فان تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، واشترط لنفسي ان تمنعوني مما تمنعون انفسكم وتمنعون اهلي مما تمنعون اهليكم واولادكم فقالوا: فما لنا على ذلك ؟ قال: الجنة في الاخرة وتملكون العرب وتدين لكم العجم في الدنيا، [ وتكونون ملوكا في الجنة ] فقالوا: قد رضينا، فقال: اخرجوا الي منكم اثنى عشر نقيبا يكونون شهداء عليكم بذلك كما اخذ موسى من بني اسرائيل اثنى عشر نقيبا، فأشار إليهم جبرئيل عليه السلام فقال: هذا نقيب، وهذا نقيب، تسعة من الخزرج، وثلثة من الاوس، فمن الخزرج سعد بن زرارة والبراء بن معرور، وعبد الله بن حزام، وأبو جابر بن عبد الله، ورافع بن مالك، وسعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو، وعبد الله ابن رواحة، وسعد بن الربيع، وعبادة بن الصامت، ومن الاوس أبو الهيثم بن التيهان و هو من اليمن، واسيد بن حضير وسعد بن خيثمة. فلما اجتمعوا وبايعوا رسول الله صلى الله عليه واله صاح ابليس: يا معشر قريش والعرب هدا محمد والصباة من اهل يثرب على جمرة العقبة يبايعونه على حربكم فأسمع اهل منى وهاجت قريش فأقبلوا بالسلاح، وسمع رسول الله صلى الله عليه واله النداء، فقال للانصار: تفرقوا فقالوا: يارسول الله ان أمرتنا ان نميل عليهم باسيافنا فعلنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: لم اومر بذلك ولم يأذن الله لي في محاربتهم، قالوا: فتخرج معنا ؟ قال: أنتظر أمر الله، فجائت قريش على بكرة ابيها (1) قد اخذوا السلاح، وخرج حمزة وأمير المؤمنين عليهما السلام ومعهما السيف فوقفا على العقبة فلما نظرت قريش اليهما قالوا: ما هذا الذي اجتمعتم له ؟ فقال حمزة: ما اجتمعنا وما هيهنا احد، والله لا يجوز هذه العقبة احد الا ضربته بسيفي، فرجعوا إلى مكة وقالوا لا نأمن ان يفسد أمرنا ويدخل واحد من مشايخ قريش في دين محمد صلى الله عليه واله، فاجتمعوا في الندوة وكان لا يدخل دار الندوة الا من قد أتى عليه أربعون سنة فدخلوا اربعين رجلا من


(1) اي جميعا لم يتخلف منهم احد (*)

[ 148 ]

مشايخ قريش وجاء ابليس في صورة شيخ كبير، فقال له البواب: من أنت فقال: أنا شيخ من أهل نجد، لا يعدمكم مني رأي صايب اني حيث بلغني اجتماعكم في امر هذا الرجل فجئت لاشير عليكم، فقال: ادخل، فدخل ابليس فلما اخذوا مجلسهم قال أبو جهل: يا معشر قريش انه لم يكن أحد من العرب أعز منا، نحن أهل الله وتغدو الينا العرب في السنة مرتين ويكرمونا، ونحن في حرم الله لا يطمع فينا طامع، فلم نزل كذلك حتى فشا فينا محمد بن عبد الله فكنا نسميه الامين لصلاحه وسكونه وصدق لهجته حتى إذا بلغ ما بلغ واكرمناه ادعى انه رسول الله وان اخبار السماء تأتيه فسفه احلامنا وسب آلهتنها، وافسد شبابنا وفرق جماعتنا، وزعم انه من مات من أسلافنا ففي النار، فلم يرد علينا شئ اعظم من هذا وقد رأيت فيه رأيا، قالوا: وما رأيت ؟ قال: رأيت أن يدس إليه رجل منا ليقتله فان طلبت بنو هاشم بديته أعطيناهم عشر ديات فقال الخبيث: هذا رأي خبيث، قالوا: وكيف ذاك ؟ قال: لان قاتل محمد مقتول لا محالة فمن هذا الذي يبذل نفسه للقتل منكم ؟ فانه إذا قتل محمد تعصبت بنو هاشم وحلفاؤهم من خزاعة، وان بني هاشم لا ترضى أن يمشي قاتل محمد على الارض فتقع بينكم الحروب في حرمكم و تتفانوا، وقال آخر منهم: فعندي رأي آخر، قال: وما هو ؟ قال: ثبته في بيت ونلقى إليه قوته حتى تأتي إليه ريب المنون فيموت كما مات زهير والنابغة وامرؤ القيس، فقال: ابليس هذا اخبث من الآخر، قال: وكيف ذلك ؟ قال: لان بني هاشم لا ترضى بذلك فإذا جاء موسم من مواسم العرب استغاثوا واجتمعوا بهم عليكم فأخرجوه، قال آخر منهم: لا ولكنا نخرجه من بلادنا ونتفرغ نحن لعبادة آلهتنا فقال ابليس: هذا اخبث من الرأيين المتقدمين، قالوا: وكيف ذلك ؟ قال: لانكم تعمدون إلى أصبح الناس وجها وأنطق الناس لسانا وأفصحهم لهجة، فتحملوه إلى بوادي العرب فيخدعهم و يسحرهم بلسانه فلا يفأجكم الا وقد ملاؤها عليكم خيلا ورجلا فبقوا حايرين، ثم قالوا لابليس: فما الرأي فيه يا شيخ ؟ قال: ما فيه الا رأي واحد، قالوا: وما هو ؟ قال: يجتمع من كل بطن من بطون قريش واحد ويكن معهم من بني هاشم رجل فيأخذون سكينة أو حديدة أو سيفا فيدخلون عليه فيضربونه كلهم ضربة واحدة


[ 149 ]

حتى يتفرق دمه في قريش كلها فلا تستطيع بنو هاشم أن يطلبوا بدمه وقد شاركوا فيه، فان سألوكم أن تعطوا الدية فأعطوهم ثلث ديات، قالوا: نعم وعشر ديات، ثم قالوا: الرأي رأي الشيخ النجدي فاجتمعوا ودخل معهم في ذلك أبو لهب عم النبي صلى الله عليه واله ونزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه واله واخبره ان قريشا قد اجتمعت في دار الندوة يدبرون عليك، وانزل الله في ذلك: ” واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ” واجتمعت قريش ان يدخلوا عليه ليلا فيقتلوه وخرجوا إلى المسجد يصفرون ويصفقون ويطوفون بالبيت فانزل الله: وما كان صلوتهم عند البيت الا مكاء وتصدية فالمكاء التصفير، والتصدية صفق اليدين وهذه الآية معطوفة على قوله: ” واذ يمكر بك الذين كفروا ” وقد كتبت بعد آيات كثيرة، فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه واله جاءت قريش ليدخلوا عليه فقال أبو لهب: لا ادعكم ان تدخلوا عليه بالليل فان في الدار صبيانا ونساءا ولا نأمن ان يقع بهم يد خاطئة فنحرسه الليلة، فإذا أصبحنا دخلنا عليه، فناموا حول حجرة رسول الله صلى الله عليه واله وامر رسول الله ان يفرش له، ففرش له فقال لعلي بن ابي طالب صلوات الله عليه: افدني بنفسك، قال: نعم يارسول الله قال: نم على فراشي والتحف ببردتي، فنام على فراش رسول الله صلى الله عليه واله والتحف ببردته. وجاء جبرئيل عليه السلام فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه واله فأخرجه على قريش وهم نيام وهو يقرء عليهم: ” وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ” وقال له جبرئيل عليه السلام: خذ على طريق ثور وهو جبل على طريق منى له سنام كسنام الثور، فدخل الغار وكان من امره ما كان، فلما اصبحت قريش وثبوا إلى الحجرة وقصدوا الفراش فوثب علي في وجوههم فقال: ما شأنكم ؟ قالوا له: أين محمد ؟ قال: جعلتموني عليه رقيبا ؟ الستم قلتم نخرجه من بلادنا ؟ فقد خرج عنكم فاقبلوا على أبي لهب يضربونه ويقولون: انت تخدعنا منذ الليلة، فتفرقوا في الجبال وكان فيهم رجل من خزاعة يقال له أبو كرز يقفو الآثار فقالوا له: يابا كرز اليوم اليوم فوقف بهم على باب حجرة رسول الله صلى الله عليه واله فقال: هذا قدم محمد و


[ 150 ]

الله لانها أخت القدم التي في المقام، وكان أبو بكر استقبل رسول الله صلى الله عليه واله فرده معه وقال أبو كرز: وهذه قدم ابن أبي قحافة أو أبيه ثم قال: وهيهنا غير ابن أبي قحافة فما زال بهم حتى اوقفهم على باب الغار، ثم قال: ما جاوزوا هذا المكان اما ان يكونوا صعدوا إلى السماء أو دخلوا تحت الارض، وبعث الله العنكبوت فنسجت على باب الغار، وجاء فارس من الملائكة حتى وقف على باب الغار ثم قال: ما في الغار أحد فتفرقوا في الشعاب، وصرفهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله ثم اذن لنبيه في الهجرة. 78 – قوله: واذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك الآية فانها نزلت لما قال رسول الله صلى الله عليه واله لقريش: ان الله بعثني ان أقتل جميع ملوك الدنيا وأجر الملك اليكم فأجيبوني إلى ما أدعوكم إليه تملكوا بها العرب وتدين لكم بها العجم، وتكونوا بها ملوكا في الجنة، فقال أبو جهل: ” اللهم ان كان هذا ” الذي يقول محمد ” هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم ” حسدا لرسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: كنا وبني هاشم كفرسي رهان (1) نحمل إذا حملوا، ونطعن إذا طعنوا، ونوقد إذا أوقدوا فلما استوى بنا وبهم الركب، قال قائل منهم: منا نبي لا نرضى بذلك أن يكون في بني هاشم ولا يكون في بني مخزوم، ثم قال: غفرانك اللهم، فأنزل الله في ذلك وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون حين قال: غفرانك اللهم، فلما هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وآله واخرجوه من مكة، قال الله: وما لهم الا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا اوليائه يعني قريشا ما كانوا اولياء مكة ان اولياؤه الا المتقون أنت واصحابك يا محمد، فعذبهم الله بالسيف يوم بدر. 79 – في روضة الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن ابيه عن ابي بصير قال: بينا رسول الله صلى الله عليه واله جالسا وذكر كلاما طويلا


(1) هذا مثل يضرب للشيئين المتساويين والمتقاربين في الفضل وغيره. (*)

[ 151 ]

في فضل علي عليه السلام إلى ان قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال: ” اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك ” ان بني هاشم يتوارثون هرقل (1) ” فارسل علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم ” فأنزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت هذه الاية ” وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ” ثم قال له: يا ابن عمرو اما تبت واما رحلت ؟ فدعى براحلته فركبها، فلما صار بظهر المدينة اتته جندلة فرضت هامته (2) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لمن حوله من المنافقين انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به، قال الله عزوجل: ” واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد ” وحذفنا من الحديث اشياء ستقف عليها انشاء الله عند قوله: ” ولما ضرب ابن مريم مثلا ” الاية وفي اول ” سأل سائل “. 80 – في مجمع البيان باسناده إلى سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد الصادق عن آبائه (ع) قال: لما نصب رسول الله صلى الله عليه واله عليا عليه السلام يوم غدير خم فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، طار ذلك في البلاد، فقدم على النبي صلى الله عليه واله النعمان بن الحارث الفهري فقال: أمرتنا من الله أن نشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله، وأمرتنا بالجهاد والحج والصوم والصلوة والزكوة فقبلناها، ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت: من كنت مولاه، فعلي مولاه فهذا شئ منك أو أمر من عند الله ؟ فقال: والله الذي لا اله الا هو هذا من الله، فولى النعمان بن الحارث وهو يقول: ” اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ” فرماه الله بحجر على رأسه فقتله. 81 – في روضة الكافي علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن أبي حمزة وغير واحد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان لكم في حيوتي خيرا وفي مماتي خيرا، قال: فقيل: يارسول الله اما حيوتك فقد علمنا فمالنا في وفاتك ؟ فقال: أما في حيوتي فان الله عزوجل يقول: ” وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم ” واما في مماتي فتعرض علي أعمالكم فأستغفر لكم.


(1) هرقل: اسم ملك الروم، اراد ان بني هاشم يتوارثون ملك بعد ملك. (2) الجندلة واحدة الجندل: الحجارة ورضه: دقه والهامة: رأس كل شئ. (*)

[ 152 ]

82 – في نهج البلاغة وحكى أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام انه صلى الله عليه وآله قال: كان في الارض امانان من عذاب الله سبحانه، فرفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسكوا به، اما الامان الذي رفع فهو رسول الله صلى الله عليه وآله واما الامان الباقي فالاستغفار، قال الله جل من قائل: ” وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ” 83 – في من لا يحضره الفقيه وقال النبي صلى الله عليه واله: حيوتي خير لكم ومماتي خير لكم، فقالوا: يارسول الله وكيف ذاك ؟ فقال: اما حيوتي فان الله يقول. و ما كان الله ليعذبهم وانت فيهم ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 84 – في كتاب ثواب الاعمال وعن ابي جعفر عليه السلام قال كان رسول الله صلى الله عليه واله يقول: الاستغفار لكم حصن حصين من العذاب، فمضى اكبر الحصنين وبقى الاستغفار فاكثروا منه، فانه ممحاة للذنوب قال الله عزوجل: ” وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون “. 85 – في تفسير العياشي عن عبد الله بن محمد الجعفي قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: كان رسول الله صلى الله عليه واله والاستغفار حصنين حصينين لكم من العذاب فمضى أكبر الحصنين وبقى الاستغفار فاكثروا منه فانه ممحاة للذنوب، وان شئتم فاقرأوا. ” وما كان الله ليعذبهم وانت فيه وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون “. 86 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قلت لابي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام: لاي شئ يحتاج إلى النبي والامام ؟ فقال: لبقاء العالم على صلاحه وذلك ان الله عزوجل يرفع العذاب عن اهل الارض إذا كان فيها نبي أو امام، قال الله عزوجل: ” وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ” وقال النبي صلى الله عليه واله: النجوم امان لاهل السماء واهل بيتي امان لاهل الارض، فإذا ذهبت النجوم اتى اهل السماء ما يكرهون، وإذا ذهب اهل بيتي اتي اهل الارض ما يكرهون، يعني بأهل بيته الائمة عليهم السلام الذين قرن الله عزوجل طاعتهم بطاعته. 87 – في امالي شيخ الطائفة ” قدس سره ” باسناده إلى سدير عن ابي جعفر


[ 153 ]

عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وهو في نفر من أصحابه: ان مقامي بين اظهركم خير لكم، وان مفارقتي اياكم خير لكم، فقام إليه جابر بن عبد الله الانصاري وقال: يارسول الله اما مقامك بين اظهرنا فهو خير لنا، فكيف يكون مفارقتك ايانا خيرا لنا ؟ فقال: اما مقامي بين أظهركم خير لكم لان الله عزوجل يقول: ” وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ” يعني يعذبهم بالسيف، فاما مفارقتي اياكم فهو خير لكم لان أعمالكم تعرض علي كل اثنين وخميس، فما كان من حسن حمدت الله عليه، وما كان من سئ استغفرت لكم. 88 – وباسناده إلى جعفر بن محمد عليهما السلام عن آبائه عن علي بن ابي طالب عليه السلام انه قال: اربع للمرء لا عليه، إلى قوله: والاستغفار فانه قال: ” وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون “. 89 – في مجمع البيان: وما كانوا اوليائه اي وما كان المشركين أولياء مسجد الحرام وان سعوا في عمارته ان اوليائه الا المتقون معناه وما اولياء المسجد الحرام الا المتقون وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام. قال مؤلف هذا الكتاب ” عفى عنه ” سبق لهذه الآية بيان فيما نقلناه قريبا عن علي ابن ابراهيم. 90 – في تفسير العياشي عن ابراهيم بن عمر اليماني عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا اوليائه يعني اولياء البيت يعني المشركين ” ان اوليائه الا المتقون ” حيث كانوا هم أولى به من المشركين وما كان صلوتهم عند البيت الا مكاء وتصدية قال: التصفير والتصفيق (1).


(1) صفر صفرا وصفر تصفيرا: صوت بالنفخ من شفتيه وشبك أصابعه ونفيها، و كثيرا ما يفعل ذلك للدابة عند دعائه للماء. وصفق بيديه: صوت بهماضربا، قيل: وكانوا يطوفون بالبيت عراءا يشبكون بين أصابعهم ويصفرون فيها ويصفقون وكانوا يفعلون ذلك إذا قرء رسول الله (ص) في صلوته يخلطون عليه. (*)

[ 154 ]

91 – في عيون الاخبار قال الرضا عليه السلام: وسميت مكة مكة لان الناس كانوا يمكون فيها، وكان يقال لمن قصدها: قدمكا، وذلك قول الله تعالى: ” وما كان صلوتهم عند البيت الا مكاء وتصدية ” فالمكاء التصفير، والتصدية صفق اليدين. قال مؤلف هذا الكتاب ” عفى عنه “: قد سبق لهذه الاية بيان فيما نقلناه قريبا عن علي بن ابراهيم 92 – في مجمع البيان وروى ان النبي صلى الله عليه واله كان إذا صلى في المسجد الحرام قام رجلان من بني عبد الدار عن يمينه فيصفران ورجلان عن يساره ويصفقان بأيديهما فيخلطان عليه صلوته فقتلهم الله جميعا ببدر. 93 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ان الذين كفروا ينفقون اموالهم إلى قوله: يحشرون قال: نزلت في قريش لما وافاهم ضمضم وأخبرهم بخبر رسول الله صلى الله عليه واله في طلب العير، فاخرجوا أموالهم وحملوا وأنفقوا وخرجوا إلى محاربة رسول الله صلى الله عليه واله ببدر، فقتلوا وصاروا إلى النار، وكان ما أنفقوا حسرة عليهم. قال مولف هذا الكتاب ” عفى عنه “. مر في تفسيره عند قوله: ” كما اخرجك ربك ” تسمية بعض المنفقين. 94 – في تفسير العياشي عن علي بن دراج الاسدي قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له: اني كنت عاملا لبني امية فأصبت مالا كثيرا فظننت ان ذلك لا يحل لي، قال: فسألت عن ذلك غيري ؟ قال: قلت: قد سئلت فقيل لي: ان أهلك و مالك وكل شئ لك حرام، قال: ليس كما قالوا لك، قلت: جعلت فداك فلى توبة ؟ قال: نعم توبتك في كتاب الله قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف. 95 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن اذينة عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: في قول الله عز ذكره: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فقال: لم يجئ تأويل هذه الآية بعد، ان رسول الله صلى الله عليه واله رخص لهم لحاجته وحاجة أصحابه، فلو قد جاء تأويلها لم يقبل منهم، ولكنهم يقتلون حتى يوحد الله عزوجل وحتى لا يكون شرك.


[ 155 ]

96 – في مجمع البيان ” وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ” الآية وروى زرارة وغيره عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: لم يجئ تأويل هذه الآية، ولو قد قام قائمنا بعد، سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية، وليبلغن دين محمد صلى الله عليه واله ما بلغ الليل حتى لا يكون شرك على ظهر الارض كما قال الله تعالى. 97 – في تهذيب الاحكام علي بن الحسن بن فضال عن محمد ابن اسمعيل الزعفراني عن حماد بن عيسى عن عمر بن اذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن امير المؤمنين عليه السلام قال: سمعته يقول كلاما كثيرا ثم قال: وأعظم من ذلك كله سهم ذي القربى الذين قال الله تعالى: ان كنتم آمنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان نحن والله عنى بذي القربى والذين قرنهم الله بنفسه ونبيه فقال: فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل منا خاصة ولم يجعل لنا في سهم الصدقة نصيبا، اكرم الله نبيه وأكرمنا أن يطعمنا وساخ ايدي الناس. 98 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة ومحمد بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: ” واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى ” قال: امير المؤمنين والائمة عليهم السلام. 99 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن ابان عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى ” قال: هم قرابة رسول الله صلى الله عليه واله والخمس للرسول صلى الله عليه واله ولنا. 100 – احمد عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن الرضا عليه السلام قال: سئل عن قول الله: ” واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى ” فقيل له: فما كان لله فلمن هو ؟ فقال لرسول الله صلى الله عليه واله، وما كان لرسول الله فهو للامام فقيل له: أرايت ان كان صنف من الاصناف اكثر وصنف اقل ما يصنع به ؟ قال: ذلك إلى الامام أرأيت رسول الله صلى الله عليه واله كيف يصنع ؟ أليس انما كان يعطي على ما يرى ؟


[ 156 ]

كذلك الامام. 101 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عبد الصمد بن بشير عن حكيم مؤذن بن عيسى قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” و اعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى ” فقال أبو عبد الله عليه السلام بمرفقيه على ركبتيه ثم اشار بيده (1) ثم قال: هي والله الافادة يوما بيوم، الا ان ابي جعل شيعته في حل. 102 – في روضة الكافي خطبة لامير المومنين عليه السلام يقول فيها: قد عملت الولاة قبلي اعمالا خالفوا فيها رسول الله صلى الله عليه واله. ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها والى ما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض امامتي من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه واله أرأيتم لو امرت بمقام ابراهيم صلى الله عليه فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله (2) واعطيت من ذلك سهم ذي القربى الذي قال لله عزوجل: ان كنتم آمنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان فنحن والله عني بذلك القربى الذي قرننا الله بنفسه وبرسوله صلى الله عليه واله، فقال: ” فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى و المساكين وابن السبيل ” فينا خاصة. 103 – علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: ان بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم فقال لي: الكف عنهم اجمل ثم قال: والله يا ابا حمزة ان الناس كلهم اولاد بغايا ما خلا شيعتنا. قلت: كيف لي بالمخرج من هذا ؟ فقال: يا با حمزة كتاب الله المنزل يدل عليه. ان الله تبارك وتعالى جعل لنا أهل البيت سهاما ثلثة في جميع الفئ، ثم قال عزوجل: ” واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى و اليتامى والمساكين وابن السبيل ” فنحن اصحاب الخمس والفئ، وقد حرمنا على


(1) ركبتيه حال عن مرفقيه، والمعنى رفع مرفقيه وهما كاينتان على ركبتيه، و العرب تجعل القول عبارة عن جميع الافعال وتطلقه على غير الكلام (عن هامش اصول الكافي). (2) لهذا الحديث شرح ذكره في الروضة الطبعة الحروفية الصفحة 59 – 63 فراجع (*)

[ 157 ]

جميع الناس ما خلا شيعتنا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 104 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” عن علي بن الحسين عليهما السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الشاميين: فهل قرأت هذه الاية: ” واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى ” ؟ فقال له الشامي: بلى فقال له عليه السلام: فنحن ذو القربى. 105 – في تهذيب الاحكام سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان ابن يحيى عن عبد الله بن مسكان قال: حدثنا زكريا بن مالك الجعفي عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئله عن قول الله عزوجل: ” واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ” فقال: اما خمس الله عزوجل فللرسول يضعه في سبيل الله، واما خمس الرسول فلاقاربه، وخمس ذوي القربى فهم اقرباؤه، واليتامى يتامى أهل بيته، فجعل هذه الاربعة اسهم فيهم، واما المساكين وابن السبيل فقد عرفت انا لا نأكل الصدقة ولا تحل لنا فهي للمساكين وابناء السبيل. 106 – وعنه عن احمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن عبد الله بن بكير عن بعض أصحابه عن احدهما عليهما السلام في قول الله عزوجل: ” واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ” قال: خمس الله عزوجل للامام وخمس الرسول للامام، وخمس ذي القربى لقرابة الرسول الامام، واليتامى يتامى آل الرسول والمساكين منهم، وابناء السبيل منهم، فلا يخرج منهم إلى غيرهم. 107 – في عوالي اللئالي ونقل عن علي عليه السلام انه قيل له: ان الله تعالى يقول: ” واليتامى والمساكين ” فقال ايتامنا ومساكيننا 108 – وفي تفسير الثعلبي عن المنهال بن عمرو قال: سألت زين العابدين عليه السلام عن الخمس ؟ قال: هو لنا، فقلت: ان الله تعالى يقول: ” واليتامى والمساكين ” قال: أيتامنا ومساكيننا. 109 – في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي بن


[ 158 ]

أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله انه قال في وصية له: يا علي ان عبد المطلب سن في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الاسلام، إلى قوله: ووجد كنزا فأخرج منه الخمس وتصدق به فأنزل الله تعالى: ” واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه ” الآية. 110 – في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء له: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا عليه السلام فسر الاصطفاء في الظاهر دون الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك قوله عزوجل إلى ان قال: واما الآية الثامنة فقوله عزوجل: ” واعلموا انما غنتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى ” فقرن سهم ذي القربى مع سهمه وسهم رسول الله صلى الله عليه واله، فهذا فصل ايضا بين الآل والامة، لان الله تعالى جعلهم في حيز وجعل الناس في حيز دون ذلك، ورضى لهم ما رضى لنفسه، و اصطفاهم فيه فبدأ بنفسه، ثم ثنى برسوله ثم بذي القربى فكل ما كان من الفئ والغنيمة وغير ذلك مما رضيه عزوجل لنفسه فرضيه لهم، فقال وقوله الحق: ” واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى ” فهذا تأكيد مؤكد وأثر قايم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، واما قوله: ” واليتامى والمساكين ” فان اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنايم ولم يكن له فيها نصيب، وكذلك المسكين إذا انقطع مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم ولا يحل له أخذه، وسهم ذي القربى إلى يوم القيامة قايم فيهم للغني والفقير منهم، لانه لا أحد أغنى من الله عزوجل ولا من رسوله صلى الله عليه وآله، فجعل لنفسه منها سهما ولرسوله سهما فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم، و كذلك الفئ ما رضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذي القربى كما اجراهم في الغنيمة، فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم، وقرن سهمهم بسهمه وسهم رسوله وكذلك في الطاعة قال: ” يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم ” فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بأهل بيته، وكذلك آية الولاية ” انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ” فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته، كما جعل سهمه مع سهم


[ 159 ]

الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة والفئ، فتبارك الله تعالى ما أعظم نعمته على اهل هذا البيت، فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه ورسوله ونزه اهل بيته فقال: ” انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله ” فهل تجد في شئ من ذلك انه عزوجل سمى لنفسه أو لرسوله أو لذي القربى، لانه لما نزه نفسه عن الصدقة ونزه رسوله نزه اهل بيته، لا بل حرم عليهم لان الصدقة محرمة على محمد وآله وهي أوساخ ايدي الناس لا تحل لهم لانهم طهروا من كل دنس ووسخ، فلما ظهرهم واصطفاهم رضى لهم ما رضى لنفسه، وكره لهم ما كره لنفسه فهذه الثامنة. 111 – في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن احدهما عليهما السلام قال: سألته عن قول الله ” واعلموا أنما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى ” قال: هم أهل قرابة رسول الله صلى الله عليه واله فسألته: منهم اليتامى والمساكين وابن السبيل ؟ قال: نعم. 112 – عبد الله بن سنان عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان نجدة الحروري كتب إلى ابن عباس يسئله عن موضع الخمس لمن هو ؟ فكتب إليه: اما الخمس فانا نزعم انه لنا، ويزعم قومنا انه ليس لنا فصبرنا. 113 – عن زرارة ومحمد بن مسلم وابي بصير انهم قالوا له: ما حق الامام في اموال الناس ؟ قال: الفئ والانفال والخمس، فكل ما دخل منه فئ أو أنفال أو خمس أو غنيمة فان لهم خمسه فان الله تعالى يقول: ” واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين ” وكل شئ في الدنيا فان لهم فيه نصيبا، فمن وصلهم بشئ مما يدعون له اكبر مما يأخذون منه. 114 – عن محمد بن الفضيل عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمس وللرسول ولذي القربى ” قال: الخمس لله وللرسول وهو لنا. 115 – عن الحلبي عن ابي عبد الله عليه السلام في الرجل من اصحابنا في لوائهم فيكون


[ 160 ]

معهم فيصيب غنيمة قال: يؤدي خمسنا ويطيب له. 116 – عن اسحق بن عمار ابي عبد الله عليه السلام قال: في تسعة عشر من شهر رمضان يلتقي الجمعان، قلت ما معنى قوله: يلتقي الجمعان قال: يجمع فيها ما يريد من تقديمه وتأخيره وارادته وقضائه. 117 – في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام قال: الغسل في سبعة عشر موطنا، ليلة سبعة وعشرين من شهر رمضان وهي ليلة التقى الجمعان ليلة بدر. 118 – في تفسير علي بن ابرهيم قوله عزوجل: إذ انتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى يعني قريشيا حين نزلوا بالعدوة اليمانية ورسول الله صلى الله عليه واله حين نزل بالعدوة الشامية والركب اسفل منكم وهي العير التي افلتت. 119 – في تفسير العياشي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ” والركب أسفل منكم ” قال: أبو سفيان وأصحابه 120 – في كتاب مقتل الحسين (ع) لابي مخنف ان الحسين عليه السلام بعد أن بلغه قتل مسلم وهاني ونزوله بالعقبة قال له بعض من حضرنا: فانشدك الله الا ما رجعت، فوالله ما تقدم الا على أطراف الاسنة وحرارات السيوف، وان هؤلاء القوم الذين بعثوا اليك لو كان فيهم صلاح، لكفوك مؤنة الحرب والقتال، وطيبوا لك الطريق، ولكان الوصول إليهم رأيا سديدا، فالرأي عندنا ان ترجع عنهم ولا تقدم عليهم، فقال له الحسين عليه السلام: صدقت يا عبد الله فيما تقول ولكن ليقضي الله امرا كان مفعولا 121 – في مصباح شيخ الطايفة خطبة لامير المؤمنين عليه السلام خطب بها في يوم الغدير وفيها و لم يدع الخلق في بهم صما ولا عميا بكما، بل جعل لهم عقولا ما زخت شواهدهم وتفرقت في هياكلهم حفقها في نفوسهم واستعبد لها حواسهم، فقرر بها على أسماع ونواظر افكار وخواطر ألزمهم بها حجته واراهم بها محجته، وأنطقهم عما شهدته بالسن ذربة بما قام فيها من قدرته وحكمته، وبين عندهم بها ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة وان الله لسميع عليم بصير شاهد خبير.


[ 161 ]

122 – في تفسير علي بن ابراهيم: ” ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة ” قال: يعلم من بقى ان الله عزوجل نصره. قال عز من قايل واذ يريكموهم إذ التقيتم في اعينكم قليلا ويقللكم في اعينهم الآية. 123 – في روضة الكافي باسناده إلى زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال: كان ابليس يوم بدر يقلل المسلمين في أعين الكفار، ويكثر الكفار في أعين الناس فشد عليه جبرئيل عليه السلام بالسيف فهرب منه وهو يقول: يا جبرئيل اني مؤجل حتى وقع في البحر، قال: فقلت لابي جعفر عليه السلام: لاي شئ يخاف وهو مؤجل ؟ قال: يقطع بعض اطرافه. 124 – في مجمع البيان – واذ زين لهم الشيطان اعمالهم الآية واختلف في ظهور الشيطان يوم بدر كيف كان ؟ فقيل: ان قريشا لما اجتمعت المسير ذكرت الذي بينها وبين بني بكر بن عبد مناف بن كنانة من الحرب (1) وكاد ذلك أن يثنيهم (2) فجاء ابليس في جند من الشياطين فتبدي لهم في صورة سراقة بن مالك بن جشعم الكناني ثم المدلجي وكان من اشراف كنانة وقال لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم اي مجيركم من كنانة، فلما رأى ابليس الملائكة نزلوا من السماء وعلم انه لا طاقة له بهم نكص على عقبيه عن ابن عباس والسدي والكلبي وغيرهم، وقيل: انهم لما التقوا كان ابليس في صف المشركين آخذا بيد الحارث ابن هشام فنكص على عقبيه فقال له الحارث: ياسراقة أتخذلنا على هذه الحال ؟ فقال له: اني ارى ما لا ترون فقال: والله ما نرى الا جعاسيس يثرب (3) فدفع في صدر الحارث وانطلق وانهزم الناس، فلما قدموا مكة قالوا: هزم الناس


(1) وفي بعض النسخ ” بن الحارث ” مكان ” من الحرب ” ولا تخلو احدى النسختين من التصحيف. (2) ثناه تثنية: جعله اثنين، وهذا كناية واراد التفريق والتشتت إلى فرقتين أو أكثر. (3) جعاسيس جمع الجعوس: القصير الدميم. (4) القليب: البئر قبل أن تطوى. (*)

[ 162 ]

سراقة فبلغ ذلك سراقة فقال: والله ما شعرت بمسيركم حتى بلغني هزيمتكم فقالوا: انك اتيتنا يوم كذا فحلف لهم، فلما اسلموا علموا ان ذلك كان الشيطان عن الكلبي وروى ذلك عن ابي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام. قال مؤلف هذا الكتاب ” عفى عنه ” قد سبق لهذه الآية بيان عن علي بن ابراهيم في القصة أوايل هذه السورة. 125 – في تفسير العياشي عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: لما عطش القوم يوم بدر انطلق علي عليه السلام بالقربة يستقي وهو على القليب إذ جاءت ريح شديدة ثم مضت، فلبث ما بدا له ثم جاءت ريح، اخرى ثم مضت، ثم جائته اخرى كاد أن يشغله وهو على القليب، ثم جلس حتى مضى، فلما رجع إلى رسول الله صلى الله عليه واله أخبره بذلك فقال رسول الله صلى الله عليه واله: اما الريح الاول جبرئيل مع ألف من الملائكة والثانية فيها ميكائيل مع ألف من الملائكة والثالثة فيها اسرافيل مع ألف من الملائكة وقد سلموا عليك وهو مدد لنا، وهم الذين رآهم ابليس فنكص على عقبيه يمشي القهقري حين يقول: ” اني أرى ما لا ترون اني اخاف الله والله شديد العقاب “. قال مؤلف هذا الكتاب ” عفى عنه ” قوله عزوجل إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غير هولاء دينهم قد سبق له بيان عن علي بن ابراهيم في القصة أوايل هذه السورة. 126 – في تفسير العياشي أو علي المحمودي عن أبيه رفعه في قول الله: يضربون وجوههم وادبارهم قال: انما ارادوا استاههم (1) ان الله كريم يكنى. 127 – في مجمع البيان روى مجاهد ان رجل قال للنبي صلى الله عليه واله اني حملت على رجل من المشركين فذهبت لاضربه فندر (2) رأسه فقال: سبقك إليه الملائكة قال عز من قائل ذلك بان الله لم يك مغيرا نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا


(1) الاستاه جمع الاست. (2) ندر الشئ: سقط (*)

[ 163 ]

ما بأنفسهم. 128 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن الهيثم بن واقد الجزري قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله عزوجل بعث نبيا من أنبيائه إلى قومه وأوحى إليه ان قل لقومك انه ليس من أهل قرية ولا ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سراء فتحولوا عما أحب إلى ما اكره الا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون، وليس من اهل قرية ولا اهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحولوا عما اكره إلى ما احب الا تحولت لهم عما يكرهون إلى ما يحبون، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 129 – محمد بن يحيى وابو علي الاشعري عن الحسين بن اسحق عن علي بن مهزيار عن حماد بن عيسى عن ابي عمرو المدايني عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: كان ابي عليه السلام يقول: ان الله قضى قضاءا حتما الا ينعم على العبد فيسلبها اياه حتى يحدث العبد ذنبا يستحق بذلك النقمة. 130 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن سماعة قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ما انعم الله على عبد بنعمة فسلبها اياه حتى يذنب دنبا يستحق بذلك السلب. 131 – في نهج البلاغة قال عليه السلام، وليس شئ ادعى إلى تغيير نعم الله وتعجيل نقمته من اقامة على ظلم فان الله سميع دعوة المظلومين (1) وهو للظالمين بالمرصاد وقال عليه السلام ايضا (2): اياك والدماء وسفكها بغير حلها، فانه ليس شئ أدعى لنقمة ولا اعظم لتبعة ولا احرى بزوال نعمة وانقطاع مدة من سفك الدماء بغير حقها. 132 – في تفسير علي بن ابراهيم: حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام


(1) وفي المصدر ” فان الله يسمع دعوة المضطهدين “. (2) هذا وما قبله من جملة ما كتبه عليه السلام إلى الاشتر النخعي رحمه الله لما ولاه على مصر و هو أطول عهد لكتبه وأجمعه للمحاسن. (*)

[ 164 ]

في قوله: ان شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون قال أبو جعفر عليه السلام: نزلت في بني امية فهم اشر خلق الله، هم الذين كفروا في باطن القرآن. 133 – في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه – الاية ” ان شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون ” قال: نزلت في بني امية هم شر خلق الله هم الذين كفروا في بطن القرآن، وهم الذين لا يؤمنون هم شر خلق الله. 134 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: واما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء قال: نزلت في معاوية لما خان أمير المؤمنين عليه السلام. 135 – في كشف المحجة لابن طاوس (ره) عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: فقدمت البصرة وقد اتسقت الي الوجوه كلها الا الشام، فأحببت ان اتخذ الحجة واقضى العذر، وأخذت بقول الله: ” واما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء ” فبعثت جرير بن عبد الله إلى معاوية معذرا إليه متخذا للحجة عليه، فرد كتابي وجحد حقي في دفع بيعتي. 136 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابه عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ثلث من كن فيه كان منافقا وان صام وصلى وزعم انه مسلم، من إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا وعد اخلف، ان الله عزوجل قال في كتابه: ان الله لا يحب الخائنين وقال: ” ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ” وفي قوله تعالى: ” واذكر في الكتاب اسمعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا “. 137 – في الكافي محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن الحسن بن طريف عن عبد الله بن المغيرة رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله في قول الله عزوجل: واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل قال: الرمي. 138 – في من لا يحضره الفقيه وقال عليه السلام في قول الله عزوجل ” واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ” قال: منه الخضاب بالسواد. 139 – في تفسير العياشي عن محمد بن عيسى عمن ذكره عن ابي عبد الله


[ 165 ]

عليه السلام في قول الله: ” واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ” قال: سيف ونرس. 140 – في تفسير علي بن ابرهيم قوله: ” واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ” قال السلاح. 141 – في مجمع البيان وروى عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وآله ان القوة رمى. 142 – وروى عن النبي صلى الله عليه واله: وارتبطوا الخيل فان ظهورها لكم عز و اجوافها كنز. 143 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن صفوان عن ابن مسكان عن الحلبي عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل وان جنحوا للسلم فاجنح لها قلت: ما السلم ؟ قال: الدخول في امرنا. قال مؤلف هذا الكتاب ” عفى عنه “: قد سبق لهذه الآية بيان عن علي بن ابراهيم في القصة في اوايل هذه السورة. 144 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” وان جنحوا للسلم فاجنح لها ” قال: هي منسوخة بقوله: ” ولا تهنوا وتدعوا إلى السلم وانتم الاعلون والله معكم ” وقوله: وان يريدوا ان يخدعوك فان حسبك الله هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين والف بين قلوبهم، لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم قال: نزلت في الاوس والخزرج. 145 – وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان هؤلاء قوم كانوا معه من قريش، فقال الله: ” فان حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين والف بين قلوبهم لو انفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله الف بينهم انه عزيز حكيم ” فهم الانصار كان بين الاوس والخزرج حرب شديد وعداوة في الجاهلية، فألف الله بين قلوبهم ونصر بهم نبيه فالذين ألف بين قلوبهم فهم الانصار خاصة. 146 – في مجمع البيان ” هو الذي ايدك بنصره وبالمؤمنين ” واراد بالمؤمنين الانصار وهم الاوس والخزرج عن ابي جعفر عليه السلام.


[ 166 ]

147 – في امالي شيخ الطائفة باسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: المؤمن غر كريم، والفاجر خبث لئيم، وخير المؤمنين من كان تألفه للمؤمنين، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف. 148 – قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: شرار الناس من يبغض المؤمنين وتبغضه قلوبهم المشاؤن بالنميمة المفرقون بين الاحبة، الباغون للناس العيب اولئك لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم يوم القيمة، ثم تلا صلى الله عليه واله: ” هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم “. 149 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: وبلغ رسالات ربه فلم به الصدع، ورتق به الفتق، والف [ به الشمل ] بين ذوي الارحام بعد العداوة الواغرة في الصدور، و الضغاين القادحة في القلوب (1). 150 – في تفسير العياشي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول في آخره: وقد أكره على بيعة أبي بكر مغضبا: اللهم انك تعلم ان النبي صلى الله عليه واله قد قال لي: ان تموا عشرين فجاهدهم، وهو قولك في كتابك ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مأتين قال: وسمعته يقول: اللهم فانهم لم يتموا عشرين حتى قالها ثلثا ثم انصرف. 151 – عن فرات بن احنف عن بعض أصحابه عن علي بن أبي طالب عليه السلام انه قال: ما نزل بالناس ازمة (2) قط الا كان شيعتي فيه أحسن حالا، وهو قول الله: الآن خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا. 152 – عن الحسين بن صالح قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: كان علي صلوات الله عليه يقول: من فر من رجلين في القتال من الزحف فقد فر من الزحف، و من فر من ثلثة رجال في القتال من الزحف فلم يفر.


(1) لم به: جمع. والصدع: الشق والعداوة الواغرة: ذات الوغرة وهي شدة الحر: والضغائن: الاحقاد. والقادحة في القلوب كأنها تقدح النار فيها. (2) الازمة: الشدة. القحط. (*)

[ 167 ]

153 – في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: أما علمتم ان الله عزوجل قد فرض على المؤمنين في اول الامر ان يقاتل الرجل منهم عشرة من المشركين، ليس له ان يولي وجهه عنهم، ومن ولاهم يومئذ دبره فقد تبوء مقعده من النار، ثم حولهم رحمة منه لهم، فصار الرجل منهم عليه ان يقاتل رجلين من المشركين تخفيفا من الله عزوجل للمؤمنين ففسح الرجلان العشرة. 154 – في مجمع البيان وعن ابن عباس قال: لما امسى رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر والناس محبوسون بالوثاق بات ساهرا اول الليل، فقال له اصحابه: مالك لا تنام ؟ قال: سمعت انين عمي عباس في وثاقه فأطلقوه فسكت فنام رسول الله صلى الله عليه وآله. 155 – وروى عبيدة السلماني (1) عن رسول الله صلى الله عليه واله انه قال لاصحابه يوم بدر في الاسارى: ان شئتم قتلتموهم وان شئتم فاديتموهم واستشهد منكم بعدتهم، وكانت الاسارى سبعين، فقالوا: بل ناخذ الفداء ونتمتع به ونتقوى به على عدونا ويستشهد منا بعدتهم، قال عبيدة: طلبوا الخيرتين كلتيهما، فقتل منهم يوم أحد سبعون. 156 – وقال أبو جعفر عليه السلام: كان الفداء يوم بدر عن كل رجل من المشركين بأربعين اوقية والاوقية أربعون مثقالا الا العباس، فان فدائه مائة أوقية، وكان أخذ منه حين اسر عشرون أوقية ذهبا، فقال النبي صلى الله عليه واله: ذلك غنيمة ففاد نفسك وابنى اخيك نوفلا وعقيلا فقال: ليس معي شئ، فقال أين الذهب الذي سلمته إلى ام الفضل وقلت لها: ان حدث بي حدث فهو لك وللفضل وعبد الله وقثم ؟ فقال: من اخبرك بهذا ؟ قال: الله تعالى، فقال: اشهد انك رسول الله، ما اطلع على هذا أحد الا الله تعالى قال مؤلف هذا الكتاب ” عفى عنه ” قوله عزوجل: ما كان لنبي ان يكون له


(1) وفي جملة من النسخ ” أبو عبيدة ” ولكن الصحيح ما اخترناه قال ابن حجر في تهذيب التهذيب عبيدة بن عمرو السلماني المرادي وذكر وفاته سنة 73 وقيل 74. ” انتهى ” و عن لب اللباب ان السلماني نسبة إلى سلمان مدينة بآذربيجان. (*)

[ 168 ]

اسرى الاية نقلنا عن علي بن ابراهيم في تفسير قوله تعالى: ” كما اخرجك ربك ” له زيادة بيان فليطلب هناك. 157 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول في هذه الاية: يا ايها النبي قل لمن في ايديكم من الاسرى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتكم خيرا مما اخذ منكم ويغفر لكم قال: نزلت في العباس وعقيل ونوفل، وقال: ان رسول الله صلى الله عليه واله نهى يوم بدر ان يقتل أحد من بني هاشم وابو البختري، فاسروا فارسل عليا عليه السلام فقال انظر من هيهنا من بني هاشم، قال: فمر علي عليه السلام على عقيل بن ابي طالب كرم الله وجهه فحاد عنه (1) فقال له: يابن ام علي اما والله لقد رأيت مكاني، قال: فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه واله وقال: هذا أبو الفضل في يد فلان، وهذا عقيل في يد فلان وهذا نوفل بن حارث في يد فلان، فقام رسول الله صلى الله عليه واله حتى انتهى إلى عقيل، فقال له: يا ابا يزيد قتل أبو جهل ؟ قال: اذن لا تنازعون في تهامة (2) فقال: ان كنتم اثخنتم القوم والا فاركبوا اكتافهم، قال: فجئ بالعباس فقيل له: أفد نفسك وافد ابن أخيك، فقال: يا محمد تتركني أسأل قريشا في كفي ؟ فقال: اعط ما خلفت عند ام الفضل وقلت لها: ان اصابني في وجهي هذا شئ فانفقيه على ولدك ونفسك، فقال له: يابن أخي من اخبرك بهذا ؟ فقال: اتاني جبرئيل من عند الله عز ذكره، فقال ومحلوفه (3) ما علم بهذا احد الا انا وهي، اشهد انك رسول الله، قال: فرجع الاسارى كلهم [ مشركين ] الا العباس وعقيل و نوفل كرم الله وجوههم، وفيهم نزلت هذه الاية ” قل لمن في ايديكم من الاسرى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا ” إلى آخر الاية. 158 – في قرب الاسناد للحميري باسناده عن أبي جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: اتى النبي صلى الله عليه واله بمال، فقال للعباس: يا عباس ابسط رداءك وخذ من هذا المال


(1) حاد عنه: مال. (2) من أسماء مكة المعظمة. (3) ومحلوفه اي اقسم بالذي يقسم به في شرع محمد (ص) وحاصله ” والله “. (*)

[ 169 ]

طرفا (1) فبسط ردائه فأخذ منه طائفة ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: هذا من الذي قال الله تبارك وتعالى: ” يا ايها النبي قل لمن في ايديكم من الاسرى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم ” (2) قال مؤلف هذا الكتاب ” عفى عنه ” قوله عزوجل وان يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فامكن منهم الآية قد سبق فيما نقلنا عن علي بن ابرهيم من تفسير قوله عزوجل: ” كما اخرجك ربك من بيتك ” 159 – في عيون الاخبار في باب جمل من اخبار موسى بن جعفر عليه السلام مع هارون الرشيد ومع موسى بن المهدي حديث طويل بينه وبين هارون وفيه قال: فلم ادعيتم انكم ورثتم النبي صلى الله عليه واله والعم يحجب ابن العم وقبض رسول الله صلى الله عليه واله وقد توفى أبو طالب عليه السلام قبله، والعباس عمه حي ؟ فقلت له: ان راى امير المؤمنين ان يعفيني من هذه المسألة ويسئلني عن كل باب سواه يريد، فقال: لا أوتجيب فقلت: فآمني قال: قد آمنتك قبل الكلام فقلت: ان في قول علي بن ابي طالب عليه السلام انه ليس مع ولد الصلب ذكرا كان أو أنثى لاحد سهم الا للابوين والزوج والزوجة، ولم يثبت للعم مع ولد الصلب ميراث، ولم ينطق به الكتاب الا ان تيما وعديا (3) وبني امية قالوا: العم والد، رايا منهم بلا حقيقة ولا اثر عن الرسول صلى الله عليه واله إلى ان قال عليه السلام قال: زدني يا موسى، قلت: المجالس بالامانات وخاصة مجلسك ؟ فقال: لا بأس عليك، فقلت: ان النبي صلى الله عليه واله لم يورث من لم يهاجر، ولا اثبت له ولاية حتى يهاجر، فقال: ما حجتك فيه ؟ فقلت قول الله تعالى: والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا وان عمي العباس لم يهاجر، فقال: اسئلك يا موسى هل افتيت


(1) الطرف – محركة -: طائفة من الشئ. (2) ” في تفسير العياشي عن علي بن اسباط انه سمع ابا الحسن الرضا عليه السلام يقول: قال أبو عبد الله عليه السلام: أتى النبي (ص) بمال وذكر إلى آخر ما في قرب الاسناد سواء. منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (3) المراد من التيم والعدي أبو بكر وعمر. (*)

[ 170 ]

بذلك أحدا من أعدائنا ام أخبرت أحدا من الفقهاء في هذه المسألة شئ ؟ فقلت: اللهم لا، وما سألني عنها الا أمير المؤمنين. 160 – في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابي جعفر وابي عبد الله (ع) قال: سئلتهما عن قوله: ” والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكهم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا ” ؟ قال: ان أهل مكة لا يولون (1) أهل المدينة. 161 – في مجمع البيان ” ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجرو وروى عن ابي جعفر عليه السلام: انهم كانوا يتوارثون بالمواخاة الاولى. 162 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر الا على قوم بينكم وبينهم ميثاق ” فانها نزلت في الاعراب، وذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله صالحهم على أن يدعهم في ديارهم ولا يهاجروا إلى المدينة وعلى انه إذا أرادهم رسول الله صلى الله عليه واله غزا بهم، وليس لهم في الغنيمة شئ وأوجبوا على النبي صلى الله عليه واله ان أرادهم الاعراب من غيرهم أو دهاهم دهم (2) من عدوهم ان ينصرهم الا على قوم بينهم وبين الرسول عهد وميثاق إلى مدة. 163 – في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن الوليد عن الحسين بن بشار قال كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام في رجل خطب الي ؟ فكتب: من خطب اليكم فرضيتم دينه وامانته كاينا من كان فزوجوه والا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير. 164 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحسين بن ثوير بن أبي فاخته عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تعود الامامة في اخوين بعد الحسن والحسين [ ابدا ]، انما جرت من علي بن الحسين كما قال الله تبارك وتعالى واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله فلا تكون بعد علي بن الحسين


(1) وفي المصدر ” لا يرثون ” بدل ” لا يولون ” ومرجع المعنى واحد. (2) دهاه: أصابه. والدهم: الغائلة من امر عظيم. والجماعة الكثيرة. ولعل الصحيح ” أو دهمهم دهم “. (*)

[ 171 ]

الا في الاعقاب وأعقاب الاعقاب. 165 – علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس وعلي بن محمد عن سهل بن زياد ابي سعيد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فلما مضى علي عليه السلام كان الحسن أولى بها لكبره، فلما توفى لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك، والله عزوجل يقول: ” واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ” فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين عليه السلام أمر الله بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة ابيك، وبلغ في رسول الله صلى الله عليه واله كما بلغ فيك وفي أبيك، وأذهب الله عنى الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك، فلما صارت إلى الحسين لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعى عليه كما كان هو يدعى على أخيه وعلى أبيه، ولو أراد أن يصرفا الامر عنه ولم يكونا ليفعلا، ثم صارت حتى افضت (1) إلى الحسين عليه السلام فجرى تأويل هذه الآية ” واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ” ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين، ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي، وقال: الرجس هو الشك والله لا نشك بربنا أبدا. 166 – محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن صباح الازرق عن أبي بصير قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: ان رجلا من المختارية لقيني فزعم ان محمد بن الحنفية امام، فغضب أبو جعفر عليه السلام ثم قال أفلا قلت له: قال: قلت لا والله ما دريت ما أقول، قال: أفلا قلت له: ان رسول الله صلى الله عليه واله أوصى إلى علي والحسن والحسين عليهما السلام، فلما مضى علي أوصى إلى الحسن والحسين عليهم السلام، ولو ذهب يزويها عنهما لقالا له: نحن وصيان مثلك ولم يكن ليفعل ذلك، وأوصى الحسن إلى الحسين ولو ذهب يزويها عنه لقال له: انا وصي مثلك من رسول الله صلى الله عليه واله ومن أبى ولم يكن ليفعل ذلك قال الله عزوجل: ” واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض ” هي فينا وفي أبنائنا. 167 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن قيس


(1) وفي المصدر ” حين أفضت ” مكان ” حتى افضت “. (*)

[ 172 ]

عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام انه قال فينا نزلت هذه الآية: ” واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله “. 168 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الرحمان بن كثير قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما عنى الله عزوجل بقوله تعالى ” يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ” قال: نزلت هذه الاية في النبي صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام، فلما قبض الله عزوجل نبيه صلى الله عليه واله كان امير المؤمنين عليه السلام ثم الحسن ثم الحسين عليهم السلام، ثم وقع تأويل هذه الآية: ” و اولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ” وكان علي بن الحسين عليه السلام، ثم جرت في الائمة من ولده الاوصياء عليهم السلام، فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله عزوجل. 169 – وباسناده إلى عبد الاعلى بن اعين قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله عزوجل خص عليا عليه السلام بوصية رسول الله صلى الله عليه واله وما يصيبه له، فاقر الحسن و الحسين بذلك، ثم وصيته للحسن وتسليم الحسين ذلك حتى أفض الامر إلى الحسين لا ينازعه فيه احد، لانه ليس لاحد من السابقة مثل ما له، واستحقها علي بن الحسين عليه السلام لقول الله عزوجل: ” واولو الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ” فلا يكون بعد علي بن الحسين عليهما السلام الا في الاعقاب واعقاب الاعقاب. 170 – في نهج البلاغة من كتاب له عليه السلام إلى معاوية: وكتاب الله يجمع لنا ما شذ عنا وهو قوله سبحانه: ” واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ” وقوله تعالى: ” ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ” فنحن مرة اولى بالقرابة، وتارة اولى بالطاعة. 171 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” وروى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائه عليهم السلام انه لما اجمع أبو بكر على منع فاطمة فدك، و بلغها ذلك جاءت إليه وقالت: يابن ابي قحافة أفي كتاب الله ان ترث اباك ولا ارث ابي لقد جئت شيئا فريا ؟ افعلى عمد تركتم كتاب الله وراء ظهوركم إذ يقول: ” واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 172 – وفيه خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وفيها قال الله عزوجل، ” ان أولى


[ 173 ]

الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي ” وقال عزوجل: ” واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ” فنحن أولى الناس بابراهيم، ونحن ورثناه ونحن أولوا الارحام الذين ورثنا الكعبة ونحن آل ابراهيم. 173 – في تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: دخل علي عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه واله في مرضه وقد أغمى عليه و راسه في حجر جبرئيل عليه السلام، وجبرئيل علي صورة دحية الكلبي، فلما دخل علي عليه السلام قال له جبرئيل: دونك راس ابن عمك فأنت أحق به مني. لان الله يقول في كتابه: ” واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ” فجلس علي عليه السلام واخذ رأس رسول الله صلى الله عليه واله فوضعه في حجره، فلم يزل راس رسول الله صلى الله عليه واله في حجره حتى غابت الشمس وان رسول الله صلى الله عليه وآله افاق فرفع راسه، فنظر إلى علي عليه السلام فقال: يا علي اين جبرئيل ؟ فقال: يارسول الله ما رايت الا دحية الكلبي دفع الي رأسك وقال: يا علي دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به مني، لان الله تعالى يقول: ” واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ” فجلست واخذت رأسك فلم يزل في حجري حتى غابت الشمس، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: افصليت العصر ؟ قال: لا، قال: فما منعك ان تصلي ؟ فقال: قد اغمى عليك وكان راسك في حجري فكرهت ان اشق عليك يارسول الله، وكرهت ان اقوم واصلي وأضع رأسك، فقال رسول الله صلى الله عليه واله اللهم ان عليا كان في طاعتك وطاعة رسولك حتى فاتته صلوة العصر، اللهم فرد عليه الشمس حتى يصلي العصر في وقتها قال: فطلعت الشمس فصارت في وقت العصر بيضاء نقية، ونظر إليها اهل المدينة ” وان عليا قام وصلى، فلما انصرف غابت الشمس وصلوا المغرب. 174 – في تفسير علي بن ابراهيم ثم قال: ” والذين آمنوا من بعد وهاجروا و جاهدوا معكم فاولئك منكم واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ” قال: نسخت قوله: ” والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم “. 175 – في الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابي نجران عن عاصم بن


[ 174 ]

حميد عن محمد بن قيس عن ابي جعفر عليه السلام قال: قضى امير المؤمنين عليه السلام في خالة جائت تخاصم في مولى رجل، فقرأ هذه الآية: ” واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ” فدفع الميراث إلى الخالة ولم يعط المولى. 176 – أبو علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن سنان قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: كان علي عليه السلام إذا مات مولى له وترك قرابة له يأخذ من ميراثه شيئا ويقول: ” واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله “. 177 – في من لا يحضره الفقيه وروى احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سهل عن الحسن بن الحكم عن ابي جعفر عليه السلام انه قال في رجل ترك خالتيه ومواليه قال: ” واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض ” المال بين الخالتين. 178 – وروى احمد بن محمد بن ابي نصر عن الحسن بن موسى الخياط عن الفضيل بن يسار قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: لا والله ما ورث رسول الله صلى الله عليه واله العباس ولا علي ولا ورثته الا فاطمة عليها السلام، وما كان اخذ علي عليه السلام السلاح و غيره الا لانه قضى عنه دينه، ثم قال: ” وأولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله “. 179 – في الكافي علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابي بصير عن ابي جعفر عليه السلام قال: الخال والخالة يرثان إذا لم يكن معهما احد، ان الله يقول: ” وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله “. 180 – حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهيب عن ابي بصير عن ابي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: الخال والخالة يرثان إذا لم يكن معهما احد يرث غيرهما، ان الله يقول: ” وأولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ” 181 – في تفسير العياشي عن ابي بصير عن ابي جعفر الباقر عليه السلام قال: الخال والخالة يرثون إذا لم يكن معهم احد غيرهم، ان الله يقول: ” وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ” إذا التقت القرابات فالسابق احق بالميراث من قرابته. 182 – عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قول الله عزوجل: ” واولوا الارحام بعضهم


[ 175 ]

اولى ببعض في كتاب الله ” ان بعضهم اولى بالميراث من بعض، لان اقربهم إليه اولى به. 183 – عن ابن سنان عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما اختلف علي بن ابي طالب عليه السلام و عثمان بن عفان في الرجل يموت وليس له عصبة يرثونه وله ذو قرابة لا يرثونه ليس له سهم مفروض ؟ فقال علي عليه السلام: ميراثه لذوى قرابته لان الله تعالى يقول: ” و اولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ” وقال عثمان: اجعل ميراثه في بيت مال المسلمين، ولا يرثه احد من قرابته. 184 – عن سليمان بن خالد عن ابي عبد الله عليه السلام قال كان علي عليه السلام لا يعطي الموالي شيئا مع ذي رحم سميت له فريضة ام لم تسم له فريضة وكان يقول: ” واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ان الله بكل شئ عليم ” قد علم مكانهم فلم يجعل لهم مع اولى الارحام حيث قال: ” واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله “.


[ 176 ]

سورة التوبه – شأن نزولها 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة الانفال وسورة البرائة في كل شهر لم يدخله نفاق ابدا، وكان من شيعة امير المؤمنين عليه السلام. 2 – في تفسير العياشي عن ابي بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول من قرأ برائة والانفال في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا، وكان من شيعة امير المؤمنين عليه السلام حقا، ويأكل يوم القيامة من موائد الجنة مع شيعته حتى يفرغ الناس من الحساب. 3 – في مجمع البيان ابي بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: من قرأ سورة الانفال والبرائة فأنا شفيع له وشاهد يوم القيمة، انه برئ من النفاق، واعطى من الاجر بعدد كل منافق ومنافقة في دار الدنيا عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان العرش وحملته يصلون عليه ايام حياته في الدنيا. 4 – وقد روى عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال: الانفال والبرائة واحد. 5 – 6 – ترك البسملة في اولها قرائة وكتابة وفيه أقوال: إلى قوله ” وثانيها ” انه لم ينزل بسم الله الرحمن الرحيم على رأس سورة برائة لان بسم الله الرحمن الرحيم للامان والرحمة ونزلت برائة لدفع الامان والسيف عن علي بن ابي طالب عليه السلام. ” وإذا قيل “: كيف يجوز ان ينقض النبي ذلك العهد ؟ ” فالقول فيه ” انه يجوز ان ينقض صلى الله عليه واله ذلك على ثلثة أوجه ” احدها “. ان يكون العهد مشروطا بان يبقى إلى ان يرفعه الله تعالى بوحي، واما يكون قد ظهر من المشركين خيانة، واما ان يكون مؤجلا إلى مدة، وقد وردت الرواية بان النبي صلى الله عليه واله شرط عليهم ما ذكرناه، وروى ايضا ان المشركين كانوا قد نقضوا العهد وهموا بذلك، فأمر الله سبحانه ان ينقض عهدهم.


[ 177 ]

7 – في تفسير العياشي عن داود بن سرحان عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كان الفتح في سنة ثمان وبرائة في سنة تسع، وحجة الوداع في سنة عشر. 8 – عن ابي العباس عن أحدهما عليهما السلام قال: الانفال وسورة برائة واحدة. 9 – في كتاب الخصال عن الحارث بن ثعلبة قال: قلت لسعد: أشهدت شيئا من مناقب علي عليه السلام ؟ قال: نعم شهدت له أربع مناقب، والخامسة شهدتها لان يكون لي منهن واحدة أحب الي من حمر النعم (1) بعث رسول الله صلى الله عليه واله أبا بكر ببرائة ثم أرسل عليا عليه السلام فأخذها منه، فرجع أبو بكر فقال: يارسول الله أنزل في شئ ؟ قال: لا الا انه لا يبلغ عني الا رجل مني. 10 – وفي احتجاج علي عليه السلام يوم الشورى على الناس قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد امر الله عزوجل رسوله أن يبعث ببرائة فبعث بها مع أبي بكر فأتاه جبرئيل فقال: يا محمد انه لا يؤدي عنك الا انت أو رجل منك، فبعثني رسول الله صلى الله عليه واله فأخذتها من ابي بكر فمضيت فأديتها عن رسول الله صلى الله عليه واله فأثبت الله على لسان رسول الله اني منه، غيري ؟ قالوا: لا. 11 – وفي مناقب امير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام: واما الخمسون فان رسول الله صلى الله عليه واله بعث ببرائة مع ابي بكر فلما مضى اتى جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد لا يؤدي عنك الا نت أو رجل منك فوجهني على ناقته العضباء، فلحقته بذي الحليفة (2) فأخذتها منه فخصني الله بذلك. 12 – عن جابر الجعفي عن ابي جعفر عن امير المؤمنين عليه السلام وقد سأله راس – اليهود كم: تمتحن الاوصياء في حيوة الانبياء وبعد وفاتهم ؟ قال: يا أخا اليهود ان الله تعالى امتحنني في حيوة نبينا صلى الله عليه وآله في سبعة مواطن، فوجدني


(1) حمر النعم – بضم الحاء وسكون الميم -: الابل الحمر وهي أنفس أموال العرب و أقواها وأجلاها فجعلت كناية عن خير الدنيا كله. (2) ذو الحليفة: موضع بينها وبين المدينة ستة أميال ومنها ميقات أهل المدينة وهي المعروفة عندنا بمسجد الشجرة وفي وجه تسميتها خلاف ذكره الطريحي (ره) في المجمع. (*)

[ 178 ]

فيها من غير تزكية لنفسي بنعمة الله له مطيعا قال: فيم وفيم يا امير المؤمنين قال: اما اوليهن إلى ان قال: واما السابعة يا أخا اليهود: فان رسول الله صلى الله عليه وآله لما توجه لفتح مكة احب ان يعذر إليهم ويدعوهم إلى الله آخرا كما دعاهم أولا، فكتب إليهم كتابا يحذرهم فيه وينذرهم عذاب ربهم، ويعدهم الصفح (1) وينذرهم ونسخ لهم في آخره سورة برائة لتقرء عليهم، ثم عرض على جميع أصحابه المضى به إليهم. فكل منهم يرى التثاقل فيه، فلما رأى ذلك ندب منهم رجل فوجهه فيه. فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد انه لا يؤدي عنك الا أنت أو رجل منك، فأنبأني رسول الله صلى الله عليه واله بذلك ووجهني بكتابه ورسالته إلى أهل مكة، فأتيت مكة وأهلها من قد عرفتم ليس منهم احد الا ولو قدر أن يضع على كل جبل مني اربا (2) لفعل، ولو ان يبذل في ذلك نفسه وماله وأهله وولده فبلغتهم رسالة النبي صلى الله عليه واله وقرأت عليهم كتابه، فكل تلقاني بالتهديد والوعيد ويبدي البغضاء ويظهر لي الشحناء (3) من رجالهم ونسائهم، فكان مني في ذلك ما قد رأيتم، ثم التفت إلى اصحابه فقال: أليس كذلك ؟ فقالوا: بلى يا امير المؤمنين. 13 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جميع بن عمر (4) قال: صليت في المسجد الجامع فرأيت ابن عمر جالسا فجلست إليه فقلت: حدثني عن علي عليه السلام، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه واله أبا بكر ببرائة، فلما أتى بها ذا الحليفة اتبعه علي عليه السلام فأخذها منه قال أبو بكر: يا علي مالي أنزل في شئ ؟ قال: لا ولكن رسول الله قال: لا يؤدي عني الا انا أو رجل من اهل بيتي، قال: فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يارسول الله أنزل في شئ ؟ قال: لا ولكن لا يؤدي عني الا انا أو


(1) الصفح: الاعراض عن الذنب وفي المصدر ” ويعدهم الصفح ويمنيهم مغفرة ربهم وينسخ لهم في آخره سورة برائة. اه “. (2) الارب – بالكسر -: العضو. (3) الشحناء: عداوة امتلاءت منها النفس. (4) والظاهر ” عمير ” كما في رجال العامة. (*)

[ 179 ]

رجل من اهل بيتي. قال كثير: قلت لجميع: استشهد (1) علي بن عمر بهذا ؟ قال: نعم ثلثا. 14 – وباسناده إلى ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث ابا بكر ببرائة ثم اتبعه علي عليه السلام فاخذها منه، فقال أبو بكر: يا رسول الله خيف في شئ ؟ قال: لا، الا انه لا يؤدي عني الا أنا أو علي وكان الذي بعث به علي عليه السلام لا يدخل الجنة الا نفس في مؤمن مسلمة (2) ولا يحج بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه واله عهد فهو إلى مدته. 15 – وباسناده إلى الحارث بن مالك قال: خرجت إلى مكة فلقيت سعد بن مالك فقلت له: هل سمعت لعلي عليه السلام منقبة ؟ قال: قد شهدت له أربعة لئن تكون لي احديهن أحب الي من الدنيا أعمر فيها عمر نوح، احديهما ان رسول الله صلى الله عليه واله بعث أبا بكر ببرائة إلى مشركي قريش فسار بها يوما وليلة، ثم قال لعلي عليه السلام: اتبع أبا بكر فبلغها ورد أبا بكر، فقال: يارسول الله انزل في شئ ؟ قال: لا الا انه لا يبلغ عنى الا انا أو رجل مني. 16 – وباسناده إلى أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه واله بعث ببرائة إلى أهل مكة مع أبي بكر فبعث عليا عليه السلام وقال: لا يبلغها الا رجل من أهل بيتي. 17 – في تفسير العياشي عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه واله بعث أبا بكر مع برائة إلى الموسم ليقرأها على الناس فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: لا يبلغ عنك الا علي عليه السلام، فدعا رسول الله صلى الله عليه واله عليا فأمره أن يركب ناقته العضباء وامره ان يلحق أبا بكر فيأخذ منه برائة ويقرأه على الناس بمكة، فقال أبو بكر: اسخطة ؟ فقال لا الا انه انزل عليه ان لا يبلغ الا رجل منك، فلما قدم علي عليه السلام مكة


(1) والظاهر ” أتشهد ” كما في بعض نسخ المصدر. (2) وفي المصدر ” الانفس مسلمة “. (*)

[ 180 ]

وكان يوم النحر بعد الظهر وهو اليوم الحج الاكبر، قام ثم قال: اني [ رسول ] (1) رسول الله اليكم فقرأها عليهم برائة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الارض اربعة اشهر عشرين من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع – الاول، وعشرين من شهر ربيع الاخر، وقال: لا يطوف بالبيت عريان ولا عريانة. ولا مشرك الا من كان له عهد عند رسول الله صلى الله عليه واله فمدته إلى هذه الاربعة الاشهر (2) 18 – وفي خبر محمد بن مسلم فقال: يا علي هل نزل في شئ منذ فارقت رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال: لا ولكن أبى الله أن يبلغ عن محمد الا رجل منه فوافي الموسم فبلغ عن الله وعن رسوله بعرفة والمزدلفة ويوم النحر عند الجمار وفي ايام التشريق (3) كلها ينادي: ” برائة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الارض أربعة اشهر ” ولا يطوفن بالبيت عريان. 19 – عن زرارة قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: لا والله ما بعث رسول الله صلى الله عليه واله ابا بكر ببرائة أهو كان يبعث بها معه ثم يأخذها منه ؟ ولكنه استعمله على الموسم، وبعث بها عليا بعدما فصل أبو بكر عن الموسم، فقال صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام حين بعثه: انه لا يؤدي عني الا أنا وانت (4)


(1) ما بين العلامتين انما هو في المصدر دون النسخ وسيأتي عن كتاب مجمع البيان نظير الحديث مثل ما في نسخ الكتاب. (2) ” في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) حديث طويل وفيه: ومن كانت له مدة فهو إلى مدته، ومن لم يكن له مدة فمدته أربعة اشهر وهو الصواب: منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (3) ايام التشريق ايام منى وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر بعد يوم النحر واختلف في وجه التسمية على أقوال ذكره الطريحي (ره) في المجمع وفي بعض النسخ ” ويوم النحر عند الجمار بايام التشريق ” والظاهر هو المختار. (4) ” في مجمع البيان: أجمع المفسرون ونقلة الاخبار انه لما نزلت براءة دفعها رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أبي بكر ثم أخذها منه ودفعها إلى علي (ع). انتهى منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (*)

[ 181 ]

20 – في تفسير علي بن ابراهيم ” برائة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين ” قال: حدثني ابي عن محمد بن الفضيل عن ابي الصباح الكناني عن ابي عبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الآية بعد ما رجع رسول الله صلى الله عليه واله من غزوة تبوك في سنة تسع من الهجرة، قال: وكان رسول الله لما فتح مكة لم يمنع المشركين الحج في تلك السنة وكان سنة من العرب في الحج انه من دخل مكة وطاف بالبيت في ثيابه لم يحل له امساكها، وكانوا يتصدقون بها ولا يلبسونها بعد الطواف، فكان من وافى مكة يستعير ثوبا ويطوف فيه ثم يرده، ومن لم يجد عارية اكترى ثيابا، ومن لم يجد عارية ولا كرى ولم يكن له الا ثوب واحد طاف بالبيت عريانا فجاءت امرأة من العرب وسيمة جميلة وطلبت عارية وكرى فلم تجده، فقالوا لها: ان طفت في ثيابك احتجت ان تتصدقي بها، فقالت: وكيف اتصدق وليس لي غيرها ؟ فطافت بالبيت عريانة، واشرف لها الناس فوضعت احدى يديها على قبلها والاخرى على دبرها وقالت: اليوم يبدو بعضه أو كله * فما بدا منه فلا احله فلما فرغت من الطواف خطبها جماعة فقالت: ان لي زوجا. وكانت سيرة رسول الله صلى الله عليه واله قبل نزول سورة برائة ان لا يقاتل الا من قاتله ولا يحارب الا من حاربه وأراده وقد كان نزل عليه في ذلك من الله عزوجل: ” فان اعتزلوكم ولم يقاتلوكم والقوا اليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا ” وكان رسول الله صلى الله عليه واله لا يقاتل احدا قد تنحى عنه واعتزله حتى نزلت عليه سورة برائة وامره بقتل المشركين من اعتزله ومن لم يعتزله، الا الذين قد كان عاهدهم رسول الله صلى الله عليه واله يوم فتح مكة إلى مدة، منهم صفوان بن امية وسهيل بن عمرو، فقال الله عزوجل: ” برائة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الارض أربعة اشهر ثم يقتلون حيث ما وجدوا، فهذه أشهر السياحة عشرين من ذي الحجة الحرام والمحرم وصفر وربيع الاول وعشرين من ربيع الآخر، فلما نزلت الآيات من اول برائة دفعها رسول الله صلى الله عليه واله إلى أبي بكر وأمره أن يخرج إلى مكة ويقرأها على الناس بمنى


[ 182 ]

يوم النحر فلما خرج أبو بكر نزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا محمد لا يؤدي عنك الا رجل منك، فبعث رسول الله صلى الله عليه واله أمير المؤمنين عليه السلام في طلبه فلحقه بالروحا فأخذ منه الآيات فرجع أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يارسول الله أنزل في شئ ؟ فقال: لا ان الله أمرني ان لا يؤدي عني الا أنا أو رجل مني. 21 – قال وحدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال قال امير المؤمنين عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني عن الله ان لا يطوف بالبيت عريان ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد هذا العام، وقرأ عليهم: ” برائة من الله ورسوله الا الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الارض اربعة اشهر ” فأجل الله المشركين الذين حجوا تلك السنة اربعة اشهر حتى يرجعوا إلى مأمنهم ثم يقتلون حيث وجدوا. 22 – في مجمع البيان وروى اصحابنا ان النبي صلى الله عليه وآله ولاه ايضا الموسم. وانه حين أخذ برائة من ابي بكر رجع. 23 – وروى عاصم بن حميد عن ابي بصير عن ابي جعفر عليه السلام قال: خطب علي عليه السلام واخترط سيفه (1) فقال: لا يطوفن بالبيت عريان، ولا يحجن البيت مشرك و من كانت له مدة فهو إلى مدته ومن لم تكن له مدة فمدته اربعة اشهر، وكان خطب يوم النحر فكان عشرون من ذي الحجة ومحرم وصفر وشهر ربيع الاول وعشر من ربيع الآخر. 24 – وروى انه عليه السلام قام عند جمرة العقبة وقال: يا ايها الناس اني رسول الله اليكم بأن لا يدخل كافر ولا يحج البيت مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عهد عند رسول الله صلى الله عليه وآله فله عهده إلى اربعة اشهر ومن لا عهد له فله بقية الاشهر الحرم، وقرأ عليهم سورة برائة وقيل. قرأ عليهم ثلثة عشرة آية من اول برائة. 25 – في الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن الحسين بن خالد قال: قلت لابي الحسن عليه السلام لاي شئ صار الحاج لا يكتب عليه الذنب


(1) اخترط السيف: استله وأخرجه من غمده. (*)

[ 183 ]

أربعة اشهر ؟ قال: ان الله عزوجل اباح المشركين الحرم في اربعة اشهر إذ يقول: فسيحوا في الارض اربعة اشهر ثم وهب لمن يحج من المؤمنين البيت الذنوب اربعة اشهر. 26 – علي بن ابرهيم باسناده قال: أشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة واشهر السياحة عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول و عشر من شهر ربيع الآخر. 27 – في تفسير العياشي جعفر بن احمد عن علي بن محمد بن شجاع قال: روى اصحابنا لابي عبد الله عليه السلام (!) بم صار الحاج لا يكتب عليه ذنب اربعة اشهر ؟ قال: ان الله جل ذكره أمر المشركين فقال فسيحوا في الارض اربعة اشهر ولم يكن يقصر بوفده عن ذلك. 28 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام عن قول الله: ” فسيحوا في الارض اربعة اشهر ” قال: عشرون من ذي الحجة والمحرم و صفر وشهر ربيع الاول وعشر من ربيع الآخر. 29 – في الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ابي ايوب عن سعد الاسكاف قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ان الحاج إذا اخذ في جهازه إلى قوله: وكان ذا الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول اربعة أشهر تكتب له الحسنات، ولا تكتب عليه السيئات، الا ان يأتي بموجبه فإذا مضت الاربعة الاشهر خلط بالناس. 30 – في تفسير علي بن ابراهيم: حدثني ابي عن فضالة بن ايوب عن ابان بن عثمان عن حكيم بن جبير عن علي بن الحسين عليهما السلام في قوله: واذان من الله ورسوله قال: الاذان امير المؤمنين عليه السلام. 31 – وفي حديث آخر قال امير المؤمنين عليه السلام: كنت انا الاذان في الناس. 32 – في امالي شيخ الطايفة ” قدس سره ” باسناده إلى عبد الرحمان بن ابي ليلى قال: قال ابي: قال النبي صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام في كلام طويل: أنت الذي انزل الله فيه: ” واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر “.


[ 184 ]

33 – في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على ابي بكر قال: فانشدك بالله انا الاذان لاهل الموسم ولجميع الامة بسورة برائة ام أنت ؟ قال: بل أنت. 34 – في كتاب معاني الاخبار خطبة لعلي عليه السلام يذكر فيها نعم الله عزوجل عليه وفيها يقول عليه السلام: ألا واني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، انا المؤذن في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: ” فأذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين “، انا ذلك المؤذن، وقال: ” وأذان من الله ورسوله ” وأنا ذلك الاذان. 35 – حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن علي بن اسباط عن سيف بن عميرة عن الحارث بن مغيرة النصرى عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر ” فقال: اسم نحله الله عزوجل عليا عليه السلام من السماء، لانه الذي أدى عن رسوله برائة، وقد كان بعث بها مع أبي بكر اولا فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ان الله يقول لك: لا يبلغ عنك الا أنت أو رجل منك، فبعث رسول الله عند ذلك عليا عليه السلام فلحق ابا بكر واخذ الصحيفة من يده، ومضى إلى مكة فسماه الله تعالى ” اذان من الله ” انه اسم نحله الله من السماء لعلي. 36 – في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه لعلي: وقال عزوجل: ” واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر ” وكنت انت المبلغ عن الله عزوجل ورسوله. 37 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حفص بن غياث النخعي القاشي قال: سألت ابا عبد الله عن قول الله عزوجل: ” واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر ” قال: فقال امير المؤمنين كنت انا الاذان في الناس، قلت فما معنى هذه اللفظة: الحج الاكبر ؟ قال: انما سمى الاكبر لانها كانت سنة حج فيها المسلمون و المشركون، ولم يحج المشركون بعد تلك السنة. 38 – في تفسير العياشي عن جابر عن جعفر بن محمد وابي جعفر (ع) في قول الله: ” واذان من الله ورسوله إلى الناس، يوم الحج الاكبر ” قال: خروج القائم، واذان: دعوته إلى نفسه،


[ 185 ]

39 – عن حريز عن ابي عبد الله عليه السلام قال: في الاذان هو اسم في كتاب الله لا يعلم ذلك احد غيري. 40 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا ابي ” رحمة الله عليه ” قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن فضيل بن عياض (1) عن ابي عبد الله عليه السلام قال، سألته عن الحج الاكبر ؟ فقال: أعندك فيه شئ ؟ فقلت: نعم كان ابن عباس يقول: الحج الاكبر يوم عرفة، يعني انه من ادرك يوم عرفة إلى طلوع الشمس (الفجر خ ل) من يوم النحر فقد ادرك الحج، ومن فاته ذلك فقد فاته الحج فجعل ليلة عرفة لما قبلها ولما بعدها والدليل على ذلك ان من ادرك ليلة النحر إلى طلوع الشمس فقد ادرك الحج واجزأ عنه من عرفة فقال أبو عبد الله: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الحج الاكبر يوم النحر، واحتج بقول الله: عزوجل: ” فسيحوا في الارض اربعة اشهر ” فهي عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وربيع الاول وعشر من شهر ربيع الاخر، ولو كان الحج الاكبر يوم عرفة لكان اربعة (2) اشهر ويوما، واحتج بقول الله عزوجل: ” واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر ؟ وكنت انا الاذان في الناس، فقلت له: فما معنى هذه اللفظة: ” الحج الاكبر ” ؟ فقال: انما سمى الاكبر لانها كانت سنة حج فيها المسلمون والمشركون، ولم يحج المشركون بعد تلك السنة. 41 – ابي ” رحمه الله ” قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن صفوان بن يحيى عن ذريح المحاربي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: الحج الاكبر يوم النحر. 42 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن يوم الحج الاكبر ؟ فقال: هو يوم النحر، والاصغر العمرة. 43 – ابي ” رحمه الله ” قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد الله


(1) وفي نسخة ” فضيل بن غياث ” لكن الظاهر هو المختار كما في المصدر. (2) وفي المصدر ” لكان السيح أربعة أشهر ويوما “. (*)

[ 186 ]

ابن المغيرة عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحج الاكبر يوم الاضحى. حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى بن عبيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام مثل ذلك. 44 – ابي ” رحمه الله ” قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن ابراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن الحسين عن حماد بن عيسى عن شعيب عن ابي بصير، والنضر عن ابن سنان عن ابي عبد الله عليه السلام قال: الحج الاكبر يوم الاضحى. 45 – في الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن يوم الحج الاكبر ؟ فقال: هو يوم النحر و الاصغر العمرة. 46 – أبو علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن ذريح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الاكبر يوم النحر. 47 – في تفسير العياشي عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يوم الحج الاكبر يوم النحر، والحج الاصغر العمرة. 48 – وفي رواية ابن سرحان عنه عليه السلام قال: الحج الاكبر يوم عرفة وجمع (1) ورمى الجمار بمنى والحج الاصغر العمرة. 49 – في الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن اذينة قال: كتبت إلى أبي عبد الله عليه السلام بمسائل إلى قوله: وسألته عن قول الله تعالى: ” الحج الاكبر ” ما يعني بالحج الاكبر ؟ فقال: الحج الاكبر الوقوف بعرفة ورمى الجمار، والحج الاصغر العمرة.


(1) قال الطريحي (ره) جمع – بالفتح فالسكون – المشعر الحرام، وهو اقرب الموقفين إلى مكة المشرفة، ومنه حديث آدم (ع) ثم انتهى إلى جمع فجمع فيها بين المغرب و العشاء، قيل: سمى به لان الناس يجتمعون فيه ويزدلفون إلى الله تعالى اي يتقربون إليه بالعبادة والخير والطاعة، وقيل لان آدم اجتمع فيها مع حواء فازدلف ودنا منها، وقيل لانه يجمع فيها المغرب والعشاء. (*)

[ 187 ]

50 – في مجمع البيان قال: وقد روى عن أمير المؤمنين عليه السلام حديثا طويلا وروى انه (ع) لما نادى فيهم ان الله برئ من المشركين ورسوله قال المشركون: نحن نبرء من عهدك وعهد ابن عمك. 51 – في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله فإذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم قال: هي يوم النحر إلى عشر مضين من شهر ربيع الاخر. 52 – في كتاب الخصال عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه ” منها أربعة حرم ” رجب مضر الذي بين جمادي وشعبان، وذو القعدة وذو الحجة والمحرم. 53 – وعن محمد بن أبي عمير حديث يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام وفيه منها أربعة حرم عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول وعشر من شهر ربيع الاخر، و ستقف على هذين الحديثين عند قوله تعالى: ان عدة الشهور عند الله الاية انشاء الله تعالى. 54 – في تهذيب الاحكام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأل رجل ابي عن حروب امير المؤمنين عليه السلام وكان السائل من محبينا فقال له ابي: ان الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه واله بخمسة اسياف، ثلثة منها شاهرة لا تغمد إلى ان تضع الحرب اوزارها ولن تضع الحرب اوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم، فيومئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا، وسيف منها ملفوف وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا وحكمه الينا، فاما السيوف الثلثة الشاهرة فسيف على مشركي العرب قال الله تبارك وتعالى: ” اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا ” يعني فان آمنوا ” فاخوانكم في الدين فهؤلاء لا يقبل منهم الا [ السيف و ] القتل أو الدخول في الاسلام وما لهم في ذراريهم سبى على ما امر رسول الله صلى الله عليه واله، فانه سبى وعفا، وقيل: الفداء. 55 – في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابيعمير عن معاوية بن عمار قال. اظنه عن ابي حمزة الثمالي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا اراد


[ 188 ]

ان يبعث سرية دعاهم فأجلسهم بين يديه ثم يقول: سيروا بسم الله وبالله وفي سبيل الله و على ملة رسول الله صلى الله عليه واله، لا تغلوا ولا تمثلوا (1) ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخا فانيا و لا صبيا ولا امرأة ولا تقطعوا شجرا الا ان تضطروا إليها، وايما رجل من ادنى المسلمين أو أفضلهم نظر إلى رجل من المشركين فهو جار (2) يسمع كلام الله، فان تبعكم فاخوكم في الدين وان أبى فأبلغوه مأمنه واستعينوا بالله عليه (3). 56 – في تفسير علي بن ابراهيم ثم قال: وان احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه قال: اقرأ عليه وعرفه ثم لا تتعرض له حتى يرجع إلى مأمنه. 57 – في نهج البلاغة وانما كلامه سبحانه فعل منه، انشأه ومثله لم يكن من قبل ذلك كاينا، ولو كان قديما لكان لها ثانيا. 58 – في تفسير علي بن ابراهيم واما قوله: وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم الاية فانها نزلت في أصحاب الجمل وقال أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل: ما قاتلت هذه الفئة الناكثة الا بآية من كتاب الله يقول الله: ” وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون ” 59 – في مجمع البيان قرأ ابن عامر لا ايمان بكسر الهمزة ورواه ابن عقدة باسناده عن جعفر بن محمد عليهما السلام. 60 – في قرب الاسناد للحميري حدثني محمد بن عبد الحميد وعبد الصمد بن محمد جميعا عن حنان بن سدير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: دخل علي اناس من أهل البصرة فسألوني عن طلحة والزبير ؟ فقلت لهم: كانا من أئمة الكفر، ان عليا يوم


(1) الغلول: الخيانة، واكثر ما يستعمل في الخيانة في الغنيمة، والتمثيل: قطع الاذن والانف وما اشبه ذلك. (2) قوله عليه السلام: نظر إلى رجل من المشركين اي نظر اشفاق ورحمة. والجوار – بالكسر -: أن تعطي الرجل ذمة فيكون بها جارك فتجيره اي تنقذه وتعيذه. (3) قال الفيض (ره): اي على ايمانه أو قتله. (*)

[ 189 ]

البصرة لما صف الخيول قال لاصحابه: لا تعجلوا على القوم حتى أعذر فيما بيني وبين الله عزوجل وبينهم، فقام إليهم فقال: يا اهل البصرة هل تجدون علي جورا في حكم الله ؟ قالوا: لا، قال: فحيفا في قسم (1) قالوا: لا قال: فرغبت في دنيا اخذتها لي و لاهل بيتي دونكم فنقمتم علي فنكثتم بيعتي ؟ قالوا: لا، قال: فأقمت فيكم الحدود وعطلتها عن غيركم ؟ قالوا: لا، قال فما بال بيعتي تنكث وبيعة غيري لا تنكث ؟ اني ضربت الامر انفه وعينه فلم اجد الا الكفر أو السيف ثم ثنى إلى اصحابه فقال: ان الله تبارك و تعالى يقول في كتابه: ” وان نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون ” فقال أمير المؤمنين عليه السلام والذي فلق الحبة وبرئ النسمة واصطفى محمدا بالنبوة انهم لاصحاب هذه الآية وما قوتلوا منذ نزلت. 61 – في امالي شيخ الطايفة ” قدس سره ” باسناده إلى ابي عثمان البجلي مؤذن بني أقصى قال بكير اذن لنا اربعين سنة، قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: ” وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون ” ثم حلف حين قرأها انه ما قوتل اهلها منذ نزلت حتى اليوم، قال بكير: فسألت عنها ابا جعفر عليهما السلام ؟ فقال: صدق الشيخ هكذا قال علي عليه السلام هكذا كان. 62 – في تفسير العياشي عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا عليه السلام يوم الجمل وهو يحض الناس على قتالهم يقول: والله ما رمى أهل هذه الآية بكنانة قبل اليوم: قاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون فقلت لابي الطفيل: ما الكنانة قال: السهم يكون موضع الحديد فيه عظم تسميه بعض العرب الكنانة. 63 – عن الحسن البصري قال: خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام على هذا المنبر و ذلك بعدما فرغ من امر طلحة والزبير وعايشة صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه وصلى على رسول الله صلى الله عليه واله ثم قال: [ يا ] ايها الناس والله ما قاتلت هؤلاء الا بآية تركتها في كتاب الله، ان الله يقول: ” وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر


(1) قسم – كعنب -: جمع القسمة. (*)

[ 190 ]

انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون ” اما والله لقد عهد الي رسول الله صلى الله عليه واله وقال: يا علي لتقاتلن الفئة الباغية والفئة الناكثة والفئة المارقة. 64 – عن عمار عن ابي عبد الله عليه السلام قال: من طعن في دينكم هذا فقد كفر قال الله ” وطعنوا في دينكم ” إلى قوله ” ينتهون “. 65 – عن الشعبي قال: قرأ عبد الله ” وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم ” إلى آخر الآية ثم قال: ما قوتل أهلها بعد، فلما كان يوم الجمل قرأها علي عليه السلام ثم قال: ما قوتل اهلها منذ يوم نزلت حتى كان اليوم. 66 – عن ابي عثمان مولى بني اقصى (1) قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: عذرني الله من طلحة والزبير بايعاني طائعين غير مكرهين ثم نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته، والله ما قوتل اهل هذه الآية منذ نزلت حتى قاتلتهم ” وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم و طعنوا في دينكم ” الآية. 67 – عن علي بن عقبة عن أبيه قال: دخلت انا والمعلى على ابي عبد الله عليه السلام فقال: ابشروا أنتم (2) على احدى الحسنين شفى الله صدوركم وأذهب غيظ قلوبكم، وأنا لكم على عدوكم، وهو قول الله: ويشف صدور قوم مؤمنين وان مضيتم قبل ان ان يروا ذلك مضيتم على دين الله الذي رضيه لنبيه صلى الله عليه واله ولعلي عليه السلام. 68 – عن أبي الاغر اليمنى قال: اني لواقف يوم صفين إذا نظرت إلى العباس ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب شاك في السلاح (3) على رأسه مغفر وبيده صفيحة يمانية وهو على فرس أدهم (4) إذ هتف به هاتف من أهل الشام يقال له عرار بن أدهم يا عباس هلم إلى البراز قال: ثم تكافحا بسيفيهما مليا (5) من نهارهما لا يصل واحد


(1) وفي المصدر ” بنى قصي ” بدل ” بني اقصى ” ولم اقف على اسمه ولا حاله في كتب الرجال وقد مر عنه نظير هذه الرواية ايضا عن امالي الشيخ. (2) وفي المصدر ” انكم ” (3) رجل شاك السلاح اي ذو شوكة وحدة في سلاحه. (4) الصفيحة: السيف العريض. والادهم الاسود. (5) تكافحا اي تضاربا. والملئ: الساعة الطويلة من النهار. الزمان الطويل (*)

[ 191 ]

منهما إلى صاحبه لكمال لامته إلى أن لاحظ العباس وهيأ (1) في درع الشامي فأهوى إليه بالسيف فانتظم به جوانح الشامي (2) وخر الشامي صريعا بخده وام في الناس وكبر الناس تكبيرة ارتجت لها الارض (3) فسمعت قائلا يقول: ” قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء ” فالتفت فإذا هو أمير المؤمنين عليه السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 69 – عن ابن ابان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يا معشر الاحداث اتقوا الله ولا تأتوا الرؤساء، دعوهم حتى يصيروا أذنابا، لا تتخذوا الرجال ولايج (4) من دون الله انا والله خير لكم منهم، ثم ضرب بيده إلى صدره. 70 – عن ابي الصباح الكناني قال: قال أبو جعفر عليه السلام: اياكم والولايج فان كل وليجة دوننا فهي طاغوت – أو قال: ند – 71 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال في اثناء كلام له في جمع من المهاجرين والانصار في المسجد ايام خلافة عثمان، فانشدكم الله عزوجل اتعلمون حيث نزلت: ” يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم ” وحيث نزلت: ” انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة و يؤتون الزكوة وهم راكعون ” وحيث نزلت ” ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة قال الناس: يارسول الله هذه خاصة لبعض المؤمنين ام عامة لجميعهم ؟ فأمر الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وآله ان يعلمهم ولاة امرهم، وان يفسر


(1) اللامة الدرع والوهى: الشق في الشئ (2) الجوانح جمع الجانحة: الاضلاع تحت الترائب مما يلي الصدر كالضلوع مما يلي الظهر (3) ارتج البحر وغيره: اضطرب. (4) الولايج جمع الوليجة: البطانة وخاصتك من الرجال أو من تتخذه معتمدا عليه من غير اهلك. (*)

[ 192 ]

لهم من الولاية ما فسر لهم من صلوتهم وزكوتهم وصومهم وحجهم فنصبني للناس بغدير خم إلى قوله: فقام أبو بكر وعمر فقالا: يارسول الله صلى الله عليه واله هذه الآيات خاصة لعلي ؟ قال: بلى فيه (1) وفي أوصيائي إلى يوم القيامة، قالا: يارسول الله بينهم لنا: قال: علي اخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن بعدي ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين، ثم تسعة من ولد الحسين عليهم السلام واحد بعد واحد القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على حوضي ؟ قالوا: اللهم نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء، والحديث بتمامه مذكور في النساء والمائدة عند الآيتين. 72 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن مثنى عن عبد الله بن عجلان عن ابي جعفر عليه السلام في قوله تعالى. ” ام حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة ” يعني بالمؤمنين الائمة عليهم السلام لم يتخذوا الولايج من دونهم. 73 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد مرسلا قال: قال أبو جعفر عليه السلام: لا تتخذوا من دون الله وليجة فلا تكونوا مؤمنين، فان كل سبب ونسب وقرابة ووليجة وبدعة وشبهة منقطع الا ما أثبته القرآن. 74 – علي بن محمد ومحمد بن أبي عبد الله عن اسحق بن محمد النخعي قال: حدثني سفيان بن محمد الضبعي قال: كتبت إلى أبي محمد اسأله عن الوليجة وهو قول الله: ” ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة ” وقلت في نفسي لا في الكتاب: من يرى المؤمنين هيهنا فرجع الجواب: الوليجة الذي يقام دون ولي الامر، وحدثتك نفسك عن المؤمنين من هم في هذا الموضع، فهم الائمة الذين يؤمنون على الله فيجيز امانهم. 75 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام


(1) وفي نسخة هكذا: ” فقالا: يارسول الله هذه الايات خاصة ؟ قال: بلى في وفي اوصيائي.. اه “: (*)

[ 193 ]

في قوله: ” ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة ” يعني بالمؤمنين آل محمد صلى الله عليه واله والوليجة البطانة قوله: اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله فانه حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزلت في علي وعباس وشيبة (1) قال العباس: أنا أفضل لان سقاية الحاج بيدي، وقال شيبة أنا أفضل لان حجابة البيت بيدي وقال علي (ع): أنا أفضل فاني آمنت قبلكما ثم هاجرت وجاهدت، فرضوا برسول الله صلى الله عليه واله، فأنزل الله: ” أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله ” إلى قوله ” ان الله عنده اجر عظيم “. 76 – وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر (ع) قال: نزلت هذه الاية في علي ابن ابي طالب (ع) قوله: ” كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين “. 77 – في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي بن ابي – طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله قال: في وصية له: يا علي ان عبد المطلب سن في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الاسلام، إلى قوله: ولما حفر زمزم سماه سقاية الحاج، فأنزل الله تعالى: ” اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر “. 78 – في روضة الكافي أبو علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان ابن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن احدهما عليهما السلام في قول الله عزوجل: ” أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر ” نزلت في حمزة وعلي وجعفر والعباس وشيبة انهم فخروا بالسقاية والحجابة فأنزل الله عز ذكره: ” أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وكان علي و حمزة وجعفر (ع) الذين آمنوا بالله واليوم الاخر وجاهدوا في سبيل الله لا يستوون عند الله.


(1) وفي المصدر ” نزلت في علي (ع) وحمزة وعباس وشيبة.. اه ” (*)

[ 194 ]

79 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله تعالى فيه: ” أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله ” غيري ؟ قالوا: لا. 80 – في مجمع البيان قرأ محمد بن علي الباقر عليه السلام: سقاة الحاج وعمرة المسجد الحرام قيل: ان عليا عليه السلام قال للعباس: يا عم ألا تهاجر ؟ الا تلحق برسول الله صلى الله عليه واله فقال: ألست في أعظم من الهجرة ؟ أعمر المسجد الحرام وأسقى حاج بيت الله، فنزل: ” اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام “. 81 – وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده عن ابن بريدة عن أبيه قال: بينا شيبة والعباس يتفاخران إذ مر بهما علي بن ابي طالب عليه السلام فقال: بماذا تتفاخران ؟ فقال العباس: لقد أوتيت من الفضل ما لم يؤت احد سقاية الحاج، وقال شيبة: اوتيت عمارة المسجد الحرام، فقال علي عليه السلام: اسحييت لكما فقد أوتيت على صغري ما لم تؤتيا فقالا: وما أوتيت يا علي ؟ فقال: ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله، فقام العباس مغضبا يجر ذيله حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه واله وقال: أما ترى إلى ما استقبلني به علي ؟ فقال: ادعوا لي عليا، فدعي له فقال: ما دعاك إلى ما استقبلت به عمك ؟ فقال يارسول الله صدمته (1) بالحق فمن شاء فليغضب ومن شاء فليرض، فنزل جبرئيل وقال: يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول: اتل عليهم: ” اجعلتم سقاية الحاج ” الآيات، فقال العباس: انا قد رضينا، ثلث مرات. 82 – في تفسير العياشي عن ابي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قيل لامير المؤمنين عليه السلام: يا أمير المؤمنين أخبرنا بأفضل مناقبك، قال: نعم كنت انا وعباس وعثمان بن أبي شيبة في المسجد الحرام، قال عثمان بن أبي شيبة: اعطاني رسول الله صلى الله عليه واله الخزانة يعني مفاتيح الكعبة، وقال العباس: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله السقاية وهي زمزم ولم يعطك شيئا يا علي، قال: فأنزل الله: ” اجعلتم سقاية الحاج


(1) صدمه: دفعه وضربه. (*)

[ 195 ]

وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله “. 83 – عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية في قول الله يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم واخوانكم اولياء إلى قوله: ” الفاسقين ” فاما ” لا تتخذوا آبائكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان ” فان الكفر في الباطن في هذه الاية ولاية الاول والثاني وهو كفر، وقوله على الايمان فالايمان ولاية علي بن ابي طالب عليه السلام، قال: ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون. 83 – في مجمع البيان ” يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم واخوانكم ” الآية روى عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام انها نزلت في حاطب بن ابي بلتعة حيث كتب إلى قريش يخبرهم بخبر النبي صلى الله عليه اله لما اراد فتح مكة. 85 – في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله ولما نزلت هذه الآية: ” واتقوا فتنة لا تصبين الذين ظلموا منكم خاصة ” قال النبي صلى الله عليه واله: من ظلم عليا مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوة الانبياء عليهم السلام قبلي، ومن تولى ظالما فهو ظالم، قال الله تعالى: ” يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون “. 86 – في نهج البلاغة ولقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله نقتل آبائنا وابنائنا واخواننا وأعمامنا ما يزيدنا ذلك الا ايمانا وتسليما ومضيا على اللقم، وصبرا على مضض الالم (1) وجدا على جهاد العدد (2).


(1) لقم الطريق: الجادة الواضحة: والمضض، لذع الالم وحرقته. (2) وهذه الخطبة من عجائب خطبه (ع) حيث قال بعد طرف من الكلام: ” فلما راى الله صدقنا انزل بعدونا الكبت وانزل علينا النصر. اه ” فمنه يعلم ان نصر الله عزوجل بعد المجاهدة الصادقة وان الفتح عقيب الصبر على اللاواء والشدائد والصدق في الايمان الاستقامة حتى انه لو اقتضى الذب عن الدين وترويج الشريعة إلى قتل الآباء والابناء لفعل ثم لا يزيده ذلك الا ايمانا وتسليما، قال المحقق البحراني (ره) وقوله: ” فلما رأى الله صدقنا، إلى قوله: النصر ” * (*)

[ 196 ]

87 – في تفسير العياشي يوسف بن السخت قال: اشتكى المتوكل شكاة شديدة فنذر الله ان شافاه الله يتصدق بمال كثير، فعوفي من علته فسأل اصحابه عن ذلك فأعلموه ان اباه تصدق بثمانية ألف ألف درهم وان أراه تصدق بخمسة ألف ألف درهم، فاستكثر ذلك فقال يحيى بن ابى منصور المنجم: لو كتبت إلى ابن عمك يعنى ابا الحسن عليه السلام ؟ فامر أن يكتب له فيسأله، فكتب أبو الحسن: تصدق بثمانين درهما فقالوا: هذا غلط سلوه من أين قال هذا ؟ فكتب: قال الله لرسوله: لقد نصركم الله في مواطن كثيرة والمواطن التى نصر الله رسوله عليه وآله السلام ثمانون موطنا، فثمانون درهما من حله مال كثير. 88 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا على بن الحسين السعد ابادى عن احمد بن ابى عبد الله البرقى عن ابيه عن محمد ابن ابى عمير عن بعض أصحابنا عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال في رجل نذر أن يتصدق بمال كثير فقال: الكثير ثمانون فما زاد، لقول الله تبارك وتعالى: ” لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ” وكانت ثمانين موطنا. 89 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى محمد بن عمير (عمر وخ ل) قال: كان المتوكل اعتل علة شديدة، فنذر ان عافاه الله ان يتصدق بدنانير كثيرة أو قال: بدراهم كثيرة، فعوفى فجمع العلماء فسألهم عن ذلك فاختلفوا عليه، قال احدهم: عشرة آلاف، وقال بعضهم مأة فلما اختلفوا قال له عياده: ابعث إلى ابن عمك محمد بن علي الرضا عليه السلام، فاسئله فبعث إليه فسأله فقال: الكثير ثمانون، فقالوا: رد إليه الرسول فقل: من أين قلت ذلك ؟ فقال: من قول الله تبارك وتعالى: ” لقد نصركم الله في مواطن كثيرة “


فيه تنبيه على ان الجود الالهى لا بخل فيه ولا منع من جهته وانما هو عام الفيض على كل قابل استعد لرحمته واشار برؤية الله صدقهم إلى علمه باستحقاقهم واستعدادهم بالصبر الذى اعدهم به، وبانزال النصر عليهم والكبت لعدوهم إلى افاضته على كل منهم ما استعد له ” انتهى ” رزقنا الله وجميع المؤمنين الثبات في الدين والاستقامة في ترويج شريعة سيد المرسلين وطريقة الائمة المعصومين وجعلنا من المستعدين لانزال مواهبه آمين يا رب العالمين. (*)

[ 197 ]

وكانت المواطن ثمانين موطنا. 90 – في الكافي علي بن ابراهيم عن بعض أصحابه ذكره قال: لما سم المتوكل نذر: ان عوفي أن يتصدق بمال كثير، فلما عوفي سأل الفقهاء عن حد المال الكثير فاختلفوا عليه، فقال بعضهم: مأة الف وقال بعضهم: عشرة آلاف فقالوا فيه أقاويل مختلفة فاشتبه عليه الامر، فقال رجل من ندمائه يقال له صنعان: الا تبعث إلى هذا الاسود فتسأل منه ؟ فقال له المتوكل: فمن تعني ويحك ؟ فقال له ابن ابن الرضا عليه السلام ؟ فقال له: وهو يحسن من هذا شيئا ؟ فقال له: ان اخرجك من هذا فلى عليك كذا وكذا، والا فاضربني مأة مقرعة (1) فقال المتوكل: قد رضيت، يا جعفر بن محمود صر إليه وسل عن حد المال الكثير، وصار جعفر بن محمود إلى ابي الحسن علي بن محمد (ع) فسأله عن حد المال الكثير فقال له: الكثير ثمانون فقال له جعفر: يا سيدي انه يسئلني عن العلة فيه ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام ان الله عز وجل يقول: ” لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ” فعددنا المواطن فكانت ثمانين. 91 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ويوم حنين إذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين فانه كان سبب غزوة حنين انه لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى فتح مكة اظهر انه يريد هوازن وبلغ الخبر هوازن فتهيأوا وجمعوا الجموع والسلاح واجتمعوا واجتمع رؤساء هوازن إلى مالك بن عوف النضري فرأسوه عليهم (2) و خرجوا وساقوا معهم أموالهم ونسائهم وذراريهم ومروا حتى نزلوا باوطاس (3) وكان دريد بن الصمة الخيثمي في القوم وكان شيخا كبيرا قد ذهب بصره من الكبر فلمس الارض بيده فقال: في أي واد أنتم ؟ قالوا: بوادي أوطاس، قال: نعم مجال


(1) المقرعة: السوط. (2) اي جعلوه رئيسا. (3) اوطاس: واد في ديار هوازن، كانت فيه وقعة حنين وفيها قال النبي (ص): الان حمى الوطيس وذلك حين استعرت الحرب وهي من الكلم التي لم يسبق النبي (ص) إليها. (*)

[ 198 ]

الخيل ! لا حزن ضرس ولا سهل دهس (1) مالي اسمع رغاء البعير ونهيق الحمار و خوار البقر وثغاء الشاة وبكاء الصبي ؟ فقالوا له: ان مالك بن عوف ساق مع الناس اموالهم ونسائهم وذراريهم ليقاتل كل امرء عن نفسه وماله واهله، فقال دريد: راعي ضأن ورب الكعبة ماله وللحرب ؟ ثم قال: ادعوا لي مالكا، فلما جاء قال له: يا مالك ما فعلت ؟ قال: سقت مع الناس أموالهم ونسائهم وأبناءهم ليجعل كل رجل أهله وماله وراء ظهره فيكون اشد لحربه، فقال: يا مالك انك اصبحت رئيس قومك وانك تقاتل رجلا كريما، وهذا اليوم لما بعده ولم تصنع في تقدمة بيضة (2) هوازن إلى نحور الخيل شيئا ويحك وهل يلوى المنهزم على شئ ؟ (3) اردد بيضة هوازن إلى عليا بلادهم وممتنع محالهم، فألق الرجال على متون الخيل، فانه لا ينفعك الا رجل بسيفه وفرسه، فان كان لك لحق بك من ورائك، وان كان عليك لا تكون قد فضحت في اهلك وعيالك، فقال له مالك: انك قد كبرت وكبر علمك [ وعقلك ] فلم يقبل من دريد، فقال دريد: ما فعلت كعب وكلاب ؟ قالوا: لم يحضر منهم احد، قال. غاب الحد والحزم لو كان يوم علاء وسعادة ما كانت تغيب كعب ولا كلاب، فمن حضرها من هوازن ؟ قالوا: عمرو بن عامر وعوف بن عامر، قال: ذانك الجذعان (4) لا ينفعان ولا يضران، ثم تنفس دريد وقال: حرب عوان (5). ياليتني فيها جذع * اخب فيها وأضع


(1) الحزن: المرتفع من الارض. والضرس: الذي فيه حجارة محددة. والدهس: اللين الكثير التراب. (2) بيضة هوازن: جماعتهم. (3) وفي السيرة لابن هشام ” وهل يرد المنهزم شئ ؟ ” (4) الجذع من البهائم: الشاب الحدث. يريد انهما ضعيفان في الحرب، بمنزلة الجذع في سنه. (5) الحرب العوان: أشد الحروب. (*)

[ 199 ]

أقود وطفاء الزمع * كأنها شاة صدع (1) وبلغ رسول الله صلى الله عليه واله اجتماع هوازن بأوطاس فجمع القبايل ورغبهم في الجهاد ووعدهم النصر، وان الله قد وعده ان يغنمه اموالهم ونساءهم وذراريهم، فرغب الناس وخرجوا على راياتهم، وعقد اللواء الاكبر ودفعه إلى امير المؤمنين عليه السلام وكل من دخل مكة براية أمره ان يحملها، وخرج في اثني عشر الف رجل، عشرة آلاف ممن كانوا معه وفي رواية ابي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام وكان معه من بني سليم الف رجل رئيسهم عباس بن مرداس السلمي، ومن مزينة الف رجل. رجع الحديث إلى علي بن ابراهيم قال: فمضوا حتى كان من القوم على مسيرة ليلة قال: وقال مالك بن عوف لقومه: ليصير كل رجل منكم اهله وماله خلف ظهره، واكسروا جفون سيوفكم واكمنوا في شعاب هذا الوادي وفي الشجر فإذا كان في غلس الصبح (2) فاحملوا حملة رجل واحد وهدوا القوم (3) فان محمدا لم يلق احدا يحسن الحرب فلما صلى رسول الله صلى الله عليه واله الغداة انحدر في وادي حنين وهو واد له انحدار بعيد و كانت بنو سليم على مقدمته، فخرج عليهم كتائب هوازن من كل ناحية فانهزمت بنو سليم وانهزم من وارئهم ولم يبق احد الا انهزم، وبقى امير المؤمنين عليه السلام يقاتلهم في نفر قليل ومر المنهزمين برسول الله صلى الله عليه واله لا يلوون على شئ (4) وكان العباس اخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه واله عن يمينه وابو سفيان بن حارث بن عبد المطلب عن يساره، فأقبل رسول الله صلى الله عليه واله ينادي: يا معشر الانصار إلى أين المفر انا رسول الله فلم يلو احد عليه، وكانت نسيبة بنت كعب المازنية تحثو في وجوه المنهزمين التراب وتقول: إلى أين


(1) الجذع: الشاب، والخبب والوضع: ضربان من السير. والوطفاء: الطويلة الشعر. والزمع: الشعر الذي فوق مربط قيد الدابة، يريد فرسا صفتها هكذا، وهو محمود في وصف الخيل والشاة هنا: الوعل وصدع اي وعل بين الوعلين ليس بالعظيم ولا بالحقير. (2) الغلس: ظلمة آخر الليل. (3) هد الشئ: كسره (4) اي لا يلتفتون ولا يعطفون عليه. (*)

[ 200 ]

تفرون عن الله وعن رسوله ؟ ومر بها عمر فقالت له: ويلك ما هذا الذي صنعت ؟ فقال لها هذا من الله، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه واله الهزيمة ركض نحوم (1) على بغلته وقد شهر سيفه فقال: يا عباس اصعد هذا الظرب (2) وناد: يا اصحاب البقرة ويااصحاب الشجرة (3) إلى أين تفرون ؟ هذا رسول الله، ثم رفع رسول الله صلى الله عليه واله يده فقال: اللهم لك الحمد واليك المشتكى وانت المستعان، فنزل إليه جبرئيل عليه السلام فقال: يارسول الله دعوت بما دعى به موسى حين فلق الله له البحر ونجا من فرعون، ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله لابي سفيان بن الحارث: ناولني كفا من حصى فناوله فرماه وجوه المشركين ثم قال: شاهت الوجوه (4) ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: اللهم ان تهلك هذه العصابة لم تعبد و ان شئت ان لا تعبد لا تعبد، فلما سمعت الانصار نداء العباس عطفوا وكسروا جفون (5) سيوفهم وهم يقولون: لبيك، ومروا برسول الله صلى الله عليه واله واستحيوا ان يرجعوا إليه ولحقوا بالراية، فقال رسول الله صلى الله عليه واله للعباس: من هؤلاء يا ابا الفضل، فقال: يا رسول الله هؤلاء الانصار، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: الآن حمى الوطيس (6) ونزل النصر من السماء وانهزمت هوازن، وكانوا يسمعون قعقعة السلاح (7) في الجو وانهزموا في كل وجه وغنم الله رسوله أموالهم ونسائهم وذراريهم، وهو قول الله: ” لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين “.


(1) كذا في النسخ وفي نسخة ” بحرم ” وفي المصدر ” ركض نحو على بغلته ” وهو ايضا غير صحيح والكل مصحف ويمكن ان يكون صحيح اللفظة ” بجذم ” والجذم: بقية السوط بعد ذهاب طرفه وركض اي ضرب قال الله تعالى ” اركض برجلك ” والمعنى: ضرب بسوط على بغلته. (2) الظرب: التل من الرمل. (3) وفي مجمع البيان ” يا اصحاب سورة البقرة، ويا اهل بيعة الشجرة “. (4) شاه وجهه: قبح. (5) جمع الجفن: غمد السيف. (6) الوطيس. وحمى الوطيس اي اشتد الحرب. (7) القعقعة: حكاية صوت السلاح. (*)

[ 201 ]

92 – في تفسير العياشي عن عجلان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: ” ويوم حنين إذ اعجبتكم كثرتكم ” إلى: ” ثم وليتم مدبرين ” فقال: أبو فلان. 93 – عن الحسن بن علي بن فضال قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام للحسن ابن أحمد: اي شئ السكينة عندكم ؟ قال: لا أدري جعلت فداك أي شئ هو ؟ فقال: ريح من الجنة تخرج طيبة لها صورة كصورة وجه الانسان، فتكون مع الانبياء. 94 – في الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن أبي الحسن الرضا عليه السلام حديث طويل وفي آخره قال علي بن اسباط: وسألته فقلت: جعلت فداك ما السكينة ؟ قال: ريح من الجنة لها وجه كوجه الانسان أطيب ريحها من المسك و هي التي أنزلها الله على رسوله صلى الله عليه واله بحنين فهزم المشركين. 95 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وهو القتل وذلك جزاء الكافرين قال: وقال رجل من بني نضر بن معوية يقال له شجرة بن ربيعة للمؤمنين وهو اسير في ايديهم: اين الخيل البلق والرجال عليهم الثياب البيض فانما كان قتلنا بأيديهم وما كنا نراكم فيهم الا كهيئة الشامة (1) قالوا: تلك الملائكة. 96 – في روضة الكافي حميد بن زياد عن عبد بن أحمد الدهقان عن علي بن الحسن الطاطري عن محمد بن زياد بياع السابري عن أبان عن عجلان أبي صالح قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قتل علي بن ابي طالب عليه السلام بيده يوم حنين أربعين. 97 – في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن الفضيل بن عياض إلى ان قال: و باسناده عن المنقري عن حفص بن غياث عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سأل رجل ابي عن حروب امير المؤمنين عليه السلام وكان السائل من محبينا فقال له أبو جعفر عليه السلام: بعث الله محمدا صلى الله عليه واله بخمسة اسياف ثلثة منها شاهرة فلا تغمد حتى تضع الحرب اوزارها، ولن تضع الحرب اوزارها.


(1) الشامة: بمعنى الخال. (*)

[ 202 ]

حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم في ذلك اليوم إلى قوله عليه السلام والسيف الثاني على اهل الذمة لشمس قال الله تعالى: ” وقولوا للناس حسنا ” ثم نسخها قوله تعالى: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون فمن كان منهم في دار الاسلام فلن يقبل منهم الا الجزية أو القتل وما لهم في ذراريهم سبى فإذا قبلوا الجزية على انفسهم حرم علينا سبيهم وحرمت اموالهم وحلت لنا مناكحتهم، ومن كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم واموالهم، ولم تحل لنا مناكحتهم ولم يقبل منهم الا الدخول في دار الاسلام أو الجزية أو القتل. 98 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابي يحيى الواسطي عن بعض اصحابنا قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن المجوس أكان لهم نبي ؟ فقال: نعم أما بلغك كتاب رسول الله صلى الله عليه واله إلى اهل مكة ان اسلموا والا فأذنوا بحرب من الله، فكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه واله أن خذ منا الجزية ودعنا على عبادة الاوثان، فكتب إليهم النبي: اني لست آخذ الجزية الا من اهل الكتاب، فكتبوا إليه – يريدون بذلك تكذيبه -: زعمت انك لا تأخذ الجزية الا من اهل الكتاب ثم اخذت الجزية من مجوس هجر (1) فكتب إليهم النبي صلى الله عليه واله: ان المجوس كان لهم نبي فقتلوه وكتاب احرقوه، اتاهم نبيهم بكتابهم في اثنى عشر الف جلد ثور. 99 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الزهري عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: سألته عن النساء كيف سقطت الجزية ورفعت عنهن ؟ فقال: لان رسول الله صلى الله عليه واله نهى عن قتل النساء والولدان في دار الحرب الا ان تقاتل، وان قاتلت ايضا فامسك عنها ما امكنك ولم تخف خللا فلما نهى عن قتلهن في دار الحرب كان ذلك في دار الاسلام اولى، وان امتنعت ان تؤدي الجزية لم يمكن قتلها، فلما لم يمكن قتلها، رفعت الجزية عنها، ولو منع الرجال وابوا ان يؤدوا الجزية كانوا ناقضين للعهد وحلت دمائهم وقتلهم، لان قتل الرجال مباح في دار الشرك، وكذلك


(1) هجر – محركة -: بلدة باليمن واسم لجميع أرض البحرين. (*)

[ 203 ]

المقعد من اهل الشرك والذمة والاعمى والشيخ الفاني والمرأة والولدان في ارض الحرب فمن اجل ذلك رفعت عنهم الجزية. 100 – في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن يحيى جميعا عن عبد الله بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جرت السنة ألا تؤخذ الجزية من المعتوه (1) ولا من المغلوب على عقله. 101 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما حد الجزية على اهل الكتاب وهل عليهم في ذلك شئ موظف لا ينبغي ان يجوزوا إلى غيره ؟ فقال: ذلك إلى الامام يأخذ من كل انسان منهم ما شاء على قدر ماله بما يطيق انما هم قوم فدوا انفسهم من ان يستعبدوا أو يقتلوا، فالجزية تؤخذ منهم على قدر ما يطيقون له ان ياخذهم به حتى يسلموا، فان الله تبارك وتعالى قال: ” حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ” وكيف يكون صاغرا وهو لا يكترث (2) لما يؤخذ منه، حتى يجد ذلا لما اخذ منه، فيألم لذلك فيسلم. 102 – قال وقال ابن مسلم: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أرأيت ما يأخذ هؤلاء من هذا الخمس (3) من ارض الجزية ويأخذ من الدهاقين جزية رؤسهم اما عليهم في ذلك شئ موظف ؟ فقال: كان عليهم ما اجازوا على انفسهم، وليس للامام اكثر من الجزية ان شاء الامام وضع ذلك على رؤسهم وليس على اموالهم شئ، وان شاء فعلى اموالهم وليس على رؤسهم شئ، فقلت: فهذا الخمس ؟ فقال: انما هذا شئ كان صالحهم عليه رسول الله صلى الله عليه واله (4)


(1) المعتوه: الذي ذهب عقله من غير جنون. (2) اي لا يبالي. (3) قال المجلسي (ره) في مرآة العقول، اي من الذي وضع عمر على نصارى تغلب من تضعيف الزكاة ورفع الجزية. (4) وقال (ره) في بيان هذا الكلام: الظاهر انه عليه السلام بين اولا ان الخمس من البدع، فلما لم يفهم السائل وأعاد السؤال غير عليه السلام الكلام تقية، أو يكون هذا اشارة إلى ما مر سابقا من امر الجزية. (*)

[ 204 ]

103 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن ابي ايوب عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام في اهل الجزية يؤخذ من اموالهم ومواشيهم شئ سوى الجزية ؟ قال: لا. 104 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله قال أبو محمد العسكري: قال الصادق عليهما السلام: ولقد حدثني أبي عن جدي علي بن الحسين زين العابدين عليهم السلام عن الحسين بن علي سيد الشهداء عن علي بن أبيطالب امير المؤمنين صلوات الله عليهم انه اجتمع يوما عند رسول الله صلى الله عليه واله أهل خمسة اديان: اليهود والنصارى والدهرية والثنوية ومشركوا العرب. فقالت اليهود: نحن نقول: عزير ابن الله وقد جئناك يا محمد للنظر ما تقول فان اتبعتنا فنحن اسبق إلى الصواب منك وافضل، وان خالفتنا خصمناك، وقالت النصارى: نحن نقول: ان المسيح ابن الله اتحد به وقد جئناك للنظر ما تقول ؟ فان اتبعتنا فنحن أسبق إلى الصواب منك وأفضل، وان خالفتنا خصمناك. ثم قال صلى الله عليه واله لليهود: أجئتموني لاقبل قولكم بغير حجة ؟ قالوا: لا قال: فما الذي دعاكم إلى القول بان عزيرا ابن الله ؟ قالوا لانه احيا لبني اسرائيل التورية بعد ما ذهبت ولم يفعل بها هذا الا لانه ابنه، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: كيف صار عزير ابن الله دون موسى وهو الذي جائهم بالتورية ورأوا منه من المعجزات ما قد علمتم ؟ فان كان عزيرا ابن الله لما ظهر من الكرامة من احياء (1) التورية فلقد كان موسى بالنبوة أحق واولى، ولئن كان هذا المقدار من اكرامه لعزير يوجب انه ابنه فاضعاف هذه الكرامة لموسى توجب له منزلة اجل من النبوة، وان كنتم انما تريدون بالنبوة الدلالة (2) على سبيل ما تشاهدون في دنياكم هذه من ولادة الامهات الاولاد بوطي آبائهم لهن فقد كفرتم بالله وشبهتموه بخلقه، وأوجبتم فيه صفات المحدثين، ووجب عندكم ان يكون محدثا مخلوقا، وان يكون له خالق صنعه وابتدعه قالوا: لسنا نعني هذا فان هذا كفر


(1) في المصدر وكذا في المنقول عن تفسير الامام ” باحياء التوراة “. (2) وفي المنقول عن تفسير الامام ” الولادة ” بدل ” الدلالة “. (*)

[ 205 ]

كما ذكرت ولكنا نعني انه ابنه على معنى الكرامة وان لم يكن هناك ولادة، كما قد يقول بعض علمائنا لمن يريد اكرامه وابانته بالمنزلة عن غيره: يا بني، وانه ابني لا على اثبات ولادته منه. ولانه قد يقول ذلك لمن هو اجنبي لانسب بينه وبينه وكذلك لما فعل الله بعزير ما فعل كان قد اتخذه ابنا على الكرامة لا على الولادة، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: فهذا ما قلته لكم: انه ان وجب على هذا الوجه ان يكون عزير ابنه فان هذه المنزلة لموسى اولى وان الله يفضح كل مبطل باقراره ويقلب عليه حجته، لان ما احتججتم به يؤديكم إلى ما هو اكبر مما ذكرته لكم. لانكم قلتم: ان عظيما من عظمائكم قد يقول لاجنبي لا نسب بينه وبينه: يا بني وهذا ابني لا على طريق الولادة فقد تجدون ايضا هذا العظيم يقول لاجنبي آخر، هذا اخى ولآخر: هذا شيخي وابي، ولآخر: هذا سيدي وياسيدي على سبيل الاكرام، وان من زاده في الكرامة زاده في مثل هذا القول فإذا يجوز عندكم ان يكون موسى اخا الله أو شيخا له أو ابا أو سيدا، لانه قد زاده في الاكرام مما لعزير، كما ان من زاد رجلا في الاكرام قال له: يا سيدي وياشيخي ويا عمي ويارئيسي على طريق الاكرام وان من زاده في الكرامة زاده في مثل هذا القول افيجوز عندكم ان يكون موسى اخا الله أو شيخا أو عما أو رئيسا أو سيدا أو اميرا لانه قد زاده في الاكرام على من قال له: يا شيخي أو يا سيدي أو يا اميري أو يا عمي أو يا رئيسي، قال: فبهت القوم وتحيروا وقالوا: يا محمد أجلنا نفكر فيما قلته لنا، فقال: انظروا فيه بقلوب معتقدة للانصاف يهدكم الله ثم اقبل صلى الله عليه واله على النصارى فقال: وانتم قلتم: ان القديم عزوجل اتحد بالمسيح عليه السلام ابنه، فما الذي أردتموه بهذا القول ؟ أردتم ان القديم صار محدثا لوجود هذا المحدث الذي هو عيسى ؟ أو المحدث الذي هو عيسى عليه السلام صار قديما لوجود القديم الذي هو الله ؟ أو معنى قولكم: انه اتحد به انه اختصه بكرامة لم يكرم بها احدا سواه ؟ فان اردتم ان القديم صار محدثا فقد ابطلتم، لان القديم محال ان ينقلب فيصير محدثا، وان اردتم ان المحدث صار قديما فقد احلتم لان المحدث ايضا محال ان يصير قديما وان اردتم انه تحد به بان اختصه واصطفاه على ساير عباده فقد اقررتم بحدوث عيسى وبحدوث المعنى الذي اتحد به من اجله، لانه إذا كان عيسى محدثا وكان الله قد اتحد به بان احدث به معنى صار به اكرم الخلق عنده فقد صار عيسى وذلك


[ 206 ]

المعنى محدثين، وهذا خلاف ما بدأتم تقولونه، فقالت النصارى: يا محمد ان الله لما اظهر على يد عيسى من الاشياء العجيبة ما اظهر فقد اتخذه ولدا على جهة الكرامة، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله: فقد سمعتم ما قلته للهيود في هذا المعنى الذي ذكرتموه: ثم اعاد صلى الله عليه واله ذلك كله فسكتوا الا رجلا واحدا منهم قال له: يا محمد اولستم تقولون: ان ابراهيم خليل الله ؟ قال: قد قلنا ذلك، فقال: إذا قلتم ذلك فلم منعتمونا ان نقول: ان عيسى ابن الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: انهما لن يشتبها (1) لان قولنا ان ابراهيم خليل الله فانما هو مشتق من الخلة (2) والخلة انما معناها الفقر والفاقة وقد كان خليلا إلى ربه فقيرا، واليه منقطعا وعن غيره متعففا معرضا مستغنيا، وذلك لما اريد قذفه في النار فرمى به في المنجنيق فبعث الله تعالى جبرئيل عليه السلام فقال له: ادرك عبدي، فجائه فلقيه في الهواء فقال: كلمني ما بدالك فقد بعثني الله لنصرتك، فقال: بل حسبى الله ونعم الوكيل اني لا أسئل غيره ولا حاجة لي الا إليه فسمى خليله اي فقيره ومحتاجه والمنقطع إليه عمن سواه، وإذا جعل معنى ذلك من الخلة (3) وهو انه قد تخلل معانيه ووقف على أسرار لم يقف عليها غيره، كان [ الخليل ] معناه العالم به وباموره ولا يوجب ذلك تشبيه الله بخلقه، الا ترون انه إذا لم ينقطع إليه لم يكن خليله، وإذا لم يعلم باسراره لم يكن خليله، وان من يلده الرجل وان أهانه وأقصاه (4) لم يخرج عن أن يكون ولده، لان معنى الولادة قائم، ثم ان وجب لانه قال لابراهيم خليلي (5) أن تقيسوا أنتم كذلك فتقولوا: ان عيسى ابنه وجب ايضا أن تقولوا له لموسى ابنه، [ فان الذي معه من المعجزات لم يكن


(1) وفي المنقول عن تفسير الامام ” لم يشتبها “. (2) وفي المنقول عن تفسير الامام ” من الخلة أو الخلة ” اي بالفتح أو بالضم وهو الصحيح لما سيأتي في كلام الامام عليه السلام من التفصيل. (3) اي بالضم. (4) اي ابعده. (5) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في اكثر النسخ هكذا: ” ثم ان من اوجب ان يقول على قول ابراهيم خليله.. اه “. (*)

[ 207 ]

بدون ما كان مع عيسى فقولوا ان موسى ايضا ابنه ] (1) وانه يجوز أن تقولوا على هذا المعنى انه شيخه وسيده وعمه ورئيسه وأميره كما قد ذكرته لليهود، فقال بعضهم لبعض: وفي الكتب المنزلة ان عيسى قال: أذهب إلى أبي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ان كنتم بذلك الكتاب تعلمون فان فيه: أذهب إلى أبي وأبيكم فقولوا: ان جميع الذين خاطبهم عيسى كانوا ابناء الله كما كان عيسى ابنه من الوجه الذي كان عيسى ابنه: ثم ان ما في هذا الكتاب يبطل عليكم هذا الذي زعمتم ان عيسى من جهة الاختصاص كان ابنا له، لانكم قلتم انما قلنا انه ابنه لانه اختصه بما لم يختص به غيره، وانتم تعلمون ان الذي خص به عيسى لم يخص به هؤلاء القوم الذين قال لهم عيسى: أذهب إلى أبي وابيكم، فبطل ان يكون الاختصاص بعيسى لانه قد ثبت عندكم بقول عيسى لمن لم يكن له مثل اختصاص عيسى، وانتم انما حكيتم لفظة عيسى وتأولتموها على غير وجهها، لانه إذا قال: ابي وابيكم فقد اراد غير ما ذهبتم إليه ونحلتموه (2) وما يدريكم لعله عنى: أذهب إلى آدم ابي وابيكم أو إلى نوح ان الله يرفعني إليهم ويجمعني معهم، وآدم ابي وابيكم وكذلك نوح، بل ما اراد غير هذا، قال: فكست النصارى وقالوا: ما رأينا كاليوم مجادلا و لا مخاصما وسننظر في امورنا. والحديث طويل اتخذنا منه موضع الحاجة وتتمته وهي الرد على الفرق الثلثة الباقية مضى اول سورة الانعام وفي آخر الحديث وقال الصادق عليه السلام: فوالذي بعثه بالحق نبيا ما اتت على جماعتهم الا ثلثة ايام حتى اتوا رسول الله صلى الله عليه واله فأسلموا وكانوا خمسة وعشرين رجلا من كل فرقة خمسة وقالوا: ما رأينا مثل حجتك يا محمد نشهد انك رسول الله صلى الله عليه واله. 105 في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام عن ابيه عن آبائه عن الحسين ابن علي عليهم السلام قال: ان يهوديا سئل علي بن ابي طالب عليه السلام قال: اخبرني عما ليس لله، وعما ليس عند الله: وعما لا يعلمه الله ؟ فقال علي عليه السلام: اما ما لا يعلمه الله فذاك


(1) بين العلامتين انما هو في المصدر دون النسخ. (2) نحل فلانا القول: اضاف إليه قولا قاله غيره وادعاه عليه. (*)

[ 208 ]

قولكم يا معشر اليهود ان عزيرا ابن الله والله لا يعلم له ولد، واما قولك ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعباد، واما قولك ما ليس لله فليس لله شريك، فقال اليهودي: اشهد ان لا اله الا الله، واشهد ان محمدا رسول الله. 106 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن اسحق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام انه قال: ان الشجر لم يزل حصيدا كله حتى دعى للرحمان ولد، عز الرحمان وجل ان يكون له ولد، فعند ذلك اقشعر الشجر (1) وصار له شوك حذارا ان ينزل به العذاب. 107 – في تفسير العياشي عن عطية العوفي عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا: عزير ابن الله، واشتد غضب الله على النصارى حين قالوا: المسيح ابن الله، واشتد غضب الله على من أراق دمي وآذاني في عترتي. 108 – عن يزيد بن عبد الملك عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال: لن يغضب الله شئ كغضب الطلح (2) والسدر ان الطلح كانت كالاترج والسدر كالبطيخ فلما قالت اليهود: يد الله مغلولة تقبض حملها فصغر فصار له عجم واشتد العجم، فلما ان قالت النصارى: المسيح بن الله خرج لهما هذا الشوك وتقبض حملهما وصار النبق (3) إلى هذا الحمل وذهب حمل الطلح فلا يحمل حتى يقوم قائمنا، ثم قال: من سقى طلحة أو سدرة فكأنما سقى مؤمنا من ظمأ. 109 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وقال: قاتلهم الله انى يؤفكون اي لعنهم الله انى يؤفكون فسمى اللعنة قتالا.


(1) اقشعر النبات: لم يصب ريا وتخشن وتغير لونه. (2) لطلح: شجر حجازية ومنابتها بطون الاودية ولها شوك كثير ويقال لها ام غيلان ايضا تأكل الابل منها اكلا كثيرا. (3) كذا في النسخ وفي المصدر ” وصار الشوك إلى هذا الحمل ” وهو الظاهر والنبق: حمل شجر السدر. (*)

[ 209 ]

110 – في مجمع البيان وروى الثعلبي باسناده عن عدي بن حاتم قال: اتيت رسول الله صلى الله عليه واله وفي عنقي صليب، فقال، يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك قال: فطرحته ثم اتيت إليه وهو يقرء من سورة برائة هذه الآية: أتخذوا احبارهم و رهبانهم اربابا حتى فرغ منها فقلت له: انا لسنا نعبدهم، قال: اليس يحرمون ما احل الله فتحرمونه، ويحلون ما حرم الله فتستحلونه ؟ قال: فقلت: بلى، قال: فتلك عبادتهم. 111 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه عن عبد الله بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن ابي بصير قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله ” فقال: اما والله ما دعوهم إلى عبادة انفسهم ولو دعوهم إلى عبادة انفسهم لما اجابوهم، ولكن احلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا، فعبدوهم من حيث لا يشعرون. 112 – علي بن محمد عن صالح بن ابي حماد وعلي بن ابرهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن رجل عن ابي عبد الله عليه السلام قال: من اطاع رجلا في معصية الله فقد عبده. 113 – في تفسير العياشي عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: ” اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله ” قال: اما والله ما صاموا لهم ولا صلوا ولكنهم احلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فاتبعوهم. 114 – وقال في خبر آخر عنه: ولكنهم اطاعوهم في معصية الله. 115 – عن جابر عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله ” قال: اما انهم لم يتخذوهم آلهة الا انهم احلوا حلالا و اخذوا به وحرموا حراما فاخذوا به (1) فكانوا أربابهم من دون الله. 116 – في تفسير علي بن ابرهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في


(1) كذا في النسخ وفي بعض نسخ المصدر كرواية الكليني (ره) في الكافي ” احلوا حراما فأخذوا به وحرموا حلال فأخذوا به ” ولعله الاصح وان لا يخلوا ما في النسخ ايضا من وجه صحيح كما لا يخفى. (*)

[ 210 ]

قوله: ” اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح بن مريم ” اما المسيح فعصوه وعظموه في انفسهم حتى زعموا انه اله وانه ابن الله، وطائفة منهم قالوا: ثالث ثلثه، وطائفة منهم قالوا: هو الله، واما احبارهم ورهبانهم فانهم اطاعوا واخذوا بقولهم واتبعوه ما امروهم به، ودانوا بما دعوهم إليه، فاتخذوهم اربابا بطاعتهم لهم وتركهم امر الله وكتبه ورسله فنبذوه وراء ظهورهم، وما امرهم به الاحبار والرهبان اتبعوه و اطاعوهم وعصوا الله ورسوله، وانما ذكر هذا في كتابنا لكي نتعظ بهم، فعير الله تبارك وتعالى بني اسرائيل بما صنعوا، يقول الله تبارك وتعالى: ” وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه وتعالى عما يشركون “. 117 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وقد بين الله تعالى قصص المغيرين بقوله: يريدون ليطفؤا نور الله بافواههم ويأبي الله الا ان يتم نوره يعني انهم اثبتوا في الكتاب ما لم يقله الله ليلبسوا على الخليقة فأعمى الله قلوبهم حتى تركوا فيه ما دل على ما أحدثوه فيه وحرفوا منه. وفيه وجعل أهل الكتاب المقيمين به والعالمين بظاهره وباطنه من ” شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين باذن ربها ” اي يظهر مثل هذا العلم المحتملة في الوقت بعد الوقت وجعل أعداءها اهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا اطفاء نور الله بأفواههم فأبى الله الا أن يتم نوره. 118 – في كتاب الغيبة لشيخ الطايفة ” قدس سره ” وروى محمد بن احمد بن يحيى عن بعض أصحابنا عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن سنان قال: ذكر علي بن أبي حمزة (1) عند الرضا عليه السلام فلعنه، ثم قال: ان علي بن أبي حمزة اراد ان لا يعبد الله في سمائه وارضه، ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره المشركون، ولو كره اللعين المشرك، قلت: المشرك ! قال: نعم والله وان رغم انفه كذلك هو في كتاب الله:


(1) هو علي بن أبي حمزة سالم البطائني من أصحاب الكاظم عليه السلام ثم وقف بعد وفاته عليه السلام وهو أحد عمد الواقفة، ذكر ترجمته وما ورد في ذمه من الروايات الكثيرة وما يمكن ان يدفع به عنها وغير ذلك في تنقيح المقال فراجع. (*)

[ 211 ]

” يريدون ان يطفؤا نور الله بأفواههم ” وقد جرت فيه وفي امثاله أنه اراد ان يطفئ نور الله. 119 – وباسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد ذكر شق فرعون بطون الحوامل في طلب موسى عليه السلام كذلك بنو امية وبنو العباس لما أن وقفوا على ان زوال ملكة الامر والجبابرة منهم على يدي القائم عليه السلام ناصبونا العداوة، ووضعوا سيوفهم في قتل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وابادة نسله (1) طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم عليه السلام، فأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون. في كتاب كمال الدين وتمام النعمة مثله سواء. 12 – في تفسير العياشي عن أحمد بن محمد قال: وقف علي أبو الحسن الثاني عليه السلام في بني زريق فقال لي وهو رافع صوته: يا أحمد ! قلت: لبيك، قال: انه لما قبض رسول الله صلى الله عليه واله جهد الناس على اطفاء نور الله فأبى الله الا أن يتم نوره بأمير المؤمنين. 121 – في قرب الاسناد للحميري معاوية بن حكيم عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: وعدنا أبو الحسن الرضا عليه السلام ليلة إلى مسجد دار معاوية فجاء فسلم فقال: ان الناس قد جهدوا على اطفاء نور الله حين قبض الله تبارك وتعالى رسول الله صلى الله عليه واله و أبى الله الا أن يتم نوره وقد جهد علي بن ابي حمزة على اطفاء نور الله حين قبض أبو الحسن فأبى الله الا ان يتم نوره، وقد هداكم الله لامر جهله الناس فاحمدوا الله على ما من عليكم به. 122 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون فقال: والله ما نزل تأويلها بعد ولا ينزل تأويلها حتى يخرج القائم عليه السلام، فإذا خرج القائم لم يبق كافر بالله العظيم ولا مشرك بالامام الا كره خروجه، حتى لو كان كافر أو مشرك في بطن صخرة لقالت:


(1) الابادة بمعنى الاهلاك. (*)

[ 212 ]

يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله 123 – وباسناده إلى سليط قال: قال الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام: منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وآخرهم التاسع من ولدي وهو القائم بالحق، يحيى الله به الارض بعد موتها، ويظهر به الدين الحق على الدين كله ولو كره المشركون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 124 – وباسناده إلى محمد بن مسلم الثقفي قال: سمعت ابا جعفر محمد بن علي عليهما السلام يقول: القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر، تطوى له الارض وتظهر له الكنوز، يبلغ سلطانه المشرق والمغرب، ويظهر الله عزوجل دينه على الدين كله ولو كره المشركون، فلا يبقى في الارض خراب الا عمر، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 125 – في اصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: ” هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ” قال: هو الذي امر رسوله بالولاية لوصيه، والولاية هي دين الحق، قلت: ” ليظهره على الدين كله ” قال: يظهر على جميع الاديان عند قيام القائم قال: يقول الله: ” والله متم ” ولاية القايم ” ولو كره الكافرون ” بولاية علي قلت هذا تنزيل ؟ قال: نعم اما هذا الحرف فتنزيل، واما غيره فتأويل والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 126 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وغاب صاحب هذا الامر بايضاح العذر له في ذلك، لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له، وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها، و يظهر دين نبيه صلى الله عليه واله على يديه على الدين كله ولو كره المشركون. 127 – في تفسير العياشي عن أبي المقدام عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: ” ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ” يكون أن لا يبقى أحد، الا أقر بمحمد صلى الله عليه واله. 128 – في مجمع البيان قال المقداد بن الاسود: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول:


[ 213 ]

لا يبقى على وجه الارض بيت مدر ولا وبر الا أدخله الله كلمة الاسلام، اما بعز عزيز أو بذل ذليل اما يعزهم فيجعلهم الله من أهله فيقروا به واما يذلهم فيدينون له. 129 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن معاذ بن كثير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: موسع على شيعتنا أن ينفقوا مما في أيديهم بالمعروف، فإذا قام قائمنا حرم على كل ذي كنز كنزه حتى يأتيه به، فيستعين به على عدوه وهو قول الله عزوجل في كتابه: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم. 130 – في امالي شيخ الطائفة ” قدس سره ” باسناده لما نزلت هذه الآية ” والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ” قال رسول الله صلى الله عليه واله: كل مال تؤدي زكوته فليس بكنز وان كان تحت سبع أرضين، وكل مال لا تؤدي زكوته فهو كنز وان كان فوق الارض. 131 – في مجمع البيان وروى عن علي عليه السلام ما زاد على اربعة آلاف فهو كنز ادى زكوته أو لم يؤدها وما دونها فهي نفقة فبشرهم بعذاب اليم. 132 – وروى سالم بن ابي الجعد ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما نزلت هذه الاية قال: تبا للذهب، تبا للفضة يكررها ثلثا فشق ذلك على اصحابه، فسأله عمر فقال: يارسول الله اي المال نتخذ فقال: لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة مؤمنة تعين احدكم على دينه. 133 – في تفسير علي بن ابراهيم حديث طويل وفيه: نظر عثمان بن عفان إلى كعب الاحبار فقال له: يابا اسحق ما تقول في رجل ادى زكوة ماله المفروضة هل يجب عليه فيما بعد ذلك شئ ؟ فقال: لا، ولو اتخذ لبنة من ذهب ولبنة من فضة ما وجب عليه شئ فرفع أبو ذر رضى الله عنه عصاه فضرب بها راس كعب ثم قال له: يابن اليهودية الكافرة ما انت والنظر في احكام المسلمين ؟ قول الله: أصدق من قولك حيث قال: ” والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم ” الاية. 134 – وفي رواية أبي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: ” والذين يكنزون


[ 214 ]

الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم ” فان الله حرم كنز الذهب و الفضة وأمر بانفاقه في سبيل الله. وقوله: يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون قال: كان أبو ذر الغفاري يغدو كل يوم وهو بالشام فينادي بأعلى صوته: بشر أهل الكنوز بكي في الجباه (1) وكي بالجنوب وكي بالظهور ابدا حتى يتردد الحر في اجوافهم. 135 – في من لا يحضره الفقيه عن ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه الكباير وفيه: ومنع الزكوة المفروضة لان الله عزوجل يقول: ” يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ” 136 – في كتاب الخصال عن الحارث قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الدينار والدرهم اهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم. 137 – عن محمد بن احمد بن يحيى بن عمران رفع الحديث قال: الذهب والفضة حجران ممسوخان فمن أحبهما كان معهما. 138 – في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمرو الشامي عن ابي عبد الله (ع) قال: ان الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض فغرة الشهور شهر الله عز ذكره وهو شهر رمضان وقلب شهر رضمان ليلة القدر ونزل القرآن في اول ليلة من شهر رمضان فاستقبل الشهر بالقرآن. 139 – علي بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن ابي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة قال: كنت قاعدا إلى جنب ابي جعفر عليه السلام وهو محتب (2) مستقبل الكعبة فقال: اما ان النظر إليها عبادة، فجائه رجل من


(1) الكي: احراق الجلد بحديدة ونحوها. (2) الاحتباء: هو أن يضم الانسان رجليه إلى بطنه يجمعهما به مع ظهره ويشده عليهما وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب. (*)

[ 215 ]

بجيلة (1) يقال له عاصم بن عمر، فقال لابي جعفر عليه السلام: ان كعب الاحبار كان يقول ان الكعبة تسجد لبيت المقدس في كل غداة، فقال أبو جعفر عليه السلام: فما تقول فيما قال كعب ؟ فقال: صدق، القول ما قال كعب، فقال أبو جعفر عليه السلام: كذبت وكذب كعب الاحبار معك وغضب، قال زرارة: ما رأيته استقبل احدا يقول كذبت غيره، ثم قال: ما خلق الله بقعة في الارض احب إليه منها، ثم اومى بيده نحو الكعبة – ولا اكرم على الله تعالى منها، لها حرم الله لاشهر الحرم في كتابه يوم خلق السموات و الارض ثلثة متوالية للحج: شوال وذو القعدة وذو الحجة وشهر مفرد للعمرة رجب. 140 – في كتاب الغيبة لشيخ الطايفة ” قدس سره ” روى جابر الجعفي قال: سئلت ابا جعفر عليه السلام عن تأويل قول الله عزوجل: ” ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ” قال: فتنفس سيدي الصعداء (2) فقال: يا جابر اما السنة فهي جدي رسول الله صلى الله عليه واله، وشهورها اثنى عشر شهرا فهو امير المؤمنين عليه السلام الي والى ابني جعفر وابنه موسى، وابنه علي، وابنه محمد، وابنه علي، والى ابنه الحسن، والى ابنه محمد الهادي المهدي اثنا عشر اماما حجج الله في خلقه وامناؤه على وحيه وعلمه، والاربعة الحرم الذين هم الدين القيم اربعة منهم يخرجون باسم واحد، علي امير المؤمنين عليه السلام، وابي علي بن الحسين، وعلي بن موسى، وعلي بن محمد، فالاقرار بهؤلاء هو الدين القيم فلا تظلموا فيهن انفسكم، اي قولوا بهم جميعا تهتدوا. 141 – في تفسير العياشي عن ابي خالد الواسطي عن ابي جعفر عليه السلام قال: حدثني ابي علي بن الحسين عن امير المؤمنين عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه واله لما ثقل في مرضه قال: ايها الناس ان السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم، ثم قال بيده: رجب مفرد، وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ثلث متواليات، الا وهذا الشهر المفروض رمضان،


(1) بجيلة: حي من اليمن. (2) الصعداء: تنفس طويل من هم أو حزن. (*)

[ 216 ]

فصوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإذا خفى الشهر فأتموا العدة: شعبان ثلثين و صوموا الواحد والثلثين، وقال بيده: الواحد والاثنين والثلثة، ثم ثنى ابهامه ثم قال: انها (1) شهر كذا وشهر كذا. 142 – في كتاب الخصال عن محمد بن أبي عمير يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض ” قال: المحرم وصفر وربيع الاول وربيع الاخر وجمادي الاول وجمادي الاخر. ورجب وشعبان ورمضان وشوال وذو القعدة وذو الحجة، منها أربعة حرم، عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول وعشر من شهر ربيع الاخر. 143 – عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الله تعالى خلق الشهور اثنى عشر شهر وهى ثلثمأة وستون يوما، فحجز منها ستة ايام خلق فيها السموات والارض فمن ثم تقاصرت الشهور. 144 – عن عبد الله بن عمر قال: نزلت هذه السورة ” إذا جاء نصر الله ” على رسول الله صلى الله عليه واله في اوسط ايام التشريق فعرف انه الوداع فركب راحلته العضباء فحمد الله واثنى عليه ثم قال. يا ايها الناس إلى قوله عليه السلام: و ” ان عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها اربعة حرم ” رجب مضر (2) الذي بين جمادي و شعبان، وذو القعدة وذو الحجة والمحرم، فلا تظلموا فيهن أنفسكم. 145 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: قاتلوا المشركين كافة يقول: جميعا كما يقاتلونكم كافة. 146 – وقال علي بن ابراهيم ” رحمه الله “: في قوله عزوجل: انما النسئ


(1) وفي المصدر ” ايها الناس ” بدل ” انها “. (2) مضر: اسم قبيلة. قال ابن الاثير: ومنه الحديث: رجب مضر الذي بين جمادي وشعبان، أضاف رجبا إلى مضر لانهم كانوا يعظمونه خلاف غيرهم، وقوله بين جمادي وشعبان تأكيد للبيان وايضاح لانهم كانوا ينسئونه ويؤخرونه من شهر إلى شهر فيتحول عن موضعه المختص به فبين لهم انه الشهر الذي بين جمادي وشعبان لا ما كانوا يسمونه على حساب النسئ. (*)

[ 217 ]

زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فانه كان سبب نزولها ان رجلا من كنانة كان يقف في المواسم فيقول: قد أحللت دماء المحلين طي وخثعم في شهر المحرم وانسأته وحرمت بدله صفر، فإذا كان العام القابل يقول: قد احللت صفرا وانسأته وحرمت بدله شهر المحرم، فأنزل الله عزوجل: ” انما النسئ زيادة في الكفر ” إلى قوله تعالى: ” زين لهم سوء أعمالهم “. 147 – في كتاب الخصال عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله كلام من خطبة له نقلناه قريبا ويتصل بآخره اعني: ” فلا تظلموا فيهن أنفسكم ” فان النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله، وكانوا يحرمون المحرم عاما ويستحلون صفر عاما ويحرمون صفر عاما ويستحلون المحرم، ايها الناس ان الشيطان قد يئس ان يعبد في بلادكم. 148 – في مجمع البيان وقرأ أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام النسى يخفف على وزن الهدى، وقال مجاهد: كان المشركون يحجون في كل شهر عامين فحجوا في ذي الحجة عامين، ثم حجوا في المحرم عامين ثم حجوا في صفر عامين وكذلك في الشهور حتى وافقت الحجة التي قبل حجة الوداع في ذي القعدة، ثم حج النبي صلى الله عليه واله في العام القابل حجة الوداع، فوافقت ذا الحجة فذلك حين قال النبي صلى الله عليه واله في خطبته: الا ان الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والارض، السنة اثنى عشر شهرا منها أربعة حرم ثلثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادي وشعبان، اراد عليه السلام بذلك ان الاشهر الحرم رجعت إلى مواضعها وعاد الحج إلى ذي الحجة وبطل النسئ. 149 – في نهج البلاغة قال عليه السلام انفروا رحمكم الله إلى قتال عدوكم ولا تثاقلوا إلى الارض فتقروا بالخسف، وتبوؤا بالذل (1) ويكون نصيبكم الاخس، ان اخا الحرب


(1) الخسف: الاذلال والضيم. فتقروا بالخسف اي تعترفوا بالضيم وتصبروا له. و تبوؤا بالذل اي ترجعوا به. (*)

[ 218 ]

الارق (1) ومن نام لم ينم عنه 150 – في كتاب الخصال عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عن علي عليهم السلام انه قال: وقد سأله راس اليهود عما امتحن الله به الاوصياء في حيوة الانبياء وبعد وفاتهم: يا اخا اليهود ان الله تعالى امتحنني في حيوة نبينا صلى الله عليه واله في سبعة مواطن فوجدني فيها من غير تزكية لنفسي – بنعمة الله له مطيعا، قال: فيم وفيم يا امير المؤمنين ؟ قال: اما أولهن إلى ان قال: واما الثانية يا اخا اليهود فان قريشا لم تزل تجيل الآراء وتعمل الحيل في قتل النبي صلى الله عليه واله حتى كان آخر ما اجتمعت في ذلك في يوم الدار دار الندوة، وابليس الملعون حاضر في صورة اعور ثقيف فلم تزل تضرب امرها ظهرا وبطنا حتى اجتمعت آراؤها على ان ينتدب (2) من كل فخذ من قريش رجل، ثم ياخذ كل رجل منهم سيفه ثم ياتي النبي صلى الله عليه واله وهو نائم على فراشه فيضربونه جميعا باسيافهم ضربة رجل واحد فيقتلونه، فإذا قتلوه منعت قريش رجالها ولم تسلمها فيمضي دمه هدرا فهبط جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه واله فأنبأه بذلك واخبره بالليلة التي يجتمعون فيها وامره بالخروج في الوقت الذي خرج فيه إلى الغار فأنبأني رسول الله صلى الله عليه واله بالخبر، وامرني ان اضطجع في مضجعه وأقيه بنفسي فاسرعت إلى ذلك مطيعا له مسرورا لنفسي ان اقتل دونه فمضى عليه السلام لوجهه واضطجعت في مضجعه واقبلت رجال من قريش موقنة في انفسها بقتل النبي صلى الله عليه واله فلما استووا في البيت (3) الذي انا فيه ناهضتهم بسيفي فدفعتهم عن نفسي بما قد علمه الله والله (5) ثم قبل على اصحابه فقال: اليس كذلك ؟ قالوا: بلى يا امير المؤمنين. 151 – وفي احتجاجه عليه السلام على ابي بكر قال: فأنشدك بالله انا وقيت


(1) الارق: الذي لا ينام. (2) انتدبه لامر: اي دعاه له. (3) وفي المصدر فلما استوى بي وبهم البيت. اه “. (4) وفي المصدر ” والناس ” بدل ” والله ” (*)

[ 219 ]

رسول الله صلى الله عليه واله بنفسي يوم الغار ام انت ؟ قال: بل انت. 152 – وفي احتجاجه عليه السلام على الناس يوم الشورى قال: فأنشدكم بالله هل فيكم احد وقى رسول الله صلى الله عليه واله حيث جاء المشركون يريدون قتله فاضطجعت في مضجعه وذهب رسول الله صلى الله عليه واله نحو الغار، وهم يرون اني انا هو، فقالوا: اين ابن عمك ؟ فقلت: لا أدري فضربوني حتى كادوا يقتلونني غيري ؟ قالوا: اللهم لا. 153 – وفي مناقبه عليه السلام وتعدادها قال: واما السابعة ان رسول الله صلى الله عليه واله أنامني على فراشه حيث ذهب إلى الغار، وسجاني ببرده فلما جاء المشركون ظنوني محمدا فأيقظوني وقالوا: ما فعل صاحبك ؟ فقلت: ذهب في حاجة فقالوا: لو كان هرب لهرب هذا معه. 154 في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد كان يبعث إلى رسول الله صلى الله عليه واله الطعام وهو في الغار ويخبره الاخبار غيري ؟ قالوا: لا. 155 – وروى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام ان عليا قال ليهودي في اثناء كلام طويل: ولئن كان يوسف ألقى في الجب فلقد حبس محمد نفسه مخافة عدوه في الغار، حتى قال لصاحبه: لا تحزن ان الله معنا، ومدحه الله في كتابه. 156 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن مروان عن ابي عبد الله قال: ان أبا طالب أظهر الكفر وستر الايمان، فلما حضرته الوفاة أوحى الله عزوجل إلى الرسول: أخرج منها فليس لك بها ناصر. 157 – في روضة الكافي حميد بن زياد عن محمد بن ايوب عن علي بن أسباط عن الحكم بن مسكين عن يوسف بن صهيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان رسول الله صلى الله عليه واله أقبل يقول لابي بكر في الغار: اسكن فان الله معنا وقد أخذته الرعدة وهو لا يسكن، فلما راى رسول الله صلى الله عليه واله حاله قال له: تريد ان أريك اصحابي من الانصار في مجالسهم يتحدثون، فأريك جعفر وأصحابه في البحر


[ 220 ]

يغوصون ؟ قال: نعم فمسح رسول الله صلى الله عليه واله بيده على وجهه فنظر إلى الانصار يتحدثون ونظر إلى جعفر واصحابه في البحر يغوصون، فأضمر تلك الساعة انه ساحر. 158 – محمد بن احمد عن ابن فضال عن الرضا عليه السلام فانزل الله سكينته على رسوله وأيده بجنود لم تروها قلت: هكذا ؟ قال: هكذا نقرأها وهكذا تنزيلها. 159 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن بعض رجاله رفعه إلى ابي عبد الله عليه السلام قال: لما كان رسول الله صلى الله عليه وآله في الغار قال لابي بكر: كأني انظر إلى سفينة جعفر واصحابه تقوم في البحر، وأنظر إلى الانصار محتبين في أفنيتهم (1) فقال أبو بكر: وتريهم يارسول الله ؟ قال: نعم قال: فأرنيهم، فمسح على عينه فرآهم، فقال في نفسه: الان صدقت انك ساحر، فقال له رسول الله: انت الصديق وهو قول الله عزوجل: وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا قول رسول الله صلى الله عليه واله والله عزيز حكيم. 160 – في تفسير العياشي عن عبد الله بن محمد الحجال قال: كنت عند ابي الحسن الثاني عليه السلام ومعي الحسن بن الجهم، فقال له الحسن: انهم يحتجون علينا بقول الله تبارك وتعالى: ثاني اثنين إذ هما في الغار قال: وما لهم في ذلك فوالله لقد قال الله فأنزل الله سكينته على رسوله وما ذكره فيها بخير قال: قلت له انا: جعلت فداك وهكذا تقرؤنها ؟ قال: هكذا قد قرئتها. 161 – قال زرارة: قال أبو جعفر عليه السلام: فانزل الله سكينته على رسوله الا ترى ان السكينة انما نزلت على رسوله وجعل كلمة الذين كفروا السفلى قال: هو الكلام الذي يتكلم به عتيق رواه الحلبي عنه. 162 في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبد الله القمي عن الحجة القائم عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: يا سعد وحين ادعى خصمك ان رسول الله صلى الله عليه واله ما أخرج مع نفسه مختار هذه الامة إلى الغار الا علما منه ان الخلافة له من بعده، وانه هو المقلد أمور التأويل، والملقى إليه ازمة الامة وعليه المعول


(1) الافنية جمع الفناء: الصيد وهو ساحة امام البيت. (*)

[ 221 ]

في لم الشعث وسد الخلل، واقامة الحدود وتسرية الجيوش لفتح بلاد الكفر، فلما أشفق على نبوته أشفق على خلافته، واذ لم يكن من حكم الاستتار والتواري ان يروم الهارب من الشر مساعدة من غيره إلى مكان يستخفي فيه، وانما أبات عليا عليه السلام على فراشه لما لم يكترث له ولم يحفل به (1) به لاستثقاله اياه وعلمه انه ان قتل لم يتعذر عليه نصب غيره مكانه للخطوب التي كان يصلح لها، فهلا نقضت دعواه بقولك: اليس قال رسول الله صلى الله عليه واله: الخلافة بعدي ثلثون سنة، فجعل هذه موقوفة على أعمار الاربعة الذين هم الخلفاء الراشدون في مذهبكم، وكان لا يجد بدا من قوله لك: بلى، قلت له حينئذ: أليس كما علم رسول الله صلى الله عليه واله ان الخلافة من بعده لابي بكر علم انها من بعد أبي بكر لعمر: ومن بعد عمر لعثمان ومن بعد عثمان لعلي عليه السلام فكان ايضا لا يجد بدا من قوله لك: نعم، ثم كنت تقول له: فكان الواجب على رسول الله صلى الله عليه واله أن يخرجهم جميعا على الترتيب إلى الغار ويشفق عليهم كما أشفق على أبي بكر ولا يستخف بقدر هؤلاء الثلثة بتركه اياهم، وتخصيصه ابا بكر واخراجه مع نفسه دونهم. 163 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن مسعود قال: احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا: ما بال امير المؤمنين عليه السلام لم ينازع الثلثة كما نازع طلحة و الزبير وعايشة ومعاوية ؟ فبلغ ذلك عليا عليه السلام فأمر ان ينادي: الصلوة الجامعة، فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: يا معشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا ؟ قالوا: صدق امير المؤمنين عليه السلام قد قلنا ذلك، قال: ان لي بسنة الانبياء قبلي اسوة فيما فعلت، قال الله تعالى في محكم كتابه: ” لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ” قالوا: ومن هم يا امير المؤمنين ؟ قال: اولهم ابراهيم عليه السلام إلى ان قال: ولي بمحمد صلى الله عليه واله اسوة حين فر من قومه ولحق بالغار من خوفهم وأنامني على فراشه، فان قلتم فر من قومه بغير خوف منهم فقد كفرتم وان قلتم: خافهم وأنامني على فراشه ولحق بالغار من خوفهم فالوصي اعذر. 164 – في تفسير علي بن ابراهيم انفروا خفافا وثقالا قال شبانا وشيوخا يعني


(1) فلان لا يكثرث لهذا الامر: لا يعبأ به وكذا قولهم ” ما احفل بفلان ” اي ما ابالي به. (*)

[ 222 ]

إلى غزوة تبوك. 165 – في كتاب التوحيد حدثني ابي ومحمد بن الحسن رضى الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله عن احمد بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن محمد الحجال الاسدي عن ثعلبة بن ميمون عن عبد الاعلى بن اعين عن ابي عبد الله عليه السلام في هذه الآية لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون انفسهم والله يعلم انهم لكاذبون انهم كانوا يستطيعون وقد كان في العلم انه لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لفعلوا. 166 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا: حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن علي بن عبد الله عن احمد بن محمد البرقي عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون انفسهم والله يعلم انهم لكاذبون ” قال: اكذبهم الله عزوجل في قولهم: ” لو استطعنا لخرجنا معكم ” وقد كانوا مستطيعين للخروج. 167 – في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام في قول الله: ” لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ” الاية انهم يستطيعون وقد كان في علم الله لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لفعلوا. 168 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود في قوله: ” لو كان عرضا قريبا ” يقول: غنيمة قريبة لاتبعوك. 169 – وقال علي بن ابراهيم: في قوله: ” ولكن بعدت عليهم الشقة ” يعني إلى تبوك وذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله لم يسافر سفرا ابعد منه ولا اشد منه، وكان سبب ذلك ان الضيافة كانوا يقدمون المدينة من الشام معهم الدرموك والطعام وهم الانباط (1) فأشاعوا بالمدينة ان الروم قد اجتمعوا يريدون غزو رسول الله صلى الله عليه واله في


(1) الدرموك: الدقيق الخالص. والانباط جمع النبط: جيل ينزلون بالبطائح بين العراقين أو السواد على خلاف ذكره ابن منظور في اللسان. (*)

[ 223 ]

عسكر عظيم، وان هرقل قد سار في جنوده وجلب معهم غسان وجذام وبهراء وعاملة (1) وقد قدم عساكره البلقاء ونزل هو حمص (2) فأمر رسول الله صلى الله عليه واله التهيؤا إلى تبوك وهي من بلاد البلقاء وبعث إلى القبائل حوله والى مكة والى من اسلم من خزاعة ومزينة وجهينة وحثهم على الجهاد، وامر رسول الله صلى الله عليه واله بعسكره فضرب في ثنية الوداع، وامر اهل الجدة ان يعينوا من لا قوة به ومن كان عنده شئ اخرجه، وحملوا وقووا وحثوا على ذلك، وخطب رسول الله صلى الله عليه واله فقال بعد أن حمد الله واثنى عليه: ايها الناس ان اصدق الحديث كتاب الله وذكر الخطبة بتمامها، قال: فرغب الناس لما سمعوا هذا من رسول الله صلى الله عليه واله وقدمت القبايل من العرب من استنفرهم وقعد عنه قوم من المنافقين وغيرهم، ولقى رسول الله صلى الله عليه واله الجد بن قيس فقال له: ياباوهب الا تنفر معنا في هذه الغزاة لعلك ان تحتفد من بنات الاصفر ؟ (3) فقال: يارسول الله ان قومي ليعلمون انه ليس فيهم أحد أشد عجبا بالنساء مني، وأخاف ان خرجت معك ان لا أصبر إذا رأيت بنات الاصفر فلا تفتني وائذن لي أن أقيم، وقال لجماعة من قومه: لا تخرجوا في الحر، فقال ابنه: ترد على رسول الله صلى الله عليه واله وتقول ما تقول ؟ ثم تقول لقومك لا تنفروا في الحر ؟ والله لينزلن الله في هذا قرآنا يقرؤه الناس إلى يوم القيمة، فأنزل الله على رسوله في ذلك: ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين ثم قال الجد بن قيس ايطمع محمد ان حرب الروم مثل حرب غيرهم ؟ لا يرجع من هؤلاء أحد أبدا. 170 – في عيون الاخبار باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يابن رسول الله أليس من


(1) اسماء قبائل (2) قال الحموي: البلقاء: كورة من اعمال دمشق بين الشام ووادي القرى. وحمص: بلد معروف بالشام. (3) حفد فلانا: خدمه واحتفد بمعنى حفد. وبنو الاصفر: الروم وقيل: سموا بذلك لان أباهم الاول كان اصفر اللون، وهو روم بن عيصو بن اسحق بن ابراهيم. (*)

[ 224 ]

قولك ان الانبياء معصومون ؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عزوجل إلى أن قال فأخبرني عن قول الله عزوجل: عفا الله عنك لم أذنت لهم قال الرضا عليه السلام: هذا مما نزل باياك أعني واسمعي يا جاره (1) خاطب الله تعالى بذلك نبيه صلى الله عليه واله وأراد به أمته، و كذلك قول الله عزوجل: ” لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ” و قوله: ” ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ” قال: صدقت يابن رسول الله. 171 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: ” عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا ويعلم الكاذبين ” يقول: لتعرف أهل العذر والذين جلسوا بغير عذر. 172 – وفي رواية علي بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم والله عليم بالمتقين إلى قوله تعالى ولا وضعوا خلالكم اي لهربوا عنكم. قال عز من قائل فهم في ريبهم يترددون 173 – في كتاب الخصال عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ومن تردد في الريب سبقه الاولون وأدركه الاخرون وقطعته سنابك الشياطين (2). 174 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: ومن تردد في الريب وطأته سنابك الشياطين 175 – في تفسير العياشي عن المغيرة قال: سمعته يقول في قول الله: ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة قال: يعني بالعدة النية، يقول: لو كان لهم نية


(1) هذا من أمثال العرب يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره، وقيل: ان اول من قال ذلك سهل بن مالك الفزاري ويذكر قصته الميداني في مجمع الامثال (ج 1: ص 50 – 51. ط مصر) (2) سنابك جمع سنبك – كقنفذ -: طرف مقدم الحافر، وفي الرواية مبني على الاستعارة. (*)

[ 225 ]

لخرجوا. 176 – في كتاب الخصال عن امير المؤمنين عليه السلام قال: إذا اردتم الحج فتقدموا في شراء الحوائج ببعض ما يقوتكم على السفر فان الله يقول: ” ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة “. قال مؤلف هذا الكتاب ” عفى عنه ” قوله: ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الاية قد سبق بيانه وفيمن نزل في تفسير قوله تعالى: ” لو كان عرضا قريبا ” عن علي ابن ابراهيم قدس سره. 177 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: ان تصبك حسنة تسؤهم وان تصبك مصيبة اما الحسنة فالغنيمة والعافية، واما المصيبة فالبلاء والشدة يقولوا قد اخذنا امرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولينا وعلى الله فليتوكل المؤمنون وقوله عزوجل: قل هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين يقول: الغنيمة والجنة إلى قوله: انا معكم متربصون. 178 – في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن عباس عن الحسن بن عبد الرحمان عن عاصم بن حميد عن ابي حمزة عن ابي جعفر عليه السلام قال: قلت له: قوله عزوجل. ” هل تربصون بنا الا احدى الحسنيين ” قال: اما موت في طاعة الله أو ادراك ظهور امام ” ونحن نتربص ” بهم مع ما نحن فيه من الشدة ” ان يصيبهم الله بعذاب من عنده ” قال: هو المسخ ” وبأيدينا ” وهو القتل، قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: ” قل تربصوا فانا معكم متربصون ” والتربص انتظار وقوع البلاء بأعدائهم. 179 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: وكذلك المرء المسلم البرئ من الخيانة ينتظر احدى الحسنيين اما داعي الله فما عند الله خير له، واما رزق الله فإذا هو ذو اهل و مال ومعه دينه وحسبه. 180 – في روضة الكافي أبو علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن ابي امية يوسف بن ثابت بن ابي سعيد عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال في حديث طويل: والله لو ان رجلا صام النهار وقام الليل ثم لقى الله


[ 226 ]

عزوجل بغير ولايتنا أهل البيت للعنه الله وهو عنه غير راض أو ساخط عليه، ثم قال: و ذلك قول الله عزوجل: وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله و برسوله ولا يأتون الصلوة الا وهم كسالى ولا ينفقون الا وهم كارهون فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحيوة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون ثم قال: وكذلك الايمان لا يضر معه العمل، وكذلك الكفر لا ينفع معه العمل. 181 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: فكل عمل يجري على غير أيدي الاصفياء (الاوصياء خ ل) وحدودهم و عهودهم وشرايعهم وسننهم ومعالم دينهم مردود غير مقبول، وأهله بمحل كفر وان شملتهم صفة الايمان ألم تسمع إلى قول الله تعالى: ” وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله ” فمن لم يهتد من اهل الايمان إلى سبيل النجاة لم يغن عنه ايمانه بالله مع دفع حق أوليائه، وحبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين. 182 – في اصول الكافي محمد بن عيسى عن يونس عن ابن بكير عن ابي امية يوسف بن ثابت قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: لا يضر مع الايمان عمل، ولا ينفع مع الكفر عمل، ألا ترى انه قال: ” وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم كافرون “. 183 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن ثعلبة عن ابي امية يوسف بن ثابت بن ابي سعدة عن ابي عبد الله عليه السلام قال: الايمان لا يضر معه عمل وكذلك الكفر لا ينفع معه عمل. 184 – في كتاب الخصال عن امير المؤمنين عليه السلام قال: لا يقومن احدكم في الصلوة متكاسلا ولا ناعسا، ولا ينكرن في نفسه فانه بين يدي الله عزوجل، وانما للعبد من صلوته ما اقبل عليه منها. 185 – في روضة الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن علي ابن الحكم عن أبي المغرا عن زيد الشحام عن عمرو بن سعيد بن هلال عن ابي عبد الله


[ 227 ]

عليه السلام قال: قال أوصيك بتقوى الله وصدق الحديث والورع والاجتهاد واعلم انه لا ينفع اجتهاد لا ورع معه، واياك أن تطمح نفسك (1) إلى من فوقك، وكفى بما قال الله عزوجل لرسول الله صلى الله عليه واله: فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 186 – في مجمع البيان أو مدخلا قيل أسرابا (2) في الارض عن ابن عباس وابي جعفر عليه السلام. 187 – أبو سعيد الخدري قال: بينا رسول الله صلى الله عليه واله يقسم قسما – وقال ابن عباس: كانت غنايم هوازن يوم حنين إذ جاءه ابن ذي الخويصرة التميمي وهو حرقوص ابن زهير أصل الخوارج فقال: اعدل يارسول الله. فقال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل ؟ فقال عمر: يارسول الله ائذن لي فأضرب عنقه، فقال النبي صلى الله عليه واله: دعه فان له اصحابا يحتقر احدكم صلوته مع صلوتهم وصومهم مع صومه (3) يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فينظر في قذذه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شئ (4) وقد سبق الفرث والدم صاحب رايتهم رجل اسود في أحدى قدميه (5) – أو قال في احدى يديه – مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر (6) يخرجون على فترة من الناس – وفي حديث آخر فإذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذا خرجوا فاقتلوهم – فنزلت: ومنهم من يلمزك الآية


(1) طمح بصره إلى فلان: ارتفع ونظره شديدا. (2) اسراب جمع سرب – محركة -: حجر الوحش، الحفير تحت الارض. (3) وفي المصدر ” وصيامه مع صيامهم “. (4) مرق من الدين: خرج منه ببدعة أو ضلالة. والقذذ: ريش السهم. والنصل: حديدته والرصاف، العقب الذي يلوى على مدخل النصل. (5) وفي المصدر ” ثدييه ” مكان ” قدميه “. (6) البضعة، القطعة من اللحم. وتدردر اي تمزمز وترجرج تجئ وتذهب و الاصل تتدردر فحذفت احدى التائين تخفيفا، قاله في النهاية. (*)

[ 228 ]

قال أبو سعيد الخدرى: أشهد انى سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله. وأشهد ان عليا عليه السلام حين قتلهم وانا معه جئ بالرجل على النعت الذي نعته رسول الله صلى الله عليه وآله. رواه الثعلبي باسناده في تفسيره. 188 – في اصول الكافي علي عن ابيه عن ابن ابي عمير عن ابراهيم بن عبد الحميد عن اسحق بن غالب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كم ترى اهل هذه الآية: ان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها إذا هم يسخطون قال: ثم قال: هم اكثر من ثلثي الناس. 189 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ابان بن عثمان عن صباح بن سيابة عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ايما مؤمن أو مسلم مات وترك دينا ولم يكن في فساد ولا اسراف فعلى الامام أن يقضيه فان لم يقضيه فعليه اثم ذلك ان الله تبارك وتعالى يقول: انما الصدقات للفقراء والمساكين الآية فهو من الغارين وله سهم عند الامام فان حبسه فاثمه عليه. 190 – في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة ومحمد بن مسلم انهما قالا لابي عبد الله عليه السلام: ارأيت قول الله عزوجل: ” انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلبهم وفى الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله ” اكل هؤلاء يعطى وان كان لا يعرف ؟ فقال: ان الامام يعطي هؤلاء جميعا لانهم يقرون له بالطاعة، قال: قلت: فان كانوا لا يعرفون ؟ فقال: يا زرارة لو كان يعطي من يعرف دون من لا يعرف لم يوجد لها موضع، وانما يعطي من لا يعرف ليرغب في الدين فيثبت عليه، فاما اليوم فلا تعطها أنت واصحابك الا من يعرف. فمن وجدت من هؤلاء المسلمين عارفا فأعطه دون الناس ثم قال: سهم المؤلفة قلوبهم وسهم الرقاب عام (1) والباقي خاص، قال: قلت: فان لم يوجدوا ؟ قال: لا يكون فريضة فرضها الله عزوجل لا يوجد لها اهل قال: قلت: فان لم تسعهم الصدقات ؟ فقال: ان الله فرض للفقراء في مال الاغنياء ما يسعهم، ولو علم ان ذلك


(1) وفي بعض النسخ ” عام عام “.

[ 229 ]

لا يسعهم لزادهم انهم لم يؤتوا من قبل فريضة الله، ولكن اوتوا (1) من منع من منعهم حقهم لا مما فرض الله لهم ولو ان الناس أدوا حقوقهم لكانوا عايشين بخير. 191 – علي بن ابراهيم عن احمد بن محمد عن محمد بن خالد عن عبد الله بن يحيى عن عبد الله مسكان عن ابي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قول الله عزوجل: ” انما الصدقات للفقراء والمساكين ” قال: الفقير الذى لا يسأل الناس، والمسكين أجهد منه، والبائس أجهدهم، فكل ما فرض الله عزوجل عليك فاعلانه أفضل من اسراره، وكل ما كان تطوعا فاسراره أفضل من اعلانه، ولو ان رجلا حمل زكوة ماله فقسمها علانية كان ذلك حسنا جميلا. 192 – علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابي عمير عن عمر بن اذينة عن زرارة عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي قال: كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليه السلام بمكة إذ دخل عليه اناس من المعتزلة فيهم عمرو بن عبيد إلى أن قال: قال: عليه السلام لعمرو بن عبيد: ما تقول في الصدقة ؟ فقرأ عليه الاية: ” انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها ” إلى آخر الاية، قال نعم فكيف تقسمها ؟ قال: أقسمها على ثمانية أجزاء، فاعطي كل جزء من الثمانية جزءا قال: وان كان صنف منهم عشرة آلاف وصنف منهم رجلا واحدا أو رجلين أو ثلثة جعلت لهذا الواحد ما جعلت للعشرة آلاف ؟ قال نعم، قال: و تجتمع صدقات اهل الحضر وأهل البوادي وتجعلهم فيها سواء ؟ قال: نعم قال: فقد خالفت رسول الله صلى الله عليه وآله في كل ما قلت في سيرته، كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقسم صدقة اهل البوادى


(1) كذا في النسخ لكن في المصدر وكذا الوافى وغيره ” أتوا ” بدون الواو قال الفيض (ره): قوله: ” أتوا ” على المجهول من الاتيان بمعنى المجئ يعنى ان الفقراء لم يصابوا بالفقر والمسكنة من قلة قدر الفريضة المقدرة لهم في أموال الاغنياء، وانما يصابون بالفقر والذلة، و يدخل عليهم ذلك في جملة ما دخل عليهم من البلاء من منع الاغنياء عنهم الفريضة المقدرة لهم في أموالهم ” انتهى ” وقال بعض المحشين: ” أتوا ” من أتى يأتي اتيانا، أتى عليه الدهر: اهلكه لا من آتاه بمعنى اعطاه، قال: والمعنى انهم لم يهلكوا بالآجال الحتمية من الله بل انما هلكوا بسبب منع من منعهم حقهم. (*)

[ 230 ]

في اهل البوادي وصدقة اهل الحضر في اهل الحضر ولا يقسمه بينهم بالسوية وانما يقسمه على قدر ما يحضره منهم وما يرى، وليس في ذلك شئ موقت موظف، وانما يصنع ذلك بما يرى على قدر ما يحضره منهم فان كان في نفسك مما قلت شئ فالق فقهاء أهل البصرة فانهم لا يختلفون في ان رسول الله صلى الله عليه واله كذا كان يصنع. 193 – في مجمع البيان قيل: ان الفقير هو المتعفف الذي لا يسأل، والمسكين الذي يسأل عن ابن عباس والحسن والزهري ومجاهد ذهبوا إلى ان المسكين مشتق من المكسنة بالمسألة وروى ذلك عن ابي جعفر الباقر عليه السلام. 194 – وقيل: ان الفقير الذي يسأل والمسكين الذي لا يسأل، وجاء في الحديث ما يدل على ذلك فقد روى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: ليس المسكين الذي ترده الاكلة والاكلتان والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى فيغنيه، ولا يسأل الناس شيئا ولا يفطن به فيتصدق عليه. 195 – في تفسير علي بن ابراهيم وبين الصادق عليه السلام من هم ؟ فقال: الفقراء هم الذين لا يسألون وعليهم مؤنات من عيالهم والدليل على انهم هم الذين لا يسألون قول الله عزوجل في سورة البقرة: ” للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا ” والمساكين هم أهل الزمانة من العميان والعرجان (1) والمجذومين وجميع أصناف الزمني الرجال والنساء والصبيان ” والعاملين عليها ” السعاة والجباة في أخذها وجمعها وحفظها حتى يؤدوها إلى من يقسمها ” والمؤلفة قلوبهم ” قوم وحدوا الله ولم تدخل المعرفة قلوبهم أن محمدا رسول الله صلى الله عليه واله فكان رسول الله صلى الله عليه واله يتألفهم و يعلمهم كيما يعرفوا، فجعل الله عزوجل لهم نصيبا في الصدقات لكي يعرفوا ويرغبوا 196 – وفي رواية ابي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: المؤلفة قلوبهم أبو سفيان بن حرب بن امية، وسهيل بن عمرو وهو من بني عامر بن لوي، وهمام بن عمرو وأخوه و


(1) جمع الاعرج. (*)

[ 231 ]

صفوان بن امية بن خلف القرشي ثم الجمحي والاقرع بن حابس التميمي، ثم احد بن حازم (1) وعيينة بن حصين الفزاري، ومالك بن عوف وعلقمة بن علاثة بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه واله كان يعطي الرجل منهم مأة من الابل ورعاتها وأكثر من ذلك وأقل. 197 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر وعلي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل جميعا عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: المؤلفة قلوبهم قوم وحدوا الله وخلعوا عبادة من دون الله ولم تدخل المعرفة قلوبهم أن محمدا رسول الله صلى الله عليه واله وكان رسول الله صلى الله عليه واله يتألفهم ويعرفهم لكي ما يعرفوا ويعلمهم. 198 – علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن اذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” والمؤلفة ” قال: هم قوم وحدوا الله عزوجل وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله، وشهدوا أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه واله و هم في ذلك شكاك في بعض ما جاء به محمد صلى الله عليه واله، فامر الله عزوجل نبيه أن يتألفهم بالمال والعطاء لكي يحسن اسلامهم ويثبتوا على دينهم الذي دخلوا فيه وأقروا به ان رسول الله صلى الله عليه وآله يوم حنين تألف روساء العرب من قريش وساير مضر، منهم أبو سفيان بن حرب وعيينة بن حصين الفزاري وأشباههم من الناس، فغضبت الانصار واجتمعت إلى سعد بن عبادة فانطلق بهم إلى رسول الله بالجعرانة (2) فقال: يارسول الله أتأذن لي في الكلام ؟ فقال: نعم فقال: ان كان هذا الامر من هذه الاموال التي قسمت بين قومك شيئا أنزله الله رضينا، وان كان غير ذلك لم ترض قال زرارة وسمعت


(1) كذا في النسخ وفي المصدر ” ثم عمر احد بني حازم ” وفي البرهان ” والاقرع بن حابس التميمي أحد بني حازم ” والكل لا تخلو عن السقط أو التصحيف والظاهر هكذا: ” الاقرع بن حابس التميمي أحد بني دارم “. (2) في القاموسى: الجعرانة: موضع بين طائف ومكة، وفي المصباح: على سبعة اميال من مكة. ” انتهى ” وهي أحد حدود الحرم وميقات سميت للاحرام، باسم ريطة بنت سعد وكانت تلقب بالجعرانة وهي التي اشار إليها قوله تعالى ” كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا “. (*)

[ 232 ]

ابا جعفر عليه السلام يقول فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا معشر الانصار اكلكم على قول سيدكم سعد ؟ فقالوا: سيدنا الله ورسوله، ثم قالوا في الثالثة: نحن على مثل قوله ورأيه فقال زرارة فسمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: فحط الله نورهم وفرض للمؤلفة قلوبهم سهما في القرآن. 199 – علي عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال: المؤلفة قلوبهم لم يكونوا قط اكثر منهم اليوم. 200 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن حسان عن موسى بن بكر عن رجل قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ما كانت المؤلفة قلوبهم قط اكثر منهم اليوم وهم قوم وحدوا الله وخرجوا من الشرك ولم تدخل معرفة محمد صلى الله عليه واله قلوبهم وما جاء به، فتألفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وتألفهم المؤمنون بعد رسول الله صلى الله عليه وآله لكيما يعرفوا. 201 – في تفسير علي بن ابراهيم قال بعد ان قال: وبين الصادق عليه السلام من هم إلى آخر رواية ابي الجارود اعني قوله واكثر من ذلك وأقل رجع إلى تفسير علي بن ابراهيم (ره) ” وفي الرقاب ” قوم قد لزمهم كفارات في قتل الخطأ وفي الظهار وقتل الصيد في الحرم وفي الايمان، وليس عندهم ما يكفرون وهم مؤمنون، فجعل الله عزوجل لهم سهما في الصدقات ليكفر عنهم. 202 – في كتاب من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن مكاتب عجز عن مكاتبته وقد أدى بعضها ؟ قال: يؤدي عنه من مال الصدقة، ان الله عزوجل يقول في كتابه: ” وفي الرقاب “. 203 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: من طلب هذا الرزق من حله ليعود به على نفسه وعياله كان كالمجاهد في سبيل الله. فان غلب عليه فليستدن على الله و على رسوله صلى الله عليه واله ما يقوت به عياله، فان مات ولم يقضه كان على الامام قضائه فان لم يقضه كان عليه وزره، ان الله عزوجل يقول: ” انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين


[ 233 ]

عليها ” إلى قوله: ” والغارمين ” فهو فقير مسكين مغرم. 204 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن سليمان عن رجل من أهل الجزيرة يكنى أبا محمد قال: سأل الرضا عليه السلام رجل وانا اسمع فقال له: جعلت فداك ان الله تبارك وتعالى يقول: ” وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ” أخبرني عن هذه النظرة التي ذكرها الله في كتابه لها حد يعرف إذا صار هذا المعسر لابد له من ان ينظر وقد أخذ مال هذا الرجل وانفقه على عياله، وليس له غلة ينتظر ادراكها، ولا دين ينتظر محله، ولا مال غايب ينتظر قدومه ؟ قال: ينتظر بقدر ما ينتهي خبره إلى الامام فيقضي عنه ما عليه من سهم الغارمين، إذا كان أنفقه في طاعة لله فان كان أنفقه في معصية الله فلا شئ له على الامام، قلت: فمال هذا الرجل الذي ائتمنه وهو لا يعلم فيما أنفقه في طاعة الله أم في معصيته ؟ قال: يسعى له في ماله فيرده وهو صاغر. قال مؤلف هذا الكتاب ” عفى عنه “: قد نقلت في اول بيان هذه الاية عن اصول الكافي حديثا فيه ذكر الغارمين. 205 – في تفسير علي بن ابراهيم قال متصلا بآخر ما نقلناه عنه عند قوله ” وفي الرقاب “: [ اعني ] ليكفر عنهم ” والغارمين ” قوم قد وقعت عليهم ديون انفقوها في طاعة الله عزوجل من غير اسراف، فيجب على الامام ان يقضي ذلك عنهم ويفكهم من مال الصدقات. ” وفي سبيل الله ” قوم يخرجون في الجهاد وليس عندهم ما ينفقون، أو قوم من المسلمين ليس عندهم ما يحجون به أو في جميع سبل الخير فعلى الامام ان يعطيهم من مال الصدقات حتى ينفقونه على الحج والجهاد. 206 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى الحسين بن عمر قال: قلت لابي – عبد الله عليه السلام: ان رجلا اوصى الي في السبيل ؟ قال اصرفه في الحج قال قلت: انه اوصى الي في السبيل ؟ قال اصرفه في الحج فاني لا اعرف سبيلا من سبله افضل من الحج. 207 حدثنا ابي رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا محمد بن أحمد ابن يحيى بن عمران الاشعري عن محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن راشد قال: سألت أبا الحسن العسكري عليه السلام بالمدينة عن رجل اوصى بمال في سبيل الله ؟ قال:


[ 234 ]

سبيل الله شيعتنا. 208 – في تفسير علي بن ابراهيم قال – متصلا بقوله على الحج والجهاد وابن السبيل ” ابناء الطريق الذين يكونون في الاسفار في طاعة الله فيقطع عليهم ويذهب مالهم، فعلى الامام ان يردهم إلى اوطانهم من مال الصدقات، والصدقات: تتجزى ثمانية اجزاء، فيعطي كل انسان من هذه الثمانية على قدر ما يحتاجون إليه بلا اسراف ولا تقتير (1) مفوض ذلك إلى الامام يعمل بما فيه الصلاح. 209 – في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام كلام طويل في الفرق بين العترة والامة يقول فيه عليه السلام في شأن ذي القربى فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم قاله عليه السلام بعد ان ذكر قوله عزوجل: ” واعلموا انما غنمتم ” الاية ثم قال عليه السلام: وكذلك ما رضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذى القربى كما أجراهم في الغنيمة، فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم وقرن سهمهم بسهمه وسهم رسوله، وكذلك في الطاعة قال: ” يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم ” فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بأهل بيته، وكذلك آية الولاية: ” انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ” فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته، كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة والفئ فتبارك الله وتعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت، فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه ورسوله ونزه أهل بيته فقال: ” انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله ” فهل تجد في شئ من ذلك انه عزوجل سمى لنفسه أو لرسوله أو لذي القربى ؟ لانه لما نزه نفسه عن الصدقة ونزه رسوله نزه أهل بيته، لا بل حرم عليهم لان الصدقة محرمة على محمد وآله، وهي أوساخ ايدي الناس لا تحل لهم لانهم طهروا من كل دنس ووسخ، فلما طهرهم واصطفاهم رضى لهم ما رضى لنفسه، وكره لهم ما كره لنفسه. 210 – في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: لا تحل الصدقة لبني


(1) التقتير: التضييق على العيال في النفقة. (*)

[ 235 ]

هاشم الا في وجهين ان كانوا عطاشا فأصابوا ماء فشربوا، وصدقة بعضهم على بعض. 211 – في من لا يحضره الفقيه: وروى السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عن رجل يوصي بسهم من ماله ؟ فقال: السهم واحد من ثمانية لقول الله عزوجل: ” انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل “. 212 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد ابن عيسى عن صفوان بن يحيى قال: سألت الرضا عليه السلام عن رجل اوصى بسهم من ماله ولا ندري السهم أي شئ هو ؟ فقال: ليس عندكم فيما بلغكم عن جعفر وابي جعفر عليهما السلام فيها شئ ؟ قلت له: جعلت فداك ما سمعنا أصحابنا يذكرون شيئا في هذا عن آبائك عليهم السلام قال: السهم واحد من ثمانية، فقلت: جعلت فداك كيف صار واحدا من ثمانية ؟ فقال: ما تقرأ كتاب الله عزوجل ؟ فقلت: جعلت فداك اني لاقرأه ولكن لا ادري اين موضعه فقال: قول الله عزوجل: ” انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل ” ثم عقد بيده ثمانية، قال: وكذلك قسمها رسول الله صلى الله عليه واله على ثمانية أسهم والسهم واحد من ثمانية. 213 – في تهذيب الاحكام محمد بن يعقوب عن أحمد بن ادريس عن محمد ابن عبد الجبار ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن صفوان بن يحيى عن عيص بن القاسم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان اناسا من بني هاشم أتوا رسول الله صلى الله عليه واله فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي وقالوا: يكون لنا هذا السهم الذي جعله الله تعالى للعاملين عليها فنحن أولى به فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا بني عبد المطلب ان الصدقة لا تحل لي ولا لكم، ولكني قد وعدت الشفاعة، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: اشهد لقد وعدها فما ظنكم يا بني عبد المطلب إذا أخذت بحلقة باب الجنة أتروني مؤثرا عليكم غيركم ؟ 214 – سعد بن عبد الله عن موسى بن الحسن عن محمد بن عبد الحميد عن المفضل ابن صالح عن أبي اسامة زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الصدقة التي


[ 236 ]

حرمت عليهم ؟ فقال: هي الزكوة المفروضة، ولم يحرم علينا صدقة بعضنا على بعض 215 – محمد بن علي بن محبوب، عن احمد بن محمد عن الحسين عن النضر عن ابن سنان عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لا تحل الصدقة لولد العباس ولا لنظرائهم من بني هاشم. 216 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” باسناده إلى محمد بن علي الباقر (ع) عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه وقد ذكر عليا عليه السلام وما أوصى الله فيه: وذكر المنافقين والآثمين والمستهزئين بالاسلام وكثرة اذاهم لي حتى سموني اذنا، وزعموا اني كذلك لكثرة ملازمته اياي واقبالي عليه حتى انزل الله عزوجل في ذلك: ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن على الذين يزعمون انه اذن خير لكم الآية، ولو شئت ان اسمي بأسمائهم لسميت وان أومى إليهم بأعيانهم لاومأت، وان ادل عليهم لدللت، ولكني والله في امورهم قد تكرمت. 217 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن ” فانه كان سبب نزولها ان عبد الله بن نفيل كان منافقا، وكان يقعد إلى رسول الله صلى الله عليه واله فيسمع كلامه وينقله إلى المنافقين وينم عليه، فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يارسول الله ان رجلا ينم عليك وينقل حديثك إلى المنافقين، فقال رسول الله: من هو ؟ فقال: الرجل الاسود الكثير شعر الرأس ينظر بعينين كأنهما قدران، وينطق بلسان الشيطان، فدعاه رسول الله صلى الله عليه واله فأخبره فحلف انه لم يفعل، فقال رسول الله صلى الله عليه واله قد قبلت ذلك منك فلا تقعد، فرجع إلى اصحابه فقال: ان محمدا اذن اخبره الله اني انم عليه وانقل اخباره فقبل، وأخبرته اني لم افعل ذلك فقبل، فانزل الله على نبيه: ” ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو اذن قل اذن خير لكم يؤمن بالله ” اي يصدق الله فيما يقول له ويصدقك فيما تعتذر إليه في الظاهر ولا يصدقك في الباطن، وقوله عزوجل: ” ويؤمن للمؤمنين ” يعني المقرين بالايمان من غير اعتقاد. 218 – في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عمن حماد بن


[ 237 ]

عيسى عن حريز عن ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لابنه اسمعيل: يا بني ان الله عزوجل يقول في كتابه: يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين يقول: يصدق الله ويصدق للمؤمنين، فإذا شهد عندك المؤمنون فصدقهم. 219 – حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن غير واحد عن ابان بن عثمان عن حماد بن بشير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: اني اردت ان استبضع بضاعة إلى اليمن فأتيت ابا جعفر عليه السلام فقلت له: اني اريد ان استبضع فلانا فقال لي: اما علمت انه يشرب الخمر ؟ فقلت: قد بلغني من المؤمنين انهم يقولون ذلك، فقال لي: صدقهم فان الله عزوجل يقول: ” يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ” (1). 220 في تفسير العياشي عن ابي عبد الله عليه السلام مثل الحديث الاخير وزاد فيه فقال: يعني يصدق الله ويصدق المؤمنين، لانه كان رؤفا رحيما بالمؤمنين. 221 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزؤا ان الله مخرج ما تحذرون قال: كان قوم من المنافقين لما خرج رسول الله صلى الله عليه واله إلى تبوك يتحدثون فيما بينهم ويقولون: أيرى محمد ان حرب الروم مثل حرب غيرهم لا يرجع منهم احد ابدا، فقال بعضهم: ما اخلفه ان يخبر الله محمدا بما كنا فيه وبما في قلوبنا وينزل عليه بهذا قرآنا يقرأه الناس، وقالوا هذا على حد الاستهزاء فقال رسول الله صلى الله عليه واله لعمار بن ياسر: الحق القوم فانهم قد احترقوا، فلحقهم عمار فقال: ما قلتم ؟ قالوا: ما قلنا شيئا انما كنا نقول شيئا على حد اللعب والمزاح فأنزل الله: ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب قل ابالله وآياته ورسله كنتم تستهزئون. 222 – في مجمع البيان ” يحذر المنافقون ان تنزل ” الآيات ” ” النزول ” قيل: نزلت في


(1) وفي هذه الرواية انه خالف اباه واستبضعه فضيعها إلى غير ذلك مما لا يناسب شأن الامام عليه السلام ولذلك قال الفيض (ره) في الوافي وقد مر في معنى هذا الخبر حديث آخر الا انه نسب هناك هذا الاستبضاع إلى اسماعيل بن جعفر والنهى عنه إلى أبيه وكانه الاصح لتنزه الامام عليه السلام عن مخالفة أبيه. (*)

[ 238 ]

اثنى عشر رجلا وقفوا على العقبة ليقتلوا رسول الله صلى الله عليه واله عند رجوعه من تبوك، فأخبر جبرئيل رسول الله صلى الله عليه واله بذلك فأمره ان يرسل إليهم ويضرب وجوه رواحلهم فضربها حتى نحاهم، فلما نزل قال لحذيفة: من عرفت من القوم ؟ فقال: لم أعرف منهم أحدا، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: انه فلان بن فلان حتى عددهم (1) فقال حذيفة ألا تبعث إليهم فنقتلهم ؟ فقال: أكره أن تقول العرب لما ظفر بأصحابه اقبل يقتلهم عن ابن كيسان وروى عن ابي جعفر عليه السلام مثله، الا انه قال: ائتمروا بينهم ليقتلوه، وقال بعضهم لبعض: ان فطن نقول: ” انما كنا نخوض ونلعب ” وان لم يفطن نقتله. 223 – في تفسير العياشي عن صفوان الجمال قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما أنزل الله من السماء كتابا الا وفاتحته بسم الله الرحمن الرحيم، وانما كان يعرف انقضاء السورة بنزول بسم الله الرحمان الرحيم ابتداء للاخرى. 224 – عن جابر الجعفي قال أبو جعفر عليه السلام: نزلت هذه الآية: ” ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب ” إلى قوله ” نعذب طائفة ” قال: قلت لابي جعفر عليه السلام تفسير هذه الآية ؟ قال: تفسيرها والله ما نزلت آية قط الا ولها تفسير، ثم قال: نعم نزلت في عدد بني امية والعشرة معها (2) انهم اجتمعوا اثنى عشر فكمنوا لرسول الله صلى الله عليه واله ليقتل (3) فانزل الله هذه الآية: ” ولئن سئلتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب ” قال الله لنبيه ” قل أبالله وآياته ورسوله ” يعني محمدا صلى الله عليه واله وسلم ” كنتم تستهزؤن * لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ان نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة “. 225 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: ” لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ” قال: هؤلاء قوم كانوا مؤمنين صادقين،


(1) وفي المصدر ” حتى عدهم كلهم “. (2) وفي المصدر ” نزلت في التيمي والعدوي والعشرة معهما ” والموجود هنا موافق لبعض نسخ المصدر ايضا كما حكى في ذيله. (3) وفي المصدر ” فكمنوا لرسول الله صلى الله عليه وآله وائتمروا بينهم ليقتلوه فقال بعضهم لبعض: ان فطن نقول: انما كنا نخوض ونلعب وان لم يفطن لنقتلنه فانزل الله.. اه “. (*)

[ 239 ]

ارتابوا وشكوا ونافقوا بعد ايمانهم، وكانوا أربعة نفر، وقوله: ” ان نعف عن طائفة منكم ” كان احد الاربعة مخشي بن الحمير (1) فاعترف وتاب وقال: يارسول الله أهلكني اسمي فسماه رسول الله صلى الله عليه واله عبد الله بن عبد الرحمان، فقال: يا رب اجعلني شهيدا حيث لا يعلم أحد أين أنا، فقتل يوم اليمامة ولم يعلم أين قتل، فهو الذي عفى الله عنه. 226 – في مجمع البيان ” ان نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة ” ويروى ان هاتين الطائفتين كانوا ثلثة نفر، فهزء اثنان وضحك واحد، وهو الذي تاب من نفاقه واسمه مخشى بن حمير فعفى الله عنه. 227 – في عيون الاخبار باسناده إلى عبد العزيز بن مسلم قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله تعالى: نسوا الله فنسيهم فقال: ان الله لا يسهو ولا ينسى، وانما ينسى و يسهو المخلوق والمحدث، الا تسمعه عزوجل يقول: ” وما كان ربك نسيا ” وانما يجازي من نسيه ونسى لقاء يومه بأن ينسيهم انفسهم. كما قال تعالى: ” ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانسيهم انفسهم اولئك هم الفاسقون ” وقال عزوجل: ” فاليوم ننسيهم كما نسوا لقاء يومهم هذا ” اي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا. وفي كتاب التوحيد مثله سواء. 228 – في كتاب التوحيد عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من آيات الكتاب: اما قوله: ” نسوا الله فنسيهم ” انما يعني نسوا الله في دار الدنيا لم يعملوا بطاعته فنسيهم في الآخرة، اي لم يجعل لهم في ثوابه شيئا، فصاروا منسيين من الخير، وقد يقول العرب في باب النسيان قد نسينا فلان فلا يذكرنا، اي انه لم يأمر لهم بخير ولا يذكرهم به. 229 – في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام ” نسوا الله ” قال:


(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر ولما سيأتي من رواية الطبرسي (ره) في المجمع لكن في الاصل ” مختبر ” بدل ” مخشى ” ومع ذلك فقد اختلف التراجم في اسم الرجل ففي بعضها ” مخشن ” بالنون وفي آخر ” مخشى ” كما في الكتاب. راجع اسد الغابة ج 4: 338 والاصابة ج 3: 382. وسيرة ابن هشام ج 2: 524 وغيرها. (*)

[ 240 ]

تركوا طاعة الله ” فنسيهم ” قال: فتركهم. 230 – عن ابي معمر السعدي قال: قال علي عليه السلام في قول الله: ” نسوا الله فنسيهم ” فانما يعنى انهم نسوا الله في دار الدنيا فلم يعملوا بالطاعة ولم يؤمنوا به و برسوله فنسيهم في الاخرة اي لم يجعل لهم في ثوابه نصيبا، فصاروا منسيين من الخير 231 – في الكافي علي بن ابراهيم عن علي بن الحسين عن علي بن ابي حمزة عن ابي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: والمؤتفكات اتتهم رسلهم بالبينات قال: اولئك قوم لوط ايتفكت عليهم انقلبت عليهم. 232 – في من لا يحضره الفقيه روى جويرية بن مسهر انه قال: اقبلنا مع امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام من قتل الخوارج حتى إذا قطعنا في ارض بابل حضرت صلوة العصر فنزل امير المؤمنين ونزل الناس، فقال علي عليه السلام: ايها الناس ان هذه الارض ملعونة قد عذبت في الدهر ثلث مرات، وفي خبر آخر: مرتين، وهي تتوقع الثالثة وهي احدى المؤتفكات والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة. 233 – في تفسير العياشي عن صفوان الجمال قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام بابي انت وامي تأتيني المرأة المسلمة قد عرفتني بعملي وعرفتها باسلامها وحبها اياكم وولايتها لكم وليس لها محرم قال: فإذا جائتك المرأة المسلمة فاحملها، فان المؤمن محرم المؤمنة وتلا هذه الآية والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. 234 – عن يونس (1) عن علي بن الحسين عليهما السلام قال إذا صار اهل الجنة في الجنة ودخل ولي الله جناته ومساكنه، واتكى كل مؤمن منهم على اريكته حفته خدامه وتهدلت عليه الثمار (2) وتفجرت حوله العيون وجرت من تحته الانهار، وبسطت له الزرابي، وصففت له النمارق (3) واتنه الخدام بما شاءت شهوته من قبل ان يسألهم


(1) كذا في النسخ لكن في المصدر ” ثوير ” يدل ” يونس ” ويحتمل التصحيف. (2) تهدلت الثمرة: تدلت اي تعلقت واسترسلت. (3) الزرابي – بتشديد الياء – جمع الزريبة: البساط ذو الخمل وحكى عن المؤرج * (*)

[ 241 ]

ذلك، قال: ويخرج عليهم الحور العين من الجنان فيمكثون بذلك ما شاء الله، ثم ان الجبار يشرف عليهم فيقول: أوليائي وأهل طاعتي وسكان جنتي في جواري ! الا هل انبئكم بخير مما انتم فيه ؟ فيقولون: ربنا واي شئ خير مما نحن فيه نحن فيما اشتهت انفسنا ولذت اعيننا من النعم في جوار الكريم، قال: فيعود عليهم بالقول، فيقولون: ربنا نعم يا ربنا رضاك عنا ومحبتك لنا خير لنا وأطيب لانفسنا، ثم قرأ علي بن الحسين عليهما السلام هذه الآية: وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم. 235 – في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على الناس يوم الشورى قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه واله: من سره ان يحيى حيوتي ويموت مماتي ويسكن جنتي التي وعدني الله ربي جنات عدن قضيب غرسه الله بيده ثم قال له كن فيكون فليوال علي بن ابي طالب وذريته من بعده إلى قوله: غيري ؟ قالوا: اللهم لا. 236 – في مجمع البيان روى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: عدن دار الله التي لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر لا يسكنها غير ثلثة: النبيين والصديقين والشهداء، يقول الله: طوبى لمن دخلك. 237 – وروى في قرائة اهل البيت (ع) ” جاهد الكفار بالمنافقين ” قالوا لان النبي صلى الله عليه وآله لم يكن يقاتل المنافقين، ولكن كان يتألفهم، ولان المنافقين لا يظهرون الكفر وعلم الله بكفرهم لا يبيح قتلهم إذا كانوا يظهرون الايمان. 238 – وفيه في سورة التحريم وروى عن ابي عبد الله عليه السلام انه قرأ ” جاهد الكفار بالمنافقين ” قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله، لم يقاتل منافقا قط، انما كان يتألفهم.


* انه قال: في قوله تعالى: ” وزرابي مبثوثة ” قال: زرابي النبت: إذا اصفر واحمر وفيه خضرة وقد ازرب، فلما رأوا الالوان في البسط والفرش شبهوها بزرابي النبت. والنمارق: الوسائد واحدتها النمرقة بكسر النون وفتحها. (*)

[ 242 ]

239 – في تفسير علي بن ابرهيم قوله: ” يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين و اغلظ عليهم ” قال: انما نزلت: ” يا ايها النبي جاهد الكفار بالمنافقين واغلظ عليهم ” لان النبي صلى الله عليه واله لم يجاهد المنافقين بالسيف. 240 – حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: ” جاهد الكفار والمنافقين ” بالزام الفرائض. 241 – وفيه في سورة التحريم أخبرني الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن سليمان الكاتب عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ” يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين ” قال: هكذا نزلت، فجاهد رسول الله صلى الله عليه واله الكفار، وجاهد علي عليه السلام المنافقين، فجهاد علي عليه السلام جهاد رسول الله صلى الله عليه وآله. 242 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال: لما نزلت ” يا النبي جاهد الكفار والمنافقين ” قال النبي صلى الله عليه واله: لاجاهدن العمالقة يعني الكفار، وأتاه جبرئيل عليه السلام قال: أنت أو علي عليه السلام. 243 – في مجمع البيان: يحلفون بالله ما قالوا الاية قيل: نزلت في أهل العقبة، فانهم أضمروا (1) أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه واله في عقبة عند مرجعهم من تبوك وأرادوا أن يقطعوا أنساع راحلته (2) ثم يبطشوا به فاطلعه الله على ذلك، وكان من جملة معجزاته لانه لا يمكن معرفة ذلك الا بوحي من الله، فبادر رسول الله صلى الله عليه واله في العقبة وحده وعمار وحذيفة احدهما يقود ناقته والاخر يسوقها، وامر الناس كلهم بسلوك بطن الوادي، و كان الذين هموا بقتله اثنى عشر رجلا أو خمسة عشر رجلا على الخلاف فيهم، عرفهم رسول الله صلى الله عليه واله وسماهم بأسمائهم واحدا واحدا عن الزجاج والواقدي والكلبي والقصة مشروحة في كتاب الواقدي، وقال الباقر عليه السلام: كانوا ثمانية أربعة منهم من قريش وأربعة من العرب 244 – في تفسير علي بن ابراهيم وقوله عزوجل: ” يحلفون بالله ما قالوا ولقد


(1) وفي المصدر ” ائتمروا ” بدل ” اضمروا “. (2) الانساع جمع النسع – بكسر النون -: حبل طويل تشد به الرحال. (*)

[ 243 ]

قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم ” قال: نزلت في الذين تحالفوا في الكعبة ان لا يردوا هذا الامر في بني هاشم فهي كلمة الكفر، ثم قعدوا لرسول الله صلى الله عليه واله في العقبة و هموا بقتله وهو قوله: وهموا بما لم ينالوا “. 245 – وفيه قوله: ” يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ” قال: إذا كان يوم القيمة جمع الله الذين غصبوا آل محمد حقهم فيعرض عليهم أعمالهم، فيحلفون له انهم لم يعملوا منها شيئا، كما حلفوا لرسول الله صلى الله عليه واله في الدنيا حين حلفوا أن يردوا الولاية من بني هاشم وحين هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه واله في العقبة، فلما اطلع الله نبيه وأخبره حلفوا له انهم لم يقولوا ذلك ولم يهموا به، حتى أنزل الله على رسوله: ” يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله فان يتوبوا يك خيرا لهم ” قال: إذا عرض الله عزوجل ذلك عليهم في القيمة ينكرونه ويحلفون له كما حلفوا لرسول الله صلى الله عليه واله، وهو قوله: ” يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم “. 246 – في تفسير العياشي عن جابر بن ارقم عن اخيه زيد بن ارقم قال: لما اقام النبي صلى الله عليه واله عليا عليه السلام، بغدير خم وبلغ فيه عن الله عزوجل ما بلغ ثم نزل انصرفنا إلى رحالنا، وكان إلى جانب خبائي خباء نفر (1) من قريش وهم ثلثة ومعي حذيفة اليمان فسمعنا احد الثلثة وهو يقول: والله ان محمدا لاحمق ان كان يرى ان الامر يستقيم لعلي من بعده، وقال الاخرون: أتجعله احمق الم تعلم انه مجنون قد كاد انه يصرع عند امرأة ابن ابي كبشة ؟ (2) وقال الثالث: دعوه ان شاء ان يكون احمق وان شاء ان يكون مجنونا، والله ما يكون ما يقول ابدا، فغضب حذيفة من مقالتهم فرفع جانب الخباء فأدخل راسه إليهم، وقال: فعلتموها ورسول الله بين اظهركم ووحى الله ينزل اليكم ؟ والله لاخبرنه بكرة مقالتكم، فقالوا له: يا ابا عبد الله وانك لهيهنا وقد سمعت ما


(1) الخباء: الخيمة من شعر أو غيره. (2) كان المشركون ينسبون النبي صلى الله عليه وآله إلى أبي كبشة، وكان أبو كبشة رجلا من خزاعة خالف قريشا في عبادة الاوثان فلما خالفهم النبي صلى الله عليه وآله في عبادة الاوثان شبهوه به وقيل: هو نسبة إلى جد النبي لامه. (*)

[ 244 ]

قلنا ؟ اكتم علينا فان لكل جوار امانة، فقال لهم: ما هذا من جوار الامانة ولا مجالسها، ما نصحت الله ورسوله ان انا طويت عنه هذا الحديث، فقالوا له: يابا عبد الله فاصنع ما شئت فوالله لنحلفن انا لم نقل وانك قد كذبت علينا افتراه يصدقك ويكذبنا ونحن ثلثة فقال لهم: اما انا فلا ابالي إذا اديت النصيحة إلى الله والى رسوله فقولوا ما شئتم ان تقولوا، ثم مضى حتى اتى رسول الله صلى الله عليه واله وعلي عليه السلام إلى جانب محتب بحمايل سيفه (1) فاخبره بمقالة القوم، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه واله فأتوه فقال لهم: ماذا قلتم ؟ فقالوا: والله ما قلنا شيئا فان كنت ابلغت عنا شيئا فمكذوب علينا. فهبط جبرئيل عليه السلام بهذه الاية: ” يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم ” وقال علي عليه السلام عند ذلك: ليقولوا ما شاؤا والله ان قلبي بين اضلاعي وان سيفي لفي عنقي، ولان هموا لاهمين فقال جبرئيل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله: اخبر الامر الذي هو كائن، فأخبر النبي صلى الله عليه وآله عليا بما أخبر به جبرئيل عليه السلام، فقال: إذا اصبر للمقادير. 247 – عن جعفر بن محمد الخزاعي عن ابيه قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: لما قال النبي صلى الله عليه واله ما قال في غدير خم وصار بالاخبية، مر المقداد بجماعة منهم [ وهم يقولون: والله ان كنا وقيصر لكنا في الخز والوشى (2) والديباج والنساجات، وانا معه في الاخشنين نأكل الخشن ونلبس الخشن حتى ] (3) إذا دنا موته وفنيت ايامه وحضر اجله اراد ان يولينا عليا من بعده، اما والله ليعلمن، قال: فمضى المقداد واخبر النبي صلى الله عليه وآله به فقال: الصلوة جامعة قال: فقالوا: قد رمانا المقداد فقوموا نحلف عليه: قال: فجاؤا حتى جثو بين يديه (4) فقالوا: بآبائنا و


(1) احتبى احتباءا: جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها ليستند إذ لم يكن للعرب في البوادي جدران تستند إليها في مجالسها. (2) الوشى: نقش الثوب ويكون من كل لون ونوع من الثياب الموشية تسمية بالمصدر يقال: ” هو يلبس الوشى “. (3) ما بين العلامتين انما هو في المصدر دون النسخ. (4) اي جلسوا واجتمعوا. (*)

[ 245 ]

امهاتنا يارسول الله والذي بعثك بالحق والذي كرمك بالنبوة ما قلنا ما بلغك والذي اصطفاك على البشر، قال: فقال النبي صلى الله عليه واله: ” بسم الله الرحمن الرحيم يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا ” بك يا محمد ليلة العقبة ” وما نقموا الا أن أغناهم الله من فضله ” كان احدهم يبيع الرؤس والآخر يبيع الكراع ويفتل القرامل (1) فأغناهم الله برسوله ثم جعلوا أحدهم عليه (2) قال أبان بن تغلب: لما نصب رسول الله صلى الله عليه واله عليا عليه السلام يوم غدير خم فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهم رجلان من قريش رؤسهما (3) والله لا نسلم له ما قال ابدا، فأخبر النبي صلى الله عليه واله فسئلهما عما قالا فكذبا وحلفا بالله ما قالا شيئا، فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه واله: ” يحلفون بالله ما قالوا ” الآية قال أبو عبد الله عليه السلام لقد توليا وماتا. 248 – في تفسير علي بن ابراهيم ثم ذكر البخلاء وسماهم منافقين وكاذبين، فقال: ومنهم من عاهد الله إلى قوله: يكذبون وفي رواية ابي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: هو ثعلبة بن خاطب بن عمرو بن عوف كان محتاجا فعاهد الله عزوجل، فلما آتاه الله بخل به. 249 – في مجمع البيان ” ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله ” الآيات قيل: نزلت في ثعلبة بن خاطب وكان من الانصار قال للنبي صلى الله عليه واله: ادع الله أن يرزقني مالا، فقال: ياثعلبه قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه، أما لك في رسول الله اسوة حسنة، والذي نفسي بيده لو أردت ان تسير الجبال معي ذهبا وفضه لسارت، ثم أتاه بعد ذلك فقال: يارسول الله ادع الله أن يرزقني مالا والذي بعثك بالحق لئن رزقني


(1) الكراع من الدابة: مستدق الساق. وقيل: الكراع من الدواب ما دون الكعب ومن الانسان: ما دون الركبة. والقرامل: ما تشد المرأة في شعرها من الخيوط. وفي نسخة ” ويقتل القوامل ” بدل ” ويقتل القرامل “. (2) كذا في النسخ لكن في المصدر والمنقول عنه في البرهان ” ثم جعلوا حدهم وحديدهم عليه ” وهو الظاهر. (3) وفي نسخة ” أحدهما ” بدل ” رؤسهما “. و ” قال ” مكان: ” فهم “. (*)

[ 246 ]

مالا لاعطين كل ذي حق حقه، فقال: اللهم ارزق ثعلبة مالا، قال: فاتخذ غنما فنمت كما ينمى الدود فضاقت عليه المدينة، فتنحى منها فنزل واديا من أوديتها ثم كثرت حتى تباعد عن المدينة، فاشتغل بذلك عن الجمعة والجماعة، فبعث رسول الله صلى الله عليه واله المصدق ليأخذ الصدقة فأبى وبخل، وقال ما هذه الا اخت الجزية، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا ويح ثعلبة يا ويح ثعلبة فأنزل الله عزوجل الآيات، عن ابي امامة الكاهلي وروى ذلك مرفوعا. قال عز من قائل: فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون. 250 – في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: وذكره المؤمنين ” الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم ” وقوله لغيرهم: ” إلى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه ” إلى ان قال عليه السلام: فاللقاء هيهنا ليس بالرؤية واللقاء هو البعث. فافهم جميع ما في كتاب الله من لقائه فانه يعني بذلك البعث. 251 – في كتاب الخصال عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه واله قال: أربع من كن فيه فهو منافق، فان كانت فيه واحدة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، من إذا حدث كذب، وإذا وعد اخلف وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر. 252 – في مجمع البيان وقد صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: للمنافق ثلث علامات: إذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا أتمن خان. 253 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم فجاء سالم بن عمير الانصاري بصاع من تمر فقال: يارسول الله كنت ليلتي اجر الجرير (1) حتى عملت بصاعين من تمر فاما احدهما فامسكته واما الآخر فاقرضته ربي فأمر رسول الله ان ينثره في


(1) قال الجزري في النهاية: وفي الحديث: ان رجلا كان يجر الجرير فأصاب صاعين من ثمر فتصدق بأحدهما، يريد انه كان يستقى الماء بالحبل. (*)

[ 247 ]

الصدقات، فسخر منه المنافقون وقالوا: والله ان [ كان ] الله تعالى لغنى عن هذا الصاع ما يصنع الله بصاعه شيئا، ولكن أبا عقيل (1) اراد ان يذكر نفسه ليعطي من الصدقات فقال الله: سخر الله منهم ولهم عذاب اليم. 254 – في مجمع البيان: ” والذين لا يجدون الا جهدهم ” وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه سئل فقيل: يارسول الله اي الصدقة افضل ؟ قال: جهد المقل (2). 255 – في عيون الاخبار باسناده إلى الحسن بن علي بن فضال عن الرضا عليه السلام انه قال في كلام طويل: ان الله تعالى لا يسخر ولا يستهزء ولا يمكر ولا يخادع، ولكنه تعالى يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخديعة، تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا. 256 – في تفسير العياشي عن ابي الجارود عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله: الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات قال: ذهب علي امير المؤمنين عليه السلام فآجر نفسه على ان يستقى كل دلو بتمرة فأتى به النبي (3) وعبد الرحمان بن عوف على الباب، فلمزه اي وقع فيه فانزلت هذه الآية: ” الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات ” إلى قوله: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم [ فاستغفر لهم مأة مرة ] (4) 257 – عن العباس بن هلال عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال ان الله تعالى قال لمحمد صلى الله عليه وآله: ” ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ” فاستغفر لهم مأة مرة


(1) الظاهر من الكلام ان ابا عقيل كنية سالم بن عمير المذكور في صدر الحديث لكن في الاصابة وكذا اسد الغابة: ذكر أبا عقيل صاحب الصاع الذي لمزه المنافقون ثم قال: انه مختلف في اسمه ولم يذكر فيما عده من الاسماء سالم بن عمير والله أعلم. (2) اي قدر ما يحتمله حال القليل المال قاله الجزري في النهاية. (3) وفي المصدر ” كل دلو بتمرة يختارها، فجمع تمرا فأتى به النبي.. اه “. (4) ما بين المعقفتين في نسخة الاصل فقط دون ساير النسخ وغير موجود في المصدر ايضا والظاهر انه من زيادة النساخ. (*)

[ 248 ]

ليغفر لهم فأنزل الله: ” سواء عليهم أستغفرت لهم ام لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ” و قال: ” لا تصل على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره ” فلم يستغفر لهم بعد ذلك، ولم يقم على قبر واحد منهم (1). 258 – في مجمع البيان: ” ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ” الوجه في تعليق الاستثناء بسبعين مرة المبالغة لا العدد المخصوص، ويجري ذلك مجرى قول القائل، لو قلت لي الف مرة ما قبلت، والمراد اني لا اقبل منك فكذا الآية المراد فيها نفي الغفران جملة، وما روى عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال: والله لازيدن على السبعين فانه خبر واحد، لا يعول عليه، ولانه يتضمن ان النبي صلى الله عليه واله يستغفر للكفار وذلك غير جايز بالاجماع، وقد روى انه قال: لو علمت انه لو زدت على السبعين مرة غفر لهم لفعلت. 259 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ” قال علي بن ابراهيم: انها نزلت لما رجع رسول الله صلى الله عليه واله إلى المدينة ومرض عبد الله بن ابي (2) وكان ابنه عبد الله بن عبد الله مؤمنا، فجاء إلى النبي صلى الله عليه واله وابوه يجود بنفسه، فقال: يارسول الله بأبي انت وامي انك ان لم تأت ابي كان ذلك عارا علينا، فدخل إليه رسول الله صلى الله عليه واله والمنافقون عنده، فقال ابنه عبد الله بن عبد الله: يارسول الله استغفر له، فاستغفر له فقال عمر: ألم ينهك الله يارسول الله ان تصلي عليهم أو تستغفر لهم ؟ فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه واله فأعاد عليه، فقال له: ويلك اني خيرت فاخترت، ان الله يقول: ” استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ” فلما مات عبد الله جاء ابنه


(1) في معنى هذا الحديث أقوال ذكرناها في ذيل العياشي راجع ج 2: 101 ان شئت. (2) عبد الله أبي بن أبي سلول هو رئيس منافقي المدينة، وهو الذي قال: ” ليخرجن الاعز منها الاذل ” ونزلت سورة المنافقين في ذلك، وهو الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وآله حين ورد المدينة: يا هذا اذهب إلى الذين غروك وخدعوك ولا تغشنا في دارنا فسلط الله على دورهم الذر فخرب ديارهم وقصة كيده لقتل رسول الله صلى الله عليه وآله ورده عليه مشهورة. (*)

[ 249 ]

إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: بأبي انت وامي يارسول الله ان رأيت ان تحضر جنازته ؟ فحضر رسول الله صلى الله عليه وآله وقام على قبره، فقال له عمر: يارسول الله ألم ينهك الله ان تصلي على احد منهم ابدا وان تقم على قبره ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ويلك وهل تدري ما قلت ؟ انما قلت: اللهم احش قبره نارا وجوفه نارا واصله النار، فبدا من رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يكن يحب. 260 – وفيه في قصة غزوة تبوك ولقى رسول الله صلى الله عليه واله الحر بن قيس (1) فقال له: ياباوهب الا تنفر معنا في هذه الغزاة لعلك ان تحتفد من بنات الاصفر فقال: يارسول الله والله ان قومي ليعلمون انه ليس فيهم احد اشد عجبا بالنساء مني، و اخاف ان خرجت معك ان لا اصبر إذا رأيت بنات الاصفر فلا تفتني، وائذن لي ان اقيم، وقال لجماعة من قومه. لا تخرجوا في الحر فقال ابنه: ترد على رسول الله صلى الله عليه وآله وتقول ما تقول ؟ ثم تقول لقومك: لا تنفروا في الحر، والله لينزلن الله تعالى في هذا قرآنا يقرأه الناس إلى يوم القيمة، فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وآله في ذلك: ” ومنهم من يقول ائذن لي ” إلى قوله: ونزل ايضا في الحر بن قيس في رواية علي بن ابراهيم لما قال لقومه: لا تخرجوا في الحر: فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا ان يجاهدوا باموالهم و انفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم اشد حرا لو كانوا يفقهون. إلى قوله تعالى: وماتوا وهم فاسقون. ففضح الله تعالى الحر بن قيس واصحابه. 261 – في مجمع البيان: فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا وروى انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا. 262 – في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن محمد بن مهاجر عن امه ام سلمة قالت: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا صلى على


(1) كذا في النسخ لكن المضبوط في كتب السير والتواريخ كسيرة ابن هشام وغيرها ” جد بن قيس ” بالجيم والدال. وقد مر ايضا. (*)

[ 250 ]

ميت كبر وتشهد ثم كبر وصلى على الانبياء، ثم كبر ودعا للمؤمنين، ثم كبر الرابعة ودعا للميت ثم كبر وانصرف، فلما نهاه الله عزوجل عن الصلوة على المنافقين كبر و تشهد ثم كبر وصلى على النبيين صلى الله عليهم، ثم كبر ودعا للمؤمنين، ثم كبر الرابعة وانصرف ولم يدع للميت. 263 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن حماد بن عثمان وهشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله يكبر على قوم خمسا وعلى قوم آخرين اربعا، وإذا كبر على رجل اربعا اتهم يعني بالنفاق 264 – في تفسير العياشي عن زرارة قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ان النبي صلى الله عليه واله قال لابن عبد الله بن ابي: إذا فرغت من ابيك فأعلمني، وقد كان توفى فأتاه فأعلمه فأخذ رسول الله صلى الله عليه واله نعليه للقيام فقال له عمر: اليس قد قال الله: ” ولا تصل على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره ” ؟ فقال له: ويحك – أو ويلك – انما اقول: اللهم املاء قبره نارا واملاء جوفه نارا واصله يوم القيمة نارا. 265 – عن حنان بن سدير عن ابيه عن ابي جعفر عليه السلام توفى رجل من المنافقين فأرسل إلى ابنه ان: إذا اردتم ان تخرجوا فأعلموني فلما حضر امره ارسلوا إلى النبي صلى الله عليه واله فأقبل عليه السلام نحوهم حتى اخذ بيد ابنه في الجنازة فمضى، قال: فتصدى له عمر ثم قال: يارسول الله اما نهاك ربك عن هذا ان تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره، فلم يجبه النبي صلى الله عليه واله، قال: فلما كان قبل ان ينتهوا به إلى القبر قال عمر ايضا لرسول الله صلى الله عليه وآله: اما نهاك الله عن ان تصلي على احد منهم مات ابدا أو تقوم على قبره ؟ ” ذلك بانهم كفروا بالله وبرسوله وماتوا وهم كافرون ” فقال النبي صلى الله عليه وآله لعمر عند ذلك: ما رأيتنا صلينا له على جنازة ولا قمنا له على قبر، ثم قال: ان ابنه رجل من المؤمنين وكان يحق علينا اداء حقه، وقال له عمر: اعوذ بالله من سخط الله وسخطك يارسول الله ! (1). 266 – في مجمع البيان روى انه صلى الله عليه وآله صلى على عبد الله بن ابي


(1) وللفيض (ره) بان في هذا الحديث راجع تفسير الصافي ج 1: 720. (*)

[ 251 ]

والبسه قميصه قبل ان ينهي عن الصلوة على المنافقين عن ابن عباس وجابر وقتل، و قيل: انه اراد ان يصلي عليه فاخذ جبرئيل بثوبه وتلى عليه: ” ولا تصل على احد منهم ” الآية وقيل: انه قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: لم وجهت بقميصك إليه يكفن فيه وهو كافر ؟ فقال: ان قميصي لن يغني عنه من الله شيئا، واني اؤمل من الله ان يدخل بهذا السبب في الاسلام خلق كثير، فروى انه اسلم الف من الخزرج لما رأوه يطلب الاستشفاء بثوب رسول الله صلى الله عليه وآله، ذكره الزجاج، قال: والاكثر في الرواية انه لم يصل عليه. 267 – في عوالي اللئالي وروى ان النبي صلى الله عليه وآله صلى على عبد الله ابن ابي فقال له عمر: اتصلي على عدو الله وقد نهاك الله ان تصلي على المنافقين ؟ فقال له: وما يدريك ما قلت له ؟ فاني قلت: اللهم احش قبره نارا وسلط عليه الحيات والعقارب. قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق عن علي بن ابراهيم عند قوله تعالى: ” استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ” بيان لهذه الآية. 268 – في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: رضوا بان يكونوا مع الخوالف فقال: النساء (1) انهم قالوا: ” ان بيوتنا عورة ” وكان بيوتهم في اطراف البيوت حيث ينفرد الناس، فأكذبهم الله قال: ” وما هي بعورة ان يريدون الا فرارا ” وهي رفيعة السمك حصينة (2). 269 – في تفسير علي بن ابراهيم في قصة غزوة تبوك وجاء البكاؤن إلى رسول الله صلى الله عليه واله وهم سبعة من بني عمرو بن عوف سالم بن عمير وقد شهد بدرا لا اختلاف فيه، ومن بني واقف هرمي بن عمير (3) ومن بني حارثة علبة بن زيد وهو الذي


(1) وفي المصدر بعد قوله: النساء هكذا ” عن عبد الله الحلبي قال: سئلته عن قوله: ” رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ” فقال: النساء، انهم قالوا. اه “. (2) السمك: السقف. (3) وفي السيرة ” هرمي بن عبد الله “. (*)

[ 252 ]

تصدق بعرضه، وذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله امر بالصدقة، فجعل الناس يأتون بها فجاء علبة فقال يارسول الله والله ما عندي ما أتصدق به وقد جعلت عرضي حلا، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: قد قبل الله تعالى صدقتك ومن بني مازن بن نجار أبو ليلى عبد الرحمان بن كعب، ومن بني سلمة عمرو بن غنيمة ومن بني زريق سلمة بن صخر ومن بني العزما ضرة بن سارية السلمي (1) هؤلاء جاؤا إلى رسول الله صلى الله عليه واله يبكون فقالوا: يارسول الله ليس بنا قوة أن نخرج معك، فأنزل الله عزوجل فيهم: ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم ولا على الذين إذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما أحملكم عليه تولوا واعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون قال وانما سال هؤلاء البكاؤن نعلا يلبسونها، ثم قال جل ذكره: انما السبيل على الذين يستأذنوك وهم اغنياء رضوا بان يكونوا مع الخوالف والمستأذنون ثمانون رجلا من قبائل شتى والخوالف النساء. 270 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن علي بن الحكم عن ابان الاحمر عن حمزة بن الطيار عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال: وكذلك إذا نظرت في جميع الاشياء لم تجد أحدا في ضيق، ولم تجد أحدا الا والله عليه الحجة ولله فيه المشية، ولا أقول انهم ما شاؤا صنعوا ثم قال: ان الله يهدي ويضل، وقال: وما أمروا الا بدون سعتهم، وكل شئ امر الناس فهم يسعون له وكل شئ لا يسعون له فهو موضوع عنهم ولكن الناس لا خير فيهم ثم تلا عليه السلام ” ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج ” فوضع عنهم ” ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم * ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم ” فوضع عنهم لانهم لا يجدون. 271 – في من لا يحضره الفقيه قال الصادق عليه السلام: شفاعتنا لاهل الكباير من شيعتنا، فاما التائبون فان الله عزوجل يقول: ” ما على المحسنين من سبيل “.


(1) في تسمية بعض البكائين خلاف فليراجع السير والتواريخ. (*)

[ 253 ]

272 – في كتاب الخصال عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله من يضمن لي خمسا اضمن له الجنة قيل: وما هي يارسول الله ؟ قال: النصيحة لله عزوجل و النصيحة لرسوله، والنصيحة لكتاب الله والنصيحة لدين الله، والنصيحة لجماعة المسلمين. 273 – في تفسير العياشي عن عبد الله بن حرب قال: لما اقبل الناس مع امير المؤمنين من صفين أقبلنا معه حتى إذا جزنا النخيلة وراينا أبيات الكوفة، إذا شيخ جالس في ظل بيت على وجهه اثر المرض، فأقبل إليه امير المؤمنين عليه السلام ونحن معه حتى سلم عليه وسلمنا معه فرد بنا حسنا قال له امير المؤمنين عليه السلام: فهل شهدت معنا غزاتنا هذه ؟ فقال: لا لقد اردتها ولكن ما ترى في من طب الحمى (1) خذلتني عنها. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ” ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ” إلى آخر الاية والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 274 – عن عبد الرحمان بن كثير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام يا عبد الرحمان شيعتنا والله لا يتختم البيوت (2) والخطايا، هم صفو الله الذين اختارهم لدينه. وهو قول الله: ” ما على المحسنين من سبيل “. 275 عن الحلبي وزرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام حديث طويل وفي آخره: ولا على الذين إذا ما اتوك لتحملهم الآية قال عبد الله بن يزيد بن ورقاء الخزاعي (3) احدهم. 276 – في مجمع البيان: فان ترضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه واله قال: من التمس رضا الله بسخط الناس رضى الله عنه وارضى عنه الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط


(1) الطب: العادة. الشأن. وفي بعض النسخ ” طلب ” مكان ” طب ” (2) كذا في النسخ وفي المصدر ” الذنوب ” مكان ” البيوت “. (3) كذا في النسخ لكن الصحيح ” بديل ” بدل ” يزيد ” ويمكن التصحيف ايضا وهو عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي من التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم وهو من أجلاء أصحاب امير المؤمنين عليه السلام وقتل بصفين وكان امير الرجالة رضوان الله تعالى عليه. (*)

[ 254 ]

عليه الناس. قال عز من قائل: الاعراب اشد كفرا ونفاقا الآية. 277 – في اصول الكافي علي بن محمد بن عبد الرحمان عن احمد بن محمد ابن خالد عن عثمان بن عيسى عن علي بن ابي حمزة قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: تفقهوا في الدين فانه من لم يتفقه في الدين فهو اعرابي (1) ان الله يقول في كتابه: ” ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون “. 278 – الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن الربيع عن المفضل ابن عمر قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: عليكم بالتفقه في دين الله، ولا تكونوا اعرابا فانه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيمة ولم يزك له عملا. 279 – في روضة الكافي سهل عن يحيى بن المبارك عن عبد الرحمان بن جبلة عن اسحق بن عمار أو غيره قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: نحن بنو هاشم وشيعتنا العرب، وساير الناس الاعراب. 280 – في تفسير العياشي عن داود بن الحصين عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قوله: ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الاخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله ايثيبهم عليه ؟ قال: نعم. 281 – وفي رواية اخرى عنه: يثابون عليه ؟ قال: نعم. 282 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ان للايمان درجات ومنازل يتفاضل المؤمنون فيها عند الله ؟ قال: نعم قلت: صف لي رحمك الله حتى افهمه، قال: ان الله سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم الرهان (2) ثم فضلهم على درجاتهم في السبق إليه: فجعل كل امرء منهم على درجة سبقه لا ينقصه فيها من


(1) الاعرابي منسوب إلى الاعراب ولا واحد له نص عليه الجوهري والمراد الذين يسكنون البادية ولا يتعلمون الاحكام الشرعية. (2) الرهان: المسابقة على الخيل. (*)

[ 255 ]

حقه، ولا يتقدم مسبوق سابقا، ولا مفضول فاضلا، تفاضل بذلك اوائل هذه الامة وأواخرها و لو لم يكن للسابق إلى الايمان فضل على المسبوق إذا للحق اواخر هذه الامة اولها نعم ولتقدموهم إذا لم يكن لمن سبق إلى الايمان الفضل على من ابطأ عنه ولكن بدرجات الايمان قدم الله السابقين وبالابطاء عن الايمان أخر الله المقصرين لانا نجد من المؤمنين من الآخرين من هو اكثر عملا من الاولين واكثرهم صلوة وصوما وحجا وزكوة وجهادا وانفاقا ولو لم يكن سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا عند الله لكان الآخرون بكثرة العمل مقدمين على الاولين ولكن ابى الله عزوجل ان يدرك آخر درجات الايمان اولها ويقدم فيها من آخر الله أو يؤخر فيها من قدم الله قلت: أخبرني عما ندب الله عزوجل المؤمنين إليه من لاستباق إلى الايمان ؟ فقال: قول الله عزوجل: والسابقون الاولون من المهاجرون والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه فبدأ بالمهاجرين الاولين والانصار على درجة سبقهم، ثم ثنى بالانصار، ثم ثلث بالتابعين لهم باحسان، فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 283 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال في اثناء كلام له في جمع من المهاجرين والانصار في المسجد ايام خلافة عثمان: فانشدكم الله أتعلمون حيث نزلت: ” والسابقون الاولون من المهاجرون والانصار والسابقون السابقون اولئك المقربون ” سئل عنها رسول الله صلى الله عليه واله ؟ فقال: انزلها الله تعالى في الانبياء وأوصيائهم، فانا افضل انبياء الله ورسله و علي بن ابي طالب افضل الاوصياء ؟ قالوا: اللهم نعم. 284 – في تفسير علي بن ابراهيم ثم ذكر السابقين فقال: ” والسابقون الاولون من المهاجرون والانصار ” وهم النقباء أبو ذر والمقداد وسلمان وعمار ومن آمن وصدق وثبت على ولاية امير المؤمنين عليه السلام. 285 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن ابن ابي عمير عن عمرو بن ابي المقدام قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: خرجت انا وابي حتى إذا كنا بين القبر


[ 256 ]

والمنبر إذا هو باناس من الشيعة فسلم عليهم ثم قال: اني والله لاحب رياحكم و ارواحكم فاعينوني على ذلك بورع واجتهاد، واعلموا ان ولايتنا لا تنال الا بالورع والاجتهاد، ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله، انتم شيعة الله وانتم انصار الله، وانتم السابقون الاولون والسابقون الاخرون السابقون في الدنيا والسابقون في الاخرة إلى الجنة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 286 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: لا يقع اسم الهجرة على احد الا بمعرفة الحجة في الارض، فمن عرفها واقر بها فهو مهاجر. 287 – في مجمع البيان واختلف في اول من اسلم من المهاجرين فقيل: ان اول من اسلم خديجة بنت خويلد ثم علي بن ابي طالب وهو قول ابن عباس وجابر بن عبد الله وانس وزيد بن ارقم ومجاهد وقتادة وابن اسحق وغيرهم، قال أنس: بعث النبي صلى الله عليه واله يوم الاثنين وصلى علي وأسلم يوم الثلثاء وقال مجاهد وابن اسحق: انه اسلم و هو ابن عشر سنين وكان مع رسول الله صلى الله عليه واله اخذه من ابي طالب وضمه إلى نفسه يربيه في حجره، وكان معه حتى بعث نبيا وروى ان ابا طالب قال لعلي عليه السلام اي بني ما هذا الدين ؟ ما هذا الذي انت عليه ؟ قال: يا ابه آمنت بالله وبرسوله وصدقته فيما جاء به وصليت معه لله، فقال له: الا ان محمدا لا يدعو الا إلى خير فالزمه. 288 – وروى عبد الله بن موسى عن العلا بن صالح عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: انا عبد الله واخو رسوله، وانا الصديق الاكبر لا يقولها بعدي الا كذاب مفتر، صليت قبل الناس بسبع سنين. 289 – وفي مسند السيد ابي طالب الهروي مرفوعا إلى ابي ايوب عن النبي صلى الله عليه واله قال: صلت الملائكة علي وعلى علي عليه السلام سبع سنين وذلك انه لم يصل فيها احد غيري وغيره. 290 – وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده مرفوعا إلى عبد الرحمان بن عوف في قوله سبحانه: ” والسابقون الاولون ” قال: هم عشرة من قريش أولهم اسلاما علي بن ابي طالب عليه السلام. 291 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن اسباط


[ 257 ]

عن سليم مولى طربال قال: حدثني هشام عن حمزة بن الطيار قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: الناس على ستة اصناف، قال: قلت: تأذن ان اكتبها ؟ قال: نعم، قلت: ما اكتب ؟ قال: اكتب وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا قال: من هؤلاء ؟ قال وحشي منهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 292 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن حسان عن موسى بكر عن رجل قال قال أبو جعفر عليه السلام: ” الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ” فاولئك قوم مؤمنون يحدثون في ايمانهم من الذنوب التي يعيبها المؤمنون ويكرهونها، فاولئك عس الله ان يتوب عليهم. 293 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وقال الحسن عليه السلام لحبيب بن مسلمة الفهري: رب مسير لك في غير طاعة قال: اما مسيري إلى ابيك فلا، قال: بلى و لكنك اطعت معاوية على دنيا قليلة، فلئن كان قام بك في دنياك لقد قعد بك في آخرتك فلو كنت إذا فعلت شرا قلت خيرا كنت كما قال الله عزوجل: ” خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا ” ولكنك كما قال: ” كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون “. 294 – في تفسير العياشي عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخي عن بعض اصحابه رفعه إلى خيثمة قال قال أبو جعفر عليه السلام في قول الله: ” خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا ” (1) قال: قوم اجترحوا ذنوبا (2) مثل قتل حمزة وجعفر الطيار ثم تابوا ثم قال: ومن قتل مؤمنا لم يوفق للتوبة الا ان الله لا يقطع طمع العباد فيه ورجاهم منه وقال هو [ أ ] وغيره ان عسى من الله واجب. 295 – عن ابي بكر الحضرمي قال: قال محمد بن سعيد: سل ابا عبد الله عليه السلام: فاعرض عليه كلامي وقل له: اني اتولاكم وابرأ من عدوكم وأقول بالقدر وقولي فيه قولك ؟


(1) وفي المصدر بعد قوله تعالى: وآخر سيئا هكذا: ” عسى الله أن يتوب عليهم وعسى من الله واجب وانما نزلت في شيعتنا المذنبين (المؤمنين خ ل) عن أحمد بن محمد بن أبي نصر رفعه إلى الشيخ في قوله عملا تعالى: خلطوا صالحا وآخر سيئا، قال قوم. اه “. (2) اجترح: اكتسب. (*)

[ 258 ]

قال: فعرضت كلامه على ابي عبد الله عليه السلام فحرك يده ثم قال: ” خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم ” قال: ما اعرفه من موالي امير المؤمنين. 296 – عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام عن قول الله: ” وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ” قال: اولئك قوم مذنبون يحدثون في ايمانهم من الذنوب التي يعيبها المؤمنون ويكرهها، ” فاولئك عسى الله ان يتوب عليهم “. 297 – عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال: قلت له: من وافقنا من علوي أو غيره توليناه ومن خالفنا برئنا منه من علوي أو غيره ؟ قال: يا زرارة قول الله اصدق من قولك، أين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا. 298 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله عزوجل: ” وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم ” نزلت في ابي لبابة بن عبد المنذر وكان رسول الله صلى الله عليه واله لما حاصر بني قريضة قالوا له: ابعث الينا ابا لبابة نستشيره في أمرنا، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: ايت حلفاءك ومواليك فأتاهم فقالوا له: يا ابا لبابة ما ترى أننزل على ما حكم محمد ؟ فقال: انزلوا واعلموا ان حكمه فيكم هو الذبح وأشار إلى حلقه، ثم ندم على ذلك فقال: خنت الله ورسوله، ونزل من حصنهم ولم يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه واله، ومر إلى المسجد وشد في عنقه حبلا ثم شده إلى الاسطوانة التي تسمى اسطوانة التوبة، وقال: لا احله حتى أموت أو يتوب الله علي، فبلغ رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ذلك فقال: اما لو أتانا لاستغفرنا له الله، فاما إذا قصد إلى ربه فالله أولى به، وكان أبو لبابة يصوم النهار ويأكل بالليل ما يمسك به نفسه، فكانت بنته تأتيه بعشائه وتحله عند قضاء الحاجة، فلما كان بعد ذلك ورسول الله صلى الله عليه واله في بيت ام سلمة نزلت توبته، فقال: يا ام سلمة قد تاب الله على ابي لبابة، فقالت: يارسول الله أفأؤذنه بذلك ؟ فقال: لتفعلن، فأخرجت رأسها من الحجرة فقالت: يا أبا لبابة أبشر فقد تاب الله عليك، فقال: الحمد لله فوثب المسلمون ليحلوه، فقال: لا والله حتى يحلني رسول الله صلى الله عليه واله فجاء رسول الله فقال: يا ابا لبابة قد تاب الله


[ 259 ]

عليك توبة لو ولدت من امك يومك هذا لكفاك فقال: يارسول الله افأ تصدق بمالي كله ؟ قال: لا، قال: فبثلثيه ؟ قال: لا قال فبنصفه ؟ قال: لا، قال فبثلثه ؟ قال: نعم، فأنزل الله: ” وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم ان الله غفور رحيم * خذ من اموالهم صدقة إلى قوله: ان الله هو يقبل التوبة عن عباده وياخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم “. 299 – في مجمع البيان روى عن ابي جعفر الباقر عليه السلام انها نزلت في ابي لبابة ولم يذكر معه غيره، وسبب نزولها فيه ما جرى في بني قريضة حين قال: ان نزلتم على حكمه فهو الذبح. 300 – في عوالي اللئالي وروى ان الثلثة الذين تخلفوا في غزوة تبوك لما نزل في حقهم: ” وعلى الثلثة الذين خلفوا ” الآية وتاب الله عليهم قالوا: خذ من أموالنا صدقة يارسول الله وتصدق بها وطهرنا من الذنوب، فقال عليه السلام: ما أمرت ان آخذ من أموالكم شيئا، فنزل: ” خذ من أموالهم صدقة ” فأخذ منهم الزكوة المقررة شرعا. 301 – في تهذيب الاحكام محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد وعبد الله ابن محمد عن علي بن مهزيار قال: كتب إليه أبو جعفر عليه السلام وقرأت انا كتابه إليه في طريق مكة قال: الذي أوجبت في سنتي هذه، وهذه سنة عشرين ومأتين فقط، لمعنى من المعاني أكره تفسير المعنى كله خوفا من الانتشار وسأفسر لك بعضه انشاء الله، ان موالي – اسأل الله صلاحهم أو بعضهم – قصروا فيما يجب عليهم، فعلمت ذلك فأحببت ان أطهرهم وأزكيهم بما فعلت في عامي هذا من امر الخمس، قال الله تعالى: ” خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلوتك سكن لهم والله سميع عليم * ألم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم * وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 302 – في تفسير العياشي عن علي بن حسان الواسطي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها “


[ 260 ]

جارية هي في الامام بعد رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال: نعم. 303 – عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له قوله: ” خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ” أهو قوله: ” وآتوا الزكوة ” ؟ قال قال: الصدقات في النبات والحيوان، والزكوة في الذهب والفضة وزكوة الصوم. 304 – في اصول الكافي الحسين بن محمد بن عامر باسناده رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من زعم ان الامام يحتاج إلى ما في ايدي الناس فهو كافر، انما الناس يحتاجون أن يقبل منهم الامام قال الله عزوجل: ” خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ” 305 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اني لاخذ من أحدكم الدرهم، واني لاكثر أهل المدينة مالا أريد بذلك الا ان تطهروا. 306 – في الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما نزلت آية الزكوة: ” خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ” وأنزلت في شهر رمضان، فأمر رسول الله صلى الله عليه واله مناديه في الناس: ان الله فرض عليكم الزكوة كما فرض عليكم الصلوة ففرض الله عزوجل عليهم من الذهب والفضة، وفرض عليهم الصدقة من الابل والبقر والغنم ومن الحنطة والشعير والتمر والزبيب، فنادى بهم بذلك في شهر رمضان وعفى لهم عما سوى ذلك، قال: ثم لم يعرض بشئ من أموالهم حتى حال عليهم الحول من قابل، فصاموا وأفطروا فأمر مناديه فنادى في المسلمين: ايها المسلمون زكوا أموالكم تقبل صلوتكم، قال: ثم وجه عمال الصدقة وعمال الطسوق (1). 307 – في مجمع البيان: ” وصل عليهم ” وروى عن النبي صلى الله واله انه كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: اللهم صلى عليهم، قال عبد الله بن أبي أوفى وكان من اصحاب الشجرة فأتاه أبي بصدقته، فقال: اللهم صل على آل ابي أوفى اورده البخاري ومسلم في الصحيح. 308 – في كتاب الخصال عن حفص بن غياث النخعي قال: قال أبو عبد الله


(1) الطسق – كفلس -: الوظيفة من اخراج الارض المقررة عليها فارسي معرب. (*)

[ 261 ]

عليه السلام: لا خير في الدنيا الا لاحد رجلين رجل يزداد في كل يوم احسانا، ورجل يتدارك ذنبه بالتوبة، وأنى له بالتوبة والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله منه الا بولايتنا اهل البيت. 309 – عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وإذا ناولتم السائل شيئا فسلوه أن يدعو لكم، فانه يجاب له فيكم ولا يجاب في نفسه، لانهم يكذبون وليرد الذي يناوله يده إلى فيه فيقبلها، فان الله عزوجل يأخذها قبل أن تقع في يده كما قال عزوجل: ألم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده وياخذ الصدقات. 310 – في كتاب التوحيد باسناده إلى سليمان بن مروان عن ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: والقبض منه عزوجل في وجه آخر الاخذ، والاخذ في وجه القبول منه كما قال: ” ويأخذ الصدقات ” اي يقبلها من أهلها ويثيب عليها. 311 – في كتاب ثواب الاعمال وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال علي بن ابي طالب عليه السلام: تصدقت يوما بدينار فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أما علمت يا علي ان الصدقة لا تخرج من يده حتى تفك عنها من لحيى (1) سبعين شيطانا كلهم يأمره بأن لا يفعل وما تقع في يد السائل حتى تقع في يد الرب جل جلاله، ثم تلا هذه الاية: ” ألم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وان الله هو التواب الرحيم “. 312 – في تهذيب الاحكام محمد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن احمد ابن محمد بن خالد عن سعدان بن مسلم عن معلى بن خنيس عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان الله لم يخلق شيئا الا وله خازن يخزنه الا الصدقة، فان الرب يليها بنفسه وكان ابي إذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ثم ارتده منه فقبله وشمه ثم رده في يد السائل، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 313 – في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن ابي عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: خصلتان لا احب أن يشاركني فيهما أحد: وضوئي فانه من صلوتي وصدقتي من يدي إلى يد السائل فانها تقع في يد الرب.


(1) اللحيان ” العظمان اللذان تنبت اللحية على بشرتهما ويلتقيان لملتقاها الذقن. (*)

[ 262 ]

314 – عن محمد بن مسلم عن احدهما قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما إذا أعطى السائل قبل يد السائل فقيل له: لم تفعل ذلك ؟ قال: لانها تقع في يد الله قبل يد العبد، وقال: ليس من شئ الا وكل به ملك الا الصدقة فانها تقع في يد الله، قال الفضل: أظنه يقبل الخبز والدرهم. 315 – عن مالك بن عطية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: علي بن الحسين صلوات الله عليه: ضمنت على ربي ان الصدقة لا تقع في يد العبد حتى تقع في يد الرب، وهو قوله: ” وهو يقبل الصدقات “. 316 – عن محمد بن مسلم عن احدهما قال: سئل عن الاعمال هل تعرض على رسول الله صلى الله عليه واله ؟ فقال: ما فيه شك، قيل له: أرأيت قول الله: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون قال: الله شهد في أرضه (1) 317 – عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: ” اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ” ؟ قال تريد ان يروون علي هو الذي في نفسك. 318 – عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام ان أبا الخطاب كان يقول: ان رسول الله صلى الله عليه واله تعرض عليه اعمال امته كل خميس، فقال أبو عبد الله عليه السلام: هو هكذا، ولكن رسول الله صلى الله عليه واله تعرض عليه أعمال امته كل صباح ومساء ابرارها وفجارها فاحذروا، وهو قول الله تبارك وتعالى: ” فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ” قال: تعرض على رسول الله صلى الله عليه واله أعمال امته كل صباح ابرارها وفجارها فاحذروا. 319 – عن زرارة عن بريد العجلي قال: قلت لابي جعفر عليه السلام في قول الله ” اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ” فقال: ما من مؤمن يموت ولا كافر يوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله صلى الله عليه واله وعلي فهلم إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد. 320 – وقال أبو عبد الله عليه السلام. والمؤمنون هم الائمة. 321 – عن محمد بن مسلم عن ابي عبد الله عليه السلام ” اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله


(1) وفي المصدر ” قال: لله شهداء في أرضه “. (*)

[ 263 ]

قال: ان لله شاهدا في ارضه وان اعمال العباد تعرض على رسول الله صلى الله عليه واله. 322 – عن محمد بن حسان الكوفي عن محمد بن جعفر عن ابيه جعفر عن ابيه (ع) قال: إذا كان يوم القيمة نصب منبر عن يمين العرش له اربع وعشرون مرقاة، ويجئ علي بن ابي طالب عليه السلام وبيده لواء الحمد، فيرتقيه ويذكره (1) ويعرض الخلايق عليه، فمن عرفه دخل الجنة ومن انكره دخل النار وتفسير ذلك في كتاب الله: ” قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون “. 323 – في امالي شيخ الطائفة ” قدس سره ” باسناده إلى عمر بن اذينة قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: جعلت فداك قوله عزوجل: ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ” قال: ايانا عنى. 324 – في اصول الكافي احمد عن عبد العظيم عن الحسين بن صباح عمن اخبره قال: قرأ رجل عند ابي عبد الله عليه السلام: ” قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ” فقال: ليس هكذا هي، انما هي ” والمأمونون ” فنحن المأمونون. 325 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن ابي حمزة عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: تعرض الاعمال على رسول الله صلى الله عليه واله اعمال العباد كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروها، وهو قول الله عزوجل: ” اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ” وسكت. 326 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد الطائي عن يعقوب بن شعيب قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله والمؤمنون ” قال: هم الائمة. 327 – علي بن ابراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: مالكم تسوؤن رسول الله صلى الله عليه واله ؟ فقال له رجل: كيف نسوئه فقال: أما تعلمون ان اعمالكم تعرض عليه ؟ فإذا راى فيها معصية سائه ذلك فلا تسوؤا


(1) وفي المصدر ” ويركبه “. (*)

[ 264 ]

رسول الله صلى الله عليه واله وسروه. 328 – علي عن ابيه عن القاسم بن محمد الزيات عن عبد الله بن ابان الزيات وكان مكينا عند الرضا عليه السلام قال: قلت للرضا عليه السلام: ادع الله لي ولاهل بيتي، فقال: اولست أفعل ؟ والله ان اعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة، قال: فاستعظمت ذلك فقال: اما تقرء كتاب الله عزوجل: ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ” قال: هو والله علي بن ابي طالب عليه السلام (1). 329 – احمد بن مهران عن محمد بن علي عن ابي عبد الله الصامت عن يحيى بن مساور عن ابي جعفر عليه السلام انه ذكر هذه الآية ” فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ” قال: هو والله علي بن ابي طالب عليه السلام. 330 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: ان الاعمال تعرض على رسول الله صلى الله عليه واله ابرارها وفجارها. 331 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن حنان بن سدير عن ابيه عن ابي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: مقامي بين اظهركم خير لكم، فان الله يقول ” وما كان ليعذبهم وانت فيهم ” ومفارقتي اياكم خير لكم، فقالوا: يارسول الله مقامك بين اظهرنا خير لنا فكيف يكون مفارقتك خير لنا ؟ فقال: اما مفارقتي اياكم خير لكم فلانه يعرض علي كل خميس واثنين اعمالكم، فما كان من حسنة حمدت الله عليها، وما كان من سيئة استغفرت لكم. 332 – في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى ابي ذر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: يا ابا ذر تعرض اعمال اهل الدنيا على الله من الجمعة إلى الجمعة في يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن الا عبدا كانت بينه وبين اخيه شحناء (2). 333 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن ابان عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن


(1) يعني عليا واولاده الائمة عليهم السلام قاله الفيض (ره) في الوافي (2) الشحناء: البغض والعداوة. (*)

[ 265 ]

يحيى عن حجر بن زايدة عن حمران قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل ” الا المستضعفين ” قال: هم اهل الولاية. قلت: واي ولاية ؟ قال: انها ليست بولاية في الدين، لكنها الولاية في المناكحة والموارثة والمخالطة، وهم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار وهم المرجون لامر الله. 334 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن عمر بن ابان قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن المستضعفين ؟ فقال: هم اهل الولاية فقلت: واي ولاية ؟ قال: اما انها ليست بالولاية في الدين، و لكنها الولاية في المناكحة والموارثة والمخالطة وهم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار ومنهم المرجون لامر الله عزوجل. 335 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى: وآخرون مرجون لامر الله قال: قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر واشباههما من المؤمنين ثم انهم دخلوا في الاسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك ولم يعرفوا الايمان بقلوبهم، فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار فهم على تلك الحال إما يعذبهم واما يتوب عليهم. 336 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن يحيى بن عمران عن يونس عن ابي الطيار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: المرجون لامر الله قوم كانوا مشركين قتلوا حمزة، وذكر كما قلنا عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام سواء. 337 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن حسان عن موسى بن بكر الواسطي عن رجل قال: قال أبو جعفر عليه السلام: المرجون قوم مشركون فقتلوا مثل حمزة وجعفر واشباههما من المؤمنين، ثم انهم بعد دخلوا في الاسلام فوحدوا وتركوا الشرك ولم يكونوا يؤمنون فيكونوا من المؤمنين ولم يؤمنوا فتجب لهم الجنة ولم يكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال مرجون لامر الله. 338 – في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله: ” و


[ 266 ]

آخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ” وبعد: ” وآخرون مرجون لامر الله ” قال: هم قوم من المشركين اصابوا دماء من المسلمين ثم اسلموا فهم المرجون لامر الله. 339 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام قالا: المرجون هم قوم قاتلوا يوم بدر واحد ويوم حنين وسلوا المشركون ثم اسلموا بعد تأخره فاما يعذبهم واما يتوب عليهم. 340 – قال حمران: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن المستضعفين ؟ قال: هم ليسوا بالمؤمن ولا بالكافر وهم المرجون لامر الله. 341 – وعن ابن الطيار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الناس على ست فرق يؤلون إلى ثلث فرق: الايمان والكفر والضلال وهم اهل الوعد الذين وعدوا الجنة والنار، وهم المؤمنون والكافرون والمستضعفون والمرجون لامر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم، والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، واهل الاعراف. 342 – عن الحارث عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته بين الايمان والكفر منزلة ؟ فقال: نعم ومنازل لو يجحد شيئا منها اكبه الله في النار، وبينهما آخرون مرجون لامر الله، وبينهما المستضعفون وبينهما آخرون خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وبينهما قوله: وعلى الاعراف رجال. 343 – عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال: المرجون لامر الله قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر واشباههما، ثم دخلوا بعد في الاسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك، ولم يعرفوا الايمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة، ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال إما يعذبهم و إما يتوب عليهم، قال أبو عبد الله عليه السلام: يرى فيهم رأيه ؟ قال: قلت: جعلت فداك من أين يرزقون ؟ قال: من حيث شاء الله وقال أبو ابراهيم عليه السلام: هؤلاء قوم يوقفهم حتى يتبين فيهم رأيه. 344 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: والذين اتخذوا مسجدا ضرارا و


[ 267 ]

كفرا فلانه كان سبب نزولها انه جاء قوم من المنافقين إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا: يا رسول الله اتأذن لنا فبنى مسجدا في بني سالم للعليل والليلة المطيرة (1) والشيخ الفاني فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه واله وهو على الخروج إلى تبوك، فقالوا: يارسول الله لو اتيتنا فصليت فيه ؟ فقال: انا على جناح الطير فإذا وافيت انشاء الله اتيته فصليت فيه، فلما اقبل رسول الله صلى الله عليه واله من تبوك نزلت هذه الاية في شأن المسجد وابي عامر الراهب وقد كانوا حلفوا لرسول الله صلى الله عليه واله انهم يبنون ذلك للصلاح والحسنى، فانزل الله عزوجل على رسوله: ” والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل ” يعني ابا عامر الراهب كان يأتيهم فيذكر رسول الله صلى الله عليه وآله، وليحلفن ان اردنا الا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون * لا تقم فيه ابدا لمسجد اسس على التقوى من اول يوم يعني مسجد قبا احب ان تقوم فيه، فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المتطهرين قال كانوا يتطهرون بالماء. 345 – في الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عيسى عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المسجد الذي اسس على التقوى ؟ قال: مسجد قبا. 346 – في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبيعبد الله عليهما السلام عن قوله: ” لمسجد اسس على التقوى من اول يوم ” قال: مسجد قبا، واما قوله: ” احق ان تقوم فيه ” قال: يعني من مسجد النفاق فسألته: هل كان النبي صلى الله عليه واله يصلي في مسجد قبا ؟ قال: منزله على سعد بن خيثمة الانصاري، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 347 – في مجمع البيان ” لمسجد اسس على التقوى ” الآية وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: هو مسجدي هذا، ” فيه رجال، يحبون ان يتطهروا ” قيل يحبون ان يتطهروا بالماء من الغايط والبول وهو المروى عن السيدين الباقر والصادق عليهما السلام.


(1) اي التي فيها مطر. (*)

[ 268 ]

348 – وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال لاهل قبا: ماذا تفعلون في طهركم فان الله عزوجل قد احسن عليكم الثناء ؟ قالوا: نغسل أثر الغائط، فقال: أنزل الله فيكم: ” والله يحب المتطهرين “. 349 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: مسجد الضرار الذي اسس على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم. 350 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام وكل عبادة مؤسسة على غير التقوى فهي هباء منثور، قال الله عزوجل: أفمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير ام من اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم الآية وتفسير التقوى ترك ما ليس بأخذه باس حذرا عما به بأس. 351 – في امالي شيخ الطائفة باسناده إلى حبش بن المعتمر قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام فقلت: السلام عليك يا امير المؤمنين ورحمة الله كيف أمسيت ؟ قال امسيت محبا لمحبنا مبغضا لمبغضنا وامسي محبنا مغتبطا برحمة من الله كان منتظرها، وامسي عدونا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار فكان ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم. 352 – وباسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام انه قال: ليس عبد من عباد الله ممن امتحن الله قلبه بالايمان الا وهو يجد مودتنا على قلبه فهو محبنا، وليس عبد من عباد الله ممن سخط لله عليه الا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو مبغضنا، فأصبح محبنا ينتظر الرحمة وكان أبواب الرحمة قد فتحت له، وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم، فهنيئا لاهل الرحمة رحمتهم وهنيئا (1) لاهل النار مثواهم. 353 – وباسناده إلى صالح بن ميثم التمار رحمه الله عليه السلام، قال: وجدت في كتاب ميثم رضى الله عنه يقول: تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال لنا: ليس من عبد امتحن الله قلبه بالايمان الا أصبح يجد مودتنا على قلبه، ولا أصبح عبد سخط الله عليه الا يجد بغضنا على قلبه فأصبحنا نفرح بحب المحب لنا


(1) لعله تصحيف ” تعسا ” كما في الحديث الاتي ويمكن ان يكون من باب قوله تعالى: فبشرهم بعذاب اليم. (*)

[ 269 ]

ونعرف بغض المبغض لنا، وأصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من الله ينتظرها كل يوم، و أصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار، فكان ذلك الشفا قد انهار به في نار جهنم، وكان أبواب الرحمة قد فتحت لاهل أصحاب الرحمة فهنيئا لاصحاب الرحمة رحمتهم وتعسا لاهل النار مثواهم. 354 – في تفسير علي بن ابراهيم قال علي بن ابراهيم: قوله عزوجل: لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم الا ان تقطع قلوبهم الا في موضع حتى يعني حتى يتقطع قلوبهم والله عليم حكيم فبعث رسول الله صلى الله عليه واله مالك بن دخشم الخزاعي وعامر بن عدي أخا بني عمرو بن عوف على أن يهدموه ويحرقوه فجاء مالك فقال لعامر: انتظرني حتى أخرج نارا من منزلي، فدخل و جاء بنار واشتعل في سعف النخل (1) ثم اشتعله في المسجد وتفرقوا، فقعد زيد بن حارثة حتى احترقت البنية ثم أمر بهدم حائطه. 355 – في مجمع البيان وقرائة يعقوب وسهل ” إلى أن ” على انه حرف الجر وهو قرائة الحسن ورواه البرقي عن أبي عبد الله عليه السلام وروى انه ارسل عمار بن ياسر و وحشيا فحرقاه امر بان يتخذ كناسة يلقى فيها الزبل والجيف. 356 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن بعض اصحابه قال: كتب أبو جعفر عليه السلام في رسالة إلى بعض خلفاء بني امية ومن ذلك من ضيع الجهاد الذي فضله الله تعالى على الاعمال وفضل عامله على العمال تفضيلا في الدرجات والمغفرة والرحمة، لانه ظهر به الدين وبه يدفع عن الدين، وبه اشترى الله من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بالجنة بيعا مفلحا منجحا اشترط عليهم فيه حفظ الحدود، وأول ذلك الدعاء إلى طاعة الله عزوجل من طاعة العباد و إلى عبادة الله من عبادة العباد، والى ولاية الله من ولاية العباد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة 357 – علي بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي


(1) السعف: جريد النخل. (*)

[ 270 ]

عمرو الزبيري عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: اخبرني عن الدعاء إلى الله والجهاد في سبيل الله اهو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الا من كان منهم ام هو مباح لكل من وحد الله عزوجل وآمن برسوله صلى الله عليه واله، ومن كان كذا فله أن يدعو إلى الله عزوجل والى طاعته، وان يجاهد في سبيله ؟ فقال: ذلك لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم بذلك الا من كان منهم، قلت: من اولئك ؟ قال: من قام بشرايط الله تعالى في القتال والجهاد على المجاهدين فهو المأذون له في الدعاء إلى الله تعالى ومن لم يكن قائما بشرايط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا إلى الدعاء إلى الله حتى يحكم في نفسه ما اخذ الله عليه من شرايط الجهاد، قلت فبين لي يرحمك الله قال: ان الله تبارك وتعالى أخبر في كتابه الدعاء إليه ووصف الدعاة إليه فجعل ذلك لهم درجات يعرف بعضها بعضا ويستدل ببعضها على بعض فأخبر انه تبارك وتعالى اول من دعا إلى نفسه ودعا إلى طاعته واتباع أمره إلى قوله: ثم ذكر من اذن له في الدعاء إليه بعده وبعد رسوله في كتابه فقال: ” ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون ” ثم أخبر عن هذه الامة وممن هي وانها من ذرية ابراهيم ومن ذرية اسمعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط، الذين وجبت لهم دعوة ابراهيم واسمعيل من أهل المسجد، الذين اخبر عنهم في كتابه انه أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا الذين وصفناهم قبل هذا في صفة ابراهيم عليه السلام (1) الذين عناهم الله تبارك وتعالى في قوله: ” ادعوا إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني ” يعني اول من اتبعه على الايمان به والتصديق له وبما جاء به من عند الله عزوجل من الامة التي بعث فيها ومنها واليها قبل الخلق ممن لم يشرك بالله قط، ولم يلبس ايمانه بظلم وهو الشرك، ثم ذكر اتباع نبيه صلى الله عليه واله واتباع هذه الامة التي وصفها في كتابه بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعلها داعية إليه، واذن له في الدعاء إليه فقال: ” يا ايها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ” ثم وصف اتباع نبيه صلى الله عليه واله من المؤمنين فقال: ” محمد


(1) وفي بعض النسخ ” في صفة امة محمد “. (*)

[ 271 ]

رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التورية و مثلهم في الانجيل ” وقال: ” يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبايمانهم ” يعني اولئك المؤمنين وقال: ” قد افلح المؤمنون ” ثم حلاهم و وصفهم كيلا يطمع في اللحاق بهم الا من كان منهم فقال فيما حلاهم به ووصفهم: ” الذين هم في صلوتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون ” إلى قوله: ” اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ” وقال في صفتهم وحليتهم ايضا: ” الذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما يضاعف له العذاب يوم القيمة ويخلد فيه مهانا ” ثم أخبر انه اشترى من هؤلاء المؤمنين ومن كان على مثل صفتهم ” انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التورية والانجيل والقرآن ” ثم ذكر وفاهم له بعهده ومبايعته فقال: ” ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ” فلما نزلت هذه الآية ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة قام رجل إلى النبي صلى الله عليه واله فقال يا نبي الله أرأيتك الرجل يأخذ سيفه فيقاتل حتى يقتل الا انه يقترف من هذه المحارم أشهيد هو ؟ فانزل الله عزوجل على رسوله: التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ففسر النبي صلى الله عليه واله المجاهدين من المؤمنين الذين هذه صفتهم وحليتهم بالشهادة و الجنة، وقال: ” التائبون ” من الذنوب ” العابدون ” الذين لا يعبدون الا الله ولا يشركون به شيئا ” الحامدون ” الذين يحمدون الله على كل حال في الشدة والرخاء و ” السائحون ” الصائمون ” الراكعون الساجدون ” الذين يواظبون على الصلوات الخمس الحافظون لها والمحافظون عليها بركوعها وسجودها والخشوع فيها وفي اوقاتها ” الآمرون بالمعروف ” بعد ذلك والعاملون به ” والناهون عن المنكر ” والمنتهون عنه، قال: فبشر من قتل وهو قائم بهذه الشرائط بالشهادة والجنة والحديث


[ 272 ]

طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 358 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لقى عباد البصري علي بن الحسين عليهما السلام في طريق مكة فقال له: يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج ولينته ان الله تعالى يقول: ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التورية والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم فقال له علي بن الحسين صلوات الله عليهما: أتم الآية فقال: ” التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ” فقال علي بن الحسين عليهما السلام إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج. 359 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبيه الميمون عن ابي عبد الله عليه السلام ان امير المؤمنين عليه السلام كان إذا أراد القتال قال هذه الدعوات: اللهم انك اعلمت سبيلا من سبلك جعلت فيه رضاك وندبت إليه اوليائك و جعلته اشرف سبلك عندك ثوابا واكرمها لديك مآبا واحبها اليك مسلكا ثم اشتريت فيه من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليك حقا فاجعلني ممن اشترى فيه منك نفسه ثم وفى لك ببيعه الذي بايعك عليه غير ناكث ولا ناقض عهدا ولا مبدلا تبديلا، والدعاء طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 360 – في نهج البلاغة قال عليه السلام ألا حر يدع هذه اللماظة لاهلها (1) انه ليس لانفسكم ثمن الا الجنة فلا تبيعوها الا بها. 361 – وفيه فلا أموال بذلتموها للذي رزقها ولا أنفس خاطرتم بها للذي


(1) هذا هو الصحيح الموافق لنسخ نهج البلاغة لكن في نسخ الكتاب ” المماطلة ” و اللماظة – بفتح اللام -: ما تبقى في الفم من الطعام ولمظ الرجل: إذا تتبع بلسانه بقية الطعام في فمه وأخرج لسانه فمسح به شفتيه وكذلك التلمظ. (*)

[ 273 ]

خلقها (1) 362 – في تفسير العياشي عن ابي بصير عن ابي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة ” الآية قال: يعني في الميثاق: ثم قرأت عليه: ” التائبون العابدون ” فقال أبو جعفر: لا ولكن اقرأها التائبين العابدين إلى آخر الاية، وقال: إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء اشترى منهم انفسهم واموالهم يعني في الرجعة. 363 – في تفسير علي بن ابراهيم وقوله عزوجل: ” ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة ” قال: نزلت في الائمة صلوات الله عليهم 364 – حدثني ابي عن بعض رجاله قال: لقى الزهري علي بن الحسين عليهما السلام في طريق الحج فقال له: يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته واقبلت على الحج و لينته ان الله تبارك وتعالى يقول: ” ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التورية والانجيل والقرآن ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ” فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: انما هم الائمة صلوات الله عليهم، فقال: ” التائبون العابدن الحامدون السائحون ” إلى قوله: ” وبشر المؤمنين ” فقال له علي بن الحسين صلوات الله عليهما: إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم افضل من الحج. 365 – في مجمع البيان ” انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة ” انما اشترى من المؤمنين أنفسهم يبذلونها بالجهاد في سبيل الله، والجهاد قد يكون بالسيف وقد يكون باللسان وربما كان جهاد اللسان ابلغ لان سبيل الله دينه والدعاء إلى الدين يكون اولا باللسان وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله: لئن يهدى الله على يديك نسمة خير مما طلعت عليه الشمس


(1) قال ابن أبي الحديد: انتصاب الاموال بفعل مقدر دل عليه بذلتموها وكذلك انفس، يقول: لم تبذلوا اموالكم في رضا من رزقكم اياها، ولم تخاطروا بأنفسكم في رضا الخالق لها، والاولى بكم أن تبذلوا المال في رضا رازقه، والنفس في رضا خالقها لانه ليس أحد أحق منه بالمال والنفس وبذلهما في رضاه. (*)

[ 274 ]

وكان الصادق عليه السلام يقول: يامن ليست له همة انه ليست لابدانكم ثمن الا الجنة فلا تبيعوها الا بها (1) 366 – ” السائحون ” روى مرفوعا عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: سياحة امتي الصيام. 367 – وفي قرائة ابي وعبد الله بن مسعود والاعمش ” التائبين العابدين ” بالياء إلى آخرها وروى ذلك عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام. 368 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن ابي حمزة عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليهما السلام قال: تلوت: ” التائبون العابدون “، فقال: لا، اقرء ” التائبين العابدين ” إلى آخرها فسئل عن العلة في ذلك ؟ فقال: اشترى من المؤمنين التائبين العابدين. 369 – في الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن ابي عبد الله عليه السلام قال: من اخذ سارقا فعفى عنه فذاك له فان رفعه إلى الامام قطعه، فان قال الذي سرق له: انا أهب له لم يدعه الامام حتى يقطعه إذا رفعه إليه، وانما الهبة قبل أن يرفع إلى الامام، وذلك قول الله عزوجل: والحافظون لحدود الله فان انتهى الحد إلى الامام فليس لاحد ان يتركه. 370 – في تفسير العياشي عن ابراهيم بن ابي البلاد عن بعض اصحابه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يقول الناس في قول الله عزوجل: وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه قلت: يقولون: ابراهيم وعد اباه ليستغفر له، قال: ليس هو هكذا وان ابراهيم وعده ان يسلم فاستغفر له فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه. 371 – أبو اسحق الهمداني عن الخليل عن ابي عبد الله عليه السلام قال: صلى رجل إلى جنبي فاستغفر لابويه وكانا ماتا في الجاهلية فقلت: تستغفر لابويك وقد ماتا في


(1) وذكر الطبرسي (ره) ان الاصمعي انشد للصادق عليه السلام هذه الابيات: اتأمن بالنفس النفيسة ربها * فليس لها في الخلق كلهم ثمن بها نشترى الجنات ان أنا بعتها * بشئ سواها ان ذلكم غبن إذا ذهبت نفسي بدنيا اصبتها * فقد ذهب الدنيا وقد ذهب الثمن (*)

[ 275 ]

الجاهلية ؟ قال: فقد استغفر ابراهيم لابيه فلم ادر ما أرد عليه، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه واله فأنزل الله: ” وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه فلما تبين له انه عدو لله تبرء منه ” قال: لما مات تبين انه عدو لله فلم يستغفر له. 372 – عن جابر قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله: ” ربنا اغفر لي ولوالدي ” قال: هذه كلمة صحفها الكتاب انما كان استغفاره لابيه عن موعدة وعدها اياه، و انما كان: ” ربنا اغفر لي ولوالدي ” [ يعني ] اسمعيل واسحق، والحسن والحسين والله ابنا رسول الله صلى الله عليه واله. 373 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه ” قال: قال ابراهيم لابيه: ان لم تعبد الاصنام استغفرت لك. فلما لم يدع الاصنام تبرأ منه ابراهيم، ان ابراهيم لاواه حليم اي دعاء 374 – وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام قال: الاواه المتضرع إلى الله في صلوته وإذا خلا في قفرة (1) من الارض وفي الخلوات. 375 – في مجمع البيان ثم بين سبحانه الوجه في استغفار ابراهيم لابيه مع كونه كافرا سواء كان اباه الذي ولده أو جده لامه أو عمه على ما رواه اصحابنا ” ان ابراهيم لاواه ” اي دعاء كثير الدعاء وهو المروى عن ابي عبد الله عليه السلام، وقيل: هو الخاشع المتذلل رواه ابن شداد عن النبي صلى الله عليه واله. وقيل هو المتأوه شفقا وفرقا المتضرع يقينا بالاجابة ولزوما للطاعة عن ابي عبيدة، قال الزجاج وقد انتظم قول ابي عبيدة اكثر ما روى في الاواه. 376 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قلت: ” ان ابراهيم لاواه حليم ” قال: الاواه هو الدعاء. 377 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قلت لابي الحسن موسى عليه السلام: ارأيت ان احتجت إلى متطبب (2) وهو نصراني


(1) القفرة: الخلاء من الارض لا ماء به ولا نبات. (2) المتطبب: المتعاطي علم الطب. (*)

[ 276 ]

ان اسلم عليه أو ادعوا له ؟ قال: نعم لا ينفعه دعائك. 378 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: ارأيت ان احتجت إلى الطبيب وهو نصراني اسلم إليه وأدعوا له ؟ قال: نعم لا ينفعه دعاؤك. 379 – عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن عرفة عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قيل لابي عبد الله عليه السلام: كيف أدعو لليهودي والنصراني ؟ قال: تقول له: بارك الله لك في دنياك. 380 – علي بن محمد عن اسحق بن محمد عن شاهويه بن عبد الله الجلاب قال: كتب الي أبو الحسن في كتاب: اردت ان تسأل عن الخلف بعد ابي جعفر عليه السلام وقلقت لذلك، فلا تغتم فان الله عزوجل لا يضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون، وصاحبكم بعدي أبو محمد ابني، وعنده ما تحتاجون إليه يقدم ما يشاء الله ويؤخر ما يشاء، ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها، قد كتبت بما فيه بيان وقناع لذي عقل يقظان. 381 – في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن ابي القاسم عن احمد بن ابي عبد الله عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن حمزة بن الطيار عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون قال: حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه. في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن حمزة بن محمد الطيار عن ابي عبد الله عليه السلام مثله سواء. 382 – في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن ابراهيم بن هاشم عن اسمعيل بن مرار عن يونس بن عبد الرحمن عن حماد بن عبد الاعلى قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون ” ؟ قال: حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه.


[ 277 ]

383 – في قرب الاسناد للحميري احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد ابن ابي نصر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول إلى ان قال: وعنه عن احمد بن محمد بن ابي نصر قال: دخلت عليه بالقادسية فقلت له: جعلت فداك اني اريد ان اسئلك عن شئ وانا اجلك (1) والخطب فيه جليل، وانما اريد فكاك رقبتي من النار فرآني وقد زمعت (2) وقال: لا تدع شيئا تريد ان تسألني عنه الا سألتني عنه، قلت: جعلت فداك اني سئلت اباك وهو نازل في هذا الموضع عن خليفته من بعده، فدلني عليك، وقد سألتك مرة منذ سنين وليس لك ولد عن الامامة فيمن يكون من بعدك ؟ فقلت: في ولدي، وقد وهب الله لك ابنين فايهما عندك بمنزلتك [ التي ] كانت عند ابيك ؟ فقال لي: هذا الذي سألت عنه ليس هذا وقته، فقلت له: جعلت فداك قد رأيت ما ابتلينا به في ابيك ولست آمن الاحداث فقال: كلا انشاء الله لو كان الذي تخاف كان مني في ذلك حجة احتج بها عليك وعلى غيرك، اما علمت ان الامام الفرض عليه والواجب من الله إذا خاف الفوت على نفسه ان يحتج في الامام من بعده، والحجة معروفة مبينة، ان الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: ” وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون ” فطب نفسا وطيب نفس اصحابك، فان الامر يجئ على غير ما تحذرون انشاء الله. 384 – في تفسير العياشي علي بن ابي حمزة قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: ان اباك اخبرنا بالخلف من بعده فلو خبرتنا به ؟ قال: فأخذ بيدي فهزها ثم قال: ” ما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون “. 385 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله عزوجل: ” لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة ” قال الصادق عليه السلام: هكذا نزلت، وهو أبو ذر وابو خيثمة وعميرة بن وهب الذين تخلفوا ثم لحقوا برسول الله صلى الله عليه واله. 386 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله


(1) أجله اجلالا: عظمه. (2) زمع بمعنى دهش. وفي هامش المصدر ” دمعت خ ل “. (*)

[ 278 ]

عليه السلام انه قرأ: ” لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والانصار ” قال ابان: فقلت له: يابن عم رسول الله ان العامة لا تقرأ كما عندك ؟ قال: وكيف تقرأ يا ابان ؟ قال: قلت: انها تقرأ: ” لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار ” فقال: ويلهم واي ذنب كان لرسول الله صلى الله عليه واله حتى تاب الله عليه منه انما تاب الله به على امته والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 387 – في مجمع البيان وقد روى عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام انه قرأ: ” ولقد تاب الله بالنبي على المهاجرين وعلى الثلثة الذين خلفوا ” وقرائة علي بن الحسين زين العابدين وابي جعفر محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق ” خالفوا ” 388 – في تفسير العياشي عن فيض بن المختار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كيف تقرأ هذه الآية في التوبة: وعلى الثلثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم قال: قلت ” خلفوا ” قال لو خلفوا لكانوا في حال طاعة، وزاد الحسين بن المختار عنه: لو كان خلفوا ما كان عليهم من سبيل ولكنهم خالفوا عثمان وصاحباه، اما والله ما سمعوا صوت كافر ولا قعقعة حجر (1) الا قالوا أتانا فسلط الله عليهم الخوف حتى اصبحوا، قال صفوان: قال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبو لبابة احدهم، يعني في ” وعلى الثلثة الذين خلفوا “. 389 – عن سلام عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: ثم تاب عليهم ليتوبوا قال: اقالهم فوالله ما تابوا. 390 – في تفسير علي بن ابراهيم في قصة غزوة تبوك وقد كان تخلف عن رسول الله صلى الله عليه واله قوم من المنافقين وقوم من المؤمنين مستبصرين لم يعثر عليهم في نفاق: منهم كعب بن مالك الشاعر، ومرارة بن الربيع، وهلال بن امية الواقفي، فلما تاب الله عزوجل عليهم قال كعب: ما كنت قط أقوى مني في ذلك الوقت الذي خرج رسول الله صلى الله عليه واله


(1) الققعة: حكاية صوت السلاح وصوت الرعد والترسة ونحوها وفي تفسير البرهان و كذا في رواية الكليني ” حافر ” بدل ” كافر “. وفي بعض النسخ ” حجة ” مكان ” حجر ” والظاهر انه تصحيف. (*)

[ 279 ]

إلى تبوك وما اجتمعت لي راحلتان قط الا في ذلك اليوم، فكنت أقول: أخرج غدا، أخرج بعد غد، فاني مقوى وتوانيت وبقيت بعد خروج النبي صلى الله عليه واله اياما ادخل السوق فلا أقضي حاجة، فلقيت هلال بن امية ومرارة بن الربيع وقد كانا تخلفا ايضا فتوافقنا أن نبكر إلى السوق ولم نقض حاجة، فما زلنا نقول: نخرج غدا وبعد غد حتى بلغنا اقبال رسول الله صلى الله عليه واله، فندمنا فلما وافى رسول الله استقبلناه نهنيه بالسلامة فسلمنا عليه فلم يرد علينا السلام وأعرض عنا، وسلمنا على اخواننا فلم يردوا علينا السلام، فبلغ ذلك اهلونا فقطعوا كلامنا، وكنا نحضر المسجد فلا يسلم علينا أحد ولم يكلمنا فجاءت نساؤنا إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقلن: قد بلغنا سخطك على أزواجنا افنعتزلهم ؟ فقال رسول الله: لا تعتزلوهم ولكن لا يقربوكن، فلما رأى كعب بن مالك وصاحباه ما قد حل لهم، قال: ما يقعدنا بالمدينة ولا يكلمنا رسول الله صلى الله عليه واله ولا اخواننا ولا أهلونا ؟ فهلموا نخرج إلى هذا الجبل فلا نزال فيه حتى يتوب الله علينا أو نموت، فخرجوا إلى ذناب جبل بالمدينة وقد كانوا يصومون وكان أهلوهم يأتونهم بالطعام فيضعونه ناحية. ثم يولون عنهم فلا يكلمونهم، فبقوا على هذه الحالة اياما كثيرة يبكون بالليل والنهار ويدعون الله عزوجل أن يغفر لهم، فلما طال عليهم الامر قال لهم كعب: قد سخط الله عزوجل علينا ورسوله صلى الله عليه واله قد سخط علينا، واخواننا قد سخطوا علينا، وأهلونا قد سخطوا علينا فلا يكلمنا أحد، فلم لا يسخط بعضنا على بعض ؟ فتفرقوا في الليل وحلفوا أن لا يكلم أحد منهم صاحبه حتى يموت أو يتوب الله عزوجل عليه، فبقوا على هذه ثلثة ايام كل واحد منهم في ناحية من الجبل لا يرى أحد منهم صاحبه ولا يكلمه، فلما كان في الليلة الثالثة ورسول الله صلى الله عليه واله في بيت ام سلمة نزلت توبتهم على رسول الله صلى الله عليه وآله. ثم قال في هؤلاء الثلثه: ” وعلى الثلثة الذين خلفوا ” فقال العالم عليه السلام: انما أنزل الله: ” وعلى الثلثة الذين خالفوا ” ولو خلفوا لم يكن عليهم عتب ” حتى إذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت ” حيث لم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه واله ولا اخوانهم ولا أهلوهم، فضاقت المدينة عليهم حتى خرجوا منها ” وضاقت عليهم أنفسهم ” حتى حلفوا ان لا يكلم بعضهم


[ 280 ]

بعضنا، فتفرقوا وتاب الله عليهم لما عرف من صدق نياتهم. 391 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى علي بن عقبة عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: عزوجل ” ثم تاب عليهم ” قال: هي الاقالة. 392 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب جابر الانصاري عن الباقر عليه السلام في قوله: ” وكونوا مع الصادقين ” اي آل محمد. 393 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن أحمد بن عائذ عن ابن اذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال: سئلت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: اتقوا الله وكونوا مع الصادقين قال: ايانا عنى. 394 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: سئلته عن قول الله عزوجل ” واتقوا الله وكونوا مع الصادقين ” قال: الصادقون هم الائمة والصديقون بطاعتهم. (1) 395 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وقد جعل الله للعلم اهلا وفرض الله طاعتهم بقوله: ” واتقوا الله وكونوا مع الصادقين ” 396 – في مجمع البيان في مصحف عبد الله وقرائة ابن عباس ” من الصادقين ” وروى ذلك ايضا عن ابي عبد الله عليه السلام. 397 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال في اثناء كلام له في جمع من المهاجرين و الانصار في المسجد ايام خلافة عثمان: اسألكم بالله اتعلمون ان الله عزوجل لما انزل: ” يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ” فقال سلمان: يارسول الله عامة هذه الآية ام خاصة ؟ فقال عليه السلام: اما المأمورون فعامة المؤمنين امروا بذلك، واما الصادقون فخاصة لاخي علي عليه السلام واوصيائي من بعده إلى يوم القيمة ؟ قالوا: اللهم نعم. 389 – في كتاب معاني الاخبار خطبة لعلي عليه السلام يذكر فيها نعم الله


(1) قال الفيض (ره): لعل المراد ان الصادقين صنفان صنف منهم الائمة المعصومون صلوات الله عليهم، والاخر المصدقون بان طاعتهم مفترضة من الله تعالى كمال التصديق، أو كل من صدق بالحق غاية التصديق بطاعة لربه أو بطاعته اياهم. (*)

[ 281 ]

عزوجل عليه وفيها يقول عليه السلام: الا واني مخصوص في القرآن باسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، يقول الله عزوجل: ” ان الله مع الصادقين ” ان ذلك الصادق 399 – في امالي شيخ الطائفة ” قدس سره ” باسناده إلى جابر عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: ” يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ” قال: مع علي ابن ابي طالب عليه السلام. 400 – في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام: ربنا انك امرتنا بطاعة ولاة امرك وامرتنا ان تكونوا مع الصادقين فقلت: ” اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم ” وقلت: ” واتقوا الله وكونوا مع الصادقين ” فسمعنا وأطعنا ربنا فثبت أقدامنا وتوفنا مسلمين مصدقين لاوليائك، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. 401 – في تفسير العياشي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: اصلحك الله اي شئ إذا أنا عملته استكملت حقيقة الايمان ؟ قال: توالى أولياء الله محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ثم انتهى الامر الينا ثم ابني جعفر وأومى إلى جعفر وهو جالس، فمن والى هؤلاء فقد والى أولياء الله وكان مع الصادقين كما امره الله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (1). 402 – في تفسير علي بن ابراهيم وقال علي بن ابراهيم رحمه الله: وقوله


(1) ” في كتاب سعد السعود لابن طاووس رحمه الله، فصل فيما نذكره من مجلد قالب الثمن عتيق عليه مكتوب: الاول من تفسير أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين صلوات الله عليه رواية ابي الجارود عنه، وقال بعد هذا: فصل فيما نذكره من الجزء الثالث من تفسير الباقر عليه السلام من وجهة ثانية من ثاني سطر بلفظه: وأما قوله: ” يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين “، يقول: كونوا مع علي بن ابي طالب وآل محمد، قال الله: ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه – وهو حمزة بن عبد المطلب – ومنهم من ينتظر – وهو علي بن أبيطالب – يقول الله: وما بدلوا تبديلا ” وقال الله: ” اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ” وهم هيهنا آل محمد، منه عفى عنه ” كذا في هامش بعض النسخ وكتاب سعد السعود غير موجود عندي والعبارة لا تخلو من التصحيف. (*)

[ 282 ]

عزوجل: ” يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ” قال: هم الائمة عليهم السلام، وقوله ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون واديا الا كتب لهم ليجزيهم الله احسن ما كانوا يعملون قال: كلما فعلوا من ذلك جازاهم الله عليه. 403 – في اصول الكافي علي بن محمد بن عبد الله ن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: تفقهوا في الدين فانه من لم يتفقه منكم في الدين فهو اعرابي، ان الله يقول في كتابه: ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون. 404 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إذا حدث على الامام حدث كيف يصنع الناس ؟ قال: اين قول الله عزوجل: ” فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ” ؟ قال: هم في عذر ما داموا في الطلب، وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم اصحابهم. 405 – علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن قال: حدثنا حماد عن عبد الاعلى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول العامة: ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: من مات وليس له امام مات ميتة جاهلية ؟ قال: الحق والله، قلت: فان امام هلك و رجل بخراسان لا يعلم من وصيه لم يسعه ذلك ؟ قال: لا يسعه ان الامام إذا هلك وقعت حجة وصيه على من هو معه في البلد، وحق النفر على من ليس بحضرته إذا بلغهم ان الله عزوجل يقول: ” فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 406 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: اصلحك الله بلغنا شكواك واشفقنا فلو اعلمتنا [ أو علمتنا ] من ؟ فقال: ان عليا عليه السلام كان عالما والعلم يتوارث، فلا يهلك عالم الا بقى من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله، قلت: افيسع الناس إذا مات العالم ان لا يعرفوا الذي بعده فقال


[ 283 ]

اما اهل هذه البلدة فلا، يعني المدينة، واما غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم ان الله عزوجل يقول: ” وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 407 – في عيون الاخبار في باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها من الرضا عليه السلام فان قال: فلم أمر بالحج ؟ قيل: لعلة لوفادة وطلب الزيادة إلى أن قال: مع ما فيه من النفقه ونقل اخبار الائمة عليهم السلام إلى كل صقع وناحية (1) كما قال الله عزوجل: ” فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون * وليشهدوا منافع لهم “. 408 – في كتاب علل الشرايع حدثنا علي بن احمد ” رحمه الله ” قال: حدثنا محمد بن ابي عبد الله الكوفي عن ابي الخير صالح بن ابي حماد عن احمد بن هلال عن محمد بن ابي عمير عن عبد الله بن المؤمن الانصاري قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان قوما يروون ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: اختلاف امتي رحمة ؟ فقال: صدقوا، فقلت: ان كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب ؟ قال: ليس حيث تذهب وذهبوا، انما اراد قول الله عزوجل: ” فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ” فأمرهم ان ينفروا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ويختلفوا إليه فيتعلموا ثم يرجعوا إلى قومهم فيعلموهم، انما اراد اختلافهم من البلدان لا اختلافا في دين الله انما الدين واحد. 409 – وباسناده إلى عبد الجبار عمن ذكره عن يونس بن يعقوب عن عبد الاعلى قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: ان بلغنا وفات الامام كيف نصنع ؟ قال: عليكم النفير قلت: النفير جميعا ؟ قال: ان الله يقول: ” فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ” الاية، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 410 – في تفسير العياشي عن يعقوب بن شعيب عن ابي عبد الله عليه السلام قال:


(1) الصقع – بالضم – بمعنى الناحية ايضا. (*)

[ 284 ]

قلت له: إذا حدث للامام حدث كيف يصنع الناس ؟ قال: يكونون كما قال الله: ” فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ” إلى قوله: ” يحذرون ” قال: قلت: فما حالهم ؟ قال: هم في عذر. 411 – وعنه ايضا في رواية اخرى ما تقول في قوم هلك امامهم كيف يصنعون ؟ قال فقال لي: أما تقرأ كتاب الله: ” فلولا نفر من كل فرقة ” إلى قوله: ” يحذرون ” ؟ قلت: جعلت فداك فما حال المنتظرين حتى يرجع المتفقهون ؟ قال فقال لي: رحمك الله أما علمت انه كان بين محمد وعيسى صلى الله عليهما وآلهما خمسون ومأتا سنة، فمات قوم على دين عيسى انتظارا لدين محمد فأتاهم الله أجرهم مرتين. 412 – عن أحمد بن محمد عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: كتب الي: انما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، فإذا خفنا خاف، وإذا امنا امن، قال الله: ” فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ” ” فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ” الآية فقد فرضت عليكم المسألة والرد الينا ولم يفرض علينا الجواب. 413 – عن عبد الاعلى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام ؟ بلغنا وفاة الامام ؟ قال: عليكم النفر قلت: جميعا ؟ قال ان الله يقول: ” فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا ” الآية قلت: نفر فمات بعضنا في الطريق ؟ قال: فقال: ” ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ” إلى قوله: ” اجره على الله ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 414 – عن ابي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: تفقهوا فانه من لم يتفقه منكم فانه أعرابي، ان الله يقول في كتابه ” ليتفقهوا في الدين ” إلى قوله: ” يحذرون “. 415 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن الربيع عن المفضل بن عمر قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: عليكم بالتفقه في دين الله ولا تكونوا أعرابا فانه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيمة ولم يزك له عملا. 416 – محمد بن اسمعيل عن المفضل بن شاذان عن ابن ابي عمير عن جميل بن دراج


[ 285 ]

عن أبان بن تغلب عن ابي عبد الله عليه السلام قال. لوددت ان أصحابي ضربت رؤسهم بالسياط حتى يتفقهوا. 417 – علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عمن رواه عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال له رجل: جعلت فداك رجل عرف هذا الامر لزم بيته ولم يتعرف إلى أحد من اخوانه: قال: فقال: وكيف يتفقه هذا في دينه ؟ 418 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن اسمعيل عن الفضل ابن شاذان النيسابوري جميعا عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ان من علامات الفقه الحلم والصمت. 419 – في كتاب الخصال عن موسى بن أكيل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا يكون الرجل فقيها حتى لا يبالي أي ثوبيه ابتذل وبما سد فروة الجوع. 420 – عن الحارث الاعور قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: ثلث بهن يكمل المسلم: التفقه في الدين والتقدير في المعيشة والصبر على النوائب (1) 421 – في تفسير العياشي عن عمران بن عبد الله التيمي عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قول الله تبارك وتعالى: قاتلوا الذين يلونكم من الكفار قال: الديلم. 422 – في تفسير علي بن ابراهيم ” يا ايها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة ” قال: يجب على كل قوم أن يقاتلوا ممن يليهم ممن يقرب من بلادهم ولا يجوزوا ذلك الموضع، والغلظة اي غلظوا لهم القول والقتل. 423 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال: حدثنا أبو عمر والزبيري عن ابي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفيه بعد أن قال عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها وبين ذلك قلت قد فهمت نقصان الايمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته ؟ قال: قول الله عزوجل: وإذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين آمنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون * واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم


(1) النوائب: المصائب. (*)

[ 286 ]

وقال: ” نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ” ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لاحد منهم فضل على أخيه ولاستوت النعم فيه، ولا استوى الناس وبطل التفضيل، ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمن بالدرجات عند الله، وبالنقصان دخل المفرطون النار. 424 – في نهج البلاغة ومن حديثه عليه السلام: ان الايمان يبدو لمظة (1) في القلب كلما ازداد الايمان ازدادت اللمظة. 425 – في تفسير العياشي عن زرارة بن اعين عن ابي جعفر عليه السلام: ” واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم ” يقول: شكا إلى شكهم. 426 – عن ثعلبة عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى لقد جائكم رسول من انفسكم قال فينا عزيز عليه ما عنتم قال: فينا حريص عليكم قال فينا بالمؤمنين رؤف رحيم قال: شركنا المؤمنين في هذه الرابعة وثلثة لنا. 427 – عن عبد الله بن سليمان عن ابي جعفر عليه السلام قال: تلا هذه الآية ” لقد جاءكم رسول من انفسكم ” قال: من انفسنا قال: ” عزيز عليه ما عنتم ” قال: ما عنتنا (2) قال: ” حريص عليكم ” علينا ” بالمؤمنين رؤف رحيم ” [ قال: بشيعتنا رؤف رحيم ] فلنا ثلثة ارباعها ولشيعتنا ربعها. 428 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السياري عن محمد بن بكر عن ابي الجارود عن الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين عليه السلام انه قام إليه رجل فقال: يا امير المؤمنين ان ارضي ارض مسبعة وان السباع تغشى منزلي ولا تجوز حتى تأخذ فريستها (3) فقال: اقرء: ” لقد جائكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم فان تولوا فقل حسبي الله لا اله


(1) اللمظة النقطة من البياض. (2) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الاصل ” ما عندنا ” وهو مصحف (3) ارض مسبعة: تكثر فيها السباع وفريسة الاسد: التي تكسرها. (*)

[ 287 ]

الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ” فقرأها الرجل فاجتنبته السباع، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 429 – في روضة الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن مبارك عن عبد الله بن جبلة عن اسحق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: هكذا انزل الله عزوجل: ” لقد جاءنا رسول من أنفسنا عزيز عليه ما عنتنا حريص علينا بالمؤمنين رؤف رحيم “. 430 – في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه واله لعلي: عليه السلام: يا علي من خاف من السباع فليقرأ: ” لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ” إلى آخر السورة 431 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” عن معمر بن شداد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ثم وصفني الله تعالى بالرأفة والرحمة وذكر في كتابه: ” لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة 432 – في مجمع البيان: ” لقد جائكم رسول من أنفسكم ” قيل: معناه انه من نكاح لم يصبه شئ من ولادة الجاهلية عن الصادق عليه السلام. 433 – وقرأ ابن عباس وابن علية وابن محيصن والزهري ” انفسكم ” بفتح الفاء وقيل: انها قرائة فاطمة عليها السلام. 434 – في جوامع الجامع وقرء من ” انفسكم ” اي من اشرفكم وافضلكم و قيل: هي قرائة رسول الله صلى الله عليه واله وفاطمة عليهما السلام. 435 – في تفسير علي بن ابراهيم ويقرأ: من انفسكم ” اي من اشرفكم. 436 – في كتاب التوحيد حدثنا علي بن احمد بن محمد بن عمران الدقاق ” رحمه الله ” قال: حدثنا محمد بن ابي عبد الله الكوفي قال: حدثنا محمد بن اسمعيل البرمكي قال: حدثنا الحسين بن الحسن قال: حدثني ابي عن حنان بن سدير قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن العرش والكرسي فقال: ان للعرش صفات كثيرة مختلفة، له في


[ 288 ]

كل سبب وضع (1) في القرآن صفة على حدة. فقوله: رب العرش العظيم يقول: الملك العظيم، وقوله: ” الرحمان على العرش استوى ” يقول: على الملك احتوى وهذا ملك الكيفوفية في الاشياء، ثم العرش في الوصل منفرد من الكرسي لانهما بابان من اكبر ابواب الغيوب، وهما جميعا غيبان وهما في الغيب مقرونان، لان الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذي منه مطلع البدع ومنه الاشياء كلها والعرش هو الباب الباطن الذي يوجد فيه علم الكيف والكون والحمد والقدر والاين والمشية وصفة الارادة وعلم الالفاظ والحركات والترك وعلم العود والبدأ. فهما في العلم بابان مقرونان، لان ملك العرش سوى ملك الكرسي، وعلمه اغيب من علم الكرسي، فمن ذلك قال: ” رب العرش العظيم ” اي صفته أعظم من صفة الكرسي وهما في ذلك مقرونان. 437 – حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد ” رحمه الله ” قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن علي بن اسمعيل عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن ابي الطفيل عن ابي جعفر عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: ان الله عزوجل خلق العرش ارباعا لم يخلق قبله الا ثلثة اشياء الهوا والقلم والنور، ثم خلقه من انوار مختلفة فمن ذلك النور نور اخضر اخضرت منه الخضرة، ونور اصفر اصفرت منه الصفرة، ونور احمر احمرت منه الحمرة، ونور ابيض وهو نور الانوار، ومنه ضوء النهار، ثم جعله سبعين الف طبق: غلظ كل طبق كاول العرش إلى اسفل السافلين ليس من ذلك طبق الا يسبح بحمد ربه ويقدسه بأصوات مختلفة، والسنة غير مشتبهة، ولو اذن للسان منها فأسمع شيئا مما تحته لهدم الجبال والمداين والحصون، ولخسف البحار ولاهلك ما دونه، له ثمانية اركان على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم الا الله عزوجل، يسبحون الليل والنهار لا يفترون، ولو حس شئ مما فوقه ما قام لذلك طرفة عين بينه و


(1) وفي المصدر ” وصنع ” بدل ” وضع “. (*)

[ 289 ]

بين الاحساس الجبروت والكبرياء والعظمة والقدس والرحمة والعلم، وليس وراء هذا مقال (1)


(1) ” في كتاب طب الائمة (ع) عن الشعيري عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراده انسان بسوء فأراد ان يحجز الله بينه وبينه فليقل حين براءة (يراه ظ): اعوذ بحول الله وقوته من حول خلقه وقوتهم واعوذ برب الفلق من شر ما خلق ثم يقول: ما قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله: فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، صرف الله عنه كيد كل كائد، ومكر كل ماكر، وحسد كل حاسد ولا يقولن هذه الكلمات الا في وجهه فان الله يكفيه بحوله. منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (*)

[ 290 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في تفسير العياشي عن ابان بن عثمان عن محمد قال: قال أبو جعفر عليه السلام: اقرء قلت: من اي شئ اقرأ ؟ قال: اقرء من السورة السابعة (1) قال: فجعلت التمسها فقال: اقرأ سورة يونس فقرأت حتى انتهيت إلى ” الذين احسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوهم قتر ولا ذلة ” ثم قال: حسبك، قال رسول الله صلى الله عليه واله: اني لاعجب كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن. 2 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة يونس في كل شهرين أو ثلثة لم يخف عليه أن يكون من الجاهلين وكان يوم القيمة من المقربين. 3 – في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرأها اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق بيونس وكذب به، وبعدد من غرق مع فرعون. 4 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: و ” الر ” معناه: أنا الله الرؤف. 5 – في تفسير علي بن ابراهيم قال: ” الر ” هو حرف من حروف الاسم الاعظم المنقطع في القرآن، فإذا ألفه الرسول أو الامام فدعا به اجيب. 6 – في تفسير العياشي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل ذكرناه بتمامه أول آل عمران واول الاعراف وفي آخره: وليس من حروف مقطعة حرف ينقضي ايامه الا و قائم من بني هاشم عند انقضائه إلى قوله: ثم كان بدو خروج الحسين بن علي عليهما السلام


(1) الظاهر ان السابعة تصحيف، وانما هو التاسعة بجعل الانفال وبراءة سورة واحدة وفي اصول الكافي ” التاسعة ” وستقف عليه عند قوله عزوجل ” للذين أحسنوا الحسنى الاية ” منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (*)

[ 291 ]

” الم ” فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند ” المص ” ويقوم قائمنا عند انقضائها ” بالمر ” فافهم ذلك وعه واكتمه (1)


(1) قد مر بعض الاحاديث المأثورة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام في الحروف المقطعة فواتح السور في أول سورة آل عمران والاعراف وذكرنا بعض ما يتعلق بها في الذيل، وهنا حديث لم أره فيما نقله المؤلف (ره) في الكتاب ولا المحدث البحراني (قده) في البرهان في مظانه، نبهني بذلك صاحب كتاب مستدرك السفينة دامت بركاته العالية، وهو ما نقله المحدث الجليل المولى محمد باقر المجلسي طاب ثراه في البحار (ج 18: 866 – 867)، في باب ادعية عيد الفطر عن كتاب الاقبال، قال: روينا باسنادنا إلى ابي محمد هرون بن موسى التلعكبري رضى الله عنه باسناده إلى جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: كنت بالمدينة وقد ولاها مروان بن الحكم من قبل يزيد بن معاوية وكان شهر رمضان فلما كان في آخر ليلة منه أمر مناديه ان ينادي في الناس بالخروج إلى البقيع لصلوة العيد، فغدوت من منزلي اريد إلى سيدي علي بن الحسين عليهما السلام غلسا، فما مررت بسكة من سكك المدينة الا لقيت أهلها خارجين إلى البقيع فيقولون: إلى اين تريد يا جابر ؟ فأقول: إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أتيت المسجد فدخلته، فما وجدت فيه الا سيدي علي بن الحسين عليهما السلام قائما يصلي صلوة الفجر وحده، فوقفت وصليت بصلوته فلما أن فرغ من صلوته سجد سجدة الشكر ثم انه جلس يدعو وجعلت آمن على دعائه، فما أتى إلى آخر دعائه حتى بزغت الشمس فوثب قائما على قدميه تجاه القبلة وتجاه قبر رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم انه رفع يديه حتى صارتا بازاء وجهه وقال: ” الهي وسيدي انت فطرتني.. ” – وذكر الدعاء إلى قوله عليه السلام -: ” مننت بمن هديتني به من الضلالة واستنقذتني به من الهلكة واستخلصتني به من الحيرة وفككتني به من الجهالة وهو حبيبك ونبيك محمد صلى الله عليه وآله – إلى ان قال (ع): – فخصصتة أن جعلته قسمك حين أسميته و قرنت القرآن معه فما في كتابك من شاهد قسم والقرآن مردف به الا وهو اسمه وذلك شرف شرفته به وفضل بعثته إليه تعجز الالسن والافهام عن وصف مرادك به وتكل عن علم ثنائك عليه فقلت عز جلالك في تأكيد الكتاب وقبول ما جاء فيه: ” هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ” وقلت عزيت و جليت: ” ما فرطنا في الكتاب من شئ ” وقلت في عامة ابتدائه ” الر تلك آيات الكتاب الحكيم الر كتاب احكمت آياته ثم فصلت، الر تلك آيات الكتاب المبين. الر تلك آيات الكتاب * (*)

[ 292 ]

7 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن يونس قال: اخبرني من رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: بشر الذين آمنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم قال: ولاية أمير المؤمنين عليه السلام. 8 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله: قدم صدق عند ربه قال: هو رسول الله صلى الله عليه واله في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام مثله سواء. 9 – في مجمع البيان ” ان لهم قدم صدق عند ربهم ” قيل: ان معنى قدم صدق شفاعة محمد صلى الله عليه واله وهو المروى عن ابي عبد الله عليه السلام، وقيل: هو تقديم الله اياهم في البعث يوم القيمة بيانه قوله عليه السلام: نحن الآخرون السابقون يوم القيمة. 10 – في تفسير العياشي عن الصباح بن سيابه عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان الله خلق السنة اثنى عشر شهرا وهي ثلثمأة وستون يوما، فحجر (1) منها ستة ايام خلق فيها السموات والارض، فمن ثم تقاصرت الشهور. 11 – عن ابي جعفر عن رجل عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان الله خلق السموات والارض في ستة ايام، فالسنة تنقص ستة ايام. 12 – عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: [ ان الله ] جل ذكره وتقدست اسماؤه خلق الارض قبل السماء ثم استوى على العرش لتدبير الامور. 13 – في كتاب التوحيد باسناده إلى ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قوله:


* المر كتاب أنزلناه اليك. الر تلك آيات الكتاب. الم ذلك الكتاب لا ريب فيه ” وفي أمثالها من السور والطواسين والحواميم، في كل ذلك ثنيت بالكتاب مع القسم الذي هو اسم من اختصصته بوحيك واستودعته سر غيبك.. ” إلى آخر الدعاء. ثم ذكر (ره) ما صورته اختيار ابن الباقي وجنة الامان عن جابر مثله، ثم عقبه ببيان طويل فراجع ان شئت. (1) وفي المصدر ” فخرج ” بدل ” فحجر “. (*)

[ 293 ]

” الرحمن على العرش استوى ” يقول: على الملك احتوى، وقد فسر بتمامه آخر برائة. قال عز من قائل: يدبر الامر. 14 – في كتاب التوحيد خطبة للرضا عليه السلام وفيها: مدبر لا بحركة. 15 – وفيه باسناده إلى انس عن النبي صلى الله عليه واله عن جبرئيل عليه السلام عن الله تبارك وتعالى حديث طويل وفيه: وان من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من العبادة فأكفه عنه لئلا يدخله العجب فيفسده ذلك، وان من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح ايمانه الا بالفقر ولو اغنيته لافسده، وان من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح ايمانه الا بالغنى ولو افقرته لافسده ذلك، وان من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح ايمانه الا بالسقم ولو صححت جسمه لافسده ذلك وان من عبادي المؤمنين لمن لا يصلح ايمانه الا بالصحة ولو اسقمته لافسده ذلك اني ادبر عبادي لعلمي بقلوبهم فاني عليم خبير. 16 – في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال: فضرب مثل محمد صلى الله عليه واله الشمس و مثل الوصي القمر، وهو قول الله عزوجل: جعل الشمس ضياء والقمر نورا والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 17 – في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن ابي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد (النوفلي خ) عن اسمعيل بن مسلم قال: حدثنا أبو نعيم البلخي عن مقاتل بن حنان عن عبد الرحمان بن ذريح عن ابي الغفاري رحمه الله قال: كنت آخذا بيد النبي صلى الله عليه واله ونحن نتماشى جميعا، فما زلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت فقلت: يارسول الله اين تغيب ؟ قال: في السماء ثم ترفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى السماء السابعة حتى تكون تحت العرش فتخر ساجدة فتسجد معها الملائكة الموكلون بها، ثم تقول: يا رب من اين تأمرني ان أطلع امن مغربي ام من مطلعي فذلك قوله عزوجل: ” والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ” يعني بذلك صنع الرب العزيز في ملكه بخلقه، قال: فيأتيها جبرئيل عليه السلام بحلة ضوء من نور العرش على مقادير ساعات النهار في طوله في الصيف وفي قصره في الشتاء ما بين ذلك في الخريف


[ 294 ]

والربيع، قال: فتلبس تلك الحلة كما يلبس احدكم ثوبه، ثم تنطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها، قال النبي صلى الله عليه واله: فكاني بها قد حبست مقدار ثلث ليال ثم لا تكسى ضوءا وتؤمر ان تطلع من مغربها، فذلك قوله عزوجل: ” إذا الشمس كورت * وإذا النجوم انكدرت ” والقمر كذلك مطلعه ومجراه في افق السماء ومغربه وارتفاعه إلى السماء السابعة، ويسجد تحت العرش ثم يأتيه جبرئيل بالحلة من نور الكرسي فذلك قوله عزوجل: ” جعل الشمس ضياءا والقمر نورا “. 18 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ان الذين لا يرجون لقائنا اي لا يؤمنون به ورضوا بالحيوة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون قال: الايات امير المؤمنين والائمة عليهم السلام، والدليل على ذلك قول امير المؤمنين عليه السلام ما لله آية اكبر مني. 19 – في كتاب التوحيد حدثني علي بن عبد الله الوراق ومحمد بن علي السناني وعلي بن احمد بن محمد بن عمران الدقاق رضى الله عنه قالوا: حدثنا أبو العباس احمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول عن ابيه عن جعفر بن سليمان النضري عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سألت ابا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عزوجل: ” من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ” فقال: ان الله تبارك وتعالى يضل الظالمين يوم القيمة عن دار كرامته ويهدي اهل الايمان والعمل الصالح إلى جنته كما قال: ” ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ” وقال عزوجل: ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجرى من تحتهم الانهار في جنات النعيم. 20 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن علي بن ابي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل في تفسير سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر، وفي آخره قال صلى الله عليه واله: وإذا قال الحمد لله أنعم الله عليه بنعم الدنيا موصولا بنعم الاخرة، وهي الكلمة التي يقولها اهل الجنة إذا دخلوها، وينقطع الكلام الذي يقولونه في الدنيا ما خلا الحمد، وذلك قوله


[ 295 ]

عزوجل: دعويهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعويهم ان الحمد لله رب العالمين. 21 – في تفسير العياشي عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن التسبيح ؟ فقال: هو اسم من اسماء الله ودعوى اهل الجنة. 22 – في روضة الكافي باسناده إلى أبي حمزة الثمالي عن ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد ذكر الشيعة وقربهم من الله عزوجل: انتم اهل تحية الله بسلامة. 23 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحق المدني عن ابي جعفر عليه السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه واله ونقل عنه حديثا طويلا يقول فيه صلى الله عليه وآله حاكيا حال اهل الجنة: أراد المؤمن شيئا، انما دعواه إذا أراد أن يقول: ” سبحانك اللهم ” فإذا قالها تبادرت إليه الخدام بما اشتهى من غير ان يكون طلبه منهم أو امر به، وذلك قول الله عزوجل: ” دعويهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام ” يعني الخدام، قال: ” وآخر دعويهم ان الحمد لله رب العالمين ” يعني بذلك عندما يقضون من لذاتهم من الجماع والطعام والشراب يحمدون الله عزوجل عند فراغهم. 24 – وفيها خطبة لامير المؤمنين عليه السلام مسندة وفي آخرها: والجنة لاهلها مأوى دعويهم فيها أحسن الدعاء ” سبحانك اللهم ” دعاهم المولى على ما آتيهم ” وآخر دعويهم ان الحمد لله رب العالمين “. 25 – في مصباح الشريعة وقال امير المؤمنين عليه السلام: ان اطيب شئ في الجنة وألذه حب الله والحب في الله والحمد لله، قال الله عزوجل ” وآخر دعويهم ان الحمد لله رب العالمين ” وذلك انهم إذا عاينوا ما في الجنة من النعيم هاجت المحبة في قلوبهم فينادون عند ذلك: الحمد لله رب العالمين. 26 – في مجمع البيان وقال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله تعالى من علي بفاتحة الكتاب إلى قوله: والحمد لله رب العالمين دعوى اهل الجنة حين شكروا منه حسن الثواب 27 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم


[ 296 ]

بالخير لقضى إليهم اجلهم قال: لو عجل الله لهم الشر كما يستعجلون الخير لقضى إليهم اجلهم اي فرغ من اجلهم قوله عزوجل: وإذا مس الانسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه قال: دعانا لجنبه العليل الذي لا يقدر ان يجلس أو قاعدا الذي لا يقدر ان يقوم أو قائما قال: الصحيح وقوله عزوجل: وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقائنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبع الا ما يوحى الي فان قريشا قالت لرسول الله صلى الله عليه واله: ائتنا بقرآن غير هذا فان هذا شئ تعلمته من اليهود والنصارى، قال الله عزوجل قل لهم: لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا ادريكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله افلا تعقلون اي قد لبثت فيكم اربعين سنة قبل ان يوحى الي لم آتكم بشئ منه حتى اوحى الي. قوله عزوجل: ” أو بدله ” فانه حدثني الحسن بن علي عن ابيه عن حماد بن عيسى عن ابي السفاتج عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ائت بقرآن غير هذا أو بدله ” يعني امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ” قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ان اتبع الا ما يوحى الي ” يعني في علي بن ابي طالب صلوات الله عليه. 28 – في تفسير العياشي عن الثمالي عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله: ” وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقائنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي ” قالوا: لو بدل مكان علي أبو بكر أو عمر اتبعناه. 29 – في اصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن احمد بن الحسين عن عمر بن يزيد عن محمد بن جمهور عن محمد بن سنان عن مفضل بن عمر قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى: ” ائت بقرآن غير هذا أو بدله ” قال: قالوا: أو بدل عليا. 30 – في تفسير العياشي عن منصور بن حازم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ما ترك (1) رسول الله صلى الله عليه واله: اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم ” حتى


(1) وفي المصدر ” لم يزل رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: اني اخاف.. ” ومرجع المعنى واحد. (*)

[ 297 ]

نزلت سورة الفتح فلم يعد إلى ذلك الكلام. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قوله عزوجل: ” قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ” سبق قريبا عن علي بن ابراهيم له بيان. 31 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعائنا عند الله قال: كانت قريش يعبدون الاصنام ويقولون انما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى، فانا لا نقدر على عبادة الله، فرد الله عليهم فقال: قل لهم يا محمد: اتنبؤن الله بما لا يعلم اي ليس فوضع حرفا مكان حرف، اي ليس له شريك يعبد. 32 – في تفسير العياشي عن الزهري قال: أتى رجل ابا عبد الله عليه السلام فسأله عن شئ فلم يجبه، فقال له الرجل: فان كنت ابن أبيك فأنت من ابناء عبدة الاصنام ؟ فقال له: كذبت ان الله امر ابراهيم ان ينزل اسمعيل بمكة ففعل فقال ابراهيم: ” رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الاصنام ” فلم يعبد احد من ولد اسمعيل صنما قط، ولكن العرب عبدة الاصنام وقالت بنو اسمعيل: ” هؤلاء شفعائنا ” وكفرت ولم تعبد الاصنام. 33 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن شئ من الفرج قال: أليس انتظار الفرج من الفرج ان الله عزوجل قال: فانتظروا اني معكم من المنتظرين. 34 – وباسناده إلى أحمد بن محمد بن ابي نصر قال: قال الرضا عليه السلام: ما احسن الصبر و انتظار الفرج أما سمعت قول الله عزوجل ” فارتقبوا اني معكم رقيب ” وقوله عزوجل ” فانتظروا اني معكم من المنتظرين ” فعليكم بالصبر فانه انما يجئ الفرج على اليأس فقد كان الذي من قبلكم أصبر منكم. قال عز من قائل: وجاءهم الموج من كل مكان الاية. 35 – في الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن اسباط ومحمد بن احمد عن موسى ابن القاسم البجلي عن أبي الحسن عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فان اضطرب بك


[ 298 ]

البحر فاتك على جانبك الايمن وقل: بسم الله اسكن بسكينة الله وقر بوقار الله واهدأ (1) باذن الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. 36 – في تفسير علي بن ابراهيم وقال أمير المؤمنين عليه السلام في كتابه الذي كتب إلى شيعته ويذكر فيه خروج عايشة إلى البصرة وعظم خطاء طلحة والزبير فقال: واي خطيئة اعظم مما أتيا: أخرجا زوجة رسول الله صلى الله عليه واله من بيتها، وكشفا عنها حجابا ستره الله عليها وصانا حلائلهما في بيوتهما، ما انصفا لا لله ولا لرسوله من أنفسهما ثلث خصال مرجعها على الناس في كتاب الله: البغي والمكر والنكث، قال الله يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم وقال: ” ومن نكث فانما ينكث على نفسه ” وقال: ” ولا يحيق المكر السيئ الا باهله ” وقد بغيا علينا ونكثا بيعتي ومكرا بي. 37 – في تفسير العياشي عن منصور بن يونس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: [ ثلث ] يرجعن على صاحبهن: النكث والبغي والمكر قال [ الله ]: ” يا ايها الناس انما بغيكم على أنفسكم “. 38 – في روضة الكافي كلام لعلي بن الحسين عليهما السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه السلام: فازهدوا فيما زهدكم الله عزوجل فيه من عاجل الدنيا، فان الله عزوجل يقول وقوله الحق: انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام حتى إذا اخذت الارض زخرفها وازينت وظن اهلها انهم قادرون عليها اتيها امرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حسيدا كأن لم تغن بالامس كذلك نفصل الايات لقوم يتفكرون فكونوا عباد الله من القوم الذين يتفكرون. 39 – وفيها خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وفيها: فاجعلوا عباد الله اجتهادكم في هذه التزود من يومها القصير ليوم الآخرة الطويل، فانها دار عمل والآخرة دار القرار والجزاء فتجافوا عنها، فان المغتر من اغتر بها، لن تعدو الدنيا إذا تناهت إليه امنية اهل الرغبة فيها المحبين لها المطمئنين إليها المفتونين بها ان تكون كما قال الله


(1) اي اسكن. (*)

[ 299 ]

عزوجل: كماء انزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض مما يأكل الناس والانعام. 40 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن محمد بن الفضيل عن ابيه عن ابي جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك بلغنا ان لآل جعفر راية ولال العباس رايتين فهل انتهى اليك من علم ذلك شئ ؟ قال: اما آل جعفر فليس بشئ ولا إلى شئ واما آل العباس فان لهم ملكا مبطيا يقربون فيه البعيد ويبعدون فيه القريب وسلطانهم عسر ليس فيه يسر حتى إذا أمنوا مكر الله وأمنوا عقابه صيح فيهم صيحة لا يبقى لهم منال يجمعهم ولا آذان يسمعهم وهو قول الله عزوجل: ” حتى إذا أخذت الارض زخرفها وازينت ” الآية. 41 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد ابن موسى بن ابراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام قال: وجدت في كتاب أبي رضي الله عنه: قال حدثنا محمد بن أحمد الطوال عن أبيه عن الحسين (الحسن خ ل) بن علي الطبرسي عن أبي جعفر محمد بن علي بن ابراهيم بن مهزيار قال: سمعت أبي يقول: سمعت جدي علي بن ابراهيم (1) يقول: قال لي صاحب الزمان يابن مهزيار كيف خلفت اخوانك في العراق ؟ قلت في ضنك عيش وهناة (2) قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان (3) فقال: قاتلهم الله أنى يؤفكون، كاني بالقوم قد قتلوا في ديارهم وأخذهم أمر ربهم ليلا ونهارا، قلت: متى


(1) كذا في النسخ وفي البحار: علي بن مهزيار وفي المصدر هكذا: ” سمعت جدي ابراهيم بن مهزيار.. ” وقال المجلسي (ره) في بيان الحديث: الاظهر ان علي بن مهزيار هو علي بن ابراهيم بن مهزيار نسب إلى جده وهو ابن أخي علي بن مهزيار المشهور إذ يبعد ادراكه لهذا الزمان ويؤيده ما في سند هذا الخبر من نسبة محمد إلى جده ان لم يسقط الابن بين الكنية والاسم. اقول: وروى الشيخ (ره) في كتاب الغيبة عند ذكر من رآه عليه السلام مثله عن علي بن ابراهيم بن مهزيار. (2) الضنك: الضيق. والهناة: الداهية. (3) كناية عن بني عباس كما ذكره غير واحد من شراح الحديث. (*)

[ 300 ]

يكون ذلك يابن رسول الله ؟ قال: إذا حيل بينكم وبين الكعبة بأقوام لا خلاق لهم والله ورسوله منهم براء، وظهرت الحمرة في السماء ثلثا فيها أعمدة كأعمدة اللجين يتلالا نورا ويخرج الشروسي من ارمينة وآذربيجان يريدون الجبل الاسود المتلاحم (1) بالجبل الاحمر لزيق جبال طالقان، فيكون بينه وبين المروزي وقعة صليمانية (2) يشيب فيها الصغير ويهرم منها الكبير، ويظهر القتل بينهما فعندها توقعوا خروجه إلى الزوراء فلا يلبث بها حتى يوافي ماهان (3) ثم يوافي واسط العراق فيقيم بها سنة أو دونها، ثم يخرج إلى كوفان فتكون بينهم وقعة من النجف إلى الحيرة إلى الغري وقعة شديدة تذهل منها العقول، فعندها يكون بوار الفئتين وعلى الله حصاد الباقين ثم تلا: ” بسم الله الرحمن الرحيم أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجلعناها حصيدا كان لم تغن بالامس ” فقلت: سيدي يابن رسول الله فما الامر ؟ قال: نحن أمر الله عزوجل وجنوده قلت: سيدي يابن رسول الله حان الوقت ؟ قال: ” واقتربت الساعة وانشق القمر ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 42 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى العلا بن عبد الكريم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله عزوجل: والله يدعو إلى دار السلام قال: ان السلام هو الله عزوجل وداره التي خلقها لعباده ولاوليائه الجنة. 43 – وباسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: والسلام اسم من اسماء الله عزوجل. 44 – في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن ابي عمرو الزبيري عن ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فاخبر انه تبارك وتعالى اول من دعا إلى نفسه، ودعا إلى طاعته واتباع امره، فبدأ بنفسه فقال: ” والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم “.


(1) تلاحم الشئ: تلائم بعد ان كان متباينا. (2) الصيلم: الامر الشديد ووقعة صيلمة: مستأصلة. (3) ماهان: الدينور ونهاوند. قاله المجلسي (ره) في البحار. (*)

[ 301 ]

45 – في مجمع البيان: للذين احسنوا الحسنى وزيادة ذكر في ذلك وجوه إلى قوله: وثالثها: ان الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة لها اربعة ابواب عن علي بن ابي طالب عليه السلام. 46 – في امالي شيخ الطائفة ” قدس سره ” باسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: قال الله تعالى: ” للذين احسنوا الحسنى وزيادة ” والحسنى هي الجنة والزيادة هي الدنيا. 47 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” للذين احسنوا الحسنى وزيادة ” قال: النظر إلى رحمة الله تعالى (1) وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: ” للذين احسنوا الحسنى وزيادة ” قال: اما الحسنى فالجنة، واما الزيادة فالدنيا ما اعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة ويجمع لهم ثواب الدنيا والآخرة. يقول الله: ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون. 48 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن ابان ابن ميمون القداح قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: اقرأ قلت: من اي شئ أقرأ ؟ قال: من السورة التاسعة، قال: قال، فجعلت التمسهما، فقال: اقرأ من سورة يونس، قال: فقرأت: ” للذين احسنو الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة ” قال حسبك، قال قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: اني لاعجب كيف لا اشيب إذا قرأت القرآن. 49 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن يونس عن محمد بن مروان عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ما من شئ الا وله كيل ووزن الا الدموع، فان القطرة تطفي بحارا من نار، فإذا اغرورقت العين بمائها لم يرهق وجهها قتر ولا ذلة (2) فإذا فاضت حرمه الله على النار، ولو ان باكيا بكى في امة لرحموا. 50 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن ابي جميلة ومنصور بن


(1) وفي المصدر وجه الله ” عوض ” رحمة الله “. (2) اغرورقت عيناه: دمعتا كأنهما غرقتا في دمعهما ولم يفضا ورهق بمعنى لحق وغشى. والقتر: الغبار، وفي الغريب: ترهقها قترة: يعلوها سواد كالدخان. (*)

[ 302 ]

يونس عن محمد بن مروان عن ابي عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل: ولا فاضت عين على خده فرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة. 51 – في مجمع البيان وروى الفضيل بن يسار عن ابيحعفر الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما من عين ترترقت (1) بمائها الا حرم الله ذلك الجسد على النار فان فاضت من خشية الله لم يلحق ذلك الوجه قتر ولا ذلة، وفي تفسير العياشي نحوه. 52 – في تفسير علي بن ابراهيم وقال علي بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: ” ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة ” قال: القتر الجوع والفقر، والذلة الخوف. 53 – وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: والذين كسبوا السيآت جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم قال: هؤلاء اهل البدع والشبهات والشهوات يسود الله وجوههم ثم يلقونه، يقول الله تبارك وتعالى: كأنما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما يسود الله وجوههم يقوم القيمة ويلبسهم الذلة والصغار يقول الله عزوجل: اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. 54 – في روضة الكافي يحيى الحلبي عن المثنى عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: ” كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما ” قال: أما ترى البيت إذا كان الليل كان اشد سوادا من خارج، فكذلك هم يزدادون سوادا. 55 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين اشركوا مكانكم انتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم قال: يبعث الله عزوجل نارا تزيل بين الكفار والمؤمنين. 56 – في نهج البلاغة: فكيف لو تناهت بكم الامور بعثرت القبور، هنالك تبلو كل نفس ما اسلفت وردوا إلى الله موليهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون. 57 – في روضة الكافي أبو علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال والحجال جميعا عن ثعلبة عن عبد الرحمان بن مسلمة الجريري قال: قلت


(1) ترقرق عينه: دمعت. (*)

[ 303 ]

لابي عبد الله عليه السلام يوبخونا ويكذبونا انا نقول ان صبيحتين تكونان يقولون: من أين تعرف المحقة من المبطلة إذا كانتا ؟ قال: فماذا تردون عليهم ؟ قلت ما نرد عليهم شيئا، قال: قولوا يصدق بها إذا كانت من كان يؤمن بها من قبل ان الله عزوجل يقول: أفمن يهدى إلى الحق احق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون. 58 – عنه عن محمد عن ابن فضال والحجال عن داود بن فرقد: قال سمع رجل من العجلية (1) هذا الحديث قوله: ينادي مناد الا ان فلان بن فلان وشيعته هم الفائزون اول النهار، وينادي آخر النهار: الا ان عثمان وشيعته هم الفائزون، قال: وينادي اول النهار منادى آخر النهار، فقال الرجل فما يدرينا ايما الصادق من الكاذب ؟ فقال: يصدقه عليها من كان يؤمن بها قبل ان ينادي ان الله عزوجل يقول: ” أفمن يهدى إلى الحق احق ان يتبع أمن لا يهدى الا ان يهدى ” الاية. 59 – في كشف المحجة لابن طاوس ” رحمه الله ” عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: اسمعوا قولي يهدكم الله إذا قلت واطيعوا امري إذا امرت فوالله لئن اطعتموني لا تغووا، وان عصيتموني لا ترشدوا، قال الله تعالى: ” أفمن يهدى إلى الحق احق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون “. 60 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في وصف الامامة والامام وذكر فضل الامام ورتبته حديث طويل يقول فيه الرضا عليه السلام: ان الانبياء والائمة يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق كل علم اهل زمانهم في قوله عزوجل ” افمن يهدى إلى الحق احق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 61 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: ” افمن يهدى إلى الحق احق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى ” فمالكم كيف تحكمون ” فاما من يهدى إلى الحق فهو محمد آل محمد من بعده واما ” من لا يهدى فهو من خالف من قريش وغيرهم اهل بيته.


(1) عجل: قبيلة من ربيعة وهو عجل بن لجيم بن صعب، والعجلية من ينسب إلى عجل ” مجمع البحرين. (*)

[ 304 ]

62 – في الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن ابي عبد الله عن عمرو بن عثمان عن علي بن ابي حمزة عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لقد قضى امير المؤمنين عليه السلام بقضية ما قضى بها احد كان قبله، وكانت اول قضية قضى بها بعد رسول الله صلى الله عليه واله، وذلك أنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه واله وأفضى الامر إلى ابي بكر اتى رجل قد شرب الخمر، فقال له أبو بكر: أشربت الخمر ؟ فقال الرجل: نعم، فقال: ولم شربتها وهي محرمة ؟ فقال: انني اسلمت ومنزلي بين ظهراني قوم (1) يشربون الخمر ويستحلونها، ولو أعلم انه حرام اجتنبتها، قال فاتلفت أبو بكر إلى عمر فقال: ما تقول يابا حفص في أمر هذا الرجل ؟ فقال معضلة وابو الحسن لها ! فقال أبو بكر: يا غلام ادع لنا عليا فقال عمر: بل يؤتى الحكم في منزله فأتوه ومعه سلمان الفارسي فأخبروه بقضية الرجل، فاقتص عليه قصته فقال علي عليه السلام لابي بكر: ابعث من يدور به على مجالس المهاجرين والانصار، فمن كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه، ففعل أبو بكر ما قال علي عليه السلام، فلم يشهد عليه احد فخلا سبيله، فقال سلمان لعلي عليه السلام، لقد أرشدتهم، فقال علي عليه السلام: انما اردت ان اجدد تأكيد هذه الآية في وفيهم ” افمن يهدى إلى الحق احق ان يتبع امن لا يهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون “. 63 – في تفسير العياشي عن عمرو بن القاسم قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام و ذكر اصحاب النبي صلى الله عليه واله ثم قرأ ” أفمن يهدى إلى الحق احق ان يتبع ” إلى قوله: ” تحكمون ” فقلنا: من هو اصلحك الله ؟ فقال: بلغنا ان ذلك علي عليه السلام. 64 – عن مسعدة بن صدقة عن ابي عبد الله عليه السلام انه سئل عن الامور العظام التي تكون مما لم تكن فقال: لم يأن أوان كشفها بعد، وذلك قوله: بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله. 65 – عن حمران قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الامور العظام من الرجعة وغيرها ؟


(1) يقال هو نازل بين ظهرانيهم وبين اظهرهم اي وسطهم ومعظمهم. (*)

[ 305 ]

فقال: ان هذا الذي تسألوني عنه لم يأت أوانه قال الله: ” بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما ياتيهم تأويله “. 66 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن يونس عن أبي يعقوب اسحق بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله خص عباده بآيتين من كتابه أن لا يقولوا حتى يعلموا ولا يردوا ما لم يعلموا وقال عزوجل: ” ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله الا الحق ” وقال: بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله “. 67 – في تفسير علي بن ابراهيم وقال علي بن ابراهيم في قوله: ” بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم ” قال: نزلت في الرجعة كذبوا بها اي انها لا تكون. 68 – في امالي شيخ الطائفة باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: قلت: أربع انزل الله تعالى تصديقي بها في كتابه إلى قوله: قلت فمن شيئا عاداه (1) فانزل الله ” بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه “. 69 – في تفسير العياشي عن اسحق بن عبد العزيز قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: خص الله هذه الامة بآيتين من كتابه الا يقولوا ما لا يعلمون ثم قرأ: ” ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ” الاية وقوله: ” بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ” إلى قوله ” الظالمين “. 70 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ومنهم من لا يؤمن به فهم أعداء محمد وآل محمد من بعده وربك اعلم بالمفسدين والفساد المعصية لله ولرسوله. 71 – في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الاية ولكل امة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون قال: تفسيرها في البطن ان لكل قرن من هذه الامة رسولا من آل محمد يخرج إلى


(1) كذا في النسخ ولم أظفر على الحديث فيما عندي من نسخة الامالي. (*)

[ 306 ]

القرن الذي هو إليهم رسول، وهم الاولياء وهم الرسل، واما قوله: ” فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط ” فان معناه ان رسل الله يقضون بالقسط وهم لا يظلمون كما قال الله. 72 – عن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: إذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون قال: هو الذي سمى لملك الموت عليه (1) في ليلة القدر. 73 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام: في قوله قل ارأيتم ان اتيكم عذابه بياتا يعني ليلا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون فهذا عذاب ينزل في آخر الزمان على فسقة اهل القبلة وهم يجحدون نزول العذاب عليهم. 74 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن القاسم بن محمد الجوهري عن بعض اصحابه عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله: ويستنبؤنك احق هو ما يقول محمد في علي عليه السلام قل اي وربي انه الحق وما انتم بمعجزين. 75 – في امالي الصدوق ” رحمه الله حدثنا محمد بن الحسن رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن علي بن محمد القاساني عن سليمان بن داود المنقري عن يحيى بن سعيد عن أبي عبد الله الصادق عن أبيه عليهما السلام في قول الله تبارك وتعالى: ” ويستنبؤنك احق هو قل اي وربي انه لحق ” قال: يستنبئك يا محمد اهل مكة عن علي بن ابي طالب أامام هو ؟ قل اي وربي انه لحق. 76 – في تفسير علي بن ابراهيم ثم قال ولو ان لكل نفس ظلمت آل محمد صلوات الله عليهم حقهم ما في الارض جميعا لافتدت به في ذلك الوقت يعني الرجعة. 77 – وحدثني محمد بن جعفر قال: حدثني محمد بن احمد عن احمد بن الحسين عن صالح بن ابي حماد عن الحسن بن موسى الخشاب عن رجل عن حماد بن عيسى عمن رواه عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سئل عن قوله: واسروا الندامة لما راوا العذاب قال: قيل له ما ينفعهم اسرار الندامة وهم في العذاب ؟ قال كرهوا شماتة الاعداء.


(1) وفي نسخة: ” عليه السلام “. (*)

[ 307 ]

78 – في روضة الكافي باسناده إلى ابي عبد الله عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه واله: وشر الندامة ندامة يوم القيمة. 79 – في كتاب الاهليلجة قال الصادق عليه السلام: وأنزل عليكم كتابا فيه شفاء لما في الصدور من أمراض الخواطر ومشتبهات الامور. 80 – في اصول الكافي علي عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن ابي عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال: شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه واله وجعا في صدره، فقال: استشف بالقرآن فان الله عزوجل يقول: وشفاء لما في الصدور. 81 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: ان موسى عليه السلام ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى لا يطول في الدنيا أملك وذكر حديثا قدسيا طويلا يقول فيه عز من قائل – وقد ذكر محمدا صلى الله عليه واله -: ولا نزلن عليه قرآنا فرقانا شفاء لما في الصدور من نفث الشيطان. 82 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: وتعلموا القرآن فانه ربيع القلوب واستشفوا بنوره فانه شفاء لما في الصدور. 83 – في تفسير علي بن ابراهيم رجع إلى رواية علي بن ابراهيم بن هاشم قال: ثم قال جل ذكره: ” يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ” قال رسول الله صلى الله عليه واله: والقرآن ثم قال: قل لهم يا محمد بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون قال: الفضل رسول الله صلى الله عليه واله ورحمته أمير المؤمنين عليه السلام: وبذلك فليفرحوا، قال: فليفرح شيعتنا هو خير مما اعطوا أعدائنا من الذهب والفضة. 84 – في مجمع البيان وروى أنس عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: من هداه الله للاسلام وعلمه القرآن ثم شكى الفاقة كتب الله الفاقة بين عينيه إلى يوم القيمة، ثم تلا ” قل بفضل الله وبرحمته ” الآية وقال أبو جعفر عليه السلام فضل الله رسوله ورحمته علي بن أبيطالب. 85 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: ” قل بفضل الله وبرحمته فبذلك


[ 308 ]

فليفرحوا هو خير مما يجمعون ” قال: بولاية محمد وآل محمد عليهم السلام هو خير مما يجمع هؤلاء من دنياهم. 86 – في امالي الصدوق (رحمه الله) باسناده إلى النبي صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه يقول صلى الله عليه واله لعلي: عليه السلام: والذي بعث محمدا بالحق نبيا ما آمن بي من أنكرك، ولا أقر بي من جحدك، ولا آمن بالله من كفر بك وان فضلك لمن فضلي وان فضلي لفضل الله وهو قول الله عزوجل ” قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ” ففضل الله نبوة نبيكم ورحمته ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ” فبذلك ” قال: بالنبوة والولاية ” فليفرحوا ” يعني الشيعة ” هو خير مما يجمعون ” يعني مخالفيهم من الاهل والمال والولد في دار الدنيا. 87 – في تفسير العياشي عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله: ” قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا ” قال: فليفرح شيعتنا هو خير مما اعطى عدونا من الذهب والفضة. 88 – عن ابي حمزة عن ابي جعفر عليه السلام قال: قلت: ” بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ” قال: الاقرار بنبوة محمد صلى الله عليه واله والايتمام بأمير المؤمنين عليه السلام هو خير مما يجمع هؤلاء في دنياهم. 89 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن مخاطبة لرسول الله صلى الله عليه واله وما تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا قرأ هذه الآية بكى بكاءا شديدا (1). 90 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: واما قوله: وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض في ولا في السماء كذلك ربنا لا يعزب عنه شئ وكيف يكون من خلق الاشياء لا يعلم ما خلق وهو الخلاق العليم.


(1) ” في مجمع البيان: قال الصادق عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا قرأ هذه الاية بكا بكاءا شديدا. منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (*)

[ 309 ]

91 – في تفسير العياشي عن عبد الرحمن بن سالم الاشل عن بعض الفقهاء قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ثم قال: تدرون من اولياء الله ؟ قالوا: من هم يا امير المؤمنين ؟ فقال: هم نحن وأتباعنا ممن تبعنا من بعدنا، طوبى لنا وطوبى لهم افضل من طوبى لنا، قالوا: يا امير المؤمنين ما شأن طوبى لهم افضل من طوبى لنا ؟ ألسنا نحن وهم على امر ؟ قال: لا، انهم حملوا ما لم تحملوا عليه واطاقوا ما لم تطيقوا. 92 – عن بريد العجلي عن ابي جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي بن الحسين عليهما السلام: ” ألا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ” إذا ادوا فرايض الله، واخذوا بسنن رسول الله صلى الله عليه واله، وتورعوا عن محارم الله، وزهدوا في عاجل زهرة الدنيا، ورغبوا فيما عند الله، واكتسبوا الطيب من رزق الله، لا يريدون التفاخر والتكاثر، ثم انفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة، فاولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا و يثابون على ما قدموا لآخرتهم. 93 – في كتاب الخصال عن امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى اخفى اربعة في اربعة اخفى وليه في عباده (1) فلا تستصغرن عبدا من عبيد الله فربما يكون وليه وانت لا تعلم، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 94 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابي بصير قال: قال الصادق عليه السلام: يابا بصير طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته، والمطيعين له في ظهوره اولئك اولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. 95 – في من لا يحضره الفقيه واتى رسول الله صلى الله عليه واله رجل من اهل البادية له جسم وجمال، فقال: يارسول الله اخبرني عن قول الله عزوجل: الذين آمنوا و كانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة فقال: اما قوله: ” لهم البشرى في الحيوة الدنيا ” فهي الرؤيا الحسنة يراها المؤمن فيبشر بها في دنياه، واما قوله عزوجل: ” في الاخرة ” فانها بشارة المؤمن يبشر بها عند موته ان الله عزوجل


(1) هذا موافق للمصدر وفي نسخة ” في عداوه ” وهو مصحف. (*)

[ 310 ]

قد غفر لك ولمن يحملك إلى قبرك. 96 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن حماد ابن عثمان عن ابي عبيدة الحذاء عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال في قوله تعالى: ” لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة ” الامام يبشرهم بقيام القائم وبظهوره وبقتل أعدائهم وبالنجاة في الآخرة والورود على محمد صلى الله عليه وآله الصادقين على الحوض، و الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 97 – في الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن ابيه قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة الا هذا الامر الذي انتم عليه وما بين احدكم وبين ان يرى ما تقر به عينه (1) الا ان تبلغ نفسه إلى هذه ثم اهوى بيده إلى الوريد (2) ثم اتكى وكان معي المعلى فغمزني (3) ان سله، فقلت يابن رسول الله فإذا بلغت نفسه هذه اي شئ يرى ؟ فقلت له بضعة عشرة مرة: أي شئ ؟ فقال في كلها: يرى لا يزيد عليها، ثم جلس في آخرها فقال يا عقبة فقلت: لبيك وسعديك، فقال: ابيت الا أن تعلم، فقلت: نعم يابن رسول الله انما ديني مع دينك فإذا ذهب ديني كان ذلك (4) كيف لي بك يابن رسول الله كل ساعة، وبكيت فرق لي فقال: يراهما والله، قلت: بأبي وامي من هما ؟ قال ذلك رسول الله صلى الله عليه واله وعلي عليه السلام، يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة ابدا حتى تراهما،


(1) قرة العين: برودتها وانقطاع بكائها ورؤيتها ما كانت مشتاقة إليه، والقر – بالضم -: ضد الحر، والعرب تزعم أن دمع الباكي من شدة السرور باردود مع الباكي من الحزن حار فقرة العين كناية عن الفرح والسرور والظفر بالمطلوب. (2) الوريد: عرق في الفتق ويقال له حبل الوريد. (3) غمزه: عصره وكبسه بيده. (4) قال في الوافي: ” كان ” تامة اي إذا ذهب ديني تحقق تخلفي عنك ومفارقتي اياك وعدم اكتراثي بالجهل بما تعلم ” انتهى ” وفي تفسير العياشي والمنقول عن المحاسن ” انما ديني مع دمي فإذا ذهب ديني كان ذلك ” وعليه فالمعنى ان ديني مقرون بحياتي فمع عدم الدين فكأني لست بحي. (*)

[ 311 ]

قلت فإذا نظر اليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا ؟ فقال: لا يمضي امامه إذا نظر اليهما مضى امامه فقلت له: يقولان شيئا ؟ قال: نعم يدخلان جميعا على المؤمن فيجلس رسول الله صلى الله عليه واله عند رأسه وعلي عليه السلام عند رجله، فيكب (1) عليه رسول الله صلى الله عليه واله فيقول ياولي الله أبشر أنا رسول الله اني خير لك مما تركت من الدنيا، ثم ينهض رسول الله صلى الله عليه واله فيقوم علي عليه السلام حتى يكب عليه فيقول: ياولي الله أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبه اما لانفعتك، ثم قال: ان هذا في كتاب الله عزوجل، فقلت: أين جعلني الله فداك هذا من كتاب الله ؟ قال في يونس قول الله عزوجل هيهنا ” الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الاخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم “. 98 – أبان بن عثمان عن عقبة انه سمع ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان الرجل إذا وقعت نفسه في صدره يرى، قلت: جعلت فداك وما يرى ؟ قال: يرى رسول الله صلى الله عليه واله فيقول له رسول الله صلى الله عليه واله: انا رسول الله أبشر، ثم يرى علي بن أبي طالب عليه السلام فيقول له: أنا علي ابن ابي طالب الذي كنت تحبه تحب ان أنفعك اليوم ؟ قال: قلت له: أيكون أحد من الناس يرى هذا ثم يرجع إلى الدنيا ؟ قال: إذا راى هذا أبدا مات وأعظم ذلك (2) قال: وذلك في القرآن قول الله عزوجل: ” الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الاخرة لا تبديل لكلمات الله “. 99 – أبو علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن أبي المستهل عن محمد بن حنظلة قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك حديث سمعته من بعض شيعتك ومواليك يرويه عن أبيك ؟ قال: وما هو ؟ قلت: زعموا انه كان يقول: أغبط ما يكون امرء بما نحن عليه إذا كانت النفس في هذه، فقال: نعم إذا كان ذلك اتاه نبي


(1) اكب عليه: أقبل إليه ولزمه. (2) قال في الوافي اي مات موتا دائما لا رجعة بعده، أو المعنى ما راى هذا قط الا مات ” وأعظم ” اي عد سؤالي عظيما، ولنا أن نجعل قوله: ” وأعظم ذلك ” عطفا على قوله ” مات ” يعني مات وعد ما راى وما بشر به عظيما لم يرد معهما رجوعا إلى الدنيا. (*)

[ 312 ]

الله وأتاه علي وأتاه جبرئيل وأتاه ملك الموت عليهم السلام فيقول ذلك الملك لعلي عليه السلام يا علي ان فلانا كان مواليا لك ولاهل بيتك، فيقول: نعم كان يتوالانا ويتبرء من عدونا فيقول ذلك نبي الله لجبرئيل عليه السلام، فيرفع ذلك جبرئيل إلى الله عزوجل. 100 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن ابن أبي يعفور قال: كان خطاب الجهني خليطا لنا وكان شديد النصب لآل محمد وكان يصحب نجدة الحروري (1) قال: فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقيه فإذا هو مغمى عليه في حد الموت، فسمعته يقول: مالي ولك يا علي ؟ فأخبرت بذلك أبا عبد الله عليه السلام فقال أبو عبد الله عليه السلام: رآه ورب الكعبة رآه ورب الكعبة. 101 – سهل بن زياد عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن حماد بن عثمان عن عبد الحميد بن عواض قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: إذا بلغت نفس احدكم هذه قيل له: اما ما كنت تحذر من هم الدنيا وحزنها فقد امنت منه، ويقال له: رسول الله صلى الله عليه واله وعلي وفاطمة عليهما السلام امامك. 102 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن معمر بن خلاد عن الرضا عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله إذا اصبح قال لاصحابه: هل من مبشرات يعني به الرؤيا. 103 – عنه عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن ابي جميلة عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله عزوجل: ” لهم البشرى في الحيوة الدنيا ” قال هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشر بها في دنياه. 104 – في تفسير العياشي عن عبد الرحيم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: انما أحدكم حين تبلغ نفسه هيهنا ينزل عليه ملك الموت فيقول: اما ما كنت ترجو فقد أعطيته، واما ما كنت تخافه فقد أمنت منه ويفتح له باب إلى منزله من الجنة ويقال له: انظر إلى مسكنك من الجنة وانظر هذا رسول الله صلى الله عليه واله وعلي والحسن والحسين عليهم السلام


(1) الحرورية طائفة من الخوارج منسوبة إلى حروراء وهي قرية بالكوفة، ونجدة: رئيسهم. (*)

[ 313 ]

رفقاؤك وهو قول الله: ” الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة “. 105 – عن ابي حمزة الثمالي قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: ما يصنع بأحد عند الموت ؟ قال: اما والله يابا حمزة ما بين أحدكم وبين أن يرى مكانه من الله ومكانه منا الا ان تبلغ نفسه هيهنا، ثم أهوى يده إلى نحره، الا ابشرك يابا حمزة ؟ فقلت: بلى جعلت فداك، فقال: إذا كان ذلك أتاه رسول الله صلى الله عليه واله وعلي عليه السلام معه قعد عند رأسه فقال له إذا كان ذلك رسول الله صلى الله عليه واله أما تعرفني ؟ أنا رسول الله هلم الينا فما امامك خير لك مما خلفت اما ما كنت تخاف فقد أمنته، واما ما كنت ترجو فقد هجمت عليه ايتها الروح اخرجي إلى روح الله ورضوانه، فيقول له علي عليه السلام مثل قول رسول الله صلى الله عليه واله، ثم قال: يابا حمزة ألا أخبرك بذلك في كتاب الله قول الله: ” الذين آمنوا وكانوا يتقون ” الآية. 106 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسمعيل عن صالح بن عقبة عن عبد الله بن محمد الجعفي وعقبة جميعا عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله عزوجل خلق الخلق، فخلق من أحب مما أحب، فكان ما احب ان خلقه من طينة الجنة، وخلق من ابغض مما ابغض فكان ما ابغض ان خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال فقلت: واي شئ الظلال ؟ فقال: الم تر إلى ظلك في الشمس شيئا وليس بشئ ثم بعث منهم النبيين فدعوهم إلى الاقرار بالله عزوجل وهو قوله عزوجل: ” ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ” ثم دعوهم إلى الاقرار بالنبيين فأقر بعضهم ثم دعوهم إلى ولايتنا فاقر بها والله من احب وانكرها من ابغض، وهو قوله: ما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ثم قال أبو جعفر عليه السلام: كان التكذيب ثم. 107 – في تفسير العياشي عن زرارة وحمران عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام قال: ان الله خلق الخلق وهم أظلة فأرسل رسوله محمدا صلى الله عليه واله فمنهم من آمن به ومنهم من كذبه، ثم بعثه في الخلق الاخر فآمن به من كان آمن به في الاظلة وجحده


[ 314 ]

من جحد به يومئذ، فقال: ” ما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل “. 108 – عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله: ” ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم ” إلى قوله: ” كذبوا من قبل ” قال: بعث الله الرسل إلى الخلق وهم في اصلاب الرجال وارحام النساء، فمن صدق حينئذ صدق بعد ذلك، ومن كذب حينئذ كذب بعد ذلك. 109 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: وقال موسى لقومه يا قوم ان كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين وقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين فان قوم موسى استعبدهم آل فرعون وقالوا: لو كان لهؤلاء على الله كرامة كما يقولون ما سلطنا عليهم فقال موسى لقومه: ” يا قوم ان كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين ” إلى قوله: ” من القوم الكافرين “. 110 – في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم في قوله: ” ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ” قال: لا تسلطهم علينا فتفتنهم بنا. 111 – في تهذيب الاحكام في دعاء مروى عنهم عليهم السلام ودعاك المؤمنون فقالوا: ” ربنا لا تجعلنا فتنه للقوم الظالمين “. 112 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه: قالت العلماء فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فاول ذلك قوله عزوجل إلى ان قال عليه السلام: واما الرابعة فاخراجه صلى الله عليه واله الناس من مسجده ما خلا العترة حتى تكلم الناس في ذلك وتكلم العباس فقال: يارسول الله تركت عليا وأخرجتنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ما تركته وأخرجتكم ولكن الله عزوجل تركه وأخرجكم، وفي هذا تبيان قوله صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام: انت مني بمنزلة هارون من موسى، قالت العلماء: وأين هذا من القرآن ؟ قال أبو الحسن عليه السلام: اوجدكم في ذلك قرآنا وأقرأه عليكم، قالوا: هات قال قول الله عزوجل


[ 315 ]

واوحينا إلى موسى واخيه ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة ففي هذه الاية منزلة هارون من موسى، وفيها ايضا منزلة علي عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه واله وهذا دليل ظاهر في قول رسول الله صلى الله عليه واله حين قال: الا ان هذا المسجد لا يحل لجنب الا لمحمد وآله، قالت العلماء: يا ابا الحسن هذا الشرح وهذا البيان لا يوجد الا عندكم معشر أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله، فقال: ومن ينكر لنا ذلك و رسول الله صلى الله عليه واله يقول: انا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره معاند، ولله تعالى الحمد على ذلك فهذه الرابعة. 113 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي رافع قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله خطب الناس فقال: ايها الناس ان الله عزوجل أمر موسى وهارون ان يبنيا لقومهما بمصر بيوتا وأمرهما ان لا يبيت في مسجدهما جنب ولا يقرب فيه النساء الا هارون و ذريته، وان عليا عليه السلام مني بمنزلة هارون من موسى فلا يحل لاحد أن يقرب النساء في مسجدي ولا يبيت فيه جنبا الا علي وذريته فمن ساءه ذلك فهيهنا وضرب بيده نحو الشام. 114 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك عن عباد بن يعقوب عن محمد بن يعقوب عن جعفر الاحول عن منصور عن ابي ابراهيم عليه السلام قال: لما خافت بنو اسرائيل جبابرتها أوحى الله تعالى إلى موسى و هارون عليهما السلام ” ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة ” قال: أمروا أن يصلوا في بيوتهم. 115 – حدثنا ابي عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام قال: قلت: فكان هارون اخا موسى لابيه وامه ؟ قال: نعم، إلى قوله: قلت: وكان الوحي ينزل عليهما جميعا ؟ قال: كان الوحي ينزل على موسى وموسى يوحيه إلى هارون. 116 – في كتاب الخصال عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال: أملى الله (1)


(1) اي أمهله. (*)

[ 316 ]

تعالى لفرعون ما بين الكلمتين أربعين سنة ثم اخذه الله نكال الآخرة والاولى، وكان بين ان قال الله عزوجل لموسى وهارون: ” قد اجيبت دعوتكما ” وبين ان عرفه الاجابة اربعون ثم قال: قال جبرئيل عليه السلام: نازلت ربي في فرعون منازلة شديدة، فقلت: يا رب تدعه وقد قال: انا ربكم الاعلى ؟ فقال: انما يقول مثل هذا عبد مثلك. 117 – في اصول الكافي ابن ابي عمير عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: بين قول الله عزوجل: ” قد اجيبت دعوتكما ” وبين اخذ فرعون، اربعين عاما. 118 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن النوفلي عن السكوني عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه واله: دعى موسى وأمن هارون عليهما السلام وأمنت الملائكة فقال الله تعالى: ” قد اجيبت دعوتكما فاستقيما ” ومن غزا في سبيل الله استجبت له كما استجبت لكما يوم القيمة. 119 – في عيون الاخبار باسناده إلى ابراهيم بن محمد الهمداني قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: لاي علة غرق الله تعالى فرعون وقد آمن به واقر بتوحيده قال: لانه آمن عند رؤية البأس، والايمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف، قال الله تعالى: ” فلما رأوا باسنا قالوا آمنا بالله وحده و كفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا باسنا ” وقال عزوجل: ” يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا ” وهكذا فرعون لما ادركه الغرق قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين فقيل له الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية. وقد كان فرعون من قرنه إلى قدمه في الحديد قد لبسه على بدنه فلما غرق ألقاه الله تعالى على نجوة (1) من الارض ببدنه ليكون لمن بعده علامة فيرونه مع تثقله بالحديد على مرتفع من الارض، وسبيل الثقل أن يرسب ولا يرتفع، فكان ذلك آية وعلامة، ولعلة اخرى أغرقه الله تعالى وهي انه اشتغاث بموسى لما أدركه الغرق و


(1) النجوة: ما ارتفع من الارض. (*)

[ 317 ]

لم يستغث بالله، فأوحى الله عزوجل إليه يا موسى لم تغث فرعون لانك لم تخلقه ولو استغاث بي لاغثته. 120 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن ابي عمير عن موسى بن جعفر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: اما قوله: ” لعله يتذكر أو يخشى ” فانما قال ليكون أحرص لموسى على الذهاب، وقد علم الله عزوجل ان فرعون لا يتذكر ولا يخشى الا عند رؤية البأس، ألا تسمع الله عزوجل يقول: ” حتى إذا ادركه الغرق قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين ” فلم يقبل الله ايمانه وقال: ” الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ” 121 – في مجمع البيان ” الآن وقد عصيت ” الآية وروى عن أبي جعفر عليه السلام ” ألان ” بالقاء حركة الهمزة على اللام وحذف الهمزة. 122 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: وجاوزنا ببني اسرئيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا إلى قوله: ” وانا من المسلمين ” فان بني اسرائيل قالوا: يا موسى ادع الله تعالى ان يجعل لنا مما نحن فيه فرجا فدعى فأوحى الله إليه: ان سر بهم قال: يا رب البحر امامهم ؟ قال: امض فاني آمره ان يطيعك فينفرج لك فخرج موسى ببني اسرائيل واتبعهم فرعون حتى إذا كاد أن يلحقهم ونظروا إليه قد اظلهم، قال موسى للبحر: انفرج لي قال: ما كنت لافعل، وقالت بنو اسرائيل لموسى: غررتنا واهلكتنا فليتك تركتنا يستعبدنا آل فرعون ولم نخرج الان نقتل قتلة ؟ ” قال كلا ان معي ربي سيهدين ” واشتد على موسى ما كان يصنع به عامة قومه، ” وقالوا يا موسى انا لمدركون ” زعمت ان البحر ينفرج لنا حتى نمضى ونذهب وقد رهقنا (1) فرعون وقومه وهم هؤلاء تريهم قد دنوا منا، فدعا موسى ربه فأوحى الله إليه: ان اضرب بعصاك البحر فضربه فانفلق البحر، فمضى موسى واصحابه حتى قطعوا البحر وادركهم آل فرعون فلما نظروا إلى البحر قالوا لفرعون: ما تعجب مما ترى ؟ قال انا فعلت هذا فمروا وامضوا فيه، فلما توسط فرعون ومن معه أمر الله


(1) اي لحقنا. (*)

[ 318 ]

البحر فاطبق عليهم فغرقهم اجمعين، فلما ادرك فرعون الغرق ” قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين ” يقول الله عزوجل: ” ألآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ” يقول: كنت من العاصين ” فاليوم ننجيك ببدنك ” قال: ان قوم فرعون ذهبوا اجمعين في البحر فلم ير منهم احد في البحر هووا إلى النار فاما فرعون فنبذه الله عزوجل وحده فألقاه بالساحل لينظروا إليه ليعرفوه ليكون لمن خلفه آية ولئلا يشك أحد في هلاكه، انهم كانوا اتخذوه ربا فأراهم الله عزوجل اياه جيفة ملقاة بالساحل ليكون لمن خلفه عبرة وعظة، يقول الله ” وان كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون “. 123 – قال علي بن ابراهيم قال الصادق عليه السلام: ما اتى جبرئيل رسول الله صلى الله عليه واله الا كئيبا حزينا ولم يزل كذلك منذ اهلك الله فرعون، فلما أمره الله بنزول هذه الاية ” الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ” نزل عليه وهو ضاحك مستبشر، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ما أتيتني يا جبرئيل الا وتبينت الحزن في وجهك حتى الساعة ؟ قال: نعم يا محمد لما غرق الله فرعون ” قال آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين ” فأخذت حمأة (1) فوضعتها في فيه، ثم قلت له: ” الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ” وعملت ذلك من غير أمر الله عزوجل خفت أن يلحقه الرحمة من الله عزوجل ويعذبني الله على ما فعلت، فلما كان الان وأمرني الله عزوجل ان اؤدي اليك ما قلته انا لفرعون أمنت وعلمت ان ذلك كان لله تعالى رضا. 124 – في تفسير العياشي عن أبي عمرو عن بعض أصحابنا يرفعه قال: لما صار موسى في البحر، اتبعه فرعون وجنوده، قال: فتهيب فرس فرعون ان يدخل البحر، فتمثل له جبرئيل عليه السلام على رمكة (2) فلما راى فرس فرعون الرمكة اتبعها، فدخل البحر هو واصحابه فغرقوا. 125 – في تفسير علي بن ابراهيم وقوله عزوجل: ” فاليوم ننجيك ببدنك ” فان موسى عليه السلام اخبر بني اسرائيل ان الله عزوجل قد اغرق فرعون فلم يصدقوه، فأمر الله عزوجل البحر فلفظ به على ساحل البحر حتى رأوه ميتا، وقوله عزوجل:


(1) الحمأة: الطين الاسود المنتن (2) الرمكة: لاثني من البراذين والفرس تتخذ للنسل. (*)

[ 319 ]

ولقد بؤنا بني اسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم قال: ردهم إلى مصر وغرق فرعون. 126 – في كتاب علل الشرايع حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضى الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن ابيه قال: حدثنا علي بن عبد الله عن بكر بن صالح عن ابي الخير عن محمد بن حسان عن محمد بن عيسى عن محمد بن اسمعيل الدارمي عن محمد بن سعيد الاذخري وكان ممن يصحب موسى بن محمد بن علي الرضا ان موسى اخبره ان يحيى بن اكثم كتب إليه يسأله عن مسائل فيها: واخبرني عن قول الله عزوجل: فان كنت في شك مما نزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك من المخاطب بالآية ؟ فان كان المخاطب به النبي صلى الله عليه واله ليس قد شك فيما انزل الله عزوجل إليه، وان كان المخاطب به غيره فعلى غيره إذا انزل الكتاب ؟ قال موسى: فسألت اخي علي بن محمد عليه السلام عن ذلك قال: اما قوله: ” فان كنت في شك مما أنزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك ” فان المخاطب بذلك رسول الله صلى الله عليه واله ولم يكن في شك مما انزل الله عزوجل، ولكن قالت الجهلة: كيف لا يبعث الينا نبيا من الملائكة انه لم يفرق بينه وبين غيره في الاستغناء عن المأكل والمشرب والمشي في الاسواق، فأوحى الله عزوجل إلى نبيه صلى الله عليه واله: فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك بمحضر من الجهلة هل بعث الله رسولا قبلك الا وهو يأكل الطعام ويمشي في الاسواق ولك بهم اسوة وانما قال: ” وان كنت في شك ” ولم يكن ولكن ليتبعهم كما قال له عليه السلام: ” فقل تعالوا ندع ابنائنا وابنائكم ونسائنا ونسائكم وانفسنا و انفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ” ولو قال تعالى نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا يجيبون للمباهلة وقد عرف ان نبيه عليه السلام مؤد عنه رسالته وما هو من الكاذبين، و كذلك عرف النبي صلى الله عليه واله انه صادق فيما يقول، ولكن احب ان ينصف من نفسه. 127 – وباسناده إلى ابراهيم بن عمير رفعه إلى احدهما عليهما السلام في قول الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: ” فان كنت في شك مما نزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك ” قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا شك ولا اشك (1)


(1) كذا في النسخ وفي المصدر ” لا شك ولا اشك ” وفي المنقول عن كتاب العلل في تفسير * (*)

[ 320 ]

128 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثنى ابي عن عمرو بن سعيد الراشدي عن ابن مسكان عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه واله إلى السماء واوحى إليه في علي ما اوحى من شرفه ومن عظمته عند الله، ورد إلى البيت المعمور وجمع له النبيين وصلوا خلفه عرض في نفس رسول الله صلى الله عليه واله من عظم ما اوحى إليه في علي عليه السلام، فأنزل الله: ” فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك ” يعني الانبياء فقد انزلنا إليهم في كتبهم من فضله ما انزلنا في كتابك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين فقال الصادق عليه السلام: فوالله ما شك وما سأل. 129 – في تفسير العياشي عن عبد الصمد بن بشير عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله: ” فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك ” قال: لما اسرى بالنبي صلى الله عليه واله ففرغ من مناجات ربه رد إلى البيت المعمور وهو بيت في السماء الرابعة بحذاء الكعبة، فجمع الله له النبيين والمرسلين والملائكة، ثم امر جبرئيل فاذن واقام الصلوة، وتقدم رسول الله صلى الله عليه واله فصلى بهم، فلما فرغ التفت إليهم فقال له: ” فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك لقد جائك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ” فسألهم يومئذ النبي صلى الله عليه واله ثم نزل (1). 130 – في الخرايج والجرايح في روايات الخاصة ان ابا جعفر عليه السلام قال ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: لما اسرى بي نزل جبرئيل بالبراق وهو أصغر من البغل واكبر من الحمار مضطرب الاذنين عيناه في حوافره خطاه مد البصر، وله جناحان يجريان به من خلفه عليه سرج من ياقوت فيه من كل لون أهدب العرف الايمن (2) فوقفه على باب خديجة و


* الصافي ” لا اشك ولا اسئل ” وهو الظاهر كما استظهره في هامش العلل ايضا زميلنا الفاضل المحقق دامت توفيقاته. وسيأتي نظيره في الحديث الاتي. (1) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا ” فلما فرغ التفت إليه فقال: ” فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك ” إلى قوله ” مهتدين ” ثم ذكر الحديث الاتي عن أبي عبيدة الحذاء. (2) العرف – بالضم -: شعر عنق الفرس. وأهدب العرف اي طويله وكثيره مرسلا من الجانب الايمن. (*)

[ 321 ]

دخل على رسول الله صلى الله عليه واله فمرح البراق (1) فخرج إليه جبرئيل وقال: اسكن فانما يركبك أحب خلق الله إليه، فسكن فخرج رسول الله صلى الله عليه واله فركب ليلا فتوجه نحو بيت المقدس فاستقبله شيخ فقال جبرئيل: هذا أبوك ابراهيم فثنى رجله وهم بالنزول فقال جبرئيل: كما أنت فجمع ما شاء من الانبياء في بيت المقدس، فأذن جبرئيل وتقدم رسول الله صلى الله عليه واله فصلى بهم ثم قال أبو جعفر عليه السلام: في قوله تعالى: ” فان كنت في شك مما أنزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك ” هؤلاء الانبياء الذين جمعوا ” فلا تكونن من الممترين ” قال فلم يشك رسول الله صلى الله عليه واله ولم يسأل. 131 – في تفسير علي بن ابراهيم وقوله عزوجل: ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الاليم قال: الذين جحدوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقوله تعالى: ” ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ” قال: عرضت عليهم الولاية وقد فرض الله تعالى عليهم الايمان بها فلم يؤمنوا. 132 – في تفسير العياشي عن ابي عبيدة الحذاء عن ابي جعفر عليه السلام كتب امير المؤمنين عليه السلام قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه واله ان جبرئيل عليه السلام حدثه ان يونس ابن متى بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلثين سنة وكان رجلا تعتريه الحدة (2) وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوقار النبوة واعلامها وانه تفسخ تحتها كما يتفسخ الجذع تحت حمله (3) وانه اقام فيهم يدعوهم إلى الايمان بالله والتصديق به واتباعه ثلثا وثلثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه الا رجلان اسم احدهما روبيل والآخر تنوخا، وكان روبيل من اهل بيت العلم والنبوة والحكمة و كان قديم الصحبة ليونس بن متي من قبل ان يبعثه الله بالنبوة، وكان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا منهمكا في العبادة (4) وليس له علم ولا حكم. وكان روبيل


(1) المرح: شدة النشاط والفرح. (2) اي يصيبه البأس والغضب. (3) تفسخ الربع تحت الحمل: ضعف وعجز ولم يطقه. (4) انهمك في الامر: جد فيه ولج. (*)

[ 322 ]

صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها، وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه و يأكل من كسبه، وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل و حكمته وقديم صحبته، فلما راى يونس ان قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر وعرف من نفسه قلة الصبر فشكى ذلك إلى ربه، وكان فيما شكى ان قال: يا رب انك بعثتني إلى قومي ولي ثلثون سنة، فلبثت فيهم ادعوهم إلى الايمان بك والتصديق برسالتي واخوفهم عذابك ونقمتك ثلثا وثلثين سنة فكذبوني ولم يؤمنوا بي وجحدوا نبوتي واستخفوا برسالتي وقد تواعدوني وخفت ان يقتلوني فأنزل عليهم عذابك فانهم قوم لا يؤمنون. قال: فأوحى الله إلى يونس ان فيهم الحمل والجنين والطفل والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين، وانا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبي لا اعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، وهم يا يونس عبادي وخلقي وبريتي في بلادي وفي عيلتي احب ان اتأناهم (1) وارفق بهم وانتظر توبتهم، وانما بعثتك إلى قومك لتكون حيطا عليهم تعطف عليهم سخاء الرحمة الماسة منهم وتأناهم برأفة النبوة فاصبر معهم باحلام الرسالة وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوي العالم بمداواة الدواء فخرجت بهم ولم تستعمل قلوبهم بالرفق ولم تسهم بسياسه المرسلين، ثم سألتني مع سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك، وعبدي نوح كان أصبر منك على قومه، وأحسن صحبة وأشد تأنيا في الصبر عندي وابلغ في العذر، فغضبت له حين غضب لي واجبته حين دعاني. فقال يونس: يا رب انما غضبت عليهم فيك، وانما دعوت عليهم حين غضبوك، فوعزتك لا انعطف عليهم برأفة ابدا ولا انظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم وتكذيبهم اياي وجحد نبوتي، فأنزل عليهم عذابك فانهم لا يؤمنون ابدا، فقال الله: يا يونس انهم مأة الف أو يزيدون من خلقي يعمرون بلادي ويلدون عبادي، ومحبتي ان أتاناهم للذي سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير علمك وتقديرك، وانت المرسل وانا الرب الحكيم، وعلمي فيهم يا يونس باطن في الغيب عندي لا يعلم ما منتهاه، وعلمك


(1) من التأني اي الرفق والمداراة. (*)

[ 323 ]

فيهم ظاهر لا باطن له يا يونس قد أجبتك إلى ما سألت من انزال العذاب عليهم، وما ذلك يا يونس بأوفر لحظك عندي ولا أحمد لشأنك وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الاربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس فأعلمهم ذلك. قال: فمر يونس ولم يسؤه ولم يدر ما عاقبته فانطلق يونس إلى تنوخا العابد فأخبره بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم وقال له: انطلق حتى اعلمهم بما اوحى الله الي من نزول العذاب، فقال تنوخا: فدعهم في غمرتهم ومعصيتهم حتى يعذبهم الله فقال له يونس: بل نلقى روبيل فنشاوره فانه رجل عالم حكيم من اهل بيت النبوة فانطلقا إلى روبيل فأخبره يونس بما اوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الاربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فقال له: ما ترى انطلق بنا حتى اعلمهم ذلك ؟ فقال له روبيل: ارجع إلى ربك رجعة نبي حكيم ورسول كريم و اسأله ان يصرف عنهم العذاب فانه غنى عن عذابهم وهو يحب الرفق بعباده، وما ذلك، باضر لك عنده ولا أسوء لمنزلتك لديه ولعل قومك بعد ما سمعت ورايت من كفرهم و جحودهم يؤمنون يوما فصابرهم وتأناهم، فقال له تنوخا: ويحك ياروبيل ما اشرت على يونس وامرته به بعد كفرهم بالله وجحدهم لنبيه وتكذيبهم اياه، واخراجهم اياه من مساكنه وما هموا به من رجمه فقال روبيل لتنوخا: اسكت فانك رجل عابد لا علم لك ثم اقبل على يونس فقال: أرأيت يا يونس إذا انزل الله العذاب على قومك انزله فيهلكهم جميعا أو يهلك بعضا ويبقى بعض ؟ فقال له يونس: بل يهلكهم جميعا وكذلك سألته، ما دخلتني لهم رحمة تعطف فاراجع الله فيهم واسأله ان يصرف عنهم، فقال له روبيل: أتدري يا يونس لعل الله إذا انزل عليهم العذاب فاحسوا به ان يتوبوا إليه ويستغفروه فيرحمهم، فانه ارحم الراحمين ويكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن الله انه ينزل عليهم العذاب يوم الاربعاء فتكون بذلك عندهم كذابا ؟ فقال له تنوخا: ويحك ياروبيل لقد قلت عظيما يخبرك النبي المرسل ان الله أوحى إليه ان العذاب ينزل عليهم فترد قول الله وتشك فيه وفي قول رسوله، اذهب فقد حبط عملك، فقال روبيل لتنوخا: لقد فسد رأيك ثم اقبل على يونس فقال:


[ 324 ]

أنزل الوحي والامر من الله فيهم على ما أنزل عليك فيهم من انزال العذاب عليهم وقوله الحق، أرأيت إذا كان ذلك فهلك قومك كلهم وخربت قريتهم أليس يمحو الله اسمك من النبوة وتبطل رسالتك وتكون كبعض ضعفاء الناس ويهلك على يدك مأة ألف من الناس. فأبى يونس أن يقبل وصيته فانطلق ومعه تنوخا إلى قومه فأخبرهم ان الله أوحى إليه انه منزل العذاب عليهم يوم الاربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فردوا عليه قوله وكذبوه وأخرجوه من قريتهم اخراجا عنيفا (1) فخرج يونس و معه تنوخا من القرية وتنحيا عنهم غير بعيد وأقاما ينتظران العذاب. وأقام روبيل مع قومه في قريتهم حتى إذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل (2) بأعلى صوته في رأس الجبل إلى القوم: انا روبيل الشفيق عليكم الرحيم بكم إلى ربه، قد أنكرتم عذاب الله هذا شوال قد دخل عليكم وقد أخبركم يونس نبيكم ورسول ربكم ان الله أوحى إليه: ان العذاب ينزل عليكم في شوال في وسط الشهر يوم الاربعاء بعد طلوع الشمس ولن يخلف الله وعده رسله فانظروا ماذا أنتم صانعون ؟ فأفزعهم كلامه فوقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب فأجفلوا (3) نحو روبيل وقالوا له: ماذا أنت مشير به علينا ياروبيل ؟ فانك رجل عالم حكيم لم نزل نعرفك بالرقة علينا والرحمة لنا وقد بلغنا ما أشرت به على يونس فمرنا بأمرك وأشر علينا برأيك ؟ فقال لهم روبيل: فاني أرى لكم وأشير عليكم ان تنظروا وتعمدوا إذا طلع الفجر يوم الاربعاء في وسط الشهر أن تعزلوا الاطفال عن الامهات في أسفل الجبل في طريق الاودية، وتقفوا النساء في سفح الجبل (4) ويكون هذا كله قبل طلوع الشمس، فعجوا عجيج الكبير منكم والصغير بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله والتوبة إليه


(1) العنف: ضد الرفق والعنيف: الشديد من القول والسير. (2) صراخ صراخا: صاح شديدا. (3) اي اسرعوا نحوه بالذهاب. (4) السفح: اسفل الجبل. (*)

[ 325 ]

والاستغفار له، وارفعوا رؤسكم إلى السماء وقولوا: ربنا ظلمنا وكذبنا نبيك وتبنا اليك من ذنوبنا وان لا تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين المعذبين فاقبل توبتنا وارحمنا يا أرحم الراحمين، ثم لا تملوا من البكاء والصراخ والتضرع إلى الله والتوبة إليه حتى توارى الشمس بالحجاب أو يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك. فاجمع رأي القوم جميعا على أن يفعلوا ما أشار به عليهم روبيل، فلما كان يوم الاربعاء الذي توقعوا العذاب تنحى روبيل عن القرية حيث يسمع صراخهم ويرى العذاب إذا نزل، فلما طلع الفجر يوم الاربعاء فعل قوم يونس ما امرهم روبيل به فلما بزغت الشمس (1) أقبلت ريح صفراء مظلمة مسرعة لها صرير وحفيف (2) فلما رأوها عجوا جميعا بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله وتابوا إليه واستغفروه وصرخت الاطفال بأصواتها تطلب امهاتهم، وعجت سخال البهائم (3) تطلب الثدي وعجت الانعام تطلب الرعا، فلم يزالوا بذلك ويونس وتنوخا يسمعان صيحتهم و صراخهم ويدعوان الله عليهم بتغليظ العذاب عليهم وروبيل في موضعه يسمع صراخهم وعجيجهم ويرى ما نزل وهو يدعو الله بكشف العذاب عنهم. فلما أن زالت الشمس وفتحت أبواب السماء وسكن غضب الرب تعالى رحمهم الرحمن فاستجاب دعاؤهم وقبل توبتهم وأقالهم عثرتهم، وأوحى إلى اسرافيل عليه السلام ان اهبط إلى قوم يونس فانهم قد عجوا الي بالبكاء والتضرع وتابوا الي و استغفروني فرحمتهم وتبت عليهم، وانا الله التواب الرحيم اسرع إلى قبول توبة عبدي التائب من الذنوب، وقد كان عبدي يونس ورسولي سألني نزول العذاب على قومه وقد أنزلته عليهم وأنا الله أحق من وفى بعهده وقد أنزلته عليهم ولم يكن اشترط يونس حين سألني أن أنزل عليهم العذاب ان اهلكهم فاهبط إليهم فاصرف عنهم ما قد


(1) بزغت الشمس: طلعت. (2) الصرير: الصوت الشديد. وحفيف الريح: صوتها في كل ما مرت به. (3) السخال: جمع السخلة: ولد الشاة. (*)

[ 326 ]

نزل بهم من عذابي، فقال اسرافيل: يا رب ان عذابك قد بلغ اكتافهم وكاد ان يهلكهم وما اراه الا وقد نزل بساحتهم فالى اين اصرفه ؟ فقال الله: كلا اني قد امرت ملائكتي ان يصرفوه ولا ينزلوه عليهم حتى يأتيهم امري فيهم وعزيمتي، فأهبط يا اسرافيل عليهم واصرفه عنهم، واصرف به إلى الجبال بناحية مفاوض العيون ومجاري السيول في الجبال العاتية (1) العادية المستطيلة على الجبال، فاذلها به ولينها حتى تصير ملتئمة حديدا جامدا، فهبط اسرافيل فنشر اجنحته فاستاق بها (2) ذلك العذاب حتى ضرب بها تلك الجبال التي اوحى الله إليه ان يصرفه إليها، قال أبو جعفر عليه السلام: وهي الجبال التي بناحية الموصل اليوم فصارت حديدا إلى يوم القيمة. فلما راى قوم يونس ان العذاب قد صرف عنهم هبطوا إلى منازلهم من رؤس الجبال وضموا إليهم نساءهم واولادهم واموالهم وحمدوا الله على ما صرف عنهم، و اصبح يونس وتنوخا يوم الخميس في موضعهما الذي كانا فيه لا يشكان ان العذاب قد نزل بهم واهلكهم جميعا لما خفيت أصواتهم عنهما، فاقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس ينظران إلى ما صار إليه القوم فلما دنوا من القوم و استقبلتهم الحطابون والحماة والرعاة بأعناقهم ونظروا إلى اهل القرية مطمئنين قال يونس لتنوخا: يا تنوخا كذبني الوحى (3) وكذبت وعدي لقومي لا وعزة ربي لا يرون لي وجها ابدا بعد ما كذبني الوحي، فانطلق يونس هاربا على وجهه مغاضبا لربه ناحية بحر ايلة (4) مستنكرا فرارا من أن يراه احد من قومه فيقول له: يا كذاب، فلذلك قال الله: ” وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه ” الآية و


(1) الجبال العاتية: الكبيرة الطويلة. (2) استاق الماشية: حثها على السير من خلف، عكس قادها. (3) اي باعتقاد القوم. (4) قال المجلسي (ره): قوله ” مغاضبا لربه ” اي على قومه لربه تعالى، اي كان غضبه لله تعالى لا للهوى، أو خائفا عن تكذيب قومه لما تخلف عنه من وعد ربه ” انتهى ” وايلة: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل آخر الحجاز واول الشام. (*)

[ 327 ]

رجع تنوخا إلى القرية، فلقى روبيل فقال له يا تنوخا: اي الرأيين كان اصوب واحق ؟ ارأيي أو رأيك ؟ فقال له تنوخا: بل رايك كان اصوب ولقد كنت اشرت برأي العلماء والحكماء، وقال له تنوخا: اما اني لم ازل ارى اني افضل منك لزهدي وفضل عبادتي حتى استبان فضلك لفضل علمك، وما اعطاك الله ربك من الحكمة مع التقوى افضل من الزهد والعبادة بلا علم، فاصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما ومضى يونس على وجهه مغاضبا لربه، فكان من قصته ما اخبر الله في كتابه إلى قوله: ” فآمنوا فمتعناهم إلى حين “. قال أبو عبيدة: قلت لابي جعفر عليه السلام كم كان غاب يونس عن قومه حتى رجع إليهم بالنبوة والرسالة فآمنوا به وصدقوه ؟ قال: اربعة اسابيع سبعا منها في ذهابه إلى البحر، وسبعا في بطن الحوت، وسبعا تحت الشجرة بالعراء وسبعا منها في رجوعه إلى قومه فقلت له: وما هذه الاسابيع شهورا وايام أو ساعات فقال: يابا عبيدة ان العذاب اتاهم يوم الاربعاء في النصف من شوال، وصرف عنهم من يومهم ذلك، فانطلق يونس مغاضبا فمضى يوم الخميس سبعة ايام في مسيره إلى البحر، وسبعة ايام في بطن الحوت، وسبعة ايام تحت الشجرة بالعراء وسبعة ايام في رجوعه إلى قومه، فكان ذهابه ورجوعه ثمانية وعشرين يوما، ثم أتاهم فآمنوا به وصدقوه واتبعوه فلذلك قال: فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحيوة الدنيا ومتعناهم. 133 – عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أظل قوم يونس العذاب دعوا الله فصرفه عنهم، قلت: كيف ذلك ؟ قال: كان في العلم انه يصرف عنهم. 134 – عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان يونس لما آذاه قومه دعى الله عليهم فأصبحوا اول يوم صفر، وأصبحوا اليوم الثاني ووجوههم سود، قال: وكان الله أوعدهم أن يأتيهم العذاب حتى نالوه برماحهم، ففرقوا بين النساء وأولادهن، والبقر وأولادها ولبسوا المسوح (1) والصوف ووضعوا الحبال في أعناقهم، والرماد


(1) المسوح جمع المسح – بالكسر -: الكساء من شعر. (*)

[ 328 ]

على رؤسهم، وضجوا ضجة واحدة إلى ربهم، وقالوا: آمنا باله يونس، قال: فصرف الله عنهم العذاب إلى جبال آمد (1) قال: وأصبح يونس وهو يظن انهم هلكوا، فوجدهم في عافية. 135 – عن معمر قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: ان يونس لما أمره الله بما أمره فأعلم قومه فأظلهم العذاب فرقوا بينهم وبين اولادهم وبين البهايم وأولادها، ثم عجوا إلى الله وضجوا فكشف الله العذاب عنهم. وهذان الحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة. 136 – في تهذيب الاحكام علي بن الحسن عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن أبان بن عثمان الاحمر عن كثير النوا عن ابي جعفر عليه السلام انه قال وقد ذكر يوم عاشورا: وهذا اليوم الذي تاب الله فيه على قوم يونس. 137 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن سالم عن ابيه عن ابي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: لاي علة صرف الله عزوجل العذاب عن قوم يونس وقد اظلهم ولم يفعل ذلك بغيرهم من الامم ؟ فقال: لانه كان في علم الله عزوجل انه سيصرفه عنهم لتوبتهم وانما ترك اخبار يونس بذلك لانه عزوجل اراد ان يفرغه لعبادته في بطن الحوت فيستوجب بذلك ثوابه وكرامته. 138 – وباسناده إلى سماعة انه سمعه عليه السلام وهو يقول: ما رد الله العذاب عن قوم قد اظلهم الا قوم يونس، فقلت: أكان قد اظلهم ؟ فقال: نعم حتى نالوه باكفهم، قلت: فكيف كان ذلك ؟ قال: كان في العلم المثبت عند الله عزوجل الذي لم يطلع عليه أحد انه سيصرفه عنهم. 139 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن ابن ابي عمير عن جميل قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما رد الله عزوجل العذاب الا عن قوم يونس وكان يونس عليه السلام يدعوهم إلى الاسلام فيأبوا ذلك، فهم ان يدعوا عليهم وكان فيهم رجلان: عابد وعالم. وكان اسم احدهما مليخا والآخر اسمه روبيل، وكان العابد يشير على يونس بالدعاء عليهم وكان العالم ينهاه، ويقول: لا تدعو عليهم فان الله يستجيب لك ولا يحب هلاك عباده، فقبل قول العابد ولم يقبل قول العالم، فدعى عليهم فأوحى الله إليه: يأتيهم العذاب في سنة كذا


(1) قال الحموي: آمد – بكسر الميم – أعظم ديار بكر. (*)

[ 329 ]

وكذا في شهر كذا وكذا في يوم كذا وكذا، فلما قرب الوقت خرج يونس من بينهم مع العابد وبقى العالم فيهم، فلما كان ذلك اليوم نزل العذاب فقال العالم لهم: يا قوم افزعوا إلى الله عزوجل فلعله يرحمكم فيرد العذاب عنكم، فقالوا: كيف نصنع ؟ قال اجتمعوا واخرجوا إلى المفازة وفرقوا بين النساء والاولاد وبين الابل واولادها، وبين البقر واولادها وبين الغنم واولادها ثم ابكو وادعوا، فذهبوا وفعلوا ذلك وضجوا وبكوا، فرحمهم الله وصرف عنهم العذاب وفرق العذاب على الجبال وقد كان نزل وقرب منهم، فاقبل يونس لينظر كيف اهلكهم الله فراى الزارعون يزرعون في ارضهم، قال لهم ما فعل قوم يونس ؟ فقالوا له ولم يعرفوه: ان يونس دعا عليهم فاستجاب الله عزوجل له ونزل العذاب عليهم فاجتمعوا وبكوا ودعوا فرحمهم الله وصرف ذلك عنهم وفرق العذاب على الجبال، فهم اذن يطلبون يونس ليؤمنوا به فغضب يونس ومر على وجهه مغاضبا لله كما حكى الله تعالى والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 140 – وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام قال: لبث يونس في بطن حوت ثلثة ايام ونادى في الظلمات ظلمة بطن الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر: ” لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ” فاستجاب الله له فاخرجه الحوت إلى الساحل ثم قذفه فألقاه إلى الساحل وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهو القرع، فكان يمصه ويستظل به و بورقه، وكان تساقط شعره ورق جلده، وكان يونس يسبح ويذكر الله بالليل والنهار فلما ان قوى واشتد بعث الله دودة فاكلت اسفل القرع فذبلت القرعة ثم يبست، فشق ذلك على يونس فظل حزينا، فأوحى الله إليه: مالك حزينا يا يونس ؟ قال: يا رب هذه الشجرة التي كانت تنفعني سلطت عليها دودة فيبست ؟ قال: يا يونس أحزنت بشجرة لم تزرعها ولم تسقها ولم تعن بها أن يبست حين استغنيت عنها، ولم تحزن لاهل نينوى أكثر من مأة ألف أردت ان ينزل عليهم العذاب، ان اهل نينوى آمنوا واتقوا فارجع إليهم، فانطلق يونس إلى قومه فلما دنى من نينوى استحيى أن يدخل، فقال لراع لقيه: إئت اهل نينوى فقل لهم: ان يونس قد جاء، قال الراعي: أتكذب أما تستحيي ويونس قد غرق في البحر وذهب ؟ قال له يونس: اللهم ان هذه الشاة تشهد لك أني


[ 330 ]

يونس، فانطقت الشاة له بأنه يونس، فلما أتى الراعي قومه وأخبرهم أخذوه وهموا بضربه، فقال: لي بينة بما أقول، قالوا: من يشهد ؟ قال: هذه الشاة تشهد، فشهدت انه صادق وان يونس قد رده الله إليهم، فخرجوا يطلبونه فوجدوه فجاؤا به وآمنوا وحسن ايمانهم فمتعهم الله إلى حين وهو الموت وأجارهم من ذلك العذاب. 141 – وعن علي عليه السلام حديث طويل يقول في آخره: وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهي الدبا فأظلته من الشمس فسكن، ثم امر الشجرة فتنحت عنه ووقع الشمس عليه فجزع، فأوحى الله إليه: يا يونس لم لم ترحم مأة ألف أو يزيدون وأنت تجزع ساعة ؟ فقال: رب عفوك عفوك، فرد الله بدنه ورجع إلى قومه وآمنوا به وهو قوله: ” فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحيوة الدنيا ومتعناهم إلى حين “. 142 – في الكافي باسناده إلى ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان جبرئيل استثنى في هلاك قوم يونس ولم يسمعه يونس. 143 – في روضة الكافي عنه عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله ابن سنان عن معروف بن خربوذ عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان الله عزوجل رياح رحمة ورياح عذاب، فان شاء ان يجعل الرياح من العذاب رحمة فعل، قال: ولن يجعل الرحمة من الريح عذابا قال: وذلك انه لم يرحم قوما قط اطاعوه فكانت طاعتهم اياه وبالا عليهم الا من بعد تحولهم عن طاعته، قال: وكذلك فعل بقوم يونس لما آمنوا رحمهم الله بعد ما قد كان قدر عليهم العذاب وقضاه، ثم تداركهم برحمته فجعل العذاب المقدر عليهم رحمة، فصرفه عنهم وقد انزله عليهم وغشيهم، وذلك لما آمنوا به وتضرعوا إليه. 144 – فيمن لا يحضره الفقيه وفي العلل التي ذكرها الفضل بن شاذان ” رحمه الله ” عن الرضا عليه السلام قال: انما جعل للكسوف صلوة لانه من آيات الله عزوجل لا يدري الرحمة ظهرت ام لعذاب ؟ فأحب النبي صلى الله عليه واله ان تفزع امته إلى خالقها و راحمها عند ذلك ليصرف عنهم شرها ويقيهم مكروهها كما صرف عن قوم يونس حين


[ 331 ]

تضرعوا إلى الله عزوجل. 145 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد حدثنا عبد الله بن تميم القرشي قال حدثنا ابي عن احمد بن علي الانصاري عن ابي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال: سأل المأمون ابا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن قول الله جل ثناؤه: ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا افأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله فقال الرضا عليه السلام: حدثني ابي موسى بن جعفر عن ابيه جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن علي عن ابيه علي بن الحسين عن ابيه الحسين بن علي عن علي بن ابي طالب عليهم السلام قال: ان المسلمين قالوا لرسول الله صلى الله عليه واله: لو اكرهت يارسول الله من قدرت عليه من الناس على الاسلام لكثر عددنا وقوتنا على عدونا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ما كنت لالقى الله تعالى ببدعة لم يحدث الي فيها شيئا وما انا من المتكلفين، فأنزل الله تبارك وتعالى عليه يا محمد ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا على سبيل الالجاء والاضطرار في الدنيا كما يؤمن عند المعاينة ورؤية البأس وفي الآخرة ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقوا مني ثوابا ولا مدحا ولكني اريد منهم ان يؤمنوا مختارين غير مضطرين ليستحقوا مني الزلفى والكرامة ودوام الخلود في جنة الخلد ” أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ” واما قوله: ” وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله ” فليس ذلك على سبيل تحريم الايمان عليها، ولكن على معنى انها ما كانت لتؤمن الا باذن الله واذنه امره لها بالايمان ما كانت مكلفة متعبدة، وإلجاؤه اياها إلى الايمان عند زوال التكليف والتعبد عنها فقال المأمون: فرجت عني فرج الله عنك. 146 – في كتاب التوحيد ابي رحمه الله قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن ابيه قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: اجعلوا امركم لله ولا تجعلوه للناس فانه ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله، لا تخاصموا الناس لدينكم، فان المخاصمة ممرضة للقلب، ان الله عزوجل قال لنبيه: ” انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ” وقال: ” افأنت


[ 332 ]

تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ” ذروا الناس فان الناس اخذوا عن الناس وانكم اخذتم عن رسول الله صلى الله عليه واله، واني سمعت ابي يقول: ان الله عزوجل إذا كتب على عبد ان يدخل في هذا الامر كان اسرع إليه من الطير إلى وكره (1). 147 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن احمد بن محمد بن عبد الله عن احمد بن هلال عن امية بن علي عن داود الرقي قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون قال: الآيات هم الائمة والنذر هم الانبياء عليهم السلام. 148 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ” قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه واله اتاه جبرئيل بالبراق فركبها، فأتى بيت المقدس فلقى من لقى من اخوانه من الانبياء صلوات الله عليهم اجمعين ثم رجع، فحدث اصحابه اني اتيت بيت المقدس ورجعت من الليلة وقد جاءني جبرئيل بالبراق فركبتها، وآية ذلك اني مررت بعير لابي سفيان على ماء لبني فلان، وقد اضلوا جملا لهم أحمر، وقد هم القوم في طلبه فقال بعضهم لبعض: انما جاء الشام وهو راكب سريع، ولكنكم قد أتيتم الشام وعرفتموها فاسئلوه عن أسواقها وابوابها وتجارها، فقالوا: يارسول الله كيف الشام وكيف اسواقها ؟ قال: وكان رسول الله صلى الله عليه واله إذا سئل عن الشئ لا يعرفه شق عليه حتى يرى ذلك في وجهه، قال: فبينما هو كذلك إذ أتاه جبرئيل عليه السلام فقال: يارسول الله هذه الشام قد رفعت لك فالتفت رسول الله صلى الله عليه واله فإذا هو بالشام بأبوابها واسوقها وتجارها، فقال: اين السائل عن الشام ؟ فقال له: فلان وفلان، فأجابهم رسول الله صلى الله عليه واله في كل ما سألوه عنه فلم يؤمن منهم الا قليل: وهو قول الله تبارك وتعالى: ” وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ” ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: نعوذ بالله ان لا نؤمن بالله


(1) الوكر: عش الطائر. (*)

[ 333 ]

149 – في تفسير العياشي عن محمد بن الفضل عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن شئ في الفرج ؟ فقال: اوليس تعلم ان انتظار الفرج من الفرج ؟ ان الله يقول: انتظروا اني معكم من المنتظرين. 150 – عن مصقلة الطحان عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ما يمنعكم ان تشهدوا على من مات منكم على هذا الامر انه من أهل الجنة ان الله يقول: كذلك حقا علينا ننج المؤمنين.


[ 334 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابي محمد بن علي عليهما السلام قال: من قرأ سورة هود في كل جمعة بعثه الله عزوجل يوم القيمة في زمرة النبيين ولم يعرف له خطيئة عملها يوم القيمة. 2 – في مجمع البيان ابي بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله من قرأها اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق بنوح وكذب به وهود وصالح وشعيب ولوط وابراهيم و موسى، وكان يوم القيمة من السعداء. 3 – وروى الثعلبي باسناده عن ابي اسحق عن ابي جحيفة قال: قيل: يارسول الله قد اسرع اليك الشيب ؟ قال: – شيبتني هود واخواتها. 4 – في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يارسول الله قد اسرع اليك الشيب ؟ قال شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون. 5 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام: الر كتاب احكمت آياته قال: هو القرآن من لدن حكيم خبير قال: من عند حكيم خبير وان استغفروا ربكم يعنى المؤمنين وقوله تعالى: ويؤت كل ذي فضل فضله فهو علي بن ابي طالب صلوات الله عليه وقوله عزوجل: وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير قال: الدخان والصيحة قوله عزوجل: الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه يقول: يكتمون ما في صدورهم من بغض علي عليه السلام وقال رسول الله صلى الله عليه واله: ان آية المنافق بغض علي عليه السلام وكان قوم يظهرون المودة لعلي عند النبي ويسرون بغضه فقال جل ذكره: الا حين يستغشون ثيابهم فانه كان إذا حدث بشئ من فضل علي صلوات الله عليه أو تلا عليهم ما انزل الله فيه نفضوا ثيابهم ثم قاموا، يقول الله عزوجل: يعلم ما يسرون وما يعلنون حين قاموا انه عليم بذات الصدور.


[ 335 ]

6 – في روضة الكافي ابن محبوب عن جميل بن صالح عن سدير عن أبي جعفر عليه السلام قال أخبرني جابر بن عبد الله ان المشركين كانوا إذا مروا برسول الله صلى الله عليه واله حول البيت طأطأ احدهم ظهره ورأسه هكذا، وغطى رأسه بثوبه حتى لا يراه رسول الله صلى الله عليه وآله، فأنزل الله عزوجل: ” الا انهم يثنون صدورهم لستخفوا منه الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون “. 7 – في مجمع البيان روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر محمد بن علي و جعفر بن محمد ” يثنوني صدورهم ” على يفعوعل. 8 – في تفسير العياشي عن محمد بن الفضيل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: اتى رسول الله صلى الله عليه واله رجل من اهل البادية فقال: يارسول الله ان لي بنين وبنات واخوة و اخوات وبني بنين وبني بنات وبني اخوة وبني اخوات، والمعيشة علينا خفيفة (1) فان رأيت يارسول الله ان تدعو الله أن يوسع علينا ؟ قال: وبكى، فرق له [ المسلمون فقال ] رسول الله: ما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين من كفل بهذه الافواه المضمونة على الله رزقها صب الله عليه الرزق صبا كالماء المنهمر ان قليل فقليلا وان كثير فكثيرا، قال: ثم دعى رسول الله صلى الله عليه واله وأمن له المسلمون قال: قال أبو جعفر عليه السلام فحدثني من رأى الرجل في زمن عمر فسأله عن حاله فقال: من أحسن من حوله (2) حالا وأكثرهم مالا. 9 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: قسم ارزاقهم وأحصى آثارهم وأعمالهم وعدد أنفاسهم وخائنة اعينهم وما تخفى صدورهم من الضمير ومستقرهم ومستودعهم من الارحام والظهور إلى ان تتناهى بهم الغايات. 10 – في عيون الاخبار حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي قال: حدثنا ابي عن أحمد بن علي الانصاري عن ابي الصلت عبد الله بن صالح الهروي قال: سئل المأمون ابا


(1) لعله مصحف ” ضيقة “. (2) في المصدر ” خوله ” بالخاء المعجمة. و ” حلالا ” بدل ” حالا ” وهو من خوله الله المال: أعطاه اياه متفضلا وملكه اياه. (*)

[ 336 ]

الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: وهو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا فقال: ان الله تعالى خلق العرش والماء والملائكة قبل خلق السماوات والارض فكانت الملائكة تستدل بأنفسها وبالعرش والماء على الله تعالى، ثم جعل عرشه على الماء ليظهر بذلك قدرته للملائكة فتعلم انه على كل شئ قدير، ثم رفع العرش بقدرته ونقله فجعله فوق السماوات السبع ثم خلق السموات [ السبع ] والارض في ستة ايام وهو مستول على عرشه وكان قادرا على ان يخلقها في طرفة عين ولكنه عزوجل خلقها في ستة ايام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئا بعد شئ فيستدل بحدوث ما يحدث على الله تعالى مرة بعد مرة، ولم يخلق الله العرش لحاجة به إليه، لانه غني عن العرش وعن جميع ما خلق لا يوصف بالكون على العرش، لانه ليس بجسم تعالى عن صفة خلقه علوا كبيرا، واما قوله عزوجل: ” ليبلوكم ايكم احسن عملا ” فانه عزوجل خلق خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته على سبيل الاحتمال والتجربة، لانه لم يزل عليما بكل شئ، فقال المأمون: فرجت عني يا أبا الحسن فرج الله عنك. 11 – في الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن اسمعيل عن بعض اصحابه عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان الله تعالى خلق الدنيا في ستة ايام ثم اختزلها (1) عن ايام السنة والسنة ثلثمأة وأربع وخمسون يوما. 12 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: واما قوله: ” انما اعظكم بواحدة ” فان الله جل ذكره أنزل عزايم الشرايع وآيات الفرائض في أوقات مختلفة، كما خلق السموات والارض في ستة ايام، ولو شاء أن يخلقها في أقل من لمح البصر لخلق، ولكنه جعل الاناة والمداراة مثالا لامنائه وايجابا للحجة على خلقه. 13 – في تفسير علي بن ابراهيم وقوله عزوجل: ” وهو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء ” وذلك في مبدأ الخلق، ان الرب تبارك و تعالى خلق الهواء ثم خلق القلم فأمره أن يجري، فقال: يا رب بما أجري ؟ فقال:


(1) اختزل الشئ: حذفه وقطعه. (*)

[ 337 ]

بما هو كائن، ثم خلق الظلمة من الهواء وخلق النور من الهواء وخلق الماء من الهواء وخلق العرش من الهواء وخلق العقيم من الهواء وهو الريح الشديد. وخلق النار من الهواء، وخلق الخلق كلهم من هذه الستة التي خلقت من الهواء، فسلط العقيم على الماء فضربته فأكثرت الموج والزبد وجعل يثور دخانه في الهواء، فلما بلغ الوقت الذي أراد قال للزبد: اجمد فجمد، وقال للموج: اجمد فجمد، فجعل الزبد أرضا وجعل الموج جبالا رواس للارض، فلما اجمدها قال للروح والقدرة: سويا عرشي إلى السماء، فسويا عرشه إلى السماء، وقال للدخان: اجمد فجمد ثم قال له: ازفر (1) فزفر فناديها ” والارض جميعا ائتيا طوعا أو كرها قالتا اتينا طائعين فقضاهن سبع سموات في يومين ومن الارض مثلهن ” فلما اخذ في رزق خلقه خلق السماء وجنانها والملائكة يوم الخميس، وخلق الارض يوم الاحد، وخلق دواب البر والبحر يوم الاثنين، وهما اليومان اللذان يقول الله عزوجل: ” أانكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين ” وخلق الشجر ونبات الارض وانهارها وما فيها والهوام في يوم الثلثاء وخلق الجان وهو أبو الجن يوم السبت (2) وخلق الطير في يوم الاربعاء، وخلق آدم في ست ساعات في يوم الجمعة، ففي هذه الستة الايام خلق الله السموات والارض وما بينهما. 14 – في روضة الكافي عن عبد الله بن سنان قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله خلق الخير يوم الاحد، وما كان ليخلق الشر قبل الخير وفي يوم الاحد والاثنين خلق الارضين، وخلق اقواتها يوم الثلثاء، وخلق السموات يوم الاربعاء ويوم الخميس وخلق اقواتها يوم الجمعة، وذلك قول الله عزوجل ” خلق السموات والارض وما بينهما في ستة ايام “. 15 – في كتاب التوحيد حدثنا علي بن احمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال: حدثنا محمد بن ابي عبد الله الكوفي عن محمد بن اسمعيل البرمكي:


(1) زفر النار: سمع صوت لتوقدها. (2) قال المجلسي (ره): ” يوم السبت ” ليس في بعض النسخ وهو أظهر، ثم ذكر وجوها على تقديره فراجع البحار ج 14: 17 ان شئت. (*)

[ 338 ]

قال: حدثنا جذعان بن نصر أبو نصر الكندي قال: حدثنا سهل بن زياد الادمي عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن كثير عن داود الرقي قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” وكان عرشه على الماء ” فقال لي: ما يقولون ؟ قلت: يقولون ان العرش كان على الماء والرب فوقه، فقال: كذبوا، من زعم هذا فقد صير الله محمولا ووصفه بصفة المخلوقين ولزمه ان الشئ الذي يحمله اقوى منه، قلت: بين لي جعلت فداك، فقال: ان الله عزوجل حمل علمه ودينه الماء قبل ان يكون سماء أو ارض أو انس أو جن أو شمس أو قمر فلما اراد ان يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم: من ربكم ؟ فكان اول من نطق رسول الله وامير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم، فقالوا: انت ربنا فحملهم العلم والدين، ثم قال للملائكة: هؤلاء حملة علمي وديني وامنائي في خلقي وهم المسئولون، ثم قيل لبني آدم: أقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالطاعة فقالوا: نعم ربنا اقررنا فقال للملائكة: اشهدوا، فقالت الملائكة: ” شهدنا على ان لا يقولوا انا كنا عن هذا غافلين * أو يقولوا انما اشرك آبائنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ” ان ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق. 16 – في اصول الكافي محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الرحمن بن كثير عن داود الرقي قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قوله عزوجل: ” وكان عرشه على الماء ” فقال: ما يقولون ؟ قلت: يقولون: ان العرش كان على الماء والرب فوقه، فقال: كذبوا، من زعم هذا فقد صير الله محمولا ووصفه بصفة المخلوق ولزمه ان الشئ الذي يحمله اقوى، قلت: بين لي جعلت فداك، فقال: ان الله حمل دينه وعلمه الماء قبل ان يكون سماء أو ارض، أو جن أو انس أو شمس أو قمر. 17 – محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن سدير الصيرفي قال: سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” بديع السماوات ” فقال أبو جعفر عليه السلام: ان الله عزوجل ابتدع الاشياء كلها بعلمه على غير مثال كان قبله، فابتدع السموات والارضين ولم يكن قبلهن سموات ولا أرضون، اما تسمع لقوله تعالى: ” وكان عرشه على الماء ” والحديث


[ 339 ]

طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 18 – في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن محمد بن عمران العجلي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أي شئ كان موضع البيت حيث كان الماء في قول الله تعالى: ” وكان عرشه على الماء ” ؟ قال: كان مهاة بيضاء يعني درة. 19 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن ابي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج هشام بن عبد الملك حاجا و معه الابرش الكلبي (1) فلقيا أبا عبد الله عليه السلام في المسجد الحرام، فقال هشام للابرش تعرف هذا ؟ قال: لا، قال: هذا الذي تزعم الشيعة انه نبي من كثرة علمه، فقال الابرش: لاسألنه عن مسألة لا يجيبني فيها الا نبي أو وصي نبي، فقال هشام: وددت انك فعلت ذلك، فلقى الابرش أبا عبد الله عليه السلام فقال: يا ابا عبد الله أخبرني عن قول الله: ” أو لم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما ” بما كان رتقهما و بما كان فتقهما ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: ياأبرش هو كما وصف نفسه، كان عرشه على الماء، والماء على الهواء والهواء لا يحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء عذب فرات، فلما أراد أن يخلق الارض امر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ثم ازبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحى الارض من تحته، فقال الله تبارك وتعالى: ” ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ” ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها، فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار، فخلق منه السماء، وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر، وأجراها في


(1) قال المحدث القمي (ره) في الكنى والالقاب: الابرش الكلبي أبو مجاشع بن الوليد القضاعي الذي ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق كان في عصر هشام بن عبد الملك وبقى إلى عصر المنصور، ويظهر من الروايات والتواريخ انه كان من خواص هشام، ثم ذكر له قصة طريفة مع منصور فراجع ان شئت. (*)

[ 340 ]

الفلك وكانت السماء خضراء على لون الماء الاخضر، وكانت الارض غبراء على لون الماء العذب والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وستقف عليه بتمامه عند قوله تعالى: ” اولم ير الذين كفروا ” الآية انشاء الله تعالى. 20 – حدثني ابي عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن ابي جعفر عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام انه قال: وقد ارسل إليه ابن عباس يسأله عن مسائل: واما ما سئل عنه من العرش مم خلقه الله ؟ فان الله خلقه ارباعا لم يخلق قبله الا ثلاثة أشياء: الهواء والقلم والنور ثم خلقه الله ألوانا مختلفة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 21 – حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الاحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبي فاختة وذكر حديثا طويلا ستقف عليه آخر الزمر انشاء الله تعالى وفيه يقول عليه السلام: ” وتبدل الارض غير الارض ” يعني بارض لم تكسب عليها الذنوب، بارزة ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها اول مرة، ويعيد عرشه على الماء كما كان اول مرة مستقلا بعظمته وقدرته. 22 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ليبلوكم ايكم احسن عملا ” قال: ليس يعني اكثركم عملا ولكن اصوبكم عملا، وانما الاصابة خشية الله والنية الصادقة والخشية، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 23 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: الا ان الله قد كشف الخلق كشفة لا انه جهل ما اخفوه من مضمون اسرارهم ومكنون ضمائرهم، ولكن ليبلوهم ايهم احسن عملا فيكون الثواب جزاء والعقاب بواء (1). 24 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى عن علي بن محمد العسكري عليهما السلام ان ابا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: ان الله خلق الخلق فعلم ما هم إليه صائرون، فأمرهم ونهاهم فما امرهم به من شئ فقد جعل لهم


(1) البواء: المكافاة. (*)

[ 341 ]

السبيل إلى الاخذ به، وما نهاهم عنه من شئ فقد جعل لهم السبيل إلى تركه، ولا يكونون آخذين ولا تاركين الا باذنه، وما جبر الله احدا من خلقه على معصيته بل اختبرهم بالبلوى كما قال: ” ليبلوكم ايكم احسن عملا “. قوله عليه السلام: ولا يكونون آخذين ولا تاركين الا باذنه ” اي بتخليته وعلمه ” انتهى ” قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق عن الرضا عليه السلام في كتاب عيون الاخبار بيان لقوله عزوجل ” ليبلوكم ايكم احسن عملا ” فليراجع (1). 25 – في تفسير العياشي عن ابان بن مسافر عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله: ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة يعني عدة كعدة بدر ليقولن ما يحبسه الا يوم ياتيهم ليس مصروفا عنهم قال: العذاب. 26 – عن عبد الاعلى الحلبي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: اصحاب القائم عليه السلام الثلثمأة والبضعة عشر رجلا، هم والله الامة المعدودة التي قال الله في كتابه: ” ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة ” قال: يجتمعون له في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف (2). 27 – عن الحسين عن الخزاز عن ابي عبد الله عليه السلام: ” ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة ” قال: هو القائم واصحابه. 28 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن منصور بن يونس عن اسمعيل بن جابر عن ابي خالد عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا يات بكم الله جميعا ” قال: الخيرات الولاية وقوله تبارك وتعالى: ” اينما تكونوا يات بكم الله جميعا ” يعني اصحاب القايم الثلثمأة و البضعة عشر رجلا، قال: وهم والله الامة المعدودة، قال: يجتمعون والله في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف.


(1) اي في الحديث العاشر من هذه السورة. (2) القزع – محركة – قطع من السحاب متفرقة صغار، قيل: ” وانما خص الخريف لانه اول الشتاء، والسحاب فيه يكون متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض. (*)

[ 342 ]

29 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة ” قال: ان متعناهم في هذه الدنيا إلى خروج القائم عليه السلام فنردهم ونعذبهم ” ليقولن ما يحبسه ” اي يقولوا لا يقوم القائم ولا يخرج على حد الاستهزاء، فقال الله: ” الا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن “، اخبرنا احمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن حسان عن هشام بن عمار عن أبيه وكان من أصحاب علي عليه السلام عن علي عليه السلام في قوله: ” ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة ليقولن ما يحبسه ” قال: الامة المعدودة أصحاب القائم الثلثمأة والبضعة عشر، وقوله ولئن اذقنا الانسان منا رحمة ثم نزعناها منه انه ليؤس كفور ولئن اذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني انه لفرح فخور. قال إذا اغنى الله العبد ثم افتقر اصابه الاياس والجزع والهلع (1) وإذا كشف عنه فرح، وقال: ” ذهب السيئات عني انه لفرح فخور ” ثم قال: الا الذين صبروا وعملوا الصالحات قال: صبروا في الشدة، وعملوا الصالحات في الرخاء. 3 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن عمار بن سويد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في هذه الاية: فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك ام يقولوا لولا انزل عليه كنزا وجاء معه ملك فقال: ان رسول الله صلى الله عليه واله لما نزل قديد (2) لعلي عليه السلام: يا علي اني سألت ربي أن يوالي بيني وبينك ففعل، وسألت ربي أن يواخي بيني وبينك ففعل، وسألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل، فقال رجلان من قريش: والله لصاع من تمر في شن بال (3) احب الينا مما سئل محمد ربه، فهلا سئل ربه ملكا يعضده على عدوه أو كنزا يستغنى به


(1) الهلع ايضا بمعنى الجزع. (2) قديد: اسم موضع قرب مكة. (3) الشن: القربة البالية. (*)

[ 343 ]

عن فاقته ؟ والله ما دعاه إلى حق ولا باطل الا اجابه إليه (1) فانزل الله تبارك وتعالى: ” فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك ” إلى آخر الاية. 31 – في تفسير العياشي عن جابر بن أرقم عن أخيه زيد بن أرقم قال: ان جبرئيل الروح الامين نزل على رسول الله صلى الله عليه واله بولاية علي بن أبيطالب عليه السلام عشية عرفة فضاق بذلك رسول الله صلى الله عليه واله مخافة تكذيب أهل الافك والنفاق، فدعى قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم فلم ندر ما نقول له، وبكى صلى الله عليه واله فقال له جبرئيل عليه السلام: يا محمد اجزعت من أمر الله ؟ فقال: كلا يا جبرئيل ولكن قد علم ربي ما لقيت من قريش، إذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادهم وأهبط الي جنودا من السماء فنصروني فكيف يقرون لعلي من بعدي ؟ فانصرف عنه جبرئيل فنزل عليه: ” فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك “. 32 – عن عمار بن سويد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في هذه الاية: ” فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك ” وذكر نحو ما نقلنا عن روضة الكافي وبعد تمامه قال: ودعا رسول الله لامير المؤمنين عليه السلام في آخر صلوته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول: اللهم هب لعلي المودة في صدور المؤمنين والهيبة والعظمة في صدور المنافقين فانزل الله: ” ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا فانما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ” بني امية، قال ركع (2) والله لصاع من تمر في شن بال احب الي مما سأل محمد ربه، افلا سأله ملكا يعضده أو كنزا يستظهر به على فاقته ؟ فأنزل الله فيه عشر آيات من هود اولها: ” فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك ” إلى ” ام يقولون افتريه ولاية علي قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ” إلى: ” فان لم يستجيبوا لك في ولاية علي فاعلم انه انما انزل اليك بعلم الله وان لا اله


(1) ” هذه الرواية في تفسير علي بن ابراهيم وفيها: فوالله ما دعا عليا قط إلى حق أو باطل الا اجابه. منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (2) كذا في النسخ لكن في المصدر والبحار والبرهان ” رمع ” بالميم وهو اسم مقلوب كما ذكرناه في ذيل العياشي، ولم اجد لركع هيهنا معنى يناسب المقام. (*)

[ 344 ]

الا هو فهل انتم مسلمون لعلي ولاية من كان يريد الحيوة الدنيا وزينتها ” يعني فلان وفلان وفلان ” نوف إليهم اعمالهم فيها “، ” افمن كان على بينة من ربه ” رسول الله صلى الله عليه واله ” ويتلوه شاهد منه ” امير المؤمنين عليه السلام ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة ” قال: كان ولاية علي عليه السلام في كتاب موسى ” اولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه في ولاية علي انه الحق من ربك ” إلى قوله ” ويقول الاشهاد ” وهم الائمة عليهم السلام ” هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ” إلى قوله: ” هل يستويان مثلا افلا تذكرون “. 33 – في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن سفيان بن عيينة عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سأل رجل ابي بعد منصرفه من الموقف فقال: أترى يخيب الله هذا الخلق كله ؟ فقال أبي: ما وقف احد الا غفر له مؤمنا كان أو كافرا، الا انهم في مغفرتهم على ثلث منازل: مؤمن غفر الله له إلى ان قال: وكافر وقف هذا الموقف يريد زينة الحيوة الدنيا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ان تاب من الشرك فيما بقي من عمره، وان لم يتب وفاه أجره ولم يحرمه اجر هذا الموقف، وذلك قوله عزوجل: من كان يريد الحيوة الدنيا وزينتها نوف إليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الآخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. 34 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” من كان يريد الحيوة الدنيا وزينتها نوف إليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك ” الآية قال: من عمل الخير على ان يعطيه الله ثوابه في الدنيا اعطاه الله ثوابه في الدنيا وكان له في الآخرة النار. 35 – في مجمع البيان وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه واله قال: بشر امتي بالسناء والتمكين في الارض فمن عمل منهم عملا للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب. 36 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي عن احمد بن عمر الحلال قال: سألت ابا الحسن عليه السلام عن قول الله عزوجل: افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه فقال: امير المؤمنين الشاهد على رسول الله،


[ 345 ]

ورسول الله صلى الله عليه واله على بينة من ربه. 37 – في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن عبد الله بن حماد عن ابي الجارود عن الاصبغ بن نباتة قال: قال امير المؤمنين: والله ما نزلت آية في كتاب الله في ليل أو نهار الا وقد علمت فيمن انزلت ولامر على رأسه المواسي (1) الا وقد انزلت عليه آية من كتاب الله تسوقه إلى الجنة أو إلى النار، فقام إليه رجل، فقال: يا امير المؤمنين ما الاية التي نزلت فيك ؟ قال له: أما سمعت الله يقول: ” أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ” فرسول الله صلى الله عليه واله على بينة من ربه وانا الشاهد له فيه وأتلوه معه. 38 – في تفسير علي بن ابراهيم وقوله: ” أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة ” فقال الصادق عليه السلام: انما انزل ” أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه امام ورحمة ومن قبله كتاب موسى “. 39 – حدثني ابي عن يحيى بن عمران عن يونس عن أبي بصير والفضيل عن ابي جعفر عليه السلام قال: انما انزلت ” أفمن كان على بينة من ربه ” يعني رسول الله صلى الله عليه واله ” ويتلوه شاهد منه اماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى اولئك يؤمنون به ” فقدموا و أخروا في التأليف. 40 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام انه إذا كان يوم الجمعة يخطب على المنبر فقال: والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواثيق الا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله عزوجل أعرفها كما أعرفه فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين ما آيتك التي نزلت فيك ؟ فقال: إذا سألت فافهم ولا عليك الا تسأل عنها غيري، أقرأت سورة هود ؟ قال: نعم يا امير المؤمنين قال أفسمعت الله عزوجل يقول: ” أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ” ؟ قال نعم (قال ظ): فالذي على بينة من ربه محمد صلى الله عليه واله والذي يتلوه شاهد منه وهو الشاهد وهو منه وأنا علي بن ابي طالب وأنا الشاهد، وانا منه صلى الله عليه واله


(1) المواسى جمع الموسى: الالة التي يحلق بها. واللفظ كناية. (*)

[ 346 ]

41 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام لبعض الزنادقة وقد قال: وأجده يخبرانه يتلو نبيه شاهد منه وكان الذي تلاه عبد الاصنام برهة من دهره، واما قوله: ” ويتلوه شاهد منه ” فذلك حجة الله أقامها الله على خلقه وعرفهم انه لا يستحق مجلس النبي صلى الله عليه واله الا من يقوم مقامه، ولا يتلوه الا من يكون في الطهارة مثله بمنزلته لئلا يتسع لمن ماسه رجس الكفر في وفت من الاوقات انتحال الاستحقاق لمقام الرسول، وليضيق العذر على من يعينه على اثمه وظلمه إذ كان الله قد حظر على من مسه الكفر تقلد ما فوضه إلى أنبيائه وأوليائه بقوله لابراهيم: ” لا ينال عهدي الظالمين ” اي المشركين لانه سمى الشرك ظلما بقوله: ” ان الشرك لظلم عظيم ” فلما علم ابراهيم عليه السلام ان عهد الله تبارك وتعالى اسمه بالامامة لا ينال عبدة الاصنام قال: ” واجنبني وبني أن نعبد الاصنام ” واعلم ان من آثر المنافقين على الصادقين. والكفار على الابرار فقد افترى على الله اثما عظيما، إذ كان قد بين في كتابه الفرق بين المحق والمبطل، والطاهر والنجس، والمؤمن والكافر، وانه لا يتلو النبي عند فقده الا من حل محله صدقا وعدلا وطهارة وفضلا. 42 – وقال سليم بن قيس: سأل رجل، علي بن ابي طالب عليه السلام فقال وأنا اسمع: اخبرني بأفضل منقبة لك ؟ قال: ما انزل الله في كتابه، قال: وما انزل الله فيك ؟ قال: أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ” انا الشاهد من رسول الله صلى الله عليه واله والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 43 – في تفسير العياشي عن بريد بن معاوية العجلي عن ابي جعفر عليه السلام قال: الذي على بينة من ربه رسول الله صلى الله عليه واله، والذي تلاه من بعده الشاهد منه امير المؤمنين عليه السلام ثم أوصياؤه واحد بعد واحد. 44 – عن جابر عن عبد الله بن يحيى قال: سمعت عليا عليه السلام وهو يقول: ما من رجل من قريش الا وقد أنزل فيه آية أو آيتان من كتاب الله، فقال له رجل من القوم: فما نزل فيك يا امير المؤمنين ؟ فقال: أما تقرء الآية التي في هود: ” أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ” محمد صلى الله عليه واله وسلم على بينة من ربه وأنا الشاهد.


[ 347 ]

45 – في مجمع البيان وقيل، شاهد من الله تعالى محمد صلى الله عليه واله روى ذلك عن الحسين بن علي عليهما السلام. 46 – وقيل الشاهد منه علي بن ابي طالب عليه السلام يشهد للنبي صلى الله عليه واله وسلم وهو منه وهو المروى عن ابي جعفر وعلي بن موسى الرضا عليهم السلام ورواه الطبري باسناده عن جابر بن عبد الله عن علي عليه السلام. 47 – في روضة الكافي خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيها بعد أن ذكر النبي صلى الله عليه واله: وفي التولي عنه والاعراض محادة الله وغضبه وسخطه والبعد منه مسكن النار وذلك قوله: ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده يعني الجحود والعصيان له 48 – في مجمع البيان ” ومن يكفر به ” الآية وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه واله قال: لا يسمع بي احد من الامة لا يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بي الا كان من اهل النار. 49 – في تفسير علي بن ابراهيم عن ابي عبيدة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم إلى قوله: ويبغونها عوجا فقال: هم اربعة ملوك من قريش يتبع بعضهم بعضا. 50 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ” يعني بالاشهاد الائمة عليهم السلام ” الا لعنة الله على الظالمين آل محمد حقهم “. 51 – في كتاب المناقب لابي شهر آشوب عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى: ويقول الاشهاد قال: نحن الاشهاد. 52 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا يعني يصدون عن طريق الله وهي الامامة ” ويبغونها عوجا ” يعني حرفوها إلى غيره، قوله: ما كانوا يستطيعون السمع قال: ما قدروا ان يسمعوا بذكر امير المؤمنين (ع) اولئك الذين خسروا انفسهم وضل عنهم اي بطل عنهم ما كانوا يفترون يعني يوم القيمة بطل الذي دعوه غير أمير المؤمنين صلوات الله عليه. 53 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد


[ 348 ]

عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن زيد الشحام عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ان عندنا رجلا يقال له كليب فلا يجئ عنكم شئ الا قال: انا اسلم، فسميناه كليب تسليم، قال: فترحم عليه ثم قال: أتدرون ما التسليم ؟ فسكتنا فقال: هو والله الاخبات قول الله عزوجل الذين آمنوا وعملوا الصالحات واخبتوا إلى ربهم. 54 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابي حمزة عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى عهد إلى آدم وذكر حديثا طويلا يذكر فيه وصية آدم إلى هبة الله واشياء كثيرة وفيه: وبشر آدم بنوح عليهما السلام فقال: ان الله تبارك وتعالى باعث نبيا اسمه نوح وانه يدعو إلى الله عن ذكره ويكذبه قومه فيهلكهم الله بالطوفان، وكان بين آدم وبين نوح عليه السلام عشرة آباء انبياء واوصياء كلهم، واوصى آدم عليه السلام إلى هبة الله ان من ادركه منكم فليؤمن به وليتبعه وليصدق به، فانه ينجو من الغرق، إلى أن قال: فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والايمان والاسم الاكبر ميراث النبوة وآثار علم النبوة حتى بعث الله نوحا صلى الله عليه واله، وظهرت وصية هبة الله حين نظروا في وصية آدم فوجدوا نوحا صلى الله عليه نبيا قد بشر به آدم عليه السلام فآمنوا به واتبعوه وصدقوه، وقد كان آدم وصى هبة الله ان يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يوم عيدهم ويتعاهدون نوحا وزمانه الذي يخرج فيه وكذلك جاء في وصية كل نبي حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه واله، وانما عرفوا نوحا بالعلم الذي عندهم وهو قول الله عزوجل: ولقد ارسلنا نوحا إلى قومه إلى آخر الآية. 55 – في تفسير علي بن ابراهيم وروى في الخبر ان اسم نوح عبد الغفار، و انما سمى نوحا لانه كان ينوح على نفسه. 56 – في تفسير العياشي عن اسمعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: كانت شريعة نوح أن يعبد الله بالتوحيد والاخلاص وخلع الانداد، وهي الفطرة التي فطر الناس عليها، وأخذ ميثاقه على نوح عليه السلام والنبيين ان يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وأمر بالصلوة والامر والنهي والحرام والحلال ولم يفرض عليه احكام حدود ولا فرض مواريث فهذه شريعته وفي روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد


[ 349 ]

ابن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن اسمعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام نحوه، الا ان فيها والامر بالمعروف والنهي عن المنكر صريحا. 57 – في تفسير العياشي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه: يا مفضل وكان منزل نوح وقومه في قرية على متن الفرات مما يلي غربي الكوفة. 58 – عن سلمان الفارسي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام في حديث له في فضل مسجد الكوفة: فيه نجر نوح سفينته وفيه فار التنور وبه كان بيت نوح ومسجده. 59 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أيوب بن راشد عن رجل عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كانت أعمار قوم نوح عليه السلام ثلثمأة سنة. 60 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء له: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك قوله عزوجل إلى أن قال: والآية السادسة قول الله عزوجل: ” قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى ” وهذه خصوصية للنبي صلى الله عليه واله إلى يوم القيمة و خصوصية للال دون غيرهم – وذلك ان الله تعالى حكى ذكر نوح عليه السلام في كتابه: يا قوم لا اسئلكم عليه مالا ان اجري الا على الله وما انا بطارد الذين آمنوا انهم ملاقوا ربهم ولكني اريكم قوما تجهلون وحكى عزوجل عن هود صلى الله عليه انه قال: ” لا اسألكم عليه أجرا ان أجري الا على الذي فطرني أفلا تعقلون ” وقال عزوجل لنبيه محمد صلى الله عليه واله: ” قل ” يا محمد ” لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى ” ولم يفترض الله مودتهم الا وقد علم انهم لا يرتدون عن الدين ابدا ولا يرجعون إلى الضلالة أبدا. 61 – في قرب الاسناد للحميري احمد بن محمد عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: وقال نوح عليه السلام: ولا ينفعكم نصحي ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم قال: الامر إلى الله يهدي من يشاء. 62 – في تفسير العياشي عن ابن ابي نصر البزنطي عن ابي الحسن الرضا عليه السلام


[ 350 ]

قال: قال الله في نوح: ” ولا ينفعكم نصحي ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم ” قال: الامر إلى الله يهدي ويضل. 63 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عن ابيه علي بن الحسين عليهم السلام انه قال: وقد ذكر عبد الله بن عباس: واما قوله: ” ولا ينفعكم نصحي ” الآية نزلت في ابيه وفي تفسير العياشي نحوه الا ان فيه بدل ابيه العباس صريحا. 64 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن اسمعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال اوحى الله عزوجل إليه انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يعملون فلذلك قال نوح عليه السلام: ” ولا يلدوا الا فاجرا كفارا ” فأوحى الله عزوجل إليه: ” ان اصنع الفلك ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 65 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثنا احمد بن محمد بن موسى قال: حدثنا محمد بن حماد عن علي بن اسمعيل التيمي عن فضيل الرسان عن صالح بن ميثم قال قلت لابي جعفر عليه السلام: ما كان علم نوح حين دعى على قومه انهم لا يلدوا الا فاجرا كفارا ؟ فقال: أما سمعت قول الله لنوح: ” انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن ” 66 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حنان بن سدير عن ابيه قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: ارايت نوحا حين دعى على قومه فقال: ” رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا ” قال عليه السلام: لا ينجب من بينهم احد، قال: قلت: وكيف علم ذلك ؟ قال: اوحى الله إليه: ” انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن ” فعند ذلك دعى عليهم بهذا الدعاء. 67 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن ابن ابي عمير عن ابن سنان عن ابي عبد الله عليه السلام قال: بقى نوح في قومه ثلثمأة سنة يدعوهم إلى الله عزوجل فلم يجيبوه فهم ان يدعو عليهم فوافاه عند طلوع الشمس اثنا عشر الف قبيل من قبايل ملائكة السماء الدنيا و هم العظماء من الملائكة فقال لهم نوح: ما انتم ؟ فقالوا: نحن اثنا عشر الف قبيل من قبائل السماء الدنيا وان غلظ مسيرة السماء الدنيا خمسمأة عام، ومن السماء الدنيا إلى


[ 351 ]

الدنيا مسيرة خمسمأة عام وخرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك في هذا الوقت فنسألك ان لا تدعو على قومك، فقال نوح عليه السلام قد أجلتهم ثلثمأة سنة فلما أتى عليهم ستمأة سنة ولم يؤمنوا هم أن يدعو عليهم فوافاه اثنى عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية فقال نوح: من أنتم ؟ قالوا: نحن اثنى عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية وغلظ السماء الثانية مسيرة خمسمأة عام، ومن السماء الثانية إلى السماء الدنيا مسيرة خمسمأة عام، وغلظ السماء الدنيا مسيرة خمسمأة عام، ومن السماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمأة عام، خرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك ضحوة نسألك أن لا تدعو على قومك، فقال نوح عليه السلام: قد اجلتهم ثلثمأة سنة، فلما أتى عليهم تسعمأة سنة ولم يؤمنوا هم ان يدعو عليهم فانزل الله عزوجل: ” انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون ” فقال نوح عليه السلام: ” رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا ” فأمره الله عزوجل أن يغرس النخل فأقبل يغرس النخل، فكان قومه يمرون به ويسخرون منه ويستهزؤن به ويقولون: شيخ قد اتى له تسعمأة سنة يغرس النخل، وكانوا يرمونه بالحجارة. فلما أتى لذلك خمسون سنة وبلغ النخل واستحكم أمر بقطعه، فسخروا منه وقالوا: بلغ النخل مبلغه وهو قوله عزوجل: وكلما مر عليه ملاء من قومه سخروا منه قال ان تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون فأمره الله أن يتخذ السفينة وامر جبرئيل عليه السلام أن ينزل عليه ويعلمه كيف يتخذها، فقدر طولها في الارض ألفا ومأتي ذراع، وعرضها ثمانمائة ذراع، وطولها في السماء ثمانون ذراعا فقال: يا رب من يعينني على اتخاذها، فأوحى الله عزوجل إليه: ناد في قومك: من أعانني عليها ونجر منها شيئا صار ما ينجره ذهبا وفضة، فنادى نوح عليه السلام فيهم بذلك فأعانوه عليه وكانوا يسخرون منه ويقولون: يتخذ سفينة في البر. 68 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سدير الصيرفي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: واما ابطاء نوح عليه السلام فانه لما استنزل العقوبة على قومه من السماء بعث الله تبارك وتعالى جبرئيل الروح الامين معه سبع


[ 352 ]

نوايات (1) فقال: يا نبي الله ان الله تبارك وتعالى يقول لك: ان هؤلاء خلايقي و عبادي لست أبيدهم (2) بصاعقة من صواعقي الا بعد تأكيد الدعوة والزام الحجة فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فاني مثيبك عليه، واغرس هذا النوى فان لك في نباتها وبلوغها وادراكها إذا اثمرت الفرج والخلاص، فبشر بذلك من اتبعك من المؤمنين، فلما نبتت الاشجار وتأزرت وتسوقت وأغصنت وزهى الثمر على ما كان (3) بعد زمان طويل استنجز من الله العدة، فأمره الله تبارك وتعالى أن يغرس نوى تلك الاشجار ويعاود الصبر والاجتهاد ويؤكد الحجة على قومه فامر بذلك الطوايف التي آمنت به، فارتد منهم ثلثمأة رجل وقالوا: لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف، ثم ان الله تبارك وتعالى لم يزل يأمره عند كل مرة بان يغرسها مرة بعد اخرى إلى ان غرسها سبع مرات، فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين يرتد منهم طائفة بعد طائفة إلى أن عاد إلى نيف وسبعين رجلا، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه عند ذلك وقال: يا نوح الان اسفر الصبح عن الليل يعينك عن صرح الحق محضه (4) وصفا الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة، فلو اني أهلكت الكفار وأبقيت من قد ارتد من الطوايف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك، واعتصموا بحبل نبوتك، فاني استخلفهم في الارض وأمكن لهم دينهم وأبدلهم خوفهم بالامن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشرك من قلوبهم، وكيف يكون الاستخلاف والتمكين وبدل [ الخوف ] بالامن مني لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا وخبث طينتهم وسوء سرائرهم التي كانت


(1) النواة: عجمة التمر ونحوه اي حبه والجمع نويات ولعل الالف زائدة. (2) أباده الله: أهلكه. (3) تأزر الزرع: قوى بعضه بعضا فالتف وتلاصق واشتد وسوق الشجر: صار ذا ساق. وأغصنت الشجرة: نبتت اغصانها. وزهى الثمر: ظهر وفي البحار ” عليها ” مكان ” على ما كان “. (4) كذا في النسخ وفي البحار ” الان اسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه.. “. (*)

[ 353 ]

نتائج النفاق وشيوخ الضلالة (1) فلو انهم تنسموا من الملك الذي ارى المؤمنين وقت الاستخلاص إذا اهلكت اعداءهم [ لنشقوا ] روائح صفاته (2) ولاستحكمت سرائر نفاقهم وثارت جبال ملالة قلوبهم (3) ولكاشفوا اخوانهم بالعداوة وحاربوهم على طلب الرياسة والتفرد بالامر والنهي (4) وكيف يكون التمكين في الدين وانتشار الامر في المؤمنين مع اثارة الفتن وايقاع الحروب، كلا ” فاصنع الفلك باعيننا ووحينا “. 69 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن هشام الخراساني عن المفضل بن عمر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك في كم عمل نوح عليه السلام سفينته حتى فرغ منها ؟ قال: في دورين، قلت: وكم الدور ؟ قال: ثمانين سنة، قلت: ان العامة يقولون: عملها في خمسمأة عام ؟ فقال: كلا كيف كان ؟ والله يقول: ” ووحينا ” (5). 70 – علي بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن الحسن بن صالح الثوري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان طول سفينة نوح ألف ذراع ومأتي ذراع، و عرضها ثمانمأة ذراع، وطولها في السماء ثمانين. 71 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سئل عنه


(1) وفي نسخة ” سنوح ” وفي البحار ” شبوح ” قال المجلسي (ره) شبوح الضلالة جمع شبح – بالتحريك – وهو الشخص، أو بالسين المهملة والنون بمعنى الظهور، أو بالخاء المعجمة جمع سنخ – بالكسر – بمعنى الاصل أو بمعنى الرسوخ وفي بعض النسخ ” شيوخ ” جمع الشيخ وعلى التقادير لا يخلو من تكلف. (2) تنسم النسيم: تشممه. ونشقه: شمه. (3) وفي البحار ” وتأبد خبال ضلالة قلوبهم “. (4) قال المجلسي (ره): والحاصل ان هذه الفتن لتخليص المؤمنين عن المنافقين و ظهورءا كتموه من الشرك والفساد لكي لا يفسدوا في الارض بعد ظهور دولة الحق باختلاطهم بالمؤمنين. (5) لعل المراد ان ما أوحاه الله تعالى وأمره لا يناسب هذا التأخير (عن هامش الروضة). وقد ذكرنا ايضا في ذيل العياشي ج 2: 145 أقوال الشراح فراجع. (*)

[ 354 ]

أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وسأله عن سفينة نوح عليه السلام ما كان عرضها و طولها ؟ فقال: كان طولها ثمانمأة ذراع، وعرضها خمسمأة ذراع، وارتفاعها في السماء ثمانين ذراعا. 72 – في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد إلى المأة قال: فما التسعون ؟ قال: الفلك المشحون، اتخذه نوح عليه السلام فيه تسعين بيتا للبهايم. 73 – في مجمع البيان وروى أبو عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: مسجد كوفان روضة من رياض الجنة الصلوة فيه تسعين صلوة: صلى فيه ألف نبي وسبعون نبيا، فيه فار التنور ونجرت السفينة وهو سرة بابل (1) ومجمع الانبياء. 74 – في تفسير العياشي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وان نوحا لبث في قومه ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم إلى الهدى، فيمرون به ويسخرون منه فلما راى ذلك منهم دعا عليهم فقال: ” رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا ” إلى قوله: ” الا فاجرا كفارا ” قال: فأوحى الله إليه: يا نوح ” ان اصنع الفلك ” وأوسعها وعجل عملها ” بأعيننا ووحينا ” فعمل نوح سفينته في مسجد الكوفة بيده يأتي بالخشب من بعد حتى فرغ منها. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد سبق في تفسير علي بن ابراهيم عند قوله تعالى: ” انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن ” بيان لصنعة الفلك فليراجع. قال عز من قائل: ولا تخاطبني في الذين ظلموا انهم مغرقون 75 – في عيون الاخبار باسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي عن الرضا: قال قلت له: يابن رسول الله لاي علة أغرق لله تعالى الدنيا كلها في زمن نوح وفيهم الاطفال وفيهم من لا ذنب له ؟ فقال: ما كان فيهم الاطفال لان الله تعالى أعقم أصلاب قوم نوح وأرحام نسائهم أربعين عاما، فانقطع نسلهم فغرقوا ولا طفل فيهم، وما كان الله تعالى ليهلك بعذابه من لا ذنب له، واما الباقون من قوم نوح عليه السلام فأغرقوا لتكذيبهم لنبي الله نوح عليه السلام، وسايرهم اغرق


(1) سرة بابل اي وسطه الحقيقي وبابل: اسم موضع بالعراق. (*)

[ 355 ]

برضاهم بتكذيب المكذبين، ومن غاب عن أمر فرضى به كان كمن شهد. 76 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن صفوان عن ابي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أراد الله عزوجل هلاك قوم نوح عليه السلام عقم أرحام النساء أربعين سنة فلم يلد فيهم مولود، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد سبق في تفسير علي بن ابراهيم عند قوله تعالى: ” انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن ” بيان لقوله عزوجل: ” وكلما مر عليه ملاء من قومه سخروا منه قال ان تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون ” فليراجع 77 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن علي عن عمر بن أبان عن اسمعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان نوحا صلى الله عليه لما غرس النوى مر عليه قومه فجعلوا يضحكون ويسخرون ويقولون: قد قعد غراسا، حتى إذا طال النخل وكان جبارا طوالا قطعه ثم نحته (1) فقالوا: قد قعد نجارا ثم ألفه فجعله سفينة فمروا عليه فجعلوا يضحكون ويسخرون ويقولون: قد قعد ملاحا في فلاة من الارض حتى فرغ منها (2). 78 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن محبوب عن هشام الخراساني عن المفضل ابن عمر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك اخبرني عن قول الله عزوجل: حتى إذا جاء امرنا وفار التنور فأين كان موضعه وكيف كان ؟ فقال: كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة ميمنة المسجد، فقلت له: فان ذلك موضع زاوية باب الفيل اليوم، ثم قلت له: وكان بدو خروج الماء من ذلك التنور ؟ فقال:


(1) الجبار من النخل: ما طال والطوال – بالضم -: الطويل ونحت العود: براء. (2) ” في كتاب المناقب لابن شهر آشوب حديث طويل ذكرناه عند قوله تعالى: ” وذا النون الاية، وفيه: ان من قبل من الانبياء ولاية أهل البيت عليهم السلام سلم وتخلص، ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقى ما لقى آدم من المصيبة وما لقى نوح من الغرق، وما لقى ابراهيم من النار وما لقى يوسف من الجب، وما لقى أيوب من البلاء، وما لقى داود من الخطيئة، إلى أن بعث الله يونس منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (*)

[ 356 ]

نعم، ان الله عزوجل احب ان يرى قوم نوح آية ثم ان الله تبارك وتعالى ارسل عليهم المطر يفيض فيضا، وفاض الفرات فيضا، والعيون كلهن فيضا، فغرقهم الله عزوجل وانجى نوحا ومن معه في السفينة. 79 – في الكافي محمد بن يحيى عن بعض اصحابنا عن الحسن بن علي بن ابي حمزة عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: نعم المسجد مسجد الكوفة، صلى فيه ألف نبي وألف وصي ومنه فار التنور، وفيه نجرت السفينة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة 80 – في مجمع البيان وروى أبو عبيدة الحذاء عن ابي جعفر عليه السلام قال: مسجد كوفان روضة من رياض الجنة الصلوة فيه بسبعين صلوة، صلى فيه ألف نبي وسبعون نبيا فيه فار التنور ونجرت السفينة وهو سرة بابل ومجمع الانبياء (1) 81 – في كتاب الخصال عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان نوحا لما كان ايام الطوفان دعا مياه الارض فأجابته الا الماء المر والكبريت. 82 – في تفسير العياشي عن الاعمش يرفعه إلى علي عليه السلام في قوله: ” حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور ” فقال: اما والله ما هو تنور الخبر ثم أومى بيده إلى الشمس فقال: طلوعها. 83 – عن الحسن بن علي عن بعض اصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاءت امرأة نوح إليه وهو يعمل السفينة فقالت له: ان التنور قد خرج منه ماء فقام إليه مسرعا حتى جعل الطبق عليه فختمه بخاتمه، فقام الماء، فلما فرغ نوح من السفينة جاء إلى خاتمه ففضه وكشف الطبق ففار الماء 84 – عن سعيد بن يسار عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان الله امر نوحا ان يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين فحمل الفحل والعجوة فكانا زوجا والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 85 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن صفوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: فلما فرغ نوح من اتخاذ السفينة أمره الله تعالى إلى ان ينادي بالسريانية: لا يبقى بهيمة ولا حيوان الا حضر، فادخل من كل جنس


(1) مضى الحديث بعينه قريبا تحت رقم 73 ووجه التكرار غير معلوم. (*)

[ 357 ]

من اجناس الحيوان زوجين السفينة. وكان الذين آمنوا به من جميع الدنيا ثمانون رجلا فقال الله عزوجل: احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك الا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه الا قليل وكان نجر السفينة في مسجد الكوفة فلما كان اليوم الذي أراد الله عزوجل هلاكهم كانت امرأة نوح عليه السلام تخبز في الموضع الذي يعرف بفار التنور في مسجد الكوفة، وكان نوح عليه السلام اتخذ لكل ضرب من اجناس الحيوان موضعا في السفينة وجمع لهم فيها ما يحتاجون إليه من الغذاء، فصاحت امرأته لما فار التنور فجاء نوح إلى التنور فوضع عليها طينا (1) وختمه حتى ادخل جمع الحيوان السفينة، ثم جاء إلى التنور ففض الخاتم ورفع الطين وانكسفت الشمس وجاء من السماء ماء منهمر صب بلا قطر و تفجرت الارض عيونا وهو قوله عزوجل: ” ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر وفجرنا الارض عيونا فالتقى الماء على امر قد قدر “. 86 – وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام انه قال: وليس كل من في الارض من بني آدم من ولد نوح، قال الله في كتابه: ” احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك الا من سبق عليه القول منهم ومن آمن وما آمن معه الا قليل ” وقال: ” ذرية من حملنا مع نوح “. 87 – في كتاب معاني الاخبار ابي رحمه الله قال: حدثني محمد بن يحيى العطار عن محمد بن احمد بن يحيى عن موسى بن عمر عن جعفر بن محمد بن يحيى عن غالب عن ابي خالد عن حمران عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وما آمن معه الا قليل ” قال: كانوا ثمانية. 88 – في مجمع البيان وروى الشيخ أبو جعفر في كتاب النبوة باسناده عن حنان بن سدير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: آمن مع نوح من قومه ثمانية نفر. 89 – في اصول الكافي بعض اصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ثم مدح الله القلة وقال: ” ومن آمن وما آمن معه الا قليل “.


(1) وفي نسخة ” طبقا ” وهو موافق لما مر من تفسير العياشي. (*)

[ 358 ]

90 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل و فيه يقول: ولم يخل أرضه من عالم بما يحتاج الخليقة إليه ومتعلم على سبيل نجاة اولئك هم الاقلون عددا، وقد بين الله ذلك من امم الانبياء، وجعلهم مثلا لمن تأخر مثل قوله في قوم نوح: ” وما آمن معه الا قليل “. 91 – في روضة الكافي محمد بن ابي عبد الله عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن اسمعيل الجعفي وعبد الكريم بن عمر وعبد الحميد بن ابي الديلم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما حمل نوح في السفينة الازواج الثمانية التي قال الله عزوجل: ” ثمانية ازواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين ” فكان من الضأن اثنين زوج داجنة يربيها الناس (1) والزوج الآخر الضأن التي تكون في الجبال الوحشية احل لهم صيدها، ومن المعز اثنين زوج داجنة يربيها الناس، والزوج الآخر الظباء التي تكون في المفاوز ومن الابل اثنين البخاتي والعراب (2) ومن البقر اثنين زوج داجنة للناس الزوج والآخر البقر الوحشية وكل طير طيب وحشي وانسي، ثم غرقت الارض. 92 – في مجمع البيان وروى علي بن ابراهيم عن ابيه عن صفوان عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما اراد الله هلاك قوم نوح عليه السلام عقم ارحام النساء اربعين سنة، فلم يلد لهم مولود، ولما فرغ نوح عليه السلام من اتخاذ السفينة امر الله ان ينادي بالسريانية ان يجتمع جميع الحيوانات، فلم يبق حيوان الا وحضر، فأدخل من كل جنس من اجناس الحيوان زوجين ما خلا الفار والسنور وانهم لما شكوا إليه من سرقين الدواب و القذر دعا بالخنزير فمسح جبينه فعطس فسقط من انفه زوج فار فتناسل فلما كثروا شكوا إليه منهم فدعا بالاسد فمسح جبينه فعطس فسقط من انفه زوج سنور، وفي حديث آخر انهم شكوا العذرة فامر الله الفيل فعطس فسقط الخنزير. 93 – في تفسير العياشي عن ابراهيم عن ابي عبد الله عليه السلام ان نوحا حمل الكلب في السفينة ولم يحمل ولد الزنا.


(1) اي مقيمة عند الناس أهلية غير وحشية. (2) البخاتي – بتقديم الباء – الابل الخراساني، والعراب خلافه. (*)

[ 359 ]

94 – عن عبيد الله الحلبي عنه قال: ينبغي لولد الزنا ان لا تجوز له شهادة ولا يؤم بالناس، لم يحمله نوح في السفينة، وقد حمل فيها الكلب والخنزير. 95 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبير الشامي وما سأله عنه امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وسأله ما بال الماعز مرفوعة الذنب بادية الحياء والعورة (1) فقال: لان المعز عصت نوحا عليه السلام لما أدخلها السفينة، فدفعها فكسر ذنبها والنعجة (2) مستورة الحياء والعورة، لان النعجة بادرت بالدخول إلى السفينة فمسح عليه السلام يده على حياءها وذنبها فاستوت الالية. 96 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابان بن عثمان عن ابي عبد الله عليه السلام عن أبيه عن جده عليهم السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان النبي صلى الله عليه واله لما حضرته الوفاة دفع إلى علي ميراثه من الدواب وغيرها، وفي آخره قال أبو عبد الله عليه السلام: ان اول شئ مات من الدواب الحمار اليعفور توفى ساعة قبض رسول الله صلى الله عليه واله قطع خطامه مر (3) يركض حتى اتى بئر بني حطيم بقبا فرمى نفسه فيها، فكانت قبره ثم قال أبو عبد الله: ان يعفور كلم رسول الله صلى الله عليه واله فقال: بابي انت وامي ان ابي حدثني عن ابيه عن جده انه كان مع نوح في السفينة فنظر إليه يوما نوح عليه السلام ومسح يده على وجهه ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم، والحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار. في اصول الكافي وروى امير المؤمنين عليه السلام قال: ان ذلك الحمار كلم رسول الله صلى الله عليه واله وذكر نحوه.


(1) الماعز: واحد المعز، للذكر والانثى، وقيل: يقال للذكر ماعز وللانثى ماعزة. وقوله، ” مرفوعة الذنب ” في بعض النسخ ” معرقبة ” وفي آخر ” معرفقة ” والظاهر الموافق للمصدر ما اخترناه. والحياء بالمد وقد يقصر: الفرج من ذوات الخف والظلف والسباع. قاله في القاموس. (2) النعجة: الانثى من الضأن. (3) الخطام: حبل يجعل في عنق البعير. (*)

[ 360 ]

97 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن صفوان عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفيه يقول عليه السلام: فقال الله عزوجل: اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرسيها يقول مجريها اي مسيرها ومرسيها اي موقفها. 98 – في تفسير العياشي عن عبد الحميد بن ابي الديلم قال: لما ركب نوح في السفينة قيل بعدا للقوم الظالمين. 99 – في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجى ومن تخلف عنها زخ في النار. (1) 100 – في كتاب الخصال في مناقب امير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام: واما الثاني عشر فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: يا علي مثلك في امتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق. 101 – عن ابي عبد الله عليه السلام ان نوحا عليه السلام ركب السفينة اول يوم من رجب فأمر من معه أن يصوموا ذلك اليوم وقال: من صام ذلك اليوم تباعدت عنه النار مسيرة سنة عن ابي الحسن عليه السلام قال: ان نوحا عليه السلام ركب السفينة وذكر مثله. 102 – وفيما علم امير المؤمنين أصحابه: من خاف منكم الغرق فليقرأ ” بسم الله مجريها ومرسيها ان ربي لغفور رحيم بسم الله الملك القوى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيمة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون “. 103 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبان بن تغلب عن ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه القائم عليه السلام وفيه: فإذا نشر راية رسول الله صلى الله عليه واله انحط إليه ثلثة عشر ألف ملك وثلثة عشر ملكا كلهم ينظرون القائم عليه السلام وهم الذين كانوا مع نوح عليه السلام في السفينة. 104 – في الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن اسباط ومحمد بن احمد عن


(1) قال ابن الاثير في النهاية: في الحديث مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من تخلف عنها زخ في النار اي دفع ورمى. (*)

[ 361 ]

موسى بن القاسم البجلي عن علي بن اسباط قال: قلت لابي الحسن عليه السلام جعلت فداك ما ترى آخذ برا أو بحرا فأن طريقنا مخوف شديد الخطر، فقال: اخرج برا ولا عليك أن تأتي مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وتصلي ركعتين في غير وقت فريضة، ثم تستخير الله مأة مرة ومرة، ثم تنظر فان عزم الله لك على البحر فقل الذي قال الله عزوجل: ” وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرسيها ان ربي لغفور رحيم ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 105 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن علي بن اسباط عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: ان ركبت البحر فإذا صرت في السفينة فقل: ” بسم الله مجريها ومرسيها ان ربي لغفور رحيم ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 106 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن ابي يوسف يعقوب بن عبد الله من ولد ابي فاطمة عن اسمعيل بن زيد مولى عبد الله بن يحيى الكاهلي عن ابي عبد الله عليه السلام عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه مسجد الكوفة وفيه يقول: ومنه سارت سفينة نوح. 107 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن صفوان عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما اراد الله عزوجل هلاك قوم نوح وذكر حديثا طويلا وفيه يقول عليه السلام: فبقى الماء ينصب من السماء اربعين صباحا ومن الارض العيون حتى ارتفعت السفينة فمسحت السماء. 108 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسن بن علي عن داود بن يزيد عمن ذكره عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ارتفع الماء على كل جبل و على كل سهل خمسة عشر ذراعا. قال عز من قائل: وهي تجري بهم في موج كالجبال 109 – في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن خالد الصيرفي عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: ان نوحا لما ركب السفينة اوحى الله عزوجل إليه: يا نوح ان خفت الغرق فهللني الفا ثم اسألني النجاة انجك من الغرق ومن آمن معك، قال: فلما استوى و


[ 362 ]

من معه في السفينة ورفع القلس عصفت الريح عليهم (1) فلم يأمن نوح عليه السلام [ الغرق ] واعجلته الريح فلم يدرك ان يهلل الف مرة، فقال بالسريانية هيلويا (2) الفا الفا ياماريا ياماريا اتقن، قال: فاستوى القلس واستمرت السفينة (3) فقال نوح عليه السلام: ان كلاما نجاني الله به من الغرق لحقيق ان لا يفارقني، قال: فنقش في خاتمه لا اله الا الله الف مرة يا رب اصلحني. وفي كتاب الخصال – عن الحسين بن خالد عن ابي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: ان نوحا لما ركب في السفينة اوحى الله عزوجل إليه وذكر نحو ما في عيون الاخبار. 110 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” وعن معمر بن راشد قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان نوحا لما ركب السفينة وخاف الغرق قال: اللهم اني اسئلك بمحمد وآل محمد لما انجيتني من الغرق فنجاه الله عزوجل والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 111 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سهل بن زياد الآدمي قال: حدثني عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: سمعت علي بن محمد العسكري عليه السلام يقول: عاش نوح عليه السلام الفين وخمسمأة سنة، وكان يوما في السفينة نائما فهبت الريح فكشفت عورته فضحك حام ويافث فزجرهما سام عليه السلام ونهاهما عن الضحك، وكلما كان غطى سام شيئا تكشفه الريح كشفه حام ويافث، فانتبه نوح عليه السلام فرآهم وهم يضحكون فقال: ما هذا ؟ فاخبره سام بما كان. فرفع نوح يده إلى السماء يدعو ويقول اللهم غير ماء صلب حام حتى لا يولد له ولد الا السودان، اللهم غير ماء صلب يافث فغير الله ماء صلبيهما، فجميع السودان حيث كانوا من حام، وجميع الترك والصقالب و يأجوج ماجوج والصين من يافث حيث كانوا، وجميع البيض سواهم من سام، و * (هامش * (1) القلس: حبل للسفينة ضخم من ليف وقيل من غيره، وعصفت الريح: اشتدت. (2) وفي المصدر ” هيلوليا “. (3) وفي المصدر واستقرت السفينة ” وهو الظاهر. (*)


[ 363 ]

قال نوح عليه السلام لحام ويافث: جعل الله ذريتكما خولا (1) لذرية سام إلى يوم القيمة لانه برني وعققتماني، فلا زالت سمة عقوقكما لي في ذريتكما ظاهرة، وسمة البربي في ذرية سام ظاهرة ما بقيت الدنيا. 112 – في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: ونادى نوح ابنه قال: انما في لغة طي ” ابنه ” بنصب الالف يعني ابن امراته. 113 – عن موسى عن العلا بن سيابة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: ” ونادى نوح ابنه ” قال: ليس بابنه انما هو ابن امرأته وهو لغة طي يقولون لابن امرأته ابنه. 114 – عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام في قول نوح: يا بني اركب معنا قال: ليس ابنه قال: قلت: ان نوحا قال: يا بني ؟ قال: فان نوحا قال ذلك وهو لا يعلم. 115 – في مجمع البيان وروى عن علي بن ابي طالب عليه السلام وابي جعفر محمد بن علي وابي عبد الله جعفر بن محمد عليهم السلام ونادى نوح ابنه (2) 116 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن ابي حمزة عن ابي نعيم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان النجف كان جبلا وهو الذي قال ابن نوح: سآوى إلى جبل يعصمني من الماء ولم يكن على وجه الارض جبل اعظم منه، فأوحى الله عزوجل إليه: يا جبل ايعتصم بك مني ؟ فتقطع قطعا إلى بلاد الشام وصار رملا دقيقا وصار بعد ذلك بحرا عظيما وكان يسمى ذلك البحر بحر ” نى ” ثم جف بعد ذلك فقيل نيجف فسمى بنجف ثم صار الناس بعد ذلك يسمونه نجف لانه كان اخف على السنتهم. 117 – في من لا يحضره الفقيه روى صفوان بن مهران الجمال عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: سار وانا معه في القادسية حتى اشرف على النجف، فقال: هو الجبل الذي اعتصم به ابن جدي نوح فقال: ” سآوى إلى جبل يعصمني من الماء فأوحى الله عزوجل إليه: يا جبل ايعتصم بك مني احد ؟ فغار في الارض وتقطع إلى الشام. 118 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن صفوان عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما اراد الله هلاك قوم نوح وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: فقال الله


(1) الخول جمع الخولي: العبيد والاماء. (2) يعني مخفف ” ابنها ” راجع المجمع ج 3: 160. (*)

[ 364 ]

عزوجل: ” اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرسيها ” يقول: مجريها اي مسيرها و مرسيها اي موقفها، فدارت السفينة ونظر نوح إلى ابنه يقع ويقوم: فقال له: ” يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ” فقال ابنه: كما حكى الله عزوجل: ” سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ” فقال نوح عليه السلام ” لا عاصم اليوم من الله الا من رحم ” ثم قال نوح عليه السلام: ” رب ان ابني من اهلي وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين ” فقال الله عزوجل ” يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم اني اعظك ان تكون من الجاهلين ” فقال نوح عليه السلام كما حكى الله عزوجل رب اني اعوذ بك ان اسئلك ما ليس لي به علم والا تغفر لي وترحمني اكن من الخاسرين فكان كما حكى الله عزوجل وحال بينهما الموج فكان من المغرقين فقال أبو عبد الله عليه السلام: ” فدارت السفينة وضربتها الامواج حتى وافت مكة، وطافت ثم بالبيت وغرق جميع الدنيا الا موضع البيت، وانما سمى البيت العتيق لانه اعتق من الغرق، فبقى الماء ينصب من السماء اربعين صباحا، ومن الارض العيون حتى ارتفعت السفينة فمسحت السماء، قال: فرفع نوح عليه السلام يده فقال: ” يارهمان انفر ” وتفسيرها يا رب احبس، فأمر الله عزوجل الارض ان تبلع ماءها وهو قوله عزوجل: يا ارض ابلعي مائك وياسماء اقلعي اي امسكي وغيض الماء وقضى الامر واستوت على الجودى فبلعت الارض ماؤها فأراد ماء السماء ان يدخل في الارض فامتنعت الارض من قبولها: وقالت: انما امرني الله عزوجل ان ابلع مائي فبقى ماء السماء على وجه الارض واستوت السفينة على جبل الجودى وهو بالموصل جبل عظيم، فبعث الله عزوجل جبرئيل فساق الماء إلى بحار حول الدنيا. 119 – في تهذيب الاحكام باسناده إلى المفضل بن عمر عن ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ان الله عزوجل اوحى إلى نوح عليه السلام وهو في السفينة ان يطوف بالبيت اسبوعا، فطاف بالبيت كما اوحى إليه، ثم نزل في الماء إلى ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم عليه السلام، فحمله في جوف السفينة حتى طاف ما شاء الله ان يطوف، ثم ورد إلى باب الكوفة في وسد مسجدها، ففيها قال الله تعالى للارض: ” ابلعي ماءك ” فبلعت ماءها


[ 365 ]

من مسجد الكوفة كما بدء الماء منه، وتفرق الجمع الذي كان مع نوح عليه السلام في السفينة. 120 – في تفسير العياشي ابراهيم بن ابي العلا عن غير واحد عن أحدهما قال: لما قال الله ” يا ارض ابلعي مائك وياسماء اقلعي ” قال الارض: انما امرت ان أبلع مائي أنا فقط ولم أؤمر أن ابلع ماء السماء قال: فبلعت الارض مائها وبقى ماء السماء فصير بحرا حول الدنيا. 121 – عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ” يا ارض ابلعي مائك ” قال: نزلت بلغة الهند اشربي. 122 – وفي رواية عباد عنه: ” يا ارض ابلعي مائك ” حبشية. 123 – عن ابي بصير عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال: يابا محمد ان الله اوحى إلى الجبال اني مهرق سفينة نوح على جبل منكن في الطوفان فتطاولت وشمخت وتواضع جبل عندكم بالموصل يقال له الجودى، فمرت السفينة تدور في الطوفان على الجبال كلها أشرفت إلى الجودى فوقفت عليه، فقال نوح: بارات قنى بارات قنى (1) قال: قلت: جعلت فداك اي شئ هذا الكلام ؟ فقال: اللهم اصلح، اللهم اصلح. 124 – عن أبي بصير عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: كان نوح في السفينة فلبث فيها ما شاء الله فكانت مأمورة فخلى سبيلها نوح، فأوحى الله إلى الجبال اني واضع سفينة عبدي نوح على جبل منكن فتطاولت الجبال وشمخت غير الجودى وهو جبل بالموصل، فضرب جؤجؤ السفينة (2) الجبل فقال نوح عند ذلك رب اتقن وهو بالعربية: رب اصلح. 125 – وروى كثير النوا عن أبي جعفر عليه السلام يقول: سمع نوح صرير السفينة على الجودى فخاف عليها فأخرج رأسه من كوة (3) كانت فيها فرفع يده واشار باصبعه


(1) وفي المصدر ” ياراتقي ياراتقي “. (2) جؤجؤ السفينة: صدرها. (3) الكوة: الخرق في الحائط. (*)

[ 366 ]

وهو يقول: رهمان (1) اتقن، تأويلها رب احسن. 126 – في مجمع البيان ” وقيل يا أرض ابلعي مائك ” قيل: انها لم تبتلع ماء السماء لقوله: ” مائك ” وان ماء السماء صار بحارا وأنهارا وهو المروى عن ائمتنا عليهم السلام 127 – في اصول الكافي احمد بن أبي عبد الله عن ابيه عن علي بن الحكم رفعه عن ابي بصير قال: دخلت على ابي الحسن موسى عليه السلام في السنة التي قبض فيها أبو عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك ما لك ذبحت كبشا ونحر فلان بدنة ؟ فقال: يابا محمد ان نوحا عليه السلام كان في السفينة وكان فيها ما شاء الله وكانت السفينة مأمورة فطافت بالبيت وهو طواف النساء وخلا سبيلها نوح فأوحى الله عزوجل إلى الجبال اني واضع سفينة نوح عبدي على جبل منكن، فتطاولت وشمخت وتواضع الجودى وهو جبل عندكم، فضربت السفينة بجؤجؤها الجبل، قال: فقال نوح عند ذلك: يا بار اتقن (2) وهو بالسريانية: رب اصلح، قال فظننت ان أبا الحسن عليه السلام عرض بنفسه. 128 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن هشام الخراساني عن المفضل بن عمر قال: قلت له: كم لبث نوح في السفينة حتى نضب الماء، وخرجوا منها ؟ فقال: لبثوا فيها سبعة ايام ولياليها، فطافت بالبيت اسبوعا ثم استوت على الجودى وهو فرات الكوفة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 129 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن محبوب عن الحسن بن صالح الثوري عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان سفينة نوح سعت بين الصفا والمروة، وطافت بالبيت سبعة اشواط ثم استوت على الجودى. 130 – في الكافي محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن الوشاء عن علي بن أبي حمزة قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: ان سفينة نوح كانت مامورة فطافت بالبيت حيث غرقت الارض ثم اتت مني في ايامها، ثم رجعت السفينة وكانت مامورة وطافت بالبيت طواف النساء.


(1) وفي نسخة ” رهان ” وقد مر نظيره وفي المصدر ” ربعمان “. (2) وفي نسخة: ” ياماري اتقن “. وتوافقه المصدر ايضا. (*)

[ 367 ]

131 – في تهذيب الاحكام علي بن الحسن عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن ابان بن عثمان الاحمر عن كثير النوا عن ابي جعفر عليه السلام قال: لزقت السفينة يوم عاشورا على الجودى فامر نوح عليه السلام من معه من الجن والانس ان يصوموا ذلك اليوم. 132 – في تفسير العياشي عن عبد الحميد بن ابي الديلم قال: لما ركب نوح عليه السلام في السفينة ” قيل بعدا للقوم الظالمين “. 133 – في مجمع البيان ويروى ان كفار قريش ارادوا ان يتعاطوا معارضة القرآن فعكفوا على الباب البر ولحوم الضان وسلاف الخمر (1) اربعين يوما لتصفوا ذهانهم فلما اخذوا فيما ارادوا سمعوا هذه الآية فقال بعضهم لبعض: هذا كلام لا يشبه كلام المخلوقين وتركوا ما اخذوا فيه وافترقوا. 134 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن صفوان عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما اراد الله هلاك قوم نوح وذكر حديثا طويلا وفيه ثم ” قال نوح: ” رب ان ابني من اهلي ” إلى قوله: ” من الخاسرين ” وقد سبق مع قوله: ” يا بني اركب معنا ” فيه ايضا. 135 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي روى عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام واحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فهذا نوح صبر في ذات الله عزوجل واعذر قومه إذ كذب ؟ قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله صبر في ذات الله واعذر قومه إذ كذب وشرد وحصب بالحصى، وعلاه أبو لهب بسلا ناقة، (2) فأوحى الله تبارك وتعالى إلى جابيل ملك الجبال ان شق الجبال، وانته إلى امر محمد صلى الله عليه واله، فأتاه فقال له: اني امرت لك بالطاعة فان امرت ان اطبقت عليهم الجبال فاهلكتهم بها ؟ قال عليه السلام: انما بعثت رحمة، رب اهد امتي فانهم لا يعلمون، ويحك يا يهودي ان نوحا لما شاهد غرق قومه رق عليهم


(1) السلاف: ما تحلب وسال قبل العصر وهو افضل الخمر. (2) السلى: الجلدة التي يكون فيه الولد من الناس والمواشي وان انقطع في البطن هلكت الام وهلك الولد. (*)

[ 368 ]

رقة القرابة واظهر عليهم شفقة، فقال: ” رب ابني من اهلي ” فقال الله تبارك وتعالى اسمه: ” انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح ” اراد جل ذكره أن يسليه بذلك، و محمد صلى الله عليه واله لما علنت من قومه المعاندة (1) شهر عليهم سيف النقمة ولم تدركه فيهم رقة القرابة ولم ينظر إليهم بعين مقة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 136 – وعن امير المؤمنين حديث طويل وفيه يقول عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال: وأجده قد شهر هفوات انبيائه بتكذيبه نوحا لما قال: ” ان ابني من اهلي ” بقوله: ” انه ليس من اهلك “: واما هفوات الانبياء عليهم السلام وما بينه الله في كتابه فان ذلك من ادل الدلائل على حكمة الله عزوجل الباهرة وقدرته القاهرة وعزته الظاهرة، لانه علم ان براهين الانبياء عليهم السلام تكبر في صدور اممهم، وان منهم من يتخذ بعضهم الها كالذي كان من النصارى في ابن مريم فذكرها دلالة علي تخلفهم عن الكمال الذي تفرد به عزوجل. 137 – في مجمع البيان وروى علي بن مهزيار عن الحسن بن علي الوشاء عن الرضا عليه السلام قال: قال أبو عبد الله: ان الله تعالى قال لنوح: ” انه ليس من اهلك ” لانه كان مخالفا له وجعل من اتبعه من اهله. 138 – في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى اسحق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الدار عليه السلام: اما ما سألت عنه ارشدك الله وثبتك من امر المنكرين لي من اهل بيتنا وبني عمنا، فاعلم انه ليس بين الله عز وجل وبين احد قرابة، ومن انكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح. 139 – في عيون الاخبار حدثني ابي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء عن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: قال ابي: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله عزوجل ” قال يا نوح انه ليس من اهلك ” لانه كان مخالفا له، وجعل من اتبعه من اهله، قال: وسألني


(1) وفي نسخة ” لما غلبت من قومه المعاندة “. (*)

[ 369 ]

كيف يقرؤن هذه الآية في ابن نوح ؟ فقلت: يقرؤها الناس على وجهين: انه عمل غير صالح، وانه عمل غير صالح (1) فقال: كذبوا هو ابنه ولكن الله عزوجل نفاه عنه حين خالفه في دينه. 140 – في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل يقول فيه الرضا عليه السلام: اما علمتم وقعة الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سايرهم ؟ قالوا: ومن أين يا أبا الحسن ؟ قال: من قول الله عزوجل: ” ولقد أرسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة و الكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ” فصارت وراثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين، أما علمتم ان نوحا حين سأل ربه عزوجل فقال: ” رب ان ابني من أهلي وان وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين ” وذلك ان الله عزوجل وعده أن ينجيه وأهله فقال ربه عزوجل ” يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم اني اعظك ان تكون من الجاهلين “. 141 – في باب قول الرضا عليه السلام لاخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه باسناده إلى الحسن بن موسى الوشا البغدادي قال: كنت بخراسان مع علي بن موسى الرضا (ع) في مجلس وزيد بن موسى حاضر قد اقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول: نحن، وابو الحسن عليه السلام مقبل على قوم يحدثهم فسمع مقالة زيد فالتفت إليه فقال: يا زيد اغرك قول ناقلي الكوفة ان فاطمة احصنت فرجها فحرم الله تعالى ذريتها على النار، والله ما ذاك الا للحسن والحسين عليهما السلام وولد بطنها خاصة، واما ان يكون موسى بن جعفر عليه السلام يطيع الله ويصوم نهاره ويقوم ليله وتعصيه انت ثم تجيئان يوم القيمة سواء لانت اعز على الله عزوجل منه، ان علي بن الحسين كان يقول: لمحسننا كفلان من الاجر، ولمسيئنا ضعفان من العذاب، قال الحسن الوشا: ثم التفت الي فقال: يا حسن كيف تقرؤن هذه الاية: ” قال يا نوح انه ليس من اهلك


(1) على نصب ” غير ” وأن يكون ” عمل ” فعل ماض في الاول، و ” عمل ” اسم مرفوع منون و ” غير ” بالرفع في الثاني أو بالعكس. (*)

[ 370 ]

انه عمل غير صالح ” ؟ فقلت: من الناس من يقرء ” انه عمل غير صالح ” ومنهم من يقرء ” انه عمل غير صالح ” فمن قرء انه عمل غير صالح نفاه عن ابيه فقال عليه السلام: كلا لقد كان ابنه ولكن لما عصى الله عزوجل نفاه عن ابيه، كذا من كان منا لم يطع الله عزوجل فليس منا وانت إذا اطعت الله فأنت منا اهل البيت. 142 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضى الله عنه ومحمد بن موسى المتوكل واحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنهم، قالوا: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم قال: حدثني ياسر انه خرج زيد بن موسى اخو ابي الحسن عليه السلام بالمدينة واحرق وقتل وكان يسمى زيد النار فبعث إليه المأمون فاسر وحمل إلى المأمون فقال المأمون: اذهبوا به إلى ابي الحسن، قال ياسر: فلما ادخل إليه قال له أبو الحسن الرضا عليه السلام يا زيد اغرك قول سفلة اهل الكوفة ان فاطمة احصنت فرجها فحرم الله تعالى ذريتها على النار ؟ ذلك للحسن والحسين عليهما السلام خاصة، ان كنت ترى انك تعصى الله وتدخل الجنة وموسى بن جعفر اطاع الله ودخل الجنة فأنت إذا اكرم على الله تعالى من موسى بن جعفر ما ينال احد ما عند الله الا بطاعته وزعمت انك تناله بمعصيته فبئس ما زعمت فقال له زيد: انا اخوك وابن ابيك ؟ فقال له أبو الحسن عليه السلام: انت اخي ما اطعت الله عزوجل ان نوحا عليه السلام ” قال: ان ابني من اهلي وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين ” فقال الله عزوجل: ” انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح ” فاخرجه الله عزوجل من ان يكون من اهله بمعصيته. 143 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن صفوان عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما اراد الله عزوجل هلاك قوم نوح عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفي آخره: وانزل الله على نوح: يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى امم ممن ” معك وامم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب اليم ” فنزل نوح بالموصل من السفينة مع الثمانين وبنوا مدينة الثمانين وكان لنوح ابنة ركبت معه السفينة فتناسل الناس منها، وذلك قول النبي صلى الله عليه واله: نوح احد الابوين. 144 – في كتاب الخصال عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما هبط نوح عليه السلام


[ 371 ]

من السفينة اتاه ابليس عليه اللعنة فقال: ما في الارض اعظم منة علي منك، دعوت على هؤلاء الفساق فارحتني منهم الا اعلمك خصلتين ؟: اياك والحسد فهو الذي عمل بي ما عمل واياك والحرص فهو الذي عمل بآدم ما عمل. 145 – في الكافي عنه عن القاسم بن الريان عن أبان بن عثمان عن موسى بن العلا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما حسر الماء (1) عن عظام الموتى فرأى ذلك نوح عليه السلام جزع جزعا شديدا واغتم لذلك، فأوحى الله عزوجل هذا عملك بنفسك أنت دعوت عليهم، فقال: يا رب اني استغفرك واتوب اليك: فأوحى الله عزوجل إليه ان: كل العنب الاسود ليذهب غمك. 146 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بقي نوح بعد النزول من السفينة خمسين سنة ثم أتاه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا نوح قد انقضت نبوتك واستكملت ايامك، فانظر الاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة التي معك فادفعها إلى ابنك سام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 147 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عاش نوح ألفي سنة وثلثمأة سنة منها ثمانمأة وخمسين سنة قبل أن يبعث، وألف سنة الا خمسين عاما وهو في قومه يدعوهم وخمسمأة عام بعد ما نزل من السفينة ونضب الماء (2) فمصر الامصار وأسكن ولده البلدان، ثم ان ملك الموت جاءه وهو في الشمس، فقال: السلام عليك فرد عليه نوح صلى الله عليه، فقال: ما جاء بك يا ملك الموت ؟ قال: جئتك لاقبض روحك، قال: دعني ادخل من الشمس إلى الظل ؟ فقال له: نعم: فتحول فقال: يا ملك الموت ما مر بي من الدنيا مثل تحولي من الشمس إلى الظل (3).


(1) حسر الشئ: كشفه يقال حسرت الجارية خمارها كشفته عن وجهها. (2) نضب الماء: غار في الارض وسفل. (3) ” في تهذيب الاحكام محمد بن احمد بن داود عن محمد بن تمام قال أخبرنا محمد بن * (*)

[ 372 ]

148 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه: قالت العلماء له: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك إلى قوله: والاية السادسة قول الله عزوجل: قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى، وهذه خصوصية للنبي صلى الله عليه واله إلى يوم القيمة وخصوصية للال دون غيرهم وذلك ان الله تعالى حكى ذكر نوح عليه السلام في كتابه: ” يا قوم لا اسئلكم عليه مالا ان أجري الا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا انهم ملاقوا ربهم ولكني أريكم قوما تجهلون ” وحكى عزوجل عن هود صلى الله عليه انه قال: لا اسئلكم عليه اجرا ان اجري الا على الذي فطرني افلا تعقلون وقال عزوجل لنبيه محمد صلى الله عليه واله: ” قل يا محمد لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى ” ولم يفترض الله تعالى مودتهم الا وقد علم انهم لا يرتدون عن الدين أبدا ولا يرجعون إلى الضلال ابدا. 149 – في تفسير علي بن ابراهيم ثم قال علي بن ابراهيم ثم حكى الله عزوجل خبر هود صلى الله عليه وهلاك قومه فقال: ” والى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ان انتم الا مفترون * يا قوم لا اسئلكم عليه اجرا إن اجري الا على الذي فطرني أفلا تعقلون ” قال ان عادا كانت بلادهم في البادية من الشقوق إلى الاجفر (1) اربعة منازل، وكان لهم زرع ونخيل كثير ولهم اعمار طويلة واجسام طويلة فعبدوا الاصنام وبعث الله إليهم هودا يدعوهم إلى الاسلام وخلع الانداد فأبوا ولم يؤمنوا


* محمد عن علي بن محمد قال حدثني احمد بن ميثم الطلحي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أين دفن أمير المؤمنين عليه السلام ؟ قال: دفن في قبر ابيه نوح، قلت: وأين قبر نوح ؟ الناس يقولون انه في المسجد ؟ قال: لا ذاك في ظهر الكوفة. منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (1) الشقوق – بضم الشين -: منزل بطريق مكة بعد واقصة من الكوفة، والاجفر – بضم الفاء -: ايضا منزل بطريق مكة بين الخزيمة وفيد. (*)

[ 373 ]

بهود وآذوه، فكفت السماء عنهم سبع سنين حتى قحطوا، وكان هود زارعا وكان يسقى الزرع، فجاء قوم إلى بابه يريدونه فخرجت عليهم امرأة شمطاء عوراء فقالت من أنتم، قالوا: نحن من بلاد كذا وكذا أجدبت بلادنا (1) فجئنا إلى هود نسئله ان يدعو الله حتى نمطر وتخصب بلادنا، فقالت: لو استجيب لهود لدعا لنفسه فقد احترق زرعه لقلة الماء، قالوا: فأين هود ؟ قالت: هو في موضع كذا وكذا، فجاؤا إليه فقالوا: يا نبي الله أجدبت بلادنا ولم نمطر فسل الله أن تخصب بلادنا ونمطر فتهيأ للصلوة وصلى ودعا لهم، فقال لهم: ارجعوا فقد امطرتم وأخصبت بلادكم فقالوا يا نبي الله انا رأينا عجبا قال: وما رأيتم ؟ قالوا رأينا في منزلك امرأة شمطاء عوراء فقالت لنا من أنتم ومن تريدون ؟ فقلنا: جئنا إلى هود ليدعو الله لنا فنمطر فقالت: لو كان هود داعيا لدعى لنفسه فان زرعه قد احترق ؟ فقال هود ذاك اهلي وانا أدعو الله لها بطول البقاء فقالوا: وكيف ذلك ؟ قال: لانه ما خلق الله مؤمنا الا وله عدو يؤذيه وهي عدوتي فلان يكون عدوي ممن املكه خير من ان يكون عدوي ممن يملكني، فبقى هود في قومه يدعوهم إلى الله وينهاهم عن عبادة الاصنام حتى تخصب بلادهم وانزل الله تعالى عليهم المطر وهو قوله عزوجل: يا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين فقالوا كما حكى الله: ياهود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين إلى آخر الآية، فلما لم يؤمنوا ارسل الله عليهم الريح الصرصر يعني الباردة وهو قوله في سورة اقتربت ” كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر انا ارسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر ” وحكى في سورة الحاقة فقال: ” واما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما ” قال: كان القمر منحوسا بزحل سبع ليال وثمانية ايام، قال: فحدثني ابي عن ابن ابي عمير عن عبد الله بن سنان عن معروف بن خربوذ عن ابي جعفر عليه السلام قال: الريح العقيم تخرج من تحت الارضين السبع: وما خرج منها شئ قط الا على قوم عاد حين غضب الله عليهم فأمر


(1) اجدب القوم: أصابهم الجدب اي المحل وهو انقطاع المطر ويبس الارض. (*)

[ 374 ]

الخزان ان يخرجوا منها مثل سعة الخاتم، فعصت على الخزنة فخرج منها مثل مقدار منخر الثور تغيظا منها على قوم عاد، فضج الخزنة إلى الله من ذلك فقالوا: يا ربنا انها قد عصت علينا ونحن نخاف ان يهلك من لم يعصك من خلقك وعمار بلادك، فبعث الله جبرئيل فردها بجناحه وقال لها: اخرجي على ما امرت به، فخرجت على ما امرت به، فاهلكت قوم عاد ومن كان بحضرتهم. 150 – في تفسير العياشي عن ابن معمر قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله: ان ربي على صراط مستقيم يعني انه على حق يجزي بالاحسان احسانا وبالسئ سيئا ويعفو عمن يشاء ويغفر سبحانه وتعالى. 151 – في مجمع البيان وروى جابر بن عبد الله الانصاري ان رسول الله صلى الله عليه واله لما نزل الحجر في غزوة تبوك قام فخطب الناس وقال: ايها الناس لا تسئلوا نبيكم الايات، هؤلاء قوم صالح عليه السلام سألوا نبيهم ان يبعث لهم الناقة فكانت ترد من هذا الفج فتشرب مائهم يوم ورودها ويحلبون من لبنها مثل الذي كانوا يشربون من مائها يوم غبها (1) فعتوا عن امر ربهم فقال: ” تمتعوا في داركم ثلثة ايام ” فذلك وعد من الله غير مكذوب ثم جائتهم الصيحة فاهلك الله من كان في مشارق الارض ومغاربها منهم الا رجلا كان في حرم الله، فمنعه حرم الله من عذاب الله تعالى يقال له ابوزعال، قيل: يارسول الله من ابوزعال ؟ قال: أبو ثقيف. 152 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه امير المؤمنين في جامع الكوفة حديث طويل وفيه ثم قام إليه آخر فقال: يا امير المؤمنين أخبرني عن يوم الاربعاء وتطيرنا منه وثقله واي اربعاء هو ؟ قال آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه إلى أن قال عليه السلام: ويوم الاربعاء عقروا الناقة. 153 – في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن


(1) الغب – بالكسر -: من أوراد الابل أن ترد الماء يوما وتدعه يوما ثم تعود. (*)

[ 375 ]

عبد الرحمان عن علي بن ابي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه قصة صالح عليه السلام وقومه وفيه قال: يا قوم انكم تصبحون غدا ووجوهكم مصفرة واليوم الثاني ووجوهكم محمرة، واليوم الثالث ووجوهكم مسودة، فلما كان أول يوم أصبحوا ووجوههم مصفرة، فمشى بعضهم إلى بعض وقالوا: قد جائكم ما قال لكم صالح، فقال العتاة منهم: لا نسمع قول صالح ولا نقبل قوله وان كان عظيما فلما كان اليوم الثاني أصبحت وجوههم محمرة فمشى بعضهم إلى بعض فقالوا: يا قوم قد جائكم ما قال لكم صالح فقال العتاة منهم: لو أهلكنا جميعا ما سمعنا قول صالح ولا تركنا آلهتنا التي كان آباؤنا يعبدونها ولم يتوبوا ولم يرجعوا، فلما كان اليوم الثالث أصبحوا ووجوههم مسودة، فمشى بعضهم إلى بعض وقالوا: يا قوم أتاكم ما قال لكم صالح، فقال العتاة منهم: قد أتانا ما قال لنا صالح، فلما كان نصف الليل أتاهم جبرئيل فصرخ بهم صرخة خرقت تلك الصرخة أسماعهم، وفلقت قلوبهم وصدعت أكبادهم وقد كانوا في تلك الثلثة الايام قد تحنطوا وتكفنوا وعلموا ان العذاب نازل بهم، فماتوا اجمعين في طرفة عين صغيرهم وكبيرهم، فلم يبق منهم ناعقة ولا راغية (1) ولا شئ الا اهلكه الله، فأصبحوا في ديارهم وكانت مضاجعهم موتى أجمعين ثم أرسل عليهم مع الصيحة النار من السماء فأحرقتهم أجمعين. 154 – في اصول الكافي محمد بن ابي عبد الله رفعه إلى ابي هاشم الجعفري قال: كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام فسأله رجل فقال: أخبرني عن الرب تبارك وتعالى له أسماء وصفات في كتابه وأسماؤه وصفاته هي هو ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام ان لهذا الكلام وجهين إلى قوله: وكذلك سمينا ربنا قويا، لا بقوة البطش المعروف من المخلوق ولو كانت قوته قوة البطش المعروف من المخلوق لوقع التشبيه، ولاحتمل الزيادة وما احتمل الزيادة احتمل النقصان، وما كان ناقصا كان غير قديم، وما كان غير


(1) النعيق: صوت الراعي بغنمه قال المجلسي (ره): اي لم يبق منهم من يتأتى منه النعيق. ” انتهى ” وحكى عن بعض نسخ الروضة ” فلم يبق لهم ثاغية ولا راغية ” وهو الظاهر. والثاغية: الشاة. والراغية: البعير. (*)

[ 376 ]

قديم كان عاجزا. 155 – في الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن محمد بن سعيد قال: أخبرني زكريا بن محمد عن أبيه عن عمرو عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان قوم لوط من أفضل قوم خلقهم الله، فطلبهم ابليس الطلب الشديد وكان من فضلهم وخيرتهم انهم إذا خرجوا إلى العمل خرجوا بأجمعهم وتبقى النساء خلفهم وكان ابليس يعتادهم (1) فكانوا إذا رجعوا خرب ابليس ما كانوا يعملون، فقال بعضهم لبعض تعالوا: نرصد هذا الذي يخرب متاعنا فرصدوه فإذا هو غلام أحسن ما يكون من الغلمان، فقالوا له: أنت الذي تخرب متاعنا مرة بعد مرة ؟ فاجتمع رأيهم على أن يقتلوه فبيتوه عند رجل، فلما كان الليل صاح فقال له: مالك ؟ فقال كان ابي ينومني على بطنه فقال له: تعال فنم على بطني، قال: فلم يزل يدلك الرجل حتى علمه انه يفعل بنفسه، فأولا علمه ابليس والثانية علمه هو ثم انسل (2) ففر منهم واصبحوا، فجعل الرجل يخبر بما فعل بالغلام ويعجبهم منه وهم لا يعرفونه، فوضعوا أيديهم فيه حتى اكتفى الرجال بالرجال بعضهم ببعض ثم جعلوا يرصدون مارة الطريق فيفعلون بهم حتى تنكب مدينتهم الناس، ثم تركوا نساءهم واقبلوا على الغلمان، فلما رأى انه قد أحكم امره في الرجال جاء إلى النساء فصير نفسه امرأة ثم قال: ان رجالكن يفعل بعضهم ببعض ؟ قلن: نعم، قد رأينا ذلك وكل ذلك يعظهم لوط ويوصيهم وابليس يغويهم، حتى استغنى النساء بالنساء فلما كملت عليهم الحجة بعث الله جبرئيل و ميكائيل واسرافيل في زي غلمان، عليهم أقبية، فمروا بلوط وهو يحرث، فقال: اين تريدون ما رايت اجمل منكم قط ؟ قالوا: ارسلنا سيدنا إلى رب هذه المدينة. قال: اولم يبلغ سيدكم ما يفعل اهل هذه المدينة ؟ يا بني انهم والله يأخذون الرجال


(1) قال المجلسي (ره) اي يعتاد المجئ إليهم كل يوم أو ينتابهم كلما رجعوا أقبل ابليس، قال الفيروز آبادي: العود انتياب الشئ كالاعتياد، وفى محاسن البرقي: ” فلما حسدهم ابليس لعادتهم كانوا إذا رجعوا.. اه ” وفي ثواب الاعمال: ” فأتى ابليس عبادتهم “. (2) انسل: انطلق في استخفاء. (*)

[ 377 ]

فيفعلون بهم حتى يخرج الدم، فقالوا: امرنا سيدنا ان نمر وسطها، قال: فلي اليكم حاجة، قالوا: وما هي ؟ قال: تصبرون ههنا إلى اختلاط الظلام قال: فجلسوا قال: فبعث ابنته فقال: جيئي لهم بخبز وجيئي لهم بماء في القرعة (1) وجيئي لهم بما يتغطون بها من البرد، فلما ان ذهبت الابنة اقبل المطر والوادي، فقال لوط: الساعة يذهب بالصبيان الوادي قوموا حتى نمضي وجعل لوط يمشي في اصل الحائط وجعل جبرئيل ومكيائيل واسرافيل يمشون وسط الطريق فقال: يا بني امشوا ههنا فقالوا: امرنا سيدنا ان نمر في وسطها وكان لوط يستغنم الظلام ومر ابليس واخذ من حجر امراة صبيا فطرحه في البئر فتصايح اهل المدينة كلهم على باب لوط فلما ان نظروا إلى الغلمان في منزل لوط قالوا: يالوط قد دخلت في عملنا ؟ فقال: هؤلاء ضيفي فلا تفضحون في ضيفي، قالوا: هم ثلثة خذوا واحدا واعطنا اثنين، قال: فأدخلهم الحجرة وقال [ لوط ]: لو ان لي اهل بيت يمنعوني منكم، قال: وتدافعوا على الباب وكسروا باب لوط وطرحوا لوطا، فقال له جبرئيل: انا رسل ربك لن يصلوا اليك فاخذ كفا من البطحاء (2) فضرب بها وجوههم وقال: شاهت الوجوه (3) فعمى اهل المدينة كلهم، قال لهم لوط: يا رسل ربي فما أمركم ربي فيهم ؟ قالوا: امرنا ان نأخذهم بالسحر قال: فلي اليكم حاجة قالوا: وما حاجتك ؟ قال: تأخذونهم الساعة فاني أخاف ان يبدو لربي فيهم، فقالوا: يالوط ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب لمن يريد ان ياخذ فخذ انت بناتك وامض ودع امراتك. فقال أبو جعفر عليه السلام: رحم الله لوطا لو يدري من معه في الحجرة لعلم انه منصور حيث يقول: لو ان لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد اي ركن أشد من جبرئيل معه في الحجرة فقال الله عزوجل لمحمد صلى الله عليه واله: وما هي من الظالمين ببعيد


(1) القرعة: الجراب الصغير. وقال في الوافي: القرعة واحدة القرع. حمل اليقطين. (2) البطحاء: مسيل واسع فيه دقاق الحصى. (3) شاهت الوجوه اي قبحت. (*)

[ 378 ]

من ظالمي امتك ان عملوا ما عمل قوم لوط قال: وقال رسول الله صلى الله عليه واله: من الح في وطي الرجال لم يمت حتى يدعو الرجال إلى نفسه. 156 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن فضال عن داود بن فرقد عن أبي يزيد الحمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل بعث أربعة املاك في اهلاك قوم لوط: جبرئيل وميكائيل واسرافيل وكروبيل، فمروا بابراهيم عليه السلام وهم معتمون، فسملوا عليه فلم يعرفهم ورأى هيئة حسنة، فقال: لا يخدم هؤلاء الا أنا بنفسي وكان صاحب ضيافة، فشوى لهم عجلا سمينا حتى أنضجه ثم قربه إليهم، فلما وضعه بين أيديهم راى ايديهم لا تصل إليه نكرهم واوجس منهم خيفة فلما رأى ذلك جبرئيل عليه السلام حسر العمامة عن وجهه فعرفه ابراهيم عليه السلام فقال: أنت هو ؟ قال: نعم، ومرت سارة امرائته فبشرها باسحق ومن رواء اسحق يعقوب، فقالت: ما قال الله عزوجل، فأجابوها بما في الكتاب، فقال لهم ابراهيم عليه السلام: لماذا جئتم ؟ قالوا: في اهلاك قوم لوط، فقال: ان كان فيهم مأة من المؤمنين أتهلكونهم ؟ فقال جبرئيل لا، قال: فان كان فيها خمسون ؟ قال: لا قال: فان كان فيها ثلاثون ؟ قال: لا قال: فان كان فيها عشرون ؟ قال: لا قال: فان كان فيها عشرة ؟ قال: لا قال: فان كان فيها خمسة ؟ قال: لا قال: فان كان فيها واحد قال: لا، قال: فان فيها لوطا قالوا: نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله الا امرأته كانت من الغابرين ” قال الحسن بن علي: (1) لا أعلم هذا القول الا وهو يستبقيهم، وهو قول الله عزوجل: يجادلنا في قوم لوط فأتوا لوطا وهو في زراعة قرب القرية فسلموا عليه وهم معتمون، فلما رأى هيئة حسنة عليهم ثياب بيض وعمائم بيض فقال لهم: المنزل ؟ فقالوا: نعم، فتقدمهم ومشوا خلفه، فندم على عرضه المنزل عليهم فقال: أي شئ صنعت ؟ آتي بهم قومي وانا اعرفهم ؟ فالتفت إليهم فقال: انكم لتأتون شرارا من خلق الله، قال جبرئيل لا نعجل عليهم حتى يشهد عليهم ثلث مرات، فقال جبرئيل عليه السلام: هذه واحدة ثم مشى


(1) فيه كلام طويل ذكره المجلسي (ره) في مرآة العقول فراجع. ونقله في ذيل الكافي ج 5: 547. (*)

[ 379 ]

ساعة ثم التفت إليهم فقال: انكم لتأتون شرارا من خلق الله، فقال جبرئيل عليه السلام: هذه ثنتان، ثم مشى فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم فقال: انكم لتأتون شرارا من خلق الله، فقال جبرئيل عليه السلام: هذه الثالثة، ثم دخل ودخلوا معه حتى دخل منزله، فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح فصفقت فلم يسمعوا فدخنت فلما رأوا الدخان اقبلوا يهرعون (1) حتى جاؤا إلى الباب فنزلت إليهم فقالت: عنده قوم ما رايت قوما قط احسن منهم هيئة فجاؤا إلى الباب ليدخلوا فلما رآهم لوط قام إليهم فقال لهم: يا قوم اتقوا الله ولا تخزون في ضيفي اليس منكم رجل رشيد و قال هؤلاء بناتي هن اطهر لكم فدعاهم إلى الحلال فقالوا ما لنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد فقال لهم: لو ان لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد فقال جبرئيل: لو يعلم اي قوة له ؟ قال: فكابروه حتى دخلوا البيت، فصاح بهم (2) جبرئيل عليه السلام وقال: يالوط دعهم يدخلون، فلما دخلوا اهوى جبرئيل عليه السلام باصبعه نحوهم فذهبت اعينهم وهو قوله عزوجل: ” فطمسنا على اعينهم ” ثم ناداه جبرئيل عليه السلام فقال له: انا رسل ربك لن يصلوا اليك فاسر باهلك بقطع من الليل وقال له جبرئيل: انا بعثنا في اهلاكهم، فقال: ياجيرئيل عجل، فقال: ان موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب فأمره ان يتحمل ومن معه الا امرائته، ثم اقتلعها يعني المدينة جبرئيل بجناحيه من سبعة ارضين، ثم رفعها حتى سمع اهل السماء الدنيا نباح الكلاب وصراخ الديكة: ثم قلبها وامطر عليها وعلى من حول المدينة حجارة من سجيل. 157 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن محمد بن ابي حمزة عن ابي حمزة عن يعقوب بن شعيب عن ابي عبد الله عليه السلام في قول لوط عليه السلام: ” هؤلاء بناتي هن اطهر لكم ” قال: عرض عليهم التزويج. 158 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن عثمان بن سعيد عن محمد بن سليمان عن ميمون البان قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقرء عنده آيات من هود، فلما بلغ:


(1) الهرع: المشي باضطراب وسرعة. (2) وفي المصدر ” فصاح به ” ولعله أوفق بالسياق. (*)

[ 380 ]

وامطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد قال: فقال: من مات مصرا على اللواط لم يمت حتى يرميه الله بحجر من تلك الاحجار، فيكون فيه منيته. 159 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من امكن من نفسه طائعا يلعب به ألقى الله عليه شهوة النساء. 160 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن علي بن معبد عن عبيد الله (1) الدهقان عن درست بن ابن منصور عن عطية أخي ابي الغرام قال: ذكرت لابي عبد الله عليه السلام المنكوح من الرجال، فقال ليس يبلى الله بهذا البلاء احدا وله فيه حاجة، ان في ادبارهم ارحاما منكوسة وحياء ادبارهم كحياء المرأة (2) قد شرك فيهم ابن لابليس يقال له زوال، فمن شرك فيه من الرجال كان منكوحا ومن شرك فيه (3) من النساء كانت من الموارد والعامل على هذا من الرجال إذا بلغ اربعين سنة لم يتركه وهم بقية سدوم اما اني لست اعني به بقتيهم انهم ولدهم ولكن من طينتهم، قال: قلت: سدوم التي قلبت ؟ قال: هي اربع مداين سدوم وصريم ولدما وعميرا (4) اتاهن جبرئيل عليه السلام وهن مقلوعات إلى تخوم (5) الارض السابعة فوضع جناحه تحت السفلى منهن ورفعهن جميعا حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح كلابهم ثم قلبها. 161 – محمد عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الرحمان العزرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان لله عبادا لهم في أصلابهم أرحام


(1) وفي المصدر ” عبد الله “. (2) الحياء: فرج المرأة. (3) وفي بعض النسخ: شارك فيه (4) وفي المصدر ” لدماء وعميراء ” ممدودا. (5) التخوم: الحدود. (*)

[ 381 ]

كارحام النساء، قال: فسئل: فما لهم لا يحملون ؟ فقال: انها منكوسة ولهم في أدبارهم غدة كغدة الجمل والبعير، فإذا هاجت هاجوا وإذا سكنت سكنوا. 162 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ومحمد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن عمر بن علي بن عمر بن يزيد [ عن محمد بن عمر عن أخيه الحسين عن أبيه عمر بن يزيد ] قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده رجل فقال له: جعلت فداك اني أحب الصبيان، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: فتصنع ماذا ؟ قال: أحملهم على ظهري، فوضع أبو عبد الله عليه السلام يده على جبهته وولى وجهه عنه، فبكى الرجل فنظر إليه أبو عبد الله عليه السلام كانه رحمه فقال: إذا أتيت بلدك فاشتر جزورا (1) سمينا واعقله عقالا شديدا وخذ السيف واضرب السنام ضربة تقشر عنه الجلدة واجلس عليه بحرارته، قال عمر: قال الرجل: فأتيت بلدي واشتريت جزورا فعقلته عقالا شديدا و أخذت السيف فضربت السنام ضربة وقشرت عنه الجلد وجلست عليه بحرارته فسقط مني على ظهر البعير شبة الوزغ أصغر من الوزغ وسكن ما بي. 163 – محمد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن الهيثم النهدي رفعه قال: شكى رجل إلى أبي عبد الله عليه السلام الابنة، فمسح أبو عبد الله عليه السلام ظهره فسقطت منه دودة حمراء فبرء. 164 – الحسين بن محمد عن محمد بن عمران عن عبد الله بن جبلة عن اسحق ابن عمار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: هؤلاء المخنثون مبتلون بهذا البلاء فيكون المؤمن مبتلا والناس يزعمون انه لا يبتلى به احد لله فيه حاجة ؟ فقال: نعم، قد يكون مبتلى به فلا تكلموهم، فانهم يجدون لكلامكم راحة، قلت: جعلت فداك فانهم ليس يصبرون ؟ قال: هم يصبرون ولكن يطلبون بذلك اللذة. 165 – في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن


(1) الجزور: من الابل خاصة. (*)

[ 382 ]

محبوب عن هشام بن سالم عن ابي بصير قال: قلت لابيجعفر عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه واله يتعوذ من البخل ؟ فقال: نعم يابا محمد في كل صباح ومساء ونحن نتعوذ بالله من البخل لقول الله: ” ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ” وسأخبرك عن عاقبة البخل ان قوم لوط كانوا اهل قرية اشحاء على الطعام فأعقبهم البخل داء لا دواء له في فروجهم فقلت: وما اعقبهم ؟ فقال: ان قرية قوم لوط كانت على طريق السيارة إلى الشام و مصر، فكانت السيارة تنزل بهم فيضيفونهم، فلما كثر ذلك عليهم ضاقوا بذلك ذرعا بخلا (1) ولؤما، فدعاهم البخل إلى ان كانوا إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة لهم إلى ذلك، وانما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتى ينكل الناس (2) عنهم فشاع امرهم في القرية وحذرهم النازلة فأورثهم البخل بلاء لا يستطيعون دفعه عن انفسهم عن غير شهوة بهم إلى ذلك حتى صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد، ويعطونهم عليه الجعل ثم قال: فأي داء ادوى من البخل ولا أضر عاقبة ولا أفحش عند الله عزوجل، قال أبو بصير: فقلت له: جعلت فداك فهل كان أهل قرية لوط كلهم هكذا يعملون ؟ فقال: نعم الا اهل بيت منهم من المسلمين، أما تسمع لقوله تعالى: ” فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ” ثم قال أبو جعفر عليه السلام: ان لوطا لبث في قومه ثلثين سنة يدعوهم إلى الله عزوجل ويحذرهم عذابه، وكانوا قوما لا يتنظفون من الغائط ولا يتطهرون من الجنابة، وكان لوط ابن خالة ابراهيم، و كانت امرأة ابراهيم سارة أخت لوط، وكان لوط وابراهيم نبيين مرسلين منذرين وكان لوط رجلا سخيا كريما يقري الضيف إذا نزل به ويحذرهم قومه، قال: فلما رأى قوم لوط ذلك منه قالوا: انا ننهاك عن العالمين لا تقري ضيفا ينزل بك ان فعلت فضحنا ضيفك الذي ينزل بك وأخزيناك، فكان لوط إذا نزل به الضيف يكتم أمره مخافة ان يفضحه قومه، وذلك انه لم يكن للوط عشيرة، وقال: ولم يزل لوط وابراهيم يتوقعان نزول العذاب على قوم لوط، فكانت لابراهيم وللوط منزلة من الله عزوجل شريفة، وان الله عزوجل كان إذا أراد


(1) ضاق بالامر ذرعا إذا لم يقدر عليه. (2) نكل عن الشئ: نكص وجبن. (*)

[ 383 ]

عذاب قوم لوط أدركته مودة ابراهيم وخلته ومحبة لوط فيراقبهم فيؤخر عذابهم. قال أبو جعفر عليه السلام: فلما اشتد اسف الله على قوم لوط وقدر عذابهم وقضى أن يعوض ابراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم فيسلي به مصابه بهلاك قوم لوط، فبعث الله رسلا إلى ابراهيم يبشرونه باسماعيل، فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم وخاف ان يكونوا سراقا، فلما رأته الرسل فزعا مذعورا ” قالوا سلاما قال سلام انا منكم وجلون قالوا: لا توجل انا ” رسل ربك ” نبشرك بغلام عليم ” قال أبو جعفر عليه السلام: والغلام العليم هو اسمعيل بن هاجر فقال ابراهيم للرسل: ” ابشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين ” فقال ابراهيم: فما خطبكم بعد البشارة قالوا انا ارسلنا إلى قوم مجرمين قوم لوط انهم كانوا قوما فاسقين لننذرهم عذاب رب العالمين، قال أبو جعفر عليه السلام: فقال ابراهيم للرسل: ” ان فيها لوطا قالوا نحن اعلم بمن فيها لننجينه واهله اجمعين الا امرائته قدرنا انها من الغابرين ” قال: ” فلما جاء آل لوط المرسلون قال انكم قوم منكرون قالوا بل جئناك بما كانوا فيه ” قومك من عذاب الله ” يمترون وآتيناك بالحق ” لتنذر قومك العذاب ” وانا لصادقون فاسر باهلك ” يالوط إذا مضى لك من يومك هذا سبعة ايام ولياليها، ” بقطع من الليل ” إذا مضى ” نصف الليل ولا يلتفت منكم احد الا امرأتك انه مصيبها ما اصابهم وامضوا ” في تلك الليلة ” حيث تؤمرون “. قال أبو جعفر عليه السلام: فقضوا ذلك الامر إلى لوط ان دابر هؤلاء مقطوع مصبحين قال: قال أبو جعفر عليه السلام: فلما كان اليوم الثامن من طلوع الفجر قدم الله عزوجل رسلا إلى ابراهيم يبشرونه باسحق ويعزونه بهلاك قوم لوط وذلك قوله: ولقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حنيذ يعني ذكيا مشويا نضيجا فلما راى ابراهيم ايديهم لا تصل إليه نكرهم واوجس منهم خيفة قالوا لا تخف انا ارسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة فبشروها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب فضحكت يعني فتعجبت من قولهم، قالت يا ويلتي


[ 384 ]

األد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشئ عجيب قالوا اتعجبين من امر الله رحمة الله وبركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد. قال أبو جعفر عليه السلام: فلما جاءت ابراهيم البشارة باسحق وذهب عنه الروع أقبل يناجي ربه في قوم لوط يسئله كف البلاء عنهم فقال الله عزوجل: يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك وانهم آتيهم عذاب بعد طلوع الفجر من يومك مختوم وغير مردود. 166 وبهذا الاسناد عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي عن ابي جعفر عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه واله سئل جبرئيل كيف كان مهلك قوم لوط ؟ فقال: ان قوم لوط كانوا اهل قرية لا يتنظفون من الغائط ولا يتطهرون من الجنابة بخلاء أشحاء على الطعام، وان لوطا لبث فيهم ثلاثين سنة، وانما كان نازلا عليهم ولم يكن منهم ولا عشيرة له فيهم ولا قوم، وانه دعاهم إلى الله عزوجل والى الايمان به واتباعه، ونهاهم عن الفواحش وحثهم على طاعة الله فلم يجيبوه ولم يطيعوه: وان الله عزوجل لما أراد عذابهم بعث إليهم رسلا منذرين عذرا [ و ] نذرا فلما عتوا عن امره بعث إليهم ملائكة ليخرجوا من كان في قريتهم من المؤمنين، فما وجدوا فيها غير بيت من المسلمين فأخرجوهم منها وقالوا للوط: اسر باهلك من هذه القرية بقطع من الليل ولا يلتفت منكم احد، وامضوا حيث تؤمرون، فلما انتصف الليل سار لوط ببناته وتولت امرأته مدبرة، فانقطعت إلى قومها تسعى بلوط وتخبرهم ان لوطا قد سار ببناته واني نوديت من تلقاء العرش لما طلع الفجر: يا جبرئيل حق القول من الله، تحتم عذاب قوم لوط فاهبط إلى قرية قوم لوط وما حوت فاقلعها من تحت سبع أرضين ثم اعرج بها إلى السماء فأوقفها حتى يأتيك امر الجبار في قلبها ودع منها آية بينة من منزل لوط عبرة للسيارة فهبطت على أهل القرية الظالمين فضربت بجناحي الايمن على ما حوى عليه شرقها وضربت بجناحي الايسر على ما حوى عليه غربها فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين الا منزل لوط آية للسيارة ثم عرجت بها في خوافي جناحي حتى اوقفتها حيث يسمع اهل السماء زقاء ديوكها (1) ونباح كلابها فلما طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش: يا جبرئيل اقلب


(1) الخوافي: ريشات من الجناح إذا ضم الطائر جناحيه خفيت والزقاء: الصياح. (*)

[ 385 ]

القرية على القوم فقلبتها عليهم حتى صار أسفلها أعلاها وامطر الله عليها حجارة من سجيل مسومة عند ربك وما هي من الظالمين من امتك ببعيد قال: فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا جبرئيل واين كانت قريتهم من البلاد ؟ فقال جبرئيل: كان موضع قريتهم في موضع بحيرة طبرية اليوم، وهي في نواحي الشام، قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه واله ارأيتك حين قلبتها عليهم في اي موضع من الارضين وقعت القرية واهلها ؟ فقال: يا محمد وقعت فيما بين بحر الشام إلى مصر فصارت تلولا (1) في البحر. 167 – ابي ” رحمه الله ” قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن ابان عن ابي بصير وغيره عن احدهما عليهما السلام قال: ان الملائكة لما جاءت في هلاك قوم لوط قالوا انا مهلكوا أهل هذه القرية قالت سارة وعجبت من قلتهم وكثرة أهل القرية فقالت: ومن يطيق قوم لوط ؟ فبشروها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم، وهي يومئذ ابنة تسعين سنة وابراهيم ابن عشرين و مائة سنة، فجادل ابراهيم عنهم وقال: ” ان فيها لوطا ” ؟ قال جبرئيل ” نحن أعلم بمن فيها ” فزاده ابراهيم فقال جبرئيل: ” يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك وانهم آتيهم عذاب غير مردود ” قال: وان جبرئيل لما أتى لوطا في هلاك قومه فدخلوا عليه وجاءه قومه يهرعون إليه فقام ووضع يده على الباب ثم ناشدهم فقال: ” اتقوا الله ولا تخزون في ضيفي قالوا أولم ننهك عن العالمين ” ثم أعرض عليهم بناته نكاحا ” قالوا مالنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد قال فما منكم رجل رشيد ” قال: فأبوا ” قال لو ان لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ” قال: وجبرئيل ينظر إليهم فقال: لو يعلم أي قوة له ثم دعاه فأتاه، ففتحوا الباب ودخلوا فأشار إليهم جبرئيل بيده فرجعوا عميانا يلتمسون الجدار بأيديهم يعاهدون الله لان أصحبنا لا نستبقي احدا من آل لوط، قال: فلما قال جبرئيل ” انا رسل ربك ” قال له لوط: يا جبرئيل عجل، قال: نعم، قال: يا جبرئيل عجل قال: ” ان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ” ثم قال جبرئيل: يالوط اخرج منها أنت وولدك حتى تبلغ موضع كذا، قال: يا جبرئيل ان حمري ضعاف ” قال:


(1) التلول جمع التل. (*)

[ 386 ]

ارتحل فاخرج منها، قال: فارتحل حتى إذا كان السحر نزل إليها جبرئيل فادخل جناحه تحتها حتى إذا استعلت قلبها عليهم ورمى جدران المدينة بحجارة من سجيل، و سمعت امرأة لوط الهدة (1) فهلكت منها. 168 – وباسناده إلى الحسن بن محبوب عن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قيل له: كيف كان يعلم قوم لوط انه قد جاء لوطا رجل ؟ قال: كانت امرأته تخرج فتصفر فإذا سمعوا التصفير جاؤا فلذلك كره التصفير. 169 – في كتاب معاني الاخبار ابي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل. ” فضحكت فبشرناها باسحق ” قال: حاضت. 170 – وفيه ان الصادق عليه السلام سلم على رجل فقال الرجل: وعليكم السلام و رحمة الله وبركاته ورضوانه، فقال: لا تجاوزوا بنا قول الملائكة لابينا ابراهيم عليه السلام ” رحمة الله وبركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد “. 171 – في اصول الكافي احمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل عن ابي – عبيدة الحذاء عن ابي جعفر عليه السلام قال: مر امير المؤمنين عليه السلام بقوم فسلم عليهم فقالوا: عليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه، فقال لهم امير المؤمنين عليه السلام: لا تجاوزا بنا مثل ما قالت الملائكة لابينا ابراهيم انما قالوا: ” رحمة الله وبركاته عليكم اهل البيت “. 172 – في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال: ” توقد من شجرة مباركة ” فأصل الشجرة المباركة ابراهيم صلى الله عليه، وهو قول الله عزوجل: ” رحمة الله وبركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 173 – في تفسير العياشي عن ابي عبيدة عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان علي بن ابي طالب عليه السلام مر بقوم فسلم عليهم فقالوا وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته


(1) الهدة: صوت وقع الحائط ونحوه. (*)

[ 387 ]

ورضوانه، فقال لهم امير المؤمنين عليه السلام: لا تجاوزوا بنا ما قالت الانبياء لابينا ابراهيم انما قالوا: ” رحمة الله وبركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد “. وروى الحسن بن محمد مثله غير انه قال: ما قالت الملائكة لابينا عليهم السلام. 174 – عن عبد الرحمن عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل ” ان ابراهيم لحليم اواه منيب ” قال: دعاء. عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام مثله. 175 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال: قلت له: ” ان ابراهيم لاواه حليم ” قال الاواه هو الدعاء. 176 – في تهذيب الاحكام احمد بن محمد بن عيسى عن موسى بن عبد الملك والحسين بن علي بن يقطين وموسى بن عبد الملك عن رجل قال سألت ابا الحسن الرضا عليه السلام عن اتيان الرجل المراة من خلفها ؟ قال: احله آية من كتاب الله عزوجل قول لوط: ” هؤلاء بناتي هن اطهر لكم ” وقد علم انهم لا يريدون الفرج. في تفسير العياشي عن الحسين بن علي بن يقطين قال: سألت ابا الحسن عن اتيان الرجل المرأة من خلفها وذكر مثله. قال مؤلف هذا الكتاب ” عفى عنه ” قد سبق في الكافي عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال: عرض عليهم التزويج. 177 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما كان قول لوط: ” لو ان لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ” الا تمنيا لقوة القائم عليه السلام، ولا ذكر [ ركن ] الا شدة اصحابه، لان الرجل منهم يعطي قوة اربعين رجلا وان قلبه لاشد من زبر الحديد، ولو مروا بجبال الحديد لقطعوها لا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عزوجل. 178 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن مسعود قال: احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا ما بال امير المؤمنين لم ينازع الثلثة كما نازع طلحة والزبير وعايشة


[ 388 ]

ومعاوية ؟ فبلغ ذلك عليا عليه السلام فأمر أن ينادي الصلوة الجامعة، فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: معاشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا ؟ قالوا صدق امير المؤمنين قد قلنا ذلك، قال: ان لي بسنة الانبياء أسوة فيما فعلت، قال الله تعالى في محكم كتابه: ” لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ” قالوا: ومن يا امير المؤمنين ؟ قال أولهم ابراهيم عليه السلام إلى أن قال: ولي بابن خالته لوط اسوة إذ قال لقومه: ” لو ان لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ” فان قلتم ان لوطا كانت له بهم قوة فقد كفرتم وان قلتم لم يكن له بهم قوة فالوصي أعذر. 179 – في تفسير علي بن ابراهيم محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن احمد عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن صالح عن ابي عبد الله عليه السلام قال في قوله ” قوة ” قال: القوة لقائم عليه السلام، و ” الركن الشديد ” ثلثمأة وثلثة عشر رجلا. 180 – اخبرني الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن ابي عبد الله عليه السلام قال ما بعث الله نبيا بعد لوطا الا في عز من قومه. 181 – في تفسير العياشي عن علي بن أبي حمزة عن ابي عبد الله عليه في قول الله ” انا رسل ربك لن يصلوا اليك فاسر باهلك بقطع من الليل مظلما ” قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: وهكذا قرئه امير المؤمنين عليه السلام (1) 182 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل


(1) ” في تفسير علي بن ابراهيم وكان في قوم لوط رجل عالم، فقال لهم: يا قوم قد جائكم الذي كان يعدكم لوط، فاحرسوه، ولا تدعوه يخرج من بينكم فانه ما دام فيكم لا يأتيكم العذاب، فاجتمعوا حول داره يحرسونه، فقال جبرئيل: يالوط اخرج من بينهم فقال: كيف اخرج وقد اجتمعوا حول داري ؟ فوضع بين يديه عمودا من نور فقال له: اتبع هذ العمود ولا يلتفت منكم أحد، فخرجوا من القرية من تحت الارض فالتفت امرأته فأرسل الله عليها صخرة فقتلتها، فلما طلع الفجر صارت الملائكة الاربعة كل واحد في طرف من قريتهم فقلعوها من سبع أرضين إلى تخوم الارض ثم رفعوها في الهواء حتى سمع أهل السماء نباح الكلاب وصراخ الديكة ثم قلبوها عليهم ” منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (*)

[ 389 ]

عنه امير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: ثم قام إليه آخر فقال يا امير المؤمنين أخبرني عن يوم الاربعاء وتطيرنا منه وثقله وأي أربعاء هو ؟ قال آخر اربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه إلى أن قال عليه السلام: و يوم الاربعاء جعل الله عزوجل قوم لوط عاليها سافلها، ويوم الاربعاء أمطر عليهم حجارة من سجيل. 183 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن سليمان الديلمي عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله: وامطرنا عليهم حجارة من سجيل منضودة مسومة قال: ما من عبد يخرج من الدنيا يستحل عمل قوم لوط الا رمى الله كبده من تلك الحجارة يكون منيته فيها ولكن الخلق لا يرونه. 184 – في تفسير العياشي عن السكوني عن جعفر عن ابيه قال: قال النبي صلى الله عليه واله: لما عمل قوم لوط ما عملوا بكت الارض إلى ربها حتى بلغ دموعها العرش، فأوحى الله عزوجل إلى السماء ان احصبيهم (1) واوحى إلى الارض ان اخسفي بهم. 185 – في تفسير علي بن ابراهيم ثم ذكر عزوجل هلاك اهل مدين فقال: والى مدين اخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان اني اريكم بخير واني اخاف عليكم عذاب يوم محيط ويا قوم اوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس اشياءهم ولا تعثوا في الارض مفسدين قال: بعث الله عزوجل شعيبا إلى مدين وهي قرية على طريق الشام فلم يؤمنوا به. 186 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه وعدة من اصحابنا عن احمد ابن محمد جميعا عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن ابان عن رجل عن ابي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خمس ان ادركتموهن فتعوذوا بالله منهن، إلى ان قال: ولم ينقصوا المكيال والميزان الا اخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان. 187 – علي بن ابراهيم وعدة من اصحابنا عن احمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب


(1) اي امطر عليهم الحصباء وهو الحصى. (*)

[ 390 ]

عن مالك بن عطية عن ابي حمزة عن ابي جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب رسول الله صلى الله عليه واله فإذا طفف المكيال والميزان اخذهم الله بالسنين والنقص والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 188 – في من لا يحضره الفقيه وقال عليه السلام في قول الله عزوجل: ” اني اريكم بخير ” قال: كان سعرهم رخيصا. 189 – في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن خالد البرقي عن سعد بن سعد عن ابي الحسن عليه السلام قال: سألته عن قوم يصغرون القفزان ببيعون بها، قال: اولئك الذين يبخسون الناس اشياءهم. 190 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن حفص بن محمد قال: حدثني اسحق بن ابراهيم الدينوري عن عمر بن زاهر عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سأله رجل عن القائم يسلم عليه بامرة المؤمنين ؟ قال: لا ذاك اسم سمى الله به امير المؤمنين عليه السلام، لم يسم به احد قبله ولا يتسمى به بعده الا كافر، قلت: جعلت فداك كيف يسلم ؟ قال: يقولون السلام عليك يا بقية الله، ثم قرأ: بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين. 191 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن اسباط عن صالح بن حمزة عن أبيه عن أبي بكر الحضرمي قال: لما حمل أبو جعفر عليه السلام إلى الشام إلى هشام بن عبد الملك وصار ببابه قال لاصحابه ومن كان بحضرته من بني امية إذا رأيتموني قد وبخت محمد بن علي ثم رأيتموني قد سكت فليقبل عليه كل رجل منكم فليوبخه، ثم أمر أن يؤذن له فلما دخل عليه أبو جعفر عليه السلام قال بيده: السلام عليكم فعمهم جميعا بالسلام ثم جلس فازداد هشام عليه حنقا (1) بتركه السلام عليه بالخلافة وجلوسه بغير اذن، فاقبل يوبخه ويقول فيما يقول له: يا محمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمين و دعا إلى نفسه وزعم انه الامام سفها وقلة علم ووبخه بما أراد أن يوبخه، فلما سكت اقبل عليه القوم رجل بعد رجل يوبخه حتى انقضى آخرهم، فلما سكت القوم نهض عليه السلام قائما ثم قال: أيها الناس اين تذهبون واين يراد بكم ؟ بنا هدى الله اولكم وبنا يختم


(1) الحنق: الغيظ الذي يلازم الانسان ويلتصق به. (*)

[ 391 ]

آخركم، فان يكن لكم ملك معجل فان لنا ملكا مؤجلا وليس بعد ملكنا ملك لانا اهل العاقبة: يقول الله عزوجل “: والعاقبة للمتقين ” فأمر به إلى الحبس فلما صار إلى الحبس تكلم فلم يبق في الحبس رجل الا ترشفه وحن إليه (1) فجاء صاحب الحبس إلى هشام فقال له يا أمير المؤمنين اني خائف عليك من اهل الشام ان يحولوا بينك وبين مجلسك هذا، ثم اخبره بخبره فأمر به فحمل على البريد هو واصحابه ليردوا إلى المدينة، وامر ان لا يخرج لهم الاسواق وحال بينهم وبين الطعام والشراب فساروا ثلثا لا يجدون طعاما ولا شرابا حتى انتهوا إلى مدين، فأغلق باب المدينة دونهم، فشكى اصحابه الجوع والعطش، قال: فصعد جبلا يشرف عليهم فقال بأعلى صوته: يا اهل المدينة الظالم اهلها انا بقية الله يقول الله ” بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين وما انا عليكم بحفيظ ” قال: وكان فيهم شيخ كبير فأتاهم فقال لهم: يا قوم هذه والله دعوة شعيب النبي، والله لئن لم تخرجوا إلى هذا الرجل بالاسواق لتؤخذن من فوقكم ومن تحت ارجلكم، فصدقوني في هذه المرة واطيعوني وكذبوني فيما تستأنفون فاني ناصح لكم، فبادروا فاخرجوا إلى محمد بن علي واصحابه بالاسواق، فبلغ هشام بن عبد الملك خبر الشيخ فبعث إليه فحمله فلم يدر ما صنع به 192 – في عيون الاخبار في باب ذكر مولد الرضا عليه السلام حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضى الله عنه قال: حدثني ابي عن احمد بن علي الانصاري عن علي بن ميثم عن أبيه قال: سمعت امي تقول: سمعت نجمة ام الرضا عليه السلام تقول: لما حملت بابني علي لم أشعر بثقل الحمل، وكنت اسمع في منامي تسبيحا وتهليلا و تمجيدا من بطني، فيفزعني ذلك ويهولني. فإذا انتبهت لم اسمع شيئا، فلما وضعته وقع إلى الارض واضعا يده على الارض رافعا رأسه إلى السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم، فدخل


(1) الترشف بمعنى المص قال الفيض (ره) وتصحيحه في هذا القام لا يخلو من تكلف وظني انه بالسين المهملة يعني مشى إليه مشى المقيد يتحامك برجله مع القيد ” انتهى ” وفي هامش الكافي: ترشفه: اي مصه وهو كناية عن المبالغة في اخذ العلم عنه. وحن إليه: اشتاق. (*)

[ 392 ]

إليه أبوه موسى بن جعفر عليه السلام فقال لي: هنيئا لك يا نجمة كرامة ربك، فناولته اياه في خرقة بيضاء فاذن في اذنه الايمن وأقام في الايسر ودعى بماء الفرات فحنكه به (1) ثم رده الي وقال. خذيه فانه بقية الله عزوجل في ارضه. 193 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن احمد بن اسحق بن سعد الاشعري قال: خرج أبو محمد الحسن بن علي عليه السلام علينا وعلى عاتقه غلام كان وجهه القمر ليلة البدر من ابناء ثلث سنين، فقال: يا احمد بن اسحق لولا كرامتك على الله عزوجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا، انه سمى رسول الله صلى الله عليه واله إلى ان قال: فنطق الغلام عليه السلام بلسان عربي فصيح فقال. انا بقية الله في ارضه والمنتقم من اعدائه، ولا تطلب اثرا بعد عين، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 194 – وباسناده إلى محمد بن مسلم الثقفي عن ابي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام حديث طويل يذكر فيه القائم عليه السلام يقول فيه: فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة واجتمع إليه ثلثمائة وثلثة عشر رجلا فأول ما ينطق به هذه الآية ” بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين ” ثم يقول: انا بقية الله وحجته وخليفته عليكم فلا يسلم إليه مسلم الا قال: السلام عليك يا بقية الله في ارضه. 195 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد ذكر الحجج: هم بقية الله يعني المهدي عليه السلام الذي يأتي عند انقضاء هذه النظرة، فيملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. 196 – في تفسير علي بن ابراهيم: قالوا يا شعيب اصلوتك تأمرك ان نترك ما يعبد آبائنا إلى قوله، الحليم الرشيد قال: قالوا: انك لانت السفيه الجاهل فكنى الله عزوجل قولهم (2) فقالوا انك لانت الحليم الرشيد ” 197 – في نهج البلاغة من كتاب له عليه السلام إلى معوية جوابا قال فيه عليه السلام بعد ان


(1) اي دلك اعلى داخل فمه به. (2) وفي بعض النسخ ” فحكى الله عزوجل قولهم “. (*)

[ 393 ]

ذكر عثمان وقتله: ” وما كنت لاعتذر من اني كنت انقم عليه احداثا فان كان الذنب إليه ارشادي وهدايتي له فرب ملوم لا ذنب له وقد يستفيد ظنة المتنصح وما اردت الا الاصلاح وما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت. 198 – في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي عن ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه فقلت: قوله عزوجل: وما توفيقي الا بالله وقوله عزوجل: ” ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن الذي ينصركم من بعده ” فقال: إذا فعل العبد ما أمره الله عزوجل به من الطاعة كان فعله وفقا لامر الله عزوجل، وسمى العبد به موفقا، وإذا اراد العبد أن يدخل في شئ من معاصي الله فحال الله تبارك وتعالى بينه وبين تلك المعصية فتركها كان تركه لها بتوفيق الله تعالى ذكره، ومتى خلى بينه وبين المعصية فلم يخله بينه وبينها حتى يرتكبها فقد خذله ولم ينصره ولم يوفقه. 199 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن محمد بن النعمان الاحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه لاصحابه: ولولا أنكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق الله خلقا حتى يذنبوا ثم يستغفروا الله فيستغفر لهم ان المؤمن مفتن تواب، اما سمعت قول الله عزوجل: ” ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ” وقال: استغفروا ربكم ثم توبوا إليه. 200 – في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله أربع خصال من كن فيه كان في نور الله الاعظم إلى أن قال: ومن إذا أصاب خطيئة قال: استغفر الله وأتوب إليه. 201 – في تفسير العياشي عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن انتظار الفرج من الفرج ؟ قال: ان الله تبارك وتعالى يقول: وارتقبوا اني معكم رقيب 202 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى احمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال الرضا عليه السلام: ما أحسن الصبر وانتظار الفرج أما سمعت قول الله عزوجل يقول:


[ 394 ]

” فارتقبوا اني معكم رقيب ” وقوله عزوجل: ” فانتظروا اني معكم من المنتظرين ” فعليكم بالصبر فانه انما يجيئ الفرج على اليأس، فقد كان الذي من قبلكم أصبر منكم. 203 – في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: كان شعيب عليه السلام خطيب الانبياء. 204 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عن أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه ثم قام إليه آخر فقال: يا امير المؤمنين أخبرني عن يوم الاربعاء وتطيرنا منه وثقله واي أربعاء هو ؟ قال: آخر اربعاء في الشهر وهو المحاق وفيه قتل قابيل هابيل اخاه إلى أن قال عليه السلام ويوم الاربعاء أخذتهم الصيحة 205 – في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قرأ ” فمنها قائما و وحصيدا ” بالنصب ثم قال: يا با محمد لا يكون الحصيد الا بالحديد، وفي رواية اخرى فمنها قائما وحصيدا يكون الحصيد بالحديد. 206 – في مجمع البيان: وكذلك اخذ ربك إذ اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: ان الله يمهل الظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. 207 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن ادريس عن محمد بن أحمد بن يحيى ومحمد بن علي بن محبوب عن محمد بن عيسى بن عبيد عن صفوان بن يحيى عن اسمعيل بن جابر عن رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود قال: الشهود يوم عرفة، والمجموع له الناس يوم القيمة. 208 – وباسناده إلى محمد بن هاشم عمن روى عن ابي جعفر عليه السلام قال: سأله الابرش الكلبي عن قول الله عزوجل: ” وشاهد ومشهود ” فقال أبو جعفر عليه السلام: ما قيل لك ؟ فقال: قالوا: شاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة فقال أبو جعفر عليه السلام ليس كما قيل لك، الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم القيمة اما تقرأ القرآن قال الله عزوجل: ” ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود “.


[ 395 ]

209 – في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن احدهما قال في قول الله ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود فدلك يوم القيمة وهو اليوم الموعود. 210 – في روضة الكافي كلام لعلي بن الحسين عليه السلام في الوعظ والزهد في الدنيا وفيه: واعلم يابن آدم ان من وراء هذا أعظم وافضع وأوجع للقلوب يوم القيمة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ” يجمع الله عزوجل فيه الاولين والاخرين. 211 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بريد بن معوية عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام في خطبة يوم الجمعة الخطبة الاولى: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه إلى ان قال عليه السلام: وقد اخبركم الله من منازل من آمن وعمل صالحا ومن منازل من كفر وعمل في غير سبيله، وقال: ” ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وما نؤخره الا لاجل معدود يوم يأتي لاتكلم نفس الا باذنه فمنهم شقى وسعيد * فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد * واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك عطاء ” غير مجذوذ ” نسأل الله الذي جمعنا لهذا الجمع ان يبارك لنا في يومنا هذا، وان يرحمنا جميعا انه على كل شئ قدير. 212 – في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن سلام مولى رسول الله صلى الله عليه واله انه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه واله فقلت: اخبرني ايعذب الله عزوجل خلقا بلا حجة ؟ فقال: معاذ الله، قلت: فأولاد المشركين في الجنة ام في النار، فقال: الله تبارك و تعالى اولى بهم انه إذا كان يوم القيمة وجمع الله عزوجل الخلايق لفصل القضاء يأتي بأولاد المشركين فيقول لهم: عبيدي وامائي من ربكم وما دينكم وما اعمالكم قال: فيقولون: اللهم ربنا انت خلقتنا ولم نخلق شيئا، وانت أمتنا ولم نمت شيئا، ولم تجعل لنا ألسنة تنطق ولا اسماعا تسمع، ولا كتابا نقرأه ولا رسولا فنتبعه، ولا علم لنا الا ما علمتنا، قال فيقول لهم عزوجل: عبيدي وامائي ان امرتكم بأمر تفعلونه ؟


[ 396 ]

فيقولن: السمع والطاعة لك يا ربنا: قال: فيأمر الله عزوجل نارا يقال له الفلق أشد شئ في جهنم عذابا. فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسلاسل والاغلال فيأمرها لله عزوجل أن تنفخ في وجوه الخلايق نفخة، فتنفخ فمن شدة نفختها تنقطع السماء وتنطمس النجوم وتجمد البحار وتزول الجبال وتظلم الابصار وتضع الحوامل حملها، وتشيب الولدان من هولها يوم القيمة ثم يأمر الله تبارك وتعالى اطفال المشركين ان يلقوا انفسهم في تلك النار، فمن سبق له في علم الله عزوجل أن يكون سعيدا القى نفسه فيها فكانت عليه بردا وسلاما كما كانت على ابراهيم عليه السلام ومن سبق له في علم الله عزوجل ان يكون شقيا امتنع فلم يلق نفسه في النار، فيأمر الله تبارك وتعالى النار فتلتفظ لتركه امر الله وامتناعه من الدخول فيها فيكون تبعا لآبائه في جهنم وذلك قول الله عزوجل: فمنهم شقي وسعيد فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد * واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك عطاءا غير مجذوذ. 213 – حدثنا الشريف أبو علي محمد بن احمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب قال: حدثنا محمد بن قتيبة النيسابوري عن الفضل بن شاذان عن محمد بن ابي عمير قال: سالت ابا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه واله: الشقي من شقى في بطن امه والسعيد من سعد في بطن امه، فقال: الشقي من علم الله عزوجل وهو في بطن امه انه سيعمل عمل الاشقياء، والسعيد من علم الله وهو في بطن امه انه سيعمل عمل السعداء. 214 – في اصول الكافي محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان الله خلق السعادة والشقاوة قبل ان يخلق خلقه، فمن خلقه الله سعيدا لم يبغضه ابدا وان عمل شرا أبغض عمله ولم يبغضه ابدا وان كان شقيا لم يحبه أبدا وان عمل صالحا أحب عمله وأبغضه لما يصير إليه فإذ أحب الله شيئا لم يبغضه ابدا وإذا أبغض شيئا لم يحبه ابدا. 215 – علي بن محمد رفعه عن شعيب العقرقوفي عن ابي بصير قال: كنت بين


[ 397 ]

يدي أبي عبد الله عليه السلام جالسا وقد سأله سائل فقال: جعلت فداك يابن رسول الله من اين لحق الشقاء اهل المعصية حتى حكم لهم في علمه بالعذاب على عملهم ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: ايها السائل حكم الله عزوجل لا يقوم له أحد من خلقه بحقه، فلما حكم بذلك وهب لاهل محبته القوة على معرفته، ووضع عنهم ثقل العمل بحقيقة ما هم أهله، ووهب لاهل المعصية القوة على معصيتهم لسبق فيهم، ومنعهم اطاقة القبول منه، فواقعوا ما سبق لهم في علمه ولم يقدروا ان يأتوا حالا تنجيهم من عذابه، لان علمه اولى بحقيقة التصديق، وهو معنى شاء ما شاء وهو سره (1). 216 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن معلى بن عثمان عن علي بن حنظلة عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال: يسلك بالسعيد في طريق الاشقياء حتى يقول الناس: ما أشبهه بهم بل هو منهم، ثم تتداركه السعادة، وقد يسلك بالشقي طريق السعداء حتى يقول الناس: ما اشبهه بهم بل هو منهم ثم يتداركه الشقاء، ان من كتبه الله سعيدا وان لم يبق من الدنيا الا فواق ناقة ختم له بالسعادة. 217 – في كتاب التوحيد عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال: ان الله تعالى ينقل العبد من الشقاء إلى السعادة، ولا ينقله من السعادة إلى الشقاء. 218 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن عبد الله بن زرارة عن علي بن عبد الله عن ابيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: تحول النطفة في الرحم اربعين يوما، فمن اراد ان يدعو الله عزوجل ففي تلك الاربعين قبل ان تخلق، ثم يبعث الله عزوجل ملك الارحام فيأخذها فيصعد بها إلى الله عزوجل فيقف ما شاء الله فيقول: يا الهي اذكر أم انثى ؟ فيوحي الله عزوجل ما يشاء ويكتب الملك ثم يقول: الهي أشقي أم سعيد ؟ فيوحى الله عزوجل من ذلك ما يشاء ويكتب الملك


(1) لهذا الحديث بيان طويل للعلامة الاستاذ الطباطبائي دام ظله ذكره في ذيله في الكافي ج 1: 153 ويظهر منه معنى الحديث الاتي ايضا فراجع. (*)

[ 398 ]

219 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن القاسم المفسر الجرجاني قال: حدثنا احمد بن الحسن الحسيني عن الحسن بن علي الناصر عن أبيه عن محمد ابن علي عن ابيه الرضا عليه السلام عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن ابيه محمد ابن علي عن أبيه علي بن الحسين عن ابيه الحسين عليهم السلام قال: قيل لامير المؤمنين عليه السلام: صف لنا الموت، فقال علي عليه السلام: على الخبير سقطتم، هو احد أمور ثلثة يرد عليها، اما بشارة بنعيم أبدا، واما بشارة بعذاب أبدا، واما تخويف وتهويل وامر مبهم لا يدري من أي الفريقين هو، فاما ولينا المطيع لامرنا فهو المبشر بنعيم الابد واما عدونا المخالف علينا فهو المبشر بعذاب الابد، واما المبهم أمره الذي لا يدري ما حاله فهو المؤمن المسرف على نفسه لا يدري ما يؤل إليه حاله، ياتيه الخبر مبهما محزنا ثم لن يسويه الله عزوجل بأعدائنا لكن يخرجه من النار بشفاعتنا، فأعملوا واطيعوا ولا تنكلوا ولا تستصغروا عقوبة الله عزوجل، فان من المسرفين من لا يلحق شفاعتنا الا بعد عذاب ثلثمائة ألف سنة. 220 – في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي عليهم السلام انه قال: حقيقة السعادة أن يختم للرجل عمله بالسعادة، وحقيقة الشقاوة أن يختم للمرء عمله بالشقاوة. 221 – عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله من علامات الشقاء جمود العينين وقسوة القلب وشدة الحرص في طلب الرزق، والاصرار على الذنب. 222 – وبالاسناد عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: يا علي أربع خصال من الشقاء جمود العين وقساوة القلب وبعد الامل وحب البقاء. 223 – في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة قال قص أبو عبد الله عليه السلام قصص أهل الميثاق من أهل الجنة وأهل النار فقال في صفات اهل الجنة: فمنهم من لقى الله شهيدا لرسله ثم من في صفتهم حتى بلغ من قوله: ثم جاء الاستثناء من الله في الفريقين جميعا، فقال الجاهل بعلم التفسير: ان هذا الاستثناء من الله انما هو لمن دخل الجنة


[ 399 ]

والنار، وذلك ان الفريقين جميعا يخرجان منها وليس فيهما احد، وكذبوا، انما عنى بالاستثناء ان ولد آدم كلهم وولد الجان معهم على الارض والسموات تظلهم فهو ينقل المؤمنين حتى يخرجهم إلى ولاية الشياطين وهي النار، فذلك الذي عنى الله في أهل الجنة والنار ما دامت السموات والارض، يقول في الدنيا، والله تبارك وتعالى ليس مخرج اهل الجنة منها ولاكل أهل النار منها ابدا، كيف يكون ذلك وقد قال الله في كتابه: ” ماكثين فيها ابدا ” ليس فيها استثناء وكذلك قال أبو جعفر: من دخل في ولاية آل محمد دخل الجنة ومن دخل في ولاية عدوهم دخل النار، وهذا الذي على الله تفسير من الاستثناء في الخروج من الجنة والنار والدخول. 224 – عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام في قول الله: واما الذين سعدوا ففي الجنة إلى آخر الآيتين قال: هاتان الآيتان في غير أهل الخلود من اهل الشقاوة والسعادة، ان شاء الله يجعلهما حين (1) ولا تزعم يا زرارة اني ازعم ذلك. 225 – حمران قال: سألت ابا جعفر عليه السلام قلت: جعلت فداك قول الله: خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك لاهل النار، افرايت قوله لاهل الجنة ” خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك ” قال: نعم ان شاء جعل لهم دنيا فردهم وما شاء، وسئل عن قول الله: ” خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك ” فقال: هذه في الذين يخرجون من النار. 226 – عن ابي بصير عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: ” فمنهم شقي وسعيد ” قال: في ذكر أهل النار استثنى وليس في ذكر أهل الجنة استثناء ” اما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ ” (2) وفي رواية حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام عطاء غير مجذوذ بالذال (3).


(1) كذا في النسخ ولا يخلو عن التصحيف وفي المصدر ” يجعلهم خارجين ” وهو الظاهر. (2) في البحار ” غير مجدود ” بالدال المهملة وهو الصحيح بحسب السياق (3) للمجلسي (ره) في تلك الاخبار بيان طويل راجع ج 3 ط كمباني ص 392. (*)

[ 400 ]

227 – في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسين بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه. قال: اختلفوا كما اختلف هده الامة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير، فيقدمهم فيضرب أعناقهم، واما قوله: ” ولولا كلمة الفصل لقضى بينهم و ان الظالمين لهم عذاب اليم ” قال: لولا ما تقدم فيهم من الله عز ذكره ما أبقى القائم منهم أحدا. 228 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: وان كلا لما ليوفينهم ربك اعمالهم قال: في القيمة ولا تركنوا إلى الذين ظلموا قال: ركون مودة ونصيحة وطاعة 229 – في مجمع البيان وروى عنهم عليهم السلام ان الركون المودة والنصيحة والطاعة. 230 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار قال: هو الرجل يأتي السلطان فيحب بقاءه إلى أن يدخل يده كيسه فيعطيه. 231 – في روضة الكافي كلام لعلي بن الحسين عليهما السلام في الوعظ و الزهد في الدنيا: ولا تركنوا إلى الدنيا فان الله عزوجل قال لمحمد صلى الله عليه واله: ” ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار “. 232 – في كتاب الخصال وعن الحسين بن علي عليهما السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله اوصى علي بن ابي طالب عليه السلام فيما كان اوصى به ان قال: لا تركن إلى ظالم وان كان حميما قريبا 233 – في تفسير العياشي عن ابي عبد الله عليه السلام ” ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ” قال: اما انه لم يجعلها خلودا ولكن تمسكم فلا تركنوا إليهم. 234 – في تهذيب الاحكام احمد بن محمد بن عيسى عن حماد عن حريز عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه: وقال في ذلك: اقم الصلوة طرفي


[ 401 ]

النهار وطرفاه المغرب والغداة وزلفا من الليل وهي صلوة العشاء الاخرة. 234 – في الكافي محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ان الحسنات يذهبن السيئات قال: صلوة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب النهار. 235 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن فضيل بن عثمان المرادي قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اربع من كن فيه لم يهلك على الله بعدهن الا هالك (1) يهم العبد بالحسنة فيعملها فان هو لم يعملها كتب الله له حسنة بحسن نيته وان هو عملها كتب الله له عشرا، ويهم بالسيئة ان يعملها فان لم يعملها لم يكتب عليه شئ، وان هو عملها أجل سبع ساعات وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال: لا تعجل عسى ان يتبعها بحسنة تمحوها فان الله عزوجل يقول: ” ان الحسنات يذهبن السيئات ” أو الاستغفار فان هو قال: استغفر الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذا الجلال والاكرام واتوب إليه، لم يكتب عليه شئ، وان مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات. اكتب على الشقي المحروم. 236 – في مجمع البيان وروى أصحابنا عن ابن محبوب عن ابراهيم الكرخي عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال: واعلم انه ليس شئ أضر عاقبة ولا اسرع ندامة من الخطيئة، وانه ليس شئ أشد طلبا ولا اسرع دركا للخطيئة من الحسنة، اما انها لتدرك الذنب العظيم القديم المنسي عند صاحبه فنحته وتسقطه وتذهب به بعد اثباته و ذلك قوله سبحانه: ” ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين “. 237 – وروى عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت احدهما عليهما السلام يقول: ان عليا قال: سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه واله يقول: أرجى آية في كتاب الله ” أقم الصلوة طرفي


(1) في هذه العبارة احتمالات بل أقوال ذكرها المجلسي (ره) في مرآة العقول ونقله عنه في ذيل أصول الكافي ج 2: 429 من الطبعة الحديثة فراجع. (*)

[ 402 ]

النهار ” وقرأ الآية كلها، قال: يا علي والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا ان احدكم ليقوم إلى وضوئه فتساقط عن جوارحه الذنوب، فإذا استقبل الله بقلبه ووجهه لم ينفتل (1) وعليه من ذنوبه شئ كما ولدته امه، فان اصاب شيئا بين الصلوتين كان له مثل ذلك حتى عد الصلوات الخمس ثم قال: يا علي انما منزلة الصلوات الخمس لامتي كنهر جار على باب احدكم، فما يظن أحدكم إذا كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات كان يبقى في جسده درن ؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لامتي. 238 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وان الله تعالى يكفر بكل حسنة سيئة، قال الله عزوجل: ” ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين “. 239 – في كتاب ثواب الاعمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يغرك الناس من نفسك فان الامر يصل اليك من دونهم، ولا تقطع النهار بكذا وكذا فان معك من يحفظ عليك، ولم أر شيئا قط أشد طلبا ولا اسرع دركا من الحسنة المحدثة للذنب القديم، ولا تصغر شيئا من الخير فانك تراه غدا حيث يسرك ولا تصغر شيئا من الشر فانك تراه غدا حيث يسوءك ان الله عزوجل يقول: ” ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين “. 240 – في تفسير العياشي عن ابراهيم الكرخي قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه مولى له فقال: يا فلان متى جئت ؟ فسكت فقال أبو عبد الله عليه السلام: جئت من هيهنا ومن هيهنا انظربما تقطع به يومك، فان معك ملكا موكلا يحفظ عليك ما تعمل، فلا تحتقر سيئة وان كانت صغيرة فانها ستسوءك يوما ولا تحتقر حسنة فانه ليس شئ أشد طلبا ولا اسرع دركا من الحسنة، انها لتدرك الذنب العظيم القديم فتذهب به، وقال الله في كتابه: ” ان الحسنات يذهبن السيئات ” [ قال ]: قال صلوة الليل تذهب بذنوب النهار، وقال: تذهب بما جرحتم (2)


(1) انفتل من صلوته: انصرف عنها. (2) جرح الرجل الذنب: اكتسب. (*)

[ 403 ]

241 – عن ابراهيم عن عمر رفعه إلى ابي عبد الله عليه السلام في قول الله: ” اقم الصلوة طرفي النهار ” إلى ” السيئات ” فقال: صلوة المؤمن بالليل تذهب بما عمل من ذنب بالنهار. 242 – عن سماعة بن مهران قال: سأل ابا عبد الله عليه السلام رجل من اهل الجبال عن رجل اصاب مالا من اعمال السلطان فهو يتصدق به ويصل قرابته ويحج ليغفر له ما اكتسب وهو يقول: ” ان الحسنات يذهبن السيئات ” ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: (1) ان كان خلط مع الحرام حلالا فاختلط جميعا فلم يعرف الحلال من الحرام فلا بأس. 234 – وعنه في رواية المفضل بن سويد انه قال: انظر ما أصبت فعد به على اخوانك، فان الله يقول: ” ان الحسنات يذهبن السيئات ” قال المفضل: كنت خليفة اخي على الديوان قال: وقد قلت: جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء القوم فما يرى لي ؟ قال: لو لم يكن كنت. 244 – عن المفضل بن مزيد الكاتب قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وقد امرت ان اخرج لبني هاشم جوائز فلم اعلم الا وهو على راسي وانا مستخل فوثبت إليه فسألني عما امر لهم فناولتهم الكتاب فقال: ما ارى لاسمعيل هيهنا شيئا ؟ فقلت: هذا الذي خرج الينا، ثم قلت له: جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء القوم فقال: لي: انظر ما اصبت فعد به على اخوانك فان الله يقول: ” ان الحسنات يذهبن السيئات “. 245 – عن ابن خراش عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ” ان الحسنات يذهبن السيئات ” قال: صلوة الليل يكفر ما عمل به من ذنوب النهار. 246 – في مجمع البيان: وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: ” واهلها مصلحون ” ينصف بعضهم بعضا 247 – في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن


(11) وفي المصدر هكذا: ” فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الخطيئة لا تكفر الخطيئة ولكن الحسنة تكفر الخطيئة، ثم قال اجر عبد الله عليه السلام: ان كان خلط الحلال. اه “. (*)

[ 404 ]

الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم فقال: كانوا امة واحدة فبعث الله النبيين ليتخذ عليهم الحجة. 248 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن حماد بن عثمان عن ابي عبيدة الحذاء قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن الاستطاعة وقول الناس ؟ فقال: وتلا هذه الآية: ” ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم ” يا با عبيدة ! الناس مختلفون في اصابة القول وكلهم هالك، قال: قلت: قوله: ” الا من رحم ربك ” قال: هم شيعتنا ولرحمته خلقهم، وهو قوله: ” ولذلك خلقهم ” يقول: لطاعة الامام الرحمة التي يقول: ” ورحمتي وسعت كل شئ ” يقول: علم الامام وسع علمه الذي هو من علمه كل شئ هو شيعتنا (1) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 249 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله ابن سنان قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: ” ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ” فقال: وكانوا امة واحدة فبعث الله النبيين ليتخذ عليهم الحجة. 250 – في كتاب التوحيد باسناده إلى علي بن سالم عن ابيه عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم ” قال: خلقهم ليفعلوا ما يستوجبون به رحمة الله فيرحمهم. 251 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: ” لا يزالون مختلفين ” في الدين ” الا من رحم ربك ولذلك خلقهم ” يعني آل محمد و اتباعهم، يقول الله: ” ولذلك خلقهم ” يعني اهل رحمة لا يختلفون في الدين. 252 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن علي عليه السلام قال: لما خطب أبو بكر قام ابي بن كعب فقال: يا معشر المهاجرين الذين – إلى قوله: ويا معاشر الانصار – إلى قوله -: اخبرنا باختلافكم فقال: ” ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك و


(1) وفي المصدر ” هم شيعتنا “. (*)

[ 405 ]

لذلك خلقهم ” اي الرحمة وهم آل محمد. والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 253 – في تفسير العياشي عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن رجل قال سألت علي بن الحسين عليهما السلام عن قول الله: ” ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ” قال: عنى بذلك من خالفنا من هذه الامة مخالف بعضهم بعضا في دينهم واما قوله: ” الا من رحم ربك و لذلك خلقهم ” فاولئك اوليائنا من المؤمنين ” ولذلك خلقهم ” من الطينة طيبا، اما تسمع لقول ابراهيم: ” رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله ” قال: ايانا عنى واوليائه وشيعته وشيعة وصيه، قال: ” ومن كفر فأمتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار ” قال: عنى بذلك من جحد وصيه ولم يتبعه من امته، وكذلك والله حال هذه الامة. 254 – عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين عليهما السلام في قوله: ” ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم ” فاولئك هم اولياؤنا من المؤمنين ولذلك خلقهم من الطينة طيبا إلى آخر ما سبق. 225 – عن يعقوب بن سعيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ” قال: خلقهم للعبادة قال: قلت وقوله: ” ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذك خلقهم ” ؟ فقال: نزلت هذه بعد تلك. 256 – في مجمع البيان: ولله غيب السموات والارض وقد وجدت بعض المشايخ ممن يتسم بالعدل والتشنيع قد ظلم الشيعة الامامية في هذا الموضع من تفسيره، فقال: هذا يدل على ان الله سبحانه يختص بعلم الغيب خلافا لما يقوله الرافضة: ان الائمة يعلمون الغيب، ولاشك انه عنى بذلك من يقول بامامة الاثنى عشر ويدين بانهم أفضل الانام بعد رسول الله صلى الله عليه واله، فان هذا دأبه وديدنه فيهم يشنع في مواضع كثيرة من كتابه عليهم وينسب القبايح والفضايح إليهم، ولا نعلم ان أحدا منهم استجاز الوصف بعلم الغيب لاحد من الخلق، وانما يستحق الوصف بذلك من يعلم جميع المعلومات لا بعلم مستفاد وهذه صفة القديم سبحانه العالم لذاته لا يشركه فيها احد من المخلوقين، ومن اعتقد ان غير الله سبحانه يشركه في هذه الصفة فهو خارج عن ملة


[ 406 ]

الاسلام. واما ما نقل عن امير المؤمنين عليه السلام ورواه عنه الخاص والعام من الاخبار بالغايبات في خطب الملاحم وغيرها. مثل قوله يؤمى إلى صاحب الزنج (1): كأني به يا احنف وقد سار بالجيش الذي ليس له غبار ولا لجب ولا قعقعة لجم (2) ولا صهيل خيل يثيرون الارض باقدامهم كأنها أقدام النعام. وقوله يشير إلى مروان بن الحكم: اما ان له امرة كلعقة الكلب انفه هو أبو الاكبش الاربعة (3) وستلقى الامة منه ومن ولده يوما احمر (4) وما نقل من هذا الفن عن أئمة الهدى عليهم السلام مثل ما قاله أبو عبد الله لعبد الله بن الحسن وقد اجتمع هو وجماعة من العلوية والعباسية ليبايعوا ابنه محمدا: والله ما هي اليك ولا إلى ابنك ولكنها لهم – واشار إلى العباسية – وان ابنيك لمقتولان ثم قام و


(1) صاحب الزنج هو رجل ظهر في فرات البصرة سنة 255 وزعم انه علي بن محمد ابن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبيطالب عليه السلام. قال ابن أبي الحديد: واكثر الناس يقدحون في نسبه وخصوصا الطالبيين وجمهور النسابين اتفقوا على انه من عبد القيس إلى أن قال: وذكر المسعودي في كتابه المسمى بمروج الذهب ان افعال علي بن محمد صاحب الزنج تدل على انه لم يكن طالبيا ” انتهى “. والزنج الذين أشار إليهم كانوا عبيدا لدهاقين البصرة وبناتها ولم يكونوا ذوي زوجات وأولاد، بل كانوا على هيئة الشطار عزابا فلا نادبة لهم. (2) اللجب: الصوت. القعقعة: تحرك الشئ اليابس مع صوت، واللجم – بضمتين جمع اللجام. (3) الامرة – بالكسرة -: الولاية ولعق الشئ لعقة: لحسه اي اكله بلسانه. واراد عليه السلام بهذا القول قصر مدة ملكه وكذلك كانت مدة خلافة مروان فانه ولي تسعة أشهر. والاكبش الاربعة بنو عبد الملك: الوليد وسليمان ويزيد وهشام ولم يل الخلافة من بني امية ولا من غيرهم اربعة اخوة الا هؤلاء. (4) يقال لليوم الشديد: يوم أحمر. (*)

[ 407 ]

توكأ على يد عبد العزيز بن عمران الزهري، فقال له: أرأيت صاحب الرداء الاصفر يعني ابا جعفر المنصور ؟ قال: نعم، قال: والله انا نجده يقتله فكان كما قال. ومثل قول الرضا عليه السلام: بورك قبر بطوس وقبران ببغداد، فقيل له: قد عرفنا واحدا فمن الآخر ؟ فقال: ستعرفونه، ثم قال: قبري وقبر هارون هكذا وضم اصبعيه وقوله في القصة المشهورة لابي حبيب البناجي (1) وقد ناوله قبضة من التمر: لو زادك رسول الله صلى الله عليه واله لزدناك. وقوله في حديث علي بن احمد الوشاء حين قدم مرو من الكوفة: معك حلة في السفط (2) الفلاني دفعتها اليك ابنتك وقالت لك: اشتر لي بثمنها فيروزجا والحديث مشهور، إلى غير ذلك مما روى عنهم عليهم السلام فان جميع ذلك متلقى عن الرسول صلى الله عليه واله مما اطلعه الله تعالى عليه، فلا معنى لنسبة من روى عنهم هذه الاخبار المشهورة إلى أن يعتقد كونهم عالمين للغيب، وهل هذا الا سبب قبيح وتضليل، بل تكفير ولا يرتضيه من هو بالمذهب خبير، والله يحكم بينه وبينهم واليه المصير.


(1) بناج ككتاب: قرية بالبادية كما قاله الفيروز آبادي وقصة أبي حبيب على ما ذكره الصدوق (ره) في كتاب عيون الاخبار في باب دلالات الرضا عليه السلام: انه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام وقد وافى البناج ونزل بها في المسجد الذي ينزله الحاج في كل سنة، وكأني مضيت إليه وسلمت عليه ووقفت بين يديه ووجدت عنده طبقا من خوص – وهو ورق النخل – نخل المدينة فيه تمر صيحاني، فكأنه قبض قبضة من ذلك التمر فناولني منه فعددته فكان ثمانية عشرة تمرة، فتأولت اني أعيش بعدد كل تمرة سنة، فلما كان بعد عشرين يوما كنت في ارض تعمر بين يدي للزراعة حتى جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن الرضا عليه السلام من المدينة ونزوله ذلك المسجد، ورأيت الناس يسعون إليه، فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الذي كنت رأيت فيه النبي صلى الله عليه وآله وتحته حصير مثل ما كان تحته، وبين يديه طبق خوص فيه تمر صيحاني، فسلمت عليه فرد السلام علي واستدناني، فناولني قبضة من ذلك التمر فعددته فإذا عدده مثل ذلك التمر الذي ناولني رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت له: زدني منه يابن رسول الله، فقال: لو زادك رسول الله صلى الله عليه وآله سلم لزدناك. (2) السفط: الوعاء الذي يعبأ فيه الطيب وما اشبهه من ادوات النساء. (*)

[ 408 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة يوسف في كل يوم وفي كل ليلة بعثه الله يوم القيمة وجماله على جمال يوسف، ولا يصيبه فزع يوم القيمة، وكان من اخيار عباد الله الصالحين، وقال: كانت في التوراة مكتوبة. 2 – في الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن اسباط عن عمه يعقوب بن سالم رفعه قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: لا تعلموا نساءكم سورة يوسف ولا تقرأوهن اياها، فان فيها الفتن، وعلموهن سورة النور فان فيها المواعظ. 3 – في مجمع البيان ابي بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: علموا أرقاءكم (1) سورة يوسف فانه ايما مسلم قرأها وعلمها أهله وما ملكت يمينه هون الله تعالى عليه سكرات الموت وأعطاه الدرجة (2). 4 – في كتاب الخصال عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام: يقول ليس على النساء اذان إلى أن قال: ويكره لهن تعلم سورة يوسف. 5 – في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة قال: قال جعفر بن محمد: قال والدي عليه السلام: والله اني لاصانع بعض ولدي واجلسه على فخذي واكثر له المحبة (3) واكثر له الشكر، وان الحق لغيره من ولدي ولكن مخالفة عليه (4) منه ومن غيره لئلا يصنعوا به ما فعل بيوسف اخوته، وما انزل الله سورة يوسف الا أمثالا لكيلا يحسد بعضنا بعضا كما حسد يوسف اخوته وبغوا عليه، فجعلها حجة (رحمة خ) على من تولانا ودان بحبنا وجحد أعدائنا، أعني من نصب لنا الحرب والعداوة.


(1) ارقاء جمع رقيق المملوك يطلق على الذكر والانثى. (2) وفي المصدر: ” وأعطاه القوة ان لا يحسد مسلما “. (3) وفي بعض النسخ ” وانكر له المحبة “. (4) كذا في النسخ وفي المصدر ” محافظة عليه ” وهو الظاهر. (*)

[ 409 ]

6 – في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تعلموا العربية فانها كلام الله الذي تكلم به خلقه. 7 – في تفسير علي بن ابراهيم خطبة له صلى الله عليه واله وفيها: واحسن القصص هذا القرآن. 8 – في روضة الكافي خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وفيها: ثم ان أحسن القصص وأبلغ الموعظة وأنفع التذكر كتاب الله عز ذكره. 9 – في الكافي خطبة مسندة إلى أبي جعفر عليه السلام وفيها: وان كتاب الله أصدق الحديث وأحسن القصص. 10 – في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: الانبياء على خمسة انواع: منهم من يسمع الصوت مثل صوت السلسلة فيعلم ما عنى به، ومنهم من ينبأ في منامه مثل يوسف وابراهيم، ومنهم من يعاين، ومنهم من ينكت في قلبه ويوقر في اذنه. 11 – في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله الانصاري في قوله تعالى حكاية عن يوسف: اني رايت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين فقال في تسمية النجوم: وهو الطارق، وخوبان، والذيال، وذو الكتفان وقابس ووثاب وعموران، وفيلق، ومصبح، والصدع، وذو القروع، والضياء: والنور يعني الشمس والقمر، وكل هذه الكواكب محيطة بالسماء. 12 – وعن جابر بن عبد الله قال: أتى النبي رجل من اليهود يقال له بشان اليهودي فقال: يا محمد اخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف انها ساجدة له فما اسماءها ؟ فلم يجبه نبي الله صلى الله عليه واله يومئذ في شئ، قال: فنزل جبرئيل عليه السلام فأخبر النبي صلى الله عليه واله بأسمائها، قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه واله إلى بشان فلما ان جاءه قال النبي صلى الله عليه واله هل انت مسلم ان اخبرتك بأسمائها ؟ قال: نعم، فقال له النبي صلى الله عليه واله: خوبان و الطارق والذيال وذو الكتفان وقابس ووثاب وعموران والفيلق والصبيح والصدوح وذو القروع والضياء والنور رآها في افق السماء ساجدة له، فلما قصها يوسف عليه السلام


[ 410 ]

قال يعقوب: هذا امر متشتت يجمعه الله عزوجل من بعد، فقال بشان: والله ان هذه لاسماؤها ثم أسلم. 13 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: تأويل هذه الرؤيا انه سيملك مصر ويدخل عليه أبواه واخوته، اما الشمس فام يوسف راحيل، والقمر يعقوب، واما الاحد عشر كوكبا فاخوته فلما دخلوا عليه سجدوا شكرا لله وحده حين نظروا إليه وكان ذلك السجود لله تعالى. 14 – حدثني أبي عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام انه كان من خبر يوسف عليه السلام انه كان له احد عشر اخا وكان له من امه اخ واحد يسمى بنيامين، و كان يعقوب اسرائيل الله اي خالص الله بن اسحق نبي الله بن ابراهيم خليل الله، فراى يوسف هذه الرؤيا وله تسع سنين، فقصها على أبيه فقال يعقوب: يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا ان الشيطان للانسان عدو مبين. 15 – في روضة الكافي بعض اصحابنا عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمان عن أبي الحسن عليه السلام قال: ان الاحلام لم تكن فيما مضى في اول الخلق وانما حدثت، فقلت: وما العلة في ذلك ؟ فقال: ان الله عز ذكره بعث رسولا إلى أهل زمانه فدعاهم إلى عبادة الله وطاعته فقالوا: ان فعلنا ذلك فما لنا ؟ فوالله ما أنت باكثرنا مالا ولا بأعزنا عشيرة، فقال: ان أطعتموني أدخلكم الله الجنة وان عصيتم أدخلكم الله النار، فقالوا: وما الجنة والنار ؟ فوصف لهم ذلك، فقالوا: متى نصير إلى ذلك ؟ فقال: إذا متم، فقالوا: لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاما ورفاتا، فازدادوا له تكذيبا وبه استخفاف، فاحدث الله عزوجل فيهم الاحلام، فاتوه فاخبروه بما رأوا وما أنكروا من ذلك، فقال: ان الله عز ذكره أراد أن يحتج عليكم بهذا، هكذا تكون أرواحكم إذا متم، وان بليت ابدانكم تصير الارواح إلى عقاب حتى تبعث الابدان. 16 – علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: رأى المؤمن ورؤياه في آخر الزمان على سبعين جزءا من أجزاء النبوة.


[ 411 ]

17 – في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن الثمالي قال: صليت مع علي بن الحسين عليهما السلام الفجر بالمدينة يوم جمعة فلما فرغ من صلوته وسبحته نهض إلى منزله وانا معه، فدعا مولاة له تسمى سكينة فقال لها: لا يعبر على بابي سائل الا أطعمتموه، فان اليوم يوم الجمعة، قلت له: ليس كل من يسأل مستحق، فقال: يا ثابت اخاف أن يكون بعض من يسألنا محقا فلا نطعمه ونرده فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله اطعموهم أطعموهم، ان يعقوب كان يذبح كل يوم كبشا فيتصدق منه ويأكل هو وعياله منه، و ان سائلا مؤمنا صواما محقا، له عند الله منزلة وكان مجتازا غريبا اعتر (1) على باب يعقوب عشية جمعة عند أوان افطاره يهتف على بابه: اطعموا السائل المجتاز الغريب الجائع من فضل طعامكم يهتف بذلك على بابه مرارا وهم يسمعونه وقد جهلوا حقه ولم يصدقوا قوله، فلما يئس أن يطعموه وغشيه الليل استرجع واستعبر (2) وشكى جوعه إلى الله عزوجل وبات طاويا (3) واصبح صائما جائعا صابرا حامدا لله، وبات يعقوب وآل يعقوب شباعا بطانا وأصبحوا وعندهم فضلة من طعامهم. قال: فأوحى الله عزوجل إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة: لقد أذللت يا يعقوب عبدي ذلة استحدثت (4) بها غضبي، واستوجبت بها أدبي ونزول عقوبتي وبلواي عليك وعلى ولدك، يا يعقوب ان احب انبيائي الي وأكرمهم علي من رحم مساكين عبادي وقربهم إليه وأطعمهم، وكان لهم مأوى وملجئا، يا يعقوب اما رحمت ذميال (5) عبدي المجتهد في عبادته القانع باليسير من ظاهر الدنيا عشاء امس لما اعتر ببابك عند


(1) الاعترار: اتيان الفقير للمعروف من غير أن يسئل. (2) استعبر: بكى حتى جرى دمعه. (3) الطاوي: الجائع. (4) وفي المصدر: ” استجررت “. (5) الظاهر ان ذميال اسم ذلك الرجل. (*)

[ 412 ]

اوان أفطاره، وهتف بكم: أطعموا السائل الغريب المجتاز القانع فلم تطعموه شيئا فاسترجع واستعبر وشكى ما به الي، وبات طاويا حامدا لي صابرا وأصبح صائما، وأنت يا يعقوب وولدك شباعا، وأصبحت وعندكم فضلة من طعامكم ؟ اوما علمت يا يعقوب ان العقوبة والبلوى إلى أوليائي اسرع منها إلى أعدائي ؟ وذلك حسن النظر مني لاوليائي واستدراج مني لاعدائي ؟ اما وعزتي لانزل بك بلوائي ولاجعلنك وولدك غرضا لمصائبي ولاؤدبنك بعقوبتي فاستعدوا لبلواي وارضوا بقضائي و اصبروا للمصائب. فقلت لعلي بن الحسين عليهما السلام: جعلت فداك متى راى يوسف الرؤيا ؟ فقال في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب وآل يعقوب شباعا، وبات فيها ذميال طاويا جائعا، فلما راى يوسف الرؤيا وأصبح فقصها على أبيه يعقوب فاغتم يعقوب لما سمع من يوسف الرؤيا مع ما اوحى الله عزوجل إليه ان استعد للبلاء، فقال يعقوب ليوسف: لا تقصص رؤياك هذه على اخوتك فاني اخاف ان يكيدوا لك كيدا، فلم يكتم يوسف رؤياه وقصها على اخوته، قال علي بن الحسين عليهما السلام: وكانت أول بلوى نزلت بيعقوب وآل يعقوب الحسد ليوسف لما سمعوا منه الرؤيا، قال: فاشتدت رقة يعقوب على يوسف و خاف ان يكون ما اوحى الله عزوجل إليه من الاستعداد للبلاء هو في يوسف خاصة فاشتدت رقته عليه من بين ولده، فلما راى اخوة يوسف ما يصنع يعقوب بيوسف من تكرمته اياه و ايثاره اياه عليهم، اشتد ذلك عليهم وبدا البلاء فيهم، فتؤامروا (1) فيما بينهم وقالوا: ان يوسف وأخاه احب إلى ابينا منا ونحن عصبة ان أبانا لفي ضلال مبين اقتلوا يوسف أو اطرحوه ارضا يخل لكم وجه ابيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين اي تتوبون فعند ذلك قالوا: يا ابانا مالك لا تأمنا على يوسف وانا له لناصحون ارسله معنا غدا يرتع الاية فقال يعقوب: اني ليحزنني ان تذهبوا به واخاف ان يأكله الذئب فانتزعه حذرا عليه منه ان يكون البلوى من الله على يعقوب في يوسف خاصة لموقعه من قلبه وحبه له.


(1) اي تشاوروا. (*)

[ 413 ]

قال: فغلبت قدرة الله وقضائه ونافذ أمره في يعقوب ويوسف واخوته، فلم يقدر يعقوب على دفع البلاء عن نفسه ولا عن يوسف وولده، فدفعه إليهم وهو لذلك كاره متوقع للبلوى من الله في يوسف، فلما خرجوا من منزلهم لحقهم مسرعا فانتزعه من أيديهم فضمه إليه واعتنقه وبكى ودفعه إليهم، فانطلقوا به مسرعين مخافة أن يأخذه منهم ولا يدفعه إليهم، فلما أيقنوا به أتوا به غيضة اشجار (1) فقالوا: نذبحه ونلقيه تحت هذه الشجرة فيأكله الذئب الليلة، فقال كبيرهم: لا تقتلوا يوسف ولكن القوة في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة ان كنتم فاعلين فانطلقوا به إلى الجب و ألقوه فيه وهم يظنون انه يغرق فيه، فلما صار في قعر الجب ناداهم: يا ولد رومين اقرأوا يعقوب السلام مني، فلما رأوا كلامه قال بعضهم لبعض: لا تزالوا من ههنا حتى تعلموا انه قد مات، فلم يزالوا بحضرته حتى آيسوا ورجعوا إلى أبيهم عشاءا يبكون وقالوا: يا ابانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب، فلما سمع مقالتهم استرجع واستعبر وذكر ما أوحى الله عزوجل إليه من الاستعداد للبلاء فصبر واذعن للبلوى، فقال لهم: ” بل سولت لكم أنفسكم امرا ” وما كان الله ليطعم لحم يوسف للذئب من قبل ان أرى تأويل رؤياه الصادقة. قال أبو حمزة: ثم انقطع حديث علي بن الحسين عليهما السلام عند هذا فلما كان من الغد غدوت عليه فقلت له: جعلت فداك انك حدثتني أمس بحديث ليعقوب وولده ثم قطعته فما كان من قصة اخوة يوسف وقصة يوسف بعد ذلك ؟ فقال انهم لما أصبحوا قالوا: انطلقوا بنا حتى ننظر ما حال يوسف امات أم هو حي ؟ فلما انتهوا إلى الجب وجدوا بحضرة الجب سيارة وقد ارسلوا واردهم وادلى دلوه، إذ هو بغلام متعلق بدلوه فقال لاصحابه: ” يا بشرى هذا غلام ” فلما اخرجوه اقبلوا إليهم اخوة يوسف فقالوا: هذا عبدنا سقط منا امس في هذا الجب وجئنا اليوم لنخرجه فانتزعوه من ايديهم وتنحوا به ناحية فقالوا له: إما ان تقر لنا انك عبدنا فنبيعك بعض هذه السيارة أو نقتلك فقال لهم يوسف: لا تقتلوني واصنعوا


(1) الغيضة: مجتمع الشجر في مغيض ماء. الاحمة. ويقال له بالفارسية ” جنكل “. (*)

[ 414 ]

ما شئتم، فأقبلوا به إلى السيارة فقالوا: أمنكم من يشتري منا هذا العبد ؟ فاشتراه رجل منهم بعشرين درهما وكان اخوته فيه من الزاهدين، وسار به الذي اشتراه من البدو حتى ادخله مصر، فباعه الذي اشتراه من البدو من ملك مصر وذلك قول الله عزوجل: ” وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته اكرمي مثواه عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا ” قال أبو حمزة ” فقلت لعلي بن الحسين عليهما السلام: ابن كم كان يوسف يوم ألقوه في الجب ؟ فقال: كان ابن تسع سنين، فقلت: كم كان بين منزل يعقوب يومئذ وبين مصر ؟ فقال: مسيرة اثنى عشر يوما، قال: وكان يوسف من اجمل اهل زمانه فلما راهق يوسف (1) راودته امرأة الملك عن نفسه فقال لها: معاذ الله انا من أهل بيت لا يزنون فغلقت الابواب عليها وعليه وقالت: لا تخف وألقت نفسها عليها فافلت (2) منها هاربا إلى الباب ففتحته فلحقته فجذبت قميصه من خلفه فأخرجته منه فافلت يوسف منها في ثيابه ” والفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من اراد بأهلك سوءا الا ان يسجن أو عذاب اليم ” قال: فهم الملك بيوسف ليعذبه فقال له يوسف: وإله يعقوب ما أردت بأهلك سوءا بل هي راودتني عن نفسي فسل هذا الصبي أينا راود صاحبه عن نفسه ؟ قال: وكان عندها صبي من أهلها زائر لها فانطق الله الصبي لفصل القضاء فقال: ايها الملك انظر إلى قميص يوسف فان كان مقدودا من قدامه فهو الذي راودها ؟ وان كان مقدودا من خلفه فهي التي راودته فلما سمع الملك كلام الصبي وما اقتص أفزعه ذلك فزعا شديدا فجئ بالقميص فنظر إليه فلما رآه مقدودا من خلفه قال لها: ” انه من كيدكن ان كيدكن عظيم ” وقال ليوسف: اعرض عن هذا ولا يسمعه منك احد واكتمه قال: فلم يكتمه يوسف وأذاعه في المدينة حتى قلن نسوة منهن: ” امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه ” فبلغها ذلك فأرسلت اليهن وهيئت لهن طعاما ومجلسا ثم أتتهن باترج ” وآتت كل واحدة منهن سكينا ” ثم قالت ليوسف: ” اخرج عليهن فلما رأينه اكبرنه وقطعن ايديهن ” وقلن ما قلن، فقالت


(1) راهق الغلام: قارب الاحتلام. (2) أفلت اي خلص. (*)

[ 415 ]

لهن: ” هذا الذي لمتنني فيه ” يعني في حبه، وخرجن النسوة من عندها فارسلت كل واحدة منهن إلى يوسف سرا من صاحبتها تسأله الزيارة، فابى عليهن وقال: ” الا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين ” فصرف الله عنه كيدهن فلما شاع امر يوسف وامر امرأة العزيز والنسوة في مصر بدا للملك بعدما سمع قول الصبي ليسجنن يوسف فسجنه في السجن ودخل السجن مع يوسف فتيان و كان من قصتهما وقصة يوسف ما قصه الله في الكتاب قال أبو حمزة: ثم انقطع حديث علي بن الحسين صلوات الله عليه. 18 – في تفسير العياشي عن أبي حديفة (1) عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انما ابتلى يعقوب بيوسف انه ذبح كبشا سمينا ورجل من أصحابه يدعى بقوم محتاج لم يجد ما يفطر عليه، فاغفله ولم يطعمه فابتلى بيوسف، وكان بعد ذلك كل صباح مناديه ينادي: من لم يكن صائما فليشهد غداء يعقوب فإذا كان المساء نادى: من كان صائما فليشهد عشاء يعقوب. 19 – في مجمع البيان ” قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف ” قيل: هو لاوى، رواه علي بن ابراهيم في تفسيره. 20 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عمر بن يزيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان بني يعقوب لما سألوا اباهم يعقوب ان ياذن ليوسف في الخروج معهم قال لهم ” اني اخاف ان يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون ” قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: قرب يعقوب لهم العلة اعتلوا بها في يوسف. 21 – في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: لا تلقنوا الكذب فتكذبوا، فان بني يعقوب لم يعلموا ان الذئب ياكل الانسان حتى لقنهم أبوهم. 22 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن محبوب عن الحسن ابن عمار الدهان عن مسمع عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما طرح اخوة يوسف، يوسف في الجب اتاه جبرئيل عليه السلام فدخل عليه فقال: يا غلام ما تصنع ههنا ؟ فقال: ان


(1) وفي المصدر ” أبو خديجة ” بدل ” أبو حذيفة “. (*)

[ 416 ]

اخوتي ألقوني في الجب، قال: فتحب أن تخرج منه ؟ قال: ذاك إلى الله عزوجل ان شاء اخرجني، قال: فقال له: ان الله يقول لك: ادعني بهذا الدعاء حتى أخرجك من الجب فقال له: وما الدعاء ؟ قال: قل: اللهم اني اسئلك بان لك الحمد لا اله الا انت المنان بديع السموات والارض ذو الجلال والاكرام ان تصلي على محمد وآل محمد وان تجعل لي مما انا فيه فرجا ومخرجا قال: ثم كان من قصته ما ذكر الله في كتابه. 23 – في تفسير علي بن ابراهيم نحوه سندا ومتنأه وزاد بعد قوله: ” ومخرجا ” وارزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب، فدعا ربه فجعل له من الجب فرجا و من كيد المرأة مخرجا، واتاه ملك مصر من حيث لا يحتسب (1) 24 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى ابي بصير قال. قلت لابي عبد الله الصادق عليه السلام: ما كان دعاء يوسف في الجب، فانا قد اختلفنا فيه ؟ فقال: ان يوسف عليه السلام لما صار في الجب وأيس من الحيوة قال: اللهم ان كانت الخطايا والذنوب قد اخلقت وجهي عندك فلن ترفع لي اليك صوتا ولن تستجيب لي دعوة فاني اسئلك بحق الشيخ يعقوب فارحم ضعفه واجمع بيني وبينه فقد علمت رقته علي وشوقي إليه (2) 25 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي روايه ابي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون يقول: لا يشعرون انك انت يوسف اتاه جبرئيل فاخبره بذلك. 26 – في تفسير العياشي عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ” لننبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون ” قال كان ابن سبع سنين 27 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله:


(1) ” وفي كتاب المناقب لابن شهر آشوب حديث طويل ذكرناه عند قوله تعالى: وذا النون. الاية وفيه ان من قبل من الانبياء ولاية أهل البيت عليهم السلام سلم وتخلص، ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقى ما لقى آدم من المصيبة، وما لقى نوح من الغرق، وما لقى ابراهيم من النار، وما لقى يوسف من الجب، وما لقى ايوب من البلاء، وما لقى داود من الخطيئة، إلى أن بعث إليه يونس. منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (2) ” لهذا الحديث تتمة ستقف عليها عند قوله تعالى: انما اشكو بثي الاية. منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (*)

[ 417 ]

وجاؤا على قميصه بدم كذب قال: انهم ذبحوا جديا (1) على قميصه 28 – في تفسير العياشي عن ابي جميلة عن رجل عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما اوتي بقميص يوسف إلى يعقوب فقال: اللهم لقد كان ذئبا رفيقا حين لم يشق القميص، قال: وكان به نضح من دم (2) 29 – في مجمع البيان وروى انه لقى ثوبه على وجهه وقال: يا يوسف لقد اكلك ذئب رحيم، أكل لحمك ولم يشق قميصك (3)


(1) الجدي من أولاد المعز وهو الذكر في السنة الاولى والانثى العناق. (2) ” في تفسير علي بن ابراهيم: وقال علي بن ابراهيم: رجع اخوته فقالوا: نعمد على قميصه فنلطخه بالدم، ونقول لابينا: ان الذئب أكله، فلما فعلوا ذلك قال لهم لاوى: يا قوم ألسنا بني يعقوب اسرائيل الله بن اسحق نبي الله بن ابراهيم خليل الله أفتظنون ان الله عزوجل يكتم هذا الخبر عن أنبيائه ؟ فقالوا: وما الحيلة ؟ قال: نقوم ونغتسل ونصلي جماعة ونتضرع إلى الله تعالى أن يكتم ذلك عن أنبيائه فانه جواد كريم، فقاموا واغتسلوا وكان في سنة ابراهيم واسحاق ويعقوب انهم لا يصلون جماعة حتى يبلغوا احدى عشر رجلا، فيكون واحد منهم امام وعشرة يصلون خلفه قالوا: كيف نصنع وليس لنا امام ؟ فقال لاوى: نجعل الله امامنا، فصلوا وتضرعوا وبكوا وقالوا: يا رب اكتم علينا هذا. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: في كتاب سعد السعود لابن طاووس رحمه الله من كتاب تفسير عن أهل البيت صلوات الله عليهم ما هذا لفظه: وفي حديث علي بن ابراهيم بن هاشم عن رجاله رفعه إلى الصادق عليه السلام انه لما رجع اخوة يوسف إلى ابيهم بقميصه ملطخا بالدم وقالوا: نقول ان الذئب أكله فقال لهم اخوهم لاوى. وذكر كما نقلنا عن علي بن ابراهيم سواء. منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (3) ” في كتاب سعد السعود لابن طاووس رحمه الله نقله من تفسير ابي العباس بن عقدة عن عثمان بن عيسى عن المفضل عن جابر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما الصبر الجميل ؟ قال ذاك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس منه عفى عنه ” كذا في هامش بعض النسخ، أقول: ولهذا الحديث تتمه ذكرها المجلسي (ره) في البحار ج 5: 147، وذكر هناك احاديث اخرى في تفسير قوله تعالى: ” فصبر جميل ” بمثل ما نقله المؤلف (ره) عن كتاب سعد السعود فراجع. (*)

[ 418 ]

30 – في كتاب الخصال عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كان في قميص يوسف ثلاث آيات في قوله تعالى: ” وجاؤا على قميصه بدم كذب ” وقوله تعالى: ” ان كان قميصه قد من قبل ” وقوله تعالى “: اذهبوا بقميصي هذا “. 31 – في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد إلى المأة فما العشرون ؟ قال: بيع يوسف بعشرين درهما. 32 – في تفسير علي بن ابراهيم أخبرنا احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن ابي نصر عن الرضا عليه السلام في قول الله: وشروه بثمن بخس دراهم معدودة قال: كانت عشرين درهما، والبخس النقص وهي قيمة كلب الصيد إذا قتل كان قيمته عشرين درهما. 33 – في مجمع البيان وكانت الدراهم عشرين درهما وهو المروى عن علي ابن الحسين عليه السلام، قال: وكانوا عشرة اقتسموها درهمين درهمين. 34 – في عيون الاخبار في بابا ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأله عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وسئله عن اول من وضع سكة الدنانير والدراهم ؟ فقال: نمرود بن كنعان. 35 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن يعقوب عن علي بن محمد باسناده رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام لبعض اليهود – وقد سأله عن مسائل -: وانما سمى الدرهم درهما لانه دراهم من جمعه ولم ينفقه في طاعة الله اورثه النار. 36 – في تفسير العياشي عن الحسن عن رجل عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله: ” و شروه بثمن بخس دراهم معدودة ” قال: كانت عشرين درهما. 37 – عن عبد الله بن سليمان عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قد كان يوسف بين ابويه مكرما، ثم صار عبدا حتى بيع اخس وأوكس الثمن (1) ثم لم يمنع الله ان بلغ به حتى صار ملكا. 38 – عن ابن حصين عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله: ” وشروه بثمن بخس دراهم معدودة “


(1) الاوكس: الانقص. (*)

[ 419 ]

قال كانت دراهم ثمانية عشر درهما. 39 – وبهذا الاسناد عن الرضا عليه السلام قال: كانت الدراهم عشرين درهما وهي قيمة كلب الصيد إذا قل، والبخس النقص. 40 – في مجمع البيان وروى عن علي عليه السلام هيت لك بالهمز وضم التاء. 41 – في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون مع اهل الملل والمقالات وما أجاب به علي بن الجهم في عصمة الانبياء صلوات الله عليهم حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: واما قوله في يوسف عليه السلام: ولقد همت به وهم بها فانها همت بالمعصية وهم يوسف بقتلها ان أجبرته لعظم ما تداخله، فصرف الله عنه قتلها والفاحشة، وهو قوله: كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء يعني القتل والزنا. 42 – وفي باب مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يابن رسول الله أليس من قولك ان الانبياء معصومون ؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عزوجل إلى أن قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: ” ولقد همت به وهم بها ولولا ان رأى برهان ربه ” فقال الرضا عليه السلام: لقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها كما همت به لكنه كان معصوما والمعصوم لا يهم بذنب ولا يأتيه ولقد حدثني ابي عن الصادق عليه السلام: انه قال: همت بأن تفعل وهم بان لا يفعل، فقال المأمون: لله درك يا ابا الحسن. 43 – وفي باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة، وبهذا الاسناد عن علي بن الحسين عليهما السلام انه قال في قول الله عزوجل: ” لولا ان رأى برهان ربه ” قال: قامت امرأة العزيز إلى الصنم فألقت عليه ثوبا فقال لها يوسف. ما هذا ؟ فقالت: أستحيي من الصنم أن يرانا، فقال لها يوسف: أتستحين ممن لا يسمع ولا يبصر ولا يفقه ولا ياكل ولا يشرب ولا استحي انا ممن خلق الانسان وعلمه ؟ فذلك قوله تعالى: ” لولا ان رأى برهان ربه ” 44 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام انه قال لعلقمة: ان رضا الناس لا يملك، وألسنتهم لا تضبط، وكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسله


[ 420 ]

وحجج الله عليهم السلام، ألم ينسبوا يوسف عليه السلام إلى انه هم بالزنا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 45 – في تفسير العياشي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما همت به وهم بها قالت له: كما أنت (1) قال: ولم ؟ قالت: حتى أغطي وجه الصنم لا يرانا فذكر الله عند ذلك وقد علم ان الله يراه ففر منها. 46 – عن محمد بن قيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان يوسف لما حل سراويله رأى مثال يعقوب عاضا على اصبعه (2) وهو يقول له: يوسف ! قال: فهرب ثم قال أبو عبد الله عليه السلام لكني والله ما رأيت عورة أبي قط، ولا رأى أبي عورة جدي قط، ولا رأى جدي عورة أبيه قط، قال: وهو عاض على اصبعه فوثب فخرج الماء من ابهام رجله (3).


(1) اي كن على ما أنت عليه من الحال. (2) عض على اصبعه: امسكه باسنانه. (3) هذا الحديث وما يضاهيه محمول على التقية كما يظهر من الحديث الاتي وقد ذكرناه في ذيل العياشي ايضا وذكره غير واحد من شراح الحديث، والا ففيه ما يخالف عقائد الامامية وان شئت تحقيق الكلام في ذلك وتفصيله فراجع تنزية الانبياء: 60 – 68. والبحار ج 5. 198 – 200 ولقد اجاد المحدث المحقق المولى محسن الفيض (قده) في المقام قال في الصافي بعد نقل جملة من الروايات في الباب ما لفظه: وقد نسبت العامة خذلهم الله إلى يوسف في هذا المقام امورا، ورووا بها روايات مختلفة لا يليق للمؤمن نقلها فكيف باعتقادها ! ونعم ما قيل: ان الذين لهم تعلق بهذه الواقعة هم يوسف والمرأة وزوجها والنسوة والشهود ورب العالمين وابليس، وكلهم قالوا ببراءة يوسف عن الذنب فلم يبق لمسلم توقف في هذا الباب. اما يوسف فقوله: ” هي راودتني عن نفسي ” وقوله: ” رب السجن احب الي مما يدعونني إليه ” واما المرأة فلقولها: ” ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ” وقالت: ” الان حصحص الحق انا راودته عن نفسه ” واما زوجها فلقوله: ” انه من كيدكن ان كيدكن عظيم ” واما النسوة فلقولهن: * (*)

[ 421 ]

47 – عن بعض أصحابنا عن ابي جعفر عليه السلام قال: اي شئ يقول الناس في قول الله عزوجل: ” لولا ان رأى برهان ربه ” ؟ قلت: يقولون: راى يعقوب عاضا على اصبعه، فقال: لا، ليس كما يقولون، فقلت: فأي شئ رأى ؟ قال: لما همت به وهم بها قامت إلى صنم معها في البيت، فألقت عليه ثوبا فقال لها يوسف: ما صنعت ؟ قالت: طرحت عليه ثوبا استحيي ان يرانا، قال: فقال يوسف: فأنت تستحين من صنمك وهو لا يسمع ولا يبصر، ولا أستحي أنا من ربي ؟. 48 – عن اسحق بن بشار عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال: ان الله بعث إلى يوسف وهو في السجن: يابن يعقوب ما أسكنك مع الخطائين ؟ قال: جرمي فاعترف بمجلسه منها مجلس الرجل من أهلها. 49 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال: وأجده قد شهر هفوات انبيائه بقوله في يوسف: ” ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه “: واما هفوات الانبياء عليهم السلام وما بينه الله في كتابه فان ذلك من أدل الدلائل على حكمة الله عزوجل الباهرة وقدرته القاهرة وعزته الظاهرة، لانه علم ان براهين الانبياء عليهم السلام تكبر في صدور أممهم ولان منهم يتخذ بعضهم الها كالذي كان من النصارى في ابن مريم فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذي انفرد به عزوجل. 50 – في مجمع البيان ” لولا ان رأى برهان ربه ” اختلف فيه على وجوه إلى قوله. ثالثها: انه النبوة المانعة من ارتكاب الفواحش والحكمة الصارفة عن القبايح روى


* ” امراة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا انا لنريها في ضلال مبين ” وقولهن: ” حاش لله ما علمنا عليه من سوء ” واما الشهود قوله تعالى: ” شهد شاهد من اهلها ” واما شهادة الله بذلك فقوله عز من قائل: ” كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين ” واما اقرار ابليس بذلك فلقوله: ” فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين ” فقد اقر ابليس بانه لم يغوه، وعند هذا نقول: ان هؤلاء الجهال الذين نسبوا إلى يوسف الفضيحة ان كانوا من اتباع دين الله فليقبلوا شهادة الله بطهارته، وان كانوا من اتباع ابليس وجنوده فليقبلوا شهادة ابليس بطهارته. (*)

[ 422 ]

ذلك عن الصادق عليه السلام. 51 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى خلف بن حماد عن رجل عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال: قال الله عزوجل ” كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ” يعني ان يدخل في الزنا (1) 52 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن بعض رجاله رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما همت به وهم بها قامت إلى صنم في بيتها فألقت فيه ملائة (2) لها فقال لها يوسف ما تعملين ؟ قالت: ألقي على هذا الصنم ثوبا لا يرانا فاني أستحيي منه، فقال يوسف: فأنت تستحين من صنم لا يسمع ولا يبصر ولا أستحي أنا من ربي ؟ فوثب وعدا وعدت من خلفه و أدركهما العزيز على هذه الحالة وهو قول الله عزوجل: واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر والفيا سيدها لدى الباب فبادرت امرأة العزيز فقالت ما جزاء من اراد باهلك سوء الا ان يسجن أو عذاب اليم فقال يوسف للعزيز: هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من اهلها فألهم الله عزوجل يوسف ان قال للملك: سل هذا الصبي في المهد فانه سيشهد انها راودتني عن نفسي، فقال العزيز للصبي فانطق الله الصبي في المهد ليوسف حتى قال: ان كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما رأى العزيز قميص يوسف قد تخرق من دبر قال لامرأته: انه من كيدكن ان كيدكن عظيم ثم قال ليوسف: اعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين. 53 – في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان في قميص يوسف ثلاثا آيات في قوله تعالى: ” وجاءوا على قميصه بدم كذب ” وقوله تعالى: ” ان كان قميصه قد من قبل ” الآية وقوله تعالى: ” اذهبوا بقميصي هذا ” الآية.


(1) ” في كتاب طب الائمة عليهم السلام باسناده إلى جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام قال: وقال جل جلاله: ” ولقد همت به وهم بها لولا ان راى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء “. فالسوء هيهنا الزنا، منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (2) الملائة: كل ثوب لين رقيق. (*)

[ 423 ]

54 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: قد شغفها حبا يقول: قد حجبها حبه عن الناس فلا تعقل غيره، والحجاب هو الشغاف والشغاف هو حجاب القلب. 55 – في مجمع البيان روى عن علي عليه السلام وعلي بن الحسين ومحمد بن علي و جعفر بن محمد عليهم السلام ” قد شعفها ” بالعين. 56 – ان هذا الا ملك كريم وروى عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وهو يصف يوسف حين رآه في السماء الثانية. رأيت رجلا صورته صورة القمر ليلة البدر، قلت: يا جبرئيل من هذا ؟ قال: هذا اخوك يوسف. 57 – في تفسير العياشي عن محمد بن مروان عن رجل عن ابي عبد الله عليه السلام قال ان يوسف خطب امرأة جميلة كانت في زمانه، فردت عليه: ايا عبد الملك (1) اياي تطلب ؟ قال: فطلبها إلى أبيها فقال له أبوها: ان الامر امرها، قال: فطلبها إلى ربه وبكى، فأوحى الله إليه: اني قد زوجتكها، ثم ارسل إليها اني اريد ان ازوركم فأرسلت إليه ان: تعال، فلما دخل عليها اضاء البيت لنوره فقالت: ما هذا الا ملك كريم، فاستسقى فقامت إلى الطاس لتسقيه، فجعل يتناول الطاس من يدها فتناوله فاها، فجعل يقول لها: انتظري ولا تعجلي قال: فتزوجها. 58 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن مسعود قال: احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا: ما بال امير المؤمنين عليه السلام لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعائشة ومعوية ؟ فبلغ ذلك عليا عليه السلام فأمر ان ينادي الصلوة الجامعة، فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: معاشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا قالوا: صدق امير المؤمنين قد قلنا ذلك، قال: ان لي بسنة الانبياء اسوة فيما فعلت، قال الله تعالى في محكم كتابه: ” لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ” قالوا: ومن هم يا امير المؤمنين ؟ قال. اولهم ابراهيم عليه السلام إلى ان قال: ولي بيوسف اسوة إذ قال: رب السجن احب الي مما يدعونني إليه فان قلتم ان يوسف دعى


(1) وفي المصدر والمنقول عنه في البحار ” ان عبد الملك.. اه “. (*)

[ 424 ]

ربه وسأله السجن بسخط ربه فقد كفرتم، وان قلتم: انه اراد بذلك لئلا يسخط ربه عليه واختار السجن فالوصى اعذر 59 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن العباس بن هلال عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال السجان ليوسف: اني لاحبك، فقال يوسف عليه السلام: ما اصابني الا من الحب، ان كانت خالتي احبتني سرقتني، وان كان ابي أحبني حسدني اخوتي، وان كانت امرأة العزيز احبتني حبستني، قال: وشكى في السجن إلى الله فقال: يا رب بما استحققت السجن ؟ فأوحى الله إليه أنت اخترته حين قلت: ” رب السجن أحب الي مما يدعونني إليه ” هلا قلت: العافية أحب الي مما يدعونني إليه ؟ 60 – وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: ثم بدالهم من بعدما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين والآيات شهادة الصبي والقميص المخرق من دبر و استباقهما الباب حتى سمع مجاذبتها اياه على الباب، فلما عصاها لم تزل مولعة بزوجها حتى حبسه. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: سبق قريبا عن تفسير العياشي استحقاقه الحبس بجرمه واعترافه بذلك فلذلك لم نعده. 61 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الاربعاء والتطير منه وثقله واي اربعاء هو ؟ فقال عليه السلام: آخر اربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل اخاه إلى ان قال: ويوم الاربعاء ادخل يوسف عليه السلام السجن. 62 – في كتاب الخصال عن محمد بن سهل البحراني يرفعه إلى ابي عبد الله عليه السلام قال: البكاؤن خمسة إلى ان قال: واما يوسف فبكى على يعقوب عليه السلام حتى تأذى به أهل السجن فقالوا له: اما ان تبكي الليل وتسكت بالنهار واما ان تبكي النهار وتسكت بالليل فصالحهم على واحد منهما. 63 – في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ما بكى احد


[ 425 ]

بكاء ثلثة إلى قوله: واما يوسف فانه كان يبكي على أبيه يعقوب وهو في السجن فتاذى به اهل السجن فصالحهم على أن يبكي يوما ويسكت يوما. 64 – في اصول الكافي علي عن أبيه عن ابن ابي عمير عن حماد بن عثمان عن سيف بن عميرة قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: جاء جبرئيل عليه السلام إلى يوسف وهو في السجن فقال له يا يوسف قل في دبر كل صلوة: اللهم اجعل لي فرجا ومخرجا وارزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب. 65 – في تفسير العياشي عن طربال عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما امر الملك بحبس يوسف في السجن ألهمه الله علم تأويل الرؤيا، فكان يعبر لاهل السجن رؤياهم وان فتيين ادخلا معه السجن يوم حبسه، فلما باتا اصبحا فقالا له: انا رأينا رؤيا فعبرها لنا، فقال: وما رأيتما ؟ فقال احدهما اني اراني احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه وقال الآخر اني رأيت ان أسقى الملك خمرا، فعبر لهما رؤياهما على ما في الكتاب والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 66 – ابن ابي يعفور عن ابي عبد الله عليه السلام: قال الآخر ” اني اراني احمل فوق رأسي خبزا ” قال: احمل فوق رأسي جفنة (1) فيها خبز تأكل الطير منه. 67 – في تفسير علي بن ابراهيم قال أبو عبد الله عليه السلام في قوله: انا نريك من المحسنين قال: كان يقوم على المريض ويلتمس للمحتاج ويوسع على المحبوس. 68 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عمن ذكره عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” انا نريك من المحسنين ” قال: كان يوسع المجلس ويستقرض للمحتاج ويعين الضعيف. 69 – في مجمع البيان وقيل: ” من المحسنين ” اي ممن يحسن تأويل الرؤيا، قال: وهذا دليل على أن أمر الرؤيا صحيح، وانها لم تزل في الامم السابقة، وفي الحديث: ان الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة وتأويله ان الانبياء يخبرون بما سيكون والرؤيا تدل على ما سيكون، فيكون معنى الآية: انا نعلمك ونظنك


(1) الجفنة: القصعة الكبيرة منبسطة تشبع الخمسة. (*)

[ 426 ]

ممن يعرف الرؤيا، ومن ذلك قول أمير المؤمنين: عليه السلام قيمة كل امرء ما يحسنه. 70 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى الحسن بن علي عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: من لم يعرفني فانا الحسن بن محمد النبي صلى الله عليه واله ثم تلا هذه فقال يوسف عليه السلام: واتبعت ملة آبائي ابراهيم واسحق ويعقوب. 71 – في مجمع البيان ” اما أحدكما فيسقى ربه خمرا ” الآية فروى انه قال: اما العناقيد الثلثة (1) فانها ثلثة ايام تبقى في السجن ثم يخرجك الملك اليوم الرابع وتعود إلى ما كنت عليه. 72 – وقيل: ان المصلوب منهما كان كاذبا والآخر صادقا عن أبي مجلز ورواه علي بن ابراهيم ايضا في تفسيره عنهم عليهم السلام. 73 – في تفسير العياشي عن طربال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أمر الملك بحبس يوسف إلى قوله: ثم قال للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك قال ولم يفزع يوسف في حاله إلى الله فيدعوه فلذلك قال الله: فانسيه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين قال: فأوحى الله إلى يوسف في ساعته تلك: يا يوسف من اراك الرؤيا التي رأيتها ؟ فقال: أنت يا ربي قال: فمن حببك إلى ابيك ؟ قال: أنت يا ربي، قال: فمن وجه السيارة اليك، قال: انت يا ربي ؟ قال: فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعل لك من الجب فرجا ؟ قال انت يا ربي، قال: فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجا ؟ قال: انت يا ربي، قال: فمن انطق لسان الصبي بعذرك ؟ قال: انت يا ربي، قال: فمن صرف [ عنك ] كيد امراة العزيز والنسوة ؟ قال: انت يا ربي، قال: فمن الهمك تأويل الرؤيا ؟ قال: انت يا ربي، قال: فكيف استغثت بغيري ولم تستغث بي وتسألني ان اخرجك من السجن واستغثت واملت عبدا من عبادي ليذكرك إلى مخلوق من خلقي في قبضتي ولم تفزع الي ؟ ! البث في


(1) ذكر الطبرسي (ره) قبل ذلك ان المعنى قال احدهما وهو الساقي رأيت أصل حبلة عليها ثلاثة عناقيد من عنب فجنيتها وعصرتها في كأس الملك وسقيته اياها، ثم قال بعد كلام طويل: ما نقله المؤلف (ره) من قوله: ” فروى انه قال: اما العناقيد.. اه “. (*)

[ 427 ]

السجن بذنبك بضع سنين بارسالك عبدا إلى عبد. 74 – عن يعقوب بن شعيب عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال الله ليوسف: الست حببتك إلى ابيك وفضلتك على الناس بالحسن ؟ اولست الذي بعثت اليك السيارة وانقذتك واخرجتك من الجب ؟ اولست الذي صرفت عنك كيد النسوة ؟ فما حملك على ان ترفع رغبتك أو تدعو مخلوقا دوني ! فالبث لما قلت في السجن بضع سنين. 75 – عن عبد الله بن عبد الرحمان عمن ذكره عنده قال قال: لما قال للفتى: ” اذكرني عند ربك ” اتاه جبرئيل عليه السلام فضربه برجله حتى كشط له عن الارض السابعة (1) فقال له: يا يوسف انظر ماذا ترى ؟ فقال: أرى حجرا صغيرا، ففلق الحجر فقال: ماذا ترى ؟ قال: ارى دودة صغيرة، قال: فمن رازقها ؟ قال: الله، قال: فان ربك يقول: لم انس هذه الدودة في ذلك الحجر في قعر الارض السابعة أظننت اني انساك حتى تقول للفتى: ” اذكرني عند ربك ” ؟ لتلبثن في السجن بمقالتك هذه بضع سنين قال: فبكى يوسف عند ذلك حتى بكى لبكائه الحيطان، قال: فتأذى به أهل السجن، فصالحهم على أن يبكي يوما ويسكت يوما، فكان في اليوم الذي يسكت أسوء حالا. 76 – عن يعقوب بن يزيد رفعه عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: فلبث في السجن بضع سنين قال سبع سنين. 77 – في مجمع البيان وقد روى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: عجبت من أخي يوسف كيف استغاث بالمخلوق دون الخالق ؟. 78 – وروى انه عليه السلام قال: لولا كلمته ما لبث في السجن طول ما لبث. 79 – في تفسير علي بن ابراهيم أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن اسمعيل بن عمر عن شعيب العقرقوفي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان يوسف أتاه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا يوسف ان رب العالمين يقرئك السلام ويقول لك: من جعلك احسن خلقه ؟ قال: فصاح ووضع خده على الارض، ثم قال، انت يا رب، ثم قال له: ويقول لك: من حببك إلى ابيك دون اخوتك ؟ قال: فصاح ووضع خذه على الارض وقال: انت يا رب، قال


(1) كشط الغطاء عن الشئ: كشفه عنه. (*)

[ 428 ]

ويقول لك: من اخرجك من الجب بعد ان طرحت فيها وايقنت بالهلكة ؟ قال: فصاح ووضع خده على الارض ثم قال: انت يا رب، قال: فان ربك قد جعل لك عقوبة في استغاثتك بغيره فالبث في السجن بضع سنين، قال: فلما انقضت المدة واذن الله له في دعاء الفرج وضع خده على الارض ثم قال: اللهم ان كانت ذنوبي قد اخلقت وجهي عندك فاني أتوجه اليك بوجه آبائي الصالحين ابراهيم واسمعيل واسحق ويعقوب، ففرج الله عنه قلت: جعلت فداك أندعو نحن بهذا الدعاء ؟ فقال: ادع بمثله: اللهم ان كانت ذنوبي قد اخلقت وجهي عندك فاني أتوجه اليك بنبيك نبي الرحمة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام. 80 – وفيه وقال: ولما امر الملك بحبس يوسف في السجن الهمه الله تأويل الرؤيا فكان يعبر لاهل السجن، فلما سألاه الفتيان الرؤيا وعبر لهما ” وقال للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك ” ولم يفزع في تلك الحالة إلى الله اوحى الله إليه: من أراك الرؤيا التي رايتها ؟ فقال يوسف: انت يا رب، قال: فمن حببك إلى ابيك ؟ قال: انت يا رب، قال: فمن وجه تلك السيارة التي رايتها ؟ قال: انت يا رب، قال: فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعلت لك من الجب فرجا ؟ قال انت يا رب، قال: فمن انطق لسان الصبي بعذرك ؟ قال: انت يا رب، قال: فمن الهمك تأويل الرؤيا ؟ قال: انت يا رب، قال: فكيف استعنت بغيري ولم تستعن بي، واملت عبدا من عبيدي ليذكرك إلى مخلوق من خلقي. وفي قبضتي ولم تفزع الي ؟ البث في السجن بضع سنين، فقال يوسف ؟ اسألك بحق آبائي عليك الا فرجت عني، فأوحى الله إليه: يا يوسف واي حق لابائك واجدادك علي ان كان ابوك آدم خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي واسكنته جنتي وامرته ان لا يقرب شجرة منها فعصاني وسالني فتبت عليه، وان كان ابوك نوح انتجبته من بين خلقي وجعلته رسولا إليهم، فلما عصوا دعاني فاستجبت له وغرقتهم وانجيته ومن معه في الفلك، وان كان ابوك ابراهيم اتخذته خليلا وانجيته من النار وجعلتها عليه بردا وسلاما، وان كان يعقوب وهبت له اثنى عشر ولدا فغيبت عنه واحدا فما زال يبكي حتى ذهب بصره وقعد على الطريق يشكوني إلى خلقي، فاي حق لآبائك علي ؟


[ 429 ]

قال: فقال له جبرئيل عليه السلام: قل يا يوسف: اسألك بمنك العظيم واحسانك القديم فقالها فرأى الملك الرؤيا وكان فرجه فيها. 81 – في مجمع البيان وقرأ جعفر بن محمد عليهما السلام ” وسبع سنابل ” 82 – في تفسير العياشي عن ابن ابي يعفور قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقرأ ” سبع سنابل خضرة “. 83 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن سعد بن ابي خلف عن ابي عبد الله عليه السلام قال. الرؤيا على ثلثة وجوه: بشارة من الله للمؤمن وتحذير من الشيطان، واضغاث احلام. 84 – في امالي شيخ الصدوق رحمه الله باسناده إلى النوفلي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: المؤمن يرى الرؤيا فتكون الرؤيا كما يراها وربما راى الرؤيا فلا تكون شيئا ؟ فقال. ان المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة صاعدة إلى السماء، فكلما رآه المؤمن في ملكوت السموات في موضع التقدير والتدبير فهو الحق، وكلما رآه في الارض فهو أضغاث أحلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 85 – وباسناده إلى علي عليه السلام، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه واله عن الرجل ينام فيرى الرؤيا فربما كانت حقا وربما كانت باطلا ؟ فقال رسول الله عليه السلام: انه ما من عبد ينام الا عرج بروحه إلى رب العالمين فما راى عند رب العالمين فهو حق، ثم إذا امر العزيز الجبار برد روحه إلى جسده فصارت الروح بين السماء والارض، فما راته فهو اضغاث احلام 86 – في تفسير العياشي عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: رأت فاطمه في النوم كأن الحسن والحسين ذبحا أو قتلا فاحزنها ذلك، فأخبرت به رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يارؤيا فتمثلت بين يديه قال: ارايت فاطمة هذا البلاء ؟ قالت: لا قال: يا اضغاث ارايت فاطمة هذه البلاء ؟ قالت: نعم، يارسول الله قال: فما اردت بذلك ؟ قالت: اردت ان احزنها، فقال لفاطمة: اسمعي ليس هذا بشئ. 87 – في مجمع البيان وقرأ جعفر بن محمد عليهما السلام ” قربتم لهن ” وقرا ايضا ” يعصرون ” بياء مضمومة وصاد مفتوحة.


[ 430 ]

88 – في تفسير علي بن ابراهيم وقال الصادق عليه السلام: انما انزل ما قربتم لهن وقال أبو عبد الله عليه السلام قرأ رجل على أمير المؤمنين عليه السلام: ثم ياتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون فقال: ويحك أي شئ يعصرون ؟ قال الرجل: يا أمير المؤمنين كيف اقرأها ؟ فقال: انما نزلت ” عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ” اي يمطرون بعد المجاعة والدليل على ذلك قوله: ” وانزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ” 89 – في تفسير العياشي عن محمد بن علي الصيرفي عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام ” عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ” بالياء يمطرون، ثم قال: أما سمعت قوله: ” وانزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ” 90 – عن علي بن معمر عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ” مضمومة ثم قال: وانزلنا من المعصرات ماء ثجاجا. 91 – في روضة الكافي الحسين بن أحمد بن هلال عن ياسر الخادم قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: رأيت في النوم كأن قفصا (1) فيه سبعة عشر قارورة إذ وقع القفص فتكسرت القوارير ؟ فقال: ان صدقت رؤياك يخرج رجل من أهل بيتي يملك سبعة عشر يوما ثم يموت، فخرج محمد بن ابراهيم (2) بالكوفة مع أبي السرايا فمكث سبعة عشر يوما ثم مات. 92 – اسمعيل بن عبد الله القرشي قال: أتى إلى أبي عبد الله عليه السلام رجل فقال له يابن رسول الله رأيت في منامي كاني خارج من مدينة الكوفة في موضع أعرفه وكأن شبحا من خشب أو رجلا منحوتا من خشب على فرس من خشب يلوح بسيفه وأنا أشاهده


(1) القفص: محبس الطير. (2) هو محمد بن ابراهيم بن اسماعيل وهو طباطبا بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السلام، وابو السرايا اسمه سرى بن منصور وكان من امراء مأمون ثم بايع محمد محمد بن ابراهيم وسبب خروج محمد بن ابراهيم وكيفيته وبيعة ابي السرايا وغير ذلك مما يرتبط بهذه القصة مذكور في كتاب مقاتل الطالبيين ص 176 – 185 ط طهران سنة 1307 ومن شاء الوقوف عليها تفصيلا فليراجع. (*)

[ 431 ]

فزعا مرعوبا ؟ فقال له عليه السلام: انت رجل تريد اغتيال رجل في معيشته، فاتق الله الذي خلقك ثم يميتك، فقال الرجل: أشهد انك قد أوتيت علما واستنبطته من معدته أخبرك يابن رسول الله عما فسرت لي، ان رجلا من جيراني جاءني وعرض علي ضيعته فهممت ان أملكها بوكس كثير (1) لما عرفت انه ليس لها طالب غيري، فقال أبو عبد الله عليه السلام: وصاحبك يتولانا ويتبرء من عدونا ؟ فقال: نعم يابن رسول الله رجل جيد البصيرة مستحكم الدين، وانا تائب إلى الله عز ذكره واليك مما هممت به ونويته فأخبرني لو كان ناصبيا حل لي اغتياله ؟ فقال: اد الامانة لمن ائتمنك واراد منك النصيحة ولو إلى قاتل الحسين عليه السلام. 93 – في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال لقد عجبت من يوسف وكرمه و صبره والله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسمان، ولو كنت مكانه ما اخبرتهم حتى اشترط ان يخرجوني. 94 – في تفسير العياشي عن ابان عن محمد بن مسلم عنهما قالا: ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: لو كنت بمنزلة يوسف حين ارسل إليه الملك يسئله عن رؤياه ما حدثته حتى اشترط عليه أن يخرجني من السجن، وتعجبت لصبره عن شأن امرأة الملك حتى أظهر الله عليه (2) 95 – عن سماعة قال: سألته عن قول الله: ارجع إلى ربك فاسئله ما بال النسوة قال: يعني العزيز. 96 – في مجمع البيان عن النبي صلى الله عليه واله متصلا بما سبق أعنى قوله: يخرجوني و لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له حين أتاه الرسول فقال: ارجع إلى ربك ولو كنت مكانه ولبثت في السجن ما لبث لاسرعت الاجابة وبادرتهم الباب وما ابتغيت العذر انه كان لحليما ذا اناة (3)


(1) الوكس: النقصان. (2) كذا في النسخ وفي المصدر ” حتى اظهر الله عذره ” وهو الظاهر. (3) الاناة: الحلم والوقار. (*)

[ 432 ]

97 – وروى ان يوسف لما خرج من السجن دعى لهم وقال: اللهم اعطف عليهم بقلوب الاخيار ولا تعم عليهم الاخبار، فلذلك يكون اصحاب السجن أعرف الناس بالاخبار في كل بلدة، وكتب على بابا السجن: هذا قبور الاحياء وبيت الاحزان وتجربة الاصدقاء وشماتة الاعداء. 98 – وروى عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه واله انه قال: رحم الله اخي يوسف لو لم يقل: اجعلني على خزائن الارض لولاه من ساعته، ولكنه أخر ذلك سنة. 99 – في عيون الاخبار حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنه قال: حدثنا علي بن ابراهيم عن أبيه عن الريان بن الصلت الهروي قال: دخلت على علي بن موسى الرضا عليه السلام فقلت له: يابن رسول الله ان الناس يقولون: انك قبلت ولاية العهد مع اظهارك الزهد في الدنيا ؟ فقال عليه السلام: قد علم الله كراهتي لذلك فلما خيرت بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل، ويحهم أما علموا ان يوسف عليه السلام كان نبيا ورسولا فلما دفعته الضرورة إلى تولي خزائن العزيز ” قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم ” ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على اكراه واجبار بعد الاشراف على الهلاك، على اني ما دخلت في هذا الامر الا دخول خارج منه، فالى الله المشتكى وهو المستعان. 100 – حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضى الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه قال: حدثنا محمد بن نصير عن الحسن بن موسى قال: روى اصحابنا عن الرضا عليه السلام انه قال له رجل: أصلحك الله كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون وكأنه أنكر ذلك عليه ؟ فقال له أبو الحسن الرضا عليه السلام: يا هذا أيهما أفضل النبي أو الوصي ؟ فقال: لا، بل النبي، قال: فايهما أفضل مسلم أو مشرك ؟ قال: لا بل مسلم، قال: فان العزيز عزيز مصر كان مشركا وكان يوسف عليه السلام نبيا، وان المأمون مسلم وانا وصي، ويوسف سأل العزيز ان يوليه حين قال: ” اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم ” وانا أجبرت على ذلك وقال عليه السلام في قوله: ” اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم ” قال: حافظ


[ 433 ]

لما في يدي عالم بكل لسان. 101 – في الخرائج والجرائح عن محمد بن زيد الرازي قال: كنت في خدمة الرضا عليه السلام لما جعله المأمون ولي عهده فأتاه رجل من الخوارج في كمه مدية (1) مسمومة وقد قال لاصحابه: والله لآتين هذا الذي يزعم انه ابن رسول الله صلى الله عليه واله وقد دخل لهذا الطاغية ما دخل، فأسأله عن حجته فان كان له حجة والا ارحت الناس منه، فأتاه واستأذن عليه عليه السلام فأذن له، فقال له أبو الحسن عليه السلام: اجيبك عن مسئلتك على شريطة توفي لي بها، فقال: وما هذه الشريطة ؟ قال: ان أجبتك بجواب يقنعك وترضاه تكسر الذي في كمك وترمي به، فبقى الخارجي متحيرا وأخرج المدية وكسرها، ثم قال: أخبرني عن دعواك مع هذا الطاغية فيما دخلت له وهم عندك كفار وانت ابن رسول لله ما حملك على هذا ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: ارايتك هؤلاء أكفر عندك ام عزيز مصر وأهل مملكته ؟ اليس هؤلاء على حال يزعمون انهم موحدون واولئك لم يوحدوا الله ولم يعرفوه، و ان يوسف بن يعقوب نبي ابن نبي وقال لعزيز مصر وهو كافر: ” اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم ” وكان يجالس الفراعنة، وانا رجل من ولد رسول الله صلى الله عليه واله اجبرني على هذا الامر واكرهني عليه فما الذي انكرت ونقمت علي ؟ فقال: لا عتب عليك اشهد انك ابن نبي الله وانك صادق. 102 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الفضل بن أبي قرة عن ابي عبد الله عليه السلام في قول يوسف عليه السلام: ” اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم ” قال: حفيظ بما تحت يدي، عليم بكل لسان. 103 – في تفسير العياشي وقال سليمان: قال سفيان: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما يجوز أن يزكي الرجل نفسه ؟ قال: نعم إذا اضطر إليه أما سمعت قول يوسف: ” اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم ” وقول العبد الصالح: ” وانا لكم ناصح أمين “. 104 – في الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لاقوام يظهرون الزهد ويدعون


(1) المدية – بالتثليث -: السكين العظيمة العريضة. (*)

[ 434 ]

الناس ان يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف (1) وأخبروني اين انتم عن سليمان بن داود عليهما السلام ثم يوسف النبي، حيث قال لملك مصر: ” اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم ” فكان من امره الذي كان ان اختار مملكة الملك وما حولها إلى اليمن، وكانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة اصابتهم، وكان يقول الحق ويعمل به، فلم نجد أحدا عاب ذلك عليه. 105 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عبد الرحمان بن حماد عن يونس بن يعقوب عن سعد عن رجل عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما صارت الاشياء ليوسف بن يعقوب عليهما السلام جعل الطعام في بيوت وامر بعض وكلائه، فكان يقول: بع بكذا وكذا والسعر قائم، فلما علم انه يزيد في ذلك اليوم كره ان يجري الغلاء على لسانه، فقال له: اذهب وبع ولم يسم له سعرا فذهب الوكيل غير بعيد ثم رجع إليه فقال له: اذهب فبع، وكره ان يجري الغلاء على لسانه فذهب الوكيل فجاء اول من اكتال، فلما بلغ دون ما كان بالامس بمكيال قال المشتري: حسبك انما اردت بكذا وكذا، فعلم الوكيل انه قد غلى بمكيال، ثم جاءه آخر فقال له: كل لي فكال، فلما بلغ دون الذي كال للاول بمكيال قال له المشتري: حسبك انما اردت بكذا وكذا، فعلم الوكيل انه قد غلا بمكيال حتى صار إلى واحد واحد (2) 106 – في تفسير العياشي عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان سبق يوسف الغلاء الذي [ سبق ] (3) أصاب الناس ولم يتمن الغلاء لاحد قط، قال: فاتاه التجار فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا، فقالوا: نأخذ كذا بكذا، فقال: خذوا


(1) التقشف: رثاثة الهيئة وسوء الحال وضيق العيش. (2) وفي المصدر ” واحد بواحد ” وللمجلسي (ره) في مرآة العقول في هذا الحديث و ساير ما ورد في باب الاسعار في الكافي بيان طويل فراجع ان شئت ج 3: 403 ونقله في ذيل الكافي ج 5: 163 من الطبعة الحديثة ايضا. (3) غير موجود في المصدر. (*)

[ 435 ]

وأمر فكالوهم، فحملوا ومضوا حتى دخلوا المدينة فلقيهم قوم تجار، فقالوا لهم: كيف أخذتم ؟ فقالوا: كذا بكذا وأضعفوا الثمن قال: وقدموا اولئك على يوسف فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا كيف تأخذون ؟ قالوا: بعنا كما بعت كذا بكذا، فقال: ما هو كما يقولون ولكن خذوا فأخذوا ثم مضوا حتى دخلوا المدينة فلقيهم آخرون فقالوا: كيف أخذتم ؟ فقالوا: كذا بكذا، وأضعفوا الثمن، قال: فعظم الناس ذلك الغلاء وقالوا: اذهبوا بنا حتى نشتري، قال: فذهبوا إلى يوسف فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا فقالوا: بعنا كما بعت، فقال: وكيف بعت ؟ قالوا كذا بكذا، فقال ما هو كذلك ولكن خذوا، قال: فأخذوا ورجعوا إلى المدينة وأخبروا الناس فقالوا فيما بينهم: تعالوا حتى نكذب في الرخص كما كذبنا في الغلاء، قال: فذهبوا إلى يوسف فقالوا له: بعنا، فقال: اشتروا فقالوا: بعنا كما بعت، قال: وكيف بعت ؟ قالوا كذا بكذا بالحط من السعر الاول، فقال: ما هو هكذا ولكن خذوا فأخذوا و ذهبوا إلى المدينة، فلقيهم الناس فسألوهم: بكم اشتريتم ؟ فقالوا: كذا بكذا بنصف الحط الاول، فقال الاخرون: اذهبوا بنا حتى نشتري فذهبوا إلى يوسف فقالوا: بعنا فقال اشتروا فقالوا: بعنا كما بعت، فقال: وكيف بعت ؟ فقالوا: بكذا وكذا بالحط من النصف، فقال: ما هو كما يقولون ولكن خذوا، فلم يزالوا يتكاذبون حتى رجع السعر إلى الامر الاول كما أراد الله. 107 – في مجمع البيان في كتاب النبوة بالاسناد عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن بنت الياس قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: وأقبل يوسف على جمع الطعام فجمع في السبع السنين المخصبة فكبسه في الخزائن، فلما مضت تلك السنون وأقبلت السنون المجدبة أقبل يوسف على بيع الطعام فباعهم في السنة الاولى بالدراهم والدنانير حتى لم يبق بمصر وما حولها دينار ولا درهم الا صار في ملكية يوسف (1) وباعهم في السنة الثانية بالحلي والجواهر حتى لم يبق بمصر وما حولها حلي و لا جوهر الا صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة الثالثة بالدواب والمواشي حتى


(1) وفي المصدر ” مملكة يوسف ” بدل ” ملكية يوسف ” في الجميع. (*)

[ 436 ]

لم يبق بمصر وما حولها دابة ولا ماشية الا صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والاماء حتى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا امة الا صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة الخامسة بالدور والعقار حتى لم يبق بمصر وما حولها دار ولا عقار الا صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة السادسة بالمزارع والانهار حتى لم يبق بمصر وما حولها نهر ولا مزرعة الا صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة السابعة برقابهم حتى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا حر الا صار عبد يوسف، فملك أحرارهم وعبيدهم وأموالهم وقال الناس: ما رأينا ولا سمعنا بملك أعطاه الله من الملك ما اعطا هذا الملك حكما وعلما وتدبيرا، ثم قال يوسف للملك: ايها الملك ما ترى فيما خولني ربي (1) من ملك مصر وأهلها أشر علينا برأيك، فاني لم أصلحهم لافسدهم، ولم أنجهم من البلاء ليكون وبالا عليهم، ولكن الله نجاهم على يدي، قال له الملك: الرأي رأيك، قال يوسف: اني أشهد الله وأشهدك ايها الملك اني قد اعتقت اهل مصر كلهم، ورددت إليهم أموالهم وعبيدهم، ورددت اليك ايها الملك خاتمك وسريرك وتاجك على ان لا تسير الا بسيرتي، ولا تحكم الا بحكمي، قال له الملك، ان ذلك لشرفي وفخري لا اسير الا بسيرتك ولا أحكم الا بحكمك، ولولاك ما قويت عليه ولا اهتديت له، ولقد جعلت سلطاني عزيزا ما يرام، وانا أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وانك رسوله فاقم على ما وليتك فانك لدينا مكين امين 108 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابيه عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن ابي بصير قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان الحر حر على جميع احواله ان نابته نائبة (2) صبر لها، وان تداكت عليه المصائب (3) لم تكسره وان أسر وقهر واستبدل بالعسر يسرا كما كان (4) يوسف الصديق الامين عليه السلام لم يضرر حريته ان استعبد وقهر واسر، ولم يضرره ظلمة الجب


(1) خوله الله مالا: اعطاه اياه متفضلا. (2) نابه الامر: اصابه. والنائبة: المصيبة والنازلة. (3) تداكت: تداقت عليه مرة بعد اخرى. (4) وفي المصدر ” باليسر عسرا ” وهو الاظهر بالسياق. (*)

[ 437 ]

وحشته وما ناله ان من الله عليه فجعل الجبار العاتي له عبدا بعد ان كان [ له ] مالكا فأرسله ورحم به امة، وكذلك الصبر يعقب خيرا فاصبروا ووطنوا انفسكم على الصبر توجروا. 109 – في تفسير العياشي عن الثمالي عن ابي جعفر عليه السلام قال: ملك يوسف مصر وبراريها، لم يجاوزها إلى غيرها. 110 – في عيون الاخبار في باب الاخبار التي رويت في صحة وفاة ابي ابراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام حديث طويل وفيه فقال لي: يا مسيب ان هذا الرجس السندي ابن هاشك سيزعم انه يتولى غسلي ودفني هيهات هيهات ان يكون ذلك ابدا فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فالحدوني بها ولا ترفعوا قبري فوق اربع اصابع مفرجات، ولا تأخذوا من تربتي شيئا لتتبركوا به فان كل تربة لنا محرمة الا تربة جدي الحسين بن علي عليهما السلام فان الله تعالى جعلها شفاء لشيعتنا واوليائنا قال: ثم رايت شخصا اشبه الاشخاص به جالسا إلى جانبه وكان عهدي بسيدي الرضا عليه السلام وهو غلام فأردت سؤاله فصاح بي سيدي موسى بن جعفر عليه السلام وقال: أليس قد نهيتك يا مسيب فلم أزل صابرا حتى مضى وغاب الشخص ثم انهيت الخبر إلى الرشيد فوافى السندي ابن شاهك فوالله لقد رايتهم بعيني وهم يظنون انهم يغسلونه فلا تصل ايديهم إليه ويظنون انهم يحنطونه ويكفنونه واراهم لا يصنعون به شيئا ورايت ذلك الشخص يتولى غسله وتحنيطه وتكفينه وهو يظهر المعاونة لهم وهم لا يعرفونه فلما فرغ من أمره قال لي ذلك الشخص: يا مسيب مهما شككت فيه فلا تشكن في فاني امامك ومولاك وحجة الله عليك بعد أبي مثلي مثل يوسف الصديق عليه السلام ومثلهم مثل اخوته حين دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون ثم حمل حتى دفن في مقابر قريش ولم يرفع قبره اكثر مما امر به ثم رفعوا قبره بعد ذلك وبنوا عليه. 111 – في تفسير علي بن ابراهيم فأمر يوسف عليه السلام ان يبني له كناديج من صخر وطينها بالكلس (1) ثم أمر بزروع مصر فحصدت ودفع إلى كل انسان حصة و


(1) كناديج جمع الكندوج: شبه مخزن من تراب أو خشب توضع فيه الحنطة ونحوها. و الكلس – بالكسر -: الصاروج. (*)

[ 438 ]

ترك الباقي في سنبله لم يدسه، فوضعها في الكناديج، ففعل ذلك سبع سنين، فلما جاء سني الجدب (1) كان يخرج السنبل فيبيع بما شاء، وكان بينه وبين ابيه ثمانية – عشر يوما وكان في بادية، وكان الناس من الآفاق يخرجون إلى مصر ليمتاروا طعاما (2) وكان يعقوب وولده عليهم السلام نزولا في بادية فيها مقل (3) فاخذوا اخوة يوسف من ذلك المقل وحملوه إلى مصر ليمتاروا به، وكان يوسف عليه السلام يتولى البيع بنفسه، فلما دخل اخوته عليه عرفهم ولم يعرفوه كما حكى الله عزوجل وهم له منكرون. 112 – في تفسير العياشي عن ابي بصير قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يحدث قال: لما فقد يعقوب يوسف عليهما السلام اشتد حزنه عليه وبكاؤه حتى ابيضت عيناه من الحزن، واحتاج حاجة شديدة وتغيرت حاله، قال وكان يمتار القمح (4) من مصر في السنة مرتين في الشتاء والصيف وانه بعث عدة من ولده ببضاعة يسيرة إلى مصر مع رفقة خرجت فلما دخلوا على يوسف وذلك بعد ما ولاه العزيز مصر فعرفهم يوسف ولم يعرفه اخوته لهيبة الملك وعزته فقال لهم: هلموا بضاعتكم قبل الرفاق وقال لفتيانه: عجلوا لهؤلاء الكيل واوفوهم فإذا فرغتم فاجعلوا بضاعتهم هذه في رحالهم ولا تعلموهم بذلك ففعلوا ثم قال لهم يوسف: قد بلغني ان لكم اخوان لابيكم فما فعلا ؟ قالوا: اما الكبير منهما فان الذئب اكله واما الصغير فخلفناه عند ابيه وهو به ضنين (5) وعليه شفيق قال: فاني احب ان تأتوني به معكم إذا جئتم لتمتارون فان لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قالوا سنراود عنه اباه وانا لفاعلون فلما رجعوا إلى أبيهم فتحوا متاعهم فوجدوا بضاعتهم فيه، قالوا يا ابانا ما نبغي


(1) الجدب: القحط. (2) امتار الطعام لعياله: اتاهم بميرة وهي طعام يمتاره الانسان اي يجلبه من بلد إلى بلد. (3) المقل: الكندر. وثمر لشجر الدوم ينضبح ويؤكل، والدوم: شجرة تشبه النخلة في حالاتها. (4) القمح: البر. (5) الضنين: البخيل. (*)

[ 439 ]

هذه بضاعتنا قد ردت الينا وكيل لنا كيل قد زاد حمل بعير فارسل معنا اخانا نكتل وانا له لحافظون قال هل آمنكم عليه الا كما امنتكم على اخيه من قبل فلما احتاجوا إلى الميرة بعد ستة شهر بعثهم يعقوب وبعث معهم بضاعة يسيرة وبعث معهم ابن ياميل (1) فاخذ عليهم بذلك موثقا من الله لتأتنني به الا ان يحاط بكم اجمعين، فانطلقوا مع الرفاق حتى دخلوا على يوسف فقال لهم: معكم ابن ياميل ؟ قالوا: نعم في الرحل، قال لهم: فأتوني به، فأتوه به وهو في دار الملك قد خلا وحده (2) فادخلوه عليه فضمه إليه يوسف وبكى وقال له: أنا اخوك يوسف فلا تبتئس بما تراني أعمل واكتم بما اخبرك به، ولا تحزن ولا تخف ثم اخرجه إليهم وامر فتيته ان يأخذه ابضاعتهم ويعجلوا لهم الكيل فإذا فرغوا جعلوا المكيال في رحل ابن ياميل، ففعلوا به ذلك وارتحل القوم مع الرفقة فمضوا، فلحقهم يوسف وفتيته فنادوا فيهم: ايتها العير انكم لسارقون قالوا واقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وانا به زعيم قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الارض وما كنا سارقين قالوا فما جزائه ان كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه قالوا هو جزاؤه قال فبدء باوعيتهم قبل وعاء اخيه ثم استخرجها من وعاء اخيه قالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل فقال لهم يوسف: ارتحلوا عن بلادنا قالوا يا ايها العزيز ان له ابا شيخ كبيرا وقد اخذ عليه موثقا من الله لنرده إليه فخذ احدنا مكانه انا نريك من المحسنين ان فعلت، قال معاذ الله ان ناخذ الا من وجدنا متاعنا عنده فقال كبيرهم: اني لست أبرح الارض حتى يأذن لي ابي أو يحكم الله لي، ومضى اخوة يوسف حتى دخلوا على يعقوب فقال لهم: اين ابن ياميل ؟ قالوا: ابن ياميل سرق مكيال الملك فأخذه الملك بسرقته فحسبه عنده، فسل اهل القرية والعير حتى يخبروك بذلك، فاسترجع واستعبر واشتد حزنه حتى تقوس ظهره.


(1) كذا في النسخ والمصدر والظاهر انه مصحف: ” ابن يامين ” بالنون كما في ساير الروايات. (2) وفي المصدر ” فقال: فادخلوه وحده “. (*)

[ 440 ]

ابو حمزة الثمالي عن ابي بصير عنه ذكر فيه ابن يامين ولم يذكر ابن ياميل. 113 – في مجمع البيان ” فالله خير حافظا وهو ارحم الراحيمن ” وورد في الخبر ان الله سبحانه قال: فبعزتي لاردنهما اليك بعدما توكلت علي. 114 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يعقوب بن سويد عن ابي جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك لم سمى أمير المؤمنين امير المؤمنين ؟ قال: لانه يميرهم العلم (1) اما سمعت كتاب الله عزوجل: ” ونمير اهلنا “. في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى يعقوب بن سويد بن بريد الحارثي عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن ابي جعفر عليه السلام مثله سواء. 115 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عمر قال: سألت ابا الحسن عليه السلام لم سمى أمير المؤمنين عليه السلام قال: لانه يميرهم العلم، أما سمعت في كتاب الله عزوجل ونمير اهلنا ؟. 116 – في مجمع البيان لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقه وانكر الجبائي العين وذكر انه لم تثبت بحجة وجوزه كثير من المحققين ورووا فيه الخبر عن النبي صلى الله عليه واله ان العين حق والعين تستنزل الحالق والحالق المكان المرتفع من الجبل وغيره، فجعل عليه السلام العين كأنها تحط ذروة الجبل من قوة اخذها و شدة بطشها. 117 – وروى في الخبر انه كان يعوذ الحسن والحسين بأن يقول: اعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة (2) وروى ان ابراهيم عليه السلام عوذا بنيه وان موسى عوذا بني هارون بهذه العوذة. 118 – وروى ان بني جعفر بن ابي طالب عليه السلام كانوا غلمانا بيضا فقالت أسماء بنت عميس يارسول الله ان العين إليهم سريعة أفاسترقى لهم (3) من العين ؟ فقال صلى الله عليه واله: نعم


(1) مر معناه تحت رقم 111. (2) اللامة – بتشديد الميم -: العين المصيبة بسوء. (3) استرقاه اي طلب ان يرقيه. والرقية: العوذة. (*)

[ 441 ]

119 – وروى ان جبرئيل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه واله وعلمه الرقية ” بسم الله أرقيك من كل عين حاسد الله يشفيك “. 120 – وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: لو كان شئ يسبق القدر لسبقته العين 121 – وقد روى عنه عليه السلام ما يدل على ان الشئ إذا عظم في صدور العباد وضع الله قدره وصغره. 122 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن بعض اصحابه عن القداح عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال امير المؤمنين رقا النبي صلى الله عليه واله حسنا وحسينا فقال: اعيذكما بكلمات الله التامة ومن شر كل عين لامة، ومن شر حاسد إذا حسد، ثم التفت النبي صلى الله عليه واله الينا فقال: هكذا يعوذ ابراهيم اسمعيل واسحق عليهم السلام. 123 – في تفسير العياشي عن علي بن مهزيار عن بعض اصحابنا عن ابي عبد الله عليه السلام قال: وقد كان هيأ لهم طعاما فلما دخلوا إليه قال: ليجلس كل بني ام على مائدة قال فجلسوا وبقى ابن يامين قائما فقال له يوسف: ما لك لا تجلس ؟ قال له: انك قلت ليجلس كل بني ام على مائدة وليس لي فيهم ابن أم فقال يوسف أما كان لك ابن أم ؟ قال له ابن يامين: بلى، قال يوسف: فما فعل قال زعم هؤلاء ان الذئب أكله، قال: فما بلغ من حزنك عليه ؟ قال: ولد لي أحد عشر ابنا كلهم اشتققت له اسما من اسمه، فقال له يوسف عليه السلام: أراك قد عانقت النساء وشممت الولد من بعده ؟ قال له ابن يامين: ان لي أبا صالحا وانه قال تزوج لعل الله أن يخرج منك ذرية تثقل الارض بالتسبيح، فقال له: تعال فاجلس معي على مائدتي فقال اخوة يوسف: لقد فضل الله يوسف واخاه حتى ان الملك قد أجلسه معه على مائدته 124 – عن ابان الاحمر عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما دخل اخوة يوسف عليه وقد جاؤا باخيهم معهم وضع لهم الموائد ثم قال: يمتار كل واحد منكم مع أخيه لامه على الخوان، فجلسوا وبقي اخوه قائما، فقال: ما لك لا تجلس مع اخوتك ؟ قال ليس لي فيهم اخ من امي، قال: فلك أخ من امك زعم هؤلاء ان الذئب أكله ؟ قال نعم، قال: فاقعد وكل معي، قال: فترك اخوته الاكل وقالوا: انا نريد امرا و يأبى الله الا أن يرفع ولد يامين علينا، قال: ثم حين فرغوا من جهازهم امر أن يضع


[ 442 ]

الصاع في رحل أخيه، فلما فعلوا نادى مناد: ” ايتها العير انكم لسارقون ” قال: فرجعوا فقالوا ” ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ” إلى قوله: ” جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاوه ” يعنون السنة التي تجري فيهم ان يحبسه ” فبدأ باوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه فقالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل ” قال الحسن بن علي الوشاء فسمعت الرضا عليه السلام يقول يعنون المنطقة (1). 125 – عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: ” صواع ” قال: كان قدحا من ذهب وقال: كان صواع يوسف إذ كيل به قال: لعن الله أن تخونوا به بصوت حسن (2) 126 – في تفسير علي بن ابراهيم فخرجوا وخرج معهم ابن يامين فكان لا يواكلهم ولا يجالسهم ولا يكلمهم، فلما وافوا مصر ودخلوا على يوسف عليه السلام وسلموا فنظر يوسف إلى أخيه فعرفه فجلس منهم بالبعد، فقال يوسف عليه السلام أنت اخوهم ؟ قال: نعم، قال: فلم لا تجلس معهم ؟ قال: لانهم اخرجوا اخي من امي وأبي ثم رجعوا ولم يردوه وزعموا ان الذئب اكله فآليت على نفسي ان لا اجتمع معهم على امر ما دمت حيا قال، فهل تزوجت ؟ قال: بلى قال: فهل ولد لك ولد ؟ قال: بلى، قال: كم ولد لك ؟ قال: ثلث بنين، قال: فما سميتهم ؟ قال: سميت واحدا منهم الذئب وواحدا القميص وواحدا الدم، قال: وكيف اخترت هذه الاسماء ؟ قال: لئلا انسى اخي كلما دعوت واحدا من ولدي ذكرت اخي، قال لهم يوسف: اخرجوا وحبس ابن يامين، فلما خرجوا من عنده قال يوسف لاخيه: انا اخوك يوسف فلا تبتئس بما كانوا يعملون، ثم قال له أحب ان تكون عندي، فقال: لا يدعني اخوتي فان أبي


(1) المنطقة: ما يشد به الوسط ويقال له بالفارسية: ” كمر بند “. (2) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: صواع الملك طاس الذي يشرب فيه. وعن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قوله: ” صواع الملك ” قال: كان قدحا.. اه ” وفي آخره: لعن الله الخوان لا تخونوا به بصوت حسن. (*)

[ 443 ]

قد أخذ عليهم عهد الله وميثاقه ان يردوني إليه، قال: فانا احتال بحيلة فلا تنكر إذا رايت شيئا ولا تخبرهم، فقال: لا، فلما جهزهم بجهازهم واعطاهم واحسن إليهم قال لبعض قوامه: اجعلوا هذا الصاع في رحل هذا وكان الصاع الذي يكيلون به من ذهب، فجعلوه في رحله من حيث لم يقف عليه اخوته، فلما ارتحلوا بعث إليهم يوسف وحبسهم ثم امر مناديا ينادي: ” ايتها العير انكم لسارقون ” فقال اخوة يوسف: ” ماذا تفقدون * قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وانا به زعيم ” اي كفيل فقال اخوة يوسف ليوسف عليه السلام: ” تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الارض وما كنا سارقين * قال ” يوسف عليه السلام ” فما جزاؤه ان كنتم كاذبين * قالوا جزاؤه من وجد في رحله ” فاحبسه ” فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين * فبدء باوعيتهم قبل وعاء اخيه ثم استخرجها من وعاء اخيه ” فتشبثوا باخيه واجلسوه وهو قول الله عزوجل ” كذلك كدنا ليوسف اي احتلنا له كان لياخذ اخاه في دين الملك الا ان يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم فسئل الصادق عليه السلام عن قوله عزوجل: ” ايتها العير انكم لسارقون ” قال: ما سرقوا وما كذب يوسف فانما عنى سرقتم يوسف من ابيه. 127 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان ابن عيسى عن سماعة عن ابي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: التقية من دين الله، قلت من دين الله ؟ قال: اي والله من دين الله ولقد قال يوسف: ” ايتها العير انكم لسارقون ” والله ما كانوا سرقوا شيئا ولقد قال ابراهيم: ” اني سقيم ” والله ما كان سقيما. 128 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن حماد بن عثمان عن الحسن الصيقل قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: انا قد روينا عن ابي جعفر عليه السلام في قول يوسف: ” ايتها العير انكم لسارقون ” فقال: والله ما سرقوا وما كذب وقال ابراهيم: ” بل فعله كبيرهم هذا فاسئلوهم ان كانوا ينطقون ” فقال: والله ما فعلوا وما كذب قال فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما عندكم فيها ياصيقل ؟ قلت: ما عندنا فيها الا التسليم قال فقال ان الله أحب اثنين وأبغض اثنين: أحب الخطر (1) فيما بين الصفين وأحب الكذب


(1) الخطر: التبختر في المشي. (*)

[ 444 ]

في الاصلاح، وأبغض الخطر في الطرقات وأبغض الكذب في غير الاصلاح ان ابراهيم عليه السلام انما قال: ” بل فعله كبيرهم هذا ” ارادة الاصلاح، ودلالة على انهم لا يفعلون وقال يوسف عليه السلام ارادة الاصلاح 129 – أبو علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحجال عن ثعلبة عن معمر بن عمرو عن عطا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا كذب على مصلح ثم تلا: ” ايتها العير انكم لسارقون ” ثم قال: والله ما سرقوا وما كذب، ثم تلا ” بل فعله كبيرهم هذا فاسئلوهم ان كانوا ينطقون ” ثم قال: والله ما فعلوه وما كذب. 130 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكلام ثلثة: صدق وكذب واصلاح بين الناس. 131 – في روضة الكافي الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن أبي منصور عن أبي بصير قال: قيل لابيجعفر عليه السلام وانا عنده: ان سالم بن أبي حفصة وأصحابه يروون عنك انك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج، فقال: ما يريد سالم مني ؟ أيريد ان اجئ بالملائكة والله ما جاءت بهذا النبيون، ولقد قال يوسف عليه السلام: ” ايتها العير انكم لسارقون ” والله ما كانوا سارقين وما كذب. 132 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابي بصير قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: لا خير فيمن لا تقية له، ولقد قال يوسف: ” ايتها العير انكم لسارقون ” وما سرقوا. 133 – وباسناده إلى هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول يوسف: ” ايتها العير انكم لسارقون ” قال: ما سرقوا وما كذب. 134 – وباسناده إلى صالح بن سعيد عن رجل من اصحابنا عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل في يوسف: ” ايتها العير انكم لسارقون ” قال: انهم سرقوا يوسف من ابيه الا ترى انه قال لهم حين قالوا: ” ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ” ولم يقولوا سرقتم صواع الملك، انما عنى انكم سرقتم يوسف من ابيه. 135 – في الخرايج والجرايح وروى سعيد بن عبد الله عن محمد بن الحسن


[ 445 ]

ابن ميمون عن داود بن قاسم الجعفري قال: سئل أبو محمد عليه السلام عن قوله تعالى ” ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل ” والسائل رجل من قم وأنا حاضر فقال عليه السلام: ما سرق يوسف انما كان ليعقوب منطقة ورثها من ابراهيم عليه السلام وكانت تلك المنطقة لا يسرقها احد الا استعبد، فكان إذا سرقها انسان نزل جبرئيل عليه السلام فاخبره بذلك، فاخذت منه وصار عبدا، وان المنطقة كانت عند سارة بنت اسحق بن ابراهيم وكانت سمية امه، وان سارة أحبت يوسف وأرادت ان تتخذه ولدا لها، وانها اخذت المنطقة فربطتها في وسطه ثم سدلت عليه سرباله وقالت ليعقوب: ان المنطقة سرقت فأتاه جبرئيل فقال: يا يعقوب ان المنطقة مع يوسف ولم يخبره بخبر ما صنعت سارة لما أراد الله، فقام يعقوب ليوسف ففتشه وهو يومئذ غلام يافع (1) واستخرج المنطقة فقالت سارة بنت اسحق: مني سرقها يوسف فانا أحق به فقال لها يعقوب: فانه عبدك على ان لا تبيعيه ولا تهيبيه، قالت: فانا اقبله على أن لا تأخذه مني واعتقه الساعة فأعطاها اياه فاعتقته، ولذلك قال اخوة يوسف: ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل قال ابو هاشم: فجعلت اخيل هذا في نفسي أفكر وأتعجب من هذا الامر مع قرب يعقوب من يوسف وحزن يعقوب عليه حتى ابيضت عيناه من الحزن والمسافة قريبة، فأقبل علي أبو محمد عليه السلام فقال يابا هاشم تعوذ بالله مما جرى في نفسك من ذلك، فان الله لو شاء يرفع الساتر من الاعلى ما بين يعقوب ويوسف حتى كان يراه لفعل، ولكن له اجل هو بالغه ومعلوم ينتهي إليه ما كان من ذلك فالخيار من الله لاوليائه. 136 – في تفسير العياشي عن العباس بن هلال قال: سمعت ابا الحسن الرضا عليه السلام يقول: ان يوسف النبي قال له السجان: اني لاحبك، فقال له يوسف: لا تقل هكذا فان عمتي أحبتني فسرقتني، وان ابي أحبني فحسدني اخوتي فباعوني، وان امرأة العزيز احبتني فسجنت. 137 – عن اسمعيل بن همام قال: قال الرضا عليه السلام في قول الله: ” ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل فاسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم ” قال: كانت لاسحق النبي


(1) يفع الغلام: ناهز البلوغ. (*)

[ 446 ]

منطقة يتوارثها الانبياء والاكابر، وكانت عند عمة يوسف، وكان يوسف عندها و كانت تحبه، فبعث إليها ابوه أن ابعثيه الي وأرده اليك، فبعثت إليه أن دعه عندي الليلة اشمه، ثم ارسله اليك غدوة، فلما اصبحت أخذت المنطقة فربطته في حقوه (1) والبسته قميصا وبعثت به إليه، وقالت: سرقت المنطقة، فوجدت عليه وكان إذا سرق احد في ذلك الزمان دفع إلى صاحب السرقة، فاخذته فكان عندها. 138 – في عيون الاخبار باسناده إلى اسمعيل بن همام عن الرضا عليه السلام نحوه حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضى الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن ابيه عن عبيد الله بن محمد بن خالد قال: حدثنا الحسن بن علي الوشاء قال سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: كانت الحكومة في بني اسرائيل إذا سرق احد شيئا استرق به وكان يوسف عند عمته وهو صغير وكانت تحبه وكانت لاسحق منطقة البسها اياه يعقوب، فكانت عند ابنته، وان يعقوب طلب يوسف يأخذه من عمته فاغتمت لذلك وقالت: دعه حتى ارسله اليك، فارسلته واخذت المنطقة فشدتها في وسطه تحت الثياب، فلما اتى يوسف اباه جاءت فقال: سرقت المنطقة ففتشته فوجدتها في وسطه، فلذلك قال اخوة يوسف حيث جعل الصاع في وعاء أخيه فقال لهم يوسف: ” ما جزاء من وجد في رحله قالوا هو جزاؤه ” كما جرت السنة التي تجري فيهم ” فبدء بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه ” ولذلك قال اخوة يوسف: ” ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل ” يعنون المنطقة ” فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم “. 139 – في تفسير العياشي عن الحسن بن أبي العلا عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ذكر بني يعقوب قال: كانوا إذا غضبوا اشتد غضبهم حتى تقطر جلودهم دما اصفر وهم يقولون: ” خذ أحدنا مكانه ” يعني جزاؤه فأخذ الذي وجد الصاع عنده. 140 – عن ابي بصير عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه ” فخذ احدنا مكانه انا نريك من المحسنين ” ان فعلت وقد سبق بتمامه. 141 – في كتاب علل الشرايع: ابي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله


(1) الحقو: معقد الازار ويسمى بالخصر. (*)

[ 447 ]

عن محمد بن احمد السياري قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن مهران الكوفي قال: حدثني حنان بن سدير عن أبيه عن أبي اسحق الليثي قال: قلت لابيجعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام: يابن رسول الله اني لاجد من شيعتكم من يشرب الخمر، ويقطع الطريق، ويخيف السبيل، ويزني ويلوط ويأكل الربا، ويرتكب الفواحش، ويتهاون بالصلوة والصيام والزكوة، ويقطع الرحم ويأتي بالكبائر، فكيف هذا ولم ذلك ؟ فقال يا ابراهيم: هل يختلج في صدرك شئ غير هذا ؟ قلت: نعم يابن رسول الله أخرى أعظم من ذلك فقال: وما هو يا أبا اسحق ؟ قال: فقلت: يابن رسول الله وأجد من أعدائكم ومن ناصبيكم من يكثر من الصلوة ومن الصيام ويخرج الزكوة ويتابع بين الحج والعمرة، ويحض على الجهاد ويأثر على البر وعلى صلة الارحام، ويقضي حقوق اخوانه، ويواسيهم من ماله، ويتجنب شرب الخمر والزنا واللواط وساير الفواحش مم ذلك ولم ذاك ؟ وفسره لي يابن رسول الله وبرهنه وبيننه فقد والله كثر فكري وأسهر ليلي وضاق ذرعي. قال: فتبسم صلوات الله عليه ثم قال: يا ابراهيم خذ اليك بيانا شافيا فيما سألت، وعلما مكنونا من خزائن علم الله وسره، اخبرني يا ابراهيم كيف تجد اعتقادهما ؟ قلت: يابن رسول الله أجد محبيكم وشيعتكم على ما هم فيه مما وصفته من أفعالهم لو أعطى أحدهم ما بين المشرق والمغرب ذهبا وفضة ان يزول عن ولايتكم لما فعل ولا عن محبتكم إلى موالاة غيركم والى محبتهم ما زال ولو ضربت خياشيمه (1) بالسيوف فيكم ولو قتل فيكم ما ارتدع ولا رجع عن محبتكم وولايتكم، وارى الناصب على ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم لو أعطى احدهم ما بين المشرق و المغرب ذهبا وفضة أن يزول عن محبته للطواغيت وموالاتهم إلى موالاتكم ما فعل ولا زال ولو ضربت خياشيمه بالسيوف فيهم، ولو قتل فيهم ما ارتدع ولا رجع، وإذا سمع أحدهم منقبة لكم وفضلا اشمأز من ذلك وتغير لونه، ورأى كراهية ذلك في وجهه و بغضا لكم ومحبة لهم، قال فتبسم الباقر عليه السلام ثم قال: يا ابراهيم هيهنا هلكت العاملة


(1) خياشيم جمع الخيشوم: أقصى الانف، وفي بعض النسخ ” خواشيمه ” والظاهر تصحيفه. (*)

[ 448 ]

الناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية ومن ذلك قال عزوجل: ” وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا ” ويحك يا ابراهيم اتدري ما السبب والقصة في ذلك وما الذي قد خفى على الناس منه ؟ قلت: يابن رسول الله فبينه لي واشرحه وبرهنه. قال: يابراهيم ان الله تبارك وتعالى لم يزل عالما قديما خلق الاشياء لا من شئ، ومن زعم ان الله عزوجل خلق الاشياء من شئ فقد كفر، لانه لو كان ذلك الشئ الذي خلق منه الاشياء قديما معه في أزليته وهويته كان ذلك الشئ ازليا، بل خلق عزوجل الاشياء كلها لا من شئ، ومما خلق الله عزوجل ارضا طيبة ثم فجر منها ماء عذبا زلالا فعرض عليها ولايتنا اهل البيت فقبلتها فأجرى ذلك الماء عليها سبعة ايام حتى طبقها وعمها ثم نضب ذلك الماء عنها (1) فأخذ من صفوة ذلك الطين طينا فجعله طين الائمة عليهم السلام ثم اخذ ثفل ذلك الطين فخلق منه شيعتنا ولو ترك طينتكم يا ابراهيم كما ترك طينتنا لكنتم ونحن شيئا واحدا قلت: يابن رسول الله فما فعل بطينتنا ؟ قال: أخبرك يا ابراهيم خلق الله عزوجل بعد ذلك ارضا سبخة خبيثة منتنة [ ثم ] فجر منها ماءا أجاجا آسنا (2) مالحا فعرض عليها ولايتنا اهل البيت فلم تقبلها فأجرى ذلك الماء عليها سبعة ايام حتى طبقها وعمها ثم نضب ذلك الماء عنها ثم اخذ من ذلك الطين فخلق منه الطغاة واممهم (3) ثم مزجه بثفل طينتكم ولو ترك طينتهم على حاله ولم يمزج بطينتكم لم يشهدوا الشهادتين ولا صلوا ولا صاموا ولا زكوا ولا حجوا ولا ادوا أمانة، ولا اشبهوكم في الصور، وليس شئ على المؤمن (4) أن يرى صورة عدوه مثل صورته، قلت: يابن رسول الله فما صنع بالطينتين ؟ قال: مزج بينهما بالماء الاول والماء الثاني، ثم عركهما عرك الاديم (5)


(1) نضب الماء: غار (2) الاسن: المتغير الطعم. (3) وفي المصدر ” وأئمتهم “. ويمكن تصحيح المعنى على كلتا النسختين. (4) وفي المصدر ” وليس شئ أكبر على المؤمن. اه “. (5) عرك الاديم ” دلكه، والاديم: الجلد المدبوغ. (*)

[ 449 ]

ثم أخذ من ذلك قبضة فقال: هذه إلى الجنة ولا ابالي، وأخذ قبضة اخرى وقال: هذه إلى النار ولا أبالي، ثم خلط بينهما فوقع من سنخ المؤمن (1) وطينته على سنخ الكافر وطينته، ووقع من سنخ الكافر وطينته على سنخ المؤمن وطينته، فما رأيته من شيعتنا من زنا أو لواط أو ترك صلوة أو صيام أو حج أو جهاد أو خيانة أو كبيرة من هذه الكبائر فهو من طينة الناصب وعنصره الذي قد خرج فيه، لان من سنخ الناصب وعنصره وطينته اكتساب المآثم والفواحش والكباير، وما رأيت من الناصب ومواظبته على الصلوة و الصيام والزكوة والحج والجهاد وأبواب البر فهو من طينة المؤمن وسنخه الذي قد مزج فيه، لان من سنخ المؤمن وعنصره وطينته اكتساب الحسنات واستعمال الخير واجتناب المآثم، فإذا عرضت هذه الاعمال كلها على الله عزوجل قال: انا الله عدل لا أجور، ومنصف لا اظلم، وحكم لا احيف ولا أميل ولا اشطط (2) ألحقوا الاعمال السيئة التي اجترحها المؤمن بسنخ الناصب وطينته، وألحقوا الاعمال الحسنة التي اكتسبها الناصب بسنخ المؤمن وطينته ردوها كلها إلى اصلها، فاني انا الله لا اله الا انا عالم السر واخفى وانا المطلع على قلوب عبادي لا أحيف ولا اظلم ولا الزم احدا الا ما عرفته منه قبل ان اخلقه. ثم قال الباقر عليه السلام يا ابراهيم اقرأ هذه الآية، قلت: يابن رسول الله أية آية ؟ قال: قوله تعالى: قال معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده انا إذا لظالمون وهو في الظاهر ما تفهمونه، هو والله في الباطن هذا بعينه، يا ابراهيم ان للقرآن ظاهرا وباطنا و محكما ومتشابها وناسخا ومنسوخا والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة (3)


(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وللبحار في باب الطينة والميثاق ولما رواه الفيض (ره) في الوافي عن بعض مشايخه (قده) في باب الطينة لكن في الاصل ” شبح ” بدل ” سنخ ” في المواضع. والسنخ بمعنى الاصل. (2) الحيف: الجور والظلم. ومال الحاكم في حكمه: جار وظلم. وشطط الرجل: أفرط وتباعد عن الحق. (3) هذ الحديث من الاحاديث المشكلة وللمجلسي وكذا الفيض قدس سرهما الشريف بيان فيه فليراجع. (*)

[ 450 ]

142 – في تفسير علي بن ابراهيم فلما اجتمعوا إلى يوسف وجلودهم تقطر دما أصفر وكانوا يجادلونه في حبسه، وكان ولد يعقوب إذا غضبوا خرج من ثيابهم شعر و يقطر من رؤسهم (1) دم اصفر وهم يقولون: يا ايها العزيز ان له ابا شيخا كبيرا فخذ احدنا مكانه انا نريك من المحسنين فاطلق عن هذا، فلما راى يوسف ذلك قال معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده ولم يقل الا من سرق متاعنا انا إذا لظالمون فلما استيأسوا منه وأرادوا الانصراف إلى أبيهم قال لهم لاوى بن يعقوب: الم تعلموا ان اباكم قد اخذ عليكم موثقا من الله في هذا ومن قبل ما فرطتم في يوسف فارجعوا انتم إلى أبيكم فأما انا فلا أرجع إليه حتى يأذن لي ابي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين. 143 – في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما استيأس اخوة يوسف من أخيهم قال لهم يهودا وكان أكبرهم: ” لن ابرح الارض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ” قال: ورجع إلى يوسف يكلمه حتى ارتفع الكلام بينهما حتى غضب يهودا وكان إذا غضب يهودا قامت شعرة في كتفه وخرج منها الدم، قال: وكان بين يديي يوسف ابن له صغير معه رمانة من ذهب، وكان الصبي يلعب بها قال: فأخذها يوسف من الصبي فدحرجها نحو يهودا، قال: وحبا الصبي (2) ليأخذها فمس يهودا فسكن يهودا، ثم عاد إلى يوسف فكلمه في اخيه حتى ارتفع الكلام بينهما حتى غضب يهودا وقامت الشعرة وسال منها الدم، فأخذ يوسف الرمانة من الصبي فدحرجها نحو يهودا وحبا الصبي نحو يهودا فسكن يهودا، فقال يهودا: ان في البيت معنا لبعض ولد يعقوب قال: فعند ذلك قال لهم يوسف: هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه إذ انتم جاهلون 144 – وفي رواية هشام بن سالم عنه قال: لما اخذ يوسف اخاه اجتمع عليه إخوته فقالو له: ” خذ احدنا مكانه ” وجلودهم تقطر دما اصفر وهم يقولون: خذ احدنا


(1) كذا في النسخ والمصدر لكن في المنقول عنه في البحار ” ورؤسها ” وهو الظاهر. (2) اي دنا. (*)

[ 451 ]

مكانه، قال: فلما ان ابى عليهم واخرجوا من عنده قال لهم يهودا: ” قد علمتم ما فعلتم بيوسف فلن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ” قال: فرجعوا إلى ابيهم وتخلف يهودا، قال: فدخل على يوسف يكلمه في اخيه حتى ارتفع الكلام بينه وبينه وغضب، وكان على كتفه شعرة إذا غضب قامت الشعرة فلا تزال تقذف بالدم حتى يمسه بعض ولد يعقوب، قال: فكان بين يدي يوسف ابن له صغير في يده رمانة من ذهب يلعب بها، فلما رآه يوسف قد غضب وقامت الشعرة تقذف بالدم اخذ الرمانة من يد الصبي ثم دحرجها نحو يهودا واتبعها الصبي ليأخذها فوقعت يده على يهودا قال: فذهب غضبه، قال: فارتاب يهودا ورجع الصبي بالرمانة إلى يوسف ثم ارتفع الكلام بينهما حتى غضب وقامت الشعرة فجعلت تقذف بالدم، فلما راى يوسف دحرج الرمانة نحو يهودا واتبعها الصبي ليأخذها فوقعت يده على يهودا فسكن غضبه، قال: فقال يهودا: ان في البيت لمن ولد يعقوب حتى صنع ذلك ثلاث مرات. 145 – في تفسير علي بن ابراهيم قال: فرجع اخوة يوسف إلى ابيهم وتخلف يهودا فدخل على يوسف فكلمه حتى ارتفع الكلام بينه وبينه، وذكر مثل ما نقلنا عن تفسير العياشي إلى قوله ثلاث مرات. 146 – وباسناده إلى علي بن محمد الهادي عليه السلام حديث طويل وفيه فنزل جبرئيل عليه السلام فقال له: يا يوسف اخرج يدك فأخرجها، فخرج من بين اصابعه نور فقال يوسف: ما هذا يا جبرئيل ؟ فقال: هذه النبوة اخرجها الله من صلبك لانك لم تقم لابيك فحط الله نوره ومحى النبوة من صلبه، وجعلها في ولد لاوى اخي يوسف، وذلك لانهم لما ارادوا قتل يوسف قال: ” لا تقتلوا يوسف والقوه في غيابت الجب ” فشكره الله على ذلك ولما ارادوا ان يرجعوا إلى ابيهم من مصر وقد حبس يوسف اخاه قال: ” لن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ” فشكر الله له ذلك فكان انبياء بني اسرائيل من ولد لاوى، وكان موسى من ولده وهو موسى بن عمران ابن يهصر بن واهث بن لاوى بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم، وستقف على الحديث


[ 452 ]

بتمامه انشاء الله تعالى عن قريب. 147 – في امالي شيخ الطائفة: قدس سره بالاسناد في قوله عزوجل في قول يعقوب ” فصبر جميل ” قال ” بلا شكوى. 148 – في تفسير العياشي عن جابر قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: رحمك الله ما الصبر الجميل ؟ قال: فذلك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس. 149 – في تفسير علي بن ابراهيم وسئل أبو عبد الله عليه السلام: ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف ؟ قال: حزن سبعين ثكلى على اولادها، وقال: ان يعقوب لم يعرف الاسترجاع فمنها قال: واأسفا على يوسف. 150 – في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال له بعض اصحابنا: ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف ؟ قال: حزن سبعين ثكلى حراء. 151 – وبهذا الاسناد عنه قال: قيل له: كيف يحزن يعقوب على يوسف وقد أخبره جبرئيل انه لم يمت وانه سيرجع إليه ؟ فقال: انه نسي ذلك. 152 – في كتاب الخصال عن ابي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يصلي في اليوم والليلة الف ركعة إلى ان قال: ولقد بكى على ابيه الحسين عشرين سنة ما وضع بين يديه طعام الا بكى، حتى قال له مولى له: يابن رسول الله اما آن لحزنك ان ينقضي ؟ فقال له: ويحك ان يعقوب النبي عليه السلام كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله عنه واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه، واحدودب ظهره (1) من الغم، وكان ابنه حيا في الدنيا، وانا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني ؟ 153 – عن محمد بن سهل النجراني يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: البكاؤن خمسة آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي بن الحسين عليه السلام، فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الاودية، واما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره حتى قيل له: تاالله تفتؤ


(1) حدب واحدودب اي خرج ظهره ودخل صدره وبطنه. (*)

[ 453 ]

تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين. 154 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام واحبارهم قال لامير المؤمنين: فان يعقوب قد صبر على فراق ولده حتى كاد يحرض من الحزن ؟ قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك وقد كان حزن يعقوب حزنا بعده تلاق ومحمد صلى الله عليه واله قبض ولده ابراهيم قرة عينه في حيوة منه وخصه بالاختيار ليعظم له الادخار، فقال صلى الله عليه واله وسلم: تحزن النفس ويجزع القلب وانا عليك يا ابراهيم لمحزونون، ولا نقول ما يسخط الرب في كل ذلك يؤثر الرضا عن الله عزوجل والاستسلام له في جميع الفعال. 155 – في تفسير علي بن ابراهيم ان يوسف عليه السلام دعى وهو في السجن فقال: اسألك بحق آبائي عليك واجدادي الا فرجت عني فأوحى الله إليه: يا يوسف وأي حق لآبائك واجدادك علي ؟ إلى قوله عزوجل: وان كان يعقوب وهبت له اثنى عشر ولدا فغيبت عنه واحدا فما زال يبكي حتى ذهب بصره وقعد على الطريق يشكوني إلى خلقي، وقد تقدم بتمامه. 156 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: المحزون غير المتفكر لان المتفكر متكلف والمحزون مطبوع والحزن يبدء من الباطن والفكر يبدء من رؤية المحدثات وبينهما فرق، قال الله عزوجل في قصة يعقوب عليه السلام: انما اشكو بثي و حزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون بسبب ما تحت الحزن بعلم مخصوص به من الله دون العالمين (1) 157 – في تفسير العياشي الفضيل بن يسار قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: انما اشكوا بثي وحزني إلى الله منصوبة. 158 – عن اسماعيل بن جابر عن ابي عبد الله عليه السلام ان يعقوب أتى ملكا يسئله الحاجة فقال له الملك: أنت ابراهيم ؟ قال: لا، قال: وأنت اسحق بن ابراهيم ؟


(1) كذا في النسخ وفي المصدر هكذا: ” فبسبب ما تحت الحزن علم خص به من الله دون العالمين. (*)

[ 454 ]

قال: لا، قال: فمن أنت قال: [ أنا ] يعقوب بن اسحق قال: فما بلغ ما ارى بك مع حداثة السن ؟ قال: الحزن على يوسف، قال: لقد بلغ بك الحزن يا يعقوب كل مبلغ فقال: انا معشر الانبياء أسرع شئ البلاء الينا ثم الامثل فالامثل من الناس، فقضى حاجته فلما جاوز صغير بابه هبط إليه جبرئيل فقال: يا يعقوب ربك يقرئك السلام ويقول لك: شكوتني إلى الناس ؟ فعفر وجهه في التراب (1) وقال: يا رب زلة أقلنيها فلا أعود بعد هذا أبدا، ثم عاد إليه جبرئيل فقال له: يا يعقوب إرفع رأسك ربك يقرئك السلام ويقول لك: قد أقلتك فلا تعود تشكوني إلى خلقي، فما رأى ناطقا بكلمة مما كان فيه حتى حصل بنوه (2) فضرب وجهه إلى الحائط وقال: انما اشكوا بثي وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون ” 159 – وفي حديث آخر عنه جاء يعقوب إلى نمرود في حاجة، فلما رآه وثب عليه و كان أشبه الناس بابراهيم، فقال له: انت ابراهيم خليل الرحمان ؟ قال: لا، الحديث. 160 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى ابن معاوية الاشتر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من شكى إلى مؤمن فقد شكى إلى الله عزوجل. 161 – في تفسير علي بن ابراهيم قال رسول الله صلى الله عليه واله: ومن شكى مصيبة نزلت به فانما يشكو ربه. 162 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فانما يشكو ربه. 163 – في مجمع البيان ” انما اشكوا بثي وحزني إلى الله ” وروى عن النبي ان جبرئيل أتاه فقال: يا يعقوب ان الله يقرء عليك السلام ويقول: ابشر وليفرح قلبك فوعزتي لو كانا ميتين لنشرتهما لك اصنع طعاما للمساكين، فان أحب عبادي الي المساكين أو تدري لم أذهبت بصرك وقوست ظهرك ؟ لانكم ذبحتم شاة وأتاكم فلان المسكين وهو صائم فلم تطعموه شيئا، فكان يعقوب بعد ذلك إذا أراد الغداء أمر


(1) اي دلكه ومرغه ودسه فيه. (2) وفي المصدر ” حتى أتاه بنوه “. (*)

[ 455 ]

مناديا فنادى: الا من أراد الغداء من المساكين فليتغد مع يعقوب، وإذا كان صائما امر مناديا ينادي: من كان صائما فليفطر مع يعقوب، رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه. 164 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم عن اسحق بن عمار عن الكاهلي قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان يعقوب عليه السلام لما ذهب منه بنيامين نادى: يا رب أما ترحمني اذهبت عيني و اذهبت ابني ؟ فأوحى الله تبارك وتعالى: لو امتهما لاحييتهما لك حتى اجمع بينك وبينهما، ولكن تذكر الشاة التي ذبحتها وشويتها واكلت وفلان وفلان إلى جانبك صائم لم تنله منها شيئا ؟. 165 – وفي رواية اخرى قال: فكان بعد ذلك يعقوب عليه السلام ينادي مناديه كل غداة من منزله على فرسخ: الا من اراد الغداء فليأت إلى يعقوب وإذا امسى نادى: الا من اراد العشاء فليأت إلى يعقوب. 166 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة وقال الصادق عليه السلام: ان يعقوب قال لملك الموت: اخبرني عن الارواح تقبضها مجتمعة أو متفرقة ؟ قال: بل متفرقة، قال: فهل قبضت روح يوسف في جملة ما قبضت من الارواح ؟ فقال: لا فعند ذلك قال لبنيه: ” يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه “. 167 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حنان بن سدير عن ابيه قال قلت لابيجعفر عليه السلام: اخبرني عن يعقوب حين قال لولده: ” اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ” أكان علم انه حي وقد فارقه من عشرين سنة وذهبت عيناه من الحزن ؟ قال نعم علم انه حي، قلت: وكيف علم ؟ قال، انه دعى في السحر ان يهبط عليه ملك الموت فهبط عليه تريال وهو ملك الموت فقال له تريال: ما حاجتك يا يعقوب ؟ قال اخبرني عن الارواح تقبضها مجتمعة أو متفرقة ؟ فقال: بل متفرقة روحا روحا قال: فمر بك روح يوسف ؟ قال: لا فعند ذلك علم انه حي، فقال لولده: ” اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه “. 168 – في روضة الكافي ابن محبوب عن حنان بن سدير عن أبي جعفر عليه السلام


[ 456 ]

مثله، الا ان فيها بريال بالباء الموحدة نقطا مكان تريال بالمثناة من فوق كذلك. في تفسير العياشي عن حنان بن سدير عن أبيه عن ابي جعفر عليه السلام مثله ايضا الا ان فيه قوبال وفيه وفي خبر آخر تبرابل وهو ملك الموت وذكر نحوه. 169 – في الخرايج والجرايح وعن الصادق عليه السلام ان اعرابيا اشترى من يوسف طعاما فقال له: إذا مررت بوادي كذا فناد: يا يعقوب فانه يخرج اليك شيخ وسيم، فقل له: اني رأيت بمصر رجلا يقرؤك السلام ويقول: ان وديعتك عند الله محفوظة لن تضيع، فلما بلغه الاعرابي خر يعقوب مغشيا عليه فلما افاق قال: هل لك من حاجة ؟ قال: لي ابنة عم وهي زوجتي لم تلد، فدعى له فرزق منها اربعة أبطن، في كل بطن اثنان. 170 – في نهج البلاغة قال: ولا تيأس لشر هذه الامة من روح الله لقوله سبحانه: انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. 171 – وفيه وقال: الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤيسهم من روح الله ولم يؤمنهم مكر الله. 172 – في من لا يحضره الفقيه في باب معرفة الكبائر التي اوعد الله عزوجل عليها النار عن أبي عبد الله حديث طويل يذكر فيه الكبائر يقول فيه عليه السلام بعد ان ذكر الشرك بالله: وبعده اليأس من روح الله، لان الله عزوجل يقول: ” انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون “. 173 – في تفسير العياشي متصلا بآخر ما نقلناه عنه سابقا اعني وذكر نحوه عنه: عن ابي بصير عن ابي جعفر عليه السلام عاد إلى الحديث الاول قال: واشتد حزنه يعني يعقوب حتى تقوس ظهره، وأدبرت الدنيا عن يعقوب وولده حتى احتاجوا حاجة شديدة، وفنيت ميرتهم فعند ذلك قال يعقوب لولده: ” اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون ” فخرج منهم نفر وبعث منهم ببضاعة يسيرة، وكتب معهم كتابا إلى عزيز مصر يتعطفه على نفسه وولده، واوصى ولده ان يبدؤا بدفع كتابه قبل البضاعة، فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم إلى عزيز مصر ومظهر العدل وموفي الكيل من يعقوب بن اسحق بن ابراهيم


[ 457 ]

خليل الله صاحب نمرود الذي جمع لابراهيم الحطب والنار ليحرقه بها فجعلها الله عليه بردا وسلاما وانجاه منها، اخبرك ايها العزيز انا اهل بيت قديم لم يزل البلاء سريعا الينا من الله ليبلونا بذلك عند السراء والضراء، وان مصائبي تتابعت علي منذ عشرين سنة، اولها انه كان لي ابن سميته يوسف وكان سروري من بين ولدي وقرة عيني وثمرة فؤادي وان اخوته من غير امه سألوني ان أبعثه معهم يرتع ويلعب، فبعثته معهم بكرة وانه جاؤني عشاء يبكون وجاؤني على قميصه بدم كذب، فزعموا ان الذئب أكله فاشتد لفقده حزني وكثر على فراقه بكائي حتى ابيضت عيناي من الحزن، وانه كان له أخ من خالته وكنت له معجبا عليه رفيقا وكان لي أنيسا، وكنت إذا ذكرت يوسف ضممته إلى صدري فيسكن بعض ما أجد في صدري وان اخوته ذكروا لي انك أيها العزيز سألتهم عنه وأمرتهم ان يأتوك به وان لم يأتوك به منعتهم الميرة لنا من القمح من مصر فبعثته معهم ليمتاروا لنا قمحا فرجعوا الي وليس هو معهم، وذكروا انه سرق مكيال الملك، ونحن اهل بيت لا نسرق وقد حبسته وفجعتني به، وقد اشتد لفراقه حزني حتى تقوس لذلك ظهري، وعظمت به مصيبتي مع مصايب متتابعات علي، فمن علي بتخلية سبيله واطلاقه من محبسه، وطيب لنا القمح واسمح لنا في السعر، وعجل بسراح آل يعقوب (1) فلما مضى ولد يعقوب من عنده نحو مصر بكتابه نزل جبرئيل على يعقوب فقال له: يا يعقوب ان ربك يقول لك: من ابتلاك بمصائبك التي كتبت بها إلى عزيز مصر ؟ قال يعقوب: بلوتني بها عقوبة منك وأدبا، قال الله: فهل كان يقدر على صرفها عنك أحد غيري ؟ قال: يعقوب اللهم لا، قال: فما استحييت مني حين شكوت مصائبك إلى غيري ولم تستغث بي وتشكو ما بك الي ؟ فقال يعقوب: استغفرك يا الهي وأتوب اليك واشكوا بثي وحزني اليك، فقال الله تبارك وتعالى: قد بلغت بك يا يعقوب و بولدك الخاطئين العناية في أدبي، ولو كنت يا يعقوب شكوت مصائبك الي عند نزولها بك و استغفرت وتبت الي من ذنبك لصرفتها عنك بعد تقديري اياها عليك، ولكن الشيطان أنساك ذكري فصرت إلى القنوط من رحمتي، وانا الله الجواد الكريم أحب عبادي المستغفرين


(1) سمح بكذا: جاد. والسراح: التسهيل والاطلاق. (*)

[ 458 ]

التائبين الراغبين الي فيما عندي، يا يعقوب انا راد اليك يوسف وأخاه ومعيد اليك ما ذهب من مالك ولحمك ودمك، وراد اليك بصرك ومقوم لك ظهرك وطب نفسا وقر عينا، وان الذي فعلته بك كان أدبا مني لك فاقبل أدبي. قال: ومضى ولد يعقوب بكتابه نحو مصر حتى دخلوا على يوسف في دار المملكة، فقالوا: ايها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فاوف لنا الكيل و تصدق علينا بأخينا ابن يامين، وهذا كتاب أبينا يعقوب اليك في أمره يسئلك تخلية سبيله، وان تمن به عليه، قال: فأخذ يوسف كتاب يعقوب فقبله ووضعه على عينيه و بكى وانتحب (1) حتى بلت دموعه القميص الذي عليه، ثم أقبل عليهم فقال: هل علمتم ما فعلتم بيوسف من قبل واخيه من بعد قالوا ءانك لانت يوسف قال انا يوسف و هذا اخي قد من الله علينا قالوا تالله لقد آثرك الله علينا فلا تفضحنا ولا تعاقبنا اليوم واغفر لنا قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم. وفي رواية اخرى عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام نحوه. 174 – عن عمرو بن عثمان عن بعض أصحابنا قال: لما قال اخوة يوسف: ” يا ايها العزيز مسنا وأهلنا الضر ” قال: قال يوسف: لا صبر على ضر آل يعقوب، فقال عند ذلك: ” هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه ” الاية. 175 – عن احمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قوله: ” وجئنا ببضاعة مزجاة ” قال المقل، وفي هذه الرواية ” وجئنا ببضاعة مزجاة ” قال: كانت المقل (2) وكانت بلادهم بلاد المقل وهي البضاعة. قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق في تفسير العياشي عند قوله: ” لن ابرح الارض حتى يأذن لي أبي ” بيان لقوله عزوجل: ” هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون ” 176 – في مجمع البيان وفي كتاب النبوة بالاسناد عن الحسن بن محبوب عن اسمعيل الفراء عن طربال عن أبي عبد الله عليه السلام في خبر طويل: ان يعقوب كتب إلى


(1) انتحب: تنفس شديدا. بكى شديدا. (2) المقل: الكندر الذي تدخن به اليهود وحبه يجعل في الدواء، وصمغ شجرة. (*)

[ 459 ]

يوسف: بسم الله الرحمن الرحيم إلى عزيز مصر ومظهر العدل وموفي الكيل، من يعقوب بن اسحق بن ابراهيم خليل الرحمن صاحب نمرود الذي جمع له النار ليحرقه بها فجعلها الله عليه بردا وسلاما وأنجاه منها، اخبرك ايها العزيز انا أهل بيت لم يزل البلاء الينا سريعا من الله ليبلونا عند السراء والضراء، وان مصائب تتابعت علي منذ عشرين سنة، أولها انه كان لي ابن سميته يوسف وكان سروري من بين ولدي وقرة عيني وثمرة فؤادي، وان اخوته من غير امه سألوني أن أبعثه معهم يرتع ويلعب، فبعثته معهم بكرة فجاؤني عشاءا يبكون وجاؤا على قميصه بدم كذب وزعموا ان الذئب أكله، فاشتد لفقده حزني وكثر على فراقه بكائي، حتى ابيضت عيناي من الحزن وانه كان له أخ وكنت به معجبا وكان لي أنيسا، وكنت إذا ذكرت يوسف ضممته إلى صدري فسكن بعض ما أجد في صدري وان اخوته ذكروا انك سألتهم عنه وأمرتهم أن يأتوك به فان لم يأتوك به منعتهم الميرة فبعثته معهم ليمتاروا لنا قمحا، فرجعوا الي وليس هو معهم، وذكروا انه سرق مكيال الملك ونحن أهل بيت لا نسرق، وقد حبسته عني وفجعتني به، وقد اشتد لفراقه حزني حتى تقوس لذلك ظهري، وعظمت به مصيبتي مع مصائب تتابعت علي، فمن علي بتخليه سبيله واطلاقه من حبسك، وطيب لنا القمح واسمح لنا في السعر، وأوف لنا الكيل، وعجل سراح آل ابراهيم، قال فمضوا بكتابه حتى دخلوا على يوسف في دار الملك ” وقالوا يا ايها العزيز مسنا و أهلنا الضر ” إلى آخر الآية وتصدق علينا باخينا ابن يامين، وهذا كتاب ابينا يعقوب ارسله اليك في امره يسئلك تخلية سبيله فمن به علينا، فاخذ يوسف كتاب يعقوب و قبله ووضعه على عينيه وبكى وانتحب حتى بل دموعه القميص الذي عليه، ثم اقبل عليهم وقال: ” هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه “. 177 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سدير قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: في القائم شبه من يوسف عليه السلام قلت: كأنك تذكر خبره أو غيبته ؟ فقال لي: ما تنكر من ذلك هذه الامة اشباه الخنازير ؟ ان اخوة يوسف كانوا اسباطا واولاد انبياء تاجروا يوسف وبايعوه وهم اخوته وهو اخوهم فلم يعرفوه


[ 460 ]

حتى قال لهم: انا يوسف، فما تنكر هذه الامة ان يكون الله عزوجل في وقت من الاوقات يريد ان يبين حجته، لقد كان يوسف عليه السلام ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو اراد الله عزوجل ان يعرفه مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة ايام من بدوهم إلى مصر، فما تنكر هذه الامة ان يكون الله عزوجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف، ان يسير في اسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى ياذن الله عزوجل ان يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف حتى قال لهم: ” هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه إذ انتم جاهلون قالوا ائنك لانت يوسف قال ان يوسف وهذا اخي “. في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن محمد بن الحسين عن ابن ابي نجران عن فضالة بن ايوب عن سدير الصيرفي قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان في صاحب هذا الامر شبها من يوسف، وذكر كما نقلنا عن كتاب كمال الدين وتمام النعمة بتغيير يسير وبدل هل علمتم إلى آخره بعض: ” قالوا أئنك لانت يوسف قال انا يوسف “. 178 – في مجمع البيان وروى عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: كل ذنب عمله العبد وان كان عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربه، فقد حكى الله سبحانه قول يوسف لاخوته: ” هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه إذ انتم جاهلون ” فنسبهم إلى الجهل لمخاطرتهم بانفسهم في معصية الله. 179 – في تفسير العياشي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ليس رجل من ولد فاطمة يموت ولا يخرج من الدنيا حتى يقر للامام بامامته كما أقر ولد يعقوب ليوسف حين قالوا: ” تالله لقد آثرك الله علينا “. 180 – في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن ابي عبد الله عليه السلام لما قدم رسول الله صلى الله عليه واله مكة يوم افتتحها فتح باب الكعبة فأمر بصور في الكعبة فطمست فأخذ بعضادتي الباب فقال: لا اله الا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده و هزم الاحزاب وحده، ماذا تقولون وما تظنون ؟ قالوا: نظن خيرا، أخ كريم وابن اخ كريم وقد قدرت ! قال: فاني أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم


[ 461 ]

يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 181 – في تفسير العياشي عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال: كتب يعقوب النبي صلى الله عليه واله إلى يوسف: من يعقوب بن اسحق بن ابراهيم خليل الرحمان إلى عزيز مصر، اما بعد فانا أهل بيت لم يزل البلاء سريعا الينا ابتلى جدي ابراهيم فالقى في النار، ثم ابتلى ابي اسحق الذبيح، وكان لي ابن وكان قرة عيني وكنت اسر به فابتليت بأن أكله الذئب فذهب بصري حزنا عليه من البكاء، وكان له أخ و كنت اسر إليه بعده، فأخذته في سرق وانا أهل بيت لم نسرق قط ولا يعرف لنا السرق فان رأيت أن تمن علي به فعلت ؟ فلما أوتي يوسف بالكتاب فتحه وقرأه فصاح ثم قام فدخل منزله فقرأه وبكى، ثم غسل وجهه ثم خرج إلى اخوته ثم عاد فقرئه فصاح وبكى، ثم قام فدخل منزله فقرئه وبكى ثم غسل وجهه وعاد إلى اخوته فقال: ” هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه إذ أنتم جاهلون ” وأعطاهم قميصه وهو قميص ابراهيم وكان يعقوب بالرملة (1) فلما فصلوا بالقميص من مصر قال يعقوب: اني لاجد ريح يوسف لولا ان تفندون قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم. 182 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: فلما كان من أمر اخوة يوسف ما كان كتب يعقوب إلى يوسف و هو لا يعلم انه يوسف: بسم الله الرحمان الرحيم من يعقوب بن اسحق بن ابراهيم خليل الله عزوجل إلى عزيز آل فرعون سلام عليك فاني احمد اليك الله لا اله الا هو، اما بعد فانا اهل بيت مولع بنا أسباب البلاء، كان جدي ابراهيم عليه السلام ألقى في النار في طاعة ربه فجعلها الله عزوجل بردا وسلاما، وأمر الله جدي أن يذبح أبي ففداه بما فداه به، وكان لي ابن فكان من أعز الناس علي فقدته فاذهب حزني عليه نور بصري، وكان له أخ من امه فكنت إذا ذكرت المفقود ضممت أخاه هذا إلى صدري، فأذهب عني بعض وجدي وهو المحبوس عندك في السرقة، فاني اشهدك اني لم أسرق ولم ألد سارقا، فلما قرأ يوسف الكتاب بكى وصاح وقال: ” اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا


(1) قال الحموي: الرملة: واحدة الرمل: مدينة عظيمة بفلسطين وكانت قصبتها قد خربت الآن وكانت رباطا للمسلمين. (*)

[ 462 ]

وأتوني بأهلكم أجمعين ” والحديث طويل، اخذنا منه موضع الحاجة. 183 – في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان في قميص يوسف ثلاث آيات في قوله تعالى: ” وجاؤا على قميصه بدم كذب ” وقوله تعالى: ” ان كان قميصه قد من قبل ” الاية وقوله تعالى: ” اذهبوا بقميصي هذا “. 184 – في تفسير العياشي عن مقرن عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كتب عزيز مصر إلى يعقوب: اما بعد فهذا ابنك يوسف اشتريته بثمن بخس دراهم معدودة واتخذته عبدا وهذا ابنك ابن يامين اخذته قد سرق فأخذته عبدا، قال: فما ورد على يعقوب شئ اشد عليه من ذلك الكتاب فقال للرسول: قف مكانك حتى اجيبه، فكتب إليه يعقوب: اما بعد فقد فهمت كتابك انك اخذت ابني بثمن بخس واتخذته عبدا، وانك اتخذت ابني ابن يامين وقد سرق واتخذته عبدا، فانا اهل بيت لا نسرق ولكنا اهل بيت نبتلى وقد ابتلى ابونا بالنار فوقاه الله، وابتلى ابونا اسحق بالذبح فوقاه الله، واني قد ابتليت بذهاب بصري وذهاب ابني وعسى الله ان يأتيني بهم جميعا قال: فلما ولى الرسول عنه رفع يده إلى السماء ثم قال: يا حسن الصحبة يا كريم المعونة ياخير كلمة (1) ايتني بروح [ منك ] وفرج من عندك، قال: فهبط عليه جبرئيل عليه السلام فقال ليعقوب: الا أعلمك دعوات يرد الله عليك بها بصرك ويرد عليك ابنيك ؟ فقال له: بلى، فقال: قل يامن لا يعلم أحد كيف هو وحيث هو وقدرته الا هو، يامن سد الهواء بالسماء وكبس الارض على الماء (2) واختار لنفسه أحسن الاسماء ايتني بروح منك وفرج من عندك، فما القى عمود الصبح ختى اتى بالقميص وطرح على وجهه فرد الله بصره ورد عليه ولده. 185 – عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: ” لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم اذهبوا بقميصي هذا ” الذي بلته دموع عيني ” فألقوه على وجه أبي يرتد بصيرا ” لو قد شم ريحي ” وأتوني بأهلكم اجمعين ” وردهم إلى يعقوب


(1) وفي المصدر ” ياخيرا كله “. (2) قال الطريحي: في الدعاء ” يامن كبس الارض على الماء اي أدخلها فيه، من قولهم: كبس رأسه في ثوبه: اخفاه وادخله فيه، أو جمعها فيه. (*)

[ 463 ]

في ذلك اليوم، وجهزهم بجميع ما يحتاجون إليه، فلما فصلت عيرهم من مصر وجد يعقوب ريح يوسف فقال لمن بحضرته من ولده: ” اني لاجد ريح يوسف لولا أن تفندون ” قال: وأقبل ولده يحثون السير بالقميص فرحا وسرورا بما رأوا من حال يوسف والملك الذي أعطاه الله، والعز الذي صاروا إليه في سلطان يوسف، وكان مسيرهم من مصر إلى بدو يعقوب تسعة أيام فلما أن جاء البشير القى القميص على وجهه فارتد بصيرا، وقال لهم: ما فعل ابن يامين ؟ قالوا خلفناه عند أخيه صالحا قال: فحمد الله يعقوب عند ذلك وسجد لربه سجدات الشكر ورجع إليه بصره و تقوم له ظهره، وقال لولده: تحملوا إلى يوسف في يومكم هذا بأجمعكم، فساروا إلى يوسف ومعهم يعقوب وخالة يوسف ياميل فأحثوا السير فرحا وسرورا فصاروا تسعة ايام إلى مصر. 186 – عن اخي رزام (1) عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله: ” وما فصلت العير ” قال وجد يعقوب ريح قميص ابراهيم حين فصلت العير من مصر وهو بفلسطين. 187 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى مفضل بن عمر عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام قال: سمعته يقول: اتدري ما كان قميص يوسف قال: قلت لا قال: ان ابراهيم عليه السلام لما أوقدت له النار نزل إليه جبرئيل عليه السلام بالقميص والبسه اياه، فلم يضر معه حر ولا برد فلما حضرته الوفاة جعله في تميمة (2) وعلقه على اسحق وعلقه اسحق على يعقوب عليه السلام، فلما ولد له يوسف عليه السلام علقه عليه، وكان في عضده حتى كان من امره ما كان، فلما أخرجه يوسف بمصر من التميمة وجد يعقوب ريحه وهو قوله عزوجل حكاية عنه اني لاجد ريح يوسف لولا ان تفندون فهو ذلك القميص الذي انزل من الجنة، قلت: جعلت فداك فالى من صار هذا القميص ؟ قال: إلى اهله، ثم يكون مع قائمنا إذا خرج، ثم قال: كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى إلى محمد وآله.


(1) وفي المصدر ” أخومرازم ” ولم أظفر عليه باختلافه في كتب الرجال فلعلهما تصحيف ” أخو دارم ” وهو محمد بن عبد الله القلائي. (2) التميمة ” العوذة على صغار الانسان مخافة العين. (*)

[ 464 ]

في الكافي مثله سواء 188 – في تفسير علي بن ابراهيم بعد المساواة فيما ذكر، وكان يعقوب بفلسطين وفصلت العير من مصر، فوجد يعقوب ريحه وهو من ذلك القميص الذي اخرج من الجنة ونحن ورثته صلى الله عليه واله. 189 – في تفسير العياشي عن محمد بن اسمعيل بن بزيع رفعه باسناده قال: ان يعقوب وجد ريح قميص يوسف من مسيرة عشرة ليال، وكان يعقوب ببيت المقدس ويوسف بمصر، وهو القميص الذي نزل على ابراهيم من الجنة فدفعه ابراهيم إلى اسحق، واسحق إلى يعقوب ودفعه يعقوب إلى يوسف عليهم السلام. 190 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابراهيم بن ابي البلاد عمن ذكره عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كان القميص الذي نزل على ابراهيم من الجنة في قصبة من فضة، وكان إذا لبس كان واسعا كبيرا، فلما فصلوا ويعقوب بالرملة ويوسف بمصر قال يعقوب: ” اني لاجد ريح يوسف ” يعني ريح الجنة حين فصلوا بالقميص لانه كان من الجنة. 191 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة وروى ان القائم عليه السلام إذا خرج يكون عليه قميص يوسف ومعه عصا موسى وخاتم سليمان عليهم السلام. 192 – في تفسير العياشي عن نشيط بن صالح البجلي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أكان اخوة يوسف صلوات الله عليه أنبياء ؟ قال: لا ولا بررة أتقياء كيف وهم يقولون لابيهم يعقوب: تالله انك لفي ضلالك القديم ؟. عن نشيط عن رجل عن ابي عبد الله عليه السلام مثله. 193 – عن سليمان بن عبد الله الطلحي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما حال بني يعقوب هل خرجوا من الايمان ؟ فقال: نعم، قلت: فما تقول في آدم ؟ قال: دع آدم. 194 – عن بعض اصحابنا عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان بني يعقوب بعد ما صنعوا بيوسف اذنبوا فكانوا انبياء ؟ ! (1)


(1) استفهام على الانكار كما قاله المجلسي (ره). (*)

[ 465 ]

195 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قدم أعرابي على يوسف ليشتري منه طعاما فباعه، فلما فرغ قال له يوسف ؟ أين منزلك ؟ قال له: بموضع كذا وكذا قال فقال له: فإذا مررت بوادي كذا وكذا فقف فناد: يا يعقوب، فانه سيخرج اليك رجل عظيم وسيم جميل، فقل له: لقيت رجلا بمصر وهو يقرئك السلام ويقول لك: ان وديعتك عند الله عزوجل لن تضيع، قال: فمضى الاعرابي حتى انتهى إلى الموضع فقال لغلمانه: احفظوا على الابل، ثم نادي: يا يعقوب [ يا يعقوب ]، فخرج إليه رجل أعمى طويل جسيم جميل يتقي الحائط بيده حتى أقبل، فقال له الرجل: أنت يعقوب ؟ قال: نعم فأبلغه ما قال له يوسف، قال: فسقط مغشيا عليه ثم أفاق فقال له: يا أعرابي ألك حاجة إلى الله عزوجل ؟ فقال له: نعم اني رجل كثير المال ولي ابنة عم وليس لي بولد منها فأحب ان تدعو الله ان يرزقني ولدا، قال: فتوضى يعقوب وصلى ركعتين ثم دعى الله عزوجل فرزق أربعة أبطن – أو قال: ستة أبطن – في كل بطن اثنين، فكان يعقوب عليه السلام يعلم ان يوسف حي لم يمت، وان الله تعالى ذكره سيظهر له بعد غيبته، وكان يقول لبنيه: ” اني اعلم من الله ما لا تعلمون ” وكان أهله واقربائه يفندونه على ذكره ليوسف حتى انه لما وجد ريح يوسف ” قال اني لاجد ريح يوسف لولا ان تفندون قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم فلما ان جاءه البشير ” وهو يهودا ابنه والقى قميص يوسف على وجهه فارتد بصيرا قال الم اقل لكم اني اعلم من الله ما لا تعلمون. 196 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى اسمعيل بن الفضل الهاشمي قال قلت لجعفر بن محمد عليه السلام: اخبرني عن يعقوب عليه السلام لما قال له بنوه: يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين قال سوف استغفر لكم ربي فأخر الاستغفار لهم، ويوسف عليه لما قالوا له: ” تالله لقد آثرك الله علينا وان كنا لخاطئين قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ” ؟ قال: لان قلب الشاب أرق من قلب الشيخ، وكانت جناية ولد يعقوب على يوسف، وجنايتهم على يعقوب انما كانت بجنايتهم على يوسف، فبادر يوسف إلى العفو عن حقه، واخر يعقوب


[ 466 ]

العفو لان عفوه انما كان عن حق غيره فأخرهم إلى السحر ليلة الجمعة. 197 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن شريف بن سابق عن المفضل بن أبي قرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله خير وقت دعوتم الله فيه الاسحار، وتلا هذه الآية في قول يعقوب عليه السلام: ” سوف استغفر لكم ربي ” وقال: أخرهم إلى السحر. 198 – في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول: يعقوب لبنيه ” سوف استغفر لكم ربي ” فقال: أخرهم إلى السحر ليلة الجمعة. 199 – في تفسير العياشي عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ” سوف استغفر لكم ربي ” فقال أخرهم إلى السحر قال: يا رب انما ذنبهم فيما بيني وبينهم فأوحى الله: اني قد غفرت لهم. 200 – في روضة الكافي عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: ما كان ولد يعقوب أنبياء ؟ قال: لا ولكنهم كانوا أسباط أولاد الانبياء، ولم يكن يفارقوا الدنيا الا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا، وان الشيخين فارقا الدنيا ولم يكن يتوبا ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام فعليهما لعنة الله والملائكة و الناس أجمعين. 201 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن مروك بن عبيد عمن حدثه عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان يوسف لما قدم عليه الشيخ يعقوب عليه السلام دخله عز الملك فلم ينزل إليه، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا يوسف ابسط راحتك فخرج منها نور ساطع فصار في جو السماء فقال يوسف: يا جبرئيل ما هذا النور الذي خرج من راحتي ؟ فقال: نزعت النبوة من عقبك عقوبة لما لم تنزل إلى الشيخ يعقوب، فلا يكون من عقبك نبي. 202 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يعقوب بن يزيد عن غير واحد رفعوه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: لما تلقى يوسف يعقوب ترجل له يعقوب ولم يترجل له يوسف، فلم ينفصلا من العناق حتى أتاه جبرئيل فقال له: يا يوسف ترجل لك الصديق ولم تترجل له ؟ ابسط يدك فبسطها فخرج نور من راحته، فقال له يوسف:


[ 467 ]

ما هذا ؟ قال: لا يخرج من عقبك نبي. 203 – وباسناده إلى هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أقبل يعقوب إلى مصر خرج يوسف عليه السلام ليستقبله فلما رآه يوسف هم بان يترجل ليعقوب، ثم نظر إلى ما هو فيه من الملك فلم يفعل، فلما سلم على يعقوب نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا يوسف ان الله تبارك وتعالى يقول لك: ما منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح ما أنت فيه ؟ ابسط يدك فبسطها فخرج من بين أصابعه نور فقال: ما هذا يا جبرئيل ؟ فقال: انه لا يخرج من صلبك نبي أبدا عقوبة لك بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل إليه. 204 – في تفسير العياشي عن الحسن بن اسباط قال: سألت أبا الحسن عليه السلام في كم دخل يعقوب من ولده على يوسف ؟ قال في أحد عشر ابنا له، فقيل له: اسباط ؟ قال: نعم، وسألته عن يوسف وأخيه لامه أكان أخا لامه ام ابن خالته ؟ فقال: ابن خالته 205 – عن ابي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: فلما دخلوا على يوسف في دار الملك اعتنق اباه وبكى ورفعه ورفع خالته على سرير الملك، ثم دخل على منزله فادهن واكتحل ولبس ثياب العز والملك، ثم خرج إليهم فلما رأوه سجدوا جميعا له اعظاما له وشكرا لله، فعند ذلك قال: يا ابت هذا تأويل رؤياي من قبل إلى قوله: بيني وبين اخوتي قال: ولم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهن ولا يكتحل ولا يتطيب ولا يضحك ولا يمس النساء حتى جمع الله بيعقوب شمله، وجمع بينه وبين يعقوب واخوته. 206 – عن ابن ابي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: ورفع ابويه على العرش قال: العرش السرير، وفي قوله: وخروا له سجدا قال: كان سجودهم ذلك عبادة لله. 207 – في تفسير علي بن ابراهيم فلما وافى يعقوب وأهله وولده مصر قعد يوسف على سريره ووضع تاج الملك على راسه، فأراد ان يراه ابوه على تلك الحالة، فلما دخل أبوه لم يقم له فخروا له كلهم سجدا، فقال يوسف: ” يا ابت هذا تأويل رؤياي


[ 468 ]

من قبل قد جعلها ربي حقا إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي ان ربي لطيف لما يشاء انه هو الحكيم العليم “. 208 – وفي رواية ابي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما دخلوا عليه سجدوا شكرا لله وحده حين نظروا إليه، وكان ذلك السجود لله. 209 – حدثني محمد بن عيسى ان يحيى بن اكثم سأل موسى بن محمد بن علي ابن موسى مسائل فعرضها على أبي الحسن وكان احدها: أخبرني عن قول الله عزوجل: ” ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا ” سجد يعقوب وولده ليوسف وهم انبياء، فأجاب أبو الحسن عليه السلام: اما سجود يعقوب وولده فانه لم يكن ليوسف وانما كان من يعقوب وولده طاعة لله وتحية ليوسف، كما كان السجود من الملائكة لادم ولم يكن لآدم وانما كان منهم ذلك طاعة لله وتحية لآدم، فسجد يعقوب وولده ويوسف معهم شكرا لله لاجتماع شملهم، ألم تر انه يقول في شكره ذلك الوقت: رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السموات والارض انت وليي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا يوسف ! اخرج يدك فاخرجها فخرج من بين أصابعه نور، فقال يوسف: ما هذا يا جبرئيل ؟ فقال هذه النبوة اخرجها الله من صلبك لانك لم تقم إلى أبيك فحط الله نوره ومحى النبوة من صلبه، وجعلها في ولد لاوى اخي يوسف وذلك لانهم لما ارادوا قتل يوسف قال: لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب ” فشكره الله على ذلك، و لما ارادوا ان يرجعوا إلى ابيهم من مصر وقد حبس يوسف أخاه قال: لن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ” فشكر الله له ذلك وكانوا أنبياء بني اسرائيل من ولد لاوى بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليه السلام، وكان موسى من ولده، وهو موسى بن عمران بن يهصر بن واهث بن لاوى بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليه السلام فقال يعقوب لابنه: يا بني أخبرني ما فعل بك اخوتك حين اخرجوك من عندي ؟ قال: يا ابت اعفني من ذلك، قال: فاخبرني ببعضه، قال: انهم لما ادنوني من الجب قالوا: انزع القميص، فقلت لهم: يا اخوتي اتقوا الله ولا تجردوني فسلوا علي السكين، وقالوا:


[ 469 ]

لئن لم تنزع لنذبحنك، فنزعت القميص والقوني في الجب عريانا، قال: فشهق يعقوب شهقة واغمى عليه، فلما افاق قال: يا بني حدثني، قال: يا ابت اسئلك باله ابراهيم واسحق ويعقوب الا اعفيتني فأعفاه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستقف على تتمته انشاء الله تعالى. 210 – في مجمع البيان وروى ان يوسف قال ليعقوب: يا ابة لا تسئلني عن صنيع اخوتي واسئل عن صنيع الله بي. 211 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” رحمه الله ” عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام واحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان هذا يوسف قاسى (1) مرارة الفرقة وحبس في السجن توقيا للمعصية والقى في الجب وحيدا ؟ فقال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله قاسى مرارة الغربة وفراق الاهل والاولاد والمال، مهاجرا من حرم الله تعالى وامنه فلما راى الله عزوجل كأبته (2) واستشعاره الحزن اراه تبارك اسمه رؤيا توازي رؤيا يوسف في تأويلها، وأبان للعالمين صدق تحقيقها، فقال: لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام انشاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون ” ولئن كان يوسف حبس في السجن فلقد حبس رسول الله صلى الله عليه واله نفسه في الشعب ثلث سنين وقطع منه أقاربه وذوو الرحم وألجأوه إلى أضيق المضيق، ولقد كادهم الله عزوجل كيدا مستبينا إذ بعث أضعف خلقه فأكل عهدهم الذي كتبوه بينهم في قطيعة رحمه، ولئن كان يوسف القى في الجب فلقد حبس محمد صلى الله عليه واله نفسه مخافة عدوه في الغار حتى قال لصاحبه: ” لا تحزن ان الله معنا ” ومدحه الله بذلك في كتابه. 212 – في تفسير العياشي عن اسحق بن بشار عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال: ان الله بعث إلى يوسف وهو في السجن يابن يعقوب ما أسكنك مع الخاطئين ؟ قال: جرمي فاعترف بمجلسه منها مجلس الرجل من اهله فقال له: ادع بهذا الدعاء: يا كبير


(1) اي تحمل. (2) الكأبة: الغم والحزن. (*)

[ 470 ]

كل كبير، يامن لا شريك له ولا وزير، يا خالق الشمس والقمر المنير، يا عصمة المضطر الضرير، يا قاصم كل جبار مبير، يا مغني البائس الفقير، يا جابر العظم الكسير، يا مطلق المكبل (1) الاسير اسئلك بحق محمد وآل محمد أن تجعل لي من امري فرجا ومخرجا، وتزرقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب، قال: فلما اصبح دعا به الملك فخلى سبيله وذلك قوله وقد احسن بي إذ أخرجني من السجن. 213 – في روضة الكافي علي عن ابيه عن الحسن بن علي عن ابي جعفر الصائغ عن محمد بن مسلم قال: دخلت على ابي عبد الله عليه السلام وعنده أبو حنيفة فقلت له: جعلت فداك رايت رؤيا عجيبة، فقال: يابن مسلم هاتها، فان العالم بها جالس وأومى بيده إلى ابي حنيفة، قال: فقلت: رأيت كأني دخلت داري وإذا اهلي قد خرجت علي فكسرت جوزا كثيرا ونثرته علي، فتعجبت من هذه الرؤيا ! فقال أبو حنيفة: انت رجل تخاصم وتجادل لئاما في مواريث اهلك، فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها انشاء الله تعالى، فقال أبو عبد الله عليه السلام: اصبت والله يابا حنيفة، قال: ثم خرج أبو – حنيفة من عنده فقلت: جعلت فداك اني كرهت تعبير هذا الناصب فقال: يابن مسلم لا يسؤك الله، فما يواطي تعبيرهم تعبيرنا، ولا تعبيرنا تعبيرهم، وليس التعبير كما عبره قال: فقلت له: جعلت فداك فقولك اصبت وتحلف عليه وهو مخطئ ؟ قال: نعم حلفت على انه اصاب الخطأ قال قلت له: فما تأويلها ؟ قال يابن مسلم انك تتمتع بامرأة فتعلم بها اهلك فتمزق عليك ثيابا جددا، فان القشر كسوة اللب، قال ابن مسلم فوالله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا الا صبيحة الجمعة، فلما كان غداة الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرت بي جارية فأعجبتني فأمرت غلامي فردها، ثم ادخلها داري فتمتعت بها فأحست بي وبها اهلي، فدخلت علينا البيت، فبادرت الجارية نحو الباب وبقيت أنا فمزقت علي ثيابا كنت البسها في الاعياد. 214 – وجاء موسى الزوار العطار إلى ابي عبد الله عليه السلام فقال له: يابن رسول الله صلى الله عليه واله رأيت رؤيا هالتني ! رأيت صهرا لي ميتا وقد عانقني وقد خفت أن يكون الاجل


(1) المكبل: المقيد بالكبل وهو القيد. (*)

[ 471 ]

قد اقترب ؟ فقال له: يا موسى توقع الموت صباحا ومساء فانه ملاقينا، ومعانقة الاموات للاحياء أطول لاعمارهم، فما كان اسم صهرك ؟ قال: حسين، فقال: اما ان رؤياك تدل على بقائك وزيارتك أبا عبد الله عليه السلام، فان كل من عانق سمى الحسين عليه السلام يزوره انشاء الله. 215 – في مجمع البيان وفي كتاب النبوة باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: كم عاش يعقوب مع يوسف بمصر ؟ قال: عاش حولين، قلت: فمن كان الحجة لله في الارض يعقوب أم يوسف ؟ قال: كان يعقوب، وكان الملك ليوسف فلما مات يعقوب حمله يوسف في تابوت إلى ارض الشام فدفن في بيت المقدس، فكان يوسف بعد يعقوب الحجة، قلت: فكان يوسف رسولا نبيا ؟ قال: نعم، اما تسمع قوله عزوجل: ” لقد جائكم يوسف من قبلي بالبينات “. 216 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام حديث طويل وفي آخره يقول عليه السلام: اما يعقوب فكانت نبوته بارض كنعان، ثم هبط إلى مصر فتوفى فيها، ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بارض كنعان والرؤيا التي راى يوسف الاحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، وكانت نبوته في ارض بدوها. 217 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن المغيرة عمن ذكره عن ابي عبد الله عليه السلام قال: استأذنت زليخا على يوسف فقيل لها: انا نكره ان نقدم بك عليه لما كان منك إليه قالت: اني لا اخاف من يخاف الله فلما دخلت قال لها: يا زليخا مالي أراك قد تغير لونك ؟ قالت: الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكا فقال لها: ما الذي دعاك إلى ما كان منك ؟ قالت: حسن وجهك يا يوسف، فقال: كيف لو رأيت نبيا يقال له محمد صلى الله عليه واله يكون في آخر الزمان أحسن مني وجها، وأحسن مني خلقا، وأسمح مني كفا ؟ قالت: صدقت، قال: وكيف علمت اني صدقت ؟ قال: لانك حين ذكرته وقع حبه في قلبي، فأوحى الله عزوجل إلى يوسف: انها قد صدقت واني قد أجبتها لحبها محمدا، فأمره الله تبارك وتعالى أن يتزوجها. 218 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني محمد بن عيسى ان يحيى بن أكثم


[ 472 ]

سأل موسى بن محمد بن علي بن موسى مسائل، فعرضها على أبي الحسن وكان أحدها: أخبرني عن قول الله عزوجل: ” ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا ” وقد سبق أكثر الحديث عند هذه الاية ويتصل بآخر ما سبق قال: ولما مات العزيز في السنين الجدبة افتقرت امرأة العزيز واحتاجت حتى سألت، فقالوا لها: لو قعدت للعزيز وكان يوسف سمى العزيز وكل ملك كان لهم سمى بهذا الاسم، فقالت: استحي منه، فلم يزالوا بها حتى قعدت له، فأقبل يوسف في موكبه فقامت إليه فقالت: سبحان الذي جعل الملوك بالمعصية عبيدا، وجعل العبيد بالطاعة ملوكا، فقال لها يوسف: أنت تيك ؟ فقالت: نعم وكان اسمها زليخا، فقال لها: هل لك في ؟ قالت: دعني بعدما كبرت أتهزء بي قال لا، قالت: نعم، فأمر بها فحولت إلى منزله وكانت هرمة، فقال لها: ألست فعلت بي كذا وكذا ؟ فقالت: يا نبي الله لا تلمني فاني بليت ببلية لم يبل بها احد، قال: و ماهي ؟ قالت: بليت بحبك ولم يخلق الله لك في الدنيا نظيرا وبليت بانه لم يكن بمصر امرأة أجمل مني ولا أكثر مالا مني، فنزعا مني وبليت بزوج عنين، فقال لها يوسف: فما تريدين ؟ فقالت: تسأل الله أن يرد علي شبابي، فسأل الله فرد عليها شبابها فتزوجها وهي بكر. 219 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: لما أصابت امرأة العزيز الحاجة قيل لها: لو أتيت يوسف بن يعقوب عليهما السلام فشاورت في ذلك، فقيل لها: انا نخافه عليك، قالت: كلا اني لا أخاف من يخاف الله، فلما دخلت عليه فرأته في ملكه، قالت: الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته، وجعل الملوك عبيدا بمعصيته فتزوجها فوجدها بكرا، فقال: اليس هذا احسن ؟ اليس هذا اجمل ؟ فقال: اني كنت بليت منك بأربع خصال: كنت اجمل اهل زماني، وكنت اجمل زمانك، وكنت بكرا، وكان زوجي عنينا. 220 – في تفسير العياشي عن عباس بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول بينا رسول الله صلى الله عليه واله جالس، في أهل بيته إذ قال: احب يوسف ان يعو من نفسه (1) قال


(1) كذا في النسخ لكن في المصدر ونسخة البحار ” ان يستوثق لنفسه “. (*)

[ 473 ]

فقيل: بماذا يارسول الله ؟ قال: لما عجل (1) له عزيز مصر لبس ثوبين جديدين أو قال نظيفين وخرج إلى فلاة من الارض فصلى ركعات، فلما فرغ رفع راسه إلى السماء فقال: رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السموات والارض انت وليي في الدنيا والآخرة قال: فهبط إليه جبرئيل فقال له ما حاجتك ؟ فقال: توفني مسلما والحقني بالصالحين فقال أبو عبد الله عليه السلام: خشى الفتن. 221 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة ابن صدقة عن ابي جعفر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه يوسف وفيه: فكان من امره الذي كان ان احتاز مملكة الملك وما حولها إلى اليمن. 222 – في كتاب الخصال عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى لم – يبعث أنبياء ملوكا في الارض الا اربعة إلى.. واما يوسف فملك مصر وبراريها ولم يتجاوزها إلى غيرها. 223 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن جعفر عن ابيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه واله قال: عاش يعقوب بن اسحق مأة واربعين سنة وعاش يوسف بن يعقوب عليه السلام مأة وعشرين سنة. 224 – في مجمع البيان وفي كتاب النبوة بالاسناد عن محمد بن مسلم إلى قوله: وبالاسناد عن ابي خالد عن ابي عبد الله عليه السلام قال: دخل يوسف السجن وهو ابن اثنى عشرة سنة ومكث فيه ثماني عشرة سنة، وبقى بعد خروجه ثمانين سنة، فذلك مأة سنة وعشر سنين. 225 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن يزيد الكناسي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان نزل على رجل بالطائف قبل الاسلام فأكرمه، فلما ان بعث الله محمدا صلى الله عليه واله إلى الناس قيل للرجل: أتدري من الذي أرسله الله عزوجل إلى الناس ؟ قال: لا، قال: هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله يتيم أبي طالب وهو الذي كان نزل بالطائف يوم كذا وكذا فأكرمته، قال: فقدم الرجل


(1) كذا في النسخ لكن في المصدر والمنقول عنه في البحار ” لما عزل له. اه “. (*)

[ 474 ]

على رسول الله صلى الله عليه واله فسلم عليه وأسلم ثم قال له: تعرفني يارسول الله ؟ قال: ومن أنت ؟ قال: أنا رب المنزل الذي نزلت به بالطائف في الجاهلية يوم كذا وكذا فأكرمتك فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: مرحبا بك سل حاجتك، قال: اسئلك مأتي شاة برعاتها، فأمر له رسول الله صلى الله عليه واله بما سأل، ثم قال لاصحابه: ما كان على هذا الرجل ان يسألني سؤال عجوز بني اسرائيل لموسى عليه السلام، فقالوا: وما سئلت عجوز بني اسرائيل فقال: ان الله عزوجل أوحى إلى موسى ان احمل عظام يوسف من مصر قبل أن يخرج منها إلى الارض المقدسة بالشام، فسأل موسى عليه السلام عن قبر يوسف عليه السلام فجاء شيخ فقال: ان كان أحد يعرف قبره ففلانة، فأرسل موسى عليه السلام إليها، فلما جاءته قال: تعلمين قبر يوسف ؟ قالت: نعم، قال فدليني عليه ولك ما سألت، قالت: لا أدلك عليه الا بحكمي، قال: فلك الجنة، قالت: لا الا بحكمي عليك، فأوحى الله عزوجل إلى موسى: لا يكبر عليك أن تجعل لها حكمها، فقال لها موسى: فلك حكمك قالت: فان حكمي ان اكون معك في درجتك التي تكون فيها يوم القيامة في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه واله ما كان على هذا لو سألني ما سألت عجوز بني اسرائيل ؟. 226 – في من لا يحضره الفقيه قال الصادق عليه السلام: ان الله عزوجل أوحى إلى موسى بن عمران: ان أخرج عظام يوسف عليه السلام من مصر ووعده طلوع القمر فأبطأ القمر عليه فسأل عمن يعلم موضعه ؟ فقيل له: ههنا عجوز تعلم فبعث إليها فأتى بعجوز مقعدة عمياء فقال: تعرفين قبر يوسف عليه السلام ؟ قالت: نعم قال فأخبريني بموضعه فقالت: لا أفعل حتى تعطيني خصالا تطلق رجلي وتعيد الي بصري وترد الي شبابي وتجعلني معك في الجنة، فكبر ذلك على موسى عليه السلام فأوحى الله إليه انما تعطي علي فاعطها ما سألت ففعل فدلته على قبر يوسف عليه السلام فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق مرمر فلما أخرجه طلع القمر فحمله إلى الشام، فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم إلى الشام، وهو يوسف بن يعقوب وما ذكر الله عزوجل يوسف في القرآن غيره. 227 – في تفسير علي بن ابراهيم: وكأين من آية في السموات والارض


[ 475 ]

يمرون عليها وهم عنها معرضون قال: الكسوف والزلزلة والصواعق. 228 – اخبرنا احمد بن ادريس قال: حدثنا احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن الفضيل عن ابي جعفر عليه السلام في قوله تبارك وتعالى: وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون قال: شرك طاعة وليس شرك عبادة، والمعاصي التي يرتكبون فهي شرك طاعة أطاعوا فيها الشيطان، فاشركوا بالله في الطاعة لغيره، و ليس باشراك عبادة أن يعبدوا غير الله. 229 – في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وله الاسماء الحسنى التي لا يسمى لها غيره وهي التي وصفها في الكتاب فقال: ” فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه ” جهلا بغير علم فالذي يلحد في اسمائه بغير علم يشرك وهو لا يعلم، ويكفر به وهو يظن انه يحسن، فلذلك قال: ” و ما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون ” فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها. 230 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن سماعة عن أبي بصير واسحق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون ” قال: يطيع الشيطان من حيث لا يعلم فيشرك. 231 – علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن بكر عن ضريس عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون ” قال شرك طاعة وليس شرك عبادة. 232 – في تفسير العياشي عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون ” قال: من ذلك قول الرجل: لا وحياتك. 233 – عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال: شرك لا يبلغ به الكفر. 234 – أبو بصير عن أبي اسحق قال: هو قول الرجل: لولا الله وأنت ما فعل بي كذا وكذا، ولولا الله وانت ما صرف عني كذا وكذا واشباه ذلك.


[ 476 ]

235 – عن مالك بن عطية عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ” وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون ” قال: هو الرجل يقول: لولا فلان لهلكت، ولولا فلان لاصبت كذا وكذا، ولولا فلان لضاع عيالي، الا ترى انه قد جعل لله شريكا في ملكه يرزقه ويدفع عنه، قال: قلت: فيقول: لولا ان من الله علي بفلان لهلكت ؟ قال: نعم لا بأس بهذا. 236 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهم – السلام قالوا: سألناهما ! فقالا: شرك النعم. 237 – في مجمع البيان اختلف في معناه على أقوال: احدها انهم مشركوا قريش، كانوا يقرون بالله خالقا ومحييا ومميتا، ويعبدون الاصنام ويدعونها آلهة، مع انهم كانوا يقولون: الله ربنا والهنا يرزقنا وكانوا مشركين بذلك وثانيها انها نزلت في مشركي العرب إذا سئلوا: من خلق السموات والارض وينزل القطر ؟ قالوا: الله ثم هم يشركون وكانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، الا شريك هو لك تلمكه وما ملك وثالثها انهم أهل الكتاب آمنوا بالله واليوم الآخر والتوراة و الانجيل ثم اشركوا بانكار القرآن وانكار نبوة نبينا صلى الله عليه واله وهذا القول مع ما تقدمه رواه دارم ابن قبيصة عن علي بن موسى الرضا عن ابيه عن جده أبي عبد الله عليهم السلام. 238 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الاحول عن سلام بن المستنير عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني قال: ذاك رسول الله صلى الله عليه واله وامير المؤمنين عليه السلام، والاوصياء من بعدهم. 239 – علي بن ابرهيم عن ابيه قال: قال علي بن حسان لابي جعفر: يا سيدي ان الناس ينكرون عليك حداثة سنك فقال: وما ينكرون ؟ ذلك قول الله عزوجل لقد قال لنبيه: ” قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني ” فوالله ما تبعه الا علي عليه السلام وله تسع سنين، وانا ابن تسع سنين. 240 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال الباقر عليه السلام: ” قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني ” قال: علي اتبعه.


[ 477 ]

241 – في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن ابي عمرو الزبيري عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: اخبرني عن الدعاء إلى الله و الجهاد في سبيله اهو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الا من كان منهم، ام هو مباح لكل من وحد الله عزوجل وآمن برسول الله صلى الله عليه واله ومن كان كذا فله ان يدعو إلى الله عزوجل و إلى طاعته وان يجاهد في سبيله ؟ فقال: ذلك لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم بذلك الا من كان منهم قلت: من اولئك ؟ قال: من قام بشرائط الله عزوجل في القتال والجهاد على المجاهدين فهو المأذون له في الدعاء إلى الله عزوجل، ومن لم يكن قائما بشرائط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء إلى الله، حتى يحكم في نفسه ما اخذ الله عليه من شرائط الجهاد، قلت: فبين لي يرحمك الله ان الله تبارك و تعالى اخبر في كتابه الدعاء إليه ووصف الدعاة إليه إلى ان قال: ثم اخبر عن هذه الامة و ممن هي وانها من ذرية ابرهيم ومن ذرية اسمعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط، الذين وجبت لهم الدعوة دعوة ابراهيم واسمعيل من اهل المسجد الذين اخبر عنهم في كتابه أنه اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، الذين وصفناهم قبل هذا في صفة امة ابراهيم عليه السلام، الذين عناهم الله تبارك وتعالى في قوله: ” ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني ” يعني اول من اتبعه على الايمان به والتصديق له وبما جاء به من عند الله عزوجل، من الامة التي بعث فيها ومنها واليها قبل الخلق، ممن لم يشرك بالله قط، ولم يلبس ايمانه بظلم وهو الشرك، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 242 – في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة يوم الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام: ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الانام وصراطك المستقيم السوي وحجتك وسبيلك الداعي اليك على بصيرة هو ومن اتبعه وسبحان الله عما يشركون بولايته وبما يلحدون وباتخاذ الولايج دونه. 243 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: ” قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني ” يعني نفسه، ومن تبعه علي بن ابي طالب وآل محمد صلى الله عليه وعليهم اجمعين.


[ 478 ]

244 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن هشام بن الحكم قال سألت ابا عبد الله عليه السلام عن سبحان الله فقال: انفة الله (1). 245 – احمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن علي بن اسباط عن سليمان مولى طربال عن هشام الجواليقي قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” سبحان الله ” ما يعني به ؟ قال: تنزيه. 246 – في الكافي علي عن ابيه عن عبد الله بن المغيرة قال: قلت: لابي – عبد الله عليه السلام ما تفسير ” سبحان الله ” ؟ قال: انفة لله، أما ترى الرجل إذا عجب من الشئ قال: سبحان الله. 247 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في هاروت وماروت حديث طويل تقدم مسندا عند قوله تعالى: ” واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان ” الايات يقول فيه عليه السلام: اولست تعلم ان الله عزوجل لم يخل الدنيا قط من نبي أو امام من البشر ؟ أو ليس الله يقول: وما ارسلنا قبلك يعني إلى الخلق الا رجالا نوحي إليهم من اهل القرى فاخبر انه لم يبعث الملائكة إلى الارض ليكونوا ائمة أو حكاما، وانما ارسلوا إلى انبياء الله. 248 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فانه حدثني أبي عن محمد بن ابي عمير عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: وكلهم إلى انفسهم فظنوا ان الشياطين قد تمثلت لهم في صورة الملائكة. 249 – في تفسير العياشي عن ابن شعيب عن ابي عبد الله عليه السلام قال: وكلهم إلى انفسهم اقل من طرفة عين. 250 – عن زرارة قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: كيف لم يخف رسول الله صلى الله عليه واله فيما يأتيه من قبل الله ان يكون ذلك ما ينزغ به الشيطان ؟ قال: فقال: ان الله إذا اتخذ عبدا


(1) يعني تنزيه لذاته الاحدية عن كل ما لا يليق بجنابه، يقال: أنف من الشئ إذا استنكف عنه وكرهه وشرف نفسه عنه. ” قاله في الوافي “. (*)

[ 479 ]

رسولا انزل عليه السكينة والوقار، وكان يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه. 251 – في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء عليهم السلام حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال: حدثنا ابي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يابن رسول الله اليس من قولك: ان الانبياء معصومون قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عزوجل إلى ان قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: ” حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا ” قال الرضا عليه السلام: يقول الله تعالى: ” حتى إذا استيأس الرسل من قومهم فظن قومهم ان الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن.


[ 480 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابي عبد الله عليه السلام انه قال: من اكثر قرائة سورة الرعد لم يصبه الله بصاعقة ابدا ولو كان ناصبيا وإذا كان مؤمنا دخل الجنة بلا حساب، ويشفع في جميع من يعرفه من اهل بيته واخوانه. 2 – في مجمع البيان ابي بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرأ سورة الرعد اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد كل سحاب مضى، وكل سحاب يكون إلى يوم القيمة وكان يوم القيمة من المؤمنين بعهد الله. 3 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ” والمر ” معناه: انا الله المحيي المميت الرازق. 4 – في تفسير العياشي عن ابي لبيد عن ابي جعفر عليه السلام قال: يابالبيد ان لي في حروف القرآن المقطعة لعلما جما ان الله تبارك وتعالى انزل ” الم ذلك الكتاب ” فقام محمد صلى الله عليه واله حتى ظهر نوره وثبتت كلمته، وولد يوم ولد وقد مضى من الالف السابع مأة سنة وثلاث سنين، ثم قال: وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة، إذا عددتها من غير تكرار، وليس من حروف مقطعة حرف تنقضي ايامه الا وقائم من بني هاشم عند انقضائه، ثم قال: الالف واحد، واللام ثلثون، والميم أربعون، والصاد تسعون فذلك مأة واحد وستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن علي عليهما السلام ” الم ” فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند ” المص ” ويوقم قائمنا عند انقضائها بالمر فافهم ذلك وعه واكتمه (1) 5 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن الحسين بن خالد عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن قوله تعالى: ” والسماء ذات الحبك “


(1) وقد مر بعض ما ورد من الروايات في الحروف المقطعة في امثال هذه السورة التي ثنيت بلفظ الكتاب في اول سورة يونس فراجع. (*)

[ 481 ]

فقال: هي محبوكة إلى الارض وشبك بين اصابعه، فقلت: كيف يكون محبوكة إلى الارض والله يقول: ” رفع السماء بغير عمد ترونها ؟ فقال: سبحان الله، اليس يقول ” بغير عمد ترونها ” ؟ فقلت: بلى، قال: فثم عمد ولكن لا ترونها والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة، وستقف عليه بتمامه اول الذاريات وآخر الطلاق انشاء الله تعالى. 6 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: فمن شواهد خلقه خلق السموات موطدات (1) بلا عمد، قائمات بلا سند. 7 – وفيه كلام له عليه السلام يذكر فيه خلق السموات: جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا، بغير عمد تدعمها ولا دسار ينتظمها (2). 8 – في كتاب الاهليلجة قال الصادق عليه السلام فنظرت العين إلى خلق مختلف متصل بعضه ببعض، ودلها القلب على ان لذلك خالقا وذلك انه فكر حيث دلته العين على ان ما عاينت من عظم السماء وارتفاعها في الهواء بغير عمد ولا دعامة تمسكها وانها لا تتأخر فتنكشط (3) ولا تتقدم فتزول، ولا تهبط مرة فتدنوا ولا ترتفع فلا ترى. 9 – في تفسير العياشي عن الخطاب الاعور رفعه إلى اهل العلم والفقه من آل محمد صلى الله عليه واله قال: في الارض قطع متجاورات يعني هذه الارض الطيبة مجاورة لهذه الارض المالحة، وليست منها كما يجاور القوم القوم وليسوا منهم. 10 – في مجمع البيان وروى عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه واله بقول لعلي عليه السلام: الناس من شجرة شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة ثم قرأ: ” وفي الارض قطع متجاورات وجنات من أعناب ” الآية ” صنوان وغير صنوان ” قيل الصنو المثل والصنوان الامثال، ومنه قوله عم الرجل صنو أبيه. 11 – في نهج البلاغة قال: واحذروا ما نزل بالامم قبلكم من المثلات بسوء


(1) وطد الشئ: دام وثبت ورسا. (2) الدسار واحد الدسر: المسامير. (3) اي تنقطع. (*)

[ 482 ]

الافعال وذميم الاعمال، فتذكروا [ في الامم ] في الخير والشر أحوالهم، واحذروا ان تكونوا أمثالهم. 12 – وفيه قال عليه السلام: فاعتبروا بما أصاب الامم المستكبرين من قبلكم من بأس الله وصولاته ووقايعه ومثلاته، واتعظوا بمثاوي (1) خدودهم ومصارع جنوبهم. 13 – في كتاب التوحيد حدثنا أبو علي الحسين بن احمد البيهقي بنيسابور سنة اثنين وخمسين وثلثمأة، قال: أخبرنا محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا أبو ذكوان قال: سمعت ابراهيم العباسي يقول: كنا في مجلس الرضا عليه السلام: فتذاكروا الكبائر وقول المعتزلة فيها انها لا تغفر، فقال الرضا عليه السلام: قال أبو عبد الله عليه السلام قد نزل القرآن بخلاف قول المعتزلة قال الله جل جلاله: وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم. 14 – في مجمع البيان وروى سعيد بن المسيب قال: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه واله: لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ أحد بعيش، ولولا وعيد الله وعقابه لاتكل كل واحد. 15 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى عباد بن عبد الله قال: قال علي عليه السلام: ما نزلت من القرآن آية الا وقد علمت أين نزلت وفيمن نزلت وفي اي شئ نزلت وفي سهل نزلت أو في جبل نزلت، قيل: فما نزل فيك ؟ قال: لولا انكم سألتموني ما أخبرتكم، نزلت في هذه الاية ” انما انت منذر ولكل قوم هاد ” فرسول الله صلى الله عليه واله المنذر، وأنا الهادي إلى ما جاء به. 16 – في مجمع البيان عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه واله: أنا المنذر وعلي الهادي من بعدي، يا علي بك يهتدي المهتدون. 17 – وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل بالاسناد عن ابي بردة الاسلمي قال: دعا رسول الله صلى الله عليه واله بالطهور وعنده علي بن ابي طالب عليه السلام، فأخذ رسول الله بيد علي عليه السلام بعد ما تطهر فألزقها بصدره، ثم قال ” انما أنت منذر ” ثم ردها إلى صدر علي ثم قال: ” ولكل قوم هاد ” ثم قال: انك منارة الانام


(1) المثاوى جمع المثوى: المنزل. (*)

[ 483 ]

وغاية الهدي وامير القرى، اشهد على ذلك انك كذلك. 18 – في كشف المحجة لابن طاوس ” عليه الرحمة ” عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: قال الله تعالى لنبيه: ” انما انت منذر ولكل قوم هاد ” فالهادي بعد النبي صلى الله عليه واله هاد لامته على ما كان من رسول الله صلى الله عليه واله، فمن عسى أن يكون الهادي الا الذي دعاكم إلى الحق وقادكم إلى الهدى. 19 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن مسلم قال قلت لابي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” انما انت منذر ولكل قوم هاد ” فقال: كل امام هادي كل قوم في زمانه. 20 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد وفضالة بن ايوب عن موسى بن بكر عن الفضيل قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” ولكل قوم هاد ” فقال: كل امام هاد للقرن الذي هو فيهم. 21 – علي بن ابرهيم عن محمد بن ابي عمير عن ابن اذينة عن بريد العجلي عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” انما انت منذر ولكل قوم هاد ” فقال: رسول الله صلى الله عليه واله المنذر ولكل زمان منا هاد يهديهم إلى ما جاء به نبي الله صلى الله عليه واله، ثم الهداة من بعده علي ثم الاوصياء واحدا بعد واحد. 22 – الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن محمد ابن اسمعيل عن سعدان عن ابي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ” انما انت منذر ولكل قوم هاد ” فقال: رسول الله صلى الله عليه واله المنذر، وعلي الهادي، يا با محمد هل من هاد اليوم ؟ قلت: بلى جعلت فداك ما زال منكم هاد من بعد هاد حتى دفعت اليك، فقال: رحمك الله يا با محمد لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب، ولكنه حي يجري فيمن بقي كما يجري فيمن مضى. 23 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن منصور عن عبد الرحيم القصير عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: ” انما انت منذر


[ 484 ]

ولكل قوم هاد ” فقال: رسول الله صلى الله عليه واله المنذر، وعلي الهادي، اما والله ما ذهبت منا و ما زالت فينا إلى الساعة. 24 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن حماد عن أبي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: المنذر رسول الله صلى الله عليه واله، والهادي امير المؤمنين، وبعده الائمة عليهم السلام وهو قوله: ” ولكل قوم هاد ” في كل زمان هاد مبين، وهو رد على من ينكر ان في كل أوان وزمان اماما، وانه لا تخلو الارض من حجة كما قال امير المؤمنين عليه السلام: لا تخلو الارض من قائم بحجة الله اما ظاهر مشهور واما خائف مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته. 25 – في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: فينا نزلت هذه الآية ” انما انت منذر ولكل قوم هاد ” فقال رسول الله صلى الله عليه واله: انا المنذر وانت الهادي يا علي فهنا الهادي والنجاة والسعادة إلى يوم القيمة. 26 – عن عبد الرحيم القصير قال: كنت يوما من الايام عند ابي جعفر عليه السلام فقال: يا عبد الرحيم، قلت: لبيك، قال: قول الله: ” انما انت منذر ولكل قوم هاد ” إذ قال رسول الله صلى الله عليه واله انا المنذر وعلي الهادي ومن الهادي اليوم ؟ قال: فمكثت طويلا ثم رفعت رأسي فقلت: جعلت فداك هي فيكم توارثوها رجل فرجل حتى انتهت اليك، فانت جعلت فداك الهادي، قال: صدقت يا عبد الرحيم ان القرآن حي لا يموت ” والآية حية لا تموت. 27 – وقال عبد الرحيم: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان القرآن لم يمت وانه يجري كما يجري الليل والنهار، وكما يجري الشمس والقمر، ويجري على آخرنا كما يجري على اولنا. 28 – عن حنان بن سدير عن ابيه عن ابي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى: ” انما انت منذر ولكل قوم هاد ” فقال: رسول الله صلى الله عليه واله المنذر وعلي الهادي، وكل امام هاد للقرن الذي هو فيه.


[ 485 ]

29 – جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه واله: انا المنذر وعلي الهادي إلى امري. 30 – في روضة الكافي محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر وعبد الملك بن عمرو وعبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عاش نوح عليه السلام خمسمأة سنة، ثم أتاه جبرئيل عليه السلام فقال: يا نوح قد انقضت نبوتك و استكملت ايامك فانظر الاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة التي معك، فادفعها إلى ابنك سام، فاني لا أترك الارض الا وفيها عالم تعرف به طاعتي ويعرف به هداى ويكون نجاة فيما بين مقبض النبي عليه السلام ومبعث النبي الآخر، ولم اترك الارض بغير حجة إلى وداع الي وهاد إلى سبيلي وعارف بأمري، فاني قد قضيت أن أجعل لكل قوم هاديا أهدي به السعداء، ويكون حجة لي على الاشقياء قال. فدفع نوح صلى الله عليه الاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة إلى سام، واما حام ويافث فلم يكن عندهما علم ينتفعان به. 31 – في الكافي عنه عن أحمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز عمن ذكره عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عزوجل يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيض الارحام وما تزداد قال: الغيض كل حمل دون تسعة أشهر، ” وما تزداد ” كل شئ يزداد على تسعة اشهر، وكلما رات المراة الدم الخالص في حملها فانها تزداد بعدد الايام التي زاد فيها في حملها من الدم. 32 – في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر أو ابي عبد الله عليهما السلام في قوله: ” ما تحمل كل انثى ” يعني الذكر والانثى ” وما تغيض الارحام ” قال: الغيض ما كان أقل من الحمل ” وما تزداد ” ما زاد من الحمل، فهو كلما زاد من الدم في حملها. 33 – محمد بن مسلم وحمران وزرارة عنهما عليهما السلام قالا: ” وما تحمل كل انثى ” وانثى أو ذكر، ” وما تغيض الارحام ” التي لا تحمل ” وما تزداد ” من انثى أو ذكر. 34 – عن محمد بن مسلم قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” ما تحمل كل انثى وما تغيض الارحام ” قال: ما لم يكن حملا ” وما تزداد ” قال: الذكر والانثى جميعا. 35 – زرارة عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله: ” يعلم ما تحمل كل انثى ” قال الذكر


[ 486 ]

والانثى ” وما تغيض الارحام ” قال: ما كان من دون التسعة وهو غيض، ” وما تزداد ” قال: ما رأت الدم في حال حملها ازداد به على التسعة الاشهر. 36 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: سواء منكم من اسر القول ومن جهر به يعني فالسر والعلانية عنده سواء. 37 – في تفسير العياشي عن شريك العجلي قال: سمعني أبو عبد الله عليه السلام وأنا اقرأ: له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله فقال: مه وكيف يكون المعقبات من بين يديه ؟ انما يكون المعقبات من خلفه انما أنزلها الله: ” له رقيب من بين يديه ومعقبات من خلفه يحفظونه بأمر الله “. 38 – عن فضيل بن عثمان [ سكره ] (1) عن ابي عبد الله عليه السلام قال في هذه الآية: ” له معقبات من بين يديه ” الآية قال: هو المقدمات المؤخرات (2) المعقبات الباقيات الصالحات. 39 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب حمران قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام وقد قرأت: ” له معقبات من بين يديه ومن خلفه ” قال: وانتم عرب يكون المعقبات بين يديه ؟ قلت: كيف تقرأها ؟ قال: ” له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بامر الله من امر الله “. 40 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله ” فقال أبو عبد الله عليه السلام: كيف يحفظ الشئ من امر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه ؟ فقيل له: وكيف ذلك يابن رسول الله ؟ فقال: انما انزلت: ” له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله “. 41 – وفيه قوله: ” له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله ” فانها قرئت عند ابي عبد الله عليه السلام فقال لقاريها الستم عربا فكيف يكون المعقبات من بين يديه وانما المعقب من خلفه ؟ فقال الرجل: جعلت فداك كيف هذا ؟ فقال:


(1) ما بين العلامتين غير موجود في المصدر. (2) وفي المصدر: ” من المقدمات المؤخرات “. (*)

[ 487 ]

انما انزلت ” له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بامر الله ” ومن ذا الذي يقدر ان يحفظ الشئ من امر الله وهم الملائكة الموكلون بالناس. 42 – وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: ” له معقبات من من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله ” يقول: بامر الله من ان يقع في ركي (1) أو يقع عليه حائط أو يصيبه شئ حتى إذا جاء القدر خلوا بينه وبينه، يدفعونه إلى المقادير، وهما ملكان يحفظانه بالليل وملكان بالنهار يتعاقبانه. 43 – في مجمع البيان وروى عن علي عليه السلام ” يحفظونه بأمر الله ” واختلف في المعقبات على أقوال: ” احدها “: انها الملائكة يتعاقبون تعقب ملائكة الليل ملائكة النهار، وملائكة النهار ملائكة الليل، وهم الحفظة يحفظون على العبد عمله، عن الحسن وسعيد بن جبير وقتادة والجبائي، وقال الحسن: هم أربعة املاك يجتمعون عند صلوة الفجر وهو معنى قوله: ان قرآن الفجر كان مشهودا ” وقد روى ذلك عن الائمة عليهم السلام. 44 – والثاني انهم ملائكة يحفظونه من المهالك حتى ينتهوا به إلى المقادير فيخلون بينه وبين المقادير عن علي عليه السلام. 45 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى ابي خالد الكابلي قال: سمعت زين العابدين عليه السلام يقول: الذنوب التي تغير النعم البغي على الناس والزوال عن العادة في الخير، واصطناع المعروف وكفران النعم وترك الشكر، قال الله عزوجل: ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 46 – في اصول الكافي علي بن ابرهيم عن ابيه عن ابن محبوب عن جميل ابن صالح عن سدير قال: سأل رجل ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” قالوا ربنا باعد بين اسفارنا وظلموا انفسهم ” الآية فقال: هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض، وأنهار جارية، واموال ظاهرة فكفروا نعم الله عزوجل و غيروا ما بأنفسهم من عافية الله، فغير الله ما بهم من نعمة، وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم، فارسل عليهم سيل العرم فغرق قراهم، وخرب ديارهم، وأذهب


(1) الركى جمع الركية: البئر. (*)

[ 488 ]

باموالهم وابدلهم مكان جناتهم ” جنتين ذواتي اكل خمط واثل وشئ من سدر قليل ” ثم قال: ” ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازى الا الكفور “. 47 – في قرب الاسناد للحميري احمد بن محمد عن احمد بن محمد بن أبي نصر عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى: ” ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم وإذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ” فقال: ان القدرية يحتجون باولها وليس كما يقولون، الا ترى ان الله تبارك وتعالى يقول: وإذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وقال نوح صلى الله عليه: ” ولا ينفعكم نصحي ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم ” قال: الامر إلى الله يهدي من يشاء. 48 – في تفسير العياشي عن احمد بن محمد عن ابي الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله: ” ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم وإذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ” فصار الامر إلى الله تعالى. 49 – عن سليمان بن عبد الملك قال: كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السلام قاعدا فأتى بامرأة قد صار وجهها قفاها، فوضع يده اليمنى في جبينها ويده اليسرى من خلف ذلك ثم عصر وجهها عن اليمين، ثم قال: ” ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فرجع وجهها فقال: أحذري ان تفعلين كما فعلت (1). 50 – عن ابي عمرو المدايني عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان ابي كان يقول: ان الله قضى قضاءا حتما لا ينعم على عبده نعمة فيسلبها اياه قبل ان يحدث العبد ذنبا يستوجب بذلك الذنب سلب تلك النعمة، وذلك قول الله: ” ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “. 51 – عن الحسين بن سعيد المكفوف كتب إليه في كتاب له: جعلت فداك يا سيدي علم مولاك ما معنى ” ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” فكتب صلوات


(1) وبعده: ” قالوا يابن رسول الله وما فعلت ؟ فقال: ذلك مستور الا أن تتكلم به فسألوها فقالت: كانت لي ضرة فقمت اصلي فظننت ان زوجي معها، فالتفت إليها فرأيتها قاعدة وليس هو معها فرجع وجهي على ما كان “. (*)

[ 489 ]

الله عليه: اما التغيير فانه ليس إليهم حتى يتولوا ذلك بانفسهم بخطاياهم وارتكابهم ما نهى عنه، وفي الحديث اشياء غير هذا سؤالا وجوابا انتزعنا منه موضع الحاجة. 52 – في عيون الاخبار حديث طويل وفيه وقال الرضا عليه السلام في قول الله عزوجل: هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا قال: خوفا للمسافر وطمعا للمقيم. 53 – في تفسير العياشي يونس بن عبد الرحمان ان داود قال: كنا عنده فارتعدت السماء فقال له أبو بصير: جعلت فداك ان للرعد كلاما ؟ فقال: يا محمد سل عما يعنيك فقال له أبو بصير: جعلت فداك ان للرعد كلاما ؟ فقال: يابا محمد سل عما يعنيك ودع عما لا يعنيك. 54 – في من لا يحضره الفقيه وروى ان الرعد صوت ملك أكبر من الذباب واصغر من الزنبور. 55 – وسأل أبو بصير أبا عبد الله عليه السلام عن الرعد أي شئ هو ؟ قال: انه بمنزلة الرجل يكون في الابل فيزجرها هاي هاي كهيئة ذلك، قال: قلت: جعلت فداك فما حال البرق ؟ قال: تلك مخاريق الملائكة (1) تضرب السحاب فتسوقه إلى الموضع الذي قضى الله عزوجل فيه المطر، وهذان الحديثان تقدما أول البقرة. 56 – في مجمع البيان وكان صلى الله عليه واله إذا سمع صوت الرعد قال: سبحان من يسبح الرعد بحمده. 57 – وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: ان ربكم سبحانه يقول: لو أن عبادي أطاعوني لاسقيتهم المطر بالليل وأطلعت عليهم الشمس بالنهار ولم اسمعهم صوت الرعد. 58 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه واله بعث رجلا إلى فرعون من فراعنة العرب يدعوه إلى الله عزوجل، فقال لرسول الله صلى الله عليه واله: أخبرني عن الذي تدعوني إليه أمن فضة هو أم من ذهب أم من حديد ؟ فرجع إلى النبي صلى الله عليه واله فاخبره بقوله فقال النبي: ارجع إليه فادعه قال: يا نبي الله انه أغنى من ذلك، قال:


(1) قال الطريحي: في الحديث البرق مخاريق الملائكة هي جمع مخراق وهو في الاصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا يعني البرق آلة تزجر الملائكة بها السحاب وتسوقه. (*)

[ 490 ]

ارجع إليه، فقال كقوله فبينا هو يكلمه إذ رعدت سحابة رعدة فأبقت على رأسه صاعقة ذهبت بقحف رأسه (1) فأنزل الله جل ثناوه: ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال. 59 – في الصحيفة السجادية في دعائه عليه السلام في الصلوة على حملة العرش والذي بصوت زجره يسمع زجل الرعود وإذا سبحت به حفيفة السحاب التمعت صواعق البروق. 60 – في مجمع البيان ” وهو شديد المحال ” اي شديد الاخذ عن علي عليه السلام. 61 – وروى سالم بن عبد الله عن ابيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك. 62 – وروى عن ابي جعفر الباقر عليه السلام ان الصواعق تصيب المسلم وغير المسلم ولا تصيب ذاكرا. 63 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد ابن اسمعيل عن محمد بن الفضيل عن ابي الصباح الكناني عن ابي عبد الله عليه السلام قال: يموت المؤمن بكل ميتة الا الصاعقة وهو يذكر الله عزوجل. 64 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن ابن اذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الصواعق لا تصيب ذاكرا، قال: قلت: وما الذاكر ؟ قال: من قرأ مأة آية. 65 – حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهيب بن حفص عن ابي بصير قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن ميتة المؤمن، قال: يموت المؤمن بكل ميتة غرقا، ويموت بالهدم، ويبتلي بالسبع، ويموت بالصاعقة ولا تصيب ذاكرا لله عزوجل. 66 – علي بن ابراهيم عن ابيه عن علي بن معبد عن ابيه عمن ذكره عن ابي عبد الله


(1) القحف: العظم فوق الدماغ. (*)

[ 491 ]

عليه السلام انه قال: لا تملوا من قرائة ” إذا زلزلت الارض زلزالها ” فانه من كانت قرائتة بها في نوافله لم يصبه الله عزوجل بزلزلة ابدا، ولم يمت بها ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا حتى يموت، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 67 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ الا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه فهذا مثل ضربه للذين يعبدون الاصنام، والذين يعبدون آلهة من دون الله، فلا يستجيبون لهم بشئ ولا ينفعهم الا كباسط كفيه إلى الماء ليتناوله من بعيد ولا يناله. 68 – وحدثني ابي عن احمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه واله فقال: يارسول الله رأيت امرا عظيما، فقال وما رأيت ؟ قال: كان لي مريض ونعت له ماء من بئر بالاحقاف يستشفي به في برهوت قال: فتهيأت ومعي قربة وقدح لآخذ من مائها واصب في القربة، إذا بشئ قد هبط في جو السماء كهيئة السلسلة وهو يقول: يا هذا اسقني الساعة اموت فرفعت راسي إليه ورفعت إليه القدح لاسقيه فإذا رجل في عنقه سلسلة، فلما ذهبت اناوله القدح اجتذب حتى علق بالشمس، ثم اقبلت على الماء اغرف إذ أقبل الثانية وهو يقول: العطش العطش يا هذا اسقني الساعة اموت فرفعت القدح لاسقيه فاجتذب حتى علق بالشمس حتى فعل ذلك الثالثة وشددت قربتي ولم اسقه، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ذاك قابيل بن آدم قتل اخاه وهو قوله عزوجل: ” والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ الا كباسط كفيه ” إلى قوله ” الا في ضلال “. 69 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن علي بن اسباط عن غالب بن عبد الله عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: وضلالهم بالغدو والاصال قال: هو الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وهي ساعة اجابة. 70 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ولله يسجد من في السموات والارض طوعا وكرها وضلالهم بالغدو والاصال قال: بالعشي قال: ظل المؤمن يسجد طوعا،


[ 492 ]

وظل الكافر يسجد كرها، هو نموهم وحركتهم وزيادتهم ونقصانهم. 71 – وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله: ” ولله يسجد من في السموات والارض طوعا وكرها ” الآية قال: اما من يسجد من أهل السموات طوعا فالملائكة يسجدون لله طوعا، ومن يسجد من اهل الارض، فمن ولد في الاسلام فهو يسجد له طوعا، واما من يسجد له كرها فمن جبر على الاسلام، واما من لم يسجد فظله يسجد له بالغداة والعشي. 72 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: فتبارك الذي يسجد له من في السموات والارض طوعا وكرها ويعفر له خدا ووجها ويلقى بالطاعة إليه سلما وضعفا ويعطي له القياد رهبة وخوفا. 73 – وقال عليه السلام: وسجدت له بالغدو والآصال الاشجار. 74 – في كتاب اعتقادات الامامية للصدوق (ره) وروى عن زرارة انه قال: قلت للصادق عليه السلام ان رجلا من ولد عبد الله بن سنان يقول بالتفويض قال: وما التفويض ؟ قلت: يقول: ان الله عزوجل خلق محمدا وعليا ثم فوض اليهما فخلقا ورزقا و احييا واماتا فقال: كذب عدو الله وإذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرعد: ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار فانصرفت إلى الرجل فاخبرته وكأنما القمته حجرا أو قال: فكأنما خزى. 75 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وقد بين الله تعالى قصص المغيرين فضرب مثلهم بقوله فاما الزبد فيذهب جفاء واماما ينفع الناس فيمكث في الارض فالزبد في هذا الموضع كلام الملحدين الذين اثبتوه في القرآن فهو يضمحل ويبطل، ويتلاشى عند التحصيل، والذي ينفع الناس منه فالتنزيل الحقيقي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والقلوب تقبله، والارض في هذا الموضع فهي محل العلم وقراره، وليس يسوغ مع عموم التقية التصريح باسماء المبدلين، ولا الزيادة في آياته على ما اثبتوه من تلقاءهم في الكتاب لما في ذلك من تقوية حجج اهل التعطيل والكفر والملل المنحرفة، و


[ 493 ]

ابطال هذا العلم الظاهر الذي قد استكان له الموافق والمخالف بوقوع الاصطلاح على الايتمار له والرضا بهم، ولان اهل الباطل في القديم والحديث اكثر عدد من اهل الحق، ولان الصبر على ولاة الامر مفروض لقول الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل ” وايجابه مثل ذلك على اوليائه واهل طاعته بقوله: ” لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة “. 76 – في مجمع البيان: اولئك لهم سوء الحساب في الحديث: من نوقش في الحساب عذب، وقيل: هو ان لا يقبل لهم حسنة ولا تغفر لهم سيئة وروى ذلك عن ابي عبد الله عليه السلام. 77 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله وبئس المهاد قال: يمهدون في النار. 78 – في تفسير العياشي عن عقبة بن خالد قال: دخلت على ابي عبد الله عليه السلام فاذن لي وليس هو في مجلسه، فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه وليس عليه جلباب، فلما نظر الينا رحب بنا ثم جلس (1) ثم قال: انتم اولوا الالباب في كتاب الله قال الله: انما يتذكر اولوا الالباب. 79 – عن أبي العباس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تفكر ساعة خير من عبادة سنة انما يتذكر اولوا الالباب. 80 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام قال: ان رحم آل محمد معلقة بالعرش، تقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، وهي تجري في كل رحم ونزلت هذه الآية في آل محمد وما عاهدهم عليه وما أخذ عليهم من الميثاق في الذر من ولاية امير المؤمنين عليه السلام و الائمة عليهم السلام بعده وهو قوله: الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق الآية. 81 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن علي بن أبي حمزة عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول ان الرحم معلقة بالعرش تقول: اللهم صلى من وصلني واقطع من قطعني، وهي


(1) وفي المصدر: ” فلما نظر الينا قال: احب لقائكم ثم جلس “. (*)

[ 494 ]

رحم آل محمد وهو قول الله عزوجل: الذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ورحم كل ذي رحم. 82 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن صفوان الجمال قال: وقع بين ابي عبد الله عليه السلام وبين عبد الله بن الحسن كلام حتى وقعت الضوضاء بينهم (1) فاجتمع الناس فافترقا عشيتهما بذلك وغدوت في حاجة، فإذا انا بأبي عبد الله عليه السلام على باب عبد الله بن الحسن وهو يقول: يا جارية قولي لابي محمد، قال: فخرج فقال: يا ابا عبد الله ما بكر بك ؟ قال: اني تلوت آية من كتاب الله عزوجل البارحة فأقلقتني، قال: وما هي ؟ قال: قول الله عزوجل: ” الذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ” فقال: صدقت لكأني لن اقرأ هذه الآية من كتاب الله قط فاعتنقا وبكيا. 83 – عدة من اصحابنا عن احمد بن ابي عبد الله عن ابن فضال عن ابن بكير عن عمر ابن يزيد قال: سالت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” الذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ” فقال: قرابتك. 84 – علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان وهشام بن الحكم ودرست بن أبي منصور عن عمر بن يزيد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ” الذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل ” فقال: نزلت في رحم آل محمد صلى الله عليه واله وقد يكون في قرابتك، ثم قال. فلا تكونن ممن يقول للشئ انه في شئ واحد. 85 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ومما فرض الله تعالى ايضا في المال من غير الزكوة قوله تعالى: ” الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 86 – عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن هشام بن أحمر، وعلي بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن


(1) الضوضاء: اصوات الناس في الحرب. (*)

[ 495 ]

شاذان عن ابن أبي عمير عن ابراهيم بن عبد الحميد جميعا عن سلمة مولاة أبي عبد الله عليه السلام قالت: كنت عند أبي عبد الله حين حضرته الوفاة فأغمى عليه، فلما أفاق قال: اعطوا الحسن بن علي بن علي بن الحسين وهو الافطس سبعين دينارا، واعطوا فلانا كذا، وفلانا كذا فقلت: أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة ؟ فقال: ويحك اما تقرئين القرآن ؟ قلت: بلى، قال: أما سمعت قول الله عزوجل: ” الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب “. قال ابن محبوب في حديثه حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك ؟ فقال: تريدين على أن لا اكون من الذين قال الله تبارك وتعالى: ” الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ” ؟ نعم يا سلمة ان الله خلق الجنة وطيبها و طيب ريحها، وان ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام، ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم. 87 – في تفسير العياشي عن العلا بن الفضيل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الرحم معلقة بالعرش يقول: اللهم صلى من وصلني واقطع من قطعني، وهي رحم آل محمد ورحم كل مؤمن، وهو قول الله: ” والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل “. 88 – عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: بر الوالدين وصلة الرحم يهونان الحساب، ثم تلا هذه الآية: ” والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب “. 89 – عن محمد بن الفضل قال: سمعت العبد الصالح يقول: ” الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ” قال: هي رحم آل محمد معلقة بالعرش يقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، وهي تجري في كل رحم. 90 – عن الحسين بن موسى قال: روى أصحابنا قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ” فقال: هو صلة الامام في كل سنة بما قل أو كثر، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام وما اريد بذلك الا تزكيتكم. 91 – في مجمع البيان وروى الوليد بن ابان عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: هل على الرجل في ماله سوى الزكوة ؟ قال: نعم أين ما قال الله: ” والذين


[ 496 ]

يصلون ” الآية ؟. 92 – في كتاب معاني الاخبار أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن يحيى عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال لرجل: يا فلان مالك ولاخيك ؟ قال: جعلت فداك كان لي عليه شئ فاستقصيت عليه في حقي، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أخبرني عن قول الله عزوجل: ويخافون سوء الحساب اتراهم يخافون أن يظلمهم أو يجور عليهم ؟ لا ولكنهم خافوا الاستقصاء والمداقة. 93 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا معشر المسلمين اياكم والزنا فان فيه ست خصال: ثلث في الدنيا فانه يذهب البهاء ويورث الفقر وينقص العمر، واما التي في الآخرة فانه يوجب سخط الرب عزوجل وسوء الحساب والخلود في النار. 94 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي عن حماد بن عثمان قال: دخل رجل على أبي عبد الله عليه السلام فشكى إليه رجلا من أصحابه، فلم يلبث ان جاء المشكو، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: ما لفلان يشكوك ؟ فقال له: يشكوني اني استقصيت منه حقي، قال: فجلس أبو عبد الله عليه السلام مغضبا ثم قال: كانك إذا استقصيت حقك لم تسئ ؟ ارايتك ما حكى الله عزوجل فقال: ” و يخافون سوء الحساب ” ترى أنهم خافوا الله جل وعزأن يجور عليهم ؟ لا والله ما خافوا الا الاستقصاء، فسماه الله جل وعز سوء الحساب، فمن استقصى فقد أساء. 95 – في تفسير العياشي عن أبي أسحق قال: سمعته يقول في ” سوء الحساب ” لا تقبل حسناتهم ويؤخذون بسيئاتهم. 96 – عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله ” يخافون سوء الحساب ” قال تحسب عليهم السيئات وتحسب لهم الحسنات وهو الاستقصاء. 97 – عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله ” يخافون سوء الحساب ” قال الاستقصاء والمداقة، وقال: تحسب عليهم السيئات ولا تحسب لهم الحسنات.


[ 497 ]

98 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام لو لم يكن للحساب مهولة الاحياء العرض على الله وفضيحة هتك الستر على المخفيات لحق للمرء ان لا يهبط من رؤس الجبال ولا يأوى إلى عمران، ولا يأكل ولا يشرب ولا ينام الا عن اضطرار متصل بالتلف. 99 – في مجمع البيان: ويدرؤن بالحسنة السيئة اي ينفون بفعل الطاعة المعصية قال ابن عباس: يدفعون بالعمل الصالح الشر من العمل، كما روى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال لمعاذ بن جبل: إذا عملت السيئة فاعمل بجنبها حسنة تمحها. 100 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن حماد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي إذا عملت سيئة فاتبعها بحسنة تمحها سريعا، وعليك بصنايع الخير فانها تدفع مصارع السوء. 101 – قوله: جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وازواجهم و ذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار قال: نزلت في الائمة عليهم السلام وشيعتهم الذين صبروا. 102 – وحدثني أبي عن ابن ابي عمير عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نحن صبر وشيتعنا اصبر منا لانا صبرنا بعلم وصبروا على ما لا يعلمون. 103 – في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على الناس يوم الشورى قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه واله: من سره أن يحيى حيوتي ويموت مماتي ويسكن جنتي التي وعدني الله ربي جنات عدن قضيب غرسه الله بيده ثم قال له كن فكان، فليوال علي بن أبيطالب وذريته من بعده، فهم الائمة وهم الاوصياء أعطاهم الله علمي وفهمي، لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى، لا تعلموهم فهم أعلم منكم يزول الحق معهم اينما زالوا، غيري ؟ قالوا: اللهم لا. 104 – وعن علي عليه السلام انه سئله بعض اليهود فقال: أين يسكن نبيكم من الجنة ؟ قال: في أعلاها درجة واشرفها مكانا، في حنات عدن، قال: صدقت والله انه بخط


[ 498 ]

هارون واملاء موسى. 105 – في اصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن ابي اسامة عن هشام ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن ابي حمزة عن ابي اسحق قال: حدثني الثقة من اصحاب امير المؤمنين عليه السلام انهم سمعوا امير المؤمنين عليه السلام يقول في خطبة له: اللهم واني لاعلم ان العلم لا يازر كله ولا تنقطع مواده، وانك لا تخلى ارضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور (1) كي لا تبطل حجتك ولا يضل اوليائك بعد إذ هديتهم، بل أين هم وكم [ هم ] ؟ اولئك الاقلون عددا، والاعظمون عند الله جل ذكره قدرا، المتبعون لقادة الدين، الائمة الهادين، الذين يتأدبون بآدابهم، وينهجون نهجهم، فعند ذلك يهجم بهم العلم على حقيقة الايمان فتستجيب ارواحهم لقادة العلم ويستلينون من حديثهم ما استوعر (2) على غيرهم، ويأنسون بما استوحش منه المكذبون واباه المسرفون، اولئك اتباع العلماء صحبوا اهل الدنيا بطاعة الله تبارك وتعالى ولاوليائه، ودانوا بالتقية على دينهم والخوف من عدوهم، فأرواحهم معلقة بالمحل الاعلى فعلماؤهم واتباعهم خير من صمت في دولة الباطل منتظرون لدولة الحق، وسيحق الله الحق بكلماته ويمحق الباطل، هاها طوبى لهم على صبرهم على دينهم في حال هدنتهم، وياشوقاه إلى رؤيتهم في حال ظهور دولتهم وسيجمعنا الله واياهم في جنات عدن ومن صلح من آبائهم وازواجهم وذرياتهم. 106 – عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة ابن ايوب عن ابي المغرا عن محمد بن سالم عن ابان بن تغلب قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من اراد ان يحيى حيوتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن التي غرسها الله بيده فليتوال علي بن ابي طالب عليه السلام، وليتول وليه وليعاد عدوه، وليسلم للاوصياء من بعده فانهم عترتي من لحمي ودمي، اعطاهم الله


(1) وفي نسخة ” مغمود ” بالدال. (2) اي استصعب. (*)

[ 499 ]

فهمي وعلمي، إلى الله اشكو من امتي المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، و ايم الله لتقتلن ابني لا انالهم الله شفاعتي. 107 – في من لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبي صلى الله عليه واله الذي يذكر فيه صفة الجنة قال: فقلت لبلال: هل وسطها غيرها ؟ قال نعم جنة عدن وهي في وسط الجنان، واما جنة عدن فسورها ياقوت احمر وحصاها اللؤلؤ. 108 – في كتاب ثواب الاعمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أطعم ثلثة نفر من المؤمنين اطعمه الله من ثلاث جنات، ملكوت السماء الفردوس وجنة عدن وطوبى، وهي شجرة من جنة عدن غرسها ربي بيده. 109 – في مجمع البيان وروى العياشي بالاسناد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك أخبرني عن الرجل المؤمن له امرأة مؤمنة يدخلان الجنة يتزوج أحدهما الآخر ؟ فقال: يابا محمد ان الله حكم عدل إذا كان أفضل منها خيره الله فان اختارها كانت من أزواجه، وان كانت هي خير منه خيرها، فان اختارته كان زوجا لها. 110 – في كتاب الخصال عن موسى بن ابراهيم عن أبيه رفعه باسناده رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه واله ان ام سلمة قالت له: بأبي أنت وامي، المرئة يكون لها زوجان فيموتان فيدخلان الجنة لايهما تكون ؟ فقال: يا ام سلمة تخير أحسنهما خلقا و خيرهما لاهله، يا ام سلمة ان حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة. 111 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن اسحق عن أبي جعفر عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يصف فيه حال المؤمن إذا دخل جنته وغرفه، وفيه، ثم يبعث الله له ألف ملك يهنونه بالجنة ويزوجونه بالحوراء، فينتهون إلى اول باب من جنانه فيقولون للملك الموكل بأبواب الجنان: استأذن لنا على ولي الله، فان الله قد بعثنا مهنين فيقول الملك: حتى أقول للحاجب فيعلمه مكانهم، قال: فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه وبين الحاجب ثلاث جنان حتى


[ 500 ]

ينتهي إلى اول باب فيقول للحاجب: ان على باب العرصة (1) الف ملك أرسلهم رب العالمين جاؤا يهنون ولي الله وقد سألوا أن أستأذن لهم عليه، فيقول له الحاجب: انه ليعظم علي ان استأذن لاحد على ولي الله وهو مع زوجته، قال: وبين الحاجب وبين ولي الله جنتان، فيدخل الحاجب على القيم فيقول له: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين يهنون ولي الله فأستأذن، فيقول القيم إلى الخدام فيقول لهم: ان رسل الجبار على باب العرصة وهم الف ملك أرسلهم يهنون ولي الله فأعلموه مكانهم، قال: فيعلمون الخدام مكانهم قال: فيؤذن لهم فيدخلون على ولي الله وهو في الغرفة ولها ألف بابا وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل به فإذا اذن للملائكة بالدخول على ولي الله فتح كل ملك بابه الذي قد وكل به، فيدخل كل ملك من باب من أبواب الغرفة فيبلغونه رسالة الجبار وذلك قول الله: والملائكة يدخلون عليهم من كل باب يعني من ابواب الغرفة سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. في روضة الكافي مثله سندا ومتنا. 112 – في الصحيفة السجادية في دعائه عليه السلام في الصلوة على حملة العرش قال عليه السلام: بعد أن عد أصنافا من الملائكة والذين يقولون: ” سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار “. 113 – في تفسير العياشي عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه ثم قال: ان طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات و الشهوات اعني لكم الحلال ليس الحرام، قال: فانف الله للمؤمنين (2) من ولد آدم من تعيير الملائكة لهم قال: فألقى الله في همة (3) اولئك الملائكة اللذات والشهوات كي لا يعيبون المؤمنين، قال: فلما احسوا ذلك عجوا إلى الله من ذلك


(1) وفي نسخة: ” الغرفة ” بدل ” العرصة ” في المواضع الثلاثة. (2) انف من الشئ: استنكف (3) وفي المصدر ” في همم ” على لفظ الجمع. (*)

[ 501 ]

فقالوا: ربنا عفوك عفوك ! ردنا إلى ما خلقتنا له واخترتنا عليه، فانا نخاف أن نصير في امر مريج (1) قال: فنزع الله ذلك، قال: فإذا كان يوم القيمة وصار اهل الجنة في الجنة استأذن اولئك الملائكة على اهل الجنة فيؤذن لهم، فيدخلون عليهم فيسلمون عليهم ويقولون لهم: ” سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ” قال: يعني الشهداء (2). 114 – في كتاب جعفر بن محمد الدوريشي باسناده إلى ابي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه واله قال: وما نال الفوز في القيمة الا الصابرون، ان الله يقول: ” انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ” قال: ” والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار “. 115 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن عمرو ابن عثمان عن محمد بن عذافر عن بعض أصحابه عن محمد بن مسلم وأبي حمزة عن أبي عبد الله عن ابيه عليهما السلام قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: يا بني اياك ومصاحبة القاطع لرحمه، فاني وجدته ملعونا في كتاب الله عزوجل في ثلثة مواضع قال: الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار. 116 – في تفسير علي بن ابراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه عند قوله تعالى: ” والذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق ثم ذكر أعداءهم فقال: ” والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ” يعني في أمير المؤمنين وهو الذي أخذ الله عليهم في الذر، و أخذ عليهم رسول الله صلى الله عليه واله بغدير خم. 117 – في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام حديث طويل في تعداد


(1) أمر مريج: مختلط أو ملتبس. (2) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: ” سلام عليكم بما صبرتم ” في الدنيا عن اللذات والشهوات الحلال. عن محمد بن الهيثم عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام: ” سلام عليكم بما صبرتم ” على الفقر في الدنيا ” فنعم عقبى الدار ” قال: يعني الشهداء. (*)

[ 502 ]

الكباير وبيانها من كتاب الله وفيه عن الصادق عليه السلام: ونقض العهد وقطيعة الرحم، لان الله تعالى يقول: ” اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار “. 118 – في تفسير العياشي عن خالد بن نجيح عن جعفر بن محمد عليه السلام في قوله: الا بذكر الله تطمئن القلوب فقال: بمحمد صلى الله عليه واله تطمئن وهو ذكر الله وحجابه. 119 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله قال: ” الذين آمنوا ” الشيعة، ” وذكر الله ” امير المؤمنين والائمة عليهم السلام. 120 – عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه يقول: دخلت الجنة وإذا شجرة لو أرسل طائر في اصلها ما دارها سبعمأة عام، وليس في الجنة منزل الا وفيها شجر منها، فقلت: ما هذه يا جبرئيل ؟ فقال: هذه شجرة طوبى، قال الله تعالى طوبى لهم وحسن مآب. 121 – حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن ابي عبيدة عن ابي عبد الله عليه السلام قال: طوبى شجرة في الجنة في دار أمير المؤمنين عليه السلام وليس أحد من شيعته الا وفي داره غصن من أغصانها، وورقة من أوراقها تستظل تحتها امة من الامم. 122 – وعنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله يكثر تقبيل فاطمة عليها السلام، فأنكرت ذلك عايشة، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا عايشة اني لما اسرى بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى، وناولني من ثمارها فأكلته، فحول الله ذلك ماء في ظهري فلما هبطت إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، وكلما اشتقت إلى الجنة قبلتها وما قبلتها قط الا وجدت رائحة شجرة طوبى فهي حوراء انسية 123 – حدثني ابي عن بعض اصحابه رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى اصلها في دار علي عليه السلام، وما في الجنة قصر ولا منزل الا وفيها فتر منها (1) اعلاها اسفاط (2) حلل من سندس واستبرق يكون


(1) الفتر بمعنى القطع وفي بعض نسخ المصدر ” القتر ” بالقاف. (2) الاسفاط جمع السفط: ما يعبأ فيه الطيب وما أشبهه من أدوات النساء. وعاء كالقفة أو الجوالق. (*)

[ 503 ]

للعبد المؤمن ألف ألف سفط، في كل سفط ماة ألف حلة، ما فيها حلة تشبه الاخرى على ألوان مختلفة، وهو ثياب أهل الجنة، ووسطها ظل ممدود، عرض الجنة كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسله، يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مأتي عام فلا يقطعه، وذلك قوله: ” وظل ممدود ” وأسفلها ثمار أهل الجنة وطعامهم متذلل في بيوتهم، يكون في القضيب منها مأة لون من الفاكهة مما رأيتم في دار الدنيا ومما لم تروه، وما سمعتم به وما لم تسمعوا مثلها، وكلما يجتني منها شئ أنبتت مكانها أخرى ” لا مقطوعة ولا ممنوعة ” ويجري نهر في أصل تلك الشجرة ينفجر منه الانهار الاربعة، نهر من ماء غير آسن، ونهر من لبن لم يتغير طعمه، ونهر من خمر لذة للشاربين، ونهر من عسل مصفى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 124 – في اصول الكافي عنه (1) عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن أبي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان لاهل الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الامانة، ووفاء بالعهد، وصلة الارحام، ورحمة الضعفاء، وقلة المراقبة للنساء – أو قال قلة الموافاة للنساء – وبذل المعروف، وحسن الخلق، وسعة الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله عزوجل زلفى طوبى لهم وحسن مآب، وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي صلى الله عليه واله (2)، وليس مؤمن الا وفي داره غصن منها، لا يخطر على قلبه شهوة شئ الا أتاه به ذلك، ولو ان راكبا مجدا سار في ظلها مأة عام ما خرج منه، ولو طار في أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرما، الا ففي هذه فارغبوا ان المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة، إذا جن عليه الليل افترش وجهه وسجد لله عزوجل بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته، الا فهكذا كونوا.


(1) قبله: عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى. اه ” منه عفى عنه “. (عن هامش بعض النسخ). (2) قد مر في الحديث السابق ان اصلها في دار علي عليه السلام وسيأتي عن كتاب مجمع البيان حديث في ذلك فانتظر. (*)

[ 504 ]

125 – في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام انه قال: ولقد حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه في ” أ ب ت ث ” قال: الالف آلاء الله إلى أن قال عليه السلام: فالطاء طوبى للمؤمنين وحسن مآب. 126 – وباسناده إلى الرضا عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا علي أنت المظلوم بعدي، وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنة أصلها في دارك وأغصانها في دار شيعتك ومحبيك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 127 – في كتاب الخصال عن محمد بن سالم رفعه إلى امير المؤمنين عليه السلام قال: قال عثمان بن عفان: يارسول الله ما تفسير ابجد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: تعلموا تفسير ابجد إلى أن قال عليه السلام: واما ” حطى ” فالحاء حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر وما نزل به جبرئيل مع الملائكة إلى مطلع الفجر، واما الطاء فطوبى لهم وحسن مآب وهي شجرة غرسها الله تبارك وتعالى بيده، ونفخ فيها من روحه، وان أغصانها لترى من وراء سور الجنة، تنبت بالحلى والحلل والثمار متدلية على أفواههم. 128 – عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من رزقه الله حب الائمة من اهل بيتي فقد اصاب خير الدنيا والآخرة، فلا يشكن احد انه في الجنة، فان في حب اهل بيتي عشرين خصلة، عشرة منها في الدنيا، وعشرة منها في الآخرة، فاما التي في الدنيا: فالزهد والحرص على العلم، إلى أن قال عليه السلام بعد تعدادها: فطوبى لمحبي أهل بيتي. 129 – في احتجاج علي عليه السلام يوم الشورى على الناس قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه واله: يا علي ان الله خصك بأمر واعطاكه، ليس من الاعمال شئ أحب إليه ولا أفضل منه عنده الزهد في الدنيا، فليس تنال منها شيئا ولا تناله منك وهو زينة الابرار عند الله عزوجل يوم القيمة، فطوبى لمن أحبك وصدق عليك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك غيري ؟ قالوا: اللهم لا.


[ 505 ]

وفي هذا الاحتجاج ايضا قال: نشدتكم بالله هل فيكم احد قال له رسول الله صلى الله عليه واله كما قال لي: ان طوبى شجرة في الجنة اصلها في دار علي ليس من مؤمن الا وفي داره غصن من اغصانها غيري ؟ قالوا: اللهم لا. 130 – عن ابي امامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: طوبى لمن رآني ثم آمن بي، وطوبى ثم طوبى، يقولها سبع مرات لمن لم يرني وآمن بي. 131 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى مروان بن مسلم عن ابي بصير قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية، فقيل له: جعلت فداك وما طوبى ؟ قال: شجرة في الجنة اصلها في دار علي بن ابي طالب عليه السلام، وليس مؤمن الا وفي داره غصن من اغصانها، وذلك قول الله عزوجل: ” طوبى لهم وحسن مآب “. 132 – وباسناده إلى ابي حمزة عن ابي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: طوبى لمن ادرك قائم اهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه، ويتولى اوليائه و يعادي اعداءه، ذلك من رفقائي وذوي مودتي، واكرم امتي علي يوم القيمة. 133 – في تفسير العياشي عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابي جعفر محمد بن علي عن ابيه عن آبائه عليهم السلام قال: بينما رسول الله صلى الله عليه واله جالس ذات يوم إذ دخلت ام ايمن في ملحفتها شئ (1) فقال رسول الله صلى الله عليه واله يا ام ايمن اي شئ في ملحفتك ؟ فقالت: يارسول الله فلانة بنت فلانة املكوها (2) فنثروا عليها واخذت من نثارها شيئا، ثم ان ام ايمن بكت، فقال لها رسول الله: ما يبكيك ؟ فقالت: فاطمة زوجتها فلم تنثر عليها شيئا ! فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله: لا تبكين فوالذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا لقد شهد املاك فاطمة جبرئيل وميكائيل واسرافيل في الوف من الملائكة، ولقد امر الله طوبى فنثرت عليهم من حللها وسندسها واستبرقها ودرها وزمردها وياقوتها


(1) الملحفة: الملاءة التي تلتحف بها المرأة. (2) أملك امرأة: تزوجها. (*)

[ 506 ]

وعطرها، فأخذوا منه حتى ما دروا ما يصنعون به، ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة، فهي في دار علي بن ابي طالب. 134 – عن ابي حمزة عن ابي جعفر عليه السلام قال: طوبى هي شجرة تخرج من جنة عدن غرسها ربنا بيده. 135 – عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان المؤمن إذا لقى أخاه و تصافحا لم تزل الذنوب تتحات عنهما (1) ما داما متصافحين كتحات الورق عن الشجر فإذا افترقا قال ملكاهما: جزاكما الله خيرا عن أنفسكما، فان التزم كل واحد منهما صاحبه ناداهما مناد: طوبى لكما وحسن مآب. وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار أمير المؤمنين وفرعها في منازل أهل الجنة، فإذا افترقا ناداهما ملكان كريمان: ابشرا ياويليي الله بكرامة الله والجنة من ورائكما. 136 – في كتاب ثواب الاعمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أطعم ثلاثة نفر من المؤمنين اطعمه الله من ثلاث جنان، ملكوت السماء الفردوس، وجنة عدن وطوبى، وهي شجرة من جنة عدن غرسها ربنا بيده. 137 – في مجمع البيان وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالاسناد عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عليهم السلام قال: سئل رسول الله عن طوبى ؟ قال شجرة أصلها في داري وفرعها على اهل الجنة، ثم سئل عنها مرة اخرى فقال: في دار علي عليه السلام، فقيل له في ذلك ؟ فقال: ان داري ودار علي في الجنة بمكان واحد. 138 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن ابي زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن اخيه احمد بن حماد عن ابراهيم عن ابيه عن ابي الحسن الاول عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك اخبرني عن النبي صلى الله عليه واله ورث النبيين كلهم ؟ قال: نعم، قلت: من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه ؟ قال: ما بعث الله نبيا الا ومحمد صلى الله عليه واله اعلم منه، قال: قلت: ان عيسى بن مريم كان يحيى


(1) تحات الورق عن الشجر: تناثر. (*)

[ 507 ]

الموتى باذن الله ؟ قال: صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير، وكان رسول الله صلى الله عليه واله يقدر على هذه المنازل، قال: فقال: ان سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره ” فقال ما لي لا ارى الهدهد أم كان من الغائبين ” حين فقده وغضب عليه فقال: ” لاعذبنه عذابا شديدا أو لاذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين ” وانما غضب لانه كان يدله على الماء، فهذا وهو طاير قد اعطى ما لم يعط سليمان، وقد كانت الريح و النمل والانس والجن والشياطين المردة له طائعين ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء، وكان الطير يعرفه، وان الله يقول في كتابه: ولو ان قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان ويحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء، وان في كتاب الله لايات ما يراد بها أمر الا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون، جعله الله لنا في ام الكتاب، ان الله يقول: ” وما من غائبة في السماء والارض الا في كتاب مبين ” ثم قال: ” ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ” فنحن الذين اصطفانا الله عزوجل واورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شئ. 139 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” ولو ان قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى بل لله الامر جميعا ” قال: لو كان شئ من القرآن كذلك لكان هذا. 140 – في مجمع البيان قرأ علي وعلي بن الحسين وجعفر بن محمد عليهم السلام ” افلم يتبين “. 141 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة ؟ وهي النقمة أو تحل قريبا من دارهم فتحل بقوم غيرهم فيرون ذلك ويسمعون به والذين حلت بهم عصاة كفار مثلهم ولا ينقض بعضهم ببعض ولن يزالوا كذلك حتى يأتي وعد الله الذي وعد المؤمنين من النصر و يخزي الله الكافرين.


[ 508 ]

142 – في اصول الكافي علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال: اعلم علمك الله الخير، ان الله تبارك وتعالى قديم إلى أن قال: وهو قائم ليس على معنى انتصاب وقيام على ساق في كبد كما قامت الاشياء، ولكن قائم يخبر انه حافظ كقول الرجل، القائم بامر فلان، والله هو القائم على كل نفس بما كسبت والقائم ايضا في كلام الناس الباقي، والقائم ايضا يخبر عن الكفاية، كقولك للرجل: قم بأمر بني فلان، اي اكفهم والقائم منا قائم على ساق فقد جمعنا الاسم ولم يجتمع المعنى. في عيون الاخبار حدثنا علي بن أحمد بن عمران الدقاق رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان، عن محمد بن عيسى عن الحسن بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام انه قال: اعلم علمك الله الخير و ذكر نحوه. 143 – في نهج البلاغة قال عليه السلام وقائم لا بعمد. 144 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم أن تنبؤنه بما لا يعلم في الارض ام بظاهر من القول الظاهر من القول هو الرزق. 145 – وقال علي بن ابراهيم في قوله: وما لهم من الله من واق اي دافع وعقبى الكافرين النار اي عاقبة ثوابهم النار قال أبو عبد الله عليه السلام: ان ناركم هذه جزء من سبعين جزء من نار جهنم وقد اطفيت سبعين مرة بالماء ثم التهبت، ولولا ذلك ما استطاع آدمي أن يطفيها وانها ليؤتى بها يوم القيمة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل الا جثى على ركبتيه (1) فزعا من صرختها. 146 – وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل اليك اي فرحوا بكتاب الله إذا يتلى عليهم وإذا تلوه تفيض أعينهم دمعا من الفزع والحزن، وهو علي بن أبيطالب، وهو في قراءة ابن مسعود: ” و الذي انزل اليك الكتاب هو الحق فمن يؤمن به علي بن أبيطالب يؤمن به ومن الاحزاب


(1) جثى الرجل: جلس على ركبتيه. (*)

[ 509 ]

من ينكر بعضه ” انكروا من تأويله ما انزله في علي وآل محمد وآمنوا ببعضه فاما المشركون فانكروه كله اوله وآخره وانكروا ان محمدا صلى الله عليه واله رسول الله. 147 – في روضة الكافي سهل عن الحسن بن علي عن عبد الله بن الوليد الكندي عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال وقد قال الله عزوجل في كتابه: ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية فنحن ذرية رسول الله صلى الله عليه واله، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 148 – في تفسير العياشي عن معاوية بن وهب قال: سمعته يقول: الحمد لله الذي قدح عند آل عمر، فقال: كان في بيت حفصة فيأتيه الناس وفودا فلا يعاب ذلك عليهم ولا يقبح عليهم، وان اقواما يأتونا صلة لرسول الله صلى الله عليه واله فيأتونا خائفين مستخفين يعاب ذلك ويقبح عليهم، لقد قال الله في كتابه: ” ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية ” فما كان رسول الله صلى الله عليه واله الا كاحد اولئك، جعل الله له ازواجا وجعل له ذرية، لم يسلم مع احد من الانبياء [ مثل ] من أسلم مع رسول الله من اهل بيته اكرم الله بذلك رسوله صلى الله عليه وآله. 149 – عن بشير الدهان عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ما آتى الله احدا من المرسلين شيئا الا وقد آتاه محمدا صلى الله عليه واله وقد آتاه الله كما آتى المرسلين من قبله، ثم تلا هذه الآية: ” ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية “. 150 – عن علي بن عمر بن ابان الكلبي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: اشهد على ابي انه كان يقول: ما بين احدكم وبين ان يغبط ويرى ما تقر به عينه الا ان تبلغ نفسه هذه، واهوى إلى حلقه، قال الله في كتابه: ” ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية ” فنحن ذرية رسول الله صلى الله عليه واله خلق الله الخلق قسمين: فالقى قسما وأمسك قسما، ثم قسم ذلك القسم على ثلثة اثلاث، فالقى ثلثين وامسك ثلثا، ثم اختار من ذلك الثلث قريشا، ثم اختار من قريش بني عبد المطلب، ثم اختار من بني عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه واله فنحن ذريته، فان قالت الناس: ليس لرسول الله ذرية جحدوا، ولقد قال الله: ” ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية ” فنحن ذريته، قال: فقلت: انا اشهد انكم


[ 510 ]

ذريته ثم قلت له: ادع الله لي جعلت فداك ان يجعلني معك في الدنيا والاخرة فدعا لي بذلك، قال: فقبلت باطن يده. 151 – وفي رواية شعيب عنه انه قال: نحن ذرية رسول الله صلى الله عليه واله ما ادري (1) على ما يعادوننا الا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه واله. 152 – في محاسن البرقي عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال في آخر كلام له: ” ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية ” فجعل لرسول الله صلى الله عليه وآله من الازواج والذرية مثل ما جعل للرسل من قبله فنحن عقب رسول الله صلى الله عليه واله وذريته أجرى الله لآخرنا مثل ما أجرى لاولنا. 153 – في اصول الكافي علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: يا ثابت ان الله تبارك وتعالى قد كان وقت هذا الامر في السبعين فلما ان قتل الحسين عليه السلام اشتد غضب الله على أهل الارض فأخره إلى أربعين ومأة فحدثناكم فاذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب قال أبو حمزة: فحدثت بذلك ابا عبد الله عليه السلام فقال: قد كان ذلك. 154 – علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وحفص بن البختري وغيرهما عن أبي عبد الله عليه السلام قال في هذه الآية: ” يمحو الله ما يشاء ويثبت ” قال: فقال: وهل يمحى الا ما كان ثابتا ؟ وهل يثبت الا ما لم يكن ؟. 155 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن خلف بن حماد عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله عزوجل عرض عن آدم ذريته عرض العين في صور الذر، نبيا فنبيا وملكا فملكا ومؤمنا فمؤمنا، وكافرا فكافرا فلما انتهى إلى داود عليه السلام قال: من هذا الذي مكنته وكرمته وقصرت عمره ؟ قال: فأوحى الله عزوجل إليه: هذا ابنك داود عمره اربعون سنة، فاني قد كتبت الآجال


(1) وفي المصدر ” والله ما أدري ” (*)

[ 511 ]

وقسمت الارزاق وانا امحو ما اشاء واثبت وعندي ام الكتاب، فان جعلت له شيئا من عمرك اثبته له، قال: يا رب قد جعلت له من عمري ستين سنة تمام المأة، قال: فقال الله عزوجل لجبرئيل وميكائيل وملك الموت: اكتبوا عليه كتابا فانه سينسى، فكتبوا عليه كتابا وختموه باجنحتهم من طينة عليين، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 156 – في تفسير العياشي عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان الله عرض على آدم اسماء الانبياء واعمارهم، قال: فمر آدم باسم داود النبي عليه السلام وإذا عمره اربعون سنة فقال: يا رب ما اقل عمر داود واكثر عمري ؟ يا رب ان انا زدت داود من عمري ثلثين سنة أينفذ ذلك له ؟ قال: نعم يا آدم، قال: فاني قد زدته من عمري ثلثين سنة فانفذ ذلك له واثبتها له عندك واطرحها من عمري، قال فأثبت الله لداود من عمره ثلثين سنة ولم يكن عند الله مثبتة ومحى من عمر آدم ثلثين سنة وكانت له عند الله مثبتة فقال أبو جعفر عليه السلام: فذلك قول الله: يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ” قال: يمحو الله ما كان عنده مثبتا لآدم، واثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتا، قال: فلما دنى عمر آدم عليه السلام هبط عليه ملك الموت ليقبض روحه فقال له آدم: يا ملك الموت قد بقى من عمري ثلثون سنة ؟ فقال له ملك الموت: ألم تجعلها لابنك داود النبي وطرحتها من عمرك حيث عرض عليك اسماء الانبياء من ذريتك وعرض عليك أعمارهم وأنت يومئذ بوادي دحنا (1) فقال آدم: يا ملك الموت ما أذكر هذا، فقال له ملك الموت: يا آدم لا تجهل ألم تسئل الله أن يثبتها لداود ويمحوها من عمرك فأثبتها لداود في الزبور ومحاها من عمرك من الذكر، قال: فقال آدم: فاحضر الكتاب حتى أعلم ذلك قال أبو جعفر عليه السلام: فمن ذلك اليوم (2) امر الله العباد أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى أجل مسمى لنسيان آدم وجحده ما جعل على نفسه.


(1) دحنا: واد بين الطائف ومكة، قال ياقوت: دحنا: بفتح اوله وسكون ثانيه ونون والف يروى فيها القصر والمد: وهي أرض خلق الله تعالى منها آدم. (2) كذا في النسخ وفي المصدر زيادة وهي: ” قال أبو جعفر: وكان آدم صادقا لم يذكر قال أبو جعفر: فمن ذلك اليوم… اه ” وزاد في رواية الصدوق في العلل ” لم يذكر ولم يجحد.. “. (*)

[ 512 ]

157 – عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله عليه السلام سئل عن قول الله: ” يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ” قال: ان ذلك الكتاب كتاب يمحو الله فيه ما يشاء ويثبت فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء، وذلك الدعاء مكتوب عليه: الذي يرد به القضاء حتى إذا صار إلى ام الكتاب لم يغن الدعاء فيه شيئا. 158 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام عن قوله: ” يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم ” قال كتبها لهم ثم محاها. 159 – عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام: انه سئل عن قول الله: ” ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم ” قال: كتبها لهم ثم محاها ثم كتبها لابنائهم فدخلوها والله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب. 160 – عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: لولا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيمة، فقلت له: أية آية ؟ قال: قول الله: ” يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب “. 161 – عن جميل بن دراج عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله: يمحو الله ما يشاء و يثبت وعنده ام الكتاب ” قال: هل يثبت الا ما لم يكن وهل يمحو الا ما كان. 162 – عن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ” فقال: يا حمران انه إذا كان ليلة القدر ونزلت الملائكة الكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يقضي في تلك السنة من أمر، فإذا أراد الله أن يقدم شيئا أو يؤخره أو ينقص منه أو يزيد، أمر الملك فمحا ما شاء، ثم اثبت الذي أراد، قال: فقلت له عند ذلك: فكل شئ يكون وهو عند الله في كتاب ؟ قال: نعم، قلت: فيكون كذا وكذا ثم كذا وكذا حتى يتنهي إلى آخره ؟ قال: نعم قلت: فأي، شئ يكون بعده ؟ قال: سبحان الله، ثم يحدث الله ايضا ما شاء تبارك وتعالى. 163 – عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام: يا باحمزة ان حدثناك بأمر انه يجئ من ههنا فان الله يصنع ما يشاء، وان حدثناك اليوم


[ 513 ]

بحديث وحدثناك غدا بخلافه فان الله يمحو ما يشاء ويثبت. 164 – عن ابراهيم بن أبي يحيى (1) عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: ما من مولود يولد الا وابليس من الابالسة بحضرته فان علم الله انه من شيعتنا حجبه من ذلك الشيطان، وان لم يكن من شيعتنا أثبت الشيطان باصبعه السبابة في دبره وكان مأنوثا وذلك الذكر يخرج للوجه، وان كانت امرأة اثبت في فرجها فكانت فاجرة، فعند ذلك يبكي الصبي بكاءا شديدا إذا هو خرج من بطن امه والله بعد ذلك يمحو ما يشاء و يثبت وعنده ام الكتاب. 165 – عن ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان الله إذا اراد فناء قوم أمر الفلك فأسرع الدور بهم، فكان ما يريد من النقصان، وإذا اراد بقاء قوم امر الفلك فابطأ الدور بهم فكان ما يريد من الزيادة فلا تنكروا، فان الله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب. 166 – عن ابن سنان عن ابي عبد الله عليه السلام يقول: ان الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء ويمحو ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب، وقال: لكل امر يريده الله فهو في علمه قبل أن يصنعه، وليس شئ يبدو له الا وقد كان في علمه ان الله لا يبدو له من جهل. 167 – في قرب الاسناد للحميري احمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن ابي نصر عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أبو عبد الله، وابو جعفر وعلي بن الحسين، والحسين بن علي والحسن بن علي بن ابي طالب عليهم السلام: والله لولا آية في كتاب الله لحدثناكم بما يكون إلى ان تقوم الساعة: ” يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب “. 168 – في الخرايج والجرايح روى عن ابي حمزة الثمالي عن ابي اسحق السبيعي عن عمرو بن الحمق قال: دخلت على علي عليه السلام حين ضرب الضربة بالكوفة، فقلت: ليس عليك بأس انما هو خدش، قال: لعمري اني لمفارقكم، ثم قال: إلى السبعين بلاء، قالها ثلثا، قلت: فهل بعد البلاء رخاء ؟ فلم يجبني واغمى عليه فبكت


(1) وفي البرهان ” ابن ميثم بن أبي يحيى ” ولم اظفر على ترجمة الرجل (على اختلاف النسخ) في كتب الرجال. (*)

[ 514 ]

ام كلثوم فلما افاق قال: لا تؤذيني يا ام كلثوم فانك لن ترى ما ارى ان الملائكة من السموات السبع بعضهم خلف بعض والنبييون يقولون: يا علي انطلق فما امامك خير لك مما انت فيه، فقلت: يا امير المؤمنين انك قلت إلى السبعين بلاء فهل بعد السبعين رخاء ؟ قال: نعم، وان بعد البلاء رخاء ” يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ” قال أبو حمزة قلت لابيجعفر: ان عليا قال: إلى السبعين بلاء وقال بعد السبعين رخاء وقد مضت السبعون ولم نر رخاء ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: ان الله قد كان وقت هذا الامر في السبعين، فلما قتل الحسين عليه السلام غضب الله على اهل الارض فأخره إلى الاربعين و مائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث وكشفتم القناع فأخره الله، ولا يجعل له بعد ذلك وقتا والله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب، قال أبو حمزة: قلت لابي عبد الله عليه السلام: وكان ذلك ؟ فقال: قد كان ذلك. 169 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سماعة انه سمعه عليه السلام وهو يقول: ما رد الله العذاب عن قوم قد أظلهم الا قوم يونس، فقلت: أكان قد أظلهم ؟ فقال: نعم حتى نالوه بأكفهم قلت: فكيف كان ذلك ؟ قال: كان في العلم المثبت عند الله عزوجل الذي لم يطلع عليه أحدا انه سيصرفه عنهم. 170 – في كتاب الخصال عن علي عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: و بنا يمحو الله ما يشاء وبنا يثبت. 171 – في كتاب التوحيد باسناده إلى الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ولولا آية في كتاب الله لاخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيمة، وهي هذه الآية: ” يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب “. 172 – وباسناده إلى اسحق بن عمار عمن سمعه عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال في قول الله عزوجل: ” قالت اليهود يد الله مغلولة ” لم يعنوا انه هكذا، ولكنهم قالوا قد فرغ من الامر فلا يزيد ولا ينقص، وقال الله جل جلاله تكذبيا لقولهم: ” غلت أيديهم ولعنوا


[ 515 ]

بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ” ألم تسمع الله عزوجل يقول: ” يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب “. 173 – في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي قال الرضا عليه السلام بعد كلام طويل لسليمان: ومن أين قلت ذلك وما الدليل على ان ارادته علمه وقد يعلم ما لا يريده أبدا وذلك قوله تعالى: ” ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا اليك ” فهو يعلم كيف يذهب به ولا يذهب به أبدا ؟ قال سليمان: لانه قد فرغ من الامر فليس يزيد فيه شيئا، قال الرضا عليه السلام: هذا قول اليهود فكيف قال: ” ادعوني استجب لكم ” ؟ قال سليمان: أنما عنى بذلك انه قادر عليه، قال: أفيعد بما لا يفي به ؟ فكيف قال: ” يزيد في الخلق ما يشاء ” وقال عزوجل: ” يمحو الله ما يشاء و يثبت وعنده ام الكتاب ” وقد فرغ من الامر ؟ فلم يجر جوابا (1) وفي هذا المجلس ايضا قال الرضا عليه السلام: يا سليمان ان من الامور امورا موقوفة عند الله تعالى يقدم منها ما يشاء ويؤخر ما يشاء، يا سليمان ان عليا عليه السلام كان يقول: العلم علمان فعلم علمه الله ملائكته ورسله فانه يكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ورسله، وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه، يقدم منه ما يشاء ويؤخر ما يشاء، ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء. 174 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان ليلة القدر نزلت الملائكة والروح والكتبة إلى سماء الدنيا، فكتبوا ما يكون من قضاء الله تبارك وتعالى في تلك الليلة، فإذا أراد الله ان يقدم شيئا أو يؤخره أو ينقص شيئا أمر الملك أن يمحو ما يشاء، ثم اثبت الذي أراد، قلت: وكل شئ هو عند الله مثبت في كتاب ؟ قال: نعم، قلت: فأي شئ يكون بعده ؟ قال: سبحان الله، ثم يحدث الله ايضا ما يشاء تبارك وتعالى.


(1) لم يحر جوابا اي لم يرد. (*)

[ 516 ]

175 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحجال عن أبي اسحق ثعلبة عن زرارة بن أعين عن أحدهما عليهما السلام قال: ما عبد الله بشئ مثل البداء. 176 – وفي رواية ابن ابي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما عظم الله بمثل البداء: (1) 177 – علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بعث الله نبيا حتى يأخذ عليه ثلاث خصال: الاقرار له بالعبودية وخلع الانداد، وان الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء. 178 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد قال: سئل العالم عليه السلام: كيف علم الله ؟ قال: علم وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى فامضى ما قضى وقضى ما قدر و قدر ما أراد، فبعلمه كانت المشية، وبمشيته كانت الارادة، وبارادته كان التقدير، وبتقديره كان القضاء وبقضائه كان الامضاء، والعلم متقدم المشية والمشية ثانية والارادة ثالثة، والتقدير واقع على القضاء بالامضاء، فلله تبارك وتعالى البداء فيما علم متى شاء وفيما أراد لتقدير الاشياء، فإذا وقع القضاء بالامضاء فلا بداء فالعلم في المعلوم قبل كونه، والمشية في المنشأ قبل عينه، والارادة في المراد قبل قيامه، والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا ووقتا، والقضاء بالامضاء هو المبرم من المعقولات ذوات الاجسام المدركات بالحواس من ذي لون وريح ووزن وكيل وما دب ودرج من انس وجن وطير وسباع وغير ذلك مما يدرك بالحواس فلله تبارك وتعالى فيه البداء مما لا عين له، فإذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء والله يفعل ما يشاء. 179 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بدا لله في شئ الا كان في


(1) في هذا الحديث بيان للعلامة الاستاذ الطباطبائي دام ظله ذكره في ذيله في اصول الكافي ج 1: 146 من الطبعة الحديثة فراجع. (*)

[ 517 ]

علمه قبل أن يبدو له. 180 – عنه عن احمد عن الحسن بن علي بن فضال عن داود بن فرقد عن عمر بن عثمان الجهني عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان الله لم يبدو له من جهل. 181 – علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن منصور بن حازم قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام هل يكون اليوم شئ لم يكن في علم الله بالامس ؟ قال: لا من قال هذا فأخزاه الله، قال: قلت ارايت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة أليس في علم الله ؟ قال: بلى قبل ان يخلق الخلق. 182 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن محمد بن عمر الكوفي أخي يحيى عن مرازم بن حكيم، قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ما تنبأ نبي قط حتى يقر لله بخمس: بالبداء والمشية والسجود والعبودية والطاعة. 183 وبهذا الاسناد عن احمد بن محمد عن جعفر بن محمد عن يونس عن جهم ابن ابي جهم عمن حدثه عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل أخبر محمدا صلى الله عليه واله بما كان منذ كانت الدنيا، وبما يكون إلى انقضاء الدنيا، وأخبره بالمحتوم من ذلك و استثنى عليه فيما سواه. 184 – في مجمع البيان وروى عمران بن حصين (1) عن النبي صلى الله عليه واله قال: هما كتابان كتاب سوى ام الكتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت، وام الكتاب لا يغير منه. 185 – وروى محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام قال: سألته عن ليلة القدر ؟ فقال: ينزل الله فيها الملائكة والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون من امر السنة وما يصيب العباد، وامر عنده (2) موقوف له فيه المشية، فيقدم منه ما يشاء و يؤخر ما شاء ويمحو ويثبت وعنده ام الكتاب. 186 وروى زرارة عن حمران عن ابي عبد الله عليه السلام قال: هما امران موقوف ومحتوم،


(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفي بعض النسخ ” عمر بن حفص ” مكان ” عمران بن حصين “. (2) وفي المصدر ” وأمر ما عنده “. (*)

[ 518 ]

فما كان من محتوم امضاه، وما كان من موقوف فله فيه المشية يقضي فيه ما يشا. 187 – في من لا يحضره الفقيه وروى أحمد بن اسحق بن سعد عن عبد الله بن ميمون عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: قال الفضل بن العباس: قال لي رسول الله صلى الله عليه واله: إذا سألت فاسئل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله عزوجل، قد مضى العلم بما هو كائن، فلو جهد الناس ان ينفعوك بامر لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه، ولو جهدوا ان يضروك بامر لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه. 188 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يحيى بن ابي العلاء الرازي عن ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول عليه السلام في آخره وقد سئل عن قوله عزوجل: ” ن والقلم وما يسطرون ” واما ” ن ” فكان نهرا في الجنة اشد بياضا من الثلج واحلى من العسل قال الله عزوجل: كن مدادا فكان مدادا ثم اخذ شجرة فغرسها بيده ثم قال: واليد القوة وليس حيث تذهب إليه المشبهة، ثم قال لها: كوني قلما، ثم قال له: اكتب فقال له: يا رب وما اكتب ؟ قال: ما هو كائن إلى يوم القيمة ففعل ذلك، ثم ختم عليه وقال لا تنطقن إلى يوم الوقت المعلوم. 189 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واما ” ن ” فهو نهر في الجنة قال الله عزوجل اجمد فجمد، فصار مدادا، ثم قال عزوجل للقلم: اكتب فسطر القلم في اللوح المحفوظ ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيمة. 190 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الرحيم القصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن: ” ن والقلم ” قال: ان الله خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لها الخلد، ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا فجمد النهر وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، قال: يا رب ما اكتب ؟ قال: اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة فكتب القلم في رق (1) اشد بياضا من الفضة وأصفى


(1) الرق – بالفتح -: الصحيفة البيضاء. (*)

[ 519 ]

من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش، ثم ختم على فم القلم فلم ينطق بعد ولا ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها، أو لستم عربا فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه: انسخ ذلك الكتاب ؟ أو ليس انما ينسخ من كتاب آخر من الاصل وهو قوله: ” انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون “. 191 – حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب فكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة. 192 – في مجمع البيان قيل: ” ن ” هو نهر في الجنة قال الله له كن مدادا فجمد وكان أبيض من اللبن وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب فكتب القلم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة عن أبي جعفر عليه السلام. 193 – في تفسير العياشي عن الفضيل بن يسار عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان الله كتب كتابا فيه ما كان وما هو كائن فوضعه بين يديه، فما شاء منه قدم وما شاء منه اخر وما شاء منه محى، وما شاء منه اثبت، وما شاء منه كان وما لم يشأ منه لم يكن. 194 – في اصول الكافي محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن الفضيل بن يسار قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: العلم علمان: فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه احدا من خلقه، وعلم علمه ملائكته ورسله، فما علمه ملائكته ورسله فانه سيكون لا يكذب نفسه وملائكته ولا رسله، وعلم عنده مخزون يقدم منه ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ويثبت ما يشاء. 195 – وبهذا الاسناد عن حماد عن ربعي عن الفضيل قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من الامور أمور موقوفة عند الله يقدم منها ما يشاء ويؤخر منها ما يشاء. 196 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن جعفر ابن عثمان عن سماعة عن أبي بصير ووهب بن حفص عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان لله علمين: علم مكنون مخزون لا يعلمه الا هو، من ذلك يكون البداء، وعلم علمه ملائكته ورسله وأنبيائه فنحن نعلمه.


[ 520 ]

197 – في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي قال الرضا عليه السلام: لقد أخبرني أبي عن آبائه ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: ان الله عزوجل أوحى إلى نبي من أنبيائه ان أخبر فلان الملك اني متوفيه إلى كذا وكذا، فأتاه ذلك النبي فأخبره، فدعى الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير، فقال: يا رب أجلني حتى يشب طفلي وأقضي أمري، فأوحى الله عزوجل إلى ذلك النبي: ان ائت فلان الملك فأعلمه اني قد أنسيت في أجله وزدت في عمره خمس عشرة سنة، فقال ذلك النبي: يا رب انك لتعلم اني لم أكذب قط ! فأوحى الله عزوجل إليه: انما أنت عبد مأمور فأبلغه ذلك والله لا يسئل عما يفعل. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: تأمل في هذا الحديث وما يحذو حذوه من الاحاديث السابقة وفيما سلف عن من لا يحضره الفقيه من قوله عليه السلام: فقد مضى القلم بما هو كائن وما شابهه، والجمع بينها وبين غيرها من الاخبار، وعليك بامعان النظر في هذا المقام فانه من مزال الاقدام وبالله الاعتصام. 198 – في مجمع البيان قيل في المحو والاثبات أقوال إلى قوله: ” السابع ” انه يمحو ما يشاء من القرون ويثبت ما يشاء منها، كقوله: ” ثم انشأنا من بعدهم قرنا آخرين ” وقوله: ” وكم أهلكنا قبلهم من القرون ” روى ذلك عن علي عليه السلام. 199 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن علي عمن ذكره عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين يقول: انه يسخى نفسي (1) في سرعه الموت والقتل فينا قول الله: اولم يروا انا نأتى الارض ننقصها من اطرافها وهو ذهاب العلماء. 200 – في من لا يحضره الفقيه وسئل عن قول الله عزوجل: ” اولم يروا أنا نأتي الارض ننقصها من أطرافها ” فقال: فقد العلماء. 201 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث


(1) قال الفيض (ره): يعني مفاد هذه الاية يجعل نفسي سخية في سرعة الموت أو القتل فينا أهل البيت فتجود نفسي بهذه الحياة اشتياقا إلى لقاء الله تعالى. (*)

[ 521 ]

طويل يقول فيه عليه السلام وقال: أولم يروا انا نأتي الارض ننقصها من أطرافها ” يعني بذلك ما يهلك من القرون فسماه اتيانا. 202 – في مجمع البيان اختلف في معناه على أقوال إلى قوله: ” ثانيها ” ننقصها بذهاب علمائها وفقهائها وخيار أهلها وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام. 203 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا قال: المكر من الله هو العذاب. 204 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) محمد بن أبي عمير الكوفي عن عبد الله ابن الوليد السمان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يقول الناس في أولى العزم وصاحبكم أمير المؤمنبن عليه السلام ؟ قال: قلت: ما يقدمون على أولى العزم أحدا قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى قال لموسى: ” وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة ” و لم يقل: كل شئ موعظة، وقال لعيسى عليه السلام: ” وليبين لكم بعض الذي يختلفون فيه ” ولم يقل كل، وقال لصاحبكم أمير المؤمنين عليه السلام: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم و من عنده علم الكتاب وقال عزوجل: ” ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين ” وعلم هذا – الكتاب عنده. 205 – عن سليم بن قيس قال: سأل رجل علي بن ابي طالب عليه السلام فقال له – وانا اسمع -: اخبرني بأفضل منقبة لك، قال: ما انزل الله في كتابه، قال: وما انزل الله فيك ؟ قال: قوله: ” ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ” اياي عنى بمن عنده علم الكتاب. 206 – في مجمع البيان وفي الشواذ قرائة النبي صلى الله عليه واله وعلي عليه السلام بكسر الميم و الدال (1) وقرائة علي عليه السلام ومن عنده علم الكتاب (2). 207 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن يحيى عن محمد ابن الحسين عمن ذكره جميعا عن ابن ابي عمير عن ابن اذينة عن بريد بن معاوية قال: قلت


(1) اي كسر ميم ” من ” ودال ” عند “. (2) اي قرائة ” علم ” بصيغة المجهول. (*)

[ 522 ]

لابي جعفر عليه السلام ” قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ” قال: ايانا عنى و علي أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه واله. في الخرايج والجرايح عن سعد عن محمد بن يحيى عن عبيد بن معروف (1) عن عبيد الله بن الوليد السمان عن الباقر عليه السلام مثله. 208 – في اصول الكافي أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير قال: كنت أنا وابو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبد الله عليه السلام إذ خرج علينا وهو مغضب، فلما أخذ مجلسه قال: يا عجبا لاقوام يزعمون انا نعلم الغيب ما يعلم الغيب الا الله عزوجل، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي ؟ قال سدير: فلما أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وأبو بصير وميسر فقلنا له: جعلنا فداك سمعناك وانت تقول كذا وكذا في امر جاريتك ونحن نعلم انك تعلم علما كثيرا ولا ننسبك إلى علم الغيب ؟ قال: فقال: ياسدير ألم تقرء القرآن ؟ قلت: بلى، قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عزوجل: ” قال الذي عنده علم من الكتاب انا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك ” ؟ قال: قلت: جعلت فداك قد قرأته، قال: فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب ؟ قال: قلت: أخبرني به قال: قدر قطرة من الماء في البحر الاخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب ؟ قال قلت: جعلت فداك ما اقل هذا قال: فقال: ياسدير ما اكثر هذا (2) ان ينسبه الله عزوجل إلى العلم الذي اخبرك به، ياسدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عزوجل ايضا: ” قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ” قال


(1) وفي نسخة ” معمر ” بدل ” معروف “. (2) قال في مرآة العقول: لعل هذا رد لما يفهم من كلام سدير من تحقير العلم الذي أوتى آصف عليه السلام بانه وان كان قليلا بالنسبة إلى علم كل الكتاب، فهو في نفسه عظيم كثير لانتسابه إلى علم الكتاب، وفي بصائر الدرجات هكذا: ” ما اكثر هذا لمن ينسبه الله عزوجل.. اه “. (*)

[ 523 ]

قلت: قد قرأته جعلت فداك، قال: فمن عنده علم الكتاب كله أفهم، ام من عنده علم الكتاب بعضه ؟ قلت: لا بل من عنده علم الكتاب كله، قال: فأومى بيده إلى صدره وقال: علم الكتاب والله كله عندنا، علم الكتاب والله كله عندنا. 209 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن ابن ابي عمير عن ابن اذينة عن ابي عبد الله عليه السلام قال: الذي عنده علم الكتاب هو امير المؤمنين عليه السلام وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب اعلم ام الذي عنده علم الكتاب، فقال: ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب الا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر 210 – وقال امير المؤمنين صلوات الله عليه: الا ان العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الارض وجميع ما فضلت به النبييون إلى خاتم النبيين، في عترة خاتم النبيين. 211 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى ابي سعيد الخدري قال: سألت رسول الله صلى الله عليه واله عن قول الله جل ثناؤه: ” قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ” قال: ذاك اخي علي بن ابي طالب. 212 – في تفسير العياشي عن عبد الله بن عطا قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: هذا ابن عبد الله بن سلام يزعم ان اباه الذي يقول الله: ” قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ” قال: كذب، هو علي بن ابي طالب. 213 – عن عبد الله بن عجلان عن ابي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قوله: ” قل كفى بالله ” فقال: نزلت في علي بعد رسول الله صلى الله عليه واله، وفي الائمة بعده، وعلي عنده علم الكتاب. 214 – عن الفضيل بن يسار عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: ” ومن عنده علم الكتاب ” قال: نزلت في علي عليه السلام انه عالم هذه الامة بعد النبي صلى الله عليه واله. 215 – عن عمر بن حنظلة عن ابي عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ” فلما رآني أتتبع هذا واشباهه من الكتاب


[ 524 ]

قال: حسبك كل شئ في الكتاب من فاتحته إلى خاتمته مثل هذا فهو في الائمة عنى به. 216 – في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال الباقر عليه السلام: ” ومن عنده علم الكتاب ” علي بن ابي طالب عنده علم الكتاب الاول والاخر. 217 – قال أبو سعيد الخدري: سألت رسول الله صلى الله عليه واله عن قول الله عزوجل: ” قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ” قال: ذاك اخي علي بن ابي طالب عليه السلام. 218 – في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر عليه السلام قال: يقول في قول الله تبارك وتعالى: ” ومن عنده علم الكتاب ” هو علي عليه السلام. 219 – احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السلام في هذه الاية: ” قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم ومن عنده علم الكتاب ” هو علي بن ابي طالب. 220 – حدثني يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كنت عنده فذكروا سليمان وما اعطى من العلم، وما اوتي من الملك، فقال لي: وما اعطي سليمان بن داود انما كان عنده حرف واحد من الاسم الاعظم وصاحبكم الذي قال الله: ” قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ” وكان والله عند علي عليه السلام علم الكتاب، فقلت: صدقت والله جعلت فداك.


[ 525 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة ابراهيم والحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة لم يصبه فقر أبدا ولا جنون ولا بلوى. 2 – في مجمع البيان ابي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من قرأ سورة ابراهيم اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من عبد الاصنام، وبعدد من لم يعبدها. 3 – في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه: ومن علي ربي فقال: يا محمد قد أرسلت كل رسول إلى امته بلسانها وارسلتك إلى كل أحمر وأسود من خلقي. 4 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى مسلم بن خالد المكي عن جعفر بن محمد عن ابيه عليهما السلام قال: ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا الا بالعربية فكان يقع في مسامع الانبياء عليهم السلام بألسنة قومهم وكان يقع في مسامع نبينا صلى الله عليه واله بالعربية فإذا كلم به قومه كلمهم بالعربية، فيعق في مسامعهم بلسانهم وكان أحد لا يخاطب رسول الله صلى الله عليه واله بأي لسان خاطبه الا وقع في مسامعه بالعربية كل ذلك يترجم جبرئيل عليه السلام عنه تشريفا من الله عزوجل له صلى الله عليه واله. 5 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثنا علي بن جعفر قال: حدثني محمد بن عبد الله الطائي قال: حدثنا محمد بن ابي عمير قال: حدثنا حفص الكناسي قال: سمعت عبد الله بن بكير الرجائي قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: أخبرني عن الرسول صلى الله عليه واله كان عاما للناس، أليس قد قال الله في محكم كتابه: ” وما أرسلناك الا كافة للناس ” لاهل الشرق والغرب، وأهل السماء والارض، من الجن والانس، هل بلغ رسالته إليهم كلهم قلت: لا أدري ؟ قال: يا ابن بكير ان رسول الله صلى الله عليه واله لم يخرج


[ 526 ]

من المدينة فكيف بلغ أهل الشرق والغرب ؟ قلت: لا أدري، قال: ان الله تبارك و تعالى امر جبرئيل فاقتلع الارض بريشة من جناحه ونصبها لمحمد صلى الله عليه واله وكانت بين يديه مثل راحته في كفه ينظر إلى اهل المشرق والمغرب، ويخاطب كل قوم بألسنتهم ويدعوهم إلى الله والى نبوته بنفسه، فما بقيت قرية ولا مدينة الا دعاهم النبي صلى الله عليه واله بنفسه. 6 – في تفسير العياشي عن ابراهيم بن عمرو عمن ذكره عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله: وذكرهم بايام الله قال: بآلاء الله يعني بنعمه. 7 – في كتاب الخصال عن مثنى الحناط قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ايام الله يوم يقوم القائم ويوم الكرة ويوم القيمة. 8 – في تفسير علي بن ابراهيم ” وذكرهم بأيام الله ” قال: ايام الله ثلثة: يوم القائم صلوات الله عليه، ويوم الموت، ويوم القيمة. 9 – في امالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى ابي جعفر عليه السلام قال: حدثني عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله الانصاري ان النبي صلى الله عليه واله قال: في قوله عزوجل: ” وذكرهم بايام الله ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور ” أيام الله نعماؤه، وبلائه ببلائه سبحانه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 10 – في مجمع البيان ” وذكرهم بايام الله ” فيه أقوال إلى قوله ” الثاني ” ان المعنى وذكرهم بنعم الله سبحانه في ساير ايامه، وروى ذلك عن ابي عبد الله عليه السلام. 11 – في كتاب الخصال عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا معوية من أعطى ثلثة لم يحرم ثلثة: من اعطى الدعاء أعطى الاجابة، ومن أعطى الشكر أعطى الزيادة، ومن أعطى التوكل أعطى الكفاية، فان الله عزوجل يقول في كتابه: ” ومن يتوكل على الله فهو حسبه ” ويقول ” لئن شكرتم لازيدنكم و يقول: ” ادعوني أستجب لكم “. 12 – في تفسير علي بن ابراهيم قال أبو عبد الله عليه السلام: ايما عبد انعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه وحمد الله عليها بلسانه، لم تنفذ حتى يأمر الله له بالزيادة، وهو


[ 527 ]

قوله ” ولئن شكرتم لازيدنكم “. 13 – في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال: ان من عرف نعمة الله بقلبه استوجب المزيد من الله عزوجل قبل ان يظهر شكرها على لسانه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 14 – سهل عن عبيد الله عن احمد بن عمر قال: دخلت على ابي الحسن الرضا عليه السلام انا وحسين بن ثوير بن ابي فاختة فقلت له: جعلت فداك انا كنا في سعة من الرزق وغضارة من العيش (1) فتغيرت الحال بعض التغير، فادع الله عزوجل ان يرد ذلك الينا، فقال: اي شئ تريدون تكونون ملوكا ؟ ايسرك ان تكون مثل طاهر وهرثمة (2) وانك على خلاف ما أنت عليه ؟ قلت: لا والله ما يسرني ان لي الدنيا بما فيها ذهبا وفضة واني على خلاف ما انا عليه، قال: فقال: فمن ايسر منكم فلتشكر الله، ان الله عزوجل يقول: ” ولئن شكرتم لازيدنكم ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.


(1) الغضارة: طيب العيش. (2) الطاهر هو أبو الطيب أو أبو طلحة طاهر بن الحسين المعروف بذو اليمينين والى خراسان، كان من اكبر قواد المأمون والمجاهدين في تثبيت دولته، وهو الذى سيره المأمون من خراسان إلى محاربة أخيه الامين محمد بن زبيدة، وقصة محاربته علي بن عيسى بالري وكسر جيشه وقتله وقتل الامين بعد دخوله بغداد وغيره معروفة مذكورة في كتب التواريخ. وكان طاهر من أصحاب الرضا عليه السلام وكان متشيعا، وينسب التشيع إلى آل طاهر ايضا، وكان طاهر هو الذي اسس دولة آل طاهر في خراسان وما والاها من سنة 205 إلى 259 وله عهد إلى ابنه وهو من احسن الرسائل. واما هرثمة فهو هرثمة بن اعين الذي يروى عن الرضا عليه السلام كثيرا وهو ايضا من قواد مأمون وفي خدمته، وكان مشهورا بالتشيع ومحبا لاهل البيت عليهم السلام، وهو من اصحاب الرضا عليه السلام بل من خواصه وأصحاب سره كما يظهر من كتاب العيون وغيره. (*)

[ 528 ]

15 – في تفسير العياشي عن ابي عمرو المدايني قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ايما عبد انعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه – وفي رواية اخرى فأقر بها بقلبه – وحمد الله عليها بلسانه، لم ينفد كلامه حتى يامر الله له بالزيادة. 16 – وفي رواية أبي اسحق المدايني حتى يأذن الله له بالزيادة، وهو قوله: ” لئن شكرتم لازيدنكم “. 17 – وعن ابي ولاد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام ارايت هذه النعمة الظاهرة علينا من الله أليس ان شكرناه عليها وحمدناه زادنا كما قال الله في كتابه: ” لئن شكرتم لازيدنكم ” ؟ فقال: نعم، ومن حمد الله على نعمه وشكره وعلم ان ذلك منه لا من غيره (1). 18 – في امالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى ابي عبد الله عليه السلام انه قال: تلقوا النعم ياسدير بحسن مجاورتها، واشكروا من انعم عليكم، وانعموا على [ من ] شكركم، فانكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من الله الزيادة، ومن اخوانكم المناصحة، ثم تلا: ” لئن شكرتم لازيدنكم ” 19 – في اصول الكافي أبو علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن اسحق بن عمار عن رجلين سمعاه من ابي عبد الله عليه السلام قال: ما انعم الله على عبد من نعمة فعرفها بقلبه وحمد الله ظاهرا بلسانه فتم كلامه حتى يؤمر له بالمزيد. 20 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن ابي بصير قال: لابي عبد الله عليه السلام: هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا ؟ قال: نعم، قلت: ما هو ؟ قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في اهل ومال وان كان فيما انعم عليه في ماله حق اداه والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 21 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد قال: سمعت ابا الحسن عليه السلام يقول: من حمد الله على النعمة فقد شكره، وكان الحمد


(1) كذا في النسخ وزاد في بعض النسخ المصدر بعد ذلك قوله: ” زاده الله نعمه “. (*)

[ 529 ]

افضل من تلك النعمة. 22 – محمد عن احمد عن علي بن الحكم عن صفوان الجمال عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: ما انعم الله على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال: الحمد لله الا ادى شكرها. 23 – أبو علي الاشعري عن عيسى بن ايوب عن علي بن مهزيار عن القاسم بن محمد عن اسمعيل بن ابي الحسن عن رجل عن ابي عبد الله عليه السلام قال: من انعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه فقد ادى شكرها. 24 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن بعض اصحابنا عن محمد بن هشام عن ميسر عن ابي عبد الله عليه السلام قال: شكر النعمة اجتناب المحارم، و تمام الشكر قول الرجل: الحمد لله رب العالمين. 25 – في كتاب الخصال عن سعد بن علاقة قال: سمعت امير المؤمنين عليه السلام يقول: شكر النعم يزيد في الرزق، والحديث طويل اخذنا منه موضح الحاجة. 26 – في امالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى مالك بن اعين الجهني قال: اوصى علي بن الحسين بعض ولده فقال: يا بني اشكر الله فمن انعم عليك وانعم على من شكرك فانه لا زوال للنعمة إذا شكرت ولا بقاء لها إذا كفرت، والشاكر بشكره اسعد منه بالنعمة التي وجب عليه الشكر لها، وتلا يعنى علي بن الحسين عليهما السلام قول الله تعالى: ” واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ” إلى آخر الاية. 27 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن الحسن بن علي بن فضال عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: السجدة بعد الفريضة شكر الله تعالى ذكره على ما وفق العبد من اداء فرائضه، وادنى ما يجزي فيها من القول ان يقال: شكرا لله شكرا لله شكرا لله ثلاث مرات قلت: فما معنى قوله، شكرا لله ؟ قال: يقول هذه السجدة مني شكرا لله على ما وفقني له من خدمته واداء فرضه، والشكر موجب للزيادة فان كان في الصلوة تقصير تم بهذه السجدة. 28 – في مجمع البيان قال امير المؤمنين عليه السلام: إذا اقبلت عليكم اطراف النعم


[ 530 ]

فلا تنفروا اقصاها بقلة الشكر. 29 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن ابي عمرو الزبيري عن ابي عبد الله عليه السلام قال: الوجه الثالث من الكفر كفر النعم، قال: ” لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 30 – في تفسير العياشي عن الحسن بن طريف عن محمد عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله: وعلى الله فليتوكل المؤمنون قال: الزارعون. 31 – في مجمع البيان وروى الواقدي باسناده عن ابي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إذا آذاك البراغيث فخذ قدحا من ماء فاقرأ عليه سبع مرات: وما لنا ان لا نتوكل على الله ” الآية ” فان كنتم آمنتم بالله فكفوا شركم واذاكم عنا، ثم ترش الماء حول فراشك، فانك تبيت تلك الليلة آمنا من شرها. 32 – في من لا يحضره الفقيه وسئل عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” وعلى الله فليتوكل المتوكلون ” قال: الزارعون. 33 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي رفعه إلى النبي صلى الله عليه واله قال: من آذى جاره طمعا في مسكنه ورثه الله داره، وهو قوله: وقال الذين كفروا إلى قوله: فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الارض من بعدهم. 34 – في مجمع البيان جاء في الحديث: من آذى جاره ورثه الله داره. 35 – في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي وفي خبر آخر عن ابن مسعود قال: لما نزلت هذه الآية: ” يا ايها الذين آمنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ” تلاها رسول الله صلى الله عليه واله على اصحابه فخر فتى مغشيا عليه، فوضع النبي صلى الله عليه واله يده على فؤاده فوجده يكاد يخرج من مكانه، فقال: يافتى قل لا اله الا الله، فتحرك الفتى فقالها، فبشره النبي صلى الله عليه واله بالجنة، فقال القوم: يارسول الله من بيننا ؟ فقال النبي صلى الله عليه واله: اما سمعتم الله تعالى يقول: ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد. 36 – في روضة الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن


[ 531 ]

سليمان عن ابيه عن ابي بصير قال: بينا رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم جالسا إذ اقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ان فيك شبها من عيسى بن مريم لولا ان يقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملاء من الناس الا اخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة، قال: فغضب الاعرابيان، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه واله ” ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا أآلهتنا خير ام هو ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون ان هو الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل ولو شئنا لجعلنا منكم ” يعني من بني هاشم ” ملائكة في الارض يخلسون ” قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال: ” اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا ” ان بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل (1) ” فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ” فانزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت هذه الآية ” وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ” ثم قال له: يا عمرو اما تبت واما رحلت ؟ فقال: يا محمد بل تجعل لساير قريش شيئا مما في يديك فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم ؟ فقال له النبي صلى الله عليه واله ليس ذلك الي، ذلك إلى الله تبارك وتعالى، فقال: يا محمد قلبي ما يتابعني على التوبة ولكن أرحل عنك، فدعا براحلته فركبها فلما صار بظهر المدينة اتته جندلة فرضت هامته (2) ثم اتى الوحي إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال: ” سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع * من الله ذي المعارج ” قال: قلت: جعلت فداك انا لا نقرأها هكذا، فقال، هكذا انزل الله بها جبرئيل على محمد صلى الله عليه واله وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة عليها السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه واله لمن حوله من المنافقين: انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به قال الله عزوجل: واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد.


(1) هرقل: اسم ملك الروم، أراد ان بني هاشم يتوارثون ملك بعد ملك. (2) الجندلة: واحدة الجندل: الصخر العظيم. ورض الشى: دقه وجرشه. والهامة بعض الرأس. (*)

[ 532 ]

37 – في كتاب التوحيد باسناده إلى الحسن بن الصباح قال: حدثني انس عن النبي صلى الله عليه واله قال: ” كل جبار عنيد ” من أبى ان يقول: لا اله الا الله. 38 – في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام قال: العنيد المعرض عن الحق. 39 في مجمع البيان: ويسقى من ماء صديد اي ويسقى مما يسيل من الدم والقيح من فروج الزواني في النار عن ابي عبد الله عليه السلام. 40 – وروى أبو امامة عن النبي صلى الله عليه واله في قوله: ” ويسقى من ماء صديد ” قال يقرب إليه فيتكرهه، فإذا أدنى منه شوى وجهه ووقع فروة رأسه (1) فإذا شرب قطع أمعاؤه حتى يخرج من دبره، يقول الله عزوجل: ” وسقوا ماءا حميما فقطع امعائهم ” ويقول: ” وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه “. 41 – وقال رسول الله صلى الله عليه واله: من شرب الخمر لم تقبل له صلوة أربعين يوما فان مات وفي بطنه شئ من ذلك كان حقا على الله أن يسقيه من طينة خبال وهو صديد اهل النار وما يخرج من فروج الزناة فيجتمع ذلك في قدور جهنم فيشربه اهل النار ” فيصهر به ما في بطونهم والجلود ” رواه شبيب بن واقد عن الحسين بن يزيد عن الصادق عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله. 42 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت قال: يقرب إليه فيكرهه، وإذا ادنى منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شرب تقطعت امعائه ومزقت تحت قدميه، وانه يخرج من احدهم مثل الوادي صديدا وقيحا، ثم قال: وانهم ليبكون حتى تسيل دموعهم ووجوههم جداول، ثم تنقطع الدموع فتسيل الدماء حتى لو أن السفن اجريت فيها لجرت، وهو قوله: ” وسقوا ماء حميما فقطع امعاءهم “. 43 – في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عليهم السلام قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: ان اهل النار لما غلى الزقوم والضريع


(1) الفروة: جلدة الرأس. (*)

[ 533 ]

في بطونهم كغلي الحميم سألوا الشراب فاتوا بشراب غساق وصديد (1) ” يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ ” وحميم يغلي به جهنم منذ خلقت ” كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا “. 44 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن علا بن رزين عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: اعلم يا محمد ان أئمة الجور واتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا واضلوا، فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيئ ذلك هو الضلال البعيد والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 45 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ” مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ” قال: من لم يقر بولاية امير المؤمنين صلوات الله عليه بطل عمله مثله مثل الرماد الذي تجئ الريح فتحمله. 46 – في مصباح شيخ الطايفة قدس سره خطبة لامير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقول عليه السلام: وتقربوا إلى الله بتوحيده وطاعة من أمركم أن تطيعوه ولا تمسكوا بعصم الكوافر ولا يخلج بكم الغي فتضلوا عن سبيل الرشاد باتباع أولئك الذين ضلوا وأضلوا، قال الله عز من قائل في طائفة ذكرهم بالذم في كتابه: ” انا أطعنا سادتنا وكبرائنا ” إلى قوله عليه السلام وقال الله تعالى: واذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شئ قالوا لو هدينا الله لهديناكم أفتدرون الاستكبار ما هو ؟ هو ترك الطاعة لمن أمروا بطاعته، والترفع على من ندبوا إلى متابعته، والقرآن ينطق من هذا عن كثير ان تدبره متدبر زجره ووعظه.


(1) روى عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: الضريع شئ يكون في النار يشبه الشوك أمر من الصبر وأنتن من الجيفة، واشد حرا من النار ” انتهى ” والغساق – بالتشديد والتخفيف – ما يغسق من صديد اهل النار اي يسيل، يقال: غسقت العين: إذا سالت دموعها، والصديد: قيح ودم، وقيل: هو القيح كأنه الماء في رقته والدم في شكله وقيل: هو ما يسيل من جلود اهل النار. (*)

[ 534 ]

47 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: وقال الشيطان لما قضى الامر اي لما فرغ من أمر الدنيا قال علي بن ابراهيم عن أبي جعفر عليه السلام كلما في القرآن ” وقال – الشيطان ” يريد به الثاني من أوليائه. 48 – في تفسير العياشي عن حريز عمن ذكره عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: ” وقال الشيطان لما قضى الامر ” قال: هو الثاني وليس في القرآن شئ ” وقال – الشيطان ” الا وهو الثاني. 49 – عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام انه إذا كان يوم القيمة يؤتى بابليس في سبعين غلا وسبعين كبلا (1) فينظر الاول إلى زفر في عشرين ومأة كبل وعشرين ومأة غل، فينظر ابليس فيقول: من هو الذي أضعف الله له العذاب وأنا أغويت هذا الخلق جميعا ؟ فيقال: هذا زفر، فيقول: بما جدد له هذا العذاب ؟ فيقول: ببغيه على علي عليه السلام فيقول له ابليس: ويل لك وثبور لك، أما علمت ان الله أمرني بالسجود لادم عليه السلام فعصيته، وسألته أن يجعل لي سلطانا على محمد صلى الله عليه واله وأهل بيته وشيعته فلم يجبني إلى ذلك، وقال: ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين وما عرفتهم من استثنائهم إذ قلت: ” ولا تجد اكثرهم شاكرين ” فمنتك به نفسك غرورا فيوقف بين يدي الخلايق فقال له: ما الذي كان منك إلى علي والى الخلق الذي اتبعوك على الخلاف ؟ فيقول الشيطان وهو زفر لابليس: انت امرتني بذلك فيقول له ابليس: فلم عصيت ربك واطعتني ؟ فيرد زفر عليه ما قال الله: ان الله وعدكم وعد الحق و وعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الاية. 50 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: دعاهم ربهم فتفرقوا ولو دعاهم الشيطان فاستجابوا واقبلوا. 51 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن يزيد عن ابي عمرو الزبيري عن ابي عبد الله عليه السلام قال: والوجه الخامس من الكفر كفر البراءة. قال: يذكر ابليس وتبريه من اوليائه من الانس يوم القيمة اني كفرت


(1) الكبل: القيد. (*)

[ 535 ]

بما اشركتمون من قبل والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 52 – في كتاب التوحيد عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد ذكر قوله تعالى: ” يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا: ” والكفر في هذه الآية البراءة يقول: فيبرء بعضهم من بعض ونظيرها في سورة ابراهيم قول الشيطان ” اني كفرت بما اشركتمون من قبل ” وقول ابراهيم خليل الرحمن: ” كفرنا بكم يعني تبرأنا منكم. 53 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن علي بن سيف عن ابيه عن عمرو بن حريث قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء قال: فقال: رسول الله صلى الله عليه واله اصلها وامير المؤمنين عليه السلام فرعها، والائمة من ذريتهما اغصانها، وعلم الائمة ثمرها، وشيعتهم المؤمنون ورقها، هل فيها فضل ؟ قال: قلت: لا والله، قال: والله ان المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها، وان المؤمن ليموت فتسقط ورقة منها. 54 – في كتاب الخصال عن ابي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خلق الناس من شجرة شتى، وخلقت انا وابن ابي طالب من شجرة واحدة اصلي علي وفرعي جعفر. 55 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الرحمن بن حماد عن عمر بن صالح السابري قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن هذه الآية: ” اصلها ثابت وفرعها في السماء ” قال: اصلها رسول الله صلى الله عليه واله، وفرعها امير المؤمنين، والحسن والحسين ثمرها وتسعة من ولد الحسين عليه السلام اغصانها، والشيعة ورقها، والله ان الرجل منهم ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة، قلت، قوله: تؤتى اكلها كل حين باذن ربها قال: ما يخرج من علم الامام اليكم في كل سنة من كل فج عميق. 56 – في الخرايج والجرايح وروى عن الحلبي عن الصادق عليه السلام عن ابيه و ذكر حديثا طويلا وفي آخره يقول الباقر عليه السلام: واخبركم عما اردتم ان تسئلوا عنه في قوله تعالى: ” شجرة اصلها ثابت وفرعها في السماء ” نحن نعطي شيعتنا ما نشاء من العلم.


[ 536 ]

57 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى السكوني عن جعفر بن محمد عن ابيه عليهما السلام ان عليا عليه السلام قال في رجل نذر ان يصوم زمانا، قال: الزمان خمسة أشهر، والحين ستة اشهر، لان الله عزوجل يقول: ” تؤتى اكلها كل حين باذن ربها ” في الكافي مثله سواء. 58 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحق قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن يحيى قال: حدثني عبد الله بن محمد الضبي قال: حدثنا محمد ابن هلال (1) قال حدثنا نائل بن نجيح قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي قال: سألت ابا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام عن قول الله عزوجل: ” كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى اكلها كل حين باذن ربها ” قال: اما الشجرة فرسول الله صلى الله عليه واله، وفرعها علي عليه السلام، وغصن الشجرة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله وثمرها اولادها عليهم السلام وورقها شيعتنا، ثم قال: ان المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقة، وان المولود من شيعتنا ليولد فتورق الشجرة ورقة. 59 – في مجمع البيان ” كشجرة طيبة ” الاية روى انس عن النبي صلى الله عليه واله ان هذه الشجرة الطيبة النخل. 60 – وروى عن ابن عباس قال: قال: جبرئيل للنبي صلى الله عليه واله: انت الشجرة و علي غصنها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها. 61 – ” كل حين ” اي في كل ستة اشهر عن ابي جعفر عليه السلام. 62 – في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن محبوب عن خالد بن حريز عن ابي الربيع عن ابي عبد الله عليه السلام انه سئل عن رجل قال: لله علي ان اصوم حينا وذلك في شكر ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: قد اتى علي عليه السلام في مثل هذا فقال: صم ستة اشهر، فان الله عزوجل يقول: ” تؤتى اكلها كل حين بأذن ربها ” يعني ستة اشهر


(1) وفي نسخة ” عبد الله بن هلال ” ولكن الظاهر الموافق للمصدر ما اخترناه. (*)

[ 537 ]

63 – محمد بن يحيى رفعه عن احدهما عليهما السلام قال: تقول: إذا غرست أو زرعت: ” ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها “. 64 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وجعل اهل الكتاب القائمين به والعالمين بظاهره وباطنه من شجرة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها، اي يظهر مثل هذا العلم المحتملة في الوقت بعد الوقت ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك تأويلها لاسقطوها مع ما اسقطوا. 65 – في تفسير العياشي عن محمد بن علي الحلبي عن زرارة وحمران عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام في قول الله: ” ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء ” قال: يعني النبي صلى الله عليه واله الاصل الثابت، والفرع الولاية لمن دخل فيها. 66 – عن عبد الرحمن بن سالم الاشل عن ابيه عن ابي عبد الله عليه السلام: ” ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة ” الآيتين قال: هذا مثل ضربه الله لاهل بيت نبيه لمن عاداهم هو مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار. 67 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن ابي جعفر الاحول عن سلام بن المستنير عن ابي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله تعالى ” مثل كلمة طيبة ” الاية قال: الشجر رسول الله صلى الله عليه واله، ونسبه ثابت في بني هاشم وفرع الشجرة علي بن ابي طالب وغصن الشجرة فاطمة عليها السلام، وثمرتها الائمة من ولد علي وفاطمة عليهما السلام والائمة من اولادها اغصانها، وشيعتها (1) ورقها، وان المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقة، وان المؤمن ليولد فتورق الشجرة، قلت: ارايت قوله: ” تؤتى اكلها كل حين باذن ربها ” ؟ قال: يعني بذلك ما يفتون به الائمة


(1) وفي المصدر ” وشيعتهم ” على لفظ الجمع. (*)

[ 538 ]

شيعتهم في كل حج وعمرة من الحلال والحرام (1) ثم ضرب الله لاعداء آل محمد صلى الله عليه واله فقال: ” ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار “. 68 – وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام قال: كذلك الكافرون لا تصعد اعمالهم إلى السماء وبنو امية لا يذكرون الله في مسجد ولا في مجلس، ولا تصعد اعمالهم إلى السماء الا قليل منهم. 69 – في جوامع الجامع واما الشجرة الخبيثة فكل شجرة لا يطيب ثمرها كشجرة الحنظل والكشوث (2) وعن الباقر عليه السلام بنو امية. 70 – في مصباح الكفعمي عن علي عليه السلام من به الثؤلول (3) فليقرأ عليها هذه الايات سبعا في نقصان الشهر ” ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار ” ” وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا “. 71 – في الكافي علي بن ابراهيم عن عمرو بن عثمان وعدة من اصحابنا عن سهل ابن زياد عن احمد بن محمد بن ابي نصر والحسن بن علي جميعا عن ابي جميلة مفضل بن صالح عن جابر عن عبد الاعلى، وعلي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابراهيم بن عبد الاعلى عن سويد بن غفلة قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: ان ابن آدم إذا كان في آخر يوم من ايام الدنيا واول يوم من ايام الاخرة، مثل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى ماله فيقول: والله اني كنت عليك جريصا شحيحا (4)


(1) ” في بصائر الدرجات يعقوب بن يزيد عن الحسن بن محبوب عن الاحول عن سلام بن المستنير عن ابي جعفر عليه السلام مثله، غير ان في آخره قال: قلت له: جعلت فداك قوله تعالى: ” تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ” قال: هو ما يخرج من الامام من الحلال والحرام في كل سنة إلى شيعته، منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (2) الكشوث: نبات يلتف على الشوك والشجر لا اصل له ولا ورق. (3) الثؤلول: خراج يكون بجسد الانسان ناتئ، صلب: مستدير. ويقال له بالفارسية ” زگيل “. (4) الشحيح: البخيل. (*)

[ 539 ]

فمالي عندك ؟ فيقول: خذ مني كفنك، قال: فيلتفت إلى ولده فيقول: والله اني كنت لكم محبا، واني كنت عليكم محاميا فماذا عندكم ؟ فيقولون: نؤديك إلى حفرتك نواريك فيها، قال: فيلتفت إلى عمله فيقول: والله اني كنت فيك لزاهدا و ان كنت علي لثقيلا فماذا عندك ؟ فيقول: انا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى اعرض انا وانت على ربك قال: فان كان لله وليا اتاه اطيب الناس ريحا، واحسنهم منظرا، و احسنهم رياشا (1) فيقول: ابشر بروح وريحان وجنة نعيم، ومقدمك خير مقدم، فيقول له: من أنت ؟ فيقول: انا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنة، وانه ليعرف غاسله ويناشد حامله ان يعجله، فإذا ادخل قبره اتاه ملكا القبر يجران اشعارهما ويخدان الارض بأقدامهما اصواتهما كالرعد القاصف، وابصارهما كالبرق الخاطف. فيقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك ؟ فيقول: الله ربي، وديني الاسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه واله فيقولان: ثبتك الله فيما تحب وترضى وهو قول الله عزوجل: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فالحيوة الدنيا وفي الآخرة ثم يفسحان له (2) في قبره مد بصره، ثم يفتحان بابا إلى الجنة يقولان له: نم قرير العين نوم الشاب الناعم قال الله عزوجل: ” اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا واحسن مقيلا ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 72 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن ابي حمزة عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان المؤمن إذا خرج من بيته شيعته الملائكة إلى قبره، يزدحمون عليه، حتى إذا انتهى به إلى قبره، قالت له الارض: مرحبا بك واهلا، اما والله لقد كنت احب ان يمشي علي مثلك لترين ما اصنع به، فيوسع له مد بصره، ويدخل عليه في قبره ملكا القبر وهما قعيدا (3) القبر منكر ونكير، فيلقيان فيه الروح إلى حقويه (4)


(1) الرياش: اللباس الفاخر. (2) فسح له في المجلس: وسع وفرج له عن مكان يسعه. (3) القعيد بمعنى المقاعد كالجليس. (4) الحقو: الخصر. (*)

[ 540 ]

فيقعدانه ويسئلانه فيقولان: من ربك ؟ فيقول: الله، فيقولان: ما دينك ؟ فيقول: الاسلام فيقولان ومن نبيك ؟ فيقول: محمد فيقولان: ومن امامك ؟ فيقول: فلان قال: فينادي مناد من السماء صدق عبدي افرشوا له في قبره من الجنة وافتحوا بابا إلى الجنة والبسوه من ثياب الجنة حتى يأتينا وما عندنا خير له ثم يقال له: نم نومة عروس نم نومة لا حلم فيها (1) قال: وان كان كافرا خرجت الملائكة تشيعه إلى قبره يلعنونه حتى إذا انتهى إلى قبره، قالت له الارض: لا مرحبا بك و لا اهلا، اما والله لقد كنت ابغض ان يمشي علي مثلك لا جرم لترين ما اصنع بك اليوم فتضيق عليه حتى تلتقي جوانحه (2) قال: ثم يدخل عليه ملكا القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير، قال أبو بصير: قلت: جعلت فداك يدخلان على المؤمن و الكافر في صورة واحدة ؟ قال: لا، قال: فيقعدانه ويلقيان فيه الروح إلى حقويه فيقولان: من ربك ؟ فيتلجلج (3) فيقول: قد سمعت الناس يقولون، فيقولان له: لا دريت، ويقولان له: ما دينك ؟ فيتلجلج فيقولان له: لا دريت، ويقولان له: من نبيك ؟ فيقول قد سمعت الناس يقولون فيقولان له: لا دريت، ويسئل عن امام زمانه، قال: وينادي مناد من السماء: كذب عبدي افرشوا في قبره من النار، والبسوه من ثياب النار، وافتحوا له بابا إلى النار حتى يأتينا وما عندنا شر له، ويضربانه بمرزبة (4) ثلاث ضربات، ليس منها ضربة الا يتطاير قبره نارا، لو ضرب بتلك المزربة جبال تهامة (5) لكانت رميما. وقال أبو عبد الله عليه السلام: ويسلط الله عليه في قبره الحيات تنهشه نهشا (6) والشيطان


(1) الحلم – بالضم -: ما يراه النائم في نومه، لكنه قد غلب على ما يراه من الشر و القبيح، كما غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والحسن. (2) الجوانح: الاضلاع التي تحت الترائب وهي مما يلي الصدر كالضلوع مما يلي الظهر. (3) التلجلج: التردد في الكلام. (4) المرزبة: عصاة كبيرة من حديد تتخذ لتكسير المدر (5) تهامة: من اسماء مكة المكرمة. (6) نهشه الحية أو العقرب: لسعته، عضته، وأخذته ناضراسها. (*)

[ 541 ]

يغمه غما، قال: ويسمع عذابه من خلق الله الا الجن والانس، وانه ليسمع خفق نعالهم ونفض ايديهم وهو قوله الله عزوجل: ” يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء “. 73 – في من لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: ان الشيطان ليأتي الرجل من اوليائنا عند موته عن يمينه وعن شماله ليضله عما هو عليه، فيأبي الله عزوجل له ذلك، وذلك قول الله عزوجل: ” يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفي الآخرة “. 74 – في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابي – جعفر وابي عبد الله عليهما السلام قالا: إذا وضع الرجل في قبره اتاه ملكان ملك عن يمينه و ملك عن يساره، واقيم الشيطان بين يديه عيناه من نحاس، فيقال: ما تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم يزعم انه رسول الله فيفزع لذلك فزعة ويقول ان كان مؤمنا: محمد صلى الله عليه واله رسول الله، فيقال له عند ذلك: نم نومة لا حلم فيها، ويفسح له في قبره تسعة اذرع ويرى مقعده من الجنة، وهو قول الله: ” يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ” وان كان كافرا قالوا: من هذا الرجل الذي كان بين ظهرانيكم يقول انه رسول الله ؟ فيقول: ما ادري، فيخلى بينه وبين الشيطان. 75 – عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام قال: إذا وضع الرجل في قبره اتاه ملكان، ملك عن يمينه وملك عن شماله، واقيم الشيطان بين يديه عيناه من نحاس، فيقال له: كيف تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم ؟ قال: فيفزع لذلك فيقول ان كان مؤمنا: عن محمد تسئلاني ؟ فيقولان له عند ذلك: نم نومة لا حلم فيها ويفسح له في قبره سبعة اذرع، ويرى مقعده من الجنة، وان كان كافرا قيل له: ما تقول في هذا الرجل الذي بين ظهرانيكم ؟ فيقول: ما ادري ويخلى بينه وبين الشيطان ويضرب بمرزبة من حديد يسمع صوته كل شئ، وهو قول الله: ” يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين و يفعل الله ما يشاء “.


[ 542 ]

76 – في عيون الاخبار عن محمد بن سنان قال: دخلت على ابي الحسن عليه السلام قبل ان يحمل إلى العراق بسنة، وعلي ابنه عليه السلام بين يديه، فقال لي: يا محمد ! قلت: لبيك، قال: انه سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع منها، ثم اطرق ونكت بيده إلى الارض ورفع رأسه الي وهو يقول: ” ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ” قلت: وما ذاك جعلت فداك ؟ قال: من ظلم ابني هذا حقه وجحد امامته من بعدي، كان كمن ظلم علي بن ابي طالب عليه السلام حقه وجحد امامته من بعد محمد صلى الله عليه واله، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 77 – وباسناده إلى الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: ما بعث الله عزوجل نبيا الا بتحريم الخمر، وان يقر له بان الله يفعل ما يشاء، وان يكون من تراثه الكندر. 78 – في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سئلت ابا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عزوجل: ” من يهدى الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ” فقال: ان الله تبارك وتعالى يضل الظالمين يوم القيمة عن دار كرامته، ويهدي أهل الايمان والعمل الصالح إلى جنته كما قال عزوجل: ” ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ” وقال عزوجل: ” ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتها الانهار في جنات النعيم “. 79 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن اسحق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين العبدي عن سعد الاسكاف عن الاصبغ قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله صلى الله عليه واله وعدلوا عن وصيه لا يتخوفون ان ينزل بهم العذاب ؟ ثم تلا هذه الاية: الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار جهنم ثم قال: نحن النعمة التي انعم الله بها على عباده، وبنا يفوز من فاز يوم القيمة. 80 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد بن اورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” الم تر إلى


[ 543 ]

الذين بدلوا نعمة الله كفرا ” الآية قال: عنى قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله صلى الله عليه واله ونصبوا له الحرب وجحدوا وصيه. 81 – في روضة الكافي الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن ابان بن عثمان عن الحارث النضري، قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” الذين بدلوا نعمة الله كفرا ” قال: ما يقولون في ذلك ؟ قلت: يقولون هم الافجران من قريش بنو امية وبنو المغيرة، قال: ثم قال: هي والله قريش قاطبة، ان الله تبارك وتعالى خاطب نبيه صلى الله عليه واله فقال: اني فضلت قريشا على العرب واتممت عليكم نعمتي، وبعثت إليهم رسولا (رسولي خ) فبدلوا نعمتي كفرا واحلوا قومهم دار البوار (1). 82 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن محمد بن ابي عمير عن عثمان ابن عيسى عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا “، قال: نزلت في الافجرين من قريش بني امية وبني المغيرة، فاما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر، واما بنو امية فمتعوا إلى حين، ثم قال: ونحن والله نعمة الله التي انعم بها على عباده وبنا يفوز من فاز. 83 – حدثني ابي عن اسحق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام انه قال: ان الشجر لم يزل حصيدا كله حتى دعى للرحمن ولد عز الرحمن و جل ان يكون له ولد (2) فكادت السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا، فعند ذلك اقشعر الشجر وصار له شوك، حذار ان ينزل به العذاب، فما بال


(1) ” في اسناد الصحيفة السجادية عن ابي عبد الله عليه السلام قال وقد ذكر بني امية: أخبر الله نبيه بما يلقى أهل بيت محمد وأهل مودتهم وشيعتهم منهم في أيامهم وملكهم، قال: و أنزل الله تعالى فيهم: ” الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار ” ونعمة الله: محمد واهل بيته، حبهم ايمان يدخل الجنة، وبغضهم نفاق يدخل النار. منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (2) وفي نسخة: ” جل الرحمن أن يكون له ولد ” ثلاث مرات. (*)

[ 544 ]

اقوام غيروا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وذكر إلى آخر ما نقلنا عن اصول – الكافي سواء. 84 – في تفسير العياشي عن الاصبغ بن نباتة قال امير المؤمنين عليه السلام في قول الله: الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا “. قال: نحن نعمة الله التي انعم بها على العباد. 85 – وفي رواية زيد الشحام عنه قال قلت له: بلغني ان امير المؤمنين عليه السلام سئل عنها فقال عنى بذلك الافجران من قريش امية ومخزوم، اما مخزوم فقتله الله يوم بدر، واما امية فمتعوا إلى حين، فقال أبو عبد الله عليه السلام: عنى الله والله بها قريشا قاطبة، الذين عادوا الله ونصبوا له الحرب. 86 – عن ذريح عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول جاء ابن الكوا إلى امير المؤمنين عليه السلام فسأله عن قول الله ” الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا و احلوا قومهم دار البوار ” قال: تلك قريش بدلوا نعمة الله كفرا وكذبوا نبيهم يوم بدر. 87 – عن محمد بن سابق بن طلحة الانصاري قال: مما قال هارون لابي الحسن موسى عليه السلام حين ادخل عليه: ما هذه الدار ودار من هي ؟ قال: لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة، قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها ؟ قال: أخذت منه عامرة ولا يأخذها الا معمورة، فقال: أين شيعتك ؟ فقرأ له أبو الحسن عليه السلام ” لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ” قال: فنحن كفار ؟ قال: لا ولكن كما قال الله: ” ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار ” فغضب عند ذلك وغلظ عليه. 88 – عن مسلم المشوف عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله: ” واحلوا قومهم دار البوار ” قال: هما الافجران من قريش بنو امية وبنو المغيرة. 89 – في مجمع البيان واختلف في المعنى بالآية فعن امير المؤمنين عليه السلام انهم كفار قريش كذبوا نبيهم ونصبوا له الحرب والعداوة، وسئل رجل أمير المؤمنين عليه السلام عن هذه فقال: هما الافجران من قريش بنو امية وبنو المغيرة، فأما بنو الامية فمتعوا


[ 545 ]

إلى حين، واما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر. 90 – في تفسير العياشي عن زرعة عن سماعة قال: ان الله فرض للفقراء في مال الاغنياء فريضة لا يحمدون بأدائها وهي الزكوة، منها (1) حقنوا دماءهم وبها سموا مسلمين، ولكن الله فرض في الاموال حقوقا غير الزكوة وقد قال الله تبارك وتعالى: وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية. 91 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: والشمس والقمر دائبين في مرضاته يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد. 92 – في تفسير العياشي عن حسين بن هارون شيخ من اصحاب ابي جعفر عن ابي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقرأ هذه الآية وآتاكم من كل ما سألتموه قال: ثم قال ابو جعفر عليه السلام: الثوب والشئ [ الذى ] لم تسئله اياه أعطاك. 93 – في مجمع البيان قرأ محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق عليهما السلام ” من كل ما سألتموه ” بالتنوين. 94 – في روضة الكافي علي بن محمد عن بعض اصحابه رفعه قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا قرأ هذه الآية وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها يقول: سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه الا المعرفة بالتقصير عن معرفتها، كما لم يجعل في أحد من معرفة ادراكه اكثر من العلم انه لا يدركه فشكر عزوجل معرفة العارفين بالتقصير عن معرفة شكره، فجعل معرفتهم بالتقصير شكرا كما علم علم العالمين انهم لا يدركونه فجعله ايمانا، علما منه انه وسع العباد فلا يتجاوز ذلك، فان شيئا من خلقه لا يبلغ مدى عبادته وكيف يبلغ مدى عبادته من لا مدى له ولا كيف ؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. 95 – في تهذيب الاحكام سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي اسمعيل القماط عن بشار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كان معسرا فلم يتهيأ له حجة الاسلام فليأت قبر أبي عبد الله عليه السلام فليعرف عنده، فذلك يجزيه عن


(1) وفي المصدر ” بها ” مكان ” منها “. (*)

[ 546 ]

حجة الاسلام، اما اني لا أقول يجزي ذلك عن حجة الاسلام الا لمعسر، فاما الموسر إذا كان قد حج حجة الاسلام فأراد ان يتنفل بالحج والعمرة فمنعه من ذلك شغل دنياه أو عائق فاتى الحسين بن علي عليهما السلام في يوم عرفة اجزأه ذلك عن اداء حجته وعمرته، وضاعف الله له بذلك أضعافا مضاعفة قلت: كما تعدل حجة وكم تعدل عمرة ؟ قال: لا يحصى ذلك، قلت: مأة ؟ قال: ومن يحصى ذلك، قلت: ألف ؟ قال: و اكثر، ثم قال: ” وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها “. 96 – في تفسير العياشي عن الزهري قال: اتى رجل ابا عبد الله عليه السلام فسأله عن شئ فلم يجبه، فقال له الرجل: فان كنت ابن ابيك فانك من ابناء عبدة الاصنام فقال له: كذبت ان الله امر ابراهيم ان ينزل اسمعيل بمكة ففعل فقال ابراهيم: رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني ان نعبد الاصنام فلم يعبد احد من ولد اسمعيل صنما ولكن العرب عبدة الاصنام، وقالت بنو اسمعيل: هؤلاء شفعاؤنا وكفرت ولم تعبد الاصنام. 97 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: قد حظر على من مسه الكفر تقلد ما فوضه إلى انبيائه واوليائه يقول لابراهيم: ” لا ينال عهدي الظالمين ” اي المشركين لانه سمى الشرك ظلما بقوله ” ان الشرك لظلم عظيم ” فلما علم ابراهيم عليه السلام ان عهد الله تبارك وتعالى بالامامة لا ينال عبدة الاصنام قال: واجنبني وبني ان نعبد الاصنام. 98 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: أنا دعوة ابي ابراهيم، قلنا: يارسول الله وكيف صرت دعوة ابيك ابراهيم ؟ قال: اوحى الله عزوجل إلى ابراهيم: ” اني جاعلك للناس اماما ” فاستحق ابراهيم الفرح فقال: يا رب ” ومن ذريتي ” ائمة مثلي فأوحى الله عزوجل ان يا ابراهيم اني لا أعطيك عهدا لا اوفي لك به، قال: يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به قال: لا اعطيك لظالم من ذريتك، قال: يا رب ومن الظالم من ولدي


[ 547 ]

الذي لا ينال عهدك ؟ قال: من سجد لصنم من دوني لا أجعله اماما ابدا، ولا يصح أن يكون اماما، قال ابراهيم: ” واجنبني وبني ان نعبد الاصنام رب انهن اضللن كثيرا من الناس ” قال النبي صلى الله عليه واله: فانتهت الدعوة الي والى أخي علي، لم يسجد أحد منا لصنم قط، فاتخذني الله نبيا، وعليا وصيا. 99 – في روضة الكافي ابن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول: ان رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أخبرني ان كنت عالما عن الناس، وعن أشباه الناس، وعن النسناس ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا حسين اجب الرجل، فقال الحسين عليه السلام: اما قولك أشباه الناس فهم شيعتنا وهم موالينا وهم منا، ولذلك قال ابراهيم عليه السلام: فمن تبعني فانه مني والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. (1) 100 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وفيها قال الله عزوجل: ” ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي وقال عزوجل: ” وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ” فنحن أولى الناس بابراهيم عليه السلام و نحن ورثناه، ونحن أولوا الارحام الذين ورثنا الكعبة، ونحن آل ابراهيم. أفترغبون عن ملة ابراهيم وقد قال الله تعالى: ” ومن تبعني فانه مني “. 101 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى عمر بن يزيد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يابن يزيد أنت والله منا اهل البيت، قلت: جعلت فداك من آل


(1) ” في محاسن البرقي عنه عن علي بن الحكم عن سعد بن أبي خلف عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ونقل كلاما طويلا، وفيه: من أحب علي بن أبيطالب ووالاه وائتم به وأقر بفضله وتولى الاوصياء من بعده حق علي أن أدخلهم في شفاعتي، و حق على ربي أن يستجيب لي فيهم وهم أتباعي، ومن تبعني فانه مني جرى في مثل ابراهيم عليه السلام وفي الاوصياء. وفي اصول الكافي عن أبي جعفر عليه السلام نحوه الا قوله: جرى إلى آخره. منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (*)

[ 548 ]

محمد صلى الله عليه واله ؟ قال: اي والله من انفسهم، قلت: من انفسهم جعلت فداك ؟ قال: اي والله من انفسهم، يا عمر أما تقرأ كتاب الله عزوجل: ” ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ” اوما تقرأ قول الله عز اسمه: ” فمن تبعني فانه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم “. 102 – في تفسير العياشي عن ابي عبيدة عن ابي جعفر عليه السلام قال: من احبنا فهو منا أهل البيت، قلت: جعلت فداك منكم ؟ قال: منا والله، اما سمعت قول ابراهيم عليه السلام ” من تبعني فانه مني “. 103 – عن محمد الحلبي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: من اتقى الله منكم واصلح فهو منا أهل البيت، قال: منكم اهل البيت ؟ قال: منا اهل البيت، قال فيها ابراهيم ” فمن تبعني فانه مني ” قال عمر بن يزيد: قلت له: من آل محمد ؟ قال: اي والله من آل محمد [ اي والله من آل محمد ] من أنفسهم، أما تسمع الله يقول: ” ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه ” وقول ابراهيم: ” فمن تبعني فانه مني “. 104 – عن ابي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من تولى آل محمد وقدمهم على جميع الناس بما قدمهم من قرابة رسول الله صلى الله عليه واله فهو من آل محمد بمنزلة آل محمد لا انه من القوم بأعيانهم، وانما هو منهم بتوليه إليهم واتباعه اياهم، وكذلك حكم الله في كتابه ” ومن يتوله منكم فانه منهم ” وقول ابراهيم: ” فمن تبعني فانه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم “. 105 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن النضر بن سويد عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان ابراهيم عليه السلام كان نازلا في بادية الشام، فلما ولد له من هاجر اسمعيل اغتمت سارة من ذلك غما شديدا، لانه لم يكن له منها ولد، وكانت تؤذي ابراهيم في هاجر وتغمه، فشكا ابراهيم عليه السلام ذلك إلى الله عزوجل، فأوحى الله إليه: انما مثل المرأة مثل الضلع العوجاء ان تركتها استمتعت بها، وان أقمتها كسرتها، ثم أمره أن يخرج اسمعيل وامه عنها فقال: يا رب إلى أي مكان ؟ قال: إلى حرمي وامني


[ 549 ]

وأول بقعة خلقتها من الارض وهي مكة، فانزل الله عليه جبرئيل عليه السلام بالبراق، فحمل هاجر واسمعيل وابراهيم عليه السلام عليها، وكان ابراهيم لا يمر بموضع حسن فيه شجر و نخل وزرع الا وقال: يا جبرئيل إلى ههنا إلى ههنا ؟ فيقول جبرئيل: لا، امض امض حتى وافى مكة، فوضعه في موضع البيت، وقد كان ابراهيم عليه السلام عاهد سارة الا ينزل حتى يرجع إليها، فلما نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجرة فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها، فاستظلوا تحته، فلما سرحهم ابراهيم، ووضعهم واراد الانصراف عنهم إلى سارة، قالت له هاجر: يا ابراهيم لم تدعنا في موضع ليس به انيس ولا ماء ولا زرع ؟ فقال ابراهيم: الله الذي امرني ان اضعكم في هذا المكان حاضر عليكم، ثم انصرف عنهم فلما بلغ كدى وهو جبل بذي طوى، التفت إليهم ابراهيم فقال: ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلوة فاجعل افئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ثم مضى وبقيت هاجر والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 106 – حدثني ابي عن حنان عن ابي جعفر عليه السلام في قوله ” ربنا اني اسكنت ” الآية قال: نحن والله بقية تلك العترة. 107 – في تفسير العياشي عن رجل ذكره عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله ” اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ” إلى قوله: ” يشكرون ” قال: فقال أبو جعفر: نحن هم ونحن بقية تلك الذرية. 108 – عن الفضل بن موسى الكاتب عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: ان ابراهيم عليه السلام لما اسكن اسمعيل عليه السلام وهاجر مكة ودعهما لينصرف عنهما بكيا، فقال لهما ابراهيم: ما يبكيكما فقد خلفتكما في احب الارض إلى الله وفي حرم الله ؟ فقالت له هاجر: يا ابراهيم ما كنت ارى ان نبيا مثلك يفعل ما فعلت ؟ قال: وما فعلت ؟ قالت: انك خلفت امرأة ضعيفة وغلاما ضعيفا لا حيلة لهما بلا انيس من بشر ولا [ ماء ] يظهر ولا زرع قد بلغ ولا ضرع يحلب ؟ قال: فرق ابراهيم ودمعت عيناه عندما سمع منهما، فأقبل


[ 550 ]

حتى انتهى إلى باب بيت الله الحرام، فأخذ بعضادتي الكعبة ثم قال: ” اللهم اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلوة فاجعل افئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ” قال أبو الحسن: فأوحى الله إلى ابراهيم: ان اصعد ابا قبيس فناد في الناس: يا معشر الخلايق ان الله يأمركم بحج هذا البيت الذي بمكة محرما من استطاع إليه سبيلا فريضة من الله، فمد الله لابراهيم في صوته حتى اسمع به اهل المشرق والمغرب وما بينهما من جميع ما قدر الله وقضى في اصلاب الرجال من النطف وجميع ما قدر الله وقضى في ارحام النساء إلى يوم القيمة، فهناك يا فضل وجب الحج على جميع الخلايق، والتلبية من الحاج في ايام الحاج هي اجابة لنداء ابراهيم عليه السلام يومئذ بالحج عن الله. 109 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن ابن اذينة عن الفضيل عن ابي جعفر عليه السلام قال: نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة فقال: هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، انما امروا ان يطوفوا بها ثم ينفروا الينا فيعلمونا ولايتهم ومودتهم، و يعرضوا علينا نصرتهم ثم قرأ هذه الاية: ” واجعل افئدة من الناس تهوى إليهم “. 110 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال: قال أبو جعفر عليه السلام لقتادة (1): من خرج من بيته بزاد وراحلة وكرى حلال يروم هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله عزوجل: ” واجعل افئدة من الناس تهوى إليهم ” ولم يعن البيت فيقول إليه، فنحن والله دعوة ابراهيم صلى الله عليه واله التي من هوانا قلبه قبلت حجته، والا فلا يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيمة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 111 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وفيها: و


(1) قتادة بن دعامة من مشاهير محدثي العامة ومفسريهم روى عن أنس بن مالك وأبي الطفيل وسعيد بن المسيب والحسن البصري وغيرهم. (*)

[ 551 ]

الافئدة من الناس تهوى الينا، وذلك دعوة ابراهيم عليه السلام حيث قال: ” واجعل افئدة من الناس تهوى إليهم “. 112 – في مجمع البيان وقرء علي عليه السلام وابو جعفر الباقر وجعفر بن محمد الصادق عليهما السلام ” تهوى إليهم ” بفتح الواو. 113 – في تفسير العياشي عن ابي جعفر عليه السلام ” افئدة من الناس تهوى إليهم ” اما انه لم يعن الناس كلهم، انتم اولئك ونظراؤكم، وانما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الاسود أو مثل الشعرة السوداء في الثور الابيض. 114 – عن ثعلبة بن ميمون عن ميسر عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان ابانا ابراهيم كان مما اشترط على ربه فقال: ” رب اجعل افئدة من الناس تهوى إليهم “. 115 – وفي رواية اخرى عنه عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان ابانا ابراهيم صلوات الله عليه كان فيما اشترط على ربه ان قال: ” اجعل افئدة من الناس تهوى إليهم ” اما انه لم يعن الناس كلهم، انتم اولئك رحمكم الله ونظراؤكم، انما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الاسود، أو الشعرة السوداء في الثور الابيض. 116 – في بصائر الدرجات عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي ابن معبد عن جعفر بن عبد الله عن عبد الله بن عبد الرحمن عن ابي عمرو عن معاوية بن وهب، قال: استأذنت على ابي عبد الله عليه السلام فاذن لي فسمعته يقول في كلام له: يامن خصنا بالوصية، واعطانا علم ما مضى وما بقى، وجعل افئدة من الناس تهوى الينا وجعلنا ورثة الانبياء. 117 – في كتاب عوالي اللئالي وقال الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى: ” وارزقهم من الثمرات “: هو ثمرات القلوب. 118 – وقال الباقر عليه السلام: ان الثمرات تحمل إليهم من الآفاق وقد استجاب الله له حتى لا يوجد في بلاد الشرق والغرب ثمرة لا توجد فيها، حتى حكى انه يوجد فيها في يوم واحد فواكه ربيعية وصيفية وخريفية وشتائية.


[ 552 ]

119 – في تفسير العياشي عن السرى قال: سمعنا ابا عبد الله عليه السلام يقول ربنا انك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شئ شأن اسمعيل، وما اخفى أهل البيت. 120 – في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن أبي عبد الله الفراء عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه، و لكنه يحب أن تبث إليه الحوائج فإذا دعوت فسم حاجتك. 121 – وفي حديث آخر قال: قال ان الله عزوجل يعلم حاجتك وما تريد ولكن يحب ان تبث إليه الحوائج. 122 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ربنا اغفر لي ولوالدي قال: انما نزلت: ” لولدي ” اسمعيل واسحق. 123 – في مجمع البيان وقرأ الحسين بن علي وأبو جعفر محمد بن علي ” ولولدي “. 124 – في تفسير العياشي عن حريز عن عبد الله عمن ذكره عن أحدهما انه قرأ ” رب اغفر لي ولولدي ” يعني اسمعيل واسحق. 125 – وفي رواية اخرى عمن ذكره عن أحدهما عليهما السلام: انه قرا ” ربنا اغفر لي ولوالدي ” قال: آدم وحوا. 126 – عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: ” ربنا اغفر لي ولوالدي ” قال هذه كلمة صحفها الكتاب، انما كان استغفاره لابيه عن موعدة وعدها اياه وانما كان ” ربنا اغفر لي ولولدي ” يعني اسمعيل واسحق، والحسن والحسين والله ابنا رسول الله صلى الله عليه واله 127 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار قال: تبقى اعينهم مفتوحة من هول جهنم، لا يقدرون ان يطرفوها (1) قوله: وافئدتهم هواء قال: قلوبهم تنصدع من الخفقان.


(1) طرف عينه: أطبق احد جفنيه على الاخر. (*)

[ 553 ]

128 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابي الصباح بن عبد الحميد عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام قال: والله الذي صنعه الحسن بن علي عليهما السلام كان خيرا لهذه الامة مما طلعت عليه الشمس ووالله لقد نزلت هذه ” ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم واقيموا الصلوة وآتوا الزكوة ” انما هي طاعة الامام وطلبوا القتال، ” فلما كتب عليهم القتال مع الحسين عليه السلام ” قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب نجب دعوتك و نتبع الرسل ” أرادوا تأخير ذلك إلى القائم عليه السلام. 129 – في تفسير العياشي عن سعد بن عمر عن غير واحد من حضر أبا عبد الله عليه السلام ورجل يقول: قد بنيت دار صالح ودار عيسى بن علي، ذكر دور العباسيين فقال رجل: أراناها الله خرابا، أو خربها بأيدينا، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: لا تقل هكذا، بل تكن مساكن القائم وأصحابه اما سمعت الله يقول: وسكنتم في مساكن الذين ظلموا انفسهم. 130 – عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وان كان مكرهم لتزول منه الجبال وان كان مكر بني عباس بالقائم لتزول منه قلوب الرجال. 131 – عن الحارث عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: ان نمرود اراد ان ينظر إلى ملك السماء، فأخذ نسورا اربعة (1) فرباهن حتى كن نشاكم (2) وجعل تابوتا من خشب وادخل فيه رجلا، ثم شد قوائم النسور بقوائم التابوت ثم أطارهن ثم جعل في وسط التابوت عمودا وجعل في رأس العمود لحما فلما راى النسور اللحم طرن وطرن بالتابوت والرجل، فارتفعن إلى السماء، فمكث ما شاء الله، ثم ان


(1) النسور جمع النسر: طائر حاد البصر وأشد الطيور وأرفعها طيرانا ” وأقواها جناحا وليس في سباع الطير اكبر جثة منه، ويقال له: ” ابوالطير ” ويقال له بالفارسية ” كركس “. (2) كذا في النسخ وفي المصدر ” نشاطا “. وقوله ” حتى كن نشاكم ” غير موجود في نسخة البحار. (*)

[ 554 ]

الرجل اخرج من التابوت راسه فنظر فإذا هي على حالها، ونظر إلى الارض فإذا هو لا يرى شيئا (1) فلما يرى سفل العمود وطلب النسور اللحم وسمعت الجبال هدة النسور فخافت من امر السماء، وهو قول الله: وان كان مكرهم لتزول منه الجبال ” 132 – في تفسير علي بن ابراهيم ثم قال: ” وان كان مكرهم لتزول منه الجبال ” قال: مكر بني فلان. 133 – في مجمع البيان في الشواذ عن علي عليه السلام ” وان كاد مكرهم لتزول منه الجبال ” 134 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ” ره ” وعن ثوبان قال: ان يهوديا جاء إلى النبي صلى الله عليه واله فقال: يا محمد اسئلك فتخبرني، فركضه ثوبان برجله (2) وقال قل: يارسول الله، فقال: لا ادعوه الا بما سماه اهله، فقال: ارايت قوله عزوجل: يوم تبدل الارض غير الارض والسموات اين الناس يومئذ ؟ قال: في الظلمة دون المحشر والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. (3) 135 – في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: لقد خلق الله تعالى في الارض منذ خلقها سبعة عالمين، إلى ان قال: لعلكم ترون انه إذا كان يوم القيمة وصير الله ابدان اهل الجنة مع ارواحهم في الجنة و صير ابدان اهل النار مع ارواحهم في النار ان الله تبارك وتعالى لا يعبد في بلاده و لا يخلق خلقا يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه ؟ بلى والله ليخلقن خلقا من غير فحولة ولا اناث يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه، ويخلق لهم ارضا تحملهم، وسماء


(1) كذا في النسخ لكن في المصدر وكذا البحار زياده في الموضع غير مخلة بالمعنى من شاء فليراجع المصدر ج 2: 236 أو البحار ج 5: 123. (2) اي ضربه بها. (3) ” في الكافي احمد بن عبد الله عن جده عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن عبد الرحمن بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ارض القيامة نار ما خلا ظل المؤمن فان صدقته تظله، منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (*)

[ 555 ]

تظلهم. اليس الله يقول: ” يوم تبدل الارض غير الارض والسموات ” وقال الله عزوجل: ” افعيينا بالخلق الاول ل هم في لبس من خلق جديد “. 136 – في روضة الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن ابي حمزة ثابت بن دينار الثمالي وأبو منصور عن ابي الربيع قال: حججنا مع ابي جعفر عليه السلام في السنة التي كان حج فيها هشام بن عبد الملك، وكان معه نافع مولى عمر بن الخطاب، فقال نافع: يابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عزوجل: ” يوم تبدل الارض غير الارض والسموات ” اي ارض تبدل يومئذ ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: ” ارض تبقى خبزة يأكلون منها حتى يفرغ الله عزوجل من الحساب، فقال له نافع: انهم عن الاكل لمشغولون ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: أهم يومئذ أشغل ام إذ هم في النار فقال: بل اذ هم في النار قال: فوالله ما شغلهم إذا دعوا بالطعام فاطعموا الزقوم، ودعوا بالشراب فسقوا الحميم، قال: صدقت يابن رسول الله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. (1) 137 – في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال: سأله الابرش الكلبي عن قول الله عزوجل: ” يوم تبدل الارض غير الارض والسموات ” قال: تبدل خبزة يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، قال الابرش: ان الناس لفي شغل من الاكل ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: هم في النار لا يشتغلون عن اكل الضريع وشرب الحميم وهم في العذاب فكيف يشغلون عنه في الحساب. 138 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن ابي عبد الله عن ابيه عن القاسم بن عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” يوم تبدل الارض غير الارض ” قال: تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغوا من الحساب، فقال له قائل: انهم لفي شغل يومئذ عن الاكل والشرب ؟ فقال: ان الله


(1) ” في اصول الكافي باسناده إلى ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المتحابون في الله عزوجل يوم القيامة على ارض زبرجدة خضراء في ظل عرشه عن يمينه، وكلتا يديه يمين. الحديث. منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (*)

[ 556 ]

عزوجل خلق ابن آدم اجوف لابد له من الطعام والشراب، اهم اشد شغلا يومئذ ام في النار ؟ فقد استغاثوا والله عزوجل يقول: ” وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب “. 139 – في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن الحسن بن محبوب عن ابي حمزة الثمالي عن ابي الربيع قال: سأل نافع مولى عمر بن الخطاب ابا جعفر محمد بن علي عليه السلام فقال: يابا جعفر اخبرني عن قول الله تبارك وتعالى: ” يوم تبدل الارض غير الارض و السموات ” اي أرض تبدل ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام بخبزة بيضاء ياكلون منها حتى يفرغ الله من حساب الخلايق، فقال نافع: انهم عن الاكل لمشغولون ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: حينئذ اشغل ام هم في النار ؟ قال نافع: بل هم في النار، قال: فقد قال الله: ” ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة ان افيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ” ما شغلهم إذ دعوا الطعام فاطعموا الزقوم، ودعوا الشراب فسقوا الحميم، فقال: صدقت يابن رسول الله، و الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 140 – حدثني ابي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن نعمان الاحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن ابي فاختة عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: سئل عن النفختين كم بينهما ؟ قال: ما شاء الله إلى ان قال عليه السلام: فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي السموات فلا يبقى في السموات ذو روح الا صعق ومات، الا اسرافيل، قال فيقول لاسرافيل: مت، فيموت اسرافيل، فيمكثون في ذلك ما شاء الله، ثم يأمر الله السموات فتمور، ويأمر الجبال فتسير، وهو قوله: ” يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا ” يعني تبسط ” وتبدل الارض غير الارض ” يعني بارض لم تكسب عليها الذنوب، بارزة ليس عليها الجبال ولا نبات كما دحاها أول مرة. 141 – في تفسير العياشي عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: ” يوم تبدل الارض غير الارض ” يعني تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، قال الله: ” ما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام “.


[ 557 ]

143 – عن محمد بن هاشم عمن أخبره عن ابي جعفر عليه السلام قال: قال له الابرش الكلبي: بلغني انك قلت في قول الله: ” يوم تبدل الارض ” انها تبدل خبزة ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام. صدقوا تبدل الارض خبزة نقية في الموقف يأكلون منها، فضحك الابرش وقال: اما لهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز ؟ فقال: ويحك في اي المنزلتين هم أشد شغلا وأسوء حالا إذا هم في الموقف أو في النار يعذبون ؟ فقال: لا في النار فقال: ويحك وان الله يقول: ” لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون * ثم انهم لشاربون عليه من الحميم * فشاربون شرب الهيم ” قال: فسكت. 143 – في مجمع البيان وروى ابو هريرة عن النبي صلى الله عليه واله قال يبدل الله الارض غير الارض والسموات فيبسطها ويمدها مد الاديم العكاظي، لا ترى فيها عوجا ولا امتا، ثم يزجر الله الخلق زجرة فإذا هم في هذه المبدلة في مثل مواضعهم من الاولى، ما كان في بطنها كان في بطنها، وما كان في ظهرها كان على ظهرها. 144 – وفي تفسير أهل البيت عليهم السلام بالاسناد عن زرارة ومحمد بن مسلم وحمران بن أعين عن أبي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام قالا: تبدل الارض خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ الناس من الحساب، قال الله تعالى: ” وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام “. 145 – وروى سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى الله عليه واله قال: يحشر الناس يوم القيمة على ارض بيضاء عفراء كقرصة النقى (1) ليس فيها معلم لاحد. 146 – وروى عن أبي ايوب الانصاري قال: اتى النبي صلى الله عليه واله حبر من اليهود فقال: أرأيت إذ يقول الله في كتابه: ” يوم تبدل الارض غير الارض والسموات ” فأين الخلق عند ذلك ؟ فقال: أضياف الله فلن يعجزهم ما لديه. 147 – في تفسير علي بن ابراهيم قوله ” يوم تبدل الارض غير الارض ” قال: تبدل خبزة بيضاء نقية في الموقف يأكل منها المؤمنون، وترى المجرمين يومئذ مقرنين


(1) النقى: الحواري وهو الدقيق الابيض وهو لباب الدقيق. (*)

[ 558 ]

في الاصفاد قال: مقيدين بعضهم إلى بعض سرابيلهم من قطران قال: السرابيل القمص، وفي رواية ابي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ” سرابيلهم من قطران ” هو الصفر الحار الذائب يقول الله: انتهى حره، وتغشى وجوههم النار سربلوا ذلك الصفر فتغشى وجوههم النار. 148 – حدثني أبي عن محمد بن ابي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله قال جبرئيل عليه السلام: لو ان سربالا من سرابيل اهل النار علق بين السماء والارض لمات اهل الارض من ريحه ووهجه (1) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 149 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: والبسهم سرابيل القطران ومقطعات النيران في عذاب قد اشتد حره وباب قد أطبق على أهله. خبزة بيضاء نقية في الموقف يأكل منها المؤمنون، وترى المجرمين يومئذ مقرنين


(1) النقى: الحواري وهو الدقيق الابيض وهو لباب الدقيق. (*)

[ 558 ]

في الاصفاد قال: مقيدين بعضهم إلى بعض سرابيلهم من قطران قال: السرابيل القمص، وفي رواية ابي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ” سرابيلهم من قطران ” هو الصفر الحار الذائب يقول الله: انتهى حره، وتغشى وجوههم النار سربلوا ذلك الصفر فتغشى وجوههم النار. 148 – حدثني أبي عن محمد بن ابي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله قال جبرئيل عليه السلام: لو ان سربالا من سرابيل اهل النار علق بين السماء والارض لمات اهل الارض من ريحه ووهجه (1) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 149 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: والبسهم سرابيل القطران ومقطعات النيران في عذاب قد اشتد حره وباب قد أطبق على أهله. 150 – في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان النايحة إذا لم تتب قبل موتها، تقوم يوم القيمة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب.


(1) الوهج: حرارة النار. (*)

[ 559 ]

قد تم الجزء الثاني تصحيحا وتعليقا حسب تجزئتنا من هذا الجزء في الخامس والعشرين من شهر شعبان المعظم سنة 1383 على يد العبد المذنب الفاني السيد هاشم بن السيد حسين الحسيني المحلاتي المشتهر برسولي عفى عنه وعن والديه بحق محمد وآله

اترك تعليقاً