تفسير نور الثقلين

الشيخ الحويزي ج 5


[ 1 ]

كتاب تفسير نور الثقلين لمؤلفه المحدث الجليل والعلامة الخبير الشيخ عبد على ابن جمعة العروسى الحويزى قدس سره الجزء الخامس صححه وعلق عليه وأشرف على طبعه السيد هاشم الرسولي المحلاتي طبع بنفقة خادم الشريعة الحاج ابى القاسم المشتهر بسالك وفقه الله تعالى لمرضاته


[ 2 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة الجاثية كان ثوابها لا يرى النارابدا، ولا يسمع زفير جهنم ولاشهيقها، وهو مع محمد صلى الله عليه واله. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: ومن قرء سورة حم جاثية ستره الله عورته وسكن روعته عند الحساب. 3 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واماحم فمعناه الحميد المجيد. 4 – في تفسير على بن ابراهيم ان في السموات والارض لايات للمؤمنين وهى النجوم والشمس والقمر وفى الارض ما يخرج منها من أنواع النبات للناس والدواب وقوله: وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون أي تجيئ من كل جانب، وربما كانت حارة وربما كانت باردة، ومنها تثير السحاب، ومنها ما يبسط في الارض (1) ومنها ما يلقح الشجر وقوله: واذاعلم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا يعنى إذا رأى فوضع العلم مكان الرؤية. 5 – في بصائر الدرجات ابراهيم بن هاشم عن الحسن بن سيف عن أبيه عن أبى الصامت عن قول الله عزوجل: وسخر لكم مافى السماوات وما في الارض جميعا منه قال: أخبرهم بطاعتهم. 6 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون ايام الله قال: يقول: لائمة الحق لا تدعون على ائمة الجور


(1) كذا في النسخ لكن في المصدر ” ويبسط في السماء “. (*)

[ 3 ]

حتى يكون الله الذى يعاقبهم في قوله عزوجل: ليجزى قوما بما كانوا يكسبون حدثنا أبو القاسم قال: حدثنا محمد بن عباس قال: حدثنا عبد الله بن موسى قال حدثنى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: حدثنا عمر بن رشيد عن داود بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ” قال: قل للذين مننا عليهم بمعرفتنا أن يعرفوا الذين لا يعلمون، فإذا عرفوهم فقد غفروا لهم. 7 – وقال على بن ابراهيم في قوله عزوجل: ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا فهذا تأديب لرسول الله صلى الله عليه واله والمعنى لامته. 8 – وقوله عزوجل: أفرأيت من اتخذ الهه هواه قال: نزلت في قريش كلما هوواشيئا عبدوه وأضله الله على علم أي عذبه على علم منه فيما ارتكبوامن أمير المؤمنين، وجرى ذلك بعد رسول الله صلى الله عليه واله فيما فعلوه بعده بأهوائهم وآرائهم وأزالوهم وأمالوا الخلافة والامامة عن أمير المؤمنين عليه السلام بعدأخذ الميثاق عليهم مرتين لأمير المؤمنين صلوات الله عليه، وقوله عزوجل: ” اتخذ الهه هواه ” نزلت في قريش وجرت بعد رسول الله صلى الله عليه واله في أصحابه الذين غصبوا أمير المؤمنين عليه السلام، واتخذوا اماما بأهوائهم، والدليل على ذلك قوله عزوجل: ” ومن يقل منهم انى اله من دونه ” قال: من زعم أنه امام وليس بامام، فمن اتخذه اماما ففضله على على صلوات الله عليه. 9 – ثم عطف على الدهرية الذين قالوا: لانحيى بعد الموت، فقال: وقالوا ما هي الاحيوتنا الدنيا نموت ونحيا وهذامقدم ومؤخر، لان الدهرية لم يقروا بالبعث والنشور بعد الموت، وانما قالوا: نحيى ونموت وما يهلكنا الا الدهر إلى قوله ” يظنون ” فهذا ظن شك، ونزلت هذه الاية في الدهرية وجرت في الذين فعلوا ما فعلوا بعد رسول الله صلى الله عليه واله بأمير المؤمنين عليه السلام وبأهل بيته عليهم السلام، و انما كان أيمانهم اقرارا بلا تصديق خوفا من السيف ورغبة في المال. 10 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن بكربن صالح عن


[ 4 ]

القاسم بن يزيد عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب الله عزوجل ؟ قال: الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه، فمنها كفرالجحود على وجهين فالكفر بترك ماأمرالله ; وكفر البراءة وكفرالنعم، فاما كفر الجحود فهوالجحود بالربوبية وهو قول من يقول لارب ولاجنة ولا نار ; وهو قول صنفين من الزنادقة لهم الدهرية، وهم الذين يقولون: وما يهلكنا الا الدهر وهو دين وضعوه لانفسهم بالاستحسان منهم على غير تثبت منهم ولا تحقيق لشئ مما يقولون، يقول عزوجل: ان هم الا يظنون ان ذلك كما يقولون ; والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 11 – في نهج البلاغة فانظر الى الشمس والقمر والنبات والشجر والماء والحجر، واختلاف هذاالليل والنهار، وتفجر هذه البحار، وكثرة هذه الجبال، وطول هذه القلال، وتفرق هذه اللغات والالسن المختلفات، فالويل لمن جحد المقدر، وانكر المدبر، زعموا انهم كالنبات مالهم زارع، ولا لاختلاف صورهم صانع، ولم يلجئواالى حجة فيماادعوا، ولا تحقيق لماادعوا وهل يكون بناءمن غيربان، اوجناية من غيرجان (1) ؟. 12 – في مجمع البيان وقد روى في الحديث عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: لاتسبوا الدهرفان الله هو الدهر، وتأويله ان اهل الجاهلية كانوا ينسبون الحوادث المجحفة والبلايا النازلة إلى الدهر فيقولون: فعل الدهر كذا وكانوا يسبون الدهر، فقال عليه السلام: ان فاعل هذه الامور هو الله تعالى فلا تسبوا فاعلها، وقيل معناه فان الله مصرف الدهر ومدبره، والوجه الاول احسن فان كلامهم مملو من ذلك، ينسبون افعال الله تعالى إلى الدهر، قال الاصمعي: ذم أعرابي رجلا فقال: هو اكثر ذنوبا من الدهر، وقال كثير: وكنت كذى رجلين رجل صحيحة * ورجل رمى فيها الزمان فشلت – 13 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وترى كل امة جاثية أي على ركبها


(1) جنى الثمر جناية: تناولها من شجرتها. (*)

[ 5 ]

كل امة تدعى إلى كتابها قال: إلى ما يجب عليهم من اعمالهم ; ثم قال: هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق الآيتان محكمتان حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد الفزارى عن الحسن بن على اللؤلؤي عن الحسن بن ايوب عن سليمان بن صالح عن رجل عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت: ” هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ” قال له: ان الكتاب لم ينطق ولا ينطق ولكن رسول الله صلى الله عليه واله هوالناطق بالكتاب قال الله ” هذا بكتابنا ينطق عليكم بالحق ” فقلت: انا لا نقرأها هكذا، فقال: هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه واله، ولكنه مما حرف من كتاب الله. في روضة الكافي سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمى النصرى عن ابيه عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قلت له قول الله عزوجل: ” هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق ” وذكر مثل ما نقلنا عن تفسير على عن ابراهيم سواء. 14 – في نهج البلاغة وهذا القرآن انما هو خط مسطور بين الدفتين، لا ينطق بلسان ولابد له من ترجمان ; وانما ينطق عنه الرجال. 15 – في اصول الكافي باسناده عن الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه: ان الياس عليه السلام قال له: هيهنا يابن رسول الله باب غامض، ارأيت ان قالوا: حجة الله القرآن ؟ قال: إذا اقول لهم: ان القرآن ليس بناطق يأمر وينهى، ولكن للقرآن اهل يأمرون به وينهون (1) 16 – في ارشاد المفيد عن على عليه السلام انه قال في اثناء كلام طويل: واما القرآن انما هوخط مسطور بين دفتين، لا ينطق وانما تتكلم به الرجال. 17 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن أبى عمير عن عبد الرحيم القصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن ” ن والقلم ” قال: ان الله خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لها الخلد، ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا فجمد النهر وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، قال: يا رب ما


(1) والحديث بتمامه مذكور في اصول الكافي ج 1: 242 – 247 من الطبعة الحديثة فمن شاء الوقوف عليه فليراجع هناك. (*)

[ 6 ]

أكتب ؟ قال: اكتب ماكان وما هو كائن إلى يوم القيامة، فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش، ثم ختم على فم القلم فلن ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذى منه النسخ كلها، أو لستم عربا فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه أنسخ ذلك الكتاب ؟ أو ليس انما ينسخ من كتاب آخر من الاصل ؟ وهو قوله: انا كنا نستنسخ ما كنتم تعقلون. 18 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس بعدأن ذكر الملكين الموكلين بالعبد: وفى رواية أنهما إذا أرادا النزول صباحا ومساءا ينسخ لهما اسرافيل عمل العبد من اللوح المحفوظ فيعطيهما ذلك، فإذا صعدا صباحا ومساءا بديوان العبد قابله اسرافيل بالنسخ التى انتسخ لهما حتى يظهر انه كان كما نسخ منه. 19 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد ويعقوب بن يزيد عن الحسين بن على بن فضال عن أبى جميلة عن محمد الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الاعمال تعرض على الله في كل خميس، فإذا كان الهلال اجلت، فإذا كان النصف من شعبان عرضت على رسول الله صلى الله عليه واله، وعلى على عليه السلام، ثم ينسخ في الذكر الحكيم. 20 – في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن بشار عن أبى الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام قال: سألته أيعلم الله الشئ الذى لم يكن أن لو كان كيف كان يكون ؟ فقال: ان الله تعالى هو العالم بالاشياء قبل كون الاشياء، قال عزوجل: ” انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ” وقال لاهل النار: ” ولورد والعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون ” فقد علم عزوجل انه لوردوهم لعادوا لما نهوا عنه، وقال للملائكة لماقالت: ” أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال انى اعلم مالا تعلمون ” فلم يزل الله عزوجل علمه سابق للاشياء قديما قبل ان يخلقها، فتبارك ربنا وتعالى علوا كبيرا، خلق الاشياء وعلمه سابق لها كما شاء، كذلك ربنا لم يزل عالما سميعا بصيرا، وفى كتاب التوحيد مثله سواء.


[ 7 ]

21 – في تفسير على بن ابراهيم: ذلكم بانكم اتخذتم آيات الله هزوا وهم الائمة أي كذبتموهم واستهزأتم بهم فاليوم لا يخرجون منها يعنى من النار ولاهم يستعتبون أي لا يجاوبون ولا يقبلهم الله وله الكبرياء في السماوات والارض يعنى القدرة في السماوات والارض. 22 – في مجمع البيان ” وله الكبرياء في السماوات والارض ” وفى الحديث: يقول الله سبحانه الكبرياء ردائي، والعظمة ازارى، فمن نازعنى واحدة منهما القيته في نار جهنم. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام قال من قرء كل ليلة أو كل جمعة سورة الاحقاف لم يصبه الله عزوجل بروعة في الحيوة الدنيا، وآمنه من فزع يوم القيامة ان شاء الله. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرء سورة الاحقاف أعطى من الاجربعدد كل رمل في الدنيا عشر حسنات، ومحى عنه عشرسيآت، ورفع له عشر درجات. 3 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وأما حم فمعناه الحميد المجيد. 4 – في كتاب الغيبة لشيخ الطايفة طاب ثراه باسناده إلى ابى الحسن محمد بن جعفر الاسدي رضى الله عنه عن سعد بن عبد الله الاشعري قال: حدثنى الشيخ الصدوق احمد بن اسحق بن سعد الاشعري رحمة الله عليه انه جاء بعض أصحابنا يعلمه أن جعفر بن على كتب إليه كتابا يعرفه فيه نفسه ويعلمه انه القيم بعد أبيه وان عنده من علم الحلال والحرام ما يحتاج إليه وغير ذلك من العلوم كلها، قال أحمد بن اسحاق: فلما قرأت الكتاب كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام وصيرت كتاب جعفر


[ 8 ]

في درجه فخرج الجواب إلى في ذلك: بسم الله الرحمن الرحيم أتانى كتابك أبقاك الله والكتاب الذى أنفذته درجه ; وأحاطت معرفتي بجميع ما تضمنه على اختلاف الفاظه وتكرر الخطاء فيه، ولو تدبرته لو قفت على بعض ما وقفت عليه منه، إلى قوله عليه السلام: وقد ادعى هذا المبطل المفترى على الله الكذب بما ادعاه ; فلا أدرى بأية حالة هي له رجاء ان يتم له دعواه، أبفقه في دين الله ؟ فوالله ما يعرف حلالا من حرام، ولا يفرق بين خطأ وصواب، أم بعلم ؟ فما يعلم حقا من باطل، ولامحكما من متشابه، ولا يعرف حد الصلوة ووقتها، أم بورع ؟ فالله شهيد على تركه الصلوة الفرايض أربعين يوما، يزعم ذلك لطلب السعودة (1) ولعل خبره قد تادى اليكم وهاتيك ظروف مسكره منصوبة وآثار عصيانه لله عزوجل مشهورة قائمة، أم بآية فليات بها، أم بحجة فليقمها، ام بدلالة فليذكرها، قال الله عزوجل في كتابه: بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما انذروا معرضون قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أرونى ماذا خلقوا من الارض ام لهم شرك في السماوات ائتونى بكتاب من قبل هذا أو اثارة من علم ان كنتم صادقين ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين فالتمس بولي الله توفيقك من هذا الظالم ما ذكرت، وامتحنه وسله عن آية من كتاب الله يفسرها، أو صلوة فريضة يبين حدودها وما يجب فيها، لتعلم حاله ومقداره، ويظهر لك عواره (2) ونقصانه ; والله حسيبه، حفظ الله الحق على اهله واقره في مستقره.


(1) كذا في النسخ لكن في المصدر ” الشعوذة ” بالشين والذال المعجمتين، قال الفيروز آبادى: الشعوذة: خفة في اليد وأخذ كالسحر يرى الشئ بغير ما عليه أصله في رأى العين. (2) العوار – بالفتح وقد يضم – ; العيب. (*)

[ 9 ]

5 – في مجمع البيان قرأ على عليه السلام ” أو أثرة ” بسكون الثاء من غيرالف. 6 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبى عبيدة قال: سئلت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: ” ائتونى بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم ان كنتم صادقين ” قال: عنى بالكتاب التوراة والانجيل وأثاره من علم فانما عنى بذالك علم اوصياء الانبياء. 7 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عمن ذكره عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان في الجفر الذى يذكرونه (1) لما يسوءهم لانهم لا يقولون الحق والحق فيه فليخرجوا قضايا على وفرائضه ان كانوا صادقين، وسلوهم عن الخالات والعمات (2) وليخرجوا مصحف فاطمة عليها السلام، فان فيه وصية فاطمة و معه (3) سلاح رسول الله صلى الله عليه واله ان الله عزوجل يقول: ” فأتوا بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم ان كنتم صادقين “. 8 – في بصائر الدرجات احمد بن محمد عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال: سمعته (4) يقول: ان في الجفر الذى يذكرونه ما يسؤهم انهم لا يقولون الحق والحق فيه فليخرجوا قضايا امير المؤمنين وفرايضه ان كانوا صادقين، وسلوهم عن الخالات والعمات وليخرجوا مصحفا فيه وصية فاطمة وسلاح رسول الله صلى الله عليه واله، ثم قال: ” ائتونى بكتاب من قبل هذا أو اثارة من علم ان كنتم صادقين ” 9 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة كلام طويل للرضا عليه السلام وفيه حدثنى ابى عن جدى عن


(1) مرجع الضمير – على ماقاله المجلسي (ره) في مرآة العقول -: الائمة الزيدية من بنى الحسن وهم الذين يفتخرون به ويدعون انه عندهم. (2) أي عن خصوص مواريثهن. (3) أي مع الجفر أو مصحف فاطمة (ع). (4) أي سمعت ابا عبد الله (ع)، بقرينة الخبر الماضي. (*)

[ 10 ]

آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: اجتمع المهاجرون والانصار إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا: ان لك يارسول الله مؤنة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود، و هذه اموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا مأجورا، اعط ما شئت وامسك ما شئت من غير حرج، قال: فانزل الله تعالى إليه الروح الامين فقال يا محمد ” قل لااسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى ” يعنى ان تودوا قرابتي من بعدى، فخرجوا فقال المنافقون: ما حمل رسول الله صلى الله عليه واله على ترك ما عرضنا عليه الا ليحثنا على قرابته من بعده، وان هو الا شيئ افتراه في مجلسه، وكان ذلك من قولهم عظيما، فانزل الله عزوجل هذه الآية: ام يقولون افتريه قل ان افتريته فلا تملكون لى من الله شيئا هو اعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بينى وبينكم وهو الغفور الرحيم فبعث إليهم النبي صلى الله عليه واله فقال: هل من حدث ؟ فقالوا: أي والله يارسول الله، لقد قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول الله صلى الله عليه واله الآية فبكوا واشتد بكاؤهم فانزل الله تعالى ” وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما يفعلون ” 10 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة – وقد قال: ثم خاطبه في اضعاف ما أثنى عليه في الكتاب من الازراء وانخفاض محله وغير ذلك من تهجينه وتأنيبه ما لم يخاطب به احدا من الانبياء مثل قوله: ” وما ادرى ما يفعل بى ولا بكم ” وهو يقول: ” ما فرطنا في الكتاب من شيئ وكل شيئ احصيناه في امام مبين ” فإذا كانت الاشياء تحصى في الامام وهو وصى فالنبى اولى ان يكون بعيدا من الصفة التى قال فيها ” وما أدرى ما يفعل بى ولابكم ” -: واماما ذكرته من الخطاب الدال على تهجين النبي صلى الله عليه واله والازراء به والتأنيب له مع ما اظهره الله تبارك وتعالى في كتابه من تفضيله اياه على ساير أنبيائه، فان الله عزوجل جعل لكل نبى عدوا من المجرمين إلى قوله عليه السلام: ثم رفعهم الاضطرار بورود المسائل عليهم عما لا يعلمون تأويله، إلى جمعه وتأليفه وتضمينه من تلقائهم ما يقيمون به دعائم كفرهم، فصرخ


[ 11 ]

مناديهم: من كان عنده شيئ من القرآن فليأتنا به ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله، فالفه على اختيارهم، فلا يدل المتأمل له على اختلال تمييزهم وافترائهم وتركوا منهم ما قدروا انه لهم وهو عليهم، وزادوا فيه ما ظهر تناكره وتنافره، وعلم الله ان ذلك يظهر ويبين، فقال: ” ذلك مبلغهم من العلم ” والكشف لاهل الاستبصار عوارهم وافتراؤهم، والذى بدا في الكتاب من الازراء على النبي صلى الله عليه وآله من فرية الملحدين، وهنا كلام طويل مفصل ذكرناه في ” حم سجدة ” عند قوله تعالى ” ان الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا ” فليطلب. 11 – في قرب الاسناد للحميري احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن أبى نصر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: يزعم ابن ابى حمزة ان جعفرا زعم ان القائم أبى وما علم جعفر بما يحدث من أمر الله ؟ فوالله لقد قال الله تبارك وتعالى يحكى لرسول الله صلى الله عليه واله: ” ما أدرى ما يفعل بى ولا بكم ان اتبع الا ما يوحى إلى “. 12 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال: استقاموا على ولاية على أمير المؤمنين، وقوله: ووصينا الانسان بوالديه احسانا (1) قال الاحسان رسول الله صلى الله عليه واله، وقوله: ” بوالديه ” انما عنى الحسن والحسين صلوات الله عليهما، ثم عطف على الحسين صلوات الله عليه فقال حملته امه كرها ووضعته كرها وذلك ان الله اخبر رسول الله صلى الله عليه واله وبشره بالحسين قبل حمله، وان الامامة يكون في ولده إلى يوم القيامة ثم اخبره بما يصيبه من القتل والمصيبة في نفسه وولده، ثم عوضه بان جعل الامامة في عقبه، وأعلمه أنه يقتل ثم يرده إلى الدنيا وينصره حتى يقتل اعداءه، ويملكه الارض وهو قوله: ” ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ” الآية وقوله: ” ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ” فبشرالله نبيه صلى الله عليه واله ان اهل بيته


(1) وفى المصدر ” حسنا “، في الموضعين وسيأتى انها قرائة على (ع). (*)

[ 12 ]

يملكون الارض ويرجعون إليها ويقتلون اعدائهم، فأخبر رسول الله صلى الله عليه واله فاطمة عليها السلام بخبر الحسين عليه السلام وقتله، فحملته كرها ثم قال أبو عبد الله عليه السلام فهل رأيتم أحدا يبشر بولد ذكر فتحمله كرها ؟ أي أنها اغتمت وكرهت لما اخبرها يقتله ” ووضعته كرها ” لما علمت من ذلك،، وكان بين الحسن والحسين عليهما السلام طهر واحد، وكان الحسين عليه السلام في بطن امه ستة أشهر، وفصاله اربعة وعشرون شهرا وهو قوله وحمله وفصاله ثلاثون شهرا 13 – في مجمع البيان وروى عن على عليه السلام ” حسنا ” بفتح الحاء و السين. 14 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الرحمن بن المثنى الهاشمي، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك من اين جاء لولد الحسين عليه السلام الفضل على ولد الحسن عليه السلام وهما يجريان في شرع واحد ؟ فقال: لا اراكم تأخذون به، ان جبرئيل عليه السلام نزل على محمد صلى الله عليه واله وما ولد الحسين بعد، فقال له: يا محمد يولد لك غلاما تقتله أمتك من بعدك، فقال: يا جبرئيل لا حاجة لى فيه فخاطبه ثلاثا ثم دعا عليا عليه السلام فقال له: ان جبرئيل يخبرني عن الله عزوجل أنه يولد لك غلاما تقتله امتك من بعدك، فقال: لا حاجة لى فيه يارسول الله، فخاطب عليا عليه السلام ثلاثا، ثم قال: انه يكون فيه وفى ولده الامامة والوراثة والخزانة، فأرسل إلى فاطمة عليها السلام فقال ان الله يبشرك بغلام تقتله أمتى من بعدى ; فقالت فاطمة عليها السلام: ليس لى حاجة فيه يا أبة، فخاطبها ثلاثا، ثم أرسل إليها لابد ان تكون فيه الامامة والوراثة والخزانة، فقالت له: رضيت عن الله عزوجل فعلقت وحملت بالحسين عليه السلام فحملت ستة أشهر، ثم وضعت ولم يعش مولد قط لستة أشهر غيرالحسين بن على عليهما السلام وعيسى بن مريم عليه السلام فكفلته أم سلمة وكان رسول الله صلى الله عليه واله يأتيه في كل يوم فيضع لسانه الشريف في فم الحسين عليه السلام فيمصه حتى يروى، فأنبت الله عزوجل لحمه من لحم رسول الله صلى الله عليه واله ولم يوضع من فاطمة عليها السلام ولا من غيرها لبنا قط، فلما أنزل الله تبارك وتعالى فيه: وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ اربعين


[ 13 ]

سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التى انعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه واصلح لى في ذريتي فلو قال: أصلح لى ذريتي كانوا كلهم ائمة لكن خص هكذا. 15 – في تهذيب الاحكام على بن الحسين عن أحمد ومحمد ابني الحسن عن ابيهما، عن أحمد بن عمر الحلبي عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سأله أبى وأنا حاضر عن قول الله عزوجل ” حتى إذا بلغ أشده ” قال: الاحتلام. 16 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن على بن أسباط قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام وقد خرج على فأحدت (1) أنظر إليه، وجعلت أنظر الى رأسه ورجليه لاصف قامته لا صحابنا بمصر، فبينا انا كذلك حتى قعد. فقال: يا على ان الله احتج في الامامة بمثل ما احتج به في النبوة، فقال: ” وآتيناه الحكم صبيا ” ” ولما بلغ اشده وبلغ اربعين سنة ” فقد يجوز ان يؤتى الحكمة وهو صبى، ويجوز أن يؤتى الحكمة وهو ابن أربعين سنة. 17 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الوشاء والحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبى خديجة عن ابى عبد الله عليه السلام قال لما حملت فاطمة عليها السلام بالحسين عليه السلام جاء جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: ان فاطمة ستلد غلاما تقتله أمتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسين عليه السلام كرهت حمله، وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: لم تر في الدنيا أم تلد غلاما تكرهه، ولكنها تكرهه لما علمت أنه سيقتل، قال: وفيه نزلت هذه الاية ” ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا “. 18 – محمد بن يحيى عن على بن اسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن رجل من أصحابنا عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان جبرئيل عليه السلام نزل على محمد صلى الله عليه واله فقال له: يا محمد ان الله يبشرك بمولود يولد لك من فاطمة تقتله أمتك من بعدك


(1) أحد إليه النظر: بالغ في النظر إليه. (*)

[ 14 ]

فقال: يا جبرئيل وعلى ربى السلام لا حاجة لى في مولود تقتله أمتى من بعدى، فعرج جبرئيل عليه السلام إلى السماء ثم هبط فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الامامة والولاية والوصية ; فقال: انى قد رضيت، ثم ارسل إلى فاطمة ان الله يبشرني بمولود يولد لك تقتله أمتى من بعدى، فارسلت إليه: لا حاجة لى في مولود تقتله امتك من بعدك، فارسل إليها: ان الله قد جعل في ذريته الامامة والولاية والوصية فارسلت إليه: انى قد رضيت ” فحملته كرها و وضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ اربعين سنة قال رب أوزعني ان أشكر نعمتك التى انعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضيه وأصلح لى في ذريتي ” فلولا أنه قال: ” أصلح لى في ذريتي ” لكانت ذريته كلهم أئمة، ولم يرضع الحسين عليه السلام ثم من فاطمة ولا من أنثى، كان يؤتى به النبي صلى الله عليه واله فيضع ابهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاث فنبت لحم الحسين عليه السلام من لحم رسول الله صلى الله عليه وآله ودمه، ولم يولد بستة أشهر الا عيسى بن مريم والحسين بن على عليهم السلام 19 – في ارشاد المفيد رحمه الله ورووا عن يونس عن الحسن: ان عمر أتى بامرأة قد ولدت لستة أشهر، فهم برجمها فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ان خاصمتك بكتاب الله خصمتك، ان الله تعالى يقول: ” وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ” و يقول: ” والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد ان يتم الرضاعة ” فإذا أتممت المرأة الرضاعة لسنتين وكان حمله وفصاله ثلاثين شهرا كان الحمل منها ستة أشهر ; فخلى عمر سبيل المرأة وثبت الحكم بذلك يعمل به الصحابة و التابعون ومن أخذ إلى يومنا هذا 20 – في كتاب الخصال عن أبى بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا بلغ العبد ثلاثا وثلاثين سنة فقد بلغ أشده، وإذا بلغ أربعين سنة فقد بلغ [ وانتهى ] منتهاه، فإذا طعن في أحد وأربعين فهو في النقصان، وينبغى لصاحب الخمسين أن يكون كمن كان في النزع. 21 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: الذى قال لوالديه اف لكما


[ 15 ]

إلى قوله تعالى: الا اساطير الاولين قال: نزلت في عبد الرحمن بن ابى بكر حدثنا العباس بن محمد قال: حدثنى الحسن بن سهل باسناده رفعه إلى جابر بن يزيد عن جابر بن عبد الله، قال: ثم اتبع الله جل ذكره مدح الحسين بن على صلوات الله عليهما بذم عبد الرحمن بن ابي بكر، قال جابر بن يزيد: فذكرت هذا الحديث لابي جعفر عليه السلام فقال أبو جعفر عليه السلام: يا جابر والله لو سبقت الدعوة من الحسين وأصلح لى ذريتي لكانت ذريته كلهم أئمة طاهرين، ولكن سبقت الدعوة و أصلح لى ذريتي فمنهم الائمة واحد فواحد، فثبت الله بهم حجته. قال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: ويوم يعرض الذى كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حيوتكم الدنيا واستمتعتم بها قال: اكلتم وشربتم وركبتم، وهى في بنى فلان فاليوم تجزون عذاب الهون قال: العطش بما كنتم تستكبرون في الارض بغير الحق وبما كنتم تفسقون 22 – في محاسن البرقى عنه عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبى عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: دخل النبي صلى الله عليه واله مسجد قبا، فاتى باناء فيه لبن حليب (إلى قوله): جعفر بهذا الاسناد قال: أتى بخبيص (1) فأبى ان يأكله، فقيل: أتحرمه ؟ فقال: لا ولكني أكره ان تتوق إليه نفسي (2) ثم تلا الاية ” اذهبتم طيباتكم في حيوة الدنيا “. 23 – في مجمع البيان ” اذهبتم طيباتكم في حيوتكم الدنيا واستمتعتم بها ” وقد روى في الحديث ان عمر بن الخطاب قال: استأذنت على رسول الله صلى الله عليه واله فدخلت عليه في مشربة أم ابراهيم وأنه لمضطجع على حفصة وان بعضه على التراب وتحت رأسه وسادة محشوة ليفا فسلمت عليه ثم جلست فقلت: يارسول الله صلى الله عليه واله أنت نبى الله وصفوته وخيرته من خلقه، وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير ؟


(1) الخبيص: قسم من الحلواء. (2) تاق إليه: اشتاق. (*)

[ 16 ]

فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أولئك قوم عجلت طيباتهم وهى وشيكة الانقطاع (1) وانما اخرت لنا طيباتنا. 24 – وقال على بن أبى طالب عليه السلام في بعض خطبه: والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، ولقد قال لى قائل: الا تنبذها (2) فقلت: أعزب عنى فعند الصباح يحمد القوم السرى (3). 25 – وروى محمد بن قيس عن أبى جعفر الباقر عليه السلام انه قال: والله ان كان على يأكل أكلة العبد ويجلس جلسة العبد ; وان كان يشترى القميصين فيخير غلامه خيرهما ثم يلبس الآخر، فإذا أجاز اصابعه قطعه، وإذا جاز كعبه حذفه، ولقد ولى خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة، ولا أورث بيضاء ولا حمراء، وان كان ليطعم الناس خبز البر واللحم، وينصرف إلى منزله فيأكل خبز الشعير والزيت والخل، وما ورد عليه امران كلاهما لله عزوجل فيه رضا الا اخذ بأشدهما على بدنه، ولقد اعتق الف مملوك من كد يمينه، تربت منه يداه (4) وعرق فيه وجهه، وما أطاق عمله احد من الناس، وان كان ليصلى في اليوم والليلة ألف ركعة، وان كان أقرب الناس به شبها على بن الحسين عليهما السلام، ما أطاق عمله أحد من الناس بعده. 26 – ثم انه قد اشتهرفى الرواية أنه عليه السلام لما دخل على العلا بن يزيد بالبصره يعوده، فقال له العلا: يا أمير المؤمنين أشكو اليك أخى عاصم بن زياد، لبس العباء وتخلى من


(1) أي سريعة الانقطاع. (2) نبذه: ! طرحه ورمى به. (3) السرى: السير عامة الليل ; وهذا مثل يضرب لمن يحتمل المشقة رجاء الراحة، ويضرب ايضا في الحث على مزاولة الامرو الصبر وتوطين النفس حتى يحمد عاقبته. (4) ترب الشيى: أصابه التراب. لزق بالتراب. وقد يقال لمن قل ماله وافتقر: تربت يداه. وهل هو في مورد الدعاء على المخاطب أو في مورد المدح، فيه خلاف ذكره ابن منظور في اللسان فراجع مادة ” ترب ” ان شئت. (*)

[ 17 ]

الدنيا، فقال عليه السلام على به، فلما جاء قال: يا عدي نفسه لقد استهام بك الخبيث (1) أما رحمت أهلك وولدك ؟ أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره ان تأخذها ؟ أنت أهون على الله من ذلك، قال: يا أمير المؤمنين هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك ؟ (2) قال: ويحك انى لست كأنت، ان الله تعالى فرض على أئمة الحق أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا تبيغ (3) بالفقير فقره. 27 – في جوامع الجامع وروى عن النبي صلى الله عليه واله دخل على أهل الصفة وهم يرقعون ثيابهم بالادم (4) ما يجدون لها رقاعا، فقال: أنتم اليوم خير أم يوم يغدو أحدكم في حلة ويروح في أخرى ؟ ويغدي عليه بجفنة ويراح عليه بأخرى ويستر بيته كما تستر الكعبة ؟ قالوا: نحن يومئذ خير، قال: بل أنتم اليوم خير. 28 – في تفسير على بن ابراهيم قوله عزوجل: واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالاحقاف والاحقاف من بلاد عاد من الشقوق إلى الاجفر وهى أربع منازل (5) قال حدثنى أبى قال: امر المعتصم ان يحفر بالبطاينة بئرا فحفروا ثلاثمأة قامة فلم يظهر الماء فتركه ولم يحفره، فلما ولى المتوكل أمرأن يحفر ذلك البئر أبدا حتى يبلغ الماء، فحفروا حتى وضعوا في كل مأة قامة بكرة حتى انتهوا إلى صخرة، فضربوها بالمعول فانكسرت فخرج منها ريح باردة فمات من كان يقربها،


(1) ” يا عدي ” تصغير عدو، ” واستهام بك الخبيث ” الباء زائدة أي جعلك هائما، و الهائم بمعنى الضال. والمراد من الخبيث هو الشيطان. (2) طعام جشب: أي غليظ وكذلك مجشوب، وقيل: انه الذى لا ادم معه. (3) تبيغ الدم بصاحبه، وتبوغ به أي هاج به، وفى الحديث: عليكم بالحجامة لا يتبيغ باحدكم الدم فيقتله، وقيل: اصل يتبيغ يبتغى فقلب مثل جذب وجبذ. (4) الادم – بضمتين – جمع الاديم: الجلد المدبوغ. (5) قال الطبرسي (ره) في مجمع البيان الاحقاف: هو واد بين عمان ومهرة عن ابن عباس، وقيل: رمال فيما بين عمان إلى حضرموت ” انتهى ” والشقوق والاجفر المذكوران في تفسير القمى (ره)، هو ضمان بطريق مكة كما قاله الحموى. (*)

[ 18 ]

فأخبر المتوكل بذلك فلم يدر ما ذاك، فقالوا: سل ابن الرضا وهو أبو الحسن على بن محمد العسكري صلوات الله عليهم، فكتب إليه يسأله عن ذلك فقال أبو الحسن (عليه السلام): تلك بلاد الاحقاف وهم قوم عاد الذين أهلكهم الله عزوجل بالريح الصرصر. 29 – في الخرايج والجرايح ان المهدى الخليفة أمر بحفر بئر بقرب قبر العبادي (1) لعطش الحاج هناك، فحفروا أكثر من مأة قامة، فبينما هم يحفرون اذخرقوا خرقا وإذا تحته هواء لا يدرى قعره وهو مظلم، وللريح فيه دوى فأدلوا رجلين فلما خرجا تغيرت ألوانهما فقالا: رأينا هواء [ واسعا ] ورأينا بيوتا قائمة و رجالا ونساء وابلا وبقرا وغنما، وكلما مسسنا شيئا رأيناه هباءا فسألنا الفقهاء عن ذلك فلم يدر أحد ما هو، فقدم أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) على المهدى فسأله عن ذلك، فقال: هؤلائك اصحاب الاحقاف، وهم بقية من قوم عاد، ساخت بهم منازلهم وذكر على مثل قول الرجلين. 30 – في تفسير على بن ابراهيم ثم حكى الله عزوجل قول قوم عاد قالوا أجئتنا لتأفكنا أي تزيلنا عما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا من العذاب ان كنت من الصادقين وكان نبيهم هود وكانت بلادهم كثيرة الخير خصبة (2) فحبس الله عنهم المطر سبع سنين حتى أجدبوا (3) وذهب خيرهم من بلادهم، وكان هو يقول لهم ما حكى الله: ” استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ” إلى قوله ” ولا تتولوا مجرمين ” فلم يؤمنوا وعتوا فأوحى الله إلى هود: انه يأتيهم العذاب في وقت كذا وكذا ريح فيها عذاب اليم، فلما كان ذلك الوقت نظروا إلى سحاب قد أقبلت، ففرحوا فقالوا: هذا عارض ممطرنا الساعة نمطر فقال لهم هود: بل هو ما استعجلتم به ريح في قوله: ” ائتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين ريح فيها عذاب


(1) قال الحموى: قبر العبادي منزل في طريق مكة من القادسية إلى العذيب ثم ذكر القصة في ذلك فراجع مادة ” قبر “. (2) خصب المكان: كثر فيه العشب والكلاء. (3) اجدب القوم: اصابهم الجدب وهو المحل وانقطاع المطر ويبس الارض. (*)

[ 19 ]

أليم تدمر كل شئ بأمر ربها ” فلفظه عام ومعناه خاص لانها تركت أشياء كثيرة لم تدمرها، وانما دمرت مالهم كله فكان كما قال الله عزوجل: فأصبحوا لا يرى الا مساكنهم وكل هذه الاخبار من هلاك الامم تخويف وتحذير لامة محمد صلى الله عليه واله ولقد مكناهم فيما ان مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وابصارا وأفئدة أي قد أعطينا هم فكفروا فنزل بهم العذاب فاحذروا ان لا ينزل بكم ما نزل بهم، وقوله: واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القول إلى قوله: فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا انا سمعنا إلى قوله: اولئك في ضلال مبين فهذا كله حكاية عن الجن وكان سبب نزول هذه الاية ان رسول الله صلى الله عليه واله خرج من مكة إلى سوق عكاظ ومعه زيد بن حارثة يدعو الناس إلى الاسلام، فلم يجبه أحد ولم يجد أحدايقبله، ثم رجع إلى مكة فلما بلغ موضعا يقال له وادى مجنة (1) تهجد بالقرآن في جوف الليل، فمر به نفر من الجن فلما سمعوا قراءة رسول الله صلى الله عليه واله استمعوا له، فلما سمعوا قرآنه قال بعضهم لبعض: انصتوا يعنى أسكتوا، ” فلما قضى ” أي فرغ رسول الله صلى الله عليه واله من القرآن ” ولواالى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق وإلى طريق مستقيم * يا قومنا أجيبوا داعى الله وآمنوا به ” إلى قوله ” اولئك في ضلال مبين ” فجاؤا الى رسول الله صلى الله عليه واله واسلموا وآمنوا وعلمهم رسول الله صلى الله عليه واله شرايع الاسلام، فأنزل الله عزو جل على نبيه صلى الله عليه واله ” قل أوحى إلى انه استمع نفر من الجن ” السورة كلها فحكى الله عزوجل قولهم وولى عليهم رسول الله صلى الله عليه واله منهم، وكانوا يعودون إلى رسول الله صلى الله عليه واله في كل وقت، فأمر رسول الله صلى الله عليه واله أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أن يعلمهم وينفعهم، فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولدالجان. 31 – وسئل العالم صلوات الله عليه عن مؤمن الجن أيدخلون الجنة ؟ فقال: لا ولكن لله حظاير (2) بين الجنة والنار يكون فيها مؤمنى الجن وفساق الشيعة.


(1) المجنة: الارض الكثيرة الجن. (2) حظائر جمع الحظيرة: الموضع الذى يحاط عليه لتأوى إليه الغنم والابل وسائر الماشية يقيها البرد والريح. (*)

[ 20 ]

32 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه مناقب النبي صلى الله عليه واله وفيه أن الشياطين سخرت لسليمان وهى مقيمة على كفرها، وقد سخرت لنبوة محمد صلى الله عليه واله الشياطين بالايمان فأقبل إليه من الجن التسعة من أشرافهم، واحد من جن نصيبين والثمان من بنى عمرو بن عامر من الا حجة منهم سفاة ومضاة والهملكان والمر زبان والمازمان ووهاضب وهضب وعمرو وهم الذين يقول الله تبارك اسمه فيهم: ” واذ صرفنا اليك نفرا من الجن ” وهم التسعة يستمعون القرآن فأقبل إليه الجن والنبى صلى الله عليه واله ببطن النخل فاعتذروا بانهم ظنوا كما ظننتم ان لن يبعث الله احدا، ولقد اقبل إليه احد وسبعون الفا منهم، فبايعوه على الصوم والصلوة والزكوة والحج والجهاد ونصح المسلمين، فاعتذروا بانهم قالوا على الله شططا، وهذا افضل مما اعطى سليمان فسبحان من سخرها لنبوة محمد صلى الله عليه واله بعد ان كانت تتمرد وتزعم ان لله ولدا، فلقد شمل مبعثه من الجن والانس مالا يحصى. 33 – في محاسن البرقى عنه عن ابيه [ عن ] البرقى عن محمد بن ابى القاسم ماجيلويه عن [ على بن ] سليمان بن رشيد عن على بن الحسين القلانسى عن محمد بن سنان عن عمر بن يزيد قال: ضللنا سنة من السنين ونحن في طريق مكة فاقمنا ثلاثة ايام نطلب الطريق فلم نجده، فلما ان كان في اليوم الثالث وقد نفد ما كان معنا من الماء عدنا إلى ما كان معنا من ثياب الاحرام ومن الحنوط، فتحنطنا وتكفنا بازار احرامنا، فقام رجل من اصحابنا فنادى: يا صالح يا ابا الحسن، فاجابه مجيب من بعد فقلنا له: من انت يرحمك الله ؟ فقال: انا من النفر الذى قال الله عزوجل في كتابه: ” واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن ” إلى آخر الآية ولم يبق منهم غيرى، فانا مرشد الضال إلى الطريق، قال: فلم نزل نتبع الصوت حتى خرجنا إلى الطريق. 34 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله بعد ان ذكرالصادق عليه السلام و نقل عنه حديثا طويلا وقال عليه السلام: ان امراة من الجن كان يقال لها عفرا فأتى النبي صلى الله عليه واله فتسمع من كلامه فتأتى صالحي الجن فيسلمون على يديها وأنها


[ 21 ]

فقدها النبي صلى الله عليه واله فسأل عنها جبرئيل عليه السلام فقال زارت اختا لها لحبها في الله. 35 – في امالي الصدوق رحمه الله عن الباقر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه خروج الحسنين عليهما السلام من عند جدهما صلوات الله عليهم ونومهما في حديقة بنى النجار وطلب النبي لهما حتى لقيهما، وفيه: وقد اكتنفتهما حية لها شعرات كاجام القصب، وجناحان جناح قد غطت به الحسن، وجناح قد غطت به الحسين، فلما ان بصر بها النبي صلى الله عليه واله تنحنح فانسابت الحية (1) وهى تقول: اللهم انى اشهدك و اشهد ملائكتك ان هذين شبلا نبيك قد حفظتهما عليه ودفعتهما إليه سالمين، صحيحين فقال لها النبي صلى الله عليه واله: ايتها الحية ممن انت ؟ قالت: انا رسول الجن اليك، قال: واى الجن ؟ قالت: جن نصيبين نفر من بنى مليح، نسينا آية من كتاب الله عزوجل فبعثوني اليك لتعلمنا ما نسينا من كتاب الله، فلما بلغت هذا الموضع سمعت مناديا ينادى: ايتها الحية هذان شبلا رسول الله صلى الله عليه واله فاحفظهما من العاهات والآفات ومن طوارق الليل والنهار فقد حفظتهما وسلمتهما اليك سالمين صحيحين وأخذت الحية الآية وانصرفت. 36 – في مجمع البيان بعد ان نقل كلاما في سبب ورود الجن إلى النبي صلى الله عليه واله وقال آخرون امر رسول الله صلى الله عليه واله ان ينذر الجن ويدعوهم إلى الله ويقرأ عليهم القرآن، فصرف الله إليه نفرا من الجن من نينوى، فقال صلى الله عليه واله: انى امرت ان اقرأ على الجن الليلة فايكم يتبعني ؟ فاتبعه عبد الله بن مسعود قال عبد الله: ولم يحضر معه احد غيرى، فانطلقنا حتى إذا كنا بأعلى مكة ودخل نبى الله شعبا يقال له شعب الحجون، وخط لى خطا ثم امرني ان اجلس فيه، وقال: لا تخرج منه حتى اعود اليك، ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن فغشيته اسودة كثيرة حتى حالت بينى وبينه حتى لم اسمع صوته، ثم انطلقوا وطفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين حتى بقى منهم رهط، وفرغ رسول الله صلى الله عليه واله مع الفجر فانطلق فبرز ثم قال: هل رأيت شيئا ؟ فقلت: نعم رايت رجالا سودا مستثفرى (2) ثياب بيض، قال: اولئك


(1) انسابت الحية: جرت وتدافعت في مشيها. (2) الاستشفار هوان يدخل الرجل ثوبه بين رجليه كما يفعل الكلب بذنبه. (*)

[ 22 ]

جن نصيبين وروى علقمة عن عبد الله قال: لم أكن مع النبي صلى الله عليه واله ليلة الجن وودت انى كنت معه. وروى عن ابن عباس انهم كانوا سبعة نفر من جن نصيبين فجعلهم رسول الله (صلى الله عليه واله) رسلا إلى قومهم. قال زرين بن حبيش كانوا تسعة منهم زوبعة. 37 – وروى محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه واله الرحمن على الناس سكتوا فلم يقولوا شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه واله: الجن كانوا احسن جوابا منكم، فلما قرأت عليهم: ” فبأى آلاء ربكما تكذبان ” قالوا: لاولا بشيئ من آلائك ربنا نكذب. 38 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل فقال: نوح وابراهيم وموسى و عيسى ومحمد صلى الله عليه واله، قلت: كيف صاروا اولوا العزم ؟ قال: لان نوحا بعث بكتاب وشريعة، وكل من جاء بعد نوح اخذ بكتاب نوح وشريعته ومنهاجه، حتى جاء ابراهيم عليه السلام بالصحف وبعزيمة ترك كتاب نوح لاكفرا به فكل نبى جاء بعد ابراهيم اخذ بشريعته ومنهاجه وبالصحف حتى جاء موسى بالتوراة وشريعته ومنهاجه وبعزيمة ترك الصحف فكل نبى جاء بعد موسى اخذ بالتوراة وشريعته و منهاجه حتى جاء المسيح عليه السلام بالانجيل وبعزيمة ترك شريعة موسى ومنهاجه، فكل نبى جاء بعد المسيح اخذ بشريعته ومنهاجه حتى جاء محمد صلى الله عليه واله فجاء بالقرآن وبشريعته ومنهاجه، فحلاله حلال إلى يوم القيامة، وحرامه حرام إلى يوم القيامة فهؤلاء اولوا العزم من الرسل عليهم السلام 39 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابى يحيى الواسطي عن هشام بن سالم ودرست بن ابى منصور عنه عن ابى عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل يذكر فيه طبقات الانبياء والمرسلين: والذى يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهو امام مثل اولى العزم.


[ 23 ]

40 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن محمد بن يحيى الخثعمي عن هشام عن ابن ابى يعفور قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: سادة النبيين والمرسلين خمسة، وهم اولوا العزم من الرسل، وعليهم دارت الرحى، نوح وابراهيم وموسى وعيسى و محمد صلى الله عليه وعلى آله وعلى جميع اللانبياء. 41 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن عبد الرحمان بن كثير عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان اول وصى. كان على وجه الارض هبة الله بن آدم وما من نبى مضى الاوله وصى، و كان جميع الانبياء ماة الف نبى وعشرين الف نبى، منهم خمسة اولوا العزم نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه واله، والحديث طويل اخذ نامنه موضع الحاجة. 42 – في روضة الكافي حدثنى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن فضال عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال في رسالة طويلة إلى اصحابه: انه لا يتم الامر حتى دخل عليكم مثل ما دخل على الصالحين قبلكم، وحتى تبتلوافى انفسكم واموالكم، وحتى تسمعوامن اعداء الله اذى كثيرا وتصبروا وتعركوا بجنوبكم (1) وحتى يستذلوكم ويبغضوكم وحتى تحملوا الضيم (2) فتحتملوه منهم تلتمسون بذلك وجه الله و الدار الآخرة وحتى تكظموا الغيظ الشديد في الاذى في الله عزوجل يجترمونه (3) اليكم وحتى يكذبوكم بالحق ويعادوكم فيه ويبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم ومصداق ذلك كله في كتاب الله الذى انزله جبرئيل على نبيكم سمعتم قول الله عزوجل لنبيكم صلى الله عليه واله: ” فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم “. 43 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث


(1) عرك الاذى بجنبه أي احتمله. (2) الضيم: الظلم. (3) اجترم عليهم واليهم جريمة: جنى جناية. (*)

[ 24 ]

طويل يقول فيه عليه السلام: ولان الصبر على ولاة الامر مفروض لقول الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: ” فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ” وايجابه مثل ذلك على اوليائه وأهل طاعته بقوله: ” لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة “. 44 – في الخرائج والجرائح باسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله فضل أولى العزم من الرسل على الانبياء بالعلم، وأورثنا علمهم وفضلنا عليهم: في فضلهم، و علم رسول الله صلى الله عليه واله ما لا يعلمون، وعلمنا علم رسول الله صلى الله عليه واله، فروينا لشيعتنا فمن قبله منهم فهو أفضلهم، وأينما تكون فشيعتنا معنا. 45 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من العلل باسناده إلى على بن الحسين بن على بن فضال عن أبيه عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: انما سمى اولوا العزم لانهم كانوا اصحاب العزايم والشرايع وذلك ان كل نبى كان بعد نوح عليه السلام كان على شريعته ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى زمن ابراهيم الخليل عليه السلام، وكل نبى كان في ايام ابراهيم عليه السلام وبعده كان على شريعة ابراهيم ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى زمن موسى عليه السلام وكل نبى كان في زمن موسى عليه السلام وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى أيام عيسى عليه السلام، وكل نبى كان في أيام عيسى عليه السلام وبعده كان على منهاج عيسى عليه السلام وشريعته وتابعا لكتابه إلى زمن محمد صلى الله عليه واله، فهؤلاء الخمسة اولوا العزم وهم أفضل الانبياء والرسل وشريعة محمد صلى الله عليه واله لا تنسخ إلى يوم القيامة ولا نبى بعده إلى يوم القيامة، فمن ادعى بعده نبيا، أو أتى بعد القرآن بكتاب فدمه مباح لكل من سمع ذلك منه. 46 – في كتاب الخصال عن أبى جعفر عليه السلام قال: أولوا العزم من الرسل خمسة نوح عليه السلام وابراهيم عليه السلام وموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه واله 47 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جابر بن يزيد عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل ” ولقد عهدناالى آدم من قبل ولم نجد له عزما ” قال: عهد إليه في محمد والائمة من بعده فترك ولم يكن له عزم فيهم انهم هكذا، وانما سمى اولوا العزم لانهم عهد إليهم في محمد والاوصياء من بعده والمهدى وسيرته، فأجمع


[ 25 ]

عزمهم ان ذلك كذلك والاقرار به. وفى اصول الكافي كذلك سواء. 48 – في مجمع البيان ” أولوا العزم من الرسل ” وقيل: ان من هنا للتبعيض وهو قول اكثر المفسرين، والظاهر في رواية اصحابنا، ثم اختلفوا فقيل اولوا العزم من الرسل من أتى بشريعة مستأنفة نسخت شريعة من تقدمه وهم خمسة اولهم نوح عليه السلام ثم ابراهيم عليه السلام ثم موسى عليه السلام ثم عيسى عليه السلام ثم محمد صلى الله عليه واله، وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام، وقال: وهم ساده النبيين و عليهم دارت رحى المرسلين. 49 – في روضة الواعظين للمفيد (ره) وقيل للنبى صلى الله عليه واله: كم مابين الدنيا والاخرة: قال: غمضة عين، قال الله عزوجل: كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار بلاغ الاية بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة الذين كفروا لم يرتب أبدا ولم يدخله شك في دينه أبدا ولم يبتله الله بفقر ابدا، ولاخوف سلطان أبدا، ولم يزل محفوظا من الشرك والكفر ابدا حتى يموت، فإذا مات وكل الله به في قبره ألف ملك يصلون في قبره، ويكون ثواب صلوتهم له ويشيعونه حتى يوقفوه موقف الا من عند الله عزوجل، ويكون في امان الله وأمان محمد صلى الله عليه واله. 2 – في مجمع البيان بعد ان نقل حديث ثواب الاعمال وقال عليه السلام: من اراد ان يعرف حالنا وحال اعدائنا فليقرأ سورة محمد صلى الله عليه واله فانه يراها آية فينا وآية فيهم. 3 – أبى بن كعب قال: قال النبي صلى الله عليه واله: من قرأ سورة محمد كان حقا على الله أن يسقيه من أنهار الجنة. 4 – في اصول الكافي ” في كتاب فضل القران ” على بن ابراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن سعد الاسكاف قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أعطيت السور الطوال مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الانجيل، واعطيت المثانى مكان


[ 26 ]

الزبور (1) وفضلت بالمفصل ثمان وستون سورة وهو مهيمن على ساير الكتب، فالتورية لموسى والانجيل لعيسى، والزبور لداود عليهم السلام. 5 – وفى الاصول ايضا فى باب الشرايع على بن ابراهيم عن ابيه عن احمد بن محمد بن ابى نصر وعدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابراهيم بن محمد الثقفى عن محمد بن مروان جميعا عن ابان بن عثمان عمن ذكره عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى اعطى محمدا صلى الله عليه واله شرايع نوح عليه السلام وابراهيم عليه السلام وموسى عليه السلام وعيسى عليهم السلام إلى ان قال: وفضله بفاتحة الكتاب و بخواتيم سورة البقرة والمفصل. 6 – في تفسير على بن ابراهيم: بسم الله الرحمن الرحيم الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم نزلت في اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله الذين ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه واله وغصبوا اهل بيته حقهم وصدوا عن أمير المؤمنين عليه السلام وعن ولاية الائمة ” اضل اعمالهم ” أي ابطل ما كان تقدم منهم مع رسول الله صلى الله عليه واله من الجهاد. 7 – اخبرنا احمد بن ادريس عن احمد بن محمد عن الحسن بن العباس الخرشنى عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله في المسجد والناس مجتمعون بصوت عال: ” ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله اضل اعمالهم ” فقال: قال له ابن عباس: يا ابا الحسن لم قلت ما قلت ؟ قال: قرأت شيئا من القرآن ; قال: لقد قلته لامر ؟ قال: نعم ان الله يقول في كتابه: ” ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ” فنشهد على رسول الله صلى الله عليه واله انه استخلف ابا بكر، قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه واله اوصى الا اليك، قال: فهلا بايعتني !


(1) السور الطوال هي السبع الاول بعد الفاتحة على ان تعد الانفال والتوبة واحدة، والمثاني هي السبع التى بعد هذا السبع سميت بها لانها ثنتها، واحدها مثنى مثل معاني ومعنى وقد تطلق المثانى على سور، القرآن كلها طوالها وقصارها ; واما المئون فهى من بنى اسرائيل إلى سبع سور، سميت بها لان كلامنها على نحو من مأة آية، قاله الطبرسي (ره) وغيره من المفسرين. (*)

[ 27 ]

قال اجتمع الناس على ابى بكرفكنت منهم، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: كما اجتمع اهل العجل على العجل هيهنا فتنتم، ومثلكم كمثل الذى استوقد نارا فلما اضاعت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمى فهم لا يرجعون. 8 – اخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد باسناده عن اسحق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد في على وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم هكذا نزلت. 9 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن ابى طالب عليه السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه واله فسأله اعلمهم فيما ساله فقال: لاى شئ سميت محمدا أو احمدا أو أبو القاسم وبشيرا ونذيرا وداعيا ؟ فقال النبي صلى الله عليه واله: اما محمد فانى محمود في الارض، و، اما احمد فانى محمود في السماء، الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 10 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: ” الذين آمنوا وعملوا الصالحات ” نزلت في ابى ذر وسلمان وعمار والمقداد لم ينقضوا العهد ” وآمنوا بما نزل على محمد صلى الله عليه واله ” أي ثبتوا على الولاية التى انزلها الله ” وهو الحق ” يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ” من ربهم كفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم ” أي حالهم. 11 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: إذا قام القائم من آل محمد ضرب فساطيط لمن يعلم الناس القرآن على ما انزل الله عزوجل فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم لانه يخالف فيه التأليف. 12 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن بعض اصحابنا عن ابى عبد الله عليه السلام قال: في سورة محمد صلى الله عليه واله آية فينا وآية في اعدائنا ذلك بان الذين كفروا


[ 28 ]

اتبعوا الباطل وهم الذين اتبعوا اعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وامير المؤمنين صلوات الله عليهما وان الذين اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس امثالهم فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب إلى قوله تعالى لانتصر منهم فهذا السيف الذى [ هو على عليه السلام ] على مشركي العجم من الزنادقة ومن ليس معه كتاب من عبدة النيران والكواكب وقوله عزوجل: ” فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب ” فالمخاطبة للجماعة والمعنى لرسول الله صلى الله عليه واله ” وللامام من بعده صلوات الله عليه. 13 – في كتاب الخصال عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سأل رجل ابى عليه السلام عن حروب أمير المؤمنين عليه السلام، وكان السائل من محبنا، فقال له ابى: ان الله تعالى بعث محمدا بخمسة اسياف ثلاثة منها شاهرة لا تغمد إلى ان تضع الحرب اوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها، إلى قوله: وسيف على مشركي العجم يعنى الترك و الخزر (1) قال الله تعالى في سورة الذين كفروا: ” فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداءا حتى تضع الحرب اوزرها ” يعنى المفاداة بينهم وبين اهل الاسلام، فهؤلاء لا يقبل منهم الا القتل أو الدخول في الاسلام، ولا يحل لنا نكاحهم ماداموا في دار الحرب. 14 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال حدثنا أبو عمرو الزبيري عن ابى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد ان قال الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها، وفرض على اليدين ان لا يبطش بهما إلى ما حرم الله وان يبطش بهما إلى ما امر الله عزوجل وفرض عليها من الصدقة وصلة الرحم والجهاد في سبيل الله والطهور للصلوة، فقال: ” يا ايها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلوة فاغسلوا وجوهكم وايديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وارجلكم إلى الكعبين ” وقال: ” فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد وامافداء


(1) الخزر – بالخاء وبعدها الزاء المعجمتين ثم الراء المهملة: جيل من الناس خزر العيون. (*)

[ 29 ]

حتى تضع الحرب اوزارها ” فهذا ما فرض الله على اليدين لان الضرب من علاجهما (1). 15 – في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: كان ابى عليه السلام يقول: ان للحرب حكمين، إذا كانت الحرب قائمة لم تضع اوزارها ولم يثخن اهلها، فكل اسيراخذ في تلك الحال فان الامام فيه بالخيار، ان شاء ضرب عنقه وان شاء قطع يده ورجله من خلاف بغير حسم وتركه يتشحظ في دمه حتى يموت (2) وهو قول الله عزوجل: ” انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف أو ينفوا من الارض ذلك لهم خزى في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ” الا ترى ان المخير الذى خير الله الامام على شئ واحد وهو الكفر (3) وليس هو على اشياء مختلفة فقلت لابي عبد الله عليه السلام: قول الله عزوجل: ” اوينفوا من الارض ” قال: ذلك الطلب ان تطلبه الخيل حتى يهرب فان اخذته الخيل حكم عليه ببعض الاحكام التى وصفت لك، والحكم الآخر إذا وضعت الحرب اوزارها واثخن اهلها، فكل اسير اخذ في تلك الحال فكان في ايديهم فالامام فيه بالخيار ان شاء من عليهم فأرسلهم وان شاء فاداهم انفسهم، وان شاء استعبدهم فصاروا عبيدا. 16 – في روضة الكافي يحيى الحلبي عن ابى المستهل عن سليمان بن خالد قال: سألني أبو عبد الله عليه السلام فقال: أي شئ كنتم يوم خرجتم مع زيد ؟ فقلت: مؤمنين، قال: فما كان عدوكم ؟ قلت: كفارا، قال فانى اجد في كتاب الله عزوجل: ” يا ايها – الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى اثخنتموه فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداءا حتى تضع الحرب اوزارها ” فابتدأتم أنتم بتخلية من اسرتم، سبحان الله ما استطعتم ان تسيروا بالعدل ساعة. 17 – في مجمع البيان والمروى عن ائمة الهدى عليهم السلام ان الاسارى


(1) العلاج: المزاولة. (2) الجسم: الكلى بعد قطع العرق لئلا يسيل دمه، والتشحظ: التمرغ في الدم (3) الكفر بمعنى الاهلاك بحيث لا يرى اثره. (*)

[ 30 ]

ضربان ضرب يؤخذون قبل انقضاء القتال والحرب قائمة فهؤلاء يكون الامام مخيرا بين ان يقتلهم أو يقطع ايديهم وارجلهم من خلاف ويتركهم حتى ينزفوا، ولا يجوز المن ولا الفداء والضرب الآخر الذين يؤخذون بعد ان وضعت الحرب اوزارها، وانقضى القتال، فالامام مخير فيهم بين المن والفداء اما بالمال أو بالنفس وبين الاسترقاق و ضرب الرقاب، فان اسلموا في الحالين سقط جميع ذلك وكان حكمهم حكم المسلمين. 18 – ” حتى تضع الحرب اوزارها ” وقيل لا يبقى دين غير الاسلام، والمعنى حتى يضع حربكم وقتالكم اوزار المشركين وقبايح اعمالهم بان يسلموا، فلا يبقى الا الاسلام خير الاديان، ولا تعبد الاوثان، وهذا كما جاء في الحديث والجهاد ماض منذ بعثنى الله إلى ان يقاتل آخر امتى الدجال. 19 – في نهج البلاغة وخذوا من اجسادكم فجودوا بها على انفسكم ولا تبخلوا بها عنها، فقد قال الله سبحانه: ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم فلم يستنصركم من ذل وله جنود السموات والارض وهو العزيز الحكيم، وانما اراد ان يبلوكم ايكم احسن عملا وبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران الله في داره رافق بهم رسله وأزارهم ملائكته و اكرم أسماعهم عن ان تسمع حسيس نار أبدا وصان أجسادهم ان تلقى لغوبا ونصبا ” ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ” وفى كلامه عليه السلام غير هذا لكنا أخذنا منه موضع الحاجة. 20 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان الجهاد باب فتحه لخاصة أوليائه وسوغهم كرامة منهم ونعمة ذخرها، والجهاد لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة، فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذلة وشمله البلاء وفارق الرجا وضرب على قلبه بالاسهاب وديث بالصغار و القماءة وسيم الخسف ومنع النصف (1) وازيل فيه الحق بتضييعه الجهاد، وغضب الله


(1) الاسهاب: ذهاب العقل. و ” ديث بالصغار ” أي ذلل بغير مديث أي مذلل. و الصغار: الذل والضيم والقمادءة مصدر قمؤ الرجل: أي صار قمياء وهو الصغير الذليل. ” وسيم الخسف ” من قوله تعالى: يسومونكم سوء العذاب. والخسف: الذل والمشقة والنصف الانصاف. (*)

[ 31 ]

بتركه نصرته، وقد قال الله عزوجل في محكم كتابه: ” ان تنصروا الله ينصركم و يثبت اقدامكم ” 21 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه واله بهذه الاية هكذا: ” ذلك بانهم كرهوا ما انزل الله في على ” الا أنه كشط الاسم ” فأحبط اعمالهم “. 22 – في مجمع البيان وقال أبو جعفر عليه السلام: كرهوا ما أنزل الله في حق على عليه السلام. 23 – في تفسير على بن ابراهيم قال على بن ابراهيم رحمه الله: في قوله عزوجل: أفلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم أي أولم ينظروا في أخبار الامم الماضية وقوله عزوجل: دمر الله عليهم أي أهلكهم وعذبهم ثم قال: وللكافرين يعنى الذين كفروا وكرهوا ما أنزل الله في على أمثالها أي لهم مثل ما كان للامم الماضية من العذاب والهلاك ثم ذكر المؤمنين الذين ثبتوا على امامة أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: ذلك بان الله مولى الذين آمنواو أن الكافرين لا مولى لهم. 24 – أفمن كان على بينة من ربه يعنى امير المؤمنين عليه السلام كمن زين له سوء عمله يعنى الذين غصبوه واتبعوا أهوائهم. 25 – في مجمع البيان ” كمن زين له سوء عمله ” وقيل: هم المنافقون وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام. 26 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن بعض اصحابه رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى، وتجرى نهر في اصل تلك الشجرة ينفجر منها الانهار الاربعة، نهر من ماء غير آسن، ونهر من لبن لم يتغير طعمه، ونهر من خمر لذة للشاربين، ونهر من عسل مصفى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


[ 32 ]

27 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحاق المدنى عن أبى جعفر عليه السلام أنه قال: نقل عن النبي صلى الله عليه واله حديثا طويلا في بيان حال اهل الجنة وفيه يقول صلى الله عليه واله: وليس من مؤمن في الجنة الا وله جنان كثيرة، معروشات وغير معروشات، وأنهار من خمر وأنهار من ماء وأنهار من لبن و أنهار من عسل. 28 – في مجمع البيان: مثل الجنة التى وعد المتقون وقرأ على عليه السلام أمثال الجنة على الجمع. 29 – في كتاب الخصال عن على عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أربعة أنهار من الجنة الفرات والنيل وسيحان وجيحان، فالفرات الماء في الدنيا والاخرة، والنيل العسل، وسيحان الخمر، وجيحان اللبن. 30 – في بصاير الدرجات الحسن بن أحمد بن سلمة عن الحسين بن على بن نباح عن ابن جبلة عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الحوض، فقال: حوض مابين بصرى إلى صنعا تحب أن تراه ؟ قلت له: نعم جعلت فداك، فأخذ بيدى وأخرجنى إلى ظهر المدينة ثم ضرب برجله فنظرت إلى نهر يجرى لا تدرك حافتاه الا الموضع الذى أنا فيه قائم ; وأنه شبيه بالجزيرة، فكنت أنا وهو وقوفا فنظرت إلى نهر جانباه ماء أبيض من الثلج، ومن جانبيه لبن أبيض من الثلج، وفى وسطه خمر أحسن من الياقوت، فما رأيت شيئا احسن من تلك الخمر بين اللبن والماء، فقلت: جعلت فداك ومن أين يخرج هذا ومجراه ؟ قال: هذه العيون التى ذكرها في الجنة عين من ماء وعين من لبن وعين من خمر تجرى في هذا النهر، ورأيت حافتيه عليها شجرة فيهن جوار معلقات برؤوسهن ما رأيت شيئا احسن منهن، وبايديهن آنية ما رأيت احسن منها، ليست من آنية الدنيا، فدنا من احديهن فأومى بيده لنفسه فنظرت إليها وقد مالت لتغرف من النهر فمال الشجر معها فاغترفت ثم ناولته ثم شربت ثم ناولها، فأومى إليها فمالت فاغترفت ومالت الشجرة معها، ثم ناولته فناولني فشربت فما رأيت شرابا كان الين عنه ولا الذ منه وكانت رائحته رائحة المسك، فنظرت في الطاس فإذا فيه ثلاثة ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ من


[ 33 ]

الشراب، فقلت له: جعلت فداك ما رأيت كاليوم قط ولا كنت ارى ان الامر هكذا، فقال لى: هذا اقل ما اعده الله لشيعتناان المؤمن إذا توفى طارت روحه إلى هذا النهر، فرعت في رياضه وشربت من شرابه اوان عدونا إذا توفى صارت روحه إلى برهوت فاخذت في عذابه واطعمت من زقومه واسقيت من حميمه، فاستعيذوا بالله من ذلك النار. 31 – في تفسير على بن ابراهيم ثم ضرب لاوليائه واعدائه مثلا فقال لاوليائه: مثل الجنة التى وعد المتقون فيها انهار من ماء غير آسن إلى قوله تعالى: للشاربين ومعنى الخمراى خمرة إذا تناولها ولى الله وجد رائحة المسك فيها وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم ثم ضرب لاعدائهم مثلا فقال: كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع امعائهم قال: ليس من هو في هذه الجنة الموصوفة كمن هو في هذه النار، كما ان ليس عدوالله كوليه. 32 – في مجمع البيان روى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه واله في قوله ” ويسقى من ماء صديد ” قال يقرب إليه فيكرهه فإذا أدنى منه شوى وجهه، ووقع فروة رأسه فإذا شرب قطع أمعائه حتى يخرج من دبره يقول الله عزوجل: ” وسقوا ماء حميما فقطع أمعائهم “. 33 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن خالد بن جرير عن أبى الربيع الشامي عن أبى عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله اقسم ربى الا يشرب عبد لى في الدنيا خمرا الاسقيته مثل ما شرب منها من الحميم يوم القيامة معذبا أو مغفورا له، ولا يسقيها عبد لي صبيا صغيرا أو مملوكا الاسقيته مثل ما سقاه من الحميم يوم القيامة معذبا بعد أومغفورا له. 34 – على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبى عمير عن جعفر بن محمد البخترى ودرست وهشام بن سالم جميعا عن عجلان ابى صالح قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: قال الله عزوجل: من شرب مسكرا أو سقاه صبيا لا يعقل سقيته من ماء الحميم معذبا اومغفورا. 35 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن احمد بن ثابت قال


[ 34 ]

حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة عن وهب بن حفص عن ابى بصير عن ابى جعفر صلوات الله عليه قال: سمعته يقول: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان يدعو أصحابه فمن أراد الله به خيرا سمع وعرفوا ما يدعوه إليه. ومن أراد الله به شرا طبع على قلبه لا يسمع ولا يعقل، وهو قول الله تبارك وتعالى: حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين اوتوا العلم ماذا قال آنفا فانها نزلت في المنافقين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله ومن كان إذا سمع شيئا لم يكن يؤمن به ولم يعد فإذا خرج قال للمؤمنين ماذا قال محمد آنفا فقال الله عزوجل: اولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا اهوائهم. 36 – في مجمع البيان عن الاصبغ بن نباتة عن على عليه السلام قال: انا كنا عند رسول الله صلى الله عليه واله فيخبرنا بالوحى فاعيه أنا ومن يعيه فإذا خرجنا قالوا: ماذا قال آنفا. 37 – في كتاب الخصال عن أبى الحسين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن الساعة فقال عند ايمان بالنجوم وتكذيب بالقدر. 38 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه واله لعبد الله بن سلام وقد سأله عن مسائل أما اشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى مغرب. 39 – في الكافي على عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله من اشراط الساعة ان يفشو الفالج و موت الفجاءة. 40 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن سليمان بن مسلم الخشاب عن عبد الله بن جريح المكى عن عطاء بن أبى رباح عن عبد الله بن عباس قال: حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله حجة الوداع، فأخذ بحلقة باب الكعبة ثم أقبل علينا بوجهه فقال: ألا أخبركم بأشراط الساعة وكان أدنى الناس منه يومئذ سلمان رحمه الله فقال: بلى يا رسول الله فقال: من أشراط القيامة اضاعة


[ 35 ]

الصلوات واتباع الشهوات، والميل مع الاهواء، وتعظيم أصحاب المال وبيع الدين بالدنيا، فعندها يذاب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء مما ترى من المنكر، فلا يستطيع أن يغيره، قال سلمان: وان هذا لكائن يارسول الله ؟ قال: أي والذى نفسي بيده يا سلمان ان عندها يليهم أمراء جورة ووزراء فسقة، وعرفاء ظلمة وامناء خونة، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال: أي والذى نفسي بيده، يا سلمان ان عندها يكون المنكر معروفا والمعروف منكرا، ويؤتمن الخائن ويخون الامين، ويصدق الكاذب ويكذب الصادق، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال: أي والذى نفسي بيده يا سلمان، فعندها تكون امارة النساء ومشاورة الاماء وقعود الصبيان على المنابر، ويكون الكذب ظرفا والزكوة مغرما والفئ مغنما، ويجفوا الرجل والديه ويبر صديقه ويطلع الكوكب المذنب، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال: أي والذى نفسي بيده يا سلمان ; وعندها تشارك المرأة زوجها في التجارة ويكون المطر قيظا ويغيظ الكرام غيظا ويحتقر الرجل المعسر فعندها تقارب الاسواق إذ قال هذا لم أبع شيئا وقال: هذا لم أربح شيئا، فلا ترى الا ذاما لله، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال: أي والذى نفسي بيده يا سلمان، فعندها يليهم اقوام ان تكلموا قتلوهم، وان سكتوا استباحوهم ليستأثرون بفيئهم وليطأن حرمتهم ; وليسفكن دمائهم، ولتملئن قلوبهم غلا ورعبا فلا تراهم الا وجلين خائفين مرهوبين قال سلمان: وان هذا لكائن يارسول الله ؟ قال: أي والذى نفسي بيده يا سلمان ان عندها يؤتى بشيئ من المشرق وشيئ من المغرب يلون أمتى فالويل لضعفاء أمتى منهم والويل لهم من الله لا يرحمون صغيرا ولا يوقرون كبيرا ولا يخافون عن مسيئ (1) جثتهم جثة الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين، قال سلمان: وان هذا لكائن يارسول الله ؟ قال: أي والذى نفسي بيده يا سلمان، وعندها يكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت اهلها، وتشبه الرجال بالنساء والنساء


(1) وفى نسخة البحار ” ولا ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ عن مسئ “. (*)

[ 36 ]

بالرجال، وتركبن الفروج السروج، فعليهن من أمتى لعنة الله، قال سلمان: و ان هذا لكائن يارسول الله ؟ فقال: أي والذى نفسي بيده يا سلمان، ان عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع والكنايس، وتحلى المصاحف وتطول المنارات وتكثر الصفوفات والقلوب متباغضة، والسن مختلفة، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال: أي والذى نفسي بيده يا سلمان ; وعندها تحلى ذكور أمتى بالذهب، ويلبس الحرير والديباج ; ويتخذون جلود النمور صفاقا (1) قال سلمان: وان هذا لكائن يارسول الله ؟ قال: أي والذى نفسي بيده يا سلمان، و عندها يظهر الزنا ويتعاملون بالغيبة والرشى ويوضع الدين وترفع الدنيا، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال: أي والذى نفسي بيده يا سلمان، وعندها يكثر الطلاق فلا يقام لله حد ولن يضروا الله شيئا، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال: أي والذى نفسي بيده يا سلمان، وعندها تظهر القينات والمعازف (2) ويليهم أشرار أمتى قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله ؟ قال: أي والذى نفسي بيده يا سلمان، وعندها يحج اغنياء أمتى للنزهة ويحج اوساطها للتجارة ويحج فقرآؤهم للرياء والسمعة، فعندها يكون أقواما يتعلمون القرآن لغير الله ويتخذونه مزامير، ويكون أقواما يتفقهون لغير الله، وتكثر اولاد الزنا و يتغنون بالقرآن ويتهافتون بالدنيا، قال سلمان: وان هذا لكائن يارسول الله ؟ قال: أي والذى نفسي بيده يا سلمان، ذاك إذا انتهكت المحارم واكتسبت المآثم وتسلط الاشرار على الاخيار ويفشوا الكذب وتظهر اللجاجة وتفشو الفاقة ويتباهون في اللباس، ويمطرون في غير أوان المطر ويستحسنون الكوبة (3) والمعازف وينكرون


(1) النمور جمع النمرة ضرب من السباع اصغر من الاسد وبالفارسية ” پلنگ ” والثوب الصفيق: ضد السخيف، أو المراد انهم يعملونها للدف والعود وسائر آلات اللهو يقال صفق العود أي حرك أو تاره، والصفق: الضرب يسمع له صوت، قاله في البحار، (2) القينة: الامة المغنية. والمعازف: الملاهي كالعود والطنبور. (3) الكوبة ; النرد والشطرنج والطبل الصغير والبربط. (*)

[ 37 ]

الامر بالمعروف والنهى عن المنكر حتى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذل من في الامة ويظهر قراؤهم وعبادهم فيما بينهم التلاوم فأولئك يدعون في ملكوت السماوات الارجاس الانجاس، قال سلمان وان هذا لكائن يارسول الله ؟ قال: أي والذى نفسي بيده يا سلمان ; فعندها لا يخشى الغنى على الفقير حتى ان السائل يسئل فيما بين الجمعتين لا يصيب أحدا يضع في كفة شيئا، قال سلمان: وان هذا لكائن يارسول الله فقال: أي والذى نفسي بيده يا سلمان، فعندها يتكلم الروبيضة ; فقال سلمان: وما الروبيضة يارسول الله فداك ابى وأمى ؟ قال صلى الله عليه واله: يتكلم في أمر العامة من لم يكن يتكلم فلم يلبثواالا قليلا حتى تخورالارض خورة فلا نظن كل قوم الا انها خارت في ناحيتهم فيمكثون ما شاء الله، ثم ينكتون في مكثهم فتلقى لهم الارض افلاذ كبدها (1) قال ذهب وفضة – ثم أومى بيده إلى الاساطين – فقال: مثل هذا، فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضة، فهذا معنى قوله: ” فقد جاء اشراطها 2 41 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وقال النبي صلى الله عليه واله من اشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويفشو الزنا وتقل الرجال وتكثر النساء حتى ان الخمسين امرأة فيهن واحد من الرجال. 42 – في اصول الكافي أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن حسين بن زيد عن ابى عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله الاستغفار وقول لا اله الا الله خير العبادة، قال الله العزيز الجبار: فاعلم أنه لا اله الا الله واستغفر لذنبك (2). 43 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن ابى – حمزة قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ما من شئ اعظم ثوابا من شهادة ان لا اله الا الله، ان الله عزوجل لا يعدله شئ ولا يشركه في الامور.


(1) أي تخرج كنوزها المدفونة. (2) الخطاب في هذه الاية للنبى (ص) والمراد جميع الامة وانما خوطب بذلك لنستن امته بسنته. (*)

[ 38 ]

44 – عنه عن الفضيل بن عبد الوهاب عن اسحاق بن عبد الله عن عبيدالله بن الوليد الوصافى رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من قال لا اله الا الله غرست له شجرة في الجنة من ياقوتة حمراء منبتها في مسك ابيض احلى من العسل، واشد بياضا من الثلج، و اطيب ريحا من المسك، فيهاامثال ثدى الابكار تفلق (1) عن سبعين حلة، وقال رسول الله صلى الله عليه واله: خير العبادة قول لا اله الا الله. وقال: خير العبادة الاستغفار، وذلك قول الله عزوجل في كتابه: ” فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك “. 45 – في مجمع البيان وقد صح الحديث بالاسناد عن حذيفة بن اليمان قال: كنت رجلا ذرب اللسان على اهلي فقلت: يارسول الله انى لا خشى ان يدخلنى لساني النار، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: فاين انت من الاستغفار، انى لاستغفر الله في اليوم مأة مرة. 46 – وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: من مات وهو يعلم ان لا اله الا الله دخل الجنة اورده مسلم في الصحيح. 47 – في محاسن البرقى وقال رسول الله صلى الله عليه واله: خير العبادة الاستغفار، وذلك قول الله في كتابه: ” فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك “. 48 – في عيون الاخبار في باب العلل التى ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من الرضا عليه السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شيئ فان قال: فلم وجب عليهم الاقرار والمعرفة بان الله واحد احد ؟ قيل: لعلل منها انه لو لم يجب عليهم الاقرار والمعرفة لجاز [ لهم ] ان يتوهموا مدبرين أو اكثر من ذلك، وإذا جاز ذلك لم يهتدوا إلى الصانع لهم من غيره، لان كل انسان منهم كان لا يدرى لعله انما يعبد غير الذي خلقه، ويطيع غير الذي امره، فلا يكونون على حقيقة من صانعهم وخالقهم، ولا يثبت عندهم امرآمر ولا نهى ناه إذا لم يعرف الآمربعينه، ولا الناهي من غيره، ومنها ان لو جاز ان يكون اثنين لم يكن احد الشريكين اولى بأن يعبد ويطاع من الاخر، وفى اجازة ان يطاع ذلك الشريك اجازة ان لا يطاع الله وفى اجازة ان لا يطاع الله عزوجل كفر بالله


(1) وفى المصدر ” تعلو ” مكان ” تفلق ” ويحتمل التصحيف. (*)

[ 39 ]

وبجميع كتبه ورسله، واثبات كل باطل وترك كل حق، وتحليل كل حرام و تحريم كل حلال، والدخول في كل معصية والخروج من كل طاعة، واباحة كل فساد وابطال كل حق، ومنها انه لو جاز ان يكون اكثر من واحد لجاز لابليس ان يدعى انه ذلك الاخر حتى يضاد الله تعالى في جميع حكمه، ويصرف العباد إلى نفسه، فيكون في ذلك اعظم الكفر واشد النفاق. 49 – وباسناده إلى اسحاق بن راهويه قال: لما وافى أبو الحسن الرضا عليه السلام نيشابور واراد ان يخرج منها إلى المأمون أجتمع إليه اصحاب الحديث فقالوا: يابن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك وكان قعد في العمارية فاطلع راسه وقال: سمعت أبى موسى بن جعفر يقول: سمعت ابى جعفر بن محمد يقول: سمعت ابى محمد بن على يقول: سمعت ابى على بن الحسين يقول. سمعت ابى الحسين بن على يقول: سمعت ابى أمير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: سمعت جبرئيل يقول: سمعت الله يقول: لا اله الا الله حصنى فمن دخل حصنى امن من عذابي، فلما مرت الراحلة نادى: بشروطها و انا بشروطها. 50 – وباسناده إلى على بن بلال عن على بن موسى الرضا عن موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن محمد بن على عن على بن الحسين عن حسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله عن جبرئيل عن ميكائيل عن اسرافيل عن اللوح عن القلم قال: يقول الله عزوجل: ولاية على بن أبى طالب حصنى فمن دخل حصنى أمن من عذابي. 51 – وفى باب ما جاء عن الرضا من أخبار هذه المجموعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله التوحيد نصف الدين. 52 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أربع خصال من كن فيه كان في نور الله الاعظم، من كانت عصمة أمره شهادة ان لا اله الا الله وأنى رسول الله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


[ 40 ]

53 – في عيون الاخبار وفى باب آخر فيما جاء عن الرضا من الاخبار المجموعة باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان لله عزوجل عمودا من ياقوت احمر رأسه تحت العرش وأسفله على ظهر الحوت في الارض السابعة السفلى، فإذا قال العبد: لا اله الا الله اهتز العرش وتحرك العمود وتحرك الحوت. فيقول الله تعالى: أسكن ياعرشى، فيقول: أي أسكن وأنت لم تغفر لقائلها ؟ فيقول الله تعالى: اشهدوا سكان سمواتي انى قد غفرت لقائلها. 54 – في كتاب الخصال قال على عليه السلام لبعض اليهود وقد سئله عن مسائل: أمااقفال السماوات فالشرك بالله، ومفاتيحها قول لا اله الا الله. 55 – في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن حمران عن أبى عبد الله قال: من قال لا اله الا الله مخلصا دخل الجنة، واخلاصه ان يحجزه لا اله الا الله عما حرم الله عزوجل. وباسناده إلى زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه واله مثله. 56 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن شبرمة عن جعفر بن محمد عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لابي حنيفة: اخبرني عن كلمة اولها شرك وآخرها ايمان ؟ قال: لاادرى قال: هي لا اله الا الله أولها كفر وآخرها ايمان. 57 – في مجمع البيان روى عن النبي صلى الله عليه واله فهل عسيتم ان وليتم 58 – وعن على عليه السلام: ” فهل عسيتم ان توليتم ” قال أبو حاتم: معناه ان تولاكم الناس. 59 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد عن الحسن بن على الخزاز عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمان بن أبى عبد الله عن ابى العباس المكى قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان عمر لقى عليا عليه السلام فقال: انت الذى تقرء بهذه الاية: ” بايكم المفتون ” تعرض بى و بصاحبي ؟ قال: افلا اخبرك بآية نزلت في بنى امية ” فهل عسيتم ” إلى قوله ” وتقطعوا ارحامكم ” فقال عمر بنو امية أوصل للرحم منك ولكنك اثبت العداوة لبنى أمية و بنى عدى وبنى تميم. في روضة الكافي الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء


[ 41 ]

عن ابان عن عبد الرحمان بن أبى عبد الله عن ابى العباس المكى مثله الا ان فيه فقال: كذبت، بنوا امية الخ. 60 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن بعض اصحابنا عن محمد بن مسلم، وأبى حمزة عن أبى عبد الله عليه السلام عن ابيه عليهما السلام قال: قال لى على بن الحسين: يا بنى اياك ومصاحبة القاطع لرحمه، فانى وجدته ملعونا في كتاب الله عزوجل في ثلاث مواضع قال الله عزوجل: فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى ابصارهم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 61 – في كتاب الخصال عن أبى جعفر عليه السلام قال: في كتاب على عليه السلام: ثلاث خصال لا يموت صاحبهن حتى يرى وبالهن: البغى وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة، يبارز الله بها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 62 – عن أبى موسى الاشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر، ومدمن سحر، وقاطع رحم. 63 – في كتاب ثواب الاعمال عن السكوني عن الصادق جعفر بن محمد عن ابيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إذا ظهرالعلم واحترز العمل و ائتلفت الالسن واختلفت القلوب وتقاطعت الارحام هنالك لعنهم الله فأصمهم واعمى ابصارهم. 64 – في مجمع البيان: أفلا يتدبرون القرآن قيل افلا يتدبرون القرآن فيقضون ما عليهم من الحق عن أبى عبد الله عليه السلام وأبى الحسن عليه السلام. 65 – في محاسن البرقى عنه عن عبد الله بن يحيى عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام يا سليمان ان لك قلبا ومسامع وان الله إذا اراد أن يهدى عبدا فتح مسامع قلبه، وإذا اراد به غيرذلك ختم مسامع قلبه فلا يصلح ابدا، وهو قول الله عزوجل: ام على قلوب أغفالها. 66 – في تفسير على بن أبراهيم حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد الكندى


[ 42 ]

قال: حدثنا عبد الله بن عبد الفارس عن محمد بن على عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” ان الذين ارتدوا على ادبارهم عن الايمان بتركهم ولاية أمير المؤمنين عليه السلام الشيطان سول لهم ” يعنى الثاني ” واملى لهم “. 67 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة وعلى بن عبد الله عن على بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: ” ان الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى فلان وفلان وفلان ارتدوا على الايمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ” قلت: قوله تعالى: ذلك بانهم قالوا للذين كرهوا ما أنزل الله قال: نزلت والله فيهما وفى أتباعهما وهو قول الله عزوجل الذي نزل به جبرئيل على محمد صلى الله عليه واله: ” ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله في على عليه السلام سنطيعكم في بعض الامر ” قال: دعوا بنى امية إلى ميثاقهم ان لا يصيروا الامر فينا بعد النبي صلى الله عليه واله، ولا يعطونا من الخمس شيئا، وقالوا: ان أعطيناهم اياه لم يحتاجوا إلى شيئ ولم يبالوا ان يكون الامر فيهم، فقالوا: سنطيعكم في بعض الامر الذى دعوتمونا إليه وهو الخمس أن لا نعطيهم منه شيئا، وقوله: ” كرهوا ما نزل الله ” والذى نزل الله ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم، فأنزل الله: ” ام أبرموا امرا فانا مبرمون * أم يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجويهم ” الآية. 68 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخرما نقلنا عنه سابقا اعني قوله وأملى لهم قوله: ” ذلك بانهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله ” هو ما افترض الله على خلقه من ولاية أمير المؤمنين سنطيعكم في بعض الامر قال: دعوا بنى امية إلى ميثاقهم الا يصيروا لنا الامر بعد النبي صلى الله عليه واله ولا يعطونا من الخمس شيئا. وقالوا: ان اعطينا هم الخمس استغنوا به فقالوا: سنطيعكم في بعض الامراى لا تعطوهم من الخمس شيئا، فانزل الله على نبيه: ” ام ابرموا امرا فانا مبرمون ” 69 – في مجمع البيان ” ذلك بانهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله ” والمروى عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام انهم بنوا امية كرهوا ما نزل الله في ولاية


[ 43 ]

أمير المؤمنين عليه السلام 70 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال الباقر (ع) ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله وكرهوا رضوانه فاحبط اعمالهم قال: كرهوا عليا وكان امر الله بولايته يوم بدر ويوم حنين وببطن نخلة ويوم التروية ويوم عرفة، نزلت فيه خمس عشرة آية في الحجة التى صد فيها رسول الله صلى الله عليه واله عن المسجد الحرام و بالجحفة ونجم. 71 – في الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن اسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من طلب مرضات الناس بما اسخط الله تعالى كان حامده من الناس ذاما، ومن اثر طاعة الله تعالى بما يغضب الناس كفاء الله تعالى عداوة كل عدو، وحسد كل حاسد، وبغى كل باغ، وكان الله له ناصرا وظهرا. 72 – على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أرضى سلطانا بسخط الله خرج من دين الاسلام. 73 – وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من طلب مرضات الناس بما يسخط الله تعالى كان حامده من الناس ذاما. 74 – في كتاب التوحيد عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وقد سأله بعض الزنادقة عن الله تعالى وفيه: قال السائل فله رضا وسخط ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: نعم، وليس ذلك على ما يوجد في المخلوقين، وذلك ان الرضا والسخط دخال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال، وذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين، وهو تبارك وتعالى العزيز الرحيم لا حاجة به إلى شيئ مما خلق، وخلقه جميعا محتاجون إليه وانما خلق الاشياء من غير حاجة ولا سبب اختراعا وابتداعا. 75 – وباسناده إلى هشام بن الحكم ان رجلا سأل ابا عبد الله عليه السلام


[ 44 ]

عن الله تبارك الله وتعالى له رضا وسخط ؟ قال: نعم، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين، وذلك ان الرضا والغضب دخال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال معتمل (1) مركب للاشياء فيه مدخل وخالقنا لا مدخل للاشياء فيه واحد احدى الذات واحدى المعنى فرضاه ثوابه وسخطه عقابه من غير شيئ يتداخله فيهيجه، وينقله من حال إلى حال، فان ذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين، وهو تبارك وتعالى القوى العزيز لا حاجة به إلى شيئ مما خلق، وخلقه جميعا محتاجون إليه انما خلق الاشياء من غير حاجة ولا سبب اختراعا وابتداعا. 76 – وباسناده إلى محمد بن عمارة قال: سئلت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت له: يابن رسول الله أخبرني عن الله عزوجل هل له رضا وسخط ؟ فقال: نعم وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين. ولكن غضب الله عقابه، ورضاه ثوابه. 77 – في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى أخفى اربعة في أربعة، رضاه في طاعته، فلا يستصغرن شيئا من طاعته فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم، وأخفى سخطه في معصيته فلا يستصغرن شيئا من معصيته فربما وافق سخطه وأنت لا تعلم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 78 – في تفسير على بن ابراهيم ” ذلك بانهم اتبعوا ما أسخط الله ” يعنى موالاة فلان وفلان وظالمي أمير المؤمنين ” فاحبط أعمالهم ” يعنى التى عملوها من الخيرات. 79 – في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى عبيدة عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال لى: يابا عبيدة خالقوا الناس باخلاقهم وزايلوهم بأعمالهم انا لا نعد الرجل فينا عاقلا حتى يعرف لحن القول ثم قرأ هذه الاية: ولتعرفنهم في لحن القول 80 – في امالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى على عليه السلام انه قال: قلت اربع انزل الله تعالى تصديقي بها في كتابه، قلت المرء مخبو تحت لسانه فإذا


(1) أي يعمل بصفاته وآلاته (*)

[ 45 ]

تكلم ظهر، فأنزل الله: ” ولتعرفنهم في لحن القول ” 81 – في مجمع البيان وعن أبى سعيد الخدرى قال: لحن القول بغضهم على بن أبى طالب عليهم السلام، قال: كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه واله ببغضهم على بن أبى طالب، وروى مثل ذلك عن جابر بن عبد الله الانصاري، وعن عبادة بن الصامت قال: كنا نبور (1) أولادنا بحب على بن أبى طالب، فإذا رأينا احدهم لا يحبه علمنا أنه لغير رشدة (2) قال أنس: ما خفى منافق على عهد رسول الله صلى الله عليه واله بعد هذه الآية. 82 – وفيه قرأ أبى بكر ليبلونكم وما بعده بالياء وهو المروى عن أبى جعفر الباقر عليه السلام. 83 – في تفسير على بن ابراهيم: ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قال: عن امير المؤمنين عليه السلام وشاقوا الرسول أي قطعوه في أهل بيته بعد أخذه الميثاق عليهم له. 84 – في عيون الاخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اختاروا الجنة على النار ولا تبطلوا أعمالكم تقذفوا في النار منكبين خالدين فيها ابدا. 85 – في كتاب ثواب الاعمال عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله. من قال سبحان الله غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: الحمدلله غرس الله له بها شجرة في الجنة ومن قال: لا اله الا الله غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: الله اكبر غرس الله له بها شجرة في الجنة، فقال رجل من قريش: يا رسول الله ان شجرنا في الجنة لكثير ؟ قال: نعم، ولكن اياكم ان ترسلوا عليها نيرانا فتحرقونها، وذلك ان الله عزوجل يقول: يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول ولا تبطلوا اعمالكم. 86 – في تفسير على بن ابراهيم ” وان جنحوا للسلم كافة فاجنح لها ” قال:


(1) باره: جربه واختبره. (2) الرشدة – بالفتح والكسر -: ضد الزنية يقال: ولد لرشدة. (*)

[ 46 ]

هي منسوخة بقوله: فلا تهنوا وتدعواالى السلم وانتم الاعلون والله معكم 87 – في جوامع الجامع: ولن يتركم اعمالكم هو من وترت الرجل إذا قتلت له قتيلا أو حربته وحقيقته افردته في حميمه أو ماله من الوتر وهو الفرد ومنه قول النبي صلى الله عليه واله: من فاتته صلوة العصر فكانماو تر اهله وماله أي افرد عنهما قتلا ونهبا. 88 – في تفسير على بن ابراهيم: ويخرج اضغانكم قال: العداوة التى في صدوركم وان تتولوا يعنى عن ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه يستبدل قوما غيركم قال: يدخلهم في هذا الامر ثم لا يكونوا امثالكم في معاداتكم و خلافكم وظلمكم لآل محمد صلى الله عليه واله حدثنى محمد بن عبد الله عن ابيه عبد الله بن جعفر عن السندي بن محمد عن يونس بن يعقوب عن يعقوب بن قيس قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يابن قيس ” وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم ” عنى ابناء الموالى المعتقين. 89 – في مجمع البيان روى أبو هريرة ان اناسا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله قالوا: يا رسول لله من هؤلاء الذين ذكر الله في كتابه ؟ وكان سلمان إلى جنب رسول الله صلى الله عليه واله فضرب عليه السلام يده على فخذ سلمان فقال: هذا وقومه، والذى نفسي بيده لو كان الايمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس. 90 – وروى أبو بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: ” ان تتولوا يا معشر العرب يستبدل قوما غيركم ” يعنى الموالى. 91 – وعن ابى عبد الله عليه السلام قال: قد والله ابدل خيرا منهم الموالى. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: حصنوا اموالكم ونسائكم وما ملكت ايمانكم من التلف بقراءة ” انا فتحنا لك ” فانه إذا كان ممن يدمن قراءتها نادى مناد يوم القيامة حتى تسمع الخلايق: انه من عبادي


[ 47 ]

المخلصين، الحقوه بالصالحين من عبادي، وادخلوه جنات النعيم، واسقوه من الرحيق المختوم بمزاج الكافور. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قرأها فكانما شهد مع رسول الله صلى الله عليه واله. 3 – وفي رواية فكأنه كان مع من بايع محمد تحت الشجرة. عمر بن الخطاب قال: كنا مع رسول الله في سفر فقال: نزلت على البارحة سورة هي أحب إلى من الدنيا وما فيها ” انا فتحنا لك ” إلى قوله ” وما تأخر ” أورده البخاري في الصحيح. 4 – قتادة عن أنس قال: لما رجعنا من غزاة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا فنحن بين الحزن والكابة أنزل الله عزوجل: ” انا فتحنا لك فتحا مبينا ” فقال رسول الله صلى الله عليه واله: لفد نزلت على آية هي أحب إلى من الدنيا وما فيها 5 – عبد الله بن مسعود قال أقبل رسول الله صلى الله عليه واله من الحديبية فجعلت ناقته تثقل، فتقدمنا فانزل الله عليه: ” انا فتحنا لك فتحا مبينا ” فأدركنا رسول الله صلى الله عليه واله وبه من السرور ما شاء الله، فأخبرانها نزلت عليه. 6 – في تفسير العياشي عن منصور بن حازم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما ترك رسول الله صلى الله عليه واله ” انى اخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم ” حتى نزلت سورة الفتح، فلم يعدالى ذلك الكلام. 7 – في تفسير على بن ابراهيم قال: وكان اساف ونايله رجلا وامراة عجوز شمطاء (1) تخمش وجهها تدعو بالويل فقال رسول الله صلى الله عليه واله تلك نايلة يبست (2) ان تعيد ببلاد كم هذه في مجمع البيان اختلف في هذا الفتح على وجوه احدها ان المراد به فتح مكة وعده الله ذلك عام الحديبية عند انكفائه منها عن انس وقتادة وجماعة من المفسرين.


(1) الشمطاء: التى خالط بياض رأسها سواد. (2) كذا (*)

[ 48 ]

8 – قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: ستقف انشاء الله عند قوله تعالى: ” ليغفر لك الله ” الاية على حديث عن الرضا عليه السلام وفيه يقول عليه السلام: فلما فتح الله تعالى على نبيه مكة قال له: يا محمد انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. رجعنا إلى كلام مجمع البيان إلى قوله: وثالثها ان المراد بالفتح هنا فتح خيبر عن مجاهد والعوفى وروى عن مجمع بن حارثة الانصاري كان احد القراء قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه واله: فلما انصرفنا عنها إذ الناس يهزون الا باعر (1) فقال بعض الناس لبعض: ما بال الناس ؟ قالوا: اوحى إلى رسول الله صلى الله عليه واله فخرجنا نوجف فوجدنا النبي صلى الله عليه واله واقفا على راحلته عند كراع الغميم (2) فلما اجتمع الناس إليه قرء انا فتحنا لك فتحا السورة فقال عمر: افتح هو يا رسول الله ؟ قال نعم والذى نفسي بيده، انه لفتح فقسمت خيبر على اهل الحديبية لم يدخل فيها احدالامن شهدها. 9 – في جوامع الجامع وقيل: هوفتح الحديبية، فروى ان رسول الله صلى الله عليه واله لما رجع من الحديبية قال رجل من أصحابه: ما هذا الفتح لقد صددنا عن البيت وصد هدينا، فقال عليه السلام: بئس الكلام هذا بل هو أعظم الفتوح، قد رضى المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح ويسئلوكم القضية ورغبوا اليكم في الامان و قد رأوا منكم ما كرهوا. وعن الزهري: لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، وذلك ان المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم، فتمكن الاسلام في قلوبهم وأسلم في ثلاث سنين خلق كثير، كثر بهم سواد الاسلام، والحديبية بئر نفد ماؤها حتى لم يبق فيها قطرة فأتاها النبي صلى الله عليه واله فجلس على شفيرها (3) ثم دعا باناء من ماء فتوضى ثم


(1) هزه: حركه. والاباعر جمع بعير. (2) كراع الغميم: واد بينه وبين المدينة نحو من مأة وسبعين ميلا، وبينه وبين مكة نحو ثلاثين ميلا. (3) الشفير: ناحية كل شئ (*)

[ 49 ]

تمضمض ومجه (1) فيها ففارت بالماء حتى أصدرت جميع من معه وركابهم. وعن سالم بن أبى الجعد قال: قلت لجابر: كم كنتم تحت الشجرة ؟ قال كنا ألفا وخمسمأة وذكر عطشا أصابهم قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه واله بماء في تور (2) فوضع يده فيه فجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنه العيون، قال فشربنا ووسعنا وكفانا ولوكنا مأة ألف كفانا. 10 – في اصول الكافي محمد بن أحمد عن عمه عبد الله بن الصلت عن الحسن بن على بن بنت الياس عن أبى الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: ان على بن الحسين عليه السلام لما حضرته الوفاة اغمى عليه ثم فتح عينيه وقرأ: ” إذا وقعت الواقعة ” ” وانا فتحنا لك فتحا ” وقال: ” الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ” ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا. 11 – في كتاب طب الائمة عليهم السلام باسناده إلى جابر الجعفي عن محمد الباقر عليه السلام قال: كنت عند على بن الحسين عليهما السلام إذ أتاه رجل من بنى أمية من شيعتنا، فقال له: يابن رسول الله ما قدرت أن أمشى اليك من وجع رجلى، قال: أين أنت من عوذة الحسين بن على عليه السلام ؟ قال: يابن رسول الله وما ذاك ؟ قال آية ” انا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما * وينصرك الله نصرا عزيزا * هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السماوات والارض وكان الله عليما حكيما * ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيأتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما * ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدلهم جهنم وساءت


(1) مج الماء من فيه: رمى به. (2) التور: اناء صغير. (*)

[ 50 ]

مصيرا * ولله جنود السماوات والارض وكان الله عزيزا حكيما ” قال: ففعلت ما أمرنى به، فما حسست بعد ذلك بشئ منها بعون الله تعالى. 12 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان سبب نزول هذه الآية وهذا الفتح العظيم ان الله عزوجل أمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم في النوم أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين، فأخبر اصحابه وامرهم بالخروج فخرجوا فلما نزل ذاالحليفة احرموا بالعمرة وساقوا البدن، وساق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ستة وستين بدنة وأشعرها عند احرامه وأحرموامن ذى الحليفة ملبين بالعمرة وقد ساق من ساق منهم الهدى معرات (1) مجللات، فلما بلغ قريشا ذلك بعثوا خالد بن وليد في مأتى فارس كمينا يستقبل رسول الله صلى الله عليه واله فكان يعارضه على الجبال، فلما كان في بعض الطريق حضرت صلوة الظهر فاذن بلال فصلى رسول الله صلى الله عليه واله بالناس فقال خالد بن الوليد: لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلوة لا صبناهم فانهم لا يقطعون صلوتهم ولكن تجئ الآن لهم صلوة اخرى أحب إليهم من ضياء أبصارهم، فإذا دخلوا في الصلوة أغرنا عليهم فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه واله بصلوة الخوف في قوله عزوجل: ” وإذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلوة ” الآية وهذه الآية في سورة النساء وقد كتبنا خبر صلوة الخوف فيها، فلما كان في اليوم الثاني نزل رسول الله صلى الله عليه واله الحديبية وهى على طرف الحرم، وكان رسول الله صلى الله عليه واله يستنفر الاعراب في طريقه، فلم يتبعه أحد و يقولون: أيطمع محمد صلى الله عليه واله وأصحابه أن يدخل الحرم اوقد غزتهم قريش في عقر ديارهم (2) فقتلوهم، أنه لا يرجع محمد صلى الله عليه واله وأصحابه إلى المدينة أبدا، فلما نزل رسول الله صلى الله عليه واله الحديبية خرجت قريش يحلفون باللات والعزى لا يدعون رسول الله صلى الله عليه واله يدخل مكة وفيهم عين تطرف فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه واله انى لم آت لحرب وانما جئت لا قضى مناسكي وانحربدنى وأخلى بينكم وبين لحمانها (3)، فبعثو عروة بن


(1) أي كانت بعضها عرات وبعضها مجللات. (2) عقر الدار: اصلها ووسطها. (3) اللحمان جمع اللحم. (*)

[ 51 ]

مسعود الثقفى وكان عاقلا لبيبا وهو الذي أنزل الله فيه: ” وقالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ” فلما اقبل إلى رسول الله صلى الله عليه واله عظم ذلك وقال: يا محمد تركت قومك وقد ضربوا الابنية وأخرجوا العوذ المطافيل (1) يحلفون باللات و العزى لا يدعوك تدخل مكة، فان مكة حرمهم وفيهم عين تطرف أفتريد أن تبيد أهلك (2) وقومك يا محمد، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ماجئت لحرب وانما جئت لا قضى مناسكي وانحر بدنى وأخلى بينهم وبين لحمانها فقال عروة: والله ما رأيت كاليوم أحدا صد كما صددت، فرجع إلى قريش فأخبرهم فقالت قريش: والله لئن دخل محمد صلى الله عليه واله مكة وتسامعت به العرب لنذلن ولتجترين علينا العرب، فبعثوا حفص بن الاحنف و سهيل بن عمرو، فلما نظر اليهما رسول الله صلى الله عليه واله: قال ويح قريش قد نهكتهم الحرب (3) الا خلوا بينى وبين العرب، فان أك صادقا فانما آخذ الملك لهم مع النبوة، وان أك كاذبا كفتهم ذؤبان العرب (4) لا يسئلنى اليوم امرء من قريش خطة ليس لله فيها سخط الا أجببتم إليه، فلما وافوا رسول الله صلى الله عليه واله قالوا: يا محمد لم لا ترجع عنا عامك هذا إلى أن تنتظر إلى ما يصير أمرك وأمر العرب [ على ان ترجع من عامك ] فان العرب قد تسامعت بمسيرك فإذا دخلت بلادنا وحرمنا استذلتنا العرب واجترت علينا ونخلى لك البيت في العام القابل في هذا الشهر ثلاثة أيام حتى تقضى نسكك وتنصرف عنا، فأجابهم رسول الله صلى الله عليه واله إلى ذلك وقالوا له: ترد الينا من جاء كم من رجالنا، ونرد اليك كل من جاءنا من رجالك، فقال رسول الله صلى الله عليه واله من جاء كم من رجالنا فلا حاجة لنا فيه، ولكن على أن المسلمين بمكة لا يؤذون في اظهارهم الاسلام، ولا


(1) قال الجزرى: يريد النساء والصبيان. والعوذ في الاصل جمع عائذ وهى الناقة إذا وضعت وبعد ما تضع اياما حتى يقوى ولدها، والمطافيل: الابل مع اولادها، يريد انهم جاؤا بأجمعهم كبارهم وصغارهم. (2) أي تهلكهم. (3) أي اضرت بهم وأثرت فيهم. (4) الذؤبان: الصعاليك واللصوص. (*)

[ 52 ]

يكرهون ولا ينكر عليهم شئ يفعلونه من شرايع الاسلام، فتقبلوا ذلك، فلما أجابهم رسول الله صلى الله عليه واله إلى الصلح انكر عامة أصحابه وأشد ما كان انكارا عمر فقال: يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ فقال: نعم، قال: فنعطي الذلة في ديننا ؟ فقال: ان الله عزوجل قد وعدني ولن يخلفني، فقال: لو أن معى أربعين رجلا لخالفته، ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الاحنف إلى قريش فأخبراهم بالصلح، فقال عمر: يا رسول الله ألم تقل لنا أن ندخل المسجد الحرام ونحلق من المحلقين ؟ فقال: أمن عامنا هذا وعدتك ؟ وقلت لك ان الله عزوجل وعدني ان أفتح مكة واطوف وأسعى وأحلق مع المحلقين، فلما اكثروا عليه قال: ان لم تقبلوا الصلح فحاربوهم، فمروانحو قريش وهم مستعدون للحرب، وحملوا عليهم، فانهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله هزيمة قبيحة ومروا برسول الله صلى الله عليه واله فتبسم رسول الله صلى الله عليه واله ثم قال: يا على خذ السيف وأستقبل قريشا، فأخذ أمير المؤمنين صلوات الله عليه سيفه وحمل على قريش، فلما نظروا إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه تراجعوا ثم قالوا: يا على بدالمحمد فيما اعطانا فقال عليه السلام: لا وتراجع اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله مستحيين وأقبلوا يعتذرون إلى رسول الله صلى الله عليه واله، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله: الستم أصحابي يوم بدر إذا انزل الله عزوجل فيكم: ” إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملاكة مردفين ” ألستم أصحابي يوم أحد ” إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في اخريكم ” الستم أصحابي يوم كذا ؟ الستم أصحابي يوم كذا ؟ فاعتذروا إلى رسول الله صلى الله عليه واله وندمواعلى ما كان منهم، وقالوا: الله اعلم ورسوله فاصنع ما بدالك ورجع حفص بن الاحنف وسهيل بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقالا: يا محمد قد اجابت قريش إلى ما اشترطت، من اظهار الاسلام وان لا يكره احد على دينه فدعا رسول الله صلى الله عليه واله بالمكتب ودعا إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقال له أكتب فكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل بن عمرو: لا نعرف الرحمن اكتب كما كان يكتب آباؤك: باسمك اللهم، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: اكتب باسمك اللهم، فانه اسم من أسماء الله، ثم كتب: هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله والملاء من قريش فقال


[ 53 ]

سهيل بن عمرو: لو نعلم انك رسول الله صلى الله عليه واله ما حار بناك ; اكتب: هذا ما تقاضى عليه محمد بن عبد الله أتانف من نسبك يا محمد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا رسول الله وان لم تقروا، ثم قال: أمح يا على واكتب محمد بن عبد الله فقال أمير المؤمنين: ما أمحو اسمك من النبوة أبدا، فمحاه رسول الله صلى الله عليه واله بيده ثم كتب: هذا ما اصطلح به محمد بن عبد الله والملاء من قريش وسهيل بن عمرو، اصطلحوا على وضع الحرب بينهم عشر سنين على أن يكف بعضنا عن بعض، وعلى أنه لا اسلال ولا اغلال (1) وان بيننا وبينهم عيبة مكفوفة (2) وان من أحب أن يدخل في عهد محمد و عقده فعل، ومن أحب ان يدخل في عهد قريش وعقدها فعل، وأنه من أتى محمدا بغير اذن وليه يرد إليه وانه من اتى قريشا من اصحاب محمد لم ترده إليه، وان يكون الاسلام ظاهرا ولم يكره احدا على دينه ولا يؤذى ولا يعير، وان محمدا يرجع عنهم عامة هذا واصحابه ; ثم يدخل علينا في العام القابل مكة فيقيم فيها ثلاثة ايام لا يدخل عليها بسلاح الا سلاح المسافر السيوف في القرب (3) وكتبه على بن ابى طالب وشهد على الكتاب المهاجرون والانصارثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا على انك ابيت ان تمحواسمى من النبوة ; فوالذي بعثنى بالحق نبيا لتجيبن ابناءهم إلى مثلها وانت مضيض مضطهد (4) فلما كان يوم صفين ورضوا بالحكمين كتب: هذا ما اصطلح عليه أمير المؤمنين على بن


(1) الاسلال: السرقة الخفية، يقال: سل البعيرا وغيره في جوف الليل: إذا انتزعه من بين الابل. والاغلال: الخيانة. (2) قال الجزرى: أي بينهم صدر نقى من الغل والخداع مطوى على الوفاء بالصلح، والمكفوفة: المشرجة المشدودة. وقيل: اراد ان بينهم موادعة ومكافة عن الحرب تجريان مجرى المودة التى تكون بين المتصافين الذين يثق بعضهم إلى بعض (3) قرب – بضمتين – جمع قراب – بالكسر -: الغمد وقيل: هو وعاء يكون فيه السيف بغمده وحمالته. (4) مض الرجل من الشئ مضيضا: الم من وجع المصيبة. والمضطهد: المقهور والمؤذى. (*)

[ 54 ]

ابى طالب عليه السلام ومعاوية بن ابى سفيان فقال عمرو بن العاص: لو علمنا انك امير المؤ منين ما حار بناك، ولكن اكتب: هذا ما اصطلح عليه على بن ابى طالب ومعاوية بن ابى سفيان، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: صدق الله وصدق رسوله اخبرني رسول الله صلى الله عليه واله بذلك ثم كتب الكتاب قال: فلما كتبوا الكتاب قامت خزاعة فقالت: نحن في عهد محمد رسول الله وعقده وقامت بنو بكر فقالت: نحن في عهد قريش وعقدها، وكتبوا نسختين نسخة عند رسول الله صلى الله عليه واله، ونسخة عند سهيل بن عمرو، ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الاحنف إلى قريش فأخبراهم وقال رسول الله صلى الله عليه واله لاصحابه: انحروا بدنكم واحلقوا رؤسكم فامتنعوا وقالوا: كيف ننحر ونحلق ولم نطف بالبيت ولم نسع بين الصفا والمروة ؟ فاغتم لذلك رسول الله صلى الله عليه واله، وشكا ذلك إلى ام سلمة، فقالت: يا رسول الله أنحرأنت وأحلق فنحر رسول الله صلى الله عليه واله فحلق، فنحرالقوم على حيث يقين وشك وارتياب، فقال رسول الله تعظيما للبدن: رحم الله المحلقين وقال قوم: أنسوق البدن يارسول الله والمقصرين لان من لم يسق هديا لم يجب عليه الحلق، فقال رسول الله صلى الله عليه واله ثانيا: رحم الله المحلقين الذين لم يسوقوا الهدى، فقالوا: يا رسول الله والمقصرين ؟ فقال: رحم الله المقصرين، ثم رحل رسول الله صلى الله عليه واله نحو المدينة، فرجع إلى التنعيم (1) ونزلت تحت الشجرة، فجاء اصحابه الذين انكروا عليه الصلح، واعتذروا و اظهروا الندامة على ما كان منهم، وسألوا رسول الله صلى الله عليه واله ان يستغفرلهم، فنزلت آية الرضوان ” بسم الله الرحمن الرحيم * انا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر “. 13 – حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن احمد عن محمد بن الحسين عن على بن نعمان عن على بن ايوب عن عمر بن يزيد بياع السابرى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قول الله في كتابه: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: ما كان له ذنب ولا هم بذنب، ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفر لها، ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما و


(1) التنعيم: موضع قريب مكة. (*)

[ 55 ]

ينصرك الله نصرا عزيزا 14 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلى عليه السلام فان آدم عليه السلام تاب الله عليه من خطيئة ؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله نزل فيه ما هو أكبر من هذا من غير ذنب اتى، قال الله عزوجل ” ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ” ان محمدا غير مواف يوم القيمة بوزر ولا مطلوب فيها بذنب، وقال عليه السلام: ولقد كان صلى الله عليه واله يبكى حتى يغشى عليه، فقيل له: يا رسول الله اليس الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال: بلى افلا اكون عبدا شكورا ؟ والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 15 – في مجمع البيان روى المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام قال: سأله رجل عن هذه الآية، فقال: والله ماكان له ذنب ولكن الله سبحانه ضمن ان يغفر ذنوب شيعة على عليه السلام ما تقدم من ذنبهم وما تأخر. 16 – في كتاب المناقب لابن شهرآشوب واتت فاطمة بنت على بن أبى طالب عليه السلام إلى جابر بن عبد الله فقالت له: يا صاحب رسول الله ان لنا عليكم حقوقا، عليكم ان إذا رايتم احدنا يهلك نفسه اجتهادا ان تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا (1) على نفسه وهذا على بن الحسين بقية ابيه الحسين قدانخرم انفه ونقبت جبهته (2) وركبتاه وراحتاه أذاب نفسه في العبادة، فاتى جابراليه فاستأذن فلما دخل عليه وجده في محرابه قد انصبته العبادة (3) فنهض على فسئله عن حاله سؤالا خفيا، ثم اجلسه بجنبه، ثم اقبل جابر يقول: يابن رسول الله اما علمت ان الله انما خلق الجنة لكم ولمن احبكم ؟ وخلق النار لمن ابغضكم وعاداكم ؟ فما هذا الجهد الذى كلفته نفسك ؟ قال له على بن الحسين:


(1) البقيا: الاثم من أبقيت عليه ابقاءا: إذا رحمته وأشفقت عليه. (2) الانخرام: انشقاق وترة الانف وفى الكلام كناية عن شدة المشقة. ونقبت جبهته: أي انخرقت. (3) أي أتعبه وأعيته. (*)

[ 56 ]

يا صاحب رسول الله اما علمت ان جدى رسول الله صلى الله عليه واله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فلم يدع الاجتهاد وتعبد هو بأبى وامى حتى انتفخ الساق وورم القدم ؟ و قيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال: افلا اكون عبدا شكورا ؟. 17 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله أقول: وأما لفظ ” ما تقدم من ذنبك وما تأخر ” فالذي نقلناه من طريق اهل بيت النبوة صلوات الله عليهم ان المراد منه ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر عند اهل مكة وقريش، يعنى ما تقدم قبل الهجرة وبعدها ; فانك إذا فتحت مكة بغير قتل لهم ولا استيصال ولا أخذهم بما قدموه من العداوة والقتال، غفر واما كان يعتقدونه ذنبالك عندهم متقدما أو متأخرا، وما كان يظهر من عداوته في مقابلة عداوتهم له، فلما راوه قد تحكم وتمكن وما استقصى غفروا ما ظنوه من الذنوب. 18 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء عليهم السلام باسناده إلى على بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال المأمون: يابن رسول الله أليس من قولك ان الانبياء معصومون ؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عزوجل إلى أن قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: ” ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ” قال الرضا عليه السلام: لم يكن أحد عند مشركي مكة أعظم ذنبا من رسول الله صلى الله عليه واله لانهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمأة وستين صنما فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم وعظم ” وقالوا أجعل الآلهة الها واحدا ان هذا لشيئ عجاب * و انطلق الملاء منهم ان امشوا واصبروا على آلهتكم ان هذا لشيئ يراد * ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ان هذا الا اختلاق ” فلما فتح الله تعالى على نبيه صلى الله عليه واله مكة، قال له: يا محمد ” انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ” عند مشركي اهل مكة بدعاءك توحيد الله فيما تقدم وما تأخر، لان مشركي مكة أسلم بعضهم أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة، ومن بقى منهم لم يقدر على انكار التوحيد إذا


[ 57 ]

دعا الناس إليه، فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن. 19 – في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذا شرايع الدين إلى ان قال عليه السلام: والانبياء واوصياؤهم لا ذنوب لهم، لانهم معصومون مطهرون. 20 – عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من عمر أربعين سنة إلى أن قال: صلى الله عليه واله: ومن عمر ثلاثين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. 21 – عن أبى عبد الله عليه السلام قال: فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. 22 – عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله ما من عمر يعمرالى أن قال صلى الله عليه واله: فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسمى اسير الله في أرضه، ويشفع في اهل بيته. 23 – عن أبى عبد الله عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال في حديث طويل يذكر فيه حروب على عليه السلام وكانت السيرة فيهم لأمير المؤمنين عليه السلام ما كان من رسول الله صلى الله عليه واله في أهل مكة يوم فتح مكة، وانه لم يسب لهم ذرية، وقال: من اغلق بابه والقى سلاحه أو دخل دار ابى سفيان فهو آمن، وكذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام فيهم يوم البصرة: لا تسبوا لهم ذرية، ولا تجهزوا على جريح (1) ولا تتبعوا مدبرا ومن اغلق بابه والقى سلاحه فهو آمن. 24 – عن جابر الجعفي عن أبى جعفر عليه السلام وقد ساله راس اليهود كم يمتحن الله الاوصياء في حيوة الانبياء وبعد وفاتهم، وذكر حديثا طويلا وفيه يقول عليه السلام واما السادسة يا أخا اليهود فتحكيمهم الحكمين ومحاربة ابن آكلة الاكباد، وهو طليق بن طليق معاند لله عزوجل ولرسوله وللمؤمنين منذ


(1) أجهز على الجريح: شد عليه وأسرع وأتم قتله. (*)

[ 58 ]

بعث الله محمدا صلى الله عليه واله إلى ان فتح الله عليه مكة عنوة فأخذت بيعته وبيعة أبيه لى معه في ذلك اليوم وفى ثلاثة مواطن بعد، وابوه بالامس اول من سلم على بامرة المؤمنين، وجعل يحثنى على النهوض في اخذ حقى من الماضين قبلى، يجدد لى بيعته كلما اتانى. 25 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: لاى علة يكبر المصلى بعد التسليم ثلاثا يرفع بها يديه ؟ فقال: لان النبي صلى الله عليه واله لما فتح مكة صلى بأصحابه الظهر عند الحجر الاسود، فلما سلم رفع يده وكبر ثلاثا وقال: لا اله الا الله وحده وحده وحده أنجز وعده ونصر عبده وأعز جنده وغلب الاحزاب وحده فله الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير، ثم أقبل على اصحابه فقال: لا تدعوا هذا التكبير وهذا القول في دبر كل صلوة مكتوبة، فان من فعل ذلك بعد التسليم وقال هذا القول: كان قد أدى ما يجب عليه من شكر الله تعالى ذكره على تقوية الاسلام وجنده. 26 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين قال: هو الايمان. 27 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: السكينة الايمان. 28 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حفص البخترى وهشام بن سالم وغير هما عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” هو الذى انزل السكينة في قلوب المؤمنين ” قال: هو الايمان. 29 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل قال: سألت ابا – عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” هو الذى انزل السكينة في قلوب المؤمنين ” قال: الايمان قال عز من قائل: ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم


[ 59 ]

30 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ايها العالم أخبرني أي الاعمال أفضل عند الله ؟ قال: ما لا يقبل الله شيئا الا به، قلت: وما هو ؟ قال: الايمان بالله الذى لا اله الاهو أعلى الاعمال درجة، و اشرفها منزلة وأسناها حظا قال: قلت: الا تخبرني عن الايمان أقول هو وعمل أم قول بلا عمل ؟ فقال: الايمان عمل كله، والقول بعض ذلك العمل، بفرض من الله بين في كتابه واضح نوره ثابتة حجته يشهد له به الكتاب ويدعوه إليه (1) قال قلت: صفه لى جعلت فداك حتى افهمه قال: الايمان حالات درجات وطبقات و منازل، فمنه التام المنتهى تمامه، ومنه الناقص المبين نقصانه، ومنه الراجح الزايد رجحانه، قلت: ان الايمان ليتم وينقص ويزيد ؟ قال: نعم، قلت: كيف ذلك ؟ قال: لان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها، فليس من جوارحه جارحة الا وقد وكلت من الايمان بغير ما وكلت به أختها، فمن لقى الله عزوجل حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عزوجل عليها لقى الله عزوجل مستكملا لايمانه وهومن أهل الجنة، ومن خان في شئ منها أو تعدى ماأمرالله عزوجل فيها لقى الله عزوجل ناقص الايمان، قلت: قد فهمت نقصان الايمان وتمامه، فمن اين جاءت زيادته ؟ فقال: قول الله عزوجل: ” وإذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه ايمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون * واماالذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساالى رجسهم ” وقال: ” نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية آمنوا بربهم وزدنا هم هدى ” ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لاحد منهم فضل على الاخرو لاستوت النعم فيه، ولاستوى الناس وبطل التفضيل


(1) قوله (ع) ” واضح نوره ” صفة للفرض وكذا ” ثابتة حجته ” وقوله ” يشهد له ” أي لكونه عملا أو للعامل ” به ” أي بذلك الفرض ” ويدعواليه ” أي يدعو العامل إلى ذلك الفرض قاله في الوافى. (*)

[ 60 ]

ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله، وبالنقصان دخل المفرطون النار. 31 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد باسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لعلى بن موسى الرضا عليه السلام: يا بن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ما تقول في الحديث الذى يرويه أهل الحديث ان المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة ؟ فقال عليه السلام: يا أبا الصلت ان الله تعالى فضل نبيه محمدا على جميع خلقه من النبيين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومبايعته مبايعته، وزيارته في الدينا والاخرة زيارته فقال عزوجل: ” من يطع الرسول فقد اطاع الله ” وقال ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم وقال النبي صلى الله عليه واله: من زارني في حيوتى أو بعد موتى فقد زار الله، و درجة النبي صلى الله عليه واله في الجنة أرفع الدرجات ; ومن زاره في درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى. 32 – وباسناده إلى الريان بن شبيب خالد المعتصم أخى ماردة أن المأمون لما أراد أن يأخذ البيعة لنفسه بامرة المؤمنين ولابي الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام بولاية العهد ولفضل بن سهل بالوزارة أمر بثلاثة كراسي فنصب لهم، فلما قعدوا عليها وأذن للناس فدخلوا يبايعون فكانوا يصفقون بأيمانهم على أيمان الثلاثة من أعلى الابهام إلى الخنصر، ويخرجون حتى بايع في آخر الناس فتى من الانصار فصفق بيمينه من أعلى الخنصرالى أعلى الابهام فتبسم أبو الحسن عليه السلام ثم قال: كل من بايعنا بايع بفسخ البيعة غير هذا الفتى، فانه بايعنا بعقدها فقال المأمون: وما فسخ البيعة وما عقدها ؟ قال أبو الحسن عليه السلام: عقدالبيعة هو من أعلى الخنصرالى أعلى الابهام، وفسخها من أعلى الابهام إلى اعلى الخنصر، قال: فماج الناس في ذلك، وامر المأمون باعادة الناس إلى البيعة على ما وصف أبو الحسن عليه السلام فقال: الناس: كيف يستحق الامامة من لا يعرف عقد البيعة، ان من علم أولى ها ممن لا يعلم، قال: فحمله ذلك على ما فعله من سمه.


[ 61 ]

33 – في ارشاد المفيد رحمه الله كلام طويل في بيعة الناس للرضا عليه السلام عند المأمون وفيه: وجلس المأمون ووضع للرضا عليه السلام وسادتين عظيمتين حتى لحق بمجلس وفرشه، وأجلس الرضا عليه السلام عليهما في الخضرة وعليه عمامة وسيف، ثم امر ابنه العباس بن المأمون ان تبايع له في اول الناس فرفع الرضا عليه السلام يده فتلقى بها وجهه وببطنها وجوههم فقال له المأمون: ابسط يدك للبيعة، فقال الرضا عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه واله هكذا كان يبايع فبايعه الناس ويده فوق ايديهم. 34 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه واله حديث يقول فيه عليه السلام في خطبة الغدير: ومن بايع فانما يبايع الله. يد الله فوق ايديهم معاشر الناس فاتقوا الله وبايعوا عليا أمير المؤمنين والحسن والحسين، والائمة كلمة طيبة باقية يهلك الله بها من غدر ويرحم بها من وفى، ومن نكث فانما ينكث الاية. 35 – في اصول الكافي باسناده إلى هاشم بن أبى عمار الجينى قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: انا عين الله وانا يد الله وأنا جنب الله وانا باب الله. 36 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يحيى بن أبى العلا الرازي عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد سئل عن قوله عزوجل: ” ن والقلم وما يسطرون ” وأما ” ن ” فكان نهرا في الجنة أشد بياضا من الثلج، واحلى من العسل، قال الله عزوجل له كن مدادا فكان مدادا، ثم أخذ شجرة فغرسها بيده ثم قال: واليد القوة، وليس حيث تذهب المشبهة. 37 – في كتاب الخصال عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن على الباقر عليه السلام يقول: ليس على النساء اذان إلى ان قال عليه السلام: ولا تبايع الا من وراء الثياب. 38 – في تفسير على بن ابراهيم ونزلت في بيعة الرضوان: ” لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة ” واشترط عليهم أن لا ينكروا بعد ذلك على رسول الله صلى الله عليه واله شيئا يفعله، ولايخالفوه في شيئ يأمرهم به فقال الله عزوجل بعد نزول آية الرضوان ” ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن


[ 62 ]

نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ” وانما رضى الله عنهم بهذا الشرط أن يفوا بعد ذلك بعهد الله وميثاقه ولا ينقضوا عهده وعقده فبهذا العقد رضى عنهم فقد موافى التأليف آية الشرط على بيعة الرضوان، وانما نزلت اولا بيعة الرضوان ثم آية الشرط عليهم فيها. وفيه وقال أمير المؤمنين عليه السلام في كتابه الذى كتب إلى شيعته ويذكر فيه خروج عايشة إلى البصرة وعظم خطاء طلحة والزبير، فقال: وأى خطيئة أعظم مما أتيا اخرجا زوجة رسول الله صلى الله عليه واله من بيتها، وكشفا عنها حجابا ستره الله عليها، وصانا حلائلهما في بيوتهما، ما انضفالا لله ولا لرسوله من انفسهما ثلاث خصال مرجعها على الناس في كتاب الله البغى والمكر والنكث، قال الله: ” يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم ” وقال: ” ومن نكث فانما ينكث على نفسه ” وقال: ” ولا يحيق المكرالسئ الا بأهله ” وقد بغيا علينا ونكثا بيعتى ومكرابى. 39 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عنهم عليهم السلام قال: فيما وعظ الله عزوجل به عيسى عليه السلام ثم ذكر حديثا قدسيا طويلا وفيه وصف محمد صلى الله عليه واله وفيه: وعلى أمته تقوم الساعة ويدى فوق أيديهم، فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله أوفيت له بالجنة. 40 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه قال صلى الله عليه واله: وانى مفارقكم عن قريب، وخارج من بين اظهركم، ولقد عهدت إلى امتى في عهد على بن أبى طالب، وانها لراكبة سنن من قبلها من الامم في مخالفة وصيى وعصيانه، ألا وانى مجدد عليكم عهدي في على، فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما. 41 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه عليه السلام في خطبة الغدير: معاشر الناس قد ببنت لكم وأفهمتكم و هذا على يفهمكم بعدى الاوان عند انقضاء خطبتى ادعوكم إلى مصافقتى (1) على


(1) المصافقة: المبايعة. (*)

[ 63 ]

بيعته والاقرار به ; ثم مصافقته بعدى، الاواني قد بايعت الله وعلى قد بايعني، وأنا اخذكم بالبيعة له عن الله عزوجل، ” فمن نكث فانما ينكث على نفسه ” الآية. 42 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام ان عليا عليه السلام قال: ان في النار لمدينة يقال له الحصينة أفلا تسئلوني ما فيها ؟ فقيل له. وما فيها يا أمير المؤمنين ؟ قال: فيها ايدى الناكثين. 43 – في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر الاعراب الذين تخلفوا عن رسول – الله صلى الله عليه واله فقال جل ذكره: سيقول لك المخلفون من الاعراب شغلتنا أموالنا و اهلونا فاستغفر لنا يقولون بالسنتهم ما ليس في قلوبهم إلى قوله: وكنتم قوما بورااى قوم سوء وهم الذين استنفرهم في الحديبية، ولما رجع رسول الله صلى الله عليه واله إلى المدينة من الحديبية غزا خيبر، فاستأذنه المخلفون أن يخرجوا معه فقال عزوجل: ” سيقول لك المخلفون ” إلى قوله ” الا قليلا “. وفيه: قال الظن في كتاب الله على وجهين، فمنه ظن يقين ومنه ظن الشك، و اما الشك فقوله: ” ان نظن الا ظنا وما نحن بمستيقنين ” وقوله: ” ظننتم ظن السوء. 44 – في روضة الكافي سهل بن عبد الله عن احمد بن عمر قال: دخلت على ابى الحسن الرضا عليه السلام فقال: أحسنوا الظن بالله، فان أبا عبد الله عليه السلام كان يقول: من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه به، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. قال عز من قائل: سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها الآية. 45 – في كتاب الخصال عن ابى امامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: فضلت بأربع جعلت لى الارض مسجدا وطهورا، إلى قوله عليه السلام: واحلت لامتي الغنايم. 46 – عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أعطيت خمسا لم يعطها احد قبلى، جعلت لى الارض مسجدا وطهورا، ونصرت بالرعب، و أحل لى المغنم، الحديث. 47 – عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه عليه السلام حاكيا عن الله عزوجل مخاطبا له صلى الله عليه واله: وأحللت لك الغنيمة، ولم تحل لاحد قبلك.


[ 64 ]

48 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فان موسى عليه السلام قد أعطى المن والسلوى فهل فعل بمحمد صلى الله عليه واله نظير هذا ؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذالك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى ما هو افضل من هذا، ان الله عزوجل أحل له الغنايم ولامته ولم تحل الغنايم لاحد قبله، فهذا افضل من المن والسلوى، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 49 – عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: فان الله عزوجل جعل لكل نبى عدوا من المشركين كما قال في كتابه، وبحسب جلالة منزلة نبينا صلى الله عليه واله عند ربه كذلك عظم محنته لعدوه الذى عاذ منه في حال شقاقه ونفاقه، و كل أذى ومشقة لدفع، نبوته وتكذيبه اياه، وسعيه في مكارهه، وقصده لنقض كلما أبرمه واجتهاده ومن مالاه على كفره وعناده ونفاقه والحاده. في ابطال دعواه و تغيير ملته ومخالفة سنته، ولم ير شيئا ابلغ في تمام كيده في تنفير هم عن موالاة وصيه وايحاشهم منه، وصدهم عنه واغرائهم بعداوته، والقصد لتغيير الكتاب الذى جاء به، واسقاط ما فيه من فضل ذوى الفضل وكفر ذوى الكفر منه. وممن وافقه على ظلمه وبغيه وشركه، ولقد علم الله ذلك منهم فقال: ” ان الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا ” وقال: يريدون أن يبدلوا كلام الله وهنا كلام طويل يطلب عند قوله تعالى: ” ان الذين يلحدون في آياتنا ” الآية. 50 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى الحسين بن عبد الله السكينى عن ابى سعيد الجبلى عن عبد الملك بن هارون عن ابى عبد الله عليه السلام قال كتب على عليه السلام إلى معاوية: انا اول من بايع رسول الله صلى الله عليه واله تحت الشجرة في قوله: لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة اقول: وقد اسلفنا لعلى بن ابراهيم عند قوله تعالى: ” ان الذين يبايعونك ” الآية انها مؤخرة عن قوله: ” لقد رضى الله عن المؤمنين ” في النزول فخالفوا في التأليف. وفيه ثم قال جل ذكره: وهو الذي كف ايديكم عنكم وايديكم عنهم


[ 65 ]

ببطن مكة من بعد ان اظفركم عليهم أي من بعد ان اممتم من المدينة إلى الحرم وطلبوا منكم الصلح من بعد ان كانوا يغزونكم بالمدينة، صاروا يطلبون الصلح بعد إذ كنتم تطلبون الصلح منهم. ثم اخبر الله عزوجل بعلة الصلح وما اجازه الله عزوجل لنبيه فقال: هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى معكوفا ان يبلغ محله ولو لا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يعنى بمكة لم تعلموهم ان تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم فاخبر الله عزوجل نبيه ان علة الصلح انما كان للمؤمنين والمؤمنات الذين كانوا بمكة ولو لم يكن صلح وكانت الحرب لقتلوا فلما كان الصلح آمنوا واظهروا الاسلام، ويقال: ان ذلك الصلح كان اعظم فتحا على المسلمين من غلبهم. 51 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير وغيره عن معاوية بن عمار عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه واله في غزوة الحديبية خرج في ذى القعدة، فلما انتهى إلى الموضع الذى احرم فيه احرموا ولبسوا السلاح. فلما بلغه ان المشركين قد ارسلوا إليه خالد بن الوليد ليرده قال: ابغونى (1) رجلا يأخذني على غير هذا الطريق، فأتى برجل آخر اما من مزينة واما من جهينة (2) [ فسأله فلم يوافقه، فقال: ابغونى رجلا غيره فأتى برجل آخر امامن مزينة وامامن جهينة قال: ] (3) فذكر له فأخذه معه حتى انتهى إلى العقبة، فقال: من يصعدها حط الله عنه كما حط الله عن بنى اسرائيل ” فقال لهم ادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطاياكم ” قال: فابتدرها خيل الانصار: الاوس والخزرج، قال: وكانوا الفا وثمانماة فلما هبطوا إلى الحديبية إذا امرأة معها ابنها على القليب (4) فسعى ابنها هاربا فلما أثبتت


(1) أي اطلبوا لى. (2) مزينة: قبيلة من مضر، وكذا جهينة: اسم قبيلة، والترديد من الراوى. (3) بين المعقفتين انما هو في المصدر دون النسخ الموجودة عندي (4) القليب: البئر مطوية كانت أم غير مطوية، سميت به لانها قلبت الارض بالحفر. (*)

[ 66 ]

أنه رسول الله صلى الله عليه واله صرخت به: هؤلاء الصابئون (1) ليس عليك منهم بأس، فأتاها رسول الله صلى الله عليه واله فأمرها فاستقت دلوا من ماء فأخذه رسول الله صلى الله عليه واله فشرب وغسل وجهه فأخذت فضلته فأعارته في البئر فلم تبرح حتى الساعة وخرج رسول الله صلى الله عليه واله فارسل إليه المشركون أبان بن سعيد في الخيل فكان بازائه، ثم أرسلوا الحليس (2) فرأى البدن وهى يأكل بعضها اوبار بعض (3) فرجع ولم يأت رسول الله صلى الله عليه واله وقال لابي سفيان: يا با سفيان أما والله ما على هذا حالفناكم على ان تردوا الهدى عن محله، فقال: اسكت فانما أنت اعرابي، فقال: أما والله لتخلين عن محمد وما أراد، أولا نفردن في الاحابيش، فقال: أسكت حتى نأخذ من محمد ولثا (4) فارسلوا إليه عروة بن مسعود، فقد كان جاء إلى قريش في القوم الذين أصابهم المغيرة بن شعبة كان خرج معهم من الطائف وكانوا تجارا فقتلهم وجاء باموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه واله فابى رسول الله صلى الله عليه واله أن يقبلها وقال: هذا غدر و لا حاجة لنا فيه فارسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه اله فقالوا يا رسول الله هذا عروة بن مسعود فقد أتاكم وهو يعظم البدن ؟ قال: فاقيموها فاقاموها، فقال: يا محمد مجئ من جئت ؟ قال: جئت اطوف بالبيت وأسعى بين الصفا والمروة وأنحر هذه الابل واخلي عنكم وعن لحمانها، قال: لا واللات والعزى فما رأيت مثلك ترد عما جئت له ان قومك يذكرونك الله والرحم أن تدخل عليهم بلادهم بغير اذنهم، وان تقطع ارحامهم


(1) صبا فلان إذا خرج من دين إلى دين غيره (2) اسم رجل وهو حليس بن علقمة أو ابن زيان وهو أحد بنى الحارث بن عبدالمناة بن كنانة كما ذكره المؤرخون. (3) قال المجلسي (ره): كناية عن كثرتها وازدحامها واجتماعها وانما قدم (ص) البدن ليعلموا انه لا يريد القتال بل يريد النسك. (4) قال في القاموس: حبشي – بالضم -: جبل بأسفل مكة ومنه أحابيش قريش لانهم تحالفوا بالله انهم ليد على غيرهم. والولث: العهد بين القوم يقع من غير قصد أو يكون غير مؤكد، وفي بعض النسخ ” وليا “. (*)

[ 67 ]

وان تجرى عليهم عدوهم، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ما أنا بفاعل حتى ادخلها قال: وكان عروة بن مسعود حين كلم رسول الله صلى الله عليه واله تناول لحيته (1) والمغيرة قائم على رأسه فضرب بيده، فقال: من هذا يا محمد ! فقال هذا ابن أخيك المغيرة فقال يا غدر والله ما جئت الا في غسل سلحتك (2) قال: فرجع إليهم فقال لابي سفيان وأصحابه: لا والله ما رأيت مثل محمد رد عما جاء له، فأرسلوا إليه سهيل ابن عمرو وحويطب بن عبد العزى، فامر رسول الله صلى الله عليه واله فأثيرت في وجوههم البدن فقال: محبئ من جئت ؟ قال: جئت لا طوف بالبيت، وأسعى بين الصفا و المروة وأنحر البدن وأخلى بينكم وبين لحمانها، فقالا: ان قومك يناشدونك الله والرحم أن تدخل عليهم بلادهم بغير اذنهم وتقطع أرحامهم وتجرى عليهم عدوهم، قال: فأبى عليهما رسول الله صلى الله عليه واله الا أن يدخلها، وكان رسول الله صلى الله عليه واله أراد أن يبعث عمر، فقال: يارسول الله ان عشيرتي قليل وانى فيهم على ما تعلم، ولكني ادلك على عثمان بن عفان، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه واله فقال: انطلق إلى قومك من المؤمنين فبشرهم بما وعدني ربى من فتح مكة، فلما انطلق عثمان لقى أبان بن سعيد فتأحر عن السرح (3) فحمل عثمان بين يديه ودخل عثمان فاعلمهم و كانت المناوشة (4) فجلس سهيل بن عمرو عند رسول الله صلى الله عليه واله وجلس عثمان في عسكر المشركين وبايع رسول الله صلى الله عليه واله المسلمين ; وضرب باحدى يديه على الاخرى لعثمان وقال المسلمون: طوبى لعثمان قد طاف بالبيت وسعى بين الصفا


(1) قال في مرآة العقول: أي لحية الرسول صلى الله عليه وآله وكانت عادتهم ذلك فيما بينهم عند مكالمتهم ولجهله بشأنه (ص) وعدم ايمانه لم يعرف ان ذلك لا يليق بجنابه. (2) قال الجزرى: في حديث الحديبية، قال عروة بن مسعود للمغيرة: يا غدر هل غسلت غدرتك الا بالامس، غدر معدول غادر للمبالغة يقال للذكر غدر، وللانثى غدار، وهما مختصان بالنداء في الغالب ; والسلح: التغوط. (3) السرح: الماشية. (4) المناوشة: المناولة في القتال، أي كان المشركون في تهيئة القتال (*)

[ 68 ]

والمروة وأحل، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ما كان ليفعل، فلما جاء عثمان قال له رسول الله صلى الله عليه واله: أطفت بالبيت ؟ فقال: ماكنت لا طوف بالبيت ورسول الله صلى الله عليه واله لم يطف به ; ثم ذكر القصة وما كان فيها، فقال لعلى عليه السلام: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل: ما ادرى ما الرحمن الرحيم الا أنى اظن هذا الذى باليمامة، ولكن اكتب كما نكتب باسمك اللهم ; قال: واكتب هذا ما قاضى رسول الله سهيل بن عمرو، فقال سهيل: فعلى ما نقاتلك يا محمد ؟ فقال: انا رسول الله وانا محمد بن عبد الله، فقال الناس: انت رسول الله، قال: اكتب فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، فقال الناس: انت رسول الله وكان في القضية، ان من كان منا اتى اليكم رددتموه الينا ورسول الله غير مستكره عن دينه، ومن جاء الينا منكم لم نرده اليكم، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: لا حاجة لنا فيهم وعلى ان يعبد الله فيكم علانية غير سر، وان كانوا ليتهادون السيور (1) في المدينة إلى مكة وما كانت قضية أعظم بركة منها لقد كاد أن يستولى على اهل مكة الاسلام، فضرب سهيل بن عمرو على أبى جندل ابنه فقال: أول ما قاضينا عليه قال رسول الله صلى الله عليه واله: وهل قاضيت على شيئ ؟ فقال: يا محمد ما كنت بغدار، قال: فذهب بأبى جندل فقال: يا رسول الله تدفعني إليه، قال: ولم أشترط لك، قال: وقال: اللهم اجعل لابي جندل مخرجا. 52 – في الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن أبى بصير عن داود بن سرحان عن عبد الله بن فرقد عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله حين صد بالحديبية قصر واحل ثم انصرف منها، ولم يجب عليه الحلق حتى يقضى المناسك فاما المحصور فانما يكون عليه التقصير. 53 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن احمد بن محمد بن أبى نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن محرم انكسرت ساقة أي شئ يكون حاله وأى شئ عليه ؟ قال: هو حلال من كل شئ، قلت: من النساء والثياب والطيب ؟ فقال: نعم من جميع ما يحرم على المحرم، و


(1) السيور جمع السير: الذى يقد من الجلد مستطيلة. (*)

[ 69 ]

قال: أما بلغك قول أبى عبد الله عليه السلام: حلنى حيث حبستنى لقدرك الذى قدرت على قلت: أصلحك الله ما تقول في الحج ؟ قال: لابدأن يحج من قابل، قلت: أخبرني عن المحصور والمصدود هما سواء ؟ فقال: لا، قلت: فاخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله حين صده المشركون فقضى عمرته ؟ قال: لا ولكنه اعتمر بعد ذلك. 54 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير ومحمد بن اسماعيل عن المفضل بن شاذان عن ابن أبى عمير وصفوان عن معاوية بن ابى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول المحصور غير المصدود، والمحصور المريض، والمصدود الذى يصده المشركون كما ردوا رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه ليس من مرض، والمصدود تحل له النساء والمحصور لا تحل له النساء، وفى آخر هذا الحديث قلت: فما قال رسول الله صلى الله عليه وآله حين رجع من الحديبية حلت له النساء ولم يطف بالبيت، قال: ليسا سواء كان النبي صلى الله عليه وآله مصدودا والحسين عليه السلام محصورا. 55 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الفضل بن يونس عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن رجل عرض له سلطان فأخذه ظالما يوم عرفة قبل أن يعرف فبعث به إلى مكة فحبسه، فلما كان يوم النحر خلى سبيله كيف يصنع ؟ قال: يلحق فيقف بجمع (1) ثم ينصرف إلى منى فيرمى ويذبح ويحلق ولا شيئ عليه، قلت: فان خلى عنه يوم النفر فكيف يصنع ؟ قال: هذا مصدود عن الحج، ان كان دخل مكة متمتعا بالعمرة إلى الحج فليطف بالبيت اسبوعا ثم يسعى أسبوعا ويحلق رأسه ويذبح شاة فان كان مفردا للحج فليس عليه ذبح ولا شيئ عليه. 56 – حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن المثنى عن أبان عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال. المصدود يذبح حيث صد ويرجع صاحبه فيأتى النساء والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 57 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن الحسن بن علي عليه السلام حديث طويل يقول فيه لمعاوية: لعن رسول الله صلى الله عليه وآله أبا سفيان في ستة مواطن إلى


(1) قال الجزرى: الجمع علم للمزدلفة. (*)

[ 70 ]

قوله: والخامسة قول الله عزوجل: ” والهدى معكوفا ان يبلغ محله ” وصددت انت وأبوك ومشركوا قريش رسول الله صلى الله عليه وآله، فلعنه لعنة شملة وذريته إلى يوم القيامة. 58 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم يقاتل فلانا وفلانا وفلانا ؟ قال: لاية في كتاب الله عزوجل: لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما قال: قلت: ما يعنى بتزايلهم ؟ قال: ودايع المؤمنين في أصلاب قوم كافرين، وكذلك القائم عليه السلام لن يظهر أبدا حتى تظهروا ودايع الله عزوجل فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله عزوجل فقتلهم. 59 – وباسناده إلى ابراهيم الكرخي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام. – أو قال له رجل -: اصلحك الله ألم يكن على عليه السلام قويا في دين الله ؟ قال: بلى قال: وكيف ظهر على القوم وكيف لم يدفعهم ؟ ما يمنعه من ذلك ؟ قال: آية في كتاب الله عزوجل قلت: وأى آية هي ؟ قال: قوله عزوجل: ” لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما ” انه كان لله عزوجل ودايع مؤمنون في اصلاب قوم كافرين ومنافقين ولم يكن على عليه السلام ليقتل الآباء حتى تخرج الودايع فلما خرج الودايع ظهر على من ظهر فقاتله، وكذلك قائمنا اهل البيت لن يظهر أبدا حتى تظهر ودايع الله عزوجل، فإذا ظهرت ظهر على من ظهر فيقتلهم. 60 – وباسناده إلى منصور بن حازم عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله الله عزوجل: ” لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما ” قال: لو أخرج الله ما في اصلاب المؤمنين من الكافرين، وما في اصلاب الكافرين من المؤمنين ” لعذبنا الذين كفروا “. 61 – في تفسير على بن ابراهيم ثم قال: ” لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما ” حدثنا احمد بن على قال: حدثنا الحسين بن عبد الله قال: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن عبد الله بن الحسين عن بعض اصحابه عن فلان الكرخي قال: قال رجل لابي عبد الله عليه السلام: الم يكن على عليه السلام قويا في بدنه قويا


[ 71 ]

في امر الله ؟ فقال له أبو عبد الله عليه السلام: بلى، قال: فما منعه ان يدفع أو يمنع ؟ قال: قد سألت فافهم الجواب منع عليا صلوات الله عليه من ذلك آية من كتاب الله عزوجل، فقال: واى آية ؟ فقرأ: ” لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما ” انه كان لله عزوجل ودايع مؤمنين في اصلاب قوم كافرين ومنافقين، فلم يكن على عليه السلام ليقتل الاباء حتى تخرج ودايع، فلما خرجت ظهر على من ظهر وقتله، وكذلك قائمنا أهل البيت عليه السلام لن يظهر أبدا حتى تخرج ودايع الله، فإذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله. قال على بن ابراهيم: ثم قال جل ذكره: إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية يعنى قريشا وسهيل بن عمرو حين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: لا نعرف الرحمان الرحيم، وقولهم: لو علمنا انك رسول الله صلى الله عليه وآله ما حاربناك فاكتب محمد بن عبد الله. 62 – في كتاب الخصال عن سماعة بن مهران قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام وعنده جماعة من مواليه، فجرى ذكر العقل والجهل، فقال أبو عبد الله عليه السلام: اعرفوا العقل والجهل، إلى ان قال عليه السلام: والانصاف وضده الحمية. 63 – عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتعوذ في كل يوم من ست خصال: من الشك والشرك والحمية والغضب والبغى والحسد. 64 – في روضة الكافي سهل بن زياد عن ابراهيم بن عقبة عن سيابة بن أبى أيوب ومحمد بن الوليد وعلى بن أسباط يرفعونه إلى امير المؤمنين عليه السلام قال: ان الله يعذب الستة بالستة: العرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، والامراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجار بالخيانة، واهل الرساتيق بالجهل. 65 – في اصول الكافي على عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية، بعثه الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية. 66 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم


[ 72 ]

عن داود بن نعمان عن منصور بن حازم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربق الايمان (1) من عنقه. 67 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم ودرست بن أبى منصور عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربق الايمان من عنقه. 68 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن خضر عن محمد بن مسلم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من تعصب عصبه الله بعصابة من نار. 69 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن صفوان بن مهران عن عامر بن السمط عن حبيب بن أبى ثابت عن على بن الحسين عليهما السلام قال: لم تدخل الجنة حمية (2) غير حمية حمزة بن عبد المطلب وذلك حين أسلم غضبا للنبى صلى الله عليه وآله في حديث السلا الذى القى على النبي صلى الله عليه وآله (3). 70 – على بن ابراهيم عن ابيه وعلى بن محمد القاسانى عن القاسم بن محمد


(1) الريق: الحبل. (2) الحمية: الغيرة. (3) السلا – مقصورا -: الجلد الرقيقة التى يكون فيها الولد من المواشى، وقصة السلا على ما ذكره الكليني (ره) في باب مولد النبي (ص) وغيره كالطبرسي في اعلام الورى هي: ان القريش كانوا يجدون في اذى رسول الله (ص)، وكان أشد الناس عليه عمه أبو لهب، وكان رسول الله (ص) ذات يوم جالسا في الحجر، فبعثوا إلى سلا شاة فألقوه على رسول الله (ص) فاغتم رسول الله من ذلك فجاء إلى أبى طالب فقال: يا عم كيف حسبى فيكم ؟ قال: وما ذاك يابن اخ ! قال: ان قريشا القوا على السلا، فقال لحمزة: خذ السيف وكانت قريش جالسة في المسجد، فجاء أبو طالب ومعه السيف وحمزة ومعه السيف، فقال: أمر السلا على سبالهم، فمن أبى فاضرب عنقه، فما تحرك أحد حتى أمر السلا على سبالهم ثم التفت إلى رسول الله (ص) فقال: يا بن اخ هذا حسبك فينا. (*)

[ 73 ]

عن المنقرى عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: سأل على بن الحسين عليه السلام عن العصبية فقال: العصبية التى يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيرا عن خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية ان يعين قومه على الظلم. 71 – في نهج البلاغة فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبية واعتقاد الجاهلية، وانما تلك الحمية يكون في ص 410 المسلم من خطوات الشيطان ونخواته ونزغاته ونفثاته (1). وفيه فالله الله في كبر الحمية وفخر الجاهلية، فانه ملاقح الشنآن ومنافخ الشيطان (2) اللاتى خدع بها الامم الماضية والقرون الخالية. 72 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله: والزمهم كلمة التقوى قال: هو الايمان. 73 – في تفسير على بن ابراهيم خطبة له صلى الله عليه وآله وفيها: وأولى القول كلمة التقوى. 74 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: ان الله عزوجل عهد إلى في على بن ابى طالب عليه السلام عهدا قلت: يا رب بينه لى قال: اسمع قلت: قد سمعت، قال: ان عليا راية الهدى وامام أوليائي ونور من اطاعني، وهو الكلمة التى الزمتها المتقين، من أحبه أحبنى ومن اطاعه اطاعني. وفى كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سلام الجعفي عن ابى جعفر الباقر عليه السلام عن ابى ذر عن النبي صلى الله عليه وآله مثله. 75 – في كتاب الخصال عن عبد الله بن العباس قال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله


(1) نزغات الشيطان: وساوسه التى يفسد بها، ونفثاته مثله. (2) الملاقح: الفحول التى تلقح. والشنآن: البغض والمنافخ جمع منفخ مصدر نفخ الشيطان، ونفخه ونفثه: وسوسته وتسويله. (*)

[ 74 ]

فينا خطيبا فقال: في آخر خطبته: نحن كلمة التقوى وسبيل الهدى. 76 – في كتاب التوحيد باسناده إلى ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين في خطبته: انا عروة الله الوثقى وكلمته التقوى، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 77 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابراهيم بن أبى محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: ونحن كلمة التقوى والعروة الوثقى. 78 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل في تفسير سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله: وقوله لا اله الا الله يعنى وحدانيته، لا يقبل الله الاعمال الا بها، وهى كلمة التقوى يثقل الله بها الموازين يوم القيامة. 79 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سليمان بن مهران قال: قلت لجعفر بن محمد عليه السلام كيف صار الصرورة يستحب له دخول الكعبة دون من قد حج ؟ قال لان الصرورة قاض فرض فدعوا إلى حج بيت الله فيجب أن يدخل البيت الذى دعى إليه ليكرم، قلت: فكيف صار الحلق عليه واجبا دون من قد حج ؟ فقال: ليصير بذلك موسما بسمة الامنين، الا تسمع الله عزوجل يقول: لتدخلن المسجد الحرام انشاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة 80 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبى نصر عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام الفرق (1) من السنة ؟ قال: لا، قلت: فهل فرق رسول الله صلى الله عليه وآله قال: نعم، قلت: كيف فرق رسول الله صلى الله عليه وآله وليس من السنة ؟ قال: من أصابه ما أصاب رسول الله يفرق كما فرق رسول الله صلى الله عليه وآله [ فقد أصاب سنة رسول الله صلى الله عليه وآله والا فلا ] قلت: كيف ؟ قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما صد عن البيت وقد كان ساق الهدى وأحرم، أراه الله الرؤيا التى


(1) الفرق: الطريق في شعر الرأس. وفرق الشعر: سرحه. (*)

[ 75 ]

أخبره الله بها في كتابه إذ يقول: ” لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون ” فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله سيفى له بما أراه، فمن ثم وفر ذلك الشعر الذى كان على رأسه حين أحرم انتظارا لحلقه في الحرم حيث وعده الله عزوجل، فلما حلقه لم يعد في توفير الشعر، ولا كان ذلك من قبله صلى الله عليه وآله. 81 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن النضر بن سويد عن درست بن أبى منصور عن أبى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجها من موضع واحد ؟ قال: صدقت أما الكاذبة المختلفة فان الرجل يراها في اول ليلة في سلطان المردة الفسقة، وانما هي شئ يخيل إلى الرجل وهى كاذبة مخالفة لا خير فيها، وأما الصادقة إذا أراها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة، وذلك قبل السحر وهى صادقة لا تخلف انشاء الله الا ان يكون جنبا أو ينام على غير طهور ولم يذكر الله عزوجل حقيقة ذكره، فانها تخلف (1) وتبطي على صاحبها. 82 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهما السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: هذا يوسف قاسى مرارة الغربة وحبس في السجن توقيا للمعصية، وألقى في الجب وحيدا ؟ قال له على عليه السلام: لقد كان ذلك ومحمد صلى الله عليه وآله قاسى مرارة الغربة وفراق الاهل والاولاد، مهاجرا من حرم الله تعالى وآمنه، فلما رأى عزوجل كآبته (2) واستشعاره الحزن أراه تبارك وتعالى اسمه رؤيا توازى رؤيا يوسف في تأويلها وأبان للعالمين صدق تحديثها (3) فقال له: ” لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون “.


(1) وفى المصدر ” تختلف ” بدل ” تخلف “. (2) الكآبة: الغم والحزن وسوء الحال. (3) وفى المصدر ” تحقيقها ” بدل ” تحديثها “. (*)

[ 76 ]

83 – في كتاب الخصال عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن على الباقر عليه السلام يقول: ليس على النساء أذان، إلى ان قال عليه السلام: ولا الحلق، انما يقصرون من شعورهن. 84 – في تفسير على بن ابراهيم: فجعل من دون ذلك فتحا قريبا يعنى فتح خيبر لان رسول الله صلى الله عليه وآله لما رجع من حديبية غزا خيبر، وقوله عزوجل: هو الذى ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وهو الامام الذى يظهره الله عزوجل على الدين كله فيملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وهذا مما ذكرنا ان تأويله بعد تنزيله. 85 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: ان موسى عليه السلام ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى لا يطول في الدنيا املك، وذكر حديثا طويلا يقول فيه جل شانه وقد ذكر محمد صلى الله عليه وآله: فتمت كلماتي لاظهرن دينه على الاديان كلها ولاعبدن بكل مكان. 86 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام ثم وصف اتباع نبيه صلى الله عليه وآله من المؤمنين فقال عزوجل: محمد رسول الله (ص) والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التورية ومثلهم في الانجيل وقال: ” يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين ايديهم و بايمانهم ” يعنى اولئك المؤمنين. 87 – في كتاب الخصال باسناده إلى جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مكتوب على باب الجنة لا اله الا الله محمد رسول الله على اخو الرسول، قبل أن تخلق الله السموات بألفى عام. 88 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن أبى عمير عن حماد عن


[ 77 ]

حريز عن أبى عبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الاية في اليهود والنصارى يقول الله تعالى: ” الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ” يعنى رسول الله تعالى صلى الله عليه وآله لان الله عزوجل قد انزل عليهم في التورية والانجيل والزبور صفة محمد صلى الله عليه وآله وصفة اصحابه ومبعثه ومهاجره، وهو قوله: ” محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوريه ومثلهم في الانجيل ” فهذه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله في التورية والانجيل وصفة اصحابه، فلما بعثه الله عزوجل عرفه اهل الكتاب كما قال جل جلاله. 89 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن عمرو بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: ان موسى عليه السلام ناجاه ربه تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى اوصيك وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم، ومن بعده بصاحب الجمل الاحمر الطيب الطاهر المطهر، فمثله في كتابك انه مؤمن مهيمن على الكتب كلها، وانه راكع ساجد راغب راهب اخوانه المساكين، وانصاره قوم آخرون، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 90 – في محاسن البرقى عنه عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال: المؤمن اخو المؤمن لابيه وامه و الله خلق طينتها من سبع سموات وهى من طينة الجنان، ثم تلا رحماء بينهم فهل يكون الرحم الا برا وصولا. 91 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن ابى المعزا عن ابى عبد الله عليه السلام قال: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يخوفه. ويحق على المسلم الاجتهاد في التواصل، والتعاون على التعاطف، والمواساة لاهل الحاجة، وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما امركم الله عزوجل: ” رحماء بينكم ” متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من امرهم على ما مضى عليه معشر الانصار على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله.


[ 78 ]

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: ونقل قدس سره هذا الحديث في باب آخر وفيه: بدل بينكم ” بينهم ” 92 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن كليب الصيداوي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: تواصلوا وتباروا وتراحموا وكونوا اخوة بررة كما امركم الله عزوجل. 93 – عنه عن على بن الحكم عن أبى معزا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل، والتعاون على التعاطف، والمواساة لاهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما امركم الله ” رحماء بينهم ” متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من امرهم على ما مضى عليه معشر الانصار على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله. 94 – أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن سنان قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك انى لارى بعض أصحابنا يعتريه النزق والحدة والطيش (1) فأعتم لذلك غما شديدا، وأرى من خالفنا فأراه حسن السمت قال: لا تقل حسن السمت، فان السمت الطريق، ولكن قل حسن السيماء فان الله عزوجل يقول ” سيماهم في وجوههم ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 95 – في من لا يحضره الفقيه وسأله عبد الله بن سنان عن قوله الله عزوجل ” سيماهم في وجوههم من أثر السجود ” قال هو السهر في الصلوة. 96 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وسأل الصادق عليه السلام عبد الله بن سنان عن قول الله عزوجل: ” سيماهم في وجوههم من اثر السجود ” قال: هو السهر في الصلوة. 97 – في تفسير على بن ابراهيم ثم ضرب لهم مثلا في مثل ذلك كزرع أخرج شطأه يعنى فلانا فآزره يعنى فلانا فاستغلظ فاستوى على سوقه 98 – في كتاب الخصال عن عبد الله بن يزيد رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه


(1) النزق: خفة في كل امر وعجلة في جهل وحمق. والطيش بمعنى النزق ايضا. (*)

[ 79 ]

قال: درهم في الخضاب أفضل من نفقة ألف درهم في سبيل الله، إلى قوله: ويغيظ به الكافر. 99 – في أمالى الشيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس أنه سئل عن قول الله عزوجل: وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: فيمن نزلت هذه الآية يا نبى الله ؟ قال: إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أنور، ونادى مناد: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا، وقد بعث الله محمدا فيقوم على بن أبى طالب عليه السلام فيعطى الله اللواء من النور الابيض بيده تحته جميع السابقين الاولين من المهاجرين والانصار، لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ويعرض الجميع عليه، رجلا رجلا، فيعطى اجره ونوره، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة، ان ربكم يقول: لكم عندي لكم مغفرة وأجر عظيم، يعنى الجنة، فيقوم على بن ابى طالب عليه السلام والقوم تحت لوائهم معهم حتى يدخل الجنة ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة ويترك أقواما على النار، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 100 – في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا ثم قال: عنه عن عمار بن عيسى عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام وابراهيم بن عمر عن أبان رفعه إلى سليم بن قيس الهلالي قال سليم: شهدت وصية أمير المؤمنين عليه السلام حين أوصى إلى ابنه الحسن عليه السلام وذكر الوصية بتمامها وفيها: والله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا، ولم يأدوا محدثا فان رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤدى للمحدث. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال قال: من قرء سورة الحجرات في كل ليلة أو في كل يوم كان من زوار محمد صلى الله عليه وآله.


[ 80 ]

2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ومن قرء سورة الحجرات أعطى من الاجر عشر حسنات، بعدد كل من أطاع الله ورسوله ومن عصاه. 3 – روى زرارة عن أبى جعفر عليه السلام انه قال: ما سلت السيوف ولا اقيمت الصفوف في صلوة ولا زحوف ولا جهر بأذان، ولا انزل الله: ” يا ايها الذين آمنوا ” حتى أسلم ابناء قبيلة الاوس والخزرج. 4 – في تفسير على بن ابراهيم: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم نزلت في وفد بنى تميم، كانوا إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وقفوا على باب حجرته فنادوا: يا محمد أخرج الينا. وكانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وآله تقدموه في المشى، وكانوا إذا كلموه رفعوا أصواتهم فوق صوته، ويقولون يا محمد [ يا محمد ] ما تقول في كذا كما يكلمون بعضهم بعضا، فأنزل الله: ” يا ايها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله ” الاية. 5 – في جوامع الجامع وعن ابن عباس نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وكان في اذنه وقر، وكان جهورى الصوت: فكان إذا كلم رفع صوته وربما تأذى رسول الله صلى الله عليه وآله بصوته. 6 – وعن أنس لما نزلت الاية فقد ثابت، فتفقده رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبر بشأنه، فدعاه فسأله فقال: يا رسول الله لقد انزلت هذه الاية وانى جهورى الصوت فأخاف ان يكون عملي قد حبط، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لست هناك انك تعيش بخير وتموت بخير وانك من اهل الجنة. 7 – في اصول الكافي محمد بن الحسن وعلى بن محمد عن سهل عن محمد بن سليمان عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام في حديث طويل يذكر فيه وفات الحسن بن على عليه السلام وما كان من الحميراء عند ذلك وفيه قال: قال الحسين عليه السلام: وقد قال الله عزوجل: يا ايها الذين آمنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولعمري قد ضربت أنت لابيك وفاروقه عند اذن رسول الله صلى الله عليه وآله المعاول، وقال الله عزوجل، ان الذين يغضون اصواتهم…. ؟ ؟ رسول


[ 81 ]

الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ولعمري لقد ادخل ابوك وفاروقه على رسول الله صلى الله عليه وآله بقربهما منه الاذى، وما رعيا من حقه ما امرهما الله به على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياءا. 8 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين فانها نزلت في مارية القبطية أم ابراهيم عليه السلام ; وكان سبب ذلك ان عايشة قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله: ان ابراهيم ليس هو منك وانما هو من جريح القبطى، فانه يدخل إليها في كل يوم، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لأمير المؤمنين عليه السلام: خذ السيف وأتنى برأس جريح، فاخذ أمير المؤمنين عليه السلام السيف ثم قال: بأبى أنت وأمى يا رسول الله انك إذا بعثتني في أمرك أكون فيه كالسفود (1) المحمى في الوبر فكيف تأمرني أثبت فيه أو أمضى على ذلك ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: بل تثبت، فجاء أمير المؤمنين إلى مشربة أم ابراهيم فتسلق عليها فلما نظر إليه جريح هرب منه وصعد النخلة، فدنا منه امير المؤمنين عليه السلام وقال له: انزل فقال له يا على اتق الله ما هيهنا اناس انى مجبوب (2) ثم كشف عن عورته فإذا هو مجبوب، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما شأنك يا جريح ؟ فقال: يا رسول الله ان القبط يحبون حشمهم ومن يدخل إلى أهليهم، والقبطيون لا يأنسون الا بالقبطيين، فبعثني أبوها لا دخل إليها وأخدمها واونسها، فأنزل الله عزوجل ” يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ ” الآية 9 – وفى رواية عبد الله بن موسى عن أحمد بن راشد عن مروان بن مسلم عن عبد الله بن بكير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك كان رسول الله صلى الله عليه وآله قد أمر بقتل القبطى وقد علم انها كذبت عليه أم لم يعلم، وانما دفع الله عن القبطى القتل بتثبت على ؟ فقال: قد كان والله اعلم، ولو كانت عزيمة من رسول الله ما رجع على حتى يقتله، ولكنه انما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله لترجع من ذنبها، فما رجعت ولا اشتد


(1) السفود – كتنور -: حديدة يشوى عليها اللحم. (2) المجبوب: الخصى، المقطوع. (*)

[ 82 ]

عليها، قتل رجل مسلم بكذبها. 10 – في مجمع البيان والمروى عن الباقر عليه السلام ” فتثبتوا ” بالثاء والتاء. 11 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن الحسين بن على عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وما أنت يا وليد بن عقبة فوالله ما الومنك أن تبغض عليا عليه السلام وقد جلدك في الخمس ثمانين جلدة، وقتل اباك صبرا بيده يوم بدر، أم كيف نسبه فقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات من القرآن وسماك فاسقا، وهو قوله: ” ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين “. 12 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام للمنصور: لا تقبل في أذى رحمك واهل الرعاية من اهل بيتك قول من حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار فان النمام شاهد الزور وشريك ابليس في الاغواء بين الناس، وقد قال الله تبارك وتعالى: ” يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين “. 13 – في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن سعيد بن يسار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: انا نشترى الغنم بمنى، ولسنا نعرف عرف بها أم لا (1) فقال انهم يكذبون لا عليك ضح بها. 14 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا أبى رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال عن أبى جميلة المفضل بن صالح عن زيد الشحام قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن الرفث والفسوق والجدال، قال: اما الرفث فالجماع، واما الفسوق فهو الكذب، الا تسمع قول الله عزوجل: ” يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة ” واما الجدال هو قول الرجل: لا والله وبلى والله وسباب الرجل الرجل. 15 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد


(1) قال الشيخ (ره) في التهذيب: ولا يجوز أن يضحى الا بما قد عرف به، وهو الذى احضر عشية عرفة بعرفة ” انتهى “. وبه يفسر هذا الحديث. (*)

[ 83 ]

بن اورمة عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم يعنى أمير المؤمنين (ع) وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان الاول والثانى والثالث. 16 – على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد عن حريز عن فضل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الحب والبغض من الايمان هو ؟ فقال: وهل الايمان الا الحب والبغض، ثم تلا هذه الاية: ” حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون “. 17 – على بن ابراهيم عن ابيه وعلى بن محمد القاسانى عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث عن ابى عبد الله عليه السلام قال: حرام على قلوبكم ان تعرف حلاوة الايمان حتى تزهد في الدنيا. 18 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن عمير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” حبب عليكم الايمان وزينه في قلوبكم ” يعنى أمير المؤمنين عليه السلام ” وكره اليكم الكفر و الفسوق والعصيان ” الاول والثانى والثالث. 19 – في مجمع البيان وقيل: الفسوق الكذب عن ابن عباس وابن زيد و هو المروى عن أبى جعفر عليه السلام. 20 – في محاسن البرقى عنه عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى بن أيوب بن الحر عن الحسن بن زياد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم ” هل للعباد بما حبب الله صنع ؟ قال: لا: ولا كرامة. 21 – عنه عن أحمد بن أبى نصر عن صفوان الجمال عن أبى عبيدة زياد الحذاء عن أبى جعفر عليه السلام في حديث له قال: يا زياد ويحك وهل الدين الا الحب ؟ الا ترى إلى قوله الله ” ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ” أولا ترون قول الله لمحمد صلى الله عليه وآله: ” حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم ” قال


[ 84 ]

” يحبون من هاجر إليهم ” وقال: الدين هو الحب والحب هو الدين. 22 – في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن ابيه عليه السلام انه قال القتل قتلان قتل كفارة وقتل درجة، والقتال قتالان قتال الفئة الكافرة حتى يسلموا، وقتال الفئة الباغية حتى يفيئوا. 23 – في الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن حروب أمير المؤمنين عليه السلام وكان السائل من محبينا، فقال له: ان الله تعالى بعث محمدا بخمسة أسياف، ثلاثة منها شاهرة لا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها، ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم ” فيومئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا ” وسيف منها مكفوف، وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا. وحكمه الينا إلى قوله: وأما السيف المكفوف فسيف على اهل البغى و التأويل، قال الله تعالى: وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احديهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفيئ إلى امر الله فلما نزلت هذه الاية قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان منكم من يقاتل بعدى على التأويل كما قاتلت على التنزيل، فسئل النبي صلى الله عليه وآله من هو ؟ قال: خاصف النعل يعنى امير المؤمنين عليه السلام ثم قال عمار بن ياسر: قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثلثا و هذه الرابعة، والله لو ضربونا حتى بلغوا بنا السعفات من هجر (1) لعلمنا انا على الحق وأنهم على الباطل، وكان السيرة فيهم ان أمير المؤمنين عليه السلام ما كان من رسول الله صلى الله عليه وآله في اهل مكة يوم فتح مكة، فانه لم يسب لهم ذرية وقال: من أغلق بابه فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، وكذلك قال أمير المؤمنين يوم البصرة نادى فيهم: لا تسبوا لهم ذرية، ولا تجهزوا على جريح (2) ولا تتبعوا مدبرا، ومن أغلق


(1) السعفات جمع السعفة: اغصان النخل، والهجر – بالتحريك -: بلدة باليمن واسم لجميع ارض البحرين، وانما خص هجر لبعد المسافة أو لكثرة النخل بها. (2) اجهز على الجريح. اسرع في قتله. (*)

[ 85 ]

بابه والقى سلاحه فهو آمن. 24 – على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام وقال: ” وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احديهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ إلى أمر الله ” أي ترجع فان فاءت أي رجعت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين. 25 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن على بن الحسين عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احديهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ إلى امر الله فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل ” قال: الفئتان (1) انما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة وهم اهل هذه الآية وهم الذين بغوا على أمير – المؤمنين عليه السلام فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتى يفيئوا إلى امر الله، ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أن لا يرفع السيف عنهم حتى يفيئوا أو يرجعوا عن رأيهم، لانهم بايعوا طائعين غير كارهين (2) وهى الفئة الباغية كما قال الله عزوجل فكان الواجب على أمير المؤمنين أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم، كما عدل رسول الله صلى الله عليه وآله في أهل مكة، انما من عليهم وعفا وكذلك صنع أمير المؤمنين عليه السلام بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبي صلى الله عليه وآله بأهل مكة حذو النعل بالنعل. 26 – فيمن لا يحضره الفقيه وروى سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث قال: سألت جعفر بن محمد عليه السلام عن طائفتين من المؤمنين احديهما باغية والاخرى عادلة اقتتلوا، فقتل رجل من أهل العراق أباه وابنه أو حميمه وهو من أهل


(1) الفئتان تفسير للطائفتين. (2) قال المجلسي (ره): هذا بيان لكذبهم وبغيهم على جميع المذاهب فان مذهب المخالفين ان مدار وجوب الا طاعة على البيعة. فهم بايعوا طائعين غير مكرهين، فإذا نكثوا فهم على مذهبهم ايضا من الباغين. (*)

[ 86 ]

البغى وهو وارثه هل يرثه ؟ قال: نعم لانه قتله بحق. 27 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: انما المؤمنين اخوة بنو أب وام، إذا ضرب على رجل منهم عرق سهر له الآخرون. 28 – عنه عن أبيه عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان عن جابر الجعفي قال: تقبضت بين يدى أبى جعفر عليه السلام فقلت: جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني، أو أمر ينزل بى حتى يعرف ذلك أهلى في وجهى وصديقي، فقال: نعم يا جابر ان الله عزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان، واجري فيهم من ريح روحه، ولذلك المؤمن اخو المؤمن لابيه وامه فإذا اصاب روحا من تلك الارواح في ولد من الولدان حزن حزنت هذه لانها منها. 29 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن على بن عقبة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيحلفه. 30 – وباسناده إلى أبى بصير قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: المؤمن اخو المؤمن كالجسد الواحد، ان اشتكى شيئا منه وجد الم ذلك في ساير جسده، و أرواحهما من روح واحدة، وان روح المؤمن لاشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها. 31 – وباسناده إلى الحارث بن المغيرة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: المسلم اخو المسلم، هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه. 32 – وباسناده إلى حفص بن البخترى قال: كنت عند ابى عبد الله عليه السلام ودخل عليه رجل فقال لى: تحبه ؟ فقلت: نعم، فقال لى: ولم لا تحبه وهو أخوك و شريكك في دينك وعونك على عدوك ورزقه على غيرك. 33 – وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: المؤمن اخو المؤمن لابيه وأمه، لان الله عزوجل خلق المؤمنين من


[ 87 ]

طينة الجنان واجري في صورهم من ريح الجنة، فلذلك هم اخوة لاب وام. 34 – وباسناده إلى على بن عقبة عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان المؤمن اخو المؤمن عينه ودليله، لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه. 35 – احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن عبد الله عن رجل عن جميل عن ابى عبد الله قال: سمعته يقول: المؤمنون خدم بعضهم لبعض، قلت: وكيف يكونون خدما بعضهم لبعض ؟ قال: يفيد بعضهم بعضا الحديث. 36 – وباسناده إلى المفضل بن يسار قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ان نفرا من المسلمين خرجوا إلى سفر لهم، فضلوا الطريق فأصابهم عطش شديد فتكفئوا (1) ولزموا اصول الشجر، فجاءهم شيخ وعليه ثياب بيض، فقال: قوموا فلا بأس عليكم فهذا الماء، فقاموا فشربوا وارتووا فقالوا: من أنت يرحمك الله ؟ فقال: انا من الجن الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول المؤمن اخو المؤمن عينه ودليله، فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي. 37 – وباسناده إلى ربعى عن الفضيل بن يسار قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام، يقول: المسلم اخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يغتابه، قال ربعى: فسألني رجل من اصحابنا بالمدينة فقال: سمعت الفضيل يقول ذلك، قال: فقلت له: نعم، فقال فانى سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يغشه ولا يغتابه ولا يخونه ولا يحرمه. 38 – في محاسن البرقى عنه عن ابى عبد الله احمد بن محمد السيارى وحسن بن معاوية عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال: المؤمن اخو المؤمن لابيه وامه، وذلك ان الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من طينة جنان السموات واجري فيهم من ريح روحه، فلذلك هو اخوه لابيه وامه. 39 – في بصائر الدرجات الحسن بن على بن معاوية عن محمد بن سليمان


(1) أي اتخذوا الكفن ولبسوه. (*)

[ 88 ]

عن ابيه عن عيسى بن اسلم عن معاوية بن عمار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام جعلت فداك هذا الحديث الذى سمعته منك ما تفسيره ؟ قال: وما هو قال: ان المؤمن ينظر بنور الله، يا معاوية ان الله خلق المؤمنين من نوره وصبغهم في رحمته، واخذ ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه، فالمؤمن اخو المؤمن لابيه وامه ابوه النور وامه الرحمة، وانما ينظر بذلك النور. 40 – في ارشاد المفيد رحمه الله باسناده إلى ابى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه: يا فاطمة ان لعلى ثمانية أضراس قواطع لم تجعل لاحد من الاولين والآخرين، هو أخى في الدنيا والآخرة، ليس ذلك لغيره من الناس. 41 – في مجمع البيان وروى الزهري عن سالم عن ابيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلبه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما يستره الله يوم القيامة أورده البخاري ومسلم في صحيحهما. 42 – وفى وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين على بن ابي طالب عليه السلام: سر ميلا عد مريضا، سر ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أجب دعوة، سر أربعة اميال زراخا في الله، سر خمسة أميال اجب دعوة الملهوف، سر ستة أميال انصر المظلوم وعليك بالاستغفار. قال عز من قائل: فاصلحوا بين اخويكم 43 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن حماد بن أبى طلحة عن حبيب الاحول قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: صدقة تحبها الله اصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا عنه عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن ابى عبد الله عليه السلام مثله. 44 – عنه عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لئن اصلح بين اثنين أحب إلى من ان اتصدق بدينارين. 45 – عنه عن احمد بن محمد عن ابن سنان عن مفضل قال: قال أبو عبد الله


[ 89 ]

عليه السلام: إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من مالى (1) 46 – ابن سنان عن ابى حنيفة سائق الحاج قال: مر بنا المفضل وانا وختنى (2) نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا: تعالوا إلى المنزل، فاتيناه فأصلح بيننا بأربعماة درهم، فدفعها الينا من عنده حتى إذا استوثق كل واحد منها من صاحبه، قال: اما انها ليست من مالى ولكن أبو عبد الله عليه السلام امرني إذا تنازع رجلان من اصحابنا في شيئ ان اصلح بينهما وافتديهما من ماله، فهذا من مال ابى عبد الله عليه السلام. 47 – على بن ابراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: المصلح ليس بكاذب. (3) 48 – عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن معاوية ابن وهب أو معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال: ابلغ عنى كذا وكذا – في اشياء امر بها – قلت: فأبلغهم عنك واقول عنى ما قلت لى وغيرالذى قلت ؟ قال: نعم ان المصلح ليس بكذاب. 49 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: يا ايها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن فانها نزلت في صفية بنت حى بن اخطب، وكانت زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله. وذلك ان عايشة وحفصة كانتا تؤذيانها وتشتمانها وتقولان لها: يا بنت اليهودية. فشكت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها: الا تجيبهما ؟ فقالت: بماذا يا رسول الله قال: قولى ان أبى هارون نبى الله وعمى موسى كليم الله، وزوجي محمد رسول الله


(1) من الافتداء، وقال المجلسي (ره): كان الافتداء هنا مجار قال: المال يدفع المنازعة كما ان الدية تدفع الدم، أو كما ان الاسير يفتدى بالفداء كذلك كل منهما يفتدى من الاخر بالمال فالاسناد إلى النار على المجاز. (2) الختن: زوج بنت الرجل وزوج اخته أو كل من كان من قبل المرئة. (3) قال الفيض (ره): يعنى إذا تكلم بما لا يطابق الواقع فيما يتوقف عليه الاصلاح لم يعد كلامه كذبا. (*)

[ 90 ]

صلى الله عليه وآله، فما تنكران منى ؟ فقالت لهما، فقالتا: هذا علمك رسول الله صلى الله عليه وآله، فانزل الله في ذلك: ” يا ايها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ” إلى قوله: ” ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان “. 50 – في عيون الاخبار في باب ما أنشده الرضا عليه السلام من الشعر في الحلم وغيره حدثنا الحاكم أبو على الحسين بن أحمد البيهقى قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولى قال: حدثنا محمد بن يحيى بن أبى عباد قال: حدثنى عمى قال: سمعت الرضا عليه السلام يوما ينشد وقليلا ما كان ينشد شعرا كلنا نأمل مدا في الاجل * والمنايا هن آفات الامل – لا تغرنك أباطيل المنى * والزم القصد ودع عنك العلل – انما الدنيا كظل زايل * حل فيه راكب ثم رحل فقلت: لمن هذا اعز الله الامير ؟ فقال: لعراقي لكم، قلت أنشدنيه أبو العتاهية لنفسه، فقال: هات اسمه ودع هذا، ان الله سبحانه يقول: ولا تنابزوا بالالقاب ولعل الرجل يكره هذا. 51 – في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام إذ دخل إليه رجل من اهل اليمن، فسلم عليه فرد عليه السلام وقال له: مرحبا بك يا سعد، فقال له الرجل: جعلت فداك بهذا كنت القب، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: لا خير في اللقب ان الله تعالى يقول في كتابه: ” لا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ” قال عز من قائل: يا ايها الذين آمنوا آجتنبوا كثيرا من الظن. 52 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض اصحابه عن الحسين بن حازم عن حسين بن عمر بن يزيد عن أبيه إلى قوله بعد نقل حديث عن أبى عبد الله عليه السلام وقبل هذا: على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن أبى عبد الله عليه السلام ونقل حديثا ايضا عنه عن أبيه عمن حدثه عن الحسين بن المختار عن ابى عبد الله عليه السلام قال قال: امير المؤمنين


[ 91 ]

عليه السلام في كلام له: ضع امر اخيك على احسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظنن بكلمة خرجت من اخيك سوءاوانت تجد لها في الخير محملا. 53 – وباسناده إلى ابى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله تبارك وتعالى: لا يتكل العاملون لى على اعمالهم التى يعملونها لثوابي، فانهم لو اجتهدوا واتعبوا انفسهم – اعمارهم – في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي إلى قوله: ولكني برحمتي فليثقوا وفضلي فليرجوا والى حسن الظن بى فليطمأنوا. 54 – وباسناده إلى ابى جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب على عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال وهو على منبره: والذى لا اله الا هو ما اعطى مؤمن قط خير الدنيا والاخرة الا بحسن ظنه بالله ورجائه له، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين، والذى لا اله الا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار الا بسوء ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين، والذى لا اله الا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله الا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لان الله كريم بيده الخيرات، يستحيى ان يكون عبده المؤمن قد احسن به الظن ثم يخلف ظنه و رجائه فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه. 55 – وباسناده إلى الرضا عليه السلام قال: احسن الظن ان الله عزوجل يقول: أنا عند ظن عبدى المؤمن بى، ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا (1) 56 – وباسناده إلى سفيان بن عيينة قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: حسن الظن بالله ان لا ترجو الا الله ولا تخاف الا ذنبك (2)


(1) قال المجلسي (ره) هذا الخبر مروى من طرق العامة ايضا، وقال الخطابى معناه أنا عند ظن عبدى في حسن عمله وسوء عمله، لان من حسن عمله حسن ظنه ومن ساء عمله ساء ظنه. (2) قال في البحار: فيه اشارة إلى ان حسن الظن بالله ليس معناه ومقتضاه ترك العمل والاجتراء على المعاصي اتكالا على رحمة الله بل معناه انه مع العمل لا يتكل على عمله وانما يرجو قبوله من فضله وكرمه ويكون خوفه من ذنبه وقصور عمله لامن ربه فحسن الظن – > (*)

[ 92 ]

57 – في كتاب الخصال فيما علم امير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب اطرحوا سوء الظن بينكم، فان الله نهى عن ذلك. 58 – في نهج البلاغة وقال عليه السلام: إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم يظهر منه حوبة فقد ظلم (1) وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله ثم أحسن رجل الظن برجل فقد غرر. 59 – في مجمع البيان وفى الحديث: اياكم والظن فان الظن الكذب الحديث. قال عز من قائل: ولا تجسسوا 60 – في اصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال: أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يواخى الرجل الرجل على الدين، فيحصى عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما. وباسناده إلى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام نحوه بتغيير يسير غير مغير للمعنى. 61 – وباسناده إلى ابن بكير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: أبعد ما يكون العبد من الله أن يكون الرجل يواخى الرجل وهو يحفظ زلاته ليعيره بها يوما. 62 – وباسناده إلى محمد بن مسلم أو الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا تطلبوا عثرات المؤمنين فان من تتبع عثرات اخيه تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه ولو في جوف بيته. 63 – وباسناده إلى أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:


< – لا ينافى الخوف بل لابد من الخوف وضمه مع الرجاء وحسن الظن كما مر ” انتهى ” أقول: لعل معنى كلامه (ع) ان العبد إذا علم من ربه انه أرحم الراحمين وأرأف بعبده من الولد إلى ولده فلا شئ يدعوه إلى الخوف منه تعالى، وهذا معنى حسن الظن به عزوجل، واما من جهة عصيانه وترك اوامره فهو خائف من انه تعالى عاقبه بذنبه وتجريه على هذا الرب الرؤف فدائما يكون الخوف من الذنب وتبعاته واما بالنسبة إليه تبارك وتعالى فليس له الا الرجاء منه تعالى. (1) الحوبة: المعصية (*)

[ 93 ]

يا معشر من أسلم بلسانه ولم يسلم بقلبه، لا تتبعوا عثرات المسلمين فانه من تتبع عثرات المسلمين تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه. 64 – وباسناده إلى اسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه، لا تذموا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فانه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته ; ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته ; وباسناده إلى أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام مثله. 65 – في كتاب الخصال عن محمد بن مروان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ثلاثة يعذبون يوم القيامة إلى ان قال: والمستمع حديث قوم وهم له كارهون يصب في أذنيه ألانك (1). 66 – عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث له: ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون يصب في أذنيه ألانك يوم القيامة، قال سفيان: ألانك الرصاص. 67 – وفيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب: اياكم وغيبة المسلم، فان المسلم لا يغتاب اخاه وقد نهى الله ان يأكل لحم اخيه ميتا. 68 – عن اسباط بن محمد باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله انه قال: الغيبة اشد من الزنا، فقيل: يا رسول الله ولم ذلك ؟ قال: صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذى يحله. 69 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ثلاث من كن فيه اوجبن له على الناس أربعا: من إذا حدثهم لم يكذبهم، وإذا خالطهم لم يظلمهم، وإذا وعدهم لم يخلفهم، وجب ان يظهر في الناس عدالته، ويظهر فيهم مروته، وان تحرم عليهم غيبته، وأن تجب عليهم اخوته. 70 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من اخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم


(1) الانك: الرصاص كما سيأتي في الحديث الآتى. (*)

[ 94 ]

يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروته، وظهرت عدالته، ووجبت اخوته، وحرمت غيبته. 71 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن العباس بن عامر عن ابان عن رجل لا نعلمه الا يحيى الازرق قال: قال لى أبو الحسن عليه السلام من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه، ومن ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه، ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته. 72 – وباسناده إلى عبد الرحمن بن سيابة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الغيبة ان تقول في اخيك مما ستره الله عليه، واما الامر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا، والبهتان ان يقول فيه ما ليس فيه. 73 – وباسناده إلى داود بن سرحان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الغيبة قال هو أن تقول لاخيك في دينه ما لم يفعل، وتثبت عليه امرا قد ستره الله عليه، لم يقم عليه فيه حد. 74 – وباسناده إلى السكوني عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله الغيبة اسرع في دين الرجل المسلم من الاكلة في جوفه. قال وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الجلوس في المسجد انتظار الصلوة عبادة ما لم يحدث قيل: يا رسول الله وما يحدث ؟ قال: الاغتياب. 75 – عدة من اصحابنا عن أحمد بن ابى عبد الله عن ابيه عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمر عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سئل النبي ما كفارة الاغتياب ؟ قال: تستغفر الله لمن اغتبته كما ذكرته. 76 – فيمن لا يحضره الفقيه في مناهى النبي صلى الله عليه وآله ونهى عن الغيبة. وقال من اغتاب امرءا مسلما بطل صومه ونقض وضوءه، وجاء يوم القيامة من فيه رائحة انتن من الجيفة، تتأذى به اهل الموقف، فان مات قبل ان يتوب مات مستحلا لما حرم الله عزوجل، الا ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مسجد فردها عنه رد الله عنه الف باب من الشر في الدنيا والاخرة، فان هو لم يردها وهو قادر على… ؟ ؟ ؟ عليه


[ 95 ]

كوزر من اغتابه سبعين مرة. 77 – في مجمع البيان وفى الحديث قولوا في الفاسق ما فيه كى يحذره الناس. 78 – وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اياكم والغيبة فان الغيبة أشد من الزنا، ثم قال: ان الرجل يزنى ويتوب فيتوب الله عليه، وان صاحب الغيبة لا يغفر له الا ان يغفر له صاحبه، وفى الحديث: إذا ذكرت الرجل بما فيه مما يكرهه فقد اغتبته، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته. 79 – في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى باسناده إلى أبى ذر عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: يا أبا ذر اياك والغيبة، فان الغيبة اشد من الزنا، قلت: يا رسول الله ولم ذاك فداك ابى وامى ؟ قال: لان الرجل يزنى فيتوب، فيقبل الله توبته، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها. 80 – في جوامع الجامع وروى ان ابا بكر وعمر بعثا سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ليأتي بهما بطعام، فبعثه إلى أسامة بن زيد وكان خازن رسول الله صلى الله عليه وآله على رحله فقال: ما عندي شيئ، فعاد اليهما فقالا: بخل أسامة ولو بعثنا سلمان إلى بئر سميحة لغار ماؤها، ثم انطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لهما: مالى أرى خضرة اللحم في أفواهكما ؟ قالا: يا رسول الله ما تناولنا اليوم لحما، قال ظلتم تأكلون لحم سلمان واسامة فنزلت. 81 – في كتاب مقتل الحسين لابي مخنف رحمه الله عليه السلام من اشعاره عليه السلام في موقف كربلا: لقد فاز الذى نصروا حسينا * وخاب الآخرون بنو السفاح ومنها كل ذا العالم يرجو فضلنا * غير ذا الرجس اللعين الوالدين 82 – في عيون الاخبار في باب قول الرضا لاخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه: حدثنا الحاكم أبو على الحسين بن احمد البيهقى قال: حدثنى محمد بن يحيى الصولى قال: حدثنى أبو عبد الله محمد بن موسى بن نصر الرازي


[ 96 ]

قال: سمعت ابى يقول: قال الرجل للرضا عليه السلام ; والله ما على وجه الارض اشرف منك ابا فقال: التقوى شرفهم وطاعة الله اخفضهم، فقال له آخر: انت والله خير الناس، فقال له: لا تحلف يا هذا خير منى من كان اتقى الله تعالى واطاع له، و الله ما نسخت هذه الآية: وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم 83 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ” قال الشعوب العجم، والقبائل العرب، وقوله: ” ان اكرمكم عند الله اتقاكم ” وهو رد على من يفتخر بالاحساب و الانساب. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة يا ايها الناس ان الله قد اذهب عنكم بالاسلام نخوة الجاهلية. وتفاخرها بآبائها، ان العربية ليست باب والد، وانما هو لسان ناطق، فمن تكلم به فهو عربي، الا انكم من آدم وآدم من التراب، وان اكرمكم عند الله اتقاكم. 84 – اخبرنا الحسين بن على عن ابيه عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن علوان عن على بن الحسين العبدى عن ابى هارون العبدى عن ربيعة السعدى عن حذيفة بن اليماني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما، وذلك قوله: ” وأصحاب اليمين واصحاب الشمال ” فانا من اصحاب اليمين، وانا خير من اصحاب اليمين، ثم جعل القسمين اثلاثا فجعلني في خيرهما ثلاثا، وذلك قوله: ” اصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة واصحاب المشئمة ما اصحاب المشئمة والسابقون السابقون ” فانا من السابقين وانا خير السابقين، ثم جعل الا ثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة، وذلك قوله: ” يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ” فقبيلتى خير القبائل، وانا سيد ولد آدم واكرمكم على الله ولا فخر، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.


[ 97 ]

85 – في مجمع البيان وقيل: اراد بالشعوب الموالى، وبالقبايل العرب في رواية عطا عن ابن عباس والى هذا ذهب قوم فقالوا: الشعوب من العجم و القبايل من العرب والاسباط من بنى اسرائيل، وروى ذلك عن الصادق عليه السلام. 86 – وروى عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: يقول الله تعالى يوم القيامة: امرتكم فضيعتم ما عهدت اليكم فيه، ورفعتم انسابكم فاليوم ارفع نسبي واضع انسابكم اين المتقون ؟ ان اكرمكم عند الله اتقاكم. 87 – وروى ان رجلا سأل عيسى بن مريم أي الناس افضل ؟ فاخذ قبضتين من تراب ثم قال: أي هاتين افضل ؟ الناس خلقوا من تراب، فاكرمهم اتقاهم، أبو بكر البيهقى بالاسناد عن عباية بن ربعى عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله عزوجل جعل القسمين فجعلني في خيرهم قسما وذلك قوله: واصحاب اليمين و اصحاب الشمال، فانا من أصحاب اليمين، وانا خير من اصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلاثا، وذلك قوله ” واصحاب الميمنة واصحاب المشأمة والسابقون السابقون ” فانا من السابقين، وانا خير السابقين، ثم جعل الا ثلاث قبايل فجعلني في خيرها قبيلة، فذلك قوله: ” وجعلناكم شعوبا وقبائل ” الاية فانا اتقى ولد آدم واكرمهم على الله ولا فخر، ثم جعل القبايل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا، وذلك قوله عزوجل: ” انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا ” فانا واهلى مطهرون من الذنوب. 88 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى الحسين بن خالد قال على بن موسى الرضا عليه السلام: لا دين لمن لا ورع له ; ولا امان لمن لا تقية له، وان اكرمكم عند الله اعملكم بالتقية. 89 – في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله تعالى: ” ان اكرمكم عند الله اتقاكم ” قال: اعملكم بالتقية. 90 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن على بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن عمر بن ابى بكار عن ابى بكر الحضرمي عن ابى عبد الله عليه السلام


[ 98 ]

قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله زوج مقداد بن الاسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب و انما زوجه لتتضع المناكح وليتأسوا برسول الله صلى الله عليه وآله، وليعلموا ان أكرمكم عند الله أتقاهم. 91 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن هشام بن سالم عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله زوج المقداد بن الاسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، ثم قال: انما زوجها المقداد لتتضع المناكح ولتتأسوا برسول الله صلى الله عليه وآله، ولتعلموا ان اكرمكم عند الله أتقاكم، وكان الزبير أخا عبد الله وأبى طالب لابيهما وأمهما. 92 – في اصول الكافي أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن اسماعيل عن حنان بن عقبة بن بشير الاسدي قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: أنا عقبة بن بشير الاسدي وأنا في الحسب الضخم من قومي ؟ قال: فقال: ما تمن علينا بحسبك، ان الله رفع بالايمان من كان الناس يسمونه وضيعا إذا كان مؤمنا، و وضع بالكفر من كان الناس يسمونه شريفا إذا كان كافرا، فليس لاحد فضل على أحد الا بالتقوى. 93 – في كتاب مقتل الحسين عليه السلام لابي مخنف رحمه الله من كلامه في موقف كربلا أما أنا ابن بنت نبيكم، فوالله ما بين المشرق والمغرب لكم ابن بنت نبى غيرى. 94 – ومن كلامه عليه السلام للشمر لعنه الله: يا ويلك ومن أنا ؟ فقال: الحسين و ابوك على بن ابى طالب، وأمك فاطمة الزهراء، وجدك محمد المصطفى ; فقال له الحسين عليه السلام: يا ويلك إذا عرفت بأن هذا حسبى ونسبي فلم تقتلني ؟ ومن اشعاره عليه السلام: انا بن على الحر من آل هاشم * كفانى بهذا مفخر حين افخر – وفاطم أمي ثم جدى محمد * وعمى يدعى ذو الجناحين جعفر – ونحن ولاة الحوض نسقى محبنا * بكأس رسول الله ما ليس ينكر –


[ 99 ]

إذا ما أتى يوم القيامة ظاميا * إلى الحوض يسقيه بكفيه حيدر ومن اشعاره عليه السلام ايضا: خيرة الله من الخلق أبى * بعد جدى فانا ابن الخيرتين * أمي الزهراء حقا وأبى * وارث العلم ومولى الثقلين * فضة قد صفيت من ذهب * فأنا الفضة وابن الذهبين * والدى شمس وأمى قمر * فانا الكوكب وابن القمرين * عبد الله غلاما يافعا (1) * وقريش يعبدون الوثنين * من له جد كجدي في الورى * أو كأمى في جميع المشرقين * خصه الله بفضل وتقى * فأنا الازهر وابن الازهرين * جوهر من فضة مكنونة * فأنا الجوهر وابن الدرتين * جدى المرسل مصباح الدجى * وأبى الموفى له بالبيعتين * والدى خاتمه جاد به * حين وافى رأسه للركعتين * ايده الله بطاهر طاهر * صاحب الامر ببدر وحنين * ذاك والله على المرتضى * ساد بالفضل على اهل الحرمين. 95 – في روضة الكافي عن على بن ابراهيم عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن حنان قال: سمعت ابى يروى عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان سلمان جالسا مع نفر من قريش في المسجد، فأقبلوا ينتسبون ويرفعون حتى بلغوا سلمان، فقال له عمر بن الخطاب أخبرني من انت ومن ابوك وما اصلك ؟ فقال: انا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله عزوجل بمحمد صلى الله عليه وآله كنت عائلا فأغناني الله بمحمد صلى الله عليه وآله وكنت مملوكا فاعتقني الله بمحمد، هذا نسبي وهذا حسبى قال: فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلمان يكلمهم، فقال له سلمان: يا رسول الله ما لقيت من هؤلاء حبست معهم فأخذوا ينتسبون ويرفعون في انسابهم حتى إذا بلغوا إلى، قال عمر بن الخطاب: من انت وما اصلك وما حسبك ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله فما قلت له يا سلمان ؟ قال: قلت: انا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله عز ذكره بمحمد، وكنت عائلا فأغناني الله عز ذكره بمحمد، وكنت مملوكا فأعتقني الله عز ذكره بمحمد، هذا حسبى وهذا نسبي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله


(1) يفع الغلام: راهق العشرين وقبل: ترعرع وناهز البلوغ. (*)

[ 100 ]

يا معشر قريش ان حسب الرجل دينه، ومروته خلقه واصله عقله، قال الله عزوجل: ” انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ” ثم قال النبي لسلمان: ليس لاحد من هؤلاء عليك فضل الا بتقوى الله عزوجل وان كان التقوى لك عليهم فأنت افضل. 96 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحجال عن جميل بن دراج قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: فما الكرم ؟ قال: التقوى، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 97 – فيمن لا يحضره الفقيه وروى يونس بن ظبيان عن الصادق جعفر بن محمد قال: حدثنى أبى عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أعبد الناس من اقام الفرائض، إلى قوله: واكرم الناس وأتقى الناس من قال الحق فيما له وعليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 98 – وروى على بن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن الحارث بن محمد النعمان الاحول صاحب الطاق عن جميل بن صالح عن ابى عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من احب ان يكون اكرم الناس فليتق الله، ومن احب ان يكون أتقى الناس فليتوكل على الله. 99 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن جميل بن دراج قال: سئلت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم فقال: الا ترى ان الايمان غير الاسلام. 100 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من اصحابنا عن احمد بن محمد جميعا عن الوشاء عن ابان عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: ” قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ” فمن زعم انهم آمنوا فقد كذب، ومن زعم انهم لم يسلموا فقد كذب. 101 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد


[ 101 ]

جميعا عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن حمران بن اعين عن ابى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: الاسلام لا يشرك الايمان، والايمان يشرك الاسلام، وهما في القول والفعل يجتمعان كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد ليس في الكعبة، وكذلك الايمان يشرك الاسلام والاسلام لا يشرك الايمان، وقد قال الله عزوجل: ” قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم ” فقول الله اصدق القول، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 102 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن على بن النعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا سلمان أتدرى من المسلم ؟ قلت: جعلت فداك أنت اعلم، قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ثم قال: وتدرى من المؤمن ؟ قال: قلت: انت اعلم، قال: المؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وانفسهم، والمسلم حرام على المسلم ان يخذله أو يظلمه أو يدفعه دفعة تعننه. 103 – على بن ابراهيم عن أبيه عمن ذكره عن يونس بن يعقوب عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال في حديث طويل: ان الاسلام قبل الايمان، وعليه يتوارثون ويتناكحون، والايمان عليه يثابون. 104 – على بن ابراهيم عن العباس بن معروف عن عبد الرحمن بن أبى نجران عن حماد بن عثمان عن عبد الرحيم القصير قال: كتبت مع عبد الملك بن أعين إلى ابى عبد الله عليه السلام اسأله عن الايمان ما هو ؟ فكتب إلى مع عبد الملك بن أعين: سألت رحمك الله عن الايمان والايمان هو الاقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالاركان، والايمان بعضه من بعض، وهو دار وكذلك الاسلام دار، والكفر دار، فقد يكون العبد مسلما قبل ان يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما، فالاسلام قبل الايمان وهو يشارك الايمان، فإذا اتى العبد كبيرة من كباير المعاصي أو صغيرة من صغاير المعاصي التى نهى الله عزوجل عنها، كان خارجا


[ 102 ]

من الايمان ساقطا عنه اسم الايمان، وثابتا عليه اسم الاسلام، فان تاب واستغفر عاد إلى دار الايمان، ولا يخرجه إلى الكفر الا الجحود والاستحلال ان يقول: للحلال هذا حرام، وللحرام هذا حلال، ودان بذلك، فعندها يكون خارجا من الاسلام والايمان، داخلا في الكفر وكان بمنزلة من دخل الحرم ثم دخل الكعبة، واحدث في الكعبة حدثا، فاخرج عن الكعبة وعن الحرم فضربت عنقه وصار إلى النار. 105 – عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: سألت عن الايمان والاسلام قلت له: افرق بين الاسلام والايمان ؟ قال: فاضرب لك مثله ؟ قال: قلت: اورد ذلك قال: مثل الايمان والاسلام مثل الكعبة الحرام من الحرم، قد يكون في الحرم ولا يكون في الكعبة، ولا يكون في الكعبة حتى يكون في الحرم، وقد يكون مسلما ولا يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما قال: قلت: فيخرج من الايمان شيئ ؟ قال: نعم، قلت: فصيره إلى ماذا ؟ قال: إلى الاسلام أو الكفر. 106 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن سماعة قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أخبرني عن الاسلام والايمان أهما مختلفان ؟ فقال: ان الايمان يشارك الاسلام والاسلام لا يشارك الايمان، فقلت: فصفهما لى، فقال: الاسلام شهادة ان لا اله الا الله والتصديق برسول الله صلى الله عليه وآله، به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث، وعلى ظاهره جماعة الناس والايمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الاسلام، وما ظهر من العمل به والايمان ارفع من الاسلام بدرجة، ان الايمان يشارك الاسلام في الظاهر، والاسلام لا يشارك الايمان في الباطن، وان اجتمعا في القول والصفة. 107 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن سفيان بن السمط قال: سأل رجل ابا عبد الله عليه السلام عن الاسلام والايمان ما الفرق بينهما ؟ فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه، ثم التقيا في الطريق قد ازف (1) من الرجل الرحيل


(1) أي قرب، وفى القاموس: ازف الترحل: دنا. (*)

[ 103 ]

فقال له أبو عبد الله عليه السلام: كانه قد ازف منك رحيل ؟ فقال: نعم، فقال: فألقى في البيت، فلقيه فسأله عن الاسلام والايمان ما الفرق بينهما ؟ فقال: الاسلام هو الظاهر الذى عليه الناس: شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله، واقام الصلوة وايتاء الزكوة وحج البيت وصيام شهر رمضان فهذا الاسلام، وقال: الايمان معرفة هذا الامر مع هذا، فان اقر بها ولم يعرف هذا الامر كان مسلما وكان ضالا. 108 – في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: هذه شرايع الدين إلى ان قال عليه السلام: والاسلام غير الايمان، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن 109 – عن ابى بصير قال: كنت عند ابى جعفر عليه السلام فقال له رجل: اصلحك الله ان بالكوفة قوما يقولون مقالة ينسبونها اليك، قال: وما هي ؟ قال: يقولون: الايمان غير الاسلام، فقال أبو جعفر عليه السلام: نعم فقال الرجل: صفه لى، فقال: من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وأقر بما جاء من عند الله. وأقام الصلوة وآتى الزكوة وصام شهر رمضان وحج البيت فهو مسلم، فقلت: الايمان ؟ قال من شهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وأقر بما جاء من عند الله واقام الصلوة وآتى الزكوة وصام شهر رمضان وحج البيت ولم يلق الله بذنب اوعد عليه النار فهو مؤمن، قال أبو بصير: جعلت فداك واينا لم يلق الله بذنب اوعد عليه النار ؟ فقال: ليس هو حيث تذهب، انما هو لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار لم يتب منه. 110 – في مجمع البيان وروى انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: الاسلام علانية، والايمان في القلب، واشار إلى صدره. 111 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا أي لم يشكوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله الاية قال: نزلت في امير المؤمنين عليه السلام. وقوله: يمنون عليك ان اسلموا نزلت في عثمان يوم الخندق، وذلك انه مر بعمار بن ياسر وهو يحفر الخندق وقد ارتفع الغبار من الحفرة فوضع عثمان كمه على انفه ومر فقال عمار: لا يستوى من يعمر المساجد فيصلى فيها راكعا وساجدا


[ 104 ]

كمن يمر بالغبار حايدا يعرض عنه جاحدا معاندا. فالتفت إليه عثمان فقال: يابن السودا اياى تعنى ؟ ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: لم ندخل معك لتسب أعراضنا فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: قد أقلتك اسلامك. فاذهب، فانزل الله عزوجل: ” يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا على اسلامكم بل الله يمن عليكم أن هديكم للايمان ان كنتم صادقين ” أي ليس هم صادقين ان الله يعلم غيب السموات والارض والله بصير بما يعملون. 112 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عن احمد بن عمر الحلال عن على بن سويد عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن العجب الذى يفسد العمل، فقال: العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه، ويحسب أنه يحسن صنعا ومنها ان يؤمن العبد بربه فيمن على الله عزوجل ولله عليه فيه المن. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر عليه السلام من أدمن في فرائضه ونوافله قراءة سورة ” ق ” وسع الله عليه في رزقه، وأعطاه كتابه بيمينه، وحاسبه حسابا يسيرا. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال من قرء سورة ” ق ” هون الله عليه تارات الموت وسكراته. 3 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأما ” ق ” فهو الجبل المحيط بالارض، وخضرة السماء منه وبه يمسك الله الارض أن تميد باهلها. 4 – في تفسير على بن ابراهيم: ق والقرآن المجيد قال: قاف جبل محيط بالدنيا وراء يأجوج ومأجوج وهو قسم. 5 – وباسناده إلى يحيى بن ميسرة الخثعمي عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته


[ 105 ]

يقول ” عسق ” عدد سنى القائم وقاف جبل محيط بالدنيا من زمرد أخضر ” فخضرة السماء من ذلك الجبل. وعلم على عليه السلام كله في عسق بل عجبوا يعنى قريشا ان جاءهم منذر منهم يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال الكافرون هذا شيئ عجيب أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع علينا بعيد قال: نزلت في أبى بن خلف، قال أبى جهل: تعال إلى أعجبك من محمد ثم أخذ عظما ففته ثم قال يا محمد تزعم أن هذا يحيى ؟ فقال الله بل كذبوا بالحق لما جائهم فهم في أمر مريج يعنى مختلف 6 – في اصول الكافي باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: يا بنى الكفر على أربع دعائم الفسق والغلو والشك والشبهة، إلى قوله: والغلو على أربع شعب، على التعمق بالرأى والتنازع فيه، والزيغ والشقاق، فمن تعمق لم ينسب إلى الحق، ولم يزدد الا غرقا في الغمرات، ولم تحتبس عنه فتنة الاغشيته أخرى، وانخرق ذنبه فهو يهوى في أمر مريج. قال عز من قائل: وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج إلى قوله تعالى: رزقا للعباد. 7 – في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى أبى بكر الحضرمي عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: كانت السماء خضراء على لون الماء الاخضر وكانت الارض غبراء على لون الماء العذب، وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب، ولم يكن للارض أبواب، وهو النبت ولم تمطر السماء عليها فتنبت، ففتق السماء بالمطر، وفتق الارض بالنبات، وذلك قوله: ” أولم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما ” الاية. 8 – في روضة الكافي باسناده إلى محمد بن عطية عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: كانت السماء رتقا لا تنزل المطر، وكانت الارض رتقا لا تنبت الحب، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيها من كل دابة فشق السماء بالمطر، والارض بنبات الجب. 9 – في الكافي باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: في قوله تعالى: وأنزلنا من السماء ماء مباركا قال ليس: من


[ 106 ]

ماء في الارض الا وقد خالطه ماء السماء. 10 – في روضة الكافي باسناده إلى أبى الربيع الشامي عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى أهبط آدم إلى الارض فكانت السماء رتقا لا تمطر شيئا، وكانت الارض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب الله عزوجل على آدم أمر السماء فتفطرت بالغمام، ثم أمرها فأرخت عزاليها (1) ثم امر الارض فأنبتت الاشجار وأثمرت الثمار وتفيهت بالانهار (2) فكان ذلك رتقها وهذا فتقها. 11 – في الكافي باسناده إلى هشام الصيدنانى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سأله رجل عن هذه الاية: كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس فقال بيده هكذا، فمسح احديهما على الاخرى فقال: هن اللواتى باللواتى، يعنى النساء بالنساء. 12 – في مجمع البيان وقيل كان سحق النساء في اصحاب الرس وروى ذلك عن ابى جعفر وابى عبد الله عليه السلام. قال عز من قائل: وقوم تبع. 13 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: لم سمى تبع تبعا ؟ فقال: لانه كان غلاما كاتبا، وكان يكتب لملك كان قبله، فكان إذا كتب كتب بسم الله الذى خلقا صبيحا وريحا، فقال الملك: اكتب وابدأ باسم ملك الرعد، فقال: لا ابدء الا باسم الهى ; ثم اعطف على حاجتك فشكر الله عزوجل له ذلك فاتاه ملك ذلك الملك فتابعه الناس على ذلك فسمى تبعا. 14 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عمر بن ابان عن


(1) قوله ” أرخت السماء عزاليها ” من أرخى زمام الناقة: أرسله وعزالى جمع العزلاء فم المزادة ومصب الماء من القربة ونحوها وهذا الكلام كناية عن شدة وقع المطر. (2) أي انها فتحت أفواهها ولكن القياس ” تفوهت ” بالواو وفى المصدر ” تفهقت ” وهو من فهق الاناء: امتلاء. (*)

[ 107 ]

ابان رفعه ان تبعا قال في شعره: حتى اتانى من قريضة عالم * حبر لعمرك في اليهود مسودا (1) – قال ازدجر عن قرية محجوبة * لنبى مكة من قريش مهتدى (2) – فعفوت عنهم عفو غير مثرب (3) * وتركتهم لعقاب يوم سرمد – وتركتها لله ارجو عفوه * يوم الحساب من الجحيم الموقد – ولقد تركت له بها من قومنا * نفرا أولى حسب وبأس يحمد – نفرا يكون النصر في اعقابهم * ارجو بذاك ثواب نصر محمد – ما كنت احسب ان بيتا ظاهرا * لله في بطحاء مكة يعبد – قالوا بمكة بيت مال داثر * وكنوزه من لؤلؤ وزبرجد (4) – فأردت امرا حال ربى دونه * والله يدفع عن خراب المسجد – فتركت ما املته فيه لهم * وتركته مثلا لاهل المشهد قال أبو عبد الله عليه السلام: قد أخبر انه سيخرج من هذه يعنى مكة نبى يكون مهاجرته إلى يثرب، فأخذ قوما من اليمن فأنزلهم مع اليهود لينصروه إذا خرج، ففى ذلك يقول شعرا: شهدت على احمد أنه * رسول من الله بارى النسم (5) – فلو مد عمرى إلى عمره * لكنت وزيرا له وابن عم – وكنت عذابا على المشركين * اسقيهم كأس حتف وغم (6) 15 – وباسناده إلى الوليد بن صبيح عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان تبعا قال


(1) الحبر: رئيس الكهنة عند اليهود. (2) ازدجره: منعه وطرده. (3) ثربه – بتشديد الراء وتخفيفها – لامه. قبح عليه فعله. (4) دثر الرسم: بلى وامحى. (5) البارئ: الخالق، والنسم جمع النسمة -: النفوس (6) الحتف: الموت. (*)

[ 108 ]

للاوس والخزرج: كونوا هيهنا حتى يخرج هذا النبي، اما انا فلو ادركته لخدمته ولخرجت معه. 16 – في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه: لعلكم ترون انه إذا كان يوم القيامة وصير الله ابدان اهل الجنة مع ارواحهم في الجنة، وصير الله ابدان أهل النار مع ارواحهم في النار، ان الله تبارك وتعالى لا يعبد، في بلاده، ولا يخلق خلقا يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه، بلى والله ليخلقن خلقا من غير فحولة ولا اناث يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه، ويخلق لهم ارضا تحملهم وسماء تظلهم، اليس الله يقول: ” يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات ” وقال الله تعالى: افعيينا بالخلق الاول بل هم في لبس من خلق جديد. 17 – في كتاب التوحيد باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد قال: سئل ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” أفعيينا بالخلق الاول بل هم في لبس من خلق جديد ” قال: يا جابر تأويل ذلك ان الله عزوجل إذا افنى هذا الخلق وهذا العالم، وسكن اهل الجنة الجنة واهل النار النار، جدد الله عالما غير هذا العالم، وجدد خلقا من غير فحولة ولا اناث يعبدونه ويوحدونه، وخلق لهم ارضا غير هذه الارض تحملهم وسماء غير هذه السماء تظلهم، لعلك ترى ان الله انما خلق هذا العالم الواحد أو ترى ان الله لم يخلق بشرا غيركم ؟ بلى والله لقد خلق الف الف عالم، والف الف آدم، انت في آخر تلك العوالم واولئك الآدميين. 18 – في الكافي على بن ابراهيم رفعه عن محمد بن مسلم قال: دخل – أبو حنيفة على ابى عبد الله عليه السلام فقال له: رأيت ابنك موسى يصلى والناس يمرون بين يديه فلا ينهاهم وفيه ما فيه ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: ادعوا لى موسى، فدعى فقال: يا بنى ان ابا حنيفة يذكر انك كنت صليت والناس يمرون بين يديك فلا تنهاهم ؟ فقال: يا ابت ان الذى كنت اصلى له كان اقرب إلى منهم، يقول الله عزوجل ونحن أقرب إليه من حبل الوريد قال: فضمه أبو عبد الله عليه السلام إلى نفسه ثم قال: بأبى انت وامى يا مستودع الاسرار، وهذا تأديب منه عليه السلام لا انه ترك الفضل.


[ 109 ]

19 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله فيما نذكر من كتاب قصص القرآن واسباب نزول آثار القرآن تأليف الهيثم بن محمد بن الهيثم النيشابوري فصل في ذكر الملكين الحافظين، دخل عثمان بن عفان على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أخبرني عن العبد كم معه من ملك ؟ قال: ملك على يمينك على حسناتك، وواحد على الشمال، فإذا عملت حسنة كتب عشرا وإذا عملت سيئة قال الذى على الشمال للذى على اليمين: اكتب، قال: لعله يستغفر الله ويتوب ؟ فإذا قال ثلاثا قال: نعم أكتب اراحنا الله منه فلبئس القرين ما اقل مراقبته الله عزوجل. اقل استحيائه منا يقول الله تعالى: ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وملكان بين يديك ومن خلفك يقول الله سبحانه وتعالى: ” له معقبات من بين يديه ومن خلفه ” وملك قابض على ناصيتك، فإذا تواضعت لله عزوجل رفعك، وإذا تجبرت لله فضحك (1) وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك الا الصلوات على محمد، و ملك قائم على فيك لا يدع ان تدب الحية في فيك (2) وملكان على عينيك، فهذه عشرة املاك على كل آدمى، يعد ان ملائكة الليل على ملائكة النهار لان ملائكة الليل سوى ملائكة النهار فهؤلاء عشرون ملائكة على كل آدمى وابليس بالنهار وولده بالليل ; قال الله تعالى ” وان عليكم لحافظين ” الآية وقال عزوجل: ” إذ يتلقى المتلقيان ” الآية. 20 – وفى كتاب سعد السعود ايضا بعد أن ذكر ملكى الليل وملكى النهار، وفى رواية أنهما يأتيان المؤمن عند حضور صلوة الفجر، فإذا هبطا صعد الملكان الموكلان بالليل، فإذا غربت الشمس نزل إليه الموكلان بكتابه الليل ويصعد الملكان الكاتبان بالنهار بديوانه إلى الله عزوجل ; فلا يزال ذلك دابهم إلى وقت حضور أجله، فإذا حضر أجله قالا للرجل الصالح: جزاك الله من صاحب عنا خيرا فكم من عمل صالح اريتناه، وكم من قول حسن اسمعتناه، ومن مجلس خير


(1) وفى المصدر ” وضعك وفضحك ” (2) دب: مشى (*)

[ 110 ]

أحضرتناه فنحن اليوم على ما تحبه وشفعاء إلى ربك وان كان عاصيا، قالا له جزاك الله من صاحب عنا شرا فلقد كنت تؤذينا، فكم من عمل سيئ أديتناه، و كم من قول سيئ اسمعتناه، ومن مجلس سوء احضرتناه، ونحن لك اليوم على ما تكره وشهيدان عند ربك. 21 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما من قلب الاوله اذنان، على احديهما ملك مرشد وعلى الاخرى شيطان مفتن، هذا يامره وهذا يزجره، الشيطان يأمره بالمعاصى والملك يزجره عنها، وهو قول الله تعالى: ” عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول الالديه رقيب عتيد “. 22 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن اسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان المؤمنين إذا قعدا يتحدثان قالت الحفظة بعضها لبعض: اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا وقد ستر الله عليهما ; فقلت ؤ، أليس الله عزوجل يقول: ” ما يلفظ من قول الالديه رقيب عتيد ” فقال: يا اسحاق ان كانت الحفظة لا تسمع فان عالم السر يسمع ويرى، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 23 – على بن ابراهيم عن ابيه عن صفوان بن يحيى عن اسحاق بن عمار عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة (1) فإذا الزما لا يريدان بذلك الا وجه الله ولا يريدان غرضا من اغراض الدنيا قيل لهما مغفورا لكما، فاستأنفا فإذا اقبلا على المسائلة قالت الملائكة بعضها لبعض: تنحوا عنهما، فان لهما سرا وقد ستره الله عليهما، قال اسحاق. فقلت: جعلت فداك فلا يكتب عليهما لفظهما وقد قال الله عزوجل: ” ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ” ؟ قال: فتنفس أبو عبد الله الصعداء (2) ثم بكى حتى اخضلت دموعه لحيته، وقال: يا اسحاق ان الله


(1) غمره: علاه وغطاه. (2) الصعداء: التنفس الطويل من هم أو تعب. (*)

[ 111 ]

تبارك وتعالى انما امر الملائكة ان تعتزل عن المؤمنين إذا التقيا اجلالا لهما، وانه وان كانت لا تكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما فانه يعرف ويحفظه عليهما عالم السر واخفى. 24 – في كتاب جوامع الجامع وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كاتب الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على شماله، وصاحب اليمين امير على صاحب الشمال ; فإذا اعمل حسنة كتبتها ملك اليمين عشرا، وإذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبح أو يستغفر. 25 – في مجمع البيان وعن ابى امامة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ان صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المخطئ أو المسئ. فان ندم واستغفر منها القاها والا كتب واحدة. 26 – وعن انس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الله تعالى وكل بعبده ملكين يكتبان عليه، فإذا مات قالا: يا رب قد قبضت عبدك فلانا فالى اين ؟ قال: سمائي مملوة بملائكتي يعبدونني وارضى مملوة من خلقي يطيعوننى، اذهبا إلى قبر عبدى فسبحاني وكبرانى وهللاني واكتبا ذلك في حسنات عبدى. 27 – في الشواذ: وجاءت سكرة الحق بالموت وهى قرائة سعيد بن جبير و طلحة، ورواها اصحابنا عن ائمة الهدى عليهم السلام. 28 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” وجاءت سكرة الموت بالحق ” قال: نزلت ” وجاءت سكرة الحق بالموت ذلك ما كنت منه تحيد ” قال نزلت في الاول وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد يشهد عليها قال: سائق يسوقها 29 – في نهج البلاغة ” وكل نفس معها سائق وشهيد ” سائق يسوقها إلى محشرها و شاهد يشهد عليها بعملها. 30 – في روضة الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه عن ابى الجهم عن ابى حذيفة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كم بينك وبين


[ 112 ]

البصرة ؟ قلت في الماء خمس إذا طابت الريح، وعلى الظهر ثمان ونحو ذلك، فقال: ما اقرب هذا تزاوروا واو تعاهدوا بعضكم بعضا، فانه لابد يوم القيامة من ان يأتي كل انسان بشاهد يشهد له على دينه ; والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 31 – فيمن لا يحضره الفقيه وفى رواية السكوني قال: قال على عليه السلام: ما من يوم يمر على ابن آدم الا قال له ذلك اليوم: انا يوم جديد وانا عليك شهيد، فافعل في خيرا واعمل في خيرا اشهد لك به يوم القيامة، فانك لن تراني بعد هذا أبدا، 32 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله تعالى: وقال قرينه أي شيطانه وهو الثاني هذا مالدى عتيد وقوله: القيا في جهنم كل كفار عنيد مخاطبة للنبى صلى الله عليه وآله وعلى عليه السلام وذلك قول الصادق عليه السلام على قسيم الجنة والنار. 33 – وباسناده إلى عبيد بن يحيى عن محمد بن على بن الحسين عن ابيه عن جده عن على بن أبى طالب عليه السلام في قوله: ” القيا في جهنم كل كفار عنيد ” قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد، كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش، ثم يقول الله تبارك وتعالى ولك: قوما والقيا من أبغضكما وكذبكما في النار. 34 – وحدثني أبى عن عبد الله بن المغيرة الخزاز عن ابن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إذا سألتم الله فاسئلوه لى الوسيلة وذكر صلوات الله عليه وآله الوسلية وصفتها، وهو حديث طويل وفى آخره: فبينما انا كذلك إذا ملكين قد أقبلا إلى، اما احدهما فرضوان خازن الجنة، واما الاخر فما لك خازن النار فيدنوالى رضوان ويسلم على فيقول: السلام عليك يا رسول الله فارد عليه السلام وأقول: ايها الملك الطيب الريح الحسن الوجه الكريم على ربه من أنت ؟ فيقول: انا رضوان خازن الجنة، امرني ربى ان آتيك بمفاتح الجنة فخذها يا محمد. فأقول: قد قبلت ذلك من ربى، فله الحمد على ما أنعم به على ادفعها إلى أخى على بن أبى طالب عليه السلام فيدفعها إلى على، ويرجع رضوان ثم يدنو مالك خازن النار فيسلم ويقول: السلام عليك يا حبيب الله، فاقول


[ 113 ]

له: عليك السلام ايها الملك ما انكر رؤيتك واقبح وجهك من انت ؟ فيقول أنا مالك خازن النار أمرنى ربى ان آتيك بمفاتيح النار، فأقول: قد قبلت ذلك [ من ربى ] فله الحمد على ما أنعم به على وفضلني به، ادفعها إلى اخى على بن ابى طالب عليه السلام فيدفعها إليه ثم يرجع ويقبل على ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقعد على شفير جهنم ويأخذ زمامها بيده وقد علا زفيرها (1) واشتد حرها وكثر شررها، فتنادى جهنم: يا على جزنى فقد اطفأ نورك لهبى، فيقول على لها: قرى يا جهنم ذرى هذا لى وخذي هذا عدوى، فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلى من غلام احدكم لصاحبه، فان شاء يذهب به يمنة وان شاء يذهب به يسرة، ولجهنم يومئذ اشد مطاوعة لعلى فيما يأمرها به من جميع الخلائق ; وذلك ان عليا عليه السلام يومئذ قسيم الجنة والنار. 35 – في مجمع البيان وروى أبو القاسم الحسكاني بالاسناد عن الاعمش أنه قال: حدثنا أبو المتوكل التاجر عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة يقول الله لى ولعلى: ألقيا في النار من أبغضكما، وادخلا الجنة من أحبكما، وذلك قوله: ” ألقيا في جهنم كل كفار عنيد “. 36 – في أمالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يقول الله تبارك وتعالى يوم القيمة لى ولعلى بن أبى طالب: أدخلا الجنة من أحبكما، وأدخلا النار من أبغضكما، وذلك قوله تعالى: ” ادخلا في جهنم كل كفار عنيد “. 37 – وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله عزوجل: ” القيا في جهنم كل كفار عنيد ” قال: نزلت في وفى على بن أبى طالب عليه السلام، وذلك انه إذا كان يوم القيامة شفعني ربى وشفعك يا على وكساني وكساك يا على، ثم قال لى و لك يا على: ألقيا في جهنم من أبغضكما، وادخلا الجنة كل من احبكما، قال: ذلك هو المؤمن.


(1) زفر النار زفيرا: سمع صوت توقدها. (*)

[ 114 ]

38 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: مناع للخير قال: المناع الثاني، والخير ولاية على عليه السلام وحقوق آل محمد عليه السلام، ولما كتب الاول كتاب فدك بردها على فاطمة منعه الثاني فهو معتد مريب الذى جعل مع الله الها آخر قال: هو ما قالوا نحن كافرون بمن جعل لكم الامامة والخمس، واما قوله: قال قرينه أي شيطانه وهو الثاني ربنا ما اطغيته يعنى الاول ولكن كان في ضلال بعيد فيقول الله لهما: لا تختصموا لدى وقد قدمت اليكم بالوعيد ما يبدل القول لدى أي ما فعلتم لا تبدل حسنات، ما وعدته لا اخلفه. 39 – فيمن لا يحضره الفقيه وروى عن زيد بن على بن الحسين عليهما السلام انه قال: سألت ابى سيد العابدين عليه السلام فقلت له: يا ابت اخبرني عن جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله لما عرج به إلى السماء، وامر ربه عزوجل بخمسين صلوة كيف لم يسئله التخفيف عن امته حتى قال له موسى بن عمران: ارجع إلى ربك فاسئله التخفيف، فان امتك لا تطيق ذلك، فقال: يا بنى ان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يقترح على ربه عزوجل ولا يراجعه في شئ يأمره به فلما سأله موسى ذلك وصار شفيعا لامته إليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسى عليه السلام، فرجع إلى ربه عزوجل يسئله التخفيف إلى ان ردها إلى خمس صلوات قال: فقلت له: يا ابت فلم يرجع إلى ربه عزوجل ولم يسئله التخفيف من خمس صلوات وقد سئل موسى عليه السلام ان يرجع إلى ربه ويسئله التخفيف ؟ فقال: يا بنى اراد عليه السلام ان يحصل لامته التخفيف مع اجر خمسين صلوة لقول الله عزوجل: ” من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ” الا ترى انه عليه السلام لما هبط إلى الارض نزل عليه جبرئيل فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول: انها خمس بخمسين ” ما يبدل القول لدى وما انا بظلام للعبيد ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 40 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: يوم نقول لجهنم هل امتلات وتقول هل من مزيد قال: هو استفهام، لان وعد الله النار ان يملاءها فتمتلى النار، ثم تقول لها: هل امتلات وتقول هل من مزيد على حد الاستفهام أي ليس في مزيد، قال: فتقول الجنة: يا رب وعدت النار ان تملاءها ووعدتني ان تملانى فلم تملانى وقد ملات النار ؟


[ 115 ]

قال: فيخلق الله يومئذ خلقا فيملا بهم الجنة، فقال أبو عبد الله عليه السلام: طوبى لهم لم يروا غموم الدنيا وهمومها. 41 – في مجمع البيان ” وتقول هل من مزيد ” ويجوز ان يكون تطلب الزيادة على ان يزاد في سعتها كما جاء عن النبي صلى الله عليه وآله انه قيل له يوم فتح مكة الا تنزل دارك ؟ فقال عليه السلام: هل ترك لنا عقيل من دار، [ لانه قد كان ] قد باع دور بنى هاشم لما خرجوا إلى المدينة، فعلى هذا يكون المعنى: وهل بقى زيادة ” انتهى “. 42 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: وازلفت الجنة للمتقين أي زينت غير بعيد قال: بسرعة. 43 – في عوالي اللئالى وقال النبي صلى الله عليه وآله لما دخل المدينة عند هجرته: ايها الناس افشوا السلام وصلوا الارحام واطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام. 44 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد قال: النظر إلى رحمة الله حدثنى ابى عن عبد الرحمن بن ابى نجران عن عاصم بن حميد عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان لله كرامة في عباده المؤمنين في كل يوم جمعة، فإذا كان يوم الجمعة بعث الله إلى المؤمن ملكا معه حلتان (1) فينتهى إلى باب الجنة فيقول: استأذنوا لى على فلان، فيقال له: هذا رسول ربك على الباب، فيقول لازواجه: أي شيئ ترين على احسن ؟ فيقلن: يا سيدنا والذى اباحك الجنة ما رأينا عليك احسن من هذا، قد بعث اليك ربك فيتزر بواحد وتثعطف بالاخرى، فلا يمر بشئ الا اضاء له حتى ينتهى إلى الموعد، فإذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك وتعالى، فإذا نظروا إليه أي إلى رحمته خروا سجدا ; فيقول: عبادي ارفعوا رؤسكم ليس هذا يوم سجود ولا عبادة ; قد رفعت عنكم المؤنة، فيقولون يا رب وأى شيئ افضل مما اعطيتنا ؟ اعطيتنا الجنة فيقول: لكم مثل ما في ايديكم سبعين ضعفا، فيرجع المؤمن في كل جمعة بسبعين ضعفا مثل ما في يديه، وهو قوله: ” ولدينا


(1) وفى نسخة البحار ” معه حلة. (*)

[ 116 ]

مزيد ” وهو يوم الجمعة ان ليلها ليلة غراء ويومها يوم ازهر فاكثروا فيها من التسبيح والتهليل والتكبير والثناء على الله والصلوة على رسول الله، قال فيمر المؤمن فلا يمر بشئ الا اضاء له حتى ينتهى إلى أزواجه فيقلن. والذى اباحنا الجنة يا سيدنا ما رأينا قط احسن منك الساعة، فيقول انى قد نظرت إلى نور ربى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 45 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال: الا وانى مخصوص في القرآن باسمآء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، أنا ذو القلب يقول الله عزوجل: ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة 46 – في اصول الكافي بعض اصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لى أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ان الله يقول في كتابه ” ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ” يعنى عقل. 47 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله روى ان اليهود أتت النبي صلى الله عليه وآله فسألته عن خلق السموات والارض، فقال خلق الله الارض يوم الاحد و الاثنين وخلق الجبال وما فيهن يوم الثلثاء، وخلق يوم الاربعاء الشجر والماء و المداين والعمران والخراب ; وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة، قالت اليهود ثم ماذا يا محمد ؟ قال ثم استوى على العرش، قالوا قد أصبت لو اتممت، قالوا ثم استراح، فغضب النبي صلى الله عليه وآله غضبا شديدا، فنزل: ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون. 48 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرني عن أول يوم خلق الله عزوجل، قال: يوم الاحد، قال: ولم يسمى يوم الاحد ؟ قال: لانه واحد محدود، قال: فالاثنين ؟ قال: هو اليوم الثاني من لدينا، قال: فالثلثاء قال: الثالث من الدنيا، قال: فالاربعاء


[ 117 ]

قال اليوم الرابع من الدنيا، قال: فالخميس ؟ قال: هو يوم الخامس من الدنيا، وهو يوم ابليس لعن فيه ابليس ورفع فيه ادريس، قال: فالجمعة هو يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وهو شاهد ومشهود: قال: فالسبت قال: يوم مسبوت، وذلك قوله عزوجل في القرآن: ” ولقد خلقنا السموات والارض وما بينهما في ستة أيام ” فمن الاحد إلى الجمعة ستة أيام، والسبت معطل، قال صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 49 – في اصول الكافي خطبة لعلى عليه السلام وفيها: أتقن ما أراد خلقه من الاشياء كلها بلا مثال سبق، ولا لغوب (1) دخل عليه في خلق ما خلق لديه. 50 – على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله: عليك بالصبر في جميع أمورك، فان الله عزوجل بعث محمدا صلى الله عليه وآله فأمره بالصبر والرفق فصبر صلى الله عليه وآله حتى نالوه بالعظائم ورموه بها، فضاق صدره، فأنزل الله عزوجل ; ” ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين ” ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل الله عزوجل: ” قد نعلم أنه ليحزنك الذى يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون * ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ” فألزم النبي صلى الله عليه وآله نفسه الصبر فتعدوا فذكروا الله تبارك وتعالى وكذبوه، فقال: قد صبرت في نفسي وأهلي وعرضى ولا صبر لى على ذكر الهى، فأنزل الله عزوجل: ” ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * فاصبر على ما يقولون ” فصبر النبي صلى الله عليه وآله في جميع احواله، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاحة. 51 – في مجمع البيان روى عن أبى عبد الله عليه السلام انه سئل عن قوله: فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فقال: تقول: حين تصبح


(1) اللغوب: التعب. (*)

[ 118 ]

وحين يمسى عشر مرات: لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير. 52 – في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد صلى الله عليه وآله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما عجت الارض إلى ربها كعجيجها من ثلاثة: من دم حرام يسفك عليها، [ أ ] واغتسال من زنا، [ أ ] والنوم عليها قبل طلوع الشمس. 53 – وفيه فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام اصحابه من الاربعمأة باب: واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فانه اسرع في طلب الرزق عن الضرب في الارض، وهى الساعة التى تقسم الله فيها الرزق بين عباده. 54 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: وادبار السجود قال: ركعات بعد المغرب (1). 55 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبى نصر قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله ومن الليل فسبحه وادبار السجود قال: أربع ركعات بعد المغرب. 56 – في قرب الاسناد للحميري وباسناده إلى اسمعيل بن عبد الخالق قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ركعتين اللتين بعد المغرب هما أدبار السجود. 57 – في مجمع البيان ” وأدبار السجود ” فيه اقوال: (احدها) ان المراد به الركعتان بعد المغرب ” وادبار النجوم ” قبل الفجر عن على بن أبى طالب عليه السلام، والحسن بن على عليه السلام وعن ابن عباس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله. 58 – ورابعها أنه الوتر من آخر الليل، وروى ذلك عن أبى عبد الله عليه السلام. 59 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب قال: ينادى المنادى باسم القائم واسم أبيه عليه السلام، قوله: يوم


(1) وفى بعض النسخ ” ركعتان بعد المغرب “. (*)

[ 119 ]

يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج قال: صيحة القائم من السماء، ” ذلك يوم الخروج ” قال هي الرجعة. حدثنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا محمد بن أحمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج ” قال: هي الرجعة. وقال على بن ابراهيم في قوله: يوم تشقق الارض عنهم سراعا قال: في الرجعة. 60 – في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال في وصية له يا على ان الله تبارك وتعالى أعطاني فيك سبع خصال أنت اول من ينشق عنه القبر معى ; الحديث. 61 – عن الزهري قال: قال على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام اشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات، الساعة التى يعاين فيها ملك الموت، والساعة التى يقوم فيها من قبره ; الحديث. 62 – عن على بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن على عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا على سألت ربى فيك خمس خصال فأعطاني، أما اولها فسألت ربى أن اكون اول من تنشق عنه الارض وانفض التراب عن رأسي وأنت معى الحديث. 63 – في تهذيب الاحكام باسناده إلى عطية الابراري قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا تمكث جثة نبى ولا وصى نبى في الارض اكثر من اربعين يوما. 64 – وباسناده إلى زياد بن أبى الحلال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما من نبى ولا وصى يبقى في الارض بعد موته أكثر من ثلاثة ايام حتى ترفع روحه وعظمه ولحمه إلى السماء، وانما تؤتى مواضع آثارهم ويبلغهم السلام من بعيد ويسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب. 65 – فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: ان الله عزوجل أوحى إلى موسى بن عمران ان أخرج عظام يوسف عليه السلام من مصر الحديث. 66 – وفيه في آخر زيارة أمير المؤمنين عليه السلام متصل بزيارة الحسين عليه السلام وتصلى


[ 120 ]

عنده ست ركعات بتسليم في كل ركعتين، لان في قبره عظام آدم وجسد نوح و امير المؤمنين عليهم السلام ومن زار قبره فقد زار آدم ونوح وامير المؤمنين عليهم السلام فتصلى لكل زيارة ركعتين. 67 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تنشق الارض عن أحد يوم القيامة الا وملكان اخذان بضبعه (1) يقولان: أجب رب العزة. 68 – في تفسير على بن ابراهيم في قوله: فذكر بالقرآن من يخاف وعيد قال ذكر يا محمد ما وعدناه من العذاب. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال من قرء سورة والذاريات في يومه أو في ليلته أصلح الله له معيشته، وأتاه برزق واسع ونور له في قبره، بسراج يزهر إلى يوم القيامة. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله، من قرء سورة الذاريات أعطى من الاجر عشر حسنات، بعدد كل ريح هبت وجرت في الدنيا. 3 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن جميل عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: والذاريات ذروا فقال ابن الكوا سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن ” الذاريات ذروا ” ؟ قال الريح، وعن الحاملات وقرا فقال: هي السحاب وعن الجاريات يسرا فقال هي السفن وعن المقسمات امرا فقال الملائكة، وهو قسم كله وخبره انما توعدون لصادق وان الدين لواقع يعنى المجازاة والمكافاة. 4 – في مجمع البيان وقال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام لا يجوز لاحد ان يقسم الا بالله تعالى والله سبحانه يقسم بما شاء من خلقه. 5 – فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: في قول الله عزوجل: ” فالمقسمات


(1) الضبع: العضد. (*)

[ 121 ]

أمرا ” قال الملائكة تقسم ارزاق بنى آدم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فمن ينام فيما بينهما نام عن رزقه. 6 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن احمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله: ” انما توعدون لصادق ” يعنى في على و ” ان الدين لواقع ” يعنى عليا وعلى هو الدين، وقوله: والسماء ذات الحبك قال: السماء رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلى ذات الحبك. 7 – حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: اخبرني عن قول الله: ” والسماء ذات الحبك ” فقال: هي محبوكة إلى الارض – وشبك بين أصابعه – فقلت: كيف تكون محبوكة إلى الارض والله يقول ” رفع السماء بغير عمد ترونها ” ؟ فقال: سبحان الله اليس يقول: بغير عمد ترونها ؟ فقلت: بلى فقال: فثم عمد ولكن لا ترونها، قلت: كيف ذلك جعلني الله فداك ؟ فبسط كف اليسرى ثم وضع اليمنى عليها فقال: هذه أرض الدنيا والسماء الدنيا عليها فوقها قبة والارض الثانية فوق السماء الدنيا والسماء الثانية فوقها قبة، والارض الثالثة فوق السماء الثانية والسماء الثالثة فوقها قبة، والارض الرابعة فوق السماء الثالثة والسماء الرابعة فوقها قبة، والارض الخامسة فوق السماء الرابعة والسماء الخامسة فوقها قبة، والارض السادسة فوق السماء الخامسة والسماء السادسة فوقها قبة، والارض السابعة فوق السماء السادسة والسماء السابعة فوقها قبة، وعرش الرحمن تبارك وتعالى فوق السماء السابعة، وهو قول الله: ” الذى خلق سبع سماوات طباقا ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن ” فأما صاحب الامر فهو رسول الله صلى الله عليه وآله والوصى بعد رسول الله صلى الله عليه وآله قائم هو على وجه الارض، فانما يتنزل الامر إليه من فوق السماء بين السماوات والارضين، قلت فما تحتنا الا ارض واحدة ؟ فقال: ما تحتنا الا ارض واحدة وان الست لهى فوقنا. 8 – في مجمع البيان ” ذات الحبك ” ذات الطرائق الحسنة إلى قوله: وقيل ذات


[ 122 ]

الحسن والزينة عن على عليه السلام. 9 – في جوامع الجامع وعن على عليه السلام حسنها وزينها. 10 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: انكم لفى قول مختلف يعنى مختلف في على اختلفت هذه الامة في ولايته، فمن استقام على ولاية على عليه السلام دخل الجنة، ومن خالف ولاية على دخل النار، وقوله: يؤفك عنه من افك فانه يعنى عليا، فمن أفك عن ولايته افك عن الجنة. 11 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن سيف عن أخيه عن ابيه عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: ” لفى قول مختلف ” في امر الولاية ” يؤفك عنه من افك ” قال: من أفك عن الولاية افك عن الجنة. 12 – في الكافي على بن محمد عن سهل عن احمد بن عبد العزيز قال: حدثنا بعض اصحابنا قال: كان أبو الحسن الاول عليه السلام إذا رفع رأسه من آخر ركعة الوتر قال: هذا مقام من حسناته نعمه منك وشكره ضعيف وذنبه عظيم، وليس له الا دفعك ورحمتك، فانك قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل صلى الله عليه وآله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالاسحارهم يستغفرون طال هجوعي (1) وقل قيامى وهذا السحر وانا استغفرك لذنبي استغفار من لا يجد لنفسه ضرا ولا نفعا، ولا موتا ولا حيوة ولا نشورا ثم يخر ساجدا صلوات الله عليه 13 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن ابى ايوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان العبد يوقظ ثلاث مرات من الليل ; فان لم يقم أتاه الشيطان فبال في اذنيه قال: وسألته عن قول الله عزوجل: ” كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ” قال: كانوا اقل الليالى تفوتهم لا يقومون فيها. 14 – في مجمع البيان ” كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ” وقيل: معناه قل ليلة


(1) الهجوع: النوم.

[ 123 ]

تمر بهم الا صلوا فيها وهو المروى عن ابى عبد الله عليه السلام. 15 – ” وبالاسحار هم يستغفرون ” وقال أبو عبد الله عليه السلام: كانوا يستغفرون في الوتر سبعين مرة في السحر. 16 – في تهذيب الاحكام محمد بن على بن محبوب عن الحسن بن على عن العباس بن عامر عن جابر عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: ” كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ” قال: كان القوم ينامون ولكن كلما انقلب احدهم قال: الحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. 17 – في تفسير على بن ابراهيم: وفى اموالهم حق للسائل والمحروم قال: السائل الذى يسأل، والمحروم الذى قد منع كده. 18 – في تهذيب الاحكام محمد بن يعقوب عن على بن محمد عن ابن فضال عن صفوان الجمال عن أبى عبد الله عليه السلام وقوله عزوجل: ” للسائل والمحروم ” قال: المحروم المحارف الذى قد حرم كديده في الشراء والبيع. 19 – وفى رواية اخرى عن ابى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام، قال: المحروم الرجل ليس بعقله يأس ولا يبسط له في الرزق وهو محارف. 20 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: وفى الارض آيات للموقنين قال: في كل شيئ خلقه الله عزوجل آية، قال الشاعر: وفى كل شيئ له آية * تدل على انه واحد وقوله: وفى انفسكم افلا تبصرون قال: خلقك سميعا بصيرا تغضب مرة وترضى مرة، وتجوع مرة وتشبع مرة، وذلك كله من آيات الله. 21 – في مجمع البيان ” وفى أنفسكم أفلا تبصرون ” أي أفلا ترون أنها متصرفة من حال إلى حال إلى قوله: وقيل: يعنى انه خلقك سميعا بصيرا تغضب و ترضى وتجوع وتشبع وذلك كله من آيات الله عن الصادق عليه السلام. 22 – في اصول الكافي باسناده إلى ابى الحسن الرضا عليه السلام حديث طويل وفى آخره قال الرجل وكان زنديقا: فأخبرني متى كان ؟ قال أبو الحسن عليه السلام


[ 124 ]

انى لما نظرت إلى جسدي ولم يمكننى فيه زيادة ولا نقصان في العرض والطول و دفع المكاره عنه وجر المنفعة إليه، علمت ان لهذا البنيان بانيا فاقررت به مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته وانشاء السحاب وتصريف الرياح ومجرى الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك من الآيات العجيبات البينات، علمت ان لهذا مقدرا ومنشئا. 23 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعت أبى يحدث عن أبيه عليه السلام ان رجلا قام إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين بما عرفت ربك ؟ قال: بفسخ العزم ونقض الهم، لما أن هممت فحال بينى وبين همى، وعزمت فخالف القضاء عزمى علمت ان المدبر غيرى. 24 – في كتاب التوحيد باسناده إلى هشام بن سالم قال سأل أبو عبد الله عليه السلام فقيل له: بما عرفت ربك ؟ قال: بفسخ العزم ونقض الهم، عزمت ففسخ عزمى، وهممت فنقض همى. 25 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: وفى السماء رزقكم وما توعدون قال: المطر ينزل من السماء، فتخرج به أقوات العالم من الارض، وما توعدون من أخبار الرجعة والقيامة، والاخبار التى في السماء. وفيه عن الحسن بن على عليهما السلام حديث طويل وفيه: ثم سئل ملك الروم من أرزاق الخلائق ؟ فقال الحسن عليه السلام: أرزاق الخلايق في السماء الرابعة تنزل بقدر وتبسط بقدر. 26 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: حدثنى أبى عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا فرغ أحدكم من الصلوة فليرفع يديه إلى السماء ولينصب في الدعاء، فقال ابن سبا: يا أمير المؤمنين أليس الله عزوجل في كل مكان ؟ قال: بلى، قال فلم يرفع يديه إلى السماء ؟ فقال: اوما تقرأ: ” وفى السماء رزقكم وما توعدون ” فمن أين تطلب الرزق الا من موضع الرزق وما وعد الله عزوجل السماء.


[ 125 ]

27 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: إذا فرغ احدكم وقال عليه السلام نحو ما نقلناه عن علل الشرايع بحذف وتغيير غير مغير للمعنى. عن ابى عبد الله عليه السلام قال: غسل الاناء و كسح الفناء (1) مجلبة للرزق. 28 – في صحيفة السجادية في دعائه إذا اقتر عليه الرزق (2): و ” اجعل ما صرحت به من عدتك في وحيك، واتبعته من قسمك في كتابك، قاطعا لاهتمامنا بالرزق الذى تكفلت به، وحسما (3) للاشتغال بما ضمنت الكفاية له، فقلت وقولك الحق الاصدق، واقسمت وقسمك الابر الاوفى ” وفى السماء رزقكم وما توعدون ” ثم قلت: فورب السماء والارض انه لحق مثل ما انكم تنطقون “. 29 – في ارشاد المفيد رحمه الله حديث طويل عن على عليه السلام وفيه يقول عليه السلام: اطلبوا الرزق فانه مضمون لطالبه. 30 – في كتاب التوحيد باسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل له مع بعض الزنادقة، وفيه قال السائل: فما الفرق بين ان ترفعوا ايديكم إلى السمام وبين ان تخفضوها نحو الارض ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: وذلك في عمله واحاطته وقدرته سواء. ولكنه عزوجل امر اوليائه وعباده برفع ايديهم إلى السماء نحو العرش لانه جعله معدن الرزق. 31 – وباسناده إلى ابان الاحمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: والذى بعث جدى صلى الله عليه وآله بالحق نبيا ان الله تبارك وتعالى ليرزق العبد على قدر المروة، وان المعونة لتنزل على قدر شدة البلاء. 32 – وباسناده إلى ابى البخترى قال: حدثنى جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن على بن ابى طالب عليهم السلام على النبي صلى الله عليه وآله انه قال: يا على ان اليقين ان لا ترضى


(1) كسح البيت: كنسه واستعير لتنقية البئر والنهر وغيره. (2) اقتر الرجل: قل ماله وافتقر. (3) الحسم: القطع. (*)

[ 126 ]

احدا على سخط الله، ولا تحمدن احدا على ما اتاك الله، ولا تذمن احدا على ما لم يؤتك الله فان الرزق لا يجره حرص حريص ولا يصرفه كره كاره، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 33 – وباسناده إلى أبان الاحمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام أنه جاء إليه رجل فقال له: بابى أنت وأمى عظني موعظة، فقال عليه السلام: ان كان الله عزوجل كفل بالرزق فاهتمامك لماذا ؟ وان كان الرزق مقسوما فالحرص لماذا ؟ والحديث طويل ايضا. 34 – وباسناده إلى أبى حمزة عن على بن الحسين عليه السلام قال: خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فانكببت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في وجهى، ثم قال لى: يا على بن الحسين مالى أراك كئيبا حزينا ؟ أعلى الدنيا حزنك فرزق الله حاضر للبر والفاجر ؟ فقلت: ما على هذا أحزن وانه لكما تقول قال: يا على بن الحسين هل رأيت أحدا سأل الله عزوجل فلم يعطه ؟ قلت: لا قال: نظرت فإذا ليس قدامى أحد. والحديث طويل ايضا. 35 – وباسناده إلى ابراهيم بن أبى رجا أخى طربال قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول كف الاذى وقلة الصخب (1) يزيدان في الرزق. 36 – وباسناده إلى على بن الحسين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله عزوجل جعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون، وذلك ان العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعائه. 37 – وباسناده إلى داود بن سليمان الفراء عن على بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله التوحيد نصف الدين، واستنزل الرزق بالصدقة. 38 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن داود بن أبى يزيد وهو فرقد عن أبى يزيد الحمار عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان


(1) الصخب: اختلاط الاصوات والصياح الشديد. (*)

[ 127 ]

الله تبارك وتعالى بعث أربعة أملاك في اهلاك قوم لوط: جبرئيل وميكائيل و اسرافيل وكروبيل صلوات الله عليهم، فمروا بابراهيم وهم مغتمون، فسلموا عليه فلم يعرفهم، وراى هيئة حسنة، فقال: لا يخدم هؤلاء أحد الا أنا بنفسى وكان صاحب أضياف، فشوى لهم عجلا سمينا حتى أنضجه (1) ثم قربه إليهم فلما وضعه بين ايديهم رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم واوجس منهم خيفة فلما راى ذلك جبرئيل حسر العمامة عن وجهه (2) وعن رأسه فعرفه ابراهيم عليه السلام فقال: انت هو ؟ فقال: نعم، ومرت امراته سارة فبشرها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب، وقالت ما قال الله عزوجل، فأجابوها بما في الكتاب العزيز، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 39 – في مجمع البيان: فاقبلت امراته في صرة وقيل في جماعة عن الصادق عليه السلام. 40 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن اسمعيل عن حنان عن سالم الحناط قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله: فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين فقال أبو جعفر (ع): آل محمد لم يبق فيها غيرهم. 41 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه قال أبو بصير: فقلت له: جعلت فداك فهل كان اهل قرية لوط كلهم هكذا يعملون ؟ فقال: نعم الا اهل البيت منهم مسلمين اما تسمع لقوله تعالى: ” فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين “. 42 – وباسناده إلى أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله سئل جبرئيل كيف كان مهلك قوم لوط ؟ فقال: ان قوم لوط كانوا أهل قرية لا يتنظفون من الغايط ولا يتطهرون من الجنابة، بخلاء أشحآء على الطعام، و ان لوطا لبث فيهم ثلاثين سنة، وانما كان نازلا عليهم ولم يكن منهم ولا عشيرة له فيهم ولا قوم، وأنه دعاهم إلى الله عزوجل والى الايمان به واتباعه، ونهاهم عن


(1) نضج اللحم بالطبخ: أدرك وطاب اكله. (2) حسر عن الشئ: كشفه. (*)

[ 128 ]

الفواحش، وحثهم على طاعة الله فلم يجيبوه ولم يطيعوه، وان الله عزوجل لما أراد عذابهم بعث إليهم رسلا منذرين عذرا نذرا فلما عتوا عن امره، بعث إليهم ملائكة ليخرجوا من كان في قريتهم من المؤمنين، فما وجدوا فيها غير بيت من المسلمين فاخرجوهم منها إلى قوله عليه السلام: وانى نوديت من تلقاء العرش لما طلع الفجر: يا جبرئيل حق القول من الله، تحتم عذاب قوم لوط فاهبط إلى قرية قوم لوط و ما حوت فأقلبها من تحت سبع أرضين، ثم اعرج بها إلى السماء فاوقفها حتى يأتيك امر الجبار في قلبها. ودع منها آية بينة من منزل لوط عبرة للسيارة، فهبطت على أهل القرية الظالمين فضربت بجناحي الايمن على ما حوى عليه شرقها، وضربت بجناحي الايسر على غربها فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين الا منزل لوط آية للسيارة، ثم عرجت بها من خوافى جناحى (1) حتى وقفتها حيث يسمع أهل السماء زقاء ديوكها ونباح كلابها (2) فلما طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش: يا جبرئيل أقلب القرية على القوم، فقلبتها عليهم حتى سار اسفلها اعلاها، الحديث. قال عز من قائل: وفى عاد إذ ارسلنا عليهم الريح العقيم 43 – فيمن لا يحضره الفقيه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما خرجت ريح قط الا بمكيال الا زمن عاد، فانها عتت على خزانها فخرجت في مثل خرق الابرة فاهلكت قوم عاد. 44 – وروى على بن رئاب عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان لله عزوجل جنودا من الريح يعذب بها من عصاه، إلى قوله: وقال الله عزوجل: ” الريح العقيم ” فأما الريح الاربع فانها اسماء الملائكة الشمال والجنوب والصبا والدبور، وعلى كل ريح منهن ملك موكل بها. 45 – وقال على عليه السلام الرياح خمسة منها الريح العقيم فتعوذوا بالله من شرها.


(1) الخوافى: ريشات من الجناح إذا ضم الطائر جناحيه خفيت. (2) الزقاء: الصياح. والنباح: صوت الكلب. (*)

[ 129 ]

46 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن عبد الله بن سنان عن معروف بن خربوذ عن ابى جعفر عليه السلام قال: الريح العقيم تخرج من تحت الارضين السبع، وما خرج منها شيئ قط الا على قوم عاد حين غضب الله عليهم فأمر الخزان ان يخرجوا منها بقدر مثل سعة الخاتم، فغضب على الخزنة فخرج منها مثل مقدار منخر الثور تغيظا منها على قوم عاد، فضج الخزنة إلى الله من ذلك وقالوا يا ربنا انها عتت علينا ونحن نخاف أن تهلك من لم يعصك من خلقك و عمار بلادك، فبعث الله جبرئيل فردها بجناحه وقال لها: أخرجي على ما أمرت به، فأهلكت قوم عاد ومن كان بحضرتهم. في روضة الكافي عنه عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن معروف بن خربوذ عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل فيه مثل ما نقلنا عن تفسير على بن ابراهيم من غير تغيير مغير للمعنى المراد. 47 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى على بن سالم عن أبيه قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام لما حضرت نوحا عليه السلام الوفاة دعى الشيعة فقال لهم: اعلموا أنه سيكون من بعدى غيبة تظهر فيها الطواغيت، وان الله عزوجل يفرج عنكم بالقائم من ولدى اسمه هود، له سمت وسكينة ووقار، يشبهني في خلقي وخلقي، وسيهلك الله أعدائكم عند ظهوره بالريح، فلم يزالوا يرقبون هودا عليه السلام وينتظرون ظهوره حتى طال عليهم الامد وقست قلوب أكثرهم، فأظهر الله تعالى ذكره نبيه هودا عليه السلام عند اليأس منهم، وتناهى البلاء بهم، وأهلك الاعداء بالريح العقيم التى وصفها الله تعالى ذكره، فقال: ما تذر من شئ أتت عليه الا جعلته كالرميم ثم وقعت الغيبة بعد ذلك إلى ان ظهر صالح عليه السلام. 48 – في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سألت ابا جعفر عليه السلام فقلت: قول الله عزوجل: ” يا ابليس ما منعك ان نسجد لما خلقت بيدى ” فقال اليد في كلام العرب القوة والنعمة. قال الله: ” واذكر عبدنا داود ذا الايد ” وقال: والسماء بنيناها بايد أي بقوة، وقال: ” وايدهم بروح منه ” أي بقوة ويقال:


[ 130 ]

لفلان عندي يد بيضاء أي نعمة. 49 – في كتاب التوحيد باسناده إلى ابى الحسن الرضا عليه السلام خطبة طويلة وفيها: بتشعيره المشاعر عرف ان لا مشعر له، وبتجهيره الجواهر عرف ان لا جوهر له، وبمضادته بين الاشياء عرف ان لاضد له وبمقارنته بين الاشياء عرف ان لا قرين له، ضاد النور بالظلمة، واليبس بالبلل، والخشن باللين، والصرد بالحرور (1) مؤلفا بين متعاد ياتها مفرقا بين متدانياتها، دالة بتفريقها على مفرقها، و بتأليفها على مؤلفها، وذلك قوله: ومن كل شيئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ففرق بين قبل وبعد ليعلم ان لاقبل له ولا بعد له، شاهدة بغرائزها ان لا غريزة لمغرزها، مخبرة بتوقيتها ان لا وقت لموقنها، حجب بعضها عن بعض ليعلم ان لا حجاب بينه وبين خلقه. 50 – فيمن لا يحضره الفقيه وروى عن زيد بن على بن الحسين عليه السلام انه قال: سئلت ابى سيد العابدين عليه السلام فقلت له: يا ابت اليس الله جل ذكره لا يوصف بمكان ؟ فقال: بلى تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فقلت: ما معنى قول موسى عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله: ارجع إلى ربك ؟ قال: معناه معنى قول ابراهيم: ” انى ذاهب إلى ربى سيهدين ” ومعنى قول موسى عليه السلام: ” وعجلت اليك رب لترضى ” ومعنى قوله عزوجل: ففروا إلى الله يعنى حجوا إلى بيت الله يا بنى ان الكعبة بيت الله: فمن حج بيت الله فقد قصد إلى الله، والمساجد بيوت الله فمن سعى إليها فقد سعى إلى الله عزوجل وقصد إليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 51 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى أبى الجارود زياد بن المنذر عن ابى جعفر محمد بن على الباقر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: ” ففروا إلى الله انى لكم منه نذير مبين ” قال حجوا إلى الله. 52 – في الكافي عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: ” ففرو إلى الله انى لكم منه نذير مبين ” قال: حجوا إلى الله عزوجل.


(1) الصرد: البرد، فارسي معرب ” سرد ” بالسين. (*)

[ 131 ]

53 – في مجمع البيان ” ففروا إلى الله ” وقيل: معناه حجوا عن الصادق عليه السلام. 54 – في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان قال المأمون فيه بعد كلام لعمران الصابى: يا عمران ان هذا سليمان المروزى متكلم خراسان، قال عمران: يا امير المؤمنين انه يزعم انه واحد خراسان في النظر وينكر خراسان، قال عمران: يا امير المؤمنين انه يزعم انه واحد خراسان في النظر وينكر البداء قال: فلم لا تناظره ؟ قال عمران: ذلك اليك، وكان ذلك، وكان ذلك قبل دخول الرضا عليه السلام المجلس، فلما دخل عليه السلام قال: في أي شيئ كنتم ؟ قال عمران يابن رسول الله هذا سليمان المروزى، فقال له سليمان: اترضى بابى الحسن عليه السلام وبقوله فيه ؟ فقال عمران: قد رضيت بقول ابى الحسن في البداء على ان يأتيني فيه بحجة احتج بها على نظرائي من اهل النظر، فقال المأمون: يا ابا الحسن ما تقول فيما تشاجرا فيه ؟ قال: وما انكرت من البدا يا سليمان، والله عزوجل يقول: ” اولم ير الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ” ويقول عزوجل: ” وهو الذى يبدء الخلق ثم يعيده ” ويقول ” بديع السموات والارض ” ويقول عزوجل ” يزيد في الخلق ما يشاء ” ويقول: ” وبدأ خلق الانسان من طين ” ويقول عزوجل: ” وآخرون مرجون لامر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم ” ويقول عزوجل: ” وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب ” قال سليمان: هل رويت فيه عن آبائك شيئا ؟ قال: نعم رويت عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال: ان لله عزوجل علمين، علما مخزونا مكنونا لا يعلمه الا هو، من ذلك يكون البداء، وعلما علمه ملائكته ورسله، فالعلماء من اهل بيت نبيك يعملونه، قال سليمان: احب ان تنزعه لى من كتاب الله عزوجل. فقال: قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله: فتول عنهم فما انت بملوم اراد هلاكهم ثم بدا الله فقال: وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين. 55 – في روضة الكافي الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن ابان عن ابن بصير عن ابي جعفر وابى عبد الله عليهما السلام انهما قالا: ان الناس لما كذبوا رسول الله صلى الله عليه وآله هم الله تبارك وتعالى بهلاك اهل الارض الا عليا فما سواه بقوله: ” فتول عنهم فما أنت بملوم “.. له ؟ ؟ ؟ فرحم المؤمنين ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله ” وذكر


[ 132 ]

فان الذكر تنفع المؤمنين ” 56 – في مجمع البيان وروى باسناده عن مجاهد قال: خرج على بن أبى طالب عليه السلام معتما (1) مشتملا في قميصه، فقال: لما نزل: ” فتول عنهم فما أنت بملوم ” لم يبق أحد منا الا أيقن بالهلكة حين قيل للنبى صلى الله عليه وآله ” فتول عنهم ” فلما نزل: ” وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ” طابت أنفسنا. 57 – في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن أبى عمير قال: قلت لابي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله: اعملوا فكل ميسر لما خلق له ؟ فقال: ان الله عزوجل خلق الجن والانس ليعبدوه، ولم يخلقهم ليعصوه، وذلك قوله عزوجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فيسر كلا لما خلق له، فويل لمن استحب العمى على الهدى. 58 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: خرج الحسين بن على على أصحابه فقال: أيها الناس ان الله عزوجل ذكره ما خلق العباد الا ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه، فقال له رجل: يابن رسول الله صلى الله عليه وآله بأبى أنت وأمى فما معرفة الله ؟ قال: معرفة أهل كل زمان امامهم الذى تجب عليهم طاعته. 59 – وباسناده إلى أبى بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل ” وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ” قال: خلقهم ليأمرهم بالعبادة. 60 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ” قال: خلقهم للامر والنهى والتكليف، وليست خلقته جبران يعبدوه، ولكن خلقة اختبار ليختبرهم بالامر والنهى، ومن يطع الله ومن يعص، وفى حديث آخر قال: هي منسوخة بقوله: ” ولا يزالون مختلفين “. 61 – في تفسير العياشي عن يعقوب بن سعيد عن أبى عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله: ” وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ” قال: خلقهم للعبادة، قال


(1) وفى المصدر ” مغتما ” بالغين المعجمة. (*)

[ 133 ]

قلت: قوله: ” ولا يزالون مختلفين الامن رحم ربك ولذلك خلقهم ” فقال نزلت هذه بعد ذلك. قال عز من قائل: ان الله هو الرزاق الاية 62 – في صحيفة السجادية ” اللهم انى أخلصت بانقطاعي اليك، واقبلت بكلى عليك، وصرفت وجهى عمن يحتاج إلى رزقك (1) وقلبت مسئلتي عمن لم يستغن عن فضلك، ورأيت أن طلب المحتاج إلى المحتاج سفه من رأيه، وضلة من عقله فكم قد رأيت يا الهى من أناس طلبوا العز بغيرك فذلوا، وراموا الثروة من سواك فافتقروا وحاولوا الارتفاع فاتضعوا، فصح بمعانية أمثالهم حازم وفقه اعتباره، وأرشده إلى طريق صوابه اختياره، فأنت يا مولاى دون كل مسئول موضع مسئلتي، ودون كل مطلوب إليه ولى حاجتى ” 63 – وفيها اللهم لا طاقة لى بالجهد، ولا صبر لى على البلاء، ولا قوة لى على الفقر، فلا تحظر على رزقي ولا تكلني إلى خلقك، بل تفرد بحاجتي حتى وتول كفايتى، وانظر إلى وانظر لى في جميع أمورى، فانك ان وكلتني إلى نفسي عجزت عنها، ولم أقم ما فيه مصلحتها، وان وكلتني إلى خلقك تجهمونى (3) وان الجأتنى إلى قرابتي حرمونى وان اعطوا اعطوا قليلا نكدا، ومنوا على طويلا، وذموا كثيرا، فبفضلك اللهم فاغننى، وبعظمتك فانعشنى (4) وبسعتك فابسط يدى وبما عندك فاكفني ” 64 – وفيها: ” فمن حاول سد خلته من عندك، ورام صرف الفقر عن نفسه بك. فقد طلب حاجته في مظانها وانى طلبته من وجهها، ومن توجه بحاجته إلى أحد من خلقك أو جعله سبب نجحها دونك (5) فقد تعرض للحرمان، واستحق من عندك فوت الاحسان، اللهم ولى اليك حاجة قد قصر عنها جهدي، وتقطعت دونها حيلى


(1) وفى المصدر ” رفدك ” مكان ” رزقك ” (2) تجهمه: استقبله بوجوجه عبوس كريه. (3) أنعش الله فلانا: رفعه وأقامه. (4) نجح فلان بحاجته: فاز وظفر بها. (*)

[ 134 ]

وسولت لى نفسي رفعها إلى من يرفع حوائجه اليك، ولا يستغنى في طلباته عنك، وهى زلة من زلل الخاطئين، وعثرة من عثرات المذنبين، ثم انتهبت بتذكيرك لى من غفلتي، ونهضت بتوفيقك من زلتى، ونكصت بتسديدك (1) من عثرتي، وقلت: سبحان ربى كيف يسئل محتاج محتاجا ؟ وانى يرغب معدم إلى معدم ؟. 65 – في تهذيب الاحكام باسناده إلى سدير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام أي شيئ على الرجل في طلب الرزق ؟ فقال: إذا فتحت بابك وبسطت بساطك فقد قضيت ما عليك. 66 – محمد بن يعقوب عن على بن محمد عن ابن جمهور عن أبيه رفعه عن ابى عبد الله عليه السلام قال: كان امير المؤمنين عليه السلام كثيرا ما يقول: اعلموا علما يقينا ان الله لم يجعل للعبد وان اجتهد جهده وعظمت حيلته وكثرت مكابدته (2) ان يسبق ما سمى له في الذكر الحكيم، ولم يحل بين العبد في ضعفه وقلة حيلته ان يبلغ ما سمى له في الذكر الحكيم، ايها الناس انه لن يزداد أمرء نقيرا بحذقة (3) ولن ينقص امرء نقيرا بحمقة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 67 – وباسناده إلى على بن عبد العزيز قال: قال أبو عبد الله (ع): ما فعل عمر بن مسلم ؟ قال: قلت جعلت فداك اقبل على العبادة وترك التجارة، فقال: ويحه اما علم ان تارك الطلب لا يستجاب له، والحديث طويل ايضا. 68 – وباسناده إلى عمر بن يزيد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام، رجل قال: لاقعدن في بيتى ولاصلين ولاصومن ولاعبدن ربى عزوجل فاما رزقي فيأتيني ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: هو أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم. 69 – وباسناده إلى أيوب أخى أديم بياع الهروي قال كنا جلوسا عند ابى


(1) نكص عن الامر: أحجم عنه. وسدده: أرشده إلى الصواب. (2) كابد الامر مكابدة: قاساه وتحمل المشاق في فعله. (3) النقير: ما نقر من الحجر والخشب ونحوه. (*)

[ 135 ]

عبد الله عليه السلام اذأ قبل العلاء بن كامل فجلس قدام أبى عبد الله فقال ادع الله ان يرزقنى في دعة (1) فقال: لا ادعو لك أطلب كما امرك الله. 70 – وباسناده إلى عبد الاعلى مولى آل سام قال: استقبلت أبا عبد الله عليه السلام في بعض طرق المدينة في يوم صايف شديد الحر فقلت: جعلت فداك حالك عند الله عزوجل وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله وأنت تجهد نفسك في مثل هذا اليوم ؟ فقال: يا عبد الاعلى خرجت في طلب الرزق لاستغنى به عن مثلك. 71 – وباسناده إلى فضيل بن أبى قرة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: اوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام انك نعم العبد لولا أنك تأكل من بيت المال، ولا تعمل بيدك شيئا ؟ قال: فبكى داود عليه السلام أربعين صباحا، فأوحى الله تعالى إلى الحديد ان لن لعبدي داود عليه السلام، فألان الله تعالى له الحديد، وكان يعمل كل يوم درعا فيبيعها بألف درهم، فعمل ثلثمأة وستين فتباعها بثلاثمأة وستين ألفا، واستغنى عن بيت المال. 72 – في تفسير على بن ابراهيم: وان للذين ظلموا آل محمد حقهم ذنوبامثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون العذاب ثم قال: فويل للذين كفروا من يومهم الذى يوعدون. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله وأبى جعفر عليهما السلام قالا: من قرء سورة الطور جمع الله له خير الدنيا والآخرة. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرء سورة الطور كان حقا على الله ان يؤمنه من عذابه، وينعمه في جنته.


(1) الدعة: سوء الحال وخفض العيش. (*)

[ 136 ]

3 – في تفسير على بن ابراهيم: والطور وكتاب مسطور قال: الطور جبل بطور سينا، ” وكتاب مسطور ” أي مكتوب في رق منشور 4 – في مهج الدعوات لابن طاووس رحمه الله دعاء مروى عن الزهراء عن أبيها صلوات الله عليهما وفيه: الحمدلله الذى خلق النور وانزل النور على الطور في كتاب مسطور في رق منشور بقدر مقدور على نبى محبور. 5 – في تفسير على بن ابراهيم: والبيت المعمور قال: هو في السماء الرابعة، وهو الضراح يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبدا. 6 – في مجمع البيان وروى عن الباقر عليه السلام أنه قال: ان الله وضع تحت العرش أربع أساطين وسماهن الضراح وهو بيت المعمور، وقال للملائكة: طوفوا به ثم بعث ملائكته فقال: ابنوا في الارض بيتا بمثاله وقدره، وأمر من في الارض ان يطوفوا بالبيت. 7 – وفيه ايضا: ” والبيت المعمور ” وهو بيت في السماء الرابعة بحيال الكعبة تعمره الملائكة بما يكون منها فيه من العبادة عن ابن عباس ومجاهد وروى ايضا عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: ويدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون إليه أبدا. 8 – وعن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابى هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: البيت المعمور في السماء الرابعة وفى السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان، يدخل فيه جبرئيل كل يوم طلعت فيه الشمس. وإذا أخرج انتقض انتقاضة جرت عنه سبعون الف قطرة يخلق الله من كل قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلون فيه فيفعلون ثم لا يعودون إليه ابدا. 9 – وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: البيت المعمور الذى في السماء الدنيا يقال له الضراح، وهو بفناء البيت الحرام لو سقط لسقط عليه، يدخله كل يوم ألف ملك لا يعودون فيه أبدا.


[ 137 ]

10 – في تفسير على بن ابراهيم حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله ذكرناه بتمامه في اول الاسراء وفيه يقول صلى الله عليه وآله: فقلت: يا جبرئيل من هذا الذى في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله تعالى ؟ فقال: هذا ابوك ابراهيم عليه السلام. 11 – في تفسير العياشي عن عبد الصمد بن شيبة عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل في معراج رسول الله صلى الله عليه وآله وفى أواخره: فلما فرغ مناجاته رد إلى البيت المعمور وهو في السماء السابعة بحذاء الكعبة. 12 – في اصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما معنى السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى لما خلق نبيه ووصيه وابنته وابنيه وجميع الائمة و خلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق، وان يصبروا ويصابروا ويرابطوا وأن يتقوا الله ووعدهم أن يسلم لهم الارض المباركة والحرم الامن، وأن ينزل لهم البيت المعمور ويظهر لهم السقف المرفوع ويريحهم من عدوهم، والارض التى يبدلها الله من السلام، ويسلم ما فيها لهم ” لاشية فيها ” قال: لا خصومة فيها لعدوهم، وأن يكون لهم فيها ما يحبون وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله على جميع الائمة وشيعتهم الميثاق بذلك، وانما عليه السلام تذكرة نفس الميثاق وتجديد له على الله لعله أن يعجله جل و عز ويعجل السلام لكم بجميع ما فيه (1)


(1) قال الفيض (ره) لعل المراد بالارض المباركة أرض عالم الملكوت، فان البيت المعمور والسقف المرفوع هنالك، وأشير به إلى رجعتهم (ع) التى ثبت عنهم وقوعها، و اشير بقوله والارض التى يبدلها الله إلى قوله تعالى: ” يوم تبدل الارض غير الارض ” وهى اما عطف على الارض المباركة واما استيناف، ومن في من السلام اما ابتدائية واما بيانية ويؤيد الثاني آخر الحديث، وأريد بالسلام مالا آفة فيه، وهو قوله عزوجل ” وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا ” قال: لا خصومة فيها لعدوهم، وانما عليه السلام يعنى وانما السلام منكم عليه تذكر وتجديد للميثاق وتعجيل للوفاء به (*)

[ 138 ]

13 – في كتاب الاهليلجة قال الصادق عليه السلام: في كلام طويل فخلق السماء سقفا مرفوعا ولو لا ذلك لا ظلم على خلقه، بقربها ولا حرقتهم الشمس بدؤبها وحرارتها. 14 – في مجمع البيان: والسقف المرفوع وهو السماء عن على عليه السلام 15 – في تفسير على بن ابراهيم ” والسقف المرفوع ” قال: السماء والبحر المسجور قال: يسجر يوم القيامة. 16 – في مجمع البيان: ” والبحر المسجور ” أي المملو عن قتادة وقيل: هو الموقد المحمى بمنزلة النور عن مجاهد والضحاك والاخفش وابن زيد، ثم قيل: انه تحمى البحار يوم القيامة فتجعل نارا (1) تفجر بعضها في بعض، ثم تفجر إلى النار ورد به الحديث. 17 – في تفسير العياشي عن الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان يونس لما آذاه قومه وذكر حديثا طويلا. وفيه: فالقى نفسه فالتقمه الحوت فطاف به البحار السبعة حتى صار إلى البحر المسجور، وبه يعذب قارون. 18 – في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى ثوير بن أبى فاختة عن على بن الحسين عليه السلام قال: سأل عن النفختين كم بينهما ؟ قال: ما شاء الله، إلى قوله: ويخرج الصوت من الطرف الذى يلى السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح الاصعق ومات الا اسرافيل، قال: فيقول الله لاسرافيل: مت فيموت اسرافيل، فيمكثون في ذلك ما شاء الله، ثم يأمر الله السماوات فتمور. ويأمر الجبال فتسير، وهو قوله: يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا يعنى تبسط والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 19 – قوله: في خوض يلعبون قال: يخوضون في المعاصي وقوله: يوم يدعون إلى نار جهنم دعا قال: يدفعون في النار وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لما مر بعمرو بن العاص وعقبة بن أبى معيط وهما في حائط يشربان ويغنيان بهذا البيت في حمزة بن عبد المطلب حين قتل:


(1) وفى المصدر ” فيجعل نيرانا “. (*)

[ 139 ]

كم من حوارى تلوح عظامه * درأ الحروب عنه أن يجر فيقبرا (1) فقال النبي صلى الله عليه وآله: اللهم العنهما واركسهما في الفتنة ركسا، ودعهما في النار دعا. قال عز من قائل: وزوجناهم بحور عين قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد نقلنا طرفا شافيا من الاخبار في الدخان عند قوله عزوجل: ” وزوجناهم بحور عين ” فليطلب هناك. 20 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أبى زاهر عن الخشاب عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شئ، قال: الذين آمنوا النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام وذريته الائمة والاوصياء عليهم السلام ” الحقنا بهم ” ولم تنقص ذريتهم الحجة التى جاء بهم محمد صلى الله عليه وآله في على عليه السلام، وحجتهم واحدة وطاعتهم واحدة. 21 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن غير واحد رفعوه أنه سئل عن الاطفال ؟ فقال: إذا كان يوم القيامة جمعهم الله واجج لهم نارا (2) و أمرهم أن تطرحوا أنفسهم فيها، فمن كان في علم الله انه سعيد رمى بنفسه فيها وكانت عليه بردا وسلاما، ومن كان في علمه انه شقى امتنع فيأمر الله بهم إلى النار فيقولون: يا ربنا تأمرينا إلى النار ولم تجر علينا القلم ؟ فيقول الجبار: قد أمرتكم مشافهة فلم تطيعون، فكيف ولو ارسلت رسولي بالغيب ؟. وفى حديث آخر: اما اطفال المؤمنين فيلحقون بآبائهم واولاد المشركين يلحقون بآبائهم، وهو قول الله عزوجل. ” بايمان الحقنا بهم ذرياتهم “. 22 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن الحكم عن يوسف بن عميرة عن ابى بكر عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” والذين آمنوا واتبعتهم


(1) درأه ودرأ عنه: دفعه. (2) أجج النار: ألهبها. (*)

[ 140 ]

ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم ” قال: فقال: قصرت الابناء عن عمل الاباء، فالحقوا الابناء بالاباء لتقر بذلك اعينهم. 23 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن سليمان الديلمى عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان اطفال شيعتنا من المؤمنين تربيهم فاطمة عليها السلام، وقوله: ” الحقنا بهم ذرياتهم ” قال: يهدون إلى آبائهم يوم القيامة. 24 – فيمن لا يحضره الفقيه وفى رواية الحسن بن محبوب عن على عن الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى كفل ابراهيم عليه السلام وسارة أطفال المؤمنين يغذونهم بشجرة في الجنة، لها أخلاف كاخلاف البقر (1) في قصر من درة، فإذا كان يوم القيامة ألبسوا وطيبوا واهدوا إلى آبائهم ملوك في الجنة مع آبائهم، وهذا قول الله تعالى: ” والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذرياتهم “. 25 – في مجمع البيان وروى زاذان عن على عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان المؤمنين واولادهم في الجنة ثم قرأ هذه الاية. 26 – وروى عن الصادق عليه السلام قال: أطفال المؤمنين يهدون إلى آبائهم يوم القيامة. 27 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمد عليهما السلام يقولان: ان الله تعالى عوض الحسين من قتله أن جعل الامامة في ذريته، والشفاء في تربته، واجابة الدعاء عند قبره، ولا تعد أيام زيارته جائيا وراجعا من عمره، قال محمد بن مسلم: فقلت لابي عبد الله عليه السلام: هذه الخلال تنال بالحسين فماله من نفسه ؟ قال: ان الله تعالى ألحقه بالنبي صلى الله عليه وآله، فكان معه في درجته ومنزلته، ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام: ” والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمانهم ألحقنا بهم ذرياتهم “. 28 – في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى بكر الحضرمي عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” والذين آمنوا واتبعناهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذرياتهم “


(1) الاخلاف جمع الخلف – بكسر الخاء -: حلمة ضرع الناقة. (*)

[ 141 ]

قال: قصرت الابناء عن عمل الآباء، فالحق الله عزوجل الابناء بالاباء ليقر بذلك اعينهم. 29 – وباسناده إلى أبى بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا مات الطفل من أطفال المؤمنين نادى مناد في ملكوت السماوت والارض ألا ان فلان بن فلان قد مات، فان كان قد مات والداه أو أحدهما أو بعض أهل بيته من المؤمنين دفع إليه يغذوه، والا دفع إلى فاطمة عليها السلام تعذوه حتى يقدم أبواه أو أحدهما، أو بعض أهل بيته من المؤمنين فتدفعه إليه. 30 – وباسناده إلى جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن أطفال الانبياء عليهم السلام فقال: ليسوا كاطفال ساير الناس، قال: وقد سئلته عن ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله لو بقى كان صديقا ؟ قال: لو بقى كان على منهاج أبيه عليه السلام. 31 – وباسناده إلى عامر بن عبد الله قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: مات ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وكان له ثمانية عشر شهرا، فاتم الله عزوجل رضاعه في الجنة. 32 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: لا لغو فيها ولا تأثيم قال: ليس في الجنة غناء ولا فحش ويشرب المؤمن ولا يأثم وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال: في الجنة قالوا انا كنا قبل في أهلنا مشفقين أي خائفين من العذاب. 33 – في أصول الكافي باسناده إلى معروف بن خربوذ عن أبى جعفر عليه السلام قال: صلى أمير المؤمنين عليه السلام بالناس الصبح بالعراق فلما انصرف وعظهم فبكى و أبكاهم من خوف الله عزوجل، ثم قال: أما والله لقد عهدت أقواما على عهد خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله وأنهم ليصبحون ويمشون شعثاء غبراء خمصاء بين أعينهم كركب المعزاء (1) يبيتون لربهم سجدا وقياما يراوحون بين اقدامهم وجباههم، يناجون


(1) الشعث: تفرق الشعر وعدم اصلاحه ومشطه وتنظيفه والغبر من الاغبر: المتلطخ بالغيار. وخمصاء جمع الاخمص (وقيل: الخميص) أي بطونهم خالية، قال المجلسي (ره) اما للصوم أو للفقر أو لا يشبعون لئلا يكسلوا في العبادة، والمعز: ذوات الثغر من الغنم. (*)

[ 142 ]

ربهم ويسئلونه فكاك رقابهم من النار، والله لقد رأيتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون. 34 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن مختصر كتاب محمد بن العباس بن مروان باسناده إلى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يذكر فيه شيعة على عليه السلام وحالهم في الجنة وفيه يقول صلى الله عليه وآله بعد ان ذكر دخولهم الجنة على النجايب (1) تقودهم الملائكة فينطلقون صفا واحدا معتدلا لا يفوت منهم شيئ شيئا، ولا يفوت أذن ناقة ناقتها، ولا بركة ناقة بركتها (2) ولا يمرون بشجرة من اشجار الجنة الا لحقتهم بثمارها ورجلت لهم عن طريقهم كراهية ان تنثلم طريقهم (3) وان يفرق بين الرجل ورفيقه، فلما رفعوا إلى الجبار تبارك وتعالى قالوا ربنا أنت السلام منك ومنك السلام ولك بحق الجلال والاكرام، قال: فقال: أنا السلام ومنى السلام ولى بحق الجلال والاكرام فمرحبا بعبادي الذين أحفظوا وصيتى في أهل بيت نبيى ورعوا حقى وخافوني بالغيب، وكانوا منى على كل حال مشفقين. 35 – في تفسير على بن ابراهيم فمن الله علينا ووقينا عذاب السموم قال: السموم الحر الشديد، ام تأمرهم احلامهم بهذا قال: لم يكن في الدنيا أحلم من قريش ام له البنات ولكم البنون قال: هو ما قالت قريش ان الملائكة بنات الله. 36 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عبد الرحمن بن سالم عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ولقد بات رسول الله صلى الله عليه وآله عند بعض أزواجه في ليلة انكسف فيها القمر، فلم يكن منه في تلك الليلة مما كان يكون منه في غيرها حتى أصبح فقال له: يا رسول الله البغض كان هذا منك في هذه الليلة ؟ قال لا. ولكن هذه الاية ظهرت في هذه الليلة، فكرهت ان أتلذذ و


(1) النجيب: الفاضل من كل حيوان. (2) البركة: هيئة البروك وهو أن يلصق صدره بالارض. (3) انثلم الحائط: احدث فيه خللا. (*)

[ 143 ]

ألهو فيها، وقد عير الله أقواما فقال عزوجل في كتابه: وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذى فيه يصعقون. 37 – في تهذيب الاحكام الحسن بن محبوب عن أبى أيوب عن عمر بن عثمان عن أبى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: ولقد بات النبي صلى الله عليه وآله عند بعض النساء فانكسف القمر في تلك الليلة فلم يكن منه فيها شئ، فقالت له زوجته: يا رسول الله بأبى أنت وأمى أكل هذا للبغض ؟ فقال: ويحك هذا الحدث في السماء، فكرهت أن اتلذذ وأدخل في شئ، ولقد عير الله قوما فقال عزوجل: ” وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقول سحاب مركوم “. 38 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: وان الذين ظلموا آل محمد حقهم عذابا دون ذلك قال: عذاب الرجعة بالسيف، وسبح بحمد ربك حين تقوم قال: لصلوة الليل فسبحه قال صلوة الليل (1) وادبار النجوم أخبرنا محمد بن أدريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبى نصر عن الرضا عليه السلام قال: ادبار السجود أربع ركعات بعد المغرب، وادبار النجوم ركعتين قبل صلوة الصبح. 39 – في مجمع البيان ” ومن الليل فسبحه ” يعنى صلوة الليل وروى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام في هذه الاية قالا: ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقوم من الليل ثلاث مرات، فينظر في آفاق السماء و يقرأ الخمس من آل عمران التى آخرها ” انك لا تخلف الميعاد ” ثم يفتتح صلوة الليل، الخبر بتمامه. 40 – ” وادبار النجوم ” يعنى الركعتين قبل صلوة الفجر، وهو المروى عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام. 41 – وفيه ” ادبار السجود ” فيه اقوال احدها ان المراد به الركعتان بعد المغرب ” وادبار النجوم ” ركعتان قبل الفجر، عن على بن ابى طالب والحسن بن على عليهما السلام وعن


(1) وفى المصدر ” قبل صلوة الليل ” مكان ” قال صلوة الليل “. (*)

[ 144 ]

ابن عباس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله. 42 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: قلت له: ” وادبار النجوم ” ! قال: ركعتان قبل الصبح. 43 – في قرب الاسناد باسناده إلى اسماعيل بن عبد الخالق قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: الركعتين اللتين بعد الفجر هما ” وادبار النجوم “. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام قال: من كان يدمن قراءة والنجم في كل يوم أو في كل ليلة عاش محمودا بين الناس، وكان مغفورا له، وكان محبوبا بين الناس. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن قرأ سورة والنجم اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد ومن جحد به. 3 – في كتاب الخصال عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان العزائم اربع: اقرأ باسم ربك الذي خلق والنجم وتنزيل السجدة وحم السجدة. 4 – في امالي الصدوق (ره) باسناده إلى ابن عباس قال: صلينا العشاء الاخرة ذات ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وآله، فلما سلم اقبل علينا بوجهه ثم قال: انه سينقض كوكب من السماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار احدكم، فمن سقط ذلك الكوكب في داره فهو وصيى وخليفتي والامام بعدى، فلما كان قرب الفجر جلس كل واحد منا في داره ينتظر سقوط الكوكب في داره، وكان أطمع القوم في ذلك ابى العباس بن عبد المطلب، فلما طلع الفجر انقض الكوكب من الهوى فسقط في دار على بن ابى طالب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: يا على والذى بعثنى بالنبوة لقد وجبت لك الوصية والخلافة والامامة بعدى، فقال المنافقون عبد الله بن ابى واصحابه: لقد ضل محمد في محبة ابن عمه وغوى، وما ينطق في شأنه الا بالهوى، فأنزل الله تبارك


[ 145 ]

تعالى: والنجم إذا هوى يقول عزوجل: وخالق النجم إذا هوى ما ضل صاحبكم يعنى في محبة على بن ابى طالب وما غوى وما ينطق عن الهوى يعنى في شأنه ان هو الا وحى يوحى. وحدثنا بهذا الحديث شيخ لاهل الرى يقال له احمد بن محمد بن الصقر الصائغ العدل، قال: حدثنا محمد بن العباس بن بسام قال: حدثنى أبو جعفر محمد بن أبى الهيثم السعدى قال: حدثنى احمد بن الخطاب قال حدثنا أبو اسحق الفزارى عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام عن عبد الله بن عباس بمثل ذلك، الا انه في حديثه: يهوى كوكب من السماء مع طلوع الشمس فيسقط في دار أحدكم. 5 – وباسناده إلى الصادق عن ابيه عن آبائه عليهم السلام قال: لما مرض النبي صلى الله عليه وآله مرضه الذى قبضه الله فيه اجتمع إليه اهل بيته واصحابه فقالوا: يا رسول الله ان حدث بك حدث فمن لنا بعدك ومن القائم فينا بأمرك ؟ فلم يجبهم عن شئ مما سألوه، فلما كان اليوم الثالث قالوا له: يا رسول الله ان حدث بك حدث فمن لنا بعدك ومن القائم فينا بأمرك ؟ فقال لهم: إذا كان غدا هبط نجم من السماء في دار رجل من اصحابي فانظروا من هو ؟ فهو خليفتي عليكم من بعدى والقائم فيكم بأمرى ولم يكن فيهم احد الا وهو يطمع أن يقول له: أنت القائم من بعدى فلما كان اليوم الرابع جلس كل رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم إذ انقض نجم من السماء قد غلب ضوئه على ضوء الدنيا حتى وقع في حجرة على عليه السلام، فهاج القوم وقالوا: والله لقد اضل هذا الرجل وغوى وما ينطق في ابن عمه الا بالهوى، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك: ” والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * ان هو الا وحى يوحى ” إلى آخر السورة. 6 – في تفسير على بن ابراهيم ” والنجم إذا هوى ” قال: النجم رسول الله صلى الله عليه وآله ” إذا هوى ” لما اسرى به إلى السماء وهو في الهوى، حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن ابى الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: ” النجم والشجر يسجدان ” قال: النجم رسول الله صلى الله عليه وآله وقد سماه الله في غير موضع، فقال: ” والنجم إذا هوى ” والحديث طويل


[ 146 ]

أخذنا منه موضع الحاجة. 7 – في مجمع البيان وروت العامة عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ان محمدا صلى الله عليه وآله نزل من السماء السابعة ليلة المعراج ولما نزلت السورة، أخبر بذلك عتبة بن ابى لهب فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وطلق ابنته وتفل في وجهه وقال: كفرت بالنجم ورب النجم، فدعا صلى الله عليه وآله عليه وقال: اللهم سلط عليه كلبا من كلابك، فخرج عتبة إلى الشام فنزل في بعض الطريق وألقى الله عليه الرعب فقال لاصحابه ليلا: أنيمونى بينكم ليلا ففعلوا فجاء أسد وافترسه من بين الناس. 8 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابيعمير عن حماد عن محمد بن مسلم قال قلت لابي جعفر عليه السلام: قول الله عزوجل: ” والليل إذا يغشى والنجم إذا هوى ” وما اشبه ذلك ؟ قال: ان لله عزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء، وليس لخلقه ان يقسموا الا به. 9 – في من لا يحضره الفقيه وروى على بن مهزيار قال: قلت لابي جعفر الثاني عليه السلام: قول الله عزوجل: ” والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى ” وقوله عزوجل: ” والنجم إذا هوى ” وما اشبه هذا، قال: ان الله عزوجل يقسم من خلقه بما يشاء وليس لخلقه ان يقسموا الا به عزوجل. 10 – في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” والنجم إذا هوى ” قال: أقسم بقبر محمد (1) إذا قبض ” ما ضل صاحبكم ” بتفضيله أهل بيته ” وما غوى ” 11 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن العباس عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” ما ضل صاحبكم وما غوى ” يقول: ما ضل في على وما غوى ” وما ينطق فيه عن الهوى ” وما كان قال فيه الا بالوحى الذى أوحى إليه.


(1) كذا في النسخ وفى المصدر ” بقبض محمد “. (*)

[ 147 ]

12 – في روضة الكافي متصل بآخر ما نقلنا قريبا أعنى وما غوى ” وما ينطق عن الهوى ” يقول: ما يتكلم بفضل أهل بيته بهواه، وهو قول الله عزوجل: ” ان هو الا وحى يوحى ” 13 – محمد بن يحيى عن أحمد بن سليمان عن عبد الله بن محمد اليماني عن مسمع بن الحجاج عن صباح الحذاء عن صباح المزني [ عن جابر ] عن ابى جعفر عليه السلام قال: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد على عليه السلام يوم الغدير صرخ ابليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم في بر ولا بحر الا أتاه فقالوا: يا سيدهم ومولاهم (1) ماذا دهاك ؟ فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه، فقال لهم: فعل هذا النبي فعلا ان تم لم يعص الله أبدا، فقالوا: يا سيدهم انت كنت لادم، فلما قال المنافقون: انه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه: اما ترى عينيه تدوران في رأسه كانه مجنون ؟ يعنون رسول الله صلى الله عليه وآله – صرخ ابليس صرخة يطرب فجمع اوليائه فقال لهم: اما علمتم انى كنت لادم من قبل ؟ قالوا: نعم قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب، وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 14 – في امالي الصدوق (ره) باسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام انه قال لعلقمة: ان رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط، وكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله و رسله وحجج الله عليهم السلام، ألم ينسبوه إلى انه ينطق عن الهوى في ابن عمه على عليه السلام حتى كذبهم الله عزوجل، فقال: ” وما ينطق عن الهوى * ان هو الا وحى يوحى ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 15 – في اصول الكافي على بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد


(1) أي قالوا يا سيدنا ومولانا وانما غيره لئلا يوهم انصرافه إليه (ع). وهذا شايع في كلام البلغاء في نقل امر لا يرضى القائل لنفسه كما في قوله تعالى: ” ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ” وقوله ” ماذا دهاك ” يقال: دهاه إذا أصابته داهنة، قاله المجلسي (ره) في مرآة العقول. (*)

[ 148 ]

عن عمر بن عبد العزيز عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وغيره قالوا: سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول: حديثى حديث أبى، وحديث أبى حديث جدى، وحديث جدى حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير – المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله، وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله قول الله عزوجل. 16 – في تفسير على بن ابراهيم: علمه شديد القوى يعنى الله عزوجل ذو مرة فاستوى يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: حدثنى ياسر عن أبى الحسن صلوات الله عليه قال: ما بعث الله نبيا الا صاحب مرة سوداء صافية وقوله: وهو بالافق الاعلى يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم دنى يعنى رسول الله من ربه عزوجل فتدلى قال: انما نزلت ثم دنا فكان قاب قوسين أو ادنى قال: كان من الله كما بين مقبض القوس إلى رأس السية (1) ” أو أدنى ” أي من نعمته ورحمته قال بل أدنى من ذلك. 17 – وفيه واما قوله: ” آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه ” فانه حدثنى أبى عن ابن ابى عمير عن هشام عن أبى عبد الله عليه السلام ان هذه الاية مشافهة الله لنبيه صلى الله عليه وآله لما أسرى به إلى السماء قال النبي صلى الله عليه وآله: انتهيت إلى سدرة المنتهى وإذا الورقة منها تظل امة من الامم فكنت من ربى كقاب قوسين أو أدنى كما حكى الله عزوجل، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 18 – وفيه: ” فكان قاب قوسين أو ادنى ” كان بين لفظه وبين سماع محمد كما بين وتر القوس وعودها، حدثنى أبى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أول من سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله (2) وذلك انه أقرب الخلق إلى الله تعالى وكان بالمكان الذى قال له جبرئيل لما اسرى به إلى السماء: تقدم يا محمد فقد وطيت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبى مرسل، ولو لا أن روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه، وكان من الله عزوجل كما


(1) سية القوس: ما عطف من طرفيها. (2) كذا. (*)

[ 149 ]

قال الله عزوجل ” قاب قوسين أو ادنى ” أي بل أدنى. 19 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى على بن سالم عن أبيه عن ثابت بن دينار قال: سألت زين العابدين على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان ؟ فقال: تعالى عن ذلك قلت فلم أسرى نبيه صلى الله عليه وآله إلى السماء ؟ قال: ليريه ملكوت السموات وما فيها من عجائب صنعه وبدايع خلقه، قلت فقول الله عزوجل: ” ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو ادنى ” ؟ قال: ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله دنى من حجب النور فراى من ملكوت السماوات ثم تدلى عليه السلام فنظر من تحته إلى ملكوت الارض حتى ظن أنه في القرب من الارض كقاب قوسين أو أدنى. 20 – وباسناده إلى هشام بن الحكم عن أبى الحسن موسى حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فلما اسرى بالنبي صلى الله عليه وآله وكان من ربه كقاب قوسين أو أدنى رفع له حجاب من حجبه. 21 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بى إلى السماء دنوت من ربى عزوجل حتى كان بينى وبينه قاب قوسين أو أدنى، فقال لى: يا محمد من تحب من الخلق ؟ قلت: يا رب عليا. قال: التفت يا محمد، فالتفت عن يسارى فإذا على بن أبى طالب عليه السلام. 22 – وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بى إلى السماء كنت من ربى كقاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى ربى ما أوحى، ثم قال: يا محمد اقرأ على بن أبى طالب أمير المؤمنين، فما سميت بهذا أحدا قبله ولا أسمى بها أحدا بعده. 23 – في أصول الكافي عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهرى عن على بن ابى حمزة قال: سأل أبو بصير ابا عبد الله عليه السلام وانا حاضر فقال: جعلت فداك كم عرج برسول الله صلى الله عليه وآله فقال: مرتين فأوقفه جبرئيل عليه السلام موقفا فقال له مكانك يا محمد، فلقد وقفت


[ 150 ]

موقفا ما وقفه ملك ولا نبى، ان ربك يصلى فقال: يا جبرئيل وكيف يصلى ؟ قال، يقول: سبوح قدوس انا رب الملائكة والروح سبقت رحمتى غضبى، فقال: اللهم عفوك عفوك، قال: وكان كما قال الله: ” قاب قوسين أو ادنى “. فقال له أبو بصير جعلت فداك ما قاب قوسين أو ادنى ؟ قال: ما بين سيتها (1) إلى رأسها. فقال: كان بينهما حجاب يتلا لايخفق ولا اعلمه الا وقد قال: زبرجد، فنظر في سم الابرة إلى ما شاء الله من نور العظمة، فقال الله تبارك وتعالى: يا محمد، قال لبيك ربى، قال: من لامتك بعدك ؟ قال: الله اعلم قال: على بن ابى طالب امير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين، قال: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام لابي بصير: يابا محمد والله ما جاءت ولاية على من الارض، ولكن جائت من السماء مشافهة. 24 – في مجمع البيان وروى مرفوعا عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله: ” فكان قاب قوسين أو ادنى ” قال: قدر ذراعين أو أدنى من ذراعين. 25 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الصمد بن بشير قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام بدو الاذان وقصة الاذان في اسراء النبي صلى الله عليه وآله حتى انتهى إلى سدرة المنتهى قال: فقال السدرة: ما جازني مخلوق قبل، قال: ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى، قال: فدفع إليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وفتحه فنظر إليه فإذا فيه اسماء اهل الجنة واسماء آبائهم. ثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه وفتح صحيفة اصحاب الشمال فإذا فيها اسماء اهل النار واسماء آبائهم وقبائلهم، ثم نزل ومعه الصحيفتان، فدفعهما إلى على بن ابى طالب عليه السلام وفى هذا الحديث اشياء ستقف عليها في محالها انشاء الله تعالى.


(1) مر معناه آنفا فراجع. (*)

[ 151 ]

26 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن على بن الحسين عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: انا ابن من علا فاستعلى فجاز سدرة المنتهى فكان من ربه قاب قوسين أو أدنى. 27 – وعن يعقوب بن جعفر الجعفري قال: سأل رجل يقال له عبد الغفار السلمى أبا ابراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام عن قول الله تبارك وتعالى: ” ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ” فقال: أرى هيهنا خروجا من حجب النور وتدليا إلى الارض وأرى محمدا رأى ربه بقلبه ونسبه إلى بصره فكيف هذا ؟ فقال أبو ابراهيم عليه السلام: دنا فتدلى فانه لم يزل عن موضع ولم يتدل ببدن فقال عبد الغفار اصفه بما وصف به نفسه حيث قال: ” دنى فتدلى ” فلم يتدل عن مجلسه الا وقد زال عنه ولولا ذلك لم يصف بذلك نفسه، فقال أبو ابراهيم عليه السلام: ان هذه لغة في قريش إذا اراد الرجل منهم أن يقول: قد سمعت يقول: قد تدليت وانما التدلى الفهم. 28 – وعن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فان هذا سليمان قد سخرت له الرياح فسارت في بلاده غدوها شهر ورواحها شهر ؟ فقال له على عليه السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، انه أسرى به من مسجد الحرام إلى المسجد الاقصى مسيرة شهر وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش، فدنى بالعلم فتدلى، فدلى له من الجنة رفرف خضر، وغشى النور بصره فراى عظمة ربه عزوجل بفؤاده ولم يرها بعينه، فكان قاب قوسين بينها وبينه أو ادنى فأوحى إلى عبده ما أوحى، فكان فيما أوحى إليه الاية التى في سورة البقرة قوله تعالى: ” لله ما في السموات وما في الارض ان تبدوا ما في انفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير ” وكانت الاية قد عرضت على الانبياء من لدن آدم عليه السلام إلى أن بعث الله تبارك اسمه محمدا ; وعرضت على الامم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها، وقبلها رسول الله صلى الله عليه وآله وعرضها على امته فقبلوها. وهذا


[ 152 ]

الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 29 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حبيب السجستاني قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله عزوجل: ” ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى ” فقال: يا حبيب لا تقرء هكذا، اقرأ: ” ثم دنى فتدانى فكاب قاب قوسين في القرب أو أدنى فأوحى إلى عبده ” يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله ” ما أوحى ” يا حبيب ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما فتح مكة أتعب نفسه في عبادة الله عزوجل والشكر لنعمه في الطواف بالبيت، وكان على عليه السلام معه قال: فلما غشيهما الليل انطلقا إلى الصفا والمروة يريدان السعي، قال: فلما هبطا من الصفا إلى المروة وسارا في الوادي دون العلم الذى رأيت غشيتهما من السماء نور فاضاءت لهما الجبال مكة و خشعت ابصارهما، قال: ففزعا فزعا شديدا قال: فمضى رسول الله صلى الله عليه وآله حتى ارتفع عن الوادي وتبعه على عليه السلام، فرفع رسول الله رأسه إلى السماء فإذا هو برمانتين على رأسه قال: فتناولهما رسول الله صلى الله عليه وآله فأوحى الله عزوجل إلى محمد يا محمد انهما من قطف الجنة (1) فلا يأكل منها الا أنت ووصيك على بن أبى طالب، قال: فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله احداهما وأكل على عليه السلام الاخرى، ثم اوحى الله عزوجل إلى محمد ما اوحى. 30 – في تفسير على بن ابراهيم ” فأوحى إلى عبده ما أوحى ” قال: وحى مشافهة. وفيه ” فأوحى إلى عبده ما اوحى ” فسئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذلك الوحى ؟ فقال: أوحى إلى أن عليا سيد المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين، واول خليفة يستخلفه خاتم النبيين، فدخل القوم في الكلام، فقالوا: من الله ومن رسوله ؟ فقال الله جل ذكره لرسوله صلى الله عليه وآله: قل لهم ما كذب الفؤاد ما رأى ثم رد عليهم فقال: أفتمارونه على ما يرى فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله قد امرت بغير هذا، امرت ان انصبه للناس فأقول لهم: هذا وليكم من بعدى، وانه بمنزلة السفينة يوم الغرق ; من دخل


(1) قطف الثمرة: قطعها. (*)

[ 153 ]

فيها نجى ومن خرج عنها غرق. قال مؤلف هذا الكتاب قد تقدم لقوله عزوجل: ” فأوحى إلى عبده ما أوحى ” بيان فيما نقلناه عند قوله عزوجل: ” فكان قوب قوسين ” الاية من امالي شيخ الطائفة، واصول الكافي، وبصاير الدرجات، وكتاب الاحتجاج فليراجع هناك. 31 – في مجمع البيان ” ما كذب الفؤاد ما رأى ” قال ابن عباس: راى محمد ربه بفؤاده، وروى ذلك عن محمد بن الحنفية عن ابيه على عليه السلام وروى عن ابى ذر وابى سعيد الخدرى ان النبي صلى الله عليه وآله سئل عن قوله: ” ما كذب الفؤاد ما راى ” قال: قد رأيت نورا. 32 – وعن ابى العالية قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله هل رأيت ربك ليلة المعراج ؟ قال: رأيت نهرا ورأيت وراء النهر حجابا، ورأيت وراء الحجاب نورا لم أر غير ذلك. 33 – في اصول الكافي أحمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث أن ادخله على أبى الحسن الرضا عليه السلام فاستأذنته في ذلك فأذن لى فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والاحكام إلى قوله: قال أبو قرة: فانه يقول: ولقد رآه نزلة اخرى فقال أبو الحسن عليه السلام ان بعد هذه الاية ما يدل على ما راى حيث قال: ” ما كذب الفؤاد ما راى ” يقول: ما كذب فؤاد محمد ما رأت عيناه ثم أخبر بما راى فقال: لقد راى من آيات الكبرى فآيات الله غير الله. 34 – في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن الفضيل قال: سألت ابا الحسن عليه السلام هل رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ربه عزوجل ؟ فقال: نعم بقلبه رآه، أما سمعت الله عزوجل يقول: ما كذب الفؤاد ما راى لم يره بالبصر ولكن رآه بالفؤاد. قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق في تفسير على بن ابراهيم قريبا عند قوله تعالى: ” فأوحى إلى عبده ما أوحى ” بيان ما لقوله تعالى: ” ما كذب الفؤاد ما راى ” وكذلك لقوله عزوجل افتمارونه على ما يرى. أقول. وقد سبق قريبا في أصول الكافي بيان لقوله عزوجل: ولقد رآه نزلة اخرى


[ 154 ]

35 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حبيب السجستاني قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا حبيب ” ولقد رآه نزلة اخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى ” يعنى عندها وافى به جبرئيل حين صعد إلى السماء، فلما انتهى إلى محل السدرة وقف جبرئيل دونها وقال: يا محمد ان هذا موقفي الذى وضعني الله عزوجل فيه، ولن أقدر على أن اتقدمه، ولكن امض أنت امامك إلى السدرة فقف عندها. قال: فتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله السدرة وتخلف جبرئيل عليه السلام قال أبو جعفر عليه السلام انما سميت سدرة المنتهى لان أعمال أهل الارض تصعد بها الملائكة الحفظة إلى محل السدرة والحفظة البررة دون السدرة يكتبون ما يرفع إليهم من أعمال العباد في الارض، قال: فينتهون بها إلى محل السدرة قال: فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله فراى أغصانها تحت العرش وحوله قال: فتجلى لمحمد صلى الله عليه وآله نور الجبار عزوجل، فلما غشى محمدا صلى الله عليه وآله شخص بصره وارتعدت فرائصه، قال: فشد الله عزوجل لمحمد قلبه وقوى له بصره حتى راى من آيات ربه ما راى، وذلك قول الله عزوجل ” ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ” قال: يعنى الموافاة قال: فرأى محمد صلى الله عليه وآله ما راى ببصره من آيات ربه الكبرى، يعنى اكبر الايات قال أبو جعفر عليه السلام: وان غلظ السدرة لمسيرة مأة عام من أيام الدنيا، وان الورقة منها تغطى أهل الدنيا. 36 – في بصاير الدرجات باسناده إلى عبد الصمد بن بشير قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام بدو الاذان وقصة الاذان في اسراء النبي صلى الله عليه وآله حتى انتهى إلى سدرة المنتهى قال: فقالت السدرة: ما جازني مخلوق قبل. 37 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن على بن الحسين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: أنا ابن من على فاستعلى فجاز سدرة المنتهى وكان من ربه قاب قوسين أو ادنى 38 – وروى موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال. ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فان موسى


[ 155 ]

ناجاه الله تعالى على طور سيناء قال على عليه السلام لقد كان كذلك ولقد أوحى الله عزوجل إلى محمد صلى الله عليه وآله عند سدرة المنتهى، فمقامه في السماء محمود، وعند منتهى العرش مذكور، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 39 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن على بن موسى الرضا عليه السلام قال: قال لى يا أحمد ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام بن الحكم في التوحيد ؟ فقلت: جعلت فداك قلنا نحن بالصورة للحديث الذى روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله راى ربه في صورة شاب، وقال هشام بن الحكم بالنفى للجسم، فقال: يا احمد ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما اسرى به إلى السماء وبلغ عند سدرة المنتهى خرق له في الحجب مثل سم الابرة فراى من نور العظمة ما شاء الله أن يرى، وأردتم أنتم التشبيه، دع هذا يا احمد لا ينفتح عليك منه أمر عظيم. 40 – حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن هشام عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله انتهيت إلى سدرة المنتهى وإذا الورقة منها تظل امة من الامم، فكنت من ربى كقاب قوسين أو ادنى. 41 – وباسناده إلى اسماعيل الجعفي عن ابى جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا و فيه قال: فلما انتهى به إلى سدرة المنتهى تخلف عنه جبرئيل عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: في هذا الموضع تخذلني ؟ ! فقال تقدم امامك فوالله لقد بلغت مبلغا لم يبلغه خلق من خلق الله قبلك، فرايت من نور ربى وحال بينى وبينه السبحة (1) قلت: و ما السبحة جعلت فداك ؟ فأومى بوجهه إلى الارض واومى بيده إلى السماء وهو يقول جلال ربى، جلال ربى ثلاث مرات. 42 – وفيه وقال على بن ابراهيم في قوله ” ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى ” قال: في السماء السابعة.


(1) قال الملجسى (ره) لعل المراد بالسبحة تنزهه وتقدسه تعالى أي حال بينى وبينه تنزهه عن المكان والرؤية والا فقد حصل غاية ما يمكن من القرب، وقال غيره: بل المراد جلاله وعظمته وكبريائه وقال (ره): وايماؤه إلى الارض وحط رأسه كان خضوعا لجلاله تعالى (*)

[ 156 ]

وفيه ” ولقد رآه نزلة اخرى ” يقول رايت الوحى مرة اخرى عند سدرة المنتهى التى يتحدث تحتها الشيعة في الجنان. 43 – في كتاب الخصال عن على عليه السلام انه قال في وصية له: يا على انى رايت اسمك مقرونا إلى اسمى في اربعة مواطن فآنست بالنظر إليه إلى قوله: فلما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها انى انا الله لا اله الا انا وحدي، محمد صفوتي من خلقي، أيدته بوزيره، ونصرته بوزيره، فقلت لجبرئيل: من وزيرى ؟ فقال على بن ابى طالب عليه السلام: فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش رب العالمين جل جلاله. الحديث. 44 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام وفيه يقول: واما قوله: ” ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى ” يعنى محمدا صلى الله عليه وآله حين كان عند سدرة المنتهى حيث لا يجاوزها خلق من خلق الله. 45 – في مجمع البيان وروى العامة عن على عليه السلام ” جنه المأوى ” بالهاء. 46 – في جوامع الجامع وأبى الدرداء ” جنه المأوى بالهاء ” وروى ذلك عن الصادق عليه السلام ومعناه ستره بضلاله ودخل فيه. 47 – في من لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبي صلى الله عليه وآله قلت لبلال: يرحمك الله زدنى وتفضل على فانى فقير، فقال يا غلام لقد كلفتني شططا ؟ اما الباب الاعظم فدخل منه العباد الصالحون وهم أهل الزهد والورع، والراغبون إلى الله عزوجل المستأنسون به قلت: يرحمك الله فإذا دخل الجنة فماذا يصنعون ؟ قال: يسيرون على نهرين في ماء صاف في سفن الياقوت مجاديفها الياقوت (1) فيها ملائكة من نور، عليهم ثياب خضر شديدة خضرتها، قلت يرحمك الله هل يكون من النور الخضر ؟ قال: ان الثياب خضر ولكن فيها نور من نور رب العالمين جل جلاله ليسيروا على حافتى ذلك النهر قلت: فما اسم ذلك النهر ؟ قال: جنة المأوى.


(1) المجداف: خشبة طويلة مبسوطة احد الطرفين تسير بها القوارب وفى المصدر ” مجاديفها اللؤلؤ “. (*)

[ 157 ]

48 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: إذ يغشى السدرة ما يغشى قال لما رفع الحجاب بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله غشى نور السدرة. 49 – في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام عن ابيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بى إلى السماء وانتهيت إلى سدرة المنتهى قال: ان الورقة منها تظل الدنيا ; وعلى كل ورقة ملك يسبح، يخرج من افواههم الدر والياقوت تبصر اللؤلؤ مقدار خمسمأة عام، وما يسقط من ذلك الدر والياقوت، يخرجونه ملائكة موكلون به، يلقونه في بحر من نور، يخرجونه كل ليلة جمعة إلى سدرة المنتهى، فلما نظروا إلى رحبوا بى وقالوا: يا محمد مرحبا بك، فسمعت اضطراب ريح السدرة وخفقة ابواب الجنان (1) وقد اهتزت فرحا بمجيئك، فسمعت الجنان تنادى واشوقاه إلى على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام اجمعين. 50 – في مجمع البيان ” إذا يغشى السدرة ما يغشى ” وروى أن النبي صلى الله عليه وآله قال رأيت على كل ورقة من ورقها ملكا قائما يسبح الله عزوجل. 51 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث أو غيره قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: لقد راى من آيات ربه الكبرى قال: راى جبرئيل على ساقه الدر مثل القطر على البقل، له ستمأة جناح قد ملاء ما بين السماء والارض. 52 – في اصول الكافي احمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث ان ادخله على ابى الحسن الرضا عليه السلام فأستأذنته في ذلك فأذن لى فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والاحكام إلى قوله: قال أبو قرة: فانه يقول ” ولقد رآه نزلة اخرى ” فقال أبو الحسن عليه السلام: ان بعد هذه الآية ما يدل على ما راى حيث قال: ” ما كذب الفؤاد ما راى ” يقول: ما كذب فؤاد محمد ما رأت عيناه، ثم اخبر بما راى، فقال: ” لقد راى من آيات ربه الكبرى “


(1) الخفقة: اسم المرة من خفق الراية: تحرك. (*)

[ 158 ]

فآيات الله غير الله. 53 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه: وقوله في آخر الاية: ” ما زاغ البصر وما طغى * لقد راى من آيات ربه الكبرى ” رأى جبرئيل عليه السلام في صورته مرتين هذه المرة ومرة اخرى، وذلك ان خلق جبرئيل عظيم فهو من الروحانيين الذين لا يدرك خلقهم وصفتهم الا الله رب العالمين. 54 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حبيب السجستاني عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل وفى آخره: فراى محمد صلى الله عليه وآله ما راى ببصره من آيات ربه الكبرى يعنى اكبر الآيات. 55 – في تفسير على بن ابراهيم ” لقد راى من آيات ربه الكبرى ” يقول: لقد سمع كلاما لولا انه قوى ما قوى. وباسناده إلى ابى بردة الاسلمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلى عليه السلام: يا على ان الله اشهدك معى في سبع مواطن: اما اول ذلك فليلة اسرى بى إلى السماء قال لى جبرئيل: اين اخوك فقلت: خلفته ورائي، قال: ادع الله فليأتك به، فدعوت الله وإذا بمثالك معى. والثانى حين اسرى بى في المرة الثانية فقال لى جبرئيل: اين اخوك ؟ قلت: خلفته ورائي، قال: ادع الله فليأتك به، فدعوت الله فإذا مثالك معى، إلى قوله: واما السادس لما اسرى بى إلى السماء جمع الله لى النبيين فصليت بهم ومثالك خلفي. 56 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن ابى عمير أو غيره عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: كان امير المؤمنين عليه السلام يقول: ما لله عزوجل آية هي اكبر منى والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 57 – في امالي شيخ الطائقة ” قدس سره ” باسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بى إلى السماء ودنوت من ربى عزوجل حتى كان بينى وبينه قاب قوسين أو ادنى قال لى: يا محمد من تحب من الخلق ؟ قلت: يا رب عليا قال: التفت يا محمد فالتفت عن يسارى فإذا على بن ابي طالب عليه السلام.


[ 159 ]

58 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: افرأيتم اللات والعزى قال: اللات رجل والعزى امرأة وقوله: ومناة الثالثة الاخرى قال: كان صنم بالمسلك خارج من الحرم على ستة اميال يسمى المناة. 59 – في عيون الاخبار في باب النصوص على الرضا عليه السلام حديث قدسي حكاه صلى الله عليه وآله وفيه: وهذا القائم الذى يحل حلالى ويحرم حرامى وبه أنتقم من أعدائي وهو راحة لاوليائي وهو الذى به يشفى قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين و الكافرين، فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما فيفتتن الناس بهما أشد من فتنة العجل والسامري. 60 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن محمد بن على بن موسى عليهم السلام حديث طويل يذكر فيه القائم عليه السلام وفى آخره يقول عليه السلام: فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما. 61 – في كتاب مقتل الحسين لابي مخنف (ره) من أشعار الحسين عليه السلام في موقف كربلاء: والدى شمس وامى قمر * فأنا الكوكب وابن القمرين – عبد الله غلاما يافعا * وقريش يعبدون الوثنين – يعبدون اللات والعزى معا * وعلى قائم بالحسنيين – مع رسول الله سبعا كاملا * ما على الارض مصل غير ذين – هجر الاصنام لم يعبدها * مع قريش لا ولا طرفة عين 62 – في تفسير على بن ابراهيم حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيه، وقد ذكر الملحدين في آيات الله: ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله فألفه على اختيارهم ومما يدل للمتأمل له على اخلال تمييزهم وافترائهم وتركوا منه ما قدروا أنه لهم وهو عليهم وزادوا فيه ما ظهر تناكره وتنافره، وعلم الله أن ذلك يظهر ويبين فقال: ذلك مبلغهم من العلم.


[ 160 ]

63 – في من لا يحضره الفقيه وروى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن أبى جعفر محمد بن على الرضا عليه السلام عن أبيه قال: سمعت أبى موسى بن جعفر عليه السلام يقول: دخل عمرو بن عبيد البصري على ابى عبد الله عليه السلام، فلما سلم وجلس تلا هذه الاية الذين يجتنبون كبائر الاثم ثم امسك فقال له أبو عبد الله عليه السلام: ما امسكك ؟ فقال: أحب ان أعرف الكبائر من كتاب الله عزوجل فقال: يا عمرو ! اكبر الكبائر الشرك بالله يقول الله تبارك وتعالى: ” ان الله لا يغفر ان يشرك به ” ويقول عزوجل: ” انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار ” وبعده اليأس من روح الله لان الله عزوجل يقول: ” ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون ” ثم الامن من مكر الله لان الله عزوجل يقول: ” ولا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون “. ومنها عقوق الوالدين لان الله عزوجل جعل العاق جبارا شقيا في قوله تعالى: ” وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا ” وقتل النفس التى حرم الله الا بالحق لان الله عزوجل يقول: ” ومن يقتل مؤمنا معتمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ” إلى آخر الاية. وقذف المحصنات لان الله عزوجل يقول: ” ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الاخرة ولهم عذاب عظيم “. واكل مال اليتيم ظلما لقول الله عزوجل: ” ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا “. والفرار من الزحف لان الله عزوجل يقول: ” ومن يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير “. وأكل الربا لان الله عزوجل يقول: ” ان الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس ” ويقول الله عزوجل: ” يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا ان كنتم مؤمنين * فان لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ” والسحر لان الله عزوجل يقول: ” ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الاخرة من خلائق “. والزنا لان الله عزوجل يقول: ” ومن يفعل ذلك يلق اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا


[ 161 ]

من تاب ” الاية واليمين الغموس (1) لان الله عزوجل يقول: ” ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا اولئك لاخلاق لهم في الاخرة ” الاية الغلول (2) قال الله عزوجل: ” ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة “. ومنع الزكاة المفروضة لان الله عزوجل يقول: ” يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ” وشهادة الزور وكتمان الشهادة لان الله عزوجل يقول: ” ومن يكتمها فانه آثم قلبه ” وشرب الخمر لان الله عزوجل عدل بها عبادة الاوثان وترك الصلوة متعمدا أو شيئا مما فرض الله عزوجل لان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من ترك الصلوة متعمدا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وآله، ونقض العهد و قطيعة الرحم لان الله عزوجل يقول: ” اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ” قال: فيخرج عمرو بن عبيد وله صراخ من بكائه وهو يقول: هلك من قال برأيه ونازعكم في الفضل والعلم. 64 – في اصول الكافي يونس عن اسحق بن عمار عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل ” الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ” قال: الفواحش الزنا والسرقة واللمم (3) الرجل يلم بالذنب فيستغفر الله منه قلت: بين الضلال و الكفر منزلة ؟ فقال: ما أكثر عرى الايمان. 65 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن أبى أيوب عن محمد بن مسلم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أرايت قول الله عزوجل: ” الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ” قال: هو الذنب يلم به الرجل فيمكث ما شاء الله ثم يلم به بعد. 66 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن العلا عن محمد


(1) اليمين الغموس هي اليمين الكاذبة الفاجرة يقطع بها الحالف ما لغيره مع علمه ان الامر بخلافه وليس فيها كفارة لشدة الذنب فيها سميت بذلك لانها تغمس صاحبها في الاثم. (2) الغلول: السرقة والخيانة. وقيل: الغلول في المغنم خاصة. (3) اللمم: مقاربة الذنب أو ؟ ؟ ؟ لذنوب. (*)

[ 162 ]

ابن مسلم عن احدهما عليهما السلام قال: قلت: ” الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ” قال: الهنة بعد الهنة (1) أي الذنب بعد الذنب يلم به العبد. 67 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن اسحق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام ما من مؤمن الا وله ذنب يهجره زمانا (2) ثم يلم به وذلك قول الله عزوجل: ” الا اللمم ” وسألته عن قول الله عزوجل: ” الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ” قال: الفواحش الزنا والسرقة واللمم الرجل يلم بالذنب فيستغفر الله منه. 68 – على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد عن عيسى عن حريز عن اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما من ذنب الا وقد طبع عليه عبد مؤمن يهجره الزمان ثم يلم به وهو قوله الله عزوجل: ” الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ” قال: اللمام العبد الذى يلم بالذنب بعد الذنب، ليس من سليقته أي من طبعه. 69 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى اسحق القمى قال: دخلت على أبى جعفر الباقر عليه السلام فقلت: جعلت فداك، لا يزنى (3) ولا يلوط ولا يرتكب السيئات فأى شئ ذنبه ؟ فقال يا اسحق قال الله تبارك وتعالى ” الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ” وقد يلم المؤمن بالشئ الذى ليس فيه مراد والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 70 – في مجمع البيان قال الفراء: اللمم أن يفعل الانسان الشئ في الحين لا يكون له عادة ومنه المام الخيال، والالمام الزيادة التى لا تمتد، وكذلك اللمام قال امية:


(1) الهن – على وزن اخ – كلمة كناية ومعناها شئ واصله هنو. (2) يهجره أي يتركه وقيل: العموم في هذا الكلام عرفى كناية عن الكثرة. (3) يعنى المؤمن المذكور في الحديث قبيل ذلك وتمام الحديث مذكور في الباب 240 من كتاب العلل ج 2 صفحة 175 ط قم فراجع ان شئت. (*)

[ 163 ]

ان تغفر اللهم تغفر جما * واى عبد لك لا ألما وقد روى ان النبي صلى الله عليه وآله كان ينشدهما ويقولهما أي لم يلم بمعصية. 71 – في عيون الاخبار في باب ما كتبه الرضا عليه السلام من محض الاسلام وشرايع الدين قال عليه السلام: واجتناب الكبائر وهى قتل النفس التى حرم الله عزوجل و الزنا والسرقة وشرب الخمر، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، واكل مال اليتيم ظلما، واكل الميتة والدم ولحم الخنزير، وما أهل لغير الله به من غير ضرورة، وأكل الربا بعد البينة والسحت، والميسر وهو القمار، والبخس في المكيال والميزان، وقذف المحصنات واللواط، وشهادة الزور، واليأس من روح الله، والا من من مكر الله تعالى، والقنوط من رحمة الله تعالى، ومعونة الظالمين والركون إليهم واليمين الغموس وحبس الحقوق من غير عسر، والكذب، والكبر، و الاسراف والتبذير والخيانة، والاستخفاف بالحج، والمحاربة لاولياء الله، والاشتغال بالمناهى، والاصرار على الذنوب. 72 – في كتاب الخصال عن ابى عبد الله عليه السلام قال: وجدنا في كتاب على بن ابى طالب عليه السلام الكبائر خمس: الشرك بالله وعقوق الوالدين وأكل الربا بعد البينة ; والفرار من الزحف والتعرب بعد الهجرة. 73 – وعن عبيد بن زرارة قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: اخبرني عن الكبائر فقال: هو خمس وهن ما أوجب الله عليهن النار قال الله تعالى: ” ان الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ” و قال: ” يا ايها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار ” إلى آخر الاية، وقوله: ” يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا ” إلى آخر الاية، ورمى المحصنات الغافلات، وقتل المؤمن عمدا. 74 – عن عبد الرحمن بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الكبائر سبع فينا نزلت ومنا استحلت، فانها الشرك بالله العظيم، وقتل النفس التى حرم الله، و أكل مال اليتيم وعقوق الوالدين، وقذف المحصنة والفرار من الزحف وانكار


[ 164 ]

حقنا، فأما الشرك بالله فقد أنزل الله فينا ما أنزل، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله ما قال: فكذبوا الله وكذبوا رسوله واشركوا بالله تعالى واما قتل النفس التى حرم الله فقد قتلوا الحسين بن على عليهما السلام وأصحابه، وأما أكل مال اليتيم فقد ذهبوا بفيئنا الذى جعله الله لنا واعطوه غيرنا، واما عقوق الوالدين فقد أنزل في كتابه: ” النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وأزواجه امهاتهم ” فعقوا رسول الله صلى الله عليه وآله في ذريته، وعقوا امهم خديجة في ذريتها، وأما قذف المحصنة فقد قذفوا فاطمة عليها السلام على منابرهم ; واما الفرار من الزحف فقد اعطوا امير المؤمنين عليه السلام بيعتهم طائعين غير مكرهين ففروا عنه وخذلوه، واما انكار حقنا فهذا لا يتنازعون فيه. 75 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى عباد بن كثير النوا قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الكبائر فقال: كل شئ وعد الله عليه النار. 76 – وباسناده إلى أحمد بن اسماعيل الكاتب قال: اقبل محمد بن على عليهما السلام في المسجد الحرام فنظر إليه قوم من قريش فقالوا: هذا اله أهل العراق فقال بعضهم: لو بعثتم إليه بعضكم فسأله ؟ فأتاه شاب منهم فقال له: يا عم ما اكبر الكبائر ؟ فقال: شرب الخمر فأتاهم فأخبرهم فقالوا له: عد إليه فلم يزالوا به حتى عاد إليه فسأله فقال له: ألم أقل لك يا ابن اخ شرب الخمر ؟ ان شرب الخمر يدخل صاحبه في الزنا والسرقة وقتل النفس التى حرم الله الا بالحق وفى الشرك وتالله أفاعيل الخمر تعلوا على كل ذنب كما تعلوا شجرتها على كل شجرة. 77 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن اسحاق الليثى عن أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه خلق الله طينة الشيعة وطينة الناصب وان الله مزج بينهما إلى قوله: فما رأيته من شيعتنا من زنا أو لواط أو ترك صلوة أو صيام أو حج أو جهاد أو خيانة أو كبيرة من هذا الكبائر فهو من طينة الناصب وعنصره الذى قد مزج فيه، لا من سنخ الناصب وعنصره وطينته اكتساب المآثم والفواحش والكبائر، وما رأيت من الناصب ومواظبته على الصلوة والصيام والزكوة والحج


[ 165 ]

والجهاد وأبواب البر فهو من طينة المؤمن وسنخه الذى قد مزج فيه، لان من سنخ المؤمن وعنصره وطينته اكتساب الحسنات واستعمال الخير واجتناب المآثم وفى آخره قال عليه السلام: اقرأ يا ابراهيم: ” الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذا نشأكم من الارض ” يعنى من الارض المنتنة ” فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى ” يقول: لا يفتخر احدكم بكثرة صلوته وصيامه وزكوته ونسكه لان الله عزوجل، أعلم بمن اتقى منكم، فان ذلك من قبل اللمم وهو المزج وفى هذا الحديث ايضاح وفوائد وهو مذكور في سورة الفرقان عند قوله تعالى: ” اولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات “. (1) 78 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى جميل بن دراج قال: سألت ابا عبد الله عن قول الله عزوجل: فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى قال: قول الناس صليت البارحة وصمت امس ونحو هذا، ثم قال عليه السلام: ان قوما كانوا يصبحون فيقولون: صلينا البارحة وصمنا امس، فقال على عليه السلام: لكنى انام الليل والنهار ولو اجد بينهما شيئا لنمته. 79 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن معمر بن راشد قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: أتى يهودى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقام بين يديه يحد النظر إليه (2) فقال: يا يهودى ما حاجتك ؟ فقال: أنت أفضل ام موسى بن عمران النبي الذى كلمه الله عزوجل، وأنزل عليه التوراة، والعصاء، وفلق له البحر وأظله بالغمام ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وآله: انه يكره للعبد أن يزكى نفسه ولكني أقول: ان آدم عليه السلام لما أصاب الخطيئة كانت توبته ان قال: اللهم انى اسئلك بحق محمد و آل محمد لما غفرت لى فغفر الله له، وان نوحا عليه السلام لما ركب السفينة وخاف الغرق قال: اللهم انى اسئلك بحق محمد وآله محمد لما أنجيتني من الغرق فنجاه الله عزوجل وان ابراهيم عليه السلام لما القى في النار قال: اللهم انى اسئلك بحق محمد و


(1) راجع ج 4 صفحة 35 – 40. (2) حد إليه النظر: بالغ في النظر إليه. (*)

[ 166 ]

آل محمد لما انجيتنى منها، فجعلها الله عليه بردا وسلاما ; وان موسى عليه السلام لما القى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال: اللهم انى اسئلك بحق محمد وآله محمد لما آمنتني، قال الله عزوجل: ” لا تخف انك انت الاعلى ” يا يهودى ان موسى لو أدركني ثم لم يؤمن بى وبنبوتى ما نفعه ايمانه شيئا، ولا نفعته النبوة، يا يهودى و من ذريتي المهدى إذا خرج نزل عيسى بن مريم عليه السلام لنصرته فقدمه ويصلى خلفه. 80 – وفيه من كلام لعلى عليه السلام: ولو لا ما نهى الله عنه من تزكية المرء نفسه لذكر ذاكر فضائل جمة تعرفها قلوب المؤمنين، ولا تمجها آذان السامعين (1) 81 – في تفسير العياشي وقال سليمان قال سفيان لابي عبد الله عليه السلام: ما يجوز أن يزكى المرء نفسه ؟ قال: نعم إذا اضطر إليه، اما سمعت قول يوسف: ” اجعلني على خزائن الارض انى حفيظ عليم ” وقول العبد الصالح: ” وانا لكم ناصح امين “. 82 – في كتاب مقتل الحسين (ع) لابي مخنف رحمه الله من أشعار الحسين عليه السلام في موقف كربلاء أنا ابن على الحر من آل هاشم * كفانى بهذا مفخرا حين افخر – بنا بين الله الهدى عن ضلاله * وينجز بنا دين الاله ويظهر – علينا وفينا انزل الوحى والهدى * ونحن سراج الله في الارض نزهر – ونحن ولاة الحوض نسقى محبنا * بكأس رسول الله ما ليس ينكر – وشيعتنا في الناس اكرم شيعة * ومبغضنا يوم القيامة يخسر – فطوبى لعبد زارنا بعد موتنا * بجنة عدن صفوها لا يكدر


(1) هذا الكلام من جملة ما كتبه (ع) جوابا إلى معاوية وهو من محاسن الكتب وقد ذكره الشريف الرضى (قده) في نهج البلاغة بتمامه فمن أراد الوقوف عليه فليراجع رقم 28 من الكتب والرسائل وقوله (ع) ” ولولا ما نهى الله… ا ه ” اشارة إلى نفسه عليه الصلوة والسلام. وقوله ” ولا تمجها آذان السامعين ” أي لا تقذفها يقال مج الرجل من فيه أي قذفه. (*)

[ 167 ]

ومنها: خيرة الله من الخلق ابى * بعد جدى فأنا ابن الخيرتين – امى الزهراء حقا وأبى * وارث العلم ومولى الثقلين – فضة قد صفيت من ذهب * فأنا الفضة وابن الذهبين – والدى شمس وامى قمر * فأنا الكوكب وابن القمرين – من له جد كجدي في الورى * أو كامى في جميع المشرقين – خصه الله بفضل وتقى * فأنا الازهر وابن الازهرين – جوهر من فضة مكنونة * فأنا الجوهر وابن الدرتين – نحن أصحاب العبا خمستنا * قد ملكنا شرقها والمغربين – نحن جبرئيل لنا سادسنا * ولنا البيت ومولى الحرمين – كل ذا العالم يرجو فضلنا * غير ذا الرجس اللعين الوالدين 83 – في مجمع البيان: افرايت الذى تولى نزلت الايات السبع في عثمان بن عفان كان يتصدق وينفق فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن سعد بن أبى سرح: ما هذا الذى تصنع ؟ يوشك أن لا يبقى لك شئ فقال عثمان: ان لى ذنوبا وانى أطلب ما أصنع رضى الله وارجو عفوه، فقال له عبد الله اعطني ناقتك برحلها وانا أتحمل عنك ذنوبك كلها، فأعطاه واشهد عليه وامسك عن النفقة فنزلت: ” أفرأيت الذى تولى ” أي يوم احد حين ترك المركز واعطى قليلا ثم قطع النقة إلى قوله: ” وان سعيه سوف يرى ” فعاد عثمان إلى ما كان عليه عن ابن عباس و السدى والكلبي وجماعة من المفسرين. أقول: ونقل أقوال أربعة أنها نزلت في غير عثمان. 84 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حفص بن البخترى عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: وابراهيم الذى وفى قال: انه كان يقول: إذا أصبح وامسي: اصبحت وربى محمود، أصبحت لا اشرك به شيئا ولا ادعو مع الله إلى آخر ولا اتخذ من دونه وليا وسمى بذلك عبدا شكورا.


[ 168 ]

85 – في أصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن محمد بن سنان عن ابى سعيد المكارى عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: ماعنى بقوله: وابراهيم الذى وفى قال: كلمات بالغ فيهن، قلت: وما هن ؟ قال: كان إذا أصبح قال: أصبحت وربى محمود أصبحت لا اشرك بالله شيئا ولا أدعو معه الها ولا اتخذ من دونه وليا – ثلاثا – وإذا أمسى قالها ثلاثا، قال: فأنزل الله عزوجل في كتابه: ” وابراهيم الذى وفى ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 86 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” وابراهيم الذى وفى ” قال: وفى بما أمره الله به من الامر والنهى وذبح ابنه. قال عز من قائل: وأن ليس للانسان الا ما سعى 87 – في الكافي أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن اسحق بن عمار عن أبى ابراهيم عليه السلام قال: سألته عن الرجل يحج فيجعل حجته وعمرته أو بعض طوافه لبعض أهله وهو عنه غائب في بلد آخر قال: قلت: فينتقص ذلك من أجر قال: هي له ولصاحبه وله أجر سوى ذلك بما وصل، قلت: وهو ميت هل يدخل ذلك عليه ؟ قال: نعم، حتى يكون مسخوطا عليه فيغفر له أو يكون مضيقا عليه فيوسع عليه، قلت: فيعلم هو في مكانه أنه عمل ذلك لحقه ؟ قال: نعم قلت: وان كان ناصبا ينفعه ذلك ؟ قال: نعم يخفف عنه. 88 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله رفع رأسه إلى السماء فتبسم فقيل له: يا رسول الله رأيناك رفعت رأسك إلى السماء فتبسمت ؟ قال: نعم عجبت لملكين هبطا من السماء إلى الارض يلتمسان عبدا صالحا مؤمنا في مصلى كان يصلى فيه ليكتبا له عمله في يومه وليلته، فلم يجداه في مصلاه فعرجا إلى السماء فقالا: يا رب عبدك فلان المؤمن التمسناه في مصلاه لنكتب عمله ليومه وليلته فلم نصبه فوجدناه في حبالك (1) ؟ فقال الله عزوجل: اكتبا لعبدي مثل ما كان يعمله في صحته من الخير


(1) أي وجدناه مريضا. (*)

[ 169 ]

في يومه وليلته ما دام في حبالى، فان على أن أكتب له أجر ما كان يعمله إذ حبسته عنه. 89 – على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن المفضل بن صالح عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال النبي. صلى الله عليه وآله: ان المؤمن إذا غلبه ضعف الكبر امر الله عزوجل الملك ان يكتب له في حالته تلك مثل ما كان يعمل وهو شاب نشيط (1) صحيح ومثل ذلك إذا مرض وكل الله به ملكا يكتب له في سقمه ما كان يعمل من الخير في صحته حتى يرفعه الله ويقبضه، وكذلك الكافر إذا اشتغل بسقم في جسده كتب الله له ما كان يعمل من شر في صحته. 90 – على بن ابراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يقول عزوجل للملك الموكل بالمؤمن إذا مرض: اكتب له ما كنت تكتب له في صحته، فانى انا الذى صيرته في حبالى. 91 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الحميد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا صعد ملكا العبد المريض إلى السماء عند كل مساء يقول الرب تبارك وتعالى: ماذا كتبتما لعبدي في مرضه ؟ فيقولان: الشكاية، فيقول: ما انصفت عبدى أن حبسته في حبس من حبسي ثم أمنعه الشكاية، اكتبا لعبدي مثل ما كنتما تكتبان له من الخير في صحته ; ولا تكتبان عليه سيئة حتى أطلقه من حبسي. 92 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن درست قال: سمعت أبا ابراهيم عليه السلام يقول: إذا مرض المؤمن أوحى الله عزوجل إلى صاحب الشمال: لا تكتب على عبدى ما دام في حبسي ووثاقى ذنبا ويوحى إلى صاحب اليمين: ان اكتب لعبدي ما كنت تكتب له في صحته من الحسنات. 93 – أبو على الاشعري عن محمد بن حسان عن محمد بن على عن محمد بن


(1) النشيط: ذو النشاط. (*)

[ 170 ]

الفضيل عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: حمى ليلة تعدل عبادة سنة، وحمى ليلتين تعدل عبادة سنتين ; وحمى ثلاث ليال تعدل عبادة سبعين سنة، قال: قلت: فان لم يبلغ سبعين ؟ قال: فلامه وأبيه، قال: قلت: فان لم يبلغا ؟ قال: فلقرابته قال: قلت: فان لم تبلغ قرابته ؟ قال: فجيرانه. 94 – في اصول الكافي باسناده إلى محمد بن مروان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه حيين أو ميتين يصلى عنهما ويتصدق عنهما ويحج عنهما ويصوم عنهما فيكون الذى صنع لهما وله مثل ذلك فيزيده الله عزوجل ببره و صلته خيرا كثيرا. 95 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ليس يتبع الرجل بعد موته من الاجر الا ثلاث خصال: صدقة اجراها في حياته فهى تجرى بعد موته إلى يوم القيامة صدقة موقوفه لا تورث، وسنة هدى سنها وكان يعمل بها وعمل بها من بعده غيره، و ولد صالح يستغفر له. 96 – في من لا يحضره الفقيه وقال عمر بن يزيد: قلت لابي عبد الله عليه السلام يصلى عن الميت ؟ فقال: نعم حتى انه يكون في ضيق فيوسع الله عليه ذلك الضيق، ثم يؤتى فيقال له: خفف الله عنك هذا الضيق بصلوة فلان أخيك عنك، قال: قلت له: فأشرك بين رجلين في ركعتين ؟ قال: نعم. وقال عليه السلام: ان الميت ليفرح بالترحم عليه والاستغفار له كما يفرح الحى بالهدية. وقال عليه السلام: ستة تلحق المؤمن بعد وفاته: ولد يستغفر له، ومصحف يخلفه، وغرس يغرسه، وصدقة ماء يجريه، وقليب يحفره وسنة يؤخذ بها من بعده. وقال عليه السلام: من عمل (من ظ) المسلمين عن ميت عملا صالحا أضعف له أجره، ونفع الله به الميت. وقال عليه السلام: يدخل الميت في قبره الصلوة والصوم والحج والصدقة والبر والدعاء ويكتب أجره للذى يفعله وللميت. 97 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: وان إلى ربك المنتهى قال:


[ 171 ]

إذا انتهى الكلام إلى الله فامسكوا وتكلموا فيما دون العرش ولا تكلموا فيما فوق العرش فتاهت عقولهم (1) حتى كان الرجل من بين يديه فيجيب من خلفه، وينادى من خلفه فيجيب من بين يديه. وفيه حدثنى أبى عن ابن ابى عمير عن جميل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا انتهى الكلام إلى الله وقال كالكلام السابق. أقول: وكأنه الاول. 98 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبى عمير عن عبد الرحمان بن الحجاج عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله يقول: ” وأن إلى ربك المنتهى ” فإذا انتهى الكلام إلى الله فأمسكوا 99 – وباسناده إلى زرارة بن أعين عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان ملكا عظيم الشأن كان في مجلس له، فتناول الرب تبارك وتعالى، ففقد فما يدرى اين هو ؟. 100 – وباسناده إلى أبى عبيدة الحذاء قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا زياد اياك والخصومات فانها تورث الشك وتحبط العمل وتردى صاحبها، وعسى أن يتكلم بالشئ فلا يغفر له، انه كان فيما مضى قوم تركوا علم ما وكلوا به وطلبوا علم ما كفوه حتى انتهى كلامهم إلى الله فتحيروا، حتى كان الرجل يدعى من بين يديه فيجيب من خلفه، ويدعى من خلفه فيجيب من بين يديه، وفى رواية اخرى حتى تاهوا في الارض. 101 – في كتاب التوحيد باسناده إلى على بن حسان الواسطي عن بعض أصحابنا عن زرارة قال: قلت لابي جعفر عليه السلام ان الناس قبلنا قد أكثروا في الصفة (2) فما تقول ؟ فقال: مكروه اما تسمع الله عزوجل يقول: ” وان إلى ربك المنتهى ” تكلموا فيما دون ذلك 102 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: وانه هو اضحك وابكى قال:


(1) تاه: تحير وضل. (2) وفى بعض النسخ ” القصة ” بدل الصفة والظاهر الموافق للمصدر هو المختار ويحتمل التصحيف أو ان اللفظ كناية عن البحث في الله والتفكر فيه جل شأنه العزيز. (*)

[ 172 ]

أبكى السماء بالمطر واضحك الارض بالنبات قال الشاعر: كل يوم باقحوان جديد * تضحك الارض من بكاء السماء (1) وقوله: من نطفة إذا تمنى قال: تتحول النطفة إلى الدم فتكون اولا دما ثم تصير النطفة في الدماغ في عرق يقال له الورد، وتمر في فقار الظهر فلا تجوز فقرا فقرا حتى تصير في الحالين فتصير ابيض، واما نطفة المرأة فانها تنزل من صدرها. 103 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله قال أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام سأل عبد الله بن صوريا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أخبرني عمن لا يولد له ومن يولد له ؟ فقال صلى الله عليه وآله: إذا اصفرت النطفة لم يولد له أي إذا احمرت وكدرت، وإذا كانت صافية ولد له ; والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 104 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى السكوني عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله الله عزوجل: وانه هو اغنى واقنى قال: اغنى كل انسان بمعيشة، وأرضاه بكسب يده. 105 – في تفسير على بن ابراهيم: وانه هو رب الشعرى قال: النجم في السماء يسمى الشعراء كانت قريش وقوم من العرب يعبدونه وهو نجم يطلع في آخر الليل. وقوله: والمؤتفكة اهوى قال: المؤتفكة البصرة والدليل على ذلك قول امير المؤمنين عليه السلام: يا اهل البصرة ويا أهل المؤتفكة يا جند المرئة واتباع البهيمة رغا فأجبتم وعقر فهربتم مائكم زعاق واحلامكم رقاق وفيكم ختم النفاق (2) ولعنتم على لسان سبعين نبيا، ان رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرني أن جبرئيل عليه السلام أخبره


(1) الاقحوان: نبات له زهر ابيض يشبهون بها الاسنان ويسمونه بالبابونج. (2) رغا البعير: صوت. وزعق الماء زعاقة: كان مرا لا يطاق شر به. وقوله (ع) ” و أحلامكم رقاق ” كذا في النسخ وتوافقه المصدر والرقاق – بضم الراء -: الرقيق وفى معجم البلدان ” دقاق ” بالدال المهملة وضمها وهو الظاهر: فنات كل شئ وفيه ايضا ” دينكم النفاق ” وفى البرهان ” وفيكم النفاق “. (*)

[ 173 ]

انه طوى له الارض فراى البصرة أقرب الارضين من الماء. وابعدها من السماء، فيها تسعة اعشار الشر والداء العضال (1) المقيم فيها مذنب والخارج منها برحمة وقد ائتفكت بأهلها مرتين، وعلى الله تمام الثالثة، وتمام الثالثة في الرجعة. 106 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن على بن الحسين عن على بن أبى حمزة عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قلت: ” والمؤتفكة اهوى ” قال: هم اهل البصرة هي المؤتفكة. 107 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن عمر بن اذينة عن ابان بن ابى عياش عن سليم بن قيس عن امير المؤمنين عليه السلام قال: بنى الكفر على اربع دعائم إلى ان قال: والشك على اربع شعب على المرية والهوى والتردد والاستسلام، وهو قوله عزوجل: فباى آلاء ربك تممارى والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 108 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا على بن الحسين عن احمد بن ابى عبد الله عن محمد بن على عن على بن اسباط عن على بن معمر عن أبيه قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: هذا نذير من النذر الاولى قال: ان الله تبارك وتعالى لما ذرأ الخلق في الذر الاولى أقامهم صفوفا قدامه، وبعث الله عزوجل محمدا حيث دعاهم فآمن به قوم وانكره قوم، فقال الله عزوجل: ” هذا نذير من النذر الاولى ” يعنى به محمدا صلى الله عليه وآله حيث دعاهم إلى الله عزوجل في الذر الاول. 109 – في بصائر الدرجات بعض أصحابنا عن محمد بن الحسين عن على بن اسباط عن على بن معمر عن أبيه قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك و تعالى: ” هذا نذير من النذر الاولى ” (قال ظ) يعنى محمدا صلى الله عليه وآله حيث دعاهم إلى الاقرار بالله في الذر الاول. 110 – في تفسير على بن ابراهيم قال على بن ابراهيم في قوله: ازفت


(1) العضال: الشديد. (*)

[ 174 ]

الازفة: قال: قربت القيامة افمن هذا الحديث تعجبون يعنى ما قد تقدم ذكره من الاخبار. 111 – في مجمع البيان ” أفمن هذا الحديث تعجبون ” يعنى بالحديث ما تقدم من الاخبار عن الصادق عليه السلام. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة اقتربت الساعة أخرجه الله من قبره على ناقة من نوق الجنة. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة اقتربت الساعة في كل عشية بعث يوم القيامة ووجهه على صورة القمر ليلة البدر، ومن قرأها كل ليلة كان أفضل وجاء يوم القيامة ووجهه مسفر على وجوه الخلائق وانشق القمر قال ابن عباس: اجتمع المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: ان كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ان فعلت تؤمنون ؟ قالوا: نعم، وكانت ليلة بدر فسأل رسول الله صلى الله عليه وآله ربه ان يعطيه ما قالوا فانشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فرقتين، ورسول الله صلى الله عليه وآله يا فلان يا فلان اشهدوا. اشهدوا. وقال ابن مسعود: انشق القمر شقتين فقال لنا رسول الله صلى عليه وآله: اشهدوا اشهدوا. وروى ايضا عن ابن مسعود انه قال: والذى نفسي بيده لقد رأيت حراء بين فلكى القمر. وعن حسين بن مطعم قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله حتى صار فرقتين على هذا الجبل، فقال اناس: سحرنا محمد فقال رجل: ان كان سحركم فلم يسحر الناس كلهم. وقد روى حديث انشقاق القمر جماعة كثيرة من الصحابة منهم عبد الله بن


[ 175 ]

مسعود، وأنس بن مالك، وحذيفة بن اليمان، وابن عمر، وجبير بن مطعم، وابن عباس وعبد الله بن عمر، وعليه جماعة المفسرين الا ما روى عن عثمان بن عطاء عن أبيه انه قال: معناه وسينشق القمر وروى ذلك عن الحسن وأنكره ايضا البلخى، وهذا ايضا لا يصح لان المسلمين أجمعوا على ذلك فلا يعتد بخلاف من خالف فيه ولان اشتهاره بين الصحابة يمنع من القول بخلافه. 3 – في تفسير على بن ابراهيم: ” اقتربت الساعة ” قال: اقتربت القيامة فلا يكون بعد رسول الله صلى الله عليه وآله الا القيامة، وقد انقضت النبوة والرسالة وقوله: ” و انشق القمر ” فان قريشا سألت رسول الله صلى الله عليه وآله ان يريهم آية فدعا الله فانشق القمر نصفين حتى نظروا إليه ثم التأم، فقالوا هذا سحر مستمر أي صحيح. 4 – وروى ايضا في قوله: اقتربت الساعة قال: خروج القائم عليه السلام. حدثنا حبيب بن الحصين بن ابان الاجرى قال: حدثنى محمد بن هشام عن محمد قال: حدثنى يونس قال قال أبو عبد الله عليه السلام: اجتمعوا أربعة عشر رجلا أصحاب العقبة ليلة أربعة عشرة من ذى الحجة فقالوا للنبى صلى الله عليه وآله: ما من نبى الاوله آية فما آيتك في ليلتك هذه ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما الذى تريدون ؟ فقالوا: ان يكن لك عند ربك قدر فأمر القمر أن ينقطع قطعتين، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك: انى قد امرت كل شئ بطاعتك، فرفع رأسه فأمر القمر أن ينقطع قطعتين، فانقطع قطعتين فسجد النبي صلى الله عليه وآله شكرا لله وسجدت شيعتنا ثم رفع النبي رأسه ورفعوا رؤسهم فقالوا: تعيده كما كان فعاد كما كان، ثم قال: ينشق فرفع رأسه فأمره فانشق فسجد النبي صلى الله عليه وآله شكرا لله وسجد شيعتنا، فقالوا: يا محمد حين تقدم أسفارنا من الشام واليمن فنسئلهم ما رأوا في هذه الليلة، فان يكونوا رأوا مثل ما رأينا علمنا أنه من ربك، وان لم يروا مثل ما رأينا علمنا انه سحر سحرتنا به، فأنزل الله: ” اقتربت الساعة وانشق القمر ” إلى آخر السورة. 5 – في ارشاد المفيد رحمه الله وروى أبو بصير عن أبى جعفر عليه السلام في حديث طويل انه قال: إذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة فهدم فيها أربع مساجد، ولم يبق مسجد على وجه الارض له شرف الا هدمها وجعلها جماء (1) ووسع الطريق الاعظم،


(1) ارض جماء: ملساء وهى المستوية. (*)

[ 176 ]

وكسر كل جناح خارج في الطريق وأبطل الكنف والميازيب إلى الطرقات، ولا يترك بدعة الا أزالها ولا سنة الا اقامها، ويفتح قسطنطنية والصين وجبال الديلم، فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم، ثم يفعل الله ما يشاء قال: قلت: جعلت فداك كيف تطول السنون ؟ قال: يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الايام لذلك والسنون، قال له: انهم يقولون ان الفلك أن تغير فسد ؟ قال: ذاك قول الزنادقة فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك وقد شق القمر لنبيه صلى الله عليه وآله، ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون، وأخبر بطول يوم القيامة وانه كألف سنة مما تعدون. 6 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شئ نكر قال: الامام إذا خرج يدعوهم إلى ما ينكرون. 7 – في روضة الكافي باسناده إلى ثوير بن أبى فاختة قال: سمعت على بن الحسين عليهم السلام يحدث في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: حدثنى أبى انه سمع أباه على بن ابى طالب عليه السلام يحدث الناس قال: إذا كان يوم القيامة بعث الله تبارك وتعالى من حفرهم عزلا بهما جردا مردا في صعيد واحد يسوقهم النور وتجمعهم الظلمة (1) حتى يقفوا على عقبة المحشر فيركب بعضهم بعضا ويزدحمون دونها، فيمنعون من المضى فتشتد


(1) عزلا – بضم العين المهملة وسكون الزاء المعجمة كما في بعض النسخ والمصدر – جمع اعزل: أي لا سلاح لهم. وفى بعض النسخ ” غرلا ” – بالغين المعجمة والراء المهملة – وهو جمع الاغرل: الذى لم يختن وقد ورد بهذا المعنى احاديث اخر في احوال القيامة وقد مر في الكتاب ايضا. قوله (ع) ” بهما ” أي ليس معهم شئ ” جردا ” أي لا ثياب معهم ” مردا ” أي ليس معهم لحية قال الفيض (ره): وهذه كلها كناية عن تجردهم عما يباينهم ويغطيهم ويخفى حقائقهم مما كان معهم في الدنيا. وقال (ره) في قوله: ” يسوقهم النور ” أي نور الايمان والشرع فانه سبب ترقيهم طورا بعد طور ” ويجمعهم الظلمة ” أي ما يمنعهم من تمام النور والايقان فانه سبب تباينهم الموجب لكثرتهم التى يتفرع عليها الجمعية، ويحتمل ان يكون المراد كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا والمعنيان متقاربان ؟ ؟… ؟ ؟ ؟ ” (*)

[ 177 ]

أنفاسهم ويكثر عرقهم، وتضيق بهم أمورهم ويشتد ضجيجهم وترفع أصواتهم، قال: وهو أول هول من أهوال يوم القيامة، قال: فيشرف الجبار تبارك وتعالى عليهم من فوق عرشه في ظلال من الملائكة (1) فيأمر ملكا من الملائكة فينادى فيهم يا معشر الخلايق انصتوا واسمعوا منادى الجبار، قال: فيسمع آخرهم كما يسمع اولهم قال: فتنكسر أصواتهم عند ذلك وتخشع أبصارهم وتضطرب فرائصهم (2) وتفزع قلوبهم ويرفعون رؤسهم إلى ناحية الصوت مهطعين إلى الداع (3) قال فعند ذلك يقول الكافر: هذا يوم عسر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 8 – على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن ابى نصر عن ابان بن عثمان عن اسمعيل الجعفي عن أبى جعفر عليه السلام قال: لبث فيهم نوح الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم سرا وعلانية، فلما أبوا وعتوا قال: رب انى مغلوب فانتصر والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 9 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله كلام لعلى عليه السلام يقول فيه وقد قيل له: لم لا حاربت أبا بكر وعمر كما حاربت طلحة والزبير ومعاوية ؟ ان لى اسوة بستة من الانبياء اولهم نوح حيث قال: ” رب انى مغلوب فانتصر ” فان قال قائل: انه قال هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصى اعذر. 10 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن صفوان عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لما اراد الله عزوجل هلاك قوم نوح وذكر حديثا طويلا وفيه فصاحت امرأته لما فار التنور، فجاء نوح إلى التنور فوضع عليها طينا وختمه حتى ادخل جميع الحيوان السفينة، ثم جاء إلى التنور ففض الخاتم (4) ورفع الطين وانكسفت


(1) قال المجلسي (ره): يمكن ان يكون اشراف الله تعالى كناية عن توجهه إلى محاسبتهم فالاشراف في حقه مجاز وفى الملائكة حقيقة. (2) الفريصة: اللحمة بين الجنب والكتف التى لا تزال ترعد. (3) أهطع: إذا مد عنقه، أي يمدون اعناقهم لسماع صوته. (4) فض ختم الكتاب: كسره… ؟ ؟. (*)

[ 178 ]

الشمس، وجاء من السماء ماء منهمر صبا بلا قطر، وتفجرت الارض عيونا وهو قوله عزوجل: ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر وفجرنا الارض عيونا فالتقى الماء على امر قد قدر وحملناه على ذات الواح ودسر. 11 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان نوحا لما كان في أيام الطوفان دعا المياه كلها فأجابت الاماء الكبريت والماء المر فلعنهما. 12 – وباسناده إلى أبى سعيد عقيصا التيمى قال: مررت بالحسن والحسين عليهما السلام وهما في الفرات مستنقعان (1) في ازارين إلى قوله: ثم قالا: إلى أين تريد ؟ فقلت: إلى هذا الماء ; فقالا: وما هذا الماء ؟ فقلت: أريد دواءه اشرب منه لعلة بى أرجو أن يخف له الجسد ويسهل البطن فقالا: ما نحسب ان الله عزوجل جعل في شئ قد لعنه شفاء، قلت: ولم ذاك ؟ فقالا: لان الله تبارك وتعالى لما آسفه (2) قوم نوح فتح السماء بماء منهمر، وأوحى إلى الارض فاستعصت عليه عيون منها فلعنها وجعلها ملحا اجاجا. 13 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عمن ذكره عن ابى عبد الله عليه السلام قال: كان أبى يكره ان يتداوى بالماء المر وبماء الكبريت وكان يقول: ان نوحا لما كان الطوفان دعا المياه فأجابت كلها الا الماء المر والماء الكبريت فدعا عليهما فلعنهما. 14 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبى الجارود قال: حدثنى أبو سعيد دينار بن عقيصا (3) التيمى قال: مررت بالحسن والحسين عليهما السلام


(1) استنقع فلان في النهر: دخله ومكث فيه يتبرد. (2) أي أغضبه. اشارة إلى قوله تعالى: ” فلما آسفونا انتقمنا منهم ” وماء منهمر أي منصب بلا قطر. (3) كذا في النسخ وتوافقه المصدر والظاهر زيادة لفظة ” ابن ” لان دينارا كنية ” أبو سعيد ” ولقبه ” عقيصا ” كما في رواية الكليني (قده) في الكافي وقد مر آنفا. (*)

[ 179 ]

وهما في الفرات مستنقعين في ازارهما فقالا: ان للماء سكانا كسكان الارض ثم قالا: اين تذهب ؟ فقلت: إلى هذا الماء قالا: وما هذا ؟ قلت: ماء يشرب في هذا الحير (1) يخف له الجسد ويخرج الحر ويسهل البطن هذا الماء له سر، فقالا: ما نحسب ان الله تبارك وتعالى جعل في شئ مما قد لعنه شفاءا، فقلت: ولم ذاك ؟ فقالا ان الله تبارك وتعالى لما آسفه قوم نوح فتح السماء بماء منهمر، فأوحى إلى الارض فاستعصت عليه عيون منها فلعنها فجعلها ملحا اجاجا. 15 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن ابن محبوب عن هشام الخراساني عن المفضل بن عمر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام أخبرني عن قول الله عزوجل: ” حتى إذا جاء امرنا وفار التنور ” فأنى كان موضعه وكيف كان ؟ فقال: كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة [ المسجد ] ميمنة المسجد فقلت له: فان ذلك موضع زاوية باب الفيل اليوم، ثم قلت له: وكان بدو خروج الماء من ذلك التنور ؟ فقال: نعم ان الله عزوجل أحب أن يرى قومه آية ثم ان الله تبارك و تعالى ارسل عليهم المطر يفيض فيضا، وفاض الفرات فيضا، والعيون كلهن فيضا فغرقهم الله عزوجل وأنجى نوحا ومن معه في السفينة. 16 – على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لم تنزل قطرة من السماء من مطر الا بعدد معدود ووزن معلوم، الا ما كان من يوم الطوفان على عهد نوح عليه السلام فانه نزل ماء منهمر بلا وزن ولا عدد، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 17 – على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبان بن عثمان عن أبى حمزة الثمالى عن أبى رزين الاسدي عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: ان نوحا عليه السلام لما فرغ من السفينة وكان ميعاده فيما بينه وبين ربه في اهلاك قومه أن يفور التنور، ففار فقالت امرأته: ان التنور قد فار ؟ فقام إليه فختمه فقام الماء (2) وادخل من أراد أن يدخل، وأخرج من أراد أن يخرج، ثم


(1) الحير: الموضع الذى يجتمع فيه الماء. (2) قام الماء: جمد. (*)

[ 180 ]

جاء إلى خاتمه فنزعه يقول الله عزوجل: ” ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر * و فجرنا الارض عيونا فالتقى الماء على امر قد قدر * وحملناه على ذات الواح و دسر ” قال: وكان نجرها في وسط مسجدكم، ولقد نقص عن ذرعه سبعماة ذراع (1) 18 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام واحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فان نوحا دعا ربه فهطلت السماء (2) بماء منهمر، قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك وكانت دعوته دعوة غضب ومحمد صلى الله عليه وآله هطلت له السماء بماء منهمر رحمة، انه صلى الله عليه وآله لما هاجر إلى المدينة اتاه اهلها في يوم جمعة فقالوا له: يا رسول الله احتبس القطر واصفر العود وتهافت الورق (3) فرفع يده المباركة إلى السماء حتى راى بياض ابطيه وما يرى في السماء سحابة ; فما برح حتى سقاهم الله، حتى ان الشاب المعجب بشبابه لتهمه نفسه في الرجوع إلى منزله فما يقدر من شدة السيل، فدام اسبوعا فأتوه في الجمعة الثانية، فقالوا: يا رسول الله لقد تهدمت الجدر واحتبس الركب والسفر ؟ فضحك عليه السلام وقال: هذه سرعة ملالة ابن آدم ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم في اصول الشيح (4) ومراتع البقر فراى حول المدينة المطر يقطر قطرا وما يقع بالمدينة قطرة لكرامته على الله عزوجل. 19 – وعن الاصبغ بن نباتة قال: قال ابن الكوا لأمير المؤمنين عليه السلام:


(1) قال المجلسي (ره): لعل الغرض رفع الاستبعاد عن عمل السفينة في المسجد مع ما اشتهر من عظمها أي نقصوا المسجد عما كان عليه في زمن نوح سبعمأة ذراع ويدل على أصل النقص اخبار اخر. (2) هطل المطر: نزل متتابعا عظيم القطر. (3) أي تساقط. (4) الشيح – بالكسر -: نبت تنبت بالبادية وفى نسخة البحار ” مراتع البقع ” وذكر المجلسي (ره) في معناه وجوها ثم قال في آخر كلامه والظاهر ان فيه تصحيفا. (*)

[ 181 ]

أخبرني يا أمير المؤمنين عن المجرة (1) التى تكون في السماء قال: هي شرح في السماء وامان لاهل الارض من الغرق، ومنه أغرق الله قوم نوح بماء منهمر. 20 – في تفسير على بن ابراهيم. وقوله: ” ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر ” قال: صب بلا قطر ” وفجرنا الارض عيونا فالتقى الماء ” قال: ماء السماء وماء الارض على امر قد قدر وحملناه يعنى نوحا على ذات الواح ودسر قال: الالواح السفينة، والدسر المسامير، وقيل: الدسر ضرب من الحشيش تشد به السفينة. 21 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب وهشام بن سالم عن أبى بصير قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إذا اراد الله عز ذكره أن يعذب قوما بنوع من العذاب أوحى إلى الملك الموكل بذلك النوع من الريح التى يريد أن يعذبهم بها قال: فيأمرها الملك فتهيج كما يهيج الاسد المغضب، قال: ولكل ريح منهم اسم أما تسمع قوله: عزوجل كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر انا ارسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 22 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عثمان بن عيسى رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: الاربعاء يوم نحس مستمر، لانه أول يوم وآخر يوم من الايام التى قال الله عزوجل: ” سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما “. 23 – في مجمع البيان ” يوم نحس مستمر ” قيل: انه كان في [ اول ] يوم الاربعاء في آخر الشهر لا تدور. ورواه العياشي بالاسناد عن أبى جعفر عليه السلام. 24 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: توقوا الحجامة والنورة يوم الاربعاء فان يوم الاربعاء يوم نحس مستمر، وفيه خلقت جهنم. 25 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي و


(1) المجرة: منطقة في السماء قوامها نجوم كثيرة لا يميزها البصر فيراها كبقعة بيضاء وبالفارسية ” كهكشان “.

[ 182 ]

ما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه ثم قام إليه رجل آخر فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الاربعاء وتطيرنا منه وثقله وأى اربعاء هو ؟ قال: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه إلى أن قال عليه السلام: ويوم الاربعاء أرسل الله عزوجل الريح على قوم عاد. 26 – في من لا يحضره الفقيه عن ابى نصر عن ابى جعفر عليه السلام حديثا وفيه يقول عليه السلام: ان لله عزوجل جنودا من الريح يعذب بها من عصاه، موكل بكل ريح منهن ملك مطاع، فإذا أراد الله عزوجل أن يعذب قوما بعذاب اوحى إلى الملك بذلك النوع من الريح الذي يريد أن يعذبهم به، فيأمر بها الملك فتهيج كما يهيج الاسد المغضب، ولكل ريح منهن اسم اما تسمع لقول الله عزوجل: ” انا ارسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر “. أقول: وفي الخصال مثله (1) الا ان فيه: أما تسمع قوله تعالى: ” كذبت عاد فكيف كان عذابي ونذر “. 27 – في روضة الكافي على بن محمد بن على بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: كذبت ثمود بالنذر فقالوا ابشرا منا واحدا نتبعه انا إذا لفى ضلال وسعر أالقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب اشر. قال: هذا كان بما كذبوا صالحا وما أهلك الله عزوجل قوما قط حتى يبعث إليهم قبل ذلك الرسل فيحتجوا عليهم، فبعث الله إليهم صالحا فدعاهم فلم يجيبوه، وعتوا عليه عتوا وقالوا: لن نؤمن لك حتى تخرج لنا من هذه الصخرة الصماء (2) ناقة عشراء وكانت الصخرة يعظمونها ويعبدونها ويذبحون عندها في رأس كل سنة، ويجتمعون عندها، فقالوا له: ان كنت كما تزعم نبيا رسولا فادع لنا الهك حتى يخرج لنا من هذه الصخرة الصماء ناقة عشراء، فاخرجها الله كما طلبوا منه،


(1) وقد مر عن كتاب روضة الكافي ايضا مثله راجع رقم 21 من الاحاديث. (2) الصماء: الغليظة. (*)

[ 183 ]

ثم أوحى الله تبارك وتعالى إليه: يا صالح قل لهم: ان الله قد جعل لهذه الناقة شرب يوم ولكم شرب يوم (1) فكانت الناقة إذا كان يوم شربها شربت الماء ذلك اليوم فيحلبونها، فلا يبقى صغير ولا كبير الاشرب من لبنها يومهم ذلك، فإذا كان الليل وأصبحوا غدوا إلى مائهم فشربوا منه ذلك اليوم ولم تشرب الناقة ذلك اليوم، فمكثوا بذلك ما شاء الله، ثم انهم عتوا على الله ومشى بعضهم إلى بعض، وقالوا: اعقروا هذه الناقة واستريحوا منها لا نرضى أن يكون لنا شرب يوم ولها شرب يوم، ثم قالوا: من ذا الذى يلى قتلها ونجعل له جعلا ما أحب ؟ فجاءهم رجل احمر اشقر (2) ازرق ولد زنا لا يعرف له اب، يقال له قدار (3) شقى من الاشقياء، مشئوم عليهم فجعلوا له جعلا، فلما توجهت الناقة إلى الماء الذى كانت ترده تركها حتى شربت الماء واقبلت راجعة، فقعد لها في طريقه فضربها بالسيف ضربة فلم يعمل شيئا ; فضربها ضربة اخرى فقتلها، فخرت إلى الارض على حينها، وهربت فصيلها، حتى صعد إلى الجبل فرغا (4) ثلاث مرات إلى السماء وأقبل قوم صالح فلم يبق احد الا شركه في ضربته واقتسموا لحمها فيما بينهم، فلم يبق صغير ولا كبير الا أكل منها، فلما رأى ذلك صالح أقبل إليهم فقال: يا قوم ما دعاكم إلى ما صنعتم أعصيتم ربكم ؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إلى صالح عليه السلام: ان قومك قد طغوا وبغوا وقتلوا ناقة بعثها الله إليهم حجة عليهم، ولم يكن عليهم منها ضرر، وكان لهم أعظم المنفعة فقل لهم: انى مرسل اليكم عذابي إلى ثلثة ايام، فان هم تابوا ورجعوا قبلت توبتهم وصددت عنهم، وان هم لم يتوبوا ولم يرجعوا بعثت إليهم عذابي في اليوم الثالث، فأتاهم صالح صلى الله عليه فقال لهم: يا قوم انى رسول ربكم اليكم، وهو يقول لكم: ان أنتم تبتم ورجعتم واستغفرتم غفرت لكم وتبت عليكم، فلما قال لهم ذلك كانوا أعتا ما كانوا وأخبث وقالوا: ” يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت


(1) الشرب – بالكسر -: النصيب من الماء. (2) الاشقر من الناس: من تعلو بياضه حمرة. (3) قدار: بضم القاف وتخفيف الدال كما في القاموس. (4) رغا البعير: صوت وضج. (*)

[ 184 ]

من الصادقين ” قال قال: يا قوم انكم تصبحون غدا ووجوهكم مسودة، واليوم الثاني ووجوهكم محمرة، واليوم الثالث ووجوهكم مسودة فلما كان أول يوم أصبحوا ووجوههم مصفرة فمشى بعضهم إلى بعض، وقالوا: قد جاءكم ما قال لكم صالح فقال العتاة منهم: لا نسمع قول صالح، ولا نقبل قوله وان كان عظيما، فلما كان اليوم الثاني أصبحت وجوههم محمرة فمشى بعضهم إلى بعض فقالوا: يا قوم قد جاءكم ما قال لكم صالح، فقال العتاة منهم: لو اهلكنا جميعا ما سمنعا قول صالح ولا تركنا آلهتنا التى كان آباؤنا يعبودنها ولم يتوبوا ولم يرجعوا، فلما كان اليوم الثالث اصبحوا ووجوههم مسودة فمشى بعضهم إلى بعض وقال: يا قوم اتاكم ما قال لكم صالح فقال العتاة منهم: قد اتانا ما قال لنا صالح، فلما كان نصف الليل اتاهم جبرئيل فصرخ بهم صرخة خرقت تلك تلك الصرخة أسماعهم وفلقت قلوبهم وصدعت أكبادهم ; وقد كانوا في تلك الثلاثة ايام قد تحنطوا وتكفنوا وعلموا ان العذاب نازل بهم فماتوا اجمعين في طرفة عين، صغيرهم وكبيرهم فلم يبق لهم ناعقة ولا راغية (1) ولا شئ الا أهلكه الله فأصبحوا في ديارهم ومضاجعهم موتى أجمعين، ثم أرسل الله عليهم مع الصيحة النار من السماء فأحرقهم أجمعين، وكانت هذه قصتهم. 28 – في بصائر الدرجات على بن حسان عن جعفر بن هارون الزيات قال: كنت اطوف بالكعبة فرايت ابا عبد الله عليه السلام فقلت في نفسي: هذا هو الذي يتبع والذى هو اما وهو كذا وكذا ؟ قال: فما علمت به حتى ضرب يده على منكبي ثم قال: اقبل على وقال: فقالوا ابشرا منا واحدا نتبعه انا إذا لفى ضلال وسعر. 29 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: فنادوا صاحبهم قال: قدار الذى عقر الناقة، وقوله: كهشيم المحتظر قال: الحشيش والنبات. 30 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن داود بن فرقد عن أبى يزيد الحمار عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه قصة


(1) مر الحديث بمعناه في ج 2: 375 فراجع. (*)

[ 185 ]

قوم لوط ومجئ الملائكة إليهم وفيه يقول عليه السلام: فكابروه حتى دخلوا البيت فصاح به جبرئيل فقال: يا لوط دعهم يدخلون، فلما دخلوا أهوى جبرئيل عليه السلام باصبعه نحوهم فذهبت أعينهم وهو قول الله عزوجل: فطمسنا على اعينهم 31 – عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن سعيد قال: اخبرني زكريا بن محمد عن أبيه عن عمرو عن ابى جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا يذكر فيه قصة قوم لوط ومجئ الملائكة إليهم وفيه يقول عليه السلام: فقال له جبرئيل ” انا رسل ربك لن يصلوا اليك ” فأخذ كفا من بطحاء فضرب بها وجوههم وقال: شاهت الوجوه فعمى أهل المدينة كلهم، والحديثان بتمامهما مذكوران في هود عند القصة. 32 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى بصير وغيره عن أحدهما عليهما السلام حديث طويل يذكر فيه قصة قوم لوط ومجئ الملائكة إليهم وفيه يقول عليه السلام فأشار إليهم جبرئيل بيده فرجعوا عميانا يلتمسون الجدار بايديهم، يعاهدون الله عزوجل: لئن اصبحنا لا نستبقي احدا من آل لوط. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: شرح قصة قوم لوط على التفصيل مذكور في سورة هود في قصتهم. 33 – في اصول الكافي احمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن موسى بن محمد العجلى عن يونس بن يعقوب رفعه عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل كذبوا بآياتنا كلها يعنى الاوصياء كلهم. 34 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى على بن سالم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرقى (1) أتدفع من القدر شيئا ؟ فقال: هي من القدر وقال عليه السلام: ان القدرية مجوس هذه الامة، وهم الذين ارادوا ان يصفوا الله بعدله، فأخرجوه من سلطانه، وفيهم نزلت هذه الاية: يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر انا كل شئ خلقناه بقدر


(1) الرقى: العوذة. (*)

[ 186 ]

35 – وباسناده إلى عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على عن على عليهم السلام انه سئل عن قول الله عزوجل: انا كل شئ خلقناه بقدر فقال: يقول عزوجل: انا كل شئ خلقناه لاهل النار بقدر اعمالهم 36 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” انا كل شئ خلقناه بقدر ” قال: له وقت وأجل ومدة. وباسناده إلى اسمعيل بن مسلم قال قال أبو عبد الله عليه السلام: وجدت لاهل القدر أسماء في كتاب الله: ” ان المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر ” فهم المجرمون. 37 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام قال: ان ارواح القدرية يعرضون على النار غدوا وعشيا حتى تقوم الساعة، فإذا قامت الساعة عذبوا مع أهل النار بأنواع العذاب، فيقولون: يا ربنا عذبتنا خاصة وتعذبنا عامة ؟ فيرد عليهم: ” ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر “. 38 – عن يونس عمن حدثه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما أنزل الله عزوجل هذه الايات الا في القدرية: ” ان المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر “. 39 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنى عبد الله بن جعفر الحميرى عن محمد بن الحسن أبى الخطاب عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: نزلت هذه في القدرية: ” ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر “. 40 – وباسناده إلى ابن بكير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان في جهنم لواديا للمنكرين يقال له سقر: شكا إلى الله شدة حره، وسأله أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم، 41 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام بعد أن ذكر التقوى وفيه جماع كل عبادة صالحة، وبه وصل من وصل إلى الدرجات العلى، وبه عاش من عاش بالحيوة الطيبة، والانس الدائم، قال الله عزوجل: ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.


[ 187 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لا تدعوا قرائة سورة الرحمن والقيام بها فانها لا تقر في قلوب المنافقين ويؤتى بها في يوم القيامة في صورة آدمى في أحسن صورة وأطيب ريح حتى تقف من الله موقفا لا يكون أحد أقرب إلى الله منها، فيقول لها: من ذا الذى كان يقوم بك في الحيوة الدنيا ويدمن قرائتك ؟ فتقول: يا رب فلان وفلان فتبيض وجوههم، فيقول لهم: اشفعوا فيمن أحببتم فيشفعون حتى لا يبقى لهم غاية ولا أحد يشفعون له، فيقول لهم: ادخلوا الجنة واسكنوا فيها حيث شئتم. 2 – وباسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة الرحمن فقال عند كل ” فبأى آلاء ربكما تكذبان ” لا بشئ من آلاءك رب أكذب، فان قرء ليلا ثم مات مات شهيدا، وان قرأها نهارا ثم مات مات شهيدا. 3 – في مجمع البيان ابى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرء سورة الرحمن رحم الله ضعفه وادى شكر ما انعم الله عليه 4 – وعن الصادق عليه السلام قال: من قرأ سورة الرحمن ليلا يقول عند كل. ” فبأى آلاء ربكما تكذبان “: لا بشئ من آلائك يا رب اكذب، وكل الله به ملكا ان قرأها من اول الليل يحفظه حتى يصبح، وان قراها حين يصبح وكل الله به ملكا يحفظه حتى يمسى. 5 – في الكافي الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن على بن مهزيار عن محمد بن يحيى عن حماد بن عثمان قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: يستحب ان يقرء في دبر الغداة يوم الجمعة الرحمن كلها، ثم تقول كلما قلت: ” فباى آلاء ربكما تكذبان “: لا بشئ من آلائك رب اكذب. 6 – وروى محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: لما قرء رسول الله


[ 188 ]

صلى الله عليه وآله الرحمن على الناس سكتوا فلم يقولوا شيئا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الجن كانوا احسن جوابا منكم لما قرأت عليهم ” فباى آلاء ربكما تكذبان ” قالوا: لا ولا بشئ من آلاء ربنا نكذب. 7 – في تفسير على بن ابراهيم قوله عزوجل: ” وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن ” قال: جوابه الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان. 8 – في مجمع البيان ” علمه البيان ” قال الصادق عليه السلام البيان الاسم الاعظم الذى به علم كل شئ. 9 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن خالد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في قوله: ” الرحمن علم القرآن ” قال: الله علم محمدا القرآن قلت: ” خلق الانسان ” قال: ذلك أمير المؤمنين عليه السلام قلت: ” علمه البيان ” قال: علمه بيان كل شئ تحتاج إليه الناس، قلت: الشمس والقمر بحسبان قال: هما يعذبان قلت: الشمس والقمر يعذبان ؟ قال: سألت عن شئ فأتقنه، ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله تجريان بامره مطيعان له، ضوءهما من نور عرشه وحرهما (1) من جهنم، فإذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما وعاد إلى النار حرهما فلا يكون شمس ولا قمر، وانما عناهما لعنهما الله أو ليس قد روى الناس ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ان الشمس والقمر نوران في النار ؟ قلت: بلى قال: اما سمعت قول الناس: فلان وفلان شمسي هذه الامة ونوريهما، فهما في النار، والله ما عنى غيرهما قلت: النجم والشجر يسجدان قال: النجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد سماه الله في غير موضع، ” والنجم إذا هوى ” وقال: ” وعلامات وبالنجم هم يهتدون ” فالعلامات الاوصياء والنجم رسول الله صلى الله عليه وآله قلت: يسجدان قال: يعبدان وقوله: و ” السماء رفعها و وضع الميزان ” قال: السماء رسول الله صلى الله عليه وآله رفعه الله إليه، والميزان امير المؤمنين صلوات الله عليه نصبه لخلقه، قلت: الا تطغوا في الميزان قال: لا تعصوا


(1) وفى المصدر ” جرمهما ” في الموضعين والظاهر هو المختار (*)

[ 189 ]

الامام، قلت: واقيموا الوزن بالقسط قال: واقيموا الامام بالعدل قلت: ولا تخسروا الميزان قال: لا تبخسوا الامام حقه ولا تظلموه وقوله: والارض وضعها للانام قال: للناس فيها فاكهة والنخل ذات الاكمام قال: يكبر ثمر النخل في القمع (1) ثم يطلع منه، قوله: والحب ذو العصف والريحان قال: الحب الحنطة والشعير والحبوب والعصف التين، والريحان ما يؤكل منه. 10 – في كتاب الخصال عن على عليه السلام قال: خلقت الارض لسبعة بهم يرزقون وبهم يمطرون وبهم ينصرون: أبو ذر وسلمان والمقداد وعمار وحذيفة و عبد الله بن مسعود، قال على عليه السلام: وانا امامهم وهم الذين شهدوا الصلوة على فاطمة عليها السلام. 11 – في اصول الكافي على بن محمد عن صالح بن ابى حماد وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وغيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين على عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملاء وشكاه أخوه الربيع بن زياد إلى امير المؤمنين عليه السلام انه قد غم أهله واحزن ولده بذلك، فقال أمير المؤمنين: على بعاصم بن زياد فجئ به فلما رآه عبس في وجهه فقال له: أما استحييت من أهلك ؟ اما رحمت ولدك ؟ اترى الله احل لك الطيبات وهو يكره أخذك منها انت اهون على الله من ذلك، أو ليس الله يقول: ” والارض وضعها للانام * فيها فاكهة والنخل ذات الاكمام ” الحديث وستقف على تتمة هذا الحديث عند قوله عزوجل: ” مرج البحرين يلتقيان ” الاية انشاء الله تعالى. 12 – في تفسير على بن ابراهيم: وقوله فباى آلاء ربكما تكذبان قال: في الظاهر مخاطبة الجن والانس، وفى الباطن فلان وفلان. حدثنا احمد بن على قال: حدثنا محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قوله: فبأى آلاء


(1) القمع: ما التزق بأسفل التمرة والبسرة ونحوهما. (*)

[ 190 ]

ربكما تكذبان ” قال: قال الله تبارك وتعالى: فبأى النعمتين تكفران ؟ بمحمد أم بعلى صلوات الله عليهما. 13 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد رفعه في قول الله عزوجل: ” فبأى آلاء ربكما تكذبان ” بالنبي أم بالوصى نزلت في الرحمن. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم في بيان فضل هذه السورة وقراءتها على الجن (1) ما يستحب ان يقال عند قوله تعالى: ” فبأى آلاء ربكما تكذبان “، 14 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل: وفيه سأله عن أسم أبى الجن، فقال: شومان وهو الذى خلق من مارج من نار اقول: وقد تقدم لقوله عزوجل: خلق الانسان من صلصال كالفخار و خلق الجان من مارج من نار بيان عند قوله تعالى: ” ولقد خلقنا الانسان من صلصال ” الاية في الحجر (2) 15 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه واما قوله: رب المشرقين ورب المغربين فان مشرق الشتاء على حده ومشرق الصيف على حده أما تعرف ذلك من قرب الشمس وبعدها ؟ واما قوله: ” رب المشارق والمغارب ” فان لها ثلاثة وستين برجا تطلع كل يوم من برج وتغيب في آخر، فلا تعود إليه الا من قابل في ذلك اليوم. 16 – في تفسير على بن ابراهيم في قوله: ” رب المشرقين ورب المغربين ” قال: مشرق الشتاء ومشرق الصيف، ومغرب الشتاء ومغرب الصيف. وفى رواية سيف بن عميرة عن اسحق بن عمار عن أبى بصير قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” رب المشرقين ورب المغربين ” قال: المشرقين رسول الله و أمير المؤمنين صلوات الله عليهما، والمغربين الحسن والحسين عليهما السلام و


(1) راجع رقم 5 و 6 من أحاديث هذه السورة. (2) راجع ج 2 صفحة 7، (*)

[ 191 ]

أمثالهما تجرى. 17 – ” فبأى آلاء ربكما تكذبان ” قال: محمد وعلى عليهما السلام، حدثنا محمد بن أبى عبد الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن يحيى بن سعيد العطار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله تبارك وتعالى: مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان قال: على وفاطمة بحران عميقان لا يبغى أحدهما على صاحبه يخرج منها اللؤلؤ والمرجان قال: الحسن والحسين. 18 – في اصول الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل ذكرنا اوله عند قوله تعالى: ” والارض وضعها للانام ” ويتصل بآخر ما نقلنا هناك أعنى قوله تعالى: ” ذات الاكمام ” أو ليس يقول: ” مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان ” إلى قوله: ” يخرج منها اللؤلؤ والمرجان ” فبالله لابتذال نعم الله بالفعال أحب إليه من ابتذاله لها بالمقال، وقد قال الله عزوجل: ” واما بنعمة ربك فحدث ” فقال عاصم: يا امير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة (1) وفى ملبسك على الخشونة ؟ فقال: ويحك ان الله عزوجل فرض على ائمة العدل ان يقدروا انفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره (2) فالقى عاصم بن زياد العباء ولبس الملاء. 19 – في مجمع البيان وقد روى عن سلمان الفارسى وسعيد بن جبير وسفيان الثوري أن البحرين على وفاطمة عليهما السلام ” بينهما برزخ ” محمد صلى الله عليه وآله ” يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ” الحسن والحسين عليهما السلام. 20 – في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى أبى البخترى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على عليهم السلام قال: ” يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ” قال: من السماء ومن ماء البحر، فإذا امطرت فتحت الاصداف أفواهها في البحر فيقع فيها من ماء المطر فتخلق اللؤلؤ الصغيرة من القطرة الصغيرة، واللؤلؤ الكبيرة من القطرة الكبيرة.


(1) جشب الطعام: خشن وغلظ. (2) مر الحديث بمعناه في صفحة 17 فراجع (*)

[ 192 ]

21 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب بعد ان ذكر النبي صلى الله عليه وآله وعليا وفاطمة عليهما السلام وروى انه قال: مرحبا ببحرين يلتقيان ونجمين يتقرنان. 22 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: وله الجوار المنشآت في البحر كالاعلام قال: كما قالت الخنساء ترثى اخاها صخرا: وان صخرا لمولانا وسيدنا * وان صخرا إذا يستوقد النار وان صخرا لتأتم الهداة به * كأنه علم في رأسه نار وقوله: كل من عليها فان قال: من على وجه الارض. ويبقى وجه ربك قال: دين ربك، وقال على بن الحسين عليهما السلام: نحن الوجه الذى يؤتى الله منه. 23 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في التوحيد حديث طويل وفيه: فقلت: يابن رسول الله فما معنى الخبر الذى رووه أن ثواب لا اله الا الله النظر إلى وجه الله تعالى ؟ فقال عليه السلام: يا ابا الصلت من وصف الله عزوجل بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه الله أنبياءه وحججة صلوات الله عليهم، الذين بهم يتوجه إلى الله عزوجل والى دينه ومعرفته، وقال الله عزوجل: ” كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ” وقال عزوجل: ” كل شئ هالك الا وجهه ” فالنظر إلى انبياء الله تعالى ورسله وحججه عليهم السلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: من ابغض أهل بيتى وعترتي لم يرنى ولم أره يوم القيامة. 24 – في كتاب التوحيد باسناده إلى ابى هاشم الجعفري عن ابى جعفر الثاني حديث طويل وفيه يقول: وإذا افنى الله الاشياء أفنى الصور والهجاء، ولا ينقطع ولا يزال من لم يزل عالما. 25 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب قوله: ” ويبقى وجه ربك ” قال الصادق عليه السلام: نحن وجه الله. 26 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: واما قوله: ” كل شئ هالك الا وجهه ” فالمراد كل شئ هالك الا دينه لان


[ 193 ]

من المحال ان يهلك الله كل شئ ويبقى الوجه هو اجل واعظم من ذلك وانما يهلك من ليس منه، الا ترى انه قال ” كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ” ففصل بين خلقه ووجهه، 27 – في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في دعاء ادريس النبي عليه السلام: يا بديع البدايع ومعيدها بعد فنائها بقدرته. 28 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: يسئله من في السموات والارض كل يوم هو في شأن قال: يحيى ويميت ويرزق ويزيد وينقص. 29 – في اصول الكافي خطبة مروية عن امير المؤمنين عليه السلام وفيها: الحمد لله الذى لا يموت ولا تنقضي عجائبه، لانه كل يوم هو في شأن من احداث بديع لم يكن. 30 – في مجمع البيان وعن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وآله في قوله: ” كل يوم هو في شأن ” قال: من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا، ويرفع قوما ويضع آخرين. 31 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وقال المسيب بن نجية الفزارى وسليمان بن صرد الخزاعى للحسن بن على عليهما السلام: ما ينقضى تعجبنا منك، بايعت معاوية ومعك أربعون ألف مقاتل من الكوفة سوى أهل البصرة والحجاز ؟ فقال الحسن عليه السلام: قد كان ذلك فما ترى الان ؟ قال: والله ارى أن ترجع لانه نقض فقال: يا مسيب ان الغدر لاخير فيه ولو أردت لما فعلت، فقال حجر بن عدى: أما والله لوددت انك مت في ذلك اليوم ومتنا معك ولم نر هذا اليوم، فانا رجعنا راغبين بما كرهنا، ورجعوا مسرورين بما أحبوا، فلما خلا به الحسن عليه السلام قال: يا حجر قد سمعت كلامك في مجلس معاوية وليس كل انسان يحب ما تحب ولا رأيه كرأيك، وانى لم أفعل ما فعلت الا ابقاءا عليكم، والله تعالى كل يوم هو في شأن. 32 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: سنفرغ لكم ايها الثقلان قال: نحن وكتاب الله والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وآله: انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتى. 33 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله باسناده إلى الامام محمد بن على الباقر عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها يقول


[ 194 ]

صلى الله عليه وآله: معاشر الناس انى ادعها امامة ووراثة في عقبى إلى يوم القيامة، وقد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغايب، وعلى كل أحد من شهد أو لم يشهد، ولد أو لم يولد فليبلغ الحاضر الغائب، والوالد الولد إلى يوم القيامة، وسيجعلونها ملكا واغتصابا، ألا لعن الله الغاصبين والمغتصبين، وعندها ” سنفرغ لكم ايها الثقلان * فيرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران “. 34 – في عيون الاخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه من الاخبار المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان لله تعالى ديكا عرفه (1) تحت العرش ورجلاه في تخوم الارضين السابعة السفلى، إذا كان في الثلث الاخير من الليل سبح الله تعالى ذكره بصوت يسمعه كل شئ ما خلا الثقلين الجن والانس، فيصيح عند ذلك ديكة الدنيا. 35 – في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: وانشأ ما اراد انشاءه على ما اراد من الثقلين الجن والانس ليعرف بذلك ربوبيته، ويمكن فيهم طواعيته. 36 وفيه عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: فمن المبلغ عن الله عزوجل إلى الثقلين الجن والانس. 37 – في مجمع البيان وقد جاء في الخبر يحاط على الخلق بالملائكة وبلسان من نار ثم ينادون: ” يا معشر الجن والانس ان استطعتم ” إلى قوله: ” يرسل عليكما شواظ من نار “. 38 – روى مسعدة بن صدقة عن كليب قال: كنا عند أبى عبد الله عليه السلام فانشأ يحدثنا فقال: إذا كان يوم القيامة جمع الله العباد في صعيد واحد وذلك انه يوحى إلى السماء الدنيا ان اهبطي بمن فيك، فتحبط أهل السماء الدنيا بمثلى من في الارض من الجن والانس والملائكة، فلا يزالون كذلك حتى يهبط أهل سبع سماوات فتصير الجن والانس في سبع سرادقات من الملائكة، فينادى مناد: ” يا معشر الجن والانس ان استطعتم ” الاية فينظرون فإذا قد احاط بهم سبعة أطواق


(1) العرف: لحمة مستطيلة في أعلى رأس الديك. (*)

[ 195 ]

من الملائكة. 39 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن محمد بن أبى عمير عن منصور بن يونس عن عمر بن شيبة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول ابتداءا منه: ان الله إذا بدا له ان يبين خلقه ويجمعهم لما لابد منه أمر مناديا ينادى فاجتمع الجن والانس في اسرع من طرفة عين ثم أذن لسماء الدنيا فتنزل وكان من وراء الناس، واذن للسماء الثانية فتنزل وهى ضعف التى تليها، فإذا رآها اهل سماء الدنيا قالوا: جاء ربنا ؟ قالوا: لا وهو آت، يعنى أمره، تنزل كل سماء يكون كل واحدة منها من وراء الاخرى وهى ضعف التى تليها، ثم ينزل أمر الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الامر والى ربكم ترجع الامور، ثم يأمر الله مناديا ينادى: ” يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من أقطار السموات و الارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان “. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 40 – في محاسن البرقى عنه عن ابيه عن سعدان بن مسلم عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة دعى برسول الله صلى الله عليه وآله فيكسى حلة وردية، فقلت: جعلت فداك وردية ؟ قال: نعم اما سمعت قول الله عزوجل: فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان. 41 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: فيومئذ لا يسئل عن ذنبه قال: منكم يعنى من الشيعة ” انس ولا جان ” قال: معناه من توالى امير المؤمنين عليه السلام وتبرء من اعدائه وآمن بالله واحل حلاله وحرم حرامه ثم دخل في الذنوب و لم يتب في الدنيا عذب بها في البرزخ، ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسئل عنه يوم القيامة. 42 – في مجمع البيان وروى عن الرضا عليه السلام انه قال: ” فيومئذ لا يسئل منكم عن ذنبه انس ولا جان ” ان من اعتقد الحق ثم اذنب ولم يتب في الدنيا عذب عليه في البرزخ ويخرج يوم القيامة، وليس له ذنب يسأل عنه. 43 – في بصائر الدرجات ابراهيم بن هاشم عن سليمان الديلمى أو عن سليمان


[ 196 ]

عن معاوية الدهنى عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصى والاقدام قال: يا معاوية ما يقولون في هذا ؟ قلت: يزعمون ان الله تبارك وتعالى يعرف المجرمين بسيماهم في القيامة فيأمرهم فيأخذوا بنواصيهم وأقدامهم فيلقون في النار، فقال لى: وكيف يحتاج تبارك وتعالى إلى معرفة خلق أنشأهم وهو خلقهم ؟ فقلت: جعلت فداك وما ذلك ؟ فقال: ذلك لو قام قائمنا اعطاه الله السيماء، فيأمر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم واقدامهم، ثم يخبط بالسيف خبطا (1) 44 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد حديث طويل وفيه قال: قلت له: يا ابن رسول الله أخبرني عن الجنة والنار أهما مخلوقتان ؟ فقال: نعم وان رسول الله صلى الله عليه وآله دخل الجنة ورأى النار لما عرج به إلى السماء قال: فقلت له: ان قوما يقولون انهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين ؟ فقال عليه السلام: لاهم منا ولا نحن منهم، من انكر خلق الجنة والنار فقد كذب النبي صلى الله عليه وآله وكذبنا وليس من ولايتنا على شئ، ويخلد في نار جهنم، قال الله تعالى: هذه جهنم التى يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن. 45 – وقال النبي صلى الله عليه وآله: لما عرج بى إلى السماء أخذ بيدى جبرئيل عليه السلام فأدخلني الجنة الحديث. 46 – في تفسير على بن ابراهيم وقرء أبو عبد الله عليه السلام: ” هذه جهنم التى كنتما بها تكذبان * تصليانها ولا تموتان فيها ولا تحييان ” يعنى الاولين. ” يطوفون بينها وبين حميم آن ” قال: انين من شدة حرها. 47 – في مجمع البيان وروى عن أبى عبد الله عليه السلام ” هذه جهنم التى كنتما بها تكذبان * اصلياها فلا تموتان فيها ولا تحييان “. 48 – في اصول الكافي عنه عن أحمد بن محمد بن محبوب عن داود الرقى عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ولمن خاف مقام ربه جنتان قال: من


(1) خبطه. ضربه ضربا شديدا. (*)

[ 197 ]

علم ان الله يراه ويسمع ما يقول ويقول ويعلم ما يعلمه من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الاعمال، فذلك الذى خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. 49 – في من لا يحضره الفقيه في مناهى النبي صلى الله عليه وآله قال عليه السلام: ومن عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله عزوجل حرم عليه النار، وآمنه من الفزع الاكبر، وانجز له ما وعده في كتابه. وقوله عزوجل: ولمن خاف مقام ربه جنتان. 50 – في كتاب التوحيد خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وفيها: ايها الناس من خاف ربه كف ظلمه. 51 – في كتاب الخصال عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالى لا اجمع على عبدى خوفين. ولا أجمع له أمنين. فإذا امننى في الدنيا أخفته في الاخرة يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا أخفته في الاخرة يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا امنته يوم القيامة. 52 – عن أبى جعفر محمد بن على الباقر عليه السلام قال: ثلاث درجات وثلاث كفارات وثلاث موبقات وثلاث منجيات، إلى ان قال عليه السلام: واما المنجيات فخوف الله في السر والعلانية، الحديث. 53 – عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على بن ابى طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال في وصية له: يا على ثلاث درجات وثلاث كفارات و ذكر كالسابق سواء 54 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن تفسير محمد بن العباس بن مروان باسناده إلى جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين على بن ابى طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه يقول صلى الله عليه وآله مخاطبا للمقداد بعد ان ذكر شيعة على عليه السلام وكرامتهم عند الله: فلا يزالوا يا مقداد ومحبى على بن أبى طالب عليه السلام في العطايا والمواهب حتى ان المقصر من شيعة على يتمنى في امنيته مثل


[ 198 ]

جميع الدنيا منذ خلقها الله إلى يوم القيامة، قال لهم ربهم تبارك وتعالى: لقد قصر في امانيكم ورضيتم بدون ما يحق لكم، فانظروا إلى مواهب ربكم، فإذا بقباب (1) وقصور في اعلى عليين من الياقوت الاحمر والاخضر والابيض والاصفر يزهر نورها، فلولا انه مسخر إذا للمعت الابصار منها، فما كان من تلك القصور من الياقوت الاحمر مفروش بالسندس الاخضر، وما كان منها من الياقوت الابيض فهو مفروش بالرياط الصفر (2) مبثوثة بالزبرجد الاخضر والفضة البيضاء، و الذهب الاحمر قواعدها وأركانها من الجواهر ينور من أبوابها وأعراضها، ونور شعاع الشمس عنده مثل الكواكب الدرى في النهار المضئ، وإذا على باب كل قصر من تلك القصور جنتان مدهامتان فيهما عينان نضاختان وفيهما من كل فاكهة زوجان 55 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: فيهن قاصرات الطرف قال: الحور العين يقصر الطرف عنها من ضوء نورها. 56 – في مجمع البيان ” قاصرات الطرف ” قصرت طرفهن على أزواجهن لم يردن غيرهم وقال أبو ذر: انها تقول لزوجها: وعزة ربى ما ارى في الجنة أخير منك فالحمد لله الذى جعلني زوجك وجعلك زوجي، كأنهن الياقوت والمرجان وفى الحديث أن المرأة من أهل الجنة يرى مخ ساقها وراء سبعين حلة من حرير 57 – هل جزاء الاحسان الا الاحسان وجاءت الرواية من أنس بن مالك قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الاية فقال: هل تدرون ما يقول ربكم ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فان ربكم يقول: هل جزاء من أنعمنا عليه بالتوحيد الا الجنة. 58 – وروى العياشي باسناده عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن


(1) القباب جمع القبة. (2) الرياط جمع الريطة: كل ملاءة ليست ذات لفقين أي قطعتين متضامتين كلها نسج واحد وقطعة واحدة. (*)

[ 199 ]

على بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله يقول: آية في كتاب الله مسجلة: قلت وما هي ؟ قال: قول الله عزوجل: ” هل جزاء الاحسان الا الاحسان ” جرت في الكافر والمؤمن والبر والفاجر، ومن صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به. وليس المكافاة ان يصنع كما صنع حتى يربى، فان صنعت كما صنع كان له الفضل بالابتداء. 59 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” هل جزاء الاحسان الا الاحسان ” قال: ما جزاء من انعمت عليه بالمعرفة الا الجنة. 60 – في كتاب التوحيد حدثنا احمد بن الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حمران القشيرى قال: حدثنا أبو الحريش أحمد بن عيسى الكلابي قال: حدثنا موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب سنة خمسين وماتين قال: حدثنى ابى عن ابيه عن جده جعفر بن محمد عن ابيه عن آبائه عن على عليهم السلام في قول الله عزوجل: ” هل جزاء الاحسان الا الاحسان ” قال على عليه السلام: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ان الله عزوجل قال: ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد الا الجنة. 61 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل في تفسير سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر، وفيه قال صلى الله عليه وآله: واما قوله: لا اله الا الله فثمنها الجنة، وذلك قول الله عزوجل: ” هل جزاء الاحسان الا الاحسان ” قال: هل جزاء من قال لا اله الا الله الا الجنة. 62 – في كتاب الخصال عن أبى جعفر عليه السلام قال: اربعة اسرع شئ عقوبة: رجل احسنت إليه وكافاك بالاحسان إليه اساءة، الحديث. 63 – في من لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: لعن الله قاطعي سبيل المعروف قيل: وما قاطعي سبيل المعروف ؟ قال: الرجل يصنع إليه المعروف فيكفره، فيمنع صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره


[ 200 ]

64 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن غالب عن عثمان بن محمد عن عمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله جل ثناءه: ومن دونهما جنتان قال: خضراوتان في الدنيا يأكل المؤمنون منها حتى تفرغ من الحساب. 65 – في مجمع البيان ” ومن دونهما جنتان ” روى عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: جنتان من فضة أبنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب أبنيتهما وما فيهما. 66 – وقال أبو عبد الله عليه السلام: لا تقولن: الجنة واحدة، ان الله يقول: ” ومن دونهما جنتان ” ولا تقولن درجة واحدة ان الله يقول: ” درجات بعضها فوق بعض ” انما تفاضل القوم بالاعمال. 67 – وعن العلا بن سيابة عن أبى عبد الله عليه السلام قلت له: ان الناس يتعجبون منا إذا قلنا: يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة فيقولون لنا: فيكونون مع أولياء الله في الجنة ؟ فقال: يا على ان الله يقول: ” ومن دونهما جنتان ” ما يكونون مع اولياء الله. 68 – في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى يونس بن ظبيان عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” مدهامتان ” قال: يتصل ما بين مكة والمدينة نخلا، وقوله: ” فيها عينان نضاختان ” قال: تفوران. قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق فيما نقلنا عن كتاب سعد السعود بيان لقوله عزوجل: ” نضاحتان “. قال عز من قائل: فيهما فاكهة ونخل ورمان. 69 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن أبيه عن أحمد ابن سليمان عن أحمد بن يحيى الطحان عمن حدثه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: خمس من فواكه الجنة في الدنيا: الرمان الامليسى والتفاح الشيسقان والسفرجل والعنب الرازقي والرطب المشان. (1)


(1) رمان امليس واميلسى: حلو طيب لاعجم له كانه منسوب إليه وفى امالي الشيخ (ره) التفاح الشعشعانى يعنى الشامي، والمشان: نوع من الرطب إلى السواد دقيق وهو أعجمى. (*)

[ 201 ]

70 – وباسناده إلى ابى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: اربعة نزلت من الجنة: العنب الرازقي والرطب المشان والرمان الامليسى والتفاح الشيسقان. 71 – على بن ابراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الفاكهة مأة وعشرون لونا سيدها الرمان. 72 – وباسناده إلى عمر بن أبان الكلبى قال: سمعت أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام يقولان: ما على وجه الارض ثمرة كانت أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من الرمان، وكان والله إذا أكله لا يشركه فيها أحد. 73 – وباسناده إلى حماد بن عثمان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما من شئ أشارك فيه أبغض إلى من الرمان، وما من رمانة الا وفيها حبة من الجنة، فإذا أكلها الكافر بعث الله عزوجل إليه ملكا فانتزعها منه. 74 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: فيهن خيرات حسان قال: جوار نابتات على شط الكوثر، كلما اخذت منها نبتت مكانها اخرى. 75 – في مجمع البيان: ” خيرات حسان ” أي نساء خيرات الاخلاق حسان الوجوه، روته ام سلمة عن النبي صلى الله عليه وآله 76 – في من لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: الخيرات الحسان من نساء اهل الدنيا، وهن اجمل من الحور العين. 77 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن أبى ايوب عن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” فيهن خيرات حسان ” قال: هن صوالح المؤمنات العارفات. 78 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن بريد النوفلي عن الحسين بن أعين أخو مالك بن أعين قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الرجل للرجل: جزاك الله خيرا ما يعنى به ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: ان خيرا نهر في الجنة مخرجه من الكوثر، والكوثر مخرجه من ساق العرش، عليه منازل الاوصياء وشيعتهم، على حافتى ذلك النهر جواري نابتات، كلما قلعت واحدة نبتت اخرى، سمى


[ 202 ]

بذلك النهر وذلك قوله: ” فيهن خيرات حسان ” فإذا قال الرجل لصاحبه: جزاك الله خيرا، فانما يعنى بذلك تلك المنازل التى أعد الله عزوجل لصفوته وخيرته من خلقه أقول: ويتصل بآخر ما نقلنا من الحديث الاول من الروضة أعنى قوله: العارفات قال: قلت: حور مقصورات في الخيام قال: الحور هي البيض المضمومات (1) المخدرات في خيام الدر والياقوت والمرجان، لكل خيمة أربعة أبواب، على كل باب سبعون كاعبا (2) حجابا لهن ويأتيهن في كل يوم كرامة من الله عز ذكره، يبشر الله عزوجل بهن المؤمنين. 79 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” حور مقصورات في الخيام ” يقصر الطرف عنها. 80 – في مجمع البيان وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: مررت ليلة اسرى بى بنهر حافتاه قباب المرجان فنوديت عنه: السلام عليك يا رسول الله فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء ؟ قال: هؤلاء جوار من الحور العين استأذن ربهن ان يسلمن عليك فأذن لهن فقلن: نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نيأس أزواج رجال كرام، ثم قرء صلى الله عليه وآله ” حور مقصورات في الخيام “. 81 – وروى عن النبي صلى الله عليه وآله قال: الخيمة درة واحدة طولها في السماء ستون ميلا. 82 – في جوامع الجامع وفى حديث الخيمة درة واحدة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراه الاخرون. 83 – وقرئ في الشواذ: ” رفارف خضر وعباقرى ” كمداينى. وروى ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وان شذ في القياس ترك صرف عباقرى فلا يستنكر مع استمراره في الاستعمال. 84 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا على بن الحسين عن أحمد بن أبى عبد


(1) قال الملجسى (ره): المضموتات أي اللاتى ضممن إلى خدورهن لا يفارقنه (2) الكاعب: الجارية حين تبدو ثديها للنبور أي الارتفاع عن الصدر. (*)

[ 203 ]

الله عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن هشام بن سالم عن سعد بن طريف عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: تبارك اسم ربك ذى الجلال والاكرام فقال: نحن جلال الله وكرامته التى أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا ومحبتنا. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرء في كل ليلة جمعة ” الواقعة ” أحبه الله وحببه إلى الناس أجمعين، ولم ير في الدنيا بؤسا أبدا ولا فقرا ولا فاقة ولا آفة من آفات الدنيا وكان من رفقاء أمير المؤمنين عليه السلام، وهذه السورة لامير المؤمنين خاصة لم يشركه فيها أحد. 2 – وباسناده عن الصادق عليه السلام قال: من اشتاق إلى الجنة والى صفتها فليقرء الواقعة ومن احب أن ينظر إلى صفة النار فليقرأ سجدة لقمن. 3 – وباسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرء الواقعة كل ليلة قبل ان ينام لقى الله عزوجل ووجهه كالقمر ليلة البدر. 4 – في مجمع البيان: ابى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من قرأ سورة الواقعة كتب ليس من الغافلين. 5 – وفيه عن عبد الله بن مسعود قال: انى سمعت رسول الله عليه السلام يقول: من قرء سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة ابدا. 6 – في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يا رسول الله اسرع اليك الشيب ؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون. 7 – في اصول الكافي محمد بن أحمد عن عمه عبد الله بن الصلت عن الحسن بن على بن بنت الياس عن أبى الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: ان على بن الحسين عليهما السلام لما حضرته الوفاة أغمى عليه، ثم فتح عينيه وقرأ:


[ 204 ]

” إذا وقعت الواقعة ” ” وانا فتحنا لك فتحا مبينا ” وقال: الحمد لله الذى صدقنا وعده، وأورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين، ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا. 8 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة باسناده إلى على بن النعمان عن أبى الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك ان بى ثآليل كثيرة (1) وقد اغتممت بامرها، فأسألك أن تعلمني شيئا انتفع به. قال: خذ لكل ثالول سبع شعيرات، واقرأ على كل شعيرة سبع مرات ” إذا وقعت الواقعة ” إلى قوله: ” فكانت هباءا منبثا ” وقوله عزوجل: ” ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجا ولا امتا ” ثم تأخذ الشعير شعيرة شعيرة، فامسح بها على كل ثالول، ثم صيرها في خرقة جديدة واربط على الخرقة حجرا وألقها في كنيف قال: ففعلت فنظرت إليها يوم السابع فإذا هي مثل راحتي، وينبغى أن يفعل ذلك في محاق الشهر 9 – في مصباح الكفعمي عن على عليه السلام يقرأ من به الثالول فليقرء عليها هذه الايات سبعا في نقصان الشهر ” ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار ” ” وبست الجبال بسا * فكانت هباءا منبثا “. 10 – في كتاب الخصال عن الزهري قال: سمعت على بن الحسين عليهما السلام يقول: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، والله ما الدنيا والاخرة الا ككفتي ميزان فأيهما رجح ذهب بالاخر، ثم تلا قوله عزوجل: إذا وقعت الواقعة يعنى القيامة ليس لوقعتها كاذبة خافضة خفضت والله باعداء الله في النار رافعة رفعت والله أولياء الله إلى الجنة 11 – في تفسير على بن ابراهيم ” إذا وقعت الواقعة * ليس لوقعتها كاذبة ” قال: القيامة هي حق، وقوله: ” خافضة ” قال: بأعداء الله ” رافعة ” لاولياء الله


(1) ثآليل جمع الثؤلول: خراج يكون بجسد الانسان ناتئ صلب مستدير. (*)

[ 205 ]

إذا رجت الارض رجا قال: يدق بعضها على بعض، وبست الجبال بسا قال: قلعت الجبال قلعا فكانت هباء منبثا قال: الهباء الذى يدخل في الكوة من شعاع الشمس. وقوله: وكنتم ازواجا ثلاثة قال: يوم القيامة فأصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة [ وهم المؤمنون من اصحاب التبعات يوقفون للحساب ] (1) واصحاب المشئمة ما اصحاب المشئمة والسابقون السابقون الذين سبقوا إلى الجنة بلا حساب 12 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن جابر الجعفي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا جابر ان الله تبارك وتعالى خلق الخلق ثلاثة اصناف، وهو قوله عزوجل: ” وكنتم أزواجا ثلاثة * فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشأمة * والسابقون السابقون * اولئك المقربون ” فالسابقون هم رسل الله عليه السلام، وخاصة الله من خلقه، جعل فيهم خمسة أرواح أيدهم بروح القدس فبه عرفوا الاشياء، وأيدهم بروح الايمان فبه خافوا الله عزوجل، وأيدهم بروح القوة فبه قدروا على طاعة الله، وايدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله عزوجل و كرهوا معصيته، وجعل فيهم روح المدرج الذى به يذهب الناس ويجيئون، وجعل في المؤمنين واصحاب الميمنة روح الايمان فبه خافوا الله وجعل فيهم روح القوة فبه قدروا (2) على طاعة الله، وجعل فيهم روح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله وجعل فيهم روح المدرج الذى به يذهب الناس ويجيئون. 13 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه رفعه عن محمد بن داود الغنوى عن الاصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا امير المؤمنين ان ناسا زعموا ان العبد لا يزنى وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، ولا يأكل الربا وهو مؤمن، ولا يسفك الدم الحرام و


(1) بين العلامتين غير موجود في المصدر. (2) وفى نسخة ” قووا ” مكان ” قدروا “. (*)

[ 206 ]

هو مؤمن، فقد ثقل على هذا وحرج منه صدري حين أزعم، ان هذا العبد يصلى صلاتي ويدعو دعائي ويناكحني واناكحه ويوارثني واوارثه، وقد خرج من الايمان من أجل ذنب يسير أصابه ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: صدقت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: والدليل عليه كتاب الله: خلق الله عزوجل الناس على ثلاث طبقات وانزلهم ثلاث منازل، فذلك قول الله عزوجل في الكتاب: ” اصحاب الميمنة واصحاب المشأمة والسابقون السابقون ” فاما ما ذكر من أمر السابقين فانهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة ارواح: روح القدس وروح الايمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين، وبها علموا الاشياء وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا (1) فهؤلاء مغفور لهم، مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال الله عزوجل: ” تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وايدناه بروح القدس، ثم قال في جماعتهم: ” وايدناه بروح منه ” يقول: اكرمهم بها ففضلهم على من سواهم، فهولاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم، ثم ذكر اصحاب الميمنة وهم المؤمنون حقا بأعيانهم، جعل الله فيهم اربعة ارواح روح الايمان وروح القوة، وروح الشهوة وروح البدن، فلا يزال العبد يستكمل هذه الارواح الاربعة حتى يأتي عليه حالات فقال الرجل: يا امير المؤمنين ما هذه الحالات ؟ فقال: أما أولهن فهو كما قال الله عزوجل: ” ومنكم من يرد إلى ارذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا ” فهذا ينتقض منه جميع الارواح، وليس بالذى يخرج من دين الله لان الفاعل به رده إلى ارذل عمره، فهو لايعرف للصلوة وقتا، ولا يستطيع التهجد بالليل ولا بالنهار، ولا القيام في الصف مع الناس، فهذا نقصان روح الايمان وليس يضره شيئا، وفيهم من ينتقض منه روح القوة، فلا يستطيع جهاد عدوه، و لا يستطيع طلب المعيشة، ومنهم من ينتقض منه روح الشهوة، فلو مرت به اصبح


(1) دب: مشى مشيا صغيفا ويقال للصبى إذا دب وأخذ في الحركة: درج.

[ 207 ]

بنات آدم لم يحن إليها (1) ولم يقم، وتبقى روح البدن فبه يدب ويدرج حتى يأتيه ملك الموت، فهذا بحال خير، لان الله عزوجل هو الفاعل به، وقد تأتى عليه حالات في قوته وشبابه فيهم بالخطيئة فيشجعه روح القوة وتزين له روح الشهوة، ويقوده روح البدن، حتى يوقعه في الخطيئة، فإذا لامسها نقص من الايمان، وتفصى منه. فليس يعود فيه حتى يتوب، فإذا تاب تاب الله عليه، وان عاد ادخله الله نار جهنم، فأما اصحاب المشأمة فهم اليهود والنصارى، يقول الله عز وجل: ” الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم ” يعرفون محمدا والولاية في التوراة والانجيل كما يعرفون ابناءهم في منازلهم ” وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك ” انك الرسول إليهم فلا تكونن من الممترين، فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم الله بذلك فسلبهم روح الايمان، واسكن ابدانهم ثلاثة ارواح: روح القوة، وروح الشهوة، وروح البدن، ثم اضافهم إلى الانعام، فقال: ” ان هم الا كالانعام ” لان الدابة انما تحمل بروح القوة: وتعتلف بروح الشهوة، وتسير بروح البدن. فقال السائل: احييت قلبى باذن الله يا امير المؤمنين. 14 – في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا الحسن بن على عن ابيه عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن علوان الكلبى عن على بن الحسين العبدى عن ابى هارون العبدى عن ربيعة السعدى عن حذيفة بن اليمان ان رسول الله صلى الله عليه وآله ارسل إلى بلال فأمره ان ينادى بالصلوة قبل وقت كل يوم في شهر رجب لثلة عشر خلت منه، قال: فلما نادى بلال بالصلوة فزع الناس من ذلك فزعا شديدا وذعروا (2) وقالوا: رسول الله صلى الله عليه وآله بين اظهرنا لم يغب عنا ولم يمت فاجتمعوا وحشدوا (3) فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله يمشى حتى انتهى إلى باب من ابواب المسجد فأخذ بعضادته


(1) حن إليه: اشتاق. (2) ذعر: خاف. (3) حشد القوم: دعوا فأجابوا مسرعين. (*)

[ 208 ]

وفى المسجد مكان يسمى السدة، فسلم ثم قال: هل تسمعون يا اهل السدة ؟ فقالوا: سمعنا واطعنا فقال: هل تبلغون ؟ قالوا: ضمنا ذلك لك يا رسول الله، فقال: رسول الله يخبركم ان الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما وذلك قوله: ” اصحاب اليمين واصحاب الشمال ” فأنا من اصحاب اليمين، وأنا خير [ من ] اصحاب اليمين، ثم جعل القسمين اثلاثا فجعلني من خيرهما اثلاثا، وذلك قوله: ” اصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة * واصحاب المشئمة ما اصحاب المشأمة * والسابقون السابقون ” فأنا من السابقين وانا خير السابقين، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 15 – في اصول الكافي على بن محمد عن سهل بن زياد عن اسمعيل بن مهران عن الحسن القمى عن ادريس بن عبد الله عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الاية: ” ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ” قال: عنى بها لم نك من اتباع الائمة الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم ” والسابقون السابقون اولئك المقربون ” أما ترى الناس يسمون الذى يلى السابق في الحلبة مصلى (1) فذلك الذى عنى حيث قال: ” لم نك من المصلين ” لم نك من اتباع السابقين. 16 – على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ان الايمان درجات و منازل يتفاضل المؤمنون فيها عند الله ؟ قال: نعم قلت: صفه لى رحمك الله حتى أفهمه، قال: ان الله سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم الرهان ثم فضلهم على درجات في السبق إليه، فجعل كل امرء منهم على درجة سبقه لا ينقصه فيها من حقه، ولا يتقدم مسبوق سابقا ومفضول فاضلا، تفاضل بذلك اوائل هذه الامة وأواخرها، ولو لم يكن للسابق إلى الايمان فضل على المسبوق إذا للحق آخر هذه الامة أولها، نعم ولتقدموهم إذا لم يكن لمن سبق إلى الايمان الفضل على من أبطأ عنه ; ولكن بدرجات الايمان قدم الله السابقين، وبالابطاء عن الايمان أخر الله المقصرين، لانا نجد من المؤمنين من الاخرين من هو أكثر عملا من الاولين وأكثرهم صلوة وصوما


(1) الحلبة: الخيل تجمع للسباق. (*)

[ 209 ]

وحجا وزكوة وجهادا وانفاقا، ولو لم يكن سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا عند الله لكان الاخرون بكثرة العمل مقدمين على الاولين، ولكن أبى الله عزوجل ان يدرك آخر درجات الايمان اولها، ويقدم فيها من أخر الله أو يؤخر فيها من قدم الله، قلت: اخبرني عما ندب الله عزوجل المؤمنين إليه من الاستباق إلى الايمان، فقال: قول الله عزوجل: ” سابقوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسله ” وقال: ” والسابقون السابقون اولئك ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 17 – في مجمع البيان ” والسابقون السابقون ” وقد قيل في السابقين إلى قوله: وقيل: الصلوات الخمس عن على عليه السلام. 18 – وعن ابى جعفر عليه السلام قال: السابقون اربعة: ابن آدم المقتول، وسابق امة موسى وهو مؤمن آل فرعون، وسابق امة عيسى وهو حبيب، والسابق في امة محمد صلى الله عليه وآله وهو على بن ابى طالب عليهما السلام. 19 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن ابن أبى عمير عن عمرو بن أبى المقدام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال أبى لاناس من الشيعة: أنتم شيعة الله وأنتم انصار الله وأنتم السابقون الاولون والسابقون الاخرون. والسابقون في الدنيا والسابقون في الاخرة إلى الجنة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 20 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله عزوجل: ” والسابقون السابقون * اولئك المقربون في جنات النعيم ” فقال: قال لى جبرئيل عليه السلام: ذلك على وشيعته هم السابقون إلى الجنة ; المقربون من الله بكرامته لهم. 21 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال أبو عبد الله عليه السلام: زرارة و أبو بصير ومحمد بن مسلم وبريد من الذين قال الله: ” والسابقون السابقون * اولئك المقربون ” وقال عليه السلام: ما أحد أحيى ذكرنا وأحاديث أبى عليه السلام الا زرارة وأبو بصير ليث المرادى ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلى لولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط


[ 210 ]

هذا، هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبى على حلال الله وحرامه، وهم السابقون الينا في الدنيا والسابقون الينا في الاخرة، قال أبو عبد الله عليه السلام: قال ابى لاناس من الشيعة: انتم شيعة الله وانتم انصار الله، وأنتم السابقون الاخرون الينا ; السابقون في الدنيا إلى ولايتنا، والسابقون في الاخرة إلى الجنة، قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله وبضمان رسول الله صلى الله عليه وآله. 22 – قال أبو الحسن موسى عليه السلام: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: اين حوارى محمد بن عبد الله رسول الله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه ؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر ثم ينادى: أين حوارى على بن أبى طالب وصى محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله، فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعى ومحمد بن أبى بكر وميثم بن يحيى التمار مولى بنى أسد، وأويس القرنى قال: ثم ينادى المنادى: أين حوارى الحسن بن على بن فاطمة بنت محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فيقوم سفيان بن ليلى الهمداني وحذيفة بن أسد الغفاري (1) قال: ثم ينادى: اين حوارى الحسين بن على ؟ فيقوم من استشهد معه ولم يتخلف عليه قال: ثم ينادى أين حوارى على بن الحسين ؟ فيقوم جبير بن مطعم ويحيى بن ام الطويل وأبو خالد الكابلي وسعيد بن المسيب، ثم ينادى: اين حوارى محمد بن على وحواري جعفر بن محمد ؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري وزرارة بن أعين وبريد بن معاوية العجلى ومحمد بن مسلم وأبو بصير ليث بن البخترى المرادى، وعبد الله بن ابى يعفور، وعامر بن عبد الله بن جذاعة، و حجر بن زائدة، وحمران بن اعين، ثم ينادى ساير الشيعة مع ساير الائمة عليهم السلام يوم القيامة فهؤلاء اول السابقين واول المقربين واول المتحورين من التابعين. 23 – في عيون الاخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده عن على عليه السلام قال: ” والسابقون السابقون اولئك المقربون ” في نزلت 24 – في كتاب الخصال عن رجل من همدان عن ابيه قال: قال على بن ابى طالب عليه السلام: السباق خمسة، فانا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وصهيب سابق


(1) وفي بعض النسخ ” اسيد ” بدل ” اسد “. (*)

[ 211 ]

الروم، وبلال سابق الحبش، وخباب سابق النبط. 25 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى خيثمة الجعفي عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: ونحن السابقون السابقون ونحن الاخرون. 26 – وباسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن امير المؤمنين عليه السلام أنه قال في جمع من المهاجرين والانصار في المسجد ايام خلافة عثمان: فأنشدكم بالله أتعلمون حيث نزلت: ” والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار ” و ” السابقون السابقون اولئك المقربون ” سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: انزلها الله تعالى في الانبياء واوصيائهم، فأنا افضل انبياء الله ورسله، وعلى بن ابى طالب وصيى افضل الاوصياء ؟ قالوا: اللهم نعم. 27 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال الصادق عليه السلام: ثلة من الاولين: ابن آدم المقتول ومؤمن آل فرعون وصاحب ياسين وقليل من الاخرين على بن أبى طالب. 28 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: ان موسى عليه السلام ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: اوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم صاحب الاتان والبرنس والزيت والزيتون والمحراب (1) ومن بعده بصاحب الجمل الاحمر الطيب الطاهر المطهر اسمه احمد محمد الامين من الباقين من ثلة الاولين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 29 – في مجمع البيان يطوف عليهم ولدان مخلدون اختلف في هذه الولدان فقيل: انهم اولاد أهل الدنيا لم يكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا


(1) الاتان: الحمارة. والبرنس: قلنسوة طويلة كانت تلبس في صدر الاسلام. قال المجلسي (ره): والمراد بالزيتون والزيت: التمرة المعروفة ودهنها لانه (ع) كان يأكلها، أو نزلتا له في المائدة من السماء، أو المراد بالزيتون مسجد دمشق أو جبال الشام كما ذكره الفيروز آبادى، أي أعطاه الله بلاد الشام. وبالزيت الدهن الذى روى انه كان في بنى اسرائيل وكان غليانها من علامات النبوة، والمحراب لزومه وكثرة العبادة فيه. (*)

[ 212 ]

عليها، فأنزلوا هذه المنزلة عن على عليه السلام. وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله انه سئل عن أطفال المشركين ؟ فقال: هم خدم أهل الجنة. 30 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن سيد الادام في الدنيا والاخرة، فقال: اللحم أما سمعت قول الله عزوجل: ولحم طير مما يشتهون. 31 – على بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبى عبد الله عن محمد بن على عن عيسى بن عبد الله العلوى عن أبيه عن جده عن على صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللحم سيد الطعام في الدنيا والاخرة. 32 – وعنه عن على بن الريان رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: سيد ادام الجنة اللحم. 33 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما قال: الفحش والكذب والغنا، وقوله: واصحاب اليمين ما اصحاب اليمين قال: على بن أبى طالب عليه السلام وأصحابه شيعته. 34 – في اصول الكافي أبو على الاشعري ومحمد بن يحيى عن محمد بن اسماعيل عن على بن الحكم عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: لو علم الناس كيف ابتداء الخلق ما اختلف اثنان، ان الله عزوجل قبل أن يخلق الخلق قال: كن ماءا عذبا أخلق منك جنتي وأهل طاعتي، وكن ملحا اجاجا أخلق منك نارى وأهل معصيتى، ثم أمرهما فامتزجا فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر، والكافر المؤمن، ثم أخذ طينا من اديم الارض فعركه عركا شديدا (1) فإذا هم كالذر يدبون فقال لاصحاب اليمين: إلى الجنة بسلام، وقال لاصحاب النار: إلى النار ولا ابالى، ثم أمر نارا فاسعرت فقال لاصحاب الشمال: ادخلوها فهابوها (2)


(1) أديم الارض: ظاهره وكذا أديم السماء. والعرك: الدلك. (2) هابه: خافه. (*)

[ 213 ]

وقال لاصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فقال: كونى بردا وسلاما فكانت بردا وسلاما فقال اصحاب الشمال: يا رب أقلنا، فقال: قد أقلتكم فادخلوها فذهبوا فهابوها فثم ثبتت الطاعة والمعصية فلا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء من هؤلاء (1). 35 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن أذينة عن زرارة ان رجلا سأل أبا جعفر عليه السلام عن قوله عزوجل: ” واذ اخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ” الاية فقال وأبوه يسمع عليهما السلام حدثنى أبى ان الله عزوجل قبض قبضة من تراب التربة التى خلق منها آدم عليه السلام، فصب عليها العذب الفرات ثم تركها أربعين صباحا، ثم صب عليها الماء المالح الاجاج (2) فتركها أربعين صباحا فلما اختمرت الطينة أخذها فعركها عركا شديدا، فخرجوا كالذر من يمينه وشماله، وأمرهم جميعا ان يقعوا في النار، فدخل أصحاب اليمين فصارت عليهم بردا وسلاما وأبى أصحاب الشمال أن يدخلوها. 36 – على بن محمد عن ابن أبى حماد عن الحسين بن يزيد عن الحسين بن على بن أبى حمزة عن ابراهيم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام بعث جبرئيل في أول ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى سماء الدنيا، وأخذ من كل سماء تربة وقبض قبضة اخرى من الارض السابعة العليا إلى الارض السابعة القصوى فأمر عزوجل كلمته فأمسك القبضة الاولى بيمينه والقبضة الاخرى بشماله ففلق الطين فلقتين فذرا من الارض ذروا (3) ومن السماء ذروا. فقال للذى بيمينه: منك الرسل و


(1) وللمحدث المولى محمد باقر المجلسي (قده) في كتابه مرآة العقول بيان لهذا الحديث ونقل في ذيل اصول الكافي ج 2 صفحة 7 فراجع ان شئت. (2) أي المالح المر. (3) الفلق: التفريق: والذرو: الا ذهاب والتفريق. (*)

[ 214 ]

الانبياء والاوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن اريد كرامتهم، فوجب لهم ما قال كما قال، وقال للذى بشماله: منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن اريد هوانه وشقوته، فوجب لهم ما قال كما قال ; والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 37 – على بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن سيف عن أبيه عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفه ثم قال: أتدرون أيها الناس ما في كفى ؟ قالوا: ألله ورسوله أعلم، فقال: فيها أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثم رفع يده الشمال فقال: ايها الناس اتدرون ما في كفى ؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، فقال: اسماء اهل النار واسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة ; ثم قال: حكم الله وعدل، حكم الله وعدل، فريق في الجنة وفريق في السعير. 38 – في تفسير العياشي عن ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه ان اصحاب اليمين هم الذين قبضهم الله من كتف آدم الايمن، وذرأهم من صلبه، واصحاب الشمال هم الذين قبضهم الله من كتف آدم الايسر وذراهم في صلبه، وقد ذكرناه في سورة آل عمران عند قوله عزوجل: ” وله اسلم من في السموات ” الاية. (1) 39 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن اذينة عن ابى عبد الله عليه السلام قال: كنا عنده فذكرنا رجلا من اصحابنا فقلنا فيه حدة فقال: من علامة المؤمن ان يكون فيه حدة، قال: فقلنا ان عامة اصحابنا فيهم حدة فقال: ان الله تبارك وتعالى في وقت ما ذرأهم امر اصحاب اليمين وانتم هم ان يدخلوا النار فدخلوها فأصابهم وهج (2) فالحدة من ذلك الوهج، وامر اصحاب الشمال – وهم مخالفوهم – ان يدخلوا النار فلم يفعلوا، فمن ثم لهم سمت (3) ولهم وقار. 40 – وباسناده إلى عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال في حديث طويل:


(1) راجع المجلد الاول صفحة 300. (2) الوهج: حر النار. (3) السمت تستعمل لهيئة أهل الخير. (*)

[ 215 ]

مهما رأيت من نزق اصحابك وخرقهم (1) فهو مما اصابهم من لطخ اصحاب الشمال (2) وما رأيت من حسن شيم من خالفهم ووقار فيهم فهو من لطخ اصحاب اليمين. 41 – وباسناده إلى ابى اسحق الليثى عن ابى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه من خلق الله طينة الشيعة وطينة الناصب وان الله مزج بينهما إلى قوله: فما رأيته من شيعتنا من زنا أو لواط أو ترك صلوة أو صيام أو حج أو جهاد اوخيانة أو كبيرة من هذه الكبائر فهو من طينة الناصب وعنصره الذى قد مزج فيه لان من سنخ الناصب وعنصره وطينته اكتساب المآثم والفواحش والكبائر، وما رأيت من الناصب ومواظبته على الصلوة و الصيام والزكوة والحج والجهاد وابواب البر فهو من طينة المؤمن وسنخه الذى قد مزج فيه لان من سنخ المؤمن وعنصره وطينته اكتساب الحسنات واستعمال الخير واجتناب المآثم. 42 – وباسناده إلى محمد بن ابى عمير قال: قلت لابي الحسن موسى عليه السلام: اخبرني عن تختم امير المؤمنين عليه السلام بيمينه لاى شئ كان ؟ فقال: انما كان يتختم بيمينه لانه امام اصحاب اليمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد مدح الله عزوجل اصحاب اليمين وذم اصحاب الشمال، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 43 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: في سدر مخضود قال: شجر لا يكون له ورق ولا شوك فيه، وقرأ أبو عبد الله عليه السلام: وطلع منضود قال: بعضه إلى بعض. 44 – في مجمع البيان وروت العامة عن على عليه السلام انه قرأ رجل عنده ” وطلح منضود ” فقال: ما شأن الطلح ؟ انما هو وطلع كقوله: ” ونخل طلعها هضيم ” فقيل له: الا تغيره ؟ فقال: ان القرآن لا يهاج اليوم ولا يحرك. رواه عنه ابنه الحسن عليهما السلام وقيس بن سعد. 45 – ورواه اصحابنا عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: وطلح منضود ” قال: لا.


(1) النزق: العجلة في جهل. والخرق: الحمق. (2) اللطخ: القطعة القليلة من كل شئ. (*)

[ 216 ]

46 – وورد في الخبر: ان في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مأة سنة لا يقطعها اقرؤا ان شئتم وظل ممدود وروى ايضا ان اوقات الجنة كغدوات الصيف لا يكون فيها حر ولا برد. 47 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن ابن محبوب عن محمد بن اسحق المدنى عن ابى جعفر عليه السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله ونقل حديثا طويلا يقول فيه صلى الله عليه وآله حاكيا حال اهل الجنة: ويزور بعضهم بعضا. ويتنعمون في جناتهم في ظل ممدود، في مثل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وأطيب من ذلك. 48 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن بعض اصحابه رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى اصلها في دار على وما في الجنة قصر ولا منزل الا ومنها فترفيها (1) اعلاها اسفاط حلل من سندس واستبرق، يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط، في كل سفط مأة حلة، ما فيها حلة تشبه الاخرى على الوان مختلفة، وهو ثياب اهل الجنة ; ووسطها ظل ممدود ; عرض الجنة كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسله، يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مأتى عام فلا يقطعه، وذلك قوله: ” وظل ممدود ” وأسفلها ثمار اهل الجنة وطعامهم متذلل في بيوتهم، يكون في القضيب منها مأة لون من الفاكهة مما رأيتم في دار الدنيا ومما لم تروه، وما سمعتم به وما لم تسمعوا مثلها وكلما يجتنى منها شئ نبتت مكانها اخرى، لا مقطوعة ولا ممنوعة والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 49 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحاق المدنى عن أبى جعفر عليه السلام قال سئل: رسول الله صلى الله عليه وآله وذكر حديثا طويلا يقول فيه صلى الله عليه وآله حاكيا حال اهل الجنة: والثمار دانية منهم وهو قوله عزوجل: ” ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ” من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذى يشتهيه من الثمار بفيه، وهو متكئ وان الانواع من الفاكهة ليقلن لولى الله: يا ولى الله كلنى قبل ان تأكل هذا قبلى.


(1) مر الحديث بمعناه في ج 2 صفحه 502 فراجع. (*)

[ 217 ]

50 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبى عبد الله الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فمن أين قالوا: ان أهل الجنة يأتي الرجل منهم إلى ثمرة يتناولها فإذا اكلها عادت كهيئتها ؟ قال: نعم ذلك على قياس السراج يأتي القابس فيقتبس منه فلا ينقص من ضوئه شيئا وقد امتلئت منه الدنيا سراجا. 51 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف ” الاية فانه حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن محمد بن اسحاق عن أبى جعفر عليه السلام قال: سأل على عليه السلام رسول الله عن تفسير هذه الاية فقال: لماذا بنيت هذه الغرف يا رسول الله ؟ فقال: يا على تلك الغرف بنى الله لاوليائه بالدر و الياقوت والزبرجد سقوفها الذهب محكوكة بالفضة (1) لكل غرفة منها ألف باب من ذهب على كل باب منها ملك موكل به، وفيها فرش مرفوعة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. وفى روضة الكافي مثله سواء. 52 – في مجمع البيان: وفرش مرفوعة أي بسط عالية إلى قوله: وقيل: معناه نساء مرتفعات القدر في عقولهن وحسنهن وكمالهن عن الجبائى قال: ولذلك عقبه بقوله: انا انشأناهن انشاءا ويقال لامرأة الرجل: هي فراشه ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله الولد للفراش وللعاهر الحجر. 53 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” انا انشأناهن انشاءا ” قال: الحور العين في الجنة فجعلناهن ابكارا عربا قال: لا يتكلمون الا بالعربية وقوله: اترابا يعنى مستويات الاسنان لاصحاب اليمين اصحاب امير المؤمنين عليه السلام. حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن أبى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك يا ابن رسول الله شوقني فقال: يابا محمد ان في الجنة نهرا في حافتيه جوار نابتات إذا مر المؤمن بجارية أعجبته قلعها وأنبت الله مكانها أخرى. قلت: جعلت فداك زدنى قال: المؤمن يزوج ثمانمأء عذراء وأربعة آلاف ثيب وزوجتين من الحور العين، قلت: جعلت فداك ثمانمأة عذراء ؟ ! قال: نعم ما يفترش منهن


(1) أي منقوشة بها. (*)

[ 218 ]

شيئا الا وجدها كذلك، قلت: جعلت فداك من أي شئ خلقن الحور العين ؟ قال: من تربة الجنة ألنورانية ويرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة كبدها مرآته وكبده مرآتها، قلت: جعلت فداك لهن كلام يتكلمن به أهل الجنة ؟ قال: نعم كلام يتكلمن به لم يسمع الخلايق أعذب منه، قلت: ما هو ؟ قال: يقلن بأصوات رحيمة: نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نبؤس ونحن المقيمات فلا نظعن، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن خلق لنا، وطوبى لمن خلقنا له، ونحن اللواتى لو أن قرن (1) احدانا علق في جو السماء لاغشى نوره الابصار ; و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 54 – في مجمع البيان عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه فضل الغزاة وفيه: ويجعل الله روحه في حواصل طير (2) خضر تسرح في الجنة حيث تشاء تأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش، ويعطى الرجل منهم سبعين غرفة من غرف الفردوس، سلوك كل غرفة ما بين صنعاء والشام يملاء نورها مابين الخافقين، في كل غرفة سبعون بابا على كل باب سبعون مصراعا من ذهب، على كل باب سبعون نبلة (3) في كل غرفة سبعون خيمة في كل خيمة سبعون سريرا من ذهب، قوائمها الدر والزبرجد ; موصولة بقضبان الزمرد على كل سرير أربعون فراشا، غلظ كل فراش أربعون ذراعا، على كل فراش زوجة من الحور العين عربا أترابا، فقال: أخبرني يا أمير المؤمنين عن عروبة، قال: هي الغنجة الرضية الشهية لها سبعون ألف وصيف وسبعون الف وصيفة، ضعف الحلى (4) بيض الوجوه، عليهن تيجان اللؤلؤ، على رقابهن المناديل بأيديهم


(1) القرن: الخصلة من الشعر. (2) حواصل جمع الحوصلة وهو من الطائر بمنزلة المعدة للانسان. (3) كذا في النسخ ولا تخلوا عن التصحيف والتحريف ولم اظفر على الحديث في مظانه في كتاب مجمع البيان ولا الموسوعات الكبيرة الناقلة كالبحار والوسائل. (4) كذا. (*)

[ 219 ]

الاكوبة والاباريق. 55 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبى عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فكيف تكون الحوراء في كل ما أتاها زوجها عذراء ؟ قال: خلقت من الطيب، لا تعتريها عاهة، ولا يخالط جسمها آفة، ولا يجرى في ثقبها شئ ولا يدنسها حيض، فالرحم ملتزقة إذ ليس فيه لسوى الاحليل مجرى. 56 – في جوامع الجامع ” انا انشأناهن انشاءا ” وعن النبي صلى الله عليه وآله قال لام سلمة: هن اللواتى قبضن في دار الدنيا عجايز شمطاء رمصاء (1) جعلهن الله بعد الكبر أترابا على ميلاد واحد في الاستواء، كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا، فلما سمعت عايشة بذلك قالت: واوجعاه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليس هناك وجع. 57 – وفى الحديث يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلث وثلاثين. 58 – في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن على عن على بن اسباط عن سالم بياع الزطى قال: سمعت ابا سعيد المدايني يسأل ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ثلة من الاولين وثلة من الاخرين قال: ثلة من الاولين خربيل مؤمن آل فرعون و ” ثلة من الاخرين ” على بن أبى طالب عليه السلام. 59 – وفيه وقوله: ” ثلة من الاولين ” قال: من الطبقة التى كانت مع النبي صلى الله عليه وآله ” وثلة من الاخرين ” قال: بعد النبي صلى الله عليه وآله من هذه الامة. 60 – في كتاب الخصال عن سليمان بن يزيد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اهل الجنة مأة وعشرون صفا، هذه الامة منها ثمانون صفا.


(1) الشمط: بياض شعر الرأس يخالط سواده، والرمص – بالتحريك – وسخ ابيض يجتمع في مجرى الدمع من العينين. (*)

[ 220 ]

61 – في مجمع البيان ” ثلة من الاولين وثلة من الاخرين ” أي جماعة من الامم الماضية التى كانت قبل هذه الامة وجماعة من مؤمنى هذه الامة، وهذا قول مقاتل وعطا وجماعة من المفسرين، وذهب جماعة منهم إلى أن الثلتين، جميعا من هذه الامة، وهو قول مجاهد والضحاك واختاره الزجاج، وروى ذلك مرفوعا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: جميع الثلتين من امتى، و مما يؤيد القول الاول ويعضده من طريق الرواية ما رواه نقلة الاخبار بالاسناد عن ابن مسعود قال: تحدثنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة حتى أكثرنا الحديث ثم رجعنا إلى أهلنا فلما أصبحنا غدونا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: عرضت على الانبياء الليلة بأتباعها من أممها فكان النبي يجيئ معه الثلة من امته والنبى معه العصابة من امته والنبى معه النفس من امته، والنبى معه الرجل من امته، والنبى ما معه من امته أحد حتى أتى أخى موسى في كبكبة من بنى اسرائيل، فلما رأيتهم أعجبوني فقلت: أي رب من هؤلاء ؟ فقال: أخوك موسى بن عمران ومن معه من بنى اسرائيل فقلت: رب فأين امتى ؟ فقال: انظر عن يمينك فإذا ظراب مكة (1) قد سدت بوجوه الرجال فقلت: من هؤلاء فقيل: هؤلاء امتك أرضيت ؟ قلت: رب رضيت فقيل: ان مع هؤلاء سبعين ألفا من امتك يدخلون الجنة لا حساب عليهم، قال: فأنشأ عكاشة بن محصن من بنى اسد بن خزيمة فقال: يا نبى الله ادع ربك ان يجعلني منهم، فقال: اللهم اجعله منهم، ثم انشأ رجل آخر فقال: يا نبى الله ادع ربك ان يجعلني منهم، فقال سبقك بها عكاشة، فقال النبي صلى الله عليه وآله: فداكم ابى وامى ان استطعتم ان تكونوا من السبعين فكونوا، وان عجزتم وقصرتم فكونوا من اهل الظراب، فان عجزتم وقصرتم فكونوا من اهل الافق، وانى قد رايت ثم ناسا كثيرا يتهاوشون (2) كثيرا فقلت: هؤلاء السبعون الفا فاتفق رأينا على انهم ناس ولدوا


(1) ظراب جمع ظرب – ككتف – الجبال المنبسطة على الارض وقيل: الروابي الصغار. (2) تهاوش القوم: اختلطوا. (*)

[ 221 ]

في الاسلام، فلم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه، فانتهى حديثهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ليس كذلك ولكنهم الذين لا يسرفون ولا يتكبرون ولا يبطرون (1) وعلى ربهم يتوكلون، ثم قال: انى لارجو ان يكون من تبعني ربع الجنة قال: فكبرنا، ثم قال: انى لارجو ان يكونوا ثلث اهل الجنة فكبرنا، ثم قال: انى لارجو ان يكونوا شطراهل الجنة ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله: ” ثلة من الاولين وثلة من الاخرين “. 62 – في تفسير العياشي عن ابى بصير عن ابن عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: والكتاب الامام، ومن انكره كان من اصحاب الشمال الذين قال الله: ما اصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم إلى آخر الاية. 63 – في تفسير على بن ابراهيم ” واصحاب الشمال ما اصحاب الشمال ” قال: اصحاب الشمال اعداء آل محمد واصحابه الذين والوهم ” في سموم وحميم ” قال: السموم اسم النار ” وحميم ” ماء قد حمى ” وظل من يحموم ” قال: ظلمة شديدة الحر لا بارد ولا كريم قال: ليس بطيب. 64 – في تفسير العياشي عن محمد بن هاشم عمن أخبره عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال له الابرش الكلبى: بلغنا انك قلت في قول الله: ” يوم تبدل الارض ” انها تبدل خبزة فقال أبو جعفر عليه السلام: صدقوا تبدل الارض خبزة نقية في الموقف يأكلون منها، فضحك الابرش وقال: أمالهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز ؟ فقال: ويحك أي المنزلتين هم أشد شغلا وأسوء حالا ؟ إذا هم في الموقف أو في النار يعذبون ؟ فقال: لا في النار، فقال ويحك وان الله يقول: لاكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم قال: فسكت. 65 – وفيه في خبر آخر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان ابن آدم خلق أجوف لا بدله من الطعام والشراب. 66 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن القاسم بن


(1) بطر: تكبر. (*)

[ 222 ]

عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله عزوجل خلق ابن آدم اجوف لابد له من الطعام والشراب، وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 67 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله عن أبى عبد الله عليه السلام عن جبرئيل عليه السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال النار وفيه يقول مخاطبا لرسول الله صلى الله عليه وآله: ولو ان قطرة من الزقوم والضريع قطرت في شراب أهل الدنيا مات أهل الدنيا من نتنها. 68 – في تفسير على بن ابراهيم ” فشاربون شرب الهيم ” قال: من الزقوم، والهيم الابل. 69 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى محمد بن على الكوفى باسناد رفعه إلى ابى عبد الله عليه السلام انه قيل له: الرجل يشرب بنفس واحد ؟ قال: لا بأس، قلت: فان من قبلنا يقول ذلك شرب الهيم ؟ فقال: انما شرب الهيم ما لم يذكر اسم الله عليه. 70 – وباسناده إلى عثمان بن عيسى عن شيخ من اهل المدينة قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن رجل شرب فلا يقطع حتى يروى ؟ فقال: وهل اللذة الا ذاك ؟ قلت: فانهم يقولون: انه شرب الهيم ؟ فقال: كذبوا انما شرب الهيم ما لم يذكر اسم الله عليه. 71 – وباسناده إلى عبد الله بن على الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة انفاس في الشرب افضل من نفس واحد في الشرب، وقال: كان يكره ان يشبه بالهيم قلت: وما الهيم قال: الرمل (1) وفى حديث آخر هي الابل. 72 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن هشام عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يشرب بنفس واحد قال: يكره ذلك، ويقال: ذلك شرب الهيم، قلت: وما الهيم ؟ قال: الابل. 73 – عنه عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته


(1) وفى المنقول عن بعض نسخ المصدر ” الزمل ” بالمعجمة وهو بمعنى الدابة. (*)

[ 223 ]

عن الشرب بنفس واحد فكرهه، وقال ذلك شرب الهيم، قلت: وما الهيم ؟ قال: الابل. 74 – عنه عن ابن فضال عن غالب بن عيسى عن روح بن عبد الرحيم قال: كان أبو عبد الله عليه السلام يكره ان يتشبه بالهيم، قلت: وما الهيم ؟ قال الكثيب (1) 75 – عن أبى أيوب المدائني عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام انه كان يكره ان يتشبه بالهيم، قلت: وما الهيم ؟ قال: الرمل 76 – في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يشرب بالنفس الواحد ؟ قال: يكره ذلك وذلك شرب الهيم قال: وما الهيم ؟ قال: الابل. 77 – عنه عن النضر بن عاصم بن حميد عن ابى بصير قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ثلاثة انفاس افضل في الشرب من نفس واحد، وكان يكره ان يتشبه بالهيم، وقال: الهيم النيب (2) 78 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: هذا نزلهم يوم الدين قال: هذا شرابهم يوم المجازاة. 79 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن ابن اذينة عن ابن بكير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا اردت ان تزرع زرعا فخذ قبضة من البذر واستقبل القبلة وقل: افرايتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه ام نحن الزارعون ثلاث مرات، ثم تقول: بل الله الزارع ثلاث مرات، ثم قل: اللهم اجعله مباركا وارزقنا فيه السلامة ثم انشر القبضة التى في يدك في القراح (3) 80 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان بنى اسرائيل اتوا موسى عليه السلام فسألوه ان يسأل الله عزوجل ان يمطر السماء عليهم إذا ارادوا ويحبسها إذا ارادوا فسأل الله عزوجل لهم ذلك فقال الله عزوجل ذلك لهم، فأخبرهم موسى فحرثوا ولم يتركوا


(1) الكثيب: التل من الرمل. (2) النيب جمع الناب: الناقة المسنة. (3) القراح: الارض التى ليس عليها بناء ولا فيها شجرة. (*)

[ 224 ]

شيئا الا زرعوه، ثم استنزلوا المطر على ارادتهم وحبسوه على ارادتهم، فصارت زروعهم كأنها الجبال والاجام (1) ثم حصدوا وداسوا وذروا فلم يجدوا شيئا، فضجوا إلى موسى عليه السلام وقالوا: انما سألناك ان تسال الله ان يمطر السماء علينا إذا اردنا فأجابنا ثم صيرها علينا ضررا، فقال: يا رب ان بنى اسرائيل ضجوا مما صنعت بهم، فقال: ومم ذاك يا موسى ؟ قال: سألوني ان اسألك ان تمطر السماء إذا ارادوا وتحسبها إذا ارادوا فأجبتهم ثم صيرتها ضررا فقال: يا موسى انا كنت المقدر لبنى اسرائيل فلم يرضوا بتقديرى فأجبتهم إلى ارادتهم فكان ما رأيت. 81 – محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن ابراهيم بن عقبة عن صالح بن على بن عطية عن رجل ذكره قال: مر أبو عبد الله عليه السلام بناس من الانصار وهم يحرثون فقال لهم: احرثوا فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ينبت الله بالريح كما ينبت بالمطر قال: فحرثوا فجاءت زروعهم. 82 – على بن محمد رفعه قال: قال عليه السلام: (2) إذا غرست غرسا أو نبتا فاقرأ على كل عود أو حبة: سبحانه الباعث الوارث، فانه لا يكاد يخطى ان شاء الله 83 – في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: لا يقولن أحدكم زرعت وليقل: حرثت. 84 – في تفسير على بن ابراهيم: أانتم انزلتموه من المزن قال: من السحاب نحن جعلناها تذكرة لنار يوم القيامة ومتاعا للمقوين قال: المحتاجين. 85 – وفيه قال أبو عبد الله عليه السلام: ان ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم، وقد أطفيت سبعين مرة بالماء ثم التهبت، ولولا ذلك ما استطاع آدمى ان يطفيها، وانها ليؤتى بها يوم القيامة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرب ولا نبى مرسل الاجثى على ركبتيه (3) فزعا من صرختها.


(1) الاجام جمع الاجمة: الشجر الكثير الملتف (2) كذا في النسخ وتوافقها المصدر ايضا. (3) جثى على ركبتيه: جلس. (*)

[ 225 ]

86 – فيمن لا يحضره الفقيه لما أنزل الله سبحانه: فسبح باسم ربك العظيم قال النبي صلى الله عليه وآله: اجعلوها في ركوعكم. 87 – وروى عن جويرية بن مسهر في خبر رد الشمس على أمير المؤمنين عليه السلام ببابل انه قال: فالتفت إلى وقال: يا جويرية بن مسهر ان الله عزوجل يقول: ” فسبح باسم ربك العظيم ” وانى سألت الله عزوجل باسمه العظيم فرد على الشمس. 88 – في مجمع البيان فقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله انه لما نزلت هذه الاية فقال: اجعلوها في ركوعكم. 89 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: فلا اقسم بمواقع النجوم قال: معناه فأقسم بمواقع النجوم. 90 – في مجمع البيان وروى عن ابى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام ان مواقع النجوم رجومها للشياطين، فكان المشركون يقسمون بها، فقال سبحانه: فلا اقسم بها. 91 – في الكافي على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” فلا اقسم بمواقع النجوم ” قال: كان أهل الجاهلية يحلفون بها، فقال الله عزوجل: ” فلا اقسم بمواقع النجوم ” قال: عظم أمر من يحلف بها. 92 – على بن ابراهيم عن ابيه عن اسماعيل بن مرار عن يونس عن بعض أصحابنا قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” فلا اقسم بمواقع النجوم ” قال: عظم اثم من يحلف بها. 93 – في من لا يحضره الفقيه وروى عن المفضل بن عمر الجعفي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله عزوجل: ” فلا اقسم بمواقع النجوم * وانه لقسم لقسم لو تعلمون عظيم ” يعنى به اليمين بالبرائة من الائمة عليهم السلام، يحلف بها الرجل يقول: ان ذلك عند الله عظيم، وهذا الحديث في نوادر الحكمة ” انتهى ” 94 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن عبد الرحيم القصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن ” ن والقلم ” قال: ان الله خلق القلم من


[ 226 ]

شجرة في الجنة يقال لها الخلد. ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا، فجمد النهر وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، قال: يا رب وما اكتب ؟ قال: اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش، ثم ختم على فم القلم فلم ينطق بعد ولا ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذى منه النسخ كلها أو لستم عربا ؟ فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه: انسخ ذلك الكتاب ؟ أو ليس انما ينسخ من كتاب آخر من الاصل ؟ وهو قوله: ” انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون “. 95 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله لما استخلف عمر سأل عليا عليه السلام ان يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن ان جئت بالقرآن الذى كنت جئت به إلى أبى بكر حتى يجتمع عليه فقال عليه السلام: هيهات ليس إلى ذلك سبيل، انما جئت به إلى أبى بكر لتقوم الحجة عليكم، ولا تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا ما جئتنا به، فان القرآن الذى عندي لا يمسه الا المطهرون، والاوصياء من ولدى، فقال عمر: فهل وقت لاظهاره معلوم ؟ قال على عليه السلام: نعم إذا قام القائم من ولدى يظهره، ويحمل الناس على فتجرى السنة به. 96 – في الاستبصار على بن الحسن بن فضال عن جعفر بن محمد بن حكيم وجعفر بن محمد بن أبى الصباح جميعا عن ابراهيم بن عبد الحميد عن أبى الحسن عليه السلام قال: المصحف لا تمسه على غير طهر، ولا جنبا ولا تمس خطه ولا تعلقه ان الله تعالى يقول: ” لا يمسه الا المطهرون “. 97 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن داود بن فرقد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن التعويذ يعلق على الحائض ؟ قال: نعم لا بأس، قال: وقال: تقرءه وتكتبه ولا تصيبه يدها. 98 – في مجمع البيان ” لا يمسه الا المطهرون ” وقيل: من الاحداث والجنابات وقال: لا يجوز للجنب والحائض والمحدث مس المصحف، عن محمد بن على


[ 227 ]

الباقر عليه السلام وهو مذهب مالك والشافعي، فيكون خبرا بمعنى النهى، وعندنا ان الضمير يعود إلى القرآن، فلا يجوز لغير الطاهر مس كتابة القرآن. 99 – وقرأ على عليه السلام وابن عباس ورويت عن النبي صلى الله عليه وآله وتجعلون شكركم. 100 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة وأحمد بن الحسن القزاز جميعا عن الصالح بن خالد عن ثابت بن شريح قال: حدثنى أبان بن تغلب عن عبد الاعلى التغلبي ولا أرانى الا وقد سمعته من عبد الاعلى قال: حدثنى أبو عبد الرحمن السلمى ان عليا عليه السلام قرأ بهم الواقعة فقال: ” تجعلون شكركم انكم تكذبون ” فلما انصرف قال: انى قد عرفت انه سيقول قائل له من قرأ هكذا قراءتها، انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقرء كذلك وكانوا إذا مطروا قالوا امطرنا بنوء كذا وكذا، فأنزل الله ” وتجعلون شكركم انكم تكذبون “. 101 – حدثنا على بن الحسين عن أحمد بن أبى عبد الله عن أبيه عن داود عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: ” وتجعلون رزقكم انكم تكذبون ” فقال: بل هي ” وتجعلون شكركم انكم تكذبون ” وقال على بن ابراهيم في قوله: فولا إذا بلغت الحلقوم الاية يعنى النفس، قال: معناه فإذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون، إلى قوله: غير مدينين قال: معناه فلو كنتم غير مجازين على أفعالكم ترجعونها يعنى به الروح إذا بلغت الحلقوم تردونها في البدن ان كنتم صادقين. 102 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن سليمان بن داود عن أبى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قوله عزوجل: ” فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم ” إلى قوله: ” ان كنتم صادقين ” فقال: انها إذا بلغت الحلقوم ثم أرى منزله من الجنة، فيقول: ردوني إلى الدنيا حتى أخبر أهلى بما أرى، فيقال له: ليس إلى ذلك سبيل،


[ 228 ]

103 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى موسى بن جعفر عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انه قال: إذا مات المؤمن شيعه سبعون ألف ملك إلى قبره، فإذا أدخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك ؟ فيقول: ربى الله ومحمد نبيى والاسلام دينى، فيفسحان له في قبره مد بصره، ويأتيانه بالطعام من الجنة ; ويدخلان عليه الروح والريحان، وذلك قول الله عزوجل: فاما ان كان من المقربين فروح وريحان يعنى في قبره وجنة نعيم يعنى في الاخرة. 104 – وباسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: نزلت هاتان الايتان في أهل ولايتنا وأهل عداوتنا ” فاما ان كان من المقربين * فروح وريحان ” يعنى في قبره ” وجنة نعيم ” يعنى في الاخرة. 105 – في مجمع البيان قرأ يعقوب ” فروح ” بضم الراء وهو قرائة النبي صلى الله عليه وآله وأبى جعفر الباقر عليه السلام. 106 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر والحسن بن على جميعا عن ابى جميلة مفضل بن صالح عن جابر عن عبد الاعلى وعلى بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابراهيم بن عبد الاعلى عن سويد بن غفلة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان أبن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من ايام الاخرة مثل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى عمله فيقول: والله انى كنت فيك لزاهد، وان كنت على لثقيلا، فماذا عندك ؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك ; قال: فان كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا واحسنهم منظرا واحسنهم رياشا، فيقول: أبشر بروح وريحان وجنة نعيم، ومقدمك خير مقدم، فيقول له: من أنت ؟ فيقول: أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنة. 107 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن أبى عمير عن اسحق بن عبد العزيز عن أبى بصير قال: سمعت


[ 229 ]

أبا عبد الله عليه السلام يقول: ” فاما ان كان من المقربين فروح وريحان ” في قبره ” وجنة نعيم ” في الاخرة. 108 – وفيه وقوله: فاما ان كان من اصحاب اليمين يعنى من كان من اصحاب امير المؤمنين عليه السلام فسلام لك من اصحاب اليمين ان لا يعذبوا. 109 – في روضة الكافي الحسين بن محمد عن محمد بن احمد النهدي عن معاوية بن حكيم عن بعض رجاله عن عنبسة بن بجاد عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” فاما ان كان من اصحاب اليمين * فسلام لك من أصحاب اليمين ” فقال على عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: هم شيعتك فسلم ولدك منهم ان يقتلوهم. 110 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأنزل في الواقعة: واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم فهؤلاء مشركون. 111 – في تفسير على بن ابراهيم ” واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم ” في اعداء آل محمد. 112 – وفيه متصل بآخر ما نقلنا عنه اولا أعنى قوله في الاخرة: ” واما ان كان من المكذبين الضالين * فنزل من حميم ” في قبره ” وتصلية جحيم ” في الآخرة. 113 – في امالي الصدوق رحمه الله متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قوله عليه السلام: يعنى في الاخرة ثم قال عليه السلام: إذا مات الكافر شيعه سبعون ألفا من الزبانية إلى قبره، وانه ليناشد حامليه بقول يسمعه كل شئ الا الثقلان، ويقول: لو ان لى كرة فأكون من المؤمنين، ويقول: ” رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت ” فتجيبه الزبانية: ” كلا انها كلمة أنت قائلها ” ويناديهم ملك: لورد لعاد لما نهى عنه فإذا أدخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة، فيقيمانه ثم يقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك ؟ فيتلجلج لسانه ولا يقدر على الجواب، فيضربانه


[ 230 ]

ضربة من عذاب الله يذعر لها كل شئ، ثم يقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك ؟ فيقول: لا أدرى فيقولان له: لادريت ولا هديت ولا أفلحت، ثم يفتحان له بابا إلى النار وينزلان إليه الحميم من جهنم وذلك قول الله جل جلاله: ” واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم ” يعنى في القبر ” وتصلية جحيم ” يعنى في الاخرة. 114 – وفيه ايضا متصل بآخر ما نقلنا عنه بعد ذلك أعنى قوله: يعنى في الاخرة باسناده إلى الصادق عليه السلام قال: ” واما ان كان من المكذبين الضالين * فنزل من حميم ” يعنى في قبره ” وتصلية جحيم ” يعنى في الاخرة. 115 – في الكافي متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قوله: ارتحل من الدنيا إلى الجنة وإذا كان لربه عدوا فانه يأتيه أقبح من خلق الله زيا ورؤيا وأنتنه ريحا فيقول له: أبشر بنزل من حميم وتصلية جحيم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 116 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: حتى انصرف المشيع ورجع المتفجع أقعد في حفرته نجيا لبهتة السؤال وعثرة الامتحان، وأعظم ما هنالك بلية نزول الحميم وتصلية جحيم وفورات السعير وسورات الزفير ولادعة مزيحة ولا قوة حاجزة ولا موته ناجزة ولا سنة مسلية بين أطوار الموتات وعذاب الساعات (1)


(1) الحميم: الماء الحار. وتصلية النار تسخينها. والسورة: الحدة والشدة. وزفر النار: تسمع لتوقدها صوت. والدعة: السعة في العيش والسكون. والازاحة، الازالة والسنة: النوم الخفيف وهو النعاس. والمراد بالموتات في قوله (ع) ” اطوار الموتات ” الالام العظيمة لان العرب تسمى المشقة العظيمة موتا كما قال الشاعر ” انما الميت ميت الاحياء ” أو كما قال في الفارسية: ” زندگى كردن من مردن تدريجي بود * هر چه جان كند تنم عمر حسابش كردم ” فلا ينافى قوله (ع) ” ولا موتة ناجزة ” فان المراد به الحقيقة. (*)

[ 231 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة الحديد والمجادلة في صلوة فريضة ادمنها لم يعذبه الله حتى يموت أبدا ولا يرى في نفسه ولا أهله سوءا أبدا ولا خصاصة في بدنه. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: وقال: من قرأ سورة الحديد كتب من الذين آمنوا بالله ورسله. 3 – العرباض بن سارية قال: ان النبي صلى الله عليه وآله كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول: ان فيهن آية أفضل من ألف آية. 4 – وروى عمرو بن شمر عن الجابر الجعفي عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرء المسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك القائم، وان مات كان في جوار رسول الله صلى الله عليه وآله. 5 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد قال: سئل على بن الحسين عليهما السلام عن التوحيد فقال: ان الله عزوجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله تعالى: ” قل هو الله أحد ” والايات من سورة الحديد إلى قوله: ” عليم بذات الصدور ” فمن رام وراء ذلك فقد هلك. 6 – في تفسير على بن ابراهيم سبح لله ما في السموات والارض وهو العزيز الحكيم قال: هو قوله: اعطيت جوامع الكلام وقوله: هو الاول قال: أي قبل كل شئ والاخر قال: يبقى بعد كل شئ ” وهو عليم بذات الصدور ” قال: بالضماير. 7 – في اصول الكافي احمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن فضيل بن عثمان عن ابن أبى يعفور قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام


[ 232 ]

عن قول الله عزوجل: ” هو الاول والاخر ” وقلنا: اما الاول فقد عرفناه واما الاخر فبين لنا تفسيره، فقال: انه ليس شئ الا يبدأ ويتغير أو يدخله التغير و الزوال، وينتقل من لون إلى لون، ومن هيئة إلى هيئة، ومن صفة إلى صفة و من زيادة إلى نقصان، ومن نقصان إلى زيادة الا رب العالمين فانه لم يزل ولا يزال بحالة واحدة، هو الاول قبل كل شئ وهو الاخر على ما لم يزل ولا تختلف عليه الصفات والاسماء كما تختلف على غيره مثل الانسان الذى يكون ترابا مرة ومرة لحما ودما ومرة رفاتا ورميما، وكالبسر الذى يكون مرة بلحا ومرة بسرا ومرة رطبا ومرة تمرا (1) فتتبدل عليه الاسماء والصفات، والله عزوجل بخلاف ذلك. 8 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن أذينة عن محمد بن حكيم عن ميمون البان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام وقد سئل عن الاول والاخر فقال: الاول لا عن اول قبله وعن بدء سبقه، وآخر لا عن نهاية، كما يعقل من صفة المخلوقين ولكن قديم أول قديم، آخر، لم يزل ولا يزول بلا مدى ولا نهاية، لا يقع عليه الحدوث ولا يحول من حال إلى حال، خالق كل شئ. 9 – على بن محمد مرسلا عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال: اعلم علمك الله الخير ان الله تبارك وتعالى قديم والقدم صفته التى دلت العاقل على انه لا شئ قبله ولا شئ قبله ولا شئ معه في ديموميته، فقد بان لنا باقرار العامة معجزة الصفة انه لا شئ قبل الله ولا شئ مع الله في بقائه، وبطل قول من زعم انه كان قبله أو كان معه شئ، وذلك انه لو كان معه شئ في بقائه لم يجز أن يكون خالقا له لانه لم يزل معه، فكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه، ولو كان قبله شئ كان الاول ذلك الشئ لا هذا، وكان الاول اولى بأن يكون خالقا للاول. 10 – عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابيه رفعه قال: اجتمعت


(1) قال الجوهرى: البسر أوله طلع، ثم خلال، ثم بلح، ثم بسر، ثم رطب، ثم تمر. (*)

[ 233 ]

اليهود إلى رأس الجالوت فقالوا له: ان هذا الرجل عالم يعنون امير المؤمنين فانطلق بنا إليه نسأله فأتوه فقيل لهم: هو في القصر فانتظروه حتى خرج، فقال له رأس الجالوت: جئناك نسألك قال: سل يا يهودى عما بدالك، فقال: اسئلك عن ربك متى كان ؟ فقال: كان بلا كينونية، كان بلا كيف، كان لم يزل بلاكم وبلا كيف، كان ليس له قبل، هو قبل القبل بلا قبل، ولا غاية ولا منتهى انقطعت عنه الغاية، وهو غاية كل غاية، فقال رأس الجالوت: امضوا بنا فهو أعلم مما يقال فيه. 11 – وبهذا الاسناد عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن أبى الحسن الموصلي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: جاء حبر من الاحبار إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا امير – المؤمنين متى كان ربك ؟ فقال له: ثكلتك امك ومتى لم يكن حتى متى كان ؟ كان ربى قبل القبل بلا قبل وبعد البعد بلا بعد، ولا غاية ولا منتهى لغايته، انقطعت الغايات عنده فهو منتهى كل غاية، فقال: يا أمير المؤمنين أفنبى أنت ؟ فقال: ويلك انما أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وآله. 12 – وروى انه سئل عليه السلام أين كان ربنا قبل أن يخلق سماءا وأرضا ؟ فقال عليه السلام: أين سؤال عن مكان، وكان الله ولا مكان. 13 – على بن محمد عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن يحيى عن محمد بن سماعة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رأس الجالوت لليهود: ان المسلمين يزعمون ان عليا من أجدل الناس (1) وأعلمهم، اذهبوا بنا إليه لعلى اسأله عن مسألة واخطئه فيها، فأتاه فقال له: يا امير المؤمنين انى أريد ان اسئلك عن مسألة قال: سل عما شئت، قال: متى كان ربنا ؟ قال له: يا يهودى انما يقال متى كان لمن لم يكن فكان متى كان، هو كائن بلا كينونة كائن، كان بلا كيف يكون، بلى يا يهودى ثم بلى يا يهودى كيف يكون له قبل ؟ هو قبل القبل بلا غاية ولا منتهى غاية ولا غاية إليها، انقطعت الغايات عنده، هو غاية كل غاية، فقال: أشهد ان دينك الحق وان من خالفه باطل.


(1) أي أقواهم في المخاصمة والمناظرة وأعرفهم بالمعارف اليقينية. (*)

[ 234 ]

14 – على بن محمد رفعه عن زرارة قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: أكان الله ولا شئ ؟ قال: نعم كان ولا شئ، قلت: فأين كان يكون ؟ قال: وكان متكئا فاستوى جالسا وقال: أحلت (1) يا زرارة وسألت عن المكان إذ لا مكان. 15 – على بن محمد مرسلا عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال: اعلم علمك الله الخير ان الله تبارك وتعالى قديم إلى قوله: واما الظاهر فليس من أجل انه علا الاشياء بركوب فوقها وقعود عليها، وتسنم لذراها (2) ولكن ذلك لقهره ولغلبته الاشياء وقدرته عليها، كقول الرجل ظهرت على أعدائي وأظهرنى الله على خصمى يخبر عن الفلج والغلبة، فهكذا ظهور الله على الاشياء، ووجه آخر انه الظاهر لمن أراده، ولا يخفى عليه شئ ; وانه مدبر لكل ما برأ قال: فأى ظاهر أظهر وأوضح من الله تبارك وتعالى، لانك لا تعدم صنعته حيثما توجهت، وفيك من آثاره ما يغنيك ; و الظاهر منا البارز لنفسه والمعلوم بحده، فقد جمعنا الاسم ولم يجمعنا المعنى، و أما الباطن فليس على معنى الاستبطان للاشياء بأن يغور فيها، ولكن ذلك منه على استبطانه للاشياء علما وحفظا وتدبيرا، كقول القائل: أبطنته يعنى خبرته، وعلمت مكتوم سره، والباطن منا الغائب في الشئ المستتر، وقد جمعنا الاسم و اختلف المعنى. 16 – وفيه خطبة مروية عن أمير المؤمنين عليه السلام وفيها: الاول قبل كل شئ ولا قبل له ; والاخر بعد كل شئ ولا بعد له. الظاهر على كل شئ بالقهر له. وفيها: الذى بطن من خفيات الامور وظهر في العقول بما يرى في خلقه، من علامات التدبير. وفيها الذى ليست لاوليته نهاية، ولا لاخريته حد ولا غاية. 17 – في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى هاشم الجعفري قال: كنت عند أبى جعفر الثاني عليه السلام فسأله رجل فقال: أخبرني عن الرب تبارك وتعالى أله أسماء


(1) أي تكلمت بالمحال. (2) الذرى جمع الذروة: المكان المرتفع. وتسنم الشئ: علاه وركبه. (*)

[ 235 ]

وصفات في كتابه ؟ وأسماؤه وصفاته هي هو ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: ان لهذا الكلام وجهين ان كنت تقول: هي هو انه ذو عدد وكثرة، فتعالى الله عن ذلك، وان كنت تقول: لم تزل هذه الصفات والاسماء، فان ” لم تزل ” يحتمل معنيين، قال: قلت: لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها فنعم، وان كنت تقول: لم يزل تصويرها وهجائها وتقطيع حروفها فمعاذ الله أن يكون معه شئ غيره، بل كان الله ولا خلق، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها إليه ويعبدونه، فهى ذكره وكان الله ولا ذكر والمذكور بالذكر هو الله القديم الذى لم يزل، والاسماء والصفات مخلوقات المعاني، والمعنى بها هو الله الذى لا يليق به الاختلاف والائتلاف، وإذا أفنى الله الاشياء أفنى الصور و الهجاء، ولا ينقطع ولا يزال من لم يزل عالما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 18 – وباسناده إلى أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه صفة الرب جل جلاله وفيه: كان اولا بلا كيف، ويكون آخرا بلا اين. 19 – وفيه عن الرضا عليه السلام كلام طويل في التوحيد وفيه: الباطن لا باجتنان، (1) الظاهر لا بمجاز. 20 – وباسناده إلى عبد الله بن جرير العبدى عن جعفر بن محمد عليهما السلام انه كان يقول: الحمد لله الذى كان قبل أن يكون كان، لم يوجد لوصفه كان بل كان اولا كائنا لم يكونه مكون جل ثناؤه ; بل كون الاشياء قبل كونها، و كانت كما كونها علم ما كان وما هو كائن، كان إذ لم يكن شئ ولم ينطق فيه ناطق فكان إذ لا كان. 21 – وباسناده إلى ابن أبى عمير عن موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه: وهو الاول الذى لا شئ قبله، والاخر الذى لا شئ بعده. 22 – وفيه خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: الذى ليست له في أوليته نهاية، و لا في آخريته حد ولا غاية الذى لم يسبقه وقت، ولم يتقدمه زمان، الاول قبل كل


(1) الاجتنان بمعنى الاستتار. (*)

[ 236 ]

شئ، والاخر بعد كل شئ، الظاهر على كل شئ بالقهر له. 23 – وفيه خطبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وفيها: الحمد لله الذى كان في أوليته وحدانيا، وفى ازليته متعظما بالالهية، وهو الكينون اولا والديموم أبدا. 24 – وفيه خطبة للحسن بن على عليهما السلام وفيها: الحمد لله الذى لم يكن فيه أول معلوم. ولا آخر متناه، ولا قبل مدرك ولا بعد محدود، فلا تدرك العقول أوهامها ولا الفكر وخطراتها ولا الالباب واذهانها صفته، فتقول: متى ولا بدئ مما، ولا ظاهر على ما، ولا باطن فيما. 25 – وباسناده إلى على بن مهزيار قال: كتب أبو جعفر عليه السلام إلى رجل بخطه وقرائته في دعاء كتب أن يقول: يا ذا الذى كان قبل كل شئ ثم خلق كل شئ ثم يبقى ويفنى كل شئ. 26 – وفيه خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: وهو البدء الذى لم يكن شئ قبله والاخر الذى ليس شئ بعده. 27 – وفيه حديث طويل عن على عليه السلام وفيه: سبق الاوقات كونه، والعدم وجوده والابتداء أزله، ظاهر لا بتأويل المباشرة. 28 – وباسناده إلى عبد الرحيم القصير قال: اكتب إلى أبو عبد الله عليه السلام على يدى عبد الملك بن أعين: كان الله عزوجل ولا شئ غير الله، معروف ولا مجهول، كان الله عزوجل ولا متكلم ولا متحرك ولا مريد ولا فاعل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 29 – وباسناده إلى جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى كان و لا شئ غير والحديث طويل. 30 – وفيه خطبة لعلى عليه السلام وفيها: ان قيل كان فعلى تأويل ازلية الوجود، وان قيل: لم يزل فعلى تأويل نفى العدم. 31 – في نهج البلاغة وكل ظاهر غيره غير باطن ; وكل باطن غيره غير ظاهر.


[ 237 ]

32 – وفيه: الاول الذى لم يكن له قبل فيكون شئ قبله، والاخر الذى ليس له بعد فيكون شئ بعده. 33 – وفيه: الحمد لله الاول فلا شئ قبله، والاخر فلا شئ بعده، والظاهر فلا شئ فوقه، والباطن فلا شئ دونه. 34 – وفيه: الاول قبل كل أول، والاخر بعد كل آخر، بأوليته وجب أن لا اول له، وباخريته وجب ان لا آخر له. 35 – وفيه: والظاهر لا برؤية، والباطن لا بلطافة. 36 – وفيه: هو الاول لم يزل، الظاهر لا يقال مما ; والباطن لا يقال فيما. 37 – وفيه: لم يزل اولا قبل الاشياء بلا اولية، وآخرا بعد الاشياء بلا نهاية. قال عز من قائل: وهو بكل شيئ عليم 38 – في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام وفيها: احاط بالاشياء علما قبل كونها. فلم يزده بكونها علما علمه بها قبل ان يكون كعلمه بعد تكوينها. 39 – وباسناده إلى منصور بن حازم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام هل يكون اليوم شئ لم يكن في علم الله بالامس ؟ قال: لا من قال هذا فاخزاه الله، قال: قلت: أرايت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة أليس في علم الله ؟ قال: بلى قبل أن يخلق الخلق. 40 – وفيه عن العالم عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: بالعلم علم الاشياء قبل كونها. 41 – وباسناده إلى ابى بصير قال: سمعت ابا عبد الله يقول: لم يزل الله عزوجل ربنا، والعلم ذاته ولا معلوم، فلما احدث الاشياء وقع العلم منه على المعلوم، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 42 – وباسناده إلى أبان بن عثمان الاحمر قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: اخبرني عن الله تبارك وتعالى لم يزل سميعا بصيرا عليما قادرا ! قال: نعم فقلت له: ان رجلا ينتحل (1) موالاتكم اهل البيت يقول: ان الله تبارك


(1) انتحل القول: ادعاه لنفسه وهو لغيره. (*)

[ 238 ]

لم يزل سميعا بسمع وبصيرا ببصر وعليما بعلم وقادرا بقدرة ؟ فغضب عليه السلام ثم قال: من قال ذلك ودان به فهو مشرك، وليس من ولايتنا على شئ، ان الله تبارك وتعالى ذات علامة سميعة بصيرة قادرة. 43 – وباسناده إلى محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: كان الله ولا شئ غيره، ولم يزل عالما بما كون، فعلمه به قبل كونه كعلمه به بعد ما كونه. 44 – وباسناده إلى أيوب بن نوح انه كتب إلى أبى الحسن عليه السلام يسأله عن الله عزوجل اكان يعلم الاشياء قبل ان يخلق الاشياء وكونها اولم يعلم ذلك حتى خلقها واراد خلقها وتكوينها، فعلم ما خلق عند ما خلق، وما كون عند ما كون ؟ فوقع عليه السلام بخطه: لم يزل الله عالما بالاشياء قبل ان يخلق الاشياء كعلمه بالاشياء بعد ما خلق الاشياء. 45 – وباسناده إلى منصور بن حازم قال: سألته يعنى ابا عبد الله عليه السلام هل يكون اليوم شئ لم يكن في علم الله عزوجل ؟ قال: لا بل كان في علمه قبل ان ينشئ السموات والارض. 46 – وباسناده إلى عبد الاعلى عن العبد الصالح موسى بن جعفر عليه السلام قال: علم الله لا يوصف الله منه بأين، ولا يوصف العلم من الله بكيف، ولا يفرد العلم من الله، ولا يبان الله منه، وليس بين الله وبين علمه حد. 47 – وفيه خطبة لعلى عليه السلام وفيها: وعلمها لاباداة لا يكون العلم الا بها ; وليس بينه وبين معلومه علم غيره. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قوله عزوجل: وهو الذى خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش قد تقدم بيانه في مواضعه. 48 – في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن زيد قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يقول: يخرج رجل من ولد ابني موسى، اسمه اسم امير المؤمنين عليه السلام إلى أرض طوس وهى بخراسان، يقتل فيها بالسم، فيدفن فيها


[ 239 ]

غريبا، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عزوجل أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل. 49 – في اصول الكافي أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن أبى المغراء عن اسحاق بن عمار عن أبى ابراهيم عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم. قال: نزلت في صلة الامام. 50 – وباسناده إلى معاذ صاحب الاكسية قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله لم يسأل خلقه ما في أيديهم قرضا من حاجة به إلى ذلك، وما كان لله من حق فانما هو لوليه. 51 – في كتاب الخصال عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال الله تعالى: انى اعطيت الدنيا بين عبادي فيضاعفه فمن اقرضني قرضا أعطيته بكل واحدة منهن عشرا إلى سبعمأة ضعف، وما شئت من ذلك، الحديث. 52 – عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى يقول: ابن آدم تطولت عليك بثلاث: سترت عليك ما لو يعلم به اهلك ما واروك (1) واوسعت عليك فاستقرضت منك فلم تقدم خيرا الحديث. 53 – في تفسير على بن ابراهيم قال الصادق عليه السلام: على باب الجنة مكتوب: القرض بثمانية عشر، والصدقة بعشرة، وذلك ان القرض لا يكون الا لمحتاج، و الصدقة ربما وقعت في يد غير المحتاج. 54 – في روضة الكافي محمد بن احمد عن عبد الله بن الصلت عن يونس و عن عبد العزيز بن المهتدى عن رجل عن ابى الحسن الماضي عليه السلام في قوله تعالى: ” من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم ” قال: صلة الامام في دولة الفساق. 55 – في نهج البلاغة واتقوا اموالكم وخذوا من اجسادكم تجودوا بها


(1) وارى الشى: أخفاه. (*)

[ 240 ]

على انفسكم، ولا تبخلوا بها عنها، فقد قال الله سبحانه: ” من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم ” واستقرضكم وله خزائن السموات والارض وهو الغنى الحميد وانما اراد ان يبلوكم ايكم احسن عملا وفى كلامه عليه الصلوة والسلام غير هذا حذفناه لعدم الحاجة إليه هنا. 56 – في مجمع البيان وقال اهل التحقيق: القرض الحسن يجمع عشرة اوصاف: ان يكون من الحلال، لان النبي صلى الله عليه وآله قال: ان الله تعالى طيب لا يقبل الا الطيب ; وان يتصدق وهو يحب المال ويرجوا الحيوة لقوله (ص) – لما سئل عن افضل الصدقة -: ان تعطيه وانت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت النفس التراقي قلت: لفلان كذا ولفلان كذا ; وذكرنا في العشرة. 57 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن ابى عمرو الزبيري عن ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم وصف اتباع نبيه صلى الله عليه وآله من المؤمنين فقال عزوجل: ” محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل ” و قال: ” يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين ايديهم وبأيمانهم ” يعنى اولئك المؤمنين. 58 – في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: كنت ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أقبل بوجهه على بن ابى طالب عليه السلام وقال: الا أبشرك يا أبا الحسن ؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: هذا جبرئيل يخبرني عن الله تعالى انه قال: قد اعطى شيعتك ومحبيك سبع خصال: الرفق عند الموت، والانس عند الوحشة، و النور عند الظلمة، والامن عند الفزع، والقسط عند الميزان، والجواز على الصراط ودخول الجنة قبل ساير الناس، نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم. 59 – وباسناده إلى أبى خالد الكابلي قال: قال أبو جعفر عليه السلام في قوله: يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم أئمة المؤمنين يوم القيامة تسعى بين يدى


[ 241 ]

المؤمنين وبايمانهم حتى ينزلوهم منازل أهل الجنة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 60 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ” قال: يقسم النور بين الناس يوم القيامة على قدر ايمانهم، يقسم للمنافق فيكون نوره بين ابهام رجله اليسرى فينظر نوره ثم يقول للمؤمنين: مكانكم حتى أقتبس من نوركم فيقول المؤمنون لهم: ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فيرجعون ويضرب بينهم بسور له باب فينادوا من وراء السور للمؤمنين: الم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم انفسكم قال: بالمعاصى وارتبتم قال: أي شككتم وتربصتم وقوله: فاليوم لا يؤخذ منكم فدية قال: والله ما عنى بذلك اليهود ولا النصارى، وما عنى به الا أهل القبلة ثم قال: مأواكم النار هي موليكم قال: هي أولى بكم. 61 – في مصباح شيخ الطائفة (ره) خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقول عليه السلام: وسابقوا إلى مغفرة من ربكم قبل أن يضرب بالسور باطنه الرحمة وظاهر العذاب فتنادون فلا يسمع نداءكم وتضجون فلا يحفل بضججيكم. (1) 62 – في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام: و الثلاثون فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: تحشرا متى يوم القيامة على خمس رايات، فأول راية ترد على مع فرعون هذه الامة وهو معاوية، والثانية مع سامرى هذه الامة وهو عمرو بن عاص، والثالثة مع جاثليق هذه الامة وهو أبو موسى الاشعري، والرابعة مع أبى الاعور السلمى، وأما الخامسة فمعك يا على، تحتها المؤمنون وأنت امامهم، ثم يقول الله تبارك وتعالى للاربعة: ” ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة ” وهم شيعتي ومن والانى وقاتل معى الفئة الباغية والناكبة عن الصراط، وباب الرحمة هم شيعتي فينادى هؤلاء: ” الم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم انفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الامانى “


(1) أي لا يهتم به. (*)

[ 242 ]

في الدنيا ” حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور * فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي موليكم وبئس المصير ” ثم ترد امتى وشيعتي فيروون من حوض محمد صلى الله عليه وآله وبيدي عصى عوسج اطرد بها أعدائي طرد غريبة الابل. (1) 63 – في الكافي باسناده إلى أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: تجنبوا المنى فانها تذهب بهجة ما خولتم، وتستصغرون بها مواهب الله عزوجل عندكم وتعقبكم الحسرات فيما وهمتم به أنفسكم. 64 – وباسناده إلى أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: لم يزل بنو اسماعيل ولاة البيت ويقيمون للناس حجتهم وأمر دينهم يتوارثونه كابر عن كابر (2) حتى كان زمن عدنان بن أدد، فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وفسدوا واحدثوا في دينهم وأخرج بعضهم بعضا، الحديث. 65 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سماعة وغيره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الاية في القائم عليه السلام ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. 66 – في مجمع البيان ومن كلام عيسى عليه السلام لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم فان القلب القاسي بعيد من الله. 67 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: اعلموا ان الله يحيى الارض بعد موتها قال: يحيى الله تعالى بالقائم بعد موتها، يعنى بموتها كفر أهلها و الكافر ميت. 68 – وباسناده إلى سليط قال: قال الحسن بن على بن أبى طالب عليهم


(1) أي الابل الغريبة وذلك ان الابل إذا وردت الماء فدخل عليها غريبة من غيرها ضربت وطردت حتى تخرج عنها. (2) أي عظيما وكبيرا عن كبير. (*)

[ 243 ]

السلام: منا اثنى عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين على بن أبى طالب، وآخرهم التاسع من ولدى هو القائم بالحق به يحيى الله الارض بعد موتها، ويظهر به الدين الحق على الدين كله ولو كره المشركون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 69 – في روضة الكافي باسناده إلى محمد الحلبي انه سأل ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” اعلموا ان الله يحيى الارض بعد موتها ” قال العدل بعد الجور. اقول: قد سبق في الروم عند قوله تعالى: ” يحيى الارض بعد موتها ” بعض الاحاديث فلتراجع. 70 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه ما من الشيعة عبد يقارف (1) أمرا نهيناه عنه فيموت حتى يبتلى تمحص بها ذنوبه، اما في مال واما في ولد واما في نفس حتى يلقى الله وماله ذنب، انه ليبقى عليه الشئ من ذنوبه فيشدد عليه عند موته، الميت من شيعتنا صديق شهيد، صدق بأمرنا وأحب فينا وأبغض فينا، يريد ذلك الله عزوجل يؤمن بالله وبرسوله، قال الله عزوجل: ” يؤمن بالله وبرسوله ” قال الله عزوجل والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم. 71 – في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام: وانى النبأ العظيم والصديق الاكبر. 72 – وباسناده إلى أبى حمزة قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات، كل مؤمنة حوراء عيناء، وكل مؤمن صديق والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 73 – في مجمع البيان: لهم اجرهم ونورهم أي لهم ثواب طاعتهم ونور ايمانهم


(1) قارف الذنب: داناه. (*)

[ 244 ]

الذين يهتدون به إلى طريق الجنة، وهذا قول عبد الله بن مسعود ورواية البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وآله. 74 – وروى العياشي بالاسناد عن منهال القصاب قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ادع الله أن يرزقنى الشهادة، فقال: ان المؤمن شهيد وقرأ هذه الاية. 75 – وعن الحارث بن المغيرة قال: كنا عند أبى جعفر عليه السلام فقال: العارف منكم هذا الامر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن جاهد والله مع قائم آل محمد بسيفه، ثم قال: بل والله كمن جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله بسيفه، ثم قال الثالثة: بل والله كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله في فسطاطه ; وفيكم آية من كتاب الله قلت: وأية آية جعلت فداك ؟ قال: قول الله ” والذين آمنوا بالله و رسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم ” قال: صرتم والله شهداء عند ربكم. 76 – في تهذيب الاحكام باسناده إلى أبى حصيرة عمن سمع على بن الحسين عليهما السلام يقول وذكر الشهداء قال: فقال بعضنا في المبطون، وقال بعضنا في الذى يأكله السبع، وقال بعضنا غير ذلك مما يذكر في الشهادة، فقال انسان: ما كنت أرى ان الشهيد الامن قتل في سبيل الله ؟ ! فقال على بن الحسين عليهما السلام ان الشهداء إذا لقليل ثم قرء هذه الاية ” الذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم ” ثم قال: هذه لنا ولشيعتنا. 77 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن حمزة بن عبد الله الجعفري عن جميل بن دراج عن عمرو بن مروان عن الحارث بن حصيرة عن زيد بن أرقم عن على بن الحسين عليهما السلام قال: ما من شيعتنا الا صديق أو شهيد، قال: قلت جعلت فداك أنى يكون ذلك وعامتهم يموتون على فرشهم ؟ فقال: اما تتلو كتاب الله في الحديد: ” والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم ” قال: فكأني لم اقرأ هذه الاية من كتاب الله عزوجل، وقال: لو كان الشهداء ليس الا كما تقول (1)


(1) وفى بعض النسخ ” لو كان الشهداء كما يقولون كان الشهداء.. اه “. (*)

[ 245 ]

لكان الشهداء قليلا. 78 – عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال لى: يابا محمد ان الميت منكم على هذا الامر شهيد، قلت: وان مات على فراشه ؟ قال: أي والله وان مات على فراشه حى عند ربه يرزق. 79 – عنه عن ابراهيم بن اسحق عن عبد الله بن حماد عن أبان بن تغلب قال: كان أبو عبد الله عليه السلام إذا ذكر هؤلاء الذين يقتلون في الثغور يقول: ويلهم ما يصنعون بهذا يتعجلون قتلة الدنيا وقتلة الاخرة، والله ما الشهداء الا شيعتنا وان ماتوا على فراشهم. 80 – عنه عن ابن محبوب عن عمرو بن ثابت أبى المقدام عن مالك الجهنى قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: يا مالك ان الميت منكم على هذا الامر شهيد بمنزلة الضارب في سبيل الله، وقال أبو عبد الله عليه السلام: ما يضر رجلا من شيعتنا أية ميتة مات أو اكلة سبع أو حرق بالنار أو خنق أو قتل، هو والله شهيد. 81 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس انه سئل عن قول الله عزوجل: ” وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما ” قال: سئل قوم النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: فيمن نزلت هذه يا نبى الله ؟ قال: إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض، ونادى مناد: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا وقد بعث الله محمد صلى الله عليه وآله ; فيقوم على بن أبى طالب فيعطى الله اللواء من النور أبيض بيده تحته جميع السابقين الاولين من المهاجرين والانصار، ولا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطى اجره ونوره، فإذا اتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة، ان ربكم يقول لكم عندي مغفرة وأجر عظيم يعنى الجنة، فيقوم إلى الجنة، على بن أبى طالب والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل الجنة، ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ منهم إلى الجنة ويترك اقواما على النار، فذلك


[ 246 ]

قول الله عزوجل: ” والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرهم ونورهم ” يعنى السابقين الاولين والمؤمنين واهل الولاية له وقوله: والذين كفروا وكذبوا بآياتنا اولئك اصحاب الجحيم هم الذين قاسم عليهم النار فاستحقوا الجحيم. 82 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت: أخبرني عما ندب الله عزوجل المؤمنين إليه من الاستباق إلى الايمان، فقال: قول الله عزوجل سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسله والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 83 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا ابى عن ابن ابى عمير عن أبى بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان أدنى أهل الجنة منزلا لو نزل به الثقلان الجن و الانس لو سعهم طعاما وشرابا، ولا ينقض مما عنده شيئا، وان أيسر أهل الجنة منزلا من يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق ; فإذا دخل ادناهن راى فيها من الازواج ومن الخدم والانهار والثمار ما شاء الله، مما يملاء عينه قرة وقلبه مسرة، فإذا شكر الله وحمده قيل له: ارفع رأسك إلى الحديقة الثانية ففيها ما ليس في الاخرى فيقول: يا رب أعطني هذه فيقول الله تعالى: ان أعطيتكها سألتنى غيرها ؟ فيقول: رب هذه هذه، فإذا هو دخلها وعظمت مسرته شكر الله وحمده قال: فيقال افتحوا له بابا إلى الجنة، ويقال له: ارفع رأسك فإذا قد فتح له باب من الخلد ويرى اضعاف ما كان فيما قبل، فيقول عند مضاعف مسراته: رب لك الحمد الذى لا يحصى إذ مننت على بالجنان وأنجيتنى من النيران، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 84 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام قال: تعتلج النطفتان في الرحم فأيتهما كانت أكثر جاءت تشبهها، فان كانت نطفة المرأة اكثر جاءت تشبه اخواله، وان كانت نطفة الرجل اكثر جاءت تشبه اعمامه، وقال: تحول النطفة في الرحم اربعين يوما فمن أراد ان يدعو الله عزوجل ففى تلك الاربعين


[ 247 ]

قبل ان يخلق ; ثم يبعث الله عزوجل ملك الارحام فيأخذها فيصعد بها إلى الله عز وجل، فيقف ما شاء الله فيقول: يا الهى اذكر ام انثى ؟ فيوحى الله عزوجل من ذلك شيئا ويكتب الملك، فيقول: اللهم كم رزقه وما اجله ؟ ثم يكتبه ويكتب كل ما يصيبه في الدنيا بين عينيه ثم يرجع فيرده في الرحم فذلك قول الله عزوجل: ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها. 85 – في اصول الكافي على بن ابراهيم رفعه قال: لما حمل على بن الحسين عليهما السلام إلى يزيد بن معاوية فأوقف بين يديه، قال يزيد لعنه الله: ” وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ” فقال على بن الحسين عليه السلام ليست هذه الاية فينا، ان فينا قول الله عزوجل: ” ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير “. 86 – في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى عبد الرحمان بن كثير عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: ” ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ” صدق الله وبلغت رسله كتابه في السماء، علمه بها وكتابه في الارض علومنا في ليلة القدر وغيرها ان ذلك على الله يسير. 87 – وقال الصادق عليه السلام: لما ادخل برأس الحسين بن على عليهما السلام على يزيد بن معاوية وادخل عليه على بن الحسين عليهما السلام مقيدا مغلولا قال يزيد: يا على بن الحسين ” ما اصابكم من مصيبة فبما كسب ايديكم ” فقال على بن الحسين عليهما السلام. كلا ما نزلت هذه فينا انما نزلت فينا ” ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبراها ” فنحن الذين لا نأسى على ما فاتنا ولا نفرح بما اوتينا منها. 88 – في كتاب مقتل الحسين (ع) لابي مخنف ان يزيد لعنه الله لما نظر إلى على بن الحسين عليهما السلام قال له: ابوك قطع رحمى وجهل حقى ونازعني في سلطاني فعل الله به ما رأيت ؟ فقال على بن الحسين: ” ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير “.


[ 248 ]

89 – في تفسير على بن ابراهيم وقال أبو جعفر عليه السلام: لكيلا تأسوا على ما فاتكم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: سأل رجل أبى عليه السلام عن ذلك فقال: نزلت في أبى بكر وأصحابه، واحدة مقدمه، وواحدة مؤخره، لا تأسوا على ما فاتكم مما خص به على بن أبى طالب عليه السلام ولا تفرحوا بما آتاكم من الفتنة التى عرضت لكم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال الرجل: اشهد انكم أصحاب الحكم الذى لا خلاف فيه، ثم قام الرجل فذهب فلم أره. 90 – وباسناده إلى حفص بن غياث قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا ؟ فقال: قد حده الله في كتابه فقال عزوجل: ” لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم “. 91 – وباسناده إلى سليمان بن داود رفعه قال: جاء رجل إلى على بن الحسين عليهما السلام فقال له: فما الزهد ؟ قال: عشرة اجزاء فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الرضا، الا وان الزهد في آية من كتاب الله ” لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم “. 92 – في اصول الكافي باسناده إلى أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه ان الياس عليه السلام قال له عليه السلام: أخبرني عن تفسير ” لكيلا تأسوا على ما فاتكم ” مما خص به على عليه السلام ” ولا تفرحوا بما آتاكم ” قال: في أبى فلان وأصحابه، واحدة مقدمة و واحدة مؤخرة، ” لا تأسوا على ما فاتكم ” مما خص به على عليه السلام ” ولا تفرحوا بما آتاكم ” من الفتنة التى عرضت لكم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله. 93 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن احمد بن محمد عن شعيب بن عبد الله عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان الناس ثلاثة: زاهد وصابر وراغب، فأما الزاهد فقد خرجت الاحزان والافراح من قلبه، فلا يفرح بشئ من الدنيا ولا يأسسى على شئ منها فاته فهو مستريح، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 94 – على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد عن القاسم بن محمد عن سليمان


[ 249 ]

بن داود المنقرى عن على بن هاشم بن البريد عن أبيه أن رجلا سأل على بن الحسين عليهما السلام عن الزهد فقال: عشرة اجزاء فأعلى درجة الزهد الورع، وأعلى درجة الورع، أدنى درجة اليقين، وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا، الا وان الزهد في آية من كتاب الله ” لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم “. 95 – في نهج البلاغة وقال عليه السلام: الزهد كله بين كلمتين من القرآن قال الله تعالى: ” لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ” ومن لم يأس على الماضي، ولم يفرح بالآتى فقد أخذ الزهد بطرفيه. 96 – في مجمع البيان: الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل وفى الحديث ان النبي صلى الله عليه وآله سأل عن سيد بنى عوف، فقالوا: جد بن قيس على انه يزن بالبخل فقال صلى الله عليه وآله: وأى داء أدوى من البخل ؟ سيدكم البراء بن معرور – معنى يزن يتهم ويعرف -. 97 – في اصول الكافي باسناده إلى عبد الحميد بن أبى الديلم عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وجرت من بعده في الحواريين في المستحفظين وانما سماهم عزوجل المستحفظين لانهم استحفظوا الاسم الاكبر وهو الكتاب الذى يعلم به علم كل شئ الذى كان مع الانبياء عليهم السلام، يقول الله عزوجل: ” لقد ارسلنا رسلا من قبلك وانزلنا معهم الكتاب والميزان ” الكتاب الاسم الاكبر، وانما عرف مما يدعى الكتاب التوراة والانجيل والفرقان، فيها كتاب نوح وفيها كتاب صالح وشعيب وابراهيم، فأخبر الله عزوجل ” ان هذا لفى الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى ” فأين صحف ابراهيم، انما صحف ابراهيم الاسم الاكبر ; فلم تزل الوصية في عالم بعد عالم حتى دفعوها إلى محمد صلى الله عليه وآله. 98 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ولقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان قال: الميزان الامام. 99 – في جوامع الجامع وروى ان جبرئيل عليه السلام نزل بالميزان فدفعه إلى نوح


[ 250 ]

وقال: مر قومك يزنوا به. 100 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه – وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات -: وقد أعلمتك ان رب شئ من كتاب الله تأويله غير تنزيله ولا يشبه كلام البشر، وسأنبئك بطرف منه فتكتفي ان شاء الله، من ذلك قول ابراهيم: ” انى ذاهب إلى ربى سيهدين ” فذهابه إلى ربه توجهه إليه عبادة واجتهادا، وقربة إلى الله عزوجل، ألا ترى ان تأويله غير تنزيله، وقال: انزلنا الحديد فيه بأس شديد يعنى السلاح وغير ذلك. 101 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث وفيه وقال: ” وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ” فانزاله ذلك خلفه اياه. 102 – في كتاب الخصال عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول عليه السلام فيه: ثم ان الجبال فخرت على الارض فشمخت واستطالت، وقالت: أي شئ يغلبنى ؟ فخلق الحديد فقطعها فقرت الجبال وذلت، ثم ان الحديد فخر الجبال وقال: أي شئ يغلبنى ؟ فخلق النار فأذابت الحديد. 103 – في مجمع البيان وروى ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ان الله عزوجل انزل اربع بركات من السماء إلى الارض، انزل الحديد والنار والماء والملح. 104 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل يقول فيه عليه السلام: اما علمتم انه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سايرهم ؟ قالوا: ومن اين يا ابا الحسن ؟ قال: قول الله عزوجل: ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون فصارت وراثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين، اما علمتم ان نوحا حين سأل ربه عزوجل ” فقال رب ان ابني من اهلي وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين ” وذلك ان الله عزوجل وعده ان ينجيه واهله فقال له ربه عزوجل: ” يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم انى اعظك ان تكون من الجاهلين “.


[ 251 ]

105 – وباسناده إلى محمد بن على بن ابى عبد الله عن ابى الحسن عليه السلام في قول الله عزوجل ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله قال. صلوة الليل. في الكافي باسناده إلى محمد بن على بن ابى عبد الله عن ابى الحسن عليه السلام مثله سواء. 106 – في مجمع البيان في خبر مرفوع عن النبي صلى الله عليه وآله ; فما رعاها الذين بعدهم حق رعايتها، وذلك لتكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وآله عن ابن عباس، وقال الزجاج ان تقريره: ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله وابتغاء رضوان الله اتباع ما أمر به، فهذا وجه قال: وفيها وجه آخر جاء في التفسير انهم كانوا يرون من ملوكهم مالا يصبرون عليه، فاتخذوا اسرابا وصوامع (1) وابتدعوا ذلك، فلما الزموا انفسهم ذلك التطوع ودخلوا عليه لزمهم تمامه، كما أن الانسان إذا جعل على نفسه صوما لم يفرض عليه لزمه أن يتمه، قال: وقوله: فما رعوها حق رعايتها على ضربين: (احدهما) أن يكونوا قصروا فيما ألزموه أنفسهم (والاخر) وهو الاجود أن يكونوا حين بعث النبي صلى الله عليه وآله فلم يؤمنوا به ; كانوا تاركين لطاعة الله، فما رعوها تلك الرهبانية حق رعايتها، ودليل ذلك قوله: فآتينا الذين آمنوا اجرهم يعنى الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله وكثير منهم فاسقون أي كافرون انتهى كلام الزجاج. 107 – ويعضد هذا ما جاءت به الرواية عن ابن مسعود قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وآله على الحمار فقال: يا ابن ام عبد هل تدرى من أين أحدثت بنو اسرائيل الرهبانية ؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، فقال: ظهرت عليهم الجبابرة بعد عيسى عليه السلام يعملون بمعاصي الله، فغضب أهل الايمان فقاتلوهم، فهزم اهل الايمان ثلاث مرات فلم يبق منهم الا القليل، فقالوا: ان ظهرنا لهؤلاء افنونا ولم يبق للدين أحد يدعو إليه، فتعالوا نتفرق في الارض إلى أن يبعث الله النبي الذى وعدنا به عيسى عليه السلام يعنون محمدا صلى الله عليه وآله، فتفرقوا في غيران الجبال (2) وأحدثوا


(1) اسراب جمع السرب – محركة -: الحفير تحت الارض. والصوامع جمع الصومعة: مغار الراهب. (2) جمع الغار.

[ 252 ]

رهبانية، فمنهم من تمسك بدينه ; ومنهم من كفر ثم تلا هذه الاية: ” ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ” إلى آخرها ثم قال: يابن ام عبد أتدرى ما رهبانية أمتى ؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: الهجرة الجهاد والصلوة والصوم والحج والعمرة. 108 – وعن ابن مسعود قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا ابن مسعود اختلف من كان قبلكم على اثنين وسبعين فرقة، نجا منها ثنتان وهلك سايرهن، فرقة قاتلوا الملوك على دين عيسى فقتلوهم، وفرقة لم يكن لهم طاقة لموازاة الملوك و لا أن يقيموا بين ظهرانيهم يدعونهم إلى دين الله تعالى ودين عيسى، فساحوا في البلاد وترهبوا، وهم الذين قال الله: ” ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم ” ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: من آمن بى وصدقني واتبعني فقد رعاها حق رعايتها، ومن لم يؤمن بها فاولئك هم الهالكون. 109 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن سماعة بن مهران عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: يؤتكم كفلين من رحمته قال: الحسن والحسين ويجعل لكم نورا قال: امام تأتمون به. 110 – أحمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن أبى الجارود قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: لقد آتى الله أهل الكتاب خيرا كثيرا قال: وما ذاك ؟ قلت: قول الله عزوجل: ” الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون ” إلى قوله: ” اولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا ” قال: فقال قد آتاكم الله كما آتاهم، ثم تلا: ” يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ” يعنى اماما تأتمون به. 111 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله و آمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ” قال: نصيبين من رحمته، أحدهما، ان لا يدخله النار، وثانيهما أن يدخله الجنة ويجعل لكم نورا تمشون به يعنى الايمان.


[ 253 ]

112 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الصادق عليه السلام في قوله تعالى: ” يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به قال: الكفلين والحسن والحسين والنور على. 113 – في مجمع البيان قال سعيد بن جبير: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله جعفرا في سبعين راكبا إلى النجاشي يدعوه فقدم عليه ودعاه فاستجاب له وآمن به، فلما كان عند انصرافه قال ناس ممن آمن به، من اهل مملكته وهم أربعون رجلا: أئذن لنا فنأتي هذا النبي فنسلم به، فقدموا مع جعفر، فلما رأوا ما بالمسلمين من الخصاصة استأذنوا وقالوا: يا نبى الله ان لنا أموالا ونحن نرى ما بالمسلمين من الخصاصة فان أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا فواسينا المسلمين بها فاذن لهم فانصرفوا فأتوا بأموالهم فواسوا بها المسلمين، فأنزل الله تعالى فيهم: ” الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون ” إلى قوله: ” ومما رزقناهم ينفقون ” فكانت النفقة التى واسوا بها المسلمين، فلما سمع اهل الكتاب ممن لم يؤمن به قوله: ” اولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ” فخروا على المسلمين فقالوا: يا معشر المسلمين اما من آمن بكتابكم وكتابنا فله أجر كاجوركم فما فضلكم علينا فنزل: ” يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله ” الاية فجعل لهم أجرين و زادهم النور والمغفرة، ثم قال: لئلا يعلم اهل الكتاب وقال الكلبى كان هؤلاء أربعة وعشرين رجلا قدموا من اليمن على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو بمكة، لم يكونوا يهودا ولا نصارى، وكانوا على دين الانبياء ; فأسلموا فقال لهم أبو جهل: بئس القوم أنتم والوفد لقومكم فردوا عليه ” وما لنا لا نؤمن بالله ” الاية فجعل الله لهم ولمؤمني اهل الكتاب عبد الله بن سلام واصحابه اجرين اثنين، فجعلوا يفخرون على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ويقولون: نحن افضل منكم، لنا أجر ان ولكم أجر واحد، فنزل: ” لئلا يعلم اهل الكتاب ” إلى آخر السورة. و روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال: من كانت له ابنة يعلمها فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها واعتقها وتزوجها فله أجران، وأيما رجل من أهل الكتاب آمن


[ 254 ]

بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وآله فله أجران، وايما مملوك أدى حق الله وحق مواليه فله أجران أورده البخاري في الصحيح. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة الحديد والمجادلة في صلوة فريضة أدمنها لم يعذبه الله حتى يموت ابدا، ولا يرى في نفسه ولا أهله سوءا أبدا ولا خصاصة في بدنه. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ومن قرأ سورة المجادلة كتب من حزب الله يوم القيامة. 3 – في تفسير على بن ابراهيم: قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير قال: كان سبب نزول هذه السورة انه اول من ظاهر في الاسلام، كان رجلا يقال له اوس بن الصامت من الانصار، وكان شيخا كبيرا فغضب على اهله يوما، فقال لها انت على كظهر امى ثم ندم على ذلك، قال: وكان الرجل في الجاهلية إذا قال لاهله: انت على كظهر امى حرمت عليه آخر الابد، وقال اوس لاهله: يا خولة انا كنا نحرم هذا في الجاهلية وقد اتانا الله بالاسلام فاذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاسئليه عن ذلك فأتت خولة رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: بأبى أنت وامى يا رسول الله ان اوس بن الصامت هو زوجي وأبو ولدي وابن عمى، فقال لى: أنت على كظهر امى وكنا نحرم ذلك في الجاهلية وقد أتانا الله [ بالاسلام ] بك، حدثنا على بن الحسين قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن محبوب عن أبى ولاد عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان امرأة من المسلمات أتت النبي صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله ان فلانا زوجي وقد نثرت له بطني (1) وأعنته على دنياه وآخرته لم يرمنى مكروها أشكوه


(1) نثرت المرأة بطنها: كثرت ولدها. (*)

[ 255 ]

اليك، فقال: فبم تشكونيه ؟ قالت: انه قال: أنت على حرام كظهر امى وقد أخرجنى من منزلي، فانظر في أمرى فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا أقضى فيه بينك وبين زوجك وأنا اكره أن أكون من المتكلفين فجعلت تبكى وتشتكى ما بها إلى الله عزوجل والى رسول الله صلى الله عليه وآله وانصرفت، قال: فسمع الله تبارك وتعالى مجادلتها لرسول الله صلى الله عليه وآله في زوجها وشكت إليه، وأنزل الله عزوجل في ذلك قرآنا: ” بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما ” إلى قوله: ” وانهم ليقولون منكرا من القول وزورا وان الله لعفو غفور “، قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المرأة فأتته فقال لها: جيئى بزوجك فأتت به، فقال له: أقلت لامرأتك هذه: أنت حرام كظهر امى ؟ فقال: قد قلت لها ذاك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: قد أنزل الله تبارك وتعالى فيك وفى امرأتك قرآنا وقرء بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير الذين يظاهرون منكم من نساءهم ما هن امهاتهم ان امهاتهم الا اللائى ولدنهم وانهم ليقولون منكرا من القول وزورا وان الله عفو غفور فضم اليك امرأتك فانك قد قلت منكر من القول وزورا، وقد عفى الله عنك وغفر لك ولا تعد ; قال: فانصرف الرجل وهو نادم على ما قال لامرأته وكره الله عزوجل ذلك للمؤمنين بعد، وانزل الله: الذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا يعنى لما قال الرجل لامرئته: انت على كظهر امى قال: فمن قالها بعد ما عفى الله وغفر للرجل الاول فان عليه تحرير رقبة من قبل ان يتماسا يعنى مجامعتهما ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين يعنى من قبل ان يتماسا فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا قال: فجعل الله عقوبة من ظاهر بعد النهى هذا ثم قال: ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله قال: هذا حد الظهار قال حمران قال أبو جعفر عليه السلام ولا يكون ظهار في يمين ولا في اضرار ولا في غضب، ولا يكون


[ 256 ]

ظهار الا على طهر من غير جماع بشهادة شاهدين مسلمين. 4 – في مجمع البيان فاما ما ذهب إليه ائمة الهدى من آل محمد عليهم السلام فهو ان المراد بالعود ارادة الوطى ونقض القول الذى قاله، لان الوطى لا يجوز الا بعد الكفارة ولا يبطل حكم قوله الاول الا بعد الكفارة. 5 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل مملوك ظاهر من امرأته فقال: لا يكون ظهار ولا ايلاء حتى يدخل بها. 6 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبى نصر عن الرضا عليه السلام قال: الظهار لا يقع على الغضب. 7 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الظهار الواجب قال: الذى يريد به الرجل الظهار بعينه. 8 – على بن ابراهيم عن ابيه عن النوفلي عن السكوني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال امير المؤمنين صلوات الله عليه: إذا قالت المرأة: زوجي على كظهر امى فلا كفارة عليها. 9 – على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبى عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: الظهار ضربان أحدهما فيه الكفارة قبل المواقعة، والاخر بعده، فالذي يكفر قبل المواقعة الذى يقول: أنت على كظهر امى، ولا يقول: ان فعلت بك كذا وكذا، والذى يكفر بعد المواقعة هو الذى يقول: أنت على كظهر امى ان قربتك. 10 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن القاسم بن محمد الزيات قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: انى ظاهرت من امراتى ؟ فقال: كيف قلت ؟ قال: قلت: أنت على كظهر امى ان فعلت كذا وكذا، فقال: لا شئ عليك ولا تعد. 11 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن


[ 257 ]

رجل من أصحابنا عن رجل قال: قلت لابي الحسن عليه السلام انى قلت لامرأتي: أنت على كظهر امى ان خرجت من باب الحجرة، فخرجت فقال: ليس عليك شئ فقلت: انى أقوى على أن اكفر ؟ فقال: ليس عليك شئ، فقلت: انى أقوى على أن أكفر رقبة ورقبتين ؟ قال ليس عليك شئ قويت أو لم تقو. 12 – على بن ابراهيم عن ابيه وعدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام: قال سمعته يقول: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ظاهرت من امرأتي قال: اذهب فأعتق رقبة، قال: ليس عندي قال: اذهب فصم شهرين متتابعين، قال: لا اقوى قال: اذهب فأطعم ستين مسكينا قال: ليس عندي قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انا اتصدق عنك فأعطاه تمرا لاطعام ستين مسكينا فقال: اذهب فتصدق بها فقال: والذى بعثك بالحق لا اعلم بين لابتيها (1) احدا احوج إليه منى ومن عيالي، قال: فاذهب وكل واطعم عيالك. 13 – عدة من اصحابنا عن سهل عن ابن محبوب عن ابى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال: سألته عن المملوك أعليه ظهار ؟ فقال، نصف ما على الحر من الصوم وليس عليه كفارة صدقة ولا عتق. 14 – على عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حفص بن البخترى عن ابى عبد الله و ابى الحسن عليهما السلام في رجل كان له عشر جوار فظاهر منهن كلهن جميعا بكلام واحد فقال: عليه عشر كفارات. 15 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن سيف التمار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: الرجل يقول لامرأته: انت على كظهر امى أو عمتى أو خالتي ؟ قال: فقال: انما ذكر الله الامهات وان هذا لحرام. 16 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج قال: قلت لابي عبد الله: الرجل يقول لامرأته: انت على كظهر عمته أو خالته ؟ فقال: هو الظهار.


(1) الضمير في لابتيها يرجع إلى المدينة. ولابتاها: جانباها. واللابة: الحرة وهى ارض ذات حجارة سود كأنها أحرقت بالنار. والمدينة المشرفة انما هي بين حرتين عظيمتين. (*)

[ 258 ]

17 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار والرزاز عن ايوب بن نوح عن صفوان عن اسحق بن عمار قال: سئلت ابا ابراهيم عليه السلام عن الرجل يظاهر من جاريته ؟ فقال عليه السلام: الحرة والامة في ذا سواء. 18 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا ” قال عليه السلام: من مرض أو عطاش، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 19 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: صيام كفارة اليمين في الظهار شهرين متتابعين، والتتابع ان يصوم شهرا أو يصوم من الشهر الاخر اياما أو شيئا منه، فان عرض له شيئ يفطر فيه أو ظهر ثم قضى ما بقى عليه، وان صام شهرا ثم عرض له شيئ فأفطر قبل ان يصوم من الاخر شيئا فلم يتابع اعاد الصوم كله. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه للظهار احكام وتفاصيل كثيرة مذكورة في محالها فمن ارادها وقف عليها هناك. 20 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وقوله: ” وهو الذى في السماء اله وفى الارض اله ” وقوله: ” وهو معكم اينما كنتم ” وقوله ما يكون من نجوى ثلثة الا هو رابعهم فانما اراد بذلك استيلاء امنائه بالقدرة التى ركبها فيهم على جميع خلقه ; وان فعلهم فعله. 21 – في كتاب الاهليلجة المنقول عن الصادق وانما سمى سميعا لانه ” ما يكون من نجوى ثلثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ” يسمع دبيب النمل على الصفا وخفقان الطير في الهوا لا يخفى عليه خافية ولا شئ مما أدركه الاسماع والابصار، وما لا تدركه الاسماع والابصار، ما حل من ذلك ومأدق وما صغر وما كبر. 22 – في كتاب التوحيد باسناده إلى عمر بن اذينة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول.


[ 259 ]

الله عزوجل ” ما يكون من نجوى ثلثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ” فقال: هو واحد أحدى الذات باين من خلقه وبذلك وصف نفسه ; وهو بكل شئ محيط بالاشراف والاحاطة والقدرة، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الارض ولا ولا اصغر من ذلك ولا اكبر، بالاحاطة و العلم لا بالذات لان الاماكن محدودة تحويها حدود أربعة فإذا كان بالذات لزمه الحواية. وفى اصول الكافي مثله سواء. 23 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقى رفعه قال: سئل الجاثليق أمير المؤمنين فقال: اخبرني عن الله عزوجل اين هو ؟ فقال امير المؤمنين عليه السلام: هو هيهنا وهيهنا وفوق وتحت ومحيط بنا ومعنا وهو قوله: ” ما يكون من نجوى ثلثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ” والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 24 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” ما يكون من نجوى ثلثة الا هو رابعهم ” قال فلان وفلان وأبى فلان حين اجتمعوا فدخلوا الكعبة فكتبوا بينهم كتابا ان مات محمد ان لا يرجع الامر فيهم أبدا. 25 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن على بن الحسين عن على بن ابي حمزة عن أبى بصير عن أبي عبد الله في قول الله عزوجل: ” ما يكون من نجوى ثلثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا ينبئهم بما عملوا يوم القيمة ان الله بكل شئ عليم ” قال: نزلت هذه الاية في فلان وفلان و أبى عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وسالم مولى أبى حذيفة والمغيرة بن شعبة، حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتواثقوا لئن مضى محمد لا يكون الخلافة في بنى هاشم ولا النبوة أبدا فأنزل الله تعالى فيهم هذه الاية إلى قوله: لعلك ترى انه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب الا يوم قتل الحسين عليه السلام وهكذا كان في سابق علم الله عزوجل الذى أعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كتب الكتاب قتل الحسين عليه السلام وخرج الملك من بنى هاشم فقد كان ذلك كله.


[ 260 ]

26 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: مع كل شيئ لا بمقارنة وغير كل شئ لا بمزايلة. 27 – في ارشاد المفيد رحمه الله وجائت الرواية ان بعض احبار اليهود جاء إلى أبى بكر فقال له: أنت خليفة نبى هذه الامة ؟ قال له: نعم، فقال له: انا نجد في التورية ان خلفاء الانبياء أعلم أممهم فخبرني عن الله اين هو في السماء هو أم في الارض ؟ فقال له أبو بكر: هو في السماء على العرش، فقال اليهودي: فأرى الارض خالية منه وأراه على هذا القول في مكان دون مكان ؟ فقال له أبو بكر: هذا كلام الزنادقة اعزب عنى (1) والا قتلتك، فقال له أمير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام: يا يهودى قد عرفت ما سألت عنه وأجيب عنه به، وانا نقول ان الله جل جلاله اين الاين فلا أين له، وجل ان يحويه مكان، هو في كل مكان بغير مماسة ولا مجاورة يحيط علما بما فيها ولا يخلو شيئ منها من تدبيره تعالى، وانى مخبرك بما جاء في كتاب من كتبكم تصدق ما ذكرته لك، فان عرفته أتؤمن به ؟ قال اليهودي: نعم قال: ألستم تجدون في بعض كتبكم ان موسى بن عمران كان ذات يوم جالسا إذ جائه ملك من المشرق فقال له موسى: من اين أقبلت ؟ قال: من عند الله. ثم جائه ملك من المغرب فقال له: من اين جئت ؟ قال: من عند الله ; ثم جاءه ملك فقال له: قد جئتك من السماء السابعة من عند الله، ثم جائه ملك آخر فقال له: قد جئتك من الارض السفلى من عند الله. فقال له موسى: سبحان من لا يخلو منه مكان، ولا يكون إلى مكان أقرب من مكان، فقال اليهودي: اشهد ان هذا هو الحق وانك أحق بمقام نبيك ممن استولى عليه. 28 – في مجمع البيان وقرء حمزة ورويس عن يعقوب ” يتنجون ” والباقون يتناجون ويشهد لقرائة حمزة قول النبي صلى الله عليه وآله في على عليه السلام لما قال له بعض أصحابه أتناجيه دوننا ؟ ما انا أنتجيته بل الله انتجاه.


(1) عزب عنه: بعد. (*)

[ 261 ]

29 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وقال تعالى في سورة المجادلة: وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله وروى ان اليهود اتت النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: السام عليك يا محمد، والسام بلغتم الموت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وعليكم فانزل الله تعالى هذه الاية. 30 – في تفسير على بن ابراهيم قال على ابراهيم في قوله تعالى: ” الم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ” قال: كان اصحاب رسول الله يأتون رسول الله فيسئلونه أن يسئل الله لهم، وكانوا يسألون ما لا يحل لهم، فأنزل الله ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وقولهم له إذا أتوه: أنعم صباحا و انعم مساء وهى تحية أهل الجاهلية فانزل الله وإذا جاؤك حيوك بما لم يحيك به الله فقال لهم رسول الله قد أبدلنا الله بخير تحية أهل الجنة السلام عليكم. 31 – وقوله: انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا الا باذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون قال: فانه حدثنى ابى عن محمد بن أبى عمير عن أبى بصير عن أبى عبد الله قال: كان سبب نزول هذه الاية ان فاطمة عليها السلام رأت في منامها ان رسول الله هم أن يخرج هو وفاطمة وعلى و الحسن والحسين صلوات الله عليهم من المدينة، فخرجوا حتى جازوا من حيطان المدينة، فعرض لهم طريقان فاخذ رسول الله ذات اليمين حتى انتهى إلى موضع فيه نخل وماء، فاشترى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شاة ذرعاء وهى التى في احدى اذنيها نقط بيض، فأمر بذبحها، فلما أكلوا ماتوا في مكانهم فانتهبت فاطمة باكية ذعرة (1) فلم تخبر رسول الله بذلك فلما اصبحت جاء رسول الله صلى الله عليه وآله بحمار فاركب عليه فاطمة وأمر ان يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام من المدينة كما رأت فاطمة في نومها فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض لهم طريقان فأخذ رسول الله ذات اليمين كما رأت فاطمة عليها السلام حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله شاة كما رأت فاطمة فأمر بذبحها فذبحت وشويت فلما أرادوا اكلها قامت فاطمة وتنحت ناحية منهم تبكى مخافة ان يموتوا، فطلبها (هامش) * (1) ذعر بمعنى خاف (*)


[ 262 ]

رسول الله حتى وقف عليها وهى تبكى، فقال، ما شأنك يا بنية ؟ قالت: يا رسول الله رأيت البارحة كذا وكذا في نومى وقد فعلت انت كما رأيته فتنحيت عنكم لئلا أراكم تموتون، فقام رسول الله فصلى ركعتين ثم ناجى ربه فنزل عليه جبرئيل ! فقال: يا محمد هذا شيطان يقال له الرها وهو الذى أرى فاطمة هذه الرؤيا، و يؤذى المؤمنين في نومهم ما يغتمون به، فأمر جبرئيل فجائه إلى رسول الله فقال له: انت الذى أريت فاطمة هذه الرؤيا ؟ فقال: نعم يا محمد فبزق عليه ثلاث بزقات (1) فشجه في ثلاث مواضع ثم قال جبرئيل لمحمد: يا محمد إذا رأيت في منامك شيئا تكرهه أو رأى احد من المؤمنين فليقل اعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون وانبياء الله المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت من رؤياي. ويقرء الحمد والمعوذتين وقل هو الله احد ويتفل عن يساره ثلاث تفلات، فانه ما يضره ما رأى، فأنزل الله عزوجل على رسوله: انما النجوى من الشيطان ” الاية ” 32 – أخبرنا أحمد بن ادريس عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن أبى بكر الحضرمي وبكر بن أبى بكر قال: حدثنا سليمان بن خالد قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله ” انما النجوى من الشيطان ” قال: الثاني. 33 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن معوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا رأى الرجل منكم ما يكره في منامه فليتحول عن شقه الذى كان عليه نائما وليقل: ” انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا الا باذن الله ” ثم ليقل: عذت بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبيائه المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت ومن شر الشيطان الرجيم. 34 – في مجمع البيان وقيل ان الاية المراد بها أحلام المنام التى يراها الانسان في نومه فحزنه، وورد في الخبر عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون صاحبهما فان ذلك يحزنه.


(1) البزاق: البصاق. (*)

[ 263 ]

35 – في تفسير على بن ابراهيم قال على بن ابراهيم في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا دخل المسجد يقوم له الناس، فنهاهم الله ان يقوموا له، فقال: تفسحوا أي وسعوا له في المجلس، وإذا قيل انشزوا فانشزوا يعنى إذا قال: قوموا فقوموا. 36 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي روى عن الحسن العسكري عليه السلام انه اتصل بأبى الحسن على بن محمد العسكري عليهما السلام ان رجلا من فقهاء شيعته كلم بعض النصاب فأفحمه بحجته (1) حتى أبان عن فضيحته فدخل على على بن محمد عليهما السلام وفى صدر مجلسه دست عظيم (2) منصوب وهو قاعد خارج الدست، وبحضرته خلق من العلويين وبنى هاشم فما زال يرفعه حتى اجلسه في ذلك الدست وأقبل عليه فاشتد ذلك على اولئك الاشراف فاما العلويون فعجلوه عن العتاب، واما الهاشميون فقال له شيخهم: يابن رسول الله هكذا تؤثر عاميا على سادات بنى هاشم من الطالبيين والعباسيين ؟ فقال عليه السلام: اياكم وأن تكونوا من الذين قال الله تعالى: ” الم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ” أترضون بكتاب الله عزوجل حكما ؟ قالوا: بلى. قال: أليس الله يقول: ” يا ايها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم ” إلى قوله والذين اوتوا العلم درجات فلم يرض للعالم المؤمن الا ان يرفع على المؤمن غير العالم كما لم يرض للمؤمن الا ان يرفع على من ليس بمؤمن، أخبروني عنه قال: يرفع الله الذين آمنوا والذين اوتوا العلم درجات أو قال يرفع الله الذين اوتوا شرف النسب درجات ؟ أو ليس قال الله عزوجل: ” هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون ” فكيف تنكرون رفعي لهذا لما وفقه الله ان كسر هذا فلان الناصب بحجج الله التى علمه اياها لافضل له من كل شرف في النسب ؟ والحديث


(1) أفحمه: أسكته بالحجة. (2) الدست: الوسادة. (*)

[ 264 ]

طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 37 – في مجمع البيان ” يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ” وقد ورد ايضا في الحديث انه قال صلى الله عليه وآله: فضل العالم على الشهيد درجة، وفضل الشهيد على العابد درجة، وفضل النبي على العالم درجة، وفضل القرآن على ساير الكلام كفضل الله على ساير خلقه، وفضل العالم على ساير الناس كفضلي على أدناهم، رواه جابر بن عبد الله. 38 – وقال على عليه السلام: من جائته منيته وهو يطلب العلم فبينه وبين الانبياء درجة 39 – في جوامع الجامع وعن النبي صلى الله عليه وآله بين العالم والعابد مأة درجة. بين كل درجتين حضر الجواد المضمر (1) سبعين سنة. 40 – وعنه عليه السلام فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على ساير الكواكب. 41 – وعنه عليه السلام تشفع يوم القيمة ثلاثة: الانبياء، ثم العلماء ثم الشهداء. 42 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل في مكالمة بينه وبين اليهود وفيه: فأنزل الله عزوجل ألا يكلموني حتى يتصدقوا بصدقة، وما كان ذلك لنبى قط قال الله عزوجل: يا ايها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجويكم صدقة ثم وضعها عنهم بعد أن فرضها عليهم برحمته ومنه. 43 – وعن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الاية ” يا ايها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجويكم صدقة ” فكنت انا الذى قدم الصدقة غيرى ؟ قالوا: لا.


(1) الحضر: الاسم من أحضر الفرس: عدا شديدا. والمضمر: من ضمر بمعنى هزل ودق وكانت العرب تضمر الخيل للغزو والسباق، وذلك بان يربطه ويكثر ماءه وعلفه حتى يسمن ثم يقلل ماءه وعلفه مدة ويركضه في الميدان حتى يهزل ومدة التضمير عندهم أربعون. (*)

[ 265 ]

44 – في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال: واما الرابع والعشرون فان الله أنزل على رسوله: ” يا ايها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجويكم صدقة ” فكان لى دينار فبعته بعشرة دراهم فكنت إذا ناجيت رسول الله أتصدق قبل ذلك بدرهم، فوالله ما فعل هذا احد من أصحابه قبلى ولا بعدى، فانزل الله عزوجل: ءاشفقتم ان تقدموا بين يدى نجويكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم الاية فهل تكون التوبة الا عن ذلك ؟ 45 – وفيه احتجاج على عليه السلام على ابى بكر قال: فانشدك بالله أنت الذى قدم بين يدى نجواه لرسول الله صلى الله عليه وآله صدقة فناجاه، وعاتب الله تعالى قوما فقال: ” ءأشفقتم أن تقدموا بين يدى نجويكم صدقات ” الاية أم أنا ؟ قال: بل أنت. 46 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” يا ايها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجويكم صدقة ” قال: إذا سألتم رسول الله حاجة فتصدقوا بين يدى حاجتكم ليكون أقضى لحوائجكم، فلم يفعل ذلك أحد الا أمير المؤمنين فانه تصدق بدينار، وناجى رسول الله صلى الله عليه وآله عشر نجوات. 47 – حدثنا أحمد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن صفوان عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجويكم صدقات ” قال: قدم على بن أبيطالب عليه السلام بين يدى نجواه صدقة، ثم نسختها بقوله: ” ءاشفقتم ان تقدموا بين يدى نجويكم صدقات “. 48 – وباسناده إلى مجاهد قال: قال على عليه السلام: ان في كتاب الله لاية ما عمل بها أحد قبلى ولا يعمل بها بعدى آية النجوى، انه كان لى دينار فبعته بعشر دراهم، فجعلت أقدم بين يدى كل نجوى اناجيها النبي صلى الله عليه وآله درهما قال: فنسختها قوله: ” ءاشفقتم أن تقدموا بين يدى نجويكم صدقات ” إلى قوله: ” والله خبير بما تعملون ” 49 – في مجمع البيان وقال على عليه السلام: بى خفف الله عن هذه الامة، لم تنزل في احد قبلى ولم تنزل في احد بعدى.


[ 266 ]

50 – في تفسير على بن ابراهيم قال على بن ابراهيم: في قوله: الم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم قال: نزلت في الثاني لانه مر به رسول الله صلى الله عليه وآله وهو جالس عند رجل من اليهود يكتب خبر رسول الله صلى الله عليه وآله فأنزل الله تعالى: ” ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ” فجاء الثاني إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال رسول الله: رأيتك تكتب عن اليهود، وقد نهى الله عن ذلك فقال: يا رسول الله كتبت عنه ما في التوراة من صفتك وأقبل يقرء ذلك على رسول الله وهو غضبان، فقال له رجل من الانصار: ويلك أما ترى غضب النبي صلى الله عليه وآله عليك ؟ فقال: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله صلى الله عليه وآله، انى انما كتبت ذلك لما وجدت فيه من خبرك. فقال له رسول الله: يا فلان لو أن موسى بن عمران فيهم قائما ثم أتيته رغبة عما جئت به لكنت كافرا بما جئت به وهو قوله اتخذوا ايمانهم جنة أي حجابا بينهم و بين الكفار وأيمانهم، أقروا باللسان خوفا من السيف ودفع الجزية وقوله: يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الذين غصبوا آل محمد حقهم فتعرض عليهم أعمالهم فيحلفون له، انهم لم يعملوا منها شيئا كما حلفوا لرسول الله صلى الله عليه وآله في الدنيا حين حلفوا ان لا يردوا الولاية في بنى هاشم، وحين هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وآله في العقبة، فلما اطلع الله نبيه وأخبره حلفوا انهم لم يقولوا ذلك ولم يهموا به حين أنزل الله على رسوله ” يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وهموا بما لم ينالوا وما نقموا الا ان أغناهم الله ورسوله من فضله فان يقولوا يك خيرا لهم ” قال: ذلك إذا عرض عزوجل ذلك عليهم في القيامة ينكروه ويحلفوا له كما حلفوا لرسول الله صلى الله عليه وآله، وقوله: يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون انهم على شئ الا انهم هم الكاذبون. 51 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب خطبة للحسين عليه السلام خطب بها لما راى صفوف أهل الكوفة بكربلا كالليل والسيل وفيها: فنعم الرب ربنا وبئس العباد أنتم اقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد ثم انكم رجعتم إلى ذريته وعترته تريدون


[ 267 ]

قتلهم، لقد استحوذ عليكم الشيطان فانساكم ذكر الله العظيم فتبا لكم ولما تريدون، انا لله وانا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد ايمانهم فبعدا للقوم الظالمين. 52 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بينما موسى عليه السلام جالسا إذ أقبل إليه ابليس وعليه برنس (1) ذو ألوان، فلما أدنى من موسى عليه السلام خلع البرنس وقام إلى موسى عليه السلام فسلم عليه فقال له موسى: من أنت ؟ قال: أنا ابليس، قال: أنت فلا قرب الله دارك، قال: انى انما جئت لاسلم عليك لمكانك من الله، قال: فقال له موسى: ما هذا البرنس ؟ قال: به اختطف قلوب بنى آدم، فقال له موسى: فأخبرني بالذنب الذى إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه ؟ قال: إذا اعجبت نفسه، واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه، وقال: قال الله عزوجل لداود: يا داود بشر المذنبين وأنذر الصديقين، قال: كيف أبشر المذنبين وانذر الصديقين ؟ قال: يا داود بشر المذنبين انى أقبل التوبة واعفو عن الذنب وأنذر الصديقين أن لا يعجبوا بأعمالهم فانه ليس عبد انصبه للحساب الا هلك. 53 – الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال جميعا عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال خطب أمير المؤمنين الناس فقال: ايها الناس انما بدو وقوع الفتن أهواء تتبع واحكام تبتدع يخالف فيها كتاب الله يتولوا فيها رجال رجالا فلو ان الباطل خلص لم يخف على ذى حجى، ولو ان الحق خلص لم يكن اختلاف، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا فهنا لك استحوذ الشيطان على اوليائه، ونجى الذين سبقت لهم من الله الحسنى. 54 – في مجمع البيان: كتب الله لاغلبن انا ورسلي ان الله قوى عزيز


(1) البرنس: كل ثوب يكون غطاء الرأس جزءا منه متصلا به. (*)

[ 268 ]

وروى ان المسلمين قالوا لما رأوا ما يفتح الله عليهم من القرى ليفتحن الله علينا الروم وفارس، فقال المنافقون أتظنون ان فارس والروم كبعض القرى التى غلبتم عليها، فأنزل الله هذه الآية. 55 – في عيون الاخبار في باب نسخة وصية موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه موسى بن جعفر عليه السلام: واوصيت إلى على ابني إلى قوله عليه السلام وامهات اولادي ومن أقام منهم في منزله وفى حجابه فله ما كان يجرى عليه في حيوتى ان أراد ذلك، ومن خرج منهن إلى زوج فليس لها أن ترجع إلى حزانتى (1) الا ان يرى على ذلك، وبناتي مثل ذلك، ولا تزوج بناتى أحد من احق بهن (2) من امهاتهن، ولا سلطان ولا عمل لهن الا برأيه ومشورته، فان فعلوا ذلك فقد خالفوا الله تعالى ورسوله وحادوه في ملكه. 56 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه وقد ذكر عليا واولاده عليهم السلام الا ان اعداء على عليه السلام هم أهل الشقاق هم العادون واخوان الشياطين الذين يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، الا ان أوليائهم الذين ذكرهم الله في كتابه المؤمنون فقال عزوجل: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله إلى آخر الاية. 57 – في اصول الكافي الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى عن جعفر بن محمد عن الحسن بن معاوية عن عبد الله بن جبلة عن ابراهيم بن خلف بن عباد الانماطى عن مفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده في البيت اناس، فظننت انه انما أراد بذلك غيرى، فقال: اما والله ليغلبن عنكم صاحب هذا الامر، وليخملن (3) حتى يقال مات، هلك، في أي واد سلك، ولتكفأن تكفأ السفينة (4) في أمواج البحر


(1) الحزانة – بالضم -: عيال الرجل الذين يهتم بهم ويتحزن لاجلهم. (2) كذا في النسخ وفى المصدر ” اخواتهن ” مكان ” أحق بهن ” ويحتمل فيه التصحيف (3) خمل ذكره: خفى. (4) التكفى: التمايل إلى قدام. وتكفأ في مشيته: ماد وتمايل. (*)

[ 269 ]

لا ينجو الا من أخذ الله ميثاقه، وكتب الايمان في قلبه، وأيده بروح منه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 58 – وباسناده إلى أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سئلته عن قول الله عزوجل: وايدهم بروح منه قال: هو الايمان. 59 – وباسناده إلى الفضيل قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: اولئك كتب في قلوبهم الايمان هل لهم فيما كتب في قلوبهم صنع ؟ قال: لا. 60 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل عن أبى – عبد الله عليه السلام قال: قلت: ” وايدهم بروح منه ” قال: هو الايمان. 61 – وباسناده إلى أبان بن تغلب عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن الا ولقلبه أذنان في جوفه: اذن ينفث فيه الوسواس الخناس، واذن ينفث فيها الملك فيؤيد الله المؤمن بالملك، فذلك قوله: ” وايدهم بروح منه “. 62 – وباسناده إلى محمد بن سنان عن أبى خديجة قال: دخلت على أبى الحسن عليه السلام فقال لى: ان الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقى، ويغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدى، فهى معه تهتز سرورا عند احسانه، وتسيخ في الثرى عند اساءته، فتعاهدوا عباد الله نعمه باصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقينا، وتربحوا نفيسا ثمينا، رحم الله أمرءا هم بخير فعمله، أو هم بشر فارتدع عنه، ثم قال: نحن نؤيد بالروح بالطاعة لله والعمل له. 63 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير قال: قلت لابي جعفر عليه السلام في قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان، قال: هو قوله: ” وأيدهم بروح منه ” ذلك الذى يفارقه. 64 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن داود قال: سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان، قال: فقال: هو مثل قول الله عزوجل: ” ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ” ثم قال غير هذا أبين منه، ذلك قول الله عزوجل ” وايدهم بروح منه ” هو الذى فارقه.


[ 270 ]

65 – عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوى عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه فاما ما ذكر من أمر السابقين فانهم انبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة أرواح، روح القدس وروح الايمان، وروح القوة، وروح الشهوة وروح البدن، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وبها علموا الاشياء وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا، وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام و نكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال الله عزوجل: ” تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ” ثم قال في جماعتهم: ” وايدهم بروح منه ” يقول أكرمهم بها، فضلهم على من سواهم، فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم. 66 – في تفسير على بن ابراهيم ” وايدهم بروح منه ” قال: ملك اعظم من جبرئيل وميكائيل وكان مع رسول الله وهو مع الائمة. 67 – في محاسن البرقى عنه عن يعقوب بن يزيد وعبد الرحمن بن حماد عن العبدى عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الايمان في القلب واليقين خطرات. 68 – في كتاب الخصال عن سويد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت فما الذى ثبت الايمان في العبد ؟ قال: الذى يثبته فيه الورع، والذى يخرجه منه الطمع. 69 – عن على بن سالم عن أبيه قال، قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام: ادنى ما يخرج به الرجل من الايمان ان يجلس إلى غال فيستمع إلى حديثه و يصدقه إلى قوله. 70 – في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سألت ابا جعفر عليه السلام فقلت قول الله عزوجل ” يا ابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدى ” فقال: اليد في كلام العرب القوة والنعمة قال الله: ” واذكر عبدنا داود ذا الايد ” وقال:


[ 271 ]

” والسماء بنيناها بأيد ” أي بقوة، وقال: ” ايدهم بروح منه ” أي قوة منه، ويقال لفلان عندي يد بيضاء أي نعمة. 71 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أحمد بن اسحق قال: قلت لابي محمد الحسن بن على عليه السلام وقد ذكر ان غيبة القائم تطول: وان غيبته لتطول ؟ قال أي وربى حتى يرجع عن هذا الامر اكثر القائلين به ولا يبقى الا من اخذ الله عزوجل ميثاقه لولايتنا وكتب في قلبه الايمان ” وايدهم بروح منه ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 72 – وباسناده إلى الحسن بن محمد بن صالح البزاز قال: سمعت الحسن بن على بن محمد العسكري عليه السلام يقول: ان ابني هو القائم من بعدى، وهو الذى يخرج في سير الانبياء عليه السلام بالتعمير والغيبة، تقسو القلوب بطول الامد فلا يثبت على القول به الا من كتب الله عزوجل في قلبه الايمان وايده بروح منه. 73 – وباسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق، والمظهر للدين والباسط للعدل، قال الحسين: فقلت له يا امير المؤمنين وان ذلك لكائن ؟ فقال عليه السلام: أي والذى بعث محمدا بالنبوة، واصطفاه على البرية، ولكن بعد غيبة وحيرة، ولا يثبت فيها على دينه الا المخلصون المباشرون لروح اليقين، الذين أخذ الله عزوجل ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ سورة الحشر لم يبق جنة ولا نار ولا عرش ولا كرسى، ولا الحجب والسموات السبع و الارضون السبع والهواء والريح والطير والشجر والجبال والشمس والقمر والملائكة الا صلوا عليه، واستغفروا له وان مات في يومه أو ليله مات شهيدا.


[ 272 ]

2 – في مجمع البيان ابى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرء سورة الحشر لم يبق جنة ولا نار ولا عرش ولا كرسى ولا حجاب ولا السماوات السبع والارضون السبع والهوام والطير والشجر والدواب والشمس والقمر والملائكة الا صلوا عليه واستغفروا له، وان مات من يومه أو ليله مات شهيدا. 3 – وعن أبى سعيد المكارى عن ابن عبد الله عليه السلام من قرأ إذا امسى وكل الله بداره ملكا شاهرا سيفه حتى يصبح. 4 – في تفسير على بن ابراهيم: سبح لله ما في السموات وما في الارض وهو العزيز الحكيم هو الذى اخرج الذين كفروا من اهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر ما ظننتم ان يخرجوا قال: سبب ذلك انه كان بالمدينة ثلثة أبطن من اليهود بنى النضير وقريضة وقينقاع، وكان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله عهد ومدة فنقضوا عهدهم، وكان سبب ذلك بنى النضير في نقض عهدهم انه أتاهم رسول الله يستسلفهم دية رجلين قتلهما رجل من أصحابه غيلة يعنى يستقرض، وكان بينهم كعب بن الاشرف، فلما دخل على كعب قال: مرحبا يا أبا القاسم وأهلا وقام كانه يصنع له الطعام. وحدث نفسه أن يقتل رسول الله صلى الله عليه وآله ويتبع أصحابه فنزل جبرئيل فأخبره بذلك فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة وقال لمحمد بن مسلمة الانصاري، اذهب إلى بنى النضير فأخبرهم ان الله عزوجل قد أخبرني بما هممتم به من الغدر، فاما أن تخرجوا من بلدنا واما أن تأذنوا بحرب، فقالوا: نخرج من بلادك، فبعث إليهم عبد الله بن أبى: لا تخرجوا وتقيموا وتنابذوا محمدا الحرب فانى أنصركم أنا وقومي وحلفائى، فان خرجتم خرجت معكم، وان قاتلتم قاتلت معكم، فأقاموا وأصلحوا بينهم حصونهم وتهيئوا للقتال، وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله انا لا نخرج فاصنع ما أنت صانع، فقام رسول الله وكبر وكبر أصحابه وقال لامير المؤمنين: تقدم على بنى النضير فأخذ أمير المؤمنين الراية وتقدم وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وأحاط بحصنهم، وغدر بهم عبد الله بن ابى وكان رسول الله إذا ظهر بمقدم بيوتهم حصنوا ما يليهم وخربوا ما يليه، وكان الرجل منهم ممن كان له بيت حسن خربه، وقد كان رسول الله أمر بقطع نخلهم فجزعوا من ذلك


[ 273 ]

وقالوا: يا محمد ان الله يأمرك بالفساد ؟ ان كان لك هذا فخذه، وان كان لنا فلا تقطعه، فلما كان بعد ذلك قالوا: يا محمد نخرج من بلادك فأعطنا ما لنا، فقال: لا ولكن تخرجون ولكم ما حملت الابل فلم يقبلوا ذلك، فبقوا أياما ثم قالوا: فخرج ولنا ما حملت الابل، فقال: لا ولكن تخرجوا ولا يحمل أحد منكم شيئا، فمن وجدنا معه شيئا من ذلك قتلناه، فخرجوا على ذلك ووقع منهم قوم إلى فدك ووادى القرى وخرج قوم منهم إلى الشام، فأنزل الله فيهم هو الذى اخرج الذين كفروا من اهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر ما ظننتم ان يخرجوا وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله فأتيهم الله من حيث لم يحتسبوا إلى قوله فان الله شديد العقاب وانزل الله عليه فيما عابوه من قطع النخل: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائما على اصولها فباذن الله وليخزى الفاسقين إلى قوله ” ربنا انك غفور رحيم ” وأنزل الله عليه في عبد الله بن أبى وأصحابه ” الم تر إلى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من اهل الكتاب لئن اخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم احدا ابدا وان قوتلتم لننصرنكم والله يشهد انهم لكاذبون ” إلى قوله ” ثم لا ينصرون ” ثم قال: ” كمثل الذين من قبلهم ” يعنى بنى قينقاع ” قريبا ذاقوا وبال امرهم ولهم عذاب مقيم ” ثم ضرب في عبد الله بن أبى وبنى النضير مثلا فقال: ” كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال انى برئ منك انى اخاف الله رب العالمين * فكان عاقبتهما انهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين ” فيه زيادة أحرف لم تكن في رواية على بن ابراهيم حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت عن احمد بن ميثم عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن أبان بن عثمان عن أبى بصير في غزوة بنى النضير وزاد فيه فقال رسول الله للانصار: ان شئتم دفعتها إلى المهاجرين، وان شئتم قسمتها بينكم وبينهم وتركتهم معهم قالوا: قد شئنا ان تقسمها فيهم فقسمها رسول الله صلى الله عليه وآله بين المهاجرين، ودفعهم عن الانصار ولم يعط من الانصار الا رجلين سهل بن حنيف وابا دجانة فانهما ذكرا حاجة. 5 – وفيه عن الامام الحسن بن على بن أبيطالب عليهم السلام حديث طويل يقول فيه ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب، ويتبعهما بريحين شديدين فيحشر


[ 274 ]

الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة، ويزلف المتقين وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الارضين وفيها الفلق والسجين فتفرق الخلائق من عند الصخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجب له النار دخلها، وذلك قوله: ” فريق في الجنة وفريق في السعير “. 6 – في مجمع البيان: لاول الحشر اختلف في معناه، فقيل: كان جلائهم ذلك اول حشر اليهود إلى الشام، ثم يحشر الناس يوم القيمة إلى ارض الشام ايضا وذلك الحشر الثاني عن ابن عباس والزهرى والجبائي، قال ابن عباس: قال لهم النبي صلى الله عليه وآله: اخرجوا، قالوا: إلى اين ؟ قال: إلى أرض المحشر. 7 – في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات وقال في آية: ” فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ” يعنى أرسل عليهم عذابا. 8 – في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولا يصح الاعتبار الا لاهل الصفا و البصيرة قال الله تعالى: فاعتبروا يا اولى الابصار. 9 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان أكثر عبادة أبى ذر رحمه الله التفكر والاعتبار. 10 – في الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبى خديجة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: العجوة (1) ام التمر، وهى التى أنزلها الله عزوجل من الجنة لادم عليه السلام، وهو قول الله عزوجل: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على اصولها يعنى العجوة. 11 – على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: ان جميع ما بين السماء والارض لله عزوجل ولرسوله ولاتباعهما من المؤمنين من أهل هذه الصفة


(1) العجوة: نوع من التمر يقال: هو مما غرسه النبي صلى الله عليه وآله بيده وقال الجوهرى: العجرة: ضرب من أجود التمر بالمدينة ونخلتها تسمى لينة. (*)

[ 275 ]

فما كان من الدنيا في أيدى المشركين والكفار والظلمة والفجار من أهل الخلاف لرسول الله صلى الله عليه وآله والمولى عن طاعتهما، مما كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من اهل هذه الصفات وغلبوهم عليه مما افاء الله على رسوله، فهو حقهم أفاء الله عليهم ورده إليهم واانما معنى الفئ كلما صار إلى المشركين ثم رجع مما كان قد غلب عليه أو فيه، فما رجع إلى مكانه من قول أو فعل فقد فاء مثل قول الله عزوجل: ” فان فاءوا فان الله غفور رحيم ” أي رجعوا ثم قال: ” وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم ” وقال: ” وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احديهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ إلى أمر الله ” أي ترجع ” فان فاءت ” أي رجعت ” فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين ” يعنى بقوله ” تفيئ ” ترجع فدل الدليل على ان الفئ كل راجع إلى مكان قد كان عليه أو فيه، ويقال للشمس إذا زالت قد فاءت الشمس حين يفئ الفئ عند رجوع الشمس إلى زوالها، وكذلك ما أفاء الله على المؤمنين من الكفار فانما هي حقوق المؤمنين رجعت إليهم بعد ظلم الكفار اياهم. 12 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه: قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا فأول ذلك قوله عزوجل إلى أن قال: والاية الخامسة قول الله تعالى: و ” آت ذا القربى حقه ” خصوصية خصهم الله العزيز الجبار واصطفاهم على الامة، فلما نزلت هذه الاية على رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ادعوا لى فاطمة، فدعيت له فقال: يا فاطمة قالت لبيك يا رسول الله، فقال: هذه فدك هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ; وهى خاصة لك دون المسلمين، وقد جعلها لك لما أمرنى الله به فخذيها لك ولولدك فهذه الخامسة. 13 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن حفص بن البخترى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الانفال ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب


[ 276 ]

أو قوم صالحوا أو قوم اعطوا بايديهم وكل ارض خربة وبطون الاودية فهو لرسول الله وهو للامام من بعده يضعه حيث يشاء. 14 – على بن محمد عن بعض اصحابنا أظنه السيارى عن على بن أسباط قال: لما ورد أبو الحسن الموسى عليه السلام على المهدى رآه يرد المظالم فقال: يا امير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد ؟ فقال له وما ذاك يا ابا الحسن ؟ قال: ان الله تبارك وتعالى لما فتح على نبيه صلى الله عليه وآله فدك وما والاها لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله ” وآت ذا القربى حقه ” فلم يدر رسول الله صلى الله عليه وآله من هم، فراجع في ذلك جبرئيل وراجع جبرئيل عليه السلام ربه فأوحى الله إليه: ان ادفع فدك إلى فاطمة عليها السلام فدعاها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها: يا فاطمة ان الله امرني ان أدفع اليك فدك، فقال: قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك، فلم يزل وكلائها فيها حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فلما ولى أبو بكر اخرج منها وكلائها، فأتته وسئلته أن يردها عليها فقال لها ائتنى بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك، فجائت أمير المؤمنين عليه السلام وام ايمن، فشهدا لها فكتب لها بترك التعرض، فخرجت والكتاب معها فلقيها عمر، فقال: ما هذا معك يا بنت محمد ؟ قالت: كتاب كتبه لى ابن أبى قحافة، قال أرينيه فأبت فانتزعه من يدها ونظر فيه، ثم تفل فيه ومحاه وخرقه، وقال لها: هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب، فضعى الحبال (1) في رقابنا، فقال له المهدى: يا أبا الحسن حدها لى، قال: حد منها جبل احد وحد منها عريش مصر، وحد منها سيف البحر وحد منها دومة الجندل، فقال له: كل هذا ؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين هذا كله ان هذا كله مما لم يوجف على أهله رسول الله صلى الله عليه وآله بخيل ولا ركاب، فقال: كثيروا نظر فيه.


(1) قال المجلسي (ره) في مرآة العقول: أي ضعى الحبال في رقابنا لترفعنا إلى حاكم قاله تحقيرا وتعجيزا، وقاله تفريعا على المحال بزعمه أي انك إذا اعطيت ذلك وضعت الحبل على رقابنا، وجعلتنا عبيدا لك، أو انك إذا حكمت على ما لم يوجف عليها ابوك بانها ملكك فاحكمي على رقابنا ايضا بالملكية، وفى بعض النسخ ” الجبال ” بالمعجمة أي ان قدرت على وضع الجبال على رقابنا فضعى. (*)

[ 277 ]

15 – في الخرائج والجرائح في روايات الخاصة ان أبا عبد الله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله خرج في غزاة، فلما انصرف راجعا نزل في بعض الطريق فبينا رسول الله صلى الله عليه وآله يطعم والناس معه إذ أتاه جبرئيل فقال: يا محمد قم فاركب. فقال النبي صلى الله عليه وآله فركبت وجبرئيل معى فطويت له الارض كطى الثوب: حتى انتهى إلى فدك، فلما سمع اهل فدك وقع الخيل علموا ان عدوهم قد جائهم فغلقوا أبواب المدينة ودفعوا المفاتيح إلى عجوز لهم في بيت خارج من المدينة ولحقوا برؤس الجبال ; فأتى جبرئيل العجوز وأخذ المفاتيح ثم فتح ابواب المدينة ودار النبي في بيوتها وقراها، فقال جبرئيل: يا محمد انظر إلى ما خصك الله به وأعطاكه دون الناس وهو قوله ” وما آفاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول ” وذلك قوله فما اوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء ولم يعرف المسلمون ولم يطئوها، ولكن الله اتاها على رسوله وطوف به جبرئيل في دورها وحيطانها وغلق الابواب ودفع المفاتيح إليه، فجعلها رسول الله صلى الله عليه وآله في غلاف سيفه، وهو معلق بالرحل ; ثم ركب وطويت له الارض كطى السجل فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وهم على مجالسهم ولم يتفرقوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قد انتهيت إلى فدك وانى قد أفاءها الله على، فغمز المنافقون بعضهم بعضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذه مفاتيح فدك، ثم أخرجها من غلاف سيفه، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وآله وركب الناس معه، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 16 – في اصول الكافي محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد قال: حدثنا بعض أصحابنا رفع الحديث قال: الخمس من خمسة أشياء، إلى أن قال: و ما كان في القرى من ميراث لا وارث له فهو له خاصة، وهو قوله عزوجل: ” ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى “. 17 – في تهذيب الاحكام عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبى عياش عن سليم بن قيس قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: نحن والله الذين عنى الله بذى القربى الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه صلى الله عليه وآله، فقال:


[ 278 ]

” ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين ” منا خاصة ولم يجعل لنا سهما في الصدقة، أكرم الله نبيه وأكرمنا أن يطعمنا أوساخ ما في ايدى الناس. 18 – في مجمع البيان روى المنهال بن عمر عن على بن الحسين عليه السلام قال: قلت: قوله: ” ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ” قال: هم قربائنا ومساكيننا وابناء سبيلنا. 19 – وقال جميع الفقهاء: هم يتامى الناس عامة، وكذلك المساكين وابناء السبيل وقد روى ذلك ايضا عنهم عليهم السلام. 20 – وروى محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان أبى يقول: لنا سهم الرسول وسهم ذى القربى ونحن شركاء الناس فيما بقى، وقيل: ان مال الفئ للفقراء من قرابة الرسول وهم بنو هاشم وبنوا المطلب. 21 – وروى عن الصادق عليه السلام قال: نحن قوم فرض الله طاعتنا، ولنا الانفال و لنا صفو المال. 22 – في عيون الاخبار في باب ما كتبه الرضا للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين: والبرائة ممن نفى الاخيار وشردهم، وآوى الطرداء اللعناء و جعل الاموال دولة بين الاغنياء، واستعمل السفهاء مثل معاوية وعمرو بن العاص لعيني رسول الله صلى الله عليه وآله والبراءة من أشياعهم والذين حاربوا أمير المؤمنين عليه السلام وقتلوا الانصار والمهاجرين وأهل الفضل والصلاح من السابقين 23 – في جوامع الجامع وقيل: الدولة اسم ما يتداول كالغرفة اسم ما يغترف، أي لكيلا يكون الفيئ شيئا يتداوله الاغنياء بينهم ويتعاودونه، و منه الحديث: اتخذوا عباد الله خولا (1) ومال الله دولا أي غلبة، من غلبة منهم سلبه. 24 – في تفسير على بن ابراهيم عن أبى رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله قال: سمعته يقول: إذا بلغ آل أبى العاص ثلاثين صيروا مال الله دولا وكتاب الله دغلا وعباده خولا والفاسقين


(1) الخول جمع الخولى: العبيد والاماء وقوله (ص) في الحديث الاتى ” دغلا ” أي يخدعون الناس. (*)

[ 279 ]

حزبا والصالحين حربا. 25 – في عيون الاخبار باسناده إلى ياسر الخادم قال: قلت للرضا عليه السلام ما تقول في التفويض ؟ قال: ان الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه أمر دينه فقال: ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، فاما الخلق والرزق فلا، ثم قال عليه السلام: ان الله عزوجل خالق كل شئ وهو يقول: ” الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شئ سبحانه و تعالى عما يشركون “. 26 – في كتاب التوحيد باسناده إلى ابن عمر اليماني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل خلق الخلق فعلم ماهم صائرون إليه، وأمرهم ونهاهم ; فما أمر به من شيئ فقد جعل لهم السبيل إلى الاخذ به، وما نهاهم عن شئ فقد جعل لهم السبيل إلى تركه، ولا يكونون آخذين ولا تاركين الا باذن الله. 27 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام انه قال: قد والله اوتينا ما أوتى سليمان وما لم يؤت سليمان، وما لم يؤت أحدا من الانبياء، قال الله عزوجل في قصة سليمان: ” هذا عطائنا فامنن أو امسك بغير حساب ” وقال عزوجل في قصة محمد: ” ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ” 28 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبى ظاهر عن على بن اسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبى أسحاق النحوي قال: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فسمعته يقول: ان الله عزوجل: أدب نبيه على محبته فقال: ” وانك لعلى خلق عظيم ” ثم فوض إليه فقال عزوجل ” ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ” وقال عزوجل: ” من يطع الرسول فقد أطاع الله ” و الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 29 – عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن أبى نجران عن عاصم بن حميد عن ابى اسحق قال: سمعت أبا جعفر يقول: ثم ذكره نحوه.


[ 280 ]

30 – على بن ابراهيم عن ابيه عن يحيى بن أبى عمران عن يونس عن بكار بن بكر عن موسى بن اشيم قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام فسأله رجل عن آية من كتاب الله عزوجل فأخبره، ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الاية فأخبره بخلاف ما أخبر الاول، فدخلني من ذلك ما شاء الله، حتى كأن قلبى يشرح بالسكاكين، فقلت في نفسي: تركت أبا قتادة بالشام لا يخطى في الواو وشبهه وجئت إلى هذا يخطى هذا الخطاء كله ؟ فبينا انا كذلك إذ دخل عليه آخر فسئله عن تلك الاية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي. فسكنت نفسي، فعلمت ان ذلك منه تقية قال: ثم التفت إلى فقال لى: يابن أشيم ان الله عزوجل فوض إلى سليمان بن داود فقال: ” هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ” وفوض إلى نبيه صلى الله عليه وآله فقال: ” ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ” فما فوض إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقد فوضه الينا. 31 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن زرارة قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: (1) ان الله عزوجل فوض نبيه امر خلقه لينظر طاعتهم، ثم تلا هذه الاية ” ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ” 32 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن عمر بن اذينة عن فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لبعض أصحاب قيس الماصر (2) ان الله عزوجل ادب نبيه فاحسن ادبه فلما أكمل له الادب قال: ” انك لعلى خلق عظيم ” ثم فوض إليه أمر الدين والامة ليسوس عباده، فقال عزوجل: ” ما آتاكم


(1) وفى المصدر ” عن أبى جعفر وأبى عبد الله (ع) يقولان… اه “. (2) قيس الماصر من المتكلمين تعلمه من على بن الحسين (ع) وصحب الصادق (ع) وهو من أصحاب مجلس الشامي الذى ناظره جمع من متكلمي أصحابه (ع) ونقل حديثه الطبرسي (ره) في كتاب الاحتجاج والكليني (ره) في الكافي ج 1: 171، وفيه كلام للصادق (ع) قاله لقيس بعد مناظرته الشامي والحديث بشرحه مذكور في كتاب بحار الانوار ج 7 صفحة 4 ط كمباني فراجع ان شئت. (*)

[ 281 ]

الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ” وان رسول الله صلى الله عليه وآله كان مسددا موفقا مؤيدا بروح القدس، لا يزل ولا يخطى في شئ مما يسوس به الخلق، فتادب بآداب الله ثم ان الله عزوجل فرض الصلوة ركعتين ركعتين عشر ركعات، فأضاف رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الركعتين ركعتين، والى المغرب ركعة، فصارت عديل الفريضة لا يجوز تركها الا في السفر، وأفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة في السفر والحضر. فاجاز الله عزوجل له ذلك كله، فصارت الفريضة سبع عشرة ركعة ثم سن رسول الله صلى الله عليه وآله النوافل أربعا وثلثين ركعة مثلى الفريضة، فأجاز الله عزوجل له ذلك والفريضة والنافلة احدى وخمسون ركعة، منها ركعتان بعد العتمة جالسا تعد بركعة مكان الوتر، وفرض الله في السنة صوم شهر رمضان ; وسن رسول الله صوم شعبان وثلثة أيام في كل شهر مثلى الفريضة، فأجاز الله عزوجل له ذلك وحرم الله عزوجل الخمر بعينها، وحرم رسول الله المسكر من كل شراب فأجاز الله له ذلك وعاف رسول الله صلى الله عليه وآله اشياء وكرهها ولم ينه عنها نهى حرام، انما نهى عنها نهى اعافة وكراهة، ثم رخص فيها فصار الاخذ برخصته واجبا على العباد كوجوب ما يأخذون بنهيه وعزائمه ولم يرخص لهم رسول الله صلى الله عليه وآله فيما نهاهم عنه نهى حرام، ولا فيما أمر به أمر فرض لازم، فكثير المسكر من الاشربة نهاهم عنه نهى حرام لم يرخص فيه لاحد، ولم يرخص رسول الله صلى الله عليه وآله لاحد تقصير الركعتين اللتين ضمهما إلى ما فرض الله عزوجل، بل الزمهم ذلك الزاما واجبا لم يرخص لاحد في شيئ من ذلك الا للمسافر، وليس لاحد أن يرخص ما لم يرخصه رسول الله صلى الله عليه وآله فوافق أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أمر الله عزوجل، ونهيه نهى الله عزوجل، ووجب على العباد التسليم له كالتسليم لله تبارك وتعالى. 33 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة انه سمع أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام يقولان: ان الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثم تلا هذه الاية ” ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا “


[ 282 ]

34 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن سنان عن اسحق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى أدب نبيه، فلما انتهى به إلى ما أراد قال له: ” انك لعلى خلق عظيم ” ففوض إليه دينه، فقال: ” وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ” وان الله عزوجل فرض الفرائض ولم يقسم للجد شيئا، وان رسول الله صلى الله عليه وآله أطعمه السدس، فأجاز الله جل ذكره له ذلك، وذلك قول الله عزوجل: ” هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب “. 35 – وباسناده إلى الميثمى عن ابى عبد الله قال: سمعته يقول: ان الله عزوجل أدب رسوله حتى قومه على ما أراد ثم فوض إليه فقال عز ذكره: ” ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ” فما فوض الله إلى رسوله فقد فوضه الينا. 36 – على بن محمد عن بعض أصحابنا عن الحسين بن عبد الرحمن عن صندل الخياط عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام في قوله: ” هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب ” قال: اعطى سليمان ملكا عظيما ثم جرت هذه الاية في رسول الله صلى الله عليه وآله فكان له أن يعطى ما شاء ويمنع من شاء واعطاه افضل مما اعطى سليمان بقوله ” ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ” 37 – على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد عن ربعى عن زرارة عن أبى جعفر قال: سمعته يقول: ان النبي لا يوصف وكيف يوصف عبد احتجب الله بسبع (1) وجعل طاعته في الارض كطاعته في السماء، فقال: ” وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ” ومن أطاع هذا فقد أطاعنى، ومن عصاه فقد عصاني، وفوض إليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 38 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن بعض اصحابنا قال: أولم أبو الحسن موسى عليه السلام وليمة على بعض ولده، فأطعم اهل المدينة ثلاثة ايام الفالوذجات في الجفان في المساجد والازقة (2) فعابه


(1) كذا في النسخ ولم اظفر على الحديث في مظانه في كتاب الاصول. (2) الجفان جمع الجفنة: القصعة والازقة جمع الزقاق: السكة. والطريق الضيق. (*)

[ 283 ]

بذلك بعض اهل المدينة، فبلغه عليه السلام ذلك فقال: ما اتى الله عزوجل نبى من انبيائه شيئا الا وقد آتى الله محمدا صلى الله عليه وآله مثله، وزاده ما لم يؤتهم قال لسليمان عليه السلام: ” هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب ” وقال لمحمد صلى الله عليه وآله ” وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا “. (1) 39 – في بصائر الدرجات يعقوب بن يزيد عن محمد بن ابراهيم بن عبد الحميد عن ابى اسامة عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله خلق محمدا فادبه حتى إذا بلغ اربعين سنة اوحى الله وفوض إليه الاشياء فقال ” ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا “. 40 – وباسناده إلى القاسم بن محمد قال: ان الله تعالى ادب نبيه فاحسن تأديبه فقال: ” خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين ” فلما كان ذلك فأنزل ” انك لعلى خلق عظيم ” وفوض إليه امر دينه فقال: ” ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ” فحرم الله الخمر بعينها، وحرم رسول الله كل مسكر، فأجاز الله ذلك له ولم يفوض إلى احد من الانبياء غيره. 41 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: سارعوا إلى طلب العلم، فوالذي نفسي بيده لحديث في حلال وحرام يأخذه عن صادق خير من الدنيا وما حملت من ذهب وفضة، وذلك ان الله يقول: ” ما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ” وان كان على عليه السلام ليأمر بقرائة المصحف. 42 – في مجمع البيان وروى زيد الشحام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما أعطى الله


(1) لعل مراده (ع) ان الاطعام على النحو المذكور ليس مما نهاه النبي (ص) فيكون، مباحا، أو هو في جملة ما آتاه فيكون سنة فلا عيب فيه، ويحتمل أن يكون المراد يجب عليكم متابعتنا والاخذ بأوامرنا ونواهينا كما يجب عليكم متابعة النبي والاخذ بأوامره ونواهيه وليس عليكم أن تعيبوا علينا أفعالنا لانا أو صياؤه ونوابه وانما أبهم ذلك وأجمله لمكان التقية، قاله الفيض (ره) في الوافى. (*)

[ 284 ]

نبيا من الانبياء وقد اعطى محمدا مثله، قال لسليمان: ” فامنن أو امسك بغير حساب ” وقال لرسوله ” ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا “. 43 – في تفسير العياشي عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول في آخره: وكيف لا يكون له من الامر شئ وقد فوض الله إليه ان جعل ما أحل فهو حلال، وما حرم فهو حرام قوله: ” ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا “. 44 – في كتاب الخصال عن سليم بن قيس الهلالي عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وان أمر رسول الله صلى الله عليه وآله مثل القرآن ناسخ ومنسوخ، وخاص وعام، ومحكم ومتشابه، وقد يكون من رسول الله صلى الله عليه وآله الكلام له وجهان كلام عام وكلام خاص، مثل القرآن وقد قال الله تعالى في كتابه: ” ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ” فيشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى الله به ورسوله. 45 – في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: لا ترخص فيما لم يرخص فيه رسول الله، ولا تأمر بخلاف ما أمر رسول الله الا لعلة خوف ضرورة، وان تستحل ما حرم رسول الله أو تحرم ما استحله رسول الله صلى الله عليه وآله فلا يكون ذلك أبدا لانا تابعون لرسول الله صلى الله عليه وآله، ورسول الله صلى الله عليه وآله تابع لامر ربه عزوجل مسلم له، وقال الله عزوجل: ” ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا “. 46 – في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام يقول فيها وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا، واتقوا الله في ظلم آل محمد، ان الله شديد العقاب لمن ظلمهم. قال عز من قائل والذين تبوؤ الدار والايمان 47 – في اصول الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: والايمان بعضه من بعض ; وهو دار وكذلك الاسلام دار والكفر دار


[ 285 ]

48 – في مجمع البيان وقيل في موضع قوله: ” والذين تبووأ الدار ” قولان (احدهما) انه رفع على الابتداء وخبره ” يحبون من هاجر إليهم ” إلى آخره، لان النبي صلى الله عليه وآله لم يقسم لهم شيئا من الفيئ الا لرجلين أو لثلثة على خلاف في الرواية ; والاخر انه موضع جر عطفا على الفقراء والمهاجرين. 49 – في محاسن البرقى عنه عن أحمد بن أبى نصر عن صفوان الجمال عن أبى عبيدة عن أبى جعفر عليه السلام في حديث له قال: يا زياد ويحك وهل الدين الا الحب ؟ ألا ترى إلى قول الله: ” ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ” أولا ترون قول الله لمحمد صلى الله عليه وآله ” حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم ” وقال: يحبون من هاجر إليهم وقال: الدين هو الحب، والحب هو الدين. 50 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد انزلت فيه هذه الاية ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون غيرى ؟ قالوا: لا. 51 – في مجمع البيان وقيل نزلت في رجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال: أطعمني فانى جائع، فبعث إلى اهله فلم يكن عندهم شيئ، فقال: من يضيفه هذه الليلة فأضافه رجل من الانصار وأتى به منزله ولم يكن عنده الا قوت صبية له، فأتوا بذلك إليه واطفأوا السراج وقامت المرئة إلى الصبية فعللتهم حتى ناموا وجعلا يمضغان ألسنتهما لضيف رسول الله صلى الله عليه وآله فظن الضيف انهما يأكلان معه حتى شبع الضيف وباتا طاويين (1) فلما أصبحا غدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فنظر اليهما وتبسم وتلا هذه الاية. 52 – وروى عن أبى الطفيل قال: اشترى على عليه السلام ثوبا فأعجبه فتصدق به، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من آثر على نفسه آثره الله يوم القيمة الجنة، الحديث. 53 – في امالي الشيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابى هريرة قال: جاء رجل إلى


(1) الطاوى بمعنى الجايع. (*)

[ 286 ]

النبي صلى الله عليه وآله فشكا إليه الجوع فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بيوت أزواجه فقلن: ما عندنا الا الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لهذا الرجل الليلة ؟ فقال على بن أبى طالب عليه السلام: أنا له يا رسول الله وأتى فاطمة عليها السلام، فقال لها: ما عندك يا ابنة رسول الله ؟ فقالت: ما عندنا الا قوت العشية لكنا نؤثر ضيفنا، فقال عليه السلام: يا ابنة محمد نومى الصبية و اطفئ المصباح، فلما أصبح على عليه السلام غدا على رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره الخبر فلم يبرح حتى أنزل الله عزوجل ” ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون “. 54 – في كتاب الخصال عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: خياركم سمحائكم وشراركم بخلائكم، ومن صالح الاعمال البر بالاخوان، و السعي في حوائجهم، وفى ذلك مرغمة الشيطان، وتزحزح عن النيران ودخول الجنان. يا جميل أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك، قال: قلت جعلت فداك من غرر أصحابي ؟ قال: هم البارون بالاخوان في العسر واليسر، ثم قال: يا جميل ان صاحب الكثير يهون عليه، وقد مدح الله عزوجل صاحب القليل، فقال: ” ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون “. 55 – عن ابى جعفر عليه السلام قال لله تعالى جنة لا يدخلها الا ثلثة: رجل حكم إلى قوله ورجل آثر أخاه المؤمن في الله تعالى. 56 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد – العزيز عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان مما خص الله عزوجل به المؤمن أن يعرف من اخوانه وان قل، وليس البر بالكثر، وذلك ان الله عزوجل يقول في كتابه: ” ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ” ثم قال: ” ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ” ومن عرفه الله عزوجل بذلك أحبه الله، ومن أحبه الله تبارك وتعالى وفاه اجره يوم القيامة بغير حساب، ثم قال: يا جميل ارو هذا الحديث لاخوانك فانه ترغيب في البر. 57 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبى عمير عن أبى


[ 287 ]

على صاحب الكلل (1) عن أبان بن تغلب عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته فقلت: اخبرني عن حق المؤمن على المؤمن ؟ فقال: يا ابان دعه لا ترده، قلت: بلى جعلت فداك فلم ازل ارد عليه، فقال: يا ابان تقاسمه شطر مالك. ثم نظر إلى فراى ما دخلنى، فقال: يا ابان اما تعلم ان الله عزوجل قد ذكر المؤثرين على انفسهم ؟ قلت: بلى جعلت فداك، فقال: اما إذا انت قاسمته فلم تؤثره بعد انما انت وهو سواء، انما تؤثره إذا اعطيته من النصف، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 58 – في الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن الرجل ليس عنده الا قوت يومه أيعطف من عنده قوت يومه على من ليس عنده شيئ ويعطف من عنده قوت شهر على من دونه، والسنة على نحو ذلك، ام ذلك كله الكفاف الذى لا يلام عليه ؟ فقال: هو امران افضلكم فيه احرصكم على الرغبة، والاثرة على نفسه، فان الله عزوجل يقول: ” ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ” والامر الاخر لا يلام على الكفاف واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول. سهل بن زياد عمن حدثه عن جميل بن دراج قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول خياركم سمحائكم وذكر نحو ما نقلنا عن كتاب الخصال. 59 – وباسناده إلى سويد السبائى عن ابى الحسن موسى عليه السلام قال: قلت له: أوصني قال: آمرك بتقوى الله ثم سكت فشكوت إليه قلة ذات يدى، وقلت: والله لقد عريت حتى بلغ من عريى ان أبا فلان نزع ثوبين كانا عليه، فكسانيهما فقال: صم وتصدق، قلت: اتصدق ما وصلنى به واخواني وان كان قليلا ؟ قال: تصدق مما رزقك الله ولو آثرت على نفسك. 60 – وباسناده إلى أبى بصير عن أحدهما عليهما السلام قال: قلت أي الصدقة أفضل ؟


(1) ” صاحب الكلل ” أي بايعها والكلل جمع كلة: الستر الرقيق يتوقى به من البعوض. (*)

[ 288 ]

قال: جهد المقل (1) اما سمعت قول الله عزوجل ” ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ” ترى هيهنا فضلا. 61 – على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله عليه السلام فراى عليه ثياب بيض كأنها غرقئ البيض (2) فقال له: ان هذا اللباس ليس من لباسك فقال: اسمع منى وع ما أقول لك، فانه خير لك عاجلا وآجلا، ان أنت ميت على السنة والحق ولم تمت على بدعة (3)، أخبرك ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان في زمان مقفر جدب (4) فاما إذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها ابرارها لافجارها، ومؤمنوها لا منافقوها، ومسلموها لا كفارها، فما أنكرت يا ثورى فو الله اننى لمع ما ترى ما أتى على مذ عقلت صباح ولا مساء ولله في مالى حق أمرنى ان أضعه موضعا الا وضعته. قال: وأتاه قوم ممن يظهر الزهد ويدعو الناس ان يكونوا معهم على مثل الذى هم عليه من التقشف (5) فقالوا له ان صاحبنا حصر عن كلامك (6) ولم تحضره حججه فقال لهم: فهاتوا حججكم ؟ فقالوا له: ان حججنا من كتاب الله فقال لهم: فادلوا بها (7) فانها احق ما اتبع وعمل به، فقالوا: يقول الله تبارك وتعالى مخبر عن قوم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ” ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ” فمدح فعلهم وقال في موضع آخر ” ويطعمون الطعام على حبه


(1) الجهد – بضم الجيم -: الطاقة. والمقل: القليل المال، أي قدر ما يحتمله حال القليل المال. (2) الغرقئ: بياض البيض الذى يؤكل. (3) أي انتفاعك بما أقول آجلا انما يكون إذا تركت البدع قال له المجلسي (ره) (4) القفر: خلو الارض من الماء. والجدب: انقطاع المطر ويبس الارض. (5) التقشف: قذارة الجلد ورثاثة الهيئة وترك النظافة وسوء الحال. (6) الحصر: العى في المنطق والعجز عن الكلام. (7) أي احضروها. (*)

[ 289 ]

مسكينا ويتيما واسيرا ” فنحن نكتفي بهذا، فقال رجل من الجلساء: انا رأيناكم تزهدون في الاطعمة الطيبة ومع ذلك تأمرون الناس بالخروج من أموالهم حتى تمتعوا أنتم منها، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: دعوا عنكم مالا ينتفع به، أخبروني أيها النفر ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه ومحكمه من متشابهه، الذى في مثله ضل من ضل وهلك من هلك من هذه الامة ؟ فقالوا: أو بعضه فاما كله فلا، فقال لهم: فمن هنا أتيتم (1) و كذلك احاديث رسول الله صلى الله عليه وآله فاما ما ذكرتم من اخبار الله عزوجل ايانافي كتابه عن القوم الذين اخبر عنهم بحسن فعالهم فقد كان مباحا جايزا، ولم يكونوا نهوا عنه وثوابهم منه على الله عزوجل ; وذلك ان الله جل وتقدس امر بخلاف ما عملوا به، فصار امره ناسخا لفعلهم، وكان نهى الله تبارك وتعالى رحمة منه للمؤمنين ونظرا لكى لا يضروا بأنفسهم وعيالاتهم، منهم الضعفة الصغار والولدان، وشيخ الفاني والعجوزة الكبيرة الذين لا يصبرون على الجوع، فان تصدقت برغيفي ولا رغيف لى غيره ضاعوا وهلكوا جوعا فمن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس تمرات أو خمس قرص أو دنانير أو دراهم يملكها الانسان وهو يريد ان يمضيها فأفضلها ما انفقه الانسان على والديه، ثم الثانية على نفسه وعياله، ثم الثالثة على قرابته الفقراء، ثم الرابعة على جيرانه الفقراء، ثم الخامسة في سبيل الله وهو احسنها اجرا، وقال للانصاري حين اعتق عند موته خمسة أو ستة من الرقيق ولم يكن يملك غيرهم وله اولاد صغار لو أعلمتموني امره ما تركتكم تدفنوه مع المسلمين بترك صبية صغارا يتكففون الناس (2). ثم قال: حدثنى أبى ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ابدأ بمن تعول الادنى، ثم هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم، ونهيا عنه مفروضا من الله العزيز الحكيم، قال: ” والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ” أفلا ترون ان الله تبارك وتعالى قال غير ما أراكم تدعون الناس إليه ; من الاثرة على


(1) أي دخل عليكم البلاء وأصابكم ما أصابكم. (2) يقال: تكفف: إذا سئل كفا من الطعام. (*)

[ 290 ]

أنفسهم، وسمى من فعل ما تدعون إليه سرفا، وفى غير آية من كتاب الله عزوجل يقول: ” انه لا يحب المسرفين ” فنهاهم عن الاسراف، ونهاهم عن التقتير (1) لكن أمر بين أمرين لا يعطى جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له للحديث الذى جاء عن النبي صلى الله عليه وآله: ان اصنافا من امتى لا يستجاب لهم دعائهم، رجل يدعو على والديه، ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال فلم يكتب عليه ولم يشهد عليه ورجل يدعو على امرأته وقد جعل الله عزوجل تخلية سبيلها بيده. ورجل يقعد في بيته ويقول: رب ارزقني ولا يخرج ولا يطلب الرزق، فيقول الله عزوجل له: عبدى ألم أجعل لك السبيل إلى الطلب والضرب في الارض بجوارح صحيحة، فتكون قد اعذرت فيما بينى وبينك في الطلب لاتباع امرى، ولئلا يكون كلا على أهلك، فان شئت رزقتك وان شئت قترت عليك وأنت معذور عندي، ورجل رزقه الله عزوجل مالا كثيرا فانفقه ثم أقبل يدعو يا رب ارزقني فيقول الله عزوجل: ألم ارزقك رزقا واسعا فهلا اقتصدت فيه كما أمرتك ولم تسرف كما نهيتك عن الاسراف، ورجل يدعو في قطيعة رحم. ثم علم الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وآله كيف ينفق، وذلك انه كان عنده أوقية (2) من الذهب فكره أن يبيت عنده فتصدق بها فأصبح وليس عنده شئ، وجاء من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل واغتم هو حيث لم يكن عنده شئ وكان رحيما رفيقا صلى الله عليه وآله: فأدب الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وآله بأمره فقال: ” ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ” يقول: ان الناس قد سألونك ولا يعذرونك، فإذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت خسرت من المال، فهذه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله يصدقها الكتاب، والكتاب يصدقه أهله من المؤمنين، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 62 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى بصير قال: قلت لابي جعفر عليه السلام كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتعوذ من البخل ؟ فقال: نعم يا با محمد في كل صباح و


(1) قتر فلان على عياله أي ضيق عليهم في النفقة. (2) الاوقية: سبعة مثاقيل. (*)

[ 291 ]

مساء، ونحن نتعوذ بالله من البخل لقول الله: ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. 63 – في مجمع البيان وفي الحديث لا يجتمع الشح والايمان في قلب رجل مسلم، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف رجل مسلم. 64 – في من لا يحضره الفقيه وروى الفضل بن أبى قرة السمندى انه قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: أتدرى من الشحيح ؟ قلت: هو البخيل، فقال الشح أشد من البخل ان البخيل يبخل بما في يده والشحيح يشح بما في أيدى الناس وعلى ما في يده حتى لا يرى في أيدى الناس شيئا الا تمنى ان يكون له بالحل والحرام، ولا يقنع بما رزقه الله عزوجل. 65 – وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما محق الاسلام محق الشح شئ، ثم قال: ان لهذا الشح دبيبا (1) كدبيب النمل، وشعبا كشعب الشرك. 66 – وقال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا لم يكن لله عزوجل في العبد حاجة ابتلاه بالبخل. 67 – وسمع امير المؤمنين عليه السلام رجلا يقول: الشحيح أعذر من الظالم، فقال له: كذبت ان الظالم قد يتوب ويستغفر ويرد الظلامة على أهلها ; والشحيح إذا شح منع الزكوة والصدقة وصلة الرحم واقراء الضيف والنفقة في سبيل الله وأبواب البر، وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح. 68 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الفضل بن أبى قرة قال: رأيت ابا عبد الله عليه السلام يطوف من أول الليل إلى الصباح وهو يقول: اللهم قنى شح نفسي فقلت: جعلت فداك ما سمعتك تدعو بغير هذا الدعاء ؟ قال: واى شئ أشد من النفس، ان الله يقول: ” ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ” 69 – في مجمع البيان: والذين جاؤا من بعدهم يعنى من المهاجرين والانصار إلى قوله: ويجوزان يكون المراد ” من بعدهم ” في الفضل، وقد يعبر بالقبل


(1) الدبيب: المشى على هنيئة. (*)

[ 292 ]

والبعد عن الفضل كقول النبي صلى الله عليه وآله: نحن الاخرون السابقون، يعنى الاخرون في الزمان، السابقون في الفضل. قال عز من قائل: الم تر إلى الذين نافقوا إلى قوله تعالى: لا ينصرون وقد تقدم بيانه في اول السورة عن تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: كمثل الذين من قبلهم قد تقدم له بيان كذلك. وقوله: كمثل الشيطان إذ قال للانسان اكفر قد سبق بيانه ايضا في التفسير المذكور. قال عز من قال: ولتنظر نفس ما قدمت لغد 70 – في الكافي غير واحد من أصحابنا عن احمد بن أبى عبد الله عن غير واحد عن أبى جميلة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تصدقوا ولو بصاع من تمر، ولو ببعض صاع، ولو بقبضة، ولو ببعض قبضة، و لو بتمرة ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة فان أحدكم لاقى الله فيقال له: الم أفعل بك ؟ الم افعل بك ؟ الم أجعلك سميعا بصيرا ؟ الم أجعل لك مالا و ولدا ؟ فيقول: بلى، فيقول الله تبارك وتعالى: فانظر ما قدمت لنفسك، قال: فينظر قدامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يجد شيئا يقى به وجهه من النار. 71 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد حديث طويل عن الرضا عليه السلام وفيه يقول عليه السلام: وانما يجازى من نسيه ونسى لقاء يومه، بأن ينسيهم أنفسهم كما قال الله تعالى: ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون وقال عزوجل: ” فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا ” أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا. 72 – في عيون الاخبار باسناده عن الرضا عليه السلام قال: حدثنى أبى عن آبائه عن على بن أبى طالب عليهم السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله تلا هذه الاية: لا يستوى اصحاب النار واصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون فقال صلى الله عليه وآله: أصحاب الجنة من أطاعنى وسلم لعلى بن أبى طالب بعدى واقر بولايته، وأصحاب النار من سخط الولاية


[ 293 ]

ونقض العهد وقاتله بعدى. 73 – في امالي الشيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى مجدوح بن زيد الذهلى وكان في وفد قرية ان النبي صلى الله عليه وآله تلا هذه الاية ” لا يستوى اصحاب النار واصحاب الجنة اصحاب الجنة هم الفائزون ” قال: فقلنا يا رسول الله من أصحاب الجنة ؟ قال: من أطاعنى وسلم لهذا من بعدى ; وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بكف على وهو يومئذ إلى جنبه فرفعها فقال: الا ان علينا منى وانا منه، فمن حاده حادني ومن حادني أسخط الله عزوجل. 74 – في مجمع البيان وعن انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ لو انزلنا هذا القرآن إلى آخرها فمات من ليلته مات شهيدا. 75 – وعن انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ آخر الحشر غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. 76 – وعن معقل بن يسار ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقرأ الثلاث آيات من آخر الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسى، فان مات في ذلك اليوم مات شهيدا، ومن قال حين يمسى كان بتلك المنزلة. 77 – وعن أبى هريرة قال: سألت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله عن اسم الله الاعظم، فقال: عليك بآخر الحشر وأكثر قرائتها فأعدت عليه فعاد على. 78 – وعن ابى امامة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ خواتيم الحشر من ليل أو نهار فقبض في ذلك اليوم أو الليلة فقد اوجبت له الجنة. 79 – في كتاب طب الائمة عليهم السلام باسناده إلى ميسر عن ابى عبد الله الصادق عليه السلام قال: ان هذه الاية لكل ورم في الجسد يخاف الرجل ان يؤول إلى شئ فإذا قرأتها فاقرأها وانت طاهر قد اعددت وضوئك لصلوة الفريضة فعوذ بها ورمك قبل الصلوة ودبرها وهى: ” لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ” إلى آخر السورة فانك إذا فعلت ذلك على ما حد لك سكن الورم.


[ 294 ]

80 – وباسناده إلى عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: يا ابن سنان لا بأس بالرقية والعوذة والنشرة (1) إذا كانت من القرآن، ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله وهل شئ أبلغ في هذه الاشياء من القرآن ؟ أليس الله تعالى يقول جل ذكره: ” لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله “. 81 – وباسناده إلى جابر عن أبى جعفر عليه السلام ان رجلا شكا إليه صمما (2) فقال: امسح يدك عليها واقرأ عليها: ” لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذى لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذى لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى له ما في السموات وما في الارض وهو العزيز الحكيم “. 82 – وباسناده إلى جابر بن يزيد الجعفي عن محمد بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب عليهم السلام قال: قال لى: يا جابر ! قلت: لبيك يابن رسول الله قال: اقرأ على كل ورم آخر سورة الحشر: ” لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذى لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذى لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والارض وهو العزيز الحكيم ” واتفل عليها ثلاثا فانه يسكن باذن الله تعالى. 83 – في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى يعقوب بن جعفر قال: سمعت


(1) النشرة – بضم النون -: رقية يعالج بها المجنون أو المريض سميت بذلك لانه ينشر بها عنه ما خامره من الداء أي يكشف ويزال. (2) الصمم: الانسداد في الاذن. (*)

[ 295 ]

موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: ان الله تبارك وتعالى أنزل على عبده محمد صلى الله عليه و آله انه لا اله الا هو الحى القيوم ويسمى بهذه الاسماء: الرحمن، الرحيم، العزيز، الجبار، العلى، العظيم، فتاهت هناك عقولهم واستخف حلومهم (1) فضربوا له الامثال، وجعلوا له اندادا وشبهوه بالامثال ; ومثلوه أشباها، وجعلوه يزول وبحول، فتاهوا في بحر عميق لا يدرون ما غوره ولا يدركون كنه بعده. 84 – في اصول الكافي باسناده إلى ابن سنان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام هل كان الله عزوجل عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلق ؟ قال: نعم، قلت: يراها ويسمعها ؟ قال: ما كان محتاجا إلى ذلك لانه لم يكن سألها ولا يطلب منها هو نفسه، ونفسه هو، قدرته نافذة فليس يحتاج أن يسمى نفسه، ولكنه اختار لنفسه اسماء لغيره يدعوه بها، لانه إذا لم يدع باسمه لم يعرف. 85 – وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام حديث يقول فيه عليه السلام: وان كنت تقول هذه الصفات والاسماء لم تزل ; فان ” لم تزل ” محتمل معنيين، فان قلت: لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها فنعم، وان كنت تقول: لم يزل تصويرها وهجاؤها و تقطيع حروفها فمعاذ الله أن يكون معه شئ غيره، بل كان الله ولا خلق، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها إليه، ويعبدونه وهى ذكره (2) وكان الله ولا ذكر. 86 – وباسناده إلى هشام بن الحكم عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال: لله تسعة وتسعون اسما. فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها الها، ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الاسماء وكانها غيره. 87 – وباسناده إلى هشام بن الحكم أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن أسماء الله واشتقاقها: الله مما هو مشتق ؟ فقال: يا هشام الله مشتق من أله، وأله يقتضى مألوها، والاسم


(1) تاه: ضل وتحير. وحلوم جمع الحلم – بالكسر -: العقل. (2) قال المجلسي (ره): ” وهى ذكره ” بالضمير أي يذكر بها والمذكور بالذكر قديم والذكر حادث. (*)

[ 296 ]

غير المسمى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد. 88 – وباسناده إلى الحسن بن راشد عن أبى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: سئل عن معنى الله ؟ فقال: استولى على ما دق وجل. 89 – في مجمع البيان: عالم الغيب والشهادة عن أبى جعفر عليه السلام قال: الغيب ما لم يكن والشهادة ما كان. 90 – في اصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تفسير ” بسم الله الرحمن الرحيم ” قال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله، والميم مجد الله، وروى بعضهم الميم ملك الله، والله اله كل شئ، الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة. 91 – في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن تفسير ” بسم الله الرحمن الرحيم ” فقال: الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم ملك والله اله كل شئ والرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة. 92 – في الصحيفة السجادية: يا فارج الهم وكاشف الغم، يا رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما، صل على محمد وآل محمد. 93 – في تفسير على بن ابراهيم قال: القدوس هو البرئ من شوائب الافات الموجبات للجهل. السلام المؤمن قال: يؤمن أوليائه من العذاب. 94 – في اصول الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: كان عليه السلام يقول: افشوا السلام وأطيبوا الكلام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام، ثم تلا عليهم قول الله عزوجل: ” السلام المؤمن المهيمن “. 95 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” المهيمن ” أي الشاهد. 96 – في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفيه لم يزل حيا بلا حيوة، وملكا قادرا قبل أن ينشئ شيئا، وملكا جبارا بعد انشائه للكون.


[ 297 ]

97 – وفيه خطبة لرسول الله صلى الله عليه وآله يقول فيها: وفى أزليته متعظما بالالهية، متكبرا بكبريائه وجبروته. 98 – في اصول الكافي باسناده إلى هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن سبحان الله فقال: انفة الله (1) 99 – وباسناده إلى هشام الجواليقى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: سبحان الله ما يعنى به ؟ قال: تنزيه. 100 – في كتاب التوحيد باسناده إلى يزيد بن الاصم قال: سال رجل عمر بن الخطاب فقال: يا امير المؤمنين ما تفسير سبحان الله ؟ ان في هذا الحائط رجلا إذا كان سئل أنبأ وإذا سكت ابتدء، فدخل الرجل وإذا هو على بن أبى طالب عليه السلام فقال: يا أبا الحسن ما تفسير سبحان الله ؟ قال: هو تعظيم جلال الله عزوجل و تنزيهه عما قال فيه كل مشرك، فإذا قالها العبد صلى عليه كل ملك. 101 – وفيه كلام للرضا عليه السلام في التوحيد وفيه الخالق لا بمعنى حركة، و خالق إذ لا مخلوق. 102 – في نهج البلاغة والخالق لا بمعنى حركة ونصب. 103 – في اصول الكافي باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبى الحسن عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وان كان صانع شئ فمن شئ صنع، والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لامن شئ. 104 – على بن ابراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن اسحاق بن عمار عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان لله عزوجل ثلاث ساعات في الليل وثلاث ساعات في النهار، يمجد فيهن نفسه، فأول ساعات النهار حين تكون الشمس هذا الجانب يعنى من المشرق مقدارها من العصر، يعنى من المغرب إلى صلوة الاولى، وأول ساعات الليل في الثلث الباقي من الليل إلى ان ينفجر الصبح، يقول: انى انا الله رب العالمين، انى انا الله العلى العظيم، انى انا الله العزيز الحكيم، انى


(1) أي تنزيه الله. (*)

[ 298 ]

انا الله الغفور الرحيم، انى انا الله الرحمن الرحيم، انى انا الله مالك يوم الدين، انى انا الله لم ازل ولا ازال، انى انا الله خالق الخير والشر، انى انا الله خالق الجنة والنار: انى انا الله ابدئ كل شئ والى يعود، انى أنا الله الواحد الصمد، انى انا الله عالم الغيب والشهادة، انى انا الله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، انى انا الله الخالق البارئ المصور لى الاسماء الحسنى، انى انا الله الكبير، قال: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: من عنده والكبرياء رداؤه. فمن نازعه شيئا من ذلك اكبه الله في النار ثم قال: ما من عبد مؤمن يدعو بهن، مقبلا قلبه إلى الله عزوجل الا قضى حاجته، ولو كان شقيا رجوت ان يحول سعيدا. 105 – في كتاب التوحيد باسناده إلى سليمان بن مهران عن الصادق عن ابيه محمد بن على عن ابيه على بن الحسين عن ابيه الحسين بن على عن ابيه على بن ابى طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما ماة الا واحدا من احصاها (1) دخل الجنة، وهى: الله، الاله، الواحد، الاحد الصمد، الاول، الاخر، السميع، البصير، القدير. القاهر، العلى، الاعلى، الباقي، البديع. البارئ، الاكرم، الظاهر، الباطن، الحى، الحكيم، العليم، الحليم، الحفيظ، الحق، الحسيب. الحميد، الحفى، الرب، الرحمن، الرحيم الذارى، الرازق ; الرقيب، الرؤف، الرائى، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، السيد، السبوح، الشهيد، الصادق، الصانع، الظاهر العدل، العفو، الغفور، الغنى، الغياث، الفاطر ; الفرد، الفتاح، الفالق القديم، الملك، القدوس، القوى، القريب ; القيوم، القابض، الباسط، قاضى الحاجات، المجيد، الولى. المنان، المحيط، المبين، المقيت، المصور، الكريم، الكبير، الكافي، كاشف الضر، الوتر، النور، الوهاب، الناصر، الواسع الودود، الهادى، الوفى. الوكيل، الوارث، البر، الباعث، التواب،


(1) في كتاب التوحيد معنى قول النبي (ص) لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة احصاءها هو الاحاطة بها والوقوف على معانيها، وليس معنى الاحصاء عدها وبالله التوفيق ” انتهى ” (منه عفى عنه). (*)

[ 299 ]

الجليل، الجواد، الخبير، الخالق، خير الناصرين، الديان، الشكور، العظيم، اللطيف، الشافي. 106 – وباسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي عن على بن موسى الرضا عن ابيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لله عزوجل تسعة و تسعون اسما من دعا الله بها استجاب له، ومن أحصاها دخل الجنة. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن على بن الحسين عليهما السلام قال: من قرأ سورة الممتحنة في فرائضه ونوافله امتحن الله قلبه للايمان ونور له بصره ولا يصيبه فقر أبدا ولا جنون في بدنه ولا في ولده. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ سورة الممتحنة كان المؤمنون والمؤمنات شفعاء له يوم القيامة. 3 – في تفسير على بن ابراهيم: يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم اولياء تلقون ايديهم بالمودة نزلت [ في حاطب بن أبى بلتعة ولفظ الاية عام ومعناها خاص، وكان سبب ذلك ان حاطب بن أبى بلتعة قد أسلم وهاجر إلى المدينة وكان عياله بمكة وكانت ] (1) قريش تخاف أن يغزوهم رسول الله صلى الله عليه وآله فصاروا إلى عيال حاطب، وسئلوه ان يكتبوا إلى حاطب يسئلوه عن خبر محمد هل يريد ان يغزو مكة ؟ فكتبوا إلى حاطب يسئلوه عن ذلك، فكتب إليهم حاطب ان رسول الله صلى الله عليه وآله يريد ذلك ودفع الكتاب إلى أمرأة تسمى صفية، فوضعته في قرونها (2) ومرت فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبره بذلك، فبعث رسول الله أمير المؤمنين


(1) بين المعقفتين انما هو في المصدر دون الاصل. (2) القرن: الخصلة من الشعر. الذؤابة. (*)

[ 300 ]

عليه السلام والزبير بن العوام في طلبها، فلحقوها فقال لها أمير المؤمنين عليه السلام: أين الكتاب ؟ فقالت: ما معى شئ ; ففتشوها فلم يجدوا معها شيئا، فقال الزبير: ما نرى معها شيئا، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: والله ما كذبنا رسول الله صلى الله عليه وآله ولا كذب رسول الله على جبرئيل، ولا كذب جبرئيل على الله جل ثناؤه ; والله لتظهرن الكتاب أو لاردن رأسك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: تنحيا عنى حتى أخرجه، فاخرجت الكتاب من قرونها، فأخذه أمير المؤمنين عليه السلام وجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله و قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا حاطب ما هذا ؟ فقال حاطب: والله يا رسول الله ما نافقت ولا غيرت ولا بدلت، وانى أشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله حقا. ولكن اهلي وعيالي كتبوا إلى بحسن صنيع قريش إليهم فأحببت ان اجازى قريشا بحسن معاشهم فانزل الله عزوجل على رسول الله صلى الله عليه وآله: ” يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى و عدوكم اولياء تلقون إليهم بالمودة ” إلى قوله: لن تنفعكم ارحامكم ولا اولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير. 4 – في مجمع البيان نزلت في حاطب بن أبى بلتعة وذلك ان سارة مولاة أبى عمرو بن صيفي بن هشام أتت رسول الله من مكة إلى المدينة بعد بدر بسنتين، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: أمسلمة جئت ؟ قالت: لا قال: فما جاء بك ؟ قال: كنتم الاصل والعشيرة والموالي، وقد ذهب موالى واحتجت حاجة شديدة فقدمت عليكم لتعطونى وتكسوني وتحملوني، قال: فأين أنت من شباب مكة ؟ وكانت مغنية نائحة قالت: ما طلب منى بعد وقعة بدر أحد، فحث رسول الله صلى الله عليه وآله بنى عبد المطلب فكسوها وحملوها واعطوها نفقة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يتجهز لفتح مكة وأتاها حاطب بن أبى بلتعة فكتب معها إلى أهل مكة وأعطاها عشرة دنانير عن ابن عباس ; وعشرة دراهم عن مقاتل بن حيان، وكساها بردا على أن توصل الكتاب إلى أهل مكة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله يريدكم فخذوا حذركم، فخرجت سارة ونزل جبرئيل عليه السلام فأخبر النبي بما فعل فارسل رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وعمارا وعمر والزبير وطلحة والمقداد بن الاسود وأبا مرثد وكانوا


[ 301 ]

كلهم فرسانا وقال لهم: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فان فيها ظعينة (1) معها كتاب من حاطب إلى المشركين فخذوه منها، فخرجوا حتى أدركوها في ذلك المكان الذى ذكره رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا لها: أين الكتاب ؟ فحلفت بالله ما معها من كتاب، فنحوها وفتشوا متاعها فلم يجدوا معها كتابا فهموا بالرجوع، فقال على عليه السلام: والله ما كذبنا ولا كذبنا وسل سيفه وقال: أخرجي الكتاب والا والله لاضربن عنقك فلما رأت الجد أخرجه من ذوابتها قد أخبأته في شعرها، فرجعوا بالكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأرسل إلى حاطب فأتاه فقال له: هل تعرف الكتاب ؟ قال: نعم، قال: فما حملك على ما صنعت ؟ فقال: يا رسول الله والله ما كفرت مذ أسلمت، ولا غششتك مذ نصحتك ; ولا أحببتهم مذ فارقتهم، ولكن لم يكن أحد من المهاجرين الاوله بمكة من يمنع عشيرته، وكنت عريرا أي غريبا وكان أهلى بين ظهرانيهم فخشيت على أهلى فأردت أن اتخذ عندهم يدا، وقد قلت: ان الله ينزل بهم بأسه و ان كتابي لا يغنى عنهم شيئا، فصدقه رسول الله صلى الله عليه وآله وعذره، فقام عمر بن الخطاب وقال: دعني يا رسول الله اضرب عنق هذا المنافق ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فغفر لهم، فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. 5 – وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن أبى رافع قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وآله أنا والمقداد والزبير وقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فان بها ضعينة معها كتاب فخرجنا وذكر نحوه. 6 – في كتاب التوحيد باسناده إلى الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام لرجل: ان كنت لا تطيع خالقك فلا تأكل رزقه، وان كنت واليت عوده فاخرج من ملكه، وان كنت غير قانع برضاه (2) وقدره فاطلب ربا سواه. 7 – وفيه عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر قوله تعالى: ” يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ” والكفر في هذه الاية البرائة يقول:


(1) الظعينة: المرأة ما دامت في الهودج أو عموما. (2) وفى بعض النسخ ” بقضاه ” مكان ” برضاه “. (*)

[ 302 ]

فيبرأ بعضكم من بعض: ونظيرها في هذه سورة ابراهيم قول الشيطان: ” انى كفرت بما اشركتمون من قبل ” وقول ابراهيم خليل الرحمن: كفرنا بكم يعنى تبرأنا منكم. 8 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن ابى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن وجوه الكفر في كتاب الله عزوجل، قال: الكفر في كتاب الله على خمسة اوجه إلى ان قال عليه السلام: والوجه الخامس من الكفر كفر البرائة، وذلك قول الله عزوجل يحكى قول ابراهيم: ” كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده ” يعنى تبرأنا منكم. 9 – وباسناده إلى ابى عبيدة الحذاء عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من احب لله وابغض لله واعطا لله عزوجل فهو ممن كمل ايمانه. 10 – ابن محبوب عن مالك بن عطية عن سعيد الاعرج عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من أوثق عرى الايمان أن يحب في الله ويبغض في الله، ويعطى في الله ويمنع في الله عزوجل. 11 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم وحفص بن البخترى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الرجل ليحبكم وما يعرف ما أنتم عليه، فيدخله الله عزوجل الجنة بحبكم، وان الرجل ليبغضكم وما يعرف ما أنتم عليه فيدخله الله ببغضكم النار. 12 – وباسناده إلى الحسين بن أبان عمن ذكره عن أبى جعفر عليه السلام قال: ولو أن رجلا أبغض رجلا لله لاثابه الله عزوجل على بغضه اياه، وان كان المبغض في علم الله من أهل الجنة. 13 – وباسناده إلى اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كل من لم يحب على الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له. 14 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قوله: عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله


[ 303 ]

غفور رحيم فان الله امر نبيه صلى الله عليه وآله والمؤمنين بالبرائة من قولهم ماداموا كفارا. فقال: ” لقد كان لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم انا برءآء مما تعبدون من دون الله ” إلى قوله: والله قدير والله غفور رحيم الاية قطع الله عز وجل ولاية المؤمنين منهم، وأظهر لهم العداوة، فقال: ” عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة ” فلما أسلم أهل مكة خالطهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وناكحوهم، وتزوج رسول الله صلى الله عليه وآله ام حبيب بنت أبى سفيان بن حرب. 15 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابراهيم بن عقبة عن اسماعيل بن عباد يرفع الحديث إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: ما كان من ولد آدم مؤمن الا فقيرا ولا كافر الا غنياء، حتى جاء ابراهيم عليه السلام فقال: ” ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا ” فصير الله في هؤلاء اموالا وحاجة، وفى هؤلاء أموالا وحاجة. 16 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله ” عسى الله أن يجعل بينكم ” إلى آخره وقد تقدم قريبا. 17 – في مجمع البيان: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين إلى قوله: يحب المقسطين أي ليس ينهاكم الله عن مخالطة أهل العهد ; وقيل: من آمن من أهل مكة ولم يهاجروا، وقيل: هي عامة في كل من كان بهذه الصفة، والذى عليه الاجماع ان بر الرجل من يشاء من أهل الحرب قرابة كان أو غير قرابة ليس بمحرم، وانما الخلاف في اعطائهم مال الزكوة والفطرة والكفارات. فلم يجوزه أصحابنا وفيه خلاف بين الفقهاء. 18 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله يا ايها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله اعلم بايمانهن فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار قال إذا لحقت امراة من المشركين بالمسلمين تمتحن بان تحلف بالله انه لم يحملها على اللحقوق بالمسلمين بغض لزوجها الكافر، ولا حب لاحد من المسلمين، وانما حملها على ذلك الاسلام فإذا حلفت على ذلك قبل اسلامها ثم قال الله عزوجل: ” فان علمتموهن مؤمنات فلا


[ 304 ]

ترجعوهن إلى الكفار لاهن حل لهم ولا هم يحلون لهن وآتوهم ما انفقوا ” يعنى ترد المسلمة على زوجها الكافر صداقها. ثم يتزوجها المسلم، وهذا هو قوله: ولا جناح عليكم ان تنكحوهن إذا آتيتموهن اجورهن. 19 – في الكافي أحمد بن محمد عن ابن فضال عن على بن يعقوب عن مروان بن مسلم عن الحسين بن الحناط عن الفضيل بن يسار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان لامرأتي اختا عازمة على ديننا وليس على ديننا بالبصيرة الا قليل، فان زوجها ممن لا يرى رأيها، قال: لا ولا نعمة ; ان الله عزوجل يقول: ” ولا ترجعوهن إلى الكفار لاهن حل لهم ولا هم يحلون لهن “. 20 – في مجمع البيان قال ابن عباس: صالح رسول الله صلى الله عليه وآله بالحديبية مشركي مكة على أن من أتاه من أهل مكة رده عليهم، ومن اتى أهل مكة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فهو لهم ولم يردوه عليهم، وكتبوا بذلك كتابا وختموا عليه، فجاءت سبيعة بنت الحارث الاسلمية مسلمة بعد الفراغ من الكتاب، والنبى صلى الله عليه وآله بالحديبية، فجاء زوجها مسافر من بنى مخزوم وقال مقاتل هو صيفي بن الواهب في طلبها وكان كافرا، فقال: يا محمد اردد على امرأتي فانك شرطت لنا أن ترد علينا من أتاك منا وهذه طينة الكتاب لم تجف بعد، فنزلت: ” يا ايها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات من دار الكفر إلى دار الاسلام فامتحنوهن ” قال ابن عباس: امتحانهن أن يستحلفن ما خرجت من بغض زوج، ولا رغبة عن أرض إلى ارض، ولا التماس دنيا انما خرجت حبا لله ولرسوله فاستحلفها رسول الله صلى الله عليه وآله ما خرجت بغضا لزوجها ولا عشقا لرجل منا ; وما خرجت الا رغبة في الاسلام، فحلفت بالله الذى لا اله الا هو على ذلك، فأعطى رسول الله صلى الله عليه وآله زوجها مهرها وما انفق عليها ولم يردها عليه، فتزوجها عمر بن الخطاب وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يرد من جاء من الرجال. ويحبس من جاءه من النساء إذا امتحن ويعطى أزواجهن مهورهن. قال الجبائى: لم يدخل في شرط صلح الحديبية الا رد الرجال دون النساء ولم يجر للنساء ذكر، وان ام كلثوم بنت عتبة بن أبى معيط جاءت مسلمة مهاجرة من مكة فجاء أخواها


[ 305 ]

إلى المدينة وسألا رسول الله صلى الله عليه وآله ردها عليهما، فقال صلى الله عليه وآله: ان الشرط بيننا في الرجال لا في النساء، فلم يردها عليهما، قال الجبائى: وانما لم يجر هذا الشرط في النساء لان المرءة إذا أسلمت لم تحل لزوجها الكافر، فكيف ترد عليه وقد وقعت الفرقة بينهما ؟. 21 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أحمد بن عمر عن درست الواسطي عن على بن رئاب عن زرارة بن أعين عن أبى جعفر عليه السلام قال: لا ينبغى نكاح اهل الكتاب، قلت: جعلت فداك وأين تحريمه ؟ قال: قوله: ولا تمسكوا بعصم الكوافر. 22 – على بن ابراهيم عن أبى جعفر عن أبيه عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن زرارة بن اعين قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ” فقال: هذه منسوخة بقوله: ” ولا تمسكوا بعصم الكوافر “. 23 – في تفسير على بن ابراهيم في رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” ولا تمسكوا بعصم الكوافر ” يقول: من كانت عنده امرأة كافرة يعنى على غير ملة الاسلام، وهو على ملة الاسلام، فليعرض عليها الاسلام، فان قبلت فهى امرائته والا فهى برية، فنهى الله أن يمسك بعصمتها. 24 – في مجمع البيان عند قوله تعالى: ” والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب ” وروى أبو الجارود عن أبى جعفر عليه السلام انه منسوخ بقوله: ” ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ” وبقوله: ” ولا تمسكوا بعصم الكوافر “. 25 – في مصباح شيخ الطائفة (ره) خطبة لامير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقول: وتقربوا إلى الله بتوحيده وطاعة من أمركم أن تطيعوه، ” و لا تمسكوا بعصم الكوافر “. 26 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: واسألوا ما انفقتم يعنى إذا لحقت امرأة من المسلمين بالكفار، فعلى الكافر ان يرد على المسلم صداقها،


[ 306 ]

فان لم يفعل الكافر وغنم المسلمون غنيمة أخذ منها قبل القسمة صداق المرأة اللاحقة بالكفار، وقال في قوله: وان فاتكم شئ من ازواجكم إلى الكفار فعاقبتم يقول: يعنى يلحقن بالكفار من أهل عقدكم فاسئلوهم صداقها، وان لحقوا بكم من نسائهم شئ فاعطوهم صداقها ذلكم حكم الله يحكم بينكم. واما قوله: وان فاتكم شئ من ازواجكم يقول: يلحقن بالكفار الذين لا عهد بينكم وبينهم فأصبتم غنيمة فآتوا الذين ذهبت ازواجهم مثل ما انفقوا واتقوا الله الذى انتم به مؤمنون قال: وكان سبب نزول ذلك ان عمر بن الخطاب كانت عنده فاطمة بنت ابى أمية بن المغيرة، فكرهت الهجرة معه وأقامت مع المشركين. فنكحها معاوية بن أبى سفيان، فأمر الله رسوله أن يعطى عمر مثل صداقها. وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام ” وان فاتكم شئ من ازواجكم ” فلحقن بالكفار من اهل عهدكم فاسئلوهم صداقها، وان لحقن بكم من نسائهم شئ فأعطوهم صداقها ” ذلكم حكم الله يحكم بينكم ” 27 – في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن رضى الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار رحمه الله عن ابراهيم بن هاشم عن صالح بن سعيد وغيره من اصحاب يونس عن يونس عن أصحابه عن ابى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال قلت: رجل لحقت امرأته بالكفار وقد قال الله عزوجل في كتابه: ” وان فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا ” ما معنى العقوبة هيهنا ؟ قال: ان الذى ذهبت امرأته فعاقب على امرأة اخرى غيرها يعنى تزوجها فإذا هو تزوج امرأة اخرى غيرها، فعلى الامام ان يعطيه مهر امرأته الذاهبة فسألته فكيف صار المؤمنون يردون على زوجها المهر بغير فعل منهم في ذهابها وعلى المؤمنين ان يردوا على زوجها ما أنفق عليها مما يصيب المؤمنين قال: يرد الامام عليه اصابوا من الكفار أولم يصيبوا، لان على الامام ان يجبر (1) حاجته من تحت يده، وان حضرت القسمة فله أن يسد كل نائبه تنوبه قبل القسمة، وان بقى بعد ذلك


(1) وفي المصدر ” ان ينجز حاجته…. “. (*)

[ 307 ]

شئ قسمه بينهم، وان لم يبق لهم شئ فلا شئ لهم. 28 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله مكة بايع الرجال، ثم جائت النساء يبايعنه، فأنزل الله عزوجل: يا ايها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ان لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن اولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين ايديهن وارجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله ان الله غفور رحيم قالت هند: اما الولد فقد ربينا صغارا وقتلتهم كبارا، وقالت ام حكيم بنت الحارث بن هشام وكانت عند عكرمة بن أبى جهل: يا رسول الله ما ذاك المعروف الذى أمرنا الله أن لا نعصينك فيه ؟ قال: لا تلطمن خدا، ولا تخمشن وجها، ولا تنتفن شعرا، ولا تشققن جيبا، ولا تسودن ثوبا، ولا تدعين بويل، فبايعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على هذا، فقالت: يا رسول الله كيف نبايعك ! قال: اننى لا أصافح النساء فدعا بقدح من ماء، فأدخل يده ثم أخرجها، فقال: ادخلن أيديكن في هذا الماء. 29 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن محمد بن على عن محمد بن مسلم الجبلى عن عبد الرحمن بن سالم الاشل عن المفضل بن عمر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: كيف ماسح رسول الله صلى الله عليه وآله النساء حين بايعهن ؟ قال: دعا بمركنه (1) الذى كان يوضى فيه فصب فيه ماء ثم غمس يده اليمنى فكلما بايع واحدة منهن قال: اغمسى يدك فتغمس كما غمس رسول الله، فكان هذا مماسحته اياهن. على بن ابراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله عليه السلام مثله. 30 – أبو على الاشعري عن أحمد بن اسحاق عن سعد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اتدرى كيف بايع رسول الله صلى الله عليه وآله النساء ؟ قلت: الله اعلم وابن رسوله قال: جمعهن حوله ثم دعى بتور برام (2) فصب فيه ماء نضوحا ثم غمس


(1) المركن: الاجانة التى يغسل فيها الثياب. (2) التور: اناء يشرب فيه. وبرام: موضع. (*)

[ 308 ]

يده فيه ثم قال: اسمعن يا هؤلاء ابايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا تزنين ولا تقتلن اولادكن، ولا تأتين ببهتان تفترينه بين أيديكن وأرجلكن، ولا تعصين بعولتكن في معروف، أقررتن ؟ قلن: نعم ; فأخرج يده من التور ثم قال لهن: اغمسن ايديكم: ففعلن فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرة أطيب من أن يمس بها كف انثى ليس له بمحرم. 31 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن أبى أيوب الخزار عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ولا يعصينك في معروف ” قال: المعروف ان لا يشققن جيبا ولا يلطمن خدا ; ولا يدعون ويلا، ولا يتخلفن عند قبر، ولا يسودن ثوبا، ولا ينشرن شعرا. 32 – محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة الخزاعى عن على بن اسماعيل عن عمرو بن أبى المقدام قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: تدرى ما قوله تعالى: ” ولا يعصينك في معروف ” ؟ قلت: لا قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام: إذا انامت فلا تخمشى على وجها، ولا ترخى على شعرا، ولا تنادى بالويل، ولا تقيمي على نائحة ; قال: ثم قال: هذا المعروف الذى قال الله عزوجل. 33 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا احمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن على عن عبد الله بن سنان قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” ولا يعصينك في معروف ” قال: هو ما فرض الله عليهن من الصلوة والزكوة وما امرهن به من خير. 34 – فيمن لا يحضره الفقيه وفى رواية ربعى بن عبد الله انه لما بايع رسول الله صلى الله عليه وآله النساء واخذ عليهن، دعا باناء فملاه ثم غمس يده في الاناء ثم اخرجها ثم أمرهن بان يدخلن أيديهن فتغمس فيه. 35 – في مجمع البيان وروى ان النبي صلى الله عليه وآله بايعهن وكان على الصفا وكان عمر أسفل منه، وهند بنت عتبة متنقبة متنكرة مع النساء خوفا أن يعرفها رسول الله


[ 309 ]

صلى الله عليه وآله، فقال: ابايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا، فقالت هند: انك لتأخذ علينا امرا ما رأيناك أخذته على الرجال، وذلك انه بايع الرجال يومئذ على الاسلام والجهاد فقط، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ولا تسرقن فقالت هند: ان أبا سفيان رجل ممسك وانى أصبت من ماله هنات (1) فلا أدرى أيحل لى أم لا ؟ فقال أبو سفيان: ما أصبت من مالى فيما مضى وفيما غبر (2) فهو لك حلال، فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وعرفها فقال: وانك لهند بنت عتبة ؟ قالت: نعم فاعف عما سلف يا نبى الله عفا الله عنك. فقال: ولا تزنين فقالت هند: أو تزني الحرة ؟ فتبسم عمر بن الخطاب لما جرى بينه وبينها في الجاهلية فقال صلى الله عليه وآله: ولا تقتلن أولادكن فقالت: ربيناهم صغارا وقتلتموهم كبارا فانتم وهم أعلم، وكان ابنها حنظلة بن أبى سفيان قتله على بن أبى طالب عليه السلام يوم بدر، فضحك عمر حتى استلقى، وتبسم النبي صلى الله عليه وآله ولما قال: ولا تأتين ببهتان قالت هند: والله ان البهتان قبيح وما تأمرنا الا بالرشد ومكارم الاخلاق. ولما قال: ولا يعصينك في معروف، قالت هند: ما جلسنا مجلسنا هذا وفى أنفسنا أن نعصيك في شئ وروى الزهري عن عائشة قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يبايع النساء بالكلام بهذه الاية ان لا يشركن بالله شيئا، وما مست يد رسول الله صلى الله عليه وآله يد امرأة قط الا امرأة يملكها رواه البخاري في الصحيح. 36 – وروى انه صلى الله عليه وآله كان إذا بايع النساء دعا بقدح فغمس يده فيه، ثم غمس أيديهن فيه، وقيل انه كان يبايعهن من وراء الثوب عن الشعبى. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة الصف وأدمن قرائتها في فرائضه ونوافله صفه الله مع ملائكته وانبيائه المرسلين. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ سورة


(1) الهنات جمع الهنة بمعنى الشئ. (2) غبر بمعنى مضى ايضا. (*)

[ 310 ]

عيسى عليه السلام (1) كان عيسى عليه السلام مصليا مستغفرا له مادام في الدنيا وهو يوم القيامة رفيقه. 3 – في تفسير على بن ابراهيم: سبح لله ما في السموات وما في الارض وهو العزيز الحكيم * يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون مخاطبة لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الذين وعدوه ان ينصروه ولا يخالفوا امره ولا ينقضون عهده في أمير المؤمنين عليه السلام، فعلم الله انهم لا يفون بما يقولون، فقال: ” لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله ” الاية وقد سماهم الله مؤمنين باقرارهم وان لم يصدقوا. 4 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عدة المؤمن اخاه نذر لا كفارة له، فمن أخلف فبخلف الله بدأ ولمقته تعرض وذلك قوله: ” يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون “. 5 – في نهج البلاغة والخلف يوجب المقت عند الله والناس، قال الله سبحانه: ” كبر مقتا عند الله أن تقولوا عند الله ما لا تفعلون “. 6 – وفيه قال عليه السلام: كان لى فيما مضى اخ إلى أن قال عليه السلام: وكان يفعل ما يقول ولا يقول ما لا يفعل. 7 – في الكافي في حديث مالك بن أعين قال: حرض أمير المؤمنين عليه السلام الناس بصفين فقال: ان الله عزوجل دلكم إلى ان قال عليه السلام: وقال جل جلاله: ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص فسووا صفوفكم كالبنيان المرصوص، فقدموا الدارع وأخروا الحاسر وعضوا على النواجذ فانه أنبأ للسيوف على الهام، والتووا على أطراف الرماح فانه أمور للاسنة، وغضوا الابصار فانه اربط للجأش وأسكن للقلوب وأميتوا الاصوات فانه أطرد للفشل وأولى بالوقار ولا تميلوا براياتكم ولا تزيلوها ولا تجعلوها الا مع شجعانكم، فان المانع للذمار


(1) تسمى سورة الصف بسورة عيسى (ع) وسورة الحواريين ايضا. (*)

[ 311 ]

والصابر عند نزول الحقائق هم أهل الحفاظ (1) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 8 – في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر المؤمنين الذين جاهدوا وقاتلوا في سبيل الله فقال: ” ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ” قال: يصطفون كالبنيان الذى لا يزول. 9 – في مصباح شيخ الطائفة قدس سره خطبة لامير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الغدير يقول فيها عليه السلام واعلموا أيها المؤمنون ان الله عزوجل قال: ” ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ” أتدرون ما سبيله ؟ انا سبيل الله الذى نصبنى للاتباع بعد نبيه صلى الله عليه وآله. 10 – في مجمع البيان: واذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد


(1) الدارع: لابس الدرع. والحاسر – بالمهملات -: الذى لا مغفر له ولا درع والنواجذ: أقصى الاسنان والضواحك منها. وأنبأ – بتقديم النون على الموحدة -: أي أبعد وأشد دفعا، قال الفيض (ره) في الوافى: قيل: الوجه في ذلك ان العض على الاضراس يشد شئون الدماغ ورباطاته فلا يبلغ السيف مبلغه. والهام جمع الهامة وهى الرأس، قيل: أمرهم بان يلتووا إذا طعنوا لانهم إذا فعلوا ذلك فبالحرى ان يمور الانسان أي يتحرك عن موضعه فيخرج زالقا وإذا لم يلتووا لم يمر السنان ولم يتحرك عن موضعه فينخرق وينفذ ويقتل. وأمرهم بغض الابصار في الحرب لانه أربط للجأش أي أثبت للقلب لان الغاض بصره في الحرب احرى أن لا يدهش ولا يرتاع لهول ما ينظر. وامرهم باماتة الاصوات واخفائها لانه أطرد للفشل وهو الجبن والخوف وذلك لان الجبان يرعد ويبرق والشجاع صامت وأمرهم بحفظ راياتهم ان لا تميلوها لانها إذا مالت انكسر العسكر لانهم ينظرون إليها وان لا يخلوها عن محام عنها وان لا يجعلوها بايدمى الجبناء كيلا يجنبوا عن امساكها. والذمار – بالكسر -: ما يلزم حفظه وحمايته سمى ذمارا لانه يجب على أهله التذمر له أي الغضب. والحقائق جمع الحاقة وهى الامر الصعب الشديد ومنه قوله تعالى ” الحاقة ما الحاقة “. (*)

[ 312 ]

تعلمون انى رسول الله اليكم روى في قصة قارون انه دس إليه امرأة وزعم انه زنى بها ورموه بقتل هارون. 11 – في تفسير على بن ابراهيم قوله زاغوا ازاغ الله قلوبهم أي شكك الله قلوبهم ثم حكى قول عيسى عليه السلام لبنى اسرائيل: انى رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدى من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدى اسمه احمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين قال: وسأل بعض اليهود لعنهم الله رسول الله صلى الله عليه وآله: لم سميت أحمد ومحمد وبشيرا ونذيرا ؟ فقال: اما محمد فانى في الارض محمود، واما أحمد فاني في السماء أحمد منى في الارض، واما البشير فأبشر من أطاع الله بالجنة، واما النذير فانذر من عصى الله بالنار. 12 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وقام إليه آخر و سأله عن ستة من الانبياء لهم اسمان ؟ فقال: يوشع بن نون وهو ذو الكفل ويعقوب وهو اسرائيل، والخضر وهو حليقا، ويونس وهو ذو النون، وعيسى وهو المسيح، ومحمد وهو أحمد صلوات الله عليهم اجمعين. 13 – وباسناده إلى صفوان بن يحيى صاحب السابرى قال: سألني أبو قرة صاحب الجاثليق ان اوصله إلى الرضا عليه السلام فاستأذنته في ذلك قال: ادخله على فلما دخل عليه قبل بساطه وقال: هكذا علينا في ديننا أن نفعل بأشراف أهل زماننا، ثم قال: أصلحك الله ما تقول في فرقة ادعت دعوى فشهدت لهم فرقة اخرى معدلون ؟ قال: الدعوى لهم قال: فادعت فرقة اخرى دعوى فلم يجدوا شهودا من غيرهم ؟ قال: لا شئ لهم، قال: فانا نحن ادعينا أن عيسى روح الله وكلمته فوافقنا على ذلك المسلمون وادعى المسلمون ان محمدا نبى فلم نتابعهم عليه وما أجمعنا عليه خير مما افترقنا فيه، فقال أبو الحسن عليه السلام: ما اسمك ؟ قال: يوحنا قال: يا يوحنا انا آمنا بعيسى روح الله وكلمته الذى كان يؤمن بمحمد ويبشر به ويقر على نفسه أنه عبد مربوب فان كان عيسى الذى هو عندك روح الله وكلمته ليس هو الذى آمن بمحمد صلى الله عليه وآله و


[ 313 ]

بشر به ولا هو الذى أقر لله عزوجل بالعبودية فنحن منه براء، فأين اجتمعنا ؟ فقام و قال لصفوان بن يحيى ; قم فما كان أغنانا عن هذا المجلس ؟. 14 – في كتاب الخصال عن أبى امامة قال: قلت: يا رسول الله ما كان بدو أمرك ؟ قال: دعوة أبى ابراهيم وبشرى عيسى، ورأت امى انه خرج منها شئ أضاءت منه قصور الشام. 15 – عن أبى جعفر عليه السلام ان لرسول الله صلى الله عليه وآله عشرة أسماء: خمسة في القرآن وخمسة ليست في القرآن، فأما التى في القرآن فمحمد وأحمد وعبد الله و يس ون، الحديث. 16 – في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا عليه السلام مع اصحاب الملل والمقالات قال الجاثليق للرضا عليه السلام: ما تقول في نبوة عيسى وكتابه صلى الله عليه وآله هل تنكر منها شيئا قال الرضا عليه السلام: انا مقر بنبوة عيسى وكتابه وما بشر به امته وأقرت به الحواريون وكافر بنبوة كل عيسى لم يقر بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وبكتابه ولم يبشر به امته، قال الجاثليق: أليس انما تقطع الاحكام بشاهدي عدل ؟ قال: بلى قال: فأقم شاهدين من غير أهل ملتك على نبوة محمد لا تنكره النصرانية، وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا، قال الرضا عليه السلام: الان جئت بالنصفة يا نصراني، ألا تقبل منى العدل المقدم عند المسيح بن مريم ؟ قال الجاثليق: ومن هذا العدل ؟ سمه لى، قال: ما تقول في يوحنا الديلمى ؟ قال: بخ بخ ذكرت أحب الناس إلى المسيح، قال عليه السلام: فأقسمت عليك هل نطق الانجيل ان يوحنا قال: ان المسيح أخبرني بدين محمد العربي و بشرني به أن يكون من بعده فبشرت به الحواريين فآمنوا به ؟ قال الجاثليق: قد ذكرنا ذلك يوحنا عن المسيح وبشر بنبوة رجل وأهل بيته ووصيه ولم يلخص متى يكون ذلك ؟ ولم يسم لنا القوم فنعرفهم، قال الرضا عليه السلام: فان جئناك بمن يقرأ الانجيل فتلا عليك ذكر دين محمد وأهل بيته أتؤمن به ؟ قال: سديدا (1) قال الرضا عليه السلام: لنسطاس الرومي: كيف حفظك للسفر الثالث من الانجيل ؟


(1) وفى نسخة البحار ” شديدا ” بدل ” سديدا “. (*)

[ 314 ]

قال: ما أحفظنى له ! ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال: ألست تقرأ الانجيل ؟ قال: بلى لعمري قال: فخذ على السفر الثالث فانه كان فيه ذكر محمد وأهل بيته وامته فاشهدوا لى، وان لم يكن فيه ذكره فلا تشهدوا، ثم قرأ عليه السلام السفر الثالث حتى إذا بلغ ذكر النبي صلى الله عليه وآله وقف ثم قال: يا نصراني انى اسألك بحق المسيح وأمه أتعلم انى عالم بالانجيل ؟ قال: نعم ثم تلا علينا ذكر محمد وأهل بيته و امته، ثم قال: ما تقول يا نصراني ؟ هذا قول عيسى بن مريم فان كذبت ما ينطق به الانجيل فقد كذبت عيسى وموسى، ومتى أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل لانك تكون قد كفرت بربك وبنبيك وبكتابك، قال الجاثليق: لا أنكر ما قد بان لى من الانجيل وانا أقر به، قال الرضا عليه السلام: اشهدوا على اقراره، ثم قال: يا جاثليق سل عما بدالك، قال الجاثليق: أخبرني عن حوارى عيسى بن مريم كم كان عدتهم وعن علماء الانجيل كم كانوا ؟ قال الرضا عليه السلام: على الخبير سقطت، أما الحواريون فكانوا اثنى عشر رجلا وكان أعلمهم وأفضلهم الوقا، وأما علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال يوحنا الاكبر بأخ ويوحنا بقرقيسا ويوحنا الديلمى بزجار (1) و عنده كان ذكر النبي صلى الله عليه وآله وذكر أهل بيته وامته، وهو الذى بشر امة عيسى وبنى اسرائيل به. في عيون الاخبار مثله سواء. 17 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: بقى الناس بعد عيسى عليه السلام خمسين ومأتى سنة بلا حجة ظاهرة. 18 – وباسناده إلى يعقوب بن شعيب عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان بين عيسى ومحمد صلى الله عليهما خمسمأة عام منها مأتين وخمسين عاما ليس فيها نبى ولا عالم ظاهر، قلت: فما كانوا ؟ قال: كانوا متمسكين بدين عيسى عليه السلام قلت: فما كانوا ؟ قال: كانوا مؤمنين


(1) أخ: موضع بالبصرة. وقرقيساء: بلدة: على الفرات سمى بقرقيسا بن طهمورث وزجار – كما في الاصل وكذا المصدر ونسخة البحار -: مجهول لم نعرف مكانا بهذا الاسم ولعله مصحف ” الرجاز ” كشداد كما في العيون واد بنجد وموضع بفارس. (*)

[ 315 ]

ثم قال عليه السلام: ولا تكون الا وفيها عالم. 19 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم فيما سأله فقال: لاى شئ سميت محمدا وأحمد وأبا القاسم وبشيرا ونذيرا وداعيا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: اما محمد فانى محمود في الارض، واما أحمد فانى محمود في السماء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 20 – في اصول الكافي باسناده إلى عبد الحميد بن أبى الديلم عن أبى عبد الله: عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فلما أن بعث الله عزوجل المسيح قال المسيح عليه السلام انه سوف يأتي من بعدى نبى اسمه أحمد من ولد اسماعيل عليه السلام يجئ بتصديقي وتصديقكم وعذرى وعذركم. 21 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: لم تزل الانبياء تبشر بمحمد صلى الله عليه وآله حتى بعث الله تبارك وتعالى المسيح عيسى بن مريم، فبشر بمحمد صلى الله عليه وآله وذلك قوله تعالى: ” يجدونه ” يعنى اليهود والنصارى ” مكتوبا ” يعنى صفة محمد صلى الله عليه وآله ” عندهم ” يعنى في التوراة والانجيل ” يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ” وهو قول الله عزوجل يخبر عن عيسى: ومبشرا برسول يأتي من بعدى اسمه احمد وبشر موسى وعيسى بمحمد كما بشر الانبياء صلوات الله عليهم بعضهم ببعض، حتى بلغه محمدا صلى الله عليه وآله، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 22 – وباسناده إلى على بن عيسى رفعه قال: ان موسى عليه السلام ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: اوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم صاحب الاتان والبرنس والزيت والزيتون والمحراب ومن بعده بصاحب الجمل الاحمر الطيب الطاهر المطهر (1) فمثله في كتابك انه مؤمن مهيمن على الكتب كلها، راكع ساجد راغب اخوانه المساكين وانصاره قوم آخرون،


(1) مر معناه في صفحة. 211 فراجع (*)

[ 316 ]

ويكون في زمانه ازل وزلازل (1) وقتل وقلة من المال، اسمه أحمد محمد الامين من الباقين من ثلة الاولين الماضين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 23 – في من لا يحضره الفقيه وروى يونس بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبى جعفر محمد بن على الباقر عليه السلام قال: ان اسم النبي صلى الله عليه وآله في صحف ابراهيم الماحى، وفى توراة موسى الحاد، وفى انجيل عيسى احمد، وفى الفرقان محمد، قيل: فما تأويل الماحى ؟ فقال: الماحى صورة الاصنام وماحى الازلام والاوثان وكل معبود دون الرحمن، قيل: فما تأويل الحاد ؟ قال: يحاد من حاد الله ودينه قريبا كان أو بعيدا، قيل: فما تأويل احمد قال: حسن ثناء الله عزوجل في الكتب بما حمد من أفعاله، قيل: فما تأويل محمد ؟ قال: ان الله وملائكته وجميع أنبيائه ورسله وجميع اممهم يحمدونه ويصلون عليه. 24 – في عوالي اللئالى وروى في الحديث أن الله تعالى لما بشر عليه بظهور نبينا صلى الله عليه وآله قال في صفته: واستوص بصحاب الجمل الاحمر والوجه الاقمر نكاح النساء. 25 – في مجمع البيان وصحت الرواية عن الزهري عن محمد بن مسلم عن ابيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان لى اسماء انا أحمد وانا محمد وانا الماحى الذى يمحو الله بى الكفر وانا الحاشر الذى يحشر الناس على قدمى، وانا العاقب الذى ليس بعدى نبى أورده البخاري في الصحيح. 26 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض اصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم قال: يريدون ليطفئوا نور الله ولاية امير المؤمنين عليه السلام بأفواههم، قلت: والله متم نوره قال: والله متم الامامة لقوله: ” الذين آمنوا بالله ورسوله والنور الذى أنزلنا ” فالنور هو الامام.


(1) الازل: الضيق. والزلازل: البلايا. (*)

[ 317 ]

27 – احمد بن ادريس عن الحسين بن عبيدالله عن محمد بن الحسن (1) و موسى بن عمر عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى: ” يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم ” قال: ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فأفواههم قلت: ” والله متم نوره ” قال يقول: والله متم الامامة والامامة هي النور وذلك قوله: ” آمنوا بالله ورسوله والنور الذى انزلنا ” قال: النور هو الامام 28 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عمار بن موسى الساباطى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته وهو يقول: لم تخل الارض من حجة عالم يحيى فيها ما يميتون من الحق، ثم تلا هذه الاية: ” يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون “. 29 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ” قال: بالقائم من آل محمد عليهم السلام حتى إذا خرج يظهره الله على الدين كله حتى لا يعبد غير الله وهو قوله عليه السلام يملاء: الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. 30 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض اصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: ” هو الذى ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ” قال هو الذى ارسل رسوله بالولاية لوصيه، والولاية هي دين الحق قلت: ” ليظهره على الدين كله ” قال: يظهر على جميع الاديان عند قيام القائم، يقول الله: ” والله متم ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولو كره الكافرون بولاية على ” قلت هذا تنزيل ؟ قال: نعم اما هذا الحرف فتنزيل واما غيره فتأويل والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. اقول: وهذا متصل بآخر ما نقلنا عن اصول الكافي سابقا اعني قوله: فالنور هو الامام ; ويتصل هذا المتن به قلت: هو الذى الخ.


(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر ولكتاب جامع الرواة ; لكن في الاصل محمد بن الحسين ” مصغرا “. (*)

[ 318 ]

31 – في مجمع البيان وروى العياشي بالاسناد عن عمران بن ميثم عن عباية انه سمع أمير المؤمنين عليه السلام يقول: هو الذى ارسل عبده بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله اظهروا ذلك بعد ؟ قالوا: نعم قال: كلا والذى نفسي بيده حتى لا تبقى قرية الا وينادى فيها بشهادة أن لا اله الا الله ومحمد رسول الله بكرة وعشيا. 32 – في الكافي وفى حديث مالك بن أعين قال: حرض أمير المؤمنين عليه السلام الناس بصفين فقال: ان الله عزوجل دلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم وتشفى بكم على الخير (1) والايمان بالله والجهاد في سبيل الله، وجعل ثوابه مغفرة للذنب و مساكن طيبة في جنات عدن. 33 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: يا ايها الذين آمنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم فقالوا: لو نعلم ما هي لنبذلن فيها الاموال والانفس والاولاد، فقال الله: تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم إلى قوله ذلك الفوز العظيم. 34 – في مجمع البيان وسأل الحسن عمران بن حصين وأبا هريرة عن تفسير قوله تعالى: ومساكن طيبة في جنات عدن فقالا: على الخبير سقطت. سألنا رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذلك فقال: قصر من لؤلؤ في الجنة، في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء، في كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء، في كل بيت سبعون سريرا، على كل سرير سبعون فراشا من كل لون، على كل فرش امرأة من الحور العين، في كل بيت سبعون مائدة، على كل مائدة سبعون لونا من الطعام في كل بيت سبعون وصيفة (2) قال: ويعطى الله المؤمن من القوة في غداة واحدة ما يأتي على ذلك كله. 35 – في تفسير على بن ابراهيم: واخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب


(1) أشفى على الشئ أي أشرف. (2) الوصيفة: الجارية. وفى المصدر ” في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة “. (*)

[ 319 ]

يعنى في الدنيا بفتح القائم عليه السلام، وايضا قال فتح مكة. 36 – في روضة الكافي حدثنا ابن محبوب (1) عن أبى يحيى كوكب الدم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان حوارى عيسى صلى الله عليه كانوا شيعته، وان شيعتنا حواريونا، وما كان حوارى عيسى بأطوع له من حوارينا لنا، وانما قال عيسى عليه السلام: من انصاري إلى الله قال الحواريون نحن انصار الله فلا والله ما نصروه من اليهود، ولا قاتلوهم دونه، وشيعتنا والله لم يزالوا منذ قبض الله عز ذكره رسوله صلى الله عليه وآله ينصرونا ويقاتلون دوننا ويخوفون ويحرقون ويعذبون ويشردون في البلاد، جزاهم الله عنا خيرا، وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام والله لو ضربت خيشوم (2) محبينا بالسيف ما أبغضونا، والله لو أدنيت إلى مبغضينا وحثوت لهم من المال ما أحبونا (3). 37 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: ولم يخل أرضه من عالم بما يحتاج الخليقة إليه، ومتعلم على سبيل نجاة. اولئك هم الاقلون عددا وقد بين الله ذلك من امم الانبياء وجعلتهم مثلا لمن تأخر مثل قوله في حوارى عيسى حيث قال لساير بنى اسرائيل: ” من أنصارى إلى الله قال الحواريون نحن انصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ” يعنى مسلمون لاهل الفضل فضلهم ; ولا يستكبرون عن أمر ربهم، فما أجابه منهم الا الحواريون. 38 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله ” يا ايها الذين آمنوا كونوا انصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من انصاري إلى الله قال الحواريون نحن انصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون * فآمنت طائفة من بنى اسرائيل وكفرت طائفة ” قال: التى كفرت هي التى قتلت شبيه عيسى عليه السلام، وصلبته، والتى آمنت هي التى قبلت فقتلت الطائفة التى قتلته وصلبته وهو قوله: فايدنا الذين آمنوا على عدوهم فاصبحوا ظاهرين.


(1) وقبله: ” محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب….. اه “. (2) الخيشوم: أقصى الانف. (3) كناية عن كثرة العطاء قال في القاموس: حثوت له أي اعطيته كثيرا. (*)

[ 320 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة ان يقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة وسبح اسم ربك الاعلى، وفى صلوة الظهر بالجمعة والمنافقين، فإذا فعل ذلك فكأنما يعمل بعمل رسول الله صلى الله عليه وآله وكان جزائه وثوابه على الله الجنة. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ سورة الجمعة اعطى عشر حسنات ; بعدد من أتى الجمعة وبعدد من لم يأتها في أمصار المسلمين. 3 – في الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمان عن أبى أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: القرائة في الصلوة فيها شئ موقت ؟ قال: لا الا الجمعة فانه يقرء فيها الجمعة والمنافقين. 4 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن منصور ابن حازم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ليس في القرائة موقت الا الجمعة يقرأ بالجمعة والمنافقين. 5 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبى بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة وسبح اسم ربك الاعلى، وفى الفجر بسورة الجمعة وقل هو الله أحد، وفى الجمعة بالجمعة والمنافقين. 6 – الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن على بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن أبى حمزة قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام بما أقرأ في صلوة الفجر في يوم الجمعة ؟ قال: اقرأ في الاولى بسورة الجمعة. وفى الثانية بقل هو الله أحد، ثم اقنت حتى تكونا سواء.


[ 321 ]

7 – على بن ابراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن جميل عن محمد بن مسلم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله أكرم بالجمعة المؤمنين فسنها رسول الله صلى الله عليه وآله بشارة لهم، والمنافقين توبيخا للمنافقين ولا ينبغى تركها، فمن تركها متعمدا فلا صلاة له. 8 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن القرائة في الجمعة إذا صليت وحدي أربعا أجهر بالقرائة ؟ فقال: نعم. وقال: اقرأ بسورة الجمعة والمنافقين في يوم الجمعة. 9 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن العلا عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام في الرجل يريد ان يقرأ بسورة الجمعة في الجمعة فيقرأ قل هو الله أحد ؟ قال: يرجع إلى سورة الجمعة. وروى ايضا يتمها ركعتين ثم يستأنف. 10 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن عمر بن يزيد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من صلى الجمعة بغير الجمعة والمنافقين أعاد الصلوة في سفر أو حضر وروى لا بأس في السفر ان يقرأ بقل هو الله احد. 11 – في كتاب علل الشرايع أبى رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في حديث طويل يقول: اقرأ سورة الجمعة والمنافقين، فان قرائتهما سنة يوم الجمعة في الغداة والظهر والعصر ولا ينبغى لك ان تقرء بغيرهما في صلوة الظهر، يعنى الجمعة اماما كنت أو غير امام. 12 – في تفسير على بن ابراهيم: يسبح لله ما في السماوات وما في الارض الملك القدوس العزيز الحكيم القدوس البرئ من الافات الموجبات للجهل. 13 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي عن عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ومتى علمنا انه عزيز حكيم صدقنا بأن افعاله كلها حكمة، وان وجهها غير منكشف.


[ 322 ]

14 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا عن أبى الحسن الاول عليه السلام قال: بعث الله عزوجل محمدا صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين في سبع وعشرين من رجب، فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 15 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: هو الذى بعث في الاميين رسولا منهم قال: الاميون الذين ليس معهم كتاب، قال: فحدثني أبى عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” هو الذى بعث في الاميين رسولا منهم ” قال: كانوا يكتبون ولكن لم يكن معهم كتاب من عند الله، ولا بعث إليهم رسولا، فنسبهم الله إلى الاميين. 16 – في بصائر الدرجات الحسين بن محمد عن أحمد بن هلال عن خلف بن حماد عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان النبي صلى الله عليه وآله كان يقرء ويكتب ويقرأ ما لم يكتب. 17 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر الصوفى قال: سألت أبا جعفر محمد بن على الباقر فقلت: يا ابن رسول الله لم سمى النبي صلى الله عليه وآله الامي ؟ فقال: ما تقول الناس ؟ قلت: يزعمون انه انما سمى الامي لانه لم يحسن أن يكتب فقال عليه السلام: كذبوا عليهم لعنة الله، انى ذلك والله يقول: ” وهو الذى بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ” فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن ؟ والله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقرء ويكتب باثنين وسبعين أو قال: بثلاث وسبعين لسانا، وانما سمى الامي لانه كان من أهل مكة ; ومكة من امهات القرى، وذلك قول الله عزوجل: ” لتنذر ام القرى ومن حولها “. 18 – وباسناده إلى على بن حسان وعلى بن أسباط وغيره رفعه عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: ان الناس يزعمون ان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يكتب ولا يقرء فقال: كذبوا لعنهم الله انى يكون ذلك وقد قال الله عزوجل: ” وهو الذى بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ” فيكون يعلمهم


[ 323 ]

الكتاب والحكمة وليس يحسن ان يقرء أو يكتب، قال: قلت: فلم سمى النبي الامي ؟ قال: نسب إلى مكة وذلك قوله عزوجل: ” لتنذر ام القرى ومن حولها ” فام القرى مكة فقيل أمي لذلك. 19 – في اصول الكافي وعن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان على عليه السلام كثيرا ما يقول: اجتمع التيمى والعدوى عند رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقرء انا انزلناه بتخشع وبكاء، فيقولان: ما أشد رقتك لهذه السورة ؟ ! فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله لما رأت عينى ووعى قلبى ولما يرى قلب هذا من بعدى ; فيقولان: وما الذى رأيت وما الذى يرى ؟ قال: فيكتب لهما في التراب: ” تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 20 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: وآخرين منهم لما يلحقوا بهم قال: دخلوا الاسلام بعدهم. 21 – في مجمع البيان ” وآخرين منهم لما يلحقوا بهم ” وهم كل من بعد الصحابة إلى يوم القيامة إلى قوله: وقيل: هم الاعاجم ومن لا يتكلم بلغة العرب، فان النبي صلى الله عليه وآله مبعوث إلى من شاهده والى من بعدهم من العجم والعرب، عن ابن عمر وسعيد بن جبير وروى ذلك عن أبى جعفر عليه السلام. 22 – وروى ان النبي صلى الله عليه وآله قرأ هذه الاية فقيل له: من هؤلاء ؟ فوضع يده على كتف سلمان وقال: لو كان الايمان في الثريا لنالته رجال من هؤلاء. 23 – وروى محمد بن أبى عمير عن هشام بن سالم يرفعه قال: جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يا رسول الله ان للاغنياء ما يتصدقون وليس لنا ما نتصدق ؟ ولهم ما يحجون وليس لنا ما نحج ؟ ولهم ما يعتقون وليس لنا ما نعتق ؟ فقال: من كبر الله مأة مرة كان أفضل من عتق رقبة، ومن سبح الله مأة مرة كان أفضل من مأة فرس في سبيل الله بسرجها وبلجمها، ومن هلل الله مأة مرة كان افضل الناس عملا في ذلك اليوم الا من زاد، فبلغ ذلك الاغنياء فقالوه ; فرجع الفقراء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: يا رسول الله قد بلغ الاغنياء ما قلت فصنعوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:


[ 324 ]

ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء 24 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن المستورد النخعي عمن رواه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الملائكة الذين في السماء ليطلعون إلى الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمد قال: فيقول: أما ترون إلى هؤلاء في قلتهم وكثرة عدوهم يصفون فضل آل محمد ؟ فتقول الطائفة الاخرى من الملائكة: ” ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم “. 25 – في تفسير على بن ابراهيم ثم ضرب مثلا في بنى اسرائيل فقال: مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفارا قال: الحمار يحمل الكتب ولا يعلم ما فيها ولا يعمل به كذلك بنو اسرائيل قد حملوا مثل الحمار لا يعلمون ما فيه ولا يعملون به وقوله: يا ايها الذين هادوا ان زعمتم انكم اولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت ان كنتم صادقين قال: ان في التوراة مكتوب: اولياء الله يتمنون الموت. 26 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابه عن الحسن بن على بن ابى عثمان عن واصل عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى أبى ذر فقال: يا أبا ذر مالنا نكره الموت ؟ فقال: لانكم عمرتم الدنيا وخربتم الاخرة فتكرهون ان تنقلوا من عمران إلى خراب. 27 – في تفسير على بن ابراهيم ثم قال: ان الموت الذى تفرون منه فانه ملاقيكم قال أمير المؤمنين عليه السلام: ايها الناس كل امرء لاق في فراره مامنه يفر، و الاجل مساق النفس إليه والهرب منه موافاته. 28 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن محمد الازدي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ” قل ان الموت الذى تفرون منه فانه ملاقيكم ” إلى قوله ” تعملون ” قال: تعد السنين ثم تعد الشهور ثم تعد الايام ثم تعد الساعات ثم يعد النفس فإذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.


[ 325 ]

29 – فيمن لا يحضره الفقيه وروى انه كان بالمدينة إذا اذن المؤذن يوم الجمعة نادى مناد: حرم البيع لقول الله عزوجل: يا ايها الذين آمنوا إذا نودى للصلوة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع. 30 – في مجمع البيان وقرء عبد الله بن مسعود ” فامضوا إلى ذكر الله ” وروى ذلك عن على بن أبى طالب عليه السلام وهو المروى عن أبى جعفر عليه السلام. 31 – في الكافي على بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد عن المفضل بن الصالح عن جابر بن يزيد عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: قول الله عزوجل: ” فاسعوا إلى ذكر الله ” قال: اعملوا وعجلوا فانه يوم مضيق على المسلمين، وثواب أعمال المسلمين على قدر ما ضيق عليهم، والحسنة والسيئة تضاعف فيه. قال: وقال أبو جعفر عليه السلام: والله لقد بلغني أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله كانوا يتجهزون للجمعة يوم الخميس ; لانه يوم مضيق على المسلمين. 32 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن الحسن بن علان عن حماد بن عيسى وصفوان بن يحيى عن ربعى بن عبد الله عن فضيل بن يسار عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان من الاشياء أشياء موسعة وأشياء مضيقة، فالصلوات مما وسع فيه تقدم مرة وتؤخر اخرى، والجمعة مما ضيق فيها فان وقتها يوم الجمعة ساعة تزول، ووقت العصر فيها وقت الظهر في غيرها. 33 – محمد بن يحيى عن محمد بن موسى عن العباس بن معروف عن ابن أبى نجران عن ابى عبد الله عن ابى جعفر عليهما السلام قال: قال له رجل: كيف سميت الجمعة ؟ قال: ان الله عزوجل جمع فيها خلقه لولاية محمد ووصيه في الميثاق، فسماه يوم الجمعة لجمعه فيه خلقه. 34 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا قمت إلى الصلوة انشاء الله فأتها سعيا وليكن عليك السكينة والوقار، فما أدركت فصل وما سبقت فأتمه، فان الله عزوجل يقول: ” يا ايها الذين آمنوا إذا نودى للصلوة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ” ومعنى فاسعوا هو الانكفاء.


[ 326 ]

35 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” فاسعوا إلى ذكر الله ” قال: الاسراع في المشى، وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: ” يا ايها الذين آمنوا إذا نودى للصلوة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ” يقول: واسعوا أي امضوا ويقال: اسعوا اعملوا لها وهو قص الشارب ونتف الابط وتقليم الاظفار والغسل ولبس أنظف الثياب وتطيب للجمعة فهو السعي، يقول الله: ” ومن أراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن “. 36 – في مجمع البيان وفرض الجمعة لازم جميع المكلفين الا أصحاب الاعذار من السفر أو المرض أو العمى أو العرج أو ان يكون امرأة أو شيخا لاحراك به أو عبدا أو يكون على رأس اكثر من فرسخين من الجامع، وعند حصول هذه الشرائط لا تجب الا عند حضور السلطان العادل أو من نصبه السلطان للصلوة، والعدد يتكامل عند اهل البيت عليهم السلام بسبعة، والاختلاف بين الفقهاء في مسائل الجمعة كثير موضعه كتب الفقه. 37 – في كتاب الخصال وعن على عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اطرقوا أهليكم في كل جمعة بشئ من الفاكهة واللحم حتى يفرحوا بالجمعة وكان النبي صلى الله عليه وآله إذا خرج في الصيف من بيت خرج يوم الخميس، وإذا اراد ان يدخل البيت في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة. 38 – فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام اصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: وفى يوم الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد الا مات. 39 – عن محمد بن رباح القلا قال: رأيت ابا ابراهيم عليه السلام يحتجم يوم الجمعة فقلت: جعلت فداك تحتجم يوم الجمعة ؟ قال: اقرأ آية الكرسي فإذا هاج بك الدم ليلا كان أو نهارا اقرأ آية الكرسي واحتجم. 40 – عن الصقر بن ابى دلف الكرخي قال: قلت لابي الحسن العسكري عليه السلام حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وآله لا اعرف معناه ؟ قال: وما هو ؟ قلت: قوله: لا تعادوا الايام فتعاديكم ما معناه ؟ قال: نعم، الايام نحن ما قامت السموات والارض


[ 327 ]

فالسبت اسم رسول الله صلى الله عليه وآله، والاحد كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام ; والاثنين الحسن والحسين، والثلثاء على بن الحسين ومحمد بن على وجعفر بن محمد، و الاربعاء موسى بن جعفر وعلى بن موسى ومحمد بن على وانا، والخميس ابني الحسن بن على، والجمعة ابن ابني واليه تجمع عصابة الحق، وهو الذى يملاءها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، فهذا معنى الايام. فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الاخرة. 41 – في الكافي احمد بن الحسين عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يستحب إذا دخل وإذا خرج في الشتاء ان يكون ذلك في ليلة الجمعة. 42 – في تفسير على بن ابراهيم قال على بن ابراهيم في قوله: فإذا قضيت الصلوة فانتشروا في الارض يعنى إذا فرغ من الصلوة فانتشروا في الارض قال: يوم السبت. 43 – في مجمع البيان وروى انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال في قوله: ” فإذا قضيت الصلوة فانتشروا في الارض ” الاية ليست بطلب الدنيا، ولكن عيادة مريض وحضور جنازة وزيارة أخ في الله. 44 – وروى عمر بن يزيد عن أبى عبد الله قال: انى لا ركب في الحاجة التى كفاها الله ما أركب فيها الا التماس أن يرانى الله أضحى في طلب الحلال ; أما تسمع قول الله عز اسمه: ” فإذا قضيت الصلوة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله ” أرأيت لو أن رجلا دخل بيتا وطين عليه بابه، ثم قال: رزقي ينزل على أكان يكون هذا ؟ اما انه أحد الثلاثة الذين لا يستجاب لهم، قال: قلت: من هؤلاء ؟ قال: رجل تكون عنده المرأة فيدعو عليها فلا يستجاب له ; لان عصمتها في يده لو شاء أن يخلى سبيلها، والرجل يكون له الحق على الرجل فلا يشهد عليه فيجحده حقه فيدعو عليه فلا يستجاب، لانه ترك ما أمر به، والرجل يكون عنده الشيئ فيجلس في بيته فلا ينتشر ولا يطلب ولا يلتمس حتى يأكله ثم يدعو فلا يستجاب له.


[ 328 ]

45 – وروى عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: الصلوة يوم الجمعة والانتشار يوم السبت. 46 – في محاسن البرقى عنه عن عثمان بن عيسى عن عبد الله بن سنان وأبى ايوب الخزاز قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” فإذا قضيت الصلوة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله ” قال: الصلوة يوم الجمعة والانتشار يوم السبت. وقال: السبت لنا والاحد لبنى امية. 47 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: السبت لنا والاحد لشيعتنا والاثنين لبنى امية، والثلثاء لشيعتهم، والاربعاء لبنى العباس والخميس لشيعتهم، والجمعة لساير الناس جميعا وليس فيه سفر، قال الله تعالى: ” فإذا قضيت الصلوة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله ” يعنى يوم السبت. 48 – في الكافي الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن على بن مهزيار عن جعفر بن محمد الهاشمي عن أبى حفص العطار شيخ من أهل المدينة قال: سمعت أبا عبد الله عليهم السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا صلى أحدكم المكتوبة وخرج من المسجد فليقف بباب المسجد ثم ليقل: اللهم دعوتني فأجبت دعوتك وصليت مكتوبك وانتشرت في أرضك كما أمرتنى فأسئلك من فضلك العمل بطاعتك واجتناب سخطك والكفاف في الرزق برحمتك. 49 – في مجمع البيان: واذكروا الله كثيرا أي اذكروه على احسانه إلى قوله: وقيل معناه: اذكروا الله في تجاراتكم واسواقكم كما روى عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: من ذكر الله مخلصا في السوق عند غفلة الناس وشغلهم بما هم فيه كتب الله له ألف حسنة ويغفر الله له يوم القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر، لعلكم تفلحون أي لتفلحوا وتفوزوا بثواب النعيم، علق سبحانه الفلاح بالقيام بما تقدم ذكره من أعمال الجمعة وغيرها.


[ 329 ]

50 – وصح الحديث عن أبى ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من اغتسل يوم الجمعة فأحسن غسله ولبس صالح ثيابه، ومس من طيب بيته أو دهنه، ثم لم يفرق بين اثنين غفر الله له ما بينه وبين الجمعة الاخرى وزيادة ثلاثة ايام بعدها اورده البخاري في الصحيح. 51 – وروى سلمان التيمى عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ان لله عزوجل في كل جمعة ستمأة الف عتيق من النار كلهم قد استوجب النار. 52 – وفيه قال جابر بن عبد الله: اقبل عير ونحن نصلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله فانفض الناس إليها فما بقى غير اثنى عشر رجلا انا فيهم فنزلت الاية وإذا رأوا تجارة أو لهوا وقال الحسن وابو مالك: اصاب اهل المدينة جوع وغلاء سعر، فقدم دحية ابن خليفة بتجارة زيت من الشام والنبى صلى الله عليه وآله يخطب يوم الجمعة ; فلما رأوه قاموا إليه بالبقيع خشية ان يسبقوا إليه، فلم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله الا رهط فنزلت الاية فقال صلى الله عليه وآله: والذى نفسي بيده لو انه تتابعتم حتى لا يبقى أحد منكم لسال بكم الوادي نارا. 53 – في عوالي اللئالى وروى مقاتل بن سليمان قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله يخطب يوم الجمعة إذا قدم دحية الكلبى من الشام بتجارة، وكان إذا قدم لم يبق في المدينة عاتق الا أتته (1) وكان يقدم إذا قدم بكل ما يحتاج إليه الناس من دقيق وبر وغيره، ثم ضرب الطبل ليؤذن الناس بقدومه، فيخرج الناس فيبتاعوا منه، فقدم ذات جمعة وكان قبل ان يسلم ورسول الله صلى الله عليه وآله يخطب على المنبر، فخرج الناس فلم يبق في المسجد الا اثنى عشر، فقال النبي صلى الله عليه وآله: لو لا هؤلاء لسومت عليهم الحجارة من السماء وانزل الله الاية في سورة الجمعة. 54 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلى بالناس يوم الجمعة و


(1) العاتق: الجارية أول ما أدركت أو التى بين الادراك والتعنيس سميت بذلك لانها عتقت عن خدمة أبويها ولم يدركها زوج بعد. (*)

[ 330 ]

دخلت ميرة (1) وبين يديها قوم يضربون بالدفوف والملاهي، فترك الناس الصلوة ومروا ينظرون إليهم، فأنزل الله: ” وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها ” إلى قوله ” والله خير الرازقين “. أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن مسكان عن أبى بصير انه سئل عن الجمعة كيف يخطب الامام ؟ قال: يخطب قائما فان الله يقول: وتركوك قائما. 55 – وعنه عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن أبى ايوب عن ابى يعفور (2) عن أبى عبد الله عليه السلام قال: نزلت: ” وإذا رأوا تجارة أو لهوا انصرفوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة ” يعنى للذين اتقوا ” والله خير الرازقين “. 56 – في مجمع البيان ” انفضوا ” أي تفرقوا وروى عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: انصرفوا إليها وتركوك قائما تخطب على المنبر، قال جابر بن سمرة: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يخطب الا وهو قائم فمن حدثك انه خطب وهو جالس فكذبه. وسئل عبد الله بن مسعود كان النبي صلى الله عليه وآله يخطب قائما ؟ فقال: أما تقرأ ” وتركوك قائما “. 57 – في كتاب الخصال فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام: يا على ثلاث يقسين القلب: استماع اللهو وطلب الصيد واتيان باب السلطان. 58 – عن أبى الحسن الاول عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله أربع خصال يفسدن القلب وينبتن النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر: استماع اللهو، والبذاء (3)


(1) الميرة: الطعام يدخره الانسان. (2) كذا في الاصل وتوافقه المصدر لكن في نسخة البرهان ” عن ابن أبى يعفور ” وهو الصحيح. (3) البذاء: الفحش في القول. (*)

[ 331 ]

واتيان باب السلطان وطلب الصيد. 59 – عن زرارة بن أعين عن أبى جعفر عليه السلام قال: لهو المؤمن في ثلاثة أشياء: التمتع في النساء، ومفاكهة الاخوان والصلوة بالليل. 60 – في عيون الاخبار في باب ذكر اخلاق الرضا عليه السلام ووصف عبادته: و كان يقرء في سورة الجمعة: ” قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا و الله خير الرازقين “. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ في ليلة الجمعة بالجمعة وسبح اسم ربك الاعلى. وفى صلوة الظهر بالجمعة والمنافقين، فإذا فعل ذلك فكانما يعمل بعمل رسول الله صلى الله عليه وآله وكان جزاؤه وثوابه على الله الجنة. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة المنافقين برئ من النفاق. 3 – في تفسير على بن ابراهيم: إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون قال: نزلت في غزوة المريسيع (1) وهى غزوة المصطلق في سنة خمس من الهجرة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله خرج إليها فلما رجع منها نزل على بئر وكان الماء قليلا فيها، وكان انس بن سيار حليف الانصار، وكان جهجاه بن سعيد الغفاري أجيرا لعمر بن الخطاب فاجتمعوا على البئر فتعلق دعو سيار (2) بدلو جهجاه فقال سيار دلوى، وقال جهجاه: دلوى. فضرب جهجاه على وجه سيار فسال منه الدم. فنادى سيار


(1) قال الفيروز آبادى: المريسيع مصغر مرسوع: بئر أو ماء لخزاعة على يوم من الفرع واليه تضاف غزوة بنى المصطلق. (2) كذا في الاصل والصحيح كما في المصدر ” ابن سيار ” وكذا فيما يأتي. (*)

[ 332 ]

بالخزرج ونادى جهجاه بقريش، وأخذ الناس السلاح وكاد أن تقع الفتنة فسمع عبد الله بن أبى النداء فقال: ما هذا ؟ فأخبروه بالخبر، فغضب غضبا شديدا ثم قال: قد كنت كارها لهذا المسير انى لاذل العرب ما ظننت انى ابقى إلى ان اسمع مثل هذا فلا يكن عندي تغيير، ثم أقبل على أصحابه فقال: هذا عملكم أنزلتموهم منازلكم، وواسيتموهم بأموالكم ووقيتموهم بأنفسكم، وأبرزتم نحوركم للقتل فارمل نساؤكم (1) وأيتم صبيانكم ولو أخرجتموهم لكانوا عيالا على غيركم، ثم قال: ” لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل ” وكان في القول زيد بن أرقم وكان غلاما قد راهق، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله في ظل شجرة في وقت الهاجرة (2) وعنده قوم من أصحابه من المهاجرين والانصار، فجاء زيد فأخبره بما قال عبد الله بن أبى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لعلك وهمت يا غلام ؟ قال: لا والله ما وهمت، قال: فلعلك غضبت عليه ؟ قال: لا والله ما غضبت عليه، قال: فلعله سفه عليك ؟ فقال: لا والله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لشقران مولاه: احدج، (3) فأحدج راحلته وركب وتسامع الناس بذلك، فقالوا: ما كان رسول الله صلى الله عليه وآله ليرحل في مثل هذا الوقت، فرحل الناس ولحقه سعد بن عبادة فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال: و عليك السلام فقال: ما كنت لترحل في مثل هذا الوقت ؟ فقال: أو ما سمعت قولا قال صاحبكم ؟ قالوا: وأى صاحب لنا غيرك يا رسول الله ؟ قال: عبد الله بن أبى زعم انه ان رجع إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل ؟ فقال: يا رسول الله فانك وأصحابك الاعز وهو وأصحابه الاذل، فسار رسول الله صلى الله عليه وآله يومه كله لا يكلمه أحد، فأقبلت الخزرج على عبد الله بن ابى يعذلونه (4) فحلف عبد الله انه لم يقل شيئا من


(1) ارملت المرأة: مات عنها زوجها. (2) الهاجرة: مؤنث الهاجر: نصف النهار في القيظ، أو من عند زوال الشمس إلى العصر، لان الناس يسكنون في بيوتهم كأنهم هاجروا. (3) الحدج: شد الاحمال وتوثيقها. (4) العذل: الملامة كالتعذيل. (*)

[ 333 ]

ذلك، فقالوا: فقم بنا إلى رسول الله حتى تعتذر إليه، فلوى عتقه ; فلما جن – الليل سار رسول الله صلى الله عليه وآله ليله كله والنهار فلم ينزلوا الا للصلوة، فلما كان من الغد نزل رسول الله صلى الله عليه وآله ونزل أصحابه وقد أمهدهم الارض (1) من السفر الذى أصابهم فجاء عبد الله بن أبى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فحلف عبد الله له انه لم يقل ذلك وانه يشهد ان لا اله الا الله وانك لرسول الله، وان زيدا قد كذب على، فقبل رسول الله صلى الله عليه وآله منه وأقلبت الخزرج على زيد بن ارقم يشتمونه ويقولون له: كذبت على عبد الله سيدنا فلما رحل رسول الله صلى الله عليه وآله كان زيد معه يقول: اللهم انك لتعلم انى لم اكذب على عبد الله بن ابى، فما سار الا قليلا حتى أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان يأخذه من البرحاء (2) عند نزول الوحى، فثقل حتى كادت ناقته أن تبرك من ثقل الوحى، فسرى عن رسول الله وهو يسكب العرق عن جبهته (3) ثم أخذ باذن زيد بن أرقم فرفعه من الرحل ثم قال: يا غلام صدق قولك ووعى قلبك وأنزل الله فيما قلت قرآنا، فلما نزل جمع أصحابه وقرأ عليهم سورة المنافقين: ” بسم الله الرحمن الرحيم إذا جائك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون * اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله انهم ساء ما كانوا يعملون ” إلى قوله: ” ولكن المنافقين لا يعلمون ” ففضح الله عبد الله بن ابى. 4 – حدثنا أحمد بن ثابت قال: حدثنا أحمد بن ميثم عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن أبان بن عثمان قال: سار رسول الله صلى الله عليه وآله يوما وليلة ومن الغد حتى ارتفع الضحى، فنزل ونزل الناس، فرموا بأنفسهم نياما، وانما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكف الناس عن الكلام، قال: وان ولد عبد الله بن أبى اتى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ان كنت عزمت على قتله فمرنى ان أكون أنا الذى أحمل


(1) أمهدهم الارض أي صارت لهم مهادا فلما وقعوا عليها ناموا. (2) البرحاء: الشدة والاذى. (3) سكب الماء: صبه. وفى البحار يسلت بدل يسكب وهو من سلت الخضاب عن يده مسحه وألقاه. (*)

[ 334 ]

اليك رأسه، فو الله لقد علمت الاوس والخزرج انى أبرهم ولدا بوالدي فانى أخاف ان تأمر غيرى فيقتله فلا تطيب نفسي ان انظر إلى قاتل عبد الله فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بل يحسن لك صحابته مادام معنا. 5 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن أبى بصير قال: قال طاوس اليماني لابي جعفر عليه السلام: اخبرني عن قوم شهدوا شهادة الحق وكانوا كاذبين قال: المنافقون حين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: ” نشهد انك لرسول الله ” فأنزل الله عزوجل: ” إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون “. 6 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي قال: قلت له: ذلك بانهم آمنوا ثم كفروا قال: ان الله تبارك وتعالى سمى من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين، وجعل من جحد وصيه امامته كمن جحد محمدا، وأنزل بذلك قرآنا فقال: يا محمد إذا جاءك المنافقون بولاية وصيك قالوا نشهد انك لرسول الله والله ليعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين بولاية على لكاذبون، اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله والسبيل هو الوصي انهم ساء ما كانوا يعملون ذلك بأنهم آمنوا برسالتك وكفروا بولاية وصيك فطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون، قلت: ما معنى لا يفقهون ؟ قال: يقول: لا يعقلون نبوتك. 7 – وفى اصول الكافي باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس ; رجل منافق يظهر الايمان متصنع بالاسلام لا يتأثم ولا يتحرج أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدا، فلو علم الناس انه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدق، ولكنهم قالوا: هذا قد صحب رسول الله صلى الله عليه وآله ورآه وسمع منه وأخذوا عنه وهم لا يعرفون حاله، وقد أخبر الله تعالى عن المنافقين بما أخبره ووصفهم بما وصفهم، فقال عزوجل: وإذا رأيتهم تعجبك اجسامهم و ان يقولوا تسمع لقولهم ثم بقوا بعدهم فتقربوا إلى ائمة الضلالة والدعاة إلى


[ 335 ]

النار بالزور والكذب والبهتان، فولوهم الاعمال وحملوهم على رقاب الناس و أكلوا بهم الدنيا، وانما الناس مع الملوك والدنيا الامن عصم الله فهذا احد الاربعة. 8 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: كأنهم خشب مسندة يقول: لا يسمعون ولا يعقلون يحسبون كل صيحة عليهم يعنى كل صوت هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله انى يؤفكون فلما انبأ الله رسوله وعرفه خبرهم مشى إليهم عشائرهم (1) وقالوا: لقد افتضحتم ويلكم. فأتوا رسول الله صلى الله عليه وآله يستغفر لكم فلووا رؤسهم وزهدوا في الاستغفار يقول الله: وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤسهم ورأيتهم يصدون و هم مستكبرون. أقول: قد تقدم في أول السورة في بيان شأن النزول (2) بيان لقوله عزوجل: ” لووا رؤسهم “. 9 – في اصول الكافي متصل بقوله: لا يعقلون نبوتك، قلت: ” وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله ” قال: وإذا قيل لهم ارجعوا إلى ولاية على يستغفر لكم النبي من ذنوبكم ” لووا رؤسهم ” قال الله: ” ورأيتهم يصدون عن ولاية على و هم مستكبرون عليه ” ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال: سواء عليهم استغفرت لهم ام لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ان الله لا يهدى القوم الفاسقين يقول: الظالمين لوصيك، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. اقول: قد تقدم في اول السورة في بيان شأن النزول (3) بيان لقوله عزوجل: يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الاعز منها الاذل. 10 – في الكافي باسناده إلى الحسن الاحمسي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تعالى فوض إلى المؤمن اموره كلها، ولم يفوض إليه ان يكون ذليلا، اما


(1) وفى المصدر ” فلما نعمتهم الله لرسوله وعرفه مسائتهم إليهم والى عشائرهم… اه ” ولكن الظاهر هو المختار في الكتاب. (2 و 3) مر في حديث تفسير القمى (ره) تجت رقم (3). (*)

[ 336 ]

تسمع قول الله تعالى: ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا، ثم قال: المؤمن اعز من الجبل، ان الجبل يستفل منه بالمعاول (1) والمؤمن لا يستفل من دينه شئ. 11 – وباسناده إلى سماعة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله سبحانه وتعالى فوض إلى المؤمن أموره كلها، ولم يفوض إليه أن يذل نفسه ألم تسمع لقول الله تعالى: ” ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ” فالمؤمن ينبغى أن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا يعزه الله بالايمان والاسلام. 12 – وباسناده إلى داود الرقى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا ينبغى للمؤمن أن يذل نفسه قيل له: وكيف يذل نفسه ؟ قال: يتعرض لما يطبق. 13 – وباسناده إلى مفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لا ينبغى للمؤمنين ان يذل نفسه، قلت: بما يذل نفسه ؟ قال: يدخل فيما يعتذر منه. 14 – وباسناد له آخر إلى سماعة عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى فوض إلى المؤمن اموره كلها ولم يفوض إليه ان يذل نفسه الم تر قول الله سبحانه و تعالى هيهنا: ” ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ” والمؤمن ينبغى أن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا. 15 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وقيل للحسن بن على عليهما السلام: ان فيك عظمة ؟ قال: بل في عزة، قال الله تعالى: ” ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين. 16 – في كتاب الخصال عن عبد المؤمن الانصاري قال: ان الله عزوجل أعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا في دينه ; والفلاح في الاخرة، والمهابة في صدور العالمين. 17 – عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله أعطى المؤمن ثلاث خصال: العزة في الدنيا، والفلاح في الاخرة، والمهابة في قلوب الظالمين، ثم قرأ: ” فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين ” وقرء: ” قد افلح المؤمنون ” إلى قوله: ” هم فيها خالدون “.


(1) الفل: الثلم، والمعاول جمع المعول: ” أداة لحفر الارض. (*)

[ 337 ]

18 – عن ابى عبد الله عليه السلام قال: شرف المؤمن صلوته بالليل، وعزه كف الاذى عن الناس. 19 – عن معاوية بن وهب قال: رأني أبو عبد الله عليه السلام وانا احمل بقلا، فقال: انه يكره للرجل السرى (1) ان يحمل الشئ الدنى فيجترء عليه. 20 – فيمن لا يحضره الفقيه وسئل عن قول الله تعالى: فأصدق وأكن من الصالحين قال: اصدق من الصدقة، وأكن من الصالحين أحج. 21 – في مجمع البيان عن ابن عباس قال: مامن أحد يموت وكان له مال فلم يؤد زكوته، واطاق الحج فلم يحج الا سأل الرجعة عند الموت، قالوا: يا ابن عباس اتق الله فانما نرى هذا الكافر يسأل الرجعة ؟ فقال: أنا اقرأ به عليكم قرآنا ثم قرء هذه الاية إلى قوله: ” من الصالحين ” قال: الصلاح هنا الحج و روى ذلك عن أبى عبد الله عليه السلام. 22 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا احمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله الله: ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء اجلها قال: ان عند الله كتبا موقوفة يقدم منها ما يشاء، ويؤخر ما يشاء فإذا كان ليلة القدر أنزل الله فيها كل شئ يكون إلى مثلها (2) فذلك قوله: ” ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء اجلها ” إذ انزله الله وكتبه كتاب السموات وهو الذى لا يؤخره.


(1) السرى: السيد الشريف السخى. (2) وفى المصدر ” إلى ليلة مثلها “. (*)

[ 338 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة التغابن في فريضة كانت شفيعة له يوم القيامة وشاهد عدل عند من يجيز شهادتها ثم لا تفارقه حتى يدخل الجنة. 2 – وباسناده عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من قرأ بالمسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك القائم، وان مات كان في جوار النبي صلى الله عليه وآله. 3 – في مجمع البيان أبى كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ سورة التغابن دفع الله عنه موت الفجاءة. 4 – في تفسير على بن ابراهيم: هو الذى خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن قال: هذه الاية خاصة في المؤمنين والكافرين. حدثنا على بن الحسين عن احمد بن أبى عبد الله عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: سألت الصادق عليه السلام عن قوله: ” فمنكم كافر ومنكم مؤمن ” فقال: عرف الله عزوجل ايمانهم بولايتنا وكفرهم بتركها. 5 – في مجمع البيان ولا يجوز حمله على أن الله سبحانه خلقهم مؤمنين وكافرين لانه لم يقل كذلك بل أضاف الكفر والايمان إليهم والى فعلهم. وقال النبي صلى الله عليه وآله، كل مولود يولد على الفطرة تمام الخبر، وقال الصادق عليه السلام حكاية عن الله سبحانه، خلقت عبادي كلهم حنفاء، ونحو ذلك من الاخبار كثير. 6 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” فمنكم كافر ومنكم مؤمن ” فقال: عرف الله ايمانهم بولايتنا وكفرهم بها يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم صلى الله عليه وهم ذر.


[ 339 ]

7 – على عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن الفضيل قال قال أبو جعفر عليه السلام حبنا ايمان وبغضنا كفر. 8 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: اصلحك الله ما تأمرني انطلق فأتزوج بأمرك فقال لى: ان كنت فاعلا فعليك بالبلهاء من النساء، قلت: وما البلهاء ؟ قال: ذوات الخدور العفائف، فقلت: من هي على دين سالم بن أبى حفصة ؟ قال: لا فقلت: من هي على دين ربيعة الرأى (1) فقال: لا ولكن العواتق اللواتى لا ينصبن كفرا ولا يعرفن ما تعرفون، قلت: وهل تعدو أن تكون مؤمنة أو كافرة ؟ فقال: تصوم وتصلى وتتقى الله ولا تدرى ما أمركم فقلت: قد قال الله عزوجل: ” وهو الذى خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ” لا والله لا يكون أحد من الناس ليس بمؤمن ولا كافر قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: قول الله اصدق من قولك. يا زرارة أرأيت قول الله عزوجل: ” خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم ” قال: فلما قال عسى قلت: ما هم الا مؤمنين أو كافرين قال: فقال ما تقول في قول عزوجل ” الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حلية ولا يهتدون سبيلا ” إلى الايمان فقلت: ما هم الا مؤمنين أو كافرين، فقال: والله ما هم بمؤمنين ولا كافرين، ثم أقبل على فقال: ما تقول في أصحاب الاعراف ؟ فقلت: ماهم الا مؤمنين أو كافرين ان دخلوا الجنة فهم مؤمنون وان دخلوا النار فهم كافرون، فقال والله ما هم بمؤمنين ولا كافرين ولو كانوا مؤمنين لدخلوا الجنة كما دخلها المؤمنون، ولو كانوا كافرين لدخلوا النار كما دخلها الكافرون، و لكنهم قد استوت حسناتهم وسيآتهم فقصرت بهم الاعمال، وانهم لكما قال الله عزوجل، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 9 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن أسباط عن سليم مولى طربال قال: حدثنى هشام عن حمزة بن الطيار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الناس على ستة


(1) سالم بن ابى حفصة من رؤساء الزيدية لعنه الصادق (ع) وكذبه وكفره. وربيعة الرأى من فقهاء العامة. (*)

[ 340 ]

اصناف قال: قلت: تأذن لى ان اكتبها ؟ قال: نعم قلت: ما اكتب ؟ قال: اكتب أهل الوعيد من أهل الجنة وأهل النار، ” وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا و آخر سيئا ” قال: قلت: من هؤلاء ؟ قال: وحشى منهم، قال: واكتب وآخرون مرجون لامر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم قال: واكتب الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة إلى الكفر ولا يهتدون سبيلا إلى الايمان، فأولئك عسى الله ان يعفو عنهم: قال: واكتب أصحاب الاعراف. قال: قلت: وما أصحاب الاعراف ؟ قال: قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فان ادخلهم النار فبذنوبهم، وان ادخلهم الجنة فبرحمته. 10 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن حماد عن حمزة بن الطيار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الناس على ستة فرق: يؤلون كلهم إلى ثلاث فرق: الايمان والكفر والضلال وهم أهل الوعيد الذين وعدهم الله الجنة والنار، المؤمنون والكافرون والمستضعفون والمرجون لامر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم، والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، واهل الاعراف. 11 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن بعض أصحابه عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن المستضعف فقال: هو الذى لا يهتدى حيلة إلى الكفر فيكفر، ولا يهتدى سبيلا إلى الايمان، لا يستطيع أن يؤمن ولا يستطيع ان يكفر، فهم الصبيان ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان مرفوع القلم. 12 – على بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم بن معاوية ومحمد بن يحيى عن العمركى بن على جميعا عن على بن جعفر عن أبى الحسن موسى عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله عزوجل خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا فأحسن صورنا وجعلنا خزائنه (1) في سمائه وارضه لنا نطقت الشجرة وبعبادتنا عبد الله عزوجل، و لولانا ما عبد الله. 13 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا احمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد


(1) كذا في الاصل وفى المصدر ” خزانة ” مكان ” خزائنه ” (*)

[ 341 ]

ابن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن حمزة بن ربيع عن على بن سويد السائى قال: سألت العبد الصالح عن قول الله: ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات قال: البينات هم الائمة عليهم السلام. 14 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن على بن مرداس قال: حدثنا صفوان بن يحيى والحسن بن محبوب عن أبى ايوب عن أبى خالد الكابلي قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: فآمنوا بالله ورسوله و النور الذى أنزلنا فقال: يابا خالد النور والله الائمة من آل محمد صلى الله عليه وآله إلى يوم القيامة، وهم والله نور الله الذى أنزل، وهم والله نور الله في السماوات وفى الارض، و الله يابا خالد لنور الامام في قلوب المؤمنين انور من الشمس المضيئة بالنهار. وهم والله ينورون قلوب المؤمنين ويحجب الله عزوجل نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم ; و الله يابا خالد لا يحبنا عبد ويتولانا حتى يطهر الله قلبه، ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا ويكون سلما لنا، فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب وآمنه من فزع يوم القيامة الاكبر. 15 – أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن على بن أسباط والحسن بن محبوب عن أبى ايوب عن أبى خالد الكابلي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” فآمنوا بالله ورسوله والنور الذى انزلنا ” فقال: يابا خالد النور و الله الائمة عليهم السلام. يابا خالد لنور الامام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار، وهم الذين ينورون قلوب المؤمنين ويحجب الله نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم ويغشاهم بها. 16 – أحمد بن أدريس عن الحسين بن عبيدالله عن محمد بن الحسن وموسى بن عمر عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام قال: والامامة هي النور، وذلك قوله عزوجل: ” آمنوا بالله ورسوله والنور الذى أنزلنا ” قال: النور هو الامام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 17 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى جعفر بن غياث عن أبى عبد الله عليه السلام


[ 342 ]

قال: يوم التغابن: يوم يغبن أهل الجنة أهل النار. 18 – في مجمع البيان وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله في تفسير هذا قوله: ما من عبد مؤمن يدخل الجنة الا ارى مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا، وما من عبد يدخل النار الا ارى مقعده من الجنة لو أحسن ليزداد حسرة. 19 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن الحسين بن المختار عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان القلب ليرجج (1) فيما بين الصدر والحنجرة حتى يعقد على الايمان، فإذا عقد على الايمان قر، وذلك قول الله عزوجل: ومن يؤمن بالله يهد قلبه. في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن ابن سنان عن الحسين بن المختار عن ابى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام مثل ما في الاصول سواء. 20 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم وذلك ان الرجل كان إذا أراد الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله تعلق به ابنه وامرأته، وقالوا: ننشدك الله أن تذهب عنا وتدعنا فنضيع بعدك، فمنهم من يطيع أهله فيقيم، فحذرهم الله أبناءهم ونساءهم ونهاهم عن طاعتهم، ومنهم من يمضى ويذرهم، ويقول: اما والله لئن لم تهاجروا معى لم يجمع الله بينى وبينكم في دار الهجرة لا انفعكم بشئ ابدا، فلما جمع الله بينه وبينهم امره الله ان يحسن إليهم ويصلهم، فقال: وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فان الله غفور رحيم. 21 – في نهج البلاغة وقال عليه السلام: لا يقولن أحدكم: اللهم انى اعوذ بك من الفتنة لانه ليس أحد الا وهو مشتمل على فتنة، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن، فان الله سبحانه يقول: واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة. 22 – في مجمع البيان وروى عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يخطب فجاء الحسن والحسين عليهما السلام قميصان أحمران


(1) الرج: التحريك والتحرك. والرجرجة: الاضطراب. (*)

[ 343 ]

يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله اليهما فأخذهما فوضعهما في حجره على المنبر، وقال: صدق الله ” انما اموالكم واولادكم فتنة ” نظرت إلى هذين الصبين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثى ورفعتهما ثم أخذ في خطبته. قال عز من قائل: فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا 23 – في كتاب التوحيد باسناده إلى سهل بن محمد المصيصى عن أبى عبد الله جعفر بن محمد بن على عليهم السلام قال: لا يكون العبد فاعلا ولا متحركا الا والاستطاعة معه من الله عزوجل، وانما وقع التكليف من الله تبارك وتعالى بعد الاستطاعة ولا يكون مكلفا للفعل الا مستطيعا. 24 – حدثنا أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبى عمير عمن رواه من أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لا يكون العبد فاعلا الا وهو مستطيع، وقد يكون غير فاعل، ولا يكون فاعلا حتى يكون معه الاستطاعة. 25 – حدثنا أبى رضى الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما كلف الله العباد كلفة فعل، ولا نهاهم عن شئ حتى جعل لهم الاستطاعة ثم أمرهم ونهاهم، فلا يكون العبد آخذا ولا تاركا الا باستطاعة متقدمة قبل الامر والنهى، وقبل الاخذ والترك، وقبل القبض والبسط. 26 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: لا يكون من العبد قبض ولا بسط الا باستطاعة متقدمة للقبض والبسط. 27 – حدثنا أبى رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين عن أبى سعيد المحاملى وصفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول وعنده قوم يتناظرون في الافاعيل والحركات


[ 344 ]

فقال. الاستطاعة قبل الفعل، لم يأمر الله عزوجل بقبض ولا بسط الا والعبد لذلك مستطيع. 28 – حدثنا أبى رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن مروك ابن عبيد عن عمرو ورجل من اصحابنا عمن سأل أبا عبد الله عليه السلام فقال لى ان لى اهل بيت قدرية يقولون: نستطيع أن نعمل كذا وكذا ونستطيع ان لا نعمل ؟ قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: قل له هل تستطيع أن لا تذكر ما تكره، وان لا تنسى ما تحب ؟ فان قال: لا، فقد ترك قوله، وان قال: نعم فلا تكلمه أبدا فقد ادعى الربوبية. 29 – حدثنا أبى رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أبو الخير صالح بن أبى حماد قال: حدثنى أبو خالد السجستاني عن على بن يقطين عن أبى ابراهيم قال: مر أمير المؤمنين عليه السلام بجماعة بالكوفة وهم يختصمون في القدر، فقال لمتكلمهم: أبا لله تستطيع ام مع الله أم من دون الله تستطيع ؟ فلم يدر ما يرد عليه، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ان زعمت انك بالله تستطيع فليس لك من الامر شئ، وان زعمت انك مع الله تستطيع فقد زعمت انك شريك معه في ملكه، وان زعمت انك من دون الله تستطيع فقد ادعيت الربوبية من دون الله عزوجل، فقال: يا أمير المؤمنين لا بل بالله استطيع، فقال: اما انك لو قلت غير هذا لضربت عنقك. 30 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن الحسن زعلان عن أبى طالب القمى عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت: أجبر الله العباد على المعاصي قال: لا، قلت: ففوض إليهم الامر ؟ قال: لا، قلت: فماذا ؟ قال: لطف من ربك بين ذلك. 31 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن غير واحد عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال: ان الله أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب ثم يعذبهم عليها، والله أعز من أن يريد أمرا فلا يكون، قال:


[ 345 ]

فسئلا عليهما السلام هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة ؟ قالا: نعم أوسع مما بين السماء والارض. 32 – على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن صالح بن سهل عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سئل عن الجبر والقدر، فقال: لا جبر ولا قدر ولكن منزلة بينهما فيها الحق التى بينهما، لا يعلمها الا العالم أو من علمها اياه العالم. 33 – على بن ابراهيم عن محمد عن يونس عن عدة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال له رجل: جعلت فداك أجبر الله العباد على المعاصي ؟ قال: الله أعدل من ان يجبرهم على المعاصي ثم يعذبهم عليها، فقال له: جعلت فداك ففوض الله إلى العباد ؟ قال: فقال: لو فوض إليهم لم يحصرهم بالامر والنهى، فقال له: جعلت فداك فبينهما منزلة ؟ قال: فقال نعم اوسع ما بين السماء والارض (1) 34 – محمد بن يحيى وعلى بن ابراهيم جميعا عن احمد بن محمد بن على بن الحكم وعبد الله بن يزيد جميعا عن رجل من اهل البصرة قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن الاستطاعة ؟ فقال اتستطيع ان تعمل ما لم يكون ؟ قال: لا، قال: فتستطيع ان تنتهى عما قد كون ؟ قال: لا، قال: فقال له أبو عبد الله عليه السلام: فمتى أنت مستطيع ؟ قال: لا ادرى، قال: فقال له أبو عبد الله عليه السلام: ان الله خلق خلقا فجعل فيهم آلة الاستطاعة، ثم لم يفوض إليهم ; فهم مستطيعون للفعل وقت الفعل مع الفعل إذا فعلوا ذلك الفعل، فإذا لم يفعلوه في ملكه لم يكونوا مستطيعين أن يفعلوا فعلا لم يفعلوه، لان الله عزوجل أعز من أن يضاده في ملكه أحد، قال البصري: فالناس مجبورون ؟ قال: لو كانوا مجبورين كانوا معذورين، قال: ففوض إليهم ؟ قال: لا. قال: فماهم ؟ قال: علم منهم فعلا فجعل فيهم آلة الفعل، فإذا فعلوا كانوا مع الفعل مستطيعين، قال البصري: اشهد انه الحق وانكم أهل بيت النبوة والرسالة. 35 – محمد بن أبى عبد الله عن سهل بن زياد وعلى بن ابراهيم عن أحمد بن


(1) كذا في الاصل وفى المصدر ” والارض ” مكان ” إلى الارض ” وهو الظاهر. (*)

[ 346 ]

محمد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن صالح النيلى قال، سألت أبا عبد الله عليه السلام: هل للعباد من الاستطاعة شئ ؟ [ قال ] فقال لى: إذا فعلوا الفعل كانوا مستطيعين بالاستطاعة التى جعل الله فيهم، قال: قلت: وما هي ؟ قال: الالة مثل الزنا (1) إذا زنى كان مستطيعا للزنا حين زنا، ولو انه ترك الزنا ولم يزن كان مستطيعا لتركه إذا ترك، قال: ثم قال: ليس له من الاستطاعة قبل الفعل قليل ولا كثير، ولكن مع الفعل والترك كان مستطيعا، قلت: فعلى ماذا يعذبه ؟ قال: بالحجة والالة التى ركب فيهم، ان الله لم يجبر أحدا على معصية ولا أراد ارادة حتم الكفر من أحد، ولكن حين كفر كان في ارادة الله أن يكفر، وهم في ارادة الله وفى علمه ان لا يصيروا إلى شئ من الخير قلت: أراد منهم أن يكفروا ؟ قال: ليس هكذا اقول ولكني أقول: علم انهم سيكفرون فأراد الكفر لعلمه فيهم، وليست ارادة حتم انما هي ارادة اختيار. 36 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الفضل بن أبى قرة قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام يطوف من أول الليل إلى الصباح وهو يقول: اللهم قنى شح نفسي، فقلت: جعلت فداك ما سمعتك تدعو، بغير هذا الدعاء قال وأى شئ أشد من شح النفس وان الله يقول: ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. 37 – في مجمع البيان وقال الصادق عليه السلام: من أدى الزكوة فقد وقى شح نفسه. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة الطلاق والتحريم في فريضة أعاذه الله من أن يكون يوم القيامة ممن يخاف أو يحزن وعوفى من النار، وأدخله الله الجنة بتلاوته اياهما ; ومحافظته عليهما


(1) وفى المصدر ” الزانى ” بدل ” الزنا “. (*)

[ 347 ]

لانهما للنبى صلى الله عليه وآله. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة الطلاق مات على سنة رسول الله صلى الله عليه وآله. 3 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن سنان قال: أخبرني الكلبى النسابة قال: دخلت على جعفر بن محمد عليه السلام فقلت له: أخبرني عن رجل قال لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء ؟ فقال: ويحك أما تقرء سورة الطلاق ؟ قلت: بلى، قال: فاقرأ، فقرأت فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة قال: أترى هيهنا نجوم السماء ؟ قلت: لا، قلت: فرجل قال لامرائه: أنت طالق ثلاثا قال: ترد إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله، ثم قال: لا طلاق الا على طهر من غير جماع بشاهدين مقبولين، والحديث طويل أخذنا منه الحاجة. 4 – في تفسير على بن ابراهيم: يا ايها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة قال: المخاطبة للنبى صلى الله عليه وآله والمعنى للناس وهو ما قال الصادق عليه السلام: ان الله بعث نبيه: باياك اعني واسمعي يا جارة. (1) وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” فطلقوهن لعدتهن ” والعدة الطهر من الحيض ” واحصوا العدة ” وذلك ان يدعها حتى تحيض، فإذا حاضت ثم طهرت واغتسلت طلقها تطليقة من غير أن يجامعها ويشهد على طلاقها إذا طلقها، ثم ان شاء راجعها ويشهد على رجعتها إذا راجعها، فإذا اراد طلاقها الثانية فإذا حاضت واغتسلت طلقها الثانية، واشهد على طلاقها من غير ان يجامعها، ثم ان شاء راجعها ويشهد على رجعتها ثم يدعها حتى تحيض ثم تطهر، فإذا اغتسلت طلقها الثالثة وهو فيما بين ذلك قبل أن يطلق الثالثة أملك بها ان شاء راجعها، غير انه ان راجعها ثم بداله أن يطلقها عندما طلق قبل ذلك وهكذا السنة في الطلاق لا يكون الطلاق الا عند طهرها من حيضها من غير جماع كما وصفت، وكلها رجعت فليشهد، فان طلقها ثم راجعها حبسها ما بداله، ثم ان طلقها الثانية ثم راجعها حبسها بواحدة ما بداله، ثم ان طلقها تلك الواحدة الباقية بعد ما كان راجعها اعتدت ثلاثة


(1) مر بعض ما يتعلق بهذا المثل في المجلد الاول صفحة 140 فراجع. (*)

[ 348 ]

قروء وهى ثلاث حيضات وان لم تكن تحيض فثلاثة أشهر، وان كان بها حمل فإذا وضعت انقضى اجلها، وهو قوله واللائى يئسن من المحيض من نسائكم ان ارتبتم فعدتهن ثلاثة اشهر واللائى لم يحضن فعدتهن ايضا ثلاثة اشهر واولات الاحمال اجلهن أن يضعن حملهن. 5 – في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وعلى بن الحسين وجعفر بن محمد عليهم السلام ” فطلقوهن في قبل عدتهن “. 6 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن بعض أصحابنا عن أبان عن أبى بصير قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: والله لو ملكت من أمر الناس شيئا لاقمتهم بالسيف والسوط حتى يطلقوا للعدة كما أمر الله عزوجل. 7 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن على بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام انه سئل عن امرأة سمعت رجلا طلقها وجحد ذلك أتقيم معه ؟ قال: نعم وان طلاقه بغير شهود ليس بطلاق، والطلاق لغير العدة ليس بطلاق، ولا يحل له أن يفعل فيطلقها بغير شهود فلغير العدة التى أمر الله عزوجل بها. 8 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن ابيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام انه قال: كل طلاق لا يكون على السنة أو طلاق على العدة فليس بشئ قال زرارة: قلت لابي جعفر عليه السلام: فسر لى طلاق الستة وطلاق العدة، فقال: اما طلاق العدة الذى قال الله تبارك وتعالى: ” فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة ” فإذا اراد الرجل منكم ان يطلق امراته طلاق العدة فلينتظر بها حتى تحيض وتخرج من حيضتها ثم يطلقها تطليقة من غير جماع بشهادة شاهدين عدلين ويراجعها من يومه ذلك ان احب أو بعد ذلك بايام، وقبل ان تحيض ويشهد على رجعتها ويواقعها و يكون معها، حتى تحيض فإذا حاضت وخرجت من حيضتها طلقها تطليقة اخرى من غير جماع ويشهد على ذلك، ثم يراجعها ايضا متى شاء قبل ان تحيض ويشهد على رجعتها ويواقعها وتكون معه إلى ان تحيض الحيضة الثالثة فإذا خرجت من حيضتها


[ 349 ]

الثالثة بغير جماع، ويشهد على ذلك فإذا فعل ذلك فقد بانت منه، ولا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 9 – حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن محمد بن زياد عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا اراد الرجل الطلاق طلقها في قبل عدتها بغير جماع، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 10 – حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن ابن رباط وعلى بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير جميعا عن ابن اذينة عن محمد بن مسلم انه سأل ابا جعفر عليه السلام عن رجل قال لامراته انت على حرام أو بائنة اوبتة أو برية أو خلية ؟ (1) قال: هذا كله ليس بشئ، انما الطلاق ان يقول لها في قبل العدة بعد ما تطهر من محيضها قبل ان يجامعها: انت طالق أو اعتدى، يريد بذلك الطلاق ويشهد على ذلك رجلين عدلين. 11 – على بن ابراهيم عن ابيه وعدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن ابى نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن ابى جعفر عليه السلام قال: الطلاق للعدة ان يطلق الرجل امراته عند كل طهر يرسل إليها ; اعتدى فان فلانا قد طلقك، قال: وهو املك برجعتها. 12 – في كتاب علل الشرايع حدثنا احمد بن الحسن القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول عن ابيه عن اسماعيل بن الفضل الهاشمي قال قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يقع الطلاق الا على الكتاب والسنة، لانه حد من حدود الله عزوجل يقول: ” إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن واحصوا العدة ” ويقول: ” و اشهدوا ذوى عدل منكم ” ويقول: ” وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ” وان رسول الله صلى الله عليه وآله رد طلاق عبد الله بن عمر لانه كان خلافا للكتاب والسنة. 13 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن ابن اذينة عن ابن بكير وغيره عن ابى جعفر عليه السلام انه قال: ان الطلاق الذى امر الله عزوجل في كتابه


(1) البتة: المنقطعة عن الزوج البريئة بالهمزة وقد يخفف أي البريئة من الزوج. وفى النهاية: امرأة خلية هي التى لا زوج لها. (*)

[ 350 ]

والذى سن رسول الله صلى الله عليه وآله ان يخلى الرجل عن المراة، فإذا حاضت وطهرت من محيضها اشهد رجلين عدلين على تطليقه وهى طاهر من غير جماع، وهو احق برجعتها ما لم تنقض ثلاثة قروء، وكل طلاق ما خلا هذا فهو باطل ليس بطلاق. 14 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن سعد بن ابى خلف قال: سألت ابا الحسن موسى عليه السلام عن شئ من الطلاق، فقال: إذا طلق الرجل امراته طلاقا لا يملك فيه الرجعة فقد بانت منه ساعة طلقها وملكت نفسها ولا سبيل عليها، و تعتد حيث شاءت ولا نفقة لها، قال: قلت: اليس الله عزوجل يقول: ” لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن ” ؟ قال: فقال: انما عنى بذلك التى تطلق تطليقة بعد تطليقة (1) فتلك التى لا تخرج ولا تخرج حتى تطلق الثالثة، فإذا طلقت الثالثة فقد بانت منه ولا نفقة لها والمراة التى يطلقها الرجل تطليقة ثم يدعها حتى يخلو أجلها فهذه ايضا تقعد في منزل زوجها ولها النفقة والسكنى حتى تنقضي عدتها. 15 – على بن ابراهيم عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: سألته عن المطلقة أين تعتد ؟ قال: في بيتها لا تخرج، وان أرادت زيارة خرجت بعد نصف الليل ولا تخرج نهارا، وليس لها أن تحج حتى تنقضي عدتها، وسألته عن المتوفى عنها زوجها أكذلك هي ؟ قال: نعم وتحج ان شاءت. 16 – في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن الا ان يأتين بفاحشة مبينة فقال: الا ان تزني فتخرج ويقام عليها الحد. 17 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن بعض اصحابه عن الرضا عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ولا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن الا ان يأتين بفاحشة مبينة ” قال: اذاها


(1) أي الرجعية فانها صالحة لان يرجع إليها في العدة، ثم تطلق، واستدرك الامام (ع) ما يوهمه العبارة من التخصيص بمن يرجع إليها ثم يتعلق في آخر الخبر ; قاله المجلسي (ره) في مرآة العقول (*)

[ 351 ]

لاهل الرجل وسوء خلفها. 18 – عن بعض اصحابنا عن على بن الحسين التيمى عن على بن اسباط عن محمد بن على بن جعفر قال: سأل المأمون الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن الا ان يأتين بفاحشة مبينة ” قال: يعنى بالفاحشة المبينة أن تؤذى أهل زوجها فإذا فعلت فان شاء أن يخرجها من قبل أن تنقضي عدتها فعل. 19 – في مجمع البيان ” الا أن يأتين بفاحشة مبينة ” قيل هي الايذاء (1) على أهلها فيحل لهم اخراجها وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام. 20 – وروى على بن أسباط عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: الفاحشة أن تؤذى أهل زوجها وتسبهم. 21 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا على بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرمانى قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي قال: حدثنا أحمد بن طاهر القمى قال: حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني قال: حدثنا أحمد بن مسرور عن سعد بن عبد الله القمى قال: قلت لصاحب الزمان عليه السلام: أخبرني عن الفاحشة المبينة التى إذا أتت المرأة بها في ايام عدتها حل للزوج أن يخرجها من بيته ؟ فقال: الفاحشة المبينة السحق دون الزنا فان المرأة إذا زنت واقيم عليها الحد ليس لمن أرادها أن يمتنع بعد ذلك من التزويج بها لاجل الحد وإذا سحقت وجب عليها الرجم والرجم خزى ومن قد امر الله برجمه فقد أخزاه، ومن اخزاه فقد أبعده ومن أبعده فليس لاحد ان يقربه. 22 – في الكافي ابن محبوب عن بكير عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: أحب للرجل الفقيه إذا أراد أن يطلق امرأته ان يطلقها طلاق السنة، قال: ثم قال وهو الذى قال الله عزوجل: لعل الله يحدث بعد ذلك امرا. يعنى بعد الطلاق وانقضاء العدة التزويج لها من قبل ان تتزوج زوجا غيره.


(1) كذا في الاصل وفى المصدر ” البذاء ” مكان ” الايذاء ” والبذاء: الفحش في القول. (*)

[ 352 ]

23 – حميد بن زياد عن ابن سماعة عن وهيب بن حفص عن ابى بصير عن احدهما عليهما السلام في المطلقة: تعتد في بيتها تظهر له زينتها، لعل الله يحدث بعد ذلك امرا. 24 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن خالد عن القاسم بن عروة عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: المطلقة تكتحل وتختضب وتطيب وتلبس ما شاءت من الثياب، لان الله عزوجل يقول: ” لعل الله يحدث بعد ذلك امرا ” لعلها ان تقع في نفسه فيراجعها. في مجمع البيان: واشهدوا ذوى عدل منكم قال المفسرون: امر ان يشهدوا عند الطلاق وعند الرجعة شاهدى عدل حتى لا تجحد المراة المراجعة بعد انقضاء العدة، ولا الرجل الطلاق، كان امرا يقتضى الوجوب وهو من شرائط صحة الطلاق، ومن قال: ان ذلك راجع إلى المراجعة حملناه على الندب. 25 – في الكافي على بن محمد عن سهل بن زياد عن ابى نجران عن محمد بن الفضيل قال: كنا في دهليز يحيى بن خالد بمكة وكان هناك أبو الحسن موسى عليه السلام وابو يوسف، فقام إليه وتربع بين يديه فقال: يا ابا الحسن جعلت فداك المحرم يظلل ؟ قال: لا، قال: فيستظل بالجدار والمحمل ويدخل البيت والخباء ؟ قال: نعم، قال: فضحك أبو يوسف شبه المستهزئ فقال له أبو الحسن عليه السلام: يا با يوسف ان الدين ليس بقياس كقياسك وقياس اصحابك، ان الله تعالى أمر في كتابه في الطلاق واكد فيه بشاهدين ولم يرض بهما الا عدلين، وامر في كتابه بالتزويج واهله بلا شهود فأتيتم بشاهدين فيما ابطل الله، وابطلتم شاهدين فيما اكد الله تعالى، واجزتم طلاق المجنون والسكران، حج رسول الله صلى الله عليه وآله فأحرم ولم يظلل، ودخل البيت والخباء واستظل بالمحمل والجدار ففعلنا كما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله فسكت. 26 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن داود النهدي عن ابن ابى نجران عن محمد بن الفضيل قال: قال أبو الحسن موسى عليه السلام لابي يوسف القاضى: ان الله تبارك وتعالى امر في كتابه بالطلاق واكد فيه بشاهدين ولم يرض بهما الا عدلين،


[ 353 ]

وامر في كتابه بالتزويج فأهمله بلا شهود فأثبتم شاهدين فيما اهمل وابطلتم الشاهدين فيما اكد. 27 – في تهذيب الاحكام سعد بن عبد الله عن احمد بن محمد بن خالد و على بن حديد عن على بن النعمان عن داود بن الحصين عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن شهادة النساء في النكاح بلا رجل معهن إذا كانت المرأة منكرة ؟ فقال: لا بأس به ثم قال لى: ما يقولون في ذلك فقهاؤكم ؟ قلت: يقولون لا الا بشهادة رجلين عدلين (1) فقال: كذبوا لعنهم الله، هونوا واستخفوا بعزائم الله وفرائضه، وشددوا واعظموا ما هون الله، ان الله امر في الطلاق بشهادة رجلين عدلين فأجازوا الطلاق بلا شاهد واحد، والنكاح لم يجئ عن الله في تحريمه فسن رسول الله صلى الله عليه وآله في ذلك الشاهدين تأديبا ونظرا لئلا ينكر الولد والميراث وقد ثبت عقدة النكاح و يستحل الفرج ولا ان يشهد. 28 – الحسين بن سعيد عن ابن ابى عمير عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: دخل الحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل على ابى جعفر عليه السلام فسألاه عن شاهد ويمين ؟ قال: قضى به رسول الله صلى الله عليه وآله وقضى به على عليه السلام عندكم بالكوفة، فقالا: هذا خلاف القرآن ؟ قال: واين وجدتموه خلاف القرآن ؟ فقالا ان الله تعالى يقول: ” واشهدوا ذوى عدل منكم ” ؟ فقال لهما أبو جعفر عليه السلام: فقوله: ” واشهدوا ذوى عدل منكم ” هو ان لا تقبلوا شهادة واحد ويمين. 29 – في الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن ابى عبد الله عن عبد الرحمان بن ابى نجران ومحمد بن على عن ابى جميلة عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كتم شهادة أو شهد بها ليهدر دم امرء مسلم أو ليزوى مال امرء مسلم (2) اتى يوم القيامة ولوجهه ظلمة مد البصر وفى وجهه كدوح (3) تعرفه الخلائق باسمه


(1) وفى المصدر والمنقول عنه في الوافى ” لا يجوز الا شهادة رجلين عدلين ” (2) أي ليصرفه عنه. (3) الكدح: الخدش. (*)

[ 354 ]

ونسبه، ومن شهد شهادة حق ليحق بها حق امرء مسلم اتى يوم القيامة ولوجهه نور مد البصر تعرفه الخلائق باسمه ونسبه، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: ألا ترى ان الله تبارك وتعالى يقول: واقيموا الشهادة لله. 30 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن اسماعيل بن مهران عن محمد بن منصور الخزاعى عن على بن سويد السائى عن أبى الحسن عليه السلام قال: كتب إلى في رسالته: وسألته عن الشهادة لهم فأقم الشهادة لله ولو على نفسك أو الوالدين و الاقربين فيما بينك وبينهم، فان خفت على اخيك ضيما فلا (1) الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن اسماعيل بن مهران مثله. 31 – في اصول الكافي باسناده إلى صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام ان من العبادة شدة الخوف من الله عزوجل، قال الله تبارك وتعالى: ومن يتق الله يجعل له مخرجا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 32 – وباسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبى الحسن عليه السلام انه قال: من اتقى الله يتقى ; ومن أطاع الله يطاع، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 33 – في الكافي باسناده إلى محمد بن مسلم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: أبى الله عزوجل الا أن يجعل ارزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون. 34 – وباسناده إلى على بن السرى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله عزوجل جعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون، وذلك ان العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه. 35 – وباسناده إلى على بن عبد العزيز قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما فعل عمر بن مسلم ؟ (2) قلت: جعلت فداك أقبل على العبادة وترك التجارة فقال: ويحه !


(1) الضيم: الظلم. (2) يظهر من كلام الوحيد (ره) في تعليقته على منهج المقال انه عمر بن مسلم الهراء الكوفى أخو معاذ بن مسلم (*)

[ 355 ]

أما علم ان تارك الطلب لا يستجاب له، ان قوما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله لما نزلت: ” ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ” أغلقوا الابواب و أقبلوا على العبادة وقالوا: قد كفينا، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فأرسل إليهم قال: ما حملكم على ما صنعتم ؟ فقالوا: يا رسول الله تكفل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة ; قال: انه من فعل ذلك لم يستجب له، عليكم بالطلب. 36 – حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدثنا الحسن بن محمد عن محمد بن زياد عن أبى أيوب عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ” قال في دنياه. 37 – على بن محمد عمن ذكره عن محمد بن الحسين وحميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندى جميعا عن أحمد بن الحسن الميثمى عن رجل من أصحابه قال: قرأت جوابا من أبى عبد الله عليه السلام إلى رجل من أصحابه: اما بعد فانى اوصيك بتقوى الله، فان الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب ويرزقه من حيث لا يحتسب، فاياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم ويأمن العقوبة من ذنبه، فان الله عزوجل لا يخدع من (1) ولا ينال ما عنده الا بطاعته ان شاء الله “. 38 – على بن ابراهيم عن على بن الحسين عن محمد الكناسى قال: حدثنا من رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: ” ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ” قال: هؤلاء قوم من شيعتنا ضعفاء ليس عندهم ما يتحملون به الينا فيسمعون حديثنا، ويقتبسون من علمنا، فيرحل قوم فوقهم وينفقون أموالهم، ويتعبون أبدانهم حتى يدخلوا علينا فيسمعوا حديثنا فينقلوه إليهم، فيعيه (2) هؤلاء ويضيعه هؤلاء، فاولئك الذين يجعل الله عزوجل ذكره لهم مخرجا ويرزقهم من حيث لا يحتسبون.


(1) كذا في الاصل ولم أظفر على الحديث في مظانه في كتاب الكافي. (2) وعى الحديث: حفظه وتدبره وقبله وجمعه وحواه (*)

[ 356 ]

39 – سهل عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحفص التميمي قال: حدثنى أبو جعفر الخثعمي قال: لما سير عثمان أبا ذر إلى الربذة شيعه امير المؤمنين و عقيل والحسن والحسين عليهم السلام وعمار بن ياسر رضى الله عنه فلما كان عند الوداع قال أمير المؤمنين عليه السلام: يابا ذر انما غضبت لله عزوجل فارج من غضبت له، ان القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك فأدخلوك على الفلا وامتحنوك بالقلاء، والله لو كانت السماوات والارض على عبد رتقا ثم اتقى الله جعل له منها مخرجا، لا يؤنسنك الا الحق ولا يوحشك الا الباطل. 40 – وباسناده إلى عبد الحميد الواسطي عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: أصلحك الله لقد تركنا اسواقنا انتظارا لهذا الامر حتى ليوشك الرجل أن يسأل في يده ؟ فقال: يابا عبد الرحمان أترى من حبس نفسه على الله لا يجعل له مخرجا ؟ بلى والله ليجعلن الله له مخرجا، رحم الله عبدا أحيى أمرنا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 41 – في نهج البلاغة واعلموا انه من يتق الله يجعل له مخرجا من الفتن ونورا من الظلم. 42 – وفيه قيل له عليه السلام: لو سد على رجل باب بيت وترك فيه من أين كان يأتيه رزقه ؟ قال: من حيث يأتيه أجله. 43 – في من لا يحضره الفقيه روى السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال على عليه السلام: من أتاه الله برزق لم يخط إليه برجله ولم يمد إليه يده، ولم يتكلم فيه بلسانه، ولم يشد إليه ثيابه (1) ولم يتعرض له كان من ذكره الله عزوجل في كتابه: ” ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب “. 44 – في مجمع البيان وروى عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله ” ومن يتق الله يجعل له مخرجا ” قال: من شبهات الدنيا ومن غمرات


(1) أي لم يسافر لاجله. (*)

[ 357 ]

الموت وشدائد يوم القيامة. 45 – وعنه صلى الله عليه وآله: من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا. 46 – وروى عن الصادق عليه السلام انه قال: يرزقه من حيث لا يحتسب أي يبارك له فيما أتاه. 47 – عن أبى ذر الغفاري عن النبي صلى الله عليه وآله قال: انى لا علم آية لو اخذ بها الناس لكفتهم: ” ومن يتق الله ” الاية فما زال يقولها ويعيدها. 48 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى الصادق عليه السلام انه قال في كلام طويل: ان الله تعالى أبى الا يجعل أرزاق المتقين من حيث لا يحتسبون. 49 – في عوالي اللئالى وفى الحديث انه لما نزل قوله تعالى: ” ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ” انقطع رجال من الصحابة في بيوتهم واشتغلوا بالعبادة وثوقا بما يضمن الله لهم، فعلم النبي صلى الله عليه وآله بذلك فعاب ما فعلوه، و قال: انى لابغض الرجل فاغرا فاه (1) إلى ربه: اللهم ارزقني، ويترك الطلب. 50 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وقال صلى الله عليه وآله: من انقطع إلى الله كفاه الله مؤنته، ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله إليها. 51 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب محاسن البرقى بلغ عبد الملك ان سيف رسول الله صلى الله عليه وآله عند على بن الحسين عليهما السلام، فعبث يستوهبه منه ويسأله الحاجة، فأبى عليه فكتب عبد الملك يهدده وانه يقطع رزقه من بيت المال، فأجابه عليه السلام: أما بعد فان الله تعالى ضمن للمتقين المخرج من حيث يكرهون والرزق من حيث لا يحتسبون. 52 – في كتاب الخصال عن على بن النعمان باسناده يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: قال الله: يا ابن آدم أطعنى فيما أمرتك، ولا تعلمني فيما يصلحك. 53 – عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: كانت * (هامش) (1) فغر فاه: فتحه. (*)


[ 358 ]

الحكماء والفقهاء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا بثلاث ليس معهن رابعة: من كانت الاخرة همته كفاه الله همته من الدنيا الحديث. 54 – في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى باسناده إلى أبى ذر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: يابا ذر لو أن الناس كلهم أخذوا بهذه الاية لكفتهم: ” ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ أمره “. 55 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره عن الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه: وقال عليه السلام: قال دانيال وذكر كلاما طويلا وفيه الحمد لله الذى من توكل عليه كفاه. 56 – في مجمع البيان وفى الحديث من سره ان يكون أقوى الناس فليتوكل على الله. 57 – في كتاب الخصال عن معاوية بن عمار عن ابى عبد الله عليه السلام قال: يا معاوية من اعطى ثلاثة لم يحرم ثلاثة: من اعطى الدعاء اعطى الاجابة، ومن اعطى الشكر اعطى الزيادة، ومن اعطى التوكل اعطى الكفاية، فان الله عزوجل يقول في كتابه: ” ومن يتوكل على الله فهو حسبه ” ويقول: لئن شكرتم لازيدنكم ” ويقول: ” ادعوني استجب لكم “. 58 – في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه لابي الصلت: واتق الله وتوكل عليه في سر امرك وعلانيته ” ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شئ قدرا “. 59 – في كتاب معاني الاخبار ابى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبى عبد الله قال: جاء جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له النبي صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل ما التوكل ؟ فقال: العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطى ولا يمنع، و استعمال اليأس من الخلق، فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لاحد سوى الله ولم يرج و لم يخف سوى الله، ولم يطمع في أحد سوى الله، فهذا التوكل، والحديث طويل اخذنا


[ 359 ]

منه موضع الحاجة. 60 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن غير واحد عن على بن اسباط عن احمد بن عمر الحلال (1) عن على بن سويد عن ابى الحسن الاول عليه السلام قال: سألته قول الله عزوجل: ” ومن يتوكل على الله فهو حسبه ” فقال: للتوكل على الله درجات، منها ان تتوكل على الله في امورك كلها، فما فعل بك كنت عنه راضيا تعلم، انه لا يألوك (2) خيرا وفضلا وتعلم ان الحكم في ذلك له فتوكل على الله بتفويض ذلك إليه وثق به فيها وغيرها. 61 – في الاستبصار على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله تعالى ان ارتبتم ما الريبة ؟ فقال ما زاد على شهر فهو ريبة فلتعتد ثلاثة اشهر ولتترك الحيض، وما كان في الشهر لم تزد في الحيض على ثلاث حيض فعدتها ثلاث حيض. (3) 62 – في مجمع البيان: واللائى يئسن من الميحض من نسائكم فلا يحضن ان ارتبتم فلا تدرون للكبر ارتفع حيضهن ام لعارض فعدتهن ثلاثة اشهر وهن اللاتى امثالهن يحضن لانهن لو كن في سن من لا تحيض لم يكن للارتياب معنى، وهذا هو المروى عن ائمتنا عليهم السلام. 63 – في جوامع الجامع ” اللائى يئسن من المحيض من نسائكم ” فلا يحضن ” ان ارتبتم ” فلا تدرون لكبر ارتفع حيضهن ام لعارض ” فعدتهن ثلاثة اشهر ” فهذه مدة المرتاب فيها وقدر ذلك فيما دون خمسين سنة، وهو مذهب اهل البيت عليهم السلام 64 – في مجمع البيان واولات الاحمال اجلهن ان يضعن حملهن قال ابن عباس هي في الطلاق خاصة، وهو المروى عن ائمتنا عليهم السلام.


(1) الحلال – بتشديد اللام: بياع الحل – بالفتح – وهو دهن السمسم. (2) الالو: التقصير (3) لهذا الحديث بيان طويل راجع الاستبصار ج 3 ص 325 ط نجف وكتاب الوافى ج 3 (الجزء الثاني عشر) ص 176 (*)

[ 360 ]

65 – في الكافي حميد بن زياد عن ابن سماعة عن الحسين بن هاشم ومحمد بن زياد عن عبد الرحمان بن الحجاج عن ابى الحسن عليه السلام قال: سألته عن الحبلى إذا طلقها فوضعت سقطا تم اولم يتم أو وضعته مضغة ؟ قال: كل شئ وضعته يستبين انه حمل تم أو لم يتم فقد انقضت عدتها وان كان مضغة. 66 – وعنه عن جعفر بن سماعة عن على بن عمران بن شفا عن ربعى بن عبد الله عن عبد الرحمن البصري عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجل طلق امرأته وهى حبلى وكان في بطنها اثنان فوضعت واحدا وبقى واحد ؟ قال: تبين بالاول ولا تحل للازواج حتى تتضع ما في بطنها. 67 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن ابيه عن ابن محبوب عن ابى ايوب الخزاز عن بريد الكناسى قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن طلاق الحبلى ؟ قال: يطلقها واحدة للعدة بالشهور والشهود، قلت له: فله ان يراجعها ؟ قال: نعم وهى امرأته، قلت: فان راجعها ومسها ثم أراد أن يطلقها تطليقة اخرى ؟ قال: لا يطلقها حتى يمضى لها بعد ما مسها شهر، قلت: فان طلقها ثانية واشهد ثم راجعها واشهد على رجعتها ومسها، ثم طلقها التطليقة الثالثة وأشهد على طلاقها لكل عدة شهر هل تبين منه كما تبين المطلقة على العدة التى لا تحل لزوجها حتى تنكح زوجا غيره ؟ قال: نعم قلت: فما عدتها ؟ قال: عدتها ان تضع ما في بطنها ثم قد حلت للازواج (1) 68 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابى عزيز عن حماد عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: طلاق الحبلى واحدة واجلها أن تضع حملها وهو اقرب الاجلين. 69 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل بن بزيع عن محمد بن الفضيل عن ابى الصباح الكنانى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: طلاق الحامل واحدة وعدتها أقرب الاجلين. 70 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المرأة الحبلى يموت زوجها فتضع وتزوج قبل ان يمضى


(1) لهذا الحديث بيان ذكره في المصدر في ذيله فراجع ج 6 ص 82 و 83 (*)

[ 361 ]

لها أربعة اشهر وعشرا ؟ فقال: ان كان دخل بها فرق بينهما ثم لم تحل له ابدا واعتدت بما بقى عليها من الاول واستقبلت عدة اخرى من الاخير ثلاثة قروء، وان لم يكن دخل بها فرق بينهما واعتدت بما بقى عليها من الاول وهو خاطب من الخطاب. 71 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن عبد الكريم عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال: قلت له: المرأة الحبلى يتوفى عنها زوجها وتضع وتتزوج قبل ان تعتد اربعة اشهر وعشرا ؟ فقال: ان كان الذى تزوجها دخل بها فرق بينهما وأتمتها ما بقى من عدتها و هو خاطب من الخطاب. 72 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم قال: المطلقة التى للزوج عليها رجعة لها عليه سكنى ونفقة مادامت في العدة، فان كانت حاملا ينفق عليها حتى تضع حملها. 73 – في جوامع الجامع والسكنى والنفقة واجبتان للمطلقة الرجعية بلا خلاف وعندنا ان المبتوتة (1) لا سكنى لها ولا نفقة، وحديث فاطمة بنت قيس ان زوجها بت طلاقها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله لا سكنى لك ولا نفقة يدل عليه. 74 – في مجمع البيان ويجب السكنى والنفقة للمطلقة الرجعية بلا خلاف، فأما المبتوتة ففيها خلاف إلى قوله: وذهب الحسن وابو ثور إلى انه لا سكنى لها ولا نفقة وهو المروى عن ائمة الهدى عليهم السلام وذهب إليه اصحابنا. 75 – في الكافي أبو العباس الرزاز عن أيوب بن نوح وابو علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان وحميد بن زياد عن ابن سماعة كلهم عن صفوان بن يحيى عن موسى بن بكير عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان المطلقة ثلاثا ليس لها نفقة على زوجها، انما هي للتى لزوجها عليها رجعة. 76 – حميد بن زياد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المطلقة ثلاثا على السنة هل لها سكنى أو نفقة ؟ قال: لا.


(1) المبتوتة: المطلقة باينا، وطلاق البتة طلان البائن قال الجوهرى: يقال: لا افعله بتة ولا أفعله البتة لكل امر لا رجعة فيه، ونصبه على المصدر. (*)

[ 362 ]

77 – على بن ابراهيم عن حماد بن عيسى أو رجل عن حماد بن عيسى عن شعيب عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام انه سئل عن المطلقة ثلاثا لها سكنى ونفقة ؟ قال: حبلى هي ؟ قلت: لا قال: لا. 78 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن موسى بن بكر عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: المطلقة ثلاثا ليس لها نفقة على زوجها، انما ذلك للتى لزوجها عليها رجعة. 79 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد وعلى بن ابراهيم عن ابيه عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: قلت: المطلقة ثلاثا ألها سكنى أو نفقة ؟ فقال: حبلى هي ؟ قلت: لا قال: ليس لها سكنى ولا نفقة. 80 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لا يضار الرجل امرأته إذا طلقها فيضيق عليها حتى تنتقل قبل ان تنقضي عدتها فان الله قد نهى عن ذلك، فقال: ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن. محمد بن يحيى عن احمد بن الحكم عن على بن ابى حمزة عن ابى عبد الله عليه السلام مثله. قال عز من قائل: وان كن اولات حمل فانفقوا عليهن حتى يضعن حملهن. 81 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن ابى جعفر عليه السلام قال: الحامل اجلها ان تضع حملها، وعليه نفقة بالمعروف حتى تضع حملها. 82 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام في الرجل يطلق امرأته وهى حبلى قال: اجلها ان تضع حملها وعليه نفقتها حتى تضع حملها اقول: تقدم قريبا ما يؤيد هذين الحديثين من رواية ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام وخبر سماعة. 83 – في الكافي عن نوح بن شعيب عن بعض اصحابه عن ابى عبد الله عليه السلام قال


[ 363 ]

سألته عن الرجل الموسر يتخذ الثياب الكثيرة الجياد والطيالسة والقمص الكثيرة يصون بعضها بعضا يتجمل بها ايكون مسرفا ؟ قال: لا، لان الله عزوجل يقول: لينفق ذو سعة من سعته. 84 – في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا احمد بن ادريس عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله قال: ان انفق (1) الرجل على امرأته ما يقيم ظهرها مع الكسوة، والا فرق بينهما. 85 – في الكافي أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار أو غيره عن ابن فضال عن غالب عن روح بن عبد الرحيم قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قوله عزوجل: ” و من قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله ” قال: إذا انفق عليها ما يقيم ظهرها مع كسوة و الا فرق بينهما 86 – أحمد بن محمد عن محمد بن على عن محمد بن سنان عن أبى الحسن عليه السلام قال في قول الله عزوجل ” وكان بين ذلك قواما ” قال: القوام هو المعروف ” على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ” على قدر عياله ومؤنته التى صلاح له ولهم، لا يكلف الله نفسا الا ما آتاها. 87 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء له: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا إلى قوله: واما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله تعالى: ” فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ” فنحن أهل الذكر فاسئلوا ان كنتم لا تعلمون، فقالت العلماء: انما عنى بذلك اليهود والنصارى، فقال أبو الحسن عليه السلام: سبحان الله وهو يجوز ذلك ؟ إذا يدعونا إلى دينهم، ويقولون: انه أفضل من دين الاسلام ؟ فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا ابا الحسن ؟ فقال


(1) وفى المصدر ” إذا انفق… “. (*)

[ 364 ]

عليه السلام: نعم الذكر رسول الله صلى الله عليه وآله، ونحن أهله، وذلك بين في كتاب الله عزوجل حيث يقول في سورة الطلاق: فاتقوا الله يا اولى الالباب الذين آمنوا قد انزلنا اليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات قال: الذكر رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن أهله. 88 – في محاسن البرقى عنه عن بعض أصحابنا رفعه قال: ما يعبأ من أهل هذا الدين بمن لا عقل له قال: قلت: جعلت فداك انا آتى قوما لا بأس بهم عندنا ممن يصف هذا الامر ليست له تلك العقول ؟ فقال: ليس هؤلاء ممن خاطب الله في قوله: ” يا اولى الالباب ” ان الله خلق العقل فقال له: اقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، ثم قال: وعزتي وجلالى ما خلقت شيئا أحسن منك واحب إلى منك بك آخذ وبك اعطى. 89 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبى نجران عن صفوان عن خلف بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشمي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: جاءت زينب العطارة الحولاء إلى نساء النبي صلى الله عليه وآله وبناته وكانت تبيع منهن العطر، فجاء النبي صلى الله عليه وآله وهى عندهن فقال: إذا أتيتنا طابت بيوتنا فقالت: بيوتك بريحك أطيب يا رسول الله، قال: إذا بعت فأحسني ولا تغشى فانه أتقى وأبقى للمال، فقالت: يا رسول الله ما أتيت بشئ من بيعي وانما اتيت اسألك عن عظمة الله عزوجل فقال: جل جلال الله سأحدثك عن بعض ذلك، ثم قال: ان هذه الارض بمن عليها عند الذى تحتها كحلقة ملقاة في فلاة قى (1) وهاتان بمن فيهما ومن عليهما عند الذى تحتها كحلقة ملقاة في فلاة والثالثة حتى انتهى إلى السابعة وتلا هذه الاية خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن والسبع الارضين بمن فيهن ومن عليهن على ظهر الديك كحلقة ملقاة في فلاة قى، والديك له جناح في المشرق وجناح في المغرب ورجلاه في التخوم (2) والسبع والديك بمن فيه ومن عليه على الصخرة كحلقة ملقاة


(1) القى – بالكسر والتشديد -: الارض القفر الخالية. (2) التخوم جمع التخم: منتهى كل ارض. (*)

[ 365 ]

في فلاة قى والصخرة بمن فيها ومن عليها على ظهر الحوت كحلقة في فلاة قى، والسبع والديك والصخرة والحوت بمن فيه ومن عليه على البحر المظلم كحلقة في فلاة قى، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم على الهواء الذاهب كحلقة ملقاة في فلاة قى، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء على الثرى كحلقة في فلاة قى، ثم تلا هذه الاية ” له ما في السموات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى ” ثم انقطع الخبر عند الثرى (1) والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم أو الهواء والثرى ومن فيهن ومن عليه عند السماء الاولى كحلقة في فلاة قى، وسماء الدنيا بمن عليها عند التى فوقها كحلقة في فلاة قى، و هاتان السمائان ومن فيهما ومن عليهما عند التى فوقهما كحلقة في فلاة قى، وهذه الثلاثة بمن فيهن ومن عليهن عند الرابعة كحلقة في فلاة قى حتى إلى السابعة وهذه السبع ومن فيهن ومن عليهن عند البحر المكفوف (2) عن اهل الارض كحلقة في فلاة قى، وهذه السبع البحر والمكفوف عند جبال البرد كحلقة في فلاة قى وتلا هذه الاية ” وينزل من السماء من جبال فيها من برد ” وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد عند الهواء الذى تحار فيه القلوب كحلقة في فلاة قى، وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء عند حجب النور كحلقة في فلاة قى، وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء وحجب النور عند الكرسي كحلقة في فلاة قى، ثم تلا هذه الاية ” وسع كرسيه السموات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلى العظيم ” وهذه السبع والبحر المكفوف والجبال البرد والهواء وحجب النور والكرسي عند العرش كحلقة في فلاة قى، وتلا هذه الاية: ” الرحمن على العرش استوى ” وفى رواية الحسن الحجب قبل الهواء الذى تحار فيه القلوب. 90 – في اصول الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام بعث جبرئيل في اول ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا، وأخذ من كل سماء تربة وقبض


(1) قال الملجسى (ره) في البحار: أي انا لم نخبر به اولم نؤمر بالاخبار به. (2) أي الممنوع عنهم لا ينزل منه ماء إليهم (*)

[ 366 ]

قبضة اخرى من الارض السابعة العليا إلى الارض السابعة القصوى، الحديث. 91 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن ابى الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن قول الله: ” والسماء ذات الحبك ” فقال: هي محبوكة إلى الارض وشبك بين أصابعه. فقلت: كيف يكون محبوكة إلى الارض و الله يقول: ” رفع السماء بغير عمد ترونها ” فقال: سبحان الله ! أليس الله يقول: ” بغير عمد ترونها ” فقلت: بلى فقال: فثم عمد ولكن لا ترونها، قلت: كيف يكون محبوكة ذلك (1) جعلني الله فداك ؟ قال: فبسط كفه اليسرى ثم وقع اليمنى عليها فقال: هذه أرض الدنيا والسماء عليها فوقها قبة، والارض الثانية فوق السماء الدنيا، والسماء الثانية فوقها قبة، والارض الثالثة فوق السماء الثانية والسماء الثالثة فوقها قبة، والارض الرابعة فوق السماء الثالثة والسماء الرابعة فوقها قبة، والارض الخامسة فوق السماء الرابعة و السماء الخامسة فوقها قبة، والارض السادسة فوق السماء الخامسة والسماء السادسة فوقها قبة، والارض السابعة فوق السماء السادسة والسماء السادسة فوقها قبة، وعرش الرحمن تبارك وتعالى فوق السماء السابعة وهو قول الله: ” الذى خلق سبع سماوات طباقا ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن ” فاما صحاب الامر فهو رسول الله صلى الله عليه وآله و الوصي بعد رسول الله قائم على وجه الارض فانما يتنزل الامر إليه من فوق السماء بين السموات والارضين، قلت: فما تحتنا [ الا ارض واحدة ؟ فقال: فما تحتنا ] الارض واحدة وان الست لهى فوقنا. 92 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن على بن سنان عن عبد الرحيم قال: ابتدانى أبو جعفر عليه السلام فقال: اما ان ذا القرنين فقد خير السحاب واختار الذلول، وذخر لصاحبكم الصعب، قلت: وما الصعب ؟ قال: ما كان من سحاب فيه رعد وبرق وصاعقة فصاحبكم يركبه ; اما انه سيركب السحاب ويرقى في الاسباب أسباب السماوات السبع، خمس عوامر وثنتان خراب. 93 – أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن


(1) وفى المصدر ” قلت: فكيف ذلك جعلني الله فداك… اه “. (*)

[ 367 ]

مهران أو غيره عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام انه قال: ان عليا صلوات الله عليه ملك ما فوق الارض وما تحتها، فعرضت له السحابتان الصعب والذلول فاختار الصعب فكان في الصعب ملك ما تحت الارض، وفى الذلول ملك ما فوق الارض. واختار الصعب على الذلول، فدارت به سبع أرضين فوجد ثلاثا خرابا وأربعا عوامر. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله قال: من قرأ سورة الطلاق والتحريم في فريضة أعاذه الله من أن يكون يوم القيامة ممن يخاف أو يحزن وعوفى من النار، وأدخله الله الجنة بتلاوته اياهما ومحافظته عليهما، لانهما للنبى صلى الله عليه وآله. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرأ سورة: ” يا ايها النبي لم تحرم ما أحل الله لك ” أعطاه الله توبة نصوحا. 3 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك الاية قال: اطلعت عائشة وحفصة على النبي صلى الله عليه وآله وهو مع مارية فقال النبي صلى الله عليه وآله: والله ما اقر بها فأمره الله ان يكفر عن يمينه قال على بن ابراهيم: كان سبب نزولها ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان في بعض بيوت نسائه، وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة، فذهبت حفصة في حاجة لها، فتناول رسول الله صلى الله عليه وآله مارية فعلمت حفصة بذلك، فغضبت و أقبلت رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله هذا في يومى وفى دارى وعلى فراشي فاستحيى رسول الله صلى الله عليه وآله منها، فقال: كفى فقد حرمت مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبدا و انا افضى اليك سرا فان أنت أخبرت به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فقالت: نعم ما هو ؟ افض، فقال: ان ابا بكر يلى الخلافة بعدى ثم بعده أبوك، فقالت:


[ 368 ]

من أنبأك هذا ؟ قال: نبأنى العليم الخبير، فاخبرت حفصة به عائشة من يومها ذلك، وأخبرت عائشة أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له: ان عائشة اخبرتني عن حفصة بشئ ولا أثق بقولها فاسئل أنت حفصة فجاء عمر إلى حفصة فقال لها: ما هذا الذى أخبرت عنك عائشة ؟ فأنكرت ذلك، وقالت: ما قلت لها من ذلك شيئا، فقال لها عمر: ان كان هذا حق فأخبرينا حتى نتقدم فيه، فقالت: نعم قد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله، فاجتمعوا أربعة على أن يسموا رسول الله، فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله بهذه السورة ” يا ايها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى ” إلى قوله: ” تحلة ايمانكم ” يعنى قد اباح الله لك ان تكفر عن يمينك والله مولاكم وهو العليم الحكيم. 4 – في الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبى نصر عن محمد بن سماعة عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: سألته عن رجل قال لامرأته: أنت على حرام، فقال لى لو كان لى عليه سلطان لا وجعت رأسه وقلت له: الله أحلها لك فما حرمها عليك ؟ انه لم يزد على أن كذب فزعم ان ما أحل الله له حرام، ولا يدخل عليه طلاق ولا كفارة، فقلت: قول الله عزوجل: ” يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك ” فجعل فيه الكفارة ؟ فقال: انما حرم عليه الجارية مارية (1) وحلف ان لا يقر بها، فانما جعل عليه الكفارة في الحلف ولم يجعل عليه في التحريم. 5 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال الله عزوجل لنبيه: ” يا ايها النبي لم تحرم ما أحل الله لك قد فرض الله تحلة ايمانكم ” فجعلها يمينا وكفرها رسول الله صلى الله عليه وآله، قلت: بم كفر ؟ قال: أطعم عشرة مساكين، لكل مسكين مد، قلنا: فما حد الكسوة ؟ (2) قال: ثوب يوارى به عورته. 6 – في من لا يحضره الفقيه وفى رواية نضر بن سويد عن عبد الله بن سنان


(1) وفى المصدر ” انما حرم عليه جاريته مارية… اه “. (2) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الاصل ” فمن وجد الكسوة… اه “. (*)

[ 369 ]

عن أبى عبد الله عليه السلام في رجل قال: امرأته طالق ومماليكه احرار ان شربت حراما أو حلالا من الطل (1) أبدا فقال: اما الحرام فلا يقربه أبدا ان حلف أو ان لم يحلف (2) وان الطل فليس له أن يحرم ما أحل الله عزوجل: قال الله عزوجل ” يا ايها النبي لم تحرم ما احل الله لك فلا يجوز يمين في تحليل حرام ولا في تحريم حلال ولا في قطيعة رحم. في مجمع البيان واختلف العلماء فيمن قال لامرأته: انت حرام فقال مالك: هو ثلاث تطليقات، وقال أبو حنيفة: ان نوى به الظهار فهو ظهار، وان نوى الايلاء فهو ايلاء، وان نوى الطلاق فهو طلاق بائن، وان نوى ثلاثا كان ثلاثا، وان نوى ثنتين فواحدة بائنة ; وان لم يكن له نية فهو يمين، وقال الشافعي: ان نوى الطلاق كان طلاقا أو الظهار كان ظهارا وان لم يكن له نية فهو يمين، وقال أصحابنا: انه لا يلزم شئ ووجوده كعدمه، وانما أوجب الله فيه الكفارة، لان النبي صلى الله عليه وآله كان حلف أن لا يقرب جاريته اولا يشرب الشراب المذكور فاوجب الله عليه أن يكفر عن يمينه و يعود إلى استباحة ما كان حرمه، وبين ان التحريم لا يحصل الا بأمر الله ونهيه، ولا يصير الشئ حراما بتحريم من يحرمه على نفسه الا إذا حلف على تركه. 7 – فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: انى لاكره للرجل أن يموت وقد بقيت عليه خلة من خلال رسول الله صلى الله عليه وآله لم يأتها فقلت: وهل تمتع رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال نعم. وقرأ هذه الاية: وإذا سر النبي إلى بعض ازواجه حديثا إلى قوله -: ثيبات وابكارا. 8 – في مجمع البيان وقيل: ان النبي صلى الله عليه وآله خلا في بعض يوم لعائشة مع جاريته ام ابراهيم مارية القبطية، فوقفت حفصة على ذلك فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تعلمي عائشة ذلك وحرم مارية على نفسه، فأعلمت حفصة عائشة الخبر واستكتمتها اياه، فأطلع الله نبيه على ذلك وهو قوله: ” وإذا سر النبي إلى بعض ازواجه حديثا ” يعنى حفصة


(1) الطل: اللبن. (2) كذا في الاصل ولم اظفر على الحديث في مظانه في الفقيه ولكن الظاهر ” اولم يحلف ” كما في رواية العياشي في تفسير قوله تعالى ” يا ايها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات… اه “.

[ 370 ]

عن الزجاج، قال: ولما حرم مارية القبطية أخبر حفصة انه يملك من بعده أبو بكر وعمر فعرفها بعض ما أفشت من الخبر وأعرض عن بعض ان ابا بكر وعمر يملكان بعدى، وقريب من ذلك ما رواه العياشي بالاسناد عن عبد الله بن عطاء المكى عن أبى جعفر عليه السلام الا انه زاد في ذلك ان كل واحد منهما حدثت أباها في ذلك، فعاتبهما [ رسول الله ] في أمر مارية وما افشتا عليه من ذلك، وأعرض عن أن يعاتبها في الامر الاخر. 9 – وفيه قرأ الكسائي وحده ” وعرف ” بالتخفيف والباقون عرف بالتشديد، واختار التخفيف أبو بكر بن عياش وهو من الحروف العشرة التى قال: انى ادخلتها في قرائة عاصم من قرائة على بن أبيطالب عليه السلام، حتى استخلصت قرائته يعنى قرائة على عليه السلام أقول: قد تقدم فيما نقلنا عن على بن ابراهيم في بيان سبب النزول بيان لقوله عزوجل: من انبأك هذا قال نبأنى العليم الخبير. 10 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن عبد الله عن ابن أبى نجران عن عاصم بن حميد عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما إلى قوله: صالح المؤمنين قال: صالح المؤمنين هو على بن أبى طالب عليه السلام. 11 – في مجمع البيان وعن ابن عباس قال: قلت لعمر بن الخطاب: من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال: عائشة وحفصة أورده البخاري في الصحيح، ووردت الرواية من طريق العام والخاص أن المراد بصالح المؤمنين أمير المؤمنين عليه السلام وفى كتاب شواهد التنزيل عن سدير الصيرفى عن ابى جعفر عليه السلام قال: لقد عرف رسول الله صلى الله عليه وآله عليا اصحابه مرتين، اما مرة فحيث قال: من كنت مولاه فعلى مولاه، واما الثانية فحيث ما نزلت هذه الاية ” فان الله هو مولاه وجبرئيل وصالح المؤمنين ” الاية اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد على عليه السلام وقال: يا ايها الناس هذا صالح المؤمنين. 12 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى محمد بن محمد بن عبد العزيز قال: وجدت في كتاب أبى عن الزهري عن عبيدالله بن عباس عن ابن عباس


[ 371 ]

قال: وجدت حفصة رسول الله صلى الله عليه وآله مع ام ابراهيم في يوم عائشة، فقالت: لاخبرنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اكتمي ذلك وهى على حرام، فأخبرت حفصة عائشة بذلك، فأعلم الله نبيه فعرفت حفصة أنها أفشت سره، فقالت له: ” من انبأك هذا قال نبأنى العليم الخبير ” فآلى رسول الله صلى الله عليه وآله من نسائه شهرا، فأنزل الله عز اسمه ” ان تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ” قال ابن عباس: فسألت عمر بن الخطاب من اللتان تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال: حفصة وعائشة. 13 – في جوامع الجامع وقرأ موسى بن جعفر عليه السلام: وان تظاهر عليه. 14 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) فقد روى من يعتمد عليه من رجال المخالف والمؤالف ان المراد بصالح المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام، وقد ذكرنا بعض الروايات في كتاب الطرائف. قال عز من قائل: عسى ربه ان طلقكن الاية. 15 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبد الله القمى قال: دخلت على ابى محمد عليه السلام بسر من رأى فوجدت على فخذه الايمن مولانا القائم عليه السلام وهو غلام، وقد كنت اتخذت طومارا واثبت فيه نيفا وأربعين مسألة من صعاب المسائل لم أجد لها مجيبا. فقال لى: ما جاء بك يا سعد ؟ فقلت: شوقني احمد بن اسحق إلى لقاء مولانا قال: فما المسائل التى اردت ان تسأل عنها ؟ فقلت: على حالها يا مولاى، قال: فاسئل قرة عينى عنها – واومى إلى الغلام – فقال الغلام: سل عما بدالك منها، فقلت له: مولانا وابن مولانا انا روينا عنكم ان رسول الله صلى الله عليه وآله جعل طلاق نسائه بيد أمير المؤمنين عليه السلام حتى قال يوم الجمل لعائشة: انك قد ارهجت (1) على الاسلام وأهله بفتنتك، و اوردت بنيك حياض الهلاك بجهلك، فان كففت عنى غربك (2) والا طلقتك ؟ ونساء رسول الله صلى الله عليه وآله طلاقهن وفاته، قال: ما الطلاق ؟ قلت: تخلية السبيل، قال: فإذا كان وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله خلت لهن السبيل فلم لا تحل لهن الازواج ؟ قلت: لان الله تبارك


(1) من ارهج الغبار: اثاره (2) الغرب: الحدة (*)

[ 372 ]

وتعالى حرم الازواج عليهن، قال: وكيف وقد خلى الموت سبيلهن ؟ قلت: فأخبرني يا ابن مولاى عن معنى الطلاق الذى فوض رسول الله صلى الله عليه وآله حكمه إلى أمير المؤمنين عليه السلام ؟ قال: ان الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبي صلى الله عليه وآله فخصهن بشرف الامهات، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا الحسن ان هذا الشرف باق لهن مادمن لله على الطاعة، فأيتهن عصت الله بعدى بالخروج عليك فأطلق لها في الازواج واسقطها من تشرف الامهات ومن شرف امومة المؤمنين، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 16 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه السلام للقوم لما مات عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد جعل رسول الله صلى الله عليه وآله طلاق نسائه بيده غيرى ؟ قالوا: لا. 17 – في اصول الكافي باسناده إلى سليمان بن خالد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان لى أهل بيت وهم يسمعون منى أفأدعوهم إلى هذا الامر ؟ فقال: نعم، ان الله عزوجل يقول في كتابه: يا ايها الذين آمنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة. 18 – في الكافي باسناده إلى عبد الاعلى مولى آل سام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما نزلت هذه الاية: ” يا ايها الذين آمنوا قوا انفسكم وأهليكم نارا ” قلت: كيف أقيهم ؟ قال: تأمرهم بما أمر الله وتنهاهم عما نهاهم الله، ان أطاعوك كنت قد وقيتهم، وان عصوك كنت قد قضيت ما عليك. 19 – وباسناده إلى سماعة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: ” قوا انفسكم واهليكم نارا ” كيف نقى أهلنا ؟ قال: تأمرونهم وتنهونهم. 20 – في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى زرعة بن محمد عن أبى بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” يا ايها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ” قلت: هذه نفسي أقيها فكيف أقى أهلى ؟ قال: تأمرهم بما أمرهم الله به وتنهاهم عما نهاهم الله عنه، فان أطاعوك كنت قد وقيتهم، وان عصوك كنت قد قضيت ما عليك.


[ 373 ]

21 – في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل ” قوا أنفسكم وأهليكم نارا ” كيف نقيهن ؟ قال: تأمرونهن وتنهونهن قيل له: انا نامرهن وننهاهن فلا يقبلن ؟ قال: إذا أمرتموهن ونهيتموهن فقد قضيتم ما عليكم. 22 – في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى وفى خبر آخر عن ابن مسعود قال: لما نزلت هذه الاية: ” يا ايها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة ” تلاها رسول الله صلى الله عليه وآله على أصحابه فخر فتى مغشيا عليه، فوضع النبي صلى الله عليه وآله يده على فؤاده فوجده يكاد يخرج من مكانه فقال: يا فتى قال: لا اله الا الله، فتحرك الفتى فقالها، فبشره النبي صلى الله عليه وآله بالجنة فقال القوم: يا رسول الله من بيننا ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله أما سمعتم الله تعالى يقول: ” ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد “. 23 – في روضة الكافي باسناده إلى جابر عن أبى جعفر قال: قال النبي صلى الله عليه وآله أخبرني الروح الامين ان الله لا اله غيره، إذا وقف الخلائق وجمع الاولين والاخرين، أتى بجهنم تقاد بألف زمام أخذ بكل زمام الف ملك من الغلاظ الشداد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 24 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في هاروت وماروت حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: ان الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبائح بألطاف الله تعالى قال الله تعالى فيهم: لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون 25 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى أحمد بن هلال قال: سألت أبا الحسن الاخير عليه السلام عن النصوح ما هي ؟ فكتب عليه السلام ان يكون الباطن كالظاهر وأفضل من ذلك. 26 – وباسناده إلى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: توبوا إلى الله توبة نصوحا قال: هو صوم يوم الاربعاء والخميس والجمعة. 27 – وباسناده إلى عبد الله بن سنان وغير واحد عن أبى عبد الله قال: النصوح أن يكون باطن الرجل كظاهره وافضل. وروى ان التوبة النصوح ان يتوب الرجل من ذنب وينوى ان لا يعود إليه ابدا.


[ 374 ]

28 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة فقلت: وكيف يستر عليه ؟ قال ينسى ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ويوحى إلى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه، ويوحى إلى بقاع الارض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله حين يلقاه وليس شئ يشهد عليه بشئ من الذنوب. 29 – عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن ابى الصباح الكنانى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” يا ايها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ” قال: يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود فيه. 30 – قال محمد بن الفضيل سالت عنها أبا الحسن عليه السلام قال: يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه، وأحب العباد إلى الله المفتنون التوابون. (1) 31 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن أبى ايوب عن ابى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ” يا ايها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ” قال: هو الذنب الذى لا يعود فيه ابدا، قلت: وأينا لم يعد ؟ فقال: يابا محمد ان الله يحب من عباده المفتن التواب. عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن موسى بن القاسم عن جده الحسن بن راشد عن معاوية بن وهب قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول، وذكر كما سبق سواء. 32 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام اصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: باب التوبة مفتوح لمن ارادها، فتوبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم. 33 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن عبد الرحمان بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: صعد أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم


(1) المفتن: الممتحن يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب، ثم يعود ثم يتوب ; قاله في النهاية (*)

[ 375 ]

قال: ايها الناس ان الذنوب ثلاثة إلى أن قال عليه السلام: واما الذنب الثالث فذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منه، فأصبح خائفا من ذنبه راجيا لربه، فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العذاب. 34 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم فمن كان له نور يومئذ نجا وكل مؤمن له نور. 35 – وباسناده إلى صالح بن سهل عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم ” قال: ائمة المؤمنين نورهم يسعى بين أيديهم وبايمانهم حتى ينزلوا منازلهم. 36 – في مجمع البيان وقال أبو عبد الله عليه السلام يسعى ائمة المؤمنين يوم القيامة بين ايديهم وبايمانهم حتى ينزلوهم منازلهم في الجنة. 37 – يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين وروى عن أبى عبد الله عليه السلام أنه قرأ ” جاهد الكفار بالمنافقين ” قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقاتل منافقا قط انما كان يتألفهم. 38 – في تفسير على بن ابراهيم قال على بن ابراهيم في قوله: ” ضرب الله مثلا ” فقال: ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما قال: والله ما عنى بقوله: فخانتاهما الا الفاحشة وليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق البصرة، وكان طلحة (1) يحبها، فلما أرادت ان تخرج إلى البصرة قال لها طلحة: لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من طلحة. 39 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج وقد كان من امر امرأة نوح وامرأة لوط ما كان، انهما قد كانتا


(1) وفى المصدر ” وكان فلان يحبها… اه ” وكذا فيما يأتي ” فلان ” مكان ” طلحة ” (*)

[ 376 ]

تحت عبدين من عبادنا صالحين، قلت: ان رسول الله صلى الله عليه وآله ليس في ذلك بمنزلتي انما هي تحت يده وهى مقرة بحكمه مقرة بدينه، قال: فقال لى: ما ترى من الخيانة في قول الله عزوجل: ” فخانتاهما ” ما يعنى بذلك الا الفاحشة وقد زوج رسول الله صلى الله عليه وآله فلانا (1) 40 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: ما تقول في مناكحة الناس فانى قد بلغت ما ترى وما تزوجت قط قال: وما يمنعك من ذلك ؟ قلت: ما يمنعنى الا انى أخشى أن لا يكون يحل لى مناكحتهم فما تأمرني ؟ قال: كيف تصنع. أنت شاب أتصبر ؟ قلت: اتخذ الجوارى قال: فهات الان فبم تستحل الجوارى ؟ أخبرني، قلت: ان الائمة ليست بمنزلة الحرة ان رابتنى الامة بعتها أو أعتزلها، قال: حدثنى فبم تستحلها ؟ قال: فلم يكن عندي جواب، فقلت: جعلت فداك أخبرني ما ترى أتزوج ؟ قال: ما ابالى ان تفعل، قلت: أرايت قولك ما ابالى أن تفعل، فان ذلك على وجهين تقول لست ابالى أن تأثم أنت من غير ان آمرك فما تأمرني أفعل ذلك عن أمرك ؟ قال: فان رسول الله صلى الله عليه وآله قد تزوج وكان من امرأة نوح وامرأة لوط ما قص الله عزوجل وقد قال الله عزوجل: ” ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما ” فقلت: ان رسول الله صلى الله عليه وآله ليست في ذلك مثل منزلته، انما هي تحت يديه وهى مقرة بحكمه مظهرة دينه، أما والله ما عنى بذلك الا في قول الله عزوجل ” فخانتاهما ” ما عنى بذلك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 41 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى [ هشام بن ] سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قيل له: كيف كان يعلم قوم لوط انه قد جاء لوطا رجال ؟ قال: كانت امراته تخرج فتصفر ; فإذا سمعوا الصفير جاؤا فلذلك كره الصفير. 42 – في من لا يحضره الفقيه ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله على خديجة وهى لما فيها فقال لها: بالرغم منا ما نرى يا خديجة فإذا قدمت على ضرائرك فاقرءهن السلام، فقالت: من


(1) يظهر معنى هذا الحديث من الخبر الآتى (*)

[ 377 ]

هن يا رسول الله ؟ فقال: مريم بنت عمران وكلثم اخت موسى وآسية امرأة فرعون فقالت بالرفاء (1) يا رسول الله. – 43 في مجمع البيان وجاءت الرواية عن معاذ بن جبل قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله على خديجة وهى تجود بنفسها فقال: اكره ما نزل بك يا خديجة وقد جعل الله في الكره خيرا كثيرا فإذا قدمت على ضرائرك فاقرئيهن منى السلام، قالت: يا رسول الله ومن هو ؟ قال: مريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم، وكلثم أو حكيمة اخت موسى عليه السلام – شك الراوى – فقالت: بالرفاء والبنين. 44 – وعن ابى موسى عن النبي صلى الله عليه وآله قال: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء الا اربع: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله 45 – في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاثة لم يكفروا بالوحى طرفة عين، مؤمن آل ياسين، وعلى بن ابى طالب، وآسية امراة فرعون. 46 – عن على بن حمزة عن عكرمة عن ابن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وآله اربع خطط في الارض وقال: اتدرون ما هذا ؟ قلنا: الله ورسوله اعلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: افضل نساء اهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، و آسية بنت مزاحم امراة فرعون. 47 – في تفسير على بن ابراهيم ومريم ابنت عمران التى احصنت فرجها قال: لم ينظر إليها فنفخنا فيه من روحنا أي روح مخلوقة وكانت من القانتين أي من الداعين. 48 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب حلية الاولياء قال النبي صلى الله عليه وآله: فاطمة احصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار، قال ابن مندة، خاص الحسن و


(1) أي بالسكون والطمأنينة، من رفوت الرجل إذا سكنته أو بمعنى الاتفاق وحسن الاجتماع يقال ذلك لمن تزوج امراة. (*)

[ 378 ]

الحسين ويقال: أي من ولدته بنفسها، وهو المروى على بن موسى عليه السلام والاولى كل مؤمن منهم. 49 – وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله: ان فاطمة احصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرء ” تبارك الذى بيده الملك ” في المكتوبة قبل ان ينام لم يزل في امان الله حتى يصبح وفى امانه يوم القيامة حتى يدخل الجنة. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة تبارك فكأنما احيى ليلة القدر. 3 – وعن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: وددت ان تبارك الملك في قلب كل مؤمن. وروى ابن ابى الزبير عن جابر وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا ينام حتى يقرء ” الم تنزيل ” ” وتبارك الذى بيده الملك “. 4 – وعن ابى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ان سورة [ من كتاب الله ] ما هي الا ثلثون آية شفعت لرجل فاخرجته يوم القيامة من النار وادخلته الجنة، وهى سورة تبارك. 5 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى جميعا عن ابن محبوب عن ابن محبوب عن جميل عن عن سدير عن ابى جعفر عليهم السلام قال سورة الملك هي المانعة تنمع من عذاب القبر، وهى مكتوبة في التوراة سورة الملك ومن قراها في ليلة فقد اكثر واطاب ولم يكتب [ بها ] من الغافلين، وانى لا ركع بها بعد عشاء الاخرة وانا جالس، وان والدى عليه السلام كان يقرءها في يومه وليلته، ومن قراها


[ 379 ]

إذا دخل عليه ناكر ونكير من قبل رجليه قالت رجلاه: ليس لكما إلى ما قبلى سبيل، قد كان هذا العبد يقوم على فيقرء سورة الملك في كل يوم وليلة، وإذا اتياه من قبل جوفه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلى سبيل قد كان هذا العبد اوعانى سورة الملك، و إذا اتياه من قبل لسانه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلى سبيل، قد كان هذا العبد يقرأ بى في كل يوم وليلة سورة الملك. 6 – في روضة الكافي ابن محبوب عن ابى جعفر الاحول عن سلام بن المستنير عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الله عزوجل خلق الحياة قبل الموت. 7 – في الكافي باسناده إلى موسى بن بكر عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: الحياة والموت خلقان خلق الله، فإذا جاء الموت فدخل في الانسان لم يدخل في شئ الا وخرجت منه الحياة. 8 – في تفسير على بن ابراهيم الذى خلق الموت والحيوة قال: قدرهما و معناه: قدر الحياة، ثم الموت. 9 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن على الناصر عن ابيه عن محمد بن على عن ابيه الرضا عن ابيه موسى بن جعفر عليهم السلام قال: قيل للصادق عليه السلام صف لنا الموت، قال: للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه (1) وينقطع التعب والالم كله عنه، وللكافر كلسع الافاعى ولذع العقارب أو اشد، قيل: فان قوما يقولون انه اصعب من نشر بالمناشير (2) وقرض بالمقاريض ورضخ بالاحجار وتدوير قطب الارحية في الاحداق ؟ قال: كذلك على بعض الكافرين والفاجرين بالله عزوجل، الا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد فذلكم الذى هو اشد من هذا الا ان من عذاب الاخرة (3) فانه اشد من عذاب الدنيا، قيل: فما بالنا نرى كافرا


(1) نعس الرجل: إذا اخذته فترة في حواسه فقارب النوم (2) المناشير جمع المنشار: آلة ذات اسنان ينشر بها الخشب ونحوه (3) كذا في الاصل وتوافقه المصدر ايضا لكن في العيون وما في الاخبار ” الا من عذاب الاخرة… اه ” (*)

[ 380 ]

يسهل عليه النزع فينطفى وهو يحدث ويضحك ويتكلم، وفى المؤمنين ايضا من يكون كذلك، وفى المؤمنين والكافرين من يقاسى عند سكرة الموت هذه الشدائد ؟ فقال: ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو عاجل ثوابه، وما كان من شديدة فتمحيصه من ذنوبه ليرد الاخرة نقيا نظيفا مستحقا للثواب الابد لا مانع له دونه، وما كان من سهولة هناك على الكافر فليوف اجر حسناته في الدنيا ليرد الاخرة وليس له الا ما يوجب عليه العذاب، وما كان من شدة على الكافر هناك فهو ابتداء عذاب الله بعد حسناته، ذلكم بأن الله عدل لا يجور. 10 – في اعتقادات الامامية للصدوق (ره) قيل لعلى بن الحسين عليهما السلام: ما الموت ؟ قال: الموت للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة وفك قيود وأغلال ثقيلة، و الاستبدال بافخر الثياب وأطيبها روايح. واوطأ المراكب وآنس المنازل، وللكافر كخلع ثياب فاخرة والنقل عن منازل أنيسة والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها، وأوحش المنازل وأعظم العذاب. 11 – وقيل لمحمد بن على الباقر عليه السلام: ما الموت ؟ قال: هو النوم الذى يأتيكم في كل ليلة، الا انه طويل مدته لا ينتبه منه إلى يوم القيامة. 12 – في مجمع البيان قال أبو قتادة سالت النبي صلى الله عليه وآله [ فيما امر الله ] عن قوله: ايكم احسن عملا ما عنى به ؟ فقال يقول: أيكم أحسن عقلا، ثم قال صلى الله عليه وآله: أتمكم عقلا وأشدكم لله خوفا وأحسنكم فيما أمر الله عزوجل به ونهى عنه نظرا، وان كان اقلكم تطوعا. 13 – وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله تلا ” تبارك الذى بيده الملك ” إلى قوله ” احسن عملا ” قال: ايكم أحسن عقلا. وأورع عن محارم الله، وأسرع في طاعة الله. 14 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه واما قوله عزوجل ” ليبلوكم ايكم احسن عملا ” فانه عزوجل خلق خلقه ليبلوكم بتكليف طاعته وعبادته لا على سبيل الامتحان والتجربة لانه لم يزل عليما بكل شئ. 15 – في تفسير على بن ابراهيم الذى خلق سبع سماوات طباقا قال:


[ 381 ]

بعضها طبق لبعض ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت قال: يعنى من فساد ثم ارجع البصر قال: انظر في ملكوت السماوات والارض ينقلب اليك البصر خاسئا وهو حسير أي منقطع قوله: ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح قال بالنجوم 16 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى الامام محمد بن على الباقر عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها قال صلى الله عليه وآله بعد ان ذكر عليا وأولاده عليهم السلام: الا ان أعدائهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا وهى تفور، و لها زفير كلما دخلت امة لعنت اختها. 17 – في تفسير على بن ابراهيم تكاد تميز من الغيظ قال: اعداء الله كلما القى فيها فوج سألهم خزنتها الم ياتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ ان انتم الا في ضلال كبير. (1) 18 – في كتاب علل الشرائع باسناده إلى على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام انه سأله رجل فقال: لاى شئ بعث الله الانبياء والرسل إلى الناس ؟ فقال: لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، ولئلا يقولوا ما جاءنا من بشير ونذير، وليكون حجة الله عليهم، الا تسمع الله عزوجل يقول حكاية عن خزنة جهنم واحتجاجهم على اهل النار بالانبياء والرسل: ” الم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ ان انتم الا في ضلال كبير ” 19 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض اصحابه عن آدم بن اسحاق عن عبد الزراق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام وذكر حديثا يقول فيه عليه السلام: وانزل في تبارك ” كلما القى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ ان انتم الا في ضلال كبير “، فهؤلاء مشركون. 20 – في مجمع البيان وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في اصحاب السعير وفى الحديث عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وآله قال: ان الرجل ليكون من أهل الجهاد


(1) كذا في الاصل وفى المصدر بعد قوله ” كبير ” أي في عذاب شديد. (*)

[ 382 ]

ومن أهل الصلوة والصيام وممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وما يجزى يوم القيامة الا على قدر عقله. 21 – وعن أنس بن مالك قال: اثنى قوم على رجل عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كيف عقله ؟ قالوا: يارسول الله نخبرك عن اجتهاده في العبادة واصناف الخير و تسألنا عن عقله ؟ فقال: ان الاحمق يصيب بحمقه اعظم من فجور الفاجر، وانما يرتفع العباد غدا في الدرجات وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم. 22 – في اصول الكافي باسناده إلى الاصبغ بن نباتة عن على عليه السلام قال: هبط جبرئيل على آدم عليه السلام فقال: يا آدم انى امرت ان اخيرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنين، فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث ؟ فقال: العقل والحياء والدين فقال آدم عليه السلام: انى قد اخترت العقل، فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه، فقالا: يا جبرئيل امرنا ان نكون مع العقل حيث كان، قال: فشأنكما وعرج. 23 – احمد بن ادريس عن احمد بن عبد الجبار عن بعض اصحابنا رفعه إلى ابى عبد الله عليه السلام قال قلت: ما العقل ؟ قال: ما عبد به الرحمان واكتسب به الجنان، قال: قلت: فالذي كان في معاوية ؟ فقال: تلك النكراء تلك الشيطنة، وهى شبيهة بالعقل وليست بالعقل. 24 – وباسناده إلى اسحق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من كان عاقلا كان له دين، ومن كان له دين دخل الجنة. 25 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى ” في ضلال كبير ” الا ان اولياء هم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير. 26 – في كتاب الخصال عن أبى جعفر عليه السلام قال قال سليمان بن داود عليهما السلام: اوتينا ما اوتى الناس وما لم يؤتوا، وعلمنا ما يعلم الناس وما لم يعلموا، فلم نجد شيئا أفضل من خشية الله في المغيب والمشهد، والقصد في الغنى و (الفقرظ) وكلمة الحق في الرضا والغضب، والتضرع إلى الله تعالى على كل حال.


[ 383 ]

قال عز من قائل: وهو اللطيف الخبير. 27 – في اصول الكافي باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبى الحسن عليه السلام حديث طويل وفيه فقال: يا فتح انما قلنا: اللطيف للخلق اللطيف لعلمه بالشئ اللطيف، أولا ترى وفقك الله وثبتك إلى اثر صنعه في النبات اللطيف ومن الخلق اللطيف ومن الحيوان الصغار ومن البعوض والجرجس (1) وما هو اصغر منها ما لا يكاد تستبينه العيون، بل لا يكاد يستبان لصغره الذكر من الانثى، والحدث المولود من القديم، فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتداءه للسفاد والهرب من الموت والجمع لما يصلحه وما في لجج البحار وما في لحاء الاشجار (2) والمفاوز والقفار وافهام بعضها عن بعض منطقها وما يفهم به اولادها عنها ونقلها الغذاء إليها، ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة، وبياض مع حمرة، وانه ما لا يكاد عيوننا تستبينه لدمامة خلقها (3) لا تراه عيوننا وتلمسه أيدينا، علمنا ان خالق هذا الخلق لطيف لطف بخلق ما سميناه بلا علاج ولا أداة ولا آلة، وان كل صانع شئ فمن شئ صنع، والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لامن شئ. 28 – على بن محمد مرسلا عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: اعلم علمك الله الخير وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: واما الخبير فالذي لا يعزب عنه شئ، ولا يفوته ليس للتجربة ولا للاعتبار بالاشياء، فعند التجربة والاعتبار علمان ولو لا هما ما علم، لان من كان كذلك كان جاهلا، والله لم يزل خبيرا بما يخلق والخبير من الناس المستخبر عن جهل المتعلم فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى. 29 – على بن محمد عن بعض اصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: افمن يمشى مكبا على وجهه أهدى ام من يمشى سويا على صراط مستقيم قال: ان الله ضرب مثل من حاد عن ولاية على


(1) الجرجس – بكسر المعجمتين -: البعوض الصغار فهو من قبيل عطف الخاص على العام (2) لجة البحر: معظمه. واللحاء – بالكسر والمد -: قشر الشجر. (3) الدميم: الحقير، يقال: رجل دميم وبه دمامة إذا كان قصير الجثة حقير الجثمان. (*)

[ 384 ]

كمن يمشى على وجهه، لا يهتدى لامره، وجعل من تبعه سويا على صراط مستقيم، والصراط المستقيم أمير المؤمنين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 30 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سعد بن الخفاف عن ابى جعفر عليه السلام قال: القلوب أربعة قلت فيه نفاق وايمان ; وقلب منكوس وقلب مطبوع، و قلب أزهر انور قلت: ما الازهر ؟ قال: فيه كهيئة السراج فاما المطبوع فقلب المنافق واما الازهر فقلب المؤمن، ان اعطاه الله عزوجل شكر وان ابتلاه صبر، واما المنكوس فقلب المشرك، ثم قرأ هذه الاية ” افمن يمشى مكبا على وجهه أهدى أم من يمشى سويا على صراط مستقيم “. 31 – في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمان عن منصور عن حريز بن عبد الله عن الفضيل قال: دخلت مع أبى جعفر عليه السلام المسجد الحرام وهو متكئ على فنظر إلى الناس ونحن على باب بنى شيبة فقال: يا فضيل هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، لا يعرفون حقا ولا يدينون دينا، يا فضيل انظر إليهم مكبين على وجوههم لعنهم الله من خلق مسخور بهم مكبين على وجوههم (1) ثم تلا هذه الاية: ” أفمن يمشى مكبا على وجهه أهدى أم من يمشى سويا على صراط مستقيم ” يعنى والله عليا والاوصياء عليهم السلام، ثم تلا هذه الاية فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذى كنتم به تدعون أمير المؤمنين عليه السلام يا فضيل لم يسم بهذا الاسم غير على عليه السلام الا مفتر كذاب إلى يوم الناس هذا، أما والله يا فضيل مالله عز ذكره حاج غيركم ولا يغفر الذنوب الا لكم، ولا يتقبل الله الا منكم. 32 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن خالد عن القاسم بن محمد عن جميل بن صالح عن يوسف بن ابى سعيد قال: كنت عند ابى عبد الله عليه السلام ذات يوم فقال لى: إذا كان يوم القيامة وجمع الله تبارك وتعالى الخلائق كان نوح عليه السلام اول من يدعى به


(1) قوله (ع) ” مسخور بهم ” أي مسخرون كالبهايم، مستعمرون للاجانب ولا يدرون ما بهم ولا يشعرون ” مكبين على وجوههم ” أي يعثرون كل ساعة على وجوههم وهو كناية عن شدة تحيرهم وترددهم وغفلتهم وعدم ثباتهم. (*)

[ 385 ]

فيقال له: هل بلغت ؟ فيقول: نعم فيقال له: من يشهد لك ؟ فيقول: محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله قال: فيخرج نوح فيتخطأ الناس حتى يجيئ إلى محمد صلى الله عليه وآله وهو على كثيب المسك ومعه على عليه السلام وهو قول الله عزوجل: ” فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 33 – في مجمع البيان وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالاسانيد الصحيحة عن الاعمش قال: لما رأوا ما لعلى بن أبى طالب عند الله من الزلفى سيئت وجوه الذين كفروا وعن أبى جعفر عليه السلام فلما رأوا مكان على عليه السلام من النبي صلى الله عليه وآله سيئت وجوه الذين كفروا يعنى الذين كذبوا بفضله. 34 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا ” قال: إذا كان يوم القيامة ونظر أعداء أمير المؤمنين عليه السلام إليه والى ما أعطاه الله من الكرامة والمنزلة الشريفة العظيمة وبيده لواء الحمد وهو على الحوض يسقى ويمنع تسود وجود أعدائه فيقال لهم: ” هذا الذى كنتم به تدعون ” أي هذا الذى كنتم به تدعون منزلته وموضعه واسمه. 35 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن اسماعيل بن سهل عن القاسم بن عروة عن ابى السفاتج عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: ” فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذى كنتم به تدعون ” قال: هذه نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه الذى عملوا ما عملوا، يرون أمير المؤمنين في أغبط الاماكن فتسئ وجوههم، ويقال له: ” هذا الذى كنتم به تدعون ” الذى انتحلتم اسمه. 36 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن على بن اسباط عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: فستعلمون من هو في ضلال مبين يا معشر المكذبين انبأتكم رسالة ربى في ولاية على عليه السلام والائمة من بعده، من هو في ضلال مبين ” كذا انزلت والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.


[ 386 ]

37 – على بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم بن معاوية البجلى عن على بن جعفر عن اخيه موسى بن جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: قل أرأيتم ان اصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين قال: ان أرايتم ان اصبح امامكم غائبا فمن يأتيكم بامام مثله. 38 – حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن أحمد عن القاسم بن العلا قال: حدثنا اسمعيل بن على الفزارى عن محمد بن جمهور عن فضالة بن ايوب قال: سئل الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” قل أرأيتم ان اصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ” فقال عليه السلام: ماءكم ابوابكم الائمة والائمة ابواب الله ” فمن يأتيكم بماء معين ” أي يأتيكم بعلم الامام. 39 – في عيون الاخبار من الاخبار المنثورة باسناده إلى الحسن بن محبوب عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: لابد من فتنة صماء صيلم (1) تسقط فيها كل بطانة و وليجة (2) وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدى يبكى عليه أهل السماء وأهل الارض وكل حرى وحران (3) وكل حزين لهفان، ثم قال: بابى وامى سمى شبيهي وشبيه موسى بن عمران عليه السلام، عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس، كم من حرى مؤمنة وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء المعين، كأنى بهم آيس ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بعد كما يسمع من قرب، يكون رحمة على المؤمنين وعذابا على الكافرين. 40 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم عن معاوية بن وهب البجلى وأبى قتادة عن محمد بن حفص عن على بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام قال: قلت له: ما تأويل قول الله عزوجل: ” قل أرأيتم ان


(1) الصماء: الداهية الشديدة والصيلم: الامر الشديد (2) بطانة الرجل ووليجته خاصته (3) أي امرأة حزينة ورجل: حزين. (*)

[ 387 ]

اصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ” ؟ فقال: إذا فقدتم امامكم فلم تروه فماذا تصنعون. 41 – وباسناده إلى ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” قل ارايتم ان اصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ” فقال: هذه نزلت في الامام القائم يقول: ان اصبح امامكم غائبا عنكم لا تدرون اين هو ؟ فمن يأتيكم بامام ظاهر يأتيكم باخبار السماوات والارض وحلال الله وحرامه، ثم قال عليه السلام: والله ما جاء تأويل هذه الاية ولابد ان يجيئ تأويلها. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة ن والقلم في فريضة أو نافلة آمنه الله عزوجل من ان يصيبه فقرا ابدا، واعاذه الله إذا مات من ضمة القبر. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن قرء سورة ن والقلم اعطاه الله ثواب الذين حسن اخلاقهم. 3 – في كتاب الخصال عن محمد بن سالم رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال عثمان بن عفان: يا رسول الله ما تفسير ابجد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: تعلموا تفسير ابجد فان فيه الاعاجيب كلها، وهل للعالم جهل تفسيره ؟ فقال: يا رسول الله ما تفسير ابجد ؟ قال: اما الالف فآلاء الله إلى قوله عليه السلام: واما النون فنون والقلم وما يسطرون، فالقلم قلم من نور وكتاب من نور في لوح محفوظ يشهده المقربون. 4 – عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان لرسول الله صلى الله عليه وآله عشرة اسماء خمسة في القرآن وخمسة ليست في القرآن، فأما التى في القرآن محمد واحمد و عبد الله ويسن ون. 5 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يحيى بن ابى العلا الرازي عن ابى


[ 388 ]

عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سئل عن قوله عزوجل: ن والقلم وما يسطرون واما ” ن ” فكان نهرا في الجنة اشد بياضا من الثلج واحلى من العسل، قال الله عزوجل له: كن مدادا فكان مدادا، ثم أخذ شجرة فغرسها بيده ثم قال: واليد القوة وليس بحيث تذهب إليه المشبهة ثم قال لها: كونى قلما ثم قال له اكتب فقال له: يا رب وما اكتب ؟ قال: ما هو كائن إلى يوم القيامة، ففعل ذلك ثم ختم عليه وقال: لا تنطقن إلى يوم الوقت المعلوم 6 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واما ” ن ” فهو نهر في الجنة قال الله عزوجل اجمد فجمد فصار مدادا، ثم قال عزوجل للقلم: اكتب فسطر القلم في اللوح المحفوظ ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، فالمداد مداد من نور والقلم قلم من نور واللوح لوح من نور، قال سفييان: فقلت له: يابن رسول الله بين لى امر اللوح والقلم والمداد فضل بيان وعلمني مما علمك الله فقال: يابن سعيد لو لا انك أهل للجواب ما أجبتك، فنون ملك يؤدى إلى القلم وهو ملك، والقلم يؤدى إلى اللوح وهو ملك، واللوح يؤدى إلى اسرافيل، واسرافيل يؤدى إلى ميكائيل، وميكائيل يؤدى إلى جبرئيل، و جبرئيل يؤدى إلى الانبياء والرسل صلوات الله عليهم، قال قال لى: قم يا سفيان فلا آمن عليك. 7 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن عبد الرحيم القصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن ” ن والقلم ” قال: ان الله خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لها الخلد، ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا فجمد النهر وكانت أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب قال: يا رب ما اكتب ؟ قال: اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، فكتب القلم في رق اشد بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش ثم ختم على فم القلم فلم ينطق بعد ولا ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذى منه النسخ كلها أو لستم عربا ؟ فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه: انسخ ذلك الكتاب، أو ليس انما ينسخ من كتاب


[ 389 ]

آخر من الاصل، وهو قوله: انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون “. 8 – حدثنى أبى عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن أبى الطفيل عن أبى جعفر عن أبيه على بن الحسين عليهم السلام انه قال وقد ارسل إليه عن ابن عباس يسأله عن العرش -: واما ما سأل عنه من العرش مم خلقه الله فان الله خلقه أرباعا لم يخلق قبله الا ثلاثة اشياء: الهواء والقلم والنور، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 9 – حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن هشام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: اول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب فكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة. 10 – في مجمع البيان وقيل ” ن ” لوح من نور وروى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله 11 – وقيل هو نهر في الجنة قال له الله: كن مدادا فجمد وكان أبيض من اللبن وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب فكتب القلم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة عن أبى جعفر الباقر عليه السلام. 12 – في بصائر الدرجات محمد بن عبد الجبار عن البرقى عن فضالة عن ربعى عن القاسم بن محمد قال ان الله تبارك وتعالى أدب نبيه فاحسن تأديبه، فقال: ” خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين ” فلما كان ذلك أنزل الله انك لعلى خلق عظيم. 13 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن ابى زاهر عن على بن اسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن ابى اسحاق النحوي قال: دخلت على ابى عبد الله عليه السلام فسمعته يقول: ان الله عزوجل ادب نبيه على محبته فقال ” وانك لعلى خلق عظيم ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن ابى نجران عن عاصم بن حميد عن ابى اسحاق قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ثم ذكر نحوه. 14 – وباسناده إلى الفضيل بن يسار قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول لبعض اصحاب قيس الماصر: ان الله عزوجل ادب نبيه فأحسن ادبه، فلما اكمل له الادب


[ 390 ]

قال: ” انك لعلى خلق عظيم ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 15 – وباسناده إلى اسحق بن عمار عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى ادب نبيه صلى الله عليه وآله فلما انتهى به إلى ما اراد قال الله له ” انك لعلى خلق عظيم ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 16 – وباسناده إلى بحر السقا قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: يا بحر حسن الخلق يسر ثم قال: الا اخبرك بحديث ما هو في ايدى أحد من اهل المدينة ؟ قلت ; بلى، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالس في المسجد إذا جاءت جارية لبعض الانصار وهو قائم فأخذت بطرف ثوبه فقام لها النبي صلى الله عليه وآله فلم تقل شيئا ولم يقل لها النبي صلى الله عليه وآله شيئا حتى فعلت ذلك ثلاث مرات، فقام لها النبي صلى الله عليه وآله في الرابعة وهى خلفه واخذت هدبة (1) من ثوبه ثم رجعت فقال لها الناس: فعل الله بك وفعل ؟ جلست رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث مرات لا تقولين له شيئا ولا هو يقول لك شيئا فما كانت حاجتك إليه ؟ قالت: ان لنا مريضا فارسلني اهلي لاخذ هدبة من ثوبه يستشفى بها، فلما اردت اخذها رأني فقام فاستحييت ان آخذها وهو يرانى واكره ان استأمره في اخذها فأخذتها. 17 – وباسناده إلى محمد بن سنان عن اسحاق بن عمار عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الخلق منيحة (2) يمنحها الله عزوجل خلقه فمنه سجية ومنه نية (3) فقلت: فايهما افضل ؟ فقال: صاحب السجية وهو مجبول لا يستطيع غيره، وصاحب النية يصبر على الطاعة تصبرا فهو افضلهما. 18 – وباسناده إلى ابى عثمان القابوسي عمن ذكره عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل اعار اعدائه اخلاقا من اخلاق اوليائه لتعيش اوليائه مع


(1) الهدبة خمل الثوب. (2) المنيحة: العطية. (3) السجية: الطبعية، قوله ” ومنه نية ” أي يكون عن قصد واكتساب وتعمد قاله الفيض (ره) في الوافى. (*)

[ 391 ]

اعدائه في دولاتهم. وفى رواية اخرى: ولو لا ذلك لما تركوا وليا لله عزوجل الا قتلوه. 19 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حبيب الخثعمي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: افاضلكم أحسنكم اخلاقا الموطئون اكنافا الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم (1). 20 – فيمن لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام ما حد حسن الخلق ؟ قال: تلين جانبك وتطيب كلامك وتلقى أخاك ببشر حسن. 21 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى بريد بن معاوية عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله عزوجل انزل حورا من الجنة إلى آدم عليه السلام فزوجها أحد ابنيه وتزوج الاخر إلى الجن فولدتا جميعا فما كان من الناس من جمال وحسن خلق فهو من الحوراء، وما كان فيهم من سوء الخلق فمن بنت الجان وأنكر أن يكون زوج بنيه من بناته. 22 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” انك لعلى خلق عظيم ” قال: هو الاسلام. وروى ان الخلق العظيم هو الدين العظيم. 23 – في امالي شيخ الطائفة باسناده إلى الصادق عليه السلام انه قال: وكان فيما خاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله ان قال له: ” يا محمد انك لعلى خلق عظيم “. قال:


(1) الاكناف – بالنون جمع الكنف بمعنى الجانب والناحية، يقال: رجل موطئ الاكناف أي كريم مضياف، وذكر ابن الاثير في النهاية هذا الحديث هكذا ” الا اخبركم باحبكم إلى واقربكم منى مجلسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا الموطوؤن أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ” قال: هذا مثل وحقيقة من التوطئة وهى التمهيد والتذلل، وفراش وطئ: لا يؤذى جنب النائم. والاكناف: الجوانب، اراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكن منها من يصاحبهم ولا يتأذى. (*)

[ 392 ]

السخا وحسن الخلق. 24 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن عثمان بن حماد عن عمرو بن ثابت عن أبى عبد الله عليه السلام قال: اغسلوا ايديكم في اناء واحد تحسن اخلاقكم. 25 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” وانك لعلى خلق عظيم ” يقول: على دين عظيم. 26 – في كتاب الخصال عن موسى بن ابراهيم عن أبيه باسناده رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ان ام سلمة قالت له: بابى أنت وامى المرأة يكون لها زوجان فيموتان فيدخلان الجنة. لايهما تكون ؟ فقال: يا ام سلمة تخير أحسنهما خلقا وخيرهما لاهله، يا ام سلمة ان حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والاخرة. 27 – في عيون الاخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه السلام من أخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من شئ في الميزان أثقل من حسن الخلق. 28 – في مجمع البيان وروى عنه صلى الله عليه وآله قال: انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق 29 – وقال: ادبنى ربى فأحسن تأديبي. 30 – في محاسن البرقى عنه عن ابيه عمن حدثه عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن خلص ودى إلى قلبه الا وقد خلص ود على إلى قلبه، كذب يا على من زعم انه يحبنى ويبغضك، قال: فقال رجلان من المنافقين: لقد فتن رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الغلام فانزل الله تبارك وتعالى: فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون ودوا لو تدهن فيدهنون ولا تطع كل حلاف مهين فانزلت فيهما إلى آخر الاية. 31 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون ” هكذا نزلت في بنى امية بأيكم أي حبتر وزفر وعلى عليه السلام. وقال الصادق عليه السلام: لقى عمر أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا على بلغني انك تتأول هذه الاية في وفى صاحبي: ” فتسبصر ويبصرون بأيكم المفتون ” ؟ قال أمير المؤمنين


[ 393 ]

عليه السلام: افلا اخبرك يا ابا حفص ما نزل في بنى امية ؟ قوله: ” والشجرة المعلونة في القرآن ” قال عمر: كذبت يا على، بنو امية خير منك واوصل للرحم. 32 – حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد عن الحسن ابن على الخزاز عن ابان بن عثمان عن عبد الرحمان عن ابى عبد الله عن ابى العباس المكى قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ان عمر لقى عليا فقال: انت الذى تقرأ هذه الاية ” بايكم المفتون ” تعرض بى وبصاحبى ؟ قال: افلا اخبرك بآية نزلت في بنى امية: ” فهل عسيتم ان توليتم ” إلى قوله: ” وتقعطوا ارحامكم ” فقال عمر: بنو امية اوصل للرحم منك ولكنك اثبت العداوة لبنى امية وبنى عدى وبنى تيم. 33 – في روضة الكافي الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن الوشا عن ابان عن عبد الرحمان بن ابى عبد الله وذكر كما في تفسير على بن ابراهيم الا ان فيه فقال: كذبت، بنو امية ” اء ” 34 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: فلا تطع المكذبين قال في على عليه السلام ودوا لو تدهن فيدهنون أي احبوا ان تغش في على عليه السلام فيغشون معك ولا تطع كل حلاف مهين قال: الحلاف: الثاني، حلف لرسول الله صلى الله عليه وآله انه لا ينكث عهدا هماز مشاء بنميم قال: كان ينم على رسول الله صلى الله عليه وآله ويهمز بين اصحابه. 35 – في كتاب الخصال عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة لا يدخلون الجنة السفاك الدم، وشارب الخمر، ومشاء بنميمة. 36 – عن على بن ابى طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الا اخبركم بشراركم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: المشاؤن بالنميمة، المفرقون بين الاحبة الباغون للبراء العيب. 37 – في من لا يحضره الفقيه يا على كفر بالله العظيم من هذه الامة عشرة: العياب، والساعى في الفتنة الحديث. 38 – في تفسير على بن ابراهيم: مناع للخير قال: الخير امير المؤمنين عليه السلام معتد اثيم أي اعتدى عليه وقوله: عتل بعد ذلك زنيم قال: العتل العظيم


[ 394 ]

الكفر، والزنيم المدعى، وقال الشاعر. زنيم تداعاه الرجال تداعيا * كما زيد في عرض الاديم الاكارع (1) 39 – في مجمع البيان ” عتل بعد ذلك ” أي هو عتل مع كونه مناعا للخير معتديا اثيما وهو الفاحش السئ الخلق وروى ذلك في خبر مرفوع. 40 – وروى انه سئل النبي صلى الله عليه وآله عن العتل والزنيم فقال: هو الشديد الخلق الشحيح الاكول الشروب الواجد للطعام والشراب الظلوم للناس، الرحيب الجوف 41 – وقيل: الزنيم هو الذى لا اصل له عن على عليه السلام. 42 – في جوامع الجامع وكان الوليد دعيا في قريش ادعاه أبوه بعد ثمانى عشرة من مولده جعل جفاه ودعوته أشد معايبه، لان من جفا وقسا قلبه اجترأ على كل معصية، ولان النطفة إذا خبثت خبث الناشئ منها، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله: لا يدخل الجنة ولد الزنا ولا ولد ولده. 43 – في مجمع البيان وعن شداد بن اوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يدخل الجنة جواظ ولا جعظرى ولاعتل زنيم قلت: فما الجواظ ؟ قال كل جماع مناع، قلت: فما الجعظرى ؟ قال: الفظ الغليظ، قلت: فما العتل الزنيم ؟ قال: رحب الجوف سئ الخلق أكول شروب غشوم ظلوم. 44 – في كتاب معاني الاخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن احمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما معنى قول الله عزوجل: ” عتل بعد ذلك زنيم ” قال: العتل العظيم الكفر والزنيم المستهزئ بكفره. 45 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: إذا تتلى عليه آياتنا قال على الثاني قال: اساطير الاولين أي اكاذيب سنسمه على الخرطوم قال: في الرجعة إذا رجع أمير المؤمنين عليه السلام ورجع اعداؤه فيسمهم بميسم معه كما توسم البهائم على الخراطيم، الانف والشفتان.


(1) المراد من الاديم في البيت: الجلد دبغ أو لم يدبغ. والاكارع: القوائم من الدابة ويقال للسفلة من الناس الاكارع تشبيها بقوائم الدابة. (*)

[ 395 ]

46 – في تفسير العياشي عن أبى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل وفى آخره واما قضى الامر (1) فهو الوسم على الخرطوم يوسم الكافر. اقول: وقد نقلنا في النمل عند قوله تعالى: ” اخرجنا لهم دابة من الارض ” الاية احاديث تدل على ان الدابة امير المؤمنين وانه صاحب العصا والميسم ليسم به المؤمن والكافر وان ذلك يكون في الرجعة قبل القيامة. 47 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن بحر عن على بن الحكم عن أبان بن عثمان عن الفضيل عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الرجل ليذنب الذنب فيدرأ عنه الرزق وتلا هذه الاية إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون. 48 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه امير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: ثم قام إليه آخر فقال: يا امير المؤمنين اخبرني عن يوم الاربعاء وتطيرنا منه وثقله واى اربعاء هو ؟ قال: آخر اربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل اخاه إلى ان قال: ويوم الاربعاء اصبحت كالصريم. 49 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد باسناده إلى الحسن بن سعيد عن ابى الحسن عليه السلام في قوله: يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود قال: حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجدا وتدمج (2) اصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود. 50 – في مجمع البيان وروى عن ابى جعفر وابى عبد الله (ع) انهما قالا في هذه الاية: أفحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الابصار وبلغت القلوب الحناجر لما رهقهم من الندامة والخزى والذلة ” وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ” أي لا يستطيعون الاخذ بما أمروا والترك لما نهوا عنه، ولذلك ابتلوا وفى الخبر انه يصير ظهور المنافقين


(1) كذا في الاصل ولم اظفر على الحديث في مظانه في تفسير العياشي. (2) دمج الشئ دموجا: إذا دخل في الشئ واستحكم فيه. (*)

[ 396 ]

كالسفافيد (1) 51 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود ” قال: يكشف عن الامور التى خفيت، وما غصبوا آل محمد حقهم ” ويدعون إلى السجود ” قال: يكشف لامير المؤمنين عليه السلام فتصير اعناقهم مثل صياصى البقر، يعنى قرونها فلا يستطيعون ان يسجدوا وهى عقوبة، لانهم لم يطيعوا الله في الدنيا في امره وهو قوله: ” وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ” قال: إلى ولايته في الدنيا وهم يستطيعون. 52 – في جوامع الجامع وفى الحديث تبقى اصلابهم طبقا واحدا أي فقارة واحدة لا تنثني. 53 – في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن محمد الطيار قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون قال مستطيعون يستطيعون الاخذ بما امروا به والترك لما نهوا عنه، وبذلك ابتلوا ثم قال: ليس شئ مما امروا به ونهوا الا ومن الله عزوجل فيه ابتلاء وقضاء. 54 – وباسناده إلى المعلى بن خنيس قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما يعنى بقوله عزوجل ” وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ” قال وهم مستطيعون. 55 – وباسناده إلى محمد بن على الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ” قال: تبارك الجبار ثم اشار إلى قدمه فكشف عنها الازار قال: ” ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ” قال: افحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الابصار وبلغت القلوب الحناجر شاخصة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون. 56 – وباسناده إلى عبيد بن زرارة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” يوم يكشف عن ساق ” قال: كشف ازاره عن ساق ويده الاخرى على


(1) السفافيد جمع السفود – كتور -: حديدة يشوى عليها اللحم. (*)

[ 397 ]

رأسه، فقال: سبحان ربى الاعلى. 57 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سفيان بن السمط قال: قال أبو عبد الله عليه السلام إذا اراد الله عزوجل بعبد خيرا فاذنب ذنبا تبعه بنقمة ويذكره الاستغفار وإذا أراد الله عزوجل بعبد شرا فاذنب ذنبا تبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى به (1) وهو قول الله عزوجل: سنستدرجهم من حيث لا يعلمون بالنعم عند المعاصي. 58 – في مجمع البيان وروى عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: إذا أحدث العبد ذنبا جدد له نعمة فيدع الاستغفار فهو الاستدراج. 59 – في اصول الكافي ابن أبى عمير عن الحسن بن عطية عن عمر بن يزيد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: انى سألت الله تبارك وتعالى ان يرزقنى مالا فرزقني، وانى سألت الله ان يرزقنى ولدا فرزقني، وسألته أن يرزقنى دارا فرزقني، وقد خفت ان يكون ذلك استدراجا ؟ فقال: اما مع الحمد فلا. قال عز من قائل فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت 60 – في تفسير العياشي عن أبى عبيدة الحذاء عن أبى جعفر عليه السلام كتب أمير – المؤمنين عليه السلام (2) قال: حدثنى رسول الله صلى الله عليه وآله ان جبرئيل حدثه أن يونس بن متى عليه السلام بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلاثين سنة وكان رجلا تعتريه الحدة (3) وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوتار النبوة وأعلامها وانه يتفسخ تحتها كما يتفسخ البعير تحت حمله (4) وانه اقام فيهم يدعوهم إلى الايمان بالله و التصديق به واتباعه ثلاثا وثلاثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه الا رجلان اسم احدهما روبيل والاخر تنوخا، وكان روبيل من أهل بيت العلم والنبوة والحكمة وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة وكان تنوخا رجلا مستضعفا


(1) أي يدوم على فعله. (2) كذا في الاصل لكن في المصدر ” وجدنا في بعض كتب… اه ” (3) أي تصبيه البأس والغضب. (4) تفسخ الربع تحت الحمل: ضعف وعجز ولم يطقه. (*)

[ 398 ]

عابدا زاهدا منهمكا في العبادة (1) وليس له علم ولا حكم وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها، وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه ويأكل من كسبه، وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته، فلما رأى أن قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر وعرف من نفسه قلة الصبر، فشكا ذلك إلى ربه وكان فيما شكا أن قال: يا رب انك بعثتني إلى قومي ولى ثلاثون سنة فلبثت فيهم ادعوهم إلى الايمان بك والتصديق برسالتى واخوفهم عذابك ونقمتك ثلاثا و ثلاثين سنة فكذبوني، ولم يؤمنوا بى وجحدوا نبوتى واستخفوا برسالتى، وقد توعدونى وخفت أن يقتلوني، فأنزل عليهم عذابك فانهم قوم لا يؤمنون، فأوحى الله إلى يونس: ان فيهم الحمل والجنين والطفل والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين وانا الحكم العدل، سبقت رحمتى غضبى، لا اعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، و هم يا يونس عبادي وخلقي وبريتى في بلادي وفى عيلتى، احب أن أتأناهم (2) وارفق بهم وانتظر توبتهم وانما بعثتك إلى قومك لتكون حيطا عليهم تعطف عليهم سخاء الرحمة الماسة منهم وتتأناهم برأفة النبوة فاصبر معهم باحلام الرسالة وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوى العالم بمداواة الدواء، فخرجت بهم ولم تستعمل قلوبهم بالرفق، ولم تسسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتنى مع سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك وعبدي نوح كان أصبر منك على قومه وأحسن صحبة واشد تانيا في الصبر عندي، وابلغ في العذر، فغضبت له حين غضب لى وأجبته حين دعاني ; فقال يونس: يا رب انما غضبت عليهم فيك وانما دعوت عليهم حين عصوك فو عزتك لا أنعطف عليهم برأفة أبدا، ولا انظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم وتكذبيهم اياى، وجحدهم نبوتى، فأنزل عليهم عذابك فانهم لا يؤمنون ابدا فقال الله: يا يونس انهم مأة الف أو يزيدون من خلقي يعمرون بلادي ويلدون عبادي ومحبتى أن أتأناهم للذى سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير علمك وتقديرك، وانت المرسل وانا الرب الحكيم، وعلمي


(1) انهمك في الامر: جد فيه ولج. (2) من التأني أي الرفق والمداراة. (*)

[ 399 ]

فيهم يا يونس باطن في الغيب عندي لاتعلم ما منتهاه، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له، يا يونس قد أجبتك إلى ما سألت، انزل العذاب عليهم وما ذلك يا يونس بأوفر لحظك عندي ولا أحمد لشأنك وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الاربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فأعلمهم ذلك، فسر يونس ولم يسؤه ولم يدر ما عاقبته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 61 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله إذ نادى ربه وهو مكظوم أي مغموم. 62 – في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الحجال عن عبد الصمد ابن بشير عن حسان الجمال قال: حملت أبا عبد الله عليه السلام من المدينة إلى مكة، فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال: ذاك موضع قدم رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال: من كنت مولاه فعلى مولاه، ثم نظر إلى الجانب الاخر فقال: ذاك موضع فسطاط أبى فلان وفلان وسالم مولى أبى حذيفة، وأبى عبيدة بن الجراح، فلما أن رأوه رافعا يديه، قال بعضهم لبعض: انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون فنزل جبرئيل عليه السلام بهذه الاية: وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون وما هو الا ذكر للعالمين. 63 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر ” قال: لما اخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بفضل أمير المؤمنين عليه السلام ” ويقولون انه لمجنون ” فقال الله سبحانه: ” وما هو ” يعنى أمير المؤمنين عليه السلام ” الا ذكر للعالمين “. 64 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن سلمان عن عبد الله بن محمد الهمداني عن مسمع بن الحجاج عن صباح المزني عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد على يوم الغدير صرخ ابليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم في بر ولا بحر الا اتاه فقالوا: يا سيدهم ومولاهم ماذا دهاك ؟ (1)


(1) مضى الحديث بمعناه في صفحة 147 فراجع (*)

[ 400 ]

فما سمعنا لك صرخة اوحش من صرختك هذه ؟ فقال لهم: قد فعل هذا النبي فعلا ان تم لم يعص الله أبدا فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لآدم ؟ فلما قال المنافقون: انه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه: اما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون ؟ – يعنون رسول الله صلى الله عليه وآله – صرخ ابليس صرخة يطرب فجمع أوليائه فقال: أما علمتم انى كنت لادم من قبل ؟ قالوا: نعم قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 65 – في مجمع البيان ” ليزلقونك بابصارهم ” أي ليزهقونك أي ليقتلونك ويهلكونك عن ابن عباس وكان يقرءها كذلك وقيل ليصرعونك عن الكلبى، وقيل يصيبونك بأعينهم عن السدى والكل يرجع في المعنى إلى الاصابة في العين، والمفسرون كلهم على انه المراد في الاية، وأنكر الجبائى ذلك وقال: ان اصابة العين لا تصح، قال على بن عيسى الرماني: وهذا الذى ذكره غير صحيح لانه غير ممتنع أن يكون الله تعالى اجرى العادة بصحة ذلك لضرب من المصلحة، وعليه اجماع المفسرين، وجوزه العقلاء فلا مانع منه، وجاء في الخبر ان اسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله ان بنى جعفر تصيبهم العين فاسترقى لهم ؟ (1) قال: نعم لو كان شئ يسبق القدر لسبقه العين. 66 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن بعض اصحابه عن القداح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين: رقى النبي صلى الله عليه وآله حسنا وحسينا فقال: اعيذكما بكلمات الله التامة وأسمائه الحسنى كلها عامة من شر السامة والهامة، ومن شر كل عين لامة ومن شر حاسد إذا حسد، ثم التفت النبي صلى الله عليه وآله الينا فقال: هكذا كان يعوذ ابراهيم اسماعيل واسحاق عليهم السلام.


(1) الرقية: العوذة وهى التى تكتب وتعلق على الانسان من العين والفزع والجنون واسترقاه: طلب ان يرقيه (*)

[ 401 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: أكثر من قرائة الحاقة فان قرائتها في الفرائض والنوافل من الايمان بالله ورسوله، لانها انما نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام ومعاوية ولم يسلب قاريها دينه حتى يلقى الله عزوجل. 2 – في مجمع البيان وروى جابر الجعفي عن أبى جعفر عليه السلام قال: اكثروا من قرائة الحاقة في الفرائض والنوافل فان قرائتها في الفرائض والنوافل من الايمان بالله و رسوله، ولم يسلب قاريها دينه حتى يلقى الله. 3 – ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة الحاقة حاسبه الله حسابا بسيرا. 4 – في تفسير على بن ابراهيم: الحاقة ما الحاقة وما ادراك ما الحاقة قال: الحاقة الحذر بنزول العذاب كذبت ثمود وعاد بالقارعة قال: قرعهم بالعذاب واما عاد فاهلكوا بريح صرصر أي باردة عاتية قال: خرجت اكثر مما امرت به 5 – فيمن لا يحضره الفقيه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما خرجت ريح قط الا بمكيال الا زمن عاد فانها عتت على خزانها، فخرجت في مثل خرق الابرة فاهلكت قوم عاد. 6 – في روضة الكافي باسناده إلى أبى جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه: واما الريح العقيم فانها ريح عذاب لا تلقح شيئا من الارحام ولا شيئا من النبات، وهى ريح تخرج من تحت الارضين السبع وما خرجت منها ريح الا على قوم عاد حين غضب الله عليهم، فأمر الخزان ان يخرجوا منها على مقدار سعة الخاتم، قال: فعتت على الخزان فخرج منها على مقدار منخر الثور تغيظا منها على قوم عاد، قال: فضج الخزان إلى الله عزوجل من ذلك فقالوا: ربنا انها قد عتت عن أمرنا انا نخاف أن يهلك من لم يعصك من خلقك


[ 402 ]

وعمار بلادك قال: فبعث الله عزوجل إليها جبرئيل عليه السلام فاستقبلها بجناحه فردها إلى موضعها وقال لها: أخرجي على ما أمرت به، قال: فخرجت على ما امرت به واهلكت قوم عاد و كل من بحضرتهم. 7 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عثمان بن عيسى رفعه إلى ابى عبد الله عليه السلام قال: الاربعاء يوم نحس مستمر لانه اول يوم وآخر يوم من الايام التى قال الله عزوجل سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام. 8 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما ” قال: كان القمر منحوسا بزحل سبع ليال وثمانية ايام حتى هلكوا، قوله: وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة المؤتفكات البصرة والخاطئة فلانة وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: فأخذهم اخذة رابية والرابية التى اربيت على ما صنعوا. وقوله: انا لما طغى الماء حملناكم في الجارية يعنى أمير المؤمنين وأصحابه 9 – في كتاب معاني الاخبار خطبة لعلى عليه السلام يذكر فيها نعم الله عزوجل عليه وفيها يقول عليه السلام: الاواني مخصوص في القرآن باسماء، احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، إلى قوله: وانا الاذن الواعية يقول الله عزوجل: وتعيها اذن واعية. 10 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده عن على عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قول الله عزوجل: ” وتعيها اذن واعية ” قال: دعوت الله عزوجل ان يجعلها اذنك يا على. 11 – في مجمع البيان ” وتعيها اذن واعية ” روى الطبري باسناده عن مكحول انه لما نزلت هذه الاية قال النبي صلى الله عليه وآله اللهم اجعلها اذن على ثم قال عليه السلام: فما سمعت شيئا من رسول الله صلى الله عليه وآله فنسيته. 12 – وروى باسناده عن عكرمة عن بريدة الاسلمي ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلى عليه السلام: يا على ان الله تعالى أمرنى ان ادنيك ولا اقصيك، وان اعلمك وتعى وحق


[ 403 ]

على الله ان تعى، فنزل: ” وتعيها اذن واعية “. 13 – وأخبرني بما كتب إلى بخطه المفيد أبو الوفاء عبد الجبار إلى قوله: قال: سمعت أبا عمر وعثمان بن الخطاب المعمر المعروف بابى الدنيا الاشج قال: سمعت على بن ابى طالب عليه السلام يقول: لما نزلت ” وتعيها اذن واعية ” قال النبي صلى الله عليه وآله: سألت الله عزوجل ان يجعلها اذنك يا على. 14 – في جوامع الجامع وعن النبي صلى الله عليه وآله انه قال لعلى عليه السلام عند نزول هذه الاية: سألت الله عزوجل ان يجعلها اذنك يا على، قال: فما نسيت شيئا بعد، وما كان لى ان انسى. 15 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) بعد أن ذكر عليا عليه السلام فان النبي صلى الله عليه وآله قال: انه المراد بقوله تعالى: و ” تعيها اذن واعية “. 16 – في بصائر الدرجات محمد بن عيسى عن ابى محمد الانصاري عن صباح المزني عن الحارث بن حضيرة المزني عن الاصبغ بن نباتة عن على عليه السلام انه قال في حديث طويل: انا الذى انزل الله في ” وتعيها أذن واعية ” فانا كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فيخبرنا بالوحى فأعيه ويفوتهم، فإذا خرجنا ” قالوا ماذا قال آنفا “. 17 – في تفسير على بن ابراهيم وحملت الارض والجبال قال: وقعت فدك بعضها على بعض. 18 – في اصول الكافي باسناده إلى يحيى بن سالم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لما نزلت ” وتعيها اذن واعية ” قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هي اذنك يا على. 19 – في ارشاد المفيد عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ان الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت الا نشر، ولا حى الا مات الا ما شاء الله، ثم يصاح بهم صيحة اخرى فينشر من مات، ويصفون جميعا وينشق السماء وتهد الارض وتخر الجبال وتزفر النار بمثل الجبال شررا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة قال عز من قائل: والملك على ارجائها. 20 – في نهج البلاغة وليس في اطباق السموات موضع اهاب الا وعليه ملك


[ 404 ]

ساجد أو ساع حافد (1) 21 – في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد إلى المأة قال له اليهودي: فربك يحمل أو يحمل ؟ قال: ان ربى يحمل كل شئ بقدرته، ولا يحمله شئ، قال: فكيف قوله عزوجل: ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قال: يا يهودى ألم تعلم أن لله ما في السموات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى، فكل شئ على الثرى، والثرى على القدرة، والقدرة، تحمل كل شئ. 22 – عن حفص بن غياث النخعي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان حملة العرش لكل واحد منهم ثمانية أعين كل عين طباق الدنيا. 23 – وعن الصادق عليه السلام قال: ان حملة العرش أربعة: أحدهم على صورة ابن آدم يسترزق الله لبنى آدم، والثانى على صورة الديك يسترزق الله للطير، والثالث على صورة الاسد يسترزق الله للسباع، والرابع على صورة الثور يسترزق الله للبهائم، ونكس الثور رأسه منذ عبد بنو اسرائيل العجل، فإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية. 24 – في كتاب التوحيد باسناده إلى زاذان عن سلمان الفارسى انه قال: سأل بعض النصارى أمير المؤمنين عليه السلام عن مسائل فأجابه عنها، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن ربك أيحمل أو يحمل ؟ فقال عليه السلام: ربنا جل جلاله يحمل ولا يحمل، قال النصراني: وكيف ذلك ونحن نجد في الانجيل: ” ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ” ؟ فقال على عليه السلام: ان الملائكة تحمل العرش وليس العرش كما تظن كهيئة السرير ولكنه شئ محدود مخلوق مدبر، وربك عزوجل مالكه، لا انه عليه ككون الشئ على الشئ، وامر الملائكة بحمله يحملون العرش بما أقدرهم عليه، قال النصراني: صدقت رحمك الله. 25 – عن على بن الحسين عليهما السلام حديث طويل في صفة خلق العرش وفيه يقول


(1) الاهاب: الجلد. والحافد. المسرع. (*)

[ 405 ]

عليه السلام: له ثمانية أركان على كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصى عددهم الا الله عزوجل، يسبحون الليل والنهار لا يفترون. 26 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقى رفعه قال: سأل الجاثليق أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: أخبرني عن قوله: ” ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ” فكيف قال ذاك وقلت: انه يحمل العرش والسماوات والارض ؟ قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان العرش خلقه الله تعالى من انوار اربعة، نور احمر منه احمرت الحمرة، ونور اخضر منه اخضرت الخضرة، ونور اصفر منه اصفرت الصفرة، ونور ابيض منه ابيض البياض، وهو العلم الذى حمله الله الحملة، وذلك نور من عظمته فبعظمته ونوره ابصر قلوب المؤمنين، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون، وبعظمته و نوره ابتغى من في السماء والارض من جميع خلائقه إليه الوسيلة بالاعمال المختلفة والاديان المتشتتة (1) فكل محمول يحمله الله بنوره وعظمته وقدرته لا يستطيع لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياتا ولا نشورا، فكل شئ محمول، والله تبارك وتعالى الممسك لهما ان تزولا والمحيط بهما من شئ (2) وهو حياة كل شئ ونور كل شئ سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا، فالذين يحملون العرش هم العلماء الذين حملهم الله علمه، وليس يخرج عن هذه الاربعة شئ خلق الله في ملكوته، وهو الملكوت الذى اراه الله اصفياءه واراه خليله عليه السلام، فقال: ” وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين ” وكيف يحمل حملة عرش الله و بحياته حييت قلوبهم، وبنوره اهتدوا إلى معرفته ؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 27 – احمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن ابى الحسن الرضا عليه السلام انه قال له أبو قرة – وقد قال عليه السلام: والمحمول ما سوى الله ولم يسمع احد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه: يا محمول – فانه قال: ” ويحمل عرش


(1) وفى المصدر ” والاديان المشتبهة “. (2) ضمائر التثنية – على ما قيل – ترجع إلى السماوات والارض. (*)

[ 406 ]

ربك فوقهم يؤمئذ ثمانية ” وقال: ” الذين يحملون العرش ” فقال أبو الحسن عليه السلام: العرش ليس هو الله والعرش اسم علم وقدرة، وعرش فيه كل شئ، ثم اضاف الحمل إلى غيره: خلق من خلقه (1) لانه استعبد خلقه بحمل عرشه وهم حملة علمه، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 28 – محمد عن احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة عن ابى عبد الله عليه السلام قال: حملة العرش – والعرش: العلم – ثمانية: اربعة منا واربعة ممن شاء الله. 29 – في تفسير على بن ابراهيم ” ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ” قال: حملة العرش ثمانية لكل واحد ثمانية اعين، كل عين طباق الدنيا. وفى حديث آخر قال: حملة العرش ثمانية اربعة من الاولين واربعة من الاخرين، فاما الاربعة من الاولين فنوح وابراهيم وموسى وعيسى، واما الاخرون فمحمد وعلى والحسن والحسين عليهم السلام، ومعنى يحملون يعنى العلم. 30 – في مجمع البيان ” ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ” من الملائكة عن ابن زيد وروى ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله انهم اليوم أربعة. فإذا كان يوم القيامة أيدهم بأربعة اخرى فيكونون ثمانية. 31 – في روضة الواعظين للمفيد (ره) وروى من طريق المخالفين في قوله ” ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ” قال: ثمانية صفوف لا يعلم عددهم الا الله، لكل ملك منهم أربعة وجوه، لهم قرون كقرون الوعلة من اصول القرون إلى منتهاها مسيرة خمسمأة عام، والعرش على قرونهم، وأقدامهم في الارض السفلى، و


(1) قال المجلسي (ره): قوله ” خلق ” بالجر بدل من غيره واشار بذلك إلى ان الحامل لما كان من خلقه فيرجع الحمل إليه تعالى ; قوله: ” وهم حملة علمه ” أي وقد يطلق حملة العرش على حملة العلم ايضا، أو حملة العرش في القيامة هم حملة العلم في الدنيا. (*)

[ 407 ]

رؤسهم في السماء العليا ودون العرش سبعون حجابا من نور. 32 – في محاسن البرقى عن ابى عبد الله عليه السلام ان حملة العرش لما ذهبوا ينهضون بالعرش لم يستقلوه فألهمهم الله لا حول ولا قوة الا بالله فنهضوا به. 33 – في كتاب التوحيد عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل فيه وقد ذكر عظمة العرش ما تحمله الاملاك الا بقول لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله. 34 – في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: فأما من اوتى كتابه بيمينه فانه قال الصادق عليه السلام كل امة يحاسبها امام زمانها ويعرف الائمة أوليائهم وأعداهم بسيماهم وهو قوله ” وعلى الاعراف رجال يعرفون ” وهم الائمة يعرفون ” كلا بسيماهم ” فيعطوا اوليائهم كتابهم بيمينهم، فيمروا إلى الجنة بلا حساب، ويعطوا أعداء هم كتابهم بشمالهم فيمروا إلى النار بلا حساب ; فإذا نظر اولياؤهم في كتابهم يقولون لاخوانهم هاؤم اقرؤا كتابيه انى ظننت انى ملاق حسابيه. 35 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واما قوله: ” ورأى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها ” يعنى يتيقنوا انهم داخلوها وكذلك قوله: ” انى ظننت انى ملاق حسابيه ” واما قوله للمنافقين ” وتظنون بالله الظنونا ” فهو ظن شك وليس ظن يقين. 36 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات واما قوله: ” انى ظننت انى ملاق حسابيه ” وقوله: ” يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين ” وقوله للمنافقين: ” وتظنون بالله الظنونا ” فان قوله: ” انى ظننت انى ملاق حسابيه ” يقول. انى ظننت انى ابعث فأجاب وقوله للمنافقين: ” وتظنون بالله الظنونا ” فهذا الظن ظن شك، وليس الظن ظن يقين، و الظن ظنان ظن شك وظن يقين، فما كان من امر معاد من الظن فهو ظن يقين، وما كان من امر الدنيا فهو ظن شك فافهم ما فسرت لك. 37 – في تفسير على بن ابراهيم: فهو في عيشة راضية أي مرضية فوضع الفاعل مكان المفعول.


[ 408 ]

38 – في مجمع البيان: في جنة عالية وقد ورد الخبر عن عطاء بن يسار عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يدخل الجنة احد الا بجواز بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله لفلان بن فلان أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية. قال عز من قائل: كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية. 39 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن مرة عن ثوبان قال: قال يهودى للنبى صلى الله عليه وآله فما اول ما يأكل اهل الجنة إذا دخلوها ؟ قال: كبد الحوت قال: فما شرابهم على اثر ذلك ؟ قال: السلسبيل قال: صدقت. والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 40 – وباسناده إلى انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال لعبدالله بن سلام وقد سأله عن مسائل: واما اول طعام يأكله اهل الجنة فزيادة كبد الحوت. 41 – في مجمع البيان وعن زيد بن ارقم قال: جاء رجل من اهل الكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا ابا القاسم تزعم ان اهل الجنة يأكلون ويشربون ؟ قال: والذى نفسي بيده ان الرجل منهم ليؤتى قوة مأة رجل في الاكل والشرب والجماع، قال: فان الذى يأكل ويشرب يكون له الحاجة ؟ فقال: عرق يفيض مثل ريح المسك فإذا كان ذلك ضمر له بطنه. 42 – في تفسير على بن ابراهيم على بن محمد عن بعض اصحابه عن آدم بن اسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانزل في الحاقة: وأما من اوتى كتابه بشماله فيقول: يا ليتني لم اوت كتابيه ولم ادر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ما اغنى عنى ماليه إلى قوله انه كان لا يؤمن بالله العظيم فهذا مشرك. 43 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن محمد بن احمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال: انى لا عرف ما في كتاب اصحاب اليمين وكتاب اصحاب الشمال، واما كتاب اصحاب اليمين بسم الله الرحمن الرحيم وقوله: ” واما من اوتى كتابه بشماله ” قال: نزلت في معاوية فيقول: ” يا ليتنى لم اوت كتابيه ولم ادر


[ 409 ]

ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ” يعنى الموت ” ما اغنى عنى مالية ” يعنى ماله الذى جمعه هلك عنى سلطانيه أي حجته فيقال: خذوه فغلوه ثم الحجيم صلوه أي اسكنوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه قال: معنى السلسلة السبعون ذراعا في الباطن هم الجبابرة السبعون. 44 – حدثنى ابى عن محمد بن ابى عمير عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال لو أن حلقة واحدة من السلسلة التى طولها سبعون ذراعا ; وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 45 – في الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن الحسين بن ابى العلا قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: وكان معاوية صاحب السلسلة التى قال الله عزوجل: ” في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه * انه كان لا يؤمن بالله العظيم ” وكان فرعون هذه الامة. 46 – في بصائر الدرجات على عن العباس بن عامر عن ابان عن بشير النبال عن ابى جعفر عليه السلام انه قال كنت خلف ابى وهو على بغلة فنفرت بغلته فإذا شيخ في عنقه سلسلة ورجله يتبعه، فقال: يا على بن الحسين اسقنى، فقال الرجل: لا تسقه لاسقاه الله وكان الشيخ م ع وى ه. 47 – الحجال عن الحسن بن الحسين عن ابن سنان عن عبد الملك القمى عن ادريس أخيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: بينا أنا وابى متوجهان إلى مكة و أبى قد تقدمنى في موضع يقال له ضجنان، إذ جاء رجل في عنقه سلسلة يجرها، فقال لى: اسقنى قال: فصاح بى ابى لا تسقه لا سقاه الله، ورجل يتبعه حتى جذب سلسلة جذبه وطرحه في اسفل درك من النار. 48 – أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابراهيم بن أبى البلاد عن على بن المغيرة قال: نزل أبو جعفر عليه السلام بوادي ضجنان فقال ثلاث مرات: لا غفر الله لك، ثم قال لاصحابه: أتدرون لم قلت ما قلت ؟ قالوا: لم قلت جعلنا الله فداك ؟ قال: مر معاوية يجر سلسلة قد ادلى لسانه يسألنى ان استغفر له وانه ليقال: ان هذا واد من اودية جهنم.


[ 410 ]

49 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: انه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين حقوق آل محمد صلى الله عليه وآله التى غصبوها قال الله عزوجل: فليس له اليوم هيهنا حميم أي قرابة ولاطعام الا من غسلين قال: عرق الكفار 50 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه السلام قال: قال: انه لقول رسول كريم يعنى جبرئيل عن الله في ولاية على قلت: وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون قال قالوا: ان محمدا كذب وما أمره الله بهذا في على فأنزل الله بذلك قرآنا فقال: ان ولاية على تنزيل من رب العالمين ولو تقول علينا محمد بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ثم عطف فقال: ” ان ولاية على لتذكرة للمتقين للعالمين وانا لنعلم ان منكم مكذبين * وان عليا لحسرة على الكافرين * وان ولايته لحق اليقين * فسبح يا محمد باسم ربك العظيم ” يقول: اشكر ربك العظيم الذى أعطاك هذا الفضل، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة 51 – في تفسير العياشي عن زيد بن الجهم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال لى: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد على عليه السلام فأظهر ولايته قالا جميعا: والله ماهذا من تلقاء الله ولا هذا الا شئ أراد أن يشرف به ابن عمه، فأنزل الله عليه: ” ولو تقول علينا بعض الاقاويل * لاخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين * وانه لتذكرة للمتقين * وانا لنعلم ان منكم مكذبين ” فلانا وفلانا ” وانه لحسرة على الكافرين ” يعنى عليا ” وانه لحق اليقين ” يعنى عليا ” فسبح باسم ربك العظيم “. 52 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ولو تقول علينا بعض الاقاويل يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله لاخذنا منه باليمين قال: انتقمنا منه بقوة ثم لقطعنا منه الوتين قال: عرق في الظهر يكون منه الولد ثم قال: فما منكم من احد عنه حاجزين يعنى لا يحجز الله عنه أحد ولا يمنعه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وقوله: وانه لحسرة على الكافرين وانه لحق اليقين يعنى أمير المؤمنين عليه السلام فسبح باسم ربك العظيم


[ 411 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله قال: اكثروا من قرائة سأل سائل فان من اكثر قرائتها لم يسأل الله تعالى يوم القيامة عن ذنب عمله وأسكنه الجنة مع محمد ان شاء الله. 2 – في مجمع البيان وعن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: من ادمن قرائة سأل سائل لم يسأله الله يوم القيامة عن ذنب عمله واسكنه جنته مع محمد صلى الله عليه وآله. 3 – ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة سأل سائل أعطاه الله ثواب الذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون، والذين على صلواتهم يحافظون. 4 – وأخبرنا السيد أبو الحمد إلى قوله: عن جعفر بن محمد الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: لما نصب رسول الله صلى الله عليه وآله عليا يوم غدير خم قال: من كنت مولاه فعلى مولاه طار ذلك في البلاد، فقدم على النبي صلى الله عليه وآله النعمان بن الحارث الزهري فقال: امرتنا عن الله ان نشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله، وأمرتنا بالجهاد والحج و الصوم والصلوة والزكوة فقبلناها ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت: من كنت مولاه فعلى مولاه، فهذا شئ منك أو أمر من عند الله ؟ فقال: لا والله الذى لا اله الا هو ان هذا من الله فولى النعمان بن الحارث وهو يقول: اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، فرماه الله بحجر على رأسه فقتله وانزل الله تعالى: سأل سائل بعذاب واقع. 5 – في اصول الكافي باسناده إلى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: ” سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية على ليس له دافع ” ثم قال: هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله. 6 – في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان


[ 412 ]

عن أبيه عن أبى بصير قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ان فيك شبها من عيسى بن مريم إلى قوله: قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهدى فقال اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك ان بنى هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل (1) ” فأرسل علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب اليم ” فأنزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت هذه الاية ” وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ” ثم قال له: يا عمرو أما تبت واما رجليه فقال: يا محمد بل تجعل لساير قريش شيئا مما في يديك فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم، فقال النبي صلى الله عليه وآله ليس ذلك إلى، ذلك إلى الله تبارك وتعالى فقال: يا محمد قلبى ما يتابعني على التوبة ولكن ارحل عنك فدعا براحلته فركبها فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضت هامته (2) ثم اتى الوحى إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: ” سأل سائل بعذاب واقع للكافرين بولاية على ليس له دافع من الله ذى المعارج ” قال: قلت: جعلت فداك انا لا نقرءها هكذا ؟ فقال: هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة عليها السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لمن حوله من المنافقين: انطلقوا إلى صاحبكم فقد اتاه ما استفتح به، والحديث طويل مذكور في الزخرف عند قوله تعالى: ” ولما ضرب ابن مريم مثلا ” الاية. 7 – في تفسير على بن ابراهيم ” سأل سائل بعذاب واقع ” قال: سئل أبو جعفر عليه السلام عن معنى هذا فقال: نار تخرج من المغرب، وملك يسوقها من خلفها حتى تأتى دار بنى سعد بن همام عند مسجدهم فلا تدع دارا لبنى امية الا احرقتها وأهلها، ولا تدع دارا فيها وتر لآل محمد الا أحرقتها وذلك المهدى عليه السلام. 8 – وفى حديث آخر لما اصطفت الخيلان يوم بدر رفع أبو جهل يده فقال: اللهم اقطعنا للرحم واتنا بما لا نعرفه فاجئه العذاب، فأنزل الله تبارك وتعالى: ” سأل سائل بعذاب واقع “.


(1) هرقل: اسم ملك الروم اراد بنى هاشم يتوارثون ملك بعد ملك (2) الجندلة واحدة الجندل -: الحجارة ; ورضه: دقه. والهامة: رأس كل شئ. (*)

[ 413 ]

9 – أخبرنا احمد بن ادريس عن محمد بن عبد الله عن محمد بن على عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبى الحسن عليه السلام في قوله ” سأل سائل بعذاب واقع ” قال: سأل رجل عن الاوصياء وعن شأن ليلة القدر وما يلهمون فيها، فقال النبي صلى الله عليه وآله سالت عن عذاب واقع ثم كفر بان ذلك لا يكون فإذا وقع فليس له دافع من الله ذى المعارج قال: تعرج الملائكة والروح في صبح ليلة القدر إليه من عند النبي صلى الله عليه وآله والوصى. 10 – في روضة الكافي باسناده إلى حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في حديث طويل: قال فان للقيامة خمسين موقفا كل موقف مقداره ألف سنة ثم تلا: في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون. 11 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: الا فحاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا، فان في القيامة خمسين موقفا كل موقف مثل ألف سنة مما تعدون، ثم تلا هذه الاية: ” في يوم كان مقداره خمسين الف سنة “. 12 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسين عليهم السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام قال: وقد ذكر النبي صلى الله عليه وآله انه اسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى مسيرة شهر وعرج به في ملكوت السماوات مسيرة خمسين الف عام في اقل من ثلث ليلة حتى انتهى إلى ساق العرش، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 13 – في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من آيات الكتاب واما قوله: ” يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الا من اذن له وقال صوابا ” وقوله: ” والله ربنا ما كنا مشركين ” وقوله ” ويوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ” وقوله: ” ان ذلك لحق تخاصم اهل النار ” وقوله: ” لا تختصموا لدى وقد قدمت اليكم بالوعيد ” وقوله: ” اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون “: فان ذلك في مواطن


[ 414 ]

غير واحد من مواطن ذلك اليوم الذى كان مقداره خمسين الف سنة يجمع الله عزوجل الخلائق في مواطن يتفرقون ويكلم بعضهم بعضا ويستغفر بعضهم لبعض اولئك الذين كان منهم الطاعة في دار الدنيا الرؤساء والاتباع ويلعن بعض اهل المعاصي الذين بدت منهم البغضاء وتعاونوا على الاثم والعدوان في دار الدنيا المستكبرين و المستضعفين يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا والكفر في هذه الاية البرائة يقول: فيبرء بعضهم من بعض ونظيرها في سورة ابراهيم قول الشيطان ” انى كفرت بما اشركتمون من قبل ” وقول ابراهيم خليل الرحمن: ” كفرنا بكم ” أي تبرأنا منكم ثم يجتمعون في موطن آخر يبكون فلو ان تلك الاصوات بدت لاهل الدنيا لاذهلت جميع الخلق عن معايشهم، ولتصدعت قلوبهم الا ما شاء الله، فلا يزالون يبكون الدم، ثم يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون فيه فيقولون: ” والله ربنا ما كنا مشركين ” فيختم الله تبارك وتعالى على أفواههم ويستنطق الايدى والارجل والجلود، فتشهد بكل معصية كانت منهم، ثم يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم: ” لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذى انطق كل شئ ” ثم يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون فيفر بعضهم من بعض، فذلك قوله عزوجل: ” يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه و صاحبته وبنيه ” فيستنطقون ” فلا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا ” فيقوم الرسل صلوات الله عليهم فيشهدون في هذا الموطن، فذلك قوله تعالى: ” فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ” ثم يجتمعون في موطن آخر فيكون فيه مقام محمد صلى الله عليه وآله وهو المقام المحمود، فيثنى على الله تبارك وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله، ثم يثنى على الملائكة كلهم فلا يبقى ملك الا اثنى عليه محمد صلى الله عليه وآله ثم يثنى على الرسل بما لم يثن عليهم أحد مثله، ثم يثنى على كل مؤمن ومؤمنة يبدء بالصديقين ثم الشهداء ثم الصالحين، فيحمده أهل السماوات وأهل الارض وذلك قوله عزوجل: ” عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ” فطوبى لمن كان له في ذلك المقام حق، وويل لمن لم يكن له في ذلك المقام حظ ولا نصيب، ثم يجتمعون في موطن آخر ويدان بعضهم من بعض ; وهذا كله قبل الحساب فإذا أخذ في الحساب شغل كل انسان بما لديه، نسأل الله


[ 415 ]

بركة ذات اليوم. 14 – وباسناده إلى زيد بن على عن أبيه سيد العابدين عليه السلام حديث طويل يقول فيه سيد العابدين عليه السلام: وان لله تبارك وتعالى بقاعا في سمواته فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به إليه، ألا تسمع الله عزوجل يقول: ” تعرج الملائكة والروح إليه “. وفى الفقيه مثله سواء. 15 – في مجمع البيان ” في يوم كان مقداره خمسين الف سنة ” وروى أبو سعيد الخدرى قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: ما أطول هذا اليوم ؟ فقال: والذى نفس محمد بيده انه ليخف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلوة مكتوبة يصليها في الدنيا. 16 – وروى عن أبى عبد الله قال: لو ولى الحساب غير الله لمكثوا فيه خمسين ألف سنة من قبل أن يفرغوا، والله سبحانه يفرغ من ذلك في ساعة. 17 – وعنه عليه السلام ايضا قال: لا ينتصف ذلك اليوم حتى يقبل أهل الجنة في الجنة واهل النار في النار. 18 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: فاصبر صبرا جميلا أي لتكذيب من كذب ان ذلك يكون، قوله: يوم تكون السماء كالمهل قال: الرصاص الذائب والنحاس، كذلك تذوب السماء وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله يبصرونهم يقول: يعرفونهم ثم لا يتسائلون. 19 – وقوله: يود المجرم لو يفتدى من عذاب يؤمئذ ببنيه وصاحبته و اخيه وفصيلته التى تؤويه وهى امه التى ولدته قوله: نزاعة للشوى قال: تنزع عينيه وتسود وجهه تدعو من ادبر وتولى قال: تجره إليها إذا مسه الشر جزوعا قال الشر هو الفقر والفاقة وإذا مسه الخير منوعا قال: الغنى والسعة وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام قال: ثم استثنى فقال: الا المصلين فوصفهم بأحسن اعمالهم الذين هم على صلوتهم دائمون يقول: إذا فرض على نفسه شيئا من النوافل دام عليه.


[ 416 ]

20 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه وديناه: لا يصلى الرجل نافلة في وقت فريضة الامن عذر، ولكن يقضى بعد ذلك إذا امكنه القضاء، قال الله تعالى: ” الذين هم على صلوتهم دائمون ” يعنى الذين يقضون ما فاتهم من الليل بالنهار، وما فاتهم من النهار بالليل، لا تقضى النافلة في وقت فريضة، ابدء بالفريضة ثم صل ما بدا لك. 21 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد ومحمد بن يحيى عن احمد عن حماد بن عيسى عن حريز عن الفضيل بن يسار قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” الذين هم على صلوتهم يحافظون ” قال: هي الفريضة، قلت: ” الذين هم على صلوتهم دائمون ” قال: هي النافلة. 22 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال: دخلت على ابى جعفر عليه السلام وانا شاب فوصف لى التطوع والصوم، فراى ثقل ذلك في وجهى، فقال لى: ان هذا ليس كالفريضة من تركها هلك، انما هو التطوع ان شغلت عنه أو تركته قضيته، انهم كانوا يكرهون ان ترفع اعمالهم يوما تاما ويوما ناقصا، ان الله عزوجل يقول: ” الذينهم على صلوتهم دائمون ” وكانوا يكرهون ان يصلوا حتى يزول النهار، ان ابواب السماء تفتح إذا زال النهار. 23 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تعالى فرض للفقراء في اموال الاغنياء فريضة لا يحمدون الابادائها وهى الزكوة، بها حقنوا دماءهم وبها سموا مسلمين، ولكن الله تعالى فرض في اموال الاغنياء حقوقا غير الزكوة، فقال سبحانه وتعالى والذين في اموالهم حق معلوم فالحق المعلوم غير الزكوة وهو شئ يفرضه الرجل على نفسه في ماله يجب عليه ان يفرضه على قدر طاقته وسعة ماله فيؤدى الذى فرض على نفسه ان شاء في كل يوم وان شاء في كل جمعة وان شاء في كل شهر والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 24 – على بن ابراهيم عن ابيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن


[ 417 ]

ابى المعزاء عن ابى بصير قال: كنا عند ابى عبد الله عليه السلام ومعى بعض أصحاب الاموال فذكروا الزكوة فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الزكوة ليس يحمد بها صاحبها انما هو شئ ظاهر انما حقن بها دمه وسمى بها مسلما ولو لم يؤدها لم تقبل له صلوة وان عليكم في اموالكم غير الزكوة فقلت: اصلحك الله وما علينا في اموالنا غير الزكوة فقال: سبحان الله اما تسمع الله عزوجل يقول في كتابه: ” والذين في اموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم ” قال: قلت ماذا الحق المعلوم الذى علينا ؟ قال: هو الشئ يعمله الرجل في ماله يعطيه في اليوم أو في الجمعة أو في الشهر قل أو كثر غير انه يدوم عليه والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 25 – على بن محمد بن عبد الله عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن اسماعيل بن جابر عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” والذين في اموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم ” أهو سوى الزكوة ؟ فقال: هو الرجل يؤتيه الله الثروة من المال، فيخرج منه الالف والالفين والثلاثة الالاف والاقل و الاكثر فيصل به رحمه، ويحمل به الكل عن قومه. 26 – عنه عن احمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الرحمان بن الحجاج عن القاسم بن عبد الرحمان الانصاري قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ان رجلا جاء إلى ابى على بن الحسين عليهما السلام وقال له: اخبرني عن قول الله عزوجل: ” وفى اموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم ” ما هذا الحق المعلوم ؟ فقال له على بن الحسين عليهما السلام: الحق المعلوم الشئ يخرجه من ماله ليس من الزكوة ولا من الصدقة المفروضتين، فقال: وإذا لم يكن من الزكوة ولا من الصدقة فما هو ؟ فقال: هو الشئ يخرجه من ماله أن شاء اكثر وان شاء أقل على قدر ما يملك، فقال له الرجل: فما يصنع به ؟ قال: يصل به رحما ويقوى به ضعيفا ويحمل به كلا أو يصل به اخا له في الله، أو لنائبة تنوبه فقال الرجل: الله أعلم حيث يجعل رسالاته. 27 – عنه عن ابن فضال عن صفوان بن الجمال عن أبى عبد الله عليه السلام في قول


[ 418 ]

الله عزوجل: للسائل والمحروم قال: المحروم المحارف (1) الذى قد حرم كد يده في الشراء والبيع. 28 – وفى رواية اخرى عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام انهما قالا: المحروم الرجل الذى ليس بعقله بأس ولم يبسط له في الرزق وهو محارف. 29 – على بن محمد بن بندار وغيره عن أحمد بن أبى عبد الله عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن رجل من أهل ساباط قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لعمار: يا عمار انت رب مال كثير ؟ قال: نعم جعلت فداك قال: فتؤدى ما افترض عليه من الزكوة ؟ قال: نعم قال: فتخرج المعلوم من مالك ؟ قال: نعم، قال: فتصل قرابتك ؟ قال: نعم، قال فتصل اخوانك ؟ قال: نعم والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 30 – في مجمع البيان وروى عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: الحق المعلوم ليس الزكوة وهو الشئ تخرجه من مالك ان شئت كل جمعة وان شئت كل يوم، ولكل ذى فضل فضله. 31 – وروى عنه ايضا انه قال: هو ان تصل القرابة وتعطى من حرمك، وتصدق على من عاداك. 32 – في محاسن البرقى وروى محمد بن على عن على بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير قال: كنت عند أبى جعفر عليه السلام إذ أتاه رجل من الشيعة ليودعه بالخروج إلى العراق، فأخذ أبو جعفر عليه السلام بيده ثم حدثه عن أبيه بما كان يصنع قال: فودعه الرجل ومضى فاتى الخبر بأنه قطع عليه فأخبرت بذلك أبا جعفر عليه السلام فقال: سبحان الله أولم أعظه ؟ فقلت: بلى، ثم قلت: جعلت فداك إذا أنا فعلت ذلك اعتد به من الزكوة ؟ قال: لا ولكن ان شئت ان يكون ذلك من الحق المعلوم. 33 – في روضة الكافي على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمان عن عاصم بن حميد عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل:


(1) المحارف: المحروم المحدود الذى طلب فلا يرزق وهو خلاف قولك مبارك (*)

[ 419 ]

والذين يصدقون بيوم الدين قال: بخروج القائم عليه السلام. 34 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد ان قال: وفرض على البصر ان لا ينظر إلى ما حرم الله عليه وان يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له وهو عمله، وهو من الايمان وذكر قوله تعالى: ” قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ” إلى قوله: ” ويحفظن فروجهن ” وفسرها وكل شئ في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا الا هذه الاية فانها من النظر. 35 – في الكافي باسناده إلى اسحاق بن أبى سارة قال: سالت ابا عبد الله عليه السلام عنها يعنى المتعة فقال لى: حلال فلا تتزوج الا عفيفة، ان الله عزوجل يقول: الذين هم لفروجهم حافظون فلا تضع فرجك حيث لا تأمن على درهمك. 36 – في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: تحل الفروج بثلاثة وجوه: نكاح بميراث، ونكاح بلا ميراث ونكاح بملك يمين. 37 – في الكافي باسناده إلى الفضيل بن يسار قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: الذين هم على صلوتهم يحافظون قال: هي الفريضة قلت: ” الذين هم على صلوتهم دائمون ” قال: هي النافلة. 38 – في مجمع البيان ” والذين هم على صلوتهم يحافظون ” وروى محمد بن الفضيل عن ابى الحسن عليه السلام انه قال: اولئك اصحاب الخمسين صلوة من شيعتنا. 39 – وروى زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: هذه الفريضة، من صلاها لوقتها عارفا بحقها لا يؤثر عليها غيرها كتب الله له برارة لا يعذبه، ومن صلاها لغير وقتها مؤثرا عليها غيرها، فان ذلك إليه ان شاء غفر له وان شاء عذبه. 40 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل و


[ 420 ]

فيه قال عليه السلام وقد ذكر المنافقين: وما زال رسول الله صلى الله عليه وآله يتألفهم ويقربهم ويجلسهم عن يمينه وعن شماله حتى اذن الله عزوجل له في ابعادهم بقوله: ” واهجرهم هجرا جميلا ” وبقوله: فما للذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين أيطمع كل امرء منهم ان يدخل جنة نعيم كلا انا خلقناهم مما يعلمون. 41 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” عن اليمين وعن الشمال عزين ” يقول: قعود وقوله: ” كلا انا خلقناهم مما يعلمون ” قال: من نطفة ثم علقة وقوله: فلا اقسم أي اقسم برب المشارق والمغارب قال: مشارق الشتاء ومشارق الصيف، ومغارب الشتاء ومغارب الصيف. 42 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى عبد الله بن ابى حماد رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله عزوجل: ” رب المشارق والمغارب ” قال: لهما ثلاثمأة وستون مشرقا، وثلاثمأة وستون مغربا، فيومها الذى تشرق فيه لا تعود فيه الا من قابل. 43 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه لابن الكوا واما قوله: ” رب المشارق والمغارب ” فان لها ثلاثمأة وستون برجا تطلع كل يوم من برج، وتغيب في آخر، فلا تعود فيه الا من قابل في ذلك اليوم. 44 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: يوم يخرجون من الاجداث سراعا قال: من القبر كأنهم إلى نصب يوفضون قال: إلى الداعي ينادون وقوله ترهقهم ذلة قال: تصبيهم ذلة ذلك اليوم الذى كانوا يوعدون. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من كان يؤمن بالله ويقرء كتابه لا يدع قرائة سورة انا ارسلنا نوحا إلى قومه، فأى عبد قرأها محتسبا


[ 421 ]

صابرا في فريضة أو نافلة اسكنه الله تعالى مساكن الابرار، وأعطاه ثلاث جنان مع جنته كرامة من الله، وزوجه مأتى حوراء وأربعة آلاف ثيب ان شاء الله. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح عليه السلام. 3 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن سليمان عن أحمد ابن الفضل ابى عمرو الحذاء قال: سائت حالى فكتبت إلى ابى جعفر عليه السلام فكتب إلى: أدم قرائة ” انا ارسلنا نوحا إلى قومه ” قال: فقرأتها حولا فلم أر شيئا، فكتبت إليه اخبره بسوء حالى وأنى قد قرأت ” انا ارسلنا نوحا إلى قومه ” حولا كما أمرتنى ولم أر شيئا، قال: فكتب إلى: قد وفى لك الحول فانتقل منها إلى قرائة ” انا انزلناه ” و الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة وستقف عليه بتمامه في سورة القدر انشاء الله تعالى. 4 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: كان بين آدم ونوح عشرة آباء كلهم انبياء، ويقول فيه ايضا وان الانبياء بعثوا خاصة وعامة، فأما نوح فانه ارسل إلى من في الارض بنبوة عامة ورسالة عامة. 5 – وباسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: لما اظهر الله تبارك وتعالى نبوة نوح عليه السلام وأيقن الشيعة بالفرج، واشتدت البلوى وعظمت الفرية إلى أن آل الامر إلى شدة شديدة نالت الشيعة، والوثوب على نوح بالضرب المبرح (1) حتى مكث عليه السلام في بعض الاوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام يجرى الدم من اذنه ثم افاق، وذلك بعد ثلاثمأة سنة من مبعثه وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلا و نهارا فيهربون، ويدعوهم سرا فلا يجيبون، ويدعوهم علانية فيولون، فهم بعد ثلاثمأة بالدعاء عليهم وجلس بعد صلوة الفجر للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السابعة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه ثم قالوا: يا نبى الله لنا حاجة، قال: وما هي ؟ قالوا: تؤخر الدعاء على قومك فانها اول سطوة الله عزوجل [ في الارض ] قال: قد اخرت الدعاء عليهم ثلاثمأة


(1) أي الضرب الشديد. (*)

[ 422 ]

سنة اخرى، وعاد إليهم فصنع ما كان يصنع ويفعلون ما كانوا يفعلون حتى انقضت ثلاثمأة اخرى ويئس من ايمانهم، جلس في وقت ضحى النهار للدعاء فهبط عليه وفد من السماء السادسة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه وقالوا: نحن وفد من السماء السادسة خرجنا بكرة وجئناك ضحوة، ثم سألوا مثل ما سأله وفد السماء السابعة فأجابهم إلى مثل ما أجاب اولئك إليه، وعاد عليه السلام إلى قومه يدعوهم فلا يزيدهم الا فرارا حتى انقضت ثلاثمأة سنة اخرى تتمة تسعمأة سنة، فصارت إليه الشيعة وشكوا ما نالهم من العامة والطواغيت، و سألوه الدعاء بالفرج، فأجابهم إلى ذلك وصلى ودعا فهبط جبرئيل فقال له: ان الله تبارك وتعالى قد أجاب دعوتك فقل للشيعة: يأكلون التمر ويغرسون النوى ويراعونه حتى يثمر، فإذا اثمر فرجت عنهم، فحمد الله واثنى عليه وعرفهم ذلك فاستبشروا به فأكلوا التمر وغرسوا النوى وراعوه حتى أثمر ثم صاروا إلى نوح عليه السلام بالتمر وسألوه أن ينجز لهم بالوعد، فسأل الله عزوجل في ذلك فأوحى الله إليه: قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى فإذا اثمر فرجت عنكم فلما ظنوا أن الخلف قد وقع عليهم ارتد منهم الثلث و ثبت الثلثان – فأكلوا التمر وغرسوا النوى حتى إذا أثمر أتوا به نوحا عليه السلام فأخبروه وسألوه أن ينجز لهم، فسأل الله عزوجل في ذلك فأوحى الله إليه: قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى، فارتد الثلث الاخر وبقى الثلث، فأكلوا التمر وغرسوا النوى. فلما أثمر اتوا به نوحا عليه السلام ثم قالوا له: لم يبق منا الا القليل ونحن نتخوف على أنفسنا بتأخير الفرج ان نهلك، فصلى نوح عليه السلام فقال: يا رب لم يبق من أصحابي الا هذه العصابة، وانى أخاف عليهم الهلاك ان تأخر عنهم الفرج، فأوحى الله عزوجل إليه: قد أجبت دعوتك فاصنع الفلك وكان بين اجابة الدعاء وبين الطوفان خمسون سنة. 6 – في من لا يحضره الفقيه قال على بن الحسين عليه السلام لبعض أصحابه قل في طلب الولد: رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين واجعل لى من لدنك وليا يرثنى في حيوتى ويستغفرنى بعد موتى واجعله لى خلقا سويا ولا تجعل للشيطان فيه نصيبا، اللهم انى استغفرك واتوب اليك انك انت الغفور الرحيم، سبعين مرة فانه من اكثر


[ 423 ]

من هذا القول رزقه الله ما تمنى من مال وولد، ومن خير الدنيا والاخرة، فانه يقول فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا. 7 – في مجمع البيان وروى عن ابن مهزيار عن حماد بن عيسى عن محمد ابن يوسف عن ابيه قال: سأل رجل ابا عبد الله عليه السلام وانا عنده فقال له: جعلت فداك انى كثير المال وليس يولد ولد فهل من حيلة ؟ قال: نعم استغفر ربك سنة في آخر الليل مأة مرة، فان ضيعت ذلك بالليل فاقضه بالنهار، فان الله يقول: ” استغفروا ربكم ” إلى آخره. 8 – في نهج البلاغة وقد جعل الله سبحانه الاستغفار سببا لدرور الرزق و رحمة الخلق فقال: سبحانه ” استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ” فرحم الله امرءا استقبل توبته واستقال خطيئته و بادر منيته. 9 – وفيه وقال عليه السلام لقائل بحضرته استغفر الله: ثكلتك امك أتدرى ما الاستغفار ؟ ان الاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان: أولها الندم على ما مضى، والثانى العزم على الترك إليه أبدا، والثالث ان تؤدى إلى المخلوقين حقوقهم حتى يلقى الله عزوجل أملس ليس عليك تبعة، والرابع ان تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدى حقها، والخامس ان تعمد إلى اللحم الذى نبت على السحت فتذيبه بالاحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد، و السادس ان تذيق الجسم الم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: استغفر الله. 10 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن بعض اصحابه قال: شكا الابرش الكلبى إلى ابى جعفر عليه السلام انه لا يولد له، وقال: علمني شيئا، قال له: استغفر الله في كل يوم أو في كل ليلة مأة مرة، فان الله يقول: ” استغفروا ربكم انه كان غفارا ” إلى قوله: ” ويمددكم بأموال وبنين “.


[ 424 ]

11 – الحسين بن محمد عن أحمد بن محمد السيارى عن عبد الرحمان بن أبى نجران عن سليمان بن جعفر عن شيخ مدنى رواه (1) عن أبى جعفر عليه السلام انه وفد إلى هشام بن عبد الملك فأبطأ عليه الاذن حتى اغتم وكان له حاجب كثير الدنيا ولا يولد له، فدنا منه أبو جعفر عليه السلام فقال له: هل لك أن توصلني إلى هشام وأعلمك دعاء يولد لك ؟ قال: نعم فأوصله إلى هشام وقضى له جميع حوائجه قال: فلما فرغ قال الحاجب: جعلت فداك الدعاء الذى قلت لى ؟ قال: نعم، قل في كل يوم إذا أصبحت وأمسيت: سبحان الله سبعين مرة، وتستغفر عشر مرات، وتسبح تسع مرات، وتختم العاشر بالاستغفار يقول الله عزوجل: ” استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ” فقالها الحاجب فرزق ذرية كثيرة، وكان بعد ذلك يصل أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام، فقال سليمان: فقلتها وقد تزوجت ابنة عم لى وابطأ على الولد منها وعلمتها لاهلي فرزقت ولدا، وزعمت المرأة انها متى تشاء ان تحمل حملت إذا قالتها، وعلمتها غير واحد من الهاشميين ممن لم يولد لهم فولد لهم ولد كثيرا والحمد لله. 12 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده عن على بن الحسين عن أبيه عن على بن أبيطالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من انعم الله عليه نعمة فليحمد الله تعالى، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ومن حزنه امر فليقل: لا حول ولا قوة الا بالله. 13 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام اصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: أكثر الاستغفار تجلب الرزق. 14 – وفيه عن على عليه السلام انه قال: والاستغفار يزيد في الرزق. 15 – في كتاب طب الائمة عليهم السلام باسناده إلى سليمان بن جعفر


(1) وفى المصدر ” عن شيخ مدنى عن زرارة عن ابى جعفر… اه ” وعن بعض النسخ ” عن شيخ مدنى عمن رواه. اه ” (*)

[ 425 ]

الجعفري عن الباقر عليه السلام ان رجلا شكا إليه قلة الولد وانه يطلب الولد من الاماء والحرائر فلا يرزق له وهو ابن ستين سنة، فقال عليه السلام: قل كل ثلاثة ايام في دبر صلواتك المكتوبة صلوة العشاء الاخرة، وفى دبر صلوة الفجر، سبحان الله سبعين مرة، واستغفر الله سبعين مرة، تختمه بقول الله عزوجل: ” استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين * ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا “. 16 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله لا ترجون لله وقارا قال: لا تخافون لله عظمة. 17 – وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: سبع سماوات طباقا يقول: بعضها فوق بعض. 18 – في نهج البلاغة وكان من اقتدار جبروته وبديع لطائف صنعته ان جعل ماء البحر الزاخر المتراكم المتقاصف (1) يبسا جامدا، ثم فطر منه اطباقا، ففتقها سبع سماوات بعد ارتتاقها، فاستمسك بأمره وقامت على حده. 19 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: رب انهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده الا خسارا قال: اتبعوا الاغنياء. 20 – في كتاب علل الشرايع باسناده عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قول الله عزوجل وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا قال: كانوا يعبدون الله عزوجل فماتوا فضج قومهم، فشق ذلك عليهم، فجاءهم ابليس لعنه الله فقال لهم: أتخذ لكم اصناما على صوركم فتنظرون إليهم وتأنسون بهم و تعبدون الله، فأعد لهم أصناما على مثالهم، فكانوا يعبدون الله عزوجل وينظرون إلى تلك الاصنام، فلما جاءهم الشتاء والامطار ادخلوا الاصنام البيوت فلم يزالوا يعبدون الله عزوجل حتى هلك ذلك القرن ونشأ اولادهم، فقالوا: ان آبائنا كانوا يعبدون هؤلاء


(1) البحر الزاخر: الذى قد امتد جدا وارتفع والمتراكم: المجتمع بعضه على بعض. والمتقاصف: الشديد الصوت. (*)

[ 426 ]

فعبدوهم من دون الله عزوجل، فذلك قول الله تبارك وتعالى: ” ولا تذرن ودا ولا سواعا ” الاية. 21 – وباسناده إلى بريد بن معاوية العجلى قال: قال أبو جعفر عليه السلام: سمى العود خلافا لان ابليس عمل صورة سواع على خلاف صورة ود فسمى العود خلافا. 22 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أبى يوسف يعقوب ابن عبد الله من ولد فاطمة عن اسماعيل بن زيد مولى عبد الله بن يحيى الكاهلى عن ابى عبد الله عليه السلام عن امير المؤمنين حديث طويل ذكر فيه مسجد الكوفة وفيه يقول عليه السلام: وكان فيه نسر ويغوث ويعوق. 23 – محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشانى عن عبد الرحمن بن الاشل بياع الانماط عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كانت قريش تلطخ الاصنام التى كانت حول الكعبة بالمسك والعنبر، وكان يغوث قبال الباب ويعوق عن يمين الكعبة، وكان نسر عن يسارها، وكانوا إذا دخلوا خروا سجدا ليغوث ولا ينحنون ثم يستدبرون بحيالهم إلى يعوق، ثم يستدبرون عن يسارها بحيالهم إلى نسر ; ثم يلبون والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 24 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث و يعوق ونسرا ” قال: كان ود صنما لكلب، وسواع صنما لهذيل، وكان يغوث لمراد، وكان يعوق لهمدان، وكان نسر لحصين. 25 – في روضة الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فعمل نوح سفينة في مسجد الكوفة بيده، فأتى بالخشب من بعد حتى فرغ منها. وفيه فالتفت عن يساره واشار بيده إلى موضع دار الداريين (1) وهو موضع دار ابن حكيم وذاك فرات اليوم، فقال لى: يا مفضل وهنا نصبت أصنام قوم نوح عليه يغوث ويعوق ونسرا.


(1) باليائين أي العطارين. (*)

[ 427 ]

26 – في كتاب الخرائج والجرائح روى عن سليمان بن جعفر قال: كنت عند الرضا عليه السلام بالحمرا في مشربة مشرفة على البر والمائدة بين أيدينا، فراى عليه السلام رجلا مسرعا فرفع يده عن الطعام فما لبث ان جاء فصعد إليه فقال، مات الزبيري، فاطرق إلى الارض وتغير لونه، فقال: انى لاحسبه قد ارتكب في ليلته هذه ذنبا ليس باكبر من ذنوبه، قال الله تعالى: مما خطيئاتهم اغرقوا فأدخلوا نارا ثم مد يده فاكل فما لبث ان جاء مولى له فقال: مات الزبيري قال: فما سبب موته ؟ قال: شرب الخمر البارحة فغرق فيها فمات. في بصائر الدرجات معاوية بن حكيم عن سليمان ابن جعفر الجعفري قال: كنت عند الرضا عليه السلام بالحمراء وذكر مثل ما في الخرائج والجرائح سواء. 27 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن ابن محبوب عن هشام الخراساني عن المفضل بن عمر قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: وكان نوح صلوات الله عليه رجلا نجارا فجعله الله عزوجل نبيا وانتجبه، و نوح اول من عمل سفينة تجرى على ظهر الماء، قال: ولبث نوح في قومه الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم إلى الله عز ذكره، فيهزؤن به ويسخرون منه، فلما راى ذلك منهم دعا عليهم فقال: رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا فأوحى الله عزوجل إلى نوح ان اصنع سفينة واوسعها وعجل عملها، فعمل نوح سفينة في مسجد كوفة بيده الحديث. 28 – على بن ابراهيم عن ابيه عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن ابان بن عثمان عن اسماعيل الجعفر عن ابى جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: وقد ذكر نوحا: فأوحى الله عزوجل إليه ” انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يعملون ” فلذلك قال نوح: ولا يلدوا الا فاجرا كفارا فأوحى الله عزوجل إليه: ” ان اصنع الفلك “. 29 – في كتاب علل الشرائع باسناده إلى حنان بن سدير عن ابيه قال: قلت


[ 428 ]

لابي جعفر عليه السلام: أرأيت نوحا حين دعا على قومه فقال: ” رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا * انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا ” قال عليه السلام علم انه لا ينجب من بينهم أحد قال: قلت: وكيف علم ذلك ؟ قال: أوحى الله إليه انه ” لن يؤمن من قومك الا من قد آمن ” فعندها دعا عليهم بهذا الدعاء. 30 – في تفسير على بن ابراهيم: حدثنا احمد بن محمد بن موسى قال: حدثنا محمد بن حماد عن على بن اسماعيل النخعي عن فضيل الرسان عن صالح بن ميثم قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: ما كان علم نوح حين دعا على قومه انهم لا يلدوا الا فاجرا كفارا ؟ فقال: اما سمعت قول الله لنوح: ” انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن “. 31 – حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: بقى نوح في قومه ثلاثمأة سنة يدعوهم إلى الله فلم يجيبوه، فهم ان يدعو عليهم فوافاه عند طلوع الشمس اثنى عشر الف قبيلة من قبائل ملائكة السماء الدنيا وهم العظماء من الملائكة، فقال لهم نوح: ما أنتم ؟ فقالوا: نحن اثنا عشر الف قبيل من قبائل ملائكة السماء الدنيا، وان مسيرة غلظ سماء الدنيا خمسمأة عام، ومن سماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمأة عام وخرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك في هذا الوقت، فنسألك ان لا تدعو على قومك قال نوح: أجلتهم ثلاثمأة سنة، فلما أتى عليهم ستمأة سنة ولم يؤمنوا هم ان يدعو عليهم فوافاه اثنى عشر الف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية، فقال نوح: من أنتم ؟ قالوا: نحن اثنى عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية وغلظ السماء الثانية مسيرة خمسمأة عام، ومن السماء الثانية إلى السماء الدنيا مسيرة خمسمأة عام، وغلظ السماء الدنيا مسيرة خمسمأة عام، ومن السماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمأة عام خرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك ضحوة نسالك ان لا تدعو على قومك، فقال نوح: قد أجلتهم ثلاثمأة سنة، فلما اتى عليهم تسعمأة سنة ولم يؤمنوا هم أن يدعو فأنزل الله عزوجل: ” انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا


[ 429 ]

يفعلون ” فقال نوح: ” رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا “. 32 – في كتاب الخصال عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما دعى نوح عليه السلام ربه عزوجل على قومه اتاه ابليس فقال له: يا نوح ان لك عندي يدا اريد أن اكافيك عليها، فقال نوح: والله انى ليبغض إلى ان يكون لى عندك يد فما هي ؟ قال: بلى دعوت الله على قومك فأغرقهم فلم يبق لى أحد أغويه، فأنا مستريح حتى ينشؤ قرن آخر فأغويهم، قال له: فما الذى تريد ان تكافينى به ؟ قال له: اذكرني في ثلاث مواطن فانى أقرب ما اكون من العبد إذا كان في احداهن: اذكرني عند غضبك، واذكرني إذا حكمت بين اثنين، واذكرني إذا كنت مع امرأة جالسا ليس معكما احد. 33 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن على الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل رب اغفر لى ولوالدي ولمن دخل بيتى مؤمنا يعنى الولاية من دخل في الولاية دخل في بيت الانبياء عليهم السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 34 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام ان ابراهيم دعا للمؤمنين و المؤمنات والمذنبين من يومه ذلك [ إلى يوم القيامة ] بالمغفرة والرضا عنهم، قال: وأمن الرجل على دعائه: قال أبو جعفر عليه السلام: فدعوة ابراهيم عليه السلام بالغة للمذنبين من شيعتنا إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. (1) 35 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: ولا تزد الظالمين الا تبارا التبار: الخسار.


(1) ومن اراد الوقوف على تمام القصة فليراجع بحار الانوار ج 12 صفحه 80 – 81 من الطبعة الحديثة (*)

[ 430 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من اكثر قرائة قل اوحى إلى لم يصبه في الحياة الدنيا من أعين الجن ولا نفثهم ولا سحرهم ولا من كيدهم، وكان مع محمد صلى الله عليه وآله فيقول: يا رب لا أريد به بدلا ولا أبغى عنه حولا. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة الجن اعطى بعدد كل جنى وشيطان صدق بمحمد وكذب به عتق رقبة. 3 – وروى الواحدى باسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ما قرء رسول الله صلى الله عليه وآله على الجن وما رآهم انطلق رسول الله في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء (1) فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: مالكم ؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وارسلت علينا الشهب، قالوا: ما ذاك الا من شئ حدث ؟ فاضربوا مشارق الارض ومغاربها فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة بالنبي صلى الله عليه وآله وهو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلى بأصحابه صلوة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا: هذا الذى حال بيننا وبين خبر السماء فرجعوا إلى قومهم وقالوا: انا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا احدا فأوحى إلى نبيه صلى الله عليه وآله: قال اوحى إلى انه استمع نفر من الجن. ورواه البخاري ومسلم ايضا في الصحيح. 4 – وعن علقمة بن قيس قال: قلت لعبد الله بن مسعود: من كان منكم مع النبي صلى الله عليه وآله ليلة الجن ؟ فقال: ما كان منا معه أحد فقدناه ذات ليلة ونحن بمكة


(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الاصل ” جن السماء ” بدل ” خبر السماء ” في المواضع والظاهر انه مصحف. (*)

[ 431 ]

فقلنا: اغتيل رسول الله أو استطير فانطلقنا نطلبه من الشعاب فلقيناه مقبلا من نحو حراء فقلنا: يا رسول الله اين كنت ؟ لقد أشفقنا عليك وقلنا له بتنا الليلة بشر ليلة بات بها قوم حين فقدناك، فقال: انه أتانى داعى الجن فذهبت اقرئهم القرآن، فذهب بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، فأما ان يكون صحبه منا أحد فلم يصحبه. 5 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الجن على ثلاثة اجزاء: فجزء مع الملائكة وجزء يطيرون في الهواء وجزء كلاب وحيات. 6 – في اصول الكافي بعض اصحابنا عن محمد بن على عن يحيى بن مساور عن سعد الاسكاف قال: اتيت ابا جعفر عليه السلام في بعض ما اتيته فجعل يقول: لا تعجل (1) حتى حميت الشمس على وجعلت اتتبع الافياء، (2) فما لبثت ان خرج على قوم كأنهم الجراد الصفر عليهم البتوت (3) قد انتهكتهم العبادة قال: فوالله لانسانى ما كنت فيه من حسن هيئة القوم، فلما دخلت عليه قال لى: أرانى قد شققت عليك قلت: والله لقد انسانى ما كنت فيه قوم مروا بى لم ار قوما أحسن هيئة منهم في زى رجل واحد، كان ألوانهم الجراد الصفر، قد انتهكتهم العبادة ؟ فقال: يا سعد رأيتهم ؟ قلت: نعم، قال: اولئك اخوانك من الجن قال. فقلت: يأتونك ؟ قال: نعم يأتونا يسألونا عن معالم دينهم وحلالهم وحرامهم. 7 – على بن محمد عن سهل بن زياد عن على بن حسان عن ابراهيم بن اسماعيل عن ابن جبل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كنا ببابه فخرج علينا قوم أشباه الزط عليهم (4) ازر وأكسية. فسألنا أبا عبد الله عليه السلام عنهم فقال: هؤلاء اخوانكم من الجن.


(1) أي كلما استأذنت للدخول عليه يقول لى: لا تعجل فلبثت على الباب حتى حميت الشمس أي اشتد حرها. (2) الافياء، جمع الفئ وهو الظل. (3) البتوت جمع البت: الطيلسان قوله قد ” انتهكتهم ” أي هزلتهم. (4) الزط: بضم الزاء أي صنف من الهنود. (*)

[ 432 ]

8 – احمد بن ادريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن على الكوفى عن ابن فضال عن بعض أصحابنا عن سعد الاسكاف قال: أتيت ابا جعفر عليه السلام اريد الاذن عليه، فإذا رحال ابل على الباب مصفوفة، وإذا الاصوات قد ارتفعت ثم خرج قوم معتمين بالعمائم يشبهون الزط، قال: فدخلت على أبى جعفر عليه السلام فقلت: جعلت فداك أبطأ اذنك على اليوم ورأيت قوما خرجوا على معتمين بالعمائم فأنكرتهم ؟ قال: وتدرى من اولئك يا سعد ؟ قال: قلت: لا، فقال: اولئك اخوانكم من الجن يأتونا فيسألونا عن حلالهم وحرامهم ومعالم دينهم. 9 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابراهيم بن أبى البلاد عن سدير الصيرفى قال: وصاني أبو جعفر عليه السلام بحوائج له بالمدينة، فخرجت فبينما أنا بين فج الروحاء (1) على راحلتي إذا انسان يلوى بثوبه (2) قال: فملت إليه وظننت انه عطشان، فناولته الادواة (3) فقال لى: لا حاجة لى بها وناولني كتابا طينه رطب، قال: فلما نظرت إلى الخاتم إذا خاتم أبى جعفر عليه السلام فقلت: متى عهدك بصاحب الكتاب قال: الساعة وإذا في الكتاب أشياء يأمرنى بها ثم التفت فإذا ليس عندي احد، قال ثم قدم أبو جعفر عليه السلام فلقيته فقلت: جعلت فداك رجل اتانى بكتابك وطينه رطب ؟ فقال: يا سدير ان لنا خدما من الجن فإذا اردنا السرعة بعثناهم. وفى رواية اخرى قال: ان لنا أتباعا من الجن كما لنا اتباعا من الانس. فإذا أردنا امرا بعثناهم. 10 – على بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عمن ذكره عن محمد ابن جحرش قال: حدثتني حكيمة بنت موسى قال: رأيت الرضا عليه السلام واقفا على باب بيت الحطب وهو يناجى ولست ارى أحدا فقلت: سيدى لمن تناجى ؟ فقال: هذا


(1) الفج: الطريق الواسع. والروحاء: موضع بالحرمين على ثلاثين أو اربعين ميلا من المدينة. (2) أي يشير به. (3) الاداوة: الاناء الذى يسقى منه. (*)

[ 433 ]

عامر الزهراني أتانى يسألنى ويشكوا لى فقلت: يا سيدى أحب أن أسمع كلامه. فقال لى: انك ان سمعت به حممت سنة، فقلت: يا سيدى أحب أن أسمعه فقال لى: استمعى فاسمتعت فسمعت شبه الصفير وركبتني الحمى فحممت سنة. 11 – ايوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: بينا أمير – المؤمنين عليه السلام على المنبر إذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد، فهم الناس أن يقتلوه، فأرسل أمير المؤمنين عليه السلام ان كفوا فكفوا وأقبل الثعبان ينساب (1) حتى انتهى إلى المنبر، فتطاول فسلم على أمير المؤمنين عليه السلام فأشار أمير المؤمنين إليه: ان يقف حتى يفرغ من خطبته، ولما فرغ من خطبته أقبل عليه فقال: من أنت ؟ قال: أنا عمر بن عثمان خليفتك على الجن، فقلت له: جعلت فداك فيأتيك عمرو وذاك الواجب عليه ؟ قال: نعم. 12 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن مالك ابن عطية عن أبى حمزة الثمالى قال: كنت استأذن على أبى جعفر عليه السلام فقيل: ان عنده قوما فأثبت قليلا حتى يخرجوا فخرج قوم أنكرتهم ولم أعرفهم ثم اذن فدخلت عليه فقلت: جعلت فداك هذا زمان بنى امية وسيفهم يقطر دما ؟ فقال يابا حمزه هؤلاء وفد شيعتنا من الجن جاءوا يسألوننا عن معالم دينهم. 13 – وحدثني محمد بن اسماعيل عن على بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبى حمزة قال: كنت مع أبى عبد الله عليه السلام فيما بين مكة والمدينة إذا التفت عن يساره فإذا كلب أسود فقال: مالك قبحك الله ما أشد مسارعتك ؟ ! وإذا هو شبيه بالطائر، فقلت: ما هذا جعلت فداك ؟ فقال: هذا عثمان بريد الجن مات هشام الساعة فهو يطير ينعاه في كل بلد. 14 – على بن حسان عن بكر عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: يوم الاحد للجن ليس تظهر فيه لاحد غيرنا. 15 – محمد عن على بن حديد عن منصور بن حازم عن سعد الاسكاف قال:


(1) الانسباب: مشى الحية وما يشبهها. (*)

[ 434 ]

اتيت باب ابى جعفر عليه السلام مع اصحاب لنا لندخل فإذا ثمانية نفر كأنهم من اب وام، عليهم ثياب زرابى واقبية طاق (1) وعمائم صفر دخلوا فما احتبسوا حتى خرجوا، فقال لى: يا سعد رأيتهم ؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: اولئك اخوانكم من الجن أتوا يستفتوننا في حلالهم وحرامهم كما تأتوننا وتستفتوننا في حلالكم وحرامكم. 16 – وعنه عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سعد الاسكاف قال: طلبت الاذن على أبى جعفر عليه السلام فبعث إلى: لا تعجل فان عندي قوما من اخوانكم، فلم البث ان خرج على اثنا عشر رجلا يشبهون الزط، عليهم اقبية طبقين (2) وخفاف فسلموا ومروا فدخلت على ابى جعفر عليه السلام فقلت ما اعرف هؤلاء جعلت فداك الذين خرجوا من عندك ؟ قال: هؤلاء قوم من اخوانكم. 17 – في تفسير على بن ابراهيم في قوله تعالى ” واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن ” إلى قوله ” اولئك في ضلال مبين ” وكان سبب نزول هذه الاية ان رسول الله صلى الله عليه وآله خرج من مكة إلى سوق عكاظ ومعه زيد بن حارثة يدعو الناس إلى الاسلام، فلم يجبه احد ولم يجد احدا يقبله، ثم رجع إلى مكة فلما بلغ موضعا يقال له: وادى مجنة تهجد بالقرآن في جوف الليل، فمر به نفر من الجن فلما سمعوا قرائة رسول الله صلى الله عليه وآله ” ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق والى صراط


(1) الزرابى جمع الزرابى جمع الزربية: الطنفسة المخملة. وطاق: ضرب من الثياب. والطيلسان وقيل: الاخضر وفى المصدر وكذا المنقول عنه في البحار ” طاق طاق ” بتكرير لفظ الطاق، قال المجلسي (ره) وقوله ” طاق طاق ” أي لبسوا قباءا مفردا ليس معه شئ آخر من الثياب كما ورد في الحديث: الاقامة طاق طاق ; أو انه لم يكن له بطانة ولا قطن ثم نقل عن القاموس ما ذكرناه في معنى الطاق ثم قال: وما ذكرناه أظهر في المقام لا سيما مع التكرار. (2) قال المجلسي (ره) لعل المراد بالطبقين ان كل قباء كان من طبقين غير محشو بالقطن. (*)

[ 435 ]

مستقيم * يا قومنا اجيبوا داعى الله وآمنوا به ” إلى قوله: ” اولئك في ضلال مبين ” فجاؤا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأسلموا وآمنوا وعلمهم رسول الله شرائع الاسلام، فانزل الله على نبيه: قل اوحى إلى انه استمع نفر من الجن ” السورة كلها، فحكى الله قولهم وولى عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله منهم وكانوا يعودون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في كل وقت، فأمر رسول الله أمير المؤمنين عليه السلام أن يعلمهم ويفقههم، فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولد الجان. 18 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام ان عليا عليه السلام قال لبعض اليهود: ان الشياطين سخرت لسليمان وهى مقيمة على كفرها ; وقد سخرت لنبوة محمد صلى الله عليه وآله الشياطين بالايمان فأقبل إليه من الجن التسعة من أشرافهم واحد من جن نصيبين والثمان من بنى عمرو بن عامر من الا حجة (1) منهم شضاة ومضاة والهملكان والمرزبان والمازمان ونضاة وهاصب وهاضب وعمرو (2) وهم الذين يقول الله تبارك وتعالى اسمه فيهم ” واذ صرفنا اليك نفرامن الجن ” وهم التسعة ” يستمعون القرآن “. اقول وستسمع لهذا تتمة في محله قريبا انشاء الله تعالى. 19 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: وانه تعالى جد ربنا أي بخت ربنا حدثنا على بن الحسين عن احمد بن أبى عبد الله عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الجن: ” وانه تعالى جد ربنا ” فقال: كل شئ كذبه الجن فقصه الله كما قال. 20 – في كتاب الخصال عن أبى جعفر عليه السلام قال: شيئان يفسد الناس بهما صلوتهم: قول الرجل تبارك اسمك وتعالى جدك، وانما هو شئ قاله الجن بجهالة، فحكى


(1) قال في البحار: ” من الا حجة ” جمع حجيج بمعنى مقيم الحجة على مذهبه وفى بعض النسخ ” من الاجنحة ” أي الرؤساء، أو اسم قبيلة منهم. (2) في ضبط هذه الاسماء خلاف راجع البحار ج 10 صفحة 44 من الطبعة الحديثة والمصدر صفحة 118. (*)

[ 436 ]

الله عنهم وقول الرجل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. 21 – في مجمع البيان وعن الربيع بن انس قال: ليس لله تعالى جد وانما قالته الجن بجهالة، فحكاه الله سبحانه كما قالت، وروى ذلك عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام. 22 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا اعني يستمعون القرآن فأقبل إليه الجن والنبى صلى الله عليه وآله ببطن النخل فاعتذروا بأنهم ” ظنوا كما ظننتم ان لن يبعث الله احدا ” ولقد اقبل إليه أحد وسبعون الفا منهم، فبايعوه على الصوم والصلوة والزكوة والحج والجهاد ونصح المسلمين، فاعتذروا بأنهم ” قالوا على الله شططا “. 23 – في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا قال: كان الرجل ينطلق إلى الكاهن الذى يوحى إليه الشيطان فيقول: قل للشيطان فلان قد عاذبك. اقول: قد سبق قريبا عن كتاب الاحتجاج قول أمير المؤمنين عليه السلام فأقبل إليه الجن والنبى صلى الله عليه وآله ببطن النخل فاعتذر بأنهم ظنوا كما ظننتم ان لن يبعث الله احدا. قال عز من قائل: وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا 24 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يذكر فيه مناقب الرسول صلى الله عليه وآله وفيه: ولقد رأيت الملائكة ليلة ولد تصعد و تنزل وتسبح وتقدس وتضطرب النجوم وتتساقط علامة لميلاده، ولقد هم ابليس بالظعن في السماء لما رأى من الاعاجيب في تلك الليلة، وكان له مقعد في السماء الثالثة والشياطين يسترقون السمع، فلما رأوا العجائب أرادوا أن يسترقوا السمع فإذا هم قد حجبوا عن السماوات كلها ; ورموا بالشهب جلالة لنبوة


[ 437 ]

محمد صلى الله عليه وآله (1). 25 – وعن ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل واما أخبار السماء فان الشياطين كانت تقعد مقاعد استراق السمع إذ ذاك وهى لا تحجب ولا ترجم بالنجوم، وانما منعت من استراق السمع لئلا يقع في الارض سبب يشاكل الوحى من خبر السماء، ويلبس على أهل الارض ما جاء هم عن الله لا ثبات الحجة ونفى الشبهة، وكان الشيطان يسترق الكلمة الواحدة من خبر السماء، ويلبس على اهل الارض ما جاءهم عن الله خبر السماء بما يحدث من الله في خلقه فيختطفها ثم يهبط إلى الارض فيقذفها إلى الكاهن فإذا قد زاد كلمات من عنده فيختلط الحق بالباطل فما أصاب الكاهن من خبر مما كان يخبر به فهو مما اداه إليه شيطانه مما سمعه، وما اخطأ فيه فهو من باطل ما زاد فيه فمذ منعت الشياطين عن استراق السمع انقطعت الكهانة، فقال: كيف صعدت الشياطين إلى السماء وهم امثال الناس في الخلقة والكثافة وقد كانوا يبنون لسليمان بن داود عليهما السلام من البناء ما يعجز عنه ولد آدم ؟ قال: غلظوا لسليمان لما سخروا، وهم خلق رقيق غذاءهم التنسم، والدليل على ذلك صعودهم إلى السماء لاستراق السمع ولا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء إليه الا بسلم أو بسبب. 26 – في نهج البلاغة واقام رصدا من الشهب الثواقب على نقابها. 27 – في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى الحسين بن زياد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام في قوله: وانا لا ندرى أشر أريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا فقال: لا والله شر اريد بهم حين بايعوا معاوية وتركوا الحسن بن على عليه السلام وقوله: كنا طرائق قددا أي على مذاهب مختلفة. أقول: قد تقدم عن على بن ابراهيم في بيان سبب النزول، فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولد الجان. 28 – وفيه قوله: فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا قال: البخس النقصان، والرهق العذاب، وسئل العالم عليه السلام عن مؤمنى الجن أيدخلون


(1) وفى البحار ” دلالة لنبوته صلى الله عليه وآله ” (*)

[ 438 ]

الجنة ؟ فقال: لا ولكن لله حظائر بين الجنة والنار يكون فيها مؤمنوا الجن وفساق الشيعة. 29 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت قوله: لما سمعنا الهدى آمنا به قال: الهدى الولاية آمنا بمولانا فمن آمن بولاية مولاه ” فلا يخاف بخسا و لارهقا ” قلت: تنزيل ؟ قال: لا، تأويل. 30 – في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى عبادة بن صهيب عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام في قول الله عزوجل: فمن اسلم فأولئك تحروا رشدا أي الذين اقروا بولايتنا فأولئك تحروا رشدا واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا معاوية وأصحابه وان لو استقاموا على الطريقة لا سقيناهم ماءا غدقا الطريقة الولاية لعلى. 31 – أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في هذه الايه: ” وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا ” يعنى من جرى من شرك الشيطان على الطريقة يعنى على الولاية في الاصل عند الاظلة حين أخذ الله ميثاق ذرية آدم ” اسقيناهم ماء غدقا ” يعنى لكنا وضعنا اظلتهم في الماء الفرات العذب. 32 – في اصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن موسى بن محمد عن يونس بن يعقوب عمن ذكره عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله: ” وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا ” قال: يعنى لو استقاموا على ولاية أمير المؤمنين على والاوصياء من ولده عليهم السلام وقبلوا طاعتهم في امرهم ونهيهم ” لاسقيناهم ماء غدقا ” يقول: لاشربنا قلوبهم الايمان، والطريقة هي الايمان بولاية على والاوصياء. 33 – في مجمع البيان وفى تفسير أهل البيت عليهم السلام عن أبى بصير قال: قلت لابي جعفر عليه السلام قول الله: ” ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ” قال: هو والله ما انتم عليه ” وان


[ 439 ]

لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا “. 34 – وعن بريد العجلى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: معناه لافدناهم علما كثيرا يتعلمونه من الائمة. 35 – في تفسير على بن ابراهيم في قوله: لنفتنهم فيه قتل الحسين عليه السلام ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا أي الاحد من آل محمد فلا تتخذوا من غيرهم وليا. 36 – فيمن لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية: يا بنى لا تقل مالا تعلم إلى قوله: وقال الله عزوجل: ” وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا ” يعنى بالمساجد الوجه واليدين والركبتين والابهامين. 37 – في تفسير العياشي عن أبى جعفر عليه السلام (1) انه سأله المعتصم عن السارق من أي موضع يجب ان يقطع ؟ فقال ان القطع يجب أن يكون من مفصل اصول الاصابع فيترك الكف، فقال: وما الحجة في ذلك ؟ قال: قول رسول الله صلى الله عليه وآله: السجود على سبعة أجزاء: الوجه واليدين والركبتين والرجلين، فإذا قطعت يده من الكرسوع (2) أو المرفق لم يدع له يد يسجد عليها، وقال الله: ” وأن المساجد لله ” يعنى به هذه الاعضاء السبعة التى يسجد عليها ” فلا تدعوا مع الله احدا ” وما كان لله فلا يقطع، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 38 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسمعيل عن محمد بن الفضل عن ابى الحسن عليه السلام في قوله: ” وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا ” قال: هم الاوصياء. 39 – على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد


(1) يعنى ابا جعفر الثاني محمد بن على الجواد (ع) (2) الكرسوع: طرف الزند الذى يلى الخنصر. (*)

[ 440 ]

أن قال: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقة فيها: وفرض على الوجه السجود بالليل والنهار في مواقيت الصلوة، فقال: ” يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون ” وهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين، وقال في موضع آخر: ” وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا “. 40 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه: وسجد يعنى أبا عبد الله عليه السلام على ثمانية أعظم: الكفين والركبتين وابهامي الرجلين والجبهة والانف، وقال: سبعة منها فرض يسجد عليها وهى التى ذكرها الله في كتابه فقال: ” وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ” وهى الجبهة والكفان والركبتان والابهامان، ووضع الانف على الارض سنة. 41 – في تفسير على بن ابراهيم: حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: المساجد الائمة صلوات الله عليهم وانه لما قام عبد الله يدعوه يعنى محمدا يدعوهم إلى ولاية على كادوا قريش يكونون عليه لبدا يتعاونون عليه. 42 – في كتاب الخصال عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان لرسول الله صلى الله عليه وآله عشرة أسماء خمسة في القرآن وخمسة ليست في القرآن فاما التى في القرآن فمحمد واحمد وعبد الله ويس ون. 43 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: قوله: لا املك لكم ضرا ولا رشدا قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله دعا الناس إلى ولاية على فاجتمعت إليه قريش، فقالوا: يا محمد اعفنا من هذا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: هذه إلى الله ليس إلى فاتهموه وخرجوا من عنده، فأنزل الله عزوجل: قل انى لا املك لكم ضرا ولا رشدا. 44 – في تفسير على بن ابراهيم ” لا املك لكم ضرا ولا رشدا ” ان توليتم عن ولايته


[ 441 ]

قل انى لن يجيرني من الله احد ان كتمت ما امرت به ولم اجد من دونه ملتحدا يعنى مأوى الا بلاغا من الله ابلغكم ما أمرنى الله به من ولاية على بن أبى طالب عليه السلام. 45 – في اصول الكافي متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قوله ” ضرا ولا رشدا ” ” قل انى لن يجيرني من الله ان عصيته احد ولن اجد من دونه ملتحدا الا بلاغا من الله ورسالاته في على ” قلت: هذا تنزيل ؟ قال: نعم، ثم قال توكيدا: ومن يعص الله ورسوله في ولاية على فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا قلت: حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من اضعف ناصرا واقل عددا يعنى بذلك القائم وانصاره، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 46 – في تفسير على بن ابراهيم ” ومن يعص الله ورسوله في ولاية على فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا ” قال النبي صلى الله عليه وآله: يا على أنت قسيم الجنة والنار تقول: هذا لى وهذا لك. قالوا: فمتى تكون ما تعدنا به يا محمد من امر على والنار ؟ فأنزل الله ” حتى إذا رأوا ما يوعدون ” يعنى الموت والقيامة ” فسيعلمون من اضعف ناصرا واقل عددا ” يعنى فلانا وفلانا وفلانا ومعاوية وعمرو بن عاص واصحاب الضغائن من قريش. 47 – وفيه قوله: ” حتى إذا رأوا ما يدعون ” قال: القائم وأمير المؤمنين عليهما السلام في الرجعة ” فسيعلمون من اضعف ناصرا واقل عددا ” قال: هو قول أمير المؤمنين عليه السلام لزفر: (1) والله يا ابن صهاك لولا عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا واقل عددا، قال: فلما اخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله ما يكون من الرجعة قالوا: متى يكون هذا ؟ قال الله: ” قل يا محمد ان ادرى أقريب ما توعدون ام يجعل له ربى أمدا “. 48 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن سدير الصيرفى قال: سمعت حمران بن اعين يسأل أبا جعفر عليه السلام عن قوله جل ذكره: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا


(1) الزفر هو الثاني كما ورد في غير واحد من الروايات (*)

[ 442 ]

فقال أبو جعفر عليه السلام: الا من ارتضى من رسول وكان والله محمد ممن ارتضاه، واما قوله: عالم الغيب فان الله عزوجل عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدر من شئ ويقضيه في علمه قبل أن يخلقه وقبل أن يقضيه إلى الملائكة، فذلك يا حمران علم موقوف عنده إليه فيه المشية فيقضيه إذا أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه، فأما العلم الذى يقدره الله عزوجل ويقضيه ويمضيه فهو العلم الذى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم الينا، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 49 – عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم ابن محمد عن على بن أبى حمزة عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان لله عزوجل علمين علما عنده لم يطلع عليه احدا من خلقه وعلما نبذه إلى ملائكتة ورسله فما نبذه إلى ملائكته ورسله فقد انتهى الينا. 50 – على بن ابراهيم عن الصالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن ضريس قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ان لله عزوجل علمين علم مبذول وعلم مكفوف، فأما المبذول فانه ليس من شئ تعلمه الملائكة والرسل الا نحن نعلمه، واما المكفوف فهو الذى عند الله عزوجل في ام الكتاب إذا خرج نفذ. 51 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن اسماعيل عن على بن النعمان عن سويد القلا عن أبى ايوب عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان لله عزوجل علمين علم لا يعلمه الا هو، وعلم علمه ملائكته ورسله عليهم السلام فما علمه ملائكته ورسله فنحن نعلمه. 52 – على بن محمد وغيره عن سهل بن زياد عن ايوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن بدر بن الوليد عن ابى الربيع الشامي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: الامام إذا شاء ان يعلم علم. 53 – أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ابن مسكان عن بدر بن الوليد عن ابى الربيع الشامي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الامام إذا شاء ان يعلم علم.


[ 443 ]

54 – محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد المدائني عن ابى عبد الله عليه السلام قال: إذا اراد الامام ان يعلم شيئا أعلمه الله ذلك. 55 – محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة وعبد الله بن محمد عن عبد الله بن القاسم البطل عن أبى بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أي امام لا يعلم ما يصيبه والى ما يصير، فليس ذلك بحجة الله على خلقه. 56 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن أذينة عن عبد الله بن سليمان عن حمران بن اعين عن أبى عبد الله قال: ان جبرئيل اتى رسول الله صلى الله عليه وآله برمانتين فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله احداهما وكسر الاخرى بنصفين فأكل نصفا واطعم عليا عليه السلام نصفا، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أخى هل تدرى ما هاتان الرمانتان ؟ قال: لا، قال: اما الاولى فالنبوة ليس لك فيها نصيب واما الاخرى فالعلم انت شريكي فيه فقلت: اصلحك الله كيف كان ؟ يكون شريكه فيه ؟ قال: لم يعلم الله محمدا صلى الله عليه وآله علما الا وامره أن يعلمه عليا. 57 – على عن أبيه عن ابن ابى عمير عن ابن اذينة عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله برمانتين من الجنة فأعطاه اياهما، فأكل واحدة وكسر الاخرى بنصفين فأعطى عليا عليه السلام نصفها فأكلها، فقال: يا على الرمانة الاولى التى أكلتها فالنبوة ليس لك فيها شئ، واما الاخرى فهو العلم فأنت شريكي فيه. 58 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن محمد بن عبد الحميد عن منصور ابن يونس عن ابن اذينة عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: نزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله برمانتين من الجنة، فلقيه على عليه السلام فقال: ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك ؟ فقال: اما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب، وأما هذه فالعلم ثم فلقها رسول الله صلى الله عليه وآله بنصفين، فأعطاه نصفها وأخذ رسول الله نصفها، ثم قال: أنت شريكي فيه وانا شريكك فيه، قال: فلم يعلم والله رسول الله صلى الله عليه وآله حرفا مما علمه الله عزوجل الا وقد علمه عليا عليه السلام، ثم انتهى العلم الينا ثم وضع


[ 444 ]

يده على صدره. 59 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وألزمهم الحجة بأن خاطبهم خطابا يدل على انفراده وتوحيده، وبأن لهم اولياء تجرى أفعالهم وأحكامهم مجرى فعله، وعرف الخلق اقتدارهم على علم الغيب بقوله: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول قال السائل: من هؤلاء الحجج ؟ قال: هم رسول الله صلى الله عليه وآله ومن حل محله من أصفياء الله الذين قال: ” فأينما تولوا فثم وجه الله ” الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله، وفرض على العباد من طاعتهم، مثل الذين فرض عليهم منها لنفسه. 60 – في الخرايج والجرائح روى محمد بن الفضل الهاشمي عن الرضا عليه السلام نظر إلى ابن هذاب فقال: ان انا اخبرتك انك ستبتلى في هذه الايام بدم ذى رحم لك لكنت مصدقا لى ؟ قال: لا فان الغيب لا يعلمه الا الله تعالى، قال عليه السلام: أو ليس انه يقول ” عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا * الا من ارتضى من رسول ” فرسول الله صلى الله عليه وآله عند الله مرتضى، ونحن ورثة ذلك الرسول الذى اطلعه الله على ما يشاء من غيبه، فعلمنا ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 61 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار النادرة في فنون شتى باسناده إلى الحارث بن الدلهاث (1) مولى الرضا عليه السلام قال: سمعت ابا الحسن عليه السلام يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربه، وسنة من نبيه، وسنة من وليه فالسنة من ربه كتمان سره، قال الله تعالى: ” عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا * الا من ارتضى من رسول ” واما السنة من نبيه فمداراة الناس، فان الله عزوجل أمر نبيه صلى الله عليه وآله بمداراة الناس فقال عزوجل: ” خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين ” واما السنة من وليه فالصبر على البأساء والضراء قال الله عزوجل: ” والصابرين في البأساء والضراء “.


(1) دلهاث – على زنة دحراج – بمعنى الاسد (*)

[ 445 ]

62 – في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين وتعدادها قال أمير المؤمنين عليه السلام: واما الثالثة والثلاثون فان رسول الله صلى الله عليه وآله النقم اذنى فعلمني ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، فساق الله عزوجل ذلك لى على لسان نبيه. 63 – في تفسير على بن ابراهيم ” عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا * الا من ارتضى من رسول ” يعنى عليا المرتضى من الرسول صلى الله عليه وآله وهو منه قال الله تعالى: فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا قال: في قلبه العلم ومن خلفه الرصد يعلمه علمه ويزقه العلم زقا، ويعلمه الله الهاما، والرصد التعليم من النبي صلى الله عليه وآله ” ليعلم النبي أن قد ابلغوا رسالات ربه احاط على بما لدى الرسول من العلم واحصى كل شئ عددا ” ما كان وما يكون منذ خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة من فتنة أو زلزلة أو خسف، أو قذف أو امة هلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقى، وكم من امام جائر وعادل يعرفه باسمه ونسبه، ومن يموت موتا أو يقتل قتلا، وكم من امام مخذول لا يضره خذلان من خذله، وكم من امام منصور لا ينفعه نصر من نصره. وفيه وقوله: ” عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا * الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ” قال: يخبر الله رسوله الذى يرتضيه بما كان قبله من الاخبار وما يكون بعده من أخبار القائم والرجعة والقيامة. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة المزمل في العشاء الاخرة في آخر الليل كان له الليل والنهار شاهدين مع سورة المزمل وأحياه الله حياة طيبة واماته ميتة طيبة. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن قرء سورة المزمل دفع عنه العسر في الدنيا والاخرة.


[ 446 ]

3 – في جوامع الجامع وروى انه قد دخل على خديجة وقد جئت (1) فرقا فقال زملوني، فبينا هو على ذلك إذ ناداه جبرئيل: يا ايها المزمل. 4 – في تهذيب الاحكام محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل عن منصور عن عمر بن اذينة عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله تعالى: قم الليل الا قليلا قال: أمره الله ان يصلى كل الليل الا أن تأتى عليه ليلة من الليالى لا يصلى فيها شيئا. 5 – في تفسير على بن ابراهيم ” يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه أو انقص ” قال: هو النبي صلى الله عليه وآله كان يتزمل بثوبه وينام، فقال: ” يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا ” قال: انقص من القليل أو زد عليه أي على القليل قليلا. 6 – في مجمع البيان وقيل: ان نصفه بدل من القليل، فيكون بيانا للمستثنى ويؤيد هذا القول ما روى عن الصادق عليه السلام قال: القليل، النصف، أو انقص من القليل قليلا، أو زد على القليل قليلا. 7 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن معبد عن واصل بن سليمان عن عبد الله بن سليمان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ورتل القرآن ترتيلا قال: قال: أمير المؤمنين عليه السلام: بينه بيانا ولا تهذه هذ الشعر ولا تنثره نثر الرمل (2) ولكن افزعوا قلوبكم القاسية، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة. 8 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا عن على بن أبى حمزة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان القرآن لا يقرء هذرمة (3) ولكن يرتل ترتيلا، فإذا


(1) كذا في الاصل وتوافقه المصدر ايضا. (2) الهذ: سرعة القرائة قال الفيض (ره): أي لا بتسرع فيه كما يتسرع في قرائة الشعر ولا تفرغ كلماته بحيث لا تكاد تجتمع كذرات الرمل. (3) الهذرمة: الاسراع في القرائه. (*)

[ 447 ]

مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها ; واسأل الله عزوجل الجنة، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله من النار. 9 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن أبى حمزة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان القرآن لا يقرء هذرمة ولكن يرتل ترتيلا، إذا مررت بآية فيها ذكر النار وقفت عندها وتعوذت بالله من النار، والحديثان طويلان اخذنا منهما موضع الحاجة. 10 – في مجمع البيان: وقيل: رتل معناه ضعف والرتل اللين عن قطرب قال: والمراد بهذا تحزين القلب أي اقرأه بصوت حزين، ويعضده ما رواه أبو بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في هذا، قال: هو أن تتمكث فيه وتحسن به صوتك. وروى عن ام سلمة انها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقطع قرائة آية آية، وعن انس قال: كان يمد صوته مدا. 11 – وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يقال لصاحب القرآن: اقرأ وأرق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فان منزلتك عن آخر درجة تقرأها انا سنقلى عليك قولا ثقيلا أي سنوحى اليك قولا يثقل عليك وعلى امتك إلى قوله وقيل: قولا ثقيلا نزوله، فانه صلى الله عليه وآله كان يتغير حاله عند نزوله ويعرق وإذا كان راكبا تبرك راحلته ولا تستطيع المشى. 12 – وسأل الحارث بن هشام رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحى ؟ فقال صلى الله عليه وآله: احيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس فهو أشد على فيفصم عنى (1) وقد وعيت ما قال، واحيانا يتمثل الملك رجلا فأعى ما يقول، قالت عائشة: انه كان ليوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على راحلته فتضرب بجرانها (2) قالت: ولقد رأيته ينزل في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وان جبينه ليرفض عرقا. 13 – وروى العياشي باسناده عن عيسى بن عبيد عن أبيه عن جده عن على عليه السلام قال:


(1) قال الجرزى: أي يقلع عنى. (2) الجران: مقدم عنق البعير من مذبحه إلى منحره. (*)

[ 448 ]

كان القرآن ينسخ بعضه بعضا وانما يؤخذ من أمر رسول الله بآخره، وكان من امر آخر ما نزل عليه سورة المائدة نسخت ما قبلها، ولم ينسخها شئ، لقد نزل عليه وهو على بغلة شهباء وثقل عليها الوحى حتى وقفت وتدلى بطنها حتى رأيت سرتها تكاد تمس الارض. 14 – في تفسير على بن ابراهيم في بيان نزول سورة المنافقين فما ساره الا قليلا حتى أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان يأخذه من البرحاء – (1) عند نزول الوحى عليه، فثقل حتى كادت ناقته تبرك من ثقل الوحى فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يسكب العرق عن جبهته. (2) وفيه قوله: ” انا سنلقي عليك قولا ثقيلا ” قال: قيام الليل وهو قوله: انا ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا قال: أصدق القول. 15 – في تهذيب الاحكام أحمد بن محمد عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ان ناشئة الليل هي أشد وطئاوأقوم قيلا ” قال: يعنى بقوله: ” وأقوم قيلا ” قيام الرجل عن فراشه، يريد به الله عزوجل لا يريد به غيره. 16 – محمد بن أحمد بن يحيى عن أيوب بن نوح عن صفوان عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ان ناشئة الليل هي أشد وطئا و أقوم قيلا ” قال: قيامه عن فراشه لا يريد الا الله. 17 – في كتاب علل الشرايع أبى رضى الله عنه قال: حدثنا على بن ابراهيم عن أبيه عن محمد بن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ان ناشئة الليل هي أشد وطئا واقوم قيلا ” قال: يعنى بقوله: ” واقوم قيلا ” قيام الليل عن فراشه بين يدى الله عزوجل لا يريد به غيره. 18 – في الكافي على بن محمد باسناده عن بعضهم عليهم السلام قال: في قول الله


(1) البرحاء – كعلماء -: شدة الاذى والمشقة. (2) سكب الماء صبه. لازم متعد. (*)

[ 449 ]

عزوجل: ” ان ناشئة الليل هي اشد وطئا وأقوم قيلا ” قال: هي ركعتان بعد المغرب، يقرء في اول ركعة بفاتحة الكتاب وعشر من أول البقرة وآية السخرة من قوله ” والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمان الرحيم ان في خلق السماوات والارض ” إلى قوله: ” لايات لقوم يعقلون ” وخمس عشرة مرة قل هو الله احد، وفى الركعة الثانية فاتحة الكتاب وآية الكرسي وآخر البقرة من قوله: ” لله ما في السموات وما في الارض ” إلى ان تختم السورة، وخمس عشرة مرة قل هو الله احد، ثم ادع بعدها بما شئت ; قال: ومن واظب عليه كتب له بكل صلوة ستمأة الف حجة. 19 – في مجمع البيان ” ان ناشئة الليل هي اشد وطئا واقوم قيلا ” والمروى عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام انهما قالا: هي القيام في آخر الليل. 20 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ان لك في النهار سبحا طويلا يقول: فراغا طويلا لنومك وحاجتك، قوله: وتبتل إليه تبتيلا يقول: اخلص النية اخلاصا وفيه قوله: ” وتبتل إليه تبتيلا ” قال: رفع اليدين وتحريك السبابتين. 21 – في كتاب المعاني الاخبار باسناده إلى على بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام قال: التبتل ان تقلب كفيك في الدعاء إذا دعوت. 22 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبى اسحاق عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” وتبتل إليه تبتيلا ” قال: الدعاء باصبع واحدة تشير بها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 23 – وباسناده إلى مروك بياع اللؤلؤ عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: هكذا التبتل ويرفع اصابعه مرة ويضعها مرة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 24 – عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه عن فضالة عن العلاء عن محمد بن مسلم قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول إلى قوله: وقال: والتبتل تحرك السبابة


[ 450 ]

ترفعها إلى السماء وتضعها. 25 – وباسناده إلى ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: واما التبتل فايماء باصبعك السبابة. 26 – وباسناده إلى محمد بن مسلم وزرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: والتبتل الايماء بالاصبع. 27 – في مجمع البيان وروى محمد بن مسلم وزرارة وحمران عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام ان التبتل هذا رفع اليدين في الصلوة. وفى رواية ابى بصير قال: هو رفع يدك إلى الله وتضرعك. 28 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض اصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: فاصبر على ما يقولون قال يقولون فيك واهجرهم هجرا جميلا وذرنى يا محمد والمكذبين بوصيك اولى النعمة ومهلهم قليلا قلت: ان هذا تنزيل ؟ قال: نعم. 29 – على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص ان من صبر صبر قليلا، وان من جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع امورك، فان الله عزوجل بعث محمدا فأمره بالصبر والرفق، فقال: ” واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا * وذرنى والمكذبين اولى النعمة ” فصبر حتى نالوه بالعظائم ورموه بها، والحديثان طويلان اخذنا منهما موضع الحاجة. 30 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين حديث طويل وفيه يقول عليه السلام بعد ان ذكر المنافقين: وما زال رسول الله صلى الله عليه وآله يتألفهم ويقربهم و يجلسهم عن يمينه وشماله حتى اذن الله عزوجل له في ابعادهم بقوله: ” واهجرهم هجرا جميلا “. 31 – في مجمع البيان وطعاما ذاغصة روى عن حمران بن اعين عن


[ 451 ]

عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله سمع قاريا يقرء هذه فصعق. 32 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: يوم ترجف الارض والجبال أي تخسف قوله: وكانت الجبال كثيبا مهيلا قال: مثل الرمل ينحدر قوله: فكيف تتقون ان كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا يقول: كيف ان كفرتم تتقون ذلك اليوم الذى يجعل الولدان شيبا. 33 – في نهج البلاغة احذروا يوما تفحص فيه الاعمال ويكثر فيه الزلزال وتشيب فيه الاطفال. 34 – في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن سلام مولى رسول الله عن رسول الله صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه: فيأمر الله عزوجل نارا يقال لها الفلق اشد شئ في جهنم عذابا، فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسلاسل والاغلال، فيأمرها الله عزوجل ان تنفخ في وجوه الخلائق نفخة فتنفخ، فمن شدة نفختها تنقطع السماء وتنطمس النجوم، وتجمد البحار، وتزول الجبال، وتظلم الابصار، وتضع الحوامل حملها، وتشيب الولدان من هولها يوم القيامة. 35 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه ففعل النبي صلى الله عليه وآله ذلك وبشر الناس به فاشتد ذلك عليهم وعلم أن لن تحصوه وكان الرجل يقوم ولا يدرى متى ينتصف الليل ومتى يكون الثلثان، وكان الرجل يقوم حتى يصبح مخافة ان لا يحفظه فأنزل الله ان ربك يعلم انك تقوم إلى قوله: ” علم ان لن تحصوه ” يقول: متى يكون النصف والثلث نسخت هذه الاية فاقرأوا ما تيسر من القرآن واعلموا انه لم يأت نبى قط الا خلا بصلوة الليل، ولا جاء بنى قط بصلاة الليل في اول الليل. 36 – في مجمع البيان ” فاقرأوا ما تيسر منه ” روى عن الرضا عليه السلام عن ابيه عن جده قال: ما تيسر منه لكم فيه خشوع القلب وصفاء السر. 37 – في كتاب الخصال عن ابن فضال عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام


[ 452 ]

قال ثلاثة يشكون إلى الله تعالى إلى قوله: ومصحف معلق قد وقع عليه الغبار لا يقرء فيه. 38 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا الحسن بن على عن أبيه عن الحسين ابن سعيد عن زرعة عن سماعة قال: سألته عن قول الله: واقرضوا الله قرضا حسنا قال: هو غير الزكوة. قال عز من قائل: وما تقدموا لانفسكم من خير – الاية. 39 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام اصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: اكثروا الاستغفار تجلبوا الرزق، وقدموا ما استطعتم من عمل الخير تجدوه غدا. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر محمد بن على الباقر عليه السلام قال: من قرء في الفريضة سورة المدثر كان حقا على الله عزوجل أن يجعله مع محمد صلى الله عليه وآله في درجة ولا يدركه في حياة الدنيا شقاء أبدا ان شاء الله. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة المدثر أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد وكذب به. 3 – قال الاوزاعي: سمعت يحيى بن كثير يقول: سألت جابر بن عبد الله: أي القرآن انزل قبل ؟ قال: يا ايها المدثر، فقلت: أو ” اقرء ” ؟ (1) فقال جابر: احدثكم ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله قال: جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي فنودى فنظرت امامى وخلفي وعن يمينى وشمالي فلم ار أحدا، ثم نوديت فرفعت رأسي فإذا هو على العرش في الهواء يعنى جبرئيل عليه السلام، فقلت:


(1) أراد سورة ” اقرأ باسم ربك الذى خلق “. (*)

[ 453 ]

دثروني دثروني فصبوا على ماء، فأنزل الله عزوجل يا ايها المدثر. وفى رواية اخرى فجثيت (1) منه فرقا حتى هويت إلى الارض فجئت اهلي فقلت: زملوني فنزل ” يا ايها الدمثر قم فأنذر “. 3 – في تفسير على بن ابراهيم: قم فأنذر قال: هو قيامه في الرجعة ينذر فيها. 4 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام اصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه تشمير الثياب طهور لها، قال الله تبارك وتعالى: وثيابك فطهر يعنى فشمر. 5 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وثيابك فطهر ” قال: فشمر. 6 – الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن احمد ابن عائذ عن ابى خديجة عن معلى بن خنيس عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان عليا صلوات الله عليه كان عندكم فأتى بنى ديوان فاشترى ثلاثة أثواب بدينار القيمص إلى فوق الكعب، والازار إلى نصف الساق، والرداء من بين يديه إلى ثدييه، ومن خلفه إلى الييه، ثم رفع يده إلى السماء فلم يزل يحمد الله على ما كساه حتى دخل منزله ثم قال: هذا اللباس الذى ينبغى للمسلمين ان يلبسوه. قال أمير المؤمنين عليه السلام: و لكن لا يقدرون أن يلبسوا هذا اليوم ولو فعلنا لقالوا مجنون ولقالوا مرائى والله عزوجل يقول: ” وثيابك فطهر ” قال: وثيابك ارفعها لا تجرها، فإذا قام فائمنا كان هذا اللباس. 7 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن عبد الرحمان ابن عثمان عن رجل من اهل اليمامة كان مع أبى الحسن عليه السلام ايام حبس ببغداد قال: قال أبو الحسن عليه السلام: ان الله عزوجل قال لنبيه صلى الله عليه وآله: ” وثيابك فطهر ” وكانت ثيابه طاهرة وانما أمره بالتشمير.


(1) وفى البحار ” فخشيت ” مكان ” فجثيت ” وفى بعض النسخ ” فحييت “. (*)

[ 454 ]

8 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن محمد بن على عن رجل عن سلمة بياع القلانس قال: كنت عند أبى جعفر عليه السلام إذ دخل عليه أبو عبد الله عليه السلام فقال أبو جعفر عليه السلام: يا بنى ألا تطهر قميصك ؟ فذهب فظننا أن ثوبه اصابه شئ فرجع فقال: انه هكذا فقلنا: جعلنا فداك ما لقميصه ؟ قال: كان قميصه طويلا فأمرته ان يقصره ان الله عزوجل يقول: ” فثيابك فطهر “. 9 – في مجمع البيان وروى أبو بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام غسل الثياب يذهب الهم والحزن، وهو طهور الصلوة، وتشمير الثياب طهورها، وقد قال الله سبحانه ” وثيابك فطهر ” أي فشمر. 10 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” وثيابك فطهر ” قال: التطهير هنا تشميرها، ويقال: شيعتنا يطهرون، قوله: والرجز فاهجر الرجز الخبيث قوله: ولا تمنن تستكثر وفى رواية ابى الجارود يقول: لا تعط تلتمس اكثر منها. 11 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعري عن ابن القداح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من اعطى لسانا ذاكرا فقد اعطى خير الدنيا والاخرة، وقال في قوله تعالى: ” ولا تمنن تستكثر ” قال: تستكثر ما عملت من خير لله، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 12 – في نهج البلاغة واياك والمن على رعيتك باحسانك، أو التزيد فيما كان من فعلك، فان المن يبطل الاحسان، والتزيد يذهب بنور الحق. 13 – في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة قدس سره وأخبرني جماعة عن ابى المفضل عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميرى عن ابيه عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن المفضل بن عمر قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن تفسير جابر، فقال: لا تحدث به السفل فيذيعوه أما تقرء كتاب الله فإذا نقر في الناقور ان منا اماما مستترا فإذا اراد اظهار امره، نكت في قلبه نكتة فيظهر فقام بأمر الله. 14 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا أبو العباس قال: حدثنا يحيى بن زكريا


[ 455 ]

عن على بن حسان عن عمه عبد الرحمان بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ذرنى ومن خلقت وحيدا قال: الوحيد ولد الزنا وهو عمر وجعلت له مالا ممدودا قال: اجلا إلى مدة وبنين شهودا قال: اصحابه الذين شهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله لا يورث ومهدت له تمهيدا ملكته الذى ملك مهدت له ثم يطمع ان ازيد كلا انه كان لا ياتناها عنيدا قال: لولاية امير المؤمنين عليه السلام جاهدا ومعاندا لرسول الله صلى الله عليه وآله فيها سارهقه صعودا انه فكر وقدر فكر فيما امر به من الولاية ” وقدر ” أي ان مضى رسول الله صلى الله عليه وآله ان لا يسلم لأمير المؤمنين عليه السلام البيعة التى بايعه بها على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر قال: عذاب بعد عذاب يعذبه القائم عليه السلام ثم نظر إلى النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام فعبس وبسر مما امر به ثم ادبر واستكبر فقال: ان هذا الا سحر يؤثر قال عمر: ان النبي سحر الناس لعلى ان هذا الا قول البشر أي ليس هو وحى من الله عزوجل ساصليه سقر إلى آخر الاية ففيه نزلت. 15 – وفيه ايضا وقال على بن ابراهيم في قوله: ” فإذا نقر في الناقور ” إلى قوله ” ذرنى ومن خلقت وحيدا ” فانها نزلت في الوليد بن المغيرة وكان شيخا كبيرا مجربا من دهاة العرب وكان من المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وآله وكان رسول الله يقعد في الحجر ويقرء القرآن، فاجتمعت قريش إلى الوليد بن المغيرة فقال: يا باعبد – شمس ما هذا الذى يقول محمد ؟ أشعر هو ام كهانة ام خطب ؟ فقال: دعوني اسمع كلامه فدنا من رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد انشدني من شعرك، قال: ما هو شعر و لكنه كلام الله الذى ارتضاه لملائكته وانبيائه ورسله ; فقال: اتل على – منه شيئا فقرء عليه رسول الله صلى الله عليه وآله ” حم السجدة ” فلما بلغ قوله: ” فان اعرضوا ” يا محمد قريش فقل لهم انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود، قال: فاقشعر الوليد وقامت كل شعرة في رأسه ولحيته، ومر إلى بيته ولم يرجع إلى قريش من ذلك، فمشوا إلى أبى جهل فقالوا:


[ 456 ]

يا ابا الحكم ان أبا عبد شمس صبا (1) إلى دين محمد أما تراه لم يرجع الينا فغدا أبو جهل إلى الوليد فقال: يا عم نكست رؤسنا وفضحتنا واشمت بنا عدونا وصبوت إلى دين محمد ؟ ! فقال: ما صبوت إلى دينه ولكني سمعت كلاما صعبا تقشعر منه الجلود، فقال له أبو جهل: أخطب هو ؟ قال: لا ان الخطب كلام متصل وهذا كلام منثور ولا يشبه بعضه بعضا، قال: أفشعر هو ؟ قال: لا أما انى لقد سمعت اشعار العرب بسيطها و مديدها ورملها ورجزها وما هو بشعر، قال: فما هو ؟ قال: دعني افكر فيه فلما كان من الغد قالوا له: يا ابا عبد شمس ما تقول فيما قلناه ؟ قال: قولوا هو سحر فانه اخذ بقلوب الناس، فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله في ذلك: ” ذرنى ومن خلقت وحيدا ” وانما سمى وحيدا لانه قال لقريش: أنا اتوحد بكسوة البيت سنة وعليكم في جماعتكم سنة، وكان له مال كثير وحدائق، وكان له عشر بنين بمكة وكان له عشرة عبيد عند كل عبد ألف دينار يتجر بها، وتلك القنطار في ذلك الزمان، ويقال: ان القنطار جلد ثور مملو ذهبا، فأنزل الله: ” ذرنى ومن خلقت وحيدا ” إلى قوله: ” صعودا ” قال: جبل يسمى صعودا ” انه فكر وقدر * فقتل كيف قدر * ثم قتل كيف قدر ” يعنى خلقه الله كيف سواه وعدله ” ثم نظر ثم عبس وبسر ” قال: عبس وجهه ” وبسر ” قال: ألقى شدقه (2). 16 – في جوامع الجامع وروى ان الوليد قال لبنى مخزوم: والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الانس ولا من كلام الجن، ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان اعلاه لمثمر وان اسفله لمعذق (3) وانه يعلو وما يعلى، فقالت قريش: صبا والله الوليد، والله ليصبان قريش، فقال أبو جهل انا اكفيكموه فقعد إليه حزينا وكلمه بما أحماه، فقام فأتاه فقال: تزعمون ان محمدا مجنون فهل رأيتموه يحنق (4)


(1) صبا فلان: خرج من دين إلى دين آخر. (2) الشدق: زاوية الفم من باطن الخدين. (3) الطلاوة: الحسن والبهجة والقبول والعذق: النخلة. وأعذق بمعنى أزهر. (4) حنق: اغتاظ. (*)

[ 457 ]

وتقولون انه كاهن فهل رأيتموه يحدث بما يتحدث به الكهنة ؟ وتزعمون انه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعرا قط ؟ وتزعمون انه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب ؟ فقالوا في كل ذلك: اللهم لا قالوا له: فما هو ؟ ففكر فقال: ما هو الا ساحر ما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه، وما يقوله سحر يؤثر عن اهل بابل فتفرقوا معجبين منه. 17 – في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام ان الوحيد الوليد ولد زنا قال زرارة: ذكر لابي جعفر عليه السلام عن أحد بنى هشام انه قال في خطبة: انا الوليد الوحيد فقال: ويله لو علم ما الوحيد ما فخر بها، فقلنا له: وما هو ؟ قال: من لا يعرف له أب. 18 – وفيه قيل: ” صعود ” جبل في جهنم من نار يؤخذ بارتقائه، فإذا وضع يده عليه ذابت، فإذا رفعها عادت وكذلك رجله، في خبر مرفوع. 19 – في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال الباقر عليه السلام: ان في جهنم جبلا يقال له صعود، وان في صعود لواديا يقال له سقر، وان في سقر لجبا يقال له هبهب، كلما كشف غطاء ذلك الجب ضج أهل النار من حره، وذلك منازل الجبارين. 20 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن بكير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له سقر، شكا إلى الله عزوجل شدة حره، وسأله يأذن له ان يتنفس فتنفس فأحرق جهنم. 21 – على بن محمد عن بعض اصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت ” ليستيقن الذين اوتوا الكتاب ” قال: يستيقنون ان الله ورسوله ووصيه حق، قلت: ” ويزداد الذين آمنوا ايمانا ” قال: يزدادون لولاية الوصي ايمانا، قلت: ” ولا يرتاب الذين اوتوا الكتاب والمؤمنون ” قال: بولاية على قلت ما هذا الارتياب ؟ قال: يعنى بذلك اهل الكتاب والمؤمنين


[ 458 ]

الذين ذكر الله فقال له: ولا يرتابون في الولاية قلت: ” وما هي الا ذكرى للبشر ” قال: نعم ولاية على، قلت: انها لاحدى الكبر قال: الولاية. 22 – في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” انها الاحدى الكبر * نذيرا للبشر ” قال: يعنى فاطمه عليها السلام. اقول: في الاصول متصل بآخر ما نقلنا قريبا اعني قوله: قال الولاية قلت لمن شاء منكم ان يتقدم أو يتأخر قال: من تقدم إلى ولايتنا اخر عن سقر، و من تأخر عنا تقدم إلى سقر. 23 – وفيه عنه رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اقصر نفسك عما يضرها من قبل أن تفارقك، واسع في فكاكها، كما تسعى في طلب معيشتك، فان نفسك رهينة بعملك. اقول: متصل بآخر ما نقلنا من حديث محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه السلام اعني قوله: تقدم إلى سقر الا اصحاب اليمين قال: هم والله شيعتنا. 24 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: كل نفس بما كسبت رهينة الا اصحاب اليمين قال: اليمين أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه شيعته، فيقول لاعداء آل محمد ما سلككم في سقر فيقولون: لم نك من المصلين أي لم نكن من اتباع الائمة. 25 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: ” لم نك من المصلين ” قال: انا لم نتول وصى محمد والاوصياء من بعده ولا يصلون عليهم. 26 – على بن محمد عن سهل بن زياد عن اسماعيل بن مهران عن الحسن القمى عن ادريس بن عبد الله عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الاية ” ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ” قال: عنى به لم نك من اتباع الائمة الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم: ” والسابقون السابقون * اولئك المقربون ” الا ترى الناس


[ 459 ]

يسمون الذى يلى السابق في الحلبة (1) مصليا فذلك الذى عنى حيث قال: ” لم نك من المصلين ” أي لم نك من اتباع السابقين. 27 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبى حمزة عن عقيل الخزاعى أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان كان إذا حضر الحرب يوصى المسلمين بكلمات يقول: تعاهدوا الصلوة وحافظوا عليها واسكثروا منها وتقربوا بها فانها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، وقد علم ذلك الكفار حين سئلوا ” ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين ” وقد عرف حقها من طرقها (2) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 28 – في نهج البلاغة تعاهدوا الصلوة وحافظوا عليها واستكثروا منها و تقربوا بها فانها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، الا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا ” ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين “. 29 – في تفسير على بن ابراهيم: ولم نك نطعم المسكين قال: حقوق آل محمد من الخمس لذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، وهم آل محمد صلوات الله عليه، وقوله: فما تنفعهم شفاعة الشافعين قال: لو ان كل نبى مرسل وكل ملك مقرب شفعوا في ناصب آل محمد ما شفعوا فيه. 30 – في مجمع البيان ” فما تنفعهم شفاعة الشافعين ” أي شفاعة الملائكة و النبيين كما نفعت الموحدين عن ابن عباس. قال الحسن: لم تنفعهم شفاعة ملك ولا شهيد ولا مؤمن ويعضدها الاجماع على ان عقاب الكفار لا يسقط بالشفاعة، و عن الحسن عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يقول الرجل من أهل الجنة يوم القيامة: أي رب عبدك فلان سقاني شربة من ماء في الدنيا فشفعني فيه، فيقول: اذهب فأخرجه من النار فيذهب فيتجسس في النار حتى يخرجه منها.


(1) الحلبة: خيل تجمع للسباق. (2) قال المجلسي (ره) في مرآة العقول ” وقد عرف حقها من طرقها ” أي اتى بها ليلا من الطروق بمعنى الاتيان بالليل ; أي واظب عليها في الليالى، وقيل: جعلها دأبه وصنعه، (*)

[ 460 ]

31 – وقال عليه السلام: ان من امتى من سيدخل الله الجنة بشفاعته اكثر من مضر. 32 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه السلام قال قلت: فمالهم عن التذكرة معرضين. قال عن الولاية معرضين. 33 – في تفسير على بن ابراهيم ثم قال: فمالهم عن التذكرة معرضين قال: عما يذكر لهم من موالاة امير المؤمنين عليه السلام. 34 – في ارشاد المفيد رحمه الله من كلام لأمير المؤمنين عليه السلام ايها الناس انى استنفرتكم بجهاد هؤلاء القوم فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا، شهود كالغيب اتلو عليكم الحكمة فتعرضون عنها، واعظكم بالموعظة البالغة فتنفرون منها كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة. 35 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: بل يريد كل امرئ منهم ان يؤتى صحفا منشرة وذلك انهم قالوا: يا محمد قد بلغنا ان الرجل من بنى اسرائيل كان يذنب الذنب فيصبح وذنبه مكتوب عند رأسه و كفارته، فنزل جبرئيل على رسول الله وقال: يسألك قومك سنة بنى اسرائيل في الذنوب، فان شاؤا فعلنا ذلك بهم، واخذناهم بما كنا نأخذ به بنى اسرائيل، فزعموا ان رسول الله صلى الله عليه آله كره ذلك لقومه. 36 – أقول في رواية محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه السلام قلت: كلا انها تذكرة قال: الولاية. 37 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: هو اهل التقوى واهل المغفرة قال: هو اهل ان يتقى واهل ان يغفر. 38 – في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل ” هو اهل التقوى وأهل المغفرة ” قال: قال الله تبارك وتعالى: أنا أهل ان اتقى ولا يشرك عبدى شيئا، وانا أهل ان لم يشرك بى عبدى شيئا أن أدخله الجنة.


[ 461 ]

39 – وقال عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى اقسم بعزته وجلاله ان لا يعذب أهل توحيده بالنار. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من أدمن قرائة لا اقسم وكان يعمل بها بعثه الله عزوجل مع رسول الله صلى الله عليه وآله من قبره في أحسن صورة ويبشره ويضحك في وجهه حتى يجوز على الصراط والميزان. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب قال: قال النبي صلى الله عليه وآله من قرأ سورة القيامة شهدت انا وجبرئيل يوم القيامة انه كان مؤمنا بيوم القيامة وجاء ووجهه مسفر على وجوه الخلائق يوم القيامة. 3 – في تفسير على بن ابراهيم: لا اقسم بيوم القيامة يعنى اقسم بيوم القيمة ولا اقسم بالنفس اللوامة قال: نفس آدم التى عصت فلامها الله عزوجل، قوله: بل يريد الانسان ليفجر امامه قال: يقدم الذنب ويؤخر التوبة ويقول: سوف أتوب فإذا برق البصر قال: يبرق البصر فلا يقدر أن يطرق. 4 – في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى على بن مهزيار حديث طويل يذكر فيه دخوله على القائم عليه السلام وسؤاله اياه. وفيه: فقلت يا سيدى متى يكون هذا الامر ؟ فقال: إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة واجتمع الشمس والقمر، واستدار بهما الكواكب والنجوم – فقلت: متى يابن رسول الله ؟ فقال لى: في سنة كذا وكذا تخرج دابة الارض من بين الصفا والمروة، معه عصى موسى وخاتم سليمان يسوق الناس إلى المحشر. 5 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: كلا لا وزر أي لا ملجأ، قوله: ينبؤ الانسان يومئذ بما قدم وأخر بما قدم من خير وشر وما أخر، فما سن من سنة ليستن بها من بعده فان كان شرا كان عليه مثل وزرهم ولا ينقص من وزرهم شيئا، وان كان


[ 462 ]

خيرا كان له مثل اجورهم ولا ينقص من أجورهم شيئا بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره قال ; يعلم ما صنع وان اعتذر. 6 – في من لا يحضره الفقيه روى ابن بكير عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام ما حد المرض الذى يفطر فيه الرجل ويدع الصلوة من قيام ؟ فقال: ” بل الانسان على نفسه بصيره ” هو أعلم بما يطيقه. 7 – في اصول الكافي أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن فضل أبى العباس عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ما يصنع أحدكم ان يظهر حسنا ويستر سيئا ؟ اليس يرجع إلى نفسه فيعلم أن ذلك ليس كذلك ؟ والله عزوجل يقول: ” بل الانسان على نفسه بصيرة ” ان السريرة إذا صحت قويت العلانية. 8 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن عمر بن يزيد قال: انى لا تعشى عند أبى عبد الله عليه السلام إذ تلا هذه الاية: ” بل الانسان على نفسه بصيرة * ولو القى معاذيره ” يابا حفص ما يصنع الانسان ان يتقرب إلى الله عزوجل بخلاف ما يعلم الله عزوجل، ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول: من أسر سريرة رداه الله عزوجل ان خيرا فخير، وان شرا فشر. 9 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن عمر بن يزيد قال: انى لا تعشى مع أبى عبد الله عليه السلام وتلا هذه الاية: ” بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره ” يابا حفص ما يصنع الانسان ان يعتذر إلى الناس بخلاف ما يعلم الله منه، ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول: من اسر سريرة ألبسه الله رداها ان خيرا فخيرا وان شرا فشر. 10 – في الكافي على بن محمد عن عبد الله بن اسحاق عن الحسن بن على ابن سليمان عن محمد بن عمران عن أبى عبد الله عليه السلام قال: اتى أمير المؤمنين عليه السلام و هو جالس بالكوفة بقوم وجدوهم يأكلون بالنهار في شهر رمضان، فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام أكلتم وانتم مفطرون ؟ قالوا: نعم، قال: يهود انتم ؟ قالوا: لا، قال: فنصارى ؟ قالوا: لا، قال: فعلى أي شئ من هذه الاديان مخالفين للاسلام ؟ قالوا: بل


[ 463 ]

مسلمون قال: فسفر انتم ؟ قالوا لا قال: فيكم علة استوجبتم الافطار لا نشعر بها فانكم ابصر بأنفسكم لان الله تعالى يقول: ” بل الانسان على نفسه بصيرة ” قالوا: بل اصبحنا ما بنا علة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 11 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن عبد الله بن يحيى الكاهلى قال: قيل لابي عبد الله عليه السلام: انا ندخل على أخ لنا في بيت ايتام ومعهم خادم فنقعد على بساطهم ونشرب من مائهم ويخدمنا خادمهم وربما طعمنا فيه الطعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم فما ترى في ذلك ؟ فقال: ان كان في دخلوكم عليه منفعة لهم فلا بأس، وان كان فيه ضرر فلا. وقال ” بل الانسان على نفسه بصيرة ” فانتم لا يخفى عليكم، وقد قال الله عزوجل: ” والله يعلم المفسد من المصلح “. 12 – في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن محمد بن مسلم عن أبى – عبد الله عليه السلام قال: ما يصنع أحدكم ان يظهر حسنا ويستر سيئا ؟ أليس إذا رجع يعلم انه ليس كذلك، والله سبحانه يقول: ” بل الانسان على نفسه بصيرة ” ان السريرة إذا صلحت قويت العلانية. 13 – وعن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام ما حد المرض الذى يفطر صاحبه ؟ قال: ” بل الانسان على نفسه بصيرة ” هو اعلم بما يطيق. وفى رواية اخرى هو أعلم بنفسه ذاك إليه. 14 – لا تحرك به لسانك لتعجل به قال ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وآله إذا نزل عليه القرآن عجل بتحريك لسانه لحبه اياه وحرصه على أخذه وضبطه مخافة ان ينساه فنهاه الله عن ذلك. 15 – وفى رواية سعيد بن جبير عنه انه عليه السلام كان يعالج من التنزيل شدة، وكان يشتد عليه حفظه فكان يحرك لسانه وشفتيه قبل فراغ جبرئيل من قرائة الوحى ; فقال سبحانه: ” لا تحرك به ” أي بالوحى أوبالقرآن ” لسانك ” يعنى القرائة. 16 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” فلا صدق ولا صلى ” فانه كان سبب نزولها


[ 464 ]

أن رسول الله صلى الله عليه وآله دعى إلى بيعة على عليه السلام يوم غدير خم فلما بلغ الناس وأخبرهم في على ما أراد الله أن يخبرهم به رجعوا الناس، فاتكى معاوية على المغيرة بن شعبة وأبى موسى الاشعري ثم أقبل يتمطى نحو أهله ويقول: ما نقر لعلى بالولاية ابدا، ولا نصدق محمدا مقالته فيه، فأنزل الله جل ذكره ” فلا صدق ولا صلى * و لكن كذب وتولى * ثم ذهب إلى أهله يتمطى * اولى لك فأولى ” وعيد الفاسق فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر وهو يريد البرائة منه، فأنزل الله: ” لا تحرك به لسانك لتعجل به ” فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يسمه قوله: ان علينا جمعه وقرآنه قال: على آل محمد جمع القرآن وقرائته. 17 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عمرو بن أبى المقدام عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ما ادعى أحد من الناس انه جمع القرآن كله كما انزل الا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله الله الا على بن أبى طالب والائمة عليهم السلام. 18 – في مجمع البيان: فإذا قرأناه أي قرأه جبرئيل عليك بأمرنا فاتبع قرآنه عن ابن عباس والمعنى اقرأه إذا فرغ جبرئيل من قرائته، قال: فكان النبي صلى الله عليه وآله بعد هذا إذا نزل عليه جبرئيل عليه السلام أطرق فإذا ذهب قرأ. 19 – في تفسير على بن ابراهيم: كلا بل تحبون العاجلة قال: الدنيا الحاضرة وتذرون الاخرة قال: تدعون وجوه يومئذ ناضرة أي مشرقة إلى ربها ناظرة قال: ينظرون إلى وجه الله أي رحمة الله ونعمته. 20 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد باسناده إلى ابراهيم بن أبى محمود قال: قال على بن موسى الرضا عليه السلام في قوله تعالى: ” وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة ” يعنى مشرقة تنتظر ثواب ربها. 21 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه: وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات. فأما قوله عزوجل ” وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة “


[ 465 ]

فان ذلك في موضع ينتهى فيه اولياء الله عزوجل بعد ما يفرغ من الحساب إلى نهر يسمى الحيوان، فيغتسلون ويشربون منه ويدخلون الجنة، فذلك قوله عزوجل في تسليم الملائكة عليهم: ” سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ” فعند ذلك أيقنوا بدخول الجنة والنظر إلى ما وعدهم فذلك قوله: ” إلى ربها ناظرة ” و انما يعنى بالنظر إليه النظر إلى ثوابه تبارك وتعالى. 22 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله مثله سواء إلى قوله ” إلى ربها ناظرة ” دون انما يعنى – الخ – وفيه بعد قوله: ” ناظرة ” والناظرة في بعض اللغة هي المنتظرة، ألم تسمع إلى قوله تعالى: ” فناظرة بم يرجع المرسلون ” أي منتظرة بم يرجع المرسلون. 23 – في مجمع البيان واما من حمل النظر في الاية على الانتظار فانهم اختلفوا في معناه على أقوال، أحدها أن المعنى منتظرة لثواب ربها، وروى ذلك عن مجاهد والحسن وسعيد بن جبير والضحاك وهو المروى عن على عليه السلام. في تفسير على بن ابراهيم قوله: كلا إذا بلغت التراقي قال: يعنى النفس إذا بلغت الترقوة وقيل من راق قال: يقال له: من يرقيك قوله: وظن انه الفراق علم انه الفراق. 25 – في مجمع البيان ” وظن انه الفراق ” وجاء في الحديث ان العبد ليعالج كرب الموت وسكراته، ومفاصله يسلم بعضها على بعض، يقول: عليك السلام تفارقني وأفارقك إلى يوم القيامة. 26 – في الكافي باسناده إلى جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” وقيل من راق * وظن انه الفراق ” قال: فان ذلك ابن آدم إذا حل به الموت قال: هل من طبيب انه الفراق وأيقن بمفارقة الاحبة، قال: والتفت الساق بالساق قال: التفت الدنيا بالاخرة ثم إلى ربك يومئذ المساق قال: المصير إلى رب العالمين. 27 – في تفسير على بن ابراهيم ” والتفت الساق بالساق ” قال: التفت الدنيا


[ 466 ]

بالاخرة ” إلى ربك يومئذ المساق ” قال: يساقون إلى الله وقوله: فلا صدق ولا صلى فانه كان سبب نزولها ان رسول الله صلى الله عليه وآله دعا إلى بيعة على يوم غدير خم، فلما بلغ الناس وأخبرهم في على ما أراد ان يخبر رجعوا الناس، فاتكى معاوية على المغيرة ابن شعبة وأبى موسى الاشعري ثم اقبل يتمطى نحو أهله ويقول: ما نقر لعلى بالولاية أبدا ولا نصدق محمدا مقالته فيه، فأنزل الله جل ذكره: ” فلا صدق ولا صلى * و لكن كذب وتولى * ثم ذهب إلى أهله يتمطى * اولى لك فأولى ” وعيد الفاسق فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر ويريد البرائة منه، فأنزل الله ” لا تحرك به لسانك لتعجل به ” فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يسمه. 28 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وبهذا الاسناد عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: سألت محمد بن على الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” اولى لك فأولى * ثم اولى لك فأولى ” قال: يقول الله عزوجل بعدا لك من خير الدنيا، وبعدا لك من خير الاخرة. 29 – في مجمع البيان وجاءت الرواية أن رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ بيد أبى جهل ثم قال له: ” اولى لك فأولى * ثم اولى لك فأولى ” فقال أبو جهل: بأى شئ تهددني لا تستطيع أنت ولا ربك ان تفعلا بى شيئا، وانى لاعز أهل هذا الوادي فأنزل الله سبحانه كما قال له رسول الله صلى الله عليه وآله. 30 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ايحسب الانسان ان يترك سدى قال لا يحاسب ولا يعذب ولا يسئل عن شئ. 31 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال: سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت: لم خلق الله الخلق ؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى بل خلقهم لاظهار قدرته وليكلفهم طاعته، فيستوجبوا بذلك رضوانه، وما خلقهم ليجلب منهم منفعة، ولا ليدفع بهم مضرة بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم. 32 – وباسناده إلى مسعدة بن زيادة قال: قال رجل لجعفر بن محمد عليه السلام: يابا عبد الله


[ 467 ]

انا خلقنا للعجب قال: وما ذلك لله انت ؟ قال: خلقنا للفناء ؟ فقال: يابن اخ خلقنا للبقاء وكيف تفنى جنة لا تبيد ونار لا تخمد ولكن قل انما نتحول من دار إلى دار. 33 – في تفسير على بن ابراهيم ثم قال: الم يك نطفة من منى يمنى قال: إذا نكح أمناه. 34 – في مجمع البيان وجاء في الحديث عن البراء بن عازب قال: لما نزلت هذه الاية: اليس ذلك بقادر على ان يحيى الموتى قال رسول الله صلى الله عليه وآله سبحانك اللهم وبلى. وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام. 35 – في عيون الاخبار في باب ذكر اخلاق الرضا عليه السلام ووصف عبادته: وكان إذا قرء ” لا اقسم بيوم القيامة ” قال عند الفراغ: سبحانك اللهم بلى. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرء هل اتى على الانسان في كل غداة خميس زوجه الله من الحور العين ثمانمأة عذراء وأربعة آلاف ثيب وحوراء من الحور العين، وكان مع محمد صلى الله عليه وآله. 2 – في مجمع البيان وقال أبو جعفر عليه السلام: من قرء سورة هل اتى في كل غداة خميس زوجه الله من الحور العين مأة عذراء وأربعة آلاف ثيب وكان مع محمد صلى الله عليه وآله. 3 – أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة هل اتى كان جزائه على الله الجنة وحريرا. 4 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى على بن عمر العطار قال: دخلت على ابى الحسن العسكري عليه السلام يوم الثلثاء فقال لم ارك امس ؟ قال: كرهت الحركة في يوم الاثنين قال: يا على من احب ان يقيه الله شر يوم الاثنين فليقرء في اول ركعة من صلاة الغداة: ” هل اتى على الانسان ” ثم قرء أبو الحسن عليه السلام ” فوقاهم الله


[ 468 ]

شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا “. 5 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) في سورة الانسان مكية في قول ابن عباس وضحاك وقال قوم: هي مدنية وهى احدى وثلاثون آية بلا خلاف يقول على بن موسى بن طاوس: ومن العجب العجيب أنهم رووا من طريق الفريقين ان المراد بنزول سورة هل اتى على الانسان مولانا عليا وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، وقد ذكرنا في كتابنا هذا بعض روايتهم لذلك، ومن المعلوم ان الحسن والحسين عليهما السلام كانت ولادتهما بالمدينة ومع هذا فكأنهم نسوا ما رووه على اليقين، وأقدموا على القول بأن هذه السورة مكية وهو غلط عند العارفين. 6 – في مجمع البيان حدثنا السيد أبو الحمد مهدى بن نزار الحسنى إلى قوله: وباسناده عن سعيد بن المسيب عن على بن أبى طالب عليه السلام انه قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله عن ثواب القرآن فأخبرني بثواب سورة سورة على نحو ما نزلت من السماء فأول ما نزل عليه بمكة فاتحة الكتاب ثم اقرأ باسم، إلى أن قال: واول ما نزل بالمدينة سورة الانفال ثم البقرة ثم آل عمران ثم الممتحنة ثم النساء ثم إذا زلزلت ثم الحديد ثم سورة محمد ثم الرعد ثم سورة الرحمن ثم هل اتى إلى قوله: فهذا ما انزل بالمدينة. 7 – في اصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن على بن اسباط عن خلف بن حماد عن ابن مسكان عن مالك الجهنى قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قوله: هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فقال: كان مقدرا غير مذكور. 8 – في تفسير على بن ابراهيم ” هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ” قال: لم يكن في العلم ولا في الذكر، وفى حديث آخر كان في العلم ولم يكن في الذكر. 9 – في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قوله: ” لم يكن شيئا مذكورا ” قال: كان شيئا ولم


[ 469 ]

يكن مذكورا. 10 – وباسناده عن سعيد الحذاء عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان مذكورا في العلم ولم يكن مذكورا في الخلق. 11 – وعن عبد الاعلى مولى آل سام عن ابى عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ” فقال: كان شيئا ولم يكن مذكورا. 12 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلى عليه السلام: قل: ما اول نعمة أبلاك الله عزوجل وأنعم عليك بها ؟ قال: أن خلقني جل ثناؤه ولم اك شيئا مذكورا، قال: صدقت. 13 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: امشاج نبتليه قال: ماء الرجل والمرأة اختلطا جميعا. 14 – في نهج البلاغة عالم الغيب من ضمائر المضمرين إلى أن قال عليه السلام: ومحط الامشاج من مشارب الاصلاب. 15 – في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن الطيار عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا قال: عرفناه اما آخذا واما تاركا. 16 – في اصول الكافي باسناده إلى حمران بن اعين قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قوله عزوجل: ” انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا ” قال: اما آخذ فهو شاكر واما تارك فهو كافر. 17 – في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبى عمير قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله: ” انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا ” قال: اما آخذ فشاكر واما تارك فكافر. 18 – في مجمع البيان قد روى الخاص والعام أن الايات من هذه السورة و هي قوله: ان لابرار يشربون إلى قوله: وكان سعيكم مشكورا نزلت في على وفاطمة


[ 470 ]

والحسن والحسين عليهم السلام وجارية لهم تسمى فضة، وهو المروى عن ابن عباس مجاهد وابى صالح والقصة طويلة جملتها أنهم قالوا: مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما ووجوه العرب وقالوا: يابا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا ؟ فنذر صوم ثلاثة ايام ان شفاهما الله سبحانه، ونذرت فاطمة عليها السلام وكذلك الفضة فبرءا وليس عندهم شئ، فاستقرض على عليه السلام ثلاثة اصوع من شعير من يهودى وروى انه اخذها ليغزل له صوفا، وجاء به إلى فاطمة فطحنت صاعا منها فاختبزته وصلى على عليه السلام المغرب وقربته إليهم فأتاهم مسكين يدعوهم وسألهم فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء، فلما كان اليوم الثاني اخذت صاعا وطحنته واختبزته وقدمته إلى على عليه السلام فإذا يتيم بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء، فلما كان اليوم الثالث عمدت الباقي فطحنته واختبزته وقدمته إلى على عليه السلام فإذا اسير بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء، فلما كان اليوم الرابع وقد قضوا نذورهم اتى على ومعه الحسن والحسين عليهم السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وبهما ضعف فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله ونزل جبرئيل بسورة هل اتى. 19 – وفى رواية عطاء عن ابن عباس ان على بن ابى طالب عليه السلام آجر نفسه ليقسى نخلا بشئ من شعير ليلة حتى أصبح فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الحريرة (1) فلما تم انضاجه اتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ثم عمل الثلث الثاني فلما تم انضاجه اتى يتيم فسأل فأطعموه، ثم عمل الثلث الثالث فلما تم انضاجه اتى اسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا (2) يومهم ذلك ذكره الواحدى في تفسيره. 20 – وذكر على بن ابراهيم ان أباه حدثه عن عبد الله بن ميمون عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان عند فاطمة عليها السلام شعير فجعلوه عصيدة (3) فلما انضجوها ووضعوها بين ايديهم جاء مسكين فقال المسكين: رحمكم الله فقام على عليه السلام، فأعطاه ثلثا فلم


(1) الحريرة: دقيق يطبخ بلبن أو دسم. (2) طوى فلان: جاع ولم يأكل شيئا. (3) العصيدة: دقيق يلت بالسمن ويطبخ. (*)

[ 471 ]

يلبث أن جاء يتيم فقال اليتيم: رحمكم الله فقام على عليه السلام فأعطاه الثلث، ثم جاء اسير فقال الاسير: رحمكم الله فأعطاه على عليه السلام الثلث وما ذاقوها، فأنزل الله سبحانه الايات فيهم، وهى جارية في كل مؤمن فعل ذلك لله عزوجل. 21 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وروى أبو صالح ومجاهد والضحاك والحسن وعطا وقتادة ومقاتل والليث وابن عباس وابن مسعود وابن جبير وعمرو ابن شعيب والحسن بن مهران والنقاش والقشيري والثعلبي والواحدي في تفسيرهم وصاحب أسباب النزول والخطيب المكى في الاربعين وابو بكر الشيرازي في نزول القرآن في أمير المؤمنين عليه السلام والاشنهى في اعتقاد أهل السنة وأبو بكر محمد بن أحمد بن الفضل النحوي في العروس في الزهد وروى أهل البيت عليهم السلام عن الاصبغ بن نباتة وغيرهم عن الباقر عليه السلام واللفظ له في قوله تعالى: ” هل اتى على الانسان حين من الدهر ” انه مرض الحسن والحسين عليهما السلام فعادهما رسول الله في جميع اصحابه وقال لعلى: يا ابا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا عافاهما الله، فقال: أصوم ثلاثة ايام وكذلك قالت فاطمة والحسن والحسين وجاريتهم فضة فبرئا فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام، فانطلق على إلى جار له من اليهود يقال له فنحاص بن الحارا وفي رواية شمعون بن حاريا يستقرضه وكان يعالج الصوف، فأعطاه جزة من صوف (1) وثلاثة أصوع من شعير، وقال: تغزلها ابنة محمد فجاء بذلك فغزلت فاطمة ثلث الصوف ثم طحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها على عليه السلام إذا مسكين على الباب يقول: السلام عليكم يا أهل بيت محمد انا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده وقال: فاطم ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين – اما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين – يشكو الينا جائع حزين * كل امرئ بكسبه رهين


(1) الجزة: صوف شاة في السنة (*)

[ 472 ]

فقالت فاطمة: امرك سمعا يا ابن عم وطاعة * ما في من لؤم ولا وضاعة – أطعمه ولا أبالى الساعة * ارجوا إذا اشبعت ذا مجاعة – ان ألحق الاخيار والجماعة * وادخل الخلد ولى شفاعة ودفعت ما كان على الخوان إليه وباتوا جياعا، واصبحوا صياما ولم يذوقوا الا الماء القراح، فلما أصبحوا غزلت الثلث الثاني وطحنت صاعا من الشعير وعجنته و خبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم وكسر على لقمة إذا يتيم على الباب يقول السلام عليكم أهل بيت محمد، انا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني مما تأكلون اطعمكم الله من موائد الجنة. فوضع اللقمة من يده وقال: فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبى ليس بالذميم – قد جاءنا الله بذا اليتيم * من يرحم اليوم فهو رحيم – موعده في جنة النعيم * حرمها الله على اللئيم فقالت فاطمة: انى اعطيه ولا ابالى * واوثر الله على عيالي – امسوا جياعا وهم اشبالي ثم دفعت ما كان على الخوان إليه وباتوا جياعا، لا يذوقون الا الماء القراح، فلما اصبحوا غزلت الثلث الباقي وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها على عليه السلام إذا اسير من اسراء المشركين على الباب يقول: السلام عليكم أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا فوضع على عليه السلام اللقمه من يده وقال: فاطم يا بنت النبي أحمد * بنت نبى سيد مسدد – هذا اسير للنبى المهتدى * مكبل في غلة مقيد (1) – يشكوا الينا الجوع قد تقدد * من يطعم اليوم يجده في غد – عند العلى الواحد الممجد


(1) الكبل: القيد أو اعظم ما يكون من القيود. (*)

[ 473 ]

فقالت فاطمة: لم يبق مما كان غير صاع * قد رميت كفى مع الذراع – وما على رأسي من قناع * الاعباء نسجه بصاع – ابناى والله من الجياع * يا رب لا تتركهما ضياع – ابوهما للخير ذو اصطناع * عبل الذراعين شديد الباع (1) واعطته ما كان على الخوان وباتوا جياعا، واصبحوا مفطرين وليس عندهم شئ، فرآهم النبي صلى الله عليه وآله جياعا فنزل جبرئيل عليه السلام ومعه صحفة (2) من الذهب مرصعة بالدر والياقوت مملوة من الثريد وعراقا (3) تفوح منها رائحة المسك و الكافور، فجلسوا وأكلوا حتى شبعوا ولم تنقص منها لقمة، وخرج الحسين ومعه قطعة عراق فنادته امرأة يهودية يا اهل بيت الجوع من اين لكم هذا أطعمنيها ؟ فمد يده الحسين ليطعمها فهبط جبرئيل واخذها من يده ورفع الصحفة إلى السماء، فقال النبي صلى الله عليه وآله: لو لا ما أراد الحسين من اطعام الجارية تلك القطعة لتركت تلك الصحفة في أهل بيتى يأكلون منها إلى يوم القيامة، ونزل: يوفون بالنذر وكان الصدقة في ليلة خمس وعشرين من ذى الحجة، ونزلت ” هل اتى ” في اليوم الخامس و العشرين منه. 22 – وباسناده عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن على بن أبى طالب عليهما السلام قال: كل ما في كتاب الله عزوجل من قوله: ” ان الابرار ” فوالله ما أراد به الا على بن أبى طالب وفاطمة وانا والحسين، لانا نحن ابرار بآبائنا


(1) يقال: رجل عبل الذرعين ااى ضخمهما. والباع: قدر مد اليدين وربما عبر بالباع عن الشرف والفضل والقدرة. (2) الصحفة: قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة ; قال الكسائي: اعظم القصاع الجفته ثم القصعة تشبع العشرة ; ثم الصحفة تشبع الخمسة ثم المئكلة تشبع الرجل أو الثلاثة، ثم الصحفة تشبع الرجل. (3) العراق – بالضم – جمع العرق: العظم الذى اخذ عنه اللحم. (*)

[ 474 ]

وامهاتنا، وقلوبنا عملت بالطاعات والبر، ومبراة من الدنيا وحبها واطعنا الله في جميع فرائضه، وآمنا بوحدانيته وصدقنا برسوله. 23 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد نزل فيه وفى ولده ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا إلى آخر السورة غيرى ؟ قالوا: لا. 24 – في امالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام في قوله عزوجل: ” يوفون بالنذر ” قالا: مرض الحسن والحسين عليهما السلام وهما صبيان صغيران فعادهما رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه رجلان فقال: يا ابا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا ان الله عافاهما ؟ فقال: اصوم ثلاثة ايام شكرا لله عزوجل، وكذلك قالت فاطمة عليها السلام وقال الصبيان: ونحن ايضا نصوم ثلاثة ايام، وكذلك قالت جاريتهم فضة، فألبسهما الله عافية فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام، فانطلق على عليه السلام إلى جار له من اليهود يقال له شمعون يعالج الصوف، فقال: هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك ابنة محمد بثلاثة اصوع من شعير ؟ قال: نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة عليها السلام فقبلت وأطاعت، ثم عمدت فغزلت ثلث الصوف ثم اخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرصا، وصلى على عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله المغرب ثم اتى منزله فوضع الخوان وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها على عليه السلام إذا مسكين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده ثم قال: فاطم ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس اجمعين – أما ترين البائس المسكين * جاء إلى الباب له حنين – يشكو إلى الله ويستكين * يشكو الينا جائعا حزين – كل امرئ بكسبه رهين * ميفعل الخير يقف سمين


[ 475 ]

موعده في جنة دهين (1) * حرمها الله على الضنين – وصاحب النجل يقف حزين * تهوى به النار إلى سجين – شرابه الحميم والغسلين فأقبلت فاطمة تقول: امرك سمع يابن عم وطاعة * ما بى من لؤم ولا ضراعة (2) – غذيت باللب وبالبراعة * ارجو إذا اشبعت من مجاعة – ان ألحق الاخيار والجماعة * وادخل الجنة في شفاعة وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين وباتوا جياعا، وأصبحوا صياما لم يذوقوا الا الماء القراح، ثم عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة اقراص لكل واحد قرصا، وصلى على عليه السلام المغرب مع النبي صلى الله عليه وآله ثم أتى منزله، فلما وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها على عليه السلام إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة، فوضع على عليه السلام اللقمة من يده ثم قال: فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبى ليس بالزنيم (3) – قد جاءنا الله بذا اليتيم * من يرحم اليوم فهو رحيم – موعده في جنة النعيم * حرمها الله على اللئيم – وصاحب البخل يقف ذميم * تهوى به النار إلى الجحيم – شرابه الصديد والحميم


(1) قوله عليه السلام ” دهين ” كناية عن النضارة والطراوة كانه صب عليه الدهن يقال ” قوم مدهنون ” عليهم آثار النعم. (2) الضراعة: الذل والاستكانة والضعف. (3) الزنيم: اللئيم الذى يعرف بلؤمه. (*)

[ 476 ]

فأقبلت فاطمة عليها السلام وهى تقول: فسوف أعطيه ولا ابالى * وأوثر الله على عيالي – امسوا جياعا وهم أشبالي * أصغرهما يقتل في القتال – بكربلا يقتل باغتيال * لقاتليه الويل مع وبال – يهوى في النار إلى سفال * كبوله زادت في الاكبال ثم عمدت فأعطته جميع ما على الخوان وباتوا جياعا لم يذوقوا الا الماء القراح، وأصبحوا صياما وعمدت فاطمة عليها السلام فغزلت الثلث الباقي من الصوف وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، لكل واحد قرصا، وصلى على عليه السلام المغرب مع النبي صلى الله عليه وآله ثم اتى منزله فقرب إليه الخوان وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها على عليه السلام إذا أسير من اسراء المشركين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعمونا ؟ فوضع على عليه السلام اللقمة من يده ثم قال: فاطم يا بنت النبي أحمد * بنت نبى سيد مسدد – قد جاءك الاسير ليس يهتدى * مكبلا في غله مقيد – يشكو الينا الجوع قد تقدد * من يطعم اليوم يجده في غد – عند العلى الواحد الموحد * ما يزرع الزارع سوف يحصد – فأطعمي من غير من انكد (1) فأقبلت فاطمة عليها السلام وهى تقول: لم يبق مما كان غير صاع * قد دبرت كفى مع الذراع (2) – شبلاى والله هما جياع * يا رب لا تتركهما ضياع – ابوهما للخير ذو اصطناع * عبل الذراعين طويل الباع – وما على رأسي من قناع * الاعبا نسجتها بصاع


(1) نكد عيشتهم: اشتد وعسر. (2) الدبر: الجرح. (*)

[ 477 ]

وعمدوا إلى ما كان على الخوان فأعطوه وباتوا جياعا وأصبحوا مفطرين، وليس عندهم شئ، قال شعيب في حديثه وأقبل على بالحسن والحسين عليهما السلام نحو رسول الله صلى الله عليه وآله وهما يرتعشان كالفراخ (1) من شدة الجوع، فلما بصر بهم النبي صلى الله عليه وآله قال: يا أبا الحسن شد ما يسوءني ما ارى بكم انطلق إلى ابنتى فاطمة فانطلقوا وهى في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع، وغارت عيناها (2) فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله ضمها إليه وقال: واغوثا بالله أنتم منذ ثلاث فيما أرى فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد خذ ما هيأ الله لك في أهل بيتك، فقال وما آخذ جبرئيل قال: ” هل اتى على الانسان حين من الدهر ” حتى بلغ ” ان هذا كان لكم جزاء، وكان سعيكم مشكورا ” وقال الحسن بن مهران في حديثه: فوثب النبي حتى دخل منزل فاطمة عليها السلام فراى ما بهم فجمعهم ثم انكب عليهم يبكى و يقول: انتم منذ ثلاث فيما أرى وأنا غافل عنكم ؟ ! فهبط جبرئيل عليه السلام بهذه الايات ان الابرار يشربون من كاس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا قال: هي عين في دار النبي صلى الله عليه وآله تفجر إلى دور الانبياء و المؤمنين يوفون بالنذر يعنى عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وجاريتهم ويخافون يوما كان شره مستطيرا يقول عابسا كلوحا (3) 25 – في كتاب الخصال في احتجاج على عليه السلام على أبى بكر قال: انشدك بالله أنا صاحب الاية ” يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ” ام أنت ؟ قال: بل انت. 26 – في اصول الكافي أحمد بن ادريس عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام في قول الله عزوجل: ” يوفون بالنذر ” الذى أخذ عليهم من ولايتنا.


(1) الفراخ جمع الفرخ: ولد الطائر. (2) غارت عينه: دخلت في الرأس وانحسفت. (3) الكلوح بمعنى العبوس. (*)

[ 478 ]

27 – على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت قوله: ” يوفون بالنذر ” قال: يوفون لله بالنذر الذى أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا. 28 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” يوفون بالنذر ويخا فون يوما كان شره مستطيرا ” قال: المستطير العظيم. 29 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبى المغرا عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال قلت: قوله: ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا قال: ليس من الزكوة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 30 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد عن أبى الحسن عليه السلام قال: ينبغى للرجل ان يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته، وتلا هذه الاية ” ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا ” قال: الاسير عيال: الرجل ينبغى للرجل إذا زيد في النعمة ان يزيد أسرائه في السعة عليهم، ثم قال: ان فلانا انعم الله عليه بنعمة فمنعها اسراء وجعلها عند فلان فذهب بها قال معمر: وكان فلان حاضرا. 31 – في كتاب الخصال عن المنكدر باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خيركم من أطعم الطعام وافشى السلام وصلى والناس نيام. 32 – عن أحمد بن عمر الحلبي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أي الخصال بالمرء أجمل ؟ قال: وقار بلا مهانة وسماح بلا طلب مكافاة، وتشاغل بغير متاع الدنيا. 33 – في مجمع البيان ” ويطعمون الطعام على حبه ” أي على حب الطعام، وفى الحديث عن أبى سعيد الخدرى أن النبي صلى الله عليه وآله قال: ما من مسلم أطعم مسلما على جوع الا أطعمه الله من ثمار الجنة، وما من مسلم كسا أخاه على عرى الا كساه الله من خضر الجنة، ومن سقى مسلما على ظمأ سقاه الله من الرحيق.


[ 479 ]

34 – وفيه وقال أهل التحقيق، القرض الحسن يجمع عشرة أوصاف، إلى قوله: وان يتصدق وهو يحب المال ويرجو الحياة، لقوله صلى الله عليه وآله لما سئل عن أفضل الصدقة ان تعطيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت التراقي قلت: لفلان كذا ولفلان كذا. 35 – في امالي الصدوق (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا اعني قوله: عابسا كلوحا: ” ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ” يقول: على شهواتهم للطعام وايثارهم له مسكينا من مساكين المسلمين، ويتيما من يتامى المسلمين، واسيرا من اسارى المشركين، ويقولون إذا أطعموهم: انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله باضمارهم، يقولون: لا نريد جزاء تكافوننا به، ولا شكورا تثنون علينا به، ولكنا انما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه. 36 – في كتاب الخصال عن أحمد بن عمران الحلبي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أي الخصال بالمرء أجمل ؟ قال: وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب مكافاة، و تشاغل بغير متاع الدينا. 37 – في الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبى الحسن على بن يحيى عن أيوب بن اعين عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يؤتى يوم القيامة برجل فيقال له: احتج فيقول: يا رب خلقتني وهديتني فأوسعت على، فلم أزل أوسع على خلقك وأيسر عليهم لكى تنشر على هذا اليوم رحمتك وتيسره ؟ فيقول الرب جل ثناؤه وتعالى ذكره: صدق عبدى ادخلوه الجنة. 38 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرون عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: ان موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى لا يطول في الدنيا أملك وذكر حديثا قدسيا طويلا وفيه يقول عزوجل: فاعمل كأنك ترى ثواب عملك لكى يكون أطمع لك في الاخرة لا محالة.


[ 480 ]

39 – في نهج البلاغة هذا ما أمر به عبد الله على بن أبيطالب أمير المؤمنين ابتغاء وجه الله ليولجنى به الجنة، ويعطيني الامنة. 40 – وفيه: وليس رجل فأعلم أحرص على جماعة امة محمد والفتها منى، ابتغى بذلك حسن الثواب وكريم المآب. 41 – في امالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: من صام يوما تطوعا ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة. 42 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى على بن عمر بن العطار قال: دخلت على ابى الحسن العسكري عليه السلام يوم الثلثاء فقال: لم أرك امس ؟ قال: كرهت الحركة في يوم الاثنين، قال: يا على من أحب ان يقيه الله شر يوم الاثنين فليقرء في اول ركعة من صلوة الغداة هل اتى على الانسان ثم قرء أبو الحسن عليه السلام فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا. 43 – في امالي الصدوق (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه اعني قوله وطلب ثوابه قال الله تعالى ذكره: ” فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة ” في الوجوه وسرورا في القلوب وجزاهم بما صبروا جنة يسكنونها وحريرا يفترشونه ويلبسونه متكئين فيها على الارائك والاريكة السرير لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا قال ابن عباس: بينا أهل الجنة في الجنة إذا رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان فيقول أهل الجنة: يا رب انك قلت في كتابك ” لا يرون فيها شمسا ” فيرسل الله جل اسمه إليهم جبرئيل فيقول: ليس هذه بشمس ولكن عليا وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما، ونزلت ” هل اتى ” فيهم إلى قوله: ” وكان سعيكم مشكورا ” 44 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ” قال: ذلك في الدنيا قبل القيامة، وذلك ان في القيامة لا يكون غدو وعشى، لان الغدو والعشي انما يكون في الشمس والقمر وليس في جنان الخلد ونيرانها شمس ولا قمر. 45 – حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن ابى الحسن الرضا عليه السلام انه قال: ان


[ 481 ]

الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له وضوءهما من نور عرشه وحرهما من جهنم فإذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما، وعاد إلى النار حرهما. فلا يكون شمس ولا قمر، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 46 – في كتاب الخصال عن أبى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: في الشمس أربع خصال: تغير اللون، وتنتن الريح، وتخلق الثياب، وتورث الداء. 47 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحاق المدنى عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن قول الله عزوجل: ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذى يشتهيه من الثمار بفيه وهو متكئ وان الانواع من الفاكهة ليقلن لولى الله يا ولى الله كلنى قبل ان تأكل هذه قبلى. 48 – في مجمع البيان كانت تلك الاكواب قواريرا أي زجاجا قوارير من فضة قال الصادق عليه السلام: ينفذ البصر في فضة الجنة كما ينفذ في الزجاج. 49 – في كتاب الخصال عن ابى صالح عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: اعطاني الله تعالى خمسا وأعطى عليا خمسا: أعطاني الكوثر واعطاه السلسبيل، الحديث. 50 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن مرة عن ثوبان قال يهودى للنبى صلى الله عليه وآله: فما اول ما يأكل اهل الجنة إذا دخلوها ؟ قال: كبد الحوت قال: فما شرابهم على أثر ذلك ؟ قال: السلسبيل قال صدقت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 51 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ولدان مخلدون قال: مستورون. 52 – في كتاب معاني الاخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب عن يزيد بن اسحاق عن عباس بن يزيد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام – وكنت عنده ذات يوم: – اخبرني عن قول الله عزوجل:


[ 482 ]

وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا ما هذا الملك الذى كبر الله عزوجل حتى سماه كبيرا ؟ قال: إذا ادخل الله أهل الجنة الجنة ارسل رسولا إلى ولى من اوليائه فيجد الحجبة على بابه، فتقول له: قف حتى نستأذن لك، فما يصل إليه رسول ربه الا باذن، فهو قوله عزوجل: ” وإذا رايت ثم رايت نعيما وملكا كبيرا “. 53 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحاق المدنى عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن قول الله عزوجل: ” يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ” فقال: يا على ان الوفد لا يكون الا ركبانا إلى قوله: فقال على عليه السلام يا رسول الله اخبرنا عن قول الله عزوجل: ” غرف مبنية من فوقها غرف ” بماذا بنيت يا رسول الله ؟ فقال يا على تلك غرف بناها الله عزوجل لاوليائه بالدر والياقوت والزبرجد، سقوفها الذهب محبوكة بالفضة (1) لكل غرفة منها الف باب من ذهب، على كل باب منها ملك موكل به فيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بالوان مختلفة وحشوها الكافور والعنبر وذلك قول الله عزوجل ” وفرش مرفوعة ” إذا ادخل المؤمن إلى منازله في الجنة ووضع على راسه تاج الملك والكرامة البس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظومة في الاكليل (2) تحت التاج قال: فألبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة وضروب مختلفة منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الاحمر، فذلك قوله عزوجل: ” يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير ” فإذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا، فإذا استقر لولى الله عزوجل منازله في الجنان استأذن عليه الموكل بجنانه ليهنئه بكرامة الله عزوجل اياه، فيقول له خدام المؤمن من الوصفاء


(1) الحبك: الشد والاحكام وتحسين اثر الصنعة في الثوب. (2) الاكليل: تحت التاج وشبه العصابة تزين بالجواهر. (*)

[ 483 ]

والوصائف: (1) مكانك فان ولى الله قد اتكى على اريكته وزوجته الحوراء تهيأ له، فاصبرلولى الله قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمة لها تمشى مقبلة وحولها وصائفها وعليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد، وهى من مسك وعنبر، وعلى رأسها تاج الكرامة وعليها نعلان من ذهب مكللتان بالياقوت واللؤلؤ شراكهما ياقوت أحمر، فإذا دنت من ولى الله فهم أن يقوم إليها شوقا فتقول له: يا ولى الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب فلا تقم، انا لك وأنت لى، فيعتنقان مقدار خمسمأة عام من أعوام الدنيا لا يملها ولا تمله، قال: فإذا فتر بعض الفتور من غير ملالة نظر إلى عنقها فإذا عليها قلائد من قصب من ياقوت احمر وسطها لوح صفحته درة مكتوب فيها: أنت يا ولى الله حبيبي وانا الحوراء حبيبتك اليك تناهت نفسي والى تناهت نفسك، ثم يبعث الله إليه ألف ملك يهنونه بالجنة ويزوجونه بالحوراء قال: فينتهون إلى أول باب من جنانه فيقولون للملك الموكل بأبواب جنانه استأذن على ولى الله فان الله بعثنا نهننه، فيقول لهم الملك: حتى أقول للحاجب فيعلمه مكانكم، قال: فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه وبين الحاجب ثلاثة جنان حتى ينتهى إلى اول باب فيقول للحاجب: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين ليهنئوا ولى الله وقد سألوني أن آذن لهم عليه، فيقول الحاجب: انه ليعظم على أن استأذن لاحد على ولى الله وهو مع زوجته الحوراء، قال: وبين الحاجب وبين ولى الله جنتان قال: فيدخل الحاجب إلى القيم فيقول له: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العزة يهنئون ولى الله فاستأذن [ لهم فيتقدم القيم إلى الخدام فيقول لهم: ان رسل الجبار على باب العرصة وهم الف ملك ارسلهم الله يهنئون ولى الله ] فأعلموه بمكانهم [ قال: فيعلمونه فيؤذن للملائكة فيدخلون على ولى الله وهو في الغرفة ولها الف باب وعلى كل باب من ابوابها ملك موكل. فإذا اذن للملائكة بالدخول على ولى الله فتح كل ملك بابه الموكل به ] قال: فيدخل القيم كل ملك من باب من ابواب الغرفة قال: فيبلغونه رسالة الجبار جل


(1) الوصفاء جمع الوصيف: الخادم والخادمة. (*)

[ 484 ]

وعز وذلك قول الله عزوجل: ” والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ” من ابواب الغرفة ” سلام عليكم ” إلى آخر الاية قال: وذلك قوله عزوجل: ” وإذا رأيت ثم رايت نعيما وملكا كبيرا ” يعنى ذلك ولى الله وما هو فيه من الكرامة و النعيم والملك العظيم الكبير، ان الملائكة من رسل الله عز ذكره يستأذنون عليه فلا يدخلون عليه الا باذنه، فذلك الملك العظيم الكبير، قال: والانهار تجرى من تحت مساكنهم وذلك قول الله عزوجل: ” تجرى من تحتهم الانهار “. 54 – في مجمع البيان ” وإذا رايت ثم رايت نعيما وملكا كبيرا ” لا يزول ولا يفنى عن الصادق عليه السلام. 55 – وعن ابى الدرداء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يذكر الناس فذكر الجنة وما فيها من الازواج والنعيم وفى القوم اعرابي فجثا لركبتيه وقال: يا رسول الله هل في الجنة من سماع ؟ قال: نعم، يا اعرابي، ان في الجنة نهرا حافتاه الابكار من كل بيضاء يتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط، فذلك افضل نعيم الجنة. 56 – عن ابى امامة الباهلى ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما من عبد يدخل الجنة الا ويجلس عن راسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين يغنيانه بأحسن صوت سمعه الانس والجن وليس بمزمار الشيطان ولكن بتحميد الله وتقديسه. 57 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام جعلت فداك يابن رسول الله شوقني فقال: يابا محمد ان من أدنى نعيم أهل الجنة أن يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدينا، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 58 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فكيف يتنعم أهل الجنة بما فيها من النعيم وما منهم أحد الا و قد افتقد ابنه وأباه أو حميمه أو امه، فإذا افتقدوهم في الجنة لم يشكوا في مصيرهم إلى النار فما يصنع بالنعيم من يعلم أن حميمه في النار يعذب ؟ قال عليه السلام: ان أهل العلم


[ 485 ]

قالوا: انهم ينسون ذكرهم وقال بعضهم انتظروا قدومهم ورجوا ان يكونوا بين الجنة والنار في أصحاب الاعراف. 59 – في مجمع البيان: عاليهم ثياب سندس خضر وروى عن الصادق عليه السلام في معناه تعلوهم الثياب فيلبسونها. 60 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحاق المدنى عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن قول الله عزوجل: ” يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ” فقال: يا على ان الوفد لا يكونون الا ركبانا، اولئك رجال اتقوا الله فأحبهم الله عز ذكره، واختصهم ورضى أعمالهم فسماهم المتقين، ثم قال له: يا على اما والذى فلق الحبة وبرئ النسمة انهم ليخرجون من قبورهم وان الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق العز، عليها رحائل الذهب مكللة بالدر والياقوت، وجلائلها الاستبرق والسندس وخطمها جذل الارجوان (1) تطير بهم إلى المحشر مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله يزفونهم زفا (2) حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة الاعظم، وعلى باب الجنة شجرة ان الورقة منها ليستظل تحتها ألف رجل من الناس، وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية، قال: فيسقون منها شربة فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد، ويسقط عن ابشارهم (3) الشعر وذلك قول الله عزوجل: وسقاهم ربهم شرابا طهورا من تلك العين المطهرة قال: ثم يصرفون إلى عين اخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون فيها وهى عين الحياة


(1) ” مكللة ” أي محفوفة. وقوله ” جلائلها ” كذا في الاصل وتوافقه المصدر ايضا لكن في تفسير على بن ابراهيم ” جلالها ” وهو بالكسر جمع جل بالضم: وهو للدابة كالثوب للانسان نصان به ” والاستبرق “: الديباج الغليظ. والسندس: الديباج الرقيق. والخطم، اللجام. والجذل – بالكسر والفتح -: أصل الشجرة يقطع وقد يجعل العود جذلا. والارجوان معرب ارغوان. (2) أي يذهبون بهم على غاية الكرامة كما يزف العروس زوجها، أو يسرعون بهم. (3) جمع بشرة. (*)

[ 486 ]

فلا يموتون ابدا، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 61 – في اصول الكافي عن بعض اصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: انا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا قال: بولاية على تنزيلا. قلت: هذا تنزيل ؟ قال: نعم. ذا تأويل 62 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: بكرة واصيلا قال: بالغداة ونصف النهار ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا قال: صلوة الليل. 63 – في مجمع البيان ” وسبحه ليلا طويلا ” وروى عن الرضا عليه السلام انه سأله احمد بن محمد عن هذه الاية وقال: ما ذلك التسبيح ؟ قال: صلوة الليل. 64 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض اصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: ان هذه تذكرة قال: الولاية. 65 – في الخرائج والجرائح عن القائم عليه السلام حديث طويل فيه يقول لكامل بن ابراهيم المدنى: وجئت تسأل من مقالة المفوضة، كذبوا بل قلوبنا اوعية لمشية الله عزوجل، فإذا شاء شئنا، والله يقول: وما تشاؤن الا أن يشاء الله. 66 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل يقول عليه السلام ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره وفعلهم فعله وكل ما يأتونه منسوب إليه، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لانه يتوفى الانفس على يد من يشاء، ويعطى ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء، وان فعل امنائه فعله، كما قال: وما تشاؤن الا ان يشاء الله. 67 – في نهج البلاغة وان الله يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة. 68 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: يدخل من يشاء في


[ 487 ]

رحمته قال: في ولايتنا، قال: والظالمين اعدلهم عذابا اليما الا ترى ان الله يقول: ” وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ” قال: ان الله أعز وأمنع من أن يظلم، وأن ينسب نفسه إلى الظلم، ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته، ثم انزل بذلك قرآنا على نبيه فقال: ” وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ” قلت: هذا تنزيل ؟ قال نعم. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرء ” والمرسلات عرفا ” عرف الله بينه وبين محمد صلى الله عليه وآله. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرء سورة ” والمرسلات ” كتب ليس من المشركين. 3 – في كتاب الخصال عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: اسرع الشيب اليك يارسول الله ؟ قال: شبيتنى هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون. 4 – في تفسير على بن ابراهيم: والمرسلات عرفا قال: آيات يتبع بعضها بعضا. 5 – في مجمع البيان ” والمرسلات عرفا ” يعنى الرياح أرسلت متتابعة كعرف الفرس (1) عن ابن مسعود وابن عباس إلى قوله: وقيل انها الملائكة ارسلت بالعرف أمر الله ونهيه في رواية الهروي عن ابن مسعود وأبى حمزة الثمالى عن اصحاب على عليه السلام. 6 – في تفسير على بن ابراهيم: والعاصفات عصفا قال: القبر والناشرات نشرا قال: نشر الاموات فالفارقات فرقا قال: الدابة فالملقيات ذكرا قال: الملائكة عذرا أو نذرا أي اعذركم وانذركم بما اقول وهو قسم وجوابه انما


(1) العرف: شعر عنق الفرس. (*)

[ 488 ]

توعدون لصادق وان الدين لواقع قوله: فإذا النجوم طمست قال: يذهب نورها وتسقط. 7 – في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن سلام مولى رسول الله صلى الله عليه وآله عن رسول الله حديث طويل وفيه فيأمر الله عزوجل أن تنفخ في وجوه الخلائق نفخة فتنفخ ; فمن شدة نفختها تنقطع السماء، وتنطمس النجوم، وتجمد البحار، وتزول الجبال، وتظلم الابصار وتضع الحوامل حملها، وتثيب الولدان من هولها يوم القيامة. 8 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” وإذا النجوم طمست ” فطمسها ذهاب ضوءها وإذا السماء فرجت قال: تفرج وتنشق وإذا الرسل اقتت قال: بعثت في اوقات مختلفة. 9 – في مجمع البيان وقال الصادق عليه السلام: ” اقتت ” أي بعثت في اوقات مختلفة. 10 – في تفسير على بن ابراهيم لاى يوم اجلت قال: اخرت ليوم الفصل. 11 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: ويل يومئذ للمكذبين قال يقول: ويل للمكذبين يا محمد بما اوحيت اليك من ولاية على عليه السلام الم نهلك الاولين ثم نتبعهم الاخرين قال: الاولين الذين كذبوا الرسل في طاعة الاوصياء كذلك نفعل بالمجرمين قال: من اجرم إلى آل محمد وركب من وصيه ما ركب. 12 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: الم نخلقكم من ماء مهين قال: منتن فجعلناه في قرار مكين قال في الرحم واما قوله: إلى قدر معلوم يقول: منتهى الاجل. 13 – في نهج البلاغة ايها المخلوق السوى والمنشأ المرعى في ظلمات الارحام، ومضاعفات الاستار، بديت من سلالة من طين، ووضعت في قرار


[ 489 ]

مكين، إلى قدر معلوم، وأجل مقسوم، تمور في بطن امك جنينا، لا تخبر دعاءا ولا تسمع نداءا. 14 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: الم نجعل الارض كفاتا احياء و امواتا قال: الكفات المساكن وقال: نظر أمير المؤمنين عليه السلام في رجوعه من صفين إلى المقابر فقال: هذه كفات الاموات أي مساكنهم، ثم نظر إلى بيوت الكوفة، فقال: هذه كفات الاحياء، ثم تلا قوله: ” الم نجعل الارض كفاتا * احياء وامواتا “. 15 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقرى عن حماد بن عيسى عن أبى عبد الله عليه السلام انه نظر إلى المقابر فقال: يا حماد هذه كفات الاموات ونظر إلى البيوت فقال: هذه كفات الاحياء ثم تلا هذه الاية: ” الم نجعل الارض كفاتا “. 16 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن بعض أصحابه عن ابى كهمس عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” الم نجعل الارض كفاتا * احياء وامواتا ” قال: دفن الشعر والظفر. 17 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: وجعلنا فيها رواسي شامخات قال جبال مرتفعة. 18 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل في بيان الايام وفيه قال: قلت: فالثلثاء ؟ قال: خلقت النار فيه، وذلك قوله تعالى: انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب لا ظليل ولا يغنى من اللهب قال: قلت: فالاربعاء ؟ قال: بنيت أربعة أركان النار يوم الاربعاء. 19 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل ” اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ” فبلغنا والله أعلم انه إذا استوى اهل النار إلى النار لينطلق بهم قبل أن يدخلوا النار فيقال لهم: ادخلوا إلى ظل ذى ثلاث شعب من دخان النار، فيحسبون انها الجنة ثم يدخلون النار أفواجا وذلك


[ 490 ]

نصف النهار. 20 – وفيه وقوله: ” انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب ” قال فيه ثلاث شعب من النار وقوله: انها ترمى بشرر كالقصر قال: شرر النار مثل القصور والجبال. 21 – في ارشاد المفيد (ره) عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه يقول صلى الله عليه وآله وتزفر النار بمثل الجبار شررا. 22 – في روضة الكافي باسناده إلى حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله عزوجل: ولا يؤذن لهم فيعتذرون فقال: الله أجل واعدل و أعظم من ان يكون لعبده عذر ولا يدعه يعتذر به، ولكنه فلج فلم يكن له عذر. 23 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ان المتقين في ظلال وعيون قال: في ظلال من نور أنور من الشمس. 24 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب، عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي قال: قلت: ” ان المتقين ” قال: نحن والله وشيعتنا ليس على ملة ابراهيم غيرنا وساير الناس منها براء. 25 – في مجمع البيان وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون أي لا يصلون قال، مقاتل: نزلت في ثقيف حين أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بالصلوة فقالوا لا ننحنى، والرواية لا نحنى فان ذلك سبة علينا فقال عليه السلام: لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود 26 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ” قال: إذا قيل لهم تولوا الامام لم يتولوه. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرء ” عم يتسائلون ” لم تخرج سنته إذا كان يد منها في كل يوم حتى يزور بيت الله الحرام.


[ 491 ]

2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء عم يتسائلون سقاه الله برد الشراب يوم القيامة. 3 – في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يا رسول الله اسرع اليك الشب ؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون. 4 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة ومحمد بن عبد الله عن على بن حسان عن عبد الله بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: عم يتسائلون عن النبأ العظيم قال: النبأ العظيم الولاية. 5 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن أبى عمير وغيره عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك ان الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الاية ” عم يتسائلون عن النبأ العظيم ” ؟ قال: ذلك إلى ان شئت اخبرتهم وان شئت لم اخبرهم، ثم قال: لكنى اخبرك بتفسيرها، قلت: عم يتسائلون ؟ قال: فقال: هي في أمير المؤمنين عليه السلام. كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ما لله عزوجل آية هي أكبر منى، ولا لله من نبأ اعظم منى. 6 – في روضة الكافي خطبة لامير المؤمنين هي خطبة الوسيلة قال عليه السلام فيها: وانى النبأ العظيم. 7 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في قوله: ” عم يتسائلون عن النبأ العظيم ” قال: أمير المؤمنين عليه السلام: ما لله نبأ اعظم منى، وما لله آية أكبر منى، ولقد عرض فضلى على الامم الماضية على اختلاف السنتها فلم تقر بفضلي. 8 – في عيون الاخبار باسناده إلى ياسر الخادم عن ابى الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: يا على انت حجة الله وانت باب الله، وانت الطريق إلى الله، وانت النبأ العظيم، وانت الصراط المستقيم وانت المثل الاعلى، الحديث.


[ 492 ]

9 – في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام شهدنا بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا اله الا انت ربنا، ومحمد عبدك ورسولك نبينا وعلى امير المؤمنين والحجة العظمى وآيتك الكبر والنبأ العظيم الذى هم فيه يختلفون. 10 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وآله إذ هبط عليه الامين جبرئيل ومعه جام من البلور الاحمر مملوء مسكا وعنبرا، وكان إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله على بن أبى طالب عليه السلام و ولداه الحسن والحسين، إلى قوله: فلما صارت في كف الحسن عليه السلام قالت: بسم الله الرحمن الرحيم ” عم يتسائلون عن النبأ العظيم الذى هم فيه مختلفون ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 11 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: الم نجعل الارض مهادا قال: يمهد فيها الانسان والجبال اوتادا أي أوتاد الارض. 12 – في نهج البلاغة قال عليه السلام: ووتد بالصخور ميدان أرضه. 13 – في تفسير على بن ابراهيم وجعلنا الليل لباسا قال: يلبس على النهار. 14 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سئل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: اخبرني لم سمى الليل ليلا ؟ قال: لانه يلايل الرجال من النساء (1) جعله الله عزوجل ألفة ولباسا وذلك قول الله عزوجل: ” وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا ” قال: صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 15 – في تفسير على بن ابراهيم وجعلنا سراجا وهاجا قال: الشمس المضيئة وانزلنا من المعصرات قال: من السحاب ماء ثجاجا قال: صبا على صب 16 – وفيه وقال أبو عبد الله عليه السلام: قرء رجل على امير المؤمنين عليه السلام ” ثم يأتي


(1) لايله ملايلة: استأجره لليلة. (*)

[ 493 ]

من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ” فقال: ويحك أي شئ يعصرون ؟ يعصرون الخمر ؟ قال الرجل: يا أمير المؤمنين كيف اقرأها ؟ فقال: انما نزلت ” عام يغاث الناس وفيه يعصرون ” (1) أي يمطرون بعد سنى المجاعة، والدليل على ذلك قوله: ” وانزلنا من المعصرات ماءا ثجاجا “. 17 – في تفسير العياشي عن محمد بن على الصيرفى عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام ” عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ” بالياء (2) يمطرون ثم قال: اما سمعت قوله: ” وانزلنا من المعصرات ماء ثجاجا “. 18 – عن على بن معمر عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل ” عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ” مضمومة ثم قال: ” وانزلنا من المعصرات ماء ثجاجا “. 19 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: جنات الفافا قال: بساتين ملتفة الشجر. 20 – في مجمع البيان وفى الحديث عن البراء بن عازب قال: كان معاذ بن جبل جالسا قريبا من رسول الله في منزل أبى ايوب الانصاري فقال معاذ: يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى: يوم ينفخ في الصور فتأتون افواجا الايات فقال: يا معاذ سألت عن عظيم من الامر ثم ارسل عينيه ثم قال: يحشر عشرة أصناف من امتى اشتاتا قد ميزهم الله تعالى من المسلمين وبدل صورهم بعضهم على صورة القردة ; وبعضهم على صورة الخنازير، وبعضهم منكسون أرجلهم من فوق، ووجوههم من تحت، ثم يسحبون عليها، وبعضهم عمى يترددون، وبعضهم صم وبكم لا يعقلون، وبعضهم يمضغون السنتهم تسيل القيح من افواههم لعابا يتقذرهم اهل الجمع، وبعضهم مقطعة ايديهم وارجلهم، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار، وبعضهم اشد نتنا من الجيف، وبعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم، فأما الذين


(1) أي ” يعصرون بضم الياء. (2) وفى البحار ” بضم الياء “. (*)

[ 494 ]

بصورة القردة فالفتات من الناس (1) واما الذين على صورة الخنازير فأهل السحت واما المنكسون على رؤسهم فآكلة الربا والعمى الجائرون في الحكم، والصم البكم المعجبون بأعمالهم والذى يمضغون بالسنتهم العلماء والقضاة الذين خالف أعمالهم أقوالهم، والمقطعة أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران، والمصلبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان، والذين اشد نتنا من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات. ويمنعون حق الله تعالى في أموالهم، والذينهم يلبسون الجباب فأهل الفخر والخيلاء. 21 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: وفتحت السماء فكانت ابوابا قال: تفتح ابواب الجنان قوله وسيرت الجبال فكانت سرابا قال: تسير الجبال مثل السراب الذى يلمع في المفازة. 22 – في نهج البلاغة وتذل الشم الشوامخ والصم الرواسخ فيصير صلدها سرابا رقراقا ومعهدها قاعا سملقا (2) 23 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ان جهنم كانت مرصادا قال: قائمة قوله: لابثين فيها احقابا قال: الاحقاب السنين والحقب سنة، والسنة عددها ثلاثمأة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون، اخبرنا احمد بن ادريس عن احمد ابن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن درست بن ابى منصور عن الاحول عن حمران بن اعين قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” لابثين فيها احقابا * لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا * الا حميما وغساقا ” قال: هذه في الذين لا يخرجون من النار.


(1) أي النمامون. (2) الشم الشوامخ: الجبال العالية وذلها: تدكدكها، وهى ايضا: الصم الرواسخ، فيصير صلدها وهو الصلب الشديد الصلابة سرابا وهو ما يتراءى في النهار فيظن ماء والرقراق: الخفيف ومعهدها ما جعل منها منزلا للناس. والقاع: الارض الخالية، والسملق: الصفصف المستوى ليس بعضه أرفع وبعضه أخفض. (*)

[ 495 ]

24 – في كتاب معاني الاخبار ابى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن جعفر بن محمد بن عقبة عمن رواه عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل ” لابثين فيها احقابا ” قال: الاحقاب ثمانية احقاب والحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون. 25 – في مجمع البيان روى نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا يخرج من النار من دخلها حتى يمكث فيها أحقابا، والحقب بضع وستون سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، كل يوم ألف سنة مما تعدون فلا يتكلمن أحد على أن يخرج من النار. 26 – وروى العياشي باسناده عن حمران قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الاية فقال: هذه في الذين يخرجون من النار، وروى عن الاحوال مثله. 27 – ورووا عن على عليه السلام وكذبوا بآياتنا كذابا خفيفة والقرائة المشهورة ” وكذبوا بآياتنا كذابا ” بالتثقيل. 28 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ان للمتقين مفازا قال: يفوزون قوله: وكواعب اترابا قال: جوار وأتراب لاهل الجنة، وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال في قوله: ” ان للمتقين مفازا ” قال: هي الكرامات ” وكواعب اترابا ” أي الفتيات النواهد. (1) 29 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه السلام: حتى إذا كان يوم القيامة حسب لهم حسناتهم ثم أعطاهم بكل واحدة عشرأ مثالها إلى سبعمأة ضعف، قال الله عزوجل جزاء من ربك عطاء حسابا وقال: ” اولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون “. 30 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الاية قال: نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون


(1) النواهد: النسوة اللاتى كعب ثديهن وأشرف. (*)

[ 496 ]

صوابا، قلت: ما تقولون إذا تكلمتم ؟ قال: نمجد ربنا ونصلي على نبينا، ونشفع لشيعتنا، ولا يردنا ربنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 31 – في مجمع البيان ” يوم يقوم الروح والملائكة صفا ” الاية اختلف في معنى الروح هنا على أقوال إلى قوله: وروى على بن ابراهيم باسناده إلى الصادق عليه السلام قال: هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل. 32 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” يوم يقوم الروح والملائكة صفا ” قال: الروح ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، وكان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مع الائمة عليهم السلام. 33 – في مجمع البيان ” يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا ” وروى معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سئل عن هذه الاية فقال: نحن والله المأذونون لهم يوم القيامة والقائلون صوابا، قال: جعلت فداك ما تقولون ؟ قال: نمجد ربنا ونصلي على نبينا ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا رواه العياشي مرفوعا. 34 – في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام حاكيا أحوال موقف اهل المحشر ثم يجتمعون في مواطن أخر فليستنطقون فيفر بعضهم من بعض، فذلك قوله عزوجل: ” يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه ” فليستنطقون ” فلا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا ” فيقول الرسل عليهم السلام فيشهدون في هذا الموطن فذلك قوله عزوجل: فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ” 35 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله انا انذرناكم عذابا قريبا قال في النار وقال. يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا أي علويا وقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: المكنى امير المؤمنين أبو تراب. 36 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عباية بن ربعى قال: قلت لعبدالله ابن عباس: لم كنى رسول الله صلى الله عليه وآله عليا ابا تراب ؟ قال: لانه صاحب الارض وحجة الله على اهلها بعده، وبه بقاؤها واليه سكونها، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:


[ 497 ]

إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما اعد الله تبارك وتعالى لشيعة على من الثواب و الزلفى والكرامة قال: ” يا ليتنى كنت ترابا ” أي من شيعة على عليه السلام، وذلك قول الله عزوجل ” ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا “. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرء والنازعات لم يمت الا ريانا ولم يبعثه الله الا ريانا. 2 – في مجمع البيان وقال أبو عبد الله عليه السلام من قرءها لم يمت الا ريان، ولم يبعثه الله الا ريان، ولم يدخل الجنة الا ريان. 3 – ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة والنازعات لم يكن حبسه وحسابه يوم القيامة الا كقدر صلوة مكتوبة حتى يدخل الجنة. 4 – والنازعات غرقا اختلف في معناه على وجوه: أحدها انه يعنى الملائكة الذين ينزعون ارواح الكفار عن ابدانهم بالشدة كما يغرق النازع بالقوس فيبلغ بها غاية المد وروى ذلك عن على عليه السلام. 5 – وقيل هو الموت ينزع النفوس وروى ذلك عن الصادق عليه السلام. 6 – في تفسير على بن ابراهيم ” والنازعات غرقا ” قال نزع الروح والناشطات نشطا قال: الكفار ينشطون في الدنيا. 7 – في مجمع البيان ” والناشطات نشطا ” في معناه اقوال وثانيها انها الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الجلد والاظفار حتى تخرجها من اجوافهم بالكرب والغم عن على عليه السلام يقال: نشط الجلد نشطا: نزعها. 8 – والسابحات سبحا فيه اقوال: احدها الملائكة يقبضون ارواح المؤمنين يسلونها سلا رفيقا ثم يدعونها حتى تستريح كالسابح بالشئ في الماء يرمى به عن على عليه السلام.


[ 498 ]

9 – في تفسير على بن ابراهيم في قوله فالسابقات سبقا يعنى ارواح المؤمنين تسبق ارواحهم إلى الجنة بمثل الدنيا، وارواح الكافرين بمثل ذلك إلى النار. 10 – في مجمع البيان ” فالسابقات سبقا ” فيه اقوال ايضا احدها انها الملائكة لانها سبقت ابن آدم بالخير والايمان والعمل الصالح عن مجاهد، وقيل انها تسبق الشياطين بالوحى إلى الانبياء، وقيل: انها تسبق ارواح المؤمنين إلى الجنة عن على عليه السلام ومقاتل. (وثانيها) انها انفس المؤمنين تسبق إلى الملائكة الذين يقبضونها و قد عاينت السرور شوقا إلى رحمة الله ولقاء ثوابه وكرامته عن ابن مسعود. 11 – في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عن ابيه موسى بن جعفر عليهم السلام قال: كان قوم من خواص الصادق عليه السلام جلوسا بحضرته في ليلة مقمرة مصبحة (1) فقالوا: يابن رسول الله ما احسن اديم (2) هذه السماء ونور هذه النجوم والكواكب ؟ فقال الصادق عليه السلام: انكم لتقولون هذا وان المدبرات الاربعة جبرئيل وميكائيل واسرافيل وملك الموت عليهم السلام ينظرون إلى الارض فيرونكم واخوانكم في أقطار الارض، و نوركم إلى السماوات واليهم احسن من نور هذه الكواكب، وانهم ليقولون كما تقولون: ما احسن انوار هؤلاء المؤمنين ؟. 12 – في مجمع البيان فالمدبرات امرا فيه اقوال ايضا احدها انها الملائكة تدبر امر العباد من السنة إلى السنة عن على عليه السلام. 13 – وثالثها انها الافلاك يقع فيها امر الله تعالى فيجرى به القضاء في الدنيا رواه على بن ابراهيم، أقسم الله بهذه الاشياء التى عددها، وقيل تقديره ورب النازعات، وما ذكره بعدها، وهذا ترك الظاهر بغير دليل، وقد قال الباقر والصادق عليهما السلام: ان لله تعالى ان يقسم بما شاء من خلقه، وليس لخلقه ان يقسموا الا به. 14 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: قول الله عزوجل: ” والليل إذا يغشى “


(1) كذا في الاصل وفى المصدر ” مضحية ” مكان ” مصبحة ” (2) أديم السماء: وجهها. (*)

[ 499 ]

” والنجم إذا هوى ” وما أشبه ذلك قال: ان لله عزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخقله أن يقسموا الا به. 15 – فيمن لا يحضره الفقيه وروى عن على بن مهزيار قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: قوله عزوجل: ” والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى ” وقوله عزوجل: ” والنجم إذا هوى ” وما أشبه هذا. فقال: ان لله عزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخلقه أن يقسموا الا به. 16 – وفى تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قال: تنشق الارض بأهلها، والرادفة الصيحة يقولون أئنا لمردودون في الحافرة قال: قالت قريش أنرجع بعد الموت أئذا كنا عظاما نخرة أي بالية تلك إذا كرة خاسرة قال: قالوا هذه على حد الاستهزاء، فقال الله: انما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة قال: الزجرة النفخة الثانية في الصور، والساهرة موضع بالشام عند بيت المقدس. 17 – في نهج البلاغة وصارت الاجساد شحبة بعد بضتها، والعظام نخرة بعد قوتها. (1) 18 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قوله: ” ائنا لمردودون في الحافرة ” يقول: في الخلق الجديد واما قوله ” فإذا هم بالساهرة ” والساهرة الارض كانوا في القبور فلما سمعوا الزجرة خرجوا من قبورهم فاستووا على الارض. 19 – في مجمع البيان روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله ” تبدل الارض غير الارض والسماوات ” فيبسطها ويمدها مد الاديم العكاظي (2) ” لا ترى فيها عوجا ولا امتا ” ثم يزجر الله الخلق زجرة فإذا هم في هذه المبدلة في مثل مواضعهم من الاولى،


(1) الشحب: الهلاك. والبض: الرخص الجسد الرقيق الجلد الممتلئ. (2) منسوب إلى عكاظ وهى سوق من أسواق العرب كانت تقوم هلال ذى القعدة و تستمر عشرين يوما وقيل شهرا. (*)

[ 500 ]

ما كان في بطنها كان في بطنها، وما كان في ظهرها كان على ظهرها. 20 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: فحشر فنادى يعنى فرعون فنادى فقال انا ربكم الاعلى فأخذه الله نكال الاخرة والاولى والنكال العقوبة، والاخرة هو قوله: ” انا ربكم الاعلى ” والاولى قوله: ” ما علمت لكم من اله غيرى ” فأهلكه الله بهذين القولين. 21 – في كتاب الخصال عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال املى الله لفرعون ما بين الكلمتين أربعين سنة ثم أخذه الله نكال الاخرة والاولى، فكان بين أن قال الله تعالى لموسى وهارون: ” قد اجيبت دعوتكما ” وبين أن عرفه الاجابة أربعين سنة، ثم قال: قال جبرئيل عليه السلام: نازلت ربى في فرعون منازلة شديدة، فقلت: يا رب تدعه وقد قال أنا ربكم الاعلى ؟ فقال: انما يقول هذا عبد مثلك. 22 – عن رجل من أصحاب أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان أشد الناس عذابا يوم القيامة سبعة نفر أولهم ابن آدم الذى قتل أخاه إلى قوله: وفرعون الذى قال: ” انا ربكم الاعلى ” الحديث. 23 – في مجمع البيان ” فأخذه الله نكال الاخرة والاولى ” بأن أغرقه في الدنيا ويعذبه في الاخرة، وقيل معناه فعاقبه الله بكلمة الاخرى وكلمة الاولى، فالاخرى قوله: ” انا ربكم الاعلى ” والاولى قوله: ” ما علمت لكم من اله غيرى ” فنكل به نكال هاتين الكلمتين، وجاء في التفسير عن أبى جعفر عليه السلام أنه كان بين الكلمتين اربعون سنة. 24 – وروى أبو بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال جبرئيل قلت: يا رب تدع فرعون وقد قال: انا ربكم الاعلى ؟ فقال: انما يقول هذا مثلك من يخاف الفوت. 25 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) نقلا عن تفسير الكلبى محمد عن الكلبى عن ابى صالح عن ابن عباس أن جبرئيل قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: يا محمد لو رأيتنى وفرعون يدعو بكلمة الاخلاص ” آمنت انه لا اله الا الذى آمنت به بنوا اسرائيل وانا من المسلمين ” وانا ارسه في الماء والطين لشدة غضبى عليه مخافة ان


[ 501 ]

يتوب فيتوب الله عزوجل عليه ؟ قال رسول الله: ما كان شدة غضبك عليه يا جبرئيل ؟ قال: لقوله انا ربكم الاعلى وهى كلمته الاخرى منهما قالها حين انتهى إلى البحر وكلمته الاولى ” ما علمت لكم من اله غيرى ” فكان بين الاولى والاخرة اربعون سنة وانما قال ذلك لقومه ” انا ربكم الاعلى ” حين انتهى إلى البحر فرآه قد يبست فيه الطريق فقال لقومه: ترون البحر قد يبس من فرقى فصدقوه لما رأوا وذلك قوله عزوجل: ” واضل فرعون قومه وما هدى “. 26 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن داود عن محمد بن عطية عن ابى جعفر عليه السلام انه قال لرجل من اهل الشام: وكان الخالق قبل المخلوق، ولو كان اول ما خلق من خلقه الشئ من الشئ إذا لم يكن له انقطاع ابدا، ولم يزل الله إذا ومعه شئ وليس هو يتقدمه، ولكنه كان إذ لا شئ غيره، وخلق الشئ الذى جميع الاشياء منه فجعل نسب كل شئ إلى الماء ولم يجعل الماء نسبا يضاف إليه، وخلق الريح من الماء، ثم سلط الريح على الماء فشققت الريح متن الماء حتى ثار من الماء زبد على قدر ما شاء ان يثور، فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيها صدع ولا ثقب ولا صعود ولا هبوط ولا شجرة ثم طواها فوضعها فوق الماء، ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار متن الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ما شاء الله أن يثور، فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع ولا ثقب، وذلك قوله: والسماء بناها رفع سمكها فسواها واغطش ليلها واخرج ضحاها قال: ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ولا سحاب، ثم طواها فوضعها فوق الارض، ثم نسب الخلقتين فرفع السماء قبل دحوا الارض فذلك قوله عز ذكره: والارض بعد ذلك دحاها يقول بسطها والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 27 – في نهج البلاغة كلام طويل يذكر فيه عليه السلام ابتداء خلق السماوات السبع وفيه قال عليه السلام: جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا. 28 – في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن الحسين بن على بن مروان عن عدة من أصحابنا عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام انه قال كذلك


[ 502 ]

ذكر البيت العتيق ان الله خلقه قبل الارض، ثم خلق الارض من بعده فدحاها من تحته. 29 – على بن محمد عن سهل بن زياد عن منصور بن العباس عن صالح اللفائفى عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تعالى دحا الارض من تحت الكعبة إلى منى، ثم دحاها من منى إلى عرفات، ثم دحاها من عرفات إلى منى، فالارض من عرفات، و عرفات من منى، ومنى من الكعبة. 30 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبى زرارة التميمي عن أبى حسان عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما أراد الله تعالى أن يخلق الارض أمر الرياح فضربن وجه الماء حتى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا عن زبد ثم دحا الارض من تحته وهو قول الله تعالى: ” ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا “. ورواه ايضا عن سيف بن عميرة عن أبى بكر الحضرمي عن ابى عبد الله عليه السلام مثله. 31 – محمد بن احمد عن الحسين بن على بن مروان عن عدة من اصحابنا عن ابى حمزة الثمالى قال: قلت لابي جعفر عليه السلام في المسجد الحرام: لاى شئ سماه الله العتيق ؟ فقال: انه ليس من بيت وضعه الله على وجه الارض الا له رب وسكان يسكنونه غير هذا البيت، فانه لا رب له الا الله تعالى، وهو الحرم. ثم قال: ان الله تعالى خلقه قبل الارض، ثم خلق الارض من بعده فدحاها من تحته. 32 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن ابى بكر الحضرمي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: خرج هشام بن عبد الملك حاجا ومعه الابرش الكلبى فلقيا ابا عبد الله عليه السلام في المسجد الحرام فقال هشام للابرش: تعرف هذا ؟ قال: لا. قال هذا الذى تزعم الشيعة انه نبى من كثرة علمه، فقال الابرش: لاسئلنه عن مسألة لا يجيبنى فيها الا نبى أو وصى نبى، فقال وددت انك فعلت ذلك فلقى الابرش ابا عبد الله عليه السلام فقال يا ابا عبد الله أخبرني عن قول الله ” اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما ” بما كان رتقهما وبما كان فتقهما ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام با ابرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لا تحد


[ 503 ]

ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء يومئذ عذب فرات، فلما اراد أن يخلق الارض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ثم ازبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحى الارض من تحته فقال الله تعالى: ” ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا ” ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء فلما. اراد أن يخلق السماء امر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها، فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان من غير نار فخلق منه السماء وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر، و اجراها في الفلك وكانت السماء خضراء على لون الماء الاخضر، وكانت الارض غبراء على لون الماء العذب والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 33 – حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الاحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبى فاخته عن على بن الحسين عليهما السلام ونقل حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: وتبدل الارض غير الارض، يعنى بأرض لم تكسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها الجبال ولا نبات كما دحاها اول مرة. 34 – في نهج البلاغة كبس الارض على مور أمواج مستفحلة، ولجج بحار زاخرة ; يلتطم اواذى أمواجها، وتصطفق متقاذفات اثباجها، وترغو زبدا كالفحول عند هياجها، فخضع جماح الماء المتلاطم لثقل حملها، وسكن هيج ارتمائه إذ وطأته بكلكلها، وذل مستخذيا إذ تمعكت عليه بكواهلها، فأصبح بعد اصطخاب امواجه ساجيا مقهورا. وفى حكمة الذل منقادا أسيرا، وسكنت الارض مدحوة في لجة تياره، وردت من نخوة بأوه واعتلائه، وشموخ أنفه وسمو غلوائه، وكعمته على كظة جريئة فهمد بعد نزقاته ولبد بعد زيفان وثباته (1).


(1) كبس الارض: أي أدخلها في الماء بقوة واعتماد شديد. والمور: مصدر مار: أي ذهب وجاء. قوله عليه السلام ” مستفحلة ” أي هائجة هيجان الفحول. واستفحل الامر. تفاقم واشتد. زخر الماء: امتد جدا وارتفع. والاواذى جمع آذى وهو الموج. وتصطفق: يضرب بعضها بعضا، والاثباج هيهنا أعالي الامواج وأصل الثبج: ما بين الكاهل إلى الظهر فنقل إلى هذا الموضع استعارة والرغاء: صوت البعير وغيره من ذوات الخف. وجماح – > (*)

[ 504 ]

35 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فخلق النهار قبل الليل ؟ قال: نعم خلق النهار قبل الليل، و الشمس والقمر والارض قبل السماء. قال عز من قائل: اخرج منها ماءها ومرعاها. 36 – في روضة الكافي باسناده إلى أبى الربيع عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى اهبط آدم إلى الارض وكانت السماء رتقا لا تمطر، وكانت الارض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب الله عزوجل على آدم عليه السلام أمر السماء فتفطرت بالغمام ثم امرها فأرخت عزاليها (1) ثم امر الارض فأنبتت الاشجار وأثمرت الثمار، وتفيهت بالانهار فكان ذلك رتقها وهذا فتقها. 37 – وباسناده إلى محمد بن عطية عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام فان قول الله عزوجل ” كانتا رتقا ” يقول: كانت السماء رتقا لا تنزل المطر و كانت الارض رتقا لا تنبت الحب، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيهما


< – الماء: صعوده وغليانه واصله من جمح الفرس: ركب رأسه لا يثنيه شئ، يقال رجل جموح لمن يركب هو له فلا يمكن رده، وهيج الماء: اضطرابه. وارتمائه: تلاطمه. وكلكلها: صدرها. والمستخذى ; الخاضع وتمعكت: تمرغت، والكواهل جمع كاهل وهو ما بين الكتفين والاصطخاب: افتعال من الصخب وهو الصياح والجلبة. والساجى: الساكن. و حكمة – محركة -: ما احاط من اللجام بحنك الدابة. قوله عليه السلام ” مدحوة ” أي مبسوطة. والتيار: أعظم الموج. ولجته: أعمقه. والبأو: الكبر والفخر. والشموخ: العلو. قوله عليه السلام ” غلوائه ” أي غلوه وتجاوزه الحد. وكعمته أي شدت فمه لما هاج، من الكعام وهو شيئ يجعل في فم البعير. والكظة: الجهد والثقل الذى يعترى الانسان عند الامتلاء من الطعام. وهمد بمعنى سكن. والنزقة: الخفة والطيش. ولبد الشئ بالارض: لصق بها. والزيفان: شدة هبوب الريح. (1) كناية عن شدة وقع المطر. وقد مر الحديث بمعناه في صفحة 106 من هذا المجلد ايضا فراجع (*)

[ 505 ]

من كل دابة فتق السماء بالمطر، والارض بنبات الحب. 38 – في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى ابى بكر الحضرمي عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقد ذكر السماء والارض وكانتا رتقا مرتوقتين ليس لهما أبواب، ولم يكن للارض أبواب وهو النبت، ولم تمطر السماء عليها، فتنبت ففتق السماء بالمطر وفتق الارض بالنبات. 39 – في نهج البلاغة وجبل جلاميدها ونشوز متونها واطوادها، فأرساها في مراسيها فالزمها قرارتها، فمضت رؤسها في الهواء، ورست اصولها في الماء فأنهد جبالها عن سهولها، وأساخ قواعدها في متون اقطارها ومواضع أنصابها فأشهق قلالها، واطال أنشازها، وجعلها للارض عمادا وأرزها فيها أوتادا، فسكنت على حركتها من أن يميد بأهلها أو تسيخ بحملها أو تزول عن مواضعها (1). 40 – وفيه فلما ألقت السحاب برك بوانيها، وبعاع ما استقلت به من العب ء المحمول عليها، اخرج به من هوامد الارض النبات، ومن زعر الجبال الاعشاب، فهى تبهج بزينة رياضها، وتزدهى بما ألبسته من ريط ازاهيرها، وحلية ما سمطت به من ناضر أنوارها، وجعل ذلك بلاغا للانام ورزقا للانعام. (2)


(1) قوله عليه السلام ” وجبل جلاميدها ” أي خلق صخورها. والنشوز جمع نشز وهو المرتفع من الارض. ومتونها: جوانبها واطوادها: جبالها. قوله عليه السلام فارساها في مراسيها أي أثبتها في مواضعها قوله عليه السلام – ” فألزمها قرارتها ” أي امسكها حيث استقرت قوله عليه السلام ” فأنهد جبالها ” أي أعلاها من نهد ثدى الجارية إذا أشرف وكعب. قوله عليه السلام ” وأساخ… اه ” أي غيب قواعد الجبال في جوانب اقطار الارض، ” والانصاب ” الاجسام المنصوبة. قوله عليه السلام ” فأشهق قلالها ” جمع قلة وهى ما علا من رأس الجبل. واشهقها أي جعلها شاهقة أي عالية. والنشز: المرتفع من الارض – وقد مر ايضا – ” وأرزها ” أي أثبتها فيها. (2) البرك: الصدر. وبوانيها تثنية بوان – على زنة فعال بكسر الفاء – وهو عمود الخيمة. وبعاع السحاب: ثقله بالمطر. والعب ء: الثقل. واستقلت أي ارتفعت ونهضت – > (*)

[ 506 ]

41 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى النزال بن سيارة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر الدجال ومن يقتله وأين يقتل: ألا ان بعد ذلك الطامة الكبرى قلنا: وما ذلك يا أمير المؤمنين قال: خروج دابة الارض من عند الصفا، معها خاتم سليمان وعصى موسى عليهما السلام، تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه هذا مؤمن حقا، وتضعه على وجه كل كافر فيكتب هذا كافر، حتى أن المؤمن لينادي: الويل لك حقا يا كافر، وان الكافر ينادى: طوبى لك يا مؤمن وددت انى كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما، ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين باذن الله جل جلاله، وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك ترفع التوبة فلا تقبل توبة ولا عمل يرفع، ولا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا، ثم قال عليه السلام: لا تسألونى عما يكون بعد هذا، فانه عهد إلى حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله ان لا أخبر به غير عترتي. 42 – في تفسير على بن ابراهيم حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله وفيه يقول: كفى بالموت طامة (1) يا جبرئيل فقال جبرئيل: ان ما بعد الموت أطم وأطم من الموت قوله: يوم يتذكر الانسان ما سعى قال: يذكر ما عمله كله وبرزت الحجيم لمن يرى قال: احضرت. 43 – في اصول الكافي باسناده إلى أمير المؤمنين عليه الاسلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ومن طغى ضل على عمل بلا حجة. (2)


< – وهو امد الارض: التى لا نبات بها. وزعر الجبال جمع ازعر والمراد به قلة العشب والكلاء وأصله من الزعر وهو قلة الشعر في الرأس. والبهج والسرور. وتزدهى أي تتكبر. والريط جمع ريطة: كل ملاءة ليست ذات لفقين أي قطعتين متضامتين كلها نسج واحد وقطعة واحدة والازاهير: النور ذو الالوان. ” وسمطت به ” علق عليها السموط جمع سمط وهو العقد وفى نسخة الاصل ” شمطت ” أراد ما خالط سواد الرياض من النور الابيض كالاقحوان ونحوه. والناضر ذو النضارة وهى الحسن والطراوة. (1) الطامة: الداهية تغلب ما سواها قيل لها ذلك لانها تطم كل شئ أي تعلوه وتغطيه، (2) كذا. (*)

[ 507 ]

44 – وباسناده إلى داود الرقى عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ولمن خاف مقام ربه جنتان ” قال من علم ان الله يراه ويسمع ما يقول، ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الاعمال، فذلك الذى خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. 45 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: قال لى أبو الحسن عليه السلام: اتق المرتقى السهل إذا كان منحدره وعرا (1) قال: وكان أبو عبد الله عليه السلام يقول. لا تدع النفس وهواها فان هواها في رداها، وترك النفس وما تهوى داءها، وكف النفس عما تهوى دواءها. 46 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن عبد الله بن بكير عن حمزة بن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: الجنة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة، وجهنم محفوفة باللذات والشهوات، فمن اعطى نفسها لذتها وشهوتها دخل النار. 47 – وباسناده إلى يحيى بن عقيل قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: انما أخاف عليكم الاثنين اتباع الهوى وطول الامل، اما اتباع الهوى فانه يصد عن الحق، و اما طول الامل فينسى الاخرة. 48 – وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يقول الله عزوجل: وعزتي وجلالى وكبريائي ونورى وعلوى وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواه على هواى الا شتت عليه أمره، ولبست عليه دنياه، وشغلت قلبه بها، ولم اوته منها الا ما قدرت له، وعزتي وجلالى وعظمتي ونورى وعلوى وارتفاع مكاني لا يؤثر


(1) الوعر: المكان الصلب ضد السهل. قال الفيض (ره): ولعل المراد بصدر الحديث النهى عن طلب الجاه والرياسة وساير شهوات الدنيا ومرتفعاتها فانها وان كانت مواتية على اليسر والخفض الا ان عاقبتها عاقبة سوء والتخلص من غوائلها وتبعاتها في غاية الصعوبة. أعاذنا الله وساير المؤمنين من شرور الدنيا وغرورها. (*)

[ 508 ]

عبد هواى على هواه الا واستحفظته ملائكتي، وكفلت السماوات والارضيين رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر، وأتته الدنيا وهى راغمة. 49 – وباسناده إلى أبى محمد الوابشى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: احذروا اهوائكم كما تحذرون أعدائكم، فليس شئ أعدى للرجال من اتباع اهوائهم وحصائد السنتهم. 50 – في تفسير على بن ابراهيم ” واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فان الجنة هي المأوى ” قال: هو العبد إذا وقف على معصية الله وقدر عليها ثم تركها مخافة الله ونهى الله ونهى النفس عنها فمكافاته الجنة. قوله: يسألونك ايان مرساها قال: متى تقوم فقال الله: إلى ربك منتهاها. أي علمها عند الله قوله: كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية أو ضحاها قال: بعض يوم بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرء عبس و تولى وإذا الشمس كورت كان تحت جناح الله من الجنان، وفى ظل الله وكرامته وفى جنانه. ولا يعظم ذلك على الله ان شاء الله. 2 – في تفسير مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرأ عبس جاء يوم القيامة ووجهه ضاحك مستبشر. 3 – في تفسير على بن ابراهيم عبس وتولى أن جاءه الاعمى قال: نزلت في عثمان وابن ام مكتوم مؤذن لرسول الله صلى الله عليه وآله وكان اعمى، وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده اصحابه وعثمان عنده فقدمه رسول الله صلى الله عليه وآله على عثمان، فعبس عثمان وجهه وتولى عنه، فأنزل الله ” عبس وتولى ” يعنى عثمان ” أن جاءه الاعمى * و ما يدريك لعله يزكى ” أي يكون طاهرا ازكى أو يذكر قال: يذكره رسول الله صلى الله عليه وآله فتنفعه الذكرى


[ 509 ]

4 – في مجمع البيان قيل نزلت الاية في عبد الله بن ام مكتوم وهو عبد الله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهرى من بنى عامر بن لوى. وذلك انه اتى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يناجى عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وأبيا و امية ابني خلف يدعوهم إلى الله ويرجو اسلامهم، فقال: يا رسول الله اقر بني وعلمني مما علمك الله، فجعل يناديه وكرر النداء ولا يدرى انه مشتغل مقبل على غيره، حتى ظهرت الكراهية في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله لقطعه كلامه. وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد انما اتباعه العميان والعبيد فأعرض واقبل على القوم يكلمهم، فنزلت الايات وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا رآه قال: مرحبا بمن عاتبني فيه ربى، ويقول: هل لك من حاجة ؟ واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين، قال انس بن مالك: فرأيته يوم القادسية وعليه درع ومعه راية سوداء. وروى عن الصادق عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا راى ام مكتوم قال: مرحبا لا والله لا يعاتبني الله فيك ابدا وكان يصنع من اللطف حتى كان يكف عن النبي صلى الله عليه وآله مما يفعل به، قال المرتضى علم الهدى قدس سره: ليس في ظاهر الاية دلالة على توجهها إلى النبي صلى الله عليه وآله بل هي خبر محض لم يصرح به المخبر عنه، وفيها ما يدل على ان المعنى بها غيره، لان العبوس ليس من صفات النبي صلى الله عليه وآله مع الاعداء المتبائنين فضلا عن المؤمنين المسترشدين ثم الوصف بأنه يتصدى للاغنياء ويتلهى عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة، و يؤيد هذا القول قوله سبحانه في وصفه عليه السلام: ” وانك لعلى خلق عظيم ” وقوله: ” و لو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك ” والظاهر أن قوله: عبس وتولى المراد به غيره وروى عن الصادق عليه السلام انها نزلت في رجل من بنى امية كان عند النبي صلى الله عليه وآله، فجائه ابن ام مكتوم فلما رآه تقذر منه وعبس وجمع نفسه وأعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك وانكره عليه. 5 – في تفسير على بن ابراهيم ثم خاطب عثمان فقال: اما من استغنى فانت له تصدى قال: انت إذا جاءك غنى تتصدى له وترفعه وما عليك الا يزكى أي لا تبالي أزكيا أو غير زكى إذا كان غنيا واما من جاءك يسعى يعنى ابن


[ 510 ]

ام مكتوم وهو يخشى فانت عنه تلهى أي تلهو ولا تلتفت إليه. 6 – في مجمع البيان وفى الشواذ قرائة الحسن ” آن جاءه ” وقرائة أبى جعفر عليه السلام ” تصدى ” بضم التاء وفتح الصاد و ” تلهى ” بضم التاء ايضا. 7 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: كلا انها تذكرة قال: القرآن في صحف مكرمة مرفوعة قال: عند الله مطهرة بايدى سفرة قال: بأيدى الائمة عليهم السلام كرام بررة. 8 – في مجمع البيان ” كرام بررة ” وقال قتادة: هم القراء يكتبونها ويقرؤنها، قال: وروى الفضيل بن يسار عن الصادق عليه السلام قال: الحافظ للقرآن العالم به مع السفرة الكرام البررة (انتهى). 9 – في تفسير على بن ابراهيم: قتل الانسان ما اكفره قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام قال: ” ما اكفره ” أي ما فعل واذنب حتى قتلوه، اخبرنا احمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبى نصر عن جميل بن دراج عن أبى اسامة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” قتل الانسان مأ اكفره ” قال نعم. نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام ما أكفره ؟ يعنى بقتلكم اياه. 10 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه ” قتل الانسان ما اكفره ” أي لعن الانسان. 11 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما نقلنا من الرواية عنه اعني قوله: بقتلكم اياه ثم نسب أمير المؤمنين عليه السلام ونسب خلقه وما اكرمه الله به فقال: من أي شئ خلقه يقول: من طينة الانبياء خلقه فقدره للخير ثم السبيل يسره يعنى سبيل الهدى ثم اماته ميتة الانبياء ثم إذا شاء انشره قلت: فما قوله: ” ثم إذا شاء أنشره ” ؟ قال يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضى ما أمره. وفيه أي في تفسيره ايضا ثم السبيل يسره قال: يسر له طريق الخير. قال عز من قائل: ثم اماته فأقبره. 12 – في كتاب علل الشرايع في العلل التى ذكر الفضل بن شاذان انه


[ 511 ]

سمعها من الرضا عليه السلام فان قال: فلم امر بدفنه ؟ قيل: لئلا يظهر الناس على فساد جسده وقبح منظره وتغير ريحه، ولا تنأذى به الاحياء بريحه وبما يدخل به الافة والدنس والفساد، وليكون مستورا عن الاولياء والاعداء فلا يشمت عدو ولا يحزن صديق. 13 – في تفسير على بن ابراهيم: كلا لما يقض ما امره أي لم يقض أمير المؤمنين عليه السلام ما قد أمره، وسيرجع حتى يقضى ما أمره فلينظر الانسان إلى طعامه انا صببنا الماء صبا إلى قوله: وقضبا قال: القضب القت (1) قوله: وفاكهة وأبا قال: الاب الحشيش للبهائم. 14 – في ارشاد المفيد رحمه الله وروى أن ابا بكر سئل عن قول الله تعالى: ” وفاكهة وابا ” فلم يعرف معنى الاب من القرآن، وقال: أي سماء تظلنى أم أي أرض تقلني أم كيف أصنع ان قلت في كتاب الله بما لا أعلم، اما الفاكهة فنعرفها، واما الاب فالله أعلم، فبلغ أمير المؤمنين عليه السلام مقاله في ذلك فقال: سبحان الله اما علم أن الاب هو الكلاء والمرعى ؟ وان قوله تعالى ” وفاكهة وابا ” اعتداد من الله بانعامه على خلقه فيما غذاهم به وخلقه لهم ولانعامهم مما تحيى به أنفسهم، وتقوم به أجسادهم. أقول قد نقلنا في سورة والنازعات عند قوله عزوجل ” اخرج منها ماءها و مرعاها ” ما يكون بيانا لقوله عزوجل: ” انا صببنا الماء صبا ” إلى قوله: ” متاعا لكم و لانعامكم ” فليراجع. 15 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وقام رجل يسأله فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن قول الله تعالى يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه من هم ؟ قال: قابيل وهابيل. والذى يفر من امه موسى، والذى يفر من ابيه ابراهيم يعنى الاب المربى لا الوالد، والذى يفر من صاحبته لوط، والذى يفر من ابنه نوح وابنه كنعان.


(1) القت: الفصفصة، وهى الرطبة من علف الدواب. (*)

[ 512 ]

في كتاب الخصال عن الحسين بن على عليه السلام قال: كان على بن ابى طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ جاء إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، وكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن قول الله تعالى: ” يوم يفر المرء من اخيه ” وذكر مثل ما في عيون الاخبار سواء ; الا انه ليس فيه يعنى الاب المربى لا الوالد وبعده قال مصنف هذا الكتاب رحمه الله: انما يفر موسى من امه خشية أن يكون قصر فيما وجب عليه من حقها، وابراهيم انما يفر من الاب المربى المشرك لا من الاب الوالد وهو تارخ 16 – في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام عن أهل المحشر: ثم يجتمعون في مواطن أخر فيستنطقون فيفر بعضهم من بعض ; فذلك قوله عزوجل: ” يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه ” 17 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه قال شغل يشغله عن غيره. 18 – في مجمع البيان وروى عن عطاء بن يسار عن سودة زوج النبي صلى الله عليه وآله قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يبعث الناس حفاة عراة غرلا (1) يلجمهم العرق و يبلغ شحمة الاذان، قالت قلت: يا رسول الله واسوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض إذا جاء ؟ ! قال: شغل الناس عن ذلك، وتلا رسول الله صلى الله عليه وآله ” لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه. ” 19 – في محاسن البرقى عنه عن الحسين بن يزيد النوفلي عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن على عليه السلام قال: ومن وقر مسجدا لقى الله يوم يلقاه ضاحكا مستبشرا و أعطاه كتابه بيمينه. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرء عبس و تولى وإذا الشمس كورت كان تحت جناح الله من الجنات، وفى ظل الله وكرامته وفى


(1) الغرل جمع الاغرل: الاقلف وهو الذى لم يختن. (*)

[ 513 ]

جناته ولا يعظم ذلك على الله ان شاء الله. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء إذا الشمس كورت أعاذه الله ان يفضحه حين ينشر صحيفته. 3 – ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من احب ان ينظر إلى يوم القيامة فليقرء إذا الشمس كورت. 4 – وروى أبو بكر قال: قلت: يا رسول الله اسرع اليك الشيب ؟ قال: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون وإذا الشمس كورت. 5 – في كتاب التوحيد باسناده إلى ابى ذر الغفاري رحمه الله قال: كنت آخذا بيد النبي صلى الله عليه وآله ونحن نتماشى جميعا، فمازلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت، فقلت يا رسول الله أين تغيب ؟ قال: في السماء ثم ترفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى السماء السابعة العليا حتى تكون تحت العرش، فتخر ساجدة فتسجد معها الملائكة الموكلون بها ثم تقول: يا رب من أين أطلع ؟ أمن مغربي أم من مطلعى ؟ فذلك قوله عزوجل: ” والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ” يعنى صنع الرب العزيز في ملكه بخلقه، قال: فيأتيها جبرئيل بحلة ضوء من نور العرش على مقادير ساعات النهار في طوله في الصيف وقصره في الشتاء وما بين ذلك في الخريف والربيع قال: فتلبس تلك الحلة كما يلبس احدكم ثيابه ثم تنطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها قال النبي صلى الله عليه وآله: فكأني بها قد جلست مقدار ثلاث ليال ثم لا تكسى ضوء وتؤمر أن تطلع من مغربها فذلك قوله عزوجل: إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت والقمر كذلك من مطلعه ومجراه في افق السماء ومغربه وارتفاعه إلى السماء السابعة، ويسجد تحت العرش ثم يأتيه جبرئيل من نور الكرسي، فذلك قوله عزوجل: ” جعل الشمس ضياء والقمر نورا “. 6 – في تفسير على بن ابراهيم ” إذا الشمس كورت ” قال: تصير سوداء مظلمة ” وإذا النجوم انكدرت ” قال: يذهب ضوءها. وإذا الجبال سيرت قال تسير كما قال: ” تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب ” قوله: وإذا العشار عطلت


[ 514 ]

قال الابل تتعطل إذا مات الخلق فلا يكون من يحلبها قوله: وإذا البحار سجرت قال: تتحول البحار التى حول الدنيا كلما نيرانا وإذا النفوس زوجت قال: من الحور العين. 7 – وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله ” وإذا النفوس زوجت ” قال: اما أهل الجنة فزوجوا الخيرات الحسان، واما اهل النار فمع كل انسان منهم شيطان يعنى قرنت نفوس الكافرين والمنافقين بالشياطين فهم قرنائهم. 8 – في مجمع البيان وروى عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام وإذا الموؤدة سئلت بفتح الميم والواو وروى عن أمير المؤمنين عليه السلام ” وإذا الموؤدة سئلت بأى ذنب قتلت “. (1) 9 – وفيه ومن قرء ” وإذا الموؤدة سألت بفتح السين ” جعلت الموؤدة موصوفة بالسؤال، وبالقول بأى ذنب قتلت. ويمكن ان يكون الله تعالى أكملها في تلك الحال وأقدرها على النطق حتى قالت ذلك القول، ويعضده ما روى عن النبي صلى الله عليه وآله انه يجئ المقتول ظلما يوم القيامة وأوداجه تشخب دما اللون لون الدم، والريح ريح المسك، متعلقا بقاتله يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني، و اما من قرء الموؤدة بفتح الميم والواو فالمراد بذلك الرحم والقرابة، وانه يسأل قاطعها عن سبب قطعها، وعن أبى جعفر عليه السلام قال: يعنى قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله ومن قتل في جهاد. وفى رواية اخرى قال: هو من قتل في مودتنا وولايتنا. 10 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقر عليه السلام في قوله: ” وإذا الموؤدة سئلت ” يقول: اسئلكم عن المودة التى انزل عليكم فضلها مودة ذى القربى، وحقنا الواجب على الناس، وحبنا الواجب على الخلق، قتلوا موؤدنا بأى ذنب قتلتمونا. 11 – في اصول الكافي محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسماعيل


(1) أي بفتح السين في ” سئلت ” والقاف في ” قتلت “.

[ 515 ]

بن حسان وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبى الديلم عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم قال جل ذكره: ” وآت ذا القربى حقه ” وكان على عليه السلام وكان حقه الوصية التى جعلت والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار النبوة. فقال: ” قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى ” ثم قال: ” وإذا الموؤدة سئلت بأى ذنب قتلت ” يقول اسئلكم عن المودة التى نزلت عليكم فضلها مودة القربى بأى ذنب قتلتموهم. 12 – محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ايها الناس ان الله تبارك و تعالى ارسل اليكم الرسول إلى أن قال: ودفنوا في التراب الموؤدة بينهم من اولادهم أو لا يختارون دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض الدنيا، لا يرجون ثوابا ولا يخافون والله منه عقابا، حيهم أعمى نجس وميتهم في النار مبلس فجاءهم بنسخة ما في الصحف الاولى. 13 – على بن ابراهيم عن أبيه عن عبد الرحمان بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنين: واما الذنب الذى لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض ان الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه (1) اقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالى لا يجوزنى ظلم ظالم ولو كف بكف، ومسحة بكف أو نطحة ما بين القرناء إلى الجماء (2) فيقتص للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لاحد على احد مظلمة، ثم يبعثهم للحساب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 14 – في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد ابن محمد عن على بن الحكم عن ايمن بن محرز عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: ” وإذا الموؤدة سئلت * بأى ذنب قتلت ” قال: من قتل في مودتنا، وقال على بن ابراهيم في قوله: وإذا الصحف نشرت قال: صحف الاعمال قوله:


(1) لعله كناية عن ظهور أحكامه وثوابه وحسابه. (2) نطحه – كمنعه -: أصابه بقرنه. والجماء: الشاة لا قرن لها. (*)

[ 516 ]

وإذا السماء كشطت قال: ابطلت. 15 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وفى رواية سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسى وذكر حديثا طويلا وفيه قال على عليه السلام: ويلك يابن الخطاب لو تدرى مما خرجت وفيما دخلت وماذا جنيت على نفسك وعلى صاحبك ؟ فقال أبو بكر: يا عمر اما إذا بايع وأمنا شره وفتكه وغائلته فدعه يقول ما يشاء فقال على عليه السلام لست بقائل غير شئ واحد. اذكركم بالله أيها الاربعة يعنينى والزبير وأبا ذر و المقداد: أسمعتم رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ان تابوتا من نار فيه اثنا عشر رجلا، ستة من الاولين وستة من الاخرين، في جب في قعر جهنم في تابوت مقفل، على ذلك الجب صخرة إذا أراد الله أن يسعر جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب فاستعاذت جهنم من وهج (1) ذلك الجب فسألناه عنهم وأنتم شهود فقال صلى الله عليه وآله: اما الاولين فابن آدم الذى قتل أخاه، وفرعون الفراعنة، والذى حاج ابراهيم في ربه، ورجلان من بنى اسرائيل بدلا كتابهم وغيرا سنتهم، اما احدهما فهود اليهود، والاخر نصر النصارى، وابليس سادسهم، والدجال في الاخرين وهؤلاء الخمسة أصحاب الصحيفة الذين تعاهدوا وتعاقدوا على عداوتك يا أخى وتظاهروا عليك بعدى، هذا وهذا وهذا حتى عدهم وسماهم ؟ فقال سلمان: فقلنا صدقت نشهد انا سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله. 16 – وعن سليم بن قيس الهلالي قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام للزبير وقد ادعى ان سعيد بن عمرو بن نفيل سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في العشرة: انهم من أهل الجنة: ووالله ان بعض من سميته لفى تابوت في شعب في جب في أسفل درك من جهنم ; على ذلك الجب صخرة إذا اراد الله ان يسعر جهنم رفع تلك الصخرة، سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 17 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: فلا اقسم بالخنس قال: أي واقسم بالخنس وهو اسم النجوم الجوار الكنس قال: النجوم


(1) الوهج – محركة -: اتقاد النار والشمس وحرهما من بيعد. (*)

[ 517 ]

تكنس (1) بالنهار فلا تبين. 18 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابراهيم بن عطية عن ام هاني الثقفية قال: غدوت على سيدى محمد بن على الباقر عليهما السلام فقلت: يا سيدى آية من كتاب الله عزوجل ” فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس ” قال: نعم المسألة سئلتنى يا ام هاني هذا مولود في آخر الزمان هو المهدى من هذه العترة، يكون له حيرة و غيبة يضل فيها قوم ويهتدى فيها قوم، فيا طوبى لك ان ادركتيه ويا طوبى لمن أدركه. 19 – في اصول الكافي على بن محمد عن جعفر بن محمد عن موسى بن جعفر البغدادي عن وهب بن شاذان عن الحسن بن ابى الربيع عن محمد بن اسحاق عن ام هاني قال: سألت ابا جعفر محمد بن على عليهما السلام عن قول الله عزوجل: ” فلا اقسم بالخنس * الجوار الكنس ” قالت: فقال: امام يخنس (2) سنة ستين و مأتين، ثم يظهر كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء، وان ادركت زمانه قرت عينك 20 – عدة من اصحابنا عن سعد بن عبد الله عن احمد بن الحسن عن عمر بن يزيد عن الحسن بن الربيع الهمداني قال حدثنا محمد بن اسحاق عن اسيد بن ثعلبة عن ام هاني قال: لقيت ابا جعفر محمد بن على عليهما السلام فسألته عن هذه الاية ” فلا اقسم بالخنس * الجوار الكنس ” قال الخنس امام يخنس في زمانه عند انقطاع علمه من عند الناس سنة ستين ومأتين، ثم يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة الليل، فان ادركت ذلك قرت عينك. 21 – في مجمع البيان ” بالخنس ” وهى النجوم تخنس بالنهار وتبدو بالليل والجوار صفة لها، لانها تجرى في أفلاكها ” الكنس ” من صفتها ايضا لانها تكنس أي تتوارى في بروجها كما تتوارى الظباء في كناسها (3) وهى خمسة انجم: زحل والمشترى والمريخ والزهرة وعطارد عن على عليه السلام. والليل إذا عسعس أي إذا


(1) أي تستر. (2) أي يستر. (3) الكناس – ككتاب -: بيت الظبى يستتر فيه.

[ 518 ]

أدبر بظلامه عن على عليه السلام. 22 – في تفسير على بن ابراهيم ” والليل إذا عسعس ” قال: إذا أظلم والصبح إذا تنفس قال: إذا ارتفع. 23 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسأله عن شئ تنفس ليس له لحم ولا دم ؟ فقال: ذاك الصبح إذا تنفس. 24 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن احمد قال: حدثنا عبد الله بن موسى عن الحسن بن على بن ابى حمزة عن ابيه عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: ذى قوة عند ذى العرش مكين قال: يعنى جبرئيل قلت: قوله مطاع ثم امين قال: يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله هو المطاع عند ربه الامين يوم القيامة. 25 – في مجمع البيان وفى الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لجبرئيل: ما أحسن ما اثنى عليك ربك ” ذى قوة عند ذى العرش مكين * مطاع ثم امين ” فما كانت قوتك وما كانت امانتك ؟ فقال: أما قوتي فانى بعث إلى مدائن لوط وهى أربع مدائن، في كل مدينة أربعمأة ألف مقاتل سوى الذرارى، فحملتهم من الارض حتى سمع أهل السماوات أصوات الدجاج ونباح الكلاب، ثم هويت بهن فقلبتهن واما أمانتى فانى لم أؤمر بشئ فعدوته إلى غيره. 26 – وفيه عند قوله تعالى: ” وما ارسلناك الا رحمة للعالمين ” روى أن النبي صلى الله عليه وآله قال لجبرئيل لما نزلت هذه الاية: هل أصابك من هذه الرحمة شئ ؟ قال: نعم انى كنت اخشى عاقبة الامر فامنت بك لما اثنى الله على بقوله: ” ذى قوة عند ذى العرش مكين “. 27 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه من الحديث أعنى قوله يوم القيامة: قلت: وما صاحبكم بمجنون قال: يعنى النبي صلى الله عليه وآله في نصبه أمير المؤمنين عليه السلام علما للناس. 28 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قال في كل يوم من


[ 519 ]

شعبان سبعين مرة: استغفر الله الذى لا اله الا هو الرحمن الرحيم الحى القيوم و أتوب إليه، كتب في افق المبين، قال: قلت: وما الافق المبين ؟ قال: قاع (1) بين يدى العرش فيه انهار تطرد، وفيه من القدحان عدد النجوم. 29 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما نلقنا عنه قريبا اعني قوله ” علما للناس ” قلت وما هو على الغيب بضنين قال: ما هو تبارك وتعالى على نبيه بغيبه بضنين عليه، قلت قوله: وما هو بقول شيطان رجيم قال: يعنى الكهنة الذين كانوا في قريش فنسب كلامهم إلى كلام الشياطين الذين كانوا معهم، يتكلمون على ألسنتهم، فقال: وما هو بقول شيطان رجيم مثل اولئك، قلت قوله: فاين تذهبون ان هو الا ذكر للعالمين لمن اخذ الله ميثاقه على ولايته عليه السلام قلت: لمن شاء منكم ان يستقيم قال: في طاعة على والائمة من بعده قلت قوله: وما تشاؤن الا أن يشاء الله رب العالمين قال: لا المشية إليه تبارك وتعالى لا إلى الناس. 30 – حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن أحمد عن أحمد بن محمد السيارى عن فلان عن أبى الحسن عليه السلام قال: ان الله جعل قلوب الائمة موردا لارادته، فإذا شاء الله شيئا شاؤه، وهو قوله: ” وما تشاؤن الا ان يشاء الله رب العالمين “. 31 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يذكر فيه جواب بعض الزنادقة عما اعترض به على التنزيل اجاب عليه السلام عما توهمه من التناقض بين قوله: ” الله يتوفى الانفس حين موتها ” وقوله: ” يتوفاكم ملك الموت، وتوفته رسلنا، وتتوفاهم الملائكة ” بقوله: فمن كان من اهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة، ومن كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملائكة النقمة، ولملك الموت أعوان من ملائكة ” الرحمة والنقمة يصدرون عن امره فعلهم فعله، وكل ما يأتونه منسوب إليه، وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لانه يتوفى الانفس على يد من يشاء، ويعطى ويمنع ويثيب


(1) القاع: ارض سهلة مطمئنة. (*)

[ 520 ]

ويعاقب على بد من يشاء، وان فعل امنائه فعله، كما قال: ” وما تشاؤن الا ان يشاء الله “. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى الحسين بن ابى العلاء قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: من قرء هاتين السورتين وجعلهما نصب عينيه في صلوة الفريضة والنافلة ” إذا السماء انفطرت ” ” وإذا السماء انشقت ” لم يحجبه الله من حاجبة، ولم يحجزه من الله حاجز، ولم يزل ينظر إلى الله وينظر الله إليه حتى يفرق من حساب الناس. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن قرأها اعطاه الله من الاجر بعدد كل قبر حسنة، وبعدد كل قطرة ماء حسنة، واصلح له شأنه يوم القيامة. 3 – في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في دعاء مروى عن الصادق عليه السلام واسألك باسمك الذى وضعته على الجبال فنسفت، ووضعته على السماء فانشقت، و على النجوم فانتشرت. 4 – في تفسير على بن ابراهيم: وإذا القبور بعثرت قال: تنشق فيخرج الناس منها علمت نفس ما قدمت واخرت أي ما عملت من خير وشر. 5 – في مجمع البيان ” علمت نفس ما قدمت واخرت ” هذا كقوله: ” ينبؤ الانسان يومئذ بما قدم واخر ” وقد مر ذكره وعن عبد الله بن مسعود قال: ما قدمت من خير أو شر وما اخرت من سنة حسنة استن بها بعده فله اجر من اتبعه من غير ان ينقص من اجورهم، أو سنة سيئة عمل بها بعده فعليه وزر من عمل بها من غير أن ينقص من اوزارهم شئ، ويؤيد هذا القول ما جاء في الحديث ان سائلا قام (1)


(1) وفى نسخة الاصل ” قدم ” بدل ” قام “. (*)

[ 521 ]

على عهد النبي صلى الله عليه وآله فسأل، فسكت القوم ثم ان رجلا أعطاه فأعطاه القوم، فقال النبي صلى الله عليه وآله: من استن خيرا فله اجره ومثل اجور من اتبعه غير منتقص من اجورهم ومن استن شرا فاستن فعليه وزره ومثل اوزار من اتبعه غير منتقص من اوزارهم. قال: فتلا حذيفة بن اليمان علمت نفس ما قدمت واخرت يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم أي أي شئ غرك بخالقك وخدعك وسول لك الباطل حتى عصيته وخالفته، وروى أن النبي صلى الله عليه وآله لما تلا هذه الاية قال: غره جهله. 6 – وقال أمير المؤمنين: كم من مغرور بالستر عليه ومستدرج بالاحسان إليه 7 – في نهج البلاغة من كلامه عليه السلام قال عند تلاوته ” يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم ” ادحض مسئول حجة وأقطع مغتر معذرة لقد ابرح جهالة بنفسه اياه يا ايها الانسان ما جرأك على ذنبك وما غرك بربك، وما آنسك بهلكة نفسك، اما من دائك بلول ام ليس من نومتك يقظة ؟ أما ترحم من نفسك ما ترحم من غيرك فلربما ترى الضاحى من حر الشمس فتظله أو ترى المبتلى بألم يمض جسده فتبكى رحمة له فما صبرك على دائك، وجلدك على مصابك، وعزاك عن البكاء على نفسك وهى أعز الانفس عليك، وكيف لا يوقظك خوف بيات نقمة، وقد تورطت بمعاصيه مدارج سطواته. (1) 8 – في تفسير على بن ابراهيم: في أي صورة ما شاء ركبك قال: لو شاء ركبك على غير هذه الصورة. 9 – في مجمع البيان وروى عن الرضا عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال لرجل ما ولد لك ؟ قال: يا رسول الله وما عسى أن يولد لى اما غلام واما جارية، قال: فمن يشبه ؟ قال: يشبه امه أو أباه، فقال صلى الله عليه وآله. لا تقل هكذا ان النطفة إذا استقرت


(1) يقال هذا الامر أبرح من هذا أي أشد. و ” جهالة ” منصوب على التميز. والبلول مصدر بل الرجل من مرضه إذا برئ والضاحى لحر الشمس: البارزه ومض بمعنى احرق. وبيات نقمة – بفتح الباء -: طروقها ليلا. وتورط: وقع في الورطة وهى الهلاك. والمدارج: الطرق والمسالك. (*)

[ 522 ]

في الرحم أحضر الله كل نسب بينها وبين آدم عليه السلام، اما قرأت هذه الاية ” في أي صورة ما شاء ركبك ” ؟ أي فيما بينك وبين آدم. 10 – وقال الصادق عليه السلام: لو شاء ركبك على غير هذه الصورة 11 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الشيرازي في كتابه باسناده إلى الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام قال في قوله: ” في أي صورة ما شاء ركبك ” قال: صور الله عزوجل على بن أبى طالب في ظهر أبى طالب على صورة محمد، فكان على بن أبى طالب أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله، وكان الحسين بن على أشبه الناس بفاطمة وكنت أشبه الناس (1) بخديجة الكبرى. 12 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلى عليه السلام: قل: ما أول نعمة أبلاك الله عزوجل وأنعم عليك بها ؟ قال: أن خلقني جل ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا، قال: صدقت إلى قوله: فما الثالثة قال: ان انشأني فله الحمد في احسن صورة وأعدل تركيب قال: صدقت. 13 – في تفسير على بن ابراهيم: كلا بل تكذبون بالدين قال برسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام وان عليكم لحافظين قال: الملكان الموكلان بالانسان. 14 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه يقول السائل: فما علة الملكين الموكلين بعباده يكتبون ما عليهم ولهم، والله عالم السر وما هو أخفى ؟ قال: استعبدهم بذلك وجعلهم شهودا على خلقه ليكون العباد لملازمتهم اياهم اشد على طاعة الله مواظبة وعن معصيته اشد انقباضا، وكم من عبديهم بمعصية فذكر مكانهما فارعوى وكف، فيقول: ربى يرانى وحفظنى على بذلك تشهد، وان الله برأفته ولطفه وكلهم بعباده يذبون عنهم مردة الشياطين وهوام الارض وآفات كثيرة من حيث لا يرون باذن الله إلى ان يجيئ امر الله عزوجل. 15 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابن عن النضر بن سويد عن محمد بن قيس عن ابن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: اقبل رسول الله صلى الله عليه وآله يوما واضعا


(1) كذا في الاصل ولم أقف على الحديث في المصدر. (*)

[ 523 ]

يده على كتف العباس فاستقبله امير المؤمنين صلوات الله عليه فعانقه رسول الله صلى الله عليه وآله وقبل بين عينيه ثم سلم العباس على على فرد عليه ردا خفيا فغضب العباس فقال: يا رسول الله لا يدع على زهوه (1) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تقل ذلك في على فانى لقيت جبرئيل آنفا فقال: لقيني الملكان الموكلان بعلى الساعة فقالا: ما كتبا عليه ذنبا منذ يوم ولد إلى هذا اليوم. 16 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله فصل فيما يذكر من كتاب قصص القرآن واسباب نزول آثار القرآن تأليف الهيصم بن محمد بن الهيصم النيشابوري فصل في ذكر الملكين الحافظين دخل عثمان بن عفان على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: اخبرني عن العبد كم معه من ملك ؟ قال: ملك على يمينك على حسناتك وواحد على الشمال، فإذا عملت حسنة كتب عشرا وإذا عملت سيئة قال الذى على الشمال للذى على اليمين: اكتب، قال: لعله يستغفر الله ويتوب فإذا قال ثلاثا قال نعم اكتب اراحنا الله منه فلبئس القرين ما اقل مراقبته لله عزوجل واقل استحيائه منا يقول الله تعالى: ” ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ” وملكان بين يديك ومن خلفك يقول الله سبحانه ” له معقبات من بين يديه ومن خلفه ” وملك قابض على ناصيتك فإذا تواضعت لله عزوجل رفعك. وإذا تجبرت لله فضحك، وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك الا الصلوات على محمد، وملك قائم على فيك لا يدع أن تدب الحية في فيك، وملكان على عينيك فهذا عشرة املاك في كل آدمى يعدان ملائكة الليل على ملائكة النهار لان ملائكة الليل سوى ملائكة النهار فهولاء عشرون ملائكة على كل آدمى وابليس بالنهار وولده بالليل قال الله سبحانه ” وان عليكم لحافظين ” الاية وقال عزوجل: ” إذ يتلقى المتلقيان ” الاية. 17 – وفى كتاب سعد السعود ايضا بعد أن ذكر ملكى الليل وملكى النهار وفى رواية انهما ياتيان المؤمن عند حضور صلوة الفجر، فإذا هبطا صعد الملكان الموكلان بالليل، فإذا غربت الشمس نزل إليه الموكلان بكتابة الليل، ويصعد


(1) الزهو: الكبر والفخر. (*)

[ 524 ]

الملكان الكاتبان بالنهار بديوانه إلى الله عزوجل، فلا يزال ذلك دأبهم إلى وقت حضور اجله، فإذا حضر اجله قالا للرجل الصالح: جزاك الله من صاحب عنا خيرا فكم من عمل صالح أريتناه، وكم من قول حسن اسمعتناه، وكم من مجلس خير احضرتناه، فنحن اليوم على ما تحبه وشفعاء إلى ربك، وان كان عاصيا قالا له: جزاك الله من صاحب عنا شرا فلقد كنت تؤذينا، فكم من عمل سيئ اريتناه وكم من قول سيئ اسمعتناه، ومن مجلس سوء احضرتناه، ونحن اليوم لك على ما تكره وشهيدان عند ربك. 18 – في اصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن موسى بن جعفر عن أبيه قال: سألته عن الملكين هل يعلمان بالذنب إذا أراد العبد أن يفعله أو الحسنة ؟ فقال: ريح الكنيف والطيب سواء ؟ قلت: لا قال: ان العبد إذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريح، فقال صاحب اليمين لصاحب الشمال: قم فانه قد هم بالحسنة، فإذا فعلها كان لسانه قلمه، وريقه مداده، وأثبتها له وإذا هم بالسيئة خرج نفسه منتن الريح فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين: قف فانه قد هم بالسيئة فإذا هو فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده وأثبتها عليه. 19 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن فضيل بن عثمان المرادى قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع من كن فيه لم يهلك على الله بعدهن الا هالك، يهم العبد بالحسنة فيعملها فان هو لم يعملها أجل سبع ساعات، وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال: لا تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها، فان الله عزوجل يقول: ” ان الحسنات يذهبن السيئات. ” أو الاستغفار فان هو قال: استغفر الله الذى لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذا الجلال والاكرام واتوب إليه، لم يكتب عليه شئ وان مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات: اكتب على الشقى المحروم (1). 20 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن محمد بن حمران عن


(1) لهذا الحديث بيان في اصول الكافي ج 2 ص 429 (*)

[ 525 ]

زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان العبد إذا أذنب ذنبا أجل من غدوة إلى الليل، فان استغفر الله لم يكتب عليه. 21 – على بن ابراهيم عن ابيه وابو علي الاشعري ومحمد بن يحيى جميعا عن الحسين بن اسحاق عن على بن مهزيار عن فضالة بن ايوب عن عبد الصمد بن بشير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان العبد المؤمن إذا اذنب ذنبا اجله الله سبع ساعات فان استغفر لم يكتب عليه شئ، وان مضت الساعات ولم يستغفر كتبت عليه سيئة، وان المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى يستغفر ربه فيغفر له، وان الكافر لينساه من ساعته. 22 – في الكافي محمد بن يحيى عن احمد عن احمد بن محمد بن قيس ابى نصر عن درست قال: سمعت ابا ابراهيم عليه السلام يقول: إذا مرض المؤمن اوحى الله عزوجل إلى صاحب الشمال: لا تكتب على عبدى ما دام في حبسي ووثاقى ذنبا ويوحى إلى صاحب اليمين: ان اكتب لعبدي ما كنت تكتب له في صحته من الحسنات 23 – وباسناده إلى سدير عن ابى جعفر الباقر عليه السلام قال: من احب ان يمشى مشى الكرام الكاتبين فليمش جنبى السرير. 24 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل قال سألت ابا عبد الله عليه السلام عن العلة التى من أجلها وجب التسليم في الصلوة ؟ قال: لانه تحليل الصلوة، قلت: فلاى علة يسلم على اليمين ولا يسلم على اليسار ؟ قال: لان الملك الموكل يكتب الحسنات على اليمين، والذى يكتب السيئات على اليسار، والصلوة حسنات ليس فيها سيئات، فلهذا يسلم على اليمين دون اليسار، قلت: فلم لا يقال: السلام عليك والملك على اليمين واحد، ولكن يقال: السلام عليكم ؟ قال: ليكون قد سلم عليه وعلى من على اليسار، وفضل صاحب اليمين عليه بالايماء إليه، قلت: فلم لا يكون الايماء في التسليم بالوجه كله ولكن كان بالانف لمن يصلى وحده وبالعين لمن يصلى بقوم ؟ قال: لان مقعد الملكين من ابن آدم الشدقين (1) فصاحب


(1) الشدق – بالكسر والفتح -: زاوية الفم من باطن الخدين. (*)

[ 526 ]

اليمين على الشدق الايمن، وتسليم المصلى عليه ليثبت له صلوته في صحيفته، قلت: فلم يسلم المأموم ثلاثا ؟ قال: يكون واحدة ردا على الامام، ويكون عليه وعلى ملائكته. ويكون الثانية على يمينه والملكين الموكلين به، ويكون الثالثة على من على يساره والملكين الموكلين به، ومن لم يكن على يساره أحد لم يسلم على يساره الا أن يكون يمينه إلى الحائط ويساره إلى مصلى معه خلف الامام فيسلم على يساره قلت: فتسليم الامام على من يقع ؟ قال: على ملائكته (1) والمأمونين، يقول لملائكته: اكتبا سلامة صلاتي لما يفسدها ويقول لمن خلفه: سلمتم وامنتم من عذاب الله عزوجل، و الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة 25 – وباسناده إلى محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول ان حافظى على بن أبيطالب عليه السلام ليفتخران على جميع الحفظة لكينونتهما مع ذلك انهما لم يصعدا إلى الله عزوجل بشئ يسخط الله تبارك وتعالى. 26 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن بعض أصحابنا عن الحسن بن على بن أبى عثمان عن واصل عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى أبى ذر فقال له: يابا ذر كيف ترى حالنا عند الله ؟ قال: اعرضوا أعمالكم على الكتاب ان الله يقول: ان الابرار لفى نعيم وان الفجار لفى جحيم فقال الرجل فأين رحمة الله ؟ قال: رحمة الله قريب من المسلمين، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 27 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب بالاسناد عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام قال: كل ما في كتاب الله عزوجل من قوله: ” ان الابرار ” فوالله ما أراد به الا على بن ابى طالب و فاطمة وأنا والحسين، لانا نحن ابرار آبائنا وامهاتنا، وقلوبنا علمت بالطاعات و البر وتبرأت من الدنيا وجيها، واطعنا الله في جميع فرائضه، وآمنا بوحدانيته، و صدقنا برسوله.


(1) وفى المصدر ” على ملكيه ” بصيغة التثنية. (*)

[ 527 ]

28 – في مجمع البيان: والامر يومئذ لله وحده أي الحكم له في الجزاء والثواب والعفو والانتقام، وروى عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام انه قال: ان الامر يومئذ لله والامر كله لله، يا جابر إذا كان يوم القيامة بادت (1) الحكام فلم يبق حاكم الا الله. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرء في فرائضه ” ويل للمطففين ” أعطاه الله الامن يوم القيامة من النار ولم تره ولم يرها، ولم يمر على جسر جهنم ولا يحاسب يوم القيامة. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: من قرأها سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة. 3 – في تفسير على بن ابراهيم: ويل للمطففين قال: الذين يبخسون المكيال والميزان. وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام قال: نزلت على نبى الله صلى الله عليه وآله حين قدم المدينة، وهم يومئذ أسوء الناس كيلا فأحسنوا الكيل فأما الويل فبلغنا والله أعلم انه بئر في جهنم. 4 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن محمد عن بعض اصحابنا عن آدم بن اسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وانزل في الكيل ” ويل للمطففين ” ولم يجعل الويل لاحد حتى يسميه كافرا، قال الله عزوجل: ” فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ” 5 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وانه رب شئ من كتاب الله عزوجل يكون تأويله على تنزيله، ولا يشبه تأويل كلام البشر ولا فعل البشر، وسأنبئك بمثال لذلك تكتفى به ان شاء الله،


(1) باد: هلك. (*)

[ 528 ]

إلى قوله: ” فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ” فسمى فعل النبي صلى الله عليه وآله فعلا له، ألا ترى تأويله على غير تنزيله ؟ ومثل قوله: ” بل هم بلقاء ربهم كافرون ” فسمى البعث لقاء وكذلك قوله: ” الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم ” أي يوقنون ” انهم مبعوثون ” ومثله قوله: الا ايظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم أي أليس يوقنون انهم مبعوثون. 6 – وفيه ايضا عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام واما قوله: ” ورأى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها ” يعنى تيقنوا انهم دخلوها وكذلك قوله ” انى ظننت انى ملاق حسابيه ” واما قوله للمنافقين ” وتظنون بالله الظنونا ” فهو ظن شك وليس ظن يقين، والظن ظنان ظن شك وظن يقين فما كان من أمر المعاد من الظن فهو ظن يقين، وما كان من أمر الدنيا فهو على الشك. 7 – في عوالي اللئالى وفى الحديث انه صلى الله عليه وآله لما قرء يوم يقوم الناس لرب العالمين قال يقومون حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى انصاف اذنيه. 8 – في مجمع البيان ” يوم يقوم الناس لرب العالمين ” وجاء الحديث انهم يقومون في رشحهم إلى انصاف آذانهم، وفى الحديث آخر يقومون حتى يبلغ الرشح إلى أطراف آذانهم. وفى الحديث عن سليم بن عامر عن المقداد بن الاسود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون الشمس بمقدار ميل أو ميلين، قال سلم: فلا ادرى أمسافة الارض أم الميل الذى يكحل به العين ؟ ثم قال: صهرتهم الشمس فيكونون في العرق بمقدار أعمالهم، فمنهم من يأخذه إلى عقبه ومنه من يلجمه الجاما. قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يشير بيده إلى فيه قال: يلجمه الجاما أورده مسلم في الصحيح. 9 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن حفص عن أبى عبد الله عليه السلام قال: مثل الناس يوم القيامة إذا قاموا لرب العالمين مثل السهم في القرب، ليس له من الارض الا موضع


[ 529 ]

قدرته كالسهم في الكنانة، لا يقدر أن يزول هيهنا ولا هيهنا. 10 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن ابى نهشل قال: حدثنى محمد بن اسماعيل عن أبى حمزة الثمالى قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ان الله خلقنا من اعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا، و خلق أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوى الينا لانها خلقت مما خلقنا، ثم تلا هذه الاية ” كلا ان كتاب الابرار لفى عليين * وما ادراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون ” وخلق عدونا من سجين، وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه وابدانهم من دون ذلك، قلوبهم تهوى إليهم لانها خلقت مما خلقوا منه ثم تلا هذه الاية كلا ان كتاب الفجار لفى سجين وما ادراك ما سجين كتاب مرقوم. 11 – محمد بن يحيى وغيره عن احمد بن محمد وغيره عن محمد بن خلف عن ابى نهشل قال: حدثنى محمد بن اسماعيل عن ابى حمزة الثمالى قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ان الله عزوجل خلقنا من اعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك، وذكر إلى آخر ما سبق وزاد ويل يومئذ للمكذبين. 12 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن اسماعيل رفعه إلى محمد ابن سنان عن زيد الشحام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى خلقنا من نور مبتدع من نور سنخ ذلك النور في طينة من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلق منه، ثم قرء ” ان كتاب الابرار لفى عليين * وما ادراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون ” وان الله تبارك خلق قلوب أعدائنا من طينة من سجين وخلق أبدانهم من طينة دون ذلك، وخلق قلوب شيعتهم مما خلق منه ابدانهم قلوبهم تهوى إليهم، ثم قرء ” ان كتاب الفجار لفى سجين * وما ادراك ما سجين * كتاب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين “. 13 – في مجمع البيان عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سجين أسفل سبع أرضين، وقيل: ان سجين جب في جهنم مفتوح، والفلق جب


[ 530 ]

في جهنم مغطى، رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله 14 – وروى عن أبى جعفر الباقر عليه السلام انه قال: اما المؤمنون فترفع أعمالهم وأرواحهم إلى السماء، فتنفتح لهم أبوابها، واما الكافر فيصعد بعمله وروحه حتى إذا بلغ إلى السماء نادى مناد: اهبطوا به إلى سجين، وهو واد بحضر موت يقال له برهوت. 15 – في تفسير على بن ابراهيم ” كلا ان كتاب الفجار لفى سجين ” قال: ما كتب الله لهم من العذاب لفى سجين وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام قال: السجين الارض السابعة وعليون السماء السابعة. 16 – وباسناده إلى الكلبى عن جعفر بن محمد عليه السلام في قوله: ” كلا ان كتاب الفجار لفى سجين ” قال: هو فلان وفلان. 17 – وفيه عن الامام الحسن بن على بن ابى طالب عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة ويزلف المعتبر، وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الارضين السابعة وفيها الفلق والسجين. 18 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض اصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: ” كلا ان كتاب الفجار لفى سجين ” قال: هم الذين فجروا في حق الائمة واعتدوا عليهم، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 19 – على بن ابراهيم عن ابيه عن النوفلي عن السكوني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: ان الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به، فإذا صعد بحسناته يقول الله عزوجل: اجعلوها في سجين انه ليس اياى أراد فيها. 20 – باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: مر عيسى بن مريم على قرية قد مات اهلها وطيرها ودوابها: فقال: اما انهم لم يموتوا الا بسخط، ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا، فقال الحواريون: يا روح الله وكلمته ادع الله ان يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت


[ 531 ]

أعمالهم فنجتنبها فدعا عيسى عليه السلام ربه فنودى من الجو: أن نادهم، فقام عيسى عليه السلام بالليل على شرف من الارض فقال: يا اهل هذه القرية، فأجابه منهم مجيب: لبيك يا روح الله وكلمته، فقال: ويحكم ما كانت أعمالكم ؟ قال: عبادة الطاغوت وحب الدنيا مع خوف قليل وأمل بعيد وغفلة في لهو ولعب، فقال: كيف كان حبكم للدنيا ؟ قال: كحب الصبى لامه إذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا، وإذا أدبرت بكينا وحزنا قال: كيف كانت عبادتكم للطاغوت ؟ قال: الطاعة لاهل المعاصي قال: كيف كان عاقبة أمركم ؟ قال: بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في الهاوية، فقال: وما الهاوية ؟ فقال سجين قال: وما سجين ؟ قال: جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 21 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه من الرواية قريبا اعني قوله: فلان وفلان ” وما ادراك ما سجين ” إلى قوله: الذين يكذبون بيوم الدين الاول والثانى وما يكذب به الا كل معتد اثيم إذا تتلى عليه آياتنا قال اساطير الاولين وهو الاول والثانى كانا يكذبان رسول الله صلى الله عليه وآله. 22 – في اصول الكافي أبو على الاشعري عن عيسى بن ايوب عن على بن مهزيار عن القاسم بن عروة عن ابن بكير عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: ما من عبد الا و في قلبه نكتة بيضاء، فإذا اذنب ذنبا خرج في تلك النكتة نكتة سوداء، فان تاب ذهب ذلك السوداء، وان تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطى البياض فإذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير ابدا، وهو قول الله عزوجل كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون. 23 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن عبد الله بن محمد الحجال عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تذاكروا وتلاقوا وتحدثوا فان الحديث جلاء للقلوب، ان القلوب لترين كما يرين السيف وجلاءه الحديث. 24 – في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال الباقر عليه السلام: ما شئ أفسد للقلب من الخطيئة، ان القلب لتواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير اسفله


[ 532 ]

اعلاه واعلاه اسفله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان المؤمن إذا اذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فان تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منه وان ازداد زادت فذلك الران الذى ذكره الله تعالى في كتابه ” كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون “. 25 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وقال الحسن عليه السلام لحبيب بن مسلمة الفهرى: رب مسير لك في غير طاعة، قال: اما مسيرى إلى ابيك فلا، قال: بلى و لكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة فلئن قام بك في دنياك لقد قعد بك في آخرتك فلو كنت إذا فعلت شرا قلت خيرا كنت كما قال الله عزوجل: ” خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا ” ولكنك كما قال ” كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون “. 26 – في عيون الاخبار باسناده إلى على بن الحسين بن على بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله تعالى: كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فقال: ان الله تعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده، ولكنه يعنى انهم عن ثواب ربهم محجوبون. 27 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد ساله رجل عما اشتبه عليه من الايات واما قوله: ” كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ” فانما يعنى يوم القيامة انهم عن ثواب ربهم محجوبون. 28 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بما نقلنا من قوله: كانا يكذبان رسول الله صلى الله عليه وآله إلى قوله: انهم لصالوا الجحيم هما ثم يقال هذا الذى كنتم به تكذبون رسول الله صلى الله عليه وآله يعنى هما ومن تبعهما. 29 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: ” ثم يقال هذا الذى كنتم به تكذبون ” قال: يعنى أمير المؤمنين عليه السلام، قلت: تنزيل ؟ قال: نعم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 30 – محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد وغيره عن محمد بن خلف عن أبى نهشل قال: حدثنى محمد بن اسماعيل عن أبى حمزة الثمالى قال: سمعت


[ 533 ]

ابا جعفر عليه السلام يقول: ان الله عزوجل خلقنا من اعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه، وخلق ابدانهم من دون ذلك وقلوبهم تهوى الينا لانها خلقت مما خلقنا، ثم تلا هذه الاية كلا ان كتاب الابرار لفى عليين وما ادراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون. 31 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن محمد بن خالد عن ابى نهشل قال: حدثنى محمد بن اسماعيل عن ابى حمزة الثمالى قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ان الله خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا وخلق أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوى الينا لانها خلقت مما خلقنا، ثم قرأ هذه الاية ” كلا ان كتاب الابرار لفى عليين * وما ادراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون ” والحديثان طويلان اخذنا منهما موضع الحاجة. 32 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن اسماعيل رفعه إلى محمد بن سنان عن زيد الشحام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى خلقنا من نور مبتدع من نور سنخ ذلك النور في طينة من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلق منه أبداننا، وخلق أبدانهم من طينة دون ذلك، فقلوبهم تهوى الينا لانها خلقت مما خلقنا منه، ثم قرء ” ان كتاب الابرار لفى عليين * وما ادراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 33 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في كتابه بالاسناد عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن على بن أبيطالب عليهم السلام قال: كلما في كتاب الله عزوجل من قوله: ” ان الابرار ” فو الله ما اراد به الا على بن ابي طالب وفاطمة و انا والحسين، وقد تقدم في سورة الانفطار. 34 – في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال في وصيته له يا على ان الله تبارك وتعالى أعطاني فيك سبع خصال إلى قوله: وأنت اول من يشرب من الرحيق المختوم الذى ختامه مسك. 35 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد عن ابراهيم عن أبى


[ 534 ]

حمزة عن على بن الحسين عليهما السلام قال: من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم 36 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حسين بن نعيم عن مسمع أبى سيار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من نفس عن مؤمن كربة إلى قوله: ومن سقاه شربة سقاه الله من الرحيق المختوم. 37 – في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: يا على من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم، فقال على: لغير الله ؟ قال: نعم والله صيانة لنفسه فيشكره الله تعالى على ذلك. 38 – في تفسير على بن ابراهيم: يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك قال: ماء إذا شربه المؤمن وجد رائحة المسك فيه، وقال أبو عبد الله عليه السلام: من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم، قال: يا ابن رسول الله من تركه لغير الله ؟ قال: نعم صيانة لنفسه. 39 – في مجمع البيان وفى الحديث من صام لله في يوم صائف سقاه الله من الظمأ من الرحيق المختوم. 40 – وفى وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام: يا على من ترك الخمر لله سقاه الله من الرحيق المختوم. 41 – في تفسير على بن ابراهيم: وفى ذلك فليتنافس المتنافسون قال: فيما ذكرناه من الثواب الذى يطلبه المؤمن. 42 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن على بن أسباط عنهم عليهم السلام قال: فيما وعظ الله عزوجل به عيسى عليه السلام: يابن مريم ولو رأت عينك ما أعددت لاوليائي الصالحين ذاب قلبك وزهقت نفسك شوقا (1) فليس كدار الاخرة دار تجاور فيها الطيبين، ويدخل عليهم فيها الملائكة المقربون مما يأتي يوم القيامة من أهوالها آمنون، دار لا يتغير فيها النعيم، ولا يزول عن أهلها، يابن مريم نافس فيها


(1) زهقت نفسه: خرجت. (*)

[ 535 ]

مع المتنافسين فانها امنية المتمنين حسنة المنظر. طوبى لك يا ابن مريم ان كنت لها من العاملين مع آبائك آدم وابراهيم في جنات ونعيم لا تبغى بها بدلا ولا تحويلا، كذلك افعل بالمتقين، وفى هذا الحديث ايضا: فنافس في الصالحات جهدك وفيه فنافس في العمل الصالح. 43 – في تفسير على بن ابراهيم: ومزاجه من تسنيم وهو مصدر سنمه إذا رفعه لانها أرفع شراب أهل الجنة، أو لانها تأتيهم من فوق، اشرف شراب أهل الجنة ياتيهم من عال يتسنم عليهم في منازلهم، وهى عين يشرب بها المقربون وهم آل محمد صلوات الله عليهم يقول الله: ” السابقون السابقون اولئك المقربون ” رسول الله وخديجة وعلى بن أبى طالب وذرياتهم تلحق بهم يقول الله ” الحقنا بهم ذريتهم ” والمقربون يشربون من تسنيم بحتا صرفا، وساير المؤمنين ممزوجا. 44 – وفيه ” كلا ان كتاب الابرار لفى عليين ” إلى قوله: ” عينا يشرب بها المقربون ” وهم رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام. 45 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقر عليه السلام في قوله: ” كلا ان كتاب الابرار ” إلى قوله: ” المقربون ” وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام. 46 – في تفسير على بن ابراهيم: ان الذين اجرموا الاول والثانى ومن تابعهما كانوا من الذين آمنوا يضحكون قيل نزلت في على بن ابى طالب عليه السلام وذلك انه كان في نفر من المسلمين جاؤا إلى النبي صلى الله عليه وآله، فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا، ثم رجعوا إلى أصحابهم فقالوا: رأينا اليوم الاصلع (1) فضحكنا منه، فنزلت الاية قبل أن يصل على وأصحابه إلى النبي صلى الله عليه وآله عن مقاتل والكلبي. وذكر الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفضيل باسناده عن أبى صالح عن ابن عباس قال: ” ان الذين اجرموا ” منافقوا


(1) الاصلع هو الذى انحسر مقدم شعر رأسه. (*)

[ 536 ]

قريش ” والذين آمنوا ” على بن ابى طالب عليه السلام. 47 – في تفسير على بن ابراهيم ” ان الذين اجرموا ” إلى قوله: ” فكهين ” قال: يسخرون. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى الحسين بن أبى العلاء قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من قرء هاتين السورتين وجعلهما نصب عينيه في صلوة الفريضة والنافلة ” إذا السماء انفطرت ” ” وإذا السماء انشقت ” لم يحجبه الله من حاجة، ولم يحجزه من الله حاجز، ولم يزل ينظر إلى الله وينظر الله إليه حتى يفرغ من حساب الناس. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء ” انشقت ” اعاذه الله أن يعطيه كتابه وراء ظهره. 3 – في تفسير على بن ابراهيم: إذا السماء انشقت قال: يوم القيامة. 4 – في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في دعاء مروى عن الصادق عليه السلام: واسألك باسمك الذى وضعته على الجبال فنسفت، ووضعته على السماء فانشقت. 5 – في جوامع الجامع والاذن الاستماع قال عدى: وسماع يأذن الشيخ له * وحديث مثل ماذى مشار (1) ومنه قوله عليه السلام: ما اذن الله لشئ كاذنه لنبى يتغنى بالقرآن. 6 – في تفسير على بن ابراهيم: وإذا الارض مدت والقت ما فيها وتخلت قال: تمد الارض فتشق فيخرج الناس منها. 7 – في مجمع البيان وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ” تبدل الارض غير الارض والسماوات ” فيبسطها ويمدها مد الاديم العكاظي (2) لا ترى فيها عوجا ولا امتا.


(1) الماذى: العسل الابيض. والمشار بمعنى الابيض. (2) مر الحديث بمعناه قريبا فراجع. (*)

[ 537 ]

8 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه احوال القيامة وفيه يقول: والناس يومئذ على طبقات ومنازل، فمنهم من يحاسب حسابا وينقلب إلى اهله مسرورا ومنهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب، لانهم لم يلبسوا من امر الدنيا بشئ، وانما الحساب هناك على من تلبس بها هيهنا ومنهم من يحاسب على النقير والقطمير ويصير إلى عذاب السعير. 9 – في كتاب معاني الاخبار حدثنا ابى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه عن ابن سنان عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل محاسب معذب، فقال له قائل: يا رسول الله فأين قول الله عزوجل فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ذلك العرض يعنى التصفح. 10 – في مجمع البيان ” فسوف يحاسب حسابا يسيرا ” يريد انه لا يناقش في الحساب ويوقف على ما عمل من الحسنات، وماله عليها من الثواب وما حط عنه من الاوزار، اما بالتوبة أو بالعفو، وقيل: الحساب اليسير التجاوز عن السيئات والاثابة على الحسنات، ومن نوقش الحساب عذب، في خبر مرفوع. 11 – وفى رواية اخرى يعرف بعلمه ثم يتجاوز عنه. 12 – وفى حديث آخر: ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته، قالوا: وما هي يا رسول الله ؟ قال: تعطى من حرمك، وتصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك. 13 – في محاسن البرقى عن الحسن بن على بن يقطين عن محمد بن سنان عن أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: انما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا. 14 – في جوامع الجامع: حسابا يسيرا أي سهلا مهينا لا تناقش فيه وروى أن الحساب اليسير هو الاثابة على الحسنات والتجاوز عن السيئات ومن نوقش الحساب عذب. 15 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن


[ 538 ]

الحسن بن محبوب عن سدير الصيرفى قال قال أبو عبد الله عليه السلام: في حديث طويل: إذا بعث الله عزوجل المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه امامه، كلما رأى المؤمن هولا من أهوال يوم القيامة قال له المثال: لا تفزع ولا تحزن وابشر بالسرور والكرامة من الله عزوجل، حتى يقف بين يدى الله عزوجل فيحاسبه حسابا يسير، ويأمر به إلى الجنة والمثال امامه، فيقول له المؤمن: رحمك الله نعم الخارج خرجت معى من قبري وما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من ربى حتى رأيت ذلك، فيقول: من انت ؟ فيقول: انا السرور الذى كنت ادخلته على اخيك المؤمن في الدنيا، خلقني الله جل وعزمنه لابشرك انتهى. 16 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: واما من اوتى كتابه بيمينه فهو أبو سلمة عبد الله بن عبد الاسود بن هلال المخزومى وهو من بنى مخزوم. واما من اوتى كتابه وراء ظهره فهو اخوه الاسود بن عبد الاسود بن هلال المخزومى فقتله حمزة بن عبد المطلب يوم بدر. 17 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض اصحابه عن آدم بن اسحاق عن عبد الرزاق عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانزل في ” وإذا السماء انشقت ” واما من اوتى كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا انه كان في اهله مسرورا انه ظن ان لن يحور بلى فهذا مشرك 18 – في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى صفوان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السلام: يا جبرئيل أرنى كيف يبعث الله تبارك و تعالى العباد يوم القيامة، قال: نعم فخرج إلى مقبرة بنى ساعدة فاتى قبرا فقال له اخرج باذن الله، فخرج رجل ينفض رأسه من التراب، وهو يقول: والهفاه واللهف الثبور ثم قال: ادخل فدخل، الحديث وهو بتمامه مذكور في الحج عند قوله تعالى: ” يبعث من في القبور “. 19 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” فسوف يدعو ثبورا ” والثبور الويل ” انه


[ 539 ]

ظن ان لن يحور بلى ” يقول: ظن ان لن يرجع بعد ما يموت قوله: ” فلا اقسم بالشفق ” والشفق الحمرة بعد غروب الشمس والليل وما وسق يقول: إذا ساق كل شئ من الخلق إلى حيث يهلكوا بها والقمر إذا اتسق إذا اجتمع لتركبن طبقا عن طبق يقول: حالا بعد حال يقول: لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة (1) لا تخطون طريقهم، ولا يخطى شبر بشبر وذراع بذراع وباع بباع (2) حتى أن لو كان من دخل حجر ضب لدخلتموه، قالوا: اليهود والنصارى تعنى يا رسول الله ؟ قال: فمن أعنى لتنقضن عرى الاسلام عروة عروة، فيكون اول ما تنقضون من دينكم الامامة وآخره الصلوة. 20 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى حنان عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان للقائم غيبة يطول امدها فقلت له: ولم ذلك يابن رسول الله ؟ قال: لان الله عزوجل ابى ان لا يجرى فيه سير الانبياء عليهم السلام في غيباتهم، وانه لابد له ياسدير من انتهاء مدة غيباتهم، قال الله تعالى: ” لتركبن طبقا عن طبق ” أي سير من كان قبلكم. 21 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زرارة، عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله: ” لتركبن طبقا عن طبق ” قال: يا زرارة اولم تركب هذه الامة بعد نبيها طبقا عن طبق في امر فلان وفلان وفلان ؟ 22 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وليس كل من اقر ايضا من أهل القبلة بالشهادتين كان مؤمنا ان المنافقين كانوا يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله ويدفعون عهد رسول الله صلى الله عليه وآله بما عهد به من دين الله، وعزائمه وبراهين نبوته إلى وصيه، ويضمرون من الكراهية لذلك، والنقض لما أبرمه عند امكان الامر لهم فيه ما قد بينه


(1) القذة: ريش السهم. يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان. (2) الباع: قدر مد اليدين وما بينهما من البدن. (*)

[ 540 ]

الله لنبيه مثل قوله: ” لتركبن طبقا عن طبق ” أي لتسلكن سبيل من كان قبلكم من الامم في الغدر بالاوصياء بعد الانبياء، وهذا كثير في كتاب الله عزوجل. 23 – في جوامع الجامع وعن ابى عبيدة لتركبن سنن كان قبلكم من الاولين واحوالهم. وروى ذلك عن الصادق عليه السلام. 24 – في مجمع البيان ” لتركبن طبقا عن طبق ” أي لتركبن يا محمد سماء بعد سماء تصعد فيها عن ابن عباس وابن مسعود ومجاهد والشعبى والكلبي إلى قوله: وقيل: معناه شدة بعد شدة، حياة ثم موت، ثم بعث ثم جزاء، وروى ذلك مرفوعا. 25 – وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون وفى خبر مرفوع عن أبى هريرة قال: قرء رسول الله صلى الله عليه وآله: ” إذا السماء انشقت ” فسجد. 26 – في جوامع الجامع روى ان النبي صلى الله عليه وآله قرء ذات يوم ” واسجد واقترب فسجد هو ومن معه من المؤمنين، وقريش تصفق فوق رؤسهم وتصفر فنزلت. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرء ” والسماء ذات البروج ” في فرائضه فانها سورة النبيين كان محشره وموقفه مع النبيين و المرسلين والصالحين. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرءها أعطاه الله من الاجر بعدد كل يوم جمعة وكل يوم عرفة يكون في دار الدنيا عشر حسنات. 3 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى الاصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ولقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وانا عنده عن الائمة بعده فقال للسائل: والسماء ذات البروج ان عددهم بعدد البروج و رب الليالى والايام والشهور ان عدتهم كعدة الشهور.


[ 541 ]

4 – في روضة الكافي على بن ابراهيم وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبى الصباح الكنانى عن الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان للشمس ثلاثمأة وستين برجا كل برج منها مثل جزيرة من جزاير العرب، وتنزل يوم على برج منها، فإذا غابت انتهت إلى بطنان العرش فلم تزل ساجدة إلى الغد ثم ترد إلى موضع مطلعها، ومعها ملكان يهتفان معها. 5 – في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام إذا دخل عليه رجل من أهل اليمن إلى قوله عليه السلام: يا أخا أهل اليمن عندكم علم ؟ فقال اليماني: نعم جعلت فداك ان في اليمن قوما ليسوا كأحد من الناس في علمهم فقال أبو عبد الله عليه السلام: وما يبلغ من علم عالمهم ؟ قال له اليماني: ان علم عالمهم ليزجر الطير ويقفو الاثر في الساعة الواحدة مسيرة شهر للراكب المجد فقال أبو عبد الله عليه السلام: فان عالم المدينة أعلم من عالم اليمن. قال اليماني: وما بلغ من علم عالم المدينة ؟ فقال: ان عالم المدينة ينتهى إلى حيث لا يقفو الاثر ويزجر الطير ويعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس تقطع اثنى عشر برجا واثنى عشر برا واثنى عشر عالما، فقال له اليماني: جعلت فداك ما ظننت ان احدايعلم هذا أو يدرى ما كهنه ؟ قال: ثم قام اليماني وخرج. 6 – في تفسير على بن ابراهيم واليوم الموعود أي يوم القيامة. 7 – في مجمع البيان ” واليوم الموعود ” يعنى يوم القيامة في قول جميع المفسرين، وهو الذى تجازى فيه الخلائق ويفصل فيه القضاء. اقول: وستقف قريبا انشاء الله على حديثين في أن اليوم الموعود يوم القيامة. 8 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن على بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: وشاهد ومشهود قال: النبي صلى الله عليه وآله، وامير المؤمنين عليه السلام. 9 – في كتاب معاني الاخبار سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل:


[ 542 ]

” وشاهد ومشهود ” قال: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة. 10 – وباسناده إلى عبد الرحمان بن أبى عبد الله عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة والموعود يوم القيامة. 11 – وباسناده إلى يعقوب بن سعيد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” وشاهد ومشهود ” قال: الشاهد يوم عرفة. 12 – وباسناده إلى محمد بن هاشم عمن روى عن أبى جعفر عليه السلام قال: سأله الابرش الكلبى عن قول الله عزوجل: ” وشاهد ومشهود ” فقال عليه السلام: ما قيل لك ؟ فقال: قالوا: شاهد يوم الجمعة ومشهود يوم عرفة، فقال أبو جعفر عليه السلام: ليس كما قيل لك، الشاهد يوم عرفة، والمشهود يوم القيامة، أما تقرء القرآن قال الله عزوجل ” ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود “. 13 – عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبان عن أبى الجارود عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عزوجل ” وشاهد ومشهود ” قال: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، والموعود يوم القيامة. 14 – أبى رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن ادريس عن عمران بن موسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى أبى جعفر محمد بن على عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وشاهد ومشهود ” قال: النبي صلى الله عليه وآله وامير المؤمنين عليه السلام. 15 – في تفسير على بن ابراهيم ” وشاهد ومشهود ” قال: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم القيامة. 16 – في مصباح شيخ الطائفة خطبة لامير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الغدير يقول فيها عليه السلام: ان هذا يوم عظيم الشأن إلى قوله عليه السلام: ويوم شاهد ومشهود. 17 – في مجمع البيان ” وشاهد ومشهود ” فيه اقوال: احدها ان الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة عن ابن عباس وقتادة وروى ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله إلى قوله.


[ 543 ]

18 – وثانيها ان الشاهد محمد صلى الله عليه وآله والمشهود يوم عرفة عن ابن عباس وسعيد بن المسيب وهو المروى عن الحسن بن على عليهما السلام. 19 – وروى ان رجلا دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا رجل يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فسألته عن الشاهد والمشهود فقال: نعم، الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة، فجزته إلى آخر يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله فسألته عن ذلك فقال: اما الشاهد فيوم الجمعة واما المشهود فيوم النحر فجزتهما إلى غلام كأن وجهه الدينار، وهو يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: أخبرني عن شاهد ومشهود فقال: نعم اما الشاهد فمحمد واما المشهود فيوم القيامة، أما سمعت الله سبحانه يقول: ” يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ” وقال: ” ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ” فسألت عن الاول، فقالوا: ابن عباس وسألت عن الثاني فقالوا: ابن عمر، وسألت عن الثالث فقالوا: الحسن بن على عليهما السلام 20 – وقيل: الشاهد الايام والليالي والمشهود بنو آدم، وينشد للحسين بن على عليهما السلام: مضى امسك الماضي شهيدا معدلا * وخلفت في يوم عليك شهيد – فان أنت بالامس اقترفت اسائة * فقيد باحسان وأنت حميد – فلا ترج فعل الخير يوما إلى غد * لعل غدا يأتي وأنت فقيد 21 – في الصحيفة السجادية في دعائه عليه السلام عند الصباح والمساء: وهذا يوم حادث جديد، وهو علينا شاهد عتيد، ان أحسنا ودعنا بحمد، وان اسأنا فارقنا بذم. 22 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن اسماعيل القرشى عمن حدثه عن اسماعيل بن أبى رافع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه وقد ذكر بخت النصر: وملك بعده مهرويه بن بخت نصر ستة عشر سنة وعشرين يوما وأخذ عند ذلك دانيال. وحفر له جبا في الارض وطرح فيه دانيال عليه السلام وأصحابه وشيعته من المؤمنين، فألقى عليهم النيران، فلما رأى أن النار ليست


[ 544 ]

تقربهم ولا تحرقهم استودعهم الجب وفيه الاسد والسباع بكل لون من العذاب حتى خلصهم الله عزوجل منه، وهم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه فقال عزوجل: قتل اصحاب الاخدود النار ذات الوقود. 23 – في تفسير على بن ابراهيم ” قتل اصحاب الاخدود ” قال: كان سببهم ان الذى هيج الحبشة على غزوة اليمن ذو نواس وهو آخر من ملك من حمير، تهود واجتمعت معه حمير على اليهودية وسمى نفسه يوسف، وأقام على ذلك حينا من الدهر، ثم اخبر ان بنجران بقايا قوم على دين النصرانية وكانوا على دين عيسى و على حكم الانجيل، ورأس ذلك الدين عبد الله بن بريامن، فحمله اهل دينه على أن يسير إليهم ويحملهم على اليهودية ويدخلهم فيها، فسار حتى قدم نجران فجمع من كان بها على دين النصرانية ثم عرض عليهم دين اليهودية والدخول فيها فأبوا عليه، فجادلهم وعرض عليهم وحرص الحرص كله فأبوا عليه وامتنعوا من اليهودية و الدخول فيها واختاروا القتل. فاتخذلهم اخدودا وجمع فيه الحطب واشتعل فيه النار فمنهم من أحرق بالنار، ومنهم من قتل بالسيف ومثل بهم كل مثلة، فبلغ عدد من قتل واحرق بالنار عشرين الفا وافلت منهم (1) رجل يدعى دوس ذو ثعلبان على فرس له ركضه، واتبعوه حتى اعجزهم في الرمل، ورجع ذو نواس إلى ضيعة من جنوده فقال الله: ” قتل اصحاب الاخدود ” إلى قوله: ” العزيز الحميد ” 24 – في محاسن البرقى عنه عن ابيه عن هارون بن الجهم عن مفضل بن صالح عن جابر الجعفي عن ابى جعفر عليه السلام قال: بعث الله نبيا حبشيا إلى قومه فقاتلهم فقتل اصحابه واسروا وخدوا لهم اخدودا من نار، ثم نادوا: من كان من اهل ملتنا فليعتزل، ومن كان على دين هذا النبي فليقتحم النار، فجعلوا يقتحمون النار، و اتت امرأة معها صبى لها فهابت النار، فقال لها صبيها: اقتحمى، قال: فاقتحمت النار وهم اصحاب الاخدود.


(1) أي خلص. (*)

[ 545 ]

25 – في مجمع البيان روى مسلم في الصحيح عن هدية (1) بن خالد عن حماد بن سلمة عن ثابت بن عبد الرحمان بن ابى ليلى عن صهيب عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: كان ملك فيمن كان قبلكم له ساحر، فلما مرض الساحر قال: انى قد حضر اجلى فادفع إلى غلاما أعلمه السحر، فدفع إليه غلاما وكان يختلف إليه، وبين الساحر والملك راهب، فمر الغلام بالراهب فأعجبه كلامه وامره، فكان يطيل عنده القعود، فإذا بطأ عن الساحر ضربه وإذا ابطأ عن اهله ضربوه فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: يا بنى إذا استبطأك الساحر فقل حبسني اهلي وإذا استبطأك اهلك فقل: حبسني الساحر، فبينما هو ذات يوم إذا بالناس قد غشيهم دابة عظيمة فظيعة فقال: اليوم أعلم أمر الساحر افضل أم امر الراهب، فأخذ حجرا فقال: اللهم ان كان امر الراهب أحب اليك فاقتل هذه الدابة، فرمى فقلتها ومضى الناس، فأخبر بذلك الراهب فقال: يا بنى انك ستبتلى فإذا ابتليت فلا تدل على، قال: وجعل يداوى الناس فيبرئ الاكمه والابرص، فبينما هو كذلك إذ عمى جليس للملك فأتاه وحمل إليه مالا كثيرا، فقال: اشفني ولك ماهيهنا، فقال: انا لا أشفى احدا ولكن الله يشفى فان آمنت بالله دعوت الله فشفاك، قال: فآمن فدعا الله فشفاه فذهب فجلس إلى الملك فقال: يا فلان من شافاك ؟ فقال: ربى قال: انا ؟ قال: لا، ربى وربك الله، قال: أوان لك ربا غيرى ؟ قال: نعم ربى وربك الله فأخذه فلم يزل به حتى دله على الغلام، فبعث إلى الغلام فقال: لقد بلغ من امرك أن تشفى الاكمه والابرص قال: ما أشفى احدا ولكن الله يشفى قال: أو ان لك ربا غيرى ؟ قال: نعم ربى وربك الله فأخذه فلم يزل به حتى دله على الراهب فوضع المنشار عليه فنشر حتى وقع شقتين فقال للغلام: ارجع عن دينك فأبى فأرسل معه نفرا قال اصعدوا به جبل كذا وكذا فان رجع عن دينه والا فدهدهوه (2)


(1) كذا في الاصل وتوافقه المصدر ايضا والظاهر انه مصحف ” هدبة ” بالباء الموحدة روى عنه البخاري ومسلم وترجمه ابن حجر في تهذيب التهذيب وغيره في غيره فراجع. (2) أي دحرجوه. (*)

[ 546 ]

منه قال: فعلوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فتدهدهوا أجمعون وجاء إلى الملك فقال: ما صنع أصحابك ؟ فقال: كفانيهم الله فأرسل به مرة اخرى قال: انطلقوا به فلججوه في البحر، فان رجع والا فأغرقوه فانطلقوا به في قرقور (1) فلما توسطوا به البحر قال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت (2) بهم السفينة وجاء حتى قام بين يدى الملك فقال: ما صنع أصحابك ؟ فقال: كفانيهم الله، ثم قال: انك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به أجمع الناس ثم اصلبنى على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضعه على كبد القوس، ثم قال: باسم رب الغلام فانك ستقتلنى، قال فجمع الناس وصلبه ثم أخذ سهما من كنانته فوضعه على كبد القوس وقال: باسم رب الغلام ورمى فوقع السهم في صدغه (3) ومات. فقال الناس: آمنا برب الغلام، فقيل له: ارأيت ما كنت تخاف قد نزل والله بك من الناس، فأمر بالاخدود فخددت على أفواه السكك ثم أضرمها نارا فقال من رجع عن دينه فدعوه، ومن أبى فاقحموه فيها فجعلوا يقتحمونها، وجاءت امرأة بابن لها فقال لها: يا امه اصبري فانك على الحق. قال ابن المسيب كنا عند عمر بن الخطاب إذ ورد عليه انهم احتفروا فوجدوا ذلك الغلام وهو واضع يده على صدغه، فكلما مدت يده عادت إلى صدغه، فكتب عمر: واروه حيث وجدتموه. 26 – وروى سعيد بن جبير قال: لما انهزم اهل اسفندهان قال عمر بن الخطاب: ما هم يهود ولا نصارى ولا لهم كتاب وكانوا مجوسا، فقال على بن ابى طالب عليه السلام: بلى قد كان لهم كتاب رفع، وذلك ان ملكا لهم سكر فوقع على ابنته – أو قال: على اخته – فلما افاق قال لها: كيف المخرج مما وقعت فيه ؟ قال: تجمع أهل مملكتك و تخبرهم انك ترى نكاح البنات وتأمرهم أن يحلوه، فجمعهم فأخبرهم فأبوا


(1) القرقور – بالضم -: السفينة الطويلة. (2) أي فانقلبت. (3) الصدغ – بضم الصاد – ما بين العين والاذن. (*)

[ 547 ]

ان يتابعوه فخد لهم اخدودا في الارض واوقد فيه النيران وعرضهم عليها فمن ابى قبول ذلك قذفه في النار ومن اجاب خلى سبيله، وقال الحسن كان النبي صلى الله عليه وآله إذا ذكر عنده اصحاب الاخدود تعوذ بالله من جهد البلاء. 27 – وروى العياشي باسناده عن جابر بن ابى جعفر عليه السلام قال: ارسل على عليه السلام إلى اسقف نجران يسأله عن اصحاب الاخدود فأخبره بشئ فقال عليه السلام: ليس كما ذكرت ولكن سأخبرك عنهم ان الله بعث رجلا حبشيا نبيا وهم حبشية فكذبوه فقاتلهم فقتلوا أصحابه وأسروه وأسروا أصحابه، ثم بنوا له جسرا ثم ملاه نارا ثم جمعوا الناس فقالوا: من كان على ديننا وأمرنا فليعتزل، ومن كان على دين هؤلاء فليرم نفسه في النار، فجعل أصحابه يتهافتون في النار، فجاءت امرأة معها صبى لها ابن شهر فلما هجمت هابت ورقت على ابنها فنادى الصبى، لا تهابى وارمينى ونفسك في النار، فان هذا والله في الله قليل، فرمت بنفسها في النار وصبيها وكان ممن تكلم في المهد. 28 – وباسناده عن ميثم التمار قال: سمعت أمير المؤمنين وذكر أصحاب الاخدود فقال: كانوا عشرة وعلى مثالهم عشرة يقتلون في هذا السوق. 29 – في كتاب الخصال عن المفضل بن عمر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن النيران فقال عليه السلام: اربعة: نار تأكل وتشرب، ونار تأكل ولا تشرب، ونار تشرب ولا تأكل، ونار لا تأكل ولا تشرب. فالتى تأكل وتشرب فنار ابن آدم وجميع الحيوان، والتى تأكل ولا تشرب فنار الوقود، والتى تشرب ولا تأكل فنار الشجر، والتى لا تأكل ولا تشرب فهى نار القداحة والحباحب. 30 – في روضة الكافي محمد بن سالم بن أبى سلمة عن أحمد بن الريان عن أبيه عن جميل بن دراج عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قد كان قبلكم قوم يقتلون ويحرقون وينشرون بالمناشير وتضيق عليهم الارض برحبها فما يردهم عما هم عليه شئ مما هم فيه من غير ترة وتروا من فعل ذلك بهم ولا اذى، بل ما نقموا منهم الا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، فاسئلوا ربكم درجاتهم واصبروا على نوائب دهركم


[ 548 ]

تدركوا سعيهم. 31 – في جوامع الجامع: ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات أي أحرقوهم وعذبوهم بالنار وهم أصحاب الاخدود فلهم في الاخرة عذاب جهنم بكفرهم ولهم عذاب الحريق وهى نار اخرى عظيمة باحراقهم المؤمنين ” ولهم عذاب جهنم ” في الاخرة ” ولهم عذاب الحريق ” في الدنيا لما روى أن النار انقلبت عليهم فأحرقتهم. 32 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ذا العرش المجيد فهو الله الكريم المجيد حدثنى أبى عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالس وعنده جبرئيل إذا حانت من جبرئيل نظرة قبل السماء إلى أن قال: قال جبرئيل عليه السلام: ان هذا اسرافيل صاحب الرب واقرب خلق الله منه، واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء، فإذا تكلم الرب تبارك وتعالى بالوحى ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ثم ألقاه الينا نسعى به في السموات والارض. 33 – وفيه قال على بن ابراهيم في قوله: بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ قال: اللوح المحفوظ، له طرفان، طرف على يمين العرش على جبهة اسرافيل فإذا تكلم الرب جل ذكره بالوحى ضرب اللوح جبين اسرافيل، فنظر في اللوح فيوحى بما في اللوح إلى جبرئيل عليه السلام. 34 – في امالي الصدوق (ره) باسناده إلى محمد بن يعقوب النهشلي قال: حدثنى على بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين بن على عن أبيه على بن أبى طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن ميكائيل عن اسرافيل عن الله جل جلاله ونقل حديثا طويلا. وباسناده إلى على بن بلال عن على بن موسى الرضا عن موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن محمد بن على عن على بن الحسين عن الحسين بن على عن على


[ 549 ]

بن ابى طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عن ميكائيل عن اسرافيل عليهم السلام عن اللوح عن القلم قال: يقول الله عزوجل: ولاية على بن أبى طالب حصنى فمن دخل حصنى امن من نارى. 35 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب العقد، كتب ملك الروم إلى عبد الملك: أكلت لحم الجمل الذى هرب عليه أبوك من المدينة لاغزونك بجنود مأة ألف ومأة ألف، فكتب عبد الملك إلى الحجاج ان يبعث إلى زين العابدين عليه السلام ويتوعده ويكتب إليه ما يقول ففعل فقال على بن الحسين: ان لله لوحا محفوظا يلحظه في كل يوم ثلاثمأة لحظة ليس منها لحظة واحدة الا يحيى فيها و يميت ويعز ويذل ويفعل ما يشاء، وانى لارجو أن يكفيك منها لحظة واحدة، فكتب بها الحجاج إلى عبد الملك فكتب عبد الملك بذلك إلى ملك الروم، فلما قرأه قال: ما خرج هذا الا من كلام النبوة. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من كانت قرائته في فرائضه بالسماء والطارق وكانت له عند الله يوم القيامة جاها ومنزلة، وكان من رفقاء النبيين وأصحابهم في الجنة. 2 – في مجمع البيان عن ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله من قرأها اعطاه الله بعدد كل نجم في السماء عشر حسنات. 3 – في تفسير على بن ابراهيم: والسماء والطارق قال: الطارق النجم الثاقب وهو نجم العذاب، ونجم القيامة وهو زحل في اعلى المنزل حدثنا جعفر بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن أبيه عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” والسماء والطارق ” قال: السماء في هذا الموضع أمير المؤمنين، والطارق الذى يطرق الائمة من عند الله مما يحدث بالليل والنهار،


[ 550 ]

وهو الروح الذى مع الائمة يسددهم قلت، والنجم الثاقب ؟ قال: ذاك رسول الله صلى الله عليه وآله. 4 – في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن وذكر حديثا طويلا وفيه فقال أبو عبد الله عليه السلام: فما زحل عندكم في النجوم ؟ قال اليماني: نجم نحس فقال له أبو عبد الله عليه السلام: لا تقولن هذا فانه نجم أمير المؤمنين وهو نجم الاوصياء عليهم السلام، وهو النجم الثاقب الذى قال الله في كتابه، فقال له اليماني: فما يعنى بالثاقب ؟ قال: لان مطلعه في السماء السابعة، وانه ثقب (1) بضوءه حتى اضاء السماء الدنيا، فمن ثم سماه الله النجم الثاقب. 5 – في تفسير على بن ابراهيم: ان كل نفس لما عليها حافظ قال: الملائكة قال على بن ابراهيم في قوله: فلينظر الانسان مم خلق خلق من ماء دافق قال: النطفة التى تخرج بقوة يخرج من بين الصلب والترائب قال الصلب الرجل والترائب المرأة وهو صدرها. 6 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) قال أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام سأل عبد الله بن صوريا رسول الله فقال: أخبرني يا محمد الولد يكون من الرجل أو المرأة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: اما العظام والعصب والعروق فمن الرجل واما اللحم والدم والشعر فمن المرأة، قال: صدقت يا محمد، ثم قال: فما بال الولد يشبه اعمامه ليس فيه من شبه أخواله شئ، ويشبه أخواله وليس فيه من شبه اعمامه شئ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ايهما علا مائه ماء صاحبه كان الشبه له فقال: صدقت يا محمد، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 7 – وعن ثوبان قال: ان يهوديا قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: أفلا اسألك عن شئ لا يعلمه الا نبى ؟ قال: وما هو ؟ قال: عن شبه الولد بأبيه وامه، قال: ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق، فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة كان الولد


(1) ثقب الكوكب: أضاء. (*)

[ 551 ]

ذكرا باذن الله عزوجل، ومن قبل ذلك يكون الشبه، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل خرج الولد انثى باذن الله عزوجل، ومن قبل ذلك يكون الشبه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 8 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه لعبدالله بن سلام وقد سأله عن مسائل: وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد إلى أبيه (1). 9 – وباسناده إلى محمد بن عبد الله بن زرارة عن على بن عبد الله عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: تعتلج النطفتان في الرحم فايتهما كانت أكثر جاءت تشبهها فان كانت نطفة المرأة اكثر جاءت تشبه أخواله، وان كانت نطفة الرجل أكثر جاءت تشبه أعمامه، وقال: تجول النطفة في الرجل أربعين يوما فمن أراد أن يدعو الله عزوجل ففى تلك الاربعين قبل ان يخلق، ثم يبعث الله عزوجل ملك الارحام فيأخذها فيصعد بها إلى الله عزوجل، فيقف ما شاء الله فيقول: يا الهى اذكر ام انثى ؟ فيوحى الله عزوجل ما يشاء ويكتب الملك. 10 – وباسناده إلى داود بن القاسم الجعفري عن ابى جعفر الثاني عن الحسن بن على عليهم السلام انه قال مجيبا للخضر بأمر امير المؤمنين وقد سأل امير المؤمنين عليه السلام عن مسائل: واما ما ذكرت من امر الرجل يشبه اعمامه واخواله فان الرجل إذا اتى اهل بقلب ساكن وعروق هادئة (2) وبدن غير مضطرب اسكنت تلك النطفة في تلك الرحم، فخرج الولد يشبه اباه وامه وان هو اتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب اضطربت تلك النطفة في جوف تلك الرحم، فوقعت على عرق من عروق الاعمام اشبه الولد اعمامه، فان وقعت على عرق من عروق الاخوال اشبه الولد اخواله. 11 – وباسناده إلى على بن أبى حمزة عن ابى بصير قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام


(1) نزع الولد إلى أبيه أي اشبهه. (2) أي ساكنة. (*)

[ 552 ]

فقلت: ان الرجل ربما اشبه اخواله وربما اشبه اباه وربما اشبه عمومته ؟ فقال: ان نطفة الرجل بيضاء ونطفة المرأة صفراء رقيقة فان غلبت نطفة الرجل نطفة المرأة أشبه الرجل اباه وعمومته، وان غلبت نطفة المرأة نطفة الرجل أشبه الرجل أخواله. 12 – وباسناده إلى ابن بكير عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: المولود يشبه أباه وعمه ؟ قال: إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة فالولد يشبه أباه وعمه، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل يشبه الولد، امه وخاله. 13 – في تفسير على بن ابراهيم: انه على رجعه لقادر كما خلقه من نطفة يقدر ان يرده إلى الدنيا والى القيامة، وقوله يوم تبلى السرائر قال: يكشف عنها. 14 – في مجمع البيان والسرائر أعمال ابن آدم والفرائض التى أوجببت عليه، وهى سرائر بين الله والعبد و ” تبلى ” أي تختبر تلك السرائر يوم القيامة حتى يظهر خيرها من شرها ومؤديها من مضيعها روى ذلك مرفوعا عن ابى الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ضمن الله خلقه أربع خصال: الصلوة والزكوة و صوم شهر رمضان والغسل من الجنابة وهى السرائر التى قال الله تعالى: ” يوم تبلى السرائر “. 15 – وعن معاذ بن جبل قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله ما هذه السرائر التى ابتلى الله بها العباد في الاخرة ؟ فقال: سرائركم هي أعمالكم من الصلوة والصيام والزكوة والوضوء والغسل من الجنابة، وكل مفروض، لان الاعمال كلها سرائر خفية فان شاء الرجل قال: صليت ولم يصل، وان شاء قال: توضأت ولم يتوضى، فذلك قوله: ” يوم تبلى السرائر “. 16 – في مصباح شيخ الطائفة قدس سره خطبة لامير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقول: ان هذا يوم عظيم الشأن إلى قوله: ويوم كمال الدين هذا يوم ابلاء السرائر. 17 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن أحمد بن عبيدالله بن موسى عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن أبى بصير في قوله: فماله من قوة ولا ناصر


[ 553 ]

قال: ماله من قوة يهوى بها على خالقه، ولا ناصر من الله ينصره ان أراد به سوءا والسماء ذات الرجع قال: ذات المطر والارض ذات الصدع أي ذات النبات. 18 – في مجمع البيان: انه لقول فصل يعنى ان القرآن يفصل بين الحق والباطل بالبيان عن كل واحد منهما وروى ذلك عن الصادق عليه السلام. 19 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله: ان اراد به سوءا قلت: انهم يكيدون كيدا قال: كادوا رسول الله صلى الله عليه وآله وكادوا عليا عليه السلام وكادوا فاطمة عليها السلام، فقال الله: يا محمد انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا فمهل الكافرين امهلهم رويدا لو قد بعث القائم عليه السلام فينتقم لى من الجبارين والطواغيت من قريش وبنى امية وساير الناس، وفيه ” فمهل الكافرين امهلهم رويدا ” قال: دعهم قليلا. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال وباسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرء ” سبح اسم ربك الاعلى ” في فرائضه أو نوافله قيل له يوم القيامة: ادخل الجنة من أي ابواب الجنة شئت ان شاء الله. 2 – وباسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة ان يقرء في ليلة الجمعة بالجمعة وسبح اسم ربك الاعلى، الحديث. 3 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله من قرءها اعطاه الله عشر حسنات بعدد كل حرف انزل الله على ابراهيم وموسى ومحمد صلوات الله عليهم 4 – وعن على بن ابي طالب عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحب هذه السورة سبح اسم ربك الاعلى. واول من قال سبحان ربى الاعلى ميكائيل.. 5 – عن ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وآله إذا قرء ” سبح اسم ربك الاعلى ” قال: سبحان ربى الاعلى، وكذلك روى عن على عليه السلام. 6 – وفيه قال الباقر عليه السلام: إذا قرأت ” سبح اسم ربك الاعلى ” فقل: سبحان ربى الاعلى


[ 554 ]

وان كنت في الصلوة فقل فيما بينك وبين نفسك. 7 – وروى العياشي باسناده عن ابن ابى حميصة عن على عليه السلام قال: صليت خلفه عشرين ليلة وليس يقرء الا سبح اسم ربك الاعلى. وقال: لو تعلمون ما فيها لقرءها الرجل كل يوم عشرين مرة، وان من قرءها فكأنما قرء صحف موسى و ابراهيم الذى وفى. 8 – وفى تفسير العياشي عن الاصبغ بن نباتة قال: لما تقدم امير المؤمنين عليه السلام الكوفة صلى بهم اربعين صباحا يقرء بهم سبح اسم ربك الاعلى. 9 – وعن عقبة بن عامر الجهنى قال: لما نزلت ” فسبح باسم ربك العظيم ” قال رسول الله صلى الله عليه وآله اجعلوها في ركوعكم، ولما نزل ” سبح اسم ربك الاعلى ” قال: اجعلوها في سجودكم. 10 – في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابى بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اقرء في ليلة الجمعة بالجمعة، وسبح اسم ربك الاعلى. 11 – في عيون الاخبار في باب ذكر اخلاق الرضا عليه السلام ووصف عبادته، فإذا قرء سبح اسم ربك الاعلى قال سرا: سبحان ربى الاعلى. 12 – في كتاب الخصال فيما علم امير المؤمنين عليه السلام اصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: إذا قرأ تم من المسبحات الاخيرة فقولوا: سبحان الله الاعلى. 13 – في روضة الواعظين للمفيد (ره) وروى جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عليهم السلام انه قال: وان لله ملكا يقال له: حزقائيل له ثمانية عشر الف جناح ما بين الجناح إلى الجناح خمسمأة عام، ثم اوحى الله إليه ايها الملك: طر فطار مقدار عشرين الف عام لم ينل رأس قائمة من قوائم العرش، ثم ضاعف الله له في الجناح والقوة، وامره ان يطير فطار مقدار ثلثين الف عام لم ينل ايضا، واوحى الله إليه: ايها الملك لو طرت إلى نفخ الصور مع اجنحتك وقوتك لم تبلغ إلى ساق عرشى، فقال الملك


[ 555 ]

سبحان ربى الاعلى، فأنزل الله عزوجل سبح اسم ربك الاعلى فقال النبي صلى الله عليه وآله: اجعلوها في سجودكم، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 14 – في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن اسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن على بن الحسين العبدى عن سعد الاسكاف عن الاصبغ بن نباتة انه سأل امير المؤمنين عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” سبح اسم ربك الاعلى ” فقال: مكتوب على قائمة العرش قبل ان يخلق الله السماوات والارضين بألفى عام، لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده و رسوله فاشهدوا بهما وان عليا وصى محمد صلى الله عليه وآله. وفيه ” سبح اسم ربك الاعلى ” قال: قل سبحان ربى الاعلى الذى خلق فسوى و الذى قدر فهدى قال: قال: قدر الاشياء بالتقدير الاول ثم هدى إليها من يشاء. 15 – في مجمع البيان قرء الكسائي ” قدر ” بالتخفيف وهو قرائة على عليه السلام والباقون ” قدر ” بالتشديد. 16 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: والذى اخرج المرعى قال: أي النبات فجعله بعد اخراجه غثاء احوى قال: يصير هشيما بعد بلوغه ويسود. قوله: سنقرئك فلا تنسى أي نعلمك فلا تنسى ثم استثنى فقال: الا ما شاء الله لانه لا يؤمن النسيان اللغوى وهو الترك لان الذى لا ينسى هو الله. 17 – في مجمع البيان ” سنقرئك فلا تنسى ” قال ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا نزل عليه جبرئيل عليه السلام بالوحى يقرئه مخافة ان ينساه فكان لا يفرغ جبرئيل عليه السلام من آخر الوحى حتى يتكلم هو بأوله، فلما نزلت هذه الاية لم ينس بعد ذلك شيئا قد افلح من تزكى فان من تطهر من الشرك وقال: لا اله الا الله إلى قوله: وقيل: اراد صدقة الفطرة وصلوة العيد وروى ذلك مرفوعا ومتى قيل: على هذا القول كيف يصح والسورة مكية ولم يكن هناك صلوة العيد ولا زكوة فطر ؟ قلنا يحتمل ان يكون اولها بمكة وختمت بالمدينة. 18 – في اصول الكافي على بن محمد عن احمد بن الحسين عن على بن ريان عن


[ 556 ]

عبيدالله بن عبد الله الدهقان قال: دخلت على أبى الحسن الرضا عليه السلام فقال لى: ما معنى قوله وذكر اسم ربه فصلى فقلت: كلما ذكر اسم ربه قام فصلى، فقال لى لقد كان الله عزوجل كلف هذا شططا ! فقلت: جعلت فداك فكيف هو ؟ فقال: كلما ذكر اسم ربه صلى على محمد وآله. 19 – في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل ” قد افلح من تزكى ” قال: من اخرج الفطرة. قيل له: ” وذكر اسم ربه فصلى ” قال: خرج إلى الجبانة (1) فصلى. 20 – وروى حماد بن عيسى عن حريز عن ابى بصير وزرارة قالا: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان من اتمام الصوم اعطاء الزكوة يعنى الفطرة، كما ان الصلوة على النبي صلى الله عليه وآله من تمام الصلوة، لانه من صام ولم يؤد الزكوة فلا صوم له إذا تركها متعمدا، ولا صلوة له إذا ترك الصلوة على النبي وآله، ان الله عزوجل قد بدء بها قبل الصوم قال ” قد افلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى “. 21 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” قد افلح من تزكى ” قال: زكوة الفطرة، فإذا اخرجها قبل صلوة العيد ” وذكر اسم ربه فصلى ” قال: صلوة الفطر والاضحى. 22 – في مجمع البيان: بل تؤثرون الحيوة الدنيا والاخرة خير وابقى وفى الحديث من احب آخرته اضر بدنياه، ومن احب دنياه اضر بآخرته. 23 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن عبد الله بن ادريس عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ” بل تؤثرون الحيوة الدنيا ” قال: ولاية شبوية (2) ” والاخرة خير وابقى ” ولاية امير المؤمنين عليه السلام ان هذا لفى الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى. 24 – باسناده إلى درست بن ابى منصور عن رجل عن ابى عبد الله عليه السلام وهشام


(1) الجبانة: الصحراء. (2) الشبوة: العقرب والنسبة إليها شبوية قال الفيض (ره): كانه شبه الجائر بالعقرب ” انتهى ” وفى المصدر وكذا المنقول عنه في البحار ” ولايتهم ” مكان ” ولاية شبوية “. (*)

[ 557 ]

عن ابى عبد الله عليه السلام قال رأس كل خطيئة حب الدنيا. 25 – وباسناده إلى مسلم بن عبد الله قال: سئل على بن الحسين عليهما السلام أي الاعمال افضل عند الله ؟ قال: ما من عمل بعد معرفة الله عزوجل ومعرفة رسول الله صلى الله عليه وآله افضل من بغض الدنيا، فان لذلك شعبا كثيرة وللمعاصي شعب، فأول ما عصى الله به الكبر معصية ابليس حين ابى واستكبر وكان من الكافرين، ثم الحرص وهى معصية آدم وحوا عليهما السلام حين قال الله عزوجل لهما: ” كلا من حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ” فاخذا مالا حاجة بهما إليه، فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة، وذلك ان اكثر ما يطلب ابن آدم مالا حاجة به إليه، ثم الحسد وهى معصية ابن آدم حيث حسد اخاه فقتله، فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب الرياسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة، فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا، فقالت الانبياء والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا راس كل خطيئة، والدنيا دنيائان دنيا بلاغ ودنيا ملعونة وأمل لا يدرك ورجاء لا ينال. قال مؤلف هذا الكتاب والاحاديث في هذا المعنى كثيرة ومفادها لا يخفى على من كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد رزقنا الله واياكم دوام التفكر في حقيقة أحوال الدارين. 26 – في كتاب الخصال عن عتبة بن عمر الليثى عن أبى ذر رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه قلت: يا رسول الله فما في الدنيا مما أنزل الله عليك شئ مما كان في صحف ابراهيم وموسى ؟ قال: يابا ذر اقرأ ” قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى * بل تؤثرون الحياة الدنيا * والاخرة خير وابقى * ان هذا لفى الصحف الاولى * صحف ابراهيم وموسى “. 27 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن اسماعيل عن على بن النعمان عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال لى: يابا محمد ان الله عزوجل لم يعط الانبياء شيئا الا وقد اعطاه


[ 558 ]

محمدا، وقال: وقد اعطى محمدا جميع ما اعطى الانبياء وعندنا الصحف التى قال الله عزوجل: ” صحف ابراهيم وموسى ” قلت: جعلت فداك: هي الالواح ؟ قال: نعم. 28 – وباسناده إلى مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ايها الناس ان الله تبارك وتعالى ارسل اليكم الرسول صلى الله عليه وآله إلى أن قال: فجاءهم بنسخة ما في الصحف الاولى، وتصديق الذى بين يديه، وتفصيل الحلال من ريب الحرام، ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم. 29 – وباسناده إلى عبد الحميد بن أبى الديلم عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال: وقد ذكر المسيح عليه السلام وجرت بعده في الحواريين في المستحفظين، وانما سماهم الله عزوجل المستحفظين لانهم استحفظوا الاسم الاكبر وهو الكتاب الذى يعلم به علم كل شئ، الذى كان مع الانبياء عليهم السلام، يقول الله عزوجل: ” ولقد ارسلنا رسلا من قبلك و انزلنا معهم الكتاب والميزان ” الكتاب الاسم الاكبر، وانما عرف مما يدعى الكتاب التوراة والانجيل والفرقان، فيها كتاب نوح عليه السلام وفيها كتاب صالح وشعيب وابراهيم فأخبر الله عزوجل: ” ان هذا لفى الصحف الاولى * صحف ابراهيم وموسى ” فاين صحف ابراهيم انما صحف ابراهيم الاسم الاكبر، وصحف موسى الاسم الاكبر. 30 – على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن أبى عبد الله عليه السلام قال: نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور ثم نزل في طول عشرين سنة، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: نزل صحف ابراهيم في اول ليلة من شهر رمضان، وانزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان. 31 – في الكافي باسناده إلى ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: انزلت التوراة في ست مضت من شهر رمضان، ونزل الانجيل في اثنى عشر ليلة من شهر رمضان، وانزل الزبور في ليلة ثمان عشرة مضت من شهر رمضان، ونزل القرآن في ليلة القدر.


[ 559 ]

في روضة الكافي أحمد بن محمد بن الكوفى عن على بن الحسن التيمى عن على بن أسباط عن على بن جعفر قال: حدثنى معتب أو غيره قال: بعث عبد الله بن الحسن إلى أبى عبد الله عليه السلام يقول لك أبو محمد: انا أشجع منك وأنا أسخى منك و انا أعلم منك فقال لرسوله: اما الشجاعة فوالله ما كان لك موقف يعرف به جبنك من شجاعتك، واما السخى فهو الذى يأخذ الشئ من جهته فيضعه في حقه، واما العلم فقد اعتق أبوك على بن أبى طالب ألف مملوك فسم لنا خمسة منهم وانت عالم، فعاد إليه فأعلمه ثم عاد إليه، فقال له: يقول لك انك رجل صحفي فقال له أبو عبد الله عليه السلام قل له: أي والله صحف ابراهيم وموسى وعيسى ورثتها عن آبائى عليهم السلام. 33 – في بصائر الدرجات احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر ابن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن ابى بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: عندنا الصحف التى قال الله: ” صحف ابراهيم وموسى ” قلت: الصحف هي الالواح ؟ قال: نعم. 34 – محمد بن عيسى عمن رواه عن محمد قال: حدثنى عبد الله بن ابراهيم الانصاري الهمداني عن ابى خالد القماط عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لنا ولاة من رسول الله صلى الله عليه وآله طهر، وعندنا صحف ابراهيم وموسى ورثناها عن رسول الله صلى الله عليه وآله. 35 – محمد بن عبد الجبار عن الحسين بن احمد بن الحسن التيمى عن فيض بن المختار عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله افضت إليه صحف ابراهيم وموسى فأتمن عليها رسول الله صلى الله عليه وآله عليا، فأتمن عليها على الحسن، وائتمن عليها الحسن الحسين حتى انتهى الينا. 36 – احمد بن محمد عن ابن سنان عن عبد الله بن مسكان وشعيب الحذاء عن ابى بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: عندي الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى، قال ضريس اليست هي الالواح ؟ قال: نعم. 37 – ابراهيم بن هاشم عن البرقى عن ابن سنان وغيره عن بشر عن حمران


[ 560 ]

ابن اعين قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: عندكم التوراة والانجيل والزبور وما في الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى ؟ قال: نعم قلت ان هذا لهو العلم الاكبر ؟ قال: يا حمران ولكن ما يحدث بالليل والنهار علمه عندنا أعظم. 38 – ابراهيم بن اسحاق عن عبد الله بن حماد عن أبى خالد القماط عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: عندنا صحف ابراهيم وموسى ورثناها من رسول الله صلى الله عليه وآله. 39 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: قال على عليه السلام لبعض احبار اليهود وقد ذكر النبي صلى الله عليه وآله ومناقبه: واعطى سورة بنى اسرائيل وبراءة بصحف ابراهيم وصحف موسى عليهما السلام. 40 – في مجمع البيان في تفسير العياشي عن الاصبغ بن نباتة قال: لما قدم امير المؤمنين عليه السلام الكوفة صلى بهم أربعين صباحا يقرء بهم ” سبح اسم ربك الاعلى ” فقال المنافقون: لا والله ما يحسن ابن ابى طالب أن يقرأ القرآن، ولو أحسن ان يقرء لقرء بنا غير هذه السورة، قال: فبلغه ذلك فقال: ويلهم انى لاعرف ناسخه من منسخوه ومحكمه من متشابهه، وفصله وفصاله وحروفه من معانيه، والله ما من حرف نزل على محمد صلى الله عليه وآله الا انى أعرف فيمن أنزل وفى أي يوم واى موضع، ويل لهم أما يقرؤن ” ان هذا لفى الصحف الاولى * صحف ابراهيم وموسى ” والله عندي ورثتها من رسول الله صلى الله عليه وآله والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. في بصائر الدرجات محمد بن عيسى عن ابى محمد الانصاري عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة المزني عن الاصبغ بن نباتة نحو ما في تفسير العياشي. 41 – في كتاب الخصال عن عتبة بن عمير الليثى عن أبى ذر رحمه الله قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في المسجد جالس وحده فاغتنمت خلوته إلى أن قال: قلت: يا رسول الله كم انزل الله من كتاب ؟ قال: مأة كتاب واربعة كتب، انزل الله على شيث خمسين صحيفة، وعلى ادريس ثلاثين صحيفة، وعلى ابراهيم عشرين


[ 561 ]

صحيفة، وانزل التوراة والانجيل والزبور والفرقان، قلت: يا رسول الله وما كانت صحف ابراهيم ؟ قال: كانت امثالا كلها، وكان فيها: ايها الملك المبتلى المغرور انى لم ابعثك تجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم فانى لا اردها وان كانت من كافر، وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا ان يكون له ساعات: ساعة يناجى فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها صنع الله عزوجل إليه، وساعة يخلو فيها لحظ نفسه من الحلال، فان هذه الساعة عون لتلك الساعات، واستحمام للقلوب وتوديع لها، وعلى العاقل ان يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، فانه من حسب كلامه من عمله قل كلامه الا فيما يعنيه، وعلى العاقل ان يكون طالبا لثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو تلذذ في غير محرم، قلت: يا رسول الله فما كانت صحف موسى ؟ قال: كانت عبرا كلها، عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح ؟ ولمن ايقن بالنار كيف يضحك ؟ ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها ؟ ولمن يؤمن بالقدر كيف ينصب ؟ ولمن ايقن بالحساب ثم لا يعمل ؟ 42 – في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى قال أبو ذر: قلت يا رسول الله فما كانت صحف ابراهيم عليه السلام ؟ قال: كانت امثالا كلها: ايها الملك المسلط المبتلى المغرور انى لم ابعثك لتجمع المال بعضه على بعض، وانما بعثتك لترد عنى دعوة المظلوم فانى لا اردها وان كانت من كافر أو فاجر فجوره على نفسه، وكان فيها أمثال وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله ان يكون له ساعات: ساعة يناجى فيها ربه، وساعة يفكر فيها في صنع الله، وساعة يحاسب نفسه فيما قدم وأخر، وساعة يخلو فيها بحاجته من الحلال ومن المطعم والمشرب، وعلى العاقل ان يكون طاعنا في ثلاث: تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، وعلى العاقل أن يكون بصيرا في زمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه، ومن حسب كلامه من عمله قل كلامه الا في ما يعنيه، قلت: يا رسول الله فما كانت صحف موسى عليه السلام ؟ قال: كانت عبرا كلها: عجبت لمن أيقن بالنار ثم ضحك، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح،


[ 562 ]

عجبت لمن أبصر الدنيا وتقلبها بأهلها حالا بعد حال وهو يطمئن إليها ؟ عجبت لمن أيقن بالحساب ثم لم يعمل قلت: يا رسول الله فهل في أيدينا شئ مما كان في صحف ابراهيم وموسى عليهما السلام فيما أنزل الله عليك ؟ قال: اقرأ يا با ذر ” قد افلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى * بل تؤثرون الحيوة الدنيا * والاخرة خير وأبقى * ان هذا لفى الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى “. 43 – في مجمع البيان روى عن أبى ذر أنه قال: قلت: يا رسول الله كم الانبياء قال: مأة الف نبى وأربعة وعشرون الفا قلت: يا رسول الله كم المرسلون منهم ؟ قال: ثلاثمأة وثلاثة عشر وبقيتهم أنبياء، قلت: كان آدم نبيا ؟ قال: نعم كلمه الله و خلقه بيده، يابا ذر اربعة من الانبياء عرب: هو وصالح وشعيب ونبيك، قلت: يا رسول الله كم انزل الله من كتاب ؟ قال: مأة وأربعة كتب، انزل منها على آدم عشرة صحف، وعلى شيث خمسين صحيفة، وعلى اخنوخ وهو ادريس ثلاثين صحيفة، وهو اول من خط بالقلم، وعلى ابراهيم عشر صحائف، والتوراة و الانجيل والزبور والفرقان. 44 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى انس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بعثت على اثر ثمانية آلاف نبى منهم أربعة آلاف من بنى اسرائيل. 45 – في تهذيب الاحكام باسناده إلى أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من احب ان يصافحه مأتا الف نبى وعشرون الف نبى فليزر قبر الحسين بن على عليهما السلام في النصف من شعبان، فان ارواح النبيين تستأذن الله في زيارة قبره فيؤذن لهم. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابي عبد الله عليه السلام قال: من ادمن قرائة ” هل اتاك حديث الغاشية ” في فريضة أو نافلة غشاه الله برحمته في الدنيا والاخرة، و


[ 563 ]

آتاه الامن يوم القيامة من عذاب النار. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله من قرءها حاسبه الله حسابا يسيرا. 3 – في روضة الكافي عن محمد عن ابيه عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قلت: هل اتاك حديث الغاشية قال: يغشاهم القائم بالسيف، قال: قلت: وجوه يومئذ خاشعة قال: خاضعة لا تطيق الامتناع، قال: قلت: عاملة قال: عملت بغير ما انزل الله قال: قلت ناصبة قال: نصبت غير ولاة الامر قال: قلت: تصلى نارا حامية قال: تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم وفى الاخرة نار جهنم. 4 – على بن ابراهيم عن على بن الحسين عن محمد بن الكناسى قال: حدثنا من رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل ” هل اتاك حديث الغاشية ” قال: الذين يغشون الامام. 5 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن حنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال لا يبالى الناصب صلى أم زنا، وهذه نزلت فيهم: ” عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية “. 6 – على بن ابراهيم عن ابن أبى عمير عن عمرو بن أبى المقدام قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال أبى قال أمير المؤمنين عليه السلام: كل ناصب وان تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الاية: ” عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 7 – في كتاب ثواب الاعمال أبى رحمه الله قال: حدثنى احمد بن ادريس عن محمد بن أحمد قال: حدثنى أبو عبد الله الرازي عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن صالح بن سعيد القماط عن ابان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كل ناصب وان تعبد واجتهد يصير إلى هذه الغاية: ” عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية “. 8 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن احمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال: حدثنا محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة: قال


[ 564 ]

سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: كل من خالفكم وان تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الاية: ” وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية “. 9 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى اسحاق الليثى عن الباقر عليه السلام حديث طويل يقول فيه أبو اسحاق بعد ان قال: وأجد من اعدائكم ومن ناصبيكم من يكثر من الصلوة ومن الصيام ويخرج الزكاة ويتابع بين الحج والعمرة ويحض على الجهاد ويأثر على البر وعلى صلة الارحام ويقضى حقوق اخوانه ويواسيهم من ماله ويتجنب شرب الخمر والزنا واللواط وساير الفواحش ؟ وان ناصب على ما هو عليه مما وصفته من افعالهم لو اعطى ما بين المشرق والمغرب ذهبا وفضة ان يزول عن محبة الطواغيت وموالاتهم إلى موالاتكم ما فعل ولازال، ولو ضربت خياشيمه (1) بالسيوف فيهم ولو فعل فيهم ما ارتدع ولارجع، وإذا سمع احدهم منقبة لكم وفضلا اشمأز من ذلك وتغير لونه وراى كراهة ذلك في وجهه بغضا لكم ومحبة لهم، قال: فتبسم الباقر عليه السلام ثم قال: يا ابراهيم هيهنا هلكت ” العاملة الناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية ” ومن ذلك قال عزوجل: وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا “. 10 – في امالي الصدوق رحمه الله حدثنا محمد بن الحسن رضى الله عنه قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن محمد بن ابى عمير عن على ابن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: كل ناصب وان تعبد واجتهد فمنسوب إلى هذه الآية: ” عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية * تسقى من عين آنية * ليس لهم طعام الامن ضريع * لا يسمن ولا يغنى من جوع “. 11 – في مجمع البيان وقال أبو عبد الله عليه السلام: كل ناصب وان تعبد واجتهد يصير إلى هذه الاية: ” عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية “. 12 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) حديث طويل عن الحسن بن على


(1) الخياشيم جمع الخيشوم: أقصى الانف. (*)

[ 565 ]

عليهما السلام يتكلم فيه على جمع كثير في مجلس معاوية بن ابى سفيان وعلى معاوية ايضا و فيه: واما أنت يا عقبة بن أبى سفيان فوالله ما أنت بحصيف (1) فأجاوبك ولا عاقل فاعاتبك، وما عندك خير يرجى ولا شر يخشى وما كنت ولو سببت عليا لاعير به عليك لانك عندي لست بكفو لعبد عبد على بن ابى طالب فارد عليك واعاتبك، ولكن الله عز وجل لك ولابيك ولامك واخيك بالمرصاد، فانت ذرية آبائك الذين ذكرهم الله في القرآن فقال: ” عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية * تسقى من عين آنية ” إلى قوله: ” من جوع “. 13 – في تفسير على بن ابراهيم ” وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة ” وهم الذين خالفوا دين الله وصلوا وصاموا ونصبوا لامير المؤمنين عليه السلام وهو قوله: ” عاملة ناصبة ” عملوا ونصبوا فلا يقبل شئ من أفعالهم ” وتصلى وجوههم نارا حامية * تسقى من عين آنية ” قال: لها انين من شدة حرها ليس لهم طعام الا من ضريع قال: عرق أهل النار وما يخرج من فروج الزوانى. 14 – في مجمع البيان عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الضريع شئ يكون في النار يشبه الشوك أمر من الصبر وأنتن من الجيفة، واشد حرا من النار سماه الله الضريع. 15 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن محمد بن أبى عمير عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: يا ابن رسول الله خوفني فان قلبى قد قسا، فقال: يابا محمد استعد للحياة الطويلة فان جبرئيل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قاطب (2) وقد كان قبل ذلك يجئ وهو مبتسم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا ؟ فقال يا محمد قد وضعت منافخ النار، فقال: وما منافخ النار يا جبرئيل فقال: يا محمد ان الله عزوجل امر بالنار فنفخ عليها الف عام حتى ابيضت، ثم نفخ عليها الف عام حتى احمرت، ثم نفخ عليها الف عام حتى اسودت، فهى سوداء مظلمة، لو ان قطرة من


(1) الحصيف: المحكم العقل. (2) قطب الرجل: زوى ما بين عينيه وكلح. (*)

[ 566 ]

الضريع قطرت في شراب اهل الدنيا لمات اهلها من نتنها، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 16 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن هشام بن سالم عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: سأله الابرش الكلبى عن قول الله عزوجل: ” يوم تبدل الارض غير الارض ” قال: تبدل خبزة يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، قال الابرش: ان الناس لفى شغل عن الاكل ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: هم في النار لا يشتغلون عن أكل الضريع وشرب الحميم في العذاب فكيف يشتغلون عنه في الحساب 17 – عدة من اصحابنا عن احمد بن ابى عبد الله عن ابيه عن القاسم بن عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل ” يوم تبدل الارض غير الارض ” قال: تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغوا من الحساب، فقال له قائل: انهم لفى شغل يومئذ عن الاكل والشرب ؟ فقال: ان الله عزوجل خلق ابن آدم اجوف لابد له من الطعام والشراب، اهم أشد شغلا يومئذ ام في النار ؟ فقد استغاثوا والله عزوجل يقول: ” وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب “. 18 – في تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام ” يوم تبدل الارض غير الارض ” قال: تبدل خبزة نقية ياكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب فقال قائل: انهم لفى شغل عن الاكل والشرب ؟ فقال له: ان ابن آدم خلق اجوف لابد له من الطعام والشراب اهم اشد شغلا ام هم في النار ؟ فقد استغاثوا فقال ” وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل ” 19 – وفيه بعد ان ذكر حديثا عن ابى جعفر عليه السلام وفى خبر آخر عنه فقال وهم في النار لا يشغلون عن اكل الضريع وشرب الحميم وهم في العذاب، كيف يشغلون عنه في الحساب ؟ 20 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن على بن الحسين عن محمد الكناسى قال: حدثنا من رفعه إلى ابى عبد الله عليه السلام في قول الله ” هل اتيك حديث الغاشية


[ 567 ]

قال: الذين يغشون الامام إلى قوله عزوجل لا يسمن ولا يغنى من جوع قال: لا ينفعهم ولا يغنيهم ولا ينفعهم الدخول ولا يغنيهم القعود. 21 – في تفسير على بن ابراهيم ذكر اتباع امير المؤمنين عليه السلام فقال: وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية يرضى الله بما سعوا فيه في جنة عالية لا تسمع فيها لاغية قال: الهزل والكذب. 22 – في مجمع البيان وعن عاصم بن ضمرة عن على عليه السلام انه ذكر اهل الجنة فقال: يجيئون فيدخلون فإذا اساس بيوتهم من جندل اللؤلؤ وسرر مرفوعة واكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابى مبثوثة ولو لا أن الله تعالى قدرها لهم لالتمعت ابصارهم بما يرون، ويعانقون الازواج ويقعدون على السرر، ويقولون: الحمد لله الذى هدانا لهذا. 23 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: ” ونمارق مصفوفة قال: البسط والوسائد ” وزرابى مبثوثة ” قال: كل شئ خلقه الله في الجنة له مثال في الدنيا الا الزرابى فانه لا يدرى ماهى ؟. 24 – في مجمع البيان وروى عن على عليه السلام افلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت بفتح اوائل هذه الحروف كلها وضم التاء. 25 – في كتاب الخصال عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: جمع الخير كله في ثلاث خصال: النظر والسكوت والكلام، و كل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل سكوت ليس فيه فكر فهو غفلة، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، فطوبى لمن كان نظره عبرا، وسكوته فكرا، وكلامه ذكرا، وبكى على خطيئته وأمن الناس شره. 26 – في كتاب التوحيد قال هشام: فكان من سؤال الزنديق ان قال: فما الدليل عليه ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: وجود الافاعيل التى دلت على أن صانعا صنعها ألا ترى انك إذا نظرت إلى بناء مشيد مبنى علمت أن له بانيا وان كنت لم تر البانى


[ 568 ]

ولم تشاهده وفى اصول الكافي مثله سواء. 27 – في كتاب الاهليلجة المنقول عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام في الرد على من أنكر وجود الصانع قال عليه السلام لمن كان منكرا للصانع: إذا رأيت بناءا أتقر ان له بانيا، وإذا رأيت صورة أتقر أن لها مصورا ؟ قال لابد من ذلك. 28 – في تفسير على بن ابراهيم قال على بن ابراهيم في قوله: لست عليهم بمصيطر قال: بحافظ ولا كاتب عليهم. وفى رواية ابى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله الا من تولى وكفر يريد من لم يتعظ ولم يصدقك وجحد ربوبيتي وكفر نعمتي فيعذبه الله العذاب الاكبر يريد الغليظ الشديد الدائم ان الينا ايابهم يريد مصيرهم ثم ان علينا حسابهم يريد جزاءهم. 29 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا فما كان لله سألنا الله ان يهبه فهو لهم وما كان لنا فهو لهم ثم قرء أبو عبد الله عليه السلام: ان الينا ايابهم * ثم ان علينا حسابهم “. 30 – في روضة الكافي سهل بن زياد عن ابن سنان عن سعدان عن سماعة قال: كنت قاعدا مع ابى الحسن الاول عليه السلام والناس في الطواف في جوف الليل، فقال لى: يا سماعة الينا اياب هذا الخلق وعلينا حسابهم فما كان لهم من ذنب بينهم وبين الله عزوجل حتمنا على الله عزوجل في تركه لنا، فاجابنا إلى ذلك، وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه منهم فأجابوا إلى ذلك وعوضهم الله عزوجل. 31 – عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال قال: يا جابر إذا كان يوم القيامة جمع الله عزوجل الاولين والاخرين لفصل الخطاب، دعى رسول الله صلى الله عليه وآله ودعى امير المؤمنين عليه السلام فيكسى رسول الله صلى الله عليه وآله حلة خضراء تضئ ما بين المشرق والمغرب، ويكسى على عليه السلام مثلها، ويكسى رسول الله صلى الله عليه وآله حلة وردية يضئ لها ما بين المشرق و


[ 569 ]

المغرب، ويكسى على عليه السلام مثله ثم يصعدان عندها، ثم يدعى بنا فيدفع الينا حساب الناس فنحن والله ندخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 32 – في بصائر الدرجات الحسن بن على بن صباح عن زيد بن الشحام عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: الينا الصراط والميزان وحساب شيعتنا والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 33 – في من لا يحضره الفقيه في الزيارة الجامعة لجميع الائمة صلوات الله عليهم المنقولة عن محمد بن على الجواد عليه السلام: واياب الخلق اليكم وحسابهم عليكم. 34 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن عبد الرحمان بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: واما الذنب الذى لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض، ان الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه اقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالى لا يجوزنى ظلم ظالم ولو كف بكف ومسحة بكف ولو نطحة ما بين الجماء إلى القرناء فيقضى للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لاحد على احد مظلمة ثم يبعثهم للحساب (1) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 35 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال أهل القيامة يقول فيه عليه السلام: والناس يومئذ على طبقات ومنازل، فمنهم من يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا، ومنهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب، لانهم لم يتلبسوا من أمر الدنيا بشئ، وانما الحساب هناك على من تلبس بها هيهنا، ومنهم من يحاسب على النقير والقطمير ويصير إلى عذاب السعير. 36 – في نهج البلاغة وسئل عليه السلام كيف يحاسب الله الخلق على كثرتهم ؟ قال كما يرزقهم على كثرتهم، قيل: فكيف يحاسبهم ولا يرونه ؟ قال: كما يرزقهم ولا يرونه 37 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من اخبار هذه المجموعة


(1) مضى الحديث في تفسير سورة الانفطار فراجع. (*)

[ 570 ]

وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تعالى يحاسب كل خلق الا من اشرك بالله فانه لا يحاسب ويؤمر به إلى النار. 38 – في كتاب علل الشرايع ابى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: أرأيت الميت إذا مات لم تجعل معه الجريدة ؟ قال: تجافى عنه العذاب و الحساب مادام العود رطبا، انما الحساب والعذاب كله في يوم واحد في ساعة واحدة قدر ما يدخل ويرجع الناس، فانما جعل السعاف لذلك ولا عذاب ولاحساب بعد جفوفها ان شاء الله. 39 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن جعفر بن ابراهيم عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة أوقف المؤمن بين يديه فيكون هو الذى يلى حسابه، فيعرض عليه عمله فينظر في صحيفته، فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه وترتعد فرائصه وتفزع نفسه ثم يرى حسناته فتقر عينه وتسر نفسه وتفرح روحه، ثم ينظر إلى ما أعطاه الله من الثواب فيشتد فرحه، ثم يقول الله للملائكة: هلموا بالصحف التى فيها الاعمال التى لم يعملوها، قال: فيقرؤنها فيقولون: و عزتك انك لتعلم انا لم نعمل منها شيئا، فيقول: صدقتكم لكنكم نويتموها فكتبناها لكم ثم يثابون عليها. 40 – وفيه فقال الصادق عليه السلام: كل امة يحاسبها امام زمانها، ويعرف الائمة وليائهم وأعدائهم بسيماهم، وهو قوله: ” وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم أفيعطوا اولياءهم كتابهم بيمينهم، فيمروا إلى الجنة بغير حساب، ويعطوا اعدائهم كتابهم بشمالهم فيمروا إلى النار بغير حساب.


[ 571 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: اقرؤوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم، فانها سورة للحسين بن على عليهما السلام، من قرءها كان مع الحسين عليه السلام يوم القيامة في درجته من الجنة ان الله عزيز حكيم. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرأها في ليالى عشر غفر له، ومن قرأها ساير الايام كانت له نورا يوم القيامة. 3 – والفجر أقسم الله سبحانه بفجر النهار إلى قوله: وقيل: اراد بالفجر النهار كله عن ابن عباس وليال عشر يعنى العشر من ذى الحجة عن ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك والسدى وروى ذلك مرفوعا والشفع والوتر قيل: الشفع لانه قال: وخلقناكم ازواجا والوتر الله تعالى عن ابن عباس، وهو رواية ابى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وآله وقيل الشفع والوتر الصلوة منها شفع ومنها وتر وهو رواية ابن حصين عن النبي صلى الله عليه وآله، وقيل: الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة عن ابن عباس وعكرمة وضحاك وهو رواية جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وقيل: الشفع يوم التروية، والوتر يوم عرفة روى ذلك عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام: 4 – في تفسير على بن ابراهيم ” والفجر ” قال: ليس فيها واو انما هو ” الفجر ” ” وليال عشر ” قال: عشر ذى الحجة ” والشفع ” قال: الشفع ركعتان والوتر ركعة. وفى حديث آخر قال: ” الشفع ” الحسن والحسين ” والوتر ” امير المؤمنين عليهم السلام. والليل إذا يسر قال: هي ليلة جمع. 5 – وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله لذى حجر يقول: لذى عقل. 6 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبان الاحمر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل وفرعون ذى الاوتاد لاى شئ سمى ذا الاوتاد ؟ فقال:


[ 572 ]

لانه كان إذا عذب رجلا بسطه على الارض على وجهه ومد يده ورجليه فأوتدها بأربعة أوتاد في الارض، وربما بسطه على خشب منبسط، فوتد رجليه ويديه باربعة أوتاد، ثم تركه على حاله حتى يموت فسماه الله عزوجل فرعون ذا الاوتاد. 7 – في كتاب الخصال عن رجل من أهل الشام عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: شر خلق الله خمسة: ابليس وابن آدم الذى قتل أخاه، وفرعون ذو الاوتاد، ورجل من بنى اسرائيل ردهم عن دينهم، ورجل من هذه الامة يبايع على كفر عند باب لد (1) ثم قال انى: لما رأيت معاوية يبايع عند باب لد ذكرت قول النبي صلى الله عليه وآله، فلحقت بعلى عليه السلام كنت معه. 8 – في تفسير على بن ابراهيم قوله وفرعون ذى الاوتاد عمل الاوتاد التى اراد ان يصعد بها إلى السماء. 9 – في روضة الكافي على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن مفضل بن صالح عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال قال النبي صلى الله عليه وآله: اخبرني الروح الامين ان الله لا اله غيره إذا وقف الخلائق وجميع الاولين والاخرين اتى بجهنم ثم يوضع عليها صراط ادق من الشعر وأحد من السيف عليه ثلاث قناطر الاولى عليها الامانة والرحمة، والثانية عليها الصلوة، والثالثة عليها عدل رب العالمين لا اله غيره فيكلفون الممر عليها فتحبسهم الرحم والامانة، فان نجوا منها حبستهم الصلوة، فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين جل ذكره وهو قول الله تبارك وتعالى ان ربك لبالمرصاد والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 10 – في تفسير على بن ابراهيم عن ابى جعفر عليه السلام حديث ستقف عليه مسندا قريبا عند قوله تعالى: وجئ يومئذ بجهنم في هذه السورة وفيه مثل ما في روضة الكافي سواء. 11 – في نهج البلاغة ولئن امهل الله الظالم فلن يفوت اخذه وهوله،


(1) قال الحموى: اللد – بالضم والتشديد -: قرية قرب بيت المقدس من نواحى فلسطين. (*)

[ 573 ]

بالمرصاد على مجاز طريقة، وبموضع الشجامن مساغ ريقه. (1) 12 – في مجمع البيان ” ان ربك لبالمرصاد ” وروى عن على عليه السلام انه قال ان معناه ان ربك قادر ان يجزى اهل المعاصي جزاءهم. 13 – وعن الصادق عليه السلام انه قال: المرصاد قنطرة على الصراط، لا يجوزها عبد بمظلمة عبد. 14 – في غوالى اللئالى وقال الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى: ” وذا النون إذ ذهب مغاضبا ” انما ظن بمعنى استيقن ان الله تعالى لن يضيق عليه رزقه ألا تسمع قول الله تعالى: واما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه أي ضيق عليه. 15 – وفيه في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء حديث طويل يقول فيه عليه السلام عند قوله: ” وذا النون إذ ذهب مغاضبا ” الاية فظن بمعنى استيقن ” ان لن نقدر عليه ” أي لن يضيق عليه رزقه ومنه قوله عزوجل ” واما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ” أي ضيق عليه وقتر. 16 – في تفسير على بن ابراهيم كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين أي لا تدعون وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم واكلوا مال اتباعهم وفقرائهم وابناء سبيلهم. 17 – في مجمع البيان ” لا تكرمون اليتيم ” وهو الطفل الذى لا أب له، أي لا تعطونهم مما أعطاهم الله حتى تغنوهم عن ذل السؤال وخص اليتيم لانه لا كافل لهم يقوم بأمرهم، وقد قال: انا وكافل اليتيم كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى. 18 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: كلا إذا دكت الارض دكا دكا قال: هي الزلزلة. 19 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى داود بن سليمان قال: حدثنى على بن موسى عن أبيه عن جعفر عن على بن الحسين عن أبيه عن على بن


(1) قوله (ع) ” مجاز طريقه ” أي مسلكه وموضع حوازه. والشجا: ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه. ومساغ: موضع الاساغة. (*)

[ 574 ]

ابى طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هل تدرون ما تفسير هذه الاية: ” كلا إذ دكت الارض دكا دكا ” قال: إذا كان يوم القيامة تقاد جهنم بسبعين الف زمام بيد سبعين الف ملك، فتشرد شردة لولا ان الله تعالى حبسها لاحرقت السموات والارض 20 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد باسناده إلى على بن الحسين عن على بن فضال عن ابيه قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل وجاء ربك والملك صفا صفا فقال: ان الله سبحانه لا يوصف بالمجئ والذهاب، تعالى عن الانتقال انما يعنى بذلك وجاء امر ربك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 21 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام واما قوله: ” وجاء ربك والملك صفا صفا ” وقوله: ” هل ينظرون الا أن تأتيم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك ” فذلك كله حق وليست له جثة جل ذكره كجثة (1) خلقه وانه رب كل شئ ورب شئ من كتاب الله عزوجل يكون تأويله على غير تنزيله، ولا يشبه تأويل كلام البشر ولا فعل البشر، وسأنبئك بمثال لذلك تكتفى انشاء الله وهو حكاية الله عزوجل عن ابراهيم عليه السلام حيث قال: ” انى ذاهب إلى ربى ” فذهابه إلى ربه توجيهه إلى وعبادته واجتهاده، الا ترى ان تأويله غير تنزيله ؟ وقال: ” انزل لكم من الانعام ثمانية ازواج ” وقال: ” وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ” فانزاله ذلك خلقه وكذلك قوله: ” ان كان للرحمن ولد فأنا اول العابدين ” أي الجاهدين فالتأويل في هذا القول باطنه مضاد لظاهره. 22 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: وجئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وانى له الذكرى قال: حدثنى ابى عن عمرو بن عثمان عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: لما نزلت هذه الاية ” وجئ يومئذ بجهنم ” سئل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فقال بذلك اخبرني الروح الامين ان الله لا اله غيره إذا برز للخلائق وجمع الاولين والاخرين اتى بجهنم تقاد بألف زمام اخذ بكل زمام الف ملك تقودها من الغلاظ


(1) في المصدر ” جيئة كجيئة خلقه “. (*)

[ 575 ]

الشداد، لها هدة (1) وغضب وزفير وشهيق، وانها لتزفر الزفرة فلولا ان الله اخرهم للحساب لاهلكت الجمع، ثم يخرج منها عنق (2) فيحيط بالخلائق البر منهم و الفاجر. فما خلق الله عبدا من عباد الله ملكا ولا نبيا الا ينادى رب نفسي نفسي، وأنت يا نبى الله تنادى امتى امتى، ثم يوضع عليها الصراط ادق من حد السيف عليه ثلاثة قناطر، فأما واحدة فعليها الامانة والرحم، والثانية فعليها الصلوة، واما الثالثة فعليها رب العالمين لا اله غيره، فيكلفون الممر عليها فيحبسهم الرحم و الامانة، فان نجوا منها حبستهم الصلوة. فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين وهو قوله: ” ان ربك لبالمرصاد ” والناس على الصراط فمتعلق بيد وتزول قدم وتستمسك بقدم والملائكة حولها ينادون يا حليم اعف واصفح وعد بفضلك وسلم سلم، والناس يتهافتون في النار كالفراش فيها، فإذا نجا ناج برحمة ومر بها فقال: الحمد لله وبنعمته تتم الصالحات وتزكوا الحسنات، والحمد لله الذى نجاني منك بعد اياس بمنه وفضله، ان ربنا لغفور شكور. 23 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن ابى طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه وآله وقد سأله بعض اليهود عن مسائل: ان الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فإذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح كل شئ دون العرش بحمد ربى جل جلاله، وهى الساعة التى يصلى فيها ربى، ففرض الله عزوجل على امتى فيها الصلوة، وقال: ” اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ” وهى الساعة التى يؤتى فيها بجهنم يوم القيامة، فما من مؤمن يوافق تلك الساعة ان يكون ساجدا أو راكعا أو قائما الا حرم الله عزوجل جسده على النار. 24 – في مجمع البيان ” وجئ يومئذ بجهنم ” وروى مرفوعا عن ابى سعيد الخدرى قال: لما نزلت هذه الاية تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وعرف حتى اشتد على


(1) الهدة: صوت وقع الحائط ونحوه. (2) أي طائفة من النار. (*)

[ 576 ]

أصحابه ما رأوا من حاله، وانطلق بعضهم إلى على بن ابى طالب عليه السلام، فقالوا: يا على لقد حدث امر قد رأيناه في نبى الله فجاء على عليه السلام فاحتضنه من خلفه وقبل بين عاتقيه ثم قال: يا نبى الله بابى أنت وامى ما الذى حدث اليوم ؟ قال: جاء جبرئيل فاقرأني ” وجئ يومئذ بجهنم ” قال: فقلت يجاء بها ؟ قال: يجئ بها سبعون ألف يقودونها بسبعين ألف زمام فتشرد شردة لو تركت لاحرقت أهل الجمع، ثم أتعرض لجهنم فتقول: مالى ولك يا محمد فقد حرم الله لحمك على فلا يبقى أحد الا قال: نفسي نفسي وان محمدا يقول: امتى امتى. في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى مثل ما في مجمع البيان سواء. 25 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وفى رواية سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسى ونقل كلاما طويلا وفيه قال: قال لى عمر بن الخطاب: قل ما شئت أليس قد عزلها الله عزوجل عن اهل هذا البيت الذين قد اتخذتموهم أربابا قال قلت فانى اشهد انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: وقد سألته عن هذه الاية فيومئذ لا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد فقال: انك انت هو، فقال اسكت اسكت الله نامتك ايها العبد يابن الخناء فقال لى على عليه السلام: اسكت يا سلمان فسكت، ووالله لولا انه أمرنى بالسكوت لاخبرته بكل شئ نزل فيه وفي صاحبه، فلما رأى ذلك عمر انه قد سكت قال: انك له مطيع مسلم. 26 – في مجمع البيان واما القرائة بفتح العين في يعذب ويوثق فقد وردت الرواية عن أبى قلابة قال: اقرأني من اقرأه رسول الله صلى الله عليه وآله ” فيومئذ لا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه احد ” والمعنى لا يعذب أحد تعذيب هذا الكافر ان قلنا انه كافر بعينه، أو تعذيب هذا الصنف من الكفار وهم الذين ذكروا في قوله: ” لا يكرمون اليتيم ” الايات. 27 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” فيومئذ لا يعذب عذابه احد ولا يوثق وثاقه أحد ” قال: هو الثاني. 28 – قوله: يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية


[ 577 ]

قال: إذا حضر المؤمن الوفاة نادى مناد من عند الله: يا أيتها الفنس المطمئنة ارجعي بولاية على مرضية بالثواب فادخلي في عبادي وادخلي جنتي فلا يكون له همة الا اللحوق بالنداء. حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الله بن موسى عن الحسن ابن على بن أبى حمزة عن أبيه عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: ” يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية ” الاية يعنى الحسين ابن على عليهما السلام. 28 – في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير الصيرفى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك يابن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه ؟ قال: لا والله انه إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك فيقول ملك الموت: يا ولى الله لا تجزع فو الذى بعث محمدا لانا أبر بك واشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك فانظر قال: ويمثل له رسول الله صلى الله عليه وآله وامير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ذريتهم عليهم السلام فيقال له: هذا رسول الله وامير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين و الائمة عليهم السلام رفقاؤك، قال فيفتح عينيه فيظنر فينادى روحه مناد من قبل رب العزة فيقول: يا ايتها النفس المطمئنة إلى محمد واهل بيته، ارجعي إلى ربك راضية بالولاية مرضية بالثواب، فادخلي في عبادي يعنى محمد واهل بيته، وادخلي جنتي فما من شئ احب إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادى 29 – في محاسن البرقى عنه عن محمد بن على عن محمد بن أسلم عن الخطاب الكوفى ومصعب الكوفى عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال لسدير: والذى بعث محمدا بالنبوة وعجل روحه الجنة ما بين احدكم وبين ان يغتبط ويرى السرور أو تبين له الندامة الا ان يعاين ما قال الله عزوجل في كتابه: ” عن اليمين وعن الشمال قعيد ” واتاه ملك الموت بقبض روحه فينادى روحه فتخرج من جسده، فاما المؤمن فلا يحس بخروجها، وذلك قول الله تبارك وتعالى: ” يا ايتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي ” ثم قال:


[ 578 ]

ذلك لمن كان ورعا مواسيا لاخوانه وصولا لهم، وان كان غير ورع ولا وصول لاخوانه قيل له: ما منعك عن الورع والمواساة لاخوانك انت ممن اتخذ المحبة بلسانه و لم يصدق ذلك بفعله، وإذا لقى رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام لقيهما معرضين مغضبين في وجهه، غير شافعين له قال سدير من جدع [ الله ] انفه (1) قال أبو عبد الله عليه السلام: فهو ذلك. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من كان قرائته في فريضة ” لا اقسم بهذا البلد ” كان في الدنيا معروفا انه من الصالحين، وكان في الاخرة معروفا أن له من الله مكانا، وكان يوم القيامة من رفقاء النبيين والشهداء والصالحين. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأها اعطاه الله الامن من غضبه يوم القيامة. 3 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن احمد بن محمد بن عبد الله رفعه في قوله تعالى: لا اقسم بهذا البلد وانت حل بهذا البلد ووالد وما ولد قال: امير المؤمنين عليه السلام وما ولد من الائمة. 4 – في الكافي على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كانت الجاهلية يعظمون المحرم ولا يقسمون به، ولا شهر رجب ولا يعرضون فيهما لمن كان فيهما ذاهبا أو جائيا وان كان قتل اباه. ولا لشئ يخرج من الحرم دابة أو شاة أو بعيرا أو غير ذلك، فقال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله:


(1) قال المجلسي (ره): جدع الانف أي قطعه، كناية عن المذلة أي من أذله الله يكون كذلك ويحتمل أن يكون ” من ” استفهاما أي من يكون كذلك ؟ فقوله: جدع الله انفه جملة دعائية، فأجاب (ع) بانه هو الذى ذكرت لك سابقا. (*)

[ 579 ]

” لا اقسم بهذا البلد * وانت حل بهذا البلد ” قال: فبلغ من جهلهم انهم استحلوا قتل النبي صلى الله عليه وآله وعظموا ايام الشهر حيث يقسمون به فينقضون. 5 – على بن ابراهيم عن اسماعيل بن مهران عن يونس عن بعض اصحابنا قال: سألته عن قول الله عزوجل ” فلا اقسم بمواقع النجوم ” قال: عظم اثم من يحلف بها، قال: وكان اهل الجاهلية يعظمون الحرم ولا يقسمون به ويستحلون حرمة الله فيه، ولا يعرضون لمن كان فيه ولا يخرجون منه دابة، فقال الله تبارك وتعالى: ” لا اقسم بهذا البلد * وانت حل بهذا البلد * ووالد وما ولد ” قال: يعظمون البلدان يحلفون به ويستحلون فيه حرمة رسول الله صلى الله عليه وآله. 6 – في مجمع البيان ” لا اقسم بهذا البلد ” اجمع المفسرون على أن هذا قسم بالبلد الحرام وهو مكة ” وانت حل بهذا البلد ” تشرف من حل به من الرسول الداعي إلى توحيده واخلاص عبادته، وقيل معناه وانت محل بهذا البلد وهو ضد المحرم، والمراد انت حلال لك قتل من رأيت من الكفار، وذلك حين امر بالقتال يوم فتح مكة فأحلها الله له حتى قاتل وقتل وقد قال صلى الله عليه وآله: لم تحل لاحد قبلى ولا تحل لاحد بعدى ولم تحل لى الا ساعة من نهار، عن ابن عباس ومجاهد و عطا وهذا وعد من الله لنبيه صلى الله عليه وآله أن يحل له مكة حتى يقاتل فيها ويفتحها على يده ويكون بها يصنع بها ما يريد من القتل والاسر، وقد فعل سبحانه ذلك فدخلها غلبة وكرها وقتل ابن أخطل وهو متعلق بأستار الكعبة، ومقيس بن صبابة (1) وغيرهما وقيل: معناه: لا اقسم بهذا البلد وانت حلال منتهك الحرمة مستباح العرض لا تحترم فلا يبقى للبلد حرمة حيث هتكت عن ابى مسلم وهو المروى عن ابى عبد الله عليه السلام قال كانت قريش تعظم البلد وتستحل محمدا فيه، فقال: ” لا اقسم بهذا البلد * و انت حل بهذا البلد ” يريد انهم استحلوك فيه وكذبوك وشتموك، وكانوا لا يأخذ الرجل منهم فيه قاتل ابيه ويتقلدون لحاء شجر الحرم فيأمنون بتقليدهم اياه فاستحلوا


(1) وفي المصدر ” سبابة ” بالسين لكن الظاهر الموافق للسيرة لابن هشام وغيره هو المختار. (*)

[ 580 ]

من رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يستحلوا من غيره فعاب الله ذلك عليهم. ” ووالد وما ولد ” يعنى آدم وذريته إلى قوله وقيل آدم وما ولد من الانبياء والاوصياء وأتباعهم عن ابى عبد الله عليه السلام. 7 – في تفسير على بن ابراهيم ” لا اقسم بهذا البلد ” والبلد مكة ” وانت حل بهذا البلد ” قال: كانت قريش لا يستحلون ان يظلموا احدا في هذا البلد ويستحلون ظلمك فيه ” ووالد وما ولد ” قال: آدم وما ولد من الانبياء والاوصياء لقد خلقنا الانسان في كبد أي منتصبا. 8 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حماد بن عثمان قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام انا نرى الدواب في بطون أيديها الرقعتين مثل الكى فمن أي شئ ذلك ؟ فقال: ذلك موضع منخريه في بطن امه، وابن آدم منتصب في بطن امه، وذلك قول الله عزوجل: ” لقد خلقنا الانسان في كبد ” وما سوى ابن آدم فرأسه في دبره ويداه بين يديه. 9 – في اصول الكافي على بن محمد مرسلا عن أبى الحسن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وهو قائم ليس على معنى انتصاب وقيام على ساق في كبد كما قامت الاشياء، ولكن قائم يخبر انه حافظ كقول الرجل القائم بامرنا فلان. 10 – في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى الحسين بن أبى يعقوب عن بعض أصحابه عن أبى جعفر عليه السلام في قوله ايحسب ان لن يقدر عليه احد يعنى يقتل في قتله ابنة النبي صلى الله عليه وآله يقول: اهلكت مالا لبدا يعنى الذى جهز به النبي صلى الله عليه وآله في جيش العسرة. وفيه ” يقول اهلكت مالا لبدا ” قال: اللبد المجتمع. وفي رواية ابى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: يقول اهلكت مالا لبدا قال: هو عمرو بن عبدود حين عرض عليه على بن أبى طالب عليه السلام الاسلام يوم الخندق و قال: فأين ما أنفقت فيكم مالا لبدا، وكان انفق مالا في الصد عن السبيل الله فقتله


[ 581 ]

على عليه السلام ايحسب أن لم يره احد قال: في فساد كان في نفسه. الم نجعل له عينين رسول الله صلى الله عليه وآله ولسانا يعنى أمير المؤمنين عليه السلام وشفتين يعنى الحسنين عليهما السلام. 11 – في مجمع البيان وروى عبد الحميد المدائني عن أبى حازم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ان الله تعالى يقول: يابن آدم ان نازعك لسانك فيما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فأطبق، وان نازعك بصرك إلى بعض ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فاطبق، وان نازعك فرجك إلى ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فاطبق، وهديناه النجدين أي سبيل الخير وسبيل الشر عن على عليه السلام. 12 – وروى انه قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: ان اناسا يقولون في قوله: ” وهديناه النجدين ” انهما الثديان فقال: لا، هما الخير والشر. 13 – وقال الحسن بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ايها الناس هما نجدان نجد الخير ونجد الشر، فما جعل نجد الشر أحب اليكم من نجد الخير ؟ 14 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه قريبا اعني قوله: يعنى الحسن والحسين ” وهديناه النجدين ” إلى ولايتهما. 15 – في اصول الكافي باسناده إلى حمزة بن محمد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله تعالى: ” وهديناه النجدين ” قال: نجد الخير والشر. 16 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: ” وهديناه النجدين ” قال: بينا له طريق الخير وطريق الشر. 17 – في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن يونس قال: أخبرني من رفعه إلى ابى عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فك رقبة يعنى بقوله: فك رقبة ولاية أمير المؤمنين، فان ذلك فك رقبة. 18 – على بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمى


[ 582 ]

عن أبيه عن أبان بن تغلب عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك قوله: ” فلا اقتحم العقبة ” قال: من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبة ونحن تلك العقبة التى من اقتحمها نجا، قال: فسكت فقال لى: فهلا افيدك حرفا خير لك من الدنيا وما فيها ؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: قوله: ” فك رقبة ” ثم قال: الناس كلهم عبيد النار غيرك وأصحابك، فان الله فك رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت. 19 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن على عن محمد بن عمر بن يزيد قال: أخبرت أبا الحسن الرضا عليه السلام انى أصبت بابنين وبقى لى ابن صغير قال: تصدق عنه، ثم قال حين حضر قيامى مر الصبى فليتصدق بيده بالكسرة والقبضة والشئ وان قل، فان كل شئ يراد به الله وان قل بعد أن تصدق النية فيه عظيم، ان الله تعالى يقول: ” فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ” وقال: ” فلا اقتحم العقبة * وما ادراك ما العقبة * فك رقبة * أو اطعام في يوم ذى مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة ” علم الله عزوجل ان كل أحد لا يقدر على فك رقبة فجعل اطعام اليتيم والمسكين مثل ذلك تصدق عنه. 20 – أحمد بن محمد عن أبيه عن جعفر بن خلاد قال: كان أبو الحسن الرضا عليه السلام إذا اكل اتى بصحفة فتوضع قرب مائدته فيعمد إلى اطيب الطعام مما يؤتى به، فيأخذ من كل شئ شيئا، فيضع في تلك الصحفة، ثم يأمر بها للمساكين ثم يتلو هذه الاية: ” فلا اقتحم العقبة ” ثم يقول: علم الله عزوجل انه ليس كل انسان يقدر على عتق رقبة فجعل لهم السبيل إلى الجنة. 21 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” فلا اقتحم العقبة * وما ادراك ما العقبة ” قال: العقبة الائمة من صعدها فك رقبته من النار. 22 – وفيه ” فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة ” يقول: ما اعلمك وكل شئ في القرآن وما ادراك فهو ما اعلمك. حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا


[ 583 ]

عبد الله بن مسعود عن الحسن بن على بن ابى حمزة عن أبيه عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: ” فك رقبة ” قال: بنا تفك الرقاب وبمعرفتنا، ونحن المطعمون في يوم الجوع والمسغبة. 23 – في مجمع البيان واما المراد بالعقبة ففيه وجوه: احدها انه مثل ضربه الله لمجاهدة النفس والهوى والشيطان في اعمال الخير والشر إلى قوله: وثانيها انها عقبة حقيقة، قال الحسن وقتادة: هي عقبة شديدة في النار دون الجسر فاقتحموها بطاعة الله عزوجل، وروى عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: ان امامكم عقبة كئودا (1) لا يجوزها المثقلون وانا اريد أن أخفف عنكم لتلك العقبة. 24 – وروى مرفوعا عن البراء بن عازب قال: جاء اعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله علمني عملا يدخلنى الجنة، قال: ان كنت اقصرت الخطبة لقد اعرضت المسألة اعتق النسمة وفك الرقبة فقال: اوليسا واحدا ؟ قال: لا، عتق الرقبة ان تتفرد بعتقها، وفك الرقبة ان تعين في ثمنها، والفئ على ذى الرحم الظالم، فان لم يكن ذلك فأطعم الجائع، واسق الظمئآن، وامر بالمعروف وانه عن المنكر، فان لم تطق ذلك فكف لسانك الامن خير. 25 – وروى محمد بن عمر بن يزيد قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: ان لى ابنا شديد العلة قال: مره تتصدق بالقبضة من الطعام بعد القبضة، فان الله تعالى يقول: ” فلا اقتحم العقبة ” وقرأ الايات. 26 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن سعدان بن مسلم العامري عن بعض أصحابه قال: رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام يأكل فتلا هذه الاية ” فلا اقتحم العقبة * وما ادراك ما العقبة * فك رقبة ” إلى آخر الاية ثم قال: علم الله أن ليس كل خلقه يقدر بعتق رقبة، فجعل لهم سبيلا إلى الجنة باطعام الطعام. 27 – في مجمع البيان: في يوم ذى مسغبة وفى الحديث عن معاذ بن جبل


(1) أي صعبة شاقة المصعد. (*)

[ 584 ]

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من اشبع جائعا في يوم مسغب (1) ادخله الله يوم القيامة من باب من ابواب الجنان لا يدخلها الامن فعل مثل ما فعل. 28 – وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من موجبات المغفرة اطعام المسلم السغبان (2). 29 – في تفسير على بن ابراهيم: يتيما ذا مقربة يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله المقربة قرباه أو مسكينا ذا متربة يعنى أمير المؤمنين عليه السلام مترب بالعلم، وفيه ” أو مسكينا ذا متربة ” قال: لا يقيه من التراب شئ. 30 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من اطعم مؤمنا حتى يشبعه لم يدر احد من خلق الله ماله من الاجر في الاخرة، لاملك مقرب و لانبى مرسل الا الله رب العالمين، ثم قال: من موجبات المغفرة اطعام المسلم السغبان، ثم تلا قول الله عزوجل: ” أو اطعام في يوم ذى مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة “. وفى محاسن البرقى مثله سواء مع زيادة الجنة بعد موجبات و ” ثم كان من الذين آمنوا ” اخيرا. 31 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: اصحاب الميمنة اصحاب امير المؤمنين عليه السلام والذين كفروا بآياتنا قال: الذين خالفوا امير المؤمنين عليه السلام هم اصحاب المشأمة وقال: المشأمة اعداء آل محمد عليهم السلام نار مؤصدة أي مطبقة.


(1) يوم مسغب أو مسغبة أي مجاعة. (2) السغبان: الجائع. (*)

[ 585 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من أكثر قرائة ” والشمس، والليل إذا يغشى، والضحى، وألم نشرح ” في يوم أو ليلة لم يبق شئ بحضرته الا شهد له يوم القيامة حتى شعره وبشره ولحمه ودمه وعروقه و عصبة وعظامه، وجميع ما أقلت الارض منه، ويقول الرب تبارك وتعالى: قبلت شهادتكم لعبدي وأجزتها له، انطلقوا به إلى جناتى حتى يتخير منها حيث ما أحب فأعطوه من غير من ولكن رحمة منى وفضلا عليه وهنيئا لعبدي. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأها فكانما تصدق بكل شئ طلعت عليه الشمس والقمر. 3 – في تهذيب الاحكام في الموثق عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الرجل إذا قرء والشمس وضحاها فختمها أن يقول: صدق الله وصدق رسوله، قلت: فان لم يقل الرجل شيئا من هذا إذا قرأ ؟ قال: ليس عليه شئ والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 4 – في روضة الكافي جماعة عن سهل عن محمد عن أبيه عن ابى محمد عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” والشمس وضحاها ” قال: الشمس رسول الله صلى الله عليه وآله به اوضح الله عزوجل للناس دينهم، قال: قلت: والقمر إذا تلاها قال ذلك امير المؤمنين عليه السلام تلا رسول الله صلى الله عليه وآله ونفثه رسول الله صلى الله عليه وآله بالعلم نفثا، قال: قلت: والليل إذا يغشاها قال: ذلك ائمة الجور الذين استبدوا بالامر دون آل الرسول صلى الله عليه وآله، وجلسوا مجلسا كان آل الرسول اولى به منهم، فغشوا دين الله بالظلم والجور، فحكى الله فعلهم فقال: ” والليل إذا يغشاها ” قال: قلت: والنهار إذا جلاها قال: الامام من ذرية فاطمة صلوات الله عليها يسأل عن دين رسول الله صلى الله عليه وآله فيجليه لمن سأله، فحكى الله عزوجل قوله: فقال: ” والنهار إذا جلاها “.


[ 586 ]

5 – في تفسير على بن ابراهيم قال: أخبرني ابى عن سليمان الديلمى عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” والشمس وضحاها ” ونقل نحو مانلقنا عن الروضة. وفيه متصل بآخر ما نقل اعني ” إذا جلاها ” وقوله: ونفس وما سواها قال: خلقها وصورها فألهمها فجورها وتقواها أي عرفها و ألهمها ثم خيرها فاختارت. 6 – في اصول الكافي باسناده إلى حمزة بن محمد الطيار عن ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام وقال: ” فألهمها فجورها وتقواها ” قال: بين لها ما تأتى وما تترك. 7 – في مجمع البيان وروى زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام في قوله: ” فالهمها فجورها وتقواها ” قال: بين لها ما تأتى وما تترك وفى قوله: قد افلح من زكاها قال: قد افلح من اطاع وقد خاب من دساها قال: قد خاب من عصى. 8 – وجاء الرواية عن سعيد بن ابى هلال قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا قرء هذه الاية ” قد افلح من زكاها ” وقف ثم قال: اللهم آت نفسي تقواها انت وليها و مولاها، وزكها انت خير من زكاها. 9 – في تفسير على بن ابراهيم ” قد افلح من زكاها ” يعنى نفسه طهرها ” وقد خاب من دساها ” أي اغواها. حدثنا محمد بن القاسم بن عبيدالله قال: حدثنا الحسن بن جعفر قال حدثنا عثمان بن عبيدالله الفارسى قال حدثنا محمد بن على عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: ” قد افلح من زكاها ” قال امير المؤمنين عليه السلام زكاه ربه ” وقد خاب من دساها ” قال: هو الاول والثانى في بيعته اياه حيث مسح على كفه. وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله كذبت ثمود بطغواها يقول الطغيان حملها على التكذيب، وقال على بن ابراهيم في قوله: ” كذبت ثمود بطغواها * إذ انبعث اشقاها ” قال الذى عقر الناقة. 10 – في مجمع البيان والاشقى عاقر الناقة وهو اشقى الاولين على لسان


[ 587 ]

رسول الله واسمه قذار بن سالف وقد صحت الرواية بالاسناد عن عثمان بن صهيب عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى بن ابى طالب عليه السلام: من اشقى الاولين ؟ قال عاقر الناقة قال: صدقت، فمن اشقى الاخرين ؟ قال: قلت: لا اعلم يا رسول الله قال: الذى يضربك على هذه واشار إلى يافوخه (1). 11 – عن عمار بن ياسر قال كنت أنا وعلى بن ابى طالب عليه السلام في غزوة العسرة نائمين في صور من النخل ودقعاء من التراب (2) فوالله ما أهبنا الا رسول الله صلى الله عليه وآله يحركنا برجله، وقد تتربنا من تلك الدقعاء، فقال: الا احدثكما باشقى الناس رجلين ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: أحيمر ثمود الذى عقر الناقة والذى يضربك يا على على هذه، ووضع يده على قرنه حتى يبل منها هذه وأخذ بلحيته. 12 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو بكر مردويه في فضائل أمير المؤمنين وأبو بكر الشيرازي في نزول القرآن انه قال سعيد بن المسيب كان على يقرء إذ انبعث اشقاها قال: فوالذي نفسي بيده ليخضبن هذه من هذه وأشار بيده إلى لحيته ورأسه. 13 – وروى الثعلبي والواحدي باسنادهما عن عمار عن عثمان بن صهيب وعن الضحاك وروى ابن مردويه باسناده عن جابر بن سمرة وعن صهيب وعن عمار وعن ابن عدى وعن الضحاك والخطيب في التاريخ عن جابر بن سمرة وروى الطبري و الموصلي عن عمار وروى أحمد بن حنبل عن الضحاك انه قال النبي صلى الله عليه وآله: يا على اشقى الاولين عاقر الناقة، واشقى الاخرين قاتلك، وفى رواية من يخضب هذه من هذا. 14 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: فدمدم عليهم ربهم بذنبهم قال اخذهم بغتة وغفلة بالليل ولا يخاف عقباها قال: من بعد هؤلاء الذين أهلكناهم لا يخافون.


(1) اليافوخ: الموضع الذى يتحرك من رأس الطفل. (2) الصور: المجتمع من النخل. والدقعاء: التراب الدقيق على وجه الارض. (*)

[ 588 ]

15 – في مجمع البيان قرء أهل المدينة وابن عامر ” فلا يخاف ” بالفاء وكذلك هو في مصاحف أهل المدينة والشام وروى ذلك عن أبى عبد الله عليه السلام. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من أكثر قرائة ” والشمس والليل ” الحديث وقد تقدم في سورة والشمس. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأها أعطاه الله حتى يرضى وعافاه من العسر ويسر له اليسر. 3 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن محمد ابن مسلم قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: قول الله عزوجل: والليل إذا يغشى و ” النجم إذا هوى ” وما أشبه ذلك قال: ان لله عزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء، وليس لخقله أن يقسموا الا به. 4 – في من لا يحضره الفقيه وروى على بن مهزيار قال: قلت لابي جعفر الثاني قوله عزوجل: ” والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى ” وقوله عزوجل: ” و النجم إذا هوى ” وما أشبه هذا فقال: ان لله عزوجل ان يقسم من خلقه بما شاء، وليس لخلقه أن يقسموا الا به. 5 – في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا احمد بن ادريس قال: حدثنا محمد بن عبد الجبار عن ابن ابى عمير عن حماد بن عثمان عن محمد بن مسلم قال: سألت ابا – جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” والليل إذا يغشى ” قال: الليل في هذا الموضع الثاني غشى امير المؤمنين عليه السلام في دولته التى جرت له عليه السلام، وامير المؤمنين عليه السلام يصبر في دولتهم حتى تنقضي، قال: والنهار إذا تجلى قال: النهار هو القائم منا اهل البيت إذا قام غلب دولة الباطل، والقرآن ضرب فيه الامثال للناس وخاطب نبيه ونحن، فليس يعلمه غيرنا.


[ 589 ]

6 – في جوامع الجامع وفي قرائة النبي صلى الله عليه وآله وعلى عليه السلام وابن عباس ” والذكر والانثى “. 7 – في مجمع البيان في الشواذ قرائة النبي صلى الله عليه وآله وقرائة على بن ابى طالب عليه السلام ” والنهار إذا تجلى وخلق الذكر والانثى ” بغير ” ما ” روى ذلك عن ابى عبد الله عليه السلام. 8 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقر عليه السلام في قوله: ” وما خلق الذكر والانثى ” فالذكر امير المؤمنين والانثى فاطمة عليهما السلام ان سعيكم لشتى لمختلف فأما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى بقوته وصام حتى وفى بنذره وتصدق بخاتمه وهو راكع، وآثر المقداد بالدينار على نفسه، قال: ” وصدق بالحسنى ” وهى الجنة والثواب من الله بنفسه فسنيسره لذلك بأن جعله اماما في القبر وقدوة بالائمة يسره الله لليسرى. 9 – في قرب الاسناد للحميري احمد بن محمد عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن ابى الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول في تفسير ” والليل إذا يغشى ” قال: ان رجلا من الانصار كان لرجل في حائطه نخلة فكان يضر به فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فدعاه فقال: اعطني نخلتك بنخلة في الجنة فأبى فسمع ذلك رجل من الانصار يكنى ابا الدحداح فجاء إلى صاحب النخلة فقال: بعنى نخلتك بحائطي فباعه فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله قد اشتريت نخلة فلا بحائطي قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فلك بدلها نخلة في الجنة، فأنزل الله تعالى على نبيه: ” وما خلق الذكر والانثى * ان سعيكم لشتى * فأما من اعطى ” يعنى النخلة ” واتقى * وصدق بالحسنى ” بموعد رسول الله صلى الله عليه وآله ” فسنيسره لليسرى ” إلى قوله تردى. 10 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: ” فأما من اعطى * واتقى وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى ” قال: نزلت في رجل من الانصار، كانت له نخلة في دار رجل آخر وكان يدخل عليه بغير اذن فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله لصاحب النخلة: بعنى نخلتك هذه بنخلة في الجنة،


[ 590 ]

فقال: لا أفعل، فقال: بعنيها بحديقة في الجنة، فقال: لا أفعل وانصرف فمضى إليه أبو الدحداح واشتراها منه واتى أبو الدحداح إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله خذها واجعل لى في الجنة التى قلت لهذا فلم يقبلها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لك في الجنة حدائق وحدائق فأنزل الله في ذلك: ” فأما من اعطى واتقى * وصدق بالحسنى ” يعنى ابا الدحداح ” فسنيسره لليسرى * واما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى * وما يغنى عنه ماله إذا تردى يعنى إذا مات. 11 – أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحصين عن خالد بن يزيد عن عبد الاعلى عن أبى الخطاب عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: ” فأما من اعطى واتقى * وصدق بالحسنى ” قال: بالولاية ” فسنيسره لليسرى * واما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى ” فقال. بالولاية ” فسنيسره للعسرى “. 12 – في مجمع البيان روى الواحدى بالاسناد المرفوع المتصل عن عكرمة عن ابن عباس ان رجلا كانت له نخلا فرعها في دار رجل فقير ذى عيال، وكان الرجل إذا جاء فدخل الدار وصعد النخلة ليأخذ منها التمر فرعا سقطت التمر فيأخذها صبيان الفقير، فينزل الرجل من النخلة حتى يأخذ التمر من أيديهم، فان وجدها في في أحدهم أدخل اصبعه حتى يأخذ التمرة من فيه، فشكى الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبره بما يلقى من صاحب النخلة، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: اذهب ولقى رسول الله صلى الله عليه وآله صاحب النخلة فقال: تعطيني نخلتك المائلة التى فرعها في دار فلان و لك بها نخلة في الجنة ؟ فقال له الرجل: ان لى نخلا كثيرا وما فيه نخلة أعجب إلى تمرة منها، قال: ثم ذهب الرجل فقال رجل كان يسمع كلام رسول الله صلى الله عليه وآله: يا رسول الله أتعطيني بما أعطيت الرجل نخلة في الجنة ان اخذتها ؟ قال: نعم فذهب الرجل ولقى صاحب النخلة فساومها (1) منه فقال له: اشعرت ان محمدا أعطاني


(1) ساوم السلعة: غالى بها أي عرضها بثمن ودفع له المشترى أقل منه وهكذا إلى أن يتفقا على ثمن متوسط بين ما يطلبه البايع ويدفعه الشارى. (*)

[ 591 ]

بها النخلة في الجنة فقلت له: يعجبنى تمرها وان لى نخلا فما فيه نخلة أعجب إلى تمرة منها ؟ فقال الاخر: أتريد بيعها فقال: لا الا ان أعطى قال: فما هناك ؟ قال: أربعون نخلة، فقال الرجل: جئت بعظيم تطلب بنخلتك المائلة أربعين نخلة ؟ ثم سكت عنه فقال له: ان أنا أعطيك أربعين نخلة ؟ فقال له: اشهد ان كنت صادقا فمر إلى الناس فدعاهم فاشهدهم بأربعين نخلة، ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يارسول الله ان النخلة قد صارت في ملكى فهى لك، فذهب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى صاحب الدار فقال له: النخلة لك ولعيالك، فأنزل الله تعالى: ” والليل إذا يغشى ” السورة. عن عطاء قال: اسم الرجل أبوالدحداح ” فأما من اعطى واتقى ” وهو أبو الدحداح ” واما من بخل واستغنى ” وهو صاحب النخلة وقوله: لا يصليها الا الاشقى هو صاحب النخة وسيجنبها الاتقى هو أبو الدحداح ولسوف يرضى إذا دخل الجنة قال: فكان النبي صلى الله عليه وآله يمر بذلك الحش (1) وعذوقه دانية فيقول: عذوق وعذوق لابي الدحداح في الجنة. 13 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن ضريس الكناسى عن أبى جعفر عليه السلام قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله برجل يغرس غرسا في حايط فوقف له وقال: ألا أدلك على غرس اثبت أصلا وأسرع ايناعا (2) واطيب ثمرا وأبقى قال: بلى فدلني يا رسول الله، فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر فان لك ان قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة، وهو من الباقيات الصالحات، قال: فقال الرجل: فانى اشهدك يا رسول الله ان حايطى هذا صدقة مقبوضة على فقراء المسلمين أهل الصدقة، فأنزل الله عزوجل آيات من القرآن ” فاما من اعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره للسيرى “. 14 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن مهران بن


(1) الحش: النخل القصير. (2) أينع الثمر: أدرك وطاب وحان قطافه. (*)

[ 592 ]

محمد عن سعدان بن طريف عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل ” فاما من اعطى واتقى * وصدق الحسنى ” بان الله عزوجل يعطى بالواحد عشرة إلى مأة ألف فما زاد ” فسنيسره لليسرى ” قال: لا يريد شيئا من الخير الا يسره الله له ” واما من بخل واستغنى ” قال بخل بما آتاه الله عزوجل ” وكذب بالحسنى ” بان الله يعطى بالواحد عشرة إلى مأة الف فما زاد ” فسنيسره للعسرى ” قال: لا يريد شيئا من الشر الا يسره له ” وما يغنى عنه ماله إذا تردى ” قال أما والله ما هو تردى في بئر ولا من جبل ولا من حايط ولكن تردى في نار جهنم. 15 – في قرب الاسناد للحميري احمد بن محمد عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن ابى الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له قول الله تبارك وتعالى ان علينا للهدى قال: الله يهدى من يشاء ويضل من يشاء، فقلت له: اصلحك الله ان قوما من اصحابنا يزعمون ان المعرفة مكتسبة وانهم ان ينظروا من وجه النظر ادركوه، فانكر ذلك قال لهؤلاء القوم: لا يكتسبون الخير لانفسهم ليس احد من الناس الا و هو يحب ان يكون هو خير ممن هو منه، هؤلاء بنو هاشم موضعهم موضعهم وقرابتهم قرابتهم وهم احق بهذا الامر منكم، افترون انهم لا ينظرون انهم لا ينظرون لانفسهم وقد عرفتم ولم يعرفوا قال أبو جعفر: لو استطاع الناس لاحبونا. 16 – في تفسير على بن ابراهيم ” ان علينا للهدى ” قال: علينا ان نبين لهم قوله: فانذرتكم نارا تلظى أي تتلهب عليهم، حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا يحيى بن زكريا عن على بن حسان عبد الرحمن بن كثير عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله فانذرتكم نارا تلظى لا يصليها الا الاشقى الذى كذب وتولى قال: في جهنم واد فيه نار لا يصليها الا الاشقى فلان الذى كذب رسول الله صلى الله عليه وآله في على وتولى عن ولايته، ثم قال: النيران بعضها دون بعض فما كان من نار لهذا الوادي فللنصاب. وفيه ” لا يصليها الا الاشقى ” يعنى هذا الذى بخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسيجنبها الاتقى الذى قال أبو الدحداح.


[ 593 ]

17 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض اصحابه عن آدم بن اسحق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانزل في ” واليل إذا يغشى ” فانذرتكم نارا تلظى لا يصليها الا الاشقى الذى كذب وتولى فهذا مشرك. أقول: قد تقدم فيما نقلنا من مجمع البيان عن ابن عباس بيان للاشقى و الاتقى فاطلبه. 18 – في تفسير على بن ابراهيم وقال الله وما لاحد عنده من نعمة تجزى قال: ليس لاحد عند الله يدعى ربه بما فعله لنفسه، وان جازاه فبفضله يفعل وهو قوله الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى أي يرضى عن امير المؤمنين عليه السلام و يرضى عنه. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من اكثر قراءة ” والشمس، والليل إذا يغشى، والضحى ” الحديث وقد تقدم في والشمس والضحى. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرأها كان ممن يرضاه الله، ولمحمد ان يشفع له، وله عشر حسنات بعدد كل يتيم وسائل. 3 – وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لا يجمع سورتين في ركعة واحدة الا الضحى وألم نشرح، وألم تر كيف ولايلاف قريش. وفيه وروى أصحابنا انا الضحى وألم نشرح وسورة واحدة، لتعلق احديهما بالاخرى. 4 – في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن فضالة عن العلا عن زيد الشحام قال: صلى بنا أبو عبد الله عليه السلام الفجر فقرأ الضحى وألم نشرح في ركعة.


[ 594 ]

5 – في مجمع البيان في الشواذ عن النبي صلى الله عليه وآله ما ودعك بالتخفيف و القراءة المشهورة بالتشديد. 6 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: ما ودعك ربك وما قلى وذلك ان جبرئيل عليه السلام أبطأ على رسول الله صلى الله عليه وآله وانه كانت اول سورة نزلت ” اقرأ باسم ربك الذى خلق ” ثم ابطأ عليه فقالت خديجة رضى الله عنها: لعل ربك قد تركك فلا يرسل اليك، فأنزل الله تبارك وتعالى ” ما ودعك وما قلى “. 7 – في مجمع البيان وقيل ان المسلمين قالوا ما ينزل عليك الوحى يا رسول الله ؟ فقال: وكيف ينزل على الوحى وأنتم لا تنقون براجمكم (1) ولا تقلمون اظفاركم، ولما نزلت السورة قال النبي صلى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السلام: ما جئت حتى اشتقت اليك ؟ فقال جبرئيل عليه السلام: وانا كنت اشد اليك شوقا ولكني عبد مأمور وما نتنزل الا بأمر ربك. 8 – في جوامع الجامع وروى ان الوحى كان قد احتبس عنه اياما فقال المشركون ان محمدا ودعه ربه وقلاه فنزلت. 9 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن احمد قال: حدثنا عبيدالله بن موسى عن الحسن بن على بن ابى حمزة عن أبيه عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله وللاخرة خير لك من الاولى قال يعنى الكرة وهى الاخرة للنبى صلى الله عليه وآله قلت: قوله ولسوف يعطيك ربك فترضى قال: يعطيك من الجنة حتى ترضى. 10 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب تفسير الثعلبي عن جعفر بن محمد عليهما السلام وتفسير القشيرى عن جابر الانصاري انه قال: راى النبي صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام و عليها كساء من اجلة الابل وهى تطحن بيديها وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا بنتاه تعجلى مرارة الدنيا بحلاوة الاخرة، فقالت: يا رسول الله


(1) البراجم: العقد التى تكون في ظهور الاصابع يجتمع فيها الوسخ. (*)

[ 595 ]

الحمد لله على نعمائه والشكر لله على آلائه فأنزل الله: ” ولسوف يعطيك ربك فترضى “. 11 – في مجمع البيان وعن الصادق عليه السلام قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله على فاطمة عليها السلام وعليها كساء من ثلة الابل (1) وهى تطحن بيدها وترضع ولدها فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله لما ابصرها فقال: يا بنتاه تعجلى مرارة الدنيا بحلاوة الاخرة فقد انزل الله على ” ولسوف يعطيك ربك فترضى ” وقال الصادق عليه السلام: رضا جدى ان لا يبقى في النار موحد. 12 – وروى حريث بن شريح عن محمد بن على، ابن الحنفية انه قال: يا اهل العراق تزعمون ان ارجى آية في كتاب الله عزوجل: ” يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم ” الاية وانا اهل البيت نقول ارجى آية في كتاب الله ” ولسوف يعطيك ربك فترضى ” وهى والله الشفاعة ليعطينها في اهل لا اله الا الله حتى يقول: رب رضيت. 13 – وروى العياشي باسناده عن ابى الحسن الرضا عليه السلام في قوله: الم يجدك يتيما فآوى قال: فردا لا مثل لك في المخلوقين فاوى الناس اليك ووجدك ضالا أي ضالا في قوم لا يعرفون فضلك فهداهم اليك ووجدك عائلا تعول اقواما بالعلم فأغناهم الله بك وروى ان النبي صلى الله عليه وآله قال: من على ربى وهو اهل المن. 14 – وسئل الصادق عليه السلام لم اوتم النبي صلى الله عليه وآله عن ابويه ؟ فقال: لئلا يكون لمخلوق عليه حق. 15 – وفيه ” ووجدك ضالا فهدى ” قيل في معناه اقوال إلى قوله وثانيها ان المعنى وجدت متحيرا لا تعرف وجوه معاشك، فهداك إلى وجوه معاشك، فان الرجل إذا لم يهتد طريق كسبه ووجه معيشته يقال له انه ضال لا يدرى إلى اين يذهب و من أي وجه يكتسب، وفى الحديث نصرت بالرعب وجعل رزقي في ظل رمحي يعنى الجهاد. 16 – وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لقد


(1) الثلة – بفتح الثاء -: الصوف. (*)

[ 596 ]

سألت ربى مسألة وددت انى لم أسئله، قلت: أي رب انه قد كانت انبياء قبلى منهم من سخرت له الريح، ومنهم من كان يحيى الموتى ؟ قال: فقال الم اجدك يتيما فآويتك ؟ قال: قلت بلى، قال: الم اجدك ضالا فهديتك ؟ قال: قلت بلى أي رب، قال: الم اشرح لك صدرك ووضعت عنك وزرك ؟ قال: قلت بلى أي رب. 17 – في تفسير على بن ابراهيم عن احمد بن ابى عبد الله عن ابيه عن خالد بن يزيد عن ابى الهيثم الواسطي عن زرارة عن احدهما عليهما السلام في قول الله: ” الم يجدك يتيما ” فاوى اليك الناس ” ووجدك ضالا فهدى ” أي اهدى اليك قوما لا يعرفونك حتى عرفوك ووجدك عائلا فاغنى أي وجدك تعول اقواما فاغناهم بعلمك قال على بن ابراهيم: في قوله عزوجل ” الم يجدك يتيما فآوى ” قال: اليتيم الذى لا مثل له، ولذلك سميت الدرة اليتيمة لانه لا مثل لها ” ووجدك عائلا فاغنى ” قال: فاغناك بالوحى فلا تسئل عن شئ احدا ” ووجدك ضالا فهدى ” قال: وجدك ضالا في قوم لا يعرفون فضل نبوتك فهداهم الله بك. 18 – في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عند المأمون في عصمة الانبياء عليهم السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام للمأمون وقد قال الله عزوجل لنبيه محمد صلى الله عليه وآله: ” الم يجدك يتيما فآوى ” يقول ألم يجدك وحيدا فآوى اليك الناس ” ووجدك ضالا ” يعنى عند قومك ” فهدى ” أي هديهم إلى معرفتك ” ووجدك عائلا فأغنى ” يقول: بان جعل دعاك مستجابا قال المأمون بارك الله فيك يابن رسول الله. 19 – في روضة الكافي باسناده عنهم عليهم السلام فيما وعظ الله عزوجل به عيسى عليه السلام يا عيسى انا ربك إلى قوله عزوجل في صفة محمد صلى الله عليه وآله: النور في صدره، والحق على لسانه، وهو على الحق حيث ما كان اصله يتيم ضال برهة من زمانه عما يراد به 20 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: فاما اليتيم فلا تقهر أي لا تظلم والمخاطبة للنبى صلى الله عليه وآله والمعنى للناس. 21 – في مجمع البيان وكان النبي صلى الله عليه وآله يحسن إلى اليتامى ويبرهم و


[ 597 ]

يوصى بهم، وجاء في حديث عن ابن ابى اوفى قال: كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فأتاه غلام فقال: غلام يتيم واخت لى يتيمة وام لى ارملة (1) اطعمنا مما اطعمك الله، اعطاك الله مما عنده حتى ترضى قال: ما احسن ما قلت يا غلام، اذهب يا بلال فأتنا بما كان عندنا، فجاء بواحد وعشرين تمرة فقال سبع لك وسبع لاختك وسبع لامك، فقام إليه معاذ بن جبل تمسح رأسه وقال: جبر الله يتمك وجعلك خلفا من أبيك وكان من أبناء المهاجرين. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: رأيتك يا معاذ وما صنعت قال رحمته قال: لا يلى منكم يتيما فيحسن ولايته وضع يده على رأسه الا كتب الله له بكل شعرة حسنة، ومحى عنه بكل شعرة سيئة، ورفع له بكل شعرة درجة. 22 – وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مسح على رأس يتيم كان له بكل شعرة تمر به على يده نور يوم القيامة. 23 – وقال عليه السلام: انا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة إذا أتقى الله عزوجل، وأشار بالسبابة والوسطى. 24 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى ابى خالد الكابلي قال: سمعت زين العابدين على بن الحسين عليهما السلام يقول: الذنوب التى تحبس غيث السماء جور الحكام في القضاء، وشهادة الزور وكتمان الشهادة، ومنع الزكوة والقرض و الماعون وقساوة القلوب على أهل الفقرة والفاقة، وظلم اليتيم والارملة وانتهار السائل ورده بالليل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 25 – في من لا يحضره الفقيه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا طرقكم سايل ذكر بالليل فلا تردوه. 26 – وسئل الصادق عليه السلام عن السائل يسأل فلا يدرى ما هو فقال: اعط من وقعت في قلبك الرحمة له. 27 – وروى الوصافى عن ابى جعفر قال: كان فيما ناجى الله به موسى ان قال


(1) الارمله: المرأة التى مات زوجها وهى فقيرة. (*)

[ 598 ]

يا موسى اكرم السايل ببذل يسير أو برد جميل انه يأتيك من ليس بانس ولا جان ملائكة من ملائكة الرحمن، يبلونك فيما خولتك ويسئلونك مما نولتك (1) فانظر كيف انت صانع يابن عمران. 28 – وقال عليه السلام: اعط السائل ولو ظهر فرس. 29 – وقال رسول الله صلى الله عليه والله: لا تقطعوا على السائل مسئلته، فلو لا ان المساكين يكذبون ما افلح من ردهم. 30 – وقال أبو جعفر عليه السلام: لو يعلم السائل ما في المسألة ما سئل احد احدا، ولم يعلم المعطى ما في العطية ما رد احد احدا. 31 – وروى عن الوليد بن صبيح قال: كنت عند ابى عبد الله عليه السلام، فجاء سائل فاعطاه، ثم جاء آخر فاعطاه، ثم جاء آخر فاعطاه، ثم جاء آخر فاعطاه، فقال: وسع الله عليك. 32 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” فاما السائل فلا تنهر ” أي لا تطرد قوله واما ما بنعمة ربك فحدث قال: بما أنزل الله عليك وأمرك به من الصلوة والزكوة والصوم والحج والولاية وبما فضلك الله به فحدث. 33 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعماة باب: ألبسوا ثياب القطن فانها لباس رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يكن يلبس الشعر و الصوف الا من علة، وقال: ان الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده. 34 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبى جعفر محمد بن على عليهما السلام قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة منصرفه من النهروان وبلغه ان معاوية يسبه ويعيبه ويقتل أصحابه، فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه، ثم قال لولا آية من كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكر في مقامي هذا، يقول الله عزوجل: ” واما بنعمة


(1) خوله الله: أعطاه ونوله ايضا بمعناه. (*)

[ 599 ]

ربك فحدث ” اللهم لك الحمد على نعمتك التى لا تحصى، وفضلك الذى لا ينسى، يا ايها الناس انه بلغني ما بلغني وانى أرانى قد اقترب أجلى، وكانى بكم وقد جهلتم أمرى وانى تارك فيكم ما تركه رسول الله صلى الله عليه وآله كتاب الله وعترتي، وهى عترة الهادى إلى النجاة خاتم الانبياء وسيد النجباء والنبى المصطفى يا ايها الناس لعلكم لا تسمعون قائلا يقول مثل قولى بعدى الا مفتر، أنا أخو رسول الله وابن عمه وسيف نقمته وعماد نصرته وبأسه وشدته، انا رحى جهنم الدائرة واضراسها الطاحنة انا موتم البنين والبنات، انا قابض الارواح وبأس الله الذى لا يرده عن القوم المجرمين، انا مجدل الابطال وقاتل الفرسان وميير من كفر بالرحمن، وصهر خير الانام، انا سيد الاوصياء ووصى خير الانبياء، انا باب مدينة العلم وخازن علم رسول الله و وارثه، وانا زوج البتول سيدة نساء العالمين فاطمة التقية الزكية البرة المهدية حبيبة حبيب الله وخير بناته وسلالته، وريحانة رسول الله سبطاه خير الاسباط، و ولداى خير الاولاد، هل احد ينكر ما اقول ؟ اين مسلموا اهل الكتاب، انا رسمى في الانجيل اليا وفى التوراة ” بريى ” وفى الزبور ” ارى ” وعند الهند ” كبكر ” وعند الروم ” بطريسا ” وعند الفرس ” جبتر ” وعند الترك ” بتير ” وعند الزنج ” حيتر ” وعند الكهنة ” بويئ ” وعند الحبشة ” بثريك ” وعند امى ” حيدرة ” وعند ظئرى ” ميمون ” وعند العرب ” على ” وعند الارمن ” فريق ” وعند أبى ” ظهير ” (1) الا وانى مخصوص في القرآن باسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، يقول الله عزوجل: ” ان الله مع الصادقين ” انا ذلك الصادق وانا المؤذن في الدنيا والاخرة قال الله عزوجل ” فاذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين ” انا ذلك المؤذن وقال ” واذان من الله ورسوله ” وانا ذلك الاذان، وانا المحسن يقول الله عزوجل ” ان الله لمع المحسنين ” وانا ذو القلب يقول الله عزوجل: ” ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب ” وانا الذاكر يقول الله عزوجل ” الذين يذكرون الله قياما وقعودا


(1) في ضبط بعض تلك الاسماء خلاف راجع المصدر صفحة 58 – 59 – من الطبعة الجديدة. وفيه شرح للاسماء ايضا. (*)

[ 600 ]

وعلى جنوبهم ” ونحن اصحاب الاعراف أنا وعمى واخى وابن عمى، والله فالق الحب والنوى لا يلج النار لنا محب، ولا يدخل الجنة لنا مبغض، يقول الله عز و جل: ” وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ” وانا الصهر يقول الله عزوجل ” وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ” وانا الاذن الواعية يقول الله عزوجل: ” وتعيها اذن واعية ” وانا السلم لرسول الله صلى الله عليه وآله يقول الله عزوجل ” و رجلا سلما لرجل ” ومن ولدى مهدى هذه الامة الا وقد جعلت حجتكم (1)، ببغضى يعرف المنافقون، وبمحبتى امتحن الله المؤمنين، هذا عهد النبي الامي إلى انه لا يحبك الا مؤمن، ولا يبغضك الا منافق، وانا صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وآله في الدنيا والاخرة، ورسول الله فرطى وأنا فرط شيعتي (2) والله لا عطش محبى ولا خاف وليى، انا ولى المؤمنين والله وليى، حسب محبى أن يحبوا ما احب الله، وحسب مبغضي ان يبغضوا ما احب الله، الا وانه بلغني ان معاوية سبنى ولعننى، اللهم اشدد وطأتك (3) عليه وانزل اللعنة على المستحق آمين رب العالمين، برب اسمعيل و باعث ابراهيم، انك حميد مجيد، ثم نزل عن أعوادها فما عاد إليها حتى قتله ابن ملجم لعنه الله. 35 – في اصول الكافي على بن محمد عن صالح بن ابى حماد وعدة من اصحابنا عن احمد بن محمد وغيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج امير المؤمنين على عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملا وشكاه اخوه الربيع بن زياد إلى امير المؤمنين عليه السلام انه قد غم اهله وحزن ولده بذلك، فقال امير المؤمنين: على بعاصم بن زياد فجئ به، فلما رآه عبس في وجهه فقال له: اما استحييت من اهلك ؟ أما رحمت ولدك ؟ أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره اخذك منها ؟ انت أهون على الله من ذلك، أو ليس الله يقول: ” والارض وضعها للانام * فيها فاكهة والنخل


(1) وفى المصدر ” محنتكم ” مكان ” حجتكم “. (2) الفرط: العلم المستقيم يهتدى به. (3) الوطأة: الاخذة الشديدة. (*)

[ 601 ]

ذات الاكمام ” اوليس يقول: ” مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان ” إلى قوله ” يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ” فبالله لابتذال نعم الله بالفعال احب إليه من ابتذاله لها بالمقال، فقد قال عزوجل: ” واما بنعمة ربك فحدث ” فقال عاصم: يا امير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة وفى ملبسك على الخشونة ؟ فقال: ويحك ان الله عزوجل فرض على أئمة العدل أن يقدروا انفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره (1) فألقى عاصم بن زياد العباء ولبس الملاء. 36 – احمد بن ابى عبد الله عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن داود بن الحصين عن فضل البقباق قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: ” واما بنعمة ربك فحدث ” قال: الذى انعم عليك بما فضلك واعطاك، ثم قال: فحدث بدينه وما اعطاه الله وما انعم به عليه. 37 – في نهج البلاغة وله عليك اثر ما انعم الله به عليك. 38 – في مجمع البيان ” واما بنعمة ربك فحدث ” قال الصادق عليه السلام معناه فحدث بما اعطاك الله وفضلك ورزقك و احسن اليك وهداك. 39 – وفى الحديث: من لم يشكر الناس لم يشكر الله، ومن لم يشكر القليل لم يشكر الكثير. 40 – في الكافي باسناده إلى ابى بصير قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: ان الله جميل يحب الجمال، ويحب ان يرى اثر النعمة على عبده. 41 – على بن محمد رفعه عن ابى عبد الله عليه السلام، قال: إذا انعم الله على عبده بنعمة فظهرت عليه سمى حبيب الله، محدث بنعمة الله، وإذا انعم الله على عبده بنعمة فلم تظهر عليه سمى بغيض الله، مكذب بنعمة الله (2). 42 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اننى لاكره للرجل ان يكون عليه من الله نعمة فلا يظهرها.


(1) التبيغ: الهيجان والغلبة. (2) وفى المصدر ” محدثا بنعمة الله ” في الصدر و ” مكذبا بنعمة الله ” في الذيل. (*)

[ 602 ]

43 – و باسناده إلى بريد بن معاوية قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لعبيد بن زياد: اظهار النعمة احب إلى الله من صيانتها، فاياك ان تزين الا في احسن زى قومك، فما رئى عبيد الا في احسن زى قومه حتى قامت. 44 – في محاسن البرقى عن الوشاء عن عاصم بن حميد عن عمرو بن ابى نصير قال، حدثنى رجل من أهل البصرة قال: رايت الحسين بن على عليهما السلام و عنده ابن عمر يطوفان بالبيت، فسألت ابن عمر فقلت: قول الله: ” واما بنعمة ربك فحدث ” قال: امره ان يحدث بما انعم الله عليه، ثم انى قلت للحسين بن على عليه السلام قول الله ” واما بنعمة ربك فحدث ” قال: امره ان يحدث بما انعم الله عليه من دينه. 45 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: حدثنى أبى عن جده عن آبائه عليهم السلام قال: ان أمير المؤمنين عليه السلام قال: أحسنوا صحبة النعم قبل فراقها فانها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من أكثر قراءة ” والشمس، والليل إذا يغشى، والضحى، وألم نشرح ” الحديث وقد تقدم في والشمس وضحيها. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عنه صلى الله عليه وآله قال: من قرأها اعطى من الاجر كمن لقى محمدا مغتما ففرح عنه. 3 – وروى ايضا أصحابنا ان الضحى وألم نشرح سورة واحدة لتعلق احديهما بالاخرى. أقول: وقد قدمنا في أول الضحى بعض الاحاديث في هذا المعنى فاطلبه. 4 – في مجمع البيان روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله


[ 603 ]

صلى الله عليه وآله: لقد سألت ربى مسألة وددت انى لم أسئله، قلت: أي رب انه قد كان انبياء قبلى، منهم من سخرت له الريح، ومنهم من كان يحيى الموتى ؟ قال: فقال: ألم أجدك يتيما فآويتك ؟ قال: قلت: بلى، قال: ألم أجدك ضالا فهديتك ؟ قال: قلت بلى أي رب، قال: ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك ؟ قال: قلت: بلى أي رب. 5 – وعن ابن عباس قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله فقيل: يا رسول الله أينشرح الصدر ؟ قال: نعم، قالوا: يا رسول الله وهل لذلك علامة يعرف بها ؟ قال نعم التجافي عن دار الغرور والانابة إلى دار الخلود والاعداد للموت قبل نزول الموت. 6 – في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن ابن أبى عمير عن جميل عن الحسن بن راشد عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: ” الم نشرح لك صدرك ” قال: بولاية أمير المؤمنين عليه السلام. 7 – في تفسير على بن ابراهيم: الم نشرح لك صدرك قال: بعلى فجعلناه وصيك. قال: حين فتح مكة ودخلت قريش في الاسلام شرح الله صدره وسره ووضعنا عنك وزرك قال: بعلى الحرب الذى انقض ظهرك أي اثقل ظهرك ورفعنا لك ذكرك قال: تذكر إذا ذكرت، وهو قول الناس أشهد ان لا اله الا الله، وأشهد ان محمدا رسول الله. 8 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلى عليه السلام: هذا ادريس عليه السلام أعطاه الله عزوجل مكانا عليا ؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعطى ما هو أفضل من هذا، ان الله جل ثناؤه قال فيه: ” ورفعنا لك ذكرك ” فكفى بهذا من الله رفعة قال له اليهودي: فقد القى الله على موسى محبة منه ؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك وقد أعطى الله محمدا صلى الله عليه وآله ما هو أفضل من هذا، لقد ألقى الله عزوجل عليه محبة منه، فمن هذا الذى يشركه في هذا الاسم اذتم من الله عزوجل به الشهادة، فلا تتم الشهادة الا أن يقال اشهد ان لا اله الا الله واشهد


[ 604 ]

ان محمدا رسول الله، ينادى على المنار، فلا يرفع صوت بذكر الله عزوجل الا رفع بذكر محمد صلى الله عليه وآله معه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 9 – في مجمع البيان: وفى الحديث عن أبى سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وآله في هذه الآية قال: قال لى جبرئيل: قال الله عزوجل: إذا ذكرت ذكرت معى فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا روى عن عطاء عن ابن عباس قال: يقول الله تعالى: خلقت عسرا واحدا وخلقت يسرين، فلن يغلب عسر يسرين. 10 – وعن الحسن قال: خرج النبي صلى الله عليه وآله مسرورا فرحا وهو يضحك ويقول لن يغلب عسر يسرين ” فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ” قال الفراء: ان العرب يقول ذا ذكرت نكرة ثم أعدتها نكرة مثلها صارتا اثنتين، كقولك إذا كسبت درهما فانفق درهما فالثاني غير الاول، وإذا أعدتها معرفة فهى هي كقولك: إذا اكتسبت درهما فانفق الدرهم، فالثاني هو الاولى، ونحو هذا ما قاله الزجاج انه ذكر العسر مع الالف واللام، ثم ثنى ذكره فصار المعنى ان مع العسر يسرين. 11 – في تهذيب الاحكام ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن على عليهم السلام ان امرة استعدت على زوجها انه لا ينفق عليها وكان زوجها معسرا فابى على عليه السلام أن يحبسه وقال: ان مع العسر يسرا. 12 – في كتاب طب الائمة عليهم السلام باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: انى لاعرف آيتين من كتاب الله المنزل يكتبان للمرأة إذا عسر عليها ولدها يكتبان في رق ظبى وتعلقه عليها في حقويها (1) ” بسم الله وبالله ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا سبع مرات يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد “. 13 – في من لا يحضره الفقيه باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: واعلم ان مع


(1) الرق: جلد رقيق يكتب فيه. والحقو: الخصر. (*)

[ 605 ]

العسر يسرا وان مع الصبر النصر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. 14 – في تفسير على بن ابراهيم ثم قال: ” ان مع العسر يسرا ” قال: ما كنت فيه من العسر أتاك اليسر فإذا فرغت فانصب قال: إذا فرغت من حجة الوداع فانصب أمير المؤمنين على بن أبيطالب. 15 – حدثنا محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ” فإذا فرغت من نبوتك فانصب عليا والى ربك فارغب في ذلك “. 16 – في اصول الكافي محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبى الديلم عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام حاكيا عن رسول الله، صلى الله عليه وآله فاحتج عليهم حين اعلم بموته ونعت إليه نفسه فقال الله جل ذكره: ” فإذا فرغت فانصب * والى ربك فارغب ” يقول: فإذا فرغت فانصب علمك واعلن وصيك، فأعلمهم فضله علانية، فقال عليه السلام: من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثلاث مرات، ثم قال: لابعثن رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار، يعرض بمن رجع يجبن أصحابه ويجبنونه. وقال صلى الله عليه وآله: على سيد المؤمنين وقال: على عمود الدين وقال: هذا هو الذى يضرب الناس بالسيف على الحق بعدى. وقال: الحق مع على أينما مال. وقال: انى تارك فيكم أمرين ان اخذتم بهما لن تضلوا كتاب الله عزوجل وأهل بيتى عترتي ايها الناس اسمعوا وقد بلغت انكم ستردون على الحوض، فأسألكم عما فعلتم في الثقلين، والثقلان كتاب الله جل ذكره وأهل بيتى، فلا تسبقوهم فتهلكوا ولا تعلموهم انهم أعلم منكم. 17 – في مجمع البيان ” فإذا فرغت فانصب * والى ربك فارغب ” معناه


[ 606 ]

فإذا فرغت من الصلوة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء وارغب إليه في المسألة يعطك عن مجاهد وقتادة والضحاك ومقاتل والكلبي وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام وقال الصادق عليه السلام: هو الدعاء في دبر الصلوة وأنت جالس. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ و التين في فرائضه ونوافله اعطى من الجنة حيث يرضى. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قراها اعطاه الله خصلتين العافية مادام في الدنيا، فان مات اعطاه الله من الاجر بعدد من قرأ هذه السورة صيام يوم. 3 – وعن البراء بن عازب قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقرأ في المغرب والتين والزيتون فما رايت انسانا احسن قراءة منه رواه مسلم في الصحيح عن مقاتل قال عمر بن ميمون: سمعت عمر بن الخطاب يقرأ بمكة في المغرب والتين والزيتون وطور سينا قال: فظننت انما قرأها ليعلم حرمة البلد، وروى ذلك عن موسى بن جعفر ايضا. 4 – في كتاب الخصال عن ابى الحسن الاول عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تبارك وتعالى اختار من كل شئ اربعة إلى ان قال: واختار من البلدان اربعة فقال تعالى: والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين فالتين المدينة والزيتون بيت المقدس، وطور سينين الكوفة، وهذا البلد مكة. 5 – في تفسير على بن ابراهيم ” والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الامين ” قال: ” التين ” رسول الله صلى الله عليه وآله، ” والزيتون ” أمير المؤمنين عليه السلام ” وطور سينين ” الحسن والحسين ” وهذا البلد الامين ” الائمة عليهم السلام.


[ 607 ]

6 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب بعد أن نقل قوله تعالى: ” والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ” وانها نزلت في امير المؤمنين عليه السلام خاصة، وان الازواج فاطمة وذرياتنا الحسن والحسين، قال: وقد روى ان ” والتين و الزيتون ” نزلت فيهما. 7 – مقاتل عن مرازم عن موسى بن جعفر عليهما السلام في قوله تعالى: ” والتين و الزيتون ” قال: الحسن والحسين، ” طور سينين ” قال: على بن ابى طالب، ” وهذا البلد الامين ” قال: محمد صلى الله عليه وآله. 8 – في تفسير على بن ابراهيم وقد روى أبو ذر ان النبي صلى الله عليه وآله قال في التين: لو قلت ان فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه هي، لان فاكهة الجنة بلا عجم، فكلوها فانها تقطع البواسير وتنفع من النقرس، وأما الزيتون فانه يعتصر منه الزيت الذى يدور في اكثر الاطعمة وهو ادم ; والتين طعام وفيه منافع كثيرة. 9 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب متصل بآخر ما نقلنا أعنى محمدا صلى الله عليه وآله لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم قال: الاول ثم رددناه اسفل سافلين ببغضه أمير المؤمنين. 10 – في تفسير على بن ابراهيم: ” لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم ” قال: نزلت في الاول ” ثم رددناه اسفل سافلين. ” 11 – في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قوام الانسان وبقاؤه بأربعة: بالنار والنور والريح والماء فبالنار يأكل ويشرب. وبالنور يبصر ويعقل، وبالريح يسمع ويشم، وبالماء يجد لذة الطعام، ولولا ان النار في مقعدته لما هضمت الطعام والشراب، ولولا ان النور في بصره لما أبصر ولا عقل، ولولا الريح لما التهب نار المعدة، ولولا الماء لما وجد لذة الطعام. 12 – عن أبى عبد الله عليهم السلام قال: بنى الجسد على أربعة أشياء على الروح والعقل والدم والنفس، فإذا خرجت الروح تبعها العقل، وإذا رأى الروح شيئا حفظه عليه العقل و تبقى الروح والنفس.


[ 608 ]

13 – في تفسير على بن ابراهيم: الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال: ذاك أمير المؤمنين فلهم اجر غير ممنون أي لا يمن عليهم به. 14 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب متصل بآخر ما نقلنا من قوله: ببغضه أمير المؤمنين ” الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ” على بن ابي طالب فما يكذبك بالدين ولاية على بن ابى طالب. 15 – في تفسير على بن ابراهيم ثم قال لنبيه صلى الله عليه وآله ” فما يكذبك بعد بالدين ” قال: بأمير المؤمنين أليس الله باحكم الحاكمين. 16 – في مجمع البيان وكان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ختم هذه قال: بلى وانا على ذلك من الشاهدين. 17 – في عيون الاخبار في باب ذكر أخلاق الرضا عليه السلام ووصف عبادته وإذا قرأ ” والتين والزيتون ” قال: عند الفراغ منها بلى وانا على ذلك من الشاهدين. 18 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه، إذا قرأتم والتين فقولوا في آخرها: ونحن على ذلك من الشاهدين. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ في يومه أو ليلته اقرأ باسم ربك ثم مات في يومه أو ليلته مات شهيدا، وبعثه الله شهيدا واحياه شهيدا، وكان كمن ضرب بسيفه في سبيل الله عزوجل مع رسول الله صلى الله عليه وآله. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأها فكانما قرا المفصل كله. 3 – وروى عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: العزائم: ” الم تنزيل، وحم السجدة، والنجم إذا هوى، واقرأ باسم ربك ” وما عداها في جميع القرآن


[ 609 ]

مسنون ليس بمفروض. 4 – في كتاب الخصال عن ابى عبد الله عليه السلام ان العزائم اربع: ” اقرا باسم ربك الذى خلق، والنجم، وتنزيل السجدة، وحم السجدة “. 5 – في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن خالد قال: قال الرضا عليه السلام: سمعت ابى يحدث عن ابيه عليه السلام ان اول سورة نزلت بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك وآخر سورة نزلت ” إذا جاء نصر الله ” 6 – في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد وسهل بن زياد عن منصور بن العباس ومحمد بن الحسن بن السرى عن عمه على بن السرى عن ابى عبد الله عليه السلام قال: اول ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله ” بسم الله الرحمن الرحيم * اقرأ باسم ربك ” وآخره ” إذا جاء نصر الله “. 7 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام وانه كانت اول سورة نزلت ” اقرا باسم ربك الذى خلق ” الحديث وقد تقدم عند قوله تعالى: ” ما ودعك ربك وما قلى “. 8 – حدثنا احمد بن محمد الشيباني قال: حدثنا محمد بن احمد قال: حدثنا محمد بن على قال: حدثنا عثمان بن يوسف عن عبد الله بن كيسان عن ابى جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد اقرا قال: وما اقرء ؟ قال: ” اقرا باسم ربك الذى خلق ” يعنى خلق نورك القديم قبل الاشياء خلق الانسان من علق يعنى خلقك علقة وشق منك عليا اقرء وربك الاكرم * الذى علم بالقلم يعنى علم على بن ابي طالب عليه السلام علم الانسان ما لم يعلم يعنى علم عليا من الكتاب ما لم يعلم قبل ذلك. قال على بن ابراهيم: في قوله: ” اقرأ باسم ربك ” قال: اقرأ باسم الله الرحمن الرحيم الذى خلق ” خلق الانسان من علق ” قال: من دم ” اقرء وربك الاكرم * الذى علم بالقلم ” قال: علم الانسان بالكتابة التى بها تتم امور الدنيا في مشارق الارض ومغاربها ثم قال: كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى قال. ان الانسان إذا


[ 610 ]

استغنى يكفر ويطغى وينكر. قوله عزوجل ارايت الذى ينهى عبدا إذا صلى. 9 – في من لا يحضره الفقيه روى عبد الواحد بن المختار الانصاري عن ابى جعفر عليه السلام قال: سألته عن صلوة الضحى ؟ فقال: أول من صلاها قومك، انهم كانوا من الغافلين فيصلونها ولم يصلها رسول الله. 10 – وقال: ان عليا عليه السلام مر على رجل وهو يصليها، فقال على عليه السلام ما هذه الصلوة ؟ قال: ادعها يا أمير المؤمنين ؟ فقال على عليه السلام: اكون انهى عبدا إذا صلى ؟. 11 – في مجمع البيان وجاء في الحديث ان ابا جهل قال: هل يعفر محمد وجهه بين اظهركم ؟ قالوا: نعم قال: فالبذى يحلف به لئن رأيته يفعل ذلك لاطأن على رقبته، فقيل له: ها هو ذلك يصلى، فانطلق ليطأ على رقبته فما فجئهم الا وهو ينكص على عقبيه ويتقى بيديه (1) فقالوا: مالك يا أبا الحكم ؟ قال: ان بينى و بينه خندقا من نار وهولا وأجنحة. وقال نبى الله صلى الله عليه وآله والذى نفسي بيده لو دنا منى لاختطفته الملئكة عضوا عضوا فأنزل الله سبحانه ” أرايت الذى ينهى ” إلى آخر السورة رواه مسلم في الصحيح. 12 – وقد روى عن على عليه السلام انه خرج في يوم عيد فرأى أناسا يصلون فقال: يا أيها الناس قد شهدنا نبى الله صلى الله عليه وآله في مثل هذا اليوم فلم يكن أحد يصلى قبل العيد – أو قال النبي – فقال رجل: يا أمير المؤمنين الا تنهى ان يصلوا قبل خروج الامام ؟ فقال: لا اريد ان انهى عبدا إذا صلى، ولكنا نحدثهم بما شهدنا من النبي أو كما قال. 13 – قال ابن عباس لما اتى أبو جهل رسول الله صلى الله عليه وآله انتهره رسول الله صلى الله عليه وآله فقال أبو جهل: اتنتهرنى يا محمد فوالله لقد علمت ما بها احد اكثر ناديا منى (2)


(1) نكص على عقبيه: رجع عما كان عليه. (2) النادى: المجلس. قال الطبرسي (ره): فليدع ناديه أي اهل ناديه يعنى عشيرته فحذف المضاف. (*)

[ 611 ]

فأنزل الله سبحانه فليدع ناديه. 14 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” فليدع ناديه ” قال: لما مات أبو طالب نادى أبو جهل والوليد عليهما لعائن الله: هلموا فاقتلوا محمدا فقد مات الذى كان ناصره، فقال الله: فليدع ناديه سندع الزبانية قال: كما دعا إلى قتل محمد رسول الله صلى الله عليه وآله نحن ايضا ندع الزبانية، ثم قال: كلا لا تطعه واسجد واقترب أي لا يطيعون لما دعاهم إليه لان رسول الله صلى الله عليه وآله اجاره مطعم بن عدى بن نوفل بن عبد مناف ولم يجسر عليه احد. 15 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام حدثنا ابى رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن على الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: اقرب ما يكون العبد من الله عزوجل وهو ساجد، وذلك قوله تبارك وتعالى: ” واسجد واقترب “. 16 – في الكافي على بن محمد عن سهل بن زياد عن الوشا قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: اقرب ما يكون العبد من الله عزوجل وهو ساجد، وذلك قوله عزوجل ” واسجد واقترب “. 17 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن يعقوب عن ابن رئاب عن ابى عبيدة الحذاء عن ابى عبد الله عليه السلام قال: إذا قرأ احدكم السجدة من العزائم فليقل في سجوده وسجدت لك تعبدا ورقا لا مستكبرا عن عبادتك ولا مستنكفا ولا متعظما بل انا عبد ذليل خائف مستجير. 18 – فيمن لا يحضره الفقيه قال الصادق عليه السلام: اقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد قال الله عزوجل ” واسجد واقترب “. وقد روى انه يقول في سجدة العزائم لا اله الا الله حقا حقا، لا اله الا الله ايمانا وتصديقا، لا اله الا الله عبودية ورقا سجدت لك يا رب تعبدا ورقا، لا مستكنفا ولا مستنكرا بل انا عبد ذليل خائف مستجير، ثم يرفع راسه ثم يكبر. 19 – في مجمع البيان وفى الحديث عن عبد الله بن مسعود ان رسول الله


[ 612 ]

صلى الله عليه وآله قال: اقرب ما يكون العبد من الله إذا كان ساجدا. 20 – في غوالى اللئالى وروى في الحديث انه لما نزل قوله تعالى: ” واسجدوا واقترب ” سجد النبي صلى الله عليه وآله فقال في سجوده: اعوذ بالله برضاك من سخطك وبما فاتك من عقوبتك واعوذ بك منك حتى لا أحصى ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن سيف بن عميرة عن رجل عن ابى جعفر عليه السلام من قرء انا انزلناه في ليلة القدر فجهر بها صوته كان كالشاهر سيفه في سبيل الله عزوجل، ومن قرأها سرا كان كالمتشحط بدمه في سبيل الله، ومن قرءها عشر مرات محى الله عنه ألف ذنب من ذنوبه. 2 – وفى اصول الكافي مثله الا ان في آخره ومن قرأها عشر مرات مرت له (1) على [ محو ] ألف ذنب من ذنوبه. 3 – وباسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ ” انا أنزلناه في ليلة القدر ” في فريضة من فرايض الله نادى مناد: يا عبد الله غفر الله لك ما مضى فاستأنف العمل. 4 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله من قرأها اعطى من الاجر كمن صام رمضان وأحيى ليلة القدر. 5 – في مهج الدعوات لابن طاوس رحمه الله انه قيل للصادق عليه السلام: بما احترست من المنصور عند دخولك عليه ؟ فقال: بالله وبقراءة انا انزلناه، ثم قلت: يا الله يا الله سبعا انى أتشفع اليك بمحمد وآله صلى الله عليه وآله من أن تقلبه لى فمن ابتلى بذلك فليصنع مثل صنعى ولولا أننا نقرأها ونأمر بقرائتها شيعتنا لتخطفهم الناس ولكن هي والله لهم كهف.


(1) وفى المصدر ” غفرت له… اه “. (*)

[ 613 ]

6 – في كتاب طب الائمة باسناده إلى ابى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: شكا رجل من همدان إلى أمير المؤمنين وجع الظهر وانه يسهر الليل، فقال: ضع يدك على الموضع الذى تشتكى منه واقرأ ثلثا ” وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الاخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين ” واقرأ سبع مرات انا انزلناه في ليلة القدر إلى آخرها فانك تعافى من العلة ان شاء الله تعالى. 7 – وباسناده إلى بكر بن محمد الازدي عن أبى عبد الله عليه السلام وأوصى أصحابه واولياءه من كانت به علة فليأخذ قلة جديدة (1) وليجعل فيه الماء، وليسقى الماء بنفسه، وليقرأ على الماء سورة انا انزلناه على الترتيل ثلاثين مرة ثم يشرب من ذلك الماء وليتوض وليمسح به. وكلما انقص زاد فيه، فانه لا يظهر ذلك ثلثة ايام الا ويعافيه الله من ذلك الداء. 8 – في اصول الكافي باسناده إلى بكر بن محمد الازدي عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام في العوذة قالت: تأخذ قلة جديدة فيجعل فيها ماء ثم تقرأ عليها انا انزلناه في ليلة القدر ثلاثين مرة، ثم تعلق ويشرب منها ويتوضأ ويزاد فيها ماء انشاء الله تعالى. 9 – في تهذيب الاحكام أبو الصباح الكنانى عن ابى عبد الله عليه السلام قال: إذا كان ليلة القدر وفيها يفرق كل امر حكيم نادى مناد، تلك الليلة من بطنان العرش: ان الله تعالى قد غفر لمن اتى قبر الحسين عليه السلام في هذه الليلة. 10 – محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن محمد بن احمد بن يحيى قال: كنت بفيد (2) فمشيت مع على بن بلال إلى قبر محمد بن اسمعيل بن بزيع قال: فقال لى على بن بلال: قال لى صاحب هذا القبر عن الرضا عليه السلام: من اتى قبر اخيه المؤمن من أي ناحية يضع يده وقرأ انا انزلناه في ليلة القدر سبع مرات


(1) القلة: الحب العظيم. وقيل: الكوز الصغير، ضد. (2) فيد: منزل بطريق مكة. (*)

[ 614 ]

امن من الفزع الاكبر. 11 – الحسن بن محبوب عن عمرو بن ابى المقدام عن أبيه قال: مررت مع ابى جعفر عليه السلام بالبقيع، فمررنا بقبر رجل من اهل الكوفة من الشيعة فقلت لابي جعفر عليه السلام: جعلت فداك هذا قبر رجل من الشيعة ؟ قال: فوقف عليه ثم قال اللهم ارحم غربته، وصل وحدته، وآنس وحشته، واسكن إليه من رحمتك رحمة يستغنى بها عن رحمة من سواك، والحقة من كان يتولاه، ثم قرأ انا انزلناه في ليلة القدر سبع مرات. 12 – فيمن لا يحضره الفقيه وقال الرضا عليه السلام: ما من عبد زار قبر مؤمن فقرأ عنده ” انا انزلناه في ليلة القدر ” سبع مرات الا غفر الله له ولصاحب القبر. 13 – في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى باسناده إلى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه فإذا كانت ليلة القدر يأمر الله تبارك وتعالى جبرئيل عليه السلام فيهبط في كبكبة من الملائكة ومعهم لواء اخضر، فيركن اللواء على ظهر الكعبة وله ستمأة جناح، منها جناحان لا ينشرهما الا في ليلة القدر فيجاوزان المشرق والمغرب ويثبت جبرئيل الملائكة في هذه الامة فيسلمون على كل قاعد وقائم ومصل وذاكر ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر نادى جبرئيل: معشر الملئكة الرحيل الرحيل فيقولون: يا جبرئيل ما صنع الله تعالى في حوائج المؤمنين من امة محمد صلى الله عليه وآله فيقول: ان الله عزوجل نظر إليهم هذه الليلة فعفى عنهم وغفر لهم الا أربعة: فقيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: من هذه الاربعة ؟ قال: رجل مات مدمن خمر، وعاق لوالديه، وقاطع رحم، وشاجن، قيل: يا رسول الله وما الشاجن ؟ قال: الصارمة (1). 14 – في مجمع البيان روى عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إذا كانت ليلة القدر تنزل الملئكة الذين هم سكان سدرة المنتهى ومنهم جبرئيل، فينزل جبرئيل ومعه ألوية ينصب لواء منها على قبري، ولواء على بيت المقدس، ولواء في المسجد


(1) كذا في الاصل ومصدر الحديث مخطوط لم اظفر عليه. (*)

[ 615 ]

الحرام، ولواء على طور سيناء، ولا يدع فيها مؤمنا ولا مؤمنة الا سلم عليه الا مدمن الخمر وآكل لحم الخنزير والمتضمخ بالزعفران. (1) 15 – وعنه صلى الله عليه وآله قال: ان الشيطان لا يخرج في هذه الليلة حتى يضئ فجرها: ولا يستطيع فيها ان ينال احدا بخبل (2) أو داء أو ضرب من ضروب الفساد، و لا ينفذ فيه سحر ساحر. 16 – وذكر عطاء عن ابن عباس قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وآله رجل من بنى اسرائيل انه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله الف شهر، فعجب من ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله عجبا شديدا وتمنى ان يكون ذلك في امته، فقال: يا رب جعلت امتى اقصر الناس اعمارا واقلها اعمالا، فأعطاه الله ليلة القدر وقال: ” ليلة القدر خير من الف شهر ” الذى حمل الاسرائيلي السلاح في سبيل الله لك ولامتك من بعدك إلى يوم القيامة في كل رمضان. 17 – في كتاب الخصال فيما علم امير المؤمنين عليه السلام اصحابه من الاربعمائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه، من قرء: ” قل هو الله احد ” من قبل ان تطلع الشمس ومثلها ” انا انزلناه ” ومثلها آية الكرسي منع ماله مما يخاف، من قرء ” قل هو الله احد ” و ” انا انزلناه ” قبل ان تطلع الشمس لم يصبه في ذلك اليوم ذنب وان جهد ابليس، إذا اراد احدكم حاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اللهم بارك لامتي في بكورها يوم الخميس، وليقرء إذا خرج من بيته الايات الاخرة من آل عمران وآية الكرسي وانا انزلناه وام الكتاب، فان فيها قضاء الحوائج للدنيا والاخرة، إذا كسا الله مؤمنا ثوبا [ جديدا ] فليتوض وليصل ركعتين يقرأ فيهما ام الكتاب وآية الكرسي وقل هو الله أحد وانا انزلناه في ليلة القدر، وليحمد الله الذى ستر عورته وزينه في الناس، وليكثر من قول: لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم، فانه لا يعصى الله فيه، وله بكل سلك فيه ملك يقدس له و


(1) التضمخ: التلطخ بالطيب ونحوه والاكثار منه. (2) الخبل – بالتحريك -: فساد الاعضاء. الجنون. (*)

[ 616 ]

يستغفر له ويترحم عليه. 18 – في الكافي على بن محمد عن صالح بن ابى حماد عن غير واحد عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ انا انزلناه ثنتين وثلثين مرة في اناء جديد ورش بثوبه الجديد إذا البسه لم يزل يأكل في سعة وما بقى. 19 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى حكيمة عمة ابى محمد الحسن عليه السلام انها قالت امرني أبو محمد عليه السلام بالمبيت عنده ليلة ولد القائم عليه السلام، فكنت مع نرجس ام القائم عليه السلام فلم ازل ارقبها إلى وقت طلوع الفجر وهى نائمة بين يدى لا تقلب جنبا عن جنب إلى جنب، حتى إذا كان آخر الليل وقت الفجر وثبت فزعة فضممتها إلى صدري وسميت عليها فصاح إلى أبو محمد عليه السلام وقال: اقرأي عليها انا انزلناه في ليلة القدر، فأقبلت اقرأ عليها وقلت لها: ما حالك ؟ قالت: ظهر بى الامر الذى اخبرك به مولاى، فأقبلت اقرأ عليها كما امرني فأجابني الجنين من بطنها يقرأ مثل ما اقرأ وسلم على قالت حكيمة: ففزعت لما سمعت والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 20 – وباسناده إلى ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله اختار من الليالى ليلة القدر، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 21 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه وآله عن ربه جل جلاله انه قال: اقرأ ” انا انزلناه ” فانها نسبتك ونسبة اهل بيتك إلى يوم القيامة. 22 – وباسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن على بن سالم عن ابى عبد الله قال: من نام (1) في الليلة التى يفرق فيها كل امر حكيم لم يحج تلك السنة وهى ليلة ثلث وعشرين من شهر رمضان، لان فيها تكتب وفد الحاج، وفيها يكتب الارزاق والاجال، وما يكون من السنة إلى السنة، قال: قلت: فمن لم يكتب في ليلة القدر


(1) كذا في الاصل وفى المصدر ” من لم يكتب له.. اه ” مكان ” من نام… اه “. (*)

[ 617 ]

لم يستطع الحج ؟ فقال: لا، قلت: كيف يكون هذا ؟ قال: لست في خصومتكم من شئ هكذا الامر. 23 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى المفضل بن عمر قال ذكر أبو عبد الله عليه السلام انا انزلناه في ليلة القدر قال: ما أبين فضلها على المشهود قال: قلت: و أي شئ فضلها ؟ قال: نزلت ولاية امير المؤمنين عليه السلام فيها، قلت: في ليلة القدر التى نرتجيها في شهر رمضان ؟ قال: نعم هي ليلة قدرت فيها السموات والارض، و قدرت ولاية امير المؤمنين عليه السلام فيها. 24 – في الكافي على بن محمد عن سهل بن زياد عن احمد بن عبدوس عن محمد بن زاوية عن ابى على بن راشد قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: جعلت فداك انك كتبت إلى محمد بن الفرج تعلمه ان افضل ما يقرء في الفرائض بانا انزلناه وقل هو الله احد، وان صدري ليضيق بقراءتهما في الفجر، فقال عليه السلام: لا يضيقن صدرك بهما فان الفضل والله فيهما. 25 – سهل بن زياد عن منصور بن العباس عن اسمعيل بن سهل قال: كتبت إلى ابى جعفر عليه السلام انى قد لزمنى دين فادح (1) فكتب إلى اكثر من الاستغفار ورطب لسانك بقراءة انا انزلناه. 26 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن سليمان عن احمد بن الفضل ابى عمر الحذاء قال: سائت حالى فكتبت إلى ابى جعفر عليه السلام، فكتب إلى أدم قراءة ” انا ارسلنا نوحا إلى قومه ” قال: فقرأتها حولا فلم ار شيئا فكتبت إليه اخبره بسوء حالى وانى قد قرأت ” انا ارسلنا نوحا إلى قومه ” حولا كما امرتني ولم ار شيئا ؟ قال: فكتب إلى قد وفى لك الحول فانتقل منها إلى قرائة انا انزلناه قال: ففعلت فما كان الا يسيرا حتى بعث إلى ابى داود فقضى عنى دينى واجري على وعلى عيالي، ووجهني إلى البصرة في وكالة بباب كلاء (2) واجري على


(1) فدحه الدين: أثقله. (2) الكلاء – ككتان -: موضع بالبصرة ويقال لكل ساحل نهر. (*)

[ 618 ]

خمسمأة درهم، وكتبت من البصرة على يدى على بن مهزيار إلى ابى الحسن صلوات الله عليه، انى كنت سألت اباك عن كذا وشكوت كذا وانى قد نلت الذى احببت، فأحببت أن تخبرني يا مولاى كيف اصنع في قرائة ” انا انزلناه ” أقتصر عليها وحدها في فرائضي وغيرها ام اقرء معها غيرها ؟ ام لها حد أعمل به ؟ فوقع عليه السلام وقرأت التوقيع: لا تدع من القرآن قصيره وطويله ويجزيك من قرائة ” انا انزلناه ” يومك وليلتك مأة مرة. 27 – على بن محمد رفعه قال: الختم على طين قبر الحسين عليه السلام ان يقرأ عليه ” انا انزلناه في ليلة القدر “. 28 – على بن ابراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمر الشامي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات ولا ارض فغرة الشهور شهر الله عز ذكره، وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر، ونزل القرآن في اول ليلة من شهر رمضان، فاستقبل الشهر بالقرآن. 29 – وباسناده إلى المسمعى انه سمع ابا عبد الله عليه السلام يوصى ولده: إذا دخل شهر رمضان فاجهدوا انفسكم فان فيه تقسم الارزاق وتكتب الآجال، وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون إليه، وفيه ليلة، العمل فيها خير من العمل في الف شهر. 30 – وباسناده إلى ابى الورد عن ابى جعفر عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر جمعة من شعبان فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس انه قد اظلكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، وهو شهر رمضان الحديث. 31 – وباسناده إلى عبد الله بن عبد الله عن رجل عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما حضر شهر رمضان وذلك في ثلاث بقين من شعبان قال لبلال: ناد في الناس، فجمع الناس ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ايها الناس ان هذا الشهر قد خصكم الله به وحضركم وهو سيد الشهور ليلة فيه خير من الف شهر الحديث.


[ 619 ]

32 – في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال: الغسل في سبعة عشر موطنا ليلة سبع وعشرة من شهر رمضان إلى قوله: وليلة ثلاث وعشرين يرجى فيها ليلة القدر. 33 – وعن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن ليلة القدر ؟ قال: التمسها ليلة احدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين من رمضان. 34 – عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله انه ذكر شهر رمضان فقال رجل: فيه ليلة القدر يا رسول الله ؟ قال: نعم والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 35 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى نصر عن حماد عن الحلبي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا كان الرجل على عمل فليدم عليه سنة ثم يتحول عنه ان شاء إلى غيره، وذلك ان ليلة القدر تكون فيها في عامة ذلك ما شاء الله أن يكون 36 – محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن ابى عبد الله ومحمد ابن الحسن عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن ابى جعفر الثاني عليه السلام ان امير المؤمنين عليه السلام قال: لابن العباس ان ليلة القدر في كل سنة، و انه ينزل في تلك الليلة امر السنة، ولذلك الامر ولاة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ابن عباس: من هم ؟ قال: انا واحد عشر من صلبى. 37 – وعن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال لى ابى عليه السلام: قلت لابن عباس: أنشدك هل في حكم الله جل ذكره اختلاف ؟ قال: فقال: لا فقلت: ما ترى في رجل ضرب رجلا أصابعه بالسيف حتى سقطت، ثم ذهب واتى رجل آخر فأطار كفه فأتى به اليك و انت قاض كيف انت صانع ؟ قال: اقول لهذا القاطع: اعطه دية كفه. وأقول لهذا المقطوع: صالحه على ما شئت وابعث به إلى ذوى عدل، قلت. جاء الاختلاف في حكم الله عز ذكره ونقضت القول الاول، ابى الله عز ذكره ان يحدث في خلفه شيئا من الحدود وليس تفسيره في الارض، اقطع قاطع الكف أصلا ثم اعطه دية الاصابع هذا حكم الله ليلة ينزل فيها امره ان جحدتها بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله فأدخلك الله النار كما اعمى بصرك يوم جحدتها على بن ابي طالب، قال: فلذلك عمى


[ 620 ]

بصرى ؟ قال: وما علمك بذلك فوالله ان عمى بصره الا من صفقة جناح الملك، قال فاستضحكت ثم تركته يوم ذلك لسخافة عقله، ثم لقيته فقلت. يابن عباس ما تكلمت بصدق مثل امس. قال لك على بن ابى طالب: ان ليلة القدر في كل سنة وانه ينزل في تلك الليلة امر السنة، وان لذلك الامر ولاة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: من هم ؟ فقال: انا واحد عشر من صلبى ائمة محدثون، فقلت: لا أراها كانت الا مع رسول الله صلى الله عليه وآله فتبدا لك الملك الذى يحدثه، فقال: كذبت يا عبد الله رأت عيناى الذى حدثك به على ولم تره عيناه ولكن وعا قلبه ووقر في سمعه ثم صفقك بجناحه فعميت، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 38 – محمد بن أبى عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن ابى جعفر الثاني عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كان على بن الحسين عليه السلام يقول: ” انا انزلناه في ليلة القدر ” صدق الله عزوجل انزل القرآن في ليلة القدر إلى ان قال: ثم قال في بعض كتابه: ” واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ” في انا انزلناه في ليلة القدر، وقال في بعض كتابه ” وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين ” يقول في الاية الاولى ان محمدا حين يموت يقول أهل الخلاف لامر الله عزوجل: مضت ليلة القدر مع رسول الله صلى الله عليه وآله فهذه فتنة أصابتهم خاصة، وبها ارتدوا على أعقابهم، لانهم ان قالوا لم تذهب فلابد أن يكون لله عزوجل فيها أمر وإذا أقروا بالامر لم يكن له من صاحب بد. 39 – في مجمع البيان جائت الرواية عن ابى ذر انه قال: قلت يا رسول الله ليلة القدر هي شئ يكون على عهد الانبياء ينزل فيها فإذا قبضوا دفعت ؟ قال: لا بل هي إلى يوم القيامة. 40 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن الفضيل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران انه سأل ابا جعفر عليه السلام عن


[ 621 ]

قول الله تعالى: ” انا انزلناه في ليلة مباركة ” قال: نعم ليلة القدر وهى في كل سنة في شهر رمضان في العشر الاواخر، الحديث وسيأتى بتمامه ان شاء الله تعالى. 41 – محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن السيارى عن بعض أصحابنا عن داود بن فرقد قال: حدثنى يعقوب قال: سمعت رجلا يسأل أبا عبد الله عليه السلام عن ليلة القدر ؟ فقال: اخبرني عن ليلة القدر كانت أو تكون في كل عام ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن. 42 – أحمد بن محمد عن على بن الحسين عن محمد بن الوليد ومحمد بن أحمد ابن يونس بن يعقوب عن على بن عيسى القماط عن عمه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ارى رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه بنى امية يصعدون على منبره من بعده ويضلون الناس عن الصراط القهقرى، فأصبح كئيبا حزينا قال: فهبط عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا رسول الله مالى أراك كئيبا حزينا ؟ قال: يا جبرئيل انى رايت بنى امية في ليلتى هذه يصعدون منبرى من بعدى يضلون الناس عن الصراط القهقرى، فقال: والذى بعثك بالحق نبيا انى ما اطلعت عليه، فعرج إلى السماء فلم يلبث أن نزل بآى من القرآن يونسه بها قال: ” أفرأيت ان متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون ” وانزل عليه انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر جعل الله تعالى ليلة القدر لنبيه عليه السلام خيرا من ألف شهر ملك بنى امية. 43 – في روضة الكافي سهل بن زياد عن محمد بن عبد الحميد عن يونس عن على بن عيسى القماط عن عمه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: هبط جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله ورسول الله كئيب حزين فقال: يا رسول الله مالى أراك كئيبا حزينا ؟ فقال: انى رأيت الليلة رؤيا قال: وما الذى رأيت ؟ قال: رأيت بنى امية يصعدون المنابر وينزلون منها ؟ قال: والذى بعثك بالحق نبيا ما علمت بشئ من هذا و صعد جبرئيل إلى السماء ثم اهبطه الله جل ذكره بآى من القرآن يعزيه (1) بها قوله: ” أفرايت ان متعناهم سنين * ثم جائهم ما كانوا يوعدون * ما اغنى عنهم ما كانوا


(1) أي يسليه بها. (*)

[ 622 ]

يمتعون ” وأنزل الله جل ذكره ” انا انزلناه في ليلة القدر * وما ادراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من الف شهر ” للقوم فجعل الله ليلة القدر [ لرسوله ] خير من ألف شهر. 44 – في سند الصحيفة السجادية عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان أبى حدثنى عن أبيه عن جده عن على عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله اخذته نعسة وهو على منبره فراى في منامه رجالا ينزون على منبره نزو القردة (1) يردون الناس على أعقابهم القهقرى فاستوى رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا والحزن يعرف في وجهه، فأتاه جبرئيل عليه السلام بهذه الآية ” وما جعلنا الرؤيا التى اريناك الا فتنة للناس والشجرة المعلونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا ” يعنى بنى امية قال: يا جبرئيل أعلى عهدي يكونون وفى زمنى ؟ قال: لا ولكن تدور رحى الاسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشرا، ثم تدور رحى الاسلام على رأس خمس وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمسا، ثم لابد من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها ثم ملك الفراعنة، قال: وأنزل الله تعالى في ذلك ” انا انزلناه في ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر ” يملكها بنو امية ليس فيها ليلة القدر، قال: فاطلع الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وآله ان بنى امية تملك سلطان هذه الامة، وملكها طول هذه المدة، فلو طاولتهم الجبال لطالوا عليها حتى يأذن الله تعالى بزوال ملكهم، وهم في ذلك يستشعرون عداوتنا اهل البيت وبغضنا اخبر الله نبيه بما يلقى أهل بيت محمد وأهل مودتهم وشيعتهم منهم في ايامهم وملكهم. 45 – في مجمع البيان وذكر عطاء عن ابن عباس قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله رجل من بنى اسرائيل انه حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر فعجب من ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله عجبا شديدا وتمنى أن يكون ذلك في امته، فقال: يا رب جعلت امتى أقصر الناس أعمارا وأقلها أعمالا، فأعطاه الله ليلة القدر وقال: ” ليلة القدر خير من ألف شهر ” الذى حمل الاسرائيلي السلاح في سبيل الله لك ولامتك من بعدك إلى يوم القيامة في كل رمضان. 46 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي ره عن الحسن بن على عليهما السلام حديث


(1) نزى بمعنى وثب. (*)

[ 623 ]

طويل يقول فيه لمعاوية ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إذا بلغ ولد الوزغ ثلاثين رجلا أخذوا مال الله بينهم دولا، وعباده خولا وكتابه دخلا (1) فإذا بلغوا ثلثمأة وعشرا حقت اللعنة عليهم ولهم، فإذا بلغوا أربعماة، وخمسة وسبعين كان هلاكهم اسرع من لوك تمرة (2) فأقبل الحكم بن ابى العاص وهم في ذلك الذكر والكلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: احفظوا اصواتكم فان الوزغ تسمع، وذلك حين رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله ومن يملك بعده منهم هذه الامة يعنى في المقام، فساء ذلك وشق عليه، فأنزل الله عزوجل (3) في كتابه ” ليلة القدر خير من الف شهر ” فاشهد لكم واشهد عليكم ما سلطانكم بعد قتل على الالف شهر التى اجلها الله عزوجل في كتابه. 47 – في الكافي احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن احدهما عليهما السلام قال: سألته عن علامة ليلة القدر ؟ فقال: علامتها أن تطيب ريحها، وان كانت في برد دفئت (4) وان كانت في حر بردت فطابت. 48 – في مجمع البيان وروى الحسن عن النبي صلى الله عليه وآله قال في ليلة القدر: انها ليلة سمحة لا حارة ولا باردة، تطلع الشمس في صبيحتها ليس لها شعاع. 49 – في اصول الكافي وعن ابى جعفر عليه السلام قال: لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر اول ما خلق الدنيا إلى قوله: قال: وقال رجل لابي جعفر عليه السلام: يابن رسول الله لا تغضب قال: ولا اغضب، قال: ارايت قولك في ليلة القدر إلى قوله: قال السائل: يابن رسول الله كيف اعرف ان ليلة القدر تكون في كل سنة ؟ قال:


(1) الخول: العبيد والاماء. والدخل: العيب والغش والفساد، قال الطريحي (ره) وحقيقته أن يدخلوا في الدين أمور لم تجر بها السنة. (2) لاك لوكا – اللقمة -: مضغها اهون المضغ وادارها في فمه. (3) وفى المصدر زيادة وهى قوله: ” فانزل الله في كتابه: وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس والشجرة المعلونة في القرآن يعنى بنى امية، وأنزل ايضا في كتابه.. اه “. (4) أي سخنت (*)

[ 624 ]

اتى شهر رمضان فاقرأ سورة الدخان في كل ليلة مأة مرة، فإذا أتت ليلة ثلاث وعشرين فانك ناظر إلى تصديق الذى سألت عنه. 50 – محمد بن ابى عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كان على بن الحسين عليه السلام يقول: انا انزلناه في ليلة القدر صدق الله عزوجل انزل القرآن في ليلة القدر الحديث ستسمع تمامه ان شاء الله. 51 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن محمد عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: لما قبض امير المؤمنين عليه السلام: قام الحسن بن على في مسجد الكوفة فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: ايها الناس انه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الاولون و لا يدركه الاخرون، والله لقد قبض في ليلة التى قبض فيها وصى موسى يوشع بن نون، والليلة التى عرج فيها بعيسى بن مريم، والليلة التى نزل فيها القرآن، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 52 – على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن ابى عبد الله عليه السلام قال: نزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 53 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن عبد الله عن محمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن ابى عبد الله عليه السلام قال: نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثم نزل في طول عشرين سنة، ثم قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: انزل القرآن في ثلاث وعشرين من شهر رمضان والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 54 – على بن ابراهيم عن ابيه عن عبد الله بن المغيرة عن عمرو الشامي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات


[ 625 ]

والارض فغرة الشهور شهر الله عز ذكره وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر، ونزل القرآن في اول ليلة من شهر رمضان، فاستقبل الشهر بالقرآن. 55 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم ابن محمد عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: انزلت التورية في ست مضت من شهر رمضان، ونزل الانجيل في اثنى عشر ليلة مضت من. شهر رمضان، ونزل الزبور في ليلة ثمانى عشر مضت من شهر رمضان، ونزل القرآن في ليلة القدر. 56 – وباسناده إلى حمران انه سأل ابا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: ” انا انزلناه في ليلة مباركة ” قال: نعم ليلة القدر وهى في كل سنة في شهر رمضان في العشر الاواخر فلم ينزل القرآن الا في ليلة القدر. 57 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان بن مهران عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن ليلة القدر ؟ قال: التمسها ليلة احدى وعشرين أو ليلة ثلاث وعشرين. 58 – احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهرى عن على بن أبى حمزة الثمالى قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام فقال له أبو بصير: جعلت فداك الليلة التى يرجى فيها ما يرجى ؟ فقال: في احدى وعشرين أو ثلاث وعشرين قال: فان لم أقو على كلتيهما فقال: ما أيسر ليلتين فيما تطلب، قلت: فربما رأينا الهلال عندنا وجاءنا من يخبرنا بخلاف ذلك من أرض اخرى، فقال: ما أيسر أربع ليال تطلبها فيها قلت: جعلت فداك ليلة ثلاث وعشرين ليلة الجهنى (1) فقال: ان ذلك ليقال، فقلت: جعلت فداك ان سليمان بن خالد روى في تسع عشرة يكتب وفد الحاج فقال لى: يابا محمد وفد الحاج يكتب في ليلة القدر والمنايا والبلايا والارزاق وما يكون إلى مثلها في قابل فاطلبها في ليلة احدى وعشرين وثلاث وعشرين وصل في


(1) سيأتي حديث الجهنى تحت رقم 67. (*)

[ 626 ]

كل واحدة منهما مأة ركعة واحيهما ان استطعت إلى النور (1) واغتسل فيهما قال: قلت: فان لم أقدر على ذلك وانا قائم ؟ قال: فصل وانت جالس، قال: قلت: فان لم أستطع قال: فعلى فراشك لا عليك أن تكتحل اول الليل بشئ من النوم، ان أبواب السماء تفتح في رمضان وتصفد (2) الشياطين، وتقبل أعمال المؤمنين، نعم الشهر رمضان، كان يسمى على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله المرزوق. 59 – وباسناده إلى حمران انه سأل ابا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: ” انا انزلناه في ليلة مباركة ” قال: نعم ليلة القدر وهى في كل سنة في شهر رمضان في العشر الاواخر. 60 – محمد بن يحيى عن احمد محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابى عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل: وغسل ليلة احدى وعشرين وغسل ليلة ثلاث وعشرين سنة لا تتركها، فانه يرجى في احديهن ليلة القدر. 61 – محمد بن يحيى عن محمد بن احمد عن محمد بن عيسى عن ابى عبد الله المؤمن عن اسحق بن عمار قال: سمعته يقول وناس يسألونه، يقولون: الارزاق تقسم ليلة النصف من شعبان ؟ قال: فقال: لا والله ما ذلك الا في ليلة تسعة عشر من شهر رمضان، واحدى وعشرين، وثلاث وعشرين، فان في تسعة عشر يلتقى الجمعان، وفى ليلة احدى وعشرين يفرق كل أمر حكيم، وفى ليلة ثلاث وعشرين يمضى ما أراد الله تعالى من ذلك، وهى ليلة القدر التى قال الله تعالى ” خير من ألف شهر ” قال: قلت: ما معنى قوله: يلتقى الجمعان ؟ قال: يجمع الله فيها ما اراد من تقديمه وتأخيره وارادته وقضائه، قال: قلت: فما معنى يمضيه في ثلاث وعشرين ؟ قال: انه يفرقه في ليلة احدى وعشرين امضاؤه، ويكون له فيه البداء، فإذا كانت ليلة ثلاث و عشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذى لا يبدو له فيه تبارك وتعالى. 62 – عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن ابن بكير عن زرارة


(1) قال الفيض (ره): النور كناية عن انفجار الصبح بالفلق. (2) الصفد: القيد والشد. (*)

[ 627 ]

قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: التقدير في ليلة القدر تسعة عشر والابرام في ليلة احدى وعشرين، والامضاء في ليلة ثلاث وعشرين. 63 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن فضال عن ابى جميلة عن رفاعة عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ليلة القدر هي اول السنة وهى آخرها (1). 64 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن الحكم عن ربيع المسلى وزياد ابن ابى الحلال ذكراه عن رجل عن ابى عبد الله عليه السلام قال: في تسعة عشر من شهر رمضان التقدير، وفى ليلة احدى وعشرين القضاء، وفى ليلة ثلاث وعشرين ابرام ما يكون في السنة إلى مثلها لله جل ثناؤه وسيفعل ما يشاء في خلقه. 65 – احمد بن محمد عن على بن الحسين عن محمد بن عيسى عن ايوب بن يقطين أو غيره منهم عليهم السلام دعاء العشر الاواخر تقول في الليلة الاولى إلى ان قال: و تقول في الليلة الثالثة يا رب ليلة القدر وجاعلها خيرا من ألف شهر ورب الليل و النهار، الدعاء. 66 – في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن حمران عن سفيان بن السمط قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: الليالى التى يرجى فيها من شهر رمضان ؟ فقال: تسع عشرة واحدى وعشرين وثلاث وعشرين، قلت: فان اخذت انسانا الفترة أو علة ما المعتمد عليه من ذلك ؟ فقال: ثلاث وعشرين. 67 – وفى رواية عبد الله بن بكير عن زرارة عن احدهما عليه السلام قال: سألته عن الليالى التى يستحب فيها الغسل في شهر رمضان ؟ فقال: ليلة تسع عشرة وليلة احدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وقال: ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة الجهنى


(1) قال المجلسي (ره). قال الوالد العلامة: الظاهر ان الاولية باعتبار التقدير أي اول السنة التى يقدر فيها الامور لليلة القدر، والاخرية باعتبار المجاورة، فان ما قدر في السنة الماضية انتهى إليها كما ورد ان اول السنة التى يحل فيها الاكل والشرب يوم الفطر، أو أن عملها يكتب في آخر السنة الاولى، وأول السنة الثانية كصلاة الصبح في اول الوقت، أو يكون اول السنة باعتبار تقدير ما يكون في السنة الاتية وآخر السنة المقدر فيها الامور. (*)

[ 628 ]

وحديثه انه قال لرسول صلى الله عليه وآله: ان منزلي ناء عن المدينة، فمرنى بليلة ادخل فيها فأمره بليلة ثلاث وعشرين قال: مصنف هذا الكتاب رحمه الله: واسم الجهنى عبد الله بن انيس الانصاري. انتهى. 68 – في اصول الكافي عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: يابن رسول الله كيف اعرف ان ليلة القدر تكون في كل سنة ؟ قال: إذا اتى شهر رمضان فاقرء سورة الدخان في كل ليلة مأة مرة، فإذا اتت ليلة ثلاث وعشرين فانك ناظر إلى تصديق الذى سألت عنه. 69 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن على بن سالم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من نام في الليلة التى يفرق فيها كل امر حكيم لم يحج تلك السنة، وهى ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، الحديث وستقف عليه بتمامه ان شاء الله. 70 – في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن زرارة عن عبد الواحد بن المختار الانصاري قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن ليلة القدر ؟ قال: في ليلتين ليلة ثلاث وعشرين واحدى وعشرين، فقلت: افرد لى احديهما فقال: وما عليك ان تعمل في ليلتين هي احديهما. 71 – وعن شهاب بن عبد ربه قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام اخبرني بليلة القدر فقال: ليلة احدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين. 72 – وعن حماد بن عثمان عن حسان بن ابى على قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن ليلة القدر، قال: اطلبها في تسع عشرة واحدى وعشرين وثلاث وعشرين 73 – وقيل انها ليلة سبع وعشرين عن ابى بن كعب وعايشة وروى عن ابن عباس وابن عمر قال ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تحروها ليلة سبع وعشرين. 74 – وعن زربن حبيش قال: قلت لابي يا ابا المنذر من أين علمت انها ليلة سبع وعشرين ؟ قال: بالاية التى أنبأ بها رسول الله صلى الله عليه وآله قال: تطلع الشمس غداتئذ


[ 629 ]

كأنها طشت ليس لها شعاع. 75 – وروى عن أبى بكرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: التمسوها في العشر الاواخر في تسع بقين أو سبع بقين أو خمسين بقين أو ثلاث بقين أو آخر ليلة. 76 – وروى انها ليلة الفرقان في صبيحتها التقى الجمعان وروى مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وآله قال: التمسوها في العشر الاواخر من رمضان. 77 – قال أبو سعيد الخدرى: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رأيت هذه الليلة ثم انسيتها، ورأيتني اسجد في ماء وطين فالتمسوها في العشر الاواخر، والتمسوها في كل وتر قال: فابصرت عيناى رسول الله صلى الله عليه وآله انصرف وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة احدى وعشرين أورده البخاري في الصحيح. 78 – وعن على عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وآله كان يوقظ اهله في العشر الاواخر من رمضان. 79 – عن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله: انى رايت في النوم كان ليلة القدر هي ليلة سابعة تبقى ؟ فقال صلى الله عليه وآله: ارى رؤياكم قد تواطأت على ثلاث وعشرين، فمن كان منكم يريد أن يقوم من الشهر شيئا فليقم ثلاث وعشرين وعن عمر بن الخطاب انه قال لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: قد علمتم ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال في ليلة القدر: اطلبوها في العشر الاواخر وترا. 80 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى الاصبغ بن نباتة عن على بن أبيطالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا على أتدرى ما معنى ليلة القدر ؟ فقلت: لا يا رسول الله، فقال: ان الله تبارك وتعالى قدر فيها ما هو كائن إلى يوم القيامة، فكان فيما قدر عزوجل ولايتك وولاية الائمة من ولدك إلى يوم القيامة. 81 – وباسناده إلى المفضل بن عمر قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام ” انا انزلناه في ليلة القدر ” قال: ما أبين فضلها على الشهور، قال قلت: وأى شئ فضلها ؟ قال نزلت ولاية امير المؤمنين عليه السلام فيها، قلت في ليلة القدر التى ترتجيها في شهر رمضان ؟ قال نعم هي ليلة القدر قدرت فيها السموات والارض، وقدرت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فيها.


[ 630 ]

82 – في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزى قال سليمان للرضا: ألا تخبرني عن ” انا انزلناه في ليلة القدر ” في أي شئ نزلت ؟ قال: يا سليمان ليلة القدر يقدر الله عزوجل فيها ما يكون من السنة إلى السنة، من حياة أو موت أو خير أو شر أو رزق، فما قدره في تلك الليلة فهو من المحتوم، قال سليمان: الآن فهمت جعلت فداك. 83 – وفى باب العلل التى ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من الرضا عليه السلام فان قيل: فلم جعل الصوم في شهر رمضان دون ساير الشهور ؟ قيل: لان شهر رمضان هو الشهر الذى أنزل الله تعالى فيه القرآن [ وفيه فرق بين الحق و الباطل كما قال الله عزوجل: شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى والفرقان ] وفيه نبئ محمد صلى الله عليه وآله وفيه ليلة القدر التى هي خير من ألف شهر، وفيها يفرق كل أمر حكيم، وهو رأس السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة أو رزق أو أجل ولذلك سميت ليلة القدر. 84 – في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن الفضل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران انه سأل ابا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: ” انا انزلناه في ليلة مباركة ” قال: نعم ليلة القدر وهى في كل سنة في شهر رمضان في العشر الاواخر، فلم ينزل القرآن الا في ليلة القدر، قال الله تعالى: ” فيها يفرق كل امر حكيم ” قال: يقدر في ليلة القدر كل شئ يكون في تلك السنة (اليلة خ ل) إلى مثلها من قابل، خير وشر وطاعة ومعصية ومولود واجل ورزق، فما قدر في تلك السنة وقضى فهو المحتوم ولله تعالى فيه المشية، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة، وستقف على تمامه ان شاء الله تعالى عند قوله عزوجل: ” ليلة القدر خير من الف شهر. ” 85 – احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن احدهما عليهما السلام قال: وسأل عن ليلة القدر ؟ فقال: تنزل فيها الملئكة والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون في امر السنة وما


[ 631 ]

وما يصيب العباد، وامره عنده موقوف وفيه المشية، فيقدم ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء و يمحو ويثبت وعنده ام الكتاب، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 86 – في تفسير على بن ابراهيم أبى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا كان ليلة القدر نزلت الملئكة و الروح والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون من قضاء الله تبارك وتعالى في تلك السنة، فإذا أراد الله ان يقدم شيئا أو يؤخره أو ينقص أمر الملك أن يمحو ما شاء، ثم اثبت الذى أراد قلت: وكل شئ هو عنده ومثبت في كتاب ؟ قال: نعم قلت: فأى شئ يكون بعده ؟ قال: سبحان الله ثم يحدث الله ايضا ما يشاء تبارك وتعالى. 87 – أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله: ” ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها ” قال: ان عند الله كتبا موقوفة يقدم منها ما يشاء ويؤخر، فإذا كان ليلة القدر أنزل الله فيها كل شئ يكون إلى مثلها، فذلك قوله عزوجل: ” ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها ” إذا انزله وكتبه كتاب السموات، وهو الذى لا يؤخره. 88 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسين بن يزيد النوفلي عن على بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من نام في الليلة التى يفرق كل أمر حكيم لم يحج تلك السنة، وهى ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان. لان فيها يكتب وفد الحاج و فيها تكتب الارزاق والاجال وما يكون من السنة إلى السنة قال: قلت: فمن لم يكتب في ليلة القدر لم يستطع الحج ؟ فقال: لا، فقلت: كيف يكون هذا ؟ قال: لست في خصومتكم في شئ، هذا الامر. 89 – في اصول الكافي محمد بن ابى عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبى جعفر الثاني عليه السلام قال: قال أبو عبد الله: كان على بن الحسين عليه السلام يقول: ” انا انزلناه في ليلة القدر ” صدق الله عزوجل أنزل القرآن في ليلة القدر ” وما


[ 632 ]

ادراك ما ليلة القدر ” قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا ادرى قال الله عزوجل ليلة القدر خير من الف شهر ليس فيها ليلة القدر. 90 – في الكافي احمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن اسحق بن عمار عن المسمعى انه سمع ابا عبد الله عليه السلام يوصى ولده إذا دخل شهر رمضان فاجهدوا انفسكم فان فيه تقسم الارزاق وتكتب الاجال، وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون إليه، وفيه ليلة، العمل فيها خير من العمل في الف شهر. 91 – وباسناده إلى أبى الورد عن أبى جعفر عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله الناس في آخر جمعة من شعبان، فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس قد اظلكم شهر فيه ليلة خير من الف شهر، وهو شهر رمضان، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 92 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن غير واحد عن ابى عبد الله عليه السلام قالوا: قال له بعض اصحابنا – قال: ولا اعلمه الا سعيد السمان – كيف تكون ليلة القدر خير من الف شهر ؟ قال: العمل فيها خير من العمل في الف شهر ليس فيها ليلة القدر. 93 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن الفضل وزرارة ومحمد بن مسلم عن حمران عن ابى جعفر عليه السلام قال: قلت له: ” ليلة القدر خير من ألف شهر ” أي شئ عنى بذلك ؟ فقال: العمل الصالح فيها من الصلوة والزكوة وأنواع الخير خير من العمل في الف شهر ليس فيها ليلة القدر، ولولا ما يضاعف الله تبارك وتعالى للمؤمنين ما بلغوا ولكن الله يضاعف لهم الحسنات. والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 94 – في تفسير على بن ابراهيم قوله: ” ليلة القدر خير من ألف شهر ” قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وآله كأن قرودا تصعد منبره فغمه ذلك، فأنزل الله سورة القدر ” انا انزلناه في ليلة القدر * وما ادراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من الف شهر ” تملكه بنو امية ليس فيها ليلة القدر.


[ 633 ]

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم فيما نقلنا عن الكافي وعن سند الصحيفة السجادية، وعن مجمع البيان، وعن كتاب الاحتجاج لبيان سبب النزول ما فيه بيان لقوله عزوجل: ” ليلة القدر خير من ألف شهر ” فليراجع فهو مسطور سابقا على هذا الترتيب. 95 – في اصول الكافي وعن ابى عبد الله عليه السلام قال: كان على عليه السلام كثيرا ما يقول: اجتمع التيمى والعدى عند رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقرأ ” انا انزلناه ” بتخشع وبكاء، فيقولان: ما أشد دقتك لهذه السورة ؟ فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله لما رات عينى ووعى قلبى ولما يرى قلب هذا من بعدى، فيقولان: وما الذى رايت ؟ قال: فيكتب لهما في التراب تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر قال: ثم يقول هل بقى شئ بعد قوله عزوجل: ” كل امر ” ؟ فيقولان: لا فيقول: هل تعلمان من المنزل إليه بذلك ؟ فيقولان: انت يا رسول الله، فيقول نعم فيقول هل تكون ليلة القدر من بعدى ؟ فيقولان: نعم قال فيقول: فهل ينزل ذلك الامر فيها ؟ فيقولان نعم قال: فيقول: إلى من ؟ فيقولان: لا ندرى فيأخذ براسى ويقول ان لم تدريا فادريا، هو هذا من بعدى، قال: فان كان ليعرفان تلك الليلة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله من شدة ما يداخلهما من الرعب. 96 – محمد بن ابى عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن ابى جعفر الثاني عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: وذكر كلاما طويلا بين الياس والباقر عليهما السلام وفى اثنائه قال الياس للباقر عليه السلام: ما سألتك عن امرك وبى منه جهالة غير انى احببت ان يكون هذا الحديث قوة لاصحابك وسأخبرك بآية انت تعرفها ان خاصموا بها فلجوا (1) قال: فقال له أبى ان شئت اخبرتك بها ! قال: قد شئت قال: ان شيعتنا ان قالوا لاهل الخلاف لنا: ان الله عزوجل يقول لرسوله صلى الله عليه وآله انا انزلناه في ليلة القدر إلى آخرها فهل كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعلم من العلم شيئا لا يعلمه في تلك الليلة أو


(1) أي ظفروا. (*)

[ 634 ]

يأتيه به جبرئيل عليه السلام في غيرها ؟ فانهم سيقولون: لا فقل لهم: فهل كان لما علم بد من ان يظهر ؟ فيقولون: لا، فقل لهم: فهل كان فيما اظهر رسول الله صلى الله عليه وآله من علم الله عز ذكره اختلاف ؟ فان قالوا: لا فقل لهم فمن حكم بحكم الله فيه اختلاف فهل خالف رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فيقولون: نعم، فان قالوا: لا، فقد نقضوا أول كلامهم، فقل لهم: ما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم، فان قالوا: من الراسخون في العلم ؟ فقل: من لا يختلف في علمه فان قالوا: فمن هو ذاك ؟ فقل: كان رسول الله صلى الله عليه وآله صاحب ذلك، فهل بلغ اولا ؟ فان قالوا: قد بلغ فقل: فهل مات صلى الله عليه وآله والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف ؟ فان قالوا: لا فقل: ان خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله مؤيد ولا يستخلف رسول الله صلى الله عليه وآله الا من يحكم بحكمه، والا من يكون مثله الا النبوة، و ان كان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع من أصلاب الرجال ممن يكون بعده، فان قالوا لك: فان علم رسول الله صلى الله عليه وآله كان من القرآن، فقل: ” حم والكتاب المبين، انا انزلناه في ليلة القدر ” إلى قوله: ” انا كنا مرسلين ” فان قالوا لك لا يرسل الله عزوجل الا إلى نبى فقل: هذا الامر الحكيم الذى يفرق فيه هو من الملئكة والروح التى تنزل من سماء إلى سماء أو من سماء إلى أرض، فان قالوا: من سماء إلى سماء فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية، فان قالوا: من سماء إلى أرض واهل الارض احوج الخلق إلى ذلك، فقل: فهل لهم بد من سيد يتحاكمون إليه ؟ فان قالوا: فان الخليفة هو حكمهم، فقل: ” الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ” إلى قوله ” خالدون ” ولعمري ما في الارض ولا في السماء ولى لله عز ذكره الا وهو مؤيد، ومن أيد لم يخط وما في الارض عدو لله عز ذكره الا وهو مخذول ومن خذل لم يصب، كما أن الامر لابد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الارض، كذلك لابد من وال، فان قالوا: لا نعرف هذا فقل: قولوا: ما أحببتم، أبى الله عزوجل بعد محمد أن يترك العباد ولا حجة عليهم (1)


(1) لهذا الحديث وكذا الاحاديث الاتية المنقولة عن اصول الكافي شرح طويل عن المجلسي (ره) راجع ج 7 من كتاب بحار الانوار صفحة 201 – 206 ط كمباني. (*)

[ 635 ]

97 – وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: قال الله عزوجل: في ليلة القدر: ” فيها يفرق كل أمر حكيم ” يقول: ينزل فيها كل أمر حكيم، والمحكم ليس بشيئين انما هو شئ واحد فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عزوجل و من حكم بأمر فيه اختلاف فرأى انه مصيب قد حكم بحكم الطاغوت، انه لينزل في ليلة القدر إلى ولى الامر تفسير الامور سنة سنة، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا و كذا، وفى أمر الناس بكذا وكذا، وانه ليحدث لولى الامر سوى ذلك كل يوم علم الله عز ذكره الخاص والمكنون العجيب المخزون، مثل ما ينزل في تلك الليلة من الامر، ثم قرأ: ” ولو ان ما في الارض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفذت كلمات الله ان الله عزيز حكيم. ” 98 – وباسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام قال: كان على بن الحسين صلوات الله عليه يقول: ” انا أنزلناه في ليلة القدر ” صدق الله عزوجل أنزل القرآن في ليلة القدر: و ما ادراك ما ليلة القدر ” قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا أدرى قال الله عزوجل: ” ليلة القدر خير من الف شهر ” ليس فيها ليلة القدر قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: وهل تدرى لم هي خير من الف شهر ؟ قال لا قال: لانها تنزل الملئكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر وإذا اذن الله عزوجل بشئ فقد رضيه إلى قوله ثم قال في بعض كتابه ” واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ” في ” انا انزلناه في ليلة القدر ” وقال في بعض كتابه: ” وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين ” يقول في الاية الاولى: ان محمد حين يموت يقول اهل الخلاف لامر الله عزوجل: مضت ليلة القدر مع رسول الله صلى الله عليه وآله فهذه فتنة اصابتهم خاصة وبها ارتدوا على اعقابهم، لانهم ان قالوا: لم تذهب فلا بد ان يكون لله عزوجل فيها امر، وإذا اقروا بالامر لم يكن له من صاحب بد. 99 – وعن ابى جعفر عليه السلام قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة انا انزلناه تفلحوا، فوالله انها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وانها لسيدة دينكم، وانها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا ” بحم والكتاب، انا انزلناه


[ 636 ]

في ليلة مباركة انا كنا منذرين ” فانها لولاة الامر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله. 100 – وعن ابى جعفر عليه السلام قال: لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر اول ما خلق الله الدنيا، ولقد خلق فيها اول نبى يكون واول وصى يكون، ولقد قضى ان يكون في كل سنة يهبط فيها بتفسير الامور إلى مثلها من السنة المقبلة، من جحد ذلك فقد رد على الله عزوجل علمه لانه لا يقوم الانبياء والرسل والمحدثون الا ان تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة من الحجة التى يأتيهم بها جبرئيل عليه السلام قلت: والمحدثون ايضا يأتيهم جبرئيل أو غيره من الملئكة عليهم السلام، قال: اما الانبياء والرسل صلى الله عليهم فلا شك ولابد لمن سواهم من اول يوم خلقت فيه الارض إلى آخر فناء الدنيا ان تكون على وجه الارض حجة ينزل ذلك في تلك الليلة إلى من احب من عباده، وايم الله لقد نزل الروح والملائكة بالامر في ليلة القدر على آدم، وايم الله ما مات آدم الا وله وصى وكل من بعد آدم من الانبياء قد اتاه الامر فيها، ووضع لوصيه من بعده، وايم الله ان كان النبي ليؤمر فيما يأتيه من الامر في تلك الليلة من آدم إلى محمد صلى الله عليه وآله ان اوص إلى فلان، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: فضل ايمان المؤمن بحمله ” انا انزلناه ” وبتفسيرها على من ليس مثله في الايمان بها، كفضل الانسان على البهائم وان الله عزوجل ليدفع بالمؤمنين بها على الجاحدين لها في الدنيا لكمال عذاب الاخرة لمن علم انه لا يتوب منهم ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين، ولا اعلم ان في هذا الزمان جهاد الا الحج والعمرة والجوار. 101 – قال: وقال رجل لابي جعفر عليه السلام: يابن رسول الله لا تغضب على قال: لماذا ؟ قال: لما اريد ان اسئلك عنه، قال: قل، قال: ولا تغضب ؟ قال ولا اغضب قال: اريت قولك في ليلة القدر: وتنزل الملئكة والروح فيها إلى الاوصياء ياتونهم بأمر لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله قد علمه، أو ياتونهم بأمر كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعلمه وقد علمت ان رسول الله صلى الله عليه وآله مات وليس شئ من علمه الا وعلى عليه السلام له واع ؟ قال أبو جعفر عليه السلام: مالى ولك أيها الرجل ومن ادخلك على ؟ قال: ادخلني عليك القضاء لطلب الدين قال: فافهم ما اقول لك ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما اسرى به لم يهبط حتى اعلمه الله


[ 637 ]

جل ذكره ما قد كان وما سيكون، وكان كثير من علمه ذلك جملا يأتي تفسيرها في ليلة القدر، وكذلك كان على بن ابى طالب عليه السلام قد علم جمل العلم وباقى تفسيره في ليالى القدر كما كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله قال السائل: أو ما كان في الجمل تفسير قال بلى ولكنه انما يأتي بالامر من الله تعالى في ليالى القدر إلى النبي صلى الله عليه وآله و إلى الاوصياء افعل كذا وكذا، لامر قد كانوا علموه، امروا كيف يعملون فيه ؟ قلت: فسر لى هذا، قال: لم يمت رسول الله صلى الله عليه وآله الا حافظا لجملة العلم وتفسيره قلت: فالذي كان يأتيه في ليالى القدر علم ما هو ؟ قال: الامر واليسر فيما كان قد علم، قال السائل: فما يحدث لهم في ليالى القدر علم سوى ما علموا ؟ قال: هذا مما قد امروا بكتمانه، ولا يعلم تفسير ما سئلت عنه الا الله عزوجل، قال السائل: فهل يعلم، الاوصياء ما لم يعلم الانبياء ؟ قال: لا وكيف يعلم وصى غير علم ما اوصى الله إليه ؟ قال السائل: فهل يسعنا ان نقول ان احدا من الوصاة يعلم ما لم يعلم الاخر ؟ قال: لا لم يمت نبى الا وعلمه في جوف وصيه، وانما تنزل الملائكة والروح في ليلة القدر بالحكم الذى يحكم به بين العباد، قال السائل: وما كان علموا ذلك الحكم ؟ قال: بلى قد علموه ولكنهم لا يستطيعون امضاء شئ منه حتى يؤمروا في ليالى القدر: يصنعون إلى السنة المقبلة، قال السائل: يا ابا جعفر لا استطيع انكار هذا. قال أبو جعفر عليه السلام: من انكره فليس منا في شئ، قال السائل: يابا جعفر أرايت النبي صلى الله عليه وآله هل كان يأتيه في ليالى القدر شئ لم يكن علمه ؟ قال: لا يحل لك ان تسأل عن هذا، اما علم ما كان وما سيكون فليس يموت نبى ولا وصى الا والوصى الذى بعده يعلمه اما هذا العلم الذى تسأل عنه، فان الله عزوعلا ابى ان يطلع الاوصياء عليه الا انفسهم. 102 – وقال: أبو جعفر عليه السلام: لما ترون من بعثه الله عزوجل: للشقاء على اهل الضلالة من اجناد الشياطين وارواحهم اكثر مما ترون مع خليفة الله الذى بعثه للعدل والثواب من الملائكة، قيل: يابا جعفر وكيف يكون شئ اكثر من الملائكة قال كما شاء الله عزوجل، قال السائل: يابا جعفر انى لو حدثت بعض الشيعة بهذا الحديث


[ 638 ]

لانكروه ؟ قال: وكيف ينكروه قال: يقولون ان الملائكة عليهم السلام اكثر من الشياطين ؟ قال صدقت افهم عنى ما اقول، انه ليس من يوم ولا ليلة الا وجميع الجن والشياطين يزورون ائمة الضلال وتزور امام الهدى عددهم من الملائكة حتى إذا اتت ليلة القدر، فهبط فيها من الملائكة إلى ولى الامر خلق الله – أو قال قبض الله – عزوجل من الشياطين بعددهم ثم زاروا ولى الضلالة فأتوه بالافك والكذب حتى لعله يصبح، فيقول: رأيت كذا وكذا، فلو سأل ولى الامر عن ذلك لقال: رأيت شيطانا اخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيرا ويعلمه الضلالة التى هو عليها، وأيم الله ان من صدق بليلة القدر ليعلم انها لنا خاصة، لقول رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام حين دنا موته: هذا وليكم من بعدى، فان أطعتموه رشدتم ولكن من لا يؤمن بما في ليلة القدر منكر. ومن آمن بليلة القدر ممن على غير رأينا فانه لا يسعه في الصدق الا أن يقول انها لنا، ومن لم يقل فانه كاذب، ان الله عزوجل أعظم من أن ينزل الامر مع الروح والملائكة إلى كافر فاسق، فان قال: انه ينزل إلى الخليفة الذى هو عليها فليس قولهم ذلك بشئ وان قالوا: انه ليس ينزل إلى احد فلا يكون ينزل شئ إلى غير شئ، وان قالوا: وسيقولون ليس هذا بشئ فقد ضلوا ضلالا بعيدا. وفى الحديث كلام يسير حذفناه لعدم مسيس الحاجة إليه 103 – محمد بن الحسن عن محمد بن أسلم عن على بن أبى حمزة عن أبى الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: مامن ملك يهبطه الله في امر ما يهبطه الا بدأ بالامام فعرض ذلك عليه وان مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الامر. 104 – على بن محمد عن عبد الله بن اسحق العلوى عن محمد بن زيد الرزامى عن محمد بن سليمان الديلمى عن على بن ابى حمزة عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفيه قلت: جعلت فداك الروح ليس هو جبرئيل ؟ قال: الروح اعظم من جبرئيل، ان جبرئيل عليه السلام من الملائكة وان الروح هو خلق أعظم من الملائكة عليهم السلام، اليس يقول الله تبارك وتعالى تنزل الملائكة والروح


[ 639 ]

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم فيما نقلنا عن كتاب معاني الاخبار في بيان معنى ليلة القدر، ثم ما نلقناه عن عيون الاخبار، وعن الكافي، وعن تفسير على بن ابراهيم، وعن كتاب علل الشرايع، ما فيه بيان لقوله عزوجل: ” تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر ” فليراجع وهو مسطور سابقا بهذا الترتيب. 105 – في بصائر الدرجات ابراهيم بن هاشم عن أبى عمير الهمداني عن يونس عن داود بن فرقد عن أبى المهاجر عن ابى الهذيل عن أبى جعفر قال: قال يابا هذيل انا لا نخفى علينا ليلة القدر، ان الملائكة يطوفون بنا فيها. 106 – احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد بن النضر بن سويد عن الحسن بن موسى عن سعيد بن يسار قال: كنت عند المعلى بن خنيس إذ جاء رسول ابى عبد الله عليه السلام فقلت له: سله عن ليلة القدر. فلما رجع قلت: سألته ؟ قال: نعم فاخبرني بما اردت وما لم ارد فقال: ان الله يقضى فيها مقادير تلك السنة ثم يقذف به إلى الارض فقلت: إلى من ؟ قال: إلى من ترى يا عاجز – أو يا ضعيف -. 107 – عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان الديلمى عن ابيه عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان نطفة الامام من الجنة، وإذا وقع من بطن امه إلى الارض وقع وهو واضع يده على الارض رافع راسه إلى السماء، قلت جعلت فداك ولم ذاك ؟ قال: لان مناديا يناديه من جو السماء من بطنان العرش من الافق الاعلى: يا فلان بن فلان ثبت فانك صوتي من خلقي وعيبة علمي لك ولمن تولاك اوجبت رحمتى، ومنحت جناني واحللت جواري، ثم وعزتي وجلالى لاصلين من عاداك اشد عذابي وان اوسعت عليهم في دنياى من سعة رزقي، قال: فإذا انقضى صوت المنادى اجابه هو: شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم، فإذا قالها اعطاه العلم الاول والعلم الاخر، واستحق زيادة الروح في ليلة القدر. 108 – الحسن بن احمد بن محمد عن ابيه عن الحسن بن عباس بن جريش انه عرضه على ابى جعفر عليه السلام فأقر به. قال: وقال أبو عبد الله عليه السلام: ان القلب الذى


[ 640 ]

يعاين ما ينزل في ليلة القدر لعظيم الشأن، قيل: وكيف ذاك يا ابا عبد الله ؟ قال: يشق والله بطن ذلك الرجل ثم يؤخذ قلبه ويكتب عليه بمداد النور ذلك العلم، ثم يكون القلب مصحفا للبصر ويكون الاذن واعية للبصر، ويكون اللسان مترجما للاذن، إذا اراد ذلك الرجل علم شئ نظر ببصره وقلبه فكأنه تنظر في كتاب، فقلت له بعد ذلك، فكيف العلم في غيرها أيشق القلب فيه ام لا ؟ قال: لا يشق ولكن الله يلهم ذلك الرجل بالقذف في القلب حتى يخيل إلى الاذن انه تكلم بما شاء الله من علمه والله واسع عليم. 109 – عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن محمد بن عبد الله عن يونس عن عمرو بن يزيد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ارايت من لم يقر بما يأتكم في ليلة القدر كما ذكرت ولم يجحده ؟ قال: إذا قامت عليه الحجة ممن يثق به في علمنا فلم يثق به فهو كافر، واما من لم يسمع ذلك فهو في عذر حتى يسمع، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين. 110 – وفيه بعدان قال الحسن بن احمد عن احمد بن محمد عن العباس بن جريش عن ابى جعفر عليه السلام: وبهذا الاسناد قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله هبط جبرئيل ومعه الملائكة والروح الذى كانوا يهبطون في ليلة القدر، قال: ففتح لأمير المؤمنين عليه السلام بصره، فرآهم في منتهى السموات إلى الارض يغسلون النبي صلى الله عليه وآله معه ويصلون عليه ويحفرون له والله ما حفر له غيرهم حتى إذا وضع في قبره نزلوا فوضعوه، فتكلم وفتح لأمير المؤمنين عليه السلام فسمعه يوصيهم، فبكى وسمعهم يقولون لا يألونه جهدا وانما هو صاحبنا بعدك الا انه ليس يعايننا ببصره بعد مرتنا هذه، قال. فلما مات أمير المؤمنين رأى الحسن و الحسين عليهما السلام مثل الذى كان رأى ورأيا النبي صلى الله عليه وآله ايضا يعين الملائكة مثل الذى صنعه بالنبي حتى إذا مات الحسن رأى منه الحسين مثل ذلك، وراى النبي وعليا يعينان الملائكة حتى إذا مات الحسين رأى على بن الحسين منه مثل ذلك، ورأى النبي صلى الله عليه وآله وعليا والحسن يعينون الملائكة حتى إذا مات على بن الحسين


[ 641 ]

عليه السلام رأى محمد بن على عليه السلام مثل ذلك، وراى النبي صلى الله عليه وآله وعليا والحسن والحسين عليه السلام يعينون الملائكة حتى إذا محمد بن على عليه السلام رأى جعفر مثل ذلك وراى النبي صلى الله عليه وآله وعليا والحسن والحسين وعلى بن الحسين عليهم السلام يعينون الملائكة حتى إذا مات جعفر وراى موسى عليه السلام مثل ذلك وهكذا يجرى إلى آخرنا. 111 – وباسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام قال: قال على عليه السلام في صبيحة اول ليلة القدر التى كانت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله: سلونى فوالله لا تسألونى عن شئ الا أخبرتكم بما يكون إلى ثلاثمأة وستين يوما من الذر فما دونها وما فوقها، ثم لاخبرتكم بشئ من ذلك لا بتكلف ولا برأى ولا بادعاء في علم الا من علم الله تبارك وتعالى وتعليمه، والله لا يسألنى أهل التوراة ولا اهل الانجيل ولا أهل الزبور ولا أهل الفرقان الا فرقت بين أهل كل كتاب بحكم ما في كتابهم. 112 – وباسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام انه سئل ارايت ماتعلمونه في ليلة القدر هل تمضى تلك السنة وبقى منه شئ لم تتكلموا به ؟ قال: لا والذى نفسي بيده لو انه فيما علمنا في تلك الليلة ان انصتوا لاعدائكم فتصتنا فالنصت اشد من الكلام. 113 – احمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” انا انزلناه في ليلة القدر * وما ادراك ما ليلة القدر ” قال: ينزل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من موت أو مولود، قلت له: إلى من ؟ قال: إلى من عسى ان يكون، ان الناس في تلك الليلة في صلوة دعاء ومسألة، وصاحب هذا الامر في شغل نزول الملائكة إليه بامور السنة من غروب الشمس إلى طلوعها من كل امر سلام هي له إلى ان يطلع الفجر. 114 – في الصحيفة السجادية في دعائه عليه السلام إذا دخل شهر رمضان: ثم فضل ليلة واحدة من لياليه على ليالى على ليالى ألف شهر وسماها ليلة القدر، تنزل الملئكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر، سلام دائم البركة إلى طلوع الفجر على ما يشاء من عباده بما أحكم من قضائه. 115 – في اصول الكافي باسناده إلى ابى جعفر الثاني عليه السلام قال: قال أبو عبد الله


[ 642 ]

عليه السلام: كان على بن الحسين عليه السلام يقول: ” انا انزلناه في ليلة القدر ” صدق الله عزوجل انزل القرآن في ليلة القدر إلى ان قال: سلام هي حتى مطلع الفجر يقول تسلم عليك يا محمد ملئكتى وروحي بسلامى من اول ما يهبطون إلى مطلع الفجر. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم في اوائل ما نقلنا في بيان هذه السورة مما اخذنا من كتاب جعفر بن محمد الدوريستى، ثم ما اخذنا من مجمع البيان بعده بلا فصل، ما يصلح ان يكون بيانا لقوله عزوجل: ” سلام هي حتى مطلع الفجر “. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة ” لم يكن الذين ” كان برئيا من الشرك، وادخل في دين محمد صلى الله عليه وآله وبعثه الله عزوجل مؤمنا وحاسبه حسابا يسيرا. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرأها كان يوم القيامة مع خير البرية مسافرا ومقيما. 3 – عن ابى الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو يعلم الناس ما في ” لم يكن الذين كفروا ” لعطلوا الاهل والمال وتعلموها، فقال رجل من خزاعة: ما فيها من الاجر يا رسول الله ؟ قال: لا يقرأها منافق أبدا ولا عبد في قلبه شك في الله عزوجل، والله ان الملائكة المقر بين ليقرؤنها منذ خلق الله السماوات والارض لا يفترون من قرائتها، وما من عبد يقرأها بليل الا بعث الله ملائكة يحفظونه في دينه ودنياه، ويدعون له بالمغفرة والرحمة، فان قرأها نهارا أعطى عليها من الثواب مثل ما أضاء عليها النهار وأظلم عليه الليل. 4 – في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابه عن احمد بن محمد ابن ابى نصر قال: رفع إلى أبو الحسن عليه السلام مصحفا وقال لا تنظر فيه، ففتحته وقرأت فيه: ” لم يكن الذين كفروا ” فوجدت فيها اسم سبعين رجلا من قريش بأسمائهم و


[ 643 ]

اسماء آبائهم، قال: فبعث إلى: ابعث إلى بالمصحف. 5 – في تفسير العياشي عن محمد بن سابق بن طلحة الانصاري قال: مما قال هارون لابي الحسن موسى عليه السلام حين أدخل عليه: ما هذه الدار ودار من هي ؟ قال: لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة، قال: فما بال صاحب الدار لا ياخذها ؟ قال: أخذت منه عامرة ولا يأخذها الا معمورة، فقال: اين شيعتك فقرأ أبو الحسن عليه السلام: لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة قال: فنحن كفار ؟ قال: لا ولكن كما قال: ” الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار ” فغضب عند ذلك وغلظ عليه. 6 – في تفسير على بن ابراهيم ” لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ” يعنى قريشا ” والمشركين منفكين ” قال: هم في كفرهم حتى تأتيهم البينة. 7 – وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام قال: البينة محمد صلى الله عليه وآله. 8 – في مجمع البيان ” حتى تأتيهم البينة ” اللفظ لفظ الاستقبال ومعناه المضى وقوله: ” البينة ” يريد محمدا صلى الله عليه وآله عن ابن عباس ومقاتل وقوله: رسول من الله بيان للبينة وتفسيرها، أي رسول من حبل الله يتلو عليهم صحفا مطهرة يعنى مطهرة في السماء ولا يمسها الا الملائكة المطهرون من الانجاس عن الحسن والجبائي وهو محمد صلى الله عليه وآله أتاهم بالقرآن ودعاهم إلى التوحيد والايمان فيها أي في تلك الصحف كتب قيمة أي مستقيمة عادلة غير ذات عوج تبين الحق من الباطل وقيل مطهرة عن الباطل والكذب والزور يريد القرآن عن قتادة ويعنى بالصحف ما تضمنه الصحف من المكتوب فيها ويدل على ذلك ان النبي صلى الله عليه وآله كان يتلو عن ظهر قلبه لا عن كتاب، وقيل معناه رسول من الملائكة يتلو صحفا من اللوح المحفوظ عن ابى مسلم. 9 – في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جائتهم البينة قال: لما جاء رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرآن خالفوه وتفرقوا بعده قوله: حنفاء قال: طاهرين قال: قوله: ذلك


[ 644 ]

دين القيمة أي دين قيم ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين قال: انزل الله عليهم القرآن فارتدوا وكفروا وعصوا امير المؤمنين اولئك هم شر البرية ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية قال: نزلت في آل محمد عليهم السلام. 10 – في مجمع البيان وفى كتاب شواهد التنزيل للحاكم ابى القاسم الحسكاني رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بالاسناد المرفوع إلى يزيد بن شراحيل الانصاري كاتب على عليه السلام قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا مسنده إلى صدري فقال: يا على ألم تسمع قول الله تعالى: ” ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية ” ؟ هم شيعتك وموعدى وموعدكم الحوض، إذا اجتمعت الامم للحساب يدعون غرا محجلين. 11 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى جابر بن عبد الله قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله فأقبل على بن ابي طالب عليه السلام فقال النبي صلى الله عليه وآله: قد اتاكم اخى ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال: والذى نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ثم قال: انه اولكم ايمانا معى واوفاكم بعهد الله، واقومكم بامر الله، وأعدلكم في الرعية واقسمكم بالسوية واعظمكم عند الله مزية، قال: فنزلت: ” ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية ” قال: فكان اصحاب محمد صلى الله عليه وآله إذا اقبل على عليه السلام قالوا: جاء خير البرية. 12 – وباسناده إلى المنذر بن محمد ان أباه أخبره عن على بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على بن الحسين عن أبيه عن على بن ابى طالب صلوات الله عليهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من هدهد الا وفى جناحه مكتوب بالسريانية: آل محمد خير البرية. 13 – وباسناده إلى يعقوب بن ميثم التمار مولى على بن الحسين قال: دخلت على ابى جعفر فقلت له: جعلت فداك يابن رسول الله انى وجدت في كتب ابى ان عليا قال لابي ميثم أحبب حبيب آل محمد وان كان فاسقا زانيا وابغض مبغض آل


[ 645 ]

محمد وان كان صواما قواما فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: ” الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية ” ثم التفت إلى وقال: هم والله انت وشيعتك يا على، وميعادك وميعادهم الحوض غدا غرا محجلين متوجين، فقال أبو جعفر: هكذا هو عيان في كتاب على. 14 – في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وقال الباقر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى مبتدئا: ” ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك خير البرية ” هم أنت وشيعتك، وميعادكم الحوض إذا حشر الناس جئت أنت وشيعتك شباعا مرويين غرا محجلين. 15 – في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله وقال النبي صلى الله عليه وآله: انا أفضل من جبرئيل وميكائيل واسرافيل ومن جميع الملائكة المقربين، وانا خير البرية وسيد ولد آدم. 16 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن طاهر قال: كنت عند ابى جعفر عليه السلام فأقبل جعفر عليه السلام ; فقال أبو جعفر: هذا خير البرية أو أخير. 17 – أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن يونس بن يعقوب عن طاهر قال: كنت عند ابى جعفر عليه السلام فأقبل جعفر عليه السلام فقال: هذا خير البرية. 18 – احمد بن مهران عن محمد بن على عن فضيل بن عثمان عن طاهر قال: كنت قاعدا عند ابى جعفر فأقبل جعفر عليه السلام فقال أبو جعفر عليه السلام: هذا خير البرية 19 – في روضة الكافي احمد بن محمد عن على بن الحسن التيمى عن محمد ابن عبد الله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم أهل الرضا عن الله جل ذكره برضاه عنكم، و الملائكة اخوانكم في الخير، فإذا اجتهدتم ادعوا، وإذا غفلتم اجهدوا، وانتم خير البرية، دياركم لكم جنة (1) وقبوركم لكم جنة للجنة خلقتم وفى الجنة نعيمكم


(1) الجنة – بضم الجيم -: الستر. (*)

[ 646 ]

والى الجنة تصيرون والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 20 – وفى محاسن البرقى عنه عن يعقوب بن يزيد عن بعض الكوفيين عن عنبسة عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: ” ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية ” قال: هم شيعتنا أهل البيت. 21 – في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) من كتاب محمد بن العباس بن مروان في تفسير قوله تعالى: ” اولئك هم خير البرية ” وانها في مولانا على عليه السلام و شيعته، ورواه مصنف الكتاب من نحو ستة وعشرين طريقا أكثرها من رجال ونحن نذكر منها طريقا واحدا بلفظها. حدثنا أحمد بن محمد المحذور قال: حدثنا الحسن بن عبيد بن عبد الرحمن الكندى قال: حدثنى محمد بن مسكين قال: حدثنى خالد بن السرى الاودى قال: حدثنى النضر بن الياس قال: حدثنى عامر بن واثلة قال: خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام على المنبر بالكوفة وهو اجيرات مجصص فحمد الله واثنى عليه وذكر الله بما هو اهله وصلى على نبيه ثم قال: ايها الناس سلونى فوالله لا تسألوني عن آية من كتاب الله الا حدثتكم عنها متى نزلت بليل أو أنهار أو في مقام أو في سفر ام في سهل ام في جبل وفيمن نزلت افي مؤمن أو منافق وما عنى بها اخاص ام عامة ولئن فقدتموني لا يحدثكم احد حديثى، فقام إليه ابن الكوا فلما بصر به قال بتعنت لا تسأل تعلما هات سل: فإذا سئلت فاعقل ما تسال عنه فقال يا أمير المؤمنين اخبرني عن قول الله عزوجل: ” الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية ” فسكت أمير المؤمنين فاعادها ثانية ابن الكوا فسكت فاعادها الثالثة فقال على عليه السلام ورفع صوته: ويحك يابن الكوا اولئك نحن واتباعنا يوم القيامة غرا محجلين رواء مرويين يعرفون بسيماهم. 22 – في تفسير على بن ابراهيم: جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الانهار لا تصف الواصفون خير ما فيها خالدين فيها ابدا رضى الله عنهم يريد رضى الله أ عمالهم ورضوا عنه رضوا بثواب الله ذلك لمن خشى ربه يريد لمن يخاف ربه وتناهى عن معاصي الله عزوجل.


[ 647 ]

23 – في روضة الكافي أحمد بن محمد عن على بن الحسن التيمى عن محمد بن عبد الله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم أهل الرضا عن الله جل ذكره برضاه عنكم والملئكة اخوانكم في الخير فإذا اجتهدتم ادعوا، وإذا غفلتم اجهدوا، وأنتم خير البرية، دياركم لكم جنة وقبوركم لكم جنة. للجنة خلقتم وفي الجنة نعيمكم، والى الجنة تصيرون، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لا تملوا من قرائة ” إذا زلزلت الارض ” فان من كانت قراءته في نوافله لم يصبه الله بزلزلة أبدا ولم يمت بها، ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا، فإذا مات أمر به إلى الجنة، فيقول الله عزوجل: عبدى أبحتك جنتي فاسكن منها حيث شئت وهويت، لا ممنوعا ولا مدفوعا. 2 – في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأها فكانما قرا البقرة وأعطى من الاجر كمن قرأ ربع القرآن. 3 – وعن أنس بن مالك قال: سألت النبي صلى الله عليه وآله رجلا من أصحابه فقال: يا فلان هل تزوجت ؟ قال: لا وليس عندي ما أتزوج به. قال: أليس معك قل هو الله أحد ؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن، قال: أليس معك قل يا أيها الكافرون ؟ قال: بلى قال: ربع القرآن، قال: أليس معك إذا زلزلت ؟ قال: بلى قال: ربع القرآن ثم قال: تزوج تزوج تزوج. 4 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن معبد عن أبيه، عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: لا تملوا من قراءة ” إذا زلزلت الارض زلزالها ” فانه من كانت قراءته بها في نوافله لم يصبه الله عزوجل بزلزلة أبدا، ولم يمت بها


[ 648 ]

ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا حتى يموت، وإذا مات نزل عليه ملك كريم من عند ربه فيقعد عند رأسه فيقول: يا ملك الموت ارفق بولي الله، فانه كان كثير ما يذكرنى ويذكر تلاوة هذه السورة، وتقول له السورة مثل ذلك، ويقول ملك الموت: قد أمرنى ربى ان اسمع له وأطيع ولا أخرج روحه حتى يأمرنى بذلك، فإذا امرني أخرجت روحه، ولا يزال ملك الموت عنده حتى يأمره بقبض روحه، وإذا كشف له الغطاء فيرى منازله في الجنة، فيخرج روحه في ألين ما يكون من العلاج ثم يشيع روحه إلى الجنة سبعون الف ملك يبتدرون بها إلى الجنة. 5 – في تفسير على بن ابراهيم ; إذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها قال: من الناس وقال الانسان مالها قال: ذلك أمير المؤمنين عليه السلام. 6 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى تميم بن حاتم قال: كنا مع على عليه السلام حيث توجهنا إلى البصرة قال: فبينما نحن نزول إذا اضطربت الارض ; فضربها على عليه السلام بيده الشريفة وقال لها: مالك ؟ ثم اقبل علينا بوجهه الكريم ثم قال لنا: اما انها لو كانت الزلزلة التى ذكرها الله عزوجل في كتابه العزيز لا جابتنى ولكنها ليست بتلك في روضة الكافي على بن محمد عن صالح عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن ابى بكر الحضرمي عن تميم بن حاتم مثل ما في كتاب العلل بتغيير يسير غير مغير للمعنى المقصود. 7 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى هارون بن خارجة رفعه عن فاطمة عليها السلام قالت: اصاب الناس زلزلة على عهد ابى بكر وفزع الناس إلى ابى بكر وعمر فوجدهما قد خرجا فزعين إلى على عليه السلام، فتبعهما الناس إلى ان قال: انتهوا إلى باب على عليه السلام فخرج عليهم عليه السلام غير مكترث لما هم فيه (1) فمضى واتبعه الناس حتى انتهى إلى تلعة (2) فقعد عليها وقعدوا حوله، وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتج جائية وذاهبة، فقال لهم على عليه السلام: كأنكم قد هالكم ما ترون ؟ قالوا: وكيف


(1) يقال ” هو لا يكترث لهذا الامر ” أي لا يعبأ به ولا يباليه. (2) التلعة: التل. (*)

[ 649 ]

لا يهولنا ولم نر مثلها قط ؟ قال: فحرك شفتيه ثم ضرب الارض بيده الشريفة ثم قال: مالك ؟ اسكني فسكنت باذن الله، فتعجبوا من ذلك اكثر من تعجبهم اولا حيث خرج إليهم، قال لهم: فانكم قد تعجبتم من صنعى ؟ قالوا: نعم، قال: انا الرجل الذى قال الله: ” إذا زلزلت الارض زلزالها * واخرجت الارض اثقالها * و قال الانسان مالها ” فانا الانسان الذى يقول لها مالك ” يومئذ تحدث اخبارها ” اياى تحدث. 8 – في مجمع البيان وجاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وآله قال: اتدرون ما اخبارها ؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: اخبارها ان تشهد على كل عبد وامة بما عملوا على ظهرها، تقول: عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا فهذا اخبارها. 9 – وروى الواحدى باسناده مرفوعا إلى ربيعة الحرشى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حافظوا على الوضوء وخير اعمالكم الصلوة وتحفظوا من الارض فانها أمكم وليس فيها احد يعمل خيرا أو شرا الا وهى مخبرة به. 10 – وقال أبو سعيد الخدرى: إذا كنت بالبوادي فارفع صوتك بالاذان، فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا تسمعه جن ولا انس ولا حجر الا يشهد له. 11 – في الخرائج والجرائح في روايات الخاصة روى أبو حمزة الثمالى عن ابى – جعفر عليه السلام قال: قرأت عند أمير المؤمنين عليه السلام: ” إذا زلزلت الارض زلزالها ” إلى ان بلغ قوله: ” وقال الانسان مالها * يومئذ تحدث اخبارها ” قال: انا الانسان اياى تحدث اخبارها. 12 – في تفسير على بن ابراهيم ” يومئذ تحدث اخبارها ” إلى قوله: ” اشتاتا ” قال: يجيئون اشتاتا مؤمنين وكافرين ومنافقين، ليروا اعمالهم قال: يقفوا على ما فعلوا “. 13 – في توحيد المفضل المنقول عن جعفر بن محمد عليهما السلام في الرد على منكري الصانع: الحمد لله مدبر الادوار، ومعيد الاكوار، طبقا عن طبق وعالما بعد عالم، ليجزى الذين اساؤا بما عملوا ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى عدلا منه


[ 650 ]

تقدست أسماؤه، وجلت آلاؤه، ولا يظلم الناس شيئا ولكن انفسهم يظلمون. يشهد بذلك قوله عزوجل: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره في نظائر لها في كتابه. 14 – في مجمع البيان في بعض الروايات عن الكسائي ” خيرا يره وشرا يره ” بضم الياء فيها وهو رواية ابان عن عاصم ايضا وهى قراءة على عليه السلام. 15 – وعن ابى عثمان المازنى عن أبى عبيدة قال قدم صعصعة بن ناجية جد الفرزدق على رسول الله صلى الله عليه وآله في وفد بنى تميم فقال: بأبى أنت [ وامى ] يا رسول الله اوصني قال: اوصيك بامك وأبيك ودابتك (1) قال: زدنى يا رسول الله قال: احفظ ما بين لحييك ورجليك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما شئ بلغني عنك فعلته ؟ فقال: يا رسول الله رأيت الناس يموجون على غير وجه ولم أدر أين الصواب غير أنى علمت انهم ليسوا عليه فرأيتهم يئدون بناتهم (2) فعرفت ان الله عزوجل لم يأمرهم بذلك فلم أتركهم يئدون وفديت ما قدرت. وفى رواية اخرى انه سمع: ” فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ” فقال: حسبى ما ابالى ان اسمع من القرآن غير هذا. 16 – وقال عبد الله بن مسعود: أحكم آية في القرآن ” فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ” إلى آخر السورة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يسميها الجامعة. 17 – في روضة الكافي كلام لعلى عليه السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه السلام: واعلم يابن آدم ان وراء هذا أعظم وأفظع وأوجع للقلوب يوم القيامة، يوم لا تقال فيه عثرة، ولا يؤخذ من أحد فدية، ولا تقبل من أحد معذرة، ولا لاحد فيه مستقبل توبة، ليس الا الجزاء بالسيئات، فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده، ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده.


(1) كذا في الاصل وفى المصدر ” وادانيك “. (2) وأدبنته: دفنها في القبر وهى حية. (*)

[ 651 ]

18 – في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ” فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ” يقول: ان كان من أهل النار و قد كان عمل في الدنيا مثقال ذرة خيرا يره يوم القيامة حسرة انه كان عمله لغير الله، ” ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ” يقول: ان كان من اهل الجنة راى ذلك الشر يوم القيامة ثم غفر له. 19 – في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن محمد بن على عن محمد بن عمر بن يزيد قال: أخبرت أبا الحسن الرضا عليه السلام انى أصبت بابنين وبقى لى بنى صغير ؟ فقال: تصدق عنه، ثم قال حين حضر قيامى: مر الصبى فليتصدق بيده بالكسرة والقبضة والشئ وان قل فان كل شئ يراد به الله وان قل بعد ان تصدق النية فيه عظيم، ان الله تعالى يقول: ” فمن يعمل مثال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ” والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 20 – في اصول الكافي باسناده إلى مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مأة عام، وانه لينظر إلى أزواجه في الجنة يتنعمن. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة العاديات وادمن قراءته بعثه الله عزوجل مع أمير المؤمنين عليه السلام يوم القيامة خاصة و كان في حجره ورفقائه. 2 – في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال من قرأها اعطى من الاجر عشر حسنات، بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعا. 3 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره ابراهيم بن اسحق الاحمري قال:


[ 652 ]

حدثنا محمد بن ثابت وأبو المغراء العجلى قال: حدثنى الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل والعاديات ضبحا قال: وجه رسول الله صلى الله عليه وآله عمر بن الخطاب في سرية فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنونه أصحابه، فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وآله قال لعلى: أنت صاحب القوم فتهيأ أنت ومن تريد من فرسان المهاجرين والانصار، فوجهه رسول الله صلى الله عليه وآله وقال له: اكمن النهار وسر الليل ولا تفارقك العين، قال: فانتهى على عليه السلام إلى ما أمره رسول الله صلى الله عليه وآله فسار إليهم، فلما كان عند وجه الصبح أغار عليهم فأنزل الله عليه نبيه صلى الله عليه وآله ” والعاديات ضبحا ” إلى آخرها. 4 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن أحمد عن عبيد بن موسى قال: حدثنا الحسن بن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله صلى الله عليه وآله في قوله: ” و العاديات ضبحا ” قال: هذه السورة نزلت في أهل وادى اليابس، قال: قلت: وما كان حالهم وقصتهم ؟ قال: ان اهل وادى اليابس اجتمعوا اثنى عشر ألف فارس و تعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا أن لا يتخلف رجل عن رجل، ولا يخذل أحد أحدا ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على حلف واحد، ويقتلوا محمدا صلى الله عليه وآله وعلى بن أبيطالب عليه السلام (1) فنزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله فأخبره بقصتهم وما تعاقدوا عليه وتوافقوا وامره أن يبعث أبا بكر إليهم في اربعة آلاف فارس من المهاجرين والانصار، فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: يا معشر المهاجرين والانصار ان جبرئيل قد اخبرني ان اهل وادى اليابس اثنى عشر الفا قد استعدوا وتعاهدوا وتعاقدوا على ان لا يغدر رجل منهم بصاحبه ولا يفر عنه ولا يخذله حتى يقتلوني واخى على بن ابي طالب، وامرني ان اسير إليهم ابا بكر في اربعة آلاف فارس فخذوا في امركم واستعدوا لعدوكم وانهضوا إليهم على اسم الله وبركته يوم الاثنين ان شاء الله فأخذ المسلمون في عدتهم وتهيئوا وامر رسول الله صلى الله عليه وآله ابا بكر بامره، وكان فيما امره به انه إذا رآهم ان يعرض عليهم الاسلام فان بايعوا والا واقفهم فاقتل مقاتليهم واسب ذراريهم واستبح اموالهم وخرب ضياعهم وديارهم فمضى أبو بكر ومن


(1) وفى المصدر وكذا المنقول عنه في البرهان ” محمدا وعليا عليهما السلام “. (*)

[ 653 ]

معه من المهاجرين والانصار في احسن عدة واحسن هيئة يسير بهم سيرا رفيقا حتى انتهوا إلى اهل وادى اليابس، فلما بلغ القوم نزول القوم عليهم ونزل أبو بكر واصحابه قريبا منهم خرج إليهم من اهل وادى اليابس مأتا رجل مدحجين بالسلاح (1) فلما صادفوهم قالوا لهم: من انتم ومن اين اقبلتم واين تريدون ليخرج الينا صاحبكم حتى نكلمه، فخرج إليهم أبو بكر في نفر من أصحابه المسلمين، فقال لهم: أنا أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله، قالوا: ما أقدمك علينا ؟ قال: امرني صلى الله عليه وآله ان اعرض عليكم الاسلام وان تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون ولكم مالهم وعليكم ما عليهم والا فالحرب بيننا وبينكم، قالوا له: واللات والعزى لو لا رحم ماسة وقرابة قريبة لقتلناك وجميع اصحابك قتلة تكون حديثا لمن يكون بعدكم، فارجع انت ومن معك واربحوا العافية، فانا انما نريد صاحبكم بعينه واخاه على بن ابي طالب، فقال أبو بكر لاصحابه: يا قوم القوم اكثر منكم اضعافا واعد منكم وقد نأت داركم عن اخوانكم من المسلمين فارجعوا نعلم رسول الله بحال القوم، فقالوا له جميعا: خالفت يا ابا بكر رسول الله صلى الله عليه وآله وما امرك به فاتق الله وواقع القوم ولا تخالف قول رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: انى اعلم ما لا تعلمون والشاهد يرى ما لا يرى الغائب، فانصرف وانصرف الناس اجمعون. فاخبر النبي صلى الله عليه وآله بمقالة القوم له وما رد عليهم أبو بكر فقال صلى الله عليه وآله: يا با بكر خالفت امرى ولم تفعل ما امرتك وكنت لى والله عاصيا فيما امرتك، فقام النبي صلى الله عليه وآله وصعد المنبر وحمد الله واثنى عليه ثم قال: يا معشر المسلمين انى امرت ابا بكر ان يسير إلى اهل وادى اليابس وان يعرض عليهم السلام ويدعوهم إلى الله فان اجابوا والا واقعهم وانه سار إليهم وخرج منهم مأتا رجل، فلما سمع كلامهم وما استقبلوه به انتفخ صدره ودخله الرعب منهم وترك قولى ولم يطع امرى، وان جبرئيل امرني عن الله ان أبعث إليهم عمر مكانه في أصحابه في اربعة آلاف فارس، فسر يا عمر على اسم الله ولا تعمل كما عمل أبو بكر اخوك فانه قد عصا الله وعصاني وامره بما امر به


(1) المدحج: الشاك في السلاح. (*)

[ 654 ]

ابا بكر، فخرج عمر والمهاجرين والانصار الذين كانوا مع ابى بكر يقصدونهم في مسيرهم حتى شارف القوم وكان قريبا بحيث يراهم ويرونهم، وخرج إليهم مأتا رجل فقالوا له ولاصحابه مثل مقالتهم لابي بكر فانصرف وانصرف الناس معه وكاد ان يطير قلبه مما رأى من عدة القوم وجمعهم، ورجع يهرب منهم، فنزل جبرئيل واخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بما صنع عمر وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه، فصعد النبي صلى الله عليه وآله المنبر فحمد الله واثنى عليه واخبر بما صنع عمر وما كان منه وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه مخالفا لامرى عاصيا لقولي، فقدم عليه فاخبره مثل ما اخبره به صاحبه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عمر عصيت الله في عرشه وعصيتني وخالفت قولى وعملت برأيك ألاقبح الله رأيك، وان جبرئيل عليه السلام قد امرني ان ابعث على بن ابي طالب في هؤلاء المسلمون واخبرني ان الله يفتح عليه وعلى اصحابه فدعا عليا عليه السلام واوصاه بما اوصى ابا بكر وعمر واصحابه الاربعة آلاف، واخبره ان الله سيفتح عليه وعلى اصحابه. فخرج على ومعه المهاجرون والانصار وسار بهم غير سير أبى بكر وعمر وذلك انه اعنف (1) في السير حتى خافوا ان ينقطعوا من التعب وتحفى دوابهم (2) فقال لهم: لا تخافوا فان رسول الله صلى الله عليه وآله قد امرني بأمر واخبرني ان الله سيفتح على وعليكم فابشروا فانكم على خير والى خير، فطابت نفوسهم وقلوبهم وساروا على ذلك السير المتعب حتى إذا كانوا قريبا منهم حيث يرونه ويراهم امر اصحابه ان ينزلوا، وسمع اهل وادى اليابس بمقدم على بن ابى طالب واصحابه فخرج إليه منهم مأتا رجل شاكين في السلاح، فلما رآهم على عليه السلام خرج إليهم في نفر من اصحابه فقالوا لهم: من انتم ومن اين اقبلتم واين تريدون ؟ قال: انا على بن ابى طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله واخوه ورسوله اليكم ادعوكم إلى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله، ولكم ان آمنتم ما للمسلمين وعليكم ما على


(1) أي اشد ولم يرفق بهم. (2) حفى الفرس: دقت حافره من كثرة السير. (*)

[ 655 ]

المسلمين من خير وشر، فقالوا له: اياك اردنا وانت طلبتنا قد سمعنا مقالتك فخذ حذرك واستعد للحرب العوان (1) واعلم انا قاتلوك وقاتلوا اصحابك والموعود فيما بيننا وبينك غدا ضحوة وقد اعذرنا فيما بيننا وبينك، فقال لهم على عليه السلام: ويلكم تهددوني بكثرتكم وجمعكم فأنا استعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم. فانصرفوا إلى مراكزهم وانصرف على عليه السلام إلى مركزه، فلما جنه الليل امر اصحابه ان يحسنوا إلى دوابهم ويقضموا (2) ويسرجوا، فلما انشق عمود الصبح صلى بالناس بغلس (3) ثم غار عليهم وبأصحابهم فلم يعلموا حتى وطئتهم الخيل فما ادرك آخر اصحابه حتى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح اموالهم وخرب ديارهم واقبل بالاسارى والاموال معه، فنزل جبرئيل عليه السلام فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بما فتح الله على على وجماعة المسلمين، وصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فحمد الله واثنى عليه واخبر الناس بما فتح الله على المسلمين واعلمهم انه لم يصب منهم (4) منهم الا رجلان ونزل فخرج يستقبل عليا في جميع اهل المدينة من المسلمين حتى لقيه على ثلاثة اميال من المدينة، فلما رآه على مقبلا نزل عن دابته ونزل النبي صلى الله عليه وآله حتى التزمه وقبل ما بين عينيه فنزل جماعة من المسلمين إلى على عليه السلام حيث نزل رسول الله صلى الله عليه وآله واقبل بالغنيمة والاسارى وما رزقهم الله من اهل وادى اليابس ثم قال جعفر بن محمد صلى الله عليه وآله:: ما غنم المسلمون مثلها قط الا ان يكون من خيبر فانها مثل خيبر وانزل الله تبارك وتعالى في ذلك اليوم هذه السورة ” والعاديات ضبحا ” يعنى بالعاديات الخيل تعدو بالرجال، والضبح صيحتها في أعنتها ولجمها. 5 – في مجمع البيان ” والعاديات ضبحا ” قيل هي الخيل في الغزو تعدو في سبيل الله


(1) الحرب العوان: التى قوتل فيها مرة، والحرب العوان أشد الحروب. (2) القضم: أكل الشئ اليابس. واللفظ كناية. (3) الغلس – بفتحتين -: ظلمة آخر الليل. (4) أي لم يقتل منهم. وفى البرهان ” لم يقتل منهم ” مكان ” لم يصب منهم “. (*)

[ 656 ]

إلى قوله: وقيل هي الابل حين ذهب إلى غزوة بدر، تمد اعناقها في السير فهى تضبح أي تضبع روى ذلك عن على عليه السلام. 6 – وروى ايضا انها ابل الحاج تغدو من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منى واختلف الروايات فيه فروى عن ابى صالح انه قال: قاولت فيه عكرمة فقال عكرمة: قال ابن عباس: هي الخيل في القتال فقلت انا: قال على عليه السلام: هي الابل في الحج وقلت: مولاى اعلم من مولاك. 7 – وفى رواية اخرى ان ابن عباس قال: هي الخيل ألا تراه قال: فاثرن به نقعا فهل تثيره الا بحوافرها، وهل تضبح الابل انما تضبح الخيل، فقال على عليه السلام: ليس كما قلت لقد رأيتنا يوم بدر وما معنا الا فرس ابلق للمقداد بن الاسود. 8 – وفى رواية اخرى لمرثد بن أبى مرثد الغنوى وروى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال: بينما انا في الحجر جالس إذ اتانى رجل فسأل عن ” العاديات ضبحا ” فقلت له: الخيل حين تغزو في سبيل الله ثم تأوى إلى الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم، فانفتل عنى وذهب إلى على بن ابي طالب عليه السلام وهو تحت سقاية زمزم فسأله عن ” العاديات ضبحا ” فقال: سألت عنها احدا قبلى ؟ قال: نعم سألت عنها ابن عباس، فقال: الخيل حين تغزو في سبيل الله قال: فاذهب فادعه لى، فلما وقف على راسه قال: تفتى الناس بما لا علم لك به ؟ والله ان كانت لاول غزوة في الاسلام بدر و ما كان معنا الا فرسان: فرس للزبير وفرس للمقداد بن الاسود، فكيف يكون العاديات الخيل ؟ العاديات ضبحا الابل من عرفة إلى المزدلفة ومن مزدلفة إلى منى، قال ابن عباس: فرغبت عن قولى ورجعت إلى الذى قاله على عليه السلام. 9 – في تفسير على بن ابراهيم ثم قال على بن ابراهيم في قوله: ” والعاديات ضبحا ” أي عدوا عليهم في الضبح، ضباح الكلاب صوتها فالموريات قدحا كانت بلادهم فيها حجارة فإذا وطيتها سنابك الخيل (1) كاد تنقدح منها النار فالمغيرات صبحا أي صبحهم بالغارة.


(1) السنابك جمع السنبك – كقنفذ -: طرف الحافر. (*)

[ 657 ]

10 – وفيه متصل بآخر ما نلقناه من الحديث السابق أعنى قوله ولجمها ” فالموريات قدحا * فالمغيرات صبحا ” فقد اخبرك انها غارت عليهم صبحا قلت: قوله ان الانسان لربه لكنود قال: الكفور وانه على ذلك لشهيد قال: يعنيهما قد شهدا جميعا وادى اليابس وكانا لحب الحيوة حريصان قلت: قوله: فاثرن به نقعا قال: يعنى الخيل يأثرن بالوادي نقعا فوسطن به جمعا قد شهدا جميعا وادى اليابس. 11 – وفيه متصل بقوله قريبا أي صبحهم بالغارة ” فأثرن به نقعا ” قال: ثارت الغبرة من ركض الخيل ” فوسطن به جمعا ” قال: توسط المشركون بجمعهم. 12 – في مجمع البيان في الشواذ قرائة على عليه السلام ” فوسطن ” بتشديد السين 13 – ” ان الانسان لربه لكنود ” روى أبو امامة عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: اتدرون من الكنود ؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: الكنود الذى يأكل وحده ويمنع رفده ويضرب عبده. 14 – في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله: بجمعهم ” ان الانسان لربه لكنود ” أي كفور وهما الذين امرا واشارا على أمير المؤمنين عليه السلام ان يدع الطريق مما حسداه وكان على صلوات الله عليه قد اخذ بهم على غير الطريق الذى اخذ فيه أبو بكر وعمر، فعلما انه يظفر بالقوم، فقال عمرو بن العاص لابي بكر: ان عليا غلام حدث لا علم له بالطريق وهذا طريق مسبع (1) لا يأمن فيه من السباع، فمشيا إليه وقالا له: يا ابا الحسن هذا الطريق الذى اخذت فيه طريق مسبع فلو رجعت إلى الطريق ؟ فقال لهما أمير المؤمنين عليه السلام: الزما رحالكما وكفا عما لا يعنيكما واسمعا واطيعا فانى اعلم بما اصنع فسكتا، قوله وانه على ذلك لشهيد أي على العداوة وانه لحب الخير لشديد يعنى حب الحيوة حيث خافوا السباع على انفسهما فقال الله عزوجل: أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور أي يحمع ويظهر ان ربهم بهم يومئذ لخبير


(1) أي تكثر فيه السباع. (*)

[ 658 ]

15 – وفيه متصل بآخر ما نلقنا من الحديث اعني قوله: حريصان قلت: قوله: ” افلا يعلم إذا بعثر ما في القبور * وحصل ما في الصدور * ان ربهم بهم يومئذ لخبير ” قال: نزلت الآيتان فيهما خاصة، كانا يضمران ضمير السوء ويعملان به، فأخبر الله خبرهما و فعالهما ; فهذه قصة اهل وادى اليابس وتفسير العاديات. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرأ واكثر من قراءة القارعة آمنه الله عزوجل من فتنة الدجال ان يؤمن به ومن قيح جهنم (1) يوم القيامة ان شاء الله. 2 – في مجمع البيان في حديث ابى من قراها ثقل الله بها ميزانه يوم القيامة. 3 – في تفسير على بن ابراهيم: القارعة ما القارعة وما ادريك ما القارعة يرددها الله لهولها وفزع بها الناس وتكون الجبال كالعهن المنفوش قال: العهن: الصوف. 4 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ومعنى قوله: فمن ثقلت موازينه ومن خفت موازينه فهو قلة الحسنات وكثرته. 5 – وفيه في احتجاج ابى عبد الله عليه السلام قال السائل: اوليس توزن الاعمال ؟ قال: لا لان الاعمال ليست اجساما وانما هي صفة ما عملوا، وانما يحتاج إلى وزن الشئ من جهل عدد الاشياء ولا يعرف ثقلها وخفتها، وان الله لا يخفى عليه شئ، قال: فما معنى الميزان ؟ قال: العدل قال: فما معنا في كتابه ” فمن ثقلت موازينه ” قال: فمن رجح عمله. 6 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن على بن اسباط


(1) القيح: المدة البيضاء التى لا يخالطها دم. (*)

[ 659 ]

عن العلا عن محمد بن مسلم قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ان الله ثقل على اهل الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة، وان الله عزوجل خفف الشر على اهل الدنيا كخفته في موازينهم يوم القيامة. 7 – على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن ابى ايوب عن محمد بن مسلم عن احدهما عليهما السلام قال: ما في الميزان شئ اثقل من الصلوة على محمد و آل محمد، وان الرجل لتوضع اعماله في الميزان فيميل به فيخرج الصلوة فيضعها في ميزانه فيرجح. 8 – في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة يقول فيه عليه السلام: واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، واشهد ان محمدا عبده ورسوله شهادتان ترفعان القول وتضاعفان العمل، خف ميزان ترفعان منه ; وثقل ميزان توضعان فيه 9 – في نهج البلاغة ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله شهادتين تصعدان القول وترفعان العمل، لا يخف ميزانه توضعان فيه، ولا يثقل ميزان ترفعان منه. 10 – في كتاب الخصال عن محمد بن موسى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الخير ثقل على أهل الدنيا على قدر ثقله في موازينهم يوم القيامة، وان الشر خف على اهل الدنيا على قدر خفته في موازينهم يوم القيامة. 11 – في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات واما قوله: من ثقلت موازينه وخفت موازينه فانما يعنى الحسنات توزن الحسنات والسيئات والحسنات ثقل الميزان والسيئات خفة الميزان 12 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن ابي طالب عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل في تفسير سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله وقوله: لا اله الا الله يعنى بوحدانيته لا يقبل الله الاعمال الا بها، وهى كلمة التقوى يثقل الله بها الموازين يوم القيامة.


[ 660 ]

13 – في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن ابى عمير عن عيسى الفراء عن عبد الله بن ابى بعفور قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: قال أبو جعفر عليه السلام: من كان ظاهره ارجح من باطنه خف ميزانه. 14 – وروى المفضل عن الصادق عليه السلام انه قال: وقع بين سلمان الفارسى رحمة الله عليه وبين رجل حضره فقال الرجل لسلمان: من أنت وما أنت ؟ فقال سلمان: اما اولى واولك فنطفة قذرة، واما آخرى وآخرك فجيفة منتنة، فإذا كان يوم القيامة ونصبت الموازين فمن ثقلت موازينه فهو الكريم، ومن خفت موازينه فهو اللئيم. 15 – في تفسير على بن ابراهيم: فامه هاوية قال: ام رأسه يقلب في النار على رأسه، ثم قال: وما ادريك يا محمد ماهية يعنى الهاوية ثم قال: نار حامية، بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة التكاثر في فريضة كتب الله له ثواب أجر مأة شهيد، ومن قرأها في نافلة كتب له ثواب خمسين شهيدا، وصلى معه في فريضته أربعون صفا من الملائكة ان شاء الله. 2 – في مجمع البيان في حديث أبى ومن قرأها لم يحاسبه الله بالنعيم الذى أنعم عليه في دار الدنيا، وأعطى من الاجر كانما قرأ الف آية. 3 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد ابن بشير عن عبد الله الدهقان عن درست عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ الهيكم التكاثر عند النوم وقى فتنة القبر. 4 – في مجمع البيان وروى قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول: الهيكم التكاثر قال: يقول ابن آدم مالى مالى ومالك من مالك الا ما اكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت أورده


[ 661 ]

مسلم في الصحيح. 5 – في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: والتكاثر لهو وشغل واستبدال الذى هو ادنى بالذى هو خير 6 – في نهج البلاغة من كلام له عليه السلام قال بعد تلاوته الهيكم التكاثر حتى زرتم المقابر يا له مراما ما ابعده، وزورا ما اغفله، وخطرا ما أفظعه، لقد استخلوا منهم أي مدكر، وتناوشوهم من مكان بعيد، أفبمصارع آبائهم يفخرون أم بعديد الهلكى يتكاثرون ؟ يرتجعون منهم اجسادا خوت، وحركات سكنت، ولا يكونوا عبرا احق من ان يكون مفتخرا، ولا يهبطوا بهم جناب ذلة احجى من ان يقوموا بهم مقام عزة، لقد نظروا إليهم بابصار العشوة، وضربوا منهم في غمرة جهالة، ولو استنطقوا عنهم عرصات تلك الديار الخاوية، والربوع الخالية، لقالت ذهبوا في الارض ضلالا، وذهبتم في اعقابهم جهالا، تطؤون في هامهم وتستنبتون في اسجادهم وترتعون فيما لفظوا وتسكنون فيما خربوا (1) 7 – في مجمع البيان: كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون قال الحسن ومقاتل هو وعيد بعد وعيد، قيل: معناه سوف تعلمون في القبر ثم سوف تعلمون في الحشر، رواه زربن حبيش عن على عليه السلام، قال: ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت الهيكم التكاثر إلى قوله: كلا سوف تعلمون يريد في القبر ثم كلا سوف


(1) المراد بالمرام هو ما كان مقصدهم من التفاخر من اثبات الفخر والمنقبة لانفسهم فبين (ع) ان ذلك المرام بعيد جدا لان الفخر بالميت كالفخر بالجماد. قوله (ع) ” وزوروا ما أغفله ” المراد بالزور: الزائرون للمقابر المتفاخرون بهم، اسم للواحد والجمع. و ” تناوشوهم ” أي تناولوهم. قوله (ع) ” يرتجعون… ” أي يطلبون رجوع أجسادهم وقد ” خوت ” أي خلت من الارواح. والجناب: الفناء. والحجى: العقل والفتنة. والعشوة: سوء البصر بالليل وغمرة الشى: شدته ومعظمه. والربوع جمع الربع: الدار حيث كانت والمنزل. والهام جمع الهامة: الرأس ” وتستنبتون. ” من النبات. أي تزرعون النبات في أجسادهم. واللفظ: الرمى من الفم يقال: لفظت الشئ: رميته من فمى (*)

[ 662 ]

تعلمون بعد البعث. 8 – في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال ابن عباس قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله ” الهيكم التكاثر ” قال: التكاثر الاموال جمعها من غير حقها ومنعها من حقها وشدها في الاوعية ” حتى زرتم المقابر ” حتى دخلتم قبوركم ” كلا سوف تعلمون ” لو قد دخلتم قبوركم ” ثم كلا سوف تعلمون ” لو قد خرجتم من قبوركم إلى محشركم كلا لو تعلمون علم اليقين قال: وذلك حين يؤتى بالصراط فينصب بين جسري جهنم. 9 – في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن محمد بن أبى عمير عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله: ” لو تعلمون علم اليقين ” قال: المعاينة. 10 – في مجمع البيان قرأ ابن عامر والكسائي ” لترون ” بضم التاء وروى ذلك عن على عليه السلام، والباقى ” لترون ” بالفتح. 11 – في روضة الواعظين للمفيد (ره) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى جسر جهنم ثم لتسألن يومئذ عن النعيم قال: عن خمس عن شبع البطون، وبارد الشراب، ولذة النوم، وظلال المساكين، واعتدال الخلق. وروى في اخبارنا ان النعيم ولاية على بن أبى طالب عليه السلام. 12 – في الكافي عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن أبى سعيد عن أبى حمزة قال كنا عند أبى عبد الله عليه السلام جماعة فدعا بطعام مالنا عهد بمثله لذاذة وطيبا وأتينا بتمر ننظر فيه أوجهنا من صفائه وحسنه، فقال رجل: لتسئلن عن هذا النعيم الذى تنعمتم به عند ابن رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام ان الله عزوجل اكرم واجل ان يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسئلكم عنه، ولكن يسئلكم عما أنعم به عليكم بمحمد صلى الله عليه وآله وبآل محمد عليهم السلام. 13 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن أبيه عن القاسم بن محمد الجوهرى الحارث بن جرير عن سدير الصيرفى عن أبى خالد الكابلي قال: دخلت على أبى جعفر عليه السلام فدعا بالغدا فأكلت معه طعاما ما أكلت طعاما قط أطيب منه و لا أنظف فلما فرغنا من الطعام قال: يابا خالد كيف رأيت طعامك أو قال طعامنا


[ 663 ]

قلت: جعلت فداك ما رأيت أطيب منه قط ولا أنظف، ولكني ذكرت الاية في كتاب الله عزوجل ” ولتسئلن يومئذ عن النعيم ” قال أبو جعفر عليه السلام انما يسئلكم عما أنتم عليه من الحق. 14 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام والزمهم الحجة بان خاطبهم خطابا يدل على انفراده وتوحيده، و بان لهم اولياء تجرى افعالهم واحكامهم مجرى فعله، فهم العباد المكرمون، وهم النعيم الذى يسأل عنه، ان الله تبارك وتعالى انعم بهم على من اتبعهم من اوليائهم، قال السائل: من هؤلاء الحجج ؟ قال: هم رسول الله صلى الله عليه وآله ومن حل محله من اصفياء – الله الذين قال: ” فاينما تولوا فثم وجه الله ” الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذى فرض عليهم منها لنفسه. 15 – في مجمع البيان وروى العياشي باسناده في حديث طويل قال: سأل أبو حنيفة ابا عبد الله عليه السلام عن هذه الآية فقال له: ما النعيم عندك يا نعمان ؟ قال: القوت من الطعام والماء البارد، فقال: لئن اوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتى يسئلك عن كل اكلة اكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه، قال: فما النعيم جعلت فداك ؟ قال: نحن اهل البيت النعيم الذى انعم الله بنا على العباد، وبنا ائتلفوا بعد ان كانوا مختلفين، وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم اخوانا بعد ان كانوا اعداءا وبنا هداهم الله للاسلام وهو النعمة التى لا تنقطع، والله سائلهم عن حق النعيم الذى انعم به عليهم وهو النبي وعترته. 16 – في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام اللهم وكما كان من شأنك يا صادق الوعد، يا من لا يخلف الميعاد، يا من هو كل يوم في شأن، ان أنعمت علينا بموالاة اولياءك المسئول عنها عبادك فانك قلت وقولك الحق: ” ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم ” وقلت: ” وقفوهم انهم مسئولون “. 17 – في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا احمد بن ادريس عن احمد بن محمد عن سلمة بن عطا عن جميل عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قلت: قول الله:


[ 664 ]

” لتسئلن يومئذ عن النعيم ” قال: تسئل هذه الامة عما انعم الله عليهم برسول الله ثم بأهل بيته. 18 – في عيون الاخبار باسناده إلى ابراهيم بن عباس الصوفى الكاتب قال: كنا يوما بين يدى على بن موسى الرضا عليه السلام فقال: ليس في الدنيا نعيم حقيقي، فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره: فيقول الله عزوجل: ” ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم ” اما هذه النعيم في الدنيا وهو الماء البارد ؟ فقال له الرضا عليه السلام وعلا صوته: كذا فسرتموه انتم وجعلتموه على ضروب، فقالت طائفة: هو الماء البارد، وقال غيرهم: هو الطعام الطيب، وقال آخرون: هو طيب النوم، ولقد حدثنى ابى عن ابيه ابى عبد الله عليه السلام ان اقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عزوجل: ” لتسئلن يومئذ عن النعيم ” فغضب وقال: ان الله عزوجل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم به، ولا يمن بذلك عليهم، ولامتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق عزوجل ما لا يرضى المخلوقين به ؟ ولكن النعيم حبنا اهل البيت و موالاتنا، يسأل الله عنه بعد التوحيد والنبوة، لان العبد إذا وفى بذلك اداه إلى نعيم الجنة الذى كان لا يزول ولقد حدثنى بذلك ابى عن ابيه عن محمد بن على عن ابيه على بن الحسين عن الحسين بن على عليه السلام انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اول ما يسئل عنه العبد بعد موته شهادة ان لا اله الا الله، وان محمدا رسول الله، وانك ولى المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك. فمن اقر بذلك وكان معتقده صار إلى النعيم الذى لا زوال له. 19 – في كتاب التوحيد باسناده إلى صفوان بن يحيى عمن حدثه عن ابى عبد الله عليه السلام انه سئل عن ” بسم الله الرحمن الرحيم ” فقال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله، و الميم ملك الله، قال: قلت: الله، قال: الالف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا و الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 20 – في محاسن البرقى عنه عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حفص بن البخترى عن ابى عبد الله في قوله: ” لتسئلن يومئذ عن النعيم ” قال ان الله اكرم ان يسأل مؤمنا


[ 665 ]

عن اكله وشربه. 21 – عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ثلثة اشياء لا يحاسب العبد المؤمن عليهن، طعام يأكله، وثوب يلبسه، وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه. 22 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة بالاسناد قال: قال على عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم ” قال: الرطب والماء البارد. 23 – في من لا يحضره الفقيه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل نعيم مسئول عنه صاحبه الا ما كان في غزو أو حج. 24 – في امالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق عليه السلام قال: من ذكر اسم الله على الطعام لم تسئل عن نعيم ذلك الطعام. 25 – في مجمع البيان ” ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم ” الصحة والفراغ، عن عكرمة ويعضده ما رواه ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ. 26 – وقيل: هو الامن والصحة عن عبد الله بن مسعود ومجاهد، وروى ذلك عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام وقيل: يسئل عن كل نعيم الا ما خصه، الحديث، وهو قوله: ثلاث لا يسئل عنها العبد: خرقة يوارى بها عورته وكسرة يسد بها جوعته، و بيت يكنه من الحر والبرد. 27 – وروى ان بعض الصحابة اضاف النبي صلى الله عليه وآله وجماعة من اصحابه فوجدوا عنده تمرا وماء باردا فأكلوا، فلما خرجوا قال: هذا من النعيم الذى تسئلون عنه. 28 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى حفص الصائغ عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله: ” ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم ” قال: نحن من النعيم.


[ 666 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ و العصر في نوافله بعثه الله يوم القيامة مشرقا وجهه، ضاحكا سنه قريرا عينه حتى يدخل الجنة. 2 – في مجمع البيان في حديث أبى ومن قرأها ختم له بالصبر، وكان مع اصحاب الحق يوم القيامة. 3 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى محمد بن على الباقر عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها وفى على والله نزلت سورة العصر: ” بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ” إلى آخره. 4 – في مجمع البيان وقيل: ان في قراءة ابن مسعود ” والعصر ان الانسان لفى خسر وانه فيه إلى آخر الدهر ” وروى ذلك عن على عليه السلام. 5 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل ابن عمر قال: سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عزوجل: والعصر ان الانسان لفى خسر قال: العصر عصر خروج القائم عليه السلام ” ان الانسان لفى خسر ” يعنى اعدانا الا الذين آمنوا يعنى بآياتنا وعملوا الصالحات يعنى بمواسات الاخوان وتواصوا بالحق يعنى الامامة وتواصوا بالصبر يعنى بالعترة. 6 – في تفسير على بن ابراهيم ” والعصر ان الانسان لفى خسر ” قال: قسم بان الانسان خاسر وقرأ أبو عبد الله عليه السلام ” والعصر ان الانسان لفى خسر وانه في إلى آخر الدهر الذى آمنوا وعملوا الصالحات وأتمروا بالتقوى وأتمروا بالصبر. ” 7 – حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنى يحيى بن زكريا عن على بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: ” الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ” فقال: استثنى أهل صفوته من خلقه، حيث قال: ” ان الانسان لفى خسر الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ” يقول


[ 667 ]

آمنوا بولاية أمير المؤمنين ” وتواصوا بالحق ” ذرياتهم ومن خلقوا بالولاية وتواصوا بها وصبروا عليها. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ ويل لكل همزة في فريضة من فرايض الله بعد الله عنه الفقر، وجلب عليه الرزق، و يدفع عنه ميتة السوء. 2 – في مجمع البيان وفى حديث أبى من قرأها أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من استهزء بمحمد صلى الله عليه وآله وأصحابه. 3 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: المسوخ من بنى آدم ثلثة عشر إلى أن قال: واما العقرب فكان رجلان همازا لمازا (1) فمسخه الله عقربا. 4 – وفيه ايضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على أبيطالب عليهم السلام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسوخ فقال: هي ثلثة عشر: الفيل والدب إلى أن قال صلى الله عليه وآله: واما العقرب فكان رجلا لداغا لا يسلم من لسانه. 5 – في عوالي اللئالى وقال صلى الله عليه وآله: رايت ليلة الاسراء قوما يقطع اللحم من جنوبهم ثم يلقمونه، ويقال: كلوا ما كنتم تأكلون من لحم أخيكم فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء ؟ فقال: هؤلاء الهمازون من امتك اللمازون، وفى تفسير على بن ابراهيم نحوه. 6 – في تفسير على بن ابراهيم: ويل لكل همزة قال: الذين يغمز الناس ويستحقر الفقهاء وقوله لمزة يلوى عنقه ورأسه ويغضب إذا راى فقيرا أو سائلا الذى جمع مالا


(1) الهمز: الطعن. واللمز: العيب، قيل: والفرق بينهما هو ان الهمزة: الذى يعيبك بظهر الغيب واللمزة ; يعيبك في وجهك، وقيل: الهمزة: الذى يؤذى جليسه بسوء لفظه واللمزة: الذى يكسر عينه على جليسه ويشير برأسه ويؤمى بعينه. (*)

[ 668 ]

وعدده قال: أعده ووضعه 7 – في كتاب الخصال عن محمد بن اسمعيل بن بزيع قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لا يجتمع المال الا بخمس خصال: بخل شديد وامل طويل، وحرص غالب، و قطيعة رحم، وايثار الدنيا على الاخرة. 8 – في كتاب التوحيد باسناده إلى أبان الاحمر عن الصادق عليه السلام انه جاء إليه رجل فقال له بابى انت وامى عظني موعظة. فقال عليه السلام: ان كان الحسنات حقا فالجمع لماذا ؟ وان كان الخلف من الله عزوجل حقا فالبخل لماذا ؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 9 – في تفسير على بن ابراهيم: يحسب ان ماله اخلده ويبقيه ثم قال: كلا لينبذن في الحطمة والحطمة النار التى تحطم كل شئ، ثم قال: وما ادارك ما الحطمة نار الله الموقدة التى تطلع على الافئدة قال: تلتهب على الفؤاد قال أبو ذر رضى الله عنه: بشر المتكبرين بكى في الصدور وسحب على الظهور (1) قوله: انها عليهم مؤصدة قال: مطبقة في عمد ممددة قال: إذا مدت العمد عليهم اكلت والله الجلود. 10 – في مجمع البيان وروى العياشي محمد بن النعمان الاحول عن حمران بن أعين عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الكفار والمشركين يعيرون أهل التوحيد في النار ويقولون: ما نرى توحيدكم أغنى عنكم شيئا وما نحن وانتم الا سواء ؟ قال: فيأنف لهم الرب تعالى، فيقول للملائكة: اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله، ثم يقول للنبيين: اشفعوا فيشفعون لمن شاء الله، ويقول الله: انا ارحم الراحمين اخرجوا برحمتي فيخرجون كما يخرج الفراش، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: ثم مدت العمد و اوصدت عليهم وكان والله الخلود. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ في


(1) الكى: احراق الجلد بحديدة ونحوها. والسحب: الجر على وجه الارض. (*)

[ 669 ]

فرايضه الم تر كيف فعل ربك شهد له يوم القيامة كل سهل وجبل ومدر بانه كان من المصلين، وينادى له يوم القيامة مناد: صدقتم على عبدى قبلت شهادتكم له وعليه، ادخلوه الجنة ولا تحاسبوه فانه ممن احب الله واحب عمله. 2 – في مجمع البيان في حديث ابى من قرأها عافاه الله ايام حيوته من المسخ والقذف. 3 – وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لا تجمع سورتين في ركعة واحدة الا الضحى والم نشرح، والم تر كيف ولايلاف قريش. 4 – وعن ابن العباس عن احدهما عليهم السلام قال: ” الم تر كيف فعل ربك ” و ” لايلاف قريش ” سورة واحدة. 5 – في كتاب الخصال عن ابى عبد الله عليه السلام عن ابيه عن جده عليهم السلام قال: المسوخ من بنى آدم ثلثة عشر إلى ان قال: واما الفيل فكان ينكح البهائم فمسخه الله فيلا. 6 – وفيه ايضا عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن على بن ابى طالب عليه السلام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسوخ فقال: هي ثلثة عشر: الفيل والدب إلى ان قال صلى الله عليه وآله: اما الفيل كان رجلا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا. 7 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن الحسن وعلان عن ابى الحسن عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام فاما الفيل فانه كان ملكا زناء لوطيا. 8 – في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال على بن الحسين عليه السلام كان أبو طالب يضرب عن رسول الله صلى الله عليه وآله بسيفه إلى ان قال: فقال أبو طالب: يابن اخ إلى الناس كافة ارسلت ام إلى قومك خاصة ؟ قال: لا بل إلى الناس ارسلت كافة الابيض والاسود والعربي والعجمي، والذى نفسي بيده لادعون إلى هذا الامر الابيض و الاسود ومن على رؤس الجبال ومن في لجج البحار، ولادعون السنة فارس والروم فحيرت قريش واستكبرت وقالت: أما تسمع إلى ابن اخيك وما يقول والله لو


[ 670 ]

سمعت بهذا فارس والروم لاختطفتنا من ارضنا، ولقلعت الكعبة حجرا حجرا، فأنزل الله تبارك وتعالى ” وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شئ ” إلى آخر الآية وانزل في قولهم لقلعت الكعبة حجرا حجرا ” الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل ” إلى آخر الآية. 9 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن ابى عمير عن محمد بن حمران عن ابان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما ان وجه صاحب الحبشة بالخيل ومعهم الفيل ليهدم البيت مروا بابل لعبد المطلب فساقوها، فبلغ ذلك عبد المطلب فأتى صاحب الحبشة فدخل الآذن فقال: هذا عبد المطلب بن هاشم قال: وما يشاء ؟ قال الترجمان: جاء في ابل له ساقوها يسئلك ردها ؟ فقال ملك الحبشة لاصحابه: هذا رئيس قوم وزعيمهم جئت إلى بيته الذى يعبده لاهدمه وهو يسألنى اطلاق ابله ؟ اما لو سألني الامساك عن هدمه لفعلت ردوا عليه ابله فقال عبد المطلب لترجمانه: ما قال الملك ؟ فاخبره فقال عبد المطلب: انا رب الابل ولهذا البيت رب يمنعه فردت عليه ابله وانصرف عبد المطلب نحو منزله، فمر بالفيل في منصرفه فقال للفيل: يا محمود فحرك الفيل رأسه، فقال له: اتدرى لم جاءوك ؟ فقال الفيل براسه: لا، فقال عبد المطلب: جاؤا بك لتهدم بيت ربك افتراك فاعل ذلك ؟ فقال براسه: لا، فانصرف عبد المطلب إلى منزله فلما اصبحوا غدوا به لدخول الحرم فابى وامتنع عليهم فقال عبد المطلب لبعض مواليه عند ذلك: اعل الجبل فانظر ترى شيئا ؟ فقال: ارى سوادا من قبل البحر فقال له يصيبه بصرك اجمع ؟ فقال له: لا ولا شك ان يصيب، فلما ان قرب قال: هو طير كثير ولا اعرفه يحمل كل طير في منقاره حصاة مثل حصاة الخذف (1) أو دون حصاة الخذف فقال عبد المطلب: ورب عبد المطلب ما تريد الا القوم حتى لما صار فوق رؤسهم


(1) الخذف – بالمعجمتين -: الرمى بحصاة أو نواة أو نحوهما تؤخذ بين السبابتين يرمى بها. (*)

[ 671 ]

اجمع القت الحصاة فوقعت كل حصاة على هامة (1) رجل فخرجت من دبره فقتلته فما انفلت منهم الا رجل واحد يخبر الناس، فلما ان اخبرهم القت عليه فقتلته. 10 – في الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن ابى عمير عن محمد بن حمران وهشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لما اقبل صاحب الحبشة بالفيل يريد هدم الكعبة مروا بابل عبد المطلب فاستاقوها فتوجه عبد المطلب إلى صاحبهم يسأله رد ابله عليه، فاستأذن عليه فاذن له، وقيل: ان هذا شريف قريش أو عظيم قريش فهو رجل له عقل ومروة فأكرمه وادناه، ثم قال لترجمانه: سله ما حاجتك ؟ فقال له: ان اصحابك مروا بابل لى فاستاقوها فأحببت ان تردها على قال فتعجب من سؤاله اياه رد الابل وقال: هذا الذى زعمتم انه عظيم قريش وذكرتم عقله يدع ان يسألنى ان انصرف عن بيته الذى يعبده اما لو سألني ان انصرف عن هده (2) لانصرفت له عنه فاخبره الترجمان بمقالة الملك، فقال له عبد المطلب: ان لذلك البيت ربا يمنعه، وانما سألتك رد ابلى لحاجتي إليها، فامر برده عليه ومضى عبد المطلب حتى لقى الفيل على طرف الحرم فقال له: محمود، فحرك راسه فقال له اتدرى لما جئ بك ؟ فقال براسه: لا، فقال جاؤا بك لتهدم بيت ربك فتفعل ؟ فقال براسه: لا، قال: فانصرف عبد المطلب وجاؤا بالفيل ليدخل الحرم فلما انتهى إلى طرف الحرم امتنع من الدخول فضربوه فامتنع من الدخول، [ فضربوه فامتنع ]، فاداروا به نواحى الحرم كلها كل ذلك يمتنع عليهم، فلم يدخل وبعث الله عليهم الطير كالخطا طيف في مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها، فكانت تحاذى براس الرجل ثم ترسلها على راسه فتخرج من دبره حتى لم يبق منهم احد، الا رجل هرب فجعل يحدث الناس بما راى إذا طلع عليه طائر منها فرفع راسه فقال: هذا الطير منها و جاء الطير حتى حاذى براسه ثم القاها عليه فخرجت من دبره فمات. 11 – في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن


(1) الهامة: الرأس. (2) الهد: الهدم الشديد. (*)

[ 672 ]

بن محبوب عن جميل بن دراج عن ابى مريم عن ابى جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله عزوجل: وارسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل قال كان طير ساف (1) جاءهم من قبل البحور رؤسهم كامثال رؤس السباع، واظفارها كأظفار السباع من الطير، مع كل طائر ثلثة احجار، في رجليه حجران، وفى منقاره حجر، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت اجسامهم فقتلهم بها، وما كان قبل ذلك رؤى شئ من الجدرى ولا رأوا ذلك من الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده، قال: ومن افلت منهم يومئذ انطلق حتى إذا بلغوا حضر موت وهو واد دون اليمن ارسل الله عليهم سيلا فغرقهم اجمعين، قال: وما راى في ذلك الوادي ماء قبل ذلك اليوم بخمس عشرة سنة، قال: فلذلك سمى حضر موت حين ما توافيه. 12 – في مجمع البيان اجمعت الرواة على ان ملك اليمن الذى قصد هدم الكعبة هو ابرهة بن الصباح الاشرم. 13 – في قرب الاسناد للحميري باسناده إلى موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه آيات النبي صلى الله عليه وآله وفيه: ومن ذلك ان أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه، فقال عبد المطلب: ان لهذا البيت ربا يمنعه، ثم جمع اهل مكة فدعا وهذا بعد ما أخبره سيف بن ذى يزن، فأرسل الله تبارك وتعالى طيرا أبابيل ورفعهم عن مكة واهلها. 14 – في الكافي ولد النبي صلى الله عليه وآله لاثنتى عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الاول في عام الفيل مع الزوال، وروى ايضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة. 15 – في امالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام عن أبيه عن جده قال: لما ان قصد أبرهة بن الصباح ملك الحبشة لهدم البيت تسرعت الحبشة فاغاروا عليها، فأخذوا سرحا (2) لعبد المطلب بن


(1) سف الطائر: مر على وجه الارض. (2) السرح: المال السائم. (*)

[ 673 ]

هاشم فجاء عبد المطلب إلى الملك فاستأذن عليه فاذن له، وهو في قبة ديباج على سرير له، فسلم عليه فرد ابرهة السلام وجعل ينظر في وجهه، فراعه حسنه وجماله وهيئة، فقال له: هل كان في آبائك مثل هذا النور الذى اراه لك والجمال ؟ قال: نعم أيها الملك كل آبائى كان لهم هذا الجمال والنور والبهاء، فقال له أبرهة لقد فقتم فخرا وشرفا ويحق لك أن تكون سيد قومك، ثم أجلسه معه على سريره وقال لسايس فيله الاعظم وكان فيلا ابيض عظيم الخلق له نابان مرصعان بأنواع الدر والجواهر، وكان الملك يباهى به ملوك الارض: ايتنى به فجاء به سايسه وقد زين بكل زينة حسنة، فحين قابل [ وجه ] عبد المطلب سجد له ولم يكن سجد لملكه واطلق الله لسانه بالعربية، فسلم على عبد المطلب، فلما اراى الملك ذلك ارتاع له وظنه سحرا فقال: ردوا الفيل إلى مكانه، ثم قال لعبد الملك: فيم جئت ؟ فقد بلغني سخاؤك و كرمك وفضلك، ورايت من هيئتك وجمالك وجلالك ما يقتضى ان انظر في حاجتك فسلني ما شئت وهو يرى انه يسأله في الرجوع عن مكة ؟ فقال له عبد المطلب: ان اصحابك غدوا على سرح لى فذهبوا به فمرهم برده على قال: فتغيظ الحبشى من ذلك وقال لعبد المطلب لقد سقطت من عينى جئتني تسألني في سرحك وأنا قد جئت لهدم شرفك وشرف قومك ومكرمتكم التى تتميزون بها من كل جبل ؟ وهو البيت الذى يحج إليه من كل صقع في الارض (1) فتركت مسألتي في ذلك وسألتني في سرحك ؟ فقال له عبد المطلب: لست برب البيت الذى قصدت لهدمه وأنا رب سرحى الذى أخذه أصحابك فجئت اسئلك فيما أنا ربه وللبيت رب هو أمنع له من الخلق كلهم وأولى به منهم، فقال الملك: ردوا عليه سرحه وانصرف إلى مكة واتبعه الملك بالفيل الاعظم مع الجيش لهدم البيت، فكانوا إذا حملوه على دخول الحرم أناخ وإذا تركوه رجع مهرولا، فقال عبد المطلب لغلمانه: ادعوا إلى ابني فجئ بالعباس فقال: ليس هذا أريد، ادعوا لى ابني فجئ بأبى طالب، فقال: ليس هذا أريد أدعوا لى ابني فجئ بعبدالله أب النبي صلى الله عليه وآله فلما أقبل إليه قال: اذهب يا بنى حتى تصعد أبا قبيس ثم اضرب ببصرك


(1) الصقع: الناحية. (*)

[ 674 ]

ناحية البحر فانظر أي شئ يجئ من هناك وأخبرني به، قال: فصعد عبد الله ابا قبيس فما لبث أن جاء طيرا أبابيل مثل السيل والليل، فسقط على أبى قبيس ثم صار إلى البيت فطاف سبعا ثم صار إلى الصفا والمروة فطاف بهما سبعا، فجاء عبد الله إلى أبيه فأخبره الخبر، فقال: انظر يا بنى ما يكون من أمرها بعد فأخبرني به، فنظرها فإذا هي قد أخذت نحو عسكر الحبشة فأخبر عبد المطلب بذلك، فخرج عبد المطلب وهو يقول: يا أهل مكة اخرجوا إلى العسكر فخذوا غنائمكم، قال: فأتوا العسكر وهم أمثال الخشب النخرة وليس من الطير الا ومعه ثلثة أحجار في منقاره ويديه، يقتل بكل حصاة منها واحدا من القوم، فلما أتوا على جميعهم انصرف الطير فلم ير قبل ذلك ولا بعده، فلما هلك القوم بأجمعهم جاء عبد المطلب إلى البيت فتعلق باستاره وقال: يا جابس الفيل بذى المغمس * حبسته كانه مكوس (1) في مجلس تزهق فيه الانفس فانصرف وهو يقول في فرار قريش وجزعهم من الحبشة: طارت قريش إذا رأت خميسا * فظلت فردا لا أرى أنيسا – ولا احس منهم حسيسا * الا أخا لى ماجدا نفيسا – مسودا في أهله رئيسا 16 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى مريم عن أبى جعفر عليه السلام ” وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل ” فقال: هؤلاء اهل مدينة كانت على ساحل البحر إلى المشرق فيما بين اليمامة والبحرين يخيفون السبيل ويأتون المنكر فأرسل الله عليهم طيرا جائتهم من قبل البحر رؤسهما كامثال رؤس السباع، وابصارها كابصار السباع من الطير، مع كل طير ثلثة احجار حجران في مخاليبه وحجر في منقاره، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت اجسادهم فقتلهم الله عزوجل بها، وما كانوا قبل ذلك رأوا شيئا من ذلك الطير ولا من الجدر، ومن انفلت منهم انطلقوا حتى بلغوا حضر موت


(1) قال الفيروز آبادى: المغمس – كمعظم ومحدث -: موضع بطريق الطائف فيه قبر أبى رغال دليل ابرهة ويرجم، وقال: المكوس – كمعظم -: حمار. (*)

[ 675 ]

واد باليمن، ارسل الله عزوجل عليهم سيلا فغرقهم ولا رأوا في ذلك الوادي ماءا قبل ذلك، فلذلك سمى حضر موت حين ماتوا فيه. 17 – في تفسير على بن ابراهيم ” الم تر ” الم تعلم يا محمد ” كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ” قال: نزلت في الحبشة حين جاؤا بالفيل ليهدموا به الكعبة، فلما ادنوه من باب المسجد قال له عبد المطلب: تدرى اين يؤم بك ؟ قال: برأسه لا، قال: اتوا بك لتهدم كعبة الله أتفعل ذلك ؟ فقال براسه: لا فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فامتنع فحملوا عليه بالسيوف وقطعوه ” فارسل الله عليهم طيرا ابابيل ” قال: بعضها على اثر بعض ” ترميم بحجارة من سجيل ” قال: كان مع كل طير ثلثة احجار، حجر في منقاره وحجران في مخاليبه، وكانت ترفرف على رؤسهم وترمى في دماغهم فيدخل الحجر في دماغهم ويخرج من ادبارهم وتنقض ابدانهم فكانوا كما قال الله فجعلهم كعصف مأكول قال: العصف التين والمأكول هو الذى يبقى من فضلة. قال الصادق عليه السلام: واهل الجدرى من ذلك الذى اصابهم في زمانهم جدري. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام قال من اكثر قراءة لايلاف قريش بعثه الله يوم القيامة على مركب من مراكب الجنة حتى يقعد على موائد النور يوم القيامة. 2 – في مجمع البيان وفى حديث أبى من قراها اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها. 3 – وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لا تجمع بين سورتين في ركعة واحدة الا الضحى والم نشرح، والم تر كيف ولايلاف قريش. 4 – وعن ابى العباس عن احدهما عليهما السلام قال: ” الم تر كيف فعل ربك، ولايلاف “


[ 676 ]

سورة واحدة. 5 – في تفسير على بن ابراهيم: لايلاف قريش ايلافهم قال: نزلت في قريش لانه كان معاشهم من الرحلتين رحلة في الشتاء إلى اليمن، ورحلة في الصيف إلى الشام، وكانوا يحملون من مكة الادم واللب وما يقع من ناحية البحر من الفلفل وغيره فيشتروا بالشام الثياب والدرمك (1) والحبوب وكانوا يتألفون في طريقهم ويثبتون في الخروج في كل خرجة رئيسا من رؤساء قريش وكان معاشهم من ذلك، فلما بعث الله نبيه صلى الله عليه وآله استغنوا عن ذلك لان الناس وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وحجوا إلى البيت، فقال الله: فليعبدوا رب هذا البيت الذى اطعمهم من جوع لا يحتاجون ان يذهبوا إلى الشام وآمنهم من خوف يعنى خوف الطريق. 6 – في مجمع البيان وقال سعيد بن جبير مر رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه أبو بكر بملاؤهم ينشدون: ياذ الذى طلب السماحة والندى * هلا مررت بآل عبدالدار – لوان مررت بهم تريد قراهم * منعوك من جهد ومن اقتار (2) فقال لابي بكر: اهكذا قال الشاعر ؟ قال: لا والذى بعثك بالحق بل قال: يا ذا الذى طلب السماحة والندى * هلا مررت بآل عبد مناف – لوان مررت بهم تريد قراهم * منعوك من جهد ومن ايجاف (3) – الرايشين وليس يوجد رايش * والقائلين هلم للاضياف (4) – والخالطين غنيهم بفقيرهم * حتى يصير فقيرهم كالكافي – والقائلين بكل وعد صادق * ورجال مكة مسنتين عجاف (5) –


(1) الدرمك: الدقيق الحوارى أي الدقيق الابيض وهو لباب الدقيق. (2) الاقتار: الفقر وضيق المعيشة. (3) الايجاف: سرعة السير. (4) راشه: أعانه وأغناه. (5) المسنتون: الذين أصابتهم السنة وهى الجوع والقحط والعجاف: من العجف وهو الهزال والضعف. (*)

[ 677 ]

سفرين سنهما له ولقومه * سفرالشتاء ورحلة الاصياف بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة ” ارايت الذى يكذب بالدين ” في فرايضه ونوافله قبل الله عزوجل صلوته وصيامه، ولم يحاسبه بما كان معه منه في الحيوة الدنيا. 2 – في مجمع البيان في حديث ابى من قراها غفر الله له ان كان للزكوة مؤديا. 3 – في تفسير على بن ابراهيم ارايت الذى يكذب بالدين قال: نزلت في ابى جهل وكفار قريش فذلك الذى يدع اليتيم أي يدفعه عن حقه ولا يحض على طعام المسكين أي لا يرغبه في اطعام المساكين ثم قال: فويل للمصلين الذين هم عن صلوتهم ساهون قال: عنى به تاركون، لان كل انسان يسهو في الصلوة، قال أبو عبد الله عليه السلام: تأخير الصلوة عن اول وقتها لغير عذر. 4 – في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام اصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: ليس عمل احب إلى الله عزوجل من الصلوة، فلا يشغلنكم عن اوقاتها شئ من امور الدنيا، فان الله عزوجل ذم اقواما فقال: ” الذين هم عن صلوتهم ساهون ” يعنى انهم غافلون استهانوا بأوقاتها. 5 – في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين عن محمد بن الفضيل قال: سألت عبدا صالحا عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” الذين هم عن صلوتهم ساهون ” قال: هو التضييع. 6 – في مجمع البيان ” فويل للمصلين الذين هم عن صلوتهم ساهون ” وهم الذين يؤخرون الصلوة عن اوقاتها عن ابن عباس ومسروق، وروى ذلك مرفوعا، وقيل يريد المنافقين الذين لا يرجون ثوابا ان صلوا، ولا يخافون عليها عقابا ان تركوا، فهم عنها غافلون حتى يذهب وقتها، فإذا كانوا مع المؤمنين صلوها رياءا وإذا لم يكونوا


[ 678 ]

معهم لم يصلوا، وهو قوله: الذين هم يراؤن عن على عليه السلام وابن عباس. 7 – وروى العياشي باسناده عن يونس بن عمار عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: ” الذين هم عن صلوتهم ساهون ” اهى وسوسة الشيطان ؟ فقال: لا كل احد يصيبه هذا ولكن ان يفعلها ويدع ان يصلى في اول وقتها. 8 – وعن ابى اسامة زيد الشحام قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” الذين هم عن صلوتهم ساهون ” قال: هو الترك لها والتوانى عنها. 9 – وعن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن عليه السلام قال: هو التضييع. 10 – في جوامع الجامع ولا يكون الرجل مرائيا باظهار العمل الصالح ان كان فريضة، فمن حق الفرايض الاعلان بها وتشهيرها لقوله عليه السلام: ولا غمة في فرايض الله لانها شعار الدين واعلام الاسلام. 11 – وقوله عليه السلام: من صلى الخمس جماعة فظنوا به كل خير. 12 – وقوله عليه السلام لاقوام لم يحضروا الجماعة: لتحضرن المسجد اولا حرقن عليكم منازلكم. 13 – ولان تاركها يستحق الذم والتوبيخ فوجب اماطة التهمة بالاظهار، وان كان تطوعا فالاولى فيه الاخفاء لانه مما لا يلام بتركه ولا تهمة فيه، فيكون ابعد من الرياء فان اظهره قاصدا للاقتداء به كان حسنا، فان الرياء ان يقصد باظهاره ان يراه الناس فيثنوا عليه بالصلاح، على ان اجتناب الرياء امر صعب الا على المخصلين ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله: الريا اخفى من دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على المسح الاسود (1). 14 – في تفسير على بن ابراهيم: الذين هم يراؤن فيما يفعلون ويمنعون الماعون مثل السراج والنار والخمير واشباه ذلك من الالات الذى يحتاج إليه الناس. 15 – وفى رواية اخرى الخمس والزكوة. 16 – في مجمع البيان ” ويمنعون الماعون ” اختلف فيه فقيل هو الزكوة


(1) المسح – بكسر الميم -: البلاس يقعد عليه. الكساء من شعر. (*)

[ 679 ]

المفروضة عن على عليه السلام، وروى ذلك عن ابى عبد الله عليه السلام. 17 – وقيل هو ما يتعاوره الناس بينهم من الدلو والفأس (1) والقدر وما لا يمنع كالماء والملح وروى ذلك مرفوعا. 18 – في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن ابى عبد الله عليه السلام قال: والماعون ايضا هو القرض يقرضه، والمتاع يعيره، والمعروف يصنعه، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 19 – على بن ابراهيم عن ابيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن ابى المغرا عن أبى بصير قال: كنا عند أبى عبد الله عليه السلام ومعنا بعض الاموال فذكروا الزكوة فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الزكوة ليس يحمد بها صاحبها، وانما هو شئ ظاهر انما حقن الله بها دمه وسمى بها مسلما، ولو لم يردها لم تقبل له صلوة، وان عليكم في اموالكم غير الزكوة، فقلت: أصلحك الله وما علينا ما في أموالنا غير الزكوة ؟ فقال: سبحان الله اما تسمع الله عزوجل يقول في كتابه ” والذين في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم ” إلى قوله وقوله عزوجل: ” ويمنعون الماعون ” هو القرض يقرضه والمعروف يصنعه ومتاع البيت يعيره ومنه الزكوة، فقلت له: ان لنا جيرانا إذا أعرناهم متاعا كسروه وأفسدوه، فعلينا جناح أن نمنعهم ؟ فقال: لا ليس عليكم جناح ان تمنعوهم إذا كانوا كذلك. 20 – في من لا يحضره الفقيه ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله ان يمنع احد الماعون جاره وقال: من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة، ووكله إلى نفسه ومن وكله إلى نفسه فما اسوء حاله.


(1) الفأس: آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب وغيره ويقال له بالفارسية ” تبر ” (*)

[ 680 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرء ” انا اعطيناك الكوثر ” في فرايضه ونوافله سقاه الله من الكوثر يوم القيامة، وكان محدثه عند رسول الله صلى الله عليه وآله في اصل طوبى. 2 – في مجمع البيان في حديث ابى من قرأها سقاه الله من انهار الجنة واعطى من الاجر بعدد كل قربان قربه العباد في يوم عيد، ويقربون من اهل الكتاب والمشركين. 3 – خاطب الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وآله على وجه التعداد لنعمه عليه فقال انا اعطيناك الكوثر اختلفوا في تفسير الكوثر فقيل هو نهر في الجنة عن عايشة وابن عمر قال ابن عباس لما نزل: ” انا اعطيناك الكوثر ” صعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فقرأها على الناس فلما نزل قالوا: يا رسول الله ما هذا الذى أعطاكه الله ؟ قال: نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن وأشد استقامة من القدح حافتاه قباب الدر والياقوت، ترده طير خضر لها اعناق كأعناق البخت (1) قالوا: يا رسول الله ما انعم تلك الطير قال: افلا اخبركم بانعم منها ؟ قالوا: بلى قال من اكل الطائر وشرب الماء (2) وفاز برضوان الله 4 – وروى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: نهر في الجنة أعطاه الله نبيه عوضا من ابنه. 5 – وقال أنس: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى اغفاء ثم رفع رأسه متبسما فقلت: ما أضحك يا رسول الله ؟ قال: انزلت على آنفا سورة فقرأ سورة الكوثر، ثم قال: اتدرون ما الكوثر ؟ قلنا: الله ورسوله اعلم، قال: فانه نهر وعدنيه ربى عليه خير كثير، هو حوضى ترد عليه امتى يوم القيامة آنيته عدد نجوم السماء فيختلج القرن منهم فأقول: يا رب امتى ؟ (3) فيقال: انك لا تدرى ما احدثوا


(1) البخت: الابل الخراسانية. (2) الالف واللام في ” الطائر ” والماء للعهد. (3) وفى المصدر ” يا رب انهم من امتى… اه “. (*)

[ 681 ]

بعدك اورده مسلم في الصحيح. 6 – وقيل هو الشفاعة رووه عن الصادق عليه السلام. 7 – في كتاب الخصال فيما علم امير المؤمنين عليه السلام اصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: انا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومعى عترتي على الحوض فمن ارادنا فليأخذ بقولنا، وليعمل بعملنا، فان لكل اهل نجيبا ولنا نجيب ولنا شفاعة، ولاهل مودتنا شفاعة، فتنافسوا في لقائنا على الحوض، فانا نذود عنه اعداءنا ونسقى منه احباءنا واولياءنا، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا حوضنا فيه مثعبان (1) ينصبان من الجنة، احدهما من تسنيم والاخر من معين، على حافتيه الزعفران، وحصاه اللؤلؤ [ والياقوت ] وهو الكوثر. 8 – عن ابى صالح عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: اعطاني الله تبارك وتعالى خمسا واعطى عليا خمسا، اعطاني الكوثر واعطاه السلسبيل، الحديث 9 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى الحسين بن اعين اخى مالك بن اعين قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الرجل للرجل: جزاك الله خيرا ما يعنى به ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الخير نهر في الجنة مخرجه من الكوثر، والكوثر مخرجه من ساق العرش ; والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسين بن اعين وذكر مثل ما كتاب معاني الاخبار سواء. 10 – في تفسير على بن ابراهيم عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل ذكرناه بتمامه اول الاسراء وفيه يقول صلى الله عليه وآله: ثم مضيت مع جبرئيل فدخلت البيت المعمور فصليت فيه ركعتين ومعى اناس من اصحابي عليهم ثياب جدد، وآخرين عليهم ثياب خلقان، فدخل اصحاب الجدد وجلس اصحاب الخلقان، ثم خرجت فانقاد لى نهران نهر يسمى الكوثر ونهر يسمى الرحمة، فشربت من الكوثر واغتسلت من الرحمة، ثم انقاد لى جميعا حتى دخلت الجنة.


(1) المثعب: مسيل الماء. (*)

[ 682 ]

11 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل في مكالمة بينه وبين اليهود وفيه قالوا: نوح خير منك ؟ قال النبي صلى الله عليه وآله ولم ذاك ؟ قالوا: لانه ركب في السفينة فجرت على الجودى ؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: ولقد أعطيت أنا أفضل من ذلك، قالوا وما ذاك ؟ قال: ان الله عزوجل أعطاني نهرا في السماء مجراه من تحت العرش وعليه ألف ألف قصر، لبنة من ذهب ولبنة من فضة، حشيشها الزعفران ورضراضها (1) الدر والياقوت وأرضها المسك الابيض، فذلك خير لى ولامتى، و ذلك قوله تعالى: ” انا اعطيناك الكوثر ” قالوا: صدقت يا محمد، وهو مكتوب في التوراة: هذا خير من ذاك. 12 – في امالي الصدوق (ره) عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه قال على عليه السلام: يا رسول الله اصابتني جنابة البارحة من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فطلبت في البيت ماء فلم اجد الماء، فبعثت الحسن كذا والحسين كذا، فابطئا على فاستلقيت على قفاى فإذا انا بهاتف من سواد البيت: قم يا على وخذ السطل واغتسل، فإذا انا بسطل من ماء مملو، عليه منديل من سندس، فأخذت السطل واغتسلت ومسحت بدنى بالمنديل، ورددت المنديل على راس السطل، فقام السطل في الهواء فسقط من السطل جرعة فأصابت هامتي، فوجدت بردها على فؤادى فقال النبي صلى الله عليه وآله: بخ بخ يابن ابى طالب اصبحت وخادمك جبرئيل، اما الماء فمن الكوثر، واما السطل والمنديل فمن الجنة كذا اخبرني جبرئيل كذا اخبرني جبرئيل. 13 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى عبد الله بن العباس قال: لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله ” انا اعطيناك الكوثر ” قال له على بن ابى طالب: ما هو الكوثر يا رسول الله ؟ قال: نهر اكرمني الله به، قال على عليه السلام: ان هذا النهر شريف فانعته لنا يا رسول الله، قال: نعم يا على الكوثر نهر يجرى تحت العرش ماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل والين من الزبد، حصاه الزبرجد والياقوت والمرجان، حشيشه الزعفران، ترابه المسك الاذفر، قواعده تحت عرش الله


(1) الرضراض: ما صغر ودق من الحصى. (*).

[ 683 ]

عزوجل، ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله على جنب أمير المؤمنين عليه السلام وقال: يا على هذا النهر لى ولك ولمحبيك من بعدى. 14 – في كتاب المناقب لابن شهر آشوب عن يوسف بن مازن الراسبى انه لما صالح الحسن بن على عليهما السلام عذل وقيل: يا مذل المؤمنين ومسود الوجوه فقال عليه السلام: لا تعذلوني فان فيها مصلحة، ولقد راى النبي صلى الله عليه وآله في منامه تخطب بنو امية واحد بعد واحد، فحزن فنزل جبرئيل بقوله: ” انا اعطيناك الكوثر ” ” وانا انزلناه في ليلة القدر “. 15 – في تفسير على بن ابراهيم ” انا اعطيناك الكوثر ” قال: الكوثر نهر في الجنة اعطى الله محمدا عوضا عن ابنه ابراهيم عليه السلام. 16 – في الكافي على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن آبائه عليهم السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: السخى محبب في السموات محبب في الارض، خلق من طينة عذبة، وخلق ماء عينيه من ماء الكوثر، والبخيل مبغض في السموات، مبغض في الارض، خلق من طينة سبخة وخلق ماء عينيه من ماء العوسج (1) 17 – في مجمع البيان: فصل لربك وانحر عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله: ” فصل لربك وانحر ” هو رفع يديك حذاء وجهك. وروى عنه عبد الله بن سنان مثله. 18 – وعن جميل قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ” فصل لربك وانحر ” فقال بيده هكذا يعنى استقبل بيديه حذاء وجهه القبلة في افتتاح الصلوة. 19 – وروى عن مقاتل بن حيان عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: لما نزلت هذه السورة قال النبي صلى الله عليه وآله لجبرئيل عليه السلام: ما هذه النحيرة التى امرني بها ربى، قال: ليست بنحيرة ولكنه يأمرك إذا تحرمت للصلوة أن ترفع يديك إذا كبرت، وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع وإذا سجدت، فانه صلوتنا وصلوة الملائكة في السماوات السبع ; فان لكل شئ زينة وان زينة الصلوة رفع


(1) السبخة: الارض المالحة. والعوسج: الشوك. (*)

[ 684 ]

الايدى عند كل تكبيرة. قال النبي صلى الله عليه وآله: رفع الايدى من الاستكانة. قلت: وما الاستكانة ؟ قال: ألا تقرأ هذه الا ية: ” فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ” اورده الثعلبي والواحدي في تفسيريهما. 20 – واما ما رواه عن على عليه السلام ان معناه ضع يدك اليمنى على اليسرى حذاء النحر في الصلوة فمما لا يصح عنه، لان جميع عترته الطاهرين عليهم السلام قد رووه عنه بخلاف ذلك، وهو ان معناه ارفع يدك إلى النحر في الصلوة. 21 – في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن حماد عن حريز عن رجل عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: ” فصل لربك وانحر ” قال: النحر الاعتدال في القيام أن يقيم صلبه ونحره. 22 – في عوالي اللئالى وروى عن مقاتل عن حماد بن عثمان قال: سألت الصادق عليه السلام ما النحر ؟ فرفع يده إلى صدره فقال: هكذا ثم رفعهما فوق ذلك فقال: هكذا استقبل القبلة في استتفاح الصلوة. 23 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الحسن بن على عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام واما أنت يا عمرو بن العاص الشانئ اللعين الابتر فانما أنت كلب (كنت ظ) أول أمرك، ان امك لبغية وانك ولدت على فراش مشترك، فتحاكمت فيك رجال قريش منهم أبو سفيان بن حرب والوليد بن المغيرة، وعثمان بن الحارث، و النضر بن الحارث بن كلدة، والعاص بن وايل، كلهم يزعم انك ابنه، فغلبهم عليك من بين قريش الامهم حسبا واخبثهم منصبا واعظمهم بغية، ثم قمت خطيبا وقلت انا شانئ محمد، وقال العاص وائل: ان محمد رجل ابتر لا ولد له، فلو قد مات انقطع ذكره، فأنزل الله تبارك وتعالى: ان شأنك هو الابتر وكانت امك تمشى إلى عبد قيس تطلب البغية، تأتيهم في دورهم ورحالهم وبطون اوديتهم. 24 – في كتاب الخصال فقال أبو ذر رحمه الله أنا أحدثكم بحديث سمعتموه ألستم تشهدون ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: شر الاولين والاخرين اثنا عشر، ستة


[ 685 ]

من الاولين وستة من الاخرين ؟ إلى أن قال: واما الستة من الاخرين فالعجل وهو نعثل وفرعون وهو معاوية، وهامان هذه الامة زياد، وقارونها وهو سعيد (1) والسامري وهو أبو موسى عبد الله بن قيس لانه قال كما قال سامرى قوم موسى ” لامساس ” أي لا قتال، والابتر وهو عمرو بن العاص. 25 – في تفسير على بن ابراهيم قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد وفيه عمرو بن العاص والحكم بن أبى العاص فقال عمرو: يا أبا الابتر وكان الرجل في الجاهلية إذا لم يكن له ولد سمى أبتر، ثم قال عمرو: انى لاشنأ محمدا أي أبغضه، فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وآله: ” انا اعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * ان شانئك ” أي مبغضك عمرو بن العاص ” هو الابتر ” يعنى لا دين له ولا نسب. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبد الله عليه السلام من قرأ: ” قل يا ايها الكافرون، وقل هو الله أحد ” في فريضة من الفرائض غفر الله له ولوالديه وما ولد وان كان شقيا محى من ديوان الاشقياء، وأثبت في ديوان السعداء ; وأحياه الله سعيدا وأماته شهيدا وبعثه شهيدا. 2 – في مجمع البيان في حديث أبى من قرأ ” قل يا ايها الكافرون ” كانما قرأ ربع القرآن، وتباعدت عنه مردة الشياطين، وبرئ من الشرك ويعافى من الفزع الاكبر. 3 – وعن أنس بن مالك قال: سأل النبي صلى الله عليه وآله رجلا من أصحابه فقال: يا فلان هل تزوجت ؟ قال: لا وليس عندي ما أتزوج به، قال: أليس معك قل هو الله أحد ؟ قال: بلى، قال: ربع القرآن قال: ليس معك ” قل يا ايها الكافرون ” ؟ قال: بلى قال: ربع القرآن، قال: ليس معك ” إذا زلزلت ” ؟ قال: بلى قال: ربع القرآن ثم قال: تزوج تزوج تزوج.


(1) أي سعيد بن العاص. (*)

[ 686 ]

4 – وعن جبير بن مطعم قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وآله: أتحب يا جبير إذا خرجت من سفر أن تكون من أمثل أصحابك هيئة واكثرهم زادا ؟ قلت: نعم بأبى أنت وامى يا رسول الله، قال: فاقرأ هذه السور الخمس: ” قل يا ايها الكافرون، وإذا جاء نصر الله والفتح. وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ” وافتتح قراءتك ببسم الله الرحمن الرحيم قال جبير: وكنت غير كثير المال، وكنت اخرج مع من شاء الله ان اخرج فأكون اكثرهم همة واقلهم زادا حتى ارجع من سفري ذلك. 5 – وعن فروة بن نوفل الاشجعى عن ابيه انه اتى النبي صلى الله عليه وآله فقال جئت يا رسول الله لتعلمني شيئا اقوله عند منامي، قال: إذا اخذت مضجعك فاقرا ” قل يا ايها الكافرون ” ثم نم على خاتمتها فانها براءة من الشرك. 6 – الحذاء عن ابى عبد الله عليه السلام قال: كان ابى يقول: ” قل يا ايها الكافرون ” ربع القرآن وكان إذا فرغ منها قال: ا عبد الله وحده، ا عبد الله وحده. 7 – وعن هشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: إذا قلت: ” لا اعبد ما تعبدون ” فقل ولكني ا عبد الله مخلصا له دينى، وإذا فرغت منها فقل: دينى الاسلام ثلاث مرات. 8 – وروى داود بن الحصين عن ابى عبد الله عليه السلام قال: إذا قرات ” قل يا ايها الكافرون ” فقل: يا ايها الكافرون وإذا قلت: ” لا اعبد ما تعبدون ” فقل ا عبد الله وحده وإذا قلت: ” لكم دينكم ولى دين ” فقل ربى الله وديني الاسلام. 9 – في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة بهذا الاسناد قال: قال على بن ابى طالب عليه السلام: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله صلوة السفر فقرأ في الاولى: ” قل يا ايها الكافرون ” وفى الاخرى ” قل هو الله احد ” ثم قال: قرأت لكم ثلث القرآن وربعه. 10 – وفى باب ذكر اخلاق الرضا عليه السلام ووصف عبادته وكان إذا قرأ: قل يا ايها الكافرون قال في نفسه سرا: يا أيها الكافرون، فإذا فرغ منها قال: ربى


[ 687 ]

الله دينى الاسلام ثلاثا. 11 – في اصول الكافي أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان ابن يحيى عن يعقوب بن شعيب عن ابى عبد الله عليه السلام قال: كان ابى عليه السلام يقول: ” قل هو الله احد ” ثلث القرآن ” وقل يا ايها الكافرون ” ربع القرآن. 12 – عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن اسمعيل بن مهران عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال: من قرأ إذا آوى إلى فراشه ” قل يا ايها الكافرون، وقل هو الله احد ” كتب الله عزوجل له برائة من الشرك. 13 – في الكافي على بن ابراهيم عن ابيه عن عبد الله بن المغيرة قال: حدثنى معاذ بن مسلم عن ابن عبد الله عليه السلام انه قال: لا تدع ان تقرا قل هو الله احد وقل يا ايها الكافرون في سبع مواطن: في الركعتين قبل الفجر، وركعتي الزوال، والركعتين بعد المغرب، وركعتين من اول صلوة الليل، وركعتي الاحرام والفجر إذا اصبحت بها. 14 – وفى رواية اخرى انه يبدأ في هذا كله بقل هو الله أحد وفى الركعة الثانية بقل يا ايها الكافرون الا في الركعتين قبل الفجر فانه يبدأ بقل يا ايها الكافرون ثم يقرأ في الركعة الثانية بقل هو الله احد. 15 – الحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر عن على بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن عثمان عن عمرو بن أبى نصر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: الرجل يقوم في الصلوة فيريد أن يقرأ سورة قل هو الله احد وقل يا ايها الكافرون فقال: يرجع من كل سورة الا من قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون. 16 – على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن بعض أصحابنا قال: قال أحدهما عليهما السلام: يصلى الرجل ركعتي الطواف طواف الفريضة و النافلة بقل هو الله أحد وقل يا ايها الكافرون 17 – في من لا يحضره الفقيه وروى عن عمرو بن يزيد انه قال: شكوت إلى أبى عبد الله عليه السلام السهو في المغرب فقال: صلها بقل هو الله احد وقل يا ايها الكافرون


[ 688 ]

ففعلت فذهب عنى. 18 – روى عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال له: اقرا قل هو الله احد وقل يا ايها الكافرون عند منامك فانها براءة من الشرك، وقل هو الله احد نسبة الرب عزوجل. 19 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى سعيد بن مينا عن غير واحد من اصحابه ان نفرا من قريش اعترض لرسول الله صلى الله عليه وآله: عتبته بن ربيعة و وامية بن خلف والوليد بن المغيرة والعاص بن سعيد فقالوا: يا محمد هلم فلنعبد ما تعبد فتعبد ما نعبد فنشرك نحن وانت في الامر، فان يكن الذى نحن عليه الحق فقد اخذت بحظك منه، وان يكن الذى انت عليه الحق فقد اخذنا بحظنا منه فأنزل الله تبارك وتعالى قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولا انتم عابدون ما اعبد إلى آخر السورة والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 20 – في قرب الاسناد باسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام في ” قل يا ايها الكافرون * لا اعبد ما تعبدون ” اعبد ربى ولى دينى، دينى الاسلام عليه احيى وعليه اموت ان شاء الله. 21 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن محمد بن ابى عمير قال: سأل أبو شاكر ابا جعفر الاحول عن قول الله: ” قل يا ايها الكافرون * لا اعبد ما تعبدون * ولا انتم عابدون ما أعبد * ولا انا عابد ما عبدتم * ولا انتم عابدون ما أعبد ” فهل يتكلم الحكيم بمثل هذا القول ويكرر مرة بعد مرة ؟ فلم يكن عند ابى جعفر الاحول في ذلك جواب فدخل المدينة فسأل ابا عبد الله عليه السلام عن ذلك، فقال كان سبب نزولها وتكرارها ان قريشا قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله: تعبد آلهتنا سنة ونعبد الهك سنة، وتعبد آلهتنا سنة ونعبد الهك سنة، فأجابهم الله بمثل ما قالوا فقال فيما قالوا: تعبد آلهتنا سنة ” قل يا ايها الكافرون * لا اعبد ما تعبدون ” وفيما قالوا: نعبد الهك سنة ” ولا انتم عابدون ما اعبد ” وفيما قالوا تعبد آلهتنا سنة ” ولا انا عابد ما عبدتم ” وفيما قالوا وتعبد الهك سنة ” ولا انتم عابدون ما اعبد * لكم دينكم ولى دين ” قال: فرجع أبو جعفر الاحول إلى


[ 689 ]

ابى شاكر فأخبره بذلك، فقال أبو شاكر: هذا حملته الابل من الحجارة، قال: وكان أبو عبد الله عليه السلام إذا فرغ من قرائتها يقول: دينى الاسلام ثلاثا. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ ” إذا جاء نصر الله والفتح ” في نافلة أو فريضة نصره الله على جميع اعدائه وجاء يوم القيامة ومعه كتاب ينطق، قد أخرجه الله من جوف قبره، فيه امان من جسر جهنم ومن النار ومن زفير جهنم، فلا يمر على شئ يوم القيامة الا بشره واخبره بكل خير حتى يدخل الجنة، ويفتح له في الدنيا من أسباب الخير ما لم يتمن ولم يخطر على قلبه. 2 – في مجمع البيان في حديث أبى من قرأها فكانما شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله فتح مكة. 3 – وعن عبد الله بن مسعود قال: لما نزلت السورة كان النبي صلى الله عليه وآله يقول كثيرا: سبحانك اللهم اغفر لى انك أنت التواب الرحيم. 4 – وعن ام سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله بالاخرة لا يقوم ولا يقعد ولا يجيئ ولا يذهب الا قال: سبحان الله وبحمده استغفر الله واتوب إليه، فسألناه عن ذلك ؟ فقال: انى امرت بها، ثم قرأ إذا جاء نصر الله. 5 – وفى رواية عايشة انه كان يقول: سبحانك اللهم وبحمدك استغفر الله واتوب اليك قال مقاتل: لما نزلت هذه السورة قرأها صلى الله عليه وآله على أصحابه ففرحوا واستبشروا، وسمعها العباس فبكى فقال صلى الله عليه وآله: ما يبكيك يا عم ؟ فقال: أظن انه قد نعت اليك نفسك يا رسول الله، فقال: انه لكما تقول، فعاش بعدها سنتين ما رؤى فيهما ضاصكا مستبشرا قال: وهذه السورة تسمى سورة التوديع. 6 – وقال ابن عباس: لما نزلت ” إذا جاء نصر الله والفتح ” قال صلى الله عليه وآله: نعيت إلى نفسي بانها مقبوضة في هذه السنة.


[ 690 ]

7 – في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن خالد قال: قال الرضا عليه السلام: سمعت أبى يحدث عن أبيه عليهما السلام: ان اول سورة نزلت ” بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك ” وآخر سورة نزلت ” إذا جاء نصر الله “. 8 – في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن سهل بن زياد عن منصور بن العباس عن محمد بن العباس بن السرى عن عمه على بن السرى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: أول ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ بسم ربك وآخره ” إذا جاء نصر الله “. 9 – في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى محمد بن عمر بن على عن ابيه عن جده قال: نزلت على النبي صلى الله عليه وآله ” إذا جاء نصر الله والفتح ” قال: يا على لقد جاء نصر الله والفتح، فإذا رايت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا، قال: يا على ان الله قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدى، كما كتب عليهم جهاد المشركين معى، فقلت: يا رسول الله وما الفتنة التى كتب علينا فيها الجهاد ؟ قال: فتنة قوم يشهدون ان لا اله الا الله وانى رسول الله وهم مخالفون لسنتي وطاعنون في دينى، فقلت: فعلام نقاتلهم يا رسول الله وهم يشهدون ان لا اله الا الله وانك رسول الله ؟ فقال: على احداثهم في دينى وفراقهم لامرى واستحلالهم دماء عترتي. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 10 – في تفسير على بن ابراهيم: إذا جاء نصر الله والفتح قال: نزلت بمنى في حجة الوداع ” إذا جاء نصر الله والفتح ” فلما نزلت قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نعيت إلى نفسي، فجاء إلى مسجد الخيف فجمع الناس ثم قال: نصرا لله امرءا سمع مقالتي فوعاها وبلغها من لم يسمعها، فرب حامل فقه فليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرء مسلم، اخلاص العمل لله، والنصيحة لائمة المسلمين واللزوم لجماعتهم، فان دعوتهم محيطة من ورائهم، ايها الناس انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا ولن تزلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتى، فانه قد نبأنى اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض كاصبعي هاتين وجمع بين سبابتيه ولا اقول كهاتين وجمع


[ 691 ]

بين سبابته والوسطى فتفضل هذه على هذه. 11 – في جوامع الجامع وعن جابر بن عبد الله انه بكى ذات يوم فقيل له في ذلك فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: دخل الناس في دين الله أفواجا وسيخرجون منه أفواجا اراد بالناس أهل اليمن، ولما نزلت قال صلى الله عليه وآله: الله اكبر جاء نصر الله والفتح، وجاء اهل اليمن قوم رقيقة قلوبهم الايمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية وقال: أجد نفس ربكم من قبل اليمن. 12 – في مجمع البيان ” قصة فتح مكة ” لما صالح رسول الله صلى الله عليه وآله قريشا عام الحديبية كان في أشراطهم انه من أحب أن يدخل في عقد رسول الله صلى الله عليه وآله دخل فيه، فدخلت خزاعة في عقد رسول الله صلى الله عليه وآله ودخلت بنو بكر في عقد قريش وكان بين القبيلتين شر قديم، ثم وقعت فيما بعد بين بنى بكر وخزاعة مقاتلة فرفدت قريش بنى بكر بالسلاح وقاتل معهم من قريش من قاتل بالليل مسخفيا وكان من أعان بنى بكر على خزاعة بنفسه عكرمة بن أبى جهل وسهيل بن عمرو، فركب عمرو بن سالم الخزاعى حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة وكان ذلك مما هاج فتح مكة، فوقف عليه وهو في المسجد بين ظهرانى القوم فقال: لاهم انى ناشد محمدا * حلف أبينا وأبيه الا تلدا (1) – ان قريشا اخلفوك الموعدا * ونقضوا ميثاقك الموكدا – وقتلونا ركعا وسجدا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: حسبك يا عمرو ثم قام فدخل دار ميمونة وقال: اسكبي لى ماء، فجعل يغتسل وهو يقول: لا نصرت ان لم أنصر بنى كعب وهم رهط عمرو بن


(1) الناشد: الطالب والمذكر. والاتلد: القديم – وفى بعض الكتب بعد قوله ” ميثاقك الموكدا “: وزعموا ان لست تدعو أحدا * فانصر هداك الله نصرا أبدا – واع عباد الله يأنوا مددا * فيهم رسول الله قد تجردا – ابيض كالبدر ينمى أبدا * ان سيم خسفا وجهه تربدا (*)

[ 692 ]

سالم، ثم خرج بديل بن ورقاء الخزاعى في نفر من خزاعة حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبروه بما أصيب منهم ومظاهرة قريش بنى بكر عليهم ثم انصرفوا راجعين إلى مكة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله قال للناس: كانكم بأبى سفيان قد جاء ليشدد العقد ويزيد في المدة وسيلقى بديل بن ورقاء فلقوا أبا سفيان بعسفان (1) وقد بعثته قريش إلى النبي صلى الله عليه وآله ليشدد العقد فلما ألقى أبو سفيان بديلا قال: من أين أقبلت يا بديل قال: سرت في هذا الساحل وفى بطن هذا الوادي قال: ما أتيت محمدا ؟ قال: لا فلما راح بديل إلى مكة قال أبو سفيان: لئن كان جاء من المدينة لقد علف بها النوى فعمد إلى مبرك ناقته وأخذ من بعرها ففت فراى فيه النوى فقال: أحلف بالله لقد جاء بديل محمدا ثم خرج أبو سفيان حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد احقن دم قومك واجر بين قريش وزدنا في المدة، فقال: أغدرتم يا أبا سفيان ؟ قال: لا قال: فنحن على ما كنا عليه، فخرج فلقى أبا بكر فقال: اجر بين قريش قال: ويحك واحد يجير على رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ثم لقى عمر بن الخطاب فقال له مثل ذلك، ثم خرج فدخل على ام حبيبة فذهب ليجلس على الفراش فأهوت إلى الفراش فطوته فقال: يا بنية أرغبة بهذا الفراش عنى ؟ فقالت نعم هذا فراش رسول الله صلى الله عليه وآله ما كنت لتجلس عليه وأنت رجس مشرك، ثم خرج فدخل على فاطمة فقال: يا بنت سيد العرب تجيرين بين قريش وتزيدين في المدة فتكونين أكرم سيدة في الناس ؟ فقالت: جواري جوار رسول الله فقال اتأمرين ابنيك ان يجيرا بين الناس ؟ قالت: والله ما بلغ ابناى ان يجيرا بين الناس وما يجير على رسول الله أحد، فقال: يابا الحسن انى ارى الامور قد اشتدت على فانصحني، فقال: أنت شيخ قريش فقم على باب المسجد واجر بين قريش ثم ألحق بارضك، قال: وترى ذلك مغنيا عنى شيئا ؟ قال: لا والله ما اظن ذلك ولكن لا اجد لك غير ذلك، فقام أبو سفيان في المسجد فقال: ايها الناس انى قد أجرت بين قريش ثم ركب بعيره فانطلق، فلما أن قدم على قريش قالوا: ما وراك فأخبرهم بالقصة فقالوا: والله ان زاد ابن أبى طالب على ان لعب بك فما يغنى عنا ما قلت، قال: لا والله ما وجدت غير ذلك، قال: فأمر رسول الله


(1) عسفان – كعثمان -: موضع بين مكة والمدينة، بينة وبين مكة مرحلتان. (*)

[ 693 ]

صلى الله عليه وآله بالجهاد لحرب مكة وامر الناس بالتهيؤ وقال: اللهم خذ العيون والاخبار عن قريش حتى نبغتها (1) في بلادها، وكتب حاطب بن ابى بلتعة إلى قريش فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله الخبر من السماء، فبعث عليا عليه السلام والزبير حتى اخذا كتابه من امرأة وقد مضت هذه القصة في سورة الممتحنة. ثم استخلف رسول الله صلى الله عليه وآله ابارهم الغفاري وخرج عامدا إلى مكة لعشر مضين من شهر رمضان سنة ثمان في عشرة آلاف من المسلمين ونحو من اربعماة فارس ولم يتخلف من المهاجرين والانصار عنه احد وكان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن امية بن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وآله بنيق العقاب فيما بين مكة والمدينة، فالتمسا الدخول عليه فلم يأذن لهما فكلمته ام سلمة فيهما فقالت: يا رسول الله ابن عمك و ابن عمتك وصهرك ؟ قال: لا حاجة لى فيهما اما ابن عمى فهتك عرضى، واما ابن عمى وصهري فهو الذى قال لى بمكة ما قال، فلما خرج الخبر اليهما بذلك ومع أبى سفيان بنى له فقال: والله ليؤذنن لى أو لاخذن بيد ابني هذا ثم لنذهبن في الارض حتى نموت عطشا وجوعا، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله رق لهما فأذن لهما، فدخلا عليه فأسلما فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وآله مر الظهران وقد غمت الاخبار (2) عن قريش فلا يأتيهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله خبر خرج في تلك الليلة أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام و بديل بن ورقاء يتجسسون الاخبار، وقد قال العباس للبيد: يا سوء صباح قريش، والله لئن بغتها رسول الله صلى الله عليه وآله في بلادها فدخل مكة عنوة انه لهلاك قريش إلى آخر الدهر، فخرج على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: اخرج إلى الاراك لعلى أرى حطابا أو صاحب لبن أو داخلا يدخل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وآله فيأتونه فيستأمنونه، قال العباس: فوالله انى لاطوف في الاراك التمس ما خرجت له إذا سمعت صوت أبى – سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء، وسمعت أبا سفيان يقول: والله ما رأيت كاليوم قط نيرانا ؟ فقال بديل: هذه نيران خزاعة، فقال أبو سفيان: خزاعة ألام من


(1) من البغتة. (2) مر الظهران: موضع على مرحلة من مكة. وغم عليه الامر: خفى. (*)

[ 694 ]

ذلك، قال: فعرفت صوته فقلت: يابا حنظلة يعنى أبا سفيان فقال: يا أبو الفضل ؟ فقلت: نعم قال: لبيك فداك ابى وامى ما وراك ؟ فقلت: هذا رسول الله وراك قد جاء بما لا قبل لكم به بعشرة آلاف من المسلمين، قال: فما تأمرني ؟ فقلت: تركب عجز هذه البغلة فأستأمن لك رسول الله صلى الله عليه وآله، فوالله لئن ظفر بك ليضربن عنقك فردفنى فخرجت أركض به بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله، فكلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا: هذا عم رسول الله صلى الله عليه وآله على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله حتى مررت بنار عمر بن الخطاب. فقال: يعنى عمر يا أبا سفيان الحمد لله الذى أمكن منك بغير عهد ولا عقد، ثم اشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وآله وركضت البغلة حتى اقتحمت باب القبة و سبقت عمر بما يسبق به الدابة البطيئة الرجل البطئ فدخل عمر فقال: يا رسول الله هذا أبو سفيان عدو الله قد أمكن الله منه بغير عهد ولا عقد فدعني أضرب عنقه، فقلت: يا رسول الله انى قد أجرته ثم جلست إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأخذت برأسه، وقلت: لا يناجيه اليوم أحد دوني فلما أكثر فيه عمر قلت: مهلا يا عمر ما تصنع هذا بالرجل الا انه رجل من بنى عبد مناف، ولو كان من عدى بن كعب ما قلت هذا ؟ قال: مهلا يا عباس فوالله لاسلامك يوم اسلمت كان أحب إلى من اسلام الخطاب لو اسلم، فقال صلى الله عليه وآله: اذهب فقد آمناه حتى تغدو به على بالغداة، قال: فلما اصبح غدوت به على رسول الله صلى الله عليه وآله فلما رآه قال: ويحك يا با سفيان الم يأن لك أن تعلم ان لا اله الا الله ؟ فقال: بأبى انت وامى ما اوصلك واكرمك وارحمك واحلمك، والله لقد ظننت ان لو كان معه اله لاغنى يوم بدر ويوم احد، فقال: ويحك يا با سفيان الم يأن لك ان تعلم انى رسول الله ؟ فقال: بأبى أنت وامى اما هذه فان في النفس منها شيئا ؟ قال العباس: فقلت له ؟ ويلك اشهد بشهادة الحق قبل ان تضرب عنقك فتشهد، فقال صلى الله عليه وآله للعباس: اذهب يا عباس فاحبسه عند مضيق الوادي حتى تمر عليه جنودا لله، فحبسه عند خطم الجبل (1) بمضيق الوادي ومر عليه القبايل


(1) الخطم والخطمة: رعن الجبل وهو الانف النادر منه، أمر (ص) بحبسه في الموضع المتضايق الذى يزحم الخيل بعضها بعضا فيراها جميعا وتكثر في عينه بمرورها في ذلك الموضع الضيق، فان الانف النادر من الجبل يضيق الموضع الذى يخرج فيه. (*)

[ 695 ]

قبيلة قبيلة وهو يقول: من هؤلاء [ من هولاء ؟ ] وأقول: اسلم وجهينة وفلان حتى مر رسول الله صلى الله عليه وآله في الكتيبة الخضراء (1) من المهاجرين والانصار في الحديد لا يرى الا الحدق فقال: من هؤلاء يا أبا الفضل ؟ قلت: هذا رسول الله صلى الله عليه وآله في المهاجرين و الانصار، فقال يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما ؟ فقلت: ويحك انها النبوة فقال: نعم إذا، وجاء حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء رسول الله صلى الله عليه وآله فأسلما وبايعاه فلما بايعاه بعثهما رسول الله صلى الله عليه وآله بين يديه إلى قريش يدعوانهم إلى الاسلام وقال: من دخل دار أبى سفيان وهى بأعلى مكة فهو آمن، ومن دخل دار حكيم وهى بأسفل مكة فهو آمن، ومن أغلق بابه وكف يده فهو آمن. ولما خرج أبو سفيان وحكيم من عند رسول الله صلى الله عليه وآله عامدين إلى مكة بعث في أثرهما الزبير وأمره على خيل المهاجرين وأمره أن يغرز رايته بأعلى مكة بالجحون، وقال: لا تبرح حتى آتيك ثم دخل صلى الله عليه وآله بمكة وضرب خيمته هناك، وبعث سعد بن عبادة في كتيبة من الانصار في مقدمته وبعث خالد بن الوليد فيمن كان أسلم من قضاعة وبنى سليم وأمره أن يدخل من أسفل مكة ويغرز رايته دون البيوت، وأمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله جميعا أن يكفوا ايديهم ولا يقاتلوا الا من قاتلهم، وامرهم بقتل اربعة نفر: سعد بن ابى سرح، والحويرث بن نفيل وابن خطل (2) و مقيس بن صبابة، وامرهم بقتل قينتين كانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: اقتلوهم ولو وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة ; فقتل على عليه السلام الحويرث بن نفيل واحدى القينتين وافلتت الاخرى، وقتل مقيس بن صبابة في السوق وادرك ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة، فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد عمارا فقتله، وسعى أبو سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله واخذ غرزه (3) فقبله ثم قال:


(1) كتبية خضراء: إذا غلب عليها لبس الحديد، شبه سواده بالخضرة والعرب تطلق الخضرة على السواد. (2) واسمه عبد الله. (3) أي ركابه. (*)

[ 696 ]

بأبى انت وامى اما تسمع ما يقول سعد ؟ انه يقول: واليوم يوم الملحمة * اليوم تسبى الحرمة (1) فقال صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: ادركه فخذ الراية منه وكن انت الذى يدخل بها وادخلها ادخالا رفيقا، فأخذها على عليه السلام وادخلها كما امر، ولما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله مكة دخل صناديد قريش الكعبة وهم يظنون ان السيف لا يرفع عنهم، واتى رسول الله صلى الله عليه وآله ووقف قائما على باب الكعبة فقال: لا اله الا الله وحده، انجز وعده، ونصر عبده، وهزم الاحزاب وحده، الا ان كل مال ومأثرة (2) ودم يدعى فهو تحت قدمى هاتين الاسدانة الكعبة وسقاية الحاج، فانهما مردودتان إلى اهليهما، الا ان مكة محرمة بتحريم الله لم تحل لاحد كان قبلى ولم تحل لى الا ساعة من نهار وهى محرمة إلى ان تقوم الساعة، لا يختلى خلاها (3) ولا يقطع شجرها، ولا ينفر صيدها، ولا تحل لقطتها الا لمنشد، ثم قال: الا لبئس جيران النبي كنتم لقد كذبتم و طردتم واخرجتم وآذيتم ثم ما رضيتم حتى جئتموني في بلادي تقاتلوني فاذهبوا فأنتم الطلقاء فخرج القوم كأنما انشروا من القبور ودخلوا في الاسلام، وكان الله سبحانه امكنه من رقابهم عنوة، كانوا له فيئا فلذلك سمى اهل مكة الطلقاء وجاء ابن الزبعرى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: يا رسول الاله ان لساني * راتق ما فتقت إذ أنابور (4) – إذ أبارى الشيطان في سنن * الغى ومن مال مثله مثبور (5) – من اللحم والعظام لربى * ثم نفسي الشهيد انت النذير. 13 – وعن ابن مسعود قال: دخل النبي صلى الله عليه وآله يوم الفتح وحول البيت ثلثمائة


(1) الملحمة: الوقعة العظيمة والقتل. (2) ألماثرة: المفاخرة. (3) الخلا – مقصورا -: النبات الرقيق مادام رطبا، واختلاؤه: قطعه. (4) رجل بور: أي هالك. (5) قوله أبارى أي اعارض واجارى. والسنن: وسط الطريق والثبور: الهلاك. (*)

[ 697 ]

وستون صنما، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: ” جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد ” ” جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا “. 14 – وعن ابن عباس قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله مكة ابى ان يدخل البيت وفيه الالهة، فأمر بها فاخرجت صورة ابراهيم واسمعيل عليهما السلام وفى ايديهما الازلام، فقال صلى الله عليه وآله: قاتلهم الله اما والله لقد علموا انهما لم يستقسما بها قط. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى على بن شجرة عن بعض اصحاب ابى عبد الله عليه السلام قال: إذا قرءتم ” تبت يدا ابى لهب وتب ” فادعوا على ابى لهب فانه كان من المكذبين الذين يكذبون النبي صلى الله عليه وآله وبما جاء به من عند الله عزوجل. 2 – في مجمع البيان في حديث ابى من قرءها رجوت ان لا يجمع الله بينه وبين ابى لهب في دار واحدة. 3 – سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم الصفا فقال: يا صباحاه (1) فأقبل إليه قريش فقالوا: مالك ؟ فقال: ارايتم لو اخبرتكم ان العدو مصبحكم أو ممسيكم اما تصدقون ؟ قالوا: بلى، قال: فانى نذير لكم بين يدى عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبا لك لهذا دعوتنا جميعا فأنزل الله هذه السورة اورده البخاري في الصحيح. 4 – ويروى عن اسماء بنت ابى بكر قالت: لما نزلت هذه السورة اقبلت العوراء


(1) قال ابن منظور: والعرب تقول: إذا نذرت بغارة من الخيل تفجؤهم صباحا: يا صباحاه، ينذرون الحى اجمع بالنداء العالي ثم ذكر الحديث وقال: هذه كلمة تقولها العرب إذا صاحوا للغارة لانهم أكثر ما يغيرون عند الصباح ويسمون يوم الغارة يوم الصباح ; فكأن القائل: يا صباحاه يقول قد غشينا العدو. (*)

[ 698 ]

ام جميل بنت حرب ولها ولولة وفى يدها فهر (1) وهى تقول: مذمما ابينا * ودينه قلينا * وامره عصينا (2) والنبى صلى الله عليه وآله جالس في المجلس ومعه أبو بكر، فلما رآها أبو بكر قال: يا رسول الله قد اقبلت وانا اخاف ان تراك ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لن تراني وقرأ قرآنا فاعتصم به كما قال وقرا: ” وادا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا ” فوقفت على أبى بكر ولم تر رسول الله فقالت: يا أبا بكر اخبرت ان صاحبك هجاني ؟ فقال: لا ورب البيت ما هجاك، فولت وهى تقول ” قريش تعلم انى بنت سيدها “. 5 – وروى ان النبي صلى الله عليه وآله قال: صرف الله سبحانه عنى ثم انهم يذمون مذمما وانا محمد. 6 – وفيه عند قوله تعالى: ” وانذر عشيرتك الاقربين ” وعن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الاية صعد رسول الله صلى الله عليه وآله على الصفا فقال: يا صباحاه، فاجتمعت إليه قريش فقالوا: مالك فقال ؟ ارايتكم ان اخبرتكم ان العدو مصبحكم وممسيكم ما كنتم تصدقونني ؟ قالوا: بلى قال: ” فانى نذير لكم بين يدى عذاب شديد ” قال أبو لهب: تبا لك ألهذا دعوتنا جميعا ؟ فانزل الله عزوجل تبت يدا ابى لهب. 7 – في قرب الاسناد باسناده إلى ابى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه آيات النبي صلى الله عليه وآله وفيه: من ذلك ان ام جميل امرأة ابى لهب أتته حين نزلت سورة تبت ومع النبي صلى الله عليه وآله أبو بكر بن ابى قحافة، فقال: يا رسول الله هذا ام جميل محفظة أي مغضبة تريدك ومعها حجر تريد ان ترميك به ؟ فقال: انها لا تراني فقالت: لابي بكر اين صاحبك ؟ قال حيث شاء الله قالت: جئته ولو اراه لرميته فانه هجاني واللات والعزى انى لشاعرة فقال أبو بكر: يا رسول الله لم ترك، قال: لاضرب الله بينى وبينها حجابا. 8 – في تفسير على بن ابراهيم ” تبت يدا ابى لهب ” قال: أي خسرت لما اجتمع


(1) الفهر: حجر قدر ملاء الكف. (2) كانت قريش تسمى رسول الله (ص): مذمما. وقلينا أي أبغضنا. (*)

[ 699 ]

مع قريش في دار الندوة وبايعهم على قتل محمد رسول الله (ص) وكان كثير المال فقال الله: ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب عليه فتحرقه وامرأته قال: كانت ام جميل بنت صخر وكانت تنم على رسول الله (ص) وتنقل احاديثه إلى الكفار حمالة الحطب أي احتطبت على رسول الله (ص) في جيدها أي في عنقها حبل من مسد أي من نار وكان اسم ابى لهب عبد مناف فكناه الله لان منافا صنم يعبدونه. 9 – في نهج البلاغة من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا ومنا خير نساء العالمين ومنكم حمالة الحطب. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من مضى به يوم واحد فصلى فيه خمس صلوات ولم يقرء بقل هو الله احد قيل له: يا عبد الله لست من المصلين. 2 – في مجمع البيان في حديث ابى من قرأها فكانما قرء ثلث القرآن، واعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. 3 – وعن انس بن مالك قال: سأل النبي صلى الله عليه وآله رجلا من اصحابه فقال: يا فلان هل تزوجت ؟ قال: لا وليس عندي ما اتزوج به قال: اليس معك ” قل هو الله احد ” ؟ قال: بلى، قال ربع القرآن، قال: أليس معك: ” قل يا ايها الكافرون ” ؟ قال: بلى قال: ربع القرآن قال: اليس معك ” إذا زلزلت ” ؟ قال: بلى قال: ربع القرآن، ثم قال: تزوج تزوج تزوج. 4 – وفى الحديث انه كان يقال لسورتي ” قل يا ايها الكافرون، وقل هو الله أحد ” المقشقشتان (1).


(1) وقال في وجه تسميتهما بذلك ما لفظه: سميتا بذلك لانهما يبرئان من الشرك والنفاق، يقال: تقشقش المريض من علته إذا أفاق وبرئ، وقشقشه: أبرأه، كما يقشقش الهناء الجرب. (*)

[ 700 ]

5 – في عيون الاخبار باسناده إلى عبد العزيز بن المهتدى قال: سألت الرضا عليه السلام عن التوحيد فقال: كل من قرأ ” قل هو الله ” وامر بها فقد عرف التوحيد قلت: كيف يقراها ؟ قال: كما يقرء الناس، وزاد فيه: كذلك الله ربى، كذلك الله ربى، كذلك الله ربى. 6 – وفى باب ذكر اخلاق الرضا عليه السلام ووصف عبادته وكان إذا قرأ ” قل هو الله احد ” قال: هو احد، فإذا فرغ منها قال: كذلك الله ربنا ثلاثا. 7 – في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام رايت الخضر عليه السلام في المنام قبل بدر بليلة فقلت له: علمني شيئا انصر به على الاعداء، فقال: قل: يا هو يا من لا هو الا هو، فلما اصبحت قصصتها على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لى: يا على علمت الاسم الاعظم، فكان على لساني يوم بدر. وان أمير المؤمنين عليه السلام قرأ قل هو الله احد لما فرغ قال: يا هو يا من لا هو الا هو اغفر لى وانصرني على القوم الكافرين. 8 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من مضت له جمعة ولم يقرأ فيها بقل هو الله احد ثم مات مات على دين ابى لهب. 9 – وباسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من اصابه مرض أو شدة ولم يقرأ في مرضة أو شدته بقل هو الله احد ثم مات في مرضه أو في تلك الشدة التى نزلت به فهو من اهل النار. 10 – وباسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يدع ان يقرأ في دبر الفريضة بقل هو الله أحد فانه من قرأها جمع الله له خير الدنيا والاخر وغفر له ولوالديه. 11 – وباسناده عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من قرأ قل هو الله أحد مأة مرة حين يأخذ مضجعه غفر الله له ذنوب خمسين سنة. 12 – وباسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: ان النبي صلى الله عليه وآله صلى على سعد بن معاذ فقال: لقد وافى من الملئكة تسعون ألف ملك، وفيهم جبرئيل عليه السلام يصلون عليه فقلت له: يا جبرئيل بما استحق صلوتك عليه ؟ فقال: بقراءة قل هو الله احد


[ 701 ]

أحد قائما وقاعدا وراكبا وماشيا وذاهبا وجائيا. 13 – وباسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من آوى إلى فراشه فقرأ قل هو الله أحد احدى عشر مرة حفظ في داره وفى دويرات حوله. 14 – وباسناده عن عبد الله بن حى قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: من قرأ قل هو الله أحد عشرة مرة في دبر الفجر لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب وان رغم أنف الشيطان. 15 – وباسناده عن ابراهيم بن مهزم عن رجل سمع أبا الحسن عليه السلام يقول: من قرأ قل هو الله أحد بينه وبين جبار منعه الله منه بقراءته بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، فإذا فعل ذلك رزقه الله خيره ومنعه شره. 16 – وباسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من أوتر بالمعوذتين وقل هو الله احد قيل له: يا عبد الله أبشر فقد قبل الله وترك. 17 – وباسناده إلى سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من مضت به ثلثة ايام لم يقرأ فيها قل هو الله أحد فقد خذل ونزع ربقة الايمان من عنقه، فان مات في هذه الثلاثة ايام كان كافرا بالله العظيم. 18 – في كتاب التوحيد باسناده إلى عمرو بن حصين ان النبي صلى الله عليه وآله بعث سرية و استعمل عليها عليا عليه السلام فلما رجعوا سألهم فقالوا: كل خير غير انه قرأ بنا في كل الصلوة بقل هو الله احد، فقال: يا على لم فعلت هذا ؟ فقال: لحبي لقل هو الله أحد، فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما احببتها حتى أحببك الله عزوجل. 19 – وباسناده إلى ابى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرا قل هو الله احد مرة واحدة فكانما قرأ ثلث القرآن، وثلث التوراة، وثلث الانجيل، وثلث الزبور. 20 – في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين وتعدادها قال عليه السلام: واما الحادية والستون فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يا على مثلك مثل قل هو الله احد من احبك بقلبه فكانما قرا ثلث القرآن، ومن احبك بقلبه واعانك بلسانه فكانما قرا ثلثى القرآن، ومن احبك بقلبه واعانك بلسانه ونصرك بيده فكانما قرا القرآن كله


[ 702 ]

21 – وفيه عن أمير المؤمنين عليه السلام من قرأ قل هو الله احد حين يأخذ مضجعه وكل الله به خمسين الف ملك يحرسونه ليلته. 22 – في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابى الدنيا المغربي قال: حدثنى على بن ابى طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ قل هو الله احد مرة فكانما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكانما قرأ ثلثى القرآن، ومن قراها ثلاث مرات فكانما قرأ القرآن كله. 23 – في صحيفة الرضا وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من مر على المقابر وقرا قل هو الله احد احدى عشرة مرة ثم وهب اجره للاموات اعطى من الاجر بعدد الاموات. 24 – في اصول الكافي باسناده إلى بكر بن محمد عمن رواه عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قال هذه الكلمات عند كل صلوة مكتوبة حفظ في نفسه وداره وماله وولده: اجير نفسي ومالى وولدى واهلى ودارى وكل ما هو منى بالله الواحد الاحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد، واجير نفسي ومالى وولدى وكل ما هو منى برب الفلق من شر ما خلق إلى آخرها، وبرب الناس إلى آخرها، وبآية الكرسي إلى آخرها. 25 – وباسناده إلى محمد بن الفضيل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يكره ان يقرأ قل هو الله احد بنفس واحد. 26 – وباسناده إلى صالح بن سليمان الجعفري عن أبى الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول ما من احد في حد الصبى يتعهد في كل ليلة قراءة قل هو الله وقل اعوذ برب الفلق و قل اعوذ برب الناس كل واحد ثلاث مرات، وقل هو الله احد مأة مرة، فان لم يقدر فخمسين الا صرف الله عزوجل عنه كل لمم أو عرض من اعراض الصبيان، والعطاش (1) وفساد المعدة وبدور الدم ابدا ما تعوهد بهذا حتى يبلغه الشيب، فان تعهد نفسه


(1) اللمم: ضرب من الجنون. والعطاش – بالضم -: داء لا يروى صاحبه ولا يتمكن من ترك شرب الماء طويلا. (*)

[ 703 ]

بذلك أو تعوهد (1) كان محفوظا إلى يوم يقبض الله عزوجل نفسه. 27 – وباسناده إلى المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا مفضل احتجز من الناس كلهم ببسم الله الرحمن الرحيم وبقل هو الله احد، اقرءها عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك ومن فوقك ومن تحتك، وإذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرات واعقد بيدك اليسرى، ثم لا تفارقها حتى تخرج من عنده. 28 – في الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن ذكر السورة من الكتاب يدعو بها في الصلوة مثل قل هو الله احد، فقال: إذا كنت تدعو بها فلا بأس. 29 – محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسمعيل عن صالح بن عقبة عن ابى هارون المكفوف قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الحمد سبع آيات، وقل هو الله احد ثلاث آيات، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 30 – أبو داود عن على بن مهزيار باسناده عن صفوان الجمال قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: صلوة الاوابين الخمسون كلها بقل هو الله احد. 31 – وباسناده إلى مثنى الحناط عن ابى بصير قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: من صلى اربع ركعات بمأتى مرة قل هو الله احد في كل ركعة خمسون مرة لم ينفتل و بينه وبين الله ذنب الا غفر له. 32 – عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن البرقى عن سعدان عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من صلى اربع ركعات يقرأ في كل ركعة قل هو الله احد خمسين مرة لم ينفتل وبينه وبين الله ذنب. 33 – محمد بن يحيى باسناده رفعه عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من صلى ركعتين بقل هو الله احد في كل ركعة ستين مرة، انفتل وليس بينه وبين الله ذنب


(1) قال المجلسي (ره): كان الترديد من الراوى أو يكون المراد يقرأ عليه إذا لم يمكنه القراءة والاخير أظهر. (*)

[ 704 ]

34 – على بن محمد عن بعض اصحابنا عن ابى الحسن الرضا عليه السلام قال: من صلى المغرب وبعدها اربع ركعات ولم يتكلم حتى يصلى عشر ركعات يقرا في كل ركعة بالحمد وقل هو الله احد كانت عدل عشر ركعات. 35 – احمد عن يحيى بن ابراهيم بن ابى البلاد عن ابيه عن ابى عمر بن بزيع قال: دخلت على ابي عبد الله عليه السلام (1) وهو يأكل خلا وزيتا في قصعة سوداء مكتوب في وسطها بصفرة قل هو الله احد. 36 – على بن محمد رفعه عن ابى عبد الله عليه السلام قال: إذا كان النصف من شعبان فصل اربع ركعات تقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وقل هو الله مأة مرة. 37 – فيمن لا يحضره الفقيه وقال أمير المؤمنين عليه السلام: من احب ان يخرج من الدنيا وقد تخلص من الذنوب كما يتخلص الذهب الذى لا كدر فيه ولا يطلبه احد بمظلمة فليقل في دبر الصلوات الخمس نسبة الرب تبارك وتعالى (2) اثنى عشر مرة ثم يبسط يده ويقول: اللهم انى اسئلك باسمك المكنون المخزون الطهر الطاهر المبارك و اسئلك باسمك العظيم وسلطانك القديم ان تصلى على محمد وآله محمد، يا واهب العطايا يا مطلق الاسارى يا فكاك الرقاب من النار اسئلك ان تصلى على محمد وآل محمد، وان تعتق رقبتي من النار، وان تخرجني من الدنيا آمنا وأن تدخلني الجنة سالما، وان تجعل دعائي أوله فلاحا وأوسطه نجاحا وآخره صلاحا انك أنت علام الغيوب ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: هذا من المخيبات مما علنمى رسول الله صلى الله عليه وآله وأمرني ان أعلم الحسن والحسين عليهما السلام. 38 – في مصباح الكفعمي روى ان النبي صلى الله عليه وآله لذعته عقرب وهو في الصلوة فلما فرغ قال لعن الله العقرب ما تدع مصليا ولا غيره الا لذعته وتناول نعله فقتله بها، ثم دعا بماء وملح فجعل يمسح ذلك عليها ويقرأ التوحيد والمعوذتين.


(1) وفى الوافى ” ابى جعفر (ع) ” مكان ” أبى عبد الله (ع) “. (2) يعنى سورة التوحيد وفى وجه تسميته بذلك بيان للمحدث الكاشانى (ره) في الوافى ذكره في كتاب التوحيد ج 1 صفحة 80 فراجع ان شئت. (*)

[ 705 ]

39 – في كتاب طب الائمة عليهم السلام باسناده إلى أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: شكوت إليه وجع أضراسي وانه يسهر بى الليل، قال: فقال: يا بابصير إذا أحسست بذلك فضع يدك عليه واقرأ سورة الحمد وقل هو الله أحد ثم اقرأ ” وترى الجبال جامدة وهى تمر مر السحاب صنع الله الذى أتقن كل شيئ انه خبير بما يفعلون ” فانه يسكن ثم لا يعود. 40 – وباسناده إلى عمر بن يزيد الصيقل عن الصادق عليه السلام قال شكى إليه رجل من اوليائه الفراغ فقال: كتب له ام القرآن وسورة الاخلاص والمعوذتين ثم تكتب اسفل ذلك أعوذ بوجه الله العظيم وبعزته التى لا ترام وبقدرته التى لا يمتنع منها شئ من شر هذا الوجع ومن شر ما فيه، ثم نشر به على الريق بماء المطر، تبرأ باذن الله تعالى. 41 – وباسناده إلى سلمة بن محرز قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من لم تبرئه سورة الحمد وقل هو الله أحد لم يبرأه شئ، وكل علة تبريها هاتين السورتين 42 – في مجمع البيان وعن ابى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ايعجز احدكم ان يقرء ثلث القرآن في ليلة ؟ قلت: يا رسول الله ومن يطيق ذلك ؟ قال: اقرأوا قل هو الله احد. 43 – وعن انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ قل هو الله احد مرة بورك عليه، ومن قرأها مرتين بورك عليه وعلى اهله، فان قراها ثلاث مرات بورك عليه وعلى اهله وعلى جميع جيرانه، فان قرأها اثنتى عشرة مرة بنى له اثنى عشر قصرا في الجنة وتقول الحفظة: انطلقوا بنا ننظر إلى قصر اخينا، فان قراها مأة مرة كفر عنه ذنوب خمس وعشرين سنة ما خلا الدماء والاموال، فان قرأها اربعمأة مرة كفرت عنه ذنوب اربعمأة سنة، فان قرأها الف مرة لم يمت حتى يرى مكانه من الجنة أو يرى له. 44 – وعن سهل بن سعد الساعدي قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فشكى إليه الفقر وضيق المعاش، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا دخلت بيتك فسلم ان كان فيه احد ; وان لم يكن فيه احد فسلم واقرأ قل هو الله احد مرة واحدة ففعل الرجل فأفاض الله


[ 706 ]

عليه رزقا حتى افاض على جيرانه. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد ذكرنا طرفا من الاخبار في اوائل ما ذكرنا في سورة الجحد، فيه بيان لهذه السورة وفضل قرائتها فليراجع. 45 – في مجمع البيان وروى في الحديث لكل شئ نسبة ونسبة الله سورة الاخلاص. 46 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد قال: سئل على بن الحسين صلوات الله عليه عن التوحيد فقال: ان الله عزوجل علم انه يكون في آخر الزمان اقوام متعمقون، فأنزل الله تعالى: قل هو الله احد والايات من سورة الحديد إلى قوله ” عليم بذات الصدور ” فمن رام وراء ذلك فقد هلك. 47 – احمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن [ ابى ] ايوب عن محمد بن مسلم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: انسب لنا ربك، فلبث ثلاثا يجيبهم ثم نزلت قل هو الله احد إلى آخرها. 48 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) قال أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام: سأل عبد الله بن صوريا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: اخبرني عن ربك ما هو ؟ فنزلت قل هو الله احد إلى آخرها فقال ابن صوريا: صدقت يا محمد، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 49 – في الخرايج والجرايح قال أبو هاشم: قلت في نفسي اشتهى ان اعلم ما يقول أبو محمد عليه السلام في القرآن أهو مخلوق ام غير مخلوق ؟ فاقبل على وقال: أو ما بلغك ما روى عن ابى عبد الله عليه السلام لما نزلت قل هو الله احد خلق الله اربعة آلاف جناح، فما كانت تمر بملاء من الملائكة الا خشعوا لها، وقال: هذه نسبة الرب تبارك وتعالى. 50 – في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: نسبة الله عزوجل قل هو الله.


[ 707 ]

51 – في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل ذكرته بتمامه اول الاسراء مسندا وفيه يقول أبو عبد الله عليه السلام حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن الله جل جلاله انه قال له: اقرأ قل هو الله احد كما انزلت فانها نسبتى ونعتى. 52 – وباسناده إلى اسحق بن عمار عن ابى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام حديث طويل ذكرنا بتمامه اول الاسراء ايضا وفيه يقول عليه السلام حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن الله جل جلاله: ثم أمره ان يقرأ نسبة ربه تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” قل هو الله احد الله الصمد ” ثم امسك عنه القول فقال رسول الله صلى الله عليه وآله قل هو الله احد الله الصمد فقال: قل: ” لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ” فامسك عنه القول فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كذلك الله ربى، كذلك الله ربى، كذلك الله ربى. 53 – في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن عبيد قال: دخلت على الرضا عليه السلام فقال لى: قل للعباسي يكف عن الكلام في التوحيد وغيره، ويكلم الناس بما يعرفون، ويكف عما ينكرون. وإذا سألوك عن التوحيد فقل كما قال الله عزوجل: ” قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد ” وإذا سألوك عن الكيفية قل كما قال الله عزوجل: ” ليس كمثله شئ ” وإذا سألوك عن السمع فقل كما قال الله عزوجل ” هو السميع العليم ” كلم الناس بما يعرفون. 54 – في عيون الاخبار في باب العلل التى ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من الرضا عليه السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ، قال قائل: فلم وجب عليهم الاقرار والمعرفة بان الله واحد أحد ؟ قيل: لعلل، منها انه لو لم يجب عليهم الاقرار والمعرفة لجاز أن يتوهموا مدبرين أو أكثر من ذلك، وإذا جاز ذلك لم يهتدوا إلى الصانع لهم من غيره، لان كل انسان منهم لا يدرى لعله انما يعبد غير الذى خلقه، و يطيع غير الذى أمره، فلا يكون على حقيقة من صانعهم وخالقهم، ولا يثبت عندهم أمر آمر ولا نهى ناه إذا لا يعرف الامر بعينه ولا الناهي من غيره. ومنها انه لو جاز ان يكون اثنين لم يكن احد الشريكين اولى بان يعبد ويطاع من الاخر، وفى اجازة ان يطاع ذلك الشريك اجازة ان لا يطاع الله، وفى اجازة


[ 708 ]

ان لا يطاع الله عزوجل كفر بالله وبجميع كتبه ورسله، واثبات كل باطل، وترك كل حق وتحليل كل حرام وتحريم كل حلال، والدخول في كل معصية والخروج من كل طاعة. واباحة كل فساد وابطال كل حق. ومنها انه لو جاز ان يكون اكثر من واحد لجاز لابليس ان يدعى انه ذلك الاخر حتى يضاد الله تعالى في جميع حكمه، ويصرف العباد إلى نفسه، فيكون في ذلك اعظم الكفر واشد النفاق. 55 – في كتاب التوحيد باسناده إلى ابى البخترى وهب بن وهب عن ابى عبد الله الصادق جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن على الباقر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: ” قل هو الله احد ” قال: قل أي اظهر ما اوحينا اليك ونبأناك بتأليف الحروف التى قرأناها لك ليهتدى به من القى السمع وهو شهيد، و ” هو ” اسم مكنى ومشار إلى غائب فالهاء تنبيه عن معنى ثابت، والواو اشارة إلى الغايب عن الحواس، كما ان قولك ” هذا ” اشارة إلى الشاهد عند الحواس، وذلك ان الكفار نبهوا عن آلهتهم بحرف اشارة الشاهد المدرك، فقالوا: هذه آلهتنا المحسوسة المدركة بالابصار، فأشر انت يا محمد إلى الهك الذى تدعو إليه حتى نراه وندركه ولا نأله فيه. فأنزل الله تبارك وتعالى ” قل هو الله احد ” فالهاء تثبيت للثابت، والواو اشارة إلى الغايب عن درك الابصار، ولمس الحواس ; وانه تعالى عن ذلك بل هو مدرك الابصار ومبدع الحواس 56 – وفيه وقال أمير المؤمنين عليه السلام: الله معناه المعبود الذى يأله فيه الخلق ويؤله إليه، والله هو المستور عن درك الابصار والمحجوب عن الاوهام والخطرات. 57 – قال الباقر عليه السلام: معناه المعبود الذى اله الخلق عن درك مائيته والاحاطة بكيفيته، ويقول العرب: اله الرجل إذا تحير في الشئ فلم يحط به علما، ووله: إذا فزع إلى شئ مما يحذره ويخافه، فالاله هو المستور عن حواس الخلق. 58 – وفيه كلام للرضا عليه السلام في التوحيد وفيه احد لا بتأويل عدد. 59 – قال الباقر عليه السلام: الاحد الفرد المتفرد والاحد والواحد بمعنى واحد، وهو المتفرد الذى لا نظير له، والتوحيد الاقرار بالوحدة وهو الانفراد، والواحد


[ 709 ]

المتباين الذى لا ينبعث من شئ، ولا يتحد بشئ، ومن ثم قالوا: ان بناء العدد من الواحد وليس الواحد من العدد، لان العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين، فمعنى قوله: ” الله احد ” أي المعبود الذى يأله الخلق عن ادراكه والاحاطة بكيفيته، فرد بالالهية متعال عن صفات خلقه. 60 – وباسناده إلى المقدام بن شريح بن هاني عن أبيه قال: ان اعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين أتقول: ان الله واحد ؟ قال: فحمل الناس عليه وقالوا: يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: دعوه فان الذى يريده الاعرابي هو الذى نريده، من القوم، ثم قال: يا أعرابي: ان القول في ان الله واحد على أربعة أقسام فوجهان منها لا يجوزان على الله عزوجل، ووجهان يثبتان فيه، فاما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الاعداد، فهذا لا يجوز لان مالا ثانى له لا يدخل في باب الاعداد، ألا ترى انه كفر من قال: ثالث ثلاثة، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز عليه لانه تشبيه وجل ربنا عن ذلك وتعالى، واما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو واحد ليس له في الاشياء شبيه كذلك ربنا، و قول القائل انه ربنا عزوجل احدى المعنى يعنى به انه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربنا عزوجل. 61 – في اصول الكافي على بن ابراهيم عن المختار بن محمد المختار الهمداني ومحمد بن الحسن عن عبد الله الحسن العلوى جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبى الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: وهو اللطيف الخبير السميع البصير الواحد الاحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد، لو كان كما يقول المشبهة لم يعرف الخالق من المخلوق ولا المنشئ من المنشأ لكنه المنشئ فرق بين من جسمه وصوره وانشأه إذ كان لا يشبهه شئ ولا يشبه هو شيئا، قلت: أجل جعلني الله فداك لكنك قلت: الاحد الصمد، وقلت: لا يشبهه شئ والله واحد


[ 710 ]

والانسان واحد، أليس قد تشابهت الوحدانية ؟ قال: يا فتح أحلت (1) ثبتك الله انما التشبيه في المعاني، فاما في الاسماء فهى واحدة وهى دلالة على المسمى، وذلك ان الانسان وان قيل واحد فانه يخبر انه جثة واحدة وليس باثنين، والانسان نفسه ليس بواحد لان اعضاءه مختلفة وألوانه مختلفة ومن ألوانه مختلفة غير واحد، و هو أجزاء مجزاة ليست بسواء، دمه غير لحمه ولحمه غير دمه، وعصبه غير عروقه و شعره غير بشره وسواده غير بياضه، وكذلك ساير جميع الخلق، فالانسان واحد في الاسم ولا واحد في المعنى، والله جل جلاله هو واحد لا واحد غيره لا اختلاف فيه و لا تفاوت ولا زيادة ولا نقصان، فاما الانسان المخلوق المصنوع المؤلف من اجزاء مختلفة وجواهر شتى غير انه بالاجتماع شئ واحد، قلت: جعلت فداك فرجت عنى فرج الله عنك، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 62 – في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام انه قال: من صفة القديم انه واحد أحد صمد أحدى المعنى ليس بمعاني كثيرة مختلفة. 63 – في نهج البلاغة الاحد لا بتأويل عدد. 64 – في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري قال: قلت لابي جعفر الثاني عليه السلام: ” قل هو الله أحد ” ما معنى الاحد ؟ قال: المجمع عليه بالوحدانية. اما سمعته يقول: ” ولئن سألتهم من خلق السموات والارض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله ” بعد ذلك له شريك وصاحبة ؟ 65 – في مجمع البيان وعن عبد خير قال: سأل رجل عليا عليه السلام عن تفسير هذه السوره فقال: هو الله أحد بلا تأويل عدد، الصمد بلا تبعيض بدد. 66 – في اصول الكافي على بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد ولقبه شباب الصيرفى عن داود بن القاسم الجعفري قال: قلت لابي جعفر الثاني عليه السلام ما الصمد ؟ قال: السيد المصمود إليه (2) في القليل والكثير.


(1) أي أتيت بالمحال. (2) أي المقصود إليه. (*)

[ 711 ]

67 – عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبد الله عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن الحسن بن السرى عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن شئ من التوحيد ؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى أسماؤه التى يدعى بها، وتعالى في علو كنهه، واحد توحد بالتوحيد في توحده (1) ثم اجراه على خلقه فهو واحد صمد قدوس، يعبده كل شئ ويصمد إليه كل شئ، ووسع كل شئ علما فهذا هو المعنى الصحيح (2) في تأويل الصمد لا ما ذهب إليه المشبهة ولو كان تأويل الصمد في صفة الله عزوجل المصمت لكان مخالفا لقوله عزوجل: ” ليس كمثله شئ ” لان ذلك من صفة الاجسام المصمتة التى لا أجواف لها، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فاما ما جاء في الاخبار من ذلك فالعالم عليه السلام أعلم بما قال ” انتهى “. 68 – في كتاب التوحيد قال الباقر عليه السلام: حدثنى أبى زين العابدين عن أبيه الحسين بن على عليهم السلام انه قال الصمد الذى لا جوف له، والصمد الذى لا ينام، والصمد الذى لم يزل ولا يزال. قال الباقر عليه السلام: كان محمد بن الحنفية (رضى الله عنه) قال: الصمد القائم بنفسه الغنى عن غيره، وقال غيره: الصمد المتعالى عن الكون والفساد، والصمد الذى لا يوصف بالتغاير. قال الباقر عليه السلام: الصمد السيد المطاع الذى ليس فوقه آمروناه. قال: وسئل على بن الحسين زين العابدين عليهما السلام عن الصمد ؟ فقال: الصمد الذى لا شريك له، ولا يؤده حفظ شئ ولا يعزب عنه شئ. 69 – قال وهب بن وهب القرشى: قال زين العابدين عليه السلام: الصمد الذى إذا أراد شيئا قال له كن فيكون، والصمد الذى أبدع الاشياء فخلقها اضدادا واشكالا وازواجا وتفرد بالوحدة بلا ضد ولا شكل ولا مثل ولا ند. 70 – قال وهب بن وهب القرشى: وحدثني الصادق جعفر بن محمد عن ابيه


(1) للمجلسي (ره) لهذا الكلام بيان طويل راجع المصدر ج 1: 123. (2) هذا من كلام الكليني (ره). (*)

[ 712 ]

الباقر عن آبائه عليهم السلام ان اهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن على عليه السلام يسئلونه عن الصمد فكتب إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فلا تخوضوا في القرآن و لا تجادلوا فيه ولا تتكلموا فيه بغير علم فقد سمعت جدى رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من قال في القرآن بغير علم فليتبوء مقعده من النار، وان الله سبحانه قد فسر الصمد فقال: الله احد الله الصمد، ثم فسره فقال: ” لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ” وستسمع تمام هذا الخبر عند قوله ” لم يلد ” الخ ان شاء الله تعالى. 71 – قال وهب بن وهب القرشى سمعت الصادق عليه السلام يقول: قدم وفد من أهل فلسطين على الباقر عليه السلام فسئلوه عن مسائل فأجابهم، ثم سئلوه عن الصمد ؟ فقال: تفسيره فيه الصمد خمسة أحرف، فالالف دليل على انيته، وهو قوله عزوجل: ” شهد الله انه لا اله الا هو ” وذلك تنبيه واشارة إلى الغايب عن درك الحواس، واللام دليل على الهيته بانه هو الله، والالف واللام مدغمان لا يظهران على اللسان، ولا يقعان في السمع، ويظهران في الكتابة ودليلان على ان الهيته لطيفة خافية لا يدرك بالحواس، ولا يقع في لسان واصف، ولا اذن سامع، لان تفسير الاله هو الذى اله الخلق عن درك ماهيته وكيفيته بحس أو بوهم، لابل هو مبدع الاوهام وخالق الحواس، وانما يظهر ذلك عند الكتابة، فهو دليل على ان الله سبحانه أظهر ربوبيته في ابداع الخلق وتركيب أرواحهم اللطيفة في اجسادهم الكثيفة، فإذا نظر عبد إلى نفسه لم ير روحه، كما ان لام الصمد لاتبين ولا تدخل في حاسة من الحواس الخمس، فإذا نظر إلى الكتابة ظهر له ما خفى ولطف، فمتى تفكر العبد في ماهية الباري وكيفيته اله فيه وتحير ولم تحط فكرته بشئ يتصور له، لانه عزوجل خالق الصور، فإذا نظر إلى خلقه ثبت له انه عزوجل خالقهم ومركب ارواحهم في اجسادهم، واما الصاد فدليل على انه عزوجل صادق وقوله صدق وكلامه صدق ; ودعا عباده إلى اتباع الصدق بالصدق ووعد بالصدق دار الصدق، واما الميم فدليل على ملكه وانه الملك الحق لم يزل ولا يزال ولا يزول ملكه ; واما الدال فدليل على دوام ملكه وانه عزوجل دائم تعالى عن الكون و الزوال، بل هو الله عزوجل مكون الكائنات الذى كان بتكوينه كل كائن.


[ 713 ]

ثم قال عليه السلام: لو وجدت لعلمي الذى اتانى الله عزوجل حملة لنشرت التوحيد والدين والاسلام والشرايع من الصمد، وكيف بى بذلك ولم يجد جدى أمير المؤمنين عليه السلام حملة لعلمه حتى كان يتنفس الصعداء (1) ويقول على المنبر: سلونى قبل ان تفقدوني، فان بين الجوانح منى علما جما، هاه هاه، لا اجد من يحمله، الا وانى عليكم من الله الحجة البالغة ” فلا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور ” ثم قال الباقر عليه السلام: الحمد لله الذى من علينا ووفقنا لعبادته الاحد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد، وجنبنا عبادة الاوثان حمدا سرمدا وشكرا واصبا. 72 – وباسناده إلى الربيع بن مسلم قال: سمعت ابا الحسن عليه السلام وسئل عن الصمد فقال: الصمد الذى لا جوف له. 73 – وباسناده إلى محمد بن مسلم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان اليهود سألوا رسول الله فقالوا: انسب لنا ربك فلبث ثلاثا لا يجيبهم، ثم نزلت هذه السورة إلى آخرها، فقلت: ما الصمد ؟ فقال: الذى ليس بمجوف. 74 – ابى رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن الحلبي وزرارة عن ابى عبد الله عليه السلم قال: ان الله تبارك وتعالى احد صمد ليس له جوف، وانما الروح خلق من خلقه نصر وتأييد وقوة يجعله الله في قلوب الرسل والمؤمنين. 75 – وباسناده إلى هارون بن عبد الملك عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال: في حديث طويل: والله نور لا ظلام فيه وصمد لا مدخل فيه. 76 – وفيه قال وهب بن وهب القرشى: وحدثني الصادق جعفر بن محمد عن ابيه الباقر عن ابيه عليهم السلام ان اهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن على عليهما السلام يسألونه عن الصمد، فكتب إليهم: بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فلا تخوضوا في القرآن ولا تجادلوا فيه ولا تتكلموا فيه بغير علم فقد سمعت جدى رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من


(1) الصعداء: التنفس الطويل من هم أو تعب. (*)

[ 714 ]

قال في القرآن بغير علم فليتبوء مقعده من النار، وان الله سبحانه قد فسر الصمد فقال: الله احد الله الصمد ثم فسره قال: لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد لم يلد لم يخرج منه شئ كثيف كالولد وساير الاشياء الكثيفة التى تخرج من المخلوقين، ولا شئ لطيف كالنفس ولا يتشعب من البداوات (1) كالسنة والنوم، والخطرة والهم و الحزن والبهجة، والضحك والبكاء والخوف والرجاء، والرغبة والسأمة، والجوع والشبع، تعالى ان يخرج منه شئ وان يتولد منه شئ كثيف أو لطيف، و ” لم يولد ” لم يتولد من شئ ولم يخرج من شئ كما تخرج الاشياء الكثيفة من عناصرها كالشئ من الشئ والدابة من الدابة، والنبات من الارض، والماء من الينا بيع، و الاثمار من الاشجار، ولا كما تخرج الاشياء اللطيفة من مراكزها كالبصر من العين، والسمع من الاذن، والشم من الانف، والذوق من الفم، والكلام من اللسان، و المعرفة والتميز من القلب، وكالنار من الحجر، لابل هو الله الصمد الذى لا من شى ولا في شئ ولا على شئ، مبدع الاشياء وخالقها، ومنشئ الاشياء بقدرته، يتلاشى ما خلق للفناء بمشيته ويبقى ما خلق للبقاء بعلمه، فذلكم الذى لم يلد ولم يولد، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ولم يكن له كفوا احد. 77 – وفيه متصل بآخر ما نقلنا من جواب الباقر عليه السلام لاهل فلسطين اعني قوله واصبا وقوله عزوجل ” لم يلد ولم يولد ” يقول: لم يلد عزوجل فيكون له ولد يرثه في ملكه، ولم يولد فيكون له والد يشركه في ربوبيته وملكه ولم يكن له كفوا أحد فيعازه في سلطانه. 78 – وفيه خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: الذى لم يولد فيكون في العز مشاركا، و لم يلد فيكون موروثا مالكا. 79 – وباسناده إلى مفضل بن عمر قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: الحمد لله الذى لم يلد فيولد ولم يولد فيشارك. 80 – وفيه خطبة لعلى عليه السلام ايضا وفيها: تعالى عن ان يكون له كفو فيشبه به.


(1) البداوات: الآراء المختلفة، ولعله أراد به الحالات المختلفة. (*)

[ 715 ]

81 – وباسناده إلى يعقوب السراج عن ابى عبد الله عليه السلام يقول: الحمد لله الذى لم يلد فيولد ولم يولد فيشارك. 82 – وباسناده إلى يعقوب السراج عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال في حديث لم يلد لان الولد يشبه اباه، ولم يولد فيشبه من كان قبله، ولم يكن له من خلقه كفوا احدا، تعالى عن صفة من سواه علوا كبيرا. 83 – وباسناده إلى حماد بن عمرو النصيبى قال: سألت جعفر بن محمد عليهما السلام عن التوحيد ؟ فقال: واحد صمد أزلى صمدي لاظل له يمسكه، وهو يمسك الاشياء بأظلتها، لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك، ولم يكن له كفوا احد. 84 – وباسناده إلى ابن ابى عمير عن موسى بن جعفر عليهما السلام انه قال: واعلم ان الله تبارك وتعالى واحد احد صمد لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك. 85 – في مجمع البيان وعن عبد خير قال: سأل رجل عليا عليه السلام عن تفسير هذه السورة، فقال: هو الله احد بلا تأويل عدد، الصمد بلا تبعيض بدد، لم يلد فيكون موروثا هالكا، ولم يولد فيكون الها مشاركا ولم يكن له من خلقه كفوا أحد 86 – في نهج البلاغة لم يولد سبحانه فيكون في العز مشاركا، ولم يلد فيكون مورثا هالكا. 87 – وفيه لم يلد فيكون مولودا، ولم يولد فيصير محدودا، اجل عن اتخاذ الابناء 88 – وفيه ولا كفو له فيكافيه. 89 – في اصول الكافي باسناده إلى حماد بن عمرو النصيبى عن ابى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول عليه السلام في آخره لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك، ولم يكن له كفوا احدا. 90 – في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ” لم يلد ” أي لم يحدث، وقوله: ” ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ” قال: لا له كفو ولا شبه ولا شريك ولا ظهير ولا معين


[ 716 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من أوتر بالمعوذتين وقل هو الله أحد قيل له يا عبد الله أبشر فقد قبل الله وترك. 2 – في مجمع البيان وفى حديث أبى ومن قرأ: قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فكانما قرأ جميع الكتب التى أنزلها الله على الانبياء. 3 – وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انزلت على آيات لم ينزل مثلهن المعوذتان أورده مسلم في الصحيح. 4 – وعنه عن النبي صلى الله عليه وآله قال: يا عقبة الا أعلمك سورتين هما أفضل القرآن ؟ قلت: بلى يارسول الله، فعلمني المعوذتين ثم قرأ بهما في صلوة الغداة وقال لى: اقرأهما كلما قمت ونمت. 5 – في اصول الكافي باسناده إلى سليمان الجعفري عن أبى الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: ما من أحد في حد الصبى يتعهد في كل ليلة قراءة قل أعوذ برب الفلق و قل اعوذ برب الناس، كل واحد ثلاث مرات، وقل هو الله أحد مأة مرة، فان لم يقدر فخمسين، الا صرف الله عزوجل عنه كل لمم أو عرض من أعراض الصبيان والعطاش وفساد المعدة وبدور الدم أبدا ما تعوهد بهذا حتى يبلغه الشيب، فان تعهد نفسه بذلك أو تعوهد كان محفوظا إلى يوم قبض الله عزوجل نفسه (1). 6 – في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن أبى نجران عن صفوان الجمال قال: صلى بنا أبو عبد الله عليه السلام المغرب فقرأ بالمعوذتين في الركعتين. 7 – محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد عن جابر مولى بسطام قال أمنا أبو عبد الله عليه السلام في صلوة المغرب، فقرأ المعوذتين ثم قال: هما من القرآن.


(1) مر الحديث بمعناه في صفحة 702 (*)

[ 717 ]

8 – في مجمع البيان الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان رسول الله صلى الله عليه وآله اشتكى شكوة شديدة ووجع وجعا شديدا فأتاه جبرئيل و ميكائيل عند رجليه فعوذه جبرئيل بقل أعوذ برب الفلق، وعوذه ميكائيل بقل أعوذ برب الناس. 9 – أبو خديجة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: جاء جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو شاك فرقاه بالمعوذتين وقل هو الله احد. 10 – وروى ان النبي صلى الله عليه وآله كان كثيرا ما يعوذ الحسن والحسين بهاتين السورتين. 11 – وروى عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا قرأت قل أعوذ برب الفلق فقل في نفسك: أعوذ برب الفلق، وإذا قرأت قل أعوذ برب الناس فقل في نفسك أعوذ برب الناس. 12 – في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن بكر بن محمد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان سبب نزول المعوذتين انه وعك (1) رسول الله صلى الله عليه وآله فنزل عليه جبرئيل بهاتين السورتين فعوذه بهما. 13 – حدثنا على بن الحسين عن أحمد بن أبى عبد الله عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبى بكر الحضرمي قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: ان ابن مسعود كان يمحو المعوذتين من المصحف ؟ فقال: كان أبى يقول: انما فعل ذلك ابن مسعود برأيه وهو من القرآن. 14 – في كتاب طب الائمة عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراد انسان بسوء فأراد ان يحجزه الله بينه وبينه، فليقل حين يراه اعوذ بحول الله وقوته من حول خلقه وقوتهم، واعوذ برب الفلق من شر ما خلق، ثم يقول: ما قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله ” فان تولوا فقل حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ” صرف الله عنه كيد كل كائد ومكر كل ماكر وحسد كل حاسد، ولا يقولن هذه الكلمات الا في وجهه فان الله يكفيه بحوله.


(1) الوعك: الحمى (*)

[ 718 ]

15 – عن ابى الحسن الرضا عليه السلام انه راى مصروعا فدعا بقدح فيه ماء ثم قرأ الحمد والمعوذتين ونفث في القدح ثم أمر فصب الماء على رأسه ووجه فأفاق، وقال له: لا يعود اليك ابدا. 16 – وباسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ابى عبد الله عليه السلام قال قال امير المؤمنين عليه السلام: ان جبرئيل اتى النبي صلى الله عليه وآله وقال له: يا محمد قال: لبيك يا جبرئيل، قال: ان فلان سحرك وجعل السحر في بئر بنى فلان فابعث إليه يعنى البئر أوثق الناس عندك واعظمهم في عينك وهو عديل نفسك حتى يأتيك بالسحر، قال: فبعث النبي صلى الله عليه وآله على بن ابي طالب وقال: انطلق إلى بئر ازوان فان فيها سحرا سحرني به لبيد بن اعصم اليهودي فأتني به قال عليه السلام: فانطلقت في حاجة رسول الله صلى الله عليه وآله فهبطت فإذا ماء البئر قد صار كأنها الحناء من السحر، فطلبته مستعجلا حتى انتهيت إلى اسفل القليب فلم اظفر به، قال الذين معى: ما فيه شئ فاصعد، فقلت: لا والله ما كذبت وما كذبت وما نفسي به مثل انفسكم يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم طلبت طلبا بلطف فاستخرجت حقا فأتيت النبي صلى الله عليه وآله فقال: افتحه ففتحته وإذا في الحق قطعة كرب النخل في جوفه وتر عليها احد وعشرون عقدة، وكان جبرئيل عليه السلام انزل يومئذ المعوذتين على النبي صلى الله عليه وآله فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا على اقرءها على الوتر، فجعل امير المؤمنين عليه السلام كلما قرء آية انحلت عقدة حتى فرغ منها، وكشف الله عزوجل عن نبيه ما سحر وعافاه (1) 17 – ويروى ان جبرئيل وميكائيل عليهما السلام اتيا إلى النبي صلى الله عليه وآله فجلس احدهما عن يمينه والاخر عن شماله، فقال جبرئيل لميكائيل ما وجع الرجل ؟ فقال ميكائيل: هو مطبوب (2) فقال جبرئيل عليه السلام: ومن طبه ؟ قال: لبيد بن عاصم اليهودي ثم ذكر الحديث إلى آخره.


(1) في هذا الحديث وأضرا به كلام للطبرسي (ره) وغيره وسيأتى كلامه بعد حديث مجمع البيان فانتظر. (2) المطبوب: المحسور. (*)

[ 719 ]

18 – وعن ابى عبد الله الصادق عليه السلام انه سئل عن المعوذتين اهما من القرآن ؟ فقال: نعم هما من القرآن، فقال الرجل: ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا في مصحفه ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: اخطأ ابن مسعود أو قال: كذب ابن مسعود هما من القرآن قال الرجل: فأقرء بهما يابن رسول الله في المكتوبة ؟ قال: نعم، وهل تدرى ما معنى المعوذتين وفى أي شئ انزلتا ؟ ان رسول الله صلى الله عليه وآله سحره لبيد بن اعصم اليهودي فقال أبو بصير: وما كاد أو عسى ان يبلغ من سحره ؟ قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: بلى كان النبي صلى الله عليه وآله يرى انه يجامع وليس يجامع، وكان يريد الباب ولا يبصره حتى يلمسه بيده، والسحر حق وما يسلط السحر الا على العين و الفرج، فأتاه جبرئيل عليه السلام فأخبره بذلك، فدعا عليا عليه السلام وبعثه ليستخرج ذلك من بئر ازوان، وذكر الحديث بطوله إلى آخره. 19 – في مجمع البيان قالوا ان لبيد بن اعصم اليهود سحر رسول الله صلى الله عليه وآله ثم دفن ذلك في بئر لبنى زريق، فمرض رسول الله صلى الله عليه وآله فبينا هو نائم إذا اتاه ملكان فقعد احدهما عند رأسه والاخر عند رجليه، فأخبراه بذلك وانه في بئر ازوان في جف طلعة وتحت راعوفة، والجف قشر الطلع، والراعوفة حجر في اسفل البئر يقوم عليها الماتح (1) فانتبه رسول الله صلى الله عليه وآله وبعث عليا عليه السلام والزبير وعمارا فنزحوا ماء تلك البئر ثم رفعوا الصخرة واخرجوا الجف، فإذا فيه مشاطة راس واسنان من مشط، وإذا معقد فيه احدى عشرة عقدة مغروزة بالابر، فنزلت هاتان السورتان، فجعل كلما يقرء آية انحلت عقدة، ووجد رسول الله صلى الله عليه وآله خفة، فقام فكانما انشط من عقال، وجعل جبرئيل يقول: بسم الله ارقيك من كل شئ يؤذيك من حاسد و عين، والله تعالى يشفيك ورووا ذلك عن عايشة وابن عباس. وهذا لا يجوز لان من وصف بانه مسحور فكأنه قد خبل عقله وقد أبى الله سبحانه ذلك في قوله: ” وقال الظالمون ان تتبعون الا رجلا مسحورا * انظر كيف ضربوا لك الامثال فضلوا ” ولكن يمكن أن يكون اليهودي أو بناته على ما روى اجتهدوا على ذلك فلم يقدروا عليه، واطلع


(1) الماتح: الذى يستخرج الماء من البئر. (*)

[ 720 ]

الله نبيه على ما فعلوه من التمويه حتى استخرج، وكان ذلك دلالة على صدقه صلى الله عليه وآله و كيف يجوز أن يكون المرض من فعلهم، ولو قدروا على ذلك لقتلوه وقتلوا كثيرا من المؤمنين مع شدة عداوتهم له. 20 – وفيه وقيل: ان سجين جب في جهنم مفتوح، والفلق جب في جهنم مغطى رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله. 21 – في تفسير على بن ابراهيم عن الامام الحسن بن على بن أبيطالب عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة ويزلف المتقين، وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الارضين السابعة وفيه الفلق والسجين. 22 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى حنان بن سدير قال: حدثنى رجل من أصحاب أبى عبد الله عليه السلام قال. سمعته يقول: أن أشد الناس عذابا يوم القيامة سبعة نفر: أولهم ابن آدم الذى قتل اخاه، ونمرود الذى حاج ابراهيم عليه السلام في ربه واثنان من بنى اسرائيل هودا قومهما ونصراهما، وفرعون الذى قال: انا ربكم الاعلى، واثنان من هذه الامة احدهما شرهما في تابوت من قوارير تحت الفلق في بحار من نار. 23 – في كتاب معاني الاخبار ابى (ره) قال: حدثنا محمد بن القاسم عن محمد بن على الكوفى عن عثمان بن عيسى عن معاوية بن وهب قال: كنا عند أبى عبد الله عليه السلام فقرأ رجل: قل اعوذ برب الفلق فقال الرجل: وما الفلق ؟ قال: صدع في النار فيه سبعون الف دار، في كل دار سبعون الف بيت، في كل بيت سبعون الف اسود، في جوف كل اسود سبعون الف جزء من سم، لابد لاهل النار ان يمروا عليها. 24 – في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن سلام مولى رسول الله صلى عليه وآله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: اخبرني ايعذب الله عزوجل خلقا بلا حجة ؟ فقال: معاذ الله، قلت: فأولاد المشركين في الجنة ام في النار ؟ فقال: الله تبارك و


[ 721 ]

تعالى اولى بهم، انه إذا كان يوم القيامة وجمع الله عزوجل الخلائق لفصل القضاء يأتي بأولاد المشركين فيقول لهم عبيدى وامائي من ربكم ومادينكم وما أعمالكم ؟ قال: فيقولون: اللهم ربنا انت خلقتنا ولم نخلق شيئا، وانت امتنا ولم نمت شيئا، ولم تجعل لنا ألسنة ننطق بها ولا اسماعا نسمع ولا كتابا نقرؤه ولا رسولا فنتبعه، و لا علم لنا الا ما علمتنا، قال: فيقول لهم عزوجل: عبيدى وامائي ان امرتكم بأمر أتفعلونه ؟ فيقولون: السمع والطاعة لك يا ربنا، قال: فيأمر الله عزوجل نارا يقال لها الفلق اشد شئ في جهنم عذابا فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسلاسل والاغلال، فيأمرها الله عزوجل ان تنفخ في وجوه الخلائق نفخة فتنفخ، فمن شدة نفختها تنقطع السماء وتنطمس النجوم وتجمد البحار وتزول الجبال وتظلم الابصار وتضع الحوامل حملها، وتشيب الولدان من هولها يوم القيامة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 25 – في تفسير على بن ابراهيم ” قل اعوذ برب الفلق ” قال: الفلق جب في جهنم يتعوذ أهل النار من شدة حره، سأل الله أن يأذن له أن يتنفس، فاذن له فتنفس فاحرق جهنم قال: وفى ذلك الجب صندوق من ناريتعوذ أهل تلك الجب من حر ذلك الصندوق وهو التابوت، وفى ذلك التابوت ستة من الاولين وستة من الاخرين، فاما الستة من الاولين فابن آدم الذى قتل أخاه، ونمرود ابراهيم الذى القى ابراهيم في النار، وفرعون موسى، والسامري الذى اتخذ العجل، والذى هود اليهود والذى نصر النصارى، واما الستة من الاخرين فهو الاول والثانى، والثالث والرابع، وصاحب الخوارج وابن ملجم ومن شر غاسق إذا وقب قال: الذى يلقى في الجب يقب فيه (1). 26 – في جوامع الجامع: ” ومن شر غاسق ” وهو الليل إذا اعتكر ظلامه من قوله ” إلى غسق الليل ” ووقوبه دخول ظلامه في كل شئ، بقال: وقبت الشمس إذا غابت. وفى الحديث: لما رأى الشمس قد وقبت ؟ ؟ ؟ ؟ هذا حين حلها يعنى صلوة المغرب.


(1) أي يدخل فيه. والوقوب: الدخول. (*)

[ 722 ]

27 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عيسى عن الحسن بن محبوب عن اسحاق بن غالب عن أبى عبد الله عليه السلام في خطبة له يذكر فيها حال الائمة عليهم السلام وصفاتهم قال عليه السلام بعد ان ذكر الامام: لم يزل مرعيا بعين الله، يحفظه ويكلؤه بستره، مطرود عنه حبائل ابليس وجنوده، مدفوعا عنه وقوب الفواسق، ونفوث كل فاسق (1) 28 – في كتاب معاني الاخبار أبى (ره) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن ادريس عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبى عمير رفعه في قول الله عزوجل: من شر حاسد إذا حسد قال: اما رأيته إذا فتح عينيه وهو ينظر اليك هو ذاك. 29 – وباسناده إلى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام انه سئل عن الحسد فقال: لحم ودم يدور في النار، إذا انتهى الينا يئس وهو الشيطان. 30 – في اصول الكافي على ابن ابراهيم عن أبيه عن بعض اصحابه عن القداح عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: رقى النبي صلى الله عليه وآله حسنا وحسينا فقال: اعيذ كما بكلمات الله التامات واسمائه الحسنى كلها عامة من شر السامة و الهامة ومن شر كل عين لامة (2) ومن شر حاسد إذا حسد ثم التفت النبي صلى الله عليه وآله الينا فقال: هكذا كان يعوذ ابراهيم اسمعيل واسحق عليهم السلام. 31 – على بن ابراهيم عن ابيه عن النوفلي عن السكوني عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كاد الفقر ان يكون كفراوكاد الحسد ان يغلب القدر. 32 – في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن سليمان السلطى قال: حدثنا على بن موسى الرضا عليه السلام قال: حدثنى أبى موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عن ابيه الحسين بن على عن أبيه على بن أبى طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كاد الحسد أن يسبق القدر،


(1) النفث: النفخ. (2) السامة: ذات السم والهامة واحدة الهوام ولا يقع هذا الاسم الا على المخوف. والعين اللامة: التى تصيب بسوء. (*)

[ 723 ]

33 – في كتاب الخصال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال لقمان لابنه: يا بنى لكل شئ علامة تعرف بها ويشهد عليها إلى قوله: وللحاسد ثلاث علامات يغتاب إذا غاب ويتملق إذا شهد ويشمت بالمصيبة. 34 – عن الحارثى عن أبى عبد الله عليه السلام لا يؤمن رجل فيه الشح والحسد و الجبن، ولا يكون المؤمن جبانا ولا حريصا ولا شحيحا. 35 – عن سالم عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا حسد الا في اثنين رجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل واطراف النهار، ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم آناء الليل وآناء النهار. 36 – عن سماعة عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: يا سماعة لا ينفك المؤمن من خصال اربعة من جار يؤذيه وشيطان يغويه ومنافق يقفو أثره ومؤمن يحسده ثم قال: يا سماعة اما أنه اشد هم عليه قلت: كيف ذلك ؟ قال: انه يقول فيه القول فيصدق عليه. 37 – وباسناده إلى حريز بن عبد الله عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رفع عن امتى تسعة أشياء: الخطأ والنسيان وما اكرهوا عليه ومالا يطيقون وما لا يعلمون وما اضطروا إليه والحسد والطيرة والتفكر والوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة. 38 – وباسناده إلى عمران الاشعري باسناده يرفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة لم يعر منها نبى ومن دونه الطيرة والحسد والتفكر في الوسوسة في الخلق (1)،


(1) قال الصدوق (ره) بعد ذكر الحديث ما لفظه: قال مصنف هذا الكتاب: معنى الطيرة في هذا الموضع هو أن يتطير منهم واما هم فلا يتطيرون، وذلك كما قال الله عزوجل عن قوم صالح: قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله وكما قال آخرون لانبيائهم انا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم الاية واما الحسد في هذا الموضع هو أن يحسدوا لا انهم يسحدون غيرهم وذلك كما قال الله عزوجل: ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب * (*)

[ 724 ]

39 – عن زيد بن على عن على عليه السلام قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله حسد من يحسدنى فقال: يا على أما ترضى ان اول اربعة يدخلون الجنة أنا وأنت وذرارينا خلف ظهورنا وشيعتنا عن ايماننا وشمائلنا. 40 – في صحيفة الرضا عليه السلام وباسناده قال: حدثنى على بن الحسين عليهما السلام قال: أخذنا ثلاثة عن ثلاثة أخذنا الصبر عن ايوب، والشكر عن نوح والحسد عن بنى يعقوب. 41 – في روضة الكافي على عن أبيه عن ابن أبى عمير عن أبى مالك الحضرمي عن حمزة بن حمران عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة لم ينج منها نبى فمن دونه التفكر في الوسوسة في الخلق والطيرة والحسد الا ان المؤمن لا يستعمل حسده. بسم الله الرحمن الرحيم 1 – في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من اوتر بالمعوذتين وقل هو الله احد قيل له: يا عبد الله ابشر فقد قبل الله وترك. 2 – في مجمع البيان الفضل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان رسول الله صلى الله عليه وآله اشتكى شكوة شديدة فأتاه جبرئيل وميكائيل، فقعد جبرئيل عند رأسه وميكائيل عن رجليه، فعوذه جبرئيل عليه السلام بقل أعوذ برب الفلق، وعوذه ميكائيل عليه السلام بقل أعوذ برب الناس. 3 – أبو خديجة عن ابى عبد الله عليه السلام قال: جاء جبرئيل إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو شاك فرقاه بالمعوذتين وقل هو الله احد، وقال: بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء يؤذيك خذها فلتهنيك فقال: بسم الله الرحمن الرحيم قل اعوذ


(1) * والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما واما التفكر في الوسوسة في الخلق فهو بلواهم بأهل الوسوسة لا غير ذلك كما حكى الله عن الوليد بن المغيرة المخزومى: انه فكر وقدر فقتل كيف قدر يعنى قال للقرآن ان هذا الا سحر يؤثر ان هذا الا قول البشر. (*)

[ 725 ]

برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه قد ذكرنا في اوايل ما اسلفنا في قل اعوذ برب الفلق ما فيه بيان شاف لهذه السورة ايضا فليراجع. 4 – في مجمع البيان وقوله: ” من شر الوسواس ” فيه اقوال: احدها ان معناه إلى قوله: وثانيها ان معناه من شر ذى الوسواس وهو الشيطان كما جاء في الحديث انه يوسوس فإذا ذكر العبد ربه خنس (1). 5 – وروى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الشيطان واضع خطمه (2) على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس، واذانسى التقم فذلك الوسواس الخناس. 6 – وروى العياشي باسناده عن ابان بن تغلب عن جعفر بن محمد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن الا ولقلبه في صدره اذنان، اذن يتنفس فيها الوسواس الخناس فيؤيد الله المؤمن بالملك، وهو قوله: سبحانه ” وايدهم بروح منه “. 7 – في تفسير على بن ابراهيم وقال الصادق عليه السلام: ما من قلب الا وله أذنان على احدهما ملك مرشد، وعلى الاخرى شيطان مفتر، هذا يأمره وهذا يزجره، و كذلك من الناس شيطان يحمل الناس على المعاصي كما يحمل الشيطان من الجن. 8 – وفيه عن العالم عليه السلام حديث طويل ذكر فيه عليه السلام: ما طلب ابليس من الله اجابته له وفيه قال: قال: يا رب زدنى قال جعلت لك ولذريتك صدورهم أوطانا قال: حسبى وقد ذكرنا اكثر الحديث في اول الاعراف (3) 9 – في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن على بن


(1) الخنوس: الاختفاء بعد الظهور. (2) الخطم: انف الانسان ومن الدابة: مقدم انفها وفمها. (3) راجع المجلد الثاني صفحة 9 – 10. (*)

[ 726 ]

الحكم عن سيف بن عميرة عن ابان بن تغلب عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن الا ولقلبه اذنان في جوفه، اذن ينفث فيها الوسواس الخناس، واذن ينفث فيها الملك فيؤيد الله المؤمن بالملك فذلك قوله: ” وايدهم بروح منه ” 10 – في الكافي أبو على الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من اكل حبة من الرمان امرضت شيطان الوسوسة اربعين يوما 11 – في امالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق عليه السلام قال: لما نزلت هذه الاية ” والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ” صعد ابليس جبلا بمكة يقال له ثوير، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه فقالوا يا سيدنا لم دعوتنا ؟ قال: نزلت هذه الاية فمن لها ؟ فقام عفريت من الشياطين فقال: انا لها بكذ وكذ، قال: لست لها، فقام آخر فقال: مثل ذلك، فقال لست لها، فقال الوسواس الخناس: انا لها قال: بماذا ؟ قال: اعدهم وامنيهم حتى يواقعوا الخطيئة فإذا وقعوا الخطيئة انسيتهم الاستغفار فقال: انت لها فوكله بها إلى يوم القيامة. 12 – في كتاب الخصال فيما اوصى به النبي عليا عليهما السلام يا على ثلاث من الوسواس اكل الطين، وتقليم الاظفار بالاسنان واكل اللحية. 12 – في كتاب الخصال فيما اوصى به النبي عليا عليهما السلام يا على ثلاث من الوسواس اكل الطين، وتقليم الاظفار بالاسنان واكل اللحية. 13 – عن ابى الحسن الاول عليه السلام قال: اربعة من الوسواس: اكل الطين، وفت الطين، وتقليم الاظفار بالاسنان، وأكل اللحية. 14 – في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى ابى بكر الحضرمي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلى صلوات الله عليه: يا على القرآن خلف فراشي في الصحف الحرير والقراطيس فخذوه واجمعوا ولا تضيعوه كما ضيع اليهود التوراة، فانطلق على صلوات الله عليه فجمعه في ثوب اصفر ثم ختم عليه في بيته وقال: لا ارتدى حتى اجمعه فانه عليه السلام كان الرجل ليأتيه فيخرج إليه بغير رداء حتى جمعه. 15 – قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو ان الناس قرؤا القرآن كما انزل الله


[ 727 ]

عزوجل ما اختلف اثنان. 16 – وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن ابى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال: ما احد من هذه الامة جمع القرآن الا وصى محمد صلوات الله عليهما. قد تم الجزء الخامس حسب تجزئتنا من كتاب تفسير نور الثقلين وبه تم الكتاب بعون الله الملك الوهاب وقد وقع الفراغ من طبعه وتصحيحه والتعليق عليه في الخامس والعشرين من شهر صفر الخير سنة 1385 على يد العبد المذنب الفاني السيد هاشم بن السيد حسين الحسينى المحلاتي المشتهر برسولى عفى عنه وعن والديه بحق محمد وآله

اترك تعليقاً