تفسير نور الثقلين

الشيخ الحويزي ج 3


[ 1 ]

كتاب تفسير نور الثقلين لمؤلفه المحدث الجليل العلامة الخبير الشيخ عبد على بن جمعة العروسى الحويزى قدس سره المتوفى سنة 1112 صححه وعلق عليه السيد هاشم الرسولي المحلاتي الجزء الثالث طبع بنفقة خادم الشريعة الحاج أبو القاسم المشتهر بسالك وفقه الله تعالى لمرضاته


[ 2 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده الى أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة ابراهيم والحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة لم يصبه فقر أبدا ولا جنون ولا بلوى. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرأها أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد المهاجرين والانصار و المستهزئين بمحمد صلى الله عليه واله 3 في تفسير العياشي عن عبد الله بن عطاء المكى قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قال: ينادى مناد يوم القيامة يسمع الخلايق انه لا يدخل الجنة الا مسلم، ثم يود سائر الخلق انهم كانوا مسلمين. 4 – في تفسير على ابن ابراهيم حدثنى أبى عن محمد بن أبى عمير عن عمر بن اذينة عن رفاعة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من عند الله: لا يدخل الجنة الا مسلم فيومئذ يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين. 5 – في مجمع البيان وروى مرفوعا عن النبي صلى الله عليه واله قال: إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة، قال الكفار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين ؟ قالوا: بلى، قالوا: فما أغنى عنكم اسلامكم وقد صرتم معنا في النار ؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها فيسمع الله عز وجل ما قالوا فأمر من كان في النار من أهل الاسلام فأخرجوا منها، فحينئذ يقول الكفار: يا ليتنا كنا مسلمين. قال عز من قائل ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل فسوف يعلمون 6 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عاصم


[ 3 ]

ابن حميد عن أبى حمزة عن يحيى بن عقيل قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: انما أخاف عليكم اثنتين: اتباع الهوى وطول الامل، اما اتباع الهوى فانه يصد عن الحق، واما طول الامل فينسى الاخرة. 7 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عمر بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: فيما ناجى الله عز وجل موسى عليه السلام: يا موسى لا يطول في الدنيا املك فيقسو قلبك، والقاسى القلب منى بعيد. 8 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن النعمان عن ابن مسكان عن داود بن فرقد عن أبى شبيبة الزهري عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إذا استحقت ولاية الله والسعادة جاء الاجل بين العينين، وذهب الامل وراء الظهر، وإذا استحقت ولاية الشيطان والشقاوة جاء الامل بين العينين و ذهب الاجل وراء الظهر، قال: وسئل رسول الله صلى الله عليه واله أي المؤمنين أكيس ؟ فقال أكثرهم ذكرا للموت وأشدهم له استعدادا. 9 – محمد بن يحيى عن الحسين بن اسحق عن على بن مهزيار عن فضالة عن اسمعيل ابن أبى زياد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أنزل الموت حق منزلته من عد غدا من اجله، قال: وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أطال عبد الامل الا ساء العمل، وكان يقول: لو راى العبد أجله وسرعته إليه لابغض العمل من طلب الدنيا. 10 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: واعلموا ان الامل يسهى القلب وينسى الذكر، فأكذبوا الامل فأنه غرور وصاحبه مغرور. 11 – في كتاب الخصال عن عبد الله بن حسن بن على عن امه بنت الحسين عن أبيها عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان صلاح أول هذه الامة بالزهد واليقين، وهلاك


[ 4 ]

آخرها بالشح (1) والامل. 12 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب بعد أن ذكر قوله تعالى: ” فاسئلوا أهل الذكر ” ثم قوله: تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون: تفسير يوسف القطان ووكيع بن الجراح واسمعيل السرى وسفيان الثوري انه قال الحارث: سألت أمير المؤمنين عليه السلام عن هذه ؟ قال: والله انا لنحن أهل الذكر، نحن اهل العلم، نحن معدن التأويل والتنزيل. 13 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ولقد جعلنا في السماء بروجا قال: منازل الشمس والقمر وزيناها للناظرين بالكواكب. 14 – في مجمع البيان وزيناها بالكواكب النيرة عن أبى عبد الله عليه السلام وهى في اثنى عشر برجا. 15 – في قرب الاسناد للحميري باسناده الى موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه آيات الرسول صلى الله عليه واله يقول فيه مخاطبا لنفر من اليهود: اما أول ذلك فانكم انتم تقرؤن ان الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه فمنعت في اوان رسالته بالرجوم وانقضاض النجوم وبطلان الكهنة والسحرة. 16 – في تفسير العياشي عن بكر بن محمد الازدي عن عمه عبد السلام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال يا عبداالسلام: احذر الناس ونفسك، فقلت: بأبى أنت و امى اما الناس فقد أقدر على أن أحذرهم، فاما نفسي فكيف ؟ قال: ان الخبيث المسترق السمع يجيئك فيسترق ثم يخرج في صورة آدمى، فقال عبد السلام: فقلت: بأبى و امى هذا ما لا حيلة له قال: هو ذاك (2).


(1) الشح: البخل. (2) قال في البحار: الظاهر ان المراد به ما تلفظ به من معايب الناس وغيرها من الامور التى يريد أخفاءها فيكون مبالغة في التقية، ويحتمل شموله لما يخطر بالبال، فيكون الغرض رفع الاستبعاد عما يخفيه الانسان عن غيره ثم يسمعه من الناس وهذا كثير، والمراد بالخبيث الشيطان.

[ 5 ]

17 – في امالي الصدوق (ره) حدثنا على بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبى عبد الله البرقى قال: حدثنى أبى عن جده أحمد بن أبى عبد الله عن أحمد بن محمد بن أبى نصر البزنطى عن أبان بن عثمان عن أبى عبد الله الصادق عليه السلام قال: كان ابليس لعنه الله يخترق السموات السبع، فلما ولد عيسى عليه السلام حجب من ثلث سموات وكان يخترق أربع سموات، فلما ولد رسول الله صلى الله عليه واله حجب من السبع كلها ورميت الشياطين بالنجوم، وقالت قريش: هذا قيام الساعة التى كنا نسمع أهل الكتب يذكرونه، وقال عمرو بن امية وكان من أزجر أهل الجاهلية: أنظروا هذه النجوم التى يهتدى بها ويعرف بها أزمان الشتاء والصيف، فان كان رمى بها فهو هلاك كل شئ، وان كانت ثبتت ورمى بغيرها فهو أمر حدث، وأصبحت الاصنام كلها صبيحة ولد النبي صلى الله عليه واله ليس منها صنم الا وهو منكب على وجهه، وارتجس في تلك الليلة أيوان الكسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة (1) وغاضت بحيرة ساوة (2) وخمدت نيران فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، ورأى المؤبد ان (3) في تلك الليلة في المنام ابلا صعابا تقود خيلا عرابا، قد قطعت دجلة وانسربت في بلادهم، وانقصم طاق الملك الكسرى من وسطه، وانخرقت عليه دجلة العوراء (4) وانتشر في تلك الليلة نور من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق ولم يبق سرير ملك من ملوك الدنيا الا أصبح منكوسا والملك مخرسا لا يتكلم يومه ذلك، وانتزع علم الكهنة وبطل سحر السحرة، ولم تبق كاهنة في العرب الا حجبت عن صاحبها، وعظمت قريش في العرب وسموا آل الله عزوجل، قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: انما سموا آل الله لانهم في بيت الله الحرام


(1) الشرفة من القصر: ما أشرف من بنائه والجمع شرف. (2) غاض الماء: نقص وغار في الارض. (3) المؤبد ان: فقيه الفرس وحاكم المجوس وهو للمجوس كقاضي القضاة للمسلمين. (4) قال في البحار في بيان الحديث: ان كسرى كان سكر بعض الدجلة وبنى عليها بناءا، فلعله لذلك وصفوا الدجلة بعد ذلك بالعوراء، لانه عور وطم بعضها فانخرقت عليه، ورأيت في بعض المواضع بالغين المعجمة من اضافة الموصوف الى الصفة أي العميقة.

[ 6 ]

وقالت آمنة: ان ابني والله سقط فاتقى الارض بيديه ثم رفع رأسه الى السماء فنظر إليها ثم خرج منى نور أضاء له كل شئ، وسمعت في الضوء قائلا يقول: انك قد ولدت سيد الناس فسميه محمدا، وأتى به عبد المطلب لينظر إليه و قد بلغه ما قالت امه فأخذه فوضعه في حجره ثم قال: الحمد لله الذى أعطاني * هذا الغلام الطيب الاردان * قد ساد في المهد على الغلمان ثم عوذه بأركان الكعبة وقال فيه أشعارا، قال: وصاح ابليس لعنه الله في أبالسته، فا جتمعوا إليه فقالوا: ما الذى أفزعك يا سيدنا ؟ فقال لهم: ويلكم لقد أنكرت السموات والارض منذ الليلة، لقد حدث في الارض حدث عظيم ما حدث مثله منذ رفع عيسى بن مريم، فاخرجوا وانظروا ما هذا الحدث الذى قد حدث، فافترقوا ثم اجتمعوا إليه فقالوا: ما وجدنا شيئا، فقال ابليس لعنه الله: أنا لهذا الامر ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى الى الحرم، فوجد الحرم محفوظا بالملائكة فذهب ليدخل فصاحوا به فرجع، ثم صار مثل الصرد وهو العصفور فدخل من قبل حراء، فقال له جبرئيل: وراك لعنك الله فقال له: حرف أسألك عنه يا جبرئيل ما هذا الحدث منذ الليلة في الارض ؟ فقال له: ولد محمد صلى الله عليه واله فقال: هل لى فيه نصيب ؟ قال: لا، قال: ففى امته ؟ قال: نعم، قال: رضيت. 18 – في تفسير على بن ابراهيم: وحفظناها من كل شيطان رجيم الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين فلم تزل الشياطين تصعد الى السماء وتتجسس حتى ولد النبي صلى الله عليه واله قوله: والارض مددناها والقينا فيها رواسي أي جبالا وانبتنا فيها من كل شئ موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين قال: لكل ضرب من الحيوان قدرنا شيئا مقدرا. وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” و أنبتنا فيها من كل شئ موزون ” فان الله تبارك وتعالى أنبت في الجبال الذهب والفضة و الجوهر والصفر والنحاس والحديد والرصاص والكحل والزرنيخ وأشباه هذه لا يباع الا وزنا.


[ 7 ]

وقال على بن ابراهيم في قوله: وان من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم قال: الخزانة الماء الذى ينزل من السماء فينبت لكل حزب من الحيوان ما قدر الله لها من الفداء. 19 – في روضة الواعظين للمفيد (ره) وروى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليه السلام انه قال: في العرش تمثال جميع ما خلق الله من البر والبحر، قال: وهذا تأويل قوله: ” وان من شئ الا عندنا خزائنه “. 20 – في تفسير على بن ابراهيم قوله وارسلنا الرياح لواقح قال: التى تلقح الاشجار. 21 – في تفسير العياشي عن ابن وكيع عن رجل عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا تسبوا الريح فانها بشر، وانها نذر وانها لواقح فاسئلوا الله من خيرها وتعوذوا من شرها. 22 – عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين قال: هم المؤمنون من هذه الامة. 23 – في تفسير على بن ابراهيم: ولقد خلقنا الانسان من صلصال قال: الماء المتصلصل بالطين من حمأ مسنون قال حمأ متغير (1). 24 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: طينة الناصب من حمأ مسنون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 25 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في هاروت وماروت حديث طويل وفيه بعد أن مدح عليه السلام الملائكة وقال: معاذ الله من ذلك ان الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبايح بألطاف الله تعالى، قالا: قلنا له: فعلى هذا لم يكن ابليس ايضا ملكا ؟ فقال: لا بل كان من الجن، أما تسمعان الله يقول: ” واذ قلنا للملئكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ” فأخبر عزوجل انه كان من الجن، وهو الذى قال الله تعالى


(1) الحمأ: الطين الاسود.

[ 8 ]

” والجان خلقناه من قبل من نار السموم “. 26 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الاباء ثلثة: آدم ولد مؤمنا والجان ولد كافرا: وابليس ولد كافرا، وليس فيهم نتاج انما يبيض ويفرخ، وولده ذكور ليس فيهم اناث. 27 – في تفسير على بن ابراهيم: والجان خلقناه من قبل من نار السموم قال: أبو ابليس وقال: الجان من ولد الجان منهم مؤمنون وكافرون ويهود ونصارى وتختلف أديانهم، والشياطين من ولد ابليس وليس فيهم مؤمن الا واحدا اسمه هام بن هيم بن لا قيس بن ابليس، جاء الى رسول الله صلى الله عليه واله فرآه جسيما عظيما وامرءا مهولا، فقال له: من أنت ؟ قال: انا هام بن هيم بن لاقيس بن ابليس، كنت يوم قتل قابيل هابيل غلاما ابن أعوام أنهى عن الاعتصام وآمر بافساد الطعام، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: بئس لعمري الشاب المؤمل، والكهل المؤمر، فقال: دع عنك هذا يا محمد فقد جرت توبتي على يد نوح، ولقد كنت معه في السفينة فعاتبته على دعائه على قومه، ولقد كنت مع ابراهيم حين القى في النار فجعلها الله عليه بردا وسلاما، ولقد كنت مع موسى حين غرق الله فرعون و نجى بنى اسرائيل، ولقد كنت مع هود حين دعا على قومه فعاتبته، ولقد كنت مع صالح فعاتبته على دعائه على قومه، ولقد قرأت الكتب تبشرني بك ويقرؤنك السلام ويقولون: أنت أفضل الانبياء واكرمهم، فعلمني مما أنزل الله عليك شيئا، فقال رسول الله صلى الله عليه واله لامير المؤمنين صلوات الله عليه: علمه، فقال هام: يا محمد انا لا نطيع الا نبيا أو وصى نبى، فمن هذا ؟ قال: هذا أخى ووصى ووزيرى ووراثي على بن أبى طالب، قال: نعم نجد اسمه في الكتب اليا، فعلمه أمير المؤمنين عليه السلام، فلما كانت ليلة الهرير بصفين جاء الى أمير المؤمنين عليه السلام. قوله: ” واذ قال ربك للملائكة انى خالق بشرا من صلصال ” فقد كتبنا خبره. 28 – في كتاب علل الشرايع عن أبى جعفر عليه السلام عن على أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قال الله جل جلاله للملائكة: ” انى خالق بشرا من صلصال


[ 9 ]

من حمأ مسنون * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ” وذلك من الله عزوجل تقدمة منه إلى الملائكة في آدم من قبل أن يخلقه احتجاجا منه عليهم، قال: فاغترف تبارك وتعالى غرفة من الماء العذب الفرات وصلصلها (1) فجمدت، ثم قال لها: منك أخلق النبين والمرسلين وعبادي الصالحين والائمة المهتدين الدعاة الى الجنة وأتباعهم الى يوم القيامة، ولا أبالى ولا اسئل عما أفعل وهم يسئلون، يعنى بذلك خلقه انه يسألهم، ثم اغترف من الماء المالح الاجاج فصلصلها فجمدت، ثم قال لها: منك أخلق الجبارين والفراعنة والعتاة واخوان الشياطين، والدعاة الى النارالى يوم القيامة و أتباعهم، ولا ابالى ولا اسئل عما أفعل وهم يسألون، قال: وشرط في ذلك البداء ولم يشرط في أصحاب اليمين البداء، ثم خلط المائين فصلصلهما ثم ألقاهما قدام عرشه، وهما ثلة من طين (2) ثم أمر الملائكة الاربعة الشمال والدبور والصبا والجنوب أن جولوا على هذه الثلة الطين وأبروها (3) وانسموها، ثم جزوها وفصلوها واجروا الطبايع الاربعة الريح والمرة (4) والدم والبلغم، قال: فجاءت الملائكة عليها وهى الشمال والصبا والجنوب والدبور فأجروا فيها الطبايع الاربعة، قال: والريح في الطبايع الاربعة في البدن من ناحية الشمال، قال: والبغلم في الطبايع الاربعة في البدن من ناحية الصبا، قال: والمرة في الطبايع الاربعة في البدن من ناحية الدبور، قال: والدم في الطبايع الاربعة في البدن من ناحية الجنوب، قال: فاستقلت النسمة وكمل البدن، قال: فلزمه من ناحية الريح حب الحيوة وطول الامل والحرص، ولزمه من ناحية البلغم حب الطعام


(1) الصلصال: الطين اليابس الذى لم يطبخ إذا نقر به صوت كما يصوت الفخار. وصلصل الشئ: صوت. (2) وفى تفسير القمى: ” سلالة ” بدل ” ثلة “. وكذا فيما يأتي. (3) قال المجلسي (ره) قوله: ” فأبروها ” يمكن أن يكون مهموزا من برأه الله أي خلقه وجاء غير المهموز ايضا بهذا المعنى، فيكون مجازا أي اجعلوها مستعدة للخلق، ويمكن أن يكون من البرى بمعنى النحت. كناية عن التفريق أو من التأبير من قولم أبر النخل أي أصلحه. (4) قال زميلنا الفاضل دامت افاضاته في ذيل الحديث في العلل: قوله الريح والمرة الظاهر ان المراد بالريح هنا السوداء وبالمرة: الصفراء.

[ 10 ]

والشراب واللين والرفق، ولزمه من ناحية المرة الغضب والسفه والشيطنة والتجبر والتمرد والعجلة، ولزمه من ناحية الدم حب النساء واللذات وركوب المحارم والشهوات. قال عمرو: أخبرني جابر ان أبا جعفر عليه السلام قال: وجدناه في كتاب من كتب على عليه السلام. 29 – وباسناده الى اسحق القمى (1) عن أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: لما كان الله منفردا بالوحدانية ابتدأ الاشياء لا من شيئ، فأجرى الماء العذب على أرض طيبة طاهرة سبعة ايام مع لياليها، ثم نضب (2) الماء عنها فقبض قبضة من صفاء ذلك الطين وهى طينتنا أهل البيت، ثم قبض قبضة من أسفل ذلك الطينة وهى طينة شيعتنا ثم اصطفانا لنفسه، فلو ان طينة شيعتنا تركت كما تركت طينتنا لما زنى أحد منهم ولا سرق و لا لاط ولا شرب المسكر، ولا ارتكب شيئا مما ذكرت، ولكن الله عزوجل أجرى الماء المالح على أرض ملعونة سبعة ايام ولياليها، ثم نضب الماء عنها، ثم قبض قبضة وهى طينة ملعونة من حمأ مسنون وهى طينة خبال (3) وهى طينة أعدائنا، فلو ان الله عزوجل ترك طينتهم كما أخذناها لم تروهم في خلق الادميين، ولم يقروا بالشهادتين ولم يصوموا ولم يصلوا ولم يزكوا ولم يحجوا البيت، ولم تروا أحدا منهم بحسن خلق، ولكن الله تبارك وتعالى جمع الطينتين طينتكم وطينتهم، فخلطهما وعركهما عرك الاديم (4) ومزجهما بالمائين، فما رأيت من أخيك المؤمن من شر: لواط (5) أو زنا أو شئ مما ذكرت من شرب مسكر أو غيره، فليس من جوهريته ولا من ايمانه، انما هو بمسحة الناصب اجترح هذه السيئآت التى ذكرت، وما رأيت من الناصب من حسن وجهه وحسن خلق أو صوم أو صلوة أو حج بيت الله أو صدقة أو معروف فليس من جوهريته، انما تلك الافاعيل من


(1) وقد مر نظير هذا الحديث في سورة يوسف تحت رقم 141 عن كتاب العلل عن أبى. اسحق الليثى عن ابى جعفر (ع) وفيه زيادات واضافات يفهم منها معنى هذا الحديث فراجع. (2) نضب الماء: غار في الارض وسفل. (3) الخبال: الفساد. (4) عرك الاديم: دلكه والاديم: الجلد المدبوغ. (5) وفى نسخة البحار ” من شر لفظ “.

[ 11 ]

مسحة الايمان اكتسبها، وهو اكتساب مسحة الايمان. 30 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن ابى عمير عن ابن اذينة عن الاحول قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الروح التى في آدم قوله فإذا سويته ونفخت فيه من روحي قال: هذه روح مخلوقة، والروح التى في عيسى مخلوقة. 31 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن بحر عن أبى أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عما يروون ان الله خلق آدم على صورته ؟ فقال: هي صورة محدثة مخلوقة اصطفاها الله واختارها على ساير الصور المختلفة، فأضافها الى نفسه كما أضاف الكعبة الى نفسه، والروح الى نفسه فقال: ” بيتى ” ” ونفخت فيه من روحي “. 32 – في كتاب التوحيد باسناده الى محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” ونفخت فيه من روحي ” قال: روح اختاره الله واصطفاه و خلقه واضافه الى نفسه، وفضله على جميع الارواح فنفخ منه في آدم. 33 – وباسناده الى أبى جعفر الاصم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الروح التى في آدم والتى في عيسى ما هما ؟ قال: روحان مخلوقان اختارهما الله واصطفاهما: روح آدم وروح عيسى عليهما السلام. 34 – وباسناده الى أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” ونفخت فيه من روحي ” قال: من قدرتي. 35 – وباسناده الى عبد الكريم بن عمرو عن أبى عبد الله عليه السلام ” فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ” قال: ان الله عزوجل خلق خلقا وخلق روحا، ثم أمر ملكا فنفخ فيه فليست بالتى نقصت من قدرة الله شيئا من قدرته. 36 – وباسناده الى عبد الحميد الطائى عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” ونفخت فيه من روحي ” كيف هذا النفخ ؟ فقال: ان الروح


[ 12 ]

متحرك كالريح وانما سمى روحا لانه اشتق اسمه من الريح، وانما اخرجت على لفظة الروح لان الروح مجانس للريح، وانما اضافه الى نفسه لانه اصطفاه على ساير الارواح، كما اصطفى بيتا من البيوت فقال: ” بيتى ” وقال لرسول من الرسل: ” خليلي ” وأشباه ذلك، وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر. في الكافي مثل هذا الحديث الاخير سواء. 37 – في قرب الاسناد للحميري باسناده الى مسعدة بن زياد قال: حدثنى جعفر بن محمد عن أبيه ان روح آدم عليه السلام لما أمرت أن تدخل فكرهته، فأمرها الله أن تدخل كرها وتخرج كرها. 38 – في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله ” ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ” قال: روح خلقها الله فنفخ في آدم منها. 39 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ” قال: خلق خلقا وخلق روحا، ثم أمر الملك فنفخ وليست بالتى نقصت من الله شيئا، هي من قدرته تبارك وتعالى عنه. 40 – وفى رواية سماعة عنه: خلق آدم فنفخ فيه، وسألته عن الروح ؟ قال: هي من قدرته من الملكوت. 41 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: ثم جمع سبحانه من حزن الارض وسهلها (1) تربة سنها بالماء حتى خلصت ولاطها بالبلة حتى لزبت (2) فجبل منها صورة ذات أحناء ووصول وأعضاء وفصول (3) أجمدها حتى استمسكت وأصلدها حتى


(1) الحزن من الارض: ما غلظ منها واشتد كالجبل، والسهل: ما لان وفى نهج البلاغة هكذا ” ثم جمع سبحانه من حزن الارض وسهلها وعذبها وسبخها… اه “. (2) سنها بالماء أي خلطها، ولاطها بالبلة أي خلطها بالرطربة والبلة: النداوة، ولزبت أي لصقت. واللازب: اللاصق. (3) جبل بمعنى خلق. والاحناء جمع حنو، وهى الجوانب. والوصول جمع كثرة للوصل وهى المفاصل.

[ 13 ]

صلصلت (1) لوقت معدود وأجل معلوم، ثم نفخ فيها من روحه فمثلت انسانا ذا أذهان يجيلها وفكر يتصرف بها، وجوارح يختدمها، وأدوات يقلبها، ومعرفة يفرق بها بين الاذواق والمشام والالوان والاجناس، معجونا بطينة الالوان المختلفة والاشباه المؤتلفة، والاضداد المتعادية، والأخلاط المتباينة، من الحر والبرد، والبلة و الجمود، والمساءة والسرور، واستأدى الله سبحانه الملائكة وديعته لديهم، وعهد وصيته إليهم في الاذعان بالسجود له، والخنوع لتكرمته، فقال تعالى: ” اسجدوا لآدم ” فسجدوا الا ابليس وقبيله اعترتهم الحمية، وغلبت عليهم الشقوة، وتعززوا بخلقة النار، واستوهنوا خلق الصلصال، فأعطاه النظرة استحقاقا للسخطة، واستتماما للبلية، وانجازا للعدة، فقال: انك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم. 42 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: رن (2) ابليس أربع رنات: اوليهن يوم لعن وحين اهبط الى الارض والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 43 – في كتاب معاني الاخبار باسناده الى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: سمعت أبا الحسن على بن محمد العسكري عليهما السلام يقوله: معنى الرجيم انه مرجوم باللعن، مطرود من الخير، لا يذكره مؤمن الا لعنه، وان في علم الله السابق إذا خرج القائم عليه السلام لا يبقى مؤمن في زمانه الا رجمه بالحجارة، كما كان قبل ذلك مرجوما باللعن. 44 – في كتاب علل الشرايع بسناده الى عبد الله بن يزيد بن سلام انه قال لرسول الله صلى الله عليه واله وقد سأله عن الايام: فالخميس ؟ قال: هو يوم خامس من الدنيا، و هو يوم انيس لعن فيه ابليس ورفع فيه ادريس، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 45 – وبسناده الى يحيى بن ابى العلا الرازي عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقوله فيه عليه السلام وقد سئل عن قوله الله عزوجل لابليس: ” فأنك من المنظرين الى يوم


(1) أصلدها أي جعلها صلدا وهى الصلبة الملساء. وقد مر معنى الصلصل قريبا. (2) رن الرجل: صاح ورفع صوته بالبكاء.

[ 14 ]

الوقت المعلوم ” قال عليه السلام: ويوم الوقت المعلوم يوم ينفخ في الصور نفخة واحدة فيموت ابليس ما بين النفخة الاولى والثانية. 46 – في تفسير العياشي عن وهب بن جميع مولى اسحق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول ابليس: ” فانظرني الى يوم يبعثون قال فانك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ” قال له وهب: جعلت فداك أي يوم هو ؟ قال: يا وهب أتحسب أنه يوم يبعث الله فيه الناس، ان الله أنظره الى يوم يبعث فيه قائمنا، فإذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة وجاء ابليس حتى يجثو بين يديه (1) على ركبتيه فيقول: يا ويله من هذا اليوم، فيأخذ ناصيته فيضرب عنقه، فذلك اليوم الوقت المعلوم. 47 – عن الحسن بن عطية قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان ابليس عبد الله في السماء الرابعة في ركعتين ستة آلاف سنة، وكان انظار الله اياه الى يوم الوقت المعلوم بما سبق من تلك العبادة. 48 – عن أبان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان على بن الحسين إذا أتى الملتزم (2) قال: اللهم ان عندي أفواجا من الذنوب وافواجا من خطايا وعندك أفواج من رحمة وأفواج من مغفرة، يا من استجاب لابغض خلقه إليه إذ قال: ” انظرني الى يوم يبعثون ” استجب لى وافعل بى كذا. 49 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: فلعمري لقد فوق لكم سهم الوعيد وأغرق لكم بالنزع الشديد (3) ورماكم عن مكان قريب فقال: رب بما اغويتني لازينن


(1) جثا: جلس على ركبتيه. (2) الملتزم – بفتح الزاء -: دبر الكعبة، سمى به لان الناس يعتنقونه أي يضمونه الى صدورهم والالتزام: الاعتناق. (3) قوله (ع): فوق لكم سهم الوعيد قال الشارح المعتزلي أي جعل له فوقا وهو موضع الوتر وهذا كناية عن التهيؤ والاستعداد، قوله (ع): وأغرق لكم بالنزع الشديد أي استوفى مد القوس وبالغ في نزعها ليكون مرماه أبعد ووقع سهامه أشد.

[ 15 ]

لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين قذفا بغيب بعيد، ورجما بظن مصيب (1) صدقه به ابناء الحمية، واخوان العصبية، وفرسان الكبر والجاهلية. قال عز من قائل: الا عبادك منهم المخلصين. 50 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبى عبد الله عن أبيه قال: جاء جبرئيل الى النبي صلى الله عليه واله، فقال له النبي: يا جبرئيل ما تفسير الاخلاص ؟ قال: المخلص الذى لا يسأل الناس شيئا حتى يجد، وإذا وجد رضى، وإذا بقى عنده شيئا أعطاه، فان من لم يسأل المخلوق اقر الله عزوجل بالعبودية، وإذا وجد فرضى فهو عن الله راض، والله تبارك وتعالى عنه راض، وإذا أعطى الله عزوجل فهو على حد الثقة بربه عزوجل، والحديث طويل أخذنا منه موضوع الحاجة. 51 – في اصول الكافي أحمد عن عبد العظيم عن هشام بن الحكم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: هذا صراط على مستقيم. 52 – في تفسير العياشي عن أبى جميلة عن أبى عبد الله عليه السلام عن أبى جعفر عن أبيه (2) عن قوله: ” هذا صراط على مستقيم ” قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام. 53 – في مجمع البيان قرأ يعقوب ” هذا صراط على ” بالرفع وروى ذلك عن أبى عبد الله عليه السلام. 54 – في كتاب معاني الاخبار باسناده الى على بن النعمان عن بعض اصحابنا رفعه الى أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ان عبادي ليس لك عليهم سلطان قال: ليس على هذة العصابة خاصة سلطان، قال: قلت: وكيف جعلت فداك وفيهم ما فيهم ؟ قال:


(1) وفى بعض النسخ وكذا في شرح ابن أبى الحديد ” ورجما بظن غير مصيب وقال: هذه الرواية اشهر بوجوه فمن شاء الوقوف عليها فليراجع ج 3: 230 ط مصر. (2) وفى المصدر ” عن عبد الله بن أبى جعفر عن أخيه ” لكن الظاهر هو المختار ففى الصافى: ” العياشي عن السجاد “.

[ 16 ]

ليس حيث تذهب، انما قوله: ” ليس لك عليهم سلطان ” أن يحبب إليهم الكفر، ويبغض إليهم الايمان. 55 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال لابي بصير: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: ” ان عبادي ليس لك عليهم سلطان ” والله ما أراد بهذا الا الائمة عليهم السلام وشيعتهم، والحديث طويل أخذنا منه موضوع الحاجة. 56 – في تفسير العياشي عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: أرأيت قول الله ” ان عبادي ليس لك عليهم سلطان ” ما تفسير هذه الاية ؟ قال: قال الله: انك لا تملك أن تدخلهم جنة ولا نارا. 57 – عن أبى بصير قال: سمعت جعفر بن محمد عليه السلام وهو يقول: نحن أهل الرحمة وبيت النعمة وبيت البركة، نحن في الارض بنيان وشيعتنا عرى الاسلام (1) وما كانت دعوة ابراهيم الا لنا ولشيعتنا، ولقد استثنى الله الى يوم القيمة على ابليس، فقال: ” ان عبادي ليس لك عليهم سلطان “. 58 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام انه إذا كان يوم القيمة يؤتى بابليس في سبعين غلا، وسبعين كبلا (2) فينظر الاول الى زفر في عشرين ومأة كبل وعشرين ومأة غل، فينظر ابليس فيقول: من هذا الذى أضعف الله له العذاب وانا اغويت هذا الخلق جميعا ؟ فيقال: هذا زفر فيقال: بما جدد له هذا العذاب ؟ فيقال ببغيه على على عليه السلام فيقول له ابليس: ويل لك وثبوره لك، أما علمت ان الله أمرنى بالسجود لادم فعصيته، و سألته ان يجعل لى سلطان على محمد وأهل بيته وشيعته فلم يجبنى الى ذلك، وقال: ” ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين “.


(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وساير الموسوعات الكبيرة الناقلة عنه لكن في الاصل ” غرس الاسلام ” والعرى جمع العروة كلما يؤخذ باليد وما يوثق به ويعول عليه. وقولهم ” عرى الايمان – أو عرى الاسلام ” على التشبيه بالعروة التى يستمسك بها ويستوثق. (2) الكبل: القيد.

[ 17 ]

59 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: وان جهنم لموعدهم اجمعين لها سبعة ابواب لكل باب منهم جزء مقسوم قال: يدخل في كل باب أهل ملة، وللجنة ثمانية أبواب. 60 – وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر (ع) في قوله: ” وان جهنم لموعدهم اجمعين ” وقوفهم على الصراط، واما ” لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ” فبلغني والله أعلم ان الله جعلها سبعة درجات أعلاها الجحيم، يقوم أهلها على الصفا منها، تغلى أدمغتهم فيها كغلى القدور بما فيها، والثانيه ” لظى نزاعة للشوى تدعوا من أدبر وتولى وجمع فأوعى ” والثالثة ” سقر لا تبقى ولا تذر لواحة للبشر عليها سبعة عشر ” والرابعة الحطمة ومنها تثور ” شرر كالقصر كانه جمالة صفر ” تدق من صار إليها مثل الكحل، فلا تموت الروح، كلما صاروا مثل الكحل عادوا والخامسة الهاوية فيها مالك، يدعون يا مالك اغثنا فإذا أغاثهم جعل لهم آنية من صفر من نار فيها صديد ما يسيل من جلودهم كأنه مهل، فإذا رفعوه ليشربوا منه تساقطت لحم وجوههم من شدة حرها، وهو قول الله ” وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ” ومن هوى فيها هوى سبعين عاما في النار، كلما احترق جلده بدل جلدا غيره والسادسة هي السعير فيها ثلثمائة سرادق من نار، في كل سرادق ثلثمائة قصر من نار، في كل قصر ثلثمأة بيت من نار، في كل بيت ثلثمائة لون من العذاب من غير عذاب النار، فيها حيات من نار، وعقارب من نار، وجوامع من نار، وسلاسل من نار، وأغلال من نار، وهو الذى يقول الله: ” انا اعتدنا للكافرين سلاسل واغلالا وسعيرا ” والسابعة جهنم وفيها الفلق، وهو جب في جهنم إذا فتح أسعر النار سعرا، وهو اشد النار عذابا، واما صعود فجبل من صفر من نار وسط جهنم، واما اثاما فهو واد من صفر مذاب يجرى حول الجبل، فهو أشد النار عذابا. 61 – في تفسير العياشي عن أبى بصير قال: يؤتى بجنهم لها سبعة أبواب،


[ 18 ]

بابها الاول للظالم (1) وهو زريق، وبابها الثاني لحبتر، والباب الثالث للثالث، و الرابع لمعاوية، والخامس لعبد الملك، والسادس لعكر بن هو سر (2) والسابع لابي سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم (3). 62 – في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد الى المائة قال له اليهودي: فما السبعة ؟ قال: سبعة أبواب النار متطابقات. 63 – عن ابى عبد الله عليه السلام عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: ان للنار سبعة أبواب يدخل منه فرعون وهامان، وقارون وباب يدخل منه المشركون والكفار من لم يؤمن بالله طرفة عين، وباب يدخل منه بنو امية هو لهم خاصة لا يزاحمهم فيه أحد، و هو باب لظى وهو باب سقر وهو باب الهاوية يهوى بهم سبعين خريفا، فكلما هوى بهم سبعين خريفا فار بهم فورة قذف بهم في أعلاها سبعين خريفا، ثم هوى بهم هكذا سبعين خريفا، فلا يزالون هكذا أبدا خالدين مخلدين، وباب يدخل منه مبغضونا ومحاربونا وخاذلونا، وانه لاعظم الابواب وأشدها حرا، قال محمد بن الفضيل الزرقى: فقلت لابي عبد الله عليه السلام: الباب الذى ذكرت عن أبيك عن جدك عليهما السلام انه يدخل منه بنو امية يدخله من


(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر والبحار وغيره لكن في الاصل ” الظالمين ” على صيغة الجمع. (2) وفى المصدر والبحار ” عسكر ” بالسين، وسيأتى من المجلسي (ره) بيان فيه. (3) قال المجلسي (ره):، زريق كناية عن الاول لان العرب يتشأم بزرقة العين، والحبتر هو الثعلب ولعله انما كنى عنه لحيلته ومكره، وفى غيره من الاخبار وقع بالعكس وهو أظهر إذا لحبتر بالاول أنسب، ويمكن أن يكون هنا ايضا المراد ذلك، وانما قدم الثاني لانه أشقى وأفظ واغلظ. وعسكر بن هو سر كناية عن بعض خلفاء بنى أمية أو بنى العباس. وكذا أبى سلامة كناية عن أبى جعفر الدوانيقي، ويحتمل أن يكون عسكر كناية عن عايشة وساير أهل الجمل، إذ كان اسم جمل عايشة عسكرا وروى انه كان شيطانا ” انتهى “. وقال في غير هذا الموضع: ويحتمل أن يكون كناية عن بعض ولاة بنى امية كأبى سلامة، ويحتمل أن يكون أبو سلامة كناية عن ابى مسلم اشارة الى من سلطهم من بنى العباس.

[ 19 ]

مات منهم على الشرك أو ممن ادرك الاسلام منهم ؟ فقال: لا ام لك ألم تسمعه يقول وباب يدخل منه المشركون والكفار، فهذا باب يدخل منه كل مشرك وكل كافر لا يؤمن بيوم الحساب، وهذا الباب الآخر يدخل منه بنو امية لانه هو لابي سفيان و معاوية وآل مروان خاصة، يدخلون من ذلك الباب فتحطمهم النار فيه حطما لا يسمع لهم واعية ولا يحيون فيها ولا يموتون. 64 – في مجمع البيان ” لها سبعة أبواب ” فيه قولان: أحدهما ما روى عن أمير المؤمنين عليه السلام ان جهنم لها سبعة أبواب اطباق بعضها فوق بعض، ووضع احدى يديه على الاخرى فقال: هكذا، وان الله وضع الجنان على العرض ووضع النيران بعضها فوق بعض فاسفلها جهنم، وفوقها لظى، وفوقها الحطمة وفوقها سقر، وفوقها الجحيم، وفوقها السعير، وفوقها الهاوية، وفى رواية الكلبى: أسلفها الهاوية واعلاها جهنم. 65 – في تهذيب الاحكام محمد بن على بن محبوب عن أحمد بن محمد عن ابن أبى نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن رجل اوصى بجزء من ماله ؟ فقال: واحد من سبعة ان الله تعالى يقول: ” لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم “. 66 – احمد بن محمد بن عيسى عن اسمعيل بن همام الكندى عن الرضا عليه السلام في رجل أوصى بجزء من ماله ؟ قال: الجزء من سبعة، ان الله تعالى يقول: ” لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم “. عنه عن ابى همام عن الرضا عليه السلام مثله. 67 – في روضة الكافي خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وفيها: الا وان التقوى مطايا ذللل حمل عليها، وأعطوا أزمتها فاوردتهم الجنة، وفتحت أبوابها ووجدوا ريحها و طيبها، وقيل لهم: ادخلوها بسلام آمنين. 68 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد ذكر عليا وأولاده عليهم السلام: الا ان اولياءهم الذين يدخلون الجنة آمنين، وتتلقيهم الملائكة بالتسليم أن طبتم فادخلوها خالدين.


[ 20 ]

69 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعري عن ابن القداح عن ابى عبد الله عليه السلام قال: كان على عليه السلام يقول: لا تغضبوا ولا تغضبوا، افشوا السلام وأطيبوا الكلام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ثم تلا عليهم قول الله عزوجل: ” السلام المؤمن المهيمن “. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 70 – في روضة الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم عن عمرو بن ابى المقدام عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال ” أنتم والله الذين قال الله عزوجل: ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين. 71 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال لابي بصير: يا ابا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: ” اخوانا على سرر متقابلين ” والله ما أراد بهذا غيركم والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة. 72 – في تفسير العياشي عن محمد بن مروان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ليس منكم رجل ولا امرأة الا وملائكة الله يأتونه بالسلام، وانتم الذين قال الله: ” ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين “. 73 – عن محمد بن القاسم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان سارة قالت لابراهيم عليه السلام: قد كبرت فلو دعوت الله ان يرزقك ولدا فتقر أعيننا ؟ فان الله قد اتخذك خليلا و هو مجيب دعوتك ان شاء الله، فسأل ابراهيم ربه أن يرزقه غلاما عليما، فأوحى الله إليه: انى واهب لك غلاما عليما، ثم ابلوك فيه بالطاعة لى، قال أبو عبد الله عليه السلام: فمكث ابراهيم بعد البشارة ثلث سنين، ثم جائته البشارة من الله باسمعيل مره اخرى بعد ثلث سنين. 74 – عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان لوطا لبث في قومه ثلثين سنة يدعوهم الى الله ويحذرهم عقابه، قال: وكانوا قوما لا يتنظفون من الغائط ولا يتطهرون من


[ 21 ]

الجنابة وكان لوط وآله يتنظفون من الغائط ويتطهرون من الجنابة، و كان لوط ابن خالة ابراهيم وابراهيم ابن خالة لوط وكانت امرأة ابراهيم سارة اخت لوط، وكان ابراهيم ولوط نبيين مرسلين منذرين، وكان لوط رجلا سخيا كريما يقرى الضيف (1) إذا نزل به ويحذره قومه، قال: فلما راى قوم لوط ذلك قالوا، انا ننهاك عن العالمين لا تقرى ضيفا ينزل بك، فانك ان فعلت فضحنا ضيفك واخزيناك فيه، وكان لوط إذا نزل به الضيف كتم أمره مخافة أن يفضحه قومه، وذلك ان لوطا كان فيهم لا عشيرة له. قال: وان لوطا وابراهيم لا يتوقعان نزول العذاب على قوم لوط، وكانت لابراهيم ولوط منزلة من الله شريفة، وان الله تبارك وتعالى كان اذاهم بعذاب قوم لوط أدركته فيهم مودة ابراهيم وخلته ومحبة لوط فيراقبهم فيه فيؤخر عذابهم: قال أبو جعفر: فلما اشتد اسف الله على قوم لوط وقدر عذابهم وقضاه أحب أن يعوض ابراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم فيسلى به مصابه بهلاك قوم لوط، فبعث الله رسلا الى ابراهيم يبشرونه باسمعيل، فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم وخاف أن يكونوا سراقا، قال: فلما ان رأته الرسل فزعا وجلا قالوا: سلاما قال سلام قال انا منكم وجلون قالوا لا توجل انا نبشرك بغلام عليم قال أبو جعفر عليه السلام: والغلام العليم هو اسمعيل من هاجر فقال ابراهيم للرسل: ابشرتمونى على ان مسنى الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين فقال ابراهيم للرسل: فما خطبكم بعد البشارة ؟ قالوا انا ارسلنا الى قوم مجرمين انهم كانوا قوما فاسقين لننذرهم عذاب رب العالمين، قال أبو جعفر: عليه السلام فقال ابراهيم للرسل: ” ان فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله الا امرأتة كانت من الغابرين فلما جاء آل لوط المرسلين قال انكم قوم منكرون قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون ” يقول: من عذاب الله لننذر قومك العذاب ” فأسر باهلك ” يا لوط إذا مضى من يومك هذا سبعة ايام ولياليها ” بقطع من الليل ولا يلتفت منكم احد الا امرأتك انه مصيبها ما اصابهم ” قال أبو جعفر عليه السلام فقضوا الى لوط ذلك الامر ” ان دابر


(1) قرى الضيف: أضافه وأجاره واكرمه.

[ 22 ]

هؤلاء مقطوع مصبحين ” قال أبو جعفر عليه السلام: فلما كان يوم الثامن من طلوع الفجر قدم الله رسلا الى ابراهيم يبشرونه باسحق ويعزونه بهلاك قوم لوط ” الحديث ” وقد كتبناه بتمامه في هود. 75 – في كتاب الخصال عن الصباح مولى أبى عبد الله عليه السلام قال: كنت مع أبى عبد الله فلما مررنا باحد قال: ترى الثقب الذى فيه ؟ قلت: نعم، قال اما انا فلست أراه. وعلامة الكبر ثلث: كلال البصر (1) وانحناء الظهر ورقة القدم. 76 – في تفسير العياشي عن صفوان الجمال قال: صليت خلف ابى عبد الله عليه السلام فأطرق ثم قال: اللهم لا تقنطني من رحمتك، ثم جهر فقال: ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون. 77 – في كتاب التوحيد باسناده الى معاذ بن جبل حديث طويل عن النبي صلى الله عليه واله يقول فيه: قال الله يا بن آدم باحسانى اليك قويت على طاعتي وبسوء ظنك بى قنطت من رحمتى. 78 – في بصائر الدرجات حدثنى السندي بن الربيع عن الحسن بن على بن فضال عن على بن رئاب عن أبى بكر الحضرمي عن أبى جعفر عليه السلام قال: ليس مخلوق الا وبين عينيه مكتوب: مؤمن أو كافر، وذلك محجوب عنكم وليس محجوبا عن الائمة من آل محمد صلوات الله عليهم، ثم ليس يدخل عليهم أحد الا عرفوه مؤمن أو كافر، ثم تلا هذه الآية: ان في ذلك لايات للمتوسمين. 79 – احمد بن الحسن عن أحمد بن ابراهيم عن الحسن بن البرة عن على بن حسان عن عبد الكريم بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ويحك يابا سليمان ! انه ليس من عبد يولد الا كتب بين عينيه مومن أو كافر، قال الله عزوجل: ” ان في ذلك لايات للمتوسمين ” نعرف عدونا من ولينا، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 80 – في اصول الكافي احمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن ابن ابى عمير قال: أخبرني اسباط بياع الزطى قال: كنت عند ابى عبد الله عليه السلام فسئله


(1) كل بصره: أعيا ونبأ ولم يحقق المنظور.

[ 23 ]

رجل عن قول الله عزوجل: ان في ذلك لايات للتوسمين وانها لبسبيل مقيم ” قال: نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم. 81 – محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن يحيى بن ابراهيم، قال حدثنى اسباط بن سالم قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام فدخل عليه رجل من أهل هيت (1) فقال له: اصلحك الله ما تقول في قول الله عزوجل: ” ان في ذلك لايات للمتوسمين ” قال: نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم. 82 – محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن ربعى بن عبد الله عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ان في ذلك لآيات للمتوسمين ” قال: هم الامة، قال رسول الله صلى الله عليه واله: اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله عزوجل في قول الله (2) عزوجل ” ان في ذلك لآيات للمتوسمين “. 83 – محمد بن يحيى عن الحسن بن على الكوفى عن عبيس بن هشام عن عبد الله بن سليمان عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ان في ذلك لآيات للمتوسمين ” فقال: هم الائمة ” وانها لبسبيل مقيم ” قال: لا يخرج منا أبدا. 84 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن ابراهيم بن أيوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله: ” ان في ذلك لآيات للمتوسمين ” قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله المتوسم وأنا من بعده، والائمة من ذريتي المتوسمون وفى نسخة اخرى: أحمد بن مهران عن محمد بن على عن محمد بن اسلم عن ابراهيم بن أيوب باسناده مثله. 85 – احمد بن ادريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن على الكوفى عن عبيس بن هشام عن عبد الله بن سليمان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الامام فوض الله إليه كما فوض الى سليمان بن دادود ؟ فقال: نعم وذلك ان رجلا سأله عن مسألة فاجابه فيها، وسأله


(1) هيت: بلدة على الفرات من نواحى بغداد فوق الانبار ذات نخل كثير وخيرات واسعة واسم قرية في نواحى دمشق ايضا. (2) متعلق بقوله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله.

[ 24 ]

آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الاول، ثم سأله آخر فاجابه بغير جواب الاولين ثم قال: ” هذا عطاؤنا فامنن أو أعط بغير حساب ” وهكذا هي في قرائة على عليه السلام، قال: فقلت: أصلحك الله فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الامام ؟ قال: سبحان الله أما تسمع الله يقول: ” ان في ذلك لآيات للمتوسمين ” وهم الائمة ” وانها لبسبيل مقيم ” لا تخرج منها أبدا، ثم قال لى: نعم ان الامام إذا أبصر الى الرجل عرفه وعرف لونه، وان سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو، ان الله يقول: ” ومن آياته خلق السموات والارض واختلاف السنتكم وألوانكم ان في ذلك لآيات للعالمين ” وهم العلماء فليس يسمع شيئا من الامر ينطق به الا عرفه ناج أو هالك، فلذلك يجيبهم بالذى يجيبهم. 86 – في روضة الواعظين للمفيد (ره) بعد أن ذكر الصادق عليه السلام وروى عنه حديثا وقال عليه السلام: إذا قام قائم آل محمد عليه السلام حكم بين الناس بحكم داود لا يحتاج الى بينة، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه. ويخبر كل قوم بما استنبطوه، ويعرف وليه من عدوه بالتوسم قال الله عزوجل: ” ان في ذلك لايات للمتوسمين وانها لبسبيل مقيم “. 87 – في مجمع البيان وقد صح عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله، قال: ان لله عبادا يعرفون الناس بالتوسم، ثم قرء هذه الآية. 88 – وروى عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: نحن المتوسمون والسبيل فينا مقيم، و السبيل طريق الجنة، ذكره على بن ابراهيم في تفسيره (1). 89 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في وجه دلائل الائمة و الرد على الغلاة والمفوضة لعنهم الله، حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشى رضى الله عنه قال: حدثنى أبى قال، حدثنا أحمد بن على الانصاري عن الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوما وعنده على بن موسى الرضا عليه السلام وقد اجتمع الفقهاء


(1) ” الذى في تفسير على بن ابراهيم الرواية الاخيرة، وانما لم نأخذها منه لانها فيه بلفظ ” قال ” كما هي عادته، فأخذناها من مجمع البيان للتصريح باسمه فيه عليه السلام. منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ).

[ 25 ]

وأهل الكلام من الفرق المختلفة فسأله بعضهم فقال له: يا بن رسول الله بأى شيئ تصح الامامه لمدعيها ؟ قال: بالنص والدليل، قال له: فدلالة الامام فيما هي ؟ قال: في العلم واستجابة الدعوة قال فما وجه اخباركم مما يكون ؟ قال ذلك بعهد معهود الينا من رسول الله، قال: فما وجه اخباركم مما في قلوب الناس ؟ قال له: أما بلغك قول رسول الله صلى الله عليه واله: اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله على قدر ايمانه ومبلغ استبصاره وعلمه، وقد جمع الله للائمة منا ما فرقه في جميع المؤمنين، وقال عزوجل في كتابه العزيز: ” ان في ذلك لايات للمتوسمين ” فأول المتوسمين رسول الله صلى الله عليه واله، ثم أمير المؤمنين عليه السلام من بعده، ثم الحسن والحسين والائمة من ولد الحسين الى يوم القيمة، قال: فنظر إليه المأمون فقال له: يا ابا الحسن زدنا مما جعل الله لكم أهل البيت، فقال الرضا عليه السلام: ان الله تعالى قد أيدنا بروح منه مقدسة مطهرة، ليست بملك، لم تكن مع أحد ممن مضى الا مع رسول الله صلى الله عليه واله، وهى مع الائمة منا تسددهم وتوفقهم، وهو عمود من نور بيننا وبين الله تعالى. 90 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا قام القائم عليه السلام لم يقم بين يديه أحد من خلق الرحمان الا عرفه صالح هو أم طالح، ألا وفيه آية للمتوسمين وهو سبيل المقيم. 91 – في كتاب معاني الاخبار الهلالي أمير المدينة يقول: سألت جعفر بن محمد فقلت له: يا بن رسول الله في نفسي مسألة أريد ان أسئلك عنها، قال: ان شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني: وان شئت فاسئل، قال: فقلت له: يا بن رسول الله وبأى شئ تعرف ما في نفسي قبل سؤالي عنه ؟ قال: بالتوسم والتفرس، أما سمعت قول الله عزوجل: ” ان في ذلك لآيات للمتوسمين ” وقول رسول الله صلى الله عليه واله: اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله. 92 – في تفسير العياشي عن عبد الرحمن بن سالم الاشل رفعه في قوله: ” لآيات للمتوسمين ” قال: هم آل محمد الاوصياء عليهم السلام.


[ 26 ]

93 – عن ابى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام [ ان ] في الامام آية للمتوسين، وهو السبيل المقيم، ينظر بنور الله وينطق عن الله، لا يعزب عنه شئ مما أراد. 94 – عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: بينما امير المؤمنين عليه السلام جالس بمسجد الكوفة قد احتبى بسيفه والقى برنسه وراء ظهره (1) إذ أتته امرأة مستعدية على زوجها، فقضى للزوج على المرأة، فغضبت فقالت: لا والله ما هو كما قضيت، لا والله ما تقضى ولا تعدل بالرعية، ولا قضيتك عند الله بالمرضية، قال: فنظر إليها أمير المؤمنين عليه السلام فتأملها ثم قال لها: كذبت يا جرية يا بذية ايا سلسع ايا سلفع (2) ايا التى تحيض من حيث لا تحيض النساء، قال: فولت هاربة وهى تولول وتقول: يا ويلى ويلى ويلى ثلثا، قال فلحقها عمرو بن حريث (3) فقال لها: يا امة الله اسئلك، فقالت: ما للرجال والنساء في الطرقات ؟ فقال: انك استقبلت أمير المؤمنين عليا بكلام سررتينى به ثم قرعك أمير المؤمنين بكلمة فوليت مولولة ؟ فقالت: ان ابن أبى طالب والله استقبلني فأخبرني بما هو كتمته من بعلى منذ ولى عصمتي، لا والله ما رأيت طمثا من حيث يرينه النساء، قال: فرجع عمرو بن حريث الى أمير المؤمنين فقال: له يا امير المؤمنين ما نعرفك بالكهانة فقال له: وما ذلك يا ابن حريث ؟ فقال له يا امير المؤمنين ان هذه المرأة ذكرت انك أخبرتها بما هو فيها وانها لم تر طمثا قط من حيث تراه النساء، فقال له: ويلك يا بن حريث ان الله تبارك وتعالى خلق الارواح قبل الابدان بألفى عام، وركب الارواح في الابدان، فكتب بين أعينها


(1) احتبى احتباءا: جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها ليستند إذ لم يكن للعرب في البوادى جدران تستند إليها في مجالسها، والبرنس، قلنسوة طويلة كانت تلبس في صدر الاسلام. كل ثوب رأسه ملتزق به. (2) البذية: الفحاشة. والسلفع: السليط. وامرأة سلفع يستوى فيه المذكر والمؤنث. يقال: سلطية جريئة. ولم أجد للسلسع معنى في كتب اللغة. (3) عمرو بن حريث القرشى المخزومى من أعداء أمير المؤمنين عليه السلام وأولياء بنى امية ويظهر من هذا الحديث خبثه وزندقته وعداوته له عليه السلام، وقد ورد في ذمة روايات كثيرة فراجع تنقيح المقال وغيره.

[ 27 ]

كافر ومؤمن، وما هي مبتلاة به الى يوم القيمة، ثم أنزل بذلك قرآنا على محمد صلى الله عليه واله فقال: ” ان في ذلك لآيات للمتوسمين ” وكان رسول الله صلى الله عليه واله المتوسم ثم انا من بعده، ثم الاوصياء من ذريتي من بعدى، انى لما رأيتها تأملتها فأخبرتها بما هو فيها ولم أكذب. 95 – في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه قال عليه السلام في قول الله عزوجل: فاصفح الصفح الجميل قال: العفو من غير عتاب. 96 – في امالي الصدوق (ره) باسناده عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال قال على بن الحسين زين العابدين عليه السلام في قول الله عزوجل: ” فاصفح الصفح الجميل ” قال: العفو من غير عتاب. 97 – في تهذيب الاحكام محمد بن على بن محبوب عن العباس عن محمد بن أبى عمير عن أبى ايوب عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن السبع المثانى والقرآن العظيم هي الفاتحة ؟ قال: نعم، قلت بسم الله الرحمن الرحيم من السبع المثانى ؟ قال: نعم هي أفضلهن. 98 – في تفسير العياشي ان عبد الرحمن عمن رفعه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم قال: هي سورة الحمد، وهو سبع آيات: منها ” بسم الله الرحمن الرحيم ” وانما سميت المثانى لانها تثنى في الركعتين. 99 – عن ابى بكر الحضرمي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال: إذا كانت لك حاجة فاقرأ المثانى وسورة اخرى وصل ركعتين وادع الله. قلت: أصلحك الله وما المثانى ؟ فقال: فاتحة الكتاب: ” بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين “. 100 – عن سورة بن كليب عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: نحن المثانى التى أعطى نبينا. 101 – عن يونس بن عبد الرحمن عمن رفعه قال: سألت ابا عبد الله عن قول الله: ” ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم ” قال: ان ظاهرها الحمد، وباطنها


[ 28 ]

ولد الولد، والسابع منها القائم عليه السلام (1). 102 – قال حسان: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: ” ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم ” قال: ليس هكذا تنزيلها، انما هي: ” ولقد آتيناك سبعا من المثانى [ نحن هم ] والقرآن العظيم ” ولد الولد. 103 – عن القاسم بن عروة عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله: ” ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم ” قال: سبعة ائمة والقائم. 104 – عن السدى عمن سمع عليا عليه السلام يقول: ” سبعا من المثانى ” فاتحة الكتاب. 105 – عن سماعة قال: قال أبو الحسن عليه السلام: ” ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم ” قال: لم يعط الانبياء الا محمد صلى الله عليه واله، وهم السبعة الائمة الذين يدور عليهم الفلك، ” والقرآن العظيم ” محمد صلى الله عليه واله. 106 – عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام قال: سألته عن قوله: ” آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم ” قال: فاتحة الكتاب يثنى فيها القول. 107 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: قال على عليه السلام لبعض أحبار اليهود في اثناء كلام طويل يذكر فيه مناقب النبي صلى الله عليه واله: وزاد الله عز ذكره محمد صلى الله عليه واله السبع الطوال، وفاتحة الكتاب، وهى السبع المثانى، والقرآن العظيم.


(1) قال المحدث الكاشانى (ره): ولعلهم انما عدوا سبعا باعتبار اسمائهم فانها سبعة، وعلى هذا فيجوز أن يجعل المثانى من الثناء، وأن يجعل من التثينة باعتبار تثنيتهم مع القرآن، وأن يجعل كناية عن عددهم الاربعة عشر بأن يجعل نفسه واحدا منهم بالتغاير الاعتباري بين المعطى والمعطى له ” انتهى “. وقال بعض: ان المراد بالسبع المثانى النبي والائمة وفاطمة عليهم السلام فهم أربعة عشر سبعة وسبعة، لقوله: المثانى، فكل واحد من السبعة مثنى وللعلامة المجلسي (ره) وكذا المحدث الحر العاملي قدس سرهما ايضا بيان في هذا الحديث وما يتلوه في التعبير فراجع البحار ج 7: 114 واثبات الهداة ج 7: 102.

[ 29 ]

108 – في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفى آخره: وقيل لامير المؤمنين عليه السلام: يا امير المؤمنين أخبرنا عن ” بسم الله الرحمن الرحيم ” هي من فاتحة الكتاب ؟ فقال: نعم، كان رسول الله صلى الله عليه واله يقرأها ويعدها آية منها، ويقول: فاتحة الكتاب هي السبع المثانى. 109 – وباسناده الى الحسن بن على عن أبيه على بن محمد عن ابيه محمد بن على بن أبيه الرضا عن آبائه عن على عليه السلام انه قال: ان ” بسم الله الرحمن الرحيم ” آية من فاتحة الكتاب، وهى سبع آيات تمامها بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: ان الله تعالى قال لى: يا محمد ” ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم ” فافرد الامتنان على بفاتحة الكتاب وجعلها بازاء القرآن العظيم. 110 – في كتاب التوحيد باسناده الى أبى سلام عن بعض أصحابنا عن أبى جعفر عليه السلام قال: نحن المثانى التى أعطاها الله نبينا، صلى الله عليه واله ونحن وجه الله، نتقلب في الارض بين أظهركم عرفنا من عرفنا، ومن جهلنا فامامه اليقين (1). وفى اصول الكافي مثله. 111 – في مجمع البيان السبع المثانى هي فاتحة الكتاب وهو قول على عليه السلام وروى ذلك عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام. 112 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن سعد الاسكاف قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اعطيت السور الطوال مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الانجيل (2) وأعطيت المثانى مكان الزبور. 113 – أبو على الاشعري عن الحسن بن على بن عبد الله وحميد بن زياد عن الخشاب جميعا


(1) كذا في النسخ لكن في تفسير العياشي وتفسير على بن ابراهيم والمنقول عنهما في البحار وغيره ” فامامه السعير ” وهو الظاهر ويحتمل التصحيف ايضا، ولم أظفر على الحديث في مظانه في أصول الكافي. (2) قد مر في المجلد الاول صفحة 258 لهذا الحديث بيان عن الطبرسي (ره) في الذيل فراجع.

[ 30 ]

عمرو بن جميع عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ومن أوتى القرآن فظن ان أحدا من الناس أوتى أفضل مما أوتى، فقد عظم ما حقر الله، وحقر ما عظم الله. 114 – على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن على بن الحسين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أعطاه الله القرآن فراى ان رجل اعطى أفضل مما أعطى، فقد صغر عظيما، وعظم صغيرا، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة 115 – في تفسير العياشي عن حماد عن بعض أصحابه عن أحدهما عليهما السلام قول الله: لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله في نزل به ضيقة، [ فاستسلف من يهودى ] (1) فقال اليهودي: والله ما لمحمد ثاغية ولا راغية (2) فعلى ما أسلفه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: انى لامين الله في سمائه وأرضه ولو ائتمنتنى على شئ لاديته اليك، قال: فبعث بدرقة (3) فرهنها عنده، وانزلت عليه: ” ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا “. 116 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية ” لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين ” قال رسول الله صلى الله عليه واله: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، ومن رمى ببصره الى ما في يدى غيره كثر همه ولم يشف غيظه، ومن لم يعلم ان الله عليه نعمة الا في مطعم أو ملبس فقط قصر علمه ودنى عذابه، ومن أصبح على الدنيا حزينا أصبح على الله ساخطا، ومن شكى مصيبة نزلت به فانما يشكو ربه، ومن دخل النار من هذه الامة ممن قرأ القرآن فهو ممن يتخذ آيات الله هزوا، ومن أتى ذا ميسرة فتخشع له طلب ما في يديه ذهب ثلثا دينه.


(1) استسلف: اقترض. (2) الثاغية: الشاة: والراغية: الناقة. (3) الدرقة – محركة -: الترس من الجلود. ليس فيه خشب ولا عقب.

[ 31 ]

117 – في مجمع البيان وكان رسول الله صلى الله عليه واله لا ينظر الى ما يستحسن من الدنيا. 118 – في تفسير على بن ابراهيم قال على بن ابراهيم في قوله: الذين جعلوا القرآن عضين قال: قسموا القرآن ولم يؤلفوه على ما أنزله الله، فقال: لنسئلنهم اجمعين عما كانوا يعملون. 119 – في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: قال في الذين أبرزوا القرآن عضين، قال: هم قريش. 120 – في اصول الكافي محمد بن أبى عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن عباس بن الحريش عن أبى جعفر الثاني عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: سئل رجل أبى فقال: يا ابن رسول الله سأتيك بمسألة صعبة، أخبرني عن هذا العلم ما له لا يظهر كما كان يظهر مع رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال: فضحك أبى عليه السلام وقال: أبى الله أن يطلع على علمه الا ممتحنا للايمان، كما قضى على رسول الله صلى الله عليه واله أن يصبر على أذى قومه ولا يجاهدهم الا بامره، فكم من اكتتام قد اكتتم به، حتى قيل له: اصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين وايم الله انه لو صدع قبل ذلك لكان آمنا، ولكنه انما نظر في الطاعة وخاف الخلاف، فلذلك كف فوددت أن عينك تكون مع مهدى هذه الامة، والملائكة بسيوف آل داود بين السماء والارض، تعذب أرواح الكفرة من الاموات، وتلحق بهم أرواح أشباههم من الاحياء، ثم اخرج سيفا ثم قال: هاان هذا منها قال: فقال أبى أي والذى اصطفى محمدا على البشر، قال: فرد الرجل اعتجاره (1) و قال: انا إلياس، ما سألتك عن أمرك وبى منه جهالة، غير انى أحببت أن يكون هذا الحديث قوة لاصحابك، والحديث طويل اخذنا منه موضوع الحاجة. 121 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن على الحلبي


(1) الاعتجار: لف العمامة على رأسه. والرد هنا في مقابل الفتح المذكور في صدر الحديث في قوله: ” ففتح الرجل عجيرته واستوى جالسا وتهلل وجه.. ا. ” وان شئت الوقوف على تمام الحديث راجع الاصول: باب شأن انا انزلناه في ليلة القدر الحديث الاول.

[ 32 ]

عن أبى عبد الله عليه السلام قال: اكتتم رسول الله صلى الله عليه واله مختفيا خائفا خمس سنين، ليس يظهر أمره وعلى عليه السلام وخديجة، ثم أمره الله عزوجل أن يصدع بما أمر، فظهر رسول الله صلى الله عليه واله فأظهر أمره. 122 – وفى خبر آخر انه عليه السلام كان مختفيا بمكة ثلث سنين. 123 – وباسناده الى عبد الله بن على الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: مكث رسول الله صلى الله عليه واله بمكة بعد ما جاء الوحى عن الله تبارك وتعالى ثلثة عشر سنة، منها ثلث سنين مختفيا خائفا لا يظهر، حتى أمره الله عزوجل ان يصدع بما أمر، فأظهر حيئنذ الدعوة 124 – في تفسير العياشي عن محمد بن على الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: اكتتم رسول الله صلى الله عليه واله بمكة سنين ليس يظهر وعلى معه وخديجة، ثم أمره الله أن يصدع بما يؤمر وظهر رسول الله صلى الله عليه واله فجعل يعرض نفسه على قبائل العرب، فإذا أتاهم قالوا: كذاب امض عنا. 125 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها ” قال: نسختها: ” فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين “. 126 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين انا كفيناك المستهزئين ” فانها نزلت بمكة بعد أن نبئ رسول الله صلى الله عليه واله بثلث سنين، وذلك ان النبوة نزلت على رسول الله صلى الله عليه واله يوم الاثنين وأسلم على يوم الثلثاء ثم أسلمت خديجة بنت خويلد زوجة رسول الله صلى الله عليه واله ثم دخل أبو طالب الى: النبي وهو يصلى وعلى بجنبه، وكان مع أبى طالب جعفر فقال له أبو طالب: صل جناح ابن عمك، فوقف جعفر على يسار رسول الله فبدر رسول الله صلى الله عليه واله من بينهما، فكان يصلى رسول الله وعلى عليه السلام وجعفر وزيد بن حارثة و خديجة، فلما أتى لذلك ثلث سنين، أنزل الله عليه: ” فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين انا كفيناك المستهزئين ” وكان المستهزؤن برسول الله خمسة الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والاسود بن المطلب، والاسود بن عبد يغوث، و


[ 33 ]

الحارث بن طلاطلة الخزاعى، فمر الوليد بن المغيرة وكان رسول الله صلى الله عليه واله دعى عليه لما كان بلغه من أذائه واستهزائه، فقال: اللهم اعم بصره، واثكله بولده، فعمى بصره وقتل ولده ببدر (1) فمر الوليد بن المغيرة برسول الله صلى الله عليه واله ومعه جبرئيل عليه السلام، فقال جبرئيل: يا محمد هذا الوليد بن المغيرة وهو من المستهزئين بك. قال: نعم، وقد كان مر برجل من خزاعة وهو يريش نبالا له، فوطئ على بعضها فأصاب أسفل عقبه قطعة من ذلك، فدميت فلما مر بجبرئيل عليه السلام أشار الى ذلك، فرجع الوليد الى منزله ونام على سريره، وكانت ابنته نائمة اسفل منه فانفجر الموضع الذى اشار إليه جبرئيل عليه السلام اسفل عقبه فسال منه الدم حتى صار الى فراش ابنته: فانتبهت ابنته فقالت: يا جارية أتحل وكاء القربة (2) ؟ قال الوليد: ما هذا وكاء القربة ولكنه دم أبيك: فاجمعي لى ولدى وولد أخى فانى ميت فجمعتهم فقال لعبد الله بن أبى ربيعة: ان عمارة بن الوليد بارض الحبشة بدار مضيعة، فخذ كتابا من محمد الى النجاشي ان يرده، ثم قال لابنه هاشم وهو أصغر ولده: يا بنى اوصيك بخمس خصال فاحفظها: اوصيك بقتل أبى دهم الدوسى فانه غلبنى على امرأتي وهى بنته، ولو تركها وبعلها كانت تلد لى ابنا مثلك، ودمى في خزاعة وما تعمدوا قتلى، وأخاف ان تفتنوا بعدى، ودمى في بنى خزيمة بن عامر ودياتى (3) في ثقيف فخده ولاسقف نجران على مائتا دينار فاقضها، ثم فاضت نفسه، ومر ربيعة بن الاسود برسول الله صلى الله عليه واله فأشار جبرئيل إلى بصره فعمى ومات، ومر به الاسود بن عبد يغوث، فأشار جبرئيل الى بطنه فلم يزل يستسقى حتى شق بطنه، ومر العاص بن وائل فأشار جبرئيل الى رجله فدخل يداه (4) في أخمص قدميه وخرجت من ظاهره


(1) وفى المصدر بعد قوله ” ببدر ” هكذا: ” وكذلك دعا على الاسود بن عبد يغوث والحارث بن طلاطلة الخزاعى، فمر الوليد…. اه “. (2) الوكاء – ككتاب -: رباط القربة. (3) وفى السيرة لابن هشام ” ربائى “. وفى المصدر ” ديانى “. (4) كذا في النسخ والظاهر انه مصحف وفى المصدر والمنقول عنه في البحار وغيره ” فدخل عود في أخمص قدمه اه “.

[ 34 ]

ومات، ومر ابن الطلاطلة فأشار جبرئيل الى وجهه فخرج الى جبال تهامة فأصابته السمائم (1) واستسقى حتى انشق بطنه، وهو قول الله: ” انا كفيناك المستهزئين ” فخرج رسول الله صلى الله عليه واله فقام على الحجر فقال: يا معشر قريش، يا معاشر العرب ادعوكم الى شهادة ان لا اله الا الله، وانى رسول الله، وآمركم بخلع الانداد و الاصنام فاجيبوني تملكون بها العرب، وتدين لكم العجم، وتكونون ملوكا في الجنة، فاستهزؤا منه وقالوا: جن محمد بن عبد الله، ولم يجسروا عليه لموضع أبى طالب، فاجتمعت قريش الى أبى طالب فقالوا: يا أبا طالب ان ابن أخيك قد سفه أحلامنا وسب آلهتنا، وأفسد شباننا، وفرق جماعتنا، فان كان يحمله على ذلك الغرم جمعنا له مالا فيكون أكثر قريش مالا، ونزوجه أي امرأة شاء من قريش، فقال له أبو طالب: ما هذا يا بن أخى ؟ فقال: يا عم هذا دين الله الذى ارتضاه لانبيائه ورسله، بعثنى الله رسولا الى الناس، فقال: يا بن أخى ان قومك قد أتونى يسألونى ان أسئلك أن تكف عنهم، فقال: يا عم انى لا أستطيع ان أخالف أمر ربى، فكف عنه أبو طالب، ثم اجتمعوا الى أبى طالب فقالوا: أنت سيد من ساداتنا فادفع الينا محمدا لنقتله وتملك علينا، فقال أبو طالب قصيدته الطويلة: ويقول فيها: ولما رأيت القول لاود بينهم (2) * وقد قطعوا كل العرى والوسائل كذبتم وبيت الله يبزى محمد * ولما نطاعن دونه ونناضل (3) وننصره حتى نصرع حوله * ونذهل عن أبنائنا والحلائل (4)


(1) السمائم جمع السموم: الريح الحارة. (2) قوله: ” بينهم ” في المصدر ” عندهم ” والعرى جمع العروة: كلما يوثق به ويعول عليه. (3) قوله ” يبزى ” أي يقهر ويغلب، قال في البحار أراد ” لايبزى ” فحذف لا من جواب القسم وهى مرادة أي لا يقهر ولم نقاتل وندافع ” انتهى ” والصحيح كما في الغدير ج 7: 338 ” نبزى ” أي نقهر، وناضل عنه: حامى وجادل ودافع وتكلم عنه بعذره. (4) صرعه: طرحه على الارض شديدا. وذهل عنه: نسيه. والحلائل جمع الحليلة: الزوجة.

[ 35 ]

قال: فلما اجتمعت [ قريش ] على قتل رسول الله صلى الله عليه واله وكتبوا الصحيفة القاطعة، جمع أبو طالب بنى هاشم وحلف لهم بالبيت والركن والمقام والمشاعر في الكعبة، لئن شاكت محمدا شوكة لاتين عليكم يا بنى هاشم فأدخله الشعب، وكان يحرسه بالليل والنهار قائما بالسيف على رأسه اربع سنين، فلما خرجوا من الشعب حضرت أبا طالب الوفاة، فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه واله وهو يجود بنفسه، فقال: يا عم ربيت صغيرا وكلفت يتيما، فجزاك الله عنى خيرا اعطني كلمة اشفع لك بها عند ربى، فروى انه لم يخرج من الدنيا حتى أعطى رسول الله الرضا، وقال رسول الله صلى الله عليه واله: لو قمت المقام المحمود لشفعت لابي وامى وعمى واخ كان لى مواخيا في الجاهلية (1) 126 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان هذا موسى بن عمران قد أرسله الله الى فرعون وأراه الآية الكبرى ؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله ارسله الله الى فراعنة شتى مثل أبى جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة وشيبة وأبى البخترى والنضر بن الحرث، وأبى بن خلف، ومنبه ونبيه ابني الحجاج، والى المستهزئين: الوليد بن المغيرة المخزومى، والعاص بن وائل السهمى، والاسود بن عبد يغوث الزهري، والاسود بن المطلب، والحارث بن الطلاطلة فاراهم الآيات في الآفاق وفى أنفسهم حتى تبين لهم انه الحق، قال اليهودي: لعد انتقم الله لموسى من فرعون ؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ولقد انتقم الله جل اسمه لمحمد صلى الله عليه واله من الفراعنة، فاما المستهزؤن فقد قال الله عزوجل: ” انا كفيناك المستهزين ” فقتل


(1) غير خفى على المحقق الخبير والمطالع البصير لاخبار أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم ان أبا طالب كان مؤمنا يتقى قومه ويستر دينه، وعليه الشيعة الامامية، ويعرف ذلك من سيرته وكلماته وأشعاره ايضا، وقد افرد العلامة الاستاذ الاميني دام ظله في كتابه الغدير لذلك بابا يذكر فيه اشعاره وأحواله، ويدفع الشبهات الواهية المنقولة عن بعض العامة في ايمانه واسلامه رضى الله عنه فراجع ج 7 -: 330 – 409. فما في هذا الخبر اما هو مأخوذ عن العامة وأورده القمى (ره) على عقيدتهم. أو كان منه صلى الله عليه وآله على ظاهر حال ابى طالب والله العالم.

[ 36 ]

الله خمستهم كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد، فاما الوليد بن المغيرة فمر بنبل لرجل من خزاعة قد راشه ووضعه في الطريق، فأصابه شظية منه (1) فانقطع أكحله حتى ادماه فمات، وهو يقول قتلني رب محمد، واما العاص بن وائل السهمى فانه خرج في حاجة له الى موضع فتدهده (2) حتى حجر فسقط فتقطع قطعة قطعة فمات وهو يقول: قتلني رب محمد، واما الاسود بن عبد يغوث فانه خرج يستقبل ابنه زمعة فاستظل بشجرة فأتاه جبرئيل عليه السلام فأخذ رأسه فنطح به الشجرة فقال لغلامه: امنع عنى هذا فقال: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا الا نفسك فقتله، وهو يقول: قتلني رب محمد، واما الاسود بن الحارث فان النبي صلى الله عليه واله دعى عليه أن يعمى بصره وان يثكله ولده، فلما كان في ذلك اليوم خرج حتى صار الى موضع، فاتاه جبرئيل عليه السلام بورقة خضراء فضرب بها وجهه فعمى، وبقى حتى أثكله الله عزوجل ولده، واما الحارث بن الطلاطلة فانه خرج من بيته في السموم فتحول حبشيا فرجع الى أهله فقال: أنا الحارث فغضبوا عليه فقتلوه وهو يقول: قتلني رب محمد، وروى ان الاسود بن الحارث أكل حوتا مالحا فأصابه عليه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات، وهو يقول: قتلني رب محمد كل ذلك في ساعة واحدة: و ذلك انهم كانوا بين يدى رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا له: يا محمد ننتظر بك الى الظهر فان رجعت عن قولك والا قتلناك، فدخل النبي صلى الله عليه واله منزله فأغلق عليه بابه مغتما لقولهم، فأتاه جبرئيل عليه السلام عن الله من ساعته فقال: يا محمد السلام يقرء عليك السلام وهو يقول: ” اصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين ” يعنى اظهر أمرك لاهل مكة وادعهم الى الايمان قال: يا جبرئيل كيف أصنع بالمستهزئين وما أوعدوني ؟ قال له: ” انا كفيناك المستهزئين ” قال: يا جبرئيل كانوا الساعة بين يدى ! قال: قد كفيتهم فأظهر امره عند ذلك، واما بقيتهم من الفراعنة فقتلوا يوم بدر بالسيف، وهزم الله الجمع وولوا الادبار، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 127 – في كتاب الخصال عن أبان الاحمر رفعه قال: المستهزؤن للنبى صلى الله عليه واله


(1) الشظية: كل فلقة من شئ كفلقة العود أو القصبة. (2) تدهده الحجر: تدحرج.

[ 37 ]

خمسة الوليد بن المغيرة المخزومى، والعاص بن وائل السهمى والاسود بن عبد يغوث الزهري والاسود بن المطلب، والحارث بن عطية الثقفى. 128 – في اصول الكافي محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى و محمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبى الديلم عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه واله ذكر من فضل وصيه ذكرا فوقع النفاق في قلوبهم فعلم رسول الله صلى الله عليه واله ذلك وما يقولون، فقال الله جل ذكره: يا محمد ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون لكنهم يجحدون بغير حجة لهم وكان رسول الله صلى الله عليه واله يتألفهم ويستعين بعضهم على بعض، ولا يزال يخرج لهم شئ في فضل وصيه حتى نزلت هذه السورة، فاحتج عليهم حين أعلم بموته ونعيت إليه نفسه. 129 – على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص ان من صبر صبر قليلا، وان من جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع امورك، فان الله عز وجل بعث محمد فأمر بالصبر والرفق فصبر صلى الله عليه واله حتى نالوه بالعظايم ورموه بها فضاق صدره فأنزل الله عزوجل: ” ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين ” الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 130 – في مجمع البيان: وكن من الساجدين أي المصلين عن الضحاك وابن عباس قال: وكان رسول الله صلى الله عليه واله إذا حزنه أمر فرغ الى الصلوة (1).


(1) فرغ الى الشى: قصد.

[ 38 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده الى أبى جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة النحل في كل شهر كفى المغرم في الدنيا، وسبعين نوعا من أنواع البلاء أهونه الجنون والجذام والبرص، وكان مسكنه في جنة عدن وهى وسط الجنان. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرءها لم يحاسبه الله تعالى بالنعم التى أنعمها عليه في دار الدنيا، وان مات في يوم تلاها أو ليلته أعطى من الاجر كالذى مات وأحسن الوصية. 3 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أول من يبايع القائم جبرئيل، ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه ثم يضع رجلا على بيت الله الحرام ورجل على بيت المقدس، ثم ينادى بصوت ذلق (1) تسمعه الخلايق: أتى امر الله فلا تستعجلوه. 4 – عن ابن مهزيار عن القائم عليه السلام حديث طويل وفيه انه عليه السلام تلى: ” بسم الله الرحمن الرحيم أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالامس ” فقلت: يا سيدى يا بن رسول الله فما الامر ؟ قال: نحن أمر الله عزوجل وجنوده. 5 – في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن قول الله: أتى امر الله فلا تستعجلوه قال: إذا أخبر الله النبي صلى الله عليه واله بشئ الى وقت فهو قوله: ” اتى أمر الله فلا تستعجلوه ” حتى يأتي ذلك الوقت، وقال: ان الله إذا أخبر ان شيئا كائن فكأنه قد كان. وفيه بعد أن نقل أبان بن تغلب عن أبى عبد الله عليه السلام كما نقلنا عنه سابقا، وفى


(1) الذلق: الفصيح.

[ 39 ]

رواية أخرى عن أبان عن أبى جعفر عليه السلام نحوه. 6 – في تفسير على بن ابراهيم ” اتى امر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون ” قال: نزلت لما سألت قريش رسول الله صلى الله عليه واله ان ينزل عليهم (1) فأنزل الله تبارك وتعالى ” اتى أمر الله فلا تستعجلوه “. 7 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن على بن أسباط عن الحسين بن أبى العلا عن سعد الاسكاف قال: أتى رجل أمير المؤمنين عليه السلام يسئله عن الروح أليس هو جبرئيل ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: جبرئيل من الملائكة والروح غير جبرئيل، فكرر ذلك على الرجل، فقال له: لقد قلت عظيما من القول، ما أحد يزعم ان الروح غير جبرئيل: فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: انك ضال تروى عن أهل الضلال يقول الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: أتى امر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون ينزل الملائكة بالروح والروح غير الملائكة عليهم السلام. 8 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: على من يشاء من عباده ان انذروا انه لا اله الا انا فاتقون يقول: بالكتاب. وقال على بن ابراهيم في قوله: خلق الانسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين قال: خلقه من قطرة من ماء منتن (2) فيكون خصيما متكلما بليغا، وقال أبو الجارود في قوله: والانعام خلقها لكم فيها دف ء ومنافع والدف ء: حواشى الابل: ويقال بل هي الادفاء (3) من البيوت والثياب. 9 – في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليه السلام قال: سئل النبي صلى الله عليه واله أي المال خير ؟ قال: زرع زرعه صاحبه وادى حقه يوم حصاده، قيل: وأى مال بعد الزرع خير ؟ قال: رجل في غنمه قد تبع بها مواقع القطر، يقيم الصلوة و يؤتى الزكوة، قيل فأى المال بعد الغنم خير ؟ قال: البقر تغدو بخير وتروح بخير


(1) وفى المصدر ” أن ينزل عليهم العذاب “. (2) وفى المصدر ” من قطرة من ماء مهين “. (3) ادفأه من الحائط وغيره كنه أي ستره.

[ 40 ]

قيل: فأى المال بعد البقر خير ؟ قال: الراسيات (1) في الوحل المطعمات في المحل (2) نعم المال النخل، من باعه فانما ثمنه بمنزلة رماد على شاهقة اشتدت به الريح في يوم عاصف، الا أن يخلف مكانها، قيل: يا رسول الله فأى المال بعد النخل خير ؟ فسكت فقال له رجل: فأين الابل ؟ قال: فيه الشقاء والجفاء والعناء وبعد الدار، تغدو مدبرة وتروح مدبرة لا يأتي خيرها الا من جانبها الاشأم. 10 – عن أبى عبد الله عن ابيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الغنم إذا أقبلت اقبلت، وإذا أدبرت أقبلت، والبقراذا أقبلت أقبلت، وإذا أدبرت ادبرت، والابل أعناق الشياطين إذا أقبلت أدبرت، وإذا أدبرت ادبرت، ولا يجئ خيرها الا من الجانب الاشأم، قيل: يا رسول الله فمن يتخذها بعد ذا ؟ قال: فاين الاشقياء الفجرة ؟. 11 – عن الحارث قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه واله: عليكم بالغنم والحرث فانهما يروحان بخير ويغدوان بخير، قال: فقيل له: يا رسول الله فأين الأبل ؟ قال: تلك أعناق الشياطين ويأتى خيرها من الجانب الاشام، قيل: يا رسول الله ان سمع الناس بذلك تركوها فقال: إذا لا يعدمها الاشقياء الفجرة. 12 – عن امير المؤمنين عليه السلام أفضل ما يتخذه الرجل في منزله لعياله الشاة، فمن كان في منزله شاة قدست عليه الملائكة مرتين في كل يوم، وكذلك في الثلاث يقول: بورك فيكم. 13 – عن الحسن بن مصعب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان لله تعالى في كل يوم و ليلة ملكا ينادى مهلا مهلا عباد الله عن المعاصي فلولا بهائم رتع وصبية رضع وشيوخ ركع لصب عليكم العذاب صبا ترضون به رضا. 14 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون قال: حين ترجع من المرعى، قوله: وتحمل اثقالكم الى بلد ثم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس قال: الى مكة والمدينة وجميع البلدان. 15 – في الكافي أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى


(1) أي الثابتات في أماكنها لا تزول لعظمها. (2) المحل: الشدة والجدب وانقطاع المطر ويبس الارض من الكلاء.

[ 41 ]

عن عبد الله بن يحيى الكاهلى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ويذكرالحج، فقال قال رسول الله صلى الله عليه واله: هو أحد الجهادين، هو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء، أما انه ليس شئ أفضل من الحج الا الصلوة، وفى الحج ههنا صلوة، وليس في الصلوة قبلكم حج، لا تدع الحج وأنت تقدر عليه، أما ترى انه يشعث رأسك و يقشف فيه جلدك (1) وتمتنع فيه من النظر الى النساء، وانا نحن ههنا ونحن قريب، و لنا مياه متصلة، ما نبلغ الحج حتى يشق علينا فكيف أنتم في بعد البلاد، وما من ملك ولا سوقة (2) يصل الى الحج الا بمشقة في تغيرمطعم أو مشرب أو ريح أو شمس لا يستطيع ردها، وذلك قوله عزوجل: ” وتحمل أثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس ان ربكم لرؤف رحيم “. – في كتاب علل الشرايع أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن صفوان وفضالة عن القاسم الكاهلى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يذكر الحج وذكر مثل ما نقلناه عن الكافي سواء 16 – في تفسير العياشي عن زرارة عن أحدهما عليهما السلام قال سألته عن ابوال الخيل والبغال والحمير ؟ قال فكرهها، فقلت ” أليس لحمها حلال ؟ قال: فقال: أليس قد بين الله لكم: ” والانعام خلقها لكم فيها دف ء ومنافع ومنها تأكلون ” وقال في الخيل: والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة فجعل الاكل من الانعام التى قص الله في الكتاب، وجعل للركوب الخيل والبغال والحمير وليس لحومها بحرام ولكن الناس عافوها (3) 17 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن غير واحد عن أبان عن زرارة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الخيل كانت وحوشا في بلاد العرب، فصعد


(1) شعث رأسه: تفرق شعره وجلده. والقشف – محركة -: رثاثة الهيئة وسوء الحال ورجل قشف – ككتف -: لوحته الشمس أو الفقر فتغير. (2) السوقة الرعية يستوى فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث. (3) عاف الرجل الطعام والشراب وغيرها عيفا: كرهه فلم يأكله أو لم يشربه.

[ 42 ]

ابراهيم واسمعيل عليهما السلام على جبل جياد ثم صاحا: ألا هلا (1) قال: فما بقى فرس الا أعطاهما بيده، وأمكن من ناصيته. 18 – عنه عن على بن الحكم عن عمر بن أبان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيمة. 19 – عنه عن ابن فضال عن ثعلبة عن معمر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: الخير كله معقود في نواصى الخيل الى يوم القيمة. 20 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى عبدوس بن أبى عبيدة قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: أول من ركب الخيل اسمعيل، وكانت وحشية لم تركب، فحشرها الله عزوجل على اسمعيل من جبل منى، وانما سميت الخيل العراب، لان اول من ركبها اسمعيل. 21 – في كتاب الخصال عن الحسين بن زيد قال: بلغني ان الله تعالى خلق الخيل من أربعة أشياء، من البحر الاعظم المحدق بالدنيا، ومن النار، ومن دموع ملك يقال له ابراهيم، ومن بين طيبة. 22 – في كتاب علل الشرايع وباسناده الى محمد بن يعقوب عن على بن محمد باسناده رفعه قال: قال على عليه السلام لبعض اليهود وقد سئله عن مسائل: اول من ركب الخيل قابيل يوم قتل أخاه هابيل، واول من ركب البغل ابن آدم عليه السلام وذلك كان له ابن يقال له معد، وكان عشوقا للدواب، وأول من ركب الحمار حوا. 23 – في كتاب الخصال عن أم الدرداء قالت: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أصبح معافى في جسده آمنا في سربه (2) عنده قوت يومه فكانما حيزت له الدنيا: يا ابن آدم يكفيك من الدنيا ما سد جوعتك، ووارى عورتك، فان يكن بيت يكنك فذاك، وان يكن دابة تركبها فبخ بخ، والخير وما الخير وما بعد ذلك حساب عليك


(1) جياد: جبل بمكة وقيل: ان المعروف في كتب اللغة ” أجياد ” وهلا: رجز للخيل أي اقربى. (2) السرب هنا بمعنى الحرم والعيال.

[ 43 ]

أو عذاب. 24 – عن نافع بن عبد الحارث قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من سعادة المسلم سعة المسكن، والجار الصالح، والمركب الهنيئ. 25 – عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سمعت أبى يحدث عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خمس لا أدعهن حتى الممات: ركوب الحمار مردفا الحديث. 26 – وعن الامام الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خمس لست بتاركهن حتى الممات: ركوبي الحمار موكفا (1) الحديث. 27 – عن يعقوب بن سالم رفع الحديث الى أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا يرتدف ثلثة على دابة فان أحدهم ملعون وهو المقدم. 28 – عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام ان النبي صلى الله عليه واله قال: ما خلق الله خلقا الا وقد أمر عليه آخر يغلب به، وذلك ان الله تبارك وتعالى لما خلق البحار في السماء فخرت وزخرت وقالت: أي شئ يغلبنى ؟ فخلق الله تعالى الفلك فأدارها به وذللها، ثم ان الارض فخرت وقالت: أي شئ يغلبنى فخلق الله تعالى الجبال فأثبتها في ظهرها أوتادا منها من أن تميد بما عليها، فذلت الارض واستقرت. 29 – في كتاب معاني الاخبار باسناده الى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه: واما ” ق ” فهو الجبل المحيط بالارض، وخضرة السماء منه، وبه يمسك الله الارض أن تميد بأهلها. 30 – في اصول الكافي احمد بن مهران عن محمد بن على ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام باب الله الذى لا يؤتى الا منه، وسبيله الذى من سلك بغيره هلك، وكذلك يجرى لائمة الهدى واحدا بعد واحد. جعلهم الله أركان الارض أن تميد بأهلها.


(1) أي الذى وضع عليها الاكاف وهو برذعة الحمار.

[ 44 ]

الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور العمى عن محمد بن سنان قال: حدثنا المفضل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول وذكر كالحديث السابق سواء. على بن محمد ومحمد بن الحسين عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد شباب الصيرفى قال: حدثنا سعيد الاعرج عن ابى عبد الله عليه السلام ثم ذكر مثله ايضا. محمد بن يحيى وأحمد بن محمد جميعا عن محمد بن الحسن عن على بن حسان قال: حدثنى أبو عبد الله الرياحي عن أبى الصامت الحلواني عن أبى جعفر عليه السلام ثم ذكر مثله ايضا بتغيير يسير، وهذه الاحاديث الاربعة طوال أخذنا منها موضع الحاجة. 31 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى أبى هراسة عن أبى جعفر عليه السلام قال: لو أن الامام رفع من الارض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله. 32 – وباسناده الى ابراهيم بن أبى محمود قال: قال الرضا عليه السلام: ولا تخلو الارض من قائم منا ظاهر أو خاف، ولو خلت يوما بغير حجة لماجت بأهها كما يموج البحر باهله. 33 – وباسناد له آخر الى أبى هراسة عن أبى جعفر عليه السلام قال: لو ان الامام رفع من الارض لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله. 34 – وباسناده الى سليمان بن مهران الاعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عليهم السلام حديث طويل يقول فيه: وبنا يمسك الارض أن تميد بأهلها. 35 – وباسناده الى الحسين بن على بن أبى حمزة الثمالى عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل قال في آخره بعد ان ذكر خلفاءه الاثنى عشر صلوات الله عليه وعليهم: بهم يمسك الله عزوجل السماء ان تقع على الارض الا باذنه، وبهم يحفظ الارض أن تميد بأهلها. 36 – وقال الصدوق رضى الله عنه في هذا الكتاب: ويروى في الاخبار الصحيحة عن أئمتنا عليهم السلام ان من رأى رسول الله صلى الله عليه واله أو واحدا من الائمة عليهم السلام قد


[ 45 ]

دخل مدينة أو قرية في منامه فانه أمن لاهل المدينة أو القرية مما يخافون ويحذرون، و بلوغ لما يأملون ويرجون. 37 – في اصول الكافي الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن أبى داود المسترق قال: حدثنا داود الجصاص قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وعلامات وبالنجم هم يهتدون قال: النجم رسول الله صلى الله عليه واله، والعلامات الائمة عليهم السلام. 38 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن اسباط بن سالم قال: سال الهيثم أبا عبد الله عليه السلام وأنا عنده عن قول الله عز وجل: ” وعلامات وبالنجم هم يهتدون ” فقال: رسول الله صلى الله عليه واله النجم، والعلامات الائمة. 39 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” وعلامات وبالنجم هم يهتدون ” قال: نحن العلامات والنجم رسول الله صلى الله عليه واله. 40 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو الورد عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” وعلامات وبالنجم هم يهتدون ” قال: نحن النجم. 41 – الهيتى وداود الجصاص عن الصادق، والوشا عن الرضا عليهما السلام: النجم رسول الله، والعلامات الائمة عليهم السلام. 42 – أبو المضا عن الرضا عليه السلام قال النبي صلى الله عليه واله لعلى: أنت نجم بنى هاشم. 43 – وعنه قال عليه السلام: أنت احد العلامات. 44 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” وعلامات وبالنجم هم يهتدون ” فانه حدثنى أبى عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن معلى بن خنيس عن أبى عبد الله عليه السلام قال: النجم رسول الله صلى الله عليه واله، والعلامات الائمة عليهم السلام. 45 – حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: ” النجم و الشجر يسجدان ” قال: النجم رسول الله صلى الله عليه واله، وقد سماه الله في غير موضع، فقال: ” والنجم إذا هوى ” وقال: وعلامات وبالنجم هم يهتدون ” فا لعلامات الاوصياء، والنجم رسول الله صلى الله عليه واله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


[ 46 ]

46 – في مجمع البيان ” وعلامات وبالنجم هم يهتدون ” قيل: أراد به الاهتداء في القبلة قال ابن عباس: سألت رسول الله صلى الله عليه واله فقال: الجدى عليه قبلتكم وبه تهتدون في بركم وبحركم. 47 – وروى أبو الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه أن الله جعل النجوم أمانا لاهل السماء، وجعل أهل بيتى امانا لاهل الارض. قال مؤلف هذا الكتاب عفى الله عنه: تأمل في مناسبة حديث أبى الجارود في المقام وموقعه منه. 48 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده الى أبى بصير عن أبى عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله الله عزوجل: ” وعلامات وبالنجم هم يهتدون ” قال: النجم رسول الله صلى الله عليه واله، والعلامات الائمة من بعده عليه وعليهم السلام. 49 – في تفسير العياشي عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن أحدهما عليهما السلام في قوله: ” وعلامات وبالنجم هم يهتدون ” قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام. 50 – عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام في قول الله: ” وعلامات وبالنجم هم يهتدون ” قال: نحن العلامات والنجم رسول الله صلى الله عليه واله. 51 – عن اسمعيل بن ابى زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على ابن أبى طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ” وبالنجم هم يهتدون ” قال: هو الجدى لانه نجم لا يزول، وعليه بناء القبلة وبه يهتدون أهل البر والبحر. 52 – عن اسمعيل بن أبى زياد عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” وعلامات وبالنجم هم يهتدون ” قال: ظاهر وباطن، الجدى عليه تبنى القبلة وبه يهتدى أهل البر و البحر، لانه لا يزول (1). 53 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية: والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون اموات غير احياء وما يشعرون ايان


(1) قال المحدث الكاشانى (ره): يعنى معناه الظاهر الجدى والباطن رسول الله صلى الله عليه وآله.

[ 47 ]

يبعثون قال: الذين يدعون من دون الله الاول والثانى والثالث، كذبوا رسول الله صلى الله عليه واله بقوله: والوا عليا واتبعوه، فعادوا عليا ولم يوالوه، ودعوا الناس الى ولاية أنفسهم، فذلك قول الله: ” والذين يدعون من دون الله ” قال: وأما قوله: ” لا يخلقون شيئا ” فانه يعنى لا يعبدون شيئا وهم يخلقون فانه يعنى وهم يعبدون، وأما قوله: ” أموات غير أحياء ” يعنى كفار غير مؤمنين، واما قوله: ” وما يشعرون ايان يبعثون ” فانه يعنى انهم لا يؤمنون، انهم يشركون الهكم اله واحد فانه كما قال الله واما قوله: الذين لا يؤمنون بالآخرة فانه يعنى لا يؤمنون بالرجعة انها حق: واما قوله: قلوبهم منكرة فانه يعنى قلوبهم كافرة واما قوله: وهم مستكبرون فانه يعنى عن ولاية على عليه السلام مستكبرون، قال الله لمن فعل ذلك وعيد منه لا جرم ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون انه لا يحب المستكبرين عن ولايه على عليه السلام. عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام مثله سواء. 54 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة الثمالى قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ” فالذين لا يؤمنون بالآخرة ” يعنى انهم لا يؤمنون بالرجعة انها حق ” قلوبهم منكرة ” يعنى انها كافرة ” وهم مستكبرون ” يعنى عن ولاية على مستكبرون ” ولا جرم ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون انه لا يحب المستكبرين عن ولاية على عليه السلام “. 55 – في تفسير العياشي عن مسعدة قال: مر الحسين بن على عليهما السلام لمساكين قد بسطوا كساء لهم فألقوا كسرا فقالوا: هلم يا بن رسول الله فأكل معهم (1) ثم تلا ” ان الله لا يحب المستكبرين “. (2)


(1) كذا في النسخ وفى المصدر: ” فثنى وركه فأكل معهم ” والورك – ككتف – ما فوق الفخذ كالكتف فوق العضد. (2) وتمام الحديث انه عليه السلام بعد ما أكل معهم، ثم قال: قد أجبتكم فأجيبوني قالوا: نعم يا بن رسول الله، فقاموا معه حتى أتوا منزله، فقال للرباب: أخرجي ما كنت تدخرين.

[ 48 ]

56 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال: ومن ذهب يرى ان له على الآخرة فضلا فهو من المستكبرين، فقلت: انما يرى ان له عليه فضلا بالعافية إذا رآه مرتكبا للمعاصي ؟ فقال: هيهات هيهات ! فلعله ان يكون قد غفر له مأاتى، وأنت موقوف تحاسب ؟ أما تلوت قصة سحرة موسى صلوات الله عليه ؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 57 – في تفسير العياشي عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام هذه الآية هكذا: ” وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في على قالوا أساطير الاولين ” ” ليحملوا ” يعنى بنى اسرائيل. 58 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في على قالوا اساطير الاولين ” سجع أهل الجاهلية في جاهليتهم فذلك قوله: ” اساطير الاولين ” واما قوله ليحملوا أوزارهم كامله يوم القيمة فانه يعنى ليستكملوا الكفر ليوم القيمة واما قوله: ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم يعنى يتحملون كفر الذين يتولونهم، قال الله: الا ساء ما يزرون. 59 – عن ابى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” ليحملوا أوزارهم كامله يوم القيمة ” يعنى ليستكملوا الكفر يوم القيمة ” ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم ” يعنى كفر الذين يتولونهم قال الله: ” الا ساء ما يزرون “. 60 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: ” ليحملوا اوزارهم كامله يوم القيمة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون ” قال: يحملون آثامهم يعنى الذين غصبوا أمير المؤمنين وآثام كل من اقتدى بهم، وهو قول الصادق عليه السلام والله ما أهريقت محجمة من دم ولا قرع عصا بعصا ولا غصب فرج حرام ولا أخذ مال من غير حل الا ووزر ذلك في أعناقهم (1) من غير ان ينقص من أوزار العاملين شئ.


(1) وفى نسخة ” في أعناقهما ” على لفظ التثنية.

[ 49 ]

61 – حدثنى أبى عن ابن ابى عمير عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعدما بويع له بخمسة ايام خطبة، فقال فيها: واعلموا ان لكل حق طالبا، ولكل دم ثايرا، والطالب كقيام الثاير بدمائنا، والحاكم في حق نفسه هو العادل الذى لا يجور، وهو الله الواحد القهار، واعلموا ان على كل شارع بدعة وزره ووزر كل مقتديه من بعده، من غير أن ينقص من أوزار العالمين شئ، وسينتقم الله من الظلمة مأكل بمأكل ومشرب بمشرب، من لقم العلقم ومشارب الصبر الادهم (1) فليشربوا بالصلب من الراح السم المذاق، وليلبسوا دثار الخوف دهرا طويلا، ولهم بكل ما أتوا وعملوا من أفاريق الصبر الادهم فوق ما أتوا وعملوا، اما انه لم يبق الا الزمهرير شتائهم، وما لهم من الصيف الا رقدة وتحسبهم ما زودوا وحملوا على ظهورهم من الآثام فيا مطايا الخطايا ويا زور الزور، اوزار الآثام مع الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون اسمعوا واعوا وتوبوا وابكوا على انفسكم فسيعلم الذين ظلموا فاقسم ثم اقسم لتحملنها بنو امية من بعدى وليعرفنها في دارهم عما قليل فلا يبعد الله الا من ظلم وعلى البادى يعنى الاول وما سهل لهم من سبل الخطايا مثل اوزارهم، واوزار كل من عمل بوزرهم الى يوم القيمة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون 62 – في مجمع البيان ” ومن اوزار الذين يضلونهم ” روى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: ايما داع دعى الى الهدى فاتبع فله مثل اجورهم من غير ان ينقص من اجورهم شئ وايما داع دعى الى ضلالة فاتبع عليه فان عليه مثل اوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم. 63 – في تفسير العياشي عن الحسن بن زياد الصيقل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: قد مكر الذين من قبلهم ولم يعلم الذين آمنوا فاتى الله بنيانهم فخر عليهم السقف قال محمد بن كليب عن أبيه قال: انما شاء. 64 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: ” فاتى الله بنيانهم من القواعد ” قال: كان بيت غدر يجتمعون فيه إذا أرادوا الشر. 65 – عن ابى السفاتج عن أبي عبد الله عليه السلام [ وعنه بيتهم ] من القواعد يعنى بيت


(1) العلقم: الحنظل وكل شجر مر. والصبر: عصارة شجر مر.

[ 50 ]

مكرهم. 66 – عن كليب عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” فاتى الله بنيانهم من القواعد ” قال: لا فاتى الله بيتهم من القواعد: وانما كان بيتا. 67 – في مجمع البيان وروى عن أهل البيت عليهم السلام ” فاتى الله بيتهم من القواعد ” 68 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن محمد بن أبى عمير عن أبى ايوب عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ” قد مكر الذين من قبلهم فاتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ” قال: بيت مكرهم أي ماتوا فألقاهم الله في النار، وهو مثل لاعداء آل محمد عليهم السلام. 69 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات وكذلك اتيانه بنيانهم وقال عز وجل ” فأتى بنيانهم من القواعد ” فاتيانهم من القواعد ارسال العذاب. 70 – في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال قام رجل الى أمير المؤمنين عليه السلام في الجامع بالكوفة فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الاربعاء والتطير منه وثقله وأى أربعاء هو ؟ فقال عليه السلام: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه، ويوم الاربعاء القى ابراهيم في النار، ويوم الاربعاء خر عليهم السقف من فوقهم (الحديث) وفى عيون الاخبار مثله سواء. 71 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ثم يوم القيمة يخزيهم ويقول اين شركائي الذين تشاقون فيهم قال الذين اوتوا العلم ان الخزى اليوم والسوء على الكافرين قال: الذين اوتوا العلم الائمة عليهم السلام يقولون لاعداهم: اين شركاؤكم ومن اطعتموهم في الدنيا. 72 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: واما قوله: ” يتوفيكم ملك الموت الذى وكل بكم ” وقوله: ” الله يتوفى الانفس حين موتها ” وقوله: ” توفته رسلنا وهم لا يفرطون ” وقوله: الذين


[ 51 ]

تتوفيهم الملائكة ظالمي انفسهم وقوله: ” الذين تتوفيهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ” فان الله تبارك وتعالى يدبر الأمور كيف يشاء، يوكل من خلقه من يشاء بما يشاء، اما ملك الموت فان الله يوكله بخاصته بمن يشاء من خلقه ويوكل رسله من يشاء من خاصته بمن يشاء من خلقه يدبر الأمور كيف يشاء، وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس، لأن فيهم القوى والضعيف، ولان منه ما يطاق حمله ومنه ما لا يطاق حمله، الا لمن سهل الله له حمله وأعانه عليه من خاصة أوليائه، وانما يكفيك ان تعلم ان الله المحيى والمميت، وانه يتوفى الانفس على يد من يشاء من خلقه من ملائكة وغيرهم. 73 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال أجد الله تعالى يقول ” يتوفيكم ملك الموت الذى وكل بكم ” و ” الله يتوفى الانفس حين موتها ” و ” الذين تتوفيهم الملائكة طيبين ” وما أشبه ذلك، فمرة يجعل الفعل لنفسه، ومرة لملك الموت، ومرة للملائكة، فاما قول الله عز وجل: ” الله يتوفى الانفس حين موتها ” وقوله: ” يتوفيكم ملك الموت ” و ” توفته رسلنا ” و ” توفيهم الملائكة طيبين ” و ” الذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم ” فهو تبارك وتعالى أجل وأعظم من أن يتولى ذلك بنفسه، وفعل رسله وملائكته فعله، لانهم بأمره يعملون، فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه، وهم الذين قال الله فيهم: ” الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس ” فمن كان من أهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة ومن كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملائكة النقمة، ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة، يصدرون عن أمره، وفعلهم وفعله وكل ما يأتونه منسوب إليه وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لانه يتوفى الانفس على يد من يشاء ويعطى ويمنع و يثيب ويعاقب على يد من يشاء وان فعل امنائه فعله كما قال: ” وما تشاؤن الا أن يشاء الله “. 74 – في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” الله يتوفى الانفس حين موتها ” وعن قول الله عز وجل: ” الذين تتوفيهم الملائكة طيبين ” و ” الذين تتوفيهم الملائكة ظالمي انفسهم ” وعن قول الله عزوجل ” توفته رسلنا ” وعن قوله


[ 52 ]

عز وجل ” ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة ” وقد يموت في الدنيا في الساعة الواحدة في جميع الآفاق ما لا يحصيه الا الله عز وجل فكيف هذا ؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى جعل لملك الموت أعوانا من الملائكة يقبضون الارواح: بمنزلة صاحب الشرطة له أعوان من الانس، يبعثهم في حوائجه فتتوفيهم الملائكة، ويتوفيهم ملك الموت من الملائكة مع ما يقبض هو، ويتوفاها الله تعالى من ملك الموت. 75 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده الى أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: انه من ليس من أحد من الناس تفارقه روحه جسده حتى يعلم الى أي منزلين يصير، الى الجنة ام الى النار: أعدو هو لله أو ولى، فان كان وليا لله فتحت له أبواب الجنة، وشرع طرقها ونظر الى ما أعد الله له فيها، ففرغ من كل شغل، و وضع عنه كل ثقل، وان كان عدو الله فتحت له أبواب النار وشرع له طرقها، ونظر الى ما أعد الله له فيها، فاستقبل كل مكروه ونزل كل شرور، كل هذا يكون عند الموت وعنده يكون بيقين، قال الله تعالى: ” الذين تتوفيهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ” ويقول، الذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم فالقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى ان الله عليم بما كنتم تعملون * فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين ويقول فيه عليه السلام ايضا، عليكم بتقوى الله فانها تجمع الخير ولا خير غيرها، و يدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا والآخرة، قال الله عزوجل: وقيل للذين اتقوا ماذا انزل ربكم قالوا خيرا للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين. 76 – في تفسير العياشي عن ابن مسكان عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” ولنعم دار المتقين ” قال: الدنيا. 77 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” طيبين ” قال: هم المؤمنون الذين طابت مواليدهم.


[ 53 ]

78 – وفيه قوله: ” الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفى الآخرة ” قال الحيوة الدنيا الرؤيا الحسنة يراها المؤمن، وفى الآخرة عند الموت وهو قوله: ” تتوفيهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة “. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه قد سبق لهذه الآية قريبا بيان غير مرة فليراجع. 79 – في تفسير العياشي عن خطاب بن مسلمة قال قال أبو جعفر عليه السلام: ما بعث الله نبيا قط الا بولايتنا والبراءة من عدونا، وذلك قول الله في كتابه: ولقد بعثنا في كل امه رسولا منهم ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة بتكذيبهم آل محمد ثم قال: سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين. 80 – عن صالح بن ميثم (1) قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: ” وله اسلم من في السموات والارض طوعا وكرها ” قال: ذلك حين يقول عليه السلام انا أولى الناس بهذه الآية (2). واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن اكثر الناس لا يعلمون الى قوله: كاذبين. 81 – عن سيرين (3) قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام إذ قال: ما يقول الناس في هذه الآية ” وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت ” ؟ قال: يقولون: لا قيامة ولا بعث ولا نشورا، فقال: كذبوا والله انما ذلك إذ قام القائم وكر معه المكرون فقال أهل خلافكم: قد ظهرت دولتكم يا معشر الشيعة وهذا من كذبكم، يقولون رجع فلان وفلان لا والله لا يبعث الله من يموت، ألا ترى انه قال: ” وأقسموا بالله جهد ايمانهم ” كانت المشركون أشد تعظيما لللات والعزى من أن يقسموا بغيرها، فقال الله: ” بلى وعدا عليه حقا ليبين لهم الذى يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا


(1) وفى المصدر: ” عبد الله بن صالح بن ميثم ” لكن الظاهر هو المختار. (2) وفى المصدر: ” قال ذلك بهذه الاية… اه “. (3) واستظهرنا في هامش المصدر ان يكون مصحف السرى وهو مشترك بين جمع من أصحاب الصادق (ع) من معلوم الحال وغيره.

[ 54 ]

انهم كانوا كاذبين * انما قولنا لشيئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون “. 82 – عن الفضيل قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: [ أعلمني ] آية كتابك، قال: اكتب بعلامة كذا وكذا، وقل آية (1) من القرآن، قلت لفضيل: وما تلك الآية ؟ قال: ما حدثت احدا بها غير بريد، قال زرارة: أنا أحدثك بها: ” وأقسموا بالله جهد ايمانهم ” الى آخر الآية: قال: فسكت الفضيل ولم يقل لا ولا نعم. 83 – في روضة الكافي سهل عن محمد عن أبيه عن أبى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قوله: تبارك وتعالى: ” وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن اكثر الناس لا يعلمون ” قال: فقال لى: يا أبا بصير ما تقول في هذه الآية ؟ قال: قلت: ان المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله: صلى الله عليه واله ان الله لا يبعث الموتى، قال: فقال: تبا لمن قال هذا، سلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى ؟ قال: قلت: جعلت فداك فأوجدنية، قال: فقال: يا أبا بصير لو قد قام قائمنا بعث الله قوما من شيعتنا قباع سيوفهم (2) على عواتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا فيقولون بعث فلان وفلان من قبورهم وهم مع القائم، فيبلغ ذلك قوما من عدونا فيقولون يا معشر الشيعة ما أكذبتم هذه دولتكم وانتم تقولون فيها الكذب لا والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون الى يوم القيمة، قال: فحكى الله قولهم فقال: و أقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت “. 84 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” واقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن اكثر الناس لا يعلمون ” فانه حدثنى أبى عن بعض رجاله رفعه الى أبعبيد الله عليه السلام قال: ما يقول الناس فيها ؟ قال: يقولون نزلت في الكفار، قال: ان الكفار لا يحلفون بالله وانما نزلت في قوم من امة محمد صلى الله عليه واله قيل لهم: ترجعون بعد الموت قبل القيامة ؟ فيحلفون انهم لا يرجعون، فرد الله عليهم فقال: ليبين لهم الذى يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين


(1) وفى المنقول عن نسخة البرهان ” وقرء آية.. اه “. (2) قباع السيف: ما على طرف مقبضه.

[ 55 ]

يعنى في الرجعة يردهم فيقتلهم ويشفى صدور المؤمنين منهم. قال عز من قائل: انما امرنا لشئ إذا اردناه ان نقول له كن فيكون. 85 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده الى صفوان بن يحيى قال: قلت لأبى الحسن عليه السلام: أخبرني عن الارادة من الله عزوجل ومن الخلق ؟ فقال: الارادة من الله تعالى احداثه الفعل لا غير ذلك، لانه جل اسمه لا يهم ولا يتفكر. 86 – في مجمع البيان: لنبوئنهم في الدنيا حسنة وروى عن على عليه السلام لنثوئنهم بالثاء: والقراءة لنبوئنهم. 87 – في بصائر الدرجات الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون قال: الذكر القرآن، وآل الرسول صلى الله عليه وآله أهل الذكر وهم المسئولون. 88 – في اصول الكافي محمد عن أحمد عن ابن فضالة عن ابن بكير عن حمزة بن الطيار انه عرض على ابي عبد الله عليه السلام بعض خطب أبيه حتى إذا بلغ موضوعا منها فقال له: كف و اسكت، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون الا الكف عنه و التثبت والرد على الائمة الهدى، حتى يحملوكم فيه على القصد ويجلو عنكم فيه العمى، ويعرفوكم فيه الحق، قال الله تعالى: ” فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ” 89 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن عجلان عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: ” فاسئلو أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ” قال رسول الله صلى الله عليه واله: الذكر أنا، والائمة عليهم السلام أهل الذكر. 90 – الحسين بن محمد عن معلى بن حمد عن محمد بن اورمة عن على بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ” فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا – تعلمون ” قال: اهل الذكر محمد صلى الله عليه واله ونحن المسئولون. 91 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال: سألت الرضا عليه السلام فقلت جعلت فداك ” فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ” فقال: نحن أهل الذكر و نحن المسئولون، فقلت: فانتم المسئولون ونحن السائلون ؟ قال: نعم. قلت: حقا


[ 56 ]

علينا أن نسئلكم ؟ قال: نعم، قلت: حقا عليكم ان تجيبونا، قال: [ لا ] ذلك النيا ان شئنا فعلنا وان شئنا لم نفعل، أما تسمع قول الله تبارك وتعالى: ” هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب “. 92 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وانه لذكر لك ولقومك فسوف تسألون ” فرسول الله الذكر: واهل بيته المسئولون وهم أهل الذكر. 93 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسمعيل عن منصور بن يونس عن ابى بكر الحضرمي قال: كنت عند أبى جعفر عليه السلام ودخل عليه الورد اخوا الكميت فقال: جعلني الله فداك أخترت لك سبعين مسألة ما يحضرني منها مسألة واحدة قال ولا واحدة يا ورد قال: بلى قد حضرني منها واحدة قال: وما هي ؟ قال: قول الله تبارك وتعالى: ” فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ” من هم ؟ قال: نحن، قال: قلت علينا ان نسألكم، قال: نعم، قلت: عليكم أن تجيبونا ؟ قال: ذلك الينا. 94 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان من عندنا يزعمون ان قول الله عزوجل: ” فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ” انهم اليهود والنصارى ؟ قال: إذا يدعونكم إلى دينهم ثم قال بيده (1) الى صدره: ونحن أهل الذكر، ونحن المسئولون. 95 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: قال على بن الحسين: على الائمة من الفرض ما ليس على شيعتهم، و على شيعتنا ما ليس علينا، أمرهم الله عزوجل أن يسألونا قال: ” فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ” فأمرهم ان يسئلونا وليس علينا الجواب، ان شئنا أجبنا وان شئنا أمسكنا. 96 – احمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر قال: كتبت الى الرضا عليه السلام كتابا فكان في بعض ما كتبت قال الله عزوجل: ” فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون “


(1) أي أشار.

[ 57 ]

وقال الله عزوجل: ” وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كان فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ” فقد فرضت عليهم المسألة ولم يفرض عليكم الجواب ؟ قال: قال الله تبارك وتعالى: ” فان لم يستجيبوا فاعلم انما يتبعون اهوائهم ومن أضل ممن اتبع هواه ” (1) 97 – محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد ابن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد ابن أبى الديلم عن أبى عبد الله عليه السلام ونقل حديثا طويلا وفيه يقول عليه السلام وقال الله جل ذكره: ” فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ” قال الكتاب الذكر وأهله آل محمد عليهم السلام أمر الله عزوجل بسؤالهم، ولم يؤمروا بسؤال الجهال، وسمى الله عزوجل القرآن ذكرا فقال تبارك وتعالى: وانزلنا عليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون. 98 – في عيون الاخبار في باب مجلس ذكر الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك قوله عزوجل الى أن قال: واما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله تعالى: ” فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ” فنحن أهل الذكر فاسئلونا ان كنتم لا تعلمون، فقالت العلماء: انما عنى بذلك اليهود و النصارى، فقال أبو الحسن: سبحان الله وهل يجوز ذلك إذا يدعونا الى دينهم ويقولون انه أفضل من دين الاسلام ؟ فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن ؟ فقال: نعم الذكر رسول الله صلى الله عليه واله ونحن أهله، وذلك بين في كتاب الله عزوجل حيث يقول في سورة الطلاق: ” فاتقوا الله يا اولى الالباب الذين آمنوا قد أنزل الله اليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ” فالذكر رسول الله صلى الله عليه واله و


(1) قال في الوافى: ولم يفرض عليكم الجواب استفهام استبعاد، كأنه استفهم السر فيه فأجابه الامام بالاية، ولعل المراد انه لو كنا نجيبكم عن كل ما سئلتم فربما يكون في بعض ذلك ما لا تستجيبونا فيه فتكونون من أهل هذه الآية.

[ 58 ]

نحن أهله، فهذه التاسعة. 99 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن محمد عن دواد وسليم بن سفيان عن ثعلبة عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: ” فاسئوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ” من المعنون بذلك ؟ فقال: نحن والله، فقلت: فانتم المسئولون ؟ قال: نعم، قلت: ونحن السائلون ؟ قال: نعم، قلت: فعلينا ان نسألكم ؟ قال: نعم، قلت: وعليكم أن تجيبونا ؟ قال: ذلك الينا ان شئنا فعلنا وان شئنا تركنا، ثم قال: ” هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب: (1). 100 – في روضة الكافي حدثنى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن حفص المؤذن عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال في رسالة طويلة الى أصحابه: واعلموا انه ليس من علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى ولا رأى ولا مقايس، فقد أنزل الله القرآن وجعل فيه تبيان كل شئ، وجعل للقرآن وتعلم القرآن أهلا لا يسمع أهل علم القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوى ولا رأى ولا مقايس: أغناهم الله عن ذلك بما اتاهم من علمه، وخصهم به ووضعه عندهم كرامة من الله، أكرمهم بها، وهم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الامة بسؤالهم وهم الذين من سألهم، وقد سبق في علم الله أن يصدقهم ويتبع أثرهم، أرشدوه وأعطوه من علم القرآن ما يهتدى به الى الله باذنه الى جميع سبل الحق، وهم الذين لا يرغب عنهم وعن مسألتهم وعن علمه الذين أكرمهم الله به وجعله عندهم الا من سبق عليه في علم الله الشقاء في أصل الخلق تحت الاظلة، فاولئك الذين يرغبون عن سؤال أهل الذكر، والذين آتاهم الله علم القرآن ووضعه عندهم، و امر بسؤالهم، وأولئك الذين يأخذون بأهوائهم ومقاييسهم حتى دخلهم الشيطان، لانهم جعلوا أهل الأيمان في علم القرآن عند الله كافرين، وجعلوا أهل الضلالة في علم القرآن عند الله مؤمنين، وحتى جعلوا ما احل الله في كثير من الأمر حراما، وجعلوا ما حرم الله


(1) ” في بصائر الدرجات محمد بن الحسن عن أبى داود عن سليمان بن سعيد عن ثعلبة عن منصور عن زرارة قال: قلت لابي جعفر (ع): قول الله تبارك وتعالى: ” فاسئلوا ” وذكر مثل ما في تفسير على بن ابراهيم منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ).

[ 59 ]

في كثير من الأمر حلالا، فذلك أصل ثمرة أهوائهم. 101 – وفيها خطبة أمير المؤمنين عليه السلام وهى الخطبة الطالوتية قال فيها عليه السلام: إذا ذكر الأمر سألتم أهل الذكر، فإذا أفتوكم قلتم هو العلم بعينه فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه ؟. 102 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب محمد بن مسلم وجابر الجعفي في قوله تعالى: ” فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ” قال الباقر عليه السلام: نحن أهل الذكر. 103 – في تفسير العياشي عن أحمد بن محمد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: كتب الى انما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، وإذا خفنا خاف، وإذا امنا أمن، قال الله: ” فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ” ” فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة: الآية فقد فرض عليكم المسألة والرد الينا ولم يفرض علينا الجواب. 104 – عن ابراهيم بن عمر عمن سمع ابا جعفر عليه السلام يقول: ان عهد نبى الله صار عند على بن الحسين عليه السلام، ثم صار عند محمد بن على، ثم يفعل الله ما يشاء، فالزم هؤلاء فإذا خرج رجل منهم معه ثلثمائة رجل، ومعه راية رسول الله صلى الله عليه واله عامدا الى المدينة حتى يمر بالبيداء، فيقول: هذا مكان القوم الذين خسف بهم، وهى الآية التى قال الله: ” أفامن الذين مكرو السيئآت ان يخسف الله بهم الارض أو ياتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين. 105 – عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام سئل عن قول الله: ” أفامن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الارض ” قال: هم أعداء الله، وهم يمسخون يقذفون ويسيخون في الارض. 106 – في روضة الكافي كلام لعلى بن الحسين عليه السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه السلام: ولا تكونوا من الغافلين المائلين الى زهرة الدنيا الذين مكروا السيئات فان الله يقول في محكم كتابه: ” افأمن الذين مكروا السيئآت ان يخسف الله بهم الارض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون * أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين * أو


[ 60 ]

يأخذهم على تخوف ” فاحذروا ما حذركم الله بما فعل بالظلمة في كتابه، ولا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما توعد به القوم الظالمين في الكتاب، والله لقد وعظكم الله في كتابه بغيركم فان السعيد من وعظ بغيره. 107 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” افأمن الذين مكروا السيئآت ” يا محمد وهو استفهام ” ان يخسف الله بهم الارض أو ياتيهم العذاب من حيث لا يشعرون * أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين ” قال: إذا جاؤا وذهبوا في التجارات وفى أعمالهم فيأخذهم في تلك الحالة ” أو يأخذهم على تخوف ” قال: على تيقظ ” فأن ربكم لرؤف رحيم ” 108 – قوله: أو لم يروا الى ما خلق الله من شئ يتفيئوا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون قال: تحويل كل ظل خلقه الله فهو سجود لله، لانه ليس شئ الا له ظل يتحرك بتحريكه وتحويله وسجوده. 109 – قوله: ولله يسجد ما في السموات وما في الارض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون قال: الملائكة ما قدر الله لهم يمرون فيه (1). 110 – في مجمع البيان ” ولله يسجد ما في السموات وما في الارض ” الآية وقد صح عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: ان لله ملائكة في السماء السابعة سجودا منذ خلقهم الى يوم القيمة ترعد فرائصهم من مخافة الله، لا تقطر من دموعهم قطرة الا صار ملكا، فإذا كان يوم القيمة رفعوا رؤسهم وقالوا: ما عبدناك حق عبادتك أورده الكلبى في تفسيره. 111 – في تفسير العياشي عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ولا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد يعنى بذلك ولا تتخذوا امامين انما هو امام واحد. قال عز من قائل: وما بكم من نعمة فمن الله. 112 – في تفسير على بن ابراهيم عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه يقول عليه السلام ومن لم يعلم ان لله عليه نعمة الا في مطعم أو ملبس فقد قصر عمله ودنى عذابه.


(1) وفى المصدر: ” يأمرون فيه “.

[ 61 ]

113 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن على بن الحسين الدقاق عن عبد الله ابن محمد عن أحمد بن عمر عن زيد القتات عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما من عبد أذنب ذنبا فندم عليه الا غفر الله له قبل أن يستغفر، وما من عبد أنعم الله عليه نعمة فعرف انها من عند الله الا غفر الله له قبل ان يحمده. 114 – في تفسير على بن ابراهيم ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون قال: قالت قريش، ان الملائكة هم بنات الله فنسبوا ما لا يشتهون الى الله، فقال الله تبارك وتعالى: ” ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون ” يعنى من البنين. 115 – في كتاب ثواب الاعمال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: البنات حسنات، والبنون نعمة، والحسنات يثاب عليها والنعمة يسئل عنها، وقال: انه بشر النبي صلى الله عليه واله بفاطمة عليها السلام، فنظر في وجوه أصحابه فراى الكراهية فيهم، فقال: ما لكم ريحانة أشمها ورزقها على الله. 116 – في تفسير العياشي عن انس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا أنس اسكب لى وضوءا (1) قال فعمدت فسكبت له وضوءا فأعلمته، فخرج فتوضأ ثم عاد الى البيت الى مجلسه ثم رفع رأسه فقال: يا أنس اول من يدخل علينا امير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين، قال انس: فقلت بينى وبين نفسي: اللهم اجعله رجلا من قومي، قال: فإذا أنا بباب الدار يقرع، فخرجت ففتحت فإذا على بن ابى طالب، فدخل فتمشى فرايت رسول الله صلى الله عليه واله حين رآه وثب على قدميه مستبشرا فلم يزل قائما وعلى يتمشى حتى دخل عليه البيت، فاعتنقه رسول الله صلى الله عليه واله فرأيت رسول الله صلى الله عليه واله يمسح بكفه وجهه فيمسح به وجه على، ويمسح عن وجه على بكفه فيمسح به وجهه يعنى وجه نفسه فقال له على: يا رسول الله لقد صنعت بى اليوم شيئا ما صنعت بى قط ؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه واله وما يمنعنى وأنت وصيى وخليفتي، والذى يبين لهم الذى يختلفون فيه بعدى وتسمعهم نبوتى.


(1) سكب الماء: صبه.

[ 62 ]

117 – في الكافي على بن ابراهيم عن النوفلي عن السكوني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله ليس أحد يغص (1) بشرب اللبن، لان الله عزوجل يقول: لبنا خالصا سائغا للشاربين. 118 – الحسين بن محمد بن السيارى عن عبد الله بن أبى عبد الله الفارسى عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال لى رجل: انى اكلت لبنا فضرني، قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: لا والله ما يضر لبن قط، ولكنك أكلته مع غيره فضرك الذى أكلته، فظننت ان اللبن الذى ضرك. 119 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: اللبن طعام المرسلين. 120 – محمد بن يحيى عن سلمة بن خطاب عن عباد بن يعقوب عن عبيد بن ابن محمد عن محمد بن قيس عن ابى جعفر عليه السلام قال: لبن الشاة السوداء خير من لبن حمراء ولبن بقرة حمراء خير من لبن سوداوين. 121 – على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ألبان البقر دواء. 122 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن يحيى بن ابراهيم بن أبى البلاد عن أبيه عن جده قال: شكوت الى أبى جعفر عليه السلام ذربا (2) وجدته، فقال لى: ما يمنعك من شرب ألبان البقر ؟ وقال لى: أشربتها قط ؟ فقلت له نعم مرارا، فقال لى: كيف وجدتها ؟ فقلت: وجدتها تدبغ المعدة وتكسوا الكليتين الشحم، وتشهى الطعام، فقال لى: لو كانت أيامه لخرجت أنا وأنت الى ينبع (3) حتى نشربه. 123 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن بكر بن صالح عن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام يقول: أبوال الابل خير من ألبانها،


(1) غص بالماء: اعترض في حلقه شئ منه فمنعه التنفس. (2) الذرب: فساد المعدة. (3) قرية كبيرة على سبع مراحل من المدينة

[ 63 ]

ويجعل الله عزوجل الشفاء في ألبانها. 124 – في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: حسو اللبن (1) شفاء من كل داء الا الموت. 125 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا قال: الخل ” ورزقا حسنا ” الزبيب. 126 – في تفسير العياشي عن سعيد بن يسار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله أمر نوحا أن يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين، فحمل الفحل والعجوة (2) فكانا زوجا، فلما نضب الماء (3) أمر الله نوحا أن يغرس الجبلة وهى الكرم، فاتاه ابليس فمنعه عن غرسها وأبى نوح الا أن يغرسها، وأبى ابليس أن يدعه يغرسها وقالت ليس لك ولا لاصحابك انما هي لى ولاصحابي، فتنازعا ما سألته، ثم انهما اصطلحا على ان جعل نوح لابليس سهما ولنوح ثلثة، وقد أنزل الله لنبيه في كتابه ما قد قرأتموه ” ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا ” فكان المسلمون بذلك ثم أنزل الله آية التحريم: ” انما الخمر والميسر والانصاب ” الى ” منتهون ” يا سعيد فهذه آية التحريم، وهى نسخت الآية الاخرى، (4) 127 – عن محمد بن يوسف عن أبيه قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله:


(1) الحسو: طعام يعمل من الدقيق واللبن أو الماء. (2) الفحل: ذكر النخل. وفى المصدر ” النخل ” بدل ” الفحل ” والعجوة: ضرب من أجود التمر. (3) نضب الماء ” غار وذهب في الارض (4) ” في الكافي أبو على الاشعري عن الحسن بن على الكوفى عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان ابليس لعنه الله نازع نوحا عليه السلام في الكرم، فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال: ان له حقا. فأعطاه الثلث فلم يرض ابليس لعنه الله، ثم أعطاه النصف فلم يرض فطرح جبرئيل عليه السلام نارا فأحرقت الثلثين وبقى الثلث فقال: ما احرقت النار فهو نصيبه وما بقى فهو لك يا نوح وفيه عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل *

[ 64 ]

واوحى ربك الى النحل قال: الهام. 128 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” وأوحى ربك الى النحل ” قال: وحى الهام يأخذ النحل من جميع النور (1) ثم يتخذه عسلا، وحدثني أبى عن الحسن بن على الوشاء عن رجل عن حريز بن عبد الله عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” واوحى ربك الى النحل ” قال: نحن والله النحل الذى أوحى الله إليه ” ان اتخذى من الجبال بيوتا ” أمرنا أن نتخذ من العرب شيعة ومن الشجر يقول: من العجم ومما يعرشون يقول: من الموالى والذى يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه اعني العلم الذى يخرج منا اليكم. 129 – في كتاب الخصال عن داود بن كثير الرقى قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لقد أخبرني أبى عن جدى عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه واله نهى عن قتل ستة: النحلة والنملة والضفدع والصرد والهدهد والخطاف، فاما النحلة فأنها تأكل طيبا وتضع طيبا و هي التى أوحى الله إليها ليست من الجن ولا من الانس، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 130 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسأله عن شئ أوحى إليه ليس من الجن ولا من الانس ؟ فقال: أوحى الله تعالى الى النحل. 131 – في اصول الكافي أبو على الاشعري عن الحسن بن على الكوفى عن العباس بن عامر عن جابر المكفوف عن عبد الله بن أبى يعفور عن ابى عبد الله عليه السلام قال:


* وفى آخره فقال له: اجعل لى منها نصيبا فجعل له الثلث فأبى أن يرضى، فجعل له النصف فأبى أن يرضى، فابى نوح أن يزيده، فقال جبرئيل لنوح عليه السلام: يا رسول الله أحسن فان منك الاحسان، فعلم نوح عليه السلام انه قد جعل عليها سلطان فجعل نوح له الثلثين، فقال أبو جعفر عليه السلام: إذا أخذت عصيرا فاطبخه حتى يذهب الثلثان فكل واشرب فذلك نصيب الشيطان (منه عفى عنه) وعن هامش بعض النسخ. (1) النور – بفتح النون -: زهر النبات.

[ 65 ]

اتقوا على دينكم واحجبوه بالتقية، فانه لا ايمان لمن لا تقية له، انما أنتم في الناس كالنحل في الطير، ولو ان الطير يعلم ما في أجواف النحلة ما بقى منها شئ الا اكلته، ولو ان الناس علموا ما في أجوافكم انكم تحبونا أهل البيت لاكلوكم بألسنتهم، ونحلوكم (1) في السر والعلانية، رحم الله عبدا منكم كان على ولايتنا. 132 – في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله ” واوحى ربك الى النحل ان اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ” الى ” ان في ذلك لآية لقوم يتفكرون ” فالنحل الائمة، والجبال العرب، والشجر الموالى عتاقه، ومما يعرشون يعنى الاولاد والعبيد ممن لم يعتق وهو يتولى الله ورسوله والائمة، و الثمرات المختلفة ألوانه فنون العلم الذى قد يعلمهم الائمة (2) شيعتهم، وفيه شفاء للناس يقول في العلم شفاء للناس والشيعة هم الناس، وغيرهم الله أعلم بهم ما هم، ولو كان كما تزعم انه العسل الذى يأكله الناس إذا ما أكل منه وما شرب ذو عاهة الا شفى، لقول الله ” فيه شفاء للناس ” ولا خلف لقول الله، وانما الشفاء في علم القرآن لقوله: ” وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة [ للمؤمنين ” فهو شفاء ورحمة ] لاهله لا شك فيه ولا مرية، وأهله ائمة الهدى الذين قال الله: ” ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا “. 133 – وفى رواية أبى الربيع الشامي عنه في قول الله ” واوحى ربك إلى النحل ” فقال: رسول الله ” ان اتخذى من الجبال بيوتا ” قال تزوج من قريش، ” ومن الشجر ” قال في العرب ” ومما يعرشون ” قال: في الموالى ” يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه ” قال: أنواع العلم، ” فيه شفاء للناس “. 134 – عن سيف بن عميرة عن شيخ من اصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كنا عنده فسأله شيخ فقال: بى وجع وانا أشرب له النبيذ ووصفه له الشيخ، فقال له: ما يمنعك من الماء الذى جعل الله منه كل شئ حى ؟ قال: لا يوافقني، قال: فما يمنعك من العسل ؟ قال الله: فيه شفاء للناس قال: لا أجده قال: فما يمنعك من اللبن الذى نبت


(1) نحل فلانا: سابه. (2) كذا في النسخ وفى المصدر (وقد يعلم الشيعه).

[ 66 ]

لحمك واشتد عظمك ؟ قال: لا يوافقني، قال له أبو عبد الله عليه السلام: أتريد أن آمرك بشرب الخمر ؟ [ لا آمرك ] لا والله لا آمرك. 135 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام اصحابه: لعق العسل شفاء من كل داءقال الله تعالى: ” يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ” 136 – في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان يكن في شئ شفاء ففى شرطة الحجام (1) أو في شربة عسل. 137 – وباسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا تردوا شربة عسل من أتاكم بها. 138 – وباسناده قال قال على بن ابى طالب عليه السلام: ثلثة يزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم: القرآن، والعسل، واللبان. 139 – في الكافي محمد ين يحيى عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن محمد بن مسلم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لعق العسل شفاء من كل داء، قال الله عزوجل: ” يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس ” وهو مع قراءة القرآن ومضغ اللبان يذيب البلغم. 140 في محاسن البرقى عنه عن بعض أصحابنا عن عبد الرحمن بن شعيب عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لعق العسل فيه شفاء قال الله: ” يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس “. 141 – في تفسير العياشي عن عبد الله بن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه قال: جاء رجل الى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين بى وجع في بطني، فقال له أمير المؤمنين: ألك زوجة ؟ قال: نعم، قال: استوهب منها [ شيئا ] طيبة به نفسها من مالها، ثم اشتر به عسلا ثم اسكب (2) عليه من ماء السماء، ثم اشربه، فأنى اسمع الله يقول في كتابه: ” وأنزلنا من السماء ماء مباركا ” وقال: ” يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس ” وقال: ” فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا ” فإذا


(1) شرطة الحجام بالضم: الآلة التى يحجم بها – على ما قيل. (2) سكب الماء ونحوه: صبه.

[ 67 ]

اجتمعت البركة والشفاء والهنئ والمرئ شفيت انشاء الله تعالى ففعل ذلك فشفى. 142 – في مجمع البيان وفى النحل والعسل وجوه من الاعتبار، منها اختصاصه بخروج العسل من فيه، ومنها جعل الشفاء من موضع السم، فان النحل يلسع، ومنها ما ركب الله من البدايع والعجائب فيه وفى طباعه، ومن أعجبها ان جعل سبحانه لكل فئة منه يعسوبا هو أميرها يقدمها ويحامى عنها ويدبر أمرها ويسوسها، وهى تبعه وتقتفي أثره ومتى فقدته انحل نظامها وزال قوامها، وتفرقت شذر مذر، والى هذا المعنى أشار على أمير المؤمنين عليه السلام في قوله: أنا يعسوب المؤمنين. 143 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوى عن الاصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل ستقف عليه بتمامه في سورة الواقعة انشاء الله تعالى، يقول فيه: ثم ذكر أصحاب الميمنة وهم المؤمنون حقا باعيانهم، جعل فيهم أربعة أرواح: روح الايمان، وروح القوة، وروح الشهوة وروح البدن وقال قبل ذلك: وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به وبروح القوة جاهدوا عدوهم، وعالجوا معاشهم وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا، وقال عليه السلام: متصلا بقوله وروح البدن: فلا يزال العبد يستكمل هذه الارواح الاربعة حتى تأتى عليه حالات، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين ما هذه الحالات ؟ فقال: اما أولهن فهو كما قال الله عزوجل: ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا فهذا ينتقص منه جميع الارواح، وليس بالذى يخرج من دين الله، لان الفاعل به رده الى أرذل عمره، فهو لا يعرف للصلوة وقتا، ولا يستطيع التهجد بالليل ولا بالنهار، ولا القيام في الصف مع الناس فهذا نقصان من روح الايمان وليس يضره شيئا. 144 – في كتاب الخصال بعد ان ذكر حال الانسان في بلوغ الاربعين والخمسين الى التسعين قال: وفى حديث آخر فإذا بلغ الى المأة فذلك أرذل العمر وقد روى ان ارذل العمر، ان يكون عقله عقل ابن سبع سنين.


[ 68 ]

145 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: والله خلقكم ثم يتوفيكم الى قوله لكيلا يعلم من بعد علم شيئا قال: إذا كبر لا يعلم ما علمه قبل ذلك. 146 – في مجمع البيان وروى عن على عليه السلام ان ارذل العمر خمس وسبعون سنة، وروى عن النبي صلى الله عليه واله مثل ذلك. 147 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادى رزقهم على ما ملكت ايمانهم فهم فيه سواء قال: لا يجوز للرجل ان يخص نفسه بشئ من المأكول دون عياله. 148 – في جوامع الجامع ويحكى عن أبى ذر رضى الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه واله يقول: انما هم اخوانكم فاكسوهم مما تكسون واطعموهم مما تطعمون فما رؤى عبده بعد ذلك الا وردائه ردائه وازاره ازاره من غير تفاوت. 149 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: والله جعل لكم من انفسكم ازواجا يعنى حوا خلقت من آدم وحفدة قال: الأختان. 150 – في تفسير العياشي عن عبد الرحمن الأشل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: في قول الله: ” وجعل لكم من أوزاجكم بنين وحفدة ” قال: الحفدة بنو البنت، ونحن حفدة رسول الله صلى الله عليه واله. 151 – عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام عن قوله: ” وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفدة ” قال: هم الحفدة وهم العون منهم يعنى البنين. 152 – في مجمع البيان وفى رواية الوالبى هم اختان الرجل على بناته وهو المروى عن أبى عبد الله عليه السلام. 153 – في الكافي محمد بن أحمد عن ابن فضال عن مفضل بن صالح عن ليث المرادى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن العبد هل يجوز طلاقه ؟ فقال: ان كان امتك فلا، ان الله عزوجل يقول: عبدا مملوكا لا يقدر على شئ وان كانت امة قوم آخرين أو حرة جاز طلاقه. 154 – في من لا يحضره الفقيه وروى ابن اذينة عن زرارة عن أبى جعفر و


[ 69 ]

ابى عبد الله عليهما السلام قالا: المملوك لا يجوز طلاقه ولا نكاحه الا باذن سيده، قلت: فان السيد كان زوجه بيد من الطلاق ؟ قال: بيد السيد ” ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ” أفشئ الطلاق ؟. 155 – في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل ينكح امته من رجل آخر يفرق بينهما إذا شاء ؟ فقال ان كان مملوكا فليفرق بينهما إذا شاء، ان الله تعالى يقول: ” عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ” فليس للعبد شئ من الامر، وان كان زوجها حرا فان طلاقها صفقتها. 156 – الحسين بن على بن الحسن بن على بن فضال عن ابن بكير عن الحسن العطار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل أمر مملوكه أن يتمتع بالعمرة إلى الحج أعليه أن يذبح عنه ؟ قال: لا ان الله يقول: ” عبدا مملوكا لا يقدر على شئ “. 157 – محمد بن يعقوب عن أبى العباس محمد بن جعفر عن ايوب بن نوح عن صفوان عن سعيد بن يسار قال: سئلت ابا عبد الله عليه السلام عن امرأة حرة تكون تحت المملوك فتشتريه هل يبطل نكاحه ؟ قال: نعم لانه عبد مملوك لا يقدر على شئ. 158 – في تفسير العياشي عن أبى بصير في الرجل ينكح أمته لرجل له ان يفرق بيهما إذا شاء ؟ قال: ان كان مملوكا فليفرق بينهما إذا شاء، لان الله يقول: ” عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ” فليس للعبد من الامر شئ، وان كان زوجها حرا فرق بينهما إذا شاء المولى. 159 – عن احمد بن عبد الله العلوى عن الحسن بن الحسين عن الحسين بن زيد بن (عن خ) على عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: كان على بن أبى طالب عليه السلام يقول: ” ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ” ويقول: للعبد لا طلاق ولا نكاح، ذلك إلى سيده والناس يروون خلاف ذلك، إذا اذن السيد لعبده لا يرون له أن يفرق بينهما. 160 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: مر عليه غلام له فدعاه إليه


[ 70 ]

ثم قال: يافتى أرد عليك وتطعمنا بدرهم ضربت ؟ قال: فقلت: جعلت فداك انا نروى عندنا ان عليا عليه السلام اهديت له واشتريت جارية فسألها أفارغة أنت أم مشغولة ؟ قالت: مشغولة، قال: فارسل فاشترى بعضها من زوجها بخمسمأة درهم، فقال كذبوا على على ولم يحفظوا، أما تسمع الى قول الله وهو يقول: ” ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ “. 161 – في تفسير على بن ابراهيم ” ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ” قال: لا يتزوج ولا يطلق ثم ضرب الله مثلا في الكفار، ثم قال: وضرب الله مثلا رجلين احدهما ابكم لا يقدر على شئ وهو كل على مولاه اينما يوجهه لايات بخير هل يستوى هو ومن يامر بالعدل وهو على صراط مستقيم قال: كيف يستوى هذا و هذا الذى يأمر بالعدل أمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم. قال عز من قائل: والله أخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون. 162 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن ابراهيم عن يونس بن يعقوب قال: كان عند أبى عبد الله عليه السلام جماعة من أصحابه منهم حمران بن أعين ومحمد بن اعين ومحمد بن النعمان وهشام بن سالم والطيار وجماعة فيهم هشام بن الحكم و هو شاب، فقال أبو عبد الله: يا هشام ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته ؟ فقال هشام: يا بن رسول الله انى اجلك واستحييك ولا يعمل لساني بين يديك، فقال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أمرتكم بشئ فافعلوا، قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة فعظم ذلك على وخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة فاتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة فيها عمرو بن عبيد، وعليه شملة سوداء متزرا بها من صوف وشملة مرتديا بها والناس يسئلونه، فاستفرجت الناس فأفرجوا لى ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي، ثم قلت: ايها العالم انى رجل غريب تأذن لى في مسألة ؟ فقال لى: نعم، فقلت: ألك عين ؟ فقال: يا بنى أي شئ هذا من السؤال وشى تراه كيف تسأل عنه ؟ فقال: هكذا مسئلتي، فقال: يا بنى سل وان كانت مسئلتك حمقاء قلت:


[ 71 ]

أجبني فيها قال لى: سل، قلت: ألك عين ؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع بها ؟ قال: أرى بها الالوان والاشخاص، قلت: ألك انف ؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به ؟ قال: أشم به الرائحة، قلت: ألك فم ؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به ؟ قال: اذوق به الطعم. قلت: فلك اذن ؟ قال: نعم. قلت: فما تصنع بها ؟ قال: أسمع بها الصوت، قلت: ألك قلب ؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به ؟ قال: أميز به كلما ورد على هذه الجوارح والحواس، قلت: أو ليس في هذه الجوارح والحواس غنى عن القلب ؟ فقال: لا قلت: وكيف ذلك وهى صحيحة سليمة ؟ فقال: يا بنى ان الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته ردته إلى القلب فيستبين اليقين ويبطل الشك، قال هشام: فقلت له: فانما أقام الله القلب لشك الجوارح ؟ قال: نعم، قلت: لابد من القلب والا لم تستيقن الجوارح ؟ قال: نعم. فقلت: يا با مروان فان الله تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها اماما يصحح لها الصحيح ويتيقن به ما شككت فيه ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم اماما يردون إليهم شكهم وحيرتهم ويقيم ذلك اماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك ؟ قال: فسكت ولم يقل شيئا. ثم التفت الى وقال لى: أنت هشام بن الحكم ؟ فقلت: لا، فقال: من جلسائه ؟ قلت: لا، قال: فمن أين أنت ؟ قال: قلت: من أهل الكوفة، قال: فانت إذا هو، ثم ضمنى إليه و أقعدنى في مجلسه وما زال عن مجلسه وما نطق حتى قمت، قال: فضحك أبو عبد الله عليه السلام وقال: يا هشام من علمك هذا ؟ قلت: شئ أخذته منك والفته، فقال: هذا والله مكتوب في مصحف ابراهيم وموسى. 163 – في تفيسر على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجاورد في قوله: اثاثا قال: المال ومتاعا قال: المنافع الى حين الى بلاغها وقال على بن ابراهيم في قوله: والله جعل لكم مما خلق ظلالا قال: ما يستظل به. قال عز من قائل: وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر. 164 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن مالك بن


[ 72 ]

عطية عن سليمان بن خالد قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الحر والبرد مما يكون ؟ قال: لى يا ابا ايوب ان المريخ كوكب حار وزحل كوكب بارد، فإذا بدء المريخ في الارتفاع انحط زحل وذلك في الربيع، فلا يزالان كذلك كلما ارتفع المريخ درجة انحط زحل درجة ثلثة أشهر حتى ينتهى المريخ في الارتفاع وينتهى زحل في الهبوط فيجلو المريخ، فلذلك يشتد الحر، فإذا كان آخر الصيف واول الخريف بدء زحل في الارتفاع وبدء المريخ في الهبوط، فلا يزالان كذلك كلما ارتفع زحل درجة انحط المريخ درجة حتى ينتهى المريخ في الهبوط وينتهى زحل في الارتفاع، فيجلو زحل، وذلك في اول الشتاء وآخر الخريف، فلذلك يشتد البرد وكلما ارتفع هذا هبط هذا، وكلما هبط هذا ارتفع هذا فإذا كان في الصيف يوم بارد فالفعل في ذلك للقمر، وإذا كان في الشتاء يوم حار فالفعل في ذلك للشمس هذا تقدير العزيز العليم وأنا عبد رب العالمين (1) 165 – في تفسير العياشي عن جعفر بن أحمد عن العمركى عن النيسابوري عن على بن جعفر بن محمد عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام انه سئل عن هذه الآية يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها قال: عرفوه ثم انكروه. 166 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ” قال: نعمة الله هم الائمة، والدليل على ان الائمة نعمة الله قول الله: ” الم تر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ” قال الصادق عليه السلام: نحن والله نعمة الله التى انعم بها على عباده، وبنا فاز من فاز. 167 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محمد الهاشمي قال: حدثنى أبى عن احمد بن عيسى قال: حدثنى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام في قوله عزوجل: ” يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ” قال: لما نزلت ” انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون ” اجتمع نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض: ما تقولون


(1) قال المجلسي (ره): لعله كان في المجلس من يذهب مذهب الغلاة أو علم (ع) ان في قلب الراوى شيئا من ذلك فنفاه وأذعن بعبودية نفسه وان الله رب العالمين.

[ 73 ]

في هذه الآيه ؟ فقال بعضهم: ان كفرنا بهذه الآية نكفر بسايرها وان آمنا فان هذا ذل حين يسلط علينا ابن أبى طالب، فقالوا: قد علمنا ان محمدا صادق فيما يقول ولكنا نتولاه ولا نطيع عليا فيما أمرنا، قال: فنزلت هذه الآية ” يعرفون نعمه الله ثم ينكرونها ” يعرفون يعنى ولاية على عليه السلام، ” واكثرهم الكافرون ” بالولاية. 168 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام في قوله تعالى: ويوم نبعث من كل امة شهيدا قال: نحن الشهود على هذه الامة. 169 – في مجمع البيان قوله: ” ويوم نبعث من كل امة شهيدا ” يعنى يوم القيامة بين سبحانه انه يبعث فيه من كل امة شهيدا وهم الانبياء والعدول من كل عصر يشهدون على الناس باعمالهم، وقال الصادق عليه السلام: لكل زمان وامة امام تبعث كل امة مع امامها. 170 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ويوم نبعث من كل امة شهيدا ” قال لكل زمان وامه امام تبعث كل امة من امامها. 171 – قوله: الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب قال: كفروا بعد النبي صلى الله عليه واله، وصدوا عن أمير المؤمنين عليه السلام ” زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ” ثم قال: ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من انفسهم يعنى من الائمة، ثم قال لنبيه: وجئنا بك يا محمد شهيدا على هؤلاء يعنى على الائمة فرسول الله صلى الله عليه واله شهيدا على الائمة وهم شهداء على الناس. 172 – في تفسير العياشي عن منصور عن حماد اللحام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: نحن والله نعلم ما في السموات وما في الارض وما في الجنة وما في النار وما بين ذلك، قال فبقيت أنظر إليه فقال: يا حماد ان ذلك في كتاب الله ثلث مرات قال: ثم تلا هذه الآية: ” ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ” آية من كتاب الله فيه تبيان كل شئ. 173 – عن عبد الله بن الوليد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: قال الله لموسى: ” وكتبنا له


[ 74 ]

في الالواح من كل شئ ” فعلمنا انه لم يكتب لموسى الشئ كله وقال الله لعيسى: ” ليبين لهم الذى يختلفون فيه ” وقال الله لمحمد صلى الله عليه واله: ” وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ “. 174 – عن يونس عن عدة من أصحابنا قالوا: قال أبو عبد الله عليه السلام: انى لاعلم خبر السموات وخبر الارض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن كانه في كفى، قال: من كتاب الله أعلمه، ان الله يقول: ” فيه تبيان كل شئ “. 175 – في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع اهل الاديان والمقالات في التوحيد قال الرضا عليه السلام في اثناء المحاورات: وكذلك أمر محمد صلى الله عليه واله وما جاء به وأمر كل نبى بعثه الله، ومن آياته انه كان يتيما فقيرا راعيا اجيرا لم يتعلم كتابا، ولم يختلف إلى معلم، ثم جاء بالقرآن الذى فيه قصص الانبياء عليهم السلام وأخبارهم حرفا حرفا، واخبار من مضى ومن بقى إلى يوم القيمة. 176 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن حديد عن مرازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كل شئ حتى والله ما ترك شيئا تحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول لو كان هذا انزل في القرآن الا وقد أنزله الله فيه. 177 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحسين بن منذر عن عمر بن قيس عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: ان الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا تحتاج إليه الامة الا انزله في كتابه وبينه لرسوله صلى الله عليه واله، وجعل لكل شئ حدا وجعل عليه دليلا يدل عليه، وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا. 178 – على بن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ما من شئ الا وفيه كتاب أو سنة. 179 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن عبد الله بن سنان عن أبى الجارود قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إذا حدثتكم بشئ فاسئلوني من كتاب الله، ثم


[ 75 ]

قال في بعض حديثه: ان رسول الله صلى الله عليه واله نهى عن القيل والقال، وفساد المال وكثرة السؤال، فقيل له: يا بن رسول الله اين هذا من كتاب الله ؟ قال: ان الله عزوجل يقول: ” لا خير في كثير من نجويهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ” وقال: ” ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما ” وقال: ” لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم “. 180 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عمن حدثه عن المعلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما من أمر يختلف فيه اثنان الا وله أصل في كتاب الله عزوجل، ولكن لا تبلغه عقول الرجال. 181 – محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الناس ان الله تبارك و تعالى أرسل اليكم الرسول صلى الله عليه واله الى أن قال: فجاءهم بنسخة ما في الصحف الاولى وتصديق الذى بين يديه، وتفصيل الحلال من ريب الحرام، ذلك القرآن فاستنطقوه و لن ينطق لكم، اخبركم عنه ان فيه علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيمة، وحكم ما بينكم وبيان ما اصبحتم فيه تختلفون، فلو سألتموني عنه لعلمتكم (1). 182 – محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن حماد بن عثمان عن عبد الاعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قد ولدنى رسول الله صلى الله عليه واله وانا أعلم كتاب الله، وفيه بدو الخلق وما هو كائن الى يوم القيمة، وفيه خبر السماء وخبر الارض وخبر الجنة وخبر النار، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن، أعلم ذلك كما أنظر الى كفى، ان الله يقول: ” فيه تبيان كل شئ “. 183 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن النعمان عن اسمعيل بن جابر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم ونحن نعلمه. 184 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل بن مهران عن سيف


(1) وفى نسخة ” لاخبرتكم ” والمختار هو الموافق للمصدر ايضا.

[ 76 ]

ابن عميرة عن أبى المغرا عن سماعة عن ابى الحسن موسى عليه السلام قال: قلت له: أكل شئ في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه واله أو يقولون فيه ؟ قال: بل كل شئ في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه واله. 185 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عيسى عن أبى عبد الله المؤمن عن عبد الاعلى مولى آل سام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: والله انى لاعلم كتاب الله من اوله إلى آخره كانه في كفى، فيه خبر السماء وخبر الارض، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن قال الله عزوجل: ” فيه تبيان كل شئ “. 186 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن يونس بن يعقوب عن الحارث بن المغيرة وعدة من أصحابنا منهم عبد الاعلى وأبو عبيدة وعبد الله بن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد الله عليه السلام يقول: انى لاعلم ما في السموات وما في الارض واعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان وما يكون، قال: ثم سكت هنيئة فرأى ان ذلك كبر على من سمعه منه فقال: علمت ذلك من كتاب الله عزوجل ان الله عزوجل يقول: ” فيه تبيان كل شئ ” (1). 187 – محمد بن يحيى الاشعري عن أحمد بن محمد عن البرقى عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله عز ذكره ختم بنبيكم النبين فلا نبى بعده ابدا، وختم بكتابكم الكتب فلا كتاب بعده ابدا، وانزل فيه تبيان كل شئ، وخلقكم وخلق السموات والارض ونبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم، وأمر الجنة والنار وما انتم صائرون إليه. 188 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عبد الاعلى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وانا امرء من قريش قد ولدنى رسول الله صلى الله عليه واله وعلمت كتاب الله وفيه تبيان كل شئ به، والخلق وأمر السماء وأمر الارض وأمر الاولين


(1) ” في بصائر الدرجات: وما يكون إلى أن يقوم الساعة، ثم سكت. ثم قال: أعلم من كتاب الله أنظر إليه هكذا، ثم بسط كفيه ثم قال: ان الله يقول: ” انا أنزلنا اليك الكتاب فيه تبيان كل شئ منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ).

[ 77 ]

وأمر الآخرين وأمر ما كان وما يكون. كانى أنظر إلى ذلك نصب عينى. 189 – على عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن سماعة بن مهران قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان العزيز الجبار انزل عليكم كتابه وهو الصادق البار، فيه خبركم وخبر من قبلكم وخبر من بعدكم وخبر السماء والارض، ولو أتاكم من يخبركم عن ذلك لتعجبتم. 190 – في نهج البلاغة في كلام له عليه السلام في ذم اختلاف العلماء في الفتيا: أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على اتمامه، أم كانوا شركاء له ؟ فلهم أن يقولوا و عليه أن يرضى، أم أنزل دينا تاما فقصر الرسول صلى الله عليه واله عن تبليغه وأدائه والله سبحانه يقول: ” ما فرطنا في الكتاب من شئ وفيه تبيان لكل شئ “. 191 – في كتاب معاني الاخبار باسناده الى عمر بن عثمان التيمى القاضى قال: خرج امير المؤمنين عليه السلام على أصحابه وهم يتذاكرون المروة، فقال: أين أنتم من كتاب الله ؟ قالوا: يا أمير المؤمنين في أي موضع ؟ فقال: في قوله عزوجل: ان الله يأمر بالعدل والاحسان والعدل الانصاف والاحسان التفضل. 192 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بريد بن معوية عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في خطبة يوم الجمعة الخطبة الاولى: الحمد لله نحمده ونستعينه. وذكر خطبة طويلة وآخرها ويكون آخر كلامه ان يقول: ” ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون ” ثم يقول: اللهم اجعلنا ممن يذكر فتنفعه الذكرى ثم ينزل. 193 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” ان الله يأمر بالعدل والاحسان و ايتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى ” قال: العدل شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه واله، والاحسان أمير المؤمنين صلوات الله عليه، و الفحشاء والمنكر والبغى فلان وفلان وفلان.


[ 78 ]

194 – حدثنا محمد بن أبى عبد الله قال: حدثنا موسى بن عمران قال: حدثنى الحسن بن يزيد عن اسمعيل بن مسلم قال: جاء رجل الى أبى عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وانا عنده فقال: يا بن رسول الله ” ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون ” وقوله: ” امر ربى الا تعبدوا الا اياه ” فقال: نعم ليس لله في عباده امر الا العدل والاحسان، فالدعاء من الله عام والهدى خاص، مثل قوله: ” يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم ” ولم يقل ويهدى جميع من دعى الى صراط مستقيم. 195 – في مجمع البيان وجاءت الرواية ان عثمان بن مظعون قال: كنت اسلمت استحياءا من رسول الله صلى الله عليه واله لكثرة ما كان يعرض على الاسلام ولم يقر الاسلام في قلبى، فكنت ذات يوم عنده حال تأمله فشخص بصره نحو السماء كانه يستفهم شيئا فلما سرى عنه، سألته عن حاله: فقال نعم بينا انا أحدثكم إذا رأيت جبرئيل في الهواء أتانى بهذة الآية ” ان الله يأمر بالعدل والاحسان ” وقرأها إلى آخرها، فقر الاسلام في قلبى واتيت عمه أبا طالب فأخبرته، فقال: يا آل قريش اتبعوا محمدا ترشدوا، فانه لا يأمركم الا بمكارمم الاخلاق، واتيت الوليد بن المغيرة وقرأت عليه هذه الآية فقال: ان كان محمد قاله فنعم ما قاله، وان قاله ربه فنعم ما قال، فأنزل الله: ” افرأيت الذى تولى واعطى قليلا ” يعنى قوله نعم ما قال، ومعنى قوله: ” واكدى ” انه لم يقم على ما قاله وقطعه 196 – وعن عكرمة قال: ان النبي صلى الله عليه واله قرء هذه الآية على الوليد بن المغيرة فقال: يا بن أخى اعد فأعاد، فقال: ان له حلاوة، وان عليه لطلاوة، وان اعلاه لمثمر، وان اسفله لمغدق (1) وما هو قول البشر. 197 – في روضة الواعظين (ره) وقال صلى الله عليه واله: جماع التقوى في قوله: ” ان الله يأمر بالعدل والاحسان “.


(1) الطلاوة: الحسن والبهجة. والمغدق من الغدق المطر الكثير – العلم

[ 79 ]

198 – في كتاب الخصال عن السكوني عن أبى عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: تكلم النار يوم القيمة ثلثة أميرا وقاريا وذا ثروة من المال، تقول للامير: يا من وهب الله له سلطانا ولم يعدل فتزدرده كما تزدرد الطير حب السمسم (1) وتقول للقارى (الحديث). 199 – عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان اسرع الخير ثوابا البر، وان أسرع الشر عقابا البغى. 200 – عن ابى مالك قال: قلت لعلى بن الحسين عليه السلام: اخبرني بجميع شرايع الدين، قال: قول الحق والحكم بالعدل والوفاء بالعهد، هذه جميع شرايع الدين 201 – عن أبى جعفر عليه السلام قال: في كتاب على عليه السلام: ثلث خصال لا يموت صاحبهن حتى يرى وبالهن: البغى وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة يبارز الله بها، الحديث. 202 – في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن القاسم المفسر رضى الله عنه قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلى بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن على بن محمد بن على الرضا عن أبيه عن جده عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه واله انه قال: ما عرف الله من شبهه بخلقه، ولا وصفه بالعدل من نسب إليه ذنوب عباده. 203 – في تفسير العياشي عن سعد عن أبى جعفر عليه السلام ” ان الله يامر بالعدل و الاحسان ” قال سعد: ” ان الله يأمر بالعدل ” وهو محمد، ” والاحسان ” وهو على ” وايتاء ذى القربى ” وهو قرابتنا، أمر الله العباد بمودتنا وايتائنا ونهاهم عن الفحشاء والمنكر، من بغى على أهل البيت ودعى الى غيرنا. 204 – عن اسمعيل الحريري قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قول الله: ” ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى ” قال: اقرء كما أقول لك يا اسمعيل: ” ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى حفه ” قال (2) أداء امام إلى امام بعد امام، ” وينهى عن الفحشاء والمنكر ” قال ولاية


(1) ازدرد اللقمة، ابتلعها. (2) وفى المصدر بعد قوله ” حقه ” زيادة وهى: ” قلت: جعلت فداك انا لا نقرأ هكذا في قرائة زيد *

[ 80 ]

فلان وفلان. 205 – عن عامر بن كثير وكان داعية الحسين بن على (1) عن موسى بن ابى الغدير عن عطاء الهمداني عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: ” ان الله يأمر بالعدل و الاحسان وايتاء ذى القربى ” قال: العدل شهادة ان لا اله الا الله، والاحسان ولاية أمير المؤمنين، وينهى عن الفحشاء والمنكر، الفحشاء الاول، والمنكر الثاني، و البغى الثالث. 206 – وفى رواية سعد الاسكاف عنه قال: يا سعد ” ان الله يأمر بالعدل ” وهو محمد فمن أطاعه فقد عدل، و ” الاحسان ” على، فمن تولاه فقد احسن والمحسن في الجنة، و ” ايتاء ذى القربى ” قرابتنا أمر الله العباد بمودتنا وايتائنا، ونهاهم عن الفحشاء والمنكر، من بغى علينا أهل البيت، ودعى إلى غيرنا. 207 – عن زيد بن الجهم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لما سلموا على على عليه السلام بأمرة المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه واله للاول: قم فسلم على على بأمرة المؤمنين فقال: امن الله أو من رسوله قال: نعم من الله ومن رسوله ثم قال لصاحبه: قم فسلم على على بامرة المؤمنين، فقال: من الله ومن رسوله ؟ (2) قال: نعم من الله ومن رسوله، قال: يا مقداد قم فسلم على على بامرة المؤمنين قال: فلم يقل ما قال صاحباه، ثم قال: قم يا باذر فسلم على على بامرة المؤمنين،


* قال: ولكنا نقرؤها هكذا في قرائة على (ع)، قلت: فما يعنى بالعدل ؟ قال شهادة ان لا اله الا الله قلت: والاحسان ؟ قال شهادة ان محمدا رسول الله، قلت فما يعنى بايتاء ذى القربى حقه ؟ قال: اداء… اه ” والظاهر سقوطها من النسخ. (1) أي الحسين بن على بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن أبيطالب (ع) صاحب فخ والخارج على بنى عباس، وقصة خروجه وقتله مشهورة مدونة في كتب التواريخ والسير (2) وفى بعض النسخ ” من الله أو من رسوله ” وكذا في المواضع الاتية ومثله فيما يأتي في رواية الكافي.

[ 81 ]

فقام وسلم ثم قال: يا سلمان قم وسلم على على بامرة المؤمنين فقام وسلم، حتى إذا خرجا وهما يقولان: لا والله لا نسلم له ما قال أبدا فانزل الله تبارك وتعالى على نبيه: ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا بقولكم من الله أو من رسوله ان الله يعلم ما تفعلون ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ان يكون امة هي ازكى من امة قال: قلت: جعلت فداك انما نقرأها ” أن تكون امة هي أربى من امة ” فقال: ويحك يا زيد وما أربى ان يكون والله أزكى من ائمتكم (1) انما يبلوكم الله به يعنى عليا ولنبين لكم يوم القيمة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدى من يشاء ولتسئلن عما كنتم تعملون ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها بعد ما سلمتم على على عليه السلام بامرة المؤمنين وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله يعنى عليا ولكم عذاب عظيم. 208 – في اصول الكافي محمد بن الحسين (2) عن محمد بن اسمعيل عن منصور ان يونس عن زيد بن الهجم الهلالي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لما أنزلت ولاية على بن أبى طالب وكان قول رسول الله صلى الله عليه واله، سلموا على على بامرة المؤمنين فكان مما اكد الله عليهما في ذلك اليوم يا زيد قول رسول الله صلى الله عليه واله لهما، قوما فسلما عليه بامرة المؤمنين، فقالا: أمن الله أو من رسوله يا رسول الله ؟ فقال لهما رسول الله صلى الله عليه واله: من الله ومن رسوله، فأنزل الله عزوجل: ” ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون ” يعنى به قول رسول الله صلى الله عليه واله لهما وقولهما: أمن الله أو من رسوله ” ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ان تكونوا امة هي ازكى من ائمتكم ” قال: قلت: جعلت فداك أئمة ؟ قال: أي والله ائمة، قلت: فانا نقرء أربى ؟ قال: ما أربى وأومى بيده فطرحها، ” انما يبلوكم الله به ” يعنى بعلى عليه السلام ” ولنبين لكم يوم القيمة ما


(1) كذا في النسخ وفى المصدر ” ما اربى ان يكون والله كى ازكى من ائمتكم “. (2) كذا في النسخ وفى المصدر ” محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين… اه “.

[ 82 ]

كنتم فيه تختلفون * ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدى من يشاء ولتسئلن يوم القيمة عما كنتم تعملون * ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها ” يعنى بعد مقالة رسول الله صلى الله عليه واله في على عليه السلام ” وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ” يعنى به على عليه السلام ” ولكم عذاب عظيم “. 209 – في تفسير على بن ابراهيم قال على بن ابراهيم في قوله: ” وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضو االايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ” فانه حدثنى أبى رفعه قال: قال أبو عبد الله: لما نزلت الولاية وكان من قول رسول الله صلى الله عليه واله بغدير خم سلموا على على عليه السلام بامرة المؤمنين فقالا: من الله ومن رسوله ؟ فقال لهما: نعم حقا من الله ومن رسوله، انه أمير المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين يقعده الله يوم القيمة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة، ويدخل أعدائه النار، فأنزل الله عزوجل: ” ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ان الله يعلم ما تفعلون ” يعنى قول رسول الله صلى الله عليه واله من الله ومن رسوله، ثم ضرب لهم مثلا فقال: ” ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم “. 210 – وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: التى نقضت غزلها امرأة من بنى تيم بن مرة يقال لها ريطة بنت كعب بن سعد بن تيم بن لوى بن غالب، كانت حمقاء تغزل الشعر، فإذا غزلته نقضته ثم عادت فغزلته، فقال الله: ” كالتى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ” قال: ” ان الله تبارك وتعالى أمر بالوفاء ونهى عن نقض العهد، فضرب لهم مثلا. رجع إلى رواية على بن ابراهيم في قوله: ” ان تكون أئمة هي ازكى من ائمتكم ” فقيل: يا ابن رسول الله نحن نقرأ هي أربى من امة قال: ويحك وما أربى وأومى بيده بطرحها ” انما يبلوكم الله به ” يعنى بعلى بن أبى طالب يختبركم ” وليبين لكم يوم القيمة ما كنتم فيه تختلفون * ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ” قال على مذهب واحد وأمر واحد ” ولكن يضل من يشاء ” قال: يعذب بنقض العهد ” ويهدى من يشاء ” قال: يثيت ” ولتسئلن


[ 83 ]

عما كنتم تعملون “. قوله: ” ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم ” قال هو: مثل لامير المؤمنين عليه السلام ” فتزل قدم بعد ثبوتها ” يعنى بعد مقالة النبي صلى الله عليه واله فيه ” وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ” يعنى عن على ” ولكم عذاب عظيم “. 211 – في تفسير العياشي متصلا بآخر ما سبق عنه اعني قوله: ” ولكم عذاب عظيم ” عن عبد الرحمن بن سالم الاشل عنه قال: ” التى نقضت غزلها من قوة بعد انكاثا ” عايشة هي نكثت ايمانها. 212 – في مجمع البيان قال ابن عباس: ان رجلا من حضرموت يقال له عبدان – الاشرع قال: يا رسول الله ان امرء القيس الكندى جاورنى في أرضى فاقتطع من أرضى (1) فذهب بها منى والقوم يعلمون انى لصادق لكنه أكرم عليهم منى، فسأل رسول الله صلى الله عليه واله امرء القيس عنه فقال: لا أدرى ما يقول، فأمره أن يحلف، فقال عبدان: انه فاجر لا يبالى أن يحلف، فقال: ان لم يكن لك شهود فخذ يمينه، فلما قام ليحلف انظره فانصرفا فنزل قوله: ولا تشتروا بعهد الله الايتان فلما قرأهما رسول الله صلى الله عليه واله قال امرء القيس: اما ما عندي فينفد وهو صادق فيما يقول، لقد اقتطعت أرضه ولم أدر كم هي فليأخذ من أرضى ما شاء ومثلها معها بما اكلت من ثمرها، فنزل فيه: من عمل صالحا الآية. 213 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبى عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قيل له: ان أبا الخطاب يذكر عنك انك قلت له: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت، قال: لعن الله أبا الخطاب والله ما قلت هكذا، ولكني قلت له: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير يقبل منك، ان الله عزوجل يقول: ” من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب ” ويقول تبارك وتعالى: من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حيوة طيبة. 214 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو


(1) اقتطع من ماله قطعة: أخذ منه شيئا.

[ 84 ]

مؤمن فلنحيينه حيوة طيبة ” قال: القنوع بما رزقه الله. 215 – في نهج البلاغة وسئل عن قول الله تعالى: ” فلنحيينه حيوة طيبة ” ؟ فقال: هي القناعة. 216 – في مجمع البيان ” فلنحيينه حيوة طيبة ” فيه أقوال الى قوله: ” ثانيها ” انها القناعة والرضا بما قسم الله تعالى وروى ذلك عن النبي صلى الله عليه واله. 217 – في الكافي محمد بن يحيى عن على بن الحسن بن على عن عباد بن يعقوب عن عمرو بن مصعب عن فرات بن أحنف عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: أو كل كتاب نزل من السماء ” بسم الله الرحمن الرحيم ” فإذا قرأت ” بسم الله الرحمن الرحيم ” فلا تبالي الا تستعيذ، وإذا قرأت ” بسم الله الرحمن الرحيم ” ستر بك فيما بين السماء والارض. 218 – في روضة الكافي خطبة طويلة لامير المؤمنين عليه السلام يقول فيها: استعيذ بالله من الشيطان الرجيم ” بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفى خسر ” إلى آخر السورة. 219 – في عوالي اللئالى وروى عن عبد الله بن مسعود قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه واله فقلت: وأعوذ بالله السميع العليم فقال لى: يا ابن ام عبد قل: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا أقرأنيه جبرئيل. 220 – في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى حنان بن سدير قال: صليت خلف أبى عبد الله عليه السلام المغرب قال: فتعوذ باجهار: ” أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وأعوذ بالله ان يحضرون ” ثم جهر ببسم الله الرحمن الرحيم. 221 – في تهذيب الاحكام محمد بن على بن محبوب عن عبد الصمد بن محمد عن حنان بن سدير قال: صليت خلف أبى عبد الله عليه السلام فتعوذ باجهار، ثم جهر ببسم الله الرحمن الرحيم. 222 – في عيون الاخبار حديث طويل عن موسى بن جعفر عليه السلام وقد قال له


[ 85 ]

هارون الرشيد: كيف قلتم: انا ذرية النبي صلى الله عليه واله والنبى لم يعقب وانما العقب للذكر لا للانثى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ” ومن ذريته داود وسليمن وايوب ” الآية. 223 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي – ره – باسناده إلى محمد بن على الباقر عليه السلام حديث يقول فيه حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه واله: فأوحى الى بسم الله الرحمن الرحيم: ” يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك ” الآية. 224 – في تفسير العياشي عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه فقال النبي صلى الله عليه واله: بسم الله الرحمن الرحيم ” يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر ” الآية. 225 – عن سماعة عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله ” وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ” قلت: كيف أقول ؟ قال: تقول: استعيذ بالسميع العليم (1) من الشيطان الرجيم ؟ وقال: ان الرجيم أخبث الشياطين، قال: قلت له: لم سمى الرجيم ؟ قال: لانه يرجم، قلت: فانفلت منها شئ (2) قال: لا، قلت فكيف: سمى الرجيم ولم يرجم بعد ؟ قال: يكون في العلم انه رجيم. 226 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن التعوذ من الشيطان عند كل سورة نفتحها ؟ قال: نعم، فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وذكر ان الرجيم أخبث الشياطين، فقلت له: لم سمى الرجيم ؟ قال: لانه يرجم، فقلت: هل ينفلت شيئا إذا رجم ؟ قال: لا ولكن يكون في العلم انه رجيم. 227 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: سمعت أبا الحسن على بن محمد العسكري عليه السلام يقول: معنى الرجيم انه مرجوم باللعن، مطرود من الخير، لا يذكره مؤمن الا لعنه وان في علم السابق إذا خرج القائم عليه السلام لا يبقى مؤمن في زمانه الا رجمه بالحجارة، كما كان قبل ذلك مرجوما باللعن. 228 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل: فقارى القرآن


(1) وفى المصدر ” استعيذ بالله السميع العليم… اه “. (2) انفلت: نجا وتخلص.

[ 86 ]

يحتاج الى ثلثة أشياء: قلب خاشع، وبدن فارغ، وموضع خال، فإذا خشع لله قلبه فر منه الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: ” فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم “. 223 – في مجمع البيان والاستعاذة عند التلاوة مستحبة غير واجبة بلا خلاف في الصلوة وخارج الصلوة. 224 – في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن بن عبد – الرحمان عن منصور بن يونس عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون فقال: يابا محمد يسلط والله من المؤمن على بدنه ولا يسلط على دينه، وقد سلط على ايوب عليه السلام فشوه خلقه ولم يسلط على دينه، وقد يسلط من المؤمنين على أبدانهم ولا يسلط على دينهم، قلت قوله عزوجل: انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون قال: الذين هم بالله مشركون، يسلط على أبدانهم وعلى اديانهم. 225 – في تفسير العياشي عن حماد بن عيسى رفعه الى أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ” قال ليس له أن يزيلهم عن الولاية، فاما الذنوب وأشباه ذلك فانه ينال منهم كما ينال من غيرهم. 226 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: وإذا بدلنا آية مكان آية والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر قال: كان إذا نسخت آية قالوا لرسول الله صلى الله عليه واله: أنت مفتر فرد الله عليهم، فقال: قل لهم يا محمد نزله روح القدس من ربك بالحق يعنى جبرئيل ليثبت الله الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين. 227 – وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” روح القدس ” قال: هو جبرئيل، والقدس الطاهر ” ليثبت الذين آمنوا ” هم آل محمد ” وهدى و بشرى للمسلمين “.


[ 87 ]

228 – في تفسير العياشي عن محمد بن عرامة الصيرفى عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى خلق روح القدس فلم يخلق خلقا أقرب إليه منها، و ليست بأكرم خلقه عليه، فإذا أراد أمرا ألقاه إليها، فالقاه إلى النجوم فجرت به. 229 – في تفسير على بن ابراهيم قوله. ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذى يلحدون إليه اعجمي وهو لسان أبى فكيهة مولى ابن الحضرمي كان أعجمى اللسان وكان قد اتبع نبى الله وآمن به، وكان من أهل الكتاب، فقالت قريش: هذا والله يعلم محمدا علمه بلسانه، يقول الله: وهذا لسان عربي مبين. 230 – في مجمع البيان وقال عبيد الله بن مسلم: كان غلامان في الجاهلية نصرانيان من أهل عين التمر، اسم احدهما يسار واسم الآخر خير (1) كانا صقلبيين يقرآن كتابا لهما بلسانهم، وكان رسول الله صلى الله عليه واله ربما مر بهما واستمع لقرائتهما، فقالوا: انما يتعلم منهما. 231 – في كتاب التوحيد باسناده إلى داود بن القاسم قال: سمعت على بن موسى الرضا عليه السلام يقول: من شبه الله بخلقه فهو مشرك، ومن وصفه بالمكان فهو كافر، ومن نسب إليه ما نهى عنه فهو كاذب، ثم تلا هذه الآية انما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله واولئك هم الكاذبون. 232 – في تفسير العياشي عن العباس بن هلال عن أبى الحسن الرضا عليه السلام انه ذكر رجلا كذابا ثم قال: فقال الله: ” انما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون “. 233 – عن معمر بن يحيى بن سالم قال: قلت لابي جعفر عليه السلام، ان اهل الكوفة يروون عن على عليه السلام انه قال: ستدعون الى سبى والبراءة منى، فان دعيتم إلى سبى فسبوني وان دعيتم إلى البراءة منى فلا تتبرؤا منى فانى على دين محمد صلى الله عليه واله فقال أبو جعفر عليه السلام: ما اكثر ما يكذبون على عليه السلام انما قال انكم ستدعون إلى سبى والبراءة منى، فان دعيتم إلى سبى فسبوني وان دعيتم إلى البراءة منى فانى على دين محمد صلى الله عليه واله، ولم يقل فلا تتبرؤا منى، قال: قلت: جعلت فداك فان أراد الرجل يمضى على القتل ولا يتبرء ؟ فقال: لا والله [ الا ]


(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر في بعض النسخ ” حنتر “.

[ 88 ]

على الذى مضى عليه عمار، ان الله يقول: الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان 233 – عن ابى بكر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال بعضنا: مد الرقاب أحب اليك أم البراءة من على ؟ فقال: الرخصة أحب إلى أما سمعت قول الله في عمار: الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان. 234 – عن عبد الله بن عجلان عن أبى عبد الله قال سألته فقلت له: ان الضحاك (1) قد ظهر بالكوفة ويوشك ان ندعى إلى البراءة من على فكيف نصنع ! قال: فابرء منه، قال: قلت: أي شئ أحب اليك ؟ قال: أن يمضون على ما مضى على عمار بن ياسر، اخذ بمكة فقالوا له: ابرء من رسول الله فبرأ منه، فأنزل الله عذره: ” الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان “. 235 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن يزيد: قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال: فاما ما فرض الله على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا، والتسليم بان لا اله الا الله وحده لا شريك له الها واحدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وان محمدا عبده و رسوله، والاقرار بما جاء من عند الله من نبى أو كتاب، فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله، وهو قول الله عزوجل: ” الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا ” وقال: ” ألا بذكر الله تطمئن القلوب ” فذلك ما فرض الله عز وجل على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو رأس الايمان، و الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 236 – ابن محبوب عن خالد بن نافع البجلى عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله أوصني فقال: لا تشرك بالله شيئا وان حرقت بالنار وعذبت، الا وقلبك مطمئن بالايمان، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


(1) هو ضحاك بن قيس الشيباني الخارج بالكوفة سنة 127 في خلافة مروان والمقتول بكفر توثا سنة 128 وقيل انه قتل سنة 129 ورأى رأى الخوارج والحرورية.

[ 89 ]

237 – على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: قيل لابي عبد الله عليه السلام ان الناس يروون ان عليا قال على منبر الكوفة: ايها الناس انكم ستدعون الى سبى فسبوني ثم تدعون إلى البرائة منى فلا تتبرؤا منى ؟ فقال: ما أكثر ما يكذب الناس على على عليه السلام ثم قال: انما قال: انكم ستدعون إلى سبى فسبوني، ثم تدعون الى البرائة منى وانى لعلى دين محمد ولم يقل: فلا تتبرؤا منى، فقال له السائل: أرأيت ان اختار القتل دون البرائة ؟ فقال: والله ما ذلك عليه وماله الا ما مضى عليه عمار بن ياسر، حيث اكرهه أهل مكة وقلبه مطمئن بالايمان، فأنزل الله عزوجل ” الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ” فقال النبي صلى الله عليه واله عندها: يا عمار ان عادوا فعد، فقد أنزل الله عز وجل عذرك وأمرك أن تعود ان عادوا. 238 – على عن أبيه عن ابن أبى عمير عن جميل عن محمد بن مروان قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: ما منع ميثم رحمه الله من التقية ؟ فوالله لقد علم ان هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه ” الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان “. 239 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أبى داود المسترق قال: حدثنى عمرو بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه واله: رفع عن امتى أربع خصال: خطاؤها ونسيانها وما أكرهوا عليه وما لم يطيقوا، وذلك قول الله عز وجل: ” ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ” وقوله: ” الا من اكره و قلبه مطمئن بالايمان “. 240 – في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصية لابنه محمد بن الحنفية: وفرض الله على القلب وهو أمير الجوارح الذى به تعقل وتفهم و تصدر عن أمره ورأيه فقال عزوجل: ” الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ” الآية. 241 – في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: ان التقية ترس المؤمن ولا ايمان لم لا تقية له، قلت: جعلت فداك أرأيت قول الله تبارك وتعالى:


[ 90 ]

” الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ” قال: وهل التقية الا هذا ؟ 242 – في مجمع البيان قيل نزل قوله: ” الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ” في جماعة اكرهوا وهم عمار وياسر أبوه وامه سمية وصهيب وبلال وخباب عذبوا وقتل أبو عمار وامه، فأعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا منه، ثم اخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه واله فقال قوم: كفر عمار فقال صلى الله عليه واله: كلا ان عمارا ملئ ايمانا من قرنه الى قدمه واختلط الايمان بلحمه ودمه، وجاء عمار الى رسول الله صلى الله عليه واله وهو يبكى فقال عليه السلام: ماوراك ؟ قال: شر يا رسول الله ما تركت حتى نلت منك، وذكرت آلهتهم بخير، فجعل رسول الله صلى الله عليه واله يمسح عينيه ويقول: ان عادوا لك فعد لهم بما قلت، فنزلت الآية عن ابن عباس وقتادة. 243 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” من كفر بالله بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ” فهو عمار بن ياسر أخذته قريش بمكة فعذبوه بالنار حتى أعطاهم بلسانه ما أرادوا وقلبه مقر بالايمان، قوله: ولكن من شرح بالكفر صدرا فهو عبد الله بن سعد بن أبى سرح بن الحارث بن بنى لوى يقول الله: ” فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم. ذلك بانهم استحبوا الحيوة الدنيا على الآخرة وان الله لا يهدى القوم الكافرين. ذلك بان الله ختم على سمعهم وابصارهم وقلوبهم واولئك هم الغافلون لا جرم انهم في الآخرة هم الخاسرون ” هكذا في قراءة ابن مسعود هذا كله في عبد الله بن سعد بن ابى سرح كان عاملا لعثمان بن عفان على مصر. 244 – في تفسير العياشي عن اسحق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان يدعوا أصحابه فمن أراد به خيرا سمع وعرف ما يدعوه إليه، و من أراد به شرا طبع على قلبه فلا يسمع ولا يعقل وهو قوله: اولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم واولئك هم الغافلون. 245 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم ثم قال ايضا في عمار: ثم ان ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها لغفور رحيم قوله: وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا


[ 91 ]

يصنعون قال: نزلت في قوم كان لهم نهر يقال له البليان (1) وكانت بلادهم خصبة كثيرة الخير، وكانوا يستنجون بالعجين ويقولون هذا ألين، فكفروا بأنعم الله و استخفوا بنعمة الله، فحبس الله عليهم البليان فجدبوا حتى أحوجهم الله إلى ما كانوا يستنجون به حتى كانوا يتقاسمون عليه. 246 – في محاسن البرقى عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبى عيينة (2) عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان قوما وسع الله عليهم في ارزاقهم حتى طغوا فا ستخشنوا الحجارة فعمدوا الى النقى (3) وصنعوا منه كهيئة الافهار فجعلوه في مذاهبهم (4) فأخذهم الله بالسنين فعمدوا الى اطعمتهم فجعلوها في الخزائن، فبعث الله على ما في الخزاين ما أفسده حتى احتاجوا إلى ما كان يستطيبون به في مذاهبهم، فجعلوا يغسلونه ويأكلونه. وفى حديث أبى بصير قال: نزلت فيهم هذه الآية: ” وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة ” الى آخر الآية. 247 – في تفسير العياشي عن حفص بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان قوما في بنى اسرائيل تؤتى لهم من طعامهم حتى جعلوا منه تماثيل بمدن كانت في بلادهم يستنجون بها، فلم يزل الله بهم حتى اضطروا إلى التماثيل يبيعونها ويأكلونها، وهو قول الله: ” ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون “. 248 – عن زيد الشحام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان أبى يكره أن يمسح


(1) كذا في النسخ وفى المصدر ” الثرثار ” مكان ” البليان ” في الموضعين وهو الظاهر. (2) كذا في النسخ وفى المصدر (باب فضل الخبز..) ” عن محمد بن سنان عن عيينة ” (3) النقى – بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياء -: الخبز المعمول من لباب الدقيق. (4) الافهار جمع الفهر: الحجر ملاء الكف. والمذاهب جمع المذهب: المتوضأ وفي بعض النسخ ” مناهيهم ” بدل ” مذاهبهم “.

[ 92 ]

يده في المنديل وفيه شئ من الطعام تعظيما له الا أن يمصها، أو يكون إلى جانبه صبى فيمصها، قال: فانى أجد اليسير يقع من الخوان فأتفقده فيضحك الخادم، ثم قال: ان أهل قرية ممن كان قبلكم كان الله قد وسع عليهم حتى طغوا، فقال بعضهم لبعض: لو عمدنا إلى شئ من هذا النقى فجعلناه نستنجي به كان ألين علينا من الحجارة قال عليه السلام: فلما فعلوا ذلك بعث الله على ارضهم دوابا أصغر من الجراد فلم تدع لهم شيئا خلقه الله الا أكلته من شجر أو غيره، فبلغ بهم الجهد الى أن أقبلوا على الذى كانوا يستنجون به، فأكلوه وهى القرية التى قال الله تعالى: ” ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة ” إلى قوله: ” بما كانوا يصنعون “. 249 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن على بن محمد بن سعد عن محمد بن مسلم عن اسحق بن موسى قال: حدثنى اخى وعمى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ثلثة مجالس يمقتها الله ويرسل نقمته على أهلها فلا تقاعد وهم ولا تجالسوهم، مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه، ومجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد وذكرنا فيه رث، و مجلسا فيه من يصد عنا وانت تعلم، قال: ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام: ثلث آيات من كتاب الله كانما كن فيه أو قال كفه ” ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ” ” وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره ” ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب. 250 – في كتاب التوحيد محمد بن أحمد بن الحسن بن الوليد رضى الله عنه في جامعه وحدثنا به محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف قال حدثنى عبد الرحمان بن أبى نجران عن حماد بن عثمان عن عبد الرحيم القصير قال: كتب أبو عبد الله عليه السلام على يدى عبد الملك بن أعين: إذا أتى العبد بكبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التى نهى الله عز وجل عنها كان خارجا من الايمان، وساقطا عنه اسم الايمان، و ثابتا عليه اسم الاسلام، فان تاب واستغفر عاد إلى الايمان ولم يخرجه إلى الكفر والجحود والاستحلال، فإذا قال للحلال هذا حرام وللحرام حلال ودان بذلك، فعندنا


[ 93 ]

يكون خارجا من الايمان والاسلام إلى الكفر، وكان بمنزلة رجل دخل الحرم ثم دخل الكعبة فأحدث في الكعبة حدثا فاخرج عن الكعبة وعن الحرم، فضربت عنقه وصار إلى النار، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 251 – في تفسير على بن ابراهيم ثم قال عزوجل: ” ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ” قال: هو ما كانت اليهود تقول: ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا. 252 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه: ومن فسر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب. 253 – في الكافي على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام وقال بعده وبهذا الاسناد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: والامة واحدة فصاعدا كما قال الله سبحانه وتعالى: ان ابراهيم كان امة قانتا لله يقول: مطيعا لله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 254 – في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام عن قول الله: ” ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ” قال: شئ فضل الله به. 255 – قال أبو بصير عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: ” ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ” قال: سماه الله امة. 256 – يونس بن ظبيان عنه ” ان ابراهيم كان امة قانتا ” امة واحدة. 257 – عن سماعة بن مهران قال: سمعت عبدا صالحا (1) يقول: لقد كانت الدنيا وما [ كان ] فيها الا واحد يعبد الله، ولو كان معه غيره إذا لاضافه إليه حيث يقول: ” ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين ” فصبر بذلك ما شاء الله ثم ان الله


(1) وفى المصدر ” العبد الصالح ” بدل ” عبدا صالحا “.

[ 94 ]

آنسه باسمعيل واسحق فصار ثلثة. 258 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ” وذلك انه على دين لم يكن عليه أحد غيره فكان امة واحدة، واما قانتا فالمطيع، واما الحنيف فالمسلم، وهداه الى صراط مستقيم قال: إلى الطريق الواضح. 259 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولا طريق للاكياس من المؤمنين أسلم من الاقتداء، لانه المنهج الاوضح، قال الله عز وجل: ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا فلو كان لدين الله تعالى سلك أقوم من الاقتداء لندب أوليائه و انبيائه إليه. 260 – في محاسن البرقى عنه عن ابن فضال عن حماد بن عثمان عن عبد الله ابن سليمان الصيرفى قال ” سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ” ان أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا ” ثم قال: أنتم والله على دين ابراهيم ومنهاجه، وأنتم أولى الناس، أنتم على دينى ودين آبائى. 261 – عنه عن أبيه ومحمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن اسحق بن عمار عن عباد ابن زياد قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: يا عباد ما على ملة ابراهيم أحد غيركم. 262 – في تفسير العياشي عن عمر بن أبى ميثم قال: سمعت الحسين بن على صلوات الله عليه يقول: ما أحد على ملة ابراهيم الا نحن وشيعتنا وساير الناس منها براء. 263 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: ما أبقيت الحنيفية شيئا حتى ان منها قص الشارب والاظفار، والاخذ من الشارب والختان. 264 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن أبى عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فأخبر انه تبارك و تعالى اول من دعا الى نفسه ودعى الى طاعته واتباع امره، فبدء بنفسه وقال: ” والله يدعو الى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم ” ثم ثنى برسوله فقال: ادعوا الى سبيل


[ 95 ]

ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هي احسن يعنى بالقرآن. 265 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال والله نحن السبيل الذى أمركم الله باتباعه. قوله: ” و جادلهم بالتى هي أحسن ” قال: بالقرآن. 266 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) قال أبو محمد العسكري عليه السلام: ذكر عند الصادق عليه السلام الجدال في الدين وان رسول الله صلى الله عليه واله والائمة عليهم السلام نهوا عنه فقال الصادق عليه السلام: لم ينه مطلقا ولكنه نهى عن الجدال بغير التى هي احسن أما تسمعون قوله تعالى: ” ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هي أحسن ” فالجدال بالتى أحسن قد قرنه العلماء بالدين، والجدال بغير التى هي أحسن محرم حرمة الله على شيعتنا، واما الجدال بالتى هي أحسن فهو ما امر الله تعالى به نبيه أن يجادل به من جحد البعث بعد الموت، واحياؤه له، فقال الله حاكيا عنه: ” وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحيى العظام وهى رميم ” فقال الله في الرد عليه: ” قل – يا محمد – يحييها الذى أنشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وستقف انشاء الله على تتمة لهذا الكلام في العنكبوت عند قوله تعالى: ” ولا تجادلوا أهل الكتاب ” الآية. 267 – وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: نحن المجادلون في دين الله على لسان سبعين نبيا. 268 – في تفسير على بن ابرهيم ان رسول الله صلى الله عليه واله قال يوم احد: من له علم بعمى حمزة ؟ فقال الحارث بن الصمت (1): أنا أعرف موضعه فجاء حتى وقف على حمزة، فكره أن يرجع إلى رسول الله صلى الله عليه واله فيخبره، فقال رسول الله لامير المؤمنين عليه السلام: يا على أطلب عمك فجاء على عليه السلام فوقف على حمزة فكره أن يرجع إليه، فجاء رسول الله صلى الله عليه واله حتى وقف عليه، فلما رأى ما فعل به بكى ثم


(1) وفى بعض الكتب ” الحارث بن الصمة “.

[ 96 ]

قال: ما وقفت موقفا قط أغلظ على من هذا المكان، لئن أمكننى الله من قريش لاقتلن سبعين رجلا منهم، فنزل عليه جبرئيل فقال: وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين فاصبر فقال رسول الله صلى الله عليه واله: اصبر. 269 – في تفسير العياشي عن الحسين بن حمزة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لما رأى رسول الله صلى الله عليه واله ما صنع بحمزة بن عبد المطلب قال: اللهم لك الحمد واليك المشتكى، وانك المستعان (1) على ما أرى، ثم قال صلى الله عليه واله: لئن ظفرت لامثلن ولامثلن، قال: فأنزل الله: ” وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ” قال: فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أصبر أصبر.


(1) وفى المصدر ” وانت المستعان.. اه “.

[ 97 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة بنى اسرائيل في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم ويكون من أصحابه. في مجمع البيان وتفسير العياشي عن الحسين بن أبى العلا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة بنى اسرائيل وذكر الى آخر ما في كتاب ثواب الاعمال. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: من قرء سورة بنى اسرائيل فرق قلبه عند ذكر الوالدين أعطى في الجنة قنطارين من الاجر، و القنطار ألف أوقية ومأتا اوقية، والاوقية منها خير من الدنيا وما فيها. 3 – في تفسير العياشي عن هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله سبحانه: فقال أنفة الله (1) وفى رواية اخرى عن هشام عنه مثله. 4 – عن سالم الحناط عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المساجد التى لها الفضل ؟ فقال: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه واله، قلت: والمسجد الاقصى جعلت فداك ؟ فقال: ذلك في السماء إليه اسرى رسول الله صلى الله عليه واله، فقلت: ان الناس يقولون انه بيت المقدس ؟ فقال: مسجد الكوفة أفضل منه. 5 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى خالد عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن سيار عن أبى مالك الازدي عن اسمعيل الجعفي قال: كنت في المسجد قاعدا و أبو جعفر عليه السلام في ناحية، فرفع رأسه فنظر إلى السماء مرة والى الكعبة مرة، ثم قال


(1) قال الطريحي (ره): وفى الحديث: سئلته عن سبحان الله ؟ فقال: أنفة هو كقصبة أي تنزيه الله تعالى، كما ان سبحان تنزيه، قال بعض الشارحين: الانفة في الاصل الضرب على الانف ليرجع ثم استعمل لتبعيد الاشياء، فيكون هنا بمعنى رفع الله عن مرتبة المخلوقين بالكلية لانه تنزيه عن صفات الرذائل والاجسام.

[ 98 ]

سبحان الذى اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى وكرر ذلك ثلث مرات، ثم التفت إلى فقال: أي شئ يقولون أهل العراق في هذه الآية يا عراقى ؟ قلت: يقولون: اسرى به من المسجد الحرام الى بيت المقدس، فقال: ليس كما يقولون، ولكنه اسرى به من هذه الى هذه وأشار بيده إلى السماء، وقال: ما بينهما حرم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 6 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن ابن عباس قال: قالت اليهود للنبى صلى الله عليه واله: موسى خير منك قال النبي صلى الله عليه واله: ولم ؟ قالوا: لان الله عزوجل كلمه أربعة آلاف كلمة ولم يكلمك بشئ، فقال النبي صلى الله عليه واله: لقد أعطيت أنا أفضل من ذلك، قالوا: وما ذاك ؟ قال: قوله عزوجل: ” سبحان الذى اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله ” وحملت على جناح جبرئيل عليه السلام حتى انتهيت إلى السماء السابعة، فجاوزت سدرة المنتهى عندها جنة المأوى، حتى تعلقت بساق العرش فنوديت من ساق العرش: انى انا الله لا اله الا انا السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الرؤف الرحيم، ورأيته بقلبي وما رأيته بعينى، فهذا أفضل من ذلك، فقالت اليهود: صدقت يا محمد وهو مكتوب في التورية، و الحديث طويل فأخذنا منه موضع الحاجة. 7 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: عرج بالنبي صلى الله عليه واله مأة و عشرين مرة، ما من مرة الا وقد أوصى الله تعالى فيها النبي صلى الله عليه واله بالولاية لعلى و الائمة من ولده عليهم السلام أكثر مما أوصاه بالفرايض. 8 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهرى عن على بن أبى حمزة قال: سأل أبو بصير أبا عبد الله عليه السلام وانا حاضر فقال: جعلت فداك وكم عرج برسول الله صلى الله عليه واله ؟ فقال: مرتين، فأوقفه جبرئيل عليه السلام موقفا فقال له: مكانك يا محمد، فلقد وقفت موقفا ما وقفه ملك قط ولا نبى ان ربك يصلى، فقال: يا جبرئيل فكيف يصلى ؟ قال: يقول


[ 99 ]

سبوح قدوس أنا رب الملائكة والروح سبقت رحمتى غضبى، فقال: اللهم عفوك عفوك قال: وكان كما قال الله: ” قاب قوسين أو أدنى ” فقال له أبو بصير: جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى ؟ قال: ما بين ستيها (1) إلى رأسها، فقال: كان بينهما حجاب يتلالا يخفق (2) و لا أعلمه الا وقد قال زبرجد، فنظر في مثل سم الابرة (3) الى ما شاء الله من نور العظمة، فقال الله تبارك وتعالى: يا محمد، قال: لبيك ربى قال: من لامتك من بعدك ؟ قال الله أعلم قال: على بن أبى طالب أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين، قال: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام لابي بصير: يابا محمد والله ما جاءت ولاية على من الارض، ولكن جاءت من السماء مشافهة. 9 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى على بن سالم عن أبيه عن ثابت بن دينار قال: سألت زين العابدين على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان ؟ فقال: تعالى عن ذلك، قلت: فلم اسرى نبيه صلى الله عليه واله إلى السماء ؟ قال: ليريه ملكوت السموات وما فيها من عجايب صنعه وبدايع خلقه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 10 – وباسناده الى ابان بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام عن جده عليهما السلام حديث طويل يقول فيه: ان النبي صلى الله عليه واله دفع إلى على عليه السلام لما حضرته الوفاة القميص الذى اسرى به فيه. 11 – في كتاب التوحيد باسناده إلى يونس بن عبد الرحمن قال: قلت لابي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: لأى علة عرج الله عزوجل نبيه إلى السماء ومنها الى سدرة المنتهى ومنها الى حجب النور وخاطبه وناجاه هناك والله لا يوصف بمكان ؟ فقال عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ولا يجرى عليه زمان، ولكنه عزوجل أراد أن يشرف ملائكته وسكان سمواته ويكرمهم بمشاهدته ويريد من عجايب عظمته ما يخبر به


(1) بكسر المهملة قبل المثناة التحتانية المخففة: ما عطف من طرفيها. (2) أي يتحرك ويضطرب. (3) سم الابرة: ثقبها.

[ 100 ]

بعد هبوطه، وليس ذلك على ما يقوله المشبهون سبحان الله وتعالى عما يشركون. 12 – في روضة الكافي أبان عن عبد الله بن عطاء عن أبى جعفر عليه السلام قال أتى جبرئيل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه واله بالبراق أصغر من البغل وأكبر من الحمار، مضطرب الاذنين، عينيه في حافره وخطاه مد بصره، فإذا انتهى إلى جبل قصرت يداه وطالت رجلاه فإذا هبط طالت يداه وقصرت رجلاه، أهدب العرف الايمن (1) له جناحان من خلفه. 13 – في عيون الاخبار باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله تعالى سخر لى البراق وهى دابة من دواب الجنة، ليست بالقصير ولا بالطويل، فلو ان الله تعالى اذن لها لجالت الدنيا والآخرة في جرية واحدة، وهى أحسن الدواب لونا. 14 – في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى بالنبي صلى الله عليه واله أتى بالبراق ومعه جبرئيل وميكائيل واسرافيل، قال: فأمسك له واحد بالركاب، وامسك الآخر باللجام، وسوى عليه الآخر ثيابه، فلما ركبها تضعضعت فلطمها جبرئيل عليه السلام فقال لها: قرى يا براق فما ركبك أحد قبله مثله، ولا يركبك أحد مثله بعده، الا انه تضعضعت عليه. 15 – في تفسير على بن ابراهيم وروى الصادق عن رسول الله صلى الله عليه واله قال: بينا أنا راقد بالابطح وعلى عليه السلام عن يمينى وجعفر عن يسارى، وحمزة بين يدى، وإذا أنا بحفيف (2) أجنحة الملائكة وقائل يقول: إلى أيهم بعثت يا جبرئيل ؟ فقال: إلى هذا وأشار إلى، وهو سيد ولد آدم وهذا وصيه ووزيره وخليفته في امته، وهذا عمه سيد الشهداء حمزة، وهذا ابن عمه جعفر له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة مع الملائكة، دعه فلتنم عيناه ولتسمع اذناه وليعى قلبه، واضربوا له مثلا: ملك بنى دارا، واتخذ مائدة (3) وبعث داعيا، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: الملك الله والدار الدنيا، والمائدة الجنة


(1) أي طويلة وكان مرسلا في جانب الايمن. (2) الحفيف: الصوت. (3) وفى المصدر والمنقول عنه في البحار ” مأدبة ” مكان ” مائدة في الموضعين والمأدبة: طعام صنع لدعوة أو عرس.

[ 101 ]

والداعى أنا. قال: ثم أركبه جبرئيل البراق واسري به إلى بيت المقدس، وعرض عليه محاريب (1) الانبياء وآيات الانبياء فصلى [ بها ] ورده من ليلته إلى مكة فمر في رجوعه فرآى عيرا لقريش (2) وإذا لهم ماء في آنية فشرب منه وصب باقى ذلك، وقد كانوا أضلوا بعيرا لهم، وكانوا يطلبونه، فلما أصبح قال لقريش: ان الله قد اسرى بى في هذه الليلة إلى بيت – المقدس فعرض على محاريب الانبياء، وانى مررت بعير لكم في موضع كذا وكذا، وإذا لهم ماء في آنية فشربت منه وأهرقت باقى ذلك، وقد كانوا اضلوا بعيرا لهم، فقال أبو جهل: قد امكنتكم الفرصة من محمد سلوه: كم الاساطين فيها والقناديل ؟ فقالوا: يا محمد ان ههنا من دخل بيت المقدس فصف لنا أساطينه وقناديله ومحاريبه، فجاء جبرئيل فعلق صورة بيت المقدس تجاه وجهه وجعل يخبرهم بما يسألونه، فلما أخبرهم قالوا: حتى تجئ العير ونسئلهم عما قلت، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله: وتصديق ذلك ان العير تطلع عليكم من طلوع الشمس، يقدمها جمل أحمر، فلما أصبحوا اقبلوا ينظرون الى العقبة و ويقولون: هذه الشمس تطلع الساعة، فبينا هم كذلك إذ طلعت العير مع طلوع الشمس يقدمها جمل احمر فسألوهم عما قال رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا: لقد كان هذا، ضل لنا جمل في موضع كذا وكذا، ووضعنا ماءا وأصبحنا وقد اهريق الماء، فلم يزيدهم ذلك الا عتوا. 16 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن احمد عن أحمد بن محمد أبى نصر عن أبان بن عثمان عن حديد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه واله أصبح فقعد فحدثهم بذلك، فقالوا له: صف لنا بيت المقدس قال: فوصف لهم وانما دخله ليلا فاشتبه عليه النعت، فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال: انظر ههنا فنظر إلى البيت فوصفه وهو ينظر إليه، ثم نعت لهم ما كان من عير لهم فيما بينهم وبين الشام، ثم قال: هذه عير بنى فلان يقدم من طلوع الشمس، يتقدمها


(1) جمع المحراب. (2) العير – بالكسر -: الابل تحمل الميرة ثم غلب على كل قافلة.

[ 102 ]

جمل أورق (1) أو أحمر، قال: وبعثت قريش رجلا على فرس ليردها، قال وبلغ مع طلوع الشمس، قال قرطة بن عبد عمرو: يا لهفا ان لا أكون لك جذعا (2) حين تزعم أنك أتيت بيت المقدس ورجعت من ليلتك ؟. 17 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابراهيم بن محمد الثقفى عن أبان بن عثمان عن أبى داود عن أبى بردة الاسلمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول لعلى عليه السلام: يا على ان الله أشهدك معى في سبع مواطن، اما أول ذلك فليلة اسرى بى الى السماء، قال جبرئيل: أين أخوك فقلت: خلفته ورائي، قال: ادع الله فليأتك به، فدعوت الله وإذا بمثالك معى، وإذا الملائكة وقوف صفوف فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء ؟ قال: هم الذين يباهيهم الله بك يوم القيمة، فدنوت فنطقت بما كان وما يكون الى يوم القيمة، والثانى حين اسرى بى في المرة الثانية، فقال لى جبرئيل: اين اخوك فقلت: خلفته ورائي فقال: ادع الله فليأتك به فدعوت الله فإذا مثالك معى، فكشط لى (3) عن سبع سموات حتى رأيت سكانها وعمارها، وموضع كل ملك منها، الى قوله: واما السادس لما اسرى بى الى السماء جمع الله لى النبين، فصليت لهم ومثالك خلفي. 18 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى عيسى بن عبيد الله الاشعري عن الصادق جعفر بن محمد قال: حدثنى أبى عن جدى عن أبيه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى الى السماء حملني جبرئيل على كتفه الايمن، فنظرت الى بقعة بأرض الجبل حمراء أحسن لونا من الزعفران، وأطيب ريحا من المسك، وإذا فيها شيخ على رأسه برنس (4)، فقلت لجبرئيل: ما هذه البقعة الحمراء التى هي أحسن لونا من الزعفران وأطيب ريحا من المسك ؟ قال: بقعة


(1) الاورق من الابل: ما في لونه بياض الى سواد، والترديد من الراوى (2) الجذع: الشابة القوية من الابل والمعز. والظاهر ان كلامه لعنه الله هذا جاريا مجرى الاستهزاء. (3) كشط كشيطا: رفع شيئا عن شئ قد غطاه. (4) البرنس: قلنسوة طويلة كانت تلبس في صدر الاسلام.

[ 103 ]

شعيتك وشيعة وصيك على عليه السلام، فقلت: من الشيخ صاحب البرنس ؟ قال: ابليس، قلت: فما يريد منهم ؟ قال: يريد أن يصدهم عن ولاية أمير المؤمنين ويدعوهم الى الفسق والفجور، قلت: يا جبرئيل اهو بنا إليهم فأهوى بنا إليهم اسرع من البرق الخاطف والبصر اللامح، فقلت: قم يا ملعون فشارك اعداءهم في اموالهم واولادهم ونسائهم، فان شيعتي وشيعة على ليس لك عليهم سلطان. 19 – في تفسير على بن ابراهيم حكى أبى عن محمد بن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: جاء جبرئيل وميكائيل واسرافيل بالبراق الى رسول الله صلى الله عليه واله فأخذ واحد باللجام وواحد بالركاب وسوى الآخر عليه ثيابه، فتضعضعت البراق فلطمها جبرئيل عليه السلام ثم قال: اسكني يا براق فما ركبك نبى قبله، ولا يركبك بعد مثله، قال فرقت به (1) ورفعته ارتفاعا ليس بالكثير ومعه جبرئيل يريه الآيات من السماء والارض، قال: فبينا أنا في مسيرى إذ نادى مناد عن يمينى: يا محمد فلم أجبه ولم التفت إليه، ثم نادى عن يسارى: يا محمد فلم أجبه ولم التفت إليه، ثم استقبلتني امرأه كاشفة ذراعيها عليها من كل زينة الدنيا، فقالت: يا محمد انظرني حتى أكلمك فلم التفت إليها، ثم سرت فسمعت صوتا أفزعني فنزل بى جبرئيل عليه السلام فقال: صل فصليت، فقال: تدرى أين صليت ؟ فقلت: لا، فقال: صليت بطيبة واليها مهاجرك ثم ركبت فمضينا ما شاء الله ثم قال لى: أنزل فصل، فنزلت وصليت فقال لى: أتدرى أين صليت ؟ فقلت: لا، فقال: صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى تكليما، ثم ركبت فمضينا ما شاء الله ثم قال لى: أنزل فصل، فنزلت وصليت فقال لى أتدرى أين صليت ؟ فقلت: لا، فقال: صليت ببيت لحم، وبيت لحم بناحية بيت المقدس حيث ولد عيسى بن مريم صلوات الله عليه. ثم ركبت فمضينا حتى انتهينا الى بيت المقدس فربطت البراق بالحلقة التى الانبياء تربط بها، فدخلت المسجد ومعى جبرئيل الى جنبى، فوجدنا ابراهيم وموسى و عيسى فيمن شاء الله من أنبياء الله قد جمعوا وأقيمت الصلوة، ولا أشك الا وجبرئيل


(1) أي صعدت البراق بالنبي صلى الله عليه وآله.

[ 104 ]

سيتقدمنا (1) فلما استووا أخذ جبرئيل بعضدي فقدمني فأممتهم ولا فخر، ثم أتانى الخازن بثلثة اوانى، اناء فيه لبن، واناء فيه ماء، وانا فيه خمر، وسمعت قائلا يقول: ان اخذ الماء غرق وغرقت امته، وان اخذ الخمر غوى وغوت امته، وان اخذ اللبن هدى وهديت امته، قال: فأخذت اللبن وشربت منه فقال لى جبرئيل هديت وهديت امتك، ثم قال لى: ماذارأيت في مسيرك ؟ فقلت: نادانى مناد عن يمينى، فقال لى: أو أجبته ؟ فقلت: لا ولم التفت إليه، فقال: ذلك داعى اليهود ولو أجبته لتهودت امتك من بعدك، ثم قال لى ماذا رأيت ؟ فقلت: نادانى مناد عن يسارى فقال لى: أو أجبته ؟ فقلت: لا ولم التفت إليه، فقال: ذاك داعى النصارى ولو أجبته لنصرت امتك من بعدك، ثم قال لى ماذا استقبلك ؟ فقلت: لقيت امرأة كاشفة ذراعيها عليها من كل زينة الدنيا، فقالت: يا محمد انظرني حتى اكلمك، فقالى لى: أو كلمتها ؟ فقلت: لم اكلمها ولم التفت إليها، فقال: تلك الدنيا ولو كلمتها لاختارت امتك الدنيا على الآخرة، ثم سمعت صوتا افزعني فقال لى جبرئيل: تسمع يا محمد ؟ قلت: نعم، قال: هذه صخرة قذفتها عن شفير جهنم منذ سبعين عاما، فهذا حين استقرت قالوا: فما ضحك رسول الله صلى الله عليه واله حتى قبض. قال فصعد جبرئيل وصعدت معه الى سماء الدنيا وعليها ملك يقال له اسمعيل وهو صاحب الخطفة التى قال الله عزوجل: ” الا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ” وتحته سبعون ألف ملك، تحت كل ملك سبعون الف ملك فقال: يا جبرئيل من هذا معك ؟ قال: محمد قال: وقد بعث ؟ قال: نعم، ففتح الباب وسلمت عليه وسلم على واستغفرت له واستغفر لى، وقال: مرحبا بالاخ الصالح والنبى الصالح، وتلقتنى الملائكة حتى دخلت سماء الدنيا، فما لقيني ملك الا ضاحكا مستبشرا حتى لقيني ملك من الملائكة لم أر أعظم خلقا منه، كريه المنظر ظاهر الغضب، فقال لى مثل ما قالوا من الدعاء الا انه لم يضحك ولم أر فيه من الاستبشار ما رأيت ممن ضحك من الملائكة، فقلت: من هذا يا جبرئيل فانى قد فزعت [ منه ] ؟ فقال: يجوز أن تفزع منه فكلنا نفزع منه، ان هذا مالك خازن النار لم يضحك


(1) وفى المصدر ” يستقدمنا “.

[ 105 ]

قط ولم يزل منذ ولاه الله جهنم يزداد كل يوم غضبا وغيظا على أعداء الله وأهل معصيته، فينتقم الله به منهم، ولو ضحك الى أحد كان قبلك أو كان ضاحكا الى أحد بعدك لضحك اليك و لكنه لا يضحك، فسلمت عليه فرد على السلام وبشرني بالجنة، فقلت لجبرئيل – وجبرئيل بالمكان الذى وصفه الله ” مطاع ثم امين “: – الا تأمره [ ان ] يرينى النار ؟ فقال له جبرئيل: يا مالك أر محمدا النار، فكشف عنها غطاءا وفتح منها لهب ساطع في السماء و فارت وارتفعت حتى ظننت لتناولنى مما رأيت، فقلت: يا جبرئيل قل فليرد عليها غطائها فأمرها فقال: ارجعي فرجعت الى مكانها الذى خرجت منه. ثم مضيت فرأيت رجلا آدما (1) جسيما، فقلت: من هذا يا جبرئيل ؟ فقال: هذا أبوك آدم، فإذا هو تعرض عليه ذريته فيقول: روح طيب وريح طيبة من جسد طيب ثم تلا رسول الله صلى الله عليه واله سورة المطففين على رأس سبع عشرة آية ” كلا ان كتاب الابرار لفى عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون ” الى آخرها (2) قال، فسلمت على أبى آدم وسلم على واستغفرت له واستغفر لى، فقال: مرحبا بالابن الصالح والنبى الصالح والمبعوث في الزمن الصالح. ثم مررت بملك من الملائكة جالس على مجلس وإذا جميع الدنيا بين ركبتيه وإذا بيده لوح من نور ينظر فيه، مكتوب فيه كتاب ينظر فيه لا يلتفت يمينا ولا شمالا كهيئة الحزين فقلت: من هذا يا جبرئيل ؟ فقال: هذا ملك الموت دائبا (3) في قبض الارواح، فقلت: يا جبرئيل ادننى منه حتى اكلمه، فأدناني منه فسلمت عليه وقال له جبرئيل: هذا نبى الرحمة الذى أرسله الله الى العباد، فرحب بى وحياني بالسلام، فقال: ابشر يا محمد


(1) الآدم: الاسمر، وهو الذى لونه بين السواد والبياض ويقال له بالفارسية ” گندم گون “. (2) قال المجلسي (ره): لعل الاستشهاد بالاية مبنى على ان المراد بعتاب الابرار في الآية أرواحهم، لانها محل العلوم والمعارف، ويحتمل أن يكون ذكر الآية للمناسبة أي كما ان أعمالهم نثبت في عليين فكذا أرواحهم تصعد إليها. (3) دأب في عمل: استمر عليه وجد.

[ 106 ]

فانى ارى الخير كله في امتك، فقلت: الحمد لله المنان ذى النعم على عباده، ذلك من فضل ربى ورحمته على، فقال جبرئيل: هو أشد الملائكة عملا، فقلت: أكل من مات أو هو ميت فيما بعد تقبض روحه ؟ فقال: نعم، قلت: وتراهم حيث كانوا وتشهدهم بنفسك ؟ فقال: نعم، فقال ملك الموت: ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله لى و مكنني عليها الا كالدرهم في كف الرجل يقلبه كيف يشاء، وما من دار الا وأنا أتصفحه (1) كل يوم خمس مرات وأقول: إذا بكى أهل الميت على ميتهم لا تبكوا عليه فان لى فيكم عودة وعودة حتى لا يبقى أحد منكم، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: كفى بالموت طامة (2) يا جبرئيل، فقال جبرئيل: ان ما بعد الموت أطم وأطم من الموت (3). قال: ثم مضيت فإذا أنا باقوام بين أيديهم موائد من لحم طيب ولحم خبيث فيأكلون الخبيث ويدعون الطيب، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل ؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون الحرام ويدعون الحلال وهم من امتك يا محمد، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ثم رأيت ملكا من الملائكة جعل الله أمره عجبا، نصف جسده النار والنصف الآخر الثلج فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفئ النار، وهو ينادى بصوت رفيع ويقول: سبحان الذى كف حر هذه النار فلا تذيب الثلج، وكف برد هذا الثلج فلا تطفئ حر هذه النار، اللهم يا مؤلف بين الثلج والنار الف بين قلوب عبادك المؤمنين، فقلت: من هذا يا جبرئيل ؟ فقال: هذا ملك وكله الله بأكناف السماء وأطراف الارض وهو أنصح ملائكة الله لاهل الارض من عباده المؤمنين، يدعو لهم بما تسمع منذ خلق، وملكان يناديان في السماء أحدهما يقول: اللهم أعط كل منفق خلفا والآخر يقول: اللهم اعط كل ممسك تلفا. ثم مضيت فإذا أنا بأقوام لهم مشافر كمشافر الابل (4) يقرض اللحم من جنوبهم و يلقى في أفواههم ويخرج من أدبارهم، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل ؟ فقال: هؤلاء الهمازون


(1) تصفح في الامر: نظر فيه. (2) الطامة: الداهية تفوق ما سواها. (3) طم الشئ: كثر حتى علا وغلب. (4) المشافر جمع المشفر – بالكسر – وهو: شفة البعير.

[ 107 ]

اللمازون، ثم مضيت فإذا أنا بأقوام ترضخ رؤسهم (1) بالصخر. فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل فقال: هؤلاء الذين ناموا عن صلوة العشاء، ثم مضيت فإذا أنا بأقوام تقذف النار في أفواههم وتخرج من أدبارهم، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل ؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا، ثم مضيت فإذا أنا بأقوام يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر من عظم بطنه، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل ؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس وإذا هم بسبيل آل فرعون، يعرضون على النار غدوا وعشيا، يقولون: ربنا متى تقوم الساعة ؟ ثم مضيت فإذا أنا بنسوان معلقات بثديهن، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل ؟ فقال: هؤلاء اللواتى تورثن أموال أزواجهن اولاد غيرهم (2) ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: اشتد غضب الله على امرأة ادخلت على قوم في نسبهم من ليس منهم، فاطلع على عوراتهم واكل خزائنهم. قال: ثم مررنا بملائكة من ملائكة الله عزوجل خلقهم الله كيف شاء، ووضع وجوههم كيف شاء ليس شئ من اطباق اجسادهم الا وهو يسبح لله ويحمده من كل ناحية بأصوات مختلفة، أصواتهم مرتفعة بالتحميد والبكاء من خشية الله، فسألت جبرئيل عنهم فقال: كما ترى خلقوا، ان الملك منهم الى جنب صاحبه ما كلمة قط، ولا رفعوا رؤسهم الى ما فوقها ولا خفضوها الى ما تحتها خوفا لله وخشوعا، فسلمت عليهم فردوا على ايماء برؤوسهم ولا ينظرون الى من الخشوع، فقال لهم جبرئيل: هذا محمد نبى الرحمة أرسله الله، الى العباد رسولا ونبيا، وهو خاتم النبين وسيدهم، أفلا يكلمونه قال: فلما سمعوا ذلك من جبرئيل اقبلوا على بالسلام واكرموني وبشرونى بالخير لى ولامتى. قال: ثم صعدنا الى السماء الثانية فإذا فيها رجلان متشابهان، فقلت: من هذان يا جبرئيل ؟ فقال: ابنا الخالة عيسى ويحيى، فسلمت عليهما وسلما على و استغفرت لهما واستغفرا لى، وقالا: مرحبا بالاخ الصالح والنبى الصالح، وإذا


(1) الرضخ: الدق والكسر. (2) أي يزنين ويلحقن أولاد الزنا بالازواج فيرثون من أزواجهن كما قال في البحار.

[ 108 ]

فيها من الملائكة وعليهم الخشوع وقد وضع الله وجوههم كيف شاء ليس منهم ملك الا ويسبح الله ويحمده بأصوات مختلفة. ثم صعدنا الى السماء الثالثة فإذا فيها رجل فضل حسنه على ساير الخلق كفضل القمر ليلة البدر على ساير النجوم، فقلت: من هذا يا جبرئيل ؟ فقال: هذا أخوك يوسف، فسلمت عليه وسلم على واستغفرت له واستغفرا لى، وقال: مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح والمبعوث في الزمن الصالح، فإذا فيها ملائكة عليهم من الخشوع مثل ما وصفت في السماء الاولى والثانية، وقال لهم جبرئيل في أمرى مثل ما قال للآخرين، وصنعوا بى مثل ما صنع الآخرون. ثم صعدنا الى السماء الرابعة وإذا فيها رجل فقلت: من هذا يا جبرئيل ؟ فقال: هذا ادريس رفعه الله مكانا عليا، فسلمت عليه وسلم على واستغفرت له واستغفرا لى، فإذا فيها من الملائكة عليهم من الخشوع مثل ما في السموات، فبشروني بالخير و لامتي، ثم رأيت ملكا جالسا على سرير وتحت يديه سبعون ألف ملك، تحت كل ملك سبعون ألف ملك، فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه واله انه هو، فصاح به جبرئيل فقال: قم فهو قائم الى يوم القيامة. ثم صعدنا الى السماء الخامسة فإذا فيها رجل كهل عظيم العين لم أر كهلا اعظم منه، حوله ثلثة من امته (1) فأعجبتني كثرتهم، فقلت: من هذا ؟ فقال: هذا المجيب في قومه هارون بن عمران فسلمت عليه وسلم على واستغفرت له واستغفرا لى فإذا فيها من الملائكة الخشوع (2) مثل ما في السموات. ثم صعدنا الى السماء السادسة فإذا فيها رجل آدم طويل كانه من شبوة (3)


(1) كذا في النسخ وفى المصدر ” حوله ثلاثة صفوف من امته ” وفى البحار ” ثلة من أمته “. (2) قال في البحار: لعله جمع خاشع كركوع وراكع. وفى بعض النسخ من الملائكة والخشوع وهو أصوب. (3) شبوة: أبو قبيلة وموضع بالبادية وحصن باليمن، وعن شرح القاموس: ان شبوة بطن من القحطانية، وهو شبوة بن ثوبان بن عبس بن شحارة بن غالب بن عبد الله بن عك، وعن *

[ 109 ]

ولوان عليه قميصين لنفد شعره منها، فسمعته يقول: يزعم بنو اسرائيل انى اكرم ولد آدم على الله، وهذا رجل أكرم على الله منى، فقلت: من هذا يا جبرئيل ؟ فقال: هذا أخوك موسى بن عمران، فسلمت عليه وسلم على، واستغفرت له واستغفرا لى، وإذا فيها ملائكة من الملائكة الخشوع مثل ما في السموات. قال ثم صعدنا الى السماء السابعة، فما مررت بملك من الملائكة الا قالوا: يا محمد احتجم وأمر امتك بالحجامة، وإذا فيها رجل أشمط (1) الرأس واللحية جالس على كرسى فقلت: يا جبرئيل من هذا الذى في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله تعالى ؟ فقال: هذا يا محمد أبوك ابراهيم، وهذا محلك ومحل من اتقى من امتك، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه واله: ” ان أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذ النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين ” فسملت عليه وسلم على، وقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح والمبعوث في الزمن الصالح، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السموات، فبشروني بالخير ولامتى، قال رسول الله صلى الله عليه واله ورأيت في السماء بحارا من نور يتلاءلاء يكاد تلاءلؤها يخطف بالابصار. وفيها بحار من ظلمة وبحار من ثلج ترعد فكلما فزعت ورايت هؤلاء سألت جبرئيل فقال: ابشر يا محمد واشكر كرامة ربك واشكر الله بما صنع اليك، قال فثبتني الله بقوته وعونه حتى كثر قولى لجبرئيل وتعجبي، فقال جبرئيل: يا محمد أتعظم ما ترى ؟ انما هذا خلق من خلق ربك فكيف بالخالق الذى خلق ما ترى ؟ وما لا ترى اعظم من هذا !، ان بين الله وبين خلقه تسعين ألف حجاب، وأقرب الخلق الى الله أنا واسرافيل، وبيننا وبينه أربعة حجب، حجاب من نور، وحجاب من ظلمة، وحجاب من الغمام، و حجاب من الماء.


* الثعلبي انه ذكر في وصفه (ع): كأنه من رجال أردشنوءة، وقال الفيروز آبادى: أزدشنوءة – وقد تشدد الواو -: قيلة سميت لشنان بينهم، قال المجلسي (ره) بعد نقل الاقوال: وعلى المقادير شبهه صلى الله عليه وآله باحدى تلك الطوائف في لادمة وطول القامة. (1) الشمط: بياض في الرأس يخالطه سواد.

[ 110 ]

قال ورأيت من العجائب التى خلق الله وسخر على ما أراده ديكا رجلاه في تخوم الارضين السابعة، ورأسه عند العرش، وملكا من ملائكة الله خلقه الله كما أراد، رجلاه في تخوم الارضين السابعة، ثم أقبل مصعدا حتى خرج في الهواء الى السماء السابعة وانتهى فيها مصعدا حتى انتهى قرنه الى قرب العرش وهو يقول: ” سبحان ربى حيث ما كنت لا تدرى أين ربك من عظم شأنه ” وله جناحان في منكبيه، إذا نشرهما جاوزا المشرق والمغرب، فإذا كان في السحر نشر ذلك الديك جناحيه وخفق بهما (1) وصرخ بالتسبيح يقول: ” سبحان الملك القدوس سبحان الله الكبير المتعال لا اله الا الله الحى القيوم ” فإذا قال ذلك سبحت ديكة الارض كلها، وخفقت بأجنحتها، وأخذت بالصراخ، فإذا سكت ذلك الديك في السماء سكت ديكة الارض كلها، ولذلك الديك زغب أخضر (2) وريش أبيض، كأشد بياض [ ما ] رأيته قط، وله زغب أخضر ايضا تحت ريشه الابيض كاشد خضرة رأيتها قط. قال: ثم مضيت مع جبرئيل فدخلت البيت المعمور فصليت فيه ركعتين ومعى اناس من أصحابي، عليهم ثياب جدد، وآخرين عليهم ثياب خلقان، فدخل اصحاب الجدد وحبس أصحاب الخلقان، ثم خرجت فانقاد لى نهران، نهر يسمى الكوثر، و نهر يسمى الرحمة، فشربت من الكوثر، واغتسلت من الرحمة، ثم انقاد الى جميعا حتى دخلت الجنة فإذا انا على حافتيها (3) بيوتي وبيوت أزواجي (4) وإذا ترابها كالمسك، وإذا جارية تنغمس في أنهار الجنة، فقلت: لمن أنت يا جارية ؟ فقالت: لزيد بن حارثة فبشرته بها حين أصبحت، وإذا بطير كالبخت (5) وإذا رمانها مثل الدلاء (6) العظام وإذا شجرة لو أرسل طاير في أصلها ما دارها سبعمأة سنة، وليست


(1) خفق الطائر: طار (2) الزغب – محركة -: صغار الريش. (3) أي على طرفيها. (4) وفى البحار ” وبيوت أهلى “. (5) البخت: الابل الخراسانية. (6) جمع الدلو.

[ 111 ]

في الجنة منزل الا وفيها فتر (1) منها فقلت: ما هذا يا جبرئيل ؟ فقال: هذه شجرة طوبى قال الله تعالى: ” طوبى لهم وحسن مآب ” قال رسول الله صلى الله عليه واله: فلما دخلت الجنة رجعت الى نفسي فسألت جبرئيل: من تلك البحار وهو لها وأعاجيبها ؟ فقال: هي سرادقات الحجب التى احتجب الله تبارك وتعالى بها ولولا تلك الحجب لتهتك نور العرش وكل شئ فيه، وانتهيت الى سدرة المنتهى فإذا الورقة منها تظل امة من الامم، فكنت منها كما قال الله تعالى ” قاب قوسين أو أدنى ” فناداني: ” آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن ” وقد كتبنا ذلك في سورة البقرة. فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا رب اعطيت أنبيائك فضائل فأعطني، فقال الله عزوجل: قد أعطيتك فيما أعطيتك كلمتين من تحت عرشى: لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ولا منجا منك الا اليك، قال: وعلمتني الملائكة قولا أقوله إذا أصبحت وأمسيت ” اللهم ان ظلمي أصبح مستجيرا بعفوك وذنبي أصبح مستجيرا بمغفرتك، ذلى اصبح مستجيرا بعزتك وفقرى اصبح مستجيرا بفناك ووجهى الفاني البالى أصبح مستجيرا بوجهك الدائم الباقي، الذى لا يفنى ” وأقول ذلك إذا امسيت ثم سمعت الاذان، فإذا ملك يؤذن لم ير في السماء قبل تلك الليلة، فقال: الله اكبر، الله اكبر، فقال الله عزوجل: صدق عبدى انا اكبر فقال: أشهد ان لا اله الا الله، اشهد ان لا اله الا الله، فقال صدق عبدى انا الله لا اله غيرى، قال: اشهد ان محمدا رسول الله، أشهد ان محمدا رسول الله، فقال الله عزوجل: صدق عبدى ان محمدا عبدى ورسولي انا بعثته وانتجبته، فقال: حى على الصلوة، حى على الصلوة، فقال الله عزوجل: صدق عبدى دعى إلى فريضتي، فمن مشى إليها راغبا فيها محتسبا كانت له كفارة لما مضى من ذنوبه، فقال: حى على الفلاح، حى على الفلاح، فقال الله: هي الصلاح والفلاح والنجاح، ثم أممت الملائكة في السماء كما أممت الانبياء عليهم السلام في البيت المقدس، ثم غشيتني صبابة (2) فخررت ساجدا، فناداني ربى: انى قد فرضت


(1) الفتر بمعنى القطع ” قد مر بهذا اللفظ في سورة الرعد ايضا وفى بعض النسخ ” القتر ” بالقاف (2) الصبابة: رقة الشوق وحرارته.

[ 112 ]

على كل نبى كان قبلك خمسين صلوة وفرضتها عليك وعلى امتك فقم بها انت في امتك، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: فانحدرت حتى مررت على ابراهيم عليه السلام فلم يسألنى عن شئ حتى انتهيت الى موسى، فقال: ما صنعت يا محمد ؟ فقلت: قال ربى فرضت على كل نبى قبلك خمسين صلوة وفرضتها عليك وعلى امتك، فقال موسى: يا محمد ان امتك آخر الامم وأضعفها، وان ربك لا يرد عليك شئ (1) وان امتك لا تستطيع أن تقوم بها. فارجع الى ربك فاسئله التخفيف لامتك، فرجعت الى ربى حتى انتهيت الى سدرة المنتهى، فخررت ساجدا ثم قلت: فرضت على وعلى امتى خمسين صلوة، ولا اطيق ذلك ولا امتى فخفف عنى، فوضع عنى عشرا، فرجعت الى موسى عليه السلام فاخبرته فقال: ارجع لا تطيق، فرجعت الى ربى فوضع عنى عشرا، فرجعت الى موسى فاخبرته فقال: ارجع وفى كل رجعة أرجع إليه أخر ساجدا حتى رجع الى عشر صلوات، فرجعت الى موسى عليه السلام فأخبرته، فقال: لا تطيق فرجعت الى ربى فوضع على خمسا، فرجعت الى موسى عليه السلام فأخبرته، فقال: لا تطيق، فقلت: قد استحييت من ربى ولكن أصبر عليها، فناداني مناد: كما صبرت عليها فهذه الخمس بخمسين، كل صلوة بعشر، ومن هم من امتك بحسنة يعملها فعملها كتبت لها عشرا، و ان لم يعمل كتبت له واحدة، ومن هم من امتك بسيئة فعملها كتبت عليه واحدة، وان لم يعلمها لم تكتب عليه. فقال الصادق عليه السلام: جزى الله موسى عن هذه الامة خيرا فهذا تفسير قول الله عزوجل سبحان الذى اسرى بعبده ليلا الاية. 20 – في من لا يحضره الفقيه بعد ان نقل عن الصادق عليه السلام حديثا وقال عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه واله أمره ربه بخمسين صلوة، فمر على النبيين نبى نبى لا يسئلونه عن شئ حتى انتهى الى موسى بن عمران عليه السلام فقال: بأى شيى أمرك ربك فقال: بخمسين صلاة، فقال: اسئل ربك التخفيف فان امتك لا تطيق ذلك فسأل ربك فحط عنه عشرا، ثم مر بالنبيين نبى نبى لا يسئلونه عن شئ حتى مر بموسى بن عمران


(1) وفى بعض النسخ ” لا يزيده شئ ” وفى بعضها ” لا يؤده شئ ” والظاهر ان الاخير مصحف.

[ 113 ]

فقال بأى شئ أمرك ربك ؟ فقال: بأربعين صلوة، فقال: سل ربك التخفيف فان امتك لا تطيق ذلك، فسئل ربه عزوجل فحط عنه عشرا، ثم مر بالنبيين نبى نبى لا يسئلونه عن شئ حتى مر بموسى عليه السلام فقال: بأى شئ أمرك ربك ؟ فقال: بثلثين صلوة فقال: سل ربك التخفيف فأن امتك لا تطيق ذلك فسأل ربه عزوجل فحط عنه عشرا ثم مر بالنبيين نبى نبى لا يسألونه عن شئ حتى مر بموسى فقال: بأى شئ أمرك ربك ؟ فقال: بعشرين صلوة، فقال: سل ربك التخفيف فان امتك لا تطيق ذلك فسأل ربه فحط عنه عشرا، ثم مر بالنبيين نبى نبى لا يسألونه عن شيئ حتى مر بموسى عليه السلام فقال له: بأى شئ أمرك ربك ؟ فقال: بعشر صلوة، فقال: سل ربك التخفيف فان امتك لا تطيق ذلك فانى جئت الى بنى اسرائيل فما افترض الله عزوجل عليهم فلم يأخذوا به ولم يقروا عليه، فسأل النبي صلى الله عليه واله ربه عزوجل التخفيف فخفف عنه فجعلها خمسا، ثم مر بالنبيين نبى نبى لا يسألونه عن شئ حتى مر بموسى عليه السلام، فقال: بأى شئ أمرك ربك ؟ فقال: بخمس صلوات فقال: سل ربك التخفيف عن امتك فان امتك لا تطيق ذلك، فقال: انى لاستحيى ان أعود الى ربى وجاء رسول الله صلى الله عليه واله بخمس صلوات، وقال رسول الله صلى الله عليه واله: جزى الله موسى بن عمران عن امتى خيرا وقال الصادق عليه السلام: جزى الله موسى بن عمران عنا خيرا. 21 – وروى عن زيد بن على بن الحسين عليه السلام انه قال: سألت أبى سيد العابدين عليه السلام فقلت له: انه أخبرني عن جدنا رسول الله صلى الله عليه واله لما عرج به الى السماء وأمره ربه عز وجل بخمسين صلوة كيف لم يسأله التخفيف عن امته حتى قال له موسى بن عمران: ارجع الى ربك فاسئله التخفيف فان امتك لا تطيق ذلك ؟ فقال يا بنى ان رسول الله صلى الله عليه واله لا يقترح على ربه عزوجل (1) ولا يراجعه في شئ يأمره به، فلما سأله موسى ذلك وصار شفيعا لامته إليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسى، فرجع الى ربه عز وجل يسأله التخفيف الى ان ردها الى خمس صلوات قال: فقلت له: يا ابة فلم لم يرجع الى ربه عزوجل ولم يسأله التخفيف من خمس صلوات وقد سأله موسى أن يرجع الى ربه ويسأله التخفيف ؟


(1) اقترح عليه كذا أي اختاره.

[ 114 ]

فقال: يا بنى أراد عليه السلام أن يحصل لامته التخفيف من أجر خمسين صلوة، لقول الله عزوجل: ” من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ” ألا ترى ان عليه السلام لما هبط الى الارض نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول: انها خمس بخمسين ” ما يبدل القول لدى وما انا بظلام للعبيد ” قال فقلت له: يا أبة أليس الله جل ذكره لا يوصف بمكان ؟ فقال: بلى تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. قلت: فما معنى قول موسى لرسول الله صلى الله عليه واله: ارجع الى ربك ؟ قال: معناه معنى قول ابراهيم: ” انى ذاهب الى ربى ” ومعنى قول موسى عليه السلام ” وعجلت اليك ربى لترضى ” ومعنى قوله عزوجل: ” ففروا الى الله ” يعنى حجوا الى بيت الله يا بنى ان الكعبه بيت الله فمن حج بيت فقد قصد الى الله والمساجد بيوت الله فمن سعى إليها فقد سعى الى الله عزوجل، وقصد إليه، والمصلى ما دام في صلوته فهو واقف بين يدى الله تعالى، فان لله عز وجل بقاعا في سماواته فمن عرج به الى بقعة منها فقد عرج به إليه، الا تسمع الله عزوجل يقول: ” يعرج الملائكة والروح إليه ” ويقول الله عزوجل في قصة عيسى بن مريم عليهما السلام: ” بل رفعه الله إليه ” ويقول الله عزوجل: ” إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ” وقد اخرجت هذا الحديث مسندا في كتاب المعارج انتهى. 22 – في الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن على بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلى عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما عرج برسول الله صلى الله عليه واله نزل بالصلوة عشر ركعات ركعتين ركعتين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 23 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن أذينة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال: ما تروى هذه الناصبة ؟ فقلت: جعلت فداك في ماذا ؟ فقال: في أذانهم وركوعهم وسجودهم، فقلت: انهم يقولون ان ابى بن كعب رآه في النوم، فقال: كذبوا فان دين الله عز وجل أعز من أن يرى في النوم، قال: فقال له سدير الصيرفى: جعلت فداك فأحدث لنا من ذلك ذكرا، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله عز وجل لما عرج


[ 115 ]

بنبيه صلى الله عليه واله الى سماواته السبع اما أوليهن فبارك عليه والثانية علمه فرضه، فأنزل الله محملا من نور فيه أربعون نوعا من أنواع النور، كانت محدقة بعرش الله، تغشى أبصار الناظرين، أما واحدا منها فأصفر، فمن اجل ذلك اصفرت الصفرة، وواحد منها أحمر فمن أجل ذلك احمرت الحمرة، وواحد منها ابيض فمن أجل ذلك ابيض البياض، والباقى على ساير عدد الخلق من النور والالوان في ذلك المحمل حلق و سلاسل من فضة ثم عرج به الى السماء فنفرت الملائكة الى أطراف السماء وخرت سجدا وقالت: سبوح قدوس ما أشبه هذا النور بنور ربنا ! فقال جبرئيل عليه السلام: الله اكبر ألله اكبر ثم فتحت أبواب السماء واجتمعت الملائكة فسلمت على النبي صلى الله عليه واله أفواجا وقالت: يا محمد كيف أخوك ؟ إذا نزلت فاقرأه السلام قال النبي صلى الله عليه واله: أفتعرفونه ؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه منا وميثاق شيعته الى يوم القيمة علينا وانا لنتصفح وجوه شيعته كل يوم وليلة خمسا يعنون في كل وقت صلوة وانا لنصلي عليك وعليه ثم زادني ربى أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه نور الاول و زادني حلقا وسلاسل. وعرج بى السماء الثانية، فلما قربت من باب السماء الثانية نفرت الملائكة الى أطراف السماء وخرت سجدا وقالت: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ما أشبه هذا النور بنور ربنا ؟ فقال جبرئيل: أشهد ان لا اله الا الله فاجتمعت الملائكة وقالت: يا جيرئيل من هذا معك ؟ قال: هذا محمد صلى الله عليه واله قالوا: وقد بعث ؟ قال: نعم، قال النبي صلى الله عليه واله: فخرجوا الى شبه المعانيق (1) فسلموا على وقالوا: اقرأ أخاك السلام فقلت: أتعرفونه ؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه و ميثاق شيعته الى يوم القيمة علينا، وانا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمسا يعنون في كل وقت صلوة، قال: ثم زادني ربى أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه الانوار الاولى. ثم عرج بى الى السماء الثالثة فنفرت الملائكة وخرت سجدا وقالت سبوح


(1) المعانيق جمع المعناق: الفرس الجيد العنق – بفتحتين – وهو ضرب من السير للدابة والابل، وقولهم: انطلقنا الى الناس معانيق أي مسرعين.

[ 116 ]

قدوس ربنا ورب الملائكة والروح، ما هذا النور الذى يشبه نور ربنا ؟ فقال جبرئيل: اشهد ان محمدا رسول الله، فاجتمعت الملائكة وقالت: مرحبا بالاول ومرحبا بالآخر، ومرحبا بالحاشر ومرحبا بالناشر، محمد خير النبيين وعلى خير الوصيين، قال النبي صلى الله عليه واله: ثم سلموا على وسألوني عن أخى ؟ قلت: هو في الارض فتعرفونه ؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد يحج البيت المعمور كل سنة وعليه رق (1) ابيض فيه اسم محمد واسم على والحسن والحسين عليهم السلام، وشيعتهم الى يوم القيمة، وانا لنبارك عليهم في كل يوم وليلة خمسا يعنون في وقت كل صلوة، ويمسحون رؤسهم بأيديهم، قال: ثم زادني ربى أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه تلك الانوار الاول. ثم عرج بى حتى انتهيت الى السماء الرابعة، فلم تقل الملائكة شيئا، وسمعت دويا (2) كأنه في الصدور، فاجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء، وخرجت الى شبه المعانيق فقال جبرئيل: حى على الصلوة، حى على الصلوة، حى على الفلاح حى على الفلاح فقالت الملائكة: صوتان مقرونان معروفان فقال جبرئيل عليه السلام: قد قامت الصلوة قد قامت الصلوة فقالت الملائكة: هي لشيعته إلى يوم القيمة ثم اجتمعت الملائكة وقالت: وكيف تركت أخاك ؟ فقلت لهم: وتعرفونه ؟ قالوا: نعرفه وشيعته وهم نور حول عرش الله، وان في البيت المعمور لرقا من نور، فيه كتاب من نور، فيه اسم محمد وعلى والحسن والحسين والائمة وشيعتهم الى يوم القيمة، لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل، وانه لميثاقنا وانه ليقرء علينا كل جمعة، ثم قيل لى: ارفع رأسك يا محمد، فرفعت رأسي، فإذا اطباق السماء قد خرقت والحجب قد رفعت ثم قال لى: طأطئ رأسك انظر ماذا ترى فطأطأت رأسي فنظرت الى بيت مثل بيتكم هذا وحرم مثل حرم هذا البيت لو القيت شيئا من يدى لم يقع الا عليه فقيل لى: يا محمد ان هذا الحرم وأنت الحرام ولكل مثل مثال ثم أوحى الله الى يا محمد ادن من صاد (3)


(1) الرق: جلد رقيق يكتب فيه. (2) الدوى: الصوت. (3) سيأتي معناه في الحديث.

[ 117 ]

فاغسل مساجدك وطهرها وصل لربك فدنى رسول الله صلى الله عليه واله من صاد وهو ماء يسيل من ساق العرش الايمن، فتلقى رسول الله صلى الله عليه واله الماء بيده اليمنى، فمن أجل ذلك صار الوضوء باليمين، ثم أوحى الله عزوجل إليه: ان اغسل وجهك فانك تنظر الى عظمتي، ثم اغسل ذراعيك اليمنى واليسرى فانك تلقى بيدك كلامي، ثم امسح رأسك بفضل ما بقى في يدك من الماء ورجليك الى كعبيك، فانى أبارك عليك، وأوطيك موطئا لم يطأه أحد غيرك، فهذا علة الاذان والوضوء، ثم أوحى الله عز وجل إليه: يا محمد استقبل الحجر الاسود وكبرنى على عدد حجبى، فمن أجل ذلك صار التكبير سبعا، لان الحجب سبع، فافتتح عند انقطاع الحجب، فنت أجل ذلك صار الافتتاح سنة، والحجب متطابقة بينهن بحارالنور، وذلك النور الذى أنزله الله على محمد صلى الله عليه واله، فمن أجل ذلك صار الافتتاح ثلث مرات لافتتاح الحجب ثلث مرات، فصار التكبير سبعا، والافتتاح ثلاثا، فما فرغ من التكبير والافتتاح أوحى الله إليه سم بأسمى، فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول السورة، ثم أوحى الله إليه: ان احمدنى فما قال: الحمد لله رب العالمين، قال النبي صلى الله عليه واله في نفسه: شكرا فأوحى الله عزوجل إليه: قطعت حمدى فسم باسمى، فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرحمن الرحيم مرتين، فلما بلغ ولا الضالين قال النبي صلى الله عليه واله: الحمد لله رب العالمين شكرا فأحى الله إليه: قطعت ذكرى فسم باسمى، فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في اول السورة، ثم أوحى الله عزوجل إليه: اقرأ يا محمد نسبة ربك تبارك وتعالى ” قال هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ” ثم امسك عنه الوحى، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: الله الواحد الاحد الصمد، فأوحى الله إليه لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ثم امسك عنه الوحى فقال رسول الله صلى الله عليه واله: كذلك الله ربى، كذلك الله ربنا، فلما قال ذلك، أوحى الله إليه: اركع لربك يا محمد فركع، فأوحى الله إليه وهو راكع قل: سبحان ربى العظيم وبحمده، ففعل ذلك ثلثا، ثم أوحى الله إليه: ان ارفع رأسك يا محمد، ففعل رسول الله صلى الله عليه واله فقام منتصبا، فأوحى الله


[ 118 ]

عز وجل إليه: ان اسجد لربك يا محمد فخر رسول الله صلى الله عليه واله ساجدا، فأوحى الله عزوجل إليه، قل سبحان ربى الاعلى ففعل صلى الله عليه واله ذلك ثلثا ثم أوحى الله إليه: استو جالسا ففعل، فلما رفع رأسه من سجوده واستوى جالسا نظر الى عظمة تجلت له، فخر ساجدا من تلقاء نفسه لا لامر ربه، فسبح الله ثلثا فأوحى الله إليه: انتصب قائما ففعل فلم ير ما كان رأى من العظمة، فمن أجل ذلك صارت ركعة وسجدتين ثم أوحى الله عزوجل إليه: اقرأ الحمد لله، فقرأها مثل ما قرأ اولا، ثم أوحى الله إليه: اقرأ انا أنزلناه فانها نسبتك ونسبة أهل بيتك الى يوم القيمة، وفعل في الركوع ما فعل في المرة الاولى، ثم سجد سجدة واحدة، فلما رفع رأسه تجلت له العظمة فخر ساجدا من تلقاء نفسه لا لامر ربه فسبح ايضا، ثم أوحى الله إليه: ارفع رأسك يا محمد ثبتك ربك، فلما ذهب ليقوم قيل: يا محمد اجلس فجلس، فأوحى الله إليه: يا محمد إذا ما أنعمت عليك فسم باسمى فألهم ان قال: بسم الله وبا لله ولا اله الا الله والاسماء الحسنى كلها لله، ثم أوحى الله إليه: يا محمد صلى على نفسك وعلى اهل بيتك، فقال: صلى الله على وعلى اهل بيتى وقد فعل، ثم التفت فإذا بصفوف الملائكة والمرسلين والنبيين فقيل يا محمد سلم عليهم فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فأوحى الله عزوجل إليه ان السلام والتحية والرحمة والبركات أنت وذريتك، ثم أوحى الله عزوجل إليه: ان لا يلتفت يسارا، وأول آية سمعها بعد قل هو الله أحد وانا انزلناه آية أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فمن أجل ذلك كان السلام واحدة تجاه القبلة، ومن أجل ذلك كان التكبير في السجود شكرا. وقوله: سمع الله لمن حمده، لان النبي صلى الله عليه واله سمع ضجة الملائكة بالتسبيح والتحميد والتهليل فمن أجل ذلك قال: سمع الله لمن حمده، ومن أجل ذلك صارت الركعتان الاوليان كلما أحدث فيهما حدثا كان على صاحبهما إعادتهما، فهذا الفرض الاول في صلوة الزوال يعنى صلوة الظهر. 24 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى ابن عباس قال: دخلت عايشة


[ 119 ]

على رسول الله صلى الله عليه واله وهو يقبل فاطمة، فقالت له: أتحبها يا رسول الله ؟ قال: أما والله لو علمت حبى لها لازددت لها حبا، انه لما عرج بى الى السماء الرابعة أذن جبرئيل واقام ميكائيل، ثم قيل لى: ادن يا محمد، فقلت: أتقدم وانت بحضرتي يا جبرئيل ؟ قال: نعم ان الله عزوجل فضل أنبياءه المرسلين على الملائكته المقربين، وفضلك أنت خاصة، فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة ثم التفت عن يمينى فإذا أنا بابراهيم عليه السلام في روضة من رياض الجنة وقد اكتنفها جماعة من الملائكة، ثم انى صرت الى السماء الخامسة ومنها الى السادسة فنوديت: يا محمد نعم الاب أبوك ابراهيم، ونعم الاخ أخوك على، فلما صرت الى الحجب أخذ جبرئيل عليه السلام بيدى فأدخلني الجنة، فإذا بشجرة من نور في أصلها ملكان يطويان الحلل والحلى، فقلت حبيبي جبرئيل لمن هذه الشجرة ؟ فقال: هذه لاخيك على بن أبى طالب عليه السلام وهذان الملكان يطويان له الحلى والحلل الى يوم القيمة، ثم تقدمت امامى فإذا أنا برطب ألين من الزبد وأطيب رائحة من المسك، وأحلى من العسل، فأخذت رطبة فأكلتها فتحولت الرطبة نطفة في صلبى، فلما أن هبطت الى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، ففاطمة حوارء انسية، فإذا اشتقت الى الجنة شممت رائحة فاطمة عليها السلام. 25 – في عيون الاخبار حدثنى محمد بن ابراهيم بن اسحق الطالقاني رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن هاشم قال: حدثنا أحمد بن بندار قال: حدثنا احمد بن هلال عن محمد بن أبى عمير عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى الى السماء أوحى الى ربى جل جلاله: يا محمد انى اطلعت الى الارض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا، وشققت لك من اسمى اسما فانا المحمود وانت محمد ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك وشققت له اسما من اسمائي فانا العلى الاعلى وهو على وجعلت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقربين


[ 120 ]

يا محمد لو ان عبدا عبدنى حتى ينقطع ويصير كالشن البالى (1) ثم أتانى جاحدا بولايتهم ما اسكنته جنتي ولا أظللته تحت عرشى، يا محمد أتحب أن تراهم ؟ قلت: نعم يا رب، فقال عزوجل: ارفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا انا بأنوار على وفاطمة والحسن والحسين وعلى بن الحسين ومحمد بن على وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلى بن موسى ومحمد ابن على وعلى بن محمد والحسن بن على، والحجة بن الحسن القائم في وسطهم كانه كوكب درى، قلت: يا رب من هؤلاء ؟ قال: هؤلاء الائمة وهذا القائم الذى يحل حلالى ويحرم حرامى، وبه أنتقم من أعدائي، وهو راحة لاوليائي، وهو الذى يشفى قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما فلفتنة الناس بهما يومئذ أشد من فتنة العجل والسامري. 26 – وباسناده الى عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لعلى بن موسى الرضا عليه السلام: يا بن رسول الله أخبرني عن الجنة والنار أهما اليوم مخلوقتان ؟ فقال: نعم وان رسول الله صلى الله عليه واله قد دخل الجنة وراى النار لما عرج به الى السماء، قال: فقلت له: ان قوما يقولون انهم اليوم مقدرتان غير مخلوقتين ؟ فقال عليه السلام: لا هم منا ولا نحن منهم، من أنكر خلق الجنة والنار فقد كذب النبي صلى الله عليه واله وكذبنا وليس من ولايتهم على شئ، ويخلد في نار جهنم، قال الله تعالى: ” هذه جهنم التى يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن ” و قال النبي صلى الله عليه واله: لما عرج به الى السماء أخذ بيدى جبرئيل عليه السلام فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبى، فلما هبطت الى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة عليهما السلام، ففاطمة حورية انسية، فكلما اشتقت الى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتى فاطمة عليها السلام. 27 – وباسناده الى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن محمد بن على الرضا عن ابيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن على، عن أبيه على بن الحسين، عن أبيه الحسين بن على، عن أبيه أمير المؤمنين على بن أبى طالب


(1) الشن البالى: القربة الخلقة.

[ 121 ]

عليهم السلام قال: دخلت أنا وفاطمة على رسول الله صلى الله عليه واله فوجدته يبكى بكاءا شديدا، فقلت: فداك أبى وأمى يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال: يا على ليلة اسرى بى الى السماء رأيت نساءا من امتى في عذاب شديد، فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت شدة عذابهن ورأيت امرأة معلقة بشعرة يغلى دماغ رأسها ورأيت امرأة معلقة بلسانها، والحميم يصير في حلقها، ورأيت امرأة معلقة بثدييها، ورأيت امرأة تأكل جسدها والنار توقد من تحتها، ورأيت امرأة شد رجلاها الى يديها وقد سلط عليها الحيات والعقارب، و رأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها (1) و بدنها متقطع من الجذام والبرص، ورأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار، ورأيت امرأة يقطع لحم جسدها من مقدمها ومؤخرها بمقاريض من نار، ورأيت امرأة يحرق وجهها ويداها وهى تأكل امعائها، ورأيت امرأة رأسها رأس الخنزير وبدنها بدن الحمار و عليه ألف ألف لون من العذاب، ورأيت امرأة على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار (2) قالت فاطمة عليها السلام: حبيبي وقرة عينى ! أخبرني ما كان عملهن وسيرتهن حتى وضع الله عليهن هذا العذاب ؟ فقال: يا بنتى اما المعلقة بشعرها فانها كانت لا تغطى شعرها من الرجال، واما المعلقة بلسانها فانها كانت تؤذى زوجها، واما المعلقة بثدييها فانها كانت تمنع زوجها من فراشها، واما المعلقة برجليها فانها كانت تخرج من بيتها بغير اذن زوجها، واما التى كانت تأكل لحم جسدها فانها كانت تزين بدنها للناس، واما التى شد يداها الى رجليها وسلط عليها الحيات والعقارب فانها كانت قذرة الوضوء، قذرة الثياب وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض، ولا تتنظف وكانت تستهين بالصلوة، واما الصماء العمياء الخرساء فانها كانت تلد من الزنا فتعلقه في عنق زوجها، واما التى يقرض لحمها بالمقاريض فانها كانت تعرض نفسها على الرجال، واما التى كانت يحرق وجهها وبدنها وهى تأكل أمعائها فانها كانت قوادة، واما التى


(1) المنخر: الانف – وقيل: ثقبة. (2) المقامع جمع المقمعة: العمود من حديد.

[ 122 ]

كانت رأسها رأس الخنزير وبدنها بدن الحمار فانها كانت نمامة كذابة، واما التى كانت على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها فانها كانت قينة (1) بوجه حاسدة (2) ثم قال: ويل لامرأة أغضبت زوجها، وطوبى لامرأة رضى عنها زوجها. 28 – وباسناده الى الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى الى السماء أخذ جبرئيل بيدى وأقعدني على درنوك (3) من درانيك الجنة، ثم ناولنى سفرجلة، فإذا اقلبها إذا انفلقت فخرجت منها جارية حوراء لم أر أحسن منها، فقالت: السلام عليك يا محمد قلت: من أنت ؟ قالت: انا الراضية المرضية خلقني الجبار من ثلثة أصناف: أسفلي من المسك، ووسطى من كافور، واعلاي من عنبر، و عجننى من ماء الحيوان، قال الجبار: كونى فكنت خلقني لاخيك وابن عمك. 29 – وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى الى السماء رأيت في السماء الثالثة رجلا قاعدا، رجلا له في المشرق ورجلا له في المغرب وبيده لوح ينظر فيه ويحرك رأسه، فقلت: يا جبرئيل من هذا ؟ قال: ملك الموت عليه السلام. 30 – في كتاب الخصال عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى الى السماء رأيت رحما معلقة بالعرش تشكوا رحما الى ربها، قلت: كم بينها وبينها من أب ؟ قال: يلتقى في أربعين أبا. 31 – في كتاب ثواب الاعمال عن على عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله انه قال في وصية له: يا على انى رأيت اسمك مقرونا الى اسمى في أربعة مواطن فأنست بالنظر إليه، انى لما بلغت بيت المقدس في معراجي الى السماء وجدت على الصخرة مكتوبا: لا اله الا الله محمد رسول الله أيدته بوزيره ونصرته بوزيره، فقلت لجبرئيل: من وزيرى ؟ قال: على بن أبى طالب عليه السلام، فما انتهيت الى سدرة المنتهى وجدت


(1) القينة: المغنية. (2) كذا في النسخ وفى المصدر ” نواحة حاسدة “. (3) الدرنوك: مال خمل من بساط أو ثوب، والجمع درانيك.

[ 123 ]

مكتوبا عليها: انى انا الله لا اله الا أنا وحدي، محمد صفوتي من خلقي، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره، فقلت لجبرئيل: من وزيرى ؟ قال: على بن أبى طالب عليه السلام، فلما جاوزت السدرة انتهيت الى عرش رب العالمين جل جلاله فوجدت مكتوبا على قوائمه: انا الله لا اله الا انا وحدي، محمد حبيبي، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره، فلما رفعت رأسي نظرت على بطنان العرش مكتوبا: انا الله لا اله الا انا محمد عبدى و رسولي، ايدته بوزيره ونصرته بوزيره. 32 – عن أبى صالح عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: أعطاني الله تبارك وتعالى خمسا وأعطى عليا خمسا: اسرى بى إليه وفتح له ابواب السماء حتى نظر الى ما نظرت إليه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 33 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى وهب بن منبه رفعه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما عرج بى ربى جل جلاله أتانى النداء: يا محمد قلت: لبيك رب العظمة لبيك فأوحى الله الى يا محمد فيما اختصصت بالملاء الاعلى ؟ فقلت: لا علم لى الهى فقال: يا محمد هل اتخذت من الادميين وزيرا واخا ووصيا من بعدك ؟ قلت: الهى و من أتخذ ؟ تخير أنت لى يا الهى، فأوحى الله لى: يا محمد قد اخترت لك من الآدميين على بن أبى طالب فقلت: الهى ابن عمى ؟ فأوحى الله الى: يا محمد ان عليا وارثك ووارث العلم من بعدك وصاحب لوائك لواء الحمد يوم القيمة، وصاحب حوضك يسقى من ورد عليه من مؤمنى امتك، ثم أوحى الله الى يا محمد انى قد اقسمت على نفسي قسما حقا لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك ولاهل بيتك وذريتك الطيبين الطاهرين حقا حقا أقول يا محمد، لادخلن جميع امتك الجنة الا من أبى من خلقي، فقلت: الهى هل واحد يأبى من دخول الجنة ؟ فأوحى الله الى: بلى، فقلت: وكيف يأبى ؟ فأوحى الله إلى: يا محمد اخترتك من خلقي واخترت لك وصيا من بعدك، وجعلته منك بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدك، والقيت محبته في قلبك، وجعلته أبا لولدك فحقه بعدك على امتك كحقك عليهم في حيوتك، فمن جحد حقه جحد حقك ومن أبى أن يواليه فقد أبى أن يدخل الجنة فخررت لله عز وجل ساجدا شكرا لما انعم على فإذا مناد ينادى: ارفع رأسك واسئلنى اعطك،


[ 124 ]

فقلت: الهى اجمع امتى من بعدى على ولاية على بن أبى طالب ليردوا جميعا على حوضى يوم القيمة، فأوحى الله الى: يا محمد ان قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم، و قضائي ماض فيهم لاهلك [ به ] من أشاء وأهدى به من اشاء وقد آتيته علمك من بعدك و جعلته وزيرك وخليفتك من بعدك على أهلك وامتك عزيمة منى، لا أدخل الجنة من ابغضه وعاداه وأنكر ولايته بعدك، فمن أبغضه أبغضك، ومن أبغضك أبغضني، ومن عاداه فقد عاداك، ومن عاداك فقد عاداني، ومن أحبه فقد أحبك، ومن أحبك فقد أحبنى قد جعلت له هذه الفضيلة، واعطيتك ان اخرج من صلبه أحد عشر مهديا كلهم من ذريتك من البكر البتول، وآخر رجل منهم يصلى خلفه عيسى بن مريم، ويملاء الارض عدلا كما ملئت منهم ظلما وجورا (1) أنجى به من الهلكة وأهدى به من الضلالة وأبرئ به من العمى واشفى به المريض، فقلت: الهى ومتى يكون ذلك ؟ فأوحى الله الى عز وجل: يكون ذلك إذا رفع العلم وظهر الجهل، وكثر الغوا (2) وقل العمل، وكثر القتل وقل فقهاء الهادين، وكثر فقهاء الضلالة والخؤنة وكثر الشعراء واتخذ قبل قبورهم (3) مساجد وحليت الصاحف وزخرفت المساجد، وكثر الجور والفساد، وظهر المنكر وأمر امتك به، ونهوا عن المعروف، وكتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وصارت امتك الامراء كفرة واولياؤهم فجرة، وأعوانهم ظلمة، وذووا الرأى منهم فسقة، وعند ذلك ثلاث خسوف، خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وخراب البصرة بيد رجل من ذريتك يتبعه الزنوج، وخروج رجل من ولد الحسين بن على، وخروج الدجال يخرج بالمشرق من سجستان، وظهور السفياني، فقلت: الهى ومتى يكون بعدى من الفتن ؟ فأوحى الله الى واخبرني ببلاء بنى امية وفتنة ولد عمى العباس وما يكون وما هو كائن الى يوم القيمة، فأوصيت


(1) كذا في النسخ لكن في المصدر ” كما ملئت ظلما وجورا ” بدون لفظة ” منهم ” والظاهر انها زيادة من النساخ. (2) كذا في النسخ وفى المصدر ” وكثر القراء.. اه ” وهو الظاهر المناسب للسياق. (3) وفى المصدر ” واتخذ امتك قبورهم مساجد “.

[ 125 ]

بذلك ابن عمى حين هبطت الارض وأديت الرسالة والحمد لله على ذلك، كما حمده النبيون وكما حمده كل نبى قبلى، وما هو خالقه الى يوم القيمة. 34 – وباسناده الى عبد السلام بن صالح الهروي عن على بن موسى الرضا عليه السلام عن آبائه عن على عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول في آخره: وانه لما عرج بى الى السماء اذن جبرئيل مثنى مثنى، ثم قال: نقدم يا محمد، فقلت: يا جبرئيل أتقدم عليك ؟ قال: نعم، لان الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه على ملائكته أجمعين، وفضلك خاصة، فتقدمت وصليت بهم ولا فخر فلما انتهيت الى حجب النور قال لى جبرئيل: تقدم يا محمد ان هذا انتهاء حدى الذى وضعه الله لى في هذا المكان، فان تجاوزته احترقت أجنحتي لتعدى حدود ربى جل جلاله، فزج بى زجة (1) في النور حتى انتهيت الى حيث ما شاء الله عز وجل في ملكوته، فنوديت: يا محمد انت عبدى وأنا ربك فاياى فاعبد وعلى فتوكل فانك نوري في عبادي، ورسولي الى خلقي، وحجتي في بريتى، لمن تبعك خلقت جنتي، ولمن عصاك وخالفك خلقت نارى، ولاوصيائك أوجبت كرامتي، ولشيعتك أوجبت ثو ابى، فقلت: يا رب ومن أوصيائي ؟ فنوديت يا محمد أوصيائك المكتوبون على ساق العرش فنظرت وانا بين يدى ربى الى ساق العرش فرأيت اثنى عشر نورا في كل نور سطر أخضر، مكتوب عليه اسم كل وصى من أوصيائي، أولهم على بن أبى طالب واخرهم مهدى امتى، فقلت يا رب أهؤلاء أوصيائي من بعدى، فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي واحبائي و أصفيائي وحججى بعدك على بريتى، وهم أوصيائك وخلفائك وخير خلقي بعدك، و عزتي وجلالى لاظهرن بهم دينى ولاعلين بهم كلمتي ولاطهرن الارض بآخرهم من أعدائي ولاملكنه مشارق الارض ومغاربها ولاسخرن له الرياح ولاذللن له الرقاب الصعاب، ولارقينه في الاسباب، ولانصرنه بجندي، ولامدنه بملائكتي، حتى


(1) زج بالشئ: رمى به. وفى المصدر ” زخ بى زحة ” بالخاء وهو ايضا بمعناه. قال الجزرى في النهاية: في الحديث: مثل اهل بيتى مثل سفينة نوح من تخلف عنها زخ به في النار أي دفع ورمى.

[ 126 ]

تعلو دعوتي (1) ويجمع الخلق على توحيدي، ثم لاديمن ملكه ولاداولن الايام بين اوليائي الى يوم القيمة. 35 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه واله وحضرت الصلوة اذن جبرئيل، وأقام الصلوة، فقال: يا محمد تقدم، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: تقدم يا جبرئيل، فقال له: انا لا نتقدم على الآدميين منذ أمرنا بالسجود لآدم. 36 – وباسناده الى هشام بن الحكم عن أبى الحسن موسى عليه السلام قال: قلت: لاى علة صار التكبير في الافتتاح سبع تكبيرات أفضل ؟ ولاى علة يقال في الركوع سبحان ربى العظيم وبحمده ويقال في السجود سبحان ربى الاعلى وبحمده ؟ قال: يا هشام ان الله تبارك وتعالى خلق السموات سبعا، والارض سبعا والحجب سبعا، فلما اسرى بالنبي صلى الله عليه واله وكان من ربه كقاب قوسين أو أدنى، رفع له حجاب من حجبه فكبر رسول الله صلى الله عليه واله وجعل يقول الكلمات التى يقال في الافتتاح فلما رفع له الثاني كبر، فلم يزل كذلك حتى بلغ سبع حجب، وكبر سبع تكبيرات، فلذلك العلة يكبر للافتتاح في الصلوة سبع تكبيرات، فلما ذكر ما راى من عظمة الله ارتعدت فرائصه (2) فابترك على ركبتيه وأخذ يقول: سبحان ربى العظيم وبحمده، فلما اعتدل من ركوعه قائما نظر إليه في موضع أعلى من ذلك الموضع خر على وجهه وهو يقول: سبحان ربى الاعلى وبحمده، فلما قال سبع تكبيرات سكن ذلك الرعب، فلذلك جرت به السنة. 37 – وباسناده الى اسحق بن عمار قال: سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: كيف صارت الصلوة ركعة وسجدتين ؟ وكيف إذا صارت سجدتين لم تكن ركعتين ؟ فقال: إذا سألت عن شئ ففرغ قلبك لتفهم، ان اول صلوة صلاها رسول الله


(1) وفى المصدر ” حتى يعلن دعوتي “. (2) الفريصة: لحمة بين الثدى والكتف ترعد عند الفزع.

[ 127 ]

صلى الله عليه واله انما صلاها في السماء بين يدى الله تبارك وتعالى قدام عرشه جل جلاله، وذلك انه لما اسرى به وصار عند عرشه تبارك وتعالى، قال: يا محمد ادن من صاد (1) فاغسل مساجدك وطهرها وصل لربك، فدنا رسول الله صلى الله عليه واله الى حيث أمره الله تبارك وتعالى فتوضأ وأسبغ وضوئه (2) ثم استقبل الجبار تبارك وتعالى قائما فأمره بافتتاح الصلوة، ففعل فقال: يا محمد اقرأ: ” بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الى آخرها ” ففعل ذلك ثم أمره ان يقرأ نسبة ربه تبارك وتعالى: ” بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ” ثم امسك فيه القول فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ” قل هو الله أحد الله الصمد ” فقال: قل ” لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ” فامسك عنه القول، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: كذلك الله ربى كذلك الله ربى، كذلك الله ربى، فلما قال ذلك قال: اركع يا محمد لربك، فركع رسول الله صلى الله عليه واله فقال وهو راكع: سبحان ربى العظيم وبحمده، ففعل ذلك ثلثا، ثم قال: ارفع رأسك يا محمد ففعل رسول الله، فقام منتصبا بين يدى الله عزوجل، فقال: اسجد يا محمد لربك، فخر رسول الله صلى الله عليه واله ساجدا فقال: قل: سبحان ربى الاعلى وبحمده، ففعل ذلك رسول الله ثلثا، فقال له: استو جالسا يا محمد ففعل، فلما استوى جالسا ذكر جلال ربه جل جلاله فخر رسول الله ساجدا من تلقاء نفسه لا لامر امره ربه عزوجل فسبح ايضا ثلثا، فقال: انتصب قائما ففعل فلم ير ماكان رأى من عظمة ربه جل جلاله فقال له: اقرأ يا محمد وافعل كما فعلت في الركعة الاولى، ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه واله ثم سجد سجدة واحدة فلما رفع رأسه ذكر جلالة ربه تبارك وتعالى الثانية، فخر رسول الله صلى الله عليه واله ساجدا من تلقاء نفسه لا لامر ربه عزوجل، فسبح ايضا ثم قال له: ارفع رأسك ثبتك الله، واشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، وان الساعة آتية لا ريب فيها، وان الله يبعث من في القبور، اللهم صلى على محمد وآل محمد، وترحم على محمد و آل محمد، كما صليت وباركت وترحمت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد،


(1) مر في حديث الكافي معناه وانه ماء يسيل من ساق العرش، وسيأتى في آخر الحديث ايضا. (2) اسبغ فلان الوضوء: أبلغه مواضعه ووفى كل عضو حقه.

[ 128 ]

اللهم تقبل شفاعته وارفع درجته ففعل،، فقال: سلم يا محمد واستقبل (1) رسول الله صلى الله عليه واله ربه تبارك وتعالى مطرقا فقال: السلام، فأجابه الجبار جل جلاله فقال: و عليك السلام يا محمد، بنعمتي قويتك على طاعتي وبعصمتي اياك اتخذتك نبيا وحبيبا، ثم قال أبو الحسن عليه السلام: وانما كانت الصلوة التى أمر بها ركعتين وسجدتين، وهو صلى الله عليه واله انما سجد سجدتين في كل ركعة عما أخبرتك من تذكره [ عظمة ] ربه تبارك و تعالى، فجعله الله عزوجل فرضا، قلت: جعلت فداك وما صاد الذى امر ان يغتسل منه ؟ فقال: عين تنفجر من ركن من أركان العرش يقال له ماء الحيوة، وهو ما قال الله عزوجل: ” ص والقرآن ذى الذكر ” انما امره أن يتوضأ ويقرء ويصلى. 38 – ابى (ره) قال: حدثنا الحسين بن محمد العطار عن محمد بن الحسن الصفار ولم يحفظ اسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى الى السماء سقط من عرقي فنبت منه الورد فوقع في البحر، فذهب السمك ليأخذها وذهب الدعموص (2) ليأخذها، فقالت السمكة: هي لى وقال الدعموص: هي لى، فبعث الله عزوجل اليهما ملكا ليحكم بينهما فجعل نصفها للسمكة، ونصفها للدعموص. 39 – في من لا يحضره الفقيه وسأل محمد بن عمران أبا عبد الله عليه السلام فقال: لاى علة يجهر في صلوة الجمعة وصلوة المغرب وصلوة العشاء الآخرة وصلوة الغداة، وساير الصلوات الظهر والعصر لا يجهر فيهما ؟ ولاى علة صار التسبيح في الركعتين الاخيرتين أفضل من القراءة ؟ قال: لان النبي صلى الله عليه واله لما اسرى به الى السماء كان أول صلوة فرضها الله عليه الظهر يوم الجمعة، فأضاف الله عزوجل إليه الملائكة تصلى خلفه، وأمر نبيه ان يجهر بالقراءة ليبين لهم فضله، ثم فرض عليه العصر ولم يضف إليه أحدا من الملائكة، وأمره أن يخفى القراءة، لانه لم يكن وراه أحد، ثم فرض عليه المغرب وأضاف إليه الملائكة فأمره بالاجهار وكذلك العشاء الآخرة، فلما كان قرب


(1) وفى المصدر ” فقال: سلم يا محمد واستقبل فاستقبل رسول الله… اه “. (2) الدعموص: دويبة أو دودة سوداء تكون في الغدران إذا نشت.

[ 129 ]

الفجر نزل ففرض الله عزوجل عليه الفجر فأمره بالاجهار ليبين للناس فضله كما بين للملائكة فلهذه العلة يجهر فيها، وصار التسبيح أفضل من القرائة في الاخيرتين لان النبي صلى الله عليه واله لما كان في الاخيرتين ذكر ما رأى من عظمة الله عزوجل فدهش، فقال: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر، فلذلك صار التسبيح أفضل من القرائة. 40 – في كتاب معاني الاخبار باسناده الى أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما عرج بى الى السماء إذا انا باسطوانة أصلها من فضة بيضاء ووسطها من ياقوتة و زبرجد، وأعلاها ذهبة حمراء، فقلت: يا جبرئيل ما هذه ؟ فقال: هذا دينك أبيض واضح مضى، قلت: وما هذه وسطها ؟ قال: الجهاد، قلت: فما هذه الذهبة الحمراء ؟ قال: الهجرة، وكذلك علا ايمان على عليه السلام على ايمان كل مؤمن. 41 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن حماد بن عثمان عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لما عرج برسول الله صلى الله عليه واله انتهى به جبرئيل الى مكان فخلى عنه، فقال له: يا جبرئيل أتخليني على هذه الحال ؟ فقال: امضه فوالله لقد وطيت مكانا ما وطاه بشر وما مشى فيه بشر قبلك. 42 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن أبى جعفر الثاني عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه واله ان الله خلق الاسلام فجعل له عرصة، وجعل له نورا، وجعل له حصنا وجعل له ناصرا فاما عرصته فالقرآن واما نوره فالحكمة واما حصنه فالمعروف واما أنصاره فأنا وأهل بيتى وشيعتنا فاحبوا أهل بيتى وشيعتهم وأنصارهم فانه لما اسرى بى الى السماء الدنيا فنسبني جبرئيل عليه السلام لاهل السماء استودع الله حبى وحب أهل بيتى وشيعتهم وأنصارهم في قلوب الملائكة، فهو عندهم وديعة الى يوم القيمة ثم هبط بى الى الارض فنسبني الى أهل الارض، فاستودع عزوجل حبى وحب أهل بيتى وشيعتهم في قلوب مؤمنى امتى. فمؤمنى امتى يحفظون وديعتي الى يوم القيمة، الا فلو ان رجلا من امتى عبد الله عزوجل عمره ايام الدنيا، ثم لقى الله عزوجل مبغضا لاهل بيتى وشيعتي ما فرج الله صدره الا عن نفاق.


[ 130 ]

43 – في تفسير على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عمربن اذينة عن زرارة أو الفضيل عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه واله الى السماء فبلغ البيت المعمور وحضرت الصلوة فأذن جبرئيل عليه السلام واقام فتقدم رسول الله صلى الله عليه واله فصف الملائكة والنبيون خلف محمد صلى الله عليه واله. 44 – محمد بن الحسن وعلى بن محمد عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عبد الله الخزاز عن هارون بن خارجة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال: يا هارون بن خارجة كم بينك وبين المسجد الكوفة يكون ميلا ؟ قلت: لا قال: أفتصلي فيه الصلوة كلها ؟ قلت: لا، قال: أما لو كنت بحضرته لرجوت الا تفوتنى فيه صلوة، وتدرى ما فضل ذلك الموضع ؟ ما من عبد صالح ولا نبى الا وقد صلى في مسجد كوفان حتى ان رسول الله صلى الله عليه واله لما اسرى الله به قال له جبرئيل عليه السلام: تدرى أين أنت يا رسول الله الساعة ؟ أنت مقابل مسجد كوفان، قال: فاستأذن لى ربى حتى آتيه فاصلي فيه ركعتين فاستأذن الله عزوجل فأذن له والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، 45 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن على بن موسى الرضا عليه السلام قال: قال لى: يا أحمد ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام بن الحكم في التوحيد ؟ فقلت: جعلت فداك قلنا نحن بالصورة للحديث الذى روى ان رسول الله صلى الله عليه واله رآى ربه في صورة شاب، وقال هشام بن الحكم بالنفى للجسم فقال: يا احمد ان رسول الله صلى الله عليه واله لما اسرى به الى السماء وبلغ عند سدرة المنتهى خرق له في الحجب مثل سم الابرة فرأى من نور العظمة ما شاء الله ان يرى، وأردتم أنتم التشبيه ؟ دع هذا يا أحمد، لا ينفتح عليك منه أمر عظيم. 46 – وحدثني أبى عن حماد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى الى السماء دخلت الجنة فرأيت قصرا من ياقوتة حمراء يرى داخلها من خارجها، وخارجها من داخلها، من ضيائها، وفيها بيتان من در وزبرجد، فقلت: يا جبرئيل لمن هذا القصر ؟ فقال: هذا لمن أدام الصيام وأطعم الطعام وتهجد


[ 131 ]

بالليل والناس نيام، وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 47 – حدثنى أبى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اول من سبق الى بلى رسول الله، وذلك انه كان أقرب الخلق الى الله تعالى وكان بالمكان الذقال له جبرئيل عليه السلام لما اسرى به الى السماء: تقدم يا محمد لقد وطأت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبى مرسل، ولولا ان روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه، وكان من الله عز وجل كما قال الله ” قاب قوسين أو أدنى ” أي بل أدنى. 48 – حدثنى أبى عن عمرو بن سعيد الراشدي عن ابن مسكان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه واله فأوحى إليه في على ما أوحى من شرفه ومن عظمته عند الله، ورد الى البيت المعمور، وجمع له النبيين فصلوا خلفه عرض في نفس رسول الله صلى الله عليه واله من عظم ما أوحى إليه في على، فأنزل الله: ” فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك ” يعنى الانبياء، فقد انزلنا إليهم في كتبهم من فضله ما انزلنا في كتابك ” لقد جائك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين و لا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين ” فقال الصادق عليه السلام: فوالله ما شك وما سأل. 49 – وحدثني أبى عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن أبى عبيدة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله يكثر تقبيل فاطمة عليها السلام، فأنكرت ذلك عايشة، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا عايشة انى لما اسرى بى الى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل عليه السلام من شجرة طوبى وناولني من ثمارها، فأكلته فحول الله ذلك ماء في ظهرى، فلما هبطت الى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فما قبلتها قط الا وجدت رايحة شجرة طوبى منها. 50 – حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن أبى حمزة الثمالى عن أبى الربيع قال: حججت من أبى جعفر عليه السلام في السنة التى حج فيها هشام بن عبد الملك، وكان


[ 132 ]

معه نافع مولى عمر بن الخطاب، فنظر نافع الى أبى جعفر عليه السلام في ركن البيت وقد اجتمع عليه الناس، فقال: يا أمير المؤمنين من هذا الذى تكافئ عليه الناس ؟ قال: نبى أهل الكوفة محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب، فقال: لآتينه فلاسألنه عن مسايل لا يجيبنى فيها الا نبى أو وصى نبى، قال: فاذهب إليه فاسئله لعلك تخجله فجاء نافع حتى اتكى على الناس فأشرف على أبي جعفر عليه السلام فقال: يا محمد بن على انى قد قرأت التوراة والانجيل والزبور والفرقان، وقد عرفت حلالها وحرامها، وقد جئتك اسئلك عن مسائل لا يجيب فيها الا نبى أو وصى نبى أو ابن نبى، فرفع أبو جعفر عليه السلام رأسه فقال: سل عما بدا لك فقال: كم كان بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وآله من سنة ؟ قال: اخبرك بقولك أم بقولى ؟ قال أخبرني بالقولين جميعا، فقال: اما في قولى فخمسمأة سنة واما في قولك فستمأة سنة، قال: اخبرني عن قول الله عزوجل: ” واسئل من أرسلنا قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ” من الذى سئل محمد وكان بينه وبين عيسى خمسمأة سنة ؟ قال أبو جعفر عليه السلام: هذه الآية ” سبحان الذى اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا ” كان من الآيات التى أراها الله محمدا صلى الله عليه واله حيث اسرى به الى البيت المقدس، انه حشر الاولين والآخرين من النبيين والمرسلين، ثم أمر جبرئيل فاذن شفعا وأقام شفعا وقال في اقامته حى على خير العمل ثم تقدم محمد صلى الله عليه واله فصلى بالقوم، فلما انصرف قال: سل يا محمد من أرسلنا قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: على ما تشهدون وما كنتم تعبدون ؟ قالوا: نشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله، اخذت على ذلك عهودنا ومواثقينا، فقال نافع: صدقت يابا جعفر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 51 – وباسناده الى أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى الى السماء دخلت الجنة فرأيت قيعان يقق (1) ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من


(1) القيعان جمع القاع: أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الآكام والجبال. واليقق المتناهى في البياض وقد تكسر القاف.

[ 133 ]

فضة ولبنة من ذهب، وربما امسكوا فقلت لهم: مالكم ربما بنيتم وربما أمسكتم ؟ فقالوا: حتى تجيئنا النفقة، فقلت: فما نفقتكم ؟ قالوا: قول المؤمن في الدنيا سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر، فإذا قال نبينا، وإذا امسك أمسكنا. 52 – وقال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى إلى السماء أخذ جبرئيل بيدى فأدخلني الجنة وأجلسني على درنوك من درانيك الجنة (1) فناولني سفرجلة فانفلقت نصفين، فخرجت من بينهما حوراء، فقامت بين يدى فقالت: السلام عليك يا محمد، السلام عليك يا أحمد، السلام عليك يا رسول الله، فقلت: وعليك السلام من أنت ؟ قالت: انا الراضية المرضية، خلقني الجبار من ثلثة أنواع، أسفلي من المسك، ووسطى من العنبر، وأعلاى من الكافور، وعجنت بماء الحيوان، ثم قال جل ذكره لى: كونى، فكنت لاخيك ووصيك على بن أبى طالب صلوات الله عليه. 53 – في تفسير العياشي عن هشام بن الحكم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله صلى العشاء الاخرة وصلى الفجر في الليلة التى اسرى به فيها بمكة. 54 – عن زرارة وحمران بن أعين ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: حدث أبو سعد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: ان جبرئيل قال لى (2) ليلة اسرى بى وحين رجعت فقلت: يا جبرئيل هل لك من حاجة ؟ فقال: حاجتى ان تقرأ على خديجة من الله ومنى السلام، وحدثنا عند ذلك انها قالت حين لقيها نبى الله صلى الله عليه واله فقال لها الذى قال جبرئيل، قالت: ان الله هو السلام ومنه السلام واليه السلام وعلى جبرئيل السلام. قال عز من قائل انه هو السميع البصير. 55 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن خالد الطيالسي عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لم يزل الله عز – وجل ربنا والعلم ذاته ولا معلوم، والسمع ذاته ولا مسموع، والبصر ذاته ولا مبصر، والقدرة


(1) الدرنوك: ماله خمل من البساط، وقد مر. (2) وفى البحار ” أتانى ” مكان ” قال لى ” وهو الظاهر.

[ 134 ]

ذاته ولا مقدور، فلما أحدث الاشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم، والسمع على المسموع، والبصر على المبصر، والقدرة على المقدور، قال: قلت: فلم يزل الله متحركا ؟ قال فقال: تعالى الله ان الحركة صفة محدثة بالفعل، قال: قلت: فلم يزل الله متكلما ؟ قال: فقال: ان الكلام صفة محدثة ليست بأزلية، كان الله عز وجل ولا متكلم. 56 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن أبى عبد الله عليه السلام وقد سأله بعض الزنادقة عن الله تعالى، وفيه: قال السائل فيقول: انه سميع بصير ؟ قال: وهو سميع بصير سميع بغير جارحة، وبصير بغير آلة، بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه، ليس قولى: انه يسمع بنفسه ويبصر بنفسه انه شئ والنفس شئ آخر، ولكن أردت عبارة عن نفسي إذ كنت مسئولا، وافهاما لك إذ كنت سائلا، وأقول يسمع بكله لا ان الكل له بعض، ولكن أردت افهامك والتعبير عن نفسي، وليس مرجعي في ذلك الا الى انه السميع البصير، العالم الخبير، بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى (1). 57 – وفيه عن على عليه السلام حديث طويل وفيه كان ربا ولا مربوب: والها إذ لا مألوه، و عالما إذ لا معلوم وسميعا إذ لا مسموع، سميع لا بآلة، وبصير لا بأداة. 58 – وعن الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وسمى ربنا سميعا لا بجزء فيه يسمع به الصوت لا يبصر به، كما ان جزئنا الذى به نسمع لا يقوى على النظر به، ولكن أخبر أنه لا تخفى عليه الاصوات ليس على حد ما سمينا نحن، فقد جمعنا الاسم بالسميع واختلف المعنى، وهكذا البصر لا بجزء به أبصر كما انا نبصر بجزء منا لا ننتفع به في غيره، ولكن الله بصير لا يجهل شخصا منظورا إليه فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى. 59 – وباسناده الى أبى هاشم الجعفري عن أبى جعفر الثاني عليه السلام، انه قال له رجل وكيف سمى ربنا سميعا ؟ قال: لانه لا يخفى عليه ما يدرك بالاسماع، ولا نصفه (2) بالسمع المعقول في الرأس، وكذلك سميناه بصيرا لانه لا يخفى عليه ما يدرك بالابصار من لون و


(1) ” وفى اصول الكافي مثله سواء. منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ). (2) وفى المصدر ” ولم نصفه ” وهو الاوفق بحسب السياق.

[ 135 ]

شخص وغير ذلك، ولم نصفه بلحظ العين (1) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 60 – وباسناده الى محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك يزعم قوم من أهل العراق انه يسمع بغير الذى يبصر، ويبصر بغير الذى يسمع ؟ قال: فقال: كذبوا وألحدوا وشبهوا، تعالى الله عن ذلك، انه سميع بصير يسمع بما يبصر، و يبصر بما يسمع، قال: قلت: يزعمون انه بصير على ما يعقلونه ؟ قال: فقال: تعالى الله انما يعقل ما كان بصفة المخلوق وليس الله كذلك. 61 – وباسناده الى حماد بن عيسى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت: لم يزل الله يعلم ؟ قال: انى يكون يعلم ولا معلوم، قال: قلت: فلم يزل الله يسمع ؟ قال: انى يكون ذلك ولا مسموع، قال: قلت: فلم يزل يبصر ؟ قال: اين يكون ذلك ولا مبصر ثم قال: لم يزل الله عليما سميعا بصيرا ذات علامة سميعة بصيرة. 62 – في عيون الاخبار باسناده الى الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وقلنا انه سميع لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش الى الثرى من الذرة الى اكبر منها في برها وبحرها، ولا تشتبه عليه لغاتها، فقلنا عند ذلك سميع لا بأذن، وقلنا انه بصير لا ببصر لانه يرى أثر الذرة السمحاء (2) في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء، ويرى دبيب النمل في الليلة الدجية (3) ويرى مضارها ومنافعها واثر سفادها وفراخها ونسلها، فقلنا عند ذلك انه بصير لا كبصر خلقه. 63 – وباسناده الى الحسين بن خالد قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لم يزل الله عزوجل عليما قادرا جبارا قديما سميعا بصيرا، فقلت له: يا بن رسول الله ان أقواما يقولون لم يزل الله عالما بعلم، وقادرا بقدرة وحيا بحيوة، وسميعا بسمع، وبصيرا ببصر


(1) وفى المصدر ” ولم نصفه بنظر لحظ العين “. (2) السمحاء: السوداء. (3) الدجية: المظلمة.

[ 136 ]

فقال عليه السلام: من قال ذلك ودان به فقد اتخذ مع الله آلهة اخرى، وليس من ولايتنا على شئ، ثم قال عليه السلام لم يزل الله عليما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا لذاته، تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علوا كبيرا. 64 – في نهج البلاغة قال عليه السلام بصيرا إذ لا منظور إليه من خلقه. 65 – وفيه قال عليه السلام: وكل سميع غيره بصير عن لطيف الاصوات، ويصمه كبيرها ويذهب عنه ما بعد منها، وكل بصير غيره يعمى عن خفى الالوان ولطيف الاجسام. 66 – وفيه والسميع لا بأداة والبصير لا بتفريق آلة (1). 67 – وفيه بصير لا يوصف بالحاسة. 68 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” وجعلنا ذريته هم الباقين ” يقول: الحق والنبوة والكتاب والايمان في عقبه وليس كل من في الارض من بنى آدم من ولد نوح، قال الله في كتابه: ” احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك الا من سبق عليه القول منهم ومن آمن وما آمن معه الا قليل ” وقال ايضا: ذرية من حملنا مع نوح. 69 – حدثنى أبى [ عن ابن أبى عمير ] عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان نوح إذا أمسى وأصبح يقول: أمسيت أشهد انه ما أمسى بى من نعمة في دين أو دنيا فانها من الله وحده لا شريك له، له الحمد على [ بها ] والشكر كثيرا فأنزل الله عزوجل: انه كان عبدا شكورا. 70 – في من لا يحضره الفقيه وروى عنه حفص بن البخترى انه قال: كان نوح عليه السلام يقول: إذا أصبح وأمسى: اللهم انى أشهدك انه ما أصبح وأمسى من نعمة و عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر بها على حتى ترضى وبعد الرضى، يقولها إذا أصبح عشرا، وإذا أمسى عشرا فسمى بذلك عبدا شكورا. 71 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن محمد بن سنان عن


(1) وفى بعض نسخ النهج ” والبصير بلا تفريق آلة “.

[ 137 ]

أبى سعيد المكارى عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: فما عنى بقوله في نوح ” انه كان عبدا شكورا ” ؟ قال: كلمات بالغ فيهن، قلت: وما هن ؟ قال: كان إذا أصبح قال: أصبحت أشهدك ما أصبحت بى من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فانها منك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد على ذلك، ولك الشكر كثيرا، كان يقولها إذا أصبح ثلثا وإذا أمسى ثلثا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 72 – حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهب بن حفص عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله عند عايشة ليلتها، فقالت: يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال: يا عايشة ألا اكون عبدا شكورا قال: وكان رسول الله صلى الله عليه واله يقوم على أطراف أصابع رجليه فانزل الله سبحانه: ” طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى “. 73 – عن ابن أبى عمير عن ابن رئاب عن اسمعيل بن الفضل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أصبحت وأمسيت فقل عشر مرات: اللهم ما أصبحت بى من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر على يا رب حتى ترضى وبعد الرضا فانك إذا قلت ذلك كنت قد أديت شكر ما أنعم الله به عليك في ذلك اليوم وفى تلك الليلة. 74 – في كتاب علل الشرايع حدثنا أبى رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان نوحا انما سمى عبدا شكورا لانه كان يقول إذا أصبح وأمسى: اللهم انى اشهدك انه ما اصبح وامسي بى من نعمة لى وعافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك. لك الحمد والك الشكر بها حتى ترضى الهنا. 75 – ابى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبى عمير عن حفص بن البخترى عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وابراهيم الذى وفى ” قال: انه كان يقول إذا أصبح وامسي: أصبحت وربى محمود، أصبحت


[ 138 ]

لا اشرك به شيئا ولا ادعو مع الله الها آخر، ولا اتخذ من دونه وليا، فسمى بذلك عبدا شكورا. 76 – في تفسير العياشي عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” كان عبدا شكورا ” قال: كان إذا أمسى وأصبح يقول: أمسيت أشهد انه ما أمست بى من نعمة في دين أو دنيا فانها من الله وحده لا شريك له، له الحمد بها والشكر كثيرا. 77 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم البطل عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: وقضينا الى بنى اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين قال: قتل على بن أبى طالب وطعن الحسن عليه السلام ولتعلن علوا كبيرا قال: قتل الحسين عليه السلام فإذا جاء وعد اوليهما فإذا جاء نصر دم الحسين بعثنا عبادا لنا اولى باس شديد فجاسوا خلال الديار قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وترا لآل محمد صلى الله عليه واله الا قتلوه وكان وعد الله مفعولا خروج القائم عليه السلام ثم رددنا لكم الكرة عليهم خروج الحسين عليه السلام في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدون الى الناس ان هذا الحسين قد خرج لا يشك المؤمنون فيه وانه ليس بدجال ولا شيطان، والحجة القائم بين أظهرهم، فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين انه الحسين عليه السلام جاء الحجة الموت فيكون الذى يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته الحسين بن على عليه السلام، ولا يلى الوصي الا الوصي. 78 – وفى تفسير العياشي بعد أن نقل هذا الحديث الى آخره قال: وزاد ابراهيم في حديثه: ثم يملكهم الحسين عليه السلام حتى يقع حاجباه على عينيه. 79 – في مجمع البيان وقرائة على عليه السلام ” عبيدا لنا “. 80 – في تفسير العياشي عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان يقرء: ” بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد ” ثم قال: وهو القائم وأصحابه أولى بأس شديد. 81 – في تفسير على بن ابراهيم وخاطب الله امة محمد فقال: ” لتفسدن في الارض مرتين ” يعنى فلانا وفلانا وأصحابهما ونقضهم العهد ” ولتعلن علوا كبيرا ” يعنى


[ 139 ]

ما ادعوه من الخلافة ” فإذا جاء وعد اولهما ” يعنى يوم الجمل ” بعثنا عليكم عبادا لنا أولى باس شديد ” يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه وأصحابه ” فجاسوا خلال الديار ” أي طلبوكم وقتلوكم ” وكان وعدا مفعولا ” يتم ويكون ” ثم رددنا لكم الكرة عليهم ” يعنى لبنى امية على آل محمد ” وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم اكثر نقيرا ” من الحسن والحسين ابني على عليهم السلام وأصحابهما وسبوا نساء آل محمد. 82 – في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال امير المؤمنين عليه السلام في خطبته: ايها الناس سلونى قبل أن تفقدوني فان بين جوانحي علما جما فسلوني قبل أن تشغر برجلها (1) فتنة شرقية تطأ في خطامها – (2) ملعون ناعقها وموليها وقائدها وسائقها والمتحرز فيها (3) فكم عندها من رافعة ذيلها يدعو بويلها دجلة أو حولها، لا مأوى يكنها (4) ولا احد يرحمها، فإذا استدار الفلك قلتم مات أو هلك وبأى واد سلك، فعندها توقعوا الفرج، وهو تأويل هذه الاية ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا والذى فلق الحبة وبرئ النسمة ليعيش إذ ذاك ملوك ناعمين، ولا يخرج الرجل منهم من الدنيا حتى يولد لصلبه ألف ذكر، آمنين من كل بدعة وآفة والتنزيل، عاملين بكتاب الله وسنة رسوله قد اضمحلت عليهم (5) الآفات والشبهات. 83 – عن رفاعة بن موسى قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان اول من يكر


(1) أي ترفع برجلها، قيل: كنى بشغر رجلها عن خلو تلك الفتنة من مدبر، أو هو كناية عن كثرة مداخل الفساد فيها. (2) الخطام – ككتاب -: كلما يجعل في أنف البعير ليقتاد به. (3) قال المجلسي (ره): ولعل المعنى من يتحرز من انكارها ورفعها لئلا يخل بدنياه ” انتهى ” وفى بعض النسخ ” المتحرض ” بالضاد ولعله الانسب بحسب السياق، ثم قال المجلسي (ره): وساير الخبر كان مصحفا فتركته على ما وجدته والمقصود واضح. (4) أي يسترها. (5) وفى المصدر ” عنهم الآفات.. اه “.

[ 140 ]

الى الدنيا الحسين بن على عليهما السلام ويزيد بن معاوية واصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذة (1) ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ” ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا “. 84 – في عيون الاخبار باسناده الى على بن الحسين بن على بن فضال عن ابيه قال: قال الرضا عليه السلام في قول الله تعالى: ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها قال، ان أحسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها رب يغفر لها، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 85 – في تفسير على بن ابراهيم متصلا بآخر تفسيره المتقدم اعني قوله: وسبوا نساء آل محمد ” ان احسنتم أحسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ” يعنى القائم صلوات الله عليه وأصحابه ليسوؤا وجوهكم ” يعنى يسود وجوههم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة يعنى رسول الله صلى الله عليه واله وأصحابه وأمير المؤمنين صلوات الله عليه وليتبروا ما علوا تتبيرا أي يعلو عليكم فيقتلوكم، ثم عطف على آل محمد عليه وعليهم السلام فقال: عسى ربكم ان يرحمكم أي ينصركم على عدوكم ثم خاطب بنى امية فقال وان عدتم عدنا يعنى ان عدتم بالسفياني عدنا بالقائم من آل محمد صلوات الله عليهم وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا أي حبسا يحصرون فيها، ثم قال عزوجل: ان هذا القرآن يهدى أي يبين للتى هي اقوم ويبشر المؤمنين يعنى آل محمد صلوات الله عليهم الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا 86 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابراهيم بن عبد الحميد عن موسى بن اكيل النميري عن العلا بن سيابة عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” ان هذا القرآن يهدى للتى هي أقوم ” قال: يهدى الى الامام. 87 – في الكافي على بن ابراهيم عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن


(1) القذة: ريش السهم، وهذا القول يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان، وقد تكرر ذكره في الحديث.

[ 141 ]

أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام: حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم ثلث بالدعاء إليه بكتابه ايضا فقال تبارك وتعالى ” ان هذا القرآن يهدى للتى هي أقوم ” أي يدعو ” ويبشر المؤمنين “. 88 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: ايها الناس انه من استنصح الله (1) وفق، ومن اتخذ قوله دليلا هدى للتى هي أقوم. 89 – في كتاب معاني الاخبار باسناده الى موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عليهم السلام قال: الامام منا لا يكون الا معصوما، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها، وكذلك لا يكون الا منصوصا، فقيل، يا بن رسول الله فما معنى المعصوم ؟ فقال: هو المعتصم بحبل الله، وحبل الله هو القرآن، والقرآن يهدى الى الامام، وذلك قول الله عز وجل: ” ان هذا القرآن يهدى للتى هي اقوم “. 90 – في تفسير العياشي عن أبى اسحق: ” ان هذا القرآن يهدى للتى هي أقوم ” قال: يهدى الى الولاية. 91 – في تفسير على بن ابراهيم ثم عطف على آل محمد بنى امية فقال: والذين لا يؤمنون بالآخرة اعتدنا لهم عذابا اليما قوله: ويدع الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا قال: يدعو على أعداءه بالشر كما يدعو لنفسه بالخير ويستعجل الله بالعذاب وهو قوله: وكان الانسان عجولا. 92 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: واعرف طريق نجاتك وهلاكك، كى لا تدعو الله بشئ عسى فيه هلاكك وأنت تظن ان فيه نجاتك، قال الله تعالى: ” و يدع الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا “. 93 – في تفسير العياشي عن سلمان الفارسى قال: ان الله لما خلق آدم فكان


(1) أي من أطاع اوامره وعلم انه يهديه الى مصالحه ويرده عن مفاسده ويرشده الى ما فيه نجاته ويصرفه عما فيه عطبه، قاله ابن ابى الحديد في شرحه.

[ 142 ]

أول ما خلق عيناه فجعل ينظر جسده كيف يخلق، فلما حانت (1) ولم يتبالغ الخلق في رجليه فأراد القيام فلم يقدر، وهو قول الله: ” خلق الانسان عجولا ” وان الله لما خلق آدم ونفخ فيه لم يستجمع (2) أن يتناول عنقودا فأكله. 94 – عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما خلق الله آدم نفخ فيه من روحه وثب ليقوم قبل أن يتم خلقه فسقط، فقال الله عزوجل: ” خلق الانسان عجولا ” 95 – عن ابى بصير فمحونا آية الليل قال: هو السواد الذى في جوف القمر. 96 – عن نصر بن قابوس عن أبى عبد الله عليه السلام: قال السواد الذى في القمر: محمد رسول الله. 97 – عن أبى الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا عليه السلام وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن هذا السواد في القمر ؟ قال: هو قول الله ” فمحونا آية الليل “. 98 – عن ابى الطفيل قال: قال على بن أبى طالب عليه السلام: سلونى عن كتاب الله فانه ليس من آية الا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، أو في سهل أو في جبل، قال: فقال له ابن الكوا فما هذا السواد في القمر ؟ فقال: أعمى سأل عن عمياء أما سمعت الله يقول: ” فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ” فذلك محوها. 99 – في كتاب الخصال حدثنا على بن أحمد بن موسى رضى الله عنه قال: حدثنا على بن الحسن قال: حدثنا سعد بن كثير بن عفير، قال: حدثنى ابن لهيعة وراشد بن سعد عن حريز بن عبد الله عن أبى الرحمن البجلى عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله في مرضه الذى توفى فيه: ادعوا لى أخى، فارسلوا الى على عليه السلام فدخل فوليا وجوههما الى الحايط وردا عليهما ثوبا فاسدي والناس محتوشوه (2) وراء الباب فخرج على عليه السلام فقال رجل من الناس: اسر اليك نبى الله شيئا ؟ فقال: نعم اسر الى ألف


(1) أي قربت. (2) كذا في النسخ وفى المصدر ونسخة البحار ” لم يلبث ” مكان ” لم يستجمع “. (3) اسدي بيده نحو الشئ: مدها. واحتوش القوم فلانا: اجتمعوا عليه وجعلوه في وسطهم.

[ 143 ]

باب، في كل باب الف باب، قال: ووعيته ؟ قال: نعم وعقلته، قال: فما السواد الذى في القمر ؟ قال: ان الله عزوجل قال: ” وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ” قال له الرجل: عقلت يا على ووعيت. 100 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله صلى الله عليه واله فقال: ما بال الشمس والقمر لا يستويان في الضوء والنور ؟ قال: لما خلقهما الله عزوجل أطاعا ولم يعصيا شيئا، فأمر الله عزوجل جبرئيل عليه السلام أن يمحو ضوء القمر فمحاه، فأثر المحو في القمر خطوطا سوداء ولو ان القمر ترك على حاله بمنزلة الشمس لم يمح لما عرف الليل من النهار، ولا النهار من الليل، ولا علم الصائم كم يصوم، ولا عرف الناس عدد السنين، وذلك قول الله عزوجل: ” وجعلنا الليل و النهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا من فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب ” قال: صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 101 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى القاسم بن معوية عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال لما خلق الله عزوجل القمر كتب عليه لا اله الا الله محمد رسول الله على أمير المؤمنين وهو السوداء الذى ترونه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 102 – وعن الاصبغ بن نباتة قال: قال ابن الكوا لامير المؤمنين عليه السلام، أخبرني عن المحو الذى يكون في القمر ؟ فقال: الله اكبر، الله اكبر، رجل أعمى يسأل عن مسألة عمياء أما سمعت الله يقول: ” وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل و جعلنا آية النهار مبصرة “. 103 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: وجعل شمسها آية مبصرة لنهارها. وقمرها آية ممحوة من ليها، وأجراهما في مناقل مجراهما، وقدر مسيرهما في مدارج درجهما، ليميز بين الليل والنهار بهما، وليعلم عدد السنين والحساب بمقاديرهما.


[ 144 ]

104 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى سدير الصيرفى عن ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: فنظرت في كتاب لجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا، وعلم ما كان وما يكون الى يوم القيمة الذى خص الله به محمدا والائمة من بعده عليهم السلام وتأملت مولد غائبنا وابطاءه وطول عمره، وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان، وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته. وارتداد اكثرهم عن دينهم، وخلعهم ربقة الاسلام (1) من أعناقهم، التى قال الله تعالى جل ذكره وكل انسان الزمناه طائره في عنقه يعنى الولاية، فاخذتنى الرقة واستولت على الاحزان. 105 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في في قوله: ” وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه ” يقول: خيره وشره معه حيث كان لا يستطيع فراقه، حتى يعطى كتابه يوم القيمة بما عمل. 106 – في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام عن قوله: ” وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ” قال: قدرة الذى قدر عليه. 107 – عن خالد بن نجيج عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: اقرء كتابك كفى بنفسك اليوم قال: يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه، حتى كانه فعله تلك الساعة فلذلك ” قالوا يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها ” 108 – في مجمع البيان: ولا تزر وازرة وزر اخرى وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: لا تجن يمينك عن شمالك، وهذا مثل ضربه عليه السلام وفى هذا دلالة واضحة على بطلان قول من يقول: ان اطفال الكفار يعذبون من آبائهم في النار، انتهى. 109 – في تفسير العياشي عن حمران عن أبى جعفر في قول الله. وإذا أردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها قال: تفسيرها أمرنا أكابرها.


(1) الربقة: العروة.

[ 145 ]

110 – عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ” مشددة منصوبة (1) تفسيرها كثرنا، وقال: لا قرأتها مخففة. 111 – في مجمع البيان وقرأ يعقوب ” آمرنا ” بالمد على وزن عامرنا وهو قراءة على بن أبى طالب عليه السلام، وقرأ ” أمرنا ” بتشديد الميم محمد بن على عليهما السلام بخلاف. 112 – في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزى بعد كلام طويل قال الرضا عليه السلام: ألا تخبرني عن قول الله عزوجل: ” وإذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ” يعنى بذلك انه يحدث ارادة ؟ قال: نعم، قال: فإذا احدث ارادة كان قولك ان الارادة هي هو أو شئ منه باطلا، لانه لا يكون أن يحدث نفسه، ولا يتغير عن حاله تعالى الله عن ذلك ؟ قال سليمان: انه لم يكن عنى بذلك انه يحدث ارادة، قال: فما عنى به ؟ قال: عنى فعل الشئ، قال الرضا عليه السلام: ويلك كم تردد في هذه المسألة وقد أخبرتك ان الارادة محدثة لان فعل الشئ محدث، قال: فليس لها معنى ؟ قال الرضا عليه السلام: قد وصف نفسه عندكم حتى وصفها بالارادة بما لا معنى له فإذا لم يكن لها معنى قديم ولا حديث بطل قولكم ان الله عزوجل لم يزل مريدا قال سليمان: انما عنيت انها فعل من الله تعالى لم يزل، قال: ألا تعلم ان ما لم يزل لا يكون مفعولا وقديما وحديثا في حالة واحدة فلم يحر جوابا (2). 113 – في مجمع البيان: وكم اهلكنا من القرون من بعد نوح قيل: القرن مأة سنة، وروى ذلك مرفوعا، وقيل: أربعون سنة، رواه ابن سيرين مرفوعا. 114 من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصليها مذموما مدحورا وروى ابن عباس ان النبي صلى الله عليه واله قال: معنى الآية من كان يريد ثواب الدنيا بعمله الذى افترضه الله عليه لا يريد وجه الله والدار الآخرة عجل له فيها ما يشاء الله من عرض الدنيا، وليس له ثواب في الآخرة، وذلك ان الله سبحانه يؤتيه


(1) وفى تفسير الصافى ” مشددة ميمه ” وهو الظاهر. (2) أي لم يرد جوابا.

[ 146 ]

ذلك ليستعين به على الطاعة فيستعمله في معصية الله فيعاقبه الله عليه. قال عز من قائل: ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا 115 – في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال رسول الله صلى الله عليه واله: ومن أراد الآخرة فليترك زينة الحيوة الدنيا. 116 – في من لا يحضره الفقيه وروى معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: تقول احرم لك شعرى وبشرى ولحمي ودمى وعظامي ومخى وعصبي من النساء والطيب ابتغى بذلك وجهك والدار الآخرة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 117 – في الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبى الحسن على بن يحيى عن أيوب بن أعين عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يؤتى يوم القيمة برجل فيقال له: احتج، فيقول: رب خلقتني وهديتني فاوسعت على فلم أزل أوسع على خلقك وأيسر عليهم لكى تنشر على هذا اليوم رحمتك وتيسره، فيقول الرب جل ثناؤه وتعالى ذكره: صدق عبدى ادخلوه الجنة. 118 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن جميل عن هارون بن خارجة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: العباد ثلثة (1) قوم عبدوا الله عزوجل خوفا فتلك عبادة العبيد، و قوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب الثواب فتلك عبادة الاجراء، وقوم عبدوا الله عزوجل حبا له فتلك عبادة الاحرار وهى أفضل العبادة. 119 – في نهج البلاغة هذا ما أمر به عبد الله على بن أبى طالب أمير المؤمنين في ماله ابتغاء وجه الله ليولجنى به الجنة ويعطيني به الامنة. 120 – وفيه وليس رجل فاعلم احرص على جماعة امة محمد والفتها (2) منى أبتغى بذلك حسن الثواب وكريم المآب.


(1) وفى بعض النسخ ” العبادة ثلاث “. (2) الالفة من التأليف. ومرجع الضمير في ” الفتها: الامة.

[ 147 ]

121 – في امالي الصدوق (ره) باسناده الى النبي صلى الله عليه واله قال: من صام يوما تطوعا ابتغاء ثواب وجبت له المغفرة. 122 – وباسناده الى الصادق جعفر بن محمد عليه السلام في قوله عزوجل: ” يوفون بالنذر ” الآيات حديث طويل ستقف بتمامة انشاء الله في ” هل أتى ” وفيه: ” انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا ” قال ” والله ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فاخبر الله باضمارهم، يقولون لا نريد جزاءا تكافوننا به، ولا شكورا تثنون علينا به، ولكنا انما اطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه. قال عز من قائل: وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا. 123 – في مجمع البيان وروى أن ما بين أعلى درجات الجنة وأسفلها ما بين السماء والارض. 124 – وروى العياشي بالاسناد عن أبى بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تقولن: الجنة واحدة، ان الله يقول: ” ومن دونهما جنتان ” ولا تقولن درجة واحدة، ان الله يقول: ” درجات بعضها فوق بعض ” انما تفاضل القوم بالاعمال، قال: وقلت له: ان المؤمنين يدخلان الجنة فيكون أحدهما أرفع مكانا من الآخر فيشتهى أن يلقى صاحبه، قال: من كان فوقه فله أن يهبط، ومن كان تحته لم يكن له أن يصعد، لانه لم يبلغ ذلك المكان ولكنهم إذا أحبوا ذلك واشتهوا التقوا على الاسرة. 125 – عن أنس عن النبي صلى الله عليه واله قال: وانما يرتفع العباد غدا في الدرجات و ينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم. 126 – في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى باسناده الى عمرو بن ميمون ان ابن مسعود حدثهم عن رسول الله صلى الله عليه واله قال: يكون في النار قوم ما شاء الله أن يكونوا، ثم يرحمهم الله فيكونون في أدنى الجنة فيغتسلون في نهر الحيوة يسميهم أهل الجنة الجهنميون، لو أضاف أحدهم أهل الدنيا لاطعمهم وسقاهم وفرشهم ولحفهم وروحهم لا ينقص ذلك.


[ 148 ]

127 – في اصول الكافي على بن محمد بن عبد الله عن ابراهيم بن اسحق الاحمر عن محمد بن سليمان الديلمى عن أبيه قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: فلان من عبادته و دينه وفضله كذا، فقال: كيف عقله ؟ قلت: لا أدرى، فقال: ان الثواب على قدر العقل، ان رجلا من بنى اسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزاير البحر خضراء نضرة كثيرة الشجرة، ظاهرة الماء، وان ملكا من الملائكة مر به فقال: يا رب ارنى ثواب عبدك هذا، فأراه الله ذلك فاستقله الملك. فأوحى الله إليه: أن اصحبه فأتاه الملك في صورة انسى فقال له: من أنت ؟ فقال: أنا رجل عابد بلغني مكانك و عبادتك في هذا المكان فأتيتك لاعبد الله معك فكان معه يومه ذلك، فلما أصبح قال له الملك: ان مكانك لنزه وما يصلح الا للعبادة، فقال له العابد: ان لمكاننا هذا عيبا فقال له: وما هو ؟ قال: ليس لربنا بهيمة، فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع فان هذا الحشيش يضيع، فقال له الملك: ما لربك حمار ؟ فقال. لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش فأوحى الله الى الملك انما اثيبه على قدر عقله. 128 – في كتاب التوحيد باسناده الى ابن عباس عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين فما القضاء والقدر اللذان ساقانا وما هبطنا واديا ولا علونا تلعة (1) الا بهما فقال أمير المؤمنين عليه السلام: الامر من الله والحكم، ثم تلا هذه الآية: وقضى ربك ان لا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا 129 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبى ولاد الحناط قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” وبالوالدين احسانا ” ما هذا الاحسان ؟ فقال: الاحسان أن تحسن صحبتهما، وأن لا تكلفهما أن يسألاك [ مما يحتاجان إليه ] وان كانا مستغنيين، أليس يقول الله عزوجل: ” لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ” قال: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: واما قول الله عزوجل: اما يبلغن عندك الكبر احدهما أو


(1) التلعة: القطعة المرتفعة من الارض.

[ 149 ]

كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما قال: ان أضجراك فلا تقل لهما أف، ولا تنهرهما ان ضرباك، قال: وقل لهما قولا كريما قال: ان ضرباك فقل لهما غفر الله لكما فذلك قول كريم قال: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قال: لا تمل عينيك (1) من النظر اليهما برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق اصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما ولا تقم قدامهما. 130 – محمد بن يحيى عن احمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن حديد بن حكيم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: أدنى العقوق اف، ولو علم الله شيئا أهون منه لنهى عنه. 131 – عنه عن يحيى بن ابراهيم بن أبى البلاد عن أبيه عن جده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لو علم الله شيئا أدنى من أف لنهى عنه، وهو من أدنى العقوق، ومن العقوق ان ينظر الرجل الى والديه فيحد النظر اليهما. 132 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن منصور بن يونس عن أبى المأمون الحارثى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما حق المؤمن على المؤمن ؟ قال: ان من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره، الى أن قال: وإذا قال له اف فليس بينهما ولاية. 133 – عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن درست بن أبى منصور عن أبى الحسن موسى عليه السلام قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه واله ما حق الوالد على الولد ؟ قال: لا يسميه باسمه، ولا يمشى بين يديه ولا يجلس قبله ولا يستسب له (2)


(1) قال المجلسي (ره): الظاهر: ” لاتملاء ” بالهمزة كما في مجمع البيان وتفسير العياشي واما على ما في نسخ الكتاب فلعله أبدلت الهمزة حرف علة: ثم حذفت بالجازم فهو بفتح اللام المخففة، ولعل الاستثناء في قوله: الا برحمة ” منقطع، والمراد بملاء العينين حدة النظر. (2) أي لا يفعل ما يصير سببا لسب الناس له كأن يسبهم أو آبائهم، وقد يسب الناس والد من يفعل فعلا شنيعا قبيحا.

[ 150 ]

134 – في تفسير على بن ابراهيم ” فلا تقل لهما اف ” قال: لو علم ان شيئا أقل من أف لقاله ” ولا تنهرهما ” أي ولا تخاصمهما، وفى حديث آخر: أي بالالف فلا تقل لهما افا ” وقل لهما قولا كريما ” أي حسنا ” واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ” قال: تذلل لهما ولا تتبختر عليهما (1). 135 – في روضة الواعضين للمفيد (ره) قال الصادق عليه السلام: قوله تعالى: ” و بالوالدين احسانا ” قال: الوالدين محمد وعلى. 136 – في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام الى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وحرم الله تعالى عقوق الوالدين لما فيه من الخروج عن التوقير لطاعة الله تعالى، والتوقير للوالدين، وتجنب كفر النعمة وابطال الشكر، وما يدعو في ذلك الى قلة النسل وانقطاعه، لما في العقوق قلة توقير الوالدين و العرفان بحقهما، وقطع الارحام والزهد من الوالدين في الولد، وترك التربية لعلة ترك الولد برهما. 137 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه إذا قال المؤمن لاخيه: اف، انقطع ما بينهما، فان قال: أنت كافر كفر أحدهما، وإذا اتهمه انماث (2) الاسلام في قلبه كما ينماث الملح في الماء. 138 – عن موسى بن بكر الواسطي قال: قلت لابي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: الرجل يقول لابنه أو لابنته: بأبى أنت وامى أو بأبوى بذلك بأسا ؟ فقال: ان كان أبواه حيين فأرى ذلك عقوقا، وان كانا قد ماتا فلا بأس. 139 – عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ثلثة من عاندهم ذل: الوالد، والسلطان، والغريم. 140 – عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يلزم الوالدين من العقوق لولدهما إذا كان الولد صالحا، ما يلزم الولد لهما.


(1) كذا في النسخ وفى المصدر ” ولا تتجبر عليهما “. (2) انماث الشئ: ذاب.

[ 151 ]

141 – عن عنسبة بن مصعب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام ثلثة لم يجعل الله تعالى لاحد من الناس فيهن رخصة: بر الوالدين برين كانا أو فاجرين، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وأداء الامانة للبر والفاجر. 142 – في من لا يحضره الفقيه في باب الحقوق المروية باسناده عن سيد العابدين عليه السلام: واما حق امك أن تعلم انها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا، و اعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطى أحدا أحدا، ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحى وتظلك، وتهجر النوم لاجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها فانك لا تطيق شكرا الا بعون الله وتوفيقه واما حق ابيك، فان تعلم انه أصلك فانك لولاه لم تكن، فمهما رأيت من نفسك ما يحبك فاعلم ان اباك اصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة الا بالله. 143 – في مجمع البيان روى عن على بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن جده أبى عبد الله عليه السلام قال: لو علم الله لفظة أوجز في ترك عقوق الوالدين من أف لاتى به. 144 – وفى رواية اخرى عنه عليه السلام قال: أدنى العقوق اف ولو علم الله شيئا أيسر منه أو أهون منه لنهى عنه. 145 – وفى خبر آخر فليعمل العاق ما شاء ان يعمل، فلن يدخل الجنة. 146 – وروى أبو أسيد الانصاري قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه واله إذ جاءه رجل من بنى سلمة فقال: يا رسول الله هل بقى من بر أبوى شئ ابرهما به بعد موتهما ؟ قال: نعم الصلوة عليهما، والاستغفار لهما، وانفاذ عهدهما من بعدهما، واكرام صديقهما، وصلة الرحم التى لا توصل الا بهما. 147 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر ابن خلاد قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: أدعو لوالدي ان كانا لا يعرفان الحق ؟ قال: أدع لهما وتصدق عنهما، وان كانا حيين لا يعرفان الحق فدارهما، فان رسول الله صلى الله عليه واله قال: ان الله بعثنى بالرحمة لا بالعقوق.


[ 152 ]

148 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل الى النبي صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله من أبر ؟ قال: امك، قال: ثم من ؟ قال: امك، قال: ثم من ؟ قال: امك قال: ثم من ؟ قال: اباك. 149 – على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم بعث الله محمدا صلى الله عليه واله وهو بمكة عشر سنين، فلم يمت بمكة في تلك العشر سنين أحد يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الا أدخله الله الجنة باقراره، وهو ايما التصديق، ولم يعذب الله أحدا ممن مات وهو متبع لمحمد صلى الله عليه واله على ذلك الا من أشرك بالرحمن، وتصديق ذلك ان الله عزوجل انزل عليه في سورة بنى اسرائيل بمكة: ” وقضى ربك ان لا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ” الى قوله تعالى: ” انه كان بعباده خبيرا بصيرا ” ادب وعظة وتعليم ونهى خفيف، ولم يعد عليه ولم يتواعد على اجتراح شئ مما نهى عنه. 150 – في تفسير العياشي عن عبد الله بن عطاء قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا بن عطاء ترى زاغت الشمس (1) فقلت: جعلت فداك وما علمي بذلك وانا معك ؟ فقال: لا لم تفعل وأوشك، قال: فسرنا فقال: قد فعلت، قلت: هذا المكان الاحمر ؟ قال: ليس يصلى هنا، هذه أودية النمال وليس يصلى، قال: فمضينا الى أرض بيضاء قال: هذه سبخة (2) وليس يصلى بالسباخ، قال: فمضينا الى أرض حصباء (3)، فقال: هيهنا فنزل ونزلت فقال: يا بن عطاء أتيت العراق فرأيت القوم يصلون بين تلك السوارى في مسجد الكوفة ؟ قال: قلت نعم، فقال: اولئك شيعة أبى على، هذه صلوة الاوابين، إن الله يقول انه كان للاوابين غفورا.


(1) زاغت الشمس: أي مالت وزالت عن أعلى درجات ارتفاعها. (2) السبخة واحدة السباخ: هي أرض مالحة يعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت الا بعض الاشجار. (3) الحصباء. صغار الحصى.

[ 153 ]

151 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله (ع) يقول في قوله: ” انه كان للاوابين غفورا ” قال: هم التوابون المتعبدون. 152 – عن ابى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: يابا محمد عليكم بالورع والاجتهاد وأداء الامانة وصدق الحديث وحسن الصحبة من صحبكم، وطول السجود، وكان ذلك من سنن الاوابين، قال: أبو بصير: الاوابون التوابون. 153 – عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله (ع) قال: من صلى أربع ركعات في كل ركعة خمسين مرة قول هو الله أحد كانت صلوة فاطمة صلوات الله عليها، وهى صلوة الاوابين. 154 – عن محمد بن حفص عن أبى عبد الله (ع) قال: كانت صلوة الاوابين خمسين صلوة كلها بقل هو الله أحد. 155 – في مجمع البيان ” فانه كان للاوابين غفورا ” الاواب التواب. الى قوله: وقيل انهم الذين يصلون بين المغرب والعشاء روى ذلك مرفوعا. 156 – في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام من المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء: فاخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فاول ذلك قوله عزوجل الى ان قال عليه السلام: والآية الخامسة وقول الله تعالى: وآت ذا القربى حقه خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها، واصطفاهم على الامة، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه واله قال: ادعوا لى فاطمة، فدعيت له فقال صلى الله عليه واله: يا فاطمة، قالت: لبيك يا رسول الله، فقال: هذه فدك هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وهى لى خاصة دون المسلمين، فقد جعلتها لك لما أمرنى الله به، فخذيها لك ولولدك فهذه الخامسة. 157 – في اصول الكافي محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر وعبد – الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبى الديلم عن ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول


[ 154 ]

فيه عليه السلام: ثم قال جل ذكره ” وآت ذا القربى حقه ” وكان على عليه السلام وكان حقه الوصية التى جعلت له، والاسم الاكبر وميراث العلم، وآثار علم النبوة. 158 – على بن محمد بن عبد الله عن بعض أصحابنا اظنه السيارى عن على بن اسباط قال: لما ورد أبو الحسن موسى على المهدى رآه يرد المظالم، فقال: يا أمير – المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد ؟ فقال له: وما ذاك يا أبا الحسن ؟ قال: ان الله تبارك و تعالى لما فتح على نبيه صلى الله عليه واله فدك وما والاها، لم يوجف عليه بخيل ولاركاب (1) فانزل الله على نبيه صلى الله عليه واله ” وآت ذا القربى حقه ” ولم يدر رسول الله صلى الله عليه واله من هم، فراجع في ذلك جبرئيل عليه السلام وراجع جبرئيل ربه: فأوحى الله إليه: ان ادفع فدك الى فاطمة عليها السلام، فدعاها رسول الله صلى الله عليه واله فقال لها: يا فاطمة ان الله أمرنى أن أدفع اليك فدك، فقالت: قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك، فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله صلى الله عليه واله فلما ولى أبو بكر أخرج عنها وكلاءها، فأتته فسألته ان يردها فقال لها: ايتنى باسود أو أحمر يشهد لك بذلك، فجاءت بأمير المؤمنين عليه السلام وام ايمن فشهدا لها فكتب لها بترك التعرض، فخرجت والكتاب معها، فلقيها عمر فقال: ما هذا معك يا بنت محمد ؟ قالت: كتاب كتبه الى بن ابى قحافة، قال: أرينيه فأبت فانتزعه من يدها ونظر فيه، ثم تفل فيه ومحاه وحرقه، وقال لها: هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب فضعى الجبال (2) في رقابنا، فقال له المهدى: يا ابا الحسن حدها


(1) الايجاف: السير الشديد، وفي قوله تعالى: ” فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ” قالوا: المعنى ما أوجفتم على تحصيله وتغنيمه خيلا ولا ركابا، وانما مشيتهم على أرجلكم، فلم تحصلوا أموالهم بالغلبة والقتال ولكن الله سلط رسله عليه وحواه أموالهم. (2) قال المجلسي (ره) في مرآة العقول: في بعض النسخ بالحاء المهملة أي ضعى الحبال لترفعنا الى حاكم، قاله تحقيرا وتعجيزا، وقاله تفريع على المحال بزعمه، أي انك إذا أعطيت ذلك وضعت الحبل على رقابنا وجعلتنا عبيدا لك، أو انك إذا حكمت على ما لم يوجف عليها أبوك بانها ملكت فاحكمي على رقابنا ايضا بالملكية. وفى بعض النسخ بالمعجمة أي ان قدرت على وضع الجبال على رقابنا فضعى.

[ 155 ]

لى، فقال حد منها جبل أحد، وحد منها عريش مصر، وحد منها سيف البحر، و حد منها دومة الجندل (1) فقال له: كل هذا ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين هذا كله، ان هذا [ كله ] مما لم يوجف على أهله رسول الله صلى الله عليه واله بخيل ولا ركاب، فقال: كثير وأنظر فيه. 159 – في تفسير على بن ابراهيم قول: ” وآت ذا القربى حقه والمسكين و ابن السبيل ” يعنى قرابة رسول الله صلى الله عليه واله نزلت في فاطمة، فجعل لها فدك والمسكين من ولد فاطمة وابن السبيل من آل محمد، وولد فاطمة. 160 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن على بن الحسين عليه السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الشاميين: اما قرأت هذه الآية: ” وآت ذا القربى حقه ” ؟ قال: نعم، قال عليه السلام: فنحن اولئك الذين أمر الله عزوجل نبيه صلى الله عليه واله أن يؤتيهم حقهم. 161 – في مجمع البيان وأخبرنا السيد أبو الحمد الى قوله: عن أبى سعيد الخدرى قال: لما نزلت: قوله: ” وآت ذا القرى حقه ” أعطى رسول الله صلى الله عليه واله فاطمة فدك، قال عبد الرحمن بن صالح: كتب المأمون الى عبيد الله بن موسى (2) يسأله عن قصة فدك، فكتب إليه عبيد الله بهذا الحديث، رواه عن الفضيل بن مرزوق عن عطية، فرد المأمون فدك على ولد فاطمة. 162 – في تفسير العياشي عن عبد الرحمن عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما أنزل الله: ” فلت ذا القربى حقه والمسكين ” قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا جبرئيل قد عرفت


(1) قال ياقوت: عريش مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم في وسط الرمل. ثم ذكر بعد كلام له وجه تسميته بالعريش فراجع. وسيف البحر: ساحله. و دومه الجندل: حصن بين المدينة والشام يقرب من تبوك وهى إلى الشام أقرب: سميت بدوم بن اسماعيل بن براهيم (ع)، وسميت دومة الجندل لان حصنها مبنى بالجندل. (2) هو عبيد الله بن موسى العبسى من علماء الشيعة ومحدثيهم في القرن الثالث من الهجرة النبوية.

[ 156 ]

المسكين فمن ذو القربى ؟ قال: هم أقاربك، فدعا حسنا وحسينا وفاطمة، فقال: ان ربى أمرنى ان أعطيكم مما افاء الله على، قال: اعطيتكم فدك. 163 – عن ابان بن تغلب قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أكان رسول الله صلى الله عليه واله اعطى فاطمة فدكا ؟ قال: كان وقفها، فأنزل الله ” وآت ذا القربى حقه ” فاعطاها رسول الله صلى الله عليه واله حقها، قلت: رسول الله صلى الله عليه واله أعطاها ؟ قال: بل الله أعطاها. 164 – عن جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه السلام قال: أتت فاطمة أبا بكر تريد فدك، قال: هاتى أسود أو أحمر يشهد بذلك، قال: فأتت ام ايمن فقال لها: بم تشهدين ؟ قالت: أشهد ان جبرئيل أتى محمدا فقال: ان الله يقول: ” فلت ذا القربى حقه ” فلم يدر محمد صلى الله عليه واله من هم، فقال: يا جبرئيل سل ربك من هم ؟ فقال: فاطمة ذو القربى فأعطاها فدكا، فزعموا ان عمر محى الصحيفة وقد كان كتبها أبو بكر. 165 – عن أبى الطفيل عن على عليه السلام قال: قال يوم الشورى: أفيكم أحد تم نوره من السماء حين قال: ” وآت ذا القربى حقه والمسكين ” قالوا: لا. 166 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن على بن حديد عن منصور بن يونس عن اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ولا تبذر تبذيرا قال: لا تبذر ولاية على. 167 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن عامر بن جذاعة قال: جاء رجل الى أبى عبد الله عليه السلام: فقال له عليه السلام: اتق الله ولا تسرف ولا تقتر، ولكن بين ذلك قواما، ان التبذير من الاسراف، قال الله عزوجل: ” ولا تبذر تبذيرا ” 168 – في تفسير العياشي عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قوله: ” ولا تبذر تبذيرا ” قال: من أنفق شيئا في غير طاعة الله فهو مبذر. و من أنفق في سبيل الله فهو مقتصد. 169 – عن ابى بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام في قوله: ” ولا تبذر تبذيرا ” قال بذر الرجل قال: ليس له مال قال: فيكون تبذيرا في حلال ؟ قال: نعم


[ 157 ]

170 – عن جميل عن اسحق بن عمار في قوله: ولا تبذر تبذيرا ” قال: لا تبذر في ولاية على عليه السلام 171 – عن بشر بن مروان قال: دخلنا على ابى عبد الله فدعى برطب فأقبل بعضهم يرمى النوى قال: فأمسك أبو عبد الله عليه السلام يده فقال: لا تفعل ان هذا من التبذير وان الله لا يحب الفساد. 172 – في مجمع البيان ” ولا تبذير تبذيرا ” وروى عن أبى عبد الله عليه السلام ان أمير – المؤمنين عليه السلام: قال لعنايه كن زاملة للمؤمنين فان خير المطايا أمثلها وأسلمها ظهرا ولا تكن من المبذرين. 173 – واما تعرضن عنهم الآية وروى عن النبي صلى الله عليه واله كان لما نزلت هذه الآية إذا سئل ولم يكن عنده ما يعطى قال: يرزقنا الله واياكم من فضله. 174 – في كتاب الناقب لابن شهر آشوب بعد ذكر فاطمة عليها السلام وما تلقى من الطحن. كتاب الشيرازي: انها لما ذكرت حالها وسألت جارية بكى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا فاطمة والذى بعثنى بالحق ان في المسجد أربعماة رجل مالهم طعام ولا ثياب ولولا خشيتي خصلة لاعطيتك ما سالت يا فاطمة انى لا اريد أن ينفك عنك أجرك الى الجارية، وانى أخاف ان يخصمك على بن أبى طالب يوم القيمة بين يدى الله عزوجل إذا طلب حقه منك، ثم علمها صلوة التسبيح فقال أمير المؤمنين عليه السلام: مضيت تريدين من رسول الله الدنيا فأعطانا الله ثواب الاخرة قال أبو هريرة: فلما خرج رسول الله صلى الله عليه واله من عند فاطمة أنزل الله على رسوله: واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها يعنى عن قرابتك وابنتك فاطمة ” ابتغاء ” يعنى طلب ” رحمة من ربك ” يعنى طلب رزق من ربك ” ترجوها فقل لهم قولا ميسورا ” يعنى قولا حسنا فلما نزلت هذه الآية انفذ رسول الله صلى الله عليه واله إليها جارية للخدمة وسماها فضة. 175 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن يزيد عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها


[ 158 ]

كل البسط فتقعد ملوما محسورا قال: الاحسار الفاقة. 176 – على بن محمد عن أحمد بن أبى عبد الله عن أبيه عن النضر بن سويد عن موسى بن بكر عن عجلان قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام فجاء سائل فقام الى مكتل (1) فيه تمر فملاء يده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله. ثم جاء آخر فقال: الله رازقنا واياك. ثم قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان لا يسأله احد من الدنيا شيئا الا أعطاه، فارسلت إليه امرأة ابنا لها فقال: انطلق إليه فاسئله فان قال: ليس عندنا شئ، فقل اعطني قميصك قال. فاخذ قميصه فرمى به إليه، وفى نسخة اخرى فاعطاه، فأدبه الله تبارك وتعالى على القصد فقال: ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا. 177 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان في قوله تبارك وتعالى: ” والذين انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ” فبسط كفه وفرق أصابعه وحناها شيئا (2) وعن قوله تعالى، ” ولا تبسطها كل البسط ” فبسط راحته وقال: هكذا وقال: القوام ما يخرج من بين الاصابع ويبقى في الراحة منه شئ. 178 – على بن ابراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ثم علم الله جل اسمه نبيه صلى الله عليه واله كيف ينفق، وذلك انه كانت عنده أوقية من الذهب فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه، وكان صلى الله عليه واله رحيما رقيقا، فأدب الله عزوجل نبيه صلى الله عليه واله بأمره فقال: ” ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ” يقول: ان الناس قد يسألونك ولا يعذرونك فإذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت قد حسرت من المال (3).


(1) المكتل: زنبيل من خوص. (2) أي اعوجها يسيرا. (3) حسر الرجل: أعياو كل وانقطع.

[ 159 ]

179 – في تفسير العياشي عن الحلبي عن بعض أصحابه عنه قال: قال أبو جعفر لابي عبد الله عليه السلام: يا بنى عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوهما، قال: وكيف ذلك يا أبه ؟ قال: مثل قوله: ” ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط ” و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 180 – عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ” قال: فضم يده وقال: هكذا. 181 – عن محمد بن يزيد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ” ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ” قال: الاحسار الاقتار. 182 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ” ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ” فانه كان سبب نزولها ان رسول الله صلى الله عليه واله كان لا يرد أحدا يسأله شيئا عنده، فجاء رجل فسأله فلم يحضره شئ، فقال: يكون انشاء الله، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه واله اعط قميصك وكان رسول الله صلى الله عليه واله لا يرد أحدا عما عنده، فأعطاه قميصه، فأنزل الله عزوجل: ” ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط ” فنهاه الله عزوجل أن يبخل ويسرف ويقعد محسورا من الثياب، فقال الصادق عليه السلام: المحسور العريان. 183 – في تهذيب الاحكام الحسن بن محمد بن سماعة عن محمد بن زياد عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: ” ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ” قال: ضم يده فقال: هكذا ” ولا تبسطها كل البسط ” قال: بسط راحته و قال: هكذا. قال عز من قائل: ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر الآية. 184 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: وقدر الارزاق فكثرها وقللها وقسمها على الضيق والسعة، فعدل فيها ليبتلى من أراد بميسورها ومعسورها، وليختبر بذلك


[ 160 ]

الشكر والصبر من غنيها وفقيرها. 185 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن صالح عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم بعث الله محمدا وهو بمكة عشر سنين، فلم يمت بمكة في تلك العشر سنين أحد يشهد أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه واله الا أدخله الجنة باقراره، وهو ايمان التصديق ولم يعذب الله أحدا ممن مات وهو متبع لمحمد صلى الله عليه واله على ذلك الا من أشرك بالرحمن وتصديق ذلك ان الله عزوجل أنزل في سورة بنى اسرائيل بمكة ” وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ” الى قوله: ” انه كان بعباده خبيرا بصيرا ” ادب وعظة وتعليم ونهى خفيف، ولم يعد عليه ولم يتواعد على اجتراح شئ (1) مما نهى عنه، وأنزل نهيا عن أشياء حذر عليها ولم يغلظ فيها ولم يتواعد عليها، وقال: ” ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئا كبيرا ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتى هي أحسن حتى يبلغ اشده وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذالك خير وأحسن تأويلا ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ذلك مما أوحى اليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله الها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا “. 186 – في تفسير العياشي عن اسحق بن عمار عن ابى ابراهيم قال: لا يملق حاج أبدا، قلت: وما الاملاق ؟ قال: قول الله: ” ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ” 187 – عن اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الحاج لا يملق أبدا قال:


(1) اجترح: اكتسب.

[ 161 ]

قلت: وما الاملاق ؟ قال: الافلاس ثم قال: ” ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقهم واياكم “. 188 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة يقول: معصية ومقتا فان الله يمقته ويبغضه قال: وساء سبيلا وهو أشد الناس عذابا، والزنا من أكبر الكبائر. 189 – في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام الى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وحرم الزنا لما فيه من الفساد من قتل الانفس وذهاب الانساب وترك التربية للاطفال، وفساد المواريث وما أشبه ذلك من وجوه الفساد. 190 – في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على بن أبى طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله انه قال في وصية له: يا على في الزنا ست خصال، ثلاث منها في الدنيا، وثلاث في الآخرة: فاما في الدنيا فيذهب بالبهاء، ويعجل الفناء، ويقطع الرزق، واما التى في الآخرة فسوء الحساب، وسخط الرحمن و الخلود في النار. وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: للزاني ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة و ذكر نحوه. عن حذيفة اليماني قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا معشر المسلمين اياكم والزنا، فان فيه ست خصال وذكر نحوه. 191 – ايضا عن ابي عبد الله عليه السلام قال: إذا فشت أربعة ظهرت أربعة: إذا فشت الزنا ظهرت الزلازل الحديث. 192 – عن على عليه السلام قال: أربعة لا يدخل منهن واحدة بيتا الا خرب ولم يعمر: الخيانة والسرقة وشرب الخمر والزنا. 193 – عن الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: المؤمن لا تكون سجيته الكذب والا البخل والا الفجور، ولكن ربما الم من هذا بشئ فلا يدوم عليه، قيل له:


[ 162 ]

أفيزنى ؟ قال: نعم هو مفتر تواب، ولكن لا يولد له من تلك النطفة. 194 – عن جعفر بن محمد قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما عجت الارض الى ربها كعجيجها من ثلثة: من دم حرام يسفك عليها، واغتسال من زنا، والنوم عليها قبل طلوع الشمس. 195 – في من لا يحضره الفقيه روى على بن حسان الواسطي عن عمه عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكباير سبع، فينا انزلت ومنا استحلت، الى قوله: واما قتل النفس التى حرم الله فقد قتلوا الحسين بن على وأصحابه. 196 – في تفسير العياشي عن معلى بن خنيس عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: [ من ] قتل النفس التى حرم الله فقد قتلوا الحسين عليه السلام في اهل بيته. 197 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن القاسم بن عروة عن أبى العباس وغيره عن أبى عبد الله عليه السلام قال إذا اجتمع العدة على قتل رجل واحد حكم الوالى ان يقتل أيهم شاوا، وليس لهم أن يقتلوا اكثر من واحد، ان الله عزوجل يقول: ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل. 198 – على بن محمد عن بعض أصحابه عن محمد بن سليمان عن سيف بن عميرة عن اسحق بن عمار قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: ان الله عز وجل يقول في كتابه: ” و من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا ” فما هذا الاسراف الذى نهى الله عنه ؟ قال: نهى أن يقتل غير قاتله، أو يمثل بالقاتل قلت: فما معنى قوله: انه كان منصورا ؟ قال: واى نصرة أعظم من أن يدفع القاتل الى أولياء المقتول فيقتله ولا تبعة تلزمه من قتله في دين ولا دنيا. 199 – في روضة الكافي على بن محمد عن صالح عن الحجال عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل: قال: نزلت في الحسين عليه السلام لو قتل اهل الارض به ما كان سرفا.


[ 163 ]

200 – في تفسير العياشي جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في الحسين عليه السلام: ” ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل ” قاتل الحسين عليه السلام (1) ” انه كان منصورا ” قال: الحسين عليه السلام. 201 – عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا ” قال: هو الحسين بن على عليه السلام قتل مظلوما ونحن أولياؤه، والقائم منا إذا قام طلب بثار الحسين فيقتل حتى يقال: قد أسرف في القتل، وقال النبي (2): المقتول، الحسين عليه السلام ووليه القائم، والاسراف في القتل ان يقتل غير قاتله انه كان منصورا فانه لا يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله صلى الله عليه واله يملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. 202 – عن ابى العباس قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجلين قتلا رجلا ؟ قال: يخير وليه ان يقتل أيهما شاء ويغرم الباقي نصف الدية أعنى دية المقتول، فيرد على ذريته وكذلك ان قتل رجل أمرأة ان قلبوا دية المرأة فذلك، وان أبى اولياؤها الا قتل قاتلها غرموا نصف دية الرجل وقتلوه، وهو قول الله: ” فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل “. عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: وقد قال الله: ” ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا ” نحن أولياء الحسين بن على عليه السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 203 – في من لا يحضره الفقيه روى منصور بن حازم عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انقطاع اليتم الاحتلام وهو أشده.


(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وللمنقول عنه في البحار وغيره، وفى الاصل ” قال الحسين (ع) ” وفى نسخة ” قال الحسن (ع) “. (2) كذا في الاصل وفى نسخة ” المسى ” وهكذا في المصدر، وفى تفسير البرهان ” الشئ ” وقد خلت نسخة البحار عن هذه اللفظة رأسا. ولما لم أهتد الى صحيح اللفظة فتركتها على ما في الاصل مع ذكر ما في غيره من النسخ.

[ 164 ]

204 – وروى الحسن بن على الوشا عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا بلغ الغلام أشده ثلاث عشرة سنة ودخل في الاربع عشرة سنة وجب عليه ما وجب في المحتلمين احتلم أو لم يحتلم، وكتبت له الحسنات، وجاز له كل شئ الا أن يكون ضعيفا أو سفيها. قال عز من قائل: وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا. 205 – في كتاب الخصال عن عنبسة بن مصعب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ثلثة لم يجعل الله تعالى لاحد من الناس فيهن رخصة، الى قوله عليه السلام: والوفاء بالعهد للبر والفاجر. 206 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: القسطاس المستقيم هو الميزان، له لسان وفيه قوله: ولا تقف ما ليس لك به علم قال: لا ترم أحدا بما ليس لك به علم، وقال رسول الله صلى الله عليه واله: من بهت مؤمنة اقيم في طينة خبال (1) أو يخرج مما قال. 207 – في من لا يحضره الفقيه وقال رجل للصادق عليه السلام: ان لى جيرانا ولهم جوار يتغنين ويضربن بالعود، فربما دخلت المخرج فاطيل الجلوس استماعا منى لهن ؟ فقال له الصادق عليه السلام: تالله أنت ! أما سمعت الله يقول: ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا فقال الرجل: كأنى لم أسمع بهذه الآية من كتاب الله عز وجل من عربي ولا عجمى، ولا جرم انى قد تركتها وانا أستغفر الله تعالى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 208 – في عيون الاخبار باسناده الى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: حدثنى سيدى على بن محمد بن على الرضا عن أبيه محمد بن على عن أبيه الرضا عن آبائه عن الحسين ابن على عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله ان أبا بكر منى بمنزلة السمع وان عمر منى بمنزلة البصر وان عثمان منى بمنزلة الفؤاد، فلما كان من الغد دخلت عليه وعنده أمير المؤمنين عليه السلام


(1) طينة خبال: ماسال من جلود أهل النار يوم القيامة كما في الحديث.

[ 165 ]

وأبو بكر وعمر وعثمان فقلت: يا ابه سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو ؟ فقال: نعم، ثم أشار إليهم فقال: هم السمع والبصر والفؤاد، وسيسئلون عن وصيى هذا و أشار الى على بن أبى طالب ثم قال: ان الله عز وجل يقول: ” ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ” ثم قال: وعزة ربى ان جميع امتى لموقوفون يوم القيمة و مسئولون عن ولايته، وذلك قول الله عزوجل: ” وقفوهم انهم مسئولون “. 209 – عى كتاب علل الشرايع محمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه قال: حدثنا على بن الحسين السعد آبادى عن احمد بن أبى عبد الله البرقى عن عبد الله البرقى عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: حدثنى على بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: قال على بن الحسين عليه السلام: ليس لك أن تتكلم بما شئت، لان الله عزوجل يقول: ” ولا تقف ما ليس لك به علم ” ولان رسول الله صلى الله عليه واله قال: رحم الله عبدا قال خيرا فغنم، أو صمت فسلم، وليس لك أن تسمع ما شئت لان الله عزوجل يقول: ” ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 210 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد ان قال: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقة فيها، ثم نظم ما فرض على القلب واللسان والبصر في آية اخرى فقال: ” و ما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ” يعنى بالجلود الفروج والافخاذ، وقال: ” ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ” فهذا ما فرض على العينين من غض البصر عما حرم الله وهو عملها وهو من الايمان. 211 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه، ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى جميعا عن البرقى عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي


[ 166 ]

عن عبد الله عن الحسن بن هارون قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: ” ان السمع والبصر و الفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ” قال: يسأل السمع عما سمع، والبصر عما نظر إليه، والفؤاد عما عقد عليه. 212 – في الكافي على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام فقال له رجل: بابى انت وامى انى أدخل كنيفا ولى جيران وعندهم جوار يتغنين وذكر الى آخر ما نقلنا عن من لا يحضره الفقيه. في تفسير العياشي عن أبى جعفر عليه السلام قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له رجل: بأبى وامى انى ادخل كنيفا ولى جيران يتغنين وذكر الى آخر ما نقلنا عنه ايضا. 213 – عن الحسن قال: كنت أطيل الجلوس في المخرج لاسمع غناء بعض الجيران، قال: فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لى: يا حسن ” ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ” السمع وما وعى، والبصر وما رآى، والفؤاد و ما عقد عليه. 214 – عن الحسن بن هارون عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: ” ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ” قال: السمع عما يسمع، والبصر عما يطرف (1) والفؤاد عما عقد عليه. 215 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ومن نام بعد فراغه من أدار الفرايض والسنن والواجبات من الحقوق فذلك قوم محمود، وانى لاعلم لاهل زماننا هذا شيئا إذا أتوا بهذه الخصال أسلم من النوم، لان الخلق تركوا مراعاة دينهم و مراقبة أحوالهم، وأخذوا شمال الطريق، والعبد ان اجتهد أن لا يتكلم كيف يمكنه ان لا يسمع الا ما هو مانع له من ذلك، وان النوم من احدى الآلات قال الله عزوجل: ” ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا “.


(1) طرفت عينه: تحركت بالنظر.

[ 167 ]

216 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لاتزول قدم عبد يوم القيمة من بين يدى الله عز وجل حتى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته، و جسدك فيما أبليته، ومالك من أين كسبته وأين وضعته، وعن حبنا أهل البيت. 217 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن يزيد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد أن قال: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها، وفرض على الرجلين ان لا يمشى بهما الى شئ من معاصي الله، وفرض عليهما المشى الى ما يرضى الله عزوجل فقال: ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا. 218 – في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام لابنه محمد بن الحنفية: وفرض على الرجلين أن تنقلهما في طاعته، وان لا تمشى بها مشية عاص، فقال عز وجل: ” ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها “. 219 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء عليهم السلام حديث طويل يقول فيه: ان رسول الله صلى الله عليه واله قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبى في أمر أراده، فرأى امرأته تغتسل فقال لها: سبحان الذى خلقك، وانما أراد بذلك تنزيه الله تعالى عن قول من زعم ان الملائكة بنات الله، فقال الله عزوجل: أفاصفيكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة اناثا انكم لتقولون قولا عظيما فقال النبي صلى الله عليه واله لما رآها تغتسل: سبحان الذى خلقك أن يتخذ ولدا يحتاج الى هذا التطهير والاغتسال. 220 – في تفسير العياشي عن على بن أبى حمزة عن أبي جعفر عليه السلام: ولقد صرفنا في هذا القرآن يعنى ولقد ذكرنا عليا في القرآن وهو الذكر فما زادهم


[ 168 ]

الا نفورا. 221 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: وما يزيدهم الا نفورا قال. إذا سمعوا القرآن ينفروا عنه ويكذبوه، ثم احتج عزوجل على الكفار الذين يعبدون الاوثان فقال: قل لهم يا محمد لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا الى ذى العرش سبيلا قالوا: لو كانت الاصنام آلهة كما تزعمون لصعدوا الى العرش، ثم قال أنفة (1) لذلك سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا. 222 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن أسباط عن داود الرقى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: وان من شئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم قال: تنقض الجدر تسبيحها. 223 – في تفسير العياشي عن أبى الصباح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت: قول الله: ” وان من شئ الا يسبح بحمده ” قال: كل شئ يسبح بحمده، وانا لنرى أن ينقض الجدار هو تسبيحها. 224 – وفى رواية الحسين بن أبى سعيد عن ” الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ” قال: كل شئ يسبح بحمده، وقال: انا لنرى أن ينقض الجدار وهو تسبيحها. 225 – عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: ” وان من شئ الا يسبح بحمده ” فقال: ما ترى أن تنقض الحيطان تسبيحها. 226 – عن الحسن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال: نهى رسول الله صلى الله عليه واله عن أن توسم البهائم في وجوهها: وأن تضرب وجوهها لانها تسبح بحمد ربها. 227 – عن اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما من طير يصاد في بر ولا بحر، ولا شئ يصاد من الوحش الا بتضييعه التسبيح. 228 – عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام انه دخل عليه


(1) أي تنزيها.

[ 169 ]

رجل فقال: فداك أبى وامى انى أجد الله يقول في كتابه: ” وان من شئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ” فقال له، هو كما قال، فقال: أتسبح الشجر اليابسة ؟ فقال: نعم، أما سمعت خشب البيت كيف ينقض ؟ وذلك تسبيحه فسبحان الله على كل حال. 229 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي – (ره) عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: ان ابراهيم عليه السلام حجب عن نمرود بحجب ثلث فقال على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله حجب عمن أراد قتله بحجب خمس الى قوله: ثم قال: وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا فهذا الحجاب الرابع وستقف على تمام الكلام انشاء الله عند قوله تعالى: ” وجعلنا من بين أيديهم سدا ” الآية. 230 – في مجمع البيان عند قوله تعالى: ” في جيدها حبل من مسد ” عن شعيب ابن المسيب ويروى عن اسماء بنت أبى بكر قالت: لما نزلت هذه السورة أقبلت العوراء ام جميل بنت حرب ولها ولولة وفى يدها فهر (1) وهى تقول: ” مذمم أبينا ودينه قلينا (2) وامره عصينا ” والنبى صلى الله عليه واله جالس في المسجد ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله قد أقبلت وأنا أخاف ان تراك، قال رسول الله صلى الله عليه واله: انها لا تراني، وقرء قرآنا فاعتصم به كما قال، وقرء: ” وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا ” فوقفت على أبى بكر ولم تر رسول الله صلى الله عليه واله، الحديث. 231 – في اصول الكافي على بن محمد عن ابراهيم الاحمر عن عبد الله بن حماد عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اقرؤا القرآن بألحان العرب وأصواتها، واياكم ولحون أهل الفسوق وأهل الكبائر، فانه سيجئ من بعدى أقوام برجعون القرآن ترجيع الغنا والنوح والرهبانية لا يجوز تراقيهم، قلوبهم مقلوبة


(1) الفهر – بكسر الفاء -: الحجر قدر ما يدق به الجوز، أو يملا الكف. (2) من القلى بمعنى البغض.

[ 170 ]

وقلوب من بعجبه شأنهم. 232 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان القرآن نزل بالحزن فاقرأوه بالحزن. 233 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن على بن ابى حمزة عن أبى بصير قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: إذا قرأت القرآن فرفعت به صوتي جاءني الشيطان فقال: انما ترائى بهذا أهلك والناس ! قال: يابا محمد اقرأ قراءة ما بين القراءتين، تسمع اهلك ورجع بلقران صوتك، فان الله عزوجل يحب الصوت الحسن يرجع به ترجيعا. 234 – على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه واله: ان الرجل الاعجمي من امتى ليقرء القرآن بعجميته فترفعه الملائكة على عربيته. 235 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبى الحسن عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك انا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها، ولا نحسن ان نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم ؟ فقال: لا، اقرأوا كما تعلمتم، فسيجيئكم من يعلمكم. 236 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبى هاشم عن سالم ابن سلمة قال: قرأ رجل على ابى عبد الله عليه السلام وانا أسمع، حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبد الله عليه السلام: كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم عليه السلام، فإذا قام القائم قرء كتاب الله عز وجل على حده، واخرج المصحف الذى كتبه على عليه السلام، وقال: اخرجه على عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عزوجل كما انزله الله على محمد صلى الله عليه واله قد جمعته من اللوحين، فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه، فقال: اما والله ما ترونه بعد يومكم هذا ابدا، انما كان على أن اخبركم حين جمعته لتقرأوه.


[ 171 ]

237 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن الجهم عن ابراهيم ابن مهزم عن رجل سمع أبا الحسن عليه السلام يقول: إذا خفت أمرا فاقرأ مأة آية من القرآن من حيث شئت ثم قل: اللهم اكشف عنى البلاء. 238 – على بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص قال: سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول لرجل: أتحب البقاء في الدنيا ؟ فقال: نعم، فقال: ولم ؟ قال: لقراءة قل هو الله احد، فسكت عنه فقال له بعد ساعة: يا حفص من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علم من قبره ليرفع الله به من درجته، فان درجات الجنة على عدد آيات القرآن، يقال له: اقرء وارق فيقرء ثم يرقى، قال حفص: فما رأيت أحدا أشد خوفا على نفسه من موسى بن جعفر، ولا أرجا للناس منه، وكان قرائته حزنا، فإذا قرأ فكأنه يخاطب انسانا. 239 – على بن ابراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن يونس بن عمار قال: قال أبو عبد الله: ان الدواوين يوم القيمة ثلثة: ديوان فيه النعم، وديوان فيه الحسنات، وديوان فيه السيئات، فيقابل بين ديوان النعم وديوان الحسنات فتستغرق عامة الحسنات، ويبقى ديوان السيئات فيدعى بابن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن امامه في احسن الصورة فيقول: يا رب انا القرآن وهذا عبدك المؤمن، قد كان يتعب نفسه بتلاوتى، ويطيل ليله بترتيلى، و تفيض عيناه إذا تهجد فارضه كما أرضاني، قال: فيقول العزيز الجبار: عبدى ابسط يمينك، فيملاءها من رضوان الله العزيز الجبار، ويملاء شماله من رحمة الله، ثم يقال: هذه الجنة مباحة لك اقرأ واصعد، فإذا قرأ آية صعد درجة. 240 – في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن امير المؤمنين عليه السلام قال: سبعة لا يقرؤن القرآن: الراكع والساجد وفى الكنيف وفى الحمام والجنب والنفساء والحائض. 241 – وفى عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما


[ 172 ]

سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: سأله كم حج آدم عليه السلام من حجة ؟ فقال له: سبعين حجة ماشيا على قدمه، وأول حجة حجها كان معه الصرد (1) يدله على مواضع الماء، وخرج معه من الجنة وقد نهى عن اكل الصرد والخطاف (5) وسأله ما باله لا يمشى ؟ قال: لانه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكى عليه ولم يزل يبكى مع آدم عليه السلام، فمن هناك سكن البيوت معه آيات من كتاب الله تعالى مما كان آدم يقرأها في الجنة، وهى معه إلى يوم القيمة، ثلاث آيات من اول الكهف وثلاث آيات من ” سبحان الذى اسرى ” وهى: ” فإذا قرات القرآن ” وثلاث آيات من يس وهى: ” وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا “. 242 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وعن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التى بينت لك تأويلها لا سقطوها مع ما اسقطوا منه، ولكن الله تبارك اسمه ماض حكمه بايجاب الحجه على خلقه، كما قال: ” فلله الحجة البالغة ” أغشى ابصارهم وجعل على قلوبهم أكنة عن تأمل ذلك، فتركوه وحجبوا عن تأكيد الملتبس بابطاله فالسعداء يتنبهون عليه والاشقياء يعمهون عنه. 243 – في روضة الكافي أحمد بن محمد الكوفى عن على بن الحسين بن على عن عبد الرحمن بن ابى نجران عن هارون عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال لى: كتموا ” بسم الله الرحمن الرحيم ” فنعم والله الاسماء كتموها كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا دخل الى منزله واجتمعت عليه قريش يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع بها صوته، فتولى قريش فرارا، فأنزل الله عزوجل في ذلك وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا 244 – في مجمع البيان وقال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله تعالى من على بفاتحة –


(1) الصرد: طائر ضخم الرأس يصطاد العصافير. (2) الخطاف: طائر إذا رآى ظله في الماء أقبل إليه ليتخطفه.

[ 173 ]

الكتاب فيها من كنز الجنة بسم الله الرحمن الرحيم، الآية التى يقول الله تعالى: ” وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا “. 245 – في تفسير على بن ابراهيم وعن ابن اذينة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله: بسم الله الرحمن الرحيم أحق ما أجهر، وهى الآية التى قال الله عز وجل: ” وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا “. 246 – وفيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا صلى تهجد بالقرآن ويستمع له قريش لحسن صوته (1) فكان إذا قرأ بسم الله الرحمن الرحيم فروا عنه. 247 – في تفسير العياشي عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها، فإذا سمعها المشركون ولوا مدبرين، فأنزل الله: ” وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا “. 248 – عن زيد بن على قال: دخلت على على بن جعفر فذكر بسم الله الرحمن الرحيم فقال: تدرى ما نزل في بسم الله الرحمن الرحيم ؟ فقلت: لا، فقال: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان أحسن الناس صوتا، وكان يصلى بفناء القبلة فرفع صوته وكان عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة و أبو جهل بن هشام وجماعة منهم يستمعون قرائته، قال: وكان يكثر ترداد (2) بسم الله – الرحمن الرحيم فيرفع صوته، قال: فيقولون ان محمدا ليردد اسم ربه تردادا انه ليحبه، فيأمرون من يقوم فيتسمع عليه، ويقولون: إذا جاءت بسم الله الرحمن الرحيم فأعلمنا حتى نقوم فنستمع قرائته، فأنزل الله: ” وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده بسم الله الرحمن – الرحيم ولوا على أدبارهم نفورا “. 249 – عن زرارة عن أحدهما عليهما السلام قال في بسم الله الرحمن الرحيم قال: هو أحق ما جهر به، وهى الآية التى قال الله ” وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده بسم الله الرحمن


(1) وفى المصدر ” لحسن قرائته ” مكان ” لحسن صوته “. (2) وفى المصدر ” قرائة ” مكان ” ترداد “.

[ 174 ]

الرحيم ولوا على أدبارهم نفورا ” كان المشركون يتسمعون الى قراءة النبي صلى الله عليه واله فإذا قرء بسم الله الرحمن الرحيم نفروا وذهبوا، وإذا فرغ منه عادوا وتسمعوا. 250 – عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا صلى بالناس جهر ببسم الله الرحمن الرحيم فتخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف، فإذا جازها في السورة عادوا الى مواضعهم، وقال بعضهم لبعض: انه ليردد اسم ربه تردادا انه ليحب ربه، فأنز ل الله ” وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا “. 251 – عن ابى حمزة الثمالى قال: قال لى أبو جعفر عليه السلام: يا ثمالى ان الشيطان ليأتي قرين الامام فيسأله هل ذكر ربه ؟ فان قال: نعم، اكتسع (1) فذهب، وان قال: لا، ركب كتفه وكان امام القوم حتى ينصرفون، قال: قلت: جعلت فداك وما معنى قوله: ذكر ربه ؟ قال: الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. 252 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: جاء أبى بن خلف (2) فأخذ


(1) اكتسع الخيل بأذنابها. أدخلها بين رجليه، واللفظ كناية. (2) أبى بن خلف من مشركي مكة وأعداء رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو الذى قال له صلى الله عليه وآله يوما بمكة: ان عندي فرسا أعلفه كل يوم فرقا – وهو مكيال – من ذرة أقتلك عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بل أنا اقتلك انشاء الله، فكان من قصته انه خرج الى المدينة مع من خرج بحرب المسلمين في وقعة أحد فلما هزم المسلمون وبقى رسول الله صلى الله عليه وآله من بقى، أدركه أبى بن خلف وهو يقول: أين محمد لا نجوت ان نجوت ؟ فقال القوم: يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا ؟ قال: دعوه، فلما دنا تناول صلى الله عليه وآله حربة رجل من أصحابه – وهو الحارث بن الصمة – ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تحرك منها عن فرسه مرارا، فرجع الى قريش وهو يخور كما يخور الثور وقد خدش في عنقه خدشا غير كبير، فاحتقن الدم وقال: قتلني والله محمد، فقالوا: ذهب والله فؤادك، والله ما بك بأس ! قال: لو كانت الطعنة بربيعة ومضر لقتلهم، أليس انه قد كان بمكة قال لى: انا اقتلك، فوالله لو بصق بعد تلك المقالة لقتلني، فلم يلبث الا يوما أو بعض يوم حتى مات، فقيل مات بسرف وهو موضع على ستة أميال من مكة وفى ذلك يقول حسان بن ثابت الانصاري شاعر النبي صلى الله عليه وآله: =

[ 175 ]

عظما باليا من حائط ففته (1) ثم قال: يا محمد أاذا كنا عظاما ورفاتا أنا لمبعوثون خلقا فأنزل الله: ” من يحيى العظام وهى رميم قل يحييها الذى أنشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم “. 253 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: الخلق الذى يكبر في صدورهم الموت. قال عز من قائل: ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض. 254 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى عبد الله بن صالح عن أبيه عن آبائه عن على بن أبى طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما خلق الله حلقا أفضل منى ولا أكرم منى، قال على عليه السلام: فقلت: يا رسول الله افأنت أفضل أم جبرئيل ؟ فقال عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين، و فضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدى لك يا على، وللائمة من ولدك فان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 255 – وباسناده إلى صالح بن سهل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان بعض قريش قال لرسول الله صلى الله عليه واله: بأى شئ سبقت الانبياء وفضلت عليهم وأنت بعثت آخرهم و خاتمهم ؟ قال: انى كنت اول من أقر بربي جل جلاله واول من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبيين ” وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ” فكنت أول نبى قال: بلى، فسبقتهم الى الاقرار بالله عزوجل. 256 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عن محمد بن يحيى


= لقد ورث الضلالة من أبيه * أبى حين بارزه الرسول أتيت إليه تحمل منه عضوا * وتوعده وأنت به جهول وفى نسخة [ أجئت محمدا عظما رميما * لتكذبه وأنت به جهول ] وقد نالت بنو النجار منكم * امية إذ يغوث يا عقيل الى آخر الابيات. راجع ديوانه ص: 340 ط مصر. (1) فت الشئ: دقه وكسره بالاصابع.

[ 176 ]

الخثعمي عن هشام عن ابن ابى يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: سادة النبيين والمرسلين خمسة، وهم أولو العزم من الرسل، وعليهم دارت الرحا: نوح و ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وعلى جميع الانبياء. 257 – في الخرايج والجرايح باسناده الى أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله فضل أولى العزم من الرسل على الانبياء بالعلم، وفضلنا عليهم في فضلهم وعلم رسول الله صلى الله عليه واله ما لا يعلمون، وعلمنا علم رسول الله صلى الله عليه واله فروينا لشيعتنا، فمن قبله منهم فهو أفضلهم، وأينما نكون فشيعتنا معنا. 258 – في عيون الاخبار باسناده الى الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد ذكر نوحا وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم فهؤلاء الخمسة أولوا العزم، وهم أفضل الانبياء والرسل عليهم السلام. 259 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبى نجران وابن فضال عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان يقول عند العلة: اللهم انك عيرت اقواما فقلت: قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا فيا من لا يملك كشف ضرى ولا تحويله عنى أحد غيره، صل على محمد وآل محمد واكشف ضرى وحوله الى من يدعو معك الها آخر لا اله غيرك. قال عز من قائل ويرجون رحمته ويخافون عذابه 260 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن على بن حديد عن منصور بن يونس عن الحارث بن المغيرة أو أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما كان في وصية لقمان ؟ قال: كان فيها الاعاجيب، وكان أعجب ما فيها ان قال لابنه: خف الله عزوجل خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك، وارج الله رجاءا لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبى يقول: انه ما من عبد مؤمن الا وفى قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا.


[ 177 ]

261 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن الهيثم بن واقد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من خاف الله أخاف الله منه كل شئ، ومن لم يخف الله اخافه الله من كل شئ. 262 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن أبيه عن حمزة بن عبد الله الجعفري عن جميل بن دراج عن أبى حمزة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام من عرف الله خاف الله، ومن خاف الله سخت نفسه (1) عن الدنيا. 263 – عنه عن ابن أبى نجران عمن ذكره عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: قوم يعملون بالمعاصى ويقولون نرجو، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم الموت ؟ فقال هؤلاء قوم يترجحون في الامانى (2) كذبوا، ليسوا براجين من رجا شيئا طلبه ومن خاف من شيئ هرب منه. 264 – ورواه على بن محمد رفعه قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان قوما من مواليك يلمون بالمعاصى (3) ويقولون نرجو، فقال: كذبوا ليسوا لنا بموالي، اولئك قوم ترجحت بهم الامانى. من رجا شيئا عمل له، ومن خاف من شئ هرب منه 265 – عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان حب الشرف والذكر (4) لا يكونان في قلب الخائف الراهب. 266 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن النعمان عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان مما حفظ من خطب النبي صلى الله عليه واله انه قال: ايها الناس ان لكم معالم فانتهوا الى معالمكم وان لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، الا ان المؤمن يعمل بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدرى ما الله صانع فيه، وبين اجل قد بقى


(1) أي تركها (2) قال المحدث الكاشانى (ره) في الوافى: الترجح: الميل: يعنى مالت بهم عن الاستقامة أمانيهم الكاذبة. (3) لم به والم: نزل. والم بالذنب: قارب أو باشر اللمم، واللمم: صغار الذنوب. (4) أي حب الجاه والرياسة والمدح والشهرة.

[ 178 ]

لا يدرى ما الله قاض فيه، فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، وفى الشيبة قبل الكبر، وفى الحيوة قبل الممات، فوالله الذى نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب (1) وما بعدها من دار الا الجنة أو النار. 267 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن ابن مسكان عن الحسين بن أبى سارة: قال: سمعت أبى عبد الله (ع) يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا، ولا يكون راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو. 268 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن فضيل بن عثمان عن أبى – عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله (ع) قال: المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى لا يدرى ما صنع الله فيه، وعمر قد بقى لا يدرى ما يكتب فيه من المهالك، فهو لا يصبح الا خائفا ولا يصلحه الا الخوف. 269 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا أحمد بن محمد عن المعلى بن محمد عن على بن محمد عن بكر بن صالح عن جعفر بن يحيى عن على بن النضر عن أبي عبد الله (ع) وذكر حديثا طويلا يذكر فيه لقمان ووعظه لابنه وفيه: يا بنى لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران: نور للخوف ونور للرجا، لو وزنا لما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرة. 270 – في من لا يحضره الفقيه وسئل عن قول الله عزوجل: وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيمة أو معذبوها عذابا شديدا قال: هو الفناء بالموت. 271 – في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم قال: سئلت أبا جعفر (ع): ” وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا ” قال: انما امة محمد من الامم، فمن مات فقد هلك. 272 – عن ابن سنان عن أبي عبد الله (ع) في قول الله: ” وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيمة ” قال: بالقتل والموت وغيره (2).


(1) المستعتب: موضع الاستعتاب أي طلب الرضا. (2) وفى المصدر ” قال: هو الفناء بالموت أو غيره “.

[ 179 ]

273 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: وما منعنا ان نرسل بالآيات وذلك ان محمدا صلى الله عليه واله سئل قومه أن يأتيهم بآية فنزل جبرئيل فقال: ان الله يقول: ” وما منعنا ان نرسل بالآيات ” الى قوله الا ان كذب بها الاولون وكنا إذا ارسلنا الى قرية آية فلم يؤمنوا بها أهلكناهم، فلذلك أخرنا عن قومك الآيات. 274 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الحسن بن على (ع) حديث طويل يقول فيه (ع) لمروان بن الحكم: أما أنت يا مروان فلست انا سبيتك ولا سبيت أباك، ولكن الله عزوجل لعنك ولعن أباك ولعن أهل بيتك وذريتك، وما خرج من صلب أبيك الى يوم القيمة على لسان نبيه محمد صلى الله عليه واله، والله يا مروان ما تنكر أنت ولا أحد ممن حضر هذه اللعنة من رسول الله صلى الله عليه واله ولا بيك من قبلك، وما زادك الله يامروان بما خوفك الا طغيانا كبيرا، وصدق الله وصدق رسوله، يقول الله تبارك وتعالى: والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزدهم الا طغيانا كبيرا وأنت يا يا مروان وذريتك الشجرة الملعونة في القرآن. 275 – عن رسول الله صلى الله عليه واله وعن امير المؤمنين (ع) حديث طويل وفيه: و جعل أهل الكتاب القائمين به والعاملين بظاهره وباطنه من شجرة أصلها ثابت و فرعها في السماء توتى اكلها كل حين باذن ربها، أي يظهر مثل هذا العلم المحتملة في الوقت بعد الوقت، وجعل اعدائها اهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا اطفاء نور الله بأفواهم، ويأبى الله الا ان يتم نوره، ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التى بينت لك تأويلها لاسقطوها مع ما اسقطوا منه. 276 – في تفسير العياشي عن حريز عمن سمع عن ابى جعفر (ع): وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة لهم ليعمهوا فيها ” والشجرة الملعونة في القرآن ” يعنى بنى امية. 277 – عن على بن سعيد قال: كنت بمكة فقدم علينا معروف بن خربوذ فقال: قال لى أبو عبد الله (ع): ان عليا (ع) قال لعمر: يابا حفص الا اخبرك بما نزل في بنى امية ؟


[ 180 ]

قال: بلى، قال: فانه نزل فيهم: ” والشجرة الملعونة في القرآن ” قال: فغضب عمر، و قال: كذبت، بنو امية خير منك واوصل للرحم. 278 – عن الحلبي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم قالوا: سألناه عن قوله: ” وما جعلنا الرؤيا التى اريناك الا فتنة للناس ” قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله ارى ان رجالا على المنابر يردون الناس ضلالا زريق وزفر (1) وقوله: ” والشجرة الملعونة في – القرآن ” قال: هم بنو امية. 279 – وفى رواية اخرى عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله قد راى رجالا من نار على منابر من نار، يردون الناس على أعقابهم القهقرى ولسنا نسمى أحدا. 280 – وفى رواية سلام الجعفي عنه انه قال: انا لا نسمى الرجال بأسمائهم، و لكن رسول الله صلى الله عليه واله راى قوما على منبره يضلون الناس بعده عن الصراط القهقرى. 281 – عن عمر بن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أصبح رسول الله صلى لله عليه واله يوما حاسرا حزينا (2) فقيل له: ما لك يا رسول الله ؟ فقال: انى رأيت الليلة صبيان بنى امية يرقون على منبرى هذا، فقلت: يا رب معى ؟ فقال: لا ولكن بعدك. 282 – عن ابى الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا عليه السلام يقول و هو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله: ” والشجرة الملعونة في القرآن ” فقال: الافجران من قريش و من بنى امية. 283 – عن عبد الرحيم القصير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” وما جعلنا الرؤيا التى أريناك ” قال: ارى رجالا من بنى تيم وعدى على المنابر يردون الناس عن الصراط القهقرى، قلت: ” والشجرة الملعونة في القرآن ” قال: هم بنو امية، يقول الله: ” ونخوفهم


(1) كناية عن الاول والثانى وقد مر ايضا في المجلد الثاني في بعض الروايات. (2) حسر الرجل – من باب نصر -: أعيا، وحسر – من باب علم – الرجل على الشئ: تلهف. وقال في البحار: قوله: حاسرا أي كاشفا عن ذراعيه أو من الحسرة والحاسر ايضا من لا مغفر له ولا درع ولا جنة.

[ 181 ]

فما يزدهم الا طغيانا كبيرا “. 284 – عن يونس بن عبد الرحمن الاشل قال: سألته عن قول الله: ” وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس ” الآية فقال: ان رسول الله صلى الله عليه واله نام فرأى بنى أمية يصدون الناس (1) كلما صعد منهم رجل رأى رسول الله صلى الله عليه واله الذلة والمسكنة فاستيقظ جزوعا من ذلك وكان الذين رآهم اثنى عشر رجلا من بنى امية فأتاه جبرئيل عليه السلام بهذه الآية، ثم قال جبرئيل: ان بنى اميه لا يمكلون شئيا الا ملك أهل البيت ضعفه. 285 – في مجمع البيان ” وما جعلنا الرؤيا التى أريناك ” الآية فيه أقوال إلى قوله: و ثالثها ان ذلك رؤيا رآها النبي صلى الله عليه واله في منامه وان قرودا تصعد منبره وتنزل، فساءه ذلك واغتم به، رواه سهل بن سعيد عن أبيه ان النبي راى ذلك وقال: انه صلى الله عليه واله لم يستجمع بعد ذلك ضاحكا حتى مات، ورواه سعيد بن يسار ايضا وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام. 286 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: ” وجعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ” قال: نزلت لما راى النبي صلى الله عليه واله في نومه كأن قرودا تصعد منبره فساءه ذلك غمه غما شديدا، فأنزل الله: ” و ما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة لهم ليعمهوا فيها والشجرة الملعونة ” كذا نزلت وهم بنو امية. 287 – في كتاب الخصال عن أبى جعفر عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر معاوية بن حرب: ويشترط على شروطا لا يرضاها الله تعالى و رسوله ولا المسلمون، ويشترط في بعضها أن أدفع إليه قوما من أصحاب محمد صلى الله عليه واله أبرارا فيهم عمار بن ياسر، واين مثل عمار ؟ والله لقد رأيتنا مع النبي وما بعد منا خمسة الا كان سادسهم، ولا أربعة الا كان خامسهم، اشترط دفعهم إليه ليقتلهم ويصلبهم وانتحل دم عثمان


(1) كذا في النسخ لكن الصحيح كما في المصدر والمنقول عنه في البحار والبرهان و غيره ” يصعدون المنابر ” مكان ” يصدون الناس ” ويحتمل التصحيف ايضا.

[ 182 ]

ولعمر الله ما ألب على عثمان (1) ولا جمع الناس عليه قتله، وأشباهه من أهل بيته أغصان الشجرة الملعونة في القرآن. 288 – في نهج البلاغة فاحذروا عدو الله أن يعديكم (2) بدائه وأن يستفزكم بخيله ورجله ” وفيه ايضا ” فلعمر الله فخر على أصلكم ووقع في حسبكم، ودفع في نسبكم وأجلب بخيله عليكم وقصد برجله سبيلكم يقتنصونكم (3) بكل مكان، ويضربون منكم كل بنان، لا يمتنعون بحيلة، ولا يدفعون بعزيمة في حومة ذل وحلقة ضيق وعرصة موت وجولة بلاء (4). 289 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب، الشيرازي روى سفيان الثوري عن واصل عن الحسن عن ابن عباس في قوله: وشاركهم في الاموال والاولاد انه جلس الحسن بن على عليهما السلام ويزيد بن معوية بن أبى سفيان ياكلان الرطب فقال يزيد: يا حسن انى منذ كنت أبغضك، قال الحسن عليه السلام: يا يزيد اعلم ان ابليس شارك أباك في جماعة فاختلط المائان فأورثك ذلك عداوتي لان الله تعالى يقول: ” وشاركهم في الاموال والاولاد ” وشارك الشيطان حربا عند جماعه فولد له صخر فلذلك كان يبغض جدى رسول الله صلى الله عليه واله. 290 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن عمر بن اذنية عن ابان بن ابيعياش عن سليم بن قيس عن امير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله حرم الجنة على كل فحاش بذى (5) قليل الحياء لا يبالى ما قال، ولا ما قيل له، فان فتشته لم تجده الا لغية أو شرك شيطان، قيل:


(1) من ألبهم – بتشديد اللام -: جمعهم. (2) من أعدى فلان فلانا من خلقه أو من علته وهو مجاوزته من صاحبه الى غيره. وهذا من خطبته المعروفة بالقاصعة المتضمنة ذم ابليس لعنه الله على استكباره وتركه السجود لآدم عليه السلام. وانه اول مر أظهر العصبية وتبع الحمية وتحذير الناس من سلوك طريقته. (3) اقتنصه: اصطاده. (4) الحومة: معظم الماء والحرب وغيرهما، وقوله ” في حومة ذل.. اه ” موضع الجار و المجرور نصب على الحال أي يقتنصونكم في حومة ذل، والجولة: الموضع الذى تجول فيه. (5) البذى بمعى الفحاش ايضا.

[ 183 ]

يا رسول الله وفى الناس شرك شيطان ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: اما تقرء قول الله عزوجل: ” وشاركهم في الاموال والاولاد “. 291 – في الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا عن احمد بن محمد جميعا عن الوشاء عن موسى بن بكر عن ابى بصير قال: قال أبو عبد الله (ع): يابا محمد أي شئ يقول الرجل منكم إذا دخلت عليه امرأته ؟ قلت ” جعلت فداك أيستطيع الرجل ان يقول شيئا ؟ فقال: الا اعلمك ما تقول ؟ قلت: بلى، قال: تقول: ” بكلمات الله استحللت فرجها وفى امانة الله أخذتها، اللهم ان قضيت لى في رحمها شيئا فاجعله بارا تقيا واجعله مسلما سويا، ولا تجعل فيه شركا للشيطان ” قلت: وبأى شئ يعرف ذلك ؟ (1) قال: اما تقرأ كتاب الله عزوجل ثم ابتدأ هو: ” وشاركهم في الاموال والاولاد ” ثم قال: ان الشيطان ليجئ حتى يقعد من المرأة كما يقعد الرجل منها، ويحدث كما يحدث، وينكح كما ينكح، قلت: بأى شئ يعرف ذلك ؟ (2) قال: بحبنا وبغضنا فمن احبنا كان نطفة العبد، ومن أبغضنا كان نطفة الشيطان. وعنه عن أبيه عن حمزة بن عبد الله عن جميل بن دراج عن أبى الوليد عن أبى بصير قال: قال أبو عبد الله (ع) وذكره نحوه. 292 – في من لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: من لم يبال ما قال ولا ما قيل فيه فهو شرك شيطان ومن لم يبال أن يراه الناس مسيئا فهو شرك شيطان ومن اغتاب اخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان، ومن شغف بمحبة الحرام و شهوة الزنا فهو شرك شيطان. 293 – في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر (ع) قال: سألته عن شرك الشيطان، قال: قوله: ” وشاركهم في الاموال والاولاد ” فان كان من مال


(1) قال المجلسي (ره): لعله سئل عن الدليل على انه يكون الولد شرك الشيطان ثم سئل عن العلامة التى بها يعرف ذلك، والاظهر ان فيه تصحيفا لما سيأتي من خبر أبى بصير بسند آخر. وفيه مكانه ” ويكون فيه شرك الشيطان “. (2) أي عدم شراكته.

[ 184 ]

حرام فهو شريك الشيطان، قال: ويكون من الرجل حين يجامع فيكون من نطفته ونطفة الرجل إذا كان حراما. 294 – عن زرارة قال: كان يوسف أبو الحجاج صديقا لعلى بن الحسين صلوات الله عليه، وانه دخل على امرأته فأراد أن يضمها اعني أبو الحجاج، قال: فقالت له: اليس انما عهدك بذاك لساعة ؟ قال: فاتى على بن الحسين فأخبره فأمره ان يمسك عنها، فولدت بالحجاج وهو ابن الشيطان ذى الردهة. 295 – عن عبد الملك بن اعين قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: إذا زنى الرجل ادخل الشيطان ذكره ثم عملا جميعا، ثم تختلط النطفتان، فيخلق الله منهما فيكون شركة الشيطان. 296 – عن سليمان بن خالد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما قول الله: ” شاركهم في الاموال والاولاد ” ؟ قال: فقال في ذلك قوله: اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. 297 – عن العلا بن رزين عن محمد عن احدهما قال: شرك الشيطان ما كان من مال حرام، فهو من شركه، ويكون من الرجل حين يجامع فتكون نطفته مع نطفته إذا كان حراما، قال: كلتيهما جميعا تختلطان، وقال: ربما خلق من واحدة وربما خلق منهما جميعا. 298 – قال: (1) كنت عند ابى عبد الله عليه السلام فاستأذن عيسى بن منصور عليه، فقال: مالك ولفلان يا عيسى اما انه ما يحبك ! فقال: بأبى وامى يقول قولنا ويتولى من نتولى، فقال: ان فيه نحوة ابليس، فقال: بابى وامى اليس يقول ابليس: ” خلقتني من نار وخلقته من طين ” ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: ويقول الله: ” وشاركهم في الاموال والاولاد ” فالشيطان يباضع ابن آدم هكذا، وقرن بين اصبعيه. 299 – عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال سمعته يقول: كان الحجاج ابن


(1) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: ” صفوان الجمال قال: كنت.. اه “.

[ 185 ]

شيطان يباضع ذى الردهة، ثم قال ان يوسف دخل على ام الحجاج فأراد ان يضمها، فقالت: اليس انما عهدك بذلك الساعة فامسك عنها فولدت الحجاج. 300 – عن يونس بن ابى الربيع الشامي (1) قال: كنت عنده ليلة فذكر شرك الشيطان، فعظمه حتى افزعني فقلت جعلت فداك فما المخرج منها وما نصنع ؟ قال: إذا أردت المجامعة فقل: بسم الله الرحمن الرحيم الذى لا اله الا هو بديع السموات والارض اللهم ان قضيت منى في هذه الليلة خليفة فلا تجعل للشيطان فيه نصيبا ولا شركا ولا حظا و اجعله عبدا صالحا خالصا مخلصا مصغيا وذريته جل ثناوك. 301 – في تفسير على بن ابراهيم ” وشاركهم في الاموال والاولاد ” ما كان من مال حرام فهو شرك الشيطان، فإذا اشترى به الاماء ونكحهن وولد له فهو شرك الشيطان كما تلد منه ويكون مع الرجل إذا جامع، فيكون الولد من نطفته ونطفة الرجل إذا كان حراما، وفى حديث آخر إذا جامع الرجل اهله ولم يسم شاركه الشيطان. 302 – في تفسير العياشي عن جعفر بن محمد الخزاعى عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يذكر في حديث غدير خم، انه لما قال النبي صلى الله عليه واله لعلى عليه السلام ما قال واقامه للناس، صرخ ابليس صرخة فاجتمعت له العفاريت، فقالوا: سيدنا ما هذه الصرخة ؟ فقال: ويلكم يومكم كيوم عيسى، والله لاضلن فيه الخلق، قال: فنزل القرآن: ” ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين ” فقال: فصرخ ابليس صرخة فرجعت إليه العفاريت، فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الاخرى ؟ فقال: ويحكم حكى الله والله كلامي قرآنا وانزل عليه: ” ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين ” ثم رفع رأسه الى السماء ثم قال: وعزتك وجلالك لالحقن الفريق بالجميع، قال: فقال النبي صلى الله عليه واله: بسم الله الرحمن الرحيم ” ان عبادي ليس لك عليهم سلطان ” قال: فصرخ ابليس صرخة فرجعت إليه العفاريت فقالوا:


(1) هو خالد أو خليد – مصغرا – بن أوفى العنزي الشامي، عده الشيخ (ره) في رجاله من اصحاب الباقر عليه السلام، وعليه فا الضمير في قوله ” عنده ” يرجع إليه يعنى الباقر صلوات الله عليه.

[ 186 ]

يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة ؟ قال: والله من أصحاب على ولكن وعزتك وجلالك لازينن لهم المعاصي حتى أبغضهم اليك، قال: فقال أبو عبد الله (ع): والذى بعث بالحق محمدا للعفاريت والابالسة على المؤمن اكثر من الزنابير على اللحم، والمؤمن أشد من الجبل، والجبل تدنو إليه بالفاس فتنحت منه (1) والمؤمن لا يستقل عن دينه. 303 – عن عبد الرحمن بن سالم في قول الله: ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا قال: نزلت في على بن أبى طالب (ع)، ونحن نرجو أن تجرى لمن أحب الله من عباده. قال عز من قائل: واذامسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه 304 – في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن القاسم الجرجاني المفسر رحمه الله قال: حدثنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن على بن محمد بن سيار و كانا من الشيعة الامامية عن ابويهما عن الحسن بن على بن محمد عليهم السلام في قول الله عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: الله هو الذى يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجا من كل من دونه، وتقطع الاسباب عن جميع من سواه، تقول بسم الله أي استعين على اموري كلها بالله الذى لاتحق العبادة الا له المغيث إذا استغيث، المجيب إذا دعى، وهو ما قال رجل للصادق (ع): يا بن رسول الله دلنى على الله ما هو ؟ فقد كثر على المجادلون وحيرونى ؟ فقال له: يا عبد الله هل ركبت سفينة قط ؟ قال: نعم قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تعينك ؟ قال: نعم، قال: فهل تعلق قلبك هنالك ان شيئا من الاشياء قادر على ان يخلصك من ورطتك ؟ قال: نعم، قال الصادق عليه السلام: فذلك الشئ هو الله القادر على الانجاء حيث لا منجى، وعلى الاغاثة حيث لا مغيث، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 305 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر (ع) في قوله: قاصفا من الريح قال: هي العاصف.


(1) وفى بعض النسخ ” تواليه بالفأس ” وفأس – كفلس – ” آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب وغيره وبالفارسية ” تبر ” ونحت الجبل: حفره.

[ 187 ]

306 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده الى زيد بن على (ع) عن ابى عبد الله (ع) في قوله تعالى: ولقد كرمنا بنى آدم يقول: فضلنا بنى آدم على ساير الخلق وحملناهم في البر والبحر يقول: على الرطب واليابس ورزقناهم من الطيبات يقول: من طيبات الثمار كلها وفضلناهم يقول: ليس من دابة ولا طاير الاتأكل وتشرب بفيها، ولا ترفع بيدها الى فيها طعاما وشرابا غير ابن آدم، فانه يرفع الى فيه بيده طعامه، فهذا من التفضيل. 307 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم ابن عبد الرحيم قال: حدثنا محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن ابي حمزة الثمالى عن ابيجفر، قال: ان الله لا يكرم روح الكافر، ولكن كرم ارواح عليه السلام المؤمنين، وانما كرامة النفس والدم بالروح والرزق الطيب هو العلم. 308 – حدثنى ابى عن اسحق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة ان عليا (ع) سئل عن قول الله تبارك وتعالى: ” وسع كرسيه السموات والارض ” قال: السموات والارض وما بينهما من مخلوق في جوف الكرسي، وله اربعة املاك يحملونه باذن الله، فاما ملك منهم ففى صورة الآدميين وهى اكرم الصور على الله. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 309 – في محاسن البرقى عنه عن بعض اصحابنا عن على بن اسباط عن عمه يعقوب أو غيره رفعه قال: كان امير المؤمنين عليه السلام يقول: اللهم ان هذا من عطائك فبارك لنا فيه وسوغناه، واخلف لنا خلفا لما اكلناه أو شربناه، لا من حول منا ولا قوة، ورزقت فأحسنت، فلك الحمد، رب اجعلنا من الشاكرين، وإذا فرغ قال: الحمد لله الذى كفانا واكرمنا وحملنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، الحمد الله الذى كفانا المؤنة واسبغ علينا. 310 – عنه عن محمد بن عبد الله عن عمر المتطبب عن ابن يحيى الصنعانى عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كان على بن الحسين عليه السلام إذا وضع الطعام بين يديه قال:


[ 188 ]

اللهم هذا [ من ] منك وفضلك وعطائك فبارك لنا فيه وسوغناه وارزقنا خلفا لما اكلناه ورب محتاج إليه رزقت واحسنت، اللهم اجعلنا من الشاكرين، وإذا رفع الخوان قال: الحمد لله الذى حملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير من خلقه أو ممن خلق تفضيلا. 311 – في كتاب الخصال فيما علم امير المؤمنين عليه السلام اصحابه: إذا نظر احدكم في المرآة فليقل: الحمد لله الذى خلقني فأحسن خلقي، وصورني فأحسن صورتي، وزان منى ما شان من غيرى واكرمني بالاسلام. 312 – عن ابي عبد الله (ع) قال: المؤمن اعظم حرمة من الكعبة. 313 – في عيون الاخبار باسناده الى الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان المؤمن يعرف بالسماء كما يعرف الرجل ولده (1)، وانه لا اكرم على الله تعالى من ملك مقرب. 314 – وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا على كرامة المؤمن على الله انه لم يجعل لاجله وقتا حتى يهم ببائقة (2) فإذا هم ببائقة قبضه الله إليه. 315 – في تفسير العياشي عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام ” وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ” قال: خلق كل شئ منكبا غير الانسان خلق منتصبا. 316 – في كتاب علل الشرايع أبى (ره) قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد ابن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت: الملائكة افضل أم بنو آدم ؟ فقال: قال أمير المؤمنين على بن ابي طالب عليه السلام: ان الله عز وجل ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل، و ركب في بنى آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم. 317 – وباسناده الى عبد السلام بن صالح الهروي عن على بن موسى الرضا عن


(1) وفى المصدر هكذا ” ان المؤمن يعرف في السماء كما يعرف الرجل أهله وولده “. (2) البائقة: الداهية. الظلم والتعدى عن الحق.

[ 189 ]

أبيه عن آبائه عن على بن أبيطالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه واله: فان الملائكه لخدامنا وخدام محبينا، يا على الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا، يا على لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حوا ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الارض، وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم الى معرفة ربنا وتسبيحه [ وتهليله ] وتقديسه، ان الله تبارك تعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود تعظيما لنا واكراما، وكان سجودهم لله عزوجل عبودية ولآدم اكراما وطاعة لكوننا في صلبه، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة، وقد سجدوا لادم كلهم أجمعون. 318 – وقد روينا عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال: ان في الملائكة من باقة (1) بقل خير [ منه ] والأنبياء والحجج يعلمون ذلك لهم وفيهم ما جهلناه. 319 – وباسناده الى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه: لما عرج بى الى السماء الرابعة اذن جبرئيل وأقام ميكائيل، ثم قيل لى: ادن يا محمد فقلت: أتقدم وانت بحضرتي يا جبرئيل ؟ قال: نعم، ان الله عزوجل فضل أنبياءه المرسلين على الملائكة المقربين، وفضلك أنت خاصة، فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة. 320 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما خلق الله عزوجل خلقا أكرم على الله عزوجل من مؤمن، لان الملائكة خدام المؤمنين، وان جوار الله للمؤمنين، وان الجنة للمؤمنين، وان الحور العين للمؤمنين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 321 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل و فيه: يا رسول الله أخبرنا عن على هو أفضل أم ملائكة الله المقربون ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله.


(1) الباقة: الحزمة من الزهر أو البقل.

[ 190 ]

وهل شرفت الملائكة الا بحبها لمحمد وعلى وقبول ولايتهما، انه لا أحد من محبى على عليه السلام نظف قلبه من الغش والدغل والعلل ونجاسة الذنوب الا كان أطهر وأفضل من الملائكة. 322 – وفيه عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه السائل: قلت: الرسول أفضل أم الملك المرسل إليه ؟ قال: بل الرسول أفضل. 323 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده الى أبى هريرة وعبد الله بن عباس قالا: قال رسول الله صلى الله عليه واله في اثناء كلام طويل: أنتم أفضل من الملائكة. 324 – في اعتقادات الامامية للصدوق عليه الرحمة وقال النبي صلى الله عليه واله: انا افضل من جبرئيل وميكائيل واسرافيل وجميع الملائكة المقربين، وانا خير البرية وسيد ولد آدم. 325 – في محاسن البرقى عنه عن ابيه عن النضر بن سويد عن ابن مسكان عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبى عبد الله عليه السلام ” يوم ندعو كل اناس بامامهم ” فقال: يدعو كل قرن من هذه الأمة بامامهم، قلت: فيجئ رسول الله صلى الله عليه واله في قرنه وعلى ” ع ” في قرنه والحسن ” ع ” في قرنه والحسين ” ع ” في قرنه الذى هلك بين اظهرهم ؟ قال: نعم. 326 – في عيون الاخبار عن الرضا ” ع ” وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله في قوله تعالى: ” يوم ندعو كل اناس بامامهم ” قال: يدعى كل قوم بامام زمانهم، و كتاب الله وسنة نبيهم. 327 – في كتاب الخصال باسناده الى الأصبغ بن نباتة قال: امرنا امير المؤمنين (ع) بالمسير إلى المدائن من الكوفة، فسرنا يوم الاحد وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر، فخرجوا الى مكان بالحيرة يسمى الخورنق، فقالوا نتنزه ” 1 ” فإذا كان


(1) نزه الرجل: تباعد من كل مكروه، يقال: خرجنا نتنزه إذا خرجوا الى البساتين والخضر والرياض.

[ 191 ]

الأربعاء خرجنا فلحقنا عليا قبل ان يجمع، فبينا هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فصادوه فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه وقال: بايعوا هذا امير المؤمنين، فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم، وارتحلوا ليلة الأربعاء فقدموا المدائن يوم الجمعة وامير المؤمنين ” ع ” يخطب ولم يفارق بعضهم بعضا وكانوا جميعا حتى نزلوا على باب المسجد، فلما دخلوا نظر إليهم امير المؤمنين ” ع ” فقال: يا ايها الناس ان رسول الله صلى الله عليه واله اسر الى الف حديث في كل حديث الف باب، لكل باب الف مفتاح، وانى سمعت الله جل جلاله يقول: ” يوم ندعو كل اناس بامامهم ” وانى اقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيمة ثمانية نفر يدعون بامامهم وهو ضب، ولو شئت ان اسميهم لفعلت، قال: فلقد رايت عمرو بن حريث سقط كما تسقط السعفة حياءا ولوما. 328 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن حماد عن عبد الاعلى قال: سمعت ابا عبد الله (ع) يقول: السمع و الطاعة ابواب الخير السامع المطيع لا حجة عليه، والسامع العاصى لا حجة له، و امام المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى الله عزوجل، ثم قال: يقول الله تبارك وتعالى: ” يوم ندعو كل اناس بامامهم “. 329 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله غالب عن ابي جعفر (ع) قال: لما نزلت هذه الآية ” يوم ندعو كل اناس بامامهم ” قال المسلمون: يا رسول الله الست امام الناس كلهم اجمعين ؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه واله: انا رسول الله الى الناس اجمعين، ولكن سيكون من بعدى ائمة على الناس من الله من اهل بيتى يقومون في الناس فيكذبون وتظلمهم ائمة الكفر والضلال و اشياعهم، فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو منى، ومعى وسيلقانى الا ومن ظلمهم و كذبهم فليس منى ولا معى وانا منه برئ. 330 – على بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله ابن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم بن البطل عن عبد الله بن سنان قال: قلت


[ 192 ]

لا بيعبد الله عليه السلام: ” يوم ندعو كل اناس بامامهم ” قال: امامهم الذى بين اظهرهم وهو قائم اهل زمانه. 331 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عمرو بن الاشعث عن عبد الله بن حماد الانصاري عن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يجئ كل غادر بامام يوم القيمة مايلا شدقه حتى يدخل النار. 332 – في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا احمد بن ادريس قال: حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد بن حماد بن عيسى عن ربعى بن عبد الله عن الفضيل بن يسار عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: ” يوم ندعو كل اناس بامامهم ” قال: يجئ رسول الله صلى الله عليه واله في قومه وعلى في قومه والحسن في قومه، والحسين في قومه، وكل من مات بين ظهرانى قوم جاؤا معه. 333 – وقال على بن ابراهيم في قوله: ” يوم ندعو كل اناس بامامهم ” قال: ذلك يوم القيمة ينادى مناد: ليقم أبو بكر وشيعته وعمر وشيعته، وعثمان وشيعته، وعلى وشيعته. 334 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه (ع) وقد ذكر المنافقين وكذلك قوله: ” سلام على آل ياسين ” لان الله سمى النبي صلى الله عليه واله بهذا الاسم حيث قال: ” يس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين ” لعلمه انهم يسقطون لاقول ” سلام على آل محمد ” كما اسقطوا غيره، وكذلك قال: ” يوم ندعو كل اناس بامامهم ” ولم يسم بأسمائهم واسماء آبائهم وامهاتهم. 335 – في امالي الصدوق (ره) باسناده الى ابي عبد الله عليه السلام قال: سأل رجل يقال له بشر بن غالب ابا عبد الله الحسين عليه السلام فقال: يا بن رسول الله اخبرني عن قول الله عزوجل: ” يوم ندعو كل اناس بامامهم ” قال: امام دعى الى هدى فأجابوه إليه، وامام دعى الى ضلالة فأجابوه إليها، هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار، وهو قوله عزوجل ” فريق في الجنة وفريق في السعير ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.


[ 193 ]

336 – في الصحيفة السجادية اللهم انك أيدت دينك في كل أوان بامام أقمته علما لعبادك، ومنارا في بلادك، بعد أن وصلت حبله بحبلك، وجعلته الذريعة الى رضوانك، وافترضت طاعته وحذرت معصيته، وأمرت بامتثال أمره والانتهاء عند نهيه، ولا يتقدمه متقدم، ولا يتأخر عنه متأخر. 337 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام قال الله تعالى: ” يوم ندعو كل اناس بامامهم ” أي من كان اقتدى بمحق قبل وزكى. 338 – في الخرايج والجرايح في أعلام أبى محمد العسكري قال أبو هاشم بعد أن روى كرامة له عليه السلام فجعلت أفكر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد، و بكيت فنظر الى وقال: الامر أعظم مما حدثت به في نفسك من عظم شأن آل محمد، فاحمد الله أن يجعلك متمسكا بحبلهم، تدعى القيمة بهم إذا دعى كل اناس بامامهم انك على خير. 339 – في كتاب الرجال للكشي (ره) فضالة بن جعفر عن أبان عن حمزة بن الطيار ان أبا عبد الله عليه السلام اخذ بيدى ثم عد الائمة اماما اماما يحسبهم حتى انتهى الى أبى جعفر عليه السلام فكف، فقلت: جعلني الله فداك لو فلقت رمانة فأحللت بعضها وحرمت بعضها لشهدت ان ما حرمت حرام وما احللت حلال، فقال: فحسبك ان تقول بقوله وما أنا الا مثلهم، لى ما لهم وعلى ما عليهم، فان أردت أن تجئ مع الذين قال الله تعالى: ” يوم ندعو كل اناس بامامهم ” فقل بقوله. 340 – في تفسير العياشي عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام انه إذا كان يوم القيمة يدعى كل بامامه الذى مات في عصره، فان انتبه اعطى كتابه بيمينه لقوله: ” يوم ندعو كل اناس بامامهم ” فان اوتى كتابه بيمينه ” فيقول: هاؤم اقرأوا كتابيه انى ظننت أنى ملاق حسابيه ” الاية والكتاب الامام، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال نبذوه وراء ظهورهم، ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله: ” ما اصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم ” الى آخر الاية


[ 194 ]

341 – عنه عن محمد بن مسلم عن احدهما قال: سألته عن قوله ” يوم ندعو كل اناس بامامهم ” قال: من كان يأتمون به في الدنيا ويؤتى بالشمس والقمر فيقذفان في حميم ومن يعبدهما. 342 – عن جعفر بن احمد عن الفضل بن شاذان انه وجد مكتوبا بخط أبيه عن أبى بصير قال: أخذت بفخذ أبى عبد الله عليه السلام فقلت: أشهد انك امامى، فقال: اما انه سيدعى كل اناس بامامهم اصحاب الشمس بالشمس وأصحاب القمر بالقمر وأصحاب النار بالنار، وأصحاب الحجارة بالحجارة. 343 – عن عمار الساباطى عن أبى عبد الله عليه السلام لا تترك الارض بغير امام يحل حلال الله ويحرم حرام الله، وهو قول الله: ” يوم ندعو كل اناس بامامهم ” ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من مات ميتة جاهلية فمدوا أعناقهم وفتحوا أعينهم، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أليست الجاهلية الجهلاء فلما خرجنا من عنده قال لنا سليمان: هو والله الجاهلية الجهلاء، ولكن لما رأكم مددتم أعناقكم وفتحتم أعينكم قال لكم كذلك. 344 – عن بشير الدهان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: انتم والله على دين الله، ثم تلا ” يوم ندعو كل اناس بامامهم ” ثم قال: على امامنا ورسول الله صلى الله عليه واله امامنا، كم من امام يجئ يوم القيمة يلعن أصحابه ويلعنونه، ونحن ذرية محمد، وامنا فاطمة. 345 – عن اسمعيل بن همام قال: قال الرضا عليه السلام في قول الله: ” يوم ندعو كل اناس بامامهم ” قال: إذا كان يوم القيمة قال الله: أليس عدل من ربكم أن تولوا كل قوم من تولوا ؟ قالوا: بلى، قال: فيقول تميزوا فيتميزون. 346 – عن محمد بن حمران عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان كنتم تريدون ان تكونوا معنا يوم القيمة لا يلعن بعضنا بعضا فاتقوا الله واطيعوا. فان الله يقول: ” يوم ندعو كل اناس بامامهم “. 347 – في مجمع البيان وروى عن الصادق عليه السلام انه قال: ألا تمجدون الله،


[ 195 ]

إذا كان يوم القيامة فدعى كل قوم الى من يتولون وفرغنا الى رسول الله صلى الله عليه واله وفرغتم الينا (1) قال: اين ترون يذهب بكم ؟ الى الجنة ورب الكعبة. قالها ثلثا. 348 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وليست تشهد الجوارح على مؤمن انما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه، قال الله عزوجل: ” فأما من أوتى كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم ولا يظلمون فتيلا ” 349 – في تفسير على بن ابراهيم ” ولا يظلمون فتيلا ” قال: الجلدة التى في ظهر النواة. 350 – في عيون الاخبار في باب مجلس للرضا عليه السلام من أهل الاديان والمقالات في التوحيد كلام الرضا عليه السلام مع عمران وفيه: اياك وقول الجهال أهل العمى و الضلال، الذين يزعمون ان الله جل وتقدس موجود في الاخرة للحساب والثواب و العقاب، وليس بموجود في الدنيا للطاعة والرجا ولو كان في الوجود لله عزوجل نقص واهتضام (2) لم يوجد في الاخرة أبدا، ولكن القوم تاهوا وعموا عن الحق من حيث لا يعلمون، وذلك قوله عزوجل: ” ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ” يعنى أعمى عن الحقايق الموجودة. 351 – في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: أشد العمى من عمى عن فضلنا أو ناصبنا العداوة بلا ذنب سبق إليه منا، الا أنا دعوناه الى الحق، ودعاه من سوانا الى الفتنة والدنيا، فأتاهما ونصب البراءة منا و العداوة. 352 – في كتاب التوحيد أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا


(1) فرغ إليه: قصد. (2) الاهتضام: الكسر والنقص.

[ 196 ]

أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ومن كان في هذه أعمى ” قال: من لم يدله خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار ودوران الفلك والشمس والقمر والايات العجيبات على ان وراء ذلك أمر أعظم منه ” فهو في الآخرة اعمى وأضل سبيلا ” 353 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى: ” ومن كان في هذه أعمى فهو في الاخرة أعمى وأضل سبيلا ” قال: ذلك الذى يسوف نفسه الحج يعنى حجة الاسلام حتى يأتيه الموت. 354 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن حماد بن عيسى عن ابراهيم عن عمر اليماني عن أبى الطفيل عن أبى جعفر عليه السلام قال: جاء رجل الى على بن الحسين فقال له: ان ابن عباس يزعم انه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت وفيمن نزلت، فقال أبى عليه السلام: سله فيمن نزلت: ” ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة أعمى وأضل سبيلا ” وفيمن نزلت: ” ولا ينفعكم نصحي ان أردت أن أنصح لكم ان كان الله يريد أن يغويكم ” وفيمن نزلت: ” يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطور ” فاتاه الرجل فسأله فقال: وددت ان الذى امرك بهذا واجهنى به فاسأله عن العرش ممن خلقه الله ومتى خلقه وكم هو وكيف هو ؟ فانصرف الرجل الى أبى عليه السلام فقال أبى: فهل أجابك بالآيات ؟ قال: لا، قال أبى: لكن أجيبك فيها بعلم ونور غير المدعى ولا المنتحل، واما قوله: ” ومن كان في هذه اعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ” ففيه نزل وفى أبيه، واما قوله: ” و لا ينفعكم نصحي ان أردت ان أنصح لكم ” ففى أبيه نزلت، واما قوله: ” يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا ” الآية ففى أبيه نزلت وفينا ولم يكن الرباط الذى أمرنا به وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط (1)، والحديث طويل


(1) قيل يحتمل ان يكون المراد من قوله عليه السلام: ” نزلت الاية.. اه ” يعنى انهم =

[ 197 ]

أخذنا منه موضع الحاجة. 355 – وقال أبو عبد الله عليه السلام ايضا: ” ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ” قال: نزلت فيمن يسوف الحج حتى مات ولم يحج فعمى عن فريضة من فرائض الله 356 – وفيه خطبة له صلى الله عليه واله وفيها: وأعمى العمى عمى الضلالة بعد الهدى، وشر العمى عمى القلب. 357 – في كتاب ثواب الاعمال رفعه الى أمير المؤمنين عليه السلام قال: تحشر المرجئة عميانا فأقول لهم: ليسوا من أمه محمد صلى الله عليه واله، انهم بدلوا فبدل بهم و غيروا فغير ما بهم. 358 – وفيه باسناده الى النبي صلى الله عليه واله انه قال: ومن قرأ القرآن ولم يعلم به حشره الله عزوجل يوم القيمة أعمى، فيقول: ” رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ” فيؤمر به الى النار، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 359 – في تفسير على بن ابراهيم وان كادوا ليفتنونك عن الذى اوحينا اليك لتفتري علينا غيره قال: يعنى أمير المؤمنين وإذا لاتخذوك خليلا أي صديقا لو أقمت غيره. 360 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء عليهم السلام حديث طويل يقول فيه المأمون للرضا عليه السلام: فأخبرني عن قول الله تعالى: ” عفى الله عنك لم أذنت لهم ” قال الرضا عليه السلام: هذا مما نزل باياك اعني واسمعي يا جاره (1)


= مامورون برباطنا وصلتنا وقد تركوا ولم يأتمروا وسيكون ذلك في زمان ظهور القائم عليه السلام فيرابطنا من بقى من نسلهم فينصرون قائمنا فيكون من نسلنا المرابط بالفتح اعني القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف ومن نسله المرابط بالكسر ويحتمل على هذا الوجه ايضا الكسر فيهما والفتح فتأمل. (1) هذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره، وقيل ان اول من قال ذلك سهل بن مالك الفزارى، وقصته مذكورة في كتاب مجمع الامثال (ج 1: 50 ط مصر).

[ 198 ]

خاطب الله تعالى بذلك نبيه صلى الله عليه واله وأراد به امته، وكذلك قوله عزوجل: ” لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ” وقوله تعالى: ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا قال: صدقت يا بن رسول الله. 361 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد عن على بن الحكم عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل القرآن باياك أعنى واسمعي يا جاره. 362 – وفى رواية اخرى عن ابي عبد الله عليه السلام: قال معناه ما عتب الله عزوجل به على نبيه فهو يعنى به ما قد قضى في القرآن مثل قوله: ” ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ” عنى بذلك غيره. 363 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال: ثم خاطبه في أضعاف ما اثنى عليه في الكتاب من الازراء (1) وانخفاض محله وغير ذلك تهجينه وتأنيبه ما لم يخاطب به أحدا من الانبياء، مثل قوله: ” ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ” والذى بدأ في الكتاب من الازراء على النبي صلى الله عليه واله من قربه الملحدين. 364 – في تفسير العياشي عن أبى يعقوب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ” قال: لما كان يوم الفتح اخرج رسول الله صلى الله عليه واله اصناما من المسجد وكان منها صنم على المروة، وطلبت إليه قريش ان يتركه، وكان مستحيا فهم بتركه، ثم امر بكسره فنزلت هذه الآية. 365 – عن ابن ابيعمير عمن حدثه عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ما عاتب الله نبيه فهو يعنى به من قد مضى في القرآن مثل قوله: ” ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ” عنى بذلك غيره. 366 – عن عبد الله بن عثمان البجلى عن رجل ان النبي صلى الله عليه واله اجتمعا عنده وابنتيهما فتكلموا في على وكان من النبي صلى الله عليه واله أن يلين لهما في بعض القول، فأنزل الله:


(1) ازرأه: عابه ووضع من حقه.

[ 199 ]

” لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لاذقناك ضعف الحيوة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا ” ثم لا تجد لك مثل على وليا. 367 – في مجمع البيان ” ثم لا تجد لك علينا نصيرا ” قيل: لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه واله: اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين أبدا عن قتادة. 368 – في تفسير العياشي عن بعض أصحابنا عن أحدهما (ع) قال: ان الله قضى الاختلاف على خلقه وكان امرا قد قضاه في حكمه كما قضى على الامم من قبلكم، و هي السنن والامثال تجرى على الناس فجرت علينا كما جرت على الذين من قبلنا وقول الله حق، قال الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه واله: سنة من قد ارسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا ” فهل ينتظرون الا مثل ايام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا انى معكم من المنتظرين ” وقال: لا تبديل لقول الله وقد قضى الله على موسى وهو مع قومه يريهم الآيات والعبر (1) ثم مروا على قوم يعبدون اصناما ” قالوا يا موسى اجعل لنا الها كما لهم آلهة قال انكم قوم تجهلون ” فاستخلف موسى هارون فنصبوا عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا الهكم واله موسى وتركوا هارون، فقال: ” يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني واطيعوا امرى، قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى ” فضرب لكم أمثالهم وبين لكم كيف صنع بهم. وقال: ان نبى الله صلى الله عليه واله لم يقبض حتى أعلم الناس أمر على عليه السلام فقال: من كنت مولاه فعلى مولاه وقال: انه منى بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبى بعدى، وكان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه واله في المواطن كلها، وكان معه في المسجد يدخل على كال حال، وكان أول الناس ايمانا به، فلما قبض نبى الله صلى الله عليه واله كان الذى كان لما قضى من الاختلاف، وعمد عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول الله صلى الله عليه واله بعد، فلما راى ذلك على عليه السلام وراى الناس قد بايعوا أبا بكر، خشى ان يفتتن الناس، ففرغ الى كتاب الله وأخذ بجمعه في مصحف، فأرسل أبو بكر إليه ان تعال فبايع، فقال على: لا أخرج حتى أجمع القرآن، فأرسل إليه مرة


(1) وفى المصدر ” والنذر ” مكان ” والعبر “.

[ 200 ]

اخرى فقال: لا أخرج حتى افرغ، فأرسل إليه الثالثة ابن عم له يقال له قنفذ فقامت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله تحول بينه وبين على عليه السلام فضربها فانطلق قبله وليس معه على عليه السلام فخشى ان يجمع على الناس، فأمر بحطب فجعل حوالى بيته ثم انطلق عمر بنار فأراد أن يحرق على على بيته وعلى فاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فلما راى ذلك خرج فبايع كارها غير طائع. 369 – عن ابى العباس عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” سنة من قد ارسلنا قبلك من رسلنا ” قال: هي سنة محمد، ومن كان قبله من الرسل وهى الاسلام. 370 – في تهذيب الاحكام أحمد بن محمد بن عيسى عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عما فرض الله من الصلوة، فقال: خمس صلوات في الليل والنهار، فقلت: هل سماهن الله وبينهن في كتابه ؟ فقال: نعم، قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: اقم الصلوة لدلوك الشمس الى غسق الليل ودلوكها زوالها، ففى ما بين دلوك الشمس الى غسق الليل أربع صلوات سماهن وبينهن ووقتهن، وغسق الليل انتصافه، ثم قال: وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا فهذه الخامسة. 371 – في من لا يحضره الفقيه وروى بكر بن محمد عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال: وأول وقت للعشاء الآخرة ذهاب الحمرة، وآخر وقتها غسق الليل يعنى نصف الليل. 372 – في الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن يزيد ابن خليفة قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان عمر بن حنظلة أتانا عنك بوقت، فقال أبو عبد الله: إذا لا يكذب علينا، قلت: ذكر انك قلت: اول صلوة افترضها الله على نبيه صلى الله عليه واله الظهر، وهو قول الله عزوجل: ” اقم الصلوة لدلوك الشمس الى غسق الليل و قرآن الفجر ” فإذا زالت الشمس لم يمنعك الا سبحتك ثم لا تزال في وقت الى أن يصير الظل قامة وهو آخر الوقت، فإذا صار الظل قامة دخل وقت العصر فلم تزل في وقت حتى يصير الظل قامتين، وذلك المساء، فقال: صدق.


[ 201 ]

373 – على بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن عبد – الرحمان بن سالم عن اسحق بن عمار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أخبرني بأفضل المواقيت في صلوة الفجر، فقال: مع طلوع الفجر ان الله يقول: ” وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا ” يعنى صلوة الفجر تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، فإذا صلى العبد الصبح مع طلوع الفجر اثبتت له مرتين، أثبتها ملائكة الليل و ملائكة النهار. 374 – على بن محمد عن بعض أصحابنا عن على بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلى عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما عرج رسول الله صلى الله عليه واله نزل بالصلوة عشر ركعات ركعتين ركعتين فلما ولد الحسن والحسين زاد رسول الله صلى الله عليه واله سبع ركعات شكرا لله، فأجاز الله له ذلك، وترك الفجر لم يزد فيها، لانه يحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار. 375 – في من لا يحضره الفقيه سئل الصادق عليه السلام: لم صارت المغرب ثلث ركعات وأربعا بعدها ليس فيها تقصير في حضر ولا سفر ؟ فقال: ان الله تبارك و تعالى أنزل على نبيه صلى الله عليه واله كل صلوة ركعتين، فأضاف إليها رسول الله صلى الله عليه واله: لكل صلوة ركعتين في الحضر، وقصر فيه في السفر، الا المغرب والغداة، فلما صلى عليه السلام المغرب بلغه مولد فاطمة عليه السلام فأضاف إليها ركعة شكرا لله عزوجل، فلما ان ولد الحسن عليه السلام أضاف إليها ركعتين شكرا لله عزوجل، فلما أن ولد الحسين عليه السلام أضاف إليها ركعتين شكرا لله عزوجل، فقال: ” للذكر مثل حظ الانثيين ” فتركها على حالها في السفر والحضر. 376 – في العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليهما السلام عن قوله: ” اقم الصلوة لدلوك الشمس الى غسق الليل ” قال: جمعت الصلوات كلهن ودلوك الشمس زوالها، وغسق الليل انتصافه، وقال: انه ينادى مناد من السماء كل ليلة إذا انتصف الليل: من رقد عن صلوة العشاء الى هذه الساعة فلا نامت


[ 202 ]

عيناه، ” وقرآن الفجر ” قال: صلوة الصبح، واما قوله: ” كان مشهودا ” قال، تحضره ملائكة الليل والنهار. 377 – وعن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: ” اقم الصلوة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر ” قال: ان الله افترض أربع صلوات أول وقتها من زوال الشمس الى انتصاف الليل، منها صلوتان اول وقتها من عند زوال الشمس الى غروبها، الا ان هذه قبل هذه، ومنها صلوتان اول وقتها من غروب الشمس الى انتصاف الليل الا ان هذه قبل هذه. 378 – عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: ” اقم الصلوة لدلوك الشمس الى غسق الليل ” قال: دلوكها زوالها، غسق الليل الى نصف الليل، ذلك أربع صلوات وضعهن رسول الله ووقتهن للناس، وقرآن الفجر صلوة الغداة. 379 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى سعيد بن المسيب قال: سألت على ابن الحسين صلوات الله عليه فقلت له: متى فرضت الصلوة على المسلمين على ما هم اليوم عليه ؟ قال: فقال: بالمدينة حين ظهرت الدعوة وقوى الاسلام، وكتب الله عزوجل الجهاد، زاد رسول الله صلى الله عليه واله في الصلوة سبع ركعات، في الظهر ركعتين، وفى العصر ركعتين، وفى المغرب ركعة وفى العشاء الآخرة ركعتين، وأقر الفجر على ما فرضت بمكة، لتعجيل عروج ملائكة الليل الى السماء، ولتعجيل ملائكة النهار الى الارض، فكانت ملائكة النهار وملائكة الليل يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه واله صلوة الفجر، فلذلك قال عزوجل: ” وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا ” يشهده المسلمون، ويشهده ملائكة النهار، وملائكة الليل. 380 – وباسناده الى أبى هاشم الخادم عن أبى الحسن الماضي عليه السلام حديث طويل يقول في آخره: وما بين غروب الشمس الى سقوط الشفق غسق. 381 – وباسناده الى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبيطالب عليهم السلام قال: جاء نفر من اليهود الى رسول الله صلى الله عليه واله فسأله أعلمهم عن مسائل


[ 203 ]

فكان فيما سأله ان قال: أخبرني عن الله عز وجل لاى شئ فرض هذه الخمس صلوات في خمس مواقيت على امتك في ساعات الليل والنهار ؟ فقال النبي صلى الله عليه واله: ان الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فإذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح كل شئ دون العرش بحمد ربى جل جلاله، وهى الساعة التى يصلى على فيها ربى، ففرض الله عز وجل على وعلى امتى فيها الصلوة، وقال: ” اقم الصلوة لدلوك الشمس الى غسق الليل ” وهى الساعة التى يؤتى فيها بجهنم يوم القيمة، فما من مؤمن يوافق تلك الساعة أن يكون ساجدا أو راكعا أو قائما الا حرم الله عز وجل جسده على النار، واما صلوة العصر فهى الساعة التى أكل آدم عليه السلام فيها من الشجرة، فأخرجه الله عز وجل من الجنة فأمر الله عز وجل ذريته بهذه الصلوة الى يوم القيمة، واختارها لامتي، فهى من أحب الصلوات الى الله عز وجل، وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات، واما صلوة المغرب فهى الساعة التى تاب الله على آدم عليه السلام، وكان ما بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب الله عليه عز وجل ثلثمأة سنة من أيام، وفى ايام الآخرة يوم كألف سنة، ما بين العصر الى العشاء و صلى آدم ثلاث ركعات ركعة لخطيئته وركعة لخطيئة حوا وركعة لتوبته ففرض الله عز وجل هذه الركعات الثلاث على امتى، وهى الساعة التى يستجاب فيها الدعاء فوعدني ربى عز وجل أن يستجيب لمن دعاه فيها، وهى الصلوة التى أمرنى ربى بها في قوله عز وجل ” فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ” واما صلوة العشاء الآخرة فان للقبر ظلمة وليوم القيامة ظلمة، أمرنى ربى عز وجل وامتى بهذه الصلوة لتنور القبر، وليعطيني وامتى النور على الصراط، وما من قدم مشت الى صلوة العتمة الا حرم الله عزوجل جسده على النار، وهى الصلوة التى اختارها الله عز وجل قبلى للمرسلين، واما صلوة الفجر فان الشمس إذا طلعت تطلع على قرن شيطان، فأمرني ربى عزوجل أن أصلى قبل طلوع الشمس صلوة الغداة، وقبل ان يسجد لها الكافر لتسجد امتى لله عزوجل وسرعتها أحب الى الله عزوجل، وهى الصلوة التى يشهدها ملائكة الليل و ملائكة النهار.


[ 204 ]

وفى من لا يحضره الفقيه مثل هذه العلل سواء. 382 – في تهذيب الاحكام محمد بن أحمد بن يحيى عن الحسن بن على بن عبد الله عن ابن فضال عن مروان عن عمار الساباطى قال: كنا جلوسا عند أبي عبد الله عليه السلام بمنى، فقال له رجل: ما تقول في النوافل ؟ فقال: فريضة، قال: ففزعنا وفزع الرجل فقال أبو عبد الله عليه السلام: انما أعنى صلوة الليل على رسول الله صلى الله عليه واله، ان الله عز وجل يقول: ومن الليل فتهجد به نافلة لك. 383 – في كتاب الخصال فيما أوصى به النبي صلى الله عليه واله عليا عليه السلام: يا على ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا: لقاء الاخوان والافطار من الصيام، والتهجد في آخر الليل. 384 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى على بن النعمان عن بعض رجاله قال: جاء رجل الى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين انى قد حرمت الصلوة بالليل قال: فقال أمير المؤمنين: انت رجل قد قيدتك ذنوبك. 385 – وباسناده الى الحسين بن الحسن الكندى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلوة الليل، فإذا حرم صلوة الليل حرم بها الرزق. 386 – وباسناده الى آدم بن اسحق عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عليكم بصلوة الليل فانها سنة نبيكم، ودأب الصالحين قبلكم، ومطردة الداء عن اجسادكم. 387 – وقال أبو عبد الله عليه السلام: صلوة الليل تبيض الوجوه، وصلوة الليل تطيب الليل وصلوة الليل تجلب الرزق. 388 – وباسناده الى اسمعيل بن موسى عن جعفر عن أخيه على بن موسى الرضا عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: سئل على بن الحسين عليهما السلام: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجها ؟ قال: لانهم خلوا بالله فكساهم الله من نوره.


[ 205 ]

389 – في من لا يحضره الفقيه وروى جابر بن اسمعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام ان رجلا سأل على بن ابى طالب من قيام الليل بالقرآن، فقال له: ابشر من صلى من الليل عشر ليلة لله مخلصا ابتغاء ثواب الله قال الله عزوجل لملائكته: اكتبوا لعبدي هذا من الحسنات عدد ما أنبت في الليل من حبة وورقة وشجرة، وعدد كل قصبة وخوص ومرعى، ومن صلى تسع ليلة أعطاه الله عشر دعوات مستجابات، وأعطاه كتابه بيمينه ومن صلى ثمن ليلة اعطاه الله أجر شهيد صابر صادق النية، وشفع في أهل بيته ومن صلى سبع ليلة خرج من قبره يوم يبعث ووجهه كالقمر ليلة البدر، حتى يمر على الصراط مع الامنين ومن صلى سدس ليلة كتب في الاوابين، وغفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صلى خمس ليلة زاحم ابراهيم خليل الرحمن في قبته، ومن صلى ربع ليلة كان في أول الفائزين حتى يمر على الصراط كالريح العاصف، ويدخل الجنة بغير حساب، ومن صلى ثلث ليلة لم يبق ملك الا غبطه بمنزلته من الله عز وجل، وقيل له: ادخل من أي ابواب الجنان الثمانية شئت، و من صلى نصف ليلة فلو أعطى ملاء الارض ذهبا سبعين ألف مرة لم يعدل جزاؤه وكان له بذلك عند الله عزوجل أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد اسمعيل، ومن صلى ثلثى ليلة كان له من الحسنات قدر رمل عالج (1) أدناها حسنة أثقل من جبل أحد عشر مرات ومن صلى ليلة تامة تاليا لكتاب الله عز وجل راكعا وساجدا وذاكرا أعطى من الثواب ما أدناه يخرج من الذنوب كما ولدته امه، ويكتب له عدد ما خلق الله عز وجل من الحسنات، ومثلها درجات، ويثبت النور في قبره، وينزع الاثم والحسد من قلبه، و يجار من عذاب النار ويعطى برائة من النار، ويبعث من الامنين، ويقول الرب تبارك و تعالى لملائكته: يا ملائكتي انظروا الى عبدى أحيى ليلة ابتغاء مرضاتي، اسكنوه الفردوس، وله فيها ألف مدينة في كل مدينة جميع ما تشهتى الانفس وتلذ الاعين، و لم يخطر على بال سوى ما أعددت له من الكرامة والمزيد والقربة. 390 – في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد


(1) أي المتلاطم.

[ 206 ]

ذكر أهل المحشر: ثم يجتمعون في موطن آخر يكون فيه مقام محمد صلى الله عليه واله وهو المقام المحمود، فيثنى على الله تبارك وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله، ثم يثنى على كل مؤمن ومؤمنة يبدأ بالصديقين والشهداء، ثم بالصالحين فتحمده أهل السموات و أهل الارض، فلذلك قوله عز وجل: عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا فطوبى لمن كان في ذلك اليوم له حظ ونصيب، وويل لمن لم يكن له في ذلك اليوم حظ ولا نصيب. 391 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان وابن أبى عمير عن معوية بن عمار عن ابى – عبد الله عليه السلام قال: إذا دخلت المدينة الى أن قال: ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون والاخرون. 392 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن زرعة عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن شفاعة النبي صلى الله عليه واله يوم القيمة ؟ فقال: يلجم الناس يوم القيمة العرق، فيقولون: انطلقوا بنا الى آدم يشفع لنا فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا عند ربك، فيقول: ان لى ذنبا وخطيئة فعليكم بنوح فيأتون نوحا فيردهم الى من يليه، ويردهم كل نبى الى من يليه حتى ينتهوا الى عيسى، فيقول: عليكم بمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى جميع الانبياء، فيعرضون أنفسهم عليه، ويسألونه فيقول: انطلقوا، فينطلق بهم الى باب الجنة، ويستقبل باب الرحمن ويخر ساجدا، فيمكث ما شاء الله فيقول: ارفع رأسك واشفع تشفع، وسل تعط، وذلك قوله تعالى: ” عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا “. 393 – وحدثني أبى عن محمد بن أبى عمير عن معاوية وهشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال ” قال رسول الله صلى الله عليه واله: لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في ابى وامى وعمى وأخ كان لى في الجاهلية. 394 – حدثنى ابى عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام ان صفية بنت عبد المطلب مات ابن لها فأقبلت فقال لها عمر: غطى قرطك (1) فان قرابتك من


(1) القرط – بالضم -: ما يعلق في شحمه الاذن من درة ونحوها.

[ 207 ]

رسول الله لا ينفعك شيئا، فقالت له: هل رأيت لى قرطا يا بن اللخناء، ثم دخلت على رسول الله صلى الله عليه واله فأخبرته وبكت، فخرج رسول الله صلى الله عليه واله فنادى: الصلوة جامعة فاجتمع الناس فقال: ما بال أقوام يزعمون ان قرابتي لا تنفع ؟ ! لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في خارجكم لا يسألنى اليوم أحد من أبوه الا اخبرته، فقال إليه رجل فقال: من أبى يا رسول الله ؟ فقال: أبوك غير الذى تدعى له، ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما بال الذى يزعم ان قرابتي لا تنفع لا يسألنى عن ابيه ؟ فقام إليه عمر فقال: أعوذ بالله يا رسول الله من غضب الله وغضب رسوله، اعف عنى عفا الله عنك، فأنزل الله: ” يا ايها الذين آمنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم ” الاية. 395 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على قال: قال على عليه السلام: قد ذكر مناقب الرسول صلى الله عليه واله و وعده المقام المحمود، فإذا كان يوم القيمة أقعده الله تعالى على العرش الحديث. 396 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: سمعت النبي صلى الله عليه واله يقول: إذا حشر الناس يوم القيمة نادى مناد: يارسول الله ان الله جل اسمه قدامنك من مجاراة (1) محبيك ومحبى أهل بيتك الموالين لهم فيك والمعادين لهم فيك، فكافهم بما شئت، فأقول: يا رب الجنة فانادى بوئهم منها حيث شئت، فذلك المقام المحمود الذى وعدت به. 397 – وباسناده الى أنس بن مالك، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه واله مقبلا على على بن ابي طالب صلوات الله عليه وهو يتلو هذه الاية: ” فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا ” فقال: يا على ان ربى عز وجل ملكني بالشفاعة في أهل التوحيد من امتى، وحظر ذلك عمن ناصبك أو ناصب ولدك من بعدك. 398 – في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال رسول الله صلى الله عليه واله: إذا قمت


(1) جاراه في الحديث مجاراة: أي جرى وخاض معه في الكلام، وفى البحار ” مجازاة ” بالزاء المعجمة.

[ 208 ]

المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من امتى فيشفعني الله فيهم، والله لا تشفعت فيمن اذى ذريتي. 399 – وفيها ايضا قال الله تعالى: ” عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ” قال رسول الله صلى الله عليه واله: المقام الذى اشفع فيه لامتي. 400 – في تفسير العياشي عن خثيمة الجعفي قال: كنت عند جعفر بن محمد عليهما السلام أنا ومفضل بن عمر ليلة ليس عنده أحد غيرنا، فقال له مفضل الجعفي: جعلت فداك حدثنا حديثا نسر به، قال: نعم إذا كان يوم القيمة حشر الله الخلايق في صعيد واحد حفاة عراة غرلا (1) قال: فقلت: جعلت فداك ما الغرل ؟ قال: كما خلقوا أول مرة، فيقفون حتى يلجمهم العرق (2) فيقولون: ليت الله يحكم بيننا ولو الى النار، يرون أن في النار راحة مما هم فيه، ثم يأتون آدم فيقولون: أنت أبونا وأنت نبى فسل ربك يحكم بيننا ولو الى النار، فيقول: لست بصاحبكم خلقني ربى بيده، وحملنى على عرشه، وأسجد لى ملائكته، ثم أمرنى فعصيته، ولكني أدلكم على ابني الصديق الذى مكث في قومه ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم كلما كذبوا اشتد تصديقه: نوح. قال: فيأتون نوحا فيقولون: سل ربك يحكم بيننا ولو الى النار، قال: فيقول: لست بصاحبكم انى قلت: ” ان ابني من أهلى ” ولكني أدلكم الى من اتخذه الله خليلا في دار الدنيا ايتوا ابراهيم، قال،: فيأتون ابراهيم فيقول: لست بصاحبكم انى قلت ” انى سقيم ” ولكني ادلكم على من كلم الله تكليما: موسى، قال: فيأتون موسى، فيقولون له، فيقول: لست بصاحبكم ” انى قتلت نفسا ” ولكني أدلكم على من كان يخلق باذن الله ويبرئ الاكمه والابرص باذن الله: عيسى، فيأتونه فيقول: لست بصاحبكم ولكني أدلكم على من بشرتكم به في دار الدنيا: أحمد.


(1) قال الطريحي (ره): في الحديث يجمع الله الاولين والاخرين في صعيد واحد. قيل: هي أرض مستوية، والغرل – بضم الغين -: من لم يختن. (2) قال الجزرى: فيه: يبلغ العرق منهم ما يلجمهم أي يصل الى أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام يعنى في المحشر.

[ 209 ]

ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ما من نبى، آدم الى محمد صلوات الله عليهم الا وهم تحت لواء محمد، قال: فيأتونه ثم قال: فيقولون: يا محمد سل ربك يحكم بيننا ولو الى النار قال: فيقول نعم أنا صاحبكم، فيأتى دار الرحمن وهى عدن وان بابها سعته بعد ما بين المشرق والمغرب، فيحرك حلقة من الحلق، فيقال: من هذا ؟ وهو أعلم به. فيقول: انا محمد، فيقال: افتحوا له، قال: فيفتح لى قال فإذا نظرت الى ربى (1) مجدته تمجيدا لم يمجده أحد كان قبلى ولا يمجده احد كان بعدى، ثم أخر ساجدا فيقول: يا محمد ارفع رأسك، وقل نسمع قولك (2) واشفع تشفع وسل تعط، قال: فإذا رفعت رأسي ونظرت الى ربى مجدته تمجيدا أفضل من الاول ثم أخر ساجدا فيقول: ارفع رأسك وقل نسمع قولك، واشفع تشفع وسل توجه، فإذا رفعت رأسي ونظرت الى ربى مجدته تمجيدا أفضل من الاول والثانى، ثم أخر ساجدا فيقول: ارفع رأسك وقل نسمع قولك و اشفع تشفع، وسل توجه، فإذا رفعت راسى ونظرت الى ربى أقول: رب احكم بين عبادك ولو الى النار فيقول: نعم يا محمد، قال: ثم يؤتى بناقة من ياقوت أحمر و زمامها زبرجد أخضر حتى أركبها، ثم آتى المقام المحمود حتى أقضى عليه، وهو تل من مسك أذفر محاذ بحيال العرش، ثم يدعى ابراهيم فيحمل على مثلها فيجئ حتى يقف عن يمين رسول الله صلى الله عليه واله، ثم يرفع رسول الله صلى الله عليه واله يده يضرب على كتف على بن أبى طالب، قال: ثم يؤتى والله بمثلها فيحمل عليها، فيجئ حتى يقف بينى وبين أبيك ابراهيم، ثم يخرج مناد من عند الرحمن فيقول: يا معشر الخلايق أليس العدل من ربكم أن يولى كل قوم ما كانوا يتولون في دار الدنيا ؟ فيقولون: بلى واى شئ عدل غيره، فيقوم الشيطان الذى أضل فرقة من الناس حتى زعموا ان عيسى هو الله وابن الله فيتبعونه الى النار ويقوم الشيطان الذى اضل فرقة من الناس حتى زعموا ان عزيرا ابن الله حتى يتبعونه الى النار ويقوم كل شيطان اضل فرقة فيتبعونه الى النار حتى تبقى هذه الامة


(1) قال المجلسي (ره): أي الى عرشه، أو الى كرامته، أو الى نور من انوار عظمته. (2) وفى المصدر ” يسمع ” بالياء بدل ” نسمع “.

[ 210 ]

ثم يخرج مناد من عند الله فيقول: يا معشر الخلايق اليس العدل من ربكم ان يولى كل فريق من كانوا يتولون في دار الدنيا ؟ فيقولون: بلى، فيقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان ثالث فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم معاوية فيتبعه من كان يتولاه، ويقوم على فيتبعه من كان يتولاه ثم يقوم يزيد بن معوية فيتبعه من كان يتولاه، ويقوم الحسن فيتبعه من كان يتولاه ويقوم الحسين فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم مروان بن الحكم وعبد الملك فيتبعهما من كان يتولاهما، ثم يقوم على بن الحسين فيتبعه من كان يتولاه: ثم يقوم الوليد بن عبد الملك ويقوم محمد بن على فيتبعهما من كان يتولاهما ثم أقوم أنا فيتبعنى من كان يتولاني، وكأني بكما معى، ثم يؤتى بنا فنجلس على عرش ربنا (1) ويؤتى بالكتب فتوضع فنشهد على عدونا، ونشفع لمن كان من شعيتنا مرهقا، قال: قلت: جعلت فداك فما المرهق ؟ قال: المذنب، فاما الذين اتقوا من شيعتنا فقد نجاهم الله فمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون، قال: ثم جائته جارية له فقالت: ان فلان القرشى بالباب، فقال: ائذنوا له، ثم قال لنا: اسكتوا. 401 – عن عيص بن القاسم عن أبي عبد الله ان اناسا من بنى هاشم أتوا رسول الله صلى الله عليه واله فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشى، وقالوا: يكون لنا هذا السهم الذى جعله الله للعاملين علها فنحن أولى بها، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا بنى عبد المطلب ان الصدقة لا تحل ولى ولا لكم، ولكني وعدت بالشفاعة، ثم قال: والله أشهد انه قد وعدها فما ظنكم يا بنى عبد المطلب إذا اخذت بحلقة الباب أتروني مؤثرا عليكم غيركم ؟. ثم قال: ان الجن والانس يجلسون يوم القيمة في صعيد واحد، فإذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة فيقولون: الى من ؟ فيأتون نوحا فيسألونه الشفاعة فيقول: ههيات قد رفعت حاجتى (2) فيقولون الى من ؟ فيقال: الى ابراهيم فيأتون الى ابراهيم فيسئلونه


(1) قال المجلسي (ره): كناية عن ظهور الحكم والامر من عند العرش وخلق الكلام هناك. (2) وقال (ره): قد رفعت حاجتى أي الى غيرى والحاصل انى ايضا استشفع من غيرى فلا استطيع شفاعتكم، ويمكن أن يقرأ على بناء المفعول كناية عن رفع الرجاء أي رفع عنى طلب الحاجة لما صدر منى من ترك الاولى.

[ 211 ]

الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتى، فيقولون الى من ؟ فيقال: ايتوا موسى فيأتونه فيسئلونه الشفاعة، فيقول: هيهات قد رفعت حاجتى فيقولون: الى من ؟ فيقال: ايتوا عيسى، فيأتونه ويسئلونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتى فيقولون: الى من ؟ فيقال ايتوا محمدا، فيأتونه فيسألونه الشفاعة فيقوم مدلا حتى يأتي باب الجنة فيأخذ بحلقة الباب ثم يقرعه فيقال: من هذا ؟ فيقول: احمد، فيرحبون (1) ويفتحون الباب، فإذا نظر الى الجنة خر ساجدا يمجد ربه ويعظمه، فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل تعط، و اشفع تشفع، فيرفع رأسه فيدخل من باب الجنة، فيخر ساجدا ويمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل تعط وأشفع تشفع فيقوم فما يسأل شيئا الا أعطاه اياه. 402 – عن بعض أصحابنا عن أحدهما عليهما السلام قال: في قوله: ” عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ” قال: هي الشفاعة. 403 – عن سماعة بن مهران عن أبى ابراهيم في قول الله: ” عيسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ” قال: يقوم الناس يوم القيمة مقدار أربعين عاما وتؤمر الشمس فتركب على رؤس العباد، ويلجمهم العرق، وتؤمر الارض لا تقبل من عرقهم شيئا فيأتون آدم فيشفعون به فيدلهم على نوح، ويدلهم نوح على ابراهيم، ويدلهم ابراهيم على موسى، و يدلهم موسى الى عيسى، ويدلهم عيسى فيقول: عليكم بمحمد صلى الله عليه واله خاتم النبيين فيقول محمد: أنا لها (2) فينطلق حتى يأتي باب الجنة فيدق، فيقال: من هذا – والله أعلم – فيقول: محمد، فيقال: افتحوا له، فإذا فتح الباب استقبل ربه فخر ساجدا، فلا يرفع رأسه حتى يقال له: تكلم واسئل تعط واشفع تشفع، فيرفع رأسه فيستقبل ربه فيخر ساجدا فيقال له مثلها، فيرفع رأسه حتى انه ليشفع من قد احرق بالنار، فما أحد من الناس يوم القيامة في جميع الامم أوجه من محمد صلى الله عليه واله، وهو قول الله: ” عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا “.


(1) وفى تفسير البرهان ” فيجيئون “. (2) وفى بعض النسخ ” ايها لها “.

[ 212 ]

404 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل ابن مهران عن سيف بن عميرة عن أبيصير قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا ؟ قال: نعم، قلت: ما هو ؟ قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال، وان كان فيما أنعم عليه في ماله حق اداه، ومنه قوله: رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 405 – في تفسير على بن ابراهيم ” وقل رب ادخلني مدخل صدق و اخرجني مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا ” فانها نزلت يوم فتح مكة، لما أراد رسول الله صلى الله عليه واله دخولها أنزل الله: ” قل يا محمد ادخلني مدخل صدق ” الآية. 406 – في محاسن البرقى عنه عن ابى عبد الله عن حماد عن حريز عن ابراهيم بن نعيم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: إذا دخلت مدخلا تخافه فاقرأ هذه الاية ” رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا ” فإذا عاينت الذى تخافه قاقرأ آية الكرسي. 407 – في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن بن عبد – الرحمن عن عاصم بن حميد عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: وقل جاء الحق وزهق الباطل قال: إذا قام القائم ذهبت دولة الباطل. 408 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده الى محمد بن على الباقر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه خطبة الرسول صلى الله عليه واله يوم الغدير وفيها: معاشر الناس لا تضلوا عنه ولا تنفروا منه، والا تستنكفوا من ولايته، فهو الذى يهدى الى الحق و يعمل له، ويزهق الباطل وينهى عنه. 409 – في مجمع البيان قال ابن مسعود: دخل رسول الله صلى الله عليه واله مكة و حول البيت ثلثمأة وستون صنما، فجعل يطعنها بعود في يده، ويقول: ” جاء الحق و


[ 213 ]

زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا “. 410 – في الخرايج والجرايح عن حكيمة خبر طويل وفيه لما ولد القائم عليه السلام كان نظيفا مفروغا منه، وعلى ذراعه الايمن مكتوب: ” جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ” 411 – في امالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده الى سليمان بن خالد قال: حدثنا على بن موسى عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه واله يوم فتح مكة والاصنام حول الكعبة، وكانت ثلثمأة وستين صنما، فجعل يطعنها بمخصرة (1) في يده ويقول: ” جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا وما يبدئ الباطل وما يعيد ” فجعلت تنكب لوجهها. 412 – في تفسير العياشي – عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانما الشفاء في علم القرآن لقوله وننزل من القرآن ما هو شفاء للناس ورحمة لاهله لا شك فيه ولا مرية، وأهله ائمة الهدى الذين قال الله: ” ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا “. 413 – عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: انما الشفاء في علم القرآن لقوله: ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين لاهله لا شك فيه ولا مرية الى آخر ما سبق. 414 – عن محمد بن أبى حمزة رفعه الى أبى جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه واله ولا يزيد الظالمين آل محمد حقهم الا خسارا 415 – في كتاب طب الائمة قال أبو عبد الله عليه السلام: ما اشتكى أحد من المؤمنين شكاية قط وقال باخلاص نية – ومسح موضع العلة -: ” وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا ” الا عوفي من تلك العلة أية علة كانت ومصداق ذلك في الآية حيث يقول: ” شفاء ورحمة للمؤمنين “. 416 – وباسناده الى عبد الله بن سنان عن أي عبد الله عليه السلام قال: يا ابن سنان لا باس


(1) المخصرة: ما يتوكأ عليه كالعصا.

[ 214 ]

بالرقية والعوذة والنشرة إذا كانت من القرآن ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله وهل شئ ابلغ في هذه الاشياء من القرآن أليس الله يقول: ” وننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين “. 417 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن القاسم بن محمد عن المنقرى عن سفيان بن عيينة عن أبى عبد الله عليه السلام قال النية أفضل من العمل، ألا وان النية هي العمل، ثم تلا قوله عزوجل: قل كل يعمل على شاكلته يعنى على نيته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 418 – على بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقرى عن أحمد بن يونس عن أبى هاشم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، انما خلد أهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا، وانما خلد أهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو بقوا فيها ان يطيعوا الله أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء ثم تلا قوله تعالى: ” قل كل يعمل على شاكلته “. 419 – في من لا يحضره الفقيه وقال صالح بن الحكم: سئل الصادق عليه السلام عن الصلوة في البيع والكنايس (1) ؟ فقال: صل فيها قلت: اصلى فيها وان كانوا يصلون فيها ؟ قال: نعم أما تقرأ القرآن: ” قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا ” صل على القبلة ودعهم. 420 – في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن فضالة عن حماد الناب عن حكم ابن الحكم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وسئل عن الصلوة في البيع والكنائس ؟ فقال: صل فيها قد رأيتها ما انظفها، قلت: اصلى فيها وان كانوا يصلون فيها ؟ فقال: نعم اما تقرء القرآن: ” قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا ” صل القبلة وغر بهم. 421 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ” قل كل يعمل على شاكلته “


(1) البيع جمع البيعة: معبد النصارى. والكنائس جمع الكنيسة: متعبد اليهود.

[ 215 ]

أي على نيته ” فربكم أعلم بمن هو اهدى سبيلا ” فانه حدثنى أبى عن جعفر بن ابراهيم عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: إذا كان يوم القيمة اوقف المؤمن بين يديه، فيكون هو الذى يتولى حسناته فيعرض عليه عمله، فينظر في صحيفته، فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه، وترتعد فرائصه (1) وتفزع نفسه، ثم يرى حسناته فتقر عينه و تسر نفسه وتفرح روحه، ثم ينظر الى ما أعطاه الله من الثواب فيشتد فرحه، ثم يقول الله عز وجل للملائكة: هلموا بالحصف التى فيها الاعمال التى لم يعملوها، قال: فيقرئها فيقولون: وعزتك انا لنعلم انا لم نعمل منها شيئا، فيقول: صدقتم نويتموها فكتبناها لكم، ثم يثابون عليها. 422 – واما قوله: ويسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربى فانه حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: هو ملك اعظم من جبرئيل وميكائيل، وكان من رسول الله صلى الله عليه واله وهو مع الائمة عليهم السلام، وفى خبر آخر هو من الملكوت. 423 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبى بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: ” يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى ” قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول الله صلى الله عليه واله، وهو مع الائمة وهو من الملكوت. 424 – على عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابى ايوب الخزاز عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ” يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى ” قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع احد، ممن مضى غير محمد صلى الله عليه واله، وهو مع الائمة يسددهم، وليس كلما طلب وجد. 425 – في تفسير العياشي عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: ” يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى ” قال: خلق من خلق الله، وانه يزيد


(1) الفريصة: لحمة بين الثدى والكتف ترعد عند الفزع.

[ 216 ]

في الخلق ما يشاء. 426 – حمران عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام عن قوله: ” يسئلونك عن الروح ” قالا: ان الله تبارك وتعالى أحد صمد، والصمد الشئ الذى ليس له جوف، فانما الروح خلق من خلقه بصر وقوة وتأييد يجعله في قلوب المؤمنين والرسل. 427 – وفى رواية أبى ايوب الخزاز قال: اعظم من جبرئيل وليس كما ظننت 428 – عن ابى بصير عن أحدهما قال: سألته عن قوله: ” ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى ” ما الروح ؟ قال: التى في الدواب والناس، قلت وما هي ؟ قال: هي من الملكوت من القدرة. 429 – في كتاب التوحيد باسناده الى عبد الحميد الطائى عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا حعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: ” ونفخت فيه من روحي ” كيف هذا النفخ ؟ فقال: ان الروح متحرك كالريح، وانما سمى روحا لانه اشتق اسمه من الريح، وانما اخرجت على لفظ الروح لان الروح مجانس للريح، وانما اضافه إلى نفسه لانه اصطفاها على ساير الارواح، كما اصطفى بيتا من البيوت، فقال: ” بيتى ” وقال لرسول الله من الرسل ” خليلي ” وأشباه ذلك، وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر. وفى الكافي مثله سواء. 430 – في قرب الاسناد للحميري باسناده الى مسعدة بن زياد قال: حدثنى جعفر بن محمد عن أبيه ان روح آدم لما أمرت أن تدخل فكرهته، فأمرها أن تدخل كرها وتخرج كرها. 431 – في كتاب علل الشرايع – أخبرني على بن حاتم قال: أخبرنا القاسم ابن محمد قال: حدثنا حمدان بن الحسين عن الحسن بن الوليد عن عمران الحجاج عن عبد الرحمن عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت: لاى علة إذا خرج الروح من الجسد وجد له مسا وحيث ركبت لم يعلم به ؟ قال: لانه نما عليه البدن. 432 – في نهج البلاغة قال: وخرجت الروح من جسده فصار جيفة


[ 217 ]

بين أهله. 433 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: أخبرني عن السراج إذا انطفى أين يذهب نوره ؟ قال: يذهب فلا يعود، قال: فما انكرت أن يكون الانسان مثل ذلك إذا مات وفارق الروح البدن لم يرجع إليه أبدا، كما لا يرجع ضوء السراج إليه أبدا ذا انطفى، قال: لم تصب القياس لان النار في الاجسام كامنة، والاجساد قائمة باعيانها كالحجر و الحديد، فإذا ضرب أحدهما بالاخر سطعت من بينهما نار مقتبس منها له ضوء، فالنار ثابتة في أجسامها، والضوء ذاهب، والروح جسم رقيق قد البس قالبا كثيفا وليس بمنزلة السراج الذى ذكرت، ان الذى خلق في الرحم جنينا من ماء صاف، وركب فيه ضروبا مختلفة من عروق وعصب واسنان وشعر وعظام وغير ذلك، هو يحييه بعد موته ويعيده بعد فنائه، قال: فأين الروح ؟ قال: في بطن الارض حيث مصرع البدن الى وقت البعث، قال: فمن صلب أين روحه ؟ قال: في كف الملك الذى قبضها حتى يودعها الارض، قال: فأخبرني عن الروح أغير الدم ؟ قال: نعم الروح على ما وصفت لك مادته من الدم، ومن الدم رطوبة الجسم وصفاء اللون وحسن الصوت وكثرة الضحك، فإذا جمد الدم فارق الروح البدن، قال: فهل توصف بخفة وثقل ووزن ؟ قال: الروح بمنزلة الريح في الزق، إذا نفخت فيه امتلاء الزق منها، فلا يزيد في وزن الزق ولوجها فيه، ولا ينقصها خروجها منه كذلك الروح ليس لها ثقل ولا وزن. 434 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة ابى ومحمد بن الحسن رضى الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميرى ومحمد بن يحيى العطار وأحمد بن ادريس جميعا قالوا: حدثنا أحمد بن ابى عبد الله البرقى قال: حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري عن محمد بن على الثاني عليه السلام قال: أقبل أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم ومعه الحسن بن على وسلمان الفارسى وأمير المؤمنين عليه السلام متك على يد سلمان (ره) فدخل المسجد الحرام،


[ 218 ]

فجلس إذا أقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلم على أمير المؤمنين فرد عليه السلام فجلس ثم قال: يا أمير المؤمنين اسئلك عن ثلاث مسائل ان أخبرتني بهن علمت ان القوم ركبوا من أمرك ما أقضى عليهم، انهم ليسوا بمأمونين في دنياهم، ولا في آخرتهم وان تكن الاخرى علمت انك وهم شرع سواء، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: سلنى عما بدا لك، قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه ؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى ؟ وعن الولد كيف يشبه الاعمام والاخوال ؟ فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام الى أبى محمد الحسن بن على عليه السلام فقال: يا أبا محمد أجبه، فقال: أما ما سألت عنه من امر الانسان إذا نام أين تذهب روحه فان روحه معلقة بالريح، والريح معلقة في الهوى، الى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فإذا اذن الله عز وجل برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح، وجذبت تلك الريح الهوى، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، وان لم يأذن الله عز وجل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهوى الريح وجذبت الروح فلم ترد الى صاحبها الا الى وقت ما يبعث، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. (1). 435 – في امالي الصدوق (ره) باسناده الى النوفلي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة الى السماء فقلت له: و تصعد روح المؤمن الى السماء ؟ قال: نعم، قلت: حتى لا يبقى منه شئ في بدنه ؟ قال لا، لو خرجت حتى لا يبقى منه شئ إذا لمات، قلت: فكيف تخرج ؟ فقال: أما ترى الشمس في السماء في موضعها وضوءها وشعاعها في الارض، فكذلك الروح أصلها في البدن وحركتهما ممدودة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 436 – في مجمع البيان يجوز أن يكون الروح الذى سألوا عنه: جبرئيل عليه السلام


(1) ” في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل و فيه قال السائل: فأخبرني ما جوهر الريح ؟ قال: الريح هواء إذا تحرك سمى ريحا، فإذا سكن سمى هواء وبه قوام الدنيا، ولو كفت الريح ثلاثة ايام لفسد كل شئ على وجه الارض ونتن. وذلك ان الريح بمنزلة المروحة تذب وتدفع الفساد عن كل شئ وتطيبه، فهى بمنزلة الروح إذا خرج عن البدن نتن وتغيير تبارك الله احسن الخالقين، منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ).

[ 219 ]

على قول الحسن، أم ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه، لكل وجه سبعون ألف لسان يسبح الله بجميع ذلك، على ما روى عن على عليه السلام. 437 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم ” وذلك ان اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه واله عن الروح، فقال: ” الروح من امر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا ” قالوا: نحن خاصة ؟ قال: بل الناس عامة، قالوا: فكيف يجتمع هذان يا محمد تزعم انك لم تؤت من العلم الا قليلا، ولقد أوتيت القرآن وأوتينا التورية، وقد قرأت: ” ومن يؤت الحكمة ” وهى التورية ” فقد اوتى خيرا كثيرا ” فانزل الله تبارك وتعالى: ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفذت كلمات الله يقول: علم الله اكبر من ذلك وما اوتيتم كثير فيكم قليل عند الله. 438 – في تفسير العياشي عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله: ” وما اوتيتم من العلم الا قليلا ” قال: تفسيرها في الباطن انه لم يؤت العلم الا اناس يسير، فقال: ” وما أوتيتم من العلم الا قليلا ” منكم. 439 – في كتاب التوحيد باسناده الى حنان بن سدير عن ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ووصف الذين لم يؤتوا من الله فوائد العلم فوصفوا ربهم بادنى الامثال، وشبهوه بالمتشابه منهم فيما جهلوا به فلذلك قال: ” وما اوتيتم من العلم الا قليلا ” فليس له شبه ولا مثل ولا عدل. 440 – في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزى حديث طويل وفيه قال الرضا عليه السلام: يا جاهل فإذا علم الشئ فقد أراده، قال سليمان: أجل قال: فإذا لم يرده لم يعلمه ؟ قال سليمان: أجل، قال: من أين قلت ذاك وما الدليل ان ارادته علمه و قد يعلم ما لا يريده أبدا ؟ وذلك قوله: ولئن شئنا لنذهبن بالذى اوحينا اليك فهو يعلم كيف يذهب ولا يذهب به ابدا ؟ قال سليمان لانه قد فرغ من الامر فليس يزيد


[ 220 ]

فيه شيئا، قال الرضا عليه السلام: هذا قول اليهود فكيف قال: ” أدعوني استجب لكم ” ؟ قال سليمان: انما عنى بذلك انه قادر عليه، قال: أفيعد ما لا يفى به ؟ فكيف قال: ” يزيد في الخلق ما يشاء ” وقال عز وجل: ” يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ” وقد فرغ من الامر ؟ فلم يحر جوابا. وفى كتاب التوحيد مثله سواء. 441 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفى آخره قال الامر الى أن قال سليمان: ان الارادة هي القدرة، قال الرضا عليه السلام وهو يقدر على ما لا يريد أبدا لابد من ذلك لانه قال تبارك وتعالى: ” ولئن شئنا لنذهبن بالذى أوحينا اليك ” فلو كانت الارادة هي القدرة كان قد أراد أن يذهب به بقدرته، فانقطع سليمان وترك الكلام عند هذا الانقطاع ثم تفرق القوم. 442 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار بالتوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يذكر فيه تفسير حروف المعجم وفى آخره قال عليه السلام: ان الله تعالى نزل هذا القرآن بهذه الحروف التى يتداولها جميع العرب ثم قال: قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. 443 – وباسناده الى الرضا عليه السلام انه ذكر القرآن يوما فعظم الحجة فيه، والاية المعجزة في نظمه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 444 – في الخرايج والجرايح في أعلام أبى عبد الله عليه السلام ان ابن أبى العوجاء وثلثة نفر من الدهرية اتفقوا على أن يعارض كل واحد منهم ربع القرآن وكانوا بمكة، وعاهدوا على أن يجيئوا بمعارضته في العام القابل، فلما حال الحول واجتمعوا في مقام ابراهيم عليه السلام ايضا قال أحدهم: انى لما رأيت قوله: ” يا ارض ابلعى ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء ” كففت عن المعارضة وقال الآخر: وكذا أنا لما وجدت قوله: ” فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا ” أيست من المعارضة، وكانوا يسترون ذلك، إذ مر عليهم الصادق عليه السلام فالتفت إليهم وقرأ عليهم: ” قل لئن اجتمعت الجن والانس على ان يأتوا بمثل هذا


[ 221 ]

القرآن لا يأتون بمثله ” فبهتوا. 445 – في اصول الكافي أحمد عن عبد العظيم عن محمد بن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الاية هكذا: ” فابى أكثر الناس بولاية على عليه السلام الا كفورا ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 446 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبى محمد الحسن العسكري عليه السلام قال: قلت لابي، على بن محمد عليهما السلام: هل كان رسول الله صلى الله عليه واله يناظر اليهود والمشركين إذا عاتبوه ويحاجهم ؟ قال: مرارا كثيرة، ان رسول الله صلى الله عليه واله كان قاعدا ذات يوم بمكة بفضاء الكعبة إذ اجتمع جماعة من رؤساء قريش، منهم الوليد بن المغيرة المخزومى، وابو البخترى بن هشام وابو جهل بن هشام والعاص بن وائل السهمى، وعبد الله بن امية المخزومى، وكان معهم جمع ممن يليهم كثير، ورسول الله صلى الله عليه واله في نفر من أصحابه يقرء عليهم كتاب الله ويؤدى إليهم عن الله امره ونهيه، فقال المشركون بعضهم لبعض: لقد استفحم أمر محمد (1) وعظم خطبه، فتعالوا نبدأ بتقريعه وتبكيته (2) وتوبيخه والاحتجاج عليه، وابطال ما جاء به ليهون خطبه على أصحابه، ويصغر قدره، فلعله ينزع عما هو فيه من غيه وباطله وتمرده وطغيانه، فان انتهى والا عاملناه بالسيف الباتر (3). قال أبو جهل: فمن الذى يلى كلامه ومجادلته ؟ قال عبد الله بن امية المخزومى: انا الى ذلك، أنما ترضاني له قرنا حسيبا ومجادلا كفيا ؟ قال أبو جهل: بلى، فأتوه بأجمعهم فابتدأ عبد الله بن أمية المخزومى فقال: يا محمد لقد ادعيت دعوى عظيمة و قلت مقالا هائلا ! زعمت انك رسول رب العالمين، وما ينبغى لرب العالمين وخالق الخلق أجمعين ان يكون مثلك رسوله بشرا مثلنا يأكل كما نأكل ويمشى في الاسواق كما نمشي، فهذا ملك الروم، وهذا ملك الفرس، لا يبعثان رسولا الا كثير مال


(1) استفحم الامر: تفاقم أي عظم ولم يجر على استواء. (2) التقريع والتبكيت: التعنيف. (3) الباتر بمعنى القاطع.

[ 222 ]

عظيم حال، له قصور ودور وفساطيط وخيام وعبيد وخدام، ورب العالمين فوق هؤلاء كلهم فهم عبيده ولو كنت نبيا لكان معك ملك يصدقك ونشاهده، بل لو أراد الله أن يبعث الينا نبيا لكان انما يبعث الينا ملكا لا بشرا مثلنا، ما أنت يا محمد الا مسحور ولست بنبى. فقال رسول الله صلى الله عليه واله: هل بقى من كلامك شئ ؟ قال: بلى لو أراد الله أن يبعث الينا رسولا لبعث أجل من فيما بيننا مالا واحسنه حالا، فهلا نزل هذا القرآن الذى تزعم ان الله أنزله عليك وابتعثك به رسولا على رجل من القريتين عظيم: اما الوليد ابن المغيرة بمكة، واما عروة بن مسعود الثقفى بالطائف، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: هل بقى من كلامك شئ يا عبد الله ؟ فقال: بلى لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا بمكة هذه، فانها ذات أحجار وعرة وجبال تكسح أرضها (1) وتحفرها، و تجرى منها العيون، فاننا الى ذلك محتاجون أو يكون لك جنة من نخيل وعنب، فتأكل منها وتطعمنا، ” فتفجر الانهار خلال ” تلك النخيل والاعناب ” تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا ” فانك قلت لنا: ” وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ” فلعلنا نقول ذلك (2) ثم قال: ” أو تأتى بالله والملائكة قبيلا ” تأتى به وبهم وهم لنا مقابلون، أو يكون لك بيت من زخرف تعطينا منه وتعيننا به فلعلنا نطغى، فانك قلت: ” كلا ان الانسان ليطغى أن رآه استغنى ” ثم قال: ” أو ترقى في السماء ” أي تصعد في السماء ” ولن نؤمن لرقيك ” أي لصعودك ” حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه ” من الله العزيز الحكيم الى عبد الله بن امية المخزومى ومن معه بأن آمنوا بمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب فانه رسولي فصدقوه في مقاله، فانه من عندي ثم لا ادرى يا محمد إذا فعلت هذا كله اؤمن بك أو لا نؤمن بك، بل لو رفعتنا الى السماء وفتحت أبوابها


(1) الوعر: المكان الصلب ضد السهل. وتكسح أرضها أي تكنسها عن تلك الاحجار. (2) قال المجلسي (ره) قوله: ” فلعلنا نقول ذلك ” لعل الاظهر: فلعلنا لا نقول ذلك، ويحتمل ان يكون المعنى: افعل ذلك لعلنا نقول ذلك فيكون مصدقا لقولك وحجة علينا، وكذلك الكلام في قوله: ” فلعلنا نطفي “.

[ 223 ]

وأدخلتناها لقلنا: ” انما سكرت أبصارنا ” أو سحرتنا. فقال رسول الله صلى الله عليه واله أما قولك: ” لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ” الى آخر ما قلته، فانك اقترحت (1) على محمد رسول الله أشياء: منها لو جاءك به لم يكن برهانا لنبوته، ورسول الله يرتفع من ان يغتنم جهل الجاهلين ويحتج عليهم بما لاحجة فيه، ومنها لو جاءك به لكان معه هلاكك، وانما يؤتى بالحجج والبراهين ليلزم عباد الله الايمان بها لا ليهلكوا بها، فانما اقترحت هلاكك ورب العالمين ارحم بعباده وأعلم بمصالحهم من أن يهلكهم كما يقترحون، ومنها المحال الذى لا يصح ولا يجوز كونه، ورسول رب العالمين يعرفك ذلك ويقطع معاذيرك، ويضيق عليك سبيل مخالفته، ويلجئك بحجج الله الى تصديقه حتى لا يكون لك عنه محيد ولا محيص ومنها ما قد اعترفت على نفسك انك فيه معاند متمرد لا تقبل حجة ولا تصغي الى برهان ومن كان كذلك فدواؤه عذاب النار النازل من سمائه أو في حميمه أو بسيوف اوليائه. واما قولك يا عبد الله ” لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا ” بمكة هذه فانها ذات أحجار وصخور وجبال تكسح أرضها وتحفرها وتجرى فيها العيون فاننا الى ذلك محتاجون، فانك سألت هذا وانت جاهل بدلائل الله، يا عبد الله لو فعلت هذا كنت من أجل هذا نبيا ؟ قال: لا، قال: أرأيت الطايف التى لك فيها بساتين اما كان هناك مواضع فاسدة صعبة أصلحتها وذللتها وكسحتها وأجريت فيها عيونا استنبطتها قال: بلى، قال: وهل لك فيها نظراء ؟ قال: بلى، قال: فصرت بذلك أنت وهم انبياء ؟ قال: لا، قال: فكذلك لا يصير هذا حجة لمحمد لو فعلت على نبوته، فما هو الا كقولك: لن نؤمن لك حتى تقوم وتمشى على الارض أو حتى تأكل الطعام كما تأكل الناس. واما قولك يا عبد الله: أو تكون لك جنة من نخيل أو عنب فتأكل منها وتطعمنا وتفجر الانهار خلالها تفجيرا أو ليس لاصحابك ولك جنان من نخيل وعنب بالطائف فتأكلون وتطعمون منها وتفجرون الانهار خلالها تفجيرا ؟ أفصرتم انبياء


(1) اقترح عليه بكذا: تحكم وسأله اياه بالعنف ومن غير روية.

[ 224 ]

بهذا ؟ قال: لا قال: اقتراحكم على رسول الله صلى الله عليه واله اشياء لو كانت كما تقترحون لما دلت على صدقة، بل لو تعاطاها لدل تعاطيها على كذبه لانه يحتج بما لا حجة فيه ويختدع الضعفاء عن عقولهم وأديانهم، ورسول رب العالمين يجل ويرتفع عن هذا. ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا عبد الله وأما قولك أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا فانك قلت: ” وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ” فان في سقوط السماء عليكم هلاككم وموتكم، فانما تريد بهذا من رسول الله أن تهلك ورسول رب العالمين أرحم من ذلك، لا يهلكك ولكنه يقيم عليك حجج الله وليس حجج الله لنبيه وحده على حسب اقتراح عباده، لان العباد جهال بما يجوز من الصلاح وما لا يجوز منه ومن الفساد، وقد يختلف اقتراحهم ويتضاد حتى يستحيل وقوعه، والله لا يجرى تدبيره على ما يلزمه بالمحال، ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: وهل رأيت يا عبد الله طبيبا كان دوائه للمرضى على حسب اقتراحهم، وانما يفعل به ما يعلم صلاحه فيه، أحبه العليل أو كرهه، فأنتم المرضى والله طبيبكم، فان انقدتم لدوائه شفاكم، وان تمردتم أسقمكم، وبعد فمتى رأيت يا عبد الله مدعى حق من قبل رجل أوجب عليه حاكم من حكامهم فيما مضى بينه على دعواه على حسب اقتراح المدعى عليه ؟ إذا ما كانت تثبت لاحد على أحد دعوى ولا حق، ولا كان بين ظالم ومظلوم، ولا بين صادق وكاذب فرق. ثم قال: يا عبد الله واما قولك أو تأتى بالله والملائكة قبيلا يقابلوننا ونعاينهم فان هذا من المحال الذى لا خفاء به، لان ربنا عز وجل ليس كالمخلوقين يجئ ويذهب ويتحرك ويقابل، حتى يؤتى به فقد سألتم بهذا المحال الذى دعوت إليه صفة أصنامكم الضعيفة المنقوصة، التى لا تسمع ولا تبصر، ولا تغنى عنكم شيئا، ولا عن أحد، يا عبد الله أو ليس لك ضياع وجنان بالطايف وعقار بمكة وقوام عليها ؟ قال: بلى قال: أفتشاهد جميع أحوالها بنفسك أو بسفراء بينك وبين معامليك ؟ قال: بسفراء، قال: أرأيت لو قال معاملوك وأكرتك وخدمك لسفرائك: لا نصدقكم في هذه السفارة الا أن تأتوا بعبد الله بن ابى امية نشاهده فنسمع منه ما تقولون عنه شفاها كنت توسعهم (1) هذا ؟ أو كان


(1) وفى البحار منقولا عن المصدر ” تسوغهم “.

[ 225 ]

يجوز لهم عند ذلك ؟ قال: لا، قال: فما الذى يجب على سفرائك ؟ أليس ان يأتوهم عنك بعلامة صحيحة تدلهم على صدقهم يجب عليهم أن يصدقهم ؟ قال: بلى، قال: يا عبد الله أرأيت سفيرك لو انه لما سمع منهم عاد اليك وقال: قم معى، فانهم اقترحوا على مجيئك معى، أيكون لك أن تقول له: اما أنت رسول مبشر وآمر (1) قال: بلى، قال: فكيف صرت تقترح على رسول رب العالمين ما لا تسوغ لاكرتك ومعامليك ان يقترحوه على رسولك إليهم ؟ وكيف أردت من رسول رب العالمين ان يستندم الى ربه بان يأمر عليه وينهى، وأنت لا تسوغ مثل هذا على رسولك الى اكرتك وقوامك، هذه حجة قاطعة لابطال ما ذكرته في كل ما اقترحته يا عبد الله. واما قولك أو يكون لك بيت من زخرف وهو الذهب أما بلغك أن لعظيم مصر بيوتا من زخرف ؟ قال: بلى، قال: أفصار بذلك نبيا قال: لا قال: فكذلك لا توجب بمحمد صلى الله عليه واله لو كانت له نبوة، ومحمد لا يغتنم جهلك بحجج الله. واما قولك يا عبد الله أو ترقى في السماء ثم قلت: ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه يا عبد الله الصعود الى السماء أصعب من النزول منها، وإذا اعترفت على نفسك انك لا تؤمن إذا صعدت فكذلك حكم النزول، ثم قلت: ” حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه ” من بعد ذلك ثم لا ادرى اؤمن بك أو لا اؤمن، فانك يا عبد الله مقر انك تعاند حجة الله عليك، فلا دواء لك الا تأديبه على يد اوليائه البشر، أو ملائكتة الزبانية، وقد أنزل الله على حكمة جامعة لبطلان كلما اقترحته، فقال تعالى: قل يا محمد سبحان ربى هل كنت الا بشرا رسولا ما أبعد ربى عن ان يفعل الاشياء على ما تقترحه الجهال بما يجوز وبما لا يجوز، و ” هل كنت الا بشرا رسولا ” لا يلزمنى الا اقامة حجة الله التى أعطاني، فليس لى ان آمر على ربى ولا أنهى ولا اشير، فأكون كالرسول الذى بعثه ملك الى قوم مخالفيه فرجع إليه يامره أن يفعل بهم ما اقترحوه عليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


(1) كذا في النسخ لكن في البحار هكذا: ” أليس يكون لك مخالفا ؟ وتقول له: انماانت رسول لا مشير ولا آمر ؟ قال ه. اه ” وهو الظاهر.

[ 226 ]

447 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا ” فانها نزلت في عبد الله ابن أبى امية اخى أم سلمة رحمة الله عليها، وذلك انه قال هذا لرسول الله بمكة قبل الهجرة، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه واله الى فتح مكة استقبله عبد الله بن أبى امية فسلم على رسول الله صلى الله عليه واله فلم يرد عليه السلام فاعرض عنه ولم يجبه بشئ وكانت أخته ام سلمة مع رسول الله صلى الله عليه واله فدخل إليها فقال: يا أختى ان رسول الله صلى الله عليه واله قد قبل اسلام الناس كلهم ورد على اسلامي، فليس يقبلني كما قبل غيره ؟ فلما دخل رسول الله صلى الله عليه واله قالت: بأبى أنت وامى يا رسول الله سعد بك جميع الناس الا أخى من بين قريش والعرب، رددت اسلامه وقبلت اسلام الناس كلهم الا أخى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا ام سلمة ان أخاك كذبني تكذيبا لم يكذبنى أحد من الناس، هو الذى قال: ” لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا أو يكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتى بالله والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه ” قالت ام سلمة: بأبى انت وامى يا رسول الله ألم تقل ان الاسلام يجب ما قلبه ؟ قال: نعم، فقبل رسول الله صلى الله عليه واله اسلامه. 448 – وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: ” حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا ” أي عينا ” أو يكون لك جنة ” أي بستان ” من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا ” من تلك العيون ” أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا ” وذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: انه سيسقط من السماء لقوله ” وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم ” قوله: ” أو تأتى بالله والملائكة قبيلا ” والقبيل الكثير ” أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه ” يقول: من الله الى عبد الله بن امية ان محمدا صادق، و ان أنا بعثته ويجئ معه أربعة من الملائكة يشهدون ان الله هو كتبه، فأنزل الله: ” قل سبحان ربى هل كنت الا بشرا رسولا “.


[ 227 ]

449 – في تفسير العياشي عن عبد الحميد بن أبى الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام ” قالوا أبعث الله بشرا رسولا ” قالوا: ان الجن كانوا في الارض قبلنا، فبعث الله إليهم ملكا، فلو أراد الله أن يبعث الينا لبعث ملكا من الملائكة، وهو قول الله: وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى الا ان قالوا ابعث الله بشرا رسولا. 450 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” وما منع الناس ان يؤمنوا إذ جاءهم الهدى الا ان قالوا أبعث الله بشرا رسولا ” قال: قال الكفار: لم لم يبعث الله الينا الملائكة ؟ فقال الله: لو بعثنا ملكا ولم يؤمنوا لهلكوا، ولو كانت الملائكة ” في الارض يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ” فانه حدثنى أبى عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه واله جالس وعنده جبرئيل إذ حانت من جبرئيل نظرة قبل السماء، فامتقع لونه حتى صار كأنه كركمة (1) ثم لاذ برسول الله صلى الله عليه واله فنظر رسول الله صلى الله عليه واله الى حيث نظر جبرئيل، فإذا شئ قد ملاء ما بين الخافقين مقبلا حتى كان كقاب من الارض (2) ثم قال: يا محمد ان رسول الله اليك أخيرك أن تكون ملكا رسولا أحب اليك أو تكون عبدا رسولا ؟ فالتفت رسول الله صلى الله عليه واله: الى جبرئيل وقد رجع إليه لونه، فقال جبرئيل: بل كن عبدا رسولا، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أكون عبدا رسولا فرفع الملك رجله اليمنى فوضعها في كبد السماء الدنيا ثم رفع الاخرى فوضعها في الثانية ثم رفع اليمنى فوضعها في الثالثة، ثم هكذا حتى انتهى الى السابعة يعد كل سماء خطوة، وكلما ارتفع صغر حتى صار آخر ذلك مثل الصر (3) فالتفت رسول الله الله صلى الله عليه واله الى جبرئيل فقال: قد رأيتك ذعرا ما رايت مثله، وما رايت شيئا كان أذعر لى من تغير لونك ؟ فقال: يا نبى الله لا تلمني، أتدرى من هذا ؟ قال: لا، قال: هذا


(1) امتقع لونه: تغير من حزن أو فزع. والكركمة: الزعفران. (2) كذا في النسخ وفى المصدر: ” حتى كان كقاب قوسين أو أدنى من الارض “. (3) الصر – بالكسر -: طائر كالعصفور اصغر.

[ 228 ]

اسرافيل حاجب الرب ولم ينزل من مكانه منذ خلق الله السموات والارض، فلما رأيته منحطا ظننت انه جاء بقيام الساعة، فكان الذى رأيت من تغيير لوني لذلك فلما رأيت ما اصطفاك الله به رجع الى لوني ونفسي، أما رأيته كلما ارتفع صغر، انه ليس شئ يدنو من الرب الاصغر لعظمته، ان هذا حاجب الرب وأقرب خلق الله منه، واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء، فإذا تكلم الرب تبارك وتعالى بالوحى ضرب اللوح جبينه فنظر فيه، ثم ألقاه الينا، فنسعى به في السموات والارض، انه لادنى خلق الرحمن منه، بينه وبينه تسعون حجابا من نور ينقطع دونها الابصار مالا يعدون يوصف وانى لاقرب الخلق منه وبيني وبينه مسيرة ألف عام. 451 – وقوله عز وجل: ونحشرهم يوم القيمة على وجوههم عميا وبكما وصما قال: على جباههم ماويهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا أي كلما انطفت فانه حدثنى أبى عن ابن ابى عمير عن سيف بن عميرة يرفعه الى على بن الحسين صلوات الله عليهما، قال: ان في جهنم واديا يقال له سعير إذا خبت جهنم فتح سعيرها وهو قوله: ” كلما خبت زدناهم سعيرا “. 452 – في تفسير العياشي عن ابراهيم بن عمر رفعه الى أحدهما في قول الله: ” ونحشرهم يوم القيمة على وجوههم ” قال: على جباههم. 452 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى على بن سليمان بن راشد باسناده رفعه الى أمير المؤمنين عليه السلام قال: تحشر المرجئة عميانا امامهم اعمى، فيقول بعض من يراهم من غير امتنا: ما يكون امة محمد الا عميانا، فأقول لهم: ليسوا من امة محمد صلى الله عليه واله لانهم بدلوا فبدل بهم وغيروا فغير ما بهم. 454 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو ذر في خبر عن النبي صلى الله عليه واله يا باذر يؤتى بجاحد على يوم القيمة أعمى أبكم يتكبكب في ظلمات يوم القيمة، ينادى: يا حسرتنا على ما فرطت في جنب الله، وفى عنقه طوق من النار. 455 – في مجمع البيان وروى أنس بن مالك عن رجلا قال: يا نبى الله كيف


[ 229 ]

يحشر الكافر على وجهه يوم القيمة ؟ قال: ان الذى أمشاه على رجليه قادر أن يمشيه على وجهه يوم القيمة، اورده البخاري ومسلم في الصحيح. 456 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: قل لو انتم تملكون خزائن رحمة ربى إذا لامسكتم خشية الانفاق وكان الانسان قتورا قال: لو كانت الامور بيد الناس لما اعطوا الناس شيئا مخافة الفناء وكان الانسان قتورا أي بخيلا واما قوله عز وجل: ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات قال: الطوفان والجراد والقمل و الضفادع والدم والحجر والعصا ويده والبحر. 457 – في تفسير العياشي عن سلام عن ابي جعفر في قوله: ” ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ” قال: الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والحجر والبحر والعصا ويده. 458 – في قرب الاسناد للحميري باسناده الى موسى بن جعفر عليه السلام قال: سألني نفر من اليهود عن الايات التسع التى اوتيها موسى بن عمران عليه السلام ؟ فقلت: العصا واخراجه يده من جيبه بيضاء، والجراد والقمل والضفادع والدم، ورفع الطور، والمن والسلوى آية واحدة، وفلق البحر قالوا: صدقت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 459 – في كتاب الخصال عن هارون بن حمزة الغنوى الصيرفى عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن التسع آيات التى اوتى موسى، فقال: الجراد والقمل والضفادع والدم والطوفان والبحر والحجر والعصا ويده. 460 – في الكافي على بن محمد عن عبد الله بن اسحق عن الحسن بن على بن سليمان عن محمد بن عمران عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قدم على امير المؤمنين عليه السلام يهودى من اهل يثرب قد اقر له من في يثرب من اليهود انه اعلمهم وكذلك كانت آباؤه من قبل قال: وقدم على امير المؤمنين عليه السلام في عدة من أهل بيته، فلما انتهى الى المسجد – الاعظم بالكوفة اناخوا رواحلهم، ثم وفقوا على باب المسجد وأرسلوا الى أمير المؤمنين


[ 230 ]

صلوات الله عليه انا قوم من اليهود وقدمنا من الحجاز، ولنا اليك حاجة، فهل تخرج الينا أم ندخل اليك ؟ قال: فخرج إليهم وهو يقول: سيدخلون ويستانفون باليمن فما حاجتكم ؟ فقال عظيمهم: يا بن أبى طالب ما هذه البدعة التى أحدثت في دين محمد صلى الله عليه واله، فقال: وأيه بدعة ؟ فقال له اليهودي: زعم قوم من أهل الحجاز انك عمدت الى قوم شهدوا أن لا اله الا الله، ولم يقروا ان محمدا رسول الله فقتلتهم بالدخان، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه: فنشدتك بالتسع آيات التى أنزلت على موسى عليه السلام بطور سيناء، و بحق الكنايس الخمس القدس، وبحق السبت الديان (1) هل تعلم ان يوشع بن نون أتى بقوم بعد وفاة موسى شهدوا ان لا اله الا الله ولم يقروا ان موسى رسول الله فقتلهم بمثل هذه القتلة ؟ فقال له اليهودي: نعم اشهد أنك ناموس موسى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 461 – في مجمع البيان ” ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ” اختلف في هذه الآيات التسع الى قوله: وقيل: انها تسع آيات من الاحكام، روى عبد الله بن سلمة عن عنوان (2) بن عسال ان يهوديا قال لصاحبه: تعال حتى نسأل هذا النبي، فأتى رسول الله صلى الله عليه واله فسأله عن هذه الآية فقال: هو ان لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرفوا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق، ولا تمشوا بالبرئ الى سلطان ليقتله ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا: ولا تقذفوا المحصنات، ولا تولوا للفرار يوم الزحف، وعليكم خاصة يا يهود ان لا تعتدوا في السبت، فقبل يده وقال: اشهد انك نبى. 462 – لقد علمت ما انزل هؤلاء وروى ان عليا عليه السلام قال في ” علمت ” والله ما علم عدو الله، ولكن موسى هو الذى علم فقال: لقد علمت. 463 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: فاراد ان يستفزهم من الارض أراد أن يخرجهم من الارض، وقد علم


(1) الديان: الحاكم. القاضى. (2) وفى المصدر ” صفوان ” بدل ” عنوان “.

[ 231 ]

فرعون وقومه ما أنزل تلك الآيات الا الله عز وجل. قال عز من قائل: وانى لاظنك يا فرعون مثبورا. 464 – في تفسير العياشي عن العباس عن ابى الحسن الرضا عليه السلام ذكر قول الله: يا فرعون يا عاصى. 465 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ” فاراد أن يستفزهم من الارض ” أراد ان يخرجهم من الارض، وقد علم فرعون وقومه ما انزل تلك الايات الا الله عز وجل. 466 – وفى رواية على بن ابراهيم ” فأراد ” يعنى فرعون ” ان يستفزهم من الارض ” ان يخرجهم من مصر فاغرقناه ومن معه جميعا وقلنا من بعده لبنى اسرائيل اسكنوا الارض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا أي من كل ناحية. 467 – وفيه قبل قوله وفى رواية على بن ابراهيم متصل بقوله عزوجل: و قول: ” فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ” يقول جميعا. 468 – في مجمع البيان وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس الاية وروى عن على عليه السلام ” فرقناه ” بالتشديد. 469 – في الكافي على بن محمد بسناده قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عمن بجبهته علة لا يقدر على السجود عليها ؟ قال: يضع ذقنه على الارض ان الله عزوجل يقول: ويخرون للاذقان سجدا. 470 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الصباح عن اسحق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: رجل بين عينيه قرحة لا يستطيع أن يسجد عليها ؟ قال: يسجد ما بين طرف شعره، فان لم يقدر سجد على حاجبه الايمن، فان لم يقدر فعلى حاجبه الايسر، فان لم يقدر فعلى ذقنه، قلت: على ذقنه ؟ قال: نعم اما تقرء كتاب الله عزوجل ” ويخرون للاذقان سجدا “.


[ 232 ]

471 – في اصول الكافي على بن محمد عن صالح بن أبى حماد عن الحسين بن يزيد عن الحسن بن على بن ابى حمزة عن ابراهيم عن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف غير مصوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد، وبالتشبية غير موصوف، وباللون غير مصبوغ، منفى عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، مجحوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور، فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معا، ليس منها واحد قبل الآخر، فاظهر منها ثلثة اسماء لفاقة الخلق إليها وحجب منها واحدا وهو الاسم المكنون المخزون، فهذه الاسماء التى ظهرت، فالظاهر وهو الله تبارك وتعالى، وسخر سبحانه لكل اسم من هذه الاسماء أربعة أركان، فذلك اثنى عشر ركنا، ثم خلق لكل ركن منها ثلاثين اسما، فعلا منسوبا إليها فهو الرحمن الرحيم، الملك، القدوس، البارئ، الخالق، المصور، الحى، القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، العليم، الخبير، السميع، البصير، الحكيم، العزيز، الجبار، المتكبر العلى، العظيم، المقتدر، القادر، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز (البادى خ)، المنشى البديع، الرفيع، الجليل، الكريم، الرزاق المحيى، المميت، الباعث، الوارث، فهذه الاسماء، وما كان من الاسماء الحسنى حتى تتم ثلثمأة وستين اسما فهى نسبة لهذه الاسماء الثلثة وهذه الاسماء الثلثة أركان، وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلثة، وذلك قوله تعالى: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن يا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى 472 – احمد بن ادريس عن الحسين بن عبد الله عن محمد بن عبد الله وموسى بن عمر والحسن بن على بن عثمان عن ابن سنان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام هل كان الله عزوجل عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلق ؟ قال: نعم، قلت يراها ويسمعها ؟ قال: ما كان محتاجا الى ذلك، لانه لم يكن يسألها ولا يطلب منها هو نفسه ونفسه هو، قدرته نافذة، فليس يحتاج أن يسمى نفسه، ولكنه اختار لنفسه اسماء لغيره يدعوه بها، لانه إذا لم يدع باسمه لم يعرف، فأول ما اختار لنفسه العلى العظيم، لانه


[ 233 ]

أعلى الاشياء كلها، فمعناه الله واسمه العلى العظيم هو اول أسمائه، علا على كل شئ. 473 – محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السيارى عن محمد بن بكر عن أبى الجارود عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: والذى بعث محمد صلى الله عليه واله بالحق، وأكرم أهل بيته، ما من شئ يطلبونه من حرز من حرق أو غرق أو سرق أو افلات دابة من صاحبها أو ضالة أو آبق الا وهو القرآن، فمن أراد ذلك فليسئلني عنه، قال: فقام إليه رجل فقال: يا امير المؤمنين أخبرني عن السرق فانه لا يزل قد يسرق لى الشئ بعد الشئ ليلا، فقال: اقرأ إذا أويت الى فراشك: ” قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ” الى قوله: ” وكبره تكبيرا ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 474 – في كتاب التوحيد باسناده الى الحسين بن سعيد الخزاز عن رجاله عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الله غاية من غياه والمغيى غير الغاية، توحد بالربوبية، ووصف نفسه بغير محدودية، فالذاكر الله غير الله، والله غير أسمائه، وكل شئ وقع عليه اسم شئ سواه فهو مخلوق، الا ترى الى قوله: ” العزة لله ” ” العظمة لله ” وقال: ” ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ” وقال ” قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعو فله الاسماء الحسنى ” فالاسماء مضافة إليه، وهو التوحيد الخالص. 475 – في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه واله لعلى عليه السلام يا على امان لامتي من السرق ” قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن اياما تدعوا ” الى آخر السورة. 476 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها ” قال: المخافة ما دون سمعك، والجهر أن ترفع صوتك شديدا. 477 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أعلى الامام أن يسمع من خلفه وان كثروا قال: ليقرء قراءة وسطا يقول الله تبارك وتعالى: ” ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها “


[ 234 ]

478 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الصباح عن اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها ” قال: الجهر بها رفع الصوت والتخافت ما لم تسمع نفسك، واقرأ ما بين ذلك. 479 – وروى ايضا عن أبى جعفر الباقر عليه السلام، في قوله: ” ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها ” قال: الاجهار أن ترفع صوتك تسمعه من بعد عنك ولا تسمع من معك الا سرا. 480 – في الاستبصار روى حريز عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام، في رجل جهر فيما لا ينبغى الاجهار فيه أو أخفى فيما لا ينبغى الاخفاء فيه ؟ فقال: أي ذلك فعل متعمدا فقد نقض صلوته، وعليه الاعادة، وان فعل ذلك ناسيا أو ساهيا أو لا يدرى فلا شئ عليه وقدمت صلوته. 481 – في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبيعبد الله عليهما السلام يقولان: ” ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ” قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا كان بمكة جهر بصوته، فيعلم يمكانه المشركون، فكانوا يؤذونه فأنزلت هذه الآية عند ذلك. 482 – عن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: ” ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها ” قال: الجهر بها رفع الصوت، والمخافة ما لم تسمع اذناك، ” وما بين ذلك ” ما تسمع اذنيك. 483 – عن الحلبي عن بعض أصحابنا عنه قال: قال أبو جعفر لابي عبد الله عليه السلام: يا بنى عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوهما، قال: وكيف ذلك يا أبة ؟ قال: مثل قول الله: ” ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها ” سيئة ” ولا تخافت بها ” سيئة ” وابتغ بين ذلك سبيلا “. 484 – عن أبى بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ” ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها ” قال: نسختها ” فاصدع بما تؤمر “.


[ 235 ]

485 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ” ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها ” قال: نسختها ” فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين “. 486 – في من لا يحضره الفقيه وسأل محمد بن عمران أبا عبد الله عليه السلام فقال: لاى علة يجهر في صلوة الجمعة وصلوة المغرب وصلوة العشاء الاخرة وصلوة الغداة و ساير الصلوات الظهر والعصر لا يجهر فيهما ؟ قال: لان النبي صلى الله عليه واله لما اسرى به الى السماء كان اول صلوة فرضها الله عليه الظهر يوم الجمعة، فأضاف الله عز وجل إليه الملائكة تصلى خلفه، وأمر نبيه عليه السلام أن يجهر بالقراءة ليبين لهم فضله، ثم فرض عليه العصر ولم يضف إليه أحدا من الملائكة وامره ان يخفى القرائة لانه لم يكن وراءه احد ثم فرض عليه المغرب وأضاف إليه الملائكة وأمره بالاجهار، وكذلك العشاء الآخرة فلما كان قرب الفجر نزل ففرض الله عزوجل عليه الفجر، فأمره بالاجهار ليبين للناس فضله، كما بين للملائكة، فلهذه العلة يجهر فيها، الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 487 – في قرب الاسناد للحميري وباسناده الى على بن جعفر عن أخيه موسى ابن جعفر عليه السلام قال: سألته عن رجل يصلى الفريضة ما يجهر فيه بالقراءة هل عليه أن يجهر ؟ قال: ان شاء جهر وان شاء لم يجهر. 488 – في تفسير العياشي عن أبى حمزة الثمالى عن ابي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ” قال: تفسيرها ولا تجهر بولاية على ولا بما أكرمته به حتى آمرك بذلك ” ولا تخافت بها ” يعنى لا تكتمها عليا واعلمه بما اكرمته. 489 – عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية في قول الله: ” ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا ” قال: لا تجهر بولاية على فهو في الصلوة، ولا بما أكرمته به حتى آمرك به، وذلك قوله: ” ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ” فانه يقول: ولا تكتم ذلك عليا، يقول: أعلمه بما أكرمته فأما قوله:


[ 236 ]

” وابتغ بين ذلك سبيلا ” يقول: تسألني ان آذن لك أن تجهر بأمر على بولايته، فأذن له باظهار ذلك يوم غدير خم، فهو قوله يومئذ: اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه (1). 490 – في اصول الكافي الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اتى النبي صلى الله عليه واله رجل فقال: يا نبى الله الغالب على الدين ووسوسة الصدر، فقال النبي له صلى الله عليه واله قل: توكلت على الحى الذى لا يموت والحمد لله الذى لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا، قال: فصبر الرجل ما شاء الله ثم مر على النبي صلى الله عليه واله فهتف به فقال: ما صنعت ؟ فقال: ادمنت ما قلت لى يا رسول الله فقضى الله دينى وأذهب وسوسة صدري. 491 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن الثمالى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل الى النبي صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله لقد لقيت من وسوسة الصدر وانا رجل مدين معيل محوج (2) فقال له: كرر هذه الكلمات: توكلت على الحى الذى لا يموت والحمد لله الذى لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا، فلم يلبث ان جاء فقال: اذهب الله عنى بوسوسة صدري، وقضى عنى دينى ووسع على رزقي. 492 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: فقد رسول الله صلى الله عليه واله رجلا من الانصار، فقال: ما غيبك عنا ؟


(1) ” في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن النضر بن سويد عن خالد بن حماد و محمد بن الفضيل عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: سئلته عن قول الله عز وجل: ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها، قال: يعنى لا تكتمها عليا وأعلمه ما اكرمته به، وابتغ بين ذلك سبيلا فانه يعنى اطلب الى وسلنى ان آذن لك ان تجهر بولاية على وادع الناس إليها فاذن له يوم غدير خم. منه عفى عنه ” (هامش بعض النسخ). (2) المدين – بفتح الميم -: المديون. والمعيل: ذو عيال. والمحوج: المحتاج.

[ 237 ]

فقال: الفقر يا رسول الله وطول السقم، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: الا اعلمك كلاما إذا قلته ذهب عنك الفقر ؟ فقال: بلى يا رسول الله، فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: لا حول ولا قوة الا بالله توكلت على الحى الذى لا يموت والحمد لله الذى لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا، فقال الرجل: والله ما قلته الا ثلثة ايام حتى ذهب عنى الفقر والسقم. 493 – في تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان قال: شكوت الى أبي عبد الله عليه السلام فقال: الا اعلمك شيئا إذا قلته قضى الله دينك وانعشك حالك (1) فقلت: ما احوجني إلى ذلك ؟ فعلم هذا الدعاء قل في دبر صلوة الفجر: توكلت على الحى الذى لا يموت و الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا، اللهم انى اعوذ بك من البؤس والفقر ومن غلبة الدين والسقم، واسئلك ان تعينني على اداء حقك والى الناس. 494 – في تهذيب الاحكام في الموثق عن أبي عبد الله عليه السلام قال: والرجل إذا قرأ الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا، أن يقول: الله اكبر الله اكبر الله اكبر، قلت: فان لم يقل الرجل شيئا من هذا إذا قرأ ؟ قال: ليس عليه شئ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 495 – في كتاب التوحيد خطبة لامير المؤمنين عليه السلام يقول فيها: الحمد لله الذى لم يولد فيكون في العز مشاركا، ولم يلد فيكون موروثا هالكا. 496 – وباسناده الى المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الحمد لله الذى لم يلد فيورث ولم يولد فيشارك. 497 – وباسناده الى يعقوب السراج عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال في حديث له: لم يلد لان الولد يشبه أباه ولم يولد فيشبه من كان قبله. 498 – وباسناده الى حماد بن عمرو النصيبى قال: سألت جعفر بن محمد عليه السلام


(1) نعشه الله نعشا: رفعه وأقامه. تداركه من هلكة. جبره بعد فقر وسد فقره.

[ 238 ]

عن التوحيد فقال: واحد صمد أزلى صمدي لا ظل له يمسكه، وهو يمسك الاشياء بأظلتها لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك، ولم يكن له كفوا أحد. 499 – وباسناده الى ابن ابى عمير عن موسى بن جعفر عليه السلام انه قال: واعلم ان الله تعالى واحد أحد صمد لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك. 500 – في نهج البلاغة لم يلد فيكون مولودا، ولم يولد فيصير محدودا جل عن اتخاذ الابناء. 501 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن العباس بن عمرو الفقيمى عن هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذى أتى أبا عبد الله عليه السلام وكان من قول أبى عبد الله عليه السلام: لا يخلو قولك انهما اثنان من ان يكونا قديمين قويين، أو يكونا ضعيفين أو يكون أحدهما قويا والآخر ضعيفا، فان كانا قويين فلم لا يدفع كل منهما صاحبه و ينفرد بالتدبير. وان زعمت ان أحدهما قوى والآخر ضعيف، ثبت انه واحد كما تقول للعجز الظاهر في الثاني، فان قلت: انهما اثنان لم يخل من ان يكونا متفقين من كل جهة أو متفرقين من كل جهة فلما رأينا الخلق منتظما والفلك جاريا، والتدبير واحدا، والليل و النهار والشمس والقمر، دل صحة الامر والتدبير وائتلاف الامر على ان المدبر واحد، ثم يلزمك ان ادعيت اثنين فرجة ما بينهما حتى يكونا اثنين، فصارت الفرجة ثالثا بينهما قديما معهما فليزمك ثلاثة فان ادعيت ثلاثة لزمك ما قلت في الاثنين، حتى يكون بينهم فرجة فيكونوا خمسة ثم يتناهى في العدد إلى ما لا نهاية له في الكثرة، والحديث طويل أخذنامنه موضع الحاجة. 502 – في كتاب الاهليلجة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل فعرف القلب بعقله انه لو كان معه شريك كان ضعيفا ناقصا ولو كان ناقصا ما خلق الانسان، و لاختلفت التدابير، وانتقصت الامور مع التقصير الذى به يوصف الارباب المتفردون و الشركاء المتعاينون. 503 – في مصباح الزائر لابن طاوس (ره) في دعاء الحسين عليه السلام يوم عرفة:


[ 239 ]

الحمد لله الذى يم يتخذ ولدا فيكون موروثا، ولم يكن له شريك في الملك فيضاده فيما ابتدع، ولا ولى من الذل فيرفده فيما صنع. 504 – في كتاب طب الائمة باسناده الى جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاء رجل من خراسان الى على بن الحسين عليه السلام قال: يا بن رسول الله حججت ونويت عند خروجي ان أقصدك فان بى وجع الطحال وان تدعو لى بالفرج، فقال له على بن الحسين عليه السلام: قد كفاك الله ذلك وله الحمد، فإذا أحسست به فاكتب هذه الاية بزعفران وماء زمزم واشربه، فان الله تعالى يدفع عنك ذلك الوجع: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعو فله الاسماء الحسنى ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا، وقل الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا. 505 – في تفسير على بن ابراهيم ” وقل الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا ” قال: لم يذل فيحتاج إلى ولى ينصره. 506 – في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه عليه السلام حاكيا عن الله تبارك وتعالى: واعطيت لك ولامتك التكبير. 507 – في اصول الكافي على بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رجل عنده: الله أكبر فقال: الله اكبر من أي شئ ؟ فقال: من كل شئ، فقال أبو عبد الله عليه السلام: حددته، فقال الرجل: كيف أقول ؟ قال: قل: الله اكبر من أن يوصف: 508 – ورواه عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن مروك بن عبيد عن جميع بن عيمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أي شئ الله أكبر ؟ فقلت: الله اكبر من كل شئ، فقال: وكان ثم شئ فيكون أكبر منه ؟ فقلت: فما هو ؟ قال: أكبر من أن يوصف.


[ 240 ]

509 – في من لا يحضره الفقيه باسناده الى سليمان بن مهران قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: فكيف صار التكبير يذهب بالضغاط هناك (1) قال: لان قول العبد: الله اكبر معناه الله أكبر من أن يكون مثل الاصنام المنحوتة والآلهة المعبودة دونه. 510 – في كتاب مقتل الحسين (ع) لابي مخنف أن يزيد لعنه الله قال للمؤذن: قم يا مؤذن فأذن، فقال الله اكبر الله اكبر فقال زين العابدين عليه السلام: صدقت الله أكبر من كل شئ. 511 – في مجمع البيان وروى ان النبي صلى الله عليه واله كان يعلم أهله هذه الآية وما قبلها عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير.


(1) الضغاط: المزاحمة. وقوله: ” هناك ” أي عند باب بنى شيبة في الحرم، و الحديث بتمامه مذكور في الفقيه في باب نكت في حجج الانبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين.

[ 241 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده الى ابي عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة الكهف في كل ليلة جمعة لم يمت الا شهيدا، ويبعثه الله من الشهداء، ووقف يوم القيامة مع الشهداء. 2 – في الكافي الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن على بن مهزيار عن أيوب بن نوح عن محمد بن أبى حمزة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من قرء سورة الكهف في كل ليلة جمعة كانت كفارة ما بين الجمعة الى الجمعة، قال: وروى غيره ايضا فيمن قرأها يوم الجمعة بعد الظهر والعصر مثل ذلك. 3 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرأها فهو معصوم ثمانية ايام من كل فتنة، فان خرج الدجال في الثمانية ايام عصمه الله من فتنة الدجال. 4 – سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرء عشر آيات من سورة الكهف لم يضره فتنة الدجال، ومن قرء السورة كلها دخل الجنة. 5 – وعن النبي صلى الله عليه واله قال: الا أدلكم على سورة شيعها سبعون ألف ملك حين نزلت، ملاءت عظمتها ما بين السماء والارض ؟ قالوا: بلى، قال: سورة أصحاب الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر الله له الى الجمعة الاخرى وزيادة ثلثة أيام، واعطى


[ 242 ]

نورا يبلغ السماء ووقى فتنة الدجال. 6 – وروى الواحدى باسناده عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه واله قال: من حفظ عشر آيات من سورة الكهف كانت له نورا يوم القيمة. 7 – وروى ايضا باسناده عن سعيد بن محمد الجرمى عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرء الكهف يوم الجمعة فهو معصوم الى سنة من كل فتنة تكون فان خرج الدجال عصم منه. 8 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سئل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسأله كم حج آدم من حجة ؟ فقال له: سبعين حجة ماشية على قدمه، واول حجة حجها كان معه الصرد يدله على مواضع الماء، وخرج معه من الجنة وقد نهى عن أكل الصرد والخطاف، وسأله: ما باله لا يمشئ ؟ فقال: لانه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكى عليه، ولم يزل يبكى مع آدم عليه السلام، فمن هناك سكن البيوت ومعه تسع آيات من كتاب الله تعالى مما كان آدم يقرأ بها في الجنة، وهى معه الى يوم القيمة، ثلاث آيات من أول الكهف، وثلاث آيات من سبحان، ” فإذا قرأت القرآن ” وثلاث آيات من يس ” وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا “. 9 – في تفسير على بن ابراهيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذى انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، قيما قال: هذا مقدم ومؤخر، لان معناه الذى انزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، فقد قدم حرف، على حرف. 10 في تفسير العياشي عن البرقى عمن رواه رفعه عن أبى بصير عن أبي جعفر عليه السلام لينذر باسا شديدا من لدنه قال: البأس الشديد على وهو لدن رسول الله صلى الله عليه واله قاتل معه عدوه، فذلك قوله ” لينذر بأسا شديدا من لدنه “. 11 – عن الحسن بن صالح قال: قال لى أبو جعفر عليه السلام: لا تقرأ يبشر، انما


[ 243 ]

البشر بشر الاديم، قال: فصليت بعد ذلك خلف الحسن فقرأ تبشر. 12 – في تفسير على بن ابراهيم وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا مالهم به من علم قال: قالت قريش حين زعموا ان الملائكة بنات الله عز وجل وما قالت اليهود والنصارى في قولهم عزيز ابن الله والمسيح ابن الله، فرد الله عز وجل عليهم فقال: مالهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا. 13 – وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: فلعلك باخع نفسك يقول: قاتل نفسك على آثارهم. 14 – في روضة الكافي كلام لعلى بن الحسين عليه السلام في الواعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه السلام: واعلموا ان الله لم يحب زهرة الدنيا وعاجلها لاحد من اوليائه، ولم – يرغبهم فيها وفى عاجل زهرتها وظاهر بهجتها، وانما خلق الدنيا وخلق أهلها ليبلوهم فيها ايهم احسن عملا لآخرته. 15 – في الخرايج الجرايح عن المنهال بن عمر قال: والله أنا رأيت رأس الحسين عليه السلام حين حمل وأنا بدمشق، وبين يديه رجل يقرأ الكهف حتى بلغ قوله: ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا فانطق الله تعالى الرأس بلسان ذرب طلق قال: أعجب من أصحاب الكهف حملي وقتلى. 16 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وروى أبو مخنف عن الشعبى انه صلب رأس الحسين بالصياف في الكوفة فتنحنح الرأس وقرء سورة الكهف الى قوله: انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وسمع ايضا يقرأ: ” ان أصحاب الكهف و الرقيم كانوا من آياتنا عجبا “. 17 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام ابن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان مثل أبى طالب مثل أصحاب الكهف، اسروا الايمان واظهروا الشرك، فآتاهم الله أجرهم مرتين.


[ 244 ]

18 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن على عن درست الواسطي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما بلغت تقية احد تقية أصحاب الكهف، إذ كانوا يشهدون الاعياد ويشدون الزنانير (1) فأعطاهم الله أجرهم مرتين. 19 – في تفسير العياشي عن عبيد الله بن يحيى عن أبى عبد الله عليه السلام انه ذكر أصحاب الكهف فقال: لو كلفكلم قومكم ما كلفهم قومهم ؟ فقيل له: وما كلفهم قومهم ؟ فقال: كلفوهم الشرك بالله العظيم فاظهروا لهم الشرك، وأسروا الايمان حتى جاءهم الفرج. 20 – عن ابى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان اصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الكفر فآجرهم الله. 21 – عن محمد عن أحمد بن على عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ” ام حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ” قال: هم قوم فروا وكتب ملك ذلك الزمان باسمائهم وأسماء آبائهم وعشايرهم في صحف من رصاص، فهو قوله: ” أصحاب الكهف والرقيم “. 22 – عن أبى بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج أصحاب الكهف على غير معرفة ولا ميعاد، فلما صاروا في الصحراء أخد بعضهم على بعض العهود والمواثيق، يأخذ هذا على هذا وهذا على هذا، ثم قالوا: أظهروا امركم فاظهروه فإذا هم على أمر واحد. 23 – عن الكاهلى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الكفر، وكانوا على جهار الكفر أعظم أجرا منهم على الاسرار بالايمان. 24 – عن سليمان بن جعفر النهدي قال: قال جعفر بن محمد: يا سليمان من الفتى ؟ قال: قلت: جعلت فداك الفتى عندنا الشاب، قال لى: أما علمت ان أصحاب الكهف كانوا كلهم كهولا فسماهم الله فتية بايمانهم، يا سليمان من آمن بالله واتقى


(1) جمع الزنار

[ 245 ]

هو الفتى. 25 – في روضة الكافي على بن ابراهيم رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لرجل: ما الفتى عندكم ؟ فقال له: الشاب، فقال: لا، الفتى المؤمن، ان اصحاب الكهف كانوا شيوخا فسماهم الله عز وجل فتية بايمانهم. 26 – في من لا يحضره الفقيه وروى سدير الصيرفى قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: حديث بلغني عن الحسن البصري فان حقا فانا لله وانا إليه راجعون، قال: وما هو ؟ قلت: بلغني ان الحسن كان يقول: لو غلى دماغه من حر الشمس ما استظل بحائط صيرفي ؟ ولو تفرثت كبده (1) عطشا لم يستسق من دار صيرفي ماءا وهو عملي وتجارتى، وعليه نبت لحمى ودمى ومنه حجتى وعمرتي قال: فجلس عليه السلام ثم قال: كذب الحسن خذ سواءا واعط سواءا، وإذا حضرت الصلوة فدع ما بيدك وانهض الى الصلوة، أما علمت ان أصحاب الكهف كانوا صيارفة يعنى صيارفة الكلام، ولم يعن صيارفة الدراهم (2).


(1) تفرث: تفرق. (2) اقول: الصرف هو بيع النقود كبيع الذهب بالفضة أو الدينار بالدرهم وصيارفة جمع الصيرفى وهو النقاد والهاء للنسبة، ثم ان المشهور كراهية بيع الصرف لانه يفضى الى المحرم أو المكروه غالبا، ولعل هذا الخبر انما ورد ردا على من برى اباحته متمسكا بعمل اصحاب الكهف. وقال المجلسي (ره) بعد نقل هذا الخبر: لعله عليه السلام انما ذكر ذلك الزاما عليهم حيث ظنوا انهم كانوا صيارفة الدراهم ” انتهى ” وقد رواه الصدوق (ره) في الفقيه وليس فيما رواه قوله: ” يعنى صيارفة الكلام. اه ” كنا ان الظاهر انه من كلام الراوى أو الكليني (ره) نعم ورد في بعضها التصريح بانهم صيارفة الكلام كما في حديث العياشي ثم قال الصدوق (ره) بعد نقل الحديث: يعنى صيارفة الكلام ولم يعن صيارفة الدراهم ” انتهى ” وذكر المجلسي (ره) في وجه حمل الصدوق (ره) الخبر على هذا المعنى وجوها يطول المقام بذكرها، وعلى الطالب أن يراجع البحار. وعن بعض شراح الحديث: ان المعنى كأن الامام عليه السلام قال لسدير: مالك ولقول *

[ 246 ]

27 – في تفسير العياشي عن درست عن أبي عبد الله عليه السلام انه ذكر اصحاب الكهف فقال: كانوا صيارفة كلام، ولم يكونوا صيارفة دراهم. 28 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن اسمعيل القرشى عمن حدثه عن اسمعيل بن أعبل عن أبيه عن أبى رافع عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل قال فيه بعد ان ذكر عيسى، ثم يحيى بن زكريا، ثم العزير ثم دانيال، ثم مكيخا ابن دانيال عليهم السلام وملوك زمانهم، فعند ذلك ملك سابور بن هرمز اثنين وسبعين سنة، و هو اول من عقد التاج ولبسه، وولى أمر الله عز وجل يومئذ وهو الشواء بن مكيخا، وملك بعد أردشير أخو شابور سنتين، وفى زمانه بعث الله الفتية اصحاب الكهف والرقيم، و ولى أمر الله في الارض يومئذ دستجا بن لشوا بن مكيخا. 29 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: عز وجل: ” ام حسبت أن اصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ” يقول: قد آتيناك من الايات ما هو أعجب منه، وهم فتية كانوا في الفترة بين عيسى بن مريم عليهما السلام ومحمد صلى الله عليه واله، واما الرقيم فهما لوحان من نحاس مرقوم مكتوب فيهما أمر الفتية وأمر اسلامهم، وما اراد منهم دقيانوس الملك، وكيف كان امرهم وحالهم وقال على بن ابراهيم فحدثني أبى عن ابن ابى عمير عن أبى بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كان سبب نزول سورة الكهف ان قريشا بعثوا ثلثة نفر الى نجران: النضر بن الحارث بن كلدة، وعقبة بن أبى معيط، والعاص بن وائل السهمى، ليعلموا من اليهود والنصارى مسائل يسئلونها رسول الله صلى الله عليه واله فخرجوا الى نجران الى علماء اليهود، فسألوهم فقالوا: اسألوه عن ثلثة مسائل، فان أجابكم فيها


* الحسن الصبرى ؟ أما علمت ان أصحاب الكهف كانوا صيارفة الكلام ونقدة الاقاويل، فانتقدوا ما قرع أسماعهم فاتبعوا الحق ورفضوا الباطل ولم يسمعوا أمانى أهل الضلال وأكاذيب رهط النفاهة، فأنت ايضا كن صيرفيا لما يبلغك من الاقاويل فانتقده آخذا بالحق رافضا للباطل وليس المراد انهم كانوا صيارفة الدراهم كما هو المتبادر الى بعض الاوهام، لانهم كانوا فتية من أشراف الروم مع عظم شأنهم وكبر خطرهم.

[ 247 ]

على ما عندنا فهو صادق، ثم سلوه عن مسألة واحدة، فان ادعى علمها فهو كاذب قالوا: وما هذه المسائل ؟ قالوا: اسالوه عن فتية كانوا في الزمن الاول فخرجوا وغابوا وناموا كم بقوا في نومهم ؟ حتى انتبهوا، وكم كان عددهم، وأى شئ كان معهم من غيرهم وما كان قصتهم ؟ واسئلوه عن موسى عليه السلام حين أمره الله عز وجل أن يتبع العالم ويتعلم منه من هو، وكيف تبعه وما كان قصته معه ؟ واسئلوه عن طائف طاف مغرب الشمس ومطلعها حتى بلغ سد يأجوج ومأجوج من هو ؟ وكيف كان قصته ؟ ثم أملوا عليهم أخبار هذه الثلث المسائل، وقالوا لهم: ان أجابكم بما قد أملينا عليكم فهو صادق، وان اخبركم بخلاف ذلك فلا تصدقوه، قالوا: فما المسألة الرابعة ؟ قالوا: سلوه متى تقوم الساعة ؟ فان ادعى علمها فهو كاذب، فان قيام الساعة لا يعلمها الا الله تبارك وتعالى. فرجعوا الى مكة واجتمعوا الى أبيطالب رضى الله عنه فقالوا: يا باطالب ان ابن اخيك يزعم ان خبر السماء يأتيه ونحن نسأله عن مسائل فان أجابنا عنها علمنا انه صادق وان لم يخبرنا علمنا انه كاذب، فقال أبو طالب: سلوه عما بدا لكم، فسئلوه عن الثلث المسائل، فقال رسول الله صلى الله عليه واله غدا أخبركم ولم يستثن، فاحتبس الوحى عليه أربعين يوما، حتى اغتم النبي صلى الله عليه واله وشك اصحابه الذين كانوا آمنوا به، وفرحت قريش و استهزؤا وآذوا وحزن أبو طالب، فلما كان بعد أربعين يوما نزل عليه سورة الكهف فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا جبرئيل لقد أبطأت ! فقال: انا لا نقدر ان ننزل الا باذن الله تعالى، فأنزل الله عز وجل: ” ام حبست ” يا محمد ” ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ” ثم قص قصتهم فقال: إذ اوى الفتية الى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من امرنا رشدا فقال الصادق عليه السلام: ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا في زمن ملك جبار عات وكان يدعو أهل مملكته الى عبادة الاصنام فمن لم يجبه قتله، وكانوا هؤلاء قوما مؤمنين يعبدون الله عز وجل، ووكل الملك بباب المدينة وكلاء ولم يدع أحدا يخرج حتى


[ 248 ]

يسجد للاصنام، فخرجوا هؤلاء بعلة الصيد وذلك انهم مروا براع في طريقهم فدعوه الى أمرهم فلم يجبهم وكان مع الراعى كلب، فأجابهم وخرج معهم، فقال الصادق عليه السلام: لا يدخل الجنة من البهائم الا ثلثة حمار بلعم بن باعور، وذئب يوسف عليه السلام و كلب أصحاب الكهف. فخرج أصحاب الكهف من المدينة بعلة الصيد هربا من دين ذلك الملك، فلما أمسوا دخلوا الى ذلك الكهف، والكلب معهم، فألقى الله عز وجل عليهم النعاس، كما قال الله تبارك وتعالى: ” فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ” فناموا حتى أهلك الله عز وجل الملك وأهل مملكته وذهب ذلك الزمان، وجاء زمان آخر وقوم آخرون ثم انتبهوا، فقال بعضهم لبعض: كم نمنا ههنا فنظروا الى الشمس قد ارتفعت فقالوا: نمنا يوما أو بعض يوم، ثم قالوا لواحد منهم: خذ هذه الورق وادخل في المدينة متنكرا لا يعرفوك: فاشتر لنا فانهم ان علموا بنا وعرفونا قتلونا أو ردونا في دينهم، فجاء ذلك الرجل فراى المدينة بخلاف الذى عهدها، وراى قوما بخلاف اولئك لم يعرفهم ولم يعرفوا لغته، ولم يعرف لغتهم، فقالوا له: من أنت و من اين جئت فأخبرهم فخرج ملك تلك المدينة مع أصحابه والرجل معهم حتى وقفوا على باب الكهف، فأقبلوا يتطلعون فيه فقال بعضهم: هؤلاء ثلثة ورابعهم كلبهم، وقال بعضهم: هم خمسة وسادسهم كلبهم، وقال بعضهم: هم سبعة وثامنهم كلبهم وحجبهم الله عز وجل بحجاب من الرعب فلم يكن أحد يقدم بالدخول عليهم غير صاحبهم، فانه لما دخل عليهم وجدهم خائفين ان يكون أصحاب دقيانوس شعروا بهم، فأخبرهم صاحبهم انهم كانوا نائمين هذا الزمن الطويل، وأنهم آية للناس، فبكوا وسئلوا الله تعالى ان يعيدهم الى مضاجعهم نائمين كما كانوا، ثم قال الملك: ينبغى ان يبنى ههنا مسجد ونزوره فان هؤلاء قوم مؤمنون، فلهم في كل سنة نقلة نقلتان ينامون ستة اشهر على جنوبهم الايمن وستة أشهر على جنوبهم الايسر، والكلب معهم قد بسط ذراعيه بفناء الكهف (1).


(1) ” في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) نقلا عن تفسير أبى اسحق ابراهيم بن محمد *

[ 249 ]

30 – في مجمع البيان وقيل: أصحاب الرقيم هم النفر الثلثة الذين دخلوا في غار، فانسد عليهم فقالوا: ليدع الله تعالى كل واحد منا بعمله حتى يفرج الله عنا ففعلوا فنجاهم الله. رواه النعمان بن بشير مرفوعا. 31 – في محاسن البرقى عنه عن عبد الرحمن بن أبى نجران عن المفضل بن صالح عن جابر الجعفي يرفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خرج ثلثة نفر يسيحون في الارض، فبينما هم يعبدون الله في كهف في قلة جبل حتى بدت صخرة من أعلى الجبل حتى التقمت باب الكهف، فقال بعضهم لبعض: عباد الله والله ما ينجيكم مما وقعتم الا أن تصدقوا الله، فهلم ما عملتم لله خالصا، فانما أسلمتم بالذنوب، فقال أحدهم: اللهم ان كنت تعلم انى طلبت امرأة لحسنها وجمالها فأعطيت فيها مالا ضخما، حتى إذا قدرت عليها وجلست منها مجلس الرجل من المرأة وذكرت النار، فقمت عنها فرقا منك، اللهم فارفع عنا هذه الصخرة، فانصدعت حتى نظروا الى الصدع ثم قال الآخر: اللهم ان كنت تعلم انى استاجرت قوما يحرثون كل رجل منهم بنصف درهم، فلما فرغوا أعطيتهم أجورهم، فقال أحدهم: قد عملت عمل اثنين والله لا آخذ الا درهما واحدا وترك ماله عندي فبذرت بذلك النصف الدرهم في الارض فأخرج الله من ذلك رزقا، وجاء صاحب النصف


* القزويني باسناده الى انس بن مالك قال: أهدى لرسول الله صلى الله عليه وآله بساط من قرية يقال لها بهندف، فقعد عليه على وأبو بكر وعمر وعثمان والزبير و عبد الرحمن بن عوف وسعد، فقال النبي صلى الله عليه وآله لعلى: يا على قل يا ريح احمل بنا، فقال على: يا ريح احمل بنا فحمل بهم حتى أتوا اصحاب الكهف، فسلم أبو بكر وعمر فلم يردوا عليهم السلام، ثم قام على عليه السلام فسلم فردوا عليه السلام، فقال أبو بكر: يا على ما بالهم ردوا عليك ولم يردوا علينا ؟ فقال لهم على عليه السلام فقالوا: انا لا نرد بعد الموت الا على نبى أو وصى نبى ثم قال على ” يا ريح احملينا فحملتنا، ثم قال: يا ريح ضعينا فوضعتنا، فركز برجله الارض فتوضأ على وتوضأنا ثم قال: يا ريح احملينا فحملتنا، فوافينا المدينة والنبى صلى الله عليه وآله في صلوة الغداة وهو يقرأ: ” أم حسبت أن اصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ” فلما قضى النبي صلى الله عليه وآله الصلوة قال: يا على أخبروني عن مسيركم أم تحبون أن أخبركم ؟ قالوا: بل تخبرنا يا رسول الله. قال انس بن مالك: فقص القصة كأن معنا. منه عفى عنه ” (عن هامش بعض النسخ).

[ 250 ]

الدرهم فأراده فدفعت إليه ثمن عشرة آلاف، فان كنت تعلم انما فعلته مخافة منك فارفع عنا هذه الصخرة، قال: فانفرجت منهم حتى نظر بعضهم الى بعض، ثم ان الآخر قال: اللهم ان كنت تعلم ان أبى وامى كانا نائمين فأتيتهما بقعب من لبن (1) فخفت ان أضعه أن تمج فيه هامة، وكرهت أن أوقظهما من نومهما، فيشق ذلك عليهما فلم ازل كذلك حتى استيقظا وشربا، اللهم فان كنت تعلم انى فعلت ذلك ابتغاء وجهك فارفع عنا هذه – الصخرة، فانفرجت لهم حتى سهل لهم طريقهم، ثم قال النبي صلى الله عليه واله: من صدق الله نجا. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه قوله عز وجل: فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا قد سبق له بيان في حديث على بن ابراهيم. 32 – في كتاب طب الائمة عوذة للصبى إذا كثر بكاؤه ولمن يفزع بالليل، و للمرأة إذا سهرت من وجع ” فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا ” حدثنا أبو المغر الواسطي قال: حدثنا محمد بن سليمان عن مروان بن الجهم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام مأثورة عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال ذلك. 33 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفيه بعد ان قال عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، و فرقه فيها وبين ذلك، قلت: قد فهمت نقصان الايمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته ؟ فقال: قول الله عز وجل: ” وإذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون * واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم ” وقال: نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان، لم يكن لاحد منهم فضل على الآخر، ولا ستوت النعم، ولا استوى الناس وبطل التفضيل، ولكن بتمام


(1) القعب: القدح الضخم الغليظ.

[ 251 ]

الايمان دخل المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله وبالنقصان دخل المفرطون النار 34 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: لن ندعو من دونه الها لقد قلنا إذا شططا يعنى جورا على الله تعالى ان قلنا ان له شريكا. 35 – في كتاب التوحيد حدثنا على بن عبد الله الوراق ومحمد بن على السنانى وعلى بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضى الله عنه قالوا حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول عن أبيه عن جعفر بن سليمان النضرى عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهم السلام عن قول الله عز وجل: من يهد الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له وليا مرشدا فقال: ان الله تبارك وتعالى يضل الظالمين يوم القيمة عن دار كرامته، ويهدى أهل الايمان والعمل الصالح الى جنته كما قال الله عز وجل: ” ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ” وقال الله عز وجل: ” ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجرى من تحتهم الانهار في جنات النعيم “. قال مؤلف هذا الكتاب قوله عز وجل: ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وقوله عز وجل: وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد قد سبق لهما بيان في حديث على ابن ابراهيم. 36 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام انه قال: لا يدخل الجنة من البهائم الا ثلثة: حمارة بلعم، وكلب أصحاب الكهف والذئب، وكان سبب الذئب انه بعث ملك ظالم رجلا شرطيا ليحشر قوما من المؤمنين و يعذبهم، وكان للشرطي ابن يحبه، فجاء ذئب فأكل ابنه فحزن الشرطي عليه، فأدخل الله ذلك الذئب الجنة لما احزن الشرطي. 37 – في تفسير العياشي عن محمد بن سنان البطيخى (1)


(1) وفى المصدر ” عن محمد بن سنان عن البطيخى “.

[ 252 ]

عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا قال: ان ذلك لم يعن به النبي صلى الله عليه واله انما عنى به المؤمنون بعضهم لبعض لكنه حالهم التى هم عليها. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قوله عز وجل: قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا احدكم بورقكم هذه الى المدينة فلينظر ايها ازكى طعاما فلياتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا قد سبق له بيان في حديث على بن ابراهيم. 38 – في محاسن البرقى عن ابراهيم بن عقبة عن محمد بن ميسر عن أبيه عن أبى جعفر أو عن أبى عبد الله عليهما السلام في قول الله: ” فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه ” قال: أزكى طعاما التمر. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قوله عز وجل: انهم ان يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم قد سبق له بيان في حديث على بن ابراهيم. 39 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبى عبد الله عليه السلام، حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقد رجع الى الدنيا ممن مات خلق كثير، منهم أصحاب الكهف أماتهم الله ثلثمأة عام، ثم بعثهم في زمان قوم أنكروا البعث ليقطع حجتهم، وليريهم قدرته وليعلموا أن البعث حق. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: لنتخذن عليهم مسجدا سيقولون ثلثة رابعهم كلبهم الى قوله عزوجل: وثامنهم كلبهم قد سبق له بيان في حديث على بن ابراهيم. 40 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال الصادق عليه السلام: يخرج مع القائم عليه السلام من ظهر الكعبة سبعة وعشرون رجلا، خمسة عشر من قوم موسى عليه السلام، الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون وأبا دجانة الانصاري، ومقداد ومالك الاشتر، فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما. قال عز من قائل: فلا تمار فيهم الامراء ظاهرا. 41 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة


[ 253 ]

ابن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: اياكم والمراء والخصومة فانهما يمرضان القلوب على الاخوان وينبت عليهما النفاق. 42 – وباسناده قال: قال النبي صلى الله عليه واله: ثلاث من لقى الله عزوجل بهن دخل الجنة من أي باب شاء: من حسن خلقه وخشى الله في المغيب والمحضر، وترك المراء وان كان محقا. 43 – وباسناده الى عمار بن مروان قال قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تمارين حليما ولا سفيها، فان الحليم يغلبك (1) والسفيه يؤذيك. 44 – في كتاب التوحيد باسناده الى اسمعيل بن أبى زياد عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله انا زعيم (2) ببيت في أعلى الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في رياض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا. 45 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من يضمن أربعة بأربعة ابيات في الجنة: من انفق ولم يخف فقرا، الى قوله (ع): وترك المراء وان وكان محقا. 46 – عن جعفر بن محمد عن أبيه، عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أربع خصال تميت القلب: الذنب على الذنب وكثرة منافثة النساء يعنى محادثتهن، ومماراة الاحمق تقول ويقول ولا يرجع الى خيرا أبدا، الحديث. 47 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن مرازم ابن حكيم قال مر أبو عبد الله (ع) بكتاب في حاجة، فكتب ثم عرض عليه ولم يكن فيه استثناء، فقال: كيف رجوتم ان يتم هذا وليس فيه استثناء ؟ انظروا كل موضع لا يكون فيه استثناء فاستثنوا فيه. 48 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن أبى جميلة عن المفضل بن صالح عن محمد الحلبي وزرارة عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر و


(1) وفى بعض النسخ ” يقليك ” ويوافقه المصدر ايضا وهو من القلى بمعنى البغض. (2) الزعيم: الكفيل.

[ 254 ]

أبى عبد الله عليهما السلام في قول الله عزوجل: ” واذكر ربك إذا نسيت ” قال: إذا حلف الرجل فنسى أن يستثنى فليستثن. 49 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن أبى جعفر الاحول عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عز – وجل: ” ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما ” قال: فقال: ان الله عز وجل لما قال لآدم: ادخل الجنة قال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة، قال: وأراه اياها ؟ فقال آدم لربه: كيف اقربها وقد نهيتني عنها أنا وزوجتي ؟ قال: فقال لهما: لا تقرباها يعنى لا تاكلا منها، فقال آدم وزوجته: نعم يا ربنا لم نقربها ولم نأكل منها ولم يستثنيا في قولهما نعم، فوكلهما الله في ذلك الى أنفسهما والى ذكرهما، قال: وقد قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله في الكتاب: ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله ان لا أفعله فتسبق مشية الله في ان لا افعله، فلا أقدر على أن أفعله فلذلك قال الله عزوجل: ” واذكر ربك إذا نسيت ” أي استثن مشية الله في فعلك. 50 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” واذكر ربك إذا نسيت ” قال: ذلك في اليمين، إذا قلت: والله لا أفعل كذا وكذا، فإذا ذكرت انك لم تستثن فقل انشاء الله. 51 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الاستثناء في اليمين متى ما ذكر وان كان بعد أربعين صباحا، ثم تلا هذه الآية: ” واذكر ربك إذا نسيت “. 52 – احمد بن محمد عن على بن الحسن عن على بن اسباط عن الحسن بن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” واذكر ربك إذا نسيت ” فقال: إذا حلفت على يمين ونسيت أن تستثنى فاستثن إذا ذكرت. 53 – في من لا يحضره الفقيه وروى حماد بن عيسى عن عبد الله بن ميمون عن


[ 255 ]

أبي عبد الله عليه السلام قال: للعبد أن يستثنى ما بينه وبين أربعين يوما إذا نسى، ان رسول الله صلى الله عليه واله أتاه اناس من اليهود فسألوه عن أشياء، فقال لهم: تعالوا غدا احدثكم ولم يستثن فاحتبس جبرئيل عليه السلام عنه أربعين يوما ثم أتاه فقال: ” ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت “. 54 – في تهذيب الاحكام باسناده الى على بن حديد عن مرازم قال: دخل أبو عبد الله عليه السلام يوما الى منزل معتب وهو يريد العمرة، فتناول لوحا فيه تسمية أرزاق العيال وما يخرج لهم، فإذا فيه لفلان وفلان وفلان وليس فيه استثناء، فقال: من كتب هذا الكتاب ولم يستثن فيه كيف ظن انه يتم ؟ ثم دعى بالدواة فقال: الحق فيه انشاء الله، فالحق فيه في كل اسم انشاء الله. 55 – في تفسير العياشي عن عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله (ع) عن أبيه عن على ابن أبيطالب صلوات الله عليهم قال: إذا حلف الرجل بالله فله ثنيا (1) الى أربعين يوما، و ذلك ان قوما من اليهود سئلوا النبي صلى الله عليه واله عن شئ فقال: ائتونى (2) غدا ولم يستثن حتى أخبركم فاحتبس عنه جبرئيل (ع) أربعين يوما، ثم أتى وقال: ” لا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت “. 56 – عن ابى حمزة عن أبى جعفر (ع) ذكر ان آدم لما اسكنه الله الجنة فقال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة فقال: نعم ولم يستثن فأمر الله نبيه فقال: ” ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت ” ولو بعد سنة. 57 – وفى رواية عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ” ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت ” أن تقول الا من بعد الاربعين فللعبد الاستثناء في اليمين ما بينه وبين أربعين يوما إذا نسى. 58 – عن زرارة ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبيعبد الله عليهما السلام في قول الله: ” و اذكر ربك إذا نسيت ” فقال: إذا حلف الرجل فنسى أن يستثن فليستثن إذا ذكر.


(1) الثنيا – بالضم مع القصر -: الاسم من الاستثناء، وفى المصدر ” ثنياها “. (2) وفى بعض النسخ ” ألقونى ” مكان ” ائتونى “.

[ 256 ]

59 – عن حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه (ع) عن قول الله: ” واذكر ربك إذا نسيت ” فقال: ان تستثنى ثم ذكرت بعد فاستثن حين تذكر. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه وقد سبق لهذة الاية بيان في حديث على ابن ابراهيم. 60 – في مجمع البيان وقوله: ” واذكر ربك إذا نسيت ” فيه وجهان أحدهما انه كلام متصل بما قبله، ثم اختلف في ذلك فقيل: معناه واذكر ربك إذا نسيت الاستثناء ثم تذكرت فقل ان شاء الله، وان كان بعد يوم أو شهر أو سنة عن ابن عباس وقد روى ذلك عن ائمتنا عليهم السلام، ويمكن ان يكون الوجه فيه انه إذا استثنى بعد النسيان فانه يحصل ثواب المستثنى من غير أن يؤثر الاستثناء بعد انفصال الكلام في الكلام وابطال الحنث وسقوط الكفارة في اليمين، وهو الاشبه بمراد ابن عباس في قوله. 61 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام ” وقد رجع الى الدنيا ممن مات خلق كثير منهم أصحاب الكهف، اماتهم الله ثلثمأة عام وتسعة، وبعثهم في زمان قوم انكروا البعث ليقطع حجتهم و ليريهم قدرته وليعلموا ان البعث حق: 62 – في مجمع البيان وروى ان يهوديا سئل على بن ابى طالب عليه السلام عن مدة لبثهم فأخبر بما في القرآن، فقال: انا نجد في كتابنا ثلاثمأة فقال عليه السلام: ذاك بسنى الشمس وهذا بسنى القمر. 63 – في كتاب طب الائمة باسناده الى سالم بن محمد قال: شكوت الى الصادق عليه السلام وجع الساقين، وانه قد أقعدنى عن أمر ربى واسبابي، فقال: عوذها، قلت: بماذا يا بن رسول الله ؟ قال: بهذه الآية سبع مرات فانك تعافى باذن الله، واتل ما اوحى اليك من كتاب ربك ولا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا قال: فعوذتها سبعا كما امرني، فرفع الوجع عنى رفعا حتى لم أحس بعد ذلك بشئ منه.


[ 257 ]

63 – في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم رفعه الى أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال عثمان بن عفان: يا رسول الله ما تفسير أبجد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: تعلموا تفسير ابجد فان فيه الاعاجيب كلها وهل للعالم جهل تفسيره فقال: يا رسول الله ما تفسير أبجد ؟ قال: ما الالف فآلاء الله الى قوله عليه السلام: واما كلمن فالكاف كلام الله لا تبديل لكلمات الله ولن تجد من دونه ملتحدا. 64 – عن عبد الله بن الصامت عن ابى ذر رحمه الله قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه واله بسبع اوصاف بحب المساكين والدنو منهم، واوصاني ان اقول الحق وان كان مرا الحديث. 65 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحيوة الدنيا فهذه نزلت في سلمان الفارسى رضى الله عنه، كان عليه كساء يكون فيه طعامه وهو دثاره ورداؤه، وكان كساء من صوف، فدخل عيينة بن حصين على النبي صلى الله عليه واله وسلمان (ره) عنده فتأذى عيينة بريح كساء سلمان، وقد كان عرق فيه وكان يوما شديد الحر، فعرق في الكساء فقال: يا رسول الله إذا نحن دخلنا عليك فاخرج هذا واصرفه من عندك، فإذا نحن خرجنا فادخل من شئت فأنزل الله عزوجل: ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا وهو عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر الفزارى. 66 – في مجمع البيان عند قوله: ” ولا تطرد الذين يدعون ربهم ” الى قوله: اليس الله باعلم بالشاكرين عن ابن مسعود حديث طويل وهناك: وقال سلمان وخباب: فينا نزلت هذه الاية، جاء الاقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصين الفزارى وذووهم من المؤلفة، فوجدوا النبي صلى الله عليه واله قاعدا مع بلال وصهيب وعثمان وخباب في ناس من ضعفاء المؤمنين، فحقروهم فقالوا: يا رسول الله لو نحيت هؤلاء عنك حتى نخلوا بك ؟ الى قوله: فكنا نقعد معه فإذا اراد ان يقوم قام وتركنا فانزل الله عزوجل: ” واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ” الآية قال: فكان رسول الله صلى الله عليه واله يقعد معنا ويدنو حتى كادت ركبتنا تمس ركبته فإذا بلغ الساعة التى يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم.


[ 258 ]

67 – وفيه هنا نزلت الاية في سلمان وأبى ذر وصهيب وخباب وغيرهم من فقراء أصحاب النبي صلى الله عليه واله، وذلك ان المؤلفة قلوبهم جاؤا الى رسول الله صلى الله عليه واله: عيينة بن حصين والاقرع بن حابس وذووهم فقالوا: يا رسول الله ان جلست في صدر المجلس و نحيت عنا هؤلاء وروايح صنانهم (1) – وكانت عليهم جبات الصوف – جلسنا نحن اليك واخذنا عنك فلا يمنعنا من الدخول عليك الا هؤلاء، فلما نزلت الآية قام النبي صلى الله عليه واله يلتمسهم، فأصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله عزوجل فقال: الحمد لله الذى لم يمتنى حتى أمرنى أن أصبر نفسي مع رجال من امتى، معكم المحيى ومعكم الممات. 68 – في تفسير العياشي عن زرارة وحمران عن أبى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام في قوله: ” واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ” قال: انما عنى بها الصلوة. 69 – عن عاصم الكورى عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول في قول الله: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر قال: وعيد. 70 – في اصول الكافي – أحمد بن عبد العظيم عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا: ” وقل الحق من ربكم ولاية على عليه السلام فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين آل محمد نارا “. 71 – في تفسير على بن ابراهيم قال أبو عبد الله عليه السلام: نزلت هذه الآية هكذا: ” وقل الحق من ربكم يعنى ولاية على فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين آل محمد عليه السلام حقهم نارا أحاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل ” قال: المهل الذى يبقى في أصل الزيت المغلى، ” يشوى الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا “. 72 – في تهذيب الاحكام ابن أبى عمير عن بشير عن ابن أبى يعفور قال: كنت


(1) الصنان: نتن الابط.

[ 259 ]

عند أبى عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له: أصلحك الله انه ربما أصاب الرجال منا الضيق والشدة، فيدعى الى البناء يبنيه أو النهر يكريه أو المسناة يصلحها (1) فما تقول في ذلك ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما أحب انى عقدت لهم عقدة، أو وكيت لهم وكاء وان لى ما بين لابتيها (2) لا ولا مدة بقلم، ان أعوان الظلمة يوم القيمة في سرادق من نار حتى يحكم الله بين العباد. 73 – محمد بن يعقوب عن الحسين بن الحسن الهاشمي عن صالح بن أبى حماد عن محمد بن خالد عن زياد بن سلمة قال: دخلت على أبى الحسن موسى (ع) فقال لى: يا زياد انك تعمل عمل السلطان ؟ قال: قلت: أجل، قال لى: ولم ؟ قلت: أنا رجل لى مروة، على عيال، وليس وراء ظهرى شئ، فقال لى: يا زياد لئن أسقط من حالق (3) فاتقطع قطعة قطعة أحب الى من أن أتولى لاحد منهم عملا، وأطأ بساط رجل منهم الا لماذا ؟ قلت: لا أدرى، قال: الا لتفريج كربة عن مؤمن، أو فك أسره، أو قضاء دينه، يا زياد ان أهون ما يصنع الله عزوجل بمن تولى لهم عملا ان يضرب عليه سرادق من نار الى أن يفرغ الله عزوجل من حساب الخلايق. 74 – في تفسير العياشي عن سعد بن طريف عن أبى جعفر عليه السلام قال: الظلم ثلثة: ظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره الله، وظلم لا يدعه، فالظلم الذى لا يغفره الله الشرك، واما الظلم الذى يغفره فظلم الرجل نفسه، واما الظلم الذى لا يدعه فالذنب بين العباد. 75 – في مجمع البيان ” كالمهل ” قيل العكر الزيت إذا قرب إليه سقطت فروة رأسه (4) روى ذلك مرفوعا.


(1) كرى الارض: حفرها. والمسناة: العرم وهو ما يبنى في وجه السيل. (2) وكى القربة: شدها بالوكاء وهو رباط القربة. واللابة: الحرة وهى ارض ذات حجارة سود كأنها احرقت بالنار، وقوله عليه السلام ” لابتيها ” أي لابتى المدينة، لانها ما بين حرتين عظيمتين تكتنفانها. (3) الحالق: الجبل المنيف العالي، لا يكون الا مع عدم نبات كانه حلق. (4) فروة رأس: جلده.

[ 260 ]

وفيه عند قوله: ” فمالئون منها البطون ” وقد روى ان الله تعالى يجوعهم حتى ينسوا عذاب النار من شدة الجوع: فيصرخون الى مالك، فيحملهم الى تلك الشجرة وفيهم أبو جهل، فيأكلون منها فتغلى بطونهم، فيسقون شربة من الماء الحار الذى بلغ نهايته في الحرارة فإذا قربوها من وجوههم شوت وجوههم، فذلك قوله: يشوى الوجوه. 77 – وروى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه واله في قوله: ” ويسقى من ماء صديد ” قال: يقرب إليه فيتكرهه فإذا ادنى منه شوى وجهه ووقع فروة رأسه، فإذا شرب قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره، يقول الله عزوجل: ” وسقوا ماء حميما فقطع امعاءهم ” ويقول: ” وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه “. 78 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن أبيه عن القاسم بن عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” يوم تبدل الارض غير الارض ” قال: تبدل خبزة يأكل الناس منها حتى يفرغوا من الحساب، فقال له قائل: انهم لفى شغل يومئذ عن الأكل والشرب ؟ فقال له: ان ابن آدم خلق أجوف لابد له من طعام وشراب، أهم أشد شغلا أم في النار ؟ فقد استغاثوا والله عزوجل يقول: ” وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب “. 79 – في تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: ” يوم تبدل غير الارض ” قال تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، فقال له قائل: انهم يومئذ في شغل عن الاكل والشرب ؟ فقال له: ان ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام والشراب أهم اشد شغلا ام هم في النار فقد استغاثوا ” وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل “. 80 – عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام ان أهل النار لما غلى الزقوم والضريع في بطونهم كغلى الحميم سألوا الشراب، فأتوا بشراب غساق وصديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل


[ 261 ]

مكان، وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ، وحميم يغلى به جهنم منذ خلقت، كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا. 81 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن بعض أصحابه رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله لما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى أصلها في دار على، وما في الجنة قصر ولا منزل الا وفيها فتر منها أعلاها اسفاط (1) حلل من سندس واستبرق، يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط، في كل سفط مأة حلة، ما فيها حلة تشبه الأخرى على ألوان مختلفة، وهو ثياب أهل الجنة والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 82 – وقوله عزوجل: واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لاحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا قال: نزلت في رجل كان له بستانان كبيران عظيمان كثيرا الثمار، كما حكى الله عزوجل، وفيهما نخل وزرع وماء وكان له جار فقير فافتخر الغنى على ذلك الفقير. 83 – في كتاب ثواب الاعمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من رجل دعا فختم بقول: ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله الا اجيب حاجته. 84 – في تهذيب الاحكام باسناده الى الحسن بن على بن عبد الملك الزيات عن رجل عن كرام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اربع لأربع الى قوله: والثالثة للحرق و الغرق ما شاء الله لا قوة الا بالله، وذلك انه يقول: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله 85 – في محاسن البرقى عنه عن عدة من أصحابنا عن على بن أسباط عن أبى – الحسن الرضا عليه السلام قال: قال لى: إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل: بسم الله آمنت بالله، توكلت على الله، ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله، فتلقاه الشياطين فتضرب الملائكة وجوهها وتقول: ما سبيلكم عليه وقد سمى الله وآمن به وتوكل على الله، وقال:


(1) الفتر: القطع، وفى بعض النسخ ” القتر ” بالقاف. والاسفاط جمع السفط: ما يعبأ فيه الطيب وما أشبهه من أدوات النساء. وعاء كالقفة أو الجوالق.

[ 262 ]

ما شاء الله لا قوة الا بالله. 86 – عنه عن بكر بن صالح عن سلميان بن جعفر عن أبى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: من خرج وحده في السفر فليقل ما شاء الله لا قوة الا بالله، اللهم آنس وحشتي وأعنى على وحدتي واد غيبتى (1). 87 – في كتاب التوحيد باسناده الى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن على الباقر عليه السلام قال: سألته عن معنى لا حول ولاقوة الا بالله، فقال: معناه لا حول لنا عن معصيه الله الا بعون الله، ولا قوة لنا على طاعة الله الا بتوفيق الله عزوجل. 88 – في كتاب الخصال عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: عجبت لمن يفزع من اربع كيف لا يفزع الى اربع ؟ الى ان قال: وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها كيف لا يفزع الى قوله تعالى: ” ما شاء الله لا قوة الا بالله ” فانى سمعت الله يقول بعقبها: ان ترن انا اقل منك مالا وولدا فعسى ربى ان يؤتينى خيرا من جنتك وعسى موجبة. 89 – في مجمع البيان: واحيط بثمره وفى الخبر ان الله عزوجل ارسل عليها نارا وغار مؤها (2). 90 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة ومحمد بن عبد الله عن على بن حسان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قوله عزوجل: هنالك الولاية لله الحق قال: ولاية أمير المؤمنين عليه السلام. 91 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله تعالى: ” هنالك الولاية لله الحق ” قال: ولاية امير المؤمنين. 92 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلى بن


(1) وفى بعض النسخ ” ورد غيبتى ” والمختار موافق للمصدر. (2) غار الماء: ذهب في الارض.

[ 263 ]

ابراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبى حمزة عن على بن الحسين عليه السلام حديث طويل في الزهد في الدنيا وفيه يقول عليه السلام: فهى كروضة اعتم مرعاها (1) وأعجبت من يراها عذب شربها طيب تربتها تمج عروقها الثرى وينطف فروعها الندى حتى إذا بلغ العشب ابانه (2) واستوى بنانه هاجت ريح تحت الورق وتفرق ما اتسق، فأصبحت كما قال الله: هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شئ مقتدرا. 93 – في نهج البلاغة أما بعد فانى أحذركم الدنيا الى أن قال: لا تعدوا إذا تناهت الى أمنية أهل الرغبة فيها، والرضاء بها أن تكون كما قال الله سبحانه: ” كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيئ مقتدرا “. 94 – في كتاب معاني الاخبار باسناده الى سعيد بن النصر عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: المال والبنون زينة الحيوة الدنيا وثمان ركعات آخر الليل والوتر زينة الاخرة، وقد يجمعهما الله عزوجل لاقوام. 95 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: ان المال والبنين حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الاخرة، وقد يجمعهما الله لاقوام. 96 – في تهذيب الاحكام محمد بن أحمد بن يحيى عن عمر بن على بن عمر عمن حدثه عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: ان كان الله عزوجل قال: ” المال والبنون زينة الحيوة الدنيا ” ان الثمانية ركعات يصليها العبد آخر الليل زينة الاخرة. 97 – في مجمع البيان وروى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه واله انه قال لجلسائه: خذوا جنتكم، قالوا: حضر عدونا ؟ قال: خذوا جنتكم من النار، قولوا: سبحان الله


(1) اعتم النبت: تم طوله وظهر نوره. (2) مج الرجل الماء من فيه: رمى به. والثرى – كحصا: ندى الارض ونطف الماء: إذا قطر قليل قليل، والعشب: الكلاء الرطب، وابان الشئ: حينه أو أوله.

[ 264 ]

والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر، فانهن المقدمات، وهن المنجيات، وهن المعقبات، وهن الباقيات الصالحات. 98 – وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: ان عجزتم عن الليل أن تكابدوه، وعن العدو أن تجاهدوه، فلا تضجروا عن قول: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر فانهن من الباقيات الصالحات فقولوها. 99 – وقيل هي الصلوات الخمس وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام. 100 – وروى عنه ايضا: ان من الباقيات الصالحات القيام بالليل لصلوة الليل. 101 – في كتاب ابن عقدة ان أبا عبد الله عليه السلام قال للحصين بن عبد الرحمن: يا حصين لا تستصغر مودتنا، فانها من الباقيات الصالحات، قال: يا بن رسول الله صلى الله عليه واله ما أستصغرها ولكن أحمد الله عليها. 102 – في تفسير العياشي عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خذوا جنتكم، قالوا: يا رسول الله حضر عدو ؟ فقال: لا ولكن خذوا جنتكم من النار، فقالوا: فيمن نأخذ جنتنا يا رسول الله ؟ قال: سبحان الله والحمد لله و لا اله الا الله والله أكبر، فانهن يأتين يوم القيمة ولهن مقدمات ومؤخرات وهى الباقيات الصالحات (1) ثم قال أبو عبد الله عليه السلام ” ولذكر الله أكبر ” قال: ذكر الله عندما احل أو حرم وشبه هذا هو مؤخرات. 103 – في كتاب معاني الاخبار باسناده الى الحسن بن محبوب عمن ذكره عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله لاصحابه ذات يوم: اتدرون لو جمعتم ما عندكم من الانية والمتاع اكنتم ترونه تبلغ السماء ؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: الا ادلكم على شئ اصله في الارض وفرعه في السماء ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: يقول احدكم إذا فرغ من صلوته الفريضة: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله


(1) في المصدر ” ولهن مقدمات ومؤخرات ومنجيات ومعقيات وهن الباقيات الصالحات.. اه “.

[ 265 ]

اكبر ثلثين مرة، فان اصلهن في الارض وفرعهن في السماء، وهن يدفعن الحرق والغرق والهدم والتردى في البئر، وميتة السوء، وهن الباقيات الصالحات. 104 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن احمد ابن محبوب عن مالك بن عطية عن ضريس الكناسى عن أبي جعفر قال: مر رسول الله صلى الله عليه واله برجل يغرس غرسا في حائط له، فوقف له وقال: ألا ادلك على غرس اثبت اصلا، و أسرع ايناعا (1) وأطيب ثمرا وأبقى ؟ قال: بلى فدلني يا رسول الله فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر فان لك ان قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة، وهن من الباقيات الصالحات، الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 105 – في كتاب ثواب الاعمال عن النبي صلى الله عليه واله قال: اكثروا من سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر، فانهن يأتين يوم القيمة لهن مقدمات ومؤخرات ومعقبات، وهن الباقيات الصالحات. 106 – في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى باسناده الى ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه واله: وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا غشى عليه وحمل الى حجرة ام سلمة، فانتظره أصحابه وقت الصلوة فلم يخرج، فاجتمع المسلمون فقالوا: ما لنبى الله ؟ قالت ام سلمة: ان نبى الله عنكم مشغول، ثم خرج بعد ذلك فرقى المنبر فقال: ايها الناس انكم تحشرون يوم القيمة كما خلقتم حفاة عراة، ثم قرأ على أصحابه: ” فحشرناهم فلم نغادر منه أحدا ” ثم قرأ ” كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين “. 107 – في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال عبد الله بن سلام: يا محمد أخبرني عن وسط الدنيا ؟ قال: بيت المقدس، قال: ولم ذلك ؟ قال: لان فيها المحشر والمنشر، ومنه ارتفع العرش، وفيه الصراط والميزان، قال: صدقت يا محمد.


(1) ينع الثمر: ادرك وطاب وحان قطافه، وأينع بمعنى ينع ايضا.

[ 266 ]

108 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه: يحشر الناس على مثل قرصة النقى (1) فيها انهار متفجرة يأكلون ويشربون حتى يفرغوا من الحساب. 109 – في تفسير على بن ابراهيم ان النبي صلى الله عليه واله وقف على حمزة يوم أحد، وقال: لولا انى أحذر نساء بنى عبد المطلب لتركته للعاوية والسباع، حتى يحشر يوم القيمة من بطون السباع والطير. 110 – حدثنى ابى عن ابن ابيعمير عن حماد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما يقول الناس في هذه الاية ” ويوم نحشر من كل امة فوجا ” قلت: يقولون انها في القيمة، قال: ليس كما يقولون انها في الرجعة، يحشر الله في القيمة من كل امة ويدع الباقين، انما آية القيمة: ” وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا “. 111 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: أخبرني عن الناس يحشرون يوم القيمة عراة ؟ قال: بل يحشرون في اكفانهم، قال: انى لهم بالاكفان وقد بليت ؟ قال: ان الذى أحيا ابدانهم جدد أكفانهم، قال: فمن مات بلا كفن ؟ قال: يستر الله عورته بما يشاء من عنده، قال: أفيعرضون صفوفا ؟ قال: نعم هم يومئذ عشرون ومائة ألف صف في عرض الارض. 112 – في كتاب الخصال باسناده الى أبان الاحمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام انه جاء إليه رجل فقال: بأبى أنت وامى عظني موعظة، فقال عليه السلام: ان كان العرض على الله عزوجل حقا فالمكر لماذا ؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 113 – في مجمع البيان عن النبي صلى الله عليه واله قال: يحشر الناس من قبورهم يوم القيمة حفاة عراة غرلا (2) فقالت عايشة: يا رسول الله أما يستحيى بعضهم من بعض ؟ فقال: ” لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه “.


(1) النقى: الخبز الحوارى، وهو الدقيق الابيض وهو لباب الدقيق. (2) الغرل جمع الاغرل: من لم يختن.

[ 267 ]

قال مولف هذا الكتاب عفى عنه قد سبق في الانعام عند قوله: ” كما خلقناكم اول مرة ” ما يصلح ان يكون مزيد بيان لقوله عزوجل: وعرضوا على ربك صفا الاية. 114 – في تفسير العياشي عن خالد بن نجيح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيمة رفع الانسان كتابه ثم قيل له: اقرءه، قلت: فيعرف ما فيه ؟ فقال: انه يذكره، فما من لحظة ولا كلمة ولا نقل قدم الا ذكره كانه فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها. 115 – عن خالد بن نجيح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه كأنه فعلة تلك الساعة، فلذلك ” قالوا يا ويلتنا مالهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها “. 116 في تفسير على بن ابراهيم قال: ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه الى قوله: ولا يظلم ربك احدا قال: يجدون ما عملوا كله مكتوبا. 117 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في هاروت وماروت وفيه بعد ان مدح عليه السلام الملائكة وقال: معاذ الله من ذلك، ان الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبايح بألطاف الله تعالى، قالا: قلنا له: فعلى هذا لم يكن ابليس ايضا ملكا ؟ فقال: لا، بل كان من الجن، أما تسمعان الله تعالى يقول: واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن فأخبر عزوجل انه كان من الجن، وهو الذى قال الله تعالى: ” والجان خلقناه من قبل من نار السموم “. 118 – في اصول الكافي عنه (1) عن ابيه عن فضالة عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الملائكة كانوا يحسبون ان ابليس منهم، وكان في علم الله انه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه بالحمية والغضب، فقال: ” خلقتني من نار وخلقته من طين “. 119 – في تفسير العياشي عن جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن ابليس كان من الملائكة وهل كان يلى من أمر السماء شيئا ؟ قال: لم يكن من الملائكة ولم يكن يلى من السماء شيئا، كان من الجن وكان مع الملائكة، وكانت


(1) قبله: عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد. ” منه عفى عنه “.

[ 268 ]

الملائكة تراه انه منها، وكان الله يعلم انه ليس منها، فلما أمر بالسجود كان منه الذى كان. 120 – عن محمد بن مروان عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ما اشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: اللهم أعز الاسلام بعمر بن خطاب أو بابى جهل بن هشام فأنزل الله: ” وما كنت متخذ المضلين عضدا ” يعنيهما. 121 – عن محمد بن مروان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك قال رسول الله صلى الله عليه واله: أعز الاسلام بابى جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب فقال يا محمد قد والله قال ذلك، – وكان أشد على من ضرب العنق – ثم اقبل على فقال: هل تدرى ما أنزل الله يا محمد ؟ قلت: أنت أعلم جعلت فداك، قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان في دار الارقم، فقال: اللهم أعز الاسلام بأبى جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب، فأنزل الله: ” ما أشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا “. 122 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده الى جبلة بن سحيم عن أبيه قال: لما بويع أمير المؤمنين على بن أبى طالب بلغه ان معاوية قد توقف عن اظهار البيعة له، وقال: ان أقرنى على الشام أو الاعمال التى ولانيها عثمان بايعته، فجاء المغيرة الى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: يا أمير المؤمنين ان معاوية من قد عرفت، وقد ولاه الشام من كان قبلك، فوله أنت كيما يتسق عرى الامور ثم اعزله ان بدا لك، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أتضمن لى عمرى يا مغيرة فيما بين توليته الى خلعه ؟ قال: لا، قال: لا يسألنى الله عزوجل عن توليته على رجلين من المسلمين ليلة سوداء أبدا ” وما كنت متخذ المضلين عضدا ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 123 – في كتاب مقتل الحسين (ع) لابي مخنف ان الحسين عليه السلام قام يتمشى الى عبيد الله بن الحر الجعفي وهو في فسطاطه حتى دخل عليه وسلم عليه، فقام إليه ابن الحر


[ 269 ]

وأخلى له المجلس، فجلس ودعاه الى نصرته فقال عبيد الله بن الحر: والله ما خرجت من الكوفة الا مخافة أن تدخلها، ولا اقاتل معك، ولو قاتلت لكنت أول مقتول، ولكن هذا سيفى وفرسى فخذهما، فأعرض عنه بوجهه فقال: إذا بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في مالك ” وما كنت متخذ المضلين عضدا “. 124 – في كتاب الخصال عن جابر الجعفي عن أبى جعفر عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد ذكر معاوية بن حرب: وأعجب العجب انه لما راى ربى تبارك وتعالى قد رد الى حقى في معدنه، وانقطع طمعه في أن يصير في دين الله رابعا وفى امانة حملناها حاكما كر على العاص بن العاص فاستماله فمال إليه ثم أقبل به بعد أن أطمعه مصر، وحرام عليه أن يأخذ من الفئ دون قسمته درهما، و حرام على الراعى ايصال درهم إليه فوق حقه، فأقبل يحبط البلاد بالظلم، ويطأهم بالغشم (1) فمن تابعه أرضاه، ومن خالفه ناواه، ثم توجه الى ناكثا علينا، مغيرا في البلاد شرقا وغربا ويمينا وشمالا، والانباء تأتيني، والاخبار ترد على بذلك، فأتاني أعور ثقيف فأشار على ان أوليه البلاد التى هو بها لاداريه بما اوليه منها، وفى الذى أشار به الرأى في أمر الدنيا لو وجدت عند الله عزوجل في توليه لى مخرجا، أو أصبت لنفسي في ذلك عذرا، فأعلمت الرأى في ذلك، وشاورت من أثق بنصيحته لله عزوجل ولرسوله صلى الله عليه واله ولى وللمؤمنين، فكان رأيه في ابن آكلة الاكباد رأى ينهاني عن توليته، ويحذرني أن أدخل في أمر المسلمين يده، ولم يكن الله ليراني ان اتخذ المضلين عضدا. 125 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات: واما قوله ورأى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها يعنى ايقنوا انهم داخلوها. 126 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث


(1) الغشم: الظلم.

[ 270 ]

طويل يقول فيه عليه السلام: وقد يكون بعض ظن الكافرين يقينا، وذلك قوله: ” وراى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها ” أي أيقنوا انهم مواقعوها. 127 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: افتحوا عيونكم عند الوضوء لعلها لا ترى نار جهنم. 128 – في تفسير على بن ابراهيم فلما اخبر رسول الله صلى الله عليه واله قريشا بخبر أصحاب الكهف قالوا: اخبرنا عن العالم الذى أمر الله عزوجل موسى أن يتبعه وما قصته ؟ فأنزل الله عزوجل: وإذا قال موسى لفتاه لا ابرح حتى ابلغ مجمع البحرين أو امضى حقبا قال: وكان سبب ذلك انه كلم الله موسى تكليما، وأنزل عليه الالواح وفيها كما قال الله عزوجل: ” وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ ” رجع موسى عليه السلام الى بنى اسرائيل فصعد المنبر، فأخبرهم ان الله عزوجل قد أنزل عليه التوراة وكلمه، وقال في نفسه ما خلق الله تعالى خلقا أعلم منى، فأوحى الله عزوجل الى جبرئيل عليه السلام: أدرك موسى قد هلك، واعلمه ان عند ملتقى البحرين عند الصخرة رجل اعلم منك، فصر إليه وتعلم من علمه، فنزل جبرئيل عليه السلام على موسى عليه السلام وأخبره فذل موسى في نفسه وعلم انه اخطأ ودخله الرعب، وقال لوصيه يوشع، ان الله عزوجل قد امرني ان اتبع رجلا عند ملتقى البحرين واتعلم منه، فتزود يوشع حوتا مملوحا، فلما خرجا وبلغا ذلك المكان وجدا رجلا مستلقيا على قفاه فلم يعرفاه، فأخرج موسى عليه السلام الحوت وغسله الماء ووضعه على الصخرة ومضيا ونسيا الحوت، وكان ذلك الماء ماء الحيوان، فحيى الحوت ودخل في الماء، فمضى موسى عليه السلام ويوشع معه حتى عييا، فقال لوصيه: آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا أي عناءا فذكر وصيه السمكة، فقال لموسى عليه السلام: انى نسيت الحوت على الصخرة فقال موسى عليه السلام: ذلك الرجل الذى رأينا عند الصخرة هو الذى نريده فرجعا على آثارهما قصصا، أي عند الرجل وهو في صلوته، فقعد موسى عليه السلام حتى فرغ من صلوته فسلم عليهما. فحدثني محمد بن على بن بلال عن يونس قال: اختلف يونس وهشام ابن ابراهيم


[ 271 ]

في العالم الذى أتاه موسى عليه السلام أيهما كان أعلم، وهل يجوز أن يكون على موسى حجة في وقته وهو حجة الله عزوجل على خلقه ؟ فقال قاسم الصيقل: فكتبوا الى ابى الحسن الرضا عليه السلام يسئلونه عن ذلك، فكتب في الجواب اتى موسى العالم فأصابه في جزيرة من جزاير البحر، فاما جالسا واما متكيا فسلم عليه موسى عليه السلام، فأنكر السلام إذ كان بارض ليس فيها سلام، قال: من أنت ؟ قال: أنا موسى بن عمران، قال: أنت موسى بن عمران الذى كلمه الله تكليما ؟ قال: نعم، قال: فما حاجتك ؟ قال: جئت لتعلمني مما علمت رشدا، قال: انى وكلت بأمر لا تطيقه، ووكلت بأمر لا أطيقه، ثم حدثه العالم بما يصيب آل محمد صلوات الله عليهم من البلاء حتى اشتد بكاؤهما ثم حدثه عن فضل آل محمد صلوات الله عليهم حتى جعل موسى يقول: يا ليتنى كنت من آل محمد صلوات الله عليهم حتى ذكر فلانا وفلانا ومبعث رسول الله صلى الله عليه واله الى قومه، وما يلقى منهم ومن تكذيبهم اياه، وذكر له تأويل هذه الاية ” ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ” حين اخذ الميثاق عليهم، فقال له موسى هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا فقال الخضر: انك لن تستطيع معى صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا فقال موسى عليه السلام: ستجدني انشاء الله صابرا ولا اعصى لك أمرا قال الخضر فان اتبعتنى فلا تسئلنى عن شئ حتى احدث لك منه ذكرا يقول: لا تسئلنى عن شئ أفعله ولا تنكره على حتى أخبرك أنا بخبره، قال: نعم. 129 – في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال: انه لما كان من أمر موسى عليه السلام الذى كان، أعطى مكتل (1) فيه حوت مملح، قيل له: هذا يدلك على صاحبك عند عين عند مجمع البحرين، لا يصيب منها شئ ميتا الا حيى يقال له الحيوة، فانطلقا (2) حتى بلغا الصخرة وانطلق الفتى يغسل الحوت في العين، فاضطرب في يده حتى خدشه وانفلت (3)


(1) المكتل – كمنبر -: الزنبيل (2) وفى بعض النسخ ” فانظر الى ” مكان ” فانطلقا “. (3) انفلت: تخلص.

[ 272 ]

منه ونسيه الفتى، ” فلما جاوزا ” الوقت الذى وقت فيه أعنى موسى ” قال لفتيه آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال أرأيت ” الى قوله: ” على آثارهما قصصا ” فلما أتاها وجد الحوت قد خر في البحر فاقتصا الاثر حتى أتيا صاحبهما في جزيرة من جزائر البحر اما متكيا واما جالسا في كساء له، فسلم عليه موسى فعجب من السلام وهو في أرض ليس فيها سلام فقال: من أنت ؟ قال: انا موسى، قال: انت موسى بن عمران الذى كلمه الله تكليما ؟ قال: نعم، قال: فما حاجتك ؟ ” قال: اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا ” قال: انى وكلت بأمر لا تطيقه ووكلت بأمر لا أطيقه وقد قال له: ” انك لن تستطيع معى صبرا وكيف تصبرا على ما لم تحط به خبرا ” فحدثه عن آل محمد وعما يصيبهم حتى اشتد بكاؤهما، ثم حدثه عن رسول الله صلى الله عليه واله وعن أمير المؤمنين وعن ولد فاطمة وذكر له من فضلهم وما اعطوا حتى جعل يقول: يا ليتني من آل محمد، وعن مبعث رسول الله صلى الله عليه واله الى قومه وما يلقى منهم ومن تكذيبهم اياه وتلا هذه الاية ” ونقلب افئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ” فانه اخذ عليهم الميثاق. 130 – عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان وصى موسى بن عمران يوشع ابن نون، وهو فتاه الذى ذكر الله في كتابه. وفى كتاب كمال الدين وتمام النعمة مثل هذا الاخير سواء. 131 – في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام قال: قال على عليه السلام – وقد سأله بعض اليهود عن مسائل -: وأنتم تقولون ان اول عين نبعت على وجه الارض العين التى ببيت المقدس وكذبتم، هي عين الحيوة التى غسل يوشع بن نون السمكة، وهى العين التى شرب منها الخضر صلوات الله عليه، وليس يشرب منها أحد الا حيى ؟ قال: صدقت والله انه لبخط هارون واملاء موسى. 132 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى ابى الطفيل عامر بن واثلة عن على عليه السلام حديث طويل يقول فيه لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل: واما اول عين نبعت على وجه الارض فان اليهود يزعمون انها العين التى تحت صخرة بيت المقدس و كذبوا، ولكنها عين الحيوان التى نسى عندها صاحب موسى السمكة المالحة، فلما


[ 273 ]

أصابها ماء العين عاشت وشربت، فاتبعها موسى عليه السلام وصاحبه الخضر، بلغنا قال اليهودي: اشهد بالله لقد صدقت. 134 – وباسناده الى ابراهيم بن يحيى المدائني عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان عليا عليه السلام قال لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل: واما قولك أول عين نبعت على وجه الأرض فان اليهود يزعمون انها العين التى ببيت المقدس تحت الحجر وكذبوا، وهى عين الحيوة التى انتهى موسى وفتاه فغسل فيها السمكة المالحة فحييت، وليس من ميت يصيبه ذلك الماء الا حيى، وكان الخضر على مقدمة ذى القرنين يطلب عين الحيوة، فوجدها الخضر عليه السلام وشرب منها ولم يجدها ذو القرنين. 135 – وباسناده الى الحكم بن مسكين عن صالح عن جعفر بن محمد عليهما السلام حديث طويل يقول فيه: ان عليا (ع) قال لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل: وأنتم تقولون ان أول عين نبعت على وجه الأرض العين التى ببيت المقدس وكذبتم، هي عين الحيوة التى غسل يوشع بن نون فيها السمكة التى شرب منها الخضر، وليس يشرب منها أحد الا حيى، قال: صدقت والله انه لبخط هارون واملاء موسى. 136 – في مجمع البيان وقد ذكر موسى والخضر (ع) وروى مرفوعا انه قعد على فروة بيضاء فاهتزت تحته خضراء. 137 – في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال: كان موسى أعلم من الخضر. 138 – عن بريد عن أحمدها قال: قلت له: ما منزلتكم في الماضيين أو من تشبهون بهم ؟ (1) قال: الخضر وذو القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيين. 139 – عن اسحاق بن عمار عن ابي عبد الله (ع) قال: انما مثل على ومثلنا من بعده من هذه الامة كمثل النبي صلى الله عليه واله والعالم حين لقيه واستنطقه وسأله الصحبة، فكان من أمرهما ما اقتصه الله لنبيه في كتابه، وذلك ان الله قال لموسى: ” انى اصطفيتك على الناس برسالاتى وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ” ثم قال: ” وكتبنا له في الألواح من


(1) وفى المصدر ” وبمن تشبهون منهم.. اه “.

[ 274 ]

كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ ” وقد كان عند العالم علم لم يكتب لموسى في الألواح وكان موسى يظن أن جميع الأشياء التى يحتاج إليها في تابوته، وجميع العلم قد كتب له في الالواح كما يظن هؤلاء الذين يدعون انهم فقهاء وعلماء وانهم قد اثبتوا جميع العلم والفقه في الدين مما يحتاج هذه الامة إليه، وصح لهم عن رسول الله صلى الله عليه واله وعلموه وليس كل علم رسول الله صلى الله عليه واله علموه ولا صار إليهم عن رسول الله صلى الله عليه واله ولا عرفوه، و ذلك ان الشئ من الحلال والحرام والأحكام يرد عليهم فيسئلون عنه، ولا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله صلى الله عليه واله، ويستحيون أن ينسبهم الناس الى الجهل، ويكرهون أن يسألوا فلا يجيبوا، فيطلب الناس العلم من معدنه، فلذلك استمعلوا الرأى والقياس في دين الله، وتركوا الآثار ودانوا الله بالبدع، وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله: كل بدعة ضلاله فلو انهم إذا سئلوا عن شئ من دين الله فلم يكن عندهم منه أثر عن رسول الله ردوه الى الله و الرسول، واولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم من آل محمد عليهم السلام، والذى منعهم من طلب العلم العداوة والحسد لنا، ولا والله ماحسد موسى العالم وموسى نبى الله يوحى إليه، حيث لقيه واستنطقه وعرفه بالعلم، ولم يحسده كما حسدتنا هذه الامة بعد رسول الله صلى الله عليه واله علمنا وما ورثنا عن رسول الله صلى الله عليه واله، ولم يرغبوا الينا في علمنا كما رغب موسى الى العالم، وسأله ليتعلم منه العلم ويرشده. فلما ان سأل العالم ذلك علم العالم ان موسى لا يستطيع صحبته ولا يحتمل عليه ولا يصير معه، فعند ذلك قال العالم فكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا فقال موسى وهو خاضع له يستنطقه على نفسه كى يقبله: ستجدني انشاء الله صابرا ولا اعصى لك امرا وقد كان العالم يعلم ان موسى لا يصبر على علمه، فكذلك والله يا اسحق بن عمار حال قضاة هؤلاء وفقهائهم وجماعتهم اليوم، لا يحتملون والله علمنا ولا يصبرون عليه، كما لم يصبر موسى على علم العالم حين صحبه ورآى ما راى من علمه، وكان ذلك عند موسى مكروها، وكان عند الله رضا وهو الحق، وكذلك علمنا عند الجهلة مكروه لا يؤخذ


[ 275 ]

وهو عند الله الحق. 140 – عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبى عبد الله عن أبيه عليه السلام قال: بينما موسى قاعد في ملا من بنى اسرائيل قال له رجل: ما أرى أحدا اعلم بالله منك، قال موسى: ما أرى، فأوحى الله إليه بل عبدى الخضر، فسأل السبيل إليه فكان له آية الحوت ان افتقده وكان من شأنه ما قص الله. 141 – عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان سليمان أعلم من آصف وكان موسى أعلم من الذى اتبعه. 142 – في اصول الكافي أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابراهيم بن اسحق الأحمر عن عبد الله بن حماد عن سيف التمار، قال: كنا مع أبى عبد الله عليه السلام جماعة من الشيعة في الحجر، فقال: علينا عين، فالتفتنا يمنة ويسرة فلم – نر أحدا، فقلنا: ليس علينا عين، فقال: ورب الكعبة ورب البيت ثلاث مرات لو كنت بين موسى وخضر لأخبرتهما أنى أعلم منهما وأنبأتهما بما ليس في أيديهما لأن موسى و الخضر عليهما السلام اعطيا علم ما كان، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول الله صلى الله عليه واله وراثة. 143 – أبو على الأشعري عن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن حمران بن أعين قال: قلت: لأبى جعفر عليه السلام: ما موضع العلماء ؟ قال: مثل ذى القرنين و صاحب موسى. 144 – عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الحارث بن المغيرة، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ان عليا عليه السلام كان محدثا، فقلت: فيقول نبى، قال: فحرك بيده هكذا ثم قال: أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى، أو كذى القرنين، أو ما بلغكم انه قال: و فيكم مثله. 145 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن اذينه عن بريد بن معوية عن أبى جعفر


[ 276 ]

وأبى عبد الله عليهما السلام قال: قلت له: ما منزلتكم ومن تشبهون ممن مضى ؟ قال: صاحب موسى وذو القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيين. 146 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن حارث بن المغيرة عن حمران بن أعين قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ان عليا عليه السلام كان محدثا، فخرجت الى أصحابي فقلت: جئتكم بعجيبة، فقالوا: وما هي ؟ قلت: سمعت أبا جعفر يقول: كان على عليه السلام محدثا، فقالوا: ما صنعت شيئا ألا سألته من كان يحدثه ؟ فرحت إليه فقلت: انى حدثت أصحابي بما حدثتني، فقالوا: ما صنعت شيئا ألا سألته من كان يحدثه ؟ فقال لى: يحدثه ملك، قلت: تقول انه نبى ؟ فحرك يده هكذا أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى، أو كذى القرنين أو ما بلغكم انه قال: وفيكم مثله. 147 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جعفر بن محمد عليه السلام انه قال: ان الخضر كان نبيا مرسلا بعثه الله تبارك و تعالى الى قومه، فدعاهم الى توحيده والاقرار بأنبيائه ورسله وكتبه، وكانت آيته انه كان لا يجلس على خشبة يابسة، ولا أرض بيضاء الا ازهرت خضرا، وانما سمى خضرا لذلك وكان اسمه تاليا بن ملكان بن عامر بن أرفخشيد بن سام بن نوح عليه السلام. 148 – في تفسير العياشي عن حفص بن البخترى عن أبى عبد الله عليه السلام في قول موسى لفتاه: ” آتنا غدائنا ” وقوله: ” رب انى لما انزلت الى من خير فقير ” فقال: انما عنى الطعام، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان موسى لذو جوعات. 149 – عن ليث بن سليم عن أبى جعفر عليه السلام شكى موسى الى ربه الجوع في ثلثة مواضع: ” آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، لاتخذت عليه أجرا، رب انى لما انزلت الى من خير فقير ” فقال: انما عنى الطعام. 150 – في عيون الاخبار باسناده الى محمد بن أبى عباد قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول يوما: يا غلام آتنا الغداء، فكأني أنكرت ذلك، فبين الانكار في فقرأ


[ 277 ]

” قال لفتاه آتنا غدائنا ” فقلت: الامير أعلم الناس وأفضلهم. 151 – في تفسير العياشي عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبى عبد الله قال: ان موسى صعد المنبر وكان منبره ثلث مراق (1) فحدث نفسه ان الله لم يخلق خلقا أعلم منه، فأتاه جبرئيل فقال له: انك قد ابتليت وأنزله فان في الارض من هو أعلم منك فاطلبه، فارسل الى يوشع انى قد ابتليت فاصنع لنا زادا وانطلق بنا واشترى حوتا من حيتان الحية فأخرج بآذربيجان ثم شواه، ثم حمله في مكتل، ثم انطلقا يمشيان فانتهيا الى شيخ مستلق معه عصاه، موضوعة الى جانبه وعليه كساء إذا قنع رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطى رجليه خرج رأسه، قال: فقام موسى يصلى وقال ليوشع: احفظ على، قال: فقطرت من الماء (2) في المكتل، فاضطرب الحوت، ثم جعل يثب من المكتل، قال: وهو قوله: واتخذ سبيله في البحر سربا قال: ثم انه جاء طير فوقع على ساحل البحر ثم أدخل منقاره، فقال: يا موسى ما أخذت من علم ربك ما حمل ظهر منقاري من جميع البحر، قال: ثم قام يمشى فتبعه يوشع. قال موسى وقد نسى الزبيل (3) يوشع، وانما أعيى حيث جاوز الوقت فيه، فقال: ” آتنا غداءنا لقينا من سفرنا هذا نصبا ” الى قوله: ” في البحر عجبا ” قال فرجع موسى يقص أثره حتى انتهى إليه وهو على حاله مستلق فقال له موسى: السلام عليك فقال السلام عليك يا عالم بنى اسرائيل، قال: ثم وثب فأخذ عصاه بيده، قال: فقال له موسى: ان قد أمرت ” ان أتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا ” فقال كما قص عليكم: ” انك لن تستطيع معى صبرا ” قال: فانطلقا حتى انتهيا الى معبر (4) فلما نظر إليهم أهل المعبر قالوا: والله لا نأخذ من هؤلاء أجرا اليوم، فحمل عليهم فلما ذهبت السفينة كثرت الماء خرقها قال له موسى كما أخبرتم، ثم قال: الم اقل لك انك لم تستطيع معى صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امرى عسرا.


(1) مراق جمع المرقاة – بفتح الميم وكسرها -: الدرجة. (2) وفى المصدر ” من السماء ” بدل ” من الماء “. (3) الزبيل: الزنبيل. (4) المعبر: ما عبر به النهر والمراد هنا السفينة.

[ 278 ]

قال: وخرجا على ساحل البحر فإذا غلام يلعب مع غلمان عليه قميص حرير أخضر، في اذنيه درتان فتوركه العالم (1) فذبحه قال له موسى: ” أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا * قال فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا ” خبزا نأكله فقد جعنا، قال: وهى قرية على ساحل يقال لها ناصرة، وبها سمى النصارى نصارى فلم يضيفوهما ولم يضيفوا بعدهما أحدا حتى تقوم الساعة، وكان مثل السفينة فيكم وفينا ترك الحسين البيعة لمعوية، وكان مثل الغلام فيكم قول الحسن بن على لعبد الله ابن على: لعنك الله من كافر، فقال له: قد قتلته يا با محمد، وكان مثل الجدار فيكم على والحسن والحسين (2)


(1) أي جعله على وركه معتمدا عليها. (2) قال المجلسي (ره) في بيان الحديث: اما كون ترك الحسين عليه السلام البيعة لمعاوية لعنه الله شبيها بخرق السفينة لانه عليه السلام بترك البيعة مهد لنفسه المقدسة الشهادة، وبها انكسرت سفينة أهل البيت صلوات الله عليهم وكان فيها مصالح عظيمة: منها: ظهور كفر بنى امية وجورهم على الناس. وخروج الخلق عن طاعتهم. ومنها: ظهور حقيقة أهل البيت عليهم السلام وامامتهم إذ لو بايعه الحسين عليه السلام ايضا لظن اكثر الناس وجوب متابعة خلفاء الجور وعدم كونهم عليهم السلام ولاة الامر. ومنها: ان بسبب ذلك صار من بعده من الائمة عليهم السلام آمنين مطمئنين ينشرون العلم بين الناس الى غير ذلك من المصالح التى لا يعلمها غيرهم، ولو كان ما ذكره المؤرخون من بيعته عليه السلام له اخيرا حقا كان المراد ترك البيعة ابتداءا، ولا يبعد أن يكون في الاصل يزيد بن معاوية فسقط الساقط الملعون هو وأبوه، واما ما تضمن من قول الحسن عليه السلام لعبد الله بن على فيشكل توجيهه لانه كان من السعداء الذين استشهدوا مع الحسين صلوات الله عليه على ما ذكره المفيد وغيره، والقول بانه عليه السلام علم انه لو بقى بعد ذلك ولم يستشهد لكفر بعيد، والظاهر ان يكون عبيد الله – مصغرا – بناءا على ما ذكره ابن ادريس انه لم يستشهد مع الحسين عليه السلام ردا على المفيد، وذكر صاحب المقاتل وغيره انه صار الى المختار، فسئل ان يدعو إليه ويجعل الامر له فلم *

[ 279 ]

152 – في مجمع البيان سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أخبرني أبى بن كعب قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه واله فقال: ان موسى قام خطيبا في بنى اسرائيل فسئل أي الناس أعلم ؟ قال: أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه ان لى عبدا، بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: يا رب فكيف لى به ؟ قال: تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل، ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤسهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه، فسقط في البحر فاتخذ سبيله في البحر سربا وامسك الله عن الحوت جرية الماء، فصار عليه مثل الطاق، فلما استيقظ نسى صاحبه أن يخبر بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان من الغد، قال موسى لفتاه آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال: ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذى أمر الله تعالى به فقال فتاه: ” أرأيت إذ أوينا الى الصخرة ” الاية قال: وكان للحوت سربا، ولموسى وفتيه عجبا، فقال موسى: ” ذلك ما كنانبغى ” الايه قال: رجعا يقصان الاثر حتى انتهيا الى الصخرة، فوجدا رجلا مسجى بثوب، فسلم عليه موسى فقال الخضر: وأنى بارضك السلام، قال: أنا موسى، قال: موسى بنى اسرائيل ؟ قال: نعم أتيتك ” لتعلمني مما علمت رشدا قال انك لن تستطيع معى صبرا ” يا موسى انى على علم من الله لا تعلمه علمنيه، وأنت على علم من الله علمك لا أعلمه أنا، فقال له موسى: ” ستجدني انشاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا ” فقال الخضر: ” فان اتبعتنى فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا ” فانطلقا يمشيان على


* يفعل: فخرج ولحق بمصعب بن الزبير فقتل في الوقعة وهو لا يعرف. قوله: ” فقال له ” أي امير المؤمنين عليه السلام ” قد قتلته ” أي سيقتل بسبب لعنك أو هذا اخبار بانه سيقتل كما قتل الخضر الغلام لكفره واما مثل الجدار فلعل المراد ان الله تعالى كما حفظ العلم تحت الجدار للغلامين بصلاح أبيهما فكذلك حفظ العلم لصلاح على والحسن والحسين عليهم السلام في أولادهم الى أن يظهره القائم للخلق أو حفظ الله علم رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين للحسنين صلوات الله عليهم فأقام عليا عليه السلام للخلافة بعد أن أصابه ما اصابه من المخالفين والله يعلم.

[ 280 ]

ساحل البحر فمرت سفينة وكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوه بغير قول. فلما ركبا في السفينة لم يفجأ الا والخضر قد قلع لوحا من الواح السفينة بالقدوم (1) فقال له موسى: قوم حملونا بغير قول، عمدت الى سفينتهم ” فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال الم أقل لك انك لن تستطيع معى صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمرى عسرا ” قال: وقال رسول الله صلى الله عليه واله: كانت الاولى من موسى نسيانا، قال: وجاء عصفور فوقع على جوف السفينة فنقر في البحر نقرة، فقال له الخضر: ما علمي وعلمك من علم الله الا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر. ثم خرجا من السفينة فبينا هما يمشيان على الساحل إذ ابصر الخضر غلاما يلعب بين الغلمان، فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتطعه فقتله، فقال له موسى: ” أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك انك لن تستطيع معى صبرا ” قال: وهذا أشد من الاول ” قال ان سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت ” الى قوله: ” يريد ان ينقض ” كان مايلا، فقال الخضر (2) بيده فأقامه، فقال موسى: قوم قد اتيناهم ولم يضيفونا، ” فلو شئت لا تخذت عليه أجرا قال هذا فراق بينى وبينك ” فقال رسول الله صلى الله عليه واله: وددنا ان موسى كان صبر حتى يقص علينا من خبرهما. 153 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: والصبر ما أوله مر وآخره حلو فمن دخله من اواخره فقد دخل، ومن دخله من أوائله فقد خرج، ومن عرف قدر الصبر لا يصبر عما منه الصبر، قال الله تعالى في قصة موسى والخضر عليهما السلام وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا 154 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جعفر بن محمد عليهما السلام انه قال: ان موسى بن عمران، لما كلمه الله تكليما وأنزل عليه التورية، وكتب له في الالواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ، وجعل


(1) القدوم: آلة النجر والنحت. (2) أي اشار.

[ 281 ]

آيته في يده وعصاه، وفى الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وفلق البحر و غرق الله عزوجل فرعون وجنوده وعملت البشرية فيه حتى قال في نفسه ما أرى ان الله عزوجل خلق خلقا أعلم منى، فأوحى الله عزوجل الى جبرئيل يا جبرئيل أدرك عبدى موسى قبل أن يهلك، وقل له: ان عند ملتقى البحرين رجلا عابدا فاتبعه وتعلم منه، فهبط جبرئيل على موسى بما أمر الله به ربه عزوجل، فعلم موسى ان ذلك لما حدثت به نفسه، فمضى هو و فتاه يوشع بن نون عليهما السلام، حتى انتهيا الى ملتقى البحرين، فوجدا هنالك الخضر عليه السلام يتعبد الله عزوجل، كما قال الله عزوجل في كتابه: ” فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما قال له موسى هل اتبعك على ان تعلمن مما علمت رشدا ” قال له الخضر عليه السلام: ” انك لن تستطيع معى صبرا ” لانى وكلت بعلم لا تطيقه، ووكلت بعلم لا اطيقه، قال موسى: بل استطيع معك صبرا، فقال له الخضر: ان القياس لا يحال له في علم الله وأمره ” وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا * قال موسى ستجدني انشاء الله صابرا ولا اعصى لك أمرا ” فلما استثنى المشية قبله ” قال فان اتبعتنى فلا تسألني عن شئ حتى احدث لك منه ذكرا ” فقال موسى: لك ذلك على ” فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها ” الخضر عليه السلام فقال له موسى عليه السلام: ” اخرقتها لتغرق اهلها لقد جئت شيئا امرا * قال ألم أقل لك انك لن تستطيع معى صبرا * قال موسى لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امر عسرا * فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله ” الخضر عليه السلام فغضب موسى وأخذ بتلبيبه (1) وقال له: ” اأقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا ” قال له الخضر: ان العقول لا تحكم على أمر الله تعالى ذكره، بل أمر الله يحكم عليها، فسلم لما ترى منى واصبر عليه فقد كنت علمت انك لن تستطيع معى صبرا قال ان سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدنى عذرا فانطلقا حتى إذا اتيا أهل قرية وهى الناصرة واليها تنسب النصارى استطعما اهلها فابوا ان يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد ان ينقض فوضع الخضر عليه السلام يده فأقامه فقال له موسى لو شئت لا تخذت عليه اجرا.


(1) التلبيب: ما في موضع اللبب وهو المنحر من الثوب ويعرف بالطوق.

[ 282 ]

155 – في مجمع البيان ” فابوا ان يضيفوهما ” روى ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: كانوا أهل قرية لئام. وفى الشواذ قراءة النبي صلى الله عليه واله ” يريد أن ينقض ” بضم الياء وقراءة على بن ابى طالب ” ينقاص ” بالصاد غير معجمة وبالالف. 156 – في تفسير العياشي عن ليث بن سليم عن ابي جعفر عليه السلام شكى موسى الى ربه الجوع في ثلثة مواضع ” اتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ” ” لا تخذت عليه أجرا ” ” رب لما انزلت الى من خير فقير “. 157 – في مجمع البيان ” ان سألتك عن شئ ” الآية وروى ان النبي صلى الله عليه واله تلا هذه الآية فقال: استحيا نبى الله موسى. ولو صبر لراى الفا من العجائب. 158 – في تفسير على بن ابراهيم متصلا بما نقلنا عنه سابقا من قصة الخضر وموسى ويوشع عليهم السلام فمروا ثلاثتهم حتى انتهوا الى ساحل البحر وقد شحنت سفينة (1) وهى تريد أن تعبر، فقال ارباب السفينة: نحمل هؤلاء الثلثة نفر، فانهم قوم صالحون فحملوهم، فلما جنحت السفينة في البحر قام الخضر عليه السلام الى جوانب السفينة فكسرها وحشاها بالخرق والطين، فغضب موسى عليه السلام غضبا شديدا وقال للخضر عليه السلام: ” اخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا امرا ” فقال له الخضر عليه السلام: ” الم أقل لك أنك لن تستطيع معى صبرا قال موسى لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امرى عسرا ” فخرجوا من السفينة فنظر الخضر عليه السلام الى غلام يلعب بين الصبيان حسن الوجه كانه قطعة قمر وفى اذنيه درتان فتأمله الخضر عليه السلام ثم اخذه فقتله فوثب موسى على الخضر عليهما السلام وجلد به الارض ” فقال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا ” فقال الخضر عليه السلام: ” الم اقل لك انك لن تستطيع معى صبرا قال موسى ان سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدنى عذرا * فانطلقا حتى ” قال ” أذا اتيا أهل قرية استطعما اهلها ” وكان وقت العشى والقرية تسمى الناصرة و إليها نسب النصارى ولم يضيفوا أحدا قط ولم يطعموا غريبا فاستطعموهم فلم يطعموهم، ولم


(1) شحنت السفينة: ملاها.

[ 283 ]

يضيفوهم، فنظر الخضر عليه السلام الى حائط قد زال لينهدم فوضع الخضر عليه السلام يده عليه وقال: قم باذن الله فقام، فقال موسى عليه السلام: لم ينبغ أن تضم الجدار حتى يطعمونا ويأوونا، وهو قوله عزوجل: ” لو شئت لا تخذت عليه أجرا ” فقال له الخضر عليه السلام: ” هذا فراق بينى وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطيع عليه صبرا ” اما السفينة التى فعلت بها ما فعلت فانها كانت لقوم مساكين يعملون في البحر فأردت ان أعيبها وكان وراءهم، أي وراء السفينة ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا هكذا نزلت وإذا كانت السفينة معيوبة لم يأخذ منها شيئا واما الغلام فكان ابواه مؤمنين وهو طبع كافرا كذا نزلت، فنظرت الى جبينه وعليه مكتوب طبع كافرا ” فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا فاردنا ان يبدلها ربهما خيرا منه زكوة وأقرب رحما ” فأبدل الله عزوجل والديه بنتا ولدت سبعين نبيا، واما الجدار الذى اقمنه فكان لغلامين يتيمين في المدينة، وكان تحته كنز لهما، وكان أبوهما صالحا فاراد ربك أن يبلغا أشدهما الى قوله تعالى: ” ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا “. 159 – حدثنى أبى عن محمد بن ابى عمير عن معوية بن عمار عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كان ذلك الكنز لوح من ذهب مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه واله عجبت لمن يعلم أن الموت حق كيف يفرح وعجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يفرق (1) وعجبت لمن يذكر النار كيف يضحك، وعجبت لمن يرى الدنيا وتصرف أهلها حالا بعد حال كيف يطمئن إليها. 160 – في كتاب علل الشرايع متصل بآخر ما نقلنا اعني قوله: ” لو شئت لا تخذت عليه أجرا ” قال له الخضر ” هذا فراق بينى وبينك سانبئك بتأويل ما لم تستطيع عليه صبرا ” فقال: ” اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت ان أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا ” فأردت بما فعلت أن تبقى لهم ولا يغصبهم الملك عليها فنسب الانانية في هذا الفعل الى نفسه لعلة ذكر التعبيب (2) لأنه أراد ان


(1) أي يخاف. (2) أي انما لم ينسب الفعل إليه تعالى رعاية للادب: لان نسبة التعبيب إليه تعالى غير *

[ 284 ]

يعيبها عند الملك إذا شاهدها فلا يغصب المساكين عليها، وأراد الله عزوجل صلاحهم بما أمره به من ذلك، ثم قال: واما الغلام فكان ابواه مؤمنين وطبع كافرا وعلم الله تعالى ذكره انه ان بقى كفرا أبواه وافتتنا به، وضلا باضلاله اياهما، فأمرني الله تعالى ذكره بقتله، وأراد بذلك نقلهم الى محل كرامته في العاقبة، فاشترك بالانانية بقوله: ” فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا فاراد أن يبدلهما خيرا منه زكوة وأقرب رحما ” وانما اشترك في الانانية لان خشى والله لا يخشى، لأنه لا يفوته شئ ولا يمتنع عليه أحد أراده. وانما خشى الخضر من ان يحال بينه وبين ما أمر فيه فلا يدرك ثواب الامضاء فيه ووقع في نفسه ان الله تعالى ذكره جعله سببا لرحمة أبوى الغلام، فعمل فيه وسط الأمرين من البشرية مثل ما كان عمل في موسى عليه السلام لأنه صار في الوقت مخبرا، وكليم الله موسى عليه السلام مخبرا (1) ولم يكن ذلك باستحقاق للخضر للرتبة على موسى عليهما السلام وهو أفضل من الخضر، بل كان لا ستحقاق موسى للتبيين. ثم قال: واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما ولم يكن ذلك الكنز بذهب ولا فضة، ولكن كان لوحا من ذهب فيه مكتوب: عجبت لمن ايقن بالموت كيف يفرح ؟ عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن ؟، عجبت لمن أيقن ان البعث حق كيف يظلم ؟ عجبت لمن يرى الدنيا وتصرف أهلها حالا بعد حال كيف يطمئن إليها ؟ وكان ابوهما صالحا كان بينهما وبين هذا الاب الصالح سبعون أبا فحفظهما الله بصلاحه، ثم قال: فاراد ربك ان يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما فتبرء من الأنانية في آخر القصص، ونسب الارادة كلها الى الله تعالى ذكره في ذلك، لانه لم – يكن بقى شئ مما فعله فيخبر به بعد، ويصير موسى عليه السلام به مخبرا ومصغيا الى كلامه تابعا له، فتجرد من الأنانية، والارادة تجرد العبد المخلص ثم صار متنصلا (2) مما


* مناسب، واما ما ينسب إليه تعالى فهو ارادة صلاحهم بهذا النعببب. (1) بكسر الاول وفتح الثاني. (2) من تنصل الى فلان من الجناية إذا اعتذر وتبرء عنده منها.

[ 285 ]

اتاه من نسبة الأنانية في أول القصة، ومن ادعاء الاشتراك في ثانى القصة فقال: رحمة من ربك وما فعلته عن امرى ذلك تأويل ما لم تستطيع عليه صبرا 161 – في تفسير العياشي عن حريز عن أبى عبد الله عليه السلام انه كان يقرء ” وكان وراءهم ملك ” يعنى امامهم ” يأخذ كل سفينة صالحة غصبا “. 162 – في مجمع البيان وروى أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام انه كان يقرأ ” كل سفينة صالحة غصبا ” وروى ذلك ايضا عن أبى جعفر عليه السلام قال: وهى قراءة أمير المؤمنين عليه السلام. 163 – في كتاب تلخيص الاقوال في تحقيق احوال الرجال في ترجمة زرارة ابن أعين روى في الصحيح أن أبا عبد الله عليه السلام ارسل إليه انما اعيبك دفاعا منى عنك، فان الناس والعدو يسارعون الى كل من قربناه وحمدناه مكانه، لادخال الأذى فيمن نحبه ونقربه، ويذمونه لمحبتنا له وقربه ودنوه منا، ويرون ادخال الأذى عليه و قتله، ويحمدون كل من عبناه، فانما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا وبميلك الينا، وأنت في ذلك مذموم عند الناس، فيكون ذلك دافع شرهم عنك، لقول الله عزوجل: ” و اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر، فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا ” هذا الرسل من عند الله صالحة لا والله ما عابها الا لكى تسلم من الملك، فانهم المثل يرحمك الله فانك والله أحب الناس الى، وأحب أصحاب ابى الى حيا وميتا، فانك أفضل سفن ذلك البحر القمقام، وان من ورائك لملكا ظلوما غصوبا يرقب عبور كل سفينة صالحة ترد من بحر الهدى ليغصبها وأهلها،، فرحمة الله عليك حيا، ورحمته ورضوانه عليك ميتا. 164 – في مجمع البيان وروى عن أبى وابن عباس انهما كانا يقرآن ” اما الغلام فكان كافرا وأبواه مؤمنين ” وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام. 165 – في تفسير العياشي عن حريز عمن ذكره عن أحدهما انه قرء ” وكان أبواه مؤمنين فطبع كافرا “.


[ 286 ]

166 – عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام ان نجدة الحروري كتب الى ابن عباس يسأله عن سبى الذرارى ؟ فكتب إليه: اما الذرارى فلم يكن رسول الله يقتلهم، وكان الخضر يقتل كافرهم ويترك مؤمنهم، فان كنت تعلم ما يعلم الخضر فاقتلهم. 167 – عن اسحق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: بينما العالم يمشى مع موسى إذ هم بغلام يلعب [ فاقله ] (1) قال فوكزه العالم فقتله، قال له موسى: ” اقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا ” قال: فادخل العالم يده فاقتلع كتفه فإذا عليه مكتوب: كافر مطبوع. 168 – عن ابى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ” فخشينا ” خشى ان أدرك الغلام أن يدعو أبويه الى الكفر فيجيبانه. 169 – عن عبد الله بن خلف رفعه قال: كان في كتف الغلام الذى قتله العالم مكتوب: كافر. 170 – عن عثمان عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله فأردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكوة واقرب رحما قال: أبدلوا جارية فولدت غلاما وكان نبيا. 171 – عن ابى يحيى الواسطي رفعه الى أحدهما في قول الله: ” واما الغلام فكان ابواه مؤمنين ” الى قوله: ” وأقرب رحما ” قال: أبدلهما مكان الابن بنتا، فولدت سبعين نبيا 172 – في من لا يحضره الفقيه وقال: في قول الله عزوجل: ” واما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فاردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكوة وأقرب رحما ” قال: أبدلهما الله عزوجل مكان الابن ابنة، فولد منها سبعون نبيا. 173 – في مجمع البيان وروى انها ؟ الغلام المقتول جارية، فولدت سبعين نبيا عن ابى عبد الله عليه السلام. 174 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عدة من أصحابه


(1) كذا في النسخ وما بين المعقفتين غير موجود في المصدر والمنقول عنه في البحار.

[ 287 ]

عن الحسن بن على بن يوسف عن الحسن بن سعيد اللخمى قال: ولد لرجل من اصحابنا جارية فدخل على أبى عبد الله عليه السلام فرآه مسخطا، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أرأيت لو ان الله تبارك وتعالى أوحى اليك ان اختار لك أو تختار لنفسك ما كنت تقول ؟ قال: كنت أقول يا رب تختار لى، قال: فان الله عزوجل قد اختار لك، ثم قال: ان الغلام الذى قتله العالم الذى كان مع موسى عليه السلام في قول الله عزوجل ” فاردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكوة وأقرب رحما ” أبدلهما الله به جارية ولدت سبعين نبيا. 175 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أحمد ابن محمد بن أبى نصر عن صفوان الجمال، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز – وجل: ” واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما: فقال: اما انه ما كان ذهبا ولا فضة، وانما كان أربع كلمات: لا اله الا انا، من أيقن بالموت لم تضحك سنه، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه، ومن أيقن بالقدر لم يخش الا الله. 176 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن على بن أسباط قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: كان في الكنز الذى قال الله عزوجل: ” وكان تحته كنز لهما ” كان فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يضحك، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، وعجبت لمن رأى الدنيا تقلبها بأهلها كيف يركن إليها، و ينبغى لمن عقل عن الله ان لا يتهم الله في قضائه ولا يستبطيه في رزقه، فقلت: جعلت فداك أريد أن أكتبه، قال: فضرب والله يده الى الدواة ليضعها بين يدى، فتناولت يده فقبلتها وأخذت الدواة فكتبته. 177 – في عوالي اللئالى روى الفضل بن أبى قرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أقام العالم الجدار أوحى الله تعالى الى موسى عليه السلام انى مجازى الابناء بسعي الآباء ان خيرا فخير وان شرا فشر لا تزنوا فتزني نساؤكم، من وطئ فراش امرء مسلم وطى فراشه كما تدين تدان.


[ 288 ]

178 – في قرب الاسناد للحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن أبى نصر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: وكان في الكنز الذى قال: وكان تحته كنز لهما لوح من ذهب فيه بسم الله الرحمن الرحيم لا اله الا الله، محمد رسول الله، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبا لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، و عجبا لمن رآى الدنيا وفعلها بأهلها كيف يركن إليها، وينبغى لمن عقل عن الله ان لا يتهم الله تبارك وتعالى في قضائه، ولا يستبطيه في رزقه. 179 – في تهذيب الاحكام في دعاء مروى عنهم عليهم السلام اللهم انك حفظت الغلامين بصلاح ابويهما. 180 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده الى جعفر بن حبيب النهدي انه سمع جعفر بن محمد يقول: احفظوا فينا ما حفظ العبد الصالح في اليتيمين، وكان ابوهما صالحا. 181 – وباسناده الى ابى بصير عن ابي جعفر عليه السلام قال: كم من انسان له حق، لا يعلم به، قلت: وما ذاك أصلحك الله ؟ قال: ان صاحبي الجدار كان لهما كنز تحته لا يعلمان به، اما انه لم يكن بذهب ولا فضة، قلت: فما كان ؟ قال: كان علما، قلت فأيهما أحق به ؟ قال: الكبير كذلك نقول نحن. 182 – في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى: ” وكان تحته كنز لهما ” قال: والله ما كان من ذهب ولا فضة، وما كان الا لوح فيه كلمات أربع. انى انا الله لا اله الا انا ومحمد رسولي، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح قلبه، و عحبت لمن أيقن بالحساب كيف يضحك سنه، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يستبطى الله في رزقه، عجبت لمن يرى النشأة الاولى كيف ينكر النشأة الاخرة ؟. 183 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن الحسن رحمه الله قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد قال: حدثنا الحسن بن على رفعه الى عمرو بن جميع رفعه الى على عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وكان تحته كنز لهما ” قال: كان


[ 289 ]

ذلك الكنز لوحا من ذهب فيه مكتوب بسم الله لا اله الا الله محمد رسول الله، عجبت لمن يعلم ان الموت حق كيف يفرح، عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن عجبت لمن يذكر النار كيف يضحك، عجبت لمن يرى الدنيا وتصرف أهلها حالا بعد حال كيف يطئمن إليها ؟. 184 – في مجمع البيان ” وكان تحته كنز لهما ” قيل: كان كنزا من الذهب والفضة ورواه أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه واله. 185 – وقيل: كان لوحا من ذهب وفيه مكتوب: عجبا لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن، عجبا لمن أيقن بالرزق كيف يتعب، عجبا لمن أيقن بالموت كيف يفرح، عجبا لمن يؤمن بالحساب كيف يعتل، عجبا لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها ؟ لا اله الا الله محمد رسول الله، وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام، وفى بعض الروايات زيادة ونقصان. 186 – ” وكان ابوهما صالحا ” روى عن أبي عبد الله عليه السلام انه كان بينهما وبين ذلك الأب الصالح سبعة آباء. 187 – في تفسير العياشي عن محمد بن عمر عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله ليحفظ ولد المؤمن الى ألف سنة، وان الغلامين كان بينهما وبين أبويهما سبعمأة سنة. 188 – عن اسحق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله ليصلح بصلاح الرجل المؤمن ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته ودويرات حوله، فلا يزالون في حفظ الله لكرامته على الله، ثم ذكر الغلامين فقال:: وكان أبوهما صالحا ” ألم تر ان الله شكر صلاح ابويهما لهما. 189 – عن بريد بن رويان قال: قال الحسين عليه السلام لنافع بن الازرق: يا بن الازرق انى اخبرت أنك تكفر أبى وأخى وتكفرني ؟ قال له نافع ” لئن قلت ذلك لقد كنتم الحكام ومعالم الاسلام، فلما بدلتم استبدلنا بكم، فقال له الحسين: يا بن الازرق اسئلك عن مسألة فأجبني عن قول الله لا اله الا هو: ” واما الجدار فكان لغلامين


[ 290 ]

يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما ” الى قوله: ” كنزهما ” من حفظ فيهما ؟ قال: فأيهما أفضل، أبويهما أم رسول الله وفاطمة ؟ قال: لا بل رسول الله وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله، قال: فما حفظهما حتى خلى بينهما وبين الكفر ؟ فنهض ثم نفض ثوبه ثم قال: نبأنا الله عنكم معشر قريش أنتم قوم خصمون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 190 – عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قالا: يحفظ الله الاطفال باعمال آبائهم، كما حفظ الغلامين بصلاح أبيهما. 191 – عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام، ان النبي صلى الله عليه واله قال: ان الله ليخلف العبد الصالح من بعد موته في أهله وماله، وان كان أهله اهل السوء ثم قرء هذه الاية الى آخرها: ” وكان أبوهما صالحا “. 192 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى أبى سعيد عقيصا قال: قلت للحسن ابن على بن أبى طالب، يا بن رسول الله لم داهنت معاوية وصالحته وقد علمت ان الحق لك دونه وان معاوية ضال باغ ؟ فقال: يابا سعيد ألست حجة الله تعالى ذكره على خلقه واماما عليهم بعد أبى عليه السلام ؟ قلت: بلى، قال: ألست الذى قال رسول الله صلى الله عليه واله لى ولاخى الحسين: امامان قاما أو قعدا ؟ قلت: بلى، قال: انا فاذن امام لو قمت، وانا امام إذا قعدت، يابا سعيد علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله صلى الله عليه واله لبنى ضمرة وبنى أشجع ولاهل مكة حين انصرف من الحديبية، اولئك كفار بالتنزيل، ومعاوية واصحابه كفار بالتأويل، يابا سعيد إذا كنت اماما من قبل الله تعالى ذكره لم يجب أن يسفه رأيى فيما أتيته من مهادنة أو محاربة، وان كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبسا الا ترى الى الخضر عليه السلام، لما أخرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى عليه السلام فعله الاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضى، هكذا انا سخطتم على بجهلكم بوجه الحكمة فيه، ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الارض أحد الا قتل. 193 – وباسناده الى عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد


[ 291 ]

عليهما السلام يقول: ان لصاحب هذا الامر غيبة لا بد منها، يرتاب فيها كل مبطل، فقلت له: ولم جعلت فداك ؟ قال: لامر لم يأذن في كشفه لكم، قلت: فما وجه الحكمة في غيبته ؟ قال: وجه الحكمه في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره، ان وجه الحكمه في ذلك لا ينكشف الا بعد ظهوره، كما لا ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر عليه السلام، من خرق السفينة وقتل الغلام واقامة الجدار لموسى عليه السلام، الا وقت افتراقهما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 194 – وباسناده الى اسحق الليثى عن الباقر عليه السلام حديث طويل يقول فيه (ع) انكر موسى على الخضر واستفضع أفعاله حتى قال له الخضر: يا موسى ما فعلته عن أمرى انما فعلته عن أمر الله عز وجل. 195 – في اصول الكافي محمد بن عيسى عن يونس عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله (ع) قال: قال موسى للخضر (ع): قد تحرمت بصحبتك فأوصني، قال: الزم ما لا يضرك معه شئ كما لا ينفعك مع غيره شئ. 196 – في امالي الصدوق (ره) باسناده الى الصادق عليه السلام، قال: ان موسى ابن عمران عليه السلام، حين أراد أن يفارق الخضر عليه السلام قال: اوصني فكان مما أوصاه أن قال له اياك واللجاجة، وان تمشى في غير حاجة، أو أن تضحك من غير عجب، واذكر خطيئتك واياك وخطايا الناس. 197 – في كتاب الخصال عن الزهري عن على بن الحسين (ع) قال: كان آخر ما أوصى به الخضر، موسى بن عمران عليهما السلام ان قال: لا تعير احدا بذنب، وان أحب الامور الى الله تعالى ثلثة: القصد في الشدة، والعفو في القدرة، والرفق بعباد الله وما رفق احد بأحد في الدنيا الا رفق الله تعالى به يوم القيمة، ورأس الحكمة مخافة الله تبارك الله وتعالى. 198 – في تفسير على بن ابراهيم: حدثنى أبى عن يوسف بن أبى حماد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه واله الى السماء وجد ريحا مثل ريح المسك الاذفر،


[ 292 ]

فسأل جبرئيل عنها فأخبره جبرئيل عليه السلام انها تخرج من بيت عذب فيه قوم في الله حتى ماتوا، ثم قال له: ان الخضر عليه السلام كان من أبناء الملوك فآمن بالله، وتخلى في بيت دار أبيه يعبد الله عزوجل ولم يكن لابيه ولد غيره فأشاروا على أبيه أن يزوجه، فلعل الله أن يرزقه ولدا فيكون الملك فيه وفى عقبه فخطب له امرأة بكرا وأدخلها عليه، لم يلتفت الخضر إليها فلما كان في اليوم الثاني قال لها: تكتمين على أمرى ؟ فقالت: نعم قال لها: ان سئلك أبى هل كان منى اليك ما يكون من الرجال الى النساء فقولي: نعم فقالت: أفعل، فسألها الملك عن ذلك فقالت: نعم وأشار عليه الناس ان يأمر النساء أن يفتشنها، فأمر وكانت على حالتها فقالوا: أيها الملك زوجت العز من العزة زوجة امرأة ثيبا، فزوجه فلما أدخلت عليه سألها الخضر أن تكتم عليه أمره فقالت: نعم، فلما ان الملك سألها قالت: أيها الملك ان ابنك امرأة فهل تلد المرأة من المرأة ؟ فغضب عليه وأمر بردم الباب عليه فردم فلما كان يوم الثالث حركته رقة الاباء، فأمر بفتح الباب ففتح فلم يجدوه فيه، وأعطاه الله عزوجل من القوة أن يتصور كيف يشاء ثم كان على مقدمة ذى القرنين وشرب من الماء الذى من شرب منه بقى إلى الصيحة. قال: فخرج من مدينة أبيه رجلان في تجارة في البحر حتى وقعا الى جزيرة من جزاير البحر، فوجدا فيها الخضر عليه السلام قائما يصلى فلما انفتل دعاهما فسألهما عن خبرهما فأخبراه فقال لهما: هل يكتمان على أمرى ان أنا رددتكما في يومكما هذا الى منازلكما ؟ فقالا: نعم، فنوى أحدهما أن يكتم أمره ونوى الآخر ان رده الى منازله أخبر أباه بخبره، فدعا الخضر سحابة وقال: احملي هذين الى منازلهما، فحملتهما السحابة حتى وضعتهما في بلدهما من يومهما، فكتم أحدهما أمره، وذهب الآخر الى الملك فأخبره بخبره، فقال له الملك: من يشهد لك بذلك ؟ قال: فلان التاجر فدل على صاحبه، فبعث الملك إليه فلما أحضره انكره وأنكر معرفة صاحبه، فقال له الاول: ايها الملك ابعث معى خيلا الى هذه الجزيرة واحبس هذا حتى آتيك بابنك فبعث معه


[ 293 ]

خيلا فلم يجده فاطلق عن الرجل الذى كتم عليه، ثم ان القوم عملوا بالمعاصى فأهلكهم الله عزوجل وجعل مدينتهم عاليها سافلها وابتدرت الجارية التى كتمت عليه أمره والرجل الذى كتم عليه كل واحد منهما ناحية من المدينة فلما اصبحا التقيا فاخبر كل واحد منهما صاحبه بخبره، فقالا: ما نجونا الا بذلك، فآمنا برب الخضر عليه السلام و حسن ايمانهما، وتزوج بها الرجل ووقعا الى مملكة ملك آخر، ودخلت المرأة الى بيت الملك وكانت تزين بنت الملك، فبينما هي تمشطها يوما إذ سقط من يدها المشط، فقالت: لا حول ولا قوة الا بالله، فقالت لها بنت الملك: ما هذه الكلمه ؟ فقالت لها: ان لى الها تجرى الامور كلها بحوله وقوته، فقالت لها بنت الملك: ألك اله غير أبى ؟ قالت: نعم وهو الهك واله أبيك. فدخلت بنت الملك الى أبيها فأخبرت أباها بما سمعت من هذه المرئة، فدعاها الملك فسألها عن خبرها فأخبرته، فقال لها: من على دينك ؟ قالت: زوجي وولدى فدعاهما الملك فأمرهما بالرجوع عن التوحيد فأبوا عن ذلك، فدعا بمرجل (1) من ماء فاسخنه وألقاهم فيه، فأدخلهم بيتا وهدم عليهم البيت، فقال جبرئيل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه واله: فهذه الرائحة التى شممتها من ذلك البيت. 199 – في قرب الاسناد للحميري باسناده الى موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه آيات النبي صلى الله عليه واله وفيه: ومن ذلك ان نفرا من اليهود أتوه فقالوا لابي الحسن جدى: استأذن لنا على ابن عمك نسأله، قال: فدخل على فأعلمه، فقال النبي صلى الله عليه واله: وما يريدون منى ؟ فانى عبد من عبيد الله لا أعلم الا ما علمني ربى، ثم قال: ائذن لهم فدخلوا، فقال: اسئلوني عما جئتم له أم أنبئكم ؟ قالوا: نبئنا، قال: جئتم تسئلوني عن ذى القرنين ؟ قالوا: نعم، قال كان غلاما من أهل الروم، ثم ملك وأتى مطلع الشمس ومغربها، ثم بنى السد فيها، قالوا: نشهد ان هذا كذا وكذا.


(1) المرجل: القدر من الحجارة والنحاس.

[ 294 ]

200 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال: قلت: له ما منزلتكم ومن تشبهون ممن مضى ؟ قال: صاحب موسى وذو القرنين، كانا عالمين ولم يكونا نبيين. 201 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الحارث بن مغيرة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ان عليا عليه السلام كان محدثا، فقلت: فيقول نبى ؟ فحرك بيده هكذا ثم قال أو كصاحب سليمان، أو كصاحب موسى، أو كذى القرنين، أوما بلغكم انه قال: وفيكم مثله. 202 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى أبى بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان ذى القرنين لم يكن نبيا ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه، و ناصح لله فناصحه، أمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرنه، فغاب عنهم زمانا ثم رجع إليهم، فضربوه على قرنه الآخر، وفيكم من هو على سنته. 203 – وباسناده الى الاصبغ بن نباتة قال: قام ابن الكوا الى على بن أبى طالب عليه السلام وهو على المنبر فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن ذى القرنين أنبيا كان أو ملكا ؟ وأخبرني عن قرنيه أذهب أو فضة ؟ فقال عليه السلام: لم يكن نبيا ولا ملكا، ولا قرناه من ذهب ولا فضة، ولكنه كان عبدا أحب الله فأحبه، ونصح لله فنصحه الله، و انما سمى ذا القرنين لانه دعا قومه فضربوه على قرنه، فغاب عنهم حينا، ثم عاد إليهم فضرب على قرنه الآخر وفيكم مثله. 204 – وباسناده الى جابر بن عبد الله الانصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: ان ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله الله عزوجل حجة على عباده، فدعا قومه الى الله وأمرهم بتقواه، فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا حتى قيل مات أو هلك، بأى واد سلك، ثم ظهر ورجع الى قومه فضربوه على قرنه الآخر وفيكم من هو على سنته، و ان الله عزوجل مكن لذى القرنين في الارض، وجعل له من كل شئ سببا، وبلغ


[ 295 ]

المغرب والمشرق، وان الله عزوجل سيجري سنته في القائم من ولدى، فيبلغه مشرق الارض وغربها حتى لا يبقى منها ولا موضعا منها من سهل أو جبل وطاه ذو القرنين الا وطاه ويظهر الله له عزوجل كنوز الارض ومعادنها، وينصره بالرعب، ويملاء الارض به عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما. 205 – في تفسير العياشي عن ابى الطفيل قال سمعت عليا عليه السلام يقول: ان ذا القرنين لم يكن نبيا ولا رسولا كان عبدا أحب الله فأحبه، وناصح الله فنصحه، دعى قومه فضربوه على أحد قرنيه فقتلوه، ثم بعثه الله فضربوه على قرنه الآخر فقتلوه. 206 – عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله لم يبعث انبياء ملوكا في الارض الا أربعة بعد نوح، اولهم ذو القرنين واسمه عياش، وداود وسليمان ويوسف، فأما عياش فملك ما بين المشرق والمغرب، واما داود فملك ما بين الشامات الى بلاد اصطخر، وكذلك كان ملك سليمان، واما يوسف فملك مصر وبراريها لم يجاوزها الى غيرها، وفى كتاب الخصال مثله. 207 – في كتاب الخصال عن محمد بن خالد باسناده رفعه قال: ملك الارض كلها أربعة، مؤمنان وكافران، فاما المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين، واما الكافران نمرود وبخت نصر، واسم ذى القرنين عبد الله ضحاك بن معد. 208 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده الى أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر محمد بن على عليهما السلام قال: اول اثنين تصافحا على وجه الارض ذو القرنين و ابراهيم الخليل عليه السلام استقبله ابراهيم فصافحه. 209 – في تفسير العياشي بعد ان ذكر أبا عبد الله عليه السلام ونقل عنه حديثا طويلا قال: وفى خبر آخر عنه جاء يعقوب الى نمرود في حاجة، فلما وثب عليه وكان أشبه الناس بابراهيم، قال له: أنت ابراهيم خليل الرحمن ؟ قال: لا. 210 – في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام عن ابيه عن آبائه عن أمير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لكل امة صديق وفاروق، وصديق هذه


[ 296 ]

الامة وفاروقها على بن أبى طالب ان عليا سفينة نجاتها وباب حطتها، انه يوشعها و شمعونها وذو قرنيها. 211 – في الخرايج والجرايح قال الحسن العسكري: وسئل على عليه السلام عن ذى القرنين كيف استطاع أن يبلغ المشرق والمغرب ؟ فقال: سخر الله السحاب ويسر له الاسباب وبسط له النور وكان الليل والنهار على سواء، وانه رأى في المنام كانه دنا من الشمس حتى أخذ بقرنها في شرقها وغربها، فلما قص رؤياه على قومه عرفهم وسموه ذا القرنين فدعاهم الى الله فأسملوا، ثم أمرهم ان يبنوا له مسجدا فأجابوه إليه، فامر أن يجعلوا طوله اربعمأة ذراع، وعرضه مأتى ذراع وعلوه الى السماء مأة ذراع، فقالوا: كيف لك بخشبات تبلغ ما بين الحائطين ؟ قال: إذا فرغتم من بنيان الحائطين فاكبسوه بالتراب (1) حتى يستوى مع حيطان المسجد، فإذا فرغتم من ذلك اخذتم من الذهب والفضة على قدره، ثم قطعتموه مثل قلامة الظفر ثم خلطتموه مع ذلك الكبس وعملتم له خشبا من نحاس وصفايح من نحاس تذوبون ذلك، وانتم متمكنون من العمل كيف شئتم، وأنتم على أرض مستوية فإذا فرغتم من ذلك دعوتم المساكين لنقل ذلك التراب، فيسارعون فيه لاجل ما فيه من الذهب والفضة فبنوا المسجد واخرج المساكين ذلك التراب وقد استقل السقف واستغنى المساكين فجندهم اربعة اجناد، في كل جند عشرة آلاف، ونشرهم في البلاد. 212 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى سماك بن حرب عن رجل من بنى أسد قال: سأل رجل عليا عليه السلام أرأيت ذا القرنين كيف استطاع ان بلغ الشرق والغرب ؟ قال: سخر له السحاب ومد له في الاسباب، وبسط له النور فكان الليل و النهار عليه سواء. 213 – في تفسير العياشي عن أبى بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان ذا القرنين خير بين السحاب الصعب والسحاب الذلول فاختار الذلول، فركب الذلول، فكان إذا انتهى الى قوم كان رسول نفسه إليهم لكى لا يكذب الرسل.


(1) كبس البئر: طمها بالتراب أي سواها ودفنها.

[ 297 ]

214 – عن حارث بن حبيب قال: أتى رجل عليا عليه السلام فقال له: يا أمير المؤمنين أخبرني عن ذى القرنين، فقال: سخر له السحاب وقربت له الاسباب، وبسط له في النور، فقال له الرجل: كيف بسط له في النور ؟ فقال على عليه السلام: كان يضئ بالليل كما يضيئ بالنهار (1) ثم قال على عليه السلام للرجل: أزيدك فيه فسكت. 215 – عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سأل عن ذى القرنين ؟ قال: كان عبدا صالحا واسمه عياش، اختاره الله وابتعثه الى قرن من القرون الاولى في ناحية المغرب وذلك بعد طوفان نوح، فضربوه على قرن رأسه الايمن فمات منها، ثم أحياه الله بعد مأة عام، ثم بعثه الله الى قرن من القرون الاولى في ناحية المشرق، فكذبوه وضربوه ضربة على قرن رأسه الايسر فمات منها، ثم أحياه الله بعد مأة عام وعوضه من الضربتين اللتين على رأسه قرنين في موضع الضربتين، أجوفين وجعل عين ملكه وآية نبوته في قرنيه. ثم رفعه الى السماء الدنيا فكشط له (2) عن الارض كلها جبالها وسهولها و فجاجها، حتى أبصر ما بين المشرق والمغرب، وآتاه الله من كل شئ يعرف به الحق والباطل، وأيده في قرنيه بكشف من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق، ثم اهبط الى الارض وأوحى إليه: ان سر في ناحية غربي الارض وشرقيها، فقد طويت لك البلاد، وذللت لك العباد فأرهبتهم منك فسار ذو القرنين الى ناحية المغرب، فكان إذا مر بقرية زأر فيها كما يزأر الاسد المغضب (3) فينبعث من قرنه ظلمات ورعد و برق وصواعق تهلك من ناواه وخالفه فلم يبلغ مغرب الشمس حتى دان له أهل المشرق والمغرب، قال: وذلك قول الله انا مكنا له في الارض وآتيناه من كل شئ سببا فاتبع سببا حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة


(1) في المصدر ” يبصر ” بدل ” يضيئ ” في الموضعين. (2) كشط عن الشئ: كشف عنه. (3) زأر الاسد: صات من صدره.

[ 298 ]

الى قوله: اما من ظلم ولم يؤمن بربه فسوف يعذبه في الدنيا بعذاب الدنيا ” ثم يرد الى ربه ” في مرجعه ” فيعذبه عذابا نكرا ” الى قوله ” وسنقول له من أمرنا يسرا ثم اتبع ” ذو القرنين من الشمس ” سببا “. ثم قال أمير المؤمنين: ان ذا القرنين لما انتهى من الشمس الى العين الحامية وجد الشمس تغرب فيها ومها سبعون ألف يجرونها بسلاسل الحديد والكلاليب يجرونها من قعر البحر في قطر الارض الايمن، كما تجرى السفينة على ظهر الماء فلما انتهى معها الى مطلع الشمس سببا ” وجدها تطلع على قوم ” الى قوله ” بما لديه خيرا ” فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ان ذا القرنين ورد على قوم قد احرقتهم الشمس وغيرت أجسادهم وألوانهم حتى صيرتهم كالظلمة ثم اتبع ذو القرنين سببا في ناحية الظلمة ” حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا * قالوا يا ذا القرنين ان يأجوج و مأجوج ” خلف هذين الجبلين وهم يفسدون في الارض، إذا كان إبان (1) زروعنا وثمارنا خرجوا علينا من هذين السدين فرعوا من ثمارنا وزرعنا حتى لا يبقون منها شيئا ” فهل نجعل لك خرجا ” نؤديه اليك في كل عام ” على أن تجعل بيننا وبينهم سدا ” الى قوله ” زبر الحديد ” قال: فاحتفر له جبل حديد فقلعوا له أمثال اللبن، فطرح بعضهم على بعض فيما بين الصدفين، وكان ذو القرنين هو اول من بنى ردما على الارض ثم جعل عليه الحطب وألهب فيه النار، ووضع عليه المنافخ فنفخوا عليه، فلما داب قال، ايتونى بقطر وهو المس الاحمر قال: فاحتفروا له جبلا من مس فطرحوه على الحديد فذاب معه واختلط به، قال: ” فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا ” يعنى يأجوج ومأجوج، ” قال هذا رحمة من ربى فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء وكان وعد ربى حقا ” الى هنا رواية على بن الحسين ورواية محمد بن نضر وزاد جبرئيل بن أحمد في حديثه عن الاصبغ بن نباتة عن على بن أبى طالب صلوات الله عليه ” وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ” يعنى يوم القيمة، وكان ذو القرنين


(1) ابان الشئ: حينه واوله.

[ 299 ]

عبدا صالحا، كان من الله بمكان نصح الله فنصح له، وأحب الله فأحبه، وكان قد سبب له في البلاد ومكن له فيها حتى ملك ما بين المشرق والمغرب، وكان له خليل من الملائكة يقال له رقائيل ينزل إليه فيحدثه ويناجيه فبينا هو ذات يوم عنده إذ قال له ذو القرنين: يا رقائيل كيف عبادة أهل السماء وأين هي من عبادة أهل الارض ؟ فقال: اما عبادة أهل السماء ما في السموات موضع قدم الا وعليه ملك قائم لا يقعد أبدا أو راكع لا يسجد أبدا، أو ساجد لا يرفع رأسه أبدا، فبكى ذو القرنين بكاءا شديدا وقال: يا رقائيل انى احب ان اعيش حتى ابلغ من عبادة ربى وحق طاعته بما هو أهله فقال له رقائيل: يا ذا القرنين ان لله في الارض عينا تدعى عين الحيوة، فيها عزيمة من الله انه من يشرب منها لم يمت حتى يكون هو يسئل الله الموت، فان ظفرت بها تعيش ما شئت قال: وأين ذلك العين وهل تعرفها ؟ قال: لا، غير انا نجد في السماء ان لله في الارض ظلمة لم يطأها انس ولا جان فقال ذو القرنين: واين تلك الظلمة ؟ قال: رقائيل ما ادرى ثم صعد رقائيل فدخل ذا القرنين حزن طويل من قول رقائيل ومما اخبره عن العين والظلمة ولم يخبره بعلم ينتفع به منهما. فجمع ذو القرنين فقهاء أهل مملكته وعلمائهم وأهل دراسة الكتب وآثار النبوة، فلما اجتمعوا عنده قال ذو القرنين: يا معشر الفقهاء وأهل الكتب وآثار النبوة هل وجدتم فيما قرأتم من كتب الله أو من كتب من كان قبلكم من الملوك ان لله عينا تدعى عين الحيوة، فيها من الله عزيمة انه من يشرب منها لم يمت حتى يكون هو الذى يسئل الله الموت ؟ قالوا: لا يا أيها الملك قال: فهل وجدتم فيما قرأتم من الكتب ان لله في الارض ظلمة لم يطأها انس ولا جان ؟ قالوا: لا أيها الملك فحزن عليه ذو القرنين حزنا شديدا وبكى إذ لم يخبر عن العين والظلمة بما يحب، وكان فيمن حضره غلام من الغلمان من أولاد الاوصياء اوصياء الانبياء وكان ساكتا لا يتكلم، حتى إذا أيس ذو القرنين منهم قال له الغلام: ايها الملك انك تسئل هؤلاء عن أمر ليس لهم به علم، وعلم ما تريد عندي، ففرح ذو القرنين فرحا شديدا حتى نزل عن فراشه وقال له: ادن


[ 300 ]

منى، فدنا منه فقال: أخبرني قال: نعم أيها الملك انى وجدت في كتاب آدم الذى كتب يوم سمى له ما في الارض من عين أو شجر، فوجدت فيه ان لله عينا تدعى عين الحيوة فيها من الله عزيمة انه من شرب منها لم يمت حتى يكون هو الذى يسئل الله الموت، بظلمة لم يطأها انس ولا جان ففرح ذو القرنين وقال: ادن منى يا ايها الغلام تدرى أين موضعها ؟ قال: نعم، وجدت في كتاب آدم انها على قرن الشمس يعنى مطلعها. ففرح ذو القرنين وبعث الى أهل مملكته فجمع أشرافهم وفقهاءهم وعلماءهم و اهل الحكم منهم، فاجتمع إليه ألف حكيم وعالم وفقيه فلما اجتمعوا إليه تهيأ للسير و تأهب له بأعد العدة وأقوى القوة، فسار بهم يريد مطلع الشمس يخوض البحار ويقطع الجبال والفيافي (1) والارضين والمفاوز فسار اثنى عشر سنة حتى انتهى الى طرف الظلمة، فإذا هي ليست بظلمة الليل ولا دخان ولكنها هواء يفور فسد ما بين الافقين فنزل بطرفها وعسكر عليها وجمع علماء أهل عسكره وفقهائهم واهل الفضل منهم، فقال: يا معشر الفقهاء والعلماء انى أريد أن أسلك هذه الظلمة فخروا له سجدا وقالوا: يا ايها الملك انك لتطلب امرا ما طلبه ولا سلكه أحد كان قبلك من النبيين والمرسلين، ولا من الملوك ؟ قال: انه لا بد لى من طلبها، قالوا: ايها الملك انا لنعلم انك إذا سلكتها ظفرت بحاجتك منها بغير عنت عليك لامرنا ولكنا نخاف أن يعلق بك منها أمر يكون فيه هلاك ملكك وزوال سلطانك وفساد من في الارض، فقال: لا بد من أن اسلكها، فخروا سجدا وقالوا: انا نتبرء اليك مما يريد ذو القرنين. فقال ذو القرنين: يا معشر العلماء أخبروني بابصر الدواب ؟ قالوا: الخيل الاناث البكارة أبصر الدواب، فانتخب من عسكره فأصاب ستة آلاف فرس اناثا أبكارا، وانتخب من أهل العلم والفضل والحكمة ستة آلاف رجل فدفع الى كل رجل وعقد لافسحر وهو الخضر على ألف فرس، فجعلهم على مقدمته وأمرهم أن يدخلوا الظلمة، وسار ذو القرنين في أربعة آلاف وأمر أهل عسكره أن يلزموا معسكره اثنى عشر سنة، فان


(1) خاض الماء: دخله. والفيافي كصحارى لفظا ومعنى.

[ 301 ]

رجع هو إليهم الى ذلك الوقت والا تفرقوا في البلاد ولحقوا ببلادهم أو حيث شاؤا، فقال الخضر: ايها الملك انا نسلك في الظلمة لا يرى بعضنا بعضا كيف نصنع بالضلال إذا أصابنا ؟ فاعطاه ذو القرنين خرزة حمراء (1) كأنها مشعل لها ضوء، فقال: خذ هذه الخرزة فإذا أصاب بكم الضلال فارم بها الى الارض فانها تصيح، فإذا صاحت رجع أهل الضلال الى صوتها، فأخذها الخضر ومضى في الظلمة، وكان الخضر يرتحل و ينزل ذو القرنين، فبينا الخضر يسير ذات يوم إذ عرض له واد في الظلمة فقال لاصحابه: قفوا هذا الموضع لا يتحركن أحد منكم عن موضعه، ونزل عن فرسه فتناول الخرزة فرمى بها في الوادي فابطأت عنها بالاجابة حتى ساء ظنه وخاف أن لا يجيبه ثم أجابته، فخرج الى صوتها فإذا هي العين بقعرها، وإذا ماؤها أشد بياضا من اللبن وأصفى من الياقوت، و احلى من العسل، فشرب منه ثم خلع ثيابه فاغتسل منها، ثم لبس ثيابه ثم رمى بالخرزة نحو أصحابه فأجابته فخرج الى أصحابه وركب وأمرهم بالمسير، فساروا. ومر ذو القرنين بعده فأخطأ الوادي فسلكوا تلك الظلمة باربعين يوما وأربعين ليلة ثم خرجوا بضوء ليس بضوء نهار ولا شمس ولا قمر ولكنه نور، فخرجوا الى أرض حمراء رملة خشخاشة فركة (2) كان حصاها اللؤلؤ فإذا هو بقصر مبنى على طوله فرسخ، فجاء ذو القرنين الى الباب فعسكر عليه ثم توجه بوجهه وحده الى القصر، فإذا طائر وإذا حديدة طويلة قد وضع طرفاها على جانبى القصر، والطير اسود معلق بأنفه في تلك الحديدة بين السماء والارض مزموم كانه الخطاف أو صورة الخطاف أو شبيه بالخطاف أو هو خطاف، فلما سمع خشخشة ذى القرنين قال: من هذا ؟ قال: انا ذو القرنين، قال: اما كفاك ما وراك حتى وصلت الى حد بابى هذا ؟ ففرق ذو القرنين فرقا شديدا (3) فقال: يا ذا القرنين لا تخف وأخبرني،


(1) الخرزة – واحد الخرز محركة -: الحب المثقوب من الزجاج ونحوه تنظم منه المسابح والقلائد ونحوها. فصوص من حجارة كالماس والياقوت. (2) قال في البحار: الخشخشة: صوت السلاح وكل شئ يابس إذا حل بعضه ببعض والدخول في الشئ ” انتهى ” وقوله عليه السلام ” فركة ” أي كانت لينة بحيث كان يمكن فركها باليد. (3) فرق – كعلم -: فزع.

[ 302 ]

قال: سل، قال: هل كثر بنيان الآجر والجص ؟ قال: نعم، قال: فانتفض الطير وامتلأ حتى ملأ من الحديدة ثلثها ففرق ذو القرنين فقال: لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل كثرت المعازف ؟ (1) قال: نعم قال: فانتفض الطير وامتلاء حتى ملاء من الحديدة ثلثيها، ففرق ذو القرنين، فقال: لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل ارتكب الناس شهادة الزور في الارض ؟ قال نعم، فانتفض انتفاضة وانتفخ فسد ما بين جدارى القصر قال: فامتلأ ذو القرنين فرقا منه فقال له: لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل ترك الناس شهادة ان لا اله الا الله ؟ قال: لا، فانضم ثلثه، ثم قال: يا ذا القرنين لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل ترك الناس الصلاة المفروضة ؟ قال: لا قال: فانضم ثلث آخر ثم قال: يا ذا القرنين لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل ترك الناس الغسل من الجنابة ؟ قال: لا، قال: فانضم حتى عاد الى حاله الاول. وإذا هو بدرجة مدرجة الى أعلى القصر، قال: فقال الطير: يا ذا القرنين اسلك هذه الدرجة فسلكها وهو خائف لا يدرى ما هو عليه حتى استوى على ظهرها، فإذا هو بسطح ممدود البصر، وإذا رجل شاب ابيض مضئ الوجه عليه ثياب بيض حتى كانه رجل أو في صورة رجل أو شبيه بالرجل أو هو رجل، وإذا هو رأفع رأسه ينظر الى السماء ينظر إليها واضع يده على فيه، فلما سمع خشخشة ذى القرنين قال: من هذا ؟ قال: أنا ذو القرنين، قال: يا ذا القرنين أما كفاك ما وراك حتى وصلت الى ؟ قال ذو القرنين: مالى اراك واضعا يدك على فيك ؟ قال: يا ذا القرنين انا صاحب الصور، وان الساعة قد اقتربت وانا انتظر أن أومر بالنفخ فانفخ، ثم ضرب بيده فتناول حجرا فرمى به الى ذى القرنين كانه حجرا أو شبه حجر أو هو حجر، فقال: يا ذا القرنين خذ هذا، فان جاع جعت وان شبع شبعت فارجع فرجع ذو القرنين بذلك الحجر حتى خرج به الى أصحابه فأخبرهم بالطير وما سأله عنه وما قال له، وما كان من أمره، وأخبرهم بصاحب السطح وما قال له وما أعطاه، ثم قال لهم:


(1) المعازف: الملاهي كالعود والطنبور.

[ 303 ]

انه أعطاني هذا الحجر وقال لى: ان جاع جعت، وان شبع شبعت – وقال: أخبروني بأمر هذا الحجر فوضع الحجر في احدى الكفتين، ووضع حجرا مثله في الكفة الاخرى ثم رفع الميزان فإذا الحجر الذى جاء به أرجح بمثل الآخر، فوضعوا آخر فمال به حتى وضعوا ألف حجر كلها مثله، ثم رفعوا الميزان فمال بها ولم يستمل به الألف حجر فقالوا: يا أيها الملك لا علم لنا بهذا. فقال له الخضر: ايها الملك انك تسئل هؤلاء عما لا علم لهم به، وقد اوتيت علم هذا الحجر، فقال ذو القرنين: فأخبرنا وبينه لنا، فتناول الخضر الميزان فوضع الحجر الذى جاء به ذو القرنين في كفة الميزان، ثم وضع حجرا آخر في كفة اخرى، ثم وضع كف تراب على حجر ذى القرنين يزيده ثقلا، ثم رفع الميزان فاعتدل وعجبوا وخروا سجدا لله وقالوا: ايها الملك هذا امر لم يبلغه علمنا، وانا لنعلم ان الخضر ليس بساحر فيكف هذا وقد وضعنا معه ألف حجر كلها مثله، فمال بها وهذا قد اعتدل به وزاده ترابا ؟ قال ذو القرنين: بين يا خضر لنا أمر هذا الحجر، فقال الخضر: ايها الملك ان أمر الله نافذ في عباده، وسلطانه قاهر، وحكمه فاصل، وان الله ابتلى عباده بعضهم ببعض، وابتلى العالم بالعالم، والجاهل بالجاهل، والعالم بالجاهل، الجاهل بالعالم، وانه ابتلاني بك وابتلاك بى، فقال. يرحمك الله يا خضر انما تقول: ابتلاني بك حين جعلت أعلم منى، وجعلت تحت يدى، أخبرني يرحمك الله عن أمر هذا الحجر ؟ فقال الخضر: أيها الملك ان هذا الحجر مثل ضربه لك صاحب الصور، يقول: ان مثل بنى آدم مثل هذ الحجر الذى وضع ووضع معه ألف حجر فمال بها، ثم إذا وضع عليه التراب شبع وعاد حجرا مثله، فيقول: كذلك مثلك أعطاك الله من الملك ما أعطاك فلم ترض به حتى طلبت أمرا لم يطلبه أحد كان قبلك (1) ودخلت مدخلا لم يدخله انس ولا جان، يقول: كذلك ابن آدم لا يشبع حتى يحثى عليه التراب. قال: فبكى ذو القرنين بكاءا شديدا وقال: صدقت يا خضر، ضرب لى هذا


(1) وفى نسخة كنسخة البحار -: ” أبدا من كان قبلك.. اه “

[ 304 ]

المثل: لا جرم انى لا أطلب اثرا في البلاد بعد مسلكي هذا، ثم انصرف راجعا في الظلمة، فبينا هم كذلك يسيرون إذ سمعوا خشخشة تحت سنابك (1) خيلهم فقالوا: ايها الملك ما هذا ؟ فقال: خذوا منه، فمن أخذ منه ندم ومن تركه ندم، فأخذ بعض وترك بعض، فما خرجوا من الظلمة إذا هم بالزبرجد، فندم الآخذ والتارك، ورجع ذو القرنين الى دومة الجندل (2) وكان بها منزله فلم يزل بها حتى قبضه الله. قال: وكان صلى الله عليه واله إذا حدث بهذا الحديث قال: رحم الله أخى ذا القرنين ما كان مخطئا إذا سلك ما سلك وطلب ما طلب، ولو ظفر بوادي الزبرجد في مذهبه لما ترك فيه سنة الزهاد الا أخرجه للناس، لانه كان راغبا ولكنه ظفر به بعد ما رجع فقد زهد. 216 – جبرئيل بن أحمد عن موسى بن جعفر رفعه الى أبى عبد الله عليه السلام قال: ان ذا القرنين عمل صندوقا من قوارير ثم حمل في مسيره ما شاء الله، ثم ركب البحر فلما انتهى الى موضع منه، قال لاصحابه: دلوني فإذا حركت الحبل فأخرجوني فان لم أحرك الحبل فأرسلوني الى آخره، فأرسلوا الحبل مسيرة أربعين يوما، فإذا ضارب يضرب خشب الصندوق ويقول: يا ذا القرنين أين تريد ؟ قال: اريد ان أنظر الى ملكوت ربى في البحر كما رأيته في البر، فقال: يا ذا القرنين ان هذا الموضع الذى أنت فيه مر في نوح زمان الطوفان، فسقط منه قدوم (3) فهو يهوى في قعر البحر الى الساعة لم يبلغ قعره، فلما سمع ذو القرنين ذلك حرك الحبل وخرج. 217 – عن جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الزلزلة ؟ فقال: أخبرني أبى عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان ذا القرنين


(1) السنابك جمع السنبك – بالضم – طرف الحافر. (2) دومة الجندل: موضع على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول (ص) يقرب من تبوك، وهى أحد حدود فدك، قيل: سميت بدوم بن اسماعيل، وسميت دومة الجندل لان حصنها مبنى بالجندل. (3) القدوم: آلة للنحت والنجر.

[ 305 ]

لما انتهى الى السد جاوزه فدخل الظلمة، فإذا بملك قائم طوله خمسمأة ذراع، فقال له الملك: يا ذا القرنين أما كان خلفك مسلك ؟ فقال له ذو القرنين: ومن أنت ؟ قال انا ملك من ملائكة الرحمن موكل بهذا الجبل، وليس من جبل خلقه الله الا وله عرق الى هذا الجبل، فأذا أراد الله ان يزلزل مدينة أوحى الى فزلزلتها. 218 – عن ابن هشام عن أبيه عمن حدثه عن بعض آل محمد عليه وعليهم السلام قال: ان ذا القرنين كان عبدا صالحا طويت له الاسباب، ومكن له في البلاد، وكان قد وصفت له عين الحيوة، وقيل له: من يشرب منها شربة لم يمت حتى يسمع الصوت، وانه خرج في طلبها حتى اتى موضعها، وكان في ذلك الموضع ثلثمأة وستون عينا، وكان الخضر على مقدمته، وكان من أشد أصحابه عنده، فدعاه وأعطاه وأعطى قوما من أصحابه كل رجل منهم حوتا مملحا فقال: انطلقوا الى هذه المواضع فليغسل كل رجل منكم حوته عند عين، ولا يغسل معه أحد، فانطلقوا فلزم كل رجل منهم فغسل فيها حوته، وان الخضر انتهى الى عين من تلك العيون فلما غمس الحوت ووجد الحوت ريح الماء حيى فانساب في الماء (1) فلما رأى ذلك الخضر رمى بثيابه وسقط وجعل يرتمس في الماء ويشرب ويجتهد أن يصيبه، فلما رأى ذلك رجع فرجع أصحابه وأمر ذو القرنين بقبض السمك. فقال: انظروا فقد تخلفت سمكة فقالوا: الخضر صاحبها، قال فدعاه فقال: ما خلف سمكتك ؟ قال: فأخبره الخبر فقال له: فصنعت ماذا ؟ قال: سقطت عليها فجعلت أغوص واطلبها فلم أجدها، قال: فشربت من الماء ؟ قال: نعم، قال: فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها، فقال للخضر: أنت صاحبها. 219 – عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: تغرب الشمس في عين حمئة في بحر دون المدينة التى مما يلى المغرب يعنى جابلقا (2). 220 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل


(1) أي دخل فيه. (2) وفى نسخة ” باجلقا “.

[ 306 ]

وفيه قال السائل: أخبرني عن الشمس أين تغيب ؟ قال: ان بعض العلماء قال: إذا انحدرت أسفل القبة دار بها الفلك الى بطن السماء صاعدة أبدا الى أن تنحط الى موضع مطلعها، يعنى انها تغيب في عين حمئة ثم تخرق الارض راجعة الى موضع مطلعها، فتحير تحت العرش حتى يؤذن لها بطلوع، ويسلب نورها كل يوم ويتجلل نورا احمر. 221 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن أبى ذر (ره) عن النبي صلى الله عليه واله قال: كنت آخذا بيد النبي صلى الله عليه واله ونحن نتماشى جميعا، فما زلنا ننظر الى الشمس حتى غابت فقلت: يارسول الله أين تغيب ؟ قال: في السماء ثم ترفع من سماء الى سماء حتى ترفع الى السماء السابعة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 222 – في تفسير العياشي عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: لم نجعل لهم من دونها سترا كذلك قال: لم يعلموا صنعة البيوت. 223 – في تفسير على بن ابراهيم قال: لم يعلموا صنعة الثياب. 224 – في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد الى المأة، قال له اليهودي: فالشمس من أين تطلع ؟ قال له: من بين قرنى شيطان، قال: فأين تغرب ؟ قال: في عين حامية. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: سبق في تفسير العياشي عن امير المؤمنين عليه السلام بيان لقوله عزوجل ” تغرب في عين حامية “. 225 – في الكافي أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: يصلى على الجنازة في كل ساعة انها ليست بصلوة ركوع ولا سجود وانما تكره الصلوة عند طلوع الشمس وعند غروبها التى فيها الخشوع والركوع والسجود، لانها تغرب بين قرنى شيطان وتطلع بين قرنى شيطان. 226 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد بن جعفر الاسدي رضى الله عنه قال: كان فيما يورد على من الشيخ أبى جعفر محمد بن عثمان


[ 307 ]

العمرى قدس الله روحه في جواب مسائلي الى صاحب الزمان: واما سألت عنه من الصلوة عند طلوع الشمس وعند غروبها، ولئن كان كما يقولون ان الشمس تطلع بين قرنى الشيطان وتغيب بين قرنى الشيطان، فلا شئ أفضل من الصلوة وأرغم أنف الشيطان. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قوله عزوجل ” حتى إذا بلغ بين السدين ” الى قوله: ” وكان وعد ربى حقا ” قد سبق في تفسير العياشي له بيان. 227 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى سهل بن زياد عن عبد العظيم الحسنى عن على بن محمد العسكري عليه السلام حديث طويل يذكر فيه نوحا عليه السلام وأولاده ساما وحاما ويافثا حين سارت بهم السفينة: ودعا نوح عليه السلام أن يغير الله ماء صلب حام ويافث، وقد كتبناه بتمامه عند قوله تعالى: ” وهى تجرى بهم في موج كالجبال ” وفيه يقول عليه السلام: جميع الترك والصقالب ويأجوج ومأجوج والصين من يافث حيث كانوا. 228 – في روضة الكافي الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن العباس بن العلا عن مجاهد عن ابن عباس قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن الخلق، فقال: خلق الله ألفا ومأتين في البر وألفا ومأتين في البحر، واجناس بنى آدم سبعون جنسا، والناس ولد آدم ما خلا يأجوج ومأجوج. 229 – في تفسير على بن ابراهيم قال أبو عبد الله عليه السلام: ليس منهم رجل يموت حتى يولد له في صلبه ألف ولد ذكر، ثم قال: هم اكثر خلق خلقوا بعد الملائكة. 230 – في كتاب الخصال عن الصادق عليه السلام قال: الدنيا سبعة أقاليم، يأجوج ومأجوج، والروم، والصين، والزنج وقوم موسى واقليم بابل. 231 – في مجمع البيان ورد في خبر الحذيفة قال: سألت رسول الله صلى الله عليه واله عن يأجوج وماجوج، فقال: ياجوج امة، ومأجوج أمة كل أمة أربعمأة امة لا يموت الرجل منهم حتى ينظر الى الف ذكر من صلبه كل قد حمل السلاح قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: هم ثلثة أصناف، منهم امثال الارز، قلت: يا رسول الله وما الارز ؟ قال: شجر بالشام طويل وصنف منهم طويل وعرضهم سواء، وهؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد وصنف منهم


[ 308 ]

يفترش احدهم اذنيه ويلتحف بالاخرى، ولا يمرون بعين ولا وحش ولا جمل ولا خنزير الا اكلوه ومن مات منهم أكلوه، مقدمتهم بالشام وساقتهم بخراسان، يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية. 232 – في تفسير العياشي عن المفضل قال: سألت الصادق عليه السلام عن قوله اجعل بينكم وبينهم ردما قال: التقية فما استطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا إذا علمت بالتقية لم يقدروا لك على حيلة وهو الحصن، وصار بينك وبين أعداء الله سدا لا يستطيعون له نقبا. 233 – عن جابر عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ” اجعل بينكم وبينهم سدا فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا ” قال: هو التقية. 234 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لاقوام يظهرون الزهد ويدعون الناس أن يكونوا معهم على مثل الذى هم عليه من التقشف (1) أخبروني اين انتم عن سليمان بن داود ثم ذو القرنين عليه السلام عبد أحب الله فأحبه الله طوى له الاسباب، وملكه مشارق الارض ومغاربها، وكان يقول الحق ويعمل به ثم لم نجد احدا عاب ذلك عليه. 235 – في تفسير العياشي عن المفضل قال: سألت الصادق عليه السلام عن قوله الى قوله قال: وسألته عن قوله: فإذا جاء وعد ربى جعله دكا قال: رفع التقية عند الكشف، فانتقم من أعداء الله. 236 – في تفسير على بن ابراهيم ” فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء وكان وعد ربى حقا ” قال: إذا كان قبل يوم القيمة في آخر الزمان انهدم ذلك السد وخرج يأجوج ومأجوج الى الدنيا واكلوا الناس. * (هامش) (1) قشف الرجل وتقشف: قذر جلده ولم يتعهد النظافة وان كان مع ذلك يطهر نفسه بالماء والاغتسال.


[ 309 ]

237 – في مجمع البيان وجاء في الحديث انهم يدأبون في حفره نهارهم حتى إذا أمسوا، وكادوا يبصرون شعاع الشمس، قالوا: نرجع غدا ونفتحه ولا يستثنون فيعودون من الغد وقد استوى كما كان، حتى إذا جاء وعد الله. قالوا: غدا نفتح و نخرج انشاء الله، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه بالامس، فيحفرونه (1) فيخرجون على الناس، فينشفون المياه ويتحصن الناس في حصونهم منهم، فيرمون سهامهم الى السماء فترجع وفيها كهيئة الدماء، فيقولون: قد قهرنا أهل الارض وعلونا اهل السماء فيبعث الله عليهم نغفا (2) في أقفائهم فيدخل في آذانهم فيهلكون بها، قال النبي صلى الله عليه واله: والذى نفس محمد بيده ان دواب الارض لتسمن وتسكر من لحومهم سكرا. 238 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده الى حذيفة بن اليمان عن – النبي صلى الله عليه واله عن أهل يأجوج ومأجوج قال: ان القوم لينقرون بمعاولهم (3) دائبين فإذا كان الليل قالوا: غدا نفرغ، فيصبحون وهو أقوى منه بالامس، حتى يسلم منهم رجل حين يريد الله ان يبلغ أمره، فيقول المؤمن: غدا نفتحه ان شاء الله، فيصبحون ثم يغدون عليه فيفتحه الله، فوالذي نفسي بيده ليمرن الرجل منهم على شاطئ الوادي الذى بكوفان وقد شربوه حتى نزحوه، فيقول: والله لقد رأيت هذا الوادي مرة، وان الماء ليجرى في عرضه، قيل: يا رسول الله ومتى هذا ؟ قال: حين لا يبقى من الدنيا الا مثل صبابة الاناء. 239 – في كتاب الخصال عن ابى الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: كنا جلوسا في المدينة في ظل حائط، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه واله في غرفة، فاطلع الينا فقال: فيم انتم ؟ قلنا: نتحدث، قال: عماذا ؟ قلنا: عن الساعة، فقال: انكم لا ترون الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الارض، وثلثة خسوف


(1) وفى المصدر ” فيخرقونه “. (2) النغف – محركة -: دود في انوف الابل والغنم. (3) معاول جمع المعول: الفاس العظيمة ينقر بها الصخر.

[ 310 ]

يكون في الارض خسفا بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب وخروج عيسى بن مريم وخروج يأجوج ومأجوج، ويكون في آخر الزمان نار تخرج من اليمن من قعر الارض، لا تدع خلفها أحدا الا تسوق الناس الى المحشر، كلما قاموا قامت، ثم تسوقهم الى المحشر. 240 – عن حذيفة بن اسيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: عشر آيات بين يدى الساعة: خمس بالمشرق، وخمس بالمغرب، فذكر الدابة والدجال، وطلوع الشمس من مغربها، وعيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، وانه يغلبهم ويغرقهم في البحر ولم يذكر تمام الايات. 241 – في تفسير العياشي عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام، وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض يعنى يوم القيمة. 242 – عن محمد بن حكيم قال: كتبت رقعة الى ابى عبد الله عليه السلام، فيها: أتستطيع النفس المعرفة ؟ قال فقال: لا، فقلت: يقول الله: الذين كانت اعينهم في غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا قال: هو كقوله: ” وما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ” قلت: فعابهم ؟ قال: لم يعتبهم بما صنع هو بهم، ولكن عابهم بما صنعوا، ولو لم يتكلفوا لم يكن عليهم شئ. 243 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشى، قال: حدثنا ابى عن أحمد بن على الانصاري عن أبى الصلت عن عبد الله بن صالح الهروي قال: سأل المأمون أبالحسن على بن موسى الرضا عليه السلام عن قول الله تعالى: ” الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا ” فقال: ان غطاء العين لا يمنع من الذكر، والذكر لا يرى بالعين، ولكن الله عزوجل شبه الكافرين بولاية على بن أبى طالب بالعميان، لانهم كانوا يستثقلون قول النبي صلى الله عليه واله فيه ” ولا يستطيعون له سمعا ” فقال المأمون: فرجت عنى فرج الله عنك والحديث طويل


[ 311 ]

أخذنا منه موضع الحاجة. 244 – في تفسير على بن ابراهيم قال: كانوا لا ينظرون الى ما خلق الله من الآيات والسموات والارض. 245 – وباسناده الى أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قلت: قوله عزوجل: ” الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى ” قال: يعنى بالذكر ولاية أمير – المؤمنين عليه السلام، وهو قوله ” ذكرى ” قلت: قوله عزوجل: ” لا يستطيعون سمعا ” قال: كانوا لا يستطيعون إذا ذكر على صلوات الله عليه عندهم أن يسمعوا ذكره، لشدة بغض له وعداوة منهم، له ولاهل بيته، قلت: قوله عزوجل: افحسب الذين كفروا ان يتخذوا عبادي من دوني اولياء انا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا قال: يعنيهما وأشياعهم الذين اتخذوهما من دون الله أولياء، وكانوا يرون انهم بحبهم اياهما ينجيانهم من عذاب الله عزوجل، و كانوا بحبهما كافرين، قلت قوله عزوجل: ” انا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا ” أي منزلا وهى لهما ولاشياعهما معدة عند الله تعالى، قلت: قوله عزوجل: ” نزلا ” قال: مأوى ومنزلا. 246 – في مجمع البيان قرء أبو بكر في رواية الاعشى والبرجمى عنه، وزيد عن يعقوب: ” افحسب الذين كفروا ” برفع الباء وسكون السين، وهو قرائة أمير المؤمنين عليه السلام. 247 – في عوالي اللئالى وروى محمد بن الفضل عن الكاظم عليه السلام في قوله تعالى: قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا انهم الذين يتمادون بحج الاسلام ويسوفونه. 248 – في عيون الاخبار في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين والبرائة من أهل الاستيشار ومن أبى موسى الاشعري وأهل ولايته الذين ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا اولئك الذين كفروا بآيات ربهم بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولقائه كفروا بان لقوا الله بغير امامته فحبطت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا فهم كلاب أهل النار.


[ 312 ]

249 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن اسباط عن احمد بن عمر الحلال عن على بن سويد عن ابى الحسن عليه السلام قال: سألته عن العجب الذى يفسد العمل ؟ فقال: العجب درجات، منها ان يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا، ويحسب انه يحسن صنعا، ومنها ان يؤمن العبد بربه فيمن على الله عزوجل، والله عليه فيه المنة. 250 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الاصبغ بن نباتة قال: قال ابن الكوا لامير المؤمنين عليه السلام: اخبرني عن قول الله عزوجل: ” قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا ” الآية قال: كفرة اهل الكتاب اليهود والنصارى، وقد كانوا على الحق فابتدعوا في اديانهم وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. 251 – في تفسير العياشي عن امام بن ربعى قال: قام ابن الكوا الى امير – المؤمنين عليه السلام وقال اخبرني عن قول الله: ” قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ” قال: اولئك اهل الكتاب كفروا بربهم، وابتدعوا في دينهم، فحبطت اعمالهم وما اهل النهر منهم ببعيد. في مجمع البيان وروى العياشي باسناده قال: قام ابن الكوا الى امير المؤمنين وذكر الى آخر ما سبق وزاد بعد قوله ببعيد، يعنى الخوارج. 252 – وفيه ” فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا ” وروى في الصحيح ان النبي صلى الله عليه واله قال: انه ليأتي الرجل السمين يوم القيمة لا يزن جناح بعوضة. 253 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه اهل الموقف واحوالهم وفيه: ومنهم ائمة الكفر وقادة الضلالة فاولئك لا يقيم لهم يوم القيمة وزنا ولا يعبأ بهم، لانهم لم يعبئوا بامره ونهيه يوم القيمة فهم في جهنم خالدون، تلفح وجوهم النار وهم فيها كالحون. 254 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: ” قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ” قال: هم النصارى والقسيسون والرهبان وأهل الشبهات و


[ 313 ]

الاهواء من اهل القبلة والحرورية وأهل البدع. 255 – وقال على بن ابراهيم رحمه الله: نزلت في اليهود وجرت في الخوارج، و قوله عزوجل ” اولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت اعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا ” قال ” أي حسنة ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتى ورسلي هزوا يعنى بالايات الاوصياء التى اتخذوها هزوا. 256 – حدثنا محمد بن احمد (1) عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن على بن ابى حمزة عن أبيه عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: خالدين فيها لا يبغون عنها حولا قال: خالدين فيها لا يخرجون منها ” ولا يبغون عنها حولا ” قال: لا يريدون بها بدلا، قلت قوله عزوجل: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا قال: قد أخبرك ان كلام الله عزوجل ليس له آخر ولا غاية ولا ينقطع أبدا، قلت: قوله عزوجل: ” ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا ” قال: هذه نزلت في أبى ذر والمقداد وسلمان الفارسى وعمار بن ياسر، جعل الله عزوجل لهم جنات الفردوس نزلا، أي مأوى ومنزلا. 257 – في مجمع البيان ” كانت لهم جنات الفردوس نزلا ” وروى عن عبادة بن صامت عن النبي صلى الله عليه واله قال: الجنة مأة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء و الارض الفردوس. 258 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن أبيه والحسين بن أبى العلا وعبد الله بن وضاح وشعيب العقرقوفى جميعهم عن ابى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: انما انا بشر مثلكم قال يعنى في الخلق انه مثلهم مخلوق يوحى الى انما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا قال: لا يتخذ مع ولاية آل


(1) وفى المصدر ” جعفر بن أحمد ” مكان ” محمد بن احمد “.

[ 314 ]

محمد صلوات الله عليهم غيرهم، وولايتهم العمل الصالح، فمن أشرك بعبادة ربه فقد أشرك بولايتنا وكفر بها، وجحد أمير المؤمنين صلوات الله عليه حقه وولايته. 259 – وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه واله عن تفسير قوله عزوجل: ” من كان يرجو لقاء ربه ” الآية فقال: من صلى مراياة الناس فهو مشرك، ومن زكى مراياة الناس فهو مشرك، ومن صام مراياة الناس فهو مشرك ومن حج مراياة الناس فهو مشرك، ومن عمل عملا بما امره الله عزوجل مراياة الناس فهو مشرك، ولا يقبل الله عزوجل عمل مراء. 260 – فقى كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن ابى محمد الحسن العسكري عليه السلام قال: قلت لابي على بن محمد عليهما السلام: هل كان رسول الله صلى الله عليه واله يناظر اليهود والمشركين إذا عاتبوه ويحاجهم ؟ قال: مرارا كثيرة، ان رسول الله صلى الله عليه واله كان قاعدا ذات يوم بمكة بفناء الكعبة إذا ابتدء عبد الله بن أبى امية المخزومى فقال: يا محمد لقد ادعيت دعوى عظمية، وقلت مقالا هائلا، زعمت انك رسول رب العالمين، وما ينبغى لرب العالمين وخالق الخلق أجمعين أن يكون مثلك رسوله بشرا مثلنا تأكل كما نأكل، وتمشى في الاسواق كما نمشي، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: اللهم انت السامع لكل صوت، والعالم بكل شئ، تعلم ما قاله عبادك، فأنزل الله عليه يا محمد: ” وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى في الاسواق ” الى قوله: ” رجلا مسحورا ” ثم انزل عليه يا محمد: ” قل انما انا بشر ” يعنى آكل الطعام ” مثلكم يوحى الى انما الهكم اله واحد ” يعنى قل لهم انا في البشرية مثلكم، ولكن ربى خصني بالنبوة دونكم، كما يخص بعض البشر بالغنى والصحة والجمال دون بعض من البشر، فلا تنكروا ان يخصنى ايضا بالنبوة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 261 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده الى امير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: ما من عبد يقرأ ” قل انما انا بشر مثلكم ” الى آخر السورة الا كان له نور من مضجعه الى بيت الله الحرام، وان من كان له نور في بيت الله الحرام كان له نور


[ 315 ]

الى بيت المقدس. 262 – في كتاب التوحيد عن على عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: فاما قوله ” بل هم بلقاء ربهم كافرون ” يعنى بالبعث، فسماه الله عزوجل لقاه، وكذلك ذكر المؤمنين الذى يظنون انهم ملاقوا ربهم يعنى انهم يؤمنون انهم يبعثون ويحشرون ويجزون بالثواب والعقاب والظن هنا اليقين وكذلك قوله: ” فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ” وقوله: ” من كان يرجوا لقاء الله فأن اجل الله لآت ” يعنى بقوله من كان يؤمن بأنه مبعوث، فان وعد الله لآت، من الثواب والعقاب فاللقاء ههنا ليس بالرؤية، واللقاء هو البعث، فانهم جميع ما في كتاب الله من لقائه، فانه يعنى بذلك البعث. 263 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى شهاب بن عبد ربه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا توضأ لم يدع أحدا يصب عليه الماء، قال: لا أحب أن اشرك في صلوتى أحدا. 264 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جراح المدايني عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ” قال: الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه الله انما يطلب تزكية الناس يشتهى أن تسمع به الناس، فهذا الذى اشرك بعبادة ربه، ثم قال: ما من عبد أسر خيرا فذهبت الايام أبدا حتى يظهر الله له خيرا، وما من عبد يسر شرا فذهبت الايام حتى يظهر الله له شرا. 265 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن جميل بن دراج عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: سألته عن الرجل يعمل الشئ من الخير فيراه انسان فيسره ذلك ؟ قال: لا باس، ما من احد الا ويحب ان يظهر له في الناس الخير، إذا لم يصنع ذلك لذلك. 266 – احمد بن محمد بن احمد عن محمد بن احمد النهدي عن محمد بن


[ 316 ]

الوليد عن أبان عن عامر بن عبد الله بن خزاعة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما من عبد يقرء آخر الكهف الا تيقظ في الساعة التى يريد. 267 – في الكافي على بن محمد بن عبد الله عن ابراهيم بن اسحق الاحمر عن الحسن بن على الوشاء قال: دخلت على الرضا عليه السلام وبين يديه ابريق يريد أن يتهيأ للصلوة، فدنوت منه لاصب عليه فأبى ذلك، وقال: مه يا حسن فقلت له: لم تنهانى أن اصب عليك تكره أن أوجر ؟ قال: توجر أنت وأوزر انا، قلت له: وكيف ذلك ؟ قال، أما سمعت الله عزوجل يقول: ” فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ” وها انا ذا اتوضأ للصلوة وهى العبادة، فأكره ان يشركني فيها احد 268 – في من لا يحضره الفقيه وقال النبي صلى الله عليه واله: من قرء هذه الآية عند منامه: ” قل انما انا بشر مثلكم يوحى الى انما الهكم اله واحد ” الى آخرها سطع له نور من المسجد الحرام، حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يصبح. 269 – في مجمع البيان ” فمن كان يرجو لقاء ربه ” الآية عن سعيد بن جبير قال مجاهد: جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: انى أتصدق وأصل الرحم ولا اصنع ذلك الا لله فيذكر ذلك منى واحمد عليه فيسرني ذلك واعجب به ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه واله ولم يقل شيئا فنزلت الآية. 270 – وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: قال الله عزوجل: انا اغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا أشرك فيه غيرى فانا منه برئ، فهو للذى أشرك، اورده مسلم في الصحيح. 271 – وروى عن عبادة بن الصامت وشداد بن اوس قالا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه واله يقول: من صلى صلوة يرائى بها فقد اشرك، ومن صام صوما يرائى به فقد اشرك، ثم قرء هذه الآية. 272 – وروى ان ابا الحسن الرضا عليه السلام دخل يوما على المأمون فرآه يتوضأ للصلوة والغلام يصب على يده الماء. فقال: لا تشرك بعبادة ربك احدا، فصرف المأمون


[ 317 ]

الغلام، وتولى اتمام وضوئه بنفسه. 273 – ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: وان قرء الآية التى في آخرها ” قل انما انا بشر مثلكم ” حين يأخذ مضجعه، كان له نور يتلالا الى الكعبة حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يقوم من مضجعه، فان كان في مكة تلاها كان له نورا يتلالا الى البيت المعمور، حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يستيقظ. 274 – وروى الشيخ أبو جعفر بن بابويه رضى الله عنه باسناده عن عيسى بن عبد الله عن ابيه عن جده عن على عليه السلام قال: ما من عبد يقرأ ” قل انما انا بشر مثلكم ” الى آخر الا كان له نورا في مضجعه الى بيت الله الحرام، فان كان من اهل بيت الله الحرام كان له نورا الى بيت المقدس. 275 – في تفسير العياشي عن العلا بن الفضيل عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية: ” من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ” قال: من صلى أو صام أو اعتق أو حج يريد محمدة الناس فقد اشرك في عمله. فهو مشرك مغفور (1). 276 – عن على بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: انا خير شريك: من اشرك في عمله لن اقبله الا ما كان لى خالصا. 277 – وفى رواية اخرى قال: ان الله يقول: انا خير شريك من عمل لى ولغيري فهو لمن عمل له دوني. 278 – عن زرارة وحمران عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام قالا: لو ان عبدا عمل عملا يطلب به رحمة الله والدار الآخرة، ثم ادخل فيه رضا احد من الناس كان مشركا. 279 – عن سماعة بن مهران قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” فليعمل عمل صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ” قال: العمل الصالح المعرفة بالائمة ” ولا


(1) قال الفيض (ره): يعنى انه ليس من الشرك الذى قال الله تعالى: ” ان الله لا يغفر أن يشرك به ” لان المراد بذلك الشرك الجلى، وهذا هو الشرك الخفى.

[ 318 ]

يشرك بعبادة ربه احدا ” التسليم لعلى لا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له، ولا هو من اهله (1).


(1) هذا آخر الجزء الثاني على حسب تجزئة المؤلف (قده): وهذا صورة خطه (ره) على ما في هامش بعض النسخ: تم الجزء الثاني من التفسير المسمى بنور الثقلين على يد مؤلفه العبد المقصر الجاني غريق بحار الذنوب عبد على بن جمعة العروسى نسبا والحويزي بلدا ببلدة شيراز صانها الله عن الاعواز عصر يوم الاثنين الرابع والعشرين من شهر رمضان المبارك أحد شهور السنة السادسة بعد الستين والف من هجرة سيد الاولين والاخرين صلوات الله عليه وآله اجمعين.

[ 319 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من أدمن قرائة سورة مريم لم يمت حتى يصيبه ما يغنيه في نفسه وماله وولده، وكان في الاخرة من أصحاب عيسى بن مريم عليهما السلام، واعطى من الاجر مثل ملك سليمان بن داود في الدنيا. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأها اعطى من الاجر بعدد من صدق بزكريا وكذب به، ويحيى ومريم وموسى وعيسى وهارون وابراهيم واسحق ويعقوب واسمعيل عشر حسنات، وبعدد من ادعى لله ولدا، وبعدد من لم يدع له ولدا. 3 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى سعد بن عبد الله القمى عن الحجة القائم عليه السلام حديث طويل وفيه: قلت: فأخبرني يا بن رسول الله عن تأويل كهيعص قال: هذه الحروف من أنباء الغيب، اطلع الله عبد زكريا عليها، ثم قصها على محمد صلى الله عليه واله، وذلك ان زكريا عليه السلام سأل ربه ان يعلمه أسماء الخمسة، فأهبط الله عليه جبرئيل عليه السلام فعلمه اياها، فكان زكريا إذا ذكر محمدا وعليا وفاطمة والحسن سرى عنه همه (1) وانجلى كربه، وإذا ذكر الحسين عليه السلام خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة (2) فقال ذات يوم: الهى ما بالى إذا ذكرت أربعا منهم عليهم السلام تسليت بأسمائهم من همومى، وإذا ذكرت الحسين عليه السلام تدمع عينى وتثور زفرتي ؟ (3) فأنبأه تبارك و


(1) سرى عنه الشئ: كشف عنه ما يجده من الهم والغضب. (2) خنقته العبرة غص بالبكاء حتى كأن الدموع أخذت بمخنقته وهو الحلق. والبهر: تتابع النفس. (3) الزفرة: استيعاب النفس من شدة الهم والحزن.

[ 320 ]

تعالى عن قصته، فقال: ” كهيعص ” فالكاف اسم كربلاء، والهاء هلاك العترة، والياء يزيد لعنه الله وهو ظالم الحسين، والعين عطشه، والصاد صبره، فلما سمع بذلك زكريا عليه السلام لم يفارق مسجده ثلثة أيام، ومنع فيها الناس من الدخول عليه، وأقبل على البكاء و النحيب، وكانت ندبته: الهى أتفجع خير خلقك بولده ؟ أتنزل بلوى هذه الرزية بفناءه ؟ اتلبس عليا وفاطمة ثياب هذه المصيبة، ؟ الهى أتحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما ؟ ثم كان يقول: الهى ارزقني ولدا تقر به عينى عند الكبر، واجعله وارثا ووصيا، واجعل محله منى محل الحسين عليه السلام فإذا رزقتنيه فافتنى بحبه وبه أفجعنى به كما تفجع محمدا حبيبك صلى الله عليه واله بولده، فرزقه الله يحيى عليه السلام وفجعه به، وكان حمل يحيى ستة أشهر، وحمل الحسين عليه السلام كذلك. في كتاب المناقب لابن شهر آشوب عن اسحق الاحمري عن الحجة القائم عليه السلام مثل ما في كتاب كمال الدين وتمام النعمة سواء. 4 – في كتاب معاني الاخبار باسناده الى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ” وكهيعص ” معناه أنا الكافي الهادى الولى العالم الصادق الوعد. 5 – وباسناده الى محمد بن عمارة قال: حضرت عند جعفر بن محمد عليهما السلام فدخل عليه رجل فسأله عن ” كهيعص ” ! فقال عليه السلام: ” كاف ” كاف بشيعتنا، ” ها ” هاد لهم، ” يا ” ولى لهم، ” عين ” عالم بأهل طاعتنا، ” صاد ” صادق لهم وعد حتى يبلغ بهم المنزلة التى وعدهم اياها في بطن القرآن. 6 – في مجمع البيان وروى عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال في دعائه: أسألك يا كهيعص. 7 – في تفسير على بن ابراهيم ” كهيعص ” جعفر بن أحمد عن عبيد عن الحسن ابن على عن أبيه بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: هذه أسماء الله مقطعة، واما قوله: ” كهيعص ” قال: الله هو الكافي الهادى العالم الصادق ذو الايادي العظام،


[ 321 ]

وهو كما وصف نفسه تبارك وتعالى. 8 – وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ذكر رحمة ربك عبده زكريا يقول: ذكر ربك زكريا فرحمه. 9 – في مجمع البيان: إذ نادى ربه نداءا خفيا وفى الحديث: خير الدعاء الخفى: وخير الرزق ما يكفى. 10 – في تفسير على بن ابراهيم: قال رب انى وهن العظم منى يقول ” ضعف ؟ قال عز من قائل: واشتعل الرأس شيبا. 11 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى حفص بن البخترى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان الناس لا يشيبون، فأبصر ابراهيم عليه السلام شيبا في لحيته فقال: يا رب ما هذا ؟ فقال: هذا وقار، فقال: يا رب زدنى وقارا. 12 – وباسناده الى الحسين بن عمار عن نعيم عن أبى جعفر عليه السلام قال: أصبح ابراهيم فرأى في لحيته شيبا بيضاء، فقال: الحمد لله الذى بلغني هذا المبلغ و لم أعص الله طرفة عينى. 13 – وباسناده الى خالد بن اسماعيل عن ايوب المخزومى عن جعفر بن محمد عليه السلام انه سمع أبا الطفيل يحدث أن عليا عليه السلام يقول: كان الرجل يموت وقد بلغ الهرم ولم يشب فكان الرجل يأتي النادى (1) فيه الرجل وبنوه، فلا يعرف الاب من الابن فقال: أيكم أبوكم ؟ فلما كان زمان ابراهيم عليه السلام، قال: اللهم اجعل لى شيبا أعرف به، فقال: فشاب وابيض رأسه ولحيته. 14 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وفى العقد ان مروان بن الحكم قال للحسن بن على عليهما السلام بين يدى معاوية: اسرع الشيب الى شاربك يا حسن و يقال: ان ذلك من الخرق ؟ (2) فقال عليه السلام: ليس كما بلغك ولكنا معشر بنى هاشم طيبة


(1) النادى: مجلس القوم ومتحدثهم نهارا، وقيل: المجلس ما داموا مجتمعين فيه: فإذا تفرقوا زال عنه هذا الاسم. (2) الخرق: الكذب.

[ 322 ]

أفواهنا، عذبة شفاهنا، فنسائنا يقبلن علينا بانفاسهن، وانتم معشر بنى امية فيكم بخر شديد (1) فنسائكم يصرفن أفواهن وأنفاسهن الى اصداغكم (2) فانما يشيب منكم موضع العذار. 15 – محاسن البرقى قال عمرو بن العاص للحسين عليه السلام: ما بال الشيب الى شواربنا أسرع منه الى شواربكم ؟ فقال عليه السلام: ان نسائكم بخرة فإذا دنا أحدكم من امرأته نكهته في وجهه (3) فشاب منه شاربه. 16 – في كتاب الخصال عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الشيب في مقدم الرأس يمن، وفى العارضين وفى الذوائب شجاعة، وفى القفا شؤم. 17 – وفيما علم امير المؤمنين عليه السلام أصحابه: لا تنتفوا الشيب فانه نور المسلم، ومن شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيمة. 18 – عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ثلثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم: الناتف شيبه، والناكح نفسه، والمنكوح في دبره. 19 – في تفسير على بن ابراهيم: ولم أكن بدعائك رب شقيا يقول: لم يكن دعائي خائبا عندك. 20 – في تفسير العياشي أبو اسماعيل الجعفي عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان امرأة عمران لما نذرت ما في بطنها محررا قال: والمحرر للمسجد إذا وضعته، أو دخل المسجد فلم يخرج من المسجد أبدا، فلما ولدت مريم ” قالت رب انى وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى وانى سميتها مريم وانى اعيذها بك وذريتها


(1) بخر الفم: انتن ريحه. (2) أصداغ جمع الصدغ – بالضم -: ما بين العين والاذن والشعر المتدلى على هذا الموضع. (3) قوله عليه السلام ” بخرة ” أي نتنة. والنكهة ريح الفم.

[ 323 ]

من الشيطان الرجيم ” فساهم عليها البتول (1) فأصاب القرعة زكريا، وهو زوج اختها وكفلها وأدخلها المسجد، فلما بلغت ما تبلغ النساء من الطمث وكانت أجمل النساء وكانت تصلى فيضئ المحراب لنورها، فدخل عليها زكريا فإذا عندها فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، فقال: ” أنى لك هذا قالت هو من عند الله هنالك دعا زكريا ربه قال انى خفت الموالى من ورائي ” الى ما ذكر الله من قصة زكريا ويحيى 21 – في مجمع البيان: وانى خفت الموالى قيل: هم العمومة وبنو العم عن ابي جعفر عليه السلام. 22 – وقرأ على بن الحسين ومحمد بن على الباقر عليهما السلام: ” وانى خفت الموالى ” بفتح الخاء وتشديد الفاء وكسر التاء. 23 – في تفسير على بن ابراهيم ” وانى خفت الموالى من ورائي ” يقول: خفت الورثة من بعدى وكانت امرأتي عاقرا ولم يكن يومئذ لزكريا ولد يقوم مقامه ويرثه وكانت هدايا بنى اسرئيل ونذورهم للاحبار، وكان زكريا رئيس الاحبار وكانت امرأة زكريا اخت مريم بنت عمران بن ما ثان، ويعقوب بن ما ثان وبنو ما ثان إذ ذاك رؤساء بنى اسرائيل وبنو ملوكهم من ولد سليمان بن داود، فقال زكريا: فهب لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا. 24 – في بصائر الدرجات على بن اسماعيل عن محمد بن عمر الزيات عن ابن بابا قال: دخلت على أبى الحسن الرضا عليه السلام وقد ولد أبو جعفر عليه السلام فقال: ان الله قد وهب لى من يرثنى ويرث آل داود. 25 – في الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: مر عيسى ابن مريم عليهما السلام بقبر يعذب صاحبه، ثم مر به من قابل فإذا هو لا يعذب ؟ فقال: يا رب مررت بهذا القبر عام اول فكان يعذب ومررت به العام فإذا هو ليس يعذب


(1) المساهمة: المقارعة.

[ 324 ]

فأوحى الله عزوجل إليه: انه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا وآوى يتيما، فلهذا غفرت بما عمل ابنه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: ميراث الله عزوجل من عبد المؤمن ولد يعبده من بعده، ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام آية زكريا ” هب لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا “. 26 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائه عليهم السلام انه لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة فدك، وبلغها ذلك، جائت إليه وقالت له: يا ابن أبى قحافة أفى كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبى ؟ لقد جئت شيئا فريا ؟ أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم، إذ يقول فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا عليه السلام: ” إذ قال رب هب لى من لدنك وليا يرثنى ويرث من آل يعقوب ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 27 – في مجمع البيان وقرأ على بن أبى طالب وجعفر بن محمد عليهم السلام ” يرثنى وأرث من آل يعقوب لم نجعل له من قبل سميا ” قال أبو عبد الله عليه السلام: وكذلك الحسين عليه السلام لم يكن له من قبل سمى ولم تبك السماء الا عليهما أربعين صباحا، قيل له: وما كان بكاؤها ؟ قال: كانت تطلع حمراء وتغيب حمراء، وكان قاتل يحيى ولد زنا وقاتل الحسين ولد زنا. 28 – في ارشاد المفيد رحمه الله وروى سفيان بن عيينة عن على بن يزيد عن على بن الحسين عليهما السلام قال: خرجنا مع الحسين بن على عليهما السلام فما نزل منزلا ولا رحل منه الا ذكر يحيى بن زكريا وقتله، وقال: ومن هوان الدنيا على الله ان رأس يحيى بن زكريا أهدى الى بغى من بغايا بنى اسرائيل. وفى مجمع البيان مثله الا ان فيه وقال يوما: ومن هوان الدنيا ” الخ ” 29 – في تفسير على بن ابراهيم: يا زكريا انا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا يقول: لم يسم باسم يحيى أحد قبله، قال رب انى يكون لى غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا فهو اليبس قال كذلك قال


[ 325 ]

ربك هو على هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا قال رب اجعل لى آية قال آيتك أن لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا صحيح من غير مرض. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: ما نقلنا من تفسير على بن ابراهيم، متفرقا من قوله ” كهيعص ” جعفر بن احمد الى هنا متصل فيه وفيه بعد قوله: من غير مرض: من هيهنا عن على بن ابراهيم قال: ثم قص الله قصة مريم وهو ظاهر في ان جميع ذلك رواية. 30 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن اسباط عنهم عليهم السلام قال: فيما وعظ الله عز وجل به عيسى: ونظيرك يحيى من خلقي وهبته لامه بعد الكبر من غير قوة بها، أردت بذلك أن يظهر لها سلطاني وتظهر فيك قدرتي. 31 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن بريد الكناسى عن أبى جعفر عليه السلام في حديث طويل يقول فيه عليه السلام: مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبى صغير، أما تسمع لقوله عزوجل: يا يحيى خذ الكتاب بقوة آتيناه الحكم صبيا فلما بلغ عيسى عليه السلام سبع سنين تكلم بالنبوة والرسالة حين أوحى الله إليه، فكان عيسى الحجة على يحيى وعلى الناس أجمعين. 32 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن على بن اسباط قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام وقد خرج على فأجدت النظر إليه وجعلت انظر الى رأسه ورجليه لاصف قامته لاصحابنا بمصر، فبينا انا كذلك حتى قعد فقال: يا على ان الله احتج في الامامة بمثل ما احتج به في النبوة، فقال: ” وآتيناه الحكم صبيا ولما بلغ أشده وبلغ أربعين سنة ” فقد يجوز أن يؤتى الحكمة وهو صبى، ويجوز أن يؤتى الحكمة وهو ابن أربعين سنة. 33 – في مجمع البيان وعن معمر قال: ان الصبيان قالوا ليحيى: اذهب بنا نلعب، قال: ما للعب خلقنا فأنزل الله تعالى: ” وآتيناه الحكم صبيا ” وروى ذلك عن أبى الحسن الرضا عليه السلام. 34 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى عن موسى بن جعفر


[ 326 ]

عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام و أحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فهذا يحيى بن زكريا يقال: انه اوتى الحكم صبيا والحلم والفهم، وأنه كان يبكى من غير ذنب وكان يواصل الصوم ؟ قال له على عليه السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى أفضل من هذا، ان يحيى بن زكريا كان في عصر لا أوثان فيه ولا جاهلية، ومحمد صلى الله عليه واله اوتى الحكم والفهم صبيا بين عبدة الاوثان وحزب الشيطان، فلم يرغب لهم في صنم قط ولم ينشط لاعيادهم، ولم ير منه كذب قط صلى الله عليه واله، وكان امينا صدوقا حليما، وكان يواصل الصوم الاسبوع والاقل والاكثر فيقال له في ذلك فيقول: انى لست كأحدكم، انى أظل عند ربى فيطعمني ويسقين، وكان يبكى صلى الله عليه واله حتى يبتل مصلاه خشية من الله عزوجل من غير جرم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 35 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب (ره) محمد بن اسحق بالاسناد جاء أبو سفيان الى على عليه السلام فقال: يا ابا الحسن جئتك في حاجة، قال: وفيم جئتني ؟ قال: تمشى معى الى ابن عمك محمد فنسأله أن يعقد لنا عقدا، ويكتب لنا كتابا، فقال: يا أبا سفيان لقد عقد لك رسول الله صلى الله عليه واله عقدا لا يرجع عنه أبدا، وكانت فاطمة عليها السلام من وراء الستر، والحسن يدرج بين يديها، وهو طفل من أبناء أربعة عشر شهرا، فقال لها: يا بنت محمد قولى لهذا الطفل يكلم لى جده فيسود بكلامه العرب والعجم، فأقبل الحسن عليه السلام الى أبى سفيان وضرب احدى يديه على أنفه، والاخرى على ليحته، ثم أنطقه الله عز وجل بأن قال: يا ابا سفيان قل: لا اله الا الله محمد رسول الله حتى اكون شفيعا فقال عليه السلام: الحمد لله الذى جعل من ذرية محمد المصطفى نظير يحيى بن زكريا ” آتيناه الحكم صبيا “. 36 – في محاسن البرقى وفى رواية أبى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قوله في كتابه حنانا من لدنا قال: انه كان يحيى إذا قال في دعائه يا رب يا الله، ناداه الله من السماء لبيك يا يحيى سل حاجتك.


[ 327 ]

37 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض اصحابه عن محمد بن سنان عن أبى سعيد المكارى عن أبى حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: فما عنى بقوله في يحيى: ” وحنانا من لدنا وزكوة ” قال: تحنن الله، قلت: فما بلغ من تحنن الله عليه ؟ قال: كان إذا قال: يا رب، قال الله عزوجل: لبيك يا يحيى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 38 – في عيون الاخبار باسناده الى ياسر الخادم قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: ان اوحش ما يكون هذا الخلق في ثلثة مواطن: يوم يولد ويخرج من بطن امه فيرى الدنيا، ويوم يموت فيعاين الاخرة وأهلها، ويوم يبعث فيرى احكاما لم يرها في دار الدنيا وقد سلم الله عزوجل على يحيى في هذه الثلثة المواطن وآمن روعته فقال: وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا وقد سلم عيسى بن مريم على نفسه في هذه الثلثة المواطن فقال: ” والسلام على يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا “. 39 – في اصول الكافي احمد بن مهران وعلى بن ابراهيم جميعا عن محمد بن على عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن ابراهيم عن ابى الحسن موسى عليه السلام انه قال لرجل نصراني سأله عن مسائل فأجابه عليه السلام فيها: اعجلك ايضا خبرا لا يعرفه الا قليل ممن قرأ الكتب اخبرني ما اسم ام مريم واى يوم نفخت فيه مريم، و لكم ساعة من النهار، واى يوم وضعت مريم فيه عيسى، ولكم ساعة من النهار ؟ فقال النصراني. لا ادرى، فقال أبو ابراهيم عليه السلام: اما ام مريم فاسمها مرتا وهى وهيبة بالعربية، واما اليوم الذى حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال، وهو اليوم الذى هبط فيه الروح الامين وليس للمسلمين عيد كان اولى منه، عظمه الله تبارك وتعالى و عظمه محمد صلى الله عليه واله، فأمر ان يجعله عيدا فهو يوم الجمعة، واما اليوم الذى ولدت فيه مريم فهو يوم الثلثاء لاربع ساعات ونصف من النهار، والنهر الذى ولدت عليه مريم عيسى هل تعرفه ؟ قال: لا، قال: هو الفرات، وعليه شجر النخل والكرم، وليس


[ 328 ]

يساوى بالفرات شئ للكروم والنخل، فأما اليوم الذى حجبت فيه لسانها ونادى قيدوس (1) ولده واشياعه فأعانوه، واخرجوا آل عمران لينظروا الى مريم، فقالوا لها ما قص الله عليك في كتابه وعلينا في كتابه فهل فهمته ؟ وقرأته اليوم الا حدث، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 40 – في تهذيب الاحكام محمد بن احمد داود عن محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا سعد بن عمرو الزهري قال: حدثنى بكر بن سالم عن أبيه عن أبى حمزة الثمالى عن على بن الحسين عليهما السلام في قوله تعالى: فحملته فانتبذت به مكانا قصيا قال: خرجت من دمشق حتى أتت كربلا، فوضعت في موضع قبر الحسين عليه السلام ثم رجعت من ليلتها. 41 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى عبد الرحمن بن المثنى الهاشمي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد ذكر فاطمة عليها السلام: فعلقت وحملت بالحسين عليه السلام، فحملت ستة أشهر، ثم وضعت ولم يعش ولد قط لستة أشهر غير الحسين بن على عليهما السلام وعيسى بن مريم عليه السلام. 42 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن على بن اسمعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن رجل من أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ولم يولد لستة أشهر الا عيسى بن مريم والحسين بن على عليهم السلام. 43 – في مجمع البيان وروى عن الباقر عليه السلام انه تناول جيب مدرعتها (2) فنفخ فيه نفخة فكمل الولد في الرحم من ساعته، كما يكمل الولد في أرحام النساء تسعة أشهر، فخرجت من المستحم (3) وهى حامل فحج مثقل، فنظرت إليها خالتها فأنكرتها ومضت مريم على وجهها مستحية من خالتها ومن زكريا، وقيل: كانت مدة حملها تسع ساعات، وهذا مروى عن أبى عبد الله عليه السلام.


(1) قيدوس: اسم رجل من بنى اسرائيل. (2) المدرعة: جبة مشقوقة المقدم. (3) المستحم: موضع الاستحمام.

[ 329 ]

44 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن الحسين بن الحسن بن يزيد عن بدر عن أبيه قال: حدثنى سلام أبو على الخراساني عن سلام بن سعيد المخزومى قال: بينا أنا جالس عند أبى عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه عباد بن كثير عابد أهل البصرة، و ابن شريح فقيه أهل مكة وعند أبى عبد الله ميمون القداح مولى أبى جعفر عليه السلام، فسأله عباد بن كثير فقال: يا با عبد الله في كم ثوب كفن رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال: في ثلثة أثواب، ثوبين صحاريين وثوب حبرة (1) وكان في البرد قلة، فكأنما ازور (2) عباد بن كثير من ذلك فقال أبو عبد الله (ع): ان نخلة مريم انما كانت عجوة (3) ونزلت من السماء فما نبت من أصلها كان عجوة، وما كان من لقاط (4) فهو لون، فلما خرجوا من عنده قال عباد بن كثير لابن شريح: والله ما أدرى ما هذا المثل الذى ضربه لى أبو عبد الله (ع)، فقال ابن شريح: هذا الغلام يخبرك فانه منهم – يعنى ميمون – فسأله، فقال ميمون: اما تعلم ما قال لك ؟ قال: لا والله، قال: انه ضرب لك مثل نفسه فأخبرك انه ولد من رسول الله صلى الله عليه واله، وعلم رسول الله عندهم، فما جاء من عندهم فهو صواب، وما جاء من عند غيرهم فهو لقاط. 45 – في كتاب طب الائمة عليهم السلام باسناده الى جابر بن يزيد الجعفي ان رجلا أتى ابا جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام فقال: يا ابن رسول الله أغثنى، قال: وما ذاك ؟ قال: امرأتي قد اشرفت على الموت من شدة الطلق (5) قال: اذهب واقرأ عليها: فأجاءها المخاض الى جذع النخلة قالت يا ليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا فناديها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا وهزى


(1) حبرة – كعنبة -: ثوب يصبغ باليمن قطن أو كتان مخطط. (2) أي انحرف. (3) العجوة: نوع من التمر. (4) قيل: اللقاط بالكسر جمع لقط – بالتحريك -: ما يلتقط من هيهنا وهيهنا من النوى ونحوه بالضم: الساق الردى. (5) الطلق: وجع الولادة

[ 330 ]

اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ثم ارفع صوتك بهذه الاية: ” والله أخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون ” كذلك اخرج ايها الطلق فاخرج باذن الله، فانها تبرأ من ساعتها باذن الله تعالى. 46 – في مجمع البيان ” يا ليتنى مت قبل هذا ” انما تمنت عليها السلام الموت استحياءا من الناس ان يظنوا بها سوءا عن السدى، وروى عن الصادق عليه السلام لانها لم تر في قومها رشيدا ذا فراسة ينزهها من السوء. 47 – في تهذيب الاحكام على بن الحسن عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبان بن عثمان الاحمر عن كثير النوا عن أبى جعفر عليه السلام انه قال: وقد ذكر يوم عاشورا وهذا اليوم الذى ولد فيه عيسى بن مريم عليهما السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 48 – في من لا يحضره الفقيه وروى الحسن بن على الوشا عن الرضا عليه السلام قال: ليلة خمس وعشرين من ذى القعدة ولد فيها ابراهيم عليه السلام، وولد فيها عيسى بن مريم عليهما السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 49 – في مجمع البيان ” قد جعل ربك تحتك سريا ” قيل: ضرب جبرئيل برجله، فظهر ماء عذب يجرى وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام. 50 – في كتاب الخصال فيما علم امير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه، ما تأكل الحامل من شئ ولا تتداوى به أفضل من الرطب، قال الله تعالى لمريم: ” وهزى اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلى واشربي وقرى عينا “. 51 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عدة من أصحابه عن على بن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم رفعه الى أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ليكن اول ما تأكل النفساء الرطب، فان الله عزوجل قال لمريم عليها السلام: ” وهزى اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ” قيل: يا رسول الله


[ 331 ]

فان لم يكن إبان الرطب ؟ (1) قال: سبع تمرات من تمر المدينة، فان لم يكن فسبع تمرات من تمر أمصاركم، فان الله عزوجل يقول: وعزتي وجلالى وعظمتي وارتفاع مكاني لا تأكل النفساء يوم تلد الرطب فيكون غلاما الا كان حليما، و ان كانت جارية كانت حليمة. 52 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام يتخلل بساتين الكوفة فانتهى الى نخلة فتوضى عندها ثم ركع وسجد، فأحصيت في سجدة خمسمأة تسبيحة، ثم استند الى النخلة، فدعا بدعوات ثم قال: يا حفص انها والله النخلة التى قال الله جل ذكره لمريم عليها السلام: ” وهزى اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا “. 53 – في مجمع البيان وقال الباقر عليه السلام: لم تستشف النفساء بمثل الرطب، ان الله أطعمه مريم. 54 – وروى انه لم يكن للجذع رأس فضربتها برجلها فأورقت وأثمرت، و انتشر عليها الرطب. 55 – في كتاب الناقب لابن شهر آشوب عبد الله بن كثير قال: نزل أبو جعفر عليه السلام بواد فضرب خباه فيه ثم خرج يمشى حتى انتهى الى نخلة يابسة، فحمد الله عندها ثم تكلم بكلام لم اسمع بمثله ثم قال: أيتها النخلة أطعمينا ما جعل الله فيك، فتساقطت رطبا أحمر وأصفر فأكل ومعه أبو أمية الانصاري، فقال: يابا امية هذه الاية فينا كالاية في مريم ان هزت إليها النخلة فتساقطت رطبا جنيا. 56 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد بن يحيى عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وكان أبو عبد الله البلخى معه فانتهى الى نخلة خاوية فقال: أيتها النخلة السامعة الطيبة المطيعة لربها أطعمينا مما جعل الله فيك، قال: فتساقط علينا رطبا


(1) ابان الشئ: حينه.

[ 332 ]

مختلفا ألوانه فأكلنا حتى تضلعنا (1) فقال: اليكم سنة كسنة مريم عليها السلام. 57 – الهيثم النهدي عن اسمعيل بن مهران عن عبد الله الكناسى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج الحسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام في بعض عمره ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول بامامته، قال: فنزلوا في منزل من تلك المنازل تحت نخل يابس قد يبس من العطش، قال: ففرش للحسن تحت نخلة وللزبيري بحذاه تحت نخلة اخرى قال: فقال الزبيري ورفع رأسه: لو كان في هذا النخلة رطب لاكلنا منه ؟ فقال الحسن عليه السلام: وانك لتشتهي الرطب ؟ قال: نعم، فرفع الحسن عليه السلام يده الى السماء ودعا بكلام لم يفهمه الزبيري، فاخضرت النخلة ثم صارت الى حالها فأورقت وحملت رطبا، قال: فقال الجمال الذى اكتروا منه: سحر والله ! فقال الحسن عليه السلام: ويلك ليس بسحر ولكن دعوة ابن نبى مجاب، قال: فصعدوا الى النخلة حتى تصرموا (2) ما كان فيها فأكفاهم. 58 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جراح المدايني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الصيام ليس من الطعام والشراب وحده، ثم قال: قالت مريم: انى نذرت للرحمن صوما أي صوما صمتا – وفى نسخة اخرى أي صمتا – فإذا صمتم فاحفظوا ألستنكم، و غضوا أبصاركم، ولا تنازعوا ولا تحاسدوا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 59 – في من لا يحضره الفقيه وروى أبو بصير عن الصادق عليه السلام انه قال: ان الصوم ليس من الطعام والشراب وحده، ان مريم قالت ” انى نذرت للرحمن صوما ” أي صمتا فاحفظوا ألستنكم وغضوا أبصاركم ولا تحاسدوا ولا تنازعوا، فان الحسد يأكل الايمان كما يأكل النار الحطب. 60 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في مناقب أبى جعفر الباقر عليه السلام


(1) تضلع الرجل: امتلا شبعا وريا. (2) صرم الشئ: قطعة

[ 333 ]

وسأل طاوس اليماني أبا جعفر عليه السلام عن صوم لا يحجز عن أكل وشرب ؟ فقال عليه السلام: الصوم من قوله تعالى: ” انى نذرت للرحمن صوما ” 61 – في محاسن البرقى وعنه عن أبيه عن محمد بن سليمان الديلمى عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ستة كرهها الله لى فكرهتها للائمة من ذريتي، وليكرهها الائمة أتباعهم الى قوله: وما الرفث في الصيام ؟ قال: ما كره الله لمريم في قوله: ” انى نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا ” قال: قلت من أي شئ ؟ قال: من الكذب. 62 – في مجمع البيان. يا اخت هرون قيل فيه أقوال: ” احدها ” أن هارون هذا كان رجلا صالحا في بنى اسرائيل ينسب إليه كل من عرف بالصلاح عن ابن عباس وقتادة وكعب وابن زيد والمغيرة بن شعبة يرفعه الى النبي صلى الله عليه واله. 63 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله من كتاب عبد الرحمن بن محمد الازدي وحدثني سماك بن حرب عن المغيرة بن شعبة ان النبي صلى الله عليه واله بعثه الى نجران فقالوا: ألستم تقرؤن ” يا اخت هرون ” وبينهما كذا وكذا ؟ فذكر ذلك للنبى صلى الله عليه واله فقال: ألا قلت لهم: انهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين منهم. 64 – في كتاب معاني الاخبار باسناده الى عبد الله بن جبلة عن رجل عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: وجعلني مباركا اينما كنت قال: نفاعا. وفى اصول الكافي مثله سواء. 6 5 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن اسباط عنهم عليهم – السلام قال: فيما وعظ الله عز وجل به عيسى عليه السلام: يا عيسى الى قوله: فبوركت كبيرا وبوركت صغيرا حيث ما كنت، أشهد انك عبدى ابن امتى. 66 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن بريد الكناسى قال: سألت أبا جعفر عليه السلام أكان عيسى ابن مريم حين يكلم في المهد حجة الله على أهل زمانه ؟ فقال: كان يومئذ نبيا حجة لله


[ 334 ]

غير مرسل، أما تسمع لقوله حين قال: انى عبد الله آتانى الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا اينما كنت واوصاني بالصلوة والزكوة ما دمت حيا ؟ قلت: فكان يومئذ حجة لله على زكريا في تلك الحال وهو في المهد ؟ فقال: كان عيسى في تلك الحال آية لله ورحمة من الله لمريم حين يكلم فعبر عنها، وكان نبيا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال، ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان، وكان زكريا الحجة لله عزوجل بعد صمت عيسى بسنتين، ثم مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبى صغير، اما تسمع لقوله عزوجل: ” يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا ” فلما بلغ عليه السلام سبع سنين تكلم بالنبوة والرسالة حين أوحى الله إليه، فكان عيسى الحجة على يحيى وعلى الناس أجمعين، وليس تبقى الارض يا با خالد يوما واحدا بغير حجة لله على الناس منذ خلق الله آدم عليه السلام، وأسكنه الارض، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 67 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى قال: قلت للرضا عليه السلام قد كنا نسألك قبل أن، يهب الله أبا جعفر فكنت تقول: يهب الله لى غلاما، فقد وهب الله لك فقر عيوننا فلا أرانا الله يومك فان كان كون فالى من ؟ فأشار بيده الى ابي جعفر وهو قائم بين يديه فقلت: جعلت فداك هذا ابن ثلث سنين قال وما يضره من ذلك شئ قد قام عيسى عليه السلام بالحجة وهو ابن ثلث سنين. 68 – الحسين بن محمد الخيرانى عن أبيه قال: كنت واقفا بين يدى أبى الحسن عليه السلام بخراسان فقال له قائل: يا سيدى ان كان كون فالى من ؟ قال: الى ابى جعفر ابني فكأن القائل استصغر سن أبى جعفر عليه السلام فقال أبو الحسن: ان الله تبارك وتعالى بعث عيسى ابن مريم رسولا نبيا صاحب شريعة مبتداة في اصغر من السن الذى فيه أبو جعفر عليه السلام. 69 – في الكافي حدثنى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أفضل ما يتقرب به العباد الى ربهم، وأحب لك إلى الله عز وجل ما هو ؟ فقال: ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل


[ 335 ]

من هذه الصلوة، الا ترى ان العبد الصالح عيسى بن مريم عليهما السلام قال: واوصاني بالصلوة والزكوة ما دمت حيا. 70 – في تفسير على بن ابراهيم قال الصادق عليه السلام في قوله: ” وأوصاني بالصلوة والزكوة ” قال: زكوة الرؤس لان كل الناس ليست لهم أموال، وانما الفطرة على الفقير والغنى والصغير والكبير. 71 – في عيون الاخبار باسناده عن الصادق عليه السلام حديث طويل في تعداد الكبائر يقول فيه عليه السلام: ومنها عقوق الوالدين، لان الله عزوجل جعل العاق جبارا شقيا في قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام: وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا. 72 – في كتاب الخصال عن سماعة بن مهران عن الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وبر الوالدين وضده العقوق. 73 – في اصول الكافي باسناده الى الحكم بن مسكين عن محمد بن مروان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يمنع الرجل ان يبر والديه حيين أو ميتين يصلى عنهما، ويتصدق عنهما، ويحج عنهما ويصوم عنهما، فيكون الذى صنع لهما وله مثل ذلك، فيزيده الله عزوجل بره وصلته كثيرا. 74 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام: بروا آباءكم يبركم أبناءكم، وعفوا عن نساء الناس تعف نسائكم. 75 – في عيون الاخبار باسناده الى ياسر الخادم فقال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: ان أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلث مواطن: يوم يولد ويخرج من بطن امه فيرى الدنيا، ويوم يموت فيعاين الاخرة، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا: وقد سلم الله عزوجل على يحيى في هذه الثلثة المواطن وأمن روعته فقال: ” وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ” وقد سلم عيسى بن مريم في هذه الثلثة المواطن فقال: والسلام على يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا.


[ 336 ]

76 – في كتاب علل الشرايع عن وهب اليماني قال: ان يهوديا سأل النبي صلى الله عليه واله فقال: يا محمد كنت في ام الكتاب نبيا قبل أن يخلق آدم ؟ قال: نعم قال وهؤلاء أصحابك المؤمنون مثبتون معك قبل أن يخلقوا ؟ قال: نعم قال: فما شأنك لم تتكلم بالحكمة حين خرجت من بطن امك كما تكلم عيسى بن مريم على زعمك وقد كنت قبل ذلك نبيا ؟ فقال النبي صلى الله عليه واله: انه ليس أمرى كأمر عيسى بن مريم، ان عيسى بن مريم خلقه الله عزوجل من ام ليس له أب كما خلق آدم من غير أب ولا ام، ولو ان عيسى حين خرج من امه لم ينطق بالحكمة لم يكن لامه عذر عند الناس، وقد أتت به من غير أب وكانوا يأخذونها كما يؤخذ به مثلها من المحصنات، فجعل الله عزوجل منطقه عذرا لامه. 77 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن أبى مسعود عن عبد الله بن ابراهيم الجعفري قال: سمعت اسحق ابن جعفر يقول: الاوصياء إذا حملت بهم امهاتهم الى قوله: فإذا كان الليلة التى تلد فيها ظهر لها في البيت نور تراه ولا يراه غيرها الا أبوه، فإذا ولدته ولدته قاعدا وتفسحت له حتى يخرج متربعا ثم يستدير بعد وقوعه الى الارض فلا يخطى القبلة حيث كانت بوجهه، ثم يعطس ثلثا يشير باصبعه بالتحميد، ويقع مسرورا (1) مختونا ورباعيتاه من فوق واسفل وناباه وضاحكاه، ومن بين يديه مثل سبيكة الذهب نور، ويقيم يومه وليلته تسيل يداه ذهبا، وكذلك الانبياء إذا ولدوا وانما الاوصياء أعلاق من الانبياء. 78 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده الى أبى الجارود زياد بن المنذر عن أبي جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام قال: لما ولد عيسى بن مريم عليه السلام كان ابن يوم كأنه ابن شهرين، فلما كان ابن سبعة أشهر اخذته والدته وجاءت به الى الكتاب واقعدته بين يدى المؤدب، فقال له المؤدب: قل: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال عيسى عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال له المؤدب: قل أبجد فرفع عيسى عليه السلام


(1) أي مقطوع السرة.

[ 337 ]

رأسه فقال: وهل تدرى ما أبجد ؟ فعلاه بالدرة (1) ليضربه فقال: يا مؤدب لا تضربني ان كنت تدرى والا فسلني حتى افسر لك، قال: فسر لى، فقال عيسى عليه السلام: الالف آلاء الله، والباء بهجة الله، الجيم جمال الله، والدال دين الله، ” هوز ” ها هول جهنم، والواو ويل لاهل النار، والزا زفير جهنم ” حطى ” حطت الخطايا عن المستغفرين ” كلمن ” كلام الله لا مبدل لكلماته ” سعفص ” صاع بصاع والجزا بالجزا ” قرشت ” قرشهم (2) فحشرهم فقال المؤدب: أيتها المرأة خذى بيد ابنك فقد علم ولا حاجة له في المؤدب. 79 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأنزل في الكيل ” ويل للمطففين ” ولم يجعل الويل لاحد حتى يسميه كافرا، قال الله عزوجل: فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم 80 – في كتاب معاني الاخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الاصفهانى عن داود عن حفص بن غياث عن أبى عبد الله عليه السلام قال: يوم الحسرة يوم يؤتى بالموت فيذبح. 81 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن أبى ولاد الحناط عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سئل عن قوله: وأنذرهم يوم الحسرة قال: ينادى مناد من عند الله عزوجل وذلك بعد ما صار أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار: يا أهل الجنة ويا أهل النار هل تعرفون الموت في صورة من الصور ؟ فيقولون: لا، فيؤتى بالموت في اصورة كبش أملح (3) فيوقف بين الجنة والنار ثم، ينادون جميعا اشرفوا وانظروا الى الموت، فيشرفون ثم يأمر الله عزوجل به فيذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت أبدا، ويا أهل النار خلود فلا موت أبدا، وهو قوله عزوجل


(1) الدرة: السوط. (2) قرش الشئ: جمعه من هنا ومن هنا وضم بعضه الى بعض. (3) يقال كبش املح: إذا كان اسود شعره بياض. أو يخالط بياضه سواد.

[ 338 ]

” وانذرهم يوم الحسرة إذ قضى الامر وهم في غفلة ” أي قضى على أهل الجنة بالخلود فيها، وقضى على أهل النار بالخلود فيها. 82 – في مجمع البيان وروى مسلم في الصحيح بالاسناد عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار قيل: يا أهل الجنة فيشرفون وينظرون، وقيل: يا أهل النار فيشرفون وينظرون، فيجاء بالموت كأنه كبش املح فيقال لهم: تعرفون الموت ؟ فيقولون: هذا هذا وكل قد عرفه، قال: فيقدم فيذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت، قال: فذلك قوله: ” وأنذرهم يوم الحسرة ” الآية ورواه أصحابنا عن أبى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام، ثم جاء في آخره فيفرح أهل الجنة فرحا لو كان أحد يومئذ ميتا لماتوا فرحا، ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد ميتا لماتوا. 83 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: انا نحن نرث الارض ومن عليها قال: كل شئ خلقه الله يرثه الله يوم القيمة. 84 – في مجمع البيان: يا ابت انى اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا وقد بينا في ما مضى ان الذى يقوله أصحابنا ان هذا الخطاب من ابراهيم عليه السلام انما توجه الى من سماه الله أبا له، لانه كان جد ابراهيم لامه، وان اباه الذى ولده كان اسمه تارخ، لاجماع الطائفة على أن آباء الانبياء الى آدم عليه السلام مسلمون موحدون، وبما روى عنه عليه السلام انه قال: لم يزل ينقلني الله سبحانه من أصلاب الطاهرين الى أرحام الطاهرات حتى أخرجنى في عالمكم هذا، و الكافر غير موصوف بالطهارة لقوله تعالى: ” انما المشركون نجس “. 85 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى ابن مسعود قال: احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا: ما بال امير المؤمنين عليه السلام لم ينازع الثلثة كما نازع طلحة والزبير وعايشة ومعاوية ؟ فبلغ ذلك عليا عليه السلام فأمر أن ينادى: الصلوة الجامعة


[ 339 ]

فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: معاشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا ؟ قالوا: صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك. قال ان لى بستة من الانبياء اسوة في ما فعلت، قال الله تعالى في محكم كتابه: ” لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ” قالوا: ومن هم يا أمير المؤمنين ؟ قال: أولهم ابراهيم عليه السلام إذ قال لقومه: وأعتزلكم وما تدعون من دون الله فان قلتم: ان ابراهيم اعتزل قومه لغير مكروه أصابه منهم فقد كفرتم، وان قلتم: اعتزلهم لمكروه رآه منهم فالوصى أعذر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 86 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: رحم الله عبدا طلب من الله عز وجل حاجة فألح في الدعاء استجيب له أو لم يستجيب، وتلا هذه الاية ” وادعو ربى عسى ان لا أكون بدعاء ربى شقيا “. 87 – في تفسير على بن ابراهيم فلما اعتزلهم يعنى ابراهيم عليه السلام وما يعبدون من دون الله وهبنا له اسحق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا يعنى لابراهيم واسحق ويعقوب من رحمتنا رسول الله صلى الله عليه واله وجعلنا لهم لسان صدق عليا يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه حدثنى بذلك أبى عن الحسن بن على العسكري عليه السلام. 88 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يحيى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لسان الصدق للمرء يجعله الله في الناس خيرا من المال يأكله ويورثه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 89 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: اوان اللسان الصالح يجعله الله للمرء في الناس خير له من المال يورثه من لا يحمده. 90 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل:


[ 340 ]

وكان رسولا نبيا: ما الرسول وما النبي ؟ قال: النبي الذى يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول الذى يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. قال عز من قائل: وقربناه نجيا. 91 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن عمرو بن أبان عن اديم أخى ايوب عن حمران قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك بلغني ان الله تبارك وتعالى ناجى عليا عليه السلام ؟ قال: اجل قد كان بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبرئيل. 92 – ابراهيم بن هشام عن يحيى بن عمران عن يونس عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان سلمة بن كهيل يروى في على أشياء قال: ما هي ؟ قلت: حدثنى ان رسول الله صلى الله عليه واله كان محاصر أهل الطائف وانه خلا بعلى يوما فقال رجل من أصحابه: عجبا لما نحن فيه من الشدة وانه يناجى هذا الغلام مثل اليوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أنا بمناج له انما يناجى ربه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: هذه اشياء يعرف بعضها من بعض. 93 – محمد بن عيسى عن القاسم بن عروة عن عاصم عن معاوية عن أبى الزبير عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم الطائف ناجى رسول الله صلى الله عليه واله عليا فقال أبو بكر وعمر: انتجيته دوننا ؟ فقال: ما انتجيته، بل الله ناجاه. 94 – على بن محمد قال: حدثنى حمدان بن سليمان قال: حدثنى عبد الله بن محمد اليماني عن منيع عن يونس عن على بن أعين عن أبى رافع قال: لما دعا رسول الله صلى الله عليه واله عليا يوم خيبر فتفل في عينيه ثم قال له: إذا أنت فتحتها فقف بين الناس فان الله أمرنى بذلك، قال أبو رافع: فمضى على وانا معه، فلما أصبح بخيبر وقف بين الناس وأطال الوقوف، فقال الناس: ان عليا يناجى ربه، فلما مكث امر بانتهاب المدينة التى افتتحها، قال أبو – رافع فأتيت رسول الله صلى الله عليه واله فقلت: ان عليا وقف بين الناس كما أمرته، فقال قوم:


[ 341 ]

الله ناجاه ؟ فقال: نعم يابا رافع، ان الله ناجاه يوم الطائف ويوم عقبة تبوك ويوم خيبر. 95 – وعنه بهذا الاسناد عن منيع عن يونس عن على بن أعين قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله لاهل الطائف: لابعثن اليكم رجلا كنفسي يفتح الله به الخيبر، سوطه سيفه، فتشرف الناس لها، فلما أصبح دعا عليا فقال: اذهب الى الطائف ثم أمر الله النبي عليه السلام ان يدخل إليها بعد أن دخله على، فلما صار إليها كان على رأس الجبل فقال له رسول الله: اثبت فثبت، فسمعنا مثل صرير الرحا فقيل: ما هذا يا رسول الله صلى الله عليه واله قال ان الله يناجى عليا عليه السلام. قال عز من قائل: ووهبنا له من رحمتنا اخاه هرون نبيا 96 – في كتاب كما الدين وتمام النعمة حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحق رضى الله عنه قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا على بن الحسن بن على بن فضال عن أبيه عن هشام بن سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: الحسن أفضل أم الحسين عليه السلام ؟ فقال: الحسن أفضل من الحسين. قلت: فيكف صارت الامامة بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن ؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى لم يرد بذلك الا أن يجعل سنة موسى وهارون جارية في الحسن والحسين عليهما السلام، الا ترى انهما كانا شريكين في النبوة كما كان الحسن والحسين شريكين في الامامة، وان الله عزوجل جعل النبوة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى وان كان موسى أفضل من هارون عليهما السلام. 97 – وباسناده الى محمد بن جعفر عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه واله قال: عاش موسى عليه السلام مأة وستة وعشرين سنة، وعاش هارون عليه السلام مأة وثلاثة وثلثين سنة 98 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابه عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ثلاث من كن فيه كان منافقا وان صام وصلى وزعم انه مسلم: من أذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، ان الله عزوجل يقول في كتابه: ” ان الله لا يحب الخائنين ” وقال:


[ 342 ]

” أن لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ” وفى قوله تعالى: واذكر في الكتاب اسمعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا. 99 – ابن أبى عمير عن منصور بن حازم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: انما سمى اسمعيل صادق الوعد لانه وعد رجلا في مكان فانتظره سنة، فسماه الله عزوجل صادق الوعد، ثم ان الرجل أتاه بعد ذلك فقال له اسمعيل: ما زلت منتظرا لك. 100 – في عيون الاخبار باسناده الى سليمان الجعفري عن أبى الحسن الرضا (ع) قال: أتدرى لم سمى اسمعيل صادق الوعد ؟ قال: قلت: لا أدرى، قال: وعد رجلا فجلس له حولا ينتظره. 101 – في كتاب علل الشرايع في باب العلة التى من أجلها سمى اسمعيل بن حزقيل صادق الوعد، حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبى عمير ومحمد ابن سنان عمن ذكره عن أبى عبد الله (ع) قال: ان اسمعيل الذى قال الله عزوجل في كتابه: ” واذكر في الكتاب اسمعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا ” لم يكن اسمعيل بن ابراهيم، بل كان نبيا من الانبياء بعثه الله عزوجل الى قومه، فأخذوه فسلخوا فروة رأسه (1) ووجهه، فأتاه ملك فقال: ان الله جل جلاله بعثنى اليك فمرنى بما شئت، فقال: لى اسوة بما يصنع بالانبياء عليهم السلام. 102 – وباسناده الى أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام ان اسمعيل كان رسولا نبيا سلط عليه قومه فقشروا جلدة وجهه وفروة رأسه، فأتاه رسول من رب العالمين فقال له: ربك يقرئك السلام ويقول قد رأيت ما صنع بك وقد امرني بطاعتك فمرنى بما شئت فقال: يكون لى بالحسين بن على عليهما السلام اسوة. 103 – في تفسير على بن ابراهيم ” واذكر في الكتاب اسمعيل انه كان صادق الوعد ” قال: وعد وعدا فانتظر صاحبه سنة، وهو اسمعيل بن حزقيل عليه السلام.


(1) الفروة: جلدة الرأس بشعرها.

[ 343 ]

104 – في مجمع البيان ” واذكر في الكتاب ” الذى هو القرآن ” اسمعيل ” بن ابراهيم ” انه كان صادق الوعد ” وكان إذا وعد بشئ وفى ولم يخلف ” وكان ” مع ذلك ” رسولا نبيا ” الى جرهم وقد مضى معناه، قال ابن عباس انه واعد رجلا أن ينتظره في مكان ونسى الرجل، فانتظره سنة حتى اتاه الرجل، وروى ذلك عن أبى عبد الله عليه السلام. 105 – وقيل: إن اسمعيل بن ابراهيم مات قبل أبيه، وان هذا هو اسمعيل بن حزقيل بعثه الله الى قوله، ورواه أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام، وذكر نحو ما ذكرنا عن كتاب علل الشرايع. 106 – في كتاب كما الدين وتمام النعمة باسناده الى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه واله قال: عاش اسمعيل بن ابراهيم عليه السلام مأة وعشرين سنة. 107 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى ابراهيم بن أبى البلاد عن أبيه عن أبى جعفر محمد بن على الباقر عليهم السلام قال: كان بدو نبوة ادريس (ع) انه كان في زمانه ملك جبار، وانه ركب ذات يوم في بعض نزهه فمر بارض خضرة نضرة لعبد مؤمن من الرافضة (1) فأعجبته فسأل وزرائه لمن هذه الارض ؟ قالوا: لعبد مؤمن من عبيد الملك فلان الرافضى -، فدعا به فقال له: امتعنى بارضك هذه، فقال له: عيالي أحوج إليها منك، قال: فسمنى بها اثمن لك (2) قال: لا امتعك بها ولا اسومك دع عنك ذكرها فغضب الملك عند ذلك واسف وانصرف الى أهله وهو مغموم متفكر في أمره، وكانت له امرأة من الازارقة (3) وكان بها معجبا يشاورها في الامر إذا نزل به، فلما استقر في


(1) قال المسعودي في اثبات الوصية (ص: 12 ط طهران): وكان من لا يتبعه على كفره ويرفضه يسمى رافضيا ” انتهى ” وقال بعض: انه عليه السلام عبر بذلك لئلا يتهم أصحابه مما ينابزهم العامة بهذا اللقب، ويعلموا ان ذلك كان ديدن أهل الدنيا سلفا وخلفا وعادتهم. (2) أي يعنى اعطيك الثمن. (3) الازارقة من الخوارج اصحاب نافع بن الازرق كفروا عليا عليه السلام واصحابه وجوزوا =

[ 344 ]

مجلسه بعث إليها يشاورها في أمر صاحب الارض، فخرجت إليه فرأت في وجهه الغضب فقالت: ايها الملك ما الذى دهاك (1) حتى بدا الغضب في وجهك قبل فعلك ؟ فأخبرها بخبر الارض وما كان من قوله لصاحبها ومن قول صاحبها له، فقالت: ايها الملك انما يغتم ويهتم ويأسف من لا يقدر على التغيير والانتقام، فان كنت تكره ان تقتله بغير حجة فانا أكفيك امره وأصير ارضه اليك بحجة، لك فيها العذر عند أهل مملكتك، قال: وما هي ؟ قالت: أبعث إليه أقواما من أصحابي ازارقة حتى يأتوك به، فيشهدون عليه عندك انه قد برأ من دينك، فيجوز لك قتله وأخذ أرضه. قال: فافعلي. قال: وكان لها أصحاب من الازارقة على دينها يرون قتل الرافصة من المؤمنين، فبعث الى قوم من الازارقة فأتوها فأمرتهم أن يشهدوا على فلان الرافضى عند الملك انه قد برأ من دين الملك فشهدوا عليه انه قد برئ من دين الملك فقتله واستخلص أرضه، فغضب الله تعالى للمؤمن عند ذلك، فأوحى الى ادريس: أن ائت عبدى هذا الجبار فقل له: أما رضيت أن قتلت عبدى المؤمن ظلما حتى استخلصت أرضه خالصة لك، فاحوجت عياله من بعده وأجعتهم ؟ أما وعزتي لانتقمن له منك في الآجل، ولاصلبنك ملكك في العاجل، ولاخربن مدينتك ولاذلن عزك، ولاطعمن الكلاب لحم امرأتك، فقد غرك يا مبتلى حلمي عنك ؟ فأتاه ادريس عليه السلام برسالة ربه وهو في مجلسه وحوله أصحابه، فقال: أيها الجبار انى رسول الله اليك وهو يقول لك: أما رضيت ان قتلت عبدى المؤمن حتى استخلصت أرضه خالصة لك، وأحوجت عياله من بعده وأجعتهم ؟ أما وعزتي لانتقمن له منك في الآجل، ولاسلبنك ملكك في العاجل ولاخربن مدينتك ولاذلن عزك ولاطعمن الكلاب لحم امرأتك، فقال الجبار: اخرج


= قتل مخالفيهم وسبى نسائهم فقيل: ان المراد في الحديث ان المرأة كانت بصفة الازارقة فكما ان الازارقة يرون غير اهل نحلتهم مشركا ويستحلون دمه وأمواله فكذلك هذه المرأة. (1) دهى فلانا: أصابه بداهية والداهية: الامر العظيم.

[ 345 ]

عنى يا ادريس فلن تسبقني بنفسك (1) ثم ارسل الى امرأته فأخبرها بما جاء به ادريس فقالت: لا يهولنك رسالة اله ادريس انا اكفيك أمر ادريس، انا ارسل إليه من يقتله فتبطل رسالة الهه وكلما جاء به، قال: فافعلي قال: وكان لادريس أصحاب من الروافض مؤمنون يجتمعون إليه في مجلس له فيأنسون به ويأنس بهم، فأخبرهم ادريس بما كان من وحى الله عزوجل إليه ورسالته الى الجبار وما كان من تبليغه رسالة الله عز – وجل الى الجبار، فأشفقوا على ادريس وأصحابه وخافوا عليه القتل وبعثت امرأة الجبار إليه أربعين رجلا من الازارقة ليقتلوه. فأتوه في مجلسه الذى كان يجتمع إليه فيه أصحابه فلم يجدوه، فانصرفوا وقد رآهم أصحاب ادريس فحسبوا أنهم أتوا ادريس ليقتلوه فتفرقوا في طلبه فلقوه فقالوا له: خذ حذرك يا ادريس فان الجبار قاتلك، قد بعث اليوم اربعين رجلا من الازارقة ليقتلوك فاخرج من هذه القرية. فتنحى ادريس عن القرية من يومه ذلك، ومعه نفر من أصحابه، فلما كان في السحر ناجى ادريس ربه فقال: يا رب بعثتني الى جبار فبلغت رسالتك وقد توعدنى هذا الجبار بالقتل بل هو قاتلي ان ظفر بى ؟ فأوحى الله عزوجل إليه: أن تنح عنه واخرج من قريته، وخلنى واياه فوعزتي لانفذن فيه أمرى، ولاصدقن قولك فيه، وما ارسلتك به إليه، فقال ادريس: يا رب ان لى حاجة، قال الله عزوجل: سل تعطها. قال: اسألك ان لا تمطر السماء على هذه القرية وما حولها وما حوت عليه حتى اسألك ذلك، قال الله عزوجل: يا ادريس إذا تخرب القرية ويشتد جهد أهلها ويجوعون ! قال ادريس: وان خربت وجهدوا وجاعوا ؟ قال الله عزوجل: قد اعطيتك ما سألت ولن أمطر السماء عليهم حتى تسألني ذلك، وأنا أحق من وفى بوعده. فأخبر ادريس أصحابه بما سأل الله من حبس المطر عنهم وبما أوحى الله إليه ووعده


(1) قال المجلسي (ره): فلن تسبقني بنفسك هو تهديد بالقتل، أي لا يمكنك الفرار بنفسك والتقدم بحيث لا يمكننى اللحوق بك لاهلاكها، ولا تغلبني في امر نفسك بأن تتخلصها منى ويحتمل أن يكون المراد: لا تغلبني متفردا بنفسك من غير معاون فلم تتعرض لى.

[ 346 ]

أن لا يمطر السماء على قريتهم حتى يسأله ذلك فاخرجوا أيها المؤمنون من هذه القرية الى غيرها من القرى، فخرجوا منها وعدتهم يومئذ عشرون رجلا، فتفرقوا في القرى وشاع خبر ادريس في القرى بما سأل ربه، وتنحى ادريس الى كهف من الجبل شاهق (1) فلجأ إليه ووكل الله عزوجل به ملكا يأتيه بطعامه عند كل مساء وكان يصوم النهار فيأتيه الملك بطعامه عند كل مساء، وسلب الله عزوجل عند ذلك ملك الجبار و قتله واخرب مدينته وأطعم الكلاب لحم امرأته غضبا للمؤمن، فظهر في المدينة جبار آخر عاص، فمكثوا بذلك بعد خروج ادريس من القرية عشرين سنة لم تمطر السماء عليهم قطرة من مائها فجهد القوم واشتدت حالهم وصاروا يمتارون الاطعمة (2) من القرى من بعد، فلما جهدوا مشى بعضهم الى بعض، فقالوا: ان الذى نزل بنا مما ترون لسؤال ادريس ربه أن لا يمطر السماء علينا حتى يسأله هو، وقد تنحى ادريس عنا ولا علم لنا بموضعه والله أرحم بنا منه، فأجمع امرهم على ان يتوبوا الى الله ويدعوه ويفزعوا إليه ويسألوه أن يمطر السماء عليهم وعلى ما حوت قريتهم، فقاموا على الرماد و لبسوا المسوح وحثوا على رؤسهم التراب (3) وعجوا الى الله بالتوبة والاستغفار و البكاء والتضرع إليه فأوحى الله عزوجل الى ادريس: يا ادريس ان أهل قريتك قد عجوا الى بالتوبة والاستغفار والبكاء والتضرع، وانا الله الرحمن الرحيم اقبل التوبة واعفو عن السيئة وقد رحمتهم ولم يمنعنى من اجابتهم الى ما سألوني من المطر الا مناظرتك فيما سألتنى أن لا أمطر السماء عليهم حتى تسألني، فاسألني يا ادريس حتى أغيثهم وامطر السماء عليهم. قال ادريس: اللهم انى لا اسئلك ذلك. قال الله عزوجل: ألم تسألني يا ادريس


(1) الشاهق: المرتفع من الجبال. (2) أي يجمعونها. (3) المسوح جمع المسح: الكساء من شعر كثوب الرهبان، ومنه يقال من نسيج الشعر على البدن تقشفا وقهرا للجسد مسح. وحثا التراب: صبه.

[ 347 ]

فأجبتك الى ما سألت، وأنا اسألك ان تسألني فلم لا يجيب مسألتي ؟ قال ادريس: اللهم لا اسألك، قال: فأوحى الله عزوجل الى الملك الذى أمره أن يأتي ادريس بطعامه كل مساء أن احبس عن ادريس طعامه ولا تأته به، فلما أمسى ادريس في ليلة يومه ذلك فلم يؤت بطعامه حزن وجاع، فصبر فلما كان في ليلة اليوم الثاني فلم يؤت بطعامه اشتد حزنه وجوعه، فلما كانت الليلة من اليوم الثالث فلم يؤت بطعامه اشتد جهده وجوعه وحزنه و قل صبره، فنادى ربه: يا رب حبست عنى رزقي من قبل أن تقبض روحي ؟ فأوحى الله عزوجل إليه: يا ادريس جزعت ان حبست عنك طعامك ثلثة أيام ولياليها، ولم تجزع و تذكر جوع أهل قريتك وجهدهم منذ عشرين سنة، ثم سألتك عند جهدهم ورحمتي اياهم ان تسألني فأمطر عليهم فلم تسألني وبخلت عليهم بمسألتك اياى ! فأدبتك بالجوع، فقل عند ذلك وظهر جزعك فاهبط من موضعك فاطلب المعاش لنفسك فقد وكلتك في طلبه الى جبلتك. فهبط ادريس عليه السلام من موضعه الى قرية يطلب أكله من جوع، فلما دخل القرية نظر الى دخان في بعض منازلها فأقبل نحوه، فهجم على عجوز كبيرة وهى ترفق قرصتين لها على مقلاة (1) فقال لها: ايتها المرأة أطعمينى فانى مجهود من الجوع، فقالت له: يا عبد الله ما تركت لنا دعوة ادريس فضلا نطعمه أحدا – وحلفت انها ما تملك غيره شيئا – فاطلب المعاش من غير أهل هذه القرية، فقال لها: اطعميني ما أمسك به روحي وتحملنى به رجلى الى أن أطلب، قالت: انهما قرصتان واحدة لى والاخرى لابنى فان اطعمتك قوتي مت، وان أطعمتك قوت ابني مات، وما هيهنا فضل اطعمك، فقال لها: ” ان ابنك صغير يجزيه نصف قرصة فيحيى به، ويجزينى النصف الاخر فأحيى به وفى ذلك بلغة لى وله، فأكلت المرئة قرصتها وكسرت الاخرى بين ادريس وبين ابنها، فلما راى ابنها ادريس يأكل من قرصته اضطرب حتى مات، قالت امه: يا عبد الله قتلت على ابني جزعا على قوته، فقال لها ادريس: فأنا احييه


(1) المقلاة: وعاء يقلى فيه الطعام.

[ 348 ]

باذن الله فلا تجزعي، ثم أخذ ادريس بعضدي الصبى ثم قال: أيتها الروح الخارجة عن بدن هذا الغلام بأمر الله ارجعي الى بدنه باذن الله وأنا ادريس النبي، فرجعت روح الغلام إليه باذن الله، فلما سمعت امه كلام ادريس وقوله: أنا ادريس، ونظرت الى ابنها قد عاش بعد الموت، قالت: اشهد انك ادريس النبي وخرجت تنادى بأعلى صوتها في القرية: ابشروا بالفرج قد دخل ادريس في قريتكم، ومضى ادريس حتى جلس على موضع مدينة الجبار الاول فوجدها وهى تل، فاجتمع إليه اناس من أهل قريته فقالوا له: يا ادريس أما رحمتنا في هذه العشرين سنة التى جهدنا فيها ومسنا الجوع والجهد فيها ؟ ! فادع الله ان يمطر السماء علينا، قال: لا، حتى يأتيني جباركم هذا وجميع أهل قريتكم مشاة حفاة فيسألوني ذلك، فبلغ الجبار قوله، فبعث إليه أربعين رجلا يأتوه بادريس فأتوه فقالوا له: ان الجبار بعثنا اليك لنذهب بك إليه فدعا عليهم فماتوا، فبلغ ذلك الجبار فبعث إليه خمسمأة رجل ليأتوه به فأتوه فقالوا له: يا ادريس ان الجبار بعثنا اليك لنذهب بك إليه، فقال لهم ادريس: انظروا الى مصارع أصحابكم فقالوا له: يا ادريس قتلتنا بالجوع منذ عشرين سنة ثم تريد أن تدعو علينا بالموت ؟ أما لك رحمة ؟ فقال: ما أنا بذاهب إليه وما انا بسائل الله أن يمطر السماء عليكم حتى يأتيني جباركم ماشيا حافيا وأهل قريتكم، فانطلقوا الى الجبار فأخبروه بقول ادريس وسألوه أن يمضى معهم وجميع أهل قريتهم الى ادريس مشاة حفاة، فأتوه حتى وقفوا بين يديه خاضعين له طالبين إليه أن يسأل الله عزوجل أن يمطر السماء عليهم، فقال لهم ادريس: اما الان فنعم فسأل الله عزوجل ادريس عند ذلك ان يمطر السماء عليهم وعلى قريتهم و نواحيها، فأظلتهم سحابة من السماء وأرعدت وأبرقت وهطلت عليهم من ساعتهم (1) حتى ظنوا انه الغرق، فما رجعوا االى منازلهم حتى أهمتهم أنفسهم من الماء (2)


(1) هطل المطر: نزل متتابعا متفرقا عظيم القطر. (2) قال في البحار: أي خوف انفسهم أوقعهم في الهموم، أو لم يهتمهم الا هم أنفسهم وطلب خلاصها، ثم اعلم ان الظاهر ان أمره تعالى ادريس عليه السلام بالدعاء لهم لم يكن على سبيل الحتم =

[ 349 ]

108 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى عبد الله بن يزيد بن سلام انه قال لرسول الله صلى الله عليه واله وقد سأله عن الايام: فالخميس ؟ قال: هو يوم خامس من الدنيا و هو يوم انيس لعن فيه ابليس ورفع فيه ادريس، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة 109 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن مفضل بن صالح عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أخبرني جبرئيل ان ملكا من الملائكة كانت له عند الله منزلة عظيمة فتعتب عليه فأهبطه من السماء الى الارض، فأتى ادريس عليه السلام فقال له: ان لك من الله منزلة فاشفع لى عند ربك، فصلى ثلاث ليال لا يفتر وصام (1) ايامها لا يفطر، ثم طلب الى الله عزوجل في السحر في الملك، فقال الملك: انك قد أعطيت سؤلك وقد أطلق الله لى جناحى وانا احب ان اكافيك فاطلب الى حاجة، فقال ترينى ملك الموت لعلى آنس به فانه ليس يهنيني مع ذكره شئ. فبسط جناحه ثم قال: اركب فصعد به يطلب ملك الموت في السماء الدنيا، فقيل له: اصعد فاستقبله بين السماء الرابعة والخامسة، فقال الملك: يا ملك الموت مالى أراك قاطبا ؟ (2) قال: العجب انى تحت ظل العرش حيث أمرت ان أقبض روح آدمى بين السماء الرابعة و الخامسة ؟ فسمع ادريس عليه السلام فامتعض (3) فخر من جناح الملك فقبض روحه مكانه و قال الله عزوجل: ورفعناه مكانا عليا. 110 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن أبى داود عن عبد الله بن أبان عن أبى عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل يذكر فيه مسجد السهلة: أما علمت انه


= والوجوب بل على الندب والاستحباب، وكان غرضه عليه السلام في الأحير وفى طلب القوم أن يأتوه متذللين تنبسيهم وزجرهم عن الطغيان والفساد لئلا يخالفوا ربهم بعد دخوله بينهم، وان اولياء الله يغضبون لربهم اكثر من سخطه تعالى لنفسه لسعة رحمته وعظم حلمه تعالى شأنه. (1) فتر فلان عن عمله قصر فيه. (2) قطب: زوى ما بين عينيه وكلح. (3) امتعض منه: غضب وشق عليه.

[ 350 ]

موضع بيت ادريس النبي عليه السلام الذى كان يخيط فيه ؟ 111 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن محمد بن ابى عمير عمن حدثه عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى غضب على ملك من الملائكة فقطع جناحه و ألقاه في جزيرة من جزائر البحر، فبقى ما شاء الله عزوجل في ذلك البحر، فلما بعث الله عزوجل ادريس عليه السلام جاء ذلك الملك إليه فقال: يا نبى الله ادع الله أن يرضى عنى ويرد جناحى، قال: نعم فدعا ادريس فرد الله عزوجل عليه جناحه ورضى عنه، قال الملك لادريس: ألك حاجة ؟ قال: نعم احب ان ترفعني الى السماء حتى انظر الى ملك الموت فانه لاعيش لى مع ذكره، فأخذه الملك على جناحه حتى انتهى به الى السماء الرابعة فإذا ملك الموت يحرك رأسه تعجبا، فسلم ادريس عليه السلام على ملك الموت، فقال له: ما لك تحرك رأسك ؟ قال: ان رب العزة أمرنى ان أقبض روحك بين السماء الرابعة والخامسة، فقلت: يا رب وكيف يكون هذا وغلظ السماء الرابعة مسيرة خمسمأة عام، ومن السماء الرابعة الى السماء الثالثة مسيرة خمسمأة عام، ومن السماء الثالثة الى السماء الثانية مسيرة خمسمأة عام، وغلظ السماء الثالثة مسيرة خمسمأة عام، وكل سمائين وما بينهما كذلك فيكف يكون هذا ؟ ثم قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة، وهو قوله عزوجل: ” ورفعناه مكانا عليا ” وسمى ادريس لكثرة دراسته الكتب. 112 – وفيه عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل ذكرناه اول الاسراء وفيه: ثم صعدنا الى السماء الرابعة وإذا فيها رجل فقلت: من هذا يا جبرئيل ؟ فقال: هذا ادريس رفعه الله مكانا عليا، فسلمت عليه وسلم على واستغفرت له واستغفر لى. 113 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام و أحبارهم قال لعلى عليه السلام في كلام طويل: هذا ادريس عليه السلام أعطاه الله عزوجل ” مكانا عليا ” قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله اعطى ما هو أفضل من هذا. ان الله جل ثناؤه قال فيه:: ورفعنا لك ذكرك ” فكفى بهذا من الله رفعة.


[ 351 ]

114 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في مناقب زين العابدين عليه السلام قال عليه السلام في قوله تعالى: وممن هدينا واجتبينا: نحن عنينا بها. 115 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن داود بن فرقد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قوله تعالى: ” ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ” قال: كتابا ثابتا، وليس ان عجلت قليلا أو اخرت قليلا بالذى يضرك ما لم تضيع تلك الاضاعة، فان الله عزوجل يقول لقوم: اضاعوا الصلوة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا. 116 – في مجمع البيان وقيل: اضاعوها بتأخيرها عن مواقيتها من غير أن تركوها أصلا. وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام. 117 – في جوامع الجامع ” واتبعوا الشهوات ” رووا عن على عليه السلام: من بنى الشديد وركب المنظور ولبس المشهور. 118 – في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من سلم من امتى من أربع خصال فله الجنة: من الدخول في الدنيا، واتباع الهوى، و شهوة البطن، وشهوة الفرج. 119 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: لا يسمعون فيها لغوا يعنى في الجنة الا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا قال: ذلك في جنات الدنيا قبل القيمة، والدليل على ذلك قوله تعالى: ” بكرة وعشيا ” فالبكرة والعشي لا يكون في الاخرة في جنات الخلد وانما يكون الغدو والعشي في جنات الدنيا التى تنتقل إليها أرواح المؤمنين وتطلع فيها الشمس والقمر. 120 – في محاسن البرقى عنه عن النضر بن سويد عن على بن صامت عن ابن أخى شهاب بن عبد ربه قال: شكوت الى أبي عبد الله عليه السلام ما ألقى من الاوجاع والتخم، فقال: تغد وتعش ولا تأكل بينهما شيئا فان فيه فساد البدن، أما سمعت قول الله عزوجل يقول: ” لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا “.


[ 352 ]

121 – في كتاب طب الائمة عليهم السلام محمد بن عبد الله العسقلاني قال: حدثنا النضر بن سويد عن على بن أبى الصلت عن أخى شهاب بن عبد ربه قال: كأنى شكوت الى أبي عبد الله عليه السلام ما القى من الاوجاع والتخم وذكر الى آخر ما في كتاب المحاسن. قال عز من قائل: تلك الجنة التى نورث من عبادنا من كان تقيا 122 – في تهذيب الاحكام في ادعية نوافل شهر رمضان: سبحان من خلق الجنة لمحمد وآل محمد، سبحان من يورثها محمدا وآل محمد وشيعتهم. 123 – في مجمع البيان وقال ابن عباس: ان النبي صلى الله عليه واله قال لجبرئيل: ما منعك ان تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ فنزل وما نتنزل الا بأمر ربك الآية. 124 – في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام حديث وفيه يقول عليه السلام: ان الله تعالى لا يسهو ولا ينسى وانما ينسى ويسهو المخلوق والمحدث، الا تسمعه عزوجل يقول: وما كان ربك نسيا 125 – في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه لرجل سأله عما اشتبه عليه من آيات الكتاب: واما قوله: ” وما كان ربك نسيا ” فان ربنا تبارك وتعالى علوا كبيرا ليس بالذى ينسى، ولا يغفل بل هو الحفيظ العليم. ويقول فيه عليه السلام للسائل ايضا: واما قوله: هل تعلم له سميا فان تأويله: هل يعلم أحد اسمه الله غير الله تبارك وتعالى، فاياك ان تفسر القرآن برأيك حتى تفقه عن العلماء، فانه رب تنزيل يشبه بكلام البشر وهو كلام الله وتأويله لا يشبه كلام البشر، كما ليس شئ من خلقه يشبهه كذلك لا يشبه فعله تبارك وتعالى شيئا من أفعال البشر، ولا يشبه شئ من كلامه بكلام البشر، فكلام الله تبارك وتعالى صفته، وكلام البشر أفعالهم، فلا تشبه كلام الله بكلام البشر فتهلك وتضل. 126 – في اصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن على بن أسباط عن خلف بن حماد عن ابن مسكان عن مالك الجهنى قال: سألت


[ 353 ]

أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: أو لم ير الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا قال: فقال: لا مقدرا ولا مكونا. 127 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن اسمعيل بن ابراهيم ومحمد بن أبى – عمير عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله: ” أو لم ير الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شئيا ” قال. لم يكن شيئا في كتاب ولا علم. 128 – في تفسير على بن ابراهيم ” أو لا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ” أي لم يكن ذكره، ثم أقسم عزوجل بنفسه فقال: فو ربك يا محمد لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا قال: على ركبهم وقوله عزوجل: وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا يعنى في البحار إذا تحولت نيرانا يوم القيمة. 129 – وفى حديث آخر: هي منسوخة بقوله عزوجل: ” ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون “. 130 – اخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن الحسين بن ابى العلا عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: ” وان منكم الا واردها ” قال: أما تسمع الرجل يقول: وردنا بنى فلان فهو الورود ولم يدخله. 131 – في مجمع البيان قال السدى: سألت مرة الهمداني عن هذه الآية فحدثني ان عبد الله بن مسعود حدثهم عن رسول الله صلى الله عليه واله قال: يرد الناس النار ثم يصدرون بأعمالهم، فأولهم كلمع البرق، ثم كمر الريح ثم كحضر الفرس، ثم كالراكب ثم كشد الرجل، ثم كمشيه. 132 – وروى أبو صالح غالب بن سليمان عن كثير بن زياد عن أبى سمية قال: اختلفنا في الورود، فقال قوم: لا يدخلها مؤمن. وقال آخرون: يدخلونها جميعا ثم ينجى الله الذين اتقوا، فلقيت جابر بن عبد الله فسألته فأومى باصبعيه الى اذنيه وقال: صمتا ان لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: الورود الدخول، لا يبقى بر ولا


[ 354 ]

فاجر الا يدخلها، فيكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على ابراهيم حتى ان للنار – أو قال لجهنم: – ضجيجا من بردها، ثم ينجى الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا. 133 – وروى مرفوعا عن يعلى بن منبه عن رسول الله صلى الله عليه واله قال: تقول النار للمؤمن يوم القيمة: جزيا مؤمن فقد اطفأ نورك لهبى. 134 – وروى عن النبي صلى الله عليه واله أنه سئل عن المعنى فقال: ان الله تعالى يجعل النار كالسمن الجامد، ويجمع عليها الخلق ثم ينادى المنادى: أن خذى أصحابك وذرى اصحابي فوالذي نفسي بيده لهى أعرف بأصحابها من الوالدة بولدها. 135 – في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله وروى انه لا يصيب أحدا من أهل التوحيد الم في النار إذا دخلوها، وانما يصيبهم الالم عند الخروج منها، فتكون تلك الالام جزاءا بما كسبت أيديهم وما الله بظلام للعبيد. 136 – في مجمع البيان متصل بقوله: من الوالدة بولدها وقيل: ان الفائدة في ذلك ما روى في بعض الاخبار ان الله تعالى لا يدخل أحدا الجنة حتى يطلعه على النار وما فيها من العذاب، ليعلم تمام فضل الله عليه وكمال لطفه واحسانه إليه، فيزداد لذلك فرحا وسرورا بالجنة ونعيمها، ولا يدخل أحدا النار حتى يطلعه على الجنة وما فيها من أنواع النعيم والثواب ليكون ذلك زيادة عقوبة له وحسرة على ما فاته من الجنة ونعيمها، وقد ورد في الخبر أن الحمى من قيح جهنم. 137 – وروى ان رسول الله صلى الله عليه واله عاد مريضا فقال: ابشر ان الله عزوجل يقول: الحمى هي نارى اسلطها على عبدى المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار. 138 – في الكافي محمد عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسمعيل عن سعدان عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: الحمى رائد الموت (1)


(1) الى انها يأتي لتهيئة منزل الموت ولاعلام الناس بنزوله: لان الرائد من هو يأتي قبل المسافر في طلب الكلاء

[ 355 ]

وهى سجن المؤمن في الارض، وهى حظ المؤمن من النار. 139 – محمد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن الهيثم بن أبى مسروق عن شيخ من أصحابنا يكنى بابى عبد الله عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الحمى رائد الموت، وسجن الله تعالى في أرضه، وفورها من جهنم، وهى حظ كل مؤمن من النار. 140 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن ابن عبد الرحمن عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: وإذا تتلى عليهم آياتنا قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما و احسن نديا قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله دعا قريشا الى ولايتنا فتنفروا وأنكروا ” فقال الذين كفروا ” من قريش ” للذين آمنوا ” الذين اقروا لامير المؤمنين ولنا أهل البيت: ” أي الفريقين خير مقاما واحسن نديا ” تعييرا منهم، فقال الله ردا عليهم: وكم اهلكنا قبلهم من قرن من الامم السابقة ” هم أحسن اثاثا ورئيا “. 141 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: ” وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن اثاثا ورئيا ” قال: عنى به الثياب والاكل والشراب وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام قال: الاثاث المتاع، واما رئيا فالجمال والمنظر الحسن. 142 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن ابن عبد الرحمن عن على بن أبي حمزة عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قلت: قوله من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا قال: كلهم كانوا في ضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولا بولايتنا، فكانوا ضالين مضلين فليمد لهم في ضلالتهم وطغيانهم حتى يموتوا. فيصيرهم الله شرا مكانا وأضعف جندا، قلت: قوله: حتى إذا رأوا ما يوعدون اما العذاب واما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا قال: اما قوله: ” حتى إذا رأوا ما يوعدون ” فهو خروج القائم وهو الساعة، فسيعلمون


[ 356 ]

ذلك اليوم وما نزل بهم من الله على يدى قائمه. فذلك قوله: ” من هو شر مكانا ” يعنى عند القائم عليه السلام ” وأضعف جندا ” قلت: قوله: ويزيد الله الذين اهتدوا هدى قال: يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى باتباعهم القائم عليه السلام، حيث لا يجحدونه و لا ينكرونه. 143 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا قال: الباقيات هو قول المؤمن: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. 144 – وحدثني أبى عن محمد بن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى الى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قيعانا يققا (1) ورأيت فيها ملئكة يبنون لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وربما أمسكوا، فقلت لهم: ما لكم ربما بنيتم وربما أمسكتم ؟ فقالوا: حتى تجيئنا النفقة، فقلت لهم: وما نفقتكم ؟ قالوا: قول المؤمن في الدنيا: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. فإذا قال بنينا و إذا أمسك أمسكنا. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: وفى بعض النسخ دخلت الجنة فرأيت فيها ملئكة يبنون الخ وقد نقلنا في تفسير ” الباقيات الصالحات ” في سورة الكهف جملة شافية من الاخبار فراجع. 145 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: افرايت الذى كفر بآياتنا وقال لاوتين مالا وولدا ان العاص بن وائل بن هشام القرشى ثم السهمى وهو أحد المستهزئين وكان لخباب بن الارت على العاص بن وائل حق، فأتاه يتقاضاه، فقال له العاص: ألستم تزعمون ان في الجنة الذهب والفضة والحرير ؟ قال: بلى، قال: فموعد ما بينى وبينك الجنة فوالله لاوتين فيها خيرا مما أوتيت في الدنيا، يقول الله عزوجل: اطلع على الغيب ام اتخذ عند الرحمن عهدا


(1) القيعان جمع القاع: الارض السهلة المطمئنة قد انفرجت عنها الاكام والجبال. ويقق: شديد البياض.

[ 357 ]

كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا والضد القرين الذى يقرن به. 146 – حدثنا جعفر بن احمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا الحسين ابن على بن ابي حمزة عن ابيه عن ابى بصير عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله: ” واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا ” يوم القيامة أي يكون هؤلاء الذين اتخذوهم آلهة من دون الله ضدا يوم القيمة ويتبرؤن منهم ومن عبادتهم الى يوم القيمة، ثم قال: ليس العبادة هي السجود ولا الركوع وانما هي طاعة الرجال، من اطاع مخلوقا في معصية الخالق فقد عبده، وقوله عزوجل: انا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا قال: لما طغوا فيها وفى فتنتها وفى طاعتهم ومد لهم في طغيانهم وضلالتهم ارسل عليهم شياطين الانس والجن ” تؤزهم أزا ” أي تنخسهم نخسا، و تحصنهم على طاعتهم وعبادتهم، فقال الله عزوجل: فلا تعجل عليهم انما نعد لهم عدا أي في طغيانهم وفتنتهم وكفرهم. 147 – وفى تفسيره متصل بقوله ” وإذا أمسك أمسكنا ” عند قوله: ” والباقيات الصالحات ” وقوله: ” ألم تر أنا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ” قال: نزلت في مانعي الزكوة والمعروف، يبعث الله علهيم سلطانا أو شيطانا فينفق ما يجب عليه من الزكوة في غير طاعة الله ويعذبه على ذلك، وقوله تبارك وتعالى: فلا تعجل عليهم انما نعد لهم عدا فقال لى: ما هو عندك ؟ قلت: عندي عدد الايام، قال: لا، ان الاباء والامهات ليحصون ذلك ولكن عدد الانفاس. 148 – في الكافي محمد بن يحيى عن الحسين بن اسحق عن على بن مهزيار عن على بن اسمعيل الميثمى عن عبد الاعلى مولى آل سام قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قول الله عزوجل: ” انما نعد لهم عدا ” قال: ما هو عندك ؟ قلت: عدد الايام، قال: ان الاباء والامهات يحصون ذلك ولكنه عدد الانفاس.


[ 358 ]

149 – في نهج البلاغة من كلامه عليه السلام: نفس المرء خطاه الى أجله. 150 – وقال عليه السلام: كل معدود متنقص وكل متوقع آت. 151 – في عيون الاخبار حدثنا أبو على محمد بن أحمد بن يحيى المعاذى قال: حدثنا أبو عمر محمد بن عبد الله الحكمى الحاكم بنوقان، قال: خرج علينا رجلان من الرى برسالة بعض السلاطين بها الى الامير نصر بن أحمد ببخارا وكان أحدهما من اهل الرى والاخر من أهل قم، وكان القمى على المذهب الذى كان قديما بقم في النصب وكان الرازي متشيعا، فلما بلغا نيسابور قال الرازي للقمى: ألا نبدء بزيارة الرضا عليه السلام ثم نتوجه الى بخارا ؟ فقال القمى: قد بعثنا سلطاننا برسالة الى الحضرة ببخارا فلا يجوز لنا أن نشتغل بغيرها حتى نفرغ منها، فقصدا بخارا وأديا ورجعا حتى حاذيا طوس، فقال الرازي للقمى: الا نزور الرضا عليه السلام ؟ فقال: خرجت من قم مرجئا ولا أرجع إليها رافضيا، قال: فسلم الرازي أمتعته ودوابه إليه وركب حمارا وقصد مشهد الرضا عليه السلام وقال لخدام المشهد: خلوا لى المشهد هذه الليلة، وادفعوا الى مفتاحه ففعلوا ذلك، قال: فدخلت المشهد وغلقت الباب وزرت الرضا عليه السلام ثم قمت عند رأسه وصليت ما شاء الله تعالى، وابتدأت في قرائة القرآن من اوله قال: فكنت أسمع صوتا بالقرآن كما أقرء، فقطعت صلوتى ودرت المشهد كله وطلبت نواحيه فلم أر أحدا، فعدت الى مكانه وأخذت في القرائة من أول القرآن فكنت أسمع مثل ما اقرأ حتى بلغت آخر مريم فقرآت: يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا فسمعت الصوت من القبر: ” يوم يحشر المتقون الى الرحمن وفدا ويساق المجرمون الى جهنم وردا ” حتى ختمت القرآن وختم، فلما أصبحت رجعت الى نوقان فسألت من بها من المقرئين عن هذه القرائة، فقالوا هذا في اللفظ والمعنى مستقيم لكنا لا نعرف في قرائة احد قال فرجعت الى نيسابور فسئلت من المقرئين عن هذه القرائة فلم يعرفها احد منهم حتى رجعت الى الرى فسئلت بعض المقرئين عن هذه القرائة فقلت: من قرء ” يوم يحشر المتقون الى الرحمن وفدا ويساق المجرمون الى جهنم وردا ” ؟ فقالوا لى: اين جئت بهذا ؟ فقلت: وقع لى احتياج الى معرفتها في أمر


[ 359 ]

حدث، فقال: هذه قرائة رسول الله صلى الله عليه واله من رواية أهل البيت عليهم السلام ثم استحكانى السبب الذى من أجله سألت عن هذه القرائة فقصيت عليه القصة وصحت لى القرائة. 152 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد ابن سنان عن أبى الجارود قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أنا أول وافد على العزيز الجبار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتى ثم امتى ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله و أهل بيتى ؟. 153 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن محمد بن ابيعمير عن عبد الله بن شريك العامري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأل على صلوات الله عليه رسول الله صلى الله عليه واله عن تفسير قوله عزوجل: ” يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا ” قال: يا على الوفد لا يكون الا ركبانا، اولئك رجال اتقوا الله عزوجل فأحبهم، واختصهم ورضى أعمالهم، فسماهم الله متقين، ثم قال: يا على أما والذى فلق الحبة وبرئ النسمة انهم ليخرجون من قبورهم وبياض وجوههم كبياض الثلج، عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن، عليهم نعال الذهب شراكها من لؤلؤ يتلالا. 154 – وفى حديث آخر قال: ان الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق الجنة، عليها رحائل الذهب مكللة بالدر والياقوت، وجلالها (1) الاستبرق والسندس و خطامها جذل الارجوان (2) وازمتهم من زبرجد، فتطير بهم الى المحشر، مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله، يزفونهم (3) حتى ينتهوا بهم الى باب الجنة الاعظم، وعلى باب الجنة شجرة، الورقة منها يستظل تحتها مأة ألف


(1) جلال – ككتاب – جمع الجل وهو للدابة كالثوب للانسان تصان به. (2) الجذل: أصل الشجر الخشبى والارجوان: شجرة صغيرة الحجم من فصيلة القرنيات زهرها وردى يظهر في مطلع الربيع قبل الاوراق (3) زف العروس الى زوجها: اهداها: قال المجلسي (ره) في مرأة العقول أي يذهبون بهم على غاية الكرامة كما يزف العروس الى زوجها.

[ 360 ]

من الناس، وعن يمين الشجرة عين مطهرة مكوكبة (1) قال: فيسقون منها شربة فيطهر الله عزوجل قلوبهم من الحسد ويسقط عن أبشارهم الشعر. وذلك قوله عزوجل: ” وسقاهم ربهم شرابا طهورا ” من تلك العين المطهرة، ثم يرجعون الى عين اخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون منها، وهى عين الحيوة، فلا يموتون أبدا. ثم قال: يوقف بهم قدام العرش وقد سلموا من الافات والاسقام والحر والبرد، قال فيقول الجبار جل ذكره للملئكة الذين معهم: احشروا أوليائي الى الجنة ولا تقفوهم مع الخلائق، قد سبق رضائي عنهم ووجبت لهم رحمتى، فكيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات والسيئات، فتسوقهم الملائكة الى الجنة، فإذا انتهوا الى باب الجنة الاعظم ضربوا الملائكة الحلقة ضربة فتصر صريرا (2) فيبلغ صوت صريرها كل حوراء خلقها الله عز وجل وأعدها لاوليائه، فيتباشروا إذ سمعوا صوت صرير الحلقة ويقول بعضهم لبعض: قد جاءنا أولياء الله فيفتح لهم الباب، فيدخلون الجنة و يشرف عليهم أزواجهم من الحور العين والادميين، فيقلن: مرحبا بكم فما كان أشد شوقنا اليكم، ويقول لهم أولياء الله مثل ذلك، فقال على صلوات الله عليه: من هؤلاء يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا على هؤلاء شيعتك المخلصون في ولايتك، و أنت امامهم وهو قول الله عزوجل: ” يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا ” على الرحائل، ” ونسوق المجرمين الى جهنم وردا “. في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحق المدنى عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله سئل عن قول الله عزوجل: ” يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا ” فقال: يا على ان الوفد لا يكونون الا ركبانا، وذكر نحو ما في تفسير على بن ابراهيم إلى قوله: ويقول لهن أولياء الله مثل ذلك.


(1) كذا في النسخ لكن في المصدر وكتاب الروضة والمنقول عنهما في البحار ” مزكية ” وهو الظاهر. (2) صرصريرا: صوت وصاح شديدا.

[ 361 ]

155 – في محاسن البرقى عنه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبى عمير عن حماد بن عثمان وغيره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا ” قال: يحشرون على النجائب. 156 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن على بن أبي حمزة عن أبيه عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمان عهدا قال: لا يشفع ولا يشفع لهم ولا يشفعون: الا من اتخذ عند الرحمن عهدا ” الا من أذن له بولاية امير المؤمنين والائمة من بعده صلوات الله عليه وعليهم فهو العهد عند الله. 157 – حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن سليمان بن جعفر عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من لم يحسن وصيته عند موته كان نقصا في مروته، قلت: يا رسول الله وكيف يوصى عند الموت ؟ قال: إذا حضرته الوفاة واجتمع الناس إليه قال: اللهم فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، انى أعهد اليك في دار الدنيا انى أشهد أن لا اله الا انت وحدك لا شريك لك، و ان محمدا عبدك ورسولك، وان الجنة حق وان النار حق وان البعث حق والحساب حق والقدر والميزان حق، وان الدين كما وصفت وان السلام كما شرعت، وان القول كما حدثت وان القرآن كما انزلت، وانك أنت الله الحق المبين، جزى الله محمدا خير الجزاء وحيا الله محمدا وآل محمد بالسلام، اللهم يا عدتي عند كربتي ويا صاحبي عند شدتي ويا وليى في نعمتي: الهى واله آبائى لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، فانك ان تكلني الى نفسي أقرب من الشر وأبعد من الخير، فآنس في القبر وحشتي، واجعل لى عهدا يوم القاك منشورا، ثم يوصى بحاجته وتصديق هذه الوصية في سورة مريم عليها السلام في قوله عزوجل: ” لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا ” فهذا عهد الميت والوصية حق على كل مسلم أن يحفظ هذه الوصية ويتعلمها، وقال على عليه السلام: علمنيها رسول الله صلى الله عليه واله، وقال: علمنيها جبرئيل عليه السلام.


[ 362 ]

وفى الكافي وتهذيب الاحكام مثل هذه الوصية سواء. 158 – في جوامع الجامع وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه واله قال لاصحابه ذات يوم أيعجز أحدكم ان يتخذ عند كل صباح ومساء عند الله عهدا ؟ قالوا: وكيف ذاك ؟ قال: يقول: اللهم فاطر السموات والارض عالم الغيب والشهادة انى أعهد اليك بأنى اشهد أن لا اله الا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، وانك ان تكلني الى نفسي تقربنى من الشر وتباعدني من الخير، وانى لا أثق الا برحمتك فاجعل لى عندك عهدا توفينيه يوم القيمة، انك لاتخلف الميعاد، فإذا قال ذلك طبع عليه بطابع ووضع تحت العرش، فإذا كان يوم القيمة، نادى مناد: اين الذين لهم عند الله عهد ؟ فيدخلون الجنة. 159 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: قوله: ” لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا ” قال: الا من دان الله بولاية امير – المؤمنين والائمة من بعده، فهو العهد عند الله. 160 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن أبى حمزة عن أبيه عن ابى بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قلت: قوله: عزوجل: وقالوا اتخذ الرحمن ولدا قال هذا حيث قالت قريش: ان لله عزوجل ولدا، وان الملائكة اناث، فقال الله تبارك وتعالى ردا عليهم: لقد جئتم شيئا ادا أي عظيما تكاد السموات يتفطرن منه يعنى مما قالوه ومما رموه به وتنشق الارض وتخر الجبال هدا مما قالوه ومما رموه به ان دعو للرحمن ولدا فقال الله تبارك وتعالى: وما ينبغى للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الا آتى الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيمة فردا واحدا واحدا. 161 – حدثنى أبى عن اسحق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة عن على عليه السلام انه قال: ان الشجر لم يزل حصيدا كله حتى دعى للرحمن ولد، عز الرحمن وجل أن يكون له ولد، وكادت السماوات أن يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر


[ 363 ]

الجبال هدا، فعند ذلك اقشعر الشجر وصار له شوك حذارا أن ينزل به العذاب و هذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 162 – وفى متصلا بقوله: واحدا واحدا، قلت: قوله عزوجل: ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا قال: ولاية أمير المؤمنين عليه السلام هي الود الذى ذكره الله عزوجل. 163 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قلت: قوله: ” ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ” قال: ولاية أمير المؤمنين هي الود الذى قال الله. 164 – في تفسير العياشي عن عمار بن سويد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في هذه الاية: ” فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك ” وذكر حديثا طويلا وفى آخره: ودعا رسول الله صلى الله عليه واله لامير المؤمنين عليه السلام في آخر صلوته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول: اللهم هب لعلى المودة في صدور المؤمنين، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين فأنزل الله: ” ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا فانما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ” بنى امية، فقال: ركع (1) والله لصاع من تمر في شن بال (2) أحب لى مما سأل محمد ربه، أفلا سأله ملكا يعضده، أو كنزا يستظهر به على فاقته ؟ فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها: ” فلعك تارك بعض ما يوحى اليك ” الاية. 165 – في مجمع البيان ” ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ” قيل فيه أقوال: أحدها انها خاصة في على عليه السلام، فما من مؤمن الا وفى قلبه محبة لعلى عليه السلام عن ابن عباس. وفى تفسير أبى حمزة الثمالى حدثنى أبو جعفر الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله لعلى: قل اللهم اجعل لى عندك عهدا، واجعل لى في قلوب


(1) كناية عن أحدهما وقد مر ايضا في سورة هود وفى المصدر ” رمع ” وهى كلمة مقلوبة. (2) الشن. القربة الصغيرة.

[ 364 ]

المؤمنين ودا، فقالهما فنزلت هذه الاية وروى نحوه عن جابر بن عبد الله الى قوله: 166 – ويؤيد القول الاول ما صح عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: لو ضربت خيشوم (1) المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بجملتها على المنافق على أن يحبنى ما أحبنى، وذلك انه قضى فانقضى على لسان النبي الامي صلى الله عليه واله أنه قال: لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق. 167 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: ” ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ” فانه قال الصادق عليه السلام كان سبب نزول هذه الاية ان امير المؤمنين كان جالسا بين يدى رسول الله صلى الله عليه واله فقال له: قل يا على: اللهم اجعل لى في قلوب المؤمنين ودا، فأنزل الله: ” ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ” ثم خاطب الله نبيه صلى الله عليه وآله فقال: فانما يسرناه بلسانك يعنى القرآن لتبشر به المتقين وتنذر قوما لدا قال: اصحاب الكلام والخصومة. 168 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال رسول الله صلى الله عليه واله: ” ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ” هو على و ” انما يسرناه بلسانك لتبشربه المتقين وتنذر به قوما لدا ” قال: انما يسره الله على لس انه حين أقام أمير المؤمنين عليه السلام علما فبشر به المؤمنين وأنذر به الكافرين، وهم الذين ذكرهم الله في كتابه ” لدا ” أي كفارا. 169 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن أبيه عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قلت: قوله تبارك وتعالى: ” فانما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ” قال: انما يسره الله عزوجل على لسان نبينا صلى الله عليه واله حين أقام امير المؤمنين صلوات الله عليه علما فبشر به المؤمنين، وانذر به الكافرين، وهم الذين ذكرهم الله تعالى: ” قوما لدا ” أي كفارا قلت: قوله عزوجل: وكم اهلكنا من قبلهم من قرن هل تحس منهم من احدا وتسمع لهم ركزا قال: أهلك الله عزوجل من الامم ما لا تحصون


[ 365 ]

فقال: يا محمد ” هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ” أي ذكرا والحمد لله. 170 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن اسباط عنهم عليهم السلام قال: فيما وعظ الله عزوجل به عيسى عليه السلام: وطئ رسوم منازل من قبلك و ادعهم وناجهم هل تحس منهم من أحد، وخذ موعظتك منهم، واعلم أنك ستحلقهم في اللاحقين.


[ 366 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تدعوا قرائة سورة طه فان الله يحبها ويحب من قرأها، ومن أدمن من قرائتها أعطاه الله يوم القيمة كتابه بيمينه ولم يحاسبه بما عمل في الاسلام، واعطى في الاخرة من الاجر حتى يرضى. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرأها اعطى يوم القيمة ثواب المهاجرين والانصار. 3 – أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه واله قال: ان الله تعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألفى عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا: طوبى لامة ينزل هذا عليها، وطوبى لاجواف تحمل هذا، وطوبى لالسن تكلم بهذا. 4 – وعن الحسن قال: قال النبي صلى الله عليه واله: لا يقرء أهل الجنة من القرآن الا يس وطه. 5 – وقد روى ان النبي صلى الله عليه واله كان برفع احدى رجليه في الصلوة ليزيد تعبه، فأنزل الله تعالى: طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى فوضعها وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام. 6 – في كتاب مقتل الحسين عليه السلام لابي مخنف رحمه الله ان على بن الحسين عليهما السلام قال لمجمع بن يزيد لعنه الله: أنا ابن من أشرقت عليه شجرة طوبى وأنا ابن من هو: ” طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى “. 7 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن القاسم بن محمد عن على عن ابى بصير عن ابي عبد الله وابي جعفر عليهما السلام قالا: كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا صلى قام على اصابع رجليه حتى تورم فأنزل الله تبارك وتعالى: ” طه ” بلغة طى يا محمد ” ما انزلنا عليك


[ 367 ]

القرآن لتشقى * الا تذكرة لمن يخشى “. 8 – في كتاب معاني الاخبار باسناده الى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واما ” طه ” فاسم من اسماء النبي صلى الله عليه واله، ومعناه: يا طالب الحق الهادى إليه ” ما انزلنا عليك القرآن لتشقى ” بل لتسعد. 9 – في اصول الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهب ابن حفص عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله عند عايشة ليلتها، فقالت: يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال: يا عايشة ألا أكون عبدا شكورا ؟ قال: وكان رسول الله صلى الله عليه واله يقوم على أطراف أصابع رجليه فأنزل الله سبحانه: ” طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى “. 10 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ولقد قام رسول الله صلى الله عليه واله عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه واصفر وجهه، يقوم الليل اجمع حتى عوتب في ذلك، فقال الله عزوجل: ” طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ” بل لتسعد به والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 11 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده الى ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه واله إذ هبط الامين جبرئيل عليه السلام، ومعه جام من البلور الاحمر مملو مسكا وعنبرا، وكان الى جنب رسول الله صلى الله عليه واله على بن أبى طالب وولده الحسن و الحسين عليهم السلام، فقال له: السلام عليك، الله يقرء عليك السلام ويحييك بعده التحية، ويأمرك ان تحيى عليا وولديه، قال ابن عباس: فلما صارت في كف رسول الله صلى الله عليه واله هلل ثلاثا وكبر ثلاثا، ثم قال بلسان ذرب (1) طلق يعنى الجام: ” بسم الله الرحمن الرحيم طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ” والحديث طويل آخذنا منه هذه الكرامة. 12 – في كتاب التوحيد عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل:


(1) لسان ذرب: فصيح

[ 368 ]

فقوله: الرحمن على العرش استوى قال أبو عبد الله عليه السلام: بذلك وصف نفسه وكذلك هو مستول على العرش، با ين من خلقه من غير أن يكون العرش حاملا له، ولا أن يكون العرش حاويا له، ولا أن يكون العرش ممتازا له، ولكنا نقول: هو حامل العرش وممسك العرش، ونقول من ذلك ما قال: ” وسع كرسيه السموات والارض ” فثبتنا من العرش والكرسي ما ثبته، ونفينا أن يكون العرش أو الكرسي حاويا وأن يكون عزوجل محتاجا الى مكان أو الى شئ مما خلق، بل خلقه محتاجون إليه. 13 – وفيه خطبة عجيبة لامير المؤمنين عليه السلام وفيها: والمستوى على العرش بلا زوال. 14 – وفيه عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يذكر فيه عظمة الله جل جلاله يقول فيه صلى الله عليه واله بعد ان ذكر الارضين السبع، ثم السماوات السبع، والبحر المكفوف، وجبال البرد، وحجب النور والهواء الذى تحار فيه القلوب: هذه السبع والبحر المكفوف، وجبال البر والهواء والحجب والكرسي عند العرش كحلقة في فلاة قى (1) ثم تلا هذه الاية: ” الرحمن على العرش استوى ” ما تحمله الاملاك الا بقول لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله، وفى روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عبد الرحمن بن ابى نجران عن صفوان عن خلف بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشم عن ابى عبد الله عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله مثله الى قوله: استوى. 15 – في كتاب التوحيد باسناده الى محمد بن مازن ان أبا عبد الله عليه السلام سئل عن قول الله عزوجل: ” الرحمن على العرش استوى ” فقال استوى من كل شئ فليس شئ أقرب إليه من شئ، وفى تفسير على بن ابراهيم مثله. 16 – ابى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسن عن صفوان ابن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” الرحمن على العرش استوى ” فقال: استوى من كل شئ. فليس شئ أقرب إليه


(1) القى – بكسر القاف -: قفر الارض والخلاء.

[ 369 ]

من شئ، لم يبعد منه بعيد ولم يقرب منه قريب، استوى من كل شئ وفى الكافي مثله سواء. 17 – وباسناده الى زادان عن سلمان الفارسى حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة مع مأة من النصارى بعد قبض رسول الله صلى الله عليه واله، وسؤاله أبا بكر عن مسائل لم يجبه عنها، ثم أرشد الى أمير المؤمنين عليه السالم فسأله عنها فاجابه، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن ربك أيحمل أو يتحمل ؟ فقال على عليه السلام: ان ربنا جل جلاله يحمل ولا يحمل قال النصراني: وكيف ذلك ونحن نجد في الانجيل: ” ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ” فقال على عليه السلام: ان الملائكة تحمل العرش وليس العرش كما تظن كهيئة السرير، ولكنه شئ محدود مخلوق مدبر وربك عزوجل مالكه، لا أنه عليه ككون الشئ على الشئ، وأمر الملائكة بحمله، فهم يحملون العرش بما أقدرهم عليه، قال النصراني: صدقت يرحمك الله. 18 – وباسناده الى الحسن بن موسى الحشاب عن بعض رجاله رفعه عن ابى عبد الله عليه السلام انه سئل عن قول الله عزوجل: ” الرحمن على العرش استوى ” فقال: استوى من كل شئ، فليس شئ اقرب إليه من شئ. 19 – وباسناده الى أبى بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: من زعم ان الله عزوجل من شئ أوفى شئ أو على شئ فقد كفر، قلت: فسر لى: قال: أعنى بالحواية من الشئ له أو بامساكه له أو من شئ سبقه. 20 – وفى رواية اخرى قال: من زعم ان الله من شئ فقد جعله محدثا، ومن زعم ان الله في شئ فقد جعله محصورا، ومن زعم انه على شئ فقد جعله محمولا. 21 – وباسناده الى مقاتل بن سليمان قال: سألت جعفر بن محمد عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” الرحمن على العرش استوى ” فقال استوى من كل شئ فليس شئ أقرب إليه من شئ. 22 – وباسناده الى الحسن بن محبوب عن حماد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:


[ 370 ]

كذب من زعم ان الله عزوجل من شئ أو في شئ أو على شئ. 23 – وباسناده الى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زعم ان الله من شئ ان في شئ أو على شئ فقد أشرك، ثم قال: من زعم ان الله من شئ فقد جعله محدثا، ومن زعم انه في شئ فقد زعم انه محصورا، ومن زعم انه على شئ فقد جعله محمولا. 24 – وباسناده الى حنان بن سدير قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن العرش والكرسي فقال: ان للعرش صفات كثيرة مختلفة، له في كل سبب وضع في القرآن صفة على حدة، فقوله: ” رب العرش العظيم ” يقول: الملك العظيم، وقوله: ” الرحمن على العرش استوى ” يقول: على الملك احتوى، وهذا ملك الكيفوفية في الاشياء، ثم العرش في الوصل منفرد من الكرسي لانهما بابان من أكبر أبواب الغيوب، وهما جميعا غيبان، وهما في الغيب مقرونان، لان الكرسي هو الباب الظاهر من الغيب الذى منه يطلع البدع، ومنه الاشياء كلها، والعرش هو الباب الباطن الذى يوجد فيه علم الكيف والكون والقدر والحد والاين والمشية، وصفة الارادة و علم الالفاظ والحركات، والترك وعلم العود والبدا، فهما في العلم بابان مقرونان، لان ملك العرش سوى ملك الكرسي، وعلمه أغيب من علم الكرسي، فمن ذلك قال: ” رب العرش العظيم ” أي صفته أعظم من صفة الكرسي، وهما في ذلك مقرونان. 25 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام قال: جاء نفر من اليهود الى رسول الله صلى الله عليه واله فسألوه عن أشياء فكان فيما سألوه عنه ان قال له أحدهم: لم صار البيت المعمور مربعا ؟ قال: لانه بحذاء العرش، فقيل له: ولم صار العرش مربعا ؟ قال لان الكلمات التى بنى عليها أربع: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 26 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قوله: ” الرحمن على العرش استوى ” يعنى استوى تدبيره وعلا أمره.


[ 371 ]

27 – وعن الحسن بن راشد قال: سئل أبو الحسن موسى عليه السلام عن قول الله: ” الرحمن على العرش استوى ” فقال: استولى على ما دق وجل. 28 – في اصول الكافي خطبة مروية عن أمير المؤمنين عليه السلام وفيها: والمستوى على العرش بغير زوال. 29 – في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد الى المأة قال له اليهودي: فربك يحمل أو يحمل ؟ قال: ان ربى يحمل كل شئ بقدرته، ولا يحمله شئ، قال: فيكف قوله عزوجل: ” ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ” ؟ قال: يا يهودى ألم تعلم ان لله ما في السموات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى فكل شئ على الثرى والثرى على القدرة، والقدرة تحمل كل شئ. 30 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن النبي صلى الله عليه واله يذكر فيه عظمة الله جل جلاله وفيه يقول عليه السلام بعد ان ذكر الارضين السبع وما فيهن وما عليهن: والسبع ومن فيهن و من عليهن، على ظهر الديك كحلقة في فلاة قى، والديك له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب، ورجلاه بالتخوم والسبع، والديك فمن فيه ومن عليه على الصخرة كحلقة في فلاة قى، والسبع والديك والصخرة بمن فيها ومن عليها على ظهر الحوت كحلقة في فلاة قى، والسبع والديك والصخرة والحوت عند البحر المظلم كحلقة في فلاة، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم عند الهواء كحلقة في فلاة قى، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء عند الثرى كحلقة في فلاة قى، ثم تلا هذه الاية: له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى ثم انقطع الخبر. في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبى – نجران عن صفوان عن خلق بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشمي عن أبى عبد الله (ع) عن النبي صلى الله عليه واله مثله. 31 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى محمد بن يعقوب عن على بن محمد باسناده رفعه قال: قال على عليه السلام ليهودي وقد سأله عن مسائل: اما قرار هذه الارض


[ 372 ]

لا يكون الا على عاتق ملك، وقدما ذلك الملك على صخرة، والصخرة على قرن ثور والثور قوائمه على ظهر الحوت، والحوت في اليم الاسفل، واليم على الظلمة، والظلمة على العقيم، والعقيم على الثرى، وما يعلم ما تحت الثرى الا الله تعالى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 32 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن على بن مهزيار عن العلاء المكفوف عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله (ع) قال: سئل عن الارض على أي شئ هي ؟ قال: على الحوت، قيل له: فالحوت على أي شئ هو ؟ قال: على الماء، فقيل له: الماء على أي شئ هو ؟ قال: على الثرى قيل له: فالثرى على أي شئ هو ؟ قال: عند ذلك انقضى علم العلماء. 33 – محمد بن ابي عبد الله عن سهل عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبان بن تغلب قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن الارض على أي شئ هي ؟ قال: على الحوت: قلت: فالحوت على أي شئ هو ؟ قال: على الماء، قلت: فالماء على أي شئ هو ؟ قال: على الصخرة، قلت: فعلى أي شئ الصخرة ؟ قال: على قرن ثور املس، قلت فعلى أي شئ الثور ؟ قال: على الثرى ؟ قلت: فعلى أي شئ الثرى ؟ قال: هيهات هيهات عند ذلك ضل علم العلماء. في روضة الكافي محمد بن أحمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبان بن تغلب عن ابي عبد الله عليه السلام مثله. 34 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد وعبد الله بن عامر عن محمد بن سنان عن محمد الجعفي قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول وقد ذكر ائمة الهدى عليهم السلام -: جعلهم الله أركان الارض أن تميد بأهلها، والحجة البالغة على من في الارض ومن تحت الثرى. 35 – في اصول الكافي باسناده الى المفضل بن عمر عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه الائمة عليهم السلام وفيه: جعهلم الله أركان الارض أن تميد بأهلها، وحجته البالغة على من فوق الارض ومن تحت الثرى. 36 – وباسناده الى سعيد الاعرج عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه حال الائمة عليهم السلام وفيه: جعلهم الله أركان الارض أن تميد بهم، والحجة البالغة


[ 373 ]

على من فوق الارض ومن تحت الثرى. 37 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن على ما جيلويه رضى الله عنه قال: حدثنى عمى محمد بن أبى القاسم عن محمد بن على الكوفى قال: حدثنى موسى بن سعدان الحناط عن عبد الله بن القاسم عن عبد الله بن مسكان عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: يعلم السر وأخفى قال: السر ماأكننته (1) في نفسك وأخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته. 38 – في مجمع البيان وروى عن السيدين الباقر والصادق عليهما السلام: السر ما أخفيته في نفسك، وأخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته. 39 – له الاسماء الحسنى روى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال ان لله سبحانه تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة. 40 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: آتيكم منها بقبس يقول: آتيكم بقبس من النار تصطلون من البرد أو اجد على النار هدى كان قد اخطأ الطريق يقول: أو أجد على النار طريقا. 41 – وفيه وقوله عزوجل: فاخلع نعليك قال: كانتا من جلد حمار ميت. 42 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى سعد بن عبد الله القمى عن الحجة القائم عليه السلام حديث طويل وفيه: قلت فأخبرني يا بن رسول الله عن أمر الله لنبيه موسى: ” فاخلع نعليك انك بالواد المقدس ” فان فقهاء الفريقين يزعمون انها كانت من إهاب الميتة ؟ قال صلوات الله عليه: من قال ذلك فقد افترى على موسى عليه السلام، واستجهله في نبوته، لانه ما خلا الامر فيها من خطيئتين: اما ان تكون صلوة موسى فيها جائزة أو غير جائزة، فان كانت صلوته جائزة جاز له لبسها في تلك البقعة إذا لم تكن مقدسة، وان كانت مقدسة مطهرة فليست بأقدس وأطهر من الصلوة، وان كانت صلوته غير جائزة فيها فقد أوجب على موسى عليه السلام انه لم يعرف


(1) وفى نسخة ” ما أسكنته ” مكان ” أكننته “.

[ 374 ]

الحلال من الحرام، وعلم ما جاز فيه الصلوة وما لم يجز وهذا كفر، قلت: فأخبرني يا مولاى عن التأويل فيها، قال صلوات الله عليه: ان موسى ناجى ربه بالواد المقدس فقال: يا رب انى قد أخلصت لك المحبة منى، وغسلت قلبى عمن سواك، وكان شديد – الحب لاهله، فقال الله تعالى: ” اخلع نعليك ” أي انزع حب أهلك من قلبك ان كانت محبتك لى خالصة، وقلبك من الميل الى من سواى مغسول. 43 – وروى انه أمر بخلعهما لانهما كانا من جلد حمار ميت. 44 – وروى في قوله عزوجل: ” فاخلع نعليك ” أي خوفيك: خوفك من ضياع أهلك، وخوفك من فرعون، (1) 45 – وروى عن الصادق عليه السلام انه قال لبعض أصحابه: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فان موسى بن عمران خرج ليقبس لاهله نارا، فرجع إليهم وهو رسول نبى. 46 – في مجمع البيان وقال الصادق عليه السلام حدثنى أبى عن جدى عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فان موسى بن عمران خرج يقتبس لاهله نارا، فكلمه الله عزوجل فرجع نبيا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 47 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله صلى الله عليه واله فقال: أخبرني عن الوادي المقدس ؟ فقال: لانه قدست فيه الارواح واصطفيت فيه الملائكة، وكلم الله عزوجل موسى تكليما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 48 – في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” فاخلع نعليك انك بالواد المقدس طوى ” قال: كانتا من جلد حمار ميت. 49 – في الخرائج والجرائح قال على بن أبي حمزة: كنت مع موسى عليه السلام بمنى ثم مضى الى دار بمكة فأتيته وقد صلى المغرب، فدخلت عليه فقال: ” اخلع نعليك


(1) ” روى في كتاب العلل هذين الحديثين اعني: كونهما من جلد حمار ميت، وقوله: أي خوفيك إلى آخره مسندين عن الصادق عليه السلام الا انه في كتاب العلل: يعنى ارفع خوفيك يعنى خوفه من ضياع أهله فقد خلفها بمخض، وخوفه من فرعون – منه (ره) ” (عن هامش بعض النسخ)

[ 375 ]

انك بالواد المقدس ” فخلعت نعلي وجلست معه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 50 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ومحمد ابن خالد جميعا عن القاسم بن عروة عن عبيد بن زرارة عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا فاتتك صلوة فذكرتها في وقت أخرى فان كنت تعلم انك إذا صليت التى فاتتك كنت من الاخرى في وقت فابدأ بالتى فاتتك، فان الله عزوجل: يقول: أقم الصلوة لذكرى وان كنت تعلم انك إذا صليت التى فاتتك التى بعدها فابدأ بالتى أنت في وقتها، فصلها ثم اقم الاخرى. 51 – في مجمع البيان وقيل: معناه أقم الصلوة متى ذكرت ان عليك صلوة كنت في وقتها أم لم تكن عن أكثر المفسرين وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام ويعضده ما رواه انس عن النبي صلى الله عليه واله قال: من نسى صلوة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها غير ذلك، وقرأ: اقم الصلوة لذكرى رواه مسلم في الصحيح. 52 – في تفسير على بن ابراهيم ” وأقم الصلوة لذكرى ” قال: إذا نسيتها ثم ذكرتها فصلها. 53 – وفيه وقال على بن ابراهيم في قوله: ان الساعة آتية كاد اخفيها قال: من نفسي، هكذا نزلت، قلت: كيف يخفيها من نفسه ؟ قال: جعلها من غير وقت. 54 – في مجمع البيان وروى عن ابن عباس ” أكاد اخفيها من نفسي ” وهى كذلك في قرائة أبى وروى ذلك عن الصادق عليه السلام. 55 – في جوامع الجامع وفى مصحف أبى ” اكاد اخفيها من نفسي ” وروى ذلك عن الصادق عليه السلام. 56 – في كتاب طب الائمة عليهم السلام باسناده الى جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام قال: وقال الله عزوجل: في قصة موسى عليه السلام ” ادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ” يعنى من غير مرض والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وذكرناه هنا وان كانت آية القصص لتفسير من غير سوء وسنذكرها فيها انشاء الله تعالى.


[ 376 ]

57 – في جوامع الجامع روى انه كان عليه السلام ادم، فأخرج يده من مدرعته بيضاء لها شعاع كشعاع الشمس يغشى البصر. 58 – في مجمع البيان عن ابن عباس عن أبى ذر الغفاري قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه واله يوما من الايام صلوة الظهر، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده الى السماء وقال: اللهم انى سألت في مسجد رسول الله فلم يعطنى أحد شيئا، و كان على عليه السلام راكعا فأومى بخنصره اليمنى إليه، وكان يتختم فيها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين النبي صلى الله عليه واله، فلما فرغ النبي من صلوته رفع رأسه الى السماء وقال: اللهم ان أخى موسى سألك فقال: رب اشرح لى صدري و يسر لى أمرى واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولى وجعل لى وزيرا من اهلي هرون اخى اشدد به ازرى واشركه في أمرى فأنزلت عليه قرآنا ناطقا: سنشد عضدك باخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون اليكما اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك اللهم فاشرح صدري، ويسر لى أمرى، واجعل لى وزيرا من أهلى، عليا اشدد به ظهرى، قال أبو ذر: فوالله ما استتم رسول الله صلى الله عليه واله الكلمة حتى نزل عليه جبرئيل من عند الله، فقال: يا محمد اقرأ، قال: وما اقرأ ؟ قال: اقرأ: ” انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون ” الاية. 59 – في قرب الاسناد للحميري باسناده الى جعفر بن محمد عن أبيه عليهما – السلام قال: وقف النبي صلى الله عليه واله بمعرج ثم قال: اللهم ان عبدك دعاك فاستجبت له، وألقيت عليه محبة منك، وطلب منك أن تشرح له صدره وتيسر له أمره وتجعل له وزيرا من أهله وتحل العقدة من لسانه، وأنا اسألك بما سألك به عبدك موسى ان تشرح به صدري وتيسر لى أمرى، وتجعل لى وزيرا من أهلى عليا أخى. 60 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى هشام بن سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: الحسن أفضل ام الحسين ؟ فقال: الحسن أفضل من الحسين. قلت: فكيف صارت الامامة من بعد الحسين في عقبه


[ 377 ]

دون ولد الحسن ؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى لم يرد بذلك الا أن يجعل سنة موسى و هارون جارية في الحسن والحسين عليهما السلام، ألا ترى انهما كانا شريكين في النبوة كما كان الحسن والحسين شريكين في الامامة وان الله عزوجل جعل النبوة في ولد هارون ولم تجعلها في ولد موسى، وان كان موسى أفضل من هارون عليهما السلام. في جوامع الجامع وعن ابن عباس كان في لسان موسى عليه السلام رتة (1) لما روى من حديث الجمرة. 61 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: وكان فرعون يقتل أولاد بنى اسرائيل كلما يلدون ويربى موسى ويكرمه، ولا يعلم أن هلاكه على يده، فلما درج موسى كان يوما عند فرعون فعطس موسى فقال: الحمد لله رب العالمين فأنكر فرعون ذلك عليه وقال: ما هذا الذى تقول ؟ فوثب موسى على لحيته وكان طويل اللحية، فهلبها أي قلعها فألمه الما شديدا، فهم فرعون بقتله فقالت له امرأته: هذا غلام حدث لا يدرى ما يقول وقد لطمته بلطمتك اياه، فقال فرعون: بل يدرى، فقالت له: ضع بين يديه تمرا وجمرا فان ميز بينهما فهو الذى تقول، فوضع بين يديه تمرا وجمرا وقال له: كل، فمد يده الى التمر فجاء جبرئيل عليه السلام فصرفها الى الجمر فأخذ الجمر في فيه فاحترق لسانه وصاح وبكى، فقالت آسية لفرعون: ألم أقل لك انه لم يعقل فعفى عنه. قال الراوى: فقلت لابي جعفر عليه السلام: وكان هارون أخا موسى للام وأبيه ؟ قال: نعم، أما تسمع قول الله تعالى: ” يا بن ام لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي ” ؟ فقلت: فأيهما كان أكبر سنا ؟ قال: هارون، قلت: وكان الوحى ينزل عليهما جميعا ؟ قال: كان الوحى ينزل على موسى وموسى يوحيه الى هارون. فقلت له: أخبرني عن الاحكام


(1) الرتة بالضم -: العقدة في اللسان والعجمة في الكلام، وقيل: الرتة كالريح تمنع منه اول الكلام فإذا جاء منه انصل.

[ 378 ]

والقضايا والامر والنهى كان ذلك اليهما ؟ قال: كان الذى يناجى ربه ويكتب العلم ويقضى بين بنى اسرائيل موسى، وهارون يخلفه إذا غاب من قومه للمناجاة، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وستقف عليه بتمامة في القصص انشاء الله تعالى. 62 – في ارشاد المفيد رحمه الله أن النبي صلى الله عليه واله لما أراد الخروج الى غزوة تبوك استخلف أمير المؤمنين عليه السلام في أهله وولده وأزواجه ومهاجره فقال له: يا على ان المدينة لا تصلح الا بى أو بك، فحسده أهل النفاق وعظم عليهم مقامه فيها بعد خروج النبي صلى الله عليه وآله، وعلموا أنها تتحرس به ولا يكون للعدو فيها مطمع، فساءهم ذلك لما يرجونه من وقوع الفساد الاختلاف عند خروج النبي صلى الله عليه وآله عنها فأرجفوا به (ع) وقالوا: لم يستخلفه رسول الله اكراما له ولا اجلالا ومودة وانما استخلفه استثقالا له، فلما بلغ أمير المؤمنين (ع) ارجاف المنافقين به أراد تكذيبهم وفضيحتهم، فلحق بالنبي صلى الله عليه وآله فقال: يارسول الله ان المنافقين يزعمون انك انما خلفتني استثقالا ومقتا فقال رسول الله: ارجع يا أخي الى مكانك فان المدينة لا تصلح الا بى أو بك فأنت خليفتي في أهلى ودار هجرتى وقومي، أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبى بعدى ؟. 63 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما حملت به امه لم يظهر حملها الا عند وضعها له، وكان فرعون قد وكل بنساء بنى اسرائيل نساء من القبط يحفظوهن وذلك لما كان بلغه عن بنى اسرائيل انهم يقولون: انه يولد فينا رجل يقال له: موسى بن عمران، يكون هلاك فرعون وأصحابه على يده، فقال فرعون عند ذلك: لاقتلن ذكور أولادهم حتى لا يكون ما يريدون، وفرق بين الرجال والنساء وحبس الرجال في المحابس، فلما وضعت ام موسى بموسى عليه السلام نظرت إليه وحزنت عليه واغتمت و بكت، وقالت: تذبح الساعة، فعطف الله الموكلة بها عليه، فقالت لام موسى: ما لك قد اصفر لونك ؟ فقالت: أخاف أن يذبح ولدى، فقالت: لا تخافى وكان موسى لا يراه


[ 379 ]

أحد الا أحبه، وهو قول الله: والقيت عليك محبة منى فأحبته القبطية الموكلة بها. 64 – في تفسير العياشي عن المفضل قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله ” فالق الحب والنوى ” قال: الحب المؤمن، وذلك قوله: وألقيت عليك محبة منى والنوى: الكافر الذى نأى عن الحق فلم يقبله. 65 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسن بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فلقد ألقى الله على موسى عليه السلام محبة منه ؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ولقد أعطى الله محمدا ما هو أفضل منه، لقد ألقى الله عزوجل عليه محبة منه فمن هذا الذى يشركه في هذا الاسم إذ تم من الله عزوجل به الشهادة، فلا تتم الشهادة الا أن يقال: أشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمدا رسول الله، ينادى به على المنابر فلا يرفع صوت بذكر الله عزوجل الا رفع بذكر محمد عليه السلام معه. 66 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله: الموكلة بها: وأنزل الله على ام موسى التابوت ونوديت امه: ضعيه في التابوت فاقذفيه في اليم وهو البحر، ولا تخافى ولا تحزني انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين فوضعته في التابوت وأطبقته عليه و ألقته في النيل، وكان لفرعون قصور على شط النيل منزهات، فنظر من قصره ومعه آسية امرأته الى سواد في النيل ترفعه الامواج والرياح تضربه حتى جاءت به الى باب قصر فرعون فأمر فرعون بأخذه، فأخذ التابوت ورفع إليه، فلما فتحه وجد فيه صبيا فقال: هذا اسرائيلي فألقى الله عزوجل في قلب فرعون لموسى محبة شديدة وكذلك في قلب آسية، وأراد فرعون أن يقتله، فقالت آسية: لا تقتله عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون أنه موسى ولم يكن لفرعون ولد فقال: أعطوه امرأة تربيه، فجاؤا بعدة من نساء قد قتل أولادهن فلم يشرب لبن أحد من النساء الى قوله عليه السلام: فلما لم يفعل موسى يأخذ ثدى أحد من النساء اغتم فرعون غما شديدا، فقالت اخته: ” هل أدلكم على اهل بيت يكفلونه لكم و هم له ناصحون ” ؟ فقال: نعم، فجائت بامه فلما اخذته في حجرها والقمته ثديها التقمته


[ 380 ]

وشرب، ففرح فرعون وأهله وأكرموا امه، فقالوا لها: ربيه لنا ولك من الكرامة ما تختارين، والى قوله: قال الراوى: فقلت لابيجعفر عليه السلام: فكم مكث موسى غايبا من امه حتى رده الله عليها ؟ قال: ثلثة ايام. 67 – في مجمع البيان وقتلت نفسا فنجيناك من الغم قال: كان قتل قبطيا كافرا، عن ابن عباس وروى عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال: رحم الله أخى موسى قتل رجلا خطئا وكان ابن اثنتى عشرة سنة. قال من عز من قائل: فلبثت سنين في اهل مدين. 68 – في تفسير على بن ابراهيم عند قوله: ” أيما الاجلين قضيت فلا عدوان على ” قال: قلت للصادق عليه السلام: أي الاجلين قضى ؟ قال: أتمها عشر حجج. 69 – في كتاب علل الشرايع حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري رضى الله عنه عن عمه أبي عبد الله محمد بن شاذان قال: حدثنا الفضل بن شاذان عن محمد بن أبي عمير قال: قلت: لموسى بن جعفر عليه السلام: أخبرني عن قول الله عزوجل لموسى: اذهبا إلى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى فقال: اما قوله: ” فقولا له قولا لينا ” أي كنياه وقولا له يا با مصعب، وكان كنية فرعون أبا مصعب الوليد بن مصعب، اما قوله: ” لعله يتذكر أو يخشى ” فانما قال ليكون أحرص لموسى على الذهاب وقد علم الله عزوجل ان فرعون لا يتذكر ولا يخشى الا عند رؤية البأس، ألا تسمع الله عزوجل يقول: ” حتى إذا ادركه الغرق قال آمنت انه لا اله الا الذى آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين ” فلم يقبل الله ايمانه وقال: ” الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين “. 70 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: حدثنى رجل من ولد عدى بن حاتم عن أبيه عن جده عدى بن حاتم وكان مع أمير المؤمنين عليه السلام في بعض حروبه ان عليا عليه السلام قال ليلة الهرير بصفين حين التقى مع معاوية رافعا صوته يسمع أصحابه: لاقتلن معاوية وأصحابه، ثم قال في آخر قوله: ان


[ 381 ]

شاء الله يخفض به صوته وكنت منه قريبا فقلت: يا أمير المؤمنين انك حلفت على ما قلت ثم استثنيت فما أردت بذلك ؟ فقال: ان الحرب خدعة وانا عند أصحابي صدوق، فأردت ان أطمع أصحابي في قولى كيلا يفشلوا ولا يفروا فافهم، فانك تنفع بهذا بعد اليوم ان شاء الله تعالى. 71 – في الكافي مثل ما نقلنا عن تفسير على بن ابراهيم من حديث هارون بن مسلم وفى آخره بعد قوله: ان شاء الله تعالى: واعلم ان الله جل ثناؤه قال لموسى عليه السلام حين أرسله الى فرعون ” فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ” وقد علم انه لا يتذكر ولا يخشى، ولكن ليكون ذلك أحرص لموسى عليه السلام على الذهاب. 72 – في اصول الكافي باسناده الى عبد الله بن ابراهيم الجعفري قال: كتب أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام الى يحيى بن عبد الله بن الحسن: اما بعد فانى احذرك ونفسي وأعدك أليم عذابه وشديد عقابه، وتكامل نقماته وأوصيك ونفسي بتقوى الله فانها زين الكلام، وتثبيت النعم الى قوله: احذرك معصية الخليفة واحثك على بره وطاعته، وان تطلب لنفسك امانا قبل أن تأخذك الاظفار ويلزمك الخناق من كل مكان، فتروح الى النفس من كل مكان، ولا تجده حتى يمن الله عليك بمنه وفضله ورقة الخليفة أبقاه الله فيؤمنك ويرحمك، ويحفظ فيك أرحام رسول الله صلى الله عليه واله والسلام على من اتبع الهدى انا قد اوحى الينا أن العذاب على من كذب وتولى. 73 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن ابراهيم بن ميمون عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: أعطى كل شئ خلقه ثم هدى قال: ليس شئ من خلق الله الا وهو يعرف من شكله الذكر من الانثى قلت: ما يعنى ثم هدى ؟ قال: هداه للنكاح والسفاح من شكله. 74 – في اصول الكافي عنه (1) عن اسمعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن


(1) ” قبله عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى. مناره ” (عن هامش بعض النسخ).

[ 382 ]

سليمان بن عمرو النخعي قال: وحدثني الحسين بن سيف عن أخيه على عن سليمان عمن ذكره عن أبى جعفر عليه السلام ثم قال: وباسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال قال النبي صلى الله عليه واله: أن خياركم أولوا النهى قيل: يا رسول الله ومن أولوا النهى ؟ قال: هم أولوا الاخلاق – الحسنة والاحلام الرزينة (1) وصلة الارحام، والبررة بالامهات والاباء، والمعاهدين للفقراء والجيران، ويطعمون الطعام، ويفشون السلام في العالم، ويصلون والناس نيام غافلون. 75 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن مروان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ان في ذلك لايات لاولى النهى قال: نحن والله أولوا النهى قلت: ما معنى اولى النهى ؟ قال: ما أخبر الله به رسول الله مما يكون بعده من ادعاء أبى فلان الخلافة والقيام بها، والاخر من بعده، والثالث من بعدهما، وبنى امية، فأخبر رسول الله صلى الله عليه واله وكان كما أخبر الله به نبيه وكما أخبر رسول الله صلى الله عليه واله عليا وكما انتهى الينا من على فيما يكون من بعده من الملك في بنى امية وغيرهم، فهذه الاية التى ذكرها الله في الكتاب: ” ان في ذلك لايات لاولى النهى ” الذى انتهى الينا علم ذلك كله، فصبرنا لامر الله عزوجل، فنحن قوام الله على خلقه وخزانه على دينه، نخزنه ونستره ونكتم به من عدونا كما كتم رسول الله صلى الله عليه واله حتى أذن الله له في الهجرة، وجاهد المشركين فنحن على منهاج رسول الله صلى الله عليه واله حتى يأذن لنا في اظهار دينه بالسيف، وندعوا الناس إليه فنصيرهم عليه عودا كما صيرهم رسول الله صلى الله عليه واله بدوا. 76 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى عبد الرحمن بن حماد قال: سألت أبا ابراهيم عليه السلام عن الميت لم يغسل غسل الجنابة ؟ قال: ان الله تبارك وتعالى أعلى و أخلص من أن يبعث الاشياء بيده، ان الله تبارك وتعالى ملكين خلاقين فإذا أراد أن يخلق خلقا أمر أولئك الخلاقين، فأخذوا من التربة التى قال الله عزوجل في كتابه:


(1) الرزينة: الاصيلة.

[ 383 ]

منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى فعجنوها بالنطفة المسكنة في الرحم، فإذا عجنت النطفة بالتربة قالا: يا رب ما نخلق ؟ قال: فيوحى الله تبارك وتعالى ما يريد من ذلك: ذكرا أو أنثى مؤمنا أو كافرا، اسود أو ابيض. شقيا أو سعيدا، فان مات سالت منه تلك النطفة بعينها لا غيرها، فمن ثم صار الميت يغسل غسل الجنابة. 77 – وباسناده الى أبى عبد الله القزويني قال: سألت أبا جعفر محمد بن على عليهما السلام لاى علة يولد الانسان هيهنا ويموت في موضع آخر ؟ قال: لان الله تبارك وتعالى لما خلق خلقه خلقهم من أديم الارض فمرجع كل انسان الى تربته. 78 – وباسناده الى أحمد بن على الراهب قال: قال رجل لامير المؤمنين عليه السلام: يا ابن عم خير خلق الله ما يعنى السجدة الاولى ؟ فقال: تأويله: اللهم أنك منها خلقتني يعنى من الارض، ورفع رأسك ومنها أخرجتنا، والسجدة الثانية واليها تعيدنا ورفع رأسك من الثانية ومنها تخرجنا تارة اخرى. 79 – في الكافي على بن محمد بن عبد الله عن ابراهيم بن اسحق عن محمد بن سليمان الديلمى عن أبيه عن ابى عبد الله عن ابى جعفر عليهما السلام قال: ان الله عزوجل خلق خلاقين، فإذا أراد أن يخلق خلقا أمرهم فأخذوا من التربة التى قال في كتابه: ” منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى ” فعجن النطفة بتلك التربة التى يخلق منها بعد ان أسكنها الرحم أربعين ليلة، فإذا تمت له أربعة أشهر قالوا: يا رب نخلق ماذا ؟ فيأمرهم بما يريد من ذكر أو انثى أبيض أو أسود، فإذا خرجت الروح من البدن خرجت هذه النطفة بعينها منه كائنا ما كان، صغيرا أو كبيرا ذكرا أو أنثى، فلذلك يغسل الميت غسل الجنابة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 80 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن مسكان عن محمد ابن مسلم عن أحمدهما عليهما السلام قال: من خلق من تربة دفن فيها.


[ 384 ]

81 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحجال عن ابن بكير عن أبى – منهال عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان النطفة إذا وقعت في الرحم بعث الله عزوجل ملكا فأخذ من التربة التى يدفن فيها، فماثها في النطفة فلا يزال قلبه يحن إليها (1) حتى يدفن فيها. 82 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: لم يوجس موسى خيفة على نفسه اشفق من غلبة الجهال ودول الضلال. 83 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وعن معمر بن راشد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان موسى عليه السلام لما القى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال: اللهم انى اسألك بحق محمد وآل محمد لما امنتني قال الله عزوجل: لا تخف انك أنت الاعلى والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. قال عز من قائل: فاولئك لهم الدرجات العلى 84 – في اصول الكافي عن عمار الساباطى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله تعالى: ” أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواهم جهنم وبئس المصير هم درجات عند الله ” فقال: الذين اتبعوا رضوان الله هم الائمه، وهم والله يا عمار درجات المؤمنين، وبولايتهم ومعرفتهم ايانا يضاعف لهم أعمالهم، ويرفع الله لهم الدرجات العلى. في تفسير العياشي عن عمار بن مروان عن أبى عبد الله عليه السلام نحوه. 85 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام في اثناء كلام طويل: فان موسى عليه السلام قد ضرب له في البحر طريق فهل فعل لمحمد شئ من هذا ؟ فقال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى ما هو أفضل من هذا، خرجنا معه الى حنين فإذا نحن بواد يشخب (2) فقدرناه فإذا هو


(1) ماث الشئ بالشئ: خلطه – وحن إليه: اشتاق. (2) أي يسيل.

[ 385 ]

اربع عشرة قائمة فقالوا يا رسول الله العدو من ورائنا والوادى امامنا كما قال اصحاب موسى ” انا لمدركون ” فنزل رسول الله صلى الله عليه واله ثم قال: اللهم انك جعلت لكل مرسل دلالة فأرني قدرتك وركب صلوات الله عليه فرسه، فعبرت الخيل لا تندى (1) حوافرها والابل لا تندى أخفافها، فرجعنا فكان فتحنا (2) 86 – في كتاب طب الائمة عليهم السلام على بن عروة الاهوازي قال: حدثنا الديلمى عن داود الرقى عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: من كان في سفر فخاف اللصوص والسبع فليكتب على عرف دابته (3) لا تخاف دركا ولا تخشى فانه يأمن باذن الله عزوجل، قال داود الرقى: فحججت فلما كنا بالبادية جاء قوم من الاعراب فقطعوا على القافلة وأنا فيهم، فكتبت على عرف حملي: ” لا تخاف دركا ولا تخشى ” فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه واله بالنبوة وخصه بالرسالة، وشرف أمير المؤمنين بالامامة، ما نازعنى أحد منهم، اعماهم الله عنى. 87 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن تفسير الكلبى محمد عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس ان جبرئيل قال لرسول الله صلى الله عليه واله ونقل حديثا طويلا في حال فرعون وقومه وفيه وانما قال لقومه: ” أنا ربكم الاعلى ” حين انتهى فرآه قد يبست فيه الطريق، فقال لقومه: ترون البحر قد يبس من فرقى فصدقوه لما رأوا ذلك، فذلك قوله: وأضل فرعون قومه وما هدى. 88 – في بصائر الدرجات عبد الله بن محمد عن موسى بن القاسم عن جعفر بن محمد عن سماعة عن بن عبد الله بن مسكان عن الحكم بن الصلت عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خذوا بحجزة هذا الانزع يعنى عليا فانه الصديق الاكبر، وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل، من أحبه هداه الله، ومن أبغضه أضله الله، ومن


(1) الى لا تبتل. (2) وفى البحار ” فكان فتحنا فتحا “. (3) العرف – بالضم – الشعر النابت في محدب رقبة الفرس.

[ 386 ]

تخلف عنه محقه الله، منه سبطاى السحن والحسين وهما ابناى، ومن الحسين الائمة الهداة، أعطاهم الله فهمي، وعلمي، فأحبوهم وتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم، فيحل عليكم غضب من ربكم، ومن يحلل عليه غضب من ربه فقد هوى، وما الحيوة الدنيا الا متاع الغرور. 89 – في كتاب التوحيد باسناده الى حمزة بن الربيع عمن ذكره قال: كنت في مجلس أبي جعفر عليه السلام إذ دخل عليه عمرو بن عبيد فقال له: جعلت فداك قول الله تبارك وتعالى: ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى ما ذلك الغضب ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: هو العقاب يا عمرو انه من زعم ان الله عزوجل زال من شئ الى شئ فقد وصفه صفة مخلوق، ان الله عزوجل لا يستفزه شئ ولا يغيره. 90 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى ان عمرو بن عبيد وفد على محمد بن على الباقر عليهما السلام لامتحانه بالسؤال عنه، فقال له: جعلت فداك اخبرني عن قوله تعالى: ” ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى ” ما غضب الله ؟ فقال: أبو جعفر عليه السلام: غضب الله تعالى عقابه، يا عمرو من ظن ان الله يغيره شئ فقد كفر. 91 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: ان الله تبارك وتعالى لا يقبل الا العمل الصالح، ولا يقبل الله الا الوفاء بالشروط والعهود، فمن وفى لله عزوجل بشرطه واستعمل ما وصف في عهده نال ما عنده، و استكمل وعده، ان الله تبارك وتعالى أخبر العباد بطرق الهدى وشرع لهم فيها المنار، وأخبرهم كيف يسلكون، فقال: وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى وقال: ” انما يتقبل الله من المتقين ” فمن اتقى الله فيما أمره لقى الله مؤمنا بما جاء به محمد صلى الله عليه واله. 92 – على بن ابراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال جميعا عن أبى جميلة عن خالد بن عمار عن


[ 387 ]

سدير قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام وهو داخل وأنا خارج وأخذ بيدى، ثم استقبل البيت فقال: يا سدير انما أمر الناس ان يأتوا هذه الاحجار فيطوفوا بها، ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا، وهو قول الله: ” وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ” ثم أومى بيده الى صدره: الى ولايتنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 93 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” وانى لغفار لمن تاب وآمن و عمل صالحا ثم اهتدى ” قال: الى الولاية. حدثنا أحمد بن على قال: حدثنا الحسين بن عبد الله عن السندي بن محمد عن أبان عن الحارث بن عمر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ” وانى لغفار لمن تاب و آمن وعمل صالحا ثم اهتدى ” قال: ألا ترى كيف اشترط ولم ينفعه التوبة والايمان والعمل الصالح حتى اهتدى، والله لو جهد أن يعمل ما قبل منه حتى يهتدى، قال: قلت: الى من ؟ جعلني الله فداك قال: الينا. 94 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده الى النبي صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه يقول لعلى عليه السلام: ولقد ضل من ضل عنك، ولن يهتدى الى الله من لم يهتد اليك والى ولايتك، وهو قول ربى عزوجل: ” وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ” يعنى لى ولايته. 95 – في مجمع البيان وقال أبو جعفر عليه السلام ثم ” اهتدى ” الى ولايتنا أهل البيت، فوالله لو ان رجلا عبد الله عمره ما بين الركن والمقام ثم مات ولم يجئ بولايتنا لاكبه الله في النار على وجهه، رواه الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده، وأورده العياشي في تفسيره بعدة طرق. 96 – في تفسير العياشي عن أبى عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: ” وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ” قال لهذه الاية تفسير يدل ذلك التفسير على ان الله لا يقبل من أحد عملا الا ممن لقيه بالوفاء منه بذلك التفسير،


[ 388 ]

وما اشترط فيه على المؤمنين، قال: انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ” يعنى كل ذنب عمله العبد، وان كان به عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربه. 97 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو الجارود وأبو الصباح الكنانى عن الصادق عليه السلام وأبو حمزة عن السجاد عليه السلام في قوله: ” ثم اهتدى ” الينا اهل البيت، 98 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن حماد بن عيسى فيما اعلم عن يعقوب ابن شعيب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” الا من تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ” قال: الى ولايتنا والله، أما ترى كيف اشترط عزوجل ؟. 99 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: المشتاق لا يشتهى طعاما ولا يلتذ شرابا، ولا يستطيب رقادا، ولا يأنس حميما، ولا يأوى دارا، و لا يسكن عمرانا، ولا يلبس لباسا، ولا يقر قرارا، ويعبد الله ليلا ونهارا، راجيا بأن يصل الى ما يشتاق إليه ويناجيه بلسان شوقه معبرا عما في سريرته، كما أخبر الله عن موسى بن عمران عليه السلام في ميعاد ربه بقوله: وعجلت اليك رب لترضى وفسر النبي صلى الله عليه واله عن حاله انه ما أكل ولا شرب ولا نام ولا اشتهى شيئا من ذلك في ذهابه ومجيئه أربعين يوما شوقا الى ربه. 100 – في محاسن البرقى عنه عن محمد بن سنان عن عبد الله بن مسكان واسحق ابن عمار عن عبيدالله بن الوليد الوصافى عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان فيما ناجى الله به موسى أن قال: يا رب هذا السامري صنع العجل، الخوار من صنعه ؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: ان تلك فتنتى فلا تفحص عنها. 101 – في مجمع البيان عند قوله تعالى: ويذرك وآلهتك وروى انه كان يأمرهم ايضا بعبادة البقر، ولذلك اخرج السامري لهم عجلا جسدا له خوار وقال: هذا الهكم واله موسى. 102 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن السحق بن الهيثم عن سعد بن


[ 389 ]

طريف عن الاصبغ بن نباتة ان عليا عليه السلام سئل عن قول الله تبارك وتعالى: ” وسع كرسيه السماوات والارض ” قال: السماوات والارض وما بينهما من مخلوق في جوف الكرسي وله أربعة املاك يحملونه باذن الله، فأما ملك منهم ففى صورة الادميين، الى أن قال عليه السلام: والملك الرابع في صورة الاسد وهو سيد السباع، وهو يرغب الى الله ويتضرع إليه ويطلب الشفاعة والرزق لجميع السباع، ولم يكن من هذه الصور أحسن من الثور، ولا أشد انتصابا منه حتى اتخذ الملاء من بنى اسرائيل العجل، فلما عكفوا عليه وعبدوه من دون الله خفض الملك الذى في صورة الثور رأسه استحياءا من الله أن عبد من دون الله شئ يشبهه، وتخوف أن ينزل به العذاب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 103 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى على بن سالم عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال قلت: فلم أخذ برأسه يجره إليه وبلحيته ولم يكن له في اتخاذهم العجل وعبادتهم له ذنب ؟ فقال: انما فعل ذلك به لانه لم يفارقهم لما فعلوا ذلك، ولم يلحق لموسى وكان إذا فارقهم ينزل بهم العذاب، ألا ترى انه قال لهارون: ما منعك إذ رأيتهم ضلوا الا تتبعن افعصيت امرى قال هارون: لو فعلت ذلك لتفرقوا وانى خشيت ان تقول فرقت بين بنى اسرائيل ولم ترقب قولى 104 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: انا قد فتنا قومك من بعدك قال: اختبرناهم من بعدك واضلهم السامري قال: بالعجل الذى عبدوه، وكان سبب ذلك ان موسى لما وعده الله أن ينزل عليه التوراة والالواح الى ثلاثين يوما أخبر بنى اسرائيل بذلك وذهب الى الميقات، وخلف أخاه على قومه، فلما جاء الثلاثون يوما ولم يرجع موسى إليهم عصوا وأرادوا أن يقتلوا هارون قالوا: ان موسى كذب وهرب منا، فجاءهم ابليس في صورة رجل فقال لهم: ان موسى قد هرب منكم ولا يرجع إليكم أبدا فأجمعوا لى حليكم حتى أتخذكم الها تعبدونه، وكان السامري على مقدمة قوم موسى يوم أغرق الله فرعون وأصحابه، فنظر الى جبرئيل وكان على


[ 390 ]

حيوان في صورة رمكة (1) وكانت كلما وضعت حافرها (2) على موضع من الارض تحرك ذلك الموضع، فنظر إليه السامري وكان من خيار أصحاب موسى، فأخذ التراب من حافر رمكة جبرئيل، وكان يتحرك فصره في صرة وكان عنده يفتخر به على بن اسرائيل، فلما جاءهم ابليس واتخذوا العجل قال للسامري: هات التراب الذى معك، فجاء به السامري فألقاه في جوف العجل، فلما وقع التراب في جوفه تحرك وخار ونبت عليه الوبر والشعر، فسجد له بنو اسرائيل، وكان عدد الذين سجدوا له سبعين ألفا من بنى اسرائيل، فقال لهم هارون كما حكى الله: يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني واطيعوا امرى قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى فهموا بهارون فهرب منهم وبقوا في ذلك حتى تم ميقات موسى أربعين ليلة، فلما كان يوم عشرة من ذى الحجة أنزل الله علم الالواح فيها التوراة وما يحتاج إليه من أحكام السير والقصص. فأوحى الله الى موسى: انا قد فتنا قومك من بعدك واضلهم السامري وعبدوا العجل وله خوار فقال (ع): يا رب العجل من السامري فالخوار ممن ؟ فقال: منى يا موسى، انى لما رأيتهم قد ولوا عنى الى العجل احببت أن أزيدهم فتنة، فرجع موسى – كما حكى الله – الى قومه غضبان اسفا قال: يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا افطال عليكم العهد ام اردتم ان يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدى ثم رمى بالالواح وأخذ بلحية أخيه ورأسه يجره إليه، فقال: ” ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعني افعصيت امرى ” فقال هارون كما حكى الله: ” يا بن ام لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي انى خشيت ان تقول فرقت بين بنى اسرائيل ولم ترقب قولى ” فقال له بنو اسرائيل: ما اخلفنا موعدك بملكنا قال: ما خالفناك ولكنا حملنا اوزارا من زينة القوم يعنى من حليهم فقذفناها قال: التراب الذى جاء به السامري طرحناه في جوفه ثم اخرج السامري العجل وله


(1) الرمكة: الفرس تتخذ للنسل. (2) الحافر للدابة بمنزلة القدم للانسان.

[ 391 ]

خوار، فقال له موسى: ما خطبك يا سامرى ؟ قال السامري: بصرت بما لم تبصروا به فقبضت قبضة من اثر الرسول يعنى من تحت حافر رمكة جبرئيل في البحر فنبذتها أي امسكتها وكذلك سولت لى نفسي أي زينت فأخرج موسى العجل فأحرقه بالنار وألقاه في البحر، ثم قال موسى للسامري: اذهب فان لك في الحيوة ان تقول لا مساس يعنى ما دمت حيا وعقبك هذه العلامة فيكم قائمة. ان تقول: لا مساس حتى يعرفوا انكم سامرية فلا يغتروا بكم الناس، فهم الى الساعة بمصر والشام معروفين لا مساس، ثم هم موسى بقتل السامري فأوحى الله إليه: لا تقتله يا موسى فانه سخى، فقال له موسى: انظر الى الهك الذى ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا انما الهكم الله الذى لا اله الا هو وسع كل شئ علما. 105 – حدثنى أبى عن الحسين بن سعيد عن على بن ابي حمزة عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ما بعث الله رسولا الا وفى وقته شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس من بعده فأما الخمسة اولو العزم من الرسل نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه واله، فأما صاحبا نوح فقنطيفوس وخوام، واما صاحبا ابراهيم عليه السلام فكميل وردام، واما صاحبا موسى عليه السلام فالسامرى ومرعقيبا، واما صاحبا عيسى عليه السلام فبولس ومربسون، واما صاحبا محمد صلى الله عليه واله فحبتر وزريق (1). 106 – في كتاب الخصال قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان في التابوت الاسفل من النار اثنى عشر ستة من الاولين وستة من الاخرين، فأما الستة من الاولين فابن آدم قاتل اخيه، وفرعون الفراعنة والسامري، الحديث. 107 – عن أبى ذر عن النبي صلى الله عليه واله قال: شر الاولين والاخرين اثنا عشر: ستة من الاولين وستة من الاخرين، ثم سمى الستة من الاولين ابن آدم الذى قتل أخاه، و فرعون وهامان وقارون والسامري والدجال اسمه في الاولين ويخرج في الاخرين، و


(1) قد مر ان حبتر وزريق كناية عن الاول والثانى وقد مر ايضا وجه تسميتهما بهذين الاسمين في سورة الحجر عند قوله تعالى ” لها سبعة ابواب ” في المجلد الثاني.

[ 392 ]

اما الستة من الاخرين، فالعجل وهو نعثل، وفرعون وهو معاوية، وهامان هذه الامة زياد وقارونها وهو سعيد، والسامري وهو أبو موسى عبد الله بن قيس، لانه قال كما قال سامرى قوم موسى: ” لا مساس ” أي لا قتال، والابتر وهو عمرو بن العاص. 108 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده الى اسحق بن عمار الصيرفى عن ابى الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك حدثنى فيهما بحديث، فقد سمعت عن أبيك فيهما أحاديث عدة. قال: فقال لى: يا اسحق ! الاول بمنزلة العجل، والثانى بمنزلة السامري، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 109 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وعن ابى يحيى الواسطي قال: لما افتتح أمير المؤمنين عليه السلام البصرة اجتمع الناس عليه وفيهم الحسن البصري و معه الالواح فكان كلما لفظ أمير المؤمنين عليه السلام بكلمة كتبها فقال له أمير المؤمنين عليه السلام بأعلى صوته: ما تصنع ؟ قال: أكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم، فقال أمير – المؤمنين عليه السلام: أما ان لكل قوم سامريا وهذا سامرى هذه الامة، الا انه لا يقول: ” لا مساس ” ولكنه يقول: لا قتال. 110 – في تفسير على بن ابراهيم قوله عزوجل: ونحشر المجرمين يومئذ زرقا تكون اعينهم مزرقة لا يقدرون أن يطرفوها، وقوله عزوجل: يتخافتون بينهم قال: يوم القيامة يشير بعضهم الى بعض انهم لم يلبثوا الا عشرا قال الله عزوجل: نحن اعلم يما يقولون إذ يقول امثلهم طريقة قال: اعلمهم وأصلحهم يقولون: ان لبثتم الا يوما. 111 – في عيون الاخبار باسناده الى على بن النعمان عن ابى الحسن على بن موسى الرضا عليهما السلام قال: قلت له: جعلت فداك أن بى ثآليل كثيرة (1) وقد اغتممت بأمرها فأسئلك أن تعلمني شيئا أنتفع به، فقال عليه السلام: خذ لكل ثؤلول سبع شعيرات، واقرأ على كل شعيرة سبع مرات: ” إذا وقعت الواقعة ” الى قوله: ” فكانت


(1) ثآليل جمع الثؤلول: خراج ناتئ صلب مستدير.

[ 393 ]

هباءا منبثا ” وقوله عز وجل: ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نفسا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا امتا ثم تأخذ الشعير شعيرة شعيرة فامسح بها على كل ثالول، ثم صيرها في خرقة جديدة واربط على الخرقة حجرا وألقها في كنيف قال: ففعلت فنظرت إليها يوم السابع فإذا هي مثل راحتي وينبغى أن يفعل ذلك في محاق الشهر. 112 – في مجمع البيان وقيل: ان رجلا من ثقيف سأل النبي صلى الله عليه واله كيف يكون الجبال مع عظمها يوم القيمة ؟ فقال: ان الله يسوقها بأن يجعلها كالرمال ثم يرسل عليها الرياح فتفرقها. 113 – وفيه روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه واله قال: تبدل الارض غير الارض و السموات فيبسطها ويمدها مد الاديم العكاظي (1) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا. 114 – في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في دعاء مروى عن ابي عبد الله عليه السلام: وأسألك باسمك الذى وضعته على الجبال فنسفت. 115 – في تفسير على بن ابراهيم ثم خاطب الله عزوجل نبيه صلى الله عليه واله فقال: ” ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا امتا ” قال: الامت الارتفاع والعوج الحزون والذكوات. 116 – وفيه وقوله عز وجل: قاعا صفصفا القاع الذى لا تراب فيه، والصفصف الذى لا نبات له، وقوله: يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له قال: مناد من عند الله عزوجل وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا فانه حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن أبى محمد الوابشى عن ابى الورد عن أبى جعفر عليه السلام قال: إذا كان يوم القيمة جمع الله عزوجل الناس في صعيد واحد حفاة عراة، فيوقفون في المحشر حتى يعرقوا عرقا


(1) الاديم: الجلد المدبوغ وعكاظ: سوق من اسواق العرب، وكانت قبائل العرب تجتمع بها كل سنة ويتفاخرون بها ويحضرها الشعراء فيتناشدون ما أحدثوا من الشعر ثم يتفرقون: واديم عكاظى: منسوب الهيا وهو مما حمل الى عكاظ فبيع بها

[ 394 ]

شديدا وتشتد أنفاسهم فيمكثون في ذلك مقدار خمسين عاما، وهو قول الله: ” وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا ” قال: ثم ينادى مناد من تلقاء العرش: أين النبي الامي ؟ فيقول الناس: قد اسمعت فسم باسمه، فينادى: اين نبى الرحمة اين محمد ابن عبد الله الامي ؟ فيتقدم رسول الله صلى الله عليه واله امام الناس كلهم حتى ينتهى الى حوض طوله ما بين ايلة وصنعاء (1) فيقف عليه، فينادى بصاحبكم فيتقدم على امام الناس، فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون فبين وارد الحوض يومئذ وبين مصروف عنه، فإذا رأى رسول الله صلى الله عليه واله من يصرف عنه من محبينا بكى، فيقول: يا رب شيعة على أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار، ومنعوا ورود حوضى ؟ قال: قال: فيبعث الله إليه ملكا فيقول: ما يبكيك يا محمد ؟ فيقول: لاناس من شيعة على، فيقول له الملك: ان الله يقول لك: يا محمد ان شيعة على قد وهبتهم لك يا محمد، وصفحت لهم عن ذنوبهم بحبهم لك ولعترتك، والحقتهم بك وبمن كانوا يقولون به، وجعلناهم في زمرتك، فأوردهم حوضك، قال أبو جعفر عليه السلام: فكم من باك يومئذ وباكية ينادون: يا محمد إذا رأوا ذلك: ولا يبقى احد يومئذ يتوالانا ويحبنا ويتبرء من عدونا ويبغضهم الا كانوا في حزبنا ومعنا، ويردوا حوضنا. 117 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات: وأما قوله: يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضى له قولا يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما لا يحيط الخلائق بالله عزوجل علما، إذ هو تبارك وتعالى جعل على أبصار القلوب الغطاء، فلا فهم يناله بالكيف، ولا قلت يثبته بالحدود، فلا تصفه الا كما وصف نفسه: ” ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ” الاول والاخر والظاهر والباطن الخالق البارئ المصور خلق الاشياء فليس من الاشياء شئ مثله تبارك وتعالى. 118 – في اصول الكافي احمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان


(1) ايلة: بلد بين ينبع ومصر. وصنعاء: بلد باليمن.

[ 395 ]

ابن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث أن ادخله الى أبى الحسن الرضا عليه السلام فاستاذنته في ذلك فاذن لى، فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والاحكام حتى بلغ سؤاله الى التوحيد، فقال أبو قرة: انا روينا ان الله قسم الرؤية والكلام بين نبين، فقسم الكلام لموسى ولمحمد الرؤية ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: فمن المبلغ عن الله الى الثقلين من الجن والانس ” لا تدركه الابصار ” ” ولا يحيطون به علما ” ” وليس كمثله شئ ” أليس محمد ؟ قال: بلى، قال: كيف يجئ رجل الى الخلق جميعا فيخبرهم انه جاء من عند الله وانه يدعوهم الى الله بأمر الله فيقول: ” لا تدركه الابصار ولا يحيطون به علما و ليس كمثله شئ ” ؟ ثم يقول: انا رأيته بعينى وأحطت به علما ؟ وهو على صورة البشر أما تستحيون ؟ ما قدرت الزنادقة ان ترميه بهذا، ان يكون يأتي من عند الله بشئ ثم يأتي بخلافه من وجه آخر، الى قوله عليه السلام: وقد قال الله: ” ولا يحيطون به علما ” فإذا رأته الابصار فقد أحاطت به العلم، ووقعت المعرفة، فقال أبو قرة: فتكذب بالروايات فقال أبو الحسن عليه السلام، إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها، وما أجمع المسلمون عليه انه لا يحاط به علما، ولا تدركه الابصار وليس كمثله شئ. 119 – في كتاب التوحيد خطبة عن على عليه السلام وفيها: قد يئست عن استنباط الاحاطة به طوامح العقول (1) وتحيرت الاوهام عن احاطة ذكر أزليته. 120 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ” قال: ” ما بين ايديهم ” ما مضى من أخبار الانبياء، و ” ما خلفهم “، من أخبار القائم صلوات الله عليه، وقوله عز وجل: وعنت الوجوه للحى القيوم أي ذلت. 121 – في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام وفيها: وعنت الوجوه من مخافته. 122 – في نهج البلاغة وتعنو الوجوه لعظمته. 123 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في


(1) طوامح جمع الطامح: المرتفع من كل شئ.

[ 396 ]

قوله: لا يخاف ظلما ولا هضما يقول: لا ينقص من علمه شئ، وأما ” ظلما ” يقول يذهب به قوله: أو يحدث لهم ذكرا يعنى ما يحدث من أمر القائم والسفياني. 124 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى عن صفوان بن يحيى قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام لابي قرة صاحب شبرمة: التوراة و الانجيل والزبور والفرقان وكل كتاب انزل كان كلام الله، أنزله للعالمين نورا وهدى، كلها محدثة وهى غير الله، حيث يقول: ” أو يحدث لهم ذكرا “. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: وستسمع ان شاء الله لهذا الكلام تتمة في اول الانبياء. قال عز من قائل: فتعالى الله الملك الحق. 125 – في اصول الكافي خطبة مروية عن أمير المؤمنين عليه السلام وفيها: والمتعالي على الخلق بلا تباعد منهم ولا ملامسة منه لهم. 126 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيه وقل رب زدنى علما قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا نزل عليه القرآن بادر بقرائته قبل تمام نزول الاية والمعنى، فأنزل الله ” ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى اليك وحيه ” أي يفرغ من قرائته ” وقل رب زدنى علما “. 127 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن مهزم وبعض أصحابنا عن محمد بن على عن محمد بن اسحق الكاهلى وأبو علي الاشعري عن الحسن بن على الكوفى عن العباس بن عامر عن ربيع بن محمد جميعا عن مهزم الاسدي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله: انا مدينة العلم وعلى الباب، وكذب من زعم انه يدخل المدينة لا من قبل الباب، وكذب من زعم انه يحبنى ويبغض عليا عليه السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 128 – وباسناده الى أبى يحيى الصنعانى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لى: يا با يحيى ان لنا في ليالى الجمعة لشأنا من الشأن، قال: قلت: جعلت فداك و


[ 397 ]

ما ذاك ؟ قال: يؤذن لارواح الانبياء الموتى، وأرواح الاوصياء الموتى، وروح الوصي الذى بين أظهركم، يعرج بها الى السماء حتى توافي عرش ربها، فتطوف به اسبوعا، وتصلى عند كل قائمة من قوائم العرش ركعتين، ثم ترد الى الابدان التى كانت فيها، فتصبح الانبياء والاصياء قد ملئوا سرورا،، ويصبح الوصي الذى بين ظهرانيكم وقد زيد في علمه مثل جم الغفير. 129 – وباسناده الى الفضل قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام ذات يوم وكان لا يكنينى قبل ذلك: يا با عبد الله، قلت: لبيك، قال: ان لنا في كل جمعة سرورا، قال: قلت: زادك الله وما ذاك ؟ قال: إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول الله صلى الله عليه واله العرش، ووافى الائمة عليهم السلام ووافينا معهم، فلا ترد أرواحنا بأبداننا الا بعلم مستفاد، و لولا ذلك لانفدنا. وباسناده الى يونس أو الفضل عن أبي عبد الله عليه السلام نحوه بتغيير يسير. 130 – وباسناده الى صفوان بن يحيى قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: كان جعفر بن محمد عليهم السلام يقول: لولا انا نزداد لانفدنا. 131 – وباسناده الى ذريح المحاربي قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: يا ذريح لولا انا نزداد لانفدنا. 132 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبى نصر عن ثعلبة عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لولا انا نزداد لانفدنا، قال: قلت: تزدادون شيئا لا يعلمه رسول الله صلى الله عليه واله قال: اما انه إذا كان عرض على رسول الله صلى الله عليه واله ثم على الائمة ثم انتهى الامر الينا. 133 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ليس يخرج شئ من عند الله عزوجل حتى يبدأ برسول الله صلى الله عليه واله، ثم بأمير المؤمنين عليه السلام ثم بواحد بعد واحد، لكيلا يكون آخرنا أعلم من أولنا.


[ 398 ]

134 – في من لا يحضره الفقيه وروى المعلى بن محمد البصري عن أحمد ابن محمد بن عبد الله عن عمرو بن زياد عن مدرك بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: إذا كان يوم القيمة جمع الله عزوجل الناس في صعيد واحد، ووضعت الموازين دماء الشهداء مع مداد العلماء، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء 135 – في مجمع البيان روت عائشة عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: إذا اتى على يوم لا أزداد فيه علما يقربني الى الله، فلا بارك الله لى في طلوع شمسه. 136 – في بصائر الدرجات عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد المدايني عن عيسى بن حمزة الثقفى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: انا نسألك أحيانا فتسرع بالجواب، وأحيانا فتطرق (1) ثم تجيبنا ؟ قال: نعم انه ينكت في آذاننا وقلوبنا، فإذا نكت نطقنا، وإذا امسك عنا امسكنا. 137 – في عوالي اللئالى وقال عليه السلام: علمت علوم الاولين والاخرين. 138 – في كتاب الخصال عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عليا عليه السلام يقول لابي الطفيل عامر بن واثلة الكنانى: يا أبا الطفيل العلم علمان: علم لا يسع الناس الا النظر فيه وهو صبغة الاسلام، وعلم يسع الناس ترك النظر فيه، وهو قدرة الله تعالى. 139 – عن محمد بن خالد البرقى عن عدة من أصحابنا يرفعونه الى ابى عبد الله عليه السلام أنه قال: منهومان لا يشبعان: منهوم علم ومنهوم مال. 140 – عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سئل امير المؤمنين من أعلم الناس ؟ قال: من جمع علم الناس الى علمه. 141 – عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فضل العلم أحب الى الله من فضل العبادة، وأفضل دينكم الورع.


(1) اطرق الرجل: سكت ولم يتكلم.

[ 399 ]

142 – عن أبى عبد الله عليه السلام قال: أربعة لا يشبعن من أربعة: الارض من المطر، والعين من النظر، والانثى من الذكر، والعالم من العلم. عن الحسين بن على عليهما السلام قال: قال أمير المؤمنين للسائل الشامي الذى سأله عن المسائل في جامع الكوفة: أربعة لا يشبعن وذكر مثله سواء. 143 – عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: جاء رجل الى النبي صلى الله عليه واله فقال له: يا رسول الله ما العلم ؟ قال: الانصات له، قال: ثم ما ؟ قال: الاستماع له، قال: ثم ما ؟ قال: الحفظ له، قال: ثم ما، قال: العمل، قال: ثم ما ؟ قال: نشره. 144 – في كتاب التوحيد باسناده الى ابن عباس قال: جاء اعر ابى الى النبي صلى الله عليه واله فقال: يارسول الله علمني من غرائب العلم، قال: ما صنعت في رأس العلم حتى تسأل عن غرائبه ؟ قال الرجل: ما رأس العلم يا رسول الله ؟ قال: معرفة الله حق معرفته، قال الاعر ابى: وما معرفة الله حق معرفته ؟ قال: تعرفه بلا مثل ولا شبه ولا ند وانه واحد أحد ظاهر باطن، أول آخر، لا كفو له ولا نظير له، فذلك حق معرفته. 145 – وباسناده الى أبى أحمد العامري قال: حدثنا على بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام انه قال: الدنيا كلها جهل الا مواضع العلم، والعلم كله حجة الا ما عمل به، والعمل كله رياء الا ما كان مخلصا، والاخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يختم له. 146 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى أبى الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله: يقول: ان الله عزوجل يجمع العلماء يوم القيامة ويقول لهم: لم أضع نوري وحكمتي في صدوركم الا وانا أريد بكم خير الدنيا والاخرة، اذهبوا فقد غفرت لكم على ما كان منكم. 147 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحق رضى الله عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا على بن الحسن بن


[ 400 ]

على بن فضال عن أبيه عن محمد بن الفضل عن ابى حمزة الثمالى عن أبى جعفر محمد ابن على الباقر عليهما السلام قال: ان الله تبارك وتعالى عهد الى آدم عليه السلام ان لا يقرب الشجرة، فلما بلغ الوقت الذى كان في علم الله تبارك وتعالى ان يأكل منها نسى فأكل منها، وهو قول الله تبارك وتعالى: ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 148 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى ابن أبى عمير عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمى الانسان انسانا لانه ينسى، وقال الله عزوجل: ” ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسى “. 149 – أبى رحمه الله عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن المفضل بن صالح عن جابر بن يزيد عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: ” ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما ” قال: عهد إليه في محمد والائمة من بعده فترك، ولم يكن له عزم فيهم انه هكذا، وانما سموا اولى العزم لانهم عهد إليهم في محمد والاوصياء من بعده والمهدى وسيرته، فأجمع عزمهم ان ذلك كذلك والاقرار به. في اصوال الكافي سواء. في بصائر الدرجات أبو جعفر أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن مفضل ابن صالح عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام مثله ايضا. 150 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن جعفر بن محمد عن عبيد الله عن محمد بن عيسى القمى عن محمد بن سليمان عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” ولقد عهدنا الى آدم من قبل كلمات في محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام من ذريتهم فنسى ” هكذا والله انزلت على محمد صلى الله عليه واله. 151 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن داود العجلى عن زرارة عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق


[ 401 ]

ماءا عذبا وماءا مالحا اجاجا (1) فامتزج الماءان فأخذ طينا من أديم الارض فعركه عركا شديدا (2) فقال لاصحاب اليمين وهم كالذر يدبون: الى الجنة بسلام وقال لاصحاب الشمال: الى النار ولا ابالى، ثم قال: ” ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيمة انا كنا عن هذا غافلين ” ثم اخذ الميثاق على النبين فقال: ألست بربكم وان هذا محمد رسولي وان هذا على امير المؤمنين ؟ فقالوا: بلى، فثبتت لهم النبوة، واخذ الميثاق على اولى العزم اننى ربكم ومحمد رسولي وعلى أمير المؤمنين، واوصيائه من بعده ولاة امرى وخزان علمي عليهم السلام، وان المهدى انتصر به لدينى وأظهر به دولتي. وأنتقم به من أعدائي وأعبد به طوعا وكرها ؟ قالوا: أقررنا يا رب وشهدنا ولم يجحد آدم ولم يقر، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدى ولم يكن لادم عزم على الاقرار به، وهو قوله عزوجل: ” ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما ” قال: انما هو فترك، ثم أمر نارا فأججت فقال لاصحاب الشمال: ادخلوها فهابوها، وقال لاصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما فقال اصحاب الشمال: يا رب أقلنا فقال: قد أقلتكم اذهبوا فادخلوها، فهابوها فثم ثبتت الطاعة والولاية والمعصية. 152 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما ” قال: فيما نهاه عنه من أكل الشجرة. 153 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن أبى جعفر الاحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما ” قال فقال: ان الله عزوجل لما قال لادم: ” اسكن انت وزوجك الجنة ” قال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة، قال: وأراه اياها فقال آدم لربه: كيف أقربها وقد نهيتني عنها أنا وزوجتي ؟ قال: فقال لهما: لا تقرباها، يعنى لا تأكلا منها فقال آدم وزوجته: نعم يا ربنا


(1) الاجاج: الشديد الملوحة من الماء. (2) اديم الارض: وجهها، وعرك الاديم: دلكه.

[ 402 ]

لا نقربها ولا نأكل منها، ولم يستثنيا في قولهما: نعم، فوكلهما الله في ذلك الى أنفسهما والى ذكرهما. 154 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى عهد الى آدم عليه السلام أن لا يقرب هذه الشجرة، فلما بلغ الوقت الذى كان في علم الله أن يأكل منها نسى فأكل منها، وهو قول الله تعالى: ” ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 155 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: والصادق حقا هو الذى يصدق كل كاذب بحقيقة صدق ما لديه، وهو المعنى الذى لا يسع معه سواه أو ضده، مثل آدم عليه السلام صدق ابليس في كذبه حين أقسم له كاذبا لعدم ما به الكذب، في آدم عليه السلام قال الله عزوجل: ” ولم نجد له عزما ” ولان ابليس كان أول من ابتدء بالكذب، وهو غير معهود وأظهره وهو غير مشروع، ولا يعرف عند أهل السماوات والارض ظاهرا وباطنا فحشر هو بكذبه على معنى لم ينتفع به من صدق آدم عليه السلام على بقاء الابد، وأفاد ادم بتصديق كذبه شهادة الله عزوجل بنفى عزمه عما يضاد عهده في الحقيقة، على معنى لم ينتفض من اصطفائه بكذبه شيئا. 156 – في تفسير العياشي عن موسى بن محمد بن على عن أخيه أبى الحسن الثالث عليه السلام قال: الشجرة التى نهى آدم وزوجته أن يأكلا منها شجرة الحسد. عهد اليهما، ان لا ينظر الى من فضله الله عليه وعلى خلائقه بعين الحسد ولم يجد له عزما. 157 – عن جميل بن دراج عن بعض أصحابنا عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته كيف أخذ الله آدم بالنسيان ؟ فقال: انه لم ينس وكيف ينسى وهو يذكره ويقول له ابليس: ” ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين “. 158 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب: الباقر عليه السلام في قوله ” ولقد عهدنا


[ 403 ]

الى آدم من قبل كلمات في محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ذريتهم ” كذا نزلت على محمد صلى الله عليه واله. 159 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى الحسين بن أبى العلا عن أبي عبد الله عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه وآله: لما ان وسوس الشيطان الى آدم دنا من الشجرة ونظر إليها ذهب ماء وجهه، ثم قام ومشى إليها وهى أول قدم مشت الى الخطيئة، ثم تناول بيده مما عليها فأكل فطار الحلى والحلل عن جسده. 160 – في عيون الاخبار باسناده الى على بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يا بن رسول الله أليس من قولك ان الانبياء معصومون ؟ قال: بلى قال فما معنى قول لله عزوجل: ” وعصى آدم ربه فغوى ” ؟ قال: عليه السلام: ان الله تعالى قال لادم: ” اسكن انت وزجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ” وأشار لهما الى الشجرة الحنطة ” فتكونا من الظالمين ” ولم يقل: ولا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسها، فلم يقربا من تلك الشجرة وانما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان اليهما، وقال: ” ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة ” وانما نهاكما ان تقربا غيرها ولم ينهكما عن الاكل منها ” الا ان تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين * وقاسمهما انى لكما لمن الناصحين ” ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا ” فدليهما بغرور فأكلا منها ” ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة، ولم يكن بذنب كبير استحق به دخول النار، وانما كان من الصغاير الموهوبة التى تجوز على الانبياء قبل نزول الوحى عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة، قال الله تعالى: ” وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ” وقال عزوجل: ” ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين “. 161 – وفيه في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين: ان ذنوب الانبياء عليهم السلام صغاير موهوبة.


[ 404 ]

162 – وباسناده الى أبى الصلت الهروي قال: لما جمع المأمون لعلى بن موسى الرضا عليه السلام أهل المقالات من أهل الاسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وساير المقالات، فلم يقم أحد الا وقد ألزمه حجته كأنه ألقم حجرا قام إليه على بن جهنم فقال له: يا ابن رسول الله أتقول بعصمة الانبياء ؟ فقال: نعم قال: فما تعمل في قول الله عزوجل: ” وعصى آدم ربه فغوى ” ؟ فقال عليه السلام: ان الله عزوجل خلق آدم حجته في أرضه وخليفته في بلاده، لم يخلقه للجنة، وكانت المعصية من آدم في الجنة لا في الارض لتتم مقادير الله عزوجل، فلما اهبط الى الارض وجعل حجة و خليفة عصم بقوله عزوجل: ” ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين “. 163 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه السلام مجيبا بعض الزنادقة وقد قال ذلك الزنديق: وأجده قد شهر هفوات أنبيائه بقوله: ” وعصى آدم ربه فغوى “: واما هفوات الانبياء عليهم السلام وما بينه الله في كتابه فان ذلك من أدل الدلائل على حكمة الله عزوجل الباهرة وقدرته القاهرة وعزته الظاهرة، لانه علم ان براهين الانبياء عليهم السلام تكبر في صدور أممهم، وان منهم يتخذ بعضهم الها، كالذى كان من النصارى في ابن مريم، فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذى انفرد به عزوجل. 164 – عن داود بن قبيصة عن الرضا عن أبيه عليهما السلام انه قال: واما ما سئلت هل نهى عما أراد فلا يجوز ذلك ولو جاز ذلك لكان حيث نهى آدم عن أكل الشجرة، أراد منه اكلها ولو أراد منه أكلها ما نادى عليه صبيان الكتائب ” وعصى آدم ربه فغوى ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 165 – في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن ابن أبى عمير عن ابن اذينة عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام انه قال وقد ذكر النوافل اليومية: وانما هذا كله تطوع وليس بمفروض ان تارك الفريضة كافر وان تارك هذا ليس بكافر ولكنها معصية، لانه يستحب


[ 405 ]

إذا عمل الرجل عملا من الخير ان يدوم عليه. 166 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن السيارى عن على بن عبد الله قال: سأله رجل عن قوله تعالى: فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى قال: من قال بالائمة واتبع أمرهم ولم يجز طاعتهم. قال عز من قائل: ومن اعرض عن ذكرى. 167 – في روضة الكافي خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام: ولئن تقمصها دوني الاشقيان، ونازعانى فيما ليس لهما بحق، وركباها ضلالة واعتقداها جهالة، فلبئس ما عليه وردا، ولبئس ما لانفسهما مهدا، يتلاعنان في دورهما، ويتبرأ كل منهما من صاحبه، يقول لقرينه إذا التقيا: ” يا ليت بينى وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ” فيجيبه الاشقى على رثونة: ” يا ليتنى لم أتخذك خليلا لقد اضللتنى عن الذكر بعد إذ جائنى وكان الشيطان للانسان خذولا ” فأنا الذى عنه ضل. 168 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن ابراهيم بن المستنير عن معاوية بن عمار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قول الله: ان له معيشة ضنكا قال: هي والله للنصاب، قال: قلت: جعلت فداك قد تراهم دهرهم الاطول في كفاية حتى ماتوا ؟ قال: ذاك والله في الرجعة يأكلون العذرة. 169 – في مجمع البيان ” فان له معيشة ضنكا ” أي عيشا ضيقا الى قوله: و قيل هو عذاب القبر عن ابن مسعود وأبى سعيد الخدرى والسدى، ورواه أبو هريرة مرفوعا. 170 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن عبد الرحمن عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا ” قال: يعنى ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قلت: ونحشره يوم القيامة اعمى ؟ قال: يعنى أعمى البصر في الاخرة أعمى القلب في الدنيا عن ولاية امير المؤمنين عليه السلام، قال: وهو متحير في القيمة يقول: لم حشرتني


[ 406 ]

اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها قال الايات الائمة وكذلك اليوم تنسى يعنى تركتها وكذلك اليوم تترك في النار كما تركت الائمة عليهم السلام، فلم تطع أمرهم ولم تسمع قولهم. 171 – في من لا يحضره الفقيه وروى عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل لم يحج قط وله مال ؟ فقال: هو ممن قال الله عزوجل: ” و نحشره يوم القيمة أعمى ” فقلت: سبحان الله أعمى ! فقال: أعماه الله عن طريق الخير. 172 – في الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمى عن أبان بن عثمان عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من مات وهو صحيح موسر لم يحج فهو ممن قال الله عزوجل: ” ونحشره يوم القيمة أعمى ” قال: قلت: سبحان الله أعمى ! قال: نعم أعماه الله عن طريق الحق. 173 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن فضالة عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجل لم يحج قط وله مال ؟ قال: هو ممن قال الله: ” ونحشره يوم القيمة أعمى ” قلت: سبحان الله أعمى ! قال: أعماه الله عن طريق الجنة. 174 – في اصول الكافي متصل بقوله عليه السلام سابقا ولم تسمع قولهم قلت: وكذلك نجزى من اسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الاخرة أشد وابقى قال: يعنى من أشرك بولاية أمير المؤمنين غيره، ولم يؤمن بآيات ربه ترك الائمة معاندة، فلم يتبع آثارهم ولم يتولهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 175 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: أو لم يهد لهم يقول: يبين لهم قوله: ان في ذلك لايات لاولى النهى قال: نحن أولوا النهى، وقوله: ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما واجل مسمى قال: كان ينزل بهم العذاب، ولكن قد أخرهم الى أجل مسمى. 176 – وفيه ايضا وقوله: لكان لزاما قال: اللزام الهلاك.


[ 407 ]

177 – في كتاب الخصال عن اسماعيل بن الفضل قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فقال: فريضة على كل مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس عشر مرات وقبل غروبها عشر مرات: لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحكم يحيى ويميت وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير قال: فقلت: لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى و يميت ويميت ويحيى، فقال: يا هذا لا شك في ان الله يحيى ويميت ويميت ويحيى، ولكن قل كما قلت. 178 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله وقد سأله بعض اليهود عن مسائل: وأما صلوة الفجر فان الشمس إذا طلعت تطلع على قرنى شيطان، فأمرني الله عزوجل ان أصلى صلوة الفجر الغداة قبل طلوع الشمس وقبل أن يسجد لها الكافر فتسجد امتى لله عزوجل. 179 – وباسناده الى سليمان بن جعفر الجعفري عن الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه: لا ينبغى لاحد أن يصلى إذا طلعت الشمس لانها تطلع بقرنى شيطان 180 – في تفسير على بن ابراهيم قوله ومن آناء الليل فسبح واطراف النهار قال: بالغداة والعشي. 181 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: واطراف النهار لعلك ترضى قال: يعنى تطوع بالنهار. 182 – في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن بكير عن زرارة عن ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه بعد ان ذكر عليه السلام ما جرت به السنة في الصلوة فقال أبو الخطاب: افرأيت ان قوى فزاده ؟ قال: فجلس وكان متكيا فقال: ان قويت فصلها كما كانت تصلى وكما ليست في ساعة من النهار فليست في ساعة


[ 408 ]

من الليل ان الله عزوجل يقول: ” ومن آناء الليل فسبح “. (1) 183 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى قال أبو عبد الله عليه السلام: لما نزلت هذه الاية استوى رسول الله صلى الله عليه واله جالسا ثم قال: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، ومن أتبع بصره ما في أيدى الناس طال همه ولم يشف غيظه، ومن لم يعرف ان لله عليه نعمة لا في مطعم ولا في مشرب قصر أجله ودنا عذابه. 184 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن أبى المغرا عن زيد الشحام عن غمرو بن سعيد بن هلال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال: اياك وان تطمح نفسك الى من فوقك وكفى بما قال الله عزوجل لرسول الله صلى الله عليه واله: ” فلا تعجبك اموالهم ولا أولادهم ” وقال الله عزوجل لرسول الله صلى الله عليه وآله: ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 185 – في عوالي اللئالى وروى عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى: وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها قال: امر الله نبيه ان يخص أهل بيته وأهله من دون الناس، ليعلم الناس ان لاهله عند الله منزلة ليست لغيرهم، فأمرهم من الناس عامة ثم أمرهم خاصة. 186 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه: قالت العلماء: فسرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر


(1) قال المحدث الكاشانى (ره): يعنى ان كانت لك زيادة قوة فاصرفها في كيفية الصلوة من الاقبال عليها والخشوع فيها ثم المداومة عليها ثم تفريق صلوة الليل على آناته كتفريق صلوة النهار على ساعاته، كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يفعله، ومراده عليه السلام تنبيهه على انه ان يقدر على الاتيان بهذا العدد ايضا كما ينبغى، ثم نبه عليه السلام على تفريق صلوة الليل بما معناه انه كما ان الصلوة ليست مختصة بساعة من النهار بل مفرقة على اجزاء النهار فكذلك ليست مختصة بساعة من الليل بل مفرقة على اجزائها، وآناء الليل ساعاته، وأبو الخطاب هذا هو محمد بن مقلاص الغالى الملعون.

[ 409 ]

موطنا وموضعا، فأول ذلك الى أن قال: وأما الثاني عشر فقوله عزوجل: ” وأمر اهللك بالصلوة واصطبر عليها ” فخصنا الله تعالى بهذه الخصوصية إذ أمرنا مع الامة باقامة الصلوة، ثم خصنا من دون الامة فكان رسول الله صلى الله عليه واله يجئ الى باب على وفاطمة عليهما السلام بعد نزول هذه الاية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلوة خمس مرات فيقول: الصلوة رحمكم الله، وما أكرم الله أحدا من ذرارى الانبياء عليهم السلام بمثل هذه الكرامة التى أكرمنا بها، وخصنا من دون جميع أهل بيتهم، فقال المأمون والعلماء: جزاكم الله أهل بيت نبيكم عن الامة خيرا، فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا الا عندكم. 187 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبى حمزة عن عقيل الخزاعى ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان إذا حضر الحرب وصى المسلمين بكلمات: يقول: تعاهدوا الصلوة وحافظوا عليها وتقربوا بها الى أن قال عليه السلام: وكان رسول الله صلى الله عليه واله منصبا لنفسه بعد البشرى له بالجنة من ربه فقال عزوجل: ” وأمر اهلك بالصلوة واصطبر عليها ” الاية فكان يأمر بها أهله ويصبر عليها نفسه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 188 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” وأمر اهلك بالصلوة واصطبر عليها ” فان الله أمره أن يخص اهله دون الناس ليعلم الناس ان لاهل محمد عند الله منزلة خاصة ليست للناس إذ أمرهم من الناس، ثم أمرهم خاصة، فلما أنزل الله هذه الاية كان رسول الله صلى الله عليه واله يجئ كل يوم عند صلوة الفجر حتى يأتي باب على و فاطمة، فيقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فيقول على وفاطمة والحسن و الحسين عليهم السلام: وعليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثم يأخذ بعضادتى الباب فيقول: الصلوة الصلوة يرحمكم الله، انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا، فلم يزل يفعل ذلك كل يوم إذا شهد المدينة حتى فارق الدنيا، وقال أبوحمراء خادم النبي صلى الله عليه واله: أنا شهدته يفعل ذلك


[ 410 ]

189 – وفيه ايضا ” وأمر اهلك بالصلوة ” أي امتك ” واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ” قال: للمتقين. 190 – في نهج البلاغة كان رسول الله صلى الله عليه واله نصبا (1) بالصلوة بعد التبشير له بالجنة، لقول الله سبحانه وأمر هلك بالصلوة واصطبر عليها فكان يأمر بها ويصبر عليها بنفسه، 191 – في مجمع البيان روى أبو سعيد الخدرى قال: لما نزلت هذه الاية كان رسول الله صلى الله عليه واله يأتي باب فاطمة وعلى عليهما السلام تسعة أشهر عند كل صلوة فيقول: الصلوة رحمكم الله، ” انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ” رواه ابن عقدة باسناده من طرق كثيرة عن أهل البيت وعن غيرهم مثل أبى بردة وأبى رافع. 192 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده الى أبى الحميرا قال: شهدت النبي صلى الله عليه واله أربعين صباحا يجئ الى باب على وفاطمة فيأخذ بعضادتى الباب ثم يقول: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلوة يرحمكم الله، انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. قال من عز من قائل: لا نسالك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى. 193 – في كتاب الخصال عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه واله قال: ان اول ما يدخل به النار امتى الاجوفان، قالوا: يا رسول الله وما الاجوفان ؟ قال: الفرج و الفم، واكثر ما يدخل به الجنة تقوى الله وحسن الخلق. 194 – في كتاب التوحيد باسناده الى الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال الله تبارك وتعالى لموسى عليه السلام: يا موسى احفظ وصيتى لك بأربعة الى أن قال: والثانية ما دمت لا ترى كنوزي قد نفدت فلا تغتم بسبب رزقك. 195 – وباسناده الى الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أما بعد فان الاهتمام بالدنيا غير زائد في الموظوف، وفيه تضييع الزاد. والاقبال على


(1) أي تعبا.

[ 411 ]

الاخرة غير ناقص في المقدور، وفيه احراز المعاد وانشد يقول: لو كان في صخرة في البحر راسية * صماء ملموسة ملس نواحيها (1) رزق لنفس يراها الله لانفلقت * عنه فأدت كل ما فيها أو كان بين طباق السبع مجمعة * يسهل الله في المرقى مراقيها حتى يوفى الذى في اللوح خط له * ان هي اتته والا فهو آتيها 196 – في كشف المحجة لابن طاوس رحمه الله حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام وفيه قيل: فمن الولى يا رسول الله ؟ قال: وليكم في هذا الزمان أنا، ومن بعدى وصيى، ومن وصيى لكل زمان حجج الله، لكيلا يقولون كما قال الضلال من قبلكم فارقهم نبيهم ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع آياتك من قبل ان نذل ونخزى وانما كان تمام ضلالتهم جهالتهم بالايات، وهم الاوصياء، فأجابهم الله: قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من اصحاب الصراط السوى ومن اهتدى وانما كان تربصهم ان قالوا: نحن في سعة في معرفة الاوصياء حتى يعلن امام علمه. 197 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: ” قل كل متربص فتربصوا ” أي انتظروا امرا ” فستعلمون من اصحاب الصراط السوى ومن اهتدى ” فانه حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: والله نحن السبيل الذى أمركم الله باتباعه، ونحن والله الصراط المستقيم، ونحن والله الذين أمر الله بطاعتهم، فمن شاء فليأخذ هنا، ومن شاء فليأخذ هنا لا تجدون والله عنا محيصا.


(1) الصخرة الصماء: الغليظة الشديدة.

[ 412 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده الى أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة الانبياء حبا لها كان كمن رافق النبيين أجمعين في جنات النعيم، وكان مهيبا في أعين الناس حيوة الدنيا. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرأ سورة الانبياء حاسبه الله حسابا يسيرا، وصافحه وسلم عليه كل نبى ذكر اسمه في القرآن. 3 – في تفسير على بن ابراهيم اقترب للناس حسابهم هم في غفلة معرضون قال: قربت القيمة والساعة والحساب. 4 – في مجمع البيان وانما وصف بالقرب لان أحد أشراط الساعة مبعث رسول الله صلى الله عليه واله، فقد قال: بعثت أنا والساعة كهاتين. 5 – في جوامع الجامع وفى كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ان الدنيا قد ولت حذاء (1) ولم يبق منها الا صبابة كصبابة الاناء. 6 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى عن صفوان بن يحيى قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام لابي قرة صاحب شبرمة: التوراة والانجيل والزبور والفرقان وكل كتاب كان كلام الله انزله للعالمين نورا وهدى، وهى كلها محدثة، وهى غير الله حيث يقول: ” أو يحدث لهم ذكرا ” وقال: وما ياتيهم من ذكر من ربهم محدث لا استمعوه وهم يلعبون والله أحدث الكتب كلها الذى انزلها، فقال أبو قرة: فهل يفنى ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: أجمع المسلمون على ان ما سوى الله فعل الله، والتوراة والانجيل والزبور والفرقان فعل الله، ألم تسمع الناس يقولون: رب القرآن، وأن


(1) الحذاء: السريعة.

[ 413 ]

القرآن يقول يوم القيامة: يا رب هذا فلان وهو اعرف به منه، قد أظمأت نهاره واسهرت ليله، فشفعني فيه وكذلك التوراة والانجيل والزبور كلها محدثة مربوبة أحدثها من ليس كمثله شئ هدى لقوم يعقلون، فمن زعم انهن لم يزلن فقد أظهر ان الله ليس بأول قديم ولا واحد وأن الكلام لم يزل معه وليس له بدو، وليس باله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 7 – في تفسير على بن ابراهيم لاهية قلوبهم قال: من التلهى. 8 – في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: وقال: ” انه عليم بذات الصدور ” يقول: بما ألقوه في صدورهم من العدواة لاهل بيتك والظلم بعدك، وهو قول الله عزوجل: واسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا الا بشر مثلكم أفتاتون السحر وانتم تبصرون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 9 – في تفسير على بن ابراهيم ما آمنت قبلهم قرية اهلكناها أفهم يؤمنون قال: كيف يؤمنون ولم يؤمن من كان قبلهم بالايات حتى هلكوا. 10 – حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن محمد عن أبى داود سليمان بن سفيان عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون من المعنون بذلك ؟ قال: نحن، قلت: فأنتم المسؤولون ؟ قال: نعم قلت: و نحن السائلون ؟ قال: نعم، قلت: فعلينا أن نسألكم ؟ قال: نعم قلت: وعليكم أن تجيبونا ؟ قال: لا ذاك الينا ان شئنا فعلنا وان شئنا تركنا، ثم قال: ” هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب “. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد بسطنا الاحاديث في تفسير هذه الاية في النحل فلتراجع ثمة. 11 – في مجمع البيان وفى تفسير أهل البيت عليهم السلام بالاسناد عن زرارة و محمد بن مسلم وحمران بن أعين عن أبي جعفر وأبيعبد الله عليهما السلام قالا: تبدل بالارض


[ 414 ]

خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، قال الله تعالى: وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام 12 – في تفسير العياشي زرارة عن ابي جعفر قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله: ” يوم تبدل الارض غير الارض ” يعنى تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب ؟ قال الله: ” وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام “. 13 – في روضة الكافي كلام لعلى بن الحسين عليهما السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه السلام: ولقد أسمعكم الله في كتابه ما قد فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال: وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وانما عنى بالقرية أهلها حيث يقول: وأنشأنا بعدها قوما آخرين فقال عزوجل: فلما أحسوا باسنا إذا هم منها يركضون يعنى يهربون قال: لا تركضوا وارجعوا الى ما اترفتم فيه و مساكنكم لعلكم تسئلون فلما أتاهم العذاب قالوا يا ولينا انا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين وأيم الله ان هذه عظة لكم وتخويف ان اتعظتم وخفتم. 14 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن بدر بن الخليل الاسدي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: في قول الله عزوجل: ” فلما احسوا بأسنا إذا هم منها يركضون * لا تركضوا وارجعوا الى ما اترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون ” قال: إذا قام القائم وبعث الى بنى امية بالشام هربوا الى الروم، فتقول لهم الروم: لا ندخلكم حتى تتنصروا فيعلقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم، فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الامان والصلح، فيقول أصحاب القائم: لا نفعل حتى تدفعوا الينا من قبلكم منا فيدفعونهم إليهم، فذلك قوله: ” لا تركضوا وارجعوا الى ما اترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون ” قال: يسألهم الكنوز وهو أعلم بها، قال: فيقولون: ” يا ولينا انا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين ” بالسيف وهو سعيد بن عبد الملك الاموى صاحب نهر سعيد بالرحبة.


[ 415 ]

15 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله عزوجل: ” وكم قصمنا من قرية كانت ” يعنى أهل قرية كانت ” ظالمة وانشأنا بعدها قوما آخرين فلما أحسوا بأسنا ” يعنى بنى امية إذا أحسوا بالقائم من آل محمد صلوات الله عليه ” إذا هم منها يركضون * لا تركضوا وارجعوا الى ما اترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون ” يعنى الكنوز التى كنزوها، قال: فيدخل بنو امية الى الروم إذا طلبهم القائم عليه السلام، ثم يخرجهم من الروم ويطالبهم بالكنوز التى كنزوها، فيقولون كما حكى الله عزوجل: ” يا ويلنا انا كنا ظالمين * فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين ” قال: بالسيف وتحت ظلال السيوف، وهذا كله مما لفظه ماض ومعناه مستقبل، وهو مما ذكرناه مما تأويله بعد تنزيله. (1) 16 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن يونس ابن يعقوب عن عبد الاعلى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الغنا وقلت: انهم يزعمون


(1) في هامش بعض النسخ هكذا: ” في كتاب الرجعة لبعض المعاصرين حديث طويل عن امير المؤمنين عليه السلام يذكر فيه ايام ظهور القائم عليه السلام وفيه: ويخرج رجل من أهل نجران راهب مستجيب للامام فيكون أهل النصارى انصاري امابة ويهدم بيعته ويذر صليبها ويخرج من الموالى الى موضعها الناس والخيل فيسيرون الى النخلة: علام هذا فيكون مجتمع الناس جميعا من الارض كلها بالفاروق وهى محجة أمير المؤمنين عليه السلام وهو ما بين البرس والفراة فيقتل يومئذ بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف من اليهود والنصارى يقتل بعضهم بعضا، فيومئذ تأويل هذه الاية: ” فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين ” بالسيف تحت ظل السيف ويختلف من بنى الاشهل الزاجر للحظ في اناس من غرايب هوابا حتى يأتون بسطون عوذا بالسحر فيومئذ تأويل هذه الاية: ” فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا الى ما اترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون ” ومساكنهم الكنوز التى غلبوا من أموال المسلمين. ” منه عفى عنه ” أقول: ولا يخلو مواضع من هذا الحديث من التصحيف لكن لم أظفر على المنقول منه فتركتها على حالها.

[ 416 ]

ان رسول الله صلى الله عليه واله رخص في ان يقال: جيناكم جيناكم جيئونا جيئونا، فقال: كذبوا ان الله عز وجل يقول: وما خلقنا السموات والارض وما بينها لاعبين لو اردنا ان نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا ان كنا فاعلين بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ثم قال: ويل لفلان مما يصف، رجل لم يحضر المجلس. 17 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ليس من باطل يقوم بازاء حق الاغلب الحق الباطل، وذلك قول الله: بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق 18 – عنه عن يعقوب بن يزيد عن رجل عن الحكم بن مسكين عن أيوب بن الحر بياع الهروي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا أيوب ما من أحد الا وقد يرد عليه الحق حتى يصدع قبله، قبله ام تركه، وذلك ان الله يقول في كتابه: ” بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون “. 19 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في هاروت وماروت حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: ان الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبائح بألطاف الله تعالى، قال الله تعالى فيهم: ” لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ” وقال عزوجل: وله من في السموات والارض ومن عنده يعنى الملائكة لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون. 20 – في كتاب التوحيد عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: أن لله تبارك وتعالى ملائكة ليس شئ من طباق أجسادهم الا وهو يسبح الله عز وجل ويحمده من ناحيته بأصوات مختلفة، لا يرفعون رؤسهم الى السماء، ولا يخفظونها الى أقدامهم من البكاء و الخشية لله عزوجل. 21 – وعن على بن الحسين عليهما السلام حديث طويل في صفة خلق العرش يقول فيه: له ثمانية أركان، على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم


[ 417 ]

الا الله عزوجل، يسبحون الليل والنهار لا يفترون. 22 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى داود بن فرقد العطار عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام أنه سئل عن الملائكة أينامون ؟ فقال: ما من حى الا وهو ينام خلا الله وحده، والملائكة ينامون، فقلت: يقول الله عزوجل: ” يسبحون الليل والنهار لا يفترون ” قال: أنفاسهم تسبح. 23 – في تفسير على بن ابراهيم حديث طويل عن النبي صلى الله عليه واله في ذكر ما راى في المعراج وفيه قال صلى الله عليه واله: ثم مررنا بملائكة من ملائكة الله عزوجل خلقهم الله كيف شاء، ووضع وجوههم كيف شاء، ليس شئ من أطباق أجسادهم الا وهو يسبح الله ويحمده من كل ناحية بأصوات مختلفة، أصواتهم مرتفعة بالتحميد والبكاء من خشية الله، فسألت جبرئيل عنهم فقال: كما ترى خلقوا، ان الملك منهم الى جنب صاحبه ما كلمه قط، ولا رفعوا رؤسهم الى ما فوقها، ولا حفظوها ! الى ما تحتها خوفا وخشوعا، فسلمت عليهم فردوا على ايماءا برؤوسهم، ولا ينظرون الى من الخشوع، فقال لهم جبرئيل: هذا محمد نبى الرحمة أرسله الله الى العباد رسولا ونبيا، وهو خاتم النبيين وسيدهم أفلا تكلموه ؟ قال: فلما سمعوا ذلك من جبرئيل أقبلوا على بالسلام وأكرمونى وبشرونى بالخير لى ولامتى. 24 – في نهج البلاغة قال عليه السلام في وصف الملائكة: ومسبحون لا يسأمون ولا يغشاهم نوم العيون ولا سهو العقول، ولا فترة الابدان ولا غفلة النسيان. 25 – وفيه ايضا يقول فيهم عليه السلام: ولم تجر الفترات فيهم على طول دؤبهم (1). 26 – في كتاب التوحيد باسناده الى هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذى أتى أبا عبد الله عليه السلام وكان من قول أبي عبد الله له: لا يخلو قولك: إنهما اثنان من أن يكونا قديمين قويين أو يكونا ضعيفين أو يكون أحدهما قويا والاخر ضعيفا، فان


(1) الدؤوب: الجد والاجتهاد.

[ 418 ]

كانا قويين فلم لا يدفع كل واحد منهما صاحبه وينفرد بالتدبير، وان زعمت ان أحدهما قوى والاخر ضعيف ثبت انه واحد كما تقول، للعجز الظاهر في الثاني، وان قلت: انهما اثنان لا يخلو من أن يكونا متفقين من كل جهة أو متفرقين من كل جهة، فلما رأينا الخلق منتظما، والفلك جاريا واختلاف الليل والنهار والشمس والقمر دل صحة الامر والتدبير وايتلاف الامر أن المدبر واحد، ثم يلزمك ان ادعيت اثنين فلا بد من فرجة بينهما حتى يكونا اثنين، فصارت الفرجة ثالثا بينهما قديما معهما، فيلزمك ثلاثة، فان ادعيت ثلاثة لزمك ما قلنا في الاثنين حتى يكون بينهما فرجتان فيكون خمسا، ثم يناهى في العدد الى ما لا نهاية في الكثرة. 27 – حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبى عمير عن هشام بن الحكم قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما الدليل على أن الله واحد ؟ قال: اتصال التدبير وتمام الصنع كما قال عزوجل: لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا. 28 – وباسناده الى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبى الحسن عليه السلام حديث طويل وفى آخره قلت: جعلت فداك بقيت مسألة، قال: هات لله ابوك، قلت: يعلم القديم الشئ الذى لم يكن ان لو كان كيف كان يكون ؟ قال: ويحك ان مسائلك لصعبة أما سمعت الله يقول: ” لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا ” وقوله: ” لعلا بعضهم على بعض ” وقال يحكى قول أهل النار: ” ارجعنا نعمل صالحا غير الذى كنا نعمل ” و قال: ” ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ” فقد علم الشئ الذى لم يكن ان لو كان كيف كان يكون. 29 – في تفسير على بن ابراهيم: واما الرد على الثنوية فقوله: ” ما اتخذ الله من ولد ” الاية قال: لو كان الهين لطلب كل واحد منهما العلو، وإذا شاء واحد أن يخلق انسانا شاء الاخر أن يخالفه فيخلق بهيمة، فيكون الخلق منهما على مشيتهما، واختلاف اراداتهما انسانا وبهيمة في حالة واحدة، فهذا من أعظم المحال غير موجود،


[ 419 ]

وإذا بطل هذا ولم يكن بينهما اختلاف بطل الاثنان وكان واحدا، فهذا التدبير و اتصاله وقوام بعضه ببعض واختلاف الاهواء والارادات والمشيات يدل على صانع واحد، وهو قول الله عزوجل: ” ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله إذا لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض ” وقوله: ” لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا “. 30 – في كتاب الاهليلجة قال الصادق عليه السلام: وانه لو كان معه اله لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض، ولا فسد كل واحد منهما على صاحبه. 31 – في كتاب مصباح الزائر لابن طاوس رحمه الله في دعاء الحسين عليه السلام يوم عرفة لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا وتفطرتا. 32 – في كتاب التوحيد باسناده الى ابن اذينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك ما تقول في القضاء والقدر ؟ قال: أقول: ان الله تبارك وتعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سألهم عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم. 33 – وباسناده الى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قلت لابي – جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام: يا بن رسول الله انا نرى الاطفال منهم من يولد ميتا ومنهم من يسقط غير تام، ومنهم من يولد أعمى وأخرس وأصم، ومنهم من يموت من ساعته إذا سقط الى الارض، ومنهم من يبقى الى الاحتلام، ومنهم من يعمر حتى يصير شيخا، فكيف ذلك وما وجهه ؟ فقال عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى أولى بما يدبره من أمر خلقه منهم، وهو الخالق والمالك لهم فمن منعه التعمير فانما منعه ما ليس له ومن عمره فانما أعطاه ما ليس له، فهو المتفضل بما أعطى، وعادل فيما منع، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون قال جابر: فقلت له: يا ابن رسول الله وكيف لا يسأل عما يفعل ؟ قال: لانه لا يفعل الا ما كان حكمة وصوابا، وهو المتكبر الجبار والواحد القهار فمن وجد في نفسه حرجا في شئ مما قضى كفر، ومن أنكر شيئا من أفعاله جحد. 34 – عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: يا بن آدم بمشيتي كنت أنت الذى تشاء لنفسك ما تشاء، وبقوتي أديت الى فرائضي، وبنعمتي قويت


[ 420 ]

على معصيتى جعلتك سميعا بصيرا قويا ما أصابك من حسنة فمن الله، وما أصابك من سيئة فمن نفسك، وذلك أنى أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بسيئاتك منى، وذلك انى لا اسأل عما أفعل وهم يسألون. 35 – في عيون الاخبار باسناده الى محمد بن أبى يعقوب البلخى قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام فقلت: لاى علة صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن ؟ فقال: لان الله تعالى جعلها في ولد الحسين ولم يجعلها في ولد الحسن، والله لا يسأل عما يفعل. 36 – في كتاب الخصال عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام حديث طويل وفيه: قال: فقلت له: يا بن رسول الله كيف صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولدا رسول الله صلى الله عليه واله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة ؟ فقال عليه السلام: ان موسى وهارون كانا نبيين مرسلين اخوين، فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى، ولم يكن لاحد أن يقول: لم فعل الله ذلك، فان الامامة خلافة الله عزوجل ليس لاحد أن يقول: لم جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن، لان الله هو الحكيم في أفعاله ” لا يسأل عما يفعل وهم يسألون “. 37 – في كتاب علل الشرايع عن على عليه السلام حديث طويل يقول فيه في اثنائه وقد ذكر خلقه آدم فاغترف تبارك وتعالى غرفة من الماء العذب الفرات، فصلصلها فجمدت ثم قال لها: منك أخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين، والائمة المهتدين الدعاة الى الجنة وأتباعهم الى يوم القيامة، ولا أبالى ولا اسأل عما افعل وهم يسألون، يعنى بذلك خلقه انهم يسألهم. 38 – في ارشاد المفيد قال رحمه الله وقد ذكر ابا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام: ومما حفظ عنه عليه السلام من موجز القول في العدل قوله لزرارة بن اعين: يا زرارة اعطيك جملة في القضاء والقدر ؟ قال له زرارة: نعم جلت فداك قال: إذا كان يوم القيامة، وجمع الله الخلائق سألهم عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم.


[ 421 ]

39 – في مجمع البيان هذا ذكر من معى وذكر من قبلى قال أبو عبد الله عليه السلام: يعنى بذكر من معى ما هو كائن، وبذكر من قبلى ما قد كان. 40 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون قال: هو ما قالت النصارى ان المسيح ابن الله، وما قالت اليهود عزيز بن الله، وقالوا في الائمة ما قالوا، فقال الله عزوجل: سبحانه انفة له (1) با عباد مكرمون، يعنى هؤلاء الذين زعموا انهم ولد الله، وجواب هؤلاء الذين زعموا ذلك في سورة الزمر في قوله عزوجل: ” لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء “. 41 – في عيون الاخبار في الزيارة الجامعة للائمة عليهم السلام المنقولة عن الجواد عليه السلام: السلام على الدعاة الى الله الى قوله: والمظهرين لامر الله ونهيه، و عباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون 42 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل: وفيه والزمهم الحجة بان خاطبهم خطابا يدل على انفراده وتوحيده وبأن لهم أولياء تجرى أفعالهم وأحكامهم مجرى فعله، فهم العباد المكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، قال السائل: من هؤلاء الحجج ؟ قال: هم رسول الله صلى الله عليه واله ومن حل محله أصفياء الله الذين قال: ” فأينما تولوا فثم وجه الله ” الذين قرنهم الله بنفسه و برسوله، وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذى فرض عليهم منها لنفسه. 43 – في الخرائج والجرائح في أعلام امير المؤمنين عليه السلام في روايات الخاصة اختصم رجل وامرأة إليه، فعلا صوت الرجل على المرئة، فقال له على عليه السلام: اخسأ وكان خارجيا، فإذا رأسه رأس الكلب، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين صحت بهذا الخارجي فصار رأسه رأس الكلب فما يمنعك عن معاوية ؟ فقال: ويحك لو أشاء أن آتى بمعاوية الى هيهنا على سريره لدعوت الله حتى فعل، ولكن لله خزان لا على


(1) أنفة له أي تنزيه.

[ 422 ]

ذهب ولا فضة ولا انكار على اسرار، هذا تدبير الله أما تقرأ: ” بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون “. 44 – وروى الاصبغ بن نباتة قال: كنا نمشي خلف على عليه السلام ومعنا رجل من قريش فقال: يا أمير قد قتلت الرجال وأيتمت الاطفال وفعلت وفعلت ؟ فالتفت إليه عليه السلام وقال: اخسأ فإذا هو كلب اسود فجعل يلوذ به ويبصبص (1) فرآه عليه السلام فرحمه فحرك شفتيه فإذا هو رجل كما كان، فقال رجل من القوم: يا أمير المؤمنين أنت تقدر على مثل هذا ويناويك معاوية (2) فقال: نحن عباد مكرمون لا نسبقه بالقول ونحن بأمره عاملون. 45 – في تفسير على بن ابراهيم قال الصادق عليه السلام: ما أتى جبرئيل رسول الله صلى الله عليه واله الا كئيبا حزينا، ولم يزل كذلك منذ أهلك الله فرعون، فلما أمره الله بنزول هذه الاية: ” الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ” نزل عليه وهو ضاحك مستبشر فقال رسول الله: ما اتيتني يا جبرئيل الا وتبينت الحزن في وجهك حتى الساعة قال: نعم يا محمد لما غرق الله فرعون قال: ” آمنت انه لا اله الا الذى آمنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين ” فأخذت حمأة (3) فوضعتها في فيه، ثم قلت له: ” الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ” وعملت ذلك من غير أمر الله خفت ان تلحقه الرحمة من الله ويعذبني الله على ما فعلت، فلما كان الان وامرني الله ان اؤدى اليك ما قلته أنا لفرعون امنت و علمت ان ذلك كان لله رضى. 46 – في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في خطبة مروية عن امير المؤمنين عليه السلام قال: وان الله اختص لنفسه بعد نبيه صلى الله عليه واله من بريته خاصة علاهم بتعليته، و سما بهم الى رتبته، وجعلهم الدعاة بالحق إليه والادلاء بالرشاد عليه لقرن قرن، و


(1) بصيص الكلب: تحرك بذنبه. (2) ناواه: عاداه. (3) الحمأة: الطين الاسود.

[ 423 ]

زمن زمن، انشأهم في القدم قبل كل مذرو ومبرو انوارا أنطقها بتمجيده بتحميده، والهمها شكره وتمجيده، وجعلها الحجج على كل معترف له بملكة الربوبية وسلطان العبودية، واستنطق بها الخرسات بانواع اللغات بخوعا له بأنه فاطر الارضين و السموات، وأشهدهم خلقه، وولاهم ما شاء من أمره، جعلهم تراجمة مشيته وألسن ارادته، عبيدا ” لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون * يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون “. 47 – في تهذيب الاحكام باسناده الى أبى الحسن الثالث عليه السلام زيارة لامير – المؤمنين عليه السلام وفيها يقول الزائر: يا ولى الله ان لى ذنوبا كثيرة فاشفع لى الى ربك عزوجل، فان لك عند الله مقاما محمودا، وان لك عند الله جاها وشفاعة، وقال الله: ” لا يشفعون الا لمن ارتضى “. وفى الكافي مثله سواء. 48 – في عيون الاخبار باسناده الى الحسين بن خالد عن على بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله ” من لم يؤمن بحوضى فلا أورده الله حوضى، ومن لمن يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي، ثم قال عليه السلام: انما شفاعتي لاهل الكبائر من امتى، فأما المحسنون فما عليهم من سبيل، قال الحسين بن خالد: فقلت للرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله فما معنى قول الله عزوجل: ” ولا يشفعون الا لمن ارتضى ؟ قال: لا يشفعون الا لمن ارتضى الله دينه. 49 – في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام: قال: هذه شرائع الدين الى أن قال: وأصحاب الحدود فساق لا مؤمنون ولا كافرون، لا يخلدون في النار، ويخرجون منها يوما والشفاعة جائزة لهم وللمستضعفين، إذا ارتضى الله دينهم. 50 – في كتاب التوحيد حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنه قال: حدثنا ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبى عمير عن موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه قلت له: يا ابن رسول الله فالشفاعة لمن تجب من المذنبين ؟


[ 424 ]

فقال: حدثنى أبى عن آبائه عن على عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: اما شفاعتي لاهل الكبائر من امتى، فأما المحسنون منهم فما عليهم من سبيل، قال ابن أبى عمير: فقلت له: يا ابن رسول الله كيف يكون الشفاعة لاهل الكبائر والله تعالى يقول: ” ولا يشفعون الا لمن ارتضى ” ومن يرتكب الكبيرة لا يكون مرتضى ؟ فقال: يابا محمد ما من مؤمن يرتكب ذنبا الا ساءه ذلك وندم عليه، وقال النبي صلى الله عليه واله: كفى بالندم توبة، وقال عليه السلام: من سرته حسنته وسائته سيئته فهو مؤمن، فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن، ولم تجب له الشفاعة، وكان ظالما والله تعالى ذكره يقول: ” ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ” فقلت له: يا ابن رسول الله وكيف لا يكون مؤمنا من لم يندم على ذنب يرتكبه ؟ فقال: يابا أحمد ما من أحد يرتكب كبيرة من المعاصي وهو يعلم انه سيعاقب عليها الا ندم على ما ارتكب، ومتى ندم كان تائبا مستحقا للشفاعة، ومتى لم يندم عليها كان مصرا والمصر لا يغفر له، لانه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب، ولو كان مؤمنا بالعقوبة لندم، وقد قال النبي صلى الله عليه واله: لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الاصرار، واما قول الله عزوجل: ” ولا يشفعون الا لمن ارتضى ” فانهم لا يشفعون الا لمن ارتضى الله دينه، والدين الاقرار بالجزاء على الحسنات والسيئات، فمن ارتضى الله دينه ندم على ما ارتكبه من الذنوب لمعرفته بعاقبته في القيامة. 51 – في تفيسر على بن ابراهيم: قوله: ومن يقل منهم انى اله من دونه فذلك نجزيه جهنم قال: من زعم انه امام وليس بامام. 52 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى ان عمرو بن عبيد وفد على محمد بن على الباقر عليهما السلام لامتحانه بالسؤال عنه، فقال له: جعلت فداك ما معنى قول الله تعالى أو لم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما ما هذا الرتق والفتق ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: كانت السماء رتقا لا ينزل القطر، وكانت الارض رتقا لا يخرج النبات ففتق الله السماء بالقطر، وفتق الارض بالنبات فانقطع


[ 425 ]

عمرو ولم يجد اعتراضا ومضى. 53 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبى بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج هشام بن عبد الملك حاجا ومعه الابرش الكلبى، فلقيا أبا عبد الله عليه السلام في المسجد الحرام فقال: هشام للابرش: تعرف هذا ؟ قال: لا، قال: هذا الذى تزعم الشيعة انه نبى من كثرة علمه فقال: الابرش، لاسألنه عن مسألة لا يجيبنى فيها نبى أو وصى نبى، فقال هشام: وددت انك فعلت ذلك، فلقى الابرش أبا عبد الله عليه السلام فقال: يا با عبد الله اخبرني عن قول الله: ” أو لم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما ” فما كان رتقهما وما كان فتقهما ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبرش هو كما وصف نفسه، كان عرشه على الماء، والماء على الهواء، والهواء لا يحد، ولم يكن يومئذ خلق غيرهما، والماء يومئذ عذب فرات، فلما أراد الله أن يخلق الارض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحى الارض من تحته فقال الله تبارك وتعالى: ” ان أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا ” ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء، فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها، فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار، فخلق منه السماء وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر و، وأجراها في الفلك، وكانت السماء خضراء على لون الماء الاخضر، وكانت الارض غبراء على لون الماء العذب، وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب، ولم يكن للارض أبواب وهو النبت، ولم تمطر السماء عليها فتنبت، ففتق السماء بالمطر، وفتق الارض بالنبات وذلك قوله ” أو لم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما ” فقال الابرش: والله ما حدثنى بمثل هذا الحديث أحد قط أعده على، فأعاد عليه وكان الابرش ملحدا، فقال: وانا أشهد انك ابن نبى ثلاث مرات. 54 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن


[ 426 ]

سعيد عن محمد بن داود عن محمد بن عطية قال: قال رجل من أهل الشام لابي جعفر عليه السلام يابا جعفر قول الله عزوجل: ” أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما ” فقال له أبو جعفر عليه السلام فلعلك تزعم انهما كانتا رتقا ملتزقتان ملتصقتان ففتقت احدهما من الاخرى ؟ فقال: نعم، فقال أبو جعفر عليه السلام: استغفر ربك فان قول الله عزوجل: ” كانتا رتقا ” يقول: كانت السماء رتقا لا تنزل المطر، وكانت الارض رتقا لا تنبت الحب، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيها من كل دابة، فتق السماء بالمطر، والارض بنبات الحب، فقال الشامي: اشهد انك من ولد الانبياء، وان علمك علمهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 55 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن أبى حمزة ثابت بن دينار الثمالى وأبو منصور عن أبى الربيع قال حججنا مع أبى جعفر عليه السلام في السنة التى كان حج فيها هشام بن عبد الملك، وكان معه نافع مولى عمر بن الخطاب، فقال: يا با جعفر فأخبرني عن قول الله عزوجل: ” أو لم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما ” قال: ان الله تبارك وتعالى اهبط آدم الى الارض وكانت السماء رتقا لا تمطر شيئا، وكانت الارض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب الله عزوجل على آدم صلى الله عليه أمر السماء فتفطرت بالغمام، ثم أمرها فأرخت عزاليها (1) ثم أمر الارض فأنبتت الاشجار وأثمرت الثمار، وتفيهت بالانهار (2) فكان ذلك رتقها وهذا فتقها، فقال نافع: صدقت يا ابن رسول الله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


(1) ارخى الستر: اسدله. ارسله والعزالى جمع العزلاء: مصب الماء من الراوية وارخى السماء عزاليها كناية عن شدة وقع المطر على التشبيه بنزوله من أفواه القرب. (2) أي فتحت أفواهها والقياس ” تفوهت ” بالواو ويحتمل كونه ” تفنقت ” فصحف، وفى روضة الكافي ” تفهقت ” من فهق الاناء: امتلا.

[ 427 ]

56 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: وفتق بعد الارتتاق صوامت أبوابها. 57 – في كتاب طب الائمة عليهم السلام عبد الله بن بسطام قال: حدثنا ابن اسحق ابن ابراهيم عن أبى الحسن العسكري عليه السلام قال: حضرته يوما وقد شكى إليه بعض، اخواننا، فقال: يا ابن رسول الله ان أهلى كثيرا يصيبهم هذا الوجع الملعون، قال: وما هو ؟ قال: وجع الرأس، قال: خذ قدحا من ماء واقرأ عليه: ” أو لم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حى أفلا يؤمنون ” ثم اشر به فانه لا يضره انشاء الله تعالى. 58 – وباسناده الى حماد بن عيسى يرفعه الى أمير المؤمنين عليه السلام قال: إذا شكى احدكم وجع الفخذين فيلجلس في تور كبير وطست، في الماء المسخن، وليضع يده عليه وليقرأ: ” أو لم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شئ حى أفلا يؤمنون “. 59 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: وجعلنا من الماء كل شئ حى أفلا يؤمنون قال: نسب كل شئ الى الماء ولم ينسب الماء الى غيره. 60 – في تفسير العياشي عن شيخ من أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال كنا عنده فسأله شيخ فقال: لى وجع وأنا أشرب له النبيذ ووصفه له الشيخ، فقال له: ما يمنعك من الماء ” الذى جعل الله منه كل شئ حى ” قال: لا يوافقني، الحديث وقد كتب في النحل عند قوله تعالى: ” فيه شفاء للناس “. 61 – في مجمع البيان وروى العياشي باسناده الى الحسين بن علوان قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن طعم الماء ؟ فقال: سل تفقها ولا تسأل تعنتا، طعم الماء طعم الحيوة، قال الله سبحانه: ” وجعلنا من الماء كل شئ حى “. 62 – في قرب الاسناد للحميري باسناده الى الحسين بن علوان عن جعفر عليه السلام قال: كنت عنده جالسا إذ جاء رجل فسأله عن طعم الماء وكانوا يظنون انه زنديق


[ 428 ]

فأقبل أبو عبد الله عليه السلام يضرب فيه ويصعد ثم قال له: ويلك طعم الماء طعم الحيوة، ان الله عز وجل يقول: ” وجعلنا من الماء كل شئ حى أفلا يؤمنون “. 63 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: وقال الله عزوجل: ” وجعلنا من الماء من كل شئ حى ” فلما أحيى به كل شئ من نعيم الدنيا بفضله ورحمته حيوة القلوب والطاعات. 64 – في نهج البلاغة قال عليه السلام، بعد ذكره السماوات السبع: جعل سفلاهن موجا مكفوفا، وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا. 65 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: وجعلنا السماء سقفا محفوظا يعنى من الشياطين أي لا يسترقون السمع واما قوله عزوجل: وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفان مت فهم الخالدون فانه لما أخبر الله عزوجل نبيه صلى الله عليه واله بما يصيب اهل بيته بعده صلوات الله عليهم، وادعاء من ادعى الخلافة دونهم، اغتم رسول الله فأنزل الله عزوجل: ” وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد افان مت فهم الخالدون * كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة ” أي نختبركم ” والينا ترجعون ” فأعلم ذلك رسول الله صلى الله عليه واله انه لابد ان تموت كل نفس. 66 – وقال امير المؤمنين صلوات الله عليه يوما وقد تبع جنازة فسمع رجلا يضحك فقال: كأن الموت فيها على غيرنا كتب، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الذى نسمع من الاموات سفر عما قليل الينا راجعون نريهم أجداثهم، ونأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم، قد نسينا كل واعظة ورمينا بكل جائحة (1). 67 – في تفسير العياشي عن زرارة قال: كرهت أن أسأل أبا جعفر عليه السلام عن الرجعة واستخفيت ذلك، قلت: لاسألن مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتى، فقلت: اخبرني عمن قتل أمات ؟ قال: لا، الموت موت والقتل قتل، قلت: ما احد يقتل الا وقد مات فقال: قول الله اصدق من قولك فرق بينهما في القرآن قال: ” افان مات أو قتل ” وقال:


(1) الجائحة: النازلة، الشدة.

[ 429 ]

” لئن متم أو قتلم لالى الله تحشرون ” وليس كما قلت يا زرارة الموت موت والقتل قتل قلت: فان الله يقول: كل نفس ذائقة الموت قال: من قتل لم يذق الموت، ثم قال: لا بد من ان يرجع حتى يذوق الموت. 68 – في مجمع البيان وروى عن أبي عبد الله عليه السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام مرض فعاده اخوانه، فقالوا: كيف نجدك يا أمير المؤمنين ؟ قال: بشر، قالوا: ما هذا كلام مثلك ؟ قال: ان الله تعالى يقول: ونبلوكم بالخير والشر فتنة فالخير الصحة والغنى، والشر المرض والفقر. 69 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: خلق الانسان من عجل قال: لما أجرى في آدم الروح من قدميه فبلغت الى ركبتيه أراد أن يقوم فلم يقدر: فقال الله عزوجل: ” خلق الانسان من عجل “. 70 – في مجمع البيان قيل في ” عجل ” ثلاثة تأويلات: منها أن آدم لما خلق و جعلت الروح في أكثر جسده وثب عجلان مبادرا الى ثمار الجنة، وقيل: هم بالوثوب فهذا معنى قوله: ” من عجل ” وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام. 71 – في نهج البلاغة قال عليه السلام اياك والعجلة بالامور قبل أو انها والتساقط فيها عند امكانها، أو اللجاجة فيها إذا تنكرت، أو الوهن عنها إذا استوضحت، فضع كل أمر موضعه، وأوقع كل عمل موقعه. 72 – في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من التثبت يكون السلامة، ومع العجلة يكون الندامة، ومن ابتدأ العمل في غير وقته كان بلوغه في غير حينه. 73 – وعن على (ع) قال في كلام طويل: لا تعاجلوا الامر قبل بلوغه فتندموا 74 – في مجمع البيان أفلا يرون أنا نأتى الارض ننقصها من أطرافها وقيل بموت العلماء، وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نقصانها ذهاب عالمها. 75 – في روضة الكافي كلام لعلى بن الحسين عليهما السلام في الوعظ والزهد


[ 430 ]

في الدنيا ذكرنا في هذه السورة بعضه عند قوله تعالى: ” وكم قصمنا من قرية ” الاية ويتصل به قوله عليه السلام ثم رجع القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي والذنوب، فقال عزوجل: ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا انا كنا ظالمين فان قلتم أيها الناس ان الله عزوجل انما عنى بهذا أهل الشرك فيكف ذلك وهو يقول: ونضع الموازين القسط ليوم القيامة لا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين اعلموا عباد الله ان اهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ولا تنصب لهم الدواوين، وانما يحشرون الى جهنم، وانما نصب الموازين ونشر الدواوين لاهل الاسلام فاتقوا الله عباد الله. 76 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات: واما قوله تبارك وتعالى: ” ونضع الموازين القسط ليوم القيمة فلا تظلم نفس شيئا ” فهو ميزان العدل يؤخذ به الخلائق يوم القيمة، يدين الله تبارك وتعالى الخلق بعضهم من بعض بالموازين، وفى غير هذا الحديث: الموازين هم الانبياء والاوصياء عليهم السلام، وقوله عزوجل: ” فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا ” فان ذلك خاصة. 77 – في كتاب معاني الاخبار باسناده الى هشام قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” ونضع الموازين القسط ليوم القيمة فلا تظلم نفس شيئا ” قال: هم الانبياء والاوصياء. 78 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابراهيم الهمداني يرفعه الى أبى عبد الله عليه السلام في قوله تعالى:: ” ونضع الموازين القسط ليوم القيمة ” قال: الانبياء والاوصياء عليهم السلام. 79 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” ونضع الموازين القسط ليوم القيمة ” قال: المجازاة ” وان كان مثقال حبة من خردك أتينا بها ” أي جازينا بها، وهى ممدودة أتينا بها، ثم حكى عزوجل قول ابراهيم لقومه وأبيه: فقال ولقد آتينا ابراهيم رشده من قبل الى قوله: بعد ان تولوا مدبرين قال: فلما نهاهم ابراهيم عليه السلام واحتج


[ 431 ]

عليهم في عبادتهم الاصنام فلم ينتهوا، فحضر عيد لهم فخرج نمرود وجميع اهل مملكته الى عيد لهم وكره أن يخرج ابراهيم معه، فوكله ببيت الاصنام، فلما ذهبوا به عمد ابراهيم عليه السلام الى طعام فأدخله بيت أصنامهم، فكان يدنو من صنم صنم فيقول له: كل فإذا لم يجبه أخذه القدوم (1) فكسر يده ورجله حتى فعل ذلك بجميع الاصنام ثم علق القدوم في عنق الكبير منهم الذى كان في الصدر، فلما رجع الملك ومن معه من العيد نظروا الى الاصنام مكسرة فقالوا: من فعل هذا بآلتهنا انه لمن الظالمين قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم وهو ابن آزر فجاؤا به الى نمرود، فقال نمرود لازر: خنتني وكتمت هذا الولد عنى ؟ فقال: ايها الملك هذا عمل امه وذكرت انها تقوم بحجته، فدعا نمرود ام ابراهيم فقال: ما حملك على ما كتمت أمر هذا الغلام حتى فعل بآلهتنا ما فعل ؟ فقالت: ايها الملك نظرا منى لرعيتك، قال: وكيف ذلك ؟ قالت: رأيتك تقتل اولاد رعيتك فكان يذهب النسل، فقلت: ان كان هذا الذى تطلبه دفعته إليه ليقتله وتكف عن قتل أولاد الناس، وان لم يكن ذلك بقى لنا ولدنا وقد ظفرت به فشأنك فكف عن اولاد الناس وصوب رأيها، ثم قال لابراهيم: من فعل هذا بآلهتنا يا ابراهيم قال ابراهيم: فعله كبيرهم هذا فاسئلوهم ان كانوا ينطقون فقال الصادق عليه السلام: والله ما فعله كبيرهم وما كذب ابراهيم، فقيل: فكيف ذلك ؟ فقال: انما قال: فعله كبيرهم هذا ان نطق، وان لم ينطق فلم يفعل كبيرهم هذا شيئا، فاستشار قومه في ابراهيم فقالوا حرقوه وانصروا آلهتكم ان كنتم فاعلين فقال الصادق عليه السلام: كان فرعون ابراهيم لغير رشده وأصحابه لغير رشدهم فانهم قالوا لنمرود: ” حرقوه وانصروا آلهتكم ان كنتم فاعلين ” وكان فرعون موسى وأصحابه لرشدهم فانه لما استشار أصحابه في موسى عليه السلام ” قالوا أرجه واخاه وأرسل في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم “. فحبس ابراهيم وجمع له الحطب حتى إذا كان اليوم الذى ألقى فيه نمرود ابراهيم


(1) القدوم: آلة النجر والنحت.

[ 432 ]

في النار برز نمرود وجنوده وقد كان بنى لنمرود بناء ينظر منه الى ابراهيم عليه السلام كيف تأخذه النار، فجاء ابليس واتخذ لهم المنجنيق لانه لم يقدر احد أن يتقارب من النار، و كان الطائر إذا مر في الهواء يحترق، فوضع ابراهيم في المنجنيق وجاء أبوه فلطمه لطمة وقال له: ارجع عما أنت عليه، وأنزل الرب تبارك وتعالى ملئكة الى السماء الدنيا ولم يبق شئ الا طلب الى ربه، وقالت الارض: يا رب ليس على ظهرى احد يعبدك غيره فيحرق ؟ وقالت الملائكة: يا رب خليلك ابراهيم يحرق ؟ فقال الله عزوجل: انه ان دعاني كفيته، وقال جبرئيل: يا رب خليلك ابراهيم ليس في الارض احد يعبدك غيره سلطت عليه عدوه يحرقه بالنار ؟ فقال: اسكت انما يقول هذا عبد مثلك يخاف الفوت، هو عبدى آخذه إذا شئت، فان دعاني اجبته فدعا ابراهيم عليه السلام ربه بسورة الاخلاص: يا الله يا واحد يا احد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد و لم يكن له كفوا احد نجنى من النار برحتمك، قال: فالتقى معه جبرئيل في الهواء وقد وضع في المنجنيق، فقال: يا ابراهيم هل لك الى من حاجة ؟ فقال ابراهيم عليه السلام: اما اليك فلا، واما الى رب العالمين فنعم، فدفع إليه خاتما عليه مكتوب لا اله الا الله محمد رسول الله ألجأت ظهرى الى الله، واسندت أمرى الى الله، وفوضت امرى الى الله، فأوحى الله عزوجل الى النار، كونى بردا فاضطربت اسنان ابراهيم من البرد حتى قال: وسلاما على ابراهيم وانحط جبرئيل عليه السلام وجلس معه يحدثه في النار ونظر نمرود فقال: من اتخذ الها فليتخذ مثل اله ابراهيم، فقال عظيم من عظماء اصحاب نمرود: انى عزمت على النار ان لا تحرقه، فخرج عمود من النار نحو الرجل فاحرقه فآمن له لوط، فخرج مهاجرا الى الشام، ونظر نمرود الى ابراهيم عليه السلام في روضة خضراء في النار مع شيخ يحدثه فقال لازر: يا آزر ما اكرم ابنك على ربه قال: وكان الوزغ ينفخ في نار ابراهيم، وكان الضفدع (1) يذهب بالماء ليطفئ به النار، قال: ولما قال الله عزوجل للنار كونى بردا وسلاما، لم تعمل


(1) الضفدع: دابة مائية دقيقة العظام وهى كثيرة الانواع وبالفارسية ” غوك “

[ 433 ]

النار في الدنيا ثلاثة ايام، ثم قال الله عزوجل: وأراد به كيدا فجعلناهم الاخسرين فقال الله عزوجل: ونجيناه ولوطا الى الارض التى باركنا فيها للعالمين الى الشام وسواد الكوفة. 80 – في مجمع البيان وروى العياشي بالاسناد عن الاصبغ بن نباتة ان عليا عليه السلام مر بقوم يلعبون الشطرنج، فقال: ” ما هذه التماثيل التى انتم لها عاكفون: ؟. 81 – في عوالي اللئالى وانه صلى الله عليه واله مر بقوم يلعبون الشطرنج فقال: ” ما هذه التماثيل التى انتم لها عاكفون ” ؟. 82 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام واحبارهم قال لامير المؤمنين: فان هذا ابراهيم حد أصنام قومه غضبا لله عزوجل قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله قد نكس عن الكعبة ثلثمأة وستين صنما، ونفاها من جزيرة العرب، وأذل من عبدها بالسيف، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 83 – في عيون الاخبار في باب جمل من أخبار موسى بن جعفر عليهما السلام مع هارون الرشيد ومع موسى المهدى حديث طويل وفيه قال (ع) لما قال له هارون: كيف تكون ذرية رسول الله وأنتم اولاد ابنته ؟ بعدما نقل عليه السلام آية المباهلة، واحتج بها على ان العلماء قد اجمعوا على ان جبرئيل قال يوم أحد: يا محمد ان هذه لهى المواساة من على، قال: لانه منى وانا منه، فقال جبرئيل وانا منكما يا رسول الله ثم قال: لا فتى الا على لا سيف الا ذو الفقار، فكان كما مدح الله عزوجل خليله عليه السلام إذا يقول: ” فتى يذكرهم هم يقال له ابراهيم ” انا معشر بنى عمك نفتخر بقول جبرئيل انه منا. 84 – في كتاب معاني الاخبار باسناده الى صالح بن سعيد عن رجل من أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام ثم قال: سألته عن قول الله عزوجل في قصة ابراهيم: ” قال بل فعله


[ 434 ]

كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون ” قال: ما فعله كبيرهم وما كذب ابراهيم عليه السلام فقلت: وكيف ذاك ؟ قال: انما قال ابراهيم: ” فاسألوهم ان كانوا ينطقون ” فكبيرهم فعل، وان لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم شيئا فما نطقوا وما كذب ابراهيم عليه السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 85 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن حماد بن عثمان عن الحسن الصيقل قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: انا قد روينا عن أبى جعفر عليه السلام في قول يوسف: ” ايتها العير انكم لسارقون ” فقال: والله ما سرقوا وما كذب، وقال ابراهيم: ” بل فعله كبيرهم هذا فأسلوهم ان كانوا ينطقون ” فقال: والله ما فعلوا وما كذب، قال فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما عندكم يا صيقل ؟ قال: قلت: ما عندنا فيها الا التسليم، قال: فقال: ان الله أحب اثنين وأبغض اثنين: احب الخطو فيما بين الصفين، وأحب الكذب في الاصلاح، وأبغض الخطو في الطرقات، و أبغض الكذب في غير الاصلاح ان ابراهيم عليه السلام انما قال: ” بل فعله كبيرهم هذا ” ارادة الاصلاح، ودلالة على انهم لا يفعلون، وقال يوسف ارادة الاصلاح. 86 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحجال عن ثعلبة عن معمر ابن عمرو عن عطاء عن أبى عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله لا كذب على مصلح ثم تلا: ” ايتها العير انكم لسارقون ” قال: والله ما سرقوا وما كذب، ثم تلا: ” بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون ” ثم قال: والله ما فعلوه وما كذب. 87 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبى يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الكلام ثلاثة: صدق وكذب واصلاح بين الناس. 88 – في روضة الكافي الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن أبى بصير قال: قيل لابيجعفر عليه السلام وانا عنده: ان سالم بن أبى حفصة واصحابه يروون عنك انك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج،


[ 435 ]

فقال: ما يريد سالم منى ؟ أيريد ان أجئ بالملائكة، والله ما جاءت بهذا النبيون، ولقد قال ابراهيم عليه السلام: ” بل فعله كبيرهم هذا ” وما فعله وما كذب. 89 – وفى حديث أبى حمزة الثمالى انه دخل عبد الله بن عمر على زين العابدين عليه السلام وقال: يا ابن الحسين أنت الذى تقول: ان يونس بن متى انما لقى من الحوت ما لقى لانه عرضت عليه ولاية جدى فتوقف عندها ؟ قال: بلى ثكلتك امك، قال: فأرني آية ذلك ان كنت من الصادقين ؟ فأمر بشد عينيه بعصابة وعينى بعصابة، ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا، فإذا نحن على شاطئ البحر تضرب أمواجه، فقال ابن عمر: يا سيدى دمى في رقبتك ألله ألله في نفسي ! فقال: هنيئة وأريه ان كنت من الصادقين ؟ ثم قال: يا أيتها الحوت، قال: فاطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول: لبيك لبيك يا ولى الله، فقال: من أنت ؟ قال: حوت يونس يا سيدي، قال: ايتنا بالخبر، قال: يا سيدى ان الله تعالى لم يبعث نبيا من آدم الى ان صار جدك محمد الا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من الانبياء سلم وتخلص، ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقى ما لقى آدم من المصيبة، وما القى نوح من الغرق، و ما لقى ابراهيم من النار، وما لقى يوسف من الجب، وما لقى أيوب من البلاء، و لقى داود من الخطيئة، الى ان بعث الله يونس، فأوحى الله إليه: أن يا يونس تول امير المؤمنين. 90 – في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه قال عليه السلام وان ابراهيم عليه السلام لما وضع في المنجنيق غضب جبرئيل، فأوحى الله تعالى إليه: ما يبغضك يا جبرئيل ؟ فقال: خليك ليس من يعبدك على وجه الارض غيره سلطت عليه عدوك وعدوه ؟ فأوحى الله عزوجل: اسكت انما يعجل الذى يخاف الفوت مثلك فاما انا فانه عبدى آخذه إذا شئت، قال: فطابت نفس جبرئيل فالتفت الى ابراهيم عليه السلام فقال: هل لك من حاجة ؟ قال: اما اليك فلا، فأهبط الله عزوجل عندها خاتما فيه ستة أحرف: لا اله الا الله محمد رسول الله لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم، فوضت


[ 436 ]

أمرى الى الله أسندت ظهرى الى الله حسبى الله، فأوحى الله جل جلاله إليه: أن تختم بهذا الخاتم فانى أجعل النار عليك بردا وسلاما. في كتاب الخصال عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام مثله سواء. 91 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الاربعاء والتطير منه وثقله وأى اربعاء هو ؟ فقال عليه السلام: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل ويوم الاربعاء القى ابراهيم عليه السلام في النار ويوم الاربعاء وضعوه في المنجنيق. 92 – في كتاب الخصال عن داود بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام ان رسول الله – صلى الله عليه واله نهى عن قتل ستة: النخلة والنحلة والضفدع والصرد والهدهد والخطاف، الى أن قال عليه السلام: واما الضفدع فانه لما اضرمت النار على ابراهيم شكت هوام الارض الى الله تعالى، واستأذنته ان تصب عليها الماء، فلم يأذن الله لشئ منها الا الضفدع، فاحترق ثلثاه وبقى الثلث، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 93 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى أبان بن تغلب عن ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه القائم عليه السلام وفيه: فإذا انشر راية رسول الله صلى الله عليه واله انحط عليه ثلاثة عشر ألف ملك، وثلاثة عشر ملكا، كلهم ينظرون القائم عليه السلام، وهم الذين كانوا مع نوح عليه السلام في السفينة، والذين كانوا مع ابراهيم عليه السلام حيث ألقى في النار. 94 – وباسناده الى مفضل بن عمر عن أبى عبد الله الصادق عليه السلام قال: سمعته يقول أتدرى ما كان قميص يوسف عليه السلام ؟ قال: قلت: لا، قال: ان ابراهيم عليه السلام لما اوقدت له النار نزل إليه جبرئيل بالقميص، وألبسه اياه، فلم يضر معه حر ولا برد، و الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.


[ 437 ]

95 – في مجمع البيان وروى الواحدى بالاسناد مرفوعا الى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه واله ان نمرود الجبار لما القى ابراهيم في النار نزل إليه جبرئيل بقميص من الجنة وطنفسة من الجنة (1) فألبسه القميص، وأقعده على الطنفسة وقعد معه يحدثه. 96 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى عبد الله بن هلال قال قال أبو عبد الله عليه السلام: لما القى ابراهيم عليه السلام في النار تلقاه جبرئيل في الهواء وهو يهوى، فقال: يا ابراهيم ألك حاجة ؟ فقال: اما اليك فلا. 97 – وباسناده الى محمد بن اورمة عن الحسن بن على عن بعض اصحابنا عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لما القى ابراهيم في النار اوحى الله عزوجل إليها: وعزتي وجلالى لئن آذيته لاعذبنك، وقال: لما قال الله عزوجل: ” يا نار كونى بردا و سلاما على ابراهيم ” ما انتفع احد بها ثلثة ايام وما سخنت ماءهم. 98 – في اصول الكافي اسحق قال: حدثنى الحسن بن ظريف قال: اختلج في صدري مسئلتان اردت الكتاب فيهما الى ابى محمد عليه السلام فكتبت اسأله عن القائم إذا قام بما يقتضى واين مجلسه الذى يقضى فيه بين الناس ؟ واردت أن اسأله عن شئ لحمى الربع فأغفلت خبر الحمى، فجاء الجواب: سألت عن القائم إذا قام، قضى بين الناس بعلمه كقضاء داود عليه السلام، لا يسأل البينة، وكنت اردت ان تسأل لحمى الربع فأنسيت فاكتب في ورقة وعلقه في المحموم فانه يبرأ باذن الله ان شاء الله: ” يا نار كونى بردا وسلاما على ابراهيم ” فعلقنا عليه ما ذكر أبو محمد عليه السلام فأفاق. 99 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه عليه السلام: قولنا ان ابراهيم خليل الله فانما هو مشتق من الخلة، والخلة انما معناها الفقر والفاقة، وقد كان خليلا الى ربه فقيرا واليه منقطعا، وعن غيره متعففا معرضا مستغنيا، وذلك لما اريد قذفه في النار فرمى به في المنجنيق، فبعث الله عزوجل الى جبرئيل عليه السلام وقال له: ادرك عبدى، فجاءه فلقيه في الهواء فقال


(1) الطنفسة: البساط.

[ 438 ]

: كلفني ما بدا لك فقد بعثنى الله لنصرتك فقال: بل حسبى الله ونعم الوكيل انى لا اسأل غيره، ولا حاجة الا إليه فسمى خليله أي فقيره ومحتاجه، والمنقطع إليه عمن سواه. 100 – وعن معمر بن راشد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان ابراهيم عليه السلام لما القى في النار قال: اللهم انى أسألك بحق محمد وآل محمد لما أنجيتني منها، فجعلها الله عليه بردا وسلاما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 101 – وروى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان ابراهيم قد أسلمه قومه على الحريق فصبر فجعل الله عزوجل النار عليه بردا وسلاما فهل فعل بمحمد شيئا من ذلك ؟ قال له على (ع): لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله لما نزل بخيبر سمته الخيبرية، فصير الله السم في جوفه بردا وسلاما الى منتهى أجله، فالسم يحرق إذا استقر في الجوف، كما ان النار تحرق فهذا من قدرته لا تنكره. (1) 102 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن ابان بن عثمان عن حجر عن ابى عبد الله (ع) قال: خلف ابراهيم صلى الله عليه قومه وعاب آلهتهم، الى قوله: فلما تولوا عنه مدبرين الى عيد لهم، دخل ابراهيم صلى الله عليه الى آلهتهم بقدوم فكسرها الا كبيرا لهم، ووضع القدوم في عنقه، فرجعوا الى آلهتهم فنظروا الى ما صنع بها، فقالوا: لا والله ما اجترى عليها ولا كسرها الا الفتى الذى


(1) ” في كتاب الرجعة لبعض المعاصرين عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال الحسين بن على بن أبيطالب عليه السلام لاصحابه قبل أن يقتل: قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لى: يا بنى انك ستساق الى العراق وهى أرض قد التقى فيها النبيون واوصياء النبيين، وهى أرض تدعى غمورا، وانك تستشهد بها وتستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون الم مس الحديد، وتلا: ” يا نار كونى بردا وسلاما ” يكون الحرب عليك وعليهم بردا وسلاما والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. ” منه (ره)

[ 439 ]

كان يعيبها ويبرأ منها، فلم يجدوا له قتلة أعظم من النار، فجمع له الحطب واستجادوه حتى إذا كان اليوم الذى يحرق فيه برز له نمرود وجنوده وقد بنى له بناء لينظر إليه كيف تأخذه النار، ووضع ابراهيم عليه السلام في منجنيق وقالت الارض: يا رب ليس على ظهرى أحد يعبدك غيره يحرق بالنار ؟ قال الرب: ان دعاني كفيته. فذكر أبان عن محمد بن مروان عمن رواه عن أبى جعفر عليه السلام أن دعاء ابراهيم صلى الله عليه يومئذ كان: يا احد يا أحد يا صمد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ثم قال: توكلت على الله، فقال الرب تبارك وتعالى: كفيت، فقال للنار: ” كونى بردا ” قال: فاضطربت اسنان ابراهيم صلى الله عليه من البرد حتى قال الله عزوجل: ” وسلاما على ابراهيم ” وانحط جبرئيل عليه السلام فإذا هو جالس مع ابراهيم يحدثه في النار، قال نمرود: من اتخذ الها فليتخذ مثل اله ابراهيم، قال: فقال عظيم من عظمائهم: انى عزمت على النار ان لا تحرقه، فأخذ عنق من النار نحوه حتى أحرقه، قال: فآمن له لوط فخرج مهاجرا الى الشام هو وسارة ولوط. 103 – على بن ابراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن محبوب عن ابراهيم بن ابى زياد الكرخي قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان ابراهيم صلى الله عليه لما كسر أصنام نمرود أمر به نمرود، فأوثق وعمل له حيرا (1) وجمع له فيه الحطب وألهب فيه النار، ثم قذف ابراهيم صلى الله عليه في النار لتحرقه، ثم اعتزلوها حتى خمدت النار، ثم أشرفوا على الحير فإذا هم بابراهيم عليه السلام سليما مطلقا من وثاقه، فأخبر نمرود خبره فأمر أن ينفوا ابراهيم من بلاده وان يمنعوه من الخروج بماشيته وماله، فحاجهم ابراهيم عند ذلك، فقال: ان أخذتم ماشيتي ومالى فحقي عليكم أن تردوا على ما ذهب من عمرى في بلادكم، واختصموا الى قاضى نمرود وقضى على ابراهيم ان يسلم إليهم جميع ما أصاب في بلادهم، وقضى على أصحاب نمرود ان يردوا على ابراهيم صلى الله عليه ما ذهب من عمره في بلادهم، فأخبر بذلك نمرود فأمرهم ان يخلوا سبيله و


(1) الحير: شبه الحظيرة.

[ 440 ]

سبيل ماشيته وماله وأن يخرجوه، وقال: انه ان بقى في بلادكم أفسد دينكم وأضر بآلهتكم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 104 – في كتاب معاني الاخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن عيسى بن محمد عن على بن مهزيار عن أحمد بن محمد البزنطى عن يحيى بن عمران عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ووهبنا له اسحق و يعقوب نافلة قال: ولد الولد نافلة. 105 – في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل في وصف الامامة والامام وذكر فضل الامام يقول فيه عليه السلام: ثم اكرمه الله عزوجل بأن جعلها في ذريته واهل الصفوة و الطهارة فقال عزوجل: ووهبنا له اسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين و جعلناهم ائمة يهدون بامرنا واوحينا إليهم فعل الخيرات وأقام الصلوة وايتاء الزكوة وكانوا لنا عابدين فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا قرنا حتى ورثها النبي صلى الله عليه واله، فقال الله جل جلاله: ” ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين ” فكانت خاصه، فقلدها صلى الله عليه واله عليا عليه السلام بأمر الله عزوجل على رسم ما فرض الله تعالى، فصارت في ذريته الاصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان، بقوله تعالى: ” قال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث ” فهى في ولد على بن ابى طالب عليه السلام خاصة الى يوم القيامة إذ لا نبى بعد محمد صلى الله عليه واله. في اصول الكافي مثله سواء. 106 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن تفسير أبى العباس ابن عقدة عثمان بن عيسى عن المفضل عن جابر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام ما الصبر الجميل ؟ قال: ذاك صبر ليس شكوى الى الناس، ان ابراهيم بعث يعقوب الى راهب من الرهبان عابد من العباد في حاجة، فلما رآه الراهب حسبه ابراهيم فوثب إليه فاعتنقه وقال: مرحبا بك يا خليل الرحمن، فقال يعقوب: لست بابراهيم ولكني


[ 441 ]

يعقوب بن اسحق بن ابراهيم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة هنا. 107 – وفى كتاب المناقب لابن شهر آشوب عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل في فضل على وفاطمة عليهما السلام وفيه قال صلى الله عليه واله: وارزقهما ذريه طاهرة طيبة مباركة واجعل في ذريتهما البركة، واجعلهم ائمة يهدون بأمرك الى طاعتك ويأمران بما يرضيك. 108 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبى عبد الله عليه السلام قال قال: ان الائمة في كتاب الله عزوجل امامان: قال الله تبارك وتعالى: ” وجعلناهم ائمة يهدون بأمرنا ” لا بأمر الناس، يقدمون ما امر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم، قال: ” وجعلناهم ائمة يدعون الى النار ” يقدمون امرهم قبل امر الله وحكمهم قبل حكم الله ويأخذون باهوائهم خلاف ما في كتاب الله. 109 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ونجيناه يعنى لوطا من القرية التى كانت تعمل الخبائث قال: كانوا ينكحون الرجال. 110 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن المعلى أبى عثمان عن أبى بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول عزوجل: وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم فقال: لا يكون النفش الا بالليل، ان على صاحب الحرث ان يحفظ الحرث بالنهار، وليس على صاحب الماشية حفظها بالنهار، انما رعاها بالنهار وأرزاقها، فما أفسدت فليس عليها، وعلى صاحب الماشية حفظ الماشية بالليل عن حرث الناس، فما أفسدت بالليل فقد ضمنوا وهو النفش، وان داود عليه السلام حكم للذى أصاب زرعه رقاب الغنم وحكم سليمان عليه السلام الرسل والثلاثه وهو اللبن والصوف في ذلك العام. 111 – احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن عبد الله بن بحر عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبد الله (ع) قال: قلت له قول الله عزوجل: وداود


[ 442 ]

وسليمان اد يحكمان في الحرث قلت: حين حكما في الحرث كان قضيه واحدة ؟ فقال: انه كان أوحى الله عزوجل الى النبيين قبل داود الى أن بعث الله داود: أي غنم نفشت في الحرث فلصاحب الحرث رقاب الغنم، ولا يكون النفش الا بالليل، فان على صاحب الرزع أن يحفظ بالنهار، وعلى صاحب الغنم حفظ الغنم بالليل، فحكم داود بما حكمت به الانبياء عليهم السلام من قبله، وأوحى الله عزوجل الى سليمان (ع): واى غنم نفشت في زرع فليس لصاحب الزرع الا ما خرج من بطونها، وكذلك جرت السنة بعد سليمان (ع) وهو قول الله عزوجل: وكلا آتيناه حكما وعلما فحكم كل واحد منهما بحكم الله عزوجل. 112 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن يزيد بن اسحق شعر عن هارون ابن حمزة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن البقر والابل والغنم يكون في الرعى فتفسد شيئا هل عليها ضمان ؟ فقال: ان أفسدت نهارا فليس عليها ضمان من أجل ان اصحابه يحفظونه، وان افسدت ليلا فانه عليها ضمان. 113 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن حماد بن عيسى عن منهال عن عمرو بن صالح عن محمد بن سليمان عن عيثم بن اسلم عن معاوية بن عمار عن ابى عبد الله (ع) قال: ان الامامة عهد من الله عزوجل معهود لرجال مسمين، ليس للامام ان يزويها عن الذى يكون من بعده، ان الله تبارك وتعالى اوحى الى داود (ع) ان اتخذ وصيا من اهلك، فانه قد سبق في علمي أن لا ابعث نبيا الا وله وصى من اهله، وكان لداود عليه السلام اولاد عدة، وفيهم غلام كانت امه عند داود وكان لها محبا، فدخل داود حين أتاه الوحى فقال لها: ان الله عزوجل اوحى الى يأمرنى ان أتخذ وصيا من اهلي، فقالت له أمرأته: فليكن ابني، قال: ذاك اريد وكان السابق في علم الله المحتوم عنده انه سليمان، فأوحى الله تبارك وتعالى الى داود: ان لا تجعل دون أن يأتيك امرى، فلم يلبث داود ان ورد عليه رجلان يختصمان في الغنم والكرم، فأوحى الله عزوجل الى داود: ان أجمع ولدك فمن قضى بهذه القضية فأصاب


[ 443 ]

فهو وصيك من بعدك، فجمع داود عليه السلام ولده فلما ان قص الخصمان قال سليمان عليه السلام: يا صاحب الكرم متى دخلت غنم هذا الرجل كرمك ؟ قال: دخلته ليلا، قال: قد قضيت عليك يا صاحب الغنم باولاد غنمك واصوافها في علمك هذا، ثم قال له داود: فكيف لم تقض برقاب الغنم وقد قوم ذلك علماء بنى اسرائيل فكان ثمن الكرم قيمة الغنم ؟ فقال سليمان: ان الكرم لم تجتث من أصله وانما أكل حمله (1) وهو عائد في قابل، فأوحى الله عزوجل الى داود: ان القضاء في هذه القضية ما قضى سليمان به. يا داود اردت امرا واردنا امرا غيره، فدخل داود على امرأته فقال: اردنا أمرا واراد الله أمرا غيره، ولم يكن الا ما أراد الله عزوجل فقد رضينا بأمر الله عزوجل وسلمنا، وكذلك الاوصياء ليس لهم ان يتعدوا بهذا الامر فيجاوزن صاحبه الى غيره. 114 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن عبد الله بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان في بنى اسرائيل رجل وكان له كرم ونفشت فيه الغنم بالليل وقضمته (2) وأفسدته، فجاء صاحب الكرم الى داود فاستعدى على صاحب الغنم، فقال داود عليه السلام: اذهبا الى سليمان عليه السلام ليحكم بينكما، فذهبا إليه فقال سليمان عليه السلام: ان كان الغنم اكلت الاصل والفرع فعلى صاحب الغنم ان يدفع الى صاحب الكرم الغنم وما في بطونها، وان كانت ذهبت بالفرع ولم تذهب بالاصل فانه يدفع ولدها الى صاحب الكرم، وكان هذا حكم داود، وانما اراد ان يعرف بنى اسرائيل ان سليمان وصيه بعده ولم يختلفا في الحكم، ولو اختلف حكمهما لقال: كنا لحكمهما شاهدين. 115 – في من لا يحضره الفقيه روى جميل بن دراج عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم ” قال لم يحكما انما كانا يتناظران ففهمها سليمان. 116 – وروى الوشاء عن احمد بن عمر الحلبي قال: سألت ابا الحسن * (هامش * (1) الجث: انتزاع لشجرة من اصله والحمل – بالكسر – ما يحمله الشجر من الثمرة (2) أي أكلته.


[ 444 ]

عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث ” قال: كان حكم داود رقاب الغنم، والذى فهم الله عزوجل سليمان ان الحكم لصاحب الحرث باللبن والصوف ذلك العام كله. 117 – في مجمع البيان واختلف في الحكم الذى حكما به، فقيل انه كان كرما قد بدت عناقيده (1) فحكم داود بالغنم لصاحب الكرم، فقال سليمان عن هذا يا نبى الله أرفق (2) قال: وما ذاك ؟ قال: تدفع الكرم الى صاحب الغنم فيقوم عليه حتى يعود كما كان، وتدفع الغنم الى صاحب الكرم فيصيب منها حتى إذا عاد الكرم كما كان، ثم دفع كل واحد منهما الى صاحبه ما له وروى ذلك عن ابي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام. 118 – وروى عن النبي صلى الله عليه واله ان سليمان قضى بحفظ المواشى على أربابها ليلا وقضى بحفظ الحرث على أربابه نهارا. قال عز من قائل: وسخرنا من داود الجبال يسبحن والطير وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من باسكم فهل انتم شاكرون. 119 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى هشام بن سالم عن الصادق عليه السلام انه قال في حديث يذكر فيه قصة داود عليه السلام انه خرج يقرء الزبور، وكان إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ولا حجر ولا طائر الا جاوبه. 120 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان هذا داود بكى على خطيئته حتى سارت الجبال معه لخوفه ؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى ما هو أفضل من


(1) العناقيد جمع العنقود وهو من العنب وغيره: ما تعقد وتراكم من حبه في عرق واحد وبالفارسية ” خوشة “. (2) كذا في النسخ وفى المصدر ” فقال سليمان: غير هذا يا نبى الله “.

[ 445 ]

هذا، انه كان إذا قام الى الصلوة سمع لصدره وجوفه ازيز كأزيز المرجل على الاثافي (1) من شده البكاء، وقد امنه الله عزوجل من عذابه، فاراد ان يتخشع لربه ببكائه ويكون اماما لمن اقتدى به، ولئن سارت الجبال وسبحت معه لقد عمل لمحمد صلى الله عليه واله ما هو افضل من هذا، إذ كنا معه على جبل حراء إذ تحرك الجبل فقال له: قر فليس عليك الا نبى أو صديق شهيد، فقر الجبل مجيبا لامره، منتهيا الى طاعته ولقد مررنا معه بجبل، وإذا الدموع تخرج من بعضه، فقال له: ما يبكيك يا جبل ؟ فقال: يا رسول الله كان المسيح مر بى وهو يخوف الناس بنار وقودها الناس والحجارة فأنا اخاف ان اكون تلك الحجارة، قال: لا تخف تلك الحجارة الكبريت، فقر الجبل وسكن وهدأ (2) واجاب لقوله. 121 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب كتاب الارشاد للزهري قال سعيد ابن المسيب: كان الناس لا يخرجون الى مكة حتى يخرج على بن الحسين عليه السلام فخرج وخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلى ركعتين فسبح في سجوده، فلم يبق شجر ولا مدر الا سبحوا معه، ففزعت منه فرفع راسه فقال: يا سعيد أفزعت ؟ قلت: نعم يا ابن رسول الله، فقال: هذا التسبيح الاعظم. وفى رواية سعيد بن المسيب قال: كان القراء لا يحجون حتى يحج زين العابدين عليه السلام، وكان يتخذ لهم السويق الحلو والحامض، ويمنع نفسه، فسبق يوما الى الرحل فألفيته وهو ساجد، فوالذي نفس سعيد بيده لقد رأيت الشجر والمدر والرحل و الراحلة يردون عليه مثل كلامه. 122 – في الكافي احمد بن ابى عبد الله عن شريف بن سابق عن الفضل بن ابى –


(1) قال الجزرى وفيه ” انه كان يصلى ولجوفه ازيز كأزيز المرجل من البكاء ” أي خنين من الجوف بالخاء المعجمة وهو صوت البكاء وقيل هو ان يجيش جوفه ويغلى بالبكاء ” انتهى ” والمرجل – كمنبر -: القدر. والاثافى: الاحجار التى يوضع عليها القدر (2) هدأ بمعنى سكن ايضا.

[ 446 ]

قرة عن ابي عبد الله عليه السلام ان امير المؤمنين صلى الله عليه قال: اوحى الله عزوجل الى داود عليه السلام انك نعم العبد لولا انك تأكل من بيت المال، ولا تعمل بيدك شيئا قال: فبكى داود عليه السلام أربعين صباحا فأوحى الله عزوجل الى الحديد ان: لن لعبدي داود، فالان الله عزوجل له الحديد فكان يعمل في كل يوم درعا فيبيعها بألف درهم، فعمل ثلثمأة وستين درعا فباعها بثلاثمأة وستين الفا، واستغنى عن بيت المال. 123 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ولسليمان الريح عاصفة قال: تجرى من كل جانب الى الارض التى باركنا فيها قال: الى بيت المقدس والشام. 124 – في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قام رجل الى أمير المؤمنين عليه السلام في الجامع بالكوفة فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الاربعاء والتطير منه وثقله وأى أربعاء هو ؟ فقال عليه السلام: آخر اربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه، ويوم الاربعاء القى ابراهيم في النار، ويوم الاربعاء ابتلى أيوب عليه السلام بذهاب ماله وولده. 125 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ابتلى أيوب سبع سنين بلا ذنب 126 – عن جعفر بن محمد عن ابيه عليهما السلام قال: ان ايوب عليه السلام ابتلى بغير ذنب، وان الانبياء معصومون لا يذنبون ولا يزيغون ولا يرتكبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا وقال عليه السلام: ان أيوب مع جميع ما ابتلى به لم تنتن له رائحة، ولا قبحت له صورة ولا خرجت منه مدة من دم ولا قيح، ولا استقذره أحد رآه، ولا استوحش منه أحد شاهده ولا تدود شى من جسده، وهكذا يصنع الله عزوجل بجميع من يبليهه من أنبيائه و أوليائه المكرمين عليه، وانما اجتنبه الناس لفقره وضعفه في ظاهر أمره، لجهلهم بما له عند ربه تعالى ذكره من التأييد والفرح، وقد قال النبي صلى الله عليه واله: أعظم الناس بلاء الانبياء، ثم الامثل فالامثل، وانما ابتلاه الله بالبلاء العظيم الذى يهون معه على جميع الناس، لئلا يدعوا له معه الربوبية إذا شاهدوا ما أراد الله تعال ذكره ان يوصله


[ 447 ]

إليه من عظائم نعمه متى شاهدوه، لستدلوا بذلك على ان الثواب من الله تعالى على ضربين: استحقاق واختصاص، ولئلا يحقروا ضعيفا لضعفه، ولا فقيرا لفقره، ولا مريضا لمرضه، وليعلموا انه يسقم من يشاء ويشفى من يشاء، متى شاء كيف شاء بأى شئ شاء، ويجعل ذلك عبرة لمن يشاء، وشقاوة لمن يشاء، وهو عزوجل في جميع ذلك عدل في قضاءه، وحكيم في أفعاله، لا يفعل بعباده الا الا صلح لهم ولا قوة الا بالله. 127 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: انما كانت بلية ايوب التى ابتلى بها في الدنيا لنعمة أنعم الله بها عليه فأدى شكرها، وكان ابليس في ذلك الزمان لا يحجب دون العرش، فلما صعد عمل أيوب باداء شكر النعمة حسده ابليس، فقال: يا رب ان ايوب لم يؤد شكر هذه النعمة الا بما أعطيته من الدنيا فلو حلت بينه وبين دنياه ما أدى اليك شكر نعمة، فقال: قد سلطتك على دنياه، فلم يدع له دنيا ولا ولدا الا أهلك كل شئ له، وهو يحمد الله عزوجل ثم رجع إليه فقال: يا رب ان ايوب يعلم أنك سترد إليه دنياه التى أخذتها منه، فسلطني على بدنه تعلم انه لا يؤدى شكر نعمة، قال الله عزوجل: قد سلطتك على بدنه ما عدا عينه وقلبه و لسانه وسمعه، فقال أبو بصير: قال أبو عبد الله عليه السلام: فانقض مبادرا خشية أن تدركه رحمة الله عزوجل فتحول بينه وبينه، فنفخ في منخريه من نار السموم فصار جسده نقطا نقطا. 128 – حدثنا أبى رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبى عبد الله البرقى عن ابيه عن عبد الله بن يحيى البصري عن عبد الله بن مسكان عن ابى بصير قال: سألت ابا الحسن الماضي عليه السلام عن بلية ايوب التى ابتلى بها في الدنيا لاى علة كانت ؟ قال: لنعمة انعم الله عليه بها فأدى شكرها، وذكر كالسابق الى قوله: فتحول بينه وبينه، ويتصل بذلك فلما اشتد به البلاء وكان في آخر بليته جاءه اصحابه فقالوا: يا ايوب ما نعلم احدا ابتلى بمثل هذه البلية الا لسريرة سوء، فلعلك اسررت سوءا في الذى تبدى لنا قال: فعند ذلك ناجى ايوب ربه عزوجل: رب ابتليتنى بهذه البلية وأنت تعلم


[ 448 ]

انه لم يعرض لى أمران قط الا لزمت أخشنهما على بدنى ولم آكل أكلة قط الا وعلى خوانى يتيم، فلو ان لى منك مقعد الخصم لادليت بحجتي (1) قال: فعرضت سحابة فنطق فها ناطق فقال: يا ايوب أدل بحجتك، قال: فشد عليه مزره وجثا على ركبتيه وقال: ابتليتنى وأنت تعلم انه لم يعرض لى أمران قط الا الزمت أخشنهما على بدنى، ولم آكل أكلة من طعام الا وعلى خوانى يتيم. قال: فقيل له: يا أيوب من حبب اليك الطاعة ؟ قال: فأخذ كفا من تراب فوضعه في فيه ثم قال: أنت يا رب. 129 – وباسناده الى الحسن الربيع عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى ابتلى ايوب عليه السلام بلا ذنب فصبر حتى عير، وان الانبياء لا يصبرون على التعيير. 130 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عن عثمان النواء من ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل يبتلى المؤمن بكل بلية، ويميته بكل ميتة ولا يبتليه بذهاب عقله أما ترى أيوب عليه السلام كيف سلط ابليس على ماله وعلى أهله، وكل شئ منه، ولم يسلط على عقله، ترك له يوحد الله عزوجل به. 131 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد ابن عيسى بن زياد عن الحسن بن على بن فضال عن عبد الله بن بكير وغيره عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال: أحيى الله عزوجل له أهله الذين كانوا قبل البلية، واحيى له الذين ماتوا وهو في البلية. 132 – في روضة الكافي يحيى بن عمران عن هارون بن خارجة عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وآتيناه اهله ومثلهم معهم ” قلت: ولده كيف أوتى مثلهم معهم ؟ قال: أحيى الله له من ولده الذين كانوا ماتوا قبل ذلك بآجالهم مثل الذين هلكوا يومئذ. 133 – على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن منصور ابن يونس عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ” فإذا قرأت القرآن فاستعذ


(1) أدلى بحجته: أصفرها واحتج بها.

[ 449 ]

بالله من الشيطان الرجيم * انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ” فقال: يابا محمد يسلط والله من المؤمن على بدنه، ولا يسلط على دينه، قد سلط على أيوب عليه السلام فشوه خلقه، ولم يسلط على دينه، وقد يسلط من المؤمنين على أبدانهم ولا يسلط على دينهم. 134 – في ارشاء المفيد رحمه الله عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه السلام: انا سيد الشيب، وفى سنة من أيوب. 135 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في حديث أبى حمزة الثمالى ان على بن الحسين عليهما السلام دعا حوت يونس بن متى، فاطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم، وهو يقول: لبيك لبيك يا ولى الله، فقال: من انت ؟ قال: حوت يونس يا سيدى، قال: ايتنا بالخبر، قال: يا سيدى ان الله تعالى لم يبعث نبيا من آدم الى ان صار جدك محمد، الا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من الانبياء سلم وتخلص، ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقى ما لقى آدم من المصيبة، وما لقى نوح من الغرق، وما لقى ابراهيم من النار، وما لقى يوسف من الجب، وما لقى ايوب من البلاء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 136 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون مع أهل الملل والمقالات وما أجاب به على بن جهم في عصمة الانبياء باسناده الى أبى الصلت الهروي قال: لما جمع المأمون لعلى بن موسى الرضا عليه السلام الى أن حكى قوله عليه السلام: واما قوله: وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه انما ظن بمعنى استيقن ان الله لن يضيق عليه رزقه، ألا تسمع قول الله عزوجل: ” واما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ” أي ضيق عليه رزقه، ولو ظن ان الله لا يقدر عليه لكان قد كفر. 137 – وباسناده الى على بن محمد الجهم قال: حضرت مجلس المأمون و عنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يا ابن رسول الله أليس من قولك ان الانبياء معصومون ؟ قال: بلى، قال فما معنى قول الله عزوجل: ” وذا النون إذ ذهب مغاضبا


[ 450 ]

فظن ان لن نقدر عليه ” فقال الرضا عليه السلام، ذاك يونس بن متى عليه السلام، ذهب مغاضبا لقومه فظن بمعنى استيقن ” ان لن نقدر عليه ” أي لن نضيق عليه رزقه ومنه قول الله عزوجل: ” واما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ” أي ضيق عليه وقتر فنادى في الظلمات: ظلمة الليلة وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت ان لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين بتركي مثل هذه لعبادة التى فرغتني لها في بطن الحوت، فاستجاب الله وقال عزوجل: ” فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون ” فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن. 138 – في الكافي أحمد بن محمد العاصمى عن على بن الحسن التيملى عن عمرو بن عثمان عن أبى جميلة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال له رجل من اهل خراسان بالربذة: جعلت فداك لم أرزق ولدا، فقال له: إذا رجعت الى بلادك فأردت ان تأتى أهلك فاقرأ إذا أردت ذلك: ” وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين ” الى ثلاث آيات فانك سترزق ولدا انشاء الله. 139 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” فظن ان لن نقدر عليه ” قال: أنزل الله على أشد الامرين، وظن به أشد الظن وقال: ان جبرئيل استثنى في هلاك قوم يونس ولم يسمعه يونس، قلت: ما كان حال يونس لما ظن ان الله لن يقدر عليه، قال: كان من أمر شديد، قلت: وما كان سببه حتى ظن ان الله لن يقدر عليه ؟ قال: وكله الله الى نفسه طرفة عين. 140 – قال: وحدثني أبى عن ابن أبى عمير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله في بيت ام سلمة في ليلتها ففقدته من الفراش، فدخلها من ذلك ما يدخل النساء، فقامت تطلبه في جوانب البيت حتى انتهت إليه وهو في جانب من البيت قائم، رافع يديه يبكى وهو يقول: اللهم لا تنزع منى صالح ما أعطيتني أبدا، اللهم لا تشمت بى عدوى ولا حاسدا أبدا، اللهم لا تردني في سوء استنقذتني منه


[ 451 ]

أبدا، اللهم ولا تكلني الى نفسي طرفة عين أبدا، قال: وانصرفت ام سلمة تبكى حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه واله لبكائها، فقال لها: ما يبكيك يا ام سلمة ؟ قالت بأبى انت و امى يا رسول الله ولم لا أبكى أنت بالمكان الذى أنت به من الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، تسأله ان لا يشمت بك عدوا أبدا، وان لا يردك في سوء استنقذك منه أبدا، وان لا ينزع منك صالح ما أعطاك أبدا، وان لا يكلك الى نفسك طرفة عين أبدا ؟ فقال: يا ام سلمة وما يؤمننى وانما وكل الله يونس بن متى الى نفسه طرفة عين، فكان منه ما كان. 141 – وفى رواية ابى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: و ” ذا النون إذ ذهب مغاضبا ” يقول: من اعمال قومه ” فظن ان لن نقدر عليه ” يقول: ظن أن لن يعاقب بما صنع. 142 – حدثنى أبى عن ابن أبي عمير عن جميل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما رد الله العذاب الا عن قوم يونس، فكان يونس يدعوهم الى الاسلام فيأبون ذلك، فهم أن يدعو عليهم وكان فيهم رجلان: عابد وعالم، وكان اسم أحدهما مليخا والاخر اسمه روبيل، وكان العابد يشير على يونس بالدعاء عليهم، وكان العالم ينهاه ويقول: لا تدعن عليهم فان الله يستجيب لك، ولا يحب هلاك عباده فتقبل قول العابد ولم يقبل من العالم، فدعا عليهم فأوحى الله إليه: يأتيهم العذاب في سنة كذا في شهر كذا في يوم كذا، فلما قرب الوقت خرج يونس من بينهم مع العابد وبقى العالم فيها، فلما كان اليوم الذى نزل العذاب قال العالم لهم: يا قوم افزعوا الى الله فلعله يرحمكم فيرد العذاب عنكم، فقالوا: كيف نصنع ؟ فقال: اجتمعوا واخرجوا الى المفازة وفرقوا بين النساء والاولاد، وبين الابل وأولادها، وبين البقر وأولادها، وبين الغنم وأولادها، ثم ابكوا وادعوا، فذهبوا وفعلوا ذلك وضجوا وبكوا، فرحمهم الله وصرف عنهم العذاب وفرق العذاب على الجبال، وقد كان نزل وقرب منهم، فأقبل يونس لينظر كيف أهلكهم الله فراى الزارعين يزرعون في أرضهم فقال لهم: ما فعل قوم يونس ؟ قالوا – ولم يعرفوه -: ان يونس دعا عليهم


[ 452 ]

فاستجاب الله له ونزل العذاب عليهم فاجتمعوا وبكوا ودعوا فرحمهم الله وصرف ذلك عنهم، وفرق العذاب على الجبال، فهم إذا يطلبون يونس ليؤمنوا به، فغضب ومر على وجهه مغاضبا لله كما حكى الله عنه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 143 – وفيه ايضا وسئل بعض اليهود أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن سجن طاف أقطار الارض بصاحبة فقال: يا يهودى أما السجن الذى طاف أقطار الارض بصاحبه فانه الحوت الذى حبس يونس في بطنه، فدخل في بحر القلزم، ثم خرج الى بحر مصر ثم دخل بحر طبرستان، ثم خرج في دجلة الغور، قال: ثم مرت به تحت الارض حتى لحقت بقارون، وكان قارون هلك في أيام موسى، ووكل الله به ملكا يدخله في الارض كل يوم قامة، وكان يونس في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره، فسمع قارون صوته فقال للملك الموكل به: أنظرني فانى اسمع كلام آدمى، فأوحى الله الى الملك: أنظره فأنظره، ثم قال قارون: من أنت ؟ قال: أنا المذنب العاصى الخاطئ يونس بن متى، قال: فما فعل الشديد الغضب لله موسى بن عمران ؟ قال: هيهات هلك، قال: فما فعل الرؤف الرحيم على قومه هارون بن عمران ؟ قال: هلك، قال: فما فعلت كلثم بنت عمران التى كانت سميت لى ؟ قال: هيهات ما بقى من آل عمران أحد، فقال قارون: وا اسفا على آل عمران، فشكر الله له ذلك فأمر الملك الموكل به أن يرفع عنه العذاب ايام الدنيا، فرفع عنه، فلما راى يونس ذلك نادى في الظلمات ” ان لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين ” فاستجاب الله له، وأمر الحوت أن يلفظه (1)، فلفظه على ساحل البحر، وقد ذهب جلده ولحمه وأنبت الله عليه شجرة من يقطين، وهى الدباء فأظلته من الشمس فسكن. 144 – وفيه ايضا وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: لبث يونس في بطن الحوت ثلاثة ايام، ونادى في الظلمات ظلمة بطن الحوت، وظلمة الليل، وظلمة البحر، ان لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين فاستجاب له ربه،


(1) لفظ فلان الشئ من فيه: رمى به

[ 453 ]

فأخرجته الحوت الى الساحل، ثم قذفه فألقاه بالساحل، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهو القرع. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 145 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال: وأجده قد شهر هفوات أنبياءه بحبسه يونس في بطن الحوت، حيث ذهب مغاضبا مذنبا: وأما هفوات الانبياء عليهم السلام وما بينه الله في كتابه، فان ذلك من أدل الدلائل على حكمة الله عزوجل الباهرة، وقدرته القاهرة، وعزته الظاهرة، لانه علم ان براهين الانبياء عليهم السلام تكبر في صدور أممهم، وان يتخذ بعضهم الها كالذى كان من النصارى في ابن مريم، فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذى انفرد به عزوجل. 146 – في تفسير العياشي عن أبى عبيدة الحذاء عن أبى جعفر عليه السلام كتب أمير المؤمنين عليه السلام قال: حدثنى رسول الله صلى الله عليه واله ان جبرئيل حدثه ان يونس بن متى عليه السلام بعثه الله الى قومه، وذكر حديثا طويلا يذكر فيه ما فعل قوم يونس وخروج يونس وتنوخا العابد من بينهم، ونزول العذاب عليهم وكشفه عنهم وفيه: فلما راى قوم يونس ان العذاب قد صرف عنهم هبطوا الى منازلهم من رؤس الجبال، وضموا إليهم نساءهم وأولادهم وأموالهم، وحمدوا الله على ما صرف عنهم، وأصبح يونس وتنوخا يوم الخميس في موضعهما الذى كانا فيه، لا يشكان ان العذاب قد نزل بهم وأهلكهم جميعا، لما خفيت أصواتهم عنهما، فاقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع الشمس ينظران الى ما صار إليه القوم، فلما دنوا من القوم واستقبلتهم الحطابون والحمارة و الرعاة بأعناقهم، ونظرا الى أهل القرية مطئنين، قال يونس لتنوخا: يا تنوخا كذبني الوحى وكذبت وعدى لقومي، لا وعزة ربى لا يرون لى وجها أبدا بعد ما كذبني الوحى، فانطلق يونس هاربا على وجهه مغاضبا لربه ناحية بحر ايلة (1) مستنكرا فرارا من أن يراه أحد من قومه، فيقول له: يا كذاب ! فلذلك قال: ” و


(1) مر في الجزء الثاني صفحة 326 بيان للحديث وشرح بعض اللغات فراجع.

[ 454 ]

ذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه ” الاية ورجع تنوخا الى القرية. 147 – عن الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان يونس لما آذاه قومه دعا الله عليهم فأصبحوا أول يوم، ووجوههم صفر، وأصبحوا اليوم الثاني ووجوههم سود، قال وكان الله واعدهم ان يأتيهم العذاب حتى نالوه برماحهم، ففرقوا بين النساء وأولادهن والبقر وأولادها، ولبسوا المسوح (1) والصوف ووضعوا الحبال في أعناقهم، و الرماد على رؤسهم، وضجوا ضجة واحدة الى ربهم، وقالوا: آمنا باله يونس، قال: فصرف الله عنهم العذاب الى جبال آمد (2) قال: وأصبح يونس وهو يظن انهم هلكوا، فوجدهم في عافية فغضب وحرج كما قال الله: ” مغاضبا ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 148 – عن معمر قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: ان يونس لما أمره الله عزوجل بما أمره فأعلم قومه فأظلهم العذاب ففرقوا بينهم وبين أولادهم، وبين البهائم واولادها ثم عجوا الى الله وضجوا، فكف الله العذاب عنهم، فذهب يونس مغاضبا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 149 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وفى حديث أبى حمزة الثمالى انه دخل عبد الله بن عمر على زين العابدين عليه السلام وقال له: يا ابن الحسين أنت الذى تقول: ان يونس بن متى انما لقى من الحوت ما لقى لانه عرضت عليه ولاية جدى فتوقف عندها ؟ قال: بلى ثكلتك امك، قال: فأرني آية ذلك ان كنت من الصادقين، فأمر بشد عينه بعصابة وعينى بعصابة، ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا، فإذا نحن على شاطئ يضرب أمواجه بها، فقال ابن عمر: يا سيدى دمى في رقبتك الله الله في نفسي، قال هنيئة وأريه ان كنت من الصادقين، ثم قال: يا أيتها الحوت قال: فاطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم، وهو يقول: لبيك لبيك يا ولى الله، فقال: من أنت ؟ قال: حوت يونس يا


(1) المسوح جمع المسح – بالكسر -: الكساء من شعر. (2) قال الحموى: آمد – بكسر الميم – اعظم ديار بكر.

[ 455 ]

سيدى، قال: ايتنا بالخبر، قال: يا سيدى ان الله تعالى لم يبعث نبيا من آدم الى أن صار جدك محمد الا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من الانبياء سلم و تخلص، ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقى ما لقى آدم من المصيبة، وما لقى نوح من الغرق، وما لقى ابراهيم من النار، وما لقى يوسف من الجب، وما لقى أيوب من البلاء، وما لقى داود من الخطيئة، الى ان بعث الله يونس فأوحى الله إليه أن يا يونس: تول أمير المؤمنين عليا والائمة الراشدين من صلبه في كلام له. قال: فكيف أتولى من لم أره ولم أعرفه ؟ وذهب مغتاظا فأوحى الله تعالى الى: ان التقمى يونس ولا توهنى له عظما، فمكث في بطني أربعين صباحا يطوف معى في البحار في ظلمات ثلاث، ينادى انه لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين، قد قبلت ولاية على بن أبيطالب والائمة الراشدين من ولده عليهم السلام، فلما ان آمن بولايتكم امرني ربى فقذفته على ساحل البحر، فقال زين العابدين عليه السلام: ارجع ايها الحوت الى وكرك (1) فرجع الحوت واستوى الماء. 150 – في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في دعاء يوم الاربعاء: يا من سمع الهمس من ذى النون في بطن الحوت في الظلمات الثلاث: ظلمة الليل، وظلمة قعر البحر وظلمة بطن الحوت. 151 – في تهذيب الاحكام باسناده الى الحسن بن على بن عبد الملك الزيات عن رجل عن كرام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أربع لاربع، الى قوله: والرابعة للغم و الهم ” لا اله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين ” قال الله سبحانه: ” فاستجبنا له و نجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين “. 152 – في كتاب الخصال عن الصادق عليه السلام جعفر بن محمد عليهما السلام قال: عجبت لمن يفزع من اربع كيف لا يفزع من اربع، الى قوله عليه السلام وعجبت لمن اغنم كيف لا يفزع الى قوله تعالى: ” لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين ” فأنى سمعت


(1) الوكر: عش الطائر.

[ 456 ]

الله يقول بعقبها: فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين. 153 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده الى على بن محمد الصيمري الكاتب قال: تزوجت ابنة جعفر بن محمد الكاتب فأحببتها حبا لم يحب احد احدا مثله، وابطأ على الولد فصرت الى أبى الحسن على بن محمد بن الرضا (ع) فذكرت ذلك له فتبسم، وقال: اتخذ خاتما فضة فيروزج واكتب عليه: رب لا تذرني فردا وانت خير الوارثين قال: ففعلت فما اتى على حول حتى رزقت منها ولدا ذكرا. 154 – في عوالي اللئالى روى عن سيد العابدين عليه السلام انه قال لبعض أصحابه: قل لطلب الولد: ” رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين واجعل لى من لدنك وليا يرثنى ” في حيوتى ويستغفر لى بعد وفاتي واجعله خلقا سويا ولا تجعل للشيطان فيه نصيبا اللهم انى استغفرك واتوب اليك انك انت التواب الرحيم سبعين مرة. 155 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن رجل عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أراد أن يحبل له فليصل ركعتين بعد الجمعة يطيل فيهما الركوع والسجود، ثم يقول: اللهم ان اسئلك بما سئلك به زكريا إذ قال: رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين، اللهم هب لى ذرية طيبة انك سميع الدعاء اللهم باسمك استحللتها، وفى امانتك أخذتها، فان قضيت في رحمها ولدا فاجعله غلاما مباركا زكيا، ولا تجعل للشيطان فيه نصيبا ولا شركا. 156 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبى بكر الحضرمي عن الحارث النضرى قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: انى من أهل بيت قد انقرضوا وليس لى ولد ؟ فقال: ادع وأنت ساجد: ” رب هب لى من لدنك وليا رب لا تذرني فردا وانت خير الوارثين ” قال: ففعلت فولد لى على والحسين. 157 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية على بن ابراهيم في قوله: ” و زكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى و اصلحنا له زوجه ” قال: كانت لا تحيض فحاضت.


[ 457 ]

158 – في كتاب الخصال عن يونس بن ظبيان قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: ان الناس يعبدون الله تعالى على ثلثة أوجه، فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهى الطمع، وآخرون يعبدونه فرقا من النار فتلك عبادة العبيد وهى الرهبة، ولكني أعبده حبا له فتلك عبادة الكرام. 159 – في كتاب معاني الاخبار باسناده الى على بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال: الرغبة ان تستقبل براحتيك السماء وتستقبل بهما وجهك والرهبة أن تلقى كفيك وترفعهما الى الوجه. 160 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبى اسحاق عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الرغبة ان تستقبل ببطن كفيك الى السماء، والرهبة ان تجعل ظهر كفيك الى السماء 161 – وباسناده الى مروك بياع اللؤلؤ عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكر الرغبة وأبرز باطن راحتيه الى السماء، هكذا الرهبة وجعل ظهر كفيه الى السماء. 162 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن فضالة عن العلا عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: مر بى رجل وانا ادعو في صلوتى بيساري فقال: يا عبد الله بيمينك ! فقلت: يا عبد الله ان الله تبارك وتعالى حقه على هذه كحقه على هذه، وقال: الرغبة تبسط يديك وتظهر باطنهما والرهبة تظهر ظهرهما والاحاديث الثلاث طوال أخذنا منها موضع الحاجة. 163 – في تفسير على بن ابراهيم: ويدعوننا رغبا ورهبا قال: راغبين راهبين، وقوله: التى احصنت فرجها قال: مريم لم ينظر إليها شئ وقوله: فنفخنا فيها من روحنا قال: روح مخلوقة يعنى من أمرنا. 164 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن امير المؤمنين عليه السلام حديث أجاب فيه بعض الزنادقة وقد قال معترضا: وأجده يقول: ومن يعمل من الصالحات وهو


[ 458 ]

مؤمن فلا كفران لسعيه ويقول: ” وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ” اعلم في الاية الاولى ان الاعمال الصالحة لا تكفر، واعلم في الثانية ان الايمان والاعمال الصالحة لا تنفع الا بعد الاهتداء قال عليه السلام: واما قوله: ” ومن يعمل من الصالحات و هو مؤمن فلا كفران لسعيه ” وقوله: ” انى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ” فان ذلك كله لا يغنى الا مع الاهتداء وليس كل من وقع عليه اسم الايمان كان حقيقا بالنجاة مما هلك به الغواة ولو كان ذلك كذلك لنجت اليهود مع اعترافها بالتوحيد و اقرارها بالله، ونجى ساير المقرين بالوحدانية من ابليس فمن دونه في الكفر، وقد بين الله ذلك بقوله: ” الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن و هم مهتدون ” وبقوله: ” الذين قالوا آمنا بأفواهم ولم تؤمن قلوبهم “. 165 – في مجمع البيان وحرام على قرية أهلكناها انهم لا يرجعون وروى محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام انه قال: كل قرية أهلكها الله بعذاب فانهم لا يرجعون. 166 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ” وحرام على قرية اهلنكاها انهم لا يرجعون ” فانه حدثنى ابى عن ابن أبى عمير عن ابن سنان عن أبى بصير عن محمد بن مسلم عن أبى عبد الله وأبى جعفر عليهما السلام قالا: كل قرية اهلك الله عزوجل أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة، فهذه الاية من أعظم الدلالة في الرجعة لان احدا من أهل الاسلام لا ينكر ان الناس كلهم يرجعون الى القيامة، من هلك ومن لم يهلك ” انتهى كلامه “. 167 – وفيه ايضا قال الصادق عليه السلام: كل قرية اهلك الله اهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة، فاما الى القيامة فيرجعون ومحضوا الايمان محضا وغيرهم ممن لم يهكلوا بالعذاب ومحضوا الكفر محضا يرجعون. وقوله عزوجل: حتى إذا فتحت ياجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون قال: إذا كان في آخر الزمان خرج يأجوج ومأجوج الى الدنيا ويأكلون ثم احتج عزوجل على عبدة الاوثان فقال: انكم وما تعبدون من دون الله حصب


[ 459 ]

جهنم الى قوله: وهم فيها لا يسمعون. 169 – وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما نزلت هذه الاية وجد منها أهل مكة وجدا شديدا، فدخل عليهم عبد الله بن الزبعرى وكفار قريش يخوضون في هذه الاية فقال ابن الزبعرى: أمحمد تكلم بهذه الاية ؟ فقالوا: نعم، قال ابن الزبعرى: لئن اعترف بها لاخصمنه فجمع بينهما فقال: يا محمد أرأيت الاية التى قرأت آنفا، فينا وفى آلهتنا خاصة أم الامم وآلهتهم ؟ فقال: بل فيكم وفى آلهتكم وفى الامم وفى آلهتهم، الا من استثنى الله فقال ابن الزبعرى: خصمتك والله ألست تثنى على عيسى خيرا وقد عرفت ان النصارى يعبدون عيسى وامه، وان طائفة من الناس يعبدون الملائكة ؟ أفليس هؤلاء مع الالهة في النار ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: لا، فضحت قريش وضحكوا، قالت قريش: خصمك ابن الزبعرى، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: قلتم الباطل اما قلت: الا من استثنى الله وهو قوله تعالى: ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت انفسهم خالدون وقوله: ” حصب جهنم ” يقول: يقذفون فيها قذفا وقوله: ” اولئك عنها مبعدون ” يعنى الملائكة وعيسى بن مريم عليهما السلام. 170 – في مجمع البيان وقرائة على عليه السلام ” حطب ” بالطاء. 171 – في كتاب علل الشرايع ابى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن ابراهيم بن مهزيار عن أخيه عن أحمد بن محمد عن حماد بن عيسى عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيمة أتى بالشمس والقمر في صورة ثورين عقيرين (1) فيقذفان بهما وبمن يعبدهما في النار، وذلك انهما عبدا فرضيا. 172 – في قرب الاسناد للحميري باسناده الى أبى عبد الله عليه السلام عن أبيه رسول الله صلى الله عليه واله قال: ان الله تبارك وتعالى يأتي يوم القيامة بكل شئ يعبد من دونه من شمس أو قمر أو غير ذلك، ثم يسأل كل انسان عما كان يعبد، فيقول كل من عبد غير


(1) العقير: المقطوع القوائم.

[ 460 ]

الله: ربنا انا كنا نعبدها لتقربنا اليك زلفى، قال: فيقول الله تبارك وتعالى للملائكة: اذهبوا بهم وبما كانوا يعبدون الى النار ما خلا من استثنيت، فاولئك عنها معبدون. 173 – في محاسن البرقى وروى ابن أبى يعفور عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله يأتي بكل شئ يعبد من دونه شمس أو قمر أو تمثال أو صورة ؟ فيقال: اذهبوا بهم و بما كانوا يعبدون الى النار. 174 – عنه عن أبيه عن حمزة بن عبد الله الجعفري الدهنى أو عن جميل بن دراج عن أبان بن تغلب قال: قال: ان الله يبعث بشيعتنا يوم القيامة على ما فيهم من الذنوب أو غيره مبيضة وجوههم، مستورة عوراتهم، آمنة روعتهم، قد سهلت لهم الموارد، وذهبت عنهم الشدائد، يركبون نوقا من ياقوت، فلا يزالون يدورون خلال الجنة عليهم شرك من نور يتلالا، توضع لهم الموائد فلا يزالون يطعمون والناس في الحساب هو قول الله تبارك وتعالى: ” ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيها اشتهت أنفسهم خالدون “. 175 – في امالي الصدوق رحمه الله عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه يقول لعلى عليه السلام: يا على أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم، وأنتم الامنون يوم الفزع الاكبر في ظل العرش، يفزع الناس ولا تفزعون ويحزن الناس ولا تحزنون. فيكم نزلت هذه الاية: ” ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون ” و فيكم نزلت: لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذى كنتم توعدون. 176 – في نهج البلاغة فبادروا بأعمالكم تكونوا من جيران الله في داره رافق بهم رسله، وأزارهم ملائكته، وأكرم أسماعهم عن أن تسمع حسيس نار ابدا، وصان اجسادهم ان تلقى لغوبا ونصبا، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. 177 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا * ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ” يعنى في البحار إذا


[ 461 ]

تحولت نيرانا يوم القيامة، وفى حديث آخر قال: هي منسوخة بقوله: ” ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون “. 178 – حدثنى أبى عن محمد بن ابى عمير عن منصور بن يونس عن عمر بن شيبة عن ابي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول ابتداءا منه: ان الله إذا بدا له ان يبين خلقه ويجمعهم لما لابد منه امر مناديا فنادى فاجتمع الانس والجن في اسرع من طرفة عين، ثم اذن لسماء الدنيا فتنزل وكان من وراء الناس، واذن للسماء الثانية فتنزل وهى ضعف التى تليها، فإذا رآها اهل سماء الدنيا قالوا: جاء ربنا ؟ قالوا: لا وهو آت يعنى امره، حتى تنزل كل سماء يكون كل واحدة منها من وارء الاخرى وهى ضعف التى تليها، ثم ينزل امر الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الامر والى ربكم ترجع الامور، ثم يأمر الله مناديا ينادى ” يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السموات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان، ” قال: وبكى حتى إذا سكت قلت: جعلني الله فداك يابا جعفر وأين رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وشيعته ؟ فقال أبو جعفر: رسول الله وشيعته على كثبان (1) من المسك الاذفر على منابر من نور، يحزن الناس ولا يحزنون، ويفزع الناس ولا يفزعون، ثم تلا هذه الاية: ” من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ” فالحسنة والله ولاية على، ثم قال: لا يحزنهم الفزع الاكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذى كنتم توعدون. 179 – في مجمع البيان وروى أبو سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه واله قال: ثلاثة على كثبان مسك لا يحزنهم الفزع الاكبر ولا يكترثون للحساب: رجل قرأ القرآن محتسبا تم ام به قوما محتسبا، ورجل أذن محتسبا، ومملوك ادى حق الله عزوجل وحق مواليه. 180 – في ارشاد المفيد رحمه الله ولما عاد رسول الله صلى الله عليه واله من تبوك الى المدينة قدم عليه عمرو بن معد يكرب الزبيدى فقال له النبي صلى الله عليه واله: أسلم يا عمرو يؤمنك الله من


(1) الكثبان جمع الكثيب: التل من الرمل.

[ 462 ]

الفزع الاكبر، فقال: يا محمد وما الفزع الاكبر فانى لا افزع ؟ فقال: انه ليس كما تظن وتحسب، ان الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت الا نشر، ولا حى الا مات الا ما شاء الله، ثم يصاح بهم صيحة اخرى فينشر من مات، ويصفون جميعا وتنشق السماء وتهد الارض وتخر الجبال وتزفر النار بمثل الجبال شررا، فلا يبقى ذو روح الا انخلع قلبه وطاش لبه، وذكر ذنبه وشغل بنفسه الا ما شاء الله، فأين أنت يا عمرو من هذا ؟ قال: ألا انى أسمع أمرا عظيما، فآمن بالله ورسوله وآمن معه من قومه ناس، ورجعوا الى قومهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 181 – في من لا يحضره الفقيه باسناده الى أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ثم تلا هذة الاية: ” ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ” من شيعتك ومحبيك يا على قال امير المؤمنين عليه السلام فقلت: يا رسول الله هذا لشيعتي ؟ قال: أي وربى انه لشيعتك وانهم ليخرجون من قبورهم، وهم يقولون: لا اله الا الله محمد رسول الله على بن أبى – طالب حجة الله فيؤتون بحلل خضر من الجنة، وتيجان من الجنة، ونجائب من الجنة فيلبس كل واحد منهم حلة خضراء، ويوضع على رأسه تاج الملك، واكليل الكرامة، ثم يركبون النجائب فتطير بهم الى الجنة، لا يحزنهم الفزع الاكبر، وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذى كنتم توعدون. 182 – في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن اسماعيل عن ابى اسماعيل السراج عن هارون بن خارجة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من دفن في الحرم امن من الفزع الاكبر، فقلت له: من بر الناس وفاجرهم ؟ قال: من بر الناس وفاجرهم. 183 – في اصول الكافي باسناده الى ابى خالد الكابلي عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه: والله يابا خالد لا يحبنا عبد ويتولانا حتى يطهر الله قلبه، ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا ويكون سلما لنا، فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد


[ 463 ]

الحساب، وآمنه من فزع يوم القيمة الاكبر. 184 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من كسا أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقا على الله أن يكسوه من ثياب الجنة، وأن يهون عليه من سكرات الموت، وأن يوسع عليه في قبره، وان تلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى، وهو قول الله عزوجل في كتابه: ” وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذى كنتم توعدون “. 185 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب قال: السجل اسم الملك الذى يطوى الكتب، ومعنى يطويها يفنيها فتتحول دخانا والارض نيرانا. 186 – في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى باسناده الى ابن عباس قال: لما نزلت هذه الاية على رسول الله صلى الله عليه واله: ” وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ” غشى عليه وحمل الى حجرة ام سلمة فانتظره أصحابه وقت الصلوة فلم يخرج، فاجتمع الملسمون فقالوا: ما لنبى الله ؟ فقالت ام سلمة: ان نبى الله عنكم مشغول ثم خرج بعد ذلك فرقى المنبر، فقال: ايها الناس انكم تحشرون الى الله كما خلقتم حفاة عراة، ثم قرأ على أصحابه: ” وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ” ثم قرأ: كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين 187 – في نهج البلاغة استبدلوا بظهر الارض بطنا، وبالسعة ضيقا وبالاهل غربة، وبالنور ظلمة فجاؤها كما فارقوها حفاة عراة، قد ظعنوا عنها بأعمالهم الى الحيوة الدائمة، والدار الباقية كما قال سبحانه: ” كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا عليها انا كنا فاعلين “. 188 – في مجمع البيان ويروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: تحشرون يوم القيامة عراة حفاة غرلا (1) ” كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين “.


(1) الغرل جمع الاغرل: الاقلف وهو الذى لم يختن.

[ 464 ]

189 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر قال: الكتب كلها ذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون قال: القائم وأصحابه قال: والزبور فيه ملاحم وتحميد وتمجيد ودعاء. 190 – وفيه قال: أعطى الله داود وسليمان عليهما السلام ما لم يعط أحد من أنبياء الله من الايات علمهما منطق الطير، وألان الله لهما الحديد، والصفر من غير نار وجعلت الجبال يسبحن من داود عليه السلام، فأنزل الله عزوجل إليه الزبور فيه توحيد وتمجيد ودعاء، واخبار رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين و الائمة صلوات الله عليهم من ذريتهما عليهما السلام، واخبار الرجعة وذكر القائم صلوات الله عليه. 191 – في تفسير العياشي عن ابى حمزة عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: فلما دنى عمر آدم هبط عليه ملك الموت ليقبض روحه فقال له آدم: يا ملك الموت قد بقى من عمرى ثلاثون سنة، فقال له ملك الموت: الم تجعلها لابنك داود النبي وطرحتها من عمرك حيث عرض عليك اسماء الانبياء من ذريتك وعرض عليك أعمارهم وانت يومئذ بوادي دخنا ؟ فقال آدم: يا ملك الموت ما اذكر هذا، فقال له ملك الموت: يا آدم لا تجهل ألم تسال الله أن يثبتها لداود في الزبور ومحاها من عمرك من الذكر ؟ 192 – في اصول الكافي محمد عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام انه سأله عن قول الله عزوجل: ” ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ” ما الزبور وما الذكر ؟ قال: الذكر عند الله والزبور الذى انزل على داود كل كتاب نزل فهو عند أهل العلم ونحن هم. 193 – في مجمع البيان ” ان الارض يرثها عبادي الصالحون ” وقال أبو جعفر عليه السلام: هم أصحاب المهدى في آخر الزمان، ويدل على ذلك ما رواه الخاص والعام عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من أهل بيتى يملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، وقد اورد


[ 465 ]

الامام أبو بكر احمد بن الحسين البيهقى في كتاب البعث والنشور أخبارا كثيرة في هذا المعنى حدثنا بجميعها عنه حافده أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد في شهور سنة ثمانى عشرة وخمسمأة، ثم قال في آخر الباب: فأما الحديث الذى اخبرنا به أبو عبد الله الحافظ بالاسناد عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن انس ابن مالك ان النبي صلى الله عليه واله قال: لا يزداد الامر الا شدة، ولا الناس الا شحا، ولا الدنيا الا ادبارا، ولا تقوم الساعة الا على شرار الناس، ولا مهدى الا عيسى بن مريم، فهذا جديث تفرد به محمد بن خالد الجندي، قال أبو عبد بالله الحافظ: ومحمد بن خالد رجل مجهول، واختلف عليه في اسناده فرواه مرة عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس ابن مالك عن النبي صلى الله عليه واله مرة، ومرة عن ابان بن أبى عياش وهو متروك عن الحسن عن النبي صلى الله عليه واله وهو منقطع، والاحاديث في التنصيص على خروج المهدى أصح اسنادا، و فيها بيان كونه من عترة النبي صلى الله عليه واله. هذا لفظه. 194 – ومن جملتها ما حدثنا أبو الحسن حافده عنه قال: أخبرنا أبو على الرودبارى قال: أخبرنا أبو بكر بن داسة قال: حدثنا أبو داود السجستاني في كتاب السنن عن طرق كثيرة ذكرها ثم قال: كلهم عن عاصم المقرى عن زر (1) عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه واله قال: لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا منى أو من أهل بيتى وفى بعضها يواطى اسمه اسمى يملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. 195 – وبالاسناد قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا أحمد بن ابراهيم قال حدثنا عبد الله بن جعفر الرقى قال: حدثنى أبو الميلح الحسن بن عمر عن زياد بن بيان عن على بن ثقيل عن سعيد بن المسيب عن ام سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: المهدى من عترتي من ولد فاطمة. 196 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين حديث طويل وفيه يقول عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة: واما قوله لنبيه صلى الله عليه واله: وما ارسلناك الا رحمة للعالمين


(1) وفى المصدر ” زيد ” بدل ” زر “.

[ 466 ]

وانك ترى اهل الملل المخالفة للايمان ومن يجرى مجراهم من الكفار مقيمين على كفرهم الى هذه الغاية، وانه لو كان رحمة عليهم لاهتدوا جميعا ونجوا من عذاب السعير، فان الله تبارك اسمه انما عنى بذلك انه جعله سبيلا لانظار أهل هذه الدار، لان الانبياء قبله بعثوا بالتصريح لا بالتعريض، وكان النبي صلى الله عليه واله منهم إذا صدع بأمر الله وأجابه قومه سلموا وسلم أهل دارهم من ساير الخليقة، وان خالفوه هلكوا وهلك أهل دراهم بالآفة التى كانت بينهم يتوعدهم بها ويخوفهم حلولها ونزولها بساحتهم، من خسف أو قذف أو رجف أو ريح أو زلزلة وغير ذلك من أصناف العذاب الذى هلكت به الامم الخالية، ان الله علم من نبينا ومن الحجج في الارض الصبر على ما لم يطق من تقدمهم من الانبياء الصبر على مثله، فبعثه الله بالتعريض لا بالتصريح، وأثبت حجة الله تعريضا لا تصريحا بقوله في وصيه: من كنت مولاه فهذا مولاه وهو منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى، وليس من خليقة النبي ولا من شيمته ان يقول قولا لا معنى له، فلزم الامة ان تعلم انه لما كانت النبوة ولاخوة موجودتين في خليفة هارون وموسى معدومتين في من جعله النبي صلى الله عليه واله بمنزلته انه قد استخلفه على امته، كما استخلف موسى هارون حيث قال: اخلفنى في قومي، ولو قال لهم: لا تقلدوا الامامة الا فلانا بعينه والا نزل بكم العذاب لاتاهم العذاب، وزال باب الانظار والامهال. 197 – في مجمع البيان وروى ان النبي صلى الله عليه واله قال لجبرئيل لما نزلت هذه الآية: هل أصابك من هذه الرحمة شئ ؟ قال: نعم انى كنت أخشى عاقبة الامر فامنت بك لما أثنى الله على بقوله: ” ذى قوة عند ذى العرش مكين ” وقد قال صلى الله عليه واله: انما أنا رحمة مهداة. 198 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا عن أبى الحسن الاول عليه السلام قال: بعث الله عزوجل محمدا رحمة للعالمين في سبع و عشرين من رجب ؟ فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا. 199 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى عبد الرحمن القصير قال قال


[ 467 ]

لى أبو جعفر عليه السلام: اما لو قام قائمنا ردت الحميراء حتى يجلدها الحد، وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة عليها السلام منها، قلت: جعلت فداك ولم يجلدها ؟ قال: لفريتها على ام ابراهيم، قلت: فيكف أخره الله للقائم ؟ فقال: لان الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه واله رحمة وبعث القائم عليه السلام نقمة. 200 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو بصير عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى: قل انما يوحى الى انما الهكم اله واحد فهل انتم مسلمون الوصية بعدى نزلت مشددة. 201 – في عيون الاخبار في باب جمل من أخبار موسى بن جعفر عليه السلام مع هارون الرشيد ومع موسى بن المهدى حديث طويل يقول فيه عليه السلام: رأيت النبي صلى الله عليه واله ليلة الاربعاء في النوم فقال لى: يا موسى أنت محبوس مظلوم ؟ فقلت: نعم يا رسول الله محبوس مظلوم، فكرر ذلك على ثلاثا ثم قال: وان ادرى لعله فتنة لكم ومتاع الى حين. 202 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى انه لما قدم معاوية الى الكوفة قيل له: ان الحسن بن على عليهما السلام يرتفع على أنفس الناس فلو أمرته أن يقوم دون مقامك على المنبر فتدركه الحداثة والعى فيسقط من أعين الناس، فأبى عليهم وأبوا عليه الا أن يأمره بذلك، فأمره فقام دون مقامه في المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: اما بعد فانكم لو طلبتم ما بين كذا وكذا لتجدوا رجلا جده نبى لم تجدوه غيرى وغير أخى، وانا اعطينا صفقتنا هذه الطاغية واشار بيده الى أعلى المنبر الى معاوية وهو في مقام رسول الله صلى الله عليه واله، ورأينا حقن دماء المسلمين أفضل من اهراقها ” وان ادرى لعله فتنة لكم ومتاع الى حين ” وأشار بيده الى معاوية، فقال له معاوية: ما أردت بقولك هذا ؟ فقال: أردت به ما اراد الله عزوجل. 203 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وروى انه قال الحسن عليه السلام في صلح معاوية: ايها الناس لو طلبتم ما بين جابلق وجابرس رجلا جده رسول الله


[ 468 ]

ما وجدتموه غيرى وغير أخى، وان معاوية نازعنى حقا هو لى فتركته لصلاح الامة وحقن دمائها، وقد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت، وقد رأيت ان اسالمه وان يكون ما صنعته حجة على من كان يتمنى هذا الامر ” وان ادرى لعله فتنة لكم ومتاع الى حين “. 204 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: قال رب احكم بالحق قال: معناه لا تدع للكفار الحق الانتقام من الظالمين، ومثله في سورة آل عمران ” ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فانهم ظالمون “.


[ 469 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده الى أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة الحج في كل ثلاثة أيام لم تخرج سنة حتى يخرج الى بيت الله الحرام وان مات في سفره دخل الجنة قلت: فان كان مخالفا ؟ قال: يخفف عنه بعض ما هو فيه. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب قال: قال النبي صلى الله عليه واله: من قرأ سورة الحج أعطى من الاجر كحجة حجها وعمرة اعتمرها بعدد من حج واعتمر فيما مضى وفيما بقى. 3 – وفيه قال عمران بن الحصين وأبو سعيد الخدرى: نزلت الايتان من أول السورة ليلا في غزاة بنى المصطلق وهم حى من خزاعة، والناس يسيرون فنادى رسول الله صلى الله عليه واله فحثوا المطى حتى كانوا حول رسول الله صلى الله عليه واله فقرأها عليهم فلم ير أكثر باكيا من تلك الليلة، فلما أصبحوا لم يحطوا السرج عن الدواب ولم يضربوا الخيام والناس بين باك أو جالس حزين متفكر، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله: أتدرون أي يوم ذاك ؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: ذلك يوم يقول الله لادم: ابعث بعث النار من ولدك، فيقول آدم: من كم كم ؟ فيقول عزوجل: من كل ألف تسعمأة وتسعة وتسعين الى النار وواحدا الى الجنة، فكبر ذلك على المسلمين وبكوا فقالوا: فمن ينجو يا رسول الله ؟ فقال صلى الله عليه واله: ابشروا فان معكم خليقتين: يأجوج ومأجوج ما كانتا في شئ الا كثرتاه، ما أنتم في الناس الا كشعرة بيضاء في الثور الاسود، أو كرقم في ذراع البكر، أو كشامة في جنب البعير، ثم قال: انى لارجو ان تكونوا ربع أهل الجنة فكبروا، ثم قال: انى لارجو ان تكونوا ثلث اهل الجنة ثم قال: انى لارجو ان تكونوا ثلثى أهل الجنة فان اهل الجنة مأة وعشرون صفا ثمانون منها امتى ثم قال: ويدخل من امتى سبعون ألفا الجنة بغير حساب، وفى بعض الروايات ان عمر بن


[ 470 ]

الخطاب قال: يا رسول الله سبعون ألفا ؟ قال: نعم ومع كل واحد سبعون الفا، فقام عكاشة بن محصن فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: اللهم اجعله منهم، فقام رجل من الانصار فقال: ادع الله ان يجعلني منهم، فقال صلى الله عليه واله سبقك بها عكاشة، قال ابن عباس: كان الانصاري منافقا فلذلك لم يدع له. 4 – في تفسير على بن ابراهيم يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم قال: مخاطبة للناس عامة وقوله: وتضع كل ذات حمل حملها قال: كل امرأة تموت حاملة عند زلزلة الساعة تضع حملها يوم القيامة. 5 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل و فيه معاشر الناس، التقوى التقوى احذروا الساعة كما قال الله عزوجل ” ان زلزلة الساعة شئ عظيم “. 6 – في كتاب التوحيد باسناده الى عبد الله بن سلام مولى رسول الله عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه يقول صلى الله عليه واله: فيأمر الله عزوجل نارا يقال لها الفلق أشد شئ في جهنم عذابا، فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسلاسل والاغلال، فيأمر الله عزوجل أن تنفخ في وجوه الخلائق نفخة، فمن شدة نفختها تنقطع السماء وتنطمس النجوم و تخمد البحار، وتزول الجبال وتظلم الابصار، وتضع الحوامل حملها، ويشيب الولدان من هولها يوم القيامة. 7 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: وترى الناس سكارى قال: يعنى ذاهبة عقولهم من الحزن والفزع متحيرين. 8 – في كتاب طب الائمة عليهم السلام باسناده الى سليم بن قيس الهلالي عن امير المؤمنين صلوات الله عليه قال: انى لاعرف آيتين من كتاب الله المنزل تكتبان للمرأة إذا عسر عليها، تكتبان في ورق ظبى وتعلقه عليها في حقويها (1): بسم الله وبالله ان مع العسر يسرا سبع مرات ” يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم


(1) الحقو: الخصر.

[ 471 ]

يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ” مرة واحدة. 9 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ومن الناس من يجادل في الله بغير علم أي يخاصم ويتبع كل شيطان مريد قال: المريد الخبيث، ثم خاطب الله عزوجل الدهرية واحتج عليهم فقال: يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث أي في شك فانا خلقناكم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة قال: المخلقة إذا صارت تاما، وغير مخلقة قال: السقط. 10 – وقال في رواية أبى الجارود عن ابي جعفر عليه السلام لنبين لكم انكم كنتم كذلك في الارحام ونقر في الارحام ما نشاء فلا يخرج سقطا. 11 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان عن سلام بن المستنير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” مخلقة وغير مخلقة ” قال: المخلقة هم الذر الذين خلقهم الله في صلب آدم صلى الله عليه، أخذ عليهم الميثاق ثم أجراهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء، وهم الذين يخرجون الى الدنيا حتى يسألوا عن الميثاق، واما قوله: ” وغير مخلقة ” فهم كل نسمة لم يخلقهم الله عزوجل في صلب آدم حين خلق الذر، وأخذ عليهم الميثاق وهم النطف من العزل والسقط قبل أن ينفخ فيه الروح ولحيوة والبقاء. 12 – في قرب الاسناد للحميري أحمد بن محمد عن أحمد بن أبى نصر عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته ان يدعوا الله عزوجل لامرأة من أهلنا لها حمل، فقال: قال أبو جعفر عليه السلام: الدعا ما لم تمض أربعة أشهر فقلت له: انما لها أقل من هذا فدعا لها ثم قال: ان النطفة تكون في الرحم ثلاثين يوما، ويكون علقة ثلاثين يوما، ويكون مضغة ثلاثين يوما، ويكون مخلقة وغير مخلقة ثلاثين يوما، فإذا تمت الاربعة الاشهر بعث الله تبارك وتعالى إليها ملكين خلاقين يصورانه ويكتبان رزقه وأجله وشقيا أو سعيدا.


[ 472 ]

13 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن أحمد عن العباس عن ابن أبى نجران عن محمد بن أبى القاسم عن على بن المغيرة عن ابى عبد الله عن أبيه صلوات الله عليهما قال: إذا بلغ العبد مأة سنة فذلك أرذل العمر. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد ذكرنا طرفا من الاخبار في النحل عند قوله عزوجل: ” أرذل العمر ” فمن أراد الوقوف عليها فليطلبها ثمة. 14 – في قرب الاسناد للحميري باسناده الى صفوان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله لجبرئيل: يا جبرئيل أرنى كيف يبعث الله تبارك وتعالى العباد يوم القيامة، قال: نعم فخرج الى مقبرة بنى ساعدة فاتى قبرا فقال له: اخرج باذن الله فخرج رجل ينفض رأسه من التراب وهو يقول: والهفاه، واللهف هو الثبور ثم قال: ادخل فدخل، ثم قصد به الى قبر آخر فقال: اخرج باذن الله، فخرج شاب ينفض رأسه من التراب وهو يقول: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدا عبده ورسوله، وأشهد ان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور ثم قال: هكذا يبعثون يوم القيامة يا محمد. 15 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا أراد الله ان يبعث الخلق امطر السماء على الارض أربعين صباحا فاجتمعت الاوصال ونبتت اللحوم. وفى أمالى الصدوق رحمه الله مثله سواء. 16 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ومن خاصم الخلق في غير ما يؤمر فقد نازع الخالقية والربوبية، قال الله تعالى: ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير وليس أحد أشد عقابا ممن لبس قميص النسك بالدعوى بلا حقيقة ولا معنى. 17 – في تفسير على بن ابراهيم ” ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ” قال: نزلت هذه الاية في أبى جهل ثانى عطفه قال:


[ 473 ]

تولى عن الحق ليضل عن سبيل الله قال: عن طريق الله عزوجل بالايمان. 18 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن بكير عن ضريس عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ومن الناس من يعبد الله على حرف قال: ان الاية تنزل في الرجل، ثم يكون في أتباعه، ثم قلت: كل من نصب دونكم شيئا فهو ممن عبد الله على حرف ؟ فقال: نعم وقد يكون محصنا. 19 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عمر بن اذينة عن الفضيل وزرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة ” قال زرارة: سألت عنها أبا جعفر عليه السلام فقال هؤلاء قوم عبدوا الله وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله وشكوا في محمد وما جاء به، فتكلموا بالاسلام وشهدوا أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، وأقروا بالقرآن وهم في ذلك شاكون في محمد وما جاء به، وليسوا شكاكا في الله قال الله عزوجل: ” ومن الناس من يعبد الله على حرف ” يعنى على شك في محمد وما جاء به فان أصابه خير يعنى عافية في نفسه وماله وولده اطمأن به ورضى به وان اصابته فتنة بلاء في جسده أو ماله تطير وكره المقام على الاقرار بالنبي، فرجع الى الوقف والشك فنصب العداوة لله ولرسوله والجحود بالنبي وما جاء به. 20 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” ومن الناس من يعبد الله على حرف ” قال: هم قوم وحدوا الله وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله، فخرجوا من الشرك ولم يعرفوا ان محمدا صلى الله عليه واله رسول الله، فهم يعبدون الله على شك في محمد وما جاء به، فأتوا رسول الله صلى الله عليه واله وقالوا: ننظر فان كثرت أموالنا وعوفينا في أنفسنا وأولادنا علمنا انه صادق وانه رسول الله، وان كان غير ذلك نظرنا، قال الله عزوجل: ” فان اصابه خير اطمأن به ” يعنى عافية في الدنيا ” وان اصابته فتنة “


[ 474 ]

يعنى بلاء في نفسه ” انقلب على وجهه ” انقلب على شكه الى الشرك خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه قال ينقلب مشركا يدعو غير الله ويعبد غيره، فمنهم من يعرف فيدخل الايمان قلبه فيؤمن ويصدق ويزول عن منزلته من الشك الى الايمان، ومنهم من يثبت على شكه ومنهم من ينقلب الى الشرك. على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة مثله 21 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فان في الناس من خسر الدنيا والاخرة بترك الدنيا للدنيا، ويرى ان لذة الرياسة الباطلة أفضل من لذة الاموال والنعم المباحة المحللة فيترك ذلك أجمع طلبا للرياسة الباطلة. 22 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل: واما السائر في مفاوز الاعتداء، والخائض في مراتع الغى وترك الحيا باستحباب السمعة والريا والشهوة والتصنع الى الخلق المتزيى بزى الصالحين، المظهر بكلامه عمارة باطنه وهو في الحقيقة خال عنها، قد غمرتها وحشة حب المحمدة وغشيتها ظلمة الطمع فما افتنه بهواه، وأضل الناس بمقالته، قال الله عزوجل: لبئس المولى ولبئس العشير. 23 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: من كان يظن ان لن ينصره الله في الدنيا والاخرة فان الظن في كتاب الله عزوجل على وجهين: ظن يقين علم وظن شك فهذا ظن شك قال: من شك ان الله عزوجل لن يثيبه في الدنيا ولا في الاخرة فليمدد بسبب الى السماء أي يجعل بينه وبين الله دليلا، والدليل على ان السبب وهو الدليل قول الله عزوجل في سورة الكهف: ” وآتيناه من كل شئ سببا فأتبع سببا ” أي دليلا وقال: ثم ليقطع أي تميز والدليل على ان القطع هو التميز قوله تعالى: ” وقطعناهم اثنتى عشرة امما اسباطا ” أي ميزناهم فقوله عزوجل: ” ثم ليقطع ” أي يميز فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ أي حيلته والدليل على ان الكيد هو الحيلة قوله


[ 475 ]

تعالى: ” وكذلك كدنا ليوسف ” أي احتلنا له حتى حبس أخاه وقوله تعالى يحكى قول فرعون: ” اجمعوا كيدكم ” أي حيلتكم قال: فإذا وضع لنفسه سببا ومميزا دله على الحق، واما العامة فانهم رووا في ذلك انه من لم يصدق بما قال الله عزوجل فليلق حبلا الى سقف البيت فليختنق. قال عز من قائل: ان الذين آمنوا الى قوله: والمجوس. 24 – في كتاب التوحيد باسناده الى الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قال عليه السلام: سلونى قبل أن تفقدوني، فقام إليه الاشعث بن قيس فقال: يا أمير المؤمنين كيف تؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل إليهم كتاب ولم يبعث إليهم نبى ؟ قال: بلى يا أشعث قد أنزل الله إليهم كتابا وبعث إليهم رسولا حتى كان لهم ملك سكر ذات ليلة، فدعا بابنته الى فراشه فارتكبها، فلما أصبح تسامع به قومه فاجتعموا الى بابه فقالوا: ايها الملك دنست علينا ديننا واهلكته فاخرج نطهرك ونقيم عليك الحد، فقال لهم: اجتمعوا واسمعوا قولى فان يكن لى مخرج مما ارتكبت والا فشأنكم، فاجتمعوا فقال لهم: هل علمتم ان الله لم يخلق خلقا أكرم عليه من أبينا آدم وامنا حوا ؟ قالوا: صدقت أيها الملك قال: أو ليس قد زوج بنيه بناته وبناته من بنيه ؟ قالوا: صدقت هذا هو الدين، فتعاقدوا على ذلك فمحا الله ما في صدورهم من العلم، ورفع عنهم الكتاب فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب والمنافقون أشد حالا منهم قال الاشعث: والله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله لاعدت الى مثلها أبدا. 25 – في روضة الكافي على بن ابراهيم وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبى الصباح الكنانى عن الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان للشمس ثلثمأة وستين برجا كل برج منها مثل جزيرة من جزائر العرب، وتنزل كل يوم على برج منها، فإذا غابت انتهت الى حد بطنان العرش، فلم تزل ساجدة الى الغد ثم ترد الى موضع مطلعها، ومعها ملكان معها ! وان وجهها لاهل السماء وقفاها لاهل الارض، ولو كان وجهها لاهل الارض لاحترقت الارض ومن


[ 476 ]

عليها من شدة حرها، ومعنى سجودها ما قال سبحانه وتعالى: الم تر ان الله يسجد له من في السموات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال و كثير من الناس. 26 – في كتاب التوحيد باسناده الى عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: قيل لعلى عليه السلام: ان رجلا يتكلم في المشية، فقال: ادعه لى، قال: فدعاه له فقال له: يا عبد الله خلقك الله لما شاء أو لما شئت ؟ قال: لما شاء قال: فيمرضك إذا شاء أو إذا شئت قال: إذا شاء. قال: فيشفيك إذا شاء أو إذا شئت قال: إذا شاء قال: فيدخلك حيث يشاء أو حيث شئت ؟ قال: حيث يشاء قال: فقال له على عليه السلام: لو قلت غير هذا لضربت الذى فيه عيناك. 27 – وباسناده الى سليمان بن جعفر الجعفري قال: قال الرضا عليه السلام: المشية من صفات الافعال، فمن زعم ان الله لم يزل مريدا شائيا فليس بموحد.. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: استقصاء الكلام في تحقيق المشية والارادة يحتاج الى بسط وبيان، والشافي في ذلك الكافي. 28 – في كتاب الخصال عن النضر بن مالك قال: قلت للحسين بن على عليهما – السلام: يابا عبد الله حدثنى عن قوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربهم فقال: نحن وبنو امية اختصمنا في الله تعالى قلنا صدق الله وقالوا كذب، فنحن الخصمان يوم القيامة، 29 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن احمد بن محمد البرقى عن ابيه عن محمد بن الفضيل عن ابن ابي حمزة عن ابي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: ” هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا بولاية على عليه السلام قطعت لهم ثياب من نار “. 30 – في مجمع البيان قيل: نزلت الاية ” هذان خصمان اختصموا ” في ستة نفر من المؤمنين والكفار تبادروا يوم بدر، وهم حمزة بن عبد المطلب قتل عتبة بن ربيعة، وعلى بن أبيطالب قتل الوليد بن عتبة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب قتل شيبة بن ربيعة عن ابى ذر الغفاري وعطاء وكان أبو ذر يقسم بالله تعالى انها نزلت فيهم، ورواه البخاري في الصحيح.


[ 477 ]

31 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ” هذان خصمان اختصموا في ربهم ” قال: نحن وبنو امية، نحن قلنا، صدق الله ورسوله، وقالت بنو امية: كذب الله ورسوله فالذين كفروا يعنى بنى امية قطعت لهم ثياب من النار الى قوله تعالى حديد و قال: تشويه النار فتسترخي شفته حتى تبلغ سرته، وتتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه ولهم مقامع من حديد قال: الاعمدة التى يضربون بها. 32 – وقوله عزوجل: كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها ضربا بتلك الاعمدة وذوقوا عذاب الحريق فانه حدثنى ابى عن محمد بن ابى عمير عن أبى بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: يا ابن رسول الله خوفني فان قلبى قد قسى، فقال ” يابا محمد استعد للحيوة الطويلة فان جبرئيل جاء الى رسول الله صلى الله عليه واله وهو قاطب (1) وقد كان قبل ذلك يجئ مبتسما، فقال رسول الله: يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا فقال: يا محمد قد وضعت منافخ النار، فقال: وما منافخ النار يا جبرئيل ؟ فقال: يا محمد ان الله عزوجل أمر بالنار فنفخ عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم نفخ عليها ألف عام حتى احمرت، ثم نفنخ عليها ألف عام احتى اسودت، فهى سوداء مظلمة لو أن قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها، ولو ان حلقة واحدة من السلسلة التى طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها، ولو ان سربالا من سرابيل أهل النار علق بين السماء والارض لمات اهل الارض من ريحه و وهجه (2) قال: فبكى رسول الله صلى الله عليه واله وبكى جبرئيل فبعث الله اليهما ملكا فقال لهما: ان ربكما يقرئكما السلام ويقول: قد امنتكما ان تذنبا ذنبا أعذبكما عليه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: فما رأى رسول الله صلى الله عليه واله متبسما بعد ذلك ثم قال: ان اهل النار يعظمون النار، وان اهل الجنة يعظمون الجنة والنعيم، وان جهنم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما، فإذا بلغوا اعلاها قمعوا بمقامع الحديد، واعيدوا في دركها، هذه حالهم وهو قول الله عزوجل: ” كلما ارادوا أن يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها وذوقوا


(1) قطب: زوى ما بين عينيه وعبس. (2) الوهج – متحركة -: حر النار.

[ 478 ]

عذاب الحريق ” ثم تبدل جلودهم غير الجلود التى كانت عليهم فقال أبو عبد الله عليه السلام: حسبك يابا محمد ؟ قلت: حسبى حسبى. 33 – في مجمع البيان وقد روى ان الله تعالى يجوعهم حتى ينسوا عذاب النار من شدة الجوع، فيصرخون الى مالك فيحملهم الى تلك الشجرة وفيهم أبو جهل فيأكلون منها فتغلى بطونهم كغلى الحميم، فيسقون شربة من الماء الحار الذى بلغ نهايته في الحرارة، فإذا قربوها من وجوههم شوت وجوههم، فذلك قوله، ” يشوى الوجوه ” فإذا وصل الى بطونهم صهر ما في بطونهم كما قال سبحانه ” يصهر به ما في بطونهم والجلود ” وقال رسول الله صلى الله عليه واله: من شرب الخمر لم يقبل له صلوة أربعين يوما، فان مات وفى بطنه شئ من ذلك كان حقا على الله عزوجل أن يسقيه من طينه خبال وهو صديد أهل النار، و ما يخرج من فروج الزناة، فتجتمع ذلك في قدور جنهم فيشربه اهل النار، فيصهر به ما في بطونهم والجلود، رواه شبيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصادق عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله. 34 – وروى أبو سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ” ولهم مقامع من حديد ” لو وضع مقمع (1) من حديد في الارض ثم اجتمع عليه الثقلان ما اقلوه في الارض. 35 – وعن العلا بن سيابة عن أبي عبد الله عليه السلام قلت له: ان الناس يتعجبون منا إذا قلنا: يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة، فيقولون لنا فيكونون مع أولياء الله في الجنة فقال: يا علا ان الله يقول: ” ومن دونهما جنتان ” لا والله ما يكونون مع أولياء الله، قلت: كانوا كافرين ؟ قال: لا والله لو كانوا كافرين ما دخلوا الجنة، قلت: كانوا مؤمنين ؟ قال: لا والله لو كانوا مؤمنين ما دخلوا النار، ولكن بين ذلك، وتأويل هذا لو صح الخبر: انهم لم يكونوا من أفاضل المؤمنين وخيارهم ” انتهى “. 36 – في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر سبحانه ما أعده للمؤمنين فقال جل ذكره:


(1) المقمع: العمود من حديد.

[ 479 ]

ان الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات الى قوله تعالى ولباسهم فيها حرير حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن أبى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك شوقني فقال: يابا محمد ان من أدنى نعيم الجنة أن يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدنيا، وأن ادنى أهل الجنة منزلا لو نزل به الثقلان الجن والانس لوسعهم طعاما وشرابا، ولا ينقص مما عنده شيئا، وان ايسر اهل الجنة منزلة من يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق، فإذا دخل ادناهن راى فيها من الازواج والخدم والانهار والثمار ما شاء الله مما يملاء عينه قرة وقلبه مسرة، فإذا شكر الله و حمده قيل له: ارفع رأسك الى الحديقة الثانية ففيها ما ليس في الاولى، فيقول: يا رب اعطني هذه، فيقول الله تعالى: ان اعطيتكها سألتنى غيرها، فيقول: رب هذه هذه فإذا هو دخلها شكر الله وحمده، قال: فيقال: افتحوا له بابا الى الجنة ويقال له: ارفع رأسك فإذا فتح له باب من الخلد ويرى أضعاف ما كان فيما قبل فيقول عند مضاعف مسراته: رب لك الحمد الذى لا يحصى إذ مننت على بالجنان، وأنجيتنى من النيران، قال أبو بصير: فبكيت وقلت له: جعلت فداك زدنى قال: يابا محمد ان في الجنة نهرا في حافتيه جوار نابتات، إذا مر المؤمن بجارية اعجبته قلعها وأنبت الله عزوجل مكانها اخرى، قلت: جعلت فداك زدنى قال: يابا محمد المؤمن يزوج ثمانمأة عذراء، واربعة آلاف ثيب، وزوجتين من الحور العين، قلت: جعلت فداك ثمانمأة عذارء ؟ قال: نعم ما يفترش منهن شيئا الا وجدها كذلك قلت: جعلت فداك من أي شئ خلقن الحور العين ؟ قال: من تربة الجنة النورانية ويرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة كبدها مراته وكبده مراتها، قلت: جعلت فداك ألهن كلام يتكلمن به في الجنة قال: نعم كلام لم يسمع الخلايق اعذب منه، قلت: ما هو ؟ قال يقلن بأصوات رحيمة: نحن الخالدات فلا نموت، ونحن الناعمات فلا نبوس، ونحن المقيمات فلا نظعن، و نحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن خلق لنا، وطوبى لمن خلقنا له، ونحن اللواتى لو أن قرن أحد بنا، علق في جو السماء لاغشى نوره الابصار، فهاتان الايتان وتفسيرهما رد على من انكر خلق الجنة والنار.


[ 480 ]

قوله عزوجل: ” وهدوا الى الطيب من القول “: التوحيد والاخلاص ” وهدوا الى صراط الحميد ” قال: الولاية. 37 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عمن ذكره عن حنان ابى على عن ضريس الكناسى قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله: وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط الحميد فقال: هو والله هذا الامر الذى أنتم عليه. 38 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (ع) في قوله: ” وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط الحميد ” قال: ذاك حمزة وجعفر وعبيدة و سلمان وأبو ذر والمقداد بن الاسود وعمار، هدوا الى امير المؤمنين عليه السلام. 39 – في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: ما احد أحب إليه الحمد من الله عز ذكره. 40 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ان الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذى جعلناه سواء العاكف فيه والباد قال: نزلت في قريش حين صدوا رسول الله صلى الله عليه واله عن مكة وقوله: ” سواء العاكف فيه والباد ” قال: أهل مكة ومن جاء من البلدان، فهم سواء لا يمنع من النزول ودخول الحرم. 41 – في نهج البلاغة من كتبه الى قثم بن العباس رحمهما الله وهو عامله على مكة وأمر أهل مكة ان لا يأخذوا من ساكن أجرا، فان الله سبحانه يقول: ” سواء العاكف فيه والباد ” والعاكف المقيم به، والبادى الذى يحج إليه من غير أهله. 42 – في قرب الاسناد للحميري باسناده الى أبى جعفر عن أبيه عن على عليهم – السلام كره اجارة بيوت مكة، وقرء ” سواء العاكف فيه والباد “. 43 – في تهذيب الاحكام موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن حسين بن أبى العلا قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام هذه الاية ” سواء العاكف فيه والباد ” فقال: كانت مكة ليس على شئ منها باب، وكان اول من علق على بابه المصراعين معاوية بن


[ 481 ]

أبى سفيان، وليس ينبغى لاحد أن يمنع الحاج شيئا من الدور ومنازلها. 44 – في كتاب علل الشرايع حدثنا أبى رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد وعبد الله بنى محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن عثمان الناب عن عبد الله بن على الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” سواء العاكف فيه والباد ” فقال: لم يكن ينبغى أن يصنع على دور مكة أبواب، لان للحاج أن ينزلوا معهم في دورهم في ساحة الدار حتى يقضوا مناسكهم، وان اول من جعل لدور مكة أبوابا معاوية. 45 – في الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن الحسين بن ابى العلا قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان معاوية اول من علق على بابه مصراعين بمكة، فمنع حاج بيت الله ما قال الله عزوجل: ” سواء العاكف فيه والباد ” وكان الناس إذا قدموا مكة نزل البادى على الحاضر حتى يقضى حجه، وكان معاوية صاحب السلسلة التى قال الله عزوجل: ” في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه انه كان لا يؤمن بالله العظيم ” وكان فرعون هذه الامة. 46 – في تهذيب الاحكام موسى بن القاسم عن ابن أبى عمير الى ان قال: وعنه عن عبد الرحمن عن حماد عن حريز قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الطواف يعنى لاهل مكة ممن جاور بها أفضل أو الصلوة ؟ فقال: الطواف للمجاورين أفضل، والصلوة لاهل مكة والقاطنين بها أفضل من الطواف. 47 – وعنه عن عبد الرحمن عن ابن أبى عمير عن حفص بن البخترى وحماد وهشام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا قام الرجل بمكة سنة فالطواف أفضل، وإذا قام سنتين خلط من هذا وهذا، فإذا أقام ثلاث سنين فالصلوة أفضل. 48 – موسى بن القاسم حدثنا عبد الرحمن عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أقام بمكة سنتين فهو من أهل مكة لا متعة له، فقلت لابي جعفر عليه السلام: أرأيت ان كان له أهل بالعراق وأهل بمكة ؟ قال: فلينظر أيهما


[ 482 ]

الغالب عليه فهو من اهله. 49 – وعنه عن محمد بن عذافر عن عمر بن يزيد قال قال أبو عبد الله عليه السلام: المجاور بمكة يتمتع بالعمرة الى الحج الى سنتين فإذا جاوز سنتين كان قاطنا وليس له ان يتمتع. 50 – وعنه عن ابن ابيعمير عن حماد عن الحلبي قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام: لاهل مكة ان يتمتعوا ؟ فقال: لا، ليس لاهل مكة أن يتمتعوا، قال: قلت: فالقاطنون بها ؟ قال: إذا اقاموا سنة أو سنتين صنعوا كما يصنع اهل مكة، فإذا اقاموا شهرا فان لهم ان يتمتعوا، قلت: من اين ؟ قال: يخرجون من الحرم، قلت: من اين يهلون بالحج ؟ قال: من مكة نحوا مما يقول الناس. 51 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم قال: نزلت فيمن يلحد في امير المؤمنين عليه السلام ويظلمه. 52 – في كتاب علل الشرايع ابى رحمه الله قال: حدثنا احمد بن ادريس قال: حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن ابى الصباح الكنانى قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم ” كل ظلم يظلم به الرجل نفسه بمكة من سرقة أو ظلم احد أو شئ من الظلم فانى اراه الحادا، ولذلك كان ينهى ان يسكن الحرم. 53 – حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن ابن أبى عمير عن حماد بن عثمان ومعاوية بن حفص عن منصور جميعا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان أبو عبد الله في المسجد الحرام فقيل له: ان سبعا من سباع الطير على الكعبة لا يمر به شئ من حمام الحرم الا ضربه ؟ فقال: انصبوا له واقتلوه فانه قد الحد في الحرم. 54 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة وعلى بن عبد الله عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام ” ومن


[ 483 ]

يرد فيه بالحاد بظلم ” قال: نزلت فيهم حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا وتعاقدوا على كفرهم وجحودهم بما نزل في أمير المؤمنين عليه السلام، فالحدوا في البيت بظلمهم الرسول ووليه فبعدا للقوم الظالمين. 55 – في الكافي ابن ابى عمير عن معاوية قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” ومن يرد فيه بالحاد بظلم ” كل ظلم إلحاد، وضرب الخادم في غير ذنب من ذلك الالحاد. 56 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” و من يرد فيه بالحاد بظلم ” قال: كل ظلم الحاد وضرب الخادم في غير ذنب. 57 – في روضة الكافي ابن محبوب عن أبى ولاد وغيره من أصحابنا عن ابى – عبد الله عليه السلام في قول الله عز ذكره: ” ومن يرد فيه بالحاد بظلم ” فقال: من عبد فيه غير الله عزوجل، أو تولى فيه غير اولياء الله فهو ملحد بظلم، وعلى الله تبارك وتعالى ان يذيقه من عذاب اليم. 58 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابان عن حكيم قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن ادنى الالحاد ؟ فقال: ان الكبر أدناه. 59 – في تهذيب الاحكام روى موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا ثم قال: وعنه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي قال سئلت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم ” قال: كل الظلم فيه الحاد حتى لو ضربت خادمك ظلما خشيت أن يكون الحادا. 60 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله عزوجل: ” ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم ” فقال: كل ظلم يظلم الرجل


[ 484 ]

نفسه بمكة من سرقة أو ظلم أحد أو شئ، من الظلم فانى أراه الحادا، ولذلك كان يتقى ان يسكن الحرم. 61 – على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار قال: حدثنى اسماعيل بن جابر قال: كنت فيما بين مكة والمدينة انا وصاحب لى فتذاكرنا الانصار فقال أحدنا: هم نزاع من قبائل، وقال أحدنا: هم من أهل اليمن قال: فانتهينا الى أبى عبد الله عليه السلام وهو جالس في ظل شجرة، فابتدأ الحديث ولم نسأله فقال: ان تبعا لما أن جاء من قبل العراق وجاء معه العلماء وابناء الانبياء، فلما انتهى الى هذا الوادي لهذيل أتاه ناس من بعض القبائل فقالوا: انك تأتى أهل بلدة قد لعبوا بالناس زمانا طويلا حتى اتخذوا بلادهم حرما، ونبيهم ربا أو ربة، فقال: ان كان كما يقولون قتلت مقاتليهم وسبيت ذريتهم، وهدمت بنيتهم، قال: فسالت عيناه حتى وقعتا على خديه قال: فدعا العلماء وابنا الانبياء فقال: انظروني اخبروني لما أصابني هذا ؟ قال: فأبوا ان يخبروه حتى عزم عليهم قالوا: حدثنا بأى شئ حدثت نفسك ؟ قال: حدثت نفسي أن أقتل مقاتليهم وأسبى ذريتهم وأهدم بنيتهم، فقالوا: انا لا ندرى الذى أصابك الا لذلك، قال: ولم هذا ؟ قالوا: لان البلد حرم الله والبيت بيت الله وسكانه ذرية ابراهيم خليل الرحمن، فقال: صدقتم فما مخرجى مما وقعت فيه ؟ قالوا: تحدث نفسك بغير ذلك فعسى الله أن يرد عليك قال: فحدث نفسه بخير فرجعت حدقتاه حتى ثبتتا مكانهما، قال: فدعا بالقوم الذين أشاروا عليه بهدمها فقتلهم، ثم أتى البيت وكساه وأطعم الطعام ثلاثين يوما كل يوم مأة جزور (1) حتى حملت الجفان الى السباع في رؤس الجبال، ونثرت الاعلاف في الاودية للوحش، ثم انصرف من مكة الى المدينة فانزل بها قوما من أهل اليمن من غسان وهم الانصار، وفى رواية اخرى كساه النطاع وطيبه. 62 – حميد بن زياد عن ابن سماعة عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن محمد


(1) الجزور: الناقة التى تنحر.

[ 485 ]

الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله تعالى يقول في كتابه: وطهر بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود فينبغي للعبد أن لا يدخل مكة الا وهو طاهر، وقد غسل عرقه والاذى وتطهر. 63 – على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان لله تبارك وتعالى حول الكعبة عشرين ومأة رحمة، منها ستون للطائفين، وأربعون للمصلين، و عشرون للناظرين. 64 – في تهذيب الاحكام روى الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن عمران الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام أتغتسل النساء إذا أتين البيت ؟ قال: نعم ان الله تعالى يقول: ” وطهر بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود ” وينبغى للعبد ان لا يدخل الا وهو طاهر، قد غسل عنه العرق والاذى وتطهر. 65 – في كتاب التوحيد باسناده الى محمد بن مسلم قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عما يروون ان الله عزوجل خلق آدم على صورته فقال: هي صورة محدثة مخلوقة، اصطفاها الله واختارها على ساير الصور المختلفة، فأضافها الى نفسه كما أضاف الكعبة الى نفسه، والروح الى نفسه، فقال: ” بيتى ” وقال: ” ونفخت فيه من روحي “. 66 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه والحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن ابان بن عثمان عن عقبة بن بشير عن احدهما عليهما السلام قال: ان الله تعالى امر ابراهيم ببناء الكعبة وان يرفع قواعدها ويرى الناس مناسكهم، فبنى ابراهيم واسمعيل البيت كل يوم ساقا حتى انتهى الى موضع الحجر الاسود، قال أبو جعفر عليه السلام: فنادى أبو قبيس ابراهيم ان لك عندي وديعة فأعطاه الحجر فوضعه موضعه، ثم ان ابراهيم عليه السلام اذن في الناس بالحج، فقال: ايها الناس انى ابراهيم خليل الله، ان الله أمركم ان تحجوا هذا البيت فحجوه، فأجابه من يحج الى يوم القيامة، فكان أول من أجابه من أهل اليمن.


[ 486 ]

67 – في كتاب علل الشرايع ابى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد وعلى ابنا الحسن بن على بن فضال عن عمرو بن سعيد المدائني عن موسى بن قيس بن أخى عمار بن موسى الساباطى عن مصدق عن عمار بن موسى عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما أوحى الله عزوجل الى ابراهيم ان اذن في الناس بالحج أخذ الحجر الذى فيه أثر قدميه وهو المقام، فوضعه بحذاء البيت، لاصقا بالبيت بحيال الموضع الذى هو فيه اليوم ثم قام عليه فنادى بأعلى صوته بما امره الله عزوجل به، فلما تكلم بالكلام لم يحتمله الحجر فغرقت رجلاه فيه، فقلع ابراهيم عليه السلام رجله من الحجر قلعا، فلما كثر الناس وصاروا الى الشر والبلاء ان ازدحموا عليه فرأوا ان يضعوه في هذا الموضع الذى هو فيه ليخلوا الطواف لمن يطوف بالبيت، فلما بعث الله عزوجل محمدا صلى الله عليه واله رده الى الموضع الذى وضعه فيه ابراهيم عليه السلام فما زال فيه حتى قبض رسول الله صلى الله عليه واله وفى زمن أبى بكر وأول ولاية عمر، ثم قال عمر: قد ازدحم الناس على هذا المقام فأيكم يعرف موضعه في الجاهلية ؟ فقال رجل: انا أخذت قدره بقدر، قال: والقدر عندك ؟ قال: نعم قال: فأت به فجاء به فامر بالمقام فحمل ورد الى الموضع الذى هو فيه الساعة. 68 – وباسناده الى الحلبي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته لم جعلت التلبية ؟ فقال: ان الله عزوجل اوحى الى ابراهيم عليه السلام: واذن في الناس بالحج ياتوك رجالا فنادى فاجيب من كل فج عميق. 69 – ابى رضى الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أمر الله عزوجل ابراهيم واسماعيل ببناء البيت وتم بناؤه وامره ان يصعد ركنا ثم ينادى في الناس: الا هلم الحج، الا هلم الحج فلوا نادى هلموا الى الحج لم يحج الا من كان يومئذ أنسيا مخلوقا، ولكن نادى هلم الحج فلبى الناس في أصلاب الرجال: لبيك داعى الله، لبيك داعى الله، فمن لبى عشرا حج عشرا ومن لبى خمسا حج خمسا، ومن لبى اكثر فبعدد ذلك ومن لبى واحدة حج واحدة، ومن لم يلب لم يحج.


[ 487 ]

70 – وباسناده الى غالب بن عثمان عن رجل من أصحابنا عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله جل جلاله لما أمر ابراهيم عليه السلام ينادى في الناس بالحج، قام على المقام فارتفع به حتى صار بازاء أبى قبيس، فنادى في الناس في الحج، فاسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء الى ان تقوم الساعة. 71 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما امر ابراهيم واسمعيل ببناء البيت وتم بناؤه. قعد ابراهيم على ركن ثم نادى: هلم الحج، فلو نادى: هلموا، وذكر مثل ما نقلنا عن كتاب العلل. 72 – على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج، ثم أنزل الله تعالى عليه: واذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق فأمر المؤذنين ان يؤذنوا بأعلى أصواتهم بان رسول الله صلى الله عليه واله يحج في عامه هذا، فعلم به من حضر في المدينة وأهل العوالي (1) والاعراب، واجتمعوا لحج رسول الله صلى الله عليه واله وانما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون ويتبعونه، أو يصنع شيئا فيصنعونه، فخرج رسول الله صلى الله عليه واله في أربع بقين من ذى قعدة، فلما انتهى الى ذى الحليفة زالت الشمس فاغتسل ثم خرج حتى اتى المسجد الذى عند الشجرة، فصلى فيه الظهر، وعزم بالحج مفردا، وخرج حتى انتهى الى البيداء عند الميل الاول، فصف الناس سماطين (2) فلبى بالحج مفردا، وساق الهدى ستا وستين أو اربعا وستين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 73 – في عوالي اللئالى وروى عنه صلى الله عليه واله انه قال: انما الحاج الشعث (3) الغبر


(1) العوالي: قرى بظاهر المدينة، (2) أي صفين. (3) الشعث – ككتف -: المنتف الشعر. الحاف الذى لم يدهن المغبر الرأس.

[ 488 ]

يقول الله لملائكته: انظروا الى زوار بيتى قد جاؤني شعثاء غبراء من كل فج عميق. 74 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: ” واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ” يقول: الابل المهزولة، وقرأ: ” يأتون من كل فج عميق ” قال: ولما فرع ابراهيم من بناء البيت امره الله ان يؤذن في الناس بالحج، فقال: يا رب ما يبلغ صوتي فقال الله اذن، عليك الاذان وعلى البلاغ، و ارتفع على المقام وهو يومئذ ملصق بالبيت، فارتفع به المقام حتى كان اطول من الجبال، فنادى وادخل اصبعه في اذنه واقبل بوجهه شرقا وغربا يقول: ايها الناس كتب عليكم الحج الى البيت العتيق فأجيبوا ربكم، فأجوبوه من تحت البحور السبع ومن بين المشرق والمغرب، الى منقطع التراب من اطراف الارض كلها ومن اصلاب الرجال، ومن ارحام النساء بالتلبية: لبيك اللهم لبيك، اولا ترونهم يأتون يلبون ؟ فمن حج من يومئذ الى يوم القيامة فهم ممن استجاب الله وذلك قوله: ” فيه آيات بينات مقام ابراهيم ” يعنى نداء ابراهيم على المقام. 75 – في مجمع البيان وفى الشواذ قرائة ابن عباس رجالا بالتشديد والضم، وهو المروى عن أبى عبد الله عليه السلام. 76 – وروى عن أبى عبد الله عليه السلام انه قرأ: تأتون. 77 – في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن الفضيل عن الربيع بن خثيم قال: شهدت أبا عبد الله عليه السلام وهو يطاف به حول الكعبة في محمل وهو شديد المرض، فكان كلما بلغ الركن اليماني امرهم فوضعوه بالارض، فأخرج يده من كوة المحمل حتى يجرها على الارض ثم يقول: ارفعوني فلما فعل ذلك مرارا في كل شوط قلت له: جعلت فداك يا ابن رسول الله ان هذا يشق عليك ! فقال: انى سمعت الله عزوجل يقول: ليشهدوا منافع لهم فقلت: منافع الدنيا أو منافع الاخرة ؟ فقال: الكل. 78 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ابى المغراء


[ 489 ]

عن سلمة بن محرز قال: كنت عند ابى عبد الله عليه السلام إذ جاءه رجل يقال له: أبو الورد، فقال لابي عبد الله: رحمك الله انك لو كنت ارحت بدنك من المحمل ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا ابا الورد انى احب ان اشهد المنافع التى قال الله عزوجل: ” ليشهدوا منافع لهم ” انه لا يشهدها احد الا نفعه الله، اما انتم فترجعون مغفورا لكم، واما غيركم فيحفظون في اهاليهم واموالهم. 79 – في مجمع البيان ” ليشهدوا منافع لهم ” وقيل: منافع الاخرة وهى العلو والمغفرة وهو المروى عن أبى عبد الله عليه السلام. 80 – في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام الى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة الحج الوفادة الى الله عزوجل، وطلب الزيادة و الخروج من كل ما اقترف، وليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل، وما فيه من استخراج الاموال وتعب الابدان، وحظرها عن الشهوات واللذات، والتقرب بالعبادة الى الله عزوجل، والخضوع والاستكانة والذل، شاخصا في الحر والبرد والامن والخوف، دائبا في ذلك دائما، وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع و الرغبة والرهبة الى الله تعالى، ومنه ترك قساوة القلب وجساوة الانفس ونسيان الذكر وانقطاع الرجاء الامل، وتجديد الحقوق وحظر النفس عن الفساد، ومنفعة من في شرق الارض وغربها، ومن في البر والبحر ممن يحج ومن لا يحج من تاجر و جالب وبايع ومشتر وكاسب ومسكين، وقضاء حوائج اهل الاطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها، كذلك ليشهدوا منافع لهم. 81 – وفى باب العلل التى ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من الرضا عليه السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ، فان قال: فلم أمر بالحج ؟ قيل: لعلة الوفادة الى الله تعالى وطلب الزيادة وذكر كما ذكر محمد بن سنان وزاد بعد قوله في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيها، مع ما فيه من التفقة ونقل أخبار الائمة عليهم السلام الى كل صقع (1) وناحية كما قال الله عزوجل: ” فلولا نفر من كل فرقة


(1) الصقع بمعنى الناحية ايضا.

[ 490 ]

منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يرجعون وليشهدوا منافع لهم “. 82 – في عوالي اللئالى وروى عن الصادق عليه السلام ان الذكر في قوله: و يذكروا اسم الله هو التكبير عقيب خمس عشرة صلوة أولها ظهر العيد، وروى عن الباقر عليه السلام مثله. 83 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن أبى عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول: قال على عليه السلام في قول الله عزوجل: ويذكروا اسم الله في ايام معلومات: قال: ايام العشر. 84 – وبهذا الاسناد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ويذكروا اسم الله في ايام معلومات ” قال: هي ايام التشريق. 85 – أبى رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أحمد بن على الصلت عن يونس بن عبد – الرحمن عن المفضل بن صالح عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: ” واذكروا اسم الله في ايام معدودات ” قال: المعلومات والمعدودات واحدة وهن ايام التشريق. 86 – في تهذيب الاحكام موسى بن القاسم عن عبد الرحمن عن حماد بن عيسى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال أبى عليه السلام: ” اذكروا الله في ايام معلومات ” قال: عشر ذى الحجة، وأما معدودات قال: ايام التشريق. 87 – العباس وعلى بن السندي جميعا عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: قال على عليه السلام في قول الله: ” واذكروا الله في ايام معلومات ” قال: ايام العشر، وقوله: ” واذكروا اسم الله في ايام معدودات ” قال: ايام التشريق. 88 – في مجمع البيان واختلف في هذه الايام قيل هي ايام التشريق يوم النحر


[ 491 ]

وثلاثة أيام بعده، والمعدودات ايام العشر، وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام. 89 – في الكافي على بن ابراهيم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن عبد الله بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن ابى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قول الله عزوجل: ” انما الصدقات للفقراء والمساكين ” قال: الفقير الذى لا يسأل الناس، و المسكين أجهد منه، والبائس اجهدهم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 90 – على بن ابراهيم عن ابيه عن النوفلي عن السكوني عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: واطعموا البائس والفقير قال: هو الزمن الذى لا يستطيع ان يخرج لزمانته. 91 – في الكافي باسناده الى معاوية بن عمار عن ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل وستقف عليه مسندا عند قوله تعالى: ” واطعموا القانع والمعتر ” انشاء الله تعالى وفيه: والبائس هو الفقير. 92 – في تهذيب الاحكام روى موسى بن القاسم عن النخعي عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال في حديث طويل ستقف عليه عند قوله: ” وأطعموا القانع والمعتر ” والبائس والفقير. 93 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن على بن أسباط عن داود بن النعمان عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول وراى الناس بمكة و ما يعملون قال: فقال: فعال كفعال الجاهلية، أما والله ما أمروا بهذا وما أمروا الا أن يقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم، فيمروا بنا فيخبرونا بولايتهم، ويعرضوا عليها نصرتهم. 94 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى وابن أبى عمير جميعا عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا احرمت فعليك بتقوى الله، الى ان قال: وقال: اتق المفاخرة و عليك بورع يحجزك عن معاصي الله، فان الله تعالى يقول: ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق قال أبو عبد الله عليه السلام: من التفث أن تتكلم في


[ 492 ]

في احرامك بكلام قبيح، فإذا دخلت مكة وطفت بالبيت تكلمت بكلام طيب، فكان ذلك كفارة. 95 – أحمد بن محمد بن ابى نصر قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: انى حين نفرنا من منى اقمنا اياما ثم حلقت رأسي طلب التلذذ، فدخلني من ذلك شئ، فقال: كان أبو الحسن صلوات الله عليه إذا خرج من مكة فأتى بثيابه حلق رأسه قال: وقال في قول الله تعالى: ” ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم ” قال: التفث تقليم الاظفار، وطرح الوسخ وطرح الاحرام، 96 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسمعيل عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل نسى أن يقصر من شعره وهو حاج حتى ارتحل من منى ؟ قال: ما يعجبنى ان يلقى شعر رأسه الا بمنى، وقال في قول الله تعالى: ” ثم ليقضوا تفثهم ” قال: هو الحلق وما في جلد الانسان. 97 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن سليمان عن زياد القندى عن عبد الله بن سنان عن ذريح المحاربي قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان الله امرني في كتابه بأمر فأحب ان أعمله قال: وما ذاك ؟ قلت: قول الله تعالى: ” ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم ” قال: ليقضوا تفثهم لقاء الامام، وليوفوا نذورهم تلك المناسك، قال عبد الله بن سنان: فأتيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك قول الله تعالى: ” ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم ” ؟ قال: اخذ الشارب وقص الاظفار وما أشبه ذلك، قال: قلت: جعلت فداك ان ذريح المحاربي حدثنى عنك بانك قلت: ” ثم ليقضوا تفثهم ” لقاء الامام ” وليوفوا نذورهم ” تلك المناسك ؟ فقال: صدق وصدقت، ان للقرآن ظاهرا وباطنا ومن يحتمل ما يحتمل ذريح ؟. 98 – حميد بن زياد عن ابن سماعة عن غير واحد عن أبان عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله جل ثناؤه: ” ثم ليقضوا تفثهم ” قال: هو ما يكون من الرجل في احرامه، فإذا دخل مكة فتكلم بكلام طيب كان ذلك كفارة لذلك


[ 493 ]

الذى كان منه. 99 – في من لا يحضره الفقيه وروى حمران عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ثم ليقضوا تفثهم ” قال: التفث حقوق الرجل من الطيب، فإذا قضى نسكه حل له الطيب. 100 – وروى ربعى عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ثم ليقضوا تفثهم ” فقال: قص الشارب والاظفار. 101 – وفى رواية النضر عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام ان التفث هو الحلق وما في جلد الانسان. 102 – وفى رواية البزنطى عن الرضا عليه السلام قال: التفث تقليم الاظفار وطرح الوسخ وطرح الاحرام عنه. 103 – في قرب الاسناد للحميري أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبى – نصر قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: ” ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم ” قال: تقليم الاظفار وطرح الوسخ عنك، والخروج من الاحرام ” وليطوفوا بالبيت العتيق ” طواف الفريضة. 104 – في تهذيب الاحكام محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد قال: قال أبو الحسن عليه في قول الله عز شأنه: ” وليطوفوا بالبيت العتيق ” قال: طواف الفريضة طواف النساء. 105 – وروى محمد بن أحمد بن يحيى عن على بن اسمعيل عن محمد بن يحيى الصيرفى عن حماد الناب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” وليطوفوا بالبيت العتيق ” قال: هو طواف النساء. 106 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في قول النبي صلى الله عليه واله انا ابن الذبيحين حديث طويل وفى آخره: وكانت لعبد المطلب خمس سنن أجراها الله في الاسلام، حرم نساء الاباء على الابناء، الى قوله: وكان يطوف


[ 494 ]

بالبيت سبعة أشواط. 107 – في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على بن أبى طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله انه قال في وصيته له: يا على ان عبد المطلب سن في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الاسلام، حرم نساء الاباء على الابناء الى قوله: ولم يكن للطواف عدد عند قريش فسن فيهم عبد المطلب سبعة أشواط، فأجرى الله ذلك في الاسلام. 108 – في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام الى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة الطواف بالبيت ان الله عزوجل قال للملائكة: ” انى جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ” فردو على الله عزوجل هذا الجواب، فندموا فلاذوا بالعرش واستغفروا، فأحب الله عزوجل ان يتعبد بمثل ذلك العباد، فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش يسمى الصراح، ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى المعمور بحذاء الصراح، ثم وضع هذا البيت بحذاء البيت المعمور، ثم أمر آدم عليه السلام فطاف به فتاب الله عزوجل عليه، فجرى ذلك في ولده الى يوم القيامة. 109 – في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن الحسين بن على بن مروان عن عدة من أصحابنا عن أبى حمزة الثمالى قال: قلت لابي جعفر عليه السلام في المسجد الحرام: لاى شئ سما الله العتيق ؟ فقال: انه ليس من بيت وضعه الله على وجه الارض الا له رب وسكان يسكنونه غير هذا البيت، فانه لا رب له الا الله وهو الحر (1) ثم قال: ان الله تعالى خلقه قبل الارض (2) ثم خلق الارض من بعده فدحاها من تحته. 110 – على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن أبان بن عثمان عمن


(1) وفى نسخة وهو الحق ” لكن الظاهر الموافق للمصدر ما اخترناه وهو الحر. (2) قال الفيض (ره) في الوافى: هذا وجه آخر لتسميته بالعتيق إذا العتيق يقال له كريم.

[ 495 ]

أخبره عن أبى جعفر عليه السلام قال قلت: لم سمى الله البيت العتيق ؟ قال: هو بيت حر عتيق من الناس لم يملكه أحد. 111 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه ومحمد بن على عن على بن النعمان عن سعيد الاعرج عن أبى عبد الله عليه السلام قال: انما سمى البيت العتيق لانه اعتق من الغرق عتق الحرم معه كف عنه الماء. 112 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن صفوان بن يحيى عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لما أراد الله هلاك قوم نوح وذكر حديثا طويلا وفيه يقول عليه السلام: وانما سمى البيت العتيق لانه اعتق من الغرق. 113 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى أبى خديجة عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول عليه السلام في آخره: وانما سمى البيت العتيق لانه اعتق من الغرق. 114 – وباسناده الى ذريح بن يزيد المحاربي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل اغرق الارض كلها يوم نوح الا البيت، فيومئذ سمى العتيق لانه اعتق يومئذ من الغرق، فقلت له: أصعد الى السماء ؟ فقال: لا لم يصل إليه الماء ورفع عنه. 115 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن ابراهيم بن هاشم عن عبد الله بن المغيرة عن يحيى بن عبادة عن أبى عبد الله عليه السلام انه سمعه يقول: الرجس من الاوثان الشطرنج، وقول الزور الغناء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 116 – حدثنا ابى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى الخزاز عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الزور ؟ قال: منه قول الرجل للذى يغنى: احسنت. 117 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن سماعة بن مهران عن ابى بصير قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور قال الغناء.


[ 496 ]

118 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن درست عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور ” قال: الرجس من الاوثان الشطرنج، وقول الزور، الغنا. 119 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن بعض أصحابه عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور ” قال الرجس من الاوثان الشطرنج، وقول الزور الغنا. 120 – في مجمع البيان ” فاجتنبوا الرجس من الاوثان ” وروى أصحابنا ان اللعب بالشطرنج والنرد وساير انواع القمار من ذلك ” واجتنبوا قول الزور ” وروى أصحابنا انه يدخل فيه الغنا وساير الاقوال الملهية. 121 – وروى ايمن بن خزيم عن رسول الله صلى الله عليه واله انه قال: خطبنا فقال: ايها الناس عدلت شهادة الزور بالشرك بالله ” ثم قرأ فاجتنبوا الرجس من الاوثان و اجتنبوا قول الزور “. 122 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن أبى عمير عن هشام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الرجس من الاوثان الشطرنج، وقول الزور الغنا وقوله: حنفاء لله أي طاهرين. 123 – في كتاب التوحيد باسناده الى زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” حنفاء لله غير مشركين به ” وعن الحنيفية ؟ فقال: هي الفطرة التى فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله قال: فطرهم على المعرفة. 124 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن على عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انما يكون الجزاء يضاعف في ما دون البدنة حتى تبلغ البدنة فإذا بلغ البدنة فلا يضاعف لانه أعظم ما يكون، قال الله عزوجل: ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب.


[ 497 ]

125 – في تفسير على بن ابراهيم قوله تعالى: ” ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب ” قال: تعظيم البدن وجودتها قوله عزوجل: لكم فيها منافع الى اجل مسمى قال: البدن يركبها المحرم من موضعه الذى يحرم فيه غير مضر بها ولا معنف عليها، وان كان لها لبن يشرب من لبنها الى يوم النحر. 126 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” لكم فيها منافع الى أجل مسمى ” قال: ان احتاج الى ظهرها ركبها من غير عنف عليها، وان كان لها لبن حلبها حلابا لا ينهكها (1). 127 – في من لا يحضره الفقيه وروى أبو بصير عنه في قول الله عزوجل: ” لكم فيها منافع الى اجل مسمى ” قال: ان احتاج الى ظهرها ركبها من غير أن يعنف عليها، وان كان لها لبن حلبها حلابا لا ينهكها. 128 – في مجمع البيان ” لكم فيها ” أي في الشعائر ” منافع ” فمن تأول ان الشعائر الهدى قال: ان منافعها ركوب ظهرها وشرب لبنها إذا احتيج إليها وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام. 129 – في تفسير على بن ابراهيم – قوله عزوجل: فله اسلموا وبشرا المخبتين قال: العابدين. 130 – قوله عزوجل: فاذكروا اسم الله عليها صواف قال: تنحر قائمة. 131 – في الكافي أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: ” واذكروا اسم الله عليها صواف ” قال: ذلك حين تصف للنحر، تربط يديها ما بين الخف الى الركبة، ووجوب جنوبها إذا وقعت على الارض. 132 – في مجمع البيان وقيل: هو ان تنحر وهى صافة أي قائمة، ربطت يداها


(1) نهك الضرع: استوفى جميع ما فيه

[ 498 ]

ما بين الرسغ (1) أن الخف الى الركبة عن أبي عبد الله عليه السلام. 133 – وقرأ أبو جعفر عليه السلام ” صوافن ” بالنون. 134 – في الكافي حميد بن زياد عن ابن سماعة عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله، فإذا وجبت جنوبها قال: إذا وقعت على الارض فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر قال: القانع الذى يرضى بما اعطيته ولا يسخط ولا يكلح ولا يلوى شدقه غضبا (2) والمعتر المار بك لتطعمه. 135 – على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان ابن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: ” فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر ” قال: القانع الذى يقنع بما أعطيته، والمعتر الذى يعتريك، والسائل الذى يسألك في يديه، والبائس هو الفقير. 136 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن اسباط عن مولى لابي عبد الله عليه السلام قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام دعاببدنه فنحرها، فلما ضرب الجزارون عراقيبها (3) فوقعت الى الارض وكشفوا شيئا عن سنامها (4) قال: اقطعوا وكلوا منها فان الله تعالى يقول: ” فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا “. 137 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن على الوشا عن عبد الله ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تصرم بالليل ولا تحصد بالليل ولا تصلح بالليل ولا تبذر بالليل، فانك ان تفعل لم يأتك القانع والمعتر، فقلت: ما


(1) الرسغ – بالضم -: مفصل ما بين الساق والقدم والساعد والكف من كل دابة. (2) كلح في وجهه: عبس والوى شدقه: أعرض به. والشدق: جانب الفم. (3) العراقيب جمع العرقوب: عصب غليظ فوق عقب الانسان ومن الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في يدها. (4) السنام: حدبة في ظهر البعير. وبالفارسية ” كوهان “.

[ 499 ]

القانع والمعتر ؟ قال: القانع الذى يقنع بما أعطيته، والمعتر الذى يمر بك فيسألك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 138 – في تهذيب الاحكام روى موسى بن القاسم عن النخعي عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا ذبحت أو نحرت فكل وأطعم، كما قال الله تعالى: ” فكلوا منها واطعموا القانع والمعتر ” فقال: القانع الذى يقنع بما أعطيته، والمعتر الذى يعتريك، والسائل الذى يسألك في يده، والبائس الفقير، 139 – في كتاب علل الشرايع ابى رحمه الله ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري عن على بن اسمعيل عن صفوان بن يحيى الازرق قال: قلت لابي ابراهيم عليه السلام: الرجل يعطى الضحية من يسلخها بجلدها، قال: لا بأس به، انما قال الله عزوجل: ” فكلوا منها وأطعموا ” والجلد لا يؤكل ولا يطعم. 140 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن على بن مهزيار عن فضالة عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” فإذا وجبت جنوبها ” قال: وقعت على الارض ” فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر ” قال: القانع الذى يرضى بما أعطيته ولا يسخط ولا يكلح ولا يرتد شدقه غضبا و المعتر المار بك تطعمه. 141 – وبهذا الاسناد على بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن سيف التمار قال قال أبو عبد الله عليه السلام: ان سعيد بن عبد الملك قدم حاجا فلقى أبى عليه السلام فقال: انى سقت هديا فيكف أصنع ؟ فقال: أطعم أهلك شيئا، وأطعم القانع ثلثا، وأطعم المسكين ثلثا، قلت: المسكين هو السائل ؟ قال: نعم والقانع يقنع بما أرسلت إليه من البضعه فما فوقها، والمعتر يعتريك لا يسألك. 142 – في عوالي اللئالى وروى معاوية بن عمار عن الصادق عليه السلام قال: إذا


[ 500 ]

ذبحت أو نحرت فكل وأطعم، كما قال الله: ” فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر “. 143 – في قرب الاسناد للحميري أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبى – نصر عن ابى الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن القانع والمعتر ؟ قال: القانع الذى يقنع بما اعطيته، والمعتر الذى يعتريك. 144 – في تفسير على بن ابراهيم ” فكلوا منها القانع والمعتر ” قال: القانع الذى يسأل فتعطيه، والمعتر الذى يعتريك ولا يسأل. 145 – في مجمع البيان وفى رواية الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: القانع الذى يسأل فيرضى بما اعطى، والمعتر الذى يعترى رحلك ممن لا يسأل. 146 – وقال أبو جعفر وابو عبد الله عليهما السلام: القانع الذى يقنع بما اعطيته ولا يسخط ولا يلوى شدقه غضبا، والمعتر المار بك لتطعمه. 147 – وروى عنهم عليهم السلام انه ينبغى ان يطعم ثلثة، ويعطى القانع والمعتر نلثة، ويهدى لاصدقائه الثلث الباقي. 148 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما علة الاضحية ؟ قال: انه يغفر لصاحبها عند أول قطرة تقطر من دمها الى الارض، وليعلم الله عزوجل من يتقيه بالغيب قال الله عزوجل: لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ثم قال: انظر كيف قبل الله قربان هابيل و رد قربان قابيل ؟. 149 – في جوامع الجامع وروى ان الجاهلية كانوا إذا نحروا لطخوا البيت بالدم، فلما حج المسلمون ارادوا مثل ذلك فنزلت. 150 – في تفسير على بن ابراهيم قوله عزوجل: لتكبروا الله على ما هداكم قال. التكبير ايام التشريق في الصلوات بمنى في عقيب خمس عشرة صلوة، وفى الامصار عقيب عشر صلوات. 151 – قوله عزوجل اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير


[ 501 ]

قال: نزلت في على وجعفر وحمزة صلوات الله عليه وعليهما ثم حرف. 152 – حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن ابن مسكان عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: ” اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ” قال: ان العامة يقولون: نزلت في رسول الله صلى الله عليه واله لما أخرجته قريش من مكة، وانما هو القائم صلوات الله عليه إذا خرج يطلب بدم الحسين صلوات الله عليه، وهو يقول: نحن اولياء الدم وطلاب الترة. 153 – في مجمع البيان وروى عن الباقر عليه السلام انه قال: لم يؤمر رسول الله صلى الله عليه واله بقتال ولا اذن له فيه، حتى نزل جبرئيل بهذه الاية: ” اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ” وقلده سيفا. 154 – وفيه ايضا وكان المشركون يؤذون المسلمين لا يزال يجئ مشجوج و مضروب الى رسول الله صلى الله عليه واله ويشكون ذلك الى رسول الله صلى الله عليه واله، فيقول لهم: اصبروا فانى لم أومر بالقتال حتى هاجر، فأنزل الله عليه هذه الاية بالمدينة وهى اول آية نزلت في القتال. 155 – في روضة الكافي ابن محبوب عن أبى جعفر الاحول عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله قال نزلت في رسول الله صلى الله عليه واله وعلى وحمزة وجعفر، وجرت في الحسين عليهم السلام أجمعين. 156 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ” الذى اخرجوا من ديارهم بغير حق ” قال: الحسين صلوات الله عليه وعلى جده وأبيه وامه واخيه وذريته وبنيه، حين طلبه يزيد ليحمله الى الشام فهرب الى الكوفة وقتل بالطف. 157 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام ” الذين اخرجوا من ديارهم ” قال: نحن، نزلت فينا، 158 – في مجمع البيان وقال أبو جعفر عليه السلام نزلت في المهاجرين وجرت


[ 502 ]

في آل محمد: الذين اخرجوا من ديارهم واخيفوا. 159 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن الدعاء الى الله والجهاد في سبيله أهو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الا من كان منهم أم هو مباح لكل من وحد الله عزوجل وآمن برسوله صلى الله عليه واله، ومن كان كذا فله أن يدعو الى الله عزوجل والى طاعته وأن يجاهد في سبيله ؟ فقال: ذلك قوم لا يحل الا لهم ولا يقوم بذلك الا من كان منهم، قلت: من اولئك ؟ قال، من قام بشرائط الله تعالى في القتال والجهاد على المجاهدين فهو مأذون له في الدعاء الى الله تعالى، ومن لم يكن قائما بشرائط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء الى الله حتى يحكم في نفسه ما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد، قلت: فبين لى رحمك الله. قال: ان الله تعالى أخبر في كتابه الدعاء إليه ووصف الدعاة إليه، فجعل ذلك لهم درجات يعرف بعضها بعضا، ويستدل ببعضها على بعض الى ان قال عليه السلام: ثم أخبر تبارك وتعالى انه لم يؤمر بالقتال الا أصحاب هذه الشروط، فقال سبحانه وتعالى: ” اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير الذين اخرجوا من ديارهمم بغير حق الا ان يقولو ربنا الله ” وذلك ان جميع ما بين السماء والارض لله عزوجل ولرسوله ولاتباعهم من المؤمنين من أهل هذه الصفة، فما كان من الدنيا في ايدى المشركين والكفار والظلمة والفجار من اهل الخلاف لرسول الله صلى الله عليه واله والمولى عن طاعتهما مما كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من أهل هذه الصفات، وغلبوهم عليه ما أفاء الله (1) على رسوله فهو حقهم أفاء الله عليهم ورده إليهم وانما معنى الفئ كلما صار الى المشركين ثم رجع مما كان غلب عليه أو فيه فما رجع الى مكانه من قول أو فعل فقد فاء، مثل قول الله عزوجل ” فان فأوا فان الله غفور رحيم ” أي رجعوا ثم قال: ” وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم ” وقال:: ” وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصحلوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى


(1) وفى المصدر ” مما افاء الله ” وفى الوافى ” فما افاء الله “

[ 503 ]

حتى تفئ الى أمر الله ” أي ترجع ” فان فاءت ” أي رجعت ” فاصلحوا بينهما بالعدل و اقسطوا ان الله يحب المقسطين ” يعنى بقوله: تفئ ترجع، فذلك الدليل على ان الفئ كل راجع الى مكان قد كان عليه أو فيه، ويقال للشمس إذا زالت قد فاءت الشمس حين يفئ الفئ عند رجوع الشمس الى زوالها، وكذلك ما افاء الله على المؤمنين من الكفار، فانما هي حقوق المؤمنين رجعت إليهم بعد ظلم الكفار اياهم فذلك قوله: ” اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ” ما كان المؤمنون أحق به منهم. وانما اذن للمؤمنين الذين قاموا بشرايط الايمان التى وصفناها، وذلك انه لا يكون مأذونا له في القتال حتى يكون مظلوما، ولا يكون مظلوما حتى يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون قائما بشرائط الايمان التى اشترط الله تعالى على المؤمنين والمجاهدين، فإذا تكاملت فيه شرائط الله تعالى كان مؤمنا، وإذا كان مؤمنا كان مظلوما، وإذا كان مظلوما كان مأذونا في الجهاد، لقوله عزوجل: ” اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير ” وان لم يكن مستكملا لشرائط الايمان فهو ظالم ممن يبغى ويجب جهاده حتى يتوب، وليس مأذونا له في الجهاد والدعاء الى الله عزوجل، لانه ليس من المؤمنين المظلومين الذين اذن لهم في – القرآن في القتال، فلما نزلت هذه الاية ” اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ” في المهاجرين الذين اخرجوا أهل مكة من ديارهم وأموالهم أحل لهم جهادهم بظلمهم اياهم واذن لهم في القتال. فقلت: فهذه نزلت في المهاجرين بظلم مشركي أهل مكة لهم فما بالهم في قتال كسرى وقيصر ومن دونهم من مشركي قبائل العرب ؟ فقال: لو كان انما اذن لهم في قتال من ظلمهم من أهل مكة فقط لم يكن لهم الى قتال جموع كسرى وقيصر وغير اهل مكة من قبائل العرب سبيل، لان الذين ظلموهم غيرهم وانما اذن لهم في قتال من ظلمهم من أهل مكة لاخراجهم اياهم من ديارهم وأموالهم بغير حق، ولو كانت الاية انما عنت المهاجرين الذين ظلمهم أهل مكة كانت الاية مرتفعة الفرض عمن بعدهم، إذا لم يبق من


[ 504 ]

الظالمين والمظلومين أحد، وكان فرضها مرفوعا عن الناس بعدهم إذا لم يبق من الظالمين والمظلومين أحد، وليس كما ظننت ولا كما ذكرت، ولكن المهاجرين ظلموا من جهتين ظلمهم أهل مكة باخراجهم من ديارهم وأموالهم، فقاتلوهم باذن الله لهم في ذلك، وظلمهم كسرى وقيصر ومن كل دونهم من قبائل العرب والعجم بما كان في أيديهم مما كان المؤمنون أحق به منهم، فقد قاتلوهم باذن الله تعالى لهم في ذلك (1) وبحجة هذه الاية يقاتل مؤمنوا كل زمان وانما اذن الله للمؤمنين الذين قاموا بما وصف الله تعالى من الشرائط التى شرطها الله على المؤمنين في الايمان والجهاد، ومن كان قائما بتلك الشرائط فهو مؤمن وهو مظلوم ومأذون له في الجهاد بذلك المعنى، ومن كان على خلاف ذلك فهو ظالم وليس من المظلومين وليس بمأذون له في القتال ولا بالنهي عن المنكر والامر بالمعروف، لانه ليس من أهل ذلك ولا مأذون له في الدعاء الى الله تعالى، لانه ليس يجاهد مثله، وأمر بدعائه الى الله ولا يكون مجاهدا من قد أمر المؤمنون (2) بجهاده وحضر الجهاد عليه ومنعه منه ولا يكون داعيا الى الله تعالى من أمر بدعاء مثله الى التوبة، والحق والامر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولا يأمر بالمعروف من قد أمر أن يؤمر به، ولا ينهى عن المنكر من قد أمر أن ينهى عنه، فمن كانت قد تمت فيه شرائط الله تعالى التى وصف بها اهلها من أصحاب النبي صلى الله عليه واله وهو مظلوم، فهو مأذون له في الجهاد، كما اذن لهم (3) في الجهاد، لان حكم الله تعالى في الاولين والاخرين وفرائضه عليهم سواء الا من علة أو حادث


(1) قال المجلسي (ره): حاصل الجواب انا قد ذكرنا ان جميع ما في ايدى المشركين كان من أموال المسلمين، فجميع المسلمين مظلومون من هذه الجهة، والمهاجرين ظلموا من هذه الجهة، ومن جهة اخراجهم من خصوص مكة. (2) وفى بعض النسخ ” أمر المؤمنين ” ولعله الاوفق بالسياق لقوله ” ومنعه منه “. (3) أي لاصحاب النبي صلى الله عليه وآله.

[ 505 ]

يكون، والاولون والاخرون ايضا في منع الحوادث شركاء، والفرائض عليهم واحدة، يسأل الاخرون عن أداء الفرائض عما يسأل عنه الاولون، ويحاسبون عما به يحاسبون. ومن لم يكن على صفة من أذن الله له في الجهاد من المؤمنين فليس من أهل الجهاد وليس بمأذون له فيه حتى يفئ بما شرط الله تعالى عليه، فإذا تكاملت فيه شرائط الله تعالى على المؤمنين والمجاهدين فهو من المأذون لهم في الجهاد، فليتق الله تعالى عبد ولا يغتر بالآماني التى نهى الله تعالى عنها من هذه الاحاديث الكاذبة على الله، التى يكذبها القرآن ويتبرء منها، ومن حملتها ورواتها، ولا يقدم على الله بشبهة لا يعذر بها فانه ليس وراء المعترض للقتل في سبيل الله منزلة يؤتى الله من قبلها، وهى غاية الاعمال في عظم قدرها، فليحكم امرء لنفسه وليرها كتاب الله تعالى ويعرضها عليه، فانه لا أحد أعرف بالمرء من نفسه، فان وجدها قائمة بما شرط الله عليه في الجهاد فليقدم على الجهاد، وان علم تقصيرا فليصلحها وليقمها على ما فرض الله عليها من الجهاد، ثم ليقدم بها وهى طاهرة مطهرة من كل دنس يحول بينها وبين جهادها، ولسنا نقول لمن أراد الجهاد وهو على خلاف ما وصفنا من شرايط الله عزوجل على المؤمنين والمجاهدين لا تجاهدوا، ولكن نقول: قد علمناكم ما شرط الله تعالى على أهل الجهاد الذين بايعهم و اشترى منهم انفسهم واموالهم بالجنان، فليصلح امرء ما علم من نفسه من تقصير عن ذلك وليعرضها على شرائط الله، فان راى انه قد وفى بها وتكاملت فيه فانه ممن أذن الله تعالى له في الجهاد، وان أبى ان لا يكون مجاهدا على ما فيه من الاصرار على المعاصي و المحارم والاقدام على الجهاد بالتخبيط والعمى والقدوم على الله عزوجل بالجهل والروايات الكاذبة، فلقد لعمري جاء الاثر فيمن فعل هذا الفعل ان الله تعالى ينصر هذا الدين باقوام لا خلاق لهم فليتق الله امرء وليحذر ان يكون منهم فقد بين لكم ولا عذر لكم بعد البيان في الجهل، ولاقوة الا بالله وحسبنا الله عليه توكلنا واليه المصير. 160 – في مجمع البيان وقرء جعفر بن محمد عليهما السلام: ” وصلوات ” بضم الصاد واللام.


[ 506 ]

161 – في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر عبادة الائمة صلوات الله عليهم وسيرتهم فقال: الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلوة وآتوا الزكوة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر والى الله عاقبة الامور وفى رواية ابى الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: ” الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلوة وآتوا الزكوة ” فهذه لال محمد الى آخر الاية، والمهدى وأصحابه يملكهم الله مشارق الارض ومغاربها، ويظهر الدين ويميت الله به وباصحابه البدع والباطل كما أمات الشقاة الحق حتى لا يرى اين الظلم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. 162 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب موسى بن جعفر والحسين بن على (ع) في قوله تعالى: ” الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلواة ” قال: هذه فينا أهل البيت. 163 – في مجمع البيان ” وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ” وقال أبو جعفر عليه السلام: نحن هم. 164 وفى تفسير أهل البيت عليهم السلام في قوله: وبئر معطلة أي وكم من عالم لا يرجع إليه ولا ينتفع بعلمه. 165 – في كتاب كمال الدين ووتمام النعمة باسناده الى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وبئر معطلة وقصر مشيد ” قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق. 166 – في كتاب معاني الاخبار باسناده الى ابراهيم بن زياد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل ” وبئر معطلة وقصر مشيد ” قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق. 167 – حدثنا أبى رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن ادريس عن محمد بن أحمد بن يحيى عن على بن السندي عن محمد بن عمرو عن بعض أصحابنا عن نصر بن قابوس قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” وبئر معطلة وقصر مشيد ” قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق.


[ 507 ]

168 – وباسناده الى عبد الله بن القاسم البطل عن صالح بن سهل انه قال: أمير المؤمنين عليه السلام هو القصر المشيد، والبئر المعطلة فاطمة وولدها معطلين من الملك. 169 – في اصول الكافي محمد بن الحسن وعلى بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم البجلى عن على بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام في قوله تعالى: ” وبئر معطلة وقصر مشيد ” قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق ورواه محمد بن يحيى عن العمركى عن على بن جعفر عن ابى الحسن مثله. 170 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: ” وبئر معطلة وقصر مشيد ” قال: هو مثل لال محمد صلوات الله عليهم قوله: ” وبئر معطلة ” هو الذى لا يستقى منها وهو الامام الذى قد غاب فلا يقتبس منه العلم الى وقت ظهوره ” والقصر المشيد ” هو المرتفع، وهو مثل لامير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم، وفضائلهم المنتشرة في العالمين المشرفة على الدنيا وهو قوله: ” ليظهره على الدين كله ” وقال الشاعر في ذلك: بئر معطلة وقصر مشرف * مثل لال محمد متطرف فالقصر مجدهم الذى لا يرتقى * والبئر علمهم الذى لا ينزف. 171 – في كتاب الخصال وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله تعالى: أو لم يسيروا في الارض قال: معناه: أو لم ينظروا في القرآن. 172 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: انه قال: تاه (1) من جهل، واهتدى من أبصر وعقل، ان الله عزوجل يقول: فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور وكيف يهتدى من لم يبصر وكيف يبصر من لم يتدبر، اتبعوا رسول الله صلى الله عليه واله وأهل بيته، واقروا بما نزل من عند الله، واتبعوا آثار الهدى، فانهم علامات الامانة والتقى والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 173 – في كتاب الخصال عن على بن الحسين عليهما السلام حديث طويل يقول


(1) تاه: هلك وذهب.

[ 508 ]

فيه: ان للعبد أربع أعين: عينان يبصر بهما أمر دينه وديناه وعينان يبصر بهما امر آخرته، فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه، فأبصر بهما العيب، و امر آخرته،، وإذا اراد به غير ذلك ترك القلب بما فيه. 174 – في كتاب التوحيد عن الزهري عن على بن الحسين عليهما السلام مثل ما في الخصال سواء وزاد في آخرة ثم التفت الى السائل عن القدر فقال: هذا منه هذا منه. 175 – في تفسير على بن ابراهيم خطبة له صلى الله عليه واله وفيها: وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وشر العمى عمى القلب. 176 – في روضه الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن ابن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم عن عمرو بن أبى المقدام عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: انما شيعتنا أصحاب الاربعة الاعين: عينان في الرأس، وعينان في القلب، الا وان الخلايق كلهم كذلك، الا ان الله عزوجل فتح أبصاركم و أعمى أبصارهم. 177 – حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندى عن احمد بن عديس عن أبان ابن عثمان عن أبى الصباح عن أبي عبد الله عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: وأعمى العمى عمى القلب، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة. 178 – في من لا يحضره الفقيه وقال أبو جعفر عليه السلام: انما الاعمى عمى القلب فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور. 179 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولا يصح الا لاهل الصفا والبصيرة، قال الله تعالى: ” فاعتبروا يا ولى الابصار ” وقال عز من قائل: ” فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور ” فمن فتح الله عين قلبه وبصر عينه بالاعتبار فقد أعطاه منزلة رفيعة وملكا عظيما. 180 – في عوالي اللئالى وقال صلى الله عليه واله: إذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينى قلبه


[ 509 ]

فيشاهد بها ما كمان غائبا عنه. 181 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ويستعجلونك بالعذاب وذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله أخبرهم ان العذاب قد أتاهم فقالوا: فأين العذاب ؟ فاستعجلوه فقال الله عزوجل: وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون. 182 – في كتاب معاني الاخبار أبى رحمه الله قال: حدثا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن جعفر بن محمد بن عقبة عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” لابثين فيها أحقابا ” قال: الاحقاب ثمانية أحقاب، والحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون. 183 – في ارشاد المفيد رحمه الله عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل و فيه قال عليه السلام: إذا قام القائم عليه السلام سار الى الكوفة فهدم أربع مساجد، ولم يبق مسجد على وجه الارض له شرف الا هدمها، وجعلها جماء (1) ووسع الطريق الاعظم، وكسر كل جناح خارج في الطريق، وأبطل الكنف (2) والميازيب الى الطرقات، ولا ترك بدعة الا أزالها، ولا سنة الا أقامها، ويفتح قسطنطنية والصين وجبال الديلم (3) فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم، ثم يفعل الله ما يشاء، قال: قلت: جعلت فداك فكيف تطول السنون ؟ قال: يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة، فتطول الايام لذلك والسنون، قال له: انهم يقولون: ان تغير فسد ؟ قال: ذاك قول الزنادقة، فأما المسلمون فلا سبيل لهم الى ذلك، قد شق الله القمر لنبيه صلى الله عليه واله ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون، وأخبر بطول يوم القيامة وانه كألف سنة مما تعدون. 184 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عنهم عليهم


(1) جماء أي ملساء (2) الكنف: بناء فوق باب الدار (3) وهى جبال في نواحى طالقان.

[ 510 ]

السلام قال: فيما وعظ الله عيسى صلى الله عليه: واعبدني ليوم كألف سنة مما تعدون فيه أجزى بالحسنة أضعافها. 185 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده الى أبى عبد الله عليه السلام انه قال في كلام طويل: فان في القيامة خمسين موقفا، كل موقف مثل ألف سنة مما تعدون، ثم تلا هذه الايه ” في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة “. 186 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبى يحيى الواسطي عن هشام بن سالم ودرست بن أبى منصور عنه قال قال أبو عبد الله عليه السلام: الانبياء والمرسلون على أربع طبقات، فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها، ونبى يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة، ولم يبعث الى أحد وعليه امام مثل ما كان ابراهيم على لوط عليهما السلام، ونبى يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك وقد أرسل الى طائفة قلوا أو كثروا كيونس، قال الله ليونس: ” وأرسلناه الى مأة ألف أو يزيدون ” قال: يزيدون ثلثين ألفا وعليه امام، والذى يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهو امام مثل أولى العزم، وقد كان ابراهيم عليه السلام نبيا وليس بامام حتى قال الله: ” انى جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي ” ؟ فقال الله: ” لا ينال عهدي الظالمين ” من عبد صنما أو وثنا لا يكون اماما. 187 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” و كان رسولا نبيا ” ما الرسول وما النبي ؟ فقال: النبي الذى يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول الذى يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك، قلت: الامام ما منزلته ؟ قال: يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك، ثم تلا هذه الاية: وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى ولا محدث. 188 – على بن ابراهيم عن أبيه عن اسمعيل بن مرار قال: كتب الحسن بن العباس المعروفى الى الرضا عليه السلام: جعلت فداك أخبرني ما الفرق بين الرسول والنبى


[ 511 ]

والامام ؟ قال: فكتب – أو قال -: الفرق بين الرسول والنبى والامام، ان الرسول الذى ينزل عليه جبرئيل عليه السلام فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحى، وربما راى في منامه نحو رؤيا ابراهيم عليه السلام، والنبى ربما سمع الكلام وربما راى الشخص ولم يسمع، والامام هو الذى يسمع الكلام ولا يرى الشخص. 189 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الاحول قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرسول والنبى والمحدث ؟ قال: الرسول الذى يأتيه جبرئيل قبلا (1) فيراه ويكلمه فهذا الرسول، واما النبي فهو الذى يرى في منامه نحو رؤيا ابراهيم، ونحو ما كان رأى رسول الله صلى الله عليه واله من أسباب النبوة قبل الوحى حتى أتاه جبرئيل عليه السلام من عند الله بالرسالة، وكان محمد صلى الله عليه واله حين جمع له النبوة وجاءته الرسالة من عند الله يخبر بها جبرئيل عليه السلام ويكلمه بها قبلا، ومن الانبياء من جمع له النبوة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلمه ويحدثه من غير أن يكون يرى في اليقظة، واما المحدث فهو الذى يحدث فيسمع ولا يعاين ولا يرى في منامه. 190 – أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن على بن حسان عن ابن فضال عن على بن يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم عن بريد عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام في قوله عزوجل: ” وما ارسلنا من قبلك من رسولا ولا نبى ولا محدث ” قلت: جعلت فداك ليست هذه قرائتنا فما الرسول والنبى والمحدث ؟ قال: الرسول الذى يظهر له الملك فيكلمه، والنبى هو الذي يرى في منامه، وربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد، والمحدث الذى سمع الصوت ولا يرى الصورة. قال: قلت: أصلحك الله كيف يعلم ان الذى رأى في النوم حق وانه من الملك ؟ قال: يوفق لذلك حتى يعرفه، لقد ختم الله بكتابكم الكتب وختم بنبيكم الانبياء. 191 – محمد بن الحسن عمن ذكره عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله تبارك وتعالى اتخذ ابراهيم عليه السلام عبدا قبل أن يتخذه


(1) أي عيانا ومقابلة.

[ 512 ]

نبيا، وان الله اتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا، وان الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، وان الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه اماما. 192 – على بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن اسحق بن عبد – العزيز أبى السفاتج عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: ان الله اتخذ ابراهيم عليه السلام عبدا قبل أن يتخذ نبيا، واتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا، واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، واتخذه خليلا قبل أن يتخذه اماما، وهذان الحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة. 193 – محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد ابن سوقة عن الحكم بن عيينة قال على على بن الحسين عليهما السلام يوما فقال: يا حكم هل تدرى الاية التى كان على بن أبيطالب عليه السلام يعرف قاتله بها، ويعرف بها الامور العظام التى كان يحدث بها الناس ؟ قال الحكم: فقلت في نفسي: قد وقعت على علم من علم على بن الحسين، أعلم بذلك تلك الامور العظام قال: فقلت: لا والله لا اعلم، قال: ثم قلت: الاية تخبرني بها يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال: هو والله قول الله عز ذكره: ” وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبى ولا محدث ” وكان على بن أبيطالب محدثا، فقال له رجل يقال له: عبد الله بن زيد كان أخا على لامه: سبحان الله محدثا ! – كأنه ينكر ذلك – فأقبل عليه أبو جعفر فقال: اما والله ان ابن امك بعد قد كان يعرف ذلك، قال: فلما قال له ذلك سكت الرجل، فقال: هي التى هلك فيها أبو الخطاب (1) فلم يدر ما تأويل المحدث والنبى. 194 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن عبد الرحمان ابن كثير عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان أول وصى كان على وجه الارض


(1) وهو محمد بن مقلاص الاسدي الكوفى من الغلاة الملعونين، كان يقول: ان الائمة الانبياء لما سمع انهم محدثون ولم يفرق بين المحدث والنبى، ثم عدل عنه وكان يقول: انهم آلهة.

[ 513 ]

هبة الله ابن آدم، وما من نبى مضى الا وله وصى، وكان جميع الانبياء مأة ألف نبى، وعشرين ألف نبى منهم خمسة أولو العزم، نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه واله، وان على بن أبى طالب كان هبة الله لمحمد عليهما السلام، وورث علم الاوصياء وعلم من كان قبله، أما ان محمدا ورث علم من كان قبله من الانبياء والمرسلين، على قائمة العرش مكتوب: حمزة اسد الله وأسد رسوله، وسيد الشهداء، وفى رواية العرش: على أمير المؤمنين فهذه حجتنا على من أنكر حقنا، وجحد ميراثنا، وما منعنا من الكلام وامامنا اليقين، فأى حجة يكون أبلغ من هذا ؟. 195 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن يحيى الخثعمي عن هشام عن ابن ابى يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: سادة النبيين والمرسلين خمسة، وهم اولوا العزم من الرسل، وعليهم دارت الرحى: نوح وابراهيم وموسى و عيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وعلى جميع الانبياء. 196 – في تهذيب الاحكام باسناده الى أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أحب أن يصافحه مأتا ألف نبى وعشرون ألف نبى فليزر قبر الحسين بن على عليهما السلام في النصف من شعبان، فان ارواح النبيين تستأذن الله في زيارة قبره فيؤذن لهم. 197 – في كتاب الخصال عن عتبة بن عمير الليثى عن أبى ذر رحمه الله قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه واله وهو في المسجد جالس وحده، فاغتنمت خلوته الى أن قال قلت: يا رسول الله كم النبيون ؟ قال: مأة ألف وأربعة وعشرون ألف نبى، قلت: كم المرسلون منهم ؟ قال: ثلاثمأة وثلاثة عشر جما غفيرا (1) قلت: من كان اول الانبياء ؟ قال: آدم، قلت: من الانبياء مرسلا ؟ قال: نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه ثم قال صلى الله عليه واله: يابا ذر أربعة من الانبياء سريانيون: آدم وشيث واخنوخ وهو ادريس وهو اول من خط بالقلم، ونوح عليه السلام، وأربعة من الانبياء من العرب: هود و صالح وشعيب وانا واول نبى من بنى اسرائيل موسى وآخرهم عيسى وستمأة نبى.


(1) أي مجتمعين كثيرين.

[ 514 ]

198 – وباسناده الى أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله قال: خلق الله عز وجل مأة ألف نبى واربعة وعشرين ألف نبى أنا أكرمهم على الله ولا فخر، وخلق الله مأة ألف وصى وأربعة وعشرين ألف وصى، فعلى اكرمهم وأفضلهم، وباسناد آخر الى أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله نحوه. 199 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وسأله عن ستة من الانبياء لهم اسمان ؟ فقال: يوشع بن نون وهو ذو الكفل (1) ويعقوب وهو اسرائيل، والخضر وهو حليفا، ويونس وهو ذو النون، وعيسى وهو المسيح، ومحمد وهو أحمد صلوات الله عليهم، وسأله عن خمسة من الانبياء تكلموا بالعربية ؟ فقال: هود وشعيب وصالح واسمعيل ومحمد صلوات الله عليهم، وسأله من خلق الله تعالى من الانبياء مختونا ؟ فقال: خلق الله آدم مختونا، وولد شيث مختونا، وادريس ونوح وسام بن نوح وابراهيم وداود وسليمان ولوط واسمعيل وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم اجمعين. 200 – في بصائر الدرجات على بن اسمعيل عن محمد بن عمرو عن يونس بن يعقوب عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما من نبى ولا رسول الا ارسل بولايتنا وبفضلنا على من سوانا. 201 – على بن اسمعيل عن صفوان بن يحيى عن الحارث بن المغيرة عن حمران قال: حدثنا الحكم بن عتيبة عن على بن الحسين عليهما السلام انه قال: ان علم على في آية من القرآن، قال: وكتمنا الاية، قال: فكنا نجتمع فنتدارس القرآن ولا نعرف الاية، قال: فدخلت على أبى جعفر عليه السلام فقلت له: ان الحكم بن عتيبة حدثنا عن على ابن الحسين عليهما السلام ان علم على في آية من القرآن وكتمنا الاية، قال: اقرأ


(1) كون ذى لكفل هو يوشع عليه السلام أحد الاقوال فيه، وقيل انه: زكريا، وقيل الياس، وقيل: حزقيل، وقيل: انه وصى اليسع بن اخطوب.

[ 515 ]

يا حمران، ” وما ارسلنا من رسولا ولا نبى ” قال فقال أبو جعفر عليه السلام: ” وما ارسلنا من رسول ولا نبى ولا محدث ” قال: كان على محدثا، قالوا: ما صنعت شيئا الا كنت تسأله من يحدثه ؟ قال: قلت: من يحدثه ؟ قال: ملك يحدثه، قلت: أقول: انه نبى أو رسول ؟ قال: لا ولكن قل: مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ومثله مثل ذى القرنين. 202 – العباس بن معروف عن القاسم بن عروة عن بريد العجلى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرسول والنبى والمحدث ؟ قال: الرسول الذى يأتيه الملائكة فتبلغه عن الله تبارك وتعالى، والنبى الذى يرى في منامه فما راى فهو كما رأى، و المحدث الذى يسمع كلام الملائكة وينقر في اذنه، وينكت في اذنه (1) 203 – محمد بن الحسين عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن حماد بن عثمان عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن النبي والرسول والمحدث ؟ قال: الرسول يأتيه جبرئيل فيكلمه فيراه كما يرى الرجل صاحبه الذى يكلمه، فهذا الرسول، والنبى الذى يؤتى في منامه نحو رؤيا ابراهيم، ونحو ما كان يأتي رسول الله من السبات (2) إذا اتاه جبرئيل هكذا النبي، ومنهم من يجمع له الرسالة والنبوة، وكان رسول الله صلى الله عليه واله نبيا يأتيه جبرئيل قبلا فيكلمه فيراه فيأتيه في النوم، والنبى الذى يسمع كلام الملك غير معاينة فيحدثه، واما المحدث فهو الذى يسمع ولا يعاين ولا يؤتى في المنام. 204 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل فيه: فيذكر رجل ذكره لنبيه صلى الله عليه واله ما يحدثه عدوه في كتابه من بعده بقوله: وما ارسلنا قبلك من رسول ولا نبى الا إذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته يعنى انه ما من نبى تمنى مفارقة ما يعاينه من نفاق قومه وعقوقهم والانتقال عنهم الى دار الاقامة الا القى الشيطان المعرض بعدواته


(1) نكت الشئ بقضب أو باصبع: ضربه به فأثر فيه. (2) السبات – بالضم -: النوم، وقيل خفته وقيل: ابتداؤه في الرأس حتى يبلغ القلب

[ 516 ]

عند فقده في الكتاب الذى عليه ذمه والقدح فيه، والطعن عليه، فينسخ الله ذلك من قلوب المؤمنين، فلا تقبله ولا يصغى إليه غير قلوب المنافقين والجاهلين، ويحكم الله آياته بان يحمى اوليائه من الضلال والعدوان، ومشايعة أهل الكفر والطغيان الذين لم يرض الله أن يجعلهم كالانعام حيث قال: ” بل هم أضل سبيلا “. 205 – في مجمع البيان وروى عن ابن عباس وغيره ان النبي صلى الله عليه واله لما تلا سورة والنجم وبلغ إلى قوله: ” أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى ” القى الشيطان في تلاوته: وتلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجي، فسر بذلك المشركون فلما انتهى الى السجدة سجد المسلمون وسجد المشركون لما سمعوا من ذكر آلهتهم ما أعجبهم، وهذا الخبر ان صح محمول على انه كان يتكرر فلما بلغ الى هذا الموضع ذكر اسماء آلهتهم، وقد علموا من عادته عليه السلام انه يعيبها، قال بعض الحاضرين من الكافرين: تلك الغرانيق العلى والقى ذلك في تلاوته، فوهم ان ذلك من القرآن، فأضافه سبحانه الى الشيطان، لانه انما حصل باغوائه ووسوسته، وهذا أورده المرتضى قدس الله روحه في كتابه التنزيه، وهو قول الناصر للحق من أئمة الزيدية وهو وجه حسن في تأويله، وقيل: ان المراد بالغرانيق الملائكة وقد جاء ذلك في بعض الحديث، وقيل انه كان عليه السلام إذا تلا القرآن على قريش توقف في فصول الايات واتى بكلام على سبيل الحجاج لهم، فلما تلى الايات قال تلك الغرانيق العلى على سبيل الانكار عليهم، وعلى ان الامر بخلاف ما قالوه وظنوه، وليس يمتنع ان يكون هذا في الصلوة، ولان الكلام في الصلوة حينئذ كان مباحا وانما نسخ من بعد. 206 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: ” وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى ” الى قوله: ” والله عليم حكيم ” فان العامة رووا ان رسول الله صلى الله عليه واله كان في الصلوة، فقرأ سورة النجم في المسجد الحرام وقريش يسمعون لقرائته، فلما انتهى الى هذه الآية: ” افرأيتم اللات والعزى ومنوة الثالثة الاخرى ” اجرى ابليس على لسانه فانها الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجي،


[ 517 ]

ففرحن قريش وسجدوا وكان في القوم الوليد بن المغيرة المخزومى وهو شيخ كبير فأخذ كفا من حصى فسجد عليه وهو قاعد، فقالت قريش: قر أقر محمد بشفاعة اللات والعزى، قال: فنزل جبرئيل عليه السلام فقال له: قرأت ما لم أنزل عليك وانزل عليه: ” وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى الا إذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ” واما الخاصة فانه روى عن أبى عبد الله عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه واله أصابه خصاصة، فجاء الى رجل من الانصار فقال له: هل عندك من طعام ؟ قال: نعم يا رسول الله، وذبح له عناقا وشواه، فما أدناه منه تمنى رسول الله أن يكون معه على وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فجاء أبو بكر وعمر ثم جاء على بعدهما، فأنزل الله عزوجل في ذلك: ” وما ارسلنا من قبلك من رسولا ولا نبى ولا محدث الا إذا تمنى القى الشيطان في امنيته ” يعنى ابا بكر وعمر ” فينسخ الله ما لقى الشيطان ” يعنى لما جاء على صلوات الله عليه بعدهما ” ثم يحكم الله آياته للناس ” يعنى ينصر الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم قال: ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة يعنى فلانا و فلانا للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم يعنى الى الامام المستقيم ثم قال: ولا يزال الذين كفروا في مرية منه أي في شك من أمير المؤمنين صلوات الله عليه حتى ياتيهم الساعة بغتة أو ياتيهم عذاب يوم عقيم قال: العقيم: الذى له في الايام ثم قال: الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا قال: ولم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم فاولئك لهم عذاب مهين ثم ذكر المؤمنين و المهاجرين من أصحاب النبي صلى الله عليه واله فقال جل ذكره: والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا وماتوا ليزقنهم الله رزقا حسنا الى قوله تعالى: لعليم حليم. 207 – في جوامع الجامع ” الملك يومئذ لله ” الى قوله: ” وان الله لعليم حليم ” وروى انهم قالوا: يا رسول الله هؤلاء الذين قتلوا قد علمنا ما أعطاهم الله من الخير، ونحن نجاهد معك كما جاهدوا، فما لنا ان متنا معك ؟ فأنزل الله هاتين الايتين.


[ 518 ]

208 – في مجمع البيان ومن عاقب بمثل ما عوقب به الآية روى ان الاية نزلت في قوم من مشركي مكة لقوا قوما من المسلمين لليلتين بقيتا من المحرم، فقالوا: ان أصحاب محمد لا يقاتلون في هذا الشهر فحملوا عليهم، فناشدهم المسلمون ان لا يقاتلوهم في الشهر الحرام فأبوا فأظفر الله المسلمين بهم. 209 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: ” ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله ” فهو رسول الله صلى الله عليه واله لما أخرجته قريش من مكة، وهرب منهم الى الغار وطلبوه ليقتلوه، فعاقبهم الله تعالى يوم بدر وقتل عتبة وشيبة و الوليد وأبو جهل وحنظلة بن أبى سفيان وغيرهم، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه واله طلب يريد بدمائهم فقتل الحسين وآل محمد صلوات الله عليهم بغيا وعدوانا وظلما، وهو قول يزيد حين تمثل بهذا الشعر: ليت أشياخى ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الاسل لاهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا: يا يزيد لا تشل لست من خندف ان لم أنتقم * من بنى أحمد ما كان فعل قد قتلنا القرم من ساداتهم * وعدلناه ببدر فاعتدل وكذاك الشيخ أوصاني به * فاتبعت الشيخ فيما قد سأل وقال يزيد لعنه الله (وقال الشاعر في مثل ذلك خ ل): يقول والرأس مطروح يقلبه * يا ليت اشياخنا الماضون بالحضر حتى يقيسوا قتالا لو يقاس به * ايام بدر لكان الوزن بالقدر فقال الله تبارك وتعالى: ” ومن عاقب ” يعنى رسول الله صلى الله عليه واله ” بمثل ما عوقب به ” يعنى الحسين صلوات الله عليه أرادوا أن يقتلوه ” ثم بغى عليه لينصرنه الله ” يعنى بالقائم صلوات الله عليه من ولده. 210 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى أبى حمزة الثمالى عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل


[ 519 ]

يذكر فيه الاثنى عشر صلوات الله عليهم بأسمائهم وفى آخره يقول صلى الله عليه واله: ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني، بهم يمسك الله عزوجل السماء أن تقع على الارض الا باذنه وبهم يحفظ الارض أن تميد باهلها. (1) 211 – وباسناده الى سليمان بن مهران الاعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عليهم السلام حديث طويل يقول فيه: بنا يمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه، وبنا يمسك الارض أن تميد بأهلها. 212 – في كتاب علل الشرايع حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن أحمد عن الهيثم النهدي عن بعض أصحابنا باسناده رفعه قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقرأ: ” ان الله يمسك السموات والارض أن تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا ” يقولها عند الزلزلة ويقول: ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه ان الله بالناس لرؤف رحيم. 213 – في تفسير على بن ابراهيم قوله عزوجل: ولكل امة جعلنا منسكا هم ناسكوه أي مذهبا يذهبون به. 214 – في جوامع الجامع فلا ينازعنك في الامر روى ان بديل بن ورقاء وغيره من كفار خزاعة قالوا للمسلمين: ما لكم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله ؟ يعنون الميتة. 215 – في الكافي محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشانى عن عبد الرحمن بن الاشل بياع الانماط عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كانت قريش يلطخ الاصنام التى كانت حول الكعبة بالمسك والعنبر، وكان يغوث قبال الباب ويعوق عن يمين الكعبة، وكان نسر عن يسارها، وكانوا إذا دخلوا خروا سجدا ليغوث ولا ينحنون ثم يستدبرون بحيالهم الى يعوق، ثم يستدبرون عن يسارها بحيالهم الى نسر، ثم يلبون فيقولون: لبيك اللهم لبيك لا شريك لك الا شريك


(1) ماد الشئ: تحرك واضطرب.

[ 520 ]

هو لك تملكه وما ملك، قال: فبعث الله ذبابا اخضر له أربعة أجنحة، فلم يبق من ذلك المسلك والعنبر شيئا الا أكله، وأنزل الله عزوجل: يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب. 216 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن على عليه السلام حديث طويل و فيه: فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه، وهم الذين قال الله فيهم: ان لله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس. 217 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ” الله يصطفى من الملائكة رسلا ” أي يختار، وهم جبرئيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل عليه السلام ” ومن الناس ” الانبياء والاوصياء، ومن الانبياء نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه و آله وعليهم، ومن هؤلاء الخمسة رسول الله صلى الله عليه واله، ومن الاوصياء امير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم وفيه تأويل غير هذا. 218 – في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية رضى الله عنه: يا بنى لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كلما تعلم، فان الله تبارك وتعالى قد فرض على جوارحك كلها فرائض الى قوله: ثم استعبدها بطاعته فقال عزوجل: يا ايها الذين آمنوا اسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون فهذه فريضة جامعة واجبة على الجوارح. 219 – في جوامع الجامع وعن عقبة بن عامر قال: قلت: يا رسول الله في سورة الحج سجدتان ؟ قال: نعم ان لم تسجدهما فلا تقرأهما. 220 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد أن قال: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها: وفرض على الوجه السجود له بالليل والنهار في مواقيت الصلوة، فقال:


[ 521 ]

” يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ” وهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين، وقال في موضع آخر: ” وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا “. 221 – على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن على القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: جعل الخير كله في بيت، وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا. 222 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابى الجارود قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من هم بشى من الخير فليعجله فان كل شئ فيه تأخير فان للشيطان فيه نظرة. 223 – في عيون الاخبار باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اصطنعوا الخير الى من هو أهله، والى من هو ليس من اهله، فان لم تصب من هو أهله فانت أهله. 224 – وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: رأس العقل بعد الايمان التودد الى الناس واصطناع الخير الى كل بر وفاجر. 225 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن محمد بن أبى عمير عن ابن اذينة عن بريد العجلى قال: قلت لابي جعفر عليه السلام قوله تعالى: ” يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ” وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم قال: ايانا عنى ونحن المجتبون، ولم يجعل الله تبارك و تعالى في الدين من حرج، فالحرج أشد من الضيق ملة ابيكم ابراهيم ايانا عنى خاصة هو سماكم المسلمين الله عز وجل سمانا المسلمين من قبل في الكتب التى مضت وفى هذا القرآن ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على الناس فرسول الله صلى الله عليه واله الشهيد علينا بما بلغنا عن الله تبارك وتعالى، ونحن الشهداء على الناس يوم القيامة، فمن صدق يوم القيامة صدقناه ومن كذب كذبناه. 226 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن أحمد


[ 522 ]

ابن عائذ عن عمر بن اذينة عن بريد العجلى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قال الله عزوجل: ” ملة ابيكم ابراهيم ” قال: ايانا عنى خاصة ” هو سماكم المسلمين من قبل ” في الكتب التى مضت ” وفى هذا ” القرآن ” ليكون الرسول عليكم شهيدا ” فرسول الله صلى الله عليه واله الشهيد علينا بما بلغنا عن الله عزوجل، ونحن الشهداء على الناس، فمن صدق صدقناه يوم القيامة، ومن كذب يوم القيامة كذبناه. 227 – في عيون الاخبار باسناده الى ابن أبى عبدون عن أبيه قال: لما حمل زيد بن موسى بن جعفر الى المأمون وقد كان خرج بالبصرة واحرق دور ولد العباس، وهب المأمون جرمه لاخيه على بن موسى الرضا، وقال له: يا ابا الحسن لئن خرج أخوك وفعل ما فعل لقد خرج زيد بن على فقتل، ولولا مكانك منى لقتلته فليس ما اتاه بصغير ؟ فقال الرضا عليه السلام: يا أمير المؤمنين لا تقس أخى زيدا الى زيد بن على عليه السلام، فانه كان من علماء آل محمد، غضب لله تعالى فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله، ولقد حدثنى أبى موسى بن جعفر عليه السلام انه سمع أباه جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: رحم الله عمى زيدا انه دعا الى الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفى بما دعا إليه، ولقد استشارني في خروجه فقلت له: يا عمى ان رضيت ان تكون المصلوب بكناسة فشأنك ؟ فلما ولى قال جعفر بن محمد عليه السلام: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه، فقال المأمون: يا ابا الحسن أليس قد جاء فيمن ادعى الامامة بغير حقها ما جاء ؟ فقال الرضا عليه السلام ان زيد بن على عليه السلام لم يدع ما ليس له بحق، وانه كان اتقى لله تعالى من ذلك، انه قال: ادعوكم الى الرضا من آل محمد، وانما جاء ما جاء فيمن يدعى ان الله تعالى نص عليه ثم يدعوا الى غير دين الله ويضل عن سبيله بغير علم، وكان زيد والله ممن خوطب بهذه الاية: ” وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم “. 228 – في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام الحج جهاد كل ضعيف، جهاد المرئة حسن التبعل، لا يخرج المؤمن الى الجهاد وهو مع من لا يؤمن في الحكم ولا


[ 523 ]

ينفذ في الفئ (1) امر الله تعالى من مات في ذلك كان معينا لعدونا في حبس حقوقنا، والاساطة بدمائنا وميتته ميتة جاهلية. 229 – عن الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه: والجهاد على أربع شعب: على الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، والصدق في المواطن وشنئان الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر ارغم أنف الشيطان، ومن صدق في المواطن قضى الذى عليه ومن غضب لله تعالى غضب الله له. 230 – عن فضيل بن عياض عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الجهاد أسنة هو أم فريضة ؟ فقال: الجهاد على أربعة أوجه: فجهادان فرض، وجهاد سنة لا يقام الا مع فرض وجهاد سنة فأما أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصي الله، وهو من أعظم الجهاد، ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض، واما الجهاد الذى هو سنة لا يقام الا مع فرض فان مجاهدة العدو فرض على جميع الامة، ولو تركوا الجهاد لاتاهم العذاب وهذا هو من عذاب الامة وهو سنة على الامام ان يأتي العدو مع الامة فيجاهدهم، واما الجهاد الذى هو سنة فكل سنة أقامها الرجل وجاهد في اقامتها وبلوغها واحيائها فالعمل و السعي فيها من أفضل الاعمال، لانه احياء سنة، قال النبي صلى الله عليه واله، من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شئ. 231 – في محاسن البرقى عنه عن ابن محبوب عن على بن ابى حمزة عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل ” يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون * وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ” في الصلوة والزكوة والصوم والخير، إذا تولوا الله ورسوله صلى الله عليه واله واولى الامر منا أهل البيت قبل الله أعمالهم. 232 – في جوامع الجامع وفى الحديث ان امتى امة مرحومة.


(1) وفى نسخة ” ولا ينفد في الغى ” ولم اظفر على الحديث في الخصال.

[ 524 ]

233 – في الاستبصار باسناده الى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الجنب يجعل الزكوة أو النور فيدخل اصبعه فيه قال: ان كانت يده قذرة فأهرقه، وان كانت لم يصبها قذر فليغتسل منه، هذا مما قال الله تعالى: ” ما جعل عليكم في الدين من حرج “. 234 – وباسناده الى أبى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: انا نسافر فربما بلينا بالغدير من المطر يكون الى جانب القرية فيكون فيه العذرة، ويبول فيه الصبى، ويبول فيه الدواب وتروث ؟ فقال: ان عرض في قلبك منه شئ فقال هكذا، يعنى افرج الماء بيدك، ثم توضأ فان الدين ليس بمضيق، فان الله عزوجل يقول: ” ما جعل عليكم في الدين من حرج “. 235 – في تهذيب الاحكام أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن على بن الحسن بن رباط عن عبد الاعلى مولى آل سام قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: عثرت فانقطع ظفري فجعلت على اصبعي مرارة كيف أصنع بالوضوء ؟ قال: يعرف هذا وأشباهه من كتاب الله عزوجل، قال الله: ” ما جعل عليكم في الدين من حرج ” امسح عليه. 236 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان قال: حدثنى محمد بن ميسر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل الجنب ينتهى الى الماء القليل في الطريق، ويريد أن يغتسل منه وليس معه اناء يغرف به ويداه قذرتان ؟ قال: يضع يده ثم يتوضأ ثم يغتسل، هذا مما قال الله عزوجل: ” ما جعل عليكم في الدين من حرج “. عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن على بن الحسن بن رباط عن عبد الاعلى مولى آل سام قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: عثرت فانقطع ظفري، ونقل كما نقلنا عن التهذيب سواء. 237 – في قرب الاسناد للحميري باسناده الى أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه واله قال: مما اعطى الله امتى وفضلهم به على ساير الامم أعطاهم ثلاث خصال لم يعطها


[ 525 ]

الا نبى، وذلك ان الله تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيا قال له: اجتهد في دينك ولا حرج عليك، وان الله تبارك وتعالى اعطى امتى ذلك حيث يقول: ” وما جعل عليكم في الدين من حرج ” يقول: من ضيق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 238 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل: ونزل رسول الله صلى الله عليه واله بمكة بالبطحاء هو وأصحابه ولم ينزلوا الدور، فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتلسوا ويهلوا بالحج، وهو قول الله تعالى الذى انزل على نبيه صلى الله عليه واله: ” فاتبعوا ملة ابيكم ابراهيم ” فخرج النبي صلى الله عليه واله وأصحابه مهلين بالحج حتى أتى منى فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الاخرة والفجر، ثم غدا والناس معه وكانت قريش تفيض من لمزدلفة وهى حمع (1) ويمنعون الناس أن يفيضوا منها، فأقبل رسول الله صلى الله عليه واله وقريش ترجوا أن تكون افاضته من حيث كانوا يفيضون، فأنزل الله تعالى عليه: ” ثم افيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله ” يعنى ابراهيم واسمعيل واسحق في افاضتهم منهما، ومن كان بعدهم، فما رأت قريش أن قبة رسول الله صلى الله عليه واله قد مضت كأنه دخل في أنفسهم شئ للذى كانوا يرجون من الافاضة من مكانهم، حتى انتهى الى نمرة وهى بطن عرنة (2) بحيال الاراك و ضربت الناس أخبيتهم عندها. 239 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه السلام انه قال: ليس على ملة ابراهيم غيرنا، وسائر الناس منها براء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 240 – في قرب الاسناد للحميري باسناده الى أبى عبد الله عليه السلام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه واله قال: مما أعطى الله امتى وفضلهم به على سائر الامم أعطاهم ثلاث خصال


(1) من اسماء مزدلفة وسميت بذلك لاجتماع الناس بها. (2) عرنة – بضم العين وفتح الراء كهمزة: موضع بعرفات وليس من الموقف.

[ 526 ]

يعطها الا نبى، وذلك ان الله تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيا جعله شهيدا على قومه، وان الله تبارك وتعالى جعل امتى شهيدا على الخلق حيث يقول: ” ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على الناس ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 241 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وفى خبر ان قوله تعالى: ” هو سماكم المسلمين من قبل ” فدعوة ابراهيم واسمعيل لال محمد عليهم السلام، فانه لمن لزم الحرم من قريش حتى جاء النبي صلى الله عليه واله ثم اتبعه وآمن به، واما قوله تعالى: ” ليكون الرسول عليكم شهيدا ” النبي يكون على آل محمد شهيدا ويكونون شهداء على الناس. 242 – عبد الله بن الحسن عن زين العابدين عليه السلام في قوله تعالى: ” لتكونوا شهداء على الناس ” قال: نحن هم. 243 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى ابراهيم بن أبى محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: نحن حجج الله في خلقه ونحن شهداء الله واعلامه في بريته. 244 – وباسناده الى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال في جمع من المهاجرين والانصار بالمسجد ايام خلافة عثمان: انشدكم الله أتعلمون ان الله عزوجل أنزل في سورة الحج: ” يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير ” الى آخر السورة فقال سليمان فقال: يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم ؟ فقال عليه السلام: عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الامة، قال سليمان: بينهم لنا يا رسول الله ! قال: أنا وأخى وأحد عشر من ولدى ؟ قالوا اللهم نعم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 245 – في مجمع البيان، فاقيموا الصلوة وآتوا الزكوة وروى عبد الله ابن عمر عن النبي صلى الله عليه واله قال: لا تقبل الصلوة الا بالزكوة.


[ 527 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة المؤمنين ختم الله له بالسعادة، إذا كان يدمن قرائتها في كل جمعة، وكان منزله في الفردوس الاعلى من النبيين والمرسلين. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرأ سورة المؤمنين بشرته الملائكة يوم القيامة بالروح والريحان وما تقر به عينه عند نزول ملك الموت. 3 – في تفسير على بن ابراهيم قال الصادق عليه السلام لما خلق الله عزوجل الجنة قال لها: تكلمي فقالت: قد أفلح المؤمنون. 4 – في عيون الاخبار عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله تعالى اعطى المؤمن ثلاث خصال: العزة في الدنيا، والفلاح في الاخرة، والمهابة في قلوب الظالمين ثم قرأ: ” فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين ” وقرأ ” قد أفلح المؤمنون ” الى قوله ” هم فيها خالدون “. 5 – عن عبد المؤمن الانصاري عن أبى جعفر عليه السلام قال ان الله عزوجل اعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا في دينه، والفلاح في الاخرة، والمهابة في صدور العالمين. 6 – في اصول الكافي باسناده الى كامل التمار قال قال أبو جعفر عليه السلام: ” قد أفلح المؤمنون ” أتدرى من هم ؟ قلت أنت أعلم، قال قد أفلح المؤمنون المسلمون ان المسلمين هم النجباء، فالمؤمن غريب فطوبى للغرباء. 7 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن على بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن كامل التمار قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا كامل المؤمن غريب، المؤمن غريب، ثم


[ 528 ]

قال: أتدرى ما قول الله: ” قد أفلح المؤمنون ” ؟ قلت: قد أفلحوا فازوا وادخلوا الجنة، فقال: قد أفلح المؤمنون المسلمون، ان المسلمين هم النجباء. 8 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا كنت في صلوتك فعليك بالخشوع والاقبال على صلوتك، فان الله تعالى يقول: الذين هم في صلوتهم خاشعون. 9 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن ابن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن مسمع بن عبد الملك عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا نفاق. 10 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” الذين هم في صلوتهم خاشعون ” قال: غضك بصرك في صلوتك واقبالك عليها. 11 – في مجمع البيان ” هم في صلوتهم خاشعون ” روى أن النبي صلى الله عليه واله راى رجلا يعبث بلحيته في صلوته فقال: اما انه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه. 12 – وروى ان رسول الله صلى الله عليه واله كان يرفع بصره الى السماء في صلوته، فلما نزلت الاية طأطأ رأسه ورمى ببصره الى الارض. 13 – في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام: ليخشع الرجل في صلوته فانه من خشع قلبه لله عزوجل، خشعت جوارحه فلا يعبث بشئ. 14 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد أن قال: فان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها، وفرض الله على السمع أن يتنزه عن الاستماع الى ما حرم الله، وأن يعرض عما لا يحل له مما نهى الله عزوجل عنه، والاصغاء الى ما أسخط الله عزوجل، فقال في ذلك: ” وقد نزل عليكم في الكتاب ان إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ” ثم استثنى الله عزوجل موضع النسيان فقال:


[ 529 ]

” واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ” وقال: ” فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب ” وقال عزوجل: ” قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلوتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معوضون والذين هم للزكوة فاعلون ” وقال: ” وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ” وقال: ” وإذا مروا باللغو مروا كراما ” فهذا ما فرض الله عزوجل على السمع من الايمان ان لا يصغى الى ما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان. 15 – في ارشاد المفيد كلام طويل لامير المؤمنين عليه السلام وفيه يقول عليه السلام: كل قول ليس فيه لله ذكر فهو لغو. 16 – في مجمع البيان والذين هم عن اللغو معرضون روى عن أبي عبد الله عليه السلام قال ان يتقول الرجل عليك بالباطل أو يأتيك بما ليس فيك فتعرض عنه لله. 17 – وفى رواية اخرى: انه الغناء والملاهي. 18 – في اعتقادات الامامية للصدوق (ره) وسئل عليه السلام عن القصاص أيحل الاستماع لهم ؟ فقال: لا. 19 – في عيون الاخبار باسناده الى محمد بن أبى عباد وكان مشتهرا بالسماع وشرب النبيذ، قال: سئلت الرضا عليه السلام عن السماع ؟ فقال: لاهل الحجاز رأى فيه وهو في حيز الباطل واللهو، اما سمعت قول الله عزوجل يقول: ” وإذا مروا باللغوا مروا كراما “. 20 – في تفسير على بن ابراهيم: ” والذين هم عن اللغو معرضون ” يعنى عن الغنا والملاهي. 21 – والذين هم للزكوة فاعلون قال الصادق صلوات الله عليه: من منع قيراطا من الزكوة فليس هو بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم أو ما ملكت ايمانهم يعنى الاماء فانهم غير ملومين والمتعة حدها حد الاماء.


[ 530 ]

22 – في مجمع البيان وملك اليمين في الاية المراد به الاماء، لان الذكور من المماليك لا خلاف في وجوب حفظ الفرج منهم. 23 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد أن قال: وفرض على البصر ان لا ينظر الى ما حرم الله وأن يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان وذكر قوله تعالى: ” قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ” الى قوله: ” ويحفظن فروجهن ” وفسرها: وكل شئ في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا الا هذه الاية فانها من النظر. 24 – في كتاب الخصال عن مسعدة بن زياد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يحرم من الاماء عشرة: لا يجمع بين الام والبنت، ولا بين الاختين، ولا امتك وهى اختك من الرضاعة، ولا امتك وهى حامل من غيرك حتى تضع، ولا امتك ولها زوج، ولا امتك وهى عمتك من الرضاعة، ولا امتك وهى خالتك من الرضاعة، ولا امتك وهى حائض حتى تطهر ولا امتك وهى رضيعتك، ولا امتك ولك فيها شريك. 25 – عن أمير المؤمنين عليه السلام أبعد ما يكون العبد من الله إذا كان همه فرجه وبطنه. 26 – عن نجم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لى: يا نجم كلكم في الجنة معنا الا انه ما أقبح بالرجل منكم أن يدخل الجنة قد هتك ستره وبدت عورته، قال: قلت له: جعلت فداك وان ذلك لكائن ؟ قال: نعم ان لم يحفظ فرجه وبطنه. 27 – عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه واله قال: ان اول ما يدخل به النار من امتى الاجوفان، قالوا: يا رسول الله وما الاجوفان ؟ قال: الفرج والفم، واكثر ما يدخل به الجنة تقوى الله وحسن الخلق. 28 – عن الحسن بن المختار باسناده يرفعه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: ملعون ملعون من نكح بهيمة.


[ 531 ]

29 – عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من سلم من امتى من أربع خصال فله الجنة: عن الدخول في الدنيا واتباع الهوى، وشهوة البطن، و شهوة الفرج. 30 – عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: تحل الفروج بثلاثة وجوه: نكاح بميراث، ونكاح بلا ميراث، ونكاح بملك يمين. 31 – في الكافي عن أحمد بن محمد عن العباس بن موسى عن اسحق بن أبى – سارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عنها يعنى المتعة فقال لى: حلال فلا تتزوج الا عفيفة، ان الله عزوجل يقول: ” والذين هم لفروجهم حافظون ” فلا تضع فرجك حيث لا تأمن على درهمك. 32 – في تفسير على بن ابراهيم: فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون قال: من جاوز ذلك والذين هم على صلواتهم يحافظون قال: على اوقاتها وحدودها. 33 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد ومحمد بن يحيى عن أحمد عن حماد بن عيسى عن حريز عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” الذين هم على صلواتهم يحافظون ” قال: هي الفريضة قلت: ” الذين هم على صلوتهم دائمون ” ؟ قال: هي النافلة. 34 – في عيون الاخبار باسناده عن على عليه السلام قال في قوله تعالى: اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفرودس هم فيها خالدون: في نزلت. 35 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما خلق الله خلقا الا جعل له في الجنة منزلا، وفى النار منزلا، فإذا سكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد: يا أهل الجنة اشرفوا فيشرفون على أهل النار، وترفع لهم منازلهم فيها ثم يقال لهم: هذه منازلكم التى في النار لو عصيتم


[ 532 ]

الله لدخلتموها، قال: فلو أن مات فرحا لمات أهل الجنة في ذلك اليوم فرحا لما صرف عنهم من العذاب، ثم ينادى مناد: يا أهل النار ارفعوا رؤسكم، فيرفعون رؤسهم فينظرون الى منازلهم في الجنة وما فيها من النعيم فيقال لهم: هذه منازلكم التى لو أطعتم ربكم لدخلتموها، قال: فلو أن أحدا مات حزنا لمات أهل النار حزنا، فيورث هؤلاء منازل هؤلاء، ويورث هؤلاء منازل هؤلاء، وذلك قول الله: ” اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون “. 36 – في مجمع البيان روى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: ما منكم من أحد الا له منزلان: منزل في الجنة ومنزل في النار، فان مات ودخل النار ورث اهل الجنة منزله. 37 – في من لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبي صلى الله عليه واله الذى يذكر فيه صفة الجنة، قال الراوى: فقلت لبلال: هل فيها غيرها ؟ قال: نعم جنة الفردوس، قلت: وكيف سورها ؟ قال: سورها نور، قلت: الغرف التى هي فيها ؟ قال: هي من نور رب العالمين. 38 – في كتاب علل الشرايع أبى رحمه الله قال: حدثنى محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن أبي عبد الله عن ابيه عن ابن أبى عمير عن غير واحد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سهام المواريث من ستة أسهم لا يزيد عليها فقيل له: يا ابن رسول الله ولم صارت ستة اسهم ؟ قال: لان الانسان خلق من ستة اشياء، وهو قول الله عزوجل: ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما. 39 – وباسناده الى الحسين بن خالد قال: قلت للرضا عليه السلام: انا روينا عن النبي – صلى الله عليه واله ان من شرب الخمر لم تحسب صلوته أربعين صباحا ؟ فقال: صدقوا، فقلت: و كيف لا تحسب صلوته أربعين صباحا لا اقل من ذلك ولا اكثر ؟ قال: لان الله تبارك و تعالى قدر خلق الانسان النطفة أربعين يوما، ثم نقلها فصيرها علقة أربعين يوما ثم نقلها فصيرها مضغة اربعين يوما، وهذا إذا شرب الخمر بقيت في مثانته على قدر ما خلق منه


[ 533 ]

وكذلك يجتمع عذاؤه واكله وشربه تبقى في مثانته اربعين يوما. 40 – في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: كان فيما وعظ لقمان ابنه انه قال: يا بنى ليعتبر من قصر يقينه، وضعفت نيته في طلب الرزق – الى قوله عليه السلام -: اما اول ذلك فانه كان في بطن امه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا يؤذيه حر ولا برد، ثم اخرجه من ذلك ” الحديث “. 41 – في كتاب مصباح الزائر لابن طاوس رحمه الله في دعاء الحسين بن على عليهما السلام يوم عرفة: ابتدأتنى بنعمتك قبل ان اكون شيئا مذكورا، وخلقتني من التراب، واسكنتني الارحام، آمنا لريب المنون واختلاف الدهور، فلم ازل ظاعنا من صلب الى رحم في تقادم الايام الماضية، والقرون الخالية، لم تخرجني لرأفتك بى واحسانك الى في دولة ايام الكفرة، الذين نقضوا عهدك وكذبوا رسلك، لكنك اخرجتني رأفة منك وتحننا على للذى سبق لى من الهدى الذى يسرتني، وفيه أنشأتني ومن قبل ذلك رؤفت لى بجميع صنعك وسوابغ نعمك، وابتدعت خلقي من منى يمنى، ثم اسكنتني في ظلمات ثلاث بين لحم وجلد ودم، لم تشهرني بخلقي ولم تجعل الى شيئا من امرى ثم اخرجتني الى الدنيا تاما سويا. 42 – في الصحيفة السجادية في دعائه عليه السلام بعد الفراغ من صلوة الليل: اللهم وانت حدرتنى (1) ماءا مهينا من صلب متضايق العظام حرج المسالك (2) الى رحم ضيقة سترتها بالحجب، تصرفني حالا عن حال حتى انتهيت بى الى تمام الصورة واثبت في الجوارح كما نعت في كتابك نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم كسوت العظام لحما ثم انشأتني خلقا آخر كما شئت، حتى إذا احتجت الى رزقك ولم استغن عن غياث فضلك جعلت لى قوتا من فضل طعام وشراب اجريته لامتك التى اسكنتني جوفها، و أودعتني قرار رحمها، ولو تكلني يا رب في تلك الحالات الى حولي وتضطرنى الى قوتي


(1) حدر الشئ: أنزله من علو الى اسفل. (2) الحرج: المكان الضيق.

[ 534 ]

لكان الحول عنى معتزلا، ولكانت القوة منى بعيدة فغذوتنى بفضلك عذاء البر اللطيف تفعل بى ذلك تطولا على الى غايتي هذه. 43 – في الكافي ابن محبوب عن رفاعة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان النطفة إذا وقعت في الرحم تصير الى علقة، ثم الى مضغة، ثم الى ما شاء الله، وان النطفة إذا وقعت في غير الرحم لم يخلق منه شئ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 44 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحجال عن ابن بكير عن أبى منهال عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان النطفة إذا وقعت في الرحم بعث الله عزوجل ملكا فأخذ من التربة التى يدفن فيها، فماثها في النطفة (1) فلا يزال قلبه يحن إليها. 45 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: قال أبو جعفر عليه السلام: ان النطفة تكون في الرحم أربعين يوما، ثم تصير علقة أربعين يوما ثم تصير مضغة أربعين يوما، فإذا كمل أربعة أشهر بعث الله ملكين خلاقين فيقولان: يا رب ما نخلق، ذكرا أو أنثى ؟ فيؤمران فيقولان: يا رب شقى أو سعيد ؟ فيؤمران فيقولان: يا رب ما أجله وما رزقه وكل شئ من حاله، وعدد من ذلك أشياء، ويكتبان الميثاق بين عينيه (2) فإذا كمل الاجل بعث الله إليه ملكا فزجره زجرة فيخرج وقد نسى الميثاق، فقال الحسن بن الجهم أفيجوز أن يدعو الله فيحول الانثى ذكرا أو الذكر أنثى ؟ فقال: ان الله يفعل ما يشاء. 46 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن


(1) ماث الشئ في الماء: أذابه فيه. وبالشئ: خلطه به. (2) قال الفيض (ره): وكتابة الميثاق بين عينيه كناية عن مفطوريته على التوحيد وشهادته بلسان عجزه وافتقاره على عبوديته وبوتيه معبوده كما أشار إليه في الحديث النبوى: كل مولود يولد على الفطرة وانما أبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه وانما ينسى الميثاق بالزجرة والخروج لدخوله بها في عالم الاسباب الحائله بينه وبين مسببها المانعة له عن ادراكه.

[ 535 ]

محبوب عن ابن رئاب عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الله عزوجل إذا أراد ان يخلق النطفة (1) التى مما أخذ عليها الميثاق في صلب آدم أو ما يبدو له فيه (2) ويجعلها في الرحم حرك الرجل للجماع وأوحى الى الرحم ان افتحي بابك حتى يلج فيك خلقي وقضائي النافذ وقدري، فتفتح الرحم بابها فتصل النطفة الى الرحم فتردد (3) فيه أربعين صباحا ثم تصير علقة أربيعن يوما، ثم تصير مضغة أربعين يوما، ثم تصير لحما تجرى فيه عروق مشتبكة ثم يبعث الله ملكين خلاقين يخلقان في الارحام ما يشاء الله فيقتحمان (4) في بطن المرئة من فم المرئة فيصلان الرحم، وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال وأرحام النساء (5) فينفخان فيها روح الحيوة والبقاء، ويشقان له السمع والبصر وجميع الجوارح وجميع ما في البطن باذن الله، ثم يوحى الله الى الملكين: اكتبا عليه قضائي وقدري ونافذ أمرى واشترطا له البداء فيما تكتبان، فيقولان: يا رب ما نكتب ؟ قال: فيوحى الله عزوجل اليهما: ارفعا رؤسكما الى رأس امه، فيرفعان رؤسهما فإذا اللوح يقرع جبهة امه، فينظران فيه فيجدان في اللوح صورته ورؤيته وأجله وميثاقه شقيا أو سعيدا وجميع شأنه، قال: فيملي أحدهما على صاحبه فيكتبان جميع ما في اللوح ويشترطان البداء فيما يكتبان (6) ثم يختمان الكتاب


(1) أي يخلقها بشرا تاما (2) أي يبدو له في خلقه فلا يتم خلقه بان يجعله سقطا قاله المجلسي (ره). (3) أي تتحول من حال الى حال. (4) أي يدخلان من غير استرضاء واختيار لها. (5) قال المجلسي (ره): أي الروح المخلوقة في الزمان المتقادم قبل خلق جسده و كثيرا ما يطلق القديم على هذا المعنى في اللغة والعرف كما لا يخفى على من تتبع كتب اللغة و موارد الاستعمالات، والمراد بها النفس النباتية أو الحيوانية أو الانسانية، وقيل: عطف البقاء على الحياة دال على ان النفس الحيوانية باقية في تلك النشأة وانها مجردة عن المادة وان النفس النباتية بمجردها لا تبقى. (6) وللفيض (ره) هنا كلام طويل فراجع الوافى ج 3 ابواب الولادات باب (1 =)

[ 536 ]

ويجعلانه بين عينيه، ثم يقيمانه قائما في بطن امه قال: وربما عتى (1) فانقلب و لا يكون ذلك الا في كل عات أو مارد، فإذا بلغ أوان خروج الولد تاما أو غير تام اوحى الله عزوجل الى الرحم ان افتحي بابك حتى يخرج خلقي الى أرضى وينفذ فيه أمرى فقد بلغ اوان خروجه، قال: فتفتح الرحم باب الولد فيبعث الله عزوجل إليه ملكا يقال له: زاجر فيزجره زجرة فيفزع منها الولد، فينقلب فيصير رجلاه فوق رأسه ورأسه في أسفل البطن، ليسهل الله على المرأة وعلى الولد الخروج، قال: فإذا احتبس زجره الملك زجرة اخرى فيفزع منها فيسقط الولد الى الارض باكيا فزعا من الزجرة. 47 – محمد عن أحمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الخلق فقال: ان لله تبارك وتعالى لما خلق الخلق من طين أفاض بها كافاضة القداح (2) فأخرج المسلم فجعله سعيدا، وجعل الكافر شقيا، فإذا وقعت النطفة تلقتها الملائكة فصوروها ثم قالوا: يا رب أذكر أو أنثى فيقول الرب جل جلاله أي ذلك شاء، فيقولان: تبارك الله أحسن الخالقين، ثم توضع في بطنها فتردد تسعة أيام في كل عرق ويفصل منها، وللرحم ثلثة أقفال: قفل في أعلاها مما يلى أعلى السرة من الجانب الايمن، والقفل الاخر وسطها، والقفل الاخر اسفل الرحم، فيوضع بعد تسعة ايام في القفل الاعلى فيمكث فيه ثلاثة أشهر فعند ذلك يصيب المرأة خبث النفس والتهوع، ثم ينزل الى القفل الاوسط فيمكث فيه ثلاثة أشهر وصرة الصبى (3) فيها مجمع العروق وعروق المرأة كلها منها يدخل


(1) عتا عتوا: استكبر وجاوز الحد. (2) افاضة القداح: الضرب بها، والقداح جمع القدح – بالكسر – وهو السهم قبل ان يراش أو ينصل كأنهم كانوا يخلطونها ويقرعون بها بعد ما يكتبون عليها اسمائهم، قال المحدث الكاشانى (ره): وفى التشبيه اشارة لطيفة الى اشتباه خير بنى آدم بشرهم الى ان يميز الخبيث من الطيب. (3) كذا في النسخ وفى الوافى: ” سرة ” بالسين في المواضع وهو الصحيح ولعله من تصرفات النساخ.

[ 537 ]

طعامه وشرابه من تلك العروق، ثم ينزل الى القفل الاسفل فيمكث فيه ثلاثة أشهر، فذلك تسعة أشهر، ثم تطلق المرأة فكلما طلقت انقطع عرق من صرة الصبى فأصابها ذلك الوجع، ويده على صرته حتى يقع على الارض ويده مبسوطة، فيكون رزقه حينئذ من فيه. 48 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل أو غيره قال قلت لابي جعفر عليه السلام: جعلت فداك الرجل يدعو للحبلى أن يجعل الله ما في بطنها ذكرا سويا ؟ فقال: يدعو ما بينه وبين أربعة أشهر، فانه أربعين ليلة نطفة اربعين ليلة علقة، وأربعين ليلة مضغة، فذلك تمام أربعة أشهر، ثم يبعث الله ملكين خلاقين فيقولان: يا رب ما نخلق ذكرا أو انثى شقيا أو سعيدا ؟ فيقال ذلك فيقولان: يا رب ما رزقه وما أجله وما مدته ؟ فيقال ذلك وميثاقه بين عينيه ينظر إليه، فلا يزال منتصبا في بطن امه حتى إذا دنى خروجه بعث الله إليه ملكا فزجره زجرة فيخرج وينسى الميثاق. 49 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إذا وقعت النطفة في الرحم استقرت فيها أربعين يوما، ويكون علقة أربعين ويوما، ويكون مضغة أربيعن يوما، ثم يبعث الله ملكين خلاقين فيقال لهما: اخلقا كما أراد الله تعالى ذكرا أو انثى، صوراه واكتبا أجله ورزقه ومنيته (1) وشقيا أو وسعيدا، واكتبا لله الميثاق الذى أخذه عليه في الذر بين عينيه، فإذا دنى خروجه من بطن امه بعث الله إليه ملكا يقال له زاجر فيزجره فيفزع فزعا، فينسى الميثاق ويقع على الارض يبكى من زجرة الملك. 50 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ” ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ” قال: السلالة الصفوة من الطعام والشراب الذى يصير نطفة، والنطفة أصلها من السلالة، والسلالة هو من صفو الطعام والشراب، والطعام من أصل الطين،


(1) المنية: الموت.

[ 538 ]

فهذا معنى قوله جل ذكره: ” من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ” يعنى في الانثيين ثم في الرحم ” ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ” وهذه استحالة من أمر الى أمر، فحد النطفة إذا وقعت في الرحم أربعين يوما ثم تصير علقة، وزعمت المعتزلة انا نخلق أفعالنا واحتجوا بقوله عزوجل: احسن الخالقين و زعموا ان هيهنا خالقين غير الله عزوجل، ومعنى الخلق هيهنا التقدير مثل ذلك قول الله عزوجل لعيسى عليه السلام (1) ليس ذلك كما ذهبت إليه المعتزلة انهم خالقون لافعالهم وقوله عزوجل: ” خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ” الى قوله عزوجل: ” ثم انشأناه خلقا آخر ” فهى ستة أجزاء وستة استحالات، وفى كل جزء واستحالة دية محدودة: ففى النطفة عشرون دينارا، وفى العلقة أربعون دينارا وفى المضغة ستون دينارا، وفى العظم ثمانون دينارا، وإذا كسى لحما فمأة دينار حتى يستهل (2) فإذا استهل فالدية كاملة. فحدثني أبى بذلك عن سليمان بن خالد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت: يا ابن رسول الله فان خرج في النطفة قطرة دم ؟ قال: في القطرة عشر النطفة، ففيها اثنان وعشرون دينارا، قلت: فقطرتان ؟ قال: أربعة وعشرون دينارا، قلت: فثلاث، قال: ستة وعشرون دينارا، قلت: فأربعة ؟ قال: ثمانية وعشرون دينارا، قلت: فخمس ؟ قال: ثلاثون دينارا، وما زاد على النصف فهو على هذا الحساب حتى تصير علقة، فيكون فيها أربعون دينارا، قلت: فان خرجت متخضخضة بالدم ؟ (3) قال


(1) اشارة الى قوله تعالى: ” واذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذنى فننفخ فيها فتكون طيرا باذنى.. ” سورة المائدة، الاية (110). (2) استهل الصبى: رفع صوته بالبكاء عند الولادة، وكذا كل متكلم رفع صوته أو خفضه فقد أهل واستهل. (3) خضخض الماء ونحو: حركه. وفى رواية الكليني (ره) في الكافي ” متحصحصة ” =

[ 539 ]

قد علقت ان كان ماءا صافيا فيها أربعون دينارا، وان كان دما اسود فذلك من الجوف فلا شئ عليه الا التعزير، لانه ما كان من دم صاف فذلك للولد، وما كان من دم أسود فهو من الجوف، قال: فقال أبو شبل: فان العلقة صارت فيها شبه العروق واللحم ؟ قال: اثنان وأربعون دينارا العشر، قلت ان عشر الاربعين دينارا أربعة دنانير ؟ قال: لا انما هو عشر المضغة، لانه انما ذهب عشرها، فكلما ازدادت زيد حتى تبلغ الستين، قلت: فان رأيت في المضغة مثل العقدة عظم يابس ؟ قال: ان ذلك عظم أول ما يبتدى ففيه أربعة دنانير، فان زاد فزاد أربعة دنانير حتى يبلغ الثمانين، قلت: فان كسى العظم لحما ؟ قال: كذلك الى مأة، قلت: فان وكزها (1) فسقط الصبى لا يدرى حيا كان أو ميتا ؟ قال هيهات يا ابا شبل إذا بلغ اربعة اشهر فقد صارت فيه الحيوة وقد استوجب الدية. 51 – في الكافي ايضا بعد أن قال: عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم عن مسمع عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قضى أمير المؤمنين عليه السلام قال: وبهذا الاسناد عن امير المؤمنين قال: جعل دية الجنين مأة دينار، وجعل منى الرجل الى أن يكون جنينا خمسة أجزاء، فإذا كان جنينا قبل أن تلجها الروح مأة دينار، وذلك ان الله عزوجل خلق الانسان من سلالة وهى النطفة، فهذا جزء ثم علقة فهو جزئان، ثم مضغة ثلاثة اجزاء، ثم عظما فهو أربعة أجزاء، ثم يكسى لحما فحينئذ تم جنينا فكملت له خمسة أجزاءه مأة دينار، والمأة دينار خمسة أجزاء، فجعل للنطفة خمس المأة عشرين دينارا، وللعلقة خمسى المأة أربعين دينارا، وللمضغة ثلاثة أخماس المأة ستين دينارا، وللعظم اربعة أخماس المأة ثمانين دينارا، فإذا كسى اللحم كانت له مأة كاملة، فإذا نشأ فيه خلق آخر وهو


= بالحاء والصاد المهملتين، والحصحصة: تحريك الشئ في الشئ حتى يستمكن ويستقر فيه، وتحصحص: لزق بالارض واستوى. (1) وكز فلانا: ضربه بجمع الكف.

[ 540 ]

الروح فهو حينئذ نفس ألف دينار كامله إذا كان ذكرا وان كان انثى فخمسمأة دينار. 52 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن أبى ايوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: ما صفة النطفة التى تعرف بها ؟ فقال: النطفة تكون بيضاء مثل النخامة الغليظة فتمكث في الرحم إذا صارت فيه أربعين يوما ثم تصير الى علقة قلت: فما صفة خلقة العلقة التى تعرف بها ؟ قال: هي علقة كعلقة دم الجمجمة الجامدة، تمكث في الرحم بعد تحويلها عن النطفة أربعين يوما ثم تصير مضغة، قلت: فما صفة المضغة وخلقتها التى تعرف بها ؟ قال: هي مضغة لحم حمراء فيها عروق خضر مشتبكة، ثم تصير الى عظم، قلت: فما صفة خلقته إذا كان عظما قال: إذا كان عظما شق السمع والبصر ورتبت جوارحه، فإذا كان كذلك فان فيه الدية كاملة. 53 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: سألت على بن الحسين عليهما السلام عن رجل ضرب امرأة حاملا برجله فطرحت ما في بطنها ميتا ؟ فقال: ان كان نطفة، فعليه عشرون دينارا، قلت فما حد النطفة ؟ قال: هي إذا وقعت في الرحم فاستقرت فيه اربعين يوما وان طرحته و وهو علقة فان عليه أربعين دينارا، قلت فما حد العلقة ؟ قال: هي التى إذا وقعت في الرحم فاستقرت فيه ثمانين يوما قال: وان طرحته وهو مضغة فان عليه ستين دينارا، قلت: فما حد المضغة ؟ فقال: هي التى إذا وقعت في الرحم فاستقرت فيه مأة وعشرين يوما قال وان طرحته وهو نسمة مخلقة له عظم ولحم مزيل الجوارح (1) قد نفخ فيه روح العقل فان عليه دية كاملة، قلت له: أرأيت تحوله في بطنها الى حال أبروح كان ذلك أو بغير روح ؟ قال: بروح عدا الحيوة القديم المنقول في أصلاب الرجال وأرحام النساء ولولا انه كان فيه روح عدا الحيوة ما تحول عن حال بعد حال في الرحم، وما كان


(1) أي امتازت وافترقت جوارحه. وفى الوافى ” مرمل الجوارح ” والترميل بالمهملة: التزين، وفى التهذيب ” مرتب ” بدل ” مرمل “.

[ 541 ]

إذا على من يقتله دية وهو في تلك الحال. 54 – محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد ابن أبى نصر عن اسمعيل بن عمرو عن شعيب العقرقوفى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان للرحم أربعة سبل، في أي سبيل سلك فيه الماء كان منه الولد، واحد واثنين وثلاثة وأربعة لا يكون الى سبيل أكثر من واحد. 55 – أحمد بن محمد رفعه عن محمد بن حمران عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل خلق للرحم أربعة أوعية، فما كان في الاول فللاب، وما كان في الثاني فللام، وما كان في الثالث فللعمومة، وما كان في الرابع فللخؤلة. 56 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: ” ثم انشأناه خلقا آخر ” فهو نفخ الروح فيه. 57 – في تهذيب الاحكام محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن موسى الوراق عن يونس بن عبد الرحمن عن أبى جرير القمى قال: سألت العبد الصالح عليه السلام عن النطفة ما فيها من الدية وما في العلقة وما في المضغة المخلقة وما يقر في الارحام ؟ قال: انه يخلق في بطن امه خلقا بعد خلق يكون نطفة أربعين يوما، ثم يكون علقة أربعين يوما، ثم مضغة اربعين يوما، ففى النطفة أربعون دينارا، وفى العلقة ستون دينارا، وفى المضغة ثمانون دينارا، فإذا كسى العظام لحما ففية مأة دينار، قال الله عزوجل: ” ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك الله احسن الخالقين ” فان كان ذكرا ففيه الدية، وان كان انثى ففيها ديتها. 58 – في كتاب التوحيد باسناده الى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبى الحسن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: قلت: جعلت فداك وغير الخالق الجليل خالق ؟ قال: ان الله تبارك وتعالى يقول: ” تبارك الله احسن الخالقين ” فقد أخبر أن في عباده خالقين و غير خالقين، منهم عيسى بن مريم صلى الله عليه خلق من الطين كهيئة الطير باذن الله فنفخ فيه فصار طائرا باذن الله والسامري أخرج لهم عجلا جسدا له خوار.


[ 542 ]

59 – في كتاب الخصال عن زيد بن وهب قال سئل أمير المؤمنين على بن أبيطالب عليه السلام عن قدرة الله عزوجل فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ان لله تبارك و تعالى ملائكة لو ان ملكا منهم هبط الى الارض ما وسعته لعظم خلقته وكثرة أجنحته، ومنهم من لو كلفت الجن والانس أن يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته، وكيف يوصف من ملائكته من سبعمأة عام ما بين منكبيه وشحمة اذنيه، ومنهم من يسد الافق بجناح من أجنحته دون عظم بدنه، ومنهم من السموات الى حجزته، ومنهم من لو القى في نقرة ابهامه جميع المياه لوسعتها، ومنهم من لو القيت السفن في دموع عينيه لجرت دهر الداهرين، فتبارك الله أحسن الخالقين. وفى كتاب التوحيد مثله 60 – وفى كتاب الخصال ايضا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خمسة خلقوا ناريين ألطويل الذاهب، والقصير القمى (1) والازرق بخضرة، والزائد والناقص. 61 – في مجمع البيان وروى ان عبد الله بن سعد بن أبى سرح كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه واله فلما بلغ الى قوله ” خلقا آخر ” خطر بباله ” فتبارك الله أحسن الخالقين ” فلما املاها رسول الله صلى الله عليه واله كذلك قال عبد الله: ان كان محمد نبيا يوحى إليه فأنا نبى يوحى الى، فلحق بمكة مرتدا، ولو صح هذا فان هذا القدر لا يكون معجزا، ولا يمتنع ان يتفق ذلك من الواحد منا لكن هذا الشقى انما اشتبه عليه واشبه على نفسه لما كان في صدره من الكفر والحسد للنبى صلى الله عليه واله ” انتهى “. 62 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: وانزلنا من السماء ماءا بقدر فأسكناه في الارض فهى الانهار والعيون والآبار (2). 63 – في الكافي عنه عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن النوفلي


(1) القمى – بضم القاف وفتح الميم -: السمن، وفى المصدر ” العمى ” بالعين وليس له معنى يناسب لمقام. (2) الابار جمع البئر.

[ 543 ]

عن اليعقوبي عن عيسى بن عبد الله عن سليمان بن جعفر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في قول – الله عزوجل: ” وانزلنا من السماء ماءا بقدر فأسكناه في الارض وانا على ذهاب به لقادرون ” قال: يعنى ماء العتيق. 64 – في مجمع البيان روى مقاتل عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه واله قال: ان الله تعالى انزل من الجنة خمسة انهار، سيحون وهو نهر الهند، وجيحون وهو نهر بلخ، ودجلة والفرات وهما نهر العراق، والنيل وهو نهر مصر، أنزلها الله من عين واحدة، وأجراها في الارض، وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم، فذلك قوله: ” وانزلنا من السماء ماءا بقدر ” الاية. 65 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للاكلين قال: شجرة الزيتون وهو مثل رسول الله صلى الله عليه واله، وأمير المؤمنين صلوات الله عليه، فالطور الجبل وسينا الشجرة. 66 – في مجمع البيان ” تنبت بالدهن وصبغ للاكلين ” وقد روى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: الزيت شجرة مباركة، فائتدموا منه وادهنوا. 67 – في تهذيب الاحكام باسناده الى الثمالى عن أبي جعفر عليه السلام انه كان في وصية أمير المؤمنين عليه السلام ان أخرجوني الى الظهر، فإذا تصوبت أقدامكم واستقبلتكم ريح فادفنوني، فهو اول طور سينا، ففعلوا ذلك. 68 – وباسناده الى أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر أمير المؤمنين عليه السلام والغرى وهو قطعة من الجبل الذى كلم الله عليه موسى تكليما، وقدس عليه عيسى تقديسا، واتخذ عليه ابراهيم خليلا، واتخذ محمدا صلى الله عليه واله حبيبا وجعله للنبيين مسكنا، فوالله ما سكن بعد أبويه الطيبين آدم ونوح اكرم من أمير المؤمنين عليه السلام. 69 – في جوامع الجامع فإذا جاء امرنا وفار التنور الاية روى انه قيل لنوح عليه السلام: إذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت ومن معك في السفينة: فلما


[ 544 ]

نبع الماء من التنور أخبرته امرأته فركب. 70 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن ابى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا ؟ قال: نعم قلت: ما هو ؟ قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال، وان كان فيما أنعم الله عليه في ماله حق اداه ومنه قوله تعالى انزلني منزلا مباركا وانت خير المنزلين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 71 – في من لا يحضره الفقيه قال النبي صلى الله عليه واله لعلى عليه السلام: يا على إذا نزلت منزلا فقل: اللهم انزلني منزلا مباركا وانت خير المنزلين، ترزق خيره ويدفع عنك شره. 72 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب فيما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: وإذا نزلتم منزلا فقولوا: اللهم انزلنا منزلا مباركا وأنت خير المنزلين. 73 – في نهج البلاغة ايها الناس ان الله قد أعاذكم ممن أن يجور عليكم ولم يعذكم من أن يبتليكم، وقد قال جل من قائل: ان في ذلك لايات وان كنا لمبتلين. 74 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: فجعلناهم غثاءا الغثاء اليابس الهامد من نبات الارض (1). 75 – وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: وجعلنا ابن مريم و امه آية الى قوله ومعين قال: الربوة الحيرة، وذات قرار ومعين الكوفة. 76 – في مجمع البيان ” وآويناهما الى ربوة ذات قرار ومعين ” وقيل: حيرة الكوفة وسوادها. والقرار مسجد الكوفة والمعين الفرات عن أبى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام، وفى جوامع الجامع مثله. 77 – وفى مجمع البيان يا ايها الرسل كلوا ممن الطيبات وروى عن النبي


(1) الهامد: اليابس من النبات والشجر.

[ 545 ]

صلى الله عليه واله ان الله طيب لا يقبل الا طيبا، وانه أمر المؤمنين بما امر به المرسلين، فقال: ” يا ايها الرسل كلوا من الطيبات ” وقال: ” يا ايها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم “. 77 – في تفسير على بن ابراهيم امة واحدة قال: على مذهب واحد. 78 – وقوله عزوجل: كل حزب بما لديهم فرحون قال: كل من اختار لنفسه دينا فهو فرح به. 79 – في نهج البلاغة فلو رخص الله في الكبر لاحد لرخص لانبياءه ورسله، ولكنه سبحانه كره لهم التكابر ورضى لهم لتواضع، فالصقوا بالارض خدودهم، و عفروا في التراب وجوههم، وخفضوا أجنحتهم للمؤمنين، فكونوا قوما مستضعفين قد اختبرهم الله بالمخمصة، وابتلاهم بالمجهدة، وامتحنهم بالمخاوف ومحصهم بالمكاره، فلا تعتبروا الرضا والسخط بالمال والولد جهلا بمواقع الفتنة والاختبار في موضع الغنا والاقتار، فقد قال سبحانه: أيحسبون انما نمدهم به من مال و بنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون فان الله سبحانه يختبر عباده المستكبرين في أنفسهم بأوليائه المستضعفين في أعينهم. 80 – في مجمع البيان ” أيحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ” وروى السكوني عن أبى عبد الله عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله تعالى يقول: يحزن عبدى المؤمن إذا قترت عليه شيئا من الدنيا، وذلك أقرب له منى، ويفرح إذا بسطت له الدنيا، وذلك أبعد له منى، ثم تلا هذه الاية الى قوله: ” بل لا يشعرون ” ثم قال: ان ذلك فتنة لهم. 81 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان المنقرى عن حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان قدرت أن لا تعرف فافعل، وما عليك ان لا يثنى عليك الناس، وما عليك ان تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله، ثم قال:


[ 546 ]

انى (1) على بن أبى طالب لا خير في العيش الا لرجلين، رجل يزداد كل يوم خيرا، ورجل يتدارك منيته بالتوبة، وأنى له بالتوبة، والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله تبارك وتعالى منه الا بولايتنا أهل البيت، ألا ومن عرف حقنا ورجا الثواب فينا ورضى بقوته نصف مد في كل يوم وما ستر عورته وما اكن رأسه وهم والله في ذلك خائفون وجلون ودوا انه حظهم من الدنيا، وكذلك وصفهم الله عزوجل فقال: والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون ثم قال: ما الذى أتوا، اتوا والله مع الطاعة والمحبة والولاية وهم في ذلك خائفون ليس خوفهم خوف شك ولكنهم خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا. 82 – في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر عزوجل من يريد بهم الخير فقال: ” ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون ” الى قوله: ” يؤتون ما آتوا ” قال: من العبادة والطاعة. 83 – في روضة الكافي وهيب عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ” قال: هي شفاعتهم و رجاؤهم يخافون أن ترد عليهم أعمالهم ان لم يطيعوا الله عز ذكره ويرجون ان يقبل منهم. 84 – في مجمع البيان ” وقلوبهم وجلة ” وقال أبو عبد الله عليه السلام: معناه خائفة ان لا يقبل منهم وفى رواية اخرى أتى وهو خائف راج. 85 – في محاسن البرقى عنه عن الحسن بن على بن فضال عن أبى جميلة عن محمد الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون ” قال: يعملون ما عملوا وهم يعلمون انهم يثابون عليه. 86 – وروى عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: يعملون و يعلمون انهم سيثابون عليه. 87 – عنه عن أبيه عن ابن سنان عن ابن بكير عن زرارة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لو ان العباد وصفوا الحق وعملوا به ولم تعقد قلوبهم على انه الحق


(1) كذا في النسخ ولم أظفر على الحديث في مظانه في كتاب الكافي.

[ 547 ]

ما انتفعوا. 88 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن على بن حديد عن منصور بن يونس عن حارث بن المغيرة أو أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام قال قلت له: ما كان في وصية لقمان ؟ قال: كان فيها الاعاجيب وكان أعجب ما كان فيها ان قال: خف الله عزوجل خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك، وارج الله رجاءا لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك. 89 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن النعمان عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان مما حفظ من خطب النبي صلى الله عليه واله انه قال: الا ان المؤمن يعمل بين مخافتين، بين أجل قد مضى لا يدرى ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقى لا يدرى ما الله عزوجل قاض فيه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 90 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون يقول: هو على بن أبى طالب صلوات الله عليه لم يسبقه أحد. 91 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في مناقب زين العابدين عليه السلام وكان إذا دخل شهر رمضان يكتب على غلمانه ذنوبهم حتى إذا كان آخر ليلة دعاهم ثم اظهر الكتاب وقال: يا فلان فعلت كذا وكذا ولم أؤدبك ؟ فيقرون اجمع فيقوم وسطهم ويقول لهم: ارفعوا أصواتكم وقولوا: يا على بن الحسين ربك قد أحصى عليك ما عملت كما أحصيت علينا ولديه كتاب ينطق بالحق لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها فاذكر ذل مقامك بين يدى ربك الذى لا يظلم مثقال ذرة وكفى بالله شهيدا، فاعف واصفح يعف عنك المليك لقوله تعالى: ” وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون ان يغفر الله لكم ” ويبكى وينوح. 92 – في جوامع الجامع حتى إذا خذنا مترفيهم بالعذاب والعذاب قتلهم يوم بدر، أو الجوع حين دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه واله فقال: اللهم اشدد وطأتك على مضر


[ 548 ]

واجعلها عليهم سنين كسنى يوسف (1) فابتلاهم الله بالقحط حتى اكلوا الجيف والكلاب والعظام المحترقة والقد (2) والاولاد. وفى مجمع البيان ذكر نحو الثاني ونقله قولا عن الضحاك. 93 – وفى جوامع الجامع – ام جاءهم ما لم يأت آبائهم الاولين حيث خافوا الله فآمنوا به وأطاعوه، وآباءهم اسمعيل وأعقابه وعن النبي صلى الله عليه واله: لا تسبوا مضر ولا ربيعة فانهما كانا مسلمين، ولا تسبوا الحارث بن كعب ولا أسد بن خزيمة ولاتميم بن مر فانهم كانوا على الاسلام، وما شككتم فيه من شئ فلا تشكوا في ان تبعا كان مسلما. 94 – في تفسير على بن ابراهيم – ولو اتبع الحق اهوائهم لفسدت السموات والارض ومن فيهن قال: الحق رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلام. 95 – وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ام تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين يقول: ام تسألهم أجرا فأجر ربك خير وقوله: وانك لتدعوهم الى صراط مستقيم قال: الى ولاية أمير المؤمنين. 96 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده الى النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه واله لعلى عليه السلام، من أحبك لدينك واخذ بسبيلك فهو ممن هدى الى صراط مستقيم، ومن رغب عن هواك وأبغضك وانجلاك لقى الله يوم القيامة لا خلاق له. 97 – في تفسير على بن ابراهيم قال: وان الذين لا يؤمنون بالاخرة عن الصراط لناكبون قال: عن الامام لحادون.


(1) قال الجزرى: الوطأة في الاصل: الدوس بالقدم، فسمى به لغزو والقتل: لان من يطأ الشئ برجله فقد استقصى في اهلاكه واهانته ومنه الحديث اللهم أشدد وطأتك على مضر أي خذهم أخذا شديدا، وقال: السنة: الجدب. (2) القد: الاناء من جلد، والنعل لم يجرد من الشعر. وفى بعض النسخ ” القدر ” لكن المختار هو الموافق للمصدر ايضا.

[ 549 ]

98 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الهيثم بن واقد عن صفوان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف العباد نفسه، ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذى يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فانهم عن الصراط لناكبون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 99 – في روضة الكافي خطبة مسندة لامير المؤمنين عليه السلام: وهى خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام وقد ذكر الاشقيين: يقول لقرينه إذا التقيا: ” يا ليت بينى وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ” فيجيبه الاشقى على رثوثة: ” يا ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد إذ جائنى وكان الشيطان للانسان خذولا ” فأنا الذكر الذى عنه ضل، والسبيل الذى عنه مال، والايمان الذى به كفر، والقرآن الذى اياه هجر، والدين الذى به كذب، والصراط الذى عنه نكب. 100 – في جوامع الجامع – ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون ولما أسلم ثمامة بن اثال الحنفي ولحق باليمامة ومنع الميرة من أهل مكة وأخذهم الله بالسنين حتى أكلوا العلهز وهو دم القراد مع الصوف، جاء أبو سفيان بن حرب الى رسول الله صلى الله عليه واله فقال له: انشدك الله والرحم، ألست تزعم انك بعثت رحمة للعالمين ؟ فقال: بلى، فقال له: قتلت الاباء بالسيف والابناء بالجوع. 101 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن ابن أبى عمير عن ابى أيوب عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل، فما استكانوا لربهم و ما يتضرعون فقال: الاستكانة هو الخضوع، والتضرع هو رفع اليدين والتضرع بهما. 102 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابى أيوب عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ” قال: الاستكانة هي الخضوع، والتضرع رفع اليدين والتضرع بهما.


[ 550 ]

103 – في مجمع البيان وروى عن مقاتل بن حيان عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه واله: رفع الايدى من الاستكانة، قلت: وما الاستكانة ؟ قال: الا تقرء هذه الاية: ” فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ” أورده الثعلبي والواحدي في تفسيريهما. 104 – وقال أبو عبد الله عليه السلام: الاستكانة الدعاء والتضرع رفع اليدين في الصلوة. 105 – حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد وذلك حين دعا النبي صلى الله عليه واله عليهم فقال: اللهم اجعلها عليهم سنين كسنى يوسف فجاعوا حتى أكلوا العلهز وهو الوبر بالدم، وقال أبو جعفر عليه السلام: هو في الرجعة. قال عز من قائل: وهو الذى انشأ لكم السمع والابصار الاية. 106 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: اعجبوا لهذا الانسان ينظر بشحم ويتكلم بلحم ويسمع بعظم ويتنفس من خرم (1). 107 – في تفسير على بن ابراهيم ثم رد الله عزوجل على الثنوية الذين قالوا بالهين فقال: ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله إذا لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض قال: لو كانا الهين كما زعمتم لطلب كل وآحد منهما العلو، وإذا شاء واحد أن يخلق انسانا شاء الاخر أن يخالفه فيخلق بهيمة، فيكون الخلق منهما على مشيتهما واختلاف ارادتهما انسانا وبهيمة في حالة واحدة، فهذا من أعظم المحال غير موجود، وإذا بطل هذا ولم يكن بينهما اختلاف بطل الاثنان، وكان واحدا، فهذا التدبير واتصاله وقوام بعضه ببعض يدل على صانع واحد، وهو قول الله عزوجل: ” ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله إذا لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض ” وقوله: لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا. 108 – في كتاب التوحيد باسناده الى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبى الحسن


(1) الخرم: الثقب والشق.

[ 551 ]

عليه السلام حديث طويل وفى آخره قلت: جعلت فداك بقيت مسألة قال: هات لله أبوك، قلت: يعلم القديم الشئ الذى لم يكن ان لو كان كيف كان يكون ؟ قال: ويحك ان مسائلك لصعبة، أما سمعت الله يقول: ” لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا ” وقوله: ” ولعلا بعضهم على بعض ” وقال يحكى قول اهل النار: ” ارجعنا نعمل صالحا غير الذى كنا نعمل ” وقال: ” ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ” فقد علم الشئ الذى لم يكن ان لو كان كيف كان يكون. 109 – في كتاب معاني الاخبار باسناده الى ثعلبة بن ميمون عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: عالم الغيب والشهادة فقال: عالم الغيب ما لم يكن، والشهادة ما قد كان. 110 – في مجمع البيان وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده عن أبى صالح عن ابن عباس وجابر بن عبد الله انهما سمعا رسول الله صلى الله عليه واله يقول في حجة الوداع وهو بمنى: لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، وايم الله لئن فعلتموها لتعرفني في كتيبة يضاربونكم قال: فغمز من خلفه منكبه الايسر فالتفت فقال: أو على فنزل: قل رب اما ترينى الايات. 111 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بعث أمير المؤمنين عليه السلام الى بشر بن عطارد التيمى في كلام بلغه فمر به رسول أمير المؤمنين عليه السلام في بنى أسد وأخذه، فقام إليه نعيم بن دجاجة الاسدي فأفلته (1) فبعث إليه أمير المؤمنين عليه السلام فأتوه به وامر به أن يضرب فقال نعيم: أما والله ان المقام معك لذل وان فراقك لكفر ؟ قال: فلما سمع ذلك منه قال له: قد عفونا عنك ان الله عزوجل يقول: ادفع بالتى هي احسن السيئة اما قولك: ان المقام معك لذل فسيئة اكتسبتها، واما قولك: وان فراقك لكفر فحسنة اكتسبتها فهذه بهذه فأمر ان يخلى عنه. 112 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عمن أخبره


(1) أي خلصه من يده.

[ 552 ]

عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: ” ادفع بالتى هي أحسن السيئة ” قال: التى هو أحسن التقية، ” فإذا الذى بينك وبينه عداوة كانه ولى حميم “. 113 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: وقل رب اعوذ بك من همزات الشياطين قال: ما يقع في قلبك من وسوسة الشياطين. 114 – في كتاب ثواب الاعمال وذكر أحمد بن أبي عبد الله ان في رواية أبى بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من منع الزكوة سأل الرجعة عند الموت، وهو قول الله عزوجل: حتى إذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت. 115 – في الكافي يونس عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من منع قيراطا من الزكوة فليس بمؤمن ولا مسلم، وهو قوله تعالى: ” رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت “. 116 – أحمد بن محمد عن على بن الحسين عن وهيب بن حفص عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من منع الزكوة سأل الرجعة عند الموت، وهو قول الله تعالى: ” رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت “. 117 – في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه واله لعلى عليه السلام: يا على تارك الزكوة يسأل الرجعة الى الدنيا، وذلك قول الله عزوجل: ” حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون ” الاية. 118 – في امالي الصدوق رحمه الله عن الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: إذا مات الكافر شيعه سبعون الفا منم الزبانية الى قبره، وانه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كل شئ الا الثقلان ويقول: ” لو ان لى كرة فأكون من المؤمنين ” ويقول: ” رب ارجعون اعمل صالحا فيما تركت ” فتجيبه الزبانية ” كلا انها كلمة انت قائلها ” 119 – في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك يعرف القديم سبحانه الشئ الذى لم


[ 553 ]

يكن ان لو كان كيف كان يكون ؟ قال: ويحك ان مسألتك لصعبة، أما قرأت قوله عزوجل الى قوله: وقال – يحكى قول الاشقياء -: ” رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها ” فقد علم الشئ الذى لم يكن ان لو كان كيف كان يكون. 120 – في تفسير على بن ابراهيم قوله عزوجل: ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون قال: البرزخ هو امر بين امرين وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والاخرة وهو قول الصادق عليه السلام: والله ما أخاف عليكم الا البرزخ، واما إذا صار الامر الينا فنحن أولى بكم. 121 – وقال على بن الحسين عليهما السلام: ان القبر اما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار. 122 – وفيه ايضا وقوله: ” ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون ” فقال الصادق عليه السلام: البرزخ القبر وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والاخرة، والدليل على ذلك قول العالم عليه السلام: والله ما نخاف عليكم الا البرزخ. 123 – في كتاب الخصال عن الزهري قال قال على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليه السلام: أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات: الساعة التى يعاين فيها ملك الموت، والساعة التى يقوم فيها من قبره، والساعة التى يقوم فيها بين يدى الله، فاما الى الجنة واما الى النار، ثم قال: ان نجوت يا ابن آدم عند الموت فانت أنت و الا هلكت، وان نجوت يا بن آدم حين توضع في قبرك فأنت أنت والا هلكت، وان نجوت حين تحمل الناس على الصراط فأنت أنت والا هلكت، وان نجوت يا ابن آدم حين تقول لرب العالمين فأنت أنت والا هلكت، ثم تلا: ” ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون ” وقال: هو القبر، وان لهم فيها لمعيشة ضنكا، والله ان القبر لروضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار. 124 – في الكافي محمد بن يحيى عن عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن


[ 554 ]

محمد عن عبد الرحمان بن حماد عن عمر بن يزيد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: انى سمعتك وأنت تقول: كل شيعتنا في الجنة على ما كان فيهم ؟ قال: صدقتك كلهم والله في الجنة، قال: قلت: جعلت فداك ان الذنوب كثيرة كبار ؟ فقال: اما في القيامة فكلكم في الجنة بشفاعة النبي المطاع أو وصى النبي، ولكني والله أتخوف عليكم في البرزخ، قلت: وما البرزخ ؟ فقال: القبر منذ حين موته الى يوم القيامة. 125 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: سلكوا في بطون البرزخ سبيلا سلطت الارض عليهم فيه، فأكلت لحومهم وشربت من دمائهم فاصبحوا في فجوات قبورهم جمادا لا ينمون وضمارا لا يوجدون، لا يفزعهم ورود الاهوال ولا يحزنهم تنكر الاحوال، و لا يحفلون بالرواجف، ولا يأذنون للقواصف، غيبا لا ينتظرون، وشهودا لا يحضرون وانما كانوا جميعا فتشتتوا، والافا فافترقوا، وما عن طول عهدهم ولا بعد محلهم عميت أخبارهم وصمت ديارهم، ولكنهم سقوا كأسا بدلتهم بالنطق خرسا وبالسمع صمما، وبالحركات سكونا فكأنهم في ارتجال الصفة صرعى سبات، جيران لا يتأنسون وأحباء لا يتزاورون، بليت بينهم عرى التعارف، وانقطعت منهم أسباب الاخاء فكلهم وحيد وهم جميع، وبجانب الهجر وهم أخلاء لا يتعارفون لليل صباحا ولا لنهار مساءا أي الجديدين ظعنوا فيه كان عليهم سرمدا شاهدوا من أخطار دارهم أفظع مما خافوا ورأوا من آياتها أعظم مما قد روا، فكلا الغايتين مدت لهم الى مباءة، فأتت مبالغ الخوف والرجاء فلو كانوا ينطقون بها لعيوا بصفة ما شاهدوا وما عاينوا (1)


(1) قوله عليه السلام: ” في فجوات ” هي جمع فجوة: وهى الفرجة المتسعة بين الشيئين. ” وجمادا لا ينمون ” قال الشارح المغزلى أي خرجوا عن صورة الحيوانية الى صورة الجماد الذى لا ينمى ولا يزيد، ويروى لا ينمون بتشديد الميم من النميمة وهى الهمس والحركة ومنه قولهم اسكت الله نامته في قول من شدد ولم يهمز ” وضمارا ” يقال لكل ما لا يرجى من الدين والوعد، وكل ما لا تكون منه على ثقة ضمار ” لا يحفلون بالرواجف ” أي لا يكترثون بالزلازل ” ولا ياذنون للقواصف ” أي لا يسمعون الاصوات الشديدة، اذنت لكذا أي سمعته، وجمع لغائب =

[ 555 ]

126 – في الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن خالد بن عمارة عن أبى بصير: قال أبو عبد الله عليه السلام إذا حيل بينه (1) وبين الكلام أتاه رسول الله صلى الله عليه واله ومن شاء الله (2) فجلس رسول الله عن يمينه والاخر عن يساره، فيقول له رسول الله: اما ما كنت ترجو فهو ذا أمامك، واما ما كنت تخاف منه فقد أمنت منه، ثم يفتح له بابا الى الجنة فيقول: هذا منزلك من الجنة، فان شئت رددناك الى الدنيا ولك فيها ذهب وفضة، فيقول: لا حجة لى في الدنيا، فعند ذلك يبيض لونه ويرشح جبينه وتقلص شفتاه (3) وتنشر منخراه وتدمع عينه اليسرى، فأى هذه العلامات رأيت فاكتف بها فإذا خرجت النفس من الجسد فيعرض عليها كما يعرض عليه وهى في الجسد، فتختار الاخرة فيغسله فيمن يغسله، ويقلبه فيمن يقلبه فإذا أدرج في أكفانه ووضع على سريره خرجت روحه تمشى بين أيدى القوم قدما، تلقاه أرواح المؤمنين يسلمون عليه و يبشرونه بما أعد الله له جل ثناؤه من النعيم، فإذا وضع في قبره رد إليه الروح الى وركيه (4) ثم يسأل عما يعلم، فإذا جاء بما يعلم فتح له ذلك الباب الذى أراه رسول الله صلى الله عليه واله فيدخل عليه من نورها وبردها وطيب ريحها، قال: قلت: جعلت فداك فاين ضغطة القبر ؟ فقال: هيهات ما على المؤمنين شئ والله ان هذه الارض لتفتخر على هذه فتقول وطئ على ظهرى مؤمن ولم يطأ على ظهرك مؤمن، وتقول له الارض: والله لقد كنت أحبك وأنت تمشى على ظهرى، فاما إذا وليتك فستعلم ماذا أصنع بك فتفسح له مد بصره


= غيب وغيب وكلاهما مروى هيهنا، والاف جمع آلف، ككفار جمع كافر. وقوله عليه السلام: ” فكأنهم في ارتجال الصفة ” أي إذا وصفهم الواصف مرتجلا غير مترو في الصفة ولا متهيى ” للقول والسبات: النوم والمباءة: المنزل. (1) الى المحتضر. (2) كنى بمن شاء الله عن أمير المؤمنين عليه السلام، وانما لم يصرح به كتمانا على المخالفين المنكرين. (3) قلص الشفتين: انزوائهما. (4) الورك – ككتف -: ما فوق الفخذ كالكتف فوق العضد

[ 556 ]

127 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدى عن ابن أبى يعفور قال: كان خطاب الجهنى خليطا لنا وكان شديد النصب لال محمد و كان يصحب نجدة الحروري (1) قال: فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقية، فإذا هو مغمى عليه في حد الموت، فسمعته يقول: مالى ولك يا على عليه السلام ؟ ! فأخبرت بذلك أبا عبد الله عليه السلام، فقال أبو عبد الله: رآه ورب الكعبة رآه ورب الكعبة. 128 – على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: أرأيت الميت إذا مات لم يجعل معه الجريدة ؟ قال: تجافى عنه العذاب والحساب ما دام العود رطبا قال: والعذاب كله في يوم واحد في ساعة واحدة قدر ما يدخل القبر ويرجع القوم، وانما جعلت السعفتان (2) لذلك فلا يصيبه عذاب ولا حساب بعد جفوفهما ان شاء الله. 129 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمان بن أبى هاشم عن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما من موضع قبر الا وهو ينطق كل يوم ثلاث مرات: أنا بيت التراب، انا بيت البلى، انا بيت الدود، قال: فإذا دخله عبد مؤمن قال: مرحبا واهلا، أما والله لقد كنت أحبك وأنت تمشى على ظهرى فكيف إذا دخلت بطني فسترى ذلك ؟ قال فيفسح له مد البصر ويفتح له باب يرى مقعدة من الجنة، قال: ويخرج من ذلك رجل لم تر عيناه شيئا احسن منه، فيقول: يا عبد الله ما رأيت شيئا قط أحسن منك ؟ فيقول: انا رأيك الحسن الذى كنت عليه وعملك الصالح الذى كنت تعمله، قال: ثم تؤخذ روحه فيوضع في الجنة حيث رأى منزله، ثم يقال له: نم قرير العين فلا يزال نفحة من الجنة تصيب جسده، ويجد لذتها وطيبها حتى يبعث. قال: وإذا دخل الكافر قالت له: لا مرحبا بك ولا أهلا، اما والله لقد كنت ابغضك وأنت تمشى على ظهرى فكيف إذا دخلت بطني سترى ذلك، قال: فتضم


(1) الحرورية: طائفة من الخوارج منسوبة الى حروراء وهى قرية بالكوفة رئيسهم نجدة (2) السعفة: الجريدة من النخل.

[ 557 ]

عليه فتجعله رميما ويعاد كما كان، ويفتح له باب الى النار فيرى مقعده من النار، ثم قال: ثم انه يخرج منه رجل أقبح من راى قط قال: فيقول له: يا عبد الله من أنت ما رأيت شيئا اقبح منك ؟ قال: فيقول: أنا عملك السيئ الذى كنت تعمله ورأيك الخبيث، قال: ثم تؤخذ روحه فتوضع حيث راى مقعده من النار، ثم لم تزل نفخة من النار تصيب جسده فيجد ألمها وحرها في جسده الى يوم يبعث، ويسلط الله على روحه تسعة وتسعين تنينا تنهشه (1) ليس فيها تنين ينفخ على وجه الارض فتنبت شيئا. 130 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن على عن غالب بن عثمان عن بشير الدهان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان للقبر كلاما كل يوم يقول: انا بيت الغربة أنا بيت الوحشة، انا بيت الدود، انا القبر، أنا روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار. 131 – على بن محمد عن على بن الحسن عن حسين بن راشد عن المرتجل بن معمر عن ذريح المحاربي عن عبادة الاسدي عن حبة العرنى قال: خرجت مع أمير – المؤمنين عليه السلام الى الظهر (2) فوقف بواد السلام كأنه مخاطب لاقوام، فقمت لقيامه حتى أعييت ثم جلست حتى مللت، ثم قمت حتى نالنى مثل ما نالنى اولا، ثم جلست حتى مللت ثم قمت وجمعت ردائي، فقلت: يا امير المؤمنين انى قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة ؟ ثم طرحت الرداء ليجلس عليه فقال لى: يا حبة ان هو الا محادثة مؤمن أو مؤانسة، قال: قلت: يا أمير المؤمنين وانهم لكذلك ؟ قال: نعم ولو كشف لك لرأيتهم حلقا حلقا محتبين (3) يتحادثون، فقلت: أجسام أم أرواح ؟ فقال: أرواح، وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الارض الا قيل لروحه: الحقى بوادي السلام وانها لبقعة من جنة عدن.


(1) التنين: الحية العظيمة. (2) أي الى ظهر الكوفة (3) من احتبى بالثواب: اشتمل به. وقيل: جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها ليستند، إذ لم يكن للعرب في البوادى جدران تستند إليها في مجالسها.

[ 558 ]

132 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن على عن أحمد بن عمر رفعه الى أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ان أخى ببغداد وأخاف أن يموت بها ؟ فقال: ما يبالى حيث ما مات، اما انه لا يبقى مؤمن في شرق الارض وغربها الا حشر الله روحه الى وادى السلام، قلت له: وأين وادى السلام ؟ قال: ظهر الكوفة، أما انى كأنى بهم حلق حلق قعود يتحدثون. 133 – على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن أبى ولاد الحناط عن أبى عبد الله عليه السلام قلت له: جعلت فداك يروون ان أرواح المؤمنين في حواصل طيور (1) خضر حول العرش، فقال: لا، المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير، لكن في أبدان كأبدانهم. 134 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمان بن أبى نجران عن مثنى الحناط عن أبى بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان أرواح المؤمنين لفى شجرة من الجنة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها، ويقولون: ربنا أقم الساعة لنا و انجز لنا ما وعدتنا وألحق آخرنا بأولنا. 135 – سهل بن زياد عن اسمعيل بن مهران عن درست بن أبى منصور عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الارواح في صفة الاجساد في شجرة في الجنة، تتعارف وتتسائل، فإذا قدمت الروح على الارواح تقول: دعوها فانها قد أقبلت من هول عظيم، ثم يسألونها: ما فعل فلان وما فعل فلان ؟ فان قالت لهم: تركته حيا ارتجوه، وان قالت لهم: قد هلك قالوا: قد هوى هوى (2). 136 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن محمد بن عثمان عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أرواح المؤمنين ؟ فقال: في حجرات في الجنة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها، ويقولون: ربنا أقم لنا الساعة و


(1) الحواصل جمع الحوصلة وهى من الطير بمنزلة المعدة للانسان. (2) قال المجلسي (ره): أي سقط الى دركات الجحيم، إذ لو كان من السعداء لكان يلحق بنا.

[ 559 ]

انجز لنا ما وعدتنا والحق آخرنا بأولنا. 137 – على عن أبيه عن محسن بن أحمد عن محمد بن حماد عن يونس بن يعقوب عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا مات الميت اجتمعوا عنده يسألونه عمن مضى وعمن بقى فان كان مات ولم يرد عليهم قالوا: قد هوى هوى، ويقول بعضهم لبعض: دعوه حتى يسكن مما مر عليه من الموت. 138 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن القاسم بن محمد عن الحسين بن أحمد عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام فقال: ما يقول الناس في أرواح المؤمنين ؟ فقلت: يقولون: تكون في حواصل طيور خضر في قناديل تحت العرش، فقال أبو عبد الله عليه السلام: سبحان الله المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير، يا يونس إذا كان ذلك أتاه محمد صلى الله عليه واله وعلى و فاطمة والحسن والحسين والملائكة المقربون عليهم السلام فإذا قبضه الله عزوجل صير تلك الروح في قالب كقالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون، فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التى كانت في الدنيا. 139 – محمد عن أحمد عن الحسين بن سعيد عن أخيه الحسن عن زرعة عن أبى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: انا نتحدث عن أرواح المؤمنين انها في حواصل طيور خضر ترعى في الجنة وتأوى الى قناديل تحت العرش ؟ فقال: لا، اذن ما هي في حواصل طير. قلت: فأين هي ؟ قال: في روضة كهيئة الاجساد في الجنة. 140 – على عن أبيه عن أبى عمير عن محمد بن عثمان عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن أرواح المشركين فقال: في النار يعذبون يقولون: ربنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ولا تلحق آخرنا بأولنا. 141 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمان بن أبى نجران عن مثنى عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان أرواح الكفار في نار جهنم يعرضون عليها يقولون: ربنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ولا تلحق آخرنا باولنا.


[ 560 ]

142 – محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد باسناد له قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: شر بئر في النار برهوت الذى فيه أرواح الكفار. 143 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمد الاشعري عن القداح عن أبى عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: شر ماء على وجه الارض ماء برهوت، وهو الذى بحضرموت ترده هام الكفار. (1) 144 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمن ن ابى نجران عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: انما يسأل في قبره من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا، وما سوى ذلك فيلهى عنه. (2) 145 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحجال عن ثعلبة عن أبى بكر الحضرمي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يسأل في القبر الا من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا، والاخرون يلهون عنهم. 146 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يسأل في القبر الا من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا. 147 – عن احمد بن محمد عن الحسين عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن


(1) هام جمع هامة وهى الصدى ورئيس القوم، والصدى الرجل اللطيف الجسد، والجسد من الادمى بعد موته، وطائر يخرج من رأس المقتول إذا بلى بزعم الجاهلية، و كانوا يزعمون ان عظام الميت تصير هامة فتطير على قبره والمراد بالهامة هنا ارواح الكفار وأبدانهم المثالية، قاله المحدث الكاشانى (ره) (2) قوله عليه السلام ” محض الايمان. ” محض على صيغة الفعل أي اخلص وقوله عليه السلام: ” فيلهى ” ليس على معناه الحقيقي بل هو كناية عن عدم التعرض لهم في سؤال ما دون الايمان والكفر، كذا في هامش المصدر.

[ 561 ]

هارون بن خارجة عن أبى بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يسأل وهو مضغوط. 148 – عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن على بن أبي حمزة عن أبى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أيفلت (1) من ضغطة القبر أحد ؟ قال: فقال: نعوذ بالله منها، ما أقل من يفلت من ضغطة القبر، وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 149 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمان عن عبد الله بن القاسم عن أبى بكر الحضرمي قال: قلت لابي – جعفر عليه السلام: اصلحك الله من المسئولون في قبورهم ؟ قال: من محض الايمان ومن محض الكفر، قال: قلت فبقية هذا الخلق ؟ قال: يلهو والله عنهم ما يعبأ بهم قال: قلت: وعم يسألون ؟ قال: عن الحجة القائمة بين أظهركم فيقال للمؤمن: ما تقول في فلان بن فلان، فيقول: ذاك امامى، فيقال: نم أنام الله عينك، ويفتح له باب من الجنة فلا يزال يتحفه من روحها الى يوم القيامة، ويقال للكافر: ما تقول في فلان بن فلان ؟ قال: فيقول: قد سمعت به وما أدرى ما هو ؟ قال: فيقال له: لا دريت، قال: ويفتح له باب من النار فلا يزال ينفحه (2) من حرها الى يوم القيامة. 150 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن ضريس الكناسى قال: سألت أبا جعفر عليه السلام ان الناس يذكرون ان فراتنا يخرج من الجنة فكيف وهو يقبل من المغرب وتصب فيه العيون والاودية ؟ قال: فقال أبو جعفر عليه السلام وانا اسمع: ان لله جنة خلقها الله في المغرب، وماء فراتكم يخرج منها واليها تخرج أرواح المؤمنين من حفرهم عند كل مساء، فتسقط على ثمارها وتأكل منها وتتنعم فيها وتتلاقى وتتعارف، فإذا طلع الفجر هاجت من الجنة فكانت في الهواء فيهما بين السماء والارض تطير ذاهبة و


(1) من الافلات أي يخلص. (2) من نفح الريح: هبت وفى المصدر ” يتحفه ” وهو الاظهر بقرينة صدر الحديث.

[ 562 ]

جائية، وتعهد حفرها إذا طلعت الشمس وتتلاقى في الهواء وتتعارف، قال: وان لله نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار ويأكلون من زقومها ويشربون من حميمها ليلهم، فإذا طلع الفجر هاجت الى واد باليمن يقال له: برهوت أشد حرا من نيران الدنيا، كانوا فيه يتلاقون ويتعارفون، فإذا كان المساء عادوا الى النار، فهم كذلك الى يوم القيامة، قال: قلت: أصلحك الله فما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد صلى الله عليه واله من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم امام ولا يعرفون ولايتكم ؟ فقال: أما هؤلاء فانهم في حفرهم لا يخرجون منها فمن كان منهم له عمل صالح ولم يظهر له عداوة فانه يخد له خد الى الجنة التى خلقها الله في المغرب فيدخل عليه منها الروح في حفرته الى يوم القيامة، فليقى الله فيحاسبه بحسناته وسيئاته، فاما الى النار واما الجنة، فهؤلاء موقوفون لامر الله قال وكذلك يفعل بالمستضعفين والبله والاطفال واولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم، فاما النصاب من أهل القبلة فانهم يخد لهم خد الى النار التى خلقها الله عزوجل في المشرق فيدخل عليهم منها اللهب والشرور والدخان وفورة الحميم الى يوم القيامة، ثم مصيرهم الى الحميم ” ثم في النار يسجرون ثم قيل لهم اين ما كنتم تدعون من دون الله ” أين امامكم الذى اتخذتموه دون الامام الذى جعله الله للناس اماما. 151 – في عيون الاخبار في باب قول الرضا عليه السلام لاخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه باسناده الى ابراهيم بن محمد الثقفى قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: من أحب عاصيا فهو عاص، ومن أحب مطيعا فهو مطيع، ومن أعان ظالما فهو ظالم، و من خذل ظالما فهو عادل، انه ليس بين الله وبين أحد قرابة ولا ينال أحد ولاية الله الا بالطاعة ولقد قال رسول الله صلى الله عليه واله لبنى عبد المطلب: ايتونى باعمالكم لا بأحسابكم وأنسابكم قال الله تبارك وتعالى: فإذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون.


[ 563 ]

152 – في تفسير على بن ابراهيم قال الصادق عليه السلام: لا يتقدم يوم القيامة أحد الا بالاعمال، والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه واله: ايها الناس ان العربية ليست بأب والد (1) وانما هو لسان ناطق فمن تكلم به فهو عربي، الا انكم ولد آدم وآدم من تراب وأكرمكم عند الله أتقاكم والدليل على ذلك قول الله: ” فإذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يؤمئذ ولا يتسائلون فمن ثقلت موازينه ” قال: بالاعمال الحسنة ” فاولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه ” قال: من تلك الاعمال الحسنة ” فاولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون “. 153 – وفيه ايضا حدثنى أبى عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام ان صفية بنت عبد المطلب مات ابن لها فأقبلت فقال لها عمر: غطى قرطك فان قرابتك من رسول الله لا تنفعك شيئا، فقالت له: هل رأيت لى قرطا يا بن اللخناء، ثم دخلت على رسول الله صلى الله عليه واله فأخبرته بذلك وبكت فخرج رسول الله فنادى: الصلوة فاجتمع الناس فقال: ما بال أقوام يزعمون قرابتي لا تنفع، لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في خارجكم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 154 – في مجمع البيان وقال صلى الله عليه واله: كل حسب ونسب منقطع الا حسبى ونسبي. 155 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في مناقب زين العابدين عليه السلام: طاوس الفقيه: رأيته يطوف من العشاء الى السحر ويتعبد، فلما لم ير أحدا رمق الى السماء بطرفه (2) وقال: الهى غارت نجوم سماواتك، وهجعت (3) عيون أنامك وأبوابك مفتحات للسائلين، جئتك لتغفر لى وترحمني وتريني وجه محمد صلى الله عليه واله في عرصات القيامة ثم بكى وقال: وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وما عصيتك إذ عصيتك و


(1) وفى المصدر: ليست باب وجد “. (2) رمقة: أطال النظر إليه. (3) هجع: نام

[ 564 ]

أنا بك شاك، ولا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرض ولكن سولت لى نفسي وأعانني على ذلك سترك المرخى به على، فأنا الان من عذابك من يستنقذنى ؟ وبحبل من أعتصم ان قطعت حبلك عنى، فوا سوأتاه غدا من الوقوف بين يديك إذا قيل للمخفين: جوزوا وللمثقلين حطوا أم مع المخفين أجوز ؟ أم مع المثقلين أحط ؟ ويلى كلما طال عمرى كثرت خطاياى ولم أتب، أما آن لى أن أستحى من ربى، ثم بكى وأنشأ يقول: أتحرقنى بالنار يا غاية المنى * فأين رجائي ثم أين محبتى أتيت بأعمال قباح ردية * وما في الورى خلق جنى كجنايتى ثم بكى وقال: سبحانك تعصى كأنك لا ترى، وتحلم كأنك لم تعص، تتودد الى خلقك بحسن الصنيع كأن لك الحاجة إليهم، وانت يا سيدى الغنى عنهم، ثم خر الى الارض ساجدا قال: فدنوت منه وشلت رأسه (1) فوضعته على ركبتي وبكيت حتى جرت دموعي على خده، فاستوى جالسا وقال: من الذى أشغلنى عن ذكر ربى ؟ فقلت له: أنا طاوس يا ابن رسول الله ما هذا الجزع والفزع ؟ ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون جافون ؟ أبوك الحسين بن على وامك فاطمة الزهراء وجدك رسول الله ! قال: فالتفت الى وقال: هيهات هيهات يا طاوس دع عنى حديث أبى وامى وجدى، خلق الله الجنة لمن أطاع وأحسن ولو كان عبدا حبشيا، وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولدا قريشا، أما سمعت قول الله تعالى: ” فإذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون ” والله لا ينفعك غدا الا تقدمه تقدمها من عمل صالح. 156 – في اصول الكافي حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام جواب لرسالة طلحة والزبير إليه عليه السلام وفيه: زعمتما انكما أخواى في الدين وابنا عمى في النسب، فاما النسب، فلا أنكره وان كان النسب مقطوعا الا ما وصله الله بالاسلام. 157 – في كتاب مقتل الحسين عليه السلام لابي مخنف رحمه الله من كلامه عليه السلام في موقف كربلاء: أما انا ابن بنت نبيكم صلوات الله عليه وآله ؟ فوالله ما بين المشرق


(1) شال الشئ: نام.

[ 565 ]

والمغرب لكم ابن بنت نبى غيرى، ومن اشعاره عليه السلام فيه ايضا: انا ابن على الحر من آل هاشم * كفانى بهذا مفخر حين افخر وفاطم امى ثم جدى محمد * وعمى يدعى ذا الجناحين جعفر ونحن ولاة الحوض نسقى محبنا * بكأس رسول الله ما ليس ينكر إذا ما اتى يوم القيامة ظامئا * الى الحوض يسقيه بكفيه حيدر ومن أشعاره عليه السلام ايضا: خيرة الله من الخلق أبى * بعد جدى فانا ابن الخيرتين امى الزهراء حقا وأبى * وارث العلم ومولى الثقلين فضة قد صفيت من ذهب * فانا الفضة وابن الذهبين والدى شمس وامى قمر * فانا الكوكب وابن القمرين عبد الله غلاما يافعا * وقريش يعبدون الوثنين (1) من له جد كجدي في الورى ؟ * أو كأمى من جميع المشرقين ؟ خصه الله بفضل وتقى * فأنا الازهر وابن الازهرين جوهر من فضة مكنونة * فانا الجوهر وابن الدرتين جدى المرسل مصباح الدجى * وأبى الموفى له بالبيعتين والذى خاتمه جاد به * حين وافى رأسه للركعتين أيده الله بطهر طاهر * صاحب الامر ببدر وحنين ذاك والله على المرتضى * ساد بالفضل على اهل الحرمين 158 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال القيامة وفيه: ومنهم أئمة الكفر وقادة الضلالة، فاولئك لا يقيم لهم يوم القيامة وزنا ولا يعبؤ بهم، لانهم لم يعبأوا بأمره ونهيه يوم القيمة، فهم في جهنم خالدون، تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون.


(1) يفع الغلام: راهق العشرين، وقيل: ترعرع وناهز البلوغ.

[ 566 ]

159 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: تلفح وجوههم النار قال: تلهب عليهم فتحرقهم وهم فيها كالحون أي مفتوحي الفم متربدى الوجوه. 160 – في كتاب التوحيد باسناده الى على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى – عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ربنا غلبت علينا شقوتنا قال: بأعمالهم شقوا. 161 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال المحشر يقول فيه وقد ذكر النبي صلى الله عليه واله: ويشهد على منافقي قومه وامته وكفارهم بالحادهم وعنادهم ونقضهم عهوده، تغييرهم سنته واعتدائهم على أهل بيته، وانقلابهم على أعقابهم وارتدادهم على أدبارهم، وأحتذائهم في ذلك سنة من تقدمهم من الامم الظالمة الخائنة لانبيائها، فيقولون باجمعهم: ” ربنا غلبت علينا شقوتنا “. 162 – في تفسير على بن ابراهيم – قالوا أخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون فبلغني والله أعلم انهم تداكوا بعضهم على بعض سبعين عاما حتى انتهوا الى قعر جهنم. 163 – في ارشاد المفيد رحمه الله باسناده الى ام سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: ان عليا وشيعته هم الفائزون. 164 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن سعد بن طريف عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين الى أن قال: ومن قرأ مأة آية كتب من الفائزين. 165 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: قال كم لبثتم في الارض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسئل العادين قال: سئل الملائكة الذين يعدون علينا الايام ويكتبون ساعاتنا واعمالنا التى اكتسبنا فيها. 166 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال: سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت له: لم خلق الله الخلق ؟ فقال:


[ 567 ]

ان الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى، بل خلقهم لاظهار قدرته، و ليكلفهم طاعته، فيستوجبوا بذلك رضوانه، وما خلقهم ليجلب منهم منفعة ولا ليدفع بهم مضرة بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم الى نعيم. 167 – وباسناده الى مسعدة بن زياد قال: قال رجل لجعفر بن محمد عليهما السلام: يابا عبد الله انا خلقنا للعجب ؟ قال: وما ذلك لله أنت ؟ قال: خلقنا للفناء ؟ فقال: مه يا ابن (1) خلقنا للبقاء، وكيف [ تفنى ] جنة لا تبيد (2) ونار لا تخمد، ولكن انما تتحول من دار الى دار.


(1) كذا في النسخ بياض بعد لفظة ” يا بن ” لكن في المصدر هكذا ” يا بن اخ. اه ” (2) لا تبيد: أي لا نهلك

[ 568 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده الى أبى عبد الله عليه السلام قال: حصنوا أموالكم وفروجكم بتلاوة سورة النور، وحصنوا بها نسائكم، فان من أدمن قرائتها في كل يوم أو في كل ليلة لم يزن أحد (1) من أهل بيته أبدا حتى يموت، فإذا مات شيعه الى قبره سبعون ألف ملك، كلهم يدعون ويستغفرون له حتى يدخل في قبره. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرأ سورة النور أعطى من الاجر عشر حسنات، بعدد كل مؤمنة ومؤمن فيما مضى وفيما بقى. 3 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا تنزلوا النساء الغرف، ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن المغزل وسورة النور. 4 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن اسباط عن عمه يعقوب بن سالم رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تعلموا نساءكم سورة يوسف، ولا تقرؤهن اياها، فان فيها الفتن وعلموهن سورة النور فان فيها المواعظ. 5 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وسورة النور انزلت بعد سورة النساء، وتصديق ذلك ان الله عزوجل أنزل عليه في سورة النساء: ” واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن اربعة منكم فان شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا ” والسبيل الذى قال الله عزوجل: سورة انزلناها وفرضناها وانزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما ماة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر وليشهد


(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفى بعض النسخ و ” لم بزر احدا “.

[ 569 ]

عذابهما طائفة من المؤمنين 6 – في تهذيب الاحكام يونس بن عبد الرحمن عن سماعة عن أبى بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يرجم الرجل والمرأة حتى يشهد عليهما اربعة شهداء، على الجماع والايلاج والادخال كالميل في المكحلة. 7 – يونس بن عبد الرحمن عن سماعة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الحر والحرة إذا زنيا جلد كل واحد منهما مأة جلدة، فأما المحصن والمحصنة فعليهما الرجم. 8 – عنه عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الرجم في القرآن قوله تعالى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانها قضيا الشهوة. 9 – عنه عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: المحصن يرجم والذى قد أملك ولم يدخل بها يجلد مأة جلدة ونفى سنة. 10 – على بن ابراهيم عن ابن أبى نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبى جعفر عليه السلام قال: قضى أمير المؤمنين عليه السلام في الشيخ والشيخة ان يجلدا مأة وقضى للمحصن الرجم، وقضى في البكر والبكرة إذا زنيا جلد مأة، ونفى سنة في غير مصرهما، وهما اللذان قد املكا ولم يدخل بها. 11 – محمد بن يحيى عن ابراهيم عن صالح بن سعيد عن محمد بن حفص عن عبد الله بن طلحة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا زنى الشيخ والعجوز جلدا ثم رجما عقوبة لهما، وإذا زنى النصف من الرجال رجم ولم يجلد إذا كان قد احصن، وإذا زنى الشاب الحديث السن جلد ونفى سنة من مصره. 12 – على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن ابراهيم بن الفضل عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا زنى المجنون أو المعتوه (1) جلد الحد وان كان مصحنا رجم قلت: وما الفرق بين المجنون والمجنونة والمعتوه والمعتوهة ؟ * (هامش *) (1) عته عتها: نقص عقله من غير جنون.


[ 570 ]

فقال: المرأة انما تؤتى والرجل يأتي وانما يأتي إذا عقل كيف يأتي اللذة والمرأة انما تستكره ويفعل بها وهى لا تعقل ما يفعل بها. 13 – في تفسير على بن ابراهيم والزنا على وجوه والحد فيه على وجوه، فمن ذلك انه أحضر عمر بن الخطاب ستة نفر أخذوا بالزنا، فأمر ان يقام على كل واحد منهم الحد وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه جالسا عند عمر، فقال: يا عمر ليس هذا حكمهم، قال: فأقم أنت عليهم الحد، فقدم واحدا منهم فضرب عنقه، وقدم الثاني فرجمه، وقدم الثالث فظربه الحد، وقدم الرابع فظربه نصف الحد، وقدم الخامس فعزره، واطلق السادس، فتعجب عمر وتحير الناس ! فقال عمر: يا ابا الحسن ستة نفر في قضية واحدة أقمت عليهم خمس عقوبات وأطلقت واحدا ليس منها حكم يشبه الاخر ؟ فقال: نعم اما الاول فكان ذميا زنى بمسلمة فخرج عن ذمته فالحكم فيه بالسيف، واما الثاني فرجل محصن زنى فرجمناه، واما الثالث فغير محصن حددناه واما الرابع فرق زنى ضربناه نصف الحد، واما الخامس فكان منه ذلك الفعل بالشبهة فعزرناه وادبناه، واما السادس مجنون مغلوب على عقله سقط من التكليف. 14 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن أبان عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: يضرب الرجل الحد قائما، والمرئة قاعدة، ويضرب كل عضو وترك الرأس والمذاكير. 15 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن اسحق بن عمار قال: سألت أبا ابراهيم عليه السلام عن الزانى كيف يجلد ؟ قال: أشد الجلد قلت: فمن فوق ثيابه ؟ قال: بل يخلع ثيابه، قلت: فالمفترى ؟ قال: يضرب بين الضربين جسده كله فوق ثيابه. 16 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن اسحاق بن عمار قال: سألت أبا ابراهيم عليه السلام عن الزانى كيف يجلد ؟ قال: أشد الجلد، فقلت: فوق الثياب ؟ فقال: بل يجرد.


[ 571 ]

17 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: وليشهد عذابهما يقول: ضربهما طائفة من المؤمنين يجمع لهما الناس إذا جلدوا. 18 – في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن ابن محبوب عن حماد بن زياد عن سليمان بن خالد وذكر حديثا طويلا ثم قال: عنه عن محمد بن يحيى عن غياث بن ابراهيم عن جعفر عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ” قال: في اقامة الحدود وفى قوله تعالى: ” وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ” قال: الطائفة واحد. 19 – في عوالي اللئالى وعن الباقر عليه السلام أن أقل الطائفة الحاضرة للحد هي الواحد. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: لحد الزنا شروط وتفاصيل واحكام ولذلك مدارك، وهى مذكورة في محالها فلتطلب من هناك. 20 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانزل بالمدينة: الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها الا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين فلم يسم الله الزانى مؤمنا، ولا الزانية مؤمنة، وقال رسول الله صلى الله عليه واله ليس يمترى فيه أهل العلم انه قال: لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، فانه إذا فعل ذلك خلع عنه الايمان كخلع القميص. 21 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبى – نصر عن داود بن سرحان عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة ” قال: هن نساء مشهورات بالزنا، ورجال مشهورون بالزنا، شهروا به وعرفوا به والناس اليوم بذلك المنزل، فمن أقيم عليه حد الزنا أو


[ 572 ]

متهم بالزنا لم ينبغ لاحد أن يناكحه حتى يعرف منه التوبة. 22 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسمعيل عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة ” فقال: كن نسوة مشهورات بالزنا، ورجال مشهورون بالزنا، قد عرفوا بذلك والناس اليوم بتلك المنزلة، فمن أقيم عليه حد زنى أو شهر به لم ينبغ لاحد أن يناكحه حتى يعرف منه التوبة. 23 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على عن أبان بن عثمان عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة ” قال: هم رجال ونساء كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه واله مشهورين بالزنا، فنهى الله عن أولئك الرجال والنساء والناس اليوم على تلك المنزلة، من شهر شيئا من ذلك أو أقيم عليه الحد فلا تزوجوه حتى تعرف توبته. 24 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن معوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل تزوج امرأة فعلم بعد ما تزوجها انها كانت زنت، قال: ان شاء زوجها أن يأخذ الصداق ممن زوجها، ولها الصداق بما استحل من فرجها وان شاء تركها. 25 – حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمى عن أبان عن حكم بن حكيم عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” والزانية لا ينكحها الا زان أو مشرك ” قال: انما ذلك في الجهر، ثم قال: لو ان انسانا زنى ثم تاب تزوج حيث شاء. 26 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل قال: سأل رجل أبا الحسن الرضا عليه السلام وانا أسمع: عن رجل تزوج المرأة متعة ويشترط عليها الا يطلب ولدها، فتأتى بعد ذلك بولد فشدد في أنكار الولد، وقال: أتجحده اعظاما لذلك ؟ فقال الرجل: فان اتهمها ؟ فقال: لا ينبغى لك أن تتزوج الا مؤمنة أو مسلمة،


[ 573 ]

فان الله عزوجل يقول: ” الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها الا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين “. ورواه في الاستبصار كذلك الا ان في: لا ينبغى لك ان تتزوج الا مأمونة ان الله تعالى يقول.. الخ. 27 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ونزل بالمدينة: والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله عفور رحيم فبرأه الله ما كان مقيما على الفرية من أن يسمى بالايمان، قال الله عزوجل: ” أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستون ” وجعله الله منافقا فقال الله عزوجل: ” ان المنافقين هم الفاسقون ” وجعله الله عزوجل من أولياء ابليس قال: ” الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه ” وجعله ملعونا فقال: ” ان الذين يرمون المحصنات الغافلات لعنوا في الدنيا والاخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ” وليست تشهد الجوارح على مؤمن أنما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فاما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه، قال الله عزوجل: ” فأما من اوتى كتابه بيمينه فاولئك يقرؤن كتابهم ولا يظلمون فتيلا “. 28 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: القاذف يجلد ثمانين جلدة ولا يقبل له شهادة أبدا الا بعد التوبة أو يكذب نفسه. 29 – في كتاب علل الشرايع باسناده الى على بن أشيم عمن رواه من أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام انه قيل له: لم جعل في الزنا أربعة من الشهود وفى القتل شاهدان ؟ فقال: ان الله عزوجل أحل لكم المتعة، وعلم انها ستنكر عليكم، فجعل الاربعة


[ 574 ]

الشهود احتياطا لكم لولا ذلك لاتى عليكم، وقل ما يجتمع أربعة شهادة بامر واحد. 30 – حدثنا محمد بن الحسن رحمه الله قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن على بن مهزيار عن على بن أحمد بن محمد عن ابيه عن اسماعيل بن حماد عن أبى حنيفة قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أيهما أشد الزنا ام القتل ؟ قال: فقال: القتل، قال: فقلت: فما بال القتل جاز فيه شاهدان ولا يجوز في الزنا الا اربعة ؟ فقال لى: ما عندكم فيه يابا حنيفة ؟ قال قلت: ما عندنا فيه الا حديث عمر ان الله أجرى في الشهادة كلمتين على العباد قال ليس كذلك يابا حنيفة ولكن الزنا فيه حدان ولا يجوز أن يشهد كل اثنين على واحد، لان الرجل والمرئة جميعا عليهما الحد، والقتل انما يقام الحد على القاتل، ويدفع عن المقتول. 31 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألت عن رجل افترى على قوم جماعة قال: ان أتوا به مجتمعين ضرب حدا واحدا، وان اتوا به متفرقين ضرب لكل واحد منهم حد. 32 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن ابان عن عثمان عن الحسن العطار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام رجل قذف قوما ؟ قال: قال: بكلمة واحدة ؟ قلت: نعم قال: يضرب حدا واحدا، فان فرق بينهم بالقذف ضرب لكل واحد منهم حدا. 33 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجل افترى على قوم جماعة ؟ قال: فقال: ان اتوا به مجتمعين ضرب حدا واحدا، وان اتو به متفرقين ضرب لكل رجل حدا – عنه عن سماعة عن ابى عبد الله عليه السلام مثله. 34 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن اسحق بن عمار عن الى الحسن عليه السلام قال: يجلد المفترى ضربا بين الضربين يضرب جسده كله. 35 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن زرعة عن سماعة قال: سألته


[ 575 ]

عن شهود الزور قال: فقال: يجلدون حدا ليس له وقت، وذلك الى الامام ويطاف بهم حتى يعرفهم الناس، واما قول الله عزوجل: ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا الا الذين تابوا قال: قلت: كيف تعرف توبته ؟ قال: يكذب نفسه على رؤس الخلايق حتى يضرب و يستغفر ربه، وإذا فعل فقد ظهرت توبته. 36 – أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد وحماد عن القاسم ابن سليمان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يقذف الرجل فيجلد حدا ثم يتوب ولا يعلم منه الا خيرا أتجوز شهادته ؟ قال: نعم، ما يقال عندكم ؟ قلت: يقولون: توبته فيما بينه وبين الله، ولا تقبل شهادته ابدا فقال: بئس ما قالوا كان أبى يقول: إذا تاب ولم يعلم منه الا خير جازت شهادته. 37 – في تهذيب الاحكام سهل بن زياد عن ابن محبوب عن نعيم بن ابراهيم عن عباد البصري عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: إذا قذف الرجل الرجل فقال: انه ليعمل عمل قوم لوط ينكح الرجال ؟ قال: يجلد حد القاذف ثمانين جلدة. 38 – الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن أبى مريم الانصاري قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الغلام لم يحتلم يقذف الرجل هل يجلد ؟ قال: لا وذاك لو ان رجلا قذف الغلام لم يجلد. 39 – سهل بن زياد عن أبى نصر عن عاصم بن حميد عن ابى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في الرجل يقذف الصبية يجلد ؟ قال: لا حتى تبلغ. 40 – الحسن بن محبوب عن عبد العزيز العبدى عن عبيد بن زرارة قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أو اتيت برجل قذف عبدا مسلما بالزنا لا يعلم منه الا خيرا لضربته الحد حد الحر الا سوطا. 41 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا قذف العبد الحر جلد ثمانين، وقال: هذا من حقوق الناس. 42 – احمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: سئلته عن المملوك يفترى


[ 576 ]

على الحر ؟ قال: عليه ثمانون قلت: فإذا زنى ؟ قال: يجلد خمسين. 43 – يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام انه نهى عن قذف من ليس على الاسلام الا أن يطلع على ذلك منهم، وقال: أيسر ما يكون ان يكون قد كذب. 44 – محمد بن الحسن الصفار عن الحسين بن على عن يونس بن عبد الرحمان عن أبى بكر الحضرمي عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك ما تقول في الرجل يقذف بعض جاهلية العرب ؟ قال: يضرب الحد ان ذلك يدخل على رسول الله صلى الله عليه واله. 45 – في عيون الاخبار في باب ما كتب به الرضا عليه السلام الى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة ضرب القاذف وشارب الخمر ثمانين جلدة لان في القذف نفى الولد وقطع النسل، وذهاب النسب، وكذلك شارب الخمر لانه إذا شرب هذى، و إذا هذى افترى فوجب حد المفترى. 46 – في الاستبصار عن اسماعيل بن زياد عن الصادق والباقر عليهما السلام ان عليا عليه السلام قال: ليس بين خمس نساء وأزواجهن ملاعنة، الى قوله: والمجلود في الفرية، لان الله تعالى يقول: ” ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا “. 47 – في مجمع البيان ” ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا واولئك هم الفاسقون * الا الذين تابو ” واختلف في هذا الاستثناء الى ماذا يرجع ؟ على قولين: أحدهما انه يرجع الى الفسق خاصة دون قوله: ” ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا ” فيزول عنه اسم الفسق بالتوبة، و لا تقبل شهادته الى قوله: والاخر أن الاستثناء يرجع الى الامرين، فإذا تاب قبلت شهادته حد أو لم يحد عن ابن عباس الى قوله: وقول أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: لحد القذف وأحكام كثيرة ومدارك تطلب من محالها. 48 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبى – نصر عن المثنى عن زرارة قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: والذين


[ 577 ]

يرمون ازواجهم ولم يكن لهم شهداء الا انفسهم قال: هو القاذف الذى يقذف امرأته فإذا قذفها ثم أقر أنه كذب عليها جلد الحد، وردت إليه امرأته، وان أبى الا أن يمضى فليشهد عليها أربع شهادات بالله انه لمن الصادقين، والخامسة يلعن فيها نفسه ان كان من الكاذبين، وان أرادت ان تدرء عن نفسها العذاب – والعذاب هو الرجم – شهدت أربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين، والخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين، فان لم تفعل رجمت وان فعلت درأت عن نفسها الحد، ثم لا تحل له الى يوم القيامة، قلت: أرأيت ان فرق بينهما ولهما ولد فمات ؟ قال ترثه امه، وان ماتت امه ورثه اخواله، و من قال: انه ولد زنا جلد الحد، قلت: يرد إليه الولد إذا أقر به ؟ قال: لا ولا كرامة ولا يرث الابن ويرثه الابن. 49 – على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسين بن سيف عن محمد بن سليمان عن أبى – جعفر الثاني عليه السلام قال: قلت له: كيف صار الزوج إذا قذف امرأته كانت شهادته أربع شهادات بالله ؟ وكيف لا يجوز ذلك لغيره وصار إذا قذفها غير الزوج جلد الحد ولو كان ولدا أو أخا ؟ فقال: قد سئل جعفر عليه السلام عن هذا فقال: الا ترى انه إذا قذف الزوج امرأته قيل له: وكيف علمت انها فاعلة ؟ فان قال: رأيت ذلك منها بعينى كانت شهادته أربع شهادات بالله، وذلك انه قد يجوز للرجل أن يدخل المدخل في الخلوة التى لا يصلح لغيره أن يدخلها، ولا يشهدها ولد ولا والد في الليل والنهار، فلذلك صارت شهادته أربع شهادات إذا قال: رأيت ذلك بعينى، وإذا قال: انى لم أعاين صار قاذفا وضرب الحد الا أن يقيم عليها البينة وان زعم غير الزوج إذا قذف وادعى انه رآه بعينه قيل له: وكيف رأيت ذلك وما ادخلك ذلك المدخل الذى رأيت فيه هذا وحدك ؟ انت متهم في دعواك، فان كنت صادقا فانت في حد التهمة، فلابد ممن أدبك بالحد الذى أوجبه الله عليك، قال: وانما صارت شهادة الزوج اربع شهادات لمكان الاربعة شهداء مكان كل شاهد يمين. 50 – في عوالي اللئالى روى في الحديث ان هلال بن امية قذف زوجته بشريك


[ 578 ]

ابن السحماء فقال النبي صلى الله عليه واله. البينة والا حد في ظهرك، فقال: والذى بعثك بالحق اننى لصادق وسينزل الله ما يبرئ ظهرى من الجلد، فنزل قوله تعالى: ” والذين يرمون ازواجهم ” الاية. 51 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عبد الرحمن ابن الحجاج قال: ان عباد البصري سئل أبا عبد الله عليه السلام وانا حاضر: كيف يلاعن الرجل المرئة فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان رجلا من المسلمين أتى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله ارايت لو أن رجلا دخل منزله فوجد مع امرأته رجلا يجامعها ما كان يصنع ؟ قال: فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه واله فانصرف الرجل وكان ذلك الرجل هو الذى ابتلى بذلك من امرأته، قال: فنزل الوحى من عند الله عزوجل بالحكم فيهما فارسل رسول الله صلى الله عليه واله الى ذلك الرجل فدعاه فقال: أنت الذى رأيت مع امراتك رجلا ؟ فقال: نعم فقال له: انطلق فأتني بامرأتك: فان الله قد انزل الحكم فيك وفيها، قال: فأحضرها زوجها فأوقفهما رسول الله صلى الله عليه واله ثم قال للزوج: اشهد أربع شهادات بالله انك لمن الصادقين فيما رميتها، قال: فشهد ثم قال له: اتق الله فان لعنة الله شديدة، ثم قال له: اشهد الخامسة ان لعنة الله عليك ان كنت من الكاذبين، قال: فشهد قال: فأمر به فنحى ثم قال للمرأة: اشهدي اربع شهادات بالله ان زوجك لمن الكاذبين فيما رماك به قال: فشهدت ثم قال لها: أمسكى فوعظها وقال لها: اتقى الله فان غضب الله شديد ثم قال لها: اشهدي الخامسة ان غضب الله عليك ان كان زوجك من الصادقين فيما رماك به، قال: فشهدت ففرق بينهما وقال لهما: لا تجتمعا بنكاح أبدا بعد ما تلاعنتما. 52 – الحسن بن محبوب عن عباد بن صهيب عن أبى عبد الله عليه السلام في رجل اوقفه الامام للعان فشهد شهادتين ثم نكل فاكذب نفسه قبل أن يفرغ من اللعان، قال: يجلد حد القاذف ولا يفرق بينه وبين امرأته. 53 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا قذف الرجل امرأته فانه لا يلاعنها حتى يقول: رأيت بين رجليها رجلا


[ 579 ]

يزنى بها، قال: وسئل عن الرجل يقذف امرأته ؟ قال: يلاعنها ثم يفرق بينهما فلا تحل له أبدا، فإذا اقر على نفسه قبل الملاعنة جلد حدا وهى امرأته، قال: وسألته عن المرئة الحرة يقذفها زوجها وهو مملوك ؟ قال: يلاعنها، قال: وسألته عن الحر تحته امة فيقذفها قال: يلاعنها قال: وسئلته عن الملاعنة التى يرميها زوجها وينتفى من ولدها و يلاعنها ويفارقها ثم يقول بعد ذلك: الولد ولدى ويكذب نفسه ؟ فقال: اما المرئة فلا ترجع إليه ابدا، واما الولد فانى ارده إليه إذا ادعاه ولا أدع ولده وليس له ميراث ويرث الابن الاب ولا يرث الاب الابن ويكون ميراثه لاخواله، فان لم يدعه أبوه فان اخواله يرثونه ولا يرثهم، وان دعاه احد ابن الزانية جلد الحد. 54 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على عن ابان عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام قال: لا يكون الملاعنة ولا ايلاء الا بعد الدخول. 55 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن جميل بن دراج عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الحر بينه وبين المملوكة لعان ؟ فقال: نعم وبين المملوك والحرة وبين العبد والامة وبين المسلم واليهودية والنصرانية ولا يتوارثان ولا يتوارث الحر والمملوكة. 56 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي ومحمد بن مسلم عن ابى عبد الله عليه السلام في رجل قذف امرأته وهى خرساء قال: يفرق بينهما. 57 – محمد بن يحيى عن العمركى بن على عن على بن جعفر عن اخيه ابى الحسن عليه السلام قال: سألته عن رجل لاعن امرأته فحلف أربع شهادات بالله ثم نكل في الخامسة قال: ان نكل في الخامسة فهى امرأته وجلد، وان نكلت المرئة عن ذلك إذا كانت اليمين عليها فعليها مثل ذلك، قال: وسألته عن الملاعنة قائما يلاعن أو قاعدا قال: الملاعنة وما أشبهها من قيام. 58 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابه عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ثلاث من كن فيه كان


[ 580 ]

منافقا وان صام وصلى وزعم انه مسلم، من إذا اؤتمن خان، وان حدث كذب، وإذا وعد اخلف، ان الله عزوجل قال في كتابه: ” ان الله لا يحب الخائنين ” وقال: ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين وفى قوله تعالى: ” واذكر في الكتاب اسمعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا “. 59 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: ” والذين يرمون ازواجهم ” الى قوله تعالى: ” ان كان من الصادقين ” فانها نزلت في اللعان، وكان سبب ذلك انه لما رجع رسول الله صلى الله عليه واله من غزوة تبوك جاء إليه عويمر بن ساعدة العجلاني وكان من الانصار فقال: يا رسول الله ان امرأتي زنى بها شريك بن السمحاء وهى منه حامل، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه واله فأعاد عليه القول فاعرض عنه حتى فعل ذلك أربع مرات، فدخل رسول الله صلى الله عليه واله منزله فنزل عليه آية اللعان، فخرج رسول الله صلى الله عليه واله وصلى بالناس العصر وقال لعويمر: ايتنى بأهلك فقد أنزل الله عزوجل فيكما قرآنا، فجاء إليها فقال لها: رسول الله يدعوك وكانت في شرف من قومها فجاء معها جماعة فلما دخلت المسجد قال رسول الله صلى الله عليه واله لعويمر: تقدم الى المنبر والتعنا، فقال: كيف اصنع ؟ فقال: تقدم وقل: اشهد بالله انى لمن الصادقين فيما رميتها به، فتقدم وقالها، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أعدها فاعادها حتى فعل ذلك أربع مرات، فقال له في الخامسة: عليك لعنة الله ان كنت من الكاذبين فيما رميتها به، فقال له في الخامسة، ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين فيما رماها به (1) ثم قال رسول الله صلى الله: ان اللعنة موجبة ان كنت كاذبا. ثم قال له: تنح فتنحى ثم قال لزوجته: تشهدين كما شهد والا أقمت عليك حد الله فنظرت في وجوه قومها فقالت: لا اسود هذه الوجوه في هذه العشية فتقدمت الى المنبر وقالت: اشهد بالله ان عويمر بن ساعدة من الكاذبين فيما رماني، فقال لها رسول الله: اعيديها فاعادتها حتى اعادتها اربع مرات فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله: العنى نفسك في


(1) كذا في النسخ وفى المصدر هكذا: ” فقال له في الخامسة: عليك لعنة الله ان كنت من الكاذبين فيما رميتها به، فقال: والخامسة ان لعنة الله… اه “.

[ 581 ]

الخامسة ان كان من الصادقين فيما رماك به فقالت في الخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين فيما رماني به، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ويلك انها موجبة ان كنت كاذبة ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله لزوجها: اذهب فلا تحل لك أبدا قال: يا رسول الله فمالى الذى أعطيتها ؟ قال: ان كنت كاذبا فهو أبعد لك منه، وان كنت صادقا فهو لها بما استحللت من فرجها ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان جائت بالولد أحمش الساقين أخفش العينين جعد قطط (1) فهو للامر السيئ وان جائت به أشهل اصهب (2) فهو لابيه فيقال انها جاءت به على الامر السيئ فهذه لا تحل لزوجها وان جائت بولد لا يرثه ابوه و ميراثه لامه وان لم يكن له ام فلاخواله، وان قذفه أحد جلد حد القاذف. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: لتحقق اللعان شروط وله مسائل وأحكام و مدارك، فمن ارادها فليطلبها من محالها. 60 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: ان الذين جاؤا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم فان لعلة روت انها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بنى المصطلق من خزاعة، واما الخاصة فانهم رووا انها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال قال: حدثنى عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: لما هلك ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه واله حزن عليه حزنا شديدا فقالت عائشة: ما الذى يحزنك عليه ؟ ما هو الا ابن جريح، فبعث رسول الله صلى الله عليه واله عليا صلوات الله عليه وامره بقتله، فذهب على صلوات الله عليه ومعه السيف وكان جريح القبطى في حائط، فضرب على باب البستان فأقبل جريح له ليفتح الباب، فلما رآى عليا صلوات الله عليه عرف في وجهه الغضب فأدبر راجعا ولم يفتح باب البستان، فوثب على عليه السلام على الحائط ونزل الى


(1) الاحمش: الدقيق الساقين. والخفش: صغر العين وضعف البصر خلقة. والجعد من الشعر: ما فيه النواء وتقبض أو القصير منه. والقطط: القصير الجعد من الشعر. (2) الشهل: ان يشوب سواد العين زرقة، والاصهب: ما يخالط بياض شعره حمرة.

[ 582 ]

البستان واتبعه وولى جريح مدبرا، فلما خشى ان يرهقه (1) صعد في نخلة وصعد على في اثره فلما دنى منه رمى بنفسه ممن فوق النخلة فبدت عورته، فإذا ليس له ما للرجال ولا له ما للنساء، فانصرف على عليه السلام الى النبي صلى الله عليه واله فقال له: يا رسول الله إذا بعثتني في الامر اكون كالمسمار المحمى في الوبر ام اثبت، قال: لا بل تثبت، قال: والذى بعثك بالحق ما له ما للرجال وما له ما للنساء، فقال: الحمد لله الذى صرف عنا السوء اهل البيت. 61 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: لا تدع اليقين بالشك، والمكشوف بالخفي، ولا تحكم على ما لم تره بما يروى لك عنه، وقد عظم الله عزوجل امر الغيبة و سوء الظن باخوانك من المؤمنين، فكيف بالجرأة على اطلاق قول واعتقاد بزور و بهتان في اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله، قال الله تعالى: إذ تلقونه بالسنتكم وتقولون بافواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم. 62 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده الى محمد بن الفضيل عن ابى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك الرجل من اخواني بلغني عنه الشئ الذى اكرهه فسأله عنه فينكر ذلك وقد أخبرني عنه قوم ثقات ؟ فقال لى: يا محمد كذب سمعك وبصرك عن اخيك، وان شهد عندك خمسون قسامة وقال لك قول فصدقه وكذبهم، ولا تذيعن عليه شيئا تشينه به، وتهدم به مروته، فتكون من الذين قال الله عزوجل: ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة. في روضة الكافي سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن محمد ابن الفضيل عن أبى الحسن الاول عليه السلام مثل ما في كتاب ثواب الاعمال. 63 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن بعض اصحابه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته اذناه فهو من


(1) ارهقه: ادركه.

[ 583 ]

الذين قال الله عزوجل: ” ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم “. 64 – وباسناده الى اسحق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أذاع فاحشة كان كمبتديها. 65 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال في مؤمن ما لا رأته ولا سمعت اذناه كان من الذين قال الله عزوجل: ” ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والاخرة “. 66 – في امالي الصدوق رحمه الله حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا أيوب بن نوح قال: حدثنا محمد بن أبى عمير قال: حدثنى محمد بن حمران عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: من قال في أخيه المؤمن ما رأته عيناه وسمعته اذناه فهو ممن قال جل جلاله: ” ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة “. 67 – في مجمع البيان – لا تتبعوا خطوات الشيطان وروى عن على عليه السلام خطئات بالهمز. 68 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ولا يأتل اولوا الفضل منكم والسعة أو يؤتوا اولى القربى وهم قرابة رسول الله صلى الله عليه واله واليتامى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا يقول: يعفو بعضكم عن بعض، ويصفح بعضكم بعضا، فإذا فعلتم كانت رحمة من الله لكم يقول الله عزوجل: الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم. 69 – في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه واله: ” ولتعفوا ولتصفحوا ” بالتاء كما روى بالياء ايضا. 70 – في نهج البلاغة من كلام له عليه السلام على سبيل الوصية: ان أبق فانا ولى


[ 584 ]

دمى، وان أفن فالفناء ميعادى وان أعف فالعفو لى قربة ولكم حسنة فاعفوا ألا تحبون ان يغفر الله لكم. 71 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في مناقب زين العابدين عليه السلام وكان إذا دخل شهر رمضان يكتب على غلمانه ذنوبهم حتى إذا كان آخر ليلة دعاهم، ثم أظهر الكتاب وقال: يا فلان فعلت كذا ولم اؤدبك ؟ فيقرون أجمع فيقوم وسطهم و يقول لهم: ارفعوا أصواتكم وقولوا: يا على بن الحسين ربك قد أحصى عليك ما عملت كما أحصيت علينا ولديه كتاب ينطق بالحق ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة، فاذكر ذل مقامك بين يدى ربك الذى لا يظلم مثال ذرة وكفى بالله شهيدا، فاعف واصفح يعف عنك المليك لقوله تعالى: ” وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم ” ويبكى وينوح. 72 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسن بن ميمون عن محمد بن سالم عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ونزل بالمدينة: ” والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون * الا الذين تابوا منم بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم ” فبرأه الله ما كان مقيما على الفرية من أن يسمى بالايمان، قال الله عزوجل: ” أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ” وجعله الله عزوجل من اولياء ابليس قال: ” الا ابليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ” وجعله ملعونا فقال: ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والاخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون وليست تشهد الجوارح على مؤمن انما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه قال الله عزوجل: ” فاما من اوتى كتابه بيمينه فاولئك يقرأون كتابهم ولا يظلمون فتيلا “. 73 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل: واجعل ذهابك ومجيئك في طاعة الله، والسعى في رضاه، فان حركاتك كلها مكتوبة في صحيفتك،


[ 585 ]

قال الله عزوجل: ” يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون “. 74 – في روضة الكافي أحمد بن محمد عن على بن الحسن الميثمى عن محمد ابن عبد الله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 75 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن الحسن بن على عليهما السلام حديث طويل يقول فيه – وقد قام من مجلس معاوية واصحابه بعد ان القمهم الحجر -: الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات هم والله يا معاوية أنت وأصحابك هؤلاء وشيعتك والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات اولئك مبرؤن مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم هم على بن أبيطالب وأصحابه وشيعته. 76 – في مجمع البيان قيل في معناه اقوال الى قوله الثالث: الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال والطيبون من الرجال للطيبات من النساء، عن أبى مسلم والجبائي وهو المروى عن أبى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام قال: هي مثل قوله: ” الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة ” الا ان اناسا هموا أن يتزوجوا منهن فنهاهم الله عن ذلك وكره ذلك لهم. 77 – في كتاب الخصال عن عبد الله بن عمر وأبى هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إذا طاب قلب المرء طاب جسده، وإذا خبث القلب خبث الجسد. 78 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد مرفوعا عن عبد الرحمان بن أبى عبد الله قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستانسوا وتسلموا على اهلها قال الاستيناس وقع النعل والتسليم. 79 – في مجمع البيان عن ابى ايوب الانصاري قال: قلنا: يا رسول الله ما الاستيناس ؟ قال: يتكلم الرجل بالتسبيحة والتحميدة والتكبيرة يتنحنح على اهل البيت


[ 586 ]

80 – وعن سهل بن سعيد قال: اطلع رجل في حجرة من حجر رسول الله صلى الله عليه واله فقال رسول الله ومعه مدرى (1) يحك رأسه: لو أعلم انك تنظر لطعنت به في عينيك، انما الاستيذان من النظر. 81 – وروى ان رجلا قال للنبى صلى الله عليه واله: أستأذن على امى ؟ فقال: نعم، قال: انها ليس لها خادم غيرى أفأستاذن عليها كما دخلت ؟ قال: أتحب أن تراها عريانة ؟ قال الرجل: لا، قال: فاستاذن عليها. 82 – وروى ان رجلا استأذن على رسول الله صلى الله عليه واله فتنحنح فقال صلى الله عليه واله لامرأة يقال لها روضة: قومي الى هذا فعلميه وقولى له: قل: السلام عليكم أادخل ؟ فسمعها الرجل فقالها، فقال: ادخل. 83 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى على بن الحسين قال: حدثنى احمد بن ابى عبد الله عن ابيه عن ابان عن عبد الرحمان بن ابى عبد الله عن ابى عبد الله عليه السلام قال: الاستيناس وقع النعل والتسليم. 84 – في الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن ابى عبد الله عن ابيه عن هارون ابن الجهم عن جعفر بن عمر عن ابى عبد الله عليه السلام قال: نهى رسول الله ان يدخل الرجل على النساء الا باذن اوليائهن. 85 – عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابى ايوب الخزاز عن ابى عبد الله عليه السلام قال: يسأذن الرجل إذا دخل على ابيه ولا يستأذن الاب على الابن، قال: ويستأذن الرجل على ابنته واخته إذا كانتا متزوجتين. 86 – أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابى جميلة عن محمد بن على الحلبي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: الرجل يستأذن على ابيه ؟ فقال: نعم، وقد كنت استأذن على ابى وليست امى عنده، وانما هي امراة انى توفيت امى وانا غلام وقد يكون من خلوتهما ما لا احب ان افجأهما عليه، ولا يحبان ذلك منى، والسلام أصوب وأحسن.


(1) المدرى: المشط.

[ 587 ]

87 – عدة من أصحابنا عن احمد بن ابى عبد الله عن اسماعيل بن مهران عن عبيد بن معاوية بن شريح عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: خرج رسول الله صلى الله عليه واله يريد فاطمة عليها السلام وانا معه: فلما انتهيت الى الباب وضع يده فدفعه ثم قال: السلام عليكم، فقالت فاطمة عليها السلام: عليك السلام يا رسول الله، قال: أدخل ؟ قالت: ادخل يا رسول الله، قال: ادخل ومن معى ؟ قالت: يا رسول الله ليس على قناع، فقال: يا فاطمة خذى فضل ملحفتك فقنعى به رأسك ففعلت، ثم قال: السلام عليكم، فقالت: وعليك السلام يا رسول الله، قال: أدخل ؟ قالت: نعم يا رسول الله، قال: أنا ومن معى ؟ قالت: ومن معك، قال جابر: فدخل رسول الله صلى الله عليه واله ودخلت فإذا فاطمة عليها السلام أصفر كأنه وجه جرادة، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ما لى أرى وجهك أصفر ؟ قالت: يا رسول الله الجوع فقال صلى الله عليه واله اللهم مشبع الجوعة ودافع الضيعة اشبع فاطمة بنت محمد، قال جابر: فوالله لنظرت الى الدم ينحدر من قصصها حتى عاد وجهها أحمر، فما جاعت بعد ذلك اليوم. 88 – في من لا يحضره الفقيه وروى عن جراح المدايني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن دار فيها ثلاثة أبيات وليس لهن حجر ؟ قال: انما الاذن على البيوت، ليس على الدار اذن. 89 – في تفسير على بن ابراهيم ثم أدب الله عزوجل خلقه فقال: ” يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم ” الى قوله: ” فلا تدخلوها حتى يؤذن ” قال: معناه وان لم تجدوا فيها أحدا يأذن لكم فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم. 90 – وفيه ثم رخص الله تعالى فقال: ليس عليكم جناح ان تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم قال الصادق عليه السلام: هي الحمامات والخانات والارحية تدخلها بغير اذن، وقوله: قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم فانه حدثنى أبى عن محمد ابن أبى عمير عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كل آية


[ 588 ]

في القرآن في ذكر الفروج فهى من الزنا الا هذه الاية فانها من النظر. 91 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا قال فيه عليه السلام بعد ان قال: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها: وفرض على البصر ان لا ينظر الى ما حرم الله عليه، وان يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له، وهو عمله وهو من الايمان، فقال تبارك وتعالى: ” قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ” فنهاهم أن ينظروا الى عوراتهم، وان ينظر المرء الى فرج اخيه، ويحفظ فرجه أن ينظر إليه، وقال: وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن من أن ينظر احداهن الى فرج اختها، ويحفظ فرجها ممن ان ينظر إليها وقال: كل شئ في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا الا هذه الاية فانها من النظر. 92 – في جوامع الجامع وعن ام سلمة رضى الله عنها قالت: كنت عند النبي صلى الله عليه واله وعنده ميمونة فأقبل ابن ام مكتوم وذلك بعد ان امرنا بالحجاب فقال: احتجبا فقلنا: يا رسول الله أليس أعمى لا يبصرنا ؟ فقال: أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه ؟. 93 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن سعد الاسكاف عن أبى جعفر عليه السلام قال: استقبل شاب من الانصار امرأة بالمدينة وكان النساء يتقنعن خلف آذانهن، فنظر إليها وهى مقبلة، فلما جازت نظر إليها ودخل في زقاق (1) قد سماه يعنى فلان، فجعل ينظر خلفها واعترض وجهه عظم في الحائط أو زجاجة فشق وجهه، فلما مضت المرئة نظر فإذا الدماء تسيل على ثوبه وصدره، فقال: والله لاتين رسول الله صلى الله عليه واله ولاخبرنه، قال: فأتاه فلما رأه رسول الله قال له: ما هذا ؟ فأخبره، فهبط جبرئيل عليه السلام بهذه الاية: ” قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ان الله خبير بما يصنعون “.


(1) الزقاق: السكة.

[ 589 ]

94 – في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد ابن الحنفية: وفرض على البصر ان لا ينظر الى ما حرم الله عزوجل عليه، فقال عز من قائل: ” قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ” محرم أن ينظر احد الى فرج غيره. 95 – في كتاب الخصال عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما للرجل ان يرى من المرأة إذا لم تكن له بمحرم ؟ قال: الوجه والكفين و القدمين. 96 – وفى قال النبي صلى الله عليه واله لامير المؤمنين عليه السلام: يا على اول نظرة لك والثانية عليك لا لك. 97 – وفيه ايضا فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه: ليس في البدن شئ أقل شكرا من العين، فلا تعطوها سؤلها فتشغلكم عن ذكر الله إذا تعرى الرجل نظر الشيطان وطمع فيه فاستتروا، ليس للرجل ان يكشف ثيابه عن فخذيه ويجلس بين قوم، لكم أول نظرة الى المرئة فلا تتبعوها بنظرة اخرى واحذروا الفتنة، إذا راى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله فان عند أهله مثل ما رأى، ولا يجعلن للشيطان على قلبه سبيلا ليصرف بصره عنها، فإذا لم تكن له زوجة فليصل ركعتين ويحمد الله كثيرا، ويصلى على النبي وآله ثم يسأل الله من فضله فانه يبيح له برحمته ما يغنيه. 98 – عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: كل عين باكية يوم القيامة الا ثلاثة أعين: عين بكت من خشية الله، وعين غضت من محارم الله، وعين باتت ساهرة في سبيل الله. 99 – عن ابى عبد الله عليه السلام قال: أربعة لا يشبعن من أربعة: الارض من المطر و العين من النظر، الحديث. على بن الحسين بن على قال: قال أمير المؤمنين عليهم السلام للشامي الذى سأله عن المسائل في جامع الكوفة: أربعة لا يشبعن من اربعة وذكر كالسابق.


[ 590 ]

100 – عن أبى عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: من سلم من نساء امتى من أربع خصال فلها الجنة، إذا حفظت ما بين رجليها، واطاعت زوجها، وصلت خمسها، وصامت شهرها. 101 – في قرب الاسناد للحميري أحمد بن محمد بن أبى نصر قال: سألت الرضا عليه السلام عن الرجل أيحل له أن ينظر الى شعر أخت امرأته ؟ فقال: لا الا ان تكون من القواعد، قلت له: اخت امرأته والعربية سواء ؟ قال: نعم، قلت: فما لى النظر إليه منها فقال: شعرها وذراعها، وقال: ان أبا جعفر مر بامرأة محرمة وقد استترت بمروحة على وجهها فأماط المروحة (1) بقضيبه عن وجهها. 102 – وباسناده الى على بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام قال: سألته عن الرجل ما يصلح له ان ينظر إليه من المرئة التى لا تحل له ؟ قال: الوجه والكف وموضع السوار. 103 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن سويد قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: انى مبتلى بالنظر الى المرئة الجميلة يعجبنى النظر إليها ؟ فقال لى: يا على لا بأس إذا عرف الله من نيتك الصدق، واياك والزنا فانه يمحق البركة ويهلك الدين. 104 – على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا حرمة لنساء أهل الذمة ان ينظر الى شعورهن وأيديهن. 105 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن مروك بن عبيد عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما يحل للرجل أن يرى من المرأة إذا لم يكن محرما ؟ قال: الوجه والكفان والقدمان. 106 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عباد ابن صهيب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا بأس بالنظر الى رؤس أهل تهامة و


(1) اماط عنه الشئ: ابعده.

[ 591 ]

الاعراب وأهل السواد والعلوج، لانهم إذا نهوا لا ينتهون (1) قال: والمجنونة و المغلوبة على عقلها، لا بأس بالنظر الى شعرها وجسدها ما لم يتعمد ذلك. 107 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن أبى ايوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرجل يريد أن يتزوج المرأة اينظر إليها ؟ قال: نعم يشتريها بأعلى الثمن. 108 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وحفص بن البخترى كلهم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لا بأس بأن ينظر الرجل الى وجهها ومعاصمها (2) إذا أراد أن يتزوجها. 109 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ابن مسكان عن الحسن بن على السرى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: الرجل يريد ان يتزوج المرأة يتأملها وينظر الى خلفها والى وجهها ؟ قال: لا باس بأن ينظر الرجل الى المرأة إذا أراد أن يتزوجها ينظر الى خلفها والى وجهها. 110 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن الفضل عن أبيه عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أينظر الرجل الى المرأة يريد تزويجها فينظر الى شعرها ومحاسنها ؟ قال: لا بأس بذلك إذا لم يكن متلذذا. 111 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعبد الله ابني محمد عن على بن الحكم عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبى عبد الله قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المملوك يرى شعر مولاته: قال: لا بأس. 112 – على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام المملوك يرى شعر مولاته


(1) قال في مرآة العقول: لعل ارجاع ضمير المذكر للتجوز أو التغليب أو المراد ان رجالهن إذا نهوا عن كشفهن وامروا بسترهن لا ينتهون ولا يأتمرون. (2) المعاصم جمع المعصم: موضع السوار من الساعد.

[ 592 ]

وساقها ؟ قال: لا بأس. 113 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن يونس بن عمار و يونس بن يعقوب جميعا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لا يحل للمرأة ان ينظر عبدها الى شئ من جسدها الا الى شعرها غير متعمد لذلك. 114 – وفى رواية اخرى: لا بأس ان ينظر الى شعرها إذا كان مأمونا. 115 – أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن القاسم ابن عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: الا ما ظهر منها قال: الزينة الظاهرة الكحل والخاتم. 116 – الحسين بن محمد عن أحمد بن اسحق عن سعدان بن مسلم عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله تعالى: ” ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها ” قال: الخاتم والمسكة وهى القلب (1). 117 – في جوامع الجامع فالظاهرة لا يجب سترها وهى الثياب الى قوله: وعنهم عليهم السلام الكفان والاصابع. 118 – في مجمع البيان وفى تفسير على بن ابراهيم الكفان والاصابع. 119 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها فهى الثياب والكحل والخاتم، وخضاب الكف والسوار، والزينة ثلاث: زينة للناس، وزينة للمحرم، وزينة للزوج، فاما زينة الناس فقد ذكرناها، واما زينة المحرم فوضع القلادة فما فوقها، والدملج وما دونه، والخلخال وما أسفل منه، وما زينة الزوج فالجسد كله. 120 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل عن الفضيل قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الذارعين من المرأة هما من


(1) المسك – بالتحريك -: الذبل والاسورة والخلاخيل من القرون والعاج. و القلب – بالضم – السوار.

[ 593 ]

الزينة التى قال الله تعالى: ” ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن ” ؟ قال: نعم وما دون الخمار من الزينة، وما دون السوارين. 121 – في مجمع البيان الا لبعولتهن أي أزواجهن يبدين مواضع زينتهن لهم، استدعاء لميلهم وتحريكا لشهوتهم، فقد روى ان رسول الله صلى الله عليه واله لعن السلتاء من النساء والمرهاء، فالسلتاء التى لا تخضب، والمرهاء التى لا تكتحل، ولعن عليه السلام المسوفة والمفسلة، فالمسوفة التى إذا دعاها زوجها الى المباشرة قالت: سوف أفعل، والمفسلة هي التى إذا دعاها قالت: أنا حائض وهى غير حائض. 122 – في مجمع البيان أو نسائهن يعنى النساء المؤمنات، ولا يحل لها أن تتجرد ليهودية أو نصرانية أو مجوسية الا إذا كانت امة، وهو معنى قوله: أو ما ملكت ايمانهن أي من الاماء عن ابن جريج والمجاهد والحسن وسعيد المسيب قالوا: ولا يحل للعبد أن ينظر الى شعر مولاته، وقيل معناه العبيد والاماء، وروى ذلك عن أبى عبد الله عليه السلام. 123 – في من لا يحضره الفقيه وروى حفص بن البخترى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لا ينبغى للمرأة أن تنكشف بين يدى اليهودية والنصرانية، فانهن يصفن ذلك لازواجهن. 124 – في الكافي محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان وأبو علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: أو التابعين غير اولى الاربة من الرجال الى آخر الاية قال: الاحمق الذى لا يأتي النساء. 125 – حميد بن زياد عن الحسن بن محمد عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمان بن أبى عبد الله قال: سألته عن أولى الاربة من الرجال ؟ قال: الاحمق المولى عليه الذى لا يأتي النساء. 126 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن


[ 594 ]

جعفر بن محمد الاشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: كان بالمدينة رجلان يسمى أحدهما هيت (1) والاخر مانع، فقالا لرجل – ورسول الله صلى الله عليه واله يسمع -: إذا فتحتم الطائف ان شاء الله فعليكم بابنة غيلان الثقفية فانها شموع بخلاء مبتلة هيفاء شنباء إذا جلست تثنت وإذا تكلمت غنت تقبل باربع وتدبر بثمان (2) بين رجليها مثل القدح، فقال النبي صلى الله عليه واله: لاأراكما من أولى الاربة من الرجال، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه واله فغرب بهما الى مكان يقال له العرايا، فكانا يتسوفان في كل جمعة. 127 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: أو التابعين غير اولى – الاربة من الرجال فهو الشيخ الفاني الذى لا حاجة له في النساء. 128 – في مجمع البيان ” أو التابعين غير اولى الاربة من الرجال ” اختلف في معناه فقيل: التابع الذى يتبعك لينال من طعامك شيئا، ولا حاجة له في النساء وهو الابله المولى عليه عن ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير وهو المروى عن ابي عبد الله عليه السلام


(1) هيت – بالمثناة التحتانية اولا والفوقانية ثانيا على ما ضبطه اهل الحديث: مخنث نفاه رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة. (2) في هامش المصدر: الشموع كصبور: المزاح. والمبتلة – كمعظمة -: الجميلة التامة الخلق، والتى لم يركب بعض لحمها بعضا، ولا يوصف به الرجل، والهيف – بالتحريك -: ضمر البطن ورقة الخاصرة. والشب – محركة -: عذوبة في الاسنان. وفى بعض النسخ ” شيناء ” بالمثناة التحتانية اولا والنون ثانيا وهو كما في القاموس: الحسناء، والنثى: رد بعض الشئ على بعض، وفى بعض النسخ ” تنبت ” بالمثناة الفوقانية اولا والياء الموحدة ثانيا والنون أخيرا: وهو تباعد ما بين الفخذين، والمراد بالاربع اليدان والرجلان وبالثمان هي مع الكتفين والاليتين واقبالها بأربع كناية عن سرعتها في الاتيان وقبولها الدعوة، و ادبارها بثمان كناية عن بطؤها ويأسها من حاجتها فيها. وفى بعض النسخ ” فعزب ” بالعين المعجمة والزاى أي بعد.

[ 595 ]

129 – وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون وفى الحديث انه عليه السلام قال: يا ايها الناس توبوا الى ربكم فانى اتوب الى الله تعالى في كل يوم مأة مرة اورده مسلم في الصحيح. 130 – في الكافي باسناده الى عاصم بن حميد قال: كنت عند ابى عبد الله عليه السلام فاتاه رجل فشكا إليه الحاجة، فأمره بالتزويج قال: فاشتدت به الحاجة فاتى ابا عبد الله عليه السلام فسأله عن حاله، فقال له: اشتدت بى الحاجة، قال: ففارق ثم اتاه فسأله عن حاله قال: اثريت وحسن حالى (1) فقال أبو عبد الله عليه السلام: انى امرتك بامرين امر الله بهما، قال الله عزوجل: وانكحوا الايامى منكم الى قوله والله واسع عليم وقال: ” ان يتفرقا يغن الله كلا من سعته “. 131 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن ابى عبد الله الجامورانى عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن عبد المؤمن عن اسحاق بن عمار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: الحديث الذى يرويه الناس ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه واله فشكى إليه الحاجة فأمره بالتزويج ففعل، ثم أتاه فشكى إليه الحاجة فأمره بالتزويج حتى أمره ثلاث مرات ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: هو حق ثم قال: الرزق من النساء والعيال. 132 – عنه عن الجامورانى عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن محمد بن يوسف التميمي عن محمد بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من ترك التزويج مخافة العيلة (2) فقد أساء ظنه بالله عزوجل، ان الله عزوجل يقول: ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله. 133 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن ابان بن عثمان عن جرير عن وليد بن صبيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظن بالله.


(1) اثرى فلان: كثر ماله واستغنى. (2) العيلة: الفقر.

[ 596 ]

134 – محمد بن يحيى عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل الى النبي صلى الله عليه واله وشكى إليه الحاجة فقال: تزوج، فتزوج فوسع عليه. 135 – على بن ابراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن على بن ابى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: اتى رسول الله صلى الله عليه واله شاب من الانصار فشكى إليه الحاجة، فقال له: تزوج فقال الشاب: انى لاستحيى ان أعود الى رسول الله صلى الله عليه واله فلحقه رجل من الانصار فقال: ان لى بنتا وسيمة (1) فزوجها اياه قال: فوسع الله عليه فاتى الشاب النبي صلى الله عليه واله فأخبره، فقال رسول الله: يا معشر الشباب عليكم بالباه (2) 136 – عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن القداح قال قال أبو عبد الله عليه السلام: ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها الاعزب. عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعري عن ابن القداح عن أبى عبد الله عليه السلام مثله. 137 – على بن محمد بن بندار عن أحمد بن محمد بن خالد عن الجامورانى عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن كليب بن معاوية الاسدي عن أبى عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: من تزوج أحرز نصف دينه، وفى حديث آخر: فليتق الله في النصف الاخر أو الباقي. 138 – وعنه عن محمد بن على عن محمد بن خالد عن محمد الاصم عن أبى – عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: رذال موتاكم العزاب. 139 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمار عن عبد الله بن سنان عن أبى – عبد الله عليه السلام قال: لما لقى يوسف عليه السلام أخاه قال: يا اخى كيف استطعت ان تتزوج


(1) الوسيمة: الحسنة الوجه. (2) الباه: النكاح.

[ 597 ]

النساء بعدى ؟ قال: ان أبى امرني قال: ان استطعت ان يكون لك ذرية تثقل الارض بالتسبيح فافعل. 140 – على بن محمد بن بندار وغيره عن أحمد بن أبى عبد الله البرقى عن ابن فضال وجعفر بن محمد عن ابن القداح عن ابي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل الى أبى – عبد الله عليه السلام فقال: هل لك من زوجة ؟ فقال: لا فقال أبى: وما أحب ان لى الدنيا وما فيها وانى بت ليلة وليست لى زوجة، ثم قال: لركعتان يصيلهما رجل متزوج أفضل من رجل أعزب يقوم ليله ويصوم نهاره، ثم اعطاه أبى سبعة دنانير ثم قال: تزوج بهذه، ثم قال ابى: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اتخذوا الاهل فانه أرزق لكم. 141 – في من لا يحضره الفقيه وروى عن محمد بن أبى عمير عن حريز عن الوليد قال: قال أبو عبد الله: من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن بالله عزوجل ان الله عزوجل يقول: ” ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله “. 142 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن على بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن عمر بن ابى بكار عن أبى بكر الحضرمي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله زوج المقداد بن الاسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، وانما زوجه لتتضع المناكح، وليتأسوا برسول الله صلى الله عليه واله، وليعلموا ان اكرمهم عند الله أتقاهم. 143 – عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن هشام بن سالم عن رجل عن ابى عبد الله عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه واله زوج المقداد بن الاسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ثم قال: انما زوجها المقداد لتتضع المناكح، وليتأسوا برسول الله صلى الله عليه واله، وليعلموا ان اكرمكم عند الله أتقاكم، وكان الزبير أخا عبد الله وابي طالب لابيهما وامهما. 144 – في تهذيب الاحكام على بن الحسن بن فضال عن محمد بن عبد الله عن محمد بن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان رسول الله زوج


[ 598 ]

ضبيعة بنت الزبير بن عبد المطلب من مقداد بن الاسود، فتكلمت في ذلك بنو هاشم فقال رسول الله صلى الله عليه واله: انى انما أردت أن تتضع المناكح. 145 – في كتاب معاني الاخبار باسناده الى محمد بن طلحة الصيرفى قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: سمعت أبى يحدث عن أبيه عن جده عليهم السلام ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: اياكم وخضراء الدمن (1) قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن ؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء. 146 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميرى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن ابراهيم الكرخي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان صاحبتي هلكت وكانت لى موافقة وقد هممت أن أتزوج، فقال: انظر اين تضع نفسك، ومن تشرك في مالك وتطلعه على دينك وسترك وأمانتك، فان كنت لابد فاعلا فبكرا تنسب الى الخير، والى حسن الخلق. واعلم ان النساء خلقن شتى * فمنهن الغنيمة والغرام (2) ومنهن الهلال إذا تجلى * لصاحبه ومنهن الضلام فمن يظفر بصالحهن يسعد * ومن يغبن فليس له انتقام وهن ثلاث: فامرأة ولود ودود تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته، ولا تعين الدهر عليه، وامرأة عقيم لا ذات جمال ولا خلق، ولا تعين زوجها على خير، وامرأة صخابة ولاجة همازة (3) تستقل الكثير ولا تقبل اليسير. 147 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من أخبار هذه المجموعة


(1) قال الجزرى: فيه اياكم وخضراء الدمن: الدمن جمع دمنة وهى ما تدمنه الابل والغنم بأبوالها وابعارها، أي تلبده في مرابضها، فربما نبت فيها النبات الحسن النضير. (2) كذا في النسخ، وفى المصدر ” الا ان النساء.. اه “. (3) الصخابة، شديدة الصياح، والولاجة: كثيرة الدخول والخروج. والهمازة: العيابة الطعانة.

[ 599 ]

وباسناده قال: قال على بن أبى طالب عليه السلام: للمرأة عشر عورات، فإذا زوجت استترت لها عورة، وإذا ماتت تستر عوراتها كلها. 148 – في كتاب الخصال عن على بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام عليه السلام قال: ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم القيامة يوم لا ظل الا ظله: رجل زوج أخاه المسلم أو أخدمه أو كتم له سرا. 149 – عن أبى عبد الله عليه السلام قال: أربعة ينظر الله تعالى إليهم يوم القيامة: من أقال نادما، أو أغاث لهفان، أو أعتق نسمة، أو زوج عزبا. 150 – عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: النساء أربع: جامع مجمع، وربيع مربع، وكرب مقمع، وغل قمل (1). 151 – عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أربع من سنن المرسلين: العطر والنساء والسواك والحنا. 152 – وباسناده الى زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا زيد تزوجت ؟ قال: قلت: لا، قال: تزوج تستعف من عفتك ولا تتزوجن خمسا قال زيد: ما هن يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: لا تتزوجن شهبرة ولا لهبرة ولا نهبرة ولا هيدرة ولا لفوتا قال زيد: يا رسول الله ما عرفت مما قلت شيئا وانى بأمرهن لجاهل، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ألستم عربا ؟ اما الشهبرة فالزرقاء البذية، واما اللهبرة فالطويلة المهزولة واما النهبرة فالقصيرة الدميمة، واما الهيدرة فالعجوز المدبرة، واما اللفوت فذات الولد من غيرك.


(1) قال الصدوق (ره) بعد ذكر الحديث: جامع مجمع أي كثيرة الخير مخصبة، وربيع مربع التى في حجرها ولد وفى بطنها آخر، وكرب مقمع أي سيئة الخلق من زوجها، وغل قمل أي هي عند زوجها كالغل القمل، وهو غل من جلد يقع فيه القمل فيأكله، فلا يتهيأ له أن يحك منه شئ وهو مثل للعرب.

[ 600 ]

153 – في كتاب التوحيد باسناده الى عبد الاعلى مولى آل سام عن أبى عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله ” تزوجوا الابكار فانهن أطيب شئ أفواها، وادر شئ اخلافا وأفتح شئ ارحاما، أما علمتم انى اباهى بكم الامم يوم القيامة حتى بالسقط، يظل محبنطئا على باب الجنة (1) فيقول الله عزوجل له: ادخل فيقول: لا حتى يدخل أبواي قبلى. فيقول الله عزوجل لملك من الملائكة: ايتنى بابويه فيأمر بهما الى الجنة فيقول: هذا بفضل رحمتى لك. 154 – في الكافي أبو على الاشعري عن بعض أصحابه عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن وهب عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله قال: يتزوجوا حتى يغنيهم الله من فضله. 155 – في من لا يحضره الفقيه روى العلا عن محمد بن مسلم عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا قال: الخير أن يشهد أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، ويكون بيده عمل يكتسب به أو يكون له حرفة. 156 – في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل ” فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا ” قال: كاتبوهم ان علمتم لهم مالا. 157 – في الكافي أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ابن مسكان عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ان علمتم فيهم خيرا ” قال: ان علمتم دينا ومالا. 158 – وباسناده عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن


(1) قال الجزرى: في حديث السقط: يظل محبنطئا على باب الجنة، المحبنطئ بالهمز وتركه: المتغضب المستبطئ للشئ، وقيل: هو الممتنع امتناع طلبه، لا امتناع اباء ” انتهى ” وقال ابن منظور في اللسان: المحبنطئ: الممتلى غضبا، والنون والهمزة والالف والباء زوائد للالحاق الى ان قال: والمحبنطئ: اللازق بالارض.

[ 601 ]

قوله: ” فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا ” قال: الخير ان علمت ان عنده مالا. 159 – على بن ابراهيم عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي عن أبى – عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل ” فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا ” قال: كاتبوهم ان علمتم لهم مالا. 160 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن أخيه الحسن عن زرعة عن سماعة قال: سألته عليه السلام عن العبد يكاتبه مولاه وهو يعلم انه ليس له قليل ولا كثير، قال: يكاتبه وان كان يسأل الناس، ولا يمنعه المكاتبة من أجل أن ليس له مال، فان الله يرزق العباد بعضهم من بعض والمؤمن معان ويقال: المحسن معان. 161 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن العلا بن الفضيل عن أبى عبد الله عليه السلام قال في قوله عزوجل: ” فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذى آتاكم ” قال: تضع عنه من نجومه التى لم تكن تريد ان تنقصه ولا تزيد فوق ما في نفسك، فقلت: كم ؟ فقال: وضع أبو جعفر عليه السلام عن مملوك ألفا من ستة آلاف. 162 – وباسناده عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: وآتوهم من مال الله الذى آتاكم قال: الذى ان تكاتبه عليه لا تقول: اكاتبه بخمسة آلاف وأترك له الفا، ولكن انظر الى الذى اضمرت عليه فأعطه. 163 – في من لا يحضره الفقيه وروى عن القاسم بن سليمان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” وآتوهم من مال الله الذى آتاكم ” قال: سمعت أبى يقول: لا يكاتبه على الذى أراد أن يكاتبه، ثم يزيد عليه ثم يضع عنه، ولكنه يضع عنه مما نوى ان يكاتبه عليه. 164 – في تفسير على بن ابراهيم ومعنى قوله: ” وآتوهم من مال الله الذى آتاكم ” قال: إذا كاتبتهم تجعل لهم من ذلك شيئا.


[ 602 ]

165 – في مجمع البيان ” وآتوهم من مال الله الذى آتاكم ” من قال انه خطاب للسادة اختلفوا في قدر ما يجب فقيل يتقدر بربع المال عن الثوري وروى ذلك عن على عليه السلام. 166 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان اردن تحصنا قال: كانت العرب وقريش يشترون الاماء ويضعون عليهم الضريبة الثقيلة ويقولون: اذهبوا وازنوا واكتسبوا، فنهاهم الله عزوجل عن ذلك فقال: ” ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ” الى قوله تعالى: ” غفور رحيم ” أي لا يؤاخذهن الله تعالى بذلك إذا اكرهن عليه، وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: هذه الاية منسوخة نسختها ” فان أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب “. 167 – في مجمع البيان في الشواذ قرائة ابن عباس وسعيد بن جبير ” من بعد اكراههن لهن غفور رحيم ” وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام. 168 – لتبتغوا عرض الحيوة الدنيا قيل: ان عبد الله بن أبى كانت له ست جواري يكرههن على الكسب بالزنا، فلما نزل تحريم الزنا أتين رسول الله صلى الله عليه واله فشكون إليه فنزلت الاية. 169 – في اصول الكافي على بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم عن عبد الله بن القاسم عن صالح بن سهل الهمداني قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكوة فاطمة عليها السلام فيها مصباح الحسن المصباح في زجاجة الحسين الزجاجة كأنها كوكب درى فاطمة كوكب درى بين نساء أهل الدنيا توقد من شجرة مباركة ابراهيم (ع) زيتونة لا شرقية ولا غربية لا يهودية ولا نصرانية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور امام منها بعد امام يهدى الله لنوره من يشاء يهدى الله للائمة عليهم السلام من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستسمع تتمته عند قوله تعالى:


[ 603 ]

” أو كظلمات ” الخ ان شاء الله تعالى. 170 – وباسناده الى يعقوب بن سالم عن رجل عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل و فيه ان الله تعالى بعث الى أهل البيت عليهم السلام بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله من يعزيهم فسمعوا صوته ولم يروا شخصه، فكان في تعزيته: جعلكم أهل بيت نبيه واستودعكم علمه و اورثكم كتابه، وجعلكم تابوت علمه وعصى عزه، وضرب لكم مثلا من نوره. 171 – في كتاب التوحيد حدثنا أبى رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن العباس بن هلال قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” الله نور السموات والارض ” فقال: هادى لاهل السموات وهادى لاهل الارض، و في رواية البرقى: هدى من في السموات وهدى من في الارض. 172 – وقد روى عن الصادق عليه السلام انه سئل عن قول الله عزوجل: ” الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكوة فيها مصباح ” فقال: هو مثل ضربه الله لنا، فالنبى والائمة صلوات الله عليهم من دلالات الله وآياته التى يهتدى بها الى التوحيد، ومصالح الدين و شرايع الاسلام والسنن والفرائض، ولا قوة الا بالله العلى العظيم. 173 – وتصديق ذلك ما حدثنا به ابراهيم بن هارون الهيثى بمدينة السلام قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبى الثلج قال: حدثنا الحسين بن ايوب عن محمد بن غالب عن على بن الحسين بن ايوب عن الحسين بن سليمان عن محمد بن مروان الذهلى عن الفضيل ان يسار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ” الله نور السموات والارض ” قال: كذلك الله عزوجل، قال: قلت: ” مثل نوره ” قال: محمد صلى الله عليه واله قلت: ” كمشكوة ” قال: صدر محمد صلى الله عليه واله، قلت: ” فيها مصباح ” قال: فيه نور العلم يعنى النبوة، قلت: ” المصباح في زجاجة ” قال: علم رسول الله صلى الله عليه واله الى قلب على عليه السلام، قلت: ” كأنها كوكب درى ” قال: لاى شئ تقرأ كأنها ؟ قلت: فكيف جعلت فداك ؟ قال: ” كأنه ” قلت: ” توقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية ” قال: ذاك أمير المؤمنين على بن أبيطالب عليه السلام لا يهودى ولا نصراني، قلت: ” يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار ” قال:


[ 604 ]

يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد من قبل أن ينطق به، قلت: نور على نور ” قال: الامام في اثر الامام. 174 – وباسناده الى عيسى بن راشد عن محمد بن على بن الحسين عليهم السلام في قوله عزوجل: ” كمشكوة فيها مصباح ” قال: المشكوة نور العلم في صدر النبي صلى الله عليه وآله ” المصباح في زجاجة ” الزجاجة صدر على عليه السلام صار علم النبي الى صدر على، علم النبي عليا عليه السلام ” الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة ” قال: نور العلم ” لا شرقية ولا غربية ” قال: لا يهودية ولا نصرانية ” يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار ” قال: يكاد العالم من آل محمد يتكلم بالعلم قبل أن يسأل ” نور على نور ” يعنى اماما مؤيدا بنور العلم والحكمة في اثر الامام من آل محمد، وذلك من لدن آدم الى ان تقوم الساعة، فهؤلاء الاوصياء الذين جعلهم الله عزوجل خلفاء في أرضه وحججه على خلقه لا تخلو الارض في كل عصر من واحد منهم. 175 – وباسناده الى جابر بن يزيد عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكوة ” فالمشكوة صدر النبي صلى الله عليه واله ” فيها مصباح ” والمصباح هو العلم ” في زجاجة ” والزجاجة أمير المؤمنين عليه السلام وعلم نبى الله عنده. 176 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن اسحق بن جرير قال سألتنى امرأة ان ادخلها على أبى عبد الله عليه السلام فاستأذنت لها، فاذن لها فدخلت ومعها مولاة لها، فقالت له: يا ابا عبد الله قول الله: ” زيتونة لا شرقية ولا غربية ” ما عنى بهذا ؟ فقال لها: ايتها المرأة ان الله لم يضرب الامثال للشجر انما ضرب الامثال لبنى آدم. محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن اسحق بن جرير مثله والحديثان طويلان اخذنا منهما موضع الحاجة. 178 – في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن


[ 605 ]

عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال في حديث طويل: ثم ان رسول الله صلى الله عليه واله وضع العلم الذى كان عنده عند الوصي وهو قول الله عزوجل: ” الله نور السموات والارض ” يقول: انا هادى السموات والارض مثل العلم الذى اعطيته ونورى الذى يهتدى به ” مثل المشكوة فيها المصباح ” فالمشكوة قلب محمد صلى الله عليه واله والمصباح النور الذى فيه العلم وقوله: ” المصباح في زجاجة ” يقول: انى اريد ان اقبضك فاجعل الذى عندك عند الوصي كما يجعل المصباح في الزجاجة ” كأنها كوكب درى ” فأعلمهم فضل الوصي ” توقد من شجرة مباركة ” فأصل الشجرة المباركة ابراهيم صلى الله عليه وهو قول الله عزوجل: ” رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد ” وهو قول الله عزوجل: ” ان الله اصطفى آدم وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” ” لا شرقية ولا غربية ” يقول: لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب، ولا نصارى فتصلوا قبل المشرق، وانتم على ملة ابراهيم صلى الله عليه وقد قال الله عزوجل: ” ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين ” وقوله: ” يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدى لنوره من يشاء ” يقول: مثل اولادكم الذين يولدون مثل الزيت الذى يعصر من الزيتون ” يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ” يكادون ان يتكلموا بالنبوة وان لم ينزل عليهم ملك. 178 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده الى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه: انا فرع من فرع الزيتونة، وقنديل من قناديل بيت النبوة، وأديب السفرة وربيب الكرام البررة، ومصباح من مصابيح المشكوة التى فيها نور النور، وصفو الكلمة الباقية في عقب المصطفين الى يوم الحشر. 179 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا حميد بن زياد عن محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام في هذه الاية: ” الله نور السموات والارض ” قال: بدأ بنور نفسه ” مثل نوره ” مثل هداه في قلب المؤمن


[ 606 ]

” كمشكوة فيها مصباح ” والمشكوة جوف المؤمن والقنديل قلبه والمصباح النور الذى جعله الله في قلبه ” توقد من شجرة مباركة ” قال: الشجرة المؤمن ” زيتونة لا شرقية ولا غربية ” قال: على سواد الجبل لا غربية أي لا شرق لها ولا شرقية أي لا غرب لها، إذا طلعت الشمس طلعت عليها، وإذا غربت غربت عليها ” يكاد زيتها يضئ ” يكاد النور الذى جعله الله في قلبه يضئ وان لم يتكلم ” نور على نور ” فريضة على فريضة وسنة على سنة ” يهدى الله لنوره من يشاء ” يهدى الله لفرائضه وسننه من يشاء ” ويضرب الله الامثال للناس ” فهذا مثل ضربه الله للمؤمن ثم قال: فالمؤمن يتقلب في خمسة من النور، مدخله نور، ومخرجه نور وعلمه نور، وكلامه نور، ومصيره يوم القيامة الى الجنة نور، قلت لجعفر عليه السلام: انهم يقولون مثل نور الرب ؟ قال: سبحان الله ليس لله مثل، قال الله: ” فلا تضربوا لله الامثال “. 180 – قال على بن ابراهيم رحمه الله في قول الله عزوجل: ” الله نور السموات و الارض ” الى قوله تعالى: ” والله بكل شئ عليم ” فانه حدثنى أبى عن عبد الله بن جندب قال: كتبت الى أبى الحسن الرضا صلوات الله عليه أسأله عن تفسير هذه الاية ؟ فكتب الى الجواب: أما بعد فان محمدا صلى الله عليه واله كان أمين الله في خلقه، فلما قبض النبي كنا أهل البيت ورثته، فنحن أمناء الله في أرضه عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الاسلام، وما من فئة تضل مأة وتهدى مأة الا ونحن نعرف سائقها وقائدها وناعقها، وانا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق، وان شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، أخذ الله عزوجل علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الاسلام (1) غيرنا وغيرهم الى يوم القيامة، نحن الآخذون بحجزة نبينا ونبينا الآخذ بحجزة ربنا، والحجزة النور وشيعتنا آخذون بحجزتنا، من فارقنا هلك ومن تبعنا نجى، والمفارق لنا والجاحد لولايتنا كافر، ومتبعنا وتابع أوليائنا مؤمن


(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفى نسخة ” جملة ” وفى اخرى ” حملة ” مكان ” ملة ” ولا تخلو النسخ عن التصحيف.

[ 607 ]

لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن، فمن مات وهو يحبنا كان حقا على الله ان يبعثه معنا، نحن نور لمن تبعنا وهدى لمن اهتدى بنا، ومن لم يكن ما فليس من الاسلام في شئ، بنا فتح الله الدين وبنا يختمه، وبنا اطعمكم الله عشب الارض (1) وبنا انزل الله قطر السماء، وبنا آمنكم الله عزوجل من الغرق في بحركم، ومن الخسف في بربكم، وبنا نفعكم الله في حيوتكم وفى قبوركم وفى محشركم وعند الصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان، مثلنا في كتاب الله عزوجل ” كمثل مشكوة ” المشكوة في القنديل فنحن المشكوة ” فيها مصباح ” المصباح محمد صلى الله عليه واله ” المصباح في زجاجة ” من عنصره ” الزجاجة كأنها كوكب درى توقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية ” لا دعية ولا منكرة ” يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار ” القرآن ” نور على نور ” امام بعد امام ” يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شئ عليم ” فالنور على صلوات الله عليه، يهدى لولايتنا من أحب وحق على الله أن يبعث ولينا مشرقا وجهه، منيرا برهانه، ظاهرة عند الله حجته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 181 – حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا القاسم بن الربيع عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه قال: هي بيوت الانبياء وبيت على منها. 182 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو حمزة الثمالى في خبر لما كانت السنة التى حج فيها أبو جعفر محمد بن على ولقيه هشام بن عبد الملك أقبل الناس يتسائلون عليه فقال عكرمة: من هذا ؟ عليه سيماء زهرة العلم لاخزينه، فلما مثل بين يديه ارتعدت فرائصه وأسقط في أيدى أبى جعفر عليه السلام، وقال: يا بن رسول الله


(1) العشب – بالضم -: الكلاء الرطب في أول الربيع، ولا يقال له حشيش حتى يهيج ويدخل فيه احرار البقول وذكورها.

[ 608 ]

لقد جلست مجالس كثيرة بين يدى ابن عباس وغيره، فما ادركني ما أدركني آنفا، فقال له أبو جعفر عليه السلام: ويلك يا عبيد أهل الشام انك بين يدى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه. 183 – في عيون الاخبار في الزيارة الجامعة لجميع الائمة عليهم السلام المنقولة عن الجواد عليه السلام: خلقكم الله انورا فجعلكم بعرشه محدقين حتى من علينا بكم فجعلكم الله ” في بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه “. 184 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة في باب اتصال الوصية من لدن آدم عليه السلام باسناده الى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالى عن أبي جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: انما الحجة في آل ابراهيم لقول الله عزوجل: ” ولقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ” والحجة الانبياء وأهل بيوتات الانبياء حتى تقوم الساعة لان كتاب الله ينطق بذلك، ووصية الله جرت بذلك في العقب، من البيوت التى رفعها الله تبارك وتعالى على الناس، فقال: ” في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه ” وهى بيوتات الانبياء والرسل والحكماء وائمة الهدى. 185 – في روضة الكافي ابان عن أبى بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” في بيوت اذن الله ان ترفع ” قال: هي بيوت النبي صلى الله عليه واله. 186 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمان بن أبى ليلى عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: وصل الله طاعة ولى أمره بطاعة رسوله، وطاعة رسوله بطاعته، فمن ترك طاعة ولاة الامر لم يطع الله ولا رسوله، وهو الاقرار بما انزل من عند الله عزوجل: ” خذوا زينتكم عند كل مسجد ” والتمسوا البيوت التى اذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فانه أخبركم انهم رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلوة وايتاء الزكوة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


[ 609 ]

187 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبى حمزة عن عقيل الخزاعى ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان إذا حضر الحرب يوصى المسلمين بكلمات: يقول: تعاهدوا الصلوة وحافظوا عليها واستكثروا منها، وقد عرف حقها من طرقها (1) واكرم بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم عنها زين متاع ولا قرة عين من مال ولا ولد، يقول الله تعالى: ” رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلوة ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 188 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن أسباط سالم قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فسألنا عن عمير بن مسلم ما فعل ؟ فقلت: صالح ولكنه قد ترك التجارة، فقال أبو عبد الله عليه السلام: عمل الشيطان ثلاثا، أما علم ان رسول الله صلى الله عليه واله اشترى عيرا أتت من الشام فاستفضل فيها ما قضى دينه وقسم في قرابته، يقول الله عزوجل: ” رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ” الى آخر الاية يقول القصاص: ان القوم لم يكونوا يتجرون، كذبوا ولكنهم لم يكونوا يدعون الصلوة في ميقاتها وهو أفضل ممن حضر الصلوة ولم يتجر. 189 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسين بن بشار عن رجل رفعه في قول الله عزوجل: ” رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ” قال: هم التجار الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، إذا دخل مواقيت الصلوة أدوا الى الله حقه فيها. 190 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالى قال: قال أبو جعفر عليه السلام لقتادة: من أنت ؟ قال: انا قتادة ابن دعامة البصري فقال له أبو جعفر عليه السلام: انت فقيه أهل البصرة ؟ قال: نعم، فقال له أبو جعفر: ويحك يا قتادة ان الله خلق خلقا من خلقه فجعلهم حججا على خلقه، فهم أوتاد في


(1) قال المجلسي (ره) أي اتى بها ليلا، من الطروق بمعنى الاتيان بالليل، أي واظب عليها في الليالى، وقيل: جعلها دأبه وصنعه.

[ 610 ]

أرضه قوام بأمره نجباء في علمه اصطفاهم قبل خلقه، أظله عن يمين عرشه قال: فسكت قتادة طويلا ثم قال: أصلحك الله والله لقد جلست بين يدى الفقهاء وقدام (1) فما اضطرب قلبى قدام واحد منهم ما اضطرب قدامك، فقال له أبو جعفر عليه السلام: أتدرى أين أنت ؟ بين بين يدى ” بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلوة وايتاء الزكوة ” فأنت ثم ونحن اولئك فقال له قتادة: صدقت والله جعلني الله فداك والله ما هي بيوت حجارة ولا طين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 191 – في نهج البلاغة قال عليه السلام بعد ان ذكر الصلوة وحث عليها: من المؤمنين الذين لا يشغلهم عنها زينة متاع ولا قرة عين من ولد ولا مال، يقول الله سبحانه: ” رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلوة وايتاء الزكوة “. 192 – وفيه ايضا من كلام له عليه السلام عند تلاوته: ” رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ” وان للذكر لاهلا أخذوه من الدنيا بدلا، فلم يشغلهم تجارة ولا بيع عنه يقطعون به ايام الحيوة، ويهتفون بالزواجر عن محارم الله في أسماع الغافلين، ويأمرون بالقسط ويأتمرون به، وينهون عن المنكر ويتناهون عنه، كأنما قطعوا الدنيا الى الاخرة وهم فيها، فشاهدوا ما وراء ذلك، فكأنما اطلعوا غيوب أهل البرزخ في طول الاقامة فيه، وحققت القيامة عليهم عذابها، فكشفوا غطاء ذلك لاهل الدنيا حتى كأنهم يرون ما لا يرى الناس، ويسمعون ما لا يسمعون. 193 – في من لا يحضره الفقيه وروى عن روح بن عبد الرحيم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ” قال: كانوا أصحاب تجارة فإذا حضرت الصلوة تركوا التجارة وانطلقوا الى الصلوة وهم أعظم أجرا ممن لا يتجر. 194 – في مجمع البيان ” في بيوت ” الاية وقيل: هي بيوت الانبياء وروى ذلك مرفوعا انه سئل النبي صلى الله عليه واله لما قرأ الاية: أي بيوت هذه ؟ فقال: بيوت الانبياء، فقام


(1) كذا في النسخ والظاهر ” قدامهم “.

[ 611 ]

أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها ؟ – لبيت على وفاطمة – قال: نعم من أفاضلها. 195 – وروى عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام انهم قوم إذا حضرت الصلوة تركوا التجارة، وانطلقوا الى الصلوة، وهم أعظم أجرا ممن لم يتجر والله سريع الحساب وسئل أمير المؤمنين عليه السلام: كيف يحاسبهم في حالة واحدة ؟ فقال: كما يرزقهم في حالة واحدة. 196 – في اصول الكافي على بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم عن عبد الله بن القاسم عن صالح بن سهل الهمداني قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” الله نور السموات والارض ” الى قوله: قلت: أو كظلمات قال: الاول وصاحبه يغشاه موج الثالث من فوقه موج ظلمات الثاني بعضها فوق بعض معاوية لعنه الله وفتن بنى امية إذا اخرج يده المؤمن في ظلمة فتنتهم لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا اماما من ولد فاطمة عليها السلام فماله من نور امام يوم القيامة. 197 – محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السيارى عن محمد بن بكر عن أبى الجارود عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: والذى بعث محمدا صلى الله عليه واله بالحق واكرم أهل بيته ما من شئ يطلبونه من حرز من حرق أو غرق أو سرق أو افلات دابة من صاحبها أو ضالة أو آبق الا وهو في القرآن، فمن اراد ذلك فليسألني عنه قال: فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن الابق ؟ فقال: اقرأ: ” أو كظلمات في بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج ” الى قوله: ” فمن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ” فقرأ الرجل فرجع إليه الابق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 198 – في من لا يحضره الفقيه وروى عن أبى جميلة عن عبد الله بن ابى يعفور عن أبى عبد الله عليه السلام قال: اكتب للابق في ورقة أو في قرطاس: بسم الله الرحمان الرحيم يد فلان مغلولة الى عنقه إذا أخرجها لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من


[ 612 ]

نور، ثم لفها واجعلها بين عودين، ثم القها في كوة بيت مظلم في الموضع الذى كان يأوى فيه. 199 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسين الصائغ عن الحسن بن على عن صالح بن سهل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله عزوجل: ” أو كظلمات ” فلان وفلان ” في بحر لجى يغشاه موج ” يعنى نعثل (1) ” من فوقه موج ” طلحة والزبير ” ظلمات بعضها فوق بعض معاوية ويزيد وفتن بنى امية ” إذا اخرج يده ” في ظلمة فتنتهم ” لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا ” يعنى اماما من ولد فاطمة عليها السلام ” فما له من نور ” فما له من امام يوم القيامة يمشى بنوره كما في قوله تعالى: ” يسعى نورهم بين أيديهم وبايمانهم ” قال: انما المؤمنون يوم القيامة نورهم يسعى بين أيديهم وبايمانهم حتى ينزلوا منازلهم من الجنان. 200 – حدثنى أبى عن بعض أصحابه يرفعه الى الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ان لله ملكا في صورة الديك الاملح الاشهب، براثنه (2) في الارضين السابعة، وعرفه (3) تحت العرش له جناحان: جناح بالمشرق وجناح بالمغرب، فأما الجناح الذى في المشرق فمن ثلج، واما الجناح الذى في المغرب فمن نار، فكلما حضر وقت الصلوة قام على براثنه ورفع عرفه تحت العرش، ثم أمال احد جناحيه في الاخر يصفق بهما كما يصفق الديك في منازلكم، فلا الذى من الثلج يطفى النار ولا الذى من النار يذيب الثلج، ثم ينادى بأعلى صوته: أشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين وان وصيه خير الوصيين سبوح قدوس رب الملائكة و


(1) نعثل: اسم رجل كان طويل اللحية، وكان عثمان إذا نيل منه وعيب شبه بذلك، قاله الجزرى في النهاية والجوهري وغيرهما. (2) براثن جمع البرثن وهو من السباع والطير بمنزلة الاصابع من الانسان. (3) العرف: لحمة مستطيلة في أعلى رأس الديك.

[ 613 ]

الروح، فلا يبقى في الارض ديك الا أجابه، وذلك قوله عزوجل: والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه. 201 – وباسناده الى اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما من طير يصاد في بر ولا بحر ولا يصاد شئ من الوحش الا بتضييعه التسبيح. 202 – في كتاب التوحيد باسناده الى الاصبغ بن نباتة قال: جاء ابن الكواء الى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين والله ان في كتاب الله آية قد افسدت على قلبى وشككتني في دينى ؟ فقال له على عليه السلام. ثكلتك امك وعدمتك وما تلك الاية ؟ قال: قول الله عزوجل: ” والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه ” فقال له امير المؤمنين عليه السلام: يا ابن الكواء ان الله تبارك وتعالى خلق الملائكة في صور شتئ، الا ان لله تعالى ملكا في صورة ديك أبلج أشهب، براثنه في الارضيين السابعة السفلى وعرفه مثنى تحت العرش، له جناحان: جناح في المشرق وجناح في المغرب، واحد من نار والاخر من ثلج، فإذا حضر وقت الصلوة قام على براثنه ثم رفع عنقه تحت العرش، ثم صفق بجناحيه كما تصفق الديوك في منازلكم فلا الذى من النار يذيب الثلج، ولا الذى من الثلج يطفئ النار فينادى أشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا سيد النبيين، وان وصيه سيد الوصيين، وان الله سبوح قدوس رب الملائكة والروح، قال: فتخفق الديكة باجنحتها في منازلكم فتجيبه عن قوله، وهو قوله عزوجل: ” والطير صافات كل قد علم صلوته وتسبيحه ” من الديكة في الارض. 203 – في من لا يحضره الفقيه وقال أبو جعفر عليه السلام: ان لله عزوجل ملكا على صورة ديك أبيض رأسه تحت العرش ورجلاه في تخوم الارض السابعة، له جناح في المشرق وجناح في المغرب، لا تصيح الديوك حتى يصيح، فإذا صاح خفق بجناحيه، ثم قال: سبحان الله سبحان الله سبحان الله العظيم الذى ليس كمثله شئ، قال: فيجيبه الله عزوجل فيقول: لا يحلف بى كاذبا من يعرف ما تقول، وروى ان فيه نزلت: ” والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه “.


[ 614 ]

204 – في كتاب الاهليلجة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل يذكر فيه الرياح: وبها يتألف المفترق، وبها يفترق الغمام المطبق حتى ينبسط في السماء كيف يشاء مدبره، فيجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله بقدر معلوم لمعاش مفهوم، و أرزاق مقسمومة وآجال مكتوبة. 205 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن النبي صلى الله عليه واله يذكر فيه عظمة الله جل – جلاله قال عليه السلام بعد ان ذكر الارضين السبع: والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء والثرى بمن فيه ومن عليه عند السماء كحلقة في فلاة قى (1) وهذا وسماء الدنيا ومن فيها ومن عليها عند التى فوقها كحلقة في فلاة قى، وهذا وهاتان السماءان عند الثالثة كحلقة في فلاة قى، وهذه الثلاث ومن فيهن ومن عليهن عند الرابعة كحلقة في فلاة حتى انتهى الى السابعة، وهذه السبع ومن فيهن ومن عليهن عند البحر المكفوف عن أهل الارض كحلقة في فلاة قى، وهذه السبع والبحر المكفوف عند جبال البرد كحلقة فلاة قى، ثم تلا هذه الاية: وينزل من السماء من جبال فيها من برد. في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمان بن ابى – نجران عن صفوان عن خلف بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشمي عن أبي عبد الله عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله مثله. 206 – وفيها ايضا على بن ابراهيم عن هارون بن مسلمة عن مسعدة بن صدقة قال: حدثنى أبو عبد الله عليه السلام قال: قال لى أبى عليه السلام قال أمير المؤمنين: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله عزوجل جعل السحاب غيرابيل للمطر، هي تذيب البرد حتى يصير ماءا لكى لا يضر شيئا يصيبه، والذى ترون فيه من البرد والصواعق نقمة من الله عزوجل يصيب بها من يشاء من عباده، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 207 – في الكافي محممد بن يحيى عن عمران بن موسى عن على بن أسباط عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: البرد لا يؤكل لان الله عزوجل يقول: ” يصيب به من يشاء “.


(1) القى: القفر من الارض.

[ 615 ]

208 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: والله خلق كل دابة من ماء أي من منى فمنهم من يمشى على بطنه ومنهم من يمشى عن رجلين ومنهم من يمشى عن اربع يخلق الله ما يشاء ان الله على كل شئ قدير قال: على رجلين الناس وعلى بطنه الحيات، وعلى أربع البهائم، وقال أبو عبد الله عليه السلام: ومنهم من يمشى على اكثر من ذلك. 209 – في مجمع البيان قال البلخى: ان الفلاسفة تقول: كل ما له قوائم كثيرة فان اعتماده إذا سعى على اربعة قوائم فقط، وقال أبو جعفر عليه السلام: ومنهم من يمشى على اكثر من ذلك. 210 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ويقولون آمنا بالله و بالرسول واطعنا الى قوله: وما اولئك بالمؤمنين فانه حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابن سنان عن ابي عبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الاية في امير المؤمنين عليه السلام وعثمان، و ذلك انه كان بينهما منازعة في حديقة فقال امير المؤمنين صلوات الله عليه: نرضى برسول الله صلى الله عليه واله فقال عبد الرحمن بن عوف: لا تحاكمه الى رسول الله فانه يحكم له عليك، و لكن حاكمه الى ابن شيبة اليهودي، فقال عثمان لامير المؤمنين عليه السلام: لا نرضى الا بابن شيبة اليهودي، فقال ابن شيبة لعثمان: تأمنوا رسول الله على وحى السماء وتتهموه في الاحكام ؟ فأنزل عزوجل على رسوله: وإذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم الى قوله: اولئك هم الظالمون ثم ذكر امير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: انما كان قول المؤمنين إذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا الى قوله تعالى: فاولئك هم الفائزون. 211 – في مجمع البيان وحكى البلخى انه كانت بين على عليه السلام وعثمان منازعة في أرض اشتراها من على عليه السلام، فخرجت فيها احجار فأراد ردها بالعيب فلم يأخذها، فقال: بينى وبينك رسول الله صلى الله عليه واله فقال الحكم بن ابى العاص: ان حاكمته الى ابن عمه حكم له فلا تحاكمه إليه ونزلت الايات وهو المروى عن ابي جعفر عليه السلام


[ 616 ]

أو قريب منه. 212 – وروى عن على عليه السلام انه قرأ ” قول المؤمنين ” بالرفع ” واولئك هم المفلحون ” أي الفائزون بالثواب الظافرون بالمراد، وروى عن ابي جعفر عليه السلام ان المعنى بالاية امير المؤمنين عليه السلام. 213 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى عبد الله بن عجلان قال: ذكرنا خروج القائم عليه السلام عند ابي عبد الله فقلت له: وكيف لنا نعلم ذلك ؟ فقال: يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب: طاعة معروفة. 214 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليه ما حمل قال: ما حمل النبي صلى الله عليه وآله من النبوة وعليكم ما حملتم من الطاعة. 215 – في اصول الكافي باسناده الى ابي عبد الله عليه السلام خطبة طويلة في وصف النبي صلى الله عليه واله وفيها: وادى ما حمل من اثقال النبوة. 216 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن ابى نجران عن ابى – جملية عن جابر عن ابيجعر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا معاشر قراء القرآن اتقوا الله عزوجل فيما حملكم من كتابه فانى مسئول وانكم مسئولون، انى مسئول عن تبيلغ الرسالة، واما انتم فتسألون عما حملتم من كتاب الله وسنتى. 217 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله جل جلاله: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم قال: هم الائمة. 218 – وباسناده الى ابى جعفر عليه السلام قال: ولقد قال الله عزوجل في كتابه لولاة الامر من بعد محمد صلى الله عليه واله خاصة: ” وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ” الى قوله: ” فاولئك هم الفاسقون “


[ 617 ]

يقول: استخلفكم لعلمي وديني وعبادتي بعد نبيكم كما استخلف وصاة آدم من بعده حتى يبعث النبي الذى يليه يعبدوني لا يشركون بى شيئا يقول: يعبدونني بايمان لا نبى بعد محمد صلى الله عليه واله فمن قال غير ذلك فاولئك هم الفاسقون فقد مكن ولاة الامر بعد محمد بالعلم ونحن هم، فاسألونا فان صدقناكم فاقروا وما أنتم بفاعلين، والحديث طويل أخذنا منه موضع ا لحاجة. 219 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى سدير الصيرفى عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: واما ابطاء نوح عليه السلام: فانه لما استنزل العقوبة على قومه من السماء بعث الله تبارك وتعالى جبرئيل روح الامين معه سبع نوايات فقال: يا نبى الله ان الله تبارك وتعالى يقول لك: ان هؤلاء خلايقى وعبادي لست أبيدهم (1) بصاعقة من صواعقي الا بعد تأكيد الوعدة والزام الحجة، فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك، فانى مثيبك عليه واغرس هذا النوى فان لك في نباتها وبلوغها وادراكها إذا اثمرت، الفرح والخلاص فبشر بذلك من اتبعك من المؤمنين، فلما نبتت الاشجار وتأزرت وتسوقت وتغصنت وزهى الثمر (2) على ما كان بعد زمان طويل استنجز من الله العدة، فأمر الله تبارك وتعالى أن يغرس نوى تلك الاشجار ويعاود الصبر والاجتهاد، ويؤكد الحجة على قومه، فأمر بذلك الطوائف التى آمنت به فأرتد منهم ثلاثمأة رجل، وقالوا: لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف، ثم ان الله تبارك وتعالى لم – يزل يأمره عند كل مرة بان يغرسها مرة بعد اخرى الى أن غرسها سبع مرات، فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة بعد طائفة الى أن عاد الى نيف وسبعين رجلا، فأوحى الله تبارك وتعالى عند ذلك إليه وقال: يا نوح الان اسفر الصبح عن الليل بعينك ! عن صرح الحق محضه، وصفا الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة فلو انى أهلكت


(1) أباده: أهلكه. (2) المؤازرة: أن يقوى الزرع بعضه بعضا فيلتف، والتأزير: التغطية والتقوية. وتسوقت: أي قوى ساقها وتغصنت أي كثرت وقويت أغصانها وزهو الثمرة: احمرارها واصفرارها.

[ 618 ]

الكفار وأبقيت من قد ارتد من الطوائف التى كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدى السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك، واعتصموا بحبل نبوتك، فانى استخلفهم في الارض وأمكن لهم دينهم وابدل خوفهم بالامن لكى تخلص العبادة لى بذهاب الشرك من قلوبهم، وكيف يكون الاستخلاف والتمكين وبدل الامر منى لهم مع ما كنت اعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا وخبث طينتهم وسوء سرائرهم التى كانت نتائج النفاق وشبوح الضلالة (1) فلوا انهم تنسموا من الملك الذى أرى المؤمنين (2) وقت الاستخلاف وإذا أهلكت اعدائهم [ لنشقوا ] (3) روائح صفائه ولاستحكمت سرائر نفاقهم وثارت خبال ملالة قلوبهم (4) ولكاشفوا اخوانهم بالعداوة، وحاربوهم على طلب الرياسة، والتفرد بالامر والنهى، وكيف يكون التمكين في الدين وانتشار الامر في المؤمنين مع اثارة الفتن وايقاع الحروب، كلا ” فاصنع الفلك باعييننا ووحينا ” قال الصادق عليه السلام: وكذلك القائم فانه تمتد ايام غيبته فيصرح الحق عن محضه ويصفو الايمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يختص عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف والتمكين، والامر المنتشر في عهد القائم، قال الفضل: فقلت: يا ابن رسول الله فان هذه النواصب تزعم ان هذه الاية نزلت في ابى بكر


(1) شبوح جمع شبح – بالتحريك -: الشخص. وفى بعض النسخ ” شيوخ الضلالة ” قال المجلسي (ره) أو بالسين المهملة والنون بمعنى الظهور، أو بالخاء المعجمة جمع سنخ بالكسر بمعنى الاصل أو بمعنى الرسوخ وعلى التقادير لا يخلو من تكلف. (2) كذا في النسخ وفى البحار: فلو أنهم تنسموا منى الملك الذى اوتى.. اه “. وتنسم النسيم: تشممه، واحتمل بعض المحشين ان يكون مصحف تسنم أي ركب الملك وعلاه. (3) نشقة: شمه. (4) الخبال: الجنون والفساد، قال في البحار: والحاصل ان هذه الفتن لتخليص المؤمنين عن النافقين وظهور ما كتموه من الشرك واالفساد لكى لا يفسدوا في الارض بعد ظهور دولة الحق بأختلاطهم بالمؤمنين.

[ 619 ]

وعمر وعثمان وعلى عليه السلام ؟ فقال: لا يهدى الله قلوب الناصبة، متى كان الدين الذى ارتضاه الله ورسوله متمكنا بانتشار الامر في الامة وذهاب الخوف من قلوبها، و ارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من هؤلاء، وفى عهد على عليه السلام مع ارتداد المسلمين، والفتن التى كانت تثور في ايامهم، والحروب التى كانت تنسب إليهم بين الكفار وبينهم. 220 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بى شيئا ” نزلت في القائم من آل محمد عليه وعلى آبائه السلام. 221 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول بعد ذكر معائب الثلاثة وامهال الله اياهم: كل ذلك لتتم النظرة التى أوجبها الله تبارك وتعالى لعدوه ابليس الى أن يبلغ الكتاب أجله، ويحق القول على الكافرين، ويقترب الوعد الحق الذى بينه الله في كتابه، بقوله: ” وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ” و ذلك إذا لم يبق من السلام الا اسمه، ومن القرآن الا رسمه، وغاب صاحب الامر بايضاح العذر له في ذلك لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون أقرب الناس إليه أشد عداوة له، وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها، ويظهر دين نبيه صلى الله عليه واله على يديه على الدين كله ولو كره المشركون. 222 – في كشف المحجة لابن طاوس رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه فاما الايات اللواتى في قريش فهى قوله الى قوله: والثانية: ” وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ” الى قوله: ” هم الفاسقون “. 223 – في مصباح شيخ اطائفة قدس سره زيارة للحسين عليه السلام مروية عن أبى – عبد الله عليه السلام وفيها: اللهم وضاعف صلواتك ورحمتك وبركاتك على عترة نبيك العترة


[ 620 ]

الضائعة الخائفة المستذلة، بقية الشجرة الطيبة الزاكية المباركة، وأعل اللهم كلمتهم وافلج حجتهم واكشف البلاء واللاواء وحنادس الاباطيل (1) والغم عنهم، وثبت قلوب شيعتهم وحزبك على طاعتهم ونصرتهم وموالاتهم، وأعنهم وامنحهم الصبر على الاذى فيك، واجعل لهم اياما مشهودة وأوقاتا محمودة مسعودة توشك منها فرجهم، توجب فيها تمكينهم ونصرتهم، كما ضمنت لاوليائك في كتابك المنزل فانك قلت وقولك الحق -: ” وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين ” من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم ولنبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بى شيئا “. 224 – في مجمع البيان ” وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ” قيل: معناه: وليبدلنهم من بعد خوفهم في الدنيا أمنا في الاخرة، ويعضده ما روى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال حاكيا عن الله سبحانه: انى لا اجمع على عبد واحد بين خوفين ولا بين أمنين، ان خافني في الدنيا أمنته في الاخرة، وان امننى في الدنيا أخفته في الاخرة. 225 – واختلف في الاية، والمروى عن أهل البيت عليهم السلام انها في المهدى من آل محمد 226 – وروى العياشي باسناده عن على بن الحسين عليهما السلام انه قرأ الاية و قال: هم والله شيعتنا أهل البيت يفعل ذلك بهم على يدى رجل منا وهو مهدى هذه الامة، و هو الذى قال رسول الله صلى الله عليه واله: لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلى رجل من عترتي اسمه اسمى يملاء الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، وروى مثل ذلك عن ابى جعفر وابي عبد الله عليهما السلام. فعلى هذا يكون المراد بالذين آمنوا وعملوا الصالحات، النبي وأهل بيته. 227 – في جوامع الجامع قال عليه السلام: زويت لى الارض (2) فاريت مشارقها


(1) اللاواء: الشدة والبلاء. والحنادس جمع الحندس: الليل المظلم. (2) زوى الشئ: جمعه

[ 621 ]

ومغاربها، وسيبلغ ملك امتى ما زوى لى منها، وروى المقداد عنه عليه السلام انه قال: لا يبقى على الارض بيت مدر ولا وبر الا أدخله الله كملة الاسلام بعز عزيز أو ذل ذليل، اما ان يعزهم الله فيجعلهم من أهلها، واما أن يذلهم فيدينون بها. 228 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: يا ايها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم الى قوله: ثلاث عورات لكم قال: ان الله تبارك وتعالى نهى أن يدخل أحد في هذه الثلاثة الاوقات على أحد، لا أب ولا اخت ولا ام ولا خادم لا بأذن، و الاوقات بعد طلوع الفجر ونصف النهار وبعد العشاء الاخرة، ثم اطلق بعد هذه الثلاثة الاوقات فقال: ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن يعنى بعد هذه الثلاثة الاوقات طوافون عليكم بعضكم من بعض. 229 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جراح المدايني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ” يستأذن الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات ” كما أمركم الله عزوجل ومن بلغ الحلم فلا يلج على امه ولا على أخته ولا على خالته، ولا على ما سوى ذلك الا باذن، فلا ياذنوا حتى يسلموا، والسلام طاعة لله عزوجل، وقال أبو عبد الله عليه السلام: ليستأذن عليك خادمك إذا بلغ الحلم في ثلاث عورات إذا دخل في شئ منهن ولو كان بيته في بيتك، قال: وليستأذن عليك بعد العشاء التى تسمى العتمة وحين يصبح وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة انما امر الله عزوجل بذلك للخلوة، فانها ساعة عزة وخلوة. 230 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبى جملية عن محمد الحلبي عن زرارة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ملكت ايمانكم قال: هي خاصة في الرجال دون النساء، قلت: فالنساء يستاذن في هذه الثلاث ساعات قال: لا ولكن يدخلن ويخرجن والذين لم يبلغوا الحلم منكم قال: من انفسكم قال: عليكم استيذان كاستيذان من قد بلغ في هذه الثلاث ساعات.


[ 622 ]

231 – محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد وعدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى – عبد الله جيمعا عن محمد بن عيسى عن يوسف بن عقيل عن محمد بن قيس عن ابي جعفر عليه السلام قال: ” ليستأذن الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلوة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلوة العشاء ثلاث عوارت لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعده طوافون عليكم ومن بلغ الحلم منكم ” فلا يلج على امه ولا على اخته ولا على ابنته ولا على من سوى ذلك الا باذن، ولا يأذن لاحد حتى يسلم فان السلام طاعة الرحمن. 232 – عدة من أصحابنا عن احمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن خلف بن حماد عن ربعى بن عبد الله عن الفضيل بن يسار عن ابي عبد الله عليه السلام في قول ا لله عزوجل: ” يا ايها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات ” قيل: من هم ؟ فقال: المملوكون من الرجال والنساء والصبيان الذين لم يبلغوا يستأذنون عليكم عند هذه الثلاث عورات، من بعد صلوة العشاء وهى العتمة، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة، ومن قبل صلوة الفجر، ويدخل مملوككم وغلمانكم من بعد هذه الثلاث عورات بغير اذن ان شاؤا. 233 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده الى الزهري انه سمع سهل بن سعد الساعدي يقول: اطلع رجل في حجرة من حجر النبي صلى الله عليه واله ومعه مدرى يحك بها رأسه، فقال: لو انى اعلم ان تنظر لطعنت به في عينك انما جعل الاستيذان من أجل النظر. 234 – في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب له الرضا عليه السلام الى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وحرم النظر الى شعور النساء المحجوباب بالازواج الى غيرهن من النساء، لما فيه من تهييج الرجال وما يدعو التهييج إليه من الفساد والدخول فيما لا يحل، وكذلك ما أشبه الشعور الا الذى قال الله عزوجل: والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن غير الجلباب فلا بأس بالنظر الى شعور مثلهن.


[ 623 ]

235 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة ” قال: نزلت في العجائز اللاتى يئسن من المحيض والتزويج أن يضعن النقاب ثم قال: ” وان يستعففن خير لهن ” أي لا يظهرن للرجال. 236 – في الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن أبى عبد الله عن الجامورانى عن الحسن بن على بن ابى حمزة عن عمرو بن جبير العرزمى عن ابي عبد الله عليه السلام قال: جائت امرأة الى النبي صلى الله عليه واله فسألته عن حق الزوج على المرأة فخبرها ثم قالت: فما حقها عليه ؟ قال: يكسوها من العرى ويطعمها من الجوع، وإذا اذنبت غفر لها فقالت فليس لها شئ غير هذا ؟ قال: لا، قالت: لا والله لا تزوجت أبدا ثم ولت فقال النبي صلى الله عليه واله: ارجعي فرجعت فقال: ان الله عزوجل يقول: ” وان يستعففن خير لهن “. 237 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام انه قرأ ” ان يضعن ثيابهن ” قال: الخمار والجلباب، قلت: بين يدى من كان ؟ قال: بين يدى من كان، غير متبرجة بزينة، فان لم تفعل فهو خير لها، و الزينة التى يبدين لهن شئ في الاية الاخرى. 238 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن محمد بن ابى حمزة عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ” القواعد من النساء ليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن ” قال: تضع الجلباب وحده. 239 – عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن ابي عبد الله عليه السلام قال في قول الله عزوجل: ” والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا ” ما الذى يصلح لهن أن يضعن من ثيابهن ؟ قال: الجلباب 240 – على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن ابى – عبد الله عليه السلام انه قرأ ” ان يضعن من ثيابهن ” قال: الجلباب والخمار إذا كانت المرأة مسنة.


[ 624 ]

241 – في مجمع البيان ” غير متبرجات بزينة ” وقد روى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: للزوج ما تحت الدرع، وللابن والاخ ما فوق الدرع، ولغير ذى محرم اربعة أثواب: درع وخمار وجلباب وازار. 242 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية من ابي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج وذلك ان أهل المدينة قبل أن يسلموا كانوا يعزلون الاعمى والاعرج والمريض ان يأكلوا معهم، كانوا لا يأكلون معهم وكان الانصار فيهم تيه (1) وتكرم فقالوا: ان الاعمى لا يبصر الطعام، والاعرج لا يستطيع الزحام على الطعام، والمريض لا يأكل كما يأكل الصحيح فعزلوا لهم طعامهم على ناحية: وكانوا يرون عليهم في مؤاكلتهم جناح، وكان الاعمى والاعرج والمريض يقولون: لعلنا نؤذيهم إذا أكلنا معهم، فاعتزلوا من مؤاكلتهم، فلما قدم النبي صلى الله عليه واله سألوه عن ذلك فأنزل الله عزوجل: ليس عليكم جناح ان تأكلوا جميعا أو اشتاتا. 243 – وقال على بن ابراهيم في قوله تعالى: ان تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت امهاتكم أو بيوت اخوانكم وابيوت اخواتكم أو بيوت اعمامكم وابيوت عماتكم أو بيوت اخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح ان تأكلوا جميعا أو اشتاتا فانها نزلت لما هاجر رسول الله صلى الله عليه واله الى المدينة، وآخى بين المسلمين من المهاجرين والانصار، وآخى بين أبى بكر وعمر وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف، وبين طلحة والزبير، وبين سليمان وأبى ذر، وبين المقداد وعمار، وترك امير المؤمنين صلوات الله عليه فاغتم من ذلك غما شديدا، وقال: يا رسول الله بأبى أنت وامى لا تواخى بينى وبين احد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا على ما حبستك الا لنفسي، أما ترضى ان تكون أخى وانا أخوك ؟ أنت أخى في الدينا والاخرة، وأنت وصيى ووزيرى وخليفتي في امتى، تقضى دينى وتنجز عداتي


(1) التيه: التكبر.

[ 625 ]

وتتولى غسلى ولا يليه غيرك، وأنت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى. فاستبشر أمير المؤمنين صلوات الله عليه بذلك، فكان بعد ذلك إذا بعث رسول الله أحدا من أصحابه في غزاة أو سرية يدفع الرجل مفتاح بيته الى أخيه في الدين، ويقول له: خذ ما شئت وكل ما شئت، فكانوا يمتنعون من ذلك حتى ربما فسد الطعام في البيت، فأنزل الله: ” ليس عليكم جناح ان تأكلوا جميعا وا أشتاتا ” يعنى ان حضر صاحبه أو لم يحضر إذا ملكتم مفاتحه. 244 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرجل لابنه مال فيحتاج الاب ؟ قال: يأكل منه فاما الام فلا تأكل منه الا قرضا على نفسها. 245 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن اسباط عن على بن جعفر عن على بن ابراهيم عليه السلام قال: سألته عن الرجل يأكل من مال ولده قال: لا الا ان يضطر إليه فيأكل بالمعروف، ولا يصلح للولد ان يأخذ من مال والده شيئا الا باذن والده. 246 – سهل بن زياد عن ابن محبوب عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله لرجل: انت ومالك لابيك ثم قال أبو جعفر عليه السلام: وما أحب له أن ياخذ من مال ابنه الا ما احتاج إليه مما لا بد له منه ان الله لا يحب الفساد. 247 – أبو على الاشعري عن الحسن بن على الكوفى عن عبيس بن هشام عن عبد الكريم عن ابن أبى يعفور عن أبى عبد الله عليه السلام في الرجل يكون لولده مال فأحب أن يأخذ منه قال: فليأخذ فان كانت امه حية فما أحب أن تأخذ منه شيئا الا قرضا على نفسها. 248 – سهل بن زياد عن ابن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبى – جعفر عليه السلام قال: سألته عن الرجل يحتاج الى مال ابنه قال: يأكل منه ما شاء من غير سرف، وقال: في كتاب على صلوات الله عليه: ان الولد لا يأخذ من مال والده شيئا الا بأذنه،


[ 626 ]

والولد يأخذ من مال ابنه ما شاء، وله أن يقع على جارية ابنه إذا لم يكن الابن وقع عليها، وذكر ان رسول الله صلى الله عليه واله قال لرجل: أنت وما لك لابيك. 249 – محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد عن على بن الحكم عن الحسين بن أبى العلا قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما يحل للرجل من مال ولده قال: قوت لغير سرف إذا اضطر إليه، قال: فقلت له: فقول رسول الله صلى الله عليه واله للرجل الذى أتاه فقدم أباه فقال له: أنت ومالك لابيك ؟ فقال: انما جاء بأبيه الى النبي فقال: يا رسول الله هذا أبى وقد ظلمنى ميراثي من امى فأخبره الاب انه قد أنفقه عليه وعلى نفسه، فقال: أنت ومالك لابيك، ولم يكن عند الرجل شئ أو كان رسول الله صلى الله عليه واله يحبس الاب للابن ؟. 250 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن محمد بن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الاية: ” ليس عليكم جناح أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم ” الى آخر الاية قلت: ما يعنى بقوله: ” أو صديقكم ” قال: هو والله الرجل يدخل بيت صديقه فيأكل بغير اذنه. 251 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن صفوان عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ” قال: هؤلاء الذين سمى الله عزوجل في هذه الاية يأكل بغير اذنهم من التمر والمأدوم، وكذلك تطعم المرأة من منزل زوجها بغير اذنه، فاما ما خلا ذلك من الطعام فلا. 252 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن جميل ابن دراج عن أبى عبد الله عليه السلام قال: للمرئة ان تأكل وان تصدق وللصديق ان يأكل من منزل أخيه ويتصدق. 253 – في جوامع الجامع وعن الصادق عليه السلام من عظم حرمة الصديق ان جعله


[ 627 ]

من الانس والثقة، والانبساط وطرح الحشمة، بمنزلة النفس والاب والاخ والابن. 254 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن القاسم بن عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت أحدهما عليهما السلام عن هذه الاية: ” ليس عليكم جناح ان تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم ” الاية قال: ليس عليكم جناح فيما اطعمت أو أكلت مما ملكت مفاتحه ما لم تفسده. 255 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” أو ما ملكتم مفاتحه ” قال: الرجل يكون له وكيل يقوم في ما له فيأكل بغير اذنه. 256 – في مجمع البيان ” ان تأكلوا من بيوتكم ” وقيل: معناه من بيوت أولادكم، ويدل عليه قوله عليه السلام: أنت ومالك لابيك، وقوله عليه السلام: ان أطيب ما يأكل المرء من كسبه وان ولده من كسبه. 257 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حسين بن مختار عن أبى اسامة عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: ” ليس عليكم جناح ” الاية قال: باذن وبغير اذن. 258 – في كتاب معاني الاخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم الاية فقال: هو تسليم الرجل على أهل البيت حين يدخل، ثم يردون عليه فهو سلامكم على أنفسكم. 259 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: يقول: إذا دخل الرجل منكم بيته فان كان فيه أحد يسلم عليهم، وان لم يكن فيه أحد فليقل: السلام علينا من عند ربنا، يقول الله عزوجل: تحية من عند الله مباركة طيبة وقيل: إذا لم ير الداخل بيتا أحدا فيه يقول: السلام عليكم ورحمة الله يقصد به الملكين الذين عليه شهود.


[ 628 ]

260 – في جوامع الجامع وصفها بالبركة والطيب لانها دعوة مؤمن لمؤمن يرجو بها من الله زيادة الخير وطيب الرزق ومنه قوله عليه السلام: سلم على أهل بيتك يكثر خير بيتك. 261 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحاب من الاربعماة باب: إذا دخل أحدكم منزلا فيلسلم على أهله يقول: السلام عليكم فان لم يكن أهل فليقل: السلام علينا من ربنا، وليقرء قل هو الله أحد حين يدخل منزله فانه ينفى الفقر. 262 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله الى قوله حتى يستاذنوه فانها نزلت في قوم كانوا إذا جمعهم رسول الله صلى الله عليه واله لامر من الامور في بعث يبعثه أو حرب قد حضرت يتفرقون بغير اذنه فنهاهم الله عزوجل عن ذلك. 263 – قوله عزوجل: فإذا استاذنونك لبعض شانهم فائذن لمن شئت منهم قال: نزلت في حنظلة بن أبى عياش، وذلك انه تزوج في الليلة التى كان في صبيحتها حرب أحد فاستأذن رسول الله صلى الله عليه واله أن يقيم عند أهله فأنزل الله عزوجل هذه الاية ” فائذن لمن شئت منهم ” فاقام عند أهله ثم أصبح وهو جنب فحضر القتال واستشهد، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: رأيت الملئكة تغسل حنظلة بماء المزن في صحائف فضة بين السماء والارض فكان غسيل الملائكة. 264 – وقوله عزوجل: لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قال: لا تدعوا رسول الله صلى الله عليه واله كما يدعوا بعضكم بعضا. وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: ” لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ” يقول: لا تقولوا: يا محمد ولا يا أبا القاسمم، ولكن قولوا: يا نبى الله ويا رسول الله. 265 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب، القاضى أبو محمد الكرخي في كتابه عن الصادق عليه السلام قالت فاطمة عليها السلام: لما نزلت: ” لا تجعلوا دعاء الرسول


[ 629 ]

بينكم كدعاء بعضكم بعضا ” هبت رسول الله ان اقول له: يا أبة، فكنت أقول: يا رسول الله فأعرض عنى مرة أو ثنتين أو ثلاثا، ثم أقبل على فقال: يا فاطمة انها لم تنزل فيك ولا في أهلك ولا في نسلك، أنت منى وانا منك، انما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش، أصحاب البذخ والكبر قولى: يا أبة فانها احيى للقلب وأرضى للرب. 266 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن حسين بن عمر بن يزيد عن أبيه قال: اشتريت ابلا وأنا بالمدينة مقيم، فأعجبتني اعجابا شديدا فدخلت على ابى الحسن الاول عليه السلام فذكرتها له فقال: ما لك وللابل أما علمت انها كثيرة المصائب ؟ قال: فمن اعجابي بها اكريتها وبعثت بها مع غلمان لى الى الكوفة قال: فسقطت كلها فدخلت عليه فأخبرته فقال: فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم. 267 – في تفسير على بن ابراهيم ثم قال جل ذكره: ” فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة ” يعنى بلية ” أو يصيبهم عذاب اليم ” قال: القتل، وفيه ايضا قال الله تبارك وتعالى: ” فليحذر الذين يخالفون عن أمره ” أي يعصون امره ” ان تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم ” 268 – في جوامع الجامع وعن جعفر بن محمد عليهما السلام: يسلط عليهم رسول الله فأعرض عنى مرة أو ثنتين أو ثلاثا، ثم أقبل على فقال: يا فاطمة انها لم تنزل فيك ولا في أهلك ولا في نسلك، أنت منى وانا منك، انما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش، أصحاب البذخ والكبر قولى: يا أبة فانها احيى للقلب وأرضى للرب. 266 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن حسين بن عمر بن يزيد عن أبيه قال: اشتريت ابلا وأنا بالمدينة مقيم، فأعجبتني اعجابا شديدا فدخلت على ابى الحسن الاول عليه السلام فذكرتها له فقال: ما لك وللابل أما علمت انها كثيرة المصائب ؟ قال: فمن اعجابي بها اكريتها وبعثت بها مع غلمان لى الى الكوفة قال: فسقطت كلها فدخلت عليه فأخبرته فقال: فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم. 267 – في تفسير على بن ابراهيم ثم قال جل ذكره: ” فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة ” يعنى بلية ” أو يصيبهم عذاب اليم ” قال: القتل، وفيه ايضا قال الله تبارك وتعالى: ” فليحذر الذين يخالفون عن أمره ” أي يعصون امره ” ان تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم ” 268 – في جوامع الجامع وعن جعفر بن محمد عليهما السلام: يسلط عليهم سلطان جائر أو عذاب اليم في الاخرة. = = = = = = = = = = قد تم الجزء الثالث حسب تجزئتنا والله الموفق والمعين وقد فرغت من تصحيحه والتعليق عليه في السادس من شهر صفر المظفر من شهور سنة 1384 من الهجرة النبوية وانا العبد الفاني السيد هاشم بن السيد حسين الحسينى المحلاتي المشتهر برسولى عفى عنه وعن والديه بحق محمد وآله الطاهرين. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

اترك تعليقاً