تفسير نور الثقلين

الشيخ الحويزي ج 4


[ 1 ]

كتاب تفسير نور الثقلين الجزء الرابع لمؤلفه المحدث الجليل العلامة الخبير الشيخ عبد على بن جمعة العروسى الحويزى قدس سره المتوفى سنة 1112 صححه وعلق عليه واشرف على طبعه الحاج السيد هاشم الرسولي المحلاتي بنفقة خادم الشريعة الحاج ابى القاسم المشتهر بسالك وفقه الله تعالى لمرضاته مؤسسة اسماعيليان للبطاعة والنشر والتوزيع قم – ايران – تلفون 25212


[ 2 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى الحسن عليه السلام قال: يا ابن عمار لا تدع قرائة سورة (تبارك الذى نزل الفرقان على عبده) فان من قرأها في كل ليلة لم يعذبه ابدا، ولم يحاسبه وكان منزله في الفردوس الاعلى. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرء سورة الفرقان بعث يوم القيامة وهو مؤمن، ان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور. 3 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: لم سمى الفرقان فرقانا ؟ قال: لانه متفرق الايات والسور أنزلت في غير الالواح وغير الصحف والتوراة والانجيل والزبور أنزلت كلها جملة في الالواح والورق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: نقلنا عنهم عليهم السلام في اول آل عمران ما فيه كفاية لمن أراد الوقوف على الفرق بين القرآن والفرقان فمن اراده فليطلبه هناك قال عز من قائل: وخلق كل شئ فقدره تقديرا 4 – في عيون الاخبار باسناده إلى حمدان بن سليمان قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام أساله عن أفعال العباد أمخلوقة أم غير مخلوقة ؟ فكتب عليه السلام: أفعال العباد مقدرة في علم الله قبل خلق العباد بألفى عام. 5 – وفيه في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرائع الدين وأن افعال العباد مخلوقة لله تعالى، خلق تقدير لا خلق تكوين، والله خالق كل شئ ولا نقول بالجبر والتفويض.


[ 3 ]

6 – وفيه عن الرضا عليه السلام باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله عزوجل قدر المقادير ودبر التدبير قبل ان يخلق آدم بالفى عام. 7 – في كتاب الخصال مرفوع إلى على عليه السلام قال: الاعمال على ثلاثة أحوال فرائض وفضائل ومعاصي، اما الفرائض فبأمر الله وبرضاء الله وبقضاء الله وتقديره و مشيته وعلمه عزوجل. واما الفضائل فليس بأمر الله ولكن برضاء الله وبقضاء الله و بمشية الله وبعلم الله تعالى. واما المعاصي فليست بأمر الله ولكن بقضاء الله وبقدر الله و بمشيته وبعلمه ثم يعاقب عليها. قال مصنف هذا الكتاب رحمه الله: المعاصي بقضاء الله معناه بنهي الله، لان حكمة الله تعالى فيها على عباده الانتهاء عنها ومعنى قوله: بقدر الله أي يعلم بمبلغها وتقديرها مقدارها، ومعنى قوله: وبمشيته فانه عزوجل شاء أن لا يمنع العاصى عن المعاصي الا بالزجر والقول والنهى، دون الجبر والمنع بالقوة والدفع بالقدر (انتهى). 8 – الاعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه شرائع الدين إلى ان قال عليه السلام: وأفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين، والله خالق كل شئ ولا نقول بالجبر والتفويض. 9 – في اصول الكافي على بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن أبى عبد الله عن أبيه عن محمد بن سليمان الديلمى عن على بن ابراهيم الهاشمي قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: لا يكون شئ الا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى، قلت ما معنى شاء ؟ قال: ابتدأ الفعل، قلت: ما معنى قدر ؟ قال: تقدير الشئ من طوله و عرضه، قلت: ما معنى قضى ؟ قال: إذا قضى أمضاه فذلك الذى لا مرد له. 10 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن أبان عن أبى بصير قال: قلت: لابي عبد الله عليه السلام: شاء وأراد وقدر وقضى ؟ قال: نعم قلت: وأحب ؟ قال: لا، قلت: وكيف شاء وأراد وقدر وقضى ولم يحب ؟ قال: هكذا خرج الينا.


[ 4 ]

11 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد قال: سئل العالم عليه السلام كيف علم الله ؟ قال: علم وشاء وأراد وقضى وقدر وأمضى فأمضى ما قضى وقضى ما قدر و قدر ما أراد، فبعلمه كانت المشية وبمشيته كانت الارادة، وبارادته كان التقدير وبتقديره كان القضاء، وبقضائه كان الامضاء، والعلم متقدم المشية والمشية ثانية والارادة ثالثة، والتقدير واقع على القضاء بالامضاء، فلله تبارك وتعالى البداء فيما علم متى شاء، وفيما أراد لتقدير الاشياء، فإذا وقع القضاء بالامضاء فلا بداء، فالعلم في المعلوم قبل كونه، والمشية في المنشأ قبل عينه، والارادة في المراد قبل قيامه والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا وقتا بالامضاء هو المبرم من المفعولات، ذوات الاجسام المدركات بالحواس، من ذوى لون وريح ووزن وكيل وما دب ودرج من انس وجن وطير وسباع، وغير ذلك مما يدرك بالحواس، فلله تبارك وتعالى فيه البداء مما لا عين له، فإذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء، والله يفعل ما يشاء، فبالعلم علم الاشياء قبل كونها وبالمشية عرف صفاتها وحدودها وانشئها قبل اظهارها، وبالارادة ميز أنفسها في ألوانها وصفاتها، وبالتقدير قدر اقواتها و عرف أولها وآخرها، وبالقضاء أبان للناس أماكنها، ودلهم عليها وبالامضاء شرح عللها وأبان أمرها وذلك تقدير العزيز العليم. 12 – في كتاب التوحيد عن ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام لا حاجة به إلى شئ مما خلق، وخلقه جميعا يحتاجون إليه وانما خلق الاشياء من غير حاجة ولا سبب اختراعا وابتداعا. 13 – وباسناده إلى عبد الرحمن العزرمى باسناده رفعه إلى من قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: قدر الله المقادير قبل أن يخلق السموات والارضين بخمسين ألف سنة. 14 – وباسناده إلى على بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله عزوجل قدر المقادير ودبر التدابير قبل أن يخلق آدم بألفى عام.


[ 5 ]

15 – وباسناده إلى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين، ومعنى ذلك ان الله تبارك وتعالى لم يزل عالما بمقاديرها قبل كونها. 16 – وباسناده إلى عبد الاعلى عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل في آخره قال عليه السلام: الله خالق الاشياء لا من شئ كان. 17 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى اسحق الليثى عن الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى لم يزل عالما قديما خلق الاشياء لا من شئ ومن زعم ان الله عزوجل خلق الاشياء من شئ فقد كفر، لانه لو كان ذلك الشئ الذى خلق منه الاشياء قديما معه في أزليته وهويته كان ذلك (الشئ أنايا بل خلق عزوجل الاشياء كلها لا من شئ. 18 – في اصول الكافي خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وفيها وكل صانع شئ فمن شئ صنع، والله لا من شئ صنع ما خلق. 19 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس قال: قال الرضا عليه السلام: تدرى ما التقدير ؟ قلت: لا قال: هو وضع الحدود من الاجال والارزاق والبقاء والفناء، تدري ما القضاء ؟ قلت: لا قال: هو اقامة العين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. ثم حكى عزوجل ايضا وقال الذين كفروا ان هذا يعنى القرآن الا افك افتراه واعانه عليه قوم آخرون قالوا: ان هذا الذى يقرأه رسول الله صلى الله عليه واله ويخبرنا به اما يتعلمه من اليهود ويكتبه من علماء النصارى ويكتب عن رجل يقال له: قسطه ينقله عنه بالغداة والعشي، فحكى سبحانه وتعالى قولهم فرد عليهم، فقال جل ذكره: (وقال الذين كفروا ان هذا الا افك افتراه) إلى قوله (بكرة واصيلا) فرد الله عزوجل عليهم فقال: قل لهم يا محمد انزله الذى يعلم السر في السموات والارض انه كان غفورا رحيما. 20 – وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (افك افتراه)


[ 6 ]

قال: الافك الكذب (واعانه عليه قوم آخرون) يعنون أبا فهيكة وحبرا وعداسا وعابسا مولى خويطب، وقوله عزوجل: (اساطير الاولين اكتتبها) فهو قول النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة. 21 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وعن أبى محمد الحسن العسكري عليه السلام قال: قلت لابي على بن محمد عليهما السلام هل كان رسول الله صلى الله عليه واله يناظر اليهود و المشركين إذا عاتبوه ويحاجهم ؟ قال: مرارا كثيرة وذلك ان رسول الله كان قاعدا ذات يوم بفناء الكعبة فابتدأ عبد الله بن ابى امية المخزومى فقال: يا محمد لقد ادعيت دعوى عظيمة وقلت مقالا هائلا، زعمت انك رسول رب العالمين وما ينبغي لرب العالمين وخالق الخلق اجمعين ان يكون مثلك رسوله بشرا مثلنا، تأكل كما نأكل وتمشى في الاسواق كما نمشي، فقال رسول الله: اللهم انت السامع لكل صوت والعالم بكل شئ، تعلم ما قاله عبادك فانزل الله عليه يا محمد وقالوا ما لهذا الرسول ياكل الطعام إلى قوله. مسحورا ثم قال الله تعالى: انظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ثم قال: تبارك الذى ان شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجرى من تحتها الانهار ويجعل لك قصورا فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا عبد الله اما ما ذكرت من أنى آكل الطعام كما تأكلون وزعمت انه لا يجوز لاجل هذه ان أكون لله رسولا، فانما الامر لله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، وهو محمود وليس لى ولا لاحد الاعتراض بلم وكيف، ألا ترى ان الله كيف أفقر بعضا وأغنى بعضا وأعز بعضا وأذل بعضا وأصح بعضا وأسقم بعضا وشرف بعضا ووضع بعضا، وكلهم ممن يأكل الطعام، ثم ليس للفقراء ان يقولوا: لم أفقرتنا و أغنيتهم، ولا للوضعاء ان يقولوا: لم وضعتنا وشرفتهم ولا للزمناء والضعفاء ان يقولوا لم ازمنتنا واضعفتنا وصححتهم ولا للاذلاء ان يقولوا لم اذللتنا وأعززتهم، ولا لقباح الصور ان يقولوا: لم أقبحتنا وجملتهم، بل ان قالوا ذلك كانوا على ربهم رادين وله في أحكامه منازعين و به كافرين، ولكن جوابه لهم: انا الملك الخافض الرافع المغنى المفقر المعز المذل المصحح المسقم، وانتم العبيد ليس لكم الا التسليم لى والانقياد لحكمي، فان سلمتم


[ 7 ]

كنتم عبادا مؤمنين وان ابيتم كنتم بى كافرين وبعقوباتى من الهالكين، ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: واما قولك ما أنت الارجل مسحور فكيف اكون كذلك وقد تعلمون انى في صحة التمييز والعقل فوقكم، فهل جربتم مذ نشأت إلى ان استكملت أربعين سنة خزبة أو ذلة، أو كذبة أو خيانة أو خطأ من القول أو سفها من الرأى اتظنون ان رجلا يعتصم طول هذه المدة بحول نفسه وقوتها أو بحول الله وقوته ؟ وذلك ما قال الله: (انظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 22 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن عبد الله عن أبيه عن محمد بن الحسين عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن منخل بن جميل الرقى عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر عليه السلام نزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه واله بهذه الاية هكذا: (وقال الظالمون لال محمد حقهم ان تتبعون الا رجلا مسحورا انظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا إلى ولاية على عليه السلام) وعلى هو السبيل. حدثني محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنى محمد بن المثنى عن أبيه عن عثمان بن زيد عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام بمثله. 23 – في ارشاد المفيد باسناده إلى الاصبغ بن نباته عن على عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان لله تعالى قصرا من ياقوت أحمر لا يناله الا نحن وشيعتنا وساير الناس منه بريئون. 24 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا احمد بن على قال: حدثنى الحسين بن احمد عن أحمد بن هلال عن عمرو الكلبى عن أبى الصامت قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الليل والنهار اثنا عشر ساعة، وان على بن ابى طالب صلوات الله عليه أشرف ساعة من اثنى عشر ساعة وهو قول الله عزوجل: بل كذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا. 25 – في مجمع البيان: إذا رأتهم من مكان بعيد أي من مسيرة مأة عام عن السدى والكلبي وقال أبو عبد الله عليه السلام: من مسيرة سنة. 26 – في ارشاد المفيد رحمه الله عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه: وتزفر النار


[ 8 ]

بمثل الجبال شررا. 27 – في مجمع البيان: وإذا اتقوا منها مكانا ضيقا وفى الحديث قال عليه السلام في هذه الاية: والذى نفسي بيده انهم يستكرهون في النار كما يستكره الوتد في الحائط. 28 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا أراد الله أن يبعث الخلق امطر السماء على الارض اربعين صباحا، فاجتمعت الاوصال ونبتت اللحوم. وقال: اتى جبرئيل رسول الله صلى الله عليه واله فأخذه فأخرجه إلى البقيع، فانتهى به إلى قبر فصوت بصاحبه فقال: قم باذن الله، فخرج منه رجل ابيض الرأس واللحية يمسح التراب عن وجهه وهو يقول: الحمد لله والله اكبر، فقال جبرئيل عليه السلام: عد باذن الله ثم انتهى به إلى قبر آخر فقال: قم باذن الله: فخرج منه رجل مسود الوجه يقول: يا حسرتاه يا ثبوراه ثم قال له جبرئيل عليه السلام: إلى ما كنت فيه باذن الله، فقال: يا محمد هكذا يحشرون يوم القيامة، فالمؤمنون يقولون هذا القول، وهؤلاء يقولون ما ترى. 29 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى كثير بن طارق قال: سألت زيد بن على بن الحسين عن قول الله تعالى: لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا فقال: يا كثير انك رجل صالح ولست بمتهم وانى اخاف عليك ان تهلك، ان كل امام جائر فان اتباعهم إذا أمر بهم إلى النار نادوا باسمه فقالوا: يا فلان يا من أهلكنا هلم الان فخلصنا مما نحن فيه، ثم يدعون بالويل والثبور فعندها يقال لهم: (لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا). 30 – في تفسير على بن ابراهيم (وإذا القوا منها (أي فيها) مكانا ضيقا مقرنين) قال: مقيدين بعضهم مع بعض دعوا هنالك ثبورا. 31 – في مجمع البيان وروى أبو جعفر وزيد عن يعقوب ان نتخذ بضم النون و فتح الخاء وهو قرائة زيد وابى الدرداء وروى عن جعفر بن محمد عليهما السلام وروى


[ 9 ]

عن على عليه السلام ويمشون في الاسواق بضم الياء وفتح الشين مشددة. 32 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا فانه حدثنى ابى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: يبعث الله عزوجل يوم القيامة قوما بين أيديهم نور كالقباطى (1) ثم يقول له: (كن هباء منثورا) ثم قال: اما والله يابا حمزة انهم كانوا يصومون ويصلون، ولكن كانوا إذا عرض لهم شئ من الحرام أخذوه، وإذا ذكر لهم شئ عن فضل أمير المؤمنين عليه السلام أنكروه، قال: والهباء المنثور هو الذى تراه يدخل البيت في الكوة مثل شعاع الشمس. 33 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى اسحق الليثى عن الباقر عليه السلام حديث طويل يقول فيه أبو إسحق بعد أن قال: وأجد من أعدائكم ومن ناصبيكم من يكثر من الصلوة ومن الصيام ويخرج الزكوة ويتابع بين الحج والعمرة، ويحض على الجهاد ويأثر على البر وعلى صلة الارحام، ويقضى حقوق اخوانه ويواسيهم من ماله، ويتجنب شرب الخمر والزنا واللواط وساير الفواحش، وارى الناصب على ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم لو أعطى أحد ما بين المشرق والمغرب ذهبا وفضة أن يزول عن محبة الطواغيت وموالاتهم إلى موالاتكم ما فعل، ولا زال ولو ضربت خياشيمه (2) بالسيوف فيهم ولو قتل فيهم ما ارتدع ولا رجع، وإذا سمع أحدهم منقبة لكم وفضلا اشمأز من ذلك وتغير لونه ورئى كراهة ذلك في وجهه، وبغضا لكم ومحبة لهم ؟ قال: فتبسم الباقر عليه السلام ثم قال: يا ابراهيم (هيهنا هلكت العاملة الناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية) ومن ذلك قال عزوجل: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا)،. 34 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن منصور عن


(1) القباطى جمع القبطية – بضم الفاف وقد تكسر – ثياب من كتان تنسج بمصر منسوبة إلى القبط. (2) خياشيم جمع الخيشوم: اقصى الانف. [ * ]

[ 10 ]

سليمان بن خالد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان أعمال العباد تعرض كل خميس على رسول الله صلى الله عليه واله، فإذا كان يوم عرفة هبط الرب تبارك وتعالى وهو قول الله تبارك وتعالى: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا) فقلت: جعلت فداك أعمال من هذه ؟ فقال: أعمال مبغضينا ومبغضي شيعتنا. 35 – في اصول الكافي ابن ابى عمير عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا) فقال: أما والله ان كانت اعمالهم أشد بياضا من القباطى (1) ولكن كانوا إذا عرض لهم حرام لم يدعوه. 36 – في الكافي على بن محمد عن صالح بن ابى حماد عن ابن ابى عمير عن بعض ض أصحابه عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) قال: ان كانت اعمالهم لاشد بياضا من القباطى فيقول الله عزوجل لها: كونى هباء، وذلك انهم كانوا إذا شرع لهم الحرام أخذوه. 37 – على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر والحسن بن على جميعا عن أبى جميلة مفضل بن صالح عن جابر عن عبد الاعلى وعلى بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابراهيم ابن عبد الاعلى عن سويد بن غفلة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان ابن آدم إذا كان في آخر يوم من ايام الدنيا وأول يوم من أيام الاخرة مثل له ماله وولده وعمله فيلتفت إلى ماله فيقول: والله ان كنت عليك لحريصا شحيحا فمالى عندك ؟ فيقول: خذ منى كفنك، قال: فيلتفت إلى ولده فيقول: والله انى كنت لكم محبا وانى كنت عليكم محاميا فماذا عندكم ؟ فيقولون: نؤديك إلى حفرتك نواريك فيها، قال: فيلتفت إلى عمله فيقول: والله ان كنت فيك لزاهدا وان كنت على لثقيلا فماذا عندك ؟ فيقول: انا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وانت على ربك، قال: فان كان


(1) مر معناه في صفحة 9 [ * ]

[ 11 ]

لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا وأحسنهم منظرا وأحسنهم رياشا فيقول: ابشر بروح وريحان وجنة نعيم، ومقدمك خير مقدم، فيقول له: من أنت ؟ فيقول: انا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنة، وانه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يعجله، فإذا دخل قبره أتاه ملكا القبر يجران أشعارهما ويخدان الارض بأقدامهما، أصواتهما كالرعد القاصف و أبصارهما كالبرق الخاطف، فيقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك ؟ فيقول: الله ربى وديني الاسلام ونبيى محمد صلى الله عليه واله، فيقولان: ثبتك الله فيما تحب وترضى وهو قول الله عزوجل: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفى الاخرة) ثم يفسحان له في قبره مد بصره ثم يفتحان له بابا إلى الجنة، ثم يقولان له: نم قرير – العين نوم الشاب الناعم، فان الله عزوجل يقول: اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا و أحسن مقيلا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 38 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا) فبلغنا والله أعلم انه إذا استوى اهل النار إلى النار لينطلق بهم قبل ان يدخلوا النار، فيقال لهم: ادخلوا إلى ظل ذى ثلاث شعب من دخان النار، فيحسبون انها الجنة، ثم يدخلون النار أفواجا وذلك نصف النهار، واقيل أهل الجنة فيما اشتهوا من التحف حتى يعطوا منازلهم في الجنة نصف النهار، فذلك قول الله عزوجل: (اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا). 39 – في مجمع البيان وروى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا ينتصف ذلك اليوم حتى يقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار. 40 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن حمدان عن محمد بن سنان عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ويوم تشقق السماء بالغمام قال: الغمام امير المؤمنين (ع) وقوله: ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا قال أبو جعفر عليه السلام: يقول: يا ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا عليا وليا


[ 12 ]

يا ويلتى ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا يعنى الثاني لقد اضلني عن الذكر بعد إذ جائنى يعنى الولاية وكان الشيطان وهو الثاني للانسان خذولا. 41 – في روضة الكافي خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام: في مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع فطال لها الاستماع، ولئن تقمصها دوني الاشقيان ونازعانى فيما ليس لهما بحق، وركباها ضلالة واعتقداها جهالة فلبئس ما عليه وردا ولبئس ما لانفسهما مهدا يتلاعنان في دورهما ويتبرأ كل منهما من صاحبه، يقول لقرينه إذا التقيا: (يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين) فيجيبه الاشقى على رثوثة (1) (يا ليتنى لم اتخذك خليلا لقد أضللتني عن الذكر بعد إذ جائنى وكان الشيطان للانسان خذولا) فانا الذكر الذى عنه ضل، والسبيل الذى عنه مال، والايمان الذى به كفر، والقرآن الذى اياه هجر، والدين الذى به كذب، والصراط الذى عنه نكب. 42 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الزنادقة وقد قال: ثم وارى اسماء من اغتر وفتن خلقه وضل و أضل وكنى عن أسمائهم في قوله: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جائنى) فمن هذا الظالم الذى لم يذكر من اسمه ما ذكر من اسماء الانبياء ولم يكن عن أسماء الانبياء تحيرا وتقررا بل تعريفا لاهل الاستبصار، ان الكناية عن اسماء ذوى الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن، ليست من فعله تعالى وانها من فعل المعيرين والمبدلين الذين جعلوا القرآن عضين واعتاضوا الدنيا من الدين. 43 – في تفسير العياشي عن داود بن فرقد عمن أخبره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لو قرئ القرآن كما انزل لا لفيتنا فيه مسمين. 44 – عن ابراهيم بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان في القرآن ما مضى و ما يحدث وما هو كائن، كانت فيه أسماء الرجال فالقيت، وانما الاسم الواحد منه في


(1) الرثاثة: البذاذة ومن اللباس: البالى، وفى الوافى (على وثوبه) [ * ]

[ 13 ]

وجوه لا تحصى يعرف ذلك الوصاة، 45 – في مجمع البيان وقال أبو عبد الله عليه السلام: ليس رجل من قريش الا ونزلت فيه آية أو آيتان تقوده إلى الجنة أو تسوقه إلى النار، تجرى فيمن بعده ان خيرا فخير وان شرا فشر. 46 – في عيون الاخبار في باب العلل التى ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها عن الرضا عليه السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ: فان قال: فلم امروا بالقراءة في الصلوة قيل: لئلا يكون القرآن مهجورا مضيعا. وليكون محفوظا فلا يضمحل ولا يجهل. 47 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن النوفلي عن السكوني عن أبى عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: وذكر حديثا طويلا يقول فيه: فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع و ما حل مصدق ومن جعله امامه قادة إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل وله ظهر وبطن، فظاهره حكم وباطنه علم ظاهره انيق وباطنه عميق له تخوم وعلى تخومه تخوم (1) لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، مصابيح الهدى ومنار الحكمة، ودليل على المغفرة لمن عرف الصفة. 48 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن ابى الجارود قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله: انا اول وافد على العزيز الجبار يوم القيامة وكتابه واهل بيتى ثم امتى، ثم أسألهم ما فعله بكتاب الله وبأهل بيتى. 49 – أبو على الاشعري عن بعض أصحابه عن الخشاب رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا والله لا يرجع الامر والخلافة إلى آل ابى بكر وعمر ابدا ولا إلى بنى امية ابدا ولا في ولد طلحة والزبير أبدا، وذلك انهم نبذوا القرآن وابطلوا السنن وعطلوا الاحكام، وقال رسول الله صلى الله عليه واله: القرآن هدى من الضلالة وتبيان من العمى، واستقالة من العثرة،


(1) الانيق. الحسن المعجب. والتخوم جمع تخم – بالفتح -: منتهى الشئ. [ * ]

[ 14 ]

ونور من الظلمة، وضياء من الاحداث، وعصمة من الهلكة، ورشد من الغواية، وبيان من الفتن، وبلاغ من الدنيا في الاخرة، وفيه كمال دينكم، وما عدل أحد من القرآن الا إلى النار. 50 – ابن أبى عمير عن ابراهيم بن عبد الحميد عن يعقوب الاحمر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان علي دينا كثيرا وقد دخلنى ما كان القرآن ينفلت (1) منى فقال أبو عبد الله عليه السلام: القرآن القرآن ان الاية من القرآن والسورة لتجئ يوم القيامة حتى تصور ألف درجة يعنى في الجنة فتقول: لو حفظتني لبلغت بك هيهنا. 51 – أبو على الاشعري عن الحسن بن على بن عبد الله عن العباس بن عامر عن الحجاج الخشاب عن أبى كهمس الهيثم بن عبيد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل قرأ القرآن ثم نسيه فرددت عليه ثلاثا أعليه فيه حرج ؟ قال: لا. 52 – على عن أبيه عن حماد عن حريز عن أبى عبد الله عليه السلام قال: القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغى للمسلم ان ينظر في عهده وان يقرأ منه في كل يوم خمسين آية. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد سبق قريبا عن روضة الكافي من كلام امير – المؤمنين (ع) تصريح بأن القرآن المهجور هو صلوات الله عليه. 53 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة: واما ما ذكرته من الخطاب الدال على تهجن النبي صلى الله عليه واله والازراء به والتأنيب له ما أظهره الله تبارك وتعالى في كتابه من تفضيله اياه على سائر أنبيائه، فان الله عزوجل جعل لكل نبى عدوا من المشركين كما قال في كتابه بحسب جلالة منزلة نبينا صلى الله عليه واله عند ربه، كذلك عظم محنته لعدوه الذى عاذ منه في حال شقاقه ونفاقه كل اذى ومشقة لدفع نبوته وتكذيبه اياه، وسعيه في مكارهه وقصده لنقض كل ما أبرمه، واجتهاده ومن مالاه على كفره وعناده ونفاقه في ابطال دعواه، وتغيير ملته ومخالفة سنته، ولم ير شيئا أبلغ في


(1) تفلت الطائر من الصائد: تخلص. وكانه اراد انه نسى ما حفظه من القرآن من شدة ما دخله من هم الدين. [ * ]

[ 15 ]

تمام كيده من تنفيرهم عن موالاة وصيه وايحاشهم منه، وصدهم عنه واعراءهم بعداوته والقصد لتغيير الكتاب الذى جاء به واسقاط ما فيه من فضل ذوى الفضل، و كفر ذوى الكفر منه، ولقد علم الله ذلك منهم، فقال: ان الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا إلى قوله عليه السلام وتركوا منه قدروا انه لهم وهو عليهم، وزادوا فيه ما ظهر تناكره وتنافره، والذى بدأ في الكتاب من الازراء على النبي صلى الله عليه واله من فرية الملحدين. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: وهنا كلام يطلب في آل عمران عند قوله تعالى: (واشتروا به ثمنا قليلا) الاية. 54 – في مجمع البيان: ورتلناه ترتيلا وروى عن النبي صلى الله عليه واله قال: يا ابن عباس إذا قرأت القرآن ترتله ترتيلا، قال: وما الترتيل ؟ قال: بينه تبيانا و لا تنثره نثر الرمل، ولا تهذه هذ الشعر (1) فقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب، و لا يكون هم أحدكم آخر السورة (2) 55 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن سعيد عن واصل بن سليمان عن عبد الله بن سليمان قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (و رتل القرآن ترتيلا) قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: بينه تبيانا ولا تهذه هذ الشعر ولا تنثره نثر الرمل ولكن افرغوا قلوبكم، ولا يكن هم احدكم آخر السورة. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: نقلنا ما في مجمع البيان تبعا له وما في اصول الكافي تأييدا لذلك وان كان في النقل هنا بعض الخفاء. 56 – في مجمع البيان: الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم وروى أنس قال: ان رجلا قال: يا نبى الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة ؟ قال: ان


(1) هذ الشعر: اسرع في قرائته (2) قد بسط الكلام رحمه الله في بيان الترتيل عند قوله تعالى: (ورتل القرآن ترتيلا) ونقلنا ايضا طرفا شافيا من الاخبار في بيانه هناك (منه – ره) [ * ]

[ 16 ]

الذى أمشاه على رجليه قادر أن يمشيه على وجهه يوم القيامة اورده البخاري في الصحيح 57 – فدمرناهم تدميرا في الشواذ فدمرانهم تدميرا على التأكيد بالنون الثقيلة وروى ذلك عن أمير المؤمنين عليه السلام. وعنه (1) فدمراهم وهذا كأنه أمر لموسى وهارون عليهما السلام أن يدمرانهم 58 – في عيون الاخبار باسناده إلى صالح الهروي قال: حدثنا على بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عن ابيه الحسين بن على عليهم السلام قال: أتى على بن أبى طالب عليه السلام قبل مقتله بثلاثة ايام رجل من أشراف تميم يقال له عمرو فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن أصحاب الرس في أي عصر كانوا، وأين كانت منازلهم، ومن كان ملكهم، و هل بعث الله تعالى إليهم رسولا ام لا، وبماذا اهلكوا ؟ فانى أجد في كتاب الله تعالى ذكرهم ولا أجد خبرهم فقال له على عليه السلام: لقد سألت عن حديث ما سألني عنه أحد قبلك ولا يحدثك به أحد بعدى الا عنى، وما في كتاب الله تعالى آية الا وانا اعرفها و اعرف تفسيرها وفى أي مكان نزلت من سهل أو جبل، وفى أي وقت من ليل أو نهار، وان هناك لعلما جما واشار إلى صدره ولكن طلابه يسير، وعن قليل تندمون لو فقدتموني. كان من قصصهم يا أخا تميم انهم كانوا قوما يعبدون شجرة صنوبر يقال لها شاه درخت، كان يافث بن نوح غرسها على شفير عين يقال لها دوشاب. كانت أنبطت (2) لنوح عليه السلام بعد الطوفان، وانما سموا اصحاب الرس لانهم رسوا نبيهم في الارض وذلك بعد سليمان بن دواد عليهما السلام وكانت لهم اثنى عشرة قرية على شاطئ نهر يقال له الرس من بلاد المشرق، وبهم يسمى ذلك النهر ولم يكن يومئذ في الارض نهر أغزر منه ولا أعذب منه، ولا قرى أكثر ولا أعمر منها، تسمى احداهن آبان و


(1) أي عن مسلم بن محارب المذكور في كتاب مجمع البيان. (10) نبط الماء ينبط: نبع، والبئر: استخرج ماؤها. [ * ]

[ 17 ]

الثانية آذر والثالة دى والرابعة بهمن والخامسة اسفندار والسادسة فروردين والسابعة آذربهشت والثامنة ارذار (1) والتاسعة مرداد والعاشرة تير والحادي عشرة مهر والثانى – عشرة شهريور وكانت اعظم مدائنهم اسفندار وهى التى ينزلها ملكهم وكان يسمى تر كوذبن عابور بن يارش بن سار بن نمرود بن كنعان فرعون ابراهيم عليه السلام وبها العين والصنوبرة وقد غرسوا في كل قرية منها حبة من طلع تلك الصنوبرة فنبتت الحبة وصارت شجرة عظيمة، وحرموا ماء العين والانهار ولا يشربون منها ولا انعامهم، ومن فعل ذلك قتلوه ويقولون هو حيوة آلهتنا، فلا ينبغي لاحد أن ينقص من حيوتها ويشربون هم وأنعامهم عن نهر الرس الذى عليه قراهم، وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيدا يجتمع إليه أهلها فيضربون على الشجرة التى بها كلة (2) من حرير فيها من أنواع الصور ثم يأتون بشياة وبقر فيذبحونها قربانا للشجرة، ويشتعلون فيها النيران بالحطب، فإذا سطع دخان الذبايح وقتارها (3) في الهواء، وحال بينهم و بين النظر إلى السماء خروا سجدا للشجرة يبكون ويتضرعون إليها أن ترضى عنهم، وكان الشيطان يجئ، فيحرك أغصانها ويصيح من ساقها صياح الصبى: انى قد رضيت عنكم عبادي فطيبوا نفسا وقروا عينا فيرفعون رؤسهم عند ذلك ويشربون الخمر و يضربون بالمعازف (4) ويأخذون الدست بند، فيكون على ذلك يومهم وليلتهم ثم ينصرفون، وانما سمت العجم شهورها بابان ماه وآذر ماه وغيرهما اشتقاقا من أسماء تلك القرى، لقول أهلها بعضهم لبعض هذا عيد شهر كذا، وعيد شهر كذا، حتى إذا كان عيد قريتهم العظمى اجتمع عليها صغيرهم وكبيرهم، فضربوا عند الصنوبرة والعين سرادقات من ديباج عليه أنواع الصورة اثنى عشر بابا، كل باب لاهل قرية منهم ويسجدون


(1) كذا في النسخ وفى المصدر (اردى بهشت) بدل (آذر بهشت) و (خرداد) مكان (ارذار) (2) الكلة – بالكسر -: الستر الزقيق. غشاء رقيق يخاط كالبيت يتوقى به من البعوض ويقال له بالفارسية (پشه بند). (3) القتار – بالضم -: الدخان من المطبوخ. (4) المعازف: آلات الطرب كالطنبور والعود. [ * ]

[ 18 ]

للصنوبرة خارجا من السرداق، ويقربون لها الذبائح أضعاف ما قربوا للشجرة في قراهم، فيجئ ابليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكا شديدا فيتكلم من جوفها كلاما جهوريا ويعدهم ويمنيهم بأكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين كلها، فيرفعون رؤسهم من السجود وبهم من الفرح والنشاط ما لا يفيقون ولا يتكلمون من الشرب والعزف فيكونون على ذلك اثنى عشر يوما ولياليها بعد أعيادهم سائر السنة: ثم ينصرفون. فلما طال كفرهم بالله عزوجل وعبادتهم غيره، بعث الله عزوجل إليهم نبيا من بنى اسرائيل من ولد يهود ابن يعقوب، فلبث فيهم زمانا يدعوهم إلى عبادة الله عزوجل ومعرفته وربوبيته فلا يتبعونه، فلما راى شدة تماديهم في الغى والضلال، وتركهم قبول ما دعاهم إليه من الرشد والنجاح، وحضر عيد قريتهم العظمى قال: يا رب ان عبادك أبوا الا تكذيبي والكفر، وغدوا يعبدون شجرة لا تنفع ولا تضر، فأيبس شجرهم اجمع وأرهم قدرتك وسلطانك فأصبح القوم وقد يبس شجرهم، فهالهم ذلك وفظع بهم وصاروا فرقتين، فرقة قال: سحر آلهتكم هذا الرجل الذى زعم انه رسول رب السماء والارض اليكم ليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلى الهه، وفرقة قالت: لا، بل غضب آلهتكم حين رأت هذا الرجل يعيبها ويقع فيها ويدعوكم إلى عبادة غيرها، فحجبت حسنها وبهاءها لكى تغضبوا عليه فتنتصروا منه، فأجمع رأيهم على قتله فاتخذوا أنابيب (1) طوالا من رصاص واسعة الافواه، ثم ارسلوها في قرار العين إلى أعلى الماء واحدة فوق الاخرى مثل البرابخ (2) ونزحوا فيها من الماء، ثم حفروا في قرارها بئرا ضيقة المدخل عميقة وأرسلوا فيها نبيهم وألقموا فاها صخرة عظيمة، ثم أخرج الانابيب من الماء وقالوا نرجو الان أن ترضى عنها آلهتنا إذا رأت انا قد قتلنا من كان يقع فيها ويصد عن عبادتها ودفناه تحت كبيرها يتشفى منه، فيعود لنا نورها ونضرتها


(1) الانابيب جمع الانبوب: ما بين العقدتين من القصب أو الرمح ويستعار لكل اجوف مستدير كالقصب، ومنه انبوب الماء لغناته. (2) البربخ – بالبائين الموحدتين والخاء المعجمة – ما يعمل من الخزف للبئر ومجارى الماء. [ * ]

[ 19 ]

كما كان، فبقوا عامة يومهم يسمعون انين نبيهم عليه السلام وهو يقول: سيدى قد ترى ضيق مكاني وشده كربى فارحم ضعف ركني وقلة حيلتى، وعجل بقبض روحي ولا تؤخر اجابة دعوتي حتى مات عليه السلام فقال الله جل جلاله لجبرئيل: يا جبرئيل أيظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي وأمنوا مكرى وعبدوا غيرى وقتلوا رسولي أن يقوموا لغضبى ويخرجوا من سلطاني ؟ كيف وانا المنتقم ممن عصاني ولم يخش عقابي، وانى حلفت بعزتي لاجعلنهم عبرة ونكالا للعالمين، فلم يرعهم وهم في عيدهم ذاك الا بريح عاصف شديدة الحمرة، فتحيروا فيها وذعروا منها وتضام بعضهم إلى بعض، ثم صارت الارض من تحتهم حجر كبريت يتوقد، وأظلتهم سحابة سوداء فألقت عليهم كالقبة جمرا يلتهب فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص في النار، فنعوذ بالله تعالى ذكره من غضبه ونزول نقمته ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم. 59 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: اين اصحاب مدائن الرس الذين قتلوا النبيين وأطفأوا سنن المرسلين وأحيوا سنن الجبارين. 60 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابن أبى عمير عن محمد بن ابى حمزة وهشام وحفص عن ابى عبد الله عليه السلام انه دخل عليه نسوة فسألته امرأة منهن عن السحق ؟ فقال: حدها حد الزانى، فقالت المرأة: ما ذكره الله عزوجل في القرآن ؟ فقال: بلى، فقالت: واين هو ؟ قال: هن الرس. 61 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن جميل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: دخلت امرأة مع مولاة لها على أبى عبد الله عليه السلام فقالت: ما تقول في اللواتى مع اللواتى ؟ قال: هن في النار، إذا كان يوم القيامة اتى بهن فالبسن جلبابا من نار وخفين من نار وقناعا من نار، وأدخل في أجوافهن وفروجهن أعمدة من نار وقذف بهن في النار، فقالت: ليس هذا في كتاب الله ! قال: نعم، قالت: أين هو ؟ قال: قوله: وعادا وثمود واصحاب الرس فهن الراسيات. 62 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن


[ 20 ]

على قال: أخبرني سماعة بن مهران قال: أخبرني الكلبى النسابة قال: صرت إلى منزل جعفر بن محمد عليهما السلام فقرعت الباب فخرج غلام له فقال: ادخل يا اخا كلب فوالله لقد أدهشني. فدخلت وانا مضطرب ونظرت فإذا شيخ على مصلى بلا مرفقة ولا بردعة (1) فابتدأني بعد ان سلمت عليه، فقال لى: من أنت ؟ فقلت في نفسي: يا سبحان الله غلامه يقول لى بالباب: ادخل يا أخا كلب ويسألني المولى من أنت ؟ فقلت له: انا الكلبى النسابة، فضرب بيده على جبهته وقال: كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا وخسروا خسرانا مبينا، يا أخا كلب ان الله عزوجل يقول: وعادا وثمود واصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا فتنسبها أنت ؟ فقلت: لا، جعلت فداك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 63 – في كتاب معاني الاخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقى عمن ذكره عن حفص بن غياث عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: وكلا تبرنا تتبيرا يعنى كسرنا تكسيرا 64 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن خالد عن حفص بن غياث عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (وكلا تبرنا تتبيرا) يعنى كسرنا تكسيرا قال: هي لفظة بالنبطية. 65 – وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: واما القرية التى امطرت مطر السوء فهى سدوم قرية قوم لوط، امطر الله عليهم حجارة من سجيل يعنى من طين. 66 – وقال على بن ابراهيم في قوله تعالى: أرأيت من اتخذ الهه هواه قال: نزلت في قريش وذلك انه ضاق عليهم المعاش، فخرجوا من مكة وتفرقوا، فكان الرجل إذا راى شجرة حسنة أو حجرا حسنا هويه فعبده، وكانوا ينحرون لها النعم و ويلطخونها بالدم ويسمونها سعد الصخرة، وكان إذا أصابهم داء في ابلهم وأغنامهم جاؤا


(1) المرفقة، المتكأ والمخدة. والبردعة: الحلس ويقال له بالفارسية (پلاس) [ * ]

[ 21 ]

إلى الصخرة فيمسحون بها الغنم والابل، فجاء رجل من العرب بابل يريد أن يمسح بالصخرة ابله ويتبارك عليها فنفرت ابله فتفرقت فقال الرجل شعرا: اتيت إلى سعد ليجمع شملنا * فشتتنا سعد فما نحن من سعد وما سعد الا صخرة مستوية * من الارض لا تهدى لغى ولا رشد ومر به رجل من العرب والثعلب يبول عليه فقال شعرا: ورب يبول الثعلبان برأسه * لقد ذل من بالت عليه الثعالب 67 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوى عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل ستقف عليه بتمامه في الواقعة ان شاء الله تعالى وفيه يقول عليه السلام: فاما أصحاب المشأمة فهم اليهود والنصارى، يقول الله عزوجل: (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم) يعرفون محمدا والولاية في التوراة والانجيل كما يعرفون ابناءهم في منازلهم (وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك) انك الرسول إليهم (فلا تكونن من الممترين) فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم بذلك فسلبهم روح الايمان، وأسكن أرواحهم ثلاثة ارواح: روح القوة وروح الشهوة وروح البدن، ثم اضافهم إلى الانعام فقال: ان هم الا كالانعام لان الدابة انما تحمل بروح القوة وتعتلف بروح الشهوة وتسير بروح البدن. 68 – في روضة الكافي ابن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: سمعت على بن الحسين عليهما السلام يقول: ان رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أخبرني ان كنت عالما عن الناس وعن أشباه الناس وعن النسناس، فقال امير المؤمنين عليه السلام: يا حسين أجب الرجل فقال الحسين عليه السلام: اما قولك: النسناس فهم السواد الاعظم وأشار بيده إلى جماعة الناس، ثم قال: (ان هم الا كالانعام بل هم أضل سبيلا) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 69 – في كتاب الخصال عن أبى يحيى الواسطي عمن ذكره انه قيل لابي عبد الله


[ 22 ]

عليه السلام: أترى هذا الخلق كله من الناس ؟ فقال: الق منهم التارك للسواك، والمتربع في موضع الضيق، والداخل فيما لا يعنيه، والممارى فيما لا علم له به، والمستمرض من غير علة، والمستشفى من غير مصيبة، والمخالف على أصحابه في الحق وقد اتفقوا عليه، و المفتخر بآبائه وهو خلو من صالح اعمالهم. فهو بمنزلة الخلنج (1) يقشر لحا عن لحا، حتى يوصل إلى جوهريته، وهو كما قال الله تعالى: (ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا). 70 – في تفسير على بن ابراهيم وفي رواية ابى الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: الم تر إلى ربك كيف مد الظل فقال: الظل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. 71 – في مجمع البيان – وجاهدهم به أي بالقرآن عن ابن عباس جهادا كبيرا أي تاما شديدا، وفى هذا دلالة على ان من أجل الجهاد وأعظمه منزلة عند الله سبحانه جهاد المتكلمين في حل شبه المبطلين واعداء الدين ويمكن ان يتأول عليه قوله صلى الله عليه واله: رجعنا من الجهاد الاصغر إلى الجهاد الاكبر. 72 – في الكافي وفى رواية أحمد بن سليمان انهما قالا عليهما السلام: يابا سعيد تأتى ما ينكر ولايتنا في كل يوم ثلاث مرات، ان الله وعز عرض ولايتنا على المياه فما قبل ولايتنا عذب وطاب، وما جحد ولايتنا جعله الله عزوجل مرا وملحا اجاجا. 73 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبى بكر الحضرمي عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال للابرش: يا أبرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لا يحد، ولم يكن يومئذ خلق غيرهما، والماء يومئذ عذب فرات إلى أن قال: وكانت السماء خضراء والارض


(1) الخلنج: شجر كالطرفاء وزهره ابيض واحمر واصفر، وحبه كالخردل وخشبه تصنع منها القصاع كقوله (لبن البخت في قصاع الخلنج) قال في الصراح: خلنج معرب (خدنك) [ * ]

[ 23 ]

غبراء على لون الماء العذب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. وهو بتمامه مذكور عند قوله تعالى: (كانتا رتقا ففتقناهما). (1) 74 – حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن بريد العجلى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا فقال: ان الله تبارك وتعالى خلق آدم من الماء العذب، وخلق زوجته من سنخه، فبرأها من أسفل أضلاعه، فجرى بذلك الضلع بينهما سبب نسب، ثم زوجها اياه فجرى بينهما بسبب ذلك صهرا، فذلك قوله: (نسبا وصهرا) فالنسب يا أخا بنى عجل ما كان من نسب الرجال والصهر ما كان بسبب نسب النساء. 75 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن بريد العجلى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل وذكر كما في تفسير على بن ابراهيم الا ان في آخره: يا اخا بنى عجل ما كان بسبب الرجال والصهر ما كان بسبب النساء. 76 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: الا وانى مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تقلبوا عليها فتضلوا في دينكم، انا الصهر يقول الله عزوجل: (وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 77 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه قال انس: قلت: يا رسول الله علي أخوك ؟ قال: نعم علي أخي، قلت: يا رسول الله صف لى كيف علي أخوك ؟ قال: ان الله عز وجل خلق ما تحت العرش قبل ان يخلق آدم بثلاثة آلاف عام، واسكنه في لؤلؤة خضراء في غامض علمه، إلى ان خلق آدم فلما خلق آدم نقل ذلك الماء من اللؤلؤة فأجراه في صلب آدم إلى أن قبضه الله تعالى، ثم نقله إلى صلب شيث، فلم يزل ذلك الماء ينقل من ظهر إلى ظهر حتى


(1) سورة الانبياء الاية 30، وقد مر الحديث بتمامه في صفحه 425 من الجزء الثالث [ * ]

[ 24 ]

صار في عبد المطلب، ثم شقه عزوجل نصفين، فصار نصفه في أبى، عبد الله بن عبد المطلب ونصف في أبى طالب فانا من نصف الماء وعلي من النصف الاخر، فعلي أخي في الدنيا والاخرة، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه واله: (وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا). 78 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال رسول الله صلى الله عليه واله: خلق الله عزوجل نطفة بيضاء مكنونة فنقلها من صلب إلى صلب حتى نقلت النطفة إلى صلب عبد المطلب، فجعل نصفين فصار نصفها في عبد الله ونصفها في أبى طالب، فأنا من عبد الله وعلي من أبى طالب، وذلك قول الله عزوجل: (وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا). 79 – في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وخطب النبي صلى الله عليه واله على المنبر في تزويج فاطمة خطبة رواها يحيى بن معين في أماليه وابن بطة في الابانة باسنادهما عن أنس بن مالك مرفوعا وروينا عن الرضا عليه السلام فقال: الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع في سلطانه، المرغوب فيما عنده، المرهوب من عذابه، النافذ امره في سمائه وارضه، الذى خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه، واكرمهم بنبيه محمد صلى الله عليه واله، ان الله جعل المصاهرة نسبا لاحقا وأمرا معترضا وشج به الارحام والزمها الانام، قال الله تعالى: (وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا) ثم ان الله امرني ان أزوج فاطمة من على، وقد زوجتها اياه على مأة مثقال فضة أرضيت يا على (1) ؟ قال: رضيت يا رسول الله. 80 – في مجمع البيان (وهو الذى خلق) الاية وقال ابن سيرين نزلت في النبي صلى الله عليه واله وعلى بن ابى طالب زوج فاطمة عليا فهو ابن عمه، وزوج ابنته فكان نسبا وصهرا. 81 – في بصائر الدرجات عبد الله بن عامر عن ابى عبد الله البرقى عن


(1) وفى المصدر (ان رضيت يا على). [ * ]

[ 25 ]

الحسن بن عثمان عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: وكان الكافر على ربه ظهيرا قال: تفسيرها في بطن القرآن على هو ربه في الولاية والرب هو الخالق الذى لا يوصف. 82 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: (وكان الكافر على ربه ظهيرا) قال على بن ابراهيم رحمه الله: قد يسمى الانسان ربا بهذا الاسم لغة كقوله تعالى: (اذكرني عند ربك) وكل مالك يسمى ربه فقوله تعالى: (وكان الكافر على ربه ظهيرا) فقال: الكافر الثاني كان على أمير المؤمنين صلوات الله عليه ظهيرا. 83 – في روضة الكافي باسناده إلى عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله عزوجل خلق الخير يوم الاحد، وما كان ليخلق الشر قبل الخير، وفى يوم الاحد والاثنين خلق الارضين، وخلق اقواتها يوم الثلثاء وخلق السموات يوم الاربعاء ويوم الخميس، وخلق أقواتها يوم الجمعة، وذلك قول الله عزوجل خلق السموالات والارض وما بينهما في ستة ايام 84 – في مجمع البيان وروى ان اليهود حكوا عن ابتداء خلق الاشياء بخلاف ما اخبر الله تعالى عنه فقال سبحانه: فاسال به خبيرا. 85 – في تفسير على بن ابراهيم قوله عزوجل وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن قال: جوابه الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: تبارك وتعالى تبارك الذى جعل في السماء بروجا فالبروج الكواكب، والبروج التى للربيع والصيف الحمل والثور والجوزا والسرطان والاسد والسنبلة، وبروج الخريف والشتاء الميزان والعقرب والقوس والجدى والدلو والحوت، وهى اثنا عشربرجا. 86 – في كتاب الاهليلجة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل: وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا يسبحان في فلك يدور بهما دائبين يطلعهما تارة ويوفلهما


[ 26 ]

اخرى حتى تعرف عدة الايام والشهور والسنين وما يستأنف من الصيف والربيع والشتاء والخريف أزمنة مختلفة باختلاف الليل والنهار. 87 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن صالح بن عقبة عن جميل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال له رجل: جعلت فداك يا ابن رسول الله ربما فاتتني صلوة الليل الشهر والشهرين والثلاثة فأقضيها بالنهار أيجوز ذلك ؟ قال: قرة عين لك والله، قرة عين لك والله قالها ثلاثا ان الله يقول: وهو الذى جعل الليل والنهار خلفة الاية فهو قضاء صلوة النهار بالليل، وقضاء صلوة الليل بالنهار، وهو من سر آل محمد المكنون. 88 – في من لا يحضره الفقيه قال الصادق عليه السلام: كلما فاتك بالليل فاقضه بالنهار، قال الله تبارك وتعالى: (وهو الذى جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو اراد شكورا) يعنى أن يقضى الرجل ما فاته بالليل بالنهار وما فاته بالنهار بالليل. 89 – في مجمع البيان: الذين يمشون على الارض هونا وقال أبو عبد الله عليه السلام هو الرجل يمشى بسجيته التى جبل عليها لا يتكلف ولا يتبختر. 90 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن ابى نجران عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا) قال: الائمة عليهم السلام يمشون على الارض هونا خوفا من عدوهم. 91 – وعنه عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سليمان بن جعفر قال: سألت ابا الحسن عليه السلام عن قول الله عزوجل: (وعباد الرحمان الذين يمشون على الارض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما * والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما) قال: هم الائمة يتقون في مشيهم. 92 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن محمد بن النعمان عن سلام قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قوله تعالى (الذين يمشون على الارض هونا) قال: هم الاوصياء مخافة من عدوهم.


[ 27 ]

93 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل: ولا يعرف ما في معنى حقيقة التواضع الا المقربون من عباده، المتصلون بوحدانيته، قال الله تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما). 94 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب كان ابراهيم بن المهدى شديد الانحراف عن أمير المؤمنين عليه السلام، فحدث المأمون يوما فقال: رأيت عليا عليه السلام في النوم فمشيت معه حتى جئنا قنطرة، فذهب يتقدمني لعبورها فأمسكته وقلت له: انما أنت رجل تدعى هذا الامر بامرأة ونحن أحق به منك، فما رأيته بليغا في الجواب قال: واى شئ قال لك ؟ قال: ما زادني على أن قال: سلاما سلاما، فقال المأمون: قد والله أجابك أبلغ جواب، قال: كيف ؟ قال: عرفك انك جاهل لا تجاب قال الله تعالى: وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. 95 – في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام: قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: كل عين باكية يوم القيامة الا ثلاثة أعين: عين بكت من خشية الله، وعين غضت عن محارم الله، وعين باتت ساهرة في سبيل الله. 96 – وفيه ايضا عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا سهر الا في ثلاث: متهجد بالقرآن، أو في طلب العلم، أو عروس تهدى إلى زوجها. 97 – في تفسير على بن ابراهيم وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله تعالى: ان عذابها كان غراما يقول: ملازما لا يفارق. وقوله عزوجل: والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا والاسراف الانفاق في المعصية في غير حق (ولم يقتروا) لم يبخلوا عن حق الله عزوجل وكان بين ذلك قواما القوام العدل والانفاق فيما أمر الله به. 98 – في تفسير العياشي عن الحلبي عن بعض أصحابنا عنه قال: قال أبو جعفر


[ 28 ]

لابي عبد الله عليهما السلام: يا بنى عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوهما، قال: و كيف ذلك يا أبة ؟ قال: مثل قوله: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا) فاسرفوا سيئة واقتروا سيئة، (وكان بين ذلك قواما) حسنة، فعليك بالحسنة بين السيئتين و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 99 – عن عبد الرحمن قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله: (يسئلونك ماذا ينفقون قل العفو) قال: (الذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) نزلت هذه بعد هذه. 100 – في كتاب الخصال عن محمد بن عمر بن سعيد عن بعض أصحابه قال: سمعت العياشي وهو يقول: استأذنت الرضا عليه السلام في النفقة على العيال فقال: بين المكروهين، قال: فقلت: جعلت فداك لا والله ما أعرف المكروهين، فقال: بلى يرحمك الله أما تعرف ان الله تعالى كره الاسراف وكره الاقتار، فقال: (والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما). 101 – في اصول الكافي أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن عبد الله بن ابراهيم عن جعفر بن ابراهيم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: أربعة لا يستجاب لهم: رجل كان له مال فأفسده فيقول: اللهم ارزقني، فيقال: الم آمرك بالاقتصاد ؟ الم آمرك بالاصلاح ؟ ثم قال: (والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 102 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن عامر بن جذاعة قال: جاء رجل إلى أبى عبد الله عليه السلام فقال له أبو عبد الله: اتق الله ولا تسرف ولا تقتر ولكن بين ذلك قواما، ان التبذير من الاسراف، قال الله تعالى (ولا تبذر تبذيرا) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة 103 – على بن ابراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد جميعا عن عثمان بن عيسى عن اسحق بن عبد العزيز عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال:


[ 29 ]

انا نكون في طريق مكة فنريد الاحرام فنطلي ولا يكون معنا تنخالة رنتدلك بها من النورة فندلك بالدقيق وقد دخلنى من ذلك ما الله أعلم به ؟ فقال: مخافة الاسراف ؟ قلت نعم: فقال: ليس فيما أصح البدن اسراف، انى ربما أمرت بالنقى فيلت بالزيت فأتدلك به، انما الاسراف فيما أفسد المال وأضر بالبدن، قلت: فما الاقتار ؟ قال: اكل الخبز و والملح وأنت تقدر على غيره، قلت: فما القصد ؟ قال: الخبز واللحم واللبن والخل والسمن، مرة هذا ومرة هذا. 104 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن أبيه عن القاسم بن محمد الجوهرى عن جميل بن صالح عن عبد الملك بن عمرو الاحول قال: تلا أبو عبد الله عليه السلام هذه الاية: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) قال: فأخذ قبضة من حصى وقبضها بيده، فقال: هذا الاقتار الذى ذكره الله عزوجل في كتابه، ثم قبض قبضة اخرى فارخى كفه كلها، ثم قال: هذا الاسراف ثم أخذ قبضة اخرى فأرخى بعضها وأمسك بعضها وقال: هذا القوام. 105 – عنه عن أبيه عن محمد بن عمرو عن عبد الله بن أبان قال: سألت أبا الحسن الاول عليه السلام عن النفقة على العيال ؟ فقال: ما بين المكروهين الاسراف والاقتار. 106 – أحمد بن محمد بن على عن محمد بن سنان عن أبى الحسن عليه السلام في قول الله عز وجل: (وكان بين ذلك قواما) قال: القوام هو المعروف، على الموسع قدره: وعلى المقتر قدره على قدر عياله ومؤنتهم التى هي صلاح له ولهم، لا يكلف الله نفسا الا ما آتاها. 107 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان في قوله تبارك وتعالى: (والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) فبسط كفه وفرق أصابعه وحباها شيئا، وعن قوله تعالى (و لا تبسطها كل البسط) فبسط راحته وقال: هكذا، وقال: القوام ما يخرج من بين الاصابع ويبقى في الراحة منه شئ. 108 – على بن ابراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: دخل سفيان الثوري على ابى عبد الله عليه السلام فراى عليه ثياب بيض كأنها غرقئ


[ 30 ]

البيض (1) فقال له: ان هذا اللباس ليس من لباسك فقال له: اسمع منى وع ما أقول لك، فانه خير لك عاجلا وآجلا، ان أنت مت على السنة والحق ولم تمت على بدعة اخبرك ان رسول الله صلى الله عليه واله كان في زمان مقفر جدب (2) فاما إذا أقبلت الدنيا فاحق اهلها بها ابرارها لا فجارها، ومؤمنوها لا منافقوها، ومسلموها لا كفارها، فلما أنكرت يا ثورى فوالله اننى لمع ما ترى ما اتى على منذ عقلت صباح ولا مساء ولله في مالى حق امرني ان أضعه موضعا الا وضعته، قال: واتاه قوم ممن يظهر الزهد ويدعو الناس ان يكونوا معهم على مثل الذى هم عليه من التقشف (3) فقالوا له: ان صاحبنا حصر عن كلامك ولم يحضره حجة، فقال لهم فهاتوا حججكم فقالوا له: ان حججنا من كتاب الله فقال لهم: فادلوا بها فانها أحق ما اتبع وعمل به، فقالوا: يقول الله تبارك وتعالى مخبرا عن قوم من اصحاب النبي صلى الله عليه واله: (ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون) فمدح فعلهم وقال في موضع آخر: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) فنحن نكتفي بهذا، فقال رجل من الجلساء: انا رأيناكم تزهدون في الاطعمة الطيبة ومع ذلك تأمرون الناس بالخروج من اموالهم حتى تمتعوا أنتم منها فقال له أبو عبد الله عليه السلام دعوا عنكم علم ما ينتفع به أخبروني أيها النفر ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه و محكمه من متشابهه الذى في مثله ضل من ضل وهلك من هلك من هذه الامة ؟ فقالوا له: أو بعضه فاما كله فلا. فقال لهم: فمن هيهنا اتيتم، وكذلك أحاديث رسول الله واما ما ذكرتم من اخبار الله عزوجل ايانا في كتابه عن القوم الذين اخبر عنهم بحسن فعالهم فقد كان مباحا جايزا ولم يكونوا نهوا عنه وثوابهم منه على الله عزوجل، وذلك ان الله جل وتقدس امر بخلاف ما عملوا به فصار أمره ناسخا لعملهم، وكان نهى الله تبارك و تعالى رحمة منه للمؤمنين ونظرا لكى لا يضروا بأنفسهم وعيالاتهم منهم الضعفة الصغار و


(1) الغرقئ: القشرة الملتزقة ببياض البيض، وقيل: البياض الذى يؤكل. (2) اقفر المكان: خلا من الماء والكلاء والناس والجدب: القحط (3) تقشف الرجل: قذر جلده ولم يتعهد النظافة. واصل القشف خشونة العيش وشدته [ * ]

[ 31 ]

الولدان والشيخ الفاني والعجوز الكبيرة الذين لا يصبرون على الجوع، فان تصدقت برغيفي ولا رغيف لى غيره ضاعوا وهلكوا جوعا، ثم هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم ونهيا عنه مفروضا من الله العزيز الحكيم، قال: (والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) فلا ترون ان الله تبارك وتعالى قال غير ما أراكم تدعون الناس إليه من الاثرة على انفسهم، وسمى من فعل ما تدعون إليه مسرفا، وفى غير آية من كتاب الله يقول: (انه لا يحب المسرفين) فنهاهم عن الاسراف ونهاهم عن التقتير، لكن أمر بين امرين، لا يعطى جميع ما عنده ثم يدعو الله ان يرزقه والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 109 – في مجمع البيان روى عن معاذ انه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه واله عن ذلك فقال: من اعطى في غير حق فقد أسرف، ومن منع من حق فقد قتر. 110 – وروى عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: ليس في المأكول والمشروب سرف وان كثر. 111 – وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما بالاسناد عن عبد الله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه واله أي الذنوب أعظم ؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك، قال: قلت: ثم أي ؟ قال ان تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك، قلت:: ثم أي ؟ قال: ان تزانى حليلة جارك، فأنزل الله تصديقا والذين لا يدعون مع الله الها آخر) الاية 112 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما واثام واد من أودية جهنم من صفر مذاب قدامها حرة (1) في جهنم، يكون فيه من عبد غير الله تعالى، ومن قتل النفس التى حرم الله، ويكون فيه الزناة ويضاعف لهم فيه العذاب. 113 – حدثنى أبى عن المحمودى ومحمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن اسمعيل الرازي عن محمد بن سعيد، ان يحيى بن أكثم سأل موسى بن على بن محمد عن مسائل


(1) الحرة. الارض ذات احجار سود. [ * ]

[ 32 ]

وفيه أخبرنا عن قول الله عزوجل: (أو يزوجهم ذكرانا واناثا) فهل يزوج الله عباده الذكران وقد عاقب قوما فعلوا ذلك، فسأل موسى أخاه أبا الحسن العسكري صلوات الله عليه وكان من جواب ابى الحسن عليه السلام: اما قوله: (أو يزوجهم ذكرانا واناثا)، فان الله تبارك وتعالى يزوج ذكران المطيعين اناثا من الحور، واناث المطيعات من الانس من ذكران المطيعين، ومعاذ الله أن يكون الجليل عنى ما لبست على نفسك تطلب الرخصة لارتكاب المآثم، فمن يفعل ذلك يلق اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا) أي ان لم يتب. 114 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال: ان الله عزوجل اعطى التائبين ثلاث خصال لو اعطى خصلة منها جميع أهل السموات والارض لنجوا بها، قوله عزوجل: (والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وآمن وعمل صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما). 115 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن الحسن بن على عن عبد الله بن ابراهيم عن على بن على اللهبى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أربع من كن فيه وكان من قرنه إلى قدمه ذنوبا بدلها الله عزوجل حسنات: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر. 116 – في محاسن البرقى عنه عن ابن فضال عن على بن عقبة عن أبيه عن سليمان بن خالد قال: كنت في محملى اقرأ، إذ نادانى أبو عبد الله عليه السلام: اقرأ يا سليمان فانا في هذه الايات التى في آخر تبارك: (والذين لا يدعون مع الله الها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما يضاعف) فقال: هذه فينا، اما والله لقد وعظنا وهو يعلم انا لا نزني، اقرأ يا سليمان فقرأت حتى انتهيت إلى قوله: الا من تاب وآمن وعمل صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات قال:


[ 33 ]

قف هذه فيكم، انه يؤتى بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقف بين يدى الله عزوجل فيكون هو الذى يلى حسابه فيوقفه على سيئاته شيئا شيئا، فيقول: عملت كذا في يوم كذا في ساعة كذا فيقول: اعرف يا رب حتى يوقفه على سيئاته كلها كل ذلك يقول عرف، فيقول: سترتها عليك في الدنيا واغفرها لك اليوم، ابدلوها لعبدي حسنات قال: فترفع صحيفته للناس فيقولون: سبحان الله ما كانت لهذا العبد ولا سيئة واحدة ! فهو قول الله عزوجل: (فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات). 107 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن تفسير الكلبى قال: لما جعل مطعم بن عيسى بن نوفل لغلامه وحشى ان هو قتل حمزة ان يعتقه، فلما قتله وقدموا مكة لم يعتقه فبعث وحشى وجماعة إلى النبي عليه السلام انه ما يمنعنا من دينك الا اننا سمعناك تقرأ في كتابك ان من يدعو مع الله الها آخر ويقتل النفس ويزنى يلق اثاما ويخلد في العذاب، ونحن قد فعلنا هذا كله، فبعث إليهم بقوله تعالى: (الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا) فقالوا: نخاف ألا نعمل صالحا، فبعث إليهم (ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فقالوا: نخاف الا ندخل في المشية فبعث إليهم: (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا) فجاؤا واسلموا فقال النبي صلى الله عليه واله لوحشي قاتل حمزة رضوان الله عليه: غيب وجهك عنى فانني لا أستطيع النظر اليك، قال: فلحق بالشام فمات في الخبر (1) هكذا ذكر الكلبى، 118 – في عوالي اللئالى وعن ابى ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه وتخبأ كبارها فيقال: عملت يوم كذا وكذا وهو يقر ليس ينكر، وهو مشفق من الكبائر أن تجئ فإذا أراد الله خيرا قال: اعطوه


(1) كذا في النسخ وكانه اسم مكان قال الحموى في المعجم: الخبر موضع على سنة اميال من مسجد سعد بن ابى وقاص وفيها قصور على طريق الحاج. اه ولكن ذكر في اسد الغابة انه قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب: مات وحشى في الخمر اخرجه الثلاثة (انتهى) وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمته: وكان مغرما بالخمر وفرض له عمر في الفين ثم ردها إلى ثلاثمأة بسبب الخمر. (انتهى) فيحتمل التصحيف. [ * ]

[ 34 ]

مكان كل سيئة حسنة، فيقول: يا رب لى ذنوب ما رأيتها ههنا قال: ورأيت رسول الله صلى الله عليه واله ضحك حتى بدت نواجده، ثم تلا: (فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات). 119 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وقال صلى الله عليه واله: ما جلس قوم يذكرون الله الا نادى بهم مناد من السماء: قوموا فقد بدل الله سيئاتكم حسنات وغفر لكم جميعا. 120 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى محمد بن مسلم الثقفى قال: سألت أبا جعفر محمد بن على عليهما السلام عن قول الله عزوجل: فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما فقال عليه السلام: يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يوقف بموقف الحساب فيكون الله تعالى هو الذى يتولى حسابه لا يطلع على حسابه احدا من الناس، فيعرفه بذنوبه حتى إذا أقر بسيئاته قال الله عزوجل للكتبة: بدلوها حسنات واظهروها للناس، فيقول الناس حينئذ: ما كان لهذا العبد سيئة واحدة، ثم يأمر الله به إلى الجنة فهذا تأويل الاية وهى في المذنبين من شيعتنا خاصة. 121 – وباسناده إلى الرضا عن أبيه عن جده عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: حبنا أهل البيت يكفر الذنوب ويضاعف الحسنات، وان الله ليتحمل من محبنا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد، الا ما كان منهم فيها على اضرار وظلم للمؤمنين، فيقول للسيئات: كونى حسنات. 122 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة، و بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إذا كان يوم القيامة يخلى الله عزوجل لعبده المؤمن فيقفه على ذنوبه ذنبا ذنبا، ثم يغفر له لا يطلع الله على ذلك ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا، ويستر عليه ما يكره أن يقف عليه أحد، ثم يقول لسيئاته: كونى حسنات. 123 – وفى باب استسقاء المأمون بالرضا عليه السلام عنه عليه السلام قيل: يا رسول الله هلك فلان، يعمل من الذنوب كيت وكيت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: بل قد نجى ولا


[ 35 ]

يختم الله تعالى عمله الا بالحسنى، وسيمحو الله عنه السيئات ويبدلها حسنات، انه كان مرة يمر في طريق عرض له مؤمن قد انكشفت عورته وهو لا يشعر فسترها عليه ولم يخبره بها مخافة ان يخجل، ثم ان ذلك المؤمن عرفه في مهواه فقال له: اجزل الله لك الثواب، واكرم لك المآب، ولا ناقشك الحساب فاستجاب الله له فيه، فهذا العبد لا يختم له الا بخير بدعاء ذلك المؤمن فاتصل قول رسول الله صلى الله عليه واله بهذا الرجل فتاب وأناب واقبل على طاعة الله عزوجل، فلم يأت عليه سبعة ايام حتى اغير على سرح المدينة (1) فوجه رسول الله صلى الله عليه واله في اثرهم جماعة ذلك الرجل أحدهم فاستشهد فيهم. 124 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى اسحق القمى قال: دخلت على أبى جعفر الباقر عليه السلام فقلت: جعلت فداك فقد ارى المؤمن الموحد الذى يقول بقولى ويدين الله بولايتكم وليس بينى وبينه خلاف، يشرب المسكر ويزنى ويلوط، وآتيه في حاجة واحدة فاصيبه معبس الوجه كالح اللون (2) ثقيلا في حاجتى بطيئا فيها، وقد أرى الناصب المخالف لما انا عليه (3) ويعرفنى بذلك فآتيه في حاجة فاصيبه طلق الوجه حسن البشر، مسرعا في حاجتى، فرحا بها، يحب قضاها، كثير الصلوة، كثير الصوم كثير الصدقة، يؤدى الزكوة ويستودع فيؤدى الامانة ؟ قال: يا اسحق ليس تدرون من أين أوتيتم ؟ قلت: لا والله جعلت فداك الا تخبرني ؟ فقال: يا اسحق ان الله عزوجل لما كان متفردا بالوحدانية ابتدأ الاشياء لا من شئ فأجرى الماء العذب على ارض طيبة طاهرة سبعة ايام مع لياليها ثم نضب الماء عنها (4) فقبض قبضة من صفاذلك الطين وهى طينة اهل البيت ثم قبض قبضة من تلك الطينة وهى طينة شيعتنا، ثم اصطفانا لنفسه، فلوان طينة شيعتنا تركت كما تركت طينتنا لما زنى احد منهم ولا سرق


(1) السرح: المال السائم. (2) عبس وجهه بمعنى كلح وهو الافراط في التعبيس وقيل: الكلوح في الاصل: بدو الاسنان عند العبوس. (3) وفى المصدر (لما آتى عليه) والظاهر هو المختار. (4) نضب عنه البحر: نزح ماؤه ونشف. [ * ]

[ 36 ]

ولا لاط ولا شرب الخمر ولا ارتكب شيئا مما ذكرت، ولكن الله عزوجل اجرى الماء المالح على ارض ملعونة سبعة ايام ولياليها ثم نضب الماء عنها، ثم قبض قبضة وهى طينة ملعونة من حمأ مسنون وهى طينة خبال وهى طينة اعدائنا، فلو ان الله عزوجل ترك طينتهم كما أخذها لم تروهم في خلق الادميين ولم يقروا بالشهادتين، ولم يصوموا ولم يصلوا ولم يزكوا ولم يحجوا البيت، ولم تروا أحدا منهم بحسن خلق، ولكن الله تبارك وتعالى جمع الطينتين: طينتكم وطينتهم فخلطها وعركها عرك الاديم (1) و مزجها بالمائين، فما رأيت من أخيك المؤمن من شر لوط (2) أو زنا أو شئ مما ذكرت من شرب مسكر أو غيره فليس من جوهريته ولا من ايمانه انما هو بمسحة الناصب اجترح (3) هذه السيئات التى ذكرت، وما رأيت من الناصب من حسن وجهه وحسن خلق أو صوم أو صلوة أو حج بيت أو صدقة أو معروف فليس من جوهريته، انما تلك الافاعيل من مسحة الايمان اكتسبها وهو اكتساب مسحة الايمان قلت: جعلت فداك فإذا كان يوم القيمة فمه ؟ قال لى: يا اسحق لا يجمع الله الخير والشر في موضع واحد، إذا كان يوم القيامة نزع الله عزوجل مسحة الايمان منهم فردها إلى شيعتنا، ونزع مسحة الناصب بجميع (4) ما اكتسبوا من السيئات فردها على اعدائنا وعاد كل شئ إلى عنصره الاول الذى منه كان ابتدأ، أما رأيت الشمس إذا هي بدت الا ترى لها شعاعا زاجرا متصلا بها أو بائنا منها ؟ قلت: جعلت فداك الشمس إذا غربت بدا إليها الشعاع كما بدا منها، ولو كان بائنا منها لما بدا إليها، قال: نعم يا اسحق كل شئ يعود إلى جوهره الذى منه بدا، قلت: جعلت فداك تؤخذ حسناتهم فترد الينا وتوخذ سيئاتنا فترد إليهم قال: أي والله الذى لا اله الا هو، قلت: جعلت فداك اخذتها


(1) عرك الاديم: دلكه. (2) وفى المصدر (من شر لفظ) مكان (من شر لوط). (3) اجترح بمعنى اكتسب. (4) وفى بعض النسخ (يجتمع) بدل (بجميع) والمختار هو الظاهر الموافق للمصدر. [ * ]

[ 37 ]

من كتاب الله عزوجل قال: نعم يا اسحق: قلت: أي مكان قال لى: يا اسحق ما تتلو هذه الاية (اولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) فلم يبدل الله سيئاتهم حسنات والله يبدل لكم. 125 – أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن احمد السيارى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن مهران الكوفى قال: حدثنى حنان بن سدير عن أبيه عن ابى اسحق الليثى قال قلت لابي جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام: يابن رسول الله انى أجد من شيعتكم من يشرب الخمر ويقطع الطريق ويخيف السبيل ويزنى ويلوط ويأكل الربا ويرتكب الفواحش ويتهاون بالصلوة والصيام والزكوة ويقطع الرحم ويأتى الكبائر، فكيف هذا ولم ذلك فقال: يا ابراهيم هل يختلج في صدرك شئ غير هذا قلت: نعم يا ابن رسول الله اخرى اعظم من ذلك ! فقال: وما هو يا ابا اسحق قال: قلت: يا ابن رسول الله وأجد من أعدائكم ومن ناصبيكم من يكثر من الصلوة ومن الصيام ويخرج الزكوة ويتابع بين الحج والعمرة ويحض على الجهاد ويأثر على البر وعلى صلة الارحام ويقضى حقوق اخوانه ويواسيهم من ماله، ويتجنب شرب الخمر والزنا واللواط وساير الفواحش فمم ذلك ولم ذاك فسره لى يا ابن رسول الله وبرهنه وبينه فقد والله كثر فكرى واسهر ليلى وضاق ذرعي (1) قال: فتبسم صلوات الله عليه ثم قال: يا ابراهيم خذ اليك بيانا شافيا فيما سألت وعلما مكنونا من خزائن علم الله وسره، اخبرني يا ابراهيم كيف تجد اعتقادهما ؟ قلت: يا ابن رسول الله أجد محبيكم وشيعتكم على ما فيه مما وصفته من أفعالهم لو أعطى أحدهم ما بين المشرق والمغرب ذهبا وفضة ان يزول عن ولايتكم لما فعل ولا عن محبتكم إلى موالاة غيركم والى محبتهم ما زال، ولو ضربت خياشيمه (2) بالسيوف فيكم ولو قتل فيكم ما ارتدع ولا رجع من محبتكم وولايتكم، وأرى الناصب على ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم لو اعطى احدهم ما بين المشرق والمغرب ذهبا و


(1) ضاق بالامر ذرعا: ضعفت طاقته ولم يجد من المكروه فيه مخلصا، واصل الذرع بسط اليد، فكانك تريد مددت يدى إليه فلم تنله. (2) الخياشيم جمع الخيشوم: اقصى الانف وقد مر. [ * ]

[ 38 ]

فضة ان يزول عن محبة الطواغيت وموالاتهم إلى موالاتكم ما فعل ولا زال ولو ضربت خياشيمه بالسيوف فيهم، ولو قتل فيهم ما ارتدع ولا رجع وإذا سمع احدهم منقبة لكم و فضلا اشمأز من ذلك وتغير لونه وراى كراهة ذلك في وجهه، وبغضا لكم ومحبة لهم، قال: فتبسم الباقر عليه السلام ثم قال: يا ابراهيم هيهنا هلكت العاملة الناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية، ومن ذلك قال عزوجل: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) ويحك يا ابراهيم أتدرى ما السبب والقصة في ذلك وما الذى قد خفى على الناس منه قلت: يابن رسول الله فبينه لى واشرحه وبرهنه قال: يا ابراهيم ان الله تبارك وتعالى لم يزل عالما قديما خلق الاشياء لا من شئ، ومن زعم ان الله عزوجل خلق الاشياء من شئ فقد كفر، لانه لو كان ذلك الشئ الذى خلق منه الاشياء قديما معه في ازليته وهويته كان ذلك الشئ ازليا، بل خلق عزوجل الاشياء كلها لا من شئ ومما خلق الله عزوجل ارضا طيبة ثم فجر منها ماءا عذبا زلالا، فعرض عليها ولا يتنا اهل البيت فقبلتها، فأجرى ذلك الماء عليها سبعة ايام حتى طبقها وعمها ثم نضب ذلك الماء عنها (1) فاخذ من صفوة ذلك الطين طينا فجعله طين الائمة عليهم السلام، ثم أخذ ثفل ذلك الطين فخلق منه شيعتنا ولو ترك طينكم يا ابراهيم كما ترك طينتا لكنتم ونحن شيئا واحدا، قلت: يا ابن رسول الله فما فعل بطينتنا ؟ قال: اخبرك يا ابراهيم، خلق الله عزوجل بعد ذلك أرضا سبخة خبيثة منتنة، ثم فجر منها ماءا أجاجا آسنا مالحا (2) فعرض عليها ولايتنا أهل البيت فلم تقبلها، فاجرى ذلك الماء عليها سبعة ايام حتى طبقها وعمها، ثم نضب ذلك الماء عنها ثم أخذ من ذلك فخلق منه الطغاة وائمتهم، ثم مزجه بثفل طينتكم ولو ترك طينتهم على حاله ولم يمزج بطينتكم لم يشهدوا الشهادتين ولا صلوا ولا صاموا ولا زكوا ولا حجوا ولا أدوا امانة ولا اشبهوكم في الصور، وليس شئ اكبر على المؤمن ان يرى صورة عدوه مثل صورته، قلت: يا ابن رسول الله فما


(1) أي غار. (2) الآسن: المتغير الطعم. [ * ]

[ 39 ]

صنع بالطينتين ؟ قال: مزج بينهما بالماء الاول والماء الثاني ثم عركهما عرك الاديم، ثم أخذ من ذلك قبضة فقال: هذه إلى الجنة ولا ابالى، وأخذ قبضة اخرى وقال: هذه إلى النار ولا ابالى، ثم خلط بينهما فوقع من سنخ (1) المؤمن وطينته على سنخ الكافر وطينته، ووقع من سنخ الكافر وطينته على سنخ المؤمن وطينته، فما رأيته من شيعتنا من زنا أو لواط أو ترك صلوة أو صيام أو حج أو جهاد أو جناية أو كبيرة من هذه الكبائر فهو من طينة الناصب وعنصره الذى قد مزج فيه، لان من سنخ الناصب وعنصره وطينته اكتساب المآثم والفواحش والكبائر، وما رأيت من الناصب ومواظبته على الصلوة والصيام والزكوة والحج والجهاد وأبواب البر فهو من طينة المؤمن وسنخه الذى قد مزج فيه، لان من سنخ المؤمن وعنصره وطينته اكتساب الحسنات واشتغال الخير واجتناب المآثم، فإذا عرضت هذه الاعمال كلها على الله عزوجل قال: انا [ الله ] عدل لا أجور، ومنصف لا أظلم، وحكم لا أحيف ولا أميل ولا اشطط، الحقوا الاعمال السيئة التى اجترحها المؤمن بنسخ الناصب وطينته، وألحقوا الاعمال الحسنة التى اكتسبها الناصب بسنخ المؤمن وطينته، ردوها كلها إلى اصلها، فانى انا الله لا اله الا أنا عالم السر وأخفى، وانا المطلع على قلوب عبادي لا أحيف ولا أظلم ولا ألزم احدا الا ما عرفته منه قبل ان أخلقه. ثم قال الباقر عليه السلام: يا ابراهيم اقرأ هذه الاية قلت: يا ابن رسول الله أية آية ؟ قال: قوله تعالى: (قال معاذ الله ان نأحذ الا من وجدنا متاعنا عنده انا إذا لظالمون) هو في الظاهر ما تفهمونه، هو والله في الباطن هذا بعينه يا ابراهيم، ان للقرآن ظاهرا وباطنا ومحكما ومتشابها وناسخا ومنسوخا ثم قال: اخبرني يا ابراهيم عن الشمس إذا طلعت وبدا شعاعها في البلدان أهو بائن من القرص ؟ قلت: في حال طلوعه بائن، قال: أليس إذا غابت الشمس اتصل ذلك يعود كل شئ إلى سنخه وجوهره وأصله، فإذا كان يوم القيامة نزع الله عزوجل طينة الناصب مع اثقاله وأوزاره من المؤمن،


(1) السنخ – بالكسر -: الاصل. [ * ]

[ 40 ]

فيلحقها كلها بالناصب، وينزع سنخ المؤمن وطينته مع حسناته وأبواب بره واجتهاده من الناصب فيلحقها كلها بالمؤمن. افترى هيهنا ظلما أو عدوانا ؟ قلت: لا يابن رسول الله، قال: هذا والله القضاء الفاصل والحكم القاطع والعدل البين لا يسأل عما يفعل وهم يسألون هذا يا ابراهيم، الحق من ربك ولا تكن من الممترين، هذا من حكم الملكوت قلت: يابن رسول الله وما حكم الملكوت ؟ قال: حكم الله وحكم أنبيائه، وقصة الخضر وموسى عليهما السلام حين استصحبه، فقال: (انك لن تستطيع معى صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) افهم يا ابراهيم واعقل. أنكر موسى على الخضر واستفظع افعاله (1) حتى قال له الخضر: يا موسى (ما فعلته عن أمرى) انما فعلته من أمر الله عزوجل، من هذا، ويحك يا ابراهيم قرآن يتلى واخبار تؤثر عن الله عزوجل من رد منها حرفا فقد كفر واشرك ورد على الله عزوجل. قال الليثى: فكانى لم اعقل الايات وانا أقرأها اربعين سنة الا ذلك اليوم. فقلت: يا ابن رسول الله ما اعجب هذا تؤخذ حسنات اعدائكم فترد على شيعتكم وتؤخذ سيئات محبيكم فترد على مبغضيكم ؟ قال: أي والله الذى لا اله الا هو فالق الحبة وبارئ النسمة وفاطر الارض والسماء، ما اخبرتك ولا انباتك الا بالصدق، وما ظلمهم الله وما الله بظلام للعبيد، وان ما اخبرتك لموجود في القرآن كله قلت: هذا بعينه، يوجد في القرآن ؟ قال: نعم يوجد في اكثر من ثلاثين موضعا في القرآن، اتحب ان اقرء ذلك عليك قلت: بلى يا ابن رسول الله فقال: قال الله عزوجل: (وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ وانهم لكاذبون وليحملن اثقالهم واثقالا مع اثقالهم) الاية ازيدك يا ابراهيم ؟ قلت: بلى يا ابن رسول الله. قال: (ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون). اتحب ان أزيدك ؟ قلت: بلى يا ابن رسول الله قال: (فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما)


(1) استفظع الامر: وجده فظيعا شنيعا. [ * ]

[ 41 ]

يبدل الله سيئات شيعتنا حسنات، ويبدل الله حسنات أعدائنا سيئات، وجلال الله ووجه الله ان هذا لمن عدله وانصافه لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وهو السميع العليم، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 126 – في تفسير على بن ابراهيم وحدثني أبى عن جعفر وابراهيم عن أبى الحسن الرضا صلوات الله عليه قال: إذا كان يوم القيامة أوقف الله عزوجل المؤمن بين يديه وعرض عليه عمله فينظر في صحيفته، فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه و ترتعد فرائصه، ثم تعرض عليه حسناته فتفرح لذلك نفسه فيقول الله عزوجل: بدلوا سيئاتهم (1) حسنات وأظهروها للناس، فيبدل الله لهم فيقول الناس: اما كان لهؤلاء سيئة واحدة ؟ وهو قوله تعالى: (يبدل الله سيئاتهم حسنات الا من تاب وآمن) إلى قوله: (فانه يتوب إلى الله متابا) يقول: لا يعود إلى شئ من ذلك باخلاص ونية صادقة. 127 – وقوله عزوجل والذين لا يشهدون الزور قال: الغناء ومجالسة أهل اللهو. 128 – في الكافي أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن أبى ايوب الخزاز عن محمد بن مسلم عن ابى الصباح عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: (لا يشهدون الزور) قال: الغنا. 129 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابى ايوب عن محمد بن مسلم و أبى الصباح الكنانى عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (والذين لا يشهدون الزور) قال: الغنا. 130 – في جوامع الجامع (ولا يشهدون الزور) أي مجالس الفساق ولا يحضرون الباطل وقيل: هو الغنا وروى ذلك عن السيدين الباقر والصادق عليهما السلام. وفى مواعظ عيسى بن مريم عليه السلام: اياكم ومجالس الخطائين. 131 – في مجمع البيان (والذين لا يشهدون الزور) وقيل: هو الغنا وهو المروى عن أبى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام.


(1) وفى بعض النسخ (سيئاته). [ * ]

[ 42 ]

132 – في محاسن البرقى عنه عن ابن فضال عن على بن عقبة عن أبيه عن سليمان ابن خالد قال: كنت في محملى اقرأ إذ نادانى أبو عبد الله عليه السلام: اقرء يا سليمان فانا في هذه الايات التى في آخر تبارك إلى قوله: قال: ثم: قرأت حتى انتهيت إلى قوله: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما) فقال: هذه فينا. 133 – في مجمع البيان وإذا مروا باللغو مروا كراما وقيل: هم الذين إذا أرادوا ذكر الفرج كنوا عنه عن أبى جعفر عليه السلام. 134 – في الكافي سهل بن زياد عن سعيد بن جناح عن حماد عن أبى أيوب الخزاز قال: نزلنا المدينة فاتينا ابا عبد الله عليه السلام فقال لنا: اين نزلتم ؟ قلنا على فلان صاحب القيان (1) فقال: كونوا كراما فوالله ما علمنا ما أراد به وظننا انه يقول: تفضلوا عليه، فعدنا إليه فقلنا: انا لا ندرى ما أردت بقولك: كونوا كراما، فقال: اما سمعتم قول الله عزوجل في كتابه: (وإذا مروا باللغو مروا كراما) 135 – في عيون الاخبار باسناده إلى محمد بن أبى عباد وكان مشتهرا بالسماع ويشرب النبيذ، قال: سألت الرضا عليه السلام عن السماع فقال: لاهل الحجاز رأى فيه وهو في حيز الباطل واللهو أما سمعت الله عزوجل يقول: (وإذا مروا باللغو مروا كراما.) 136 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: وفرض الله على السمع ان يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله وأن يعرض عما لا يحل له مما نهى الله عزوجل عنه، والاصغاء إلى ما أسخط الله فقال في ذلك: (وقد نزل عليكم في الكتاب) إلى أن قال عليه السلام: وقال: (وإذا مروا باللغو مروا كراما) فهذا ما فرض على السمع من الايمان أن لا يصغى إلى ما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان. 137 – في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن محمد بن زياد


(1) القيان جمع القينه: الجارية المغنية. [ * ]

[ 43 ]

عن أبى بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا قال مستبصرين ليسوا بشكاك. 138 – في محاسن البرقى عنه عن ابن فضال عن على بن عقبة عن ابيه عن سليمان بن خالد قال: كنت في محملى اقرأ إذ نادانى أبو عبد الله عليه السلام اقرأ يا سليمان فانا في هذه الايات التى في آخر تبارك إلى قوله: ثم قرأت: (والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا) فقال: هذه فيكم إذا ذكرتم فضلنا لم تشكوا، ثم قرات: والذين يقولون، ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين إلى آخر السورة. فقال: هذه فينا. 139 – في تفسير على بن ابراهيم قال: وقرئ عند ابى عبد الله عليه السلام: (و الذين يقولون: هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما) فقال: قد سألوا الله عظيما ان يجعلهم للمتقين أئمة، فقيل له: كيف هذا يا ابن رسول الله ؟ قال: انما انزل الله: (الذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعل لنا من المتقين اماما.) 140 – حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا الحسن بن محمد عن حماد عن أبان ابن تغلب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (الذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما) قال: نحن هم أهل البيت. 141 – وروى غيره ان (ازواجنا) خديجة (وذرياتنا) فاطمة (وقرة اعين) الحسن والحسين (واجعلنا للمتقين اماما) على بن ابى طالب والائمة صلوات الله عليهم. انتهى. 142 – في جوامع الجامع وعن الصادق عليه السلام في قوله: (واجعلنا للمتقين اماما) فقال عليه السلام: ايانا عنى. 143 – وروى عنه عليه السلام انه قال: هذه فينا. 144 – وعن ابى بصير قال: (واجعلنا للمتقين اماما) فقال عليه السلام: سألت


[ 44 ]

ربك عظيما انما هي واجعل لنا من المتقين له اماما. 145 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال رسول الله صلى الله عليه واله: حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات، قال الله تعالى لداود عليه السلام: حرام على كل قلب عالم محب للشهوات ان اجعله اماما للمتقين. 146 – في كتاب لمناقب لابن شهرآشوب أبو الفضل بن دكين عن سفيان عن الاعمش عن مسلم بن البطين عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: (والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا) الاية قال: هذه الاية والله خاصة في أمير المؤمنين على عليه السلام، كان اكثر دعائه يقول: (ربنا هب لنا من أزواجنا) يعنى فاطمة (وذرياتنا) الحسن والحسين (قرة اعين) قال امير المؤمنين والله ما سألت ربى ولدا نضير الوجه ولا سألته ولدا حسن القامة، ولكن سألت ربى ولدا مطيعين لله خائفين وجلين منه، حتى إذا نظرت إليه وهو مطيع لله قرت به عينى قال: (واجعلنا للمتقين اماما) قال: نقتدى بمن قبلنا من المتقين فيقتدى المتقون بنا من بعدنا، وقال: اولئك يجزون الغرفة بما صبروا يعنى على بن ابى طالب والحسن والحسين وفاطمة ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما 147 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى جعفر بن محمد عن آبائه عن على بن أبى طالب عليهم السلام انه قال: أربع للمرء لا عليه إلى قوله: والدعاء فانه قال: قل ما يعبأ بكم ربى لولا دعاؤكم 148 – في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن بريد بن معاوية العجلى قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: كثرة القرائة افضل أو كثرة الدعاء ؟ قال كثرة الدعاء أفضل وقرء هذه الاية. 149 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (قل ما يعبأ بكم ربى لولا دعاؤكم) يقول: ما يفعل ربى بكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما.


[ 45 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سور الطواسين الثلاث في ليلة الجمعة كان من اولياء الله وفى جواره وكنفه، ولم يصبه في الدنيا بؤس أبدا واعطى في الاخرة من الجنة حتى يرضى وفوق رضاه، وزوجه الله مأة زوجة من الحور العين. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من قرأ سورة الشعراء كان له من الاجر عشر حسنات بعدد كل من صدق بنوح وكذب به، وهود وشعيب وصالح وابراهيم، وبعدد كل من كذب بعيسى وصدق بمحمد صلى الله عليه واله. 3 – وروى أبو بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ الطواسين الثلاث في ليلة الجمعة وذكر مثل ما نقلنا. 4 – عن كتاب ثواب الاعمال وزاد بعد قوله من الحور العين وأسكنه الله في جنة عدن وسط الجنة مع النبيين والمرسلين والوصيين الراشدين وعن ابن عباس قال: قال رسول الله وذكر حديثا طويلا وفيه: واعطيت طه والطواسين من الواح موسى. 5 – وروى عن ابن الحنفية عن على عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله لما نزلت طسم قال: الطاء طور سيناء والسين الاسكندرية والميم مكة وقال: الطاء شجرة طوبى والسين سدرة المنتهى والميم محمد المصطفى صلى الله عليه واله. 6 – في تفسير على بن ابراهيم طسم تلك آيات الكتاب المبين قال: طسم هو حروف من حروف اسم الله الاعظم. 7 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واما طسم فمعناه انا الطالب السميع المبدئ المعيد.


[ 46 ]

8 – في ارشاد المفيد رحمه الله وهب بن حفص عن أبى بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قوله تعالى: ان نشا ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين قال: سيفعل الله ذلك بهم قلت: من هم قال: بنو امية وشيعتهم، قلت: وما الاية ؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، وذلك في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه. 9 – في الكافي وروى ان امير المؤمنين (ع) قال في خطبة له: ولو أراد الله جل ثناؤه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذهبان ومعادن البلدان ومغارس الجنان، وأن يحشر طير السماء ووحش الارض معهم لفعل، ولو فعل لسقط البلاء وبطل الجزاء واضمحل الابتلاء، ولما وجب للقائلين اجور المبتلين، ولا لحق المؤمنين ثواب المحسنين ولا لزمت الاسماء اهاليها على معنى مبين، ولذلك لو انزل الله من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين، ولو فعل لسقط البلوى عن الناس اجمعين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 10 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن على ابن الحكم عن ابى ايوب الخزاز عن عمر بن حنظلة قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة والسفياني والخسفة وقتل النفس الزكية و اليماني، فقلت: جعلت فداك ان خرج احد من اهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه ؟ قال: لا فلما كان من الغد تلوت هذه الاية: (ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين) فقلت له: أهى الصيحة فقال: أما لو كانت خضعت أعناق اعداء الله عزوجل. 11 – في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة رحمه الله باسناده إلى الحسن بن زياد الصيقل قال: سمعت ابا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: ان القائم لا يقوم حتى ينادى مناد من السماء يسمع الفتاة في خدرها ويسمع أهل المشرق والمغرب،


[ 47 ]

وفيه نزلت هذه الاية: (ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين) 12 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين) فانه حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: تخضع رقابهم يعنى بنى امية، وهى الصيحة من السماء باسم صاحب الامر صلوات الله عليه. 13 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنه قال: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن على بن معبد عن الحسين ابن خالد قال: قال على بن موسى الرضا عليه السلام لا دين لمن لا ورع له، ولا امان لمن لا تقية له، وان اكرمكم عند الله اعملكم بالتقية. فقيل له: يابن رسول الله إلى متى ؟ قال: إلى يوم الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمنا، فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا فقيل له: يا ابن رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت ؟ قال: الرابع من ولدى ابن سيدة الاماء يطهر والله به الارض من كل جور، ويقدسها من كل ظلم، و هو الذى يشك الناس في ولادته وهو صاحب الغيبة قبل خروجه فإذا خرج أشرقت الارض بنوره ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحد أحدا، وهو الذى تطوى له الارض ولا يكون له ظل، وهو الذى ينادى مناد من السماء يسمعه جميع أهل الارض بالدعاء إليه يقول: الا ان حجة الله قد ظهرت عند بيت الله فاتبعوه، فان الحق معه وفيه، وهو قول الله عزوجل: (ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين). 14 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: واذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين فانه حدثنى أبى عن الحسن بن على بن فضال عن أبان بن عثمان عن أبى – عبد الله عليه السلام قال: لما بعث الله عزوجل موسى عليه السلام إلى فرعون فأتى بابه فأستأذن عليه فلم يؤذن له، فضرب بعصاه الباب فاصطكت الابواب ففتحت، ثم دخل على فرعون فأخبره انه رسول الله وسأله أن يرسل معه بنى اسرائيل فقال له فرعون كما حكى الله عزوجل: (ألم نربك فينا وليدا) إلى آخره. 15 – في مجمع البيان وروى عن أبى جعفر عليه السلام قال: فلما رجع موسى إلى


[ 48 ]

امرأته قالت: من أين جئت ؟ قال: من عند رب تلك النار، قال: فغدا إلى فرعون فوالله لكأنى انظر إليه طويل الباع (1) ذو شعر ادم، عليه جبة من صوف عصاه في كفه مربوط حقوه بشريط (2) نعله من جلد حمار شراكها من ليف، فقيل لفرعون: ان على الباب فتى يزعم انه رسول رب العالمين فقال فرعون لصاحب الاسد: خل سلاسلها وكان إذا غضب على رجل خلاها فقطعته، فخلاها فقرع موسى الباب الاول وكانت تسعة أبواب فلما قرع الباب الاول انفتحت له الابواب التسعة، فلما دخل جعلن يبصبصن تحت رجليه كانهن جراء (3) فقال فرعون لجلسائه: رأيتم مثل هذا قط ؟ فلما أقبل إليه قال: ألم نربك فينا وليدا إلى قوله: وانا من الضالين فقال فرعون لرجل من أصحابه: قم فخذ بيده وقال للاخر: اضرب عنقه، فضرب جبرئيل السيف حتى قتل ستة من أصحابه فقال: خلوا عنه، قال: فأخرج يده فإذا هي بيضاء قد حال شعاعها بينه وبين وجهه والقى العصا فإذا هي حية فالتقمت الابواب بلحييها، فدعاه ان يا موسى: اقلني إلى غد ثم كان من أمره ما كان. 16 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء عليهم السلام باسناده إلى على بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يا ابن رسول الله أليس من قولك ان الانبياء معصومون قال: بلى قال: فما معنى قول الله عزوجل إلى ان قال: فما معنى قول موسى لفرعون: فعلتها إذا وانا من الضالين ؟ قال الرضا عليه السلام: ان فرعون قال لموسى لما اتاه: وفعلت فعلتك التى فعلت وانت من الكافرين قال موسى فعلتها وانا من الضالين عن الطريق بوقوعي إلى المدينة من مدائنك ففررت منكم لما خفتكم فوهب لى ربى حكما وجعلني من المرسلين وقد قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه واله (الم يجدك يتيما


(1) فلان طويل الباع أي كريم واسع الخلق (2) الحقو: موضع الازار وهو الحفر. والشريط: الخوص المفتول يشرط به. (3) بصبص الكلب: تحرك ذنبه والجراء جمع الجرو: اولاد السباع [ * ]

[ 49 ]

فآوى) يقول: ألم يجدك وحيدا فآوى اليك الناس (ووجدك ضالا) يعنى عند قومك (فهدى) أي فهداهم إلى معرفتك (ووجدك عائلا فأغنى) يقول: أغناك بان جعل دعاك مستجابا قال المأمون: بارك الله فيك يا ابن رسول الله. 17 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى المفضل بن عمر عن ابى عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام عن ابيه محمد قال: إذا قام القائم قال: ففررت منكم لما خفتكم فوهب لى ربى حكما وجعلني من المرسلين. 18 – في كتاب علل الشرائع باسناده إلى ابن مسعود قال: احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا: ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعائشة و معاوية ؟ فبلغ ذلك عليا عليه السلام فامر أن ينادى الصلوة الجامعة، فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا ؟ قالوا: صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك، قال: ان لى بسنة الانبياء اسوة فيما فعلت، قال الله تعالى في محكم كتابه: (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة) قالوا: ومن هم يا أمير – المؤمنين ؟ قال: اولهم ابراهيم عليه السلام إلى ان قال: ولى بموسى عليه السلام اسوة إذ قال (ففررت منكم لما خفتكم) فان قلتم ان موسى فر من قومه بلا خوف كان له منهم فقد كفرتم، و ان قلتم: ان موسى خاف منهم فالوصى أعذر. قال عز من قائل: قال فرعون وما رب العالمين إلى قوله: ان كنتم تعقلون. 19 – في اصول الكافي في باب جوامع التوحيد خطبة لامير المؤمنين وفيها يقول عليه السلام: الذى سئلت الانبياء عنه فلم تصفه بحد ولا ببعض، بل وصفته بفعاله ودلت عليه بآياته 20 – في تفسير على بن ابراهيم قال موسى: اولو جئتك بشئ مبين قال فرعون فأت به ان كنت من الصادقين فالقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين فلم يبق احد من جلساء فرعون الا هرب، ودخل فرعون من الرعب ما لم يملك نفسه، فقال فرعون: يا موسى انشدك بالله وبالرضاع الا ما كففتها عنى ثم نزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين فلما اخذ موسى عليه السلام العصا رجعت إلى فرعون نفسه وهم بتصديقه فقام إليه هامان فقال


[ 50 ]

له: بينما أنت اله تعبد إذ صرت تابعا لعبد. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد سبق قريبا فيما نقلنا من مجمع البيان عن أبى جعفر عليه السلام بيان لقوله عزوجل (فالقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين). 21 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلى عليه السلام: فان موسى قد اعطى اليد البيضاء فهل فعل لمحمد شئ من هذا ؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى ما هو أفضل من هذا، ان نورا كان يضئ عن يمينه حيثما جلس وعن يساره أينما جلس، وكان يراه الناس كلهم، قال له اليهودي: فان هذا موسى بن عمران قد أعطى العصا وكانت تحول ثعبانا ؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى ما هو أفضل من هذا، ان رجلا كان يطالب أبا جهل بن هشام بدين ثمن جزور (1) قد اشتراه فاشتغل عنه وجلس يشرب، فطلبه الرجل فلم يقدر عليه فقال له بعض المستهزئين: من تطلب ؟ قال: عمرو بن هشام يعنى أبا جهل لى عليه دين، قال فأدلك على من يستخرج الحقوق ؟ قال: نعم فدله على النبي صلى الله عليه واله و كان أبو جهل يقول: ليت لمحمد الي حاجة فأسخر به وأرده ؟ فاتى الرجل النبي صلى الله عليه وا 0 له فقال له: يا محمد بلغني ان بينك وبين عمرو بن هشام حسن (2) وانا استشفع بك إليه، فقام معه رسول الله صلى الله عليه واله فأتى به فقال له: قم يا أبا جهل فاد إلى الرجل حقه وانما كنى ابا جهل ذلك اليوم، فقام مسرعا فأدى إليه حقه، فلما رجع إلى مجلسه قال له بعض أصحابه: فعلت ذلك فرقا من محمد ؟ قال: ويحكم أعذروني انه لما أقبل رأيت عن يمينه رجالا بايديهم حراب تتلاءلاء، وعن يساره ثعبانين تصطك بأسنانهما وتلمع النيران من أبصارهما،


(1) الجزور: الناقة التى تنحر. (2) كذا في النسخ وكذا في البحار وفى المصدر (حسن صداقة) واستظهر في هامش البحار ان الاصل (خشن) بالشين. [ * ]

[ 51 ]

لو امتنعت لم آمن أن يبعجوا (1) بالحراب بطني ويقضمنى الثعبانان، هذا أكبر مما اعطى موسى ثعبان بثعبان موسى، وزاد الله محمدا صلى الله عليه واله ثعبانا وثمانية أملاك معهم الحراب. 22 – في مجمع البيان ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين إليها أي اخرج من كمه أو جيبه عاما على ما روى. 23 – في اصول الكافي احمد بن مهران رحمه الله عن محمد بن على عن الحسن بن منصور عن أخيه قال: دخلت على الرضا عليه السلام في بيت داخل في جوف بيت ليلا، فرفع يده فكانت كأن في البيت عشرة مصابيح، واستأذن عليه رجل فخلا يده ثم اذن له. 24 – في تفسير على بن ابراهيم: ثم قال فرعون للملاء حوله ان هذا الساحر عليم يريد ان يخرجكم من ارضكم بسحره فماذا تامرون إلى قوله تعالى: لميقات يوم معلوم فكان فرعون وهامان قد تعلما السحر، وانما غلبا الناس بالسحر، وادعى فرعون الربوبية بالسحر. فلما أصبح بعث في المدائن حاشرين، مدائن مصر كلها و جمعوا الف ساحر، واختار من الف، مأة ومن المأة ثمانين، فقال السحرة لفرعون قد علمت انه ليس في الدنيا أسحر منا، فان غلبنا موسى فما يكون لنا عندك ؟ قال انكم إذا لمن المقربين عندي اشارككم في ملكى قالوا: فان غلبنا موسى وأبطل سحرنا علمنا ان ما جاء به ليس من قبل السحر ولا من قبل الحيلة آمنا به وصدقناه، قال فرعون: ان غلبكم موسى صدقته انا ايضا معكم، ولكن اجمعوا كيدكم أي حيلتكم قال: و كان موعدهم يوم عيد لهم، فلما ارتفع النهار من ذلك اليوم وجمع فرعون الخلق والسحرة وكانت له قبة طولها في السماء ثمانون ذراعا، وقد كانت لبست الحديد و الفولاد المصقول. فكانت إذا وقعت الشمس عليها لم يقدر أحد أن ينظر إليها من لمع الحديد ووهج الشمس (2) وجاء فرعون وهامان وقعدا عليها ينظران، وأقبل موسى عليه السلام ينظر إلى السماء فقالت السحرة لفرعون: انا نرى رجلا ينظر إلى السماء ولن يبلغ سحرنا


(1) بعج بطنه بالسكين: شقه. (2) وهج الشمس: حرها. [ * ]

[ 52 ]

إلى السماء، وضمنت السحرة من في الارض، فقالوا لموسى: اما ان تلقى واما ان نكون نحن الملقين * قال لهم موسى القوا ما انتم ملقون * فالقوا حبالهم وعصيهم فاقبلت تضرب وسالت مثل الحيات وهاجت فقالوا بعزة فرعون انا لنحن الغالبون 25 – في جوامع الجامع (وقالوا بعزة فرعون) اقسموا بعزة فرعون وهى من أقسام الجاهلية، وفى الاسلام لا يصح الحلف الا بالله تعالى أو بعض اسمائه وصفاته، وفى الحديث: لا تحلفوا الا بالله ولا تحلفوا بالله الا وأنتم صادقون. 26 – في اصول الكافي باسناده إلى محمد بن زيد الطبري قال: كنت قائما على رأس الرضا عليه السلام بخراسان وعنده عدة من بنى هاشم وفيهم اسحاق بن موسى بن عيسى العباسي، فقال: يا اسحق بلغني ان الناس يقولون انا نزعم ان الناس عبيد لنا، وقرابتي من رسول الله ما قلته قط ولا سمعته من أحد من آبائى قاله، ولا بلغني أحد من آبائى قاله ولكني أقول: الناس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين، فليبلغ الشاهد الغائب. 27 – في تفسير على بن ابراهيم، فالقى موسى عصاه فذابت في الارض مثل الرصاص، ثم طلع رأسها وفتحت فاها ووضعت شدقها (1) العليا على رأس قبة فرعون ثم دارت وأرخت شفتها السفلى، والتقمت عصى السحرة وحبالهم وغلب كلهم، وانهزم الناس حين رأوها وعظمها وهولها مما لم تر العين ولا وصف الواصفون مثله، قيل: فقتل في الهزيمة من وطئ الناس بعضهم بعضا عشرة آلاف رجل وامرأة وصبى، ودارت على قبة فرعون قال: فأحدث فرعون وهامان في ثيابهما وشاب رأسهما وغشى عليهما من الفزع ومر موسى عليه السلام في الهزيمة مع الناس فناداه الله عزوجل: خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الاولى فرجع موسى عليه السلام ولف على يده عباء كانت عليه ثم أدخل يده في فمها فإذا هي عصا كما كانت، فكان كما قال الله عزوجل: فالقى السحرة ساجدين لما رأو ذلك قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهرون فغضب فرعون عند ذلك غضبا شديدا و قال آمنتم له قبل ان آذن لكم انه لكبيركم يعنى موسى (ع) الذى علمكم السحر


(1) الشدق: جانب الفم. [ * ]

[ 53 ]

فلسوف تعلمون لاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ثم لاصلبنكم اجمعين فقالوا له كما حكى الله عزوجل: لا ضيرانا إلى ربنا لمنقلبون انا نطمع ان يغفر لنا ربنا خطايانا ان كنا اول المؤمنين فحبس فرعون من آمن بموسى عليه السلام في السجن حتى انزل الله عزوجل عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم فاطلق عنهم، فأوحى الله عزوجل إلى موسى (ان اسر بعبادي انكم متبعون) فخرج موسى ببنى اسرائيل ليقطع بهم البحر وجمع فرعون أصحابه وبعث في المدائن حاشرين، وحشر الناس وقدم مقدمته في ستمأة ألف وركب هو في ألف الف، وخرج كما حكى الله عزوجل. 28 – وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: لشرذمة قليلون يقول: عصبة قليلة. 29 – في اصول الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول عليه السلام في آخره: ان الله خلق اقواما لجهنم والنار، فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم واشمأز من ذلك، ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به، وقالوا: ساحر كذاب فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك، ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق فهم ينطقون وقلوبهم منكرة ليكون ذلك دفعا عن أوليائه واهل طاعته ولولا ذلك ما عبد الله في أرضه، فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان فاكتموا عمن أمر الله بالكف عنه واستروا عمن امر الله بالستر والكتمان عنه، قال: ثم رفع يده وبكى وقال: اللهم ان هؤلاء لشرذمة قليلون، فاجعل محيانا محياهم. ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم، فانك ان فجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك وصلى الله على محمد وآله وسلم. 30 – في الخرائج والجرائح ان عليا عليه السلام قال: لما خرجنا إلى خيبر فإذا نحن بواد ملان ماء فقدرناه فإذا هو اربعة عشر قامة فقال الناس: يا رسول الله العدو من ورائنا والوادى أمامنا فكان كما قال اصحاب موسى انا لمدركون فنزل عليه السلام ثم قال اللهم انك جعلت لكل مرسل علامة فارنا قدرتك، ثم ركب وعبرت الخيل والابل لا تندى حوافرها ولا أخفافها.


[ 54 ]

31 – في تفسير على بن ابراهيم فلما قرب موسى عليه السلام من البحر وقرب فرعون من موسى (قال أصحاب موسى انا لمدركون) قال موسى كلا ان معى ربى سيهدين أي سينجين فدنا موسى عليه السلام من البحر فقال له ان افرق فقال البحر له: استكبرت يا موسى ان تقول لى ان انقرق لك ولم أعص الله عزوجل طرفة عين، وقد كان فيكم العاصى، فقال له موسى عليه السلام: فاحذر أن تعصى وقد علمت ان آدم عليه السلام اخرج من الجنة بمعصية وانما لعن ابليس بمعصيته، فقال البحر: ربى عظيم مطاع أمره و لا ينبغى لشئ ان يعصيه، فقام يوشع بن نون فقال لموسى عليهما السلام: يا نبى الله ما امر ربك قال: بعبور البحر فاقحم يوشع فرسه في الماء وأوحى الله عزوجل إلى موسى ان اضرب بعصاك الحجر فضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم أي كالجبل العظيم، فضرب له في البحر اثنى عشر طريقا فاخذ كل سبط منهم في طريق فكان الماء قد ارتفع وبقيت الارض يابسة طلعت فيها الشمس فليبست كما حكى الله عزوجل: فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ودخل موسى عليه السلام وأصحابه البحر وكان أصحابه اثنى عشر سبطا فضرب الله عزوجل لهم في البحر اثنى عشر طريقا فأخذ كل سبط في طريق، وكان الماء قد ارتفع على رؤسهم مثل الجبال، فجزعت الفرقة التى كانت مع موسى عليه السلام في طريقه، فقالوا يا موسى اين اخواننا ؟ فقال لهم: معكم في البحر فلم يصدقوه، فأمر الله عزوجل البحر فصار طاقات حتى كان ينظر بعضهم إلى بعض ويتحدثون، وأقبل فرعون وجنوده فلما انتهى إلى البحر قال لاصحابه: الا تعلمون انى ربكم الاعلى قد فرج لى البحر فلم يجسر أحد أن يدخل البحر وامتنعت الخيل منه لهول الماء، فتقدم فرعون حتى جاء إلى ساحل البحر فقال له منجمه: لا تدخل البحر وعارضه فلم يقبل منه، وأقبل على فرس حصان (1) فامتنع الحصان أن يدخل فعطف عليه جبرئيل عليه السلام وهو على ما ديانة، فتقدمه ودخل فنظر الفرس إلى الرمكة (2) فطلبها ودخل البحر واقتحم


(1) الحصان: الفرس العتيق ثم كثر حتى سمى به كل ذكر من الخيل (2) الرمكة: الفرس والبرذونة تتخذ للنسل. [ * ]

[ 55 ]

اصحابه خلفه، فلما دخلوا كلهم حتى كان آخر من دخل من أصحابه وآخر من خرج من أصحاب موسى عليه السلام، أمر الله عزوجل الرياح فضربت البحر بعضه ببعض فأقبل الماء يقع عليهم مثل الجبال. 32 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن محمد بن هشام عمن أخبره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان قوما ممن آمن بموسى قالوا: لو أتينا عسكر فرعون وكنا فيه ونلنا من دنياه فإذا كان الذى نرجوه من ظهور موسى عليه السلام صرنا إليه ففعلوا، فلما توجه موسى ومن معه هاربين من فرعون ركبوا دوابهم وأسرعوا في السير ليلحقوا بموسى وعسكره فيكونوا معهم، فبعث الله عزوجل ملكا فضرب وجوه دوابهم فردهم إلى عسكر فرعون فكانوا فيمن غرق مع فرعون. 33 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ابراهيم بن ادهم وفتح الموصلي قال كل واحد منهما: كنت أسيح في البادية مع القافله فعرضت لى حاجة فتنحيت عن القافلة وإذا انا بصبى يمشى، فدنوت منه وسلمت عليه فرد على السلام فقلت له: إلى أين ؟ قال: أريد بيت ربى، فقلت: حبيبي انك صغير ليس عليك فرض ولا سنة، فقال: يا شيخ ما رأيت من هو أصغر منى سنا مات، فقلت: اين الزاد والراحلة ؟ فقال: زادي تقواى وراحلتي رجلاى وقصدي مولاى، فقلت: ما أدرى معك شيئا من الطعام ؟ فقال يا شيخ هل تستحسن ان يدعوك انسان إلى دعوة فتحمل من بيتك الطعام ؟ قلت: لا قال: الذى دعاني إلى بيته هو يطعمنى ويسقين. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: هذا الكلام طويل وقد ذكر في أواسطه ان الصبى كان على بن الحسين عليهما السلام. 34 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من ظهرت صحته على سقمه فتعالج بشئ فمات فانا إلى الله منه برئ. 35 – في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن مسعود انه قال: بينا نحن عند


[ 56 ]

رسول الله صلى الله عليه واله إذ تبسم فقلت له: مالك يا رسول الله ؟ قال: عجبت من المؤمن و جزعه من السقم، ولو يعلم ماله في السقم من الثواب لاحب الا يزال سقيما حتى يلقى ربه عزوجل. 36 – في الكافي باسناده إلى جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: قال الله عزوجل: من مرض ثلاثا فلم يشك إلى أحد من عواده أبدلته لحما خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه، فان عافيته ولا ذنب له، وان قبضته قبضته إلى رحمتى. 37 – على بن ابراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: ما من عبد ابتليته ببلاء فلم يشك إلى عواده الا ابدلته لحما خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه، فان قبضته قبضته إلى رحمتى، وان عاش عاش وليس له ذنب. 38 – وباسناده عن بشير الدهان عن أبى عبد الله قال: قال الله عزوجل: ايما عبد ابتليته ببلية فكتم ذلك عواده ثلاثا ابدلته لحما خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه وبشرا خيرا من بشره فان ابقيته أبقيته ولا ذنب له، وان مات مات إلى رحمتى. 39 – وباسناده إلى الحسن الميثمى عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من مرض ليلة فقبلها بقبولها كتب الله له عبادة ستين سنة، قلت: ما معنى قبولها ؟ قال: لا يشكو ما أصابه فيها إلى أحد 40 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن ابى عبد الله عن العرزمى عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وادى إلى الله شكرها كانت كعبادة ستين سنة، قال أبى: فقلت له: ما قبولها ؟ قال: يصبر عليها ولا يخبر بما كان فيها، فإذا أصبح حمد الله على ما كان. 41 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن بعض أصحابه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من مرض ثلاثة ايام فكتمه ولم يخبر به أحدا أبدل الله عزوجل له لحما


[ 57 ]

خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه، وبشرة خيرا من بشرته، وشعرا خيرا من شعره، قال: قلت: جعلت فداك وكيف يبدله ؟ قال: يبدله لحما وشعرا ودما وبشرة لم يذنب فيها. 42 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن جميل بن صالح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سئل عن حد الشكاة للمريض، فقال: ان الرجل يقول: حممت اليوم وسهرت البارحة وقد صدق وليس هذا شكاة، وانما الشكوى ان يقول: ابتيلت بما لم يبتل به أحد، ويقول: لقد أصابني ما لم يصب احدا وليس الشكوى ان يقول: سهرت البارحة وحممت اليوم ونحو هذا. 43 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: الا وان اللسان الصالح يجعله الله للمرء في الناس خير له من المال يورثه من لا يحمده. 44 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل واجعل لى لسان صدق في الاخرين قال هو امير المؤمنين صلوات الله عليه. 45 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن يحيى عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ولسان الصدق للمرء يجعله الله في الناس خيرا من المال يأكله ويورثه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 46 – في كتاب المناقب لابن شهرآشوب عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل في بيان ما جرى منه عليه السلام ايام تزويج فاطمة من على عليهما السلام وفيه: فسأل عليا كيف وجدت اهلك ؟ قال: نعم العون على طاعة الله وسأل فاطمة ؟ فقالت: خير بعل، فقال: اللهم اجمع شملهما واجعلهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم. 47 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقرى عن سفيان بن عيينة قال: سألته عن قول الله عزوجل: الا من اتى الله بقلب سليم قال: السليم الذى يلقى ربه وليس فيه أحد سواه، قال: وكل قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط،


[ 58 ]

وانما أراد بالزهد في الدنيا لتفزع قلوبهم إلى الاخرة. 48 – وباسناده إلى الحسن بن الجهم عن أبى الحسن عليه السلام قال: قال: التواضع أن تعطى الناس ما تحب أن تعطاه. 49 – وفى آخر قال: قلت: ما حد التواضع الذى إذا فعله العبد كان متواضعا ؟ فقال: التواضع درجات، منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم لا يحب أن يأتي إلى أحد الا مثل ما يؤتى إليه، ان راى سيئة درأها بالحسنة، كاظم الغيظ عاف عن الناس والله يحب المحسنين. 50 – في مجمع البيان وروى عن الصادق عليه السلام انه قال: هو القلب الذى سلم من حب الدنيا، ويؤيده قول النبي صلى الله عليه واله: حب الدنيا رأس كل خطيئة. 51 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام صاحب النية الصادقة صاحب القلب السليم، لان سلامة القلب من هو اجس المذكورات. تخلص النية لله في الامور كلها قال الله تعالى: يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم 52 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض اصحابه عن آدم بن اسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانزل في طسم وبرزت الجحيم للغاوين وقيل لهم اين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود ابليس اجمعون جنود ابليس ذريته من الشياطين وما اضلنا الا المجرمون يعنى المشركين الذين اقتدوا بهم هؤلاء فاتبعوهم على شركهم، وهو قوم محمد صلى الله عيله واله ليس فيهم من اليهود والنصارى احد، وتصديق ذلك قول الله عزوجل: (كذبت قبلهم قوم نوح. كذب أصحاب الايكة. كذبت قوم لوط) ليس هم اليهود الذين قالوا: عزير ابن الله، و لا النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله، سيدخل الله اليهود والنصارى النار، ويدخل كل قوم باعمالهم، وقولهم: (وما اضلنا الا المجرمون) إذ دعونا إلى سبيلهم ذلك قول الله عزوجل فيهم حين جمعهم إلى النار (قالت اوليهم لاخراهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا


[ 59 ]

ضعفا من النار) وقوله: (كلما دخلت امة لعنت اختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا) برئ بعضهم من بعض، ولعن بعضهم بعضا يريد بعضهم ان يحج بعضا رجاء الفلج فيفلتوا جميعا من عظم ما نزل بهم، وليس بأوان بلوى ولا اختبار، ولا قبول معذرة ولا حين نجاة. 53 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر ابن سويد عن يحيى الحلبي عن أبى سعيد المكارى عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) قال: هم قوم وصفوا عدلا بالسنتهم ثم خالفوه إلى غيره. 54 – محمد بن يحيى عن الحسين بن اسحق عن على بن مهزيار عن عبد الله بن يحيى عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال في قول الله عزوجل: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) قال: يا با بصير هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره. 55 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) قال الصادق عليه السلام: نزلت في قوم وصفوا عدلا ثم خالفوه إلى غيره، وفى خبر آخر قال: هم بنو امية والغاوون بنو العباس (1) 56 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو ذر في خبر النبي صلى الله عليه واله يا با ذر يؤتى بجاحد على أعمى أبكم يتكبكب في ظلمات يوم القيامة، ينادى: يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وفى عنقه طوق من النار. 57 – في محاسن البرقى وفى رواية عثمان بن عيسى وغيره عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) قال: من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره. 58 – في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: ايها السائل اعلم ان من


(1) وفى بعض النسخ (بنو فلان) [ * ]

[ 60 ]

شبه ربنا الجليل بتباين أعضاء خلقه، وبتلاحم أحقاق (1) مفاصله المحتجبة بتدبير حكمته، انه لم يعقد غيب ضميره على معرفته، ولم يشاهد قلبه اليقين بانه لا ند له، وكأنه لم يسمع بتبرى التابعين من المتبوعين وهم يقولون: تالله ان كنا لفى ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين فمن ساوى ربنا بشئ فقد عدل به، والعادل به كافربما تنزلت به محكمات آياته ونطقت به شواهد حجج بيناته، لانه الله الذى لم يتناه في العقول فيكون في مهب فكرها مكيفا، وفى حواصل هويات همم النفوس محدودا مصرفا، المنشئ أصناف الاشياء بلا روية احتاج إليها، ولا قريحة غريزة أضمر عليها، ولا تجربة أفادها من موجودات الدهور، ولا شريك أعانه على ابتداع عجائب الامور. 59 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن أبى اسامة عن ابى عبد الله وأبى جعفر عليهما السلام انهما قالا: والله لنشفعن في المذنبين من شيعتنا حتى يقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم. 60 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال عن على بن عقبة عن عمر بن أبان عن عبد الحميد الوابشى عن ابى جعفر عليه السلام قال في حديث طويل: وان الشفاعة لمقبولة وما تقبل في ناصب، وان المؤمن ليشفع لجاره و ماله حسنة، فيقول: يا رب جارى كان يكف عنى الاذى فيشفع فيه، فيقول الله تبارك و تعالى: انا ربك واناأحق من كافى عنك فيدخله الله الجنة وماله من حسنة، وان ادنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين انسانا، فعند ذلك يقول أهل النار: (فمالنا من شافعين ولا صديق حميم). 61 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى الحسن بن صالح بن حى قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: لقد عظمت منزلة الصديق حتى أهل النار ليستغيثون به و يدعون به في النار قبل القريب الحميم قال الله مخبرا عنهم: (فمالنا من شافعين ولا صديق حميم).


(1) الاحقاق جمع الحق – بالضم -: النقرة في رأس الكتف. [ * ]

[ 61 ]

62 – وباسناده إلى الفضل بن عبد الملك عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: يا فضل لا تزهدوا في فقراء شيعتنا، فان الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر، ثم قال: يا فضل انما سمى المؤمن مؤمنا لانه يؤمن على الله فيجبر ايمانه، ثم قال: أما سمعت الله تعالى يقول في اعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيامة: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم). 63 – في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في دعاء يوم المباهلة المروى عن ابى ابراهيم موسى بن جعفر عليه السلام اللهم انا قد تمسكنا بكتابك وبعترة نبيك محمد صلواتك عليه وعليهم الذين أقمتهم لنا دليلا وعلما امرتنا باتباعهم، اللهم فانا قد تمسكنا بهم فارزقنا شفاعتهم حين يقول الخائبون: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم. 64 – في محاسن البرقى عنه عن عمر بن عبد العزيز عن مفضل أو غيره عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) قال: الشافعون الائمة والصديق من المؤمنين. 65 – في مجمع البيان وفى الخبر المأثور عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول ان الرجل يقول في الجنة: ما فعل صديقى فلان وصديقه في الجحيم ؟ فيقول الله: أخرجوا له صديقه إلى الجنة فيقول من بقى في النار: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم). 66 – وروى بالاسناد عن حمران بن أعين عن أبى عبد الله عليه السلام قال: والله لنشفعن لشيعتنا ثلاث مرات حتى يقول الناس: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) إلى قوله فنكون من المؤمنين 67 – وفى رواية اخرى حتى يقول عدونا. 68 – وعن ابان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان المؤمن ليشفع يوم القيامة لاهل بيته فيشفع فيهم حتى يبقى خادمه، فيقول ويرفع سبابتيه: خويدمى كان يقيني الحر والبرد فيشفع فيه. 69 – وفى خبر آخر عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان المؤمن ليشفع لجاره وماله


[ 62 ]

حسنة فيقول: يا رب جارى كان يكف عنى الاذى فيشفع فيه وان أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين انسانا. 70 – في تفسير على بن ابراهيم (فلو ان لنا كرة فنكون من المؤمنين) قال: من المهتدين قال: لان الايمان قد لزمهم بالاقرار. 71 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر محمد بن على عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فمكث نوح ألف سنة الا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته أحد، ولكنه قدم على قوم مكذبين للانبياء الذين كانوا بينه وبين آدم وذلك قوله عزوجل: كذبت قوم نوح المرسلين يعنى من كان بينه وبين آدم عليهما السلام إلى ان انتهى إلى قوله: وان ربك لهو العزيز الرحيم وقال فيه ايضا: فكان بين آدم وبين نوح عليهما السلام عشرة آباء كلهم أنبياء في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام مثله. 72 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وقالوا أنؤمن لك يا نوح و اتبعك الارذلون قال: الفقراء. وفى رواية ابى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: الفلك المشحون المجهز الذى قد فرغ منه ولم يبق الا دفعة. 73 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن ابى حمزة الثمالى عن أبى جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقال نوح: ان الله تبارك وتعالى باعث نبيا يقال له: هود، وانه يدعو قومه إلى الله عزوجل فيكذبونه وان الله عزوجل يهلكهم بالريح فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه فان الله تبارك وتعالى ينجيه من عذاب الريح، وأمر نوح ابنه سام ان يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة ويكون يوم عيد لهم فيتعاهدون فيه بعث هود، وزمانه الذى يخرج فيه، فلما بعث الله تبارك وتعالى هودا نظروا فيما عندهم من العلم والايمان وميراث العلم والاسم الاكبر وآثار علم النبوة فوجدوا


[ 63 ]

هودا نبيا، وقد بشرهم أبوهم نوح به، فآمنوا به وصدقوه واتبعوه، فنجوا من عذاب الريح وهو قول الله عزوجل: والى عاد اخاهم هودا وقوله: كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم اخوهم هود الا تتقون في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام مثله. 74 – في مجمع البيان – آية تعبثون أي ما لا تحتاجون إليه لسكناكم وانما تريدون العبث بذلك واللعب واللهو كأنه جعل بناهم ما يستغنون عنه عبثا منهم عن ابن عباس في رواية عطاء ويؤيده الخبر المأثور عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه واله خرج فراى قبة فقال: ما هذه ؟ فقالوا له أصحابه: هذا الرجل من الانصار فمكث حتى إذا جاء صاحبها فسلم في الناس أعرض عنه وصنع ذلك مرارا حتى عرف الرجل الغضب به والاعراض عنه، فشكى ذلك إلى أصحابه وقال: والله إلى لانكر رسول الله صلى الله عليه واله ما أدرى ما حدث في وما صنعت ؟ قالوا: خرج رسول الله فراى قبتك فقال: لمن هذه ؟ فأخبرناه فرجع إلى قبته فسواها بالارض، فخرج رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم فلم ير القبة فقال: ما فعلت القبة التى كانت هيهنا ؟ قالوا: شكى الينا صاحبها اعراضك عنه فاخبرناه فهدمها، فقال: ان كل ما يبنى وبال على صاحبه يوم القيامة الا ما لا بد منه. 75 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله بكل ربع قال الامام أبو جعفر عليه السلام يعنى لكل طريق آية والاية على عليه وقوله عزوجل: وإذا بطشتم بطشتم جبارين قال: تقتلون بالغضب من غير استحقاق. 76 – في مجمع البيان – وروى عن أمير المؤمنين على عليه السلام انه قال: انه اول عين نبعت في الارض هي التى فجرها الله عزوجل لصالح فقال: لها شرب ولكم شرب يوم معلوم 77 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: ايها الناس انما يجمع الناس الرضا والسخط،


[ 64 ]

وانما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا، فقال سبحانه: فعقروها فاصبحوا نادمين فما كان الا أن خارت أرضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في الارض الخوارة (1). 78 – في جوامع الجامع – كذب اصحاب الايكة المرسلين إذ قال لهم شعيب وفى الحديث ان شعيبا أخا مدين أرسل إليهم والى اصحاب الايكة. 79 – في تفسير على بن ابراهيم واتقوا الذى خلقكم والجبلة الاولين قال: الخلق الاولين وقوله عزوجل: (فكذبوه) قال قوم شعيب فاخذهم عذاب يوم الظلة قال: يوم حر وسمائم. 80 – وفيه واما قوله عزوجل (عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم) فبلغنا والله أعلم انه أصابهم حر وهم في بيوتهم، فخرجوا يلتمسون الروح من قبل السحابة التى بعث الله عزوجل فيها العذاب، فلما غشيهم أخذتهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين وهم قوم شعيب. 81 – في بصائر الدرجات محمد بن أحمد عن العباس بن معروف عن الحسن بن محبوب عن حنان بن سدير عن سالم عن أبى محمد قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: أخبرني عن الولاية نزل بها جبرئيل من عند رب العالمين يوم الغدير ؟ فقال: نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وانه لفى زبر الاولين قال: هي الولاية لامير المؤمنين. 82 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن جابر عن أبى عبد الله عليه السلام


(1) قال الشارح المعتزلي: خارت ارضهم أي صوتت كما يخور الثور وشبه عليه السلام ذلك بصوت السكة المحماة في الارض الخوارة وهى اللينة، وانما جعلها محماة لتكون ابلغ في ذهابها في الارض، ومن كلامه (ع) يوم خيبر بقوله لرسول الله صلى الله عليه وآله وقد بعثه بالراية: اكون في امرك كالسكة المحماة في الارض إلى آخر ما ذكره وقد اعقب كلامه بعلة طبيعية لذلك فراجع ان شئت ج 2 ص 589 ط مصر. [ * ]

[ 65 ]

في قوله عزوجل: (وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين) قال: الولاية التى نزلت لامير المؤمنين صلوات الله عليه يوم الغدير. 83 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن حنان بن سدير عن سالم الحناط قال: قلت لابيجعفر عليه السلام: أخبرني عن قول الله تبارك وتعالى. (نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين) قال: هي الولاية لامير المؤمنين عليه السلام. 84 – على بن محمد عن صالح بن أبى حماد عن الحجال عمن ذكره عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: (بلسان عربي مبين) قال: يبين الالسن ولا تبينه الالسن. 85 – في كتاب علل الشرائع باسناده إلى مسلم بن خالد المكى عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا الا بالعربية فكان يقع في مسامع الانبياء عليهم السلام بألسنة قومهم، وكان يقع في مسامع نبينا صلى الله عليه واله بالعربية، فإذا كلم به قومه كلمهم بالعربية فيقع في مسامعهم بلسانهم فكان أحد لا يخاطب رسول الله صلى الله عليه واله بأى لسان خاطبه الا وقع في مسامعه بالعربية، كل ذلك يترجم جبرئيل عنه تشريفا من الله عزوجل له صلى الله عليه واله. 86 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (ولو نزلناه على بعض الاعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين) قال الصادق عليه السلام: لو نزلنا القرآن على العجم ما آمنت به العرب وقد نزل على العرب فآمنت به العجم فهذه فضيلة العجم. 87 – في الكافي أحمد بن محمد عن على بن الحسين عن محمد بن الوليد و محمد بن أحمد عن يونس بن يعقوب عن على بن عيسى القماط عن عمه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: أرى رسول الله صلى الله عليه واله في منامه بنى امية يصعدون على منبره من بعده و يضلون الناس عن الصراط القهقرى، فأصبح كئيبا حزينا قال: فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا رسول الله مالى أراك كئيبا حزينا قال: يا جبرئيل انى رأيت بنى امية


[ 66 ]

في ليلتى هذه يصعدون منبرى من بعدى يضلون الناس عن الصراط القهقرى فقال: و الذى بعثك بالحق نبيا انى ما اطلعت عليه. فعرج إلى السماء فلم يلبث ان نزل عليه بآى من القرآن يونسه بها قال: (افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون (ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون) وانزل عليه: (انا انزلناه في ليلة القدر وما ادريك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر) جعل الله عزوجل ليلة القدر لنبيه صلى الله عليه واله خيرا من الف شهر ملك بنى امية. 88 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (وانذر عشيرتك الاقربين) قال: نزلت: (ورهطك منهم المخلصين) قال: نزلت بمكة فجمع رسول الله صلى الله عليه واله بنى هاشم وهم أربعون رجلا كل واحد منهم يأكل الجذع ويشرب القربة (1) فاتخذ لهم طعاما يسيرا بحسب ما أمكن، فاكلوا حتى شبعوا فقال رسول الله صلى الله عليه واله: من يكون وصيى ووزيرى وخليفتي ؟ فقال أبو لهب: جزما (2) سحركم محمد، فتفرقوا فلما كان اليوم الثاني أمر رسول الله صلى الله عليه واله ففعل بهم مثل ذلك، ثم سقاهم اللبن حتى رووا فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أيكم يكون وصيى ووزيرى وخليفتي ؟ فقال أبو لهب: جزما سحركم محمد فتفرقوا، فلما كان اليوم الثالث أمر رسول الله صلى الله عليه واله ففعل بهم مثل ذلك ثم سقاهم اللبن فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله. أيكم يكون وصيى ووزيرى وينجز عداتي ويقضى دينى ؟ فقام على صلوات الله عليه وكان أصغرهم سنا وأحمشهم (3) ساقا وأقلهم مالا فقال: أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أنت هو. 89 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن الحارث بن نوفل عن على


(1) الجذع محركة: من البهائم: ما قبل الثنى، والقربة: الوطب يستقى به الماء. وبالفارسية (مشك). (2) وفى نسخة البحار كما سيأتي عن مجمع البيان (هذا ما سحركم.. اه) وكذا فيما يأنى. (3) حمشت الساق: دقت. [ * ]

[ 67 ]

ابن أبى طالب عليهما السلام قال: لما نزلت (وانذر عشيرتك الاقربين) أي رهطك المخلصين دعا رسول الله صلى الله عليه واله بنى عبد المطلب وهم إذ ذاك أربعون رجلا يزيدون رجلا وينقصون رجلا، فقال: أيكم يكون أخى ووارثى ووزيرى ووصيي وخليفتي فيكم بعدى ؟ فعرض عليهم ذلك رجلا رجلا كلهم يأبى ذلك حتى اتى على فقلت: أنا يا رسول الله فقال: يا بنى عبد المطلب هذا وارثي ووزيرى وخليفتي فيكم بعدى، فقام القوم يضحك بعضهم إلى بعض ويقولون لابي طالب: قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام. 90 – في مجمع البيان (وانذر عشيرتك الاقربين) وفى الخبر المأثور عن براء بن عازب انه قال: لما نزلت هذه الاية جمع رسول الله صلى الله عليه واله بنى عبد المطلب و هم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس (1) فامر عليا عليه السلام برجل شاة فأدمها (2) ثم قال: ادنوا بسم الله فدنا القوم عشرة عشرة فاكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب (3) من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم: اشربوا بسم الله، فشربوا حتى رووا فبدرهم أبو لهب فقال: هذا ما سحركم به الرجل، فسكت صلى الله عليه واله يومئذ ولم يتكلم ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ثم أنذرهم رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا بنى عبد المطلب انى أنا النذير اليكم من الله عزوجل فأسلموا وأطيعوني تهتدوا، ثم قال: من يواخيني ويوازرني ويكون وليى ووصيي بعدى وخليفتي في أهلى ويقضى دينى ؟ فسكت القوم فأعادها ثلاثا كل ذلك يسكت القوم ويقول على: أنا، فقال في المرة الثالثة أنت، فقام القوم وهم يقولون لابي طالب: اطع ابنك فقد امر عليك. اورده الثعلبي في تفسيره، وروى عن أبى رافع هذه القصة وانه جمعهم في الشعب فصنع لهم رجل شاة فاكلوا حتى تضلعوا وسقاهم (4)


(1) المسنة من أولاد المعز: ما بلغ أربعة اشهر وفصل عن امه وأخذ في الرعى. والمسن: لقدح الكبير. (2) أدم الخبز: خلطه بالادام. (3) القعب: القدح الضخم الغليظ. (4) تضلع الرجل، امتلا شبعا وريا. [ * ]

[ 68 ]

عسا فشربوا كلهم حتى رووا، ثم قال: ان الله أمرنى ان أنذر عشيرتي ورهطي وان الله لم يبعث نبيا الا جعل له من أهله أخا ووزيرا ووارثا ووصيا وخليفة في أهله، فأيكم يقوم فيبايعنى على انه أخى ووارثى ووزيرى ووصيي ويكون منى بمنزلة هارون من موسى ؟ فقال على: أنا فقال: ادن منى ففتح فاه ومج في فيه من ريقه وتفل بين كتفيه وثدييه فقال أبو لهب: بئس ما حبوت به (1) ابن عمك أن أجابك فملات فاه ووجهه بزاقا ؟ فقال صلى الله عليه واله ملاءته حكمة وعلما. 91 – وعن ابن عباس قال: لما نزلت الاية صعد رسول الله صلى الله عليه واله على الصفا فقال يا صباحاه (2) فاجتمعت إليه قريش فقالوا له: مالك ؟ فقال: ارأيتكم أن أخبرتكم ان العدو مصبحكم، أو ممسيكم ما كنتم تصدقوني ؟ قالوا: بلى، قال: فانى نذير لكم بين يدى عذاب شديد، قال أبو لهب: تبا لك ألهذا دعوتنا جميعا ؟ فأنزل الله عزوجل: (تبت يدا أبى لهب وتب) إلى آخر السورة. 92 – وفى قرائة عبد الله كعب (وأنذر عشيرتك الاقربين ورهطك منهم المخلصين) وروى ذلك عن أبى عبد الله عليه السلام. 93 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء: فاخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موضعا، فأول ذلك قوله عزوجل: (وانذر عشيرتك الاقربين ورهطك المخلصين) هكذا في قرائة أبى بن كعب، وهى ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود و


(1) أي اعطيت به. (2) قال ابن منظور في اللسان: والعرب تقول إذ نذرت الغارة من الخيل تفجؤهم صباحا: يا صباحاه ! ينذرون الحى أجمع بالنداء العالي وفى الحديث: لما نزلت (وأنذر عشيرتك الاقربين) صعد على الصفا وقال: يا صباحاه ! هذه كلمة تقولها العرب إذا صاحوا للغارة لانهم أكثر ما يغيرون عند الصباح ويسمون يوم الغارة يوم الصباح. [ * ]

[ 69 ]

هذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عزوجل بذلك الال، فذكره صلى الله عليه واله فهذه واحدة وفى الامالى مثله سواء. 94 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (ورهطك منهم المخلصون) قال على ابن ابى طالب صلوات الله عليه وحمزة وجعفر والحسن والحسين والائمة من آل محمد صلوات الله عليه. 95 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: وقد أمر الله أعز خلقه وسيد بريته محمدا صلى الله عليه واله بالتواضع فقال عزوجل: واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين والتواضع مزرعة الخشوع والخشيه والحياء، وانهن لا تتبين الا منها و فيها، ولا يسلم الشرف التام الحقيقي الا للمتواضع في ذات الله تعالى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 96 – في تفسير على بن ابراهيم ثم قال: ومن اتبعك من المؤمنين فان عصوك يعنى من بعدك في ولاية على والائمة صلوات الله عليهم فقل انى برئ مما تعملون ومعصية رسول الله صلى الله عليه واله وهو ميت كمعصيته وهو حى. 97 – قوله عزوجل: الذى يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين قال: حدثنى محمد بن الوليد عن محمد بن الفرات عن أبى جعفر عليه السلام قال: (الذى يراك حين تقوم) في النبوة (وتقلبك في الساجدين) قال: في اصلاب النبيين صلوات الله عليهم. 97 – في مجمع البيان وقيل: معناه: وتقلبك في الساجدين الموحدين من نبى إلى نبى حتى أخرجك نبيا عن ابن عباس في رواية عطا وعكرمة، وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قالا: في أصلاب النبيين نبى بعد نبى حتى أخرجه من صلب أبيه عن نكاح غير سفاح من لدن آدم. 99 – وروى جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا ترفعوا قبلى ولا تضعوا قبلى، فانى أراكم من خلفي كما أراكم من امامى ثم تلا هذه الاية.


[ 70 ]

100 – في كتاب الخصال عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: هل انبئكم على من تنزل الشياطين، تنزل على كل افاك اثيم قال: هم سبعة: المغيرة وبنان وصايد وحمزة بن عمارة البربري والحارث الشامي وعبد الله بن الحارث وأبو الخطاب. 101 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: والشعراء يتبعهم الغاوون قال نزلت في الذين غير وادين الله وخالفوا أمر الله عزوجل هل شاعرا قط يتبعه أحد ؟ انما عنى بذلك الذين وضعوا دينهم بآرائهم فيتبعهم الناس على ذلك. 102 – في اصول الكافي عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: انه ليس من يوم وليلة الا وجميع الجن والشياطين تزور أئمة الضلال، ويزور امام الهدى عددهم من الملئكة، حتى إذا أتت ليلة القدر فهبط فيها من الملائكة إلى ولى الامر خلق الله، أو قال قبض الله، عزوجل من الشياطين بعددهم ثم زاروا ولى الضلالة فأتوه بالافك والكذب حتى لعله يصبح، فيقول: رأيت كذا وكذا فلو سأل ولى الامر عن ذلك لقال: رأيت شيطانا أخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيرا، ويعلمه الضلالة التى هو عليها. 103 – في كتاب معاني الاخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب عن الحسن بن محبوب عن حماد بن عيسى عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (والشعراء يتبعهم الغاوون) قال: هل رأيت شاعرا يتبعه أحد ؟ انما هم قوم تفقهوا لغير الدين فضلوا وأضلوا. 104 – في مجمع البيان (والشعراء يتبعهم الغاوون) وروى العياشي بالاسناد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: هم قوم تعلموا أو تفقهوا بغير علم فضلوا وأضلوا. 105 – وفى الحديث عن الزهري قال: حدثنى عبد الرحمن بن كعب بن مالك ان كعب بن مالك قال: يا رسول الله ماذا تقول في الشعراء ؟ قال: ان المؤمن مجاهد بسيفه و لسانه، والذى نفسي بيده لكأنما ينضحونهم بالنبل (1)


(1) نضح فلانا بالنبل: رماه به. [ * ]

[ 71 ]

106 – وقال النبي صلى الله عليه واله لحسان بن ثابت: اهجهم أو هاجهم وروح القدس معك رواه البخاري ومسلم في الصحيحين. 107 – في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: (والشعراء يتبعهم الغاوون) قال: هم القصاص. 108 – في جوامع الجامع قال عليه السلام لكعب بن مالك: اهجهم فوالذي نفسي بيده لهو أشد عليهم من النبل. 109 – وقال لحسان بن ثابت: قل وروح القدس معك. 110 – في كتاب تلخيص الاقوال في احوال الرجال روى الكشى من طريق ضعيف عن الصادق عليه السلام انه قال: علموا أولادكم شعر العبدى يشير إلى الشيعة. 111 – وفي كتاب الكشى في حديث آخر باسناده إلى سماعة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا معشر الشيعة علموا أولادكم شعر العبدى فانه على دين الله. 112 – وباسناده إلى محمد بن مروان قال: كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليه السلام و معروف بن خربوذ، فكان ينشدنى الشعر وأنشده ويسألني وأسئله وأبو عبد الله يسمع فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: لان يمتلى جوف الرجل قيحا خير له من أن يمتلى شعرا، فقال معروف: انما يعنى ذلك الذى يقول الشعر ؟ فقال: ويحك أو ويلك، قد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه واله. 113 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى ابراهيم الكرخي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان صاحبتي هلكت فكانت لى موافقة وقد هممت ان أتزوج، فقال: انظر اين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك وأمانتك، فان كنت لابد فاعلا فبكرا تنسب إلى الخير والى حسن الخلق. واعلم ان النساء خلقن شتى * فمنهن الغنيمة والغرام ومنهن الهلال إذا تجلى * لصاحبه ومنهن الظلام فمن يظفر بصالحهن يسعد * ومن يغبن فليس له انتقام


[ 72 ]

114 – في الكافي بعض أصحابنا عن على بن الحسين عن على بن حسان عن عبد – الرحمن بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما اراد رسول الله صلى الله عليه واله ان يتزوج خديجة بنت خويلد أقبل أبو طالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش إلى أن قال عليه السلام: ودخل رسول الله صلى الله عليه واله بأهله، وقال رجل من قريش يقال له عبد الله بن غنم: هنيئا مريئا يا خديجة قد جرت * لك الطير فيما كان منك بأسعد تزوجت من خير البرية كلها * ومن ذا الذى في الناس مثل محمد وبشر به البران عيسى بن مريم * وموسى بن عمران فيا قرب موعد أقرت به الكتاب قدما بأنه * رسول من البطحاء هاد ومهتد 115 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن أبى الاصبغ عن بندار بن عاصم رفعه عن أبى عبد الله عليه السلام قال قال: ما توسل إلى احد، بوسيلة ولا تذرع بذريعة أقرب له إلى ما يريده منى، من رجل سلف إليه منى يدا تبعتها أختها، وأحسنت ربها، فانى رأيت منع الاواخر يقطع لسان شكر الاوائل، ولا سخت نفسي برد بكر الحوائج (1) و قد قال الشاعر: وإذا بليت ببذل وجهك سائلا * فابذله للمتكرم المفضال ان الجواد إذا حباك بموعد * أعطاكه سلسا بغير مطال وإذا السؤال مع النوال وزنته * رجح السؤال وخف كل نوال 116 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله: فيتبعهم الناس على ذلك آخر ما نقلناه عنه سابقا: ويؤكد قوله جل ذكره: الم تر انهم في كل واد يهيمون يعنى يناظرون بالاباطيل ويجادلون بالحجج المضلين وفى كل مذهب يذهبون وانهم يقولون ما لا يفعلون قال: يعظون الناس ولا يتعظون وينهون عن المنكر ولا ينتهون، ويأمرون


(1) اليد: النعمة. والبكر: الابتداء قال الفيض (ره) في الوافى: واضافة المنع والشكر إلى الاواخر والاوائل اضافة إلى المفعول، والمعنى ان أحسن الوسائل إلى السؤال تقدم العهد بالسؤال فان المسئول ثانيا لا يرد السائل الاول لئلا يقطع شكره على الاول. [ * ]

[ 73 ]

بالمعروف ولا يعملون، وهم الذين قال الله عزوجل فيهم: (الم تر انهم في كل واد يهيمون) أي في كل مذهب يذهبون (وانهم يقولون ما لا يفعلون) وهم الذين غصبوا آل محمد صلوات الله عليهم حقهم ثم ذكر آل محمد صلوات الله عليهم وشيعتهم المهتدين، فقال جل ذكره: الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا 117 – في كتاب معاني الاخبار وقد روى في خبر آخر عن الصادق عليه السلام انه يقول قول الله عزوجل: (وذكروا الله كثيرا) ما هذا الذكر الكثير ؟ قال: من سبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام فقد ذكر الله الذكر الكثير. 118 – في اصول الكافي على عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبيدة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من أشد ما فرض الله على خلقه ذكر الله كثيرا، ثم قال: لا أعنى سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وان كان منه، ولكن ذكر الله عند ما أحل وحرم، فان كان طاعة عمل بها وان كان معصية تركها. 119 – ابن محبوب عن ابى اسامة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما ابتلى المؤمن بشئ أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها، قيل وما هن ؟ قال: المواساة في ذات يده، والانصاف من نفسه، وذكر الله كثيرا، أما انى لا أقول سبحان الله والحمد لله ولكن ذكر الله عندما أحل له وذكر الله عندما حرم عليه. 120 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن سليمان بن عمرو عن أبى المغرا الخصاف رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من ذكر الله عزوجل في السر فقد ذكر الله كثيرا، ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر فقال الله عزوجل: (يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا) 121 – في جوامع الجامع وقرء الصادق عليه السلام وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم. 122 – في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر أعداءهم ومن ظلمهم فقال جل ذكره:


[ 74 ]

(وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم أي منقلب منقلبون) هكذا والله نزلت. 123 – في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وفى أثر: انهم لما صلبوا رأس الحسين عليه السلام على الشجرة سمع منه: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون). بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سور الطواسين الثلاث في ليلة الجمعة كان من أولياء الله وفي جواره وكنفه، ولم يصبه في الدنيا بؤس أبدا وأعطى في الاخرة من الجنة حتى يرضى وفوق رضاه، وزوجه الله مأة زوجة من الحور العين. 2 – في مجمع البيان وروى أبو بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرء الطواسين الثلاث وذكر مثله وزاد في آخره وأسكنه الله في جنة عدن وسط الجنة مع النبيين والمرسلين والوصيين الراشدين. 3 – أبى ابن كعب قال رسول الله صلى الله عليه واله: ومن قرأ طس سليمان كان له من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق سليمان وكذب به وهود وشعيب وصالح وابراهيم ويخرج من قبره وهو ينادى: لا اله الا الله. 4 – وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: واعطيت طه والطواسين من ألواح موسى. 5 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واما طس فمعناه: انا الطالب السميع. 6 – وباسناده إلى خلف بن حماد عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: ان الله تبارك وتعالى قال لموسى عليه السلام: ادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء قال: من غير برص والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.


[ 75 ]

7 – في مجمع البيان – فلما جاءتهم آياتنا مبصرة وقرء على بن الحسين عليهما السلام مبصرة بفتح الميم والصاد. 8 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب الله عزوجل. قال: الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه: فمنها كفر الجحود على وجهين، إلى قوله: واما الوجه الاخر من الجحود على معرفة و هو أن يجحد الجاحد وهو يعلم انه حق قد استقر عنده، وقد قال الله عزوجل: وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 9 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائه عليهم السلام انه لما اجمع أبو بكر على منع فاطمة فدك وبلغها ذلك جاءت إليه و قالت له: يا ابن أبى قحافة أفى كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث ابى لقد جئت شيئا فريا أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم، إذ يقول: وورث سليمان داود والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 10 – في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وذكر مسلم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة وفى حديث الليث بن سعد عن عقيل عن ابن عروة عن عائشة في خبر طويل تذكر فيه ان فاطمة أرسلت إلى أبى بكر تسأل ميراثها من رسول الله صلى الله عليه واله القصة قال: فهجرته ولم تكلمه حتى توفيت ولم يؤذن بها أبا بكر يصلى عليها. 11 – في بصائر الدرجات سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن القاسم عن زرعة عن المفضل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان داود ورث سليمان وانا ورثنا محمدا. 12 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن سيف عن بعض أصحابنا عن أبى جعفر الثاني عليه السلام قال قلت له: انهم يقولون في حداثة سنك ؟ فقال: ان الله تعالى أوحى إلى داود ان يستخلف سليمان وهو صبى يرعى الغنم، فأنكر ذلك عباد


[ 76 ]

بنى اسرائيل وعلماؤهم فأوحى الله إلى داود: ان خذ عصى المتكلمين وعصى سليمان و اجعلها في بيت، واختم عليهما بخواتيم القوم فإذا كان من الغد فمن كانت عصاه قد أورقت وأثمرت فهو الخليفة، فأخبرهم داود عليه السلام فقالوا: قد رضينا وسلمنا. 13 – محمد بن يحيى عن أحمد بن أبى زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد ابن حماد عن ابراهيم عن أبيه عن أبى الحسن الاول عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك أخبرني عن النبي صلى الله عليه واله ورث النبيين كلهم ؟ قال: نعم قلت: من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه ؟ قال: ما بعث الله نبيا الا ومحمد صلى الله عليه واله أعلم منه، قال: قلت: ان عيسى بن مريم كان يحيى الموتى باذن الله، قال: صدقت وسليمان بن دواد كان يفهم منطق الطير، وكان رسول الله صلى الله عليه واله يقدر على هذه المنازل. 14 – وباسناده إلى أبى بصير عن أبى الحسن عليه السلام قال: قال لى: يابا محمد ان الامام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ولا طير ولا بهيمة ولا شئ فيه الروح فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بامام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 15 – وباسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبى الحسن عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: انما قلنا لطيف للخلق اللطيف، أو لا ترى وفقك الله وثبتك إلى أثر صنعه في النبات اللطيف وغير اللطيف ومن الخلق اللطيف ومن الحيوان الصغار ومن البعوض والجرجس وما هو أصغر منها، مما لا تكاد تستبينه العيون، بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الانثى، والحدث المولود من القديم، فلما رأينا صغر ذلك في لطفه و اهتدائه للسفاد (1) والهرب من الموت والجمع لما يصلحه، وما في لجج البحار وما في لحاء الاشجار (2) والمفاوز والقفار، وافهام بعضها عن بعض منطقها، وما يفهم به أولادها عنها إلى قوله: علمنا ان خالق هذا الخلق لطيف. 16 – محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن على


(1) السفاد نزو الذكر على الانثى. (2) اللحاء: قشر الشجر أو ما على العود من قشره. [ * ]

[ 77 ]

عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: كنت عنده يوما إذ وقع زوج ورشان على الحائط وهدلا هديلهما (1) فرد أبو جعفر عليهما كلامهما ساعة ثم نهضا فلما طارا على الحائط هدل الذكر على الانثى ساعة ثم نهضا، فقلت: جعلت فداك ما هذا الطير ؟ قال: يا ابن مسلم كل شئ خلقه الله من طير أو بهيمة أو شئ فيه روح فهو اسمع لنا وأطوع من ابن آدم، ان هذا الورشان ظن بامرأته فحلفت له ما فعلت فقالت: ترضى بمحمد بن على فرضيا بى، فأخبرته انه لها ظالم فصدقها. 17 – في تفسير على بن ابراهيم وقال الصادق عليه السلام: اعطى سليمان بن داود مع علمه معرفة المنطق بكل لسان ومعرفة اللغات ومنطق الطير والبهائم والسباع و كان إذا شاهد الحروب تكلم بالفارسية، وإذا قعد لعماله وجنوده وأهل مملكته تكلم بالرومية، وإذا خلا بنسائه تكلم بالسريانية والنبطية، وإذا قام في محرابه لمناجاة ربه تكلم بالعربية، وإذا جلس للوفود والخصماء تكلم بالعبرانية. 18 – وفيه قال: اعطى داود وسليمان عليهما السلام ما لم يعط أحد من أنبياء الله من الايات، علمهما منطق الطير. وألان لهما الحديد والصفر من غير نار وجعلت الجبال يسبحن مع داود عليه السلام. 19 – في مجمع البيان وروى الواحدى بالاسناد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: اعطى سليمان بن داود ملك مشارق الارض ومغاربها، فملك سبعمأة سنة وستة أشهر، ملك أهل الدنيا كلهم من الجن والانس والشياطين والدواب والطير والسباع، وأعطى علم كل شئ ومنطق كل شئ وفى زمانه صنعت الصنائع العجيبة التى سمع بها الناس، وذلك قوله: وعلمنا منطق الطير واوتينا من كل شئ ان هذا لهو الفضل المبين. 20. في الخرائج والجرائح قال بدر مولى الرضا عليه السلام: ان اسحق بن عمار دخل على موسى عليه السلام فجلس عنده واستأذن عليه رجل من خراسان فكلمه بكلام


(1) الهديل صوت الحمام وأضرابه. [ * ]

[ 78 ]

لم أسمع بمثله كأنه كلام الطير. قال اسحق: فأجابه موسى عليه السلام: بمثله وبلغته إلى أن قضى وطره من مسائلته فخرج من عنده، فقلت: ما سمعت بمثل هذا الكلام فقال: هذا كلام قوم من أهل الصين وليس كل كلام اهل الصين مثله، ثم قال: أتعجب من كلامي بلغته ؟ فقلت: هو موضع العجب ! قال عليه السلام: أخبرك بما هو أعجب منه: ان الامام يعلم منطق الطير، ونطق كل ذى روح خلقها الله تعالى وما يخفى على الامام شئ. 21 – في كتاب المناقب لابن شهرآشوب تفسير الثعلبي قال الصادق عليه السلام: قال الحسين بن على صلوات الله عليهما: إذا صاح النسر قال: ابن آدم ! عش ما شئت آخره الموت، وإذا صاح الغراب قال: ان في البعد عن الناس انسا، وإذا صاح القنبر قال: اللهم العن مبغضي آل محمد، وإذا صاح الخطاف قرء الحمد لله رب العالمين و يمد الضالين كما يمدها القارى. 22 – وفيه في مناقب أبى جعفر الباقر عليه السلام وسمع عصافير تصحن، قال: تدرى يابا حمزة ما يقلن ؟ قلت: لا، قال: يسبحن ربى عزوجل ويسألن قوت يومهن. 23 – محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: (علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ). 24 – في بصائر الدرجات يعقوب بن يزيد عن الحسن بن على الوشا عمن رواه عن الميثمى عن منصور عن الثمالى قال: كنت مع على بن الحسين عليهما السلام في داره وفيها شجرة فيها عصافير وهن يصحن فقال لى: أتدرى ما يقلن هؤلاء ؟ قلت: لا أدرى قال: يسبحن ربهن ويطلبن رزقهن. 25 – محمد بن اسماعيل عن على بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبى حمزة الثمالى قال: كنت عند على بن الحسين عليهما السلام فانتشرت العصافير وصوتت، فقال: يابا حمزة أتدرى ما تقول ؟ قلت: لا قال: تقدس ربها وتسأله قوت يومها، ثم قال: يابا حمزة (علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ)


[ 79 ]

26 – أحمد بن محمد بن خالد عن بعض رجاله عن أبى عبد الله عليه السلام: وتلا رجل عنده هذه الاية (علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ) فقال أبو عبد الله عليه السلام: ليس فيها (من) انما هي (واوتينا كل شئ) 27 – محمد بن محمد عن احمد بن يوسف عن داود الحداد عن فضيل بن يسار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كنت عنده إذ نظرت إلى زوج حمام فهدر الذكر (1) على الانثى فقال لى: أتدرى ما يقول: قلت: لا قال: يقول: يا سكنى وعرسي ما خلق الله أحب إلى منك الا أن يكون مولاى جعفر بن محمد. 28 – على بن اسمعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن أبيه عن الفيض بن المختار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان سليمان بن داود قال: (علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ) وقد والله علمنا منطق الطير وعلم كل شئ. 29 – أحمد بن موسى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عمر بن خليفة عن شيبة بن الفيض عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: (يا ايها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ ان هذا لهو الفضل المبين). 30 – أحمد بن موسى عن محمد بن أحمد المعروف بغزال عن محمد بن الحسين عن سليمان من ولد جعفر بن أبى طالب قال: كنت مع أبى الحسن الرضا عليه السلام في حائط له إذ جاء عصفور فوقع بين يديه وأخذ يصيح ويكثر الصياح ويضطرب، فقال لى: يا فلان تدرى ما يقول هذا العصفور ؟ قال: قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، قال: انها تقول ان حية تريد أن تأكل فراخي في البيت فخذ معك العصا وادخل البيت واقتل الحية، قال: فأخذت النبعة – وهى العصا – ودخلت إلى البيت وإذا حية تجول في البيت فقتلتها. 31 – أحمد بن محمد عن الحسن بن على بن فضال عن ثعلبة عن سالم مولى أبان بياع الزطى قال: كنا في حائط لابي عبد الله عليه السلام معه ونفر معى، قال: فصاحت العصافير


(1) هدر الحمام: قرقر وكرر صوته في حنجرته (*)

[ 80 ]

فقال: أتدرى ما تقول هذه ؟ فقلنا: جعلنا الله فداك لا ندرى ما تقول، قال: تقول: اللهم انا خلق من خلقك ولابد لنا من رزقك فأطعمنا واسقنا. 32 – احمد بن محمد عن الحسين بن السعيد والبرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن عبد الله بن فرقد قال: خرجنا مع أبى عبد الله عليه السلام متوجهين إلى مكة حتى إذا كنا بسرف (1) استقبله غراب ينعق في وجهه (2) فقال: مت جوعا ما تعلم شيئا الا ونحن نعلمه الا انا أعلم بالله منك، فقلنا: هل كان في وجهه شئ ؟ قال: نعم سقطت ناقة بعرفات. 33 – أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن أبى احمد عن شعيب بن الحسن قال: كنت عند أبى جعفر عليه السلام جالسا فسمع صوت فاختى، فقال: أتدرون ما تقول هذه ؟ فقلنا: والله ما ندرى، فقال: تقول: فقدتكم فافقدوها قبل أن تفقدكم. 34 – محمد بن عبد الجبار عن الحسين بن الحسن اللؤلؤي عن أحمد بن الحسن الميثمى عن محمد بن الحسن بن زياد الميثمى عن مليح عن أبى حمزة قال: كنت عند على بن الحسين عليه السلام وعصافير على الحائط يصحن، فقال: يا باحمزة أتدرى ما يقلن ؟ قال: يتحدثن انهن في وقت يشكون قوتهن. 35 – أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد والبرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن داود بن فرقد عن على بن سنان قال: كنا عند أبى عبد الله عليه السلام فسمع صوت فاختى في الدار فقال: أين هذه التى أسمع صوتها ؟ قلنا: هي في الدار اهديت لبعضهم، فقال أبو عبد الله عليه السلام: اما لنفقدنك قبل أن تفقدنا، قال: ثم أمر بها فأخرجت من الدار. 36 – أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن محمد بن أبى حمزة عن عمر بن


(1) سرف – ككتف -: موضع على ستة أميال من مكة. (2) نعق الغراب: صاح. [ * ]

[ 81 ]

اصبهاني قال أهديت لاسمعيل بن أبى عبد الله صلصلا (1) فدخل أبو عبد الله عليه السلام فلما رآها قال: ما هذا الطير الميشوم ؟ فانه يقول: فقدتكم فافقدوه قبل أن يفقدكم. 37 – وعنه عن الجامورانى عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن محمد بن يوسف التميمي عن محمد بن جعفر عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: استوصوا بالصنانيات خيرا يعنى الخطاف، فانه آنس طير الناس بالناس ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: أتدرون ما يقول الصنانية إذا هي ترنمت تقول: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حتى تقرأ أم الكتاب، فإذا كان في آخر ترنمها قالت: ولا الضالين. 38 – عبد الله بن محمد عن محمد بن ابراهيم بن شمر عن بشر عن على بن أبى – حمزة قال: دخل رجل من موالى أبى الحسن عليه السلام فقال: جعلت فداك أحب ان تتغذى عندي، فقام أبو الحسن حتى مضى معه فدخل البيت وإذا في البيت سرير فقعد على السرير وتحت السرير زوج حمام، فهدر الذكر على الانثى وذهب الرجل ليحمل الطعام فرجع وأبو الحسن عليه السلام يضحك فقال: اضحك الله سنك مما ضحكت ؟ قال: ان هذا الحمام هدر على هذه الحمامة فقال: لهايا سكنى وياعرسى والله ما على وجه الارض أحب الي منك ما خلا هذا القاعد على السرير، قلت: جعلت فداك وتفهم كلام الطير ؟ قال: نفم علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ. 39 – عبد الله بن محمد عمن رواه عن محمد بن عبد الكريم عن عبد الله بن عبد – الرحمن عن أبان بن عثمان عن زرارة عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال امير المؤمنين عليه السلام لابن عباس: ان الله علمنا منطق الطير كما علم سليمان بن داود ومنطق كل دابة في بر وبحر. 40 – في جوامع الجامع (ان هذا لهو الفضل المبين) وعن الصادق عليه السلام يعنى الملك والنبوة، ويروى انه خرج من بيت المقدس مع ستمأة الف كرسى عن يمينه و شماله وامر الطير فأظلتهم، وامر الريح فحملتهم حتى وردت بهم المدائن، ثم رجع


(1) الصلصل – بضم الاول والثالث -: طائر أو الفاختة. [ * ]

[ 82 ]

فبات في اصطخر، فقال بعضهم لبعض: هل رأيتم ملكا قط اعظم من هذا أو سمعتم ؟ قالوا: لا، فنادى ملك من السماء: لثواب تسبيحة واحدة في الله اعظم مما رأيتم. 41 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون فانه قعد على كرسيه وحملته الريح فمرت به على وادى النمل وهو واد ينبت فيه الذهب والفضة وقد وكل به النمل، وهو قول الصادق عليه السلام: ان لله واديا ينبت الذهب والفضة وقد حماه الله بأضعف خلقه وهو النمل، لو رامته البخاتى (1) ما قدرت عليه. 42 – وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (فهم يوزعون) قال: يحبس اولهم على آخرهم. 43 – في بصائر الدرجات احمد بن محمد عن على بن الحكم عن شعيب العقرقوفى عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان سليمان عنده اسم الله الاكبر الذى إذا سئل به اعطى، وإذا دعى به أجاب، ولو كان اليوم احتاج الينا. 44 – في عيون الاخبار باسناده إلى داود بن سليمان الغازى قال: سمعت على بن موسى الرضا عليه السلام يقول عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السلام في قوله: فتبسم ضاحكا من قولها وقال: لما قالت النملة: يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده حملت الريح صوت النملة إلى سليمان عليه السلام وهو مار في الهواء فالريح قد حملته فوقف وقال: علي بالنملة، فلما اتى بها قال سليمان: يا ايتها النملة اما علمت انى نبى الله وانى لا أظلم احدا ؟ قالت النملة: بلى قال سليمان: فلم تحذرينهم ظلمي وقلت: يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم ؟ قالت النملة: خشيت ان ينظروا إلى زينتك فيقيسوا بها فيبعدون عن الله عزوجل، ثم قالت النملة: أنت اكبر أم أبوك داود ؟ قال سليمان: بل أبى داود، قالت النملة: فلم يزيد في حروف اسمك حرف على حروف اسم أبيك داود ؟ قال سليمان: مالى بهذا علم، قالت النملة لان اباك داود داوى جرحه بود


(1) البخاتى جمع البخت: الابل الخراسانية. [ * ]

[ 83 ]

فسمى داود، وأنت يا سليمان أرجو أن تلحق بأبيك، ثم قالت النملة: هل تدرى لم سخرت لك الريح من بين ساير المملكة ؟ قال سليمان عليه السلام: مالى بهذا علم، قالت النملة: يعنى عزوجل بذلك لو سخرت لك جميع المملكة كما سخرت لك هذه الريح لكان زوالها من يديك كزوال الريح، فحينئذ تبسم ضاحكا من قولها. 45 – في مجمع البيان وروى ان نمل سليمان هذا كان كأمثال الذئاب والكلاب. 46 – في بصائر الدرجات محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن ابراهيم عن أبيه عن أبى الحسن الاول عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك أخبرني عن النبي صلى الله عليه واله ورث النبيين كلهم ؟ قال لى: نعم، قلت: من لدن آدم إلى ان انتهى إلى نفسه ؟ قال: ما بعث الله نبيا الا ومحمد أعلم منه قال: قلت: ان عيسى بن مريم كان يحيى الموتى باذن الله ؟ قال: صدقت قلت: وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير هل كان رسول الله صلى الله عليه واله يقدر على مثل هذه المنازل ؟ قال: فقال: ان سليمان قال للهدهد حين تفقده وشك في أمره قال: مالى لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين فغضب عليه فقال: لاعذبنه عذابا شديدا أو لاذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين وانما غضب عليه لانه كان يدله على الماء، فهذا وهو طير قد اعطى ما لم يعط سليمان، وقد كانت الريح والنمل والجن والانس والشياطين المردة له طائعين، ولم يكن يعرف ما تحت الهواء، وان في كتاب الله لآيات ما يراد بها امر الآن إلى أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه للماضين، جعله الله لنا في ام الكتاب، ان الله يقول في كتابه: (ما من غائبة في السماء والارض الا في كتاب مبين) ثم قال: (واورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فنحن الذين اصطفانا الله فورثنا هذا الذى فيه كل شئ. 47 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبى زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن ابراهيم عن ابيه عن أبى الحسن الاول عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك أخبرني عن النبي صلى الله عليه واله ورث النبيين كلهم ؟ قال: نعم قلت:


[ 84 ]

من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه ؟ قال: ما بعث الله نبيا الا ومحمد صلى الله عليه واله أعلم منه، قال: قلت: ان عيسى بن مريم كان يحيى الموتى باذن الله ؟ قال: صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير وكان رسول الله صلى الله عليه واله يقدر على هذه المنازل ؟ قال: فقال: ان سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره فقال: (مالى لا ارى الهدهد ام كان من الغائبين) حين فقد وغضب عليه فقال: (لاعذبنه عذابا شديدا أو لاذبحنه أو لياتينى بسلطان مبين) وانما غضب لانه كان يدله على الماء فهذا وهو طائر قد اعطى ما لم يعط سليمان، وقد كانت الريح والنمل والجن والانس والشياطين المردة له طائعين، ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء، وكان الطير يعرفه، وان الله يقول في كتابه: (ولو ان قرآنا سيرت به الجبال أو كلم به الموتى) وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذى فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان وتحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء وان في كتاب الله لايات ما يراد بها أمر الا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون جعله الله لنا في ام الكتاب، ان الله يقول: (وما من غائبة في السماء والارض الا في كتاب مبين) ثم قال: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فنحن الذين اصطفانا الله عزوجل وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شئ. 48 – في تفسير على بن ابراهيم قال الصادق عليه السلام قال آصف بن برخيا وزير سليمان لسليمان عليه السلام أخبرني عنك يا سليمان صرت تحب الهدهد وهو أخس الطير منبتا وأنتنه ريحا ؟ قال: انه يبصر الماء وراء الصفا الاصم، فقال: وكيف يبصر الماء من وراء الصفا وانما يوارى عنه الفخ بكف من تراب حتى يؤخذ بعنقه ؟ فقال سليمان: قف باوقاف انه إذا جاء القدر حال دون البصر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 49 – وفيه كان سليمان عليه السلام إذا قعد على كرسيه جائت جميع الطير التى سخرها الله عزوجل لسليمان عليه السلام فتظل الكرسي والبساط بجميع من عليه عن الشمس، فغاب عنه الهدهد من بين الطير فوقع الشمس من موضعه في حجر سليمان ؟ فرفع رأسه وقال: كما حكى الله عزوجل.


[ 85 ]

50 – في مجمع البيان وروى العياشي بالاسناد قال: قال أبو حنيفة لابي عبد الله عليه السلام: كيف تفقد سليمان الهدهد من بين الطير ؟ قال: لان الهدهد يرى الماء في بطن الارض كما يرى أحدكم الدهن في القارورة، فنظر أبو حنيفة إلى اصحابه و ضحك قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يضحكك ؟ قال: ظفرت بك جعلت فداك قال: وكيف ذلك ؟ قال: الذى يرى الماء في بطن الارض لا يرى الفخ في التراب حتى يؤخذ بعنقه ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: يا نعمان أما علمت انه إذا نزل القدر أغشى البصر. 51 – في عيون الاخبار باسناده إلى سليمان بن جعفر عن الرضا عليه السلام قال: حدثنى أبى عن جدى عن آبائه عن على بن أبى طالب عليهم السلام قال: في جناح كل هدهد خلقه الله عزوجل مكتوب بالسريانية آل محمد خير البرية. 52 – في كتاب الخصال عن داود بن كثير الرقى قال: بينما نحن قعود عند أبى عبد الله إذ مر رجل بيده خطاف مذبوح، فوثب إليه أبو عبد الله عليه السلام حتى أخذه من يده، ثم دحى به الارض ثم قال: أعالمكم امركم بهذا أم فقيهكم ؟ لقد أخبرني أبى عن جدى عليهما السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله نهى عن قتل ستة: النملة والنحلة والضفدع والصرد والهدهد والخطاف إلى أن قال عليه السلام: واما الهدهد فانه كان دليل سليمان عليه السلام إلى ملك بلقيس. 53 – في مجمع البيان وروى علقمة بن وعلت عن ابن عباس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه واله عن سبأ فقال: هو رجل ولد له عشرة من العرب، تيامن منهم ستة وتشام أربعة، فالذين تشاموا: اللخم والجذام وغسان وعاملة، والذين تيامنوا كندة و الاشعرون والازد ومذحج وحمير وانمار، ومن الانمار خثعم وبجيلة. 54 – في تفسير على بن ابراهيم ثم قال سليمان عليه السلام: سننظر اصدقت ام كنت من الكاذبين إلى قوله تعالى: ماذا يرجعون فقال الهدهد انها في حصن منيع في عرش عظيم أي سرير، قال سليمان عليه السلام: ألق كتابي على قبتها فجاء الهدهد فألقى الكتاب في حجرها فارتاعت من ذلك وجمعت جنودها، وقالت الهم كما حكى الله عزوجل:


[ 86 ]

يا ايها الملاء انى القى إلى كتاب كريم أي مختوم. 55 – في جوامع الجامع (كتاب كريم) وصفته بالكرم لانه من عند ملك كريم أو مختوم لقوله عليه السلام كرم الكتاب ختمه. 56 – في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عن آبائه عن على عليهم السلام انه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: ان الله تبارك وتعالى قال لى: يا محمد (ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم) فافرد على الامتنان بفاتحة الكتاب و جعلها بازاء القرآن العظيم، وان فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش، وان الله عزوجل خص محمدا وشرفه بها ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان عليه السلام فانه أعطاه منها (بسم الله الرحمن الرحيم) يحكى عن بلقيس حين قالت: انى القى إلى كتاب كريم انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 57 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى بصير عن أبى – عبد الله عليه السلام انه قال عن القائم عليه السلام: ما يخرج الا في اولى قوة، وما يكون اولوا قوة الا عشرة آلاف. 58 – في تفسير على بن ابراهيم فقالت لهم: ان الملوك إذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا أعزة اهلها أذلة فقال الله عزوجل: وكذلك يفعلون. 59 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: والناظرة في بعض اللغة هي المنتظرة ألم تسمع إلى قوله: فناظرة بم يرجع المرسلون. 60 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الهدية على ثلاثة أوجه: هدية مكافاة، وهدية مصانعة، وهدية لله عزوجل. 61 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بما سبق قريبا من قوله: (وكذلك يفعلون) ثم قالت: ان كان نبيا من عند الله كما يدعى فلا طاقة لنا به فان الله عزوجل لا يغلب، و


[ 87 ]

لكن سأبعث إليه بهدية فان كان ملكا يميل إلى الدنيا قبلها وعلمت انه لا يقدر علينا، فبعث حقة فيها جوهرة عظيمة وقالت للرسول: قل له يثقب هذه الجوهرة بلا حديد ولا نار، فأتاه الرسول بذلك فأمر سليمان عليه السلام ببعض جنوده من الديدان فاخذ خيطا في فمه ثم ثقبها وأخذ الخيط من الجانب الاخر، قال سليمان عليه السلام لرسولها: ما آتانى الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها أي طاقة لهم بها ولنخرجنهم منها اذلة وهو صاغرون فرجع إليها الرسول فاخبروها بذلك، وتفوه سليمان فعلمت انه لا محيص لها فخرجت وارتحلت نحو سليمان. 62 – في جوامع الجامع يروى انها امرت عند خروجها إلى سليمان فجعل عرشها في آخر سبعة أبواب، ووكلت به حرسا يحفظونه، فأراد سليمان أن يريها بعض ما يخصه الله به من المعجزات الشاهدة لنبوته. 63 – وعن الباقر عليه السلام قال عفريت من عفاريت الجن وروى ان آصف بن برخيا قال لسليمان عليه السلام: مد عينيك حتى ينتهى طرفك، فمد عينيه فنظر نحو اليمن، ودعا آصف فغار العرش في مكانه بمأرب ثم نبع عند مجلس سليمان بالشام بقدرة الله قبل أن يرد طرفه. 64 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما سبق عنه قريبا أعنى قوله: و ارتحلت نحو سليمان فلماعلم سليمان باقبالها نحوه قال للجن والشياطين: أيكم ياتيني بعرشها قبل ان ياتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل ان تقوم من مقامك وانى عليه لقوى امين قال سليمان: اريد أسرع من ذلك، فقال آصف بن برخيا: انا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك فدعا الله عزوجل باسمه الاعظم فخرج السرير من تحت كرسى سليمان. 65 – حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن ابن اذينة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الذى عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين عليه السلام، وسئل عن الذى عنده علم من الكتاب أعلم أم


[ 88 ]

الذى عنده علم الكتاب ؟ فقال: ما كان علم الذى عنده علم من الكتاب عند الذى عنده علم الكتاب الا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر وقال امير المؤمنين صلوات الله عليه: الا ان العلم الذى هبط به آدم من السماء إلى الارض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين. 66 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال أبو سعيد الخدرى: سألت رسول الله صلى الله عليه واله عن قول الله جل ثناؤه: (قال الذى علم من الكتاب) قال: ذاك وصى أخى سليمان بن داود. 67 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن محمد بن الفضيل قال: أخبرني ضريس الكناسى عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان اسم الله الاعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، وانما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالارض ما بينه وبين سرير بلقيس، ثم تناول السرير بيده، ثم عادت الارض كما كانت أسرع من طرفة عين، وعندنا نحن من الاسم اثنان وسبعون حرفا، وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب عنده، ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم. 68 – محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن محمد بن الفضيل عن ضريس الوابشى عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال قلت له: جعلت فداك قول العالم: (انا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك) فقال: يا جابر ان الله جعل اسمه الاعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، فكان عند العالم منها حرف فاخسفت الارض ما بينه وبين السرير التفت القطعتان وحول من هذه على هذه، وعندنا اسم الله الاعظم اثنان وسبعون حرفا وحرف في علم الغيب عنده المكنون 69 – أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن محمد بن الفضيل عن سعدان عن عمر الحلال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان اسم الله الاعظم على ثلاثة وسبعين حرفا وانما كان عند آصف منها حرف فتكلم به فخسف بالارض بينه وما بين سرير بلقيس، ثم تناول السرير بيده ثم عادت الارض كما كانت أسرع من طرفة عين، وعندنا نحن من الاسم


[ 89 ]

اثنان وسبعون حرفا وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب عنده. 70 – في عيون الاخبار باسناده إلى عمر بن واقد قال: ان هارون الرشيد لما ضاق صدره مما كان يظهر له من فضل موسى بن جعفر عليه السلام وما كان يبلغه عنه من قول الشيعة بامامته واختلافهم في السير إليه بالليل والنهار، خشيه على نفسه وملكه، ففكر في قتله بالسم إلى أن قال: ثم ان سيدنا موسى عليه السلام دعا بالمسيب وذلك قبل وفاته بثلاثة ايام وكان موكلا به، فقال له: يا مسيب ! قال: لبيك يا مولاى، قال: انى ظاعن في هذه الليلة إلى المدينة مدينة جدى رسول الله صلى الله عليه واله لاعهد إلى ابني على ما عهده الي أبي وأجعله وصيى وخليفتي وآمره أمرى، قال المسيب: فقلت: يا مولاى كيف تأمرني ان أفتح لك الابواب وأقفالها والحرس معى على الابواب ؟ فقال: يا مسيب ضعف يقينك بالله عزوجل وفينا ؟ قلت: لا يا سيدى قال: فمه ؟ قلت: يا سيدى ادع ان يثبتني فقال: اللهم ثبته، ثم قال: انى أدعو الله عزوجل باسمه العظيم الذى دعا به آصف حتى جاء بسرير بلقيس ووضعه بين يدى سليمان عليه السلام قبل ارتداد طرفه إليه حتى يجمع بينى وبين ابني علي بالمدينة، قال المسيب: فسمعته عليه السلام يدعو ففقدته عن مصلاه فلم أزل قائما على قدمى حتى رأيته قد عاد إلى مكانه وأعاد الحديد إلى رجله فخررت لله ساجدا لوجهي شكرا على ما أنعم به على من معرفته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 71 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبى زاهر عن الخشاب عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: (قال الذى عنده علم من الكتاب انا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك) قال: ففرج أبو عبد الله عليه السلام بين أصابعه فوضعها في صدره ثم قال: وعندنا والله علم الكتاب كله. 72 – محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن محمد بن الفضيل قال: أخبرني شريس الوابشى عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان اسم الله الاعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، وانما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف


[ 90 ]

بالارض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده، ثم عادت الارض كما كانت أسرع من طرفة عين، وعندنا نحن من الاسم الاعظم اثنان وسبعون حرفا وحرف عند الله تبارك وتعالى استأثر به في علم الغيب عنده، ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم. 73 – الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن على بن محمد النوفلي عن أبى الحسن صاحب العسكر عليه السلام قال: سمعته يقول: اسم الله الاعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، كان عند آصف حرف فتكلم به فانخرقت له الارض فيما بينه وبين سبأ، فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان، ثم انبسطت الارض في أقل من طرفة عين وعندنا منه اثنان وسبعون حرفا، وحرف عند الله مستأثر به في علم الغيب. 74 – أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: يا سدير ألم تقرأ القرآن ؟ قلت: بلى قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عزوجل (قال الذى علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك) قال: قلت: جعلت فداك قد قرأته قال: فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب ؟ قال: قلت: أخبرني به، قال: قدر قطرة من الماء في البحر الاخضر، فما يكون ذلك من علم، قال: قلت: جعلت فداك ما أقل هذا !. 75 – على بن ابراهيم وأحمد بن مهران جميعا عن محمد بن على عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر قال: كنت عند أبى ابراهيم عليه السلام وأتاه رجل من أهل نجران اليمن من الرهبان ومعه راهبة فاستأذن لهما الفضل بن سوار، فقال له: إذا كان غدا فائت بهما عند بئر ام خير قال: فوافينا من الغد فوجدنا القوم قد وافوا، فامر بخصفة بوارى (1) ثم جلس وجلسوا فبدأت الراهبة بالمسائل فسألت عن مسائل كثيرة كل ذلك يجيبها وسألها أبو ابراهيم عليه السلام عن أشياء لم يكن عندها فيه شئ، ثم اسلمت ثم اقبل الراهب يسأله فكان يجيبه في كل ما يسأله، فقال الراهب: قد كنت قويا على دينى وما خلفت


(1) الخصف: البوارى والجلة تعمل من خوص النخل. [ * ]

[ 91 ]

أحدا من النصارى في الارض يبلغ مبلغي في العلم، ولقد سمعت برجل في الهند إذا شاء حج بيت المقدس في يوم وليلة ثم يرجع إلى منزله بارض الهند، فسألت عنه بأى ارض هو ؟ فقيل لى: أنه بسيدان (1) وسألت الذى أخبرني فقال: هو علم الاسم الذى ظفر به آصف صاحب سليمان لما اتى بعرش سبأ وهو الذى ذكره الله لكم في كتابكم، ولنا معشر الاديان في كتبنا. فقال له أبو ابراهيم عليه السلام: فكم لله من اسم لا يرد ؟ (2) فقال الراهب الاسماء كثيرة فاما المختوم منها الذى لا يرد سائله فسبعة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 76 – في مجمع البيان (قبل ان يرتد اليك طرفك) ذكر في ذلك وجوه إلى قوله: الخامس ان الارض طويت له وهو المروى عن أبى عبد الله عليه السلام. 77 – وروى العياشي في تفسيره بالاسناد قال التقى موسى بن محمد بن على بن موسى ويحيى بن أكثم فسأله قال: فدخلت على أخى على بن محمد عليهما السلام إذ دار بينى و بينه من المواعظ حتى انتهيت إلى طاعته، فقلت له: جعلت فداك ان ابن اكثم سألني عن مسائل أفتيه فيها، فضحك ثم قال: هل أفتيته فيها ؟ قلت: لا قال: ولم ؟ قلت: لم أعرفها، قال هو ماهى ؟ قلت قال أخبرني عن سليمان أكان محتاجا إلى علم آصف بن برخيا ؟ ثم ذكرت المسائل قال: اكتب يا أخى بسم الله الرحمن الرحيم سألت عن قول الله تعالى في كتابه: (قال الذى عنده علم من الكتاب) فهو آصف بن برخيا ولم يعجز سليمان عن معونة ما عرف آصف، لكنه صلوات الله عليه أحب أن يعرف من الجن والانس انه الحجة من بعده، وذلك من علم سليمان أودعه آصف بأمر الله ففهمه الله ذلك لئلا يختلف في امامته ودلالته كما فهم سليمان في حيوة داود، ولتعرف امامته ونبوته من بعده لتأكيد الحجة على الخلق. 78 – في الخرائج والجرائح روى ان خارجيا اختصم مع آخر إلى على عليه السلام فحكم بينهما بحكم الله ورسوله، فقال الخارجي: لا عدلت في القضية ! فقال عليه السلام: اخسأ يا


(1) كذا في النسخ، وفى المصدر (بسبذان) وفى الوافى (بسندان) (2) أي لا يرد سائله كما قاله المحدث الكاشانى (ره). [ * ]

[ 92 ]

عدو الله فاستحال كلبا وطارت ثيابه في الهواء، فجعل يبصبص وقد دمعت عيناه، فرق له عليه السلام فدعا الله فأعاده إلى حال الانسانية وتراجعت إليه ثيابه من الهواء، فقال: آصف وصى سليمان قص الله عنه بقوله: (قال الذى عنده علم من الكتاب انا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك) أيهما أكبر على الله نبيكم أم سليمان ؟ فقيل: ما حاجتك إلى قتال معوية إلى الانصار ؟ قال: انما أدعو على هؤلاء بثبوت الحجة وكمال المحنة ولو أذن لى في الدعاء لما تأخر. 79 – وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه واله علم النبيين بأسره وعلمه الله ما لم يعلمهم، وأسر ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام فيكون على أعلم أو بعض الانبياء ؟ وتلا (قال الذى عنده علم من الكتاب) ثم فرق بين اصابعه ووضعها على صدره وقال: وعندنا والله علم الكتاب. 80 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الوجه الثالث من الكفر كفر النعم وذلك قوله تعالى يحكى قول سليمان: هذا من فضل ربى ليبلوني أ أشكر ام اكفر ومن شكر فانما شكر لنفسه ومن كفر فان ربى غنى كريم والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 81 – في تفسير على بن ابراهيم وقول سليمان عليه السلام (ليبلوني أأشكر) لما آتانى من الملك (ام أكفر) إذا رأيت من هو دون منى أفضل منى علما، فعزم الله له على الشكر. 82 – في مهج الدعوات في دعاء العلوى المصرى: الهى واسئلك باسمك الذى دعاك به آصف بن برخيا على عرش ملكة سبأ فكان أقل من لحظ الطرف حتى كان مصورا بين يديه فلما رأته قيل أهكذا عرشك قلت كانه هو. 83 – في تفسير على بن ابراهيم وكان سليمان عليه السلام قد أمر أن يتخذ لها بيتا من قوارير ووضعه على الماء ثم قيل لها ادخلي الصرح وظنت انه ماء فرفعت ثوبها وأبدت ساقيها فإذا عليها شعر كثير، فقيل لها انه صرح ممرد من قوارير قالت رب انى ظلمت


[ 93 ]

نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين فتزوجها سليمان وهى بلقيس بنت الشرح الحميرية، وقال سليمان عليه السلام للشياطين: اتخذوا لها شيئا يذهب هذا الشعر عنها فعملوا لها الحمامات وطبخوا النورة، فالحمامات والنورة مما اتخذته الشياطين لبلقيس، وكذا الارحية التى تدور على الماء. 84 – في الكافي عدة من اصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن على بن محمد القاسانى عمن ذكره عن عبد الله بن القاسم عن أبى عبد الله عن أبيه عبد الله عن جده عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو إلى أن قال عليه السلام: وخرجت ملكة سبأ فأسلمت مع سليمان عليه السلام. 85 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ولقد ارسلنا إلى ثمود اخاهم صالحا فإذا هم فريقان يختصمون يقول مصدق و مكذب قال الكافرون منهم: أتشهدون ان صالحا مرسل من ربه قال المؤمنون: انا بالذى ارسل به مؤمنون قال الكافرون منهم انا بالذى آمنتم به كافرون واما قوله عزوجل: لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة فانهم سألوه قبل ان تأتيهم الناقة أن يأتيهم بعذاب اليم، فأرادوا بذلك امتحانه فقال: يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة يقول: بالعذاب قبل الرحمة، واما قوله عزوجل: اطيرنا بك وبمن معك فانهم اصابهم جوع شديد قالوا هذا من شؤمك وشؤم من معك أصابنا هذا القحط وهى الطيرة قال انما طائركم عند الله يقول: خيركم وشركم من عند الله بل انتم قوم تفتنون يقول: تبتلون بالاختبار. 86 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قام رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام في الجامع بالكوفة فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الاربعاء والتطير منه وثقله وأى أربعاء هو ؟ فقال عليه السلام: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق وفيه قتل قابيل هابيل أخاه، ويوم الاربعاء القى ابراهيم عليه السلام في النار. ويوم الاربعاء قال الله: انا دمرناهم وقومهم أجمعين والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. وفى عيون الاخبار مثله.


[ 94 ]

87 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا قال: لا تكون الخلافة في آل فلان ولا آل فلان ولا آل فلان ولا آل طلحة ولا الزبير. 88 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن عمرو ابن عثمان عن رجل عن أبى الحسن عليه السلام قال: حق على الله عزوجل ان لا يعصى في دار الا أضحاها للشمس حتى تطهرها. 89 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله تعالى: قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آالله خير قال: هم آل محمد صلوات الله عليهم. 90 – في جوامع الجامع وعنهم عليم السلام ان الذين اصطفى محمد وآله عليه وعليهم السلام. 91 – في تهذيب الاحكام في الموثق عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الرجل إذا قرأ (آ الله خير ام ما يشركون) ان يقول: الله خيرا [ الله خيرا ] ألله اكبر قلت: فان لم يقل الرجل شيئا من هذا إذا قرأ ؟ قال: ليس عليه شئ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 92 – في جوامع الجامع الصادق عليه السلام يقول إذا قرأها: الله خير ثلاث مرات. 93 – في تفسير على بن ابراهيم بل هم قوم يعدلون قال: عن الحق وقوله عزوجل ام من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض فانه حدثنى أبى عن الحسن بن على بن فضال عن صالح بن عقبة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: نزلت في القائم من آل محمد عليهم السلام، هو والله المضطر إذا صلى في المقام ركعتين ودعا إلى الله عزوجل، فأجابه ويكشف السوء ويجعله خليفة في الارض. 94 – حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن منصور بن يونس عن ابى خالد الكابلي قال: قال أبو جعفر عليه السلام والله لكأنى انظر إلى القائم عليه السلام وقد أسند ظهره إلى الحجر ثم ينشد الله حقه إلى ان قال عليه السلام: هو والله المضطر في كتاب الله في قوله: (ام من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض) فيكون اول من يبايعه جبرئيل


[ 95 ]

عليه السلام ثم الثلاثمأة والثلاثة عشر رجلا، فمن كان ابتلى بالمسير وافى ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه، وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام: هم المفقودون عن فرشهم، وذلك قول الله: (فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا) قال: الخيرات الولاية. 95 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى عمران بن الحصين قال: كنت انا وعمر بن الخطاب جالسين عند النبي صلى الله عليه واله وعلي جالس إلى جنبه إذ قرء رسول الله: (ام من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض أإله مع الله قليلا ما تذكرون) قال: فانتفض على عليه السلام انتفاض العصفور فقال له النبي صلى الله عليه واله: ما شأنك تجزع ؟ فقال: ومالى لا أجزع والله يقول انه يجعلنا خلفاء الارض ؟ فقال له النبي صلى الله عليه واله: لا تجزع والله لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق. قال عز من قائل: قل لا يعلم من في السموات والارض الغيب الا الله 96 – في نهج البلاغة كلام يؤمى به عليه السلام إلى وصف الاتراك: كأنى أراهم قوما كأن وجوههم المجان المطرقة (1) يلبسون السرق والديباج ويعتقبون الخيل العتاق (2) ويكون هناك استحرار قتل حتى يمشى المجروح على المقتول ويكون المفلت أقل من المأسور (3) فقال له بعض اصحابه: لقد اعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب ؟


(1) المجان – بالفتح – جمع مجن بكسر الميم وهو الفرس. والمطرقة بفتح الراء والتخفيف – التى تطبق وتخصف كطبقات النعل وريش طباق: إذا كان بعضه فوق بعض. (2) السرق: شقق الحرير. واحدتها سرقة. قال أبو عبيدة في المحكى عنه. هي البيض منها وهو فارسي معرب اصله سره أي جيد كالاستبرق الغليظ من الديباج، ويعتقبون الخيل أي يجنبنونها لينتقلوا من غيرها إليها (3) استحرار القتل: شدته. والفلت: الهارب قال الشارح المعتزلي: واعلم ان هذا الغيب الذى اخبر (ع) عنه قد رأيناه نحن عيانا ووقع في زماننا وكان الناس ينتظرونه من اول الاسلام حتى ساقه القضا والقدر إلى عصرنا وهم التتار الذين خرجوا من اقاصي المشرق [ * ] =

[ 96 ]

فضحك ؟ وقال للرجل وكان كلبيا: يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب، وانما هو تعلم من ذى علم، وانما علم الغيب علم الساعة وما عدده الله سبحانه بقوله: (ان الله عنده علم الساعة) الاية فيعلم سبحانه ما في الارحام من ذكر أو أنثى، وقبيح أو جميل، وسخى أو بخيل، وشقي أو سعيد. ومن يكون للنار حطبا، وفى الجنان للنبيين مرافقا، فهذا علم الغيب الذى لا يعلمه الا الله، وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه صلى الله عليه واله فعلمنيه، ودعا لى أن يعيه صدري وتضطم عليه جوارحي. 97 – في تفسير على بن ابراهيم: بل ادارك علمهم في الاخرة يقول: علموا ما كانوا جهلوا في الدنيا. 98 – في كتاب الخصال: وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله تعالى: أو لم يسيروا في الارض قال معناه اولم ينظروا في القرآن ؟. 99 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبى زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن ابراهيم عن أبيه عن أبى الحسن عليه السلام انه قال: وقد أورثنا نحن هذا القرآن الذى فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان و يحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء، وان في الكتاب لآيات ما يراد بها امرا لا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون، جعله الله لنا في ام الكتاب، ان الله يقول: وما من غائبة في السماء والارض الا في كتاب مبين ثم قال: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فنحن الذين اصطفانا الله عزوجل، وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شئ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 100 – في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى على بن مهزيار حديث طويل يذكر فيه دخوله على صاحب الامر عليه السلام وسؤاله اياه، وفيه فقلت: يا سيدى


= حتى وردت خيلهم العراق والشام وفعلوا بملوك الخطا وقفجاق وببلاد ما وراء النهر وبخراسان و ما والاها من بلاد العجم ما لم تحتو التواريخ منذ خلق الله تعالى آدم إلى عصرنا هذا على مثله ثم ذكر طرفا من اخبارهم وابتداء ظهورهم فراجع ان شئت شرح ابن ابى الحديد ج 2: 363 ط مصر [ * ]

[ 97 ]

متى يكون هذا الامر ؟ فقال: إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة واجتمع الشمس و القمر واستدان بهما الكواكب والنجوم، فقلت: متى يا ابن رسول الله ؟ فقال لى: في سنة كذا وكذا تخرج دابة الارض من بين الصفا والمروة، ومعه عصا موسى وخاتم سليمان يسوق الناس إلى المحشر. 101 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى النزال بن سيارة عن أمير المؤمنين حديث طويل قال فيه عليه السلام بعد أن ذكر الدجال ومن يقتله واين يقتل: ألا ان بعد ذلك الطامة الكبرى، قلنا: وما ذلك يا امير المؤمنين قال: عليه السلام خروج دابة الارض من عند الصفا معها خاتم سليمان وعصى موسى عليهما السلام، تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه: هذا مؤمن حقا، وتضعه على وجه كل كافر فيكتب هذا كافر حقا، حتى ان المؤمن لينادي: الويل لك حقا يا كافر، وان الكافر ينادى: طوبى لك يا مؤمن، وددت انى كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما، ترفع الدابة رأسها من بين الخافقين بأذن الله جل جلاله وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك ترفع التوبة فلا تقبل توبة ولا عمل يرفع (ولا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا) ثم قال عليه السلام: لا تسألونى عما يكون بعد هذا فانه عهد إلى حبيبي رسول الله صلى الله عليه واله الا أخبر به غير عترتي. 102 – في كتاب علل الشرايع باسناد إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال امير المومنين عليه السلام: انا قسيم الله بين الجنة والنار وانا الفاروق الاكبر، وانا صاحب العصا والميسم. 103 – في اصول الكافي محمد بن يحيى وأحمد بن محمد جميعا عن محمد بن الحسن عن على بن حسان قال: حدثنى أبو عبد الله الرياحي عن أبى الصامت الحلواني عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ولقد أعطيت الست علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب، وانى لصاحب الكرات ودولة الدول، وانى لصاحب العصا والميسم والدابة التى تكلم الناس.


[ 98 ]

104 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: وإذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة) إلى قوله: (بآياتنا لا يوقنون) فانه حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: انتهى رسول الله صلى الله عليه واله إلى امير المؤمنين عليه السلام وهو قائم في المسجد قد جمع رملا ووضع رأسه عليه فحركه برجله ثم قال: قم يا دابة الارض فقال رجل من اصحابه: يا رسول الله أيسمى بعضنا بعضا بهذا الاسم ؟ فقال: لا والله ما هو الا له خاصة، وهو الدابة الذى ذكره الله في كتابه فقال عزوجل: (وإذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) ثم قال: يا على إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعدائك، فقال رجل لابي عبد الله عليه السلام: ان العامة يقولون: ان هذه الاية انما تكلمهم ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: كلمهم الله في نار جهنم انما هو تكلمهم من الكلام. 105 – وفيه قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رجل لعمار بن ياسر: يا أبا اليقظان ان آية في كتاب الله أفسدت قلبى وشككتني ؟ قال: وأية آية هي ؟ قال: قوله عزوجل: (وإذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) فأية دابة هذه ؟ قال عمار: والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتى أريكها، فجاء عمار مع الرجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو يأكل تمرا وزبدا، فقال عليه السلام: يا أبا اليقظان هلم، فأقبل عمار وجلس يأكل معه، فتعجب الرجل منه فلما قام قال الرجل: سبحان الله انك حلفت ان لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس حتى ترينى الدابة ! قال: أريتكها ان كنت تعقل. 106 – في مجمع البيان بعد أن نقل هذا الحديث الاخير وروى العياشي هذه القصة بعينها عن أبى ذر ايضا، وروى محمد بن كعب القرظى قال سئل على عليه السلام عن عن الدابة ؟ فقال: أما والله مالها ذنب وان لها اللحية. 107 – وعن حذيفة عن النبي صلى الله عليه واله قال: دابة الارض طولها ستون ذراعا ولا يدركها طالب ولا يفوتها هارب، فتسم المؤمن بين عينيه ويكتب بين عينيه مؤمن، وتسم الكافر


[ 99 ]

بين عينيه وتكتب بين عينيه كافر، ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتجلو وجه المؤمن بالعصا، وتحطم أنف الكافر بالخاتم حتى يقال: يا مؤمن ويا كافر. 108 – وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه يكون للدابة ثلاثة خرجات من الدهر، فتخرج خروجا بأقصى المدينة فيفشو ذكرها في البادية، ولا يدخل ذكرها القرية يعنى مكة ثم تمكث زمانا طويلا ثم تخرج خرجة اخرى قريبا من مكة فيفشو ذكرها في البادية، ولا يدخل ذكرها القرية يعنى مكة، ثم سار النار في أعظم المساجد على الله عزوجل حرمة وأكرمها على الله المسجد الحرام، لم ترعهم الا وهى في ناحية المسجد وتدنو كذا ما بين الركن الاسود إلى باب بنى مخزوم عن يمين الخارج في وسط من ذلك، فيرفض الناس عنها ويثبت لها عصابة عرفوا انهم لن يعجزوا الله فخرجت عليهم ينفض رأسها عن التراب، فمرت بهم فحلت عن وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية ثم ولت في الارض لا يدركها طالب ولا يعجزها هارب حتى ان الرجل ليقوم فيتعوذ منها في الصلوة فتأتيه عن خلفه فيقول: يا فلان الان تصلى فيقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه فيتجاور الناس في ديارهم ويصطحبون في أسفارهم، ويشتركون في الاموال يعرف الكافر من المؤمن فيقال للمؤمن يا مؤمن وللكافر: يا كافر. 109 – في جوامع الجامع وروى: فتضرب المؤمن فيما بين عينيه بعصا موسى، فتنكت نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة في وجهه حتى يضئ لها وجهه، وتكتب بين أيديه: مؤمن، وتنكت الكافر بالخاتم فتفشو تلك النكتة حتى يسود لها وجهه وتكتب بين عينيه كافر. 110 – وعن الباقر عليه السلام كلم الله من قرأ يكلمهم ولكن تكلمهم بالتشديد. 111 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله سابقا انما هو يكلمهم من الكلام والدليل على ان هذا في الرجعة قوله: ويوم نحشر من كل امة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون حتى إذا جاؤا قال اكذبتم بآياتى ولم تحيطوا بها علما اما ذا كنتم تعملون قال: الايات أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام، فقال الرجل لابي


[ 100 ]

عبد الله عليه السلام: ان العامة تزعم ان قوله عزوجل: (يوم نحشر من كل امة فوجا) عنى في يوم القيامة فقال أبو عبد الله عليه السلام: فيحشر الله عزوجل يوم القيامة من كل امة فوجا و يدع الباقين ؟ لا ولكنه في الرجعة واما آية القيامة فهو: (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) 112 – حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن حماد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما يقول الناس في هذه الاية: (يوم نحشر من كل امة فوجا) ؟ قلت: يقولون انها في القيامة قال: ليس كما يقولون انها في الرجعة، أيحشر الله في القيامة من كل فوجا ويدع الباقين ؟ انما آية القيامة: (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) 113 – حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن المفضل عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: (ويوم نحشر من كل امة فوجا) قال: ليس أحد من المؤمنين قتل الا و يرجع حتى يموت، ولا يرجع الا من محض الايمان محضا ومن محض الكفر محضا. 114 – في مجمع البيان واستدل بهذه الاية على صحة الرجعة من ذهب إلى ذلك من الامامية، بان قال: ان دخول من في الكلام يوجب التبعيض فدل ذلك على أن اليوم المشار إليه في الاية يحشر فيه قوم دون قوم، وليس ذلك من صفة يوم القيامة الذى يقول فيه سبحانه: (وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا) وقد تظاهرت الاخبار عن ائمة الهدى من آل محمد عليهم السلام في ان الله تعالى سيعيد عند قيام المهدى قوما ممن تقدم موتهم من اوليائه وشيعته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته، ويبتهجون بظهور دولته، ويعيد ايضا قوما من أعدائه لينتقم فيهم وينالوا بعض ما يستحقونه من العقاب في القتل على أيدى شيعته أو الذل والخزى بما يشاهدون من علو كلمته، ولا يشك عاقل ان هذا مقدور لله تعالى غير مستحيل في نفسه، وقد فعل الله في الامم الخالية، ونطق القرآن بذلك في عدة مواضع مثل قصة عزير وغيره على ما فسرناه في موضعه، وصح عن النبي صلى الله عليه واله قوله: سيكون في امتى كل ما كان في بنى اسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتموه، على ان جماعة من الامامية تأولوا ما ورد من


[ 101 ]

الاخبار في الرجعة على رجوع الدولة والامر والنهى دون رجوع الاشخاص واحياء الاموات، وأولوا الاخبار في ذلك لما ظنوا ان الرجعة تنافى التكليف، وليس كذلك لانه ليس فيها ما يلجئ إلى فعل الواجب والامتناع من القبيح، والتكليف يصح معها كما يصح مع ظهور المعجزات الباهرة والايات القاهرة كفلق البحر وقلب العصا ثعبانا وما أشبه ذلك، ولان الرجعة لم تثبت بظواهر الاخبار المنقولة فيتطرق التأويل عليها وانما المعول في ذلك على اجماع الشيعة الامامية وان كانت الاخبار تعضده وتؤيده. 115 – في جوامع الجامع وقد استدل بعض الامامية بهذه الاية على صحة الرجعة وقال: ان المذكور فيها يوم يحشر فيه من كل جماعة فوج وصفة يوم القيامة انه يحشر فيه الخلايق بأسرهم كما قال سبحانه: (وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) وورد عن آل محمد صلوات الله عليهم ان الله تعالى يحيى عند قيام المهدى قوما من أعدائهم قد بلغوا الغاية في ظلمهم واعتدائهم، وقوما من مخلصي أوليائهم قد ابتلوا بمعاناة كل عناء ومحنة في ولايتهم لينتقم هؤلاء من اولئك ويتشفوا مما تجرعوه من الغموم بذلك، وينال كلا من الفريقين بعض ما استحقه من الثواب والعقاب. 116 – وروى عنه عليه السلام: سيكون في امتى كل ما كان في بنى اسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، وعلى هذا فيكون المراد بالايات الائمة الهادية عليهم السلام. 117 – في ارشاد المفيد رحمه الله وروى عن عبد الكريم الخثعمي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: كم يملك القائم عليه السلام ؟ قال: سبع سنين يطول الله له الايام والليالي يكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم، فيكون سنى ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه، وإذا آن قيامه مطر الناس جمادى الاخرة وعشرة أيام من رجب مطرا لم ير الخلائق مثله، فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم، وكأني انظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم عن التراب. 118 – في مجمع البيان ويوم ينفخ في الصور واختلف في معنى الصور إلى


[ 102 ]

قوله: وقيل هو قرن ينفخ فيه شبه البوق، وقد ورد ذلك في الحديث: الا من شاء الله من الملائكة الذين يثبت الله قلوبهم إلى قوله: وقيل: يعنى الشهداء فانهم لا يفزعون ذلك اليوم وروى ذلك في خبر مرفوع. 119 – في مصباح شيخ الطائفة رحمه الله في دعاء ام داود المنقول عن أبى الحسن الرضا عليه السلام: اللهم صل على اسرافيل حامل عرشك وصاحب الصور المنتظر لامرك. 120 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب صنع الله الذى اتقن كل شئ قال: فعل الله الذى أحكم كل شئ وقوله عزوجل: من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار قال: الحسنة والله ولاية امير المؤمنين صلوات الله عليه والسيئة والله عداوته. 121 – حدثنى أبى عن محمد بن أبى عمير عن منصور بن يونس عن عمر بن شيبة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول ابتداء منه: ان الله إذا بدا له أن يبين خلقه و يجمعهم لما لابد منه أمر مناديا ينادى، فاجتمع الجن والانس في أسرع من طرفة عين إلى أن قال عليه السلام: رسول الله وعلي وشيعته على كثبان من المسك الاذفر، على منابر من نور يحزن الناس ولا يحزنون، وتفزع الناس ولا يفزعون، ثم تلا هذه الاية: (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون) فالحسنة والله ولاية على عليه السلام. 122 – حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبى العباس المكبر قال: دخل مولى لامرأة على بن الحسين عليهما السلام على أبى جعفر عليه السلام فقال له أبو أيمن: يا أبا جعفر تغرون الناس وتقولون: شفاعة محمد شفاعة محمد ؟ فغضب أبو جعفر عليه السلام حتى تربد وجهه (1) ثم قال: ويحك يا ابا ايمن أغرك ان عف بطنك وفرجك ؟ أما لو قد رأيت افزاع القيامة لقد احتجت إلى شفاعة محمد صلى الله عليه واله، ويلك


(1) تربد لونه: تغير [ * ]

[ 103 ]

فهل يشفع الا لمن وجبت له النار ؟ والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 123 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله قال وقد نقل عن الفراء قوله: (من جاء بالحسنة) لا إله الا الله والسيئة الشرك، اقول: هذا تأويل غريب غير مطابق للمعقول والمنقول لان لفظ لا اله الا الله يقع من الصادق والمنافق، ولان اليهود تقول: لا اله الا الله وكل فرق الاسلام تقول ذلك وواحدة منها ناجية واثنان وسبعون في النار، وهذه الاية وردت مورد الامان لمن جاء بالحسنة، فكيف تناولها على ما لا يقتضيه ظاهرها ؟ أقول: وقد رأيت النقل متظاهرا ان الحسنة معرفة الله ورسوله ومعرفة الذين يقومون مقامه صلوات الله عليه وعليهم انتهى ما أردناه. 124 – في كتاب الخصال عن يونس بن ظبيان قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: ان الناس يعبدون الله تعالى على ثلاثة أوجه فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع وآخرون يعبدونه فرقا من النار فتلك عبادة العبد وهى الرهبة، ولكني أعبده حبا له فتلك عبادة الكرام وهو الامن، لقوله تعالى: (وهم من فزع يومئذ آمنون) ولقوله تعالى: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) فمن أحب الله أحبه الله، ومن أحبه الله كان من المؤمنين. 125 – عن حمزة بن يعلى يرفعه باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من مقت نفسه دون مقت الناس آمنه الله من فزع يوم القيامة. 126 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن أبى أيوب الخزاز قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لما نزلت هذه الاية على النبي صلى الله عليه واله (من جاء بالحسنة فله خير منها) قال رسول الله: اللهم زدنى فانزل الله عزوجل: (من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة) فعلم رسول الله صلى الله عليه واله ان الكثير من الله لا يحصى وليس له منتهى. 127 – في اصول الكافي الحسن بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن


[ 104 ]

اورمة ومحمد بن عبد الله عن على بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين عليه السلام فقال يابا عبد الله ألا أخبرك بقول الله عزوجل: (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون * ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون الا ما كنتم تعملون) قال: بلى يا أمير المؤمنين جعلت فداك، فقال: الحسنة معرفة الولاية وحبنا أهل البيت، والسيئة انكار الولاية وبغضنا أهل البيت ثم قرأ عليه السلام الاية. 128 – على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من وقر ذا شيبة في الاسلام آمنه الله من فزع يوم القيامة. 129 – في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) قال: من تولى الاوصياء من آل محمد صلى الله عليه واله واتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من النبيين والمؤمنين الاولين حتى يصل ولايتهم إلى آدم عليه السلام، وهو قول الله: (من جاء بالحسنة فله خير منها) تدخله الجنة والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 130 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى عمار بن موسى الساباطى قال قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يقبل الله من العباد الاعمال الصالحة التى يعملونها إذا تولوا الامام الجائر الذى ليس من الله تعالى، فقال له عبد الله بن أبى يعفور: أليس الله تعالى قال: (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون) فكيف لا ينفع العمل الصالح ممن تولى أئمة الجور ؟ فقال له أبو عبد الله عليه السلام: وهل تدرى ما الحسنة التى عناها الله تعالى في هذه الاية ؟ هي معرفة الامام وطاعته وقد قال الله عزوجل: (ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون الا ما كنتم تعملون) وانما اراد بالسيئة انكار الامام الذى هو من الله تعالى ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: من جاء يوم القيامة بولاية امام جائر ليس من الله وجاء منكرا لحقنا جاحدا لولايتنا أكبه الله تعالى يوم القيامة في النار.


[ 105 ]

131 – وباسناده إلى أبى عبد الله الجدلي قال: قال لى على بن أبى طالب عليه السلام: الا احدثك يابا عبد الله بالحسنة التى من جاء بها امن من فزع يوم القيامة، وبالسيئة التى من جاء بها أكب الله وجهه في النار ؟ قلت: بلى يا امير المؤمنين. قال: الحسنة حبنا والسيئة بغضنا. 132 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال الباقر عليه السلام: (من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار) الحسنة ولاية على و حبه، والسيئة عداوته وبغضه، ولا يرفع معهما عمل. 133 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذى حرمها قال: مكة وله كل شئ وامرت ان اكون من المسلمين. 134 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن النعمان عن سعيد الاعرج عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان قريشا لما هدموا الكعبة وجدوا في قواعده حجرا فيه كتاب لم يحسنوا قراءته، حتى دعوا رجلا فقرأه فإذا فيه: انا الله ذو بكة حرمتها يوم حللت السموات والارض، ووضعتها بين هذين الجبلين وحففتها بسبعة أملاك حفا. 135 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: حرم الله حرمه أن يختلى خلاه ويعضد شجره الا الاذخر، أو يصاد طيره. 136 – على ابن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريزعن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه واله مكه يوم افتتحها فتح باب الكعبة فأمر بصور في الكعبة فطمست، فأخذ بعضادتى الباب فقال: الا ان الله قد حرم مكة يوم خلق السموات والارض، فهى حرام بحرام الله إلى يوم القيامة لا ينفر صيدها ولا يعضد شجرها، ولا يختلى خلاها، ولا تحل لقطتها الا لمنشد فقال العباس: يا رسول الله الا


[ 106 ]

الاذخر (1) فانه للقبر والبيوت فقال رسول الله صلى الله عليه واله: الا الاذخر. 137 – على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله يوم فتح مكة: ان الله حرم مكة يوم خلق السموات والارض وهى حرام إلى أن تقوم الساعة، لم تحل لاحد قبلى ولا تحل لاحد بعدى ولم تحل لى الا ساعة من نهار. 138 – في تفسير على بن ابراهيم سيريكم آياته فتعرفونها قال: الايات امير المؤمنين والائمة عليهم السلام إذا رجعوا يعرفهم أعدائهم إذا رأوهم، والدليل على ان الايات هم الائمة قول أمير المؤمنين عليه السلام: والله ما لله آية اكبر منى فإذا رجعوا إلى الدنيا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم في الدنيا (انتهى). بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سور الطواسين الثلاث في ليلة الجمعة كان من أولياء الله وفى جواره وكنفه، لم يصبه في الدنيا بؤس أبدا، وأعطى في الاخرة حتى يرضى وفوق رضاه، وزوجه الله مأة زوجة من الحور العين. 2 – في مجمع البيان وروى أبو بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال، من قرأ الطواسين الثلاث وذكر مثله وزاد في آخره: وأسكنه الله في جنة عدن وسط الجنة مع النبيين والمرسلين والوصيين الراشدين. 3 – ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: ومن قرء طسم القصص اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق بموسى وكذب به، ولم يبق ملك في السموات والارض الا شهد له يوم القيامة انه كان صادقا، ان كل شئ هالك الا وجهه.


(1) الاذخر: نبات طيب الرائحة. [ * ]

[ 107 ]

4 – وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أعطيت طه والطواسين من ألواح موسى. 5 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واما طسم فمعناه أنا الطالب السميع المبدئ المعيد. 6 – في تفسير على بن ابراهيم ثم خاطب الله عزوجل نبيه صلى الله عليه واله فقال: نتلو عليك يا محمد من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابنائهم ويستحيى نساءهم انه كان من المفسدين فاخبر الله عزوجل نبيه صلى الله عليه واله بما لقى موسى عليه السلام وأصحابه من فرعون من القتل والظلم، ليكون تعزية له فيما يصيبه في أهل بيته صلوات الله عليهم من امته، ثم بشره بعد تعزيته انه يتفضل عليهم بعد ذلك ويجعلهم خلفاء في الارض وائمة على امته، ويردهم إلى الدنيا مع أعدائهم حتى ينتصفوا منهم، فقال جل ذكره: ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الارض ونرى فرعون وهامان وجنودهما وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم وقوله منهم أي من آل محمد ما كانوا يحذرون أي من القتل والعذاب ولو كانت هذه نزلت في موسى عليه السلام وفرعون لقال ونرى فرعون وهامان وجنودهما منه ما كانوا يحذرون أي من موسى ولم يقل منهم، فلما تقدم قوله: (نريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة) علمنا ان المخاطبة للنبى صلى الله عليه واله وما وعد الله به رسوله فانما يكون بعده. والائمة يكونون من ولده، وانما ضرب الله هذا المثل لهم في موسى و بنى اسرائيل وفى اعدائهم بفرعون وهامان وجنودهما، فقال: ان فرعون قتل بنى اسرائيل فظفر الله موسى بفرعون وأصحابه حتى أهلكهم الله، وكذلك أهل بيت رسول الله أصابهم من أعدائهم القتل والغصب ثم يردهم الله ويرد اعدائهم إلى الدنيا حتى يقتلوهم. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه يمكن ارادة موسى وفرعون وارادة أهل البيت


[ 108 ]

وأعدائهم، وما قيل انه مانع لا منع فيه كما يظهر بأدنى تأمل على ارادة كل من المعنيين في الظاهر والباطن، كما نطقت به الاخبار الكثيرة عنهم عليهم السلام وقد ذكرنا في هذا الكتاب من ذلك ما فيه كفاية لمن تتبعه، ووقف على طريقهم عليهم السلام ويؤيد ذلك ما رواه في الكافي باسناده إلى حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص ان من صبر صبر قليلا، وان من جزع جزع قليلا إلى ان قال عليه السلام: ثم بشر في عترته بالائمة ووصفوا بالصبر فقال جل ثناؤه: (وجعلنا منهم ائمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) فعند ذلك قال صلى الله عليه واله: الصبر من الايمان كالرأس من الجسد فشكر الله عزوجل ذلك له فأنزل الله عزوجل: (وتمت كلمة ربك الحسنى على بنى اسرائيل ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون) فقال صلى الله عليه واله: انه بشرى وانتقام مع ما رواه في اصول الكافي في كتاب فضل القرآن مسندا عن رسول الله صلى الله عليه واله من قوله وقد ذكر القرآن وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم ظاهره أنيق وباطنه عميق. 7 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله: حتى يقتلوهم وقد ضرب امير المؤمنين عليه السلام في اعدائه مثلا ما ضرب الله لهم في أعدائهم بفرعون وهامان، فقال: يا ايها الناس ان اول من بغى على الله عزوجل على وجه الارض عناق بنت آدم عليه السلام خلق الله لها عشرين اصبعا لكل اصبع منها ظفران طويلان كالمنجلين العظيمين (1) وكان مجلسها في الارض موضع جريب، فلما بغت بعث الله عزوجل لها اسدا كالفيل، وذئبا كالبعير ونسرا كالحمار، وكان ذلك في الخلق الاول فسلطهم الله عزوجل عليها فقتلوها، الا وقد قتل الله عزوجل فرعون وهامان وخسف الله تعالى بقارون، وانما هذا المثل لاعدائه الذين غصبوا حقه فأهلكهم الله، ثم قال علي صلوات الله عليه على أثر هذا المثل الذى ضربه: وقد كان لى حق حازه دوني من لم يكن له ولم أكن أشركه فيه ولا توبة له الا بكتاب منزل أو برسول مرسل، وانى له بالرسالة بعد


(1) المنجل – كمنبر: آلة من حديد عكفاء يقضب به الزرع [ * ]

[ 109 ]

رسول الله صلى الله عليه واله، ولا نبى بعد محمد، فانى يتوب وهو في برزخ القيامة، غرته الامانى وغره بالله الغرور، وقد أشفى على جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدى القوم الظالمين، وكذلك مثل القائم عليه السلام في غيبته وهربه واستتاره مثل موسى عليه السلام خائفا مستترا إلى أن يأذن الله في خروجه، وطلب حقه وقتل أعدائه في قوله: (اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير * الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق) وقد ضرب الحسين بن على عليهما السلام مثلا في بنى اسرائيل بذلتهم من أعدائهم. 8 – حدثنى أبى عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لقى المنهال بن عمر على بن الحسين عليهما السلام فقال له: كيف أصبحت يا ابن رسول – الله ؟ فقال: ويحك اما آن لك ان تعلم كيف أصبحت ؟ أصبحنا في قومنا مثل بنى اسرائيل في آل فرعون، يذبحون أبنائنا ويستحيون نسائنا، وأصبح خير البرية بعد محمد صلى الله عليه واله يلعن على المنابر، وأصبح عدونا يعطى المال والشرف، وأصبح من يحبنا محقورا منقوصا حقه، وكذلك لم يزل المؤمنون، وأصبحت العجم تعرف للعرب حقها بان محمدا كان منها، وأصبحت العرب تعرف لقريش بأن محمدا صلى الله عليه واله كان منها، وأصبحت قريش تفتخر على العرب بان محمدا صلى الله عليه واله كان منها، وأصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمدا صلى الله عليه واله كان منها، وأصبحنا أهل البيت لا يعرف لنا حق فهكذا أصبحنا يا منهال. 9 – في مجمع البيان وقال سيد العابدين على بن الحسين عليهما السلام: والذى بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا ان الابرار منا أهل البيت وشيعتهم بمنزلة موسى وشيعته و ان عدونا وأشياعهم بمنزلة فرعون وأشياعه. 10 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها (1) وتلا عقيب ذلك (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة


(1) الشماس: مصدر شمس الفرس: إذا منع من ظهره: والضروس: الناقة السيئة الخلق تعض حالبها. [ * ]

[ 110 ]

ونجعلهم الوارثين). 11 – في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى محمد بن الحسين عن أبيه عن جده عن على عليه السلام في قوله: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض و نجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين) قال: هم آل محمد يبعث الله مهديهم بعد جهدهم فيعزهم ويذل عدوهم. 12 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن أبان بن عثمان عن أبى الصباح الكنانى قال: نظر أبو جعفر عليه السلام إلى أبى عبد الله عليهما – السلام يمشى فقال: ترى هذا ؟ هذا من الذين قال الله عزوجل: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين). 13 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى حكيمة قالت: لما كان اليوم السابع من مولد القائم عليه السلام جئت إلى أبى محمد عليه السلام فسلمت عليه وجلست فقال: هلمى إلى ابني، فجئت بسيدي وهو في الخرقة ففعل به كفعله الاول ثم أدلى لسانه في فيه كأنما يغذيه لبنا وعسلا، ثم قال: تكلم يا بنى قال: أشهد ان لا اله الا الله وثنى بالصلوة على محمد وعلى أمير المؤمنين وعلى الائمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين حتى وقف على أبيه عليه السلام ثم تلا هذه: (بسم الله الرحمن الرحيم ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الارض ونرى فرعون وهامان و جنودهما منهم ما كانوا يحذرون) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 14 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى محمد بن سنان عن مفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان رسول الله صلى الله عليه واله نظر إلى على والحسن والحسين عليهم السلام فبكى وقال: أنتم المستضعفون بعدى. قال المفضل: فقلت له: ما معنى ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال قال: معناه انكم الائمة بعدى ان الله عزوجل يقول: (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين) فهذه الاية جارية فينا إلى يوم القيامة.


[ 111 ]

15 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى على عليه السلام قال: هي لنا أو فينا هذه الاية (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين). 16 – في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة نور الله مرقده باسناده إلى حكيمة حديث طويل تذكر فيه مولد القائم عليه السلام تقول فيه: وقد ذكرت ام القائم عليه السلام وجلست منها حيث تقعد المرأة من المرأة للولادة، فقبضت على كفى وغمزته غمزة شديدة ثم أنت أنة وتشهدت ونظرت تحتها فإذا أنا بولي الله صلى الله عليه متلقيا الارض بمساجده، فأخذت بكتفيه فأجلسته في حجري وإذا هو نظيف مفروغ منه، فناداني أبو محمد عليهما السلام يا عمة هلمى فايتينى بابنى، فأتيته به فتناوله وأخرج لسانه فمسحه على عينيه ففتحها، ثم أدخله في فيه فحنكه ثم أدخله في أذنيه وأجلسه في راحته اليسرى فاستوى ولى الله جالسا فمسح يده على رأسه وقال له: يا بنى انطق فقدره الله، فاستعاذ ولى الله من الشيطان الرجيم واستفتح: (بسم الله الرحمن الرحيم ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) وصلى على رسول الله وأمير المؤمنين والائمة عليهم السلام واحدا واحدا حتى انتهى إلى أبيه، فناولنيه أبو محمد عليه السلام وقال: يا عمة رديه إلى امه حتى تقر عينها ولا تحزن ولتعلم ان وعد الله حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون. 17 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: واوحينا إلى ام موسى ان ارضعيه فإذا خفت عليه فالقيه في اليم ولا تخافى ولا تحزني انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين فانه حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: انه لما حملت به امه لم يظهر حملها الا عند وضعها له، و كان فرعون قد وكل بنساء بنى اسرائيل نساء من القبط يحفظونهن وذلك انه كان لما بلغه عن بنى اسرائيل انهم يقولون انه يولد فينا رجل يقال له موسى بن عمران يكون هلاك فرعون وأصحابه على يده فقال فرعون عند ذلك: لاقتلن ذكور أولادهم


[ 112 ]

حتى لا يكون ما يريدون، وفرق بين الرجال والنساء، وحبس الرجال في المجالس فلما وضعت ام موسى بموسى عليه السلام نظرت إليه وحزنت عليه واغتمت وبكت وقالت: يذبح الساعة ؟ فعطف الله عزوجل قلب الموكلة بها عليه فقالت لام موسى: مالك قد اصفر لونك ؟ فقالت: أخاف أن يذبح ولدى، فقالت: لا تخافى وكان موسى لا يراه أحد الا أحبه، وهو قول الله (والقيت عليك محبة منى) فأحبته القبطية الموكلة بها وأنزل الله على أم موسى التابوت. ونوديت امه ضعيه في التابوت فاقذفيه في اليم وهو البحر ولا تخافى ولا تحزني انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين فوضعته في التابوت و اطبقته عليه والقته في النيل. 18 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه واله مخاطبا لجمع من أصحابه: وعلمتم ان موسى بن عمران كان فرعون في طلبه يشق بطون الحوامل ويذبح الاطفال ليقتل موسى، فلما ولدته امه أمرت أن تأخذه من تحتها وتقذفه في التابوت، وتلقى بالتابوت في اليم، فقالت وهى ذعرة من كلامه: يا بنى انى أخاف عليك الغرق، فقال لها: لا تحزني ان الله رادنى اليك فبقيت حيرانة حتى كلمها موسى فقال لها: يا ام اقذفيني في التابوت والقى التابوت في اليم فقال: ففعلت ما أمرت به فبقى في التابوت في اليم إلى أن قذفه في الساحل ورده إلى امه برمته لا يطعم طعاما ولا يشرب شرابا معصوما وروى ان المدة كانت سبعين يوما وروى سبعة أشهر. 19 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سدير الصيرفى عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام اما مولد موسى عليه السلام فان فرعون لما وقف على ان زوال ملكه على يده أمر باحضار الكهنة فدلوه على نسبه، وانه يكون من بنى اسرائيل. و لم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بنى اسرائيل حتى قتل في طلبه نيفا وعشرين ألف مولود، وبعد عليه الوصول إلى قتل موسى عليه السلام بحفظ الله تبارك وتعالى اياه. 20 – وباسناده إلى حكيمة بنت محمد بن على بن موسى الرضا عمة أبى محمد الحسن عليهم السلام انها قالت كنت عند أبى محمد عليه السلام فقال: بيتى الليلة عندنا فانه سيلد


[ 113 ]

الليلة المولود الكريم على الله عزوجل الذى يحيى به الله عزوجل الارض بعد موتها، فقلت: ممن يا سيدى ؟ ولست أرى بنرجس شيئا من أثر الجعل، فقال: من نرجس لا من غيرها، قالت: فوثبت إليها فقلبتها ظهر البطن فلم أر بها أثر الحبل، فعدت إليه عليه السلام فاخبرته بما فعلت فتبسم ثم قال لى: إذا كان وقت الفجر يظهر لك الحبل لان مثلها مثل ام موسى لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها، لان فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى وهذا نظير موسى عليه السلام وقالت حكيمة في اواخر هذا الحديث: لما ولد القائم عليه السلام صاح بى أبو محمد فقال: يا عمتاه هاتيه فتناولته واتيت به نحوه، فلما مثلته بين يدى أبيه وهو على يدى سلم على ابيه فتناوله الحسن عليه السلام منى والطير ترفرف على راسه، فصاح بطير منها فقال: احمله واحفظه ورده الينا في كل اربعين يوما، فتناوله الطير وطار به في جو السماء واتبعه الطير فسمعت ابا محمد عليه السلام يقول: استودعك الذى اودعته ام موسى فبكت نرجس فقال: اسكتي فان الرضاع محرم عليه الا من ثديك وسيعاد اليك كما رد موسى إلى امه، وذلك قول الله عزوجل: فرددناه إلى امه كى تقر عينها ولا تحزن. 21 – وباسناده إلى محمد الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان يوسف بن يعقوب صلوات الله عليهما حين حضرته الوفاة جمع آل يعقوب وهم ثمانون رجلا، فقال: ان هؤلاء سيظهرون عليكم ويسومونكم سوء العذاب وانما ينجيكم الله من أيديهم برجل من ولد لاوى بن يعقوب اسمه موسى بن عمران غلام طوال جعد ادم، فجعل الرجل من بنى اسرائيل يسمى ابنه عمران ويسمى عمران ابنه موسى. فذكر أبان بن عثمان أبى الحصين عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام انه قال: ما خرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذابا من بنى اسرائيل كلهم يدعى انه موسى بن عمران، فبلغ فرعون انهم يرجفون به (1) ويطلبون هذا الغلام، فقال له كهنته وسحرته: ان هلاك دينك وقومك على يدى هذا الغلام يولد العام من بنى اسرائيل،


(1) أي يخوضون في ذكره واخباره قصدان يهيجوا الناس به. [ * ]

[ 114 ]

فوضع القوابل على النساء وقال: لا يولد العام ولد الا ذبح، ووضع على ام موسى قابلة فلما راى ذلك بنو اسرائيل قالوا: إذا ذبح الغلمان واستحيى النساء هلكنا فلم نبق فتعالوا الا نقرب النساء فقال عمران أبو موسى عليه السلام: بل ائتوهن فان أمر الله واقع ولو كره المشركون، اللهم من حرمه فانى لا أحرمه ومن تركه فانى لا اتركه، ووقع على ام موسى فحملت فوضع على ام موسى قابلة تحرسها إذا قامت قامت وإذا قعدت قعدت، فلما حملته امه وقعت عليها المحبة وكذلك بحجج الله على خلقه، فقالت لها القابلة مالك يا بنية تصفرين وتذوبين ؟ قالت: لا تلوميني فانى إذا ولدت اخذ ولدى فذبح، قالت: لا تحزني فانى سوف اكتم عليك فلم تصدقها، فلما ان ولدت التفتت إليها وهى مقبلة فقالت: ما شاء الله، فقالت لها: الم أقل: انى سوف اكتم عليك ثم حملته فأدخلته المخدع (1) وأصلحت أمره، ثم خرجت إلى الحرس فقالت: انصرفوا – وكانوا على الباب – فانما خرج دم مقطع، فانصرفوا فأرضعته، فلما خافت عليه الصوت أوحى الله إليها ان اعملي التابوت ثم اجعليه فيه ثم أخرجيه ليلا فاطرحيه في نيل مصر، فوضعته في التابوت ثم دفعته في اليم فجعل يرجع إليها وجعلت تدفعه في الغمر (2) وان الريح ضربته فانطلقت به فلما رأته قد ذهب به الماء همت ان تصيح، فربط الله على قلبها. قال: وكانت المرأة الصالحة امرأة فرعون وهو من بنى اسرائيل قالت لفرعون: انها ايام الربيع فاخرجني واضرب لى قبة على شط النيل حتى أتنزه هذه الايام، فضربت لها قبة على شط النيل إذ أقبل التابوت يريدها، فقالت: هل ترون ما أرى على الماء ؟ قالوا: أي والله يا سيدتنا انا لنرى شيئا. فلما دنى منها ثارت (3)


(1) المخدع – بكسر الميم وضمها – بيت يكون داخل البيت الكبير يحرز فيه الشئ وضم الميم بناءا على انه اسم مكان من اخدعه: إذا أخفاه، وكسرها بناءا على انه اسم آلة من الخدع بمعنى الاخفاء. (2) الغمر: معظم الماء (3) كذا في النسخ لكن في المصدر وكذا المنقول عنه في البحار (قامت) بدل (ثارت) [ * ]

[ 115 ]

إلى الماء فتناولته بيدها، وكان الماء يغمرها حتى تصايحوا عليها فجذبته وأخرجته من الماء فأخذته ووضعته في حجرها، فإذا هو غلام أجمل الناس وأسرهم فوقعت عليها منه محبة فوضعته في حجرها وقالت: هذا ابني فقالوا: أي والله يا سيدتنا، ياوالله مالك ولد ولا للملك فاتخذى هذا ولدا، فقامت إلى فرعون وقالت: انى أصبت غلاما طيبا حلوا نتخذه ولدا فيكون قرة عين لى ولك فلا تقتله، فقال: من اين هذا الغلام ؟ فقالت: والله لا أدرى الا ان الماء قد جاء به، فلم تزل به حتى رضى، فلما سمع الناس ان الملك قد تبنى ابنا لم يبق أحد من رؤس من كان مع فرعون الا بعث إليه امرأته ليكون له ظئرا وتحضنه فأبى أن يأخذ من امرأة منهن ثديا، فقالت امرأة فرعون: اطلبوا لابنى ظئراولا تحقروا احدا فجعل لا يقبل من امرأة منهن فقالت ام موسى لاخته: قصيه انظري أترين له أثرا فانطلقت حتى اتت باب الملك فقالت: قد بلغني انكم تطلبون ظئرا وهيهنا امرأة صالحة تأخذ ولدكم وتكفله لكم، فقالت: ادخلوها فلما دخلت قالت لها امرأة فرعون: ممن انت ؟ قالت: من بنى اسرائيل قالت: اذهبي يا بنية فليس لنا فيك حاجة فقالت لها النساء: انظري عافاك الله يقبل ام لا ؟ فقالت امرأة فرعون: ارايتم لو قبل هل يرضى فرعون ان يكون الغلام من بنى اسرائيل والمرأة من بنى اسرائيل تعنى الظئر فلا يرضى، قلن: فانظري يقبل ام لا ؟ قالت امرأة فرعون: فاذهبي فادعيها فجائت إلى امها وقالت: ان امرأة الملك تدعوك فدخلت عليها فدفع إليها موسى فوضعته في حجرها ثم ألقمته ثديها فازدحم اللبن في حلقه فلما رأت امرأة فرعون ان ابنها قد قبل قامت إلى فرعون فقالت: انى قد أصبت لا بنى ظئرا و قد قبل منها، فقال: ممن هي ؟ قالت: من بنى اسرائيل. قال فرعون: هذا مما لا يكون ابدا. الغلام من بنى اسرائيل والظئر من بنى اسرائيل ؟ فلم تزل تكلمه فيه وتقول: لا تخف من هذا الغلام انما هو ابنك ينشو في حجرك حتى قلبته عن رأيه ورضى. 22 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله: والقيه في النيل آخر ما نقلنا عنه، اولا: وكان لفرعون قصر على شط النيل منزها فنظر من قصره ومعه آسية


[ 116 ]

امرأته إلى سواد في النيل ترفعه الامواج والرياح تضربه حتى جاءت به إلى باب قصر فرعون، فأمر فرعون بأخذه فأخذ التابوت ورفع إليه فلما فتحه وجد فيه صبيا فقال: هذا اسرائيلي فألقى الله في قلب فرعون لموسى محبة شديدة وكذلك في قلب آسية رحمة الله عليها، وأراد فرعون أن يقتله فقالت آسية: لا تقتله عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون انه موسى. 23 – في مجمع البيان (قرة عين لى ولك لا تقتلوه) الاية قال ابن عباس: ان أصحاب فرعون لما علموا بموسى جاؤا ليقتلوه فمنعتهم وقالت لفرعون: (قرة عين لى ولك لا تقتلوه) قال فرعون: قرة عين لك فاما لى فلا، قال رسول الله صلى الله عليه واله: والذى يحلف به لو أقر فرعون بان يكون له قرة عين كما أقرت امرأته لهداه الله به كما هداها. ولكنه أبى للشقاء الذى كتبه الله عليه. 24 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله انه موسى ولم يكن لفرعون ولد فقال: اطلبوا له ظئرا تربيه. فجاؤا بعدة نساء قد قتل أولادهن فلم يشرب لبن أحد من النساء وهو قول الله: وحرمنا عليه المراضع من قبل وبلغ امه ان فرعون قد أخذه فحزنت وبكت كما قال الله تعالى: واصبح فؤاد ام موسى فارغا ان كادت لتبدى به قال: كادت ان تخبر بخبره أو تموت ثم حفظت نفسها فكانت كما قال الله: لولا ان ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين ثم قالت لاخته قصيه أي اتبعيه فجاءت اخته إليه فبصرت به عن جنب أي عن بعد وهم لا يشعرون فلما لم يقبل موسى يأخذ ثدى أحد من النساء اغتم فرعون غما شديدا فقالت اخته: هل ادلكم على اهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فقال: نعم فجائت بامه فلما اخذته في حجرها والقمته ثديها التقمه وشرب، ففرح فرعون وأهله وأكرموا امه فقالوا لها ربيه لنا ولك من الكرامة ما تختارين، وذلك قول الله تعالى: فرددناه إلى امه كى تقر عينها ولا تحزن ولتعلم ان وعد الله حق ولكن اكثرهم لا يعلمون. وفيه قال الراوى: فقلت لابي جعفر عليه السلام: فكم مكث موسى غائبا عن امه


[ 117 ]

حتى رده الله إليها ؟ قال: ثلثة ايام. 25 – في جوامع الجامع وروى انها لما قالت: (وهم له ناصحون) قال هامان: انها لتعرفه وتعرف أهله فقالت: انما أردت وهم للملك ناصحون. 26 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله: (ولكن اكثرهم لا يعلمون) قريب آخر ما نقلنا عنه قريبا، وكان فرعون يقتل اولاد بنى اسرائيل كلما يلدون ويربى موسى ويكرمه وهو لا يعلم ان هلاكه على يده، فلما درج موسى كان يوما عند فرعون فعطس موسى فقال: الحمد لله رب العالمين فأنكر فرعون ذلك عليه ولطمه وقال: ما هذا الذى يقول فوثب موسى على لحيته وكان طويل اللحية فهلبها أي قلعها فألمه الما شديدا فهم فرعون بقتله فقالت له امرأته: هذا غلام حدث لا يدرى ما يقول وقد لطمته بلطمتك اياه فقال فرعون: بلى يدرى، فقالت له: ضع بين يديه تمرا وجمرا فان ميز بين التمر والجمر فهو الذى تقول، فوضع بين يديه تمرا وجمرا وقال له: كل فمد يده إلى التمر فجاء جبرئيل عليه السلام فصرفها إلى الجمر فأخذ الجمر في فيه فاحترق لسانه وصاح وبكى، فقالت آسية لفرعون: الم أقل لك انه لم يعقل ؟ فعفى عنه. 27 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا أبى رحمه الله قال: حدثنا محمد بن يحيى عن محمد بن احمد عن أحمد بن هلال عن محمد بن سنان عن محمد بن عبد الله بن رباط عن محمد بن النعمان الاحول عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: فلما بلغ اشده واستوى قال: اشده ثمان عشر سنة (واستوى) التحى. 28 – في تفسير على بن ابراهيم قال: فلم يزل موسى عليه السلام عند فرعون في اكرم كرامة حتى بلغ مبلغ الرجال وكان ينكر عليه ما يتكلم به موسى عليه السلام من التوحيد حتى هم به، فخرج موسى من عنده ودخل المدينة، فإذا رجلان يقتتلان أحدهما يقول بقول موسى، والاخر يقول بقول فرعون، فاستغاثه الذى من شيعته فجاء موسى فوكز صاحب فرعون فقضى عليه وتوارى في المدينة. 29 – في مجمع البيان وروى أبو بصير عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: ليهنكم


[ 118 ]

الاسم. قال: قلت: وما الاسم ؟ قال: الشيعة اما سمعت الله سبحانه يقول (فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه). 30 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله في المدينة فلما كان الغد جاء آخر فتشبث بذلك الرجل الذى يقول بقول موسى عليه السلام فاستغاث بموسى، فلما نظر صاحبه إلى موسى قال له: اتريد ان تقتلني كما قتلت نفسا بالامس فخلى عن صاحبه وهرب. 31 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة متصل بقوله حتى قلبته عن رأيه ورضى آخر ما نقلنا عنه قريبا، فنسى موسى صلى الله عليه في آل فرعون وكتمت امه خبره واخته والقابلة حتى هلكت امه والقابلة التى قبلته، فنشى عليه السلام لا يعلم به بنو اسرائيل قال: وكانت بنو اسرائيل تطلبه وتسأل عنه فعمى عليهم خبره، قال: فبلغ فرعون انهم يطلبونه ويسألون عنه فأرسل إليهم وزاد عليهم في العذاب وفرق بينهم ونهاهم عن الاخبار به والسؤال عنه. قال: فخرجت بنو اسرائيل ذات ليلة مقمرة إلى شيخ لهم عنده علم. فقالوا: كنا نستريح إلى الاحاديث فحتى متى والى متى نحن في هذا البلاء ؟ قال والله انكم لا تزالون فيه حتى يجئ الله تعالى ذكره بغلام من ولد لاوى بن يعقوب اسمه موسى بن عمران، غلام طوال جعد، فبيناهم كذلك إذ أقبل موسى عليه السلام يسير على بغلة حتى وقف عليهم، فرفع الشيخ رأسه فعرفه بالصفة فقال له: ما اسمك يرحمك الله ؟ قال: موسى. قال: ابن من ؟ قال: ابن عمران، قال: فوثب إليه الشيخ فأخذ بيده فقبلها وثاروا إلى رجله فقبلوها فعرفهم وعرفوه واتخذ شيعة، فمكث بعد ذلك ما شاء الله ثم خرج فدخل مدينة لفرعون فيها رجل من شيعته يقاتل رجلا من آل فرعون من القبط (فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه) القبطى (فوكزه موسى فقضى عليه) وكان موسى عليه السلام قد اعطى بسطة في الجسم وشدة في البطش فذكره الناس وشاع أمره، وقالوا ان موسى قتل رجلا من آل فرعون (فأصبح في المدينة خائفا يترقب) فلما اصبحوا من الغد إذا الرجل الذى استنصره بالامس يستصرخه على آخر فقال له موسى انك لغوى مبين


[ 119 ]

بالامس رجل واليوم رجل، فلما اراد ان يبطش بالذى هو عدو لهما قال: يا موسى اتريدان تقتلني كما قتلت نفسا بالامس ان تريد الا ان تكون جبارا في الارض وما تريد أن تكون من المصلحين. 32 – في عيون الاخبار باسناده إلى على بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يا ابن رسول الله أليس من قولك ان الانبياء معصومون ؟ قال: بلى، قال: فأخبرني عن قول الله تعالى (فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان) قال الرضا عليه السلام: ان موسى عليه السلام دخل مدينة من مدائن فرعون على حين غفلة من اهلها وذلك بين المغرب والعشاء (فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه، فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه فقضى) عليه السلام على العد وبحكم الله تعالى ذكره فوكزه فمات (قال هذا من عمل الشيطان) يعنى الاقتتال الذى وقع بين الرجل لا ما فعله موسى عليه السلام من قتله (انه) يعنى الشيطان (عدو مضل مبين) قال المأمون. فما معنى قول موسى (رب انى ظلمت نفسي فاغفر لى) قال: يقول: وضعت نفسي في غير موضعها بدخول هذه المدينة (فاغفر لى) أي استرني من اعدائك لئلا يظفروا بى فيقتلوني (فغفر له انه هو الغفور الرحيم) قال موسى: (رب بما انعمت على) من القوة حتى قتلت رجلا بوكزة (فلن اكون ظهيرا للمجرمين) بل اجاهدهم في سبيلك بهذه القوة حتى ترضى (فاصبح) موسى عليه السلام (في المدينة خائفا يترقب فإذا الذى استنصره بالامس يستصرخه) على آخر (قال له موسى انك لغوى مبين) قاتلت رجلا بالامس وتقاتل هذا اليوم لاؤد بنك وأراد ان يبطش به (فلما أراد ان يبطش بالذى هو عدو لهما) وهو من شيعته (قال يا موسى أتريد ان تقتلني كما قتلت نفسا بالامس ان تريد الا ان تكون جبارا في الارض وما تريدان تكون من المصلحين) قال المأمون: جزاك الله عن أنبيائه خيرا يا ابا الحسن. 33 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله عن صاحبه وهرب وكان خازن فرعون مؤمنا بموسى عليه السلام قد كتم ايمانه ستمأة سنة، وهو الذى قال الله عزوجل: (وقال


[ 120 ]

رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه اتقتلون رجلا ان يقول ربى الله) وبلغ فرعون خبر قتل موسى الرجل فطلبه ليقتله فبعث المؤمن إلى موسى عليه السلام (ان الملاء يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج انى لك من الناصحين فخرج منها) كما حكى الله عزوجل (خائفا يترقب) قال: يلتفت يمنة ويسرة ويقول (رب نجنى من القوم الظالمين). 34 – في ارشاد المفيد رحمه الله في مقتل الحسين فسار الحسين عليه السلام إلى مكة و هو يقرأ (فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجنى من القوم الظالمين) ولزم الطريق الاعظم فقال له أهل بيته: لو تنكبت الطريق الاعظم كما صنع ابن الزبير لئلا يلحق الطلب فقال: لا والله لا أفارقه حتى يقضى الله ما هو قاض، ولما دخل الحسين عليه السلام مكة كان دخوله إليها ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان دخلها وهو يقول: (ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى ان يهدينى سواء السبيل). 35 – في مجمع البيان وروى عبد الله بن سنان قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول كانت عصى موسى قضيب آس من الجنة أتاه به جبرئيل لما توجه تلقاء مدين. 36 – في من لا يحضره الفقيه قال امير المؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من خرج في سفر ومعه عصا لوز مر وتلا هذه الاية (ولما توجه تلقاء مدين) إلى قوله (والله على ما نقول وكيل) آمنه الله من كل سبع ضار، ومن كل لص عاد ومن كل ذات حمة حتى يرجع إلى أهله ومنزله، وكان معه سبعة وسبعون من المعقبات (1) يستغفرون له حتى يرجع ويضعها. وفى كتاب ثواب الاعمال مثله سواء. 37 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله: (من القوم الظالمين) ومر نحو مدين وكان بينه وبين مدين مسيرة ثلاثة أيام، فلما بلغ باب مدين راى بئرا يستقى الناس منها لاغنامهم ودوابهم، فقعد ناحية ولم يكن أكل منذ ثلاثة ايام شيئا فنظر إلى


(1) الحمة: السم أو الابرة تضرب بها الزنبور والحية ونحو ذلك أو تلدغ بها، قاله الفيض (ره) في الوافى. وقال (ره) ايضا: والمعقبات: ملائكة الليل والنهار (*).

[ 121 ]

جاريتين في ناحية ومعهما غنيمات لا تدنوان من البئر فقال لهما: مالكما لا تستقيان ؟ فقالتا كما حكى الله عزوجل: لا نسقى حتى يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير فرحمهما موسى عليه السلام ودنا من البئر فقال لمن على البئر: أسقى لى دلوا ولكم دلوا وكان الدلو يمده عشرة رجال، فاستقى وحده دلوا لمن على البئر ودلوا لبنتى شعيب عليه السلام وسقى أغنامهما ثم تولى إلى الظل فقال رب انى لما انزلت إلى من خير فقير كان شديد الجوع، قال امير المؤمنين عليه السلام كان موسى كليم الله حيث سقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال: رب انى لما انزلت إلى من خير فقير: والله ما سأل الله عزوجل الا خبزا يأكله لانه كان يأكله بقلة الارض، ولقد رأوا خضرة البقل في صفاق بطنه (1) من هزاله. 38 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل حكاية عن موسى عليه السلام (رب انى لما انزلت إلى من خير فقير) قال: سأل الطعام. 39 – في تفسير العياشي عن حفص بن البخترى عن أبى عبد الله عليه السلام في قول موسى لفتاه: (آتنا غداءنا) وقوله: (رب انى لما انزلت إلى من خير فقير) قال: انما عنى الطعام، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان موسى لذو جوعات. 40 – عن ليث بن سليم عن أبى جعفر عليه السلام شكى موسى إلى ربه الجوع في ثلاثة مواضع: (آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) (لاتخذت عليه اجرا) (لما انزلت (الي من خير فقير). 41 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: وان شئت ثنيت بموسى كليم الله صلوات الله عليه إذ يقول: (انى لما انزلت الي من خير فقير) والله ما سأله الا خبزا يأكله لانه كان يأكل بقلة الارض، ولقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه لهزاله وتشذب لحمه (2).


(1) الصفاق: الجلد الباطن الذى فوقه الجلد الظاهر من البطن. (2) تشذب اللحم: تفرقه [ * ]

[ 122 ]

42 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة متصل بقوله: (ان تكون من المصلحين) آخر ما نقلنا عنه سابقا وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى قال يا موسى ان الملاء يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج انى لك من الناصحين فخرج منها خائفا يترقب من مصر بغير ظهر ولا دابة ولا خادم تحفظه أرض وترفعه اخرى حتى انتهى إلى أرض مدين، فانتهى إلى أصل شجرة فنزل فإذا تحتها بئر وإذا عندها امة من الناس يسقون، وإذا جاريتان ضعيفتان، وإذا معهما غنيمة لهما قال ما خطبكما قالتا ابونا شيخ كبير ونحن جاريتان ضعيفتان لا نقدر ان نزاحم الرجال فإذا سقى الناس سقينا، فرحمهما عليه السلام فاخذ دلوهما فقال لهما: قدما غنمكما فسقى لهما ثم رجعتا بكرة قبل الناس، ثم تولى موسى إلى الشجرة فجلس تحتها وقال: (رب انى لما انزلت إلى من خير فقير) فروى انه قال ذلك وهو محتاج إلى شق تمرة، فلما رجعتا إلى أبيهما قال: ما اعجلكما في هذه الساعة ؟ قالتا: وجدنا رجلا صالحا رحمنا فسقى لنا، فقال لاحداهما: اذهبي فادعيه لى فجاءته احداهما تمشى على استحياء قالت ان ابى يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا 43 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله من هزاله آخر ما نقلنا عنه سابقا، فلما رجعت ابنتا شعيب إلى شعيب قال لهما: اسرعتما الرجوع فأخبرتاه بقصة موسى عليه السلام ولم تعرفاه، فقال شعيب لواحدة منهن: اذهبي إليه فادعيه لنجزيه أجر ما سقى لنا، فجائت إليه كما حكى الله تعالى: (تمشى على استحياء فقالت ان ابى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) فقام موسى معهما ومشت امامه فسفقتها الرياح (1) فبان عجزها فقال لها موسى: تأخري ودليني على الطريق بحصاة تلقينها امامى أتبعها، فانا من قوم لا ينظرون في ادبار النساء، فلما دخل على شعيب قص عليه قصته فقال له شعيب عليه السلام: (ولا تخف نجوت من القوم الظالمين). 44 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة متصل بقوله: (اجر ما سقيت لنا) فروى ان موسى عليه السلام قال لها: وجهيني إلى الطريق وامشي خلفي فانا بنى يعقوب


(1) من سفقت الباب واسفقته أي رددته [ * ]

[ 123 ]

لا ننظر في اعجاز النساء)، فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين). 45 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله: (من القوم الظالمين) قالت احدى بنات شعيب: يا أبت استاجره ان خير من استاجرت القوى الامين فقال لها شعيب: اما قوته فقد عرفتنيه انه يستقى الدلو وحده، فبم عرفت امانته ؟ فقالت: انه لما قال لى: تأخري عنى ودليني على الطريق فانا من قوم لا ينظرون في أدبار النساء عرفت انه ليس من الذين ينظرون أعجاز النساء فهذه أمانته. 46 – في جوامع الجامع وروى ان الرعاة كانوا يضعون على رأس البئر حجرا لا يقله الا سبعة رجال وقيل: عشرة وقيل: أربعون فأقله وحده وسألهم دلوا فأعطوه دلوهم، وكان لا ينزعها الا عشرة فاستقى بها وحده مرة واحدة، فروى غنمهما وأصدرهما. 47 – في من لا يحضره الفقيه وروى صفوان بن يحيى عن أبى الحسن عليه السلام في قول الله: (يا ابت استأجره ان خير من استأجرت القوى الامين) قال: قال لها شعيب: يا بنية هذا قوى قد عرفتيه برفع الصخرة، الامين من أين عرفتيه ؟ قالت: يا أبة انى مشيت قدامه فقال: امشى من خلفي فان ضللت فأرشدينى إلى الطريق فانا قوم لا ننظر في أدبار النساء. 48 – في مجمع البيان قال أمير المؤمنين على عليه السلام: لماقالت المرأة هذا قال شعيب: وما علملك بأمانته وقوته ؟ قالت: أما قوته فانه رفع الحجر الذى لا يرفعه كذا بكذا، واما امانته فانه قال لى: امشى خلفي فانا أكره ان تصيب الريح ثيابك فتصف لى جسدك. 49 – وروى الحسن بن سعيد عن صفوان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سئل أيتهما التى قالت ان ابى يدعوك ؟ قال: التى تزوج بها، قيل: فاى الاجلين قضى قال: أوفاهما و أبعدهما عشر سنين، قيل: فدخل بها قبل أن يمضى الشرط أو بعد انقضائه ؟ قال: قبل أن ينقضى، قيل له: فالرجل يتزوج المرئة ويشترط لابيها اجارة شهرين أيجوز ذلك ؟ قال: ان موسى علم انه سيتم له شرطه، قيل: كيف ؟ قال: علم انه سيبقى


[ 124 ]

حتى يفى. 50 – في الكافي على بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبى عبد الله عن أبيه عن ابن سنان عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن الاجارة، فقال: صالح لا بأس به إذا نصح قدر طاقته، قد آجر موسى عليه السلام نفسه واشترط، فقال: ان شئت ثمان وان شئت عشرا فانزل الله عزوجل فيه أن تأجرني ثمانى حجج وان اتممت عشرا فمن عندك 51 – في من لا يحضره الفقيه وروى اسمعيل بن أبى زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام ان عليا عليه السلام قال: لا يحل النكاح اليوم في الاسلام باجارة بان يقول اعمل عندك كذا وكذا على أن تزوجني اختك أو ابنتك، قال: هو حرام لانه ثمن رقبتها وهى أحق بمهرها. 52 – في حديث آخر انما كان ذلك لموسى بن عمران لانه علم من طريق الوحى هل يموت قبل الوفاء ام لا، فوفى بأتم الاجلين. 53 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة (قال: أريد ان انكحك احدى ابنتى هاتين على ان تأجرني ثمانى حجج فان اتممت عشرا فمن عندك) فروى انه قضى أتمهما لان الانبياء عليهم السلام لا تأخذ الا بالفضل والتمام. 54 – في تفسير العياشي وقال الحلبي سئل أبو عبد الله عليه السلام عن البيت أكان يحج قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه واله ؟ قال: نعم وتصديقه في القرآن قول شعيب حين قال لموسى حيث تزوج: (على أن تأجرني ثمانى حجج) ولم يقل ثمانى سنين. 55 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: بكى شعيب عليه السلام من حب الله عزوجل حتى عمى، فرد الله عزوجل عليه بصره، ثم بكى حتى عمى، فرد الله عزوجل عليه بصره، ثم بكى حتى عمى فرد الله عليه بصره، فلما كانت الرابعة أوحى الله إليه: يا شعيب إلى متى يكون هذا أبدا منك ؟ إن يكن هذا خوفا من النار فقد آجرتك، وان يكن شوقا إلى الجنة فقد أبحتك، فقال: الهى وسيدي أنت


[ 125 ]

تعلم انى ما بكيت خوفا من نارك ولا شوقا إلى جنتك ولكن عقد حبك على قلبى فلست أصبر أو أراك، فأوحى الله جل جلاله إليه اما إذا كان هذا هكذا فمن أجل هذا سأخدمك كليمى موسى بن عمران. قال مصنف هذا الكتاب: والله يعنى بذلك لا زال أبكى أو أراك قد قبلتني حبيبا انتهى 56 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: ان يوشع بن نون وصي موسى عليهما السلام عاش بعد موسى ثلاثين سنة، وخرجت عليه صفيرا بنت شعيب زوجة موسى عليه السلام فقالت: انا احق منك بالامر فقاتلها فقتل مقاتلتها وأحسن اسرها. 57 – وفيه حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه واله: وقد ذكر موسى عليه السلام وخرج إلى مدينة مدين فأقام عند شعيب ما أقام، فكانت الغيبة الثانية أشد عليهم من الاولى، و كانت نيفا وخمسين سنة. 58 – وباسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول في القائم عليه السلام: سنة من موسى بن عمران عليه السلام فقلت: وما سنة من موسى بن عمران ؟ قال: خفاء مولده وغيبته عن قومه، فقلت: وكم غاب موسى عن أهله قال: ثمانية وعشرين سنة. 59 – في مجمع البيان وروى الواحدى بالاسناد عن ابن عباس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه واله: أي الاجلين قضى موسى ؟ قال أوفاهما وأبطأهما. 60 – وبالاسناد عن أبى ذر قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه واله: إذا سئلت أي الاجلين قضى موسى ؟ فقل: خيرهما وأبرهما، وان سئلت أي المرأتين تزوج موسى فقل: الصغرى منهما وهى التى جاءت، وقالت يا أبت استأجره. 61 – في تفسير على بن ابراهيم قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أي الاجلين قضى ؟ قال: اتمهما عشر حجج، قلت له: فدخل بها قبل أن يقضى الاجل أو بعد ؟ قال: قبل، قال: قلت: فالرجل يتزوج المرأة ويشترط لابيها اجارة شهرين مثلا


[ 126 ]

أيجوز ذلك ؟ قال: ان موسى عليه السلام علم انه يتم له شرطه فكيف لهذا ان يعلم انه يبقى حتى يفى قلت له: جعلت فداك أيهما زوجه شعيب من بناته ؟ قال: التى ذهبت إليه فدعته وقالت لابيها: (يا ابت استأجره ان خير من استاجرت القوى الامين * فلما قضى موسى الاجل) قال لشعيب: لابد لى أن أرجع إلى وطنى وامى وأهل بيتى فمالى عندك ؟ فقال شعيب عليه السلام: ما وضعت أغنامي في هذه السنة من غنم بلق فهو لك، فعمل موسى عليه السلام عند ما أراد أن يرسل الفحل على الغنم إلى عصاه فقشر منه بعضه وترك بعضه، وغرزه في وسط مربض الغنم وألقى عليه كساء أبلق ثم أرسل الفحل على الغنم فلم يضع الغنم في تلك السنة الا بلقا، فلما حال عليه الحول حمل موسى امرأته وزوده شعيب من عنده وساق غنمه، فلما أراد الخروج قال لشعيب. أبغى عصا يكون معى وكانت عصى الانبياء عليهم السلام عنده قد ورثها مجموعة في بيت، فقال له شعيب: ادخل هذا البيت وخذ عصا من بين العصى، فدخل فوثب إليه عصا نوح وابراهيم عليهما السلام و صارت في كفه فأخرجها ونظر إليها شعيب فقال: ردها وخذ غيرها، فردها ليأخذ غيرها فوثبت إليه تلك بعينها فردها حتى فعل ذلك ثلاث مرات، فلما رأى شعيب عليه السلام ذلك قال له: اذهب فقد خصك الله عزوجل بها، فساق غنمه فخرج يريد مصر فلما صار في مفازة ومعه أهله أصابهم برد شديد وريح وظلمة، وجنهم الليل فنظر موسى إلى نار قد ظهرت كما قال الله تعالى: فلما قضى موسى الاجل وسار باهله آنس من جانب الطور نارا قال لاهله امكثوا انى آنست نارا لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون فاقبل نحو النار يقتبس فإذا شجرة ونار تلتهب عليها فلما ذهب نحو النار يقتبس منها أهوت ففزع وعدا ورجعت النار إلى الشجرة، فالتفت إليها وقد رجعت إلى الشجرة فرجع الثانية ليقتبس فأهوت إليه فعدا وتركها، ثم التفت وقد رجعت إلى الشجرة، فرجع إليها الثالثة فأهوت إليه فعدا ولم يعقب أي لم يرجع، فناداه الله عزوجل ان: يا موسى انى انا الله رب العالمين. 62 – في تهذيب الاحكام أبو القاسم جعفر بن محمد عن محمد بن الحسن


[ 127 ]

ابن على بن مهزيار عن أبيه عن جده على بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن على بن الحكم عن مخرمة بن ربعى قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: شاطئ الوادي الايمن الذى ذكره الله في القرآن هو الفرات، والبقعة المباركة هي كربلاء. 63 – في مجمع البيان وروى أبو بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: (لما قضى موسى الاجل وسار بأهله) نحو البيت المقدس اخطا الطريق فراى نارا (قال لاهله امكثوا انى آنست نارا). 64 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله: (رب العالمين) قال موسى عليه السلام: فما الدليل على ذلك ؟ قال الله عزوجل: ما في يمينك يا موسى، قال: هي عصاي قال: القها يا موسى فالقاها فاذاهى حيه تسعى ففزع منها موسى وعدا، فناداه الله عزوجل: خذها ولا تخف انك من الامنين اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء أي من غير علة، وذلك ان موسى عليه السلام كان شديد السمرة (1) فأخرج يده من جيبه فأضائت له الدنيا، فقال الله عزوجل: فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملائه انهم كانوا قوما فاسقين. 65 – في كتاب طب الائمة عليهم السلام باسناده إلى جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام قال: وقال الله عزوجل في قصة موسى عليه السلام: (ادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء) يعنى من غير برص، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 66 – في مجمع البيان وروى عن أبى جعفر عليه السلام في حديث طويل قال: فلما رجع موسى إلى امرأته قالت: من أين جئت ؟ قال: من عند رب تلك النار. 67 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن أبى جميلة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فان موسى ابن عمران ذهب يقتبس نارا لاهله فانصرف إليهم وهو نبى مرسل. 68 – عدة من اصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن على بن محمد القاسانى عمن


(1) سمر: كان لونه بين السواد والبياض. [ * ]

[ 128 ]

ذكره عن عبد الله بن القاسم عن أبى عبد الله عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليهم: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فان موسى بن عمران صلى الله عليه خرج يقتبس نارا لاهله فكلمه الله ورجع نبيا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 69 – في تفسير على بن ابراهيم قال موسى كما حكى الله: رب انى قتلت منهم نفسا فاخاف ان يقتلون واخى هارون هو افصح منى لسانا فارسله معى ردءا يصدقني انى اخاف ان يكذبون قال الراوى: فقلت لابي جعفر عليه السلام فكم مكث موسى عليه السلام غائبا عن امه حتى رده الله عزوجل عليها ؟ قال: ثلاثة، قال: فقلت: فكان هارون اخا موسى عليهما السلام لابيه وامه ؟ قال: نعم أما تسمع الله عزوجل يقول: (يا ابن ام لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي) فقلت: فأيهما كان أكبر سنا ؟ قال: هارون عليه السلام قلت: وكان الوحى ينزل عليهما جميعا ؟ قال: كان الوحى ينزل على موسى عليه السلام وموسى يوحيه إلى هارون فقلت له: اخبرني عن الاحكام والقضاء والامر والنهى كان ذلك اليهما ؟ قال: كان موسى عليه السلام الذى يناجى ربه ويكتب العلم ويقضى بين بنى اسرائيل و هارون يخلفه إذا غاب من قومه للمناجاة، قلت: فايهما مات قبل صاحبه ؟ قال: مات هارون قبل موسى عليه السلام وماتا جميعا في التيه، قلت: فكان لموسى ولد ؟ قال: لا كان الولد لهارون الذرية له. 70 – في كتاب طب الائمة عليهم السلام باسناده إلى الاصبغ بن نباتة السلمى عن أمير المؤمنين عليه السلام قال الاصبغ: أخذت هذه العوذة منه عليه السلام وقال لى: يا اصبغ هذه عوذة السحر والخوف من السلطان تقولها سبع مرات: بسم الله وبالله (سنشدك عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون اليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون) و تقول في وجه الساحر إذا فرغت من صلوة الليل قبل ان تبدأ بصلوة النهار سبع مرات فانه لا يضرك ان شاء الله تعالى. 71 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن تفسير الكلبى محمد


[ 129 ]

عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس ان جبرئيل عليه السلام قال لرسول الله صلى الله عليه واله: يا محمد لو رأيتنى وفرعون يدعو بكلمة الاخلاص: (آمنت انه لا اله الا الله الذى آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين) وانا أدسه في الماء والطين لشدة غضبى عليه مخافة أن يتوب فيتوب الله عزوجل عليه ؟ قال له رسول الله صلى الله عليه واله: وما كان شدة غضبك عليه يا جبرئيل ؟ قال: لقوله: (انا ربكم الاعلى) وهى كلمته الاخرة منهما، وانا قالها حين انتهى إلى البحر وكلمته (وما علمت لكم من اله غيرى) فكان بين الاولى والاخرة أربعون سنة. 73 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: وقال فرعون يا ايها الملاء ما علمت لكم من اله غيرى فاوقد لى يا هامان على الطين فاجعل لى صرحا لعلى اطلع إلى اله موسى وانى لاظنه من الكاذبين فبنى هامان له في الهواء صرحا حتى بلغ مكانا في الهواء، لا يتمكن الانسان أن يقيم عليه من الرياح القائمة في الهواء، فقال لفرعون: لا نقدر أن نزيد على هذا فبعث الله عزوجل رياحا فرمت به فاتخذ فرعون و هامان منذ ذلك التابوت وعمدا إلى أربعة أنسر، فاخذا افراخها وربياها حتى إذا بلغت القوة وكبرت، عمدوا إلى جوانب التابوت الاربعة فغرسا في كل جانب منه خشبة، وجعلا على رأس كل خشبة لحما وجوعا الانسر وشد ارجلها بأصل الخشبة، فنظر الانسر إلى اللحم فأهوت إليه وصفقت بأجنحتها وارتفعت بهما في الهواء وأقبلت تطير يومها، فقال فرعون لهامان: انظر إلى السماء هل بلغناها ؟ فنظر هامان فقال: أرى السماء كما كنت أراها من الارض في البعد، فقال: انظر إلى الارض فقال: لا أرى الارض ولكن أرى البحار والماء، فلم يزل النسر ترتفع حتى غابت الشمس وغابت عنهم البحار والماء فقال فرعون: يا هامان انظر إلى السماء فنظر إلى السماء فقال: أراها كما كنت أراها من الارض، فلما جنهم الليل نظر هامان إلى السماء فقال فرعون: هل بلغناها ؟ قال: أرى الكواكب كما كنت أراها من الارض ولست أرى من الارض الا الظلمة، قال: ثم حالت الرياح القائمة في الهواء فاقلبت التابوت بهما، فلم يزل يهوى بهما حتى وقع على الارض وكان فرعون أشد ما كان عتوا في ذلك الوقت.


[ 130 ]

74 – في جوامع الجامع وكل متكبر سوى الله عزوجل فاستكباره بغير الحق وهو جل جلاله المتكبر على الحقيقة أي البالغ في كبرياء الشأن قال عليه السلام فيما حكاه عن ربه عزوجل: الكبرياء ردائي والعظمة ازارى، فمن نازعنى واحدا منهما ألقيته في النار. 75 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسن عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال: ان الائمة في كتاب الله عزوجل امامان: قال الله تبارك وتعالى: (وجعلناهم أئمة يهدون بامرنا) لا بأمر الناس يقدمون أمر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم، قال: وجعلناهم ائمة يدعون إلى النار يقدمون أمرهم قبل أمر الله وحكمهم قبل حكم الله، و يأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عزوجل. 76 – في مجمع البيان وجاءت الرواية بالاسناد عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه واله قال: ما أهلك الله قوما ولا قرنا ولا امة ولا أهل قرية بعذاب من السماء منذ أنزل التوارة على وجه الارض غير أهل القرية التى مسخوا قردة. الم تر ان الله تعالى قال: ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما اهلكنا القرون الاولى الاية 77 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المتفرقة حديث طويل وفيه ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: لما بعث الله عزوجل موسى بن عمران عليه السلام واصطفاه نجيا وفلق له البحر، ونجى بنى اسرائيل وأعطاه التوراة والالواح، راى مكانه من ربه عزوجل فقال: يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها احدا قبلى، فقال الله جل جلاله: يا موسى أما علمت ان محمدا أفضل عندي من جميع مليكتى وجميع خلقي ؟ قال موسى: يا رب فان كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك فهل في آل الانبياء أكرم من آلى ؟ قال الله جل جلاله: يا موسى أما علمت ان فضل آل محمد على جميع آل النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين ؟ فقال موسى: يا رب فان كان آل محمد كذلك فهل في امم الانبياء عندك أفضل من امتى ؟ ظللت عليهم الغمام وأنزلت


[ 131 ]

عليهم المن والسلوى وفلقت لهم البحر ؟ فقال الله جل جلاله: يا موسى أما علمت ان فضل امة محمد على جميع الامم كفضله على جميع خلقي ؟ قال موسى: يا رب ليتنى كنت اراهم فأوحى الله عزوجل إليه: يا موسى لن تراهم وليس هذا أوان ظهورهم ولكن سوف تراهم في الجنان جنات عدن والفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون، و في خيراتها يتبحبحون (1) أفتحب ان أسمعك كلامهم ؟ قال: نعم الهى قال الله جل جلاله: قم بين يدى واشدد مئزرك قيام العبد الذليل بين يدى الملك الجليل، ففعل ذلك موسى عليه السلام فنادى ربنا عزوجل: يا امة محمد فأجابوه كلهم وهم في أصلاب آبائهم وأرحام امهاتهم: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة والملك لك لا شريك لك، قال: فجعل الله عزوجل تلك الاجابة شعار الحاج ثم نادى ربنا عزوجل: يا امة محمد ان قضائي عليكم رحمتى سبقت غضبى وعفوي قبل عقابي فقد استجبت لكم من قبل ان تدعوني، واعطيتكم من قبل ان تسألونى، من لقيني بشهادة ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله صادق في اقواله محق في افعاله وان على بن ابى طالب اخاه ووصيه من بعده ووليه ويلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد، وان اولياءه المصطفين المطهرين الطاهرين المبانين (2) بعجائب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما أولياءه أدخلته جنتي وان كانت ذنوبه مثل زبد البحر، قال: فلما بعث الله عزوجل محمدا صلى الله عليه واله قال: يا محمد وما كنت بجانب الطور إذ نادينا امتك بهذه الكرامة قال عزوجل لمحمد صلى الله عليه واله: قل الحمد لله رب العالمين على ما اختصني به من هذه الفضيلة، وقال لامته: قولوا الحمد لله رب العالمين على ما اختصنا به من هذه الفضائل. 78 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: سحران تظاهرا قال: موسى


(1) تبحبح الرجل وتبحبح: إذا تمكن في المقام والحلول وقيل: (تبحبحون) من بحبوحة الجنان أي يتوسطون في اوساط الجنان لا في اطرافه لان الوسط خير من الطرف (2) المبانين أي المظهرين وفى بعض النسخ (المنبئين) [ * ]

[ 132 ]

وهارون. 79 – في اصول الكافي عدة من أصاحبنا عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبى الحسن عليه السلام في قول الله عزوجل: ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله قال: يعنى من اتخذ دينه رأيه بغير امام من ائمة الهدى. 80 – على بن ابراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال جميعا عن أبى جميلة عن خالد بن عمار عن سدير قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا سدير أفأريك الصادين عن دين الله ثم نظر إلى أبى حنيفة و سفيان الثوري في ذلك الزمان وهم حلق في المسجد فقال: هؤلاء الصادون عن دين الله بلا هدى من الله ولا كتاب مبين، ان هؤلاء الاخابث لو جلسوا في بيوتهم فجال الناس فلم يجدوا أحدا يخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه واله حتى يأتونا فنخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه واله والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 81 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله) يعنى من اتخذ دينه رأيا بغير امام من ائمة الهدى. 82 – عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام في قول الله عزوجل: (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله) يعنى من اتخذ دينه هواه بغير هدى من ائمة الهدى 83 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن جندب قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله عزوجل: ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون قال: امام إلى امام. 84 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس عن احمد بن محمد عن


[ 133 ]

معاوية بن حكيم عن أحمد بن محمد عن يونس بن يعقوب عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: (ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون) قال: امام بعد امام. 85 – وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: اولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا قال: الائمة صلوات الله عليهم. وقال الصادق عليه السلام: نحن صبراء و شيعتنا أصبر منا، وذلك انا صبرنا على ما نعلم، وصبروا على ما لا يعلمون، وقوله عزوجل: ويدرؤن بالحسنة السيئة أي يدفعون سيئة من أساء إليهم بحسناتهم. 86 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن هشام بن سالم وغيره عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (اولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) على التقية (ويدرؤن بالحسنة السيئة) قال: الحسنة التقية والسيئة الاذاعة. 87 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وإذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه قال: اللغو الكذب واللهو الغناء، وهم الائمة صلوات الله عليهم يعرضون عن ذلك كله. 88 – وقوله عزوجل: انك لا تهدى من احببت قال: نزلت في أبى طالب كان رسول الله صلى الله عليه واله يقول: يا عم قل: لا اله الا الله انفعك بها يوم القيامة فيقول: يا ابن أخى انا أعلم بنفسى، فلما مات شهد العباس بن عبد المطلب عند رسول الله صلى الله عليه واله انه تكلم بها عند الموت فقال رسول الله: اما أنا فلم أسمعها منه وأرجو أن أنفعه يوم القيامة، وقال صلى الله عليه واله: لو قمت المقام المحمود لشفعت في امى وأبى وعمى وأخ كان لى مواخيا في الجاهلية. 89 – في مجمع البيان قيل نزل قوله: (انك لا تهدى من أحببت) في أبى طالب فان النبي صلى الله عليه واله كان يحب اسلامه، فنزلت هذه الاية وكان يكره اسلام وحشى قاتل حمزة فنزل فيه: (يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) الاية فلم يسلم أبو طالب وأسلم وحشى، ورووا ذلك عن ابن عباس وغيره وفى هذا نظر كما يرى فان النبي صلى الله عليه واله لا يجوز أن يخالف الله سبحانه في ارادته، كما لا يجوز أن يخالف أوامره ونواهيه، وإذا كان الله تعالى على ما زعم القوم لم يرد ايمان أبى طالب وأراد كفره، و أراد النبي صلى الله عليه واله ايمانه فقد حصل غاية الخلاف بين ارادتي الرسول والمرسل، وكان


[ 134 ]

سبحانه يقول على مقتضى اعتقادهم: انك يا محمد تريد ايمانه ولا اريد ايمانه، ولا أخلق فيه الايمان مع تكلفه بنصرتك وبذل مجهوده في اعانتك، والذب عنك ومحبته لك ونعمته عليك، وتكره أنت ايمان وحشى لقتله حمزة عمك وانا أريد ايمانه واخلق في قلبه الايمان وفى هذا ما فيه وقد ذكرنا في سورة الانعام ان أهل البيت عليهم السلام قد أجمعوا على أن أبا طالب مات مسلما. وتظاهرت الروايات بذلك عنهم، وأوردنا هناك طرفا من أشعاره الدالة على تصديقه للنبى صلى الله عليه واله، وتوحيده، فان استيفاء جميعه لا يتسع له الطوامير، وما روى من ذلك في كتب المغازى وغيرها أكثر من أن يحصى، يكاشف فيها من كاشف النبي صلى الله عليه واله ويناضل عنه ويصحح نبوته، وقال بعض الثقات: ان قصائده في هذا المعنى التى تنفث في عقد السحر وتغبر في وجه الشعر الدهر تبلغ قدر مجلد و أكثر من هذا ولا شك في انه لم يختر تمام مجاهرة الاعداء استصلاحا لهم، وحسن تدبيره في دفع كيادهم لئلا يلجئوا الرسول إلى ما ألجأوه إليه بعد موته. 90 – في جوامع الجامع وقالوا: ان الاية نزلت في أبى طالب وقد ورد عن أئمة الهدى عليهم السلام ان أبا طالب مات مسلما وأجمعت الامامية على ذلك وأشعاره مشحونة بالاسلام وتصديق النبي صلى الله عليه واله (1). 91 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن على بن عقبة عن أبيه قال قال أبو عبد الله عليه السلام: اجعلوا أمركم هذا لله، ولا تجعلوه للناس فاما ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى السماء، ولا تخاصموا بدينكم الناس فان المخاصمة ممرضة للقلب، ان الله عزوجل قال لنبيه صلى الله عليه واله: (انك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء) وقال: (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) ذروا الناس فان الناس أخذوا عن الناس وانكم أخذتم عن رسول الله صلى الله عليه واله و


(1) وقد تفرد العلامة الاميني دام ظله في كتابه (الغدير) بابا في اسلام ابى طالب والذب عما قيل في عدم اسلامه سلام الله عليه وذكر طرفا من اشعاره وكلماته المنبئة عن ايمانه بالنبي صلى الله عليه وآله وبما جاء به من الله الحكيم فراجع ج 7: 331 – 409 وج 8: 3 – 29. ط طهران [ * ]

[ 135 ]

على عليه السلام ولا سواء، وانى سمعت أبى عليه السلام يقول: إذا كتب الله على عبد أن يدخله في هذا الامر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره، وفى كتاب التوحيد مثله سواء 92 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى جبير بن نوف ان أمير المؤمنين عليه السلام كتب إلى معاوية وأصحابه يدعوهم إلى الحق وذكر الكتاب بطوله قال: فكتب إليه معاوية اما بعد انه: ليس بينى وبين عمرو عتاب * غير طعن الكلى وضرب الرقاب فلما وقف أمير المؤمنين عليه السلام على جوابه بذلك قال: (انك لا تهدى من أحببت و لكن الله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم). 93 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ان نتبع الهدى معك نتخطف من ارضنا قال: نزلت في قريش حين دعاهم رسول الله صلى الله عليه واله إلى الاسلام والهجرة (وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا) فقال الله عزوجل: أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شئ رزقا من لدنا ولكن اكثرهم لا يعلمون. 94 – في كشف المحجة لابن طاوس عليه الرحمة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: فاما الايات اللواتى في قريش فهى قوله إلى قوله: والثالثة قول قريش لنبى الله حين دعاهم إلى الاسلام والهجرة فقالوا: (ان نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا) فقال الله: (أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شئ رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون). 95 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال على بن الحسين عليهما السلام: كان أبو طالب يضرب عن رسول الله صلى الله عليه واله إلى أن قال: فقال أبو طالب: يا ابن اخ إلى الناس كافة ارسلت ام إلى قومك خاصة ؟ قال: لا بل إلى الناس أرسلت كافة الابيض والاسود والعربي والعجمي، والذى نفسي بيده لادعون إلى هذا الامر الابيض و الاسود ومن على رؤس الجبال ومن في لجج البحار، ولادعون السنة فارس والروم فتحيرت قريش واستكبرت وقالت: أما تسمع إلى ابن اخيك وما يقول، والله لو سمعت


[ 136 ]

بهذا فارس والروم لاختطفتنا من أرضنا ولقلعت الكعبة حجرا حجرا فانزل الله تبارك وتعالى: (وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من ارضنا أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شئ) إلى آخر الاية. 96 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين) فان العامة قد رووا ان ذلك في القيامة، واما الخاصة فانه حدثنى أبى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد الطائى عن محمد بن مسلم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان العبد إذا دخل قبره جاءه منكر وفزع منه يسأل عن النبي صلى الله عليه واله فيقال له: ماذا تقول في هذا الرجل الذى كان بين أظهركم ؟ فان كان مؤمنا قال: اشهد انه رسول الله جاء بالحق فيقال له: ارقد رقدة لا حلم فيها ويتنحى عنه الشيطان، ويفسح له في قبره سبعة أذرع، ويرى مكانه في الجنة قال: وإذا كان كافرا قال: ما أدرى فيضرب ضربة يسمعها كل من خلق الله الا الانسان، ويسلط عليه الشيطان، وله عينان من نحاس أو نار تلمعان كالبرق الخاطف فيقول له: انا اخوك ويسلط عليه الحيات والعقارب، ويظلم عليه قبره ثم يضغطه ضغطة يختلف أضلاعه عليه، ثم قال باصابعه فشرجها (1). 97 – قوله عزوجل: وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة قال: يختار الله عزوجل الامام وليس لهم ان يختاروا. 98 – في اصول الكافي أبو القاسم بن العلا رحمه الله رفعه عن عبد العزيز بن مسلم عن الرضا عليه السلام حديث طويل في فضل الامام وصفاته يقول فيه عليه السلام: هل يعرفون قدر الامامة ومحلها من الامة فيجوز فيها اختيارهم إلى قوله عليه السلام: لقد رامو صعبا وقالوا


(1) قال المجلسي (ره) في البحار: (ثم قال بأصابعه) القول هنا بمعنى الفعل أي أدخل أصابعه بعضها في بعض لتوضيح اختلاف الاضلاع، أي تدخل اضلاعه من جانب في أضلاعه من جانب آخر وقوله (شرجها) في اكثر النسخ بالجيم، قال الفيروز آبادي: الشرج: الفرقة والمزج والجمع ونضد اللبن والتشريج: الخياطة المتباعدة. وتشرج اللحم بالشحم: تداخل (انتهى) وفى بعض النسخ بالحاء المهملة أي اوضح وبين اختلاف الاضلاع. [ * ]

[ 137 ]

افكا وضلوا ضلالا بعيدا، ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الامام عن بصيرة، زين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين، رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله إلى اختيارهم، والقرآن يناديهم: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون) وقال عزوجل: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم). 99 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبد الله القمى عن الحجة القائم عليه السلام حديث طويل وفيه: قلت: فأخبرني يا ابن مولاى عن العلة التى تمنع القوم من اختيار الامام لانفسهم ؟ قال: مصلح ام مفسد ؟ قلت: مصلح، قال: فهل يجوز ان تقع خيرتهم على المفسد بعد أن لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد ؟ قلت: بلى. قال: فهى العلة، وأوردها لك ببرهان ينقاد لك عقلك. ثم قال عليه السلام: اخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله عزوجل وانزل عليهم الكتب وايدهم بالوحى والعصمة إذ هم اعلام الامم اهدى إلى الاختيار منهم مثل موسى وعيسى عليهم السلام هل يجوز مع وفور عقلهما إذ هما بالاختيار ان تقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان انه مؤمن ؟ قلت: لا قال: هذا موسى كليم الله مع وفور عقله وكمال علمه ونزول الوحى عليه اختار من اعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه عزوجل سبعين رجلا ممن لا يشك في ايمانهم واخلاصهم، فوقع خيرته على المنافقين قال الله عزوجل: (واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا) إلى قوله: (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم) فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله عزوجل للنبوة واقعا على الافسد دون الاصلح وهو يظن انه الاصلح دون الافسد، علمنا ان الاختيار لا يجوز أن يفعل الا ممن يعلم ما تخفى الصدور، وتكن الضماير، وتنصرف إليه السرائر، وان لا خطر لاختيار المهاجرين والانصار بعد وقوع خيرة الانبياء على ذوى الفساد لما أرادوا أهل الصلاح. 100 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل: وتعلم ان نواصى الخلق بيده فليس له نفس ولا لحظة الا بقدرته ومشيته. وهم عاجزون عن اتيان


[ 138 ]

اقل شئ في مملكته الا باذنه وارادته، قال الله عزوجل: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة من امرهم سبحان الله وتعالى عما يشركون). 101 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ونزعنا من كل امة شهيدا يقول: من هذه الامة امامها فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا ان الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون. 102 – في مجمع البيان: ان قارون كان من قوم موسى أي كان من بنى اسرائيل ثم من سبط موسى وهو ابن خالته عن عطا عن ابن عباس وروى ذلك عن أبى عبد الله عليه السلام. 103 – في تفسير على بن ابراهيم، وآتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة اولى القوة والعصبة ما بين العشرة إلى تسعة عشر (1) قال: كان يحمل مفاتيح خزائنه العصبة اولوا القوة. 104 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وما يكون اولوا قوة الا عشرة آلاف. قال عز من قائل: إذ قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين. 105 – في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عليهما السلام قال: أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام لا تفرح بكثرة المال، ولا تدع ذكرى على كل حال، فان كثرة المال تنسى الذنوب، وترك ذكرى ينسى القلوب. 106 – عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: والفرح مكروه عند الله عزوجل. 107 – في كتاب التوحيد باسناده إلى أبان الاحمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انه جاء إليه رجل فقال له: بأبى أنت وامى عظني موعظة، فقال عليه السلام: ان كانت العقوبة من الله عزوجل حقا فالفرح لماذا ؟ والحديث طويل أخذنا منه


(1) وفى بعض النسخ (خمسة عشر) بدل (تسعة عشر). [ * ]

[ 139 ]

موضع الحاجة. قال عز من قائل: وابتغ فيما آتاك الله الدار الاخرة. 108 – في الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبى الحسن على بن يحيى عن أيوب بن اعين عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يؤتى يوم القيامة برجل فيقال: احتج، فيقول: يا رب خلقتني وهديتني وأوسعت على فلم أزل أوسع على خلقك وأيسر عليهم لكى تنشر على هذا اليوم رحمتك وتيسره فيقول الرب جل ثناؤه وتعالى: صدق عبدى ادخلوه الجنة. 109 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى موسى بن اسمعيل بن موسى بن جعفر قال: حدثنى أبى عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على بن ابى طالب عليهم السلام في قول الله عزوجل: ولا تنس نصيبك من الدنيا قال: لا تنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك ونشاطك ان تطلب بها الاخرة. 110 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: فساد الظاهر من فساد الباطن ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن خان الله في السر هتك الله ستره في العلانية وأعظم الفساد أن يرضى العبد بالغفلة عن الله تعالى، وهذا الفساد يتولد من طول الامل والحرص والكبر، كما أخبر الله تعالى في قصة قارون في قوله: ولا تبغ الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين وكانت هذه الخصال من صنع قارون واعتقاده، وأصلها من حب الدنيا وجمعها ومتابعة النفس وهواها، واقامة شهواتها وحب المحمدة وموافقة الشيطان واتباع خطواته وكل ذلك مجتمع تحت الغفلة عن الله ونسيان مننه. 111 – في تفسير على بن ابراهيم فقال قارون كما حكى الله عزوجل: انما اوتيته على علم عندي يعنى ماله وكان يعمل الكيميا فقال الله عزوجل: أو لم يعلم ان الله قد اهلك من قبله من القرون من هو اشد قوة واكثر جمعا ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون أي لا يسئل من كان قبلهم عن ذنوب هؤلاء فخرج على قومه في زينته قال: في الثياب المصبغات يجرها بالارض فقال الذين يريدون الحيوة الدنيا ياليت


[ 140 ]

لنا مثل ما اوتى قارون انه لذو حظ عظيم فقال لهم لخاص من اصحاب موسى (ع): ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها الا الصابرون فخسفنا به وبداره الارض. 112 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قام رجل إلى أمير المؤمنين في الجامع بالكوفة فقال: يا امير المؤمنين اخبرني عن يوم الاربعاء والتطير منه و ثقله واى اربعاء هو ؟ فقال عليه السلام: آخر اربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل اخاه، ويوم الاربعاء القى ابراهيم عليه السلام في النار، ويوم الاربعاء خسف الله بقارون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 113 – في من لا يحضره الفقيه في مناهى النبي صلى الله عليه واله ونهى أن يختال الرجل في مشيته وقال: من لبس ثوبا فاختال فيه خسف الله به من شفير جهنم، وكان قرين قارون، لانه اول من اختال فخسف الله به وبداره الارض. 114 – في تفسير على بن ابراهيم وكان سبب هلاك قارون انه انما خرج موسى عليه السلام ببنى اسرائيل من مصر وانزلهم البادية وكانوا يقومون من اول الليل ويأخذون في قرائة التوراة والدعاء والبكاء، وكان قارون منهم وكان يقرأ التوراة ولم يكن فيهم احسن صوتا منه، وكان يسمى المنون لحسن قرائته، وكان يعمل الكيميا، فلما طال الامر على بنى اسرائيل في التيه والتوبة وكان قارون قد امتنع من الدخول معهم في التوبة وكان موسى عليه السلام يحبه، فدخل إليه موسى فقال له: يا قارون قومك في التوبة وأنت قاعد هيهنا ؟ ادخل معهم والا ينزل بك العذاب فاستهان به واستهزأ بقوله، فخرج من عنده مغتما فجلس في فناء قصره وعليه جبة شعر ونعلان من جلد حمار شراكهما من خيط شعر بيده العصا، فامر قارون أن يصب عليه رمادا قد خلطه بالماء، فصب عليه فغضب موسى عليه السلام غضبا شديدا وكان في كتفه شعرات إذا غضب خرجت من ثيابه وقطر منها الدم، فقال موسى: يا رب ان لم تغضب لى فلست لك بنبى فأوحى الله عزوجل إليه: قد أمرت الارض ان تطيعك فمرها بما شئت وقد كان قارون


[ 141 ]

قد أمر أن يغلق باب القصر، فأقبل موسى عليه السلام فأومى إلى الباب فانفجرت ودخل عليه فلما نظر إليه قارون وعلم انه قداوتى، قال: يا موسى اسئلك بالرحم الذى بينى وبينك فقال له موسى: يا ابن لاوى لا تزدنى من كلامك، يا أرض خذيه فدخل القصر بما فيه في الارض ودخل قارون في الارض إلى ركبتيه، فبكى وحلفه بالرحم فقال موسى عليه السلام: يا ابن لاوى لا تزدنى من كلامك يا أرض خذيه فابتلعيه بقصره وخزائنه، وهذا ما قال موسى عليه السلام لقارون يوم اهلكه الله عزوجل فعيره الله تبارك وتعالى بما قاله لقارون، فعلم موسى ان الله تبارك وتعالى قد عيره بذلك، فقال: يا رب ان قارون دعاني بغيرك ولو دعاني بك لاجبته، فقال الله عزوجل: يا ابن لاوى لا تزدنى من كلامك، فقال موسى عليه السلام: يا رب لو علمت ان ذلك لك رضى لاجبته، فقال الله عزوجل: وعزتي وجلالى وحق جودى ومجدى وعلو مكاني لو ان قارون كما دعاك دعاني لاجبته، ولكنه لما دعاك وكلته اليك، يا ابن عمران لا تجزع من الموت فانى كتبت الموت على كل نفس وقد مهدت لك مهادا لو قد وردت عليه لقرت عيناك، فخرج موسى عليه السلام إلى جبل طور سيناء مع وصيه وصعد موسى الجبل فنظر إلى رجل قد أقبل ومعه مكتل ومسحاة (1) فقال له موسى عليه السلام ما تريد ؟ قال: رجل من اولياء الله قد توفى وانا احفر له قبرا فقال له موسى: افلا اعينك عليه ؟ قال: بلى. قال: فحفر القبر فلما فرغا أراد الرجل ان ينزل إلى القبر فقال له موسى عليه السلام: ما تريد ؟ قال ادخل القبر فأنظر كيف مضجعه فقال له موسى: انا اكفيك فدخله موسى فاضطجع فيه، فقبض ملك الموت روحه وانضم عليه الجبل. 115 – وفيه وقد سأل بعض اليهود أمير المؤمنين صلوات الله عليه عن سجن طاف أقطار الارض بصاحبه، فقال: يا يهودى أما السجن الذى طاف اقطار الارض بصاحبه فانه الحوت الذى حبس يونس في بطنه فدخل في بحر القلزم، ثم خرج إلى بحر مصر ثم دخل بحر طبرستان ثم خرج في دجلة الغور، قال: ثم مرت به تحت الارض حتى


(1) المكتل: الزنبيل والمسحاة: ما يسحى به إذا كان من حديد وبالفارسية (كلنگ. بيل) [ * ]

[ 142 ]

لحقت بقارون وكان قارون هلك أيام موسى ووكل الله به ملكا يدخله في الارض كل يوم قامة رجل، وكان يونس في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره، فسمع قارون صوته فقال للملك الموكل به: انظرني فانى اسمع كلام آدمى، فأوحى الله إلى الملك الموكل به انظره فأنظره ثم قال قارون: من أنت ؟ قال يونس: انا المذنب الخاطئ يونس بن متى، قال: فما فعل شديد الغضب لله موسى بن عمران ؟ قال: هيهات هلك، قال: فما فعل الرؤف الرحيم على قومه هارون بن عمران ؟ قال: هلك قال: فما فعلت كلثم بنت عمران التى كانت سميت لى ؟ قال: هيهات ما بقى من آل عمران أحد، فقال قارون: وااسفا على آل عمران، فشكر الله له ذلك فأمر الملك الموكل به ان يرفع عنه العذاب ايام الدنيا فرفع عنه. 116 – في تفسير العياشي عن الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان يونس لما آذاه قومه وذكر حديثا طويلا وفيه، فألقى نفسه فالتقمه الحوت فطاف به البحار السبعة حتى صار إلى البحر المسجور، وبه يعذب قارون، فسمع قارون دويا فسأل الملك عن ذلك فأخبره انه يونس وان الله حبسه في بطن الحوت. فقال له قارون: اتأذن لى ان اكلمه ؟ فاذن له فسأله عن موسى فأخبره انه مات فبكى، ثم سأله عن هارون فاخبره انه مات فبكى وجزع جزعا شديدا وسأله عن اخته كلثم وكانت مسماة له فأخبره انها ماتت، فبكى وجزع جزعا شديدا فأوحى الله إلى الموكل به: ان ارفع عنه العذاب بقية أيام الدنيا لرقته على قرابته. 117 – في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى باسناده إلى النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يذكر فيه خروجه عليه السلام للمباهلة وفيه: فلما رجع النبي صلى الله عليه واله بأهله وصار إلى مسجده هبط جبرئيل عليه السلام وقال: يا محمد ان الله يقرئك السلام ويقول: ان عبدى موسى باهل عدوه قارون بأخيه هارون وبنيه فخسفت بقارون وأهله وماله ومن وازره من قومه وبعزتي اقسم وجلالى يا أحمد لو باهلت بك وبمن تحت الكساء من أهلك أهل الارض والخلائق جميعا لتقطعت السماء كسفا، والجبال زبرا ولساخت الارض فلم تستقر


[ 143 ]

أبدا الا ان أشاء ذلك. 118 – في تفسير على بن ابراهيم فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المستنصرين واصبح الذين تمنوا مكانه بالامس يقولون ويكأن الله قال: هي لفظة سريانية يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا ان من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون حدثنى ابى عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص ما منزلة الدنيا من نفسي الا بمنزلة الميتة إذا اضطررت إليها اكلت منها، يا حفص ان الله تبارك و تعالى علم ما العباد عاملون والى ما هم صائرون، فحلم عنهم عند اعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم، فلا يغرنك حسن الطلب ممن لا يخاف الفوت، ثم تلا قوله: تلك الدار الاخرة الاية وجعل يبكى ويقول: ذهبت والله الامانى عند هذه الاية، قلت: جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا ؟ فقال: قد حد الله عزوجل في كتابه فقال: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 119 – وقال أبو عبد الله عليه السلام ايضا في قوله: علوا في الارض ولا فسادا: العلو الشرف والفساد البناء. 120 – في نهج البلاغة فلما نهضت بالامر نكثت طائفة ومرقت اخرى وفسق آخرون كأنهم لم يسمعوا الله سبحانه إذ يقول: (تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) بلى والله لقد سمعوها ووعوها، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها. 121 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن مسعود انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله في كلام طويل: اوصيكم بتقوى الله وأوصى الله بكم (انى لكم نذير مبين) الا تعلوا على الله في عباده وبلاده فان الله تعالى قال لى ولكم: (تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)


[ 144 ]

122 – في مجمع البيان وروى زاذان عن أمير المؤمنين عليه السلام انه كان يمشى في الاسواق وهو وال يرشد الضال ويعين الضعيف ويمر بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ويقرأ (تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا) ويقول، نزلت هذه الاية في أهل العدل والتواضع من الولاة، وأهل القدرة من ساير الناس. 123 – وروى سلام الاعرج عن أمير المؤمنين عليه السلام ايضا قال: الرجل ليعجبه شراك نعله فيدخل في هذه الاية: (تلك الدار الاخرة) الاية. 124 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله يقول على بن موسى بن طاوس: رأيت في تفسير الطبرسي عند تفسير هذه الاية قال: وروى عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: ان الرجل ليعجبه ان يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها (انتهى). اقول: وهذا الحديث منقول في جوامع الجامع فكأنه المراد. 125 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن حماد عن حريز عن أبي جعفر عليه السلام قال: انه سئل عن جابر فقال: رحم الله جابرا بلغ من فقهه انه كان يعرف تأويل هذه الاية ان الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد يعنى الرجعة. 126 – قال وحدثني أبى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الحميد الطائى عن أبى خالد الكابلي عن على بن الحسين صلوات الله عليهما في قوله عزوجل: (ان الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) قال: يرجع اليكم نبيكم صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم حدثنى أبى عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر قال: ذكر عند أبي جعفر عليه السلام جابر فقال: رحم الله جابرا لقد بلغ من علمه انه كان يعرف تأويل هذه الاية (ان الذى فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) يعنى الرجعة. 127 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن النعمان عن سيف بن عميرة عمن ذكره عن الحارث بن المغيرة النصرى قال: سئل


[ 145 ]

أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: كل شئ هالك الا وجهه فقال: ما يقولون فيه ؟ قلت: يقولون: يهلك كل شئ الا وجه الله، فقال: سبحان الله لقد قالوا قولا عظيما انما عنى بذلك وجه الله الذى يؤتى منه. 128 – احمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن فضيل بن عثمان عن أبى يعفور قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (هو الاول و الاخر) وقلت: اما الاول فقد عرفناه واما الاخر فبين لنا تفسيره، فقال: انه ليس شئ الا يبيد أو يتغير أو يدخله الغير والزوال وينتقل من لون إلى لون ومن هيئة إلى هيئة ومن صفة إلى صفة، ومن زيادة إلى نقصان، ومن نقصان إلى زيادة الا رب العالمين فانه لم يزل ولا يزال بحالة واحدة، هو الاول قبل كل شئ وهو الاخر على ما لم يزل ولا تختلف عليه الصفات والاسماء كما تختلف على غيره، مثل الانسان الذى يكون ترابا مرة ومرة لحما ودما ومرة رفاتا ورميما، وكالبسر الذى يكون مرة بلحا ومرة بسرا ومرة رطبا ومرة تمرا (1) فتتبدل عليه الاسماء والصفات والله عزوجل بخلاف ذلك. 129 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن ابي حمزة عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: (كل شئ هالك الا وجهه) قال: فيفنى كل شئ ويبقى الوجه، الله أعظم من أن يوصف، لا ولكن معناها: كل شئ هالك الا دينه ونحن الوجه الذى يؤتى الله منه لم نزل في عباده ما دام لله فيهم روية، فإذا لم يكن لله فيهم روية رفعنا إليه ففعل بنا ما أحب، قلت: جعلت فداك فما الروية ؟ قال: الحاجة. 130 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: واما قوله: (كل شئ هالك الا وجهه) فالمراد كل شئ هالك الا دينه، لان من المحال أن يهلك منه كل شئ ويبقى الوجه، هو أجل وأعظم من ذلك


(1) البسر: التمر قبل ارطابه وذلك إذا لون ولم ينضج، وقبله البلح، والرطب: نضيج البسر قبل ان يتمر. والتمر: اليابس من ثمر النخل. واول التمر طلع ثم خلال ثم بلح ثم بسر ثم رطب ثم تمر. [ * ]

[ 146 ]

وانما يهلك من ليس منه، الا ترى انه قال: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك) ففصل بين خلقه ووجهه. 131 – في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي حمزة قال: قلت: لابيجعفر عليه السلام: قول الله عزوجل: (كل شئ هالك الا وجهه) قال: يهلك كل شئ ويبقى الوجه، ان الله أعظم من ان يوصف بالوجه، ولكن معناه: كل شئ هالك الا دينه والوجه الذى يؤتى منه. 132 – وباسناده إلى الحارث بن المغيرة النصرى قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (كل شئ هالك الا وجهه) قال: كل شئ هالك الا من أخذ طريق الحق وفى محاسن البرقى مثله الا ان آخره: من أخذ الطريق الذى انتم عليه. 133 – وفى كتاب التوحيد باسناده إلى صفوان الجمال عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (كل شئ هالك الا وجهه) قال: من اتى الله بما أمر به من طاعة محمد والائمة من بعده صلوات الله عليهم فهو الوجه الذى لا يهلك ثم قرأ: (من يطع الرسول فقد أطاع الله). 134 – وباسناده ايضا إلى صفوان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: نحن وجه الله الذى لا يهلك. 135 – وباسناده إلى صالح بن سعيد عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (كل شئ هالك الا وجهه) نحن. 136 – وباسناده إلى خيثمة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (كل شئ هالك الا وجهه) قال: دينه وكان رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلام دين الله ووجهه وعينه في عباده، ولسانه الذى ينطق به، ويده على خلقه، ونحن وجه الله الذى يؤتى منه، ولن نزال في عباده ما دامت لله فيهم روية. قلت: وما الروية ؟ قال: الحاجة فإذا لم يكن لله فيهم حاجة رفعنا إليه وصنع ما أحب. 137 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: فلا تكونن يا محمد ظهيرا


[ 147 ]

للكافرين فقال: المخاطبة للنبى صلى الله عليه واله والمعنى للناس، وقوله عزوجل: (ولا تدع مع الله الها) المخاطبة للنبى صلى الله عليه واله والمعنى للناس وهو قول الصادق صلوات الله عليه: ان الله عزوجل بعث نبيه صلى الله عليه واله باياك أعنى واسمعي يا جارة. (1) بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة العنكبوت والروم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين فهو والله يابا محمد من أهل الجنة لا أستثنى فيه أبدا، ولا أخاف عليه ان يكتب الله على في يمينى اثما، وان لهاتين السورتين من الله مكانا. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: ومن قرأ سورة العنكبوت كان له من الاجر عشر حسنات بعدد كل المؤمنين والمنافقين. 3 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام قال: جاء العباس إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: انطلق بنا نبايع لك الناس فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: أو تراهم فاعلون ؟ قال: نعم. قال: فأين قوله عزوجل: الم أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم أي اختبرناهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين 4 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة توقيع من صاحب الزمان عليه السلام كان خرج إلى العمرى وابنه رضى الله عنهما رواه سعد بن عبد الله قال الشيخ أبو جعفر: وجدت مثبتا بخط سعد بن عبد الله رحمه الله: وفقكما الله وثبتكما على دينه وأسعدكما


(1) وهذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره، وقيل ان اول من قال ذلك سهل بن مالك الفزارى ذكر قصته الميداني في مجمع الامثال (ج 50 1 – 51 ط مصر) وقال الطريحي: هو مثل يراد به التعريض للشئ. [ * ]

[ 148 ]

بمرضاته، انتهى الينا بما ذكرتما ان المسمى اخبركما عن المختار ومناظرته من لقى واحتجاجه بانه لا خلف غير جعفر بن على وتصديقه، وفهمت جميع ما كتبتما به مما قال أصحابكم عنه، وانا أعوذ بالله من العمى بعد الجلا ومن الضلالة بعد الهدى، ومن موبقات الاعمال ومرديات الفتن، وانه عزوجل يقول: (الم أحسب الناس ان يتركوا أن يقولوا آمنا وهو لا يفتنون) كيف يتساقطون في الفتنة ويترددون في الحيرة و يأخذون يمينا وشمالا، فارقوا دينهم ام ارتابوا ام عاندوا الحق ام جهلوا ما جاءت به الروايات الصادقة والاخبار الصحيحة وعلموا فتناسوا والتوقيع طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 5 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: (الم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا و هم لا يفتنون) ثم قال لى: ما الفتنة ؟ قلت: جعلت فداك الفتنة في الدين فقال: يفتنون كما يفتن الذهب، ثم قال: يخلصون كما يخلص الذهب. 6 – في نهج البلاغة وقام إليه عليه السلام رجل فقال: أخبرنا عن الفتنة وهل سألت رسول الله صلى الله عليه واله عنها ؟ فقال عليه السلام: لما أنزل الله سبحانه قوله: (الم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) علمت ان الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله صلى الله عليه واله بين أظهرنا، فقلت: يارسول الله ما هذه الفتنة التى أخبرك الله بها ؟ فقال: يا على ان امتى سيفتنون من بعدى، فقلت: يا رسول الله أو ليس لى قد قلت لى يوم احد حيث استشهد من استشهد من المسلمين واحيزت عنى الشهادة فشق ذلك على فقلت لى: ابشر فان الشهادة من ورائك، فقال لى: ان ذلك لكذلك فكيف صبرك إذا ؟ فقلت يا رسول الله ليس هذا مواطن الصبر ولكن من مواطن البشرى والشكر، وقال: يا على سيفتنون بعدى بأموالهم، ويمنون بدينهم على ربهم ويتمنون رحمته ويأمنون سطوته، ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة والاهواء الساهية، فيستحلون الخمر بالنبيذ والسحت بالهدية والربا بالبيع. قلت: يا رسول الله فبأى المنازل أنزلهم عند ذلك أبمنزلة ردة ام بمنزلة فتنة ؟ قال: بمنزلة فتنة.


[ 149 ]

7 – في مجمع البيان عند قوله: (أو يلبسكم شيعا) وفى تفسير الكلبى انه لما نزلت هذه الاية قام النبي صلى الله عليه واله فتوضأ واسبغ وضوئه، ثم قام وصلى فأحسن صلوته ثم سأل الله سبحانه ان لا يبعث عذابا من فوقهم أو من تحت ارجلهم أو يلبسهم شيعا ولا يذيق بعضهم بأس بعض، فنزل جبرئيل عليه السلام ولم يجرهم من الخصلتين الاخيرتين، فقال عليه السلام: يا جبرئيل ما بقاء امتى مع قتل بعضهم بعضا ؟ فقام وعاد إلى الدعاء فنزل: (الم أحسبوا ان يتركوا) الايتين فقال لا بد من فتنة تبتلى بها الامة بعد نبيها ليتعين الصادق من الكاذب، لان الوحى انقطع وبقى السيف وافتراق الكلمة إلى يوم القيامة. 8 – وفيه قيل: ان معنى يفتنون يبتلون في أنفسهم واموالهم وهو المروى عن ابى عبد الله عليه السلام. 9 – وفيه قرء على عليه السلام (فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) بضم الياء وكسر اللام فيهما، وهو المروى عن جعفر بن محمد ومحمد بن عبد الله بن الحسن. 10 – في تفسير العياشي عن جابر قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: (ليس لك من الامر شئ) فسره لى قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: يا جابر ان رسول الله صلى الله عليه واله كان عند الله خلاف ما اراد رسول الله صلى الله عليه واله قال: قلت: فما معنى ذلك ؟ قال: نعم عنى بذلك قول الله لرسوله صلى الله عليه واله ليس لك من الامر شئ يا محمد في على الامر الي في على عليه السلام وغيره الم انزل عليك يا محمد فيما انزلت من كتابي اليك (الم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) إلى قوله (وليعلمن) قال: فوض رسول الله صلى الله عليه واله الامر إليه. 11 – في ارشاد المفيد رحمه الله وقد جاءت الرواية انه لما تم لابي بكر ماتم و بايعه من بايع، جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو يسوى قبر رسول الله صلى الله عليه واله بمسحاة في يده وقال له: ان القوم قد بايعوا ابا بكر ووقعت الخذلة في الانصار لاختلافهم، وبدر الطلقاء للعقد للرجل خوفا من ادراككم الامر ؟ فوضع طرف المسحاة على الارض ويده


[ 150 ]

عليها ثم قال: (بسم الله الرحمن الرحيم الم أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين * ام حسب الذين اجترحوا السيئات ان يسبقونا ساء ما يحكمون) 12 – الفضل بن شاذان عن أحمد بن محمد بن أبينصر عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا وتمحصوا، ولا يبقى منكم الا القليل ثم قرء: (الم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) ثم قال: ان من علامات الفرج حدث يكون بين المسجدين، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من العرب. 13 – في الكافي وروى ان أمير المؤمنين عليه السلام قال: في خطبة له: ولو أراد الله جل ثنائه بأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذهبان ومعادن البلدان ومغارس الجنان وأن يحشر طير السماء ووحش الارض معهم لفعل، ولو فعل لسقط البلاء وبطل الجزاء واضمحل الابتلاء (1) ولما وجب للقائلين أجر المبتلين (2) ولا لحق المؤمنين ثواب المحسنين، ولا لزمت الاسماء أهاليها على معنى مبين، ولذلك لو أنزل الله من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين، ولو فعل لسقط البلوى عن الناس أجمعين، ولكن الله جل ثنائه جعل رسله اولى قوة في عزائم نياتهم، وضعفة فيما ترى الاعين من حالاتهم من قناعة تملاء القلوب والعيون غناؤه وخصاصة يملاء الاسماع والابصار اداؤه. ولو كانت الانبياء أهل قوة لا ترام وعزة لا تضام وملك يمد نحوه اعناق الرجال، ويشد إليه عقد الرحال لكان أهون على الخلق في الاختبار وأبعدهم في الاستكبار، ولامنوا عن رغبة قاهرة لهم أو رهبة مائلة بهم، فكانت النيات مشتركة والحسنات مقتسمة، ولكن الله أراد أن يكون الاتباع لرسله والتصديق بكتبه والخشوع لوجهه والاستكانة لامره والاستسلام إليه، امورا خاصة لا يشوبها من غيرها شائبة، وكلما كانت البلوى والاختبار


(1) وفى النهج والمصدر (واضمحلت الابناء) بدل (الابتلاء). (2) (القائلين) من القيلولة يعنى لو لم يكن ابتلاء لكانوا مستريحين فلا ينالون أجور المبتلين قاله المحدث الكاشانى (ره) في الوافى. [ * ]

[ 151 ]

أعظم كانت المثوبة والجزاء أجزل، ألا ترون ان الله جل ثناؤه اختبر الاولين من لدن آدم إلى آخرين من هذا العالم بأحجار ما تضر ولا تنفع، ولا تبصر ولا تسمع، فجعلها بيته الحرام الذى جعله للناس قياما. ثم جعله بأوعر (1) بقاع الارض حجرا واقل نتائق الدنيا مدرا (2) وأضيق بطون الاودية معاشا، وأغلظ محال المسلمين مياها بين جبال خشنة ورمال دمثة (3) وقرى منقطعة واثر من مواضع قطر السماء داثر (4) ليس يزكو به خف ولا ظلف ولا حافر (5) ثم امر آدم وولده أن يثنوا أعطافهم نحوه فصار مثابة لمنتجع أسفارهم وغاية لملقى رحالهم تهوى إليه ثمار الافئدة من مفاوز قفار متصلة وجزائر بحار منقطعة ومهاوى فجاج عميقة حتى يهزوا مناكبهم ذللا لله حوله ويرملوا على أقدامهم شعثا غبرا له قد نبذوا القنع والسرابيل وراء ظهورهم وحسروا بالشعور حلقا عن رؤسهم (6) ابتلاءا عظيما واحتبارا كبيرا وامتحانا شديدا وتمحيصا بليغا وقنوتا


(1) وعر المكان: صلب. (2) قال الجزرى في حديث على (عليه السلام) في صفة مكة: والكعبة أقل نتائق الدنيا مدرا، النتائق جمع نتيقة، فعيلة بمعنى مفعولة من النتق وهو ان تقلع الشئ فترفعه من مكانه لترمى به هذا هو الاصل وأراد بها ههنا البلاد لرفع بنائها وشهرتها في موضعها. (انتهى) وقال الشارح المعتزلي: اصل هذه اللفظة من قولهم امرأة منتاق أي كثيرة الحبل والولادة، ويقال: ضيعة منتاق أي كثيره الريع فجعل عليه السلام الضياع ذوات المدر التى تثار للحرث نتائق وقال ان مكة أقلها صلاحا المزرع لان أرضها حجرية. (3) رما – دمثة: سهلة وكلما كان الرمل أسهل كان أبعد عن ان ينبت (4) الاثر: بقية رسم الشئ، والدثور: الدروس وهو أن تهب الرياح على المنزل فيغشى رسومه الرمل ويغطيه. (5) الخف ههنا هو الابل والحافر الخيل والحمير، والظلف الشاة (ولا يزكو بها) أي لا تزيد أي ليس حولها مرعى ترعاه تلك فتسمن. (6) قوله عليه السلام: (يثنوا أعطافهم نحوه… اه) الثنى: العطف، وعطفا الرجل: جابناه أي يقصدوه ويحجوه، يقال: ثنا عطفه نحوه أي توجه إليه والمثابة: المرجع = [ * ]

[ 152 ]

مبينا (1) جعله الله سببا لرحمته ووصلة ووسيلة إلى جنته وعلة لمغفرته وابتلاء للخلق برحمته فلو كان الله تبارك وتعالى وضع بيته الحرام ومشاعره العظام بين جنات وانهار وسهل و قرار، جم الاشجار دانى الثمار ملتف النبات، متصل القرى من برة سمراء، وروضة خضراء وأرياف محدقة، وعراص مغدقة وزروع ناضرة، وطرق عامرة، وحدائق كثيرة لكان قد صغر الجزاء على حسب ضعف البلا (2) ثم لو كانت الاساس المحمول عليها أو الاحجار المرفوع بها بين زمردة خضراء، و ياقوتة حمراء ونور وضياء، لخفف ذلك مصارعة الشك في الصدور، ولو وضع مجاهدة ابليس عن القلوب، ولنفى معتلج الريب من الناس، ولكن الله جل وعز يختبر عبيده بانواع الشدائد ويتعبدهم بألوان المجاهد ويبتليهم بضروب المكاره اخراجا للتكبر


= والمنتجع: محل الكلاء والنجعة: طلب الكلاء في الاصل ثم سمى كل من قصد امرا يروم النفع منه منتجعا. قال المحدث الكاشانى (ره) وفى قوله عليه السلام: (تهوى إليه ثمار الافئدة) استعارة لطيفة ونظر إلى قوله سبحانه حكاية عن خليله عليه السلام (واجعل افئدة من الناس تهوى إليهم…) والقفر من المفاوز: ما لا ماء فيه ولا كلاء. والمهاوى: المساقط والفجاج جمع الفج وهو الطريق بين الجبلين، والهز: التحريك، قال الشارح المعتزلي: أي يحركهم الشوق نحوه إلى ان يسافروا إليه فكنى عن السفر بهز المناكب وذللا حال اما منهم أو من المناكب وواحد المناكب منكب بكسر الكاف وهو مجمع عظم العضد والرمل: السعي فوق المشى قليلا. والشعث: انتشار الامر واغبرار الرأس وتلبد الشعر، والقنع جمع القناع والحسر، الكشف قال الفيض (ره): وبه يتعلق قوله (ورؤسهم). (1) القنوت: الخضوع. (2) قوله عليه السلام (جم الاشجار) أي كثيرها ودانى الثمار: قريبها والنغاف النبات اشتباكها وفى النهج (ملتف البنى) ى مشتبك العبارة والبرة: الواحدة من البر وهو الحنطة. والارياف جمع الريف: ارض فيها زرع وخضب وما قارب الماء من ارض العرب، و المحدقة: المحيطة وعراص جمع عرصة، الساحة والمغدقة: كثيرة الماء. [ * ]

[ 153 ]

من قلوبهم واسكانا للتذلل في انفسهم وليجعل ذلك أبوابا [ فتحا ] إلى فضله وأسبابا ذللا لعفوه وفتنة (1) كما قال. (الم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين). 14 – في جوامع الجامع وفى الحديث قد كان من قبلكم يؤخذ فيوضع المنشار على راسه فيفرق فرقتين ما يصرفه ذلك عن دينه، ويمشط بامشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه. 15 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات وقوله: (من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله لات يعنى بقوله من كان يؤمن بانه مبعوث فان وعد الله لآت من الثواب والعقاب، فاللقاء هيهنا ليس بالرؤية، واللقاء هو البعث فافهم جميع ما في كتاب الله من لقائه فانه يعنى بذلك البعث. 16 – في تفسير على بن ابراهيم (من كان يرجو لقاء الله فان أجل الله لآت) قال: من أحب لقاء الله جاءه الاجل ومن جاهد نفسه عن اللذات والشهوات والمعاصي فانما يجاهد لنفسه ان الله لغنى عن العالمين ووصينا الانسان بوالديه حسنا قال: هما اللذان ولداه. 17 – 18 واما قوله عزوجل: ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا اوذى في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله قال: إذا آذاه انسان أو أصابه ضر أو فاقة أو خوف من الظالمين دخل معهم في دينهم فرأى أن ما يفعلوه هو مثل عذاب الله الذى لا ينقطع، ولئن جاء نصر من ربك يعنى القائم صلوات الله عليه ليقولن انا كنا معكم أو ليس الله باعلم بما في صدور العالمين وقوله عزوجل: وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم قال: كان الكفار يقولون للمؤمنين: كونوا معنا


(1) قوله عليه السلام (مصارعة الشك في الصدور…) المصارعة: المحاولة والاعتلاج: الاقتتال، قال الفيض (ره): وفى قوله عليه السلام مصارعة الشك استعارة لطيفة وكذا في قوله معتلج الريب ومعناهما متقاربان. والمجاهد جمع مجهدة وهى المشقة، و ابوابا فتحا أي مفتوحة. واسبابا ذللا أي سهلة. [ * ]

[ 154 ]

فان الذى تخافون أنتم ليس بشئ فان كان حقا نتحمل نحن ذنوبكم فيعذبهم الله عز وجل مرتين مرة بذنوبهم ومرة بذنوب غيرهم. 19 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل في مكالمة بينه وبين اليهود وفيه قال لهم رسول الله صلى الله عليه واله: لقد أقام نوح في قومه ودعاهم ألف سنة الا خمسين عاما، ثم وصفهم الله تعالى فقللهم فقال: (وما آمن معه الا قليل) ولقد تبعني في سنى القليلة وعمري اليسير ما لم يتبع نوحا في طول عمره وكبر سنه. 20 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالى عن أبي جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فمكث نوح ألف سنة الا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته أحد. في روضة الكافي باسناده إلى ابي حمزة عن ابي جعفر عليه السلام مثله. 21 – على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبينصر عن أبان بن عثمان عن اسمعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: لبث فيهم نوح ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم سرا وعلانية، فلما أبوا وعتوا قال: (رب انى مغلوب فانتصر) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 22 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه امير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وسأله عن اسم نوح ما كان فقال: اسمه سكن، وانما سمى نوحا لانه ناح على قومه ألف سنة الا خمسين عاما. 23 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أحمد بن الحسن الميثمى عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان اسم نوح عليه السلام عبد الغفار وانما سمى نوحا لانه كان ينوح على نفسه. 24 – وباسناده إلى سعد بن جناح عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: اسم نوح عبد الملك، وانما سمى نوحا لانه بكى خمسمأة عام.


[ 155 ]

25 – باسناده إلى محمد بن اورمه عمن ذكره عن سعيد بن جناح عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان اسم نوح عبد الاعلى وانما سمى نوحا لانه بكى خمسمأة عام. 26 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال: والوجه الخامس من الكفر كفر البرائة، وقال: انما اتخذتم من دون الله اوثانا مودة بينكم في الحيوة الدنيا ويوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا يعنى يتبرأ بعضكم من بعض، و الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 27 – في روضة الكافي يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن مالك الجهنى قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: يا مالك انه ليس من قوم ائتموا بامام في الدنيا الا جاء يوم القيامة يلعنهم ويلعنونه الا انتم، ومن كان على مثل حالكم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 28 – في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول عليه السلام فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات: واما قوله: (يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا) وقوله: (والله ربنا ما كنا مشركين) وقوله: (يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا) وقوله (ان ذلك لحق تخاصم اهل النار) وقوله: (لا تختصموا لدى وقد قدمت اليكم بالوعيد). وقوله: (اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون) فان ذلك في مواطن غير واحد من مواطن ذلك اليوم الذى كان مقداره خمسين الف سنة، يجمع الله عزوجل الخلائق يومئذ في مواطن يتفرقون، ويكلم بعضهم بعضا ويستغفر بعضهم لبعض، اولئك الذين كان منهم الطاعة في دار الدنيا الرؤساء والاتباع ويلعن أهل المعاصي الذين بدت منهم البغضاء، وتعاونوا على الظلم والعدوان في دار الدنيا المستكبرين والمستضعفين يكفر بعضهم ببعض، ويلعن بعضهم بعضا، والكفر في هذه


[ 156 ]

الاية البرائة يقول فيبرء بعضهم من بعض، ونظيرها في سورة ابراهيم قول الشيطان: (انى كفرت بما اشركتمون من قبل) وقول ابراهيم خليل الرحمن: (كفرنا بكم أي تبرأنا. 29 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن حمزة بن عبد الله عن جميل بن دراج عن مالك بن أعين قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا مالك أما ترضون ان يأتي كل قوم يلعن بعضهم بعضا الا أنتم ومن قال بمقالتكم. 30 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام حديث طويل يقول في أواخره عليه السلام: وان الانبياء بعثوا خاصة وعامة، اما ابراهيم نبوته بكوثا وهى قرية من قرى السواد فيها بدا اول أمره، ثم هاجر منها وليست بهجرة فقال: وذلك قول الله عزوجل: (انى مهاجر إلى ربى سيهدين) وكانت هجرة ابراهيم بغير قتال، واما اسحق فكانت نبوته بعد ابراهيم، واما يعقوب فكانت نبوته بارض كنعان ثم هبط إلى مصر فتوفى فيها. 31 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبى يحيى الواسطي عن هشام ودرست بن أبى منصور عنه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام الانبياء والمرسلون على أربع طبقات: فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها، ونبى يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة، ولم يبعث إلى أحد وعليه امام، مثل ما كان ابراهيم على لوط عليهما السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 32 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن محبوب عن ابراهيم بن أبى زياد الكرخي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول كانت ام ابراهيم وام لوط صلى الله عليهما سارة وورقة وفى نسخة رقية اختين، وهما ابنتان للاحج وكان الاحج نبيا منذرا ولم يكن رسولا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


[ 157 ]

33 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: اعلموا يا عباد الله ان المؤمن من يعمل لثلاث من الثواب، اما لخير فان الله يثيبه بعمله في دنياه، قال سبحانه لابراهيم: وآتيناه اجره في الدنيا و انه في الاخرة لمن الصالحين فمن عمل لله تعالى اعطاه أجره في الدنيا والاخرة و كفاه المهم فيهما. 34 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى بصير عن احدهما عليهما السلام في قول لوط. انكم لتاتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين فقال: ان ابليس أتاهم في صورة حسنة فيه تأنيث، عليه ثياب حسنة فجاء إلى شبان منهم فأمرهم أن يقعوا به ولو طلب إليهم ان يقع بهم لابوا عليه، ولكن طلب إليهم ان يقعوا به فلما وقعوا به التذوه، ثم ذهب عنهم وتركهم فأحال بعضهم على بعض. في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن ابان ابن عثمان عن ابى بصير عن احدهما عليهما السلام مثله. 35 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله جل ذكره: وتاتون في ناديكم المنكر قال: هم قوم لوط كان يضرط بعضهم على بعض. 36 – في عوالي اللئالى وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه راى رجلا يخذف بحصاة في المسجد (1) فقال عليه السلام: ما زالت تلعنه حتى وقعت، ثم قال: الخذف في النادى من اخلاق قوم لوط، ثم تلا قوله تعالى: (وتأتون في ناديكم المنكر) قال هو الخذف. 37 – في مجمع البيان (وتاتون في ناديكم المنكر) قيل فيه وجوه: احدها هو انهم كانوا يتضارطون في مجالسهم من غير حشمة ولا حياء عن ابن عباس وروى ذلك عن الرضا عليه السلام. 38 – في جوامع الجامع وفى الحديث من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة. 39 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن داود بن فرقد


(1) خذف بالحصاة أو النواة ونحوهما: رمى بها من بين سبابتيه [ * ]

[ 158 ]

عن ابى زيد الحماد عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل بعث أربعة املاك في اهلاك قوم لوط: جبرئيل وميكائيل واسرافيل وكروبيل، فمروا بابراهيم عليه السلام وهم معتمون فسلموا عليه فلم يعرفهم، وراى هيئة حسنة فقال: لا يخدم هؤلاء الا أنا بنفسى وكان صاحب ضيافة، فشوى لهم عجلا سمينا حتى انضجه ثم قربه إليهم فلما وضعه بين ايديهم (راى ايديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة) فلما راى ذلك جبرئيل عليه السلام حسر العمامة (1) عن وجهه فعرفه ابراهيم فقال: أنت هو ؟ قال: نعم، ومرت سارة امرأته (فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب) فقالت ما قال الله عزوجل فاجابوها بما في الكتاب فقال لهم ابراهيم: لماذا جئتم ؟ قالوا في اهلاك قوم لوط، فقال لهم: ان كان فيها مأة من المؤمنين اتهلكونهم ؟ فقال جبرئيل عليه السلام: لا، قال: فان كان فيها خمسون ؟ قال: لا قال: فان كان فيها ثلاثون ؟ قال: لا، قال: فان كان فيها عشرون ؟ قال: لا قال: فان كان فيها عشرة ؟ قال: لا قال: فان كان فيها خمسة ؟ قال: لا، قال: فان كان فيها واحد ؟ قال: لا، قال فان فيها لوطا قالوا نحن اعلم بمن فيها لننجينه واهله الا امرأته كانت من الغابرين قال الحسن بن على (ع): لا اعلم هذا القول الا وهو يستبقيهم وهو قول الله عزوجل: (يجادلنا في قوم لوط). 40 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه واله سأل جبرئيل كيف كان مهلك قوم لوط ؟ فقال: ان قوم لوط كانوا أهل قرية لا ينتظفون من البول والغائط ولا يتطهرون من الجنابة، بخلاء أشحاء على الطعام، وان لوطا لبث فيهم ثلاثين سنة، وانما كان نازلا عليهم ولم يكن منهم ولا عشيرة له فيهم ثلاثين سنة ولا قوم، وانه دعاهم إلى الله عزوجل والى الايمان واتباعه، ونهاهم عن الفواحش وحثهم على طاعة الله فلم يجيبوه ولم يطيعوه، وان الله عزوجل لما أراد عذابهم بعث إليهم رسلا منذرين عذرا نذرا، فلما عتوا عن أمره بعث إليهم ملائكة ليخرجوا من كان في قريتهم من المؤمنين، فما وجدوا فيها غير بيت من المسلمين فاخرجوهم


(1) أي كشفها. [ * ]

[ 159 ]

منها، وقالوا للوط: (اسر باهلك) من هذه القرية الليلة (بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون) فلما انتصف الليل سار لوط ببناته وتولت امرأته مدبرة فانقطعت إلى قومها تسعى بلوط، وتخبرهم ان لوطا قد سار ببناته وانى نوديت من تلقاء العرش لما طلع الفجر يا جبرئيل حق القول من الله تحتم عذاب قوم لوط، فاهبط إلى قرية قوم لوط وما حوت فاقلبها من تحت سبع أرضين، ثم أعرج بها إلى السماء فأوقفها حتى يأتيك أمر الجبار في قلبها، ودع منها آية بينة من منزل لوط عبرة للسيارة، فهبطت على اهل القرية الظالمين فضربت بجناحي الايمن على ما حوى عليه شرقها، وضربت بجناحي الايسر على ما حوى عليه غربها، فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين الا منزل لوط آية للسيارة، ثم عرجت بها في حوافى جناحى حتى أوقفتها حيث يسمع أهل السماء زقاء ديوكها (1) ونباح كلابها فلما طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش: يا جبرئيل ! اقلب القرية على القوم، فقلبتها عليهم حتى صار أسفلها أعلاها وأمطر الله عليهم حجارة من سجيل مسومة عند ربك وما هي من الظالمين من امتك ببعيد. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد نقلنا أخبارا في بيان سبب هلاك قوم لوط وكيف كان مهلكهم وأحوال قراهم المهلكة وما يتعلق بذلك في سورة هود. 41 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام بعد ان ذكر الشيطان: ولا يغرنك تزيينه الطاعات عليك فانه يفتح لك تسعة وتسعين بابا من الخير ليظفربك عند تمام المأة، فقابله بالخلاف والصد عن سبيله والمصادة باستهوائه. 42 – في كتاب الخصال عن جعيد (2) همدان قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان في التابوت الاسفل من النار اثنى عشر: ستة من الاولين وستة من الاخرين، فاما الستة من الاولين فابن آدم قاتل أخيه، وفرعون الفراعنة، والسامري، والدجال


(1) الزقاء بمعنى الصياح (2) وفى بعض النسخ (حميد) بدل (جعيد) لكن الصحيح هو المخار ويوافقه المصدر ايضا. [ * ]

[ 160 ]

كتابه في الاولين ويخرج في الاخرين، وهامان وقارون. 43 – وفيه قال أبو ذر: ألستم تشهدون ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: شر الاولين و الاخرين اثنا عشر ستة من الاولين وستة من الاخرين، ثم سمى الستة من الاولين ابن آدم الذى قتل أخاه، وفرعون وهامان وقارون والسامري والدجال اسمه في الاولين ويخرج في الاخرين. والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة. 44 – عن ابي عدالله عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: المسوخ من بنى آدم ثلاثة عشر إلى ان قال: واما العنكبوت فكانت امرأة سيئة الخلق عاصية لزوجها مولية عنه فمسخها الله عنكبوتا. 45 – عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على بن أبيطالب عليهم السلام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه واله عن المسوخ فقال: هي ثلاثة عشر إلى ان قال صلى الله عليه واله: واما العنكبوت فكانت امرأة تخون زوجها. 46 – عن سعيد بن علاقة قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ترك نسج العنكبوت في البيت يورث الفقر. 47 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى على بن جعفر عن أخيه موسى ابن جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه: واما العنكبوت فكانت امرأة سخرت (1) زوجها. وباسناده إلى على بن جعفر عن معتب مولى جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله مثله. 48 في تفسير على بن ابراهيم وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون يعنى آل محمد صلوات الله عليهم. 49 – في مجمع البيان (وما يعقلها الا العالمون) وروى الواحدى بالاسناد عن جابر قال: تلا النبي صلى الله عليه واله هذه الاية وقال: العالم الذى عقل عن الله فعمل بطاعته و اجتنب سخطه.


(1) وفى بعض النسخ (سحرت) بالحاء المهملة. [ * ]

[ 161 ]

50 – في بصائر الدرجات محمد بن الحسن عن يزيد شعر عن هارون بن حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) قال: هم الائمة خاصة (وما يعقلها الا العالمون) فزعم ان من عرف الامام والايات، ممن يعقل ذلك. 51 – في تفسير على بن ابراهيم ثم خاطب الله عزوجل نبيه صلى الله عليه واله فقال جل ذكره: اتل ما اوحى اليك من الكتاب واقم الصلوة ان الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر قال: من لم تنهه الصلوة عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله عزوجل الا بعدا. 52 – في كتاب التوحيد وقد روى عن الصادق عليه السلام انه قال: الصلوة حجزة الله وذلك انها تحجز المصلى عن المعاصي ما دام في صلوته، قال الله عزوجل: (ان الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر). 53 – في اصول الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن الحسين بن عبد الرحمن عن سفيان الحريري عن أبيه عن سعد الخفاف عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت جعلت فداك يابا جعفر وهل يتكلم القرآن ؟ فتبسم ثم قال: رحم الله الضعفاء من شعيتنا انهم أهل تسليم. ثم قال: نعم يا سعد والصلوة تتكلم ولها صورة وخلق تأمر وتنهى قال: فتغير لذلك لوني وقلت: هذا شئ لا أستطيع ان أتكلم به في الناس، فقال أبو جعفر: وهل الناس الا شيعتنا فمن لم يعرف الصلوة فقد أنكر حقها، ثم قال: يا سعد اسمعك كلام القرآن ؟ قال سعد: فقلت: بلى صلى الله عليك فقال: (ان الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر) فالنهى كلام والفحشاء والمنكر رجال، و نحن ذكر الله ونحن أكبر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 54 – في مجمع البيان وروى انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: من لم تنهه صلوته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله الا بعدا. 55 – وايضا عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: لا صلوة لمن لم يطع الصلوة وطاعة الصلوة ان ينتهى عن الفحشاء والمنكر.


[ 162 ]

56 – وروى أنس ان فتى من الانصار كان يصلى الصلوات مع رسول الله صلى الله عليه واله ويرتكب الفواحش، فوصف ذلك لرسول الله صلى الله عليه واله: ان صلوته تنهاه يوما ما 57 – وعن جابر قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه واله: ان فلانا يصلى بالنهار ويسرق بالليل ؟ فقال: ان صلوته لتردعه. 58 وروى اصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من أحب أن يعلم قبلت صلوته أم لم تقبل فلينظر هل منعته صلوته عن الفحشاء والمنكر فبقدر ما منعته قبلت صلوته. 59 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله وقد روينا في الجزء الاول من كتاب المهمات والتتمات صفة الصلوة الناهية عن الفحشاء والمنكر. 60 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (ولذكر الله اكبر) يقول: ذكر الله لاهل الصلوة أكبر من ذكرهم اياه الا ترى انه يقول: اذكروني اذكركم. 61 – في مجمع البيان وروى أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: (ولذكر الله اكبر) قال: ذكر الله عندما أحل وحرم. 62 – وعن معاذ بن جبل قال: سألت رسول الله صلى الله عليه واله أي الاعمال أحب إلى الله ؟ قال: ان تموت ولسانك رطب من ذكر الله عزوجل. 63 – وقال صلى الله عليه واله: يا معاذ ان السابقين الذين يسهرون بذكر الله عزوجل، و من أحب ان يرتع في رياض الجنة فليكثر من ذكر الله عزوجل. 64 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: نحن المجادلون في دين الله على لسان سبعين نبيا. 65 – وقال أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام: ذكر عند الصادق عليه السلام الجدال في الدين، وأن رسول الله صلى الله عليه واله والائمة عليهم السلام قد نهوا عنه، فقال الصادق عليه السلام: لم ينه عنه مطلقا ولكنه نهى عن الجدال بغير التى هي أحسن، أما تسمعون الله يقول: ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتى هي احسن قيل: يا ابن رسول الله ما الجدال بالتى


[ 163 ]

هي أحسن وبالتى ليست بأحسن ؟ قال: اما الجدال الذى بغير التى هي أحسن ان تجادل مبطلا فيورد عليك مبطلا فلا ترده بحجة قد نصبها الله، ولكن تجحد قوله أو تجحد حقا يريد ذلك المبطل أن يعين به باطله فتجحد الحق مخافة ان يكون له عليك فيه حجة لانك لا تدرى كيف المخلص منه، فذلك حرام على شيعتنا، أن يصيروا فتنة على ضعفاء اخوانهم وعلى المبطلين، اما المبطلون فيجعلون ضعف الضعيف منكم إذا تعاطى مجادلة وضعف في يده، حجة له على باطله، واما الضعفاء منكم فتعمى قلوبهم لما يرون من ضعف المحق في يد المبطل، واما الجدال بالتى هي احسن فهو ما أمر الله تعالى به نبيه ان يجادل به من جحد البعث بعد الموت واحياءه له، فقال الله حاكيا عنه: (وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحيى العظام وهى رميم) فقال الله في الرد عليه: (قل) يا محمد (يحييها الذى انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم * الذى جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فإذا انتم منه توقدون) فاراد الله من نبيه ان يجادل المبطل الذى قال: كيف يجوز ان يبعث هذه العظام وهى رميم، قال: فقل يحييها الذى أنشأها اول مرة افيعجز من ابتدأه لا من شئ ان يعيده بعد ان يبلى، بل ابتداءه أصعب عندكم من اعادته، ثم قال: (الذى جعل لكم من الشجر الاخضر نارا) أي إذا كمن النار الحارة في الشجر الاخضر الرطب ثم يستخرجها فعرفكم انه على اعادة من بلى، اقدر، ثم قال: (اوليس الذى خلق السموات والارض بقادر على ان يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم) أي إذا كان خلق السموات والارض اعظم وابعد في اوهامكم و قدركم أن تقدروا عليه من اعادة البالى فكيف جوزتم من الله خلق هذا الاعجب عندكم والاصعب لديكم، ولم تجوزوا منه ما هو اسهل عندكم من اعادة البالى ؟ قال الصادق عليه السلام: فهذا الجدال بالتى هي احسن، لان فيها قطع عذر الكافرين وازالة شبههم، واما الجدال بغير التى هي احسن فان تجحد حقا لا يمكنك أن تفرق بينه وبين باطل من تجادله، وانما تدفعه عن باطله بأن تجحد الحق فهذا هو المحرم لانك مثله جحد هو حقا، وجحدت أنت حقا آخر. قال أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام: فقام إليه رجل آخر فقال: يا ابن رسول الله أيجادل رسول الله


[ 164 ]

صلى الله عليه واله ؟ قال الصادق عليه السلام: مهما ظننت برسول الله من شئ فلا تظنن به مخافة الله تعالى أليس الله قال: (وجادلهم بالتى هي أحسن) و (قل يحييها الذى انشأها اول مرة) لمن ضرب الله مثلا فتظن ان رسول الله صلى الله عليه واله خالف ما أمره الله به فلم يجادل ما أمره به، ولم يخبر عن أمر الله بما أمره أن يخبره به. 66 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا قال فيه عليه السلام بعد ان قال: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها: وفرض الله على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد عليه وأقر به قال الله تبارك وتعالى: (وقولوا للناس حسنا) وقال: قولوا آمنا بالله وما انزل الينا وما انزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون فهذا ما فرض الله على اللسان وهو عمله. 67 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: عزوجل: فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به فهم آل محمد صلوات الله عليهم ومن هؤلاء من يؤمن به يعنى اهل الايمان من اهل القبلة وقوله عزوجل: وما يجحد بآياتنا يعنى ما يجحد بأمير المؤمنين صلوات الله عليه والائمة صلوات الله عليهم الا الكافرون. 68 – وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون وهو معطوف على قوله تعالى في سورة الفرقان: (اكتتبها فهى تملى عليه بكرة واصيلا) فرد الله عليهم فقال: كيف تدعون ان الذى تقرأه أو تخبر به تكتبه عن غيرك وأنت ما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون أي شكوا. 69 – في عيون الاخبار في باب مجلس للرضا عليه السلام مع أهل الاديان والمقالات في التوحيد قال الرضا عليه السلام في اثناء المحاورات: وكذلك أمر محمد صلى الله عليه واله وما جاء به وأمر كل نبى بعثه الله، ومن آياته انه كان يتيما فقيرا راعيا أجيرا لم يتعلم كتابا و


[ 165 ]

لم يختلف إلى معلم، ثم جاء بالقرآن الذى فيه قصص الانبياء عليهم السلام وأخبارهم حرفا حرفا، وأخبار من مضى ومن بقى إلى يوم القيامة. 70 – في اصول الكافي أحمد بن مهران عن محمد بن على عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبى بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في هذه الاية بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم فأومى بيده إلى صدره. 71 – عنه عن محمد بن على عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدى عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) قال: هم الائمة عليهم السلام. 72 – وعنه عن محمد بن على عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبى بصير قال: قال أبو جعفر عليه السلام: هذه الاية (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) ثم قال: اما والله يابا محمد ما قال بين دفتى المصحف، قلت: من هم جعلت فداك ؟ قال: من عسى أن يكون غيرنا ؟. 73 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن بريد عن هارون بن حمزة عن أبى عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) قال: هم الائمة خاصة. 74 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل قال: سألته عن قول الله عزوجل: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) قال: هم الائمة عليهم السلام خاصة. 75 – في بصائر الدرجات يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين عن ابن أبى عمير عن عمر بن اذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) فقال: أنتم هم من عسى ان يكونوا ؟. 76 – أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام وأبى عبد الله البرقى عن أبى الجهم عن أسباط عن


[ 166 ]

أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) قال: نحن. 77 – أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام انه قرأ هذه الاية: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) قال: يابا محمد والله ما قال بين دفتى المصحف، قلت: من هم جعلت فداك ؟ قال: من عسى أن يكونوا غيرنا ؟. 78 – محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير والحسن بن على بن فضال عن مثنى الحناط عن الحسن الصيقل قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) قال: نحن، وايانا عنى. 79 – أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أيوب بن حسن عن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) أنتم هم ؟ قال: من عسى أن يكونوا ؟. 80 – محمد بن الحسين عن يزيد شعر عن هارون بن حمزة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) قال: هم الائمة خاصة، وما يعقلها الا العالمون، فزعم ان من عرف الامام والايات ممن يعقل. 81 – محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة عن أبى بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم) قلت: أنتم هم ؟ قال: من عسى ان يكونوا ؟. 82 – أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهرى عن محمد بن يحيى عن عبد الرحيم عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان هذا العلم انتهى إلى في القرآن ثم جمع أصابعه ثم قال: (بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم). 83 – في مجمع البيان ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون وقيل:


[ 167 ]

إن قوما من المسلمين كتبوا شيئا من كتب أهل الكتاب فهددهم سبحانه في هذه الاية ونهاهم عنه وقال النبي صلى الله عليه واله: جئتكم ببيضاء نقية. 84 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: يا عبادي الذين آمنوا ان ارضى واسعة يقول: لا تطيعوا أهل الفسق من الملوك فان خفتموهم أن يفتنوكم عن دينكم فان أرضى واسعة، وهو يقول: (فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض) فقال: (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها). 85 – في مجمع البيان وقال أبو عبد الله عليه السلام: معناه إذا عصى الله في ارض انت بها فاخرج منها إلى غيرها. 86 – في جوامع الجامع وعن النبي صلى الله عليه واله من فر بدينه من أرض إلى أرض وان كان شبرا من الارض استوجب الجنة، وكان رفيق ابراهيم ومحمد عليهما السلام. 87 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما نزلت هذه الاية (انك ميت وانهم ميتون) قلت: يا رب أيموت الخلائق كلهم وتبقى الانبياء ؟ فنزلت: كل نفس ذائقة الموت ثم الينا ترجعون. 88 – في تفسير العياشي عن زرارة قال: كرهت ان أسأل أبا جعفر عليه السلام عن الرجعة واستخفيت ذلك قلت: لاسئلن مسألة لطيفة ابلغ فيها حاجتى، فقلت: أخبرني عمن قتل أمات ؟ قال: لا، الموت موت والقتل قتل، قلت: ما أحد يقتل الا وقد مات ؟ فقال: قول الله أصدق من قولك، فرق بينهما في القرآن فقال: (أفان مات أو قتل) وقال (لئن متم أو قتلتم لالى الله تحشرون) وليس كما قلت يا زرارة، الموت موت والقتل قتل قلت: فان الله يقول: (كل نفس ذائقة الموت) ؟ قال: من قتل لم يذق الموت، ثم قال: لابد من ان يرجع حتى يذوق الموت. 89 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان على بن الحسين عليهما السلام يقول:


[ 168 ]

أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن على عليهما السلام حتى يسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنه أحقابا. 90 – وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يزرقها واياكم قال: كانت العرب يقتلون اولادهم مخافة الجوع فقال الله عزوجل: الله يرزقهم واياكم. 91 – في مجمع البيان وعن عطا عن ابن عمر قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه واله حتى دخلنا بعض حيطان الانصار فجعل سقط من التمر ويأكل، فقال: يا ابن عمر مالك لا تأكل ؟ فقلت: لا أشتهيه يا رسول الله، قال: لكنى اشتهيه وهذه صبح رابعة منذ لم أذق طعاما ولو شئت لدعوت ربى فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر، فكيف بك يا ابن عمر إذا بقيت مع قوم يخبأون رزق سنتهم لضعف اليقين، فوالله ما برحنا حتى نزلت: (وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها واياكم وهو السميع العليم). 92 – في تفسير على بن ابراهيم قوله عزوجل: والذين جاهدوا فينا أي صبروا وجاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله لنهدينهم سبلنا أي نثبتهم وان الله لمع المحسنين وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام قال: هذه الاية لال محمد صلوات الله عليهم ولاشياعهم. 93 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عن أمير المؤمنين عليهما السلام انه قال: الا وانى مخصوص في القرآن باسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، انا المحسن يقول الله عزوجل: (ان الله لمع المحسنين) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


[ 169 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة العنكبوت والروم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين فهو والله يابا محمد من أهل الجنة لا استثنى فيه أبدا ولا اخاف أن يكتب الله على في يمينى اثما، وان لهاتين السورتين من الله مكانا. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: ومن قرأها كان له من الاجر عشر حسنات بعدد كل ملك سبح الله بين السماء والارض، وادرك ما ضيع في يومه وليلته. 3 – في كتاب الاستغاثة للشيخ ميثم ولقد روينا من طريق علماء أهل البيت عليهم السلام في أسرارهم وعلومهم التى خرجت منهم إلى علماء شيعتهم، ان قوما ينسبون من قريش وليسوا من قريش، وحقيقة النسب وهذا مما لا يجوز أن يعرفه الا معدن النبوة وورثة علم الرسالة، وذلك مثل بنى امية ذكروا انهم ليسوا من قريش وان اصلهم من الروم، وفيهم تأويل الاية الم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون معناه انهم غلبوا على الملك وسيغلبهم على ذلك بنوا العباس. 4 – في روضة الكافي ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبى عبيدة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز ذكره: (الم غلبت الروم في ادنى الارض) قال: فقال: يابا عبيدة ان لهذا تأويلا لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم من آل محمد صلى الله عليه واله ان رسول الله صلى الله عليه واله لما هاجر إلى المدينة وأظهر الاسلام كتب إلى ملك الروم كتابا وبعث به مع رسوله يدعوه إلى الاسلام، وكتب إلى ملك فارس كتابا يدعوه إلى الاسلام، وبعثه إليه مع رسوله، فاما ملك الروم فعظم كتاب رسول الله صلى الله عليه واله وأكرم رسوله، واما ملك فارس فانه استخف بكتاب رسول الله صلى الله عليه واله ومزقه واستخف


[ 170 ]

برسوله، وكان ملك فارس يومئذ يقاتل ملك الروم وكان المسلمون يهوون ان يغلب ملك الروم فارس، وكانوا لناحيته أرجى منهم لملك فارس، فلما غلب ملك فارس ملك الروم كره ذلك المسلمون واغتموا به، فأنزل الله عزوجل بذلك كتابا قرآنا (الم غلبت الروم في ادنى الارض) يعنى غلبتها فارس في ادنى الارض وهى الشامات وما حولها (وهم) يعنى فارس (من بعد غلبهم سيغلبون) يعنى يغلبهم المسلمون في بضع سنين لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء عزوجل فلما غزا المسلمون فارس وافتتحوها فرح المسلمون بنصر الله عزوجل، قال: قلت: أليس الله عزوجل يقول: (في بضع سنين) وقد مضى للمؤمنين سنون كثيرة مع رسول الله صلى الله عليه واله وفى امارة أبى بكر وانما غلب المؤمنون فارسا في امارة عمر ؟ فقال: ألم أقل لك ان لهذا تأويلا وتفسيرا، والقرآن يابا عبيدة ناسخ ومنسوخ أما تسمع لقول الله عزوجل (لله الامر من قبل ومن بعد) يعنى إليه المشية في القول أن يؤخر ما قدم ويقدم ما أخر في القول إلى يوم يحتم القضاء بنزول النصر فيه على المؤمنين، وذلك قوله عزوجل: (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) أي يوم يحتم القضاء بالنصر. 5 – في الخرائج والجرائح في أعلام الحسن العسكري عليه السلام ومنها ما قال أبوها سأل محمد بن صالح أبا محمد عليه السلام عن قوله تعالى: (لله الامر من قبل ومن بعد) فقال: له الامر من قبل أن يأمر به، وله الامر من بعد أن يأمر به بما يشاء. 6 – في مجمع البيان وسئل أبو عبد الله عليه السلام عن قوله عزوجل: يعلمون ظاهرا من الحيوة الدنيا فقال: الزجر (1) والنجوم. 7 – في تفسير على بن ابراهيم (يعلمون ظاهرا من الحيوة الدنيا) يعنى ما يرونه حاضرا (وهم عن الاخرة هم غافلون) قال: يرون حاضر الدنيا ويتغافلون عن الاخرة. 8 – في كتاب الخصال وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله تعالى: اولم يسيروا في الارض فقال: معناه أو لم ينظروا في القرآن. قال عز من قائل: ويوم تقوم الساعة الاية.


(1) الزجر: التيمن والتشاؤم بالطير [ * ]

[ 171 ]

9 – في كتاب الخصال عن على عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: تقوم الساعة يوم الجمعة بين صلوة الظهر والعصر. 10 – وعن أبى عبد الله عليه السلام قال: السبت لنا والاحد لشيعتنا إلى ان قال عليه السلام: وتقوم القيامة يوم الجمعة. 11 – وعن أبى لبابة بن عبد المنذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان يوم الجمعة سيد الايام إلى قوله: وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بر ولا بحر الا وهن يشفقن من يوم الجمعة أن تقوم فيه الساعة. 12 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون قال: إلى الجنة والنار فاما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون أي يكرمون. 13 – في مجمع البيان (في روضة يحبرون) قيل: يلذذون بالسماع عن يحيى بن أبى كثير الاوزاعي اخبرنا أبو الحسن عبد الله بن محمد بن أحمد البيهقى قال: أخبرنا جدى الامام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقى قال: حدثنا أبو سعيد عبد الملك بن أبى عثمان الزاهد قال: أخبرنا أبو الحسين على بن بندار قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن القربانى (1) قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمان الدمشقي قال حدثنا خالد بن يزيد بن أبى مالك عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبى – أمامة الباهلى ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: ما من عبد يدخل الجنة الا ويجلس عند رأسه و عند رجليه ثنتان من الحور العين تغنيانه بأحسن صوت سمعه الانس والجن، وليس بمزمار الشيطان، ولكن بتمجيد الله وتقديسه. 14 – وعن أبى الدرداء قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله يذكر الناس فذكر الجنة وما فيها من الازواج والنعيم وفى القوم أعر ابى فجثا لركبته وقال: يا رسول الله هل


(1) وفى بعض النسخ الغربانى بالغين والمختار هو الموافق لنسخة المصدر. [ * ]

[ 172 ]

في الجنة من سماع ؟ قال: نعم يا أعر ابى، ان في الجنة نهرا حافتاه الابكار من كل بيضاء يتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط، فذلك أفضل نعم الجنة، قال الراوى: سألت أبا الدرداء بم يتغنين ؟ قال: بالتسبيح. 15 – في من لا يحضره الفقيه وروى عن الحسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام انه قال: جاء نفر من اليهود إلى النبي صلى الله عليه واله فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأل قال: أخبرني عن الله عزوجل لاى شئ فرض هذه الخمس الصلوات في خمسة مواقيت على امتك في ساعات الليل والنهار ؟ فقال النبي صلى الله عليه واله: ان الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها إلى أن قال صلوات الله عليه: واما صلوة المغرب فهى الساعة التى تاب الله عزوجل فيها على آدم عليه السلام وكان ما بين ما اكل من الشجرة وبين ما تاب الله عزوجل عليه ثلاثمأة سنة من ايام الدنيا، وفى ايام الاخرة يوم كألف سنة ما بين العصر إلى العشاء، وصلى آدم ثلاث ركعات: ركعة لخطيئته وركعة لخطيئة حواء، وركعة لتوبته، ففرض الله عزوجل هذه الركعات الثلاث على امتى، وهى الساعة التى يستجاب فيها الدعاء فوعدني ربى عزوجل ان يستجيب لمن دعاه فيها وهى الصلوة التى امرني ربى بها في قوله: فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 16 – في كتاب ثواب الاعمال عن امير المؤمنين عليه السلام قال: من قال حين يمسى ثلاث مرات: سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات و الارض وعشيا وحين تظهرون، لم يفته خير يكون في تلك الليلة، وصرف عنه جميع شرها ومن قال ذلك حين يصبح لم يفته خير يكون في ذلك اليوم وصرف عنه جميع شره. 17 – في عوالي اللئالى وفى الحديث عنه صلى الله عليه واله قال: من قرء حين يصبح: (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) الايات الثلاث إلى (تخرجون) ادرك ما فاته في يومه، وان قالها حين يمسى ادرك ما فاته ليلته. 18 – في جوامع الجامع وعن النبي صلى الله عليه واله من سره ان يكال له بالقفيز الاوفى


[ 173 ]

فليقل: فسبحان الله حين تمسون إلى قوله: (كذلك تخرجون). 19 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى قال: يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن ويحيى الارض بعد موتها وكذلك تخرجون رد على الدهرية. 20 – في الكافي أحمد بن مهران عن محمد بن على عن موسى بن سعدان عن عبد الرحمان بن الحجاج عن ابى ابراهيم عليه السلام في قول الله عزوجل: (يحيى الارض بعد موتها) قال: ليس يحييها بالقطر، ولكن يبعث الله رجالا فيحيون العدل فتحيى الارض لاحياء العدل، ولاقامة العدل فيه أنفع في الارض من القطر أربعين صباحا. 21 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى حكيمة بنت محمد بن على بن موسى الرضا عليه السلام عمة أبى محمد الحسن عليهما السلام انها قالت: كنت عند أبى محمد عليه السلام فقال: بيتى الليلة عندنا فانه سيلد المولود الكريم على الله عزوجل الذى يحيى الله عزوجل به الارض بعد موتها، فقلت: ممن يا سيدى ؟ ولست أرى بنرجس شيئا من أثر الحبل، فقال: من نرجس لا من غيرها، قالت: فوثبت إليها فقلبتها ظهر البطن فلم أر بها أثر الحبل، فعدت إليه عليه السلام فأخبرته بما فعلت، فتبسم ثم قال لى: إذا كان وقت الفجر يظهر لك الحبل لان مثلها مثل ام موسى لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها، لان فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى، وهذا نظير موسى عليه السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. قال عز من قائل: ومن آياته ان خلقكم من تراب. 22 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله صلى الله عليه واله فقال فأخبرني عن آدم لم سمى آدم ؟ قال: لانه خلق من طين الارض وأديمها، قال: فآدم خلق من الطين كله أو من طين واحد ؟ قال: بل من الطين كله، ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا، وكانوا على صورة واحدة، قال: فلهم في الدنيا مثل ؟ قال: التراب فيه ابيض وفيه أخضر وفيه أشقر وفيه اغبر وفيه


[ 174 ]

احمر وفيه ازرق وفيه عذب وفيه ملح وفيه خشن وفيه لين وفيه أصهب، فلذلك صار الناس فيهم لين وفيهم خشن وفيهم أبيض وفيهم اصفر واحمر واصهب واسود على الوان التراب، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. قال عز من قائل: ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة. 23 – في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن معاوية بن وهب قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: انصرف رسول الله صلى الله عليه واله من سرية قد كان اصيب فيها ناس كثير من المسلمين فاستقبلته النساء يسألن عن قتلاهن فدنت منه امرأة فقالت: يا رسول الله ما فعل فلان ؟ قال: وما هو منك ؟ قالت: ابى، قال: احمدى الله واسترجعى فقد استشهد، ففعلت ذلك فقالت: يا رسول الله وما فعل فلان ؟ فقال: وما هو منك ؟ فقالت: اخى فقال: احمدى الله واسترجعى فقد استشهد، ففعلت ذلك ثم قالت: يا رسول الله ما فعل فلان ؟ فقال: وما هو منك ؟ قالت: زوجي. قال: احمدى الله واسترجعى فقد استشهد، فقالت: واويلى فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ما كنت أظن ان المرأة تجد بزوجها هذا كله حتى رأيت هذه المرأة. 24 – أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه واله لابنة جحش: قتل خالك حمزة قال: فاسترجعت وقالت: احتسبه عند الله ثم قال لها: قتل اخوك فاسترجعت وقالت: احتسبه عند الله، ثم قال لها: قتل زوجك فوضعت يدها على راسها وصرخت فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ما يعدل الزوج عند المرأة شئ. 25 – في اصول الكافي احمد بن ادريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن على الكوفى عن عبيس بن هشام عن عبد الله بن سليمان عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال: ان الامام إذا ابصر إلى الرجل عرفه وعرف لونه، وان سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو، ان الله يقول: ومن آياته خلق السموات والارض و


[ 175 ]

اختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لايات للعالمين وهم العلماء فليس يسمع شيئا من الامر ينطق به الا عرفه: ناج أو هالك، فلذلك يجيبهم بالذى يجيبهم، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 26 – وباسناده إلى ابى جعفر عليه السلام قال: كفى لاولى الالباب بخلق الرب المسخر وملك الرب القاهر، إلى قوله: وما انطلق به ألسن العباد وما ارسل به الرسل وما انزل على العباد دليلا على الرب. 27 – في توحيد المفضل بن عمر المنقول عن ابى عبد الله الصادق عليه السلام في الرد على الدهرية: تأمل يا مفضل ما انعم الله تقدست اسماؤه به على الانسان من هذا النطق الذى يعبر به عما في ضميره وما يخطر بقلبه ونتيجة فكره، به يفهم غيره ما في نفسه (1) ولولا ذلك كان بمنزلة البهائم المهملة التى لا تخبر عن نفسها بشئ، ولا تفهم عن مخبر شيئا، وكذلك الكتابة التى بها تفيد اخبار الماضين للباقين، واخبار الباقين للاتين، وبها تجلد الكتب في العلوم والاداب وغيرها، وبها يحفظ الانسان ذكر ما يجرى بينه وبين غيره من المعاملات والحساب، ولولاها لانقطع اخبار بعض الازمنة عن بعض، واخبار الغائبين عن اوطانهم، ودرست العلوم وضاعت الاداب، وعظم ما يدخل على الناس من الخلل في امورهم ومعاملاتهم، وما يحتاجون إلى النظر فيه من امر دينهم وما روى لهم مما لا يسعهم جهله، ولعلك تظن انها مما يخلص إليه بالحيلة والفطنة، وليست مما اعطيه الانسان من خلقه وطباعه، وكذلك الكلام انما هو شئ يصطلح عليه الناس فيجرى بينهم، ولهذا صار يختلف في الامم المختلفة بألسن مختلفة وكذلك الكتابة ككتابة العربي والسرياني والعبراني والرومى وغيرها من ساير الكتابة التى هي متفرقة في الامم انما اصطلحوا عليها كما اصطلحوا على الكلام، فيقال لمن ادعى ذلك ان الانسان وان كان له في الامرين جميعا فعل أو حيلة


(1) وفى نسخة البحار: (وبه يفهم عن غيره ما في نفسه). [ * ]

[ 176 ]

فان الشئ الذى يبلغ به ذلك الفعل والحيلة عطية وهبة من الله عزوجل في خلقه، فانه لو لم يكن له لسان مهيأ للكلام وذهن يهتدى به للامور لم يكن ليتكلم ابدا، ولو لم يكن له كف مهياة واصابع للكتابة لم يكن ليكتب ابدا واعتبر ذلك من البهائم التى لا كلام لها ولا كتابة فاصل ذلك فطرة الباري عزوجل وما تفضل به على خلقه فمن شكر اثيب ومن كفر فان الله غنى عن العالمين. 28 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن حماد بن عبد الله الغرا عن معتب انه أخبره ان أبا الحسن الاول لم يكن يرى له ولد فأتاه يوما اسحق و محمد اخوه وأبو الحسن يتكلم بلسان ليس بعربي، فجاء غلام سقلابى (1) فكلمه بلسانه، فذهب فجاء بعلى ابنه فال لاخوته: هذا على ابني فضموه إليه واحدا بعد واحد فقبلوه ثم كلم الغلام بلسانه، فذهب به ثم تكلم بلسان غير ذلك اللسان، فجاء غلام اسود فكلمه بلسانه، فذهب فجاء بابراهيم فقال: هذا ابراهيم ابني فكلمه بكلام، فحمله فذهب به فلم يزل يدعو بغلام بعد غلام ويكلمهم حتى جاء بخمسة اولاد، والغلمان مختلفون في أجناسهم وألسنتهم. 29 – محمد بن عيسى عن على بن مهزيار قال: ارسلت إلى أبى الحسن عليه السلام غلامي وكان سقلابيا قال: فرجع الغلام الي متعجبا فقلت: له مالك يا بنى ؟ قال: كيف لا أتعجب ؟ ما زال يكلمني بالسقلابية كأنه واحد منا فظننت انه انما دار بينهم. 30 – احمد بن محمد عن أبى القاسم وعبد الله بن عمران عن محمد بن بشير عن رجل عن عمار الساباطى قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: يا عمار (أبو مسلم وظلله وكسا فكسحه مسطورا) قلت: جعلت فداك ما رأيت نبطيا أفصح منك، فقال: يا عمار وبكل لسان. 31 – وروى عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبى عمير عن بعض رجاله عن أبى عبد الله عليه السلام يرفع الحديث إلى الحسن بن على صلوات الله عليهما وعلى آبائهما انه قال: ان


(1) السلقب: جيل من الناس. [ * ]

[ 177 ]

لله مدينتين احداهما بالمشرق والاخرى بالمغرب، عليهما سور من حديد وعلى كل مدينة ألف ألف مصراعين ذهب، وفيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبه، وأنا أعرف جميع اللغات، وما فيها وما بينهما وما عليهما حجة غيرى والحسين اخى. 32 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله صلى الله عليه واله فقال: فأخبرني عن آدم لم سمى آدم ؟ قال: لانه من طين الارض وأديمها، قال: فآدم خلق من الطين كله أو من طين واحد ؟ قال: بل من الطين كله ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا، وكانوا على صورة واحدة قال: فلهم في الدنيا مثل ؟ قال: التراب فيه أبيض وفيه أخضر وفيه أشقر وفيه أغبر وفيه أحمر وفيه أزرق و فيه عذب وفيه ملح وفيه خشن وفيه لين وفيه أصهب فلذلك صار الناس فيهم لين وفيهم خشن وفيهم أبيض وفيهم أصفر واحمر واصهب واسود على ألوان التراب، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 33 – وباسناده إلى سهل بن زياد الادمى قال: حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: سمعت على بن محمد العسكري عليه السلام يقول: عاش نوح ألفين وخمسمأة سنة و كان يوما في السفينة نائما فهبت الريح فكشفت عورته فضحك حام ويافث فزجرهما سام عليه السلام ونهاهما عن الضحك، وكان كلما غطى سام شيئا تكشفه الريح كشفه حام ويافث فانتبه نوح عليه السلام فرآهم وهم يضحكون، فقال: ما هذا ؟ فاخبره سام بما كان، فرفع نوح عليه السلام يده إلى السماء يدعو ويقول: اللهم غير ماء صلب حام حتى لا يولد له ولد الا السودان، اللهم غير ماء صلب فغير يافث فغير الله ماء صلبيهما فجميع السودان حيث كانوا من حام، وجميع الترك والسقالب ويأجوج ومأجوج والصين من يافث حيث كانوا، وجميع البيض سواهم من سام، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. قال عز من قائل: ومن آياته منامكم بالليل والنهار 34 – في توحيد المفضل بن عمر المنقول عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في الرد على الدهرية: والكرى يقتضى النوم الذى فيه راحة البدن واجمام


[ 178 ]

قواه (1) إلى ان قال عليه السلام: وكذلك لو كان انما يصير إلى النوم، بالتفكر في حاجته إلى راحة البدن واجمام قواه كان عيسى أن يتثاقل عن ذلك فيدفعه حتى ينهك بدنه (2). 35 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يعقوب بن شعيب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه واله: في بنى آدم ثلاثمأة وستين عرقا ثمانون ومأة متحركة وثمانون ومأة ساكنة، فلو سكن المتحرك لم ينم، أو تحرك الساكن لم ينم، فكان رسول الله صلى الله عليه واله إذا أصبح قال: الحمد لله رب العالمين كثيرا على كل حال ثلاثمأة وستين مرة. وإذا أمسى قال مثل ذلك. 36 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حديث طويل يقول فيه الحسن بن على عليهما السلام مجيبا للخضر عليه السلام بأمر أبيه أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقد سأله عن مسائل: أما ما سألت عنه من أمر الانسان إذا نام أين تذهب روحه فان روحه متعلقة بالريح، والريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فان اذن الله عزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح وجذبت تلك الريح الهواء، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، وان لم يأذن الله عزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح فجذبت الريح الروح فلم ترد على صاحبها إلى وقت ما يبعث. 37 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وسأله عن النوم على كم وجه هو ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام صلوات الله عليه: النوم على أربعة اصناف: الانبياء تنام على أقفيتها مستقبلة وأعينها لا تنام متوقعة لوحى ربها عزوجل، والمؤمنون ينامون على


(1) الكرى: السهر. والجمام. الراحة. (2) نهكته الحمى: هزلته وجهدته ونهكه: غلبه. وفى البحار (فيدمغه) بدل (فيدفعه) ويحتمل التصحيف. (*)

[ 179 ]

يمينهم مستقبلين القبلة، والملوك وأبناءها على شمائلها ليستمرأوا ما يأكلون (1) وابليس واخوانه وكل مجنون وذو عاهة ينامون على وجوههم منبطحين (2). 38 – في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله قالت ام سليمان بن داود عليه السلام لسليمان: اياك وكثرة النوم بالليل فان كثرة النوم بالليل تدع الرجل فقيرا يوم القيامة. 39 – عن أبى الحسن عليه السلام قال: لعن رسول الله صلى الله عليه واله ثلاثا: الاكل زاده وحده والراكب الفلاة وحده والنائم في بيت وحده. 40 – فيما أوصى به النبي عليا عليهما السلام: يا على ثلاث يتخوف منهن الجنون إلى قوله صلى الله عليه واله: والرجل ينام وحده. 41 – فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام اصحابه من الاربعمأة باب إذا نام أحدكم فليضع يده اليمنى تحت خده الايمن، فانه لا يدرى أينتبه من رقدته ام لا. لا ينام الرجل على المحجنة (3) لا ينام الرجل على وجهه، ومن رأيتموه نائما على وجهه فانتبهوه ولا تدعوه إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خده الايمن وليقل: بسم الله وضعت جنبى لله على ملة ابراهيم ودين محمد وولاية من افترض طاعته، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فمن قال ذلك حفظ من اللص المغير والهدم، واستغفرت له الملائكة، من قرأ قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه وكل الله عزوجل به خمسين ألف ملك يحرسونه ليلته. فإذا أراد احدكم النوم فلا يضعن جنبه على الارض حتى يقول: اعيذ نفسي وديني وأهلي ومالى و خواتيم عملي وما رزقني ربى وخولني (4) بعزة الله وعظمة الله وجبروت الله وسلطان الله ورحمة الله ورأفة الله وغفران الله وقوة الله وقدرة الله وجلال الله وبصنع الله وأركان الله وبجمع الله وبرسول الله صلى الله عليه واله وبقدرة الله على ما يشاء من شر السامة والهامة ومن


(1) استمرأ الطعام: استطيبه وعده ووجده مريئا. (2) بطحه على وجهه أي القاه على وجهه فانبطح. (3) المحجنة: العصا المنعطفة الرأس. (4) خوله الله مالا: اعطاه اياه متفضلا وملكه اياه. [ * ]

[ 180 ]

شر الجن والانس ومن شر ما يدب في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، ومن كل دابة ربى آخذ بناصيتها، ان ربى على صراط مستقيم وهو على كل شئ قدير ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم، فان رسول الله صلى الله عليه واله كان يعوذ بها الحسن والحسين عليهما السلام وبذلك أمر رسول الله صلى الله عليه واله، إذا أنتبه أحدكم من نومه فليقل: لا اله الا الله الحليم الكريم الحى القيوم وهو على كل شئ قدير سبحان رب النبيين واله المرسلين وسبحان رب السموات السبع وما فيهن ورب الارضين السبع وما فيهن ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين، وإذا جلس من نومه فليقل قبل أن يقوم: حسبى الله حسبى الرب من العباد، حسبى الذى هوحسبى مذ كنت، حسبى الله ونعم الوكيل. 42 – عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ثلاث خصال فيهن المقت من الله تعالى: نوم من غيرسهر، وضحك من غير عجب، وأكل على الشبع. 43 – في تفسير على بن ابراهيم ومن آياته ان تقوم السماء والارض بامره قال: يعنى السماء والارض هيهنا. 44 – في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وقوم وصفوه بيدين فقالوا (يد الله مغلولة) وقوم وصفوه بالرجلين فقالوا: وضع رجله على صخرة بيت المقدس فمنها ارتقى إلى السماء، ووصفوه بالانامل فقالوا: ان محمدا قال: انى وجدت برد أنامله على قلبى، فلمثل هذه الصفات قال: (رب العرش عما يصفون) يقول: رب المثل الاعلى عما به مثلوه ولله المثل الاعلى الذى لا يشبهه شئ، ولا يوصف ولا يتوهم فذلك المثل الاعلى. 45 – في عيون الاخبار باسناده إلى ياسر الخادم عن أبى الحسن على بن موسى الرضا عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله لعلى عليه السلام: يا على أنت حجة الله وأنت باب الله وأنت الطريق إلى الله، وأنت النبأ العظيم وأنت الصراط المستقيم، وأنت المثل الاعلى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 46 – وفي عيون الاخبار ايضا في الزيارة الجامعة لجميع الائمة عليهم السلام


[ 181 ]

المنقولة عن الجواد عليه السلام: السلام على ائمة الهدى إلى قوله: وورثة الانبياء والمثل الاعلى. 47 – عن عبد الله بن العباس قال: قام رسول الله صلى الله عليه واله فينا خطيبا فقال في آخر خطبته: نحن كلمة التقوى وسبيل الهدى والمثل الاعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 48 – في تفسير على بن ابراهيم فاما قوله عزوجل ضرب لكم مثلا من انفسكم ازواجا هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانه كان سبب نزولها ان قريشا والعرب كانوا إذا حجوا يلبون، وكانت تلبيتهم: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك وهى تلبية ابراهيم والانبياء عليهم السلام، فجاءهم ابليس في صورة شيخ فقال لهم: ليست هذه بتلبية أسلافكم، قالوا: وما كانت تلبيتهم ؟ قال: كانوا يقولون: اللهم لبيك لا شريك لك الا شريك هو لك، فتفرق قريش من هذا القول فقال لهم ابليس: على رسلكم (1) حتى آتى على آخر كلامي، فقالوا: وما هو ؟ فقال: الا شريك هو لك تملكه وما يملك، الا ترون انه يملك الشريك وما ملكه ؟ فرضوا بذلك وكانوا يلبون بهذا قريش خاصة، فلما بعث الله عزوجل رسوله صلى الله عليه واله أنكر ذلك عليهم وقال: هذا شرك فأنزل الله عزوجل: (ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء) أي لترضون أنتم فيما تملكون أن يكون لكم فيه شريك وإذا لم ترضوا أنتم أن يكون لكم فيما تملكوه شريك فكيف ترضون أن تجعلوا لى شريكا فيما أملك 49 – وقوله عزوجل: فاقم وجهك للدين حنيفأ أي طاهرا أخبرنا الحسين ابن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن جعفر بن بشير عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (فأقم وجهك للدين حنيفا) قال: هي الولاية.


(1) الرسل – بالكسر -: الرفق والتؤدة يقول اتئدوا ولا تعجلوا. [ * ]

[ 182 ]

50 – أخبرنا أحمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن حماد ابن عثمان الناب وخلف بن حماد عن الفضيل بن يسار وربعي بن عبد الله عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (فأقم وجهك للدين حنيفا) قال: يقيم في الصلوة ولا يلتفت يمينا ولا شمالا. 51 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: (فأقم وجهك للدين حنيفا) قال: هي الولاية. 52 – في تهذيب الاحكام على بن الحسن الطاطرى عن محمد بن أبى حمزة عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: (فأقم وجهك للدين حنيفا) قال: أمره أن يقيم وجهه للقبلة ليس فيه شئ من عبادة الاوثان. 53 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت: (فطرة الله التى فطر الناس عليها) قال. التوحيد. 54 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: (فطرة الله التى فطر الناس عليها) ما تلك الفطرة ؟ قال: هي الاسلام فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على التوحيد قال: ألست بربكم وفيه المؤمن والكافر. 55 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (فطرة الله التى فطر الناس عليها) قال: فطرهم جميعا على التوحيد. 56 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن اذينة عن زرارة عن أبى – جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: (حنفاء لله غير مشركين به) قال: الحنيفية من الفطرة التى فطر الناس عليها (لا تبديل لخلق الله) قال: فطرهم على المعرفة به، فقال زرارة وسألته عن قول الله عزوجل: (وإذا أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) قال: أخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم


[ 183 ]

القيامة فخرجوا كالذر فعرفهم وأراهم نفسه ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: كل مولود يولد على الفطرة يعنى على المعرفة بان الله عزوجل خالقه وكذلك قوله: (ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله). 57 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن أبى جميلة عن محمد الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (فطرة الله التى فطر الناس عليها) قال. فطرهم على التوحيد. 58 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: لم يكون الرجل عند الله مؤمنا قد ثبت له الايمان عنده ثم ينقله الله بعد من الايمان إلى الكفر ؟ قال: فقال: ان الله عزوجل هو العدل انما دعا العباد إلى الايمان به لا إلى الكفر، ولا يدعو أحدا إلى الكفر فمن آمن بالله ثم ثبت له الايمان عند الله لم ينقله الله عزوجل من الايمان إلى الكفر، قلت له: فيكون الرجل كافرا قد ثبت له الكفرعند الله ثم ينقله الله بعد ذلك من الكفر إلى الايمان ؟ قال: فقال: ان الله عزوجل خلق الناس كلهم على الفطرة التى فطرهم عليها لا يعرفون ايمانا بشريعة ولا كفرا بجحود، ثم بعث الله عزوجل الرسل يدعو العباد إلى الايمان به، فمنهم من هدى الله ومنهم من لم يهده. 59 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا الحسين بن على بن زكريا قال: حدثنا الهيثم بن عبد الله الرماني قال: حدثنا على بن موسى الرضا عن أبيه عن جده عن أبيه محمد بن على صلوات الله عليهم في قوله عزوجل: (فطرة الله التى فطر الناس عليها) قال: هو لا اله الا الله محمد رسول الله على أمير المؤمنين ولى الله إلى هيهنا التوحيد. 60 – في بصائر الدرجات أحمد بن موسى عن الحسين بن موسى الخشاب عن على بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (فطرة الله التى فطر الناس عليها) قال: فقال: على التوحيد ومحمد رسول الله وعلى أمير المؤمنين عليهما السلام. 61 – في كتاب التوحيد أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن


[ 184 ]

محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن العلا بن فضيل عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل (فطرة الله التى فطر الناس عليها) قال: على التوحيد. 62 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن ابراهيم بن هاشم ويعقوب بن يزيد عن ابن فضال عن بكير وزرارة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (فطرة الله التى فطر الناس عليها) قال: فطرهم على التوحيد. 63 – حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار عن على بن حسان الواسطي عن الحسن بن يونس عن عبد الرحمن مولى أبى – جعفر عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (فطرة الله التى فطر الناس عليها) قال: على التوحيد ومحمد رسول الله وعلى أمير المؤمنين. 64 – أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان عن زرارة قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: أصلحك الله قول الله عزوجل في كتابه: (فطرة الله التى فطر الناس عليها) قال: فطرهم على التوحيد عند الميثاق وعلى معرفة انه ربهم، قلت: وخاطبوه ؟ قال: فطأطأ راسه ثم قال: لولا ذلك لم يعلموا من ربهم ولا رازقهم. 65 – حدثنا أبو احمد القاسم بن محمد بن احمد السراج الهمداني قال: حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن ابراهيم السرنديبى قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن هارون الرشيد بحلب قال: حدثنا محمد بن آدم بن ابى اياس قال ابن ابى اديب عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا تضربوا اطفالكم على بكائهم فان بكاءهم أربعة أشهر شهادة ان لا اله الا الله، واربعة اشهر الصلوة على النبي صلى الله عليه واله، و اربعة الدعاء لوالديه. 66 – حدثنا على بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضى الله عنه قال: حدثنا محمد ابن ابى عبد الله الكوفى قال: حدثنا محمد بن اسماعيل البرمكى قال: حدثنى على بن العباس قال: حدثنى جعفر بن محمد الاشعري عن فتح بن يزيد الجرجاني قال:


[ 185 ]

كتبت إلى أبى الحسن الرضا (ع) أسأله عن شئ من التوحيد فكتب الي بخطه قال جعفر: وان فتحا أخرج الي الكتاب فقرأته بخط ابى الحسن عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الملهم عباده الحمد وفاطرهم على معرفة ربوبيته والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 67 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن ابان بن عثمان عن اسمعيل الجعفي عن ابى جعفر عليه السلام قال: كانت شريعة نوح صلى الله عليه أن يعبد الله بالتوحيد والاخلاص وخلع الانداد، وهو الفطرة التى فطر الناس عليها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 68 – على بن ابراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن محبوب عن ابراهيم بن أبى زياد الكرخي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ان ابراهيم صلى الله عليه كان مولده بكوثى ربا (1) وكان ابوه من أهلها، وكانت ام ابراهيم وام لوط سارة وورقة (وفى نسخة رقية) اختين، وهما ابنتين للاحج وكان الاحج نبيا منذرا ولم يكن رسولا، وكان ابراهيم صلى الله عليه في شبيبته (2) على الفطرة التى فطرالله عزوجل الخلق عليها حتى هداه الله تبارك وتعالى إلى دينه واجتباه، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 69 – في تفسير العياشي عن مسعدة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (كان الناس امة واحدة) الاية وذكر حديثا طويلا وفي آخره قلت: افضلال كانوا قبل النبيين ام على هدى ؟ قال: لم يكونوا على هدى كانوا على فطرة الله التى فطرهم عليها لا تبديل لخلق الله، ولم يكونوا ليهتدوا حتى يهديهم الله أما تسمع لقول ابراهيم: (لئن لم يهدنى ربى لاكونن من القوم الضالين) أي ناسيا للميثاق.


(1) اسم موضع وعن الحموى انه قال هما قريتان وبينهما تلول من رماد يقال انها رماد النار التى اوقدها نمرود لاحراقه. (2) أي في حداثته على الفطرة أو التوحيد أي كان موحدا بما آتاه الله من العقل والهمة حتى جعله الله نبيا وآتاه الله الملك. [ * ]

[ 186 ]

70 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن على بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: (فطرة الله التى فطر الناس عليها) قال: فطرهم على معرفته انه ربهم، ولولا ذلك لم يعلموا إذا سئلوا من ربهم ومن رازقهم. 71 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن عثمان بن عيسى وحماد بن عثمان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما بويع لابي بكر واستقام له الامر على جميع المهاجرين والانصار بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله منها فجاءت فاطمة إلى أبى بكر فقالت: يابا بكر منعتني ميراثي من رسول الله صلى الله عليه واله وأخرجت وكيلى من فدك وقد جعلها لى رسول الله بأمر الله عزوجل ؟ فقال لها: هاتى على ذلك شهودا، فجاءت بام أيمن فقالت: لا أشهد حتى أحتج يا أبا بكر عليك بما قال رسول الله صلى الله عليه واله، فقالت: انشدك يا أبا بكر ألست تعلم ان رسول الله قال: ام أيمن امرأة من أهل الجنة ؟ قال: بلى، قالت: فاشهد بان الله أوحى إلى رسوله صلى الله عليه واله وآت ذا القربى حقه فجعل فدك لفاطمة بأمر الله وجاء على فشهد بمثل ذلك فكتب لها كتابا ودفعه إليها، فدخل عمر فقال: ما هذا الكتاب ؟ فقال أبو بكر: ان فاطمة ادعت في فدك وشهدت لها ام ايمن وعلى فكتبت لها بفدك، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فمزقه وقال: هذا فئ المسلمين، وقال: أوس ابن الحدثان وعائشة وحفصة يشهدون على رسول الله انه قال: انا معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة، وان عليا زوجها يجر إلى نفسه وام ايمن فهى امرأة صالحة لو كان معها غيرها لنظرنا فيه، فخرجت فاطمة عليها السلام من عندها باكية حزينة، فلما كان بعد هذا جاء على عليه السلام إلى أبى بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون و الانصار، فقال: يابابكرلم منعت فاطمة من ميراثها من رسول الله صلى الله عليه واله وقد ملكته في حيوة رسول الله صلى الله عليه واله ؟ فقال أبو بكر: هذا فئ المسلمين فان أقامت شهودا ان رسول الله صلى الله عليه واله جعل لها والا فلا حق لها فيه، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين ؟ قال: لا قال: فان كان في يد المسلمين شئ يملكونه وادعيت انا فيه من تسأل البينة ؟ قال: اياك كنت اسأل البينة على ما تدعيه


[ 187 ]

على المسلمين، قال: وإذا كان في يدى شئ فادعى فيه المسلمون فتسألني البينة على ما في يدى وقد ملكته في حيوة رسول الله صلى الله عليه واله وبعده ولم تسأل المسلمين البينة على ما ادعوا على شهودا كما سألتنى على ما ادعيت عليهم ؟ فسكت أبو بكر ثم قال عمر: يا على دعنا من كلامك فانا لا نقوى على حججك فان أتيت شهودا عدولا والا فهو فئ المسلمين لا حق لك ولا لفاطمة فيه، فقال أمير المؤمنين: يا ابا بكر تقرأ كتاب الله ؟ قال: نعم قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فيمن نزلت، فينا ام في غيرنا ؟ قال: بل فيكم، قال: فلو ان شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة ما كنت صانعا ؟ قال: كنت اقيم عليها الحد كما اقيم على سائر المسلمين، قال: كنت إذا عند الله من الكافرين قال: ولم ؟ قال: لانك رردت شهادة الله لها بالطهارة، وقبلت شهادة الناس عليها كما رددت حكم الله وحكم رسوله ان جعل لها فدكا وقبضته في حيوته، ثم قبلت شهادة اعر ابى بائل على عقبيه (مثل اوس بن الحارث خ) عليها وأخذت منها فدك، وزعمت انه فئ المسلمين وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله: البينة على من ادعى واليمنين على من ادعى عليه ؟ قال: فدمدم الناس (1) وبكى بعضهم فقالوا: صدق والله على ورجع على صلوات الله عليه إلى منزله قال: فدخلت فاطمة عليها السلام المسجد وطافت بقبر أبيها صلى الله عليه واله وهى تبكى وتقول: انا فقدناك فقد الارض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب (2) قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب (3) قد كان جبريل بالايات يونسنا * فغاب عنا فكل الخير محتجب وكنت بدرا منيرا يستضاء به * عليك تنزل من ذى العزة الكتب تهضمتنا رجال واستخف بنا * اذغبت عنا فنحن اليوم مغتصب (4)


(1) دمدم فلان على فلان: كلمه مغضبا. (2) الوابل: المطر الشديد، (3) الهنبثة: الاختلاط في القول ويقال: الامر الشديد. (4) تهضمه: ظلمه، اذله وكسره وفى. رواية الاربلي (ره) في كشف الغمة (تهجمتنا) [ * ]

[ 188 ]

وكل أهل له قربى ومنزلة * عند الاله على الادنين مقترب ابدت رجال لنا نجوى صدورهم * لما مضيت وحال دونك الترب فقد رزينا بما لم يرزه أحد * من البرية لا عجم ولا عرب (1) فقد رزئنا به محضا خليقته * صافى الضرائب والاعراق والنسب (2) فأنت خير عباد الله كلهم * واصدق الناس حين الصدق والكذب فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت * منا العيون بتهمال لها سكب (3) سيعلم المتولي الظلم حامتنا * يوم القيامة انى كيف ينقلب قال: فرجع أبو بكر إلى منزله وبعث إلى عمر فدعاه ثم قال: أما رأيت مجلس على بنا اليوم ؟ والله لئن قعد مقعدا مثله ليفسدن علينا أمرنافما الرأى ؟ قال عمر: الرأى أن نأمر بقتله، قال: فمن يقتله ؟ قال: خالد بن الوليد فبعثا إلى خالد فأتاهما فقالا: نريد أن نحملك على أمر عظيم، قال: احملاني على ما شئتما ولو قتل على بن أبى طالب قالا: فهو ذاك، قال خالد: متى اقتله ؟ قال أبو بكر: إذا حضر المسجد فقم بجنبه في الصلوة فإذا أنا سلمت فقم إليه فاضرب عنقه، قال: نعم فسمعت أسماء بنت عميس ذلك وكانت تحت أبى بكر فقالت لجاريتها: اذهبي إلى منزل على وفاطمة فاقرئيهما السلام وقولى لعلى صلوات الله عليه: (ان الملاء يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج انى لك من الناصحين) فجاءت الجارية اليهما فقالت لعلى صلوات الله عليه: ان اسماء بنت عميس تقرأ عليكما السلام وتقول لك: (ان الملاء يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج انى لك من الناصحين) فقال على صلوات الله عليه: ان الله يحول بينهم وبين ما يريدون، ثم قام وتهيأ للصلوة وحضر المسجد ووقف خلف أبى بكر وصلى لنفسه وخالد بن الوليد بجنبه ومعه السيف، فلما جلس أبو بكر في التشهد ندم على ما قال وخاف الفتنة وشدة على صلوات الله عليه وبأسه، فلم يزل متفكرا لا يجسر أن يسلم حتى ظن الناس انه قد سهى،


(1) الرزء والرزيئة: المصيبة العظيمة. (2) الضرائب جمع الضريبة: السجية والطبيعة يقال فلان كريم الضريبة، ولئيم الضريبة (3) التهمال من هملت عينه: فاضت وسالت. وسكب الماء صبه. [ * ]

[ 189 ]

ثم التفت إلى خالد فقال: يا خالد لا تفعل ما أمرتك به والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: يا خالد ما الذى أمرك به ؟ قال: أمرنى بضرب عنقك، قال: أو كنت فاعلا ؟ قال: أي والله لولا انه قال لى: لا تفعل لقتلتك بعد التسليم قال: فأخذه على فضرب به الارض واجتمع الناس عليه فقال عمر: يقتله الساعة ورب الكعبة فقال الناس: يا أبا الحسن الله الله بحق صاحب هذا القبرفخلى عنه، قال: فالتفت إلى عمر فأخذ بتلابيبه (1) وقال: يا ابن صهاك لولا عهد من رسول الله صلى الله عليه واله وكتاب من الله عزوجل سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا وأقل عددا. 72 – في مجمع البيان (فلت ذا القربى حقه) وروى أبو سعيد الخدرى وغيره انه لما نزلت هذه الاية على النبي صلى الله عليه واله اعطى فاطمة عليها السلام فدكا وسلمه إليها، و هو المروى عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام. 73 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الربا ربائان: ربا يؤكل وربا لا يؤكل، فاما الذى يؤكل فهديتك إلى الرجل تطلب منه الثواب أفضل منها فذلك الربا الذى يؤكل، و هو قول الله عزوجل: وما آتيتم من ربا ليربو في اموال الناس فلا يربو عند الله واما الذى لا يؤكل فهو الذى نهى الله عنه وأوعد عليه النار. 74 – في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: (وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله) فقال: هو هديتك إلى الرجل تطلب منه الثواب افضل منها، فذلك ربا يؤكل. 75 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الربا ربائان احدهما حلال والاخر حرام، فاما الحلال فهو ان يقرض الرجل أخاه قرضا ان يزيده ويعوضه باكثر مما يأخذه بلا شرط بينهما، فان اعطاه اكثر مما اخذه على غير شرط بينهما فهو


(1) التلابيب جمع التلبيب: ما في موضع المنحرمن الثياب ويعرف بالطوق [ * ]

[ 190 ]

مباح له وليس له عند الله ثواب فيما أقرضه، وهو قوله: (فلا يربو عند الله) واما الحرام فالرجل يقرض قرضا ويشترط ان يرد اكثر مما اخذه فهذا هو الحرام. 76 – في مجمع البيان قيل في الربا المذكور في الاية قولان: أحدهما انه ربا حلال وهو ان يعطى الرجل العطية أو يهدى الهدية ليثاب أكثر منها، فليس فيه اجر ولا وزر. وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام. 77 – فاولئك هم المضعفون أي فاهلها هم المضعفون إلى قوله وقيل: هم المضعفون للمال في العاجل وللثواب في الاجل لان الله سبحانه جعل الزكوة سببا لزيادة المال ومنه الحديث ما نقص مال من صدقة، وقال أمير المؤمنين عليه السلام فرض الله تعالى الصلوة تنزيها عن الكبر، والزكوة تسبيبا للرزق، والصيام ابتلاء لاخلاص الخلق، وصلة الارحام منماة للعدد. في كلام طويل. 78 – في من لا يحضره الفقيه خطبة الزهراء صلوات الله عليها وفيها: ففرض الله تعالى الايمان تطهيرا من الشرك، والصلوة تنزيها عن الكبر، والزكوة زيادة، في الرزق. في تفسير على بن ابراهيم قوله عزوجل: (وما آتيتم من زكوة تريدون وجه الله فاولئك هم المضعفون) أي ما بررتم به اخوانكم واقرضتموهم لا طمعا في زيادة وقال الصادق عليه السلام: على باب الجنة مكتوب: القرض بثماني عشرة والصدقة بعشرة. 80 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الحريص محروم ومع حرمانه مذموم في أي شئ كان، وكيف لا يكون محروما وقد فر من وثاق الله تعالى، وخالف قول الله عزوجل حيث يقول: الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم. 81 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدى الناس قال: في البر فساد الحيوان إذا لم تمطر، وكذلك هلاك دواب البحر بذلك، وقال الصادق عليه السلام: حيوة دواب البحر بالمطر، فإذا كف المطر ظهر الفساد في البر والبحر، وذلك إذا كثرت الذنوب والمعاصي.


[ 191 ]

أخبرنا احمد بن ادريس قال: حدثنا احمد بن محمد بن على بن النعمان عن ابن مسكان عن ميسر عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدى الناس) قال: ذلك والله يوم قالت الانصار: منا امير ومنكم امير. 83 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن على بن النعمان عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه عليه السلام في قوله عزوجل: (ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت ايدى الناس) قال: ذاك والله حين قالت الانصار: منا أمير ومنكم امير. 84 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد والحسين ابن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن زيد بن الوليد الخثعمي عن أبى الربيع الشامي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم فقال: عنى بذلك أي انظروا في القرآن، فاعلموا كيف كان عاقبة الذين من قبلكم وما أخبركم عنه 85 – في مجمع البيان ومن عمل صالحا فلانفسهم يمهدون أي يوطنون لانفسهم منازلهم إلى قوله: وروى منصور بن حازم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان العمل الصالح ليسبق صاحبه إلى الجنة فيمهد له كما يمهد لاحدكم خادمه فراشه. 86 – وجاءت الرواية عن ام الدرداء انها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: ما من امرء مسلم يرد عن عرض أخيه الا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة، ثم قرء وكان حقا علينا نصر المؤمنين. 87 – في من لا يحضره الفقيه وروى ابن أبى عمير عن ابى زياد النهدي عن عبد الله بن وهب عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: حسب المؤمن نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي الله عزوجل. 88 – في تفسير على بن ابراهيم ويجعله كسفا قال: بعضه على بعض. 89 – في مجمع البيان فترى الودق يخرج من خلاله وروى عن أبى عبد الله عليه السلام من خلله. 90 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في وصف الامامة و


[ 192 ]

الامام وذكر فضل الامام ورتبته حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم اكرمه الله عزوجل بأن جعلها في ذريته وأهل الصفوة والطهارة، فقال: (ووهبنا له اسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات واقام الصلوة وايتاء الزكوة وكانوا لنا عابدين) فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثه النبي صلى الله عليه واله، فقال الله جل جلاله: (ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين) فكانت له خاصة فقلدها صلى الله عليه واله عليا عليه السلام بأمر الله عزوجل على رسم ما فرض الله تعالى، فصارت في ذريته الاصفياء الذين آتاهم الله تعالى العلم والايمان بقوله: وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهى في ولد على عليه السلام خاصة إلى يوم القيامة، إذ لا نبى بعد محمد صلى الله عليه واله. في اصول الكافي عن الرضا عليه السلام مثله سواء. 91 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (وقال الذين اوتوا العلم و الايمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث) فان هذه الاية مقدمة ومؤخرة وانما هو: (وقال الذين اوتوا العلم والايمان في كتاب الله لقد لبثتم إلى يوم البعث). 92 – قوله جل ذكره: فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون أي لا يغضبنك، قال: وكان على بن ابى طالب عليه السلام يصلى وابن الكوا خلفه و أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقرأ فقال ابن الكوا: (ولقد اوحى اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) فسكت أمير المؤمنين صلوات الله عليه حتى سكت ابن الكوا، ثم عاد في قراءته حتى فعل ابن الكوا ثلاث مرات فلما كان في الثالثة قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: (فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون). 93 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن الجارود عن موسى بن بكر بن داب عمن حدثه عن أبى جعفر عليه السلام ان زيد بن على بن الحسين دخل على أبى جعفر محمد بن على ومعه كتب من أهل الكوفة يدعونه فيها


[ 193 ]

إلى أنفسهم ويخبرونه باجتماعهم ويأمرونه بالخروج، فقال له أبو جعفر: هذه الكتب ابتداءا منهم أو جواب ما كتبت به إليهم ودعوتهم إليه ؟ فقال: بل ابتداءا من القوم لمعرفتهم بحقنا وبقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه واله، ولما يجدون في كتاب الله عزوجل من وجوب مودتنا وفرض طاعتنا ولما نحن فيه من الضيق والضنك والبلاء، فقال له أبو جعفر: ان الطاعة مفروضة من الله عزوجل وسنة أمضاها في الاولين، وكذلك يجريها في الاخرين، والطاعة لواحد منا والمودة للجميع، وأمر الله يجرى لاوليائه بحكم موصول وقضاء مفصول، وحتم مقضى، وقدر مقدور، وأجل مسمى لوقت معلوم (فلا يستخفنك الذين لا يوقنون انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا) فلا تعجل فان الله لا يعجل لعجلة العباد، ولا تسبقن الله فتعجلك البلية فتصرعك. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة لقمان في ليلة وكل الله به في ليلته ملائكة يحفظونه من ابليس وجنوده حتى يصبح، فإذا قرأها بالنهار لم يزالوا يحفظونه من ابليس وجنوده حتى يمسى. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: ومن قرأ سورة لقمان كان له لقمان رفيقا يوم القيامة، واعطى من الحسنات عشرا بعدد من عمل بالمعروف وعمل المنكر. 3 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن ابراهيم بن هاشم عن عبد الله بن المغيرة عن يحيى ابن عبادة عن أبى عبد الله عليه السلام قلت: قوله عزوجل: ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال: منه الغنا. 4 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد


[ 194 ]

عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن كسب المغنيات ؟ فقال: التى يدخل عليها الرجال حرام، والتى تدعى إلى الاعراس ليس به بأس، وهو قول الله عزوجل: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله). 5 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن على بن اسمعيل عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: الغنا مما أوعد الله عزوجل عليه النار وتلا هذه الاية: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل به عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين). 6 – ابن أبى عمير عن مهران بن محمد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: الغنا مما قال الله: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله). 7 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الوشا قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن الغنا فقال: هو قول الله عزوجل: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل به عن سبيل الله). 8 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن مهران بن محمد عن الحسن بن هارون قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الغنا مجلس لا ينظر الله إلى أهله وهو مما قال الله عزوجل: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله). 9 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم) فهو النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة من بنى عبد الدار بن قصى وكان النضر ذا رواية لاحاديث الناس وأشعارهم يقول الله عزوجل: وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في اذنيه وقرا فبشره بعذاب اليم 10 – في مجمع البيان وروى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه واله قال: لا يحل تعليم المغنيات ولا بيعهن وأثمانهن حرام، وقد نزل تصديق ذلك في كتاب الله: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث) الاية 11 – وروى عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: هو الطعن في الحق والاستهزاء به


[ 195 ]

وما كان أبو جهل واصحابه يحيون به إذ قال: يا معاشر قريش الا اطعمكم من الزقوم الذى يخوفكم به صاحبكم ؟ ثم ارسل إلى زبد وتمر فقال: هذا هو الزقوم الذى يخوفكم به. قال: ومنه الغنا. 12 – وروى الواحدى بالاسناد عن نافع عن ابن عمر انه سمع النبي صلى الله عليه واله يقول في هذه الاية: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث) قال: باللعب والباطل كثيرا لنفقة سمح فيه، ولا تطيب نفسه بدرهم يتصدق به. 13 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال قلت له: أخبرني عن قوله تعالى: (والسماء ذات الحبك) فقال: هي محبوكة إلى الارض وشبك بين أصابعه، فقلت: كيف تكون محبوكة إلى الارض والله يقول: رفع السماء بغير عمد ترونها فقال: سبحان الله أليس يقول بغير عمد ترونها ؟ فقلت: بلى فقال: فثم عمد ولكن لا ترونها. 14 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: فمن شواهد خلقه خلق السموات موطدات بلا عمد، قائمات بلا سند. 15 – وفيه كلام له عليه السلام يذكر فيه خلق السموات: جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا بغير عمد ترونها ولا دسار (1) ينتظمها. 16 – في كتاب الاهليليجة قال الصادق عليه السلام: فنظرت العين إلى خلق مختلف متصل بعضه ببعض ودلها القلب على ان لذلك خالقا، وذلك انه فكرحيث دلته العين على ما عاينت من عظم السماء وارتفاعها في الهواء بغيرعمد ولا دعامة تمسكها، وانها لا تتأخر فتنكشط (2) ولا يتقدم فتزول، ولا تهبط مرة فتدنو ولا ترتفع فلا ترى. 17 – في اصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لى أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ان الله قال: ولقد آتينا لقمان الحكمة قال: الفهم والعقل.


(1) الدسار: المسمار. (2) كشطت السماء: قلعت وانكشط مطاوع كشط. [ * ]

[ 196 ]

18 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن على بن محمد عن بكربن صالح عن جعفر بن يحيى عن على بن النضر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك ما تقول في قوله: (ولقد آتينا لقمان الحكمة) قال: اوتى معرفة امام زمانه. 19 – في مجمع البيان واختلف فيه فقيل: انه كان حكيما ولم يكن نبيا عن ابن عباس ومجاهد وقتادة واكثر المفسرين وقيل انه كان نبيا عن عكرمة والسدى والشعبى إلى قوله: وروى عن نافع عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: حقا أقول لم يكن لقمان نبيا ولكن كان عبدا كثير التفكر حسن اليقين أحب الله فأحبه، ومن عليه بالحكمة كان نائما نصف النهار إذ جاءه نداء يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الارض تحكم بين الناس بالحق ؟ فأجاب الصوت: إن خيرنى ربى قبلت العافية ولم أقبل البلاء، وان هو عزم على فسمعا وطاعة فانى أعلم انه ان فعل بى ذلك أعانني وعصمني فقالت الملائكة بصوت لا يراهم: لم يا لقمان ؟ قال لان الحكم أشد المنازل وآكدها يغشاه الظلم من كل مكان، ان وفى فبالحرى أن ينجو وان اخطأ اخطأ طريق الجنة، ومن يكن في الدنيا ذليلا وفى الاخرة شريفا خيرمن أن يكون في الدنيا شريفا وفى الاخرة ذليلا، ومن تخير الدنيا على الاخرة نفته الدنيا ولا يصيب الاخرة، فعجبت الملائكة من حسن منطقه فنام نومة فاعطى الحكمة فانتبه يتكلم بها ثم كان يوازر دواد بحكمته فقال له داود: طوبى لك يا لقمان اعطيت الحكمة وصرفت عنك البلوى. 20 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حماد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن لقمان وحكمته التى ذكرها الله عزوجل، فقال: أما والله ما اوتى لقمان الحكمة بحسب ولا مال ولا اهل ولا بسط في جسم ولا جمال، ولكنه كان رجلا قويا في أمر الله، متورعا في الله ساكتا مستكينا عميق النظر طويل الفكر حديد النظر، مستغن بالعبر لم ينم نهارا قط، ولم يره أحد من الناس على بول ولا غائط ولا اغتسال، لشدة تستره وعموق نظره وتحفظه في امره ولم يضحك من شئ قط مخافة الاثم، ولم يغضب قط ولم يمازح انسانا قط، ولم يفرح


[ 197 ]

بشئ اتاه من أمر الدنيا ولا حزن منها على شئ قط، وقد نكح من النساء وولد له من الاولاد الكثير وقدم أكثرهم افراطا فما بكى على موت أحد منهم ولم يمر برجلين يختصمان أو يقتتلان الا أصلح بينهما، ولم يمض عنهما حتى تحابا (1) ولم يسمع قولا قط من أحد استحسنه الا سأل عن تفسيره وعمن أخذه، وكان يكثر مجالسة الفقهاء والحكماء، وكان يغشى القضاة والملوك والسلاطين فيرثى للقضاة مما ابتلوا به، ويرحم الملوك والسلاطين لغرتهم بالله وطمانينتهم في ذلك، ويعتبر ويتعلم ما يغلب به نفسه، ويجاهد به هواه ويحترز به من الشيطان، وكان يداوى قلبه بالفكر ويداوى نفسه بالعبر، وكان لا يظعن الا فيما يعنيه فبذلك أوتى الحكمة ومنح العصمة، وان الله تبارك وتعالى امر طوائف من الملائكة حين انتصف النهار وهدأت العيون بالقائلة (2) فنادوا لقمان حيث يسمع ولا يراهم، فقالوا: يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الارض تحكم بين الناس ؟ فقال لقمان: ان امرني الله بذلك فالسمع والطاعة لانه ان فعل ذلك اعانني عليه وعلمني وعصمني، وان هو خيرنى قبلت العافية، فقالت الملائكة: يا لقمان لم ؟ قال: لان الحكم بين الناس بأشد المنازل وأكثر فتنا وبلاءا يخذل و لا يغان (3) ويغشاه الظلم من كل مكان وصاحبه فيه بين أمرين ان أصاب فيه الحق فبالحرى أن يسلم، وان أخطأ أخطأ طريق الجنة، ومن يكن في الدنيا ذليلا ضعيفا كان أهون عليه في المعاد من أن يكون حكما سريا شريفا (4) ومن اختار الدنيا على الاخرة يخسرهما كلتاهما، تزول هذه ولا يدرك تلك، قال فتعجب الملائكة من حكمته واستحسن الرحمن منطقه، فلما أمسى وأخذ مضجعه من الليل أنزل الله عليه الحكمة


(1) كذا في النسخ لكن في المصدر وكذا المنقول عنه في البحار (تحاجزا) وفسره المجلسي (ره) أي تصالحا وتمانعا. (2) هدأت العيون أي سكنت، والقائلة: منتصف النهار. (3) كذا في نسخة الاصل وفى نسخة (بأشد ما يخذل) وفى المصدر والمنقول عنه في البحار (واكثر فتنا وبلاء ما يخذل… اه) وذكر المجلسي (ره) له احتمالات ثلثه فراجع ان شئت. (4) السرى: السيد الشريف. [ * ]

[ 198 ]

فغشاه بها من قرنه إلى قدمه وهو نائم، وغطاه بالحكمة غطاء، فاستيقظ وهو أحكم الناس في زمانه، وخرج على الناس ينطق بالحكمة ويبثها فيها (1) قال: فلما اوتى الحكم بالخلافة ولم يقبلها أمر الله عزوجل الملائكة فنادت داود عليه السلام بالخلافة فقبلها ولم يشترط فيها بشرط لقمان، فاعطاه الله عزوجل الخلافة في الارض وابتلى بها غير مرة كل ذلك يهوى في الخطاء، يقيله الله تعالى ويغفر له، وكان لقمان يكثر زيارة داود عليه السلام ويعظه بمواعظه وحكمته وفضل علمه، وكان داود عليه السلام يقول له: طوبى لك يا لقمان أوتيت الحكمة وصرفت عنك البلية، وأعطى داود عليه السلام الخلافة وابتلى بالحكم والفتنة. ثم قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنى لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم قال: فوعظ لقمان ابنه بآثار حتى تقطر وانشق (2) وكان فيما وعظه به يا حماد أن قال: يا بنى انك منذ سقطت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الاخرة فدار أنت إليها تسير أقرب اليك من دار انت عنها متباعد. يا بنى جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، ولا تجادلهم فيمنعوك، وخذ من الدنيا بلاغا ولا ترفضها فتكون عيالا على الناس، ولا تدخل فيها دخولا يضر بآخرتك، وصم صوما يقطع شهوتك ولا تصم صياما يمنعك من الصلوة. فان الصلوة أحب إلى الله من الصيام، يا بنى ان الدنيا بحر عميق قد هلك فيها عالم كثير، فاجعل سفينتك فيها الايمان، واجعل شراعها التوكل، واجعل زادك فيها تقوى الله، فان نجوت فبرحمة الله وان هلكت فبذنوبك، يا بنى ان تادبت صغيرا انتفعت كثيرا، ومن عنى بالادب اهتم به ومن اهتم به تكلف علمه، ومن تكلف علمه اشتد له طلبه، ومن اشتد طلبه أدرك منفعته، فاتخذه عادة فانك تخلف في سلفك، وينتفع به من خلفك، ويرتجيك فيه راغب ويخشى صولتك راهب، واياك والكسل عنه بالطلب لغيره، فان غلبت على الدنيا فلا تغلبن على الاخرة، وإذا فاتك طلب العلم في مظانه فقد غلبت على الاخرة، واجعل في


(1) وفى البحار (ويبنيها فيها) وفسره المجلسي (ره) بقوله أي في جماعة الناس أو في الدنيا. (2) كناية عن غاية تأثير الحكمة فيه. [ * ]

[ 199 ]

ايامك ولياليك وساعاتك نصيبا في طلب العلم فانك لن تجد له تضييعا أشد من تركه، ولا تمارين فيه لجوجا ولا تجادلن فقيها، ولا تعادين سلطانا، ولا تماشين ظلوما و لا تصادقنه، ولا تصاحبن فاسقا ناطقا، ولا تصاحبن متهما، واخزن علمك كما تخزن ورقك. يا بنى خف الله عزوجل خوفا لو أتيت القيامة ببر الثقلين خفت ان يعذبك، و ارج الله رجاء لو وافيت القيامة باثم الثقلين رجوت ان يغفر الله لك، فقال له ابنه: يا أبة و كيف اطيق هذا وانما لى قلب واحد ؟ فقال له لقمان: يا بنى لو أستخرج قلب المؤمن يوجد فيه نوران، نور للخوف ونور للرجاء، لو وزنا لما رجح أحدهما على الاخر بمثقال ذرة، فمن يؤمن بالله يصدق ما قال الله عزوجل، ومن يصدق ما قال الله يفعل ما أمر الله ومن لم يفعل ما أمر الله لم يصدق ما قال الله، فان هذه الاخلاق يشهد بعضها لبعض، فمن يؤمن بالله ايمانا صادقا يعمل لله خالصا ناصحا، فقد آمن بالله صادقا. ومن أطاع الله خافه، ومن خافه فقد أحبه، ومن أحبه فقد اتبع أمره، ومن اتبع امره استوجب جنته ومرضاته. ومن لم يتبع رضوان الله فقد هان عليه سخطه، نعوذ بالله من سخط الله، يا بنى لا تركن إلى الدنيا ولا تشغل قلبك بها، فما خلق الله خلقا هو أهون عليه منها الا ترى انه لم يجعل نعيمها ثواب المطيعين، ولم يجعل بلاءها عقوبة للعاصين. 21 – في من لا يحضره الفقيه في الحقوق المروية عن سيد العابدين عليه السلام حق الله الاكبر عليك أن تعبده ولا تشرك به شيئا فإذا فعلت ذلك باخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والاخرة. 22 – في اصول الكافي يونس عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان من الكبائر عقوق الوالدين واليأس من روح الله والامن من مكر الله وقد روى أكبر الكبائر الشرك بالله. 23 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن هارون بن الجهم عن المفضل بن صالح عن سعد بن طريف عن أبى جعفر عليه السلام قال: الظلم ثلاثة ظلم يغفره


[ 200 ]

الله، وظلم لا يغفره وظلم لا يدعه الله، فاما الظلم الذى لا يغفره الله فالشرك واما الظلم الذى يغفره فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله، فاما الذى لا يدعه فالمداينة بين العباد. قال عز من قائل: ووصينا الانسان بوالديه إلى قوله: ان اشكر لى ولوالديك 24 – في من لا يحضره الفقيه في الحقوق المروية عن زين العابدين عليه السلام وأما حق امك ان تعلم انها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا واعطتك من ثمرة قلبها مالا يعطى احد احدا ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال ان تجوع وتطعمك وتعطش وتسقيك وتعرى و تكسوك وتضحى وتظلك وتهجر النوم لاجلك ووقتك الحر والبرد ليكون لها فانك لا تطيق شكرها الا بعون الله وتوفيقه، واما حق ابيك فان تعلم انه أصلك فانك لولاه لم تكن، فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك فاعلم ان أباك أصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك، ولا قوة الا بالله. 25 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: ادعو لوالدي ان كانا لا يعرفان الحق ؟ قال: ادع لهما وتصدق عنهما، وان كانا ناحيين لا يعرفان الحق فدارهما، فان رسول الله صلى الله عليه واله قال: ان الله بعثنى بالرحمة لا بالعقوق. 26 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله من أبر ؟ قال: امك، قال: ثم من ؟ قال: امك، قال: ثم من ؟ قال: أمك، قال: ثم من ؟ قال: أباك. 27 – وباسناده إلى محمد بن مروان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه حيين وميتين يصلى عنهما، ويتصدق عنهما ويحج عنهما ويصوم عنهما، فيكون الذى صنع لهما وله مثل ذلك، فيزيده الله عزوجل ببره وصلته خيرا كثيرا. 28 – ابن محبوب عن خالد بن نافع البجلى عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله أوصني، فقال: لا تشرك


[ 201 ]

بالله شيئا وان حرقت بالنار وعذبت الا وقلبك مطمئن بالايمان، ووالديك فأطعمهما وبرهما حيين كانا أو ميتين، وان أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل، فان ذلك من الايمان. 29 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعلى بن محمد عن صالح بن ابى حماد جميعا عن الوشا عن احمد بن عائذ عن ابى خديجة سالم بن مكرم عن معلى بن خنيس عن ابي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل وسأل النبي صلى الله عليه واله عن بر الوالدين فقال: ابرر امك ابرر امك ابرر امك، ابرر اباك ابرر اباك ابرر اباك، وبدء بالام قبل الاب. 30 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن على بن عقبة عن عمر بن يزيد قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: شكر كل نعمة وان عظمت ان يحمد الله عزوجل. 31 – عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا ؟ قال: نعم قلت: ما هو ؟ قال يحمد الله على كل نعمة عليه في اهل ومال، وان كان فيما انعم عليه في ماله حق أداه، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 32 – أبو على الاشعري عن عيسى بن ايوب عن على بن مهزيار عن القاسم بن محمد عن اسماعيل بن ابى الحسن عن رجل عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه فقد ادى شكرها. 33 – على عن ابيه عن ابن ابى عمير عن ابى عبد الله صاحب السابرى فيما اعلم أو غيره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: اوحى الله عزوجل إلى موسى عليه السلام: يا موسى اشكرني حق شكرى فقال: يا رب وكيف اشكرك حق شكرك وليس من شكر أشكرك به الا و أنت أنعمت به على ؟ قال: يا موسى الان شكرتني حين علمت ان ذلك منى. 34 – في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وامر بالشكر له وللوالدين، فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله تعالى. 35 – وباسناده إلى محمود بن أبى البلاد قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عزوجل.


[ 202 ]

36 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن اسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن على بن الحسين العبدى عن سعد الاسكاف عن الاصبغ بن نباتة أنه سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن قوله تعالى: (ان اشكر لى ولوالديك الي المصير) فقال الوالدان اللذان أوجب الله لهما الشكر، هما اللذان ولدا العلم وورثا الحكم، وأمر الناس بطاعتهما ثم قال الله: (الي المصير) فمصير العباد إلى الله، والدليل على ذلك الولدان، ثم عطف القول على ابن حنتمة (1) وصاحبه فقال في الخاص والعام: وان جاهداك على ان تشرك بى تقول في الوصية وتعدل عمن أمرت بطاعته فلا تطعهما ولا تسمع قولهما ثم عطف القول على الوالدين فقال: وصاحبهما في الدنيا معروفا يقول: عرف الناس فضلهما وادع إلى سبيلهما، وذلك قوله: واتبع سبيل من اناب إلى ثم إلى مرجعكم فقال: إلى الله ثن الينا فاتقوا الله ولا تعصوا الوالدين فان رضاهما رضا الله وسخطهما سخط الله. 37 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن بحر عن عبد الله بن مسكان عمن رواه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال – وأنا عنده – لعبد الواحد الانصاري في بر الوالدين في قول الله عزوجل، وبالوالدين احسانا. فظننا انها الاية التى في بنى اسرائيل: (وقضى ربك ان لا تعبدوا الا اياه) فلما كان بغد سألته فقال: هي التى في لقمان (ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهداك على ان تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما) فقال: ان ذلك أعظم من أن يأمر بصلتهما وحقهما على كل حال (وان جاهداك على ان تشرك بى ما ليس لك به علم) فقال: لا بل يأمر بصلتهما وان جاهداه على الشرك ما زاد حقهما الا عظما. 38 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: بر الوالدين من حسن معرفة العبد بالله، إذ لا عبادة أسرع بلوغا بصاحبها إلى رضا الله تعالى من حرمة الوالدين المسلمين لوجه الله، لان حق الوالدين مشتق من حق الله تعالى إذا كانا على منهاج الدين والسنة، ولا يكونان يمنعان الولد من طاعة الله تعالى إلى معصيته، ومن اليقين


(1) حنتمة بنت ذى الحرمين ام عمر بن الخطاب. [ * ]

[ 203 ]

إلى الشك، ومن الزهد إلى الدنيا، ولا يدعوانه إلى خلاف ذلك، فإذا كانا كذلك فمعصيتهما طاعة وطاعتهما معصية، قال الله تعالى: (وان جاهداك على ان تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما) واما في باب العشرة فدارهما واحتمل أذاهما نحو ما احتملا عليك في حال صغرك، ولا تضيق عليهما مما قد وسع الله عليك من المال والملبوس، و لا تحول بوجهك عنهما ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، فان تعظيمهما من الله تعالى و قل لهما باحسن القول، والطفه فان الله لا يضيع أجر المحسنين. 39 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب مر الحسين بن على عليهما السلام على عبد الرحمان بن عمرو بن العاص فقال عبد الله: من أحب أن ينظر إلى أحب أهل الارض إلى أهل السماء فلينظر إلى هذا المجتاز، وما كلمته منذ ليالى صفين، فأتى به أبو سعيد الخدرى إلى الحسين عليه السلام: فقال له الحسين: أتعلم أنى أحب أهل الارض إلى أهل السماء وتقاتلني وأبى يوم صفين ؟ والله ان أبى لخير منى فاستعذر وقال: ان النبي صلى الله عليه واله قال لى: اطع أباك، فقال له الحسين عليه السلام: أما سمعت قول الله تعالى: (وان جاهداك على ان تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما) وقال رسول الله صلى الله عليه واله: انما الطاعة بالمعروف، وقوله: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. 40 – في عيون الاخبار في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرائع الدين: وبر الوالدين واجب وان كانا مشركين، ولا طاعة لهما في معصية الخالق ولا لغيرهما، فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. 41 – في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه شرائع الدين إلى أن قال عليه السلام: وبر الوالدين واجب، فان كانا مشركين فلا تطعهما ولا غيرهما في المعصية، فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. 42 – عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول – وذكر كلاما طويلا – وفى اثنائه: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا ينبغى للمخلوق ان يكون جنة لمعصية الله، فلا طاعة في معصية ولا طاعة لمن عصى الله. 43 – في من لا يحضره الفقيه في ألفاظه صلى الله عليه واله الموجزة: لا طاعة لمخلوق في


[ 204 ]

معصية الخالق. 43 في محاسن البرقى باسناده عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه يقول أطيعوا آباءكم فيما أمروكم ولا تطيعوهم في معاصي الله. 44 – وفيه حديث آخر عنه صلى الله عليه واله وفيه يقول: انى لا آمرك بعقوق الوالدين ولكن صاحبهما في الدنيا معروفا. 45 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله (واتبع سبيل من أناب الي) يقول: اتبع سبيل محمد صلى الله عليه واله. 46 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: اتقوا المحقرات من الذنوب. فان لها طالبا يقول أحدكم: اذنب واستغفر، ان الله عزوجل يقول (سنكتب ما قدموا وآثارهم وكل شئ احصيناه في امام مبين) وقال عزوجل انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الارض يأت بها الله ان الله لطيف خبير. 47 – في مجمع البيان وروى العياشي بالاسناد عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اتقوا المحقرات من الذنوب فان لها طالبا لا يقولن أحدكم: اذنب واستغفر الله ان الله تعالى يقول: (ان تك مثقال حبة من خردل) الاية. 48 – في تفسير على بن ابراهيم قال على بن ابراهيم رحمه الله: ثم عطف على خبر لقمان وقصته فقال جل ذكره: (يا بنى انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الارض يأت بها الله ان الله لطيف خبير) قال من الرزق يأتك به الله يا بنى اقم الصلوة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور. 49 – في الكافي باسناده إلى معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى ربهم وأحب ذلك إلى الله عزوجل ما هو ؟ فقال: ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصلوة، الا ترى ان العبد الصالح عيسى بن مريم عليه السلام قال:


[ 205 ]

(واوصاني بالصلوة والزكوة ما دمت حيا). 50 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن هارون بن خارجة عن زيد الشحام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: أحب الاعمال إلى الله عزوجل الصلوة وهى آخر وصايا الانبياء. 51 – أبو داود عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الرضا عليه السلام انه قال: الصلوة قربان كل تقى. 52 – في من لا يحضره الفقيه في وصية أمير المؤمنين عليه السلام لابنه محمد بن الحنفية يا بنى إقبل من الحكماء مواعظهم، وتدبر أحكامهم وكن آخذ الناس بما تأمر به، و أكف الناس عما تنهى عنه، وامر بالمعروف تكن من أهله، فان استتمام الامور عند الله تبارك وتعالى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر. 53 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن عيسى عن محمد بن عرفة قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم 54 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن داود بن فرقد عن أبى سعيد الزهري عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال: ويل لقوم لا يدينون الله بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر. 55 – وباسناده قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال: بئس القوم يعيبون الامر بالمعروف والنهى عن المنكر. 56 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب: ائمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر واصبروا على ما أصابكم. 57 – في اصول الكافي باسناده إلى حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام يا حفص ان من صبر صبر قليلا ومن جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع امورك فان الله عزوجل بعث محمدا صلى الله عليه واله فأمره بالصبر والرفق، فقال: (و اصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا وذرنى والمكذبين اولى النعمة) وقال تبارك


[ 206 ]

وتعالى: (ادفع بالتى هي احسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم) فصبر صلى الله عليه واله حتى نالوه بالعظائم ورموه بها، والحديث وفيما أخذناه منه كفاية ان شاء الله تعالى. 58 – محمد بن يحيى عن أحمد بن عيسى عن على بن الحكم عن عبد الله بن بكر عن حمزة بن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: الجنة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة، وجهنم محفوفة باللذات والشهوات فمن أعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار. 59 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن أبى الجارود عن الاصبغ قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الصبر صبران: صبر عند المصيبة حسن جميل وأحسن من ذلك الصبر عندما حرم الله عزوجل عليك. 60 – أبو على الاشعري عن الحسن بن على الكوفى عن العباس بن عامر العزرمى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: سيأتي على الناس زمان لا ينال الملك فيه الا بالقتل والتجبر، ولا الغنى الا بالغضب والبخل، ولا المحبة الا باستخراج الدين واتباع الهوى، فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة، وصبر على الذل وهو يقدر على العز آتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق بى. 61 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن سيف بن عميرة عن ابن حمزة الثمالى قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من ابتلى من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد. 62 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل أنعم على قوم فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمة. 63 – أبو على الاشعري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن العلاء بن الفضيل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد،


[ 207 ]

فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد. كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الايمان. 64 – في مجمع البيان (واصبر على ما أصابك) من المشقة والاذى في الامر بالمعروف والنهى عن المنكر عن على عليه السلام. 65 – في جوامع الجامع ان ذلك مما عزمه الله من الامور أي قطعه قطع ايجاب والزام، ومنه الحديث ان الله يحب ان يؤخذ برخصه كما يحب ان يؤخذ بعزائمه. 66 – في مجمع البيان ولا تصغر خدك للناس أي ولا تمل وجهك من الناس بكل ولا تعرض عمن يكلمك استخفافا به، وهذا المعنى قول ابن عباس وابى عبد الله عليه السلام. 67 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (ولا تصعر خدك للناس) أي لا تذل للناس طعما فيما عندهم ولا تمش في الارض مرحا أي فرحا وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (ولا تمش في الارض مرحا) يقول: بالعظمة ان الله لا يحب كل مختال فخور. 68 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام ان النبي صلى الله عليه واله اوصى رجلا من بنى تميم فقال له: اياك واسبال الازار والقميص: فان ذلك من المخيلة والله لا يحب المخيلة. (1). 69 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابن فضال عمن حدثه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من مشى على الارض اختيالا لعنه الارض ومن تحتها ومن فوقها. 70 – أبى رحمه الله قال: حدثنى سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن أبيه رفعه قال: قال أبو جعفر عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه واله: ويل لمن يختال في الارض معارض جبار السماوات والارض. 71 – في امالي الصدوق رحمه الله في مناهى النبي صلى الله عليه واله: ونهى أن يختال الرجل في مشيته وقال: من لبس ثوبا فاغتال فيه خسف الله به من شفير جهنم، وكان


(1) المخيلة: الكبر [ * ]

[ 208 ]

قرين قارون لانه أول من اختال، فخسف الله به وبداره الارض، ومن اختال فقد نازع الله في جبروته. وفى من لا يحضره الفقيه مثله سواء. 72 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن ابى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد أن قال: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها وفرض على الرجلين ان لا يمشى بها إلى شئ من معاصي الله، و فرض عليهما المشى إلى ما يرضى الله عزوجل فقال: (ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا) وقال: واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير. 73 – في كتاب الخصال عن ابى الحسن عليه السلام قال: سرعة المشى تذهب ببهاء المؤمن 74 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: (واقصد في مشيك) أي لا تعجل (واغضض من صوتك) أي لا ترفعه (ان انكر الاصوات لصوت الحمير) وروى فيه غير هذا ايضا. 75 – في اصول الكافي أحمد بن محمد الكوفى عن على بن الحسن عن على بن اسباط عن عمه يعقوب بن سالم عن ابى بكر الحضرمي قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (ان انكر الاصوات لصوت الحمير) قال: العطسة القبيحة. 76 – في مجمع البيان (ان انكر الاصوات لصوت الحمير) وروى عن ابى عبد الله عليه السلام قال: هي العطسة المرتفعة القبيحة، والرجل يرفع صوته بالحديث رفعا قبيحا الا ان يكون داعيا أو يقرأ القرآن. 77 – في من لا يحضره الفقيه ومن الفاظ رسول الله صلى الله عليه واله الموجزة التى لم يسبق إليها: اليد العليا خير من اليد السفلى * ما قل وكفى خير مما كثر وألهى * خير الزاد التقوى * رأس الحكمة مخافة الله عزوجل * خير ما ألقى في القلب اليقين * الارتياب من الكفر * النياحة من عمل الجاهلية * السحر جمر النار * الشعر من ابليس * الخمر جماع الاثام * النساء حبالة الشيطان * الشباب شعبة من الجنون *


[ 209 ]

شر المكاسب كسب الربا * شر المآكل أكل مال اليتيم ظلما * السعيد من وعظ بغيره * الشقى من شقى في بطن امه * مصيركم إلى أربعة أذرع * أربى الربا الكذب * سباب المؤمن فسوق * قتال المؤمن كفر * أكل لحمه من معصية الله عزوجل * حرمة ماله كحرمة دمه * من كظم الغيظ ياجره الله عزوجل * من يصبر على الرزية يعوضه الله * الان حمى الوطيس (1) * لا يلسع المؤمن من جحر مرتين (2) * لا يجنى على المرء الا يده * الشديد من غلب نفسه * ليس الخبر كالمعاينة * اللهم بارك لامتي في بكورها يوم سبتها وخميسها * المجالس بالامانة * سيد القوم خادمهم * لو بغى جبل على جبل لجعله الله دكا * ابدأ بمن تعول (3) الحرب خدعة * المسلم مرآة لاخيه * مات حتف أنفه (4) * البلاء موكل


(1) الوطيس: التنور. المعركة يضرب مثلا للحرب إذا اشتد قال ابن منظور: وهى كلمة لم تسمع الا منه، وهو من فصيح الكلام عبر به عن اشتباك الحرب وقيامها على ساق (انتهى) وهذا من كلامه صلى الله عليه واله في غزوة حنين حين ما رجع الناس بنداء عباس بن عبد المطلب بعد الهزيمة وشرعوا في القتال فأشرف النبي صلى الله عليه وآله في ركائبه فنظر إلى المعركة وهم يقتتلون فقال: الان حمى الوطيس. (2) قال الجزرى: في الحديث: لا يلسع المؤمن من جحر مرتين وفى رواية لا يلدغ اللسع واللدغ سواء والجحر: ثقب الحية وهو استعارة هيهنا أي لا يدهى المؤمن من جهة واحدة مرتين فانه بالاولى يعتبر، قال الخطابى يروى بضم العين وكسرها، فالضم على وجه الخبر ومعناه ان المؤمن هو الكيس الحازم الذى لا يؤتى من جهة الغفلة فيخدع مرة بعد مرة وهو لا يفطن لذلك ولا يشعر به والمراد به الخداع في أمر الدين لا أمر الدنيا واما الكسر فعلى وجه النهى أي لا يخدعن المؤمن ولا يؤتين من ناحية الغفلة فيقع في مكروه أو سر وهو لا يشعر به وليكن فطنا حذرا وهذا التأويل يصلح ان يكون لامر الدين والدنيا معا. (3) أي ابدأ بمن تمؤن وتلزمك نفقته من عيالك، فان فضل شئ فليكن للاجانب. (4) الحتف: الموت، ومات حتف أنفه أي بلا ضرب ولا قتل. وقيل إذا مات فجأة، وهذا الكلام ورد في ما روى عنه صلى الله عليه واله من قوله: من مات حتف أنفه في سبيل الله فقد [ * ] =

[ 210 ]

بالمنطق * الناس كأسنان المشط سواء * أي داء أدوى من البخل * الحياء خير كله * اليمين الفاجرة تدع الديار من أهلها بلاقع (1) * أعجل الشر عقوبة البغى * اسرع الخير ثوابا البر * المسلمون عند شروطهم * ان من الشعر لحكمة وان من البيان لسحرا * ارحم من في الارض يرحمك من في السماء * من قتل دون ماله فهو شهيد * العائد في هبته كالعائد في قيئه (2) * لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه المؤمن فوق ثلاث * من لا يرحم ولا يرحم * الندم توبة * الولد للفراش وللعاهر الحجر * الدال على الخير كفاعله * حبك الشئ يعمى ويصم * لا يشكر الله من لا يشكر الناس * لا يؤوى الضالة الا الضال * اتقوا النار ولو بشق تمرة * الارواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف * مطل الغنى ظلم (3) * السفر قطعة من العذاب * الناس معادن كمعادن الذهب والفضة * صاحب المجلس أحق بصدر مجلسه * احثوا في وجوه المداحين التراب * استنزلوا الرزق بالصدقة * ادفعوا البلاء بالدعاء * جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها * ما نقص مال من صدقة * لا صدقة وذو رحم محتاج * الصحة والفراغ نعمتان مكفورتان (4) * عفو الملك عقال الملك * هبة الرجل لزوجته تزيد في عفتها * لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.


وقع اجره على الله قال أبو عبيد على ما حكى عنه هو أن يموت موتا على فراشه من غير قتل ولا غرق ولا سبع ولا غيره، وقال ابن الاثير: هو أن يموت على فراشه كأنه سقط لاتفه فمات. والحتف الهلاك، كانوا يتخيلون ان روح لمريض تخرج من انفه فان جرح خرجت من جراحته. (1) البلقع: الارض القفر التى لا شئ بها. قال الطريحي (ره): في الحديث: اليمين الكاذبة تذر الديار بلاقع أي خالية وهو كناية عن خرابها وابادة اهلها يريد ان الحالف بها يفتقر ويذهب ما في بتيه من الرزق والمال سوى ما ذخر له من الاثم، وقيل: هو أن يفرق الله شمله ويغير عليه ما اولاه من نعمه. (2) كذا في الاصل ويوافقه المصدر وفى نسخة (في فيه). (3) المطل: التسويف والمدافعة بالعدة والدين وتطويل المدة التى يضربها الغريم للطالب. (4) أي غير مشكورتين. [ * ]

[ 211 ]

78 – وفيه وقال أمير المؤمنين عليه السلام في وصية لابنه محمد بن الحنفية: يا بنى اياك والاتكال على الامانى فانها بضائع النوكى وتثبط عن الاخرة (1) يا بنى لاشرف أعلى من الاسلام، ولا كرم أعز من التقوى، ولا معقل أحرز من الورع، ولا شفيع أنجح من التوبة، ولا لباس أجمل من العافية، ولا وقاية أمنع من السلامة، ولا كنز أغنى من القنوع ولا مال أذهب للفاقة من الرضا بالقوت، ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة، وتبوأ خفض الدعة (2) يا بنى الرزق رزقان: رزق تطلبه ورزق يطلبك، فان لم تأته أتاك، فلا تحمل هم سنتك على هم يومك كفاك كل يوم ما هو فيه، فان تكن السنة من عمرك فان الله عزوجل سيأتيك في كل غد بجديدما قسم لك، وان لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بغم وهم ما ليس لك، واعلم ان لن يسبقك إلى رزقك طالب، ولن يغلبك عليه غالب، ولن يحتجب عنك ما قدر لك، فكم رأيت من طالب متعب نفسه مقتر عليه رزقه (3) ومقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير، وكل مقرون به الفناء اليوم لك وأنت من بلوغ غد على غير يقين، ولرب مستقبل يوما ليس بمستدبره ومغبوط في اول ليلة قام في آخرها بواكيه، فلا يغرنكم من الله طول حلول النعم وابطاء موارد النقم، فانه لو خشى الفوت عاجل بالعقوبة قبل الموت، يا بنى اقبل من الحكماء مواعظهم وتدبر أحكامهم، واعلم ان رأس العقل بعد الايمان بالله عزوجل مداراة الناس، ولا خير فيمن لا يعاشر بالمعروف من لابد من معاشرته حتى يجعل الله إلى الخلاص منه سبيلا، فانى وجدت جميع ما يتعايش به الناس وبه يتعاشرون مل ء مكيال، ثلثاه استحسان وثلثه تغافل، اعلم يا بنى انه لابد لك من حسن الارتياد (4) وبلاغك من الزاد مع خفة الظهر، فلا تحمل على ظهرك فوق طاقتك فيكون


(1) الانكال: الاعتماد والاماني جمع الامنية: التمنى، والنوكى بالفتح جمع الانوك وهو الاحمق، والتثبيط: التعويق عن الاخرة قال الفيض (ره) في الوافى أي عن عملها وفى بعض النسخ تقنط عن الاخرة والاول أظهر. (2) خفض الدعة: سعة العيش. (3) قتر على عياله: ضيق عليهم في النفقة. (4) الارتياد بمعنى الطلب. [ * ]

[ 212 ]

عليك ثقلا في حشرك ونشرك في القيامة، فبئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد يا بنى البغى سائق إلى الحين (1) لن يهلك امرء عرف قدره من حصن شهوته صان قدره. قيمة كل امرء ما يحسن. الاعتبار يفيدك الرشاد. يا بنى إذا قويت فاقو على طاعة الله عزوجل وإذا ضعفت فاضعف عن معصية الله عزوجل. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: وهذه الوصية الشريفة طويلة وفيها مناهل خير الدنيا والاخرة لوراد العلم والعمل وأخذنا منها ما اخذنا تيمنا وتبركا. قال عز من قائل: الم تروا ان الله سخر لكم ما في السموات وما في الارض 79 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه ان النبي صلى الله عليه واله قال لعلى عليه السلام قال ما اول نعمة أبلاك الله عزوجل وانعم عليك بها ؟ قال: ان خلقني إلى ان قال: فما التاسعة ؟ قال: ان سخر لى سماءه وارضه وما فيهما وما بينهما من خلقه، قال: صدقت. 80 – في اصول الكافي باسناده إلى ابي جعفر قال: كفى لاولى الالباب بخلق الرب المسخر وملك الرب القاهر إلى قوله: وما انطق به السن العباد وما ارسل به الرسل وما انزل على العباد دليلا على الرب. 81 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى حماد بن ابى زياد الازدي قال: سألت سيدى موسى بن جعفر عليهما السلام عن قول الله عزوجل: واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة فقال عليه السلام: النعمة الظاهرة الامام الظاهر و الباطنة الامام الغائب. 82 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب محمد بن مسلم عن الكاظم عليه السلام الظاهرة الامام الظاهر والباطنة الامام الغائب. 83 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن شريك عن جابر قال: قال رجل عند ابى جعفر عليه السلام: (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) قال: اما النعمة الظاهرة فالنبى صلى الله عليه واله وما جاء به من معرفة


(1) الحين بفتح الحاء -: الهلاك. [ * ]

[ 213 ]

الله عزوجل وتوحيده، واما النعمة الباطنة فولايتنا اهل البيت وعقد مودتنا فاعتقد والله قوم هذه النعمة الظاهرة والباطنة واعتقدها قوم ظاهرة ولم يعتقدوها باطنة، فأنزل الله: (يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم) ففرح رسول الله صلى الله عليه واله عند نزولها انه لم يقبل الله تبارك وتعالى ايمانهم الا بعقد ولايتنا ومحبتنا. 84 – في مجمع البيان (وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة) وفى رواية الضحاك عن ابن عباس قال: سألت النبي صلى الله عليه واله فقال: يا ابن عباس أما ما ظهر فالاسلام وما سوى الله من خلقك وما افضل عليك من الرزق، واما ما بطن فستر مساوى عملك ولم يفضحك به، يا ابن عباس ان الله تعالى يقول: ثلاثة جعلتهن للمؤمن ولم يكن له: صلوة المؤمنين عليه بعد انقطاع عمله، وجعلت له ثلث ماله يكفر به عنه خطاياه، و الثالثة سترت مساوى عمله ولم أفضحه بشئ منه ولو أبديتها عليه لنبذه أهله فمن سواهم. 85 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: حدثنى عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله الانصاري قالوا: أتينا رسول الله صلى الله عليه واله في مسجده في رهط من أصحابه فيهم أبو بكر وأبو عبيدة وعمر وعثمان وعبد الرحمان ورجلان من قراء الصحابة إلى قوله حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه واله: وقد أوحى الي ربى جل وتعالى ان أذكركم بالنعمة وأنذركم بما اقتص عليكم من كتابه واملى (واسبغ عليكم نعمه) الاية ثم قال: قولوا الان قولكم ما أول نعمة رغبكم الله وبلاكم بها ؟ فخاض القوم جميعا فذكروا نعم الله التى أنعم عليهم وأحسن إليهم بها من المعاش و الرياش والذرية والازواج إلى ساير ما بلاهم الله عزوجل من أنعمه الظاهرة، فلما امسك القوم أقبل رسول الله صلى الله عليه واله على علي عليه السلام فقال: يا أبا الحسن قل فقد قال أصحابك، فقال: وكيف بالقول فداك ابى وامى وانما هدانا الله بك ؟ قال: ومع ذلك فهات قل ما اول نعمة ابلاك الله عزوجل وانعم عليك بها ؟ قال: ان خلقني جل ثناؤه ولم اك شيئا مذكورا، قال: صدقت. فما الثانية ؟ قال: ان أحسن بى إذ خلقني فجعلني حيا لا مواتا، قال: صدقت. فما الثالثة ؟ قال: ان انشأني فله الحمد في


[ 214 ]

أحسن صورة وأعدل تركيب، قال: صدقت. فما الرابعة ؟ قال: ان جعلني متفكرا راعيا لا بلها ساهيا، قال: صدقت فما الخامسة ؟ قال ان جعل لى سرا عن ادراك (1) ما ابتغيت بها وجعل لى سراجا منيرا، قال: صدقت. فما السادسة ؟ قال: ان هداني الله لدينه ولم يضلني عن سبيله، قال: صدقت. فما السابعة ؟ قال: ان جعل لى مردا في حيوة لا انقطاع لها، قال: صدقت. فما الثامنة ؟ قال: ان جعلني ملكا مالكا لا مملوكا، قال: صدقت. فما التاسعة ؟ قال ان سخر لى سماءه وارضه وما فيهما وما بينهما من خلقه، قال: صدقت فما العاشرة ؟ قال: ان جعلنا سبحانه ذكرانا قواما على حلائلنا لا اناثا قال: صدقت. فما بعدها ؟ قال: كثرت نعم الله يا نبى الله فطابت وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فتبسم رسول الله صلى الله عليه واله وقال ليهنئك الحكمة ليهنئك العلم يا ابا الحسن فأنت وارث علمي والمبين لامتي ما اختلفت فيه من بعدى، من احبك لدينك واخذ بسبيلك فهو ممن هدى إلى صراط مستقيم، ومن رغب عن هواك وابغضك وتخلاك (2) لقى الله يوم القيامة لا خلاق له والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 86 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى وكتاب منير وإذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير فهو النضر بن الحارث (3) قال له رسول الله صلى الله عليه واله: اتبع ما انزل اليك من


(1) كذا في النسخ ولا تخلو عن التصحيف وفى البحار (ج 15 – ج 2 – ص 29) (قال: ان جعل لى شواعر ادرك ما ابتغيت… اه). (2) تخلاه ومنه وعنه: تركه. (3) النضر بن حارث بن علقمة بن كندة من شياطين قريش وأعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وممن كان يؤذى رسول الله صلى الله عليه وآله وينصب له العداوة وكان قد قدم الحيرة وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس وأحاديث رستم واسفنديار، فكان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وآله مجلسا فذكر فيه بالله و حذر قومه ما أصاب من قبلهم من الامم من نقمة الله خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال: أنا والله [ * ] =

[ 215 ]

ربك قال: بل اتبع ما وجدت عليه آبائى. 87 – وقوله عزوجل: ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى قال: بالولاية. 88 – في كتاب التوحيد حدثنا سعد بن عبد الله عن ابراهيم ومحمد بن الحسين بن ابى الخطاب ويعقوب بن يزيد جميعا عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول في آخره: وقال رسول الله صلى الله عليه واله: كل مولود يولد على الفطرة يعنى على المعرفة بان الله عزوجل خالقه، فذلك قوله عزوجل: ولئن سئلتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله. 89 – وباسناده إلى ابى هاشم الجعفري قال: سألت ابا جعفر الثاني عليه السلام ما معنى الواحد ؟ قال: الذى اجتماع الالسن عليه بالتوحيد، كما قال عزوجل: (و لئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله). 90 – في اصول الكافي باسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: انه لينزل في ليلة القدر إلى ولى الامر تفسير الامور سنة سنة يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا، وفى امر الناس بكذا وكذا، وانه ليحدث لولى الامر سوى ذلك كل يوم علم الله عزوجل الخاص والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الامر، ثم قرأ: ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 91 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم) وذلك ان اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه واله عن الروح فقال: (الروح من أمر ربى وما اوتيتم


يا معشر قريش أحسن حديثا منه فهلموا إلى، فانا احدثكم أحسن من حديثه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسفنديار، وهو الذى قال (سأنزل مثل ما أنزل الله) كما ذكره المفسرون، وكان عاقبة أمره انه قتل ببدر وقد قتله أمير المؤمنين عليه السلام صبرا عند رسول الله صلى الله عليه وآله كما ذكره ابن هشام في السيرة وغيره. [ * ]

[ 216 ]

من العلم الا قليلا) قالوا: نحن خاصة ؟ قال: بل الناس عامة، قالوا: فكيف يجتمع هذا يا محمد ؟ تزعم انك لم تؤت من العلم الا قليلا وقد اوتيت القرآن واوتينا التوراة وقد قرأت: (ومن يؤت الحكمة) وهى التوراة (فقد اوتى خيرا كثيرا) فانزل الله تبارك وتعالى (ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله) يقول: علم الله أكبر من ذلك وما اوتيتم كثير فيكم قليل عند الله. 92 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) سأل يحيى بن اكثم ابا الحسن العالم عليه السلام عن قوله تعالى: (سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله) ماهى ؟ فقال: هي عين الكبريت وعين اليمن وعين البرهوت وعين الطبرية وجمة ماسيدان وحمة افريقية وعين بلعوران، ونحن الكلمات التى لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى. 93 – في مجمع البيان وقرأ جعفر بن محمد عليه السلام (والبحر مداده). 94 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة بلغنا والله اعلم انهم قالوا: يا محمد خلقنا اطوارا نطفا ثم علقا ثم أنشأنا خلقا كما تزعم ونزعم انا نبعث في ساعة واحدة فقال الله: (ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة) انما يقول له كن فيكون. 95 – وقوله عزوجل: الم تر ان الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل يقول: ما ينقص من الليل يدخل في النهار، وما ينقص من النهار يدخل في الليل. 96 – وقوله عزوجل: والشمس والقمر كل يجرى إلى اجل مسمى يقول: كل واحد منهما يجرى إلى منتهاه، لا يقصر عنه ولا يجاوزه. 97 – وقوله عزوجل: الم تر ان الفلك تجرى في البحر بنعمة الله قال: السفن تجرى في البحر بقدرة الله. 98 – وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: ان في ذلك لايات لكل ص 0 بار شكور قال: الذى يصبر على الفقر والفاقة، ويشكر الله عزوجل على جميع أحواله.


[ 217 ]

99 – في مجمع البيان (لكل صبار شكور) وفى الحديث: الايمان نصفان نصف صبر ونصف شكرشكر 100 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وإذا غشيهم موج كالظلل يعنى في البحر دعوا الله مخلصين له الدين إلى قوله تعالى: فمنهم مقتصد أي صالح وما يجحد بآياتنا الا كل ختار كفور قال الختار الخداع. 101 – وقوله عزوجل: يا ايها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزى والد عن ولده إلى قوله: ان وعد الله حق قال: ذلك القيامة. 102 – في من لا يحضره الفقيه عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فأى الناس اثبت رأيا ؟ قال: من لم يغره الناس من نفسه، ولم تغره الدنيا بتشويقها. 103 – في مجمع البيان وفى الحديث الكيس من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت، والفاجر من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله. 104 – في ارشاد المفيد رحمه الله من كلام أمير المؤمنين عليه السلام لرجل سمعه يذم الدنيا من غير معرفة بما يجب أن يقول في معناها: الدنيا دار صدق لمن صدقها، و دار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها، مسجد أنبياء الله ومهبط وحيه، و مصلى ملائكته، ومتجر أوليائه اكتسبوا فيها الرحمة وربحوا فيها الجنة، فمن ذا يذمها وقد آذنت ببينها، ونادت بفراقها، ونعت نفسها فشوقت بسرورها إلى السرور، و ببلاءها إلى البلاء (1) تخويفا وتحذيرا وترغيبا وترهيبا، فيا ايها الذام للدنيا والمغتر بتغريرها متى غرتك أبمصارع أبائك في البلى أم بمصارع (2) امهاتك تحت الثرى


(1) كذا في النسخ وفى المصدر (وحذرت ببلائها البلاء) وفى النهج (فمثلت لهم ببلائها البلاء وشوقتهم بسرورها إلى السرور) قال الشارح المعتزلي فمثلت لهم ببلائها البلاء أي بلاء الاخرة وعذاب جهنم وشوقتهم بسرورها إلى السرور أي إلى سرور الاخرة ونعيم الجنة (ثم قال): وهذا الفصل كله لمدح الدنيا وهو ينبئ عن اقتداره عليه السلام على ما يريد من المعاني لان كلامه كله في ذم الدنيا وهو الان يمدحها وهو صادق في ذاك وفى هذا. (2) كذا في النسخ لكن في المصدر والنهج (أم بمضاجع امهاتك) وهو الظاهر المناسب لاسلوب الكلام من جهة الفصاحة، ولا يخلو النسخ عن التصحيف. [ * ]

[ 218 ]

كم عللت بكفيك ومرضت بيديك تبتغى لهم الشفاء وتستوصف لهم الاطباء، وتلتمس لهم الدواء، لم تنفعهم بطلبك ولم تشفعهم بشفاعتك، مثلت لهم الدنيا مصرعك (1) و مضجعك حيث لا ينفعك بكاءك، ولا يغنى عنك أحباؤك. 105 – في اصول الكافي باسناده إلى محمد بن مسلم بن شهاب قال: سئل على بن الحسين عليهما السلام أي الاعمال أفضل عند الله عزوجل ؟ فقال: ما من عمل بعد معرفة الله عزوجل ومعرفة رسوله صلى الله عليه واله أفضل من بغض الدنيا، وان لذلك لشعبا كثيرة و للمعاصي شعبا، فأول ما عصى الله به الكبر وهى معصية ابليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين، والحرص وهى معصية آدم وحوا حين قال الله عزوجل لهما: (كلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) فأخذا ما لا حاجة بهما إليه، فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة، وذلك ان أكثر ما يطلب ابن آدم مالا حاجة به إليه، ثم الحسد وهى معصية ابن آدم حين حسد أخاه فقتله فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب الرياسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة، فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا، فقال الانبياء والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة، والدنيا دنيائان: دنيا بلاغ ودنيا ملعونة. 106 – وباسناده إلى طلحة بن زيد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: مثل الدنيا كمثل ماء البحر، كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا. 107 – في بصائر الدرجات محمد بن عبد الحميد وأبو طالب جميعا عن حنان ابن سدير عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان لله علما عاما وعلما خاصا، فأما الخاص فالذي لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبى مرسل، واما علمه العام فالذي اطللعت عليه الملائكة المقربون والانبياء المرسلون، وقد وقع كله الينا ثم قال: أو ما تقرأ: وعنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى ارض تموت. 108 – في كتاب الخصال عن ابى اسامة عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال: الا


(1) وفى المصدر (قد مثلت لك الدنيا بهم مصرعك…) [ * ]

[ 219 ]

اخبركم بخمسة لم يطلع عليها أحدا من خلقه ؟ قال: قلت: بلى، قال: (ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت ان الله عليم خبير). 109 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى ارض تموت ان الله عليم خبير) قال الصادق عليه السلام: هذه الخمسة أشياء لم يطلع عليها ملك مقرب و لا نبى مرسل وهى من صفات الله عزوجل. 110 – في نهج البلاغة يومى به إلى وصف الاتراك: كأنى اراهم قوما كأن وجوههم المجان المطرقة (1) يلبسون السرق والديباج، ويعتقبون الخيل العتاق، ويكون هناك استحرار قتل حتى يمشى المجروح على المقتول، ويكون المفلت أقل من المأسور، فقال له بعض أصحابه: لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب فضحك عليه السلام وقال للرجل – وكان كلبيا -: يا اخا كلب ليس هو بعلم غيب، وانما هو تعلم من ذى علم، وانما علم الغيب علم الساعة وما عدده الله سبحانه بقوله: (ان الله عنده علم الساعة) الاية فيعلم سبحانه ما في الارحام من ذكر أو انثى وقبيح أو جميل وسخى أو بخيل، وشقي أو سعيد، ومن يكون للنار حطبا أو في الجنان للنبيين مرافقا، فهذا علم الغيب الذى لا يعلمه أحد الا الله، وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه صلى الله عليه فعلمنيه، ودعا لى أن يعيه صدري ويضطم عليه جوارحي. 111 – فيمن لا يحضره الفقيه وقال عليه السلام في قوله عزوجل: (وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت) فقال: من قدم إلى قدم. 112 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام انه لما اراد المسير إلى النهروان اتاه منجم فقال له: يا أمير المؤمنين لا تسر في هذه الساعة وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار، فقال له امير المؤمنين عليه السلام: ولم ذاك ؟ قال: لانك ان سرت في هذه الساعة أصابك وأصاب اصحابك اذى وضر شديد، وان سرت في


(1) مر الحديث مع ما ذيلناه في صفحة 95. [ * ]

[ 220 ]

الساعة التى أمرتك ظفرت وظهرت وأصبت كلما طلبت، فقال له امير المؤمنين عليه السلام: تدرى ما في بطن هذه الدابة اذكر ام انثى ؟ قال: ان حسبت علمت، قال له أمير المؤمنين: من صدقك على هذا القول كذب بالقرآن (ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى ارض تموت ان الله عليم خبير) ما كان محمد صلى الله عليه واله يدعى ما ادعيت، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 113 – في مجمع البيان جاء في الحديث ان مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن الا الله، وقرء هذه الاية. 114 – وروى عن ائمة الهدى عليهم السلام ان هذه الاشياء الخمسة لا يعلمها على التفصيل والتحقيق غيره تعالى. 115 – في كتاب الخصال فيما علم امير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب: وبنا ينزل الغيث. 116 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابراهيم بن أبى محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: وبنا ينزل الغيث وينشر الرحمة. 117 – وباسناده إلى سليمان بن مهران الاعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن على عن ابيه على بن الحسين عليهم السلام قال: بنا ينزل الغيث وينشر الرحمة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 118 – في الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن الحجال عن ابن بكير عن ابى منهال عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان النطفة إذا وقعت في الرحم بعث الله عزوجل ملكا فأخذ من التربة التى يدفن فيها، فماثها في النطفة (1) فلا يزال قلبه يحن إليها حتى يدفن فيها. 119 – في اصول الكافي على بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عبد الحميد عن الحسن بن الجهم قال: قلت للرضا عليه السلام: أمير المؤمنين قد عرف قاتله في الليلة التى يقتل فيها والموضع الذى يقتل فيه، وقوله لما سمع صياح الاوز في الدار: صوائح


(1) مات الشئ في الماء: اذابه فيه. [ * ]

[ 221 ]

تتبعها نوائح، وقول ام كلثوم: لو صليت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلى بالناس فأبى عليها وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح وقد عرف عليه السلام ان ابن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف كان هذا مما لا يحسن تعرضه ؟ فقال: ذلك كان ولكنه خير في تلك الليلة لتمضى مقادير الله عزوجل. 120 – في كتاب مقتل الحسين (ع) لابي مخنف وان الحسين لما نزل كربلاء وأخبر باسمها بكى بكاءا شديدا وقال: أرض كرب وبلاء، قفوا ولا تبرحوا وحطوا ولا ترحلوا، فهيهنا والله محط رحالنا وهيهنا والله سفك دمائنا، وهيهنا والله تسبى حريمنا، وهيهنا والله محل قبورنا، وهيهنا والله محشرنا ومنشرنا وبهذا وعدني جدى رسول الله صلى الله عليه واله ولا خلاف لوعده. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى الحسين بن أبى العلاء عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة السجدة في كل ليلة جمعة أعطاه الله كتابه بيمينه ولم يحاسبه بما كان منه، وكان من رفقاء محمد وأهل بيته صلى الله عليهم. 2 – وباسناده عن الصادق عليه السلام قال: من اشتاق إلى الجنة وإلى صفتها فليقرأ الواقعة ومن أحب ان ينظر إلى صفة النار فليقرأ سجدة لقمان. 3 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: ومن قرأ الم تنزيل و تبارك الذى بيده الملك فكأنما أحيى ليلة القدر. 4 – وروى ليث بن أبى الزبير عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله لا ينام حتى يقرأ الم تنزيل وتبارك الذى بيده الملك. 5 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان العزائم أربع: اقرأ باسم ربك الذى خلق، والنجم، وتنزيل السجدة، وحم السجدة. 6 – في تفسير على بن ابراهيم: يدبر الامر من السماء إلى الارض ثم يعرج إليه


[ 222 ]

يعنى الامور التى يدبرها والامر والنهى الذى أمر به، وأعمال العباد كل هذا يظهر يوم القيامة فيكون مقدار ذلك اليوم ألف سنة من سنى الدنيا. 7 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام انه قال في كلام طويل: فان في القيامة خمسين موقفا كل موقف مثل الف سنة مما تعبدون، ثم تلا هذه الاية: (في يوم كان مقداره خمسين الف سنة). قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: فقد نقلنا طرفا من الاخبار فيه بيان شاف عند قوله عزوجل: (وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) في سورة الحج (1). 8 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: الذى احسن كل شئ خلقه وبدأ خلق الانسان من طين قال: هو آدم. 9 – في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزى يقول فيه المأمون بعد كلام طويل: يا عمران هذا سليمان المروزى متكلم خراسان، قال عمران: يا أمير المؤمنين انه يزعم انه واحد خراسان في النظر وينكر البداء ؟ قال. فلم تناظره ؟ قال عمران: ذلك اليك، فدخل الرضا (ع) فقال: في أي شئ انتم ؟ قال عمران: يابن رسول الله هذا سليمان المروزى فقال له سليمان: اترضى بأبى الحسن وبقوله فيه ؟ فقال عمران: قد رضيت بقول ابى الحسن في البداء على ان يأتيني فيه بحجة احتج بها على نظرائي من اهل النظر، قال المأمون: يا ابا الحسن ما تقول فيما تشاجرا فيه ؟ قال: وما انكرت من البداء يا سليمان، والله عزوجل يقول: (اولم ير الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا) ويقول عزوجل: (وهو الذى يبدؤ الخلق ثم يعيده) ويقول: (بديع السماوات والارض) ويقول عزوجل: (يزيد في الخلق ما يشاء) ويقول: (وبدء خلق الانسان من طين) ويقول عزوجل: (وآخرون مرجون لامر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم) ويقول عزوجل: (وما يعمر من معمر و ما ينقص من عمره الا في كتاب) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 10 – في تفسير على بن ابراهيم: ثم جعل نسله أي ولده من سلالة وهو الصفوة من الطعام والشراب من ماء مهين قال: النطفة المنى ثم سواه أي استحاله من نطفة إلى


(1) راجع صفحه 509 من الجزء الثالث [ * ]

[ 223 ]

علقة، ومن علقة إلى مضغة، حتى نفخ فيه الروح. 11 – في جوامع الجامع وروى عن على عليه السلام وابن عباس (صللنا) بالصاد وكسر اللام من صل اللحم واصل إذا انتن. 12 – في كتاب التوحيد عن على عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات فأما قوله: بل هم بلقاء ربهم كافرون يعنى البعث، فسماه الله عزوجل لقاه، واما قوله: قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم وقوله: (الله يتوفى الانفس حين موتها) وقوله (توفته رسلنا وهم لا يفرطون) وقوله: (الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) وقوله: (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم) فان الله تبارك وتعالى يدبر الامور كيف يشاء، ويوكل من خلقه من يشاء بما يشاء، اما ملك الموت فان الله بوكله بخاصة من يشاء من خلقه، ويوكل رسله من يشاء من خاصته بمن يشاء من خلقه، يدبر الامور كيف يشاء. وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس، لان فيهم القوى والضعيف، ولان منه ما يطاق حمله ومنه ما لا يطاق حمله، الا ان يسهل الله له حمله وأعانه عليه من خاصة أوليائه، وانما يكفيك ان تعلم ان الله المحيى المميت، وانه يتوفى الانفس على يدى من يشاء من خلقه من ملائكته وغيرهم. 13 – في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: (الله يتوفى الانفس حين موتها) وعن قول الله عزوجل: (قل يتوفاكم ملك الموت الذى وكل بكم) وعن قول الله عزوجل: (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين والذين تتوفاهم الملائكة ظالمي انفسهم) وعن قول الله عزوجل: (توفته رسلنا) وعن وقوله عزوجل: (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة) وقد يموت في الدنيا في الساعة الواحدة في جميع الافاق ما لا يحصيه الا الله عزوجل، فكيف هذا ؟ فقال: ان الله تبارك و تعالى جعل لملك الموت أعوانا من الملائكة يقبضون الارواح بمنزلة صاحب الشرطة


[ 224 ]

له أعوان من الانس يبعثهم في حوائجه، فتتوفاهم الملائكة ويتوفاهم ملك الموت من الملائكة مع ما يقبض هو، ويتوفاها الله تعالى من ملك الموت. 14 – في الكافي أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن على بن عقبة عن اسباط بن سالم مولى أبان قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام جعلت فداك يعلم ملك الموت بقبض (1) من يقبض ؟ قال: لا انما هي صكاك تنزل من السماء: اقبض نفس فلان بن فلان. 15 – على بن ابراهيم عن ابيه عن عمر بن عثمان عن المفضل بن صالح عن زيد الشحام قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن ملك الموت يقال: الارض بين يديه كالقصعة يمديده منها حيث يشاء ؟ فقال: نعم. 16 – محمد عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن لحظة ملك الموت ؟ قال: أما رأيت الناس يكونون جلوسا فتعتريهم السكينة فما يتكلم أحد منهم فتلك لحظة ملك الموت حيث يلحظهم. 17 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابه عن محمد بن سكين قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن الرجل يقول: استأثر الله بفلان فقال: ذا مكروه فقيل: فلان يجود بنفسه ؟ فقال: لا بأس أما تراه يفتح فاه عند موته مرتين أو ثلاثا، فذلك حين يجود بها لما يرى من ثواب الله عزوجل وقد كان بها ضنينا. 18 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن هشام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى إلى السماء رأيت ملكا من الملائكة بيده لوح من نور لا يلتفت يمينا ولا شمالا مقبلا عليه كهيئة الحزين، فقلت: من هذا يا جبرئيل ؟ قال: هذا ملك الموت مشغول في قبض الارواح فقلت: ادننى منه يا جبرئيل لا كلمه فأدناني منه. فقلت له: يا ملك الموت أكل من مات أو هو ميت فيما بعد أنت تقبض روحه ؟ قال: نعم، قلت: تحضرهم بنفسك ؟ قال: نعم ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها


(1) وفى بعض النسخ (نفس من يقبض). [ * ]

[ 225 ]

الله عزوجل لى ومكننى منها الا كالدرهم في كف الرجل يقلبه كيف شاء، وما من دار في الدنيا الا وادخلها في كل يوم خمس مرات وأقول إذا بكى أهل الميت على ميتهم: لا تبكوا عليه فان لى اليكم عودة وعودة حتى لا يبقى منكم أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: كفى بالموت طامة يا جبرئيل (1). فقال جبرئيل: ما بعد الموت أطم وأعظم من الموت. 19 – في نهج البلاغة هل يحس به احد إذا دخل منزلا أم هل تراه إذا توفى احدا، بل كيف يتوفى الجنين في بطن امه ايلج عليه من بعض جوارحها، أم الروح اجابته باذن ربها، ام هو ساكن معه في احشائها، كيف يصف الهه من يعجز عن صفة مخلوق مثله. 20 – في مجمع البيان وروى عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله الامراض والاوجاع كلها بريد الموت ورسل الموت، فإذا حان الاجل اتى ملك الموت بنفسه فقال: يا ايها العبد كم خبر بعد خبر. وكم رسول بعد رسول، وكم بريد بعد بريد ؟ انا الخبر الذى ليس بعدى خبر، وانا الرسول اجب ربك طائعا أو مكرها، فإذا قبض روحه وتصارخوا عليه قال: على من تصرخون وعلى من تبكون ؟ فوالله ما ظلمت له اجلا ولا أكلت له رزقا، بل دعاه ربه فليبك الباكى على نفسه، وان لى فيكم عودات وعودات حتى لا ابقى منكم أحدا. 21 – في من لا يحضره الفقيه وقال أبو جعفر عليه السلام: ان آية المؤمن إذا حصره الموت ان يبيض وجهه أشد من بياض لونه، ويرشح جبينه ويسيل من عينه كهيئة الدموع فيكون ذلك آية خروج روحه، وان الكافر تخرج روحه سيلا من شدقه كزبد البعير كما يخرج نفس الحمار. 22 – وسئل رسول الله صلى الله عليه واله كيف يتوفى ملك الموت المؤمن ؟ فقال: ان ملك الموت ليقف من المؤمن عند موته موقف العبد الذليل من المولى، فيقوم هو و أصحابه لا يدنو منه حتى يبدء بالتسليم ويبشره بالجنة. 23 – وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ان المؤمن إذا حضره الموت وثقه ملك


(1) الطامة: الداهية تغلب ما سواها قيل لها ذلك لانها تعلم كل شئ أي تعلوه وتغطيه [ * ]

[ 226 ]

الموت فلولا ذلك لم يستقر. 24 – في عوالي اللئالى وفى الحديث ان ابراهيم عليه السلام لقى ملكا فقال له: من انت ؟ قال: انا ملك الموت، فقال: أتستطيع ان ترينى الصورة التى تقبض فيها روح المؤمن ؟ قال: نعم أعرض عنى فأعرض عنه فإذا شاب حسن الصورة حسن الثياب حسن الشمايل طيب الرائحة فقال: يا ملك الموت لو لم يلق المؤمن الا حسن صورتك لكان حسبه ثم قال: هل تستطيع ان ترينى الصورة التى تقبض فيها روح الفاجر ؟ فقال: لا تطيق فقال: بلى، قال: أعرض عنى فأعرض عنه ثم التفت إليه فإذا هو رجل اسود قائم الشعر منتن الرائحة أسود الثياب يخرج من فيه و من مناخره النيران والدخان، فغشى على ابراهيم ثم افاق وقد عاد ملك الموت إلى حالته الاولى، فقال: يا ملك الموت لو لم يلق الفاجر الا صورتك هذه لكفته. 25 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ولو ترى إذا المجرمون ناكسوا رؤسهم عند ربهم ربنا ابصرنا وسمعنا في الدنيا ولن نعمل به فارجعنا إلى الدنيا نعمل صالحا انا موقنون ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها قال: لو شئنا ان نجعلهم كلهم معصومين لقدرنا. 26 – وقوله عزوجل: فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا انا انسيناكم أي تركناكم. 27 – وقوله عزوجل: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون خوفا وطعما ومما رزقناهم ينفقون فانه حدثنى ابى عن عبد الرحمان بن أبى نجران عن عاصم بن حميد عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ما من عمل حسن يعمله العبد الا وله ثواب في القرآن الا صلوة الليل فان الله عزوجل لم يبين ثوابها العظيم خطره عنده، فقال جل ذكره: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون) إلى قوله تعالى (يعملون) ثم قال: ان الله عزوجل كرامة في عباده المؤمنين في كل يوم جمعة، فإذا كان يوم الجمعة بعث الله إلى المؤمن ملكا معه حلة (1) فينتهى إلى باب الجنة فيقول استأذنوا لى على فلان فيقال له: هذا


(1) وفى بعض النسخ (حلتان). [ * ]

[ 227 ]

رسول ربك على الباب فيقول لا زواجه: أي شئ ترين على أحسن ؟ فيقلن: يا سيدنا والذى أباحك الجنة ما رأينا عليك أحسن من هذا قد بعث اليك ربك فيتزر بواحدة ويتعطف بالاخرى، فلا يمر بشئ الا أضاء له حتى ينتهى إلى الموعد، فإذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك وتعالى، فإذا نظروا إليه أي إلى رحمته خروا سجدا فيقول: عبادي ارفعوا رؤسكم ليس هنا يوم سجود ولا عبادة، قد رفعت عنكم المؤنة، فيقولون: يا رب وأى شئ أفضل مما أعطيتنا ؟ الجنة فيقول: لكم مثل ما في أيديكم سبعين ضعفا، فيرجع المؤمن في كل جمعة بسبعبن ضعفا مثل ما في يديه وهو قوله: (ولدينا مزيد) وهو يوم الجمعة انها ليلة غراء، ويوم أزهر (1) فاكثروا فيها من التسبيح والتهليل والتكبير و الثناء على الله عزوجل، والصلوة على رسول الله صلى الله عليه واله، قال: فيمر المؤمن فلا يمر بشئ الا أضاء له حتى ينتهى إلى أزواجه، فيقلن: والذى أباحنا الجنة يا سيدنا ما رأيناك أحسن منك الساعة فيقول: انى قد نظرت إلى نور ربى ثم قال: ان أزواجه لا يغرن ولا يحضن ولا يصلفن قال قلت: جعلت فداك انى أردت ان أسألك عن شئ أستحيى منه، ثم قلت: أفى الجنة غناء ؟ قال: ان في الجنة شجرا يأمر الله رياحها فتهب فتضرب تلك الشجر بأصوات لم يسمع الخلائق مثلها حسنا، ثم قال: هذا عوض لمن ترك السماع للغناء في الدنيا مخافة الله قال: قلت: جعلت فداك زدنى فقال: ان الله تعالى خلق جنة بيده ولم ترها عين ولم يطلع عليها مخلوق يفتحها الرب كل صباح فيقول: ازدادى ريحا ازدادى طيبا وهو قول الله فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون. 28 – في كتاب الخصال عن يونس بن ظبيان قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: ان الناس يعبدون الله على ثلثة أوجه: فطبقة تعبده رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع، وآخرون يعبدونه فرقا فتلك عبادة العبيد وهى الرهبة، ولكني أعبده حبا له فتلك عبادة الكرام وهو الامن والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 29 – في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبى عبيدة الحذاء عن أبى جعفر عليه السلام


(1) وفى نسخة البحار (ان ليلها ليلة غراء ويومها يوم أزهر). [ * ]

[ 228 ]

قال: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطعما) لعلك ترى ان القوم لم يكونوا ينامون ؟ قال قلت: ألله ورسوله وابن رسوله أعلم قال: فقال: لابد لهذا البدن أن تريحه حتى يخرج نفسه. فإذا خرج النفس استراح البدن ورجع الروح قوة على العمل، فانما ذكرهم (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطعما) انزلت في أمير المؤمنين عليه السلام وأتباعه من شيعتنا ينامون في اول الليل فإذا ذهب ثلثا الليل أو ما شاء الله فزعوا إلى ربهم راغبين مرهبين طامعين فيما عنده، فذكر الله في كتابه فأخبرك بما أعطاهم انه أسكنهم في جواره وأدخلهم جنته وآمنهم خوفه، وأذهب رعبهم، قال: قلت: جعلت فداك ان أنا قمت في آخر الليل أي شئ أقول إذا قمت ؟ قال: قل الحمد لله رب العالمين واله المرسلين والحمد لله الذى يحيى الموتى ويبعث من في القبور فانك إذا قلتها ذهب عنك رجز الشيطان ووسواسه انشاء الله. 30 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن النعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبى جعفر عليه السلام قال: الا أخبرك بالاسلام أصله وفرعه وذروة سنامه (1) ؟ قلت: بلى جعلت فداك قال: أما أصله فالصلوة و فرعه الزكوة وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ان شئت أخبرتك بأبواب الخير ؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: الصوم جنة والصدقة تذهب بالخطيئة وقيام الرجل في جوف الليل يذكر الله، ثم قرأ (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) 31 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل عن هارون بن خارجة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: العبادة ثلاثة: قوم عبدوا الله عزوجل خوفا فتلك عبادة العبيد، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلبا للثواب فتلك عبادة الاجراء، وقوم عبدوا الله عزوجل حبا له فتلك عبادة الاحرار، وهى أفضل العبادة. 32 – في محاسن البرقى عنه عن الحسن بن على بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن على بن عبد العزيز قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الا أخبرك بأصل الاسلام وفرعه وذروته وسنامه ؟ قال: قلت: بلى جعلت فداك قال: أصله الصلوة وفرعه الزكوة وذروته


(1) الذروة: المكان المرتفع. والسنام: حدبة في ظهر البعير. واللفظ كناية. [ * ]

[ 229 ]

وسنامه الجهاد في سبيل الله، الا أخبرك بأبواب الخير: الصوم جنة والصدقة تحط الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل يناجى ربه، ثم قرء (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون). 33 – في مجمع البيان وروى الواحدى بالاسناد عن معاذ بن جبل قال: بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه واله في غزوة تبوك وقد أصابنا الحر فتفرق القوم فإذا رسول الله صلى الله عليه واله أقربهم منى فدنوت منه فقلت: يا رسول الله انبئنى بعمل يدخلنى الجنة ويباعدني من النار، قال: لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلوة المكتوبة وتؤدى الزكوة المفروضة، وتصوم شهر رمضان، قال: وان شئت انبأتك عن أبواب الخير ؟ قال: قلت: أجل يا رسول الله، قال الصوم جنة من النار، والصدقة تكفر الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل يبتغى وجه الله ثم قرأ هذه الاية: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع). 34 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده قال: قال الصادق عليه السلام في قوله: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) قال: كانوا لا ينامون حتى يصلوا العتمة. 35 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب كلام طويل في تزويج فاطمة عليها السلام من على عليه السلام وفيه: وباتت عندها أسماء بنت عميس اسبوعا بوصية خديجة إليها فدعا لها النبي صلى الله عليه واله في دنياها وآخرتها. ثم أتاها صبيحتها وقال: السلام عليكم أدخل رحمكم الله ؟ ففتحت له الاسماء الباب وكانا نائمين تحت كساء، فقال: على – حالكما فادخل رجليه بين رجليه بين أرجلهما فأخبر الله عن اورادهما (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) الاية فسأل عليا كيف وجدت أهلك ؟ قال: نعم العون على طاعة الله، وسأل فاطمة فقالت: خير بعل، فقال: اللهم اجمع شملهما والف بين قلوبهما واجعلهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم، وارزقهما ذرية طاهرة طيبة مباركة، واجعل في ذريتهما البركة و اجعلهم ائمة يهدون بأمرك إلى طاعتك، ويأمرون بما يرضيك، ثم أمر بخروج اسماء قال: جزاك الله خيرا ثم خلا بها باشارة الرسول عليه السلام.


[ 230 ]

36 – في مجمع البيان وروى في الشواذ عن النبي صلى الله عليه واله (قرأت أعين). 37 – وروى عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: ما من حسنة الا ولها ثواب مبين في القرآن الا صلوة الليل، فان الله عز اسمه لم يبين ثوابها لعظم خطرها، قال: (فلا تعلم نفس) الاية. 38 – في جوامع الجامع في الحديث يقول الله تعالى اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، بله ما اطلعتكم اقرأوا ان شئتم (فلا تعلم نفس) الاية. 39 – في محاسن البرقى عنه عن ابيه عن الحسن بن على بن فضال عن على بن النعمان عن الحارث بن محمد الاحول عمن حدثه عن أبي جعفر وأبيعبد الله عليهما السلام قالا: قال رسول الله صلى الله عليه واله لعلى: انه لما اسرى بى رأيت في الجنة نهرا أبيض من اللبن وأحلى من العسل، وأشد استقامة من السهم، فيه أباريق عدد النجوم على شاطئه قباب الياقوت الاحمر والدر الابيض. فضرب جبرئيل بجناحيه فإذا هو مسكة ذفرة، ثم قال: والذى نفس محمد بيده ان في الجنة لشجرا يتصفق بالتسبيح بصوت لم يسمع الاولون و الاخرون، يثمر ثمرا كالرمان. يلقى ثمره إلى الرجل فيشقها عن سبعين حلة، والمؤمنون على كراسي وهم الغر المحجلون حيث شاءوا من الجنة، فبيناهم كذلك إذا شرقت عليهم امرأة من فوقه تقول: سبحان الله يا عبد الله اما لنا منك دولة فيقول: من أنت ؟ فتقول: انا من اللواتى قال الله: (فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون) ثم قال: والذى نفس محمد بيده انه ليجيئه كل يوم سبعون ألف ملك ما يسمونه باسمه واسم أبيه. 40 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن ابى عبد الله قال: من أطعم مؤمنا حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله عزوجل ما له من الاجر في الاخرة، لا ملك مقرب ولا نبى مرسل الا الله رب العالمين. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد سبق في تفسير على بن ابراهيم قريبا حديث في بيان قوله عزوجل: فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون) (1)


(1) راجع الحديث – 27 – [ * ]

[ 231 ]

41 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن الحسن بن على عليهما السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: واما انت يا وليد بن عقبة فو الله ما ألومك ان تبغض عليا وقد جلدك في الخمر ثمانين جلدة وقتل أباك صبرا بيده يوم بدر، ام كيف تسبه فقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات من القرآن، وسماك فاسقا وهو قول الله عزوجل: افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون. 42 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن آدم بن اسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن ابى جعفر حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ونزل بالمدينة (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم) فبرأه الله ما كان مقيما على الفرية من ان يسمى بالايمان قال الله عزوجل: (افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون). 43 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) قال: ان على بن ابى طالب والوليد بن عقبة بن أبى معيط تشاجرا، فقال الفاسق وليد بن عقبة: انا والله ابسط منك لسانا وأحد منك سنانا وامثل منك جثوا في الكتيبة، فقال على صلوات الله عليه: اسكت انما انت فاسق فأنزل الله: (افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) اما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون فهو على بن ابى طالب (ع). 44 – وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: واما الذين فسقوا فماواهم النار كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها قال: ان جهنم إذا دخلوها هو وا فيها مسيرة سبعين عاما، فإذا بلغوا اسفلها زفرت بهم جهنم فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد، فهذه حالهم وأما قوله عزوجل: ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر الاية قال: العذاب الادنى عذاب الرجعة بالسيف معنى قوله لعلهم يرجعون يعنى فانهم يرجعون في الرجعة حتى يعذبوا.


[ 232 ]

45 – في مجمع البيان واما العذاب الادنى ففى الدنيا، واختلف فيه إلى قوله: وقيل هو عذاب القبر عن مجاهد، وروى ايضا عن أبى عبد الله عليه السلام، والاكثر في الرواية عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام ان العذاب الادنى الدابة والدجال. 46 – في جوامع الجامع: ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وقيل: الضمير في لقائه لموسى، والتقدير من لقائك موسى أو من لقاء موسى اياك ليلة الاسراء بك إلى السماء، فقد روى انه عليه السلام قال: رايت ليلة اسرى بى إلى السماء موسى بن عمران رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة (1). 47 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن ابيه وعلى بن محمد القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص ان من صبر صبر قليلا، وان من جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع امورك فان الله عزوجل بعث محمدا صلى الله عليه واله فأمره بالصبر والرفق، إلى قوله فصبر صلى الله عليه واله حنى نالوه العظائم فضاق صدره فأنزل الله عزوجل: (ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين) ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فانزل الله عزوجل: (قد نعلم انه ليحزنك الذى يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون * ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى اتاهم نصرنا) فالزم النبي صلى الله عليه واله نفسه الصبر فتعدوا وذكروا الله تبارك وتعالى وكذبوه فقال: قد صبرت في نفسي وأهلي وعرضى ولا صبر لى على ذكر الهى فانزل الله عزوجل: (ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون) فصبر النبي صلى الله عليه واله في جميع احواله ثم بشر في عترته بالائمة ووصفوا بالصبر فقال جل ثناؤه: وجعلنا منهم ائمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون فعند ذلك قال صلى الله عليه واله الصبر من الايمان كالرأس من الجسد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 48 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (وجعلنا منهم ائمة يهدون بأمرنا لما صبروا)


(1) شنوءة: موضع باليمن تنسب إليها قبائل من الازد يقال لهم ازد شنوءة. [ * ]

[ 233 ]

قال كان في علم الله انهم يصبرون على ما يصيبهم فجعلهم ائمة. 49 – حدثنا حميد بن زياد قال: حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: الائمة في كتاب الله امامان: قال الله تعالى: (وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا) لا بامر الناس يقدمون أمر الله قبل أمرهم، وحكم الله قبل حكمهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 50 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ان النبي صلى الله عليه واله دعا لعلى وفاطمة عليهما السلام فقال: اللهم اجمع شملهما وألف بين قلوبهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم، وارزقهما ذرية طاهرة طيبة مباركة، واجعل في ذريتهما البركة، واجعلهم ائمة يهدون بأمرك إلى طاعتك ويأمرون بما يرضيك. 51 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: أو لم يروا انا نسوق الماء إلى الارض الجرز قال: الارض الخراب، وهو مثل ضربه الله عزوجل في الرجعة والقائم صلوات الله عليه، فلما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه واله بخبر الرجعة قالوا متى هذا الفتح ان كنتم صادقين وهذه معطوفة على قوله (ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر) فقالوا: متى هذا الفتح ان كنتم صادقين فقال الله عزوجل. قل لهم يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا ايمانهم ولا هم ينظرون فاعرض عنهم يا محمد وانتظر انهم منتظرون. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: من كان كثير القرائة لسورة الاحزاب كان يوم القيامة في جوار محمد صلى الله عليه واله وأزواجه، ثم قال سورة الاحزاب فيها فضائح الرجال والنساء من قريش وغيرهم، يا ابن سنان سورة الاحزاب فضحت نساء قريش من العرب، وكانت أطول من سورة البقرة ولكن نقصوها وحرفوها. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب صلى الله عليه واله قال: ومن قرأ سورة الاحزاب


[ 234 ]

وعلمها أهله وما ملكت يمينه أعطى الامان من عذاب القبر. 3 – في تفسير على بن ابراهيم يا ايها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ان الله كان عليما حكيما وهذا هو الذى قال الصادق عليه السلام: ان الله بعث نبيه صلى الله عليه واله باياك اعني واسمعي يا جارة (1) فالمخاطبة للنبى والمعنى للناس. 4 – في مجمع البيان نزلت في أبى سفيان بن حرب وعكرمة بن أبى جهل وأبى الاعور السلمى قدموا المدينة ونزلوا على عبد الله بن أبى بعد غزوة أحد بأمان من رسول الله صلى الله عليه واله ليكلموه فقاموا وقام معهم عبد الله بن أبى وعبد الله بن سعيد بن أبى سرح وطعمة بن أبيرق فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا: يا محمد ارفض ذكر آلهتنا اللات و والعزى ومنوة وقل: ان لها شفاعة لمن عبدها، وندعك وربك، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه واله فقال عمر بن الخطاب: ائذن لنا يا رسول الله في قتلهم، فقال: انى أعطيتهم الامان وأمر صلى الله عليه واله فاخرجوا من المدينة، ونزلت الاية (ولا تطع الكافرين) من أهل مكة ابا سفيان وأبا الاعور وعكرمة والمنافقين ابن أبى وابن سعيد وطعمة. 5 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: في كلام طويل فمن كان قلبه متعلقا في صلوته بشئ دون الله فهو قريب من ذلك الشئ بعيد عن حقيقة ما اراد الله منه في صلوته قال الله عزوجل: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه. 6 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى صالح بن ميثم التمار رحمه الله قال: وجدت في كتاب ميثم رضى الله عنه يقول: تمسينا ليلة عند امير المؤمنين عليه السلام فقال لنا ان عبدا لن يقصر في حبنا لخير جعله في قلبه، ولن يحبنا من يحب مبغضنا ان ذلك لا يجتمع في قلب واحد، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، يحب بهذا قوما و يحب بالاخر عدوهم، والذى يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب لا غش فيه، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 7 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) قال على بن ابى طالب صلوات الله عليه: لا يجتمع


(1) قد مر معناه في صفحة 147. [ * ]

[ 235 ]

حبنا وحب عدونا في جوف انسان، ان الله لم يجعل لرجل قلبين في جوفه فيحب بهذا ويبغض بهذا. فاما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه، فمن اراد ان يعلم فليمتحن قلبه، فان شارك في حبنا حب عدونا فليس منا، ولسنا منه، والله عدوهم وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين. 8 – في مجمع البيان وقال أبو عبد الله عليه السلام: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، يحب بهذا قوما، ويحب بهذا أعدائهم. 9 – وفيه قوله: ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) نزل في أبى معمر حميد بن معمر بن حبيب الفهدى، وكان لبيبا حافظا لما يسمع، وكان يقول: ان في جوفى لقلبين أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد، وكانت قريش تسميه ذا القلبين فلما كان يوم بدر وهزم المشركون وفيهم أبو معمر تلقاه أبو سفيان بن حرب وهو آخذ بيده احدى نعليه، فقال له: يابا معمر ما حال الناس ؟ قال: انهزموا قال: فما بالك احدى نعليك في يدك والاخرى في رجلك ؟ فقال أبو معمر: ما شعرت الا انهما في رجلى، فعرفوا يومئذ انه لم يكن له الا قلب واحد لما نسى نعله في يده. 10 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل وما جعل ادعيائكم ابنائكم فانه حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: كان سبب ذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله لما تزوج بخديجة بنت خويلد خرج إلى سوق عكاظ في تجارة، ورأى زيدا يباع ورآه غلاما كيسا حصينا، فاشتراه فلما نبئ رسول الله صلى الله عليه واله دعاه إلى الاسلام فاسلم، وكان يدعى زيد مولى محمد فلما بلغ حارثة بن شراحيل الكلبى خبر ولده زيد قدم مكة، وكان رجلا جليلا فاتى ابا طالب فقال: يابا طالب ان ابني وقع عليه السبى وبلغني انه صار إلى ابن اخيك تسأله إما ان يبيعه واما ان يفاديه واما ان يعتقه، فكلم أبو طالب رسول الله صلى الله عليه واله فقال رسول الله: هو حر فليذهب حيث شاء، فقام حارثة فأخذ بيد زيد فقال له: يا بنى الحق بشرفك وحسبك فقال زيد: لست افارق رسول الله فقال له أبوه: فتدع حسبك ونسبك وتكون عبدا لقريش ؟ فقال زيد: لست افارق رسول الله صلى الله عليه واله ما دمت حيا، فغضب أبوه فقال: يا معشر قريش اشهدوا انى قد برئت منه وليس هو


[ 236 ]

ابني، فقال رسول الله: اشهدوا ان زيدا ابني أرثه ويرثنى، فكان زيد يدعى ابن محمد، وكان رسول الله صلى الله عليه واله يحبه وسماه زيد الحب، فلما هاجر رسول الله إلى المدينة زوجه زينب بنت جحش وأبطأ عنه يوما، فأتى رسول الله صلى الله عليه واله منزله يسأل عنه فإذا زينب جالسة وسط حجرتها يسحق طيبها بفهر لها (1) فدفع رسول الله صلى الله عليه واله الباب ونظر إليها وكانت جميلة حسنة فقال: سبحان الله خالق النور وتبارك الله أحسن الخالقين، ثم رجع رسول الله إلى منزله ووقعت زينب في قلبه موقعا عجيبا، وجاء زيد إلى منزله فأخبرته زينب بما قال رسول الله صلى الله عليه واله فقال لها زيد: هل لك ان أطلقك حتى يتزوجك رسول الله فلعلك قد وقعت في قلبه ؟ فقالت: أخشى أن تطلقني ولا يتزوجني رسول الله، فجاء زيد إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: بأبى أنت وامى يا رسول الله أخبرتني زينب بكذا وكذا فهل لك ان أطلقها حتى تتزوجها ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: لا اذهب واتق الله وامسك عليك زوجك، ثم حكى الله عزوجل فقال: (امسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها) إلى قوله تعالى: (وكان امر الله مفعولا) فزوجه الله عزوجل من فوق عرشه فقال المنافقون: يحرم علينا نساء أبنائنا ويتزوج امرأة ابنه زيدا ؟ فأنزل الله عزوجل في هذا: وما جعل ادعيائكم ابنائكم إلى قوله تعالى: يهدى السبيل. 11 – في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة تحليل مال الوليد لوالده بغير اذنه وليس ذلك للولد لان الولد موهوب للوالد في قول الله تعالى: (يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور) مع انه الموجود بمؤنته صغيرا أو كبيرا والمنسوب إليه والمدعو له لقوله عزوجل: ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله وقول النبي صلى الله عليه واله أنت ومالك لابيك وليس الوالدة كذلك لا تأخذ من ماله الا باذنه أو باذن الاب، لانه مأخوذ بنفقة الولد ولا تؤخذ المرئة بنفقة ولدها.


(1) الفهر – بالكسر -: الحجر قدر ما يدق به الجوز ويستعمل عند الاطباء للحجر الرقيق الذى تسحق به الادوية على الصلاية. [ * ]

[ 237 ]

12 – في كتاب الخصال عن عبد الرحمن بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه الكبائر يقول فيه عليه السلام واما عقوق الوالدين في كتابه: النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم فعقوا رسول الله صلى الله عليه واله في ذريته وعقوا امهم خديجة في ذريتها. 13 – في مجمع البيان وروى ان النبي صلى الله عليه واله لما أراد غزوة تبوك وأمر الناس بالخروج قال قوم: نستأذن آبائنا وامهاتنا، فنزلت هذه الاية. 14 – وروى عن أبى وابن مسعود وابن عباس انهم كانوا يقرؤن: (النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم وهو اب لهم) وكذلك هو في مصحف ابى وروى ذلك عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام. 15 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله روى عنه صلوات الله عليه: انا وعلى أبوا هذه الامة. 16 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم) قال: نزلت (وهو أب لهم) ومعنى ازواجه اماتهم فجعل عزوجل المؤمنين اولاد رسول الله صلى الله عليه واله وجعل رسول الله أباهم لمن لم يقدر ان يصون نفسه ولم يكن له مال، وليس له على نفسه ولاية، فجعل الله تبارك وتعالى لنبيه الولاية على المؤمنين من انفسهم، وقول رسول الله صلى الله عليه واله بغدير خم: ايها الناس الست اولى بكم من انفسكم ؟ قالوا: بلى، ثم اوجب لامير المؤمنين صلوات الله عليه ما اوجبه لنفسه عليهم من الولاية، فقال: الا من كنت مولاه فعلى مولاه فلما جعل الله عزوجل النبي ابا للمؤمنين الزمه مؤنتهم وتربية ايتامهم، فعند ذلك صعد رسول الله صلى الله عليه واله المنبر فقال: من ترك مالا فلورثته، ومن ترك دينا أو ضياعا فعلى والى، فألزم الله عزوجل نبيه للمؤمنين ما يلزم الوالد، والزم المؤمنين من الطاعة له ما يلزم الولد للوالد، فكذلك ألزم امير المؤمنين صلوات الله عليه ما الزم رسول الله صلى الله عليه واله من بعد ذلك، وبعده الائمة صلوات الله عليهم واحدا واحدا، والدليل على ان رسول الله صلى الله عليه واله وامير المؤمنين صلوات الله عليه هما والدان قوله: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا و


[ 238 ]

بالوالدين احسانا) فالوالدان رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلام وقال الصادق عليه السلام: فكان اسلام عامة اليهود بهذا السبب لانهم آمنوا على انفسهم وعيالاتهم. 17 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبد الله القمى عن الحجة القائم عليه السلام حديث طويل وفيه قلت: فأخبرني يا مولاى عن معنى الطلاق الذى فرض رسول الله صلى الله عليه واله حكمه إلى امير المؤمنين عليه السلام قال: ان الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبي صلى الله عليه واله فخصهن بشرف الامهات فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا أبا الحسن ان هذا الشرف باق لهن ما من الله على الطاعة فأيتهن عصت الله بعدى بالخروج عليك، فاطلق لها في الازواج. واسقطها من تشرف الامهات ومن شرف امومة المؤمنين. 18 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى على بن الحسن بن فضال عن أبيه قال: سألت أبا الحسن عليه السلام فقلت له: لم كنى النبي صلى الله عليه واله بابى القاسم ؟ فقال لانه كان له ابن يقال له قاسم فكنى به، قال: فقلت: يا ابن رسول الله فهل تراني أهلا للزيادة ؟ فقال: نعم أما علمت ان رسول الله صلى الله عليه واله قال، أنا وعلى أبوا هذه الامة ؟ قلت: بلى، قال: أما علمت ان عليا عليه السلام قاسم الجنة والنار ؟ قلت: بلى، قال: فقيل له أبو القاسم لا أبوالقسيم الجنة والنار، فقلت: وما معنى ذلك ؟ فقال: ان شفقة النبي صلى الله عليه واله على امته كشفقة الاباء على – الاولاد وأفضل امته على عليه السلام ومن بعده شفقة على عليهم كشفقته صلى الله عليه واله لانه وصيه وخليفته والامام بعده، فلذلك قال عليه السلام: انا وعلى ابوا هذه الامة، وصعد النبي صلى الله عليه واله المنبر فقال: من ترك دينا أو ضياعا فعلى وإلى ومن ترك مالا فلورثته، فصار بذلك أولى من آبائهم وامهاتهم وصار أولى بهم منهم بأنفسهم، وكذلك امير المؤمنين عليه السلام بعده جرى ذلك له مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليه واله. 19 – وباسناده إلى عبد الرحمان القصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: (النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فيمن نزلت هذه الاية ؟ قال: نزلت في الامرة ان هذه الاية جرت في الحسين بن على عليهما السلام وفى ولد الحسين من بعده، فنحن اولى بالامر وبرسول الله صلى الله عليه واله من المؤمنين والمهاجرين، قلت: لولد جعفر فيها


[ 239 ]

نصيب ؟ فقال: لا، فعددت عليه بطون بنى عبد المطلب كل ذلك يقول: لا، ونسيت ولد الحسن فدخلت عليه بعد ذلك فقلت: هل لولد الحسن عليه السلام فيها نصيب ؟ فقال: لا، يابا عبد الرحمن ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا. 20 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابيه عن عبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان عن عبد الرحيم بن روح القصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول عزوجل: (النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله) فيمن نزلت ؟ قال: نزلت في الامرة ان هذه الاية جرت في ولد الحسين من بعده فنحن اولى بالامر وبرسول الله صلى الله عليه واله من المؤمنين والمهاجرين والانصار، قلت: فولد جعفر عليه السلام لهم فيها نصيب ؟ قال: لا، قلت: فولد العباس لهم فيها نصيب ؟ قال: لا، فعددت عليه بطون بنى عبد المطلب كل ذلك يقول: لا، قال: ونسيت ولد الحسن عليه السلام فدخلت بعد ذلك عليه فقلت له: هل لولد الحسن فيها نصيب ؟ فقال: لا، عبد الرحيم، ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا. 21 – على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن ابان بن ابى عياش عن سليم بن قيس ومحمد بن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة. وعلى بن محمد عن احمد بن هلال عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن ابن ابى عياش عن سليم بن قيس قال: سمعت عبد الله بن جعفر الطيار يقول كنا عند معاوية انا والحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعمر بن ام سلمة واسامة بن زيد، فجرى بينى وبين معاوية كلام فقلت لمعاوية: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: انا اولى بالمؤمنين من انفسهم ثم اخى على بن ابى طالب اولى بالمؤمنين من انفسهم فإذا استشهد عليه السلام فالحسن بن على اولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم ابني الحسين من بعده اولى بالمؤمنين من انفسهم فإذا استشهد فابنه على بن الحسين اولى بالمؤمنين من انفسهم وستدركه يا على، ثم ابنه محمد بن على أولى بالمؤمنين من انفسهم وستدركه يا حسين ثم تكمله اثنى عشر اماما تسعة من ولد الحسين، قال عبد الله بن جعفر: واستشهدت الحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعمر بن ام سلمة واسامة بن زيد فشهدوا لى عند معاوية، قال سليم: وقد سمعت ذلك من


[ 240 ]

سلمان وابى ذر والمقداد وذكروا لى انهم سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه واله. 22 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمان قال حدثنا حماد عن عبد الاعلى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول العامة ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: من مات وليس له امام مات ميتة جاهلية ؟ قال: الحق والله، قلت فان اماما هلك ورجل بخراسان لا يعلم من وصيه لم يسعه ذلك ؟ قال لا تسعه ان الامام إذا هلك رفعت حجة وصيه على من هو معه في البلد، وحق النفر على من ليس بحضرته إذا بلغهم، ان الله عزوجل يقول: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) قلت. فنفرقوم فهلك بعضهم قبل ان يصل فيعلم قال: ان الله عزوجل يقول: (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله) قلت: فبلغ البلد بعضهم فوجدك مغلقا عليك بابك و مرخى عليك سترك لا تدعوهم إلى نفسك ولا يكون من يدلهم عليك فبما يعرفون ذلك قال: بكتاب الله المنزل، قلت: فيقول الله جل وعزكيف ؟ قال: اراك قد تكلمت في هذا قبل اليوم قلت: أجل، قال: فذكر ما انزل الله في على عليه السلام وما قال له رسول الله صلى الله عليه واله في حسن وحسين عليهما السلام وما خص الله به عليا وما قال فيه رسول الله من وصيته إليه ونصبه اياه، وما يصيبهم واقرار الحسن والحسين بذلك ووصيته إلى الحسن وتسليم الحسين له يقول الله: (النبي اولى بالمؤمنين من أنفسهم وازواجه امهاتهم واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 23 – عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد البرقى وعلى بن ابراهيم عن ابيه جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقرى عن سفيان بن عيينة عن ابى عبد الله عليه السلام ان النبي صلى الله عليه واله قال: انا اولى بكل مومن من نفسه وعلى أولى به من بعدى، فقيل له: ما معنى ذلك فقال: قول النبي صلى الله عليه واله من ترك دينا أو ضياعا فعلى ومن ترك مالا فلورثته فالرجل ليست له على نفسه ولاية إذا لم يكن له مال، وليس له على عياله امر ولا نهى إذا لم يجر عليهم النفقة، والنبى وأمير المؤمنين ومن بعدهما سلام الله عليهم الزمهم هذا، فمن هناك صاروا اولى بهم من أنفسهم، وما كان سبب اسلام عامة اليهود الا من بعد هذا


[ 241 ]

القول من رسول الله صلى الله عليه واله وانهم أمنوا على أنفسهم وعيالاتهم. 24 – في روضة الكافي باسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفى آخره يقول كان على أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه واله واولى الناس بالناس حتى قالها ثلاثا. 25 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: فوالله انى لا ولى الناس بالناس. 26 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن عبد الله بن جعفر بن ابى – طالب حديث طويل وفيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: انا اولى بالمؤمنين من انفسهم، من كنت اولى به من نفسه فأنت اولى به من نفسه، وعلى بين يديه عليهما السلام في البيت. 27 – في الكافي محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد عن الحسن بن الجهم عن حنان قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أي شئ للموالي ؟ فقال: ليس لهم من الميراث الا ما قال الله عزوجل الا ان تفعلوا إلى اوليائكم معروفا 28 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن ابى الحمراء قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أي شئ للموالي من الميراث ؟ فقال: ليس لهم شئ الا الترباء يعنى التراب. قال عزمن قائل: واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم واخذنا منهم ميثاقا غليظا. 29 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن احمد بن محمد بن أبى نصر عن ابان بن عثمان عن اسماعيل الجعفي عن ابى جعفر عليه السلام قال: كانت شريعة نوح صلى الله عليه ان يعبد الله بالتوحيد والاخلاص وخلع الانداد، وهى الفطرة التى فطر الناس عليها، وأخذ الله ميثاقه على نوح وعلى النبيين صلى الله عليهم أجمعين ان يعبدوا الله تعالى ولا يشركوا به شيئا، وأمر بالصلوة والامر بالمعروف والنهى عن المنكر والحلال والحرام ولم يفرض عليه احكام حدود ولا فرائض مواريث، فهذه شريعته والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 30 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (واذ أخذنا من النبيين


[ 242 ]

ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم) قال: هذه الواو زيادة في قوله: (ومنك) وانما هو منك ومن نوح فأخذ الله عزوجل الميثاق لنفسه على الانبياء ثم اخذ لنبيه على الانبياء والائمة صلوات الله عليهم ثم اخذ للانبياء على رسوله صلى الله عليه واله. 31 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام واحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان هذا هود قد انتصر الله له من أعدائه بالريح فهل فعل لمحمد شيئا من هذا ؟ قال له على عليه السلام: لقد كان ذلك كذلك ومحمد عليه السلام اعطى ما هو أفضل من هذا، ان الله عز ذكره انتصر له من أعدائه بالريح يوم الخندق إذ أرسل عليهم ريحا تذرو الحصا، وجنودا لم يروها فزاد الله تبارك وتعالى محمدا صلى الله عليه واله على هود بثمانية آلاف ملك، وفضله على هود بأن ريح عاد سخط وريح محمد صلى الله عليه واله رحمة، قال الله تبارك وتعالى: يا ايها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم وجنودا لم تروها. 32 – في مجمع البيان وقال أبو سعيد الخدرى: قلنا يوم الخندق يا رسول الله هل من شئ نقوله فقد بلغت القلوب الحناجر ؟ فقال: قولوا اللهم استر عوراتنا و آمن روعاتنا ؟ قال: فقلناها فضرب وجوه وجوه أعداء الله بالريح فهزموا. 33 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات: واما قوله: (انى ظننت انى ملاق حسابيه) وقوله: (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين) وقوله للمنافقين: (وتظنون بالله الظنونا) فان قوله: (انى ظننت انى ملاق حسابيه) يقول: انى ظننت انى ابعث فاحاسب وقوله للمنافقين وتظنون بالله الظنونا فهذا الظن ظن شك ولس الظن ظن يقين، والظن ظنان، ظن شك وظن يقين، فما كان من أمر معاد من الظن فهو ظن يقين، وما كان من أمر الدنيا فهو ظن شك، فافهم ما فسرت لك. 34 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن امير المؤمنين حديث


[ 243 ]

طويل يقول فيه عليه السلام: اما انه سيأتي على الناس زمان يكون الحق فيه مستورا والباطل ظاهرا مشهورا، وذلك إذا كان اولى الناس به اعدائهم له، واقترب الوعد الحق و عظم الالحاد، وظهر الفساد هنالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ونحلهم الاخيار اسماء الاشرار، فيكون جهد المؤمن أن يحفظ مهجته من اقرب الناس إليه، ثم يفتح الله الفرج لاوليائه ويظهر صاحب الامر على اعدائه. 35 – في مجمع البيان: يقولون ان بيوتنا عورة وما هي بعورة بل – رفيعة السمك حصينة عن الصادق عليه السلام. 36 – في تفسير العياشي عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: (رضوا بان يكونوا مع الخوالف) فقال: النساء، انهم قالوا: (ان بيوتنا عورة) وكان بيوتهم في اطراف البيوت حيث ينفرد الناس فأكذبهم قال: (وما هي بعورة ان يريدون الا فرارا) وهى رفيعة السمك حصينة. 37 – في نهج البلاغة من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا ثم ذكرت ما كان من امرى وامر عثمان ولك ان تجاب عن هذه لرحمك منه، فأينا كان اعدى له واهدى إلى مقاتله، امن بذل له نصرته فاستنقذه واستكفه ام من استنصره فتراخى عنه وبث المنون إليه حتى اتى قدره عليه ؟ كلا والله لقد علم الله المعوقين منكم و القائلين لاخوانهم هلم الينا ولا يأتون البأس الا قليلا. 38 – في تفسير على بن ابراهيم قوله عزوجل: (يا ايها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا * إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم) الاية فانها نزلت في قصة الاحزاب من قريش والعرب الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه واله، قال: وذلك ان قريشا تجمعت في سنة خمس من الهجرة وساروا في العرب وجلبوا واستنفروهم لحرب رسول الله صلى الله عليه واله فوافوا في عشرة آلاف ومعهم كنانة وسليم وفزارة، وكان رسول الله صلى الله عليه واله حين جلى بنى النضير وهم بطن من اليهود من المدينة وكان رئيسهم حبى ابن أخطب وهم يهود من بنى هارون على نبينا وعليه السلام فلما اجلاهم من المدينة صاروا إلى


[ 244 ]

خيبر وخرج حيى بن أخطب إلى قريش بمكة وقال لهم: ان محمدا قد وتركم و وترنا وأجلانا من المدينة من ديارنا وأموالنا واجلا بنى عمنا بنى قينقاع فسيروا في الارض واجمعوا حلفاءكم وغيرهم وسيروا إليهم فانه قد بقى من قومي بيثرب سبعمأة مقاتل وهم بنو قريظة، وبينهم وبين محمد عهد وميثاق وانا احملهم على نقض العهد بينهم وبين محمد، ويكونوا معنا عليهم فتأتونه أنتم من فوق وهم من أسفل، وكان موضع بنى قريظة من المدينة على قدر ميلين، وهو الموضع الذى يسمى بئر بنى المطلب، فلم يزل يسير معهم حيى بن أخطب في قبائل العرب حتى اجتمعوا قدر عشرة آلاف من قريش وكنانة والاقرع بن حابس في قومه، والعباس بن مرداس في بنى سليم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه واله فاستشار أصحابه وكانوا سبعمأة رجل فقال سلمان رضى الله عنه: يا رسول الله ان القليل لا يقاوم الكثير في المطاولة (1) ولا يمكنهم ان يأتونا من كل وجه، فانا كنا معاشر العجم في بلاد فارس إذا دهمنا دهم (2) من عدونا نحفر الخنادق فيكون الحرب من مواضع معروفة، فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه واله فقال: اشار بصواب، فأمر رسول الله صلى الله عليه واله بحفرة من ناحية أحد إلى راتج (3) وجعل على كل عشرين خطوة وثلثين خطوة قوما من المهاجرين والانصار يحفرونه فأمر فحملت المساحى والمعاول، وبدأ رسول الله صلى الله عليه واله واخذ معولا فحفر في موضع المهاجرين بنفسه، وأمير المؤمنين صلوات الله عليه واله ينقل التراب منن الحفرة حتى عرق رسول الله صلى الله عليه واله وعيى وقال: لا عيش الا عيش الاخرة، اللهم ارحم للانصار والمهاجرين فلما نظر الناس إلى رسول الله صلى الله عليه واله يحفر اجتهدوا في الحفر ونقل التراب، فلما كان في اليوم الثاني بكروا إلى الحفر وقعد رسول الله صلى الله عليه واله في مسجد الفتح، فبينا المهاجرين والانصار يحفرون إذ عرض لهم جبل لم تعمل المعاول فيه، فبعثوا جابر بن عبد الله الانصاري رضى الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه واله يعلمه بذلك، قال جابر: فجئت إلى المسجد


(1) المطاولة هنا بمعنى المقاتلة. (2) دهمه: غشيه. والدهم: الداهية. (3) اسم موضع. [ * ]

[ 245 ]

ورسول الله مستلقى على قفاه ورادءه تحت رأسه وقد شد على بطنه حجرا، فقلت: يا رسول الله انه قد عرض لنا جبل لم تعمل المعاول فيه، فقام مسرعا حتى جاءه ثم دعا بماء في اناء فغسل وجهه وذراعيه ومسح على رأسه ورجليه ثم شرب ومج في ذلك الماء ثم صبه على ذلك الحجر، ثم أخذ معولا فضرب ضربة فبرقت برقة فنظرنا فيها إلى قصور الشام، ثم ضرب اخرى فبرقت برقة نظرنا فيها إلى قصور المدائن، ثم ضرب اخرى فبرقت برقة اخرى فنظرنا فيها إلى قصور اليمن، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: اما انه سيفتح الله عليكم هذه المواطن التى برقت فيها البرق ثم انهال علينا الجبل (1) كما ينهال علينا الرمل فقال جابر: فعلمت ان رسول الله صلى الله عليه واله مقو، أي جائع لما رأيت على بطنه الحجر، فقلت: يا رسول الله هل لك في الغذاء ؟ قال: ما عندك يا جابر ؟ فقلت: عناق (2) وصاع من شعير. فقال: تقدم واصلح ما عندك، قال جابر: فجئت إلى اهلي فأمرتها فطحنت الشعير وذبحت العنز وسلختها وأمرتها ان تخبز وتطبخ وتشوى فلما فرغت من ذلك جئت إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقلت: بأبى انت وامى يا رسول الله قد فرغنا فاحضر مع من احببت. فقام صلى الله عليه واله إلى شفير الخندق ثم قال: يا معاشر المهاجرين والانصار أجيبوا جابرا قال جابر: فكان في الخندق سبعمأة رجل، فخرجوا كلهم ثم لم يمر بأحد من المهاجرين والانصار الا قال: اجيبوا جابرا قال جابر: فتقدمت وقلت لاهلي: قد والله أتاك محمد رسول الله صلى الله عليه واله بما لا قبل به (4) فقالت: أعلمته أنت بما عندنا ؟ قال: نعم قالت: فهو أعلم بما أتى، قال جابر: فدخل رسول الله فنظر في القدر ثم قال: اغرفي وابقى، ثم نظر في التنور ثم قال: اخرجي


(1) يقال هال عليه التراب فانهال أي صبه فانصب. (2) لعناق كسحاب: الانثى من اولاد المعز قبل استكمالها الحول. (3) لا قبل به أي لا طاقة به. [ * ]

[ 246 ]

وابقى، ثم دعا بصفحة (1) فثرد فيها وغرف، فقال: يا جابر ادخل عشرة عشرة، فأدخلت عشرة فأكلوا حتى نهلوا (2) وما يرى في القصعة الا آثار أصابعهم ثم قال: يا جابر على بالذراع فأتيته بالذراع فاكلوا وخرجوا ثم قال: ادخل على عشرة فادخلتهم فاكلوا حتى نهلوا ولم ير في القصعة الا آثار أصابعهم، ثم قال: يا جابر على بالذراع فأكلوا و خرجوا ثم قال: ادخل على عشرة فأدخلتهم فاكلوا حتى نهلوا ولم ير في القصعة الا آثار أصابعهم ثم قال: يا جابر على بالذراع فأتيته بالذراع فقلت: يا رسول الله كم للشاة من ذراع ؟ قال: ذراعان قلت: والذى بعثك بالحق نبيا لقد أتيتك بثلاثة، فقال: لو سكت يا جابر لاكل الناس كلهم من الذراع، قال جابر: فاقبلت ادخل عشرة عشرة فيأكلون حتى أكلوا كلهم وبقى والله لنا من ذلك الطعام ما عشنا به اياما قال: وحفر رسول الله صلى الله عليه واله الخندق وجعل له ثمانية أبواب وجعل على كل باب رجلا من المهاجرين ورجلا من الانصار مع جماعة يحفظونه، وقدمت قريش و كنانة وسليم وهلال فنزلوا الزغابة (3) ففرغ رسول الله صلى الله عليه واله من حفر الخندق قبل قدم قريش بثلاثة أيام، وأقبلت قريش ومعهم حيى بن اخطب، فلما نزلوا العقيق (4) جاء حيى بن أخطب إلى بنى قريظة في جوف الليل وكانوا في حصنهم قد تمسكوا بعهد رسول الله صلى الله عليه واله فدق باب الحصن فسمع كعب بن أسد قرع الباب، فقال لاهله: هذا اخوك قد شأم قومه (5) وجاء الان يشأ منا ويهلكنا ويأمرنا بنقض العهد بيننا و


(1) الصحفة: قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة قال الكسائي: أعظم القصاع: الجفنة ثم القصعة تشبع العشرة ثم الصحفة تشبع الخمسة ثم المئكلة تشبع الرجلين والثلاثة ثم الصحيفة تشبع الرجل. (2) النهل: ما أكل من الطعام. والناهل بمعنى الريان والمراد هنا الشبع. (3) الزغابة – بالضم -: موضوع بقرب المدينة. (4) العقيق: اسم عدة مواضع ببلاد العرب منها عقيق المدينة وهو على ثلثة اميال أو ميلين منها. (5) شأمهم وعليهم أي صادر شوما عليهم. [ * ]

[ 247 ]

بين محمد، وقد وفى لنا محمد واحسن جوارنا، فنزل إليه من غرفته فقال له: من انت ؟ قال: حيى بن أخطب، قد جئتك بعز الدهر، فقال كعب: بل جئتني بذل الدهر، فقال: يا كعب هذه قريش في قادتها وسادتها قد نزلت بالعقيق مع حلفائهم من كنانة، وهذه فزارة مع قادتها وسادتها قد نزلت الزغابة. وهذه سليم وغيرهم قد نزلوا حصن بنى ذبيان، ولا يفلت محمد من هذا الجمع ابدا فافتح الباب وانقض العهد الذى بينك وبين محمد، فقال كعب: لست بفاتح لك الباب ارجع من حيث جئت، فقال حيى: ما يمنعك من فتح الباب الا جشيشتك (1) التى في التنور تخاف ان اشركك فيها فافتح فانك آمن من ذلك فقال له كعب: لعنك الله قد دخلت على من باب دقيق ثم قال: افتحوا له الباب، ففتح له فقال: ويلك يا كعب انقض العهد الذى بينك وبين محمد ولا ترد رأيى فان محمدا لا يفلت من هذه الجموع ابدا، فان فاتك هذا الوقت لا تدرك مثله أبدا. قال: واجتمع كل من كان في الحصن من رؤساء اليهود مثل غزال بن شمول وياسر بن قيس ورفاعة بن زيد والزبير بن باطا فقال لهم كعب: ما ترون ؟ قالوا: أنت سيدنا والمطاع فينا وصاحب عهدنا، فان نقضت نقضنا وان اقمت اقمنا معك، وان خرجت خرجنا معك، فقال الزبير بن باطا – وكان شيخا كبيرا مجربا وقد ذهب بصره -: قد قرأت التوراة التى انزلها الله في سفرنا بأنه يبعث نبيا في آخر الزمان يكون مخرجه بمكة ومهاجرته إلى المدينة في هذه البحيرة (2) يركب الحمار العرى ويلبس الشملة ويجتزى بالكسيرات والتميرات وهو الضحوك القتال، في عينيه الحمرة وبين كتفيه خاتم النبوة، يضع سيفه على عاتقه لا يبالى من لاقى، يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر، فان كان هذا هو فلا يهولنه هؤلاء جمعهم ولو ناوته (3)


(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر والبحار ومن كتب العامة كالسيرة لابن هشام وفى الاصل (حسيسك) بالسين والجشيشة: طعام يصنع من الجشيش وهو البر يطحن غليظا. (2) قال الجزرى: البحيرة: مدينة الرسول صلى الله عليه وآله. (3) المناواة: المعاداة [ * ]

[ 248 ]

هذه الجبال الرواسى لغلبها، فقال حيى: ليس هذا ذاك ذاك النبي من بنى اسرائيل وهذا من العرب من ولد اسماعيل، ولا يكون بنو اسرائيل اتباعا لولد اسماعيل ابدا لان الله قد فضلهم على الناس جميعا، وجعل فيهم النبوة والملك، وقد عهد الينا موسى الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار، وليس مع محمد آية وانما جمعهم جمعا وسخرهم ويريد ان يغلبهم بذلك فلم يزل يقلبهم عن رأيهم حتى اجابوه فقال لهم: اخرجوا الكتاب الذى بينكم وبين محمد فاخرجوه فأخذه حيى بن أخطب ومزقه وقال: قد وقع الامر فتجهزوا وتهيأوا للقتال وبلغ رسول الله صلى الله عليه واله ذلك فغمه غما شديدا، وفزع أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه واله لسعد بن معاذ واسيد بن حصين و كانا من الاوس وكانت بنو قريظة حلفاء الاوس فانظرا ما صنعوا فان كانوا نقضوا العهد فلا تعلما أحدا إذا رجعتما إلى وقولا عضل والقارة (1) فجاء سعد بن معاذ واسيد بن حصين إلى باب الحصن فأشرف عليهما كعب من الحصن فشتم سعدا وشتم رسول الله صلى الله عليه واله. فقال له سعد: انما أنت ثعلب في جحر لتولين قريش وليحاصرنك رسول الله ثم (لينزلنك ؟) على الصغر والقماء (2) وليضربن عنقك، ثم رجعا إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقالا: عضل والقارة (3) فقال رسول الله صلى الله عليه واله: لعنا نحن أمرناهم بذلك وذلك انه كان على عهد رسول الله صلى الله عليه واله عيون لقريش يتجسسون أخباره (4) وكانت


(1) عضل والقارة: قبيلتان من كنانة غدروا بأصحاب الرجيع خبيب وأصحابه، حيث طلبت من رسول الله صلى الله عليه واله نفرا من المسلمين ليعلموهم فقالوا: يا رسول الله ان فينا اسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا في الدين فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عشرة من اصحابه فيهم خبيب بن عدى ستة من المهاجرين وأربعة من الانصار فخرجوا حتى إذا كانوا على الرجيع وهو ماء غدروا بهم وقتلوا منهم ستة أو ثمانية وأسروا خبيب إلى آخر ما ذكره المؤرخون وسيأتى من المصنف بيان في ذلك. (2) القماء: الذل والصغار. (3) أي غدروا كغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع. (4) قوله (لعنا) قال المجلسي (ره) أي لعن العضل والقارة والمراد كل من غدر ثم قال: صلى الله عليه وآله على سبيل التورية. نحن امرناهم بذلك أي نحن أمرنا بنى قريظة ان يظهرو الغدر للمصلحة [ * ] =

[ 249 ]

عضل والقارة قبيلتان من العرب دخلا في الاسلام ثم غدرا فكان إذا عدل أحد ضرب بهما المثل فيقال: عضل والقارة. ورجع حيى بن أخطب إلى أبى سفيان وقريش فأخبرهم بنقض بنى قريظة العهد بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه واله: ففرحت قريش بذلك، فلما كان في جوف الليل جاء نعيم بن مسعود الاشجعى إلى رسول الله صلى الله عليه واله وقد كان أسلم قبل قدوم قريش بثلاثة أيام فقال: يا رسول الله قد آمنت بالله وصدقتك وكتمت ايمانى عن الكفرة، فان أمرتنى أن آتيك بنفسى وانصرك بنفسى فعلت، وان أمرتنى ان أخذل بين اليهود وبين قريش فعلت حتى لا يخرجوا من حصنهم، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: اخذل بين اليهود وبين قريش فانه اوقع عندي، قال: فتاذن لى ان أقول فيك ما اريد ؟ قال: قل ما بدا لك، فجاء إلى أبى سفيان فقال له: أتعرف مودتي لكم ونصحى ومحبتى أن ينصركم الله على عدوكم، وقد بلغني ان محمدا قد وافق اليهود ان يدخلوا بين عسكركم ويميلوا عليكم ووعدهم إذا فعلوا ذلك أن يرد عليهم جناحهم الذى قطعه بنى النضير وقينقاع، فلا أرى ان تدعوهم أن يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم رهنا تبعثوا به إلى مكة فتأمنوا مكرهم وغدرهم، فقال أبو سفيان: وفقك الله وأحسن جزاك مثل من اهدى النصائح، ولم يعلم أبو سفيان باسلام نعيم ولا احد من اليهود، ثم جاء من فوره إلى بنى قريظة فقال له: يا كعب تعلم مودتي لكم وقد بلغني ان أبا سفيان قال: نخرج بهؤلاء اليهود فنضعهم في نحر محمد فان ظفروا كان الذكر لنا دونهم، وان كانت علينا كانوا هؤلاء مقاديم الحرب فما ارى لكم أن تدعوهم يدخلوا عسكركم حتى تأخذوا منهم عشرة من أشرافهم يكونون في حصنكم، انهم ان لم يظفروا بمحمد لم يبرحوا حتى يردوا عليكم عهدكم وعقدكم بين محمد وبينكم، لانه ان ولت قريش ولم تظفروا بمحمد عزاكم محمد فيقتلكم، فقالوا: احسنت وأبلغت في النصيحة لا نخرج من حصننا حتى نأخذ منهم رهنا يكونون في حصننا.


= وهم موافقون لنا في الباطن وانما ذلك لئلا يكون هنالك عين من عيون قريش فيعلموا بالغدر فيصير سببا لجرئتهم. [ * ]

[ 250 ]

واقبلت قريش فلما نظروا إلى الخندق قالوا: هذه مكيدة ما كانت العرب تعرفها قبل ذلك، فقيل لهم: هذا من تدبير الفارسى الذى معه، فوافى عمرو بن عبد ود وهبيرة بن وهب وضرار بن الخطاب إلى الخندق، وكان رسول الله صلى الله عليه واله قد صف أصحابه بين يديه فصاحوا بخيلهم حتى طفروا الخندق (1) إلى جانب رسول الله فصاروا أصحاب رسول الله كلهم خلف رسول الله وقدموا رسول الله صلى الله عليه وآله بين ايديهم، وقال رجل من المهاجرين وهو فلان لرجل بجنبه من اخوانه: اما ترى هذا الشيطان عمروا لا والله ما يفلت من يديه أحد، فهلموا ندفع إليه محمدا ليقتله ونلحق نحن بقومنا، فأنزل الله عزوجل: على نبيه صلى الله عليه واله في ذلك الوقت: قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لاخوانهم هلم الينا ولا يأتون البأس الا قليلا اشحة عليكم إلى قوله تعالى: اشحة على الخير اولئك لم يؤمنوا فاحبط الله اعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا وركز عمرو بن عبد ود رمحه في الارض وأقبل يجول جولة ويرتجز ويقول: ولقد بححت من النداء لجمعكم هل من مبارز ووقفت إذ جبن الشجاع مواقف القرن المناجز (2) انى كذلك لم أزل متسرعا نحو الهزاهز ان الشجاعة في الفتى والجود من خير الغرايز (3) فقال رسول الله صلى الله عليه واله: من لهذا الكلب ؟ فلم يجبه أحد فوثب إليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: أنا له يا رسول الله، فقال: يا على هذا عمرو بن عبد ود فارس يليل (4)


(1) الطفرة -: الوثبة في ارتفاع. (2) بح بححا: اخذه بحة وخشونة وغلظ في صوته والمناجزة في الحرب: المبارزة والمقاتلة. (3) الهزاهز: البلايا والحروب والشدائد التى تهز أي تحرك الناس والغريزة الطبيعة. (4) يليل: واد قريب من بدر وقيل له فارس يليل لانه اقبل في ركب من قريش حتى إذ هو [ * ] =

[ 251 ]

فقال: أنا على بن أبى طالب، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله ادن منى فدنا منه فعممه بيده ودفع إليه سيفه ذا الفقار وقال له: اذهب وقاتل بهذا وقال: اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته، فمر أمير المؤمنين صلوات الله عليه يهرول في مشيه وهو يقول: لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز ذو نية وبصيرة والصدق منجى كل فائز انى لارجو ان أقيم عليك نائحة الجنائز من ضربة نجلاء يبقى صيتها الهزاهز (1) فقال له عمرو: من أنت ؟ قال: انا على بن أبى طالب ابن عم رسول الله وختنه فقال: والله ان اباك كان لى صديقا ونديما وانى أكره أن اقتلك. ما امن ابن عمك حين بعثك إلى ان اختطفك برمحى هذا فاتركك شائلا (2) بين السماء والارض لا حى ولا ميت، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه: قد علم ابن عمى انك ان قتلتنى دخلت الجنة وأنت في النار، وان قتلتك فأنت في النار وأنا في الجنة. فقال عمرو: كلتاهما لك يا على، تلك إذا قسمة ضيزى فقال على صلوات الله عليه: دع هذا يا عمرو انى سمعت منك وأنت متعلق بأستار الكعبة تقول: لا يعرضن على أحد في الحرب ثلاث خصال الا أجبته إلى واحدة منها، وانا أعرض اليك ثلاث خصال فأجبني إلى واحدة قال: هات يا على، قال: أحدها تشهد أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، قال: نح عنى هذا فاسأل الثانية، فقال: ان ترجع وترد هذا الجيش عن رسول الله صلى الله عليه واله فان يك صادقا فأنتم أعلى به عينا وان يك كاذبا كفتكم ذؤبان العرب أمره (3) قال: إذا


= بيليل عرضت لهم بنو بكر في عدد فقال لاصحابه: امضوا فمضوا فقام في وجوه بنى بكر حتى منعهم من أن يصلوا إليه فعرف بذلك. (1) طعنة نجلاء أي واسعة. (2) شائلا أي مرتفعا. (3) قوله عليه السلام اعلى به عينا أي أبصر به وأعلم بحاله. وذؤبان العرب، صعاليكها ولصوصها. [ * ]

[ 252 ]

تتحدث نساء قريش وتنشد الشعراء في أشعارها انى جبنت ورجعت على عقبى من الحرب وخذلت قوما رأسونى عليهم ؟ فقال له أمير المؤمنين: فالثالثة ان تنزل إلى قتالي فانك فارس وانا راجل حتى أنابذك (1) فوثب عن فرسه وعرقبه (3) وقال: هذه خصلة ما ظننت ان أحدا من العرب يسومنى عليها (3) ثم بدأ فضرب امير المؤمنين صلوات الله عليه بالسيف على رأسه فاتقاه أمير المؤمنين بالدرقة (4) فقطعها وثبت السيف على رأسه فقال له على صلوات الله عليه: يا عمر وما كفاك انى بارزتك وأنت فارس العرب حتى استعنت على بظهير ؟ فالتفت عمرو إلى خلفه فضربه أمير المؤمنين صلوات الله عليه مسرعا إلى ساقيه فقطعهما جميعا وارتفعت بينهما عجاجة (5) فقال المنافقون: قتل على بن أبى طالب، ثم انكشفت العجاجة ونظروا فإذا أمير المؤمنين صلوات الله عليه على صدره قد أخذ بلحيته يريد أن يذبحه ثم أخذ رأسه وأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه واله والدماء تسيل على رأسه من ضربة عمرو، وسيفه يقطر منه الدم وهو يقول والرأس بيده: انا ابن عبد المطلب (6) * الموت خير للفتى من الهرب فقال رسول الله صلى الله عليه واله يا على ماكرته ؟ قال: نعم يا رسول الله الحرب خديعة وبعث رسول الله الزبير إلى هبيرة بن وهب فضربه على رأسه ضربة فلق هامته وأمر رسول الله صلى الله عليه واله عمر بن الخطاب أن يبارز ضرار بن الخطاب، فلما برز إليه ضرار انتزع له عمر سهما فقال له ضرار: ويلك يا ابن صهاك أترمينى في مبارزة والله لئن رميتني لا تركت عدويا بمكة الا قتلته، فانهزم عند ذلك عمر، ومر نحوه ضرار وضربه ضرار على رأسه


(1) المنابذة: المكاشفة والمقاتلة. (2) عرقبه أي قطع عرقوبه والعرقوب: عصب غليظ فوق العقب. (3) سام فلانا الامر: كلفه اياه. (4) الدرقة – محركة -: الترس من جلود ليس فيها خشب ولا عقب. (5) العجاج – كسحاب -: الغبار. (6) في المصدر (انا على وابن عبد المطلب). [ * ]

[ 253 ]

بالقناة ثم قال: احفظها يا عمر فانى آليت الا أقتل قرشيا ما قدرت عليه فكان عمر يحفظ له ذلك بعد ما ولى وولاه. فبقى رسول الله صلى الله عليه واله يحاربهم في الخندق خمسة عشر يوما، فقال أبو سفيان لحيى بن اخطب: ويلك يا يهودى أين قومك ؟ فصار حيى بن أخطب إليهم فقال: ويلكم اخرجوا فقد نابذكم الحرب فلا أنتم مع محمد ولا أنتم مع قريش ؟ فقال كعب: لسنا خارجين حتى تعطينا قريش عشرة من أشرافهم رهنا يكونون في حصننا انهم ان لم يظفروا بمحمد لم يبرحوا حتى يرد محمد علينا خلاف عهدنا وعقدنا فانا لا نأمن ان تمر قريش ونبقى نحن في عقر دارنا ويغزونا محمد فيقتل رجالنا ويسبي نسائنا و ذرارينا، وان لم نخرج لعله يرد علينا عهدنا، فقال له حيى بن أخطب: تطمع في غير مطمع، قد نابذت العرب محمدا الحرب فلا أنتم مع محمد ولا أنتم مع قريش، فقال كعب: هذا من شؤمك انما أنت طائر تطير مع قريش غدا وتتركنا في عقر دارنا و يغزونا محمد، فقال له: لك عهد الله على وعهد موسى انه ان لم يظفر قريش بمحمد انى أرجع معك إلى حصنك يصيبني ما يصيبك فقال كعب: هو الذى قد قلته لك ان اعطتنا قريش رهنا يكونون عندنا والا لم نخرج، فرجع حيى بن اخطب إلى قريش فأخبرهم فلما قال: يسالون الرهن قال أبو سفيان: هذا والله اول الغدر قد صدق نعيم بن مسعود لا حاجة في اخوان القردة والخنازير، فلما طال على أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله الامر واشتد عليهم الحصار وكانوا في وقت برد شديد واصابتهم مجاعة وخافوا من اليهود خوفا شديدا، وتكلم المنافقون بما حكى الله عزوجل عنهم ولم يبق أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله الا نافق الا القليل، وقد كان رسول الله أخبر أصحابه ان العرب تتحزب على ويجيئونا من فوق وتغدر اليهود ونخافهم من أسفل وانه يصيبهم جهد شديد ولكن يكون العاقبة لى عليهم، فلما جاءت قريش وغدرت اليهود قال المنافقون: (ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا) وكان قوم لهم دور في اطراف المدينة فقالوا: يا رسول الله تأذن لنا ان نرجع إلى دورنا فانها في اطراف المدينة وهو عورة، ونخاف اليهود ان يغيروا عليها ؟ وقال قوم: هلموا فنهرب ونصبر في البادية ونستجير بالاعراب، فان الذى


[ 254 ]

يعدنا محمد كان باطلا كله، وكان رسول الله صلى الله عليه واله أمر أصحابه ان يحرسوا المدينة بالليل وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه على العسكر كله بالليل يحرسهم، فان تحرك أحد من قريش نابذهم، وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يجوز الخندق ويصير إلى قرب قريش حيث يراهم فلا يزال الليل كله قائما وحده يصلى فإذا أصبح رجع إلى مركزه، ومسجد أمير المؤمنين صلوات الله عليه هناك معروف ياتيه من يعرفه فيصلى فيه وهو مسجد الفتح إلى العقيق أكثر من غلوة نشاب، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه واله من اصحابه الجزع لطول الحصار صعد إلى مسجد الفتح وهو الجبل الذى عليه مسجد الفتح اليوم، فدعا الله عزوجل وناجاه فيما وعده وكان مما دعاه أن قال: يا صريخ المكروبين ويا مجيب دعوة المضطرين ويا كاشف الكرب العظيم انت مولاى ووليى وولى آبائى الاولين، اكشف عنا غمنا وهمنا وكربنا، واكشف عنا شر هؤلاء القوم بقوتك وحولك وقدرتك، فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ان الله عزوجل قد سمع مقالتك و أجاب دعوتك وأمر الدبور وهى الريح مع الملائكة ان تهزم قريشا والاحزاب وبعث الله عزوجل على قريش الدبور فانهزموا وقلعت أخبيتهم، ونزل جبرئيل فأخبره بذلك فنادى رسول الله صلى الله عليه واله حذيفة بن اليمان رضى الله عنه وكان قريبا منه فلم يجبه، ثم ناداه ثانيا فلم يجبه، ثم ناداه الثالثة فقال: لبيك يا رسول الله، قال: أدعوك فلا تجيبني ؟ قال: يا رسول الله بأبى انت وامى من الخفوف والبرد والجوع فقال: ادخل في القوم وائتنا بأخبارهم ولا تحدثن حدثا حتى ترجع إلى فان الله قد أخبرني انه قد ارسل الرياح على قريش وهزمهم، قال حذيفة: فمضيت وانا انتفض من البرد، فوالله ما كان الا بقدر ما جزت الخندق حتى كأنى في حمام فقصدت خباء عظيما فإذا نار تخبو وتوقد، وإذا خيمة فيها أبو سفيان قد دلا خصيتيه على النار وهو ينتفض من شدة البرد و يقول: يا معشر قريش ان كنا نقاتل أهل السماء بزعم محمد فلا طاقة لنا بأهل السماء وان كنا نقاتل أهل الارض فنقدر عليهم، ثم قال: لينظر كل رجل منكم إلى جليسه لا يكون لمحمد عين فيما بيننا قال حذيفة: فبادرت أنا فقلت للذى عن يمينى: من أنت ؟ فقال: أنا عمرو بن العاص، ثم قلت للذى عن يسارى: من أنت ؟ قال: انا معاوية، و


[ 255 ]

انما بادرت إلى ذلك لئلا يسألنى أحد من أنت، ثم ركب أبو سفيان راحلته وهى معقولة ولولا ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: لا تحدث حدثا حتى ترجع إلى لقدرت ان أقتله ثم قال أبو سفيان لخالد بن الوليد: يا با سليمان لابد من ان اقيم أنا وأنت على ضعفاء الناس، ثم قال: ارتحلوا انا مرتحلون ففروا منهزمين، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه واله قال لاصحابه: لا تبرحوا فلما طلعت الشمس دخلوا المدينة وبقى رسول الله صلى الله عليه واله في نفر يسير وكان أبوعرقد الكنانى رمى سعد بن معاذ بسهم في الخندق فقطع أكحله فنزفه الدم (1) فقبض سعد على أكحله بيده ثم قال: اللهم ان كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فابقني لها فلا أحد أحب إلى محاربتهم من قوم حاربوا الله ورسوله، وان كانت الحرب قد وضعت أوزارها بين رسول الله صلى الله عليه واله وبين قريش فاجعلها لى شهادة ولا تمتنى حتى تقر عينى من بنى قريظة، فامسكت الدم وتورمت يده وضرب له رسول الله صلى الله عليه واله في المسجد خيمة وكان يتعاهده بنفسه. فأنزل الله عزوجل يا ايها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم و تروها وكان الله بما تعملون بصيرا إذ جاؤكم من فوقكم ومن اسفل منكم يعنى بنى قريظة حين غدروا وخافوهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر إلى قوله: ان يريدون الا فرارا وهم الذين قالوا لرسول الله صلى الله عليه واله تأذن لنا نرجع إلى منازلنا فانها في اطراف المدينة، ونخاف اليهود عليها. فانزل الله عزوجل فيهم: ان بيوتنا عورة وما هي بعورة ان يريدون الا فرارا إلى قوله تعالى وكان ذلك على الله يسيرا ونزلت هذه الاية في الثاني لما قال لعبد الرحمن بن عوف: هلم ندفع محمدا إلى قريش ونلحق نحن بقومنا. 38 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: ولان الصبر على ولاة الامر مفروض لقول الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله (فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل) وايجابه مثل ذلك على أوليائه واهل طاعته بقوله: لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة.


(1) نزفه الدم أي سال كثيرا حتى أضعفه [ * ]

[ 256 ]

39 – وفيه ايضا عن أمير المؤمنين عليه السلام كلام طويل وفيه واما قولكم انى جعلت الحكم إلى غيرى وقد كنت عندكم أحكم الناس فهذا رسول الله صلى الله عليه واله قد جعل الحكم إلى سعد يوم بنى قريظة وكان احكم الناس. وقد قال الله: (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة) فتأسيت برسول الله صلى الله عليه واله. 40 – في مجمع البيان قال ثعلبة بن حاطب وكان رجلا من الانصار للنبى صلى الله عليه واله: ادع الله أن يرزقنى مالا، فقال: يا ثعلبة قليل تؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه امالك في رسول الله اسوة حسنة، والذى نفسي بيده لو اردت ان تسير الجبال معى ذهبا وفضة لسارت. 41 – في اصول الكافي احمد بن مهران رحمه الله رفعه وأحمد بن ادريس و محمد بن عبد الجبار الشيباني قال: حدثنى القاسم بن محمد الرازي قال: حدثنى على ابن محمد الهرمزاى عن ابى عبد الله الحسين بن على عليهما السلام قال: لما قبضت فاطمة عليها السلام دفنها أمير المؤمنين عليه السلام سرا وعفى على موضع قبرها (1) ثم قال: فحول وجهه إلى قبر رسول الله صلى الله عليه واله فقال: السلام عليك يا رسول الله عنى والسلام عليك عن ابنتك والبائتة في الثرى ببقعتك، والمختار الله لها سرعة اللحاق (2) بك قل يا رسول الله عن صفيتك صبرى وعفى عن سيدة نساء العالمين تجلدي (3) الا ان في التأسي لى بسنتك في فرقتك موضع تعز والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 42 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن النعمان عن سعيد الاعرج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: نام رسول الله صلى الله عليه واله عن الصبح والله عزوجل انامه حتى طلعت الشمس عليه، وكان ذلك رحمة من ربك للناس، الا ترى لو ان رجلا نام حتى تطلع الشمس لعيره الناس وقالوا: لا تتورع لصلوتك فصارت اسوة و سنة، فان قال رجل لرجل: نمت عن الصلوة، قال: قد نام رسول الله صلى الله عليه وآله فصارت اسوة


(1) العفو: المحو: وعفى على الارض: غطاها بالنبات. (2) في الوافى: والمختار الله اضافة إلى الفاعل ومفعوله سرعة اللحاق. (3) عفى عن الشئ: امسك عنه. والتجلد: تكلف الجلد – بالتحريك – وهو القوة والشدة. [ * ]

[ 257 ]

ورحمة، رحم الله سبحانه بها هذه الامة. 43 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن النعمان عن سعيد الاعرج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: صلى رسول الله صلى الله عليه واله ثم سلم في ركعتين فسأله من خلفه يا رسول الله احدث في الصلوة شئ ؟ قال: وما ذاك ؟ قالوا: انما صليت ركعتين قال: أكذلك يا ذا اليدين وكان يدعى ذا الشمالين، فقال: نعم فبنى على صلوته فأتم الصلوة أربعا وقال: ان الله هو أنساه رحمة للامة، ألا ترى لو ان رجلا صنع هذا لعير وقيل: ما تقبل صلوتك، فمن دخل عليه اليوم ذاك قال: قدمن رسول الله صلى الله عليه واله وصارت اسوة وسجد سجدتين لمكان الكلام. 44 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان إذا صلى العشاء الاخرة أمر بوضوئه وسواكه يوضع عند رأسه مخمرا (1) فيرقد ما شاء الله ثم يقوم فيستاك ويتوضأ ويصلى أربع ركعات، ثم يرقد ثم يقوم فيستاك ويتوضأ ويصلى أربع ركعات ثم يرقد، حتى إذا كان في وجه الصبح قام فأوتر ثم صلى الركعتين ثم قال: (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة) 45 – في كتاب الخصال عن عتبة بن عمر الليثى عن أبى ذر رحمه الله قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه واله وهو في المسجد جالس إلى أن قال: قال صلى الله عليه واله: عليك بتلاوة كتاب الله، وذكر الله كثيرا، فانه ذكر لك في السماء، ونور لك في الارض. 46 – في تفسير على بن ابراهيم ثم وصف الله عزوجل المؤمنين أي المصدقين بما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه واله ما يصيبهم في الخندق من الجهد فقال جل ذكره: ولما راى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا يعنى ذلك الجهد والخوف وتسليما. 47 – في الكافي حميد عن ابن سماعة عن عبد الله بن جبلة عن محمد بن مسعود الطائى عن عنبسة بن مصعب عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله:


(1) خمر الشئ: ستره [ * ]

[ 258 ]

من استقبل جنازة أو رآها فقال: الله اكبر هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وصدق الله اللهم زدنا ايمانا وتسليما، الحمد لله الذى تعزز بالقدرة وقهر العباد بالموت لم يبق في السماء ملك الا بكى رحمة لصوته. 48 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن ابيه عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال لابي بصير: يا با محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا انكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا. وانكم لم تبدلوا بنا غيرنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 49 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا على من أحبك ثم مات فقد قضى نحبه، ومن أحبك ولم يمت فهو ينتظر، وما طلعت شمس ولا غربت الا طلعت عليه برزق وايمان وفى نسخة نور. 50 – في كتاب الخصال عن جابر الجعفي عن ابى جعفر عليه السلام عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ولقد كنت عاهدت الله تعالى ورسوله انا وعمى حمزة وأخى جعفر وابن عمى عبيدة على امر وفينا به لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه واله فتقدمني أصحابي وتخلفت بعدهم لما أراد الله تعالى فأنزل الله فينا (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) حمزة وجعفر و عبيدة وانا والله المنتظر يا أخا اليهود وما بدلت تبديلا. 51 – عن الاعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه شرائع الدين إلى ان قال عليه السلام: والولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بعد نبيهم عليه السلام وأحبته مثل سلمان الفارسى وابى ذر الغفاري والمقداد بن الاسود الكندى وعمار بن ياسر وجابر بن عبد الله الانصاري وحذيفة بن اليمان وابى الهيثم بن التيهان وسهل بن حنيف وأبى ايوب الانصاري وعبد الله بن الصامت وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت ذى الشهادتين وابى سعيد الخدرى ومن نحى نحوهم وفعل مثل فعلهم، والولاية


[ 259 ]

لاتباعهم والمقتدين بهم وبهداهم واجبة. 52 – في عيون الاخبار في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرائع الدين والولاية لامير المؤمنين عليه السلام والذين مضوا على منهاج نبيهم، ولم يغيروا ولم يبدلوا مثل سلمان الفارسى وأبى ذر الغفاري، وذكر نحو ما نقلنا عن الخصال بتغيير يسير. 53 – في مجمع البيان وروى أبو القاسم الحسكاني عن عمرو بن ثابت عن ابى اسحاق عن على عليه السلام قال: فينا نزلت: (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) فانا والله المنتظر ما بدلت تبديلا. 54 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله فصل فيما نذكره من مجلد قالب الثمن عتيق عليه مكتوب الاول من تفسير أبى جعفر محمد بن على بن الحسين صلوات الله عليهما رواية ابى الجارود عنه وقال بعد هذا: فصل فيما نذكره من الجزو الثالث من تفسير الباقر عليه السلام من وجهة ثانية من ثانى سطر بلفظه واما قوله: (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) يقول: كونوا مع على بن ابى طالب وآل محمد، قال الله: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه، وهو حمزة بن عبد المطلب (ومنهم من ينتظر) وهو على بن ابى ابى طالب يقول الله (وما بدلوا تبديلا) وقال الله: (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) وهم هيهنا آل محمد. 55 – في ارشاد المفيد رحمه الله في مقتل الحسين عليه السلام: ان الحسين مشى إلى مسلم بن عوسجة لما صرع فإذا به رمق فقال: رحمك الله يا مسلم (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا). 56 – في كتاب مقتل الحسين لابي مخنف ان الحسين عليه السلام لما أخبر بقتل رسوله عبد الله بن يقطر تغرغرت عينه بالدموع (1) وفاضت على خديه ثم قال: (و


(1) أي ترددت فيها الدموع. [ * ]

[ 260 ]

منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا). 57 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ان اصحاب الحسين عليه السلام بكربلا كانوا كل من أراد الخروج ودع الحسين عليه السلام وقال: السلام عليك يا ابن رسول الله فيجيبه: وعليك السلام ونحن خلفك ويقرأ (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر). 58 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن نصير أبى الحكم الخثعمي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: المؤمن مؤمنان فمؤمن صدق بعهد الله عزوجل ووفى بشرطه، وذلك قول الله عزوجل: (رجل صدقوا ما عاهدوا الله عليه) وذلك الذى لا يصيبه أهوال الدنيا ولا اهوال الاخرة، وذلك ممن يشفع ولا يشفع له، ومؤمن كخامة الزرع (1) يعوج احيانا ويقوم احيانا، فذلك ممن يصيبه أهوال الدنيا وأهوال الاخرة وذلك ممن يشفع له ولا يشفع. 59 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن عبد الله عن خالد القمى عن خضر بن عمرو عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: المؤمن مؤمنان: مؤمن وفى لله عزوجل بشروطه التى اشترطها عليه، فذلك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا، فذلك ممن يشفع ولا يشفع له وذلك ممن لا يصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الاخرة، ومؤمن زلت به قدم، وذلك كخامة الزرع كيف ما كفته الريح انكفا، وذلك ممن يصيبه أهوال الدنيا وأهوال الاخرة ويشفع له و هو على خير. 60 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن الحسن بن على عليه السلام حديث طويل يقول فيه لمعاوية: لعن رسول الله صلى الله عليه واله أبا سفيان في سبعة مواطن إلى قوله: والرابع يوم حنين جاء أبو سفيان بجمع من قريش وهوازن وجاء عيينة بغطفان واليهود فردهم الله عزوجل بغيظهم لم ينالوا خيرا، هذا قول الله عزوجل الذى أنزله في سورتين في كلتيهما يسمى أبا سفيان وأصحابه كفارا، وأنت يا معاوية يومئذ


(1) الخامة من الزرع: اول ما ينبت على ساق، وقيل: الطاقة الغضة وقيل: الشجرة الغضة [ * ]

[ 261 ]

مشرك على رأى أبيك بمكة، وعلي يومئذ مع رسول الله صلى الله عليه واله وعلى رأيه ودينه. 61 – في مجمع البيان وكفى الله المؤمنين القتال قيل بعلى بن أبيطالب وقتله عمرو بن عبدود، وكان ذلك سبب هزيمة القوم وهو المروى عن أبى عبد الله عليه السلام. 62 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله االمؤمنين القتال بعلى بن ابي طالب صلوات الله عليه وكان الله قويا عزيزا ونزل في بنى قريظة وانزل الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم ارضهم وديارهم وارضا لم تطؤها وكان الله على كل شئ قديرا فلما دخل رسول الله صلى الله عليه واله المدينة واللواء معقود أراد أن يغتسل من الغبار فناداه جبرئيل عليه السلام عذيرك من محارب (1) والله ما وضعت الملائكة لامتها فكيف تضع لامتك ؟ (2) ان الله عزوجل يأمرك ان لا تصلى العصر الا ببنى قريظة فانى متقدمك ومزلزل بهم حصنهم، انا كنا في آثار القوم نزجرهم زجرا حتى بلغوا حمراء الاسد، فخرج رسول الله صلى الله عليه واله فاستقبله حارثة بن النعمان فقال له: ما الخبر يا حارثة ؟ فقال: بابى أنت وامى يا رسول الله هذا دحية الكلبى ينادى في الناس الا لا يصلين العصر أحد الا في بنى قريظة، فقال صلى الله عليه واله: ذاك جبرئيل ادعوا عليا فجاء امير المؤمنين صلوات الله عليه فقال له: ناد في الناس: لا يصلين أحد العصر الا في بنى قريظة، وخرج رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه بين يديه مع الراية العظمى. وكان حيى بن أخطب لما انهزمت قريش جاء فدخل حصن بنى قريظة، فجاء أمير المؤمنين صلوات الله عليه فأحاط بحصنهم فأشرف عليهم كعب بن اسيد (3) من الحصن يشتمهم ويشتم رسول الله صلى الله عليه واله، فاقبل رسول الله على حمار فاستقبله أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: بأبى انت وامى يا رسول الله


(1) عذيرك من فلان أي هات من يعذرك فيه، فعيل بمعنى فاعل. (2) اللامة: الدرع. (3) في المصدر (اسد) وهو الصحيح وكذا فيما يأتي وقد مر ايضا. [ * ]

[ 262 ]

لا تدن من الحصن، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا على لعلهم شتموني انهم لو رأوني لاذلهم الله، ثم دنا رسول الله صلى الله عليه واله من حصنهم فقال: يا اخوة القردة والخنازير وعبدة الطاغوت أتشتموني انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباحهم، فاشرف عليهم كعب بن أسيد من الحصن فقال: والله يا ابا القاسم ما كنت جهولا فاستحيى رسول الله حتى سقط الرداء من ظهره حياء مما قاله، وكان حول الحصن نخل كثير فاشار إليه رسول الله صلى الله عليه واله فتباعد عنه وتفرق في المفازة وانزل رسول الله صلى الله عليه وآله العسكر حول حصنهم فحاصرهم ثلاثة أيام فلم يطلع أحد منهم رأسه، فلما كان بعد ثلاثة ايام نزل إليه غزال بن شمول فقال: يا محمد تعطينا ما اعطيت اخواننا من بنى النضير احقن دماءنا ونخلى لك البلاد وما فيها ولا نكتمك شيئا، فقال: لا أو تنزلون على حكمي، فرجع وبقوا اياما فشكى النساء والصبيان إليهم وجزعوا جزعا شديدا، فلما اشتد عليهم الحصار نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه واله وأمر رسول الله صلى الله عليه واله بالرجال فكتفوا وكانوا سبعمأة وامر بالنساء فعزلوا وأقامت الاوس إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا: يا رسول الله حلفاؤنا وموالينا من دون الناس نصرونا على الخزرج في المواطن كلها، وقد وهبت لعبد الله بن أبى سبعمأة دراع وثلاثماة حاسر (1) في صبيحة واحدة وليس نحن بأقل من عبد الله بن أبى، فلما أكثروا على رسول الله صلى الله عليه واله قال لهم: أما ترضون ان يكون الحكم فيهم إلى رجل منكم ؟ فقالوا: بلى و من هو ؟ قال: سعد بن معاذ قالوا: قد رضينا بحكمه، فأتوا به في محفة (2) واجتمعت الاوس حوله يقولون: يا أبا عمر واتق الله واحسن في حلفائك ومواليك فقد نصرونا ببعاث والحدائق والمواطن كلها، فلما أكثروا عليه قال: لقد آن لسعد أن لا يأخذه في الله لومة لائم، فقالت الاوس: واقوماه ذهبت والله بنو قريظة آخر الدهر وبكى النساء والصبيان إلى سعد، فلما سكتوا قال لهم سعد: يا معشر اليهود أرضيتم بحكمى فيكم ؟ قالوا: بلى قد رضينا بحكمك وقد رجونا نصفك وحسن


(1) الحاسر: الذى لا مغفر عليه ولا درع. (2) المحفة: سرير يحمل عليه المريض أو المسافر. [ * ]

[ 263 ]

نظرك، فعاد عليهم القول فقالوا: بلى يابا عمرو فالتفت إلى رسول الله صلى الله عليه واله اجلالا له فقال: ما ترى بأبى أنت وأمى يا رسول الله ؟ قال: احكم فيهم يا سعد فقد رضيت بحكمك فيهم، فقال: قد حكمت يا رسول الله أن يقتل رجالهم وتسبى نساؤهم و ذراريهم وتقسم غنائمهم وأموالهم بين المهاجرين والانصار، فقام رسول الله صلى الله عليه واله فقال: قد حكمت بحكم الله عزوجل فوق سبعة أرقعة (1) ثم انفجر جرح سعد بن معاذ فما زال ينزفه الدم حتى قضى، وساقوأ الاسارى إلى المدينة فأمر رسول الله صلى الله عليه واله باخدود (2) فحفرت بالبقيع، فلما أمسى أمر باخراج رجل رجل فكان يضرب عنقه، فقال حيى بن أخطب لكعب بن اسيد: ما ترى يصنع بهم ؟ فقال له: ما يسوءك اما ترى الداعي لا يقلع (3) والذى يذهب لا يرجع فعليكم بالصبر والثبات على دينكم فاخرج كعب بن اسيد مجموعة يديه إلى عنقه وكان جميلا وسميا (4) فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه واله قال له: يا كعب اما نفعك وصية ابن الحواس الحبر الذكى الذى قدم عليكم من الشام ؟ فقال: تركت الخمر والخمير وجئت إلى البؤس والتمور لنبى يبعث مخرجه بمكة ومهاجرته في هذه البحيرة يجتزى بالكسيرات والتميرات ويركب الحمار العرى، في عينيه حمرة وبين كتفيه خاتم النبوة، يصنع سيفه على عاتقه لا يبالى من لاقى منكم يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر ؟ فقال: قد كان ذلك يا محمد ولولا ان اليهود يعيروني انى جزعت عند القتل لامنت بك وصدقتك ولكني على دين اليهود عليه أحيى وعليه أموت، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: قدموه فاضربوا عنقه فضربت، ثم قدم حيى


(1) قال الجزرى سبعة ارقعة يعنى سبع سماوات، وكل سماء يقال لها رقيع والجمع ارقعة. وقيل: الرقيع اسم سماء الدنيا فأعطى كل سماء اسمها. (2) الاخدود: الحفرة المستطيلة. (3) في البحار (ما يسوءك) أي لا تحزن من ذلك أو ما استفهامية أي أي شئ يعتريك من السوء فصرت بحيث لا تعقل مثل هذا الامر الواضح أو موصولة أي الذى يسوءك وهو القتل. وقوله (لا يقلع) أي لا يكف عن دعوتهم واذهابهم، يذهب بواحد بعد واحد. (4) الوسيم: الحسن الوجه. [ * ]

[ 264 ]

بن أخطب فقال له رسول الله صلى الله عليه واله يا فاسق كيف رأيت صنع الله بك ؟ فقال: والله يا محمد ما ألوم نفسي في عداوتك ولو قلقلت كل مقلقل (1) وجهدت كل الجهد ولكن من يخذل الله يخذل، ثم قال حين قدم للقتل: لعمري ما لام ابن أخطب نفسه * ولكنه من يخذل الله يخذل فقدم وضرب عنقه، فقتلهم رسول الله صلى الله عليه واله في البردين بالغداة والعشي في ثلاثة أيام، وكان يقول: اسقوهم العذب وأطعموهم الطيب وأحسنوا أساراهم حتى قتلهم كلهم، فأنزل الله عزوجل فيهم (وانزل الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من صياصيهم) أي من حصونهم (وقذف في قلوبهم الرعب) إلى قوله تعالى: (وكان الله على كل شئ قديرا). 63 – واما قوله عزوجل: يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحيوة الدنيا إلى قوله تعالى اجرا عظيما فانه كان سبب نزولها انه لما رجع رسول الله صلى الله عليه واله من غزوة خيبر وأصاب كنز آل أبى الحقيق قلن أزواجه اعطنا ما أصبت فقال لهن رسول الله صلى الله عليه واله قسمته بين المسلمين على ماأمرالله عزوجل، فغضبن من ذلك وقلن: لعلك ترى انك ان طلقتنا ان لا نجد الاكفاء من قومنا يتزوجونا ؟ فأنف الله عزوجل لرسوله فأمره ان يعتزلهن فاعتزلهن رسول الله صلى الله عليه واله في مشربة ام ابراهيم تسعة وعشرين يوما حتى حضن وطهرن، ثم انزل الله عزوجل هذه الاية وهى آية التخيير، فقال: (يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحيوة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن) إلى قوله تعالى: (اجرا عظيما) فقامت ام سلمة أول من قامت فقالت: قد اخترت الله ورسوله فقمن كلهن فعانقنه وقلن مثل ذلك، فأنزل الله عزوجل: (ترجى من تشاء منهن وتؤوى اليك من تشاء) فقال الصادق عليه السلام: من آوى فقد نكح ومن أرجى فقد طلق، وقوله عزوجل: (ترجى من تشاء منهن) مع هذه الاية قوله عزوجل: (يا ايها النبي قل لازواجك إن كنتن تردن الحيوة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميلا وان كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فان الله اعد للمحسنات منهن اجرا عظيما) وقد


(1) قلقله فتقلقل: أي حركه فتحرك. [ * ]

[ 265 ]

اخرت عنها في التأليف. 64 – في الكافي حميد عن ابن سماعة عن ابن رباط عن عيص بن القاسم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجل خير امرأته فاختارت نفسها بانت ؟ قال: لا انما هذا شئ كان لرسول الله صلى الله عليه واله خاصة، أمر بذلك ففعل، ولو اخترن أنفسهن لطلقهن وهو قول الله عزوجل (قل لازواجك ان كنتن تردن الحيوة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن) واسرحكن سراحا جميلا). 65 – حميد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد وابن رباط عن أبى ايوب الخزاز قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: انى سمعت أباك يقول: ان رسول الله صلى الله عليه واله خير نسائه فاخترن الله ورسوله فلم يمسكهن على طلاق، ولو اخترن أنفسهن لبن، فقال: ان هذا حديث كان يرويه أبى عن عائشة وما للناس والخيار ؟ انما هذا شئ خص الله به رسول الله صلى الله عليه واله. 66 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى قال ذكر أبو عبد الله عليه السلام ان زينب قالت لرسول الله صلى الله عليه واله: لا تعدل وأنت رسول الله، وقالت حفصة: ان طلقتنا وجدنا أكفاءنا من قومنا فاحتبس الوحى عن رسول الله صلى الله عليه واله عشرين يوما، فقال: فأنف الله لرسوله فأنزل: (يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحيوة الدنيا وزينتها) إلى قوله (اجرا عظيما) قال: فاخترن الله ورسوله ولو اخترن أنفسهن لبن، وان اخترن الله ورسوله فليس بشئ. 67 – حميد عن ابن سماعة عن جعفر بن سماعه عن داود بن سرحان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان زينب بنت جحش قالت: يرى رسول الله ان خلى سبيلنا ان لا نجد زوجا غيره وقد كان اعتزل نساءه تسعة وعشرين ليلة، فلما قالت زينب الذى قالت، بعث الله جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه واله فقال: (قل لا زواجك ان كنتن تردن الحيوة الدنيا و زينتها فتعالين امتعكن) الايتين كلتيهما فقلن: بل نختار الله ورسوله والدار الاخرة. 68 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبى نصرعن حماد عثمان عن


[ 266 ]

عبد الاعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام ان بعض نساء النبي صلى الله عليه واله قالت أيرى محمد انه لوطلقنا الا نجد الاكفاء من قومنا، قال: فغضب الله عزوجل له من فوق سبع سماواته فأمره فخيرهن حتى انتهى إلى زينب بنت جحش، فقامت فقبلته وقالت اختار الله ورسوله. 69 – حميد عن الحسن بن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبى بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان زينب بنت جحش قالت لرسول الله صلى الله عليه واله: لا تعدل وأنت نبى ؟ فقال: تربت يداك (1) إذا لم أعدل من يعدل ؟ قالت: دعوت الله يا رسول الله ليقطع يداى ؟ فقال: لا ولكن لتتربان فقالت: انك لو طلقتنا وجدنا في قومنا اكفاء، فاحتبس الوحى عن رسول الله صلى الله عليه واله تسعا وعشرين ليلة، ثم قال أبو جعفر عليه السلام فأنف لرسوله عليه السلام فانزل عزوجل: (يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحيوة الدنيا) الايتين فاخترن الله ورسوله ولم يكن شيئا، ولو اخترن أنفسهن لبن. وعنه عن عبد الله بن جبلة عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير مثله. 70 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكى عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان الله عزوجل انف لرسوله صلى الله عليه واله مقالة قالتها بعض نسائه فانزل الله آية التخيير فاعتزل رسول الله صلى الله عليه واله نساءه تسعا وعشرين ليلة في مشربة ام ابراهيم، ثم دعاهن فخيرهن فاخترنه، فلم يك شيئا، ولو اخترن أنفسهن كانت واحدة بائنة، قال: وسألته عن مقالة المرأة ماهى ؟ قال: فقال: انها قالت: أيرى محمد انه لو طلقنا الا تأتينا الاكفاء من قومنا يتزوجونا ؟. 71 – في مجمع البيان وروى الواحدى بالاسناد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله جالسا مع حفصة فتشاجرا بينهما فقال لها: هل لك ان اجعل بينى وبينك رجلا ؟ قالت: نعم فارسل إلى عمر فلما ان دخل عليها قال لها تكلمي، قالت: يا رسول الله تكلم ولا تقل الا حقا فرفع عمر يده فوجأ وجهها فقال له النبي صلى الله عليه واله: كف فقال عمر: يا عدوة الله النبي لا يقول الا حقا ؟ والذى بعثه بالحق


(1) قال الجوهرى: تربت يداك: أي لا اصبت خيرا. [ * ]

[ 267 ]

لولا مجلسه ما رفعت يدى حتى تموتي، فقام النبي صلى الله عليه واله فصعد إلى غرفة فمكث فيها شهرا لا يقرب شيئا من نساءه يتغدى ويتعشى فيها، فانزل الله عزوجل هذه الايات. 72 – واختلف العلماء في حكم التخيير على اقوال: (احدها) ان الرجل إذا خير امرأته فاختارت فلا شئ وان اختارت نفسها يقع تطليقة واحدة وهو قول عمر بن الخطاب وابن مسعود، واليه ذهب أبو حنيفة وأصحابه (وثانيها) انه إذا اختارت نفسها يقع ثلاث تطليقات وان اختارت زوجها يقع واحدة وهو قول زيد بن ثابت واليه ذهب مالك (وثالثها) انه ان نوى الطلاق كان طلاقا والا فلا وهو مذهب الشافعي (ورابعها) انه لا يقع بالتخيير طلاق وانما كان ذلك للنبى صلى الله عليه واله خاصة ولو اخترن انفسهن لما خيرهن لبن منه، فاما غيره فلا يجوز له ذلك، وهو المروى عن ائمتنا عليهم السلام. 73 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن ابى نجران عن عبد – الكريم بن عمرو عن ابى بكر الحضرمي عن ابى جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا ثم قال: وعنه عن عاصم بن حميد عن ابى بصير وغيره في تسمية نساء النبي صلى الله عليه واله ونسبهن و وصفهن: عائشة وحفصة وام حبيب بنت أبى سفيان بن حرب، وزينب بنت جحش، وسودة بنت زمعة، وميمونة بنت الحارث، وصفية بنت حيى بن اخطب وام سلمة بنت أبى امية وجويرية بنت الحارث وكانت عائشة من تيم وحفصة من عدى وأم سلمة من بنى مخزوم، وسودة من بنى اسد، وعدادها من بنى امية، وام حبيب بنت ابى سفيان من بنى امية، وميمونة بنت الحارث من بنى هلال وصفية بنت حيى بن أخطب من بنى اسرائيل، ومات صلى الله عليه واله عن تسع، وكان له سواهن التى وهبت نفسها للنبى و خديجة بنت خويلد ام ولده، وزينب بنت ابى الجون التى خدعت والكندية. 74 – في كتاب الخصال عن ابى عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال تزوج رسول الله صلى الله عليه واله بخمس عشرة امرأة ودخل بثلاث عشر امرأة منهن، وقبض عن تسع فاما اللتان لم يدخل بهما فعمرة والسيفا (6) واما الثلاث عشرة اللاتى دخل


(6) قد اختلفت نسخ الكتاب والمصدر في اللفظة ففى بعضها (شليباء) وفى اخرى (شباء) وفى ثالثة (سيناء) والمذكور في ذيل السيرة لابن هشام ج 2 ص 648 (سبا بنت اسماء بن الصلت). [ * ]

[ 268 ]

بهن فاولهن خديجة بنت خويلد، ثم سودة بنت زمعة، ثم ام سلمة واسمها هند بنت ابى امية، ثم ام عبد الله عائشة بنت ابى بكر، ثم حفصة بنت عمر، ثم زينب بنت خزيمة بن الحارث ام المساكين، ثم زينب بنت جحش، ثم ام حبيب رملة بنت ابى سفيان ثم ميمونة بنت الحارث، ثم زينب بنت عميس، ثم جويرية بنت الحارث، ثم صفية بنت حيى بن أخطب، والتى وهبت نفسها للنبى خولة بنت حكيم السلمى، وكان له سريتان يقسم لهما مع ازواجه: مارية القبطية وريحانة الخندفية، والتسع اللاتى قبض عنهن عائشة وحفصة وام سلمة وزينب بنت جحش وميمونة بنت الحارث ام حبيب بنت أبى سفيان، وجويرية وسودة وأفضلهن خديجة بنت خويلد ثم ام سلمة ثم ميمونة. 75 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن احمد قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب عن عبد الرحمان بن أبى نجران عن حماد عن حريز قال: يألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين قال: الفاحشة الخروج بالسيف. 76 – وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: اجرها مرتين والعذاب ضعفين، كل هذا في الاخرة حيث يكون الاجر ويكون العذاب. 77 – في مجمع البيان وروى محمد بن أبى عمير عن ابراهيم بن عبد الحميد عن على بن عبد الله بن الحسين عن أبيه عن على بن الحسين زين العابدين عليهم السلام انه قال رجل: انكم أهل بيت مغفور لكم، قال: فغضب وقال: نحن أحرى ان يجرى فينا ما أجرى الله في أزواج النبي صلى الله عليه واله من أن نكون كما تقول، انا نرى لمحسننا ضعفين من الاجر ولمسيئنا ضعفين من العذاب، ثم قرء الايتين. 78 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان يوشع بن نون وصى موسى عليه السلام عاش بعد موسى ثلاثين سنة وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى عليه السلام فقالت: انا احق منك بالامر، فقاتلها فقتل مقاتليها وأحسن أسرها، وان ابنة أبيبكر ستخرج على علي في كذا وكذا الفا من امتى، فيقاتلها فيقتل مقاتليها ويأسرها فيحسن أسرها، و


[ 269 ]

فيها أنزل الله تعالى: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى يعنى صفيراء بنت شعيب. 79 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا حميد بن زياد عن محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبى عبد الله عن أبيه عليهما السلام في هذه الاية: (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى) قال: أي ستكون جاهلية اخرى. 80 – في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه ان النبي صلى الله عليه واله قال – بعد ان ذكر ليلة اسرى به إلى السماء -: ورأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار، إلى قوله صلى الله عليه واله: واما المعلقة برجليها فانها كانت تخرج من بيتها بغير اذن زوجها. 81 – في كتاب الخصال عن على بن أبى طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله انه قال في وصيته له: يا على ليس على النساء جمعة إلى أن قال: ولا تخرج من بيت زوجها الا باذنه وان خرجت بغير اذنه لعنها الله وجبرئيل وميكائيل. 82 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد والحسن بن على بن النعمان عن أبيه عن على بن النعمان عن محمد بن سنان يرفعه قال: ان عائشة قالت: التمسوا لى رجلا شديد العداوة لهذا الرجل حتى أبعثه إليه، قال: فأتيت به فمثل بين يديها فرفعت إليه رأسها فقالت له: ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل ؟ فقال لها: كثيرا ما أتمنى على ربى أنه و أصحابه في وسطى فضربت ضربة بالسيف، فسبق السيف الدم، قالت: فأنت له اذهب بكتابي هذا فادفعه إليه ظاعنا رأيته أو مقيما، اما انك ان رأيته رأيته راكبا على بغلة رسول الله صلى الله عليه واله منتكبا قوسه معلقا كنانته بقربوس سرجه وأصحابه كأنهم طير صواف قال: فاستقبله راكبا كما قالت فناوله الكتاب ففص خاتمه ثم قرأه فقال: تبلغ إلى منزلنا فتصيب من طعامنا وشرابنا ونكتب جواب كتابك ؟ فقال: هذا والله ما لا يكون، قال: فسار خلفه فأحدق به أصحابه ثم قال له: اسئلك قال: نعم قال: وتجيبنى ؟ قال: نعم قال: نشدتك هل قالت: التمسوا لى رجلا شديد العداوة لهذا الرجل فأتى بك فقالت لك: ما بلغ من عداوتك لهذا الرجل ؟ فقلت: كثيرا ما أتمنى على ربى انه وأصحابه في وسطى وانى ضربت ضربة سبق السيف الدم ؟ قال: اللهم نعم قال:


[ 270 ]

فنشدتك الله هل قالت لك: اذهب بكتابي هذا فادفعه إليه ظاعنا أو مقيما اما انك ان رأيته رأيته راكبا على بغلة رسول الله صلى الله عليه واله متنكبا قوسه معلقا كنانته بقربوس سرجه أصحابه به خلفه كأنهم طير صواف فتعطيه كتابي هذا ؟ قال: اللهم نعم، قال: فنشدتك الله هل قالت لك: ان عرض عليك طعامه وشرابه فلا تناولن منه شيئا فان فيه السحر ؟ قال: اللهم نعم، قال: فتبلغ عنى ؟ قال: قال اللهم نعم فانى قد اتيتك وما في الارض خلق أبغض إلى منك وأنا الساعة ما في الارض خلق أحب إلى منك فمرنى بما شئت، قال: ارجع إليها بكتابي هذا وقل لها: ما أطلعت الله ولا رسوله حيث أمرك بلزوم بيتك فخرجت ترددين في العساكر، وقل لهم: ما أنصفتم الله ولا رسوله خلفتم حلائلكم في بيوتكم وأخرجتم حليلة رسول الله صلى الله عليه واله، قال: فجاء بكتابه إليها وأبلغها مقالته ثم رجع إليه فاصيب بصفين، فقالوا: ما نبعث إليه بأحد الا أفسده علينا. 83 – في كتاب علل الشرائع أبى رضى الله عنه قال: حدثنى سعد بن عبد الله عن محمد بن اسماعيل عن عيسى عن محمد بن أبى عمير عن حماد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد – الله عن زرارة بن أعين عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: المرأة عليها اذان واقامة ؟ فقال: ان كان تسمع اذان القبيلة فليس عليها اكثر من الشهادتين، لان الله تبارك وتعالى قال للرجال: (اقيموا الصلوة) وقال للنساء: واقمن الصلوة وآتين الزكوة واطعن الله ورسوله والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 84 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا قال: نزلت هذه الاية في رسول الله وعلى بن أبى طالب وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، وذلك في بيت ام سلمة زوج النبي فدعا رسول الله صلى الله عليه واله عليا (أمير المؤمنين خ ل) وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ثم ألبسهم كساء له خيبريا (1) ودخل معهم فيه، ثم قال: اللهم هؤلاء اهل بيتى وعدتني فيهم مما وعدتني، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت ام سلمة: وانا معهم يا رسول الله ؟ قال:


(1) وفى بعض النسخ (حبريا) مكان (خيبريا). [ * ]

[ 271 ]

ابشرى يا ام سلمة فانك إلى خير. 85 – في عيون الاخبار في باب ذكرمجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه فقال المأمون: من العترة الطاهرة ؟ فقال الرضا عليه السلام: الذين وصفهم الله تعالى في كتابه فقال تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وهم الذين قال رسول الله صلى الله عليه واله: انى مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل الا وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما، ايها الناس لا تعلموهم فانهم أعلم منكم. 86 – وفيه في هذا الباب يقول الرضا عليه السلام في الحديث المذكور والاية الثانية في الاصطفاء قوله عزوجل: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا) وهذا الفضل الذى لا يجهله أحد معاند اصلا، لانه فضل بعد طهارة تنتظر، فهذه الثانية. 87 – وفيه في باب السبب الذى من أجله قبل الرضا عليه السلام ولاية العهد من المأمون ووجدت في بعض الكتب نسخة كتاب الحبا والشرط من الرضا عليه السلام إلى العمال في شأن الفضل بن سهل وأخيه ولم أرو ذلك عن أحد، أما بعد فالحمد لله البدئ البديع إلى أن قال: الحمد لله الذى أورث أهل بيته مواريث النبوة واستودعهم العلم والحكمة، وجعلهم معدن الامامة والخلافة، وأوجب ولايتهم وشرف منزلتهم فامر رسوله بمسألة امته مودتهم، إذ يقول: (قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى) وما وصفهم به من اذهابه الرجس عنهم وتطهيره اياهم في قوله: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا). 88 – وفيه في الزيارة الجامعة لجميع الائمة عليهم السلام المنقولة عن الجواد عليه السلام: عصمكم الله من الزلل وآمنكم من الفتن وطهركم من الدنس واذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا. 89 – في كتاب الخصال في احتجاج على عليه السللام على أبى بكر قال: فانشدك بالله ألى ولاهلي وولدى آية التطهير من الرجس ام لك ولاهل بيتك ؟ قال: بل لك ولاهل –


[ 272 ]

بيتك، قال: فانشدك بالله انا صاحب دعوة رسول الله صلى الله عليه واله وأهلي وولدى يوم الكساء اللهم هؤلاء أهلى اليك لا إلى النار ام أنت ؟ قال: بل أنت وأهل بيتك. 90 – وفيه ايضا في احتجاجه عليه السلام على الناس يوم الشورى قال: انشدكم الله هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير على رسوله صلى الله عليه واله (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فاخذ رسول الله صلى الله عليه واله كساءا خيبريا فضمني فيه وفاطمة والحسن والحسين، ثم قال: يا رب هؤلاء أهل بيتى فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. 91 – وفيه ايضا في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام: وأما السبعون فان رسول الله صلى الله عليه واله نام ونومنى وزوجتي فاطمة وابنى الحسن والحسين وألقى علينا عباء قطوانية (1) فانزل الله تعالى فينا (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فقال جبرئيل عليه السلام: انا منكم يا محمد فكان سادسنا جبرئيل. 92 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال في اثناء كلام له في جمع من المهاجرين والانصار في المسجد ايام خلافة عثمان: ايها الناس أتعلمون ان الله عزوجل أنزل في كتابه (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فجمعني وفاطمة وابنى حسنا وحسينا وألقى علينا كساه وقال: اللهم ان هؤلاء أهل بيتى ولحمتي يولمنى ما يولمهم، ويحرجني ما يحرجهم، فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت ام سلمة: وانا يا رسول الله ؟ فقال: أنت – أو انك – على خير، انما انزلت في وفى أخى وابنتي وفى تسعة من ولد ابني الحسين خاصة ليس معنا فيها أحد غيرنا ؟ فقالوا كلهم: نشهد ان ام سلمة حدثنا بذلك. فسألنا رسول الله صلى الله عليه واله فحدثنا كما حدثتنا ام سلمة رضى الله عنها. 93 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن أبى عمير عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما منع أبو بكر فاطمة عليها السلام فدكا وأخرج وكيلها جاء أمير المؤمنين عليه السلام: إلى المسجد وابو بكر جالس وحوله المهاجرون والانصار فقال:


(1) قطوان – محركة -: موضع بالكوفة منه الاكسية القطوانية. [ * ]

[ 273 ]

يابا بكر لم منعت فاطمة ما جعله رسول الله صلى الله عليه واله لها ووكيلها فيه منذ سنين إلى قوله: فقال أمير المؤمنين عليه السلاام لابي بكر: يابا بكر تقرأ القرآن ؟ قال: بلى، قال: فأخبرني عن قول الله عزوجل: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فينا أو في غيرنا نزلت ؟ قال: فيكم، قال: فأخبرني لو أن شاهدين مسلمين شهدا على فاطمة عليها السلام بفاحشة ما كنت صانعا ؟ قال: كنت أقيم عليها الحد كما أقيم على نساء المسلمين، قال: كنت اذن عند الله من الكافرين، قال: ولم ؟ قال: لانك كنت ترد شهادة الله وتقبل شهادة غيره، لان الله عزوجل قد شهد لها بالطهارة فإذا رددت شهادة الله وقبلت شهادة غيره كنت عند الله من الكافرين، قال: فبكى الناس وتفرقوا ودمدموا (1) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 94 – وباسناده إلى عبد الرحمن بن كثير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام ما عنى الله عزوجل بقوله تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال: نزلت هذه الاية في النبي وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام، فلما قبض الله عزوجل نبيه صلى الله عليه واله كان أمير المؤمنين ثم الحسن ثم الحسين عليهم السلام، ثم وقع تأويل هذه الاية: (واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) وكان على بن الحسين عليهما السلام، ثم جرت في الائمة من ولده الاوصياء عليهم السلام فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله عزوجل. 95 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا ابى ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميرى عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب قال: حدثنا النضر بن شعيب عن عبد الغفار الخازن عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال: الرجس هو الشك. 96 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن على الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله:


(1) دمدم فلان على فلان: كلمه مغضبا. [ * ]

[ 274 ]

(انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا) يعنى الائمة عليهم السلام من ولايتهم من دخل فيها دخل في بيت النبي صلى الله عليه واله. 97 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس وعلى بن محمد عن سهل بن زياد أبى سعيد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه واله وقال: اوصيكم بكتاب الله وأهل بيتى فانى سألت الله عزوجل ان لا يفرق بينهما حتى يوردهما على الحوض فاعطاني ذلك، وقال: لا تعلموهم فانهم أعلم منكم، وقال: انهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة، فلو سكت رسول الله صلى الله عليه واله ولم يبين من أهل بيته لادعاها آل فلان وآل فلان، ولكن الله عزوجل انزله في كتابه لنبيه (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فكان على والحسن و الحسين وفاطمة عليهم السلام، فادخلهم رسول الله صلى الله عليه واله تحت الكساء في بيت ام سلمة، ثم قال: اللهم ان لكل نبى أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتى وثقلي، فقالت ام سلمة: ألست من أهلك ؟ فقال: انك إلى خير ولكن هؤلاء أهلى وثقلي، وفى آخر الحديث وقال: الرجس هو الشك والله لا نشك في ربنا أبدا. محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام مثل ذلك. 98 – على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد عن ربعى عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: انا لا نوصف وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس وهو الشك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 99 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن حماد بن عيسى وحماد بن عثمان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما بويع لابي بكر واستقام له الامر على جميع المهاجرين والانصار بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة عليها السلام إلى أن قال فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يابا بكر تقرأ كتاب الله ؟ قال: نعم قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم)


[ 275 ]

تطهيرا فيمن نزلت أفينا أم في غيرنا ؟ قال: بل فيكم، قال: فلو ان شاهدين شهدا على فاطمة بفاحشة ما كنت صانعا ؟ قال: كنت اقيم عليها الحد كما أقيم على ساير المسلمين، قال: كنت إذا عند الله من الكافرين، قال: ولم ؟ قال: لانك رددت شهادة الله لها بالطهارة وقبلت شهادة الناس عليها كما رددت حكم الله وحكم رسوله ان جعل لها فدكا وقبضته في حيوته، ثم قبلت شهادة أعر ابى بائل على عقبيه عليها، و أخذت منها فدكا، وزعمت انه فيئ للمسلمين ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله: البينة على من ادعى واليمين على من ادعى عليه ؟ قال: فدمدم الناس وبكى بعضهم فقالوا: صدق الله ورجع على إلى منزله، والحديث بتمامه مذكور في الروم عند قوله تعالى: (وآت ذا القربى حقه). 100 – وباسناده إلى حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه واله وذكر حديثا طويلا وفيه يقول: صلى الله عليه واله: ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا، وذلك قوله: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). 101 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم ذكر من اذن له في الدعاء بعده وبعد رسوله في كتابه فقال: (ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون) ثم اخبر عن هذه الامة وممن هي وانها من ذرية ابراهيم ومن ذرية اسماعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط، الذين وجبت لهم الدعوة دعوة ابراهيم واسماعيل من أهل المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه أنه اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. 102 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن على بن الحسين عليهما – السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الشاميين: فهل تجد لنا في سورة الاحزاب حقا خاصة دون المسلمين ؟ فقال: لا، قال على عليه السلام: اما قرأت هذه الاية: (انما يزيد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا). 103 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى ابى بصير قال: قلت للصادق


[ 276 ]

جعفر بن محمد عليهما السلام: من آل محمد ؟ قال ذريته، قلت: من أهل بيته ؟ قال: الائمة الاوصياء فقلت: من عترته ؟ قال: أصحاب العباء، فقلت: من امته ؟ قال: المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند الله عزوجل المتمسكون بالثقلين الذين امروا بالتمسك بهما كتاب الله وعترته أهل بيته الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهما الخليفتان على الامة بعد رسول الله صلى الله عليه واله. 104 – في مجمع البيان وقال أبو سعيد الخدرى وانس بن مالك ووائل بن الاسقع وعائشة وام سلمة: ان الاية مختصة برسول الله صلى الله عليه واله وعلى وفاطمة والحسن و الحسين عليهم السلام، ذكر أبو حمزة الثمالى في تفسيره حدثنى شهر بن حوشب عن ام سلمة قالت: جاءت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه واله تحمل هريرة لها فقال: ادعى زوجك وابنيك فجائت بهم فطعموا ثم ألقى عليهم كساء له خيبريا وقال: اللهم هؤلاء اهل بيتى و عترتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقلت: يا رسول الله: وأنا معهم ؟ قال صلى الله عليه واله: انت على خير. 105 – وروى الثعلبي في تفسيره ايضا بالاسناد عن ام سلمة ان النبي صلى الله عليه واله كان في بيتها فأتته فاطمة ببرمة (1) فيها هريرة فقال لها: ادعى زوجك وابنيك فذكرت الحديث نحو ذلك، ثم قالت: فانزل الله: (انما يريد الله) الاية، قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به، ثم أخرج يده فالوى بها إلى السماء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتى وحامتى فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فأدخلت رأسي البيت وقلت: وأنا معكم يا رسول الله ؟ قال انك إلى خير. 106 – وباسناده قال مجمع: دخلت امى على عائشة فسألتها امى أرأيت خروجك يوم الجمل ؟ قالت: انها كانت قدرا من الله، فسألتها عن على فقالت: تسأليني عن أحب الناس كان إلى رسول الله، وزوج أحب الناس كانت إلى رسول الله، لقد رأيت عليا وفاطمة وحسنا وحسينا قد جمع رسول الله صلى الله عليه واله بثوب عليهم ثم قال: اللهم ان هؤلاء اهل بيتى وحامتى فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قالت: فقلت: يا رسول الله


(1) البرمة: القدر من الحجر. [ * ]

[ 277 ]

أنا من أهلك ؟ قال: تنحى فانك إلى خير. 107 – وباسناده عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه واله قال: نزلت هذه الاية في خمسة في وفى على وحسن وحسين وفاطمة. 108 – واخبرنا السيد أبو الحمد قال: حدثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني قال: حدثونا عن أبى بكر السبيعى قال: حدثنا أبو عروة الحرانى قال: حدثنى ابن مصغى قال: حدثنا عبد الرحيم بن واقد عن أيوب بن سيار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: نزلت هذه الاية على النبي صلى الله عليه واله وليس في البيت الا فاطمة والحسن والحسين وعلى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) فقال النبي صلى الله عليه واله: اللهم هؤلاء أهلى. 109 – وحدثنا السيد أبو الحمد قال حدثنا الحاكم أبو القاسم باسناده عن زاذان عن الحسن بن على قال: لما نزلت آية التطهير جمعنا رسول الله صلى الله عليه واله واياه في كساء لام سلمة خيبرى ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتى وعترتي. 110 – في تفسير العياشي عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: ليس شئ أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، ان الاية ينزل أولها في شئ وأوسطها في شئ وآخرها في شئ، ثم قال: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) من ميلاد الجاهلية. 111 – في بصائر الدرجات محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: الرجس هو الشك ولا نشك في ديننا أبدا. 112 – في تفسير على بن ابراهيم ثم عطف على نساء النبي صلى الله عليه واله فقال: واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ان الله كان لطيفا خبيرا ثم عطف على آل محمد صلوات الله عليهم فقال جل ذكره: ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات إلى قوله: واجرا عظيما. 113 – في مجمع البيان قال مقاتل بن حيان: لما رجعت اسماء بنت عميس من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبى طالب دخلت على نساء رسول الله صلى الله عليه واله فقالت: هل فينا شئ من القرآن ؟ قلن: لا، فأتت رسول الله صلى الله عليه واله فقالت: يا رسول الله


[ 278 ]

ان النساء لفى خيبة وخسار فقال: ومم ذلك ؟ قالت: لانهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال، فأنزل الله تعالى هذه الاية. 114 – قال البلخى: فسر رسول الله صلى الله عليه واله المسلم والمؤمن بقوله: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من آمن جاره بوائقه وما من آمن بى من بات شبعان وجاره طاو. (1) 115 – في اصول الكافي على عن أبيه عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الايمان يشارك الاسلام ولا يشاركه الاسلام، ان الايمان ما وقر في القلوب والاسلام ما عليه المناكح والمواريث وحقن الدماء، والايمان يشرك الاسلام والاسلام لا يشرك الايمان. 116 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن أبى الصباح الكنانى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أيهما أفضل، الايمان أو الاسلام فان من قبلنا يقولون: ان الاسلام أفضل من الايمان ؟ فقال: الايمان أرفع من الاسلام قلت: فأوجدني ذلك قال: ما تقول في من أحدث في المسجد الحرام متعمدا ؟ قال: يضرب ضربا شديدا، قال: أصبت، قال: فما تقول فيمن أحدث في الكعبة متعمدا ؟ قلت: يقتل. قال: اصبت الا ترى ان الكعبة أفضل من المسجد، وان الكعبة تشرك المسجد و المسجد لا يشرك الكعبة، وكذلك الايمان يشرك الاسلام والاسلام لا يشرك الايمان. 117 – على بن ابراهيم عن العباس بن معروف عن عبد الرحمن بن أبى نجران عن حماد بن عثمان عن عبد الرحمان القصير قال: كتبت مع عبد الملك بن أعين إلى أبى جعفر عليه السلام أسأله عن الايمان ما هو قال ؟ فكتب إلى مع عبد الملك بن أعين سألت رحمك الله عن الايمان والايمان هو الاقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالاركان، والايمان بعضه من بعض وهو دار، وكذلك الاسلام دار، والكفر دار، فقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما، فالاسلام قبل الايمان


(1) البوائق جمع البائقة: الداهية، وطوى يطوى بمعنى جاع فهو طاواى خالي البطن جائع. [ * ]

[ 279 ]

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: الاحاديث الدالة على المغايرة بين الاسلام والايمان كثيرة والاكثر على العمل بها. 118 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد ابن خالد البرقى والحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن محمد ابن مروان عن سعيد بن طريف عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين، ومن قرأ مأة آية كتب من القانتين، ومن قرأ مأتى آية كتب من الخاشعين. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 119 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن اذينة عن بريد بن معاوية العجلى قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الصواعق لا تصيب ذاكرا، قلت: وما الذاكر ؟ قال: من قرأ مأة آية. 120 – في مجمع البيان وروى أبو سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه واله قال: إذا أيقظ الرجل أهله من الليل وتوضيا وصليا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات. 121 – وروى عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: من بات على تسبيح فاطمة كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات. 122 – في اصول الكافي أبو محمد القاسم بن العلا رحمه الله رفعه عن عبد العزيز بن مسلم قال: كنا مع الرضا عليه السلام بمرو فاجتمعنا في الجامع في بدو مقدمنا، فاداروا أمر الامامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها. فدخلت على سيدى عليه السلام فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسم عليه السلام ثم قال: يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن أديانهم، ان الله عزوجل لم يقبض نبيه صلى الله عليه واله حتى أكمل له الدين إلى قوله عليه السلام: ولقد راموا صعبا و قالوا افكا وضلوا ضلالا بعيدا، ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الامام عن بصيرة، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين، رغبوا عن اختيار الله و اختيار رسوله صلى الله عليه واله إلى اختيارهم والقرآن يناديهم: (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما


[ 280 ]

كان لهم الخيرة من أمرهم سبحان الله وتعالى عما يشركون) وقال عزوجل: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. 123 – في كتاب في كتاب التوحيد باسناده إلى الاصبغ بن نباتة قال: قال امير المؤمنين عليه السلام لرجل: ان كنت لا تطيع خالقك فلا تأكل رزقه، وان كنت واليت عدوه فاخرج من ملكه، وان كنت غير قانع برضاه وقدره فاطلب ربا سواه. 124 – وباسناده إلى الحسين بن خالد عن على بن موسى الرضا عن ابيه عن آبائه عن على بن ابى طالب عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: قال الله جل جلاله: من لم يرض بقضائي ولم يؤمن بقدرى فليلتمس الها غيرى. 125 – وقال رسول الله صلى الله عليه واله: في كل قضاء الله عزوجل خيرة للمؤمن. 126 د – وباسناده إلى سليمان بن خالد عن أبى عبد الله الصادق عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: ضحك رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم حتى بدت نواجذه (1) ثم قال: الا تسألونى مما ضحكت ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: عجبت للمرء المسلم انه ليس من قضاء يقضيه الله الا كان خيرا له في عاقبة أمره. 127 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم) وذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله خطب على زيد بن حارثة زينب بنت جحش الاسدية من بنى أسد بن خزيمة، وهى بنت عمة النبي صلى الله عليه واله فقالت: يا رسول الله حتى اؤامر نفسي فأنظر، فانزل الله عزوجل: (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة) الاية فقالت: يا رسول الله أمرى بيدك فزوجها اياه فمكثت عند زيد ما شاء الله، ثم انهما تشاجرا في شئ إلى رسول الله صلى الله عليه واله فنظر إليها رسول الله فأعجبته فقال زيد: يا رسول الله تأذن لى في طلاقها فان فيها كبرا وانها لتؤذينى بلسانها، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: اتق الله وامسك عليك زوجك واحسن إليها، ثم ان زيدا طلقها وانقضت عدتها فأنزل الله عزوجل


(1) النواجذ – جمع الناجذ -: وهى أفصى الاضراس وهى أربعة وهى اضراس الحلم لانها تنبت بعد البلوغ وكمال العقل. [ * ]

[ 281 ]

نكاحها على رسول الله صلى الله عليه واله فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها وروى فيه ايضا غير هذا وقد نقلناه عند قوله تعالى: (وما جعل أدعيائكم ابنائكم) في اول هذه السورة. 128 – وفيه ايضا حديث طويل عن النبي صلى الله عليه واله يقول فيه وقدذ كرما رأى ليلة أسرى به: دخلت الجنة فإذا على حافتيها (1) بيوتي وبيوت أزواجي وإذا ترابها كالمسك وإذا جارية تتغمس في أنهار الجنة فقلت: لمن أنت يا جارية ؟ فقالت: لزيد بن حارثة فبشرته بها حين أصبحت. 129 – في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون مع أصحاب الملل والمقالات وما أجاب به على بن جهم في عصمة الانبياء صلوات الله عليهم حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: واما محمد صلى الله عليه واله وقول الله عزوجل: (وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) فان الله تعالى عرف نبيه صلى الله عليه واله أسماء أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه في الاخرة وانهن امهات المؤمنين، واحدهن سمى له زينب بنت جحش وهى يومئذ تحت زيد بن حارثة، فأخفى صلى الله عليه واله اسمها في نفسه ولم يبده لكيلا يقول أحد من المنافقين: انه قال في امرأة في بيت رجل انها أحد أزواجه من امهات المؤمنين، وخشى قول المنافقين قال الله عزوجل: (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) يعنى في نفسك وان الله عزوجل ما تولى تزويج أحد من خلقه الا تزويج حوا من آدم و زينب من رسول الله صلى الله عليه واله بقوله عزوجل: (فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها) وفاطمة من على عليهما السلام قال: فبكى على بن محمد الجهم وقال: يا ابن رسول الله انا تائب إلى الله تعالى من ان أنطق في أنبياء الله عليهم السلام بعد يومى هذا الا بما ذكرته. 130 – وفيه في باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء حديث طويل وفيه يقول المأمون للرضا عليه السلام: فاخبرني عن قول الله عزوجل: (واذ تقول للذى انعم الله عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه) قال الرضا عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه واله قصد دار زيد بن حارثة ابن شراحيل الكلبى في أمر أراده فراى امرأته تغتسل فقال لها: سبحان الله الذى خلقك


(1) الحافة: الجانب. [ * ]

[ 282 ]

وانما أراد بذلك تنزيه الله تعالى عن قول من زعم ان الملائكة بنات الله، فقال الله عزوجل: (أفاصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة اناثا انكم لتقولون قولا عظيما) فقال النبي صلى الله عليه واله لما رآها تغتسل: سبحان الله الذى خلقك ان يتخذ ولدا يحتاج إلى هذا التطهير و الاغتسال، فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته بمجئ الرسول عليه السلام وقوله لها: (سبحان الذى خلقك) فلم يعلم زيد ما أراد بذلك، فظن انه قال ذلك لما أعجبه من حسنها، فجاء إلى النبي صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله ان امرأتي في خلقها سوء، وانى اريد طلاقها، فقال له النبي عليه السلام: (امسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه) وقد كان الله عزوجل عرفه عدد أزواجه وان تلك المرأة منهن، فأخفى ذلك في نفسه ولم يبده لزيد وخشى الناس أن يقولوا ان محمدا يقول لمولاه: ان امرأتك ستكون لى زوجة فيعيبونه بذلك، فأنزل الله تعالى: (واذ تقول للذى انعم الله عليه) يعنى بالاسلام (وانعمت عليه) يعنى بالعتق (امسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق أن تخشاه) ثم ان زيد بن حارثة طلقها واعتدت منه فزوجها الله تعالى من نبيه صلى الله عليه واله وأنزل بذلك قرآنا فقال عزوجل: فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان امر الله مفعولا ثم علم عزوجل ان المنافقين سيعيبونه بتزويجها فأنزل: ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له فقال المأمون: لقد شفيت صدري يا ابن رسول الله وأوضحت لى ما كان ملتبسا على، فجزاك الله عن أنبيائه وعن الاسلام خيرا. 131 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال ثم خاطبه في أضعاف ما أثنى عليه في الكتاب من الازراء وانخفاض محله وغير ذلك، تهجينه وتأنيبه ما لم يخاطب به أحدا من الانبياء مثل قوله: (وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) والذى بدا في الكتاب من الازراء على النبي صلى الله عليه واله من فرية الملحدين، و هنا كلام طويل يطلب عند قوله تعالى: (ان الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا) 132 – في مجمع البيان (وتخفى في نفسك ما الله مبديه) قيل ان الذى أخفاه


[ 283 ]

في نفسه هو ان الله سبحانه أعلمه انها ستكون من أزواجه، وان زيدا سيطلقها، فلما جاء زيد وقال له: أريد ان اطلق زينب قال له: امسك عليك زوجك، فقال سبحانه: لم قلت: امسك عليك زوجك وقد أعلمتك انها ستكون من أزواجك ؟ وروى ذلك عن على بن الحسين عليهما السلام. 133 – وروى ثابت عن أنس بن مالك قال: لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه واله لزيد اذهب فاذكرها على قال زيد: فانطلقت فقلت: يا زينب ابشرى قد أرسلني رسول الله صلى الله عليه واله بذكرك ونزل القرآن، وجاء رسول الله صلى الله عليه واله فدخل عليها بغير اذن لقوله: (زوجناكها) وفى رواية فانطلقت فإذا هي تخمر عجينها فلما رأيتها عظمت في نفسي حتى ما استطيع ان أنظر إليها حين علمت ان رسول الله صلى الله عليه واله ذكرها، فوليتها ظهرى وقلت: يا زينب ابشرى فان رسول الله صلى الله عليه واله يخطبك، ففرحت بذلك وقالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى اؤامر ربى، فقامت إلى مسجدها ونزل: (زوجناكها) فتزوجها رسول الله صلى الله عليه واله ودخل بها. 134 – في جوامع الجامع وقرأ أهل البيت عليهم السلام زوجتكها قال الصادق عليه السلام: ما قرأتها على ابى الا كذلك إلى ان قال: وما قرأ على على النبي صلى الله عليه واله الا كذلك، وروى ان زينب كانت تقول للنبى صلى الله عليه واله انى لا دل عليك بثلاث ما من نسائك امرأة تدل بهن: جدى وجدك واحد، وزوجنيك الله والسفير جبرئيل عليه السلام. 135 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه أعنى قوله (زوجناكها) وفى قوله عزوجل: ما كان محمد ابا احد من رجالكم فان هذه الاية نزلت في شأن زيد بن حارثة قالت قريش يعيرها محمد يدعى بعضنا بعضا، وقد ادعى هو زيدا. 136 – في اصول الكافي وتزوج خديجة وهو ابن بضع وعشرين سنة. فولد له منها قبل مبعثه عليه السلام القاسم ورقية وزينب وام كلثوم، وولد له بعد المبعث الطيب والطاهر وفاطمة عليها السلام، وروى ايضا انه لم يولد له بعد المبعث الا فاطمة عليها السلام و أن الطيب والطاهر ولدا قبل مبعثه. 137 – في من لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: لما مات ابراهيم ابن رسول الله


[ 284 ]

صلى الله عليه واله قال النبي: حزنا عليك يا ابراهيم وانا لصابرون يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول ما يسخط الرب. 138 – في مجمع البيان وقد وصح انه قال للحسن: ان ابني هذا سيد. 139 – وقال ايضا للحسن والحسين عليهما السلام: ابناى هذان امامان قاما أو قعدا. 140 – وقال عليه السلام: ان كل بنى بيت ينسبون إلى ابيهم الا اولاد فاطمة فانى انا أبوهم. 141 – في تهذيب الاحكام محمد بن يعقوب عن عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن حسان عن بعض أصحابنا قال تقدم أبو الحسن الاول إلى قبر النبي صلى الله عليه واله فقال: السلام عليك يا أبة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 142 – محمد بن احمد بن داود عن محمد بن الحسن الكوفى قال: حدثنى محمد بن على بن معمر قال: حدثنا محمد بن مسعدة قال: حدثنى عبد الرحمن بن أبى نجران عن على بن ابى شعيب عن ابى عبد الله عليه السلام قال: بينا الحسين عليه السلام قاعد في حجر رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم إذ رفع رأسه إليه فقال: يا أبة قال: لبيك يا بنى، قال: ما لمن أتاك بعد وفاتك زائرا لا يريد الا زيارتك ؟ فقال: يا بنى من أتانى بعد وفاتي زائرا لا يريد الا زيارتي فله الجنة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 143 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب عن انس في حديث طويل سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: أنا خاتم الانبياء وأنت يا على خاتم الاولياء، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ختم محمد الف نبى، وانى ختمت ألف وصى، وانى كلفت ما لم يكلفوا. 144 – في روضة الكافي باسناده إلى على بن عيسى رفعه قال: ان موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: لا يطول في الدنيا أملك إلى قوله عزوجل له في وصيته له بالنبي صلى الله عليه واله: يا موسى انه امى وهو عبد صدق ويبارك عليه، كذلك فيما وضع يده عليه، كذلك كان في علمي، وكذلك خلقته، به أفتح الساعة وبامته أختم مفاتيح الدنيا. 145 – في عوالي اللئالى وقال عليه السلام: انا اول الانبياء خلقا وآخرهم بعثا.


[ 285 ]

146 – في مجمع البيان وصح الحديث عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه واله قال: انما مثلى في الانبياء كمثل رجل بنى دارا فأكملها وحسنها الا موضع لبنة، فكان من دخلها فنظر إليها قال: ما أحسنها الا موضع هذه اللبنة، قال صلى الله عليه واله: فانا موضع اللبنة ختم بى الانبياء أورده البخاري ومسلم في صحيحيهما. 147 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعري عن ابن القداح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما من شئ الا وله حد ينتهى إليه الا الذكر، فليس له حد ينتهى إليه، فرض الله عزوجل الفرائض فمن أداهن فهو حدهن، وشهر رمضان فمن صامه فهو حده، والحج فمن حج فهو حده، الا الذكر فان الله عزوجل لم يرض منه بالقليل ولم يجعل له حدا ينتهى إليه ثم تلا: يا ايها الذين آمنوا اذكروا الله كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا فقال: لم يجعل الله له حدا ينتهى إليه، قال: وكان أبى عليه السلام كثير الذكر لقد كنتت أمشى معه وانه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وانه ليذكر الله، ولقد كان يحدث القوم ما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه (1) يقول: لا اله الا الله، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقرائة من كان يقرأ منا، ومن كان لا يقرأ منا امره بالذكر، والبيت الذى يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عزوجل فيه تكثر بركته، وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين، ويضئ لاهل السماء كما يضئ الكوكب لاهل الارض، والبيت الذى لا يقرء فيه القرآن ولا يذكر الله تقل بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين، وقال رسول الله صلى الله عليه واله: الا أخبركم بخير اعمالكم ارفعها في درجاتكم وازكاها عند مليككم وخير لكم من الدنيا والدرهم، وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتقتلوهم ويقتلوكم ؟ فقالوا: بلى، قال: ذكر الله عزوجل كثيرا ثم قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه واله فقال: من خير أهل المسجد ؟ فقال: أكثرهم لله ذكرا، وقال رسول الله صلى الله عليه واله: من اعطى لسانا ذاكرا فقد اعطى خير الدنيا و الاخرة، وقال في قوله تعالى: (ولا تمنن تستكثر) قال: لا تستكثر ما عملت


(1) لزق به: لصق. والحنك: باطن أعلى الفم من داخل. [ * ]

[ 286 ]

من خير لله. 148 – حميد بن زياد عن ابن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شيعتنا الذين إذا خلوا ذكروا الله كثيرا. 149 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن على الوشاء عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أكثر ذكر الله عزوجل أحبه الله. ومن ذكر الله كثيرا كتب له برائتان برائة من النار وبرائة من النفاق. 150 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن بكر بن أبيبكر عن زرارة بن أعين عن أبى عبد الله عليه السلام قال: تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام من الذكر الكثير الذى قال الله عزوجل: (اذكروا الله ذكرا كثيرا). عنه عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبى اسامة زيد الشحام ومنصور بن حازم وسعيد الاعرج عن ابى عبد الله عليه السلام مثله. 151 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن داود الحمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من أكثر ذكر الله عزوجل أظله الله في جنته. 152 – عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل بن مهران عن سيف ابن عميرة عن سليمان بن عمرو عن أبى المغرا الخصاف رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من ذكر الله عزوجل في السر فقد ذكر الله كثيرا ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر، فقال الله عزوجل: (يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا). 153 – في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى عبد الله بن بكير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: (اذكرو الله ذكرا كثيرا) قال: قلت: ما أدنى الذكر الكثير ؟ قال: فقال: التسبيح في دبر كل صلوة ثلثا وثلاثين مرة. 154 – في مجمع البيان اختلف في معنى الذكر الكثير قيل هو أن تقول: سبحان


[ 287 ]

الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر على كل حال، وقد ورد عن ائمتنا عليهم السلام انهم قالوا: من قالها ثلاثين مرة فقد ذكر الله كثيرا، وروى الواحدى باسناده عن ضحاك ابن مزاحم عن ابن عباس قال: جاء جبرئيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه واله فقال: يا محمد قل: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم عدد ما علم وزنه وملاء ما علم، فانه من قالها كتب الله له بها ست خصال: كتب من الذاكرين الله كثيرا، وكان أفضل من ذكره بالليل والنهار وكن له غرسا في الجنة وتحاتت عنه خطاياه (1) كما تحات ورق الشجرة اليابسة، وينظر الله إليه ومن نظر إليه لم يعذبه. 155 – في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن بكير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قول الله عزوجل: (اذكروا الله ذكرا كثيرا) ماذا الذكر الكثير ؟ قال: ان يسبح في دبر المكتوبة ثلاثين مرة. 156 – في كتاب الخصال عن زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما ابتلى المؤمن بشئ أشد عليه من ثلاث خصال يحرمها، قيل: وما هي ؟ قال: المواساة في ذات يده، والانصاف من نفسه، وذكر الله كثيرا، اما انى لا أقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر، ولكن ذكر الله عندما أحل له وذكر الله عندما حرم عليه. 157 – عن عبد الله بن ابى يعفور قال: أبو عبد الله عليه السلام: ثلاث لا يطيقهن الناس: الصفح عن الناس، ومواساة الاخ أخاه في ماله، وذكر الله كثيرا. 158 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يعقوب ابن عبد الله عن اسحق بن فروخ مولى آل طلحة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا أسحق ابن فروخ من صلى على محمد وآل محمد عشرا صلى الله عليه وملائكته الفا، اما تسمع قول الله عزوجل: هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور و كان بالمؤمنين رحيما. 159 – في مجمع البيان وفى مسند السيد ابى طالب الهروي مرفوعا إلى ابى ايوب


(1) تحات الورق من الشجر: تناشر وتساقط. [ * ]

[ 288 ]

عن النبي صلى الله عليه واله قال: صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، وذلك انه لم يصل فيها أحد غيرى وغيره. 160 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات: واللقا هو البعث فافهم جميع ما في كتاب الله من لقائه، فانه يعنى بذلك البعث، وكذلك قوله: تحيتهم يوم يلقونه سلام يعنى انه لا يزول عن قلوبهم يوم يبعثون. 161 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول اله صلى الله عليه واله فسأله أعلمهم فيما سأله فقال: لاى شئ سميت محمدا وأحمد وابا القاسم وبشيرا ونذيرا و داعيا ؟ فقال صلى الله عليه واله: اما الداعي فانى ادعوا الناس إلى دين ربى عزوجل، واما النذير فانى أنذر بالنار من عصاني، واما البشير فانى ابشر بالجنة من اطاعني والحديث طويل أخذنامنه موضع الحاجة. 162 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا إلى قوله تعالى: ودع اذاهم وتوكل على الله وفى بالله وكيلا فانها نزلت بمكة قبل الهجرة بخمس سنين، فهذا دليل على خلاف التأليف. 163 – في من لا يحضره الفقيه وروى عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: فان طلقتموهن (1) من قبل ان تمسوهن فمالكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا قال: متعوهن أي اجملوهن بما قدرتم عليه من معروف، فانهن يرجعن بكآبة (2) ووحشة وهم عظيم وشماتة من أعدائهن، فان الله كريم يستحيى ويحب أهل الحياء ان اكرمكم اشدكم اكراما لحلائلهم.


(1) كذا في النسخ وفى المصحف الشريف (ثم طلقتموهن.. اه). (2) الكآبة: الحزن والغم. [ * ]

[ 289 ]

164 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سأله ابى وانا حاضر عن رجل تزوج امرأة فادخلت عليه فلم يمسها ولم يصل إليها حتى طلقها هل عليها عدة منه ؟ فقال: انما العدة من الماء، قيل له: فان كان واقعها في الفرج ولم ينزل ؟ فقال: إذا أدخله وجب الغسل والمهر والعدة. 165 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي عن ابى – عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرجل يطلق المرئة وقد مس كل شئ منها الا انه لم يجامعها ألها عدة ؟ فقال: ابتلى أبو جعفر عليه السلام بذلك فقال له ابوه على بن الحسين عليهما السلام: إذا اغلق وارخى سترا وجب المهر والعدة. 166 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن اسحق بن عمار عن ابى الحسن عليه السلام قال: سألته عن الرجل يتزوج المرأة فيدخل بها ويغلق بابا ويرخى سترا عليها ويزعم انه لم يمسها وتصدقه هي بذلك، عليها عدة ؟ قال: لا، قلت: فانه شئ دون شئ ! قال: إذا خرج الماء اعتدت يعنى إذا كانا مأمونين صدقا. 167 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن ابى – بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: الرجل يتزوج المرأة فيرخى عليها وعليه الستر و يغلق الباب ثم يطلقها فتسأل المرأة هل أتاك فتقول: ما اتانى، ويسأل هو هل أتيتها فيقول: لم آتها فقال: لا يصدقان، وذلك انها تريد ان تدفع العدة عن نفسها، ويريد هو أن يدفع المهر يعنى إذا كانا متهمين. 168 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلى بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن عبد الكريم عن ابى بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرجل إذا طلق امرأته ولم يدخل بها ؟ فقال: قد بانت منه وتزوج ان شائت من ساعتها. 169 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي عن ابى – عبد الله عليه السلام قال: إذا طلق الرجل امرأته قبل ان يدخل بها فليس عليها عدة تتزوج من


[ 290 ]

ساعتها ان شائت وتبينها تطليقة واحدة، وان كان فرض لها مهرا فلها نصف ما فرض. 170 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار وأبو العباس محمد بن جعفر الرزاز عن ايوب بن نوح وحميد بن زياد عن ابن سماعة جميعا عن صفوان عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا طلق الرجل امرأته قبل ان يدخل بها فقد بانت منه، وتتزوج ان شاءت من ساعتها، وان كان فرض لها مهرا فلها نصف المهر، وان لم يكن فرض لها مهرا فليمتعها. 171 – على عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي عن ابي عبد الله عليه السلام في رجل طلق امرأته قبل ان يدخل بها ؟ قال: عليه نصف المهر ان كان فرض لها شيئا، وان لم يكن فرض لها فليمتعها على نحو ما يمتع مثلها من النساء. 172 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن أبى – حمزة عن أبى بصير قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن رجل طلق امرأته قبل ان يدخل بها ؟ قال: عليه نصف المهران كان فرض لها، وان لم يكن فرض لها شيئا فليمتعها على نحو ما يمتع به مثلها من النساء. 173 – في مجمع البيان (فمتعوهن) قال ابن عباس: هذا إذا لم يكن سمى لها مهرا، فإذا فرض لها صداقا فلها نصفه ولا تستحق المتعة، وهو المروى عن ائمتنا عليهم السلام والاية محمولة عندنا على التى لم يسم لها مهر فتجب لها المتعة. 174 – عن حبيب ابن ثابت قال كنت قاعدا عند على بن الحسين عليهما السلام فجائه رجل فقال: انى قلت: يوم اتزوج فلانة فهى طالق قال: اذهب فتزوجها فان الله تعالى بدأ النكاح قبل الطلاق وقرء هذه الاية. 175 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: يا ايها النبي انا حللنا لك ازواجك قلت: كم أحل له من النساء ؟ قال: ما شاء من شئ. 176 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن ابى نجران عن عبد الكريم


[ 291 ]

ابن عمرو عن ابى بكر الحضرمي عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: (يا ايها النبي انا احللنا لك ازواجك) كم أحل له من النساء ؟ قال: ما شاء من شئ. 177 – على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قلت: قوله: لا يحل لك النساء من بعد ولا ان تبدل بهن من ازواج فقال: لرسول الله صلى الله عليه واله ان ينكح ما شاء من بنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته، وازواجه اللاتى هاجرن معه، واحل له أن ينكح من عرض المؤمنين بغير مهر وهى الهبة، ولا تحل الهبة الا لرسول الله صلى الله عليه واله فأما لغير رسول الله فلا يصلح نكاح الا بمهر، وذلك معنى قوله تعالى وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى. 178 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبى نجران عن عبد الكريم بن عمرو عن أبيبكر الحضرمي عن ابي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: (يا ايها النبي انا احللنا لك ازواجك) كم أحل له من النساء ؟ قال: ما شاء من شئ. قلت: (وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى) فقال: لا تحل الهبة الا لرسول الله صلى الله عليه واله واما لغير رسول الله فلا يصلح نكاح الا بمهر. 179 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان ومحمد بن سنان جميعا عن ابن مسكان عن الحلبي قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن المرأة تهب نفسها للرجل ينكحها بغير مهر ؟ فقال: انما كان هذا للنبى صلى الله عليه واله فاما لغيره فلا يصلح هذا حتى يعوضها شيئا يقدم إليها قبل أن يدخل بها قل أو كثر، ولو ثوب أو درهم وقال: يجزى الدرهم. 180 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن داود بن سرحان عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: (وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى) فقال: لا تحل الهبة الا لرسول الله صلى الله عليه واله وأما غيره فلا يصلح نكاح الا بمهر. 181 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن


[ 292 ]

الفضل عن أبى الصباح الكنانى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تحل الهبة الا لرسول الله صلى الله عليه واله واما غيره فلا يصلح نكاح الا بمهر. 182 – على بن ابراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن عبد الله بن سنان عن أبى – عبد الله عليه السلام في امرأة وهبت نفسها لرجل ووهبها له وليها ؟ فقال: لا انما كان ذلك لرسول الله صلى الله عليه واله وليس لغيره الا ان يعوضها شيئا قل أو كثر. 183 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أبى القاسم الكوفى عن عبد الله بن المغيرة عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام في امرأة وهبت نفسها لرجل من المسلمين ؟ قال: ان عوضها كان ذلك مستقيما. 184 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن محمد بن قيس عن ابي جعفر عليه السلام قال: جاءت امرأة من الانصار إلى رسول الله صلى الله عليه واله فدخلت عليه وهوفي منزل حفصة والمرأة متلبسة متمشطة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه واله فقالت: يا رسول الله ان المرأة لا تخطب الزوج وانا امرأة أيم (1) لا زوج لى منذ دهر ولا ولد، فهل لك من حاجة، فان تك فقد وهبت نفسي لك ان قبلتني، فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله خيرا ودعا لها، ثم قال: يا اخت الانصار جزاكم الله عن رسول الله خيرا فقد نصرنى رجالكم ورغبت في نساءكم، فقالت لها حفصة: ما أقل حياءك وأجراك وانهمك للرجال ! (2) فقال رسول الله صلى الله عليه واله: كفى عنها يا حفصة فانها خير منك رغبت في رسول الله فلمتيها وعبتيهاثم قال للمرأة: انصرفي رحمك الله فقد اوجب الله لك الجنة لرغبتك في وتعرضك لمحبتي وسروري، وسيأتيك أمرى ان شاء الله، فانزل الله عزوجل: (وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى إن اراد النبي ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين) قال: فأحل الله عزوجل هبة المرأة نفسها لرسول الله ولا يحل ذلك لغيره. 185 – في تفسير على بن ابراهيم (وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى) فانه كان سبب نزولها ان امرأة من الانصار أتت رسول الله صلى الله عليه واله وقد تهيئت وتزينت فقالت:


(1) الايم من النساء: التى لا زوج لها بكرا كانت أو ثيبا. (2) النهمة: الحاجة وبلوغ الهمة والشهوة في الشئ وهو مفهوم بكذا: مولع. [ * ]

[ 293 ]

يا رسول الله هل لك في حاجة فقد وهبت نفسي لك ؟ فقالت لها عائشة: قبحك الله ما أنهمك للرجال ! فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله: مه يا عائشة فانها رغبت في رسول الله إذ زهدتن فيه، ثم قال: رحمك الله رحمكم يا معاشر الانصار ينصرني رجالكم وترغب في نساؤكم ارجعي رحمك الله فانى انتظر امر الله عزوجل، فأنزل الله عزوجل: (وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى ان أراد ان يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين) فلا تحل الهبة الا لرسول الله صلى الله عليه واله. 186 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه واله بخمس عشرة امرأة، ودخل بثلاثة منهن، وقبض عن تسع، فاما اللتان لم يدخل بهما فعمرة والشنبا (1) واما الثلاث اللاتى دخل بهن فأولهن خديجة إلى قوله: (والتى وهبت نفسها للنبى) خولة بنت حكيم السلمى، وقد تقدم هذا الحديث بتمامه في هذه السورة. 187 – في مجمع البيان وقيل: انها لما وهبت نفسها للنبى قالت عائشة: ما بال النساء يبذلن أنفسهن بلا مهر ؟ فنزلت الاية، فقالت عائشة: ما ارى الله تعالى الا يسارع في هواك، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: وانك ان أطعت الله سارع في هواك. 188 – واختلف في انه هل كلنت عند النبي امرأة وهبت نفسها له أم لا ؟ فقيل انه لم تكن، وقيل: بل كانت إلى قوله: وقيل هي امرأة من بنى أسد يقال لها ام شريك بنت جابر عن على بن الحسين عليهما السلام. 189 – في كتاب الخصال في الحديث المتقدم عن الصادق عليه السلام وكان له سريتان يقسم لها مع أزواجه مارية القبطية وريحانة الخندفية. 190 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي عن ابن ابى عبد الله عليه السلام قال: قلت: ارايت قوله: ترجى من تشاء منهن وتؤوى اليك من تشاء قال: من آوى فقد نكح ومن أرجى فلم ينكح، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة هنا.


(1) قد مر اختلاف النسخ في اللفظة. [ * ]

[ 294 ]

191 – في تفسير على بن ابراهيم ثم انزل الله عزوجل هذه الاية وهى آية التخيير فقال: يا ايها النبي قل لازواجك إلى قوله اجرا عظيما فقامت ام سلمة أول من قامت فقالت: قد اخترت الله ورسوله فقمن كلهن فعانقنه وقلن مثل ذلك، فانزل الله عزوجل: (ترجى من تشاء منهن وتؤوى اليك من تشاء) فقال الصادق عليه السلام: من آوى فقد نكح ومن أرجى فقد طلق، وقوله عزوجل: (ترجى من تشاء منهن) مع هذه الاية قوله عزوجل: (يا ايها النبي قل لا زواجك إلى قوله: اجرا عظيما) وقد أخرت عنها في التأليف وقد كتبنا ذلك فيما تقدم. 192 – في مجمع البيان (ترجى من تشاء منهن وتؤوى اليك من تشاء) قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام من أرجى لم ينكح ومن آوى فقد نكح. 193 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن ابى نجران عن عبد الكريم بن عمرو عن أبى بكر الحضرمي عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: لا يحل لك النساء من بعد فقال: انما عنى به لا يحل لك النساء التى حرم الله عليك في هذه الاية: (حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم) إلى آخرها ولو كان الامر كما يقولون كان قد أحل لكم ما لم يحل له، لان أحدكم يستبدل كلما أراد، ولكن الامر ليس كما يقولون ان الله عزوجل أحل لنبيه صلى الله عليه واله ان ينكح من النساء ما أراد الا ما حرم في هذه الاية في سورة النساء. 194 – على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله عزوجل: (لا يحل لك النساء من بعد) قال انما عنى به النساء اللاتى حرم عليه في هذه الاية: (حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم) إلى آخر الاية ولو كان الامر كما يقولون كان قد أحل لكم ما لم يحل له. ان أحدكم يستبدل كلما أراد ولكن ليس الامر كما يقولون ان الله عزوجل أحل لنبيه صلى الله عليه واله ما أراد من النساء الا ما حرم عليه في هذه الاية التى في النساء. 195 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبى نجران عن عاصم بن حميد


[ 295 ]

عن أبى بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (لا يحل لك النساء من بعد ولا ان تبدل بهن من ازواج ولواعجبك حسنهن الا ما ملكت يمينك) فقال: أراكم وانتم تزعمون انه يحل لكم ما لم يحل لرسول الله صلى الله عليه واله وقد أحل الله تعالى لرسول الله ان يتزوج من النساء ما شاء، انما قال: لا يحل لك النساء من بعد الذى حرم عليك قوله: (حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم) إلى آخر الاية. 196 – أحمد بن محمد العاصمى عن على بن الحسن بن الفضال عن على بن اسباط عن عمه يعقوب بن سالم عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أرأيت قول الله عزوجل (لا يحل لك النساء من بعد) فقال: إنما لم يحل له النساء التى حرم عليه في هذه الاية (حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم) في هذه الاية كلها، ولو كان الامر كما يقولون لكان قد أحل لكم ما لم يحل له هو لان أحدكم يستبدل كلما أراد ولكن ليس الامر كما يقولون أحاديث آل محمد خلاف احاديث الناس، ان الله عزوجل أحل لنبيه صلى الله عليه واله ان ينكح من النساء ما أراد الا ما حرم الله عليه في سورة النساء في هذه الاية. 197 – في مجمع البيان: ولو اعجبك حسنهن يعنى ان أعجبك حسن ما حرم عليك من جملتهن ولم يحللن لك وهو المروى عن أبى عبد الله عليه السلام. 198 – في اصول الكافي محمد بن الحسن وعلى بن محمد عن سهل عن محمد بن سليمان عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لما احتضر الحسن بن على عليه السلام قال للحسين عليه السلام: يا اخى انى اوصيك بوصية فاحفظها فإذا انا مت فهيئنى ثم وجهنى إلى رسول الله صلى الله عليه واله لاحدث به عهدا، ثم اصرفني إلى امى فاطمة عليها السلام، ثم ردنى فادفني في البقيع، واعلم انه سيصيبنى من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها وعداوتها لله ولرسوله صلى الله عليه واله وعداوتها لنا أهل البيت، فلما قبض الحسن عليه السلام وضع على سريره وانطلق به إلى مصلى رسول الله صلى الله عليه واله الذى كان يصلى فيه على الجنائز فصلى على الحسن عليه السلام فلما ان صلى عليه حمل فادخل المسجد فلما أوقف على قبر رسول الله صلى الله عليه واله بلغ عائشة الخبر، وقيل لها: انهم قد اقبلوا بالحسن بن على عليه السلام ليدفنوه مع رسول الله صلى الله عليه واله فخرجت مبادرة على بغل بسرج – فكانت اول امرأة ركبت في


[ 296 ]

الاسلام سرجا – فوقفت وقالت: نحوا ابنكم عن بيتى فانه لا يدفن فيه شئ ولا يهتك على رسول الله حجابه، فقال لها الحسين بن على عليه السلام: قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله صلى الله عليه واله وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله صلى الله عليه واله قربه، وان الله سائلك عن ذلك يا عائشة ان أخى أمرنى ان أقربه من أبيه رسول الله ليحدث به عهدا واعلمي ان أخى أعلم الناس بالله ورسوله، وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله صلى الله عليه واله ستره، لان الله تبارك وتعالى يقول: يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم وقد أدخلت بيت رسول الله صلى الله عليه واله الرجال بغير اذنه، وقد قال الله عزوجل (يا ايها الذين آمنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي) ولعمري لقد ضربت أنت لابيك وفاروقه عند اذن رسول الله المعاول، وقال الله عزوجل: (ان الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى) ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله صلى الله عليه واله بقربهما منه الاذى، وما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله، ان الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياءا، والله يا عائشة لو كان هذا الذى كرهتيه من دفن الحسن عند أبيه عليه السلام جائزا فيما بيننا وبين الله لعلمت انه سيدفن وان رغم معطسك (1) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 199 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال: دخل الحسين بن على عليهما السلام على أخيه الحسن بن على عليه السلام في مرضه الذى توفى فيه فقال: كيف تجدك يا أخى ؟ قال: أجدني في اول يوم من ايام الاخرة وآخر يوم من ايام الدنيا إلى قوله: وان تدفنني مع رسول الله صلى الله عليه واله فانى أحق به وببيته ممن ادخل بيته بغير اذنه ولا كتاب جاءهم من بعده، قال الله فيما انزل على نبيه صلى الله عليه واله في كتابه: (يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم) فوالله ما اذن لهم في الدخول عليه في حيوته بغير اذنه، ولا جاءهم الاذن في ذلك من بعد وفاته، ونحن مأذون لها في التصرف فيما ورثناه من بعده، فان انت غلبك الامر فانشدك بالقرابة التى قرب الله عزوجل منك والرحم الماسة من رسول الله صلى الله عليه واله ان تهريق في محجمة من دم حتى نلقى


(1) المعطس – كمقعد -: الانف. [ * ]

[ 297 ]

رسول الله فنختصم إليه ونخبره بما كان من الناس الينا بعده ثم قبض عليه السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 200 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عمرو بن جميع عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان جبرئيل إذا اتى النبي صلى الله عليه واله قعد بين يديه قعدة العبد، وكان لا يدخل حتى يستأذنه. 201 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: (يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم) فانه لما ان تزوج رسول الله صلى الله عليه واله بزينب بنت جحش وكان يحبها فأولم ودعا أصحابه فكان أصحابه إذا اكلوا يحبون ان يتحدثوا عند رسول الله صلى الله عليه واله، وكان يحب ان يخلو مع زينب فانزل الله عزوجل: (يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا ان يؤذن لكم) وذلك انهم كانوا يدخلون بلا اذن، فقال عزوجل: (الا أن يؤذن لكم) إلى قوله تعالى (من وراء حجاب). 202 – في جوامع الجامع وعن ام سلمة رضى الله عنها قالت: كنت عند النبي صلى الله عليه واله وعنده ميمونة فاقبل ابن ام مكتوم وذلك بعد ان امرنا بالحجاب فقال: احتجبا فقلنا: يا رسول الله اليس أعمى لا يبصرنا ؟ فقال: افعميا وان انتما الستما تبصرانه ؟. وروى ان بعضهم قال أتنهى ان نكلم بنات عمنا الا من وراء حجاب لئن مات محمد لا تزوجن عائشة ؟ وعن مقاتل هو طلحة بن عبيد الله فنزلت: وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله إلى آخر الاية. 204 – في مجمع البيان ونزلت آية الحجاب لما بنى رسول الله صلى الله عليه واله بزينب بنت جحش واولم عليها، قال انس: اولم عليها بتمر وسويق وذبح شاة وبعثت إليه امى ام سليم بحيس في تور (1) من حجارة فأمرني رسول الله صلى الله عليه واله ان ادعوا لصحابه إلى الطعام فدعوتهم فجعل القوم يجيئون ويأكلون ويخرجون، ثم يجيئ القوم فيأكلون و يخرجون قلت: يا نبى الله قد دعوت حتى ما أجد أحدا أدعوه فقال: ارفعوا طعامكم


(1) الحيس: تمر يخلط بسمن واقط فيعجن ويدلك شديدا حتى يمتزج ثم يندر نواه والتور: اناء صغير. [ * ]

[ 298 ]

فرفعوا وخرج القوم وبقى ثلاثة نفر يتحدثون في البيت، فأطالوا المكث فقام صلى الله عليه واله وقمت معه لكى يخرجوا فمشى حتى بلغ حجرة عائشة ثم ظن انهم قد خرجوا فرجع ورجعت معه، فإذا هم جلوس مكانهم فنزلت الاية ونزل قوله: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله) إلى آخر الاية في رجل من الصحابة قال: لئن قبض رسول الله لانكحن عائشة بنت ابى بكر عن ابن عباس، قال مقاتل: وهو طلحة بن عبيد الله وقيل: ان رجلين قالا: أينكح محمد نساءنا ولا ننكح نسائه والله لئن مات لنكحنا نساءه وكان أحدهما يريد عائشة والاخر يريد ام سلمة عن ابى حمزة الثمالى. 205 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ان ذلكم كان عند الله عظيما) فانه كان سبب نزولها انه لما أنزل الله: (النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه امهاتهم) وحرم الله نساء النبي على المسلمين غضب طلحة فقال: يحرم محمد علينا نساءه ويتزوج هو نساءنا ! لئن امات الله عزوجل محمدا لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نساءنا، فأنزل الله عزوجل: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا أزواجه من بعده ابدا ان ذلكم كان عند الله عظيما). 206 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه إليهم في قول الله عزوجل: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله في على والائمة كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا). 207 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام انه قال: لو لم يحرم على الناس أزواج النبي صلى الله عليه واله لقول الله عزوجل: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا ان تنكحوا ازواجه من بعده ابدا) حرم على الحسن والحسين عليهما السلام لقول الله تبارك وتعالى: (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء) ولا يصلح للرجل ان ينكح امرأة جده. 208 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عمر بن اذينة قال: حدثنى


[ 299 ]

سعد بن أبى عروة عن قتادة عن الحسن البصري ان رسول الله صلى الله عليه واله: تزوج امرأة من بنى عامر بن صعصعة فقال لها سناة (1) وكانت من اجمل أهل زمانها، فلما نظرت إليها عائشة وحفصة قالتا: لتغلبنا هذه على رسول الله صلى الله عليه واله بجمالها، فقالتا لها: لا يرى منك رسول الله صلى الله عليه واله حرصا، فلما دخلت على رسول الله صلى الله عليه واله تناولها بيده فقالت: أعوذ بالله فانقبضت يد رسول الله عنها فطلقها وألحقها بأهلها، وتزوج رسول الله صلى الله عليه واله امرأة من كندة بنت أبى الجون فلما مات ابراهيم ابن رسول الله ابن مارية القبطية قالت: لو كان نبيا ما مات ابنه فألحقها رسول الله صلى الله عليه واله بأهلها قبل أن يدخل بها، فلما قبض رسول الله وولى الناس أبو بكر أتته العامرية والكندية وقد خطبتا فاجتمع أبو بكر وعمر وقالا لهما: اختارا ان شئتما الحجاب وان شئتما الباه، فاختارتا الباه فتزوجتا فجذم أحد الزوجين وجن الاخر، قال عمر بن اذينة: فحدثت بهذا الحديث زرارة و الفضيل فرويا عن أبى جعفر عليه السلام انه قال: ما نهى عزوجل عن شئ الا وقد عصى فيه حتى لقد نكحوا أزواج رسول الله صلى الله عليه واله من بعده، وذكر هاتين العامرية والكندية، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: لو سألتم عن رجل تزوج امرأة فطلقها قبل ان يدخل بها أتحل لابنه ؟ لقالوا: لا، فرسول الله صلى الله عليه واله أعظم حرمة من آبائهم. 209 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة بن أعين عن أبى جعفر عليه السلام نحوه، وقال في حديثه: وهم يستحلون أن يتزوجوا امهاتهم ان كانوا مؤمنين، وان أزواج رسول الله صلى الله عليه واله في الحرمة مثل امهاتهم. 210 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ان عليا عليه السلام توفى عن أربع نسوة: امامة وامها زينب بنت النبي صلى الله عليه واله، واسماء بنت عميس، وليلى التميمية، وام البنين الكلابية، ولم يتزوجن بعده، وخطب المغيرة بن نوفل امامة ثم أبو الهياج ابن ابى سفيان بن الحرث فروت عن على عليه السلام انه لا يجوز لازواج النبي والوصى عليهما السلام ان يتزوجن بغيره بعده، فلم تتزوج امرأة ولا ام ولد بهذه الرواية. 211 – في الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل


(1) كذا في النسخ وفى المصدر (سنى) بدل (سناة). [ * ]

[ 300 ]

عن ابراهيم بن أبى البلاد ويحيى بن ابراهيم عن أبيه ابراهيم عن معاوية بن عمار قال: كنا عند أبى عبد الله عليه السلام نحوا من ثلاثين رجلا إذ دخل أبى فرحب به أبو عبد الله عليه السلام واجلسه إلى جنبه واقبل عليه طويلا ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ان لابي معاوية حاجة فلو خففتم. فقمنا جميعا فقال لى أبى: ارجع يا معاوية فرجعت فقال أبو عبد الله عليه السلام: هذا ابنك قال: نعم وهو يزعم ان أهل المدينة يصنعون شيئا لا يحل لهم ؟ قال: و ما هو ؟ قلت: ان المرأة القرشية والهاشمية تركب وتضع يدها على رأس الاسود و ذراعها على عنقه فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا بنى اما تقرء القرآن ؟ قلت: بلى. قال: اقرأ هذه الاية لا جناح عليهن في آبائهن ولا ابنائهن حتى بلغ وما ملكت ايمانهن ثم قال: يا بنى لا بأس ان يرى المملوك الشعر والساق. 212 – في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر ما فضل الله نبيه صلى الله عليه واله فقال جل ذكره ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما قال صلوات الله عليه تزكية له وثناءا عليه وصلوة الملائكة مدحهم له وصلوة الناس دعائهم له والتصديق والاقرار بفضله، وقوله تعالى: (وسلموا تسليما) يعنى سلموا له بالولاية وبما جاء به. 213 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه: قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، إلى قوله عليه السلام: اما الاية السابعة فقوله تعالى: (ان الله و ملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقد علم المعاندون منهم انه لما نزلت هذه الاية قيل: يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلوة عليك ؟ فقال تقولون: اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت وباركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد، فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف ؟ قالوا: لا، قال المأمون: هذا مما لا خلاف فيه أصلا وعليه اجماع الامة فهل عندك في الال شئ أوضح من هذا في القرآن ؟ قال أبو الحسن عليه السلام: نعم أخبروني عن قول الله


[ 301 ]

تعالى: (يس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم) فمن عنى بقوله: يس ؟ قالت العلماء: يس محمد عليه السلام لم يشك فيه أحد، قال أبو الحسن عليه السلام: فان الله عزوجل أعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه الا من عقله وذلك ان الله عزوجل لم يسلم على أحد الا على الانبياء صلوات الله عليهم فقال تبارك و تعالى: (سلام على نوح في العالمين) وقال: (سلام على ابراهيم) وقال: (سلام على موسى وهاورن) ولم يقل: سلام على آل نوح ولم يقل سلام على آل ابراهيم، ولم يقل: سلام على آل موسى وهارون، وقال: سلام على آل ياسين يعنى آل محمد صلى الله عليه واله، فقال المأمون: قد علمت ان في معدن النبوة شرح هذا وبيانه فهذه السابعة. 214 – وفى باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين: والصلوة على النبي صلى الله عليه واله واجبة في كل موطن وعند الناس العطاس والذبايح و غير ذلك. 215 – في اصول الكافي أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان ابن يحيى عن حسين بن زيد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله عزوجل ولم يصلوا على نبيهم الا كان ذلك المجلس حسرة ووبالا عليهم. 216 – في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه شرائع الدين إلى أن قال عليه السلام: والصلوة على النبي وآله صلى الله عليه واله واجبة في كل المواطن وعند العطاس والرياح وغير ذلك. 217 – وفيه فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: صلوا على محمد وآل محمد، فان الله تعالى يقبل دعاءكم عند ذكر محمد ودعاءكم وحفظكم اياه إذا قرأتم (ان الله وملائكته يصلون على النبي) فصلوا عليه في الصلوة كنتم أو في غيرها. 218 – عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أربعة اوتوا سمع الخلائق: النبي صلى الله عليه واله، وحور العين، والجنة والنار، فما من عبد يصلى على النبي صلى الله عليه واله أو يسلم عليه الا بلغه ذلك


[ 302 ]

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 219 – في الكافي على بن ابراهيم عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إذا اذنت فافصح بالالف والهاء، وصل على النبي كلما ذكرته أو ذكره ذاكر في أذان أو في غيره. 220 – في من لا يحضره الفقيه وروى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام انه قال: و صل على النبي صلى الله عليه واله كلما ذكرته أو ذكره ذاكر عندك في اذان أو غيره، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 221 – في كتاب ثواب الاعمال عن ابى المغرا قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام: يقول: من قال في دبر صلوة الصبح وصلوة المغرب قبل أن يثنى رجليه أو يكلم أحدا: (ان الله و ملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل على محمد وذريته) قضى الله له مأة حاجة سبعين في الدنيا وثلاثين في الاخرة، قال: قلت: ما معنى صلوة الله وصلوة ملائكته وصلوة المؤمن ؟ قال: صلوة الله رحمة من الله، و صلوة الملائكة تزكية منهم له، وصلوة المؤمنين دعاء منهم له، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 222 – في ارشاد المفيد رحمه الله باسناده إلى أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، وذلك انه لم يرفع إلى السماء شهادة أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الا منى ومن على. 223 – في مجمع البيان وفي مسند السيد أبى طالب الهروي مرفوعا إلى ابى ايوب عن النبي صلى الله عليه واله قال: صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، وذلك انه لم يصل فيها أحد غيرى وغيره. 224 – في كتاب التوحيد خطب لعلى عليه السلام وفيها: وبالشهادتين تدخلون الجنة وبالصلوة تنالون الرحمة، فأكثروا من الصلوة على نبيكم وآله، ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما. 225 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال: حدثنا


[ 303 ]

الحسين بن محمد بن عامر قال: حدثنا المعلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور القمى عن أحمد بن حفص البزاز الكوفى عن أبيه عن ابن أبى حمزة عن أبيه قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فقال: الصلوة من الله عزوجل رحمة ومن الملائكة تزكية، ومن الناس دعاء، واما قوله عزوجل: (سلموا تسليما) فيما ورد عنه قال: فقلت له: فكيف نصلى على محمد وآله ؟ قال: تقولون: صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته، قال: قلت: فما ثواب من صلى على النبي وآله بهذه الصلوات ؟ قال: الخروج من الذنوب والله كهيئة يوم ولدته امه. 226 – في الكافي أبو على الاشعري عن الحسن بن على الكوفى عن على بن مهزيار عن موسى بن القاسم قال: قلت لابي جعفر الثاني عليه السلام طفت يوما عن رسول الله صلى الله عليه واله فقال ثلاث مرات: صلى الله على رسول الله. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 227 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان ابن يحيى قال: كنت عند الرضا عليه السلام فعطس فقلت: صلى الله عليك ثم عطس فقلت: صلى الله عليك وقلت له: جعلت فداك إذا عطس مثلك (1) يقال له كما يقول بعضنا لبعض: يرحمك الله أو كما نقول ؟ قال: نعم أليس تقول: صلى الله على محمد وآل محمد ؟ قلت: بلى، قال: ارحم محمدا وآل محمد ؟ (2) قال: بلى وقد صلى عليه ورحمه، و انما صلوتنا عليه رحمة لنا وقربة. 228 – محمد بن الحسين (الحسن خ ل) عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن على بن النعمان عن أبى مريم الانصاري عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: كيف


(1) أي من المعصومين. (2) كذا في النسخ وتوافقها المصدر ايضا وقال بعض المحشين: لعل هنا سقطا أو السائل سكت عن الجواب. [ * ]

[ 304 ]

كانت الصلوة على النبي صلى الله عليه واله ؟ قال: لما غسله أمير المؤمنين عليه السلام وكفنه سجاه (1) ثم أدخل عليه عشرة، فداروا حوله ثم وقف أمير المؤمنين عليه السلام في وسطهم وقال: (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فيقول القوم كما يقول حتى صلى عليه أهل المدينة وأهل العوالي. (2) 229 – محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن على بن سيف عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما قبض النبي صلى الله عليه واله صلت عليه الملائكة و المهاجرون والانصار فوجا فوجا، قال: وقال أمير المؤمنين عليه السلام: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول في صحته وسلامته: انما أنزلت هذه الاية على بعد قبض الله لى: (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). 230 – في الكافي أبو على الاشعري عن الحسن بن على الكوفى عن على بن مهزيار عن حماد بن عيسى عن محمد بن مسعود قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام انتهى إلى قبر النبي صلى الله عليه واله فوضع يده عليه وقال: اسأل الله الذى اجتباك واختارك وهداك وهدى بك أن يصلى عليك، ثم قال: (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). 231 – في روضة الكافي خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة قال فيها عليه السلام: اكثروا من الصلوة على نبيكم (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). 232 – وخطبة له عليه السلام يقول فيها: (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) اللهم صل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، وتحنن على محمد وآل محمد وسلم على محمد وآل محمد، كأفضل ما صليت وباركت وترحمت وتحننت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد. 233 – على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال:


(1) سجى الميت: مد عليه ثوبا وغطاه به. (2) العوالي: قرى بظاهر المدينة. [ * ]

[ 305 ]

ان موسى صلى الله عليه ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته وقد ذكر محمدا صلى الله عليه واله فصل عليه يا ابن عمران فانى اصلى عليه وملائكتي. 234 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: فاما ما علمه الجاهل والعالم من فضل رسول الله صلى الله عليه واله من كتاب الله فهو قول الله سبحانه (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) ولهذه الاية ظاهر وباطن، فالظاهر قوله: (صلوا عليه) والباطن قوله: (وسلموا تسليما) أي سلموا لمن وصاه واستخلفه عليكم فضله وما عهد به إليه تسليما، وهذا مما اخبرتك انه لا يعلم تأويله الا من لطف حسه وصفا دهنه وصح تميزه. 235 – في محاسن البرقى عن محمد بن سنان عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) قال: فقال: اثنوا عليه وسلموا له. 236 – في الصحيفة السجادية في دعائه عليه السلام في طلب الحوائج وصل على محمد وآله صلوة دائمة نامية لا انقطاع لابدها، ولا منتهى لامدها، واجعل ذلك عونا لى و سببا لنجاح طلبتي انك واسع كريم. 236 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة واعد لهم عذابا مهينا قال: نزلت فيمن غصب أمير المؤمنين صلوات الله عليه حقه، وأخذ حق فاطمة صلوات الله عليها وأذاها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله: من اذاها في حيوتى كمن أذاها بعد موتى ومن اذاها بعد موتى كمن اذاها في حيوتى، ومن آذاها فقد آذانى ومن آذانى فقد آذى الله وهو، قول الله عزوجل: (ان الذين يؤذون الله ورسوله) الاية. 238 – في مجمع البيان حدثنا السيد أبو الحمد قال: حدثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني قال: حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: حدثنا أحمد بن أبى دارم الحافظ قال: حدثنا على بن أحمد العجلى قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا ارطاة بن حبيب قال: حدثنى أبو خالد الواسطي وهو آخذ بشعره قال: حدثنى زيد


[ 306 ]

ابن على بن الحسين وهو آخذ بشعره، قال حدثنى على بن الحسين وهو آخذ بشعره قال: حدثنى الحسين بن على وهو آخذ بشعره قال: حدثنى على بن أبى طالب وهو آخذ بشعره قال حدثنى رسول الله صلى الله عليه واله وهو آخذ بشعره فقال: من آذى شعرة منك فقد آذانى ومن آذانى فقد آذى الله ومن آذى الله فعليه لعنة الله. 239 – في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أخر رسول الله صلى الله عليه واله ليلة من الليالى العشاء الاخرة ما شاء الله، فجاء عمر فدق الباب فقال: يا رسول الله نام النساء نام الصبيان فخرج رسول الله صلى الله عليه واله فقال ليس لكم ان تؤذوني ولا تأمروني انما عليكم ان تسمعوا وتطيعوا. 240 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن أحمد بن اسحق عن سعدان بن مسلم عن عبد الله بن سنان قال: كان رجل عند أبى عبد الله عليه السلام فقرأ هذه الاية: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام فما ثواب من ادخل عليه السرور ؟ فقلت: جعلت فداك عشر حسنات ؟ قال: أي والله وألف ألف حسنة. 241 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابى سنان عن منذر بن يزيد عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: اين الصدود لاوليائي (1) فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم فيقال: هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم وعاندوهم وعنفوهم في دينهم ثم يؤمر بهم إلى جهنم. 242 – في كتاب الخصال عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال الناس رجلان مؤمن وجاهل فلا تؤذى المؤمن ولا تجهل على الجاهل فتكون مثله. 243 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات) يعنى عليا وفاطمة صلوات الله عليهما (بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا


(1) صد عنه أي اعرض وصده عن الامر: منعه وصرفه عنه أي اين المعرضون عن الاولياء المعادون لهم أو أين المانعون لهم عن حقوقهم أو أين المستهزلان بهم قاله المولى الصالح قده. [ * ]

[ 307 ]

واثما مبينا) وهى جارية في الناس كلهم. 244 – وفيه قال رسول الله صلى الله عليه واله: من بهت مؤمنا أو مؤمنة اقيم في طينة خبال (1) أو يخرج مما قال. 245 – واما قوله عزوجل: يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن فانه كان سبب نزولها ان النساء كن يخرجن إلى المسجد ويصلين خلف رسول الله صلى الله عليه واله فإذا كان بالليل وخرجن إلى صلوة المغرب والعشاء الاخرة يقعد الشباب لهن في طريقهن فيؤذونهن ويتعرضوا لهن فانزل الله عزوجل: (يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين) إلى قوله تعالى (ذلك ادنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما). 246 – واما قوله عزوجل: لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض أي شك والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا فانها نزلت في قوم منافقين كانوا في المدينة يرجفون برسول الله صلى الله عليه واله إذا خرج في بعض غزواته يقولون: قتل واسر فيغتم المسلمون لذلك، ويشكون إلى رسول الله صلى الله عليه واله فأنزل الله عزوجل في ذلك: (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض) أي شك (والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا) أي نأمرك باخراجهم من المدينة الا قليلا ملعونين اينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: (ملعونين) فوجبت عليهم اللعنة بعد اللعنة بقول الله. 247 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق حديث عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ولا يلعن الله مؤمنا قال الله عزوجل: ان الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا خالدين فيهاابدا لا يجدون وليا ولا نصيرا.


(1) بهته بهتا: قذفه بالباطل وافترى عليه الكذب، وطينة خبال فسرت في الحديث بصديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة. [ * ]

[ 308 ]

248 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: يوم تقلب وجوههم في النار فانها كناية عن الذين عصبوا آل محمد حقهم يقولون يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسولا يعنى في أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبرائنا فاضلونا السبيلا وهما رجلان والسادة و الكبراء هما اول من بدأ بظلمهم وغصبهم، وقوله عزوجل: (فاضلونا السبيلا) أي طريق الجنة والسبيل أمير المؤمنين صلوات الله عليه. 249 – في مصباح شيخ الطائفة قدس سره خطبة لامير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقول عليه السلام: وتقربوا إلى الله بتوحيده وطاعة من أمركم أن تطيعوه ولا تمسكوا بعصم الكوافر، ولا يخلج بكم الغى فتضلوا عن سبل الرشاد باتباع اولئك الذين ضلوا وأضلوا، قال الله عز من قائل في طائفة ذكرهم بالذم في كتابه: (انا اطعنا سادتنا وكبراءنا فاضلونا السبيلا * ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا). 250 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن النضر بن سويد عن صفوان عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام ان بنى اسرائيل كانوا يقولون ليس لموسى ما للرجال، وكان موسى إذا أراد الاغتسال ذهب إلى موضع لا يراه فيه أحد، فكان يوما يغتسل على شط نهر وقد وضع ثيابه على صخرة، فأمر الله عزوجل الصخرة فتباعدت عنه حتى نظر بنو اسرائيل إليه فعلموا ان ليس كما قالوا، فأنزل الله: يا ايها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى لاية. 251 – اخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه إليهم قال: يا ايها الذين آمنوا لا تؤذوا رسول الله في على والائمة صلوات الله عليهم كما آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا. 252 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن احمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه إليهم في قول الله عزوجل: (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله) في على والائمة (كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا).


[ 309 ]

253 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لعقلمة: يا علقمة ان رضا الناس لا يملك، وألسنتهم لا تضبط، ألم ينسبوا موسى عليه السلام إلى انه عنين وآذوه حتى برأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها 254 – في مجمع البيان واختلفوا في ما اوذى به موسى على أقوال: أحدها أن موسى وهارون صعدا الجبل فمات هارون فقالت بنو اسرائيل: قتلته فأمر الله الملائكة فحملته حتى مروا به على بنى اسرائيل، وتكلمت الملائكة بموته حتى عرفوا انه قد مات، وبرأه الله من ذلك عن على عليه السلام. 255 – وثانيها ان موسى عليه السلام كان حييا ستيرا (1) يغتسل وحده، فقالوا: ما يتستر منا الا لعيب بجلده إما برص واما ادره (2) فذهب مرة يغستل فوضع ثوبه على حجر، فمر الحجر بثوبه فطلبه موسى فرآه بنوا اسرائيل عريانا كأحسن الرجال خلقا فبرأه الله مما قالوا، رواه أبو هريرة مرفوعا. 256 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لعباد بن كثير البصري الصوفى: ويحك يا عباد غرك ان عف بطنك وفرجك ان الله عزوجل يقول في كتابه: يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم اعلم انه لا يقبل الله عزوجل منك شيئا حتى تقول قولا عدلا. 257 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن على بن اسباط عن على بن ابى حمزة عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (و من يطع الله ورسوله في ولاية على والائمة من بعده فقد فاز فوزا عظيما) هكذا نزلت. 258 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المتفرقة باسناده إلى الحسين بن خالد قال: سألت ابا الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين ان


(1) الحيى: ذو الحياء. والستير. العفيف. (2) الا رة: نفخة في الخصية. [ * ]

[ 310 ]

يحملنها واشفقن منها الاية فقال: الامانة الولاية من ادعاها بغير حق كفر. 259 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى خلق الارواح قبل الاجساد بألفى عام، فجعل أعلاها وأشرفها محمد وعلى والحسن والحسين عليهم السلام والائمة صلوات الله عليهم، فعرضها على السموات والارض والجبال فغشيها نورهم، فقال الله تبارك و تعالى للسموات والارض والجبال: هؤلاء احبائى وأوليائى وحججى على خلقي و أئمة بريتى، ما خلقت خلقا هو أحب الي منهم، لهم ولمن تولاهم خلقت جنتي، ولمن خالفهم وعاداهم خلقت نارى، فمن ادعى منزلتهم منى ومحلهم من عظمتي عذبته عذابا لا اعذبه احدا من العالمين وجعلته مع المشركين في أسفل درك من نارى، ومن أقر بولايتهم ولم يدع منزلتهم منى ومكانهم من عظمتي جعلته معهم في روضات جناتى وكان لهم فيها فيها ما يشاؤن عندي، وابحتهم كرامتي، وأحللتهم جواري، وشفعتهم في المذنبين من عبادي وامائي فولايتهم أمانة عند خلقي، فأيكم يحملها بأثقالها ويدعيها لنفسه ؟ فأبت السموات والارض والجبال ان يحملنها واشفقن منها من ادعاء منزلتها و تمنى محلها من عظمة ربهم، فلما أسكن الله عزوجل آدم وزوجته الجنة (قال لهما كلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة) يعنى شجرة الحنطة (فتكونا من الظالمين) فنظرا إلى منزلة محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة بعدهم فوجداها أشرف منازل اهل الجنة فقالا: ربنا لمن هذه المنزلة ؟ فقال الله جل جلاله ارفعا رؤسكما إلى ساق العرش فرفعا رؤسهما فوجدا اسماء محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام مكتوبة على ساق العرش بنورمن نور الله الجبار جل جلاله، فقالا: يا ربنا ما أكرم اهل هذه المنزلة عليك وما احبهم اليك وما اشرفهم لديك ؟ فقال الله جل جلاله: لولاهم ما خلقتكما، هؤلاء خزنة علمي وامنائي على سرى، اياكما ان تنظرا إليهم بعين الحسد وتمنيا منزلتهم عندي ومحلهم من كرامتي، فتدخلان بذلك في نهيى وعصياني فتكونا من الظالمين قالا: ربنا ومن الظالمون ؟ قال: المدعون لمنزلتهم بغير حق، فلا: ربنا فأرنا منزلة ظالميهم في نارك حتى


[ 311 ]

نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك، فأمر الله تبارك وتعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكال والعذاب وقال عزوجل: مكان الظالمين لهم المدعين لمنزلتهم في اسفل درك منها، كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها، وكلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب، يا آدم ويا حوا لا تنظرا إلى انوارى وحججى بعين الحسد فأهبطكما عن جواري، واحل بكما عن هواني (فوسوس لهما الشيطان ليبدى لهما ما وورى عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين * وقاسمهما انى لكما لمن الناصحين * فدليهما بغرور) وحملهما على تمنى منزلتهم فنظرا إليهم بعين الحسد فخذلا حتى اكلا من شجرة الحنطة، فعاد مكان ما اكلا شعيرا فأصل الحنطة كلها مما لهم يأكلاه، وأصل الشعير كله مما عاد مكان ما اكلاه، فلما اكلا من الشجرة طار الحلى ولحلل عن اجسادهما وبقيا عريانين (وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما الم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين * فقالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين * قال اهبطا) من جواري فلا يجاورني في جنتي من يعصينى، فهبطا موكولين إلى انفسهما في طلب المعاش، فلما اراد الله عزوجل ان يتوب عليهما جاءهما جبرئيل عليه السلام فقال لهما انكما ان ظلمتما انفسكما بتمني منزلة من فضل عليكما فجزاء كما ما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار الله عزوجل إلى ارضه، فسلا ربكما بحق الاسماء التى رأيتموها على ساق العرش حتى يتوب عليكما، فقالا: اللهم انا نسألك بحق الاكرمين عليك محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة الا تبت علينا ورحمتنا، فتاب الله عليهما انه هو التواب الرحيم، فلم يزل انبياء الله بعد ذلك يحفظون هذه الامانة و يخبرون بها أوصياءهم والمخلصين من امتهم فيأبون حملها ويشفقون من ادعائها، وحملها الانسان الذى قد عرف باصل كل ظلم منه إلى يوم القيامة وذلك قول الله عزوجل: (انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا). 260 حدثنا موسى بن المتوكل رضى الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر


[ 312 ]

الحميرى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال عن مروان بن مسلم عن أبى بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) قال: الامانة الولاية والانسان أبو الشرور المنافق. 261. في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن اسحاق بن عمار عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) قال: هي ولاية امير المؤمنين عليه السلام. 262 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبى حمزة عن عقيل الخزاعى ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان إذا حضر الحرب يوصى المسلمين بكلمات يقول: تعاهدوا الصلوة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها، ثم ان الزكوة جعلت مع الصلوة قربانا لاهل الاسلام على أهل الاسلام، ومن لم يعطها طيب النفس بها يرجو بها من الثمن ما هو أفضل منها فانه جاهل بالسنة، مغبون الاجر، ضال العمر، طويل الندم بترك أمر الله تعالى والرغبة عما عليه، صالحوا عباد الله يقول الله عزوجل: (ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى) من الامانة فقد خسرمن ليس من أهلها، وضل عمله، عرضت على السماوات المبنية والارض المهاد والجبال المنصوبة فلا أطول ولا أعرض ولا أعلى ولا أعظم منها لو امتنعت من طول أو عرض أو قوة أو عزة امتنعن، ولكن اشفقن من العقوبة والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 263 – في نهج البلاغة ثم أداء الامانة فقد خاب من ليس من أهلها انها عرضت على السموات المبنية والارض المدحوة، والجبال ذات الطول المنصوبة، فلا أطول ولا أعرض ولا أعلى ولا أعظم منها، ولو امتنع شئ بطول أو عرض أو قوة أو عز لامتنعن ولكن أشفقن من العقوبة وعقلن ما جهل من أضعف منهن وهو الانسان انه كان ظلوما جهولا. 264 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام


[ 313 ]

حديث طويل يقول فيه عليه السلام لبعض الزنادقة وقد قال: وأجده يقول: (انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) فما هذه الامانة ومن هذا الانسان ؟ وليس من صفة العزيز الحكيم التلبيس على عباده ؟ واما الامانة التى ذكرتها فهى الامانة التى لا تجب و لا تجوز ان تكون الا في الانبياء وأوصيائهم. لان الله تبارك وتعالى ائتمنهم على خلقه و جعلهم حججا في أرضه، فبالسامرى ومن اجتمع معه وأعانه من الكفار على عبادة العجل عند غيبة موسى عليه السلام ماتم انتحال مجلس موسى من الطعام. والاحتمال لتلك الامانة التى لا ينبغى الا لطاهر من الرجس فاحتمل وزرها ووزر من سلك سبيله من الظالمين وأعوانهم، ولذلك قال النبي صلى الله عليه واله: من استن سنة حق كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن استن سنة باطل كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة. 265 – في عوالي اللئالى وفى الحديث ان عليا عليه السلام إذا حضر وقت الصلوة يتململ و يتزلزل ويتلون، فيقال له: مالك يا أمير المؤمنين ؟ فيقول: جاء وقت الصلوة، وقت أمانة عرضها الله على السموات والارض فأبين ان يحملنها واشفقن منها. 266 – في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن الحسن بن على عن على بن النعمان وأبى المعزا والوليد بن مدرك عن اسحق قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن الرجل يبعث إلى الرجل يقول له: ابتع لى ثوبا فيطلب له في السوق فيكون عنده مثل ما يجد له في السوق فيعطيه من عنده ؟ قال: لا يقربن هذا ولا يدنس نفسه، ان الله عزوجل يقول: (انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين أن يحملنها واشفقن منها و حملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) وان كان عنده خير مما يجد له في السوق فلا يعطيه من عنده. 267 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان ابن سعيد عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: (انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها) قال: الولاية أبين


[ 314 ]

أن يحملنها كفرا وحملها الانسان والانسان الذى حملها أبو فلان. 268 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله عزوجل: (انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها) قال: الامانة هي الامامة والامر والنهى، والدليل على ان الامانة هي الامامة قول الله عزوجل للائمة صلوات الله عليهم: (ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها) يعنى الامامة، فالامانة هي الامامة عرضت على السموات والارض والجبال فأبين ان يحملنها قال: ابين ان يدعوها أو يغصبوها أهلها (واشفقن منها وحملها الانسان) أي الاول (انه كان ظلوما جهولا * ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما). بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابن اذينة عن ابى عبد الله عليه السلام قال: الحمدين جميعا حمدسبأ وحمد فاطر، من قرأهما في ليلة لم يزل في ليلته في حفظ الله وكلائته، فان قرأهما في نهاره لم يصبه في نهاره مكروه، وأعطى من خير الدنيا والاخرة ما لم يخطر على قلبه ولم يبلغ مناه. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرأ سورة سبأ لم يبق نبى ولا رسول الا كان له يوم القيامة رفيقا ومصافحا. 3 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: يعلم ما يلج في الارض ما يدخل فيها وما يخرج منها قال من النبات وما يعرج فيها قال: من اعمال العباد. 4 – في اصول الكافي عنه عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابى عمير عن ابن اذينة عن ابى عبد الله في قوله: (ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم) فقال: هو واحد واحدى الذات بائن من خلقه، وبذلك وصف نفسه وهو بكل شئ محيط، بالاشراف والاحاطة


[ 315 ]

والقدرة لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الارض ولا أصغر من ذلك ولا اكبر بالاحاطة والعلم لا بالذات، لان الاماكن محدودة تحويها حدود أربعة فإذا كان بالذات لزمها الحواية. 5 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن هشام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: اول ما خلق الله عزوجل القلم فقال له: أكتب فكتب ما كان وما هو كائن الى يوم القيامة. 6 – قوله عزوجل: ويرى الذين اوتوا العلم الذى انزل اليك من ربك هو الحق فقال: هو أمير المؤمنين عليه السلام صدق رسول الله صلى الله عليه واله بما انزل عليه ثم ذكر ما اعطى داود عليه السلام فقال جل ذكره: ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال اوبى معه أي سبحي لله والطير وألنا له الحديد قال: كان داود عليه السلام إذا مر في البراري يقرأ الزبور تسبح الجبال والطير معه والوحوش وألان الله عزوجل له الحديد مثل الشمع حتى كان يتخذ منه ما احب وقال الصادق عليه السلام: اطلبوا الحوائج يوم الثلثاء فانه اليوم الذى ألان الله فيه الحديد لداود عليه السلام. 7 – وفيه: قال اعطى داود وسليمان عليهما السلام ما لم يعط أحد من انبياء الله من الايات علمهما منطق الطير، وألان لهما الحديد والصفر من غير نار، وجعلت الجبال يسبحن مع داود عليه السلام. 8 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب كتاب الارشاد للزهري قال سعيد ابن المسيب: كان الناس لا يخرجون إلى مكة حتى يخرج على بن الحسين، فخرج و خرجت معه، فنزل في بعض المنازل فصلى ركعتين فسبح في سجوده فلم يبق شجر و لا مدر الا سبحوا معه ففزعت منه فرفع رأسه فقال: يا سعيد أفزعت ؟ قلت: نعم يا ابن رسول الله، فقال: هذا التسبيح الاعظم. 9 – وفى رواية سعيد بن المسيب قال: كان القراء لا يحجون حتى يحج زين العابدين عليه السلام وكان يتخذ لهم السويق الحلو والحامض ويمنع نفسه. فسبق يوما إلى الرحل فألفيته وهو ساجد، فوالذي نفس سعيد بيده لقد رأيت الشجر والمدر والرحل والراحلة


[ 316 ]

يردون عليه مثل كلامه. 10 – في اصول الكافي باسناده إلى سالم بن أبى حفصة العجلى عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان في رسول الله صلى الله عليه واله ثلاثة لم يكن في أحد غيره: لم يكن له فئ وكان لا يمر في طريق فيمر فيه بعد يومين أو ثلاثة الا عرف انه قد مر فيه لطيب عرفه، وكان لا يمر بحجر ولا شجر الا سجد له. 11 – في كتاب الخصال عن على بن جعفر قال: جاء رجل إلى أخى موسى بن جعفر عليه السلام فقال له: جعلت فداك أريد الخروج إلى السفر فادع فقال عليه السلام: ومتى تخرج ؟ إلى ان قال عليه السلام: الا ادلك على يوم سهل الله فيه الحديد لداود عليه السلام ؟ قال الرجل: بلى جعلت فداك، قال: اخرج يوم الثلثاء. 12 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ومن تعذرت عليه الحوائج فليلتمس طلبها يوم الثلثاء، فانه اليوم الذى ألان الله فيه الحديد لداود عليه السلام. 13 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم عن – الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انه قال في حديث يذكر فيه قصة داود عليه السلام انه خرج يقرأ الزبور وكان إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ولا حجر ولا طائر الا أجابه. 14 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام و أحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان هذا داود بكى على خطيئته حتى سارت الجبال معه لخوفه ؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى ما هو افضل من هذا، انه كان إذا قام إلى الصلوة سمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل على الاثافي من شدة البكاء (1) وقد آمنه الله عزوجل من عقابه، فأراد ان يتخشع لربه ببكائه، ويكون


(1) قال الجزرى وفى الحديث: انه كان يصلى ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء – [ * ] =

[ 317 ]

اماما لمن اقتدى به، ولقد قام صلى الله عليه واله عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه واصفر وجهه، يقوم الليل اجمع حتى عوتب في ذلك فقال الله عزوجل: (طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى) بل لتسعد به ولقد كان يبكى حتى يغشى عليه، فقيل له: يا رسول الله أليس الله عزوجل قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال: بلى أفلا أكون عبدا شكورا، ولئن سارت الجبال وسبحت معه لقد عمل لمحمد صلى الله عليه واله ما هو أفضل من هذا إذ كنا معه على جبل حراء إذ تحرك الجبل فقال له: قر فانه ليس عليك الا نبى أو صديق شهيد (1) فقر الجبل مجيبا لامره ومنتهيا إلى طاعته، ولقد مررنا معه بجبل وإذا الدموع تجرى من بعضه، فقال له: ما يبكيك يا جبل ؟ فقال: يا رسول الله كان المسيح مر بى وهو يخوف الناس بنار وقودها الناس والحجارة وأنا أخاف أن أكون من تلك الحجارة قال له: لا تخف تلك حجارة الكبريت، فقر الجبل وسكن وهدأ (2) وأجاب لقوله قال له اليهودي: فهذا داود عليه السلام: قد لين الله عزوجل له الحديد قد يعمل منه الدروع قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى ماهوأفضل من هذا، لين الله عزوجل له الصم الصخور الصلاب وجعلها غارا ولقد غارت الصخرة تحت يده ببيت المقدس لينة حتى صارت كهيئة العجين، قد رأينا ذلك والتمسناه تحت رايته. (3)


= أي خنين من الجوف بالخاء المعجمة وهو صوت البكاء، وقيل: هو أن يجيش جوفه ويغلى بالبكاء (انتهى) والمرجل كمنبر: القدر. والاثافى: لاحجار يوضع عليها القدر. (1) كذا في النسخ لكن في المصدر والمنقول عنه في البحار (الا نبى وصديق شهيد) بالواو بدل (أو) (2) هدأ بمعنى سكن ايضا. (3) الغار: الغبار. ذكره ابن منظور وغيره في مادة (غور) وقال المجلسي (ره): قوله عليه السلام وجعلها غارا يدل على انه صلى الله عليه وآله ليلة الغار أحدث الغار و دخل فيه ولم يكن ثمة غار، وأما صخرة بيت المقدس فكان ليلة المعراج واما قوله عليه السلام: قد رأينا ذلك والتمسناه تحت رايته أي رأينا تحت رايته عليه الصلاة والسلام أمثال ذلك كثيرا والمراد بالراية العلامة أي راى بعض الصحابة ذلك تحت علامته في بيت المقدس، ويلوح لى ان فيه – [ * ]

[ 318 ]

15 – في الكافي أحمد بن أبي عبد الله عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبى قرة عن أبي عبد الله عليه السلام ان أمير المؤمنين صلى الله عليه قال: أوحى الله عزوجل إلى داود عليه السلام انك نعم العبد لولا انك تأكل من بيت المال ولا تعمل بيدك شيئا، قال: فبكى داود عليه السلام أربعين صباحا فأوحى الله عزوجل إلى الحديد أن لن لعبدي داود، فألان الله عزوجل له الحديد، فكان يعمل في كل يوم درعا فيبيعها بألف درهم، فعمل ثلاثمأة وستين درعا فباعها بثلاثمأة وستين ألفا واستغنى عن بيت المال. في قرب الاسناد للحميري احمد بن محمد بن أبى نصر قال: قال: سألت الرضا عليه السلام هل أحد من أصحابكم يعالج السلاح ؟ فقلت: رجل من اصحابنا زراد فقال: انما هو سراد، اما تقرأ كتاب الله عزوجل في قوله لداود عليه السلام: ان عمل سابغات وقدر في السرد الحلقة بعد الحلقة. 17 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (ان عمل سابغات) قال: الدروع (وقدر في السرد) قال: المسامير التى في الحلقة وقوله عزوجل: ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر قال: كانت الريح تحمل كرسى سليمان فتسير به في الغداة مسيرة شهر، وبالعشي مسيرة شهر. 18 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الاصبغ بن نباتة قال: سألت الحسين عليه السلام فقلت: يا سيدى أسألك عن شئ أنا به موقن وانه من سر الله وأنت المسرور إليه ذلك السر فقال: يا اصبغ أتريد ان ترى مخاطبة رسول الله صلى الله عليه واله لابي دون (1) يوم مسجد قبا ؟ قال: هو الذى أردت قال: قم فإذا أنا وهو بالكوفة فنظرت فإذا المسجد من قبل


تصحيفا وكان في الاصل (وجعلها هارا) فيكون اشارة إلى ما سيأتي في أبواب معجزاته أن في غزوة الاحزاب بلغوا إلى أرض صلبة لا تعمل فيها المعاول، فصب صلى الله عليه واله عليها ماءا فصارت هائرة متساقطة، فقوله: قد رأينا ذلك اشارة إلى هذا (انتهى كلامه رفع مقامه) أقول: ما ذكره (ره) وما لاح له انما هو على ما فسر الغار بالكهف واما على ما ذكرناه من تفسيره بالغبار وهو التراب كما ذكره اللغويون فلا نحتاج إلى تكلف في المراد والانطباق. (1) قال المجلسي (ره): المراد بأبى دون أبو بكر عبر به عنه تقية، والدون: الخسيس. [ * ]

[ 319 ]

ان يرتد إلى بصرى فتبسم في وجهى ثم قال: يا اصبغ ان سليمان بن داود اعطى الريح غدوها شهر ورواحها شهر، وانا قد أعطيت أكثر مما أعطى سليمان، فقلت: صدقت والله يا ابن رسول الله فقال: نحن الذين عندنا علم الكتاب وبيان ما فيه، وليس عند أحد من خلقه ما عندنا، لانا أهل سر الله ثم تبسم في وجهى ثم قال: نحن آل الله وورثة رسول الله فقلت: الحمد لله على ذلك ثم قال لى: ادخل فدخلت فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه واله محتب (1) في المحراب بردائه، فنظرت فإذا أنا بأمير المؤمنين عليه السلام قابض على تلابيب الاعسر (2) فرأيت رسول الله صلى الله عليه واله يعض على الانامل وهو يقول: بئس الخلف خلفتني أنت وأصحابك عليكم لعنة الله ولعتنى. الخبر. انتهى. 19 – في عيون الاخبار عن الرضا عن أبيه موسى بن جعفر بن محمد عليهم – السلام حديث طويل وقد سبق عند قوله تعالى: (قالت نملة) الاية وفيه ثم قالت النملة: هل تدرى لم سخرت لك الريح من بين سائر المملكة ؟ قال سليمان عليه السلام مالى بهذا علم، قالت النملة: يعنى عزوجل بذلك لو سخرت لك جميع المملكة كما سخرت لك هذه الريح لكان زوالها من يديك كزوال الريح، فحينئذ تبسم ضاحكا من قولها. 20 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير – المؤمنين عليه السلام فان هذا سليمان قد سخرت له الرياح فسارت في بلاده غدوها شهر ورواحها شهر فقال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى ما هو أفضل من هذا، انه اسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى مسيرة شهر، وعرج به في ملكوت السموات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 21 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن تفسير أبى


(1) احتبى بالثوب: اشتمل به. (2) التلابيب جمع التلبيب: ما في موضع اللبب من الثياب ويعرف بالطوق. والاعسر الشديد أو الشوم والمراد به الاول أو الثاني كما ذكره المجلسي (ره). [ * ]

[ 320 ]

اسحق ابراهيم بن أحمد القزويني باسناده إلى أنس بن مالك قال: اهدى لرسول الله صلى الله عليه واله بساط من قرية يقال لها بهندف فقعد عليه على وأبو بكر وعمر وعثمان والزبير و عبد الرحمان بن عوف وسعد فقال النبي صلى الله عليه واله لعلى: يا على قل: يا ريح احمل بنا. فقال على: يا ريح احمل بنا، فحمل بهم حتى أتوا أصحاب الكهف فسلم أبو بكر وعمر فلم يردوا عليهم السلام، ثم قام على فسلم فردوا عليه السلام، فقال أبو بكر: يا على ما بالهم ردوا عليك ولم يردوا علينا ؟ فقال لهم على، فقالوا: انا لا نرد بعد الموت الا على نبى أو وصى نبى، ثم قال على: يا ريح احملينا فحملتنا، ثم قال: يا ريح ضعينا فوضعتنا، فوكز برجله الارض فتوضأ على وتوضأنا ثم قال: يا ريح احملينا فحملتنا فوافينا المدينة و النبي صلى الله عليه واله في صلوة الغداة وهو يقرأ: (ام حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) فلما قضى النبي صلى الله عليه واله الصلوة قال: يا على أخبروني عن مسيركم أم تحبون ان اخبركم ؟ قالوا: بل تخبرنا يا رسول الله، قال انس بن مالك: فقص القصة كأنه معنا. 22 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وأسلنا له عين القطر قال الصفر ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه ومن يزغ منهم عن امرنا نذقه من عذاب السعير. 23 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو جعفر عليه السلام خدم أبو خالد الكابلي على بن الحسين عليهما السلام دهرا من عمره، ثم أراد أن ينصرف إلى أهله فأتى على بن الحسين وشكى إليه شدة شوقه إلى والديه، فقال: يا أبا خالد يقدم غدا رجل من أهل الشام له قدر ومال كثير وقد أصاب بنتا له عارض من أهل الارض ويريدون ان يطلبوا معالجا يعالجها فإذا أنت سمعت قدومه فائته وقل له: أنا أعالجها لك على ان اشترط لك انى اعالجها على ديتها عشرة آلاف فلا تطمأن إليهم وسيعطونك ما تطلب منهم فلما أصبحوا قدم الرجل ومن معه وكان من عظماء أهل الشام في المال والقدرة فقال: اما من معالج يعالج بنت هذا الرجل ؟ فقال له أبو خالد: انا أعالجها على عشره آلاف درهم، فأقبل إلى على بن الحسين عليه السلام فأخبره الخبر، فقال: انى أعلم انهم سيغدرون


[ 321 ]

بك ولا يفون لك، انطلق يا أبا خالد فخذ باذن الجارية اليسرى ثم قل: يا خبيث يقول لك على بن الحسين اخرج من هذه الجارية ولا تعد، ففعل أبو خالد ما أمره وخرج منها فأفاقت الجارية وطلب أبو خالد الذى شرطوا له فلم يعطوه، فرجع مغتما كئيبا فقال له على بن الحسين: مالى أراك كئيبا يا أبا خالد ألم أقل لك انهم يغدرون بك ؟ دعهم، فانهم سيعودون اليك، فإذا لقوك فقل لست أعالجها حتى تضعوا المال على يدى على بن الحسين فانه لى ولكم ثقة، فرضوا ووضعوا المال على يدى على بن الحسين عليهما السلام ورجع أبو خالد إلى الجارية فأخذ باذنها اليسرى ثم قال: يا خبيث يقول لك على بن الحسين: اخرج من هذه الجارية ولا تعرض لها الا بسبيل خير، فانك ان عدت أحرقتك بنار الله الموقدة التى تطلع على الافئدة، فخرج منها ودفع المال إلى أبى خالد فخرج إلى بلاده. 24 – في كتاب الاحتجاج – للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام ان يهوديا من يهود الشام و أحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان هذا سليمان سخرت له الشياطين يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ولقد اعطى محمد صلى الله عليه واله أفضل من هذا ان الشياطين سخرت لسليمان وهى مقيمة على كفرها، وقد سخرت لنبوة محمد صلى الله عليه واله الشياطين بالايمان، فأقبل إليه الجن التسعة من أشرافهم من جن نصيبين واليمن من بنى عمرو بن عامر من الا حجة منهم شضاة ومضاة والهملكان والمزربان والمازمان ونفات وهاضب وهاصب وعمرو (1) وهم الذين يقول الله تبارك وتعالى اسمه فيهم: (واذ صرفنا اليك نفرا من الجن) وهم التسعة يستمعون القرآن، فأقبل إليه الجن والنبى صلى الله عليه واله ببطن النخلة، فاعتذروا بانهم ظنوا كما ظننتم ان لن يبعث الله أحدا، ولقد أقبل اله أحد وسبعون ألفا منهم يبايعوه على الصوم والصلوة والزكوة والحج والجهاد ونصح المسلمين، واعتذروا بانهم قالوا على الله شططا وهذا أفضل مما


(1) في ضبط تلك الاسماء خلاف ذكره في هامش البحار (الطبقة الحديثة ج 10 ص 44) [ * ]

[ 322 ]

أعطى سليمان، سبحان من سخرها لنبوة محمد صلى الله عليه واله بعد ان كانت تتمرد وتزعم ان الله ولدا فلقد شمل مبعثه من الجن والانس ما لا يحصى. 25 – وفيه عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: كيف صعدت الشياطين إلى السماء وهم أمثال الناس في الخلقة والكثافة وقد كانوا يبنون لسليمان، ابن داود عليهما السلام من البناء ما يعجز عنه ولد آدم ؟ قال: غلظوا لسليمان لما سخروا، وهم خلق دقيق، غذاءهم التنسم، والدليل على ذلك صعودهم إلى السماء لاستراق السمع، ولا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء الا بسلم أو سبب 26 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن داود بن الحصين عن الفضل أبى العباس قال: قلت لابي جعفر عليه السلام (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب) قال: ماهى تماثيل الرجال و النساء، ولكنها تماثيل الشجر وشبهه. 27 – على بن ابراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عمن ذكره عن ابى عبد الله عليه السلام قال: كانت لعلى بن الحسين صلوات الله عليهما وسايد وانماط (1) فيها تماثيل يجلس عليها. 28 – محمد بن يحيى عن أحمد وعبد الله ابني محمد عن على بن الحكم عن ابان بن عثمان عن ابى العباس عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل) فقال: والله ماهى تماثيل الرجال والنساء ولكنها الشجر وشبهه. 29 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل) قال: في الشجر وقوله عزوجل: وجفان كالجواب أي جفنة كالحفرة وقدور راسيات أي ثابتات ثم قال جل ذكره: اعملوا آل داود شكرا قال: اعملوا ما تشكروا عليه ثم قال سبحانه: وقليل من عبادي الشكور. 30 – في اصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال


(1) الوسائد جمع الوسادة: المخدة. والانماط جمع النمط: ضرب من البساط. [ * ]

[ 323 ]

أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ثم مدح الله القلة فقال: (وقليل من عبادي الشكور). 31 – في روضة الكافي سهل بن عبيد الله (1) عن أحمد بن عمر قال: دخلت على ابى الحسن الرضا عليه السلام انا وحسين بن ثوير بن ابى فاختة فقلت له: جعلت فداك انا كنا في سعة من الرزق وغضارة من العيش (2) فتغيرت الحال بعض التغير، فادع الله عزوجل ان يرد ذلك الينا، فقال: أي شئ تريدون تكونون ملوكا ؟ أيسرك ان تكون مثل طاهر وهرثمة (3) وانك على خلاف ما أنت عليه ؟ قلت: لا والله ما يسرنى ان لى الدنيا بما فيها ذهبا وفضة وانى على خلاف ما أنا عليه، قال: فقال: فمن أيسر منكم فليشكر الله ان الله عزوجل يقول: (لئن شكرتم لا زيدنكم) وقال سبحانه وتعالى: (اعلموا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة 32 – في نهج البلاغة اوصيكم عباد الله بتقوى الله فانها حق الله عليكم، والموجبة على الله حقكم، وان تستعينوا عليها بالله وتستعينوا بها على الله فان التقوى في اليوم الحرز والجنة (4)، وفى غد الطريق إلى الجنة، مسلكها واضح وسالكها رابح ومستودعها حافظ لم تبرح عارضة نفسها على الامم الماضين والغابرين لحاجتهم إليها غدا إذا اعاد الله ما أبدى وأخذ ما اعطى وسأل عما اسدي فما أقل من قبلها وحملها حق حملها (5)


(1) وفى بعض النسخ (سهل عن عبيد الله… اه) وهو الظاهر. (2) الغضارة: طيب العيش. (3) الطاهر هو أبو الطيب أو أبو طلحة طاهر بن الحسين المعروف بذو اليمينين والى خراسان وهرثمة هو هرثمة بن أعين وهو من أصحاب الرضا عليه السلام وكلاهما من قواد المأمون وخدمته، وقد مر الحديث في المجلد الثاني صفحة 527 وقد ذكرنا ترجمة الرجلين مختصرا في الذيل فراجع. (4) الجنة – بضم الجيم -: ما يستتر به (5) قوله عليه السلام: (مستودعها حافظ) يعنى الله سبحانه لانه مستودع الاعمال كما قال الله – [ * ] =

[ 324 ]

اولئك الاقلون وهم اهل صفة الله سبحانه إذ يقول: (وقليل من عبادي الشكور) 33 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولو كان عند الله عبادة يتعبد بها عباده المخلصين أفضل من الشكر على كل حال لا طلق لفظه فيهم من جميع الخلق بها، فلما لم يكن أفضل منها خصها من بين العبادات، وخص اربابها، فقال: (وقليل من عبادي الشكور). 34 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار النادرة في فنون شتى باسناده إلى الحسين بن خالد عن أبى الحسن على بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عليهم السلام قال: ان سليمان بن داود عليهما السلام قال ذات يوم لاصحابه: ان الله تعالى وهب لى ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى، سخر لى الريح والانس والجن والطير والوحوش، وعلمني منطق الطير، وآتاني من كل شئ ومع جميع ما اوتيت من الملك ماتم لى سرور يوم إلى الليل وقد أحببت أن أدخل قصرى في غد فأصعد أعلاه وأنظر إلى ممالكى، ولا تأذنوا لاحد على ما ينغص على يومى (1) قالوا: نعم فلما كان من الغد أخذ عصاه بيده وصعد إلى أعلى موضع من قصره، ووقف متكئا على عصاه ينظر إلى ممالكه سرورا بما


= سبحانه (انا لا نضيع أجر من احسن عملا) قاله المحقق الخوئى والشارح المعتزلي وعن الراوندي (قده) انه أراد بالمستودع قلب الانسان ويجوز ان يراد بالمستودع الملائكة الحفظة التى هي وسائط بين الخلق وبين الله وقوله عليه السلام (لم تبرح عارضة نفسها.. اه) قال الشارح المعتزلي: كلام فصيح لطيف يقول: ان التقوى لم تزل عارضة نفسها على من سلف من القرون فقبلها القليل منهم شبهها بالمرئة العارضة نفسها نكاحا على قوم فرغب فيها من رغب وزهد من زهد. وأسدى إليه: احسن وقوله عليه السلام (وسأل عما اسدي) أي سأل ارباب الثروة عما اسدي وأحسن إليهم من النعم والآلاء فيم صرفوها وفيم أنفقوها ؟ قوله عليه السلام (فما أقل من قبلها) يعنى ما أقل من قبل التقوى العارضة نفسها على الناس. (1) نغص فلانا: كدر عينه. [ * ]

[ 325 ]

أعطى، إذ نظر إلى شاب حسن الوجه واللباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره، فلما بصر به سليمان عليه السلام قال له: من أدخلك إلى هذا القصر وقد أردت ان أخلو فيه اليوم فباذن من دخلت ؟ قال الشاب: ادخلني هذا القصر ربه وباذنه دخلت، قال: ربه أحق به منى فمن أنت ؟ قال: أنا ملك الموت قال: وفيما جئت ؟ قال: جئت لا قبض روحك قال: امض لما أمرت به فهذا يوم سروري وأبى الله عزوجل أن يكون لى سرور دون لقائه فقبض ملك الموت روحه وهو متكئ على عصاه، فبقى سليمان متكئا على عصاه وهو ميت ما شاء الله، والناس ينظرون إليه وهم يقدرون انه حى فافتتنوا فيه واختلفوا فمنهم من قال: ان سليمان قد بقى متكئا على عصاه هذه الايام الكثيرة ولم يتعب ولم ينم ولم يأكل ولم يشرب، انه لربنا الذى يجب علينا أن نعبده، وقال قوم: ان سليمان ساحر وانه يرينا انه وقف متكئ على عصاه يسحر أعيننا وليس كذلك، فقال المؤمنون ان سليمان هو عبد الله ونبيه يدبر الله أمره بما يشاء فلما اختلفوا بعث الله عزوجل دابة الارض فدبت في عصاه، فلما أكلت جوفها انكسرت العصا وخر سليمان من قصره على وجهه، فشكرت الجن للارضة صنيعها، فلاجل ذلك لا توجد الارضة في مكان الا و عندها ماء وطين، وذلك قول الله عزوجل: فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته الا دابة الارض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ثم قال الصادق عليه السلام: والله ما نزلت هذه الاية هكذا وانما نزلت: (فلما خر تبينت الانس ان الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين). 35 – في كتاب علل الشرايع مثل ما نقلناه عن عيون الاخبار الا ان آخرها و انما نزلت: (فلما خر تبينت الجن ان الانس لو كانوا يعملون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين). 36 – حدثنا أبى رضى الله عنه قال: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه ابراهيم بن هاشم عن ابن أبى عمير عن أبان عن ابى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: امر سليمان بن داود الجن فصنعوا له قبة من قوارير، فبينا هو متكئ على عصاه في القبة ينظر إلى الجن كيف ينظرون إليه إذ حانت منه التفاتة فإذا رجل معه في القبة، قال له: من أنت ؟ قال:


[ 326 ]

انا الذى لا أقبل الرشا ولا أهاب الملوك، انا ملك الموت فقبضه وهو قائم متكئ على عصاه في القبة والجن ينظرون إليه، قال: فمكثوا سنة يد أبون له (1) حتى بعث الله عزوجل الارضة فأكلت منسأنه وهى العصا، (فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) قال أبو جعفر عليه السلام ان الجن يشكرون الارضة ما صنعت بعصا سليمان، فما تكاد تراها في مكان الا وعندها ماء وطين. 37 – وباسناده إلى الحسن بن على بن عقبة عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لقد شكرت الشياطين الارضة حين أكلت عصا سليمان عليه السلام حتى سقط و قالوا عليك الخراب وعلينا الماء والطين، فلا تكاد تراها في موضع الا رأيت ماءا وطينا. 38 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن جعفر عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه واله قال: عاش سليمان بن داود سبعمأة سنة واثنى عشر سنة. 39 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن أبان بن عثمان عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان سليمان بن داود عليهما السلام أمر الجن فبنوا له بناء من قوارير، قال: فبينما هو متك على عصاه ينظر إلى الشياطين كيف يعملون وينظرون إليه إذ حانت منه التفاتة، فإذا هو برجل معه في القبة ففزع منه فقال: من أنت ؟ فقال: أنا الذى لا أقبل الرشا ولا اهاب الملوك انا ملك الموت فقبضه وهو متكى على عصاه، فمكثوا سنة يبنون وينظرون إليه ويدأبون له ويعملون حتى بعث الله تعالى الارضة، فاكلت منسأته وهى العصا، (فلما خر تبينت الانس ان لو كان الجن يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين) فالجن تشكر الارضة بما عملت بعصا سليمان قال: فلا تكاد تراها في مكان الا وعندها ماء وطين. 40 – في روضة الكافي ابن محبوب عن جميل بن صالح عن الوليد بن صبيح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل أوحى إلى سليمان بن داود عليه السلام ان آية موتك ان شجرة تخرج من بيت المقدس يقال لها الخرنوبة، قال: فنظر سليمان يوما فإذا الشجرة الخرنوبة قد طلعت من بيت المقدس فقال لها: ما اسمك ؟ قالت: الخرنوبة


(1) دأب في عمله: جد وتعب واستمر عليه. [ * ]

[ 327 ]

قال: فولى سليمان مدبرا إلى محرابه، فقام فيه متكيا على عصاه فقبض روحه من ساعته، قال: فجعلت الجن والانس يخدمونه ويسعون في أمره كما كانوا، وهم يظنون انه حى لم يمت يغدون ويروحون وهو قائم ثابت حتى دبت الارض من عصاه، فأكلت منسأته، فانكسرت وخر سليمان إلى الارض، أفلا تسمع لقوله عزوجل: (فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين). 41 – في مجمع البيان وفى الشواذ تبينت الانس وهى قرائة على بن الحسين وأبى عبد الله عليهما السلام. 42 – وفيه وفى حديث آخر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان آصف بن برحيا يدبر أمره حتى دبت الارضة. 43 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال قال فان بحرا كان من اليمن وكان سليمان عليه السلام أمر جنوده ان يجروا لهم خليجا من البحر العذب إلى بلاد الهند ففعلوا ذلك وعقدوا له عقدة من الصخر والكلس (1) حتى يفيض على بلادهم وجعلوا للخليج مجاريا، فكانوا إذا أرادوا ان يرسلوا منه الماء أرسلوا بقدر ما يحتاجون إليه، وكانت لهم عن يمين وشمال عن مسيرة عشرة ايام فيها يمر (2) لا يقع عليه الشمس من التفافها، فلما عملوا بالمعاصى وعتوا عن أمر ربهم ونهاهم الصالحون فلم ينتهوا بعث الله عزوجل على ذلك السد الجرذ وهى الفارة الكبيرة، وكانت تقلع الصخرة التى لا يستقلها الرجال وترمى بها، فلما راى ذلك قوم منهم هربوا وتركوا البلاد، فما زال الجرذ تقلع الحجر حتى خرب ذلك السد، فلم يشعروا حتى غشيهم السيل وخرب بلادهم وقلع أشجارهم. 44 – في مجمع البيان وفى الحديث عن فروة بن مسيك قال: سألت رسول الله


(1) الكلس: الصاروج يبنى به. (2) كذا في النسخ وفي المصدر (فيما يمر) وفي البحار (فيمن يمر) وفى تفسير البرهان (فيها ثمر لا يقع عليها الشمس). [ * ]

[ 328 ]

صلى الله عليه واله عن سبأ أرجل هو ام امرأة ؟ فقال: هو رجل من العرب ولد عشيرة، تيامن منهم ستة، وتشأم منهم أربعة، فاما الذين تيامنوا فالازد وكندة ومذحج والاشعرون وانمار وحمير فقال رجل من القوم: ما أنمار ؟ قال: الذين منهم خثعم وبجلية واما الذين تشأموا فعاملة وجذام ولخم وغسان. 45 – في روضة الكافي محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل ابن صالح عن سدير قال: سأل رجل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: فقالوا ربنا باعد بين اسفارنا وظلموا انفسهم فقال: هؤلاء قوم، كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض، وانها جارية وأموال ظاهرة فكفروا بانعم الله وغيروا ما بأنفسهم فارسل الله عزوجل عليهم سيل العرم ففرق قراهم وأخرب ديارهم وأبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتي اكل خمط واثل وشئ من سدر قليل ثم قال الله عزوجل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازى الا الكفور. 46 – وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام خطبة لامير المؤمنين وفيها يقول عليه السلام: وااسفا من فعلات شيعتي من بعد قرب مودتها اليوم كيف يستذل بعدى بعضها بعضا، وكيف يقتل بعضها بعضا المتشتتة غدا عن الاصل، النازلة بالفرع، المؤملة الفتح من غير جهته، كل حزب منهم آخذ بغصن، أينما مال الغصن مال معه، مع ان الله وله الحمد سيجمع هؤلاء لشر يوم لبنى امية كما يجمع قزع الخريف يؤلف بينهم ثم يجعلهم ركاما (1) كركام السحاب، ثم يفتح لهم أبوابا يسيلون من مستشارهم (2) كسيل الجنتين سيل العرم، حيث بعث إليه فارة فلم يثبت عليه أكمة ولم يرد سننه رض طود يذعذعهم في


(1) القزع: قطع السحاب المتفرقة وانما خص الخريف لانه اول الشتاء والسحاب يكون فيه متفرقة غير متراكم قاله في النهاية. والركام: المتراكب بعضه فوق بعض. (2) أي محل انبعاثهم وتهييجهم، قال الفيض (ره) في الوافى: وكانه أشار عليه السلام بذلك إلى فتن أبى مسلم المروزى واستئصالهم لبنى امية، وانما شبههم بسيل العرم لتخريبهم البلاد واهلها الذين كانوا في خفض ودعة. [ * ]

[ 329 ]

بطون أودية (1) ثم يسلكهم ينابيع في الارض يأخذ بهم من قوم حقوق قوم، ويمكن من قوم لديار قوم تشريدا لبنى امية (2). 47 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن سدير قال: سأل رجل ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: قالوا ربنا باعد بين اسفارنا وظلموا انفسهم الاية فقال: هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض، وانهار جارية وأموال ظاهرة، فكفروا نعم الله عزوجل وغيروا ما بأنفسهم من عافية الله، فغير الله ما بهم من نعمة، وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فارسل الله عليهم سيل العرم، ففرق قراهم وخرب ديارهم، وأذهب بأموالهم وأبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتي اكل خمط واثل وشئ من سدر قليل، ثم قال: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازى الا الكفور). 48 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وعن أبى حمزة الثمالى قال: دخل قاض من قضاة أهل الكوفة على على بن الحسين عليهما السلام فقال له جعلني الله فداك أخبرني عن قول الله عزوجل: (وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالى واياما آمنين) فقال له: ما يقول الناس فيها قبلكم بالعراق ؟ قال: يقولون انها مكة، قال: وهل رأيت السرق في موضع اكثر منه بمكة قال: فما هو ؟ قال: انما عنى الرجال، قال: وان ذلك في كتاب الله أوما تسمع إلى قوله عزوجل: (وكأين من قرية عنت عن أمر ربها ورسله) وقال: (و تلك القرى أهلكناهم) وقال: (واسئل القرية التى كنا فيها والعير التى اقبلنا فيها) فليسأل القرية أو الرجال أو العير ؟ قال: وتلا عليه آيات في هذا المعنى قال: جعلت فداك فمن هم ؟ قال: نحن هم. قال: أو لم تسمع إلى قوله: (سيروا فيها ليالى واياما آمنين) قال: آمنين من الزيغ.


(1) لاكمة: التل. والرض: الدق الجريش والطود: الجبل. والمجرور في (سننه) كما قاله في الوافى يرجع إلى السيل أو إلى الله تعالى والذعذعة بالذالين: التفريق. (2) التشريد: التنفير. [ * ]

[ 330 ]

49 – وعن أبى حمزة الثمالى قال: اتى الحسن البصري (1) ابا جعفر عليه السلام فقال: لاسألك عن اشياء من كتاب الله فقال له أبو جعفر: الست فقيه اهل البصرة ؟ قال قد يقال ذلك فقال له أبو جعفر عليه السلام: هل بالبصرة أحد تأخذ عنه ؟ قال: لا قال فجميع أهل البصرة يأخذون عنك ؟ قال: نعم فقال أبو جعفر عليه السلام: سبحان الله لقد تقلدت عظيما من الامر بلغني عنك أمر فما أدرى أكذاك أنت أم يكذب عليك ؟ قال: ما هو ؟ قال: زعموا انك تقول ان الله خلق العباد ففوض إليهم أمورهم ؟ قال: فسكت فقال: ارأيت من قال له الله في كتابه: انك آمن، هل عليك خوف بعد هذا القول منه ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: انى اعرض اليك آية وانهى اليك خطبا ولا احسبك الا وقد فسرته على غير وجهه، فان كنت فعلت ذلك فقد هلكت وأهلكت فقال له: وما هو ؟ فقال: ارأيت حيث يقول (وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالى واياما آمنين) يا حسن بلغني انك أفتيت الناس فقلت: هي مكة ! فقال أبو جعفر عليه السلام: فهل يقطع على من حج مكة وهل يخاف أهل مكة وهل تذهب أموالهم فمتى يكونوا آمنين ؟ بل فينا ضرب الله الامثال في القرآن فنحن القرى التى بارك الله فيها، وذلك قول الله عزوجل فيمن أقر بفضلنا حيث أمرهم أن يأتونا فقال: (وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة) والقرى الظاهرة الرسل والنقلة عنا إلى شيعتنا و فقهاء شيعتنا إلى شيعتنا وقوله: (وقدرنا فيها السير) والسير مثل للعلم (سيروا فيها ليالى واياما) مثل لما يسير من العلم في الليالى والايام عنا إليهم في الحلال والحرام و


(1) هو رئيس القدرية أبو سعيد بن أبى الحسن يسار مولى زيد بن ثابت الانصاري أخو سعيد وعمارة وامهم خيرة مولاة ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وكان أحد الزهاد الثمانية عند الناس وكان يلقى الناس بما يهوون ويتصنع للرياسة قال ابن أبى حديد: وممن قيل انه يبغض عليا ويذمه الحسن بن أبى الحسن البصري وروى انه كان من المخذلين عن نصرته عليه السلام وكان ممن دعا عليه أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: أطال الله حزنك، قال أيوب السجستاني: فما رأينا الحسن قط الا حزينا كأنه رجع عن دفن حميم أوخر بندج – أي مكارى – ضل حماره فقلت له في ذلك ؟ فقال: عمل في دعوة الرجل الصالح. [ * ]

[ 331 ]

الفرائض والاحكام (آمنين) فيها إذا اخذوا عن معدنها الذى أمروا ان يأخذوا منه آمنين من الشك والضلال، والنقلة من الحرام إلى الحلال، لانهم اخذوا العلم ممن وجب لهم يأخذهم اياه عنهم المغفرة، لانهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ذرية مصفاة بعضها من بعض فلم ينته الاصطفاء اليكم بل الينا انتهى، ونحن تلك الذرية المصطفاة لا أنت وأشباهك يا حسن، فلو قلت لك حين ادعيت ما ليس لك وليس اليك يا جاهل أهل البصرة لم أقل فيك الا ما علمته منك، وظهر لى عنك، واياك أن تقول بالتفويض، فان الله عزوجل لم يفوض الامر إلى خلقه وهنا منه وضعفا، ولا أجبرهم على معاصيه ظلما والخبر طويل أخذنا منه موضع الحاجة (انتهى). 50 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة البصري (1) على أبى جعفر عليه السلام فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة ؟ فقال: هكذا يزعمون فقال أبو جعفر عليه السلام: بلغني انك تفسر القرآن ؟ قال له قتادة: نعم. قال أبو جعفر: بعلم تفسره أم بجهل ؟ قال: لا، بعلم فقال له أبو جعفر عليه السلام: فان تفسره بعلم فأنت أنت (2) والا أنا أسالك، قال قتادة سل، قال: أخبرني عن قول الله عزوجل في سبأ: (و قدرنا فيها السير سيروا فيها ليالى واياما آمنين) فقال قتادة: ذاك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله، فقال أبو جعفر عليه السلام: نشدتك الله يا قتادة هل تعلم انه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال و كراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه (3) قال قتادة: اللهم نعم، فقال أبو جعفر عليه السلام: ويحك يا قتادة ان كنت انما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت، وان كنت قد أخذته من


(1) هو من مشاهير محدثي العامة ومفسريهم. (2) قال المجلسي (ره): أي فأنت العالم المتوحد الذى لا يحتاج إلى المدح والوصف وينبغى ان يرجع اليك في العلوم. (3) الاجتياح: الاهلاك. [ * ]

[ 332 ]

الرجال فقد هلكت وأهلكت ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلو كراء حلال يروم (1) هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه، كما قال الله عزوجل: (واجعل افئدة من الناس تهوى إليهم) ولم يعن البيت فيقول: (إليه) فنحن والله دعوة ابراهيم صلى الله عليه من هوانا قلبه قبلت حجته والا فلا، يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة، قال قتادة: لا جرم والله لا فسرتها الا هكذا فقال أبو جعفر عليه السلام: ويحك يا قتادة انما يعرف القرآن من خوطب به. 51 في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن صالح الهمداني قال كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام ان أهل بيتى يؤذوننى ويقرعونى بالحديث الذى روى عن آبائك عليهم السلام انهم قالوا: خدامنا وقوامنا شرار خلق الله فكتب عليه السلام: ويحكم ما تعرفون ما قال الله عزوجل: وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة نحن والله القرى التى بارك الله فيها وانتم القرى الظاهرة. قال عبد الله بن جعفر: وحدثنا بهذا الحديث على بن محمد الكليني عن محمد بن صالح عن صاحب الزمان عليه السلام. 52 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى زهر شيب بن أنس عن بعض أصحاب أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أبو عبد الله لابي حنيفة: يابا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته وتعرف الناسخ والمنسوخ ؟ قال: نعم قال: يابا حنيفة لقد ادعيت علما ويلك ما جعل الله الا عند أهل الكتاب الذين انزل عليهم، ويلك ولا هو الا عند الخاص من ذرية نبينا صلى الله عليه واله وما ورثك الله من كتابه حرفا، فان كنت كما تقول ولست كما تقول فأخبرني عن قول الله عزوجل: (سيروا فيها ليالى واياما آمنين) اين ذلك من الارض ؟ قال: احسبه ما بين مكة والمدينة، فالتفت أبو عبد الله عليه السلام إلى أصحابه فقال: تعلمون ان الناس يقطع عليهم ما بين المدينة ومكة فتؤخذ اموالهم ولا يؤمنون على أنفسهم و يقتلون ؟ قالوا: نعم، قال: فسكت أبو حنيفة، فقال: يا با حنيفة أخبرني عن قول


(1) يروم أي يقصد. [ * ]

[ 333 ]

الله عزوجل: (ومن دخله كان آمنا) اين ذلك من الارض ؟ قال: الكعبة قال: أفتعلم ان الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير فقتله كان آمنا فيها ؟ قال: فسكت فقال أبو بكر الحضرمي: جعلت فداك الجواب في المسئلتين ؟ فقال يابا بكر (سيروا فيها ليالى واياما آمنين) فقال: مع قائمنا أهل البيت، واما قوله: (ومن دخله كان آمنا) فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقدة أصحابه كان آمنا. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 53 – وباسناده إلى أبى سعيد الخدرى عن النبي حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه واله: يا بلال اصعد ابا قبيس فناد عليه ان رسول الله صلى الله عليه واله حرم الجرى (1) والضب و الحمر الاهلية، الا فاتقوا الله ولا تأكلوا من السمك الا ما كان له قشر، ومع القشر فلوس، ان الله تبارك وتعالى مسخ سبعمأة امة عصوا الاوصياء بعد الرسل، فأخذ أربعمأة امة منهم برا وثلاثمأة امة منهم بحرا، ثم تلا هذه الاية وجعلناهم احاديث ومزقناهم كل ممزق. 54 – في مجمع البيان وفى الحديث عن فروة بن مسيك قال: سألت رسول الله صلى الله عليه واله عن سبأ، أرجل هو ام امرأة (2) الحديث وقد تقدم اوائل قصة سبأ. 55 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن مسمع بن الحجاج عن صباح الحذاء عن صباح المزني عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه واله بيد على عليه السلام يوم الغدير صرخ ابليس في جنوده صرخة، فلم يبق منهم في بر ولا بحر الا أتاه، فقالوا: يا سيدهم و مولاهم (2) ماذا دهاك فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه ؟ فقال لهم: فعل


(1) الجرى: صنف من السمك في ظهره طول وفى فمه سعة وليس له عظم الا عظم اللحيين والسلسلة (2) مر الحديث تحت رقم 44 فراجع. (3) قال المجلسي (ر) في كتاب مرآة العقول: أي قالوا يا سيدنا ويا مولانا وانما غيره لئلا يوهم انصرافه إليه (ع) وهذا شايع في كلام البلغاء في نقل امر لا يرضى القائل لنفسه كما في قوله تعالى (ان لعنة لله عليه ان كان من الكاذبين). وقوله: ماذا دهاك يقال: دهاه إذا اصابته داهية. [ * ]

[ 334 ]

هذا النبي فعلا ان تم لم يعص الله أبدا، فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لادم، فلما قال المنافقون: انه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه: اما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون – يعنون رسول الله صلى الله عليه واله – صرخ ابليس صرخة بطرب فجمع أوليائه فقال: أما علمتم انى كنت لادم من قبل ؟ قالوا: نعم قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب، وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه واله وأقام الناس غير على لبس ابليس تاج الملك ونصب منبرا وقعد في الزينة (1) وجمع خيله ورجله ثم قال لهم: اطربوا لا يطاع الله حتى يقوم امام وتلا أبو جعفر: عليه السلام ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين قال أبو جعفر عليه السلام: كان تأويل هذه الاية لما قبض رسول الله صلى الله عليه واله، والظن من ابليس حين قالوا لرسول الله انه ينطق عن الهوى، فظن بهم ابليس ظنا فصدقوا ظنه. 56 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما أمر الله نبيه صلى الله عليه واله ان ينصب أمير المؤمنين للناس في قوله: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك في على) بغدير خم فقال: من كنت مولاه فعلى مولاه، فجاء الابالسة إلى ابليس الاكبر وحثوا التراب على رؤسهم فقال لهم ابليس: ما لكم ؟ قالوا ان هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شئ إلى يوم القيامة فقال لهم ابليس: كلا ان الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني فأنزل الله عزوجل على رسوله: صلى الله عليه واله (ولقد صدق عليهم ابليس ظنه) الاية. 57 – وقوله عزوجل: ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له قال: لا يشفع أحد من أنبياء الله ورسله يوم القيامة حتى يأذن الله له الا رسول الله صلى الله عليه واله، فان الله عزوجل قد اذن له في الشفاعة من قبل يوم القيامة، والشفاعة له وللائمة صلوات الله عليهم ثم بعد ذلك للانبياء عليهم السلام. قال: حدثنى أبى عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبى العباس المكبر قال: دخل مولى لا مرأة على بن الحسين صلوات الله عليهما على أبي جعفر صلوات الله عليه يقال له أبو أيمن فقال له: يابا جعفر تغرون الناس وتقولون شفاعة محمد


(1) وفي المصدر ” وقعد في الوثبة “: والوثبة: الوسادة. (*)

[ 335 ]

شفاعة محمد ؟ ! فغضب أبو جعفر عليه السلام حتى تربد وجهه (1) ثم قال: ويحك يابا أيمن أغرك ان عف بطنك وفرجك ؟ أما لو قد رأيت افزاع القيامة لقد احتجت إلى شفاعة رسول الله صلى الله عليه واله ويلك وهل يشفع الا لمن وجبت له ؟ ثم قال: ما من أحد من الاولين والاخرين الا وهو محتاج إلى شفاعة رسول الله صلى الله عليه واله يوم القيامة، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: ان لرسول الله صلى الله عليه واله الشفاعة في امته، ولنا الشفاعة في شيعتنا، ولشيعتنا شفاعة في أهاليهم، ثم قال: و ان المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر، وان المؤمن ليشفع حتى لخادمه، يقول: يا رب حق خدمتي كان يقيني الحر والبرد. 58 – وفي رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير وذلك ان أهل السموات لم يسمعوا وحيا فيما بين أن بعث عيسى بن مريم إلى أن بعث محمد صلى الله عليه واله، فلما بعث الله جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه واله سمع أهل السموات صوت وحى القرآن كوقع الحديد على الصفا، فصعق أهل السموات فلما فرغ عن الوحى انحدر جبرئيل عليه السلام كلما مر بأهل سماء فزع عن قلوبهم، يقول كشف عن قلوبهم، فقال بعض لبعض: ماذا قال ربكم ؟ قالوا الحق وهو العلى الكبير. 59 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام كلام طويل وفيه: واما قولكم انى شككت في نفسي حيث قلت للحكمين: انظرا فان كان معاوية أحق بها منى فأثبتاه، فان ذلك لم يكن شكا منى ولكني أنصفت في القول قال الله: وانا أو اياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ولم يكن شكا وقد علم الله أن نبيه على الحق. 60 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا على بن جعفر قال: حدثنى محمد بن عبد الله الطائى قال: حدثنا محمد بن أبي عمير قال: حدثنى حفص الكنانى قال: سمعت عبد الله بن بكير الرجانى قال: قال لى الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليهما: أخبرني عن الرسول صلى الله عليه كان عاما للناس أليس قد قال الله عزوجل في محكم كتابه:


(1) تربد لونه: تغير. [ * ]

[ 336 ]

وما ارسلناك الا كافة للناس لاهل الشرق والغرب وأهل السماء والارض من الجن والانس هل بلغ رسالته إليهم كلهم ؟ قلت: لا أدرى، قال: يا ابن بكير ان رسول الله صلى الله عليه واله لم يخرج من المدينة فكيف أبلغ أهل الشرق والغرب ؟ قلت: لا أدرى، قال: ان الله تعالى أمر جبرئيل عليه السلام فاقتلع الارض بريشة من جناحه ونصبها لرسول الله صلى الله عليه واله، فكانت بين يديه مثل راحة في كفه ينظر إلى اهل الشرق والغرب، ويخاطب كل قوم بألسنتهم، ويدعوهم إلى الله عزوجل والى نبوته بنفسه، فما بقيت قرية ولا مدينة الا ودعاهم النبي صلى الله عليه واله بنفسه 61 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابراهيم بن محمد الثقفى عن محمد بن مروان جميعا عن أبان بن عثمان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى اعطى محمدا صلى الله عليه واله شرايع نوح وابراهيم وموسى وعيسى، إلى أن قال: وارسله كافة إلى الابيض والاسود والجن والانس. 62 – في كتاب الخصال عن أبى امامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: فضلت بأربع خصال: جعلت لى الارض مسجدا وطهورا، إلى قوله: وارسلت إلى الناس كافة. 63 – في مجمع البيان عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه واله اعطيت خمسا ولا أقول فخرا بعثت إلى الاحمر والاصفر (الاسودخ) الحديث. 64 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال على بن الحسين عليهما السلام كان أبو طالب يضرب عن رسول الله صلى الله عليه واله بسيفه ويقيه بنفسه، إلى أن قال: فقالوا: يا أبا طالب سله: أرسله الله الينا خاصة ام إلى الناس كافة ؟ فقال أبو طالب: يا ابن اخ إلى الناس كافة أرسلت ام إلى قومك خاصة ؟ قال: لا، بل إلى الناس ارسلت كافة الابيض والاسود والعربي والعجمي، والذى نفسي بيده لادعون إلى هذا الامر الابيض والاسود ومن على رؤس الجبال ومن في لجج البحار. ولا دعون السنة فارس والروم. 65 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه: وان الانبياء بعثوا خاصة وعامة، فاما نوح:


[ 337 ]

فانه ارسل إلى من في الارض بنبوة عامة ورسالة عامة. واما هود: فانه ارسل إلى عاد بنبوة خاصة، واما صالح: فانه ارسل إلى ثمود وهى قرية واحدة لا تكمل أربعين بيتا على ساحل البحر صغيرة، واما شعيب: فانه ارسل إلى مدين وهى لا تكمل أربعين بيتا، واما ابراهيم: نبوته بكوثا وهى قرية من قرى السواد فيها بدا أول امره، ثم هاجر منها وليست بهجرة، فقال في ذلك قوله عزوجل: (انى مهاجر إلى ربى سيهدين) وكانت هجرة ابراهيم بغير قتال، واما اسحق: فكانت نبوته بعد ابراهيم، واما يعقوب: فكانت نبوته بأرض كنعان ثم هبط إلى ارض مصر فتوفى فيها، ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بأرض كنعان، والرؤيا التى راى يوسف الاحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، وكانت نبوته بأرض مصر بدوها، ثم ان الله تبارك وتعالى ارسل الاسباط اثنى عشر بعد يوسف، ثم موسى وهارون إلى فرعون وملائه إلى أرض مصر وحدها، ثم ان الله تبارك وتعالى ارسل يوشع بن نون إلى بنى اسرائيل من بعد موسى فنبوته بدوها في البرية التى تاه فيها بنو اسرائيل، ثم كانت أنبياء كثيرة منهم من قصه الله عزوجل على محمد ومنهم من لم يقصصه على محمد، ثم ان الله عزوجل ارسل عيسى عليه السلام إلى بنى اسرائيل خاصة و كانت نبوته ببيت المقدس، وكانت من بعده الحواريون اثنا عشر، فلم يزل الايمان يستتر في بقية أهله منذ رفع الله عيسى عليه السلام، ثم ارسل الله محمدا صلى الله عليه واله إلى الجن والانس عامة وكان خاتم الانبياء. 66 – وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر محمد بن على عليهما السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: فمكث نوح ألف سنة الا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته احد 67 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام مثل ما نقلنا عن كتاب كمال الدين و تمام النعمة اخيرا سواء. 67 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: واسروا الندامة لما روا العذاب قال: يسرون الندامة في النار إذا رأوا ولى الله، فقيل: يا رسول الله وما يغنيهم اسرارهم


[ 338 ]

الندامة وهم في العذاب ؟ قال: يكرهون شماتة الاعداء. 68 – في نهج البلاغة واما الاغنياء من مترفة الامم فتعصبوا لاثار مواقع النعم فقالوا: نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين فان كان لابد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال ومحامد الافعال ومحاسن الامور التى تفاضلت فيها المجداء والنجداء من بيوتات العرب ويعاسيب القبائل (1) بالاخلاق الرغيبة والاحلام العظيمة والاخطار (2) الجليلة والاثار المحمودة. 69 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى بصير قال: ذكرنا عند أبى جعفر عليه السلام من الاغنياء من الشيعة فكأنه كره ما سمع منا فيهم، قال: يابا محمد إذا كان المؤمن غنيا رحيما وصولا له معروف إلى أصحابه، أعطاه الله أجر ما ينفق في البر أجره مرتين ضعفين، لان الله عزوجل يقول في كتابه: وما اموالكم ولا اولادكم بالتى تقربكم عندنا زلفى الا من آمن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون. 70 – في تفسير على بن ابراهيم وذكر رجل عند أبى عبد الله عليه السلام الاغنياء ووقع فيهم فقال أبو عبد الله: اسكت فان الغنى إذا كان وصولا لرحمه، بارا باخوانه، أضعف الله له الاجر ضعفين، لان الله يقول: (وما اموالكم ولا اولادكم بالتى تقربكم عندنا زلفى الا من آمن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون). 71 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه السلام: حتى إذا كان يوم القيامة حسب لهم ثم أعطاهم بكل واحدة عشر أمثالها إلى سبعمأة ضعف، قال الله عزوجل: (جزاء من ربك عطاءا حسابا) وقال: (اولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون).


(1) تفاضلت فيها أي تزايدت والمجداء جمع ماجد والمجد: الشرف في الاباء والنجداء: الشجعان والواحد: النجد. ويعاسيب القبائل رؤساؤها. (2) الرغيبة. الخصلة يرغب فيها، والاحلام: العقول. والاخطار: الاقدار. [ * ]

[ 339 ]

72 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وما انفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين قال: فانه حدثنى أبى عن حماد عن حريز عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الرب تبارك وتعالى ينزل أمره كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا من أول الليل، وفى كل ليلة في الثلث الاخير وامامه ملك ينادى: هل من تائب يتاب عليه، هل من مستغفر يغفر له، هل من سائل فيعطى سؤله اللهم اعط كل منفق خلفا وكل ممسك تلفا، إلى أن يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد أمر الرب تبارك وتعالى إلى عرشه فيقسم أرزاق العباد، ثم قال للفضيل بن يسار: يا فضيل يصيبك من ذلك وهو قول الله: (وما انفقتم من شئ فهو يخلفه) إلى قوله: (اكثرهم بهم يؤمنون). 73 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عمن حدثه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت آيتين في كتاب الله أطلبهما فلا أجدهما قال: و ماهما ؟ قلت: قول الله عزوجل: (ادعوني استجب لكم) إلى أن قال: ثم قال: وما الاية الاخرى ؟ قلت: قول الله عزوجل: (وما انفقتم من شئ فهويخلفه وهو خير الرازقين) وانى انفق ولا أرى خلفا قال: افترى عزوجل أخلف وعده ؟ قلت: لا قال فمم ذلك ؟ قلت: لا أدرى، قال: لو ان أحدكم اكتسب المال من حله وأنفقه في حله لم ينفق درهما الا اخلف عليه. 74 محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يحيى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من بسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه، ويضاعف له في آخرته، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة. 75 – في من لا يحضره الفقيه باسناده إلى أبان الاحمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انه جاء إليه رجل فقال له: بأبى أنت وامى عظني موعظة. فقال عليه السلام: وان كان الحساب حقا فالجمع لماذا وإذا كان الخلف من الله عزوجل حقا فالبخل لماذا ؟ الحديث. 76 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن النوفلي عن السكوني عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من صدق بالخلف جاد بالعطية. [ * ]


[ 340 ]

77 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن موسى بن راشد عن سماعة عن ابى الحسن عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة. 78 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن بعض من حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله في كلام له: ومن بسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه ويضاعف له في آخرته. 79 – على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن عمر بن اذينة رفعه إلى ابى عبد الله أو ابي جعفر عليهما السلام قال: ينزل الله المعونة من السماء إلى العبد بقدر المؤنة، ومن أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة. 80 – أحمد بن محمد عن أبيه عن الحسين بن أيمن عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال: يا حسين انفق وايقن بالخلف من الله، فانه لم يبخل عبد ولا امة بنفقة فيما يرضى الله عزوجل الا أنفق أضعافها فيما يسخط الله. 81 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن ابى الحسن الرضا عليه السلام قال: دخل عليه مولى فقال له: هل أنفقت اليوم شيئا ؟ فقال: لا والله، فقال أبو الحسن عليه السلام: فمن أين يخلف الله علينا ؟. 82 – عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد جميعا عن الحسن بن محبوب عن ابراهيم بن مهزم عن رجل عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الشمس ليطلع ومعها اربعة املاك: ملك ينادى: يا صاحب الخير اتم و ابشر وملك ينادى: يا صاحب الشر أنزع وأقصر، وملك ينادى اعط منفقا خلفا، وآت ممسكا تلفا، وملك ينضحها بالماء ولولا ذلك اشعلت الارض. 83 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن معاوية بن وهب عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من يضمن اربعة بأربعة أبيات في الجنة: أنفق ولا تخف فقرا وأنصف الناس من نفسك، وافش السلام في العالم واترك المراء وان كنت محقا.


[ 341 ]

84 – في مجمع البيان وعن جابر عن النبي صلى الله عليه واله قال: كل معروف صدقة وما وقى الرجل به عرضه فهو صدقة، وما انفق المؤمن من نفقة فعلى الله خلقها ضامنا الا ما كان من نفقة في بنيان أو معصية. 85 – وعن ابى امامة قال: انكم تأولون هذه الاية في غير تأويلها (وما انفقتم من شئ فهو يخلفه) وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه واله والا فصمتا يقول: اياكم والسرف في المال والنفقة وعليكم بالاقتصاد فما افتقر قوم قط اقتصدوا. 86 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا على بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هشام بن عمار يرفعه في قوله: وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير قال: كذب الذين من قبلهم رسلهم معشار ما آتينا محمدا وآل محمد عليهم السلام 87 – حدثنا جعفر بن أحمد قال حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن على بن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالى قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله عزوجل: قل انما اعظكم بواحدة قال: انما اعظكم بولاية على هي الواحدة التى قال الله عزوجل. 88 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله تعالى: (قل انما اعظكم بواحدة) فقال: انما أعظكم بولاية على عليه السلام هي الواحدة التى قال الله تبارك و تعالى (انما اعظكم بواحدة). 89 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه واما قوله: (انما اعظكم بواحدة) فان الله جل ذكره أنزل عزائم الشرائع وآيات الفرائض في أوقات مختلفة فكان اول ما قيدهم به الاقرار بالوحدانية والربوبية والشهادة بان لا اله الا الله، فلما أقروا بذلك تلاه بالاقرار لنبيه صلى الله عليه واله بالنبوة والشهادة له بالرسالة، فلما انقادوا لذلك فرض عليهم الصلوة ثم الصوم ثم الحج ثم الجهاد ثم


[ 342 ]

الزكوة ثم الصدقات وما يجرى مجراها من مال الفئ، فقال المنافقون: هل بقى لربك علينا بعد الذى فرض علينا شئ آخر يفترضه فتذكره لتسكن انفسنا إلى انه لم يبق غيره ؟ فأنزل الله في ذلك: (قل انما اعظكم بواحدة) يعنى الولاية فانزل الله: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون). 90 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقر والصادق عليهما السلام في قوله تعالى: (قل انما اعظكم بواحدة) قال: الولاية ان تقوموا لله مثنى قال: الائمة وذريتهما. (1) 91 – في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) قال: من تولى الاوصياء من آل محمد واتبع آثارهم فذلك يزيده ولاية معى من النبيين والمؤمنين الاولين، حتى يصل ولايتهم إلى آدم عليه السلام، و هو قول الله عزوجل: (من جاء بالحسنة فله خير منها) ندخله الجنة وهو قوله عزوجل: قل ما سألتكم من اجر فهو لكم يقول: اجر المودة التى لم اسألكم غيره فهو لكم تهتدون به، وتنجون من عذاب يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 92 – في مجمع البيان (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم) إلى قوله وقال الماوردى: معناه ان اجر ما دعوتكم إليه من اجابتي وذخره هو لكم دوني وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام. 93 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: (قل ما سألتكم من اجر فهو لكم) وذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله سأل قومه ان يودوا اقاربه ولايؤذونه، واما قوله: (فهو لكم) يقول: ثوابه لكم. 94 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد بن عثمان قال: أولم اسمعيل فقال له عبد الله عليه السلام: عليك بالمساكين فاشبعهم، فان الله


(1) كذا. [ * ]

[ 343 ]

عزوجل يقول: وما يبدئ الباطل وما يعيد 95 – في مجمع البيان قال ابن مسعود: دخل رسول الله صلى الله عليه واله مكة وحول البيت ثلاثمأة وستون صنما فجعل يطعنها بعود في يده، ويقول: (جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا). (جاء الحق ويبدئ الباطل وما يعيد). في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى على بن موسى عن أبيه عن جعفر بن محمد عن ابيه عن آبائه عليهم السلام مثل ما نقلنا عن مجمع البيان. 96 – في مجمع البيان (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب) قال أبو حمزة الثمالى: سمعت على بن الحسين والحسن بن على يقولان: هو جيش البيداء يؤخذون من تحت اقدامهم. 97 – وروى عن حذيفة بن اليمان ان النبي صلى الله عليه واله ذكرفتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب، قال: فبينما هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا إلى المشرق وآخر إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة يعنى بغداد، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويفضحون اكثر من مأة امرأة، ويقتلون فيها ثلاثمأة كبش من بنى العباس، ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر، ويستنقذون ما في أيديهم من السبى والغنائم، ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينهبونها ثلاثة ايام بلياليها، ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرئيل فيقول: يا جبرئيل اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منهم الا رجلان من جهينة فلذلك جاء القول: (وعند جهينة الخبر اليقين) فلذلك قوله: (ولو ترى إذ فزعوا) إلى آخره اورده الثعلبي في تفسيره، وروى أصحابنا في أحاديث المهدى عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام مثله. 98 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت) فانه حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن منصور بن يونس


[ 344 ]

عن ابى خالد الكابلي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: والله لكأنى انظر إلى القائم وقد اسند ظهره إلى الحجر ثم ينشد الله حقه ثم يقول: يا ايها الناس من يحاجنى في الله فانا أولى بالله، ايها الناس من يحاجنى في آدم فانا اولى بآدم، ايها الناس من يحاجنى في نوح فانا اولى بنوح، ايها الناس من يحاجنى بابراهيم فانا اولى بابراهيم، ايها الناس من يحاجنى بموسى فانا أولى بموسى، ايها الناس من يحاجنى بعيسى فانا اولى بعيسى، ايها الناس من يحاجنى بمحمد فانا اولى بمحمد ايها الناس من يحاجنى بكتاب الله فانا اولى بكتاب الله، ثم ينتهى إلى المقام فيصلى ركعتين وينشد الله حقه، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: هو والله المضطر في كتاب الله في قوله: (ام من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض) فيكون اول من يبايعه جبرئيل، ثم الثلاثمأة والثلاثة عشر، فمن كان ابتلى بالمسير وافى، ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه، وهو قول امير المؤمنين عليه السلام: هم المفقودون عن فرشهم، وذلك قول الله: (فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا) قال: الخيرات الولاية وقال في موضع آخر: (ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة) وهم اصحاب القائم صلوات الله عليه يجتمعون والله إليه في ساعة واحدة، فإذا جاء إلى البيداء يخرج إليه جيش السفياني، فيأمر الله عزوجل الارض فتأخذ باقدامهم وهو قوله عزوجل: (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به) يعنى بالقائم من آل محمد صلوات الله عليهم وانى لهم التناوش من مكان بعيد وحيل بينهم وبين ما يشتهون يعنى ان لا يعذبوا كما فعل باشياعهم يعنى من كان قبلهم من المكذبين هلكوا من قبل انهم كانوا في شك مريب. 99 – وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت) قال: من الصوت وذلك الصوت من السماء وقوله عزوجل: (واخذوا من مكان قريب) قال: من تحت اقدامهم خسف بهم. 100 – اخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن ابن محبوب عن ابى حمزة قال سألت ابا جعفر عليه السلام عن قوله عزوجل: (وانى لهم


[ 345 ]

التناوش من مكان بعيد) قال انهم طلبوا الهدى من حيث لا ينال وقد كان لهم مبذولا من حيث ينال. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: الحمدين حمد سبأ وحمد فاطر من قرأهما في ليلة لم يزل في حفظ الله وكلائته، فمن قرأهما في نهاره لم يصبه في نهاره مكروه، واعطى من خير الدنيا وخير الاخرة ما لم يخطر على قلبه ولم يبلغ مناه. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرأ سورة الملائكة دعته يوم القيامة ثلاثة أبواب من الجنة ان ادخل من أي الابواب شئت. 3 – في كتاب الخصال في احتجاج على عليه السلام على أبى بكر قال: فانشدك بالله أخوك المزين بالجناحين في الجنة يطير بهما مع الملائكة ام أخى ؟ قال: بل اخوك. 4 – وفيه في احتجاج على عليه السلام يوم الشورى على الناس: نشدتكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخى جعفر المزين بالجناحين في الجنة يحل فيها حيث يشاء غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. 5 – وفيه ايضا في مناقب أمير المؤمنين وتعدادها قال عليه السلام: واما السادسة و العشرون فان جعفرا اخى الطيار في الجنة مع الملائكة المزين بالجناحين من در و ياقوت وزبرجد. 6 – وفيه ايضا فيها قال عليه السلام: واما الثامنة والاربعون فان رسول الله صلى الله عليه واله أتانى في منزلي ولم نكن طعمنا منذ ثلاثة ايام، فقال: يا على هل عندك شئ ؟ فقلت: و الذى اكرمك بالكرامة واصطفاك بالرسالة ما طعمت وزوجتي وابناي منذ ثلاثة ايام فقال النبي صلى الله عليه واله: يا فاطمة ادخلي البيت وانظرى هل تجدين شيئا ؟ فقالت: خرجت الساعة فقلت: يا رسول الله ادخله أنا، فقال: ادخل وقل: بسم الله، فدخلت فإذا انا


[ 346 ]

بطبق موضوع عليه رطب وجفنة (1) من ثريد فحملتها إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا على رأيت الرسول الذى حمل الطعام ؟ فقلت: نعم، فقال صفه لى فقلت: من بين أحمر و أخضر وأصفر، فقال: تلك خطط جناح جبرئيل مكللة بالدر والياقوت، فأكلنا من الثريد حتى شبعنا فما أرى الا خدش أيدينا وأصابعنا، ولم ينقص من الطعام شئ فخصني الله بذلك من بين أصحابه. 7 – عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر قال كان على الحسن والحسين تعويذان حشوهما من زغب (2) جناح جبرئيل عليه السلام. 8 – عن محمد بن طلحة باسناده يرفعه إلى النبي صلى الله عليه واله قال: الملائكة على ثلاثة أجزاء: فجزء لهم جناحان، وجزء لهم ثلاثة اجنحة، وجزء لهم أربعة أجنحة. 9 – عن ثابت بن أبى صفية قال: قال على بن الحسين عليه السلام: رحم الله العباس يعنى ابن على فلقد آثر أبى وفدى أبى بنفسه قطعت يداه فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبى طالب، وان للعباس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة. 10 – عن زيد بن وهب قال: سئل أمير المؤمنين على بن أبيطالب عليه السلام عن قدرة الله عزوجل فقام خطيبا فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ان الله تبارك وتعالى ملئكة لو ان ملكا منهم هبط إلى الارض ما وسعته لعظم خلقه وكثرة أجنحته، ومنهم من لو كلفت الجن والانس ان يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته، وكيف يوصف من ملائكته من سبعمأة عام ما بين منكبيه وشحمة اذنيه، ومنهم من يسد الافق بجناح من اجنحته دون عظم بدنه، ومنهم من السموات إلى حجزته (3) ومنهم من قدمه على غير قرار في جو الهواء الاسفل والارضون إلى ركبته، ومنهم من لوالقى


(1) الجفنة: القصعة وعن الكسائي انه قال: اعظم القصاع الجفنة ثم القصعة تشبع العشرة ثم الصحفة تشبع الخمسة إلى آخر ما ذكره. (2) الزغب: صغار الريش وقيل اول ما يبدو منه. (3) الحجزة: معقد الازار. [ * ]

[ 347 ]

في نقرة ابهامه جميع المياه لوسعتها، ومنهم من لو القيت السفن في دموع عينيه لجرت دهر الداهرين، فتبارك الله أحسن الخالقين. 11 – عن أبى ايوب الانصاري عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه للزهراء فاطمة عليها السلام: يا فاطمة انا اهل بيت اعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الاولين قبلنا ولا يدركها أحد من الاخرين بعدنا: نبينا خير الانبياء وهو أبوك، ووصينا خير الاوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة وهو جعفر، ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك. 12 – في كتاب التوحيد عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: ان لله تبارك وتعالى ملكا من الملائكة نصف جسده الاعلى نار ونصفه الاسفل ثلج، فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفى النار، وهو قائم ينادى بصوت له رفيع: سبحان الذى كف حر هذه النار فلا تذيب الثلج، وكف برد هذا الثلج فلا يطفى حر النار، اللهم [ يا ] مؤلفا بين الثلج والنار، الف بين قلوب عبادك المؤمنين على طاعتك. 13 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى مجاهد قال: قال ابن عباس: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: ان لله تبارك وتعالى ملكا يقال له دردائيل، كان له ستة – عشر ألف جناح ما بين الجناح والجناح هوى والهوى كما بين السماء والارض، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 14 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد ابن القاسم عن الحسين بن ابى العلا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال: يا حسين – وضرب بيده على مساور (1) في البيت – مساور طال ما انكبت عليها الملائكة وربما التطقنا من زغبها. 15 – محمد عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم قال: حدثنى مالك بن عطية الاحمسي عن أبى حمزة الثمالى قال: دخلت على على بن الحسين عليهما السلام فاحتبست في الدار ساعة، ثم دخلت البيت وهو يلتقط شيئا وأدخل يده من وراء الستر فناوله من


(1) المساور جمع المسور: متكأ من جلد. [ * ]

[ 348 ]

كان في البيت، فقلت: جعلت فداك هذا الذى تلتقطه أي شئ هو ؟ قال: فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سيحا (1) لا ولادنا فقلت: جعلت فداك وانهم ليأتونكم ؟ فقال: يا ابا حمزة انهم ليزاحمونا على تكأتنا. (2) 16 – في بصائر الدرجات أحمد بن موسى عن أحمد المعروف بغزال مولى حرب بن زياد البجلى عن محمد أبى جعفر الحمامى الكوفى عن الازهر البطيخى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل عرض ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فقبلتها الملائكة وأباها ملك يقال له فطرس، فكسر الله جناحه فلما ولد الحسين بن على عليهما السلام بعث الله جبرئيل في سبعين ألف ملك إلى محمد صلى الله عليه واله يهنئهم بولادته، فمربفطرس فقال له فطرس: إلى أين تذهب ؟ قال: بعثنى الله إلى محمد أهنئهم بمولود ولد في هذه الليلة، فقال له فطرس: احملني معك وسل محمدا يدعو لى، فقال له جبرئيل: اركب جناحى فركب جناحه فاتى محمدا صلى الله عليه واله فدخل عليه وهنأه فقال له: يا رسول الله ان فطرس بينى وبينه اخوة، وسألني ان اسألك ان تدعو الله ان يرد عليه جناحه، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: يا فطرس أتفعل ؟ قال: نعم فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه واله ولاية أمير المؤمنين فقبلها، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: شأنك المهد فتمسح به وتمرغ فيه، قال: فمشى فطرس إلى مهد الحسين بن على ورسول الله صلى الله عليه واله يدعوقال رسول الله صلى الله عليه واله: فنظرت إلى ريشه وانه ليطلع ويجرى فيه الدم ويطول حتى لحق بجناحه الاخر وعرج مع جبرئيل إلى السماء وصار إلى موضعه. 17 – أحمد بن الحسن بن على بن فضال عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار الساباطى قال: أصبت شيئا كان على وسائد كانت في منزل أبى عبد الله عليه السلام فقال له بعض اصحابنا: ما هذا جعلت فداك ؟ – وكان يشبه شيئا يكون في الحشيش كثيرا كأنه جوزة – فقال له أبو عبد الله عليه السلام: هذا مما يسقط من أجنحة الملائكة ثم قال:


(1) السبح: ضرب من البرود. (2) تكأة – كهمزة: ما يعتمد عليه حين الجلوس. *

[ 349 ]

يا عمار ان الملائكة لتزاحمنا على نمارقنا. (1) 18 – ابراهيم بن هاشم عن عبد الله بن حماد عن المفضل بن عمر قال: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فبينا انا عنده جالس إذا أقبل موسى ابنه عليهما السلام وفي رقبته قلادة فيها ريش غلاظ، فدعوت به فقبلته وضممته إلى ثم قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك أي شئ هذا الذى في رقبة موسى ؟ فقال: هذا من أجنحة الملائكة، قال: قلت: وانها لتأتيكم ؟ فقال: نعم انها لتأتينا وتعفر في فرشنا، وان هذا الذى في رقبة موسى من أجنحتها. 19 – أحمد بن الحسين عن الحسن بن برة الاصم عن ابى بكير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان الملائكة لتنزل علينا في رحالنا وتتقلب على فرشنا و تحضر موائدنا وتاتينا من كل نبات في زمانه رطب ويابس، وتقلب علينا أجنحتها وتقلب اجنتحها على صبياننا. 20 – في تفسير على بن ابراهيم قال الصادق صلوات الله عليه: خلق الله الملائكة مختلفة، وقد أتى رسول الله جبرئيل عليه السلام وله ستمأة جناح على ساقه الدر مثل القطر على البقل، قد ملاء ما بين السماء والارض، وقال: إذا أمر الله عزوجل ميكائيل بالهبوط إلى الدنيا صارت رجله في السماء السابعة والاخرى في الارضين السابعة، و ان لله ملائكة أنصافهم من برد، وأنصافهم من نار، يقولون: يا مؤلفا بين البرد والنار ثبت قلوبنا على طاعتك، وقال: ان لله ملكا بعد ما بين شحمة اذنه إلى عينه مسيرة خمسمأة عام بخفقان الطير، وقال: ان الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون وانما يعيشون بنسيم العرش، وان لله عزوجل ملائكة ركعا إلى يوم القيامة، وان لله عزوجل ملائكة سجدا إلى يوم القيامة، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله ما من شئ مما خلق الله عزوجل اكثر من الملائكة وانه ليهبط في كل يوم أو في كل ليلة سبعون ألف ملك، فيأتون البيت الحرام فيطوفون به، ثم يأتون رسول الله صلى الله عليه واله ثم يأتون أمير المؤمنين صلوات الله عليه فيسلمون، ثم يأتون الحسين صلوات الله عليه


(1) نمارق جمع نمرقة: الوسادة الصغيرة يتكأ عليها. [ * ]

[ 350 ]

فيقيمون عنده، فإذا كان عند السحر وضع لهم المعراج إلى السماء ثم لا يعودون ابدا. 21 – وقال أبو جعفر عليه السلام: ان الله عزوجل خلق اسرافيل وجبرئيل وميكائيل عليهم السلام من تسبيحة واحدة، وجعل لهم السمع والبصر وجودة العقل (1) وسرعة الفهم. 22 – وقال امير المؤمنين عليه السلام في خلقة الملائكة وملائكة خلقتهم واسكنتهم سمواتك، فليس فيهم فترة، ولا عندهم غفلة، ولا فيهم معصية هم أعلم خلقك بك، و أخوف خلقك منك، وأقرب خلقك منك، واعلمهم بطاعتك لا يغشاهم نوم العيون و لا سهو العقول، ولا فترة الابدان، لم يسكنوا الاصلاب ولم يضمهم الارحام، ولم تخلقهم من ماء مهين، انشأتهم انشاء فاسكنتهم سمواتك، واكرمتهم بجوارك، وائتمنتهم على وحيك، وجنبتهم الافات ووقيتهم البليات، وطهرتهم من الذنوب، ولولا قوتك لم يقووا ولولا تثبيتك لم يثبتوا، ولولا رحمك لم يطيعوا، ولولا انت لم يكونوا، اما انهم على مكانتهم منك وطاعتهم اياك ومنزلتهم عندك، وقلة غفلتهم عن أمرك لو عاينوا ما خفى عنهم منك لا حتقروا اعمالهم، ولا زروا على أنفسهم (2) ولعلموا انهم لم يعبدوك حق عبادتك سبحانك خالقا ومعبودا ما أحسن بلاؤك عند خلقك: 23 – في عيون الاخبار في باب فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: حسنوا القرآن بأصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا وقرء يزيد في الخلق ما يشاء. 24 – في كتاب التوحيد حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن زرارة عن عبد الله بن سليمان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان القضاء والقدر خلقان من خلق الله والله يزيد في الخلق ما يشاء 25 – في مجمع البيان (يزيد في الخلق ما يشاء) وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه واله قال: هو الوجه الحسن والصوت الحسن والشعر الحسن. 26 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا احمد بن ادريس عن أحمد بن محمد


(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفى بعض النسخ (وموجود العقل). (2) أزرى عليه: عابه وعاتبه. *

[ 351 ]

عن مالك بن عبد الله بن أسلم عن أبيه عن رجل من الكوفيين عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها قال: والمتعة من ذلك. قال عز من قائل ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا الاية 27 – في كتاب التوحيد باسناده إلى الاصبغ بن نباته قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: قال الله تبارك وتعالى لموسى عليه السلام: يا موسى احفظ وصيتى لك بأربعة إلى ان قال: والرابعة ما دمت لا ترى الشيطان ميتا فلا تأمن مكره. 28 – وباسناده إلى أبان الاحمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انه جاء إليه رجل فقال له: بأبى انت وامى عظني موعظة، فقال عليه السلام: ان كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا ؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 29 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا احمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هاشم بن عمار يرفعه في قوله: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ان الله عليم بما يصنعون قال: نزلت في زريق وحبتر (1) 30 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن اسباط عن أحمد بن عمر الحلال عن على بن سويد عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن العجب الذى يفسد العمل، فقال: العجب درجات منها ان يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه و يحسب انه يحسن صنعا. 31 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن أسباط عن رجل من أصحابنا من أهل خراسان من ولد ابراهيم بن يسار يرفعه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله علم ان الذنب خير للمؤمن من العجب، ولولا ذلك ما ابتلى مؤمن بذنب أبدا. 32 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: بينما موسى عليه السلام جالسا أذ أقبل ابليس


(1) كناية عن الاول والثانى وقد مر [ * ]

[ 352 ]

وعليه برنس (1) ذو ألوان فلما دنى من موسى خلع البرنس وقام إلى موسى فسلم عليه، فقال له موسى: من أنت ؟ قال: انا ابليس، قال: أنت فلا قرب الله دارك قال: انى انما جئت لاسلم لمكانك من الله فقال له موسى: فما هذا البرنس ؟ قال: به اختطف قلوب بنى آدم، فقال له موسى: فأخبرني بالذنب الذى إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه ؟ قال: إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه. 33 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن العزرمى عن أبيه عن ابى اسحاق عن حارث الاعور عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سئل عن السحاب أين يكون ؟ قال يكون على شجر كثيف على ساحل البحر يأوى إليها، فإذا أراد الله أن يرسله أرسل ريحا فأثاره ووكل به ملائكة يضربونه بالمخاريق وهو البرق فيرتفع. 34 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين ابن سعيد عن ابن العزرمى رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: وسئل عن السحاب أين يكون ؟ قال: يكون على شجر على كثيب على شاطئ البحر يأوى إليه، فإذا أراد الله عزوجل أن يرسله أرسل ريحا فأثارته ووكل به ملائكة يضربونه بالمخاريق وهو البرق، فيرتفع ثم قرأ هذه الاية: والله الذى ارسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت الاية والملك اسمه الرعد. قال عز من قائل: كذلك النشور. 35 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أراد الله أن يبعث الخلق أمطر السماء على الارض أربعين صباحا فاجتمعت الاوصال (2) ونبتت اللحوم. وفى امالي الصدوق رحمه الله مثله سواء. 36 – في مجمع البيان: ولله العزة جميعا روى أنس عن النبي صلى الله عليه واله قال: ان ربكم يقول كل يوم: أنا العزيز فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز. 37 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل إليه يصعد الكلم الطيب والعمل


(1) البرنس: كل ثوب رأسه ملتزق به. (2) قال الجوهرى: الاوصال: المفاصل وقال غيره: مجتمع العظام [ * ]

[ 353 ]

الصالح يرفعه قال: كلمة الاخلاص والاقرار بما جاء به من عند الله من الفرائض و الولاية، يرفع العمل الصالح إلى الله عزوجل وعن الصادق عليه السلام انه قال: الكلم الطيب قول المؤمن لا اله الا الله محمد رسول الله على ولى الله وخليفة رسول الله، قال: والعمل الصالح الاعتقاد بالقلب، ان هذا هو الحق من عند الله لا شك فيه من رب العالمين. 38 – وفي رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان لكل قول مصداقا من عمل يصدقه أو يكذبه، فإذا قال ابن آدم وصدق قوله بعمله رفع قوله بعمله إلى الله، وإذا قال وخالف عمله قوله رد قوله على عمله الخبيث وهوى به في النار. 39 – في كتاب التوحيد باسناده إلى زيد بن على عن أبيه سيد العابدين حديث طويل وفيه يقول سيد العابدين عليه السلام: وان لله تبارك وتعالى بقاعا في سماواته، فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به إليه، ألا تسمع الله عزوجل يقول: (تعرج الملائكة والروح إليه) ويقول عزوجل في قصة عيسى بن مريم عليه السلام: (بل رفعه الله إليه) ويقول عزوجل: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه). وفى الفقيه مثله سواء. 40 – في اصول الكافي على بن محمد وغيره عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندى عن عمار الاسدي عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) ولايتنا أهل البيت وأهوى بيده إلى صدره، فمن لم يتولنا لم يرفع الله له عملا. 41 – في نهج البلاغة ولولا اقرارهن (1) له بالربوبية واذعانهن له بالطواغية (2) لما جعلهن موضعا لعرشه ولا مسكنا لملائكته، ولا مصعدا للكلم الطيب والعمل الصالح من خلقه. 42 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث


(1) مرجع الضمير في قوله عليه السلام هو السماوات المذكور في كلامه (ع) قبيل ذلك. (2) الطواعية: الطاعة يقال فلان حسن الطواعية لك أي حسن الطاعة لك. (*)

[ 354 ]

طويل وفيه قال ابن الكوا: يا أمير المؤمنين ! فما ثواب من قال: لا اله الا الله ؟ قال: من قال: لا اله الا الله مخلصا طمست ذنوبه كما يطمس الحرف الاسود من الرق الابيض فإذا قال ثانية: لا اله الا الله مخلصا خرقت أبواب السماء وصفوف الملائكة حتى يقول الملائكة بعضها لبعض: اخشعوا لعظمة الله، فإذا قال ثالثة مخلصا لا اله الا الله لم تنته دون العرش فيقول الجليل: اسكني فوعزتي وجلالى لاغفرن لقائلك بما كان فيه، ثم تلا هذه الاية (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) يعنى إذا كان عمله خالصا ارتفع قوله وكلامه. 43 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله: وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب يعنى يكتب في كتاب وهو رد على من ينكر البداء. 44 – في جوامع الجامع وقيل: معناه لا يطول عمرو لا ينقص الا في كتاب، و هو أن يكتب في اللوح لو أطاع الله فلان بقى إلى وقت كذا، وإذا عصى نقص من عمره الذى وقت له، واليه اشار رسول الله صلى الله عليه واله في قوله: ان الصدقة وصلة الرحم تعمران الديار وتزيدان في الاعمار 45 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن اسحق ابن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما نعلم شيئا يزيد في العمر الا صلة الرحم، حتى ان الرجل يكون أجله ثلاث سنين فيكون وصولا للرحم فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة، فيجعلها ثلاثا وثلاثين سنة، ويكون أجله ثلاثا وثلاثين سنة، فيكون قاطعا للرحم فينقصه الله عزوجل ثلاثين سنة، ويجعل أجله إلى ثلاث سنين. الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشا عن ابى الحسن الرضا عليه السلام مثله. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: في معنى هذين الحديثين أحاديث كثيرة في اصول الكافي تطلب لمن أراد هناك. 46 – في كتاب الخصال عن ابن شهاب عن انس بن مالك قال: سمعت النبي صلى الله عليه واله يقول: من سره أن يبسط في رزقه وينسى له في أجله فليصل رحمه. 47 – عن ابى جعفر عليه السلام قال: في كتاب على عليه السلام: ثلاث خصال لا يموت


[ 355 ]

صاحبهن حتى يرى وبالهن: البغى وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة يبارز الله بها، إلى قوله عليه السلام: وان القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمى أموالهم فيبرون فيزاد في أعمارهم، فان اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من أهلها (1). 48 – عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من صدق لسانه زكا عمله، ومن حسنت نيته زاد الله في رزقه، ومن حسن بره في اهله زاد الله في عمره. 49 – عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا معشر المسلمين اياكم والزنا فان فيه ست خصال: ثلاث في الدنيا وثلاث في الاخرة، اما التى في الدنيا فانه يذهب بالبهاء ويورث الفقر وينقص العمر. الحديث. وعن على بن ابي طالب عن النبي صلى الله عليه واله انه قال في وصيته له مثله بتغيير يسير. وعن أبى عبد الله عليه السلام مثله كذلك. 50 – في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا مع سليمان المروزى قال الرضا عليه السلام: لقد أخبرني أبى عن آبائه ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: ان الله عزوجل أوحى إلى نبى من أنبيائه ان أخبر فلان الملك انى متوفيه إلى كذا وكذا، فأتاه ذلك النبي فأخبره فدعا الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير، فقال: يا رب أجلني حتى يشب طفلي وأقضى امرى فأوحى الله عزوجل إلى ذلك النبي ان ائت فلان الملك فأعلمه انى قد انسيت في أجله وزدت في عمره خمس عشرة سنة، فقال ذلك النبي: يا رب انك تعلم انى لم اكذب قط فأوحى الله عزوجل إليه انما انت عبد مأمور فأبلغه ذلك، والله لا يسأل عما يفعل وفى عيون الاخبار مثله سواء. 51 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان ابن عيسى عن ابى اسحق الجرجاني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل جعل لمن جعل سلطانا اجلا ومدة من ليالى وايام وسنين وشهور، فان عدلوا في الناس أمر الله


(1) قال الجزرى وفيه: اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع: البلاقع جمع بلقع وبلقعا وهى الارض القفر التى لا شئ بها، يريد ان الحالف بها يفتقر ويذهب ما في صيته من الرزق، و قيل هو أن يفرق الله شمله ويغير عليه ما اولاه من نعمه. [ * ]

[ 356 ]

عزوجل صاحب الفلك ان يبطئ بادراته فطالت ايامهم ولياليهم وسنوهم وشهورهم، وان هم جاروا في الناس ولم يعدلوا أمر الله عزوجل صاحب الفلك فاسرع بادارته فقصرت لياليهم وايامهم وسنيهم وشهورهم وقد وفى عزوجل بعد الليالى والشهور. 52 – في ارشاد المفيد رحمه الله وروى المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان قائمنا إذا قام أشرقت الارض بنور ربها، واستغنى الناس عن ضوء الشمس، وذهبت الظلمة ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ذكر لا يولد له فيهم انثى. 53 – في تهذيب الاحكام أبو القاسم جعفر بن محمد عن الحسين بن على بن زكريا عن الهيثم بن عبد الله عن الرضا على بن موسى عن أبيه عليهم السلام قال: قال الصادق عليه السلام: ان ايام زائري الحسين بن على عليهما السلام لا تعد من آجالهم. 54 – وعنه عن محمد بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن محمد بن عبد الحميد عن سيف ابن عميرة عن منصور بن حازم قال: سمعته يقول: من أتى عليه حول ولم يأت قبر الحسين عليه السلام نقص الله من عمره حولا، ولو قلت: ان أحدكم ليموت قبل اجله بثلاثين سنة لكنت صادقا، وذلك انكم تتركون زيارته فلا تدعوها يمد الله في أعماركم، ويزيد في أرزاقكم وإذا تركتم زيارته نقص الله من أعماركم وارزاقكم. 55 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من أخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا على كرامة المؤمن على الله انه لم يجعل لاجله وقتا حتى يهم ببائقة (1) فإذا هم ببائقه قبضه إليه. 56 – قال: وقال جعفر بن محمد عليهما السلام: تجنبوا البوائق بمدكم في الاعمار. 57 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم البجلى عن على بن جعفر قال: جاءني محمد بن اسمعيل (2) وقد اعتمرنا عمرة رجب و نحن يومئذ بمكة، فقال: يا عم انى اريد بغداد وقد أحببت ان اودع عمى ابا الحسن يعنى موسى بن جعفر عليه السلام واحببت ان تذهب معى إليه، فخرجت معه نحو أخى وهو في


(1) البائقة: الشر الظلم والجمع بوائق. (2) هو ابن اسماعيل بن أبى عبد الله عليه السلام. [ * ]

[ 357 ]

داره التى بالحوبة وذلك بعد الغروب بقليل، فضربت الباب فأجابني اخى فقال من هذا ؟ قلت: على، فقال: هو ذا أخرج وكان بطئ الوضوء، فقلت: العجل قال وأعجل فخرج وعليه ازار ممشق (1) قد عقده في عنقه حتى قعد تحت عتبة الباب فقال على بن جعفر: فانكببت عليه فقبلت رأسه وقلت: قد جئتك في امر ان تره صوابا فالله وفق له وان يكن غير ذلك فما اكثر ما نخطى، قال: وما هو ؟ قلت: هذا ابن اخيك يريد أن يودعك ويخرج إلى بغداد فقال له: ادنه فدعوته وكان متنحيا فدنا منه فقبل رأسه وقال: جعلت فداك: اوصني، فقال اوصيك ان تتقى الله في دمى، فقال: من ارادك بسوء فعل الله به وفعل، ثم عاد فقبل رأسه ثم قال: يا عم أوصني فقال: اوصيك ان تتقى الله في دمى، فدعا على من أراده بسوء ثم تنحى عنه، ومضيت معه، فقال لى أخى: يا على مكانك فقمت مكاني فدخل منزله، ثم دعاني فدخلت إليه فتناول صرة فيها مأة دينار فأعطانيها وقال: قل لابن أخيك يستعين بها على سفره قال على: فأخذتها فأدرجتها في حاشية ردائي ثم ناولنى مأة اخرى وقال: اعطه ايضا ثم ناولنى صرة اخرى وقال: اعطه ايضا، فقلت: جعلت فداك إذا كنت تخاف منه مثل الذى ذكرت فلم تعينه على نفسك ؟ فقال إذا وصلته وقطعني قطع الله أجله، ثم تناول مخدة ادم فيها ثلاثة آلاف درهم وضح (2) فقال: اعطه هذه ايضا قال: فخرجت إليه فأعطيته المأة الاولى ففرح بها فرحا شديدا ودعا لعمه، ثم اعطيته الثانية والثالثة ففرح حتى ظننت انه سيرجع ولا يخرج، ثم اعطيته الثلاثة آلاف درهم فمضى على وجهه حتى دخل على هارون فسلم عليه بالخلافة وقال: ما ظننت ان في الارض خليفتين حتى رأيت عمى موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة فأرسل هارون إليه بمأة الف درهم فرماه الله بالذبحة (3) فما نظر منها إلى درهم ولا مسه. 58 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: وما يستوى البحران هذا عذاب فرات وهذا ملح اجاج و


(1) ممشق أي مصبوغ بالمشق وهو الطين الاحمر. (2) الوضح: الدرهم الصحيح. (3) الذبحة: وجع في الحلق أو دم يخنق فيقتل. [ * ]

[ 358 ]

الاجاج المر. 59 – وفيه حدثنى أبى عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبى بكر الحضرمي عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال للابرش يا أبرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لا يحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء يومئذ عذب فرات إلى أن قال وكانت السماء خضراء على لون الماء الاخضر، وكانت الارض غبراء على لون الماء العذب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 60 – وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير قال: الجلدة الرقيقة التى على ظهر النوى. 61 – وقوله عزوجل: وما يستوى الاعمى والبصير مثل ضربه الله عزوجل للمؤمن والكافر ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور فالظل الناس والحرور البهائم ثم قال: ان الله يسمع من يشاء وما انت بمسمع من في القبور قال هؤلاء الكفار لا يسمعون منك كما لا يسمع أهل القبور. 62 – وقوله عزوجل: وان من امة الا خلا فيها نذير قال: لكل زمان امام. 63 – في اصول الكافي باسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة انا انزلناه تفلجوا، فوالله انها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه واله وانها لسيدة دينكم وانها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا (بحم والكتاب المبين انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين) فانها لولاة الامر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه واله يا معشر الشيعة يقول الله تبارك وتعالى: (وان من امة الا خلا فيها نذير) قيل: يا باجعفر نذيرها محمد صلى الله عليه واله ؟ قال: صدقت فهل كان نذير وهو حى من البعثة في اقطار الارض ؟ فقال السائل: لا، قال أبو جعفر عليه السلام: ارأيت بعيثه أليس نذيره ؟ كما ان رسول الله صلى الله عليه واله في بعثته من الله عزوجل نذير ؟ فقال: بلى، قال: فكذلك لم يمت محمد الا وله بعيث نذير، قال: فان قلت لا، فقد ضيع رسول الله صلى الله عليه واله من في أصلاب الرجال من امته، قال: وما يكفيهم القرآن ؟ قال: بلى ان وجدوا له مفسرا قال: وما فسره رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال: بلى قد فسره لرجل واحد، وفسر للامة شأن


[ 359 ]

ذلك الرجل وهو على بن أبى طالب عليه السلام والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. (1) 64 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله في احتجاج أبى عبد الله الصادق عليه السلام قال السائل: فأخبرني عن المجوس أفبعث إليهم نبيا فانى أجد لهم كتبا محكمة ومواعظ بليغة وامثالا شافية، ويقرون بالثواب والعقاب ولهم شرايع يعملون بها قال: ما من امة الا خلا فيها نذير وقد بعث إليهم نبى بكتاب من عند الله فانكروه وجحدوا كتابه. 65 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان من العبادة شدة الخوف من الله عزوجل يقول الله عزوجل: انما يخشى الله من عباده العلماء والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 66 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبى حمزة قال: قال على بن الحسين عليهما السلام: وما العلم بالله والعمل الا إلفان مؤتلفان، فمن عرف الله خافه، وحثه الخوف على العمل بطاعة الله، وان ارباب العلم واتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له ورغبوا إليه وقد قال الله: (انما يخشى الله من عباده العلماء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 67 – في مجمع البيان وروى عن الصادق (ع) انه قال: يعنى بالعلماء من صدق قوله فعله، ومن لم يصدق فعله قوله فليس بعالم، وفى الحديث أعلمكم بالله أخوفكم لله.


(1) أقول وذكر الكليني (ره) في اصول الكافي حديثا آخر فيه تفسير لهذه الاية الكريمة وقد اهمله المؤلف (ره) وهو: (عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: انكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا ولا تعرفوا حتى تصدقوا ولا تصدقوا حتى تسلموا أبوابا أربعة لا يصلح اولها الا بآخرها – إلى ان قال عليه السلام – ان الله قد استخلص الرسل لامره ثم استخلصهم مصدقين بذلك في نذره فقال: (وان من امة لا خلا فيها نذير) تاه من جهل واهتدى من أبصر وعقل.. اه) [ * ]

[ 360 ]

68 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ودليل الخشية التعظيم لله والتمسك بخالص الطاعة وأوامره والخوف والحذر ودليلهما العلم، قال الله تعالى: (انما يخشى الله من عباده العلماء). 69 – في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في دعاء يوم الاربعاء اللهم اشد خلقك خشية لك أعلمهم بك، وأفضل خلقك لك عملا أخوفهم لك، لا علم الا خشيتك ولا حكم الا الايمان بك، ليس لمن لم يخشك علم، ولا لمن لم يؤمن بك حكم. 70 – في مجمع البيان: وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية الاية وعن عبد الله بن عبيد الله بن عمرالليثى قال: قام رجل إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله مالى لا أحب الموت ؟ قال: ألك مال ؟ قال: نعم قال: فقدمه قال: لا أستطيع، قال: فان قلب الرجل مع ماله ان قدمه أحب أن يلحق به وان أخره، أحب أن يتأخر معه. 71 – في من لا يحضره الفقيه وقال عليه السلام: انما أعطاكم الله هذه الفضول من الاموال لتوجهوها حيث وجهها الله عزوجل ولم يعطكموها لتكثروها. 72 – في كتاب الخصال عن هشام بن معاذ قال: كنت جليس عمر بن عبد العزيز حيث دخل المدينة فامر مناديه فنادى: من كانت له مظلمة أو ظلامة فليأت الباب، فأتاه محمد بن على يعنى الباقر عليه السلام فدخل إليه مولاه مزاحم فقال: ان محمد بن على بالباب فقال له: ادخله يا مزاحم قال: فدخل وعمر يمسح عينيه من الدموع فقال محمد بن على: ما ابكاك يا عمر ؟ فقال هشام: ابكاه كذا وكذا يا ابن رسول الله، فقال محمد ابن على: يا عمر انما الدنيا سوق من الاسواق منها خرج قوم بما ينفعهم ومنها خرجوا بما يضرهم إلى قوله عليه السلام: واجعل في قلبك اثنتين تنظر الذى تحب ان يكون معك إذا قدمت على ربك فقدمه بين يديك، وتنظر الذى تكره أن يكون معك إذا قدمت على ربك فابتغ به البدل، ولا تذهبن إلى سلعة قد بادت على من كان قبلك ترجو أن تجوز عنك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 73 – في مجمع البيان روى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه واله انه قال في قوله: ويزيدهم من فضله هو الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليه معروفا في الدنيا.


[ 361 ]

74 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن حماد بن عيسى عن عبد المؤمن عن سالم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله قال: السابق بالخيرات الامام، والمقتصد العارف للامام، والظالم لنفسه الذى لا يعرف الامام. 75 – الحسين عن المعلى عن الوشا عن عبد الكريم عن سليمان بن خالد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله تعالى: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فقال: أي شئ تقولون انتم ؟ قلت: نقول انها في الفاطميين قال: ليس حيث تذهب، ليس يدخل في هذا من اشار بسيفه ودعا الناس إلى خلاف فقلت: أي شئ الظالم لنفسه ؟ قال: الجالس في بيته لا يعرف الامام والمقتصد العارف بحق الامام والسابق بالخيرات الامام. 76 – الحسين بن محمد عن معلى عن الحسن عن أحمد بن عمر قال: سألت ابا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) الاية قال: فقال: ولد فاطمة عليها السلام (والسابق بالخيرات) الامام و (المقتصد) العارف بالامام (والظالم لنفسه) الذى لا يعرف الامام. 77 – محمد بن يحيى عن أحمد بن أبى زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن ابراهيم عن أبى الحسن الاول عليه السلام انه قال: وقد اورثنا نحن هذا القرآن الذى فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان وتحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء، وان في كتاب الله لايات ما يراد بها أمر الا ان يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون، جعل الله لنا في ام الكتاب ان الله يقول: (وما من غائبة في السماء والارض الا في كتاب مبين) ثم قال: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فنحن الذين اصطفانا الله عزوجل، وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شئ. 78 – في بصائر الدرجات أحمد بن الحسن بن على بن فضال عن حميد بن المثنى عن أبى سلام المرعش عن سورة بن كليب قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله


[ 362 ]

تبارك وتعالى: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله) قال: السابق بالخيرات الامام. 79 – أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن ميسر عن سورة بن كليب عن أبى جعفر عليه السلام قال في هذه الاية: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) إلى آخر الاية قال: السابق بالخيرات الامام فهى في ولد على وفاطمة عليهما السلام. 80 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن كتاب محمد بن العباس بن مروان باسناده إلى أبى اسحاق السبيعى قال: خرجت حاجا فلقيت محمد بن على فسألته عن الاية (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير) قال: ما يقول فيها قومك يا أبا اسحق ؟ – يعنى اهل الكوفة قال: قلت: يقولون انها لهم، قال: فما يخوفهم إذا كانوا في الجنة ؟ قال: فما تقول أنت جعلت فداك ؟ فقال: هي لنا خاصة، يا ابا اسحق أما السابق بالخيرات فعلى بن ابي طالب والحسن والحسين والشهيد منا والمقتصد فصائم بالنهار وقائم بالليل، واما الظالم لنفسه ففيه ما في الناس وهو مغفور له. 81 – وفيه ايضا يقول على بن موسى بن طاووس: وجدت كثيرا من الاخبار وقد ذكرت بعضها في كتاب البهجة لثمرة المهجة (1) متضمنة ان قوله جلاله: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير) ان المراد بهذه الاية جميع ذرية النبي صلى الله عليه واله وان الظالم لنفسه هو الجاهل بامام زمانه، والمقتصد هو العارف به، والسابق بالخيرات هو امام الوقت صلوات عليه، فممن روينا ذلك عنه الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه من كتاب الفرق باسناده إلى الصادق صلوات الله عليه ورويناه من كتاب الواحد لابن جمهور فيما رواه عن أبى محمد الحسن بن على العسكري صلوات الله عليه، ورويناه من كتاب دلائل


(9) كذا في النسخ والظاهر انه مصحف (كشف المحجة لثمرة المهجة) وهو المطبوع اخيرا بالغرى على ساكنها آلاف التحية والثناء. [ * ]

[ 363 ]

لعبد الله بن جعفر الحميرى عن مولانا الحسن العسكري سلام الله عليه، ورويناه من كتاب محمد بن على بن رباح باسناده إلى الصادق صلوات الله عليه، ورويناه من كتاب محمد بن مسعود بن عياش في تفسير القرآن، ورويناه من الجامع الصغير ليونس بن عبد الرحمن ورويناه من كتاب عبد الله بن حماد الانصاري، ورويناه من كتاب ابراهيم الخزاز وغيرهم رضوان الله عليهم ممن لم يحضرني ذكر اسمائهم والاشارة إليهم. 82 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا أبو جعفر محمد بن على بن نصر البخاري المقرى قال: حدثنا أبو عبد الله الكوفى العلوى الفقيه بفرغانه باسناد متصل إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انه سئل عن قول الله عزوجل (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) فقال: الظالم يحوم حوم نفسه، والمقتصد يحوم حوم قلبه، والسابق بالخيرات يحوم حوم ربه عزوجل. 83 – حدثنا محمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن على أعنى ابن السكرى قال: أخبرنا محمد بن زكريا الجوهرى قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله) فقال: الظالم منا من لا يعرف حق الامام، والمقتصد العارف بحق الامام، والسابق بالخيرات باذن الله هو الامام (جنات عدن يدخلونها) يعنى المقتصد والسابق. 84 – حدثنا أبو عبد الله الحسن بن يحيى البجلى قال: حدثنا ابى قال: حدثنا أبو عوانة موسى بن يوسف الكوفى قال: حدثنا عبد الله بن يحيى عن يعقوب بن يحيى عن أبى حفص عن أبي حمزة الثمالى قال: كنت جالسا في المسجد الحرام مع أبي جعفر عليه السلام إذ أتاه رجلان من أهل البصرة فقالا له يا ابن رسول الله انا نريد ان نسئلك عن مسألة فقال لهما: سلا عما أحببتما قال: أخبرنا عن قول الله عزوجل: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير) إلى آخر الايتين قال: نزلت فينا أهل البيت قال أبو حمزة فقلت:


[ 364 ]

بأبى أنت وامى فمن الظالم لنفسه ؟ قال: من استوت حسناته وسيئاته منا أهل البيت فهو الظالم لنفسه فقلت: المقتصد منكم ؟ قال: العابد لله في الحالين حتى يأتيه اليقين فقلت: فمن السابق منكم بالخيرات ؟ قال: من دعا والله إلى سبيل ربه وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ولم يكن للمضلين عضدا، ولا للخائنين خصيما، ولم يرض بحكم الفاسقين الا من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعوانا. 85 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وعن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الاية: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) قال: أي شئ تقول ؟ قلت: أقول: انها خاصة لولد فاطمة عليها السلام، فقال: عليه السلام: اما من سل سيفه ودعا إلى نفسه إلى الضلال من ولد فاطمة وغيرهم فليس بداخل في هذه الاية، قلت: من يدخل فيها ؟ قال: الظالم لنفسه الذى لا يدعو الناس إلى ضلال ولا هدى، و المقتصد منا أهل البيت العارف حق الامام، والسابق بالخيرات الامام. 86 – في الخرائج والجرائح روى عن الحسن بن راشد قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: يا حسن ان فاطمة لعظمها على الله حرم الله ذريتها على النار، وفيهم نزلت: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) فاما الظالم لنفسه فالذي لا يعرف الامام. والمقتصد العارف بحق الامام، و السابق بالخيرات هو الامام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 87 – وفيه أعلام أبى محمد الحسن العسكري عليه السلام قال أبو هاشم انه سأله عن قوله: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) قال عليه السلام: كلهم من آل محمد، الظالم لنفسه الذى لا يقر بالامام، والمقتصد العارف بالامام، والسابق بالخيرات الامام. 88 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الصادق عليه السلام في قوله تعالى: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) نزلت في حقنا وحق ذرياتنا. 89 – وفى رواية عنه وعن أبيه عليهما السلام هي خاصة وايانا عنى. 90 – وفى رواية أبى الجارود عن الباقر عليه السلام هم آل محمد.


[ 365 ]

91 – في مجمع البيان اختلف في ان الضمير في (منهم) إلى من يعود على قولين: أحدهما انه يعود إلى العباد، إلى قوله: والثانى ان الضمير يعود إلى المصطفين من العباد عن أكثر المفسرين، ثم اختلف في احوال الفرق الثلاث على قولين أحدهما ان جميعهم ناج ويؤيد ذلك ما ورد في الحديث عن أبى الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول في الاية: أما السابق فيدخل الجنة بغير حساب، واما المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا، واما الظالم لنفسه فيحبس في المقام ثم يدخل الجنة، فهم الذين (قالوا الحمد لله الذى اذهب عنا الحزن). 92 – وروى اصحابنا عن ميسر بن عبد العزيز عن جعفر الصادق عليه السلام الظالم لنفسه منا لا يعرف حق الامام، والمقتصد منا من يعرف حق الامام، والسابق بالخيرات هو الامام، وهؤلاء كلهم مغفور لهم. 93 – وعن زياد بن المنذر عن أبى جعفر عليه السلام اما الظالم لنفسه منا فمن عمل صالحا وآخر سيئا، واما المقتصد فهو المتعبد المجتهد، واما السابق بالخيرات فعلى والحسن والحسين ومن قتل من آل محمد شهيدا. 94 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة باسناده إلى الريان بن الصلت قال: حضر الرضا عليه السلام مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان، فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الاية (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فقالت العلماء: أراد الله تعالى بذلك الامة كلها، فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا عليه السلام: لا أقول كما قالوا ولكني أقول: أراد الله عزوجل بذلك العترة الطاهرة، فقال المأمون: وكيف عنى العترة من دون الامة ؟ فقال الرضا عليه السلام: انه لو أراد الامة لكانت بأجمعها في الجنة لقول الله عزوجل: (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال: جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من اساور من ذهب الاية فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم. 95 – في كتاب معاني الاخبار عن ابى عبد الله عليه السلام قال: (جنات عدن يدخلونها)


[ 366 ]

يعنى المقتصد والسابق، الحديث وقد سبق قريبا. 96 – في كتاب الخصال في احتجاج على عليه السلام على الناس يوم الشورى قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه واله: من سره أن يحيى حيوتى ويموت مماتي ويسكن جنتي التى وعدني الله ربى جنات عدن قضيب غرسه الله بيده ثم قال له كن فكان، فليوال على بن أبيطالب وذريته من بعده، فهم الائمة وهم الاوصياء أعطاهم الله علمي وفهمي لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى، لا تعلموهم فهم أعلم منكم، يزول الحق معهم اينما زالوا غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. 97 – وعن على عليه السلام وقد سأله بعض اليهود عن مسائل قال اليهودي: فأين يسكن نبيكم من الجنة ؟ قال: في أعلاها درجة واشرفها مكانا في جنات عدن، قال: صدقت والله انه لبخط هارون واملاء موسى. 98 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن محمد بن اسحق عن أبى جعفر عليه السلام انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إذا دخل المؤمن في منازله في الجنة وضع على رأسه تاج الملك والكرامة، والبس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظوما في الاكليل تحت التاج والبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الاحمر، وذلك قوله: (يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير) وفى روضة الكافي مثله سندا ومتنا. 99 – في مجمع البيان ورد في الحديث عن أبى الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول في الاية: اما السابق فيدخل الجنة بغير حساب، واما المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا، واما الظالم لنفسه فيحبس في المقام ثم يدخل الجنة، فهم الذين قالوا الحمد لله الذى اذهب عنا الحزن. (1) 100 – في تفسير على بن ابراهيم لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب قال: النصب العنا، واللغوب الكسل والضجر.


(1) وقد مر الحديث بعينه تحت رقم 92 ووجه التكرار كأنه من جهة ما قاله صلى الله عليه وآله في تفسير قوله تعالى: (وقالوا الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن). [ * ]

[ 367 ]

101 – وفيه في الحديث المنقول سابقا متصل بآخر ما نقلنا لفظة حرير آخر الاية بلا فصل قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمتها تمشى مقبلة وحولها وصفاءها (1) يحجبنها عليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد صبغن بمسك وعنبر، وعلى رأسها تاج الكرامة، وفى رجلها نعلان من ذهب مكللان بالياقوت واللؤلؤ شراكهما ياقوت أحمر، فإذا دنت من ولى الله وهم يقوم إليها شوقا تقول له: يا ولى الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب، ولا تقم انا لك وأنت لى وفى روضة الكافي مثله كذلك. 102 – في نهج البلاغة وأكرم أسماعهم عن أن تسمع حسيس نار ابدا، وصان اجسادهم ان تلقى لغوبا ونصبا. 103 – في من لا يحضره الفقيه باسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام قال: ومن مات يوم الاربعاء من المؤمنين وقاه الله بخس يوم القيامة واسعده بمجاورته، واحله دار المقامة من فضله، لا يمسه فيها نصب ولا يمسه فيها لغوب. 104 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله من مختصر تفسير محمد بن العباس بن مروان باسناده إلى جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يذكر فيه ما اعد الله لمحبي على يوم القيامة، وفيه: فإذا دخلوا منازلهم وجدوا الملائكة يهنئونهم بكرامة ربهم حتى إذا استقروا قرارهم قيل لهم: (هل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم) ربنا رضينا فارض عنا، قال: برضاى عنكم وبحبكم أهل بيت نبيى حللتم دارى وصافحتم الملائكة، فهنيئا هنيئا عطاء غير مجذوذ، ليس فيه تنغيص، فعندها (قالوا الحمد لله الذى اذهب عنا الحزن واحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ان ربنا لغفور شكور). وفى هذا الحديث: ان محبى على عليه السلام يقولون لله عزوجل إذا دخلوا الجنة: فائذن لنا بالسجود قال لهم ربهم عزوجل: انى قد وضعت عنكم مؤنة العبادة وارحت لكم ابدانكم، فطالما انصبتم في الابدان وعنيتم لى الوجوه فالان افضيتم إلى روحي ورحمتي.


(1) الوصفاء جمع الوصيفة: الجارية. [ * ]

[ 368 ]

105 – في كتاب التوحيد باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن ابى الحسن عليه السلام حديث طويل وفى آخره قلت: جعلت فداك بقيت مسألة قال: هات، لله ابوك قلت: يعلم القديم الشئ الذى لم يكن ان لو كان كيف كان يكون ؟ قال: ويحك ان مسائلك لصعبة اما سمعت الله يقول: (لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا) و قوله: (ولعلا بعضهم على بعض) وقال يحكى قول اهل النار: ارجعنا (1) نعمل صالحا غير الذى كنا نعمل وقال: (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) فقد علم الشئ الذى لم يكن ان لو كان كيف كان يكون. 106 – في من لا يحضره الفقيه وسئل عن قول الله عزوجل: اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر قال: توبيخ لابن ثمانية عشر سنة. 107 – في نهج البلاغة وقال عليه السلام: العمر الذى اعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة. 108 – في مجمع البيان (أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر) اختلف في هذا المقدار فقيل: هو ستون سنة، وهو المروى عن امير المؤمنين عليه السلام. 109 – وروى عن النبي صلى الله عليه واله مرفوعا انه قال: من عمره الله ستين سنة فقد اعذر إليه. 110 – وقيل هو توبيخ لابن ثمانى عشر سنة، وروى ذلك عن الباقر عليه السلام (2) 111 – في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه واله لعلى عليه السلام: يا على امان لامتي من الهدم ان الله يمسك السموات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا وروى العباس بن هلال عن ابى الحسن الرضا عليه السلام عن ابيه قال: لم يقل احد إذا اراد ان ينام: (ان الله يمسك السموات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا) فيسقط عليه البيت. 112 – في اصول الكافي اخبرنا أبو جعفر محمد بن يعقوب قال: حدثنى


(1) وفى المصحف الشريف (ربنا اخرجنا نعمل صالحا… اه). (2) وفى نسخة بعد قوله (الباقر عليه السلام) هكذا: (وفى نسخة عن الصادق مكان الباقر عليهما السلام). [ * ]

[ 369 ]

على بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن الحسن بن ابراهيم عن يونس بن عبد الرحمان عن على بن منصور عن هشام بن الحكم عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال لبعض الزنادقة: يا اخا اهل مصر ان الذى تذهبون إليه وتظنون انه الدهر ان كان الدهر يذهب بهم لم لا يردهم وان كان يردهم لم لا يذهب بهم القوم مضطرون يا اخا اهل مصر، السماء مرفوعة والارض موضوعة، لم لا ينحدر السماء على الارض، لم لا ينحدر الارض فوق طباقها، ولا يتماسكان ولا يتماسك من عليها قال الزنديق: امسكهما الله ربهما وسيدهما، قال: فآمن الزنديق على يدى ابى عبد الله عليه السلام. 113 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقى رفعه قال: جاء الجاثليق أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: أخبرني عن الله عزوجل يحمل العرش أم العرش يحمله ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: الله عزوجل حامل العرش والسموات وما فيهما وما بينهما و ذلك قول الله: (ان الله يمسك السموات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا) والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة. 114 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابى ابراهيم بن أبى محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: بنا يمسك الله السموات والارض ان تزولا. 115 – وباسناده إلى أبى حمزة الثمالى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أيبقى الارض بغير امام ؟ قال: لو بقيت الارض بغير امام ساعة لساخت. 116 – وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: أتبقى الارض بغير امام ؟ فقال: لا، قلت: فانا نروى عن أبى عبد الله عليه السلام انها لا تبقى بغير امام الا ان يسخط الله على أهل الارض أو على العباد فقال: لو تبقى إذا لساخت. 117 – وباسناده إلى أحمد بن عمر الحلال قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: انا روينا عن أبى عبد الله عليه السلام ان الارض لا تبقى بغير امام أو تبقى ولا امام فيها ؟ فقال: معاذ الله لا تبقى ساعة إذا لساخت. 118 – وباسناد له آخر إلى أحمد بن عمر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام: أتبقى الارض بغير امام ؟ فقال: لا، فقلت: فانا نروى انها لا تبقى الا أن يسخط على العباد فقال:


[ 370 ]

لا تبقى إذا لساخت. 119 – وباسناده إلى عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول لو بقيت الارض يوما بلا امام منا لساخت بأهلها، ولعذبهم الله بأشد عذابه ان الله تبارك وتعالى جعلنا حجة في أرضه وأمانا في الارض لاهل الارض، لن يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الارض ما دمنا بين أظهرهم فإذا أراد الله ان يهلكهم ثم لا يمهلهم ولا ينظرهم ذهب بنا من بينهم، ورفعنا إليه ثم يفعل الله ما شاء وأحب. 120 – وباسناده إلى سليمان بن مهران الاعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عليهم السلام حديث طويل يقول فيه: ولولا ما في الارض منا لساخت بأهلها. 121 – في تفسير على بن ابراهيم وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه في كتابه الذى كتبه إلى شيعته يذكر فيه خروج عائشة إلى البصرة وعظم خطاء طلحة والزبير فقال: وأى خطاء أعظم مما أتيا ؟ أخرجا زوجة رسول الله صلى الله عليه واله من بيتها وكشفا عنها حجابا ستره الله عليها، وصانا حلائلهما في بيوتهما ما أنصفا لا لله ولا لرسوله من أنفسهما ثلاث خصال، مرجعها على الناس في كتاب الله عزوجل: البغى والمكر والنكث قال الله عزوجل: (يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم) وقال: (ومن نكث فانما ينكث على نفسه) وقال: ولا يحيق المكر السيئ الا باهله وقد بغيا علينا ونكثا بيعتى و مكرا بى وقوله عزوجل: اولم يسيروا في الارض قال: أو لم ينظروا في القرآن وفى اخبار رجعة الامم الهالكة. 122 – قال: وحدثني أبى عن النوفلي عن السكوني عن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: سبق العلم وجف القلم ومضى القضاء وتم القدر بتحقيق الكتاب وتصديق الرسل وبالسعادة من الله لمن آمن واتقى وبالشقاء لمن كذب وكفر بالولاية من الله عزوجل للمؤمنين وبالبرائة منه للمشركين: ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله ان الله عزوجل يقول: يا ابن آدم ! بمشيتي كنت أنت الذى تشاء لنفسك ما تشاء، و بارادتى كنت أنت الذى تريد لنفسك ما تريد، وبفضل نعمتي عليك قويت على معصيتى


[ 371 ]

وبقوتي وعصمتي وعافيتي اديت إلى فرائضي وانا اولى بحسناتك منك، وأنت اولى بذنبك منى، الخير منى اليك واصل بما اوليتك به، والشر منك اليك بما جنيت جزاء، وبكثير من تسلطى لك انطويت على طاعتي، وبسوء ظنك بى قنطت من رحمتى فلى الحمد والحجة عليك بالبيان، ولى السبيل عليك بالعصيان ولك الجزاء الحسن عندي بالاحسان، لم ادع تحذيرك ولم آخذك عند غرتك، وهو قوله عزوجل: ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة لم اكلفك فوق طاقتك ولم أحملك من الامانة الا ما اقررت بها على نفسك ورضيت لنفسي منك ما رضيت به لنفسك منى، ثم قال عزوجل: ولكن يؤخرهم إلى اجل مسمى فإذا جاء اجلهم فان الله كان بعباده بصيرا (1) بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: ان لكل شئ قلبا وان قلب القرآن يس، ومن قرأها قبل ان ينام أو في نهاره قبل ان يمسى كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتى يمسى، ومن قرأها في ليله قبل ان ينام وكل الله به ألف ملك يحفظونه من شر كل شيطان رجيم ومن كل آفة، وان مات في يومه ادخله الله الجنة وحضر غسله ثلاثون الف ملك كلهم يستغفرون له ويشيعونه إلى قبره بالاستغفار، فإذا دخل في لحده كانوا في جوف قبره يعبدون الله وثواب عبادتهم له، وفسح له في قبره مد بصره، واومن من ضغطة القبر، ولم يزل له في قبره نور ساطع


(1) هذا آخر الجزء الثالث حسب تجزئة المؤلف (ره) وهذا صورة خطه (ره) على ما في بعض النسخ: (تم الجزو الثالث من التفسير المسمى بنور الثقلين على يد مؤلفه العبد الجاني الفقير المقر بالعجز والتقصير المحتاج إلى رحمة ربه الغنى عبد على بن جمعة الحويزى مولدا والعروسى نسبا وكان الفراغ منه اليوم الخامس والعشرين من شهر الله المبارك أحد شهور العام الحادى والسبعين بعد الالف من هجرة سيد الاولين والاخرين صلوات الله عليه وآله اجمعين) [ * ]

[ 372 ]

إلى عنان السماء إلى ان يخرجه الله من قبره فإذا اخرجه لم يزل ملائكة الله يشيعونه ويحدثونه ويضحكون في وجهه، ويبشرونه بكل خير حتى يجوزونه على الصراط والميزان ويوقفونه من الله موقفا لا يكون عند الله خلق أقرب منه الا ملائكة الله المقربون وانبيائه المرسلون، وهو مع النبيين واقف بين يدى الله لا يحزن مع من يحزن ولا يهتم مع من يهتم (1) ولا يجزع مع من يجزع، ثم يقول له الرب تبارك وتعالى: اشفع عبدى أشفعك في جميع ما تشفع، وسلنى أعطك عبدى جميع ما تسأل، فيسئل فيعطى، ويشفع فيشفع، ولا يحاسب ولا يوقف مع من يوقف، ولا يزل مع من يزل، ولا يكتب بخطيئة ولا بشئ من سوء عمله، ويعطى كتابه منشورا حتى يهبط من عند الله، فيقول الناس بأجمعهم: سبحان الله ما كان لهذا العبد من خطيئة واحدة، ويكون من رفقاء محمد صلى الله عليه واله. 2 – وباسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرء يس في عمره مرة واحدة كتب الله له بكل خلق في الدنيا وبكل خلق في الآخرة وفى السماء بكل واحد ألف ألف حسنة ومحى عنه مثل ذلك، ولم يصبه فقر ولا غرم (2) ولا هدم ولا نصب ولا جنون ولا جذام ولا وسواس ولا داء يضره، وخفف الله عنه سكرات الموت وأهواله، وولى قبض روحه وكان ممن يضمن الله له السعة في معيشته والفرح عند لقائه، والرضا بالثواب في آخرته، وقال الله لملائكته اجمعين من في السموات ومن في الارض: قد رضيت عن فلان فاستغفروا له. 3 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرء سورة يس يريد بها الله عزوجل غفر الله له وأعطى من الاجر كأنما قرأ القرآن اثنى عشرة مرة وايما مريض قرأ عنده سورة يس نزل عليه بعدد كل حرف منها عشرة املاك، يقومون بين يديه صفوفا ويستغفرون له ويشهدون قبضه ويتبعون جنازته ويصلون عليه و يشهدون دفنه، وايما مريض قرأها وهو في سكرات الموت أو قربت عنده جائه رضوان خازن الجنان بشربة من شراب الجنة، فسقاه اياه وهو على فراشه، فيشرب فيموت


(1) وفى المصدر (ولا يهم مع من يهم). (2) الغرم: الدين. [ * ]

[ 373 ]

ريان، ويبعث ريان، ولا يحتاج إلى حوض من حياض الانبياء حتى يدخل الجنة وهو ريان. 4 – أبو بكر عن النبي صلى الله عليه واله قال: سورة يس تدعى في التورية المعمة قيل: وما المعمة ؟ قال: تعم صاحبها خير الدنيا والاخرة وتكابد عنه (1) بلوى الدنيا وترفع عنه أهاويل الآخرة، وتدعى المدافعة القاضية، تدفع عن صاحبها كل شر وتقضى له كل حاجة، ومن قرأها عدلت له عشرين حجة، ومن سمعها عدلت له ألف دينار في سبيل الله، ومن كتبها ثم شربها ادخلت جوفه ألف دواء وألف نور وألف يقين والف بركة وألف رحمة، ونزعت منه كل داء وغل. 5 – أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه واله قال: ان لكل شئ قلبا وقلب القرآن يس 6 – وعنه عن النبي صلى الله عليه واله قال: من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف الله عنهم يومئذ، وكان له بعدد من فيها حسنات. 7 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السيارى عن محمد بن بكر عن ابى الجارود عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: والذى بعث محمدا صلى الله عليه واله بالحق واكرم اهل بيته ما من شئ يطلبونه من حرز، من حرق أو غرق أو سرق أو افلات دابة من صاحبها (2) أو ضالة أو آبق الا وهو في القرآن، فمن اراد ذلك فليسألني عنه، قال: فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن الضالة ؟ فقال: اقرء يس في ركعتين وقل: يا هادى الضالة رد على ضالتي، ففعل فرد الله عليه ضالته والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 8 – أبو على الاشعري وغيره عن الحسن بن على الكوفى عن عثمان بن عيسى عن سعيد بن يسار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: سليم مولاك ذكر انه ليس معه من القرآن الا سورة يس فيقوم من الليل فينفد ما معه من القرآن أيعيد ما قرأ ؟ قال: نعم لا بأس.


(1) كابد الامر: قاساه وتحمل المشاق في فعله. (2) الافلات والانفلات: التخلص من الشئ فجأة من غير تمكث. [ * ]

[ 374 ]

9 – في كتاب كمال الدين وكمال النعمة حدثنا المظفر بن حمزة العلوى رضى الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال: حدثنا أبو القاسم قال: كتبت من كتاب أحمد الدهقان عن القاسم بن حمزة عن محمد بن أبى عمير قال: أخبرني أبو اسماعيل السراج عن خيثمة الجعفي قال: حدثنى أبو لبيد المخزومى قال: ذكر أبو جعفر عليه السلام أسماء الخلفاء الاثنى عشر الراشدين صلوات الله عليهم فلما بلغ آخرهم قال: الثاني عشر الذى يصلى عيسى بن مريم عليه السلام خلفه عند سنة يس و القرآن الحكيم. 10 – في كتاب الخصال عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان لرسول الله صلى الله عليه وآله عشرة اسماء، خمسة في القرآن وخمسة ليست في القرآن، فأما التى في القرآن فمحمد وأحمد وعبد الله ويس ون. 11 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: فأما ما علمه الجاهل والعالم من فضل رسول الله صلى الله عليه واله من كتاب الله فهو قول الله سبحانه: (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) ولهذه الاية ظاهر وباطن، فالظاهر قوله (صلوا عليه) والباطن قوله: (وسلموا تسليما) أي سلموا لمن وصاه واستخلفه عليكم فضله، وما عهد به إليه تسليما، وهذا ما أخبرتك انه لا يعلم تأويله الا من لطف حسه، و صفا ذهنه وصح تميزه، وكذلك قوله: (سلام على آل ياسين) لان الله سمى النبي صلى الله عليه واله بهذا الاسم، حيث قال: يس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين لعلمه انهم يسقطون سلام على آل محمد صلى الله عليه وآله كما أسقطوا غيره. 12 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى على عليه السلام في قوله عز وجل: (سلام على آل ياسين) محمد صلى الله عليه وآله ونحن آل محمد. 13 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن عيسى عن صفوان رفعه إلى أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال: هذا محمد اذن لهم في التسمية فمن أذن له في يس ؟ يعنى التسمية وهو اسم النبي صلى الله عليه وآله.


[ 375 ]

14 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه كلام له عليه السلام سبق في الاحزاب. عند قوله عزوجل: (ان الله وملائكته يصلون على النبي) الآية وفى اثناء ذلك، قال المأمون: فهل عندك في الاول شئ أوضح من هذا في القرآن ؟ قال أبو الحسن: نعم أخبروني عن قول الله تعالى: يس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم فمن عنى بقوله: يس ؟ قالت العلماء: يس محمد عليه السلام لم يشك فيه أحد، قال أبو الحسن عليه السلام: فان الله عزوجل أعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه الا من عقله، وذلك ان الله عزوجل لم يسلم على أحد الا على الانبياء صلوات الله عليهم، فقال تبارك وتعالى: (سلام على نوح في العالمين) وقال: (سلام على ابراهيم) وقال: (سلام على موسى وهارون) ولم يقل سلام على آل نوح، ولم يقل سلام على آل ابراهيم، ولم يقل سلام على آل موسى وهارون، وقال: سلام على آل يس يعنى آل محمد صلى الله عليه واله، فقال المأمون: قد علمت ان في معدن النبوة شرح هذا وبيانه. 15 – في تفسير على بن ابراهيم (يس والقرآن الحكيم) قال الصادق عليه السلام: يس اسم رسول الله صلى الله عليه واله، والدليل على ذلك قوله تعالى: (انك لمن المرسلين على صراط مستقيم) قال: على طريق واضح تنزيل العزيز الرحيم قال: القرآن. 16 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمان عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قوله: لتنذر قوما ما انذر آبائهم فهم غافلون قال: لتندر القوم الذين أنت فيهم كما انذر آبائهم فهم غافلون عن الله وعن رسوله وعن وعيده لقد حق القول على اكثرهم ممن لا يقرون بولاية امير المؤمنين والائمة من بعده فهم لا يؤمنون بامامة أمير المؤمنين والاوصياء من بعده، فلما لم يقروا كانت عقوبتهم ما ذكر الله انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهى إلى الاذقان فهم مقمحون في نار جهنم ثم قال: وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون عقوبة منه لهم حين أنكروا


[ 376 ]

ولاية امير المؤمنين والائمة من بعده، هذا في الدنيا وفى الآخرة في نار جهنم مقمحون. 17 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سئل عنه امير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وسأله كم حج آدم عليه السلام من حجة ؟ فقال له: سبعين حجة ماشيا على قدمه، وأول حجة حجها كان معه الصرد (1) يدله على مواضع الماء وخرج معه من الجنة، وقد نهى عن أكل الصرد، والخطاف، وسأله ما باله لا يمشى ؟ قال: لانه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكى عليه، ولم يزل يبكى مع آدم عليه السلام فمن هناك سكن البيوت ومعه تسع آيات من كتاب الله تعالى مما كان آدم يقرئها في الجنة، وهى معه إلى يوم القيامة، ثلاث آيات من أول الكهف، وثلاث آيات من سبحان الذى وهى (فإذا قرأت القرآن) وثلاث آيات من يس: (وجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا). 18 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (انا جعلنا في اعناقهم اغلالا) إلى قوله: (مقمحون) قال: قد رفعوا رؤسهم. 19 – وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله تبارك وتعالى: (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون) الهدى أخذ الله سمعهم و ابصارهم وقلوبهم وأعمالهم عن الهدى، نزلت في أبى جهل بن هشام ونفر من أهل بيته وذلك ان النبي صلى الله عليه واله قام يصلى وقد حلف أبو جهل لعنه الله لئن رآه يصلى ليدمغه (2) فجاءه ومعه حجر والنبى صلى الله عليه واله قائم يصلى، فجعل كلما رفع الحجر ليرميه أثبت الله عزوجل يده إلى عنقه ولا يدور الحجر بيده، فلما رجع إلى أصحابه سقط الحجر من يده، ثم قام رجل آخر وهو رهطه ايضا فقال: أنا أقتله، فلما دنا منه فجعل يسمع قرائة رسول الله صلى الله عليه واله، فارعب فرجع إلى أصحابه فقال: حال بينى وبينه كهيئة الفحل يخطر بذنبه فخفت أن أتقدم.


(1) الصرد: طائر ضخم الرأس يصطاد العصافير. والخطاف: طائر إذا راى ظله في الماء أقبل إليه ليتخطفه. (2) دمغه: شجه حتى بلغت الشجة دماغه [ * ]

[ 377 ]

20 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان ابراهيم عليه السلام حجب عن نمرود بحجب ثلاث ؟ قال على عليه السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله حجب عمن أراد قتله بحجب خمس، ثلاث بثلاثة واثنان فضل، فان الله عزوجل وهو يصف محمدا قال: (وجعلنا من بين ايديهم سدا) فهذا الحجاب الاول: (ومن خلفهم سدا) فهذا الحجاب الثاني (فأغشيناهم فهم لا يبصرون) فهذا الحجاب الثالث، ثم قال: (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا) فهذا الحجاب الرابع، ثم قال: (فهى إلى الاذقان فهم مقمحون) فهذه الخمس حجب. 21 – في تفسير على بن ابراهيم – كلام طويل في بيان خروج النبي صلى الله عليه وآله من بيته إلى الغار وغير ذلك وفيه: وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله ان يفرش له ففرش له فقال لعلى بن ابى طالب صلوات الله عليه افدني بنفسك قال: نعم يا رسول الله قال: يا على نم على فراشي والتحف ببردتى فنام على عليه السلام على فراش رسول الله صلى الله عليه واله والتحف ببردته وقد جاء جبرئيل عليه السلام وأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه واله فأخرجه على قريش وهم نيام وهو يقرء عليهم (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون). وفيه متصل بآخر ما نقلنا عنه أعنى قوله: فخفت أن اتقدم وقوله عزوجل: وسواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون فلم يؤمن من اولئك الرهط من بنى مخزوم أحد يعنى ابن المغيرة. 22 – في اصول الكافي متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قوله: (في نار جهنم مقمحون) ثم قال يا محمد وسواء عليهم أءنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون بالله و بولاية على ومن بعده، ثم قال: انما تنذر من اتبع الذكر يعنى أمير المؤمنين وخشى الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم. 23 – وفيها الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحارث بن جعفر عن على بن اسماعيل بن يقطين عن عيسى بن المستفاد أبى موسى


[ 378 ]

الضرير قال: حدثنى موسى بن جعفر عليه السلام قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أليس كان أمير المؤمنين عليه السلام كاتب الوصية ورسول الله صلى الله عليه واله المملى عليه وجبرئيل والملائكة المقربون شهود قال: فأطرق طويلا ثم قال: يا أبا الحسن قد كان ما قلت ولكن حين نزل برسول الله صلى الله عليه وآله الامر نزلت الوصية من عند الله كتابا مسجلا نزل به جبرئيل مع امناء الله تبارك وتعالى من الملائكة، فقلت لابي الحسن: بأبى أنت وامى الا تذكر ما كان [ في الوصية ] فقال: سنن الله وسنن رسوله، فقلت: أكان في الوصية توثبهم (1) وخلافهم على أمير المؤمنين عليه السلام ؟ فقال: نعم والله شيئا شيئا وحرفا حرفا أما سمعت قول الله عزوجل: (إنا نحن نحيى الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 24 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: اتقوا المحقرات من الذنوب فان لها طالبا يقول أحدكم أذنب واستغفر ان الله عزوجل يقول: سنكتب (2) ما قدموا وآثارهم وكل شيئ احصيناه في امام مبين وقال عزوجل: (انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الارض يأت بها الله ان الله لطيف خبير). 25 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال والحجال جميعا عن ثعلبة عن زياد قال أبو عبد الله عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه واله نزل بارض قرعاء (3) فقال لاصحابه: ائتوا بحطب فقالوا: يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب، قال: فليأت كل انسان بما قدر عليه، فجاؤا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: هكذا تجمع الذنوب، ثم قال: اياكم والمحقرات من الذنوب فان لكل شئ طالبا، الا وأن طالبها يكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيئ أحصيناه في امام مبين.


(1) التوثب: الاستيلاء على الشئ ظلما. (2) كذا في النسخ والمصدر وفى المصحف الشريف (ونكتب ما قدموا.. اه) (3) ارض قرعاء: لا نبات فيها. [ * ]

[ 379 ]

26 – في مجمع البيان قيل: معناه نكتب خطاهم إلى المساجد، وسبب ذلك ما رواه أبو سعيد الخدرى ان بنى سلمة كانوا في ناحية من المدينة فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه واله بعد منازلهم في المسجد والصلوة معه فنزلت الآية. 27 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى ابى الجارود عن ابى جعفر محمد بن على الباقر عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: لما نزلت هذه الاية على رسول الله صلى الله عليه واله (وكل شئ احصيناه في امام مبين) قام أبو بكر وعمر من مجلسهما وقالا: يا رسول الله هو التوراة ؟ قال: لا، قالا: فهو الانجيل ؟ قال: لا، قالا: فهو القرآن ؟ قال: لا، قال فأقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه واله، هو هذا، انه الامام الذى أحصى الله فيه تبارك وتعالى علم كل شئ. 28 – في تفسير على بن ابراهيم (وكل شئ احصيناه في امام مبين) أي في كتاب مبين وهو محكم وذكر ابن عباس عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنه قال: انا والله الامام المبين ابين الحق من الباطل ورثته من رسول الله صلى الله عليه واله. 29 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه: معاشر الناس ما من علم الا علمنيه ربى وانا علمته عليا وقد أحصاه الله في، و كل علم علمته فقد أحصيته في امام المتقين وما من علم الا علمته عليا. 30 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ ارسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا انا اليكم مرسلون قال: فانه حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية فقال: بعث الله عزوجل رجلين إلى أهل مدينة أنطاكية فجاءاهم بما لا يعرفون فغلظوا عليهما فأخذوهما وحبسوهما في بيت الاصنام، فبعث الله الثالث فدخل المدينة فقال أرشدوني إلى باب الملك قال: فلما وقف على الباب قال: أنا رجل كنت اتعبد في فلاة من الارض وقد احببت ان أعبد اله الملك، فابلغوا كلامه الملك. فقال: أدخلوه إلى بيت الالهة فادخلوه فمكث سنة مع صاحبيه، فقال لهما: بهذا ينقل قوم من دين إلى دين بالخرق أفلا رفقتما ؟ ثم


[ 380 ]

قال لهما: لا تقران بمعرفتي، ثم أدخل على الملك فقال له الملك بلغني انك كنت تعبد الهى فلم أزل وأنت أخى فسلني حاجتك، فقال: مالى من حاجة أيها الملك ولكن رأيت رجلين في بيت الآلهة فما حالهما ؟ قال الملك: هذان رجلان أتياني ببطلان دينى و يدعوانى إلى اله سماوي فقال: ايها الملك مناظرة جميلة فان يكن الحق لهما اتبعناهما وان يكن الحق لنا دخلا معنا في ديننا وكان لهما مالنا وعليهما ما علينا، قال. فبعث الملك اليهما فلما دخلا إليه قال لهما صاحبهما: ما الذى جئتما به ؟ قالا: جئنا ندعوه إلى عبادة الله الذى خلق السماوات والارض، ويخلق في الارحام ما يشاء، ويصور كيف يشاء وأنبت الاشجار والثمار وانزل القطر من السماء، قال: فقال لهما: الهكما هذا الذى تدعوان إليه والى عبادته ان جئنا بأعمى يقدر أن يرده صحيحا ؟ قالا: إذا سألناه أن يفعل فعل ان شاء، قال: ايها الملك على بأعمى لم يبصر شيئا قط، قال: فاتى به فقال لهما: ادعوا الهكما ان يرد بصر هذا، فقاما وصليا ركعتين فإذا عيناه مفتوحتان وهو ينظر إلى السماء فقال ايها الملك على بأعمى آخر فأتى به قال: فسجد سجدة ثم رفع رأسه فإذا الاعمى بصير، فقال: ايها الملك حجة بحجة، على بمقعد فأتى به فقال لهما مثل ذلك. فصليا ودعيا الله فإذا المقعد قد أطلقت رجلاه وقام يمشى، فقال: ايها الملك على بمقعد آخر فأتى به فصنع به كما صنع أول مرة فانطلق المقعد. فقال: ايها الملك قد أتيا بحجتين واتينا بمثلهما ولكن بقى شئ واحد فان هما فعلاه دخلت معهما في دينهما، ثم قال: أيها الملك بلغني انه كان للملك ابن واحد ومات فان أحياه الههما دخلت معهما في دينهما، فقال له الملك: وانا ايضا معك، ثم قال لهما: قد بقيت هذه الخصلة الواحدة قد مات ابن الملك فادعوا الهكما أن يحييه قال فخرا ساجدين لله عزوجل واطالا السجود ثم رفعا رؤسهما وقالا للملك ابعث إلى قبر ابنك تجده قد قام من قبره ان شاء الله قال فخرج الناس ينظرو فوجده قد خرج من قبره ينفض رأسه من التراب، قال فأتى به إلى الملك فعرف أنه ابنه فقال له: ما حالك يا بنى ؟ قال: كنت ميتا فرأيت رجلين بين يدى ربى الساعة ساجدين يسألانه ان يحيينى فأحياني، قال: ياينى تعرفهما إذا رأيتهما ؟ قال: نعم، قال: فاخرج الناس جملة إلى الصحراء فكان يمرعليه رجل رجل فيقول له


[ 381 ]

أبوه أنظر فيقول: لا، ثم مروا عليه بأحدهما بعد جمع كثير فقال: هذا احدهما و اشار بيده إليه، ثم مروا ايضا بقوم كثيرين حتى رأى صاحبه الآخر فقال: وهذا الآخر قال: فقال النبي صاحب الرجلين اما انا فقد آمنت بالهكما وعلمت ان ما جئتما به هو الحق. قال: فقال الملك: وانا ايضا وآمن أهل مملكته كلهم. 31 – في مجمع البيان قال وهب بن منبه بعث عيسى هذين الرسولين إلى انطاكية فأتياها ولم يصلا إلى ملكها وطالت مدة مقامهما، فخرج الملك ذات يوم فكبرا وذكرا الله فغضب وأمر بحبسهما وجلد كل واحد منهما مأة جلدة، فلما كذب الرسولان وضربا بعث عيسى عليه السلام شمعون الصفا رأس الحواريين على اثرهما لينصرهما، فدخل شمعون البلدة متنكرا، فجعل يعاشر حاشية الملك حتى أنسوا به فرفعوا خبره إلى الملك فدعاه فرضى عشرته وانس به واكرمه، ثم قال له ذات يوم: ايها الملك بلغني انك حبست رجلين في السجن وضربتهما حين دعواك إلى غير دينك فهل سمعت قولهما ؟ قال الملك: حال الغضب بينى وبين ذلك قال: فان رأى الملك دعاهما حتى نطلع ما عندهما فدعاهما الملك فقال لهما شمعون: من ارسلكما إلى هيهنا ؟ قالا: الله الذى خلق كل شئ لا شريك له، قال: وما آيتكما ؟ قالا: ما تتمناه، فأمر الملك حتى جاؤا بغلام مطموس العينين وموضع عينيه كالجبهة، فما زالا يدعوان الله حتى انشق موضع البصر، فأخذا بندقتين (1) من الطين فوضعاهما في حدقتيه، فصارا مقلتين (2) يبصر بهما، فتعجب الملك فقال شمعون للملك: رأيت لو سألت الهك حتى يصنع صنيعا مثل هذا فيكون لك ولالهك شرفا فقال الملك: ليس لى عنك سر إن الهنا الذى نعبده لا يضر ولا ينفع، ثم قال الملك للرسولين: ان قدر الهكما على احياء ميت آمنا به وبكما، قالا: الهنا قادر على كل شئ، فقال الملك: ان هنا ميتا مات منذ سبعة ايام لم ندفنه حتى يرجع أبوه وكان غائبا، فجاؤا بالميت وقد تغير وأروح (3) فجعلا


(1) البندقة: كل ما يرمى به من رصاص كروي وسواء. (2) المقلة: شحمة العين أو هي السواد والبياض منها (3) من أروح الماء: تغير ريحه وانتن. [ * ]

[ 382 ]

يدعوان ربهما علانية وجعل شمعون يدعو ربه سرا، فقام الميت وقال لهم: انى قدمت منذ سبعة أيام وادخلت في سبعة اودية من النار، وأنا احذركم ما انتم فيه فآمنوا بالله فتعجب الملك، فلما علم شمعون ان قوله أثر في الملك دعاه إلى الله فآمن وآمن من أهل مملكته قوم وكفر آخرون، وقد روى مثل ذلك العياشي باسناده عن الثمالى و غيره عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام الا ان في بعض الروايات: بعث الله الرسولين إلى انطاكية ثم بعث الثالث، وفى بعضها ان عيسى اوحى الله إليه ان يبعثهما ثم بعث وصيه شمعون ليخلصهما، وان الميت الذى أحياه الله بدعائه كان ابن الملك، وأنه قد خرج من قبره ينفض التراب عن رأسه فقال: يا بنى ما حالك ؟ قال: كنت ميتا فرأيت رجلين ساجدين يسألان الله أن يحيينى، قال: يا بنى فتعرفهما إذا رأيتهما ؟ قال: نعم، فأخرج الناس إلى الصحراء فكان يمر عليه رجل بعد رجل فمر أحدهما بعد جمع كثير، فقال: هذا أحدهما، ثم مر الاخر فعرفهما وأشار اليهما فآمن الملك وأهل مملكته. قال عز من قائل: قالوا انا تطيرنا بكم إلى قوله مسرفون 32 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربع مأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه في كل أمر واحدة من ثلث: الكبر والطيرة والتمنى، فإذا تطير أحدكم فليمض على طيرته وليذكر الله عزوجل، وإذا خشى الكبر فليأكل مع عبده وخادمه وليحلب الشاة، وإذا تمنى فليسأل الله عزوجل وليبتهل إليه ولا تنازعه نفسه إلى الاثم. 33 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمرو بن حريث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الطيرة على ما تجعلها ان هونتها تهونت، وان شددتها تشددت، وان لم تجعلها شيئا لم يكن شيئا. 34 – على بن ابراهيم عن أبيه عن السكوني عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: كفارة الطيرة التوكل. 35 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب قالوا: أخبرنا النضر بن قرواش الحمال قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا


[ 383 ]

عدوى ولا طيرة ولا شوم، وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 36 – في من لا يحضره الفقيه وروى سليمان بن جعفر الجعفري عن أبى – الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: الشوم للمسافر في طريقه في خمسة: الغراب الناعق عن يمينه، والكلب الناشر لذنبه، والذئب العاوى الذى يعوى في وجه الرجل و هو مقع على ذنبه يعوى ثم يرتفع ثم ينخفض ثلاثا، والظبى السانح من يمين إلى شمال، و البومة الصارخة والمرأة الشمطاء (1) تلقى فرجها، والاتان العضباء يعنى الجذعاء (2) فمن أوجس في نفسه منهن شيئا فليقل: اعتصمت بك يا رب من شر ما أجد في نفسي فاعصمني من ذلك قال: فيعصم من ذلك. 37 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (انا تطيرنا بكم) قالوا بأسمائكم، وقوله عزوجل: وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين قال: نزلت في حبيب النجار إلى قوله تعالى: وجعلني من المكرمين 38 – في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ثلاثة لم يكفروا بالوحى طرفة عين: مؤمن آل ياسين، وعلى بن أبى طالب، وآسية إمرأة فرعون. 39 – في جوامع الجامع وعن النبي صلى الله عليه واله: سباق الامم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين: على بن ابى طالب، وصاحب ياسين، ومؤمن آل فرعون، فهم الصديقون وعلي أفضلهم. 40 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن مالك بن عطية عن يونس بن عمار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك ان هذا الذى قد ظهر بوجهي (3) يزعم الناس ان الله عزوجل لم يبتل به عبدا له فيه حاجة.


(1) الشمطاء: التى خالط بياض رأسها سواد. (2) الجذعاء: مقطوعة الاذن. (3) الاثار التى ظهرت بوجهه كان برصا ويحتمل الجذام. قاله المجلسي (ره). [ * ]

[ 384 ]

فقال لى: [ لا ] لقد كان مؤمن آل فرعون منكع الاصابع (1) فكان يقول هكذا – ويمد بيده – ويقول: (يا قوم اتبعوا المرسلين) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة 41 – في امالي الصدوق باسناده إلى عبد الرحمان بن أبى ليلى رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذى يقول: (فاتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسئلكم اجرا وهم مهتدون) وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلى ابن أبيطالب وهو أفضلهم. 42 – في جوامع الجامع: قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لى ربى وجعلني من المكرمين وورد في حديث مرفوع أنه نصح قومه حيا وميتا. 43 – وروى عن على بن الحسين زين العابدين عليه السلام يا حسرة على العباد على الاضافة إليهم لاختصاصها بهم من حيث انها موجهة إليهم. 44 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: سبحان الذى خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون قال: فانه حدثنى أبى عن النضر بن سويد عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان النطفة تقع من السماء إلى الارض على النبات والثمر والشجر، فيأكل الناس منه والبهائم فيجرى فيهم. 45 – في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمرعن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: فضرب الله مثل محمد صلى الله عليه واله الشمس ومثل الوصي القمر، وهو قول الله عزوجل: (جعل الشمس ضياءا والقمر نورا) وقوله: وآية لهم الليل نسلخ منها النهار فإذا هم مظلمون وقوله عزوجل: (ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون) يعنى قبض محمد صلى الله عليه واله وظهرت الظلمة فلم يبصروا أفضل أهل بيته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 46 – في الكافي على بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن أبى ولاد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله خلق حجابا من ظلمة مما يلى


(1) المكنع. هو الذى وقعت أصابعه. [ * ]

[ 385 ]

المشرق ووكل به ملكا، فإذا غابت الشمس اغترف ذلك الملك غرفة بيده ثم استقبل بها المغرب تتبع الشفق، ويخرج من بين يديه قليلا قليلا، ويمضى فيوافى المغرب عند سقوط الشمس فيسرح الظلمة ثم يعود إلى المشرق، فإذا طلع الفجر نشر جناحيه واستاق الظلمة من المشرق إلى المغرب حتى يوافي بها المغرب عند طلوع الشمس. 47 – في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى ذر الغفاري رحمة الله عليه قال: كنت آخذا بيد النبي صلى الله عليه واله ونحن نتماشى جميعا، فما زلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت، فقلت: يا رسول الله أين تغيب ؟ قال: في السماء، ثم ترفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى السماء السابعة العليا حتى تكون تحت العرش فتخر ساجدة فتسجد معها الملائكة الموكلون بها، ثم تقول: يا رب من أين تأمرني أن اطلع ؟ امن مغربي ام من مطلعى ؟ فذلك قوله عزوجل: والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم يعنى بذلك صنع الرب العزيز في ملكه بخلقه قال: فيأتيها جبرئيل بحلة ضوء من نور العرش على مقادير ساعات النهار في طوله في الصيف، وفى قصره في الشتاء أو ما بين ذلك في الخريف والربيع، قال: فتلبس تلك الحلة كما يلبس أحدكم ثيابه ثم تنطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها، قال النبي صلى الله عليه واله: كأنى بها قد حبست مقدار ثلاث ليال، ثم لا تكسى ضوءا وتؤمر ان تطلع من مغربها، فذلك قوله عزوجل: (إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت) والقمر كذلك من مطلعه و مجراه في افق السماء ومغربه، وارتفاعه إلى السماء السابعة، ويسجد تحت العرش ثم ياتيه جبرئيل بالحلة من نور الكرسي، فذلك قوله عزوجل: (جعل الشمس ضياءا والقمر نورا). 48 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد قال سأل العالم عليه السلام كيف علم الله ؟ قال: علم وشاء واراد وقدر وقضى وامضى، فأمضى ما قضى وقضى ما قدر وقدر ما أراد، فبعلمه كانت المشية وبمشيته كانت الارادة وبارادته كان التقدير، و بتقديره كان القضاء وبقضائه كان الامضاء، والعلم متقدم المشية والمشية ثانية والارادة ثالثة


[ 386 ]

والتقدير واقع على القضاء بالامضاء، فلله تبارك وتعالى البداء فيما علم متى شاء وفيما اراد، لتقدير الاشياء، فإذا وقع القضاء بالامضاء فلا بداء، فالعلم في المعلوم قبل كونه، والمشية في المنشأ قبل عينه، والارادة في المراد قبل قيامه، والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا ووقتا، والقضاء بالامضاء هو المبرم من المفعولات ذوات الاجسام المدركات بالحواس من ذوى لون وريح ووزن وكيل، وما دب ودرج من انس وجن وطير وسباع وغير ذلك مما يدرك بالحواس، فلله تبارك وتعالى فيه البداء مما لا عين له فإذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء والله يفعل ما يشاء، فبالعلم علم الاشياء قبل كونها، وبالمشية عرف صفاتها وحدودها، وانشأها قبل اظهارها وبالارادة ميز انفسها في ألوانها وصفاتها، وبالتقدير قدر أقواتها وعرف أولها وآخرها، وبالقضاء أبان للناس اماكنها ودلهم عليها، وبالامضاء شرح عللها وأبان أمرها وذلك تقدير العزيز العليم. 49 – في مجمع البيان وروى عن على بن الحسين زين العابدين وأبى جعفر الباقر وجعفر الصادق عليهم السلام (لا مستقر لها) بنصب الراء. 50 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن داود بن محمد النهدي قال: دخل أبو سعيد المكارى على أبى الحسن الرضا عليه السلام فقال له: أبلغ من قدرك ان تدعى ما ادعاه ابوك ؟ فقال له الرضا عليه السلام: ما لك اطفأ الله نورك وادخل الفقر بيتك، أما علمت ان الله عزوجل أوحى إلى عمران انى واهب لك ذكرا، فوهب له مريم ووهب لمريم عيسى فعيسى من مريم، ومريم من عيسى، ومريم وعيسى واحد، وأنا من أبى وأبى منى وانا وابى شئ واحد، فقال له أبو سعيد: فاسئلك عن مسألة ؟ قال: سل ولا اخالك تقبل منى ولست من غنمي ولكن هاتها، فقال له: ما تقول في رجل قال عند موته كل مملوك لى قديم فهو حر لوجه الله ؟ قال: نعم ما كان لستة أشهر فهو قديم حر، لان الله عزوجل يقول والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم فما كان لستة أشهر فهو قديم حر، قال: فخرج من عنده وافتقر وذهب بصره ثم مات لعنه الله وليس عنده مبيت ليلة. 51 – في ارشاد المفيد رحمه الله وقضى على عليه السلام في رجل وصى فقال: أعتقوا عنى كل عبد قديم في ملكى، فلما مات لم يعرف الوصي ما يصنع فسأله عن ذلك، فقال: يعتق عنه كل


[ 387 ]

عبد له في ملكه ستة أشهر، وتلا قوله: (والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم). 52 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: لا الشمس ينبغى لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون يقول: الشمس سلطان النهار، والقمر سلطان الليل، لا ينبغى للشمس ان تكون مع ضوء القمر، ولا يسبق الليل النهار، يقول: لا يذهب الليل حتى يدركه النهار (وكل في فلك يسبحون) يقول يجيئ وراء (يجرى ذا خ ل) الفلك الاستدارة. 53 – في مجمع البيان وروى العياشي في تفسيره بالاسناد عن الاشعث بن حاتم قال كنت بخراسان حيث اجتمع الرضا والفضل بن سهل والمأمون في الايوان بمرو، فوضعت المائدة فقال الرضا عليه السلام: ان رجلا من بنى اسرائيل سألني بالمدينة فقال: النهار خلق قبل أم الليل فما عندكم ؟ قال: وأداروا الكلام فلم يكن عندهم في ذلك شئ فقال الفضل للرضا عليه السلام: أخبرنا بها أصلحك الله، قال: نعم من القرآن أم من الحساب ؟ قال له الفضل: من جهة الحساب، فقال: قد علمت يا فضل أن طالع الدنيا السرطان و الكواكب في موضع شرفها فزحل في الميزان والمشترى في السرطان والشمس في الحمل والقمر في الثور. فذلك يدل على كينونة الشمس في الحمل العاشر من الطالع في وسط الدنيا، فالنهار خلق قبل الليل وفى قوله تعالى: (لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار) أي قد سبقه النهار. 54 – في روضة الكافي ابن محبوب عن أبى جعفر الاحول عن سلام بن المستنير عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الله عزوجل خلق الشمس قبل القمر وخلق النور قبل الظلمة. 55 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل و فيه قال السائل: فخلق النهار قبل الليل، قال: نعم خلق النهار قبل الليل والشمس والقمر والارض قبل السماء. 56 – في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قال: فما التسعون ؟ قال: الفلك المشحون، اتخذ نوح عليه السلام فيه تسعين بيتا للبهائم. 57 – في مجمع البيان: ما بين ايديكم وما خلفكم وروى الحلبي عن أبى –


[ 388 ]

عبد الله عليه السلام قال: معناه اتقوا ما بين أيديكم من الذنوب، وما خلفكم من العقوبة. 58 – في تفسير على بن ابراهيم. قوله عزوجل: ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين ما ينظرون الا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون قال ذلك في آخر الزمان يصاح فيهم صيحة وهم في أسواقهم يتخاصمون، فيموتون كلهم في مكانهم لا يرجع أحد منهم إلى منزله، ولا يوصى بوصية، وذلك قوله عزوجل: فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون. 59 – في مجمع البيان وفى الحديث تقوم الساعة والرجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعان فما يطويانه حتى تقوم الساعة والرجل يرفع أكلته إلى فيه فما تصل إلى فيه حتى تقوم، والرجل يليط حوضه (1) ليسقى ماشيته فما يسقيها حتى تقوم. 60 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ونفخ في الصور فإذا هم من الاجداث إلى ربهم ينسلون قال: من القبور، وفى رواية أبى الجارود عن أبى – جعفر عليه السلام في قوله: يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا فان القوم كانوا في القبور فلما قاموا حسبوا أنهم كانوا نياما، (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) قالت الملائكة هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون. 61 – في جوامع الجامع وروى عن على عليه السلام انه قرأ (من بعثنا) على من الجارة والمصدر. 62 – في روضة الكافي الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن سالم عن ابى سلمة عن الحسن بن شاذان الواسطي قال: كتبت إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام اشكو جفاء اهل واسط وحملهم على، وكانت عصابة من العثمانية تؤذيني، فوقع بخطه: ان الله جل ذكره أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل فاصبر لحكم ربك، فلو قد قام سيد الخلق لقالوا (يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمان وصدق المرسلون). 63 – في اصول الكافي باسناده إلى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان أبو ذر رحمه الله يقول في خطبته وما بين الموت والبعث الا كنومة نمتها ثم استيقظت منها


(1) لاط الحوض: ماره لئلا ينشف الماء. [ * ]

[ 389 ]

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 64 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن زيد النرسى عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله صلوات الله عليه يقول: إذا أمات الله أهل الارض لبث كمثل ما خلق الله الخلق ومثل ما أماتهم وأضعاف ذلك، ثم أمات أهل سماء الدنيا ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ما أمات أهل الارض وأهل سماء الدنيا وأضعاف ذلك ثم أمات أهل السماء الثانية ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ما أمات أهل الارض وأهل السمآ الدنيا والسماء الثانية وأضعاف ذلك، ثم أمات أهل السماء الثالثة ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ما أمات أهل الارض وأهل السماء الدنيا والسماء الثانية والثالثة وأضعاف ذلك، في كل سماء مثل ذلك وأضعاف ذلك، ثم أمات ميكائيل ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك، ثم أمات جبرئيل عليه السلام ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم أمات اسرافيل عليه السلام ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم أمات ملك الموت عليه السلام، ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم يقول عزوجل: (لمن الملك اليوم) ؟ فيرد على نفسه (لله الواحد القهار) أين الجبارون ؟ وأين المتكبرون ؟ وأين الذين ادعوا معى الها آخر ونحوهم ؟ ثم يبعث الخلق قال عبيد بن زرارة: فقلت: ان هذا الامر كائن طولت ذلك ؟ فقال: أرأيت ما كان هل علمت به ؟ فقلت: لا، قال: فكذلك هذا، وقوله عزوجل: ان أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون قال: في افتضاض العذارى فاكهون، قال: يفاكهون النساء ويلاعبونهن. 65 – في مجمع البيان (في شغل فاكهون) وقيل: شغلوا بافتضاض العذارى عن ابن عباس وابن مسعود وهو المروى عن الصادق عليه السلام، قال: وحواجبهن كالاهلة (1) واشفار أعينهن كقوادم النسور. 66 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: في ظلال على الارائك متكئون الارائك السرر عليها الحجال


(1) جمع الهلال [ * ]

[ 390 ]

67 – حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن محمد بن اسحق عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وذكر حديثا طويلا يذكر فيه حال المؤمن إذا دخل الجنة: فإذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا، فإذا استقرت بولي الله منازله في الجنة استأذن عليه الملك الموكل بجنابه ليهنئه بكرامة الله اياه، فيقول له خدام المؤمن ووصفاؤه: مكانك فان ولى الله قد اتكى على أرائكه فزوجته الحوراء العيناء قد هيئت فاصبر لولى الله حتى يفرغ من شغله، قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمتها تمشى مقبلة وحولها وصفائها تحجبنها، عليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد صبغن بمسك وعنبر، وعلى رأسها تاج الكرامة، وفى رجلها نعلان من ذهب مكللان بالياقوت واللؤلؤ، شراكهما ياقوت أحمر، فإذا دنت من ولى الله وهم يقوم إليها شوقا تقول له: يا ولى الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب، لا تقم، انا لك وأنت لى، فيعتنقان قدر خمسمأة عام من أعوام الدنيا لا يملها ولا تمله، قال: فينظر إلى عنقها فإذا عليها قلادة من قضيب ياقوت أحمر، وسطها لوح مكتوب: أنت يا ولى الله حبيبي وانا الحوراء حبيبتك اليك تتأهب نفسي والى تتأهب نفسك، ثم يبعث الله ألف ملك يهنونه بالجنة ويزوجونه بالحوراء. 68 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحاق المدنى عن أبى جعفر عليه السلام قال: سأل رسول الله صلى الله عليه واله، ونقل عنه صلى الله عليه واله حديثا طويلا يقول فيه حاكيا حال أهل الجنة: والمؤمن ساعة مع الحوراء، وساعة مع الادمية، وساعة يخلو بنفسه على الارائك متكئا ينظر بعض المؤمنين إلى بعض. 69 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: سلام قولا من رب رحيم قال: السلام منه هو الامان، وقوله: وامتازوا اليوم ايها المجرمون قال: إذا جمع الله الخلق يوم القيامة بقوا قياما على أقدامهم حتى يلجمهم العرق فينادون: يا رب حاسبنا ولو إلى النار، قال: فيبعث الله عزوجل رياحا فتضرب بينهم و ينادى مناد: (امتازوا اليوم ايها المجرمون) فيميز بينهم فصار المجرمون في النار ومن كان في قلبه الايمان صار إلى الجنة.


[ 391 ]

قال عز من قائل الم اعهد اليكم يا بنى آدم ان لا تعبدوا الشيطان الاية. 70 – في كتاب اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله وقال عليه السلام: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فان كان الناطق عن الله فقد عبد الله، وان كان الناطق عن ابليس فقد عبد ابليس. 71 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد ان قال ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم و قسمه عليها وفرقه فيها، وقال فيها شهدت الايدى والارجل على أنفسهما وعلى أربابهما من تضييعهما لما أمر الله عزوجل وفرضه عليهما اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون فهذا ايضا مما فرض الله على اليدين وعلى الرجلين وهو عملهما وهو من الايمان. 72 – على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: وليست تشهد الجوارح على مؤمن انما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه قال الله عزوجل: (فأما من أوتى كتابه بيمينه فاولئك يقرؤن كتابهم ولا يظلمون فتيلا). 73 – في من لا يحضره الفقيه قال امير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد ابن الحنفيه رضى الله عنه: وقال الله عزوجل: (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) فأخبر عنها انها تشهد على صاحبها يوم القيامة. 74 – في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عليهما السلام عن جده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة يصف هول يوم القيامة: ختم على الافواه فلا نكلم وتكلمت الايدى وشهدت الارجل ونطقت الجلود بما عملوا فلا يكتمون الله حديثا. 75 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (اليوم نختم على أفواههم) إلى قوله تعالى: (بما كانوا يكسبون) قال: إذا جمع الله عزوجل الخلق يوم القيامة


[ 392 ]

دفع إلى كل انسان كتابه فينظرون فيه فينكرون أنهم عملوا من ذلك شيئا فتشهد عليهم الملائكة فيقولون: يا رب ملائكتك يشهدون لك ثم يحلفون أنهم لم يعملوا من ذلك شيئا وهو قول الله عزوجل (ويوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم) فإذا فعلوا ذلك ختم الله على ألسنتهم وتنطق جوارحهم بما كانوا يكسبون. 76 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقوله: (أليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) قال: ذلك في مواطن غير واحد من مواطن ذلك اليوم الذى كان مقداره خمسين ألف سنة. يكفر أهل المعاصي بعضهم ببعض، ويلعن بعضهم بعضا والكفر في هذه الاية البراءة يقول يتبرأ بعضهم من بعض ونظيرها في سورة ابراهيم قول الشيطان: (انى كفرت بما أشركتممون من قبل) وقول ابراهيم خليل الرحمان: (كفرنا بكم يعنى تبرأنا منكم ثم يجتمعون في مواطن اخر فيستنطقون فيه فيقولون: (والله ربنا ما كنا مشركين) وهؤلاء خاصة هم المقرون في دار الدنيا بالتوحيد فلم ينفعهم ايمانهم مع مخالفتهم رسله، وشكهم فيما أتوا به من ربهم، ونقضهم عهوده في اوصيائه، واستبدالهم الذى هو أدنى بالذى هو خير، فكذبهم الله فيما انتحلوه من الايمان بقوله: (انظر كيف كذبوا على انفسهم) فيختم الله على أفواههم ويستنطق الايدى والارجل والجلود، فتشهد بكل معصية كانت منه، ثم يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم: (لم شهدتم علينا قالوا انطقنا الله الذى انطق كل شيئ). 77 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل ومن نعمره ننكسه في الخلق افلا يعقلون فانه رد على الزنادقة الذين يبطلون التوحيد ويقولون ان الرجل إذا نكح المرأة وصارت النطفة في رحمها تلقيه الاشكال من الغذاء ودار عليه الفلك، ومر عليه الليل والنهار [ فيولد الانسان بالطبايع من الغذاء ومرور الليل والنهار ] فنقض الله عزوجل عليهم قولهم في حرف واحد فقال جل ذكره: (ومن نعمره ننكسه في الخلق افلا يعقلون) قال: لو كان هذا كما يقولون لكان ينبغى ان يزيد الانسان ابدا ما دامت الاشكال قائمة والليل والنهار قائمان والفلك يدور، فكيف صار يرجع إلى النقصان كلما ازداد في الكبر


[ 393 ]

إلى حد الطفولية ونقصان السمع والبصر والقوة والعلم والمنطق حتى ينتقص وينتكس في الخلق ولكن ذلك من خلق العزيز العليم وتقديره، وقوله عزوجل: وما علمناه الشعر و ما ينبغى له قال: كانت قريش تقول ان هذا الذى يقوله محمد شعر، فرد الله عزوجل عليهم فقال: (وما علمناه الشعر وما ينبغى له ان هو الا ذكر وقرآن مبين) ولم يقل رسول الله صلى الله عليه واله شعرا قط 78 – في مجمع البيان روى عن الحسن ان رسول الله صلى الله عليه واله كان يتمثل بهذا البيت (كفى الاسلام والشيب للمرء ناهيا) فقال له أبو بكر: يا رسول الله انما قال: (كفى الشيب والاسلام للمرء ناهيا) وأشهد انك رسول الله وما علمك الله الشعر وما ينبغى لك. 79 – وعن عائشة انها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه واله يتمثل ببيت اخى بنى قيس: ستبدى لك الايام ما كنت جاهلا * ويأتيك بالاخبار من لم تزود فجعل يقول: (ويأتيك من لم تزود بالاخبار) فيقول أبو بكر: ليس هكذا يا رسول الله فيقول: انى لست بشاعر وما ينبغى لى، فأما قوله عليه السلام: انا النبي لا كذب * انا ابن عبد المطلب فقد قال قوم: ان هذا ليس بشعر، وقال آخرون: انما هو اتفاق منه وليس يقصد إلى قول الشعر، وقد صح انه عليه السلام كان يسمعه ويحث عليه، وقال للحسان بن ثابت: لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك. 80 – في اصول الكافي – على بن محمد عن صالح بن أبى حماد عن الحسين بن زيد عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن ابراهيم عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقال الله عزوجل: (يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى) فالحي المؤمن الذى تخرج طينته من طينة كافر، والميت الذى يخرج من الحى هو الكافر الذى يخرج من طينة المؤمن، فالحي المؤمن، والميت الكافر، وذلك قوله عزوجل: (أو من كان ميتا فأحييناه) فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر، وكان حيوته حين فرق الله عزوجل بينهما بكلمته، كذلك يخرج الله جل وعز المؤمن في


[ 394 ]

الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها إلى النور، ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور، وذلك قوله عزوجل: لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين 81 – في مجمع البيان ويجوز ان يكون المراد بمن كان حيا عاقلا وروى ذلك عن على عليه السلام. 82 – في كتاب طب الائمة عليهم السلام باسناده إلى جابر بن راشد عن أبى عبد الله الصادق عليه السلام قال: بينما هو في سفر إذ نظر إلى رجل عليه كآبة وحزن، فقال له: مالك ؟ قال: دابتي حرون (1) قال: ويحك اقرء هذه الاية في أذنه ولم يروا انا خلقنا لهم مما عملت ايدينا انعاما فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها ياكلون 83 – في تفسير على بن ابراهيم في رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون ولا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون يقول: لا تستطيع الآلهة لهم نصرا وهم للآلهة جند محضرون. 84 – في تفسير العياشي عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: جاء أبى بن خلف فأخذ عظما باليا من حائط ففته ثم قال: يا محمد إذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعثون خلقا فأنزل الله من يحيى العظام وهى رميم قل يحييها الذى انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم. 85 – في من لا يحضره الفقيه حديث طويل وفيه قالوا وقد رممت يا رسول الله يعنون صرت رميما ؟ فقال: كلا ان الله عزوجل حرم لحومنا على الارض أن تطعم منها شيئا 86 – وقال الصادق عليه السلام: ان الله عزوجل حرم عظامنا على الارض وحرم لحومنا على الدواب ان تطعم منها شيئا. 87 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله في احتجاج أبي عبد الله الصادق عليه السلام: قال السائل: أفيتلاشى الروح بعد خروجه عن قالبه أم هو باق ؟ قال: بل هو باق إلى وقت ينفخ في الصور، فعند ذلك تبطل الاشياء وتفنى فلا حس ولا محسوس، ثم أعيدت الاشياء كما بدأها مدبرها، وذلك أربع مأة سنة يسبت فيها الخلق وذلك بين – النفختين، قال: وانى له بالبعث والبدن قد بلى والاعضاء قد تفرقت فعضو ببلدة يأكله


(1) الحرون: الذى لا ينقاد. [ * ]

[ 395 ]

سباعها، وعضوباخرى تمزقه هوامها، وعضوقد صار ترابا يبنى به مع الطير في حائط ؟ قال: ان الذى انشأه من غير شئ وصوره على غير مثال كان سبق إليه قادر أن يعيده كما بدأه قال: أوضح لى ذلك، قال: ان الروح مقيمة في مكانها روح المحسن في ضياء وفسحة، وروح المسئ في ضيق وظلمة، والبدن يصيرترابا كمامنه خلق، وماتقذف به السباع والهوام من أجوافها، فما أكلته ومزقته كل ذلك في التراب محفوظ عند من لا يعزب عنه مثقال ذرة في ظلمات الارض ويعلم عدد الاشياء ووزنها، وان تراب الروحانيين بمنزلة الذهب في التراب، فإذا كان حين البعث مطرت الارض مطر النشور، فتربو الارض ثم يمخض مخض السقا فيصير تراب البشر كمصير الذهب من التراب إذا غسل بالماء، والزبد من اللبن إذا مخض، فيجتمع تراب كل قالب إلى قالبه. فينتقل باذن الله تعالى القادر إلى حيث الروح، فتعود الصور باذن المصور كهيئتها وتلج الروح فيها فإذا قد استوى لا ينكر من نفسه شيئا. 88 – وروى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير المؤمنين: فان ابراهيم عليه السلام قد بهت الذى كفر ببرهان على نبوته ؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله اتاه مكذب بالبعث بعد الموت وهو أبى بن خلف الجمحى معه عظم نخر ففركه (1) ثم (قال): يا محمد (من يحيى العظام وهى رميم) فأنطق الله محمدا بمحكم آياته وبهته ببرهان نبوته، فقال: (يحييها الذى أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم) فانصرف مبهوتا. 89 – وفيه ايضا قال أبو محمد العسكري عليه السلام: قال الصادق عليه السلام: وأما الجدال بالتى هي أحسن فهو ما أمر الله تعالى به نبيه ان يجادل به من جحد البعث بعد الموت وأحياه له فقال حاكيا عنه: (وضرب لنا مثلا ونسى خلقه قال من يحيى العظام وهى رميم) فقال الله في الرد عليه: (قل) يا محمد (يحييها الذى أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم الذى جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون) فأراد من نبيه أن يجادل


(1) نخر العظم: بلى وتفتت. وفرك الشئ: دلكه وفرك – بالتشديد: بالغ في فركه [ * ]

[ 396 ]

المبطل الذى قال كيف يجوز أن يبعث هذه العظام وهى رميم ؟ قال: (قل يحييها الذى أنشأها أول مرة) أفيعجز من ابتدئ به لا من شئ أن يعيده بعد أن يبلى، بل ابتداؤه اصعب عندكم من اعادته، ثم قال: (الذى جعل لكم من الشجر الاخضر نارا) أي إذا كمن النار الحارة في الشجر الاخضر الرطب ثم يستخرجها فعرفكم انه على اعادة من بلى أقدر. 90 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن سعد بن أبى سعيد عن اسحاق ابن جرير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أي شئ يقول اصحابك في قول إبليس (خلقتني من نار وخلقته من طين) ؟ قلت: جعلت فداك قد قال ذلك وذكره الله في كتابه، قال: كذب إبليس يا اسحاق ما خلقه الا من طين، ثم قال: قال الله (الذى جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون) خلقه الله من ذلك النار ومن تلك الشجرة، والشجرة أصلها من طين. 91 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله متصل بقوله سابقا انه على إعادة من بلى أقدر ثم قال: أو ليس الذى خلق السموات والارض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم أي إذا كان خلق السموات والارض أعظم وأبعد في أوهامكم وقدركم أن تقدروا عليه من اعادة البالى فكيف جوزتم من الله خلق هذا الاعجب عندكم والاصعب لديكم، ولم تجوزوا منه ما هو أسهل عندكم من اعادة البالى، قال الصادق عليه السلام: فهذا الجدال بالتى هي أحسن، لان فيها قطع عذر الكافرين وازالة شبههم، واما الجدال بغير التى هي أحسن فان تجحد حقا لا يمكنك ان تفرق بينه وبين باطل من تجادله، وإنما تدفعه عن باطله بأن يجحد الحق، فهذا هو المحرم لانك مثله جحد هو حقا وجحدت أنت حقا آخر، قال أبو محمد عليه السلام: فقام إليه رجل آخر فقال: يا ابن رسول الله أيجادل رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال الصادق عليه السلام: مهما ظننت برسول الله من شئ فلا تظنن به مخالفة الله تعالى، أليس الله قال: (وجادلهم بالتى هي أحسن) و (قل يحييها الذى أنشأها أول مرة) لمن ضرب الله مثلا، فتظن ان رسول الله صلى الله عليه واله خالف ما أمره الله به فلم يجادل ما أمره الله به، ولم يخبر عن أمر الله بما أمره ان يخبر


[ 397 ]

به، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 92 وعن يعقوب بن جعفر عن أبى ابراهيم عليه السلام أنه قال: ولا احده يلفظ بشق فم ولكن كما قال الله عزوجل: انما امره إذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون بمشيته من غير تردد في نفس ! 93 – في نهج البلاغة يقول لما أراد كونه: كن فيكون لا بصوت يفرع ولا نداء يسمع، وانما كلامه سبحانه فعل منه انشأه ومثله لم يكن من قبل ذلك كائنا، ولو كان قديما لكان الها ثانيا. 94 – وفيه ايضا يقول ولا يلفظ ويريد ولا يضمر. 95 – وفيه ايضا يريد بلا همة 96 – في كتاب الاهليلجة المنقول عن الصادق عليه السلام ان الارادة من العباد الضمير وما يبدو بعد ذلك من الفعل، واما من الله عزوجل فالارادة للفعل احداثه انما يقول له كن فيكون بلا تعب ولا كيف. 97 – في اصول الكافي محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري عن الحسين بن سعيد الاهوازي عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت: لم يزل الله مريدا ؟ قال: ان المريد لا يكون الا المراد معه لم يزل عالما قادرا، ثم أراد. 98 – احمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: أخبرني عن الارادة من الله ومن الخلق ؟ قال: فقال: الارادة من الخلق الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل واما من الله فارادته احداثه لا غير ذلك لانه لا يروى ولا يهم ولا يتفكر وهذه الصفات منفية عنه وهى صفات الخلق، فارادة الله الفعل لا غير ذلك (يقول له كن فيكون) بلا لفظ ولا نطق بلسان، ولا همة ولا تفكر، ولا كيف لذلك كما أنه لا كيف له 99 – في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع أهل الاديان والمقالات في التوحيد كلام للرضا عليه السلام مع عمران يقول فيه: واعلم أن الابداع والمشية والارادة


[ 398 ]

واحدة، وأسماءها ثلاثة، وكان أول ابداعه وارادته ومشيته الحروف التى جعلها اصلا لكل شئ، ودليلا على كل مدرك، وفاصلا لكل مشكل، وتلك الحروف تعرف كل شيئ من اسم حق وباطل، أو فعل أو مفعول، أو معنى أو غير معنى، وعليها إجتمعت الامور كلها، ولم يجعل للحروف في ابداعه لها معنى غير أنفسها يتناهى ولا وجود لها لانها مبدعة بالابداع، والنور في هذا الموضع أول فعل الله الذى هو نور السماوات والارض، والحروف هي المفعول بذلك الفعل، وهى الحروف التى عليها الكلام والعبارات كلها من الله عزوجل علمها خلقه وهى ثلاثة وثلاثون حرفا، فمنها ثمانية وعشرون حرفا تدل على لغات العربية، ومن الثمانية والعشرين اثنان وعشرون حرفا تدل على لغات السريانية والعبرانية، ومنها خمسة أحرف متحرفة في ساير اللغات من العجم الاقاليم اللغات كلها (1) وهى خمسة أحرف تحرفت من الثمانية والعشرين حرفا من اللغات، فصارت الحروف ثلاثة وثلاثين حرفا، وأما الخمسة المختلفة (فتجحخ) (2) لا يجوز ذكرها أكثر مما ذكرناه، ثم جعل الحروف بعد احصائها وأحكام عدتها فعلا منه كقوله عزوجل (كن فيكون) وكن منه صنع و ما يكون به المصنوع، فالخلق الاول من الله عزوجل: الابداع، لا وزن له ولا حركة ولا سمع ولا لون ولا حس، والخلق الثاني حروف لا وزن لها ولا لون، وهى مسموعة موصوفة غير منظور إليها، والخلق الثالث ما كان من الانواع كلها محسوسا ملموسا ذا ذوق منظورا إليه، والله تبارك وتعالى سابق بالابداع لانه ليس قبله عزوجل ولا كان معه شئ، والابداع سابق للحروف والحروف لا تدل على غير نفسها، قال المأمون: كيف لا تدل على غير نفسها ؟ قال الرضا عليه السلام لان الله تبارك وتعالى لا يجمع منها شيئا بغير معنى أبدا فإذا ألف منها أحرفا أربعة أو خمسة أو ستة أو أكثر من ذلك أو أقل


(1) كذا في النسخ لكن في المصدر (من العجم والاقاليم واللغات كلها). (2) والمراد بهاالفاء، والتاء، والجيم، والحاء المهملة، والخاء المعجمة، وقد اختلفت النسخ في ضبط هذه الكلمة وقال المجلسي (ره): الظاهر ان العبارة قد صحفت ولم تكن بهذه الصورة. [ * ]

[ 399 ]

لم يؤلفها لغير معنى. ولم يك الا لمعنى محدث لم يكن قبل ذلك شيئا، قال عمران: فكيف لنابمعرفة ذلك ؟ قال الرضا عليه السلام: اما المعرفة فوجه ذلك وبيانه انك تذكر الحروف إذا لم ترد بها غير نفسها، ذكرتها فردا [ فقلت ] ا ب ت ث ج ح خ حتى تأتى على آخرها، فلم تجد لها غير أنفسها وإذا ألفت وجمعت منها وجعلتها اسما وصفة لمعنى ما طلبت ووجه ما عنيت كانت دليلة على معانيها، داعية إلى الموصوف بها، أفهمته ؟ قال: نعم. 100 – في تفسير على بن ابراهيم ثم قال عزوجل: (أو ليس الذى خلق السموات والارض) إلى قوله تعالى: (كن فيكون) قال: خزائنه في كاف والنون. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة الصافات في كل يوم جمعة لم يزل محفوظا من كل آفة مدفوعا عنه كل بلية في الحيوة الدنيا مرزوقا في الدنيا في أوسع ما يكون من الرزق، ولم يصبه الله في ماله و ولده ولا بدنه بسوء من شيطان رجيم، ولا من جبار عنيد، وان مات في يومه أو ليلته بعثه الله شهيدا وأماته شهيدا، وأدخله الجنة مع الشهداء في درجة من الجنة. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ومن قرء سورة الصافات أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد كل جنى وشيطان، وتباعدت عنه مردة الشياطين، وبرئ من الشرك، وشهد له حافظاه يوم القيامة انه كان مؤمنا بالمرسلين. 3 – في الكافي محمد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن سليمان الجعفري قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام يقول لابنه القاسم: قم فاقرأ عند رأس أخيك (والصافات صفا) حتى تستتمها، فقرأه فلما بلغ (هم أشد خلقا أم من خلقنا) قضى الفتى، فلما سجى (1) وخرجوا أقبل عليه يعقوب بن جعفر، فقال له: كنا نعهد الميت إذا نزل به الموت يقرأ


(1) قال في الصحاح: سجيت الميت تسجية: إذا مددت عليه ثوبا. [ * ]

[ 400 ]

عنده (يس والقرآن الحكيم) فصرت تأمرنا بالصافات ؟ فقال: يا بنى لم تقرأ عند (1) مكروب من موت قط الا عجل الله راحته. 4 – في تفسير على بن ابراهيم والصافات صفا قال: الملائكة والانبياء عليهم السلام، ومن وصف الله عزوجل عبده فالزاجرات زجرا الذين يزجرون الناس فالتاليات ذكرا الذين يقرؤن الكتاب من الناس فهو قسم وجوابه ان الهكم لواحد رب السماوات والارض وما بينهما ورب المشارق انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب 5 – قال: وحدثني ابى ويعقوب بن يزيد عن ابن ابى عمير عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ان هذه النجوم التى في السماء مدائن مثل المداين التى في الارض مربوطة كل بعمود من نور، طول ذلك العمود في السماء مسيرة مأتين وخمسين سنة 6 – وقوله عزوجل وحفظا من كل شيطان مارد: المارد الخبيث. 7 – وفي رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: عذاب واصب أي دائم موجع قد وصل إلى قلوبهم. 8 – وفيه عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل قال: فصعد جبرئيل وصعدت معه إلى سماء الدنيا، وعليها ملك يقال له اسمعيل، وهو صاحب الخطفة التى قال الله عزوجل: الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب وتحته سبعون ألف ملك تحت كل ملك سبعون ألف ملك، فقال: يا جبرئيل من هذا معك ؟ قال: محمد، قال وقد بعث ؟ قال: نعم، ففتح الباب فسلمت عليه وسلم على واستغفرت له واستغفر لى، وقال: مرحبا بالاخ الصالح والنبى الصالح. 9 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله خلق المؤمن من طينة الجنة، وخلق الكافر من طينة النار، قال: وسمعته يقول: الطينات ثلاثة: طينة الانبياء، والمؤمن من تلك الطينة، الا أن الانبياء هم من صفوتها هم الاصل ولهم فضلهم،


(1) كذا في النسخ لكن في المصدر (عبد) مكان عند. [ * ]

[ 401 ]

والمؤمنون الفرع من طين لازب كذلك لا يفرق الله عزوجل بينهم وبين شيعتهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 10 – في نهج البلاغة ثم جمع سبحانه من حزن الارض وسهلها وعذبها وسبخها تربة سنها بالماء حتى خلصت، ولا طها بالبلة حتى لزبت (1) 11 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: أحشروا الذين ظلموا و أزواجهم قال: الذين ظلموا آل محمد صلى الله عليه واله حقهم (وأزواجهم) قال: أشباههم. 12 – وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام فاهدوهم إلى صراط الجحيم يقول: أدعوهم إلى طريق الجحيم. 13 – وقال على بن ابراهيم في قوله عزوجل: (وقفوهم انهم مسئولون) قال: عن ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه. 14 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه واله قال: إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه الا من معه جواز فيه ولاية على بن ابي طالب عليه السلام، وذلك قوله تعالى: (وقفوهم انهم مسئولون) يعنى عن ولاية على بن ابى طالب عليه السلام. 15 – في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله قال زرارة للصادق عليه السلام: ما تقول يا سيدى في القضاء والقدر ؟ قال عليه السلام: أقول ان الله تبارك وتعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سئلهم عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم. 16 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المتفرقة حديث طويل وفى آخره ثم قال عليه السلام – وقد ذكر عليا عليه السلام – حاكيا عن النبي صلى الله عليه واله: وعزة ربى ان جميع أمتى لموقوفون يوم القيمة ومسئولون عن ولايته، وذلك قول الله عزوجل (وقفوهم انهم مسئولون). 17 – وفيه ايضا فى باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده


(1) الحزن: ما غلظ من الارض. وسبخها: ما ملح منها. وسنها بالماء أي ملسها. ولاطها من قولهم لطت الحوض بالطين أي ملطته وطينته به. والبلة من البلل. ولزبت أي التصقت. [ * ]

[ 402 ]

قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله في قوله تعالى: (وقفوهم انهم مسئولون) قال: عن ولاية على عليه السلام. 18 – وفى هذا الباب ايضا باسناده عن على عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه واله: أول ما يسأل الله عنه العبد عن حبنا أهل البيت. 19 – في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا تزل قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين كسبه وفيما انفقه وعم حبنا أهل البيت. 20 – في كتاب علل الشرايع قد روى عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال في تفسير قوله عزوجل: (وقفوهم انهم مسئولون) انه لا يجاوز قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه، وعمره فيما أفناه، وعن ماله من أين جمعه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت. 21 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يحيى بن عقبة الازدي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان فيما وعظ به لقمان إبنه: واعلم انك ستسأل غدا إذا وقفت بين يدى الله عزوجل عن أربع: شبابك فيما أبليته، وعمرك فيما أفنيته، ومالك مما اكسبته وفيما أنفقته، فتأهب لذلك وأعد له جوابا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 22 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن إبن أبى نجران عن أبى جميلة عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا معشر قراء القرآن إتقوا الله عزوجل فيما حملكم من كتابه. فانى مسئول وانكم مسئولون، إنى مسئول عن تبليغ الرسالة، وأما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب الله وسنتى. 23 – في نهج البلاغة إتقوا الله في عباده وبلاده فانكم مسئولون حتى عن البقاع والبهائم. 24 – في مجمع البيان (انهم مسئولون) روى أنس بن مالك مرفوعا أنهم مسئولون عما دعوا إليه من البدع.


[ 403 ]

25 – وقيل: عن ولاية على بن أبى طالب عن أبى سعيد الخدرى. 26 – في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام أللهم فكما كان من شأنك يا صادق الوعد يا من لا يخلف الميعاد، يا من هو كل يوم في شأن ان أنعمت علينا بموالاة أوليائك المسئول عنها عبادك، فانك قلت وقولك الحق: (ثم لتسلئن يومئذ عن النعيم) وقلت: (وقفوهم انهم مسئولون). 27 – في تفسير على بن ابراهيم: قالوا انكم كنتم تأتوننا عن اليمين يعنى فلانا وفلانا قالوا بل لم تكونوا مؤمنين. 27 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحاق المدنى عن أبى جعفر عليه السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه واله ونقل عنه حديثا طويلا يقول فيه حاكيا حال أهل الجنة وأما قوله: اولئك لهم رزق معلوم قال: يعلمه الخدام فيأتون به اولياء الله قبل أن يسألوهم اياه أما قوله عزوجل: فواكه وهم مكرمون قال: فانهم لا يشتهون شيئا في الجنة الا اكرموا به. 29 – في جوامع الجامع: انا لمدينون أي لمجزيون من الدين الذى هو الجزاء أو ممسوسون مربوبون من ذاته إذا ساسه وفى الحديث: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت. 30 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام فاطلع فرآه في سواء الجحيم يقول في وسط الجحيم. 31 – قال على بن ابراهيم رحمه الله ثم يقولون في الجنة: أفما نحن بميتين الا موتتنا الاولى وما نحن بمعذبين ان هذا لهو الفوز العظيم قال: فحدثني أبى عن على بن مهزيار والحسن بن محبوب عن النضر بن سويد عن درست عن أبى بصير عن أبى جعفر صلوات الله عليه قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة و أهل النار النار جئ بالموت فيذبح كالكبش بين الجنة والنار، ثم يقال: خلود فلا موت ابدا، فيقول أهل الجنة: (أفما نحن بميتين الا موتتنا الاولى وما نحن بمعذبين ان هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون).


[ 404 ]

32 – في مجمع البيان (ان شجرة الزقوم) الآية روى ان قريشا لما سمعت هذه الآية، قالت: ما نعرف هذه الشجرة، قال ابن الزبعرى: الزقوم بكلام البربر التمر والزبد، وفى رواية بلغة اليمن، فقال أبو جهل لجاريته: يا جارية زقمينا (2) فاتته الجارية بتمر وزبد، فقال لاصحابه: تزقموا بهذا الذى يخوفكم به محمد فيزعم أن النار تنبت الشجر، والنار تحرق الشجر، فأنزل الله سبحانه انا جعلناها فتنة للظالمين. 33 – وقد روى ان الله تعالى يجوعهم حتى ينسوا عذاب النار من شدة الجوع فيصرخون إلى مالك فيحملهم إلى تلك الشجرة وفيهم أبو جهل فيأكلون منها فتغلى بطونهم كغلى الحميم، فيستسقون فيسقون شربة من الماء الحار الذى بلغ نهايته في الحرارة، فإذا قربوها من وجوههم شوت وجوههم، فذلك قوله: (يشوى الوجوه) فإذا وصل إلى بطونهم صهر ما في بطونهم (2) كما قال سبحانه: (يصهر به ما في بطونهم والجلود) و ذلك طعامهم وشرابهم. 34 – وفيه عند قوله تعالى: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث) وروى ايضا عن أبى عبد الله عليه السلام أنه قال هو الطعن في الحق والاستهزاء به، وما كان أبو جهل و أصحابه يجيئون به إذ قال يا معشر قريش: الا اطعمكم من الزقوم الذى يخوفكم به صاحبكم ثم أرسل إلى زبد وتمر، فقال: هذا هو الزقوم الذى يخوفكم به. 35 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن ضريس الكناسى، قال قال أبو جعفر عليه السلام: ان الله تعالى نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار ويأكلون من زقومها ويشربون من حميمها ليلهم فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له برهوت أشد حرا من نيران الدنيا، كان فيه (فيهما خ ل) يتلاقون ويتعارفون، فإذا كان المساء عادوا إلى النار فهم كذلك إلى يوم القيامة


(1) أي أطعمينا الزقوم. (2) صهر الشى: أذابه. [ * ]

[ 405 ]

36 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: وجعلنا ذريته هم الباقين يقول: الحق والنبوة والكتاب والايمان في عقبه وليس كل من في الارض من بنى آدم من ولد نوح عليه السلام، قال الله عزوجل في كتابه: (احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك الا من سبق عليه القول منهم ومن آمن وما آمن معه الا قليل) وقال الله عزوجل ايضا: (ذرية من حملنا مع نوح) 37 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الحميد بن أبى الديلم عن ابى عبد الله الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وبشرهم نوح بهود وأمرهم باتباعه وان يقيموا الوصية كل عام فينظروا فيها، ويكون عيدا لهم كما أمرهم آدم عليه السلام، فظهرت الجبرية من ولد حام ويافث فاستخفى ولد سام بما عندهم من العلم، وجرت على سام بعد نوح الدولة لحام ويافث وهو قول الله عزوجل: وتركنا عليه في – الاخرين يقول: تركت على نوح دولة الجبارين، ويعز الله محمدا صلى الله عليه واله بذلك قال: وولد لحام السند والهند والحبش، وولد لسام العرب والعجم، وجرت عليهم الدولة وكانوا يتوارثون الوصية عالم بعد عالم، حتى بعث الله عزوجل هودا عليه السلام. 38 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: من خاف منكم العقرب فليقرأ هذه الايات: سلام على نوح في العالمين انا كذلك نجزى المحسنين انه من عبادنا المؤمنين 39 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن سماعة عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام انه قال ليهنئكم الاسم، قلت: وما هو جعلت فداك قال: وان من شيعته لابراهيم وقوله عزوجل: (فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه) فليهنئكم الاسم. 40 – في مجمع البيان روى أبو بصير عن ابي جعفر عليه السلام قال: ليهنئكم الاسم، قلت: وما هو ؟ قال: الشيعة، قلت: ان الناس يعيروننا بذلك ! قال: اما تسمع قول الله سبحانه: (وان من شيعته لابراهيم) وقوله: (فاستغاثه الذى من شيعته على الذى من عدوه).


[ 406 ]

41 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله عزوجل: إذ جاء ربه بقلب سليم قال: القلب السليم من الشك، وقد كتبنا خبره في سورة الشعراء. قال مؤلف هذا الكتاب عفى الله عنه: لم يذكر رحمه الله في الشعراء عند قوله (الا من أتى الله بقلب سليم) سوى قوله: قال القلب السليم الذى يلقى الله عزوجل وليس فيه أحد سواه وهو أعلم بما قال. 42 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى صالح بن سعيد عن رجل من أصحابنا عن أبى عبد الله قال: قلت قوله تعالى: انى سقيم فقال: ما كان ابراهيم سقيما وما كذب انما عنى سقيما في دينه مرتادا. 43 – وقد روى أنه بقوله: (انى سقيم) أي ساسقم وكل ميت سقيم وقد قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: انك ميت أي ستموت. 44 – في اصول الكافي على بن محمد رفعه عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: فنظر نظرة في النجوم فقال انى سقيم قال، حسب فراى ما يحل بالحسين عليه السلام فقال: إنى سقيم لما يحل بالحسين عليه السلام. 45 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبى بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام: التقية من دين الله قلت: من دين الله ؟ قال: أي والله من دين الله، ولقد قال يوسف: (أيتها العير انكم لسارقون) والله ما كانوا سرقوا شيئا، ولقد قال ابراهيم: (انى سقيم) والله ما كان سقيما. 46 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبان بن عثمان عن حجر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: عاب آلهتهم (فنظر نظرة في النجوم فقال انى سقيم) قال أبو جعفر عليه السلام: والله ماكان سقيما وما كذب. 47 – الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن الوشا عن أبان بن عثمان


[ 407 ]

عن أبى بصير قال: قيل لابي جعفر عليه السلام وأنا عنده: ان سالم بن أبى حفصة وأصحابه يروون عنك انك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج ؟ فقال: ما يريد سالم منى أيريد أن أجئ بالملائكة، والله ما جائت بهذا النبيون، ولقد قال ابراهيم عليه السلام: (انى سقيم) وما كان سقيما وما كذب. 48 – في تفسير العياشي عن محمد بن عرامة الصيرفى عمن أخبره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى خلق روح القدس فلم يخلق خلقا أقرب إليه منها، و ليست باكرم خلقه عليه، فإذا أراد أمرا ألقاه إليها فألقاه إلى النجوم فجرت [ به ]. 49 – في من لا يحضره الفقيه وروى عن عبد الملك بن أعين قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: انى قد ابتليت بهذا العلم فأريد الحاجة فإذا نظرت إلى الطالع ورأيت طالع الشر جلست ولم أذهب فيها، وإذا رأيت طالع الخير ذهبت في الحاجة ؟ فقال لى: تقضى ؟ قلت: نعم، قال: أحرق كتبك. 50 – في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى باسناده إلى إبن مسعود عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال: إذا ذكر القدر فأمسكوا، وأذا ذكر اصحابي فأمسكوا إذا ذكر النجوم فامسكوا. 51 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال له السائل: فما تقول في علم النجوم ؟ قال: هو علم قلت منافعه وكثرت مضاره، لانه لا يدفع به المقدور ولا يتقى به المحذور، إن خبر المنجم بالبلاء لم ينجه التحرز من القضاء، وان خبر هو بخير لم يستطع تعجيله، وان حدث به سوء لم يمكنه صرفه، والمنجم يضاد الله في علمه بزعمه أنه يرد قضاء الله عن خلقه. 52 – عن سعيد بن جبير قال: إستقبل أمير المؤمنين عليه السلام دهقان من دهاقين الفرس فقال له بعد التهنية: يا أمير المؤمنين تناحست النجوم الطالعات، وتناحست السعود بالنحوس، وإذا كان مثل هذا اليوم وجب على الحكيم الاختفاء، ويومك هذا يوم صعب قد انقلب فيه كوكبان، وانقدح من برجك النيران، وليس الحرب لك بمكان، قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ويحك يا دهقان المنبئ بالاثار، المحذر


[ 408 ]

من الاقدار، ما قصة صاحب الميزان وقصة صاحب السرطان ؟ وكم المطالع من الاسد والساعات في المحركات، وكم بين السرارى والذراري ؟ قال: سأنظر وأومى بيده إلى كمه واخرج منه اسطرلابا ينظر فيه فتبسم صلوات الله عليه وقال: أتدرى ما حدث البارحة ؟ وقع بيت بالصين، وانفرج برج ماجين وسقط سور سرنديب، وانهزم بطريق الروم بأرمنية، وفقد ديان اليهود بابلة، وهاج النمل بوادي النمل وهلك ملك افريقية أكنت عالما بهذا ؟ قال: لا يا امير المؤمنين، فقال: البارحة سعد سبعون ألف عالم، وولد في كل عالم سبعون ألف عالم، والليلة يموت مثلهم وهذا منهم – وأومى بيده إلى سعد بن مسعدة الحارثى لعنه الله وكان جاسوسا للخوارج في عسكر أمير المؤمنين عليه السلام – فظن الملعون أنه يقول خذوها فأخذ بنفسه فمات، فخر الدهقان ساجدا، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ألم أروك من عين التوفيق ؟ قال: بلى يا أمير المؤمنين، فقال: أنا وصاحبى لا شرقيون ولا غربيون، نحن ناشئة القطب و أعلام الفلك، اما قولك انقدح من برجك النيران، فكان الواجب ان تحكم به لى لا على اما نوره وضياءه فعندي، واما حريقه ولهبه فذاهب عنى، وهذه مسألة عميقة احسبها ان كنت حاسبا. 53 – وروى أنه عليه السلام لما أراد المسير إلى الخوارج قال له بعض أصحابه: ان سرت في هذا الوقت خشيت ان لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم ؟ فقال عليه السلام: أتزعم أنك تهدى إلى الساعة التى من سار فيها صرف عنه السوء، وتخوف الساعة التى من سار فيها حاق به الضر، فمن صدقك بهذا فقد كذب القرآن، واستغنى عن الاستعانة بالله في نيل المحبوب ودفع المكروه، وينبغى في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربه، لانك بزعمك أنت هديته إلى الساعة التى نال فيها النفع وأمن الضر، أيها الناس اياكم وتعلم النجوم الا ما يهتدى به في بر أو بحر، فانها تدعو إلى الكهانة، المنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار، سيروا على اسم الله وعونه. 54 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: أيها الناس اياكم وتعلم النجوم الا ما يهتدى


[ 409 ]

به في بر أو بحر، فانها تدعو إلى الكهانة والمنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار. 55 – في الكافي على بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن غير واحد عن على بن أسباط إلى قوله وبهذا الاسناد عن على بن أسباط عمن رواه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان بينى وبين رجل قسمة أرض وكان الرجل صاحب نجوم فكان يتوخى ساعة السعود فيخرج فيها وأخرج أنا في ساعة النحوس فاقتسمنا فخرج لى خير القسمين، فضرب الرجل يده اليمنى على اليسرى ثم قال: ما رأيت كاليوم قط، قلت: ويل الاخر ما ذاك ؟ قال: انى صاحب نجوم أخرجتك في ساعة النحوس وخرجت أنا في ساعة السعود، ثم قسمنا فخرج لك خير القسمين ؟ فقلت: الا أحدثك بحديث حدثنى به أبى قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من سره أن يدفع عنه نحس يومه فليفتح يومه بصدقة يذهب الله بها عنه نحس يومه ومن أحب أن يذهب الله عنه نحس ليلته فليفتح ليلته بصدقة تدفع عنه نحس ليلته، فقلت: وانى افتتحت خروجي بصدقة فهذا خير لك من علم النجوم. 56 – في روضة الكافي أحمد بن محمد وعلى بن محمد جميعا عن على بن الحسن التيمى عن محمد بن الخطاب الواسطي عن يونس بن عبد الرحمان عن أحمد بن عمر الحلبي عن حماد الازدي عن هشام الخفاف قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: كيف بصرك بالنجوم ؟ قال: قلت: ما خلفت بالعراق أبصر بالنجوم منى فقال: كيف دوران الفلك عندكم ؟ قال: فأخذت قلنسوتي عن رأسي فأدرتها قال: فقال: فان كان الامر على ما تقول فما بال بنات نعش والجدى والفرقدين لا يرون يدورون يوما من الدهر في القبلة ؟ قال: قلت: والله هذا شئ لا أعرفه ولا سمعته أحدا من اهل الحساب يذكره، فقال لى: كم السكينة من الزهرة جزءا في ضوئها ؟ قال: قلت: هذا والله نجم ما سمعت به ولا سمعت أحدا من الناس يذكره، فقال: سبحان الله فأسقطتم نجما بأسره فعلى ما تحسبون ؟ ثم قال: فكم الزهرة من القمر جزءا في ضوءه ؟ قال: فقلت: هذا شئ لا يعلمه الا الله عزوجل، قال: فكم القمر جزءا من الشمس في ضوئها ؟ قال: قلت: ما أعرف هذا، قال: صدقت، ثم قال: ما بال العسكرين


[ 410 ]

يلتقيان في هذا حاسب وفى هذا حاسب فيحسب هذا لصاحبه بالظفر ويحسب هذا لصاحبه بالظفر ثم يلتقيان فيهزم أحدهما الآخر، فأين كانت النحوس ؟ (1) قال: فقلت: لا والله ما أعلم ذلك قال: فقال: صدقت ان أصل الحساب حق ولكن لا يعلم ذلك الا من علم مواليد الخلق كلهم. 57 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال عن الحسن بن أسباط عن عبد الله بن سيابة قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت لك الفداء الناس يقولون: ان النجوم لا يحل النظر فيها وهى تعجبني ؟ فان كانت تضر بدينى فلا حاجة لى في شئ يضر بدينى، وان كانت لا تضر بدينى فوالله انى لاشتهيها وقد أشتهى النظر فيها ؟ فقال: ليس كما يقولون لا تضر بدينك، ثم قال: انكم تنظرون في شئ منها كثيره لا يدرك وقليله لا ينتفع به، تحسبون على طالع القمر ثم قال: أتدرى كم بين المشترى والزهرة من دقيقة ؟ قلت: لا والله، قال: أفتدرى كم بين الزهرة وبين القمر من دقيقة ؟ قلت: لا قال: أفتدرى كم بين الشمس وبين السنبلة من دقيقة ؟ قلت: لا والله ما سمعته من المنجمين قط، قال: قال: أفتدرى كم بين السكينة (2) وبين اللوح المحفوظ من دقيقة ؟ قلت: لا والله ما سمعته من منجم قط قال: ما بين كل واحد منها (3) إلى صاحبه ستون أو تسعون دقيقة شك عبد الرحمان ثم قال: يا عبد الرحمن هذا حساب إذا حسبه الرجل ووقع عليه عرف عدد القصبة التى وسط الاجمة، وعدد ما عن يمينها وعدد ما عن يسارها وعدد ما خلفها وعدد ما امامها حتى لا يخفى عليه من قصب الاجمة واحدة. 58 – محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد


(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في بعض النسخ (فأين كانت النجوم) ثم ان المجلسي (ره) قال: هذا بيان لخطأ المنجمين فان كل منجم يحكم لمن يريد ظفره بالظفر، ويزعم ان السعد الذى رآه يتعلق به وهذا العدم احاطتهم بارتباط النجوم بالاشخاص. (2) وفى بعض النسخ (السنبلة) بدل (السكينة) لكن المختار هو الانسب بقوله (ما سمعته من منجم قط) كما قال المجلسي (ره). (3) وفى بعض النسخ كما في المصدر (منهما) فيرجع على الاخيرتين فقط. [ * ]

[ 411 ]

جميعا عن على بن حسان عن على بن عطية الزيات عن معلى بن خنيس قال: سألت أبا – عبد الله عليه السلام عن النجوم أهى حق ؟ فقال: نعم، ان الله عزوجل بعث المشترى إلى الارض في صورة رجل فأخذ رجلا من العجم فعلمه النجوم حتى ظن أنه قد بلغ ثم قال له انظر اين المشترى ؟ فقال: ما أراه في الفلك وما أدرى أين هو، قال: فنحاه فأخذ بيد رجل من الهند فعلمه حتى ظن أنه قد بلغ، وقال: انظر المشترى أين هو ؟ فقال: ان حسابى ليدل على انك أنت المشترى فقال: فشهق شهقه فمات وورث علمه أهله فالعلم هناك. 59 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن جميل بن صالح عمن أخبره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سئل عن النجوم ؟ فقال: ما يعلمها الا أهل بيت من العرب و أهل بيت من الهند. 60 – في كتاب الاهليلجة المنقول عن أبى عبد الله الصادق عليه السلام في الرد على من كان منكرا للصانع جل جلاله زعما منه ان الاشياء كلها تدرك بالحواس الخمس ولو كان موجودا لادرك بها قال عليه السلام: قلت: أخبرني هل يعلم أهل بلادك علم النجوم ؟ قال: انك لغافل من علم أهل بلادي بالنجوم، فليس أحد أعلم بذلك منهم، قال: قلت: أخبرني كيف وقع علمهم بالنجوم وهى مما لا يدرك بالحواس ولا بالفكر ؟ قال: حساب وضعه الحكماء و توارثنه الناس فإذا سألت العالم عن شئ قاس الشمس ونظر في حالها وحال القمر وما الطالع مع النحوس في البروج وما الباطن من السعود منها فيحسب فلا يخطى بالمولود، فيخبر بكل علامة فيه بغير معاينة، قلت: وكيف دخل الحساب في مواليد الناس ؟ قال: لان جميع الناس انما يولدون بهذه النجوم فمن ثم لا يخطى الحساب، إذا علمت الساعة واليوم والشهر والسنة التى يولد فيها المولود، قلت: [ لقد توصفت علما عجيبا ليس في علم الدنيا ادق منه ولا اعظم ان كان حقا كما ذكرت يعرف به المولود الصبى وما فيه من العلامات ومنتهى أجله وما يصيبه في حياته، أو ليس هذا حسابا تولد به جميع أهل الدنيا من كان من الناس ؟ قال: لا اشك فيه قلت: ] (1) فتعال ننظر بعقولنا


(1) ما بين المعقفتين انما هو في نسخة البحار دون النسخ الموجودة عندي من الكتاب. [ * ]

[ 412 ]

هل يستقيم أن يكون يعلم الناس هذا من بعض الناس (2) إذا كان الناس يولدون بهذه النجوم، وان قلت: إن الحكماء من الناس هم الذين وضعوا هذا الحساب وعلم مجارى هذه النجوم وعرفت نحوسها من سعودها ودنوها من بعدها وبطيئها من سريعها و مواقعها من السماء ومواضعها من تحت الارض، فان منها ستة طالعة في السماء وستة باطنة تحت الارض، وكذلك النجوم السبعة تجرى على حساب تلك النجوم، وما يقبل القلب ولا يدل العقل ان مخلوقا من الارض قدر على الشمس حتى يعلم في أي البروج هي، واى بروج القمر واى بروج هذه النحوس والسعود، ومتى الطالع ومتى الباطن، وهى معلقة في السماء وهى تحت الارض، ولا يراها إذا توارت بضوء الشمس إلا ان يزعم أن هذا الحكيم رقى إلى السماء حتى علم هذا. ثم قلت: وهبه رقى إلى السماء هل له بد من أن يخرج (2) مع كل برج من البروج ونجم من هذه النجوم من حيث يغرب إلى حيث يطلع ثم يعود إلى الاخر يفعل ذلك كلها، ومنها ما يقطع السماء في ثلاثين سنة ومنها ما يقطعها في أقل من ذلك، وهل كان له أن يجول في أقطارها حتى يعرف مطالع السعود والنحوس منها وتيقنه، وهبه قدر على ذلك حتى فرغ منه كيف كان يستقيم له ما في السماء حتى يحكم حساب ما في الارض و تيقنه ويعرفه ويعانيه كما قد عاينه في السماء، فقد علمت أن مجاريها تحت الارض على حساب مجاريها في السماء وأنه لا يعرف حسابها ودقايقها الا بمعرفة ما غاب منها، لانه ينبغى أن يعرف أي ساعة من الليل يطلع طالعها، وأى ساعة من الليل يغيب غائبها، وأنه لا يصلح للمتعلم ان يكون واحدا حتى يصح الحساب وكيف يمكنه ذلك وهى تحت الارض وهو على ظهرها، لا يرى ما تحتها الا أن يزعم أن ذلك الحكيم دخل في ظلمات الارضين والبحر فسار مع النجوم والشمس والقمرفي مجاريها على حساب ما سار في السماء، حتى عاين ما تحت الارض منها كما عاين منها ما في السماء. قال: وهل قلت لك: ان أحدا رقى إلى السماء وقدر على ذلك حتى أقول أنه


(1) وفى البحار (وهل يستقيم ان يكون لبعض الناس إذا كان… اه). (2) وفى البحار (يجرى) بدل (يخرج). [ * ]

[ 413 ]

دخل الارض والظلمات وحتى نظر النجوم ومجاريها ؟ قلت: فكيف وقع هذا العلم الذى زعمت أن الحكماء من الناس وضعوه، وان الناس كلهم مولدون به ؟ وكيف عرفوا ذلك الحساب وهو أقدم منهم ؟ قال: ما أجده يستقيم أن أقول ان أحدا من الناس يعلم علم هذه النجوم المعلقة في السماء بتعليم أحد من الناس، قلت: لابد لك ان تقول: انما علمه حكيم عليم بامر السماء والارض ومدبرها قال: ان قلت هذا فقد أقررت بالهك الذى تزعم، غير أنى أعلم أنه لابد لهذا الحساب من معلم وان قلت: ان أحدا من أهل الارض علم ذلك من غير معلم من أهل الارض لقد أبطلت، الا أن علم الارض لا يكون عندنا الا بالحواس ولا يقع علم الحواس في علم النجوم وهى معلقة تغيب مرة وتطلع أخرى، تجرى تحت الارض كما تجرى في السماء وما زادت الحواس على أكثر من النظر إلى طالعها إذا طلع وإلى غائبها إذا غاب، فأما حسابها ودقايقها وسعودها ونحوسها وسريعها وبطيئها فلا يقدر عليه الحواس، قلت: فأخبرني لو كنت متعلما مستوصفا لهذا الحساب من أهل الارض أحب اليك أن تستوصفه وتتعلمه أم من أهل السماء ؟ قال: من أهل السماء إذا كانت النجوم معلقة فيها، حيث لا يعلمها اهل الارض قلت: فافهم ألطف النظر ولا يغلبنك الهوى أليس تعلم أنه إذا كان أهل الدنيا يولدون بهذه النجوم، ان النجوم قبل الناس، فإذا أقررت بذلك انكسر عليك أن تعلم علمها من عالم منهم إذا كان العالم وهم انما ولدوا بها بعدها، وانها قبلهم خلقت ؟ قال: بلى، قلت: وكذلك الارض كانت قبلهم ايضا ؟ قال: نعم، قلت: لانه لو لم يكن الارض خلقت لما استقام ان يكون الناس ولا غيرهم من الخلق عليها الا ان يكون لها أجنحة، إذ لم يكن لها مستقر تأوى إليه ولا ملسعة ترجع إليها، وكذلك الفلك قبل النجوم والشمس والقمر لانه لولا الفلك لم تدر البروج ولم تستقل مرة وتهبط أخرى. قال: نعم هو كما قلت فقد أقررت بان خالق النجوم التى يتولد الناس بها هو خالق السماء والارض، لانه لو لم يكن سماء ولا ارض لم يكن دوران الفلك، إذ ليس (1) ينبغى لك ان يدلك عقلك على أن الذى خلق السماء هو الذى خلق الارض والفلك والدوران


(1) كذا في النسخ ولعله سقط من الموضع شئ وكأن الصحيح (قلت: أفليس ينبغى لك.. اه) [ * ]

[ 414 ]

والشمس والقمر والنجوم ؟ قال: أشهد أن الخالق واحد، ولكن لست أدرى كيف سقطوا على هذا الحساب حتى عرفوه وعلى هذا الدور والصواب ولو أعرف من الحساب ما عرفت لاخبرت بالجهل، وكان أهون على غير أنى اريد أن تزيدني شرحا. قلت: انبئك من قبل اهليلجتك هذه التى في يدك وما تدعى من الطب الذى هو صناعتك وصناعة آبائك إلى قوله عليه السلام قال: فأنا أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وانه خالق السمايم القاتلة والهوام العادية وجميع النبت والاشجار ووارثها و منبتها وبارئ الاجساد وسائق الرياح ومسخر السحاب، وانه خالق الادواء التى يهيج بالانسان كالسمايم القاتلة التى تجرى في أعضائه وعظامه مستقر الادواء، وما يصلحها من الدواء العارف بتسكين الروح ومجرى الدم وأقسامه في العروق واتصاله بالعصب والاعضاء والعقب والجسد، وانه عارف بما يصلحه من الحر والبرد عالم بكل عضو وما فيه، وانه هو الذى وضع هذا النجوم وحسابها والعالم بها، والدال على نحوسها وسعودها، وما يكون من المواليد، وأن التدبير واحد لم يختلف متصل فيما بين السماء والارض وما فيهما (1). 61 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبان بن عثمان عن حجر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: خالف ابراهيم عليه السلام قومه وعاب آلهتهم حتى أدخل على نمرود فخاصمهم، فقال ابراهيم: (ربى الذى يحيى و يميت قال أنا أحيى وأميت قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظالمين) وقال أبو جعفر عليه السلام: عاب آلهتهم (فنظر نظرة في النجوم فقال انى سقيم) قال أبو جعفر عليه السلام والله ما كان سقيما وما كذب فلما تولوا عنه مدبرين إلى عيد لهم دخل ابراهيم عليه السلام إلى آلهتهم بقدوم


(1) اقول: بين ما ذكره المؤلف (ره) هنا من حديث الاهليلجة وبين ما هو مذكور في كتاب بحار الانوار اختلاف كثير في الالفاظ والعبائر وكذا في التقديم والتأخير، وذكر المجلسي (ره) بعض ما يتعلق بها فراجع ان شئت. ج 3 ص 171 – 180 من الطبعة الحديثة. [ * ]

[ 415 ]

فكسرها الا كبيرا لهم ووضع القدوم (1) في عنقه فرجعوا إلى آلهتهم فنظروا إلى ما صنع بها فقالوا: لا والله ما اجترى عليها ولا كسرها الا الفتى الذى كان يعيبها ويبرأ منها فلم يجدو له قتلة أعظم من النار فجمع له الحطب واستجادوه حتى إذا كان اليوم الذى يحرق فيه برزله نمرود وجنوده وقد بنى له بناء لينظر إليه كيف تأخذه النار، و وضع ابراهيم عليه السلام في منجنيق وقالت الارض: يا رب ليس على ظهرى أحد يعبدك غيره يحرق بالنار ؟ قال الرب: ان دعاني كفيته فذكر أبان عن محمد بن مروان عمن رواه عن أبى جعفر عليه السلام ان دعاء ابراهيم يومئذ كان: يا أحد يا أحد يا صمد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ثم قال: توكلت على الله، فقال الرب تبارك و تعالى: كفيت فقال للنار: (كونى بردا) قال فاضطربت أسنان ابراهيم من البرد حتى قال الله عزوجل (وسلاما على ابراهيم) وانحط جبرئيل عليه السلام فإذا هو يجالس مع ابراهيم عليه السلام يحدثه في النار قال نمرود: من اتخذ الها فليتخذ مثل اله ابراهيم، قال: فقال عظيم من عظمائهم: انى عزمت على النار ان لا تحرقه، فأخذ عنق من النار نحوه حتى أحرقه، قال: فآمن له لوط، فخرج مهاجرا إلى الشام هو وسارة ولوط. 62 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى أيوب الخزاز عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان آزر أبا ابراهيم صلى الله عليه (2) كان منجما لنمرود، وذكر عليه السلام حديثا طويلا يذكر فيه ولادة ابراهيم عليه السلام، و


(1) القدوم: آلة للنحت والنجر. (2) اقول: الاخبار الدالة على اسلام آباء النبي صلى الله عليه واله من طرق الشيعة مستفيضة بل متواترة، وكذا في خصوص والد ابراهيم قد وردت بعض الاخبار وقال الزجاج كما في مجمع البيان انه لا خلاف بين النسابين ان اسم والد ابراهيم عليه السلام تارخ وقال الشيخ الطبرسي (ره) بعد نقل كلامه: وهذا الذى قاله الزجاج يقوى ما قاله اصحابنا ان آزر كان جد ابراهيم لامه أو كان عمه من حيث صح عندهم ان آباء النبي صلوات الله عليهم إلى آدم كلهم كانوا موحدين وأجمعت الطائفة على ذلك (انتهى) فالاخبار الدالة على انه كان أباه حقيقة محمولة على التقية كما قاله المجلسي (ره) وغيره. [ * ]

[ 416 ]

فيه يقول عليه السلام: فبينما اخوته يعملون يوما من الايام الاصنام إذ أخذ ابراهيم القدوم وأخذ خشبة فجر منها صنما لم يرو قط مثله، فقال آزر لامه: انى لارجو أن نصيب خيرا ببركة ابنك هذا، قال: فبينما هم كذلك إذا أخذ ابراهيم عليه السلام القدوم فكسر الصنم الذى عمله، ففزع ابوه من ذلك فزعا شديدا فقال له أي شئ عملت فقال له ابراهيم عليه السلام: وما تصنعون به ؟ فقال آزر: نعبده، فقال ابراهيم عليه السلام: اتعبدون ما تنحتون فقال آزر: هذا الذى يكون ذهاب ملكنا على يديه. 63 – على بن ابراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن ابن محبوب عن ابراهيم بن أبى زياد الكرخي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان ابراهيم كان مولده بكوثى ربا (1) وكان أبوه من أهلها وكانت أمه وأم لوط (2) صلى الله عليهما سارة وورقة – وفى نسخة رقية – أختين وهما ابنتان للاحج وكان اللاحج نبيا منذرا ولم يكن رسولا، وكان ابراهيم صلى الله عليه واله في شبيبته (3) على الفطرة التى فطر الله عزوجل الخلق عليها حتى هداه الله تبارك وتعالى إلى دينه واجتباه، وانه تزوج سارة ابنة لاحج (1) وهى ابنة خالته، وكانت سارة صاحبة ماشية كثيرة وأرض واسعة وحال حسنة، وكانت قد ملكت ابراهيم عليه السلام جميع ما كانت تملكه، فقام فيه وأصلحه و


(1) قال الجزرى: كوثى: سرة السواد وبها ولد ابراهيم عليه السلام وقال الفيروز آبادى: كوثى – كطوبى -: موضع بالعراق. وقال الحموى كوثى بالعراق موضعان: كوثى الطريق وكوثى ربا وبها مشهد ابراهيم الخليل عليه السلام وهما قريتان وبينهما تلول من رماد يقال انها رماد النار التى أوقدها نمرود لاحراقه. (2) قال في حاشية الكافي: كذا في اكثر النسخ وفى بعض النسخ (امرأة ابراهيم وامرأة لوط) وهو الصواب وفى كامل التواريخ ان لوطا كان ابن أخى ابراهيم عليه السلام. (3) أي في حداثته. (4) قال المجلسي (ره): الظاهر انه كان ابنة ابنة لاحج فتوهم النساخ التكرار فأسقطوا احداهما وعلى ما في النسخ المراد ابنة الابنة مجازا (انتهى) ثم ان سارة ولا حج هنا غير المتقدمين وانما الاشتراك في الاسم واما على نسخة (الامرأة) فلا يحتاج إلى التكلف. [ * ]

[ 417 ]

كثرت الماشية والزرع حتى لم يكن بأرض كوثى ربا رجل أحسن حالا منه، وان ابراهيم عليه السلام لما كسر أصنام نمرود أمر به نمرود فأوثق وعمل له حيرا (1) وجمع له فيه الحطب والهب فيه النار، ثم قذف ابراهيم عليه السلام في النار لتحرقه ثم اعتزلوها حتى خمدت النار، ثم أشرفوا على الحير فإذا هم بابراهيم عليه السلام سليما مطلقا من وثاقه فأخبر نمرود خبره فأمرهم ان ينفوا ابراهيم من بلاده وان يمنعوه من الخروج بماشيته وماله فحاجهم ابراهيم عليه السلام عند ذلك فقال ان أخذتم ماشيتي ومالى فان حقى عليكم ان تردوا على ما ذهب من عمرى في بلادكم، واختصموا إلى قاضى نمرود فقضى على ابراهيم ان يسلم إليهم جميع ما أصاب في بلادهم وقضى على أصحاب نمرود ان يردوا على ابراهيم عليه السلام ما ذهب من عمره في بلادهم. فأخبر ذلك نمرود فأمرهم ان يخلوا سبيله وسبيل ماشيته وماله وأن يخرجوه، وقال: انه ان بقى في بلادكم أفسد دينكم وأضر بآلهتكم فأخرجوا ابراهيم ولوطا معه عليهما السلام من بلادهم إلى الشام، فخرج ابراهيم ومعه لوط لا يفارقه وسارة وقال لهم: انى ذاهب إلى ربى سيهدين يعنى بيت المقدس فتحمل ابراهيم عليه السلام بماشيته وماله وعمل تابوتا وجعل فيه سارة وشد عليها الاغلاق غيرة منه عليها، ومضى حتى خرج من سلطان نمرود وصار إلى سلطان رجل من القبط يقال له عرارة فمر بعاشر (2) له فاعترضه العاشر ليعشر ما معه، فلما انتهى إلى العاشر ومعه التابوت قال العاشر لابراهيم: افتح هذا التابوت حتى نعشر ما فيه، فقال له ابراهيم قل ما شئت فيه من ذهب أو فضة حتى نعطى عشره ولا تفتحه، قال: فأبى العاشر الا فتحه قال: وغضب ابراهيم على فتحه، فلما بدت له سارة وكانت موصوفة بالحسن والجمال قال له العاشر: ما هذه المرأة منك ؟ قال ابراهيم: هي حرمتي وابنة خالتي فقال له العاشر: فما دعاك إلى ان خبيتها في هذا التابوت ؟ فقال ابراهيم عليه السلام: الغيرة عليها ان يراها أحد، فقال له العاشر: لست أدعك تبرح حتى أعلم الملك حالها وحالك، قال: فبعث رسولا إلى الملك فأعلمه، فبعث الملك رسولا من قبله


(1) الحير: شبه الحظيرة. (2) أي ملتزم أخذ العشر. [ * ]

[ 418 ]

ليأتوه بالتابوت، فأتوا ليذهبوا به فقال لهم ابراهيم عليه السلام: انى لست أفارق التابوت حتى تفارق روحي جسدي، فأخبروا الملك بذلك فارسلوا الملك ان احملوه و التابوت معه، فحملوا ابراهيم والتابوت وجميع ما كان معه حتى أدخل على الملك، فقال له الملك: افتح التابوت فقال له ابراهيم: أيها الملك ان فيه حرمتي وبنت خالتي وأنا مفتد فتحه بجميع ما معى، قال: فغضب الملك إبراهيم على فتحه فلما رأى سارة لم يملك حلمه سفهه ان مد يده إليها، فأعرض ابراهيم عليه السلام بوجهه عنها وعن الملك غيرة منه وقال: اللهم احبس يده عن حرمتي وابنة خالتي فلم تصل يده إليها ولم ترجع إليه، فقال له الملك: إن الهك هو الذى فعل بى هذا ؟ فقال له: نعم ان الهى غيور يكره الحرام، وهو الذى حال بينك وبين ما أردت من الحرام، فقال له الملك: فادع الهك يرد على يدى فان اجابك فلم أعرض لها، فقال ابراهيم عليه السلام: الهى رد عليه يده ليكف عن حرمتي قال فرد الله عزوجل عليه يده، فأقبل الملك نحوها ببصره ثم عاد بيده نحوها فأعرض ابراهيم عنه بوجهه غيرة منه وقال: اللهم احبس يده عنها، قال: فيبست يده ولم تصل إليها فقال الملك لابراهيم: ان الهك لغيور وانك لغيور، فادع الهك يرد على يدى فانه ان فعل لم أعد، فقال له ابراهيم عليه السلام: أسأله ذلك على أنك ان عدت لم تسألني أن أسأله ؟ فقال له الملك: نعم، فقال ابراهيم: أللهم ان كان صادقا فرد عليه يده، فرجعت إليه يده فلما رأى ذلك الملك من الغيرة ما رأى وراى الآية في يده عظم ابراهيم عليه السلام وهابه واكرمه واتقاه، وقال له: قد أمنت من أن أعرض لها أو لشيئ مما معك فانطلق حيث شئت ولكن لى اليك حاجة، فقال له ابراهيم عليه السلام: ماهى ؟ فقال له: احب أن تأذن لى ان أخدمها قبطية عندي جميلة عاقلة تكون لها خادما، قال: فأذن له ابراهيم فدعا بها فوهبها لسارة وهى هاجر أم اسمعيل عليه السلام، فسار ابراهيم عليه السلام بجميع ما معه وخرج الملك معه يمشى خلف ابراهيم اعظاما لابراهيم وهبة له. فأوحى الله عزوجل إلى ابراهيم: أن قف ولا تمش قدام الجبار المتسلط ويمشى هو خلفك ولكن إجعله امامك وامش خلفه وعظمه وهبه فانه مسلط ولابد من امرة في الارض برة أو فاجرة، فوقف ابراهيم عليه السلام وقال للملك: امض فان الهى أوحى إلى


[ 419 ]

الساعة ان أعظمك واهابك وان أقدمك امامى وأمشى خلفك اجلالا لك، فقال له الملك أوحى اليك بهذا ؟ فقال له ابراهيم: نعم، قال له الملك: أشهد أن الهك لرفيق حليم كريم وانك ترغبني في دينك، وودعه الملك فسار ابراهيم حتى نزل بأعلى الشامات وخلف لوطا في ادنى الشامات ثم ان ابراهيم عليه السلام لما أبطى عليه الولد قال لسارة: لو شئت لبعتينى هاجر لعل الله أن يرزقنا منها ولدا فيكون لنا خلفا، فابتاع ابراهيم عليه السلام هاجر من سارة فولدت اسمعيل عليه السلام. 64 – في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات وقد أعلمتك ان رب شئ من كتاب الله عزوجل تأويله غير تنزيله، ولا يشبه كلام البشر وسأنبك بطرف منه فتكتفي انشاء الله، من ذلك قول ابراهيم عليه السلام: (انى ذاهب إلى ربى سيهدين) فذهابه إلى ربه بوجهه إليه عبادة واجتهادا وقربة إلى الله عزوجل، ألا ترى ان تأويله غير تنزيله ؟. 65 – في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن يزيد بن معاوية العجلى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: كم كان بين بشارة ابراهيم باسماعيل عليه السلام وبين بشارته باسحاق ؟ قال: كان بين البشارتين خمس سنين (1) قال الله سبحانه: فبشرناه بغلام حليم يعنى اسمعيل وهى أول بشارة بشر الله بها ابراهيم في الولد، الحديث وستقف عليه بتمامه انشاء الله. 66 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن القاسم وغيره عن أبى – عبد الله عليه السلام قال: ان سارة قالت لابراهيم يا ابراهيم قد كبرت فلودعوت الله أن يرزقك ولدا تقر عيننابه فان الله قد اتخذك خليلا وهو مجيب لدعوتك ان شاء ؟ قال: فسئل ابراهيم ربه أن يرزقه غلاما عليما، فأوحى الله عزوجل إليه: انى واهب لك غلاما حليما ثم أبلوك بالطاعة لى، قال أبو عبد الله عليه السلام: فمكث ابراهيم بعد البشارة ثلاث سنين ثم جاءته البشرى من الله عزوجل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 67 – في عيون الاخبار حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: أخبرنا أحمد بن


(1) كذا في الاصل ويوافقه المصدر ايضا لكن في نسخة (خمسون) بدل (خمس). [ * ]

[ 420 ]

محمد بن سعيد الكوفى قال: حدثنا على بن الحسن بن على بن فضال عن أبيه قال: سألت أبا الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام عن معنى قول النبي صلى الله عليه واله: انا ابن الذبيحين ؟ قال: يعنى اسماعيل بن ابراهيم الخليل عليهما السلام وعبد الله بن عبد المطلب، أما اسماعيل فهو الغلام الحليم الذى بشر الله تعالى به ابراهيم عليه السلام فلما بلغ معه السعي وهو لما عمل مثل عمله قال يا بنى انى ارى في المنام انى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ولم يقل يا أبت افعل ما رأيت ستجدني انشاء الله من الصابرين الحديث وستقف على تمامه انشاء الله تعالى. 68 – وفيه في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل والعلة التى من أجلها سميت منى منى أن جبرئيل عليه السلام قال هناك لابراهيم عليه السلام: تمن على ربك ما شئت، فتمنى ابراهيم عليه السلام في نفسه أن يجعل الله مكان ابنه اسماعيل كبشا يأمره بذبحه فداء له، فأعطى مناه. 69 – في كتاب الخصال عن الحسن بن على عليه السلام قال: كان على بن أبى طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من اهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله أخبرني عن ستة لم يركضوا في رحم، فقال: آدم وحوا وكبش اسمعيل الحديث. 70 – وفيه عن الحسن بن على بن أبيطالب عليه السلام حديث طويل مع ملك الروم وفيه أن ملك الروم سأله عن سبعة أشياء خلقها الله عزوجل لم تخرج من رحم فقال: آدم وحوا وكبش اسماعيل وناقة صالح وحية الجنة والغراب الذى بعثه الله عزوجل يبحث في – الارض وابليس لعنه الله. 71 – في كتاب التوحيد وقد روى من طريق أبى الحسين الاسدي (ره) في ذلك شئ غريب، وهو أنه روى ان الصادق عليه السلام قال: ما بدا الله بداء كما بدا له في اسماعيل إذ أمر أباه بذبحه ثم فداه بذبح عظيم 72 – وباسناده إلى فتح بن يزيد الجرجاني عن أبى الحسن عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: يا فتح ان لله ارادتين ومشيتين، ارادة حتم وارادة عزم، ينهى وهو يشاء ذلك ويأمر وهو لا يشاء، أو ما رأيت أنه نهى آدم وزوجته عن أن يأكلا من الشجرة


[ 421 ]

وهو يشاء ذلك، ولو لم يشاء يأكلا، ولو أكلا لغلبت مشيتهما مشية الله، وأمر ابراهيم بذبح ابنه اسماعيل عليهما السلام وشاء أن لا يذبحه، ولو لم يشأ أن لا يذبحه لغلبت مشية ابراهيم مشية الله عزوجل، قلت: فرجت عنى فرج الله عنك. 73 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى سليمان بن يزيد قال: حدثنا على بن موسى قال: حدثنى أبى عن أبيه عن أبى جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: الذبيح اسماعيل عليه السلام. 74 – في مهج الدعوات في دعاء مروى عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله يا من فدى اسماعيل من الذبح 75 – في كتاب مصباح الزائر لابن طاوس رحمه الله في دعاء الحسين بن على عليهما السلام يوم عرفة: يا ممسك يد ابراهيم عن ذبح ابنه بعد كبر سنه وفناء عمره. 76 – في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن بريد بن معاوية العجلى قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: كم كان بين بشارة ابراهيم باسماعيل وبين بشارته باسحاق ؟ قال: كان بين البشارتين خمس سنين، قال الله سبحانه: (وفبشرناه بغلام حليم) يعنى اسماعيل وهى أول بشارة بشر الله بها ابراهيم في الولد، ولما ولد لابراهيم اسحاق من سارة وبلغ اسحاق ثلاثة سنين، أقبل اسماعيل إلى اسحاق وهو في حجر ابراهيم فنحاه وجلس في مجلسه، فبصرت به سارة فقالت: يا ابراهيم ينحى إبن هاجر ابني من حجرك ويجلس هو مكانه لا والله لا تجاورني هاجر وابنها أبدا فنحهما عنى، وكان ابراهيم مكرما لسارة، يعزها ويعرف حقها، وذلك لانها كانت من ولد الانبياء وبنت خالته، فشق ذلك على ابراهيم واغتم لفراق اسماعيل، فلما كان في الليل أتى ابراهيم آت من ربه فأراه الرؤيا في ذبح ابنه اسماعيل بموسم مكة، فأصبح ابراهيم حزينا للرؤيا التى رآها، فلما حضر موسم ذلك العام حمل ابراهيم هاجر واسماعيل في ذى – الحجة من أرض الشام فانطلق بها إلى مكة ليذبحه في الموسم، فبدأ بقواعد البيت الحرام، فلما رفع قواعده خرج إلى منى حاجا وقضى نسكه بمنى، ورجع إلى مكة فطاف بالبيت أسبوعا ثم انطلقا، فلما صارا في السعي قال ابراهيم لاسماعيل: يا بنى انى


[ 422 ]

أرى في المنام أنى أذبحك في الموسم عامى هذا فماذا ترى ؟ قال: يا أبت افعل ما تؤمر، فلما فرغا من سعيهما انطلق به ابراهيم إلى منى، وذلك يوم النحر، فلما انتهى إلى الجمرة الوسطى وأضجعه بجنبه الايسر وأخذ الشفرة ليذبحه، نودى: أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا إلى آخره، وفدى اسماعيل بكبش عظيم فذبحه وتصدق بلحمه على المساكين. 77 – وعن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام أنه سئل عن صاحب الذبح فقال: هو اسماعيل عليه السلام. 78 – وروى عن زياد بن سوقة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن صاحب الذبح، فقال: اسماعيل عليه السلام. 79 – في الكافي على بن محمد عن سهل بن زياد عن بعض أصحابه أظنه محمد بن اسماعيل قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: لو خلق الله عزوجل مضغة أطيب من الضأن لفدى بها اسماعيل عليه السلام. 80 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن سعد بن سعد قال: قال أبو الحسن عليه السلام: لو علم الله عزوجل شيئا اكرم من الضأن لفدى به اسماعيل، والحديثان طويلان اخذنا منهما موضع الحاجة. 81 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن المختار بن محمد الهمداني و محمد بن الحسن عن عبد الله بن الحسن العلوى جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبى الحسن عليه السلام قال: ان الله ارادتين ومشيتين ارادة حتم وارادة عزم، ينهى وهو يشاء ويأمر وهو لا يشاء، أو ما رأيت أنه نهى آدم وزوجته أن يأكلا من الشجرة وشاء ذلك، ولو لم يشأ أن يأكلا لما غلبت شهوتهما مشية الله تعالى، وأمر ابراهيم ان يذبح اسحق ولم يشأ أن يذبحه، ولو شاء لما غلبت مشية ابراهيم مشية الله. 82 – في الكافي عدة من أصحابنا عن جعفر بن ابراهيم عن سعد بن سعد قال: قال أبو الحسن عليه السلام: لو علم الله عزوجل خيرا من الضأن لفدى به اسحق والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


[ 423 ]

83 – في مجمع البيان وقيل: ان ابراهيم رأى في المنام أن يذبح أبنه أسحاق، وقد كان حج بوالدته سارة وأهله، فلما انتهى إلى منى رمى الجمرة هو وأهله، وأمر سارة فزارت واحتبس الغلام، فانطلق به إلى موضع الجمرة الوسطى فاستشاره في نفسه فأمره الغلام أن يمضى لما أمره الله وسلما لامر الله، فأقبل شيخ فقال: يا ابراهيم ما تريد من هذا الغلام ؟ قال: أريد أن أذبحه فقال: سبحان الله تريد ان تذبح غلاما لم يعص الله طرفة عين قط ؟ قال ابراهيم: ان الله أمرنى بذلك، قال: ربك ينهاك عن ذلك وانما أمرك بهذا الشيطان، فقال ابراهيم: لا والله فلما عزم على الذبح قال الغلام: يا ابت: اخمر وجهى (1) وشد وثاقي، فقال: يا بنى الوثاق مع الذبح والله لا أجمعهما عليك اليوم، ورفع رأسه إلى السماء ثم انتحى عليه بالمدية (2) وقلب جبرئيل المدية على قفاها واجتر الكبش من قبل ثبير (3) واجتر الغلام من تحته، ووضع الكبش مكان الغلام، ونودى من ميسرة مسجد الخيف: (يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا) باسحاق (انا كذلك نجزى المحسنين ان هذا لهو البلاء المبين) قال: ولحق أبليس بام الغلام حين زارت البيت فقال: ما شيخ رأيته بمنى ؟ قالت: ذاك بعلى، قال: فوصيف رأيته (4) قالت: ذاك ابني قال: فانى رأيته قد أضجعه وأخذ المدية [ ليذبحه ] قالت: كذبت، ابراهيم أرحم الناس فكيف يذبح ابنه ؟ قال: فورب السماء والارض ورب هذه الكعبة قد رأيته كذلك، قالت: ولم ؟ قال: زعم ان ربه أمره بذلك، قالت. حق له أن يطيع ربه، فوقع في نفسها أنه قد أمر في ابنها بأمر، فلما قضت نسكها أسرعت في الوادي راجعة إلى منى واضعة يديها على رأسها وهى تقول: يا رب لا تؤاخذني


(1) أي استر وجهى. (2) انتحى في الامر: جد. وفى الشى: اعتمد، لعله تصحيف (انحى عليه) يقال: أنحى على فلان بالسيف والسوط: أقبل عليه. (3) اجتر الشئ: جره. وثبير – كأمير -: جبل بين مكة وعرفات من اعظم جبال مكة (4) الوصيف – كأمير -: الخادم قال المجلسي (ره): وانما عبر الملعون هكذا تجاهلا عن انه ابنه ليكون أبعد عن التهمة. [ * ]

[ 424 ]

بما عملت بام اسماعيل، فلما جائت سارة وأخبرت الخبر قامت تنظر إلى ابنها فرأت إلى أثر السكين خدشا في حلقه ففزعت واشتكت وكان بدو مرضها الذى هلكت به رواه العياشي وعلى بن ابراهيم بالاسناد في كتابيهما. 84 – وفيه اختلف العلماء في الذبيح على قولين أحدهما أنه اسحاق وروى ذلك عن على عليه السلام، والقول الاخر انه اسماعيل وكلا القولين قد رواه أصحابنا عن أئمتنا عليهم السلام، الا أن الاظهر في الروايات أنه اسماعيل وقد صح عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال: أنا ابن الذبيحين ولا خلاف أنه من ولد اسماعيل، والذبيح الاخر هو عبد الله أبوه. 85 – في تفسير على بن ابراهيم وقد اختلفوا في اسحاق واسماعيل وقد روت العامة خبرين مختلفين في اسماعيل واسحاق. 86 – في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن الذبيح من كان ؟ فقال: اسمعيل لان الله تعالى ذكر قصته في كتابه ثم قال: وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين وقد اختلفت الروايات في الذبيح، فمنها ما ورد بأنه اسمعيل، ومنها ما ورد بأنه اسحاق، ولا سبيل إلى رد الاخبار متى صح طرقها وكان الذبيح اسماعيل لكن اسحاق لما ولد بعد ذلك تمنى أن يكون هو الذى أمر أبوه بذبحه، وكان يصبر لامر الله ويسلم له كصبر اخيه وتسليمه، فينال درجته في الثواب، فعلم الله ذلك من قلبه فسماه بين الملائكته ذبيحا لتمنيه ذلك، وقد ذكرت اسناد ذلك في كتاب النبوة متصلا بالصادق عليه السلام. وسئل الصادق عليه السلام أين أراد ابراهيم أن يذبح ابنه ؟ فقال: على الجمرة ولما اراد ابراهيم أن يذبح ابنه قلب جبرئيل المدية واجتر الكبش من قبل ثبير واجتر الغلام من تحته، ووضع الكبش مكان الغلام، ونودى من مسيرة مسجد الخيف: (ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزى المحسنين ان هذا لهو البلاء المبين). 87 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد والحسين بن محمد عن عبدويه ابن عامر جميعا عن أحمد بن محمد بن أبى نصرعن أبان ابن عثمان عن أبى بصيرأنه سمع أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام يذكران أنه لما كان يوم التروية قال جبرئيل عليه السلام لابراهيم عليه السلام: ترو من الماء فسميت التروية، ثم أتى منى


[ 425 ]

فأباته بها، ثم غدا به إلى عرفات فضرب خباء بنمرة (1) دون عرفة فبنى مسجدا باحجار بيض. وكان يعرف أثر مسجد ابراهيم حتى أدخل في هذا المسجد الذى بنمرة حيث يصلى الامام يوم عرفة فصلى بها الظهر والعصر، ثم عمد به إلى عرفات فقال: هذه عرفات فاعرف بها مناسكك واعترف بذنبك فسمى عرفات، ثم أفاض إلى المزدلفة فسميت المزدلفة لانه ازدلف إليها، ثم قام على المشعر الحرام فأمره الله أن يذبح ابنه، وقد راى فيه شمايله وخلايقه، وأنس ما كان إليه، فلما أصبح أفاض من المشعر إلى منى، فقال لامه: زورى البيت أنت واحتبس الغلام، فقال: يا بنى هات الحمار والسكين حتى أقرب القربان، فقال أبان فقلت لابي بصير: ما أراد بالحمار والسكين ؟ قال أراد أن يذبحه ثم يحمله فيجهزه ويدفنه، قال: فجاء الغلام بالحمار والسكين فقال: باأبت أين القربان ؟ قال: ربك يعلم اين هو، يا بنى أنت والله هو، ان الله قد أمرنى بذبحك فانظر ماذا ترى ؟ (قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين) قال: فلما عزم على الذبح قال: يا أبت خمر وجهى وشد وثاقي قال: يا بنى الوثاق مع الذبح ؟ ! والله لا أجمعهما عليك اليوم، قال: أبو جعفر عليه السلام: فطرح له قرطان الحمار (1) ثم أضجعه عليه وأخذ المدية فوضعها على حلقه، قال: فأقبل شيخ فقال: ما تريد من هذا الغلام ؟ قال: أريد أن أذبحه، فقال: سبحان الله غلام لم يعص الله طرفة عين تذبحه ؟ ! فقال: نعم إن الله قد أمرنى بذبحه، فقال: بل ربك ينهاك عن ذبحه وإنما أمرك بهذا الشيطان في منامك، قال: ويلك الكلام الذى سمعت هو الذى بلغ بى ما ترى لا والله لا اكلمك، ثم عزم على الذبح، فقال الشيخ: يا ابراهيم انك امام يقتدى بك وان ذبحت ولدك ذبح الناس اولادهم فمهلا، فأبى ان يكلمه، قال أبو بصير: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: فأضجعه عند الجمرة الوسطى ثم اخذ المدية فوضعها على حلقه، ثم رفع راسه


(1) النمرة: الجبل الذى عليه أنصاب الحرم بعرفات عن يمينك إذا خرجت منها إلى الموقف (2) القرطان: البرذعة وهى الحلس الذى يلقى تحت الرجل للحمار وغيره ويقال له بالفارسية (پالان). [ * ]

[ 426 ]

إلى السماء ثم انتحى عليه فقلبها جبرئيل عليه السلام عن حلقه، فنظر ابراهيم فإذا هي مقلوبة فقلبها ابراهيم على خدها وقلبها على قفاها ففعل ذلك مرارا ثم نودى من ميسرة مسجد الخيف: (يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا) واجتر الغلام من تحته، وتناول جبرئيل الكبش من قلة ثبير فوضعه تحته، وخرج الشيخ الخبيث حتى لحق بالعجوز حين نظرت إلى البيت والبيت في وسط الوادي، فقال: ما شيخ رأيته بمنى ؟ فنعت نعت ابراهيم عليه السلام، قالت: ذلك بعلى، قال: فما وصيف رأيته معه ؟ ونعت نعته قالت: ذاك ابني، قال: فانى رأيته أضجعه وأخذ المدية ليذبحه، قالت: كلا ما رأيت ابراهيم الا أرحم الناس وكيف رأيته يذبح ابنه ؟ قال: ورب السماء والارض ورب هذه البنية لقد رأيته أضجعه وأخذ المدية ليذبحه، قالت: لم ؟ قال: زعم أن ربه أمره بذبحه، قالت: فحق عليه ان يطيع ربه قال: فلماقضت مناسكها فرقت أن يكون قد نزل في ابنهاشئ فكانى أنظر إليها مسرعة في الوادي واضعة يدها على رأسها وهى تقول: رب لا تؤاخذني بما عملت بأم اسماعيل، قال: فلما جاءت سارة فأخبرت الخبر قامت إلى ابنها تنظر فإذا أثر السكين خدوشا في حلقة، ففزعت واشتكت وكان بدو مرضها الذى هلكت فيه. وذكر أبان عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: أراد أن يذبحه في الموضع الذى حملت ام رسول الله صلى الله عليه واله عند الجمرة الوسطى، فلم يزل مضربهم يتوارثون به كابر عن كابر (1) حتى كان آخر من ارتحل منه على بن الحسين عليهما السلام في شيئ كان بين بنى هاشم وبين بنى امية فارتحل فضرب بالعرين (2). 88 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن فضالة بن أيوب عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام ان ابراهيم أتاه جبرئيل عليه السلام عند زوال الشمس من يوم التروية فقال: يا ابراهيم ارتو من الماء لك ولاهلك ولم يكن بين مكة وعرفات ماء فسميت التروية لذلك، فذهب به حتى انتهى به إلى منى، فصلى بها الظهر والعصر والعشائين


(1) الكابر: الكبير. والرفيع الشأن، يقال: توارثوا المجد كابرا عن كابر أي كبيرا شريفا عن كبير شريف. (2) العرين: الفناء والساحة. [ * ]

[ 427 ]

والفجر حتى إذا بزغت الشمس (1) خرج إلى عرفات فنزل بنمرة وهى بطن عرنة (2) فلما زالت الشمس خرج وقد اغتسل فصلى الظهر والعصر بأذان واحد واقامتين وصلى في موضع المسجد الذى بعرفات، وقد كانت ثم أحجار بيض فأدخلت في المسجد الذى بنى، ثم مضى به الموقف فقال: يا ابراهيم اعترف بذنبك واعرف مناسكك فلذلك سميت عرفة، وأقام به حتى غربت الشمس، ثم أفاض به فقال: يا ابراهيم ازدلف إلى المشعر الحرام فسميت المزدلفة وأتى المشعر الحرام، فصلى به المغرب والعشاء الاخرة بأذان واحد واقامتين ثم بات بها حتى إذا صلى بها صلوة الصبح اراه الموقف، ثم أفاض إلى منى فأمره فرمى جمرة العقبة، وعندها ظهر له ابليس ثم أمره الله بالذبح، وان ابراهيم عليه السلام حين أفاض من عرفات بات على المشعر الحرام وهو قزح (3) فرأى في النوم انه يذبح ابنه وقد كان حج بوالدته وأهله، فلما انتهى إلى منى رمى جمرة العقبة هو وأهله ومرت سارة إلى البيت واحتبس الغلام فانطلق به إلى موضع الجمرة الوسطى، فاستشار ابنه وقال كما حكى الله: (يا بنى انى أرى في المنام انى أذبحك فانظر ماذا ترى فقال الغلام كما حكى الله عزوجل عنه: امض لما أمرك الله به (يا أبت إفعل ما تؤمر ستجدني إنشاء الله من الصابرين) وسلما لامر الله عزوجل وأقبل شيخ فقال: يا ابراهيم ما تريد من هذا الغلام ؟ قال: أريد أن أذبحه. فقال: سبحان الله ! تذبح غلاما لم يعص الله طرفة عين ؟ فقال ابراهيم: إن الله أمرنى بذلك فقال: ربك ينهاك عن ذلك وانما امرك بهذا الشيطان. فقال له ابراهيم: ان الذى بلغني هذا المبلغ هو الذى أمرنى به والكلام الذى وقع في أذنى (4) فقال:


(1) بزغت الشمس: طلعت. (2) عرنة – كهمزة -: واد بحذاء عرفات، وقيل: بطن عرنة مسجد عرفة والمسيل كله. (3) قزح – بالضم فالفتح -: القرن الذى يقف الامام عنده بالمزدلفة عن يمين الامام و هو الموضع الذى كانت توقد فيه النيران في الجاهلية. (4) قال في البحار: قوله: والكلام الذى وقع في اذنى لعله معطوف على الموصول المتقدم أي الكلام الذى وقع في اذنى أمرنى بهذا فيكون كالتفسير لقوله: الذى بلغني هذا المبلغ أو – [ * ] =

[ 428 ]

لا والله ما أمرك بهذا الا الشيطان، فقال ابراهيم عليه السلام: لا والله ولا أكلمك، ثم عزم على الذبح فقال: يا ابراهيم انك امام يقتدى بك وانك ان ذبحته ذبح الناس أولادهم فلم يكلمه وأقبل على الغلام واستشاره في الذبح فلما أسلما جميعا لامر الله قال الغلام: يا أبتاه خمر وجهى وشد وثاقي، فقال ابراهيم: يا بنى الوثاق مع الذبح ؟ لا والله لا أجمعهما عليك اليوم، فرمى له بقرطان الحمار ثم أضجعه عليه وأخذ المدية فوضعها على حلقه ورفع رأسه إلى السماء، ثم اجتر عليه المدية فقلب جبرئيل المدية على قفاها واجتر الكبش من قبل ثبير، وأثار الغلام من تحته ووضع الكبش مكان الغلام، ونودى من ميسرة مسجد الخيف: (ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزى المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين) قال: ولحق أبليس بأم الغلام حين نظرت إلى الكعبة في وسط الوادي بحذاء البيت فقال لها: ما شيخ رأيته ؟ قالت: ان ذاك بعلى، قال: فوصيف رأيته معه ؟ قالت: ذاك ابني قال: فانى رأيته وقد أضجعه وأخذ المدية ليذبحه ؟ فقالت: كذبت ان ابراهيم أرحم الناس كيف يذبح ابنه ؟ قال: فورب السماء والارض ورب هذا البيت لقد رأيته أضجعه وأخذ المدية فقالت: ولم ؟ قال: زعم أن ربه أمره بذلك، قالت فحق له أن يطيع ربه، فوقع في نفسها انه قد أمر في ابنها بأمر، فلما قضت مناسكها أسرعت في الوادي راجعة إلى منى واضعة يدها على رأسها، تقول: يا رب لا تؤاخذني بما عملت بأم اسماعيل، قلت: فأين أراد أن يذبحه ؟ قال: عند الجمرة الوسطى. 89 – في مجمع البيان وروى انه قال اذبحنى وأنا ساجد لا ترى إلى وجهى فعسى أن ترحمني فلا تذبحني. 90 – وروى عن على وجعفر بن محمد عليهم السلام فلما سلما بغير ألف ولام مشددة. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد مر في مجمع البيان نقلا عن العياشي و على بن ابراهيم رواية فيها وسلما لامر الله، ونقلناه ايضا عن على بن ابراهيم. 91 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن


= المراد بالاول الرب تعالى وبالثانى وحيه، ويحتمل ان يكون خبرا لمبتدء محذوف أي وهو الكلام الذى وقع في اذنى. [ * ]

[ 429 ]

أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان هذا ابراهيم عليه السلام قد أضجع ولده وتله للجبين ؟ فقال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ولقد أعطى ابراهيم بعد الاضجاع الفداء ومحمد صلى الله عليه واله أصيب بأفجع منه فجيعة، انه وقف عليه السلام على حمزة عمه أسد الله وأسد رسوله وناصر دينه وقد فرق بين روحه وجسده، فلم يبن عليه حرقة ولم يغض عليه عبرة، ولم ينظر إلى موضعه من قلبه وقلوب أهل بيته، ليرضى الله عزوجل بصبره ويستسلم لامره في جميع الفعال وقال صلى الله عليه واله: لولا أن تحزن صفية لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطيور ولولا أن يكون سنة بعدى لفعلت ذلك. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد سبق في الكافي وتفسير على بن ابراهيم نودى من ميسرة مسجد الخيف ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا وان جبرئيل عليه السلام اجتر الكبش وتناوله من قبل ثبير وقلبه. 92 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه قريبا اعني قوله عليه السلام: عند الجمرة الوسطى قال: ونزل الكبش على الجبل الذى عن يمين مسجد منى نزل من السماء، وكان يأكل في سواد ويمشى في سواد اقرن، قلت: ما كان لونه ؟ قال: كان املح اغبر (1). 93 – في مجمع البيان وعن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال: سألته عن كبش ابراهيم عليه السلام ما كان لونه ؟ قال: املح اقرن، ونزل من السماء على الجبل الايمن من مسجد منى بجبال الجمرة الوسطى، وكان يمشى في سواد و يأكل في سواد وينظر في سواد ويبعر في سواد ويبول في سواد. 94 – في عيون الاخبار حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيشابوري العطار بنيشابور في شعبان سنة اثنين وخمسين وثلاثمأة، قال: حدثنا محمد بن على ابن قتيبة النيشابوري عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لما أمر الله تعالى ابراهيم عليه السلام ان يذبح مكان ابنه اسماعيل الكبش الذى أنزل عليه، تمنى


(1) الاملح: الذى يخالط بياض لونه سواد والاغبر: ما لونه الغبرة. [ * ]

[ 430 ]

ابراهيم عليه السلام أن يكون قد ذبح ابنه اسماعيل بيده وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذى يذبح أعز ولده بيده فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، فأوحى الله عزوجل إليه: يا ابراهيم من أحب خلقي اليك ؟ قال: يا رب ما خلقت خلقا هو أحب إلى من حبيبك محمد صلى الله عليه واله، فأوحى الله عزوجل: يا ابراهيم هو أحب اليك أو نفسك ؟ قال: بل هو أحب إلى من نفسي، قال: فولده أحب اليك أو ولدك ؟ قال: بل ولده، قال: فذبح ولده ظلما على يدى اعدائه اوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي ؟ قال: يا رب بل ذبحه على ايدى أعدائه أوجع لقلبي قال: يا ابراهيم ان طايفة تزعم انها من أمة محمد صلى الله عليه واله ستقتل الحسين عليه السلام ابنه من بعده ظلما وعدوانا كما يذبح الكبش، ويستوجبون بذلك سخطى، فجزع ابراهيم عليه السلام لذلك فتوجع قلبه وأقبل يبكى، فأوحى الله تعالى إليه: يا ابراهيم قد فديت جزعك على ابنك اسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، وذلك قول الله عزوجل وفديناه بذبح عظيم ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم. 95 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفى قال: حدثنا على بن الحسن بن على بن فضال عن أبيه قال: سألت ابا الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام عن معنى قول النبي صلى الله عليه واله: انا ابن الذبيحين ؟ قال: يعنى اسماعيل بن ابراهيم الخليل عليهما السلام وعبد الله بن عبد المطلب، اما اسماعيل فهو الغلام الحليم الذى بشر الله تعالى به ابراهيم عليه السلام (فلما بلغ معه السعي) وهو لما عمل مثل عمله (قال يا بنى انى أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت إفعل ما تؤمر ولم يقل: يا ابت افعل ما رايت (ستجدني انشاء الله من الصابرين) فلما عزم على ذبحه فداه الله تعالى بذبح عظيم، بكبش املح يأكل في سواد ويشرب في سواد وينظر في سواد ويمشى في سواد ويبول ويبعر في سواد، وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة اربعين عاما وما خرج من رحم انثى، وانما قال الله تعالى له: كن فكان ليفتدى به اسماعيل، فكل ما يذبح في منى فدية لاسماعيل إلى يوم القيامة، فهذا أحد الذبيحين إلى قوله


[ 431 ]

عليه السلام: والعلة التى من أجلها دفع الله عزوجل الذبح عن اسماعيل هي العلة التى من أجلها دفع الله الذبح عن عبد الله، وهى كون النبي صلى الله عليه واله والائمة صلوات الله عليهم أجمعين في صلبهما، فببركة النبي والائمة صلوات الله عليهم دفع الله الذبح عنهما، فلم تجر السنة في الناس تقتل أولادهم، ولولا ذلك لوجب على الناس كل أضحى التقرب إلى الله تعالى ذكره يقتل أولادهم، وكلما يتقرب به الناس إلى الله عزوجل من أضحية فهو فداء لاسمعيل إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 96 – في كتاب الخصال عن الحسن بن على عليه السلام قال: كان على بن ابي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله: أخبرني عن ستة لم يركضوا في رحم، فقال: آدم وحوا وكبش اسماعيل، الحديث. 97 – في الكافي على بن محمد عن سهل بن زياد عن بعض أصحابه أظنه محمد بن اسماعيل قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: لو خلق الله عزوجل مضغة هي أطيب من الضأن لفدى بها اسماعيل عليه السلام. 98 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن سعد بن سعد قال: قال أبو الحسن عليه السلام: لو علم الله عزوجل شيئا أكرم من الضأن لفدى به اسماعيل. 99 – عدة من أصحابنا عن جعفر بن ابراهيم عن سعد بن سعد قال: قال أبو الحسن عليه السلام: لو علم الله عزوجل خيرا من الضأن لفدى به إسحاق وهذه الاحاديث الثلاث طوال أخذنا منها موضع الحاجة. 100 – في تفسير على بن ابراهيم اتدعون بعلا قال: كان لهم صنم يسمونه بعلا 101 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون: في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفى اثنائه قال المأمون: فهل عندك في الآل شئ أوضح من هذا في القرآن ؟ قال أبو الحسن عليه السلام: نعم، أخبروني عن قول الله تعالى: (يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم) فمن عنى بقوله يس ؟ قالت: العلماء محمد صلى الله عليه واله لم يشك فيه أحد قال أبو الحسن عليه السلام: فان الله عزوجل أعطى محمد وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه الا من


[ 432 ]

عقله، وذلك ان الله عزوجل لم يسلم على أحد الا على الانبياء صلوات الله عليهم فقال تبارك وتعالى: (سلام على نوح في العالمين) وقال: (سلام على ابراهيم) وقال: (سلام على موسى وهارون) ولم يقل: سلام على آل نوح، ولم يقل سلام على آل ابراهيم، ولم يقل سلام على آل موسى وهارون، وقال: سلام على آل يس يعنى آل محمد صلى الله عليه واله فقال المأمون: قد علمت ان في معدن النبوة شرح هذا وبيانه. 102 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى قادح عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام في قول الله عزوجل: (سلام على آل يس) قال: يس محمد صلى الله عليه واله ونحن آل يس. 103 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: ولهذه الآية ظاهر وباطن، فالظاهر قوله: (صلوا عليه) والباطن قوله: (و سلموا تسليما) أي سلموا لمن وصاه واستخلفه عليكم فضله، وما عهد به إليه تسليما، و هذا مما أخبرتك انه لا يعلم تأويله الا من لطف حسه وصفا ذهنه وصح تمييزه، وكذلك قوله: (سلام على آل يس) لان الله سمى النبي صلى الله عليه واله بهذا الاسم حيث قال: (يس و القرآن الحكيم انك لمن المرسلين) لعلمه أنهم يسقطون سلام على آل محمد كما أسقطوا غيره. 104 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد ابن خالد والحسين ابن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن زيد بن الوليد الخثعمي عن أبى الربيع الشامي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام إلى قوله: فقلت: فقوله عزوجل: وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل افلا تعقلون قال: تمرون عليهم في القرآن إذا قرأتم القرآن، فقرء ما قص الله عليكم من خبرهم 105 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وفى حديث أبى حمزة الثمالى أنه دخل عبد الله بن عمر على على بن الحسين زين العابدين عليه السلام وقال له: يابن الحسين أنت الذى تقول: ان يونس بن متى انما لقى من الحوت ما لقى لانه عرضت عليه ولاية جدى فتوقف عندها ؟ قال: بلى ثكلتك أمك قال: فأرني آية ذلك ان كنت من الصادقين،


[ 433 ]

فأمربشد عينه بعصابة وعينى بعصابة، ثم أمربعد ساعة بفتح أعيننا، فإذا نحن على شاطئ البحر تضرب أمواجه، فقال ابن عمر: يا سيدى دمى في رقبتك. الله الله في نفسي. قال هنيئة وأريه ان كنت من الصادقين، ثم قال: يا أيتها الحوت، قال: فاطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول: لبيك لبيك يا ولى الله، فقال: من أنت ؟ قال: حوت يونس يا سيدى، قال ائتنا بالخبر، قال: يا سيدى ان الله تعالى لم يبعث نبيا من آدم إلى ان صار جدك محمد الا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من الانبياء سلم وتخلص، ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقى ما لقى آدم من المصيبة، وما لقى نوح من الغرق، وما لقى ابراهيم من النار، وما لقى يوسف من الجب، وما لقى أيوب من البلاء وما لقى داود من الخطيئة إلى أن بعث الله يونس فأوحى الله إليه أن يا يونس تول امير المؤمنين عليا والائمة الراشدين من صلبه في كلام له، قال: فكيف أتولى من لم أره ولم أعرفه وذهب مغتاظا ؟ فأوحى الله تعالى إلى: أن التقمى يونس ولا توهنى له عظما، فمكث في بطني أربعين صباحا يطوف معى البحار في ظلمات ثلاث ينادى أنه لا اله الا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين، قد قبلت ولاية على بن أبى – طالب والائمة الراشدين من ولده عليهم السلام، فلما أن آمن بولايتكم أمرنى ربى فقذفته على ساحل البحر، فقال زين العابدين عليه السلام: ارجع ايها الحوت إلى وكرك فرجع الحوت واستوى الماء. 106 – في بصائر الدرجات العباس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن صباح المزني عن الحارث بن المغيرة عن حبة العرنى قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن الله عرض ولايتى على أهل السماوات وعلى أهل الارض أقر بها من أقر وأنكرها من انكر، أنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت. 107 – في روضة الكافي في رسالة أبى جعفر عليه السلام إلى سعد الخير يقول عليه السلام: إن النبي من الانبياء كان يستكمل الطاعة، ثم يعصى الله تبارك وتعالى في الباب الواحد فيخرج به من الجنة، وينبذ به في بطن الحوت، ثم لا ينجيه الا الاعتراف والتوبة. 108 – في تهذيب الاحكام أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن


[ 434 ]

صفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن اسحاق المرادى قال: سئل وأنا عنده – يعنى أبا عبد الله عليه السلام – عن مولود ليس بذكر ولا أنثى ليس له الا دبر كيف يورث ؟ قال: يجلس الامام ويجلس معه اناس ويدعو الله ويحيل السهام على أي ميراث يورثه ؟ ميراث الذكر أم ميراث الانثى، فأى ذلك خرج ورثه عليه، ثم قال: وأى قضية أعدل من قضية يحال عليها بالسهام ان الله تعالى يقول: فساهم فكان من المدحضين. على بن الحسين عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان قال سئل أبو عبد الله عليه السلام وأنا عنده وذكر كحديث إسحاق السابق سواء 109 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن إبن فضال والحجال عن ثعلبة عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سئل عن مولود ليس بذكر ولا انثى ليس له الا دبر كيف يورث ؟ قال: يجلس الامام ويجلس عنده ناس. فيدعو الله وتجال السهام عليه على أي ميراث يورثه أميراث الذكر أو ميراث الانثى، فأى ذلك خرج عليه ورثه، ثم قال: وأى قضية أعدل من قضية تحال السهام يقول الله تعالى: (فساهم فكان من المدحضين) قال: وما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله، ولكن لا تبلغه عقول الرجال. 110 – فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: ما يقارع قوم ففوضوا أمرهم إلى الله عزوجل الا خرج سهم المحق، وقال: أي قضية أعدل من القرعة، إذا فوض الامر إلى الله أليس الله عزوجل يقول: (فساهم فكان من المدحضين). 111 – في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد إلى المأة قال له اليهودي: فما نفس في نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة ؟ قال: ذلك يونس في بطن الحوت، قال له: فما قبر طاف بصاحبه ؟ قال: يونس حين طاف به الحوت في سبعة أبحر. (1) 112 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسأله: عن سجن سار


(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر ولما مر في الكتاب لكن في بعض النسخ (في سعة البحر). [ * ]

[ 435 ]

بصاحبه ؟ فقال: الحوت سار بيونس بن متى. 113 – عن أبى جعفر عليه السلام قال: أول من سوهم عليه مريم ابنة عمران، إلى قوله عليه السلام: ثم استهموا في يونس لما ركب مع القوم، فوقفت السفينة في اللجة واستهموا فوقع السهم على يونس ثلاث مرات، قال: فمضى يونس إلى صدر السفينة فإذا الحوت فاتح فاه فرمى بنفسه. 114 – في تفسير العياشي عن الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان يونس لما آذاه قومه وذكر حديثا طويلا وفيه: وخرج كما قال الله تعالى: (مغاضبا) حتى ركب سفينة فيها رجلان، فاضطربت السفينة فقال الملاح: يا قوم ان سفينتي مطلوب، فقال يونس: انا هو وقام ليلقى نفسه فأبصر السمكة وقد فتحت فاها، فهابها وتعلق به الرجلان وقالا له: أنت ويحك ونحن رجلان ؟ فساهم فوقعت السهام عليه، فجرت السنة بأن السهام إذا كانت ثلاث مرات أنها لا تخطى فألقى نفسه فالتقمه الحوت، فطاف به البحار السبعة حتى صار إلى البحر المسجور، وبه يعذب قارون. 115 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن أبى عمير عن جميل قال قال أبو عبد الله عليه السلام: ما رد الله العذاب الا عن قوم يونس إلى أن قال عليه السلام فغضب يونس ومر على وجهه مغاضبا لله كما حكى الله حتى انتهى إلى ساحل البحر فإذا سفينة قد شحنت وأرادوا أن يدفعوها فسألهم يونس أن يحملوه، فحملوه، فلما توسطوا البحر بعث الله حوتا عظيما فحبس عليهم السفينة فنظر إليه يونس ففزع منه، فصار إلى مؤخر السفينة فدار إليه الحوت وفتح فاه، فخرج أهل السفينة فقالوا: فينا عاص فتساهموا فخرج سهم يونس وهو قول الله عزوجل: (فساهم فكان من المدحضين) فأخرجوه فألقوه في البحر فالتقمه ومر به في الماء. وقد سأل بعض اليهود أمير المؤمنين عليه السلام عن سجن طاف اقطار الارض بصاحبه فقال: يا يهودى اما السجن الذى طاف اقطار الارض بصاحبه فانه الحوت الذى حبس يونس في بطنه، فدخل في بحر القلزم، ثم خرج إلى بحر مصر، ثم دخل بحر طبرستان، ثم خرج في دجلة الغوراء قال: ثم مرت به تحت الارض حتى لحقت بقارون، وكان قارون هلك أيام


[ 436 ]

موسى ووكل الله به ملكا يدخله في الارض كل يوم قامة رجل، وكان يونس في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره، وفى آخر الحديث قال: ومكث يونس في بطن الحوت تسع ساعات. 116 – وفيه عن على عليه حديث طويل يقول فيه عليه السلام في آخره: وأمر الله الحوت أن يلفظه فلفظه على ساحل البحر، وقد ذهب جلده ولحمه، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهى الدباء فاظلته من الشمس، ثم أمر الله الشجرة فتنحت عنه ووقعت الشمس عليه فجزع فأوحى الله إليه: يا يونس لم لم ترحم مائة ألف أو يزيدون وأنت تجزع من تألم ساعة ؟ فقال: يا رب عفوك عفوك، فرد الله عليه بدنه ورجع إلى قومه وآمنوا به. 117 – وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام قال: لبث يونس في بطن الحوت ثلاثة أيام (ونادى في الظلمات) ظلمة بطن الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر (ان لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين فاستجاب له ربه) فأخرجه الحوت إلى الساحل ثم قذفه فألقاه بالساحل وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهو القرع، فكان يمصه ويستظل به وبورقه، وكان تساقط شعره ورق جلده، وكان يونس يسبح الله ويذكر الله بالليل والنهار، فلما أن قوى واشتد بعث الله دودة فأكلت أسفل القرع فذبلت القرعة ثم يبست، فشق ذلك على يونس فظل حزينا فأوحى الله إليه: مالك حزينا يا يونس ؟ قال: يا رب هذه الشجرة التى كانت تنفعني سلطت عليها دودة فيبست ؟ قال: يا يونس حزنت لشجرة لم تزرعها ولم تسقها ولم تعن بها حين استغنيت عنها ولم تحزن لاهل نينوى أكثر من مأة الف اردت ان ينزل عليهم العذاب ؟ ان اهل نينوى قد آمنوا واتقوا فارجع إليهم، فانطلق يونس عليه السلام إلى قومه فلما دنا يونس من نينوى استحيى ان يدخل، فقال لراع لقيه: انت اهل نينوى ؟ فقل لهم: ان هذا يونس [ قد جاء ] قال له الراعى: اتكذب، اما تستحيى ويونس قد غرق في البحر وذهب ؟ قال له يونس: اللهم ان هذه الشاة تشهد لك انى يونس، فأنطقت الشاة له بأنه يونس، فلما اتى الراعى قومه واخبرهم اخذوه وهموا بضربه، فقال: ان لى بينة اقول، قالوا: من يشهد ؟ قال: هذه الشاة تشهد فشهدت بانه صادق، وان يونس قد رده الله إليهم فخرجوا


[ 437 ]

يطلبونه فوجدوه فجاؤا به وآمنوا وحسن ايمانهم، فمتعهم الله إلى حين وهو الموت واجارهم من العذاب. 118 – في تفسير العياشي عن ابي عبيدة الحذاء عن ابي جعفر عليه السلام كتب امير – المؤمنين عليه السلام قال: حدثنى رسول الله صلى الله عليه واله ان جبرئيل حدثه ان يونس بن متى عليه السلام بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلاثين سنة وكان رجلا تعتريه الحدة (1) وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم عاجزا عما حمل من ثقل حمل اوقار النبوة واعلامها. و انه تفسخ تحتها كما يتفسخ الجمل تحت حمله (2) وانه اقام فيهم يدعوهم إلى الايمان بالله والتصديق به واتباعه ثلاثا وثلاثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه الا رجلان اسم احدهما روبيل واسم الآخر تنوخا، إلى قوله: فقال يونس يا رب انما غضبت عليهم فيك، وانما دعوت عليهم حين عصوك فوعدتك الا اتعطف عليهم برأفة ابدا، ولا انظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم وتكذيبهم اياى وجحدهم نبوتى فأنزل عليهم عذابك فانهم لا يؤمنون أبدا فقال الله يا يونس انهم مأة ألف أو يزيدون من خلقي يعمرون بلادي ويلدون عبادي ومحبتى، ان أتاناهم (3) للذى سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير علمك و تقديرك، وأنت المرسل وأنا الرب الحكيم، وعلمي فيهم يا يونس باطن في الغيب عندي لا تعلم ما منتهاه وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له، يا يونس قد أجبتك إلى ما سئلت من انزال العذاب عليهم. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وهو بتمامه مذكور في يونس وفى آخره: قال أبو عبيدة: قلت لابي جعفر عليه السلام: كم غاب يونس عن قومه حتى رجع إليهم بالنبوة والرسالة فآمنوا به وصدقوه ؟ قال: أربعة أسابيع سبعا منها في ذهابه إلى البحر وسبعا في بطن الحوت، وسبعا تحت الشجرة بالعراء، وسبعا منها في رجوعه إلى


(1) أي يصيبه البأس والغضب. (2) قد مر الحديث في سورة يونس في الجزء الثاني صفحة 321 وفيه (الجذع) مكان (الجمل) وقد ذكرنا في ذيله تفسير بعض اللغات فراجع. (3) من التأني أي الرفق والمداراة. [ * ]

[ 438 ]

قومه فقلت له: وما هذه الاسابيع ؟ شهور أو أيام أو ساعات ؟ فقال: يا ابا عبيدة ان العذاب أتاهم يوم الاربعاء في النصف من شوال، وصرف عنهم من يومهم ذلك، فانطلق يونس مغاضبا فمضى يوم الخميس سبعة أيام في مسيره إلى البحر، وسبعة أيام في بطن الحوت، وسبعة أيام تحت الشجرة بالعراء، وسبعة أيام في رجوعه إلى قومه فكان ذهابه ورجوعه ثمانية وعشرين يوما، ثم أتاهم فآمنوا به وصدقوه واتبعوه فلذلك قال الله: (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم العذاب الخزى في الحيوة الدنيا ومتعناهم) 119 – عن معمر قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: ان يونس لما أمره الله بما أمره فأعلم قومه فأظلهم العذاب ففرقوا بينهم وبين أولادهم وبين البهايم وأولادها، ثم عجوا إلى الله وضجوا، فكف الله العذاب عنهم، فذهب يونس مغاضبا فالتقمه الحوت، فطاف به سبعة في البحر (1) فقلت له: كم بقى في بطن الحوت ؟ قال: ثلاثة أيام ثم لفظه الحوت وقد ذهب جلده وشعره، فأنبت الله عليه شجرة من يقطين فاظلته، فلما قوى أخذت في اليبس، فقال: يا رب شجرة أظلتني يبست ؟ فأوحى الله إليه: يا يونس تجزع على شجرة أظلتك ولا تجزع على مأة ألف أو يزيدون من العذاب ؟. 120 – في مجمع البيان وروى ابن مسعود قال: خرج يونس من بطن الحوت كهيئة فرخ ليس عليه ريش، فاستظل بالشجرة من الشمس. 121 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابى يحيى الواسطي عن هشام بن سالم ودرست بن ابى منصور قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الانبياء والمرسلون على اربع طبقات، فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها، ونبى يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة ولم يبعث إلى احد وعليه امام، مثل ما كان ابراهيم على لوط عليهما السلام، ونبى يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك، وقد ارسل إلى طايفة قلوا أو كثروا كيونس، قال الله ليونس: وارسلناه


(1) كذا في النسخ ولكن الظاهر (سبعة أبحر) كما في نسخة البحار وذكرناه في المصدر ايضا فراجع تفسير العياشي ج 2 صفحة 137. [ * ]

[ 439 ]

إلى ماة الف أو يزيدون قال: يزيدون ثلاثين الفا وعليه امام، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 122 – في مجمع البيان قرائة جعفر بن محمد الصادق عليه السلام (ويزيدون) بالواو. 123 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن مسلم الثقفى الطحان قال: دخلت على ابى جعفر محمد بن على الباقر عليه السلام وانا اريد ان اسأله عن القائم من آل محمد، فقال لى مبتديا: يابا محمد ان في القائم من اهل بيت محمد صلى الله عليه واله سنة من خمسة من الرسل يونس بن متى عليه السلام، ويوسف بن يعقوب عليهما السلام، وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم، فأما سنة من يونس بن متى فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السن، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 123 – في تفسير على بن ابراهيم فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون قال قالت قريش: ان الملائكة هم بنات الله، فرد الله عليهم (فاستفتهم) الآية. 125 – حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد عن العباس ابن عامر عن الربيع بن محمد عن يحيى بن مسلم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول. وما منا الا له مقام معلوم قال: أنزلت في الائمة والاوصياء من آل محمد عليهم السلام. 126 – حدثنا محمد بن احمد بن مارية قال حدثنى محمد بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن محمد الشيباني قال: حدثنا محمد بن عبد الله التفليسى عن الحسن بن محبوب عن صالح بن رزين عن شهاب بن عبد ربه قال: سمعت الصادق عليه السلام يقول: يا شهاب نحن شجرة النبوة و معدن الرسالة ومختلف الملائكة، ونحن عهد الله وذمته، ونحن ود الله وحجته، كنا أنوارا صفوفا حول العرش نسبح، فسبح أهل السماء بتسبيحنا إلى ان هبطنا إلى الارض، فسبحنا فسبح اهل الارض بتسبيحنا وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون فمن وفى بذمتنا فقد وفى بعهد الله عزوجل وذمته، ومن خفر ذمتنا (3) فقد خفر ذمة الله عزوجل وعهده.


(3) خفره: نقض عهده وغدر به. [ * ]

[ 440 ]

127 – في نهج البلاغة قال عليه السلام في وصف الملائكة: وصافون لا يتزائلون و مسبحون لا يسأمون. 128 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: وان كانوا ليقولون لو ان عندنا ذكرا من الاولين لكنا عباد الله المخلصين فهم كفار قريش كانوا يقولون لوان عندنا ذكرا من الاولين لكنا عباد الله المخلصين يقول الله عزوجل: فكفروا به حين جاءهم محمد صلى الله عليه واله يقول الله فسوف يعلمون فقال جبرئيل: يا محمد (انا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون). 129 – في كتاب التوحيد باسناده إلى جابر الجعفي قال: جاء رجل من علماء أهل الشام إلى ابى جعفر عليه السلام فقال: جئت أسألك عن مسألة لم أجد أحدا يفسرهالى، وقد سألت ثلاثة اصناف من الناس فقال كل صنف غير ما قال الآخر، فقال أبو جعفر عليه السلام: وما ذلك ؟ فقال: أسئلك ما أول ما خلق الله عزوجل من خلقه ؟ فان بعض من سألته قال، القدرة، وقال بعضهم: العلم، وقال بعضهم: الروح ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: ما قالوا شيئا، أخبرك ان الله علا ذكره كان ولا شئ غيره، وكان عزيزا ولا عز لانه كان قبل عزه وذلك قوله سبحانه: سبحان ربك رب العزة عما يصفون وكان خالقا ولا مخلوق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 130 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين عن محمد بن داود عن محمد بن عطية عن ابى جعفر عليه السلام انه قال لرجل من أهل الشام: ان الله تبارك وتعالى كان ولا شيئ غيره، وكان عزيزا ولا أحد كان قبل عزه، وذلك قوله: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون) وكان الخالق قبل المخلوق، ولو كان اول ما خلق من خلقه الشيئ [ من الشئ ] لم يكن له انقطاع ابدا، ولم يزل الله إذا و معه شئ ليس هو يتقدمه، ولكنه كان إذ لا شئ غيره. 131 – في اصول الكافي وباسناده قال: قال أبو جعفر عليه السلام: من أراد أن يكتال بالمكيال الاوفى فليقل إذا أراد ان يقوم من مجلسه: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين).


[ 441 ]

132 – في من لا يحضره الفقيه وقال أمير المؤمنين عليه السلام: من أراد أن يكتال بالمكيال الاوفى فليكن آخر قوله: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) فان له من كل مسلم حسنة. 133 – في مجمع البيان وروى الاصبغ بن نباتة عن على عليه السلام وروى ايضا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه واله قال: من أراد ان يكتال بالمكيال الاوفى من الاجر يوم – القيامة فليكن آخر كلامه في مجلسه: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين). 134 – في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من أراد ان يكتال بالمكيال الاوفى فليقل في دبر كل صلوة: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين). بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرء سورة ص في ليلة الجمعة أعطى من خير الدنيا والآخرة ما لم يعط أحد من الناس الا نبى مرسل أو ملك مقرب وأدخله الله الجنة، وكل من احب من أهل بيته حتى خادمه الذى يخدمه و ان كان لم يكن في حد عياله ولا في حد من يشفع فيه. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرء سورة ص أعطى من الاجر بوزن كل جبل سخره الله لداود حسنات وعصمه الله أن يصر على ذنب صغير أو كبير. 3 – في اصول الكافي أبو على الاشعري عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: أقبل أبو جهل بن هشام ومعه قوم من قريش فدخلوا على أبى طالب فقالوا: ان ابن أخيك قد اذانا وأذى آلهتنا فادعه ومره فليكف عن آلهتنا ونكف عن الهه، قال: فبعث أبو طالب إلى رسول الله صلى الله عليه واله


[ 442 ]

فدعاه فلما دخل النبي صلى الله عليه واله لم ير في البيت الا مشركا فقال: السلام على من اتبع الهدى، ثم جلس فخبره أبو طالب بما جاؤا له، فقال: أو هل لهم في كلمة خير لهم من هذا يسودون بها العرب ويطأون أعناقهم ؟ فقال أبو جهل: نعم وما هذه الكلمة قال: تقولون لا اله الا الله، قال: فوضعوا أصابعهم في آذانهم وخرجوا هربا وهم يقولون: ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ان هذا الا اختلاق، فانزل الله في قولهم ص والقرآن ذى الذكر إلى قوله الا اختلاق 4 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى اسحاق بن عمار قال: سئلت أبا الحسن موسى بن جعفركيف صارت الصلوة ركعة وسجدتين ؟ وكيف إذا صارت سجدتين لم تكن ركعتين ؟ فقال: إذا سئلت عن شئ ففزع قلبك لتفهم، ان اول صلوة صلاها رسول الله صلى الله عليه واله انما صلاها في السماء بين يدى الله تبارك وتعالى قدام عرشه جل جلاله و ذلك أنه لما أسرى به وصار عند عرشه تبارك وتعالى قال: يا محمد أدن من صاد فاغسل مساجدك وطهرها وصل لربك فدنى رسول الله صلى الله عليه واله إلى حيث امره الله تبارك وتعالى فتوضى وأسبغ وضوءه قلت: جعلت فداك وما صاد الذى أمر ان يغتسل منه ؟ فقال: عين تنفجر من ركن من أركان العرش يقال له ماء الحيوان وهو ما قال الله عزوجل: (ص والقرآن ذى الذكر) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 5 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأما (ص) فعين ينبع من تحت العرش، وهى التى توضأ منها النبي صلى الله عليه واله لما عرج به، ويدخلها جبرئيل كل يوم دخلة فينغمس فيها ثم يخرج منها فينفض أجنحته. فليس من قطرة تقطر من أجنحته الا خلق الله تبارك و تعالى منها ملكا يسبح الله ويقدسه ويكبره ويحمده إلى يوم القيامة. 6 – في مجمع البيان صلى الله عليه وآله اختلفوا في معناه، قال ابن عباس هم أسم من اسماء الله تعالى أقسم به وروى ذلك عن الصادق عليه السلام. 7 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: وعجبوا أن جاءهم منذر منهم قال: نزلت بمكة لما أظهر رسول الله صلى الله عليه واله الدعوة اجتمعت قريش إلى أبى طالب فقالوا: يا أبا –


[ 443 ]

طالب ان ابن أخيك قد سفه أحلامنا وسب آلهتنا وأفسد شبابنا وفرق جماعتنا فان كان الذى يحمله على ذلك العدم جمعنا له مالا حتى يكون أغنى رجل في قريش ونملكه علينا فأخبر أبو – طالب رسول الله صلى الله عليه واله بذلك فقال: لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر في يسارى ما أردته و لكن يعطونى كلمة يملكون بها العرب وتدين لهم بها العجم، ويكونون ملوكا في الجنة فقال لهم أبو طالب عليه السلام ذلك، فقالوا: نعم وعشر كلمات، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله: تشهدون أن لا اله الا الله وإنى رسول الله، فقالوا: ندع ثلاثمأة وستين الها ونعبد الها واحدا ؟ فأنزل الله سبحانه (بل عجبوا ان جائهم منذر منهم فقال الكافرون هذا ساحر كذاب) إلى قوله: (الا اختلاق) أي تخليط (ء أنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكرى) إلى قوله (من الاحزاب) يعنى الذين تحزبوا عليه يوم الخندق. 8 – في عيون الاخبار باسناده إلى على بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يا ابن رسول الله أليس من قولك أن الانبياء معصومون ؟ قال: بلى، قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) قال الرضا عليه السلام: لم يكن أحد عند مشركي مكة أعظم ذنبا من رسول الله صلى الله عليه واله، لانهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمأة وستين صنما، فلما جائهم عليه السلام بالدعوة إلى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم وعظم، وقالوا اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشئ عجاب وانطلق الملاء منهم ان امشوا واصبروا على آلهتكم ان هذا لشئ يراد ما سمعنا بهذا في الملة الاخرة ان هذا الا اختلاق فلما فتح الله تعالى على نبيه صلى الله عليه واله مكة قال له: يا محمد (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) عند مشركي أهل مكة بدعائك إلى توحيد الله فيما تقدم وما تأخر، لان مشركي مكة أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة، ومن بقى منهم لم يقدر على انكار التوحيد عليه، إذا دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن. 9 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى الاصبغ عن على عليه السلام في قول الله عزوجل (وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب) قال: نصيبهم من العذاب


[ 444 ]

10 – في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن سالم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام فقلت: قول الله عزوجل: (يا ابليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى) فقال: اليد في كلام العرب القوة والنعمة، قال الله: واذكر عبدنا داود ذا الايد وقال: (والسماء بنيناها بايد) أي بقوة، وقال: (أيدهم بروح منه) أي قوة ويقال: لفلان عندي يد بيضاء أي نعمة. 11 – في عيون الاخبار باسناده إلى أبى الصلت الهروي قال: كان الرضا عليه السلام يكلم الناس بلغاتهم، وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكل لسان ولغة، فقلت له يوما: يابن رسول الله انى لاعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلافها ؟ فقال: يا أبا صلت أنا حجة الله على خلقه، وما كان الله ليتخذ حجة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم. أوما بلغك قول أمير المؤمنين عليه السلام (أوتينا فصل الخطاب) فهل فصل الخطاب الا معرفة اللغات. 12 – وفيه في الزيارة الجامعة لجميع الائمة المنقولة عن الجواد عليهم السلام (وفصل الخطاب عندكم)، 13 – في كتاب الخصال باسناده إلى الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سمعته يقول: ان رسول الله صلى الله عليه واله علمني ألف باب من الحلال والحرام مما كان وما يكون إلى يوم القيامة، كل باب منها يفتح ألف باب، حتى علمت المنايا و البلايا وفصل الخطاب. 14 – عن يزداد بن ابراهيم عمن حدثه من أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: قال أمير المؤمنين عليه السلام: والله لقد أعطاني الله تبارك وتعالى تسعة أشياء لم يعطها أحدا قبلى خلا النبي صلى الله عليه واله، لقد فتحت لى السبل، وعلمت الاسباب واجري لى السحاب، وعلمت المنايا والبلايا وفصل الخطاب، الحديث. 15 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سلمان الفارسى عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل قال فيه وقد ذكر على بن أبى طالب عليه السلام وفضائله مخاطبا لفاطمة عليهما السلام: وانك يا بنية زوجته وابناه سبطاى حسن وحسين، وهما سبطا أمتى


[ 445 ]

وأمره بالمعروف ونهاه عن المنكر، وان الله عزوجل آتاه الحكمة وفصل الخطاب. 16 – في اصول الكافي أحمد بن مهران عن محمد بن على ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ولقد أعطيت خصالا ما سبقني إليها أحد قبلى، علمت المنايا والبلايا والانساب وفصل الخطاب. 17 – وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ولقد أعطيت الست: علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب، وانى لصاحب الكرات ودولة الدول، وانى لصاحب العصى والميسم والدابة التى تكلم الناس، وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 18 – في بصائر الدرجات باسناده إلى سلمان الفارسى قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: عندي علم المنايا والبلايا والوصايا والانساب وفصل الخطاب. 19 – في جوامع الجامع وعن على عليه السلام هو قوله: البينة على المدعى واليمين على المدعى عليه. 20 – في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون مع أصحاب الملل والمقالات وما أجاب به على بن جهم في عصمة الانبياء صلوات الله عليهم حديث طويل يقول فيه الرضا عليه السلام: وأما داود فما يقول من قبلكم فيه ؟ فقال على بن محمد ابن الجهم: يقولون: ان داود عليه السلام كان يصلى في محرابه إذ تصور له ابليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور، فقطع داود صلاته وقام يأخذ الطير، فخرج الطير إلى الدار فخرج في أثره فطارالطير إلى السطح فصعد في طلبه، فسقط الطير في دار أوريا بن حيان، فاطلع داود في اثر الطير فإذا بأمرأة أوريا تغتسل، فلما نظر إليها هواها وكان قد اخرج اوريا في بعض غزواته، فكتب إلى صاحبه ان قدم اوريا امام التابوت، فقدم فظفر اوريا بالمشركين فصعب ذلك على داود، فكتب إليه ثانية: ان قدمه امام التابوت، فقدم فقتل اوريا رحمه الله وتزوج داود بأمرأته ؟ قال: فضرب الرضا عليه السلام يده على جبهته وقال: انا لله وانا إليه راجعون، لقد نسبتم نبيا


[ 446 ]

من أنبياء الله عليهم السلام إلى التهاون بصلوته، حتى خرج في أثر الطير، ثم بالفاحشة ثم بالقتل ؟ فقال: يا ابن رسول الله فما كانت خطيئته ؟ فقال: ويحك ان داود عليه السلام انما ظن انه ما خلق الله خلقا هو أعلم منه، فبعث الله عزوجل إليه الملكين فسورا المحراب فقال: خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط ان هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزنى في الخطاب فعجل داود عليه السلام على المدعى عليه، فقال: لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ولم يسئل المدعى البينة على ذلك ولم يقبل على المدعى عليه، فيقول له: ما تقول ؟ فكان هذا خطيئة رسم الحكم لا ما ذهبتم إليه الا تسمع الله عزوجل يقول: يا داود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق إلى آخر الآية فقال: يا ابن رسول الله فما قصته مع أوريا ؟ قال الرضا عليه السلام: ان المرءة في أيام داود عليه السلام كانت إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوج بعده أبدا، فأول من اباح الله عزوجل له أن يتزوج بأمرأة قتل بعلها داود عليه السلام، فتزوج بأمرأة اوريا لما قتل وانقضت عدتها فذلك الذى شق على الناس من قبل أوريا. 21 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام انه قال لعلقمة ان رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط، ألم ينسبوا داود عليه السلام إلى انه تبع الطير حتى نظر إلى أمرأة أوريا فهواها وانه قدم زوجها أمام التابوت حتى قتل ثم تزوج بها ؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 22 – في مجمع البيان وقد روى عن أمير المؤمنين على عليه السلام انه قال: لا أوتى برجل يزعم أن داود تزوج امرأة أوريا الا جلدته حدا للنبوة وحدا للاسلام. 23 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيه مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال وأجده قد شهر هفوات أنبيائه إلى قوله: و ببعثه على داود جبرئيل وميكائيل حيث تسوروا المحراب إلى آخر القصة: واما هفوات الانبياء عليهم السلام وما بينه الله في كتابه، فان ذلك من ادل الدلائل على حكمة الله عزوجل الباهرة وقدرته القاهرة، وعزته الظاهرة، لانه علم ان براهين الانبياء عليهم –


[ 447 ]

السلام تكبر في صدور أممهم وان بعضهم من يتخذ بعضهم الها كالذى كان من النصارى في ابن مريم، فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذى انفرد به عزوجل، ألم تسمع إلى قوله في صفة عيسى حيث قال فيه وفى أمه: (كانا يأكلان الطعام) يعنى ان من أكل الطعام كان له ثقل، وكل من كان له ثقل فهو بعيد مما ادعته النصارى لابن مريم. 24 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن هشام عن الصادق عليه السلام قال: ان داود عليه السلام لما جعله الله عزوجل خليفة في الارض وأنزل عليه الزبور و اوحى الله عزوجل إلى الجبال والطير ان يسبحن معه، وكان سببه انه صلى ببنى اسرائيل يقوم وزيره بعدما يفرغ من الصلوة فيحمد الله ويسبحه ويكبره ويهلله ثم يمدح الانبياء عليهم السلام نبيا نبيا ويذكر من فضلهم وافعالهم وشكرهم وعبادتهم لله سبحانه والصبر على بلائه ولا يذكر داود عليه السلام فنادى داود ربه، فقال: يا رب قد أثنيت على الانبياء بما قد اثنيت عليهم ولم تثن على ؟ فأوحى الله عزوجل إليه: هؤلاء عبادي أبليتهم فصبروا، وانا أثنى عليهم بذلك، فقال: يا رب فابلنى حتى أصبر، فقال: يا داود تختار البلاء على العافية إنى أبليت هؤلاء ولم أعلمهم وأنا ابليك وأعلمك ان بلائى في سنة كذا وشهر كذا ويوم كذا وكان داود يفرغ نفسه لعبادته يوما ويقعد في محرابه، ويوما يقعد لبنى اسرائيل فيحكم بينهم، فلما كان في اليوم الذى وعده الله عزوجل اشتدت عبادته وخلا في محرابه وحجب الناس عن نفسه، وهو في محرابه يصلى فإذا بطائر وقع بين يديه جناحاه من زبرجد أخضر ورجلاه من ياقوت أحمر و رأسه ومنقاره من اللؤلؤ والزبرجد فأعجبه جدا ونسى ما كان فيه، فقام ليأخذه فطار الطائر فوقع على حايط بين داود وبين أوريا بن حيان، وكان داود قد بعث أوريا في بعث، فصعد داود عليه السلام ذلك الحايط ليأخذ الطير فإذا امرأة أوريا جالسة تغتسل، فلما رأت ظل داود نشرت شعرها وغطت به بدنها، فنظر إليها داود وافتتن بها، ورجع إلى محرابه ونسى ما كان فيه، وكتب إلى صاحبه في ذلك البعث لما أن تصيروا (1) إلى موضع كيت وكيت يوضع التابوت بينهم


(1) وفى نسخة البحار (ان يسيروا) مكان (لما ان تصيروا). [ * ]

[ 448 ]

وبين عدوهم، وكان التابوت في بنى اسرائيل كما قال الله عزوجل: (فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة) وقد كان رفع بعد موسى عليه السلام لما عملت بنوا اسرائيل بالمعاصى، فلما غلبهم جالوت وسألوا النبي أن يبعث إليهم ملكا يقاتل في سبيل الله تقدس وجهه بعث إليهم طالوت وأنزل عليهم التابوت وكان التابوت إذا وضع بين بنى اسرائيل وبين أعدائهم ورجع عن التابوت انسان كفر وقتل ولا يرجع أحد عنه الا ويقتل أو يقتل، فكتب داود عليه السلام إلى صاحبه الذى بعثه ان ضع التابوت بينك وبين عدوك. وقدم أوريا بن حيان بين يدى التابوت فقدمه وقتل، فلما قتل أوريا دخل عليه الملكان وقعدا ولم يكن تزوج أمرأة أوريا وكانت في عدتها، وداود في محرابه يوم عبادته، فدخل الملكان من سقف البيت وقعدا بين يديه، ففزع داود منهما فقالا: (لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط) ولداود حينئذ تسعة وتسعون أمرأة ما بين مهيرة (1) إلى جارية، فقال: أحدهما لداود: (ان هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزنى في الخطاب) أي ظلمنى وقهرني فقال داود كما حكى الله عزوجل: (لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه) إلى قوله (وخر راكعا واناب) قال: فضحك المستعدى عليه من الملائكة وقال: حكم الرجل على نفسه، فقال داود: أتضحك وقد عصيت ؟ لقد هممت ان أهشم فاك (2) قال: فعرجا وقال الملك المستعدى عليه: لو علم داود انه أحق ان يهشم فاه منى، ففهم داود الامر وذكر الخطيئة فبقى أربعين يوما ساجدا يبكى ليله ونهاره ولا يقوم الا وقت الصلوة حتى انخرق جبينه وسال الدم من عينيه. فلما كان بعد أربعين يوما نودى: يا داود مالك أجائع أنت فنشبعك أو ظمآن فنسقيك ام عريان فنكسوك، ام خائف فنؤمنك ؟ فقال: أي رب وكيف لا أخاف وقد عملت ما عملت وانت الحكم العدل الذى لا يجوزك ظلم ظالم ؟ فأوحى الله عزوجل إليه تب يا داود فقال أي رب وأنى لى بالتوبة ؟ قال: صر إلى قبر أوريا حتى أبعثه إليك واسئله أن يغفر لك، فان غفر لك غفرت لك


(1) المهيرة من النساء: الحرة الغالية المهر. (2) هشم الشئ: كسر. [ * ]

[ 449 ]

قال: يا رب فان لم يفعل ؟ قال: أستوهبك منه، فخرج داود عليه السلام يمشى على قدميه ويقرء الزبور وكان إذا قرء الزبور لا يبقى حجر ولا مدر ولا طاير ولا سبع الا ويجاوبه حتى انتهى إلى جبل وعليه نبى عابد يقال له حزقيل، فلما سمع دوى الجبال وصوت السباع علم أنه داود، فقال: هذا النبي الخاطئ. فقال داود: يا حزقيل أتاذن لى أن أصعد إليك ؟ قال: لا فانك مذنب، فبكى داود عليه السلام فأوحى الله إلى حزقيل: يا حزقيل لا تعير داود بخطيئته وسلنى العافية، فنزل حزقيل وأخذ بيد داود وأصعده إليه فقال له داود: يا حزقيل هل هممت بخطيئة قط ؟ قال: لا قال: فهل دخلك العجب مما أنت فيه من عبادة الله ؟ قال: لا، قال: فهل ركنت إلى الدنيا فأحببت أن تأخذ من شهواتها و لذاتها ؟ قال: بلى ربما عرض ذلك بقلبي، قال فما تصنع ؟ قال: أدخل هذا الشعب فاعتبر بما فيه، قال: فدخل داود عليه السلام الشعب فإذا بسرير من حديد عليه جمجمة بالية وعظام نخرة، وإذا لوح من حديد وفيه مكتوب، فقرأه داود فإذا فيه: أنا اروى بن سلم ملكت ألف سنة وبنيت ألف مدينة، وافتضضت ألف جارية، وكان آخر أمرى ان صار التراب فراشي، والحجارة وسادى، والحيات والديدان جيراني، فمن رأني فلا يغتر بالدنيا، ومضى داود حتى أتى قبر أوريا فناداه فلم يجبه ثم ناداه ثانية فلم يجبه، ثم ناداه ثالثة، فقال أوريا: مالك يا نبى الله شغلتني عن سروري وقرة عينى ؟ قال: يا أوريا إغفر لى وهب لى خطيئتي، فأوحى الله عزوجل إليه: يا داود بين له ما كان منك، فناداه داود فأجابه في الثالثة فقال: يا أوريا فعلت كذا وكذا وكيت وكيت ؟ فقال أوريا: أتفعل الانبياء مثل هذا ؟ فناداه فلم يجبه، فوقع داود على الارض باكيا فأوحى الله عزوجل إلى صاحب الفردوس ليكشف عنه، فكشف عنه فقال أوريا: لمن هذا ؟ فقال لمن غفر لداود خطيئته، فقال: يا رب قد وهبت له خطيئته، فرجع داود عليه السلام إلى بنى اسرائيل وكان إذا صلى وزيره يحمد الله ويثنى عليه ويثنى على الانبياء ثم يقول: كان من فضل نبى الله داود قبل الخطيئة كيت وكيت، فاغتم داود عليه السلام فأوحى الله عزوجل إليه: يا داود قد وهبت لك خطيئتك وألزمت عار ذنبك بنى اسرائيل، قال: يا رب


[ 450 ]

كيف وانت الحكم العدل الذى لا تجور ؟ قال: لانهم لم يعاجلوك الكبر (1) وتزوج داود عليه السلام بأمرأة أوريا بعد ذلك، فولد له منها سليمان عليه السلام ثم قال عزوجل: (فغفرنا له ذلك وان له عندنا لزلفى وحسن مآب). (2) 25 – وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: وظن داود أي علم واناب أي تاب، وذكر أن داود كتب إلى صاحبه: ان لا تقدم أوريا بين يدى التابوت ورده فقدم أوريا إلى أهله ومكث ثمانية أيام ثم مات. 26 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب عن زين العابدين عليه السلام حديث طويل وقد كتب بتمامه عند قوله تعالى: (وان يونس لمن المرسلين) وفيه ان حوت يونس عليه السلام قال له: ان الله تعالى لم يبعث نبيا من آدم إلى أن صار جدك محمد صلى الله عليه واله الا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من الانبياء سلم وتخلص ومن توقف عنها و تتعتع في حملها لقى ما لقى آدم من المصيبة، وما لقى نوح من الغرق، وما لقى ابراهيم من النار وما لقى يوسف من الجب، وما لقى أيوب من البلاء، وما لقى داود من الخطيئة إلى أن بعث الله يونس. 27 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن القاسم بن محمد عن سليمان ابن داود المنقرى عن حماد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن لقمان وحكمته التى ذكرها الله عزوجل، فقال: أما والله ما أوتى الحكمة بحسب ولا مال ولا أهل ولا بسط في جسم ولا جمال، وذكر حديثا طويلا ذكرناه بتمامه في لقمان وفيه يقول عليه السلام: وان الله تبارك وتعالى أمر طوايف من الملائكة حين انتصف النهار وهدأت العيون بالقائلة (3) فنادوا لقمان حيث يسمع ولا يراهم فقالوا: يا لقمان هل لك أن


(1) كذا في الاصل وفى نسخة (لم يعاجلوك البكرة) وفى المصدر (لم بعالجوك بالتكير) وفى نسخة البحار (لم يعاجلوك النكير). (2) قال المجلسي (ره): اعلم ان هذا الخبر محمول على التقية لموافقته لما روته العامة في ذلك (انتهى) وقال المحشى: مع معارضته لرواية أبى الجارود الاتية وغيرها. (3) هدأت العيون: سكنت، والقائلة: منتصف النهار. [ * ]

[ 451 ]

يجعلك الله خليفة في الارض تحكم بين الناس ؟ فقال لقمان: ان أمرنى الله بذلك فالسمع والطاعة لانه إن فعل بى ذلك أعانني عليه وعلمني وعصمني، وان هو خيرنى قبلت العافية، فقالت الملائكة: يا لقمان لم ؟ قال: لان الحكم بين الناس بأشد المنازل من الدين، واكثر فتنا وبلاءا بأشد ما يخذل ولا يعان ويغشاه الظلم من كل مكان وصاحبه فيه بين أمرين ان أصاب فيه الحق فبالحرى أن يسلم، وإن أخطأ اخطأ طريق الجنة، ومن يكن في الدنيا ذليلا وضعيفا كان أهون عليه في المعاد من أن يكون فيه حكما سريا (1) شريفا ومن اختار الدنيا على الآخرة يخسرهما كلتاهما تزول هذه ولا يدرك تلك، قال: فتعجب الملائكة من حكمته واستحسن الرحمن منطقه فلما أمسى وأخذ مضجعه من الليل أنزل الله عليه الحكم فغشاه بها من قرنه إلى قدمه وهو نائم، وغطاه بالحكمة غطاءا فاستيقظ وهو أحكم الناس في زمانه، وخرج على الناس ينطق بالحكمة وينهى فيها قال: فلما أوتى الحكم بالخلافة ولم يقبلها أمر الله عزوجل الملائكة فنادت داود عليه السلام بالخلافة فقبلها ولم يشترط فيها بشرط لقمان، فأعطاه الله عزوجل الخلافة في الارض وابتلى بها غير مرة، كل ذلك يهوى في الخطأ يقيله الله تعالى ويغفر له، وكان لقمان يكثر زيارة داود عليه السلام ويعظه بمواعظه وحكمته وفضل علمه، وكان داود عليه السلام يقول له: طوبى لك يا لقمان أوتيت الحكمة و صرفت عنك البلية، وأعطى داود الخلافة وابتلى بالحكم والفتنة. 28 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عمن أخبره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: في كتاب على عليه السلام ان نبيا من الانبياء شكا إلى ربه القضاء فقال: كيف أقضى بما لم تر عينى ولم تسمع اذنى ؟ فقال: اقض بينهم بالبينات واضفهم إلى اسمى (2) يحلفون به، وقال: ان داود عليه السلام قال: يا رب أرنى الحق كما هو عندك حتى أقضى به، فقال: انك لا تطيق ذلك فألح على ربه حتى فعل فجاءه رجل يستعدى على رجل فقال: ان هذا أخذ مالى، فأوحى


(1) السرى: السيد الشريف. (2) في القاموس: أضفته إليه: ألجأته. [ * ]

[ 452 ]

الله عزوجل إلى داود: ان هذا المستعدى قتل أبا هذا الرجل وأخذ ماله، فأمر داود عليه السلام بالمستعدى فقتل وأخذ ماله فدفعه إلى المستعدى عليه قال: فعجب الناس وتحدثوا حتى بلغ داود عليه السلام ودخل عليه من ذلك ما كره، فدعى ربه ان يرفع ذلك ففعل، ثم أوحى الله عزوجل إليه: أن احكم بينهم بالبينات وأضفهم إلى اسمى يحلفون به. 29 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن منصور عن فضيل الاعور عن ابى عبيدة الحذاء عن ابى عبد الله (ع) انه قال: يابا عبيدة إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان، لا يسئل [ عن ] بينة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 30 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابان قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: لا تذهب الدنيا حتى يخرج رجل منى يحكم بحكومة آل داود، ولا يسأل بينة، يعطى كل نفس حقها. 31 – محمد عن احمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: بم تحكمون إذا حكمتم ؟ قال: بحكم الله وحكم داود فإذا ورد علينا الشئ الذى ليس عندنا تلقانا به روح القدس. 32 – محمد بن أحمد عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن حمران بن أعين عن جعيد الهمداني عن على بن الحسين عليه السلام قال: سألته بأى حكم تحكمون ؟ قال: حكم آل داود، فان أعيانا شئ يلقانا به روح القدس. 33 – احمد بن مهران رحمه الله عن محمد بن على عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما منزلة الائمة ؟ قال: كمنزلة ذى القرنين وكمنزلة يوشع وكمنزلة آصف صاحب سليمان، قال: فبما تحكمون ؟ قال: بحكم الله وحكم داود وحكم محمد، ويتلقانا به روح القدس. 34 – في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان أخوف ما أخاف على امتى الهوى وطول الامل اما الهوى فانه يصد عن الحق، واما طول الامل فينسى الآخرة. 35 – عن سليم بن قيس الهلالي عن امير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله انه


[ 453 ]

قال في كلام له إلى ان قال: ثم قال امير المؤمنين عليه السلام: الا ان أخوف ما أخاف عليكم خصلتين اتباع الهوى وطول الامل، اما اتباع الهوى فيصد عن الحق وطول الامل ينسى الآخرة. 36 – عن ابى جعفر محمد بن على الباقر عليه السلام قال: ثلاث درجات وثلاث كفارات وثلاث موبقات وثلاث منجيات، فأما الدرجات إلى ان قال عليه السلام: واما الموبقات فشح مطاع وهوى متبع واعجاب المرء بنفسه. 37 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا يحيى بن زكريا اللولؤى عن على بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير قال: سألت الصادق عليه السلام عن قوله: ام نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال: أمير المؤمنين وأصحابه كالمفسدين في الارض قال: حبتر وزريق (1) وأصحابهما كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته فآياته امير المؤمنين والائمة عليهم السلام وليذكر اولوا الالباب الباقية وكان أمير المؤمنين عليه السلام يفتخر بها ويقول: ما أعطى أحد قبلى ولا بعدى مثل ما اعطيت. 38 – في روضة الكافي باسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لا ينبغى لاهل الحق أن ينزلوا انفسهم منزلة أهل الباطل، لان الله لم يجعل أهل الحق عنده بمنزلة أهل الباطل، لم يعرفوا وجه قول الله في كتابه إذ يقول: (ام نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ام نجعل المتقين كالفجار). 39 – في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام والفاجر ان ائتمنته خانك، وان صاحبته شأنك وان وثقت به لم ينصحك. 40 – عن أبى بصير عن ابى جعفر محمد بن على الباقر عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ان لاهل التقوى علامات يعرفون بها، صدق الحديث، وأداء الامانة والوفاء بالعهد، وقلة الفخر والتجمل وصلة الارحام، ورحمة الضعفاء، وقلة المواتاة للنساء وبذل المعروف وحسن الخلق وسعة الحلم واتباع العلم فيما يقرب إلى الله تعالى.


(1) كناية عن الاول والثانى وقد مر ايضا. [ * ]

[ 454 ]

41 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن حريز عن زرارة والفضيل عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (ان الصلوة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) يعنى مفروضا وليس يعنى وقت فوتها، إذا جاز ذلك الوقت ثم صلاها لم يكن صلوته هذه مؤداة، ولو كان ذلك كذلك لهلك سليمان بن داود عليه السلام حين صلاها لغير وقتها ولكنه متى ما ذكرها صلاها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 42 – في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن رحمه الله قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (كتابا موقوتا) قال: موجبا، انما يعنى بذلك وجوبها على المؤمنين، ولو كانت كما يقولون لهلك سليمان بن داود حين أخر الصلوة حتى توارت بالحجاب، لانه لو صلاها قبل أن تغيبت، كان وقتا وليس صلوة أطول وقتا من العصر. 43 – في من لا يحضره الفقيه روى عن الصادق عليه السلام أنه قال: إن سليمان بن داود عرض عليه ذات يوم بالعشى الخيل فاشتغل بالنظر إليها حتى توارت الشمس بالحجاب فقال للملائكة: ردوا الشمس على حتى اصلى صلوتى في وقتها، فردوها فقام فمسح ساقيه وعنقه وأمر أصحابه الذين فاتتهم الصلوة معه بمثل ذلك، وكان ذلك وضوءهم للصلوة ثم قام فصلى، فلما فرغ غابت الشمس وطلعت النجوم، وذلك قول الله عزوجل: ووهبنا لداود سليمان نعم العبد انه أواب إذ عرض عليه بالعشى الصافنات الجياد فقال انى احببت حب الخير عن ذكر ربى حتى توارت بالحجاب ردوها على فطفق مسحا بالسوق والاعناق. 44 – في مجمع البيان وقيل ان هذه الخيل كانت شغلته عن صلوة العصر حتى فات وقتها عن على عليه السلام وفى رواية أصحابنا أنه فاته أول الوقت. 45 – قال ابن عباس سألت عليا عن الاية هذه فقال: ما بلغك فيها يا ابن عباس ؟ قلت له: سمعت كعبا يقول: اشتغل سليمان عليه السلام بعرض الافراس حتى فاتته الصلوة (فقال ردوها على) يعنى الافراس وكانت أربعة عشرفأمر بضرب سوقها وأعناقها بالسيف


[ 455 ]

فقتلتها فسلبه الله ملكه أربعة عشر يوما لانه ظلم الخيل بقتلها، فقال على عليه السلام: كذب كعب لكن اشتغل سليمان عليه السلام بعرض الافراس ذات يوم لانه أراد جهاد العدو حتى توارت الشمس بالحجاب، فقال بأمر الله للملائكة الموكلين بالشمس: (ردوها على) فردت فصلى العصر في وقتها، وان انبياء الله لا يظلمون ولا يأمرون بالظلم لانهم معصومون مطهرون. 46 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب إذ عرض عليه بالعشى الصافنات الجياد فقال انى أحببت حب الخير عن ذكر ربى حتى توارت بالحجاب) وذلك ان سليمان عليه السلام كان يحب الخيل ويستعرضها فعرضت عليه يوما إلى أن غابت الشمس وفاتته صلوة العصر، ثم دعا بالخيل فأقبل يضرب أعناقها وسوقها بالسيف حتى قتلها كلها وهو قوله تعالى: (ردوها على فطفق مسحا بالسوق والاعناق) (1) وقال الصادق عليه السلام جعل الله عزوجل ملك سليمان في خاتمه، فكان إذا البسه حضرته الجن والانس والشياطين وجميع الطير والوحش وأطاعوه فيقعد على كرسيه، ويبعث الله عزوجل ريحا تحمل الكرسي بجميع ما عليه من الشياطين والطير والانس


(1) قال المجلسي (ره) ما ذكره على بن ابراهيم في تأويل تلك الايات موافقة لروايات المخالفين وانما أولها علماؤنا على وجوه اخر، قال الصدوق (ره) في الفقيه قال زرارة والفضيل: قلنا لابي جعفر عليه السلام – وذكر الحديث الماضي تحت رقم 33 عن الكافي – ثم قال (ره): ان الجهال من أهل الخلاف يزعمون ان سليمان عليه السلام اشتغل ذات يوم بعرض الخيل حتى توارت الشمس بالحجاب ثم أمر برد الخيل وأمر بضرب سوقها وأعناقها وقال انها شغلتني عن ذكر ربى وليس كما يقولون، جل نبى الله سليمان عليه السلام عن مثل هذا الفعل لانه لم يكن للخيل ذنب فيضرب سوقها وأعناقها لانها لم تعرض نفسها عليه ولم تشغله وانما عرضت عليه وهى بهائم غير مكلفة، والصحيح في ذلك ما روى عن الصادق عليه السلام انه قال سليمان بن داود عليه السلام انه عرض عليه ذات يوم… إلى آخر الحديث الماضي تحت رقم 43 ثم ذكر وجوها اخر في تأويلها فراجع ج 14: 102 – 105 من الطبعة الحديثة. [ * ]

[ 456 ]

والدواب والخيل، فتمر بها في الهواء إلى موضع يريده سليمان، فكان يصلى الغداة بالشام، والظهر بفارس، وكان يأمر الشياطين أن يحملوا الحجارة من فارس و يبيعونها بالشام، فلما مسح أعناق الخيل وسوقها بالسيف سلبه الله عزوجل ملكه، و كان إذا دخل الخلاء دفع خاتمه إلى بعض من يخدمه فجاء شيطان فخدع خادمه وأخذ منه الخاتم ولبسه، فخرت عليه الشياطين والجن والانس والطير والوحش، وخرج سليمان في طلب الخاتم فلم يجده فهرب ومر على ساحل البحر وأنكرت بنوا اسرائيل الشيطان الذى تصور في صورة سليمان، وصاروا إلى أمه فقالوا لها: أتنكرين من سليمان شيئا ؟ فقالت: كان أبر الناس بى وهو اليوم يبغضني ؟ وصاروا إلى جواريه ونسائه فقالوا أتنكرين من سليمان شيئا ؟ قلن: كان لم يكن، يأتينا في الحيض، والان يأتينا في الحيض فلما خاف الشيطان ان يظنوا به القى الخاتم في البحر، فبعث الله سمكة فالتقمته وهرب الشيطان فبقوا اسرائيل يطلبون سليمان أربعين يوما، وكان سليمان عليه السلام يمر على على ساحل البحر تائبا إلى الله بما كان منه، فلما كان بعد أربعين يوما مر بصياد يصيد السمك فقال له: أعينك على أن تعطيني من السمك شيئا ؟ فقال: نعم فأعانه سليمان فلما اصطاد دفع إلى سليمان سمكة فأخذها فشق بطنها وذهب ليغسلها فوجد الخاتم في بطنها فلبسه فخرت عليه الشياطين والجن والانس والطير والوحوش ورجع إلى ما كان، و طلب ذلك الشيطان وجنوده الذين كانوا معه فقيدهم وحبس بعضهم في جوف الماء وبعضهم في جوف الصخر بأسامى الله عزوجل، فهم محبوسون معذبون إلى يوم القيامة (1).


(1) قال الشريف المرتضى (ره) في تنزيه الانبياء ص 121 بعد نقل ما سمعته مما ورد في تفسير الاية وذكره القمى (ره) ما لفظه: قلنا اما ما رواه الجهال في القصص في هذا الباب فليس مما يذهب على عاقل بطلانه وان مثله لا يجوز على الانبياء عليهم السلام وان النبوة لا تكون في خاتم ولا يسلبها النبي عليه السلام ولا ينزع عنه وان الله تعالى لا يمكن الجنى من التمثيل بصورة النبي (ع) ولا غير ذلك مما افتروا به على النبي (ع) وانما الكلام على ما يقتضيه ظاهر القرآن وليس في الظاهر اكثر من ان جسدا القى على كرسيه على سبيل الفتنة له وهى الاختبار والامتحان ثم ذكر (ره) ما قيل فيه من التأويلات والتفاسير وسيأتى بعضها في رواية الطبرسي (ره) وغيره. [ * ]

[ 457 ]

قال: ولما رجع سليمان إلى ملكه قال لاصف – وكان آصف كاتب سليمان وهو الذى كان عنده علم من الكتاب -: قد عذرت الناس بجهالتهم فكيف أعذرك ؟ فقال: لا تعذرني، فلقد عرفت الحوت (1) الذى اخذ خاتمك وأباه وأمه وعمه وخاله، ولقد قال لى: اكتب لى فقلت له: ان القلم لا يجرى الجور، فقال: اجلس ولا تكتب فكنت أجلس ولا أكتب شيئا، ولكن أخبرني عنك يا سليمان صرت تحب الهدهد وهو أخس الطير منبتا وأنتنه ريحا، قال: انه يبصر الماء من وراء الصفا الاصم، فقال: وكيف يبصر الماء من وراء الصفا وانما يوارى عنه الفخ بكف من تراب حتى يأخذ بعنقه ؟ فقال سليمان: قف يا وقاف (2) انه إذا جاء القدر حال دون البصر. 47 – في مجمع البيان: ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه الاية واختلف العلماء في زلته وفتنته والجسد الذى القى على كرسيه على أقوال: منها ان سليمان عليه السلام قال يوما في مجلسه لاطوفن الليلة على سبعين امرأة تلد كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله ولم يقل ان شاء الله، فطاف عليهن فلم تحمل منهن الا امرأة واحدة جاءت بشق ولد، رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه واله، قال: ثم قال فوالذي نفس محمد بيده لو قال ان شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا، والجسد الذى القى على كرسيه كان هذا. 48 – ومنها ما روى ان الجن والشياطين لما ولد لسليمان عليه السلام ابن قال بعضهم لبعض: ان عاش له ولد لنلقين منه ما لقينا من أبيه من البلاء، فأشفق عليه السلام منهم عليه فاسترضعه في المزن وهو السحاب، فلم يشعر الا وقد وضع على كرسيه ميتا تنبيها على أن الحذر لا ينفع عن القدر، وانما عوتب عليه السلام على خوفه من الشياطين وهو المروى عن أبى عبد الله عليه السلام. 49 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم


(1) وفى بعض النسخ (الشيطان) بدل الحوت وهو الصحيح وفى المصدر (الجن) بدل (الحوت). (2) الوقاف: المحجم عن القتال. المتأنى. [ * ]

[ 458 ]

قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان هذا سليمان أعطى ملكا لا ينبغى لاحد من بعده ؟ فقال له على عليه السلام: لقد كان ذلك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى ما هو أفضل من هذا، انه هبط إليه ملك لم يهبط إلى الارض قبله وهو ميكائيل فقال له: يا محمد عش ملكا منعما وهذه مفاتيح خزائن الارض معك ويسير معك جبالها ذهبا وفضة ولا ينقص لك فيما ادخرلك في الآخرة شئ فاومى إلى جبرئيل عليه السلام وكان خليله من الملائكة ؟ فأشار إليه ان تواضع، فقال: بل أعيش نبيا عبدا آكل يوما ولا آكل يومين والحق باخوانى من الانبياء، فزاده الله تعالى الكوثر وأعطاه الشفاعة، وذلك أعظم من ملك الدنيا من أولها إلى آخرها سبعين مرة ووعده المقام المحمود، فإذا كان يوم القيمة أقعده الله تعالى على العرش فهذا أفضل مما أعطى سليمان عليه السلام. 50 – في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال سليمان بن داود عليه السلام ذات يوم لاصحابه: ان الله تبارك و تعالى قد وهب لى ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى، سخر لى الريح والانس والجن والطير وآتاني من كل شئ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 51 – في بصائر الدرجات حدثنى يعقوب بن يزيد عن الحسن بن على بن فضالة عن عبد الله بن بكير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كنت عنده فذكر سليمان وما أعطى من العلم وما اوتى من الملك، فقال لى: وما أعطى سليمان بن داود انما كان عنده حرف واحد من الاسم الاعظم، وصاحبكم الذى قال الله تعالى: (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب) فكان والله عند على عليه السلام علم الكتاب. 52 – أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن شعيب العقرقوفى عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان سليمان عنده اسم الله الاكبر الذى إذا سئل به أعطى، وإذا دعى أجاب ولو كان اليوم لاحتاج الينا. في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن خالد عن أبى الحسن على بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه، محمد بن على عليهم السلام قال: ان سليمان بن داود عليهما السلام قال ذات يوم لاصحابه: ان الله تعالى وذكر إلى آخر


[ 459 ]

ما نقلنا عن الدوريستى. 53 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن أبى بصير عن أبان عن أبى حمزة عن الاصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: خرج سليمان بن داود من بيت المقدس ومعه ثلاثمأة ألف كرسى عن يمينه عليها الانس وثلاثمأة الف كرسى عن يساره عليها الجن، وأمر الطير فأظلتهم وأمر الريح فحملتهم حتى ورد ايوان كسرى في المداين، ثم رجع فبات باصطخر، فاضطجع ثم غدا فانتهى إلى مدينة بر كاوان (1) ثم أمر الرياح فحملتهم حتى كادت أقدامهم يصيبها الماء، وسليمان عليه السلام على عمود منها، فقال بعضهم لبعض: هل رأيتم ملكا قط أعظم من هذا أو سمعتم به ؟ فقالوا: ما رأينا ولا سمعنا بمثله، فناداهم ملك من السماء: ثواب تسبيحة واحدة في الله أعظم مما رأيتم. 54 – في كتاب الخصال عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى لم يبعث أنبياء ملوكا في الارض الا أربعة بعد نوح، ذا القرنين واسمه عياش وداود، وسليمان و يوسف عليهم السلام، فأما عياش فملك ما بين المشرق والمغرب، واما داود فملك ما بين الشامات إلى بلاد اصطخر وكذلك كان ملك سليمان، وأما يوسف فملك مصر وبراريها ولم يتجاوزها إلى غيرها. 55 – عن محمد بن خالد باسناده رفعه قال: ملك الارض كلها أربعة، مؤمنان وكافران فأما المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين، وأما الكافران نمرود وبخت نصر، وإسم ذو القرنين عبد الله بن ضحاك بن معد. 56 – في كتاب علل الشرايع حدثنا أحمد بن يحيى المكتب قال: حدثنا أحمد ابن محمد الوراق أبو الطيب قال: حدثنا على بن هارون الحميرى قال: حدثنا على بن محمد بن سليمان النوفلي قال: حدثنا أبى عن على بن يقطين قال: قلت لابي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: أيجوز أن يكون نبى الله عزوجل بخيلا ؟ فقال: لا، فقلت له: فقول


(1) بر كاوان: ناحية بفارس قاله الحموى وفى بعض النسخ (تر كاوان) بالتاء ولعله مصحف. [ * ]

[ 460 ]

سليمان عليه السلام: رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى ما وجهه ومعناه ؟ فقال الملك ملكان: ملك مأخوذ بالغلبة والجور وإجبار الناس، وملك مأخوذ من قبل الله تعالى كملك آل ابراهيم وملك طالوت وذى القرنين، فقال سليمان عليه السلام: هب لى ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى أن يقول انه مأخوذ بالغلبة والجور واجبار الناس فسخر الله عزوجل له الريح تجرى بأمره رخاءا حيث أصاب، وجعل غدوها شهرا و رواحها شهرا، وسخر الله عزوجل له الشياطين كل بناء وغواص، وعلم منطق الطير و مكن في الارض،، فعلم الناس في وقته وبعده ان ملكه لا يشبه ملك الملوك المختارين من قبل الناس، والمالكين بالغلبة والجور، قال: فقلت له: فقول رسول الله صلى الله عليه واله رحم الله أخى سليمان بن داود ما كان أبخله ؟ فقال: لقوله عليه السلام وجهان: أحدهما: ما كان أبخله بعرضه وسوء القول فيه، والوجه الآخر يقول: ما كان أبخله إن كان أراد ما كان يذهب إليه الجهال، ثم قال عليه السلام: قد والله أوتينا ما أوتى سليمان، وما لم يؤت سليمان وما لم يؤت أحد من الانبياء، قال الله عزوجل في قصة سليمان: هذا عطاءنا فامنن أو – أمسك بغير حساب وقال عزوجل في قصة محمد صلى الله عليه واله: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا). 57 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لا قوام يظهرون الزهد ويدعون الناس أن يكونوا معهم على مثل الذى هم عليه من التقشف: (1) أخبروني اين أنتم عن سليمان بن داود عليه السلام ؟ حين سأل الله ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى فأعطاه الله جل اسمه ذلك، وكان يقول الحق ويعمل به، ثم لم نجد الله عزوجل عاب عليه ذلك، ولا أحد من المؤمنين، وداود النبي صلى الله عليه واله قبله في ملكه وشدة سلطانه. 58 – في مجمع البيان روى مرفوعا عن النبي صلى الله عليه واله أنه صلى صلوة فقال: ان الشيطان عرض لى ليفسد على صلوتى، فأمكنني الله منه فدعوته ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا وتنظروا إليه أجمعين، فذكرت قول سليمان عليه السلام: (هب لى


(1) التقشف: قذارة الجلد ورثاثة الهيئة. [ * ]

[ 461 ]

ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى) فرده الله خاسئا خائبا أورده البخاري ومسلم في الصحيحين. 59 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال: سألت الرضا عليه السلام فقلت له: جعلت فداك (فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) فقال: نحن أهل الذكر ونحن المسئولون، قلت: فأنتم المسئولون ونحن السائلون ؟ قال: نعم قلت: حقا علينا أن نسألكم ؟ قال: نعم، قلت: حقا عليكم أن تجيبونا ؟ قال: لا ذاك إلينا ان شئنا فعلنا وان شئنا لم نفعل، أما تسمع قول الله تبارك وتعالى: هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب. 60 – على بن ابراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبى عمران عن يونس عن بكار بن بكر عن موسى بن أشيم قال: كنت عن أبى عبد الله عليه السلام فسأله رجل عن آية من كتاب الله عزوجل فأخبره بها، ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر الاول، فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كأن قلبى يشرح بالسكاكين، فقلت في نفسي: تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو وشبهه وجئت إلى هذا يخطئ هذا الخطاء كله، فبينا انا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الاية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي فسكنت نفسي، فعلمت ان ذلك منه تقية، قال: ثم التفت إلى فقال لى: يابن أشيم إن الله عزوجل فوض إلى سليمان ابن داود عليه السلام، فقال: (هذا عطاءنا فامنن أو أمسك بغير حساب) وفوض إلى نبيه صلى الله عليه واله فقال: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) فما فوض إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقد فوضه الينا. 61 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن اسحاق بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى أدب نبيه صلى الله عليه واله فلما انتهى به إلى ما أراد قال له (انك لعلى خلق عظيم) ففوض إليه دينه، فقال: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وان الله عزوجل فرض الفرائض ولم يقسم للجد شيئا، وان رسول الله صلى الله عليه واله أطعمه السدس، فأجاز الله جل ذكره له ذلك وذلك قول الله عزوجل: (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب). 62 – على بن محمد عن بعض أصحابنا عن الحسين بن عبد الرحمان عن صندل


[ 462 ]

الخياط عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) قال: أعطى سليمان ملكا عظيما، ثم جرت هذه الاية في رسول الله صلى الله عليه واله، فكان له أن يعطى من شاء وما يشاء ويمنع من شاء، وأعطاه افضل مما اعطى سليمان، بقوله: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا). 63 – احمد بن ادريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن على الكوفى عن عبيس ابن هشام عن عبد الله إبن سليمان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الامام فوض إليه كما فوض إلى سليمان بن داود ؟ فقال: نعم، وذلك ان رجلا سأله عن مسألة فأجابه فيها، وسأله آخر تلك المسألة فأجابه بغير جواب الاول، ثم سأله آخر فأجابه بغير جواب الاولين، ثم قال: (هذا عطاؤنا فامنن أو أعط بغير حساب) وهكذا هي في قراءة على عليه السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 64 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عبد الله بن محمد عن أبى داود سليمان بن سفيان عن ثعلبة عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) من المعنون بذلك ؟ فقال: نحن والله، فقلت: فأنتم المسئولون ؟ قال: نعم قلت: ونحن السائلون ؟ قال: نعم، قلت: فعلينا ان نسألكم ؟ قال: نعم، قلت: وعليكم أن تجيبونا ؟ قال، ذلك الينا ان شئنا فعلنا وان شئنا تركنا، ثم قال: (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب). 65 – في تفسير العياشي عن حماد بن عثمان قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام ان الاحاديث تختلف عنكم ؟ قال: فقال: ان القرآن نزل على سبعة أحرف، و أدنى ما للامام أن يفتى على سبعة وجوه، ثم قال (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب). 66 – في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن أبى داود عن سليمان بن سعيد عن ثعلبة عن منصور عن زرارة قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: قول الله تبارك وتعالى: (فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) من المعنون بذلك ؟ قال: نحن، قال: قلت: فأنتم المسئولون ؟ قال: نعم، قلت: ونحن السائلون ؟ قال: نعم، قال قلت: فعلينا أن نسئلكم ؟ قال: نعم، قلت: وعليكم ان تجيبونا. قال: لا ذلك الينا ان شئنا فعلنا


[ 463 ]

وان شئنا لم نفعل، ثم قال: قال الله تعالى: (هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب) 67 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن بعض أصحابنا قال: أولم أبو الحسن موسى صلوات الله عليه وليمة على بعض ولده فأطعم أهل المدينة ثلاثة ايام الفالوذجات في الجفان في المساجد والازقة (1) فعابه بذلك بعض أهل المدينة فبلغه ذلك عليه السلام، فقال: ما آتى الله عزوجل نبيا من أنبيائه شيئا الا وقد آتى محمدا صلى الله عليه واله مثله، وزاده ما لم يؤتهم، قال لسليمان عليه السلام: (هذا عطاءنا فامنن أو أمسك بغير حساب) وقال لمحمد صلى الله عليه واله (وما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا). 68 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن عبد الله بن القاسم عن أبى خالد القماط عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قالت بنوا اسرائيل لسليمان عليه السلام استخلف علينا ابنك، فقال: انه لا يصلح لذلك، فألحوا عليه فقال: انى سائله عن مسائل فان أحسن الجواب فيها استخلفه، ثم سأله فقال: يا بنى ما طعم الماء و طعم الخبز ؟ ومن أي شئ ضعف الصوت وشدته ؟ وأين موضع العقل من البدن ؟، ومن أي شئ القساوة والرقة ؟ ومم تعب البدن ودعته ومم مكسب البدن وحرمانه ؟. فلم يجبه بشئ منها، فقال أبو عبد الله عليه السلام: طعم الماء الحيوة وطعم الخبز القوة (2) و ضعف الصوت وشدته من شحم الكليتين وموضع العقل الدماغ، الا ترى ان الرجل إذا كان قليل العقل قيل له: ما أخف دماغه، والقسوة والرقة من القلب، وهو قوله عزوجل: (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله) وتعب البدن ودعته من القدمين، إذا تعبا في المشى يتعب البدن، وإذا ودعا ودع البدن ومكسب البدن وحرمانه من اليدين إذا عمل بما زادتا على البدن وإذا لم يعمل بهما لم يزدا على البدن شيئا. 69 – حدثنى أبى عن ابن فضال عن عبد الله بن بحر عن ابن مسكان عن أبى –


(1) الازقة جمع الزقاق: الطريق. (2) قيل: ولعل المراد من الطعم هنا الفائدة والنفع، أو ان الحياة والقوة لو كانتا مما يطعم لكان طعمهما طعم الماء والخبز [ * ]

[ 464 ]

بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن بلية أيوب عليه السلام التى ابتلى بها في الدنيا لاى علة كانت ؟ قال: لنعمة انعم الله عزوجل عليه بها في الدنيا وأدى شكرها، وكان في ذلك الزمان لا يحجب ابليس دون العرش، فلما صعد ورأى شكر نعمة أيوب عليه السلام حسده ابليس، فقال: يا رب ان أيوب لم يؤد اليك شكر هذه النعمة الا بما أعطيته من الدنيا، ولو حرمته دنياه ما أدى اليك شكر نعمة أبدا، فسلطني على دنياه حتى تعلم أنه لم يؤد اليك شكر نعمة أبدا، فقيل له: قد سلطتك على ماله وولده، قال: فانحدر ابليس فلم يبق له مالا ولا ولدا الا أعطبه (1) فازداد أيوب لله شكرا وحمدا، قال: فسلطني على زرعه يا رب، قال: قد فعلت، فجاء مع شياطينه فنفخ فيه فاحترق فازداد ايوب لله شكرا وحمدا، فقال: يا رب سلطني على غنمه فسلطه على غنمه فأهلكها، فازداد أيوب لله شكرا وحمدا، فقال: يا رب سلطني على بدنه فسلطه على بدنه ما خلا عقله وعينيه، فنفخ فيه ابليس فصار قرحة واحدة من قرنه إلى قدمه، فبقى في ذلك دهرا طويلا يحمد الله ويشكره حتى وقع في بدنه الدود، فكانت تخرج من بدنه فيردها فيقول ارجعي إلى موضعك الذى خلقك الله منه، ونتن حتى أخرجوه أهل القرية من القرية والقوه في المزبلة خارج القرية، وكانت امرأته رحمة بنت يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم صلوات الله عليهم وعليها، تتصدق من الناس وتأتيه بما تجده. قال: فلما طال عليه البلاء وراى ابليس صبره أتى اصحابا لايوب كانوا رهبانا في الجبال وقال لهم: مروا بنا إلى هذا العبد المبتلى فنسأله عن بليته (2) فركبوا بغالا لاشهبا وجاؤا فلما دنوا منه نفرت بغالهم من نتن ريحه، فنظر بعضهم إلى بعض ثم مشوا إليه وكان فيهم شاب حدث السن فقعدوا إليه فقالوا: يا أيوب لو أخبرتنا بذنبك لعل الله كان يهلكنا إذا سألناه وما نرى ابتلاك بهذا البلاء الذى لم يبتل به أحد الا من أمر كنت تستره ؟ فقال أيوب عليه السلام: وعزة ربى أنه ليعلم أنى ما أكلت طعاما الا ويتيم أو ضعيف يأكل معى، وما عرض لى من أمران كلاهما


(1) أي اهلكه. (2) وفى بعض النسخ (فنبتليه عن بليته). [ * ]

[ 465 ]

طاعة الله إلا أخذت بأشدهما على بدنى، فقال الشاب: سوءة لكم عيرتم نبى الله حتى أظهر من عبادة ربه ما كان يسترها ؟ فقال أيوب عليه السلام: يا رب لو جلست مجلس الحكم منك لادليت بحجتي (1) فبعث الله إليه غمامة فقال: يا أيوب ادل بحجتك فقد أقعدتك مقعد الحكم وها أناذا قريب ولم أزل، فقال: يا رب انك لتعلم انه لم يعرض لى أمران قط كلاهما لك طاعة الا أخذت بأشدهما على نفسي، ألم أحمدك ؟ ألم أشكرك ؟ الم أسبحك ؟ قال: فنودى من الغمامة بعشرة آلاف لسان: يا أيوب من صيرك تعبد الله و الناس عنه غافلون ؟ وتحمده وتسبحه وتكبره والناس عنه غافلون ؟ أتمن على الله بما لله فيه المنة عليك ؟. قال: فأخذ التراب فوضعه في فيه ثم قال: لك العتبى (2) يا رب أنت فعلت ذلك بى، فأنزل الله عزوجل عليه ملكا فركض برجله (3) فخرج الماء فغسله بذلك الماء فعاد أحسن ما كان وأطرأ. وأنبت الله عليه روضة خضراء ورد عليه أهله وماله وولده و زرعه، وقعد معه الملك يحدثه ويونسه، فأقبلت امرأته معها الكسرة (4) فلما انتهت إلى الموضع إذ الموضع متغير وإذا رجلان جالسان، فبكت وصاحت وقالت: يا أيوب ما دهاك ؟ (5) فناداها أيوب فأقبلت فلما رأته وقد رده الله عليه بدنه ونعمه سجدت لله عزوجل شكرا، فرأى ذؤابتها مقطوعة، وذلك أنها سألت قوما أن يعطوها ما تحمله إلى ايوب عليه السلام من الطعام، وكانت حسنة الذوائب. فقالوا لها: تبيعينا ذؤابتك هذه حتى نعطيك ؟ فقطعتها ودفعتها إليهم، وأخذت منهم طعاما لايوب، فلما رآها مقطوعة الشعر غضب و حلف عليها أن يضربها مأة، فأخبرته انه كان سببه كيت وكيت، فاغتم أيوب من ذلك


(1) ادلى بحجته: أي احتج بها. (2) العتبى: الرضى يقال أعطاه العتبى. (3) الركض: تحريك الرجل. (4) الكسرة: القطعة من الخبز. (5) ما دهاك: أي ما أصابك. [ * ]

[ 466 ]

فأوحى الله عزوجل إليه: خذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث (1) فأخذ عذقا مشتملا على مأة شمراخ فضربها ضربة واحدة فخرج من يمينه. ثم قال: ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لاولى الالباب قال فرد الله عليه أهله الذين ماتوا قبل البلاء، ورد عليه أهله الذين ماتوا بعدما أصابهم البلاء كلهم أحياهم الله تعالى له فعاشوا معه. وسئل أيوب عليه السلام: بعدما عافاه الله أي شئ كان أشد عليك مما مر ؟ فقال: شماتة الاعداء، قال فأمطر الله عليه في داره جراد الذهب وكان يجمعه. فكان إذا ذهب الريح منه بشئ عدا خلفه، فقال له جبرئيل عليه السلام: أما تشبع يا أيوب ؟ قال: ومن يشبع من رزق الله عزوجل ؟. 70 – في مجمع البيان (انى مسنى الشيطان بنصب وعذاب) قيل انه اشتد مرضه حتى تجنبه الناس، فوسوس الشيطان إلى الناس ان يستقذروه ويخرجوه من بينهم ولا يتركوا امرأته التى تخدمه أن تدخل عليهم. فكان أيوب يتأذى بذلك ويتألم به، ولم يشك الالم الذى كان من أمر الله سبحانه، قال قتادة: دام ذلك سبع سنين، وروى ذلك عن أبى عبد الله عليه السلام. 71 – وروى العياشي باسناده ان عباد المكى قال: قال لى سفيان الثوري: انى أرى لك من أبى عبد الله عليه السلام منزلة فأسئله عن رجل زنى وهو مريض فان أقيم عليه الحد خافوا أن يموت، ما يقول فيه ؟ قال: فسألته فقال لى: هذه المسألة من تلقاء نفسك أو أمرك بها انسان ؟ فقلت: ان سفيان الثوري أمرنى أن أسئلك عنها، فقال: ان رسول الله صلى الله عليه واله أتى برجل أحبن (2) قد استسقى بطنه وبدت عروق فخذيه وقد زنى بامرأة مريضة، فأمر رسول الله صلى الله عليه واله فأتى بعرجون فيه مأة شمراخ، فضربه به ضربة وضربها به ضربة وخلى سبيلهما، وذلك قوله: (وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث) 72 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام


(1) الضغث – بالكسر -: قبضة حشيش مختلطة الرطب باليابس. (2) الحبن – محركة -: داء في البطن يعظم منه ويرم. [ * ]

[ 467 ]

في قوله أولى الايدى والابصار قال: أولوا القوة في العبادة والبصر فيها هذا وان للطاغين لشر مآب جهنم يصلونها فبئس القرار هذا فليذوقوه حميم وغساق قال: الغساق واد في جهنم، فيه ثلاثمأة وثلاثون قصرا في كل قصر ثلاثمأة بيت، في كل بيت أربعون زاوية، في كل زاوية شجاع في كل شجاع ثلاثمأة وثلاثون عقربا، في كل حمة عقرب ثلاثمأة وثلاثون قلة من سم، لو أن عقربا منها نضحت سمها على أهل جهنم لوسعهم سمها هذا وان للطاغين لشر مآب وهم الاول والثانى وبنو أمية، ثم ذكر من كان بعدهم ممن غصب آل محمد حقهم فقال: وآخر من شكله أزواج هذا فوج مقتحم معكم وهم بنوا العباس فيقولون بنوا أمية لامر حبا بهم انهم صالوا النار. 73 – في مجمع البيان: هذا فوج مقتحم معكم الآية روى عن النبي صلى الله عليه واله ان النار تضيق عليهم كضيق الزج بالريح. 74 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بما سبق فيقول بنو فلان: بل انتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا وبداتم بظلم آل محمد فبئس القرار، ثم يقول بنو أمية ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار يعنون الاول والثانى ثم يقول اعداء آل محمد في النار مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار في الدنيا وهم شيعة أمير المؤمنين عليه السلام اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الابصار ثم قال ان ذلك لحق تخاصم اهل النار فيما بينهم. ذلك قول الصادق عليه السلام إنكم لفى الجنة تحبرون (1) وفى النار تطلبون. 75 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال لابي بصير يا بامحمد لقد ذكركم الله إذ حكى عن عدوكم في النار بقوله: (وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار * إتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الابصار) والله ما عنى ولا أراد بهذا غيركم، صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس، وأنتم والله في الجنة تحبرون وفى النار تطلبون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 76 – على بن محمد عن أحمد بن أبى عبد الله عن عثمان بن عيسى عن ميسر قال:


(1) أي تنعمون وتكرمون وتمرون يقال: حبره الامر أي سره. [ * ]

[ 468 ]

دخلت على ابى عبد الله عليه السلام فقال: كيف أصحابك ؟ فقلت: جعلت فداك لنحن عندهم أشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا، قال: وكان متكئا فاستوى جالسا ثم قال: كيف ؟ قلت: والله لنحن عندهم أشر من اليهود والنصارى والذين أشركوا، فقال: أما والله لا يدخل النار منكم اثنان لا والله، ولا واحد، انكم الذين قال الله عزوجل: (وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار * أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الابصار ان ذلك لحق تخاصم أهل النار) قال: طلبوكم والله في النار والله، فما وجدوا منكم أحدا. 77 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن منصور بن يونس عن عنبسة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا استقر اهل النار في النار يفقدونكم فلا يرون منكم أحدا، فيقول بعضهم لبعض: (مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار * أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الابصار) قال: وذلك قول الله عزوجل: (ان ذلك لحق تخاصم أهل النار) يتخاصمون فيكم فيما كانوا يقولون في الدنيا. 78 – في مجمع البيان وروى العياشي بالاسناد عن جابر عن أبى عبد الله عليه السلام أنه قال: ان أهل النار يقولون: (مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار) يعنونكم لا يرونكم في النار، لا يرون والله واحدا منكم في النار. 79 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده قال: دخل سماعة بن مهران على الصادق عليه السلام فقال له: يا سماعة من شر الناس ؟ قال: نحن يابن رسول الله، قال: فغضب حتى احمرت وجنتاه، ثم استوى جالسا وكان متكئا فقال: يا سماعة من شر الناس عند الناس ؟ فقلت: والله ما كذبتك يابن رسول الله، نحن شر الناس عند الناس لانهم يسمونا كفارا ورافضة، فنظر إلى ثم قال: كيف إذا سيق بكم إلى الجنة، وسيق بهم إلى النار، فينظرون اليكم فيقولون: (مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الاشرار) يا سماعة بن مهران انه من أساء منكم اساءة مشينا إلى الله يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فتشفع، والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال، والله لا يدخل النار منكم رجل واحد، فتنافسوا


[ 469 ]

في الدرجات، واكمدوا (1) عدوكم بالورع. 80 – في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: يابا محمد أنتم في الجنة تحبرون و بين أطباق النار تطلبون فلا توجدون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 81 – في جوامع الجامع وعن الباقر عليه السلام يعنونكم لا يرون والله أحدا منكم في النار. 82 – في مصباح شيخ الطائفة قدس سره خطبة لامير المؤمنين عليه السلام خطب بها الغدير وفيها يقول عليه السلام: هذا يوم عظيم الشأن إلى قوله: هذا يوم الملاء الاعلى الذى انتم عنه معرضون. 83 – في بصائر الدرجات عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه سليمان ابن سدير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: قول الله تبارك وتعالى: قل هو نبأ عظيم انتم عنه معرضون قال: الذين أوتوا العلم: الائمة والنبأ: الامامة. 84 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى خالد عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن سنان عن ابى مالك الاسدي عن اسماعيل الجعفي قال: كنت في المسجد الحرام قاعدا وأبو جعفر عليه السلام في ناحية، فرفع رأسه فنظر إلى السماء مرة والى الكعبة مرة ثم قال: (سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى) وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إلى فقال: أي شئ يقولون أهل العراق في هذه الآية يا عراقى ؟ قلت: يقولون: أسرى به من المسجد الحرام إلى البيت المقدس، فقال: ليس هو كما يقولون ولكنه أسرى به من هذه إلى هذه وأشار بيده إلى السماء، وقال: ما بينهما حرم، فلما انتهى به إلى سدرة المنتهى تخلف عنه جبرئيل عليه السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه واله يا جبرئيل في هذا الموضع تخذلني ؟ فقال: تقدم أمامك، فوالله لقد بلغت مبلغا لم يبلغه أحد من خلق الله قبلك، فرأيت من نور ربى وحال بينى وبينه السبحة قلت: وما السبحة جعلت فداك ؟ فأومى بوجهه إلى الارض وأومى بيده إلى السماء وهو يقول:


(1) كذا في النسخ. [ * ]

[ 470 ]

جلال ربى ثلاث مرات قال: يا محمد قلت: لبيك يا رب، قال: فيما اختصم الملاء الاعلى ؟ قال: قلت: سبحانك لا علم لى الا ما علمتني، قال: فوضع يده أي يد القدرة بين ثديى فوجدت بردها بين كتفي، قال: فلم يسألنى عما مضى ولا عما بقى الا علمته، فقال: يا محمد فيم اختصم الملاء الاعلى ؟ قال: قلت: في الكفارات والدرجات و الحسنات، فقال لى: يا محمد قد انقطع أكلك وانقضت نبوتك فمن وصيك ؟ فقلت: يا رب قد بلوت خلقك فلم أر أحدا من خلقك أطوع لى من على، فقال لى: يا محمد، فبشره بأنه راية الهدى وامام اوليائي، ونور لمن أطاعنى، والكلمة التى الزمتها اليقين. من أحبه فقد احبني ومن أبغضه فقد أبغضني، مع ما انى أخصه بما لم أخص به أحدا، فقلت: يا رب أخى وصاحبى ووزيرى ووارثى فقال: انه أمر قد سبق أنه مبتلى ومبتلى به، مع ما انى قد نحلته ونحلته ونحلته ونحلته اربعة أشياء عقدها بيده، ولا يفصح بها عقدها. 85 – في مجمع البيان روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه واله قال: قال لى ربى: أتدرى فيم يختصم الملاء الاعلى ؟ فقلت: لا، قال: اختصموا في الكفارات و الدرجات، فاما الكفارات فاسباغ الوضوء في السبرات، ونقل الاقدام إلى الجماعات وانتظار الصلوة بعد الصلوة، وأما الدرجات فافشاء السلام، واطعام الطعام، والصلوة بالليل والناس نيام. 86 – في كتاب الخصال عن النبي صلى الله عليه واله انه لما سئل في المعراج: فيما اختصم الملاء الاعلى قال: في الدرجات والكفارات، فنوديت: وما الدرجات ؟ فقلت: اسباغ الوضوء في السبرات، والمشى إلى الجماعات وانتظار الصلوة بعد الصلوة، وولايتي وولاية أهل بيتى حتى الممات، والحديث طويل فقد أخرجته مسندا على وجهه في كتاب اثبات المعراج، انتهى. 87 – عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على بن ابى طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله انه قال في وصية له: يا على ثلاث درجات وثلاث كفارات، إلى قوله صلى الله عليه واله: واما الكفارات فافشاء السلام واطعام الطعام والتهجد بالليل والناس نيام.


[ 471 ]

88 – في نهج البلاغة الحمد لله الذى لبس العز والكبرياء واختارهما لنفسه دون خلقه وجعلهما حمى وحرما على غيره، واصطفاهما لجلاله وجعل اللعنة على من نازعه فيهما في عباده، ثم اختبر بذلك ملائكته المقربين ليميز المتواضعين منهم من المستكبرين فقال سبحانه – وهو العالم بمضمرات القلوب ومحجوبات الغيوب: انى خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم اجمعون الا ابليس اعترضته الحمية فافتخر على آدم بخلقه وتعصب عليه لاصله فعدو الله امام المتعصبين وسلف المستكبرين الذى وضع أساس العصبية ونازع الله رداء الجبرية، وادرع (1) لباس التعزز وخلع قناع التذلل، ألا ترون كيف صغره الله بتكبره، ووضعه بترفعه، فجعله في الدنيا مدحورا (2) وأعد له في الآخرة سعيرا، ولو اراد الله سبحانه أن يخلق آدم من نور يخطف الابصار ضياءه، ويبهر العقول رؤاؤه وطيب يأخذ الانفاس عرفه (3) لفعل ولو فعل لظلت له الاعناق خاضعة، ولخفت البلوى فيه على الملائكة، ولكن الله سبحانه ابتلى خلقه ببعض ما يجهلون أصله تمييزا بالاختبار لهم، ونفيا للاستكبار عنهم، وابعادا للخيلاء منهم (4) فاعتبروا بما كان من فعل الله بابليس إذا أحبط عمله الطويل، وجهده الجهيد، وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة لا يدرى أمن سنى الدنيا أم من سنى الآخرة من كبر ساعة واحدة، فمن ذا بعد ابليس يسلم على الله بمثل معصيته، كلا، ما كان الله سبحانه ليدخل الجنة بشرا بأمر أخرج به منها ملكا، ان حكمه في أهل السماء واهل الارض لواحد، وما بين الله وبين احد من خلقه هوادة (5) في اباحة حمى حرمه الله تعالى على العالمين. 89 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى عباس بن هلال عن أبى الحسن


(1) ادرع الرجل: لبس درع الحديد. (2) أي مطرودا مبعدا، يقال: دحره الله دحورا أي أقصاه وطرده. (3) الرؤاء – بالهمزة والمد -: المنظر الحسن. والعرف: الريح الطيبة. (4) الخيلاء: الكبر (5) الهوادة: الموادعة والمصالحة. [ * ]

[ 472 ]

الرضا عليه السلام انه ذكر اسم ابليس الحارث وانما قول الله عزوجل يا ابليس: يا عاصي، وسمى ابليس لانه ابلس من رحمة الله (1). 90 – في عيون الاخبار باسناده إلى محمد بن عبيدة قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله تعالى لا بليس: ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدى قال: يعنى بقدرتي وقوتى. 91 – في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سئلت أبا جعفر عليه السلام فقلت: قول الله عزوجل: (يا ابليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى) فقال: اليد في كلام العرب القوة والنعمة، قال الله: (واذكر عبدنا داود ذى الايد) وقال: (والسماء بنيناها بايد) أي بقوة، وقال: (وايدهم بروح منه) أي قوة ويقال: لفلان عندي يد بيضاء أي نعمة. 92 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال حدثنا القاسم ابن اسماعيل الهاشمي عن محمد بن سنان عن الحسين بن مختار عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لو ان الله عزوجل خلق الخلق كلهم بيده لم يحتج في آدم عليه السلام انه خلقه بيده فيقول: ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدى افترى الله عزوجل يبعث الانبياء بيده. 93 – حدثنى أبى عن سعيد بن أبى سعيد عن اسحاق بن جرير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام أي شيئ يقول أصحابك في قول ابليس: خلقتني من نار وخلقته من طين قلت جعلت فداك قد قال ذلك وذكره الله عزوجل في كتابه، فقال: كذب ابليس يا اسحاق ما خلقه الله عزوجل الا من طين، ثم قال: قال الله عزوجل: (الذى جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فإذا أنتم توقدون) خلقه الله عزوجل من تلك النار، ومن تلك الشجرة والشجرة أصلها من طين. 94 – أخبرنا أحمد بن أدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن يونس عن رجل عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: انظرني إلى يوم يبعثون قال فانك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم قال: يوم الوقت المعلوم يوم يذبحه رسول الله صلى الله عليه واله على الصخرة التى في بيت المقدس.


(1) أي يئس منها. [ * ]

[ 473 ]

95 – حدثنا على بن الحسين قال: حدثنا محمد بن أبى عبد الله عن الحسن بن محبوب عن أبى ولاد عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان امرأة من المسلمات أتت النبي صلى الله عليه واله فقالت: يا رسول الله ان فلانا زوجي وقد نشرت له بطني وأعنته على دنياه وآخرته لم يرمنى مكروها اشكوه اليك، قال: فيم تشكونيه ؟ قالت: انه قال: انك على حرام كظهر أمي وقد أخرجنى من منزلي فانظر في أمرى، فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله: ما انزل الله تبارك وتعالى كتابا أقضى فيه بينك وبين زوجك، وانا اكره أن اكون من المتكلفين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 96 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: المتكلف مخطئ وان أصاب، و المتكلف لا يستحلب في عاقبة أمره الا الهوان، وفى الوقت الا التعب والعنا والشقا، والمتكلف ظاهره رياء وباطنه نفاق، وهما جناحان بهما يطير المتكلف، وليس في الجملة من اخلاق الصالحين ولا من شعار المتقين، المتكلف في أي باب كان قال الله تعالى لنبيه قل ما اسئلكم عليه من أجر وما انا من المتكلفين. 97 – فيمن لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه واله لعلى عليه السلام وللمتكلف ثلاث علامات، يتملق إذا حضر، ويغتاب إذا غاب، ويشمت بالمصيبة. 98 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال لقمان لابنه: يا بنى لكل شئ علامة يعرف بها ويشهد عليها إلى قوله عليه السلام: وللمتكلف ثلاث علامات، ينازع من فوقه، ويقول ما لا يعلم، ويتعاطى ما لا ينال. 99 – عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ومن العلماء من يضع نفسه للفتاوى ويقول: سلونى ولعله لا يصيب حرفا واحدا، والله لا يحب المتكلفين، فذاك في الدرك السادس من النار. 100 – في جوامع الجامع وعن النبي صلى الله عليه واله: للمتكلف ثلاث علامات ينازع من فوقه، ويتعاطى ما لا ينال، ويقول ما لا يعلم. 101 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن الرضا عليه السلام يقول فيه عن على عليه السلام إن المسلمين قالوا لرسول الله صلى الله عليه واله لو اكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس


[ 474 ]

على الاسلام لكثر عددنا وقوينا على عدونا، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ما كنت لالقى الله عزوجل ببدعة لم يحدث إلي فيها شيئا وما أنا من المتكلفين. 102 – في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن بن عبد – الرحمان عن عاصم ابن حميد عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين إن هو الا ذكر للعالمين) قال أمير المؤمنين عليه السلام: ولتعلمن نبأه بعد حين قال: عند خروج القائم. 103 – على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: وقال لاعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والانكار: (قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) يقول: متكلفا أن أسئلكم ما لستم بأهله، فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض: أما يكفى محمدا ان يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا، فقالوا: ما أنزل الله وما هو الا شئ يتقوله يريد أن يرفع أهل بيته على رقابنا ولئن قتل محمد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم ابدا، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 104 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ان الحسن بن على عليهما السلام خطب الناس فحمد الله واثنى عليه وتشهد ثم قال: ايها الناس ان الله اختارنا لنفسه و ارتضانا لدينه واصطفانا على خلقه وانزل علينا كتابه ووحيه، وايم الله لا ينقصنا احد من حقنا شيئا الا انتقصه الله من حقه في عاجل دنياه وآجل آخرته، ولا يكون علينا دولة الا كانت لنا العاقبة (ولتعلمن نبأه بعد حين). بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة الزمر استخفاها من لسانه اعطاه الله من شرف الدنيا والآخرة واعزه بلا مال ولا عشيرة حتى يهابه من يراه، وحرم جسده على النار، وبنى له في الجنة الف مدينة، في


[ 475 ]

كل مدينة الف قصر، في كل قصر مأة حوراء، وله مع هذا عينان تجريان نضاختان وعينان مدهامتان، وحور مقصورات في الخيام، وذواتا افنان، ومن كل فاكهة زوجان 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرء سورة الزمر لم يقطع الله رجاه، واعطاه ثواب الخائفين الذين خافوا الله تعالى. 3 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه ثم اقبل صلى الله عليه واله على مشركي العرب فقال: وانتم فلم عبدتم الاصنام من دون الله ؟ فقالوا: نتقرب بذلك إلى الله تعالى فقال: أو هي سامعة مطيعة لربها عابدة له حتى تتقربوا بتعظيمها إلى الله ؟ قالوا: لا، قال: فأنتم الذين نحتموها بايديكم، فلان تعبدكم هي لو كان يجوز منها العبادة أحرى من أن تعبدوها إذا لم يكن أمركم بتعظيمها من هو العارف بمصالحكم وعواقبكم و الحكيم فيما يكلفكم. 4 – في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى مسعدة بن زياد قال: وحدثني جعفر عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: ان الله تبارك وتعالى يأتي يوم القيامة بكل شئ يعبد من دونه من شمس أو قمر أو غير ذلك، ثم يسأل كل انسان عما كان يعبد فيقول كل من عبد غيره: ربنا انا كنا نعبدها لتقربنا اليك زلفى، قال: فيقول الله تبارك و تعالى للملائكة: اذهبوا بهم وبما كانوا يعبدون إلى النار ما خلا من استثنيت، فان أولئك عنها مبعدون. قال عز من قائل: سبحانه هو الله الواحد القهار 5 – في كتاب الخصال ان أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين أتقول: ان الله واحد فحمل الناس عليه وقالوا: يا أعر ابى أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب (1) فقال أمير المؤمنين عليه السلام: دعوه فان الذى يريده الاعر ابى هو الذى نريده من القوم، ثم قال: يا أعر ابى ان القول في أن الله واحد على أربعة أقسام، فوجهان منها لا يجوزان على الله تعالى ووجهان يثبتان فيه فاما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الاعداد فهذا ما لا يجوز


(1) التقسم: التفرق. يقال تقسمته الهموم أي وزعت خواطره. [ * ]

[ 476 ]

لان ما لا ثانى له يدخل في باب الاعداد الا ترى انه كفر من قال ثالث ثلثة، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز. لانه تشبيه وجل ربنا عن ذلك، وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل: هو واحد ليس له في الاشياء شبيه كذلك ربنا، وقول القائل: أنه عزوجل أحدى المعنى، يعنى، به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولاوهم كذلك ربنا عزوجل (1) 6 – في مجمع البيان عند قوله: ثم جعل منها زوجها وفى خلق الوالدين قبل الولد ثلاثة اقوال إلى قوله: وثالثها أنه خلق الذرية في ظهر آدم وأخرجها من ظهره كالذر، ثم خلق من بعد ذلك حواء من ضلع من أضلاعه على ما ورد في الاخبار و هذا ضعيف. 7 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وقال: وانزل لكم من الانعام ثمانية ازواج فانزاله ذلك خلقه اياه. 8 – في تهذيب الاحكام محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن موسى الوراق عن يونس بن عبد الرحمان عن أبى جرير القمى قال: سألت العبد الصالح عليه السلام عن النطفة ما فيها من الدية وما في العلقة وما في المضغة المخلقة وما يقر في الارحام ؟ قال: انه يخلق في بطن أمه خلقا من بعد خلق، يكون نطفة أربعين يوما ثم يكون علقة أربعين يوما، ثم مضغة أربعين يوما ففى النطفة أربعون دينارا، وفى العلقة ستون دينارا، وفى المضغة ثمانون دينارا، فإذا اكتسى العظام لحما ففيه مأة دينار، قال الله عزوجل: (ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) فان كان ذكرا ففيه الدية وان كانت انثى ففيها الدية. 9 – في كتاب معاني الاخبار أبى رحمه الله قال: حدثنى محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد عن على بن السندي عن محمد بن عمرو بن سعيد عن أبيه قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام حيث دخل عليه داود الرقى فقال له: جعلت فداك إن الناس يقولون إذا مضى للحمل ستة أشهر فقد فرغ الله من خلقته، فقال أبو الحسن عليه السلام: يا داود ادع ولو


(1) لهذا الحديث بيان في كتاب بحار الانوار فراجع ان شئت ج 3 ص 207 من الطبعة الحديثة [ * ]

[ 477 ]

بشق الصفا، فقلت: جعلت فداك واى شئ الصفا ؟ قال: ما يخرج مع الولد، فان الله عزوجل يفعل ما يشاء. 10 – في نهج البلاغة ام هذا الذى انشأه في ظلمات الارحام وشغف الاستار نطفة دهاقا، وعلقة محاقا، وجنينا وراضعا، ووليدا ويافعا (1). 11 – في مجمع البيان: في ظلمات ثلاث ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة، وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام. 12 – في كتاب مصباح الزائر لابن طاوس رحمه الله في دعاء الحسين عليه السلام يوم عرفة: وابتدعت خلقي من منى يمنى ثم اسكنتني في ظلمات ثلاث بين لحم وجلد ودم، لم تشهر بخلقي ولم تجعل الي شيئا من أمرى، ثم أخرجتني إلى الدنيا تاما سويا. 13 – في كتاب التوحيد للمفضل بن عمر المنقول عن أبى عبد الله عليه السلام في الرد على الدهرية قال عليه السلام: سنبتدئ يا مفضل بذكر خلق الانسان فاعتبر به، فاول ذلك ما يدبر به الجنين في الرحم وهو محجوب في ظلمات ثلاث: ظلمة البطن وظلمة الرحم و ظلمة المشيمة، حيث لا حيلة عنده في طلب غذاء ولا دفع أذى، ولا استجلاب منفعة ولا دفع مضرة، فانه يجرى إليه من دم الحيض ما يغذوه كما يعذو الماء النبات، فلا يزال ذلك غذاؤه حتى إذا كمل خلقه واستحكم بدنه وقوى أديمه (2) على مباشرة الهواء و بصره على ملاقاة الضياء هاج الطلق بأمه فازعجه أشد ازعاج ذا عنفة حتى يولد. 14 – في محاسن البرقى عنه عن بعض أصحابه رفعه في قول الله تبارك وتعالى: ولا يرضى لعباده الكفر وان تشكروا يرضه لكم فقال: الكفر هيهنا الخلاف و


(1) الشغف – بضمتين جمع شغاف بفتح الشين – واصله غلاف القلب يقال شغفه الحب أي بلغ شغافه. والدهاق: المملوءة. والمحاق: ثلاث ليال من آخر الشهر، وسميت محاقا لان القمر يمتحق فيهن أي يخفى وتبطل صورته، قال الشارح المعتزلي: وانما جعل العلقة محاقا هيهنا لانها لم تحصل لها الصورة الانسانية بعد فكانت ممحوة ممحوقة، واليافع: الغلام المراهق لعشرين، وقيل: ناهز البلوغ. (2) الاديم: الجلد. [ * ]

[ 478 ]

الشكر الولاية والمعرفة. 15 – في كتاب التوحيد باسناده إلى فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: شاء وأراد ولم يحب ولم يرض. شاء الا يكون شئ الا بعلمه وأراد مثل ذلك ولم يحب ان يقال له ثالث ثلاثة ولم يرض لعبادة الكفر. 16 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: وإذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا إليه قال: نزلت في أبى الفصيل (1) انه كان رسول الله عنده ساحرا، فكان إذا مسه الضر يعنى السقم دعا ربه منيبا إليه يعنى تائبا إليه من قوله: في رسول الله صلى الله عليه واله ما يقول ثم إذا خوله نعمة منه يعنى العافية نسى ما كان يدعو إليه يعنى نسى التوبة إلى الله عزوجل مما كان يقول في رسول الله صلى الله عليه واله أنه ساحر ولذلك قال الله عزوجل: قل تمتع بكفرك قليلا انك من أصحاب النار يعنى امرتك على الناس بغير حق من الله عزوجل ومن رسوله صلى الله عليه واله قال ثم قال أبو – عبد الله عليه السلام: ثم عطف القول من الله عزوجل في على عليه السلام يخبر بحاله وفضله عند الله تبارك وتعالى أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون ان محمدا رسول الله والذين لا يعلمون ان محمدا رسول الله وأنه ساحر كذاب انما يتذكر اولوا الالباب قال: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: هذا تأويله يا عمار. 17 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبى – عبد الله عليه السلام انه قال لابي بصير يا ابا محمد لقد ذكرنا الله عزوجل وشيعتنا وعدونا في آية من كتابه فقال عزوجل: (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولوا الالباب) فنحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا أولوا الالباب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 18 – في علل الشرايع أبى رحمه الله قال حدثنا على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد


(1) كنى به عن الاول. [ * ]

[ 479 ]

ابن عيسى عن حريز بن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: (آناء الليل ساجدا و قائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون) قال: يعنى صلوة الليل. وفى الكافي مثله سندا ومتنا. 19 – في اصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لى أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال الحسن بن على عليهما السلام: إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها، قيل: يابن رسول الله من أهلها ؟ قال: الذين قص الله في كتابه و ذكرهم فقال: (انما يتذكر أولوا الالباب) قال: هم أولوا العقول. 20 – على بن ابراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عبد المؤمن بن القاسم الانصاري عن سعد عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (هل يستوى الذين يعلمون، والذين لا يعلمون انما يتذكر أولوا الالباب) قال أبو جعفر: انما نحن الذين يعلمون والذين لا يعلمون عدونا، وشيعتنا اولوا الالباب. 21 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر أولوا الالباب) قال: نحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا أولوا الالباب. 22 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن الحسن العسكري عليه السلام أنه إتصل بأبى الحسن على بن محمد العسكري عليهما السلام أن رجلا من فقهاء الشيعة كلم بعض النصاب فأفحمه بحجته (1) حتى أبان عن فضيحته فدخل على على بن محمد عليهما السلام وفى صدر مجلسه دست عظيم (2) منصوب، وهو قاعد خارج الدست و بحضرته خلق من العلويين وبنى هاشم فما زال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست وأقبل عليه، فاشتد ذلك على أولئك الاشراف، فاما العلويون فأجلوه عن العتاب وأما الهاشميون فقال له شيخهم: يابن رسول الله هكذا يؤثر عاميا على سادات بنى هاشم


(1) افحمه بالحجة أي اسكته. (2) الدست هيهنا بمعنى الوسادة. [ * ]

[ 480 ]

من الطالبيين والعباسيين ؟ فقال عليه السلام: اياكم وان تكونوا من الذين قال الله تبارك و تعالى: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون) أترضون بكتاب الله عزوجل حكما ؟ قالوا: بلى، قال: أو ليس قال الله عزوجل: (قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون) فكيف تنكرون رفعي لهذا لما رفعه الله إن كسر هذا لفلان الناصب بحجج الله التى علمه إياها، لا فضل له من كل شرف في النسب، وفى هذا الحديث شيئ حذفناه وهو مذكور عند قوله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا والذين اوتوا العلم درجات). 23 – في محاسن البرقى عنه عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله ما قسم الله لعباده شيئا أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وافطار العاقل أفضل من صوم الجاهل، واقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل، ولا بعث الله رسولا ولا نبيا حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته، وما يضمر النبي في نفسه أفضل من إجتهاد جميع المجتهدين، وما أدى العقل فرائض الله حتى عقل منه ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل من عقلائهم، هم أولوا الالباب الذين قال الله عزوجل: (انما يتذكر اولوا الالباب). 24 – عنه عن إبن فضال عن على بن عقبة بن خالد قال: دخلت ومعلى بن خنيس على أبى عبد الله عليه السلام فأذن لنا وليس هو في مجلسه، فخرج علينا من جانب من عند نسائه وليس عليه جلباب فلما نظر الينا رحب وقال: مرحبا بكما وأهلا، ثم جلس وقال: أنتم أولوا الالباب في كتاب الله قال الله تبارك وتعالى: (انما يتذكر أولوا الالباب) فابشروا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 25 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن محمد عن على عن أبى بصير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر اولوا الالباب) قال: نحن الذين نعلم وعدونا الذين لا يعلمون، إنما يتذكر اولوا الالباب شيعتنا. 26 – محمد بن الحسين عن أبى داود المسترق عن محمد بن مروان قال: قلت:


[ 481 ]

لابي عبد الله عليه السلام: (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الالباب) قال: نحن الذين نعلم، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا أولوا الالباب. 27 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: اعلموا يا عباد الله ان المؤمن من يعمل لثلاث من الثواب، أما لخير فان الله يثيبه بعمله في دنياه، إلى قوله: وقد قال الله تعالى: يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة وارض الله واسعة انما يوفى الصابرين اجرهم بغير حساب فمن أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة. 28 – في مجمع البيان وروى العياشي بالاسناد عن عبد الله بن سنان عن أبى – عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إذا نشرت الدواوين ونصبت الموازين لم ينصب لاهل البلاء ميزان، ولم ينشر لهم ديوان، ثم تلا هذه الآية: (انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). 29 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبى عمير عن هشام بن الحكم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيضربونه، فيقال لهم: من أنتم ؟ فيقولون: نحن أهل الصبر، فيقال لهم: على ما صبرتم ؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله عزوجل: صدقوا أدخلوهم الجنة، وهو قول الله عزوجل: (انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب). 30 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: قل ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يقول: غبنوا انفسهم واهليهم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين. 31 – في مجمع البيان: والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها وانابوا إلى الله لهم البشرى وروى أبو بصير عن أبى عبد الله عليه السلام أنه قال: أنتم هم، ومن أطاع جبارا فقد عبده. 32 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن


[ 482 ]

حماد بن عثمان عن أبى عبيدة الحذاء عن أبى عبد الله عليه السلام (1) حديث طويل يقول فيه عليه السلام بعد أن ذكر فضل الامام والمعترفين به: ثم نسبهم فقال: (الذين آمنوا) يعنى بالامام (وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى تنزل معه اولئك هم المفلحون) يعنى (الذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها) والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان، والعبادة طاعة الناس لهم، ثم قال: (انيبوا إلى ربكم واسلموا له) ثم جزاهم فقال: (لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفى الآخرة) والامام يبشرهم بقيام القائم وبظهوره وبقتل اعدائهم وبالنجاة في الآخرة، والورود على محمد صلى الله عليه واله الصادقين على الحوض. 33 – بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لى أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ان الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال: فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اولئك الذين هداهم الله و اولئك هم اولوا الالباب 34 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن منصور بن يونس عن أبى – بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قول الله جل ثناؤه: (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) قال: هو الرجل يسمع الحديث فيحدث به كما سمعه لا يزيد فيه ولا ينقص منه. 35 – أحمد بن مهران رحمه الله عن عبد العظيم الحسنى عن على بن أسباط عن على بن عقبة عن الحكم بن أعين عن ابى بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) إلى آخر الاية قال: هم المسلمون لال محمد صلى الله عليه واله الذين إذا سمعوا الحديث لم يزيدوا فيه ولم ينقصوا منه، جاؤا به كما سمعوه. 36 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف إلى قوله الميعاد فانه حدثنى ابى عن الحسن بن محبوب عن محمد بن اسحاق عن ابى جعفر عليه السلام قال: سئل على عليه السلام رسول الله صلى الله عليه واله عن تفسير هذه الآية بماذا


(1) وفى نسخة (عن أبى جعفر عليه السلام). [ * ]

[ 483 ]

بنيت هذه الغرف يا رسول الله ؟ فقال: يا على تلك غرف بناها الله لاوليائه بالدر والياقوت والزبرجد. سقوفها الذهب، محبوكة (1) بالفضة، لكل غرفة منها ألف باب من ذهب، على كل باب منها ملك موكل به وفيها فرش مرفوعة، بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بالوان مختلفة، حشوها المسك والعنبر والكافور، وذلك قول الله: (وفرش مرفوعة) فإذا دخل المؤمن إلى منازله في الجنة وضع على رأسه تاج الملك و الكرامة، والبس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظوما في الاكليل تحت التاج، والبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة، منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الاحمر، وذلك قوله: (يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير) فإذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا، فإذا استقرت بولي الله منازله في الجنة استاذن عليه الملك الموكل بجنانه ليهنئه بكرامة الله اياه، فيقول له خدام المؤمن ووصفاؤه (2): مكانك فان ولى الله قد اتكى على أريكته وزوجته الحوراء العيناء قد ذهبت إليه فاصبر لولى الله حتى يفرغ من شغله، قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمتها تمشى مقبلة وحولها وصفاؤها وعليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد قد صبغن بمسك وعنبر، وعلى رأسها تاج الكرامة، وفى رجلها نعلان من ذهب مكللان بالياقوت واللؤلؤ، شراكهما ياقوت أحمر، فإذا دنت من ولى الله وهم يقوم إليها شوقا تقول: يا ولى الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب، ولا تقم أنا لك و أنت لى فيعتنقان قدر خمسمأة عام من أعوام الدنيا لا يملها ولا تمله، قال: فينظر إلى عنقها فإذا عليها قلادة من قصب ياقوت أحمر، وسطها لوح مكتوب: أنت ولى الله حبيبي وأنا الحوراء حبيبتك، اليك تتأهب نفسي وإلى تتأهب نفسك، ثم يبعث الله ألف ملك يهنونه بالجنة، ويزوجونه الحوراء قال: فينتهون إلى أول باب من جنانه، فيقولون للملك الموكل بأبواب الجنان: استأذن لنا على ولى الله فان الله بعثنا مهنين له، فيقول الملك: حتى أقول للحاجب فيعلم مكانكم، قال: فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه


(1) حبكه: شده وأحكمه. (2) وصفاء جمع الوصيفة: الجارية. [ * ]

[ 484 ]

وبين الحاجب ثلاث جنان حتى ينتهى إلى أول باب، فيقول للحاجب: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين جاؤا يهنون ولى الله وقد سألوا أن يستأذن لهم فيقول الحاجب: انه ليعظم على ان استأذن لاحد على ولى الله وهو مع زوجته، قال: وبين الحاجب وبين ولى الله جنتان، فيدخل الحاجب على القيم فيقول له: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين يهنون ولى الله فأعلموه مكانهم قال: فيعلمونه الخدام مكانهم، قال: فيؤذن لهم فيدخلون على ولى الله وهو في الغرفة ولها ألف باب وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل به، فإذا أذن للملائكة بالدخول على ولى الله فتح كل ملك بابه الذى وكل به، فيدخل كل ملك من باب من أبواب الغرفة فيبلغونه رسالة الجبار، وذلك قول الله: (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب) يعنى من أبواب الغرفة (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) وذلك قوله: (وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا) يعنى بذلك ولى الله وماهم فيه من الكرامة والنعيم والملك العظيم وان الملائكة من رسل الجبار ليستأذنون عليهم فلا يدخلون عليه الا باذن فذلك الملك العظيم. وفى روضة الكافي مثله سندا ومتنا الا أن في الروضة بعد قوله: (ولا تمله) فإذا فتربعض الفتور من غير ملالة نظر إلى عنقها الخ. 37 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى سلام العبدى قال: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فقلت له: ما تقول في رجل يؤخر العصر متعمدا ؟ قال: يأتي يوم القيامة موترا أهله وماله قال: قلت: جعلت فداك وان كان من أهل الجنة ؟ قال: وان كان من أهل الجنة قال: قلت: وما منزله في الجنة ؟ قال: موترا أهله وماله يتضيف أهلها ليس له فيها منزل. 38 – وباسناده إلى أبى بصير قال: قال لى أبو جعفر عليه السلام: قال ان رسول الله قال الموتر أهله وماله من ضيع صلوة العصر، قلت: وما الموتر أهله وماله ؟ قال: لا يكون له أهل ولا مال في الجنة. 39 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه قال: نزلت في أمير المؤمنين صلوات الله عليه.


[ 485 ]

40 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وروى ان النبي صلى الله عليه واله قرأ: (أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه) فقال: ان النور إذا وقع في القلب انفسخ له وانشرح، قالوا: يا رسول الله فهل لذلك علامة يعرف بها ؟ قال التجافي عن دار الغرور، والانابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزول الموت. 41 – في تفسير على بن ابراهيم وقال الصادق عليه السلام: والقسوة والرقة من القلب وهو قوله: فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. في مجمع البيان: تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم الاية 42 – روى عن العباس بن عبد المطلب ان النبي صلى الله عليه واله قال: إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه ذنوبه (1) كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها. 43 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبى خالد الكابلي عن أبى جعفر عليه السلام قال: ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا قال: اما الذى فيه شركاء متشاكسون فلان الذى (2) يجمع المتفرقون ولايته، وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا، ويبرأ بعضهم من بعض، فاما رجل سلم لرجل، فانه الاول حقا وشيعته و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 44 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام عن أمير المؤمنين عليهم السلام انه قال: الا وانى مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم انا السلم لرسول الله صلى الله عليه واله يقول الله عزوجل: (ورجلا سلما لرجل) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 45 – في مجمع البيان وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالاسناد عن على عليه السلام انه قال: انا ذلك الرجل السلم لرسول الله صلى الله عليه واله.


(1) تحات الورق عن الشجر: تناثر. (2) كذا في النسخ لكن في المصدر (فلان الاول يجمع المتفرقون… اه). [ * ]

[ 486 ]

46 – وروى العياشي باسناده عن أبى خالد عن أبى جعفر عليه السلام قال: الرجل المسلم للرجل حقا علي وشيعته. 47 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله: في قوله عزوجل: (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون) فانه مثل ضربه الله عزوجل لامير المؤمنين صلوات الله عليه، وشركاؤه الذين ظلموه وغصبوا حقه وقوله تعالى: (متشاكسون) أي متباغضون وقوله عزوجل: (ورجلا سلما لرجل) أمير المؤمنين صلوات الله عليه، سلم لرسول الله صلى الله عليه واله ثم عزى نبيه صلى الله عليه واله فقال جل ذكره: انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ومن غصبه حقه. 48 – في عيون الاخبار في باب [ آخر في ] ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما نزلت هذه الآية (انك ميت و انهم ميتون) قلت: يا رب أتموت الخلائق كلهم وتبقى الانبياء ؟ فنزلت: (كل نفس ذائقة الموت ثم الينا ترجعون). 49 – وفى باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من أخبار هذه المجموعة وباسناده عن على بن أبى طالب عليه السلام: لو رأى العبد أجله وسرعته إليه لابغض الامل وترك طلب الدنيا. 50 – في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر ايضا أعداء آل محمد ومن كذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه واله فادعى ما لم يكن له، فقال جل ذكره: فمن اظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه يعنى بما جاء به رسول الله صلى الله عليه واله من الحق، وولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه واله وامير المؤمنين عليه السلام فقال: والذى جاء بالصدق وصدق به يعنى أمير المؤمنين عليه السلام اولئك هم المتقون (1) 51 – في مجمع البيان: (والذى جاء بالصدق وصدق به) قيل: الذى جاء بالصدق محمد صلى الله عليه واله وصدق به على بن أبى طالب عليه السلام، وهو المروى عن ائمة الهدى من آل محمد عليهم السلام.


(1) (في كتاب الرجعة لبعض المعاصرين حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام والذى عنده علم الكتاب والذى جاء بالصدق وصدق به انا والناس كلهم كافرون غيره وغيره (منه رحمه الله) [ * ]

[ 487 ]

52 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل اليس الله بكاف عبده و يخوفونك بالذين من دونه يعنى يقولون لك: يا محمد اعفنا من على، ويخوفونك انهم يلحقون بالكفار. قال عز من قائل: ومن يظلل الله فما له من هاد ومن يهدى الله فما له من مضل. 53 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن اسماعيل عن اسماعيل السراج عن ابن مسكان عن ثابت بن سعيد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا ثابت مالكم وللناس ؟ كفوا عن الناس ولا تدعوا احدا إلى أمركم فوالله لو ان اهل السماوات والارضين اجتمعوا على ان يهدوا عبدا يريد الله ضلالته ما استطاعوا على ان يهدوه، ولو ان اهل السماوات واهل الارضين اجتمعوا على ان يضلوا عبدا يريد الله هداه ما استطاعوا ان يضلوه، كفوا عن الناس ولا يقول احد: عمى و اخى وابن عمى وجاري، فان الله إذا اراد بعبد خيرا طيب روحه فلا يسمع معروفا الا عرفه، ولا منكرا الا انكره، ثم يقذف في قلبه كلمة يجمع بها امره. 54 – في ارشاد المفيد رحمه الله لما عرض على عبيد الله بن زياد لعنه الله على بن الحسين عليهما السلام قال له: من انت ؟ فقال: انا على بن الحسين، فقال: أليس قد قتل الله على بن الحسين ؟ فقال له على عليه السلام: قد كان لى اخ يسمى عليا قتله الناس، فقال ابن زياد لعنه الله: بل الله قتله، فقال على بن الحسين عليهما السلام: الله يتوفى الانفس حين موتها فغضب ابن زياد لعنه الله. 55 – في تهذيب الاحكام احمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الرحمن ابن ابى عبد الله قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن الرجل يواقع اهله اينام على ذلك ؟ قال: ان الله يتوفى الانفس في منامها، ولا يدرى ما يطرقه من البلية، إذا فرغ فليغتسل. 56 – في مجمع البيان روى العياشي بالاسناد عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن ثابت عن أبى المقدام عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام قال: ما من أحد ينام الا عرجت نفسه إلى السماء، وبقيت روحه في بدنه، وصار بينهما سبب كشعاع الشمس، فان أذن الله


[ 488 ]

في قبض الارواح أجابت الروح النفس، وان أذن الله في رد الروح أجابت النفس الروح، وهو قوله سبحانه: (ألله يتوفى الانفس حين موتها) الآية فمهما رأت في ملكوت السماء والارض فهو مما يخيله الشيطان ولا تأويل له. 57 – في اصول الكافي حديث طويل عن أبى عبد الله عليه السلام يقول فيه عليه السلام: لا والله ما مات أبو الدوانيق الا أن يكون مات موت النوم، يقول ذلك مخاطبا لمن أخبره أنه مات. 58 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا اوى أحدكم إلى فراشه فليقل: أللهم انى احتسبت نفسي عندك فاحتسبها في محل رضوانك ومغفرتك، فان رددتها إلى بدنى فارددها مؤمنة عارفة بحق أوليائك حتى تتوفاها على ذلك. 59 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن بعض أصحابه رفعه قال: تقول إذا أردت النوم: أللهم ان أمسكت بنفسى فارحمها وان أرسلتها فاحفظها. 60 – على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن ابى – جعفر عليه السلام قال إذا قمت بالليل من منامك فقل: الحمد لله الذى رد على روحي لاحمده وأعبده. 61 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عمرو بن أبى المقدام عن ابى عبد الله عن ابى جعفر عليهما السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: والله ما من عبد من شيعتنا ينام الا أصعد الله روحه إلى السماء، فيبارك عليها وان كان قد أتى عليها أجلها جعلها في كنوز من رحمته، وفى رياض جنته، وفى ظل عرشه، وان كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذى خرجت منه لتسكن فيه. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 62 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: لا ينام المسلم وهو جنب، لا ينام الا على طهور فان لم يجد الماء فليتيمم بالصعيد، فان روح المؤمن ترفع إلى الله تعالى فيقبلها ويبارك عليها،


[ 489 ]

فان كان أجلها قد حضر جعلها في كنوز رحمته، وان لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع أمنائه من ملائكته فيردونها في جسده. 63 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: قال النبي صلى الله عليه واله إذا اوى أحدكم إلى فراشه فليمسحه بطرف ازاره فانه لا يدرى ما يحدث عليه، ثم ليقل: اللهم انى أمسكت نفسي في منامي فاغفر لها، وان أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين. 64 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى داود بن القاسم الجعفري عن محمد بن على الثاني عليه السلام قال: أقبل أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم ومعه الحسن بن على و سلمان الفارسى وأمير المؤمنين عليه السلام متك على يد سلمان رحمه الله، فدخل المسجد الحرام فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلم على أمير المؤمنين فرد عليه السلام فجلس ثم قال: يا أمير المؤمنين أسئلك عن ثلاث مسائل ان أخبرتني علمت ان القوم ركبوا من أمرك ما أقضى عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم، وإن تكن الاخرى علمت أنك وهم شرع سواء، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام سلنى عما بدا لك، قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه ؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى ؟ وعن الولد كيف يشبه الاعمام والاخوال ؟ فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلى أبى محمد الحسن بن على عليهما السلام، فقال: يابا محمد أجبه فقال: أما ما سألت عنه من أمر الانسان إذا نام أين تذهب روحه فان روحه معلقة بالريح والريح معلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فان أذن الله عزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح، وجذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، وان لم يأذن الله عزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح، وجذبت الريح الروح، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 65 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سئله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: وأما قوله: (يتوفيكم ملك الموت الذى وكل بكم) وقوله


[ 490 ]

الله يتوفى الانفس حين موتها) وقوله: (توفته رسلنا وهم لا يفرطون) وقوله: (الذين تتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم) وقوله: (الذين تتوفيهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم) فان الله تبارك وتعالى يدبر الامر كيف يشاء، ويوكل من خلقه من يشاء بما يشاء أما ملك الموت فان الله يوكله بخاصته ممن يشاء من خلقه، ويوكل رسله من يشاء من خاصته ممن يشاء من خلقه، يدبر الامر كيف يشاء، وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس، لان فيهم القوى والضعيف، ولان منه ما يطاق حمله ومنه ما لا يطاق حمله الا ان يسهل الله له حمله وأعانه عليه من خاصة أوليائه، وانما يكفيك أن تعلم أن الله المحيى المميت، وانه يتوفى الانفس على يدى من يشاء ممن خلقه من ملائكته وغيرهم. 66 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن زرارة قال: حدثنى أبو الخطاب في احسن ما يكون حالا قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة قال: إذا ذكر الله وحده بطاعة من أمر الله بطاعته من آل محمد اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة، وإذا ذكر الذين لم يأمر الله بطاعتهم إذا هم يستبشرون. 67 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن سليمان بن صالح رفعه عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال: ان حديثكم هذا لتشمأز منه القلوب قلوب الرجال فمن أقر به فزيدوه، ومن أنكره فذروه (1) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 68 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون) فانها نزلت في فلان وفلان وفلان. 69 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى محمد بن الفضيل عن الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال لا يعذر أحد يوم القيامة بان يقول يا رب لم أعلم أن ولد فاطمة الولاة وفى ولد فاطمة


(1) وفى نسخة (فردوه). [ * ]

[ 491 ]

أنزل الله هذه الاية خاصة: يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم (1) 70 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال لابي بصير: يابا محمد لقد ذكركم الله في كتابه إذ يقول: (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) والله ما أراد بهذا غيركم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 71 – في نهج البلاغة عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار. 72 – وفيه ايضا: الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، الحديث. 73 – في مجمع البيان وعن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: ما في القرآن آية أوسع من: (يا عبادي الذين أسرفوا) الآية وقيل: ان هذه الاية نزلت في وحشى قاتل حمزة حين اراد أن يسلم وخاف أن لا يقبل توبته، فلما نزلت الاية اسلم، فقيل: يا رسول الله هذه له خاصة ام للمسلمين عامة ؟ فقال صلى الله عليه واله: بل للمسلمين عامة. 74 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن الهيثم بن واقد الجزرى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله عزوجل بعث نبيا من أنبيائه إلى قومه، فأوحى إليه ان قل لقومك ان رحمتى سبقت غضبى فلا تقنطوا من رحمتى، فانه لا يتعاظم عندي ذنب أغفره والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 75 – على بن ابراهيم عن أبيه عن عبد الرحمن بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: صعد أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس ان الذنوب ثلاثة، ثم امسك فقال له حبة العرنى: يا أمير المؤمنين قلت: الذنوب ثلاثة


(1) (في تفسير على بن ابراهيم هم الولاة على الناس كافة وفى شيعة ولد فاطمة صلوات الله عليها انزل الله عزوجل هذه الاية الخ. (منه ره). [ * ]

[ 492 ]

ثم امسكت ؟ فقال: ما ذكرتها الا وأنا اريد ان أفسرها، ولكن عرض لى بهر (1) حال بينى وبين الكلام، نعم الذنوب ثلاثة: فذنب مغفور، وذنب غير مغفور، وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه، قال: يا أمير المؤمنين فبينها لنا، قال: نعم اما الذنوب المغفورة فعبد عاقبه الله على ذنبه في الدنيا، فالله احكم واكرم من أن يعاقب عبده مرتين، وأما الذنب الذى لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض، ان الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه (2) أقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالى لا يجوزنى ظلم ظالم ولو كف بكف ولو مسحة بكف ولو نطحة ما بين القرناء إلى الجماء (3) فيقتص للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لاحد على أحد مظلمة، ثم يبعثهم للحساب واما الذنب الثالث فذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منه، فأصبح خائفا من ذنبه، راجيا لربه فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العذاب. 76 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان المؤمن ليهول عليه في نومه فيغفر له ذنوبه، وانه ليمتهن (4) في بدنه فيغفر له ذنوبه. 77 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى الحسين عليه السلام قال: قيل لامير المؤمنين عليه السلام: صف لنا الموت، فقال: على الخبير سقطتم، هو أحد أمور ثلاثة يرد عليها، اما بشارة بنعيم ابدا، واما بشارة بعذاب أبدا، واما تخويف وتهويل وأمر مبهم لا يدرى من أي الفريقين هو ؟ فأما ما ولينا المتبع لامرنا فهو المبشر بنعيم الابد، وأما عدونا المخالف علينا فهو المبشر بعذاب الابد، واما المبهم أمره الذى لا يدرى ما حاله فهو المؤمن


(1) البهر – بضم الباء -: تتابع النفس وانقطاعه من الاعياء، وما يعترى الانسان عند السعي الشديد والعدو من التهيج وتتابع النفس. (2) لعله كناية عن ظهور احكامه وثوابه وعقابه وحسابه. (3) نطحه: اصابه بقرنه. والجماء: الشاة التى لا قرن لها. (4) مهنه – كمنعه -: خدمه وضربه. وامتهنه: استعمله للمهنة. والمهين: الفقير الضعيف. [ * ]

[ 493 ]

المسرف على نفسه، لا يدرى ما يؤول إليه حاله، يأتيه الخبر مبهما محزنا، ثم لن يسويه الله عزوجل بأعدائنا لكن يخرجه الله عزوجل من النار بشفاعتنا، فاعملوا وأطيعوا ولا تتكلموا ولا تستصغروا عقوبة الله عزوجل فان المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا الا بعد عذاب ثلاثمأة الف سنة. 78 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه ومحمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن اسحاق بن عمار عن عباد بن زياد قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: يا عباد ما على ملة ابراهيم أحد غيركم، وما يقبل الله الا منكم، ولا يغفر الذنوب الا لكم. 79 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن تفسير الكلبى بعث وحشى وجماعة إلى النبي صلى الله عليه واله انه ما يمنعنا من دينك الا اننا سمعناك تقرء في كتابك ان من يدعو مع الله الها آخر ويقتل النفس ويزنى يلق أثاما ويخلد في العذاب ونحن قد فعلنا هذا كله، فبعث إليهم بقوله تعالى: (الا من تاب وعمل صالحا) فقالوا: نخاف ان لا نعمل صالحا، فبعث إليهم: (ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فقالوا: نخاف ان لا ندخل في المشية، فبعث إليهم: (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا) فجاؤا واسلموا، فقال النبي صلى الله عليه واله لوحشي قاتل حمزة رضوان الله عليه: غيب وجهك عنى، فانى لا أستطيع النظر اليك، قال: فلحق بالشام فمات في الخمر (1) هكذا ذكر الكلبى. 80 – في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى أبى عبد الله عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله – حاكيا عن الله جل جلاله -: يابن آدم بمشيتي كنت انت الذى تشاء إلى قوله: وبسوء ظنك قنطت من رحمتى.


(1) قال الحموى: خمر (بفتح الخاء وتشديد الميم وفتحها): شعب من اعراض المدينة (انتهى) وقال ابن حجر في الاصابة انه مات بحمص ولعله الصحيح. وفى بعض النسخ (فمات في الخبر) – وهو بفتح الخاء وتسكين الباء كما قاله ياقوت: موضع في طريق الحاج على ستة اميال من مسجد سعد بن أبى وقاص فيها بركة للخلفاء وعلى كل حال لا تخلو النسخ من التصحيف والظاهر ما ذكره في الاصابة. [ * ]

[ 494 ]

81 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه نحن الخزان لدين الله، ونحن مصابيح العلم. إذا مضى منا علم بدا علم، لا يضل من تبعنا ولا يهتدى من أنكرنا، ولا ينجو من أعان علينا عدونا ولا يعان من أسلمنا، فلا تتخلفوا عنا لطمع دنيا وحطام زايل عنكم، وتزولون عنه، فان من آثر الدنيا على الآخرة واختارها علينا عظمت حسرته غدا، وذلك قول الله تعالى: أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين. 82 – في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته: أنا الهادى وأنا المهدى، وأنا أبو اليتامى والمساكين و زوج الارامل، وأنا ملجأ كل ضعيف، ومأمن كل خائف. وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة، وأنا حبل الله المتين، وأنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده، وأنا جنب الله الذى يقول: (ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في حنب الله) وانا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة، وانا باب حطته (1) من عرفني وعرف حقى فقد عرف ربه، لانى وصى نبيه في ارضه، وحجته على خلقه، لا ينكر هذا الا راد على الله ورسوله. 83 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة وباسناده إلى خيثمة الجعفي عن ابى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: نحن جنب الله، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 84 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن احمد بن ابى نصر عن حسان الجمال قال: حدثنى هاشم بن ابى عمار الخيبى قال: سمعت امير – المؤمنين عليه السلام يقول: انا عين الله، وانا يد الله، وانا جنب الله، وانا باب الله. 85 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل بن بزيع


(1) تفسير لقوله تعالى: (وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة) في سورة البقرة الاية 58 وقد مر الحديث وغيره مما ورد في تفسير الاية في المجلد الاول صفحة 69 – 70. [ * ]

[ 495 ]

عن عمه حمزة بن بزيع عن على بن سويد عن ابى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام في قول الله عزوجل: (يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) قال: جنب الله امير المؤمنين عليه السلام، وكذلك ما كان بعده من الاوصياء بالمكان الرفيع إلى ان ينتهى الامر إلى آخرهم. 86 – في تفسير على بن ابراهيم قال الصادق عليه السلام: نحن جنب الله. 87 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وقد زاد جل ذكره في البيان واثبات الحجة بقوله في أصفيائه وأوليائه عليهم السلام: (أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله) تعريفا للخليقة قربهم، الا ترى انك تقول فلان إلى جنب فلان إذا أردت أن تصف قربه منه انما جعل الله تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز التى لا يعلمها غيره وأنبيائه وحججه في أرضه، لعلمه ما يحدثه في كتابه المبدلون من اسقاط أسماء حججه منه، وتلبيسهم ذلك على الامة ليعينوا على باطلهم. فأثبت فيه الرموز وأعمى قلوبهم وأبصارهم لما عليهم في تركها وترك غيرها من الخطاب الدال على ما أحدثوه فيه. 88 – في مجمع البيان وروى العياشي بالاسناد عن أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام انه قال: نحن جنب الله. 89 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو ذر في خبر عن النبي صلى الله عليه واله يا أبا ذر يؤتى بجاحد علي يوم القيامة أعمى أبكم يتكبكب (1) في ظلمات يوم القيامة ينادى يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وفى عنقه طوق من النار. 90 – الصادق والباقر والسجاد عليهم السلام في هذه الاية قال: جنب الله على و هو حجة الله على الخلق يوم القيامة. 91 – الرضا عليه السلام في جنب الله قال: في ولاية على. 92 – وقال أمير المؤمنين عليه السلام: انا صراط الله أنا جنب الله. 93 – العياشي باسناده إلى أبى الجارود عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى: (ما فرطت


(1) تكبكب في ثيابه: تزمل. [ * ]

[ 496 ]

في جنب الله) قال: نحن جنب الله. 94 – في محاسن البرقى عنه عن ابن محمد عن حماد بن عيسى عن حريز عن يزيد الصائغ عن أبى جعفر عليه السلام قال: يا يزيد ان اشد الناس حسرة يوم القيامة الذين وصفوا العدل ثم خالفوه، وهو قول الله عزوجل: (ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله). 95 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن القاسم ابن يزيد عن مالك الجهنى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: انا شجرة من جنب الله، فمن وصلنا وصله الله، قال: ثم تلا هذه الاية: (ان تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين). 96 – في تفسير على بن ابراهيم ثم قال أو تقول حين ترى العذاب لو ان لى كرة الاية فرد الله عزوجل عليهم فقال: بلى قد جاءتك آياتى فكذبت بها يعنى بالايات الائمة صلوات الله عليهم واستكبرت وكنت من الكافرين يعنى بالله وقوله عزوجل ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة فانه حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابى المغرا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من ادعى أنه امام وليس بامام، قلت: وان كان علويا فاطميا ؟ قال: وان كان علويا فاطميا. 97 – قوله عزوجل: اليس في جهنم مثوى للمتكبرين قال: فانه حدثنى ابى عن ابن أبى عمير عن عبد الله بن بكير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان في جهنم لواد للمتكبرين يقال له سقر، شكى إلى الله عزوجل شدة حره وسأله ان يتنفس فاذن له، فتنفس فأحرق جهنم. 98 – في كتاب اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) قال: من زعم أنه امام وليس بامام، قيل: وان كان علويا فاطميا ؟ قال: وان كان علويا فاطميا. 99 – في كتاب ثواب الاعمال أبى رحمه الله قال: حدثنى سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين عن ابن فضال عن معاوية بن وهب عن ابى سلام عن سورة بن كليب عن


[ 497 ]

أبى جعفر عليه السلام قال: قلت قول الله عزوجل: (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) قال: من زعم أنه امام وليس بامام، قلت: وان كان علويا فاطميا قال: وان كان علويا فاطميا. 100 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء عليهم السلام باسناده إلى على بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام، فقال له المأمون: يابن رسول الله أليس من قولك ان الانبياء معصومون ؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول الله إلى أن قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: (عفى الله عنك لم أذنت لهم) قال الرضا عليه السلام: هذا مما نزل باياك اعني واسمعي يا جاره (1) خاطب الله تعالى بذلك نبيه صلى الله عليه واله وأراد به امته، وكذلك قوله عزوجل: لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وقوله تعالى (ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) قال: صدقت يابن رسول الله. 101 – وفيه ايضا في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من أخبار هذه المجموعة و باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله تعالى يحاسب كل خلق الا من أشرك بالله، فانه لا يحاسب ويؤمر به إلى النار. 102 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب صحيح الدارقطني أن رسول الله صلى الله عليه واله أمر بقطع لص فقال اللص: يا رسول الله قدمته في الاسلام وتأمره بالقطع ؟ فقال: لو كانت ابنتى فاطمة، فسمعت فاطمة فحزنت، فنزل جبرئيل بقوله: (لئن أشركت ليحبطن عملك) فحزن رسول الله صلى الله عليه واله فنزل: (لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا) فتعجب النبي صلى الله عليه واله من ذلك، فنزل جبرئيل وقال: كانت فاطمة حزنت من قولك، فهذه الآيات لموافقتها لترضى. 103 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن الحكم بن بهلول عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: (ولقد أوحى اليك والى الذين من قبلك لئن أشركت


(1) هذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره وقيل ان اول من قال ذلك سهل بن مالك الفزارى في قصة ذكره الميداني في مجمع الامثال ج 1 صفحة 50 فراجع ان شئت. [ * ]

[ 498 ]

ليحبطن عملك) يعنى ان أشركت في الولاية غيره بل الله فاعبد وكن من الشاكرين يعنى بل الله فاعبد بالطاعة وكن من الشاكرين أن عضدتك بأخيك وابن عمك. 104 – في تفسير على بن ابراهيم ثم خاطب الله عزوجل نبيه فقال: (ولقد أوحى إليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) فهذه مخاطبة للنبى صلى الله عليه واله والمعنى لامته، وهو ما قال الصادق صلوات الله عليه: ان الله عزوجل بعث نبيه باياك اعني واسمعي يا جاره، والدليل على ذلك قوله عزوجل: (بل الله فاعبدو كن من الشاكرين) وقد علم الله ان نبيه صلى الله عليه واله يعبده ويشكره، ولكن استعبد نبيه بالدعاء إليه تأديبا لامته. 105 – حدثنا جعفر بن أحمد عن عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله لنبيه: (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) قال: تفسيرها لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية على صلوات الله عليه من بعدك ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وقال على بن ابراهيم في قوله عزوجل: وما قدروا الله حق قدره قال: نزلت في الخوارج. 106 – في كتاب الخصال فيما علم امير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: من خاف منكم الغرق فليقرأ (بسم الله مجريها و مرسيها ان ربى لغفور رحيم) بسم الله الملك القوى (وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) 107 – في كتاب التوحيد خطبة لعلى بن أبيطالب عليه السلام وفيها يقول عليه السلام الذى لما شبهه العادلون بالخلق المبعض المحدود ذى الاقطار والنواحى المختلفة في طبقاته، وكان عزوجل الموجود بنفسه لا بأداته (1) انتفى ان يكون قدروه حق قدره، فقال تنزيها لنفسه عن مشاركة الانداد، وارتفاعا عن قياس المقدرين له بالحدود من كفرة العباد: (وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة


(1) كذا في النسخ لكن في المصدر (لا عباداته) مكان (لا بأداته). [ * ]

[ 499 ]

والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) فما دلك القرآن عليه من صفته فاتبعه لتوصل بينك وبين معرفته وائتم به واستضئ بنور هدايته، فانها نعمة وحكمة أوتيتها، فخذ ما أوتيت وكن من الشاكرين، وما دلك الشيطان عليه مما ليس في القرآن عليك فرضه ولا في سنة الرسول وأئمة الهدى أثره، فكل علمه إلى الله عزوجل فان ذلك منتهى حق الله عليك. 108 – حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني رضى الله عنه قال: حدثنا على بن محمد المعروف بعلان الكليني رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد قال: سألت أبا الحسن على بن محمد العسكري عليه السلام عن قول الله: (والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) فقال ذلك تعيير الله تبارك وتعالى لمن شبهه بخلقه، الا ترى انه قال: (وما قدروا الله حق قدره) ومعناه إذ قالوا [ ان الارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه كما قال عزوجل: (وما قدروا الله حق قدره) لو قالوا ] (1) ما أنزل الله على بشر من شيئ ثم نزه عزوجل نفسه عن القبضة واليمين فقال: (سبحانه وتعالى عما يشركون) (2).


(1) ما بين العلامتين انما هو في نسخة البحار فقط دون المصدر وساير ما عندي من نسخ الكتاب (2) وقال الطبرسي (ره) في مجمع البيان أي يطويها بقدرته كما يطوى أحد منا الشئ المقدور له طيه بيمينه وذكر اليمين للمبالغة في الاقتدار والتحقيق للملك كما قال: (أو ما ملكت ايمانكم) أي ما كانت تحت قدرتكم إذ ليس الملك يختص باليمين دون الشمال وساير الجسد، انتهى) وقال الرضى (ره) في تلخيص البيان وهاتان استعارتان ومعنى (قبضته) هيهنا أي ملك خالص قد ارتفعت عنه ايدى المالكين من بريته والمتصرفين فيه من خليقته ومعنى قوله (والسماوات مطويات بيمينه) أي مجموعات في ملكه ومضمونات بقدرته واليمين هيهنا بمعنى الملك يقول القائل: هذا ملك يمينى وليس يريد اليمين التى هي الجارحة وقد يعبرون عن القوة ايضا باليمين فيجوز على هذا التأويل ان يكون معنى قوله (مطويات بيمينه) أي يجمع اقطارها ويطوى انتشارها بقوته كما قال سبحانه (يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب). قال المجلسي (ره) بعد نقل الحديث ما لفظه: هذا وجه حسن لم يتعرض له المفسرون، – [ * ]

[ 500 ]

110 – حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلى رضى الله عنه قال: حدثنا أحمد ابن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم ابن بهلول عن أبيه عن أبى الحسن العبدى عن سليمان بن مهران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (والارض جميعا قبضته يوم القيامة) فقال: يعنى ملكه، لا يملكها معه أحد، والقبض من الله تعالى في موضع آخر المنع والبسط منه الاعطاء والتوسع، كما قال عزوجل: (والله يقبض ويبسط واليه ترجعون) يعنى يعطى و يوسع ويمنع ويضيق، والقبض منه عزوجل في وجه آخر الاخذ، والاخذ في وجه القبول منه، كما قال: (يأخذ الصدقات) أي يقبلها من أهلها ويثيب عليها، قلت: فقوله عزوجل: (والسماوات مطويات بيمينه) ؟ قال: اليمين اليد واليد القدرة والقوة يقول عزوجل: (والسماوات مطويات بيمينه) أي بقدرته وقوته (سبحانه وتعالى عما يشركون). 111 – وباسناده إلى الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ان الله عزوجل لا يوصف. 112 – قال: وقال زرارة: قال أبو جعفر عليه السلام: ان الله لا يوصف، وكيف يوصف وقد قال في كتابه: (وما قدروا الله حق قدره) فلا يوصف بقدر الا كان أعظم من ذلك. 113 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السيارى عن محمد بن بكر عن أبى الجارود عن الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال: والذى بعث محمدا صلى الله عليه واله بالحق، واكرم اهل بيته ما من شئ يطلبونه من حرز من حرق أو غرق أو سرق أو افلات دابة من صاحبه أو ضالة أو آبق الا وهو في القرآن، فمن اراد ذلك فليسألني عنه، قال: فقام إليه رجل فقال: يا امير المؤمنين اخبرني عما يؤمن من الحرق والغرق فقال: اقرء هذه الايات (الله الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين وما قدروا الله حق قدره) إلى قوله: (سبحانه وتعالى عما يشركون) فمن


قوله تعالى: (وما قدروا الله حق قدره) متصل بقوله: (والارض جميعا) فيكون على تأويله عليه السلام القول مقدرا أي ما عظموا الله حق تعظيمه وقد قالوا: ان الارض جميعا. [ * ]

[ 501 ]

قرئها فقد امن من الحرق والغرق، قال: فقرئها واضطرمت النار في بيوت جيرانه وبيته وسطها فلم يصبه شئ، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 114 – في كتاب طب الائمة عليهم السلام أبو عتاب عبد الله بن بسطام قال: حدثنا ابراهيم بن محمد الازدي عن صفوان الجمال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على بن الحسين عليهم السلام ان رجلا شكى إلى أبى عبد الله الحسين بن على عليهما السلام فقال: يابن رسول الله انى أجد وجعا في عراقيبى (1) قد منعنى عن النهوض إلى الغزو، قال: فما يمنعك من العوذة ؟ قال: لست أعلمها، قال: فإذا أحسست بها فضع يدك عليها وقل بسم الله وبالله والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ثم اقرأ عليه: (وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) ففعل الرجل ذلك فشفاه الله تعالى. 115 – في ارشاد المفيد رحمه الله ولما عاد رسول الله صلى الله عليه واله من تبوك إلى المدينة قدم عليه عمرو بن معدى كرب الزبيدى فقال له النبي صلى الله عليه واله: اسلم يا عمر ويؤمنك الله من الفزع الاكبر، فقال: يا محمد وما الفزع الاكبر فانى لا أفزع ؟ فقال: يا عمرو انه ليس كما تظن وتحسب، ان الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت الا نشر، ولا حى الا مات الا ما شاء الله، ثم يصاح بهم صيحة اخرى فينشر من مات، ويصفون جميعا وتنشق السماء وتهد الارض وتخر الجبال وتزفر النار (2) بمثل الجبال شررا فلا يبقى ذو روح إلا ان خلع قلبه وطاش لبه وذكر ذنبه وشغل بنفسه الا ما شاء الله، فأين أنت يا عمرو من هذا ؟ قال: الا أنى اسمع أمرا عظيما، فآمن بالله وبرسوله وآمن معه من قومه ناس ورجعوا إلى قومهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 116 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن النعمان الاحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبى فاختة عن على بن الحسين عليهما السلام قال: سئل عن النفختين كم بينهما ؟ قال: ما شاء الله، قال: فأخبرني


(1) عراقيب جمع العرقوب: عصب غليظ فوق عقب الانسان (2) وفى المصدر (وتهد الارض وتخر الجبال هدا وترمى النار.. اه). [ * ]

[ 502 ]

يابن رسول الله كيف ينفخ فيه: فقال: أما النفخة الاولى فان الله عزوجل يأمر اسرافيل فيهبط إلى الدنيا ومعه الصور، وللصور رأس واحد وطرفان، وبين طرف كل رأس منهما إلى الآخر مثل ما بين السماء إلى الارض، قال: فإذا رأت الملائكة اسرافيل قد هبط إلى الدينا ومعه الصور قالوا: قد أذن الله في موت أهل الارض وفى موت اهل السماء، قال: فيهبط اسرافيل بحضيرة بيت المقدس ويستقبل الكعبة فإذا رأوه أهل الارض قالوا: قد أذن الله عزوجل في موت أهل الارض، قال: فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذى يلى الارض، فلا يبقى في الارض ذو روح الا صعق ومات، ويخرج الصوت من الطرف الذى يلى السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح الا صعق ومات الا اسرافيل، قال: فيقول الله لاسرافيل يا اسرافيل: مت فيموت اسرافيل فيمكثون في ذلك ما شاء الله، ثم يأمر السماوات فتمور، ويأمر الجبال فتسير وهو قوله: (يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا) يعنى تبسط (وتبدل الارض غير الارض) يعنى بارض لم تكسب عليها الذنوب بارزة، ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة، ويعيد عرشه على الماء كما كان اول مرة مستقلا بعظمته وقدرته، قال: فعند ذلك ينادى الجبار بصوت من قبله جهورى يسمع اقطار السماوات والارضين (لمن الملك اليوم) ؟ فلم يجبه مجيب فعند ذلك يقول الجبار [ عزوجل ] مجيبا لنفسه (لله الواحد القهار) وانا قهرت الخلايق كلهم وأمتهم إنى انا الله لا اله إلا أنا وحدي لا شريك لى ولا وزير لى وأنا خلقت خلقي بيدى، وانا أمتهم بمشيتي، وأنا أحييهم بقدرتي، قال: فينفخ الجبار نفخة أخرى في الصور فيخرج الصوت من أحد الطرفين الذى يلى السماوات، فلا يبقى في السموات أحد الا حيى وقام كما كان، و يعود حملة العرش وتحضر الجنة والنار، ويحشر الخلايق للحساب، قال: فرأيت على بن الحسين عليهما السلام يبكى عند ذلك بكاء شديدا. 117 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: أفتتلاشى الروح بعد خروجه عن قالبه أم هو باق ؟ قال: بل هو باق إلى وقت ينفخ في الصور، فعند ذلك تبطل الاشياء وتفنى فلا حس ولا محسوس.


[ 503 ]

ثم أعيدت الاشياء كما بدأها مدبرها، وذلك اربعمأة سنة تسبت (1) فيها الخلق وذلك بين النفختين. 118 – في مجمع البيان فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله اختلف في المستثنى فقيل: هم جبرئيل وميكائيل واسرافيل وملك الموت و هو المروى في حديث مرفوع. 119 – وعن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه واله انه سأل جبرئيل عن هذه الآية من ذا الذى لم يشأ الله أن يصعقهم ؟ قال: هم الشهداء متقلدون أسيافهم حول العرش وقال قتادة في حديث رفعه: انما بين النفختين أربعون سنة. قال عز من قائل: فإذا هم قيام ينظرون. 120 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا أراد الله ان يبعث الخلق أمطر السماء على الارض أربعين صباحا، فاجتمعت الاوصال (2) ونبتت اللحوم، وقال: أتى جبرئيل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه واله فأخذ بيده وأخرجه إلى البقيع فانتهى به إلى قبر، فصوت بصاحبه فقال: قم بأمر الله فخرج منه رجل أبيض الرأس واللحية يمسح التراب عن رأسه وهو يقول: الحمد لله والله أكبر، فقال جبرئيل عليه السلام: عد باذن الله ثم انتهى به إلى قبرآخر فقال: قم باذن الله، فخرج منه رجل مسود الوجه وهو يقول: يا حسرتاه يا ثبوراه، ثم قال جبرئيل عليه السلام: عد إلى ما كنت فيه باذن الله عزوجل، فقال: يا محمد هكذا يحشرون يوم القيامة، فالمؤمنون يقولون هذا القول، وهؤلاء يقولون ما ترى. 121 – حدثنا محمد بن أبى عبد الله قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنى القاسم بن الربيع قال: حدثنى صباح المدائني قال: حدثنا المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: في قوله عزوجل: واشرقت الارض بنور ربها قال: رب الارض يعنى امام الارض، قلت: فإذا خرج يكون ماذا ؟ قال: إذا يستغنى الناس عن


(1) سبت: استراح. (2) قال الجوهرى: الاوصال: المفاصل. [ * ]

[ 504 ]

ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الامام. 122 – في ارشاد المفيد رحمه الله وروى المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا قائمنا قام أشرقت الارض بنور ربها واستغنى العباد عن ضوء الشمس و ذهبت الظلمة. قال عز من قائل: وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا إلى قوله: فادخلوها خالدين. 123 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: ان للنار سبعة أبواب باب يدخل منه فرعون وهامان وقارون، وباب يدخل منه المشركون والكفار ممن لم يؤمن بالله طرفة عين، وباب يدخل منه بنو امية هو لهم خاصة وهو باب لظى، وهو باب سقر وهو باب الهاوية يهوى بهم سبعين خريفا فكلما هوى بهم سبعين خريفا فار بهم فورة قذف بهم في اعلاها سبعين خريفا ثم هوى بهم هكذا سبعين خريفا فلا يزالون هكذا أبدا خالدين مخلدين، وباب يدخل منه مبغضونا ومحاربونا وخاذلونا وإنه لاعظم الابواب وأشدها حرا. قال محمد بن الفضل الرزقى: فقلت لابي عبد الله عليه السلام: الباب الذى ذكرت عن أبيك عن جدك عليهما السلام أنه يدخل منه بنو أمية يدخله من مات منهم على الشرك أو ممن أدرك الاسلام منهم ؟ فقال: لا ام لك ألم تسمعه يقول: وباب يدخل منه المشركون والكفار، فهذا باب يدخل منه كل مشرك وكل كافر لا يؤمن بيوم الحساب، وهذا الباب الآخر يدخل منه بنوا امية، لانه هو لابي سفيان ومعاوية وآل مروان خاصة يدخلون من ذلك الباب، فتحطمهم النار فيه حطما لا يسمع لهم واعية لا يحيون فيها ولا يموتون. 124 – في مجمع البيان (لها سبعة أبواب) فيه قولان: أحدهما ما روى عن أمير المؤمنين عليه السلام ان جهنم لها سبعة أبواب أطباق بعضها فوق بعض، ووضع احدى يديه على الاخرى فقال: هكذا، وان الله وضع الجنان على العرض ووضع النيران بعضها فوق بعض فاسفلها جهنم، وفوقها لظى، وفوقها الحطمة، وفوقها سقر، وفوقها الجحيم


[ 505 ]

وفوقها السعير، وفوقها الهاوية، وفى رواية الكلبى أسفلها الهاوية وأعلاها جهنم. 125 – في تفسير العياشي عن أبى بصير قال يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب بابها الاول للظالمين وهو زريق وبابها الثاني للحبتر وبابها الثالث للثالث، والرابع لمعاوية والخامس لعبد الملك. والسادس لعكر بن هو سر، والسابع لابي سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم (1) 126 – في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد إلى المأة قال له اليهودي: فما السبعة ؟ قال: سبعة أبواب النار متطابقات، قال: فما الثمانية ؟ قال: ثمانية أبواب الجنة. 127 – وفيه ايضا في بيان مناقب لامير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام: و اما التاسعة والثلاثون فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: كذب من زعم أنه يحبنى ويبغض عليا، لا يجتمع حبى وحبه الا في قلب مؤمن، ان الله عز وجل جعل أهل حبى وحبك يا على في زمرة اول السابقين إلى الجنة، وجعل أهل بغضى وبغضك في أول زمرة الضالين من امتى إلى النار. 128 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابى الجارود قال: قلت لابي – جعفر عليه السلام: أخبرني باول من يدخل النار ؟ قال: ابليس ورجل عن يمينه ورجل عن يساره. 129 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عن أبيه عن جده عن على عليهم السلام قال: ان للجنة ثمانية أبواب، باب يدخل منه النبيون والصديقون، وباب يدخل منه الشهداء وا لصالحون، وخمسة أبواب تدخل منها شيعتنا ومحبونا، فلا أزال واقفا على الصراط أدعو وأقول: رب سلم شيعتي ومحبتى وأنصاري ومن تولاني في دار الدنيا فإذا النداء من بطنان العرش قد أجبت دعوتك وشفعت في شيعتك، ويشفع كل رجل من شيعتي ومن تولاني ونصرني وحارب من حاربنى بفعل أو قول في سبعين ألفا من جيرانه وأقربائه، وباب يدخل منه ساير المسلمين ممن يشهد أن لا اله الا الله، ولم يكن في قلبه مثقال ذرة من بغضنا أهل البيت.


(1) مر الحديث بمعناه في الجزء الثالث صفحة 18 فراجع. [ * ]

[ 506 ]

130 – عن أبى جعفر عليه السلام قال: أحسنوا الظن بالله، واعلموا أن للجنة ثمانية أبواب، عرض كل باب منها مسيرة أربعمأة سنة. 131 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن على عليه السلام حديث طويل وفيه: ومن صلى ثلث ليلة لم يبق ملك الا غبطه بمنزلته من الله عزوجل، وقيل له: أدخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت. 132 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وروى ان النبي صلى الله عليه واله قال: لعثمان بن مظعون: يا عثمان بن مظعون للجنة ثمانية أبواب، وللنار سبعة أبواب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 133 – في تهذيب الاحكام محمد بن أحمد بن يحيى عن أبى جعفر عن أبيه عن وهب عن جعفر عن ابيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: للجنة باب يقال له باب المجاهدين يمضون إليه، فإذا هو مفتوح وهم متقلدون بسيوفهم والجمع في الموقف، والملائكة تزجر، فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلا وفقرا في معيشته ومحقا في دينه، ان الله أعز امتى بسنابك خيلها (1) ومراكز رماحها. 134 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن أورمة عن الحسن بن على بن ابى حمزة عن ابيه عن ابى بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: تنافسوا في المعروف لاخوانكم وكونوا من أهله، فان للجنة بابا يقال له المعروف لا يدخله الا من اصطنع المعروف في الحيوة الدنيا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 135 – في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان للجنة بابا يقال له باب المعروف، لا يدخله الا أهل المعروف. 136 – في مجمع البيان وعن سهل بن سعد الساعدي ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: ان في الجنة ثمانية أبواب، منها باب يسمى الريان لا يدخلها الا الصائمون، رواه البخاري


(1) سنابك جمع سنبك: طرف الحافر. [ * ]

[ 507 ]

ومسلم في الصحيحين. 137 – فيمن لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبي صلى الله عليه واله قال: قلت لبلال: فما أبوابها يعنى الجنة ؟ قال: ان أبوابها مختلفة، باب الرحمة من ياقوتة حمراء، و قال: اكتب بسم الله الرحمان الرحيم، اما باب الصبر فباب صغير مصراع واحد من ياقوتة حمراء، وأما باب الشكر فانه من ياقوتة بيضاء لها مصراعان مسيرة ما بينهما مسيرة خمسمأة عام له ضجيج وحنين، يقول: اللهم جئني بأهلى، قال: هل قلت يتكلم الباب ؟ قال: نعم ينطقه الله ذو الجلال والاكرام، وأما باب البلاء [ فليس باب البلاء ] هو باب الصبر، قال: قلت: فما البلاء ؟ قال: المصائب والاسقام والامراض والجذام، وهو باب من ياقوتة صفراء مصراع واحد، ما أقل من يدخل فيه، أما الباب الاعظم فيدخل منه العباد الصالحون وهم أهل الزهد والورع والراغبون إلى الله عزوجل المستأنسون به. 138 – في روضة الكافي كلام لعلى بن الحسين عليهما السلام في الوعظ و الزهد في الدنيا يقول فيه عليه السلام: اعلموا عباد الله ان أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ولا تنشر لهم الدواوين، وانما يحشرون إلى جهنم زمرا، وانما نصب الموازين ونشر الدواوين لاهل الاسلام. 139 – في نهج البلاغة: وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤها وفتحت ابوابها قد أمن العذاب وانقطع العتاب وزحزحوا عن النار، و اطمأنت بهم الدار، ورضوا المثوى والقرار، الذين كانت أعمالهم في الدنيا زاكية، و عينهم باكية وكان ليلهم في دنياهم نهارا تخشعا واستغفارا، وكان نهارهم ليلا توحشا وانقطاعا، فجعل الله لهم الجنة ثوابا وكانوا أحق بها واهلها في ملك دائم و نعيم قائم. 140 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه واله في حديث طويل يقول فيه وقد ذكر عليا وأولاده عليهم السلام: الا ان أوليائهم الذين يدخلون الجنة آمنين، ويتلقاهم الملائكة بالتسليم أن طبتم فادخلوها خالدين. 141 – في تفسير على بن ابراهيم قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان فلانا وفلانا غصبوا


[ 508 ]

حقنا واشتروا به الاماء وتزوجوا به النساء، الا وانا قد جعلنا شيعتنا من ذلك في حل لتطيب مواليدهم. 142 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيه وقد سئله رجل عما اشتبه عليه من الآيات فأما قوله عزوجل: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) فان ذلك في موضع ينتهى فيه أولياء الله عزوجل بعدما يفرغ من الحساب إلى نهر يسمى الحيوان، فيغتسلون فيه ويشربون منه، فتنضر وجوههم اشراقا، فيذهب عنهم كل قذى ووعث (1) ثم يؤمرون بدخول الجنة، فمن هذا المقام ينظرون إلى ربهم كيف يثيبهم ومنه يدخلون الجنة فذلك قوله عزوجل في تسليم الملائكة عليهم: سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين فعند ذلك ايقنوا بدخول الجنة والنظر إلى ما وعدهم، فذلك قوله: (إلى ربها ناظرة) وانما يعنى بالنظر إليه بالنظر إلى ثوابه تبارك وتعالى. 143 – في الكافي سهل بن زياد قال: روى أصحابنا إن حد القبر إلى الترقوة وقال بعضهم إلى الثدى، وقال بعضهم قامة الرجل حتى يمد الثوب على رأس من في القبر وأما اللحد فبقدر ما يمكن فيه الجلوس، قال: ولما حضر على بن الحسين عليهما السلام الوفاة أغمى عليه فبقى ساعة ثم رفع عنه الثوب ثم قال: الحمد لله الذى اورثنا الجنة نتبؤ منها حيث نشاء فنعم اجر العاملين، ثم قال: احفروا لى وابلغوا إلى الرشح ثم مد الثوب عليه فمات عليه السلام. 144 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الارض نتبؤ منها حيث نشاء) يعنى أرض الجنة 145 – حدثنى أبى قال: حدثنا اسماعيل بن همام عن أبى الحسن عليه السلام قال: لما حضر على بن الحسين عليه السلام الوفاة أغمى عليه ثلاث مرات، فقال في المرة الاخيرة: (الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين) ثم مات عليه السلام.


(1) القذى: ما يقع في العين وفى الشراب من تبنة أو غيرها. والوعث: الهزال ثم استعير لكل امر شاق من تعب أو اثم. [ * ]

[ 509 ]

146 – في اصول الكافي محمد بن أحمد عن عمه عبد الله بن الصلت عن الحسن بن على بن بنت إلياس عن أبى الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: ان على بن الحسين عليهما السلام، لما حضرته الوفاة اغمى عليه ثم فتح عينيه وقرء: (إذا وقعت الواقعة) و (انا فتحنا لك فتحا مبينا) وقال: (الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين) ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا. 147 – وباسناده إلى أبى حمزة الثمالى عن على بن الحسين عليهما السلام قال: إذا جمع الله الاولين والآخرين قام مناد فنادى يسمع الناس فيقول: أين المتحابون في الله ؟ قال: فيقوم عنق من الناس فيقال لهم: إذهبوا إلى الجنة بغير حساب، قال: فتتلقاهم الملائكة فيقولون: إلى اين ؟ فيقولون: إلى الجنة بغير حساب، قال: فيقولون: فأى حزب أنتم من الناس ؟ فيقولون: نحن المتحابون في الله، قال: فيقولون: وأى شئ كانت أعمالكم ؟ قالوا: كنا نحب في الله ونبغض في الله، قال: فيقولون: نعم أجر العاملين. 148 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن أبى أيوب قال: سمعت أبا حمزة يقول: سمعت العبد الصالح عليه السلام يقول: من زار أخاه المؤمن لله لا لغيره يطلب به ثواب الله وينجز ما وعده الله عزوجل وكل الله عزوجل به سبعين ألف ملك من حين يخرج من منزله حتى يعود إليه، ينادونه: الا طبت وطابت لك الجنة تبوأت من الجنة منزلا. 149 – في كتاب التوحيد خطبة عجيبة لامير المؤمنين على عليه السلام وفيها ثم ان الله – وله الحمد – افتتح الكتاب بالحمد لنفسه وختم أمر الدنيا ومجئ الآخرة بالحمد لنفسه، فقال: وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرء حم


[ 510 ]

المؤمن في كل ليلة غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وألزمه كلمة التقوى وجعل الآخرة خيرا له من الدنيا. 2 – وباسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الحواميم رياحين القرآن، فإذا قرأتموها فاحمدوا الله واشكروه لحفظها وتلاوتها، ان العبد ليقوم ويقرأ الحواميم فيخرج من فيه اطيب من المسك الاذفر والعنبر، وان الله عزوجل ليرحم تاليها وقارئها ويرحم جيرانه وأصدقائه ومعارفه وكل حميم وقريب له، وانه في يوم القيامة يستغفر له العرش والكرسي وملائكة الله المقربون. 3 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: ومن قرأ سورة حم المؤمن لم يبق روح نبى ولا صديق ولا مؤمن الا صلوا عليه واستغفروا له. 4 – وروى أبوبزرة الاسلمي عن رسول الله صلى الله عليه واله قال من احب أن يرتع في رياض الجنة فليقرء الحواميم في صلوة الليل. 5 – انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه واله قال: الحواميم تاج القرآن. 6 – في تفسير على بن ابراهيم الحسن عن سيف بن عميرة عن منصور بن حازم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرء الحواميم في ليلة قبل أن ينام كان في درجة محمد وآل محمد وابراهيم صلوات الله عليهما وآل ابراهيم، وكل قريب له أو بسبيل إليه، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: الحواميم تأتى يوم القيامة انثى من أحسن الناس وجها وأطيبه، معها ألف ألف ملك مع كل ملك ألف ألف ملك حتى تقف بين يدى الله عزوجل، فيقول لها الرب: من ذا الذى يقرأك فيقضى قرائتك ؟ فيقوم طائفة من الناس لا يحصيهم الا الله فيقول لهم: لعمري لقد أحسنتم تلاوة الحواميم فمتم بها في حيوتكم الدنيا، وعزتي وجلالى لا تسألونى اليوم شيئا كائنا ما كان الا أعطيتكم، ولو سألتموني جميع جناتى أو جميع ما أعطيته عبادي الصالحين وأعددته لهم، فيسألونه جميع ما أرادوا وتمنوا، ثم يؤمر بهم إلى منازلهم في الجنة وقد أعد لهم فيها ما لم يخطر على بال مما لا عين رأت ولا أذن سمعت. 7 – في كتاب معاني الاخبار وباسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأما حم فمعناه الحميد المجيد.


[ 511 ]

8 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الرحمان بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لعن المجادلون في دين الله على لسان سبعين نبيا، ومن جادل في آيات الله فقد كفر قال الله عزوجل: ما يجادل في آيات الله الا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 9 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن عبد الله الحميرى عن أبيه عن محمد بن الحسين ومحمد بن عبد الجبار جميعا عن محمد بن سنان عن المنخل بن خليل الرقى عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار يعنى بنى أمية. 10 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن ابيه عن ابى عبد الله عليه السلام أنه قال لابي بصير: يا أبا محمد ان لله ملئكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق في أوان سقوطه، وذلك قول الله عزوجل: الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 11 – محمد بن أحمد عن عبد الله بن الصلت عن يونس عمن ذكره عن أبى بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يابا محمد ان لله عز ذكره ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق من الشجر اوان سقوطه، وذلك قوله عزوجل: (يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا) والله ما أراد غيركم. 12 – في عيون الاخبار باسناده عن الرضا عن على بن ابي طالب عليهما السلام عن رسول الله (ص) حديث طويل وفيه يقول صلى الله عليه واله: وان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا، يا على الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا. 13 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حماد عن أبى عبد الله عليه السلام أنه سئل: الملائكة أكثر أم بنو آدم ؟ فقال: والذى نفسي بيده لملائكة الله في السموات أكثر من عدد التراب في الارض، وما في السماء موضع قدم الا وفيه ملك يسبحه ويقدسه، ولا في الارض شجرة ولا مدرة


[ 512 ]

الا وفيها ملك موكل بها يأتي الله كل يوم بعملها، والله أعلم بها، وما منهم أحد الا و يتقرب كل يوم إلى الله بولايتنا أهل البيت ويستغفر لمحبنا ويلعن أعدائنا، ويسال الله عزوجل أن يرسل عليهم العذاب إرسالا، وقوله: (الذين يحملون العرش) يعنى رسول الله صلى الله عليه واله والاوصياء من بعده يحملون علم الله (ومن حوله) يعنى الملائكة (يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا) يعنى شيعة آل محمد (ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا) من ولاية فلان وفلان وبنى امية (واتبعوا سبيلك) أي ولاية ولى الله (وقهم عذاب الجحيم) إلى قوله (الحكيم) يعنى من تولى عليا عليه السلام، فذلك صلاحهم (وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته) يعنى يوم القيامة (وذلك هو الفوز العظيم) لمن نجاه الله من هؤلاء يعنى ولاية فلان وفلان وفلان. 14 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال: ان الله عزوجل أعطى التائبين ثلاث خصال لو أعطى خصلة منها جميع أهل السماوات والارض لنجوا بها، قوله: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربنا وأدخلهم جنات عدن التى وعدتهم ومن صلح من آبائهم وازواجهم وذرياتهم انك أنت العزيز الحكيم * وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 15 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد عن عيسى عن حريز عن محمد ابن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: الصلوة على المستضعف والذى لا يعرف الصلوة على النبي صلى الله عليه واله والدعاء للمؤمنين والمؤمنات يقول: ربنا اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم إلى آخر الآيتين. 16 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عمر بن أذينة عن الفضيل بن يسار عن أبى جعفر عليه السلام قال: إذا صليت على المؤمن فادع له واجتهد له في الدعاء، وان كان واقفا مستضعفا فكبر وقل: اللهم اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم.


[ 513 ]

17 – على بن ابراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن رجل عن سليمان بن خالد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: يقول: أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمدا رسول الله اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، اللهم صل على محمد وآل محمد وتقبل شفاعته وبيض وجهه واكثر تبعه، اللهم اغفر لى وارحمني وتب على، أللهم اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم، فان كان مؤمنا دخل فيها، وان كان ليس بمؤمن خرج منها. 18 – في تفسير على بن ابراهيم ثم قال جل ذكره: ان الذين كفروا يعنى بنى – أمية ينادون لمقت الله اكبر من مقتكم انفسكم إذ تدعون إلى الايمان يعنى إلى ولاية على صلوات الله عليه. 19 – وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: ربنا أمتنا اثنتين و أحييتنا اثنتين إلى قوله من سبيل قال الصادق عليه السلام: ذلك في الرجعة. 20 – اخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن جعفر بن بشير عن الحكم بن زهير عن محمد بن حمدان عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: إذا دعى الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلى الكبير يقول: إذا ذكر الله وحده بولاية من أمر الله بولايته كفرتم، وإن يشرك به من ليست له ولاية تؤمنوا. 21 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن على بن أسباط عن على بن منصور عن ابراهيم بن عبد الحميد عن الوليد بن صبيح عن أبى عبد الله عليه السلام: (ذلك بأنه إذا دعى الله وحده وأهل الولاية كفرتم). 22 – في نهج البلاغة كبير لا يوصف بالخفاء. 23 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: هو الذى يريكم آياته يعنى الائمة صلوات الله عليهم الذين أخبرنا الله عزوجل ورسول الله صلى الله عليه واله بهم، وقوله: رفيع الدرجات ذو العرش يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده قال: روح القدس عليه السلام، وهو خاص لرسول الله والائمة


[ 514 ]

صلوات الله عليهم، وقوله عزوجل: لينذر يوم التلاق قال: يوم يلتقى أهل السموات والارض 24 – في كتاب معاني الاخبار ابى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم ابن محمد الاصفهانى عن داود عن حفص بن غياث عن أبى عبد الله عليه السلام قال: يوم التلاق يوم يلتقى أهل السماء وأهل الارض. 25 – في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن بكران النقاش رحمه الله بالكوفة، قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنى على بن الحسن بن فضال عن أبيه عن ابى الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام قال: حدثنى أبى عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه السلام في ا ب ت ث أنه قال: الالف الآء الله إلى قوله عليه السلام: فالميم ملك الله يوم لا مالك غيره، ويقول الله عزوجل: لمن الملك اليوم ثم تنطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه فيقولون: لله الواحد القهار فيقول الله جل جلاله: اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب. 26 – في نهج البلاغة وأنه سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده لا شئ معه كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها بلا وقت ولا مكان ولا حين ولا زمان، عدمت عند ذلك الآجال والاوقات، وزالت السنون والساعات، فلا شئ الا الله الواحد القهار الذى إليه مصيرجميع الامور، بلا قدرة منها كان ابتداء خلقها، و بغير امتناع منها كان فناؤها، ولو قدرت على الامتناع لدام بقاؤها. 27 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن زيد النرسى عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا أمات الله أهل الارض لبث كمثل ما خلق الله الخلق، ومثل ما أمات أهل الارض وأهل سماء الدنيا وأضعاف ذلك، ثم امات اهل سماء الدنيا ثم لبث مثل ما خل الله الخلق ومثل ما امات اهل الارض واهل سماء الدنيا واضعاف ذلك ثم أمات أهل السماء الثانية ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ما أمات أهل الارض وأهل السماء الدنيا والسماء الثانية وأضعاف ذلك، ثم أمات أهل السماء الثالثة ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ما أمات أهل الارض واهل سماء الدنيا والسماء الثانية والثالثة وأضعاف ذلك، في كل سماء مثل ذلك وأضغاف ذلك، ثم أمات


[ 515 ]

ميكائيل ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله واضعاف ذلك ثم امات جبرئيل عليه السلام ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم أمات أسرا فيل عليه السلام، ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم أمات ملك الموت، ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم يقول الله عزوجل: (لمن الملك اليوم) فيرد الله على نفسه (لله الواحد القهار) أين الجبارون ؟ وأين المتكبرون ؟ وأين الذين ادعوا معى الها آخر ؟ أين المتكبرون ونخوتهم ؟ ثم يبعث اخلق، قال عبيد بن زرارة: فقلت: ان هذا الامر كله يطول بذلك ؟ فقال: أرأيت ما كان هل علمت به ؟ فقلت: لا، قال: فكذلك هذا. 28 – حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الاحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبى فاختة عن على بن الحسين عليهما السلام قال: سئل عن – النفختين كم بينهما ؟ قال: ما شاء الله، فقيل له: فأخبرني يابن رسول الله كيف ينفخ فيه ؟ فقال: أما النفخة الاولى فان الله يأمر اسرافيل فيهبط إلى الدنيا ومعه الصور، و للصور رأس واحد وطرفان، وبين طرف كل رأس منهما إلى الآخر مثل ما بين السماء والارض، قال: فإذا رأت الملائكة اسرافيل قد هبط إلى الدنيا ومعه الصور، قالوا: قد أذن الله في موت أهل الارض وفى موت أهل السماء، قال فيهبط اسرافيل بحضيرة بيت المقدس ويستقبل الكعبة، فإذا رأوه أهل الارض قالوا: قد اذن الله في موت أهل الارض فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذى يلى أهل الارض، فلا يبقى في الارض ذو روح الا صعق ومات، ويخرج الصوت من الطرف الذى يلى السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح الا صعق ومات الا اسرافيل، قال،: فيقول الله لاسرافيل: يا اسرافيل مت فيموت اسرافيل، فيمكثون في ذلك ما شاء الله، ثم يأمر السماوات فتمور ويأمر الجبال فتسير، وهو قوله: (يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا) يعنى تبسط و (تبدل الارض غير الارض) يعنى بارض لم تكسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة، ويعيد عرشه على الماء كما كان أول مرة مستقلا بعظمته و قدرته، قال: فعند ذلك ينادى الجبار جل جلاله بصوت من قبله جهورى يسمع أقطار


[ 516 ]

السماوات والارضين: (لمن الملك اليوم) فلم يحبه مجيب، فعند ذلك يقول الجبار عزوجل مجيبا لنفسه: (لله الواحد القهار) وانا قهرت الخلائق كلهم فأمتهم انى أنا الله لا اله الا أنا وحدي لا شريك لى ولا وزير وأنا خلقت خلقي بيدى الخ وقد سبق آخر الزمر. 29 – في مجمع البيان (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت) وفى الحديث ان الله تعالى يقول: انا المالك انا الديان لا ينبغى لاحد من أهل الجنة ان يدخل الجنة ولا لاحد من اهل النار ان يدخل النار وعنده مظلمة حتى أقصه منه ثم تلا هذه الآية. 30 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبى المعزا قال: حدثنى يعقوب الاحمر قال: دخلنا على أبى عبد الله عليه السلام نعزيه باسمعيل فترحم عليه ثم قال: ان الله عزوجل نعى إلى نبيه صلى الله عليه واله نفسه فقال: (انك ميت وانهم ميتون) وقال: (كل نفس ذائقة الموت) ثم انشأ يحدث فقال: انه يموت أهل الارض حتى لا يبقى أحد، ثم يموت أهل السماء حتى لا يبقى أحد الا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل عليهم السلام، قال: فيجيئ ملك الموت حتى يقوم بين يدى الله عزوجل فيقال: من بقى – وهو أعلم – ؟ فيقول: يا رب لم يبق الا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل، فيقال له: قل لجبرئيل وميكائيل فليموتا، فيقول الملائكة (1) عند ذلك: يا رب رسوليك وأمينيك ؟ فيقول انى قد قضيت على كل نفس فيها الروح الموت، ثم يجئ ملك الموت حتى يقف بين يدى الله عزوجل فيقال له من بقى ؟ – وهو أعلم – فيقول، يا رب لم يبق الا ملك الموت و حملة العرش، فيقال: قل لحملة العرش فليموتوا، قال: ثم يجئ كئيبا حزينا لا يرفع طرفه فيقال له: من بقى ؟ – وهو أعلم – فيقول: يا رب لم يبق الا ملك الموت، فيقال له: مت يا ملك الموت فيموت، ثم يأخذ الارض والسماوات بيمينه (2)


(1) أي حملة العرش. (2) اشارة إلى قوله تعالى (والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه) في سورة الزمر: 66 وقد مر تفسيره في كلام الائمة عليهم السلام وغيره مما ذكره المفسرون في السورة السابقة تحت رقم (110) فراجع. [ * ]

[ 517 ]

ويقول: أين الذين كانوا يدعون معى شريكا ؟ أين الذين كانوا يجعلون معى – الها آخر ؟. 31 – في روضة الكافي كلام لعلى بن الحسين عليهما السلام يقول فيه: واعلم يابن آدم ان وراء هذا أعظم وافظع واوجع للقلوب يوم القيامة، وذلك يوم الازفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين. 32 – حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن محمد بن أبى عمير عن موسى بن جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: يا ابا احمد ما مؤمن يرتكب ذنبا الا ساءه ذلك وندم عليه، وقد قال النبي صلى الله عليه واله: كفى بالندم توبة وقال عليه السلام: من سرته حسنته وسائته سيئته فهو مؤمن فان لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة وكان ظالما، والله تعالى يقول: ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع. 33 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى عبد الرحمن بن سلمة الحريري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: يعلم خائنة الاعين فقال: ألم تر إلى الرجل ينظر إلى الشئ وكأنه لا ينظر فذلك خائنة الاعين. 34 – في مجمع البيان وفى الخبر ان النظرة الاولى لك والثانية عليك، فعلى هذا يكون الثانية محرمة فهى المراد بخائنة الاعين. 35 – وفيه قال عليه السلام لاصحابه يوم فتح مكة وقد جاء عثمان بعبد الله بن سعد بن أبى سرح يستأمنه منه وكان صلى الله عليه واله قبل ذلك أهدر دمه وأمر بقتله، فلما رأى عثمان إستحيى من رده وسكت طويلا ليقتله بعض المؤمنين ثم أمنه بعد تردد المسألة من عثمان وقال: اما كان منكم رجل رشيد يقوم إلى هذا فيقتله ؟ فقال له عباد بن بشر: يا رسول الله ان عينى ما زالت في عينك انتظارا أن تؤمى فأقتله، فقال عليه السلام: ان الانبياء لا يكون لهم خائنة أعين. 36 – في نهج البلاغة قسم أرزاقهم وأحصى آثارهم واعمالهم وعدد أنفاسهم و خائنة أعينهم وما تخفى صدورهم من الضمير.


[ 518 ]

37 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى اسماعيل بن منصور أبى زياد عن رجل عن ابى عبد الله عليه السلام في قول فرعون: ذروني أقتل موسى ما كان يمنعه ؟ قال: منعته رشدته، ولا يقتل الانبياء ولا أولاد الانبياء الا أولاد الزنا. 38 – في بصائر الدرجات محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال عن الحسن ابن عثمان عن يحيى الحلبي عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام قال له رجل وأنا عنده: أن الحسن البصري يروى ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: من كتم علما جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار ؟ فقال: كذب ويحه فأين قول الله تعالى: وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه اتقتلون رجلا ان يقول ربى الله ثم مد بها بصره فقال: فليذهبوا حيث شاؤا، أما والله لا يجدون العلم الا هيهنا ثم سكت ساعة، ثم قال: عند آل محمد. 39 – في تفسير على بن ابراهيم وكان خازن فرعون مؤمنا بموسى عليه السلام قد كتم ايمانه ستمأة سنة وهو الذي قال الله عزوجل: (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله). 40 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك قوله عزوجل إلى أن قال: وأما الحادى عشر فقول الله عزوجل في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا ان يقول ربى الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم) إلى تمام الاية فكان ابن خال فرعون، فنسبه إلى فرعون بنسبه، ولم يضفه إليه بدينه وكذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله صلى الله عليه واله بولادتنا منه، وعممنا الناس بالدين فهذه الفرق بين الال والامة، فهذه الحادية عشرة. 41 – في اصول الكافي بعض اصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ثم مدح الله القلة، وقال: (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا ان يقول ربى الله).


[ 519 ]

42 – في امالي الصدوق باسناده إلى عبد الرحمن بن أبى ليلى رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذى يقول (فاتبعوا المرسلين إتبعوا من لا يسئلكم أجرا وهم مهتدون) وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلي بن ابى طالب وهو أفضلهم. 43 – في مجمع البيان قال أبو عبد الله عليه السلام: التقية من دينى ودين آبائى و لا دين لمن لا تقية له، والتقية ترس الله في الارض، لان مؤمن آل فرعون لو أظهر الاسلام لقتل. 44 – في كتاب معاني الاخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الاصفهانى عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يوم التناد يوم ينادى أهل النار أهل الجنة: أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله. 45 – في مجمع البيان في كتاب النبوة بالاسناد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت: فكان يوسف رسولا نبيا ؟ قال: نعم، أما تسمع قول الله عزوجل: لقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات. 46 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى عهد إلى آدم إلى أن قال عليه السلام: وكان بين موسى ويوسف عليهم السلام الانبياء. 47 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان يعنى بغير حجة يخاصمون اتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار فانه حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن منصور بن يونس عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان في النار لنار يتعوذ منها أهل النار، ما خلقت الا لكل جبار عنيد. ولكل شيطان مريد، ولكل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب، ولكل ناصب العداوة لآل محمد صلوات الله عليهم وقال: ان أهون الناس عذابا يوم القيامة لرجل


[ 520 ]

في ضحضاح (1) من نار عليه نعلان من نار وشراكان من نار يغلى منها دماغه كما يغلى المرجل (2) ما يرى ان في النار أحدا أشد عذابا منه، وما في النار أحد أهون عذابا منه. 48 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: وأما قوله عزوجل: فاولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب فان رسول الله صلى الله عليه واله قال: قال الله عزوجل: لقد خفت كرامتي – أو قال: مودتي – لمن يراقبني ويتحاب بجلالي ان وجوههم يوم القيمة من نور على منابر من نور عليهم ثياب خضر، قيل من هم يا رسول الله ؟ قال: قوم ليسوا أنبياء و لا شهداء، ولكنهم تحابوا بجلال الله ويدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب نسأل الله أن يجعلنا منهم برحمته. 49 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبى عمير عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله عليه السلام قيل له: ان أبا الخطاب يذكر عنك انك قلت له: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت، قال: لعن الله أبا الخطاب، والله ما قلت هكذا، ولكني قلت: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خيريقبل منك ان الله عزوجل يقول: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حيوة طيبة. 50 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: المفوض أمره إلى الله في راحة الابد، والعيش الدائم الرغد (3) والمفوض حقا هو الفاني عن كل همة دون الله تعالى، كما قال أمير المؤمنين على عليه السلام: رضيت بما قسم الله لى، وفوضت أمرى إلى خالقي كما أحسن الله فيما مضى كذلك يحسن فيما بقى، قال الله عزوجل في المؤمن من آل فرعون: وأفوض أمرى إلى الله ان الله بصير بالعباد فوقاه الله سيئات


(1) الضحضاح في الاصل ماء رقيق على وجه الارض ما يبلغ الكعبين فاستعير للنار (عن هامش بعض النسخ). (2) المرجل – بالكسر: القدر من النحاس. (3) عيشة رغد: واسعة طيبة. [ * ]

[ 521 ]

ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب والتفويض خمسة أحرف [ ت ف وى ض ] (1) لكل حرف منها حكم (فمن أتى باحكامه فقد اتى به (التاء) من تركه التدبير في الدنيا و (الفاء) من فناء كل همة غير الله تعالى و (الواو) من وفاء العهد وتصديق الوعد و (الياء) اليأس من نفسك واليقين من ربك و (الضاد) من الضمير الصافى لله والضرورة إليه، والمفوض لا يصبح الا سالما من جميع الآفات ولا يمسى الا معافا بدينه 51 – في تهذيب الاحكام باسناده إلى الحسن بن على عن عبد الملك الزيات عن رجل عن كرام عن أبى عبد الله عليهما السلام: قال: أربع لاربع إلى قوله: والاخرى للمكر والسوء (وأفوض أمرى إلى الله وفوضت امرى إلى الله) قال الله عزوجل: (فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب). 52 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن على بن النعمان عن أيوب بن الحر عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (فوقاه الله سيئات ما مكروا) قال: اما لقد سطوا عليه وقتلوه ولكن أتدرون ما وقاه، وقاه ان يفتنوه في دينه. في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن النعمان وذكر إلى آخر ما نقلناه عن البرقى سواء. 53 – في كتاب الخصال عن الصادق جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال عجبت لمن يفزع من أربع كيف لا يفزع إلى اربع إلى قوله: وعجبت لمن مكر به كيف لا يفزع إلى قوله: (وأفوض امرى إلى الله ان الله بصير بالعباد) فانى سمعت الله تعالى يقول بعقبها: (فوقاه الله سيأت ما مكروا). 54 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (فوقاه الله سيئات ما مكروا) يعنى مؤمن آل فرعون فقال أبو عبد الله عليه السلام والله لقد قطعوه اربا اربا ولكن وقاه الله عزوجل ان يفتنوه عن دينه. 55 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أبى عبد الله عليه السلام حديث


(1) ما بين العلامتين غير موجود في المصدر. [ * ]

[ 522 ]

طويل يذكر فيه حزقيل عليه السلام وان قوم فرعون وشوا به (1) إلى فرعون وقالوا: ان حزقيل يدعو إلى مخالفتك ويعين أعدائك على مضادتك، فقال لهم فرعون: ابن عمى وخليفتي على ملكى وولى عهدي ان فعل ما قلتم فقد استحق العذاب على كفره نعمتي، فان كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم أشد العقاب لا يثاركم الدخول في مساءته، فجاء بحزقيل وجاء بهم فكاشفوه وقالوا: انت تجحد ربوبية فرعون الملك وتكفر نعماه ؟ فقال حزقيل: ايها الملك هل جربت على كذبا قط ؟ قال: لا، قال: فسلهم من ربهم ؟ قالوا: فرعون، قال: ومن خالقكم ؟ قالوا: فرعون قال: من رازقكم الكافل لمعايشكم والدافع عنكم مكارهكم ؟ قالوا: فرعون هذا قال حزقيل: ايها الملك فأشهدك وكل من حضرك ان ربهم هو ربى، وخالقهم هو خالقي ورازقهم هو رازقي ومصلح معايشهم هو مصلح معايشى لا رب لى ولا خالق ولا رازق غير ربهم وخالقهم ورازقهم واشهدك ومن حضرك ان كل رب وخالق ورازق سوى ربهم وخالقهم ورازقهم فانا منه برئ من ربوبيته وكافر بالهيته، يقول حزقيل هذا وهويعنى ان ربهم هو الله ربى، ولم يقل ان الذى قالوا بهم انه ربهم هو ربى وخفى هذا المعنى على فرعون ومن حضره، وتوهموا أنه يقول فرعون ربى و خالقي ورازقي، فقال لهم فرعون: يا رجال السوء ويا طلاب الفساد في ملكى و مريدي الفتنة بينى وبين ابن عمى وهو عضدي، انتم المستحقون لعذ ابى لارادتكم فساد أمرى، وإهلاك ابن عمى والفت في عضدي (2) ثم أمر بالاوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتدا وفى عضده وتدا وفى صدوره وتدا وامر اصحاب أمشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من أبدانهم، فذلك ما قال الله تعالى: (فوقاه الله سيئات ما مكروا) وكان سبب هلاكهم لما وشوابه إلى فرعون ليهلكوه وحاق بآل فرعون سوء العذاب وهم الذين وشوا بحزقيل إليه لما أوتد فيهم الاوتاد، ومشط عن أبدانهم لحومها بالامشاط. 56 – في تفسير على بن ابراهيم وقال رجل لابي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قول الله عزوجل: النار يعرضون عليها غدوا وعشيا فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما يقول


(1) وشى بفلان إلى السلطان: نم عليه وسعى به. (2) فت في عضده: كسر قوته وفرق عنه أعوانه. [ * ]

[ 523 ]

الناس ؟ فقال: يقولون إنها في نار الخلد وهم لا يعذبون فيما بين ذلك، فقال عليه السلام: فهم من السعداء فقيل له: جعلت فداك فكيف هذا ؟ فقال: إنما هذا في الدنيا، فاما في نار الخلد فهو قوله: ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون اشد العذاب. 57 – حدثنى أبى عن إبن أبى عمير عن هشام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال: رسول الله صلى الله عليه واله: لما أسرى بى إلى السماء رأيت قوما يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر أن يقوم من عظم بطنه، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل ؟ قال هؤلاء الذين يأكلون الربوا لا يقومون الا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس وإذا هم لبسبيل آل فرعون يعرضون على النار غدوا وعشيا، يقولون: ربنا متى يقوم الساعة ؟. 58 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن محمد بن عثمان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن أرواح المشركين فقال: في النار يعذبون يقولون: ربنا لا تقم الساعة ولا تنجز لنا وعدتنا ولا تلحق آخرنا باولنا. 59 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمان بن أبى نجران عن مثنى عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان أرواح الكفار في نار جهنم يعرضون عليها يقولون ربنا لا تقم لنا الساعة، ولا تنجز لنا ما وعدتنا، ولا تلحق آخرنا بأولنا. 60 – محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد باسناد له قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: شر بئر في النار برهوت الذى فيه أرواح الكفار. 61 – على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: شر ماء على وجه الارض ماء برهوت، وهو واد بحضرموت يرد عليه هام الكفار وصداهم (1). 62 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان قال: حدثنى من سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا احتضر الكافر حضره رسول الله صلى الله عليه واله وعلى عليه السلام وجبرئيل وملك الموت عليهما السلام فيدنو منه على عليه السلام فيقول:


(1) هام جمع هامة: رأس كل شئ. ورئيس القوم وسيدهم. والصدى: الرجل اللطيف الجسد، قال الفيض (ره) في الوافى: والمراد بالهامة هنا ارواح الكفار وابدانهم المثالية. [ * ]

[ 524 ]

يا رسول الله ان هذا كان يبغضنا أهل البيت فأبغضه [ ويقول رسول الله صلى الله عليه واله: يا جبرئيل ان هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله فابغضه ] (1) فيقول جبرئيل للملك الموت: ان هذا كان يبغض الله ورسوله واهل بيت رسوله فابغضه وأعنف عليه، فيدنو منه ملك الموت فيقول: يا عبد الله أخذت فكاك رهانك، أخذت أمان براءتك تمسكت بالعصمة الكبرى في الحيوة الدنيا، فيقول: لا فيقول أبشر يا عدو الله بسخط الله عزوجل و عذابه والنار، أما الذى كنت تحذره فقد نزل بك، ثم يسل نفسه سلا عنيفا، ثم يوكل بروحه ثلاثمأة شيطان كلهم يبزق في وجهه ويتأذى بروحه، فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النار فيدخل عليه من قيحها ولهبها (2) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 63 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن غالب بن عثمان عن بشير الدهان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: يجيئ الملكان منكر ونكير إلى الميت حين يدفن إلى أن قال: وإذا كان من الرجل كافرا دخلا عليه و أقيم الشيطان بين يديه عيناه من نحاس، فيقولون له: من ربك وما دينك وما يقول في هذا الرجل الذى قد خرج من بين ظهرانيكم ؟ فيقول: لا أدرى، فخليا بينه وبين الشيطان، فيسلط عليه في قبره تسعة وتسعين تنينا (3) لو أن تنينا واحدا منها نفخ في الارض ما أنبتت شجرا أبدا، ويفتح له باب إلى النار ويرى مقعده فيها. 64 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمان عن عبد الله بن القاسم عن أبى بكر الحضرمي قال: قلت لابي جعفر أصلحك الله من المسئولون في قبورهم ؟ قال: من محض الايمان ومن محض الكفر، قال: قلت: فبقية هذا الخلق ؟ قال: يلهى والله عنهم وما يعبأ بهم قال: قلت وعما يسئلون ؟ قال: عن الحجة القائمة بين أظهركم، فيقال للمؤمن: ما تقول في فلان بن


(1) ما بين العلامتين انما هو في المصدر دون النسخ الموجودة عندي من الكتاب. (2) القيح: سطوة الحر وفورانه. واللهب: اشتعال النار إذا خلص من دخان. (3) التنين كسكين الحية العظيمة. [ * ]

[ 525 ]

فلان ؟ فيقول: ذلك امامى فيقول: نم أنام الله عينك ويفتح له باب من الجنة، فما يزال يتحفه من روحها إلى يوم القيامة، ويقال للكافر: ما تقول في فلان بن فلان ؟ قال: فيقول: قد سمعت به وما أدرى ما هو، قال: فيقال له: لا دريت (1) قال: ويفتح له باب من النار فلا يزال يتحفه من حرها إلى يوم القيامة. 65 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابراهيم بن أبى البلاد عن بعض أصحابه عن أبى الحسن موسى عليه السلام قال: يقال للمؤمن في قبره: من ربك ؟ إلى أن قال ويقال للكافر من ربك ؟ فيقول: الله ربى، فيقال: من نبيك ؟ فيقول: محمد صلى الله عليه واله، فيقال: ما دينك ؟ فيقول: الاسلام، فيقال: من اين علمت ذلك ؟ فيقول: سمعت الناس يقولون فقلت، فيضر بانه بمرزبة (2) لو اجتمع عليها الثقلان الانس والجن لم يطيقوها، قال: فيذوب كما يذوب الرصاص، ثم يعيدان فيه الروح فيوضع قلبه بين لوحين من نار، فيقول: يا رب أخر قيام الساعة. 66 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن ضريس الكناسى قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ان لله تعالى نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار ويأكلون من زقومها ويشربون من حميمها ليلهم، فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له برهوت اشد حرا من نيران الدنيا كانوا فيه يتلاقون ويتعارفون، فإذا كان المسا عادوا إلى النار، فهم كذلك إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 67 – في مجمع البيان وعن نافع عن ابن عمر، ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: ان احدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، فان كان من أهل الجنة فمن الجنة و ان كان من أهل النار فمن النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة، أورده البخاري والمسلم في الصحيح.


(1) قال المجلسي (ره): (دريت) الظاهر انه دعاء عليه ويحتمل ان يكون استفهاما على الانكار أي علمت وتمت لك الحجة في الدنيا، وانما جحدت لشقاوتك، أو كان عدم العلم لتقصيرك. (2) المرزبة: عصية من حديد. [ * ]

[ 526 ]

68 – في مصباح شيخ الطائفة قدس سره خطبة لامير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقول عليه السلام: وتقربوا إلى الله بتوحيده وطاعة من أمركم أن تطيعوه ولا تمسكوا بعصم الكوافر، ولا يخلج بكم الغى فتضلوا عن سبيل الرشاد باتباع اولئك الذين ضلوا وأضلوا، قال الله عز من قائل في طائفة ذكرهم بالذم في كتابه: (انا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا) إلى قوله وقال تعالى: واذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار من عذاب الله من شئ (قالوا لو هدانا الله لهديناكم) افتدرون الاستكبار ما هو ؟ هو ترك الطاعة لمن أمروا بطاعته، والترفع على من ندبوا إلى متابعته، والقرآن ينطق من هذا كثير ان تدبره متدبر زجره ووعظه. 69 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت قول الله تبارك وتعالى: انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحيوة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد قال: ذلك والله في الرجعة، اما علمت ان أنبياء كثيرة لم ينصروا في الدنيا وقتلوا، وائمة من بعدهم قتلوا ولم ينصروا، وذلك في الرجعة. 70 – حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن ابن عيينة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى ليمن على عبده المؤمن يوم القيامة فيأمره ان يدنو منه يعنى من رحمته فيدنو حتى يضع كتفه عليه ثم يعرفه ما أنعم به عليه يقول له ألم تدعني يوم كذا وكذا بكذا وكذا فأجببت دعوتك ؟ ألم تسئلنى يوم كذا وكذا فأعطيتك مسالتك ؟ ألم تستغث بى يوم كذا وكذا وبك ضر كذا وكذا فكشفت ضرك ورحمت صوتك ؟ ألم تسئلنى مالا فملكتك ؟ ألم تستخدمني فأخذتك ؟ ألم تسئلنى أن أزوجك فلانة وهى منيعة عند أهلها فزوجناكها ؟ قال: فيقول العبد: بلى يا رب أعطيتني كلما سألتك، وكنت أسئلك الجنة ؟ فيقول الله له: فانى واهب لك ما سألتنيه الجنة لك مباحا أرضيتك ؟ فيقول المؤمن: نعم يا رب أرضيتني وقد رضيت فيقول الله عبدى انى كنت أرضى لك أحسن الجزاء فان أفضل جزائي عندك ان أسكنتك الجنة


[ 527 ]

وهو قوله عزوجل: ادعوني استجب لكم. 71 – حدثنى أبى عن محمد بن أبى عمير عن جميل عن أبى عبد الله عليه السلام: قال له رجل: جعلت فداك ان الله يقول: (أدعوني استجب لكم) وانا ندعو فلا يستجاب لنا ؟ قال: لانكم لا توفون لله بعهده وان الله يقول: (أوفوا بعهدي اوف بعهدكم) والله لو وفيتم لله لوفى لكم. 72 – في نهج البلاغة من أعطى الدعاء لم يحرم الاجابة، قال الله عزوجل (أدعوني استجب لكم). 73 – في من لا يحضره الفقيه خطبة لامير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الجمعة وفيها: وأكثروا فيه التضرع والدعاء ومسألة الرحمة والغفران، فان الله عزوجل يستجيب لكل من دعاه، ويورد النار من عصاه، وكل مستكبر عن عبادته. قال الله عزوجل: أدعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. 74 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: ألست تقول: يقول الله تعالى: (أدعوني استجب لكم) وقد نرى المضطر يدعوه فلا يجاب له ؟ والمطيع (1) يستضره على عدوه فلا ينصره قال: ويحك ما يدعوه أحد الا استجاب له، أما الظالم فدعاؤه مردود إلى أن يتوب إليه، واما المحق فانه إذا دعاه استجاب له وصرف عنه البلاء من حيث لا يعلم، أو ادخر له ثوابا جزيلا ليوم حاجته إليه، وان لم يكن الامر الذى سأل العبد خيرا له ان أعطاه امسك عنه، والمؤمن العارف بالله ربما عز عليه أن يدعوه فيما لا يدرى أصواب ذلك أم خطاء. 75 – في ادعية الصحيفة السجادية وقلت: (أدعوني أستجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) فسميت دعاءك عبادة، وتركه إستكبارا وتوعدت على تركه دخول جهنم داخرين. 76 – في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى أبى عبد الله عن أبيه عليهما السلام


(1) وفى المصدر وكذا المنقول عنه في نسخة البحار (والمظلوم). مكان (والمطيع). [ * ]

[ 528 ]

عى النبي صلى الله عليه واله قال: مما أعطى الله أمتى وفضلهم به على ساير الامم، أعطاهم ثلاث خصال لم يعطها الا نبى، إلى قوله: كان إذا بعث نبيا قال له: إذا أحزنك أمر تكرهه فاد عنى استجب لك، وان الله تعالى اعطى امتى ذلك حيث يقول: (ادعوني استجب لكم). 77 – في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى باسناده إلى حفص بن غياث النخعي قال سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: إذا اراد احدكم ان لا يسأل ربه تعالى شيئا الا أعطاه فلييأس من الناس كلهم ولا يكون له رجاءا الا عند الله عزوجل، فإذا علم الله تعالى ذلك من قلبه لم يسأله شيئا الا أعطاه. 78 – في مجمع البيان وقد روى معاوية بن عمار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلني الله فداك ما تقول في رجلين دخلا المسجد جميعا كان أحدهما أكثر صلوة والآخر أكثر دعاءا فأيهما أفضل ؟ قال: كل حسن قلت: قد علمت ولكن أيهما أفضل ؟ قال: اكثرهما دعاءا أما تسمع قول الله تعالى: (أدعوني أستجب لكم) إلى آخر الاية، وقال: هي العبادة الكبرى. 79 – وروى زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في هذه الاية قال: هو الدعاء، وأفضل العبادة الدعاء. 80 – في اصول الكافي باسناده إلى المعلى بن خنيس عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: قال الله عزوجل: من إستذل عبدى المؤمن فقد بارزنى بالمحاربة إلى قوله عزوجل: وأنه ليدعوني في الامر فاستجيب له بما هو خير له. 81 – على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبى – جعفر عليه السلام قال: ان الله عزوجل يقول: (ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) قال: هو الدعاء وأفضل العبادة الدعاء. 82 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن اسماعيل وابن محبوب جميعا عن حنان بن سدير عن أبيه قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: أي العبادة أفضل ؟ فقال: ما شئ أفضل عند الله عزوجل من ان يسأل ويطلب ما عنده، وما من أحد أبغض إلى الله


[ 529 ]

عزوجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسئل ما عنده. 83 – على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ادع ولا تقل قد فرغ من الامر، فان الدعاء هو العبادة ان الله عزوجل يقول: (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) وقال: (أدعوني استجب لكم). 84 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن عبيد بن زرارة عن أبيه عن رجل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الدعاء هو العبادة التى قال الله عزوجل: (ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) ادع الله عزوجل ولا تقل إن الله قد فرغ منه قال زرارة: انما يعنى لا يمنعك ايمانك بالقضاء والقدر أن تبالغ بالدعاء وتجتهد فيه – أو كما قال -. 85 – على بن ابراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عمن حدثه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: آيتان في كتاب الله عزوجل أطلبهما فلا أجدهما ؟ قال: وما هما ؟ قلت: قول الله عزوجل: (ادعوني استجب لكم) فندعوه ولا نرى اجابة ؟ قال أفترى الله عزوجل أخلف وعده ؟ قلت: لا، قال: فمم ذلك ؟ قلت: لا أدرى، قال: لكنى أخبرك من أطاع الله عزوجل فيما أمره ثم دعاه من جهة الدعاء أجابه، قلت: وما جهة الدعاء ؟ قال: تبدء فتحمد الله وتذكر نعمه عندك، ثم تشكره ثم تصلى على النبي صلى الله عليه واله ثم تذكر ذنوبك فتقر بها ثم تستعيذ منها، فهذا جهة الدعاء والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 86 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن ابن بكير عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان في كتاب امير المؤمنين عليه السلام ان المدحة قبل المسألة، فإذا دعوت الله عزوجل فمجده قلت: كيف أمجده ؟ قال: تقول: يا من هو أقرب الي من حبل الوريد يا فعالا لما يريد يا من يحول بين المرء وقلبه يا من هو بالمنظر الاعلى يا من ليس كمثله شئ. 87 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على عن حماد بن عثمان عن الحارث بن المغيرة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أردت ان تدعو فمجد الله


[ 530 ]

عزوجل واحمده وسبحه وهلله واثن عليه، وصل على محمد وآله صلى الله عليه واله، ثم سل تعط. 88 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن عيص بن القاسم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا طلب احدكم الحاجة فليثن على ربه وليمدحه، فان الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيأ له من الكلام احسن ما يقدر عليه، فإذا طلبتم الحاجة فمجدوا الله العزيز الجبار وامدحوه واثنوا عليه، تقول: (يا اجود من اعطى ويا خير من سئل يا ارحم من استرحم يا احد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا يا من يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ويقضى ما احب، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو بالمنظر الاعلى، يا من ليس كمثله شئ، يا سميع يا بصير. واكثر من اسماء الله عزوجل فان اسماء الله كثيرة، وصل على محمد وآله وقل: اللهم اوسع على من رزقك الحلال ما اكف به وجهى واؤدى به عن امانتي وأصل به رحمى، ويكون عونا لى في الحج والعمرة) وقال: إن رجلا دخل المسجد فصلى ركعتين ثم سأل الله عزوجل: فقال رسول الله صلى الله عليه واله: عجل العبد ربه، وجاء آخر فصلى ركعتين ثم اثنى على الله عزوجل وصلى على النبي صلى الله عليه واله فقال رسول الله صلى الله عليه واله: سل تعط. 89 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن أسباط عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من سره أن تستجاب دعوته فليطب مكسبه. 90 – على بن ابراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن غير واحد من أصحابنا قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان العبد الولى لله يدعو الله عزوجل في الامر ينوبه (1) فقال للملك الموكل: اقض لعبدي حاجته ولا تعجلها فانى أشتهى ان اسمع نداءه وصوته، و ان العبد العدو لله ليدعو الله عزوجل في الامر ينوبه فيقال للملك الموكل: اقض حاجته وعجلها فانى أكره أن اسمع نداءه وصوته، قال: فيقول الناس: ما اعطى هذا الا لكرامته، ولا منع هذا الا لهوانه.


(1) نابه الامر وانتابه: أصابه. وفى بعض النسخ (ينويه) بالياء في الموضعين. [ * ]

[ 531 ]

91 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لا يزال المؤمن بخير ورجاء، رحمة من الله عزوجل ما لم يستعجل فيقنط ويترك الدعاء، قلت له: كيف يستعجل ؟ قال: يقول قد دعوت منذ كذا وكذا وما أرى الاجابة. 92 – الحسين بن محمد عن أحمد بن اسحاق عن سعدان بن مسلم عن اسحاق ابن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان المؤمن ليدعو الله عزوجل في حاجته فيقول الله عزوجل: أخروا اجابته شوقا إلى صوته ودعائه، فإذا كان يوم القيامة قال الله عزوجل: عبدى ! دعوتني فأخرت اجابتك وثوابك كذا وكذا، دعوتني في كذا وكذا فأخرت اجابتك وثوابك كذا وكذا، قال: فيتمنى المؤمن أنه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى من حسن الثواب. 93 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى على محمد وآل محمد (1). 94 – على بن محمد عن ابن جمهور عن أبيه عن رجاله قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من كانت له إلى الله عزوجل حاجة فليبدأ بالصلوة على محمد وآله ثم يسئل حاجته، ثم يختم بالصلوة على محمد وآل محمد، فان الله عزوجل أكرم من أن يقبل الطرفين ويدع الوسط، إذا كانت (2) الصلوة على محمد وآل محمد لا تحجب عنه. 95 – في الكافي الحسين بن محمد على معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن الحسن بن الحارث بن المغيرة أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن فضل الدعاء بعد الفريضة على الدعاء بعد النافلة كفضل الفريضة على النافلة، قال: ثم قال: ادعه ولا تقل قد فرغ من الامر، فان الدعاء هو العبادة ان الله عزوجل يقول: (إن الذين يستكبرون


(1) وللمحدث الكاشانى (ره) بيان لطيف في معنى الصلوة على النبي صلى الله عليه واله من الله تعالى ومن ملائكته عزوجل الناس وكيفيته ولا يسعنا ايراده لطوله فراجع ج 2 صفحة 226 من كتاب الوافى. (6) وفى بعض النسخ (إذ) مكان (إذا). [ * ]

[ 532 ]

عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) وقال: (أدعوني أستجب لكم) وقال: إذا أردت ان تدعو فمجده واحمده وسبحه وهلله واثن عليه وصل على النبي صلى الله عليه واله، ثم سل تعط. 96 – في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزى عليه السلام حديث طويل وفيه قال الرضا عليه السلام: يا جاهل فإذا علم الشئ فقد أراده قال سليمان: أجل، قال: فإذا لم يرده لم يعلمه، قال سليمان: أجل، قال: من أين قلت ذاك وما الدليل على ان ارادته علمه ؟ وقد يعلم ما لا يريده أبدا وذلك قوله تعالى: (و لئن شئنا لنذهبن بالذى أوحينا اليك) فهو يعلم كيف يذهب به ولا يذهب به أبدا ؟ قال سليمان: لانه قد فرغ من الامر فليس يزيد فيه شيئا، قال الرضا عليه السلام: هذا قول اليهود فكيف قال: (ادعوني أستجب لكم) ؟ قال سليمان: انما عنى بذلك أنه قادر عليه، قال: أفيعد ما لا يفى به فكيف قال: (يزيد في الخلق ما يشاء) وقال عزوجل: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) وقد فرغ من الامر ؟ فلم يحر جوابا (1) 97 – في كتاب الخصال عن الوليد بن صبيح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كنت عنده وعنده جفنة من رطب، فجاء سائل فأعطاه، ثم جاء سائل فاعطاه ثم جاء سائل آخر فقال: وسع الله عليك، ثم قال: إن رجلا لو كان له مال يبلغ ثلاثين أو أربعين ألفا ثم شاء ان لا يبقى منه شئ الا قسمه في حق فعل، فيبقى لا مال له، فيكون من الثلاثة الذين يرد دعاؤهم عليهم قال: قلت: جعلت فداك من هم ؟ قال: من رزقه الله مالا فأنفقه في وجوهه ثم قال: يا رب ارزقني، ورجل دعا على امرأته وهو ظالم لها، فيقال له: ألم اجعل امرها بيدك ورجل جلس في بيته وترك الطلب يقول: يا رب ارزقني فيقول عزوجل: الم اجعل لك السبيل إلى الطلب للرزق. 98 – عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: يا معاوية من أعطى ثلاثة لم يحرم ثلاثة، من أعطى الدعاء اعطى الاجابة، ومن أعطى الشكر اعطى الزيادة، ومن أعطى التوكل اعطى الكفاية، فان الله عزوجل يقول في كتابه: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) ويقول: (لئن شكرتم لازيدنكم) ويقول: (ادعوني استجب لكم).


(1) أي سكت ولم يتكلم. [ * ]

[ 533 ]

99 – عن على بن ابي طالب عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال في وصيته له: يا على أربعة لا ترد لهم دعوة: امام عادل، ووالد لولده، والرجل يدعو لاخيه بظهر الغيب، والمظلوم، يقول الله جل جلاله: وعزتي وجلالى لانتصرن لك ولو بعد حين. 100 – عن امير المؤمنين عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى أخفى اربعة في أربعة: اخفى اجابته في دعوته فلا تستصغرن شيئا من دعائه، فربما وافق اجابته وأنت لا تعلم. 101 – عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خمسة لا يستجاب لهم، رجل جعل الله بيده طلاق امرأته فهى تؤذيه وعنده ما يعطيها ولم يخل سبيلها، ورجل أبق مملوكه ثلاث مرات ولم يبعه، ورجل مر بحائط مايل وهو يقبل إليه ولا يسرع المشى حتى سقط عليه، ورجل أقرض رجلا مالا فلم يشهد عليه، ورجل جلس في بيته وقال: أللهم ارزقني ولم يطلب. 102 – عن نوف عن امير المؤمنين على بن ابي طالب عليه السلام انه قال: يا نوف اياك ان تكون عشارا أو شاعرا أو شرطيا أو عريفا (1) أو صاحب عرطبة وهى الطنبور، أو صاحب كوبة وهو الطبل، فان نبى الله صلى الله عليه واله خرج ذات ليلة فنظر إلى السماء فقال: انها الساعة التى لا ترد فيها دعوة الا دعوة عريف أو دعوة شاعر أو دعوة عاشر أو شرطى أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة. 103 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى على بن أسباط يرفعه إلى امير المؤمنين عليه السلام قال: من قرء مأة آية من القرآن من أي القرآن شاء ثم قال: يا الله سبع مرات فلو دعا على الصخرة لقلعها ان شاء الله. 104 – في كتاب التوحيد باسناده إلى موسى بن جعفر عليه السلام قال: قال قوم للصادق عليه السلام: ندعوه فلا يستجاب لنا ؟ قال: لانكم تدعون من لا تعرفونه. 105 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى الحسين بن على بن ابى حمزة الثمالى عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال


(1) العريف: القيم بأمر القوم الذى عرف بذلك وشهر وقيل: النقيب وهو دون الرئيس وقيل: العريف يكون على نفير والمنكب يكون على خمسة عرفاء ونحوها، ثم الامير فوق هؤلاء. [ * ]

[ 534 ]

رسول الله صلى الله عليه واله: حدثنى جبرئيل عن رب العزة جل جلاله انه قال من علم أنه لا اله الا انا وحدي وانك محمد عبدى ورسولي، وان على بن أبى طالب خليفتي والائمة من ولده حججى أدخله الجنة برحمتي، وأنجيه من النار بعفوى، وأوجبت له كرامتي، وأتممت عليه نعمتي، وجعلته من خاصتي وخالصتي، ان نادانى لبيته وان سألني أعطيته، وان سكت ابتدئته، وان أساء رحمته، وان فر منى دعوته، وان رجع إلى قبلته، وان قرع بابى فتحته، ومن لم يشهد ان لا اله الا انا وحدي أو شهد بذلك و لم يشهد ان محمدا عبدى ورسولي، أو شهد بذلك ولم يشهد ان على بن ابى طالب خليفتي، أو شهد بذلك ولم يشهد ان الائمة من ولده حججى، فقد جحد نعمتي وصغرعظمتى و كفربآياتى وكتبي ان قصدني حجبته وان سألني حرمته، وان نادانى لم أسمع ندائه وان دعاني لم أستجب دعاءه، وان رجاني خيبته، وذلك جزاؤه منى وما انا بظلام للعبيد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 106 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى أبى خالد الكابلي قال: سمعت زين العابدين على بن الحسين عليهما السلام يقول: الذنوب التى ترد الدعاء سوء النية وخبث السريرة والنفاق مع الاخوان، وترك التصديق بالاجابة، وتأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها، وترك التقرب إلى الله عزوجل بالبر والصدقة، و استعمال البذاء (1) والفحش في القول، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 107 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن القاسم بن محمد عن سليمان ابن داود رفعه قال: قال على بن الحسين عليهما السلام: إذا قال أحدكم لا اله الا الله فليقل: الحمد لله رب العالمين، فان الله يقول: هو الحى لا اله الا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين قال عز من قائل: ثم لتكونوا شيوخا. 108 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: يؤتى بالشيخ يوم القيمة فيدفع إليه كتابه ظاهره مما يلى الناس فلا يرى الا مساوى، فيطول ذلك عليه فيقول:


(1) بذا: سفه وأفحش في منطقه. [ * ]

[ 535 ]

يا رب أتأمرني إلى النار ؟ فيقول الجبار جل جلاله: يا شيخ انى أستحيى أن أعذبك و قد كنت تصلى لى في دار الدنيا، اذهبوا بعبدي إلى الجنة. 109 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: الذين كذبوا بالكتاب وبما ارسلنا به رسلنا إلى قوله كذلك يضل الله الكافرين فقد سماهم الله كافرين مشركين بأن كذبوا بالكتاب، وقد أرسل الله عزوجل رسله بالكتاب وبتأويله، فمن كذب بالكتاب أو كذب بما ارسل به رسله من تأويل الكتاب فهو مشرك كافر. 110 – في بصائر الدرجات على بن عباس بن عامر عن أبان عن بشير النبال عن أبى جعفر عليه السلام قال: كنت خلف أبى وهو على بغلة فنفرت بغلته فإذا شيخ في عنقه سلسلة ورجل يتبعه، فقال: يا على بن الحسين اسقنى، فقال الرجل: لا تسقه لاسقاه الله وكان الشيخ م ع وى ه. 111 – الحجال عن الحسن بن الحسين عن ابن سنان عن عبد الملك القمى عن ادريس أخيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: بينا انا وأبى متوجهان إلى مكة وأبى قد تقدمنى في موضع يقال له ضجنان، إذ جاء رجل في عنقه سلسلة يجرها فقال له: اسقنى اسقنى، قال: فصاح بى أبى: لا تسقه لا سقاه الله، ورجل يتبعه حتى جذب سلسلته و طرحه في أسفل درك من النار. 112 – أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابراهيم بن ابى البلاد عن على بن المغيرة قال: نزل أبو جعفر عليه السلام ضجنان فقال ثلاث مرات: لا غفر الله لك ثم قال لاصحابه: أتدرون لم قلت ما قلت ؟ فقالوا: لم قلت جعلنا الله فداك ؟ قال: مر م ع وى ه يجر سلسلة قد أدلى لسانه يسألنى ان أستغفر له، وأنه يقال: ان هذا واد من أودية جهنم 113 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن على ابن رئاب عن ضريس الكناسى عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك ما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد صلى الله عليه واله من المسلمين المذنبين الذين يموتون و ليس لهم امام ولا يعرفون ولايتكم ؟ فقال: أما هؤلاء فانهم في حفرهم لا يخرجون


[ 536 ]

منها، فمن كان له عمل صالح ولم يظهر منه عداوة فانه يخد له خد إلى الجنة التى خلقها الله بالمغرب فيدخل عليه الروح في حفرته إلى يوم القيامة، حتى يلقى الله ويحاسبه بحسناته [ وسيئاته ] فاما إلى الجنة واما إلى النار، فهؤلاء الموقون (1) لامر الله قال: وكذلك يفعل بالمستضعفين والبله والاطفال وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم وأما النصاب من أهل القبلة فانهم يخد لهم خد إلى النار، التى خلقها الله في المشرق، فيدخل عليهم اللهب والشرر والدخان وفورة الحميم إلى يوم القيمة، ثم بعد ذلك مصيرهم إلى الجحيم في النار يسجرون ثم قيل اينما كنتم تشركون من دون الله أي أين امامكم الذين اتخذتموه دون الامام الذى جعله الله اماما ثم قال لنبيه صلى الله عليه واله: فاصبر ان وعد الله حق فاما نرينك بعض الذى نعدهم يعنى من العذاب أو نتوفينك فالينا يرجعون. 114 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد وعلى ابن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن على بن رئاب قالوا: قال أبو جعفر عليه السلام ان لله نارا في المشرق إلى ان قال عليه السلام: فاما النصاب من أهل القبلة فانهم يخد لهم خد إلى النار التى خلقها في المشرق فيدخل عليهم منها اللهب والشرر والدخان وفورة الحميم إلى يوم القيامة. ثم مصيرهم إلى الجحيم، (ثم في النار يسجرون ثم قيل لهم أين ما كنتم تدعون من دون الله) أي أين امامكم الذى اتخذتموه دون الامام الذى جعله الله للناس اماما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 115 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: الفرح والمرح والخيلاء (2) كل ذلك في الشرك والعمل في الارض بالمعصية. 116 – في كتاب الخصال عن الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: وشعب الطمع أربع: الفرح والمرح واللجاجة والتكبر والفرح مكروه عند الله تعالى والمرح خيلاء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. وفى أصول الكافي مثله.


(1) كذا في الاصل والظاهر انه مصحف (المرجون) وفى نسخة (الموقوفون لامر الله) ويوافقه المصدر (2) مرح الرجل: اشتد فرحه ونشاطه حتى جاوز القدر وتبختر واختال، والخيلاء: العجب والكبر. [ * ]

[ 537 ]

117 – في مجمع البيان: ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وروى عن على عليه السلام أنه قال: بعث الله نبيا أسود لم يقص علينا قصته، واختلف الاخبار في عدد الانبياء، فروى في بعضها ان عددهم مأة الف وأربعة وعشرون ألفا، وفى بعضها ان عددهم ثمانية آلاف نبى، أربعة آلاف من بنى اسرائيل، وأربعة آلاف من غيرهم. 118 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: كان في المدينة رجل بطال يضحك الناس، فقال: قد أعيانى هذا الرجل أن أضحكه – يعنى على بن الحسين عليه السلام – قال: فمر عليه السلام وخلفه موليان له فجاء الرجل حتى انتزع رداءه من رقبته، ثم مضى فلم يلتفت إليه على عليه السلام فاتبعوه وأخذوا الرداء منه، فجاؤا به فطرحوه عليه، فقال لهم: من هذا ؟ فقالوا: هذا رجل بطال يضحك أهل المدينة، فقال: قولوا له ان لله يوما يخسر فيه المبطلون. 119 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من العلل باسناده إلى ابراهيم بن محمد الهمداني قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: لاى علة غرق الله تعالى فرعون وقد آمن به وأقر بتوحيده ؟ قال لانه آمن عند رؤية البأس والايمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف، قال الله عزوجل: فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بماكنابه مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا وقال عزوجل: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا) وهكذا فرعون وملاءه لما أدركه الغرق (قال آمنت أنه لا اله الا الذى آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين) فقيل له: (الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 120 – في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن جعفر بن رزق الله أو رجل عن جعفر بن رزق الله قال: قدم إلى المتوكل رجل نصراني فجر بامرأة مسلمة، فاراد أن يقيم عليه الحد فأسلم، فقال يحيى بن أكثم: قد هدم إيمانه شركه وفعله، وقال بعضهم: يضرب ثلاثة حدود، وقال بعضهم: يفعل به كذا وكذا، فأمر المتوكل بالكتاب و


[ 538 ]

أرسله إلى أبى الحسن الثالث عليه السلام وسؤاله عن ذلك، فلما قرأ الكتاب كتب: يضرب حتى يموت، فأنكر يحيى بن أكثم وأنكر فقهاء العسكر ذلك، وقالوا: يا أمير المؤمنين نسأل عن هذا فانه شئ لم ينطق به كتاب ولم تجئ به سنة، فكتب إليه: ان فقهاء المسلمين قد أنكروا هذا وقالوا: لم تجئ به سنة ولم ينطق به كتاب فبين لنا لم أوجبت عليه الضرب حتى يموت ؟ فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم (فلما أحسوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين * فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التى قد خلت في عباده وخسر هنالك المبطلون) فأمر به المتوكل فضرب حتى مات. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ حم السجدة كانت له نورا يوم القيمة مد بصره، وسرورا وعاش في الدنيا محمودا مغبوطا. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله ومن قرأ: حم السجدة أعطى بعدد كل حرف منها عشر حسنات. 3 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إن العزايم أربع: إقرأ باسم ربك الذى خلق، والنجم، والم تنزيل السجدة، وحم السجدة. 4 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأما حم فمعناه الحميد المجيد. 5 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (لهم قلوب لا يفقهون بها) يقول: طبع الله عليها فلا تعقل (ولهم أعين) عليها غطاء عن الهدى (لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها) جعل في آذانهم وقر فلن يسمعوا الهدى. 6 – أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبى جميلة عن أبان بن تغلب قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: يا أبان أترى ان الله عزوجل طلب


[ 539 ]

من المشركين زكوة أموالهم وهم يشركون به حيث يقول وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكوة وهم بالاخرة هم كافرون قلت له: جعلت فداك فسره لى، فقال: ويل للمشركين الذين اشركوا بالامام الاول، وهم بالائمة الاخرين كافرون يا أبان انما دعا الله العباد إلى الايمان به، فإذا آمنوا بالله وبرسوله افترض عليهم الفرايض ثم خاطب نبيه صلى الله عليه واله فقال: قل لهم يا محمد: ائنكم لتكفرون بالذى خلق الارض في يومين أي وقتين ابتداء الخلق وانقضاؤه وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها أي لا نزول ولا تفنى في اربعة أيام سواء للسائلين يعنى في أربعة اوقات، وهى التى يخرج الله عزوجل فيها أقوات العالم من الناس والبهائم والطير وحشرات الارض وما في البر والبحر من الخلق من الثمار والنبات والشجر، وما يكون فيه معاش الحيوان كله، وهو الربيع والصيف والخريف والشتاء، إلى قوله: (سواء للسائلين) يعنى المحتاجين، لان كل محتاج سائل، وفى العالم من خلق الله من لا يسئل ولا يقدر عليه من الحيوان كثير، فهم سائلون وان لم يسألوا. 7 – في روضة الكافي باسناده إلى عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله خلق الخير يوم الاحد، وما كان ليخلق الشر قبل الخير، وفى يوم الاحد والاثنين خلق الارضين وخلق أقواتها يوم الثلثاء، وخلق السموات يوم الاربعاء ويوم الخميس وخلق اقواتها يوم الجمعة، وذلك قول الله عزوجل: (خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام). 8 – في مجمع البيان وروى عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال: ان الله تعالى خلق الارض يوم الاحد والاثنين، وخلق الجبال يوم الثلثاء، وخلق الشجر والماء والعمران والخراب يوم الاربعاء، فتلك اربعة أيام، وخلق يوم الخميس السماء وخلق يوم الجمعة الشمس والقمر والنجوم والملائكة وآدم. 9 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبى بكر الحضرمي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: خرج هشام بن الحكم حاجا و معه الابرش الكلبى فلقيا أبا عبد الله عليه السلام في المسجد الحرام، فقال هشام للابرش: تعرف هذا ؟ قال: لا. قال: هذا الذى تزعم الشيعة انه نبى من كثرة علمه، فقال الابرش:


[ 540 ]

لاسئلنه عن مسألة لا يجيبنى فيها الا نبى أو وصى نبى، فقال هشام: وددت أنك فعلت ذلك، فلقى الابرش أبا عبد الله عليه السلام فقال: يا أبا عبد الله أخبرني عن قول الله: (أو لم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما) بما كان رتقهما وبما كان فتقهما ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبرش هو كما وصف نفسه: (كان عرشه على الماء) والماء على الهواء والهواء لا يحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما، والماء يومئذ عذب فرات، فلما أراد ان يخلق الارض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا، ثم أزبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحى الارض من تحته، فقال الله تبارك وتعالى: (ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا) ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء، فلما أراد ان يخلق السماء امر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها، فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار، فخلق منه السماء وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر وأجراها في الفلك، و كانت السماء خضراء على لون الماء الاخضر، وكانت الارض غبراء على لون الماء العذب وكانتا مرتوقتين ليس لها أبواب ولم يكن للارض ابواب وهو النبت، ولم تمطر السماء عليها فتنبت ففتق السماء بالمطر وفتق الارض بالنبات وذلك قوله: (أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما) فقال الابرش: والله ما حدثنى بمثل هذا الحديث أحد قط، أعده على، فأعاد عليه وكان الابرش ملحدا فقال: أنا اشهد أنك ابن نبى ثلاث مرات 10 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن داود عن محمد بن عطية عن ابى جعفر عليه السلام أنه قال: وخلق الشئ الذى جميع الاشياء منه وهو الماء الذى خلق الاشياء منه، فجعل نسب كل شئ إلى الماء، ولم يجعل للماء نسبا يضاف إليه، وخلق الريح من الماء، ثم سلط الريح على الماء، فشققت الريح متن الماء حتى ثار من الماء زبد على قدر ما شاء أن يثور، فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيها صدع ولا ثقب، ولا صعود ولا هبوط ولا شجرة ثم طواها فوضعها فوق الماء ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار متن الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ما شاء الله ان يثور فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع


[ 541 ]

ولا ثقب وذلك قوله: (والسماء بنيها) الآية والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 11 – محمد عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم والحجال عن العلاء عن محمد بن مسلم قال: قال لى أبو جعفر عليه السلام: كان كل شئ ماء وكان عرشه على الماء فأمر جل وعز الماء فاضطرم نارا، ثم أمر النار فخمدت فارتفع من خمودها دخان، فخلق السماوات من ذلك الدخان، وخلق الارض من الرماد. 12 – في تفسير على بن ابراهيم وقد سئل أبو الحسن الرضا عليه السلام عمن كلم الله لا من الجن ولا من الانس ؟ فقال: السماوات والارض في قوله: ائتيا طوعا وكرها قالتا أتينا طائعين. 13 – في نهج البلاغة – فمن شواهد خلقه خلق السماوات موطدات بلا عمد، قائمات بلا سند، دعاهن فأجبن طائعات مذعنات غير متلكئات ولا مبطيات، ولولا اقرارهن له بالربوبية واذعانهن له بالطواعية (1) لما جعلهن موضعا لعرشه، ولا مسكنا لملائكته ولا مصعدا للكلم الطيب والعمل الصالح من خلقه. 14 – وفيه: وذلل للهابطين بأمره والصاعدين بأعمال خلقه حزونة معراجهاو ناداهابعد إذ هي دخان فالتحمت عرى أشراجها (2) قال عز من قائل: فقضاهن سبع سماوات في يومين اقول: قد سبق في روضة الكافي ومجمع البيان فيما نقلناه عنهما بيان لذلك. قال عز من قائل: وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا. 15 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى فضيل الرسان قال: كتب محمد بن ابراهيم إلى ابى عبد الله عليه السلام أخبرنا ما فضلكم أهل البيت ؟ فكتب إليه أبو – عبد الله عليه السلام: ان الكواكب جعلت أمانا لاهل السماء، فإذا ذهبت نجوم السماء جاء أهل


(1) المتلكئ: المتوقف. والطواعية بمعنى الطاعة. (2) الحزونة ضد السهولة. واشراج جمع شرج: عرى العيبة وأشرجت العيبة أي اقفلت اشراجها قال الشارح المعتزلي: وتسمى مجرة السماء شرجا تشبيها بشرج العيبة واشراج الوادي: ما اتسع منه. [ * ]

[ 542 ]

السماء ما كانوا يوعدون وقال رسول الله صلى الله عليه واله: جعل أهل بيتى أمانا لامتي فإذا ذهب أهل بيتى جاء أمتى ما كانوا يوعدون. 16 – وباسناده إلى أبان بن سلمة عن أبيه يرفعه قال: قال النبي صلى الله عليه واله النجوم أمان لاهل السماء، واهل بيتى أمان لامتي. 17 – وباسناده إلى هارون بن عنترة عن ابيه عن جده عن على عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: النجوم أمان لاهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء، وأهل بيتى أمان لاهل الارض فإذا ذهب أهل بيتى ذهب أهل الارض. 18 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم يعنى نوحا وابراهيم وموسى وعيسى والنبيون صلوات الله عليهم ومن خلفهم أنت. 19 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الحميد بن أبى الديلم عن الصادق أبى عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: لما بعث الله عزوجل هودا سلم له العقب من ولد سام، وأما الآخرون فقالوا: من أشد منا قوة فأهلكوا بالريح العقيم وأوصاهم هود وبشرهم بصالح عليه السلام. 20 – في نهج البلاغة واتعظوا فيها بالذين قالوا (من أشد منا قوة) حملوا إلى قبورهم فلا يدعون ركبانا، وأنزلوا فلا يدعون ضيفانا، وجعل لهم من الصفيح أجنان، ومن التراب أكفان ومن الرفات جيران. (1) 21 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: فارسلنا عليهم ريحا صرصرا والصرصر الريح الباردة في أيام نحسات أي أيام مياشيم. 22 – في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن الطيار عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى قال عرفناهم فاستحبوا العمى على الهدى وهم يعرفون.


(1) الصفيح: الحجارة. والاجنان: القبور. والاكنان جمع كن وهو السترة. والرفات: العظام البالية. (*)

[ 543 ]

23 – في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله وقال الصادق عليه السلام في قوله عزوجل: (وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى) قال: وجوب الطاعات و تحريم المعاصي وهم يعرفون. 24 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: حتى إذا ما جاؤها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون فانها نزلت في قوم تعرض عليهم أعمالهم فينكرونها فيقولون: ما عملنا شيئا منها، فتشهد عليهم الملائكة الذين كتبوا عليهم أعمالهم، قال الصادق عليه السلام: فيقولون لله: يا رب هؤلاء ملائكتك يشهدون لك ثم يحلفون بالله ما فعلوا من ذلك شيئا منها، وهو قول الله عزوجل: (يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم) وهو الذين غصبوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فعند ذلك يختم الله عزوجل على السنتهم وينطق جوارحهم فيشهد السمع بما سمع مما حرم الله عزوجل، ويشهد البصر بما نظر إلى ما حرم الله عزوجل، وتشهد اليدان بما أخذتا وتشهد الرجلان بما سعتا فيما حرم الله عزوجل، ويشهد الفرج بما ارتكب مما حرم الله عزوجل ثم أنطق الله عزوجل ألسنتهم فيقولون هم لجلودهم: لم شهدتم علينا قالوا انطقنا الله الذى أنطق كل شئ وهو خلقكم اول مرة واليه ترجعون وما كنتم تستترون أي من الله ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم والجلود الفروج ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون. 25 – في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام حاكيا حال أهل المحشر: ثم يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون فيه فيقولون والله ربنا ما كنا مشركين، فيختم الله تبارك وتعالى على أفواههم ويستنطق الايدى و الارجل والجلود فتشهد بكل معصية كانت منهم، ثم يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم: (لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شئ). 26 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن آدم بن اسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام:


[ 544 ]

حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وليست تشهد الجوارح على مؤمن إنما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه، قال الله عزوجل: (فأما من أوتى كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم ولا يظلمون فتيلا). 27 – على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال: حدثنا أبو – عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد أن قال: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح بن آدم وقسمه عليها وقرنه فيها: ثم نظم ما فرض على القلب واللسان والسمع والبصر في الآية الاخرى فقال: (وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم) يعنى بالجلود الفروج والافخاذ. 28 – في من لا يحضره الفقيه قال امير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد ابن الحنفية: يا بنى لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كلما تعلم، فان الله تبارك وتعالى قد فرض على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة، إلى قوله وقال عزوجل: (وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم) يعنى بالجلود الفروج. 29 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن ابى عمير عن عبد الرحمن ابن الحجاج قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: حديث يرويه الناس فيمن يؤمر به آخر الناس إلى النار، فقال لى: اما انه ليس كما يقولون، قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان آخر عبد يؤمر به إلى النار فإذا امر به التفت فيقول الجبار جل جلاله: ردوه فيردونه، فيقول له: لم التفت إلى ؟ فيقول: يا رب لم يكن ظنى بك هذا، فيقول: وما كان ظنك بى ؟ فيقول: يا رب كان ظنى بك ان تغفر لى خطيئتي وتسكننى جنتك، قال: فيقول الجبار: يا ملائكتي لا وعزتي وجلالى والآئي وعلوى وارتفاع مكاني ما ظن بى عبدى هذا ساعة من خير قط، ولو ظن بى ساعة من خير ما ودعته بالنار، أجيزوا له كذبه وادخلوه الجنة، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ليس من عبد يظن بالله عز وجل خيرا الا كان عند ظنه به، وذلك قوله عزوجل: وذلكم ظنكم الذى ظننتم


[ 545 ]

بربكم ارديكم فاصبحتم من الخاسرين. 30 – في مجمع البيان قال الصادق عليه السلام: ينبغى للمؤمن أن يخاف الله خوفا كأنه يشرف على النار، ويرجوه رجاءا كأنه من أهل الجنة، ان الله تعالى يقول: (وذلكم ظنكم الذى ظننتم بربكم) الآية ثم قال: ان الله عند ظن عبده ان خيرا فخير وان شرا فشر، 31 – في نهج البلاغة وصارت الاجساد شحبة، بعد بضتها: والعظام نخرة بعد قوتها، والارواح مرتهنة بثقل أعبائها، موقنة بغيب ابنائها، لا تستزاد من صالح عملها ولا تستعتب من سيئ زللها (1)، 32 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وقال الذين كفروا ربنا ارنا الذين اضلانا من الجن والانس قال العالم (ع): من الجن ابليس الذى دل على قتل رسول الله صلى الله عليه واله في دار الندوة، وأضل الناس بالمعاصى، وجاء بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله إلى ابى بكر فبايعه، ومن الانس فلان نجعلهما تحت اقدامنا ليكونا من الاسفلين. 33 – في روضة الكافي محمد بن احمد القمى عن عبد الله بن الصلت عن يونس ابن عبد الرحمان عن عبد الله بن سنان عن حسين الجمال عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى (ربنا ارنا الذين اضلانا من الجن والانس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الاسفلين) قال: هما، ثم قال: وكان فلان شيطانا. 24 – يونس عن سورة بن كليب عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: (ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والانس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الاسفلين) قال: يا سورة هما والله هما، ثلاثا والله يا سورة، انا لخزان علم الله في السماء، وانا لخزان علم الله في الارض. 35 – في مجمع البيان (ربنا أرنا الذين أضلانا) الآية يعنون ابليس الابالسة و قابيل بن آدم أول من أبدع المعصية، روى ذلك عن على عليه السلام. 36 – في بصائر الدرجات عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن الحسن بن


(1) (شحبة) أي هالكة (نخرة) أي بالية والاعباء: الاثقال. [ * ]

[ 546 ]

على قال: حدثنا عبد الله بن سهيل الاشعري عن أبيه عن اليسع قال: دخل حمران بن أعين على ابى جعفر عليه السلام فقال له: جعلت فداك يبلغنا ان الملائكة تنزل عليكم ؟ قال: أي والله لتنزل علينا فتطأ فرشنا، أما تقرأ كتاب الله تبارك وتعالى: ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التى كنتم توعدون. 37 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن عثمان عن ابى أيوب عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) فقال أبو عبد الله عليه السلام: استقاموا على الائمة واحدا بعد واحد، (تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون). 38 – وعن ابى عبد الله عليه السلام أنه قال: بينا أبى جالس وعنده نفر إذ استضحك حتى اغر ورقت عيناه دموعا (1) ثم قال: هل تدرون ما أضحكني ؟ قال: فقالوا: لا، قال، زعم ابن عباس انه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، فقلت له: هل رأيت الملائكة يابن عباس تخبرك بولايتها لك في الدنيا والآخرة مع الامن من الخوف والحزن ؟ قال: فقال: ان الله تبارك وتعالى يقول: (انما المؤمنون اخوة) قد دخل في هذا جميع الامة، فاستضحك ثم قلت: صدقت يابن عباس، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 39 – في نهج البلاغة وانى متكلم بعدة الله وحجته قال الله تعالى: (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون) وقد قلتم ربنا الله فاستقيموا على كتابه وعلى منهاج أمره وعلى الطريقة الصالحة من عبادته، ثم لا تمرقوا منها (2) ولا تبتدعوا فيها، ولا تخالفوا عنها فان أهل المروق منقطع بهم يوم القيمة.


(1) اغرورقت عيناه: دمعتا كأنهما غرقتا في دمعهما. (2) مرق السهم: إذا خرج من الرمية. [ * ]

[ 547 ]

40 – في مجمع البيان (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) الاية روى عن انس قال: قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه واله هذه الايه، ثم قال: قد قالها ناس ثم كفر اكثرهم فمن قالها حتى يموت فهو ممن استقام عليها. 41 – وروى محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الاستقامة، فقال: هي والله ما انتم عليه. 42 – (تتنزل عليهم الملائكة) يعنى عند الموت عن مجاهد والسدى وروى ذلك عن ابى عبد الله عليه السلام. 43 – (في تفسير اهل البيت عليهم السلام عن ابى بصير قال قلت: لابي جعفر عليه السلام قول الله: (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) قال: هي والله ما أنتم عليه (1) 44 – في الخرايج والجرائح باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا) فقال: اما والله لربما وسدناهم الوسائد في منزلنا قيل له: الملائكة تظهر لكم فقال: هم الطف بصبياننا منا بهم، وضرب بيده إلى مسور (2) في البيت فقال: والله لطالما اتكئت عليها الملائكة، وربما التقطنا من زغبها. (3) 45 – في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر المؤمنين من شيعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: (ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) قال على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (تتنزل عليهم الملائكة) قال: عند الموت (الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التى كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحيوة الدنيا قال: كنا نحرسكم من الشياطين وفي الاخرة أي عند الموت ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم ولكم فيها ما تدعون يعنى في


(1) (في اصول الكافي باسناده إلى الحسين بن أبى العلا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال يا حسين – وضرب إلى مساور في البيت – طالما اتكئت عليها لملائكة وربما التقطنا من زغبها. منه (ره). (2) المسور: المتكأ من جلد. (3) الزغب: صغار ريش الطائر. [ * ]

[ 548 ]

الجنة نزلا من غفور رحيم حدثنى أبى عن ابن ابى عمير عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما يموت موال لنا مبغض لاعدائنا الا ويحضره رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام، فيرونه ويبشرونه، وان كان غير موال لنا يراهم بحيث يسوءه والدليل على ذلك قول امير المؤمنين عليه السلام للحارث الهمداني: يا حار همدان من يمت يرنى * من مؤمن أو منافق قبلا 46 – في مجمع البيان (نحن اوليائكم في الحيوة الدنيا وفى الآخرة) قيل: نحن أوليائكم في الحيوة الدنيا أي نحرسكم في الدنيا وعند الموت في الآخرة عن أبى جعفر عليه السلام. قال عز من قائل: (ولكم فيها ما تشتهى انفسكم ولكم فيها ما تدعون) 47 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحاق المدنى عن أبى جعفر عليه السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه واله وذكر حديثا طويلا يقول فيه صلى الله عليه واله حاكيا حال أهل الجنة: والثمار دانية منهم، وهو قوله عزوجل: (و دانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا) من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذى يشتهيه من الثمار بعينه وهو متكئ، وان الانواع من الفاكهة ليقلن لولى الله: يا ولى الله كلنى قبل أن تأكل هذا قبلى، قال: وليس من مؤمن في الجنة الا وله جنان كثيرة معروشات وغير معروشات، وأنهار من خمر وانهار من ماء غير آسن وانهار من لبن وانهار من عسل، فإذا دعى ولى الله بغذائه اتى بما تشتهى نفسه عند طلبه الغذاء من غير ان يسمى شهوته. 48 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن عبد الرحمن بن أبى نجران عن عاصم بن حميد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك انى أردت أن أسئلك عن شئ أستحيى منه هل في الجنة غناء ؟ قال: ان في الجنة شجرا يأمر الله رياحها فتهب فتضرب تلك الشجرة بأصوات لم يسمع الخلايق مثلها حسنا، ثم قال: هذا عوض لمن ترك السماع للغناء في الدنيا مخافة الله. 49 – في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى باسناده إلى عبد الله بن عباس


[ 549 ]

رحمة الله عليه أنه سمع النبي صلى الله عليه واله يقول: إن الجنة ليتخذ وترين (1) من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المبشرة فتصفق ورق أشجار الجنان وحلق المصاريع فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 50 – في تفسير العياشي عن جابر قال: قلت لمحمد بن على عليهما السلام: قول الله تبارك وتعالى في كتابه (الذين آمنوا ثم كفروا) قال: هما والثالث والرابع وعبد الرحمان وطلحة وكانوا سبعة عشر رجلا، قال: لما وجه النبي صلى الله عليه واله على بن ابى طالب عليه السلام و عمار بن ياسر رحمه الله إلى أهل مكة قالوا: بعث هذا الصبى ولو بعث غيره يا حذيفة إلى أهل مكة، وفى مكة صناديدها، وكانوا يسمون عليا الصبى لانه كان اسمه في كتاب الله الصبى لقول الله: ومن احسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وهو صبى و قال اننى من المسلمين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 51 – في تفسير على بن ابراهيم ثم أدب الله عزوجل نبيه صلى الله عليه واله فقال: ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هي احسن قال ادفع سيئة من أساء اليك بحسنتك، حتى يكون الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم. 52 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث قال قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص ان من صبر صبر قليلا، وان من جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع أمورك فان الله عزوجل بعث محمدا صلى الله عليه واله فأمره بالصبر والرفق، فقال تبارك وتعالى: (ادفع بالتى هي أحسن السيئة فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم * وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقيها الا ذو حظ عظيم) فصبر حتى نالوه بالعظائم ورموه بها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 53 – على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عمن أخبره عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (ولا تستوى الحسنة ولا السيئة) قال الحسنة التقية، والسيئة الاذاعة، وقوله عزوجل: (ادفع بالتى هي أحسن السيئة) قال: التى هي أحسن


(1) كذا في النسخ والظاهر انه مصحف لتتحلى وتتزين [ * ]

[ 550 ]

التقية، فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم. 54 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى عبد الله بن وهب بن زهير قال: وفد العلا بن الحضرمي على النبي صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله إن لى أهل بيت أحسن إليهم فيسيئون وأصلهم فيقطعون ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: (إدفع بالتى هي أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم) فقال العلاء بن الحضرمي: إنى قد قلت شعرا هو أحسن من هذا قال: وما قلت ؟ فأنشده: وحى ذوى الاضغان تسب قلوبهم * تحيتك العظمى فقد يرفع النغل (1) فان أظهروا خيرا فجاز بمثله * وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل (2) فان الذى يؤذيك منه سماعه * فان الذى قالوا وراءك لم يقل فقال النبي صلى الله عليه واله: إن من الشعر لحكما، وإن من البيان لسحرا، وإن شعرك لحسن، وإن كتاب الله أحسن. 55 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: صافح عدوك وإن كره فانه مما أمر الله به عباده يقول (ادفع بالتى هي أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم * وما يلقيها إلا الذين صبروا وما يلقيها إلا ذو حظ عظيم) ما تكافى عدوك بشئ أشد من أن تطيع الله فيه، و حسبك أن ترى عدوك يعمل بمعاصي الله. 56 – في مجمع البيان وروى عن أبى عبد الله عليه السلام: وما يلقيها إلا كل ذى حظ عظيم. 57 – في تفسير على بن ابراهيم: واما ينزغنك من الشيطان نزغ أي عرض لقلبك نزغ (3) من الشيطان فاستعذ بالله والمخاطبة لرسول الله والمعنى للناس (4)


(1) الاضغان جمع الضغن: الحقد. والنغل – محركة -، الافساد بين القوم. (2) خنس عنه: رجع وتنحى. (3) النزغ: الاغراء والافساد ونزغ الشيطان: وساوسه ونخسه في القلب بما يسول للانسان من المعاصي. (4) وقد مر نظير ذلك كثيرا فهو من باب اياك اعني واسمعي يا جارة كما ورد في احاديث [ * ] =

[ 551 ]

58 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليستعذ بالله وليقل: آمنت بالله مخلصا له الدين. 59 – في مجمع البيان والمروى عن ابن عباس وقتادة وابن المسيب ان موضع السجود عند قوله وهم لا يسأمون وعن ابن مسعود والحسن عند قوله: ان كنتم اياه تعبدون وهو اختيار أبى عمرو بن [ أبى ] العلا وهو المروى عن ائمتنا عليهم السلام. 60 – في جوامع الجامع وموضع السجدة عند الشافعي (تعبدون) وهو المروى عن أئمتنا عليهم السلام وعند أبى حنيفة (يسأمون). 61 – فيمن لا يحضره الفقيه قد روى أنه يقول في سجدة العزايم: لا اله الا الله حقا حقا لا اله الا الله ايمانا وتصديقا لا اله الا الله عبودية ورقا سجدت لك يا رب تعبدا ورقا لا مستنكفا ولا مستكبرا بل أنا عبد ذليل خائف مستجير، ثم يرفع رأسه ثم يكبر. 62 – في عيون الاخبار (1) باسناده إلى على بن الحسن بن على بن فضال عن أبيه عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: لم خلق الله عزوجل الخلق على أنواع شتى ولم يخلقه نوعا واحدا ؟ قال: لئلا يقع في الاوهام انه عاجز، فلا تقع صورة في وهم ملحد الا وقد خلق الله عزوجل عليها خلقا، ولا يقول قائل: هل يقدر الله تعالى على أن يخلق على صورة كذا وكذا الا وجد ذلك في خلقه تبارك وتعالى فيعلم بالنظر إلى انواع خلقه أنه على كل شئ قدير. 63 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة: وأما ما ذكرته من الخطاب الدال على تهجين النبي صلى الله عليه واله والازراء به والتأنيب له (2) مع ما أظهره الله تبارك وتعالى في كتابه من تفضيله اياه على


= عديدة ان القرآن نزل باياك اعني واسمعي يا جارة. (1) ذكره في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من العلل. (منه ره) (2) ازرى عليه: عابه وعاتبه. والتأنيب: للوم. [ * ]

[ 552 ]

ساير انبيائه فان الله عزوجل جعل لكل نبى عدوا من المشركين كما قال في كتابه وبحسب جلالة منزلة نبينا صلى الله عليه واله عند ربه كذلك عظم محنته لعدوه الذى عاذ منه في حال شقاقه ونفاقه، وكل أذى ومشقة لدفع نبوته وتكذيبه اياه وسعيه في مكارهه وقصده لنقض كل ما أبرمه، واجتهاده ومن مالاه على كفره وعناده ونفاقه والحاده في ابطال دعوته وتغيير ملته ومخالفة سنته، ولم ير شيئا أبلغ في تمام كيده من تنفيرهم عن موالاة وصيه وايحاشهم منه وصدهم عنه واغرائهم بعداوته، والقصد لتغيير الكتاب الذى جاء به، واسقاط ما فيه من فضل ذوى الفضل وكفر ذوى الكفر، منه وممن وافقه على ظلمه وبغيه وشركه، ولقد علم الله ذلك منهم فقال: ان الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا وقال: (يريدون ان يبدلوا كلام الله) ولقد أحضروا الكتاب مكملا مشتملا على التأويل والتنزيل والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ، لم يسقط منه حرف الف ولا لام، فلما وقفوا على ما بينه الله من أسماء أهل الحق والباطل، وان ذلك ان ظهر ما عقدوه، قالوا: لا حاجة لنا فيه نحن مستغنون عنه بما عندنا، و لذلك قال: (فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون) ثم دفعهم الاضطرار بورود المسائل عليهم عما لا يعلمون تأويله إلى جمعه وتأليفه وتضمينه من تلقائهم ما يقيمون به دعائم كفرهم، فصرخ مناديهم: من كان عنده شئ من القرآن فليأتنا به ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله فألفه على اختيارهم، وما يدل للمتأمل على اختلال تمييزهم وافترائهم وتركوا منه ما قدروا انه لهم وهو عليهم، وزادوا فيه ما ظهر تناكره وتنافره، وعلم الله أن ذلك يظهر ويبين، فقال: (ذلك مبلغهم من العلم) وانكشف لاهل الاستبصار عوارهم وافترائهم، والذى بدا في الكتاب من الازراء على النبي صلى الله عليه واله من فرية الملحدين ولذلك قال: (انهم يقولون منكرا من القول وزورا) فيذكر جل ذكره لنبيه صلى الله عليه واله ما يحدثه عدوه في كتابه من بعده بقوله: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى الا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته) يعنى انه ما من نبى تمنى مفارقة ما يعانيه من نفاق قومه وعقوقهم والانتقال إلى دار الاقامة الا القى الشيطان المعرض لعداوته عند


[ 553 ]

فقده في الكتاب الذى أنزل عليه ذمه والقدح فيه والطعن عليه، فينسخ الله ذلك من قلوب المؤمنين فلا تقبله ولا تصغي إليه غير قلوب المنافقين والجاهلين، ويحكم الله آياته بأن يحمى أوليائه من الضلال والعدوان ومشايعة أهل الكفر والعدوان والطغيان الذين لم يرض الله أن يجعلهم كالانعام، حتى قال: (بل هم أضل سبيلا) فافهم هذا و اعمل به، وأعلم انك ما قد تركت مما يجب عليك السؤال عنه أكثر مما سألت، وانى قد اقتصرت على تفسير يسير من كثير لعدم حملة العلم وقلة الراغبين في التماسه، وفى دون ما بينت لك البلاغ لذوى الالباب. قال عز من قائل: أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة. 64 – في كتاب الخصال عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: قال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالى لا أجمع على عبدى خوفين، ولا أجمع له أمنين، فإذا أمننى في الدنيا أخفته في الآخرة يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا آمنته يوم القيامة 65 – في نهج البلاغة وانما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتى آمنة يوم الخوف الاكبر، وتثبت على جوانب المزلق (1) 66 – في الكافي على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لبعض جلسائه: الا أخبرك بشئ يقرب من الله ويقرب من الجنة ويباعد من النار ؟ فقال: بلى فقال: عليك بالسخاء فان الله خلق خلقا برحمته لرحمته، فجعلهم للمعروف أهلا وللخير موضعا وللناس وجها يسعى إليهم، لكى يحيونهم كما يحيى المطر الارض المجدبة أولئك هم المؤمنون الآمنون يوم القيامة. 67 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم يعنى القرآن لا ياتيه الباطل من بين يديه


(1) قوله عليه السلام (أروضها بالتقوى) من الرياضة قال ابن ابى الحديد: يقول عليه السلام: تقللي واقتصارى من المطعم والملبس على الجشب والخشن رياضة لنفسي لان ذلك انما اعمله خوفا من الله أن أنغمس في الدنيا فالرياضة بذلك هي رياضة في الحقيقة بالتقوى لا بنفس التقلل والتقشف (انتهى). والمزلق: موضع الزلق لا يثبت عليه قدم. [ * ]

[ 554 ]

قال لا يأتيه الباطل من قبل التوراة ولا من قبل الانجيل والزبور ولا من خلفه أي لا يأتيه من بعده كتاب يبطله. 68 – في مجمع البيان: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) قيل فيه أقوال إلى قوله: ثالثها معناه أنه ليس في اخباره عما مضى باطل [ ولا في اخباره عما يكون في المستقبل باطل ] بل أخباره كلها موافقة لمخبراتها، وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام (1) 69 – في كتاب طب الائمة باسناده إلى أبى بصير قال: شكى رجل إلى ابى – عبد الله عليه السلام وجع السرة فقال له. اذهب فضع يدك على الموضع الذى تشتكى وقل: (و انه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) ثلثا فانك تعافى باذن الله. 70 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما سبق أعنى قوله: (كتاب يبطله) وقوله عزوجل: لولا فصلت آياته أأعجمى وعربى قال: لو كان هذا القرآن اعجميا لقالوا: كيف نتعلمه ولساننا عربي، واتيتنا بقرآن أعجمى، فأحب الله عزوجل ان ينزله بلسانهم وقد قال الله عزوجل: (وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه).


(1) أقول: وروى الصدوق (ره) في عيون الاخبار عن الحسين بن أحمد البيهقى قال حدثنا محمد بن يحيى الصولى قال حدثنا محمد بن موسى الرازي قال حدثنى أبى قال ذكر الرضا عليه السلام يوما القرآن فعظم الحجة فيه والاية والمعجزة في نظمه، قال: هو حبل الله المتين وعروته الوثقى وطريقته المثلى المؤدى إلى الجنة والمنجى من النار لا يخلق على الازمنة ولا يغث على الالسنة لانه لم يجعل لزمان دون زمان بل جعل دليل البرهان والحجة على كل انسان (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد). (انتهى) وروى ايضا في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون في محض الاسلام وشرايع الدين وفيه: والتصديق بكتابه الصادق العزيز الذى (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) وانه المهيمن على الكتب كلها وانه حق من فاتحته إلى خاتمته، نؤمن محكمه ومتشابهه وخاصه وعامه ووعده ووعيده وناسخه ومنسوخه وقصصه وأخباره لا يقدر احد من المخلوقين أن يأتي بمثله… إلى آخر الحديث. [ * ]

[ 555 ]

71 – في عيون الاخبار باسناده إلى ابراهيم بن أبى محمود قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام إلى ان قال، وسألته عن الله عزوجل هل يجبر عباده على المعاصي فقال: لا، بل يخيرهم ويمهلهم حتى يتوبوا، قلت: فهل كلف عباده ما لا يطيقون ؟ فقال: كيف يفعل ذلك وهو يقول: وما ربك بظلام للعبيد ؟ ثم قال عليه السلام: حدثنى ابى موسى بن جعفر عن ابيه جعفر بن محمد عليهم السلام أنه قال: من زعم ان الله يجبر عباده على المعاصي أو يكلفهم ما لا يطيقون فلا تأكلوا ذبيحته ولا تقبلوا شهادته ولا تصلوا وراءه ولا تعطوه من الزكوة شيئا. 72 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: لا يسأم الانسان من دعاء الخير أي لا يمل ولا يعيى من أن يدعو لنفسه بالخير وان مسه الشر فيؤس قنوط أي يائس من روح الله وفرجه. 73 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسن بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلى عليه السلام: فان هذا موسى بن عمران قد أرسله الله إلى فرعون وأراه الآية الكبرى قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله أرسله الله إلى فراعنة شتى مثل ابى جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة، وشيبة وأبى البخترى، والنضر بن الحرث وأبى بن خلف، ومنبه ونبيه ابني الحجاج، والى الخمسة المستهزئين: الوليد بن المغيرة المخزومى، والعامر بن وائل السهمى، والاسود بن عبد يغوث الزهري، والاسود بن المطلب، والحارث ابن الطلا طلة، فأراهم الايات في الافاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق. 74 – في روضة الكافي سهل بن زياد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن الطيار عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: سنريهم آياتنا في الافاق وفى انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق قال: خسف ومسخ وقذف، قال: قلت: (حتى يتبين لهم) قال: دع ذا، ذاك قيام القائم. 75 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحسن بن على عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى:


[ 556 ]

(سنريهم آياتنا في الافاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) قال: نريهم في أنفسهم المسخ، ونريهم في الافاق انتقاض الافاق عليهم، فيرون قدرة الله عزوجل في أنفسهم وفى الآفاق، قلت له: (حتى يتبين لهم أنه الحق) قال: خروج القائم هو الحق عند الله عزوجل تراه الخلق لابد منه. 76 – في ارشاد المفيد على بن أبى حمزة عن أبى الحسن موسى عليه السلام في قوله (سنريهم آياتنافي الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) قال: الفتن في آفاق الارض، والمسخ في أعداء الحق. 77 – في مصابيح الشريعة قال الصادق عليه السلام: العبودية جوهرة كنهها الربوبية فما فقد من العبودية وجد في الربوبية، وما خفى في الربوبية أصيب في العبودية، قال الله: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شئ قدير) أي موجود في غيبتك وحضرتك. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى عبد الله قال، من قرء حم عسق بعثه الله يوم القيمة ووجهه كالثلج أو كالشمس حتى يقف بين يدى الله عزوجل، فيقول: عبدى أدمنت قراءة حم عسق ولم تدر ما ثوابها، أما لو دريت ماهى وما ثوابها لما مللت قراءتها ولكن سأجزيك جزاك، أدخلوه الجنة وله فيها قصر من ياقوتة حمراء أبوابها وشرفها ودرجها منها، يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، وألف غلام من الغلمان المخلدين الذين وصفهم الله عزوجل. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله من قرء سورة حم عسق كان ممن تصلى عليه الملائكة ويستغفرون له ويسترحمون. 3 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأما حم عسق فمعناه الحكيم المثبت


[ 557 ]

العالم السميع القادر القوى. 4 – في تفسير على بن ابراهيم (حم عسق) هو حروف من اسماء الله الاعظم المقطوع يؤلفه الرسول صلى الله عليه واله والامام صلوات الله عليه فيكون الاسم الاعظم الذى إذا دعى الله به أجاب. حدثنا أحمد بن على وأحمد بن ادريس قالا: حدثنا محمد بن أحمد العلوى عن العمركى عن محمد بن جمهور قال. حدثنا سليمان بن سماعة عن عبد الله ابن القاسم عن يحيى بن ميسرة الخثعمي عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: حم عسق عدد سنى القائم صلوات الله عليه، وقاف جبل محيط بالدنيا من زمردة خضراء فخضرة السماء من ذلك الجبل، وعلم كل شئ في عسق (1). 5 – وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل. تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض قال: للمؤمنين من الشيعة التوابين خاصة، ولفظ الاية عام ومعناه خاص. 6 – في جوامع الجامع (ويستغفرون لمن في الارض) قال الصادق عليه السلام: لمن في الارض من المؤمنين. 7 – في مجمع البيان وروى عن أبى عبد الله عليه السلام: والملائكة ومن حول العرش يسبحون بحمد ربهم لا يفترون ويستغفرون لمن في الارض من المؤمنين. 8 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: (يتفطرن من فوقهن) أي يتصدعن. 9 – وقوله عزوجل: لتنذر ام القرى مكة ومن حولها ساير الارض وفيه وقوله: (وكذلك اوحينا اليك قرآنا عربيا لتنذر ام القرى ومن حولها) قال: أم القرى مكة سميت أم القرى لانها أول بقعة خلقها الله عزوجل من الارض، لقوله عزوجل (ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا). 10 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن محمد الصوفى عن محمد ابن على الرضا عليهما السلام حديث طويل وفيه يقول عليه وانما سمى يعنى النبي صلى الله عليه واله


(1) في بعض النسخ: (وعلم على عليه السلام كله في عسق) منه (ره). [ * ]

[ 558 ]

الامي لانه كان من أهل مكة، ومكة من أمهات القرى، وذلك قول الله عزوجل: (لتنذر أم القرى ومن حولها). 11 – وباسناده إلى على بن حسان وعلى بن أسباط وغيره رفعه عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: فلم سمى النبي صلى الله عليه واله الامي ؟ قال: نسب إلى مكة، وذلك قول الله عزوجل: (لتنذر أم القرى ومن حولها) فأم القرى مكة فقيل أمي لذلك. 12 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى الحسين بن عبد الله السكينى عن أبى سعيد البجلى عن عبد الملك بن هارون عن أبى عبد الله عن آبائه صلوات الله عليهم حديث طويل يذكر فيه مضى الامام الحسن بن على عليهما السلام إلى ملك الروم وجوابات الامام عليه السلام للملك عما سئل عنه وفى أواخر الحديث: ثم سئله عن أرواح المؤمنين اين تكون إذا ماتوا ؟ قال: تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كل ليلة جمعة وهو عرش الله الادنى، منهايبسط الله عزوجل الارض، واليها يطويها، ومنها المحشر ومنها استوى ربنا إلى السماء أي استوى على السماء والملائكة، ثم سئل عن ارواح الكفار اين تجتمع فقال: تجتمع في وادى حضرموت وراء مدينة اليمن. ثم يبعث الله عزوجل نارا من المشرق ونارا من المغرب ويتبعها بريحين شديدين فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشرأهل الجنة عن يمين الصخرة ويزلف المعتبر، وتصيرجهنم عن يسار الصخرة في تخوم الارضين السابعة وفيها الفلق والسجين، فتتفرق الخلايق من عند الصخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها، وذلك قوله: فريق في الجنة وفريق في السعير. 13 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: سئل رجل يقال له بشر بن غالب ابا عبد الله الحسين (ع) فقال: يابن رسول الله أخبرني عن قول الله عزوجل: (يوم ندعو كل اناس بامامهم) قال: امام دعا إلى هدى فأجابوه إليه وامام دعا إلى ضلالة فأجابوه إليها، هؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار، وهو قوله عزوجل: (فريق في الجنة وفريق في السعير) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 14 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن سيف عن أبيه


[ 559 ]

عمن ذكره عن ابى عبد الله عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه واله الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفه ثم قال: أتدرون ايها الناس ما في كفى ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: فيها أسماء أهل الجنة وأسمآء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثم رفع يده الشمال فقال: ايها الناس اتدرون ما في كفى ؟ قالوا: الله ورسوله اعلم فقال: اسماء اهل النار واسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة ثم قال: حكم الله وعدل، حكم الله وعدل (فريق في الجنة وفريق في السعير). 15 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن محمد ابن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى عن أبي جعفر عليه السلام قال: حدثنى أبى عمن ذكره قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه واله وفى يده اليمنى كتاب، وفى يده اليسرى كتاب فنشر الكتاب الذى في يده اليمنى فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم كتاب لاهل الجنة بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم لا يزاد فيهم واحد ولا ينقص منهم واحد، قال: ثم نشر الذى بيده اليسرى فقرأ: كتاب من الله الرحمن الرحيم لاهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائهم لا يزاد فيهم واحد ولا ينقص منهم واحد. 16 – في تفسير على بن ابراهيم وأما قوله: ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة قال: لو شاء ان يجعلهم كلهم معصومين مثل الملائكة بلا طباع لقدر عليه، (ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون لآل محمد صلوات الله عليهم مالهم من ولى ولا نصير) وقوله عزوجل وما اختلفتم فيه من شئ من المذاهب واخترتم لانفسكم من الاديان فحكم ذلك كله إلى الله يوم القيامة. 17 – في اصول الكافي سهل عن ابراهيم بن محمد الهمداني قال: كتبت إلى الرجل عليه السلام: ان من قبلنا من مواليك قد اختلفوا في التوحيد، فمنهم يقول جسم و منهم من يقول صورة، فكتب بخطه: سبحان من لا يحد ولا يوصف ليس كمثله شئ وهو السميع البصير. 18 – سهل عن على بن محمد القاسانى قال: كتبت إليه ان من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد، قال: فكتب. سبحان من لا يحد ولا يوصف ليس كمثله شئ وهو السميع البصير.


[ 560 ]

19 – سهل عن بشر بن بشار النيشابوري قال: كتبت إلى الرجل عليه السلام ان من قبلنا قد اختلفوا في التوحيد فمنهم من يقول: جسم، ومنهم من يقول: صورة، فكتب الي: سبحان من لا يحد ولا يوصف ولا يشبهه شئ، وليس كمثله شئ وهو السميع البصير. 20 – محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن حمزة بن محمد قال: كتبت إلى أبى الحسن عليه السلام أسأله عن الجسم والصورة، فكتب: سبحان من ليس كمثله شئ لا جسم ولا صورة. 21 – في مصباح شيخ الطائفة قدس سره خطبة مروية عن أمير المؤمنين و فيها: ليس كمثله شئ إذ كان الشئ من مشيته، فكان لا يشبه مكونه. 22 – في عيون الاخبار في باب العلل التى ذكر الفضل بن شاذان في آخرها أنه سمعها من الرضا عليه السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ، فان قال: فلم وجب عليهم الاقرار بأنه ليس كمثله شئ ؟ قيل: لعلل منها ان لا يكونوا قاصدين (1) نحوه بالعبادة والطاعة دون غيره، غير مشتبه عليهم أمر ربهم وصانعهم ورازقهم، ومنها أنهم لو لم يعلموا أنه ليس كمثله شئ لم يدروا لعل ربهم وصانعهم هذه الاصنام التى نصبها لهم آباؤهم والشمس والقمر والنيران إذا كان جايزا أن يكون عليهم مشتبه، وكان يكون في ذلك الفساد وترك طاعاته كلها وارتكاب معاصيه كلها على قدر ما يتناهى من أخبار هذه الارباب وأمرها ونهيها، ومنها أنه لو لم يجب عليهم أن يعرفوا أنه ليس كمثله شئ لجاز عندهم ان يجرى عليه ما يجرى على المخلوقين من العجز والجهل والتغير والزوال والفناء والكذب والاعتداء، ومن جازت عليه هذه الاشياء لم يؤمن فناؤه و لم يوثق بعدله، ولم يحقق قوله وأمره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه. وفى ذلك فساد الخلق وابطال الربوبية. 23 – في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: ولا له مثل فيعرف بمثله.


(1) كذا فيما حضرني من النسخ التى لا يخلو بعضها من الصحة والاعتماد والظاهر ان لا زائدة (منه ره). [ * ]

[ 561 ]

24 – وخطبة أخرى يقول عليه السلام، فيها: حد الاشياء كلها عند خلقه إياها ابانة لها من شبهه وابانه لة من شبهها. 25 – وخطبة أخرى يقول عليه السلام فيها: ولا يخطر ببال أولى الرويات خاطرة من تقدير جلال عزته لبعده من أن يكون في قوى المحدودين لانه خلاف خلقه. فلا شبه له في المخلوقين، وانما يشبه الشئ في بعديله، فاما ما لا عديل له فكيف يشبه بغير مثاله. 26 – وباسناده إلى طاهر بن حاتم بن ماهويه قال: كتبت إلى الطيب يعنى ابا الحسن عليه السلام: ما الذى لا يجتزى في معرفة الخالق بدونه ؟ فكتب ليس كمثله شئ لم يزل سميعا وعليما وبصيرا وهو الفعال لما يريد. 27 – وباسناده إلى ابى عبد الرحمن بن أبى نجران قال: سألت أبا جعفر الثاني عليه السلام عن التوحيد، فقلت: أتوهم شيئا ؟ فقال: نعم غير معقول ولا محدود، فما وقع وهمك عليه من شئ فهو خلافه لا يشبهه شئ ولا تدركه الاوهام، كيف تدركه الاوهام وهو خلاف ما يعقل وخلاف ما يتصور في الاوهام، انما يتوهم شئ غير معقول و لا محدود. 28 – وباسناده إلى محمد بن عيسى بن عبيد أنه قال: قال الرضا عليه السلام: للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: نفى وتشبيه واثبات بغير تشبيه، فمذهب النفى لا يجوز، و مذهب التشبيه لا يجوز، لان الله تعالى لا يشبهه شئ، والسبيل في الطريق الثالثة اثبات بلا تشبيه. 29 – وباسناده إلى الحسين بن سعيد قال: سئل أبو جعفر عليه السلام: يجوز أن يقال لله انه شئ ؟ فقال: نعم تخرجه عن الحدين حد التشبيه وحد التعطيل. 30 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقلنا إنه سميع لا يخفى عليه أصوات خلقه مابين العرش إلى الثرى من الذرة إلى أكبر منها في برها وبحرها ولا يشتبه عليه لغاتها، فقلنا عند


[ 562 ]

ذلك سميع لا بأذن، وقلنا انه بصيرلا ببصر، لانه يرى أثرالذرة السحماء (1) في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء، ويرى دبيب النمل في الليلة الدجنة (2) ويرى مضارها ومنافعها وأثر سفادها (3) وفراخها ونسلها فقلنا عند ذلك: انه بصير لا كبصرخلقه. قال عز من قائل: انه بكل شئ عليم 31 – في روضة الكافي خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة قال عليه السلام فيها: فارق الاشياء لا على اختلاف الاماكن، ويكون فيها لا على وجه الممازجة وعلمها لا باداة لا يكون العلم الا بها، وليس بينه وبين معلومه علم غيره به كان عالما بمعلومه. 32 – في بصائر الدرجات عبد الله بن عامر (مهران خ ل) عن عبد الرحمن بن أبى – نجران قال: كتب أبو الحسن الرضا عليه السلام وسأله أقرءنيها قال: على بن الحسين عليهما – السلام ان محمدا صلى الله عليه واله كان أمين الله في أرضه، فلما قبض محمد صلى الله عليه واله كنا أهل البيت ورثته، فنحن أمناء الله في أرضه إلى قوله: ونحن الذين شرع الله لنا دينه، فقال في كتابه: شرع لكم يا آل محمد من الدين ما وصى به نوحا قد وصينا بما وصى به نوحا والذى أوحينا اليك يا محمد وما وصينا به ابراهيم واسمعيل واسحاق ويعقوب و موسى وعيسى فقد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم ونحن ورثة الانبياء ونحن ورثة أولى العزم من الرسل ان أقيموا الدين يا آل محمد ولا تتفرقوا فيه وكونوا على جماعة كبر على المشركين من أشرك بولاية على عليه السلام ما تدعوهم إليه من ولاية على ان الله يا محمد يهدى إليه من ينيب من يجيبك إلى ولاية على عليه السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


(1) الذرة: صغار النمل. والسحماء: السوداء. (2) الدبيب: المشى كالحية. أو على اليدين والرجلين كالطفل والدجنة: الظلمة. وفى بعض النسخ (الدجية) بالياء وهو بمعنى الدجنة ايضا. (3) السفاد: الجماع. [ * ]

[ 563 ]

33 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن عبد الله بن ادريس عن محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام في قول الله عزوجل: (كبر على المشركين ما تدعوهم إليه يا محمد من ولاية على) هكذا في الكتاب محفوظة (مخطوطة خ ل). 34 – على بن محمد عن بعض اصحابه عن آدم بن اسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين ابن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله عزوجل بعث نوحا إلى قومه أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون، ثم دعاهم إلى الله وحده وأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، ثم بعث الانبياء عليهم السلام إلى أن بلغوا محمد صلى الله عليه واله فدعاهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وقال: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبى إليه من يشاء ويهدى إليه من ينيب) فبعث الانبياء عليهم السلام إلى قومهم بشهادة أن لا اله الا الله والاقرار بما جاء من عند الله عزوجل، فمن آمن مخلصا ومات على ذلك أدخله الله الجنة بذلك، وذلك ان الله جل وعز ليس بظلام للعبيد، وذلك ان الله جل وعزلم يكن يعذب عبدا حتى يغلظ عليه في القتل والمعاصي التى أوجب الله جل وعزعليه بها النار لمن عمل بها، فلما استجاب لكل نبى من استجاب له من قومه من المؤمنين جعل لكل نبى منهم شرعة ومنهاجا، والشرعة والمنهاج سبيل وسنة. 35 – على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابراهيم بن محمد الثقفى عن محمد بن مروان جميعا عن أبان بن عثمان عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى أعطى محمدا صلى الله عليه واله شرايع نوح وابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام التوحيد والاخلاص وخلع الانداد والفطرة الحنفية السمحة لا رهبانية ولا سياحة، أحل فيها الطيبات وحرم فيها الخبائث، ووضع عنهم اصرهم والاغلال التى كانت عليهم، ثم افترض عليه الصلوة والزكوة والصيام والحج والامر بالمعروف والنهى عن المنكر والحلال والحرام والمواريث والحدود والفرائض والجهاد في سبيل الله، وزاده الوضوء وفضله بفاتحة الكتاب وخواتيم سورة


[ 564 ]

البقرة والمفصل، وأحل له المغنم والفئ ونصره بالرعب، وجعل له الارض مسجدا و طهورا، وأرسله كافة إلى الابيض والاسود والجن والانس. وأعطاه الجزية وأسر المشركين وفداهم، ثم كلف ما لم يكلف أحدا من الانبياء، أنزل عليه سيف من السماء في غير غمد وقيل له: قاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك. 36 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبان بن عثمان عن اسمعيل الجعفي عن أبى جعفر عليه السلام قال: كانت شريعة نوح عليه السلام أن يعبدوا الله بالتوحيد والاخلاص وخلع الانداد، وهو الفطرة التى فطر الناس عليها وأخذ الله ميثاقه على نوح وعلى النبيين صلوات الله عليهم أجمعين أن يعبدوا الله تعالى، ولا يشركوا به شيئا، وأمره بالصلوة والامر بالمعروف والنهى عن المنكر والحلال و الحرام، ولم يفرض عليه أحكام حدود ولا فرائض مواريث فهذه شريعته. 37 – في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: دخلت على سيدى على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين ابن على بن ابى طالب عليهم السلام فلما بصربى قال لى: مرحبا بك يا ابا القاسم انت ولينا حقا، قال: فقلت له: يابن رسول الله انى أريد ان أعرض عليك دينى فان كان مرضيا ثبت عليه حتى القى الله عزوجل، فقال: هاتها يا ابا القاسم فقلت: انى اقول: ان الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شئ، خارج من الحدين حد الابطال وحد التشبيه وانه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر، بل هو مجسم الاجسام ومصور الصور، وخالق الاعراض والجواهر، ورب كل شئ ومالكه وجاعله ومحدثه، وان محمدا عبده ورسوله وخاتم النبيين فلا نبى بعده إلى يوم القيمة وأقول ان الامام والخليفة وولى الامر بعده أمير المؤمنين على بن ابي طالب عليه السلام، ثم الحسن ثم الحسين ثم على بن الحسين ثم محمد بن على ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم على بن موسى ثم محمد بن على ثم انت يا مولاى، فقال عليه السلام: ومن بعدى الحسن ابني، فكيف الناس بالخلف من بعده قال: فقلت: و كيف ذاك يا مولاى ؟ قال: لانه لا يرى شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج، فيملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، قال: فقلت: أقررت وأقول ان وليهم ولى


[ 565 ]

الله وعدوهم عدو الله، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله، وأقول إن المعراج حق والمسألة في القبر حق، وان الجنة حق والنار حق، والصراط حق والميزان حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأقول: ان الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلوة والزكوة والصوم والحج والجهاد والامر بالمعروف و النهى عن المنكر، فقال على بن محمد عليهما السلام: يا أبا القاسم هذا والله دين الله الذى ارتضاه لعباده، فاثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفى الآخرة. 38 – وباسناده إلى الريان بن الصلت عن على بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: قال الله جل جلاله: ما آمن بى من فسر برأيه كلامي، وما عرفني من شبهني بخلقي، وما على دينى من استعمل القياس في دينى. 39 – وباسناده إلى داود بن سليمان الفراء عن على بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: التوحيد نصف الدين. 40 – في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أفضل دينكم الورع. 41 – عن إبن عمر عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال: أفضل العبادة الفقه، وأفضل الدين الورع. 42 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين ابن سعيد عن بعض أصحابنا عن عبيد بن زرارة قال: حدثنى حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الاستطاعة فلم يجبنى، فدخلت عليه دخلة أخرى فقلت: أصلحك الله انه قد وقع في قلبى منها شئ لا يخرجه الا شئ اسمعه منك، قال: فانه لا يضرك ما كان في قلبك، قلت: أصلحك الله إنى أقول ان الله تبارك وتعالى لم يكلف العباد ما لا يستطيعون، ولم يكلفهم الا ما يطيقون، وانهم لا يصنعون شيئا من ذلك الا بارادة الله و مشيته وقضائه وقدره ؟ قال: فقال: هذا دين الله الذى أنا عليه وآبائي أو كما قال.


[ 566 ]

43 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور إلى قوله عنه عن معلى بن محمد عن الوشا عن أبان عن اسمعيل الجعفي قال: دخل رجل على أبى – جعفر عليه السلام ومعه الصحيفة فقال أبو جعفر عليه السلام: هذه صحيفة مخاصم سأل عن الدين الذى يقبل فيه العمل، فقال: رحمك الله هذا الذى أريد، فقال أبو جعفر عليه السلام شهادة أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله وتقر بما جاء به من عند الله، والولاية لنا أهل البيت والبراءة من عدونا والتسليم لامرنا، والورع و التواضع وانتظار قائمنا فان لنا دولة إذا شاء الله جاء بها. 44 – على بن ابراهيم عن أبيه وأبو علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار جميعا عن صفوان بن يحيى عن عمرو بن حريث قال: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام و هو في منزل أخيه عبد الله بن محمد فقلت له: جعلت فداك ما حولك إلى هذا المنزل ؟ قال: طلب النزهة (1)، فقلت: جعلت فداك الا أقص عليك دينى ؟ فقال: بلى. قلت: أدين الله بشهادة أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله و أن الساعة آتية لا ريب فبها، وأن الله يبعث من في القبور، واقام الصلوة وايتاء الزكوة وصوم شهر رمضان وحج البيت والولاية لعلى أمير المؤمنين بعد رسول الله صلى الله عليه واله و الولاية للحسن والحسين، والولاية لعلى بن الحسين والولاية لمحمد بن على ولك من بعده صلوات الله عليهم اجمعين وانكم أئمتي، عليه أحيى وعليه أموت وأدين الله به فقال: يا عمرو هذا دين الله ودين آبائى الذى أدين الله به في السر والعلانية، فاتق الله وكف لسانك الا من خير، ولا تقل انى هديت نفسي بل الله هداك فأد شكر ما أنعم الله عزوجل به عليك، ولا تكن ممن إذا أقبل طعن في عينه، وإذا أدبر طعن في قفاه (2) ولا تحمل الناس على كاهلك فانك اوشك ان حملت الناس على كاهلك ان


(1) النزهة: البعد عن الناس. (2) قال المجلسي (ره): أي كن من الاخبار ليمدحك الناس في وجهك وقفاك ولا تكن من الاشرار الذين يذمهم الناس في حضورهم وغيبتهم، أو أمر بالتقية من المخالفين أو حسن المعاشرة مطلقا. [ * ]

[ 567 ]

يصدعوا شعب كاهلك (1) 45 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن على بن مهزيار عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (أن أقيموا الدين) قال: الامام (ولا تتفرقوا فيه) كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال: (كبر على المشركين ما تدعوهم إليه) من أمر ولاية على (الله يجتبى إليه من يشاء) كناية عن على عليه السلام (ويهدى إليه من ينيب). 46 – وفيه قوله عزوجل: (شرع لكم من الدين) مخاطبة لرسول الله صلى الله عليه واله (ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك) يا محمد (وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين) أي تعلموا الدين يعنى التوحيد، واقام الصلوة وايتاء الزكوة وصوم شهر رمضان وحج البيت والسنن والاحكام التى في الكتب والاقرار بولاية أمير المؤمنين عليه السلام (ولا تتفرقوا فيه) أي لا تختلفوا فيه (كبر على المشركين ما تدعوهم إليه) من ذكر هذه الشرايع ثم قال: (الله يجتبى إليه من يشاء) أي يختار (ويهدى إليه من ينيب) وهم الائمة صلوات الله عليهم أجمعين الذين اختارهم واجتباهم قال جل ذكره: وما تفرقوا الا من بعد ما جائهم العلم بغيا بينهم قال: لم يتفرقوا بجهل ولكنهم تفرقوا لما جائهم العلم وعرفوه فحسد بعضهم بعضا، وبغى بعضهم على بعض لما رأوا من تفاضل أمير – المؤمنين بأمر الله فتفرقوا في المذاهب وأخذوا بالاراء والاهواء، ثم قال عزوجل: ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضى بينهم قال: لولا أن الله قد قدر ذلك أن يكون في التقدير الاول لقضى بينهم إذا اختلفوا واهلكهم ولم ينظرهم ولكن أخرهم إلى اجل مسمى المقدر وان الذين اورثوا الكتاب من بعدهم لفى شك منه مريب كناية عن الذين نقضوا (2) أمر رسول الله صلى الله عليه واله، ثم قال جل ذكره: فلذلك فادع واستقم


(1) الكاهل، مقدم أعلى الظهر مما يلى العنق أو موصل العنق في الصلب والشعب: بعد ما بين المنكبين، قال في مرآة العقول أي لا تسلط الناس على نفسك بترك التقية أو لا تحملهم على نفسك بكثرة المداهنة والمداراة معهم بحيث تتضرر بذلك كأن يضمن لهم ويحمل عنهم ما لا يطيق أو يطمعهم في ان يحكم بخلاف الحق أو يوافقهم فيما لا يحل وهذا أفيد وان كان الاول أظهر. (2) وفى المصدر (عنى عن الذين نقضوا… اه). [ * ]

[ 568 ]

يعنى هذه الامور والدين الذى تقدم ذكره، وموالاة أمير المؤمنين عليه السلام فادع واستقم كما امرت. 47 – وفيه متصل بآخر الحديث الذى نقلناه عنه اولا أعنى قوله: (ويهدى إليه من ينيب) ثم قال جل ذكره: (فلذلك فادع واستقم كما أمرت) يعنى إلى ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه. قال عزمن قائل: وقل آمنت بما انزل الله من كتاب. 48 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى مسلم بن خالد المكى عن جعفر ابن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا الا بالعربية، فكان يقع في مسامع الانبياء عليهم السلام بألسنة قومهم، وكان يقع في مسامع نبينا صلى الله عليه واله بالعربية، فإذا كلم به قومه كلمهم بالعربية فيقع في مسامعهم بلسانهم وكان أحد لا يخاطب رسول الله صلى الله عليه واله بأى لسان خاطبه الا وقع في مسامعه بالعربية. كل ذلك يترجم جبرئيل عليه السلام عنه تشريفا من الله عزوجل له صلى الله عليه واله. 49 – في مجمع البيان: لا عدل بينكم وفى الحديث: ثلاث منجيات وثلاث مهلكات، فالمنجيات العدل في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وخشية الله في السر والعلانية، والمهلكات شح مطاع (1) وهوى متبع، واعجاب المرء بنفسه. 50 – في تفسير على بن ابراهيم ثم قال عزوجل: الله الذى أنزل الكتاب بالحق والميزان قال: الميزان أمير المؤمنين صلوات الله عليه. والدليل على ذلك قوله عزوجل في سورة الرحمن: (والسماء رفعها ووضع الميزان) قال: يعنى الامام عليه السلام 51 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن عبد الرحمن عن على بن أبى حمزة عن أبي بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قلت: الله لطيف


(1) الشح: البخل مع حرص. قال بعض العارفين: الشح في نفس الانسان ليس بمذموم لانه طبيعة خلقها الله تعالى في النفوس كالشهوة والحرص للابتلاء ولمصلحة عمارة العالم وانما المذموم ان يستولى سلطانه على القلب فيطاع (انتهى) وكأن هذا هو المراد من هذا الحديث [ * ]

[ 569 ]

بعباده يرزق من يشاء قال: ولاية أمير المؤمنين، فقلت: من كان يريد حرث الاخرة قال: معرفة أمير المؤمنين عليه السلام والائمة نزد له في حرثه قال: نزيده منها قال: يستوفى نصيبه من دولتهم ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله في الاخرة من نصيب قال: ليس له في دولة الحق مع الامام نصيب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 52 – الحسين بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبى خديجة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الاخرة نصيب، ومن أراد به خير الاخرة اعطاه الله خير الدنيا والاخرة. 53 – على بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد الاصبهاني عن المنقرى عن حفص بن غياث عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب. 54 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمان بن أبى نجران عن عاصم بن حميد عن أبى حمزة عن يحيى بن عقيل عن حسن قال: خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه فحمد الله وأثنى عليه وقال: اما بعد إلى أن قال عليه السلام: ان المال والبنين حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الاخرة، وقد يجمعهما الله لاقوام فاحذروا من الله ما حذركم من نفسه، واخشوه خشية ليست بتعذير، واعملوا في غير رياء ولا سمعة. 55 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن بكر بن محمد الازدي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: المال والبنون حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الاخرة، وقد يجمعهما الله لاقوام. 56 – في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه واله قال: من كانت نيته الدنيا فرق الله عليه أمره وجعل الفقر بين عينيه، ولم يأته من الدنيا الا ما كتب له، ومن كانت نيته الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهى راغمة. 57 – في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن


[ 570 ]

عن عاصم بن حميد عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه) قال: اختلفوا كما اختلفت هذه الامة في الكتاب وستختلفون في الكتاب الذى مع القائم الذى يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم فيضرب اعناقهم، واما قوله: ولولا كلمة الفصل لقضى بينهم وان الظالمين لهم عذاب اليم قال: لولا ما تقدم فيهم من الله عز ذكره ما أبقى القائم منهم أحدا. 58 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (ولولا كلمة الفصل لقضى بينهم) قال: الكلمة الامام، والدليل على ذلك قوله عزوجل: (وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون) يعنى الامامة ثم قال عزوجل: (وان الظالمين) يعنى الذين ظلموا هذه الكلمة (لهم عذاب اليم) ثم قال عزوجل: ترى الظالمين يعنى الذين ظلموا آل محمد صلوات الله عليه وعليهم حقهم مشفقين مما كسبوا أي خائفين مما ارتكبوا و عملوا وهو واقع بهم مما يخافونه، ثم ذكر الله عزوجل الذين آمنوا بالكلمة واتبعوها فقال: والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ذلك الذى يبشر الله عباده الذين آمنوا بهذه الكلمة وعملوا الصالحات مما أمروا به. 59 – في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى أبى عبد الله عن آبائه عليهم السلام أنه قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه واله: قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى قام رسول الله فقال: أيها الناس ان الله تبارك وتعالى قد فرض لى عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه ؟ قال: فلم يجبه أحد منهم، فانصرف فلما كان من الغد قام فيهم فقال مثل ذلك، ثم قام فيهم فقال مثل ذلك في اليوم الثالث فلم يتكلم أحدا، فقال: أيها الناس انه ليس من ذهب ولا فضة ولا مطعم ولا مشرب، قالوا: فألقه إذا، قال: ان الله تبارك وتعالى انزل على (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) فقالوا: أما هذه فنعم فقال أبو عبد الله عليه السلام: فوالله ما وفى بها الا سبعة نفر: سلمان وأبو ذر وعمار والمقداد ابن الاسود الكندى وجابر بن عبد الله الانصاري ومولى لرسول الله يقال له


[ 571 ]

الثبت (1) وزيد بن أرقم. 60 – في جوامع الجامع وروى ان المشركين قالوا فيما بينهم: أترون أن محمدا يسأل على ما يتعاطاه اجرا ؟ فنزلت: (قل لا اسئلكم) الآية. 61 – في محاسن البرقى عنه عن ابيه عمن حدثه عن اسحاق بن عمار عن محمد ابن مسلم قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان الرجل يحب الرجل ويبغض ولده فأبى الله عزوجل الا ان يجعل حبنا مفترضا اخذه من اخذه، وتركه من تركه واجبا فقال: (قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى). 62 – عنه عن ابن محبوب عن ابى جعفر الاحول عن سلام بن المستنير قال: سئلت ابا جعفر عن قوله تعالى: (قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى) فقال: هم والله من نصيبه من الله على العباد لمحمد صلى الله عليه واله في اهل بيته. 63 – عنه عن الهيثم بن عبد الله النهدي عن العباس بن عامر القصير عن حجاج الخشاب قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول لابي جعفر الاحول: ما يقول من عندكم في قول الله تبارك وتعالى: (قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى) ؟ فقال: كان الحسن البصري يقول: في القربى من العرب، فقال أبو عبد الله عليه السلام لكنى اقول لقريش الذين عندنا هيهنا خاصة، فيقولون: هي لنا ولكم عامة، فأقول: خبروني عن النبي صلى الله عليه واله إذا نزلت به شديدة من خص بها ؟ اليس ايانا خص بها حين اراد ان يلاعن أهل نجران أخذ بيد على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ويوم بدر قال لعلى وحمزة وعبيدة بن الحارث قال: فأبوا يقرؤن لى، أفلكم الحلو ولنا المر ؟. 64 – عنه عن الحسن بن على الخزاز عن مثنى الحناط عن عبد الله بن عجلان قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) قال: هم الائمة الذين لا يأكلون الصدقة ولا تحل لهم. 65 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن اسماعيل بن عبد الخالق قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يقول أهل البصرة في هذه


(1) وفى بعض النسخ (الثبيت) بزيادة الياء بين الموحدة التحتانية والمثناة الفوقانية. [ * ]

[ 572 ]

الآية (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) ؟ قلت: جعلت فداك انهم تقولون انها لاقارب رسول الله صلى الله عليه واله، قال: كذبوا انما نزلت فينا خاصة أهل البيت في على وفاطمة والحسن والحسين واصحاب الكساء عليهم السلام. 66 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن على بن الحسين عليهما – السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الشاميين: اما قرأت هذه الآية: (قل لا اسئلكم عليه اجرا ألا المودة في القربى) ؟ قال: بلى، قال على عليه السلام: فنحن اولئك. 67 – في مجمع البيان قل لا أسألكم عليه أجرا الآية اختلف في معناه على أقوال إلى قوله وثالثها ان معناه الا ان تودوا قرابتي وعترتي وتحفظوني فيهم. عن على بن الحسين عليه السلام وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام. 68 – وباسناده إلى ابن عباس قال: لما نزلت (قل لا أسئلكم عليه اجرا) الاية قالوا: يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم ؟ قال: على وفاطمة وولدها. 69 – وباسناده إلى أبى القاسم الحسكاني مرفوعا إلى أبى امامة الباهلى قال: قال رسول الله صلى الله عيله واله: ان الله تعالى خلق الانبياء من اشجار شتى وخلقت أنا وعلى من شجرة واحدة فأنا أصلها وعلى فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمارها وأشياعنا أوراقها فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ عنها هوى، ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم الف عام حتى يصير كالشن البالى ثم لم يدرك محبتنا كبه الله على منخريه في النار، ثم تلى: (قل لا اسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى)، 70 – وروى زاذان عن على عليه السلام قال: فينا في آل حم آية لا يحفظ مودتنا الا كل مؤمن، ثم قرء هذه الاية والى هذا أشار الكميت في قوله: وجدنا لكم في آل حم آية * تأولها منا تقى ومعرب (1) 71 – وصح عن الحسن بن على عليه السلام أنه خطب الناس فقال في خطبته: انا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم، فقال: (قل لا أسئلكم عليه أجرا


(1) التقى: صاحب التقية والمعرب: المظهر لمذهبه علانية. [ * ]

[ 573 ]

الا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) فاقتراف الحسنة مودتنا اهل البيت. 72 – في اصول الكافي الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن الوشا عن مثنى عن زرارة عن عبد الله بن عجلان عن أبى جعفر عليه السلام في قوله تعالى: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) قال: هم الائمة عليهم السلام. 73 – الحسين بن محمد وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبى الديلم عن أبى عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل: فلما رجع رسول الله صلى الله عليه واله من حجة الوداع وقدم المدينة أتته الانصار فقالوا: يا رسول الله ان الله جل ذكره قد أحسن الينا وشرفنا بك وبنزولك بين ظهرانينا، فقد فرح الله صديقنا وكبت عدونا (1) وقد تأتيك وفود فلا تجد ما تعطيهم فيشمت بك العدو، فنحب ان تأخذ ثلث أموالنا حتى إذا قدم عليك وفد مكة وجدت ما تعطيهم، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه واله عليهم شيئا وكان ينتظر ما يأتيه من ربه، فنزل جبرئيل عليه السلام وقال: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) ولم يقبل أموالهم، فقال المنافقون: ما أنزل الله هذا على محمد وما يريد الا أن يرفع بضبع ابن عمه (2) ويحمل علينا أهل بيته، يقول امس: من كنت مولاه فعلى مولاه، واليوم: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى). 74 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى اسحاق بن اسمعيل النيشابوري أن العالم كتب إليه يعنى الحسن بن على عليهما السلام ان الله عزوجل فرض عليكم لاوليائه حقوقا أمركم بادائها إليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم و مأكلكم ومشربكم: ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة، وليعلم من يعطيه منكم بالغيب، وقال تبارك وتعالى: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى)


(1) كبته الله: أذله وأخزاه. (2) الضبع: العضد وقيل: الابط. [ * ]

[ 574 ]

فاعلموا ان من بخل فانما يبخل على نفسه، ان الله هو الغنى وأنتم الفقراء إليه لا اله الا هو، فاعملوا من بعد ما شئتم فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين. 75 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه واله إذ هبط عليه الامين جبرئيل عليه السلام ومعه جام من البلور مملو مسكا و عنبرا، وكان إلى جنب رسول الله صلى الله عليه واله على بن أبيطالب وولداه الحسن والحسين، إلى أن قال: فلما صارت الجام في كف الحسين عليه السلام قالت: بسم الله الرحمن الرحيم قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى. 76 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه: قالت العلماء له: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موضعا وموطنا، فاول ذلك قوله عزوجل إلى قوله عليه السلام والآية السادسة: قول الله: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) وهذه خصوصية للنبى صلى الله عليه واله إلى يوم القيامة، وخصوصية للال دون غيرهم، وذلك ان الله تعالى حكى ذكر نوح عليه السلام في كتابه: (يا قوم لا أسئلكم عليه مالا ان أجرى الا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا انهم ملاقوا ربهم ولكني أريكم قوما تجهلون) وحكى عزوجل عن هود عليه السلام انه قال: (لا أسألكم عليه أجرا ان أجرى الا على الذى فطرني أفلا تعقلون) وقال عزوجل لنبيه محمد صلى الله عليه واله: (قل يا محمد لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى) ولم يفترض الله تعالى مودتهم الا وقد علم انهم لا يرتدون عن الدين ابدا، ولا يرجعون إلى ضلال أبدا وأخرى أن يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض ولده وأهل بيته عدوا له، فلا يسلم له قلب الرجل، فأحب الله عزوجل أن لا يكون في قلب رسول الله صلى الله عليه واله على المؤمنين شيئ ففرض عليهم مودة ذى القربى، فمن أخذ بها وأحب رسول الله صلى الله عليه واله وأحب اهل بيته لم يستطع رسول الله صلى الله عليه واله أن يبغضه، ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيته فعلى رسول الله ان يبغضه، لانه قد ترك فريضة من فرائض الله عزوجل، فأى فضل


[ 575 ]

واى شرف يتقدم هذا أو يدانيه، فانزل الله عزوجل هذه الاية على نبيه: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) فقام رسول الله صلى الله عليه واله في أصحابه فحمد الله واثنى عليه وقال: يا ايها الناس ان الله قد فرض لى عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه ؟ فلم يجبه أحد (فقال: ايها الناس ليس بذهب ولا فضة ولا مأكول ولا مشروب، فقالوا: هات إذا، فتلى عليهم هذه الاية فقالوا: اما هذه فنعم، فما وفى بها اكثرهم، وما بعث الله نبيا الا و أوحى إليه: ان لا يسأل قومه اجرا لان الله عزوجل يوفيه أجر الانبياء ومحمد صلى الله عليه واله فرض الله عزوجل طاعته ومودة قرابته على أمته وأمره أن يجعل أمرهم (1) فيهم ليودوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذى اوجب الله عزوجل لهم، فان المودة انما تكون على قدر معرفة الفضل، فلما أوجب الله ذلك ثقل لثقل وجوب الطاعة، فتمسك بها قوم قد أخذ الله تعالى ميثاقهم على الوفاء، وعاند أهل الشقاوة والنفاق، وألحدوا في ذلك فصرفوه عن حده الذى حده الله عزوجل. فقالوا: القرابة هم العرب كلها وأهل دعوته فعلى أي الحالتين كان فقد علمنا ان المودة هي للقرابة، فاقربهم من النبي صلى الله عليه واله اولاهم بالمودة، فكلما قربت القرابة كانت المودة على قدرها، وما أنصفوا نبى الله صلى الله عليه واله في حيطته ورأفته، وما من الله به على أمته مما تعجز الالسن عن وصف الشكر عليه أن لا يودوه في ذريته وأهل بيته، وأن يجعلوهم فيهم بمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول الله صلى الله عليه واله فيهم وحبا لهم فكيف والقرآن ينطق به ويدعو إليه والاخبار ثابتة بأنهم أهل المودة والذين فرض الله تعالى مودتهم ووعد الجزاء عليها، فما وفى احد بها فهذه المودة لا يأتي بها أحد مؤمنا مخلصا الا استوجب الجنة، لقول الله تعالى في هذه الاية: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير * ذلك الذى يبشر الله عباده الذين آمنوا و عملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى) مفسرا ومبينا. 77 – وفيه ووجدت في بعض الكتب نسخة كتاب الحبا والشرط من الرضا عليه السلام إلى العمال في شأن الفضل بن سهل وأخيه ولم أرو ذلك عن أحد: أما بعد فالحمد لله البدئ


(1) كذا في النسخ وفى المصدر (أجره فيهم) مكان (امرهم فيهم). [ * ]

[ 576 ]

البديع إلى أن قال: الحمد لله الذى أورث أهلبيته مواريث النبوة، واستودعهم العلم والحكمة وجعلهم معدن الامامة والخلافة، وأوجب ولايتهم وشرف منزلتهم، فأمر رسوله بمسألة أمته مودتهم إذ يقول: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) و ما وصفهم به من اذهابه الرجس عنهم وتطهيره اياهم في قوله: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). 78 – في كتاب الخصال عن عبد الله بن العباس قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله فينا خطيبا فقال في آخر خطبته: ونحن الذين أمر الله لنا بالمودة فماذا بعد الحق الا الضلال فانى تصرفون. 79 – عن أبى رافع عن على عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من لم يحب عترتي فهو لاحدى ثلاث: اما منافق، واما لزنية، واما امرء حملت به أمه في غير طهر. 80 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن أبان عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا قال: الاقتراف التسليم لنا والصدق علينا وألا يكذب علينا. 81 – في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) قال: من تولى الاوصياء من آل محمد واتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين الاولين حتى يصل ولايتهم إلى آدم عليه السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد سبق في مجمع البيان في خطبته عليه السلام بيان لاختلاف الحسنة (1) 82 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله عزوجل: (قل


(1) راجع رقم 71. [ * ]

[ 577 ]

لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) يعنى في أهل بيته، قال: جاءت الانصار إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا: انا قد آوينا ونصرنا فخذ طائفة من أموالنا فاستعن بها على ما نابك (1) فأنزل الله عزوجل: (قل لا أسئلكم عليه أجرا) يعنى على النبوة (الا المودة في القربى) أي في أهلبيته، ثم قال: ألا ترى ان الرجل يكون له صديق وفى نفس ذلك الرجل شئ على أهل بيته فلا يسلم صدره، فأراد الله عزوجل أن لا يكون في نفس رسول الله صلى الله عليه واله شيئ على أمته، ففرض الله عليهم المودة في القربى، فان أخذوا أخذوا مفروضا وان تركوا تركوا مفروضا، قال: فانصرفوا من عنده وبعضهم يقول: عرضنا عليه أموالنا فقال: [ لا ] قاتلوا عن أهل بيتى من بعدى وقالت طائفة: ما قال هذا رسول الله وجحدوه وقالوا كما حكى الله عزوجل: ام يقولون افترى على الله كذبا فقال عزوجل: فان يشأ الله يختم على قلبك قال: لو افتريت ويمح الله الباطل يعنى يبطله ويحق الحق بكلماته يعنى بالائمة والقائم من آل محمد صلى الله عليه واله انه عليم بذات الصدور. 83 – في عيون الاخبار متصل بقوله عليه السلام سابقا مفسرا ومبينا ثم قال أبو الحسن عليه السلام: حدثنى ابى عن جدى عن آبائه عن الحسين بن على بن ابى طالب عليهم السلام قال اجتمع المهاجرون والانصار إلى رسول الله فقالوا: ان لك يا رسول الله مؤنة في نفقتك وفى من يأتيك من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم [ فيها ] بارا مأجورا، أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج، قال: فأنزل الله عزوجل عليه الروح الامين فقال: (قل يا محمد لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى) يعنى أن تودوا قرابتي من بعدى، فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول الله صلى الله عليه واله على ترك ما عرضنا عليه الا ليحثنا على قرابته من بعده ان هو الا شئ افتراه محمد في مجلسه وكان ذلك من قولهم عظيما فأنزل الله تعالى هذه الآية (أم يقولون افتراه قل ان افتريته فلا تملكون لى من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بينى وبينكم وهو الغفور الرحيم) فبعث إليهم النبي صلى الله عليه واله فقال هل من حدث ؟ فقالوا: أي والله يا رسول الله لقد قال بعضنا كلاما عظيما كرهناه، فتلا عليهم رسول الله صلى الله عليه واله الآية فبكوا واشتد


(1) نابه الامر: أصابه. [ * ]

[ 578 ]

بكاؤهم فأنزل الله عزوجل: وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون 84 – في مجمع البيان وذكر أبو حمزة الثمالى في تفسيره حدثنى عثمان بن عمير عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه واله حين قدم المدينة و استحكم الاسلام قالت الانصار فيما بينها: نأتى رسول الله صلى الله عليه واله فنقول له ان تعرك (1) أمور فهذه أموالنا تحكم فيها غير حرج ولا محظور عليك فأتوه في ذلك، فنزلت (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) فقرأها عليهم وقال: تودون قرابتي من بعدى. فخرجوا من عنده مسلمين لقوله فقال المنافقون: ان هذا شئ افتراه في مجلسه أراد ان يذللنا لقرابته من بعده. فنزلت: (أم يقولون افترى على الله كذبا) فأرسل إليهم فتلاها فبكوا واشتد عليهم فأنزل الله: (وهو الذى يقبل التوبة عن عباده) الآية فأرسل في أثرهم فبشرهم وقال: ويستجيب الذين آمنوا وهم الذين سلموا لقوله. 85 – في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: وقال لاعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والانكار: (قل ما اسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) يقول متكلفا أن أسئلكم ما لستم بأهله، فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض: أما يكفى محمدا أن يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا ؟ ! فقالوا: ما أنزل الله هذا وما هو الا شيئ يتقوله يريد أن يرفع أهل بيته على رقابنا، ولئن قتل محمد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا، وأراد الله عز ذكره ان يعلم نبيه صلى الله عليه واله الذى أخفوا في صدورهم واسروا به، فقال في كتابه عزوجل: (ام يقولون افترى على الله كذبا فان يشأ الله يختم على قلبك) يقول: لو شئت حبست عنك الوحى فلم تكلم بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم، وقد قال الله عزوجل. (ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته) يقول الحق لاهل بيتك الولاية (إنه عليم بذات الصدور) يقول بما ألقوه في صدروهم من العداوة لاهل بيتك، والظلم بعدك، والحديث


(1) عرا فلانا امر: أصابه وعرض له. [ * ]

[ 579 ]

طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 86 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله تبارك و تعالى: ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله قال: هو المؤمن يدعو لاخيه بظهر الغيب، فيقول له الملك: آمين، ويقول العزيز الجبار ولك مثلا ما سألت بحبك اياه. 87 – في مجمع البيان وروى [ عن أبى ] عبد الله [ عليه السلام ] قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: (ويزيدهم من فضله) الشفاعة لمن وجبت له النار ممن أحسن إليهم في الدنيا. 88 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض قال الصادق عليه السلام: لو فعل لفعلوا ولكن جعلهم محتاجين بعضهم إلى بعض، واستعبدهم بذلك، ولو جعلهم اغنياء لبغوا ولكن ينزل بقدر ما يشاء مما يعلم أنه يصلحهم في دينهم ودنياهم انه بعباده خبير بصير. 89 – حدثنى الحسين بن عبد الله السكينى عن أبى سعيد البجلى عن عبد الملك ابن هارون عن أبى عبد الله عليه السلام عن آبائه صلوات الله عليهم عن الامام الحسن بن على عليهما السلام أنه قال في حديث طويل بعد مضيه إلى ملك الروم وأجوبة الامام عليه السلام عما سأله عنه الملك ثم سأله عن أرزاق الخلائق ؟ فقال الحسن عليه السلام: أرزاق الخلائق في السماء الرابعة تنزل بقدر وتبسط بقدر. 90 – في مجمع البيان روى أنس عن النبي صلى الله عليه واله عن جبرئيل عن الله جل ذكره ان من عبادي من لا يصلحه الا السقم ولو صححته لافسده، وان من عبادي من لا يصلحه الا الصحة ولو أسقمته لافسده، وان من عبادي من لا يصلحه الا الغنى ولو أفقرته لافسده، وان من عبادي من لا يصلحه الا الفقر ولو أغنيته لافسده، وذلك انى أدبر عبادي لعلمي بقلوبهم. 91 – في جوامع الجامع بقدر أي بتقدير وفى الحديث أخوف ما أخاف على أمتى زهرة الدنيا وكثرتها.


[ 580 ]

92 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وهو الذى ينزل الغيث من بعد ما قنطوا أي ايسوا وينشر رحمته وهو الولى الحميد قال: حدثنى أبى عن العزرمى عن أبيه عن ابى اسحاق عن الحارث الاعور عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سئل عن السحاب أين يكون ؟ قال على شجر كثيف على ساحل البحر فإذا اراد الله أن يرسله أرسل ريحا فأثاره ووكل به ملائكة يضربونه بالمخاريق وهو البرق فيرتفع. 93 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابراهيم بن أبى محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: وبنا ينزل الغيث وينشر الرحمة (1) 94 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن منصور بن يونس عن أبى حمزة عن الاصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: انى سمعته يقول: انى أحدثكم بحديث ينبغى لكل مسلم أن يعيه (2) ثم اقبل علينا فقال: ما عاقب الله عبدا مؤمنا في هذه الدنيا الا كان الله أحلم وأجود وأمجد من ان يعود في عقابه يوم القيامة. ثم قال: وقد يبتلى الله عزوجل المؤمن بالبلية في بدنه أو ماله أو ولده أو أهله ثم تلا هذه الاية: وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفوا عن كثير وحثا بيده ثلاث مرات. 95 – قال الصادق عليه السلام: لما دخل على بن الحسين عليهما السلام على يزيد نظر إليه ثم قال له: يا على (ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) فقال على بن الحسين صلوات الله عليهما: كلا، ما هذه فينا نزلت انما نزل فينا: (ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها ان ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) فنحن لا نأسا على ما فاتنا من أمر الدنيا ولا نفرح بما أوتينا.


(1) وفى نسخة (وينشر رحمته) (2) وعى الحديث: حفظه. [ * ]

[ 581 ]

96 – في اصول الكافي عنه (1) عن أبيه عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال، اما انه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض الا بذنب وذلك قول الله عزوجل في كتابه: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير) قال: ثم قال: وما يعفو الله اكثر مما يؤاخذ به. 97 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله ابن عبد الرحمان عن مسمع بن عبد الملك عن أبى عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: في قول الله عزوجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) ليس من التواء عرق ولا نكبة حجر، ولا عثرة قدم، ولا خدش عود، الا بذنب ولما يعفو الله أكثر، فمن عجل الله عقوبة ذنبه في الدنيا فان الله أجل واكرم وأعظم من أن يعود في عقوبته في الآخرة. 98 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن على بن رئاب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته عليهم السلام من بعده أهو بما كسبت ايديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون ؟ فقال: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان يتوب إلى الله ويستغفر في كل يوم وليلة مأة مرة من غير ذنب، ان الله يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب. 99 – في قرب الاسناد للحميري محمد بن الوليد عن عبد الله بن بكير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) فقال: هو (ويعفو عن كثير) قال: قلت: ما أصاب عليا وأشياعه من أهل بيته من ذلك ؟ فقال: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان يتوب إلى الله تعالى عزوجل كل يوم سبعين مرة من غير ذنب. 100 – في مجمع البيان روى عن على عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خير آية في كتاب الله هذه الآية، يا على ما من خدش عود ولا نكبة قدم الا بذنب وما عفى الله


(1) لم يتقدم الا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى (منه ره). [ * ]

[ 582 ]

عنه في الدنيا فهو اكرم من أن يعود فيه وما عاقب عليه في الدنيا فهو أعدل من أن يثنى على عبده. 101 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: توقوا الذنوب، فما من نكبة ولا نقص رزق الا بذنب حتى الخدش والكبوة (1) والمصيبة، قال الله تعالى: (فما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) وأوفوا بالعهد إذا عاهدتم، فما زالت نعمة ولا نضارة عيش الا بذنوب اجترحوها (2) ان الله ليس بظلام للعبيد، ولو أنهم استقبلوا ذلك بالدعاء والانابة لما نزلت، ولو أنهم إذا نزلت بهم النقم وزالت عنهم النعم فزعوا إلى الله عزوجل بصدق من نياتهم ولم ينهوا ولم يسرفوا لاصلح لهم كل فاسد ولرد عليهم كل صالح. 102 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من أخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا على كرامة المؤمن على الله أنه لم يجعل لاجله وقتا حتى يهم ببائقة (3) فإذا هم ببائقة قبضه إليه. 103 – قال: وقال جعفر بن محمد عليهما السلام تجنبوا البوائق يمد لكم في الاعمار. 104 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن الفضيل ابن يسار عن أبى جعفر عليه السلام قال: ما من نكبة تصيب العبد الا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر. 105 – عنه عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابراهيم بن عبد الحميد عن أبى أسامة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: تعوذوا بالله من سطوات الله بالليل والنهار، قال: قلت: وما سطوات الله ؟ قال: الاخذ على المعاصي. 106 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن ابان عن الفضيل بن


(1) كبا كبوا: انكب على وجهه والكبوة: المرة (2) نضارة العيش: حسنه ورونقه. واجترح الذنب: اكتسبه. (3) البائقة: الشر. [ * ]

[ 583 ]

يسار عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان العبد ليذنب الذنب فيزوى (1) عنه الرزق. 107 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة عن سليمان بن ظريف عن ابن محبوب محمد بن مسلم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان الذنب يحرم العبد الرزق. 108 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبى أيوب عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان العبد يسأل الله الحاجة فيكون من شأنه قضائها إلى أجل قريب أو إلى وقت بطئ فيذنب العبد ذنبا فيقول الله تبارك وتعالى للملك: لا تقض حاجته واحرمه اياها فانه تعرض لسخطى واستوجب الحرمان منى. 109 – الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن عمرو بن عثمان عن رجل عن أبى الحسن عليه السلام قال: حق على الله أن لا يعصى في دار الا أضحاها للشمس حتى تطهرها. قال عز من قائل: وما عند الله خير وابقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون 110 – في محاسن البرقى عنه عن الحسين بن يزيد النوفلي عن اسماعيل بن أبى زياد السكوني عن أبى عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أحب ان يعلم ما له عند الله فليعلم ما لله عنده. 111 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وإذا ما غضبوا هم يغفرون قال أبو جعفر عليه السلام: من كظم غيظا وهو يقدر على امضائه حشاالله قلبه أمنا وايمانا يوم القيامة، قال: ومن ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا غضب حرم الله جسده على النار. 112 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عبد الله ابن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله في خطبة: ألا أخبركم بخير خلايق (2) الدنيا والآخرة: العفو عمن ظلمك وتصل من قطعك، والاحسان إلى من أساء اليك، واعطاء من حرمك.


(1) أي يمنع. (2) جمع الخليقة: الطبيعة والسجية. [ * ]

[ 584 ]

113 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن أبى خالد القماط عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: الندامة على العفو افضل و أيسر من الندامة على العقوبة. 114 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن اسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة قال: حدثنى من سمع ابا عبد الله عليه السلام يقول: من كظم غيظا ولو شاء ان يمضيه امضاه ملاء الله قلبه يوم القيمة رضاه. 115 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حفص بياع السابرى عن أبى حمزة عن على بن الحسين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أحب السبيل إلى الله عزوجل جرعتان: جرعة غيظ تردها بحلم، وجرعة مصيبة تردها بصبر. 116 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان على بن الحسين عليهما السلام يقول: انه ليعجبنى الرجل أن يدركه حلمه عند غضبه. 117 – في تفسير على بن ابراهيم: والذين استجابوا لربهم قال: في اقامة الامام. 118 – في مجمع البيان: وامرهم شورى بينهم وفى هذه الآية دلالة على فضل المشاورة في الامور. وقد روى عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال: ما من رجل يشاور أحدا الا هدى إلى الرشد. 119 – في من لا يحضره الفقيه وروى سليمان بن داود المنقرى عن حماد بن عيسى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال لقمان لابنه: إذا سافرت مع قوم فاكثر استشارتهم في أمرك وأمورهم إلى قوله: واجهد رأيك لهم إذا استشاروك، ثم لا تعزم حتى تثبت و تنظر ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلى وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورتك، فان من لم يمحض النصيحة لمن استشاره سلبه الله رأيه ونزع عنه الامانة. 120 – في تفسير على بن ابراهيم (وأمرهم شورى بينهم) أي يقبلون ما أمروا به


[ 585 ]

ويشاورون الامام فيما يحتاجون إليه من أمر دينهم. 121 – في مجمع البيان: فمن عفى واصلح فأجره على الله روى عن النبي صلى الله عليه واله قال: إذا كان يوم القيمة نادى مناد: من كان أمره على الله فليدخل الجنة فيقال: من ذا الذى أجره على الله ؟ فيقال: العافون عن الناس فيدخلون الجنة بغير حساب. 122 – في اصول الكافي باسناده إلى أبى حمزة الثمالى عن على بن الحسين عليهما السلام قال: سمعته يقول: إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الاولين والآخرين في صعيد واحد ثم ينادى مناد: أين أهل الفضل ؟ قال: فيقوم عنق من الناس فتلقاهم الملائكة فيقولون: وما كان فضلكم ؟ فيقولون: كنا نصل من قطعنا ونعطى من حرمنا، ونعفو عمن ظلمنا، فيقال لهم: صدقتم ادخلوا الجنة. 123 – عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن جهم بن الحكم المدايني عن إسمعيل بن أبى زياد السكوني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: عليكم بالعفو، فان العفو لا يزيد العبد الا عزا فتعافوا يعزكم الله. 124 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ثلاث من كن فيه فقد إستكمل خصال الايمان، من صبر على الظلم وكظم غيظه واحتسب وعفى وغفر، كان ممن يدخله الله الجنة بغير حساب، ويشفعه في مثل ربيعة ومضر. 125 – وفيه في الحقوق المروية عن على بن الحسين عليهما السلام: وحق من أساءك ان تعفو عنه، وان علمت أن العفو يضر انتصرت، قال الله تبارك وتعالى: ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل. 126 – عن أبى عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ثلاثة ان لم تظلمهم ظلموك: السفلة والزوجة والمملوك. 127 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا عبد – الكريم عن عبد الرحيم عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: (ولمن انتصر بعد ظلمه) يعنى القائم صلوات الله عليه و اصحابه (فاولئك ما عليهم من سبيل) والقائم إذا قام انتصر من بنى أمية والمكذبين والنصاب


[ 586 ]

هو وأصحابه، وهو قول الله تبارك وتعالى: انما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق إلى قوله: وترى الظالمين لال محمد صلى الله عليه وآله حقهم لما رأوا العذاب وعلى صلوات الله هو العذاب في هذه الرجعة يقولون هل إلى مرد من سبيل فنوالى عليا صلوات الله عليه وتريهم يعرضون عليها خاشعين من الذل لعلى ينظرون إلى على من طرف خفى وقال الذين آمنوا يعنى آل محمد صلوات الله عليه وعليهم وشيعتهم ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم واهليهم يوم القيامة الا ان الظالمين لال محمد حقهم في عذاب مقيم قال: والله يعنى النصاب الذين نصبوا العداوة لامير المؤمنين و ذريته صلوات الله عليه وعليهم والمكذبين وما كان لهم من اولياء ينصرونهم من دون الله ومن يظلل الله فما له من سبيل 128 – وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: يهب لمن يشاء اناثا يعنى ليس معهن ذكور ويهب لمن يشاء الذكور يعنى ليس معهم أنثى أو يزوجهم ذكرانا واناثا أي يهب لمن يشاء ذكرانا واناثا جميعا يجمع له البنين والبنات أي يهبهم جميعا لواحد. 129 – حدثنى أبى عن المحمودى ومحمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن اسماعيل الرازي عن محمد بن سعيد، ان يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد عن مسائل وفيها: أخبرنا عن قول الله عزوجل (أو يزوجهم ذكرانا واناثا) فهل يزوج الله عباده الذكران وقد عاقب قوما فعلوا ذلك ؟ فسأل موسى أخاه أبا الحسن العسكري صلوات الله عليه، وكان من جواب أبى الحسن عليه السلام أما قوله عزوجل: (أو يزوجهم ذكرانا و اناثا) فان الله تبارك وتعالى يزوج ذكران المطيعين أناثا من الحور العين، وأناث المطيعات من الانس من ذكران المطيعين، ومعاذ الله ان يكون الجليل عنى ما لبست على نفسك تطلب الرخصة لارتكاب المآثم، (فمن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا) ان لم يتب. 130 – في عيون الاخبار في باب ذكرما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل وعلة تحليل مال الولد لوالده بغير إذنه وليس ذلك للولد


[ 587 ]

لان الولد موهوب للوالد في قول الله تعالى يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور مع انه المأخوذ بمؤنته صغيرا أو كبيرا والمنسوب إليه والمدعو له لقوله عزوجل: (ادعوهم لابائهم هو أقسط عند الله) وقول النبي صلى الله عليه واله: أنت ومالك لابيك، وليس الوالدة كذلك، لا تأخذ من ماله الا باذنه أو باذن الاب لانه مأخوذ بنفقة الولد ولا تؤخذ المرأة بنفقة ولدها. 131 – في تهذيب الاحكام أحمد بن محمد بن عيسى إلى أن قال: وعنه عن محمد ابن الحسين عن أبى الجوزاء عن الحسين بن علوان عن زيد بن على عن آبائه عن على عليهم السلام قال: أتى النبي صلى الله عليه واله رجل فقال: يا رسول ان أبى عمد إلى مملوك لى فاعتقه كهيئة المضرة لى ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أنت ومالك من هبة الله لابيك، أنت سهم من كنانته (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ويجعل من يشاء عقيما) جازت عتاقة ابيك يتناول والدك من مالك وبدنك. وليس لك أن تتناول من ماله ولا من بدنه شيئا الا باذنه. قال عز من قائل: ويجعل من يشاء عقيما. 132 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله قال أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام: سئل عبد الله بن صوريا رسول الله فقال: أخبرني عمن لا يولد له ومن يولد له ؟ فقال صلى الله عليه واله: إذا اصفرت النطفة لم يولد له أي إذا احمرت وكدرت، وإذا كانت صافية ولد له، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 133 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء قال: وحى مشافهة ووحى الهام، وهو الذى يقع في القلب أو من وراء حجاب، كما كلم الله نبيه صلى الله عليه وآله وكما كلم الله عزوجل موسى عليه السلام من الناس، أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء، قال: وحى مشافهة يعنى إلى الناس. 134 – في كتاب توحيد المفضل بن عمر المنقول عن أبى عبد الله الصادق عليه السلام في الرد على الدهرية قال عليه السلام بعد أن ذكر الله عزوجل والعجز عن أن يدرك: فان قالوا ولم استتر ؟ قيل لهم ما يستتر بحيلة يخلص إليها كمن يحتجب عن الناس بالابواب و


[ 588 ]

الستور، وانما معنى قولنا استتر أنه لطف على مدى ما تبلغه الاوهام، كما لطف النفس وهى خلق من خلقه، وارتفعت عن ادراكها بالنظر. 135 – في كتاب التوحيد عن الرضا عليه السلام كلام طويل في التوحيد وفيه لا تشمله المشاعر ولا يحجبه الحجاب فالحجاب بينه وبين خلقه لامتناعه مما يمكن في ذواتهم ولامكان ذواتهم مما يمتنع منه ذاته، ولافتراق الصانع والمصنوع والرب والمربوب والحاد والمحدود. 136 – وفيه عن الرضا عليه السلام ايضا كلام وفيه قال الرجل: فلم احتجب ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: ان الحجاب على الخلق لكثرة ذنوبها، فاما هو فلا تخفى عليه خافية في آناء الليل والنهار. 137 – وفيه حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: فأما قوله: (وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب) ما ينبغى لبشر ان يكلمه الله الا وحيا، وليس بكائن الا من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء كذلك قال الله تبارك وتعالى علوا كبيرا قد كان الرسول يوحى إليه من رسل السماء فتبلغ رسل السماء رسل الارض وقد كان الكلام بين رسل أهل الارض وبينه من غير أن يرسل الكلام مع رسل أهل السماء وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا جبرئيل هل رأيت ربك ؟ فقال جبرئيل: ان ربى لا يرى فقال رسول الله صلى الله عليه واله: من اين تأخذ الوحى فقال: آخذه من اسرافيل فقال: ومن أين يأخذه اسرافيل ؟ قال يأخذه من ملك فوقه من الروحانيين قال: فمن أين يأخذه ذلك الملك ؟ قال يقذف في قلبه قذفا فهذا وحى وهو كلام الله عزوجل وكلام الله ليس بنحو واحد، منه ما كلم الله به الرسل ومنه ما قذفه في قلوبهم ومنه رؤيا يراها الرسل ومنه وحى وتنزيل يتلى ويقرأ فهو كلام الله فاكتف بما وصفت لك من كلام الله فان معنى كلام الله ليس بنحو واحد فان منه ما تبلغ به رسل السماء رسل الارض. 138 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لبعض الزنادقة وقد جاء إليه مستدلا بآى من القرآن متوهما


[ 589 ]

فيها التناقض والاختلاف وأما قوله تعالى: ما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا و ليس بكاين الا من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء كذلك قال الله تعالى قد كان الرسول يوحى إليه وذكر نحو ما نقلنا من كتاب التوحيد الا أنه ليس هنا (فاكتف إلى آخره). 139 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أبى الصباح الكنانى عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: وكذلك أوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان قال: خلق من خلق الله عزوجل أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه واله يخبره ويسدده وهو مع الائمة من بعده. 140 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن على بن أسباط عن اسباط بن سالم قال: سئله رجل من اهل هيت (1) وأنا حاضر عن قول الله عزوجل: (وكذلك أوحينا اليك روحا من أمرنا) فقال: منذ أنزل الله عزوجل ذلك الروح على محمد ما صعد إلى السماء وانه لفينا. 141 – محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن على بن اسباط عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة الثمالى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن العلم أهو شئ يتعلمه العالم من أفواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرؤنه فتعلمون منه ؟ قال: الامر أعظم من ذلك وأوجب أما سمعت قول الله عزوجل: (وكذلك أوحينا اليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان) ثم قال: أي شئ يقول أصحابكم في هذه الآية أيقولون: (2) انه كان في حال لا يدرى ما الكتاب ولا الايمان ؟ فقلت: لا أدرى جعلت فداك ما يقولون ؟ فقال: بلى قد كان في حال لا يدرى ما الكتاب و لا الايمان حتى بعث الله عزوجل الروح التى ذكر في الكتاب، فلما أوحاها إليه علم بها


(1) هيت: بلد بالعراق. (2) وفى المصدر (أيقرؤن) بدل (أيقولون). [ * ]

[ 590 ]

العلم والفهم وهى الروح التى يعطيها الله عزوجل من شاء، فإذا أعطاها عبدا علمه الفهم. 142 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن على بن الحكم عن معاوية بن وهب عن زكريا بن ابراهيم قال: كنت نصرانيا فاسلمت وحججت فدخلت على أبى عبد الله عليه السلام فقلت: انى كنت على النصرانية وانى أسلمت، فقال: وأى شئ رايت في الاسلام ؟ قلت: قول الله عزوجل: (ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان و لكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء) فقال: لقد هداك الله، ثم قال: اللهم اهده ثلاثا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 143 – في مجمع البيان: (روحا من امرنا) يعنى الوحى بأمرنا إلى قوله: و قيل: هو ملك اعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه واله عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام، قالا: ولم يصعد إلى السماء وانه لفينا. 144 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن ابى عمرو الزبيري عن ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقال في نبيه صلى الله عليه واله: وانك لتهدى إلى صراط مستقيم يقول تدعو. 145 – في بصائر الدرجات عبد الله بن عامر عن ابى عبد الله البرقى عن الحسين ابن عثمان عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى (ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين) قال: تفسيرها في بطن القرآن (من يكفر بولاية على) وعلى هو الايمان، إلى قوله: واما قوله: (وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم) يعنى إنك لتأمر بولاية على وتدعو إليها وهو الصراط المستقيم 146 – في تفسير على بن ابراهيم ثم كنى عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: (ولكن جعلناه نورا نهدى به من نشاء من عبادنا) والدليل على أن النور امير المؤمنين صلوات الله عليه قوله عزوجل: (واتبعوا النور الذى أنزل معه) الاية حدثنا جعفر ابن أحمد قال حدثنا عبد الكريم بن الرحيم قال: حدثنا محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: (ما كنت تدرى ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا) يعنى عليا، وعلى صلوات الله عليه هو النور


[ 591 ]

فقال: (نهدى به من نشاء من عبادنا) يعنى عليا هدى به من هدى من خلقه، قال: وقال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: (وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم) يعنى انك لتأمر بولاية على وتدعو إليها، وعلى هو الصراط المستقيم صراط الله الذى له ما في السماوات و ما في الارض يعنى عليا انه جعل خازنه على ما في السماوات وما في الارض من شئ وائتمنه عليه الا إلى الله تصير الامور 147 – في اصول الكافي عنه عن الحسين عن النضر عن القاسم بن سليمان عن ابى مريم الانصاري عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: وقع مصحف في البحر فوجدوه وقد ذهب ما فيه الا هذه الآية (الا إلى الله تصير الامور). بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من أدمن قراءة حم الزخرف آمنه الله في قبره من هوام الارض وضغطة القبر حتى يقف بين يدى الله عزوجل ثم جاءت حتى تدخله الجنة بأمر الله تبارك وتعالى. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرء سورة الزخرف كان ممن يقال له يوم القيامة: يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ادخلوا الجنة بغير حساب. 3 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأما حم فمعناه الحميد المجيد. 4 – في تفسير على بن ابراهيم (حم) حرف من الاسم الاعظم وقوله عزوجل: وانه في ام الكتاب لدينا لعلى حكيم يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه مكتوب في الفاتحة في قول الله عزوجل: (اهدنا الصراط المستقيم) قال أبو عبد الله عليه السلام هو أمير المؤمنين صلوات الله عليه. 5 – في تهذيب الاحكام في الدعاء المنقول بعد صلوة يوم الغدير عن ابى –


[ 592 ]

عبد الله عليه السلام ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الانام وصراطك المستقيم السوى وحجتك وسبيلك الداعي اليك على بصيرة هو ومن اتبعه سبحان الله عما يشركون بولايته وبما يلحدون باتخاذ الولائج دونه، فاشهد يا الهى انه الامام الهادى المرشد الرشيد على امير المؤمنين الذى ذكرته في كتابك، فقلت: وانه في ام الكتاب لدينا لعلى حكيم لا اشركه اماما ولا اتخذ من دونه وليجة. 6 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا احمد بن عبد الله بن ابراهيم بن هاشم رحمه الله قال حدثنا ابى عن جدى عن حماد بن عيسى عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (اهدنا الصراط المستقيم) قال: هو امير المؤمنين ومعرفته، والدليل على انه امير امير المؤمنين قوله عزوجل: (وانه في ام الكتاب لدينا لعلى حكيم) وهو امير المؤمنين (ع) في ام الكتاب في قوله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم). 7 – في مجمع البيان: ثم تذكروا نعمة ربكم وروى العياشي باسناده عن ابى – عبد الله عليه السلام قال: ذكر النعمة ان تقول: الحمد لله الذى هدانا للاسلام وعلمنا القرآن ومن علينا بمحمد صلى الله عليه واله، وتقول بعده: سبحان الذى سخر لنا هذا إلى آخره. 8 – وروى عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه واله كان إذا استوى على بعيره خارجا في سفر كبر ثلاثا وقال: (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون) اللهم انا نسئلك في سفرنا هذا البر والتقوى والعمل بما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا واطوعنا بعده اللهم انت الصاحب في السفر والخليفة في الاهل اللهم انى اعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب (1) وسوء المنظر في الاهل والمال، وإذا رجع قال: آئبون تائبون لربنا حامدون اورده مسلم في الصحيح. 9 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: إذا ركبتم الدواب فاذكروا الله تعالى، وقولوا (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون). 10 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل


(1) الوعثاء: المشقة والتعب والكآبة: الحزن الشديد والغم. [ * ]

[ 593 ]

ابن مهران عن سيف بن عميرة عن أبى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا ؟ قال: نعم، قلت: ما هو ؟ قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال وإن كان فيما أنعم عليه في ماله حق أداه، ومنه قوله عزوجل: (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 11 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أسباط ومحمد بن أحمد عن موسى بن القاسم البجلى عن على بن أسباط عن أبى الحسن عليه السلام حديث طويل نقول فيه عليه السلام وإن خرجت برا فقل الذى قال الله عز وجل: (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون) فا نه ليس من عبد يقولها عند ركوبه فيقع من بعير أو دابة فيصيبه شئ باذن الله. 12 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير ومحمد بن اسمعيل عن الفضل ابن شاذان عن ابن أبى عمير عن صفوان بن يحيى جميعا عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا استويت على راحلتك واستوى بك محملك فقل: الحمد لله الذى هدينا للاسلام ومن علينا بمحمد صلى الله عليه واله، (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين) أللهم أنت الحامل على الظهر والمستعان على الامر، أللهم بلغنا بلاغا يبلغ إلى خير، بلاغا إلى مغفرتك ورضوانك، أللهم لا طير الا طيرك (1) ولا خير الا خيرك ولا حافظ غيرك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 13 – على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: فان ركبت الظهر فقل (الحمد لله الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون). 14 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن الدهقان عن درست عن ابراهيم ابن عبد الحميد عن أبى الحسن عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إذا ركب الرجل إلى أن قال: وقال: من قال إذا ركب الدابة: بسم الله لا حول ولا قوة الا بالله (الحمد


(1) الطير: الاسم من التطير وهو ما يتشأم به الانسان من الفال الردى، قال الفيض (ره): وهذا كمايقال: لا امر الا امرك، يعنى لا يكون الا ما تريد. [ * ]

[ 594 ]

لله الذى هدينا لهذا وما كنا لنهتدي) الآية (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) حفظت له دابته ونفسه حتى ينزل. 15 – في من لا يحضره الفقيه وسئل سعد بن سعد الرضا عليه السلام عن سجدة الشكر فقال: أرى أصحابنا يسجدون بعد الفريضة سجدة واحدة ويقولون: هي سجدة الشكر، فقال: انما الشكر إذا أنعم الله عزوجل على عبده أن يقول: (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين). 16 – وكان الصادق عليه السلام إذا وضع رجله في الركاب يقول: (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) ويسبح الله سبعا ويحمد الله سبعا ويهلل سبعا. 17 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم) إلى قوله (وما كنا مقرنين) قال: فانه حدثنى أبى عن ابن فضال عن الفضل بن صالح عن سعد ابن طريف عن الاصبغ بن نباتة قال: أمسكت لامير المؤمنين صلوات الله عليه بالركاب وهو يريد أن يركب، فرفع رأسه ثم تبسم فقلت له: يا أمير المؤمنين رأيتك رفعت رأسك ثم تبسمت ؟ قال: نعم يا اصبغ امسكت أنا لرسول الله صلى الله عليه واله كما أمسكت انت لى الركاب فرفع رأسه ثم تبسم فسألته عن تبسمه كما سألتنى، وسأخبرك كما أخبرني رسول الله صلى الله عليه واله أمسكت لرسول الله صلى الله عليه واله بغلته الشهباء فرفع رأسه إلى السماء وتبسم فقلت: يا رسول الله رفعت رأسك إلى السماء وتبسمت لماذا ؟ فقال: يا على ليس من أحد يركب فيقرأ آية الكرسي ثم يقول: استغفر الله الذى لا اله الا هو الرحمن الرحيم الحى القيوم وأتوب إليه أللهم اغفر لى ذنوبي فانه لا يغفر الذنوب الا أنت، الا قال السيد الكريم: يا ملائكتي عبدى يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيرى، اشهدوا أنى قد غفرت له ذنوبه. 18 – حدثنى أبى عن على بن أسباط قال: حملت متاعا إلى مكة فكسد على فجئت إلى المدينة فدخلت إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام فقلت: جعلت فداك إنى قد حملت متاعا إلى مكة وكسد على وقد أردت مصرا فأركب بحرا أو برا ؟ فقال: مصر الحتوف يقبض إليها، وهم أقصر الناس أعمارا قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا تغسلوا رؤسكم بطينها،


[ 595 ]

ولا تشربوا في فخارها، فانه يورث الذلة ويذهب بالغيرة، ثم قال: لا عليك أن تأتى مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وتصلى فيه ركعتين، وتستخير الله عزوجل مأة مرة [ ومرة ] فإذا عزمت على شئ وركبت البر فإذا استويت (1) على راحلتك فقل: (سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا إلى ربنا لمنقلبون) فانه ما ركب احد ظهرا فقال هذا وسقط الا لم يصبه كسر ولا ونى ولا وهن، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. وقوله عزوجل: أو من ينشؤ في الحلية أي ينشؤ في الذهب وهو في الخصام غير مبين قال ان موسى عليه السلام اعطاه الله عزوجل من القوة ان ارى فرعون صورته على فرس من ذهب رطب عليه ثياب من ذهب رطب فقال فرعون (أو من ينشؤ في الحلية) أي ينشؤ بالذهب (وهو في الخصام غير مبين) قال: لا يبين الكلام ولا يتبين من الناس، ولو كان نبيا لكان خلاف الناس. 19 – في بصائر الدرجات احمد بن الحسين عن أبيه عن بكر بن صالح عن عبد الله بن ابراهيم بن عبد العزيز بن محمد بن على بن عبد الله بن جعفر الجعفري قال: حدثنا يعقوب بن جعفر قال: كنت مع أبى الحسن عليه السلام بمكة فقال له رجل انك لتفسر من كتاب الله ما لم يسمع، فقال: علينا نزل قبل الناس، ولنا فسر قبل أن يفسر في الناس فنحن نعرف حلاله وحرامه، وناسخه ومنسوخه، ومتفرقه وحضرته وفى أي ليلة نزلت من آية وفيمن نزلت وفيما أنزلت، فنحن حكماء الله في أرضه، وشهداؤه على خلقه، وهو قول الله تبارك وتعالى: ستكتب شهادتهم ويسئلون فالشهادة لنا والمسألة للمشهود عليه، فهذا علم قد أنهيته. 20 – في اصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن ابراهيم الجعفري قال: كتب يحيى بن عبد الله بن الحسن إلى موسى بن جعفر عليه السلام: اما بعد فانى أوصى نفسي بتقوى الله وبها أوصيك فانها وصية الله في الاولين ووصيته في الاخرين: خبرني من ورد على من


(1) كذا في النسخ ولكن في المصدر (فإذا عزمت على شئ وركبت البحر أو إذا استويت على راحلك… اه). [ * ]

[ 596 ]

أعوان الله على دينه ونشر طاعته بما كان من تحننك (1) مع خذلانك، وقد شاورت في الدعوة للرضا من آل محمد صلى الله عليه واله وقد احتجبتها واحتجبها أبوك من قبلك (2) وقديما ادعيتم ما ليس لكم وبسطتم آمالكم إلى ما لم يعطكم الله فاستهويتم واضللتم وأنا محذرك ما حذرك الله من نفسه، فكتب إليه أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: من موسى بن عبد الله ابن جعفر وعلى مشتركين في التذلل لله وطاعته، إلى يحيى بن عبد الله بن الحسن اما بعد فانى احذرك الله ونفسي وأعلمك اليم عذابه وشديد عقابه، وتكامل نقماته، واوصيك ونفسي بتقوى الله فانها زين الكلام، وتثبيت النعم اتانى كتابك تذكر فيه انى مدع وابى من قبل وما سمعت ذلك منى و (ستكتب شهادتهم ويسألون) 21 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم عن الصادق عليه السلام حديث طويل وفى آخره قال هشام: قلت: فهل يكون الامامة في الاخرين بعد الحسن والحسين ؟ قال: لا انما هي جارية في عقب الحسين عليه السلام كما قال الله عزوجل: وجعلها كلمة باقية في عقبه ثم هي جارية في الاعقاب وأعقاب الاعقاب إلى يوم القيامة. 22 – وباسناده إلى محمد بن قيس عن ثابت الثمالى عن على بن الحسين بن على ابن أبى طالب عليهم السلام أنه قال: فينا نزلت هذه الاية: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) والامامة في عقب الحسين عليه السلام إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 23 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله


(1) أي ترحمك على واشفاقك من قتلى مع خذلانك وعدم نصرتك لى قاله المجلسي (ره) (2) وقال (ره) هنا: لعل فيه حذفا وايصالا ان احتجبت بها والضمير للمشورة كناية عما هو مقتضى المشورة من الاجابة إلى البيعة، أو الضمير راجع إلى البيعة بقرينة المقام والدعوة أي اجابتها أو المعنى شاورت الناس في الدعوة فاحتجبت عن مشاورتي ولم تحضرها وصار ذلك سببا لتفرق الناس عنى (واحتجبها ابوك) أي عند دعوة محمد بن عبد الله (انتهى) وقصة محمد بن عبد الله مذكورة في اصول الكافي قبل هذا بحديث فراجع باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل في امر الامامة ان شئت. [ * ]

[ 597 ]

عزوجل: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) قال: في عقب الحسين عليه السلام، فلم يزل هذا الامر منذ أفضى إلى الحسين ينقل من ولد إلى ولد لا يرجع إلى اخ وعم، ولم يتم بعلم أحد منهم الا وله ولد وان عبد الله خرج من الدنيا ولا ولد له ولم يمكث بين ظهرانى أصحابه الا شهرا. 24 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى على بن أبى حمزة عن أبيه عن أبى – بصير قال: سئلت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) قال: هي الامامة جعلها الله عزوجل في عقب الحسين عليه السلام باقية إلى يوم القيامة. 25 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه في خطبة الغدير: معاشر الناس القرآن يعرفكم ان الائمة من بعده ولده، وعرفتكم أنه منى وأنا منه حيث يقول الله عزوجل: (كلمة باقية في عقبه) وقلت: لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما. 26 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الاعرج عن ابى هريرة قال: سئلت رسول الله صلى الله عليه واله عن قوله: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) قال: جعل الامامة في عقب الحسين، يخرج من صلبه تسعة من الائمة منهم مهدى هذه الامة. 27 – المفضل بن عمر قال: سئلت الصادق عليه السلام عن هذه الآية قال: يعنى بذلك الامامة جعلها في عقب الحسين إلى يوم القيامة، فقلت: كيف صارت في ولد الحسين عليه السلام دون ولد الحسن عليه السلام ؟ فقال: ان موسى وهارون كانا نبيين ومرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى، ثم ساق الحديث إلى قوله: هو الحكيم في أفعاله لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون. 28 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وعن أبى محمد الحسن العسكري عليه السلام عن أبيه قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان قاعدا ذات يوم بفناء الكعبة إذ قال له عبد الله بن أمية المخزومى: لو أراد الله أن يبعث الينا رسولا لبعث أجل من فيما بيننا مالا وأحسنه حالا فهلا نزل هذا القران الذى تزعم أن الله أنزله عليك وانبعثك به رسولا على رجل من القريتين عظيم: إما الوليد بن المغيرة بمكة وإما عروة بن مسعود


[ 598 ]

الثقفى بالطائف، فقال صلى الله عليه واله: أما قولك لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم الوليد بن المغيرة بمكة أو عروة بالطايف، فان الله ليس يستعظم مال الدنيا كما تستعظم أنت، ولا خطر له عنده كما له عندك، بل لو كانت الدنيا عنده تعدل جناح بعوضة ما سقى كافرا به مخالفا شربة ماء، وليس قسمة رحمة الله اليك بل الله القاسم للرحمات والفاعل لما يشاء في عبيده وأمائه، وليس هو عزوجل ممن يخاف أحدا كما تخافه انت لما له وحاله، فعرفته بالنبوة لذلك، ولا ممن يطمع في أحد في ماله أو حاله كما تطمع أنت فتخصه بالنبوة لذلك، ولا ممن يحب أحدا محبة الهوى كما تحب فيقدم من لا يستحق التقديم، وانما معاملته بالعدل، فلا يؤثر لافضل مراتب الدين وخلاله الا الافضل في طاعته والاجد في خدمته، وكذا لا يؤخر في مراتب الدين وجلاله الا أشدهم تباطئا عن طاعته، وإذا كان هذا صفته لم ينظر إلى مال ولا إلى حال، بل هذا المال والحال من تفضله، وليس لاحد اكراهه من عباده عليه ضريبة لازب (1) فلا يقال له: إذا تفضلت بالمال على عبد فلا بد ان تتفضل عليه بالنبوة ايضا لانه ليس لاحد اكراهه على خلاف مراده، ولا الزامه تفضلا، لانه تفضل قبله بنعمة الا ترى يا عبد الله كيف أغنى واحدا وقبح صورته، وكيف حسن صورة واحد وافقره، وكيف شرف واحدا وأفقره، وكيف أغنى واحدا ووضعه. ثم ليس لهذا الغنى ان يقول: هلا اضيف إلى يسارى جمال فلان. ولا للجميل ان يقول: هلا اضيف إلى جمالي مال فلان ؟ ولا للشريف أن يقول: هلا أضيف إلى شرفي مال فلان ؟ ولا للوضيع ان يقول: هلا أضيف إلى مالى شرف فلان ؟ ولكن الحكم الله يقسم كيف يشاء. ويفعل كما يشاء. وهو حكيم في أفعاله محمود في أعماله، وذلك قوله: و قالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم قال الله اهم يقسمون رحمة ربك يا محمد نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحيوة الدنيا فأحوجنا بعضا إلى بعض أحوج هذا إلى مال ذلك وأحوج ذلك إلى سلعة هذا والى خدمته فترى أجل الملوك وأغنى الاغنياء محتاجا إلى افقر الفقراء في ضرب من الضروب اما سلعة، معة ليست


(1) الضريبة: الجزية. واللازب: الثابت. [ * ]

[ 599 ]

معه، واما خدمة يصلح لها يتهيأ لذلك الملك أن يستغنى الا به، وإما باب من العلوم والحكم هو فقير إلى أن يستفيدها من هذا الفقير الذى يحتاج إلى مال ذلك الملك الغنى، و ذلك الملك يحتاج إلى علم هذا الفقير أو رأيه أو معرفته، ثم ليس للملك ان يقول: هلا اجتمع إلى مالى علم هذا الفقير ؟ ولا للفقير أن يقول: هلا اجتمع إلى رأيى ومعرفتي وعلمي وما أتصرف فيه من فنون الحكم مال هذا الملك الغنى ؟ 29 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: لو حلف القانع بتملكه على الدارين لصدقه الله عزوجل بذلك ولابره، لعظم شأن مرتبته في القناعة، ثم كيف لا يقنع العبد بما قسم الله عزوجل له وهو يقول: (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحيوة الدنيا) فمن اذعن وصدقه بما شاء ولما شاء بلا غفلة وأيقن بربوبيته أصاف تولية الاقسام إلى نفسه بلا سبب، ومن قنع بالمقسوم استراح من الهم والكرب والتعب. 30 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله متصل بآخر ما نقلنا عنه أعنى قوله مال هذا الملك الغنى، ثم قال: ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ثم قال: يا محمد ورحمة ربك خير مما يجمعون أي ما يجمعه هؤلاء من أموال الدنيا. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 31 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ولولا ان يكون الناس امة واحدة أي على مذهب واحد لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة و معارج عليها يظهرون قال: المعارج الذى يظهرونها ولبيوتهم ابوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا قال: البيت المزخرف بالذهب، قال الصادق عليه السلام: لو فعل الله ذلك لما آمن أحد، ولكنه جعل في المؤمنين أغنياء وفى الكافرين فقراء وجعل في الكافرين اغنياء وفى المؤمنين فقراء ثم إمتحنهم بالامر والنهى، والصبر والرضا. 32 – في كتاب علل الشرايع أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: سألت على بن الحسين عليه السلام عن قول الله عزوجل: (ولولا أن يكون الناس أمة


[ 600 ]

واحدة) قال: عنى بذلك أمة محمد أن يكونوا على دين واحد كفارا كلهم (لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون) ولو فعل ذلك بأمة محمد صلى الله عليه واله لحزن المؤمنين وغمهم ذلك ولم يناكحوهم ولم يوارثوهم. 33 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: سألت على بن الحسين عليهما السلام وذكر كما نقلنا عن كتاب العلل إلى قوله: (ومعارج عليها يظهرون) فانه ليس في اصول الكافي. 34 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى منصور بن يونس قال قال أبو عبد الله عليه السلام: قال الله عزوجل: لولا أن يجد عبدى المؤمن في نفسه (1) لعصبت الكافر بعصابة من ذهب. 35 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد ابن سنان عن العلا عن ابن أبى يعفور عن ابى عبد الله عليه السلام قال: إن فقراء المؤمنين يتقلبون في رياض الجنة قبل أغنيائهم أربعين خريفا (2)، قال: سأضرب لك مثل ذلك، انما مثل ذلك مثل سفينتين مر بهما على عاشر (3) فنظر في إحديهما فلم ير فيها شيئا فقال: أسربوها (4) ونظر في الاخرى فإذا هي موقرة (5) فقال احبسوها. 36 – وباسناده قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لولا الحاح المؤمنين على الله في طلب الرزق لنقلهم من الحال التى هم فيها إلى حال أضيق منها. 37 – وباسناده إلى سعدان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله عزوجل يلتفت يوم –


(1) أي يخطر بباله شئ. (2) الخريف: سبعون سنة كما في رواية الصدوق (قده) في معاني الاخبار وقيل: اربعون سنة كما في النهاية. وفسره صاحب المعالم (ره) في المحكى عنه بأكثر من سبعين ايضا. (3) العاشر: من يأخذ العشر. (4) (اسربوها) أي خلوا سبيلها. (5) أي مملوة. [ * ]

[ 601 ]

القيامة إلى فقراء المؤمنين شبيها بالمعتذر إليهم، فيقول: وعزتي وجلالى ما افقرتكم في الدنيا من هوان بكم على ولترون ما اصنع بكم اليوم فمن زود منكم في دار الدنيا معروفا فخذوا بيده وادخلوه الجنة، قال: فيقول رجل منهم: يا رب ان اهل الدنيا تنافسوا في دنياهم فنكحوا النساء ولبسوا الثياب اللينة، وأكلوا الطعام وسكنوا الدور وركبوا المشهور من الدواب، فأعطني مثل ما أعطيتهم، فيقول تبارك وتعالى: لك ولكل عبد منكم مثل ما أعطيت أهل الدنيا منذ كانت الدنيا إلى انقضت الدنيا سبعون ضعفا. 38 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابراهيم بن عقبة عن اسماعيل بن سهل واسماعيل بن عباد جميعا يرفعانه إلى ابى عبد الله عليه السلام قال: ما كان من ولد آدم مؤمن الا فقيرا ولا كافر الاغنيا حتى جاء ابراهيم عليه السلام فقال: (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) فصير الله في هؤلاء أموالا وحاجة، وفى هؤلاء أموالا وحاجة. 39 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل موسر (1) إلى رسول الله صلى الله عليه واله نقى الثوب فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه واله فجاء رجل معسر درن الثوب (2) فجلس إلى جنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أخفت أن يمسك من فقره شئ ؟ قال: لا، قال: فخفت أن يصيبه من غناك شئ ؟ قال: لا، قال: فخفت أن يوسخ ثيابك ؟ قال: لا، قال: فما حملك على ما صنعت ؟ قال: يا رسول الله ان لى قرينا يزين لى كل قبيح، ويقبح لى كل حسن (3) وقد جعلت له نصف مالى، فقال رسول الله


(1) الموسر. الغنى. (2) قوله (ع): (إلى رسول الله) قال الشيخ البهائي (قده) في المحكى عنه (إلى) بمعنى مع كما قال بعض المفسرين في قوله تعالى (من انصاري إلى الله) أو بمعنى عند كما في قول الشاعر (اشهى إلى من الرحيق السلسل) ويجوز ان يضمن جلس معنى توجه أو نحوه (انتهى) ودرن الثوب درنا: وسخ. (3) قال المجلسي (ره): أي ان لى شيطانا يغوينى ويجعل القبيح حسنا في نظرى [ * ] =

[ 602 ]

صلى الله عليه واله للمعسر، أتقبل ؟ قال: لا، فقال له الرجل: ولم ؟ قال: أخاف أن يدخلنى ما دخلك 40 – وباسناده إلى حفص بن غياث عن أبى عبد الله عليه السلام قال في مناجاة موسى عليه السلام إذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين، وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته. 41 – على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه واله: طوبى للمساكين بالصبر، وهم الذين يرون ملكوت السماوات [ والارض ]. 42 – وباسناده قال: قال النبي صلى الله عليه واله: يا معشر المساكين طيبوا نفسا وأعطوا الله الرضا من قلوبكم يثبكم الله عزوجل على فقركم، فان لم تفعلوا فلا ثواب لكم. 43 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابراهيم الحذاء عن محمد ابن صغير، عن جده شعيب عن مفضل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لولا الحاح هذه الشيعة على الله في طلب الرزق. لنقلهم من الحال التى هم فيها إلى ما هو أضيق. 44 – وباسناده إلى مفضل بن عمر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل ليعتذر إلى عبده المؤمن المحوج في الدنيا كما يعتذر الاخ إلى أخيه، فيقول: و عزتي وجلالى ما احوجتك في الدنيا من هوان كان بك على فارفع هذا السجف (1) فانظر إلى ما عوضتك من الدنيا، فيرفع فيقول: ما ضرنى ما منعتني مع ما عوضتني. 45 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن مبارك غلام شعيب قال: سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام يقول: ان الله عزوجل يقول: انى لم أغن الغنى لكرامة به على، ولم أفقر الفقير لهوان به على، وهو مما ابتليت به الاغنياء بالفقراء، ولولا الفقراء لم يستوجب الاغنياء الجنة. 46 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن اسباط عمن ذكره عن أبى –


= والحسن قبيحا وهذا الصادر منى من جملة اغوائه، ويمكن ان يراد به النفس الامارة التى طغت وبغت بالمال. (1) السجف: الستر. [ * ]

[ 603 ]

عبد الله عليه السلام قال: الفقر الموت الاحمر، فقلت لابي عبد الله عليه السلام: الفقر من الدنيار و الدرهم ؟ فقال: لا، ولكن من الدين. 47 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: من تصدى بالاثم أعشى عن ذكر الله تعالى (1) من ترك الاخذ عن امر الله بطاعته قيض (2) له شيطان فهو له قرين. 48 – في روضة الكافي خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام: ولئن تقمصها دوني الاشقيان ونازعانى فيما ليس لهما بحق وركباها ضلالة واعتقلاها جهالة فلبئس ما عليه وردوا ولبئس ما لانفسهما مهدا يتلاعنان في دورهما ويتبرأ كل منهما من صاحبه، يقول لقرينه إذا التقيا: يا ليت بينى وبينك بعد المشرقين فبئس القرين فيجيب الاشقى على رثوثة (3) (يا ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جائنى وكان الشيطان للانسان خذولا) فانا الذكر الذى عنه صد. 49 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم ابن عبد الرحيم عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة الثمالى عن ابى – جعفر عليه السلام قال: نزلت هاتين الآيتين هكذا قول الله عزوجل: (حتى إذا جاءنا) يعنى فلانا وفلانا يقول أحدهما لصاحبه حين يراه (يا ليت بينى وبينك بعد المشرقين فبئس القرين) فقال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: (قل لفلان وفلان واتباعهما لن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد صلوات الله عليه وعليهم حقهم انكم في العذاب مشتركون) ثم قال لنبيه صلى الله عليه واله: افأنت تسمع الصم أو تهدى العمى ومن كان في ضلال مبين فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون يعنى من فلان وفلان. 50 – حدثنى ابى عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن يحيى بن سعيد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: فاما نذهبن بك الآية يا محمد صلى الله عليه واله من مكة إلى


(1) أي أعرض عنه. (2) قيض له أي قدر وهيأ له. مأخوذ من المقايضة وهى المعاوضة ثم استعمل في الاستيلاء. (3) رث الشئ رثاثة ورثوثة: بلى يقال فلان رث الهيئة أي باليها وخلقها. [ * ]

[ 604 ]

المدينة فانا رادوك إليها ومنتقمون منهم بعلى بن أبى طالب عليه السلام. 51 – في مجمع البيان (فاما نذهبن بك) الاية روى أنه صلى الله عليه واله ارى ما تلقى أمته بعده فما زال منقبضا ولم ينبسط ضاحكا حتى لقى الله تعالى. 52 – وروى جابر بن عبد الله الانصاري قال: انى لادناهم من رسول الله صلى الله عليه واله في حجة الوداع بمنى، حتى قال لالفينكم ترجعون بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وايم الله لئن فعلتموها لتعرفننى في الكتيبة التى تضاربكم، ثم التفت إلى خلفه فقال: أو على أو على ثلاث مرات فرأينا أن جبرئيل عليه السلام غمزه، فانزل الله على أثر ذلك (فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون بعلى بن ابى طالب). 53 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد عن محمد بن الفضيل عن الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه واله فاستمسك بالذى اوحى اليك انك على صراط مستقيم قال: إنك على ولاية علي وعلي هو الصراط المستقيم. 54 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن عجلان عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون قال أبو جعفر عليه السلام: نحن قومه ونحن المسئولون. 55 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن على بن حسان عن عمه عبد الحرحمن بن كثير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: في قوله: (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) قال: ايانا عنى ونحن اهل الذكر ونحن المسئولون. 56 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) فرسول الله صلى الله عليه واله الذكر وأهل بيته عليهم السلام المسئولون وهم أهل الذكر. 57 – أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد عن ربعى عن الفضيل عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون)


[ 605 ]

قال: الذكر القرآن ونحن قومه ونحن المسئولون. 58 – محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبى الديلم عن أبى عبد الله عليه السلام ونقل حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: وسمى الله عزوجل القرآن ذكرا وقال: انه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون. 59 – على بن ابراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن أبان بن عثمان عن أبى بصير قال: سئلت أبا جعفر عليه السلام عن شهادة ولد الزنا تجوز ؟ فقال: لا، فقلت: ان الحكم بن عتيبة يزعم أنها تجوز ؟ فقال: أللهم لا تغفر ذنبه، ما قال الله للحكم (انه لذكر لك ولقومك) فليذهب الحكم يمينا وشمالا. فوالله لا يؤخذ العلم الا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل عليه السلام. 60 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا يحيى بن زكريا عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له قوله: (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) فقال: الذكر القرآن، ونحن قومه ونحن المسئولون. 61 – في بصائر الدرجات العباس بن معروف عن حماد بن عيسى عن عمر بن يزيد قال: قال أبو جعفر عليه السلام: في قوله تعالى: (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) قال: الذكر رسول الله، وأهل بيته أهل الذكر وهم المسئولون. 62 – يعقوب بن يزيد عن ابن أبى عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبى – جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) قال: انما عنانا بها، نحن أهل الذكر ونحن المسئولون. 63 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن أبى حمزة الثمالى عن أبى الربيع قال: حججت مع أبى جعفر عليه السلام في السنة التى حج فيها هشام ابن عبد الملك وكان معه نافع بن الازرق مولى عمر بن الخطاب، فنظر نافع إلى أبى جعفر عليه السلام في ركن البيت وقد اجتمع إليه الناس، فقال: يا أمير المؤمنين من


[ 606 ]

هذا الذى تتكافى عليه الناس ؟ فقال: هذا نبى أهل الكوفة محمد بن على بن الحسين ابن على بن أبى طالب عليه السلام فقال نافع: لاتينه فلاسئلنه عن مسائل لا يجيبنى فيها الا نبى أو وصى نبى أو ابن وصى فقال هشام: فاذهب إليه فاسئله فلعلك أن تخجله فجاء نافع فاتكى على الناس ثم أشرف على أبى جعفر عليه السلام، فقال: يا محمد بن على انى قرأت التورية والانجيل والزبور والفرقان وقد عرفت حلالها وحرامها وقد جئتك أسئلك عن مسائل لا يجيبنى فيها الا نبى أو وصى أو ابن وصى نبى، فرفع إليه أبو جعفر عليه السلام رأسه فقال له: سل، فقال: أخبرني كم بين عيسى ومحمد من سنة ؟ فقال أخبرك بقولى أم بقولك ؟ قال: أخبرني بالقولين جميعا. قال: أما قولى فخمسمأة سنة، وأما قولك فستمأة سنة، قال: فأخبرني عن قول الله عزوجل: واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمان آلهة يعبدون من ذا الذى سأل محمد و كان بينه وبين عيسى خمسمأة سنة ؟ قال: فتلا أبو جعفر عليه السلام هذه الآية: (سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا) فكان من الآيات التى أراها الله محمدا حين أسرى به إلى البيت المقدس أن حشر الله له الاولين والآخرين من النبيين والمرسلين، ثم أمر جبرئيل عليه السلام فأذن شفعا وأقام شفعا، ثم قال في اقامته: حى على خير العمل ثم تقدم محمد صلى الله عليه واله فصلى بالقوم، فأنزل الله عليه (واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون) فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله: على ما تشهدون و ما كنتم تعبدون ؟ فقالوا: نشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وانك رسول الله أخذت على ذلك مواثيقنا وعهودنا، قال نافع: صدقت يابن رسول الله يا أبا جعفر أنتم والله أوصياء رسول الله وخلفاءه في التورية، وأسماءكم في الانجيل وفى الزبور وفى القرآن، وأنتم أحق بالامر من غيركم. في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن أبى حمزة ثابت بن دينار الثمالى وأبى منصور عن أبى ربيع مثله إلى قوله قال نافع: صدقت من غير تغيير وحذف مغير للمعنى.


[ 607 ]

64 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأما قوله: (واسئل من أرسلنا قبلك من رسلنا) فهذا من براهين نبينا صلى الله عليه واله التى آتاه الله اياها وأوجب به الحجة على ساير خلقه، لانه لما ختم به الانبياء وجعله الله رسولا إلى جميع الامم وساير الملل خصه بالارتقاء إلى السماء عند المعراج، وجمع له يومئذ الانبياء، فعلم منهم ما أرسلوا به، وحملوه من عزائم الله وآياته وبراهينه. فأقروا اجمعين بفضله وفضل الاوصياء والحجج في الارض من بعده، وفضل شيعة وصيه من المؤمنين والمؤمنات الذين سلموا لاهل الفضل فضلهم ولم يستكبروا عن أمرهم وعرف من أطاعهم وعصاهم من أممهم وساير من مضى ومن غبر (1) أو تقدم أو تأخر. 65 – في تفسير على بن ابراهيم: ولا يكاد يبين قال: لم يبين الكلام. 66 – في نهج البلاغة ولقد دخل موسى بن عمران ومعه أخوه هارون عليهما السلام على فرعون وعليهما مدارع الصوف وبأيديهما العصى فشرطا له إن أسلم بقاء ملكه و دوام عزه، فقال: الا تعجبون من هذين يشرطان لى دوام العز وبقاء الملك وهما مما ترون من حال الفقر والذل فهلا ألقى عليهما أساور من ذهب ؟ إعظاما للذهب وجمعه، واحتقارا للصوف ولبسه ولو أراد الله سبحانه لانبيائه حيث بعثهم ان يفتح لهم كنوز الذهبان ومعادن العقيان (2) ومغارس الجنان وأن يحشر معهم طيور السماء ووحوش الارضين لفعل، ولو فعل لسقط البلاء وبطل الجزاء واضمحلت الانباء (3) ولما وجب للقابلين اجور المبتلين، ولا استحق المؤمنون ثواب المحسنين، ولا لزمت الاسماء معانيها (4) ولكن الله سبحانه جعل رسله أولى قوة في عزائمهم وضعفة فيما ترى الاعين


(1) غبر: ذهب ومضى. مكث وبقى. وهو من الاضداد. (2) العقيان بمعنى الذهب ايضا. (3) اضمحلت الانباء أي فنيت والانباء جمع نيأ: الخبر أي لسقط الوعد والوعيد وبطلا. (4) أي من يسمى مؤمنا أو مسلما حينئذ فان تسميته مجاز لا حقيقة له لانه ليس بمؤمن ايمانا من فعله وكسبه بل يكون ملجئا إلى الايمان مما يشاهده من الايات العظيمة. [ * ]

[ 608 ]

من حالاتهم، مع قناعة تملاء القلوب والعيون غنى، وخصاصة تملاء الابصار والاسماع اذى، ولو كانت الانبياء عليهم السلام أهل قوة لا ترام وعزة لا تضام، وملك تمد نحوه اعناق الرجال وتشد إليه عقد الرحال لكان ذلك أهون على الخلق في الاعتبار وأبعد لهم من الاستكبار، ولامنوا عن رهبة قاهرة لهم، أو رغبة مائلة بهم، وكانت النيات مشتركة والحسنات مقتسمة، ولكن الله سبحانه أراد أن يكون الاتباع لرسله والتصديق بكتبه والخشوع لوجهه والاستكانة لامره والاستسلام لطاعته أمورا له خاصة لا يشوبها من غيرها شائبة، وكلما كانت البلوى والاختبار أعظم كانت المثوبة والجزاء اجزل. 67 – في كتاب التوحيد باسناده إلى أحمد بن ابى عبد الله رفعه إلى ابى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: فلما آسفونا انتقمنا منهم قال: ان الله تبارك وتعالى لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق اولياء لنفسه يأسفون ويرضون، وهم مخلوقون مدبرون، فجعل رضاءهم لنفسه رضى، وسخطهم لنفسه سخطا، وذلك لانه جعلهم الدعاة إليه والادلاء عليه، فلذلك صاروا كذلك وليس ان ذلك يصل إلى الله كما يصل إلى خلقه ولكن هذا معنى ما قال من ذلك، وقد قال ايضا: من أهان لى وليا فقد بارزنى بالمحاربة ودعانى إليها، وقال ايضا: (من يطع الرسول فقد اطاع الله) وقال ايضا: (ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله) وكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك وهكذا الرضا والغضب وغيرهما من الاشياء مما يشاكل ذلك، ولو كان يصل إلى المكون الاسف والضجر وهو الذى احدثهما وانشأهما لجاز لقائل ان يقول: ان المكون يبيد يوما، لانه إذا دخله الضجر والغضب دخله التغيير، فإذا دخله التغيير لم يؤمن عليه الابادة (1) و لو كان ذلك كذلك لم يعرف المكون من المكون ولا القادر من المقدور، ولا الخالق من المخلوقين، تعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا هو الخالق للاشياء لا لحاجة، فإذا كان لا لحاجة استحال الحد والكيف فيه، فافهم ذلك انشاء الله. 68 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن عمه حمزة بن بزيع عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل:


(1) الابادة: الاهلاك. [ * ]

[ 609 ]

(فلما آسفونا انتقمنا منهم) فقال: ان الله عزوجل لا يأسف كأسفنا، ولكنه خلق اولياء لنفسه يأسفون ويرضون، وهم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم رضا نفسه، و سخطهم سخط نفسه، لانه جعلهم الدعاة وذكر إلى آخر ما نقلناعن كتاب التوحيد من غير تغيير وحذف مغير للمعنى المراد. 69 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن وكيع عن الاعمش عن سلمة بن كهيل عن ابى الصادق عن ابى الاغر عن سلمان الفارسى رضى الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه واله جالس في اصحابه إذ قال: انه يدخل عليكم الساعة شبيه عيسى بن مريم، فخرج بعض من كان جالسا مع رسول الله صلى الله عليه واله ليكون هو الداخل، فدخل على بن ابى طالب عليه السلام فقال الرجل: لبعض اصحابه اما رضى محمد ان فضل عليا علينا حتى يشبهه بعيسى بن مريم، والله لالهتنا التى كنا نعبدها في الجاهلية افضل منه، فأنزل الله في ذلك المجلس: ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يضجون فحرفوها يصدون وقالوا أآلهتنا خير ام هو ما ضربوه لك الاجد لا بل هم قوم خصمون ان على الا عبد انعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى اسرائيل فمحى اسمه عن هذا الموضع. 70 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رحمه الله قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن الحسين بن يزيد النوفلي عن اليعقوبي عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن ابيه عن جده قال: قال النبي صلى الله عليه واله: في قوله عزوجل: (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) قال: الصدود في العربية الضحك. 71 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبى بصير قال: بينا رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال له رسول الله: ان فيك شبها من عيسى بن مريم، لولا أن تقول فيك طوايف من أمتى ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملاء من الناس الا اخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة، قال: فغضب الاعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم، فقالوا: ما رضى أن يضرب لابن عمه مثلا


[ 610 ]

الا عيسى بن مريم، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه واله: (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون * وقالوا آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون * ان هو الا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى اسرائيل ولو نشاء لجعلنا منكم) يعنى من بنى هاشم (ملائكة في الارض يخلفون) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 72 – في كتاب الخصال في احتجاج على عليه السلام على الناس يوم الشورى قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه واله: احفظ الباب فان زوارا من الملائكة يزورني فلا تأذن لاحد فجاء عمر فرددته ثلاث مرات وأخبرته ان رسول الله صلى الله عليه واله محتجب وعنده زوار من الملائكة، وعدتهم كذا وكذا، ثم أذن له فدخل فقال: يا رسول الله انى قد جئتك ثلاث مرات غير مرة وكل ذلك يردنى على ويقول: ان رسول الله صلى الله عليه واله محتجب وعنده زوار من الملائكة وعدتهم كذا وكذا، فكيف علم بالعدة أعاينهم فقال: يا على كيف علمت بعدتهم ؟ قلت: اختلفت على التحيات وسمعت الاصوات فأحصيت العدد، قال: صدقت فان فيك شبها من أخى عيسى، فخرج عمر وهو يقول: ضربه لابن مريم مثلا فأنزل الله تعالى: (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) قال يضجون (وقالوا أآلهتنا خير أم هو مما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون * ان هو الا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبنى اسرائيل * ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الارض يخلفون) غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. 73 – في مجمع البيان (ولما ضرب ابن مريم مثلا) الاية اختلف في المراد به على وجوه إلى قوله: ورابعا، ما رواه سادة أهل البيت عن على عليه السلام قال: جئت إلى النبي صلى الله عليه واله يوما فوجدته في ملاء من قريش فنظر إلى ثم قال: يا على انما مثلك في هذه الامة كمثل عيسى ابن مريم عليه السلام، احبه قوم فافرطوا في حبه فهلكوا وأبغضه قوم فأفرطوا في بغضه فهلكوا واقتصد فيه قوم فنجوا، فعظم ذلك عليهم وضحكوا و قالوا: يشبهه بالانبياء والرسل، فنزلت هذه الاية. 74 – في تهذيب الاحكام في الدعاء المروى عن أبى عبد الله عليه السلام بعد ركعتي صلوة الغدير: ربنا قد أجبنا داعيك النذير المنذر محمدا صلى الله عليه واله عبدك ورسولك إلى


[ 611 ]

على بن ابى طالب عليه السلام الذى انعمت عليه، وجعلته مثلا لبنى اسرائيل انه أمير المؤمنين ومولاهم ووليهم إلى يوم القيمة يوم الدين، فانك قلت: (ان هو الا عبد أنعمنا عليه و جعلناه مثلا لبنى اسرائيل). 75 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وقال النبي صلى الله عليه واله: يدخل من هذا الباب رجل اشبه الخلق بعيسى فدخل على عليه السلام فضحكوا من هذا القول، فنزل: (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) الآيات. 76 – في مجمع البيان: وانه لعلم الساعة يعنى أن نزول عيسى عليه السلام من اشراط الساعة يعلم به قربها فلا تمترن بها قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر ابن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: ينزل عيسى ابن مريم فيقول أميرهم: تعال صل بنا، فيقول: لا ان بعضكم على بعض أمراء تكرمة من الله لهذه الامة، أورده مسلم في الصحيح، وفى حديث آخر: كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم و امامكم منكم. 77 – في تفسير على بن ابراهيم: واتبعون هذا صراط مستقيم يعنى امير – المؤمنين عليه السلام. 78 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله محمد بن أبى عمير الكوفى عن عبد الله بن الوليد السمان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يقول الناس في أولى العزم وصاحبكم أمير المؤمنين عليه السلام ؟ قال: قلت: ما يقدمون على أولى العزم أحدا قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى قال لموسى عليه السلام: (وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة) ولم يقل كل شئ موعظة، وقال لعيسى عليه السلام: ولابين لكم بعض الذى تختلفون فيه ولم يقل كل شئ، وقال لصاحبكم أمير المؤمنين عليه السلام: (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب) وقال عزوجل: (ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين) وعلم هذا الكتاب عنده. 79 – في بصائر الدرجات على بن اسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن عبد الله ابن وليد قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: أي شئ يقول الشيعة في عيسى وموسى و


[ 612 ]

أمير المؤمنين ؟ قلت: يقولون: ان عيسى وموسى أفضل من أمير المؤمنين، قال: أيزعمون ان أمير المؤمنين قد علم ما علم رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قلت: نعم ولكن لا يقدمون على أولى العزم من الرسل أحدا، قال أبو عبد الله عليه السلام: فخاصمهم بكتاب الله، قلت: وفى أي موضع منه أخاصمهم ؟ قال: قال الله تبارك وتعالى لموسى: (وكتبنا له في الالواح من كل شئ) علمنا أنه لم يكتب لموسى كل شئ وقال الله تبارك وتعالى لعيسى: (ولابين لكم بعض الذى تختلفون فيه) وقال تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه واله (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ). 80 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين يعنى الاصدقاء يعادى بعضهم بعضا وقال الصادق عليه السلام: الا كل خلة كانت في الدنيا في غير الله عزوجل فانها تصير عداوة يوم القيامة، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: وللظالم غدا يكفيه عضه يديه، وللرجل وشيك (1) وللاخلاء ندامة الا المتقين. 81 – أخبرنا محمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد ابن عيسى عن شعيب بن يعقوب عن أبى اسحاق عن الحارث عن على عليه السلام قال: في الخليلين مؤمنين وخليلين كافرين ومؤمن غنى ومؤمن فقير، وكافر غنى وكافر فقير، فاما الخليلان المؤمنان فتخالا في حياتهما في طاعة الله تبارك وتعالى وتباذلا عليها وتوادا عليها، فمات أحدهما قبل صاحبه فأراه الله منزلته في الجنة يشفع لصاحبه فيقول: يا رب خليلي فلان كان يأمرنى بطاعتك ويعينني عليها، وينهاني عن معصيتك، فثبته على ما ثبتنى عليه من الهدى حتى تراه ما أريتني فيستجيب الله له حتى يلتقيا عند الله عزوجل، فيقول كل واحد منهما لصاحبه: جزاك الله من خليل خيرا، كنت تأمرني بطاعة الله وتنهانى عن معصيته، وأما الكافران فتخالا بمعصية الله وتباذلا عليها وتوادا عليها، فمات أحدهما قبل صاحبه فأراه الله تبارك وتعالى منزلته في النار، فقال: يا رب خليلي فلان كان يأمرنى بمعصيتك و تنهانى عن طاعتك فثبته على ما ثبتنى عليه من المعاصي حتى تراه ما أريتني من العذاب،


(1) الوشيك: السريع. [ * ]

[ 613 ]

فيلتقيان عند الله يوم القيامة يقول كل واحد منهما لصاحبه: جزاك الله من خليل شرا كنت تأمرني بمعصية الله وتنهانى عن طاعة الله، قال: ثم قرأ (الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 82 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال لابي بصير: يابا محمد (الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين) والله أراد بهذا غيركم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 83 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: واطلب مواخاة الاتقياء ولو في ظلمات الارض، وأن افنيت عمرك في طلبهم، فان الله عزوجل لم يخلق أفضل منهم على وجه الارض بعد النبيين صلوات الله عليهم، وما أنعم الله تعالى على عبد بمثل ما أنعم به من التوفيق لصحبتهم، قال الله تعالى: (الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين) وأظن أن من طلب في زماننا هذا صديقا بلا عيب بقى بلا صديق. 84 – في تفسير على بن ابراهيم في قوله عزوجل: الذين آمنوا بآياتنا يعنى الائمة صلوات الله عليهم وكانوا مسلمين أدخلوا الجنة انتم وازواجكم تحبرون أي تكرمون. 85 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام أنه قال لابي بصير: يا با محمد صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس وأنتم والله في الجنة تحبرون وفى النار تطلبون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 86 – في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: يا با محمد أنتم في الجنة تحبرون وبين أطباق النار تطلبون فلا توجدون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 87 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن الحجة القائم عليه السلام وفيه أنه سئل عليه السلام عن أهل الجنة هل يتوالدون إذا دخلوها أم لا ؟ فأجاب عليه السلام: ان الجنة


[ 614 ]

لا حمل فيها للنساء ولا ولادة ولا طمث ولا نفاس ولا شقاء بالطفولية (1) وفيها ما تشتهى الانفس وتلذ الاعين كما قال الله سبحانه فإذا اشتهى المؤمن ولدا خلقه الله عزوجل بغير حمل ولاولادة على الصورة التى يريد كما خلق آدم (ع) عبرة. 88 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرني أبى عن الحسن بن محبوب عن يسار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الرجل في الجنة يبقى على مائدته أيام الدنيا ويأكل في أكلة واحدة بمقدار أكله في الدنيا. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد كتبنا سابقا في حم السجدة أحاديث عند قوله عزوجل: (ولكم فيها ما تشتهى أنفسكم) الاية فلتراجع (2) 89 – في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر الله ما أعده لاعداء آل محمد صلى الله عليه واله فقال: ان المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون أي آيسون من الخير، فذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام: وأما أهل النار فخلدهم (3) في النار وأوثق منهم الاقدام، وغل منهم الايدى إلى الاعناق، والبس أجسادهم سرابيل القطران، وقطعت لهم منها مقطعات من النار، هم في عذاب قد اشتد حره ونار قد أطبق على أهلها، فلا يفتح عنهم ابدا، ولا يدخل عليهم ريح أبدا، ولا ينقضى منهم عمر أبدا العذاب ابدا شديد والعقاب ابدا جديد، لا الدار زايلة فتفنى ولا آجال القوم تقضى. 90 – في مجمع البيان وفى الشواذ (يا مال) (4) وروى ذلك عن على عليه السلام. 91 – في تفسير على بن ابراهيم ثم حكى نداء أهل النار فقال جل جلاله: ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال: أي نموت فيقول مالك: انكم ماكثون ثم قال الله عزوجل: لقد جئناكم بالحق يعنى بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولكن اكثرهم للحق كارهون يعنى لولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه والدليل على أن


(1) الشقاء – بالمد والقصر -: العسر والشدة. (2) راجع صفحة 547 من هذا الجزء. (3) وفى المصدر (أهل المعصية). وفى نسخة (الدار) بدل (النار) والظاهر انه تصحيفه. (4) أي قرائة (يا مال) بكسر اللام مرخما في قوله تعالى: (يا مالك ليقض علينا ربك). [ * ]

[ 615 ]

الحق ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قوله عزوجل: (وقل الحق من ربكم) يعنى ولاية على عليه السلام (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا أعتدنا للظالمين) يعنى ظالمي آل محمد صلوات الله عليه وعليهم (نارا) ثم ذكر على أثر هذا خبرهم وما تعاهدوا عليه في الكعبة ان لا يردوا الامر في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله فقال جل ذكره: أم أبرموا امرا فانا مبرمون إلى قوله تعالى: لديهم يكتبون. 92 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة وعلى بن عبد الله عن على بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: (ان الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى) فلان وفلان وفلان ارتدوا عن الايمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قلت: قوله تعالى: (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الامر) قال: نزلت فيهما والله وفى أتباعهما وهو قول الله عزوجل: الذى نزل به جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه واله (ذلك بانهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله في على عليه السلام سنطيعكم في بعض الامر) قال: دعوا بنى امية إلى ميثاقهم ألا يصيروا الامر فينا بعد النبي صلى الله عليه واله و لا يعطونا من الخمس شيئا، وقالوا: ان أعطيناهم [ اياه ] لم يحتاجوا إلى شئ، ولم يبالوا أن لا يكون الامر فيهم، فقالوا: سنطيعكم في بعض الامر الذى دعوتمونا إليه وهو الخمس، أن لا نعطيهم منه شيئا وقوله: (كرهوا ما نزل الله) والذى نزل الله ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم، فأنزل الله: (ام أبرموا أمرا فانا مبرمون أم يحسبون انا لا نعلم سرهم و نجويهم) الاية. 93 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن على بن الحسين عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: (ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا اكثر الا وهو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شئ عليم) قال: نزلت هذه الاية في فلان وفلان وفلان وأبى عبيدة الجراح وعبد الرحمان بن عوف وسالم مولى أبى


[ 616 ]

حذيفة والمغيرة بن شعبة، حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتواثقوا لئن مضى محمد لا يكون الخلافة في بنى هاشم ولا النبوة أبدا، فأنزل الله عزوجل فيهم هذه الآية، قال: قلت: قوله عزوجل: (أم أبرموا أمرا فانا مبرمون أم يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) قال: وهاتان الآيتان نزلتا فيهم ذلك اليوم، قال أبو عبد الله عليه السلام: لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب الا يوم قتل الحسين عليه السلام وهكذا كان في سابق علم الله عزوجل الذى أعلمه رسول الله صلى الله عليه واله ان إذا كتب الكتاب قتل الحسين عليه السلام وخرج الملك من بنى هاشم، فقد كان ذلك كله، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 94 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن ابى نصر عن أبان بن عثمان عن محمد بن على الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام أرسل الماء على الطين، ثم قبض قبضة فعركها ثم فرقها فرقتين بيده ثم ذراهم فإذا هم يدبون ثم رفع لهم نارا فأمر أهل الشمام ان يدخلوها فذهبوا إليها فهابوها ولم يدخلوها، ثم امر اهل اليمين ان يدخلوها فذهبوا فدخلوها، فأمر الله عزوجل النار فكانت عليهم بردا وسلاما. فلما رأى ذلك اهل الشمال قالوا: ربنا أقلنا فأقالهم، ثم قال لهم: أدخلوها فذهبوا فقاموا عليها ولم يدخلوها، فأعادهم طينا وخلق منها آدم عليه السلام وقال أبو عبد الله عليه السلام: فلن يستطيع هؤلاء ان يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء ان يكونوا من هؤلاء، قال: فيرون ان رسول الله صلى الله عليه واله اول من دخل تلك النار فذلك قوله عزوجل: قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين. 95 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام قوله: (ان كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين) أي الجاحدين والتأويل في هذا القول باطنه مضاد لظاهره. 96 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (ان كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين) يعنى أول القائلين لله عزوجل أن يكون له ولد.


[ 617 ]

97 – في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبى عبد الله عليه السلام في حديث طويل ذكر فيه العرش وقال: ان للعرش صفات كثيرة مختلفة في كل سبب وضع في القرآن صفته على حده يقول فيه فمن اختلاف صفات العرش انه قال تبارك و تعالى: رب العرش عما يصفون وهما وصف العرش الوحدانية لان قوما اشركوا كما قلت لك قال تبارك وتعالى: رب العرش رب الوحدانية عما يصفون، وقوم وصفوه بيدين فقالوا (يد الله مغلولة) وقوم وصفوه بالرجلين، فقال: وضع رجله على صخرة بيت المقدس، فمنها ارتقى إلى السماء وقوم وصفوه بالانامل فقالوا: ان محمدا قال: انى وجدت برد أنامله على قلبى، فلمثل هذه الصفات قال: (رب العرش عما يصفون) يقول: رب المثل الاعلى عما به مثلوه، ولله المثل الاعلى الذى لا يشبهه شئ ولا يوصف ولا يتوهم فذلك المثل الاعلى. 98 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن هشام بن الحكم قال: قال أبو شاكر الديصانى: ان في القرآن آية هي قولنا، قلت: وما هي ؟ فقال: وهو الذى في السماء اله وفى الارض اله فلم أدر بما أجيبه، فججت فخبرت أبا عبد الله عليه السلام فقال: هذا كلام زنديق خبيث إذا رجعت إليه فقل: ما اسمك بالكوفة فانه يقول: فلان، فقل له: ما اسمك بالبصرة ؟ فانه يقول: فلان فقل كذلك الله ربنا في السماء اله، وفى الارض اله، وفى البحار اله وفى القفار اله، وفى كل مكان اله، قال: فقدمت فأتيت أبا شاكر فأخبرته فقال: هذه نقلت من الحجاز. 99 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن منصور عن أبى أسامة قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (وهو الذي في السماء اله وفى الارض اله) فنظرت والله إليه وقد لزم الارض وهو يقول: والله عزوجل الذى هو والله ربى في السماء اله، وفى الارض اله وهو الله عزوجل. 100 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قوله: (وهو الذى في السماء اله وفى الارض إله) وقوله: (وهو معكم أينما


[ 618 ]

كنتم) وقوله: (ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم) فانما أراد بذلك استيلاء أمنائه بالقدرة التى ركبها فيهم على جميع خلقه، وان فعله فعلهم. 101 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة قال: هم الذين عبدوا في الدنيا لا يملكون الشفاعة لمن عبدهم. قال عز من قائل: الا من شهد بالحق وهم يعلمون. 102 – فيمن لا يحضره الفقيه قال الصادق عليه السلام: القضاة أربعة، ثلاثة في النار وواحد في الجنة، رجل قضى بجور وهو يعلم انه جور فهو في النار، ورجل قضى بجور و هو لا يعلم انه جور، فهو في النار ورجل قضى بالحق وهو لا يعلم فهو في النار، ورجل قضى بالحق وهو يعلم فهو في الجنة. 103 – في اصول الكافي على بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن أبى هاشم الجعفري قال: سألت أبا جعفر الثاني عليه السلام ما معنى الواحد ؟ فقال: اجماع الالسن عليه بالوحدانية، لقوله: ولئن سئلتهم من خلقهم ليقولن الله. 104 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبد الله بن محمد الجعفري عن أبى جعفر عليه السلام. قال: ان الله عزوجل خلق الخلق فخلق ما أحب مما أحب، وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة، وخلق ما أبغض مما أبغض وكان ما أبغض أن خلقه من طينة النار ثم بعثهم في الظلال، فقلت: وأى شئ الظلال ؟ قال: ألم تر إلى ظلك في الشمس شئ و ليس بشئ، ثم بعث الله فيهم النبيين يدعوهم إلى الاقرار بالله وهو قوله (ولئن سئلتهم من خلقهم ليقولن الله) ثم دعاهم إلى الاقرار بالنبيين فأقر بعضهم وأنكر بعض، ثم دعاهم إلى ولايتنا فأقر بها والله من أحب وانكرها من ابغض وهو قوله: (وما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) ثم قال أبو جعفر عليه السلام كان التكذيب ثم. 105 – محمد بن الحسن وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى و محمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو


[ 619 ]

عن عبد الحميد بن أبى الديلم عن أبى عبد الله عليه السلام أنه قال في حديث طويل ثم أنزل الله جل ذكره: أن أعلن فضل وصيك فقال: رب ان العرب قوم جفاة لم يكن فيهم كتاب ولم يبعث إليهم نبى، ولا يعرفون فضل نبوات الانبياء ولا شرفهم، ولا يؤمنون بى ان أنا أخبرتهم بفضل أهل بيتى ؟ فقال الله جل ذكره: (ولا تحزن عليهم) وقل سلام فسوف يعلمون فذكر من فضل وصيه ذكرا فوقع النفاق في قلوبهم. 106 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الصمد بن بشير قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام بدو الاذان وقصته في اسراء النبي صلى الله عليه واله حتى قال: حتى انتهى إلى سدرة المنتهى قال: فقالت السدرة: ما جازني مخلوق قبل، قال: (ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى) قال: فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، إلى قوله: وفتح صحيفة أصحاب الشمال فإذا فيها أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبايلهم، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه واله: رب ان هؤلاء قوم لا يؤمنون ؟ قال الله تعالى: فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون. 107 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بما سبق من قوله: لمن عبدهم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا رب ان هؤلاء قوم لا يؤمنون ؟ فقال الله عزوجل: (فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون). بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى حمزة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: من أدمن قراء سورة الدخان في فرائضه ونوافله بعثه الله عزوجل من الآمنين يوم القيمة وظلله تحت عرشه وحاسبه حسابا يسيرا، وأعطاه كتابه بيمينه. 2 – في مجمع البيان وروى أبو حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة الدخان في فرائضه ونقل مثل ما نقلنا عن ثواب الاعمال سواء، أبى بن كعب


[ 620 ]

عن النبي صلى الله عليه واله قال: ومن قرء سورة الدخان في ليلة الجمعة غفر له. 3 – أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه واله قال: ومن قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك. 4 – وعنه عن النبي صلى الله عليه واله قال: ومن قرأها في ليلة جمعة أصبح مغفورا له. 5 – أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرأ سورة الدخان ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بيتا في الجنة. 6 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: يا بن رسول الله كيف أعرف ان ليلة القدر يكون في كل سنة قال: إذا أتى شهر رمضان فاقرء سورة الدخان في كل ليلة مأة مرة، فإذا أتت ليلة ثلاث عشرين فانك ناظر إلى تصديق الذى سألت عنه. 7 – في مجمع البيان: انا انزلناه في ليلة مباركة أي أنزلنا القرآن، و الليلة المباركة هي ليلة القدر، وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام. 8 – في تفسير على بن ابراهيم (انا أنزلناه) يعنى القرآن (في ليلة مباركة انا كنا منذرين) وهى ليلة القدر أنزل الله عزوجل القرآن فيها إلى البيت المعمور جملة واحدة ثم نزل من البيت المعمور على رسول الله صلى الله عليه واله في طول عشرين سنة، فيها يفرق يعنى في ليلة القدر كل امر حكيم أي يقدر الله عزوجل كل أمر من الحق والباطل وما يكون في تلك السنة، وله فيه البداء والمشية، يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء من الآجال والارزاق والبلايا والاعراض والامراض، ويزيد فيه ما يشاء وينقص ما يشاء، ويلقيه رسول الله صلى الله عليه واله إلى أمير المؤمنين عليه السلام، ويلقيه أمير المؤمنين إلى الائمة عليهم السلام، حتى ينتهى ذلك إلى صاحب الزمان عليه السلام، ويشترط له فيه البداء والمشية والتقديم والتأخير، قال: حدثنى بذلك أبى عن ابن ابى عمير عن عبد الله بن مسكان عن أبى جعقر وأبى عبد الله وأبى الحسن عليهم السلام. 9 – قال: وحدثني أبى عن ابن أبى عمير عن يونس عن داود بن فرقد عن أبى المهاجر عن ابى جعفر عليه السلام قال: يا ابا لمهاجر لا تخفى علينا ليلة القدر ان الملائكة


[ 621 ]

يطوفون بنا فيها. 10 – في اصول الكافي باسناده إلى أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فان قالوا: من الراسخون في العلم ؟ فقل: من لا يختلف في علمه فان قالوا: فمن هو ذاك ؟ فقل: كان رسول الله صلى الله عليه واله صاحب ذلك فهل بلغ أو لا ؟ فان قالوا: قد بلغ، فقل: فهل مات صلى الله عليه واله والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف فان قالوا: لا، فقل: ان خليفة رسول الله مؤيد ولا يستخلف رسول الله صلى الله عليه واله الا من يحكم بحكمه والا من يكون مثله الا النبوة، وان كان رسول الله صلى الله عليه واله لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده، فان قالوا: فان علم رسول الله صلى الله عليه واله كان من القرآن (1) فقل: (حم والكتاب المبين انا أنزلناه في ليلة مباركة) إلى قوله (انا كنا مرسلين) فان قالوا لك: لا يرسل الله عزوجل الا إلى نبى (2) فقل: أهذا الامر الحكيم الذى يفرق فيه هومن الملائكة والروح التى تنزل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى الارض، فان قالوا: من سماء إلى سماء، فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية، فان قالوا: من سماء إلى أرض واهل الارض أحوج الخلق إلى ذلك، فقل: فهل لهم بد من سيد يتحاكمون إليه ؟ فان قالوا: فان الخليفة هو حكمهم فقل: (3) (ألله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى


(1) قال المحدث الكاشانى (ره): هذا ايراد سؤال على الحجة، تقريره: ان علم رسول الله صلى الله عليه واله لعله كان من القرآن فحسب ليس ما يتجدد في شئ ؟ فأجاب بان الله سبحانه يقول: (فيها يفرق كل امر حكيم امرا من عندنا انا كنا مرسلين) فهذه الاية تدل على تجدد الفرق والارسال في تلك الليلة المباركة بانزال الملائكة والروح فيها من السماء إلى الارض دائما، فلابد من وجود من يرسل إليه الامر دائما. (2) قال المجلسي (ره) هذا سؤال آخر تقريره انه يلزم مما ذكرتم جواز ارسال الملك إلى غير النبي مع انه لا يجوز ذلك فأجاب عنه بمدلول الاية التى لا مرد لها. (3) يعنى فقل: إذا لم يكن الخليفة مؤيدا محفوظا من الخطاء فكيف يخرجه الله و يخرج به عباده من الظلمات إلى النور وقد قال الله سبحانه: (الله ولى الذين آمنوا… اه). [ * ]

[ 622 ]

النور) إلى قوله (خالدون) ولعمري ما في الارض ولا في السماء ولى لله عز ذكره الا وهو مؤيد ومن أيد لم يخط، وما في الارض عدو لله عز ذكره الا وهو مخذول، ومن خذل لم يصب كما أن الامر لا بد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الارض، كذلك لابد من وال فان قالوا: لا نعرف هذا، فقل لهم قالوا: ما أحببتم أبى الله عزوجل بعد محمد صلى الله عليه واله أن يترك العباد ولا حجة عليهم. 11 – وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال قال الله عزوجل في ليلة القدر: (فيها يفرق كل أمر حكيم) يقول: ينزل فيها كل أمر حكيم، والمحكم ليس بشيئين انما هو شئ واحد، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عزوجل، ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت، انه لينزل في ليلة القدر إلى ولى الله (1) تفسير الامور سنة سنة، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا. و في أمر الناس بكذا وكذا، وانه ليحدث لولى الامر سوى ذلك كل يوم علم الله عزوجل الخاص والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الامر ثم قرأ: (ولو أن ما في الارض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم). 12 – وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة انا أنزلناه تفلحوا فوالله انها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه واله وانها لسيدة دينكم وانها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا (بحم والكتاب المبين انا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين) فانها لولاة الامر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه واله يا معشر الشيعة يقول الله تبارك وتعالى: (وان من أمة الا خلا فيها نذير) قيل: يا ابا جعفر نذيرها محمد صلى الله عليه واله ؟ قال: صدقت فهل كان نذير وهو حى من البعثة في أقطار الارض ؟ فقال السائل: لا، قال أبو جعفر عليه السلام: أرأيت بعيثه أليس نذيره كما ان رسول الله صلى الله عليه واله في بعثته من الله عزوجل نذير ؟ فقال: بلى قال: فكذلك لم يمت محمد الا وله بعيث نذير، قال: فان قلت: لا، فقد ضيع رسول الله صلى الله عليه واله من في أصلاب


(1) وفى المصدر (ولى الامر) مكان (ولى الله). [ * ]

[ 623 ]

الرجال من أمته، قال: وما يكفيهم القرآن ؟ قال: بلى ان وجدوا له مفسرا، قال: وما فسره رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال: بلى قد فسره لرجل واحد، وفسر للامة شأن ذلك الرجل وهو على بن أبى طالب عليه السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 13 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن محمد عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما قبض أمير المؤمنين عليه السلام قام الحسن بن على في مسجد الكوفة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه واله، ثم قال: ايها الناس انه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الاولون ولا يدركه الآخرون، والله لقد قبض في الليلة التى قبض فيها وصى موسى يوشع بن نون، والليلة التى عرج فيها بعيسى بن مريم، والليلة التى نزل فيها القرآن، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 14 – أحمد بن مهران وعلى بن ابراهيم جميعا عن محمد بن على عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن ابراهيم قال: كنت عند ابى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام إذ أتاه رجل نصراني فقال: انى اسئلك اصلحك الله فقال: سل، فقال: اخبرني عن كتاب الله الذى انزل على محمد صلى الله عليه واله ونطق به ثم وصفه بما وصفه فقال: (حم والكتاب المبين انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منزلين) ما تفسيرها في الباطن ؟ فقال: أما حم فهو محمد صلى الله عليه واله، وهو في كتاب هود الذى أنزل عليه، وهو منقوص الحروف وأما الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين على عليه السلام، واما الليلة ففاطمة صلوات الله عليها واما قوله: (فيها يفرق كل امر حكيم) يقول: يخرج منها خير كثير، فرجل حكيم ورجل حكيم ورجل حكيم، فقال الرجل: صف لى الاول والاخر من هؤلاء الرجال فقال: ان الصفات تشتبه ولكن الثالث من القوم اصف لك ما يخرج من نسله وانه عندكم لفى الكتب التى نزلت عليكم، ان لم تغيروا وتحرفوا وتكفروا وقديما ما فعلتم، قال له النصراني: لا استر عنك ما علمت ولا اكذبك وانت تعلم ما اقول في صدق ما اقول وكذبه، والله لقد اعطاك الله من فضله وقسم عليك من نعمه ما لا يخطره الخاطرون ولا يستره الساترون، ولا يكذب فيه من كذب، فقولي لك في ذلك الحق كلما ذكرت فهو كما ذكرت، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.


[ 624 ]

15 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عمر بن أذينه عن الفضيل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران أنه سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: (انا أنزلناه في ليلة مباركة) قال: نعم ليلة القدر وهى في كل سنة في شهر رمضان في العشر الاواخر، فلم ينزل القرآن الا في ليلة القدر قال الله تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم) قال: يقدر في ليلة القدر كل شيئ يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل خير وشر، وطاعة ومعصية، ومولود وأجل ورزق، فما قدر في تلك السنة وقضى فهو المحتوم ولله تعالى فيه المشية، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستقف عليه بتمامه في سورة القدر ان شاء الله تعالى. 16 – محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن أبى عبد الله المؤمن عن اسحاق بن عمار قال: سمعته يقول وناس يسئلونه يقولون: الارزاق تقسم ليلة النصف من شعبان ؟ قال: فقال: لا والله ما ذلك الا في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان واحدى وعشرين وثلاث وعشرين فان في تسعة عشر يلتقى الجمعان، وفى ليلة احدى وعشرين يفرق كل أمر حكيم، وفى ليلة ثلاث وعشرين يمضى ما أراد الله تعالى من ذلك، وهى ليلة القدر التى قال الله تعالى: (خيرمن ألف شهر) قال: قلت: ما معنى قوله: يلتقى الجمعان ؟ قال: يجمع الله فيها ما اراد من تقديمه وتأخيره وارادته وقضائه، قال: قلت: فما معنى يمضيه في ثلاث عشرين ؟ قال: انه يفرقه في ليلة احدى وعشرين امضاه ويكون له فيه البداء فإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذى لا يبدو له فيه تبارك وتعالى. 17 – محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن الحسين بن على عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى الساباطى قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا كان أول ليلة من شهر رمضان فقل: اللهم إلى أن قال: واجعل فيما تقضى وتقدر من الامر المحتوم فيما يفرق من الامر الحكيم في ليلة القدر من القضاء الذى لا يرد ولا يبدل ان تكتبنى من حجاج بيتك. 18 – في روضة الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندى عن أحمد بن عديس عن ابان عن يعقوب بن شعيب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يفرق في كل ليلة القدر


[ 625 ]

ما كان من شدة أو رخاء أو مطر يقدر ما يشاء عزوجل ان يقدر إلى مثلها من قابل. 18 – في تهذيب الاحكام باسناده إلى زرارة عن أحدهما عليهما السلام قال: في ليلة تسع عشرة يكتب وفد الحاج، وفيها يفرق كل أمر حكيم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 19 – أبوالصباج الكنانى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا كان ليلة القدر وفيها يفرق كل أمر حكيم نادى مناد في تلك الليلة من بطنان العرش: إن الله تعالى قد غفر لمن أتى قبر الحسين عليه السلام في هذه الليلة. 20 – في بصائر الدرجات احمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن يونس عن الحارث بن المغيرة البصري [ عن عمرو ] عن ابن أبى عمير عمن رواه عن هشام قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قول الله تبارك وتعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم) ؟ قال: تلك ليلة القدر يكتب فيها وفد الحاج، وما يكون فيها من طاعة أو معصية أو حيوة أو ممات، ويحدث الله في الليل والنهار ما يشاء ثم يلقاه إلى صاحب الارض قال ابن الحارث: فقلت: ومن صاحب الارض ؟ قال: صاحبكم. 21 – العباس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن عبد الله بن سنان قال: سئلته عن النصف من شعبان ؟ فقال: ما عندي فيه شئ، ولكن إذا كانت ليلة تسع عشرة من شهر رمضان قسم فيها الارزاق وكتب فيها الاجال وخرج فيها صكاك الحاج (1) واطلع الله إلى عباده فغفر الله لهم الا شارب الخمر مسكر، فإذا كانت ليلة ثلاث وعشرين فيها يفرق كل أمر حكيم، ثم ينهى ذلك ويمضى ذلك، قلت: إلى من ؟ قال: إلى صاحبكم ولولا ذلك لم يعلم. 22 – في عيون الاخبار في باب العلل التى ذكر الفضل بن شاذان في آخرها أنه سمعها من الرضا عليه السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ، فان قيل: فلم جعل الصوم في شهر رمضان دون ساير الشهور ؟ قيل: لان شهر رمضان هو الشهر الذى أنزل الله تعالى فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وفيه نبئ محمد صلى الله عليه واله، وفيه


(1) الصكاك جمع الصك: الكتاب. والصكاك بمعنى الارزاق ايضا. [ * ]

[ 626 ]

ليلة القدر التى هي خير من ألف شهر، وفيها يفرق كل أمر حكيم، وفيه رأس السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة أو رزق أو أجل، ولذلك سميت بليلة القدر. 23 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن على بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من نام في الليلة التى يفرق كل أمر حكيم لم يحج تلك السنة وهى ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، لان فيها يكتب وفد الحاج وفيها تكتب الارزاق والآجال وما يكون من السنة إلى السنة. 24 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل وفيه بعد ان ذكر عليه السلام الحجج قال السائل: من هؤلاء الحجج ؟ قال: هم رسول الله صلى الله عليه واله ومن حل محله من اصفياء الله الذين قرنهم الله بنفسه ورسوله، وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذى فرض عليهم ميثاقا لنفسه، وهم ولاة الامر الذين قال الله فيهم: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) وقال فيهم: (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) قال السائل: ما ذاك الامر ؟ قال عليه السلام: الذى تنزل به الملائكة في الليلة التى يفرق كل أمر حكيم من رزق و أجل وعمل وحيوة وموت وعلم غيب السماوات والارض، والمعجزات التى لا تنبغي الا لله وأصفيائه والسفرة بينه وبين خلقه وهم وجه الله الذى قال: (فأينما تولوا فثم وجه الله) هم بقية الله يعنى المهدى عليه السلام الذى يأتي عند انقضاء هذه لنظرة فيملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، ومن آياته الغيبة والاكتتام عند عموم الطغيان وحلول الانتقام، ولو كان هذا الامر الذى عرفتك بيانه للنبى صلى الله عليه واله دون غيره لكان الخطاب يدل على فعل ماض غير دائم ولا مستقبل ولقال نزلت الملائكة وفرق كل أمر حكيم، ولم يقل: (تنزل الملائكة ويفرق كل أمر حكيم). 25 – في جوامع الجامع فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين واختلف في الدخان فقيل انه دخان يأتي من السماء قبل قيام الساعة يدخل في اسماع الكفرة حتى


[ 627 ]

يكون رأس الواحد كالرأس الحنيذ (1) ويعترى المؤمن منه كهيئة الزكام، و تكون الارض كلها كبيت اوقد فيه ليس فيه خصاص (2) يمد ذلك أربعين يوما وروى ذلك عن على وابن عباس والحسن. 26 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (فارتقب) أي اصبر (يوم تأتى السماء بدخان مبين) قال: ذلك إذا خرجوا في الرجعة من القبر يغشى الناس كلهم الظلمة، فيقولون: هذا عذاب اليم ربنا اكشف عنا العذاب انا موقنون فقال الله ردا عليهم: انى لهم الذكرى في ذلك اليوم وقد جاءهم رسول مبين أي رسول قد بين لهم ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون قال: قالوا ذلك لما نزل الوحى على رسول الله صلى الله عليه واله فأخذه الغشى، فقالوا هو مجنون ثم قال عزوجل: انا كاشفوا العذاب قليلا انكم عائدون يعنى إلى يوم القيامة، ولو كان قوله عزوجل: (يوم تأتى السماء بدخان مبين) في القيامة لم يقل: (انكم عائدون) لانه ليس بعد الآخرة والقيامة حالة يعودون إليها وقوله عزوجل: ومقام كريم أي حسن ونعمة كانوا فيها فاكهين قال: النعمة في الابدان، وقوله فاكهين أي فاكهين للنساء كذلك واورثناها قوما آخرين يعنى بنى اسرائيل فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين 27 – قال حدثنى أبى عن حنان بن سدير عن عبد الله بن الفضل الهمداني عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: مر عليه رجل عدو لله ولرسوله فقال: (فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين) ثم مر عليه الحسين بن على عليه السلام فقال: لكن هذا لتبكين عليه السماء والارض، وما بكت السماء والارض الا على يحيى بن زكريا، وعلى الحسين بن على عليهما السلام. 28 – قال: وحدثني أبى عن الحسن بن محبوب عن العلاء عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال: كان على بن الحسين عليهما السلام يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل


(1) الحنيذ (كما في اكثر النسخ وكذا في المصدر ومجمع البيان والمنقول عنه في البحار) المشوى من قولهم: حنذ اللحم إذا شواه وانضجه بين حجرين. (2) الخصاص – بفتح الخاء -: الفرجة والخلة. [ * ]

[ 628 ]

الحسين بن على عليه السلام دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنه احقابا (1) وأيما مؤمن دمعت عيناه دمعا حتى يسيل على خديه لاذى مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله عزوجل مبوء صدق في الجنة، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى يسيل دمعه على خديه من مضاضة (2) ما أوذى فينا صرف الله عن وجهه الاذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار. 29 – وحدثني أبى عن بكر بن محمد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر. 30 – في مجمع البيان وروى زرارة بن أعين عن أبى عبد الله عليه السلام أنه قال: بكت السماء على يحيى بن زكريا وعلى الحسين بن على عليهما السلام أربعين صباحا قلت: فما بكاءها ؟ قال: كانت تطلع حمراء وتغيب حمراء. 31 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب – الباقر عليه السلام في قوله تعالى: (فما بكت عليهم السماء والارض) يعنى على بن أبى طالب عليه السلام وذلك ان عليا عليه السلام خرج قبل الفجر متوكئا على عنزة (3) والحسين خلفه يتلوه حتى أتى حلقة رسول الله صلى الله عليه واله [ فرمى بالعنزة ] (4) ثم قال: ان الله تعالى ذكر أقواما فقال: (فما بكت عليهم السماء والارض) والله ليقتلنه ولتبكين السماء عليه. 32 – وقال الصادق عليه السلام: بكت السماء على الحسين عليه السلام أربعين يوما بالدم. 33 – عن اسحاق الاحمر عن الحجة عليه السلام حديث طويل وفى أواخره وذبح يحيى عليه السلام كما ذبح الحسين ولم تبك السماء والارض الا عليهما.


(1) الاحقاب جمع حقب وهو ثمانون سنة من سنين الاخرة وقيل: الاحقاب ثلثة و أربعون حقبا كل حقب سبعون خريفا، كل خريف سبعمأة سنة كل سنة ثلثمأة وستون يوما كل يوم الف سنة قاله الطريحي (ره) في مجمع البحرين. (2) المضاضة: وجع المصيبة. (3) العنزة – محركة -: شبيه العكازة أطول من العصا واقصر من الرمح. (4) ما بين العلامتين غير موجود في المصدر. [ * ]

[ 629 ]

34 – في مجمع البيان وروى عن أنس عن النبي صلى الله عليه واله قال: ما مؤمن الا وله باب يصعد منه عمله وباب ينزل منه رزقه، فإذا مات بكيا عليه. 35 – فيمن لا يحضره الفقيه بعد ان نقل حديثا عن الصادق عليه السلام قال (ع): إذا مات المؤمن بكت عليه بقاع الارض التى كان يعبد الله عزوجل فيها، والباب الذى كان يصعد منه عمله وموضع سجوده. قال عز من قائل: ولقد اخترناهم على علم على العالمين. 26 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في هاروت وماروت قال الامام الحسن بن على عليهما السلام: حدثنى أبى عن أبيه عن جده عن الرضا عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله عزوجل اختارنا معاشر آل محمد واختار النبيين واختار الملائكة المقربين، وما اختارهم الا على علم منه بهم أنهم لا يواقعون ما يخرجون به عن ولايته، وينقطعون به عن عصمته، وينقمون به إلى المستخفين بعذابه ونعمته. 37 – في مجمع البيان: أهم خير أم قوم تبع وروى سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال: لا تسبوا تبعا، فانه كان قد أسلم. 38 – وروى الوليد بن صبيح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان تبعا قال للاوس والخزرج: كونوا هيهنا حتى يخرج هذا النبي صلى الله عليه واله أما أنا فلو أدركته لخدمته وخرجت معه. 39 – في أصول الكافي احمد بن مهران رحمه الله عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن على بن اسباط عن ابراهيم بن عبد الحميد عن زيد الشحام قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام ونحن في الطريق في ليلة الجمعة: اقرأ فانها ليلة الجمعة قرآنا فقرأت: ان يوم الفصل ميقاتهم أجمعين يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون الا من رحم الله فقال أبو عبد الله عليه السلام: نحن والله الذى استثنى الله فكنا نغنى عنهم. 40 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن احمد بن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام أنه قال لابي بصير: يا أبا محمد والله ما استثنى الله عز ذكره بأحد من أوصياء الانبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين وشيعته فقال في كتابه وقوله


[ 630 ]

الحق (يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون الا من رحم الله) يعنى بذلك عليا عليه السلام وشيعته والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 41 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (يوم لا يغنى مولى عن مولى شيئا) قال: من وإلى غير أولياء الله لا يغنى بعضهم عن بعض، ثم استثنى من والى آل محمد فقال: (الا من رحم الله انه هو العزيز الرحيم) ثم قال: ان شجرة الزقوم طعام الاثيم نزلت في أبى جهل بن هشام وقوله عزوجل: كالمهل قال: المهل الصفر المذاب يغلى في البطون كغلى الحميم وهو الذى قد حمى وبلغ المنتهى. 42 – في مجمع البيان وروى ان أبا جهل اتى بتمر وزبد فجمع بينهما وأكل و قال: هذا هو الزقوم الذى يخوفنا محمد به. 43 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبى – يحيى الواسطي عن بعض اصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من أشبع مؤمنا وجبت له الجنة، ومن اشبع كافرا كان حقا على الله أن يملاء جوفه من الزقوم، مؤمنا كان أو كافرا. 44 – في تفسير على بن ابراهيم ثم قال: خذوه فاعتلوه أي فأضغطوه من كل جانب ثم انزلوا به إلى سواء الجحيم ثم يصب عليه ذلك الحميم ثم يقال له: ذق انك انت العزيز الكريم فلفظه خبر ومعناه حكاية عمن يقول له ذلك، وذلك أن أبا جهل كان يقول أنا العزيز الكريم فيعير بذلك في النار. 45 – في جوامع الجامع روى ان أبا جهل قال لرسول الله صلى الله عليه واله: ما بين جبليها أعز ولا اكرم منى. 46 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال ايما عبد أقبل قبل ما يحب الله عزوجل اقبل الله قبل ما يحب، ومن اعتصم بالله عصمه الله، ومن أقبل الله قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الارض أو كانت نازلة نزلت على أهل الارض فشملتهم بلية، كان في حزب الله بالتقوى من كل بلية (1) أليس الله عزوجل يقول: ان المتقين


(1) قال المجلسي (ره) بعد ذكر الخبر في كتاب بحار الانوار ما لفظه: بيان في القاموس [ * ] =

[ 631 ]

في مقام امين. قال عز من قائل: وزوجناهم بحور عين. 47 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل ابن زياد عن محمد بن سنان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار بعث رب العزة عليا عليه السلام، فأنزلهم منازلهم من الجنة فزوجهم، فعلى والله الذى يزوج أهل الجنة في الجنة، وما ذاك إلى أحد غيره كرامة من الله عز ذكره، وفضلا فضله الله ومن به عليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 48 – أحمد بن محمد عن على بن الحسن التيمى عن محمد بن عبد الله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات، كل مؤمنة حوراء عيناء، وكل مؤمن صديق، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


= وإذا قبل قبلك بالضم اقصد قصدك وقبالته بالضم: تجاهه، والقبل – محركة -: المحجة الواضحة، ولى قبله بكسر القاف أي عنده انتهى والمراد اقبال العبد نحو ما يحبه الله وكون ذلك مقصوده دائما، واقبال الله نحو ما يحبه العبد توجيه اسباب ما يحبه العبد من مطلوبات الدنيا والاخرة. والاعتصام بالله: الاعتماد والتوكل عليه. (ومن اقبل الله الخ) هذه الجمل تحتمل وجهين (الاول) ان يكون (لم يبال) خبرا للموصول وقوله: (لو سقطت) جملة اخرى استينافية، أو قوله (كان في حزب الله) جزاء الشرط (الثاني) ان يكون (لم يبال) جزاء الشرط ومجموع الشرط والجزاء خبر الموصول، وقوله (كان في حزب الله) استينافا. (فشملتهم بلية) بالنصب على التمييز أو بالرفع ان شملتهم بلية بسبب النازلة أو يكون من قبيل وضع الظاهر موضع المضمر. (بالتقوى) أي بسببه كما هو ظاهر الاية، فقوله: (من كل بلية) متعلق بمحذوف أي محفوظا من كل بلية أو الباء للملابسة و (من كل) متعلق بالتقوى أي بقية من كل بلية والاول اظهر. [ * ]

[ 632 ]

49 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبى نصر عن الحسين بن خالد وعلى بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان الخزاز عن رجل عن الحسين بن خالد قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن مهر السنة كيف صار خمسمأة ؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى أوجب على نفسه ان لا يكبره مؤمن مأة تكبيرة، ويسبحه مأة تسبيحة، ويحمده مأة تحميدة، ويهلله مأة تهليلة، ويصلى على محمد وآل محمد مأة مرة، ثم يقول: أللهم زوجنى من الحور العين، الا زوجه الله حورا، وجعل ذلك مهرها، ثم أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه واله أن سن مهور المؤمنات خمسمأة درهم ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه واله، وأيما مؤمن خطب إلى أخيه حرمته فقال خمسمأة درهم فلم يزوجه، فقد عقه واستحق من الله عزوجل ألا يزوجه حورا. 50 – في صحيفة الرضا وباسناده قال رسول الله صلى الله عليه واله: الذى يسقط من المائدة مهور الحور العين. 51 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: أربعة أوتوا سمع الخلايق (1) النبي صلى الله عليه واله، والحور العين، والجنة، والنار، فما من عبد يصلى على النبي صلى الله عليه واله أو يسلم عليه الا بلغه ذلك وسمعه، وما من أحد قال: اللهم زوجنى من الحور العين الا سمعته وقلن: يا رب ان فلانا خطبنا اليك فزوجنا منه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 52 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن محمد بن أبى عمير عن أبى بصير عن ابي عبد الله عليه السلام أنه قال: المؤمن يزوج ثمانمأة عذراء، وألف ثيب، وزوجتين من الحور العين، قلت: جعلت فداك ثمانمأة عذراء ؟ قال: نعم، ما يفترش منهن شيئا الا وجدها كذلك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 53 – في مجمع البيان عن زيد بن أرقم قال: جاء رجل من أهل الكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا أبا القاسم تزعم أن اهل الجنة يأكلون ويشربون ؟ قال: والذى نفسي بيده ان الرجل ليؤتى قوة مأة رجل في الاكل والشرب والجماع، و


(1) أي اوتوا سمعا يسمعون بها كلام الخلائق كلهم. [ * ]

[ 633 ]

الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 54 – في روضة الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان خيرا نهر في الجنة مخرجه من الكوثر، والكوثر مخرجه من ساق العرش، عليه منازل الاوصياء وشيعتهم، على حافتى ذاك النهر جواري نابتات، كلما قلعت واحدة نبتت أخرى. 55 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فكيف تكون الحوراء في كل ما أتاها زوجها عذراء ؟ قال: خلقت من الطيب لا تعتريها عاهة، ولا يخالط جسمها آفة، ولا يجرى في ثقبها شئ، ولا يدنسها حيض، فالرحم ملتزقة إذ ليس فيه لسوى الاحليل مجرى قال: فهى تلبس سبعين حلة ويرى زوجها مخ ساقها من وراء حللها وبدنها ؟ قال: نعم كما يرى أحدكم الدرهم إذا ألقى في ماء صاف قدره قيد رمح (1) 56 – في تفسير على بن ابراهيم ثم وصف ما أعده للمتقين من شيعة أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: (ان المتقين في مقام أمين) إلى قوله تعالى: (الا الموتة الاولى) يعنى في الجنة غير الموتة التى في الدنيا ووقيهم عذاب الجحيم إلى قوله تعالى: فارتقب انهم مرتقبون أي انتظر انهم منتظرون. 57 – في اصول الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن الحسين بن عبد الرحمن عن سفيان الحريري عن أبيه عن سعد الخفاف عن أبى جعفر عليه السلام انه قال حاكيا عن القرآن: يأتي الرجل من شيعتنا الذى كان يعرفه ويجادل به أهل الخلاف فيقوم بين يديه فيقول: ما تعرفني ؟ فينظر إليه الرجل فيقول: ما أعرفك يا عبد الله، قال: فيرجع في صورته التى كانت في الخلق الاول، فيقول: ما تعرفني ؟ فيقول: نعم، فيقول القرآن: انا الذى أسهرت ليلك وأنصبت عيشك، وفى سمعت الاذى، و رجمت بالقول في، الا وان كل تاجر قد استوفى تجارته وانا وراءك اليوم، قال: فينطلق به إلى رب العزة تبارك وتعالى فيقول: يا رب عبدك وأنت أعلم به قد كان نصبا


(1) القيد – بالفتح والكسر: القدر. [ * ]

[ 634 ]

في (1) مواظبا على يعادى لسببى، ويحب في ويبغض، فيقول الله عزوجل: أدخلوا عبدى جنتي واكسوه حلة من حلل الجنة، وتوجوه بتاج، فإذا فعل به ذلك عرض على القرآن، فيقال له: هل رضيت بما صنع بوليك ؟ فيقول: يا رب انى أستقل هذا له فزده مزيد الخير كله، فيقول عزوجل: وعزتي وجلالى وعلوى وارتفاع مكاني. لانحلن له اليوم خمسة أشياء مع المزيد له ولمن كان بمنزلته، ألا انهم شباب لا يهرمون، وأصحاء لا يسقمون، وأغنياء لا يفتقرون، وفرحون لا يحزنون، وأحياء لا يموتون، ثم تلا هذه الآية: (لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


(1) نصب الرجل نصبا – بالكسر -: تعب

[ 635 ]

قد تم الجزء الرابع حسب تجزئتنا ويتلوه الجزء الخامس انشاء الله تعالى وقد فرغت من تصحيحه والتعليق عليه في اليوم الرابع والعشرين من شهر شعبان المعظم سنة 1384 من الهجرة النبوية والحمد لله اولا وآخرا وظاهرا وباطنا وانا العبد الفاني: السيد هاشم الرسولي المحلاتي

اترك تعليقاً