تفسير العياشي

محمد بن مسعود العياشي ج 2


[ 1 ]

كتاب التفسير لمؤلفه المحدث الجليل ابى النضر محمد بن مسعود بن عياش السلمى السمرقندى المعروف بالعياشى رضوان الله عليه الجزء الثاني وقف على تصحيحه وتحقيقه والتعليق عليه الفاضل المتتبع الورع الحاج السيد هاشم الرسولي المحلاتي تصدر لطبعه ونشره السيد الجليل الحاج السيد محمود الكتابچى واولاده صاحب المكتبة العلمية الاسلامية تهران – سوق الشيرازي


[ 2 ]

بسم الله الرحمن الرحيم من سورة الاعراف 1 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة الاعراف في كل شهر كان يوم القيمة من الذين لا خوف عليهم ولا يحزنون، فان قرأها في كل جمعة كان ممن لا يحاسب يوم القيمة، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: اما ان فيها آيا محكمة (1) فلا تدعوا قرائتها وتلاوتها والقيام بها، فانها تشهد يوم القيمة لمن قرأها عند ربه (2) 2 – عن أبى جمعة رحمة بن صدقة قال: أتى رجل من بنى امية وكان زنديقا إلى جعفر بن محمد عليه السلام فقال له: قول الله في كتابه (المص) أي شئ أراد بهذا وأى شئ فيه من الحلال والحرام ؟ وأى شئ في ذا مما ينتفع به الناس ؟ قال: فأغلظ ذلك جعفر بن محمد عليه السلام فقال: امسك ويحك ؟ الالف واحد، واللام ثلثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، كم معك ؟ فقال الرجل: مائة واحدى وستون، فقال له جعفر بن محمد عليه السلام: إذا انقضت سنة احدى وستين ومائة ينقضى ملك أصحابك، قال: فنظرنا فلما انقضت


(1) وفى نسخة (آى ومحكم). (2) البرهان ج 2: 2. البحار ج 19: 69. (*)

[ 3 ]

احدى وستون ومائة يوم عاشوراء دخل المسودة (1) الكوفة وذهب ملكهم (2). 3 – خيثمة الجعفي عن أبى لبيد المخزومى قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يابالبيد انه يملك من ولد العباس اثنا عشر، يقتل بعد الثامن منهم أربعة فتصيب أحدهم الذبحة (3) فتذبحه، هم فئة قصيرة أعمارهم، قليلة مدتهم، خبيثة سيرتهم (4) منهم الفويسق الملقب بالهادي، والناطق والغاوي، يا بالبيد ان في حروف القرآن المقطعة لعلما جما، ان الله تبارك وتعالى أنزل (آلم ذلك الكتاب “، فقام محمد صلى الله عليه وسلم حتى ظهر نوره و ثبت كلمته، وولد يوم ولد، وقد مضى من الالف السابع مأة سنة وثلث سنين، ثم قال: وتبيانه في كتاب الله [ في ] الحروف المقطعة إذا عددتها من غير تكرار، وليس من حروف مقطعة حرف ينقضى ايام (الايام خ ل) الا وقائم من بنى هاشم عند انقضائه، ثم قال: الالف واحد، واللام ثلثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، فذلك مأة واحدى وستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن على عليه السلام الم الله، فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند ” المص “، ويقوم قائمنا عند انقضائها بالر فافهم ذلك وعه و اكتمه (5).


(1) المسودة بكسر الواواى لابسى سواد والمراد اصحاب الدعوة العباسية لانهم كانوا يلبسون ثيابا سوداء. (2) البرهان ج 2: 3. البحار ج 19: 92. الصافى ج 1: 563 ونقله الصدوق (رحمه الله) في معاني الاخبار لكن في اكثر نسخه ثلثين بدل ستين في المواضع الثلثة ولعله الاصح كما سيظهر وسيأتى شرحه في ذيل الحديث الاتى. (3) الذبحة – كهمزة -: وجع في الحلق من الدم، وقيل: قرحة تظهر فيه فتنسد معها وينقطع النفس ويسمى بالخناق. (4) كذا في النسخ واستظهر في هامش نسخة العلامة المحدث النوري (رحمه الله) ان الاصل (سريرتهم). (5) البحار ج 19: 94. البرهان ج 2: 3. الصافى ج 1: 57. ثم انه قد اختلفت كلمات القوم في فواتح السور وتلك الحروف المقطعة وكثرت الاقوال وربما تبلغ إلى (*)

=

[ 4 ]

ثلثين قولا ذكر جلها الرازي في تفسيره عند تفسير قوله تعالى (الم ذلك الكتاب اه) في سورة البقرة فراجع ولعل اقربها إلى الصواب كما يستفاد من هذه الاخبار ويؤيده آيات الكتاب ما ذهب إليه جمع من محققى علماء الامامية وبعض المفسرين من العامة وهو ان هذه الحروف هي اسرار بين الله ورسوله ورموز لم يقصد بها افهام غيره وغير الراسخين في العلم من ذريته كما قال تعالى (واخر متشابهات) إلى قوله (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم) وهذين الخبرين وغيرهما ايضا يدلان على انها من جملة الرموز المفتقرة إلى البيان وقد روى عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال: لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجى. ثم لا يخفى ان هذين الخبرين من معضلات الاخبار ومخيبات الاسرار ونحن نذكر بعض ما قيل في شرحهما على ما هو المناسب لوضع هذه التعليقة فنقول: قال العلامة المجلسي رحمه الله: بعد نقلهما عن كتاب معاني الاخبار في شرح حديث الاول ما لفظه: هذا الخبر لا يستقيم إذا حمل على مدة ملكهم لانه كان الف شهر ولا على تاريخ الهجرة مع ابتنائه عليه لتأخر حدوث هذا التاريخ عن زمن الرسول ولا على تاريخ علم الفيل لانه يزيد على احد وستين ومأة مع ان اكثر نسخ الكتاب (يعنى كتاب معاني الاخبار) احد و ثلثون ومأة وهو لا يوافق عدد الحروف ثم قال رحمه الله: وقد اشكل على حل هذا الخبر زمانا حتى عثرت على اختلاف ترتيب الاباجدفي كتاب عيون الحساب فوجدت فيه ان ترتيب الابجد في القديم الذى ينسب إلى المغاربة هكذا: ابجد، هوز، حطى، كلمن، صعفض، قرست، ثخذ، ظغش، فالصاد المهملة عندهم ستون والضاد المعجمة تسعون و السين المهملة ثلثمأة والظاء المعجمة ثمانمأة والغين المعجمة تسعمأة والشين المعجمة الف فحينئذ يستقيم ما في اكثر النسخ من عدد المجموع ولعل الاشتباه في قوله والصاد تسعون من النساخ لظنهم انه مبنى على المشهور وحينئذ يستقيم إذا بنى على البعثة أو نزول الاية كما لا يخفى على المتأمل (انتهى) وقال في شرح الحديث الثاني: الذى يخطر بالبال في حل هذا الخبر الذى هو من معضلات الاخبار هو انه بين ان الحروف المقطعة التى في فواتح السور اشارة إلى ظهور ملك جماعة من اهل الحق وجماعة من اهل الباطل = (*)


[ 5 ]


= فاستخرج عليه السلام ولادة النبي صلى الله عليه وآله من عدد اسماء الحروف المبسوطة بزبرها وبيناتها كما يتلفظ بها عند قرائتها بحذف المكررات كان يعد الف لام ميم تسعة ولا تعد مكررة بتكررها في خمس من السور فانك إذا عددتها كذلك تصير مأة وثلثة احرف وهذا يوافق تاريخ ولادة النبي صلى الله عليه وآله لانه كان قد مضى من الالف السابع من ابتداء خلق آدم عليه السلام مأة سنة وثلث سنين واليه اشار بقوله عليه السلام (وتبيانه) أي تبيان تاريخ ولادته صلى الله عليه وسلم ثم بين ان كل واحدة من تلك الفواتح اشارة إلى ظهور دولة من بنى هاشم ظهرت عند انقضائها (فالم) التى في سورة البقرة اشارة إلى ظهور دولة الرسول إذا أول دولة ظهرت في بنى هاشم كانت دولة عبد المطلب فهو مبدء التاريخ ومن ظهور دولته إلى ظهور دولة الرسول وبعثته كان قريبا من احد وسبعين الذى هو عدد (الم) – فالم ذلك – اشارة إلى ذلك وبعد ذلك نظم القرآن (الم) الذى في آل عمران فهو اشارة إلى خروج الحسين عليه السلام إذا كان خروجه في اواخر سنة ستين من البعثة. ثم بعد ذلك في نظم القرآن ” المص ” فقد ظهرت دولة بنى العباس عند انقضائها لكن يشكل هذا من حيث ان ظهور دولتهم وابتداء بيعتهم كان في سنة اثنين وثلثين وماة وفد مضى من البعثة حينئذ مأة وخمس واربعون سنة فلا يوافق ما في الخبر ثم قال رحمه: ويمكن التفصى عن هذا الاشكال بوجوه: الاول: ان يكون مبدء هذا التاريخ غير مبدء (الم) بان يكون مبدء ولادة النبي صلى الله عليه وآله مثلا فان بدو دعوة بنى العباس كان في سنة مأة من الهجرة وظهور بعض امرهم في خراسان كان في سنة سبع أو ثمان ومأة من ولادته صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الزمان كان مأة واحدى وستين سنة. الثاني: ان يكون المراد بقيام قائم ولد عباس استقرار دولتهم وتمكنهم وذلك كان في اواخر زمن المنصور وهو يوافق هذا التاريخ من البعثة: الثالث: ان يكون هذا الحساب مبنيا على ما في شرح الحديث السابق من كون الصاد في ذلك الحساب ستين فيكون مأة واحدى وثلثين فيوافق تاريخه تاريخ (الم) إذ في سنة مأة و سبع عشرة من الهجرة ظهرت دعوتهم في خراسان. = (*)

[ 6 ]


= ثم قال رحمه الله ويحتمل ان يكون مبدهذا التاريخ نزول الاية وهى وان كانت مكية كما هو المشهور فيحتمل ان يكون نزولها في زمان قريب من الهجرة فيقرب من بيعتهم الظاهر وان كانت مدنية فيمكن ان يكون نزولها في زمان ينطبق على بيعتهم بغير تفاوت ثم قال رحمه الله في شرح قوله عليه السلام: فلما بلغت مدته أي كملت المدة المتعلقة بخروج الحسين عليه السلام فان ما بين شهادته صلوات الله عليه إلى خروج بنى العباس كان من توابع خروجه وقد انتقم الله له من بنى امية في تلك المدة إلى ان استأصلهم ثم قال رحمه الله: وقوله: ويقوم قائمنا عند انقضائها بالر هذا يحتمل وجوها: الاول: ان يكون من الاخبار المشروطة البدائية ولم يتحقق لعدم تحقق شرطه كما يدل عليه بعض اخبار هذا الباب. الثاني: ان يكون تصحيف (المر) ويكون مبدء التاريخ ظهور امر النبي صلى الله عليه وآله قريبا من البعثة كالف لام ميم ويكون المراد بقيام القائم قيامه بالامامة تورية فان امامته كانت في سنة ستين ومأتين فإذا اضيف إليها احد عشر من البعثة يوافق ذلك. الثالث: ان يكون المراد جميع اعداد كل (الر) يكون في القرآن وهى خمس مجموعها الف ومأة وخمسة وخمسون ثم ذكر وجهين آخرين واستبعدهما تركناهما حذرا من الاطالة والاطناب وهذا آخر ما نقلناه من كلامه رحمه الله. وقال تلميذه المحدث المحقق المولى أبو الحسن بن محمد طاهر العاملي رحمه الله بعد نقل كلامه رحمه الله: ولقد اجاد في افادة المراد بما لا يتطرق إليه المزاد الا ان فيه بعض ما ينبغى ذكره فاعلم ان قوله عليه السلام في حديث المخزومى ان ولادة النبي كانت في سنة مأة وثلث من الالف السابع موافق بحسب الواقع لما ضبطه اكثر اهل الزيجات والتواريخ المضبوطة وان كان بحسب الظاهر موهما للمخالفة فان الذى ضبطه الاكثر ان عمر آدم كان الف سنة الا سبعين كما يظهر من كثير من اخبارنا ايضا وان من وفات آدم إلى الطوفان كان ألفا وثلثمأة سنة وكسرا، ومن الطوفان إلى مولد ابراهيم عليه السلام كان ألفا وثمانين وكسرا ومن مولد ابراهيم عليه السلام إلى وفات موسى عليه السلام كان خمسمأة سنة وكسرا ومن وفات موسى عليه السلام إلى مبدء ملك بخت نصر كان تسعمأة سنة وكسرا وقيل سبعمأة وكسرا وان بين ملك بخت = (*)

[ 7 ]


= نصر ومولد النبي صلى الله عليه وآله كان ألفا سنة وعشر سنين ما سوى الكسورات المذكورة، فبين في الحديث انها ثلث وتسعون سنة وكذا لو بنى على قول من قال بان ما بين وفات موسى وملك بخت نصر كان سبعمأة وكسرا يمكن تصحيح الحساب بانه يكون مجموع ما بين خلق آدم إلى ولادة النبي صلى الله عليه وآله على هذا الحساب خمسة آلاف سنة وثمانمأة وكسرا كما صرح به بعضهم ايضا بان هذا كله على حساب السنين الشمسية فيكون بالقمرية المضبوط بالشهور العربية ستة آلاف سنة وكسرا. ففى الحديث المذكور ايضا صرح عليه السلام بان ذلك الكسر مأة وثلث سنين مع قطع النظر عن الشمسية والقمرية نقول ايضا إذا كان على هذا الحساب عدد الالوف خمسة والمأة المعلومة ثمانية بقيت الكسور التى بين هذه التواريخ غير معلومة فربما يكون جميعها ثلثمأة وثلث سنين كما أخبر الامام عليه السلام ويؤيده تصريح بعض المؤرخين بان من هبوط آدم إلى مولد النبي صلى الله عليه وآله ستة آلاف سنة ومأة وثلاث وستون فافهم. واعلم ايضا ان مراد شيخنا رحمه الله بقوله في تطبيق الم الله على خروح الحسين عليه السلام وانما كان شيوع امره يعنى امر النبي صلى الله عليه وآله بعد سنتين من البعثة دفع ما يرد على ذلك من ان ما بين مبدء البعثة إلى خروج الحسين عليه السلام كان ثلثا وسبعين سنة فزيد حينئذ سنتان، ولعله رحمه الله لم يحتج إلى هذا التكلف مع بعده بل كان له ان يجعل مبنى الحساب على السنين الشمسية فان خروجه عليه السلام كان في آخر سنة ستين من الهجرة بحساب سنين القمرية فيصير من البعثة إليها بحساب الشمسية واحدة وسبعين سنة كما هو ظاهر على الماهر وكانه رحمه الله لم يتوجه إلى هذا التوجيه لانه لا يجرى فيما سيأتي في تاريخ قيام القائم عليه السلام فتأمل. ثم اعلم ايضا ان الوجه الاول الذى ذكره طاب مرقده في التفصى عما استشكله في كون المص تاريخ قيام قائم بنى العباس وجه جيد، لكن لم يكن له حاجة إلى ان يتكلف بجعل تاريخ القيام زمان ظهور امرهم بل ان جعل تاريخ ذلك زمان اصل ظهور دعوتهم في خراسان وبدو خروج قائمهم والاعوان اعني ابا مسلم المروزى لتم الكلام ايضا حق التمام فان اصل ظهور تلك الدعوة على ما صرح به هو ايضا اخيرا كان في سنة مأة وسبع = (*)

[ 8 ]


= عشرة من الهجرة من ولادة النبي صلى الله عليه وآله إلى الهجرة كان ثلثا وخمسين سنة تقريبا بالسنين القمرية وتلك بعد اخراج التفاوت الذى يحصل بسبب اختلاف اشهر الولادة والبعثة والهجرة وغيرها وتحويلها إلى السنين الشمسية تصير مأة وواحدة وستين سنة تقريبا. واما توجيهه رضى الله عنه بما وجهه به حديث رحمة بن صدقة ايضا من كون مبنى الحساب على عدد الصاد ستين كما هو عند المغاربة فهو وان كان حاسما لمادة الاشكال في الخبرين جميعا الا انه بعيد من كليهما من وجوه غير خفية. منها: تصريح الامام فيهما معا بان الصاد تسعون والحمل على اشتباه النساخ في كل منهما لا سيما في الخبر الذى يستلزم ان يقال بالاشتباه في كلمتين كما هو ظاهر مما يرتفع باحتماله الاعتماد على مضامين الاخبار والوثوق بها. على انه يمكن توجيه حديث رحمة ايضا بنوع لا يحتاج إلى القول بهذا الاشتباه مع البناء على ما في اكثر النسخ (يعنى من كتاب معاني الاخبار) اعني كون ثلثين بدل ستين كما هو الانسب بالنسبة إلى عجز الحديث إذ لا كلام في ان دخول المسودة الكوفة كان عند انقضاء سنة مأة واحدى وثلثين من الهجرة، والتوجيه ان يقال لعل الامام عليه السلام في ذلك الحديث عد أولا عدد حساب الحروف بقوله الالف واحد واللام ثلثون والميم اربعون والصاد تسعون ثم قال كم معك ؟ حتى يقول الرجل مأة وواحد وستون فيخبره بمبدء ظهور امر بنى العباس على وفق حديث ابى لبيد لكن الرجل توهم في الحساب والجواب فقال: مأة واحدى وثلثون وكان ذلك ايضا موافقا ليوم دخول المسودة الكوفة إذا حوسب من الهجرة فأقره الامام عليه السلام على خطائه ولم يخبره بتوهمه حيث كان ذلك الذى ذكره ايضا من ايام فناء اصحابه بل اشدها عليهم فاخبره بما أحرق قلبه على وفق جوابه ايضا فافهم وتأمل جيدا حتى تعلم ان ما ذكره شيخنا المتقدم طاب ثراه في آخر توجيه حديث رحمة من ان استقامة ما ذكره من التوجيه إذا بنى على البعثة وقد اشار إلى مثله بما في حديث ابى لبيد ايضا ليس على ما ينبغى بل المعنى يستقيم حينئذ إذا حوسب من الهجرة كما صرح الراوى في آخر الحديث ونص عليه اهل التواريخ ايضا فتأمل. واعلم ايضا ان الاظهر في الوجوه التى ذكرها رحمه الله في توجيه قيام القائم عليه السلام

[ 9 ]

4 – عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته قال الله: (اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون ” ففى اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم، وفي تركه الخطأ المبين (1). 5 – عن داود بن فرقد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الملئكة كانوا يحسبون ان ابليس منهم، وكان في علم الله انه ليس منهم، فاستخرج الله ما في نفسه بالحمية، فقال: خلقتني من نار وخلقته من طين (2). 6 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الصراط الذى قال ابليس (لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين ايديهم) الاية وهو على عليه السلام (3). 7 – عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله (لاقعدن لهم صراطك المستقيم) إلى (شاكرين) قال: يا زرارة انما عمد لك (4) ولاصحابك، واما الآخرون فقد فرغ منهم. (5) 8 – عن موسى بن محمد بن على عن أخيه أبى الحسن الثالث عليه السلام قال: الشجرة التى نهى الله آدم وزوجته ان يأكلا منها شجرة الحسد، عهد اليهما ان لا ينظر إلى من فضل الله عليه وعلى خلايقه بعين الحسد، ولم يجد الله له عزما. (6) 9 – عن جميل بن دراج عن بعض أصحابنا عن أحدهما قال: سألته كيف أخذ الله


الوجه الثاني فان في اكثر النسخ المعتبرة ضبط (المر) بدل (الر) مع كونه حينئذ على نسق ما تقدم عليه في كون الجميع (الم) وربما يكون نظم القرآن ايضا كذلك عند اهل البيت ان يكون (المر) قبل (الر) ولا بعد ايضا في التعبير عن امامة القائم عليه السلام بقيامه هذا ما خطر بالبال والله وحججه اعلم بحقايق الاحوال. (انتهى). (1 – 2) البرهان ج 2: 4 – 5. (3) البرهان ج 2: 4 – 5. الصافى ج 1: 568. (4) عمد للشئ: قصد. وفى بعض النسخ (صمد) وهو بمعناه ايضا. (5) البرهان ج 2: 5. البحار ج 14: 627. (6) البرهان ج 2: 6. البحار ج 5: 51. (*)

[ 10 ]

آدم بالنسيان ؟ فقال: انه لم ينس وكيف ينسى وهو يذكره ويقول له ابليس (ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين). (1) 10 – عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله ان موسى سأل ربه أن يجمع بينه وبين أبيه آدم حيث عرج إلى السماء في أمر الصلوة ففعل، فقال له موسى: يا آدم انت الذى خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملئكته، وأباح لك جنته، وأسكنك جواره، وكلمك قبلا ثم نهاك عن شجرة واحدة فلم تصبر عنها حتى اهبطت إلى الارض بسببها فلم تستطع ان تضبط نفسك عنها حتى أغراك ابليس فأطعته ؟ فأنت الذى أخرجتنا من الجنة بمعصيتك ؟ فقال له آدم: ارفق بابيك أي بنى محنة ما (فيما خ ل) لقى في أمر هذه الشجرة [ يا بنى ] ان عدوى أتانى من وجه المكر والخديعة، فحلف لى بالله انه في مشورته على لمن الناصحين، وذلك انه قال لى مستنصحا: أنى لشأنك يا آدم لمغموم ؟ قلت: وكيف ؟ قال: قد كنت آنست بك وبقربك منى وأنت تخرج مما أنت فيه إلى ما ستكرهه، فقلت له: وما الحيلة ؟ فقال ان الحيلة هو ذا هو معك، أفلا أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ؟ فكلا منها أنت وزوجك فتصيرا معى في الجنة أبدا من الخالدين وحلف لى بالله كاذبا انه لمن الناصحين، ولم أظن يا موسى ان أحدا يحلف بالله كاذبا، فوثقت بيمينه، فهذا عذرى فأخبرني يا بنى هل تجد فيما أنزل الله اليك ان خطيئتي كائنة من قبل ان أخلق ؟ قال له موسى: بدهر طويل، قال رسول الله صلى الله عليه وآله فحج آدم موسى قال ذلك ثلثا. (2) 11 – عن عبد الله بن سنان قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام – وانا حاضر – كم لبث آدم و زوجه في الجنة حتى أخرجتهما منها خطيئتهما ؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى نفخ في آدم روحه بعد زوال الشمس (3) من يوم الجمعة ثم برأ زوجته من اسفل أضلاعه، ثم أسجد له ملئكته وأسكنه جنته من يومه ذلك، فوالله ما استقر فيها الا ست ساعات في يومه


(1) البرهان ج 2: 6. البحار ج 5: 51. (2) البرهان ج 2: 6. البحار ج 5: 51. (3) وفى نسخة البرهان (عند زوال الشمس). (*)

[ 11 ]

ذلك حتى عصى الله، فأخرجهما الله منها بعد غروب الشمس، وما باتا فيها وصيرا بفناء الجنة حتى أصبحا، فبدت لهما سوآتهما وناديهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة فاستحيا آدم من ربه وخضع وقال: ربنا ظلمنا أنفسنا واعترفنا بذنوبنا فاغفر لنا، قال الله لهما: اهبطا من سمواتي إلى الارض فانه لا يجاورني في جنتي عاص ولا في سمواتي ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ان آدم لما أكل من الشجرة ذكر انه ما نهاه الله عنها فندم فذهب ليتنحى من الشجرة فأخذت الشجرة برأسه فجرته إليها، وقالت له: أفلا كان فرارك من قبل أن تأكل منى ؟ (1) 12 – عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (فبدت لهما سوآتهما) قال: كانت سوآتهما لا تبدو لهما فبدت، يعنى كانت من داخل. (2) 13 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام عن قوله: (يا بنى آدم) قالا: هي عامة. (3) 14 – عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام من زعم ان الله أمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله، ومن زعم ان الخير والشر بغير مشية منه فقد اخرج الله من سلطانه، ومن زعم ان المعاصي عملت بغير قوة الله فقد كذب على الله، ومن كذب على الله أدخله الله النار (4)


(1 – 2) البرهان ج 2: 7. البحار ج 5: 51. (3) وفى نسخة البرهان بعد قوله (يا بنى آدم) زيادة وهى هذه:: (لباس التقوى: ثياب بيض. قال وفى رواية ابى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله تعالى (يا بنى آدم قد انزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم وريشا ولباس التقوى) قال: فاما اللباس التى يلبسون واما الرياش فالمتاع والمال، واما لباس التقوى فالعفاف ان العفيف لا تبدو له عورة وان كان عاريا عن اللباس، والفاجر بادى العورة وان كان كاسيا من اللباس، ويقول الله، (و لباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون يا بنى آدم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنة (انه محكم) (انتهى). (4) البرهان ج 2: 8. (*)

[ 12 ]

15 – عن محمد بن منصور عن عبد صالح عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (وإذا فعلوا فاحشة) إلى قوله: (أتقولون على الله ما لا تعلمون) فقال أرأيت أحدا يزعم ان الله امرنا بالزنا وشرب الخمر وشئ من هذه المحارم ؟ فقلت: لا، فقال: ما هذه الفاحشة التى تدعون ان الله أمر بها فقلت: الله أعلم ووليه، فقال: ان هذا من ائمة الجور، ادعوا ان الله أمرهم بالايتمام بهم، فرد الله ذلك عليهم، فاخبرنا انهم قد قالوا عليه الكذب فسمى ذلك منهم فاحشة (1). 16 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: من زعم ان الله يأمر بالفحشاء فقد كذب على الله، ومن زعم ان الخير والشر إليه فقد كذب على الله (2). 17 – عن أبى بصير عن أحدهما في قول الله (واقيموا وجوهكم عند كل مسجد) قال: هو إلى القبلة (3). 18 – عن الحسين بن مهران عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (واقيموا وجوهكم عند كل مسجد) قال يعنى الائمة (4). 19 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليه السلام عن قوله: (واقيموا وجوهكم عند كل مسجد) قال: مساجد محدثة، فأمروا ان يقيموا وجوههم شطر المسجد الحرام (5). 20 – أبو بصير عن أحدهما قال: هو إلى القبلة ليس فيها عبادة الاوثان خالصا مخلصا (6). 21 – عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في قول الله: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) قال: هي الثياب (7).


(1 – 2) البرهان ج 2: 8. البحار ج 7: 129. الصافى ج 1: 571. (3) البرهان ج 2: 8. البحار ج 18: 152. الصافى ج 1: 571. (4) البرهان ج 2: 8. البحار ج 7: 69. الصافى ج 1: 571. (5 – 6) البرهان ج 2: 8. البحار ج 18: 152. (7) البرهان ج 2: 9 – 10. البحار ج 18: 85 و 97. (*)

[ 13 ]

22 – عن الحسين بن مهران عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) قال: يعني الائمة (1). 23 – عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أترى الله أعطى من أعطى من كرامته عليه ومنع من منع من هوان به عليه ؟ لا ولكن المال مال الله يضعه عند الرجل ودايع، وجوز لهم أن يأكلوا قصدا ويشربوا قصدا، ويلبسوا قصدا، وينكحوا قصدا، ويركبوا قصدا، ويعودوا بما سوى ذلك على فقراء المؤمنين ويلموا به شعثهم، فمن فعل ذلك كان ما يأكل حلالا ويشرب حلالا، ويركب حلالا، وينكح حلالا، ومن عدا ذلك كان عليه حراما ثم قال: (ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين) أترى الله ائتمن رجلا على مال خول له أن يشترى فرسا بعشرة آلاف (2) درهم و يجزيه فرس بعشرين درهما ويشترى جارية بألف دينار ويجزيه جارية بعشرين دينارا وقال: (ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين) (3). 24 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) قال: عشية عرفة (4). 25 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) قال: هو المشط عند كل صلوة فريضة ونافلة (5). 26 – عن عمار النوفلي عن أبيه قال: سمعت أبا الحسن يقول: المشط يذهب بالوباء، قال: وكان لابي عبد الله مشط في المسجد يتمشط به إذا فرغ من صلوته (6). 27 – عن المحاملى عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) قال الاردية في العيدين والجمعة. (7).


(1) البرهان ج 2: 10. البحار ج 7: 69. (2) قال الفيروز آبادى: خوله الله المال: اعطاه اياه متفضلا. (3) البرهان ج 2: 10. البحار ج 15 (ج 4) 201 و 16 (م): 41. الصافى ج 1: 573. (4) البرهان ج 2: 10. (5 – 7) البرهان ج 2: 10. البحار ج 18: 317. الصافى ج 1: 572 – 573. الوسائل ج 1. ابواب آداب الحمام باب 71 وج 2 ابواب وجوب الاحرام باب 26. (*)

[ 14 ]

28 – عن هارون بن خارجة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من سأل الناس شيئا وعنده ما يقوته يومه فهو من المسرفين (1) 29 – عن خيثمة بن أبى خيثمة قال: كان الحسن بن على عليه السلام إذا قام إلى الصلوة لبس أجود ثيابه، فقيل له: يا بن رسول الله لم تلبس أجود ثيابك ؟ فقال: ان الله تعالى جميل يحب الجمال، فأتجمل لربى، وهو يقول: (خذوا زينتكم عند كل مسجد) فأحب ان ألبس أجود ثيابي (2). 30 – عن الحكم بن عيينة قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام وعليه ازار احمر (3) قال فاحدت النظر إليه (4) فقال يا با محمد ان هذا ليس به بأس، ثم تلا: (قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق) (5). 31 – عن الوشا عن الرضا عليه السلام كان على بن الحسين يلبس الجبة والمطرف من الخز والقلنسوة (6) ويبيع المطرف ويتصدق بثمنه ويقول: (قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق) (7).


(1) البرهان ج 2: 10. البحار ج 18: 317. الصافى ج 1: 572 – 573. (2) البرهان ج 2: 10. البحار ج 18: 85 و 87. الصافى ج 2: 572. الوسائل ج 1 ابواب لباس المصلى باب 54. مجمع البيان ج 3: 412. (3) وفى نسخة البرهان بعد قوله: رأيت أبا جعفر هكذا: (وهو في بيت منجد و عليه قميص رطب اه) اقول: وهو موافق لرواية الكليني في الكافي وبيت منجد – بضم الميم وفتح النون والجيم وشدها -. مزين بنجوده وهى ستوره التى تشد على الحيطان. (4) احد إليه النظر – بتشديد الدال – بالغ في النظر إليه. (5) البرهان ج 2: 12. البحار ج 16 (م): 41. (6) المطرف – بضم الميم وفتحها -: رداء من خز مربع ذو اعلام قال الفراء: و اصله الضم لانه في المعنى مأخوذ من اطراف أي جعل في طرفيه العلمان ولكنهم استثقلوا الضمة فكسروه. (7) البرهان ح 2: 13. البحار ج 16 (م): 41. (*)

[ 15 ]

32 – عن يوسف بن ابراهيم قال: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام وعلى جبة خزو طيلسان خز (1) فنظر إلى فقلت: جعلت فداك على جبة خز وطيلسان خز ما تقول فيه ؟ فقال: وما بأس (2) بالخز قلت: وسداه (3) ابريسم ؟ فقال: لا بأس به فقد اصيب الحسين بن على عليه السلام وعليه جبة خز، ثم قال: ان عبد الله بن عباس لما بعثه أمير المؤمنين عليه السلام إلى الخوارج لبس أفضل ثيابه، وتطيب بأطيب طيبه، وركب أفضل مراكبه، فخرج إليهم فوافقهم فقالوا: يا بن عباس بينا (بيننا خ ل) أنت خير الناس إذ أتيتنا في لباس من لباس الجبابرة ومراكبهم، فتلا هذه الآية: (قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق) البس وأتجمل، فان الله جميل يحب الجمال وليكن من حلال (4). 33 – عن العباس بن هلال الشامي [ قال: قال أبو الحسن ] عن ابى الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك وما أعجب إلى الناس من يأكل الجشب (5) ويلبس الخشن ويتخشع، قال: أما علمت ان يوسف بن يعقوب عليه السلام نبى ابن نبى كان يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب (6) ويجلس في مجالس آل فرعون، يحكم ولم يحتج الناس إلى لباسه، وانما احتاجوا إلى قسطه، وانما يحتاج من الامام إلى أن إذا قال صدق وإذا وعد أنجز، وإذا حكم عدل، ان الله لم يحرم طعاما ولا شرابا من


(1) الطيلسان – بالفتح وتثليث اللام: كساء مدور اخضر لا اسفل له يلبسه الخواص من العلماء والمشايخ وهو من لباس العجم. (2) وفى بعض النسخ (لا بأس). (3) السدى من الثوب: ما مد من خيوطه ويقال له بالفارسية (تار) وهو بخلاف اللحمة (پود). (4) البرهان ج 2: 13. البحار ج 16 (م): 41. (5) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البرهان لكن في الاصل والبحار (الخشن) بدل (الجشب) والجشب من الطعام: الغليظ وقيل وهو مالا ادم فيه. (6) المزرور: المشدود بالازرار وهى جمع الزر بالكسر: الحبة تجعل في العروة (*)

[ 16 ]

حلال، وانما حرم الحرام قل أو كثر، وقد قال: (قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق) (1). 34 – عن أحمد بن محمد عن أبى الحسين عليه السلام قال: كان على بن الحسين عليهما السلام يلبس الثوب بخمسمائة دينارا، والمطرف بخمسين دينارا يشتوفيه (2) فإذا ذهب الشتاء باعه وتصدق بثمنه (3). 35 – وفى خبر عمر بن على عن ابيه على بن الحسين عليه السلام (4) انه كان يشترى الكساء الخز بخمسين دينارا، فإذا صاف تصدق به، لا يرى بذلك بأسا ويقول: (قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق) (5). 36 – عن محمد بن منصور قال: سألت عبدا صالحا عن قول الله: (انما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن) قال: ان القرآن له ظهر وبطن فجميع ما حرم (6) به في الكتاب هو في الظاهر والباطن من ذلك ائمة الجور، وجميع ما أحل في الكتاب هو في الظاهر والباطن من ذلك ائمة الحق (7). 37 – عن على بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما من أحد أعز (8) من الله تبارك وتعالى، ومن أعز ممن حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن (9).


(1) البرهان 2: 13. البحار ج 16 (م) 41. (2) شتا يشتو بالبلد: اقام به شتاءا. (3) البرهان ج 2: 13. البحار 16 (م): 41. (4) وفى نسخة مخطوطة كنسخة البرهان هكذا (عمر بن على عن الحسين عليه السلام). (5) البرهان ج 2: 13. البحار ج 16 (م): 41. (6) وفى نسخة البرهان (فاما ما حرم) بدل (فجميع ما حرم) (7) البحار ج 7: 153. البرهان ج 2: 13. (8) وفى نسخة البرهان (أغير) من الغيرة ولعله الظاهر. (9) البرهان ج 2: 14. (*)

[ 17 ]

38 – عن على بن يقطين قال: سأل المهدى أبا الحسن عليه السلام عن الخمر هل هي محرمة في كتاب الله فان الناس يعرفون النهى ولا يعرفون التحريم ؟ فقال له أبو الحسن: بل هي محرمة، قال: في أي موضع هي محرمة بكتاب الله يا ابا الحسن ؟ قال: قول الله تبارك وتعالى: (قال انما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغى بغير الحق) فأما قوله: (ما ظهر منها) فيعني الزنا المعلن: ونصب الرايات التى [ كانت ] ترفعها الفواجر في الجاهلية، واما قوله: (وما بطن) ينعى ما نكح من الاباء فان الناس كانوا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه واله إذا كان للرجل زوجة ومات عنها تزوجها ابنه من بعده إذا لم يكن امه، فحرم الله ذلك، واما الاثم فانها الخمر بعينها وقد قال الله في موضع آخر (ويسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس) فاما الاثم في كتاب الله فهى الخمر، والميسر فهى النرد [ والشطرنج ] واثمهما كبير كما قال الله، واما قوله (البغى) فهو الزنا سرا قال: فقال المهدى: هذه والله فتوى هاشمية (1) 39 – عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله (إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) قال: هو الذى يسمى لملك الموت عليه السلام (2). 40 عن منصور بن يونس عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط) نزلت في طلحة والزبير والجمل جملهم (3) 41 – عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في قوله: (فاذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين) قال المؤذن أمير المؤمنين عليه السلام (4) 42 – عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على عليهم السلام


(1) – البرهان ج 2: 14. البحار ج 16 (م). 22. الصافى ج 1: 575 (2) البرهان ج 2: 14: الصافى ج 1: 576. وزاد بعد قوله لملك الموت (في ليلة القدر). (3) البرهان ج 2: 14. (4) البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 17. الصافى ج 1: 578. (*)

[ 18 ]

قال: أنا يعسوب المؤمنين وأنا أول السابقين وخليفة رسول رب العالمين، وانا قسيم [ الجنة و ] النار وأنا صاحب الاعراف (1). 43 – عن هلقام عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله (وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) ما يعنى بقوله (وعلى الاعراف رجال) قال: ألستم تعرفون عليكم عرفاء على قبايلكم ليعرفون (2) من فيها من صالح أو طالح ؟ قلت: بلى، قال فنحن اولئك الرجل الذين يعرفون كلا بسيماهم (3). 44 – عن زاذان عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول لعلى اكثر من عشر مرات: يا على انك والاوصياء من بعدك اعراف (4) بين الجنة والنار لا يدخل الجنة الا من عرفكم وعرفتموه، ولا يدخل النار الا من أنكركم وأنكرتموه (5). 45 – عن سعد بن طريف عن أبى جعفر عليه السلام في هذه الآية (وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) قال: يا سعد هم آل محمد عليهم السلام لا يدخل الجنة الا من عرفهم و عرفوه، ولا يدخل النار الا من أنكرهم وانكروه (6). 46 – عن الطيار عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أي شئ أصحاب الاعراف ؟ قال: استوت الحسنات والسيئات فان أدخلهم الجنة فبرحمته، وان عذبهم لم يظلمهم (7) 47 – عن كرام (8) قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا كان يوم القيامة أقبل


(1) البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20. (2) وفى نسخة البرهان (ليعرفوا) وفى البحار (ليعرف). (3) البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20. (4) قال الطريحي: قوله تعالى (وعلى الاعراف اه) أي وعلى اعراف الحجاب وهو السور المضروب بين الجنة والنار وهى اعاليه، جمع عرف مستعار من عرف الفرس و الديك. (5 – 7) البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20. الصافى ج 1: 579. (8) هو عبد الكريم بن عمرو بن صالح الخثمعى و (كرام) لقبه راجع تنقيح المقال وغيره. (*)

[ 19 ]

سبع قباب من نور يواقيت خضر وبيض، في كل قبة امام دهره قد احتف به أهل دهره برها وفاجرها حتى يقفون بباب الجنة، فيطلع أولها صاحب قبة اطلاعة فيميز اهل ولايته وعدوه ثم يقبل على عدوه فيقول: انتم الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم اليوم [ يقوله ] لاصحابه فيسود وجه الظالم فيميز (1) اصحابه إلى الجنة وهم يقولون: (ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين) فإذا نظر أهل قبة الثانية إلى قلة من يدخل الجنة وكثرة من يدخل النار خافوا أن لا يدخلوها، و ذلك قوله: (لم يدخلوها وهم يطمعون) (2) 48 – عن الثمالى قال: سئل أبو جعفر: عن قول الله (وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) فقال أبو جعفر نحن الاعراف الذين لا يعرف الله الا بسبب معرفتنا ونحن الاعراف الذين لا يدخل الجنة الا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار الا من أنكرنا وأنكرناه وذلك بان الله لو شاء ان يعرف الناس نفسه لعرفهم، ولكنه جعلنا سببه وسبيله وبابه الذى يؤتى منه (3) 49 – ابراهيم بن عبد الحميد عن احدهما قال: ان أهل النار يموتون عطاشا، و يدخلون قبورهم عطاشا [ ويحشرون عطاشا ]، ويدخلون جهنم عطاشا، فيرفع [ لهم ] قراباتهم من الجنة، فيقولون: (افيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله) (4) 50 – عن الزهري عن أبى عبد الله عليه السلام يقول: (يوم التناد) يوم ينادى أهل النار أهل الجنة ان أفيضوا علينا من الماء (5) 51 – عن ميسر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (لا تفسدوا في الارض بعد صلاحها) قال: ان الارض كانت فاسدة فأصلحها الله بنبيه عليه السلام، فقال: (لا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها) (6)


(1) كذا في النسخ واستظهر في هامش نسخة العلامة المحدث النوري رحمه الله (فيسير) بدل (فيميز) وكانه في محله. وفى نور الثقلين (فيمر). (2) البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20 – 22. (3 – 5) البحار ج 3: 389. البرهان ج 2: 20 – 22. الصافى ج 1: 582 (6) البحار ج 8: 44. البرهان ج 2: 23. الصافى ج 1: 585. (*)

[ 20 ]

52 – عن أحمد بن محمد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام: قال: سمعته يقول: ما أحسن الصبر وانتظار الفرج، أما سمعت قول العبد الصالح (انتظروا انى معكم من المنتظرين) (1) 53 – عن يحيى بن المساور الهمداني عن أبيه جاء رجل من أهل الشام إلى على بن الحسين عليه السلام فقال: أنت على بن الحسين ؟ قال: نعم، قال أبوك الذى قتل المؤمنين ؟ فبكى على بن الحسين ثم مسح عينيه فقال: ويلك كيف قطعت على أبى انه قتل المؤمنين ؟ قال: قوله: اخواننا قد بغوا علينا فقاتلناهم على بغيهم، فقال: ويلك اما تقرأ القرآن ؟ قال: بلى، قال: فقد قال الله: (والى مدين أخاهم شعيبا، والى ثمود أخاهم صالحا) فكانوا اخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم ؟ قال له الرجل: لا بل في عشيرتهم، قال: فهؤلاء اخوانهم في عشيرتهم وليسوا اخوانهم، في دينهم قال: فرجت عنى فرج الله عنك. (2) 54 – عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر محمد بن على عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله سئل جبرئيل: كيف كان مهلك قوم صالح ؟ فقال: يا محمد ان صالحا بعث إلى قومه وهو ابن ست عشر سنة فلبث فيهم حتى بلغ عشرين ومائة سنة لا يجيبوه إلى خير، قال: و كان لهم سبعين صنما يعبدونها من دون الله، فلما راى ذلك منهم قال: يا قوم انى قد بعثت اليكم وانا ابن ست عشر سنة، وقد بلغت عشرين ومائة سنة، وانا أعرض عليكم امرين ان شئتم فسلوني حتى اسئل الهى فيجيبكم فيما تسئلوني، وان شئت (3) سألت الهتكم فأجابتني بالذى اسئلها خرجت عنكم فقد شنئتكم وشنئتمونى (4) فقالوا: قد انصفت يا صالح فاتعدو اليوم يخرجون فيه، قال: فخرجوا بأصنامهم


(1) البرهان ج 2: 23. (2) البحار ج 8: 464. البرهان ج 2: 25. (3) كذا في النسخ وفى نسختي البرهان والبحار (شئتم) على صيغة الجمع وهو موافق لرواية الكليني رحمه الله في الكافي ايضا. (4) وفى بعض النسخ كرواية الكليني رحمه الله (سئمتكم وسئمتمونى) (*)

[ 21 ]

إلى ظهرهم، ثم قربوا طعامهم وشرابهم فاكلوا وشربوا، فلما ان فرغوا دعوه فقالوا: يا صالح سل فدعا صالح كبير أصنامهم فقال: ما اسم هذا ؟ فأخبروه باسمه، فناداه باسمه فلم يجب فقال صالح: ما له لا يجيب ؟ فقالوا له: ادع غيره فدعاها كلها باسمائها فلم يجبه واحد منهم فقال: يا قوم قد ترون قد دعوت أصنامكم فلم يجبنى واحد منهم فسلوني حتى ادعو الهى فيجيبكم الساعة، فأقبلوا على أصنامهم فقالوا لها: ما بالكم لا تجبن صالحا ؟ فلم تجب، فقالوا: يا صالح تنح عنا ودعنا وأصنامنا قليلا، قال: فرموا بتلك البسط التى بسطوها وبتلك الآنية وتمرغوا في التراب (1) وقالوا لها: لئن لم تجبن صالحا اليوم لنفضحن قال ثم دعوه فقالوا: يا صالح تعال فسلها فعاد فسئلها فلم تجبه، فقال: (2) انما اراد صالح ان تجيبه وتكلمه بالجواب، قال: فقال لهم: يا قوم هو ذا ترون قد ذهب [ صدر ] النهار ولا أرى الهتكم تجيبني فسلوني حتى أدعوا الهى فيجيبكم الساعة، قال: فانتدب له منهم سبعون رجلا من كبرائهم و عظمائهم والمنظور إليهم منهم فقالوا: يا صالح نحن نسئلك، قال: فكل هؤلاء يرضون بكم ؟ قالوا: نعم فان أجابوك هؤلاء أجبناك، قالوا: يا صالح نحن نسئلك فان اجابك ربك اتبعناك واجبناك وتابعك جميع أهل قريتنا فقال لهم صالح: سلونى ما شئتم، فقالوا: انطلق بنا إلى هذا الجبل وكان الجبل جبل قريب منه حتى نسئلك عنده قال: فانطلق [ معهم الصالح ] فانطلقوا معه، فلما انتهوا إلى الجبل قالوا: يا صالح سل ربك أن يخرج لنا الساعة من هذا الجبل ناقة حمراء شقراء وبراء عشراء. (3) وفى رواية محمد بن نصير حمراء شعراء بين جنبيها ميل، قال: قد سألتموني شيئا يعظم على ويهون على ربى، فسأل الله ذلك فانصدع الجبل صدعا كادت تطير منه العقول لما سمعوا صوته، قال: فاضطرب الجبل كما تضطرب المرأة عند المخاض، ثم لم


(1) تمرغ في التراب: تقلب. (2) وفى البحار والبرهان (فقالوا) وهو الظاهر. (3) شقراء: شديده الحمرة. وبراء: كثيرة الوبر. عشراء: التى أتت عليها من اليوم الذى ارسل فيها الفحل عشرة اشهر وزال عنها اسم المخاض. (*)

[ 22 ]

يعجلهم (1) الا ورأسها قد طلع عليهم من ذلك الصدع، فاستقيمت رقبتها حتى اخرجت (2) ثم خرج ساير جسدها ثم استوت على الارض قائمة، فلما رأوا ذلك قالوا: يا صالح ما أسرع ما أجابك ربك، فسله أن يخرج لنا فصيلها (3) قال: فسأل الله ذلك فرمت به فدب حولها (4) فقال لهم: يا قوم أبقى شئ ؟ قالوا: لا انطلق بنا إلى قومنا نخبرهم ما رأينا ويؤمنوا بك، قال: فرجعوا فلم يبلغ السبعون الرجل إليهم حتى ارتد منهم أربعة وستون رجلا وقالوا سحر وبقيت (ثبتت خ ل) الستة وقالوا: الحق ما رأينا، قال: فكثر كلام القوم ورجعوا مكذبين الا الستة ; ثم ارتاب من الستة واحد، فكان فيمن عقرها وزاد محمد بن نصير في حديثه قال سعيد بن يزيد: فأخبرني انه رأى الجبل الذى خرجت منه بالشام، فرأى جنبها قد حك الجبل فأثر جنبها فيه، وجبل آخر بينه وبين هذا ميل. (5) 55 – عن يزيد بن ثابت قال: سأل رجل أمير المؤمنين عليه السلام أن يؤتى النساء في أدبارهن ؟ فقال: سفلت سفل الله بك، اما سمعت الله يقول) أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين) (6) 56 – عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام ذكر عنده اتيان النساء في دبرهن، فقال: ما أعلم آية في القرآن أحلت ذلك الا واحدة (انكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء) الآية. (7)


(1) وفى بعض النسخ (يؤجلهم) وفى آخر (يفجأهم). (2) وفى بعض النسخ – كرواية الكليني رحمه الله – (فما استتمت رقبتها حتى اجترت) وقوله اجترت من اجتر البعير: اكل ثانيا ما أخرجه مما أكله اولا. (3) الفصيل: ولد الناقه إذا فصل عن امه. (4) دب دبا ودبييا: مشى على هيئته. (5) البحار ج 5: 105. البرهان ج 2: 25. (6 – 7) البحار ج 5: 157. البرهان ج 2: 25. الوسائل ج 3. ابواب مقدمات النكاح باب 72.

[ 23 ]

57 – عن الحسين بن على عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: يا ويح هذا القدرية، انما يقرؤن هذه الآية (الا امرأته قدرناها من الغابرين) ويحهم من قدرها الا الله تبارك وتعالى. (1) 58 – عن صفوان الجمال قال: صليت خلف أبى عبد الله عليه السلام فأطرق ثم قال: اللهم لا تؤمنى مكرك ثم جهر (2) فقال: (فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون) (3) 59 – عن أبى ذر قال: قال: والله ما صدق أحد ممن أخذ الله ميثاقه فوفى بعهد الله غير أهل بيت نبيهم، وعصابة قليلة من شيعتهم، وذلك قول الله (وما وجدنا لاكثرهم من عهد وان وجدنا اكثرهم لفاسقين) وقوله (ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) (4) 60 – قال: وقال الحسين بن الحكم الواسطي كتبت إلى بعض الصالحين أشكو الشك، فقال: انما الشك فيما لا يعرف، فإذا جاء اليقين فلا شك يقول الله (وما وجدنا لاكثرهم من عهد وان وجدنا اكثرهم لفاسقين) نزلت في الشكاك (5). 61 – عن عاصم المصرى رفعه قال: ان فرعون بنى سبع مداين يتحصن فيها من موسى عليه السلام، وجعل فيما بينهما آجاما وغياضا (6) وجعل فيها الاسد ليتحصن بها من موسى، قال: فلما بعث الله موسى إلى فرعون فدخل المدينة، فلما رآه الاسد تبصبصت (7) وولت مدبرة ثم لم يأت مدينة الا انفتح له بابها حتى انتهى إلى قصر


(1) البحار ج 3: 17. البرهان ج 2: 26. (2) وفى بعض النسخ (جهم) وهو بمعنى عبس وجهه والظاهر هو المختار في المتن. (3) البحار ج 18: 425. البرهان ج 2: 26. (4) البحار ج 15 (ج 1): 125. البرهان ج 2: 26. الصافى ج 1: 600 (5) البحار ج 15 (ج 3): 12. البرهان ج 2: 26. (6) الاجام جمع الاجمة محركة: الشجر الكثير الملتف. وغياض جمع الغيضة مجتمع الشجر في مغيض ماء. (7) بصبص الكلب وتبصبص: حرك ذنبه والتبصبص: التملق. (*)

[ 24 ]

فرعون الذى هو فيه، قال: فقعد على بابه وعليه مدرعة (1) من صوف ومعه عصاه فلما أخرج الآذن قال له موسى: استأذن لي على فرعون فلم يلتفت إليه، قال: فقال له موسى: انى رسول رب العالمين قال فلم يلتفت إليه قال: فمكث بذلك ما شاء الله يسئله أن يستأذن له، قال فلما أكثر عليه قال له: أما وجد رب العالمين من يرسله غيرك ؟ قال: فغضب موسى وضرب الباب بعصاه فلم يبق بينه وبين فرعون باب الا انفتح حتى نظر إليه فرعون وهو في مجلسه، فقال: ادخلوه قال: فدخل عليه وهو في قبة له مرتفعة كثيرة الارتفاع ثمانون ذراعا، قال: فقال: انى رسول رب العالمين اليك، قال: فقال: فأت بآية ان كنت من الصادقين، قال: فألقى عصاه وكان لها شعبتان، قال: فإذا هي حية قد وقع احد الشعبتين في الارض والشعبة الاخرى في أعلى القبة، قال: فنظر فرعون إلى جوفها وهو يلتهب نيرانا قال: وأهوت إليه فأحدث وصاح يا موسى خذها (2). 62 – عن يونس بن ظبيان قال: قال: ان موسى وهارون حين دخلا على فرعون لم يكن في جلسائه يومئذ ولد سفاح (3) كانوا ولد نكاح كلهم، ولو كان فيهم ولد سفاح لامر بقتلهما، فقالوا: (أرجه وأخاه) وأمروه بالتأني والنظر، ثم وضع يده على صدره قال: وكذلك نحن لا ينزع الينا الا كل خبيث الولادة (4). 63 – عن موسى بن بكير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: اشهد ان المرجئة على دين الذين قالوا (ارجه وأخاه وابعث في المداين حاشرين) (5). 64 – عن محمد بن على عليه السلام قال: كانت عصا موسى لآدم، فصارت إلى شعيب،


(1) المدرعة: هو الثوب من الصوف يتدرع به وعند اليهود: ثوب من كتان كان يلبسه عظيم احبارهم. (2) البحار ج 5: 254. البرهان ج 2: 26. الصافى ج 1: 600. (3) السفاح: الزنا. (4) البحار ج 5: 254. البرهان ج 1: 27. الصافى ج 1: 602. (5) البرهان ج 2: 27. (*)

[ 25 ]

ثم صارت إلى موسى بن عمران، وانها لتروع وتلقف ما يأفكون، وتصنع ما تؤمر يفتح لها شعبتان، (شفتان خ ل) احديهما في الارض والاخرى في السقف، وبينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها (1). 65 – عن عمار الساباطى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده، قال: فما كان لله فهو لرسوله ومكان لرسول الله فهو للامام بعد رسول الله صلى الله عليه واله (2). 66 – عن أبى خالد الكابلي عن أبى جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب على عليه السلام ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، وأنا وأهلبيتى الذين اورثنا [ الله ] الارض، ونحن المتقون والارض كلها لنا، فمن أحيا أرضا من المسلمين فعمرها فليؤد خراجها إلى الامام من اهل بيتى، وله ما أكل منها فان تركها وأخربها بعدما عمرها، فأخذها رجل من المسلمين. بعده فعمرها وأحياها فهو أحق به من الذى تركها فليؤد خراجها إلى الامام من أهل بيتى، وله ما أكل منها حتى يظهر القائم من أهل بيتى بالسيف، فيحوزها ويمنعها ويخرجهم عنها كما حواها رسول الله صلى الله عليه واله ومنعها الا ما كان في ايدى شيعتنا، فانه يقاطعهم ويترك الارض في أيديهم (3). 67 – عن محمد بن قيس عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت: ما الطوفان ؟ قال: هو طوفان الماء والطاعون (4). 68 – [ عن محمد بن علي عن ابي عبد الله أنبأني ] عن سليمان عن الرضا عليه السلام في قوله: (لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك) قال: الرجز هو الثلج، ثم قال: خراسان بلاد رجز (5). 69 – عن محمد الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (وواعدنا موسى ثلثين ليلة وأتممناها بعشر) قال: بعشر ذى الحجة ناقصة حتى انتهى إلى شعبان فقال:


(1) البحار ج 5: 254. البرهان ج 2: 27. (2 – 3) البحار ج 21. 107. البرهان ج 2: 28. الصافى ج 1: 604. (4 – 5) البرهان ج 2: 29. البحار ج 5: 254. (*)

[ 26 ]

ناقص ولا يتم (1). 70 – عن الفضيل بن يسار قال: قلت لابي جعفر عليه السلام جعلت فداك وقت لنا وقتا فيهم ؟ فقال: ان الله خالف علمه علم الموقتين أما سمعت الله يقول: (وواعدنا موسى ثلثين ليلة) إلى) أربعين ليلة)، اما ان موسى لم يكن يعلم بتلك العشر ولا بنو اسرائيل، فلما حدثهم (2) قالوا: كذب موسى وأخلفنا موسى، فان حدثتم به فقالوا: (3) صدق الله ورسوله، توجروا مرتين (4). 71 – عن الفضيل بن يسار عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان موسى لما خرج وافدا إلى ربه وأعهدهم (5) ثلاثين يوما فلما زاد الله على الثلثين عشرا قال قومه: أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا (6). عن محمد بن على بن الحنفية انه قال مثل ذلك. 72 – عن أبى بصير عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليه السلام قال: لما سأل موسى ربه تبارك وتعالى (قال رب أرنى أنظر اليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني) قال: فلما صعد موسى على الجبل فتحت أبواب السماء وأقبلت الملئكة افواجا في ايديهم العمد (7) وفى رأسها النور يمرون به فوجا بعد فوج، يقولون: يابن عمران أثبت فقد سألت عظيما، قال: فلم يزل موسى واقفا حتى تجلى ربنا جل جلاله، فجعل الجبل دكا وخر موسى صعقا، فلما أن رد الله إليه روحه


(1) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 33. (2) وفى نسخة البرهان (فلما مضى مدتهم) مكان (فلما حدثهم). (3) وفى نسخة البرهان (فقولوا). (4) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 33. وفى بعض النسخ (توجدوا صوابين) بدل (توجروا مرتين). (5) وفى نسختي البحار والبرهان (واعدهم) مكان (وأعهدهم). (6) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 33. (7) العمد – بضم العين والميم وفتحهما – جمع العمود. (*)

[ 27 ]

أفاق، (قال سبحانك تبت اليك وأنا اول المؤمنين) (1) 73 قال ابن ابى عمير: وحدثني عدة من أصحابنا: ان النار أحاطت به حتى لا يهرب من هول (2) ما رأى [ قال: وروى هذا الرجل عن بعض مواليه قال: ينبغى ان ينظرها بالمصعو ثلثا أو يتبين قبل ذلك لانه ربما رد عليه روحه ] (3) 74 عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان موسى بن عمران عليه السلام لما سأل ربه النظر إليه وعده الله ان يقعد في موضع ثم امر الملئكة ان تمر عليه موكبا موكبا (4) بالبرق والرعد والريح والصواعق، فكلما مر به موكب من المواكب ارتعدت فرايصه (5) فيرفع رأسه فيسئل أفيكم ربى ؟ فيجاب هو آت وقد سألت عظيما يابن عمران (6). 75 عن حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله: (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا) قال: ساخ الجبل في البحر (7) فهو يهوى حتى الساعة (8). 76 – وفى رواية اخرى ان النار أحاطت بموسى لئلا يهرب لهول ما رأى وقال: لما خر موسى صعقا مات فلما أن رد الله روحه أفاق فقال: سبحانك تبت اليك وأنا أول المؤمنين (9).


(1) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 35. الصافى ج 1: 610. (2) وفى نسخة (لهول). (3) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 35. الصافى ج 1: 610. (4) الموكب: الجماعة ركبانا أو مشاة أو ركاب الابل للزينة. (5) الفرايص جمع الفريصة: اللحمة بين الجنب والكتف التى لا تزال ترعد من الدابة كما عن الاصمعي وقيل الفريصة: لحمة بين الثدى والكتف يقال ارتعدت فريصته أي فزع. (6) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 35. الصافى ج 1: 609. (7) أي دخل فيه وغاب. (8 – 9) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 35. (*)

[ 28 ]

77 عن أبى حمزة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: في الجفر ان الله تبارك وتعالى لما أنزل الله الالواح على موسى عليه السلام أنزلها عليه وفيها تبيان كل شئ كان أو هو كائن إلى أن تقوم الساعة فلما انقضت ايام موسى أوحى الله إليه ان استودع الالواح وهى زبرجدة من الجنة جبلا يقال له زينة، فأتى موسى الجبل فانشق له الجبل، فجعل فيه الالواح ملفوفة فلما جعلها فيه انطبق الجبل عليها، فلم تزل في الجبل حتى بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه واله، فأقبل ركب من اليمن يريدون الرسول صلى الله عليه وآله، فلما انتهوا إلى الجبل انفرج الجبل وخرجت الالواح ملفوفة كما وضعها موسى، فأخذها القوم، فلما وقعت في أيديهم ألقى الله في قلوبهم [ الرعب ] ان لا ينظروا إليها وهابوها حتى يأتوا بها رسول الله صلى الله عليه واله وأنزل الله جبرئيل على نبيه فأخبره بأمر القوم، وبالذي أصابوه، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وآله ابتدأهم فسألهم عما وجدوا فقالوا: وما علمك بما وجدنا ؟ قال: اخبرني به ربى وهو الالواح قالوا: نشهد انك لرسول الله، فأخرجوها فوضعوها إليه فنظر إليها وقرأها و كانت (1) بالعبرانى ثم دعا امير المؤمنين عليه السلام فقال: دونك هذه ففيها علم الاولين وعلم الآخرين، وهى ألواح موسى وقد أمرنى ربى ان أدفعها اليك فقال: يارسول الله لست أحسن قرائتها، قال: ان جبرئيل أمرنى ان آمرك أن تضعها تحت رأسك كتابك هذه الليلة (2) فانك تصبح وقد علمت قرائتها، قال فجعلها تحت رأسه فأصبح وقد علمه الله كل شئ فيها، فأمره رسول الله صلى الله عليه وآله بنسخها فنسخها في جلد شاة وهو الجفر، وفيه علم الاولين والآخرين وهو عندنا والالواح عندنا، و عصا موسى عندنا، ونحن ورثنا النبيين صلى الله عليهم أجمعين، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: تلك الصخرة التى حفظت الواح موسى تحت شجرة في واد يعرف بكذا. (3)


(1) وفى نسخة (وكتبها) بدل (وكانت). (2) وفى نسختي الصافى والبرهان (ليلتك هذه) مكان (كتابك هذه الليله) وهو الظاهر. (3) البحار ج 6: 277. البرهان ج 2: 36. الصافى ج 1: 612. (*)

[ 29 ]

78 – عن محمد بن سابق بن طلحة الانصاري قال: كان مما قال هارون لابي الحسن موسى عليه السلام حين ادخل عليه ما هذه الدار ؟ قال: هذه دار الفاسقين، قال: وقرأ ” سأصرف عن آياتى الذين يتكبرون في الارض بغير الحق وان يروا سبيل الغى يتخذوه سبيلا) يعنى وان يروا كل آية لا يؤمنوا بها وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا، فقال له هارون: فدار من هي ؟ قال: هي لشيعتنا قرة ولغيرهم فتنة قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها ؟ قال: أخذت منهم (منه خ ل) عامرة ولا يأخذها الا معمورة. (1) 79 – عن محمد بن أبى حمزة عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى (واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار) (2) فقال موسى: يا رب ومن أخار الصنم (العجل خ ل) ؟ فقال الله: أنا يا موسى أخرته فقال موسى: ان هي الا فتنتك تضل من تشاء وتهدى من تشاء. (3) 80 عن ابن مسكان عن الوصاف عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان فيما ناجى الله موسى ان قال: يا رب هذا السامري صنع العجل فالخوار من صنعه ؟ قال: فأوحى الله إليه: يا موسى ان تلك فتنتى فلا تفصحنى (تفحص خ ل) عنها. عن اسمعيل بن عبد العزيز عن أبى عبد الله عليه السلام قال: حيث قال موسى أنت أبو الحكماء. (4) 81 – عن محمد بن أبى حمزة عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك و تعالى لما أخبر موسى ان قومه اتخذوا عجلا له خوار، فلم يقع منه موقع العيان، فلما رآهم اشتد غضبه فألقى الالواح من يده فقال أبو عبد الله: وللرؤية فضل على الخبر (5) 82 – عن داود بن فرقد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: عرضت إلى ربى حاجة فهجرت (6)


(1) البرهان ج 2: 39. (2) الخوار بالضم: صوت شديد كصوت البقر يقال كانت الريح تدخل به فيسمع له صوت كصوت البقر من قولهم خار الثور يخور خوارا: صاح. (3 – 4) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 39. الصافى ج 1: 613. (5) البرهان ج 1: 38. البحار ج 5: 277. (6) بتشديد الجيم أي مضيت وقت الهاجرة وهى شدة الحر. (*)

[ 30 ]

فيها إلى المسجد وكذلك أفعل إذا عرضت بى الحاجة، فبينا انا اصلى في الروضة إذا رجل على رأسي، قال: فقلت: ممن الرجل ؟ فقال: من أهل الكوفة قال: قلت: ممن الرجل ؟ قال: من اسلم قال: فقلت: ممن الرجل ؟ قال: من الزيدية قال: قلت: يا أخا أسلم من تعرف منهم ؟ قال: أعرف خيرهم وسيدهم ورشيدهم وأفضلهم هارون. بن سعد، قلت: يا أخا أسلم ذاك رأس العجلية كما سمعت الله يقول: (ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحيوة الدنيا) وانما الزيدى حقا محمد بن سالم بياع القصب. (1) 83 – عن الحارث بن المغيرة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ان عبد الله بن عجلان قال في مرضه الذى مات فيه: انه لا يموت فمات، فقال: لا غفر الله شيئا من ذنوبه أين ذهب ؟ ان موسى اختار سبعين رجلا من قومه، فلما أخذتهم الرجفة قال: رب أصحابي أصحابي ! قال: انى ابدلك بهم من هو خير لك منهم، فقال: انى عرفتهم ووجدت ريحهم، قال: فبعثهم (فبعث خ ل) الله له أنبياء. (2) 84 – عن أبان بن عثمان عن الحارث مثله الا انه ذكر فلما أخذتهم الصاعقة ولم يذكر الرجفة. (3)


(1) البحار ج 11: 209. البرهان ج 2: 38. ثم لا يخفى ان الرجل ممن اختلفت الكلمات فيه قال في تنقيح المقال – بعد نقل كلام ابن طاوس والعلامة وابن داود ورميه بانه زيدي ونقل الحديث بعينه من كتاب الكشى – ما لفظه: لكن لا يخفى عليك انه على خلاف ما ذكروه ادل لان الزيدى حقا هو الامامي الذى يقول بامامة الاثنى عشر ولا يدخل فيهم زيدا وانما يحب زيدا لكون عزمه انه ان لو ملك الامر سلمه إلى اهله والوجه في هذا التفسير ظاهر ضرورة ان القائل بامامة زيد لا يكون حقا بل باطلا كما يشهد بذلك ايضا مقابلته بالعجل ولو كان غرضه التصلب في الزيدية والقول بامامته لقال وانما الزيدى عن جد فلان و (ح) فلا يكون محمد بياع القصب زيديا اه. (2 – 3) البحار ج 5: 281 و 11: 209. البرهان ج 2: 38. (*)

[ 31 ]

85 – عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام (1) قال: لما ناجى موسى ربه أوحى الله إليه: ان يا موسى قد فتنت قومك، قال: وبماذا يا رب ؟ قال: بالسامري صاغ لهم من حليهم عجلا، قال: يا رب ان حليهم لا يحتمل أن يصاغ منه (2) غزال [ أ ] وتمثال [ أ ] وعجل فكيف فتنتهم ؟ قال: صاغ لهم عجلا فخار، قال: يا رب و من أخاره ؟ قال: أنا، قال عنده موسى: ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدى من تشاء. (3) 86 – عن على بن اسباط قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: لم سمى النبي الامي ؟ قال: نسب إلى مكة، وذلك من قول الله: (لتنذر ام القرى ومن حولها) ” وام القرى مكة، فقيل امى لذلك. (4) 87 – عن الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: في قوله: (يجدونه) يعنى اليهود و النصارى صفة محمد واسمه مكتوبا عندهم في التورية والانجيل، يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر. (5) 88 – عن أبى بصير في قول الله: (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى انزل معه ” قال أبو جعفر عليه السلام: النور: على عليه السلام. (6) 89 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (ومن قوم موسى امة


(1) وفى نسخة البرهان هكذا (عن أبى بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال ان الله تبارك وتعالى اوحى إلى موسى اه). (2) وفى نسخة البرهان (ان حليهم ليحتمل من ان يصاغ منه اه). (3) البحار ج 5: 277. البرهان ج 2: 39. (4) البحار ج 6: 129. البرهان ج 2: 40. الصافى ج 1: 616. ثم في وجه تسميته صلى الله عليه وآله بالامى وجوه اخر ذكرها الطبرسي (ره) وغيره فراجع. (5) البحار ج 6: 53. البرهان ج 2: 40. الصافى ج 1: 616. (6) البحار ج 9: 76. البرهان ج 2: 40. البرهان ج 2: 40. الصافى ج 1: 618. (*)

[ 32 ]

يهدون بالحق وبه يعدلون) فقال: قوم موسى هم أهل الاسلام. (1) 90 – عن المفضل بن عمر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا قام قائم آل محمد استخرج من ظهر الكعبة (2) سبعة وعشرين رجلا خمسة عشر من قوم موسى الذين يقضون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أصحاب الكهف، ويوشع وصى موسى ومؤمن آل فرعون، و سلمان الفارسى، وابا دجانة الانصاري، ومالك الاشتر. (3) 91 – عن ابى الصهبان البكري قال: سمعت على بن أبى طالب عليه السلام ودعا رأس الجالوت واسقف النصارى فقال: انى سائلكما عن أمر وانا أعلم به منكما فلا تكتمانى يا رأس الجالوت بالذى انزل التورية على موسى واطعمكم المن والسلوى، وضرب لكم في البحر طريقا يبسا وفجر لكم من الحجر الطورى اثنتا عشرة عينا لكل سبط من بنى اسرائيل عينا، الا ما أخبرتني على كم افترقت بنو اسرائيل بعد موسى ؟ فقال: فرقة واحدة (4) فقال: كذبت والذى لا اله غيره لقد افترقت على احدى وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة، فان الله يقول: (ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون) فهذه التى تنجو (5) 92 – عن الاصبغ بن نباتة عن على بن أبيطالب عليه السلام قال: كانت مدينة حاضرة البحر فقالوا لنبيهم: ان كان صادقا فليحولنا ربنا جريثا (6) فإذا المدينة في وسط البحر قد غرقت من الليل، وإذا كل رجل منهم مسودا جريثا يدخل الراكب في


(1) البرهان ج 2: 41. الصافى ج 1: 618. (2) وفى نسخة البرهان (الكوفة) بدل (الكعبة). (3) البحار ج 13: 190 و 223. البرهان ج 2: 41 ونقله الفيض رحمه الله في حاشية الصافى ج 1: 618. اثبات الهداة ج 7: 98. (4) وفى نسخة البحار (فقال: ولا الا وفرقة اه). (5) البحار ج 8: 2. البرهان ج 2: 41. (6) الجريث – بالثاء المثلثة – كسكيت: ضرب من السمك يشبه الحيات ويقال له بالفارسية (مارماهى). (*)

[ 33 ]

فيها. (1) 93 – عن أبى عبيدة عن أبى جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب أمير المؤمنين عليه السلام ان قوما من أهل ايلة (2) من قوم ثمود، وان الحيتان كانت سبقت إليهم يوم السبت ليختبر الله طاعتهم في ذلك، فشرعت لهم يوم سبتهم في ناديهم (3) وقدام أبوابهم في أنهارهم وسواقيهم، فتبادرا إليها فاخذوا يصطادونها ويأكلونها، فلبثوا بذلك ما شاء الله لا ينهاهم الاحبار (4) ولا ينهاهم العلماء من صيدها، ثم ان الشيطان أوحى إلى طائفة منهم انما نهيتم من اكلها يوم السبت ولم تنهوا عن صيدها فاصطادوا يوم السبت وأكلوها فيما سوى ذلك من الايام، فقالت طائفة منهم الآن نصطادها (5) وانحازت (6) طائفة [ اخرى ] منهم ذات اليمين وقالوا: الله الله انا نهيناكم عن عقوبة الله ان تعرضوا لخلاف امره واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار فسكتت فلم يعظهم، وقالت الطايفة التى لم تعظهم: لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا وقالت الطايفة التى وعظتهم: معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون، قال الله: (فلما نسوا ما ذكروا به) يعني لما تركوا ما وعظوا به ومضوا على الخطيئة قالت الطايفة التى وعظتهم لا والله لا نجا معكم ولا نبايتكم (7) الليل في مدينتكم هذه التى عصيتم الله فيها مخافة أن ينزل بكم البلاء، فنزلوا قريبا من المدينة فباتوا تحت السماء، فلما


(1) البحار ج 5: 345. البرهان ج 2: 43. (2) ايلة بفتح اللام – مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلى الشام وقيل آخر الحجاز وأول الشام قيل: سميت بايلة بنت مدين بن ابراهيم عليه السلام. (كذا في معجم البلدان). (3) النادى: مجلس القوم ومتحدثهم نهارا وقيل المجلس ما داموا مجتمعين فيه فإذا تفرقوا زال عنه هذا الاسم. (4) الاحبار جمع الحبر – بكسر الحاء – الصالح من العلماء. (5) وفى نسخة البرهان (الا لا نصطادها). (6) انحاز عنه انحيازا: عدل. (7) من البيتوتة. (*)

[ 34 ]

أصبح اولياء الله المطيعون لامر الله غدوا (1) لينظروا ما حال أهل [ المعصية فأتوا باب المدينة فإذا هو مصمت فدقوه فلم يجابوا ولم يسمعوا منها حس احد فوضعوا سلما على سور ] المدينة ثم اصعدوا رجلا منهم فأشرف على المدينة، فنظر فإذا هو بالقوم قردة يتعاوون (2) فقال الرجل لاصحابه: يا قوم أرى والله عجبا ! فقالوا: وما ترى ؟ قال القوم قردة يتعاوون لهم أذناب [ قال ]: فكسروا الباب ودخلوا المدينة، قال فعرفت القردة أنسابها من الانس ولم تعرف الانس أنسابها من القردة قال: فقال القوم للقرده: ألم ننهكم ؟ قال: فقال أمير المؤمنين: والذى فلق الحبة وبرء النسمة انى لاعرف أنسابها من هذه الامة، لا ينكرون ولا يغيرون، بل تركوا ما امروا به [ فتفرقوا ] وقد قال الله: (فبعدا للقوم الظالمين) وقال الله (فأنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون) (3). 94 – عن على بن عقبة عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان اليهود أمروا بالامساك يوم الجمعة [ فتركوا يوم الجمعة ] فامسكوا يوم السبت (4) 95 – عن الاصبغ عن على عليه السلام قال: أمتان تابعنا (5) من بنى اسرائيل فأما الذى أخذت البحر فهى الجرارى (6) واما الذى أخذت البر فهى الضباب (7)


(1) غذا غدوا من باب قعد: ذهب غدوة وجمع الغدوة غدى كمدية ومدى هذا اصله – ثم كثر حتى استعمل في الذهاب والانطلاق أي وقت كان. (2) من عوى الكلب والذئب أي صاح. (3) البحار ج 5: 345. البرهان ج 2: 43. الصافى ج 1: 621. (4) البحار ج 5: 343. البرهان ج 2: 44. (5) كذا في نسخ الكتاب ونسخة البرهان لكن في نسخة الوسائل (مسختا) مكان (تابعنا) وهو الظاهر. (6) الجرارى جمع الجرى – بتشديد الراء والياء كسكيت – بمعنى الجريث وقد مر معناه وفى بعض النسخ (الجريث) مكان (الجرارى) وكذا فيما يأتي في الحديث الاتى (7) البرهان ج 2: 44. الوسائل ج 3 ابواب الاطعمة المحرمة باب 8 والضباب = (*)

[ 35 ]

96 – عن هارون بن عبيد (1) رفعه إلى احدهم قال: جاء قوم إلى أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة وقالوا له: يا أمير المؤمنين ان هذه الجرارى تباع في أسواقنا، قال: فتبسم أمير المؤمنين عليه السلام ضاحكا ثم قال: قوموا لاريكم عجبا ولا تقولوا في وصيكم الا خيرا، فقاموا معه فأتوا شاطئ بحر فتفل فيه تفلة وتكلم بكلمات، فإذا بجرية رافعة رأسها، فاتحة فاها، فقال له امير المؤمنين: من أنت ؟ الويل لك ولقومك ! فقالت: نحن من أهل القرية التى كانت حاضرة البحر إذ يقول الله في كتابه: (إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا) الاية فعرض الله علينا ولايتك فقعدنا عنها فمسخنا الله، فبعضنا في البر وبعضنا في البحر، فأما الذين في البحر فنحن الجرارى، واما الذين في البر فالضب واليربوع قال: ثم التفت أمير المؤمنين عليه السلام الينا فقال: أسمعتم مقالتها ؟ قلنا: اللهم نعم، قال: والذى بعث محمدا بالنبوة لتحيض كما تحيض نساؤكم (2) 97 – عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام في قول الله: (فلما جاء أمرنا أنجينا الذين ينهون عن السوء) قال: افترق القوم ثلث فرق، فرقة انتهت واعتزلت، وفرقة أقامت ولم تقارف الذنوب، وفرقة اقترفت الذنوب، فلم تنج من العذاب الا من انتهت، قال جعفر: قلت لابي جعفر عليه السلام: ما صنع بالذين أقاموا ولم يقارفوا الذنوب ؟ قال أبو جعفر: بلغني انهم صاروا ذرا (3) 98 – عن اسحق بن عبد العزيز عن أبى الحسن الاول عليه السلام قال: ان الله خص


– جمع الضب: دويبة على حد فرخ التمساح الصغير وذنبه كثير العقد كذنب التمساح ولهذا قالوا (أعقد من ذنب الضب) ويقال له بالفارسية (سوسمار). (1) وفى نسخة البرهان (هارون بن عبد العزيز) وفى الوسائل (هارون بن عبد ربه). (2) البحار ج 5: 345. البرهان ج 2: 44. ونقله في الوسائل ج 3 ابواب الاطعمة المحرمة باب 8 مختصرا. (3) البرهان ج 2: 44. (*)

[ 36 ]

عباده بآيتين من كتابه (1) ان لا يكذبوا بما لا يعلمون أو يقولوا بما لا يعلمون، وقرأ: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه) وقال: (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ان لا يقولوا على الله الا الحق) (2) 99 – عن اسحق قال أبو عبد الله عليه السلام: خص الله الخلق في آيتين من كتاب الله، أن لا يقولوا على الله الا بعلم ولا يردوا الا بعلم، ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ان لا يقولوا الا الحق، وقال: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) (3). 100 – عن اسحق بن عمار (4) عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أيضع الرجل يده على ذراعه في الصلوة ؟ قال: لا بأس ان بنى اسرائيل كانوا إذا دخلوا في الصلوة دخلوا متماوتين (5) كأنهم موتى فأنزل الله على نبيه عليه السلام خذ ما آتيتك بقوة، فإذا دخلت الصلوة فادخل فيها بجلد وقوة، ثم ذكرها في طلب الرزق، فإذا طلبت


(1) قال الفيض رحمه الله في الوافى بعد نقل الحديث من الكافي ما لفظه: قيل يعنى عباده الذين هم من اهل الكتاب والكلام كأن من سواهم ليسوا مضافا إليه بالعبودية بآيتين أي مضمونهما والا فالايات في ذلك فوق اثنتين كقوله تعالى: (ومن اظلم ممن افترى على الله كاذبا أو كذب بآياته ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون. فاولئك هم الفاسقون. فاولئك هم الظالمون) إلى غير ذلك. ثم قال: ولا يردوا ما لم يعلموا (على لفظ الكافي) يعنى لا يكذبوا به بل يكلوا علمه إلى قائله فان التصديق بالشئ كما هو محتاج إلى تصوره اثباتا فكذلك هو مفتقر إليه نفيا وهذا في غاية الظهور ولكن اكثر الناس لا يعلمون (انتهى). (2 – 3) البرهان ج 2: 44. البحار ج 1: 100. الصافى ج 1: 623. (4) وفى نسخة البرهان (معاوية بن عمار). ولعله الظاهر بقرينة الحديث الاتى (5) المتماوت: الناسك المرائى أي الذى يرى انه كميت عن الدنيا، يقال تماوت الرجل: إذا أظهر من نفسه التخافت والتضاعف من العبادة والزهد والصوم. وفى نسخة الاصل (متهاونين) بدل متماوتين ولكن الظاهر هو المختار ولعله تصحيفه. (*)

[ 37 ]

الرزق فاطلبه بقوة (1). 101 – وفى رواية اسحق بن عمار عنه في قول الله: (خذوا ما آتيناكم بقوة) أقوة في الابدان أم قوة في القلوب ؟ قال: فيهما جميعا (2). 102 – عن محمد بن حمزة عمن اخبره (3) عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله: (خذوا ما آتيناكم بقوة) قال: السجود وضع اليدين على الركبتين في الصلوة. (4) 103 – عن رفاعة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (واذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم) قال: أخذ ا لله الحجة على جميع خلقه يوم الميثاق هكذا وقبض يده (5). 104 – عن أبى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: كيف أجابوه وهم ذر ؟ قال: جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه (6) يعنى في الميثاق (7).


(1) البحار ج 18: 317. البرهان ج 2: 45. (2) البحار ج 15 (ج 2): 37. البرهان ج 2: 45. الصافى ج 1: 624. (3) وفى نسخة البرهان هكذا (عن محمد بن أبى حمزة عن بعض اصحابنا اه). (4) البرهان ج 2: 45. (5) البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 49. (6) قال الفيض رحمه الله في تفسير الاية: ان الله نصب لهم دلائل ربوبية وركب في عقولهم ما يدعوهم إلى الاقرار بها حتى صاروا بمنزلة الاشهاد على طريقة التمثيل نظير ذلك قوله عزوجل (انما قولنا لشئ إذا أردناه ان نقول له كن فيكون) وقوله جل و علا (فقال لها وللارض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) ومعلوم انه لا قول ثمة و انما هو تمثيل وتصوير للمعنى وذلك حين كانت انفسهم في اصلاب آبائهم العقلية ومعادنهم الاصلية يعنى شاهدهم وهم دقائق في تلك الحقايق وعبر عن تلك الاباء بالظهور لان كل واحد منهم ظهر أو مظهر لطائفة من النفوس أو ظاهر عنده لكونه صورة عقلية نورية ظاهرة بذاتها الخ. ثم قال بعد نقل الحديث ما لفظه: اقول: وهذا بعينه ما قلناه انه عزوجل ركب في عقولهم ما يدعوهم إلى الاقرار. وقال المجلسي رحمه الله: أي تعلقت الا روح بتلك الذر وجعل فيهم العقل وآلة السمع وآلة النطق حتى فهموا الخطاب وأجابوا وهم ذر. (7) البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 49. الصافى ج 1: 625. (*)

[ 38 ]

105 – عن عبد الله بن الحلبي عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال: حج عمر أول سنة حج وهو حليفة، فحج تلك السنة المهاجرون والانصار، وكان على قد حج في تلك السنة بالحسن والحسين عليهما السلام وبعبد الله بن جعفر، قال: فلما أحرم عبد الله لبس إزارا ورداءا ممشقين (1) مصبوغين بطين المشق، ثم أتى فنظر إليه عمر وهو يلبى وعليه الازار والرداء وهو يسير إلى جنب على عليه السلام، فقال عمر من خلفهم: ما هذه البدعة التي في الحرم ؟ فالتفت إليه على عليه السلام فقال له: يا عمر لا ينبغى لاحد أن يعلمنا السنة، فقال عمر: صدقت يا با الحسن لا والله ما علمت انكم هم قال: فكانت تلك واحدة في سفر لهم، فلما دخلوا مكة طافوا بالبيت فاستلم عمر الحجر وقال: اما والله اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا ان رسول الله صلى الله عليه وآله استلمك ما استلمتك، فقال له على عليه السلام: [ مه ] يا با حفص، لا تفعل فان رسول الله لم يستلم الا لامر قد علمه ولو قرأت القرآن فعلمت من تأويله ما علم غيرك لعلمت انه يضر وينفع، له عينان وشفتان ولسان ذلق (2) يشهد لمن وافاه بالموافاة، قال: فقال له عمر: فأوجدني ذلك من كتاب الله يا با الحسن، فقال على: قوله تبارك وتعالى: (واذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) فلما أقروا بالطاعة بانه الرب وانهم العباد أخذ عليهم الميثاق بالحج إلى بيته الحرام، ثم خلق الله رقا أرق من الماء وقال للقلم: اكتب موافاة خلقي بيتى الحرام، فكتب القلم موافاة بنى آدم في الرق، ثم قيل للحجر: افتح قال: ففتحه فالقم الرق، ثم قال للحجر: احفظ واشهد لعبادي بالموافاة، فهبط الحجر مطيعا لله، يا عمر أو ليس إذا استلمت الحجر قلت: امانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لى بالموافاة ؟ فقال عمر: اللهم نعم، فقال له على عليه السلام: [ امن ] ذلك (3).


(1) الممشق: المصبوغ بالمشق وهو الطين الاحمر. (2) لسان ذلق: جديد بليغ. (3) البرهان ج 2: 49. ونقله المجلسي رحمه الله في المجلد الثامن من البحار ص: (*)

[ 39 ]

106 – عن الحلبي قال: سألته لم جعل استلام الحجر ؟ قال: ان الله حيث أخذ الميثاق من بنى آدم دعا الحجر من الجنة، وأمره والتقم الميثاق، فهو يشهد لمن وافاه بالوفا (1) 107 – عن صالح بن سهل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان بعض قريش قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: بأى شئ سبقت الانبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم ؟ فقال: انى كنت أول من أقر بربي وأول من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على انفسهم ألست بربكم ؟ فقال: بلى، فكنت أول من قال: بلى، فسبقتهم إلى الاقرار بالله. (2). 108 – عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (وإذا أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم) إلى (قالوا بلى) قال: كان محمد عليه وآله السلام أول من قال: بلى، قلت: كانت رؤية معاينة ؟ قال: (نعم ظ) فأثبت المعرفة في قلوبهم ونسوا ذلك الميثاق، وسيذكرونه بعد، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه. (3) 109 – عن زرارة ان رجلا سأل أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (واذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذرياتهم) (4) فقال وأبوه يسمع: حدثنى أبى ان الله تعالى قبض قبضة من تراب التربة التى خلق منها آدم، فصب عليها الماء العذب الفرات، فتركها أربعين صباحا، ثم صب عليها الماء المالح الاجاج (5) فتركها أربعين صباحا، فلما اختمرت الطينة أخذها تبارك وتعالى فعركها عركا شديدا (6) ثم هكذا حكى بسط كفيه فخرجوا (7) كالذر من يمينه وشماله فأمرهم جميعا ان يقعوا


(1) البرهان ج 2: 50. وفيه (وافاه بالموافاة). (2 – 3) البرهان ج 2: 50. البحار ج 6: 5 و 3: 71. الصافى ج 1: 626. (4) وهذا احدى القراءات في الاية والقرائة المشهورة (ذريتهم). (5) الاجاج: المالح المر الشديد الملوحة يقال أج الماء اجوجا إذا ملح واشتدت ملوحته (6) يقال عرك البعير جنبه بمرفقه: إذا دلكه فأثر فيه. (7) وفى نسخة البرهان (فجمد فجروا) بدل (فخرجوا) ولعل هذا الاختلاف (*)

[ 40 ]

(يدخلوا خ ل) في النار فدخل أصحاب اليمين، فصارت عليهم بردا وسلاما، وأبى أصحاب الشمال أن يدخلوها. (1) 110 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (الست بربكم قالوا بلى) قالو بألسنتهم ؟ قال: نعم، وقالوا بقلوبهم، فقلت: واى شئ كانوا يومئذ ؟ قال صنع منهم ما اكتفى به. (2) 111 – عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام (3) عن قول الله: (واذ أخذ ربك من بنى آدم) إلى (أنفسهم) قال: أخرج الله من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيمة فخرجوا [ وهم ] كالذر، فعرفهم نفسه وأراهم نفسه ولولا ذلك ما عرف أحد ربه، وذلك قوله: (ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله). (4) 112 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: (واذ أخذ ربك من بني آدم) أي (شهدنا) قال: ثم قال: ثبتت المعرفة ونسوا الموقف [ وسيذكرونه ] ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه. (5)


من جهة وقوع التحريف في هذه النسخة. ثم ان الذر بمعنى صغار النمل واحدتها ذرة قال الفيض رحمه الله في الوافى: ووجه الشبه: الحس والحركة أو كونهم محل الشعور (الحيوة خ ل) مع صغر الجثة واجتماعهم في الوجود عند الله انما هو لاجتماع اجزاء الزمانية عنده سبحانه دفعة واحدة في عالم الامر وجود ملكوتي ظلى ينبعث من حقيقة هذا الوجود الخلقى الجسماني وهو صورة علمه سبحانه بها اه قوله من يمينه اه: قال المجلسي رحمه الله أي من يمين الملك المأمور بهذا الامر و شماله أو من يمين العرش وشماله أو استعار اليمين للجهة اتى فيها اليمن والبركة وكذا الشمال بعكس ذلك. (1 – 2) البرهان ج 2: 50. البحار ج 3: 71. الصافى ج 1: 625. (3) وفى البرهان (ابا عبد الله عليه السلام) مكان (ابا جعفر عليه السلام). (4) البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 50. (5) البحار ج 3: 67. البرهان ج 2: 50. (*)

[ 41 ]

113 – عن جابر قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: متى سمى أمير المؤمنين أمير المؤمنين ؟ قال: قال والله نزلت (1) هذه الاية على محمد صلى الله عليه وآله (وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم وان محمد رسول الله [ نبيكم ] وان عليا امير المؤمنين، فسماه الله والله أمير المؤمنين). (2) 114 – عن جابر قال قال لى أبو جعفر عليه السلام: يا جابر لو يعلم الجهال متى سمى أمير المؤمنين على لم ينكروا حقه، قال: قلت: جعلت فداك متى سمى ؟ فقال لى: قوله (واذ أخذ ربك من بنى آدم) إلى (ألست بربكم وان محمدا [ نبيكم ] رسول الله وان عليا أمير المؤمنين) قال: ثم قال لى يا جابر: هكذا والله جاء بها محمد صلى الله عليه واله (3) 115 – عن ابن مسكان عن بعض أصحابه عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان امتى عرضت على في الميثاق، فكان اول من آمن بي على، وهو أول من صدقنى حين بعثت، وهو الصديق الاكبر، والفاروق يفرق بين الحق والباطل. (4) 116 – عن الاصبغ بن نباتة عن على عليه السلام قال: أتاه ابن الكواء فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن الله تبارك وتعالى هل كلم أحدا من ولد آدم قبل موسى ؟ فقال على: قد كلم الله جميع خلقه برهم وفاجرهم، وردوا عليه الجواب، فثقل ذلك على ابن الكوا ولم يعرفه، فقال له: كيف كان ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال له: أوما تقرء كتاب الله إذ يقول لنبيه: (واذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) فقد أسمعهم كلامه وردوا عليه الجواب كما تسمع في قول الله يابن الكوا (قالوا بلى) فقال لهم: انى انا الله لا اله الا انا وأنا الرحمن [ الرحيم ] فأقروا له بالطاعة والربوبية، وميز الرسل والانبياء والاوصياء، وأمر الخلق بطاعتهم فأقروا بذلك في الميثاق، فقالت الملائكة عند اقرارهم بذلك:


(1) وفى نسخة البرهان (لما نزلت). (2 – 3) البحار ج 9: 256. البرهان ج 2: 50. اثبات الهداة ج 3: 545. (4) البحار ج 6: 231. البرهان ج 2: 51. (*)

[ 42 ]

شهدنا عليكم يا بنى آدم أن تقولوا يوم القيمة انا كنا عن هذا غافلين. (1) 117 – قال أبو بصير: قلت لابي عبد الله عليه السلام: اخبرني عن الذر حيث أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى، واسر بعضهم خلاف ما أظهر، فقلت: كيف علموا القول حيث قيل لهم ألست بربكم ؟ قال: ان الله جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه (2). 118 – عن سليمان اللبان قال: قال أبو جعفر عليه السلام: أتدرى ما مثل المغيرة بن شعبة (3) قال: قلت: لا، قال: مثله مثل بلعم الذى أوتى الاسم الاعظم الذى قال الله: (آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين) (4). 119 – عن محمد بن أبى زيد الرازي عمن ذكره عن الرضا عليه السلام قال: إذا نزلت بكم شدة فاستعينوا بنا على الله، وهو قول الله: (ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها) قال: قال أبو عبد الله: نحن والله الاسماء الحسنى الذى لا يقبل من أحد الا بمعرفتنا [ قال فادعوه بها ] (5). 120 – عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: (وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون) قال: هم الائمة (6). 121 – وقال محمد بن عجلان عنه نحن هم. (7)


(1 – 2) البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 51. (3) مغيرة بن شعبة بن عامر بن مسعود الثقفى الكوفى صحابي مات سنة خمسين. من الهجرة النبوية وهو يومئذ ابن سبعين سنة. ولاه عمر بن الخطاب البصرة ولم يزل عليها حتى شهد عليه بالزنا فعزله ثم ولاه الكوفة فلم يزل عليها حتى قتل عمر فأقره عثمان عليها ثم عزله وولاه معاوية الكوفة فلم يزل عليها إلى أن مات وكيف كان فقد ورد في ذمه روايات كثيرة ذكر بعضها في تنقيح المقال فراجع. (4) البحار ج 5: 313. البرهان ج 2: 51. الصافى ج 1: 626. (5) البرهان ج 2: 52. البحار ج 19 (ج 2): 63. الصافى ج 1: 628. (6 – 7) البرهان ج 2: 52. البحار ج 7: 120. الصافى ج 1: 628 اثبات الهداة ج 3: 50. مجمع البيان ج 3: 503. (*)

[ 43 ]

122 – عن ابن الصهبان البكري قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: و الذى نفسي بيده لتفرقن هذه الامة على ثلث وسبعين فرقة، كلها في النار الا فرقة، (وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون) فهذه التى تنجو من هذه الامة (1). 123 – عن يعقوب بن زيد: قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: (وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون) قال: يعنى امة محمد صلى الله عليه وآله. (2) 124 – عن خلف بن حماد عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله يقول في كتابه: (ولو كنت أعلم الغيب لا ستكثرت من الخير وما مسنى السوء) يعنى الفقر (3). 125 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: (فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما) قال: هو آدم وحوا انما كان شركهما شرك طاعة وليس شرك عبادة، وفى رواية اخرى ولم يكن شرك عبادة (4). 126 – عن الحسين بن على بن النعمان عن أبيه عمن سمع أبا عبد الله عليه السلام وهو يقول: ان الله أدب رسوله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) قال: خذ منهم ما ظهر وما تيسر، والعفو الوسط. (5). 127 – عن عبد الاعلى عن أبى عبد الله في قول الله: (خذ العفو وأمر بالعرف) قال بالولاية ” (وأعرض عن الجاهلين) قال: [ عنها ] يعنى الولاية. (6) 128 – عن زيد بن أبى اسامة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) قال: هو الذنب


(1 – 2) البرهان ج 2: 52 – 53. البحار ج 8: 2. الصافى ج 1: 628. مجمع البيان ج 3: 503. (3) البرهان ج 2: 53. البحار ج 7: 300. الصافى ج 1: 631. (4) البحار ج 5: 69. البرهان ج 2: 55. الصافى ج 1: 631. مجمع البيان ج 3: 510. (5) البرهان ج 2: 55. الصافى ج 1: 632. (6) البرهان ج 2: 55. البحار ج 7: 129. (*)

[ 44 ]

يهم به العبد فيتذكر فيدعه (1). 129 – عن على بن أبى حمزة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته في قول الله: (ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون) ما ذلك الطائف ؟ فقال: هو السئ يهم العبد به ثم يذكر الله فيبصر ويقصر. (2) 130 – أبو بصير عنه قال: هو الرجل يهم بالذنب ثم يتذكر فيدعه (3). 131 – عن زرارة قال أبو جعفر عليه السلام: (وإذا قرئ القرآن) في الفريضة خلف الامام (فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) (4). 132 – عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يجب الانصات للقرآن في الصلوة وفى غيرها، وإذا قرئ عندك القرآن وجب عليك الانصات والاستماع (5). 133 – عن أبى كهمس عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قرء ابن الكوا خلف أمير المؤمنين عليه السلام: (لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) فانصت له امير المؤمنين عليه السلام (6) 134 – عن زرارة عن احدهما قال: لا يكتب الملك الا ما اسمع نفسه وقال الله: (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة) قال: لا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس العبد لعظمته الا الله وقال: إذا كنت خلف امام فأتم به فأنصت وسبح في نفسك (7) 135 – عن ابراهيم بن عبد الحميد يرفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (و اذكر ربك في نفسك) يعنى مستكينا (وخيفة) يعنى خوفا من عذابه (ودون الجهر من القول) يعنى دون الجهر من القراءة (بالغدو والآصال) يعنى بالغداة و العشى (8).


(1 – 3) البحار ج 15 (ج 2): 95. البرهان ج 2: 56. الصافى ج 1: 633. (4 – 5) البحار ج 18 (ج 2): 615 – 616. البرهان ج 2: 57. (6) البحار ج 18 (ج 2): 615 – 616. البرهان ج 2: 57. مجمع البيان ج 3: 515. (7 – 8) البحار ج 18 (ج 2): 349 البرهان ج 2: 57. الصافى ج 1: 635. (*)

[ 45 ]

136 – عن الحسين بن المختار عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال) قال: تقول عند المساء لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت [ و يميت ويحيى ] وهو على كل شئ قدير، قلت: (بيده الخير) ؟ قال: [ ان ] بيده الخير و لكن [ قل ] كما أقول لك عشر مرات، واعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب ان يحضرون، ان الله هو السميع العليم، عشر مرات حين تطلع الشمس، وعشر مرات حيت تغرب (1) 137 – عن محمد بن مروان عن بعض أصحابه قال: قال جعفر بن محمد عليه السلام: استعيذوا بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وأعوذ بالله ان يحضرون ان الله هو السميع العليم، وقل لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى و يميت ويميت ويحيى وهو على كل شئ قدير، فقال له رجل: مفروض هو ؟ قال: نعم مفروض هو محدود، تقوله قبل طلوع الشمس وقبل الغروب عشر مرات، فان فاتك شئ منها فاقضه من الليل والنهار (2)


(1 – 2) البحار ج 18: 491. البرهان ج 2: 57. الصافى ج 1: 635. (*)

[ 46 ]

بسم الله الرحمن الرحيم من سورة الانفال 1 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: من قرء سورة برائة والانفال في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا، وكان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام حقا، وأكل يوم القيمة من موائد الجنة مع شيعته حتى يفرغ الناس من الحساب (1) 2 – وفى رواية اخرى عنه في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا وكان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام حقا (2) 3 – عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: في سورة الانفال جدع الانوف (3) 4 – عن حريز عن أبى عبد الله عليه السلام (4) قال: سألته أو سئل عن الانفال،


(1) البحار ج 19: 69. البرهان ج 2: 58. مجمع البيان ج 3: 516. الصافى ج 1: 742. (2) البرهان ج 2: 58. (3) البرهان ج 2: 58. البحار ج 20: 54 مجمع البيان ج 3: 516 وجدع الانف: قطعه ولعل الوجه في كلامه عليه السلام هو اشتمال السورة على ذكر الخمس لذوى القربى. (4) وفى نسخة البرهان (عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام). (*)

[ 47 ]

فقال: كل قرية تهلك أهلها، أو انجلوا عنها، فمن نفل نصفها يقسم بين الناس، ونصفها للرسول (1) 5 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: الانفال ما لم يوجف عليه (2) بخيل ولا ركاب (3) 6 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الانفال ؟ قال: هي القرى التى قد جلا أهلها وهلكوا، فخربت فهى لله وللرسول (4). 7 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال سمعته يقول: ان الفئ و الانفال ما كان من أرض لم يكن فيها هرقة دم أو قوم صالحوا أو قوم اعطوا بأيديهم، وما كان من أرض خربة أو بطون الاودية، فهذا كله من الفئ فهذا لله وللرسول، فما كان لله فهو لرسوله يضعه حيث يشاء وهو للامام من بعد الرسول. (5) 8 – عن بشير الدهان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله فرض طاعتنا في كتابه، فلا يسع الناس جهلنا (حملنا خ ل) لنا صفو المال ولنا الانفال ولنا قراين (كرائم خ ل) القرآن. (6) 9 – عن أبى ابراهيم قال: سألته عن الانفال ؟ فقال: ما كان من أرض باد أهله فذلك الانفال فهو لنا. (7) 10 – عن ابى اسامة بن زيد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الانفال ؟ فقال: هو كل أرض خربة لم يوجف عليها خيل ولا ركاب، وزاد في رواية اخرى عنه غلبها رسول الله صلى الله عليه واله. (8)


(1) البحار ج 20: 54. البرهان ج 2: 61. الوسائل ج 2: ابواب الانفال باب 1 وفى نسخة البرهان بعد قوله فمن نقل هكذا: (فهى لله تعالى وللرسول) مكان قوله: (نصفها يقسم اه). (2) الايجاف: سرعة السير. (3 – 8) البحار ج 20: 54. البرهان ج 2: 61. الوسائل ج 2: ابواب الانفال باب 1 (*)

[ 48 ]

11 – عن أبى بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لنا الانفال، قلت: وما الانفال ؟ قال: منها المعادن والاجام (1) وكل أرض لا رب لها، وكل أرض باد أهلها فهو لنا (2). 12 – وفى رواية اخرى عن احدهما عن أبان بن تغلب عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كل مال لا مولى له ولا ورثة له فهو من أهل هذه الاية (يسئلونك عن الانفال قل الانفال لله وللرسول). (3) 13 – وفى رواية ابن سنان قال: هي القرية التى قد جلا أهلها وهلكوا فخربت فهى لله وللرسول. (4) 14 – وفى رواية ابن سنان ومحمد الحلبي عنه عليه السلام قال: من مات وليس له مولى فماله من الانفال. (5). 15 – وفى رواية زرارة عنه قال: هي كل أرض جلا أهلها من غير ان يحمل عليها خيل ولا رجال ولا ركاب، فهى نفل لله وللرسول. (6). 16 – عن الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول في الملوك الذين يقطعون الناس هي من الفئ والانفال وأشباه ذلك. (7). 17 – وفى رواية اخرى عن الثمالى قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: (يسئلونك عن الانفال) قال: ما كان للملوك فهو للامام (8). 18 – عن سماعة بن مهران قال: سألته عن الانفال ؟ قال: كل أرض خربة و اشياء كانت تكون للملوك فذلك خاص للامام، ليس للناس فيه سهم، قال: ومنها البحرين لم توجف بخيل ولا ركاب. (9). 19 – عن بشير الدهان قال: كنا عند أبى عبد الله والبيت غاص بأهله، فقال لنا


(1) الاجام جمع الاجمة – محركة -: الشجر الكثير الملتفت ويقال له بالفارسية (بيشه) (2 – 9) البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 61 – 62. الوسائل ج 2 ابواب الانفال باب 1 (*)

[ 49 ]

أحببتم وابغض (ابغضنا خ ل) الناس ووصلتم وقطع (قطعنا خ ل) الناس وعرفتم و انكر (انكرنا خ ل) الناس وهو الحق، وان الله اتخذ محمدا عبدا قبل ان يتخذه رسولا، وان عليا عبد نصح لله فنصحه، وأحب الله فأحبه وحبنا بين في كتاب الله، لنا صفو المال ولنا الانفال، ونحن قوم فرض الله طاعتنا، وانكم لتأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله: من مات وليس له امام يأتم به فميتته جاهلية، فعليكم بالطاعة فقد رأيتم أصحاب علي عليه السلام. (1) 20 – عن الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام (يسئلونك عن الانفال) قال: ما كان للملوك فهو للامام، قلت: فانهم يعطون ما في أيديهم أولادهم ونسائهم وذوى قرابتهم وأشرافهم حتى بلغ ذكر من الخصيان، فجعلت لا أقول في ذلك شيئا الا قال، وذلك حتى قال يعطى منه مأتى الدرهم (2) إلى المائة والالف ثم قال: هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب. (3) 21 – عن داود بن فرقد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: بلغنا ان رسول الله صلى الله عليه واله أقطع عليا عليه السلام ما سقى الفرات ؟ قال: نعم وما سقى الفرات، الانفال أكثر ما سقى الفرات، قلت: وما الانفال ؟ قال: بطون الاودية ورؤس الجبال والاجام والمعادن، وكل أرض لم يوجف عليها خيل ولا ركاب، وكل أرض ميتة قد جلا أهلها وقطايع الملوك. (4) 22 – عن أبى مريم الانصاري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله (يسئلونك عن الانفال قل الانفال لله وللرسول) قال سهم لله وسهم للرسول، قال: قلت فلمن سهم الله ؟ فقال: للمسلمين. (5) 23 – عن محمد بن يحيى الخثعمي عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (واذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم (فقال الشوكة


(2) وفى نسخة البرهان (ما بين درهم إلى المأة اه). (1 – 5) البحار ج 20: 55. البرهان ج 2: 62. الوسائل ج 2: ابواب الانفال باب 1 (*)

[ 50 ]

التى فيها القتال (1). 24 – عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن تفسير هذه الآية في قول الله: (يريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين) قال أبو جعفر عليه السلام: تفسيرها في الباطن يريد الله، فانه شئ يريده ولم يفعله بعد، واما قوله (يحق الحق بكلماته) فانه يعنى يحق حق آل محمد، واما قوله: (بكلماته) قال: كلماته في الباطن على هو كلمة الله في الباطن، واما قوله: (ويقطع دابر الكافرين) فهم بنو امية، هم الكافرون يقطع الله دابرهم، واما قوله: (ليحق الحق) فانه يعنى ليحق حق آل محمد حين يقوم القائم عليه السلام، واما قوله: (ويبطل الباطل) يعنى القائم فإذا قام يبطل باطل بنى امية، وذلك قوله: (ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون) (2). 25 – عن جابر عن أبى عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية في البطن (وينزل عليكم من السماء ماءا ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان و ليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام) قال: السماء في الباطن رسول الله، والماء على عليه السلام جعل الله عليا من رسول الله صلى الله عليه وآله فذلك قوله: (ماءا ليطهركم به) فذلك على يطهر الله به قلب من والاه، واما قوله: (ويذهب عنكم رجز الشيطان) من والى عليا يذهب الرجز عنه، ويقوى قلبه و (يربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام) فانه يعنى عليا، من والى عليا يربط الله على قلبه بعلى فثبت على ولايته (3). 26 – عن محمد بن يوسف قال: أخبرني أبى قال: سألت أبا جعفر عليه السلام فقلت: (واذ يوحى ربك إلى الملئكة انى معكم) قال: الهام (4). 27 – عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (ويذهب عنكم رجز الشيطان) قال: لا يدخلنا ما يدخل الناس من الشك (5).


(1) الصافى ج 1: 638. البرهان ج 2: 68. (2) البحارج 7: 127. البرهان ج 2: 68. ونقله المحدث الحر العاملي رحمه الله في اثبات الهداة ج 7: 98 مختصرا عن هذا الكتاب. (3) البرهان ج 2: 69. (4 – 5) البرهان ج 2: 69. البحار ج 6: 467. (*)

[ 51 ]

28 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام عن أبيه عن جده عن آبائه قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: اشربوا ماء السماء فانه يطهر البدن، ويدفع الاسقام، قال الله: (وينزل عليكم من السماء ماءا ليطهركم به) إلى قوله: ويثبت به الاقدام) (1). 29 – عن زرارة عن احدهما قال: قلت: الزبير شهد بدرا ؟ قال: نعم ولكنه فر يوم الجمل، فان كان قاتل المؤمنين فقد هلك بقتاله اياهم، وان كان قاتل كفارا فقد باء بغضب من الله حين ولاهم دبره (2). 30 – عن ابى جعفر عليه السلام ما شأن أمير المؤمنين عليه السلام حين [ ما ] ركب منه ما ركب لم يقاتل ؟ فقال: للذى سبق في علم الله أن يكون ما كان لامير المؤمنين عليه السلام أن يقاتل وليس معه الا ثلثة رهط فكيف يقاتل ؟ ! ألم تسمع قول الله جل وعزه (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا) إلى (وبئس المصير) فكيف يقاتل أمير المؤمنين بعد هذا ؟ وانما هو يومئذ ليس معه مؤمن غير ثلثة رهط (3). 31 – عن أبى اسامة زيد الشحام قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: جعلت فداك انهم يقولون ما منع عليا ان كان له حق أن يقوم بحقه ؟ فقال: ان الله لم يكلف هذا أحدا الا نبيه عليه وآله السلام قال له: (قاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك) وقال لغيره (الا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة) فعلى لم يجد فئة، ولو وجد فئة لقاتل، ثم قال: لو كان جعفر وحمزة حيين انما بقى رجلان. قال (متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة) قال: متطردا (5) يريد الكرة عليهم، أو متحيزا يعنى متأخرا إلى أصحابه من غير هزيمة، فمن انهزم حتى يجوز صف اصحابه فقد باء بغضب من الله (5).


(1 – 2) البرهان ج 2: 69. البحار ج 6: 473. (3) البحار ج 8: 152. البرهان ج 2: 69. (4) الطرد – ويحرك: الابعاد ومتطردااى متباعدا. (5) البرهان ج 2: 70. البحار ج 8: 152. الصافى ج 1: 653. (*)

[ 52 ]

32 – عن محمد بن كليب الاسدي عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) قال: على ناول رسول الله صلى الله عليه وآله القبضة التى رمى بها (1) 33 – وفى خبر آخر عنه ان عليا ناوله قبضة من تراب فرمى بها (2) 34 – عن عمرو بن أبى المقدام عن على بن الحسين قال: ناول رسول الله صلى الله عليه وآله على بن أبيطالب كرم الله وجهه قبضة من تراب التى رمى بها في وجوه المشركين، فقال الله: (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) (3) 35 – عن حمزة بن الطيار عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (يحول بين المرء وقلبه) قال: هو ان يشتهى الشئ بسمعه وببصره ولسانه ويده، اما ان هو غشى شيئا مما يشتهى فانه لا يأتيه الا وقلبه منكر لا يقبل الذى يأتي، يعرف ان الحق ليس فيه (4). 36 – وفى خبر هشام عنه قال: يحول بينه وبين أن يعلم ان الباطل حق (5) 37 – عن حمزة بن الطيار عن أبى عبد الله عليه السلام (واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه) قال: هو أن يشتهى الشئ بسمعه وبصره ولسانه ويده، واما انه لا يغشى شيئا منها وان كان يشتهيه فانه لا يأتيه الا وقلبه منكر، لا يقبل الذى يأتي يعرف ان الحق ليس فيه (6) 38 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: هذا الشئ يشتهيه الرجل بقلبه وسمعه وبصره، لا تتوق (7) نفسه إلى غير ذلك، فقد حيل بينه وبين قلبه إلى ذلك الشئ (8).


(1 – 3) البرهان ج 2: 70. الصافى ج 1: 654. (4 – 6) البحار ج 15 (ج 2): 38 – 39. البرهان ج 2: 71. الصافى ج 1: (655 – 656). (7) تاق توقا إليه: اشتاق. (8) البحار ج 15 (2): 39: البرهان ج 2: 71. الصافى ج 1: 656. (*)

[ 53 ]

39 – وفى خبر يونس بن عمار عن أبى عبد الله قال: لا يستيقن القلب ان الحق باطل أبدا، ولا يستيقن ان الباطل حق أبدا (1) 40 – عن عبد الرحمن بن سالم عنه في قوله: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) قال: أصابت الناس فتنة بعد ما قبض الله نبيه حتى تركوا عليا وبايعوا غيره، وهى الفتنة التى فتنوا بها، وقد أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع على والاوصياء من آل محمد عليهم السلام (2). 41 – عن اسمعيل السرى عن البهى (3) (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا 1 – منكم خاصة) قال أخبرت انهم أصحاب الجمل (4). 42 – عن زراره وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما ان قريشا اجتمعت فخرجت من كل بطن اناس، ثم انطلقوا إلى دار الندوة ليشاوروا فيما يصنعون برسول الله عليه وآله السلام، فإذا هم بشيخ قائم على الباب فإذا ذهبوا إليه ليدخلوا قال: ادخلوني معكم، قالوا: ومن أنت يا شيخ ؟ قال: أنا شيخ من بنى مضر، ولى رأى أشير به عليكم فدخلوا وجلسوا وتشاوروا وهو جالس، وأجمعوا أمرهم على ان يخرجوه فقال: ليس هذا لكم برأى ان أخرجتموه أجلب عليكم الناس (5) فقاتلوكم قالوا: صدقت ما هذابرأى، ثم تشاوروا فاجمعوا أمرهم على أن يوثقوه، قال: هذا ليس بالرأى ان فعلتم هذا ومحمد رجل حلو اللسان أفسد عليكم أبناءكم و خدمكم وما ينفع أحدكم إذا فارقه أخوه وابنه أو امرأته، ثم تشاوروا فأجمعوا


(1) البحار ج 15 (ج 2): 39: البرهان ج 2: 71. الصافى ج 1: 656 (2) البرهان ج 2: 72. الصافى ج 1: 656. (3) كذا في النسخ لكن في نسخة البرهان هكذا (عن الصيقل سئل أبو عبد الله عليه السلام واتقوا فتنة اه) ثم ذكر الرواية بعينها فيحتمل تعدد الروايتين ويحتمل وحدتهما ووقوع التحريف وكيف كان فلا تخلوا النسخ من التحريف والتصحيف فلا تغفل. (4) البرهان ج 2: 72. (5) أي أجمعهم عليكم (*)

[ 54 ]

أمرهم على أن يقتلوه ويخرجون من كل بطن منهم بشاهر (1) فيضربونه بأسيافهم جميعا عند الكعبة (2) ثم قرأ الاية (واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك) إلى آخر الاية. (3). 43 – عن زرارة وحمران عن أبى جعفر عليه السلام وأبى عبد الله عليه السلام قوله (والله خير الماكرين) قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قد كان لقى من قومه بلاءا شديدا حتى أتوه ذات يوم وهو ساجد حتى طرحوا عليه رحم شاة، فأتته ابنته وهو ساجد لم يرفع رأسه، فرفعته عنه ومسحته، ثم أراه الله بعد ذلك الذى يحب، انه كان ببدر وليس معه غير فارس واحد، ثم كان معه يوم الفتح اثنا عشر الفا حتى جعل أبو سفيان والمشركون، يستغيثون، ثم لقى أمير المؤمنين عليه السلام من الشدة والبلاء والتظاهر عليه ولم يكن معه أحد من قومه بمنزلته، اما حمزة فقتل يوم احد، واما جعفر فقتل يوم موتة. (4) 44 – عن عبد الله بن محمد الجعفي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله والاستغفار حصينين لكم من العذاب، فمضى أكبر الحصنين وبقى الاستغفار، فاكثروا منة فانه منجاة (5) للذنوب، وان شئتم فاقرأوا: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون). (6) 45 – عن حنان عن أبيه عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلوات الله عليه و آله وهو في نفر من أصحابه: ان مقامي بين أظهركم خير لكم وان مفارقتي اياكم خير لكم، فقام إليه جابر بن عبد الله الانصاري فقال: يارسول الله اما مقامك بين أظهرنا خير


(1) وفى نسخة البرهان (بشاب) بدل (بشاهر). (2) وفى نسخة البحار (الكتفين) بدل (الكعبة). (3) البحار ج 6: 415. البرهان ج 2: 78. الصافى ج 1: 658. (4) البحار ج 6: 348 و 473. البرهان ج 2: 79. (5) وفى نسخة الصافى (ممحاة) بدل (منجاة) والممحاة: خرقة يزال بها المنى ونحوه كما قاله الجوهرى وغيره. (6) البحار ج 19 (ج 2): 34. البرهان ج 2: 79. الصافى ج 1: 665. (*)

[ 55 ]

لنا فقد عرفنا، فكيف يكون مفارقتك ايانا خيرا لنا ؟ فقال: اما مقامي بين أظهركم فان الله يقول: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) فعذبهم بالسيف، واما مفارقتي اياكم فهو خير لكم لان أعمالكم تعرض على كل اثنين وخميس، فما كان من حسن حمدت الله عليه، وما كان من سئ استغفر الله لكم. (1) 46 – عن ابراهيم بن عمر اليماني عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله (وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا اولياءه) يعنى اولياء البيت يعنى المشركون (ان اولياؤه الا المتقون) حيث ما كانوا هم أولى به من المشركين (وما كان صلوتهم عند البيت الا مكاءا وتصدية) قال التصفير والتصفيق (2) 47 – على بن دراج الاسدي قال: دخلت على أبى جعفر عليه السلام فقلت له: انى كنت عاملا لبنى امية فأصبت مالا كثيرا فظننت ان ذلك لا يحل لى (3) قال: فسألت عن ذلك غيرى، [ قال: قلت: قد سألت ] فقيل لى: ان أهلك ومالك وكل شئ لك حرام ؟ قال: ليس كما قالوا لك قال: قلت جعلت فداك على (فلى خ ل) توبة ؟ قال: نعم توبتك في كتاب الله (قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف) (4).


(1) البحار ج 7: 70. البرهان ج 2: 79. الصافى ج 1: 665. (2) البرهان ج 2: 81. الصافى ج 1: 665. وصفر صفرا وصفر تصفيرا: صوت بالنفخ من شفتيه وشبك اصابعه ونفح فيها وكثيرا ما يفعل ذلك للدابة عند دعائه للماء. وصفق بيديه: صوت بهما ضربا. قيل: وكانوا يطوفون بالبيت عراءا يشبكون بين اصابعهم ويصفرون فيها ويصفقون وكانوا يفعلون ذلك إذا قرء رسول الله صلى الله عليه واله في صلوته يخلطون عليه. وفى المجمع روى ان النبي صلى الله عليه وآله كان إذا صلى في المسجد الحرام قام رجلان من بنى عبد الدار عن يمينه فيصفران ورجلان عن يساره فيصفقان بايديهما فيخلطان عليه صلوته فقتلهم الله جميعا ببدر. (3) وفى نسخة (اصبت مالا من وجه كذا وكذا فظننت ان ذلك لا يسعنى). (4) البحار ج 15 (ج 4): 219. البرهان ج 2: 81. الصافى ج 1: 667. (*)

[ 56 ]

48 – عن زرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام (1) سئل أبى عن قول الله: (قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة حتى لا تكون فتنة (2) ويكون الدين كله لله) فقال: انه [ تأويل ] لم يجئ تأويل هذه الاية، ولو قد قام قائمنا بعده سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الاية، وليبلغن دين محمد صلى الله عليه وآله ما بلغ الليل حتى لا يكون شرك (مشرك خ ل) على ظهر الارض كما قال الله (3). 49 – عن عبد الاعلى الجبلى (الحلبي خ ل) قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يكون لصاحب هذا الامر غيبة في بعض هذه الشعاب، ثم أومأ بيده إلى ناحية ذى طوى، حتى إذا كان قبل خروجه بليلتين انتهى المولى الذى يكون بين يديه حتى يلقى بعض أصحابه، فيقول: كم أنتم هاهنا ؟ فيقولون نحو من أربعين رجلا، فيقول: كيف أنتم لو قد رأيتم صاحبكم ؟ فيقولون: والله لو يأوى بنا الجبال لآويناها معه، ثم يأيتهم من القابلة (القابل خ) فيقول لهم اشيروا إلى ذوى اسنانكم وأخياركم عشيرة فيشيرون له إليهم فينطلق بهم حتى يأتون صاحبهم، ويعدهم إلى الليلة التى تليها. ثم قال أبو جعفر: والله لكأنى أنظر إليه وقد أسند ظهره إلى الحجر، ثم ينشد الله حقه ثم يقول: يا ايها الناس من يحاجنى في الله فأنا أولى الناس بالله ومن يحاجنى في آدم فأنا اولى الناس بآدم، يا ايها الناس من يحاجنى في نوح فانا أولى الناس بنوح، يا ايها الناس من يجاجنى في ابراهيم فانا اولى بابراهيم، يا ايها الناس من يحاجنى في موسى فأنا أولى الناس بموسى، يا ايها الناس من يحاجنى في عيسى فانا أولى الناس بعيسى، يا ايها الناس من يحاجنى في محمد فأنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله، يا


(1) وفى نسخة البرهان رواه عن ابي جعفر عليه السلام. (2) وفى نسخة (مشرك) وفى آخر (شرك) وفى ثالث (مشركا) بدل (فتنة). (3) البرهان ج 2: 81. الصافى ج 1: 667 وزاد فيه بعد قوله: كما قال الله (يعبدونني لا يشركون بى شيئا). ونقله المحدث الحر العاملي في كتاب اثبات الهداة ج 7: 99 عن هذا الكتاب ايضا. (*)

[ 57 ]

يا ايها الناس من يحاجنى في كتاب الله فانا أولى بكتاب الله، ثم ينتهى إلى المقام فيصلى [ عنده ] ركعتين، ثم ينشد الله حقه. قال أبو جعفر عليه السلام: هو والله المضطر في كتاب الله، وهو قول الله: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض) وجبرئيل على الميزاب في صورة طاير أبيض فيكون أول خلق الله يبايعه جبرئيل، ويبايعه الثلثمائة والبضعة العشر رجلا، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: فمن ابتلى في المسير وافاه في تلك الساعة، ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه، ثم قال: هو والله قول على بن أبيطالب عليه السلام: المفقودون عن فرشهم، وهو قول الله: (فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا) اصحاب القائم الثلثماة وبضعة عشر رجلا، قال: هم والله الامة المعدودة التى قال الله في كتاب: (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة) قال: يجمعون في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف (1) فيصبح بمكة فيدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله، فيجيبه نفر يسير ويستعمل على مكة، ثم يسير فيبلغه أن قد قتل عامله فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة لا يزيد على ذلك شيئا يعنى السبى، ثم ينطلق فيدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه عليه وآله السلام، والولاية لعلى بن أبى طالب عليه السلام، والبرائة من عدوه ولا يسمى أحدا حتى ينتهى إلى البيداء، فيخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله الارض فيأخذهم من تحت أقدامهم، وهو قول الله: (ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به) يعنى بقائم آل محمد (وقد كفروا به) يعنى بقائم آل محمد إلى آخر السورة، ولا يبقى منهم الا رجلان يقال لهما وترووتير من مراد، وجوههما في أقفيتهما يمشيان القهقرى، يخبران الناس بما فعل بأصحابهما، ثم يدخل المدينة فتغيب عنهم عند ذلك قريش، وهو قول على بن أبيطالب عليه السلام: والله لودت قريش أي عندها موقفا واحدا جزر جزور بكل ما ملكت وكل ما طلعت عليه الشمس أو غربت،


(1) القزع: قطع من السحاب متفرقة صغار. قيل وانما خص الخريف لانه اول الشتاء والسحاب فيه يكون متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك. (*)

[ 58 ]

ثم يحدث حدثا فإذا هو فعل ذلك، قالت قريش: اخرجوا بنا إلى هذه الطاغية، فوالله ان لو كان محمديا ما فعل، ولو كان علويا ما فعل، ولو كان فاطميا ما فعل، فيمنحه الله أكتافهم، فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية، ثم ينطلق حتى ينزل الشقرة (1) فيبلغه انهم قد قتلوا عامله فيرجع إليهم فيقتلهم مقتلة ليس قتل الحرة (2) إليها بشئ، ثم ينطلق يدعو الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه والولاية لعلى بن أبيطالب عليه السلام والبراءة من عدوه، حتى إذا بلغ إلى الثعلبية (3) قام إليه رجل من صلب أبيه وهو من أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه، ما خلا صاحب هذا الامر، فيقول: يا هذا ما تصنع ؟ فوالله انك لتجفل الناس أجفال النعم (4) أفبعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله أم بماذا ؟ فيقول المولى الذى


(1) موضع في الحجاز. (2) الحرة بفتح الحاء والراء المهملتين -: ارض ذات حجارة نخرة سود كأنها احرقت بالنار وهى قريبة من حرة ليلى – قرب المدينة – ووقعة الحرة المشهورة كانت في ايام يزيد بن معاوية سنة 63. وسبب ذلك ان اهل المدينة اجتمعوا بعد قتل الحسين عليه السلام عند عبد الله بن حنظلة بن عامر وبايعوه بالامارة واخرجوا عامل يزيد من المدينة واظهروا خلع يزيد من الخلافة فلما سمع بذلك يزيد بعث إليهم مسلم بن عقبة المرى في اثنا عشر ألفا من اهل الشام وسموه لقبيح صنيعه مسرفا فنزل حرة (المسماة بحرة واقم وهى الحرة الشرقية من حرتى المدينة) وخرج إليه اهل المدينة يحاربونه فكسرهم وقتل من الموالى ثلثة آلاف وخمسمأة رجل ومن الانصار ألفا واربعمأة، وقيل الفا وسبعمأة ومن قريش ألفا وثلاث مأة ودخل جنده المدينة فنهبوا الاموال وسبوا الذرية واستباح الفروج وحملت منهم ثمانمأة حرة وولدن، وكان يقال لاولئك الاولاد اولاد الحرة، ثم احضر الاعيان لمبايعة يزيد بن معاوية فلم يرض الا أن يبايعوه على انهم عبيد يزيد بن معاويه فمن تلكأ امر بضرب عنقه وكيف كان قصة الحرة طويلة وكان بعد قتل الحسين عليه السلام من اشنع شئ جرى في ايام يزيد بن معاوية لعنه الله تعالى. (3) من منازل طريق مكة من الكوفة وفى وجه تسمية الموضع خلاف ذكره الحموى في المعجم فراجع. (4) جفل الطير عن المكان: طردها. وأجفلت الريح التراب: أي اذهبته وطيرته (*)

[ 59 ]

ولى البعية: والله لتسكنن أو لاضربن الذى فيه عيناك، فيقول له القائم عليه السلام: اسكت يا فلان، أي والله ان معى عهدا من رسول الله صلى الله عليه وآله، هات لى يا فلان العيبة (1) أو الطيبة (2) أو الزنفليجة (3) فيأتيه بها فيقرأه العهد من رسول الله صلى الله عليه وآله، فيقول: جعلني الله فداك أعطني رأسك أقبله فيعطيه رأسه فيقبله بين عينيه ثم يقول: جعلني الله فداك جدد لنا بيعة، فيجدد لهم بيعة. قال أبو جعفر عليه السلام: لكأنى أنظر إليهم مصعدين من نجف الكوفة ثلثمائة و بضعة عشر رجلا، كأن قلوبهم زبر الحديد جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، يسير الرعب امامه شهرا وخلفه شهرا، أمده الله بخمسة ألاف من الملئكة مسومين حتى إذا صعد النجف، قال لاصحابه: تعبدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع وساجد يتضرعون إلى الله حتى إذا أصبح، قال: خذوا بنا طريق النخيلة (4) وعلى الكوفة جند مجند (5) قلت: جند مجند ؟ قال: أي والله حتى ينتهى إلى مسجد ابراهيم عليه السلام بالنخيلة، فيصلى فيه ركعتين فيخرج إليه من كان بالكوفة من مرجئها وغيرهم من جيش السفياني، فيقول لاصحابه: استطردوا لهم ثم يقول كروا عليهم. قال أبو جعفر عليه السلام: ولا يجوز والله الخندق منهم مخبر ثم يدخل الكوفة فلا يبقى


(1) العيبة: ما يجعل فيه الثياب. (2) كذا في الاصل وفى نسخة البرهان (الطبقة) ولم اظفر فيه ولا فيما يضاهيه في الكتابة في اللغة على معنى يناسب المقام وقد خلت نسخة البحار من اللفظة رأسا. (3) الزنفليجة: شبه الكنف وهو وعاء ادوات الراعى، فارسي معرب. (4) النخيلة – تصغير نخلة: موضع قرب الكوفة على سمت الشام وهو الموضع الذى خرج إليه على عليه السلام لما بلغه ما فعل بالانبار من قبل عامله عليها وخطب خطبة مشهورة ذم فيها اهل الكوفة وقال: اللهم انى لقد مللتهم وملوني فارحنى منهم، فقتل بعد ذلك بايام (5) جند مجند أي مجموع. وقد اختلفت النسخ هيهنا ففى نسخة (خندق مخندق) وفى اخرى (جند مجندخ) وفى ثالثة (جنة مجنة) ولعل الظاهر ما اخترناه ثم الثاني. (*)

[ 60 ]

مؤمن الا كان فيها أو حن إليها (1) وهو قول أمير المؤمنين على عليه السلام ثم يقول لاصحابه سيروا إلى هذه الطاغية، فيدعوه إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله، فيعطيه السفياني من البيعة سلما فيقول له كلب: وهم اخواله [ ما ] هذا ما صنعت ؟ والله ما نبايعك على هذا أبدا، فيقول: ما أصنع ؟ فيقولون: استقبله فيستقبله، ثم يقول له القائم صلى الله عليه واله: خذ حذرك (2) فانني اديت اليك وأنا مقاتلك، فيصبح فيقاتلهم فيمنحه الله اكتافهم. و يأخذ السفياني أسيرا، فينطلق به ويذبحه بيده، ثم يرسل جريدة خيل (3) إلى الروم فيستحضرون بقية بنى امية، فإذا انتهوا إلى الروم قالوا: اخرجوا الينا أهل ملتنا عندكم، فيأبون ويقولون والله لا نفعل، فيقول الجريدة: والله لو أمرنا لقاتلناكم، ثم ينطلقون إلى صاحبهم فيعرضون ذلك عليه، فيقول: انطلقوا فاخرجوا إليهم أصحابهم، فان هؤلاء قد أتوا بسلطان [ عظيم ] وهو قول الله: (فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما اترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون) قال: يعنى الكنوز التى كنتم تكنزون، (قالوا يا ويلنا انا كنا ظالمين فما زالت تلك دعويهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين) لا يبقي منهم مخير ثم يرجع إلى الكوفة فيبعث الثلثمائة والبضعة عشر رجلا إلى الآفاق كلها، فيمسح بين اكتافهم وعلى صدورهم، فلا يتعايون (4) في فضاء ولا تبقى ارض الا نودى فيها شهادة ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا رسول الله، و هو قوله: (وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها واليه ترجعون) ولا يقبل صاحب هذا الامر الجزية كما قبلها رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قول الله: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله).


(1) حن إليه: اشتاق إليه. (2) الحذر: التحرز ومجانبة الشئ خوفا منه وقالوا في تفسير قوله تعالى (خذوا حذركم) أي خذوا طريق الاحتياط واسلكوه واجعلوا الحذر ملكة في دفع ضرر الاعداء عنكم والحذر والحذر بمعنى واحد كالاثر والاثر. (3) الجريدة: خيل لا رجالة فيها. (4) تعاياه الامر: أعجزه. (*)

[ 61 ]

قال أبو جعفر عليه السلام: يقاتلون والله حتى يوحد الله ولا يشرك به شيئا، وحتى تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولا ينهاها احد، ويخرج الله من الارض بذرها، وينزل من السماء قطرها، ويخرج الناس خراجهم على رقابهم إلى المهدى عليه السلام، ويوسع الله على شيعتنا ولولاه ما يدركهم (ينجز لهم خ ل). من السعادة لبغوا، فبينا صاحب هذا الامر قد حكم ببعض الاحكام وتكلم ببعض السنن، إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه، فيقول لاصحابه: انطلقوا فتلحقوا بهم في التمارين فيأتونه بهم اسرى ليأمر بهم فيذبحون وهى آخر خارجة تخرج على قائم آل محمد صلى الله عليه وآله (1). 50 عن محمد بن مسلم عن احدهما قال: سألته عن قول الله: (واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى) قال: هم اهل قرابة رسول الله عليه وآله السلام، فسألته: منهم اليتامى والمساكين وابن السبيل ؟ قال: نعم (2) 51 – عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: في الغنيمة يخرج منها الخمس، ويقسم ما بقى فيمن قاتل عليه وولى ذلك، فاما الفئ والانفال فهو خالص لرسول الله صلى الله عليه وآله (3). 52 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته ان نجدة الحروري كتب إلى ابن عباس يسئله عن موضع الخمس لمن هو ؟ فكتب إليه: اما الخمس فانا نزعم انه لنا، ويزعم قومنا انه ليس لنا فصبرنا (4). 53 – عن زرارة ومحمد بن مسلم وأبى بصير انهم قالوا له: ما حق الامام في أموال الناس ؟ قال: الفئ والانفال والخمس، وكل ما دخل منه فئ أو أنفال أو خمس


(1) البحار ج 13: 188 – 189. البرهان ج 2: 81 – 83. ونقله المحدث الحر العاملي رحمه الله في كتاب اثبات الهداة ج 7: 99 مختصرا عن هذا الكتاب. (2 – 3) البحار ج 20: 50 – 52. البرهان ج 2: 87. الوسائل ج 2 ابواب قسمة الخمس باب 1: الصافى ج 1. 668. (4) البرهان ج 2: 87. البحار ج 20: 52. مجمع البيان ج 3: 545. (*)

[ 62 ]

أو غنيمة فان لهم خمسة، فان الله يقول: (واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه، وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين) وكل شئ في الدنيا فان لهم فيه نصيبا فمن وصلهم بشئ مما يدعون له أكثر مما يأخذون منه (1). 54 – عن سماعة عن أبى عبد الله وأبى الحسن عليه السلام قال: سألت أحدهما عن الخمس ؟ فقال: ليس الخمس الا في الغنائم. (2). 55 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: (واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى) قال: هم اهل قرابة نبى الله صلى الله عليه وآله (3). 56 – عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (و اعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى) قال: الخمس لله و للرسول وهو لنا (4). 57 – عن سدير عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال: يا ابا الفضل لنا حق في كتاب الله في الخمس، فلو محوه فقالوا: ليس من الله أو لم يعلموا به لكان سواء (5). 58 – عن ابن الطيار (6) عن أبى عبد الله عليه السلام قال: يخرج خمس الغنيمة ثم يقسم أربعة أخماس على من قاتل على ذلك أو وليه (7). 59 – عن فيض بن أبى شيبة عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان اشد ما يكون الناس حالا يوم القيمة إذا قام صاحب الخمس، فقال: يا رب خمسى وان


(1) الوسائل ج 2 ابواب الانفال باب 1. البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88 (2 – 4) الوسائل ج 2 ابواب قسمة الخمس باب 1. البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88. (5) البحار ج 20: 48. البرهان ج 2: 88. (6) هو حمزة بن محمد الطيار وفى نسخة البحار (عن الطيار) يحذف ابن وهو ايضا يطلق عليه وعلى أبيه محمد بن عبد الله (7) البحار ج 20: 50. البرهان ج 2: 88. (*)

[ 63 ]

شيعتنا من ذلك لفى حل (1) 60 – عن اسحق بن عمار قال: سمعته يقول: لا يعذر عبد اشترى من الخمس شيئا أن يقول: يا رب اشتريته بمالى، حتى يأذن له أهل الخمس (2) 61 – عن ابراهيم بن محمد قال: كتبت إلى أبى الحسن الثالث عليه السلام اسئله عما يجب في الضياغ، فكتب: الخمس بعد المؤنة، قال: فناظرت أصحابنا فقالوا: المؤنة بعد ما يأخذ السلطان، وبعد مؤنة الرجل، فكتبت إليه انك قلت: الخمس بعد المؤنة وان أصحابنا اختلفوا في المؤنة ؟ فكتب: الخمس بعدما يأخذ السلطان وبعد مؤنة الرجل وعياله (3). 62 – عن اسحق (4) عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن سهم الصفوة ؟ فقال: كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وأربعة أخماس للمجاهدين والقوام، وخمس يقسم بين مقسم رسول الله صلى الله عليه وآله، ونحن نقول هو لنا والناس يقولون: ليس لكم، وسهم لذى القربى وهو لنا، وثلثة أسهام لليتامى والمساكين وابناء السبيل، يقسمه الامام بينهم، فان أصابهم درهم درهم لكل فرقة منهم نظر الامام بعد، فجعلها في ذى القربي، قال: يردوها الينا (5). 63 – عن المنهال بن عمرو عن على بن الحسين عليه السلام قال: قال: ليتامانا. ومساكيننا وابناء سبيلنا (6). 64 – عن زكريا بن مالك الجعفي (7) عن أبى عبد الله عليه السلام سألته عن قول


(1) البحار ج 20: 50. البرهان ج 2: 88. الوسائل ج 2 ابواب الانفال باب 4 (2 – 3) البحار ج 20: 48 و 50. البرهان ج 2: 88. (4) وفى نسخة البرهان (عن عمار) بدل (اسحق). (5 – 6) البحار ج 20: 52 البرهان ج 2: 88. الوسائل ابواب قسمة الخمس باب 1 (7) وفى نسخة البرهان (زكريا بن عبد الله) ولكن الظاهر وهو المختار. (*)

[ 64 ]

الله: (واعلموا انما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى و والمساكين وابن السبيل) قال: اما خمس الله فلرسوله يضعه في سبيل الله ولنا خمس الرسول ولاقاربه وخمس ذوى القربى فهم اقرباءه، واليتامى يتامى أهل بيته، فجعل هذه الاربعة الاسهم فيهم، واما المساكين وابناء السبيل فقد علمت أن لا تأكل الصدقة ولا تحل لنا فهو للمساكين وابناء السبيل (1). 65 – عن عيسى بن عبد الله العلوى عن أبيه عن جعفر بن محمد عيه السلام قال: قال: ان الله لا اله الا هو لما حرم علينا الصدقة أنزل لنا الخمس، والصدقة علينا حرام، والخمس لنا فريضة، والكرامة أمر لنا حلال (2). 66 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام في الرجل من أصحابنا في لوائهم فيكون معهم فيصيب غنيمة ؟ قال: يؤدى خمسنا ويطيب له (3). 67 – عن اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: في تسعة عشر من شهر رمضان يلتقى الجمعان، قلت: ما معنى قوله: (يلتقى الجمعان) ؟ قال: يجتمع فيها ما يريد من تقديمه وتأخيره وارادته وقضائه (4). 68 – عن عمرو بن سعيد قال: جاء رجل من اهل المدينة في ليلة الفرقان حين التقى الجمعان، فقال المدنى: هي ليلة سبع عشرة من رمضان، قال: فدخلت على أبى عبد الله عليه السلام: فقلت له وأخبرته، فقال لى: جحد المدنى أنت تريد مصاب أمير المؤمنين انه اصيب ليلة تسعة عشر من رمضان وهى الليلة التى رفع فيها عيسى بن مريم عليه السلام (5).


(1) البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88 الصافى ج 1: 668. (2) البحار ج 20: 52. البرهان ج 2: 88. مجمع البيان ج 3: 545. (3) البرهان ج 2: 88. البحار ج 20: 50. (4) البحار ج 20: 100. البرهان ج 2: 89. ونقله الفيض رحمه الله في حاشية الصافى ج 1: 669 عن هذا الكتاب ايضا. (5) البحار ج 20. 100. البرهان ج 2: 89. (*)

[ 65 ]

69 – عن محمد بن يحيى عن أبى عبدا لله عليه السلام في قوله: (والركب أسفل منكم) قال: أبو سفيان وأصحابه (1). 70 – عن عمرو بن أبى مقدام عن أبيه عن على بن الحسين عليه السلام قال: لما عطش القوم يوم بدرانطلق على بالقربة يستقى وهو على القليب (2) إذ جاءت ريح شديدة ثم مضت فلبث ما بدا له، ثم جاءت ريح اخرى ثم مضت ثم جاءته اخرى كاد أن تشغله وهو على القليب ثم جلس حتى مضى، فلما رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أخبره بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اما الريح الاولى [ فيها ] جبرئيل مع ألف من الملئكة، والثانية فيها ميكائيل مع ألف من الملئكة، والثالثة فيها اسرافيل مع ألف من الملئكة، وقد سلموا عليك وهم مدد لنا، وهم الذين رآهم ابليس فنكص على عقبيه يمشى القهقرى حتى يقول: (انى أرى مالا ترون، انى أخاف الله والله شديد العقاب) (3). 71 – أبو على المحمودى عن أبيه رفعه في قول الله: (يضربون وجوههم و أدبارهم) قال: انما اراد وأستاههم (4) ان الله كريم يكن (5). 72 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية (ان شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون) قال: نزلت في بني امية، هم شر خلق الله، هم الذين كفروا في بطن القرآن وهم الذين لا يؤمنون (6).


البحار ج 6: 473. البرهان ج 2: 89. الصافى ج 1: 669. (2) القليب: البئر قبل ان تطوى. (3) البحار ج 6: 471. البرهان ج 2: 90. الصافى ج 1: 672. (4) الاست: العجز واصلها سته على فعل بالتحريك يدل على ذلك ان جمعه استاه مثل جمل واجمال، ولا يجوز ان يكون مثل جذع وقفل اللذين يجمعان ايضا على افعال لانك إذا اردت الهاء التى هي لام الفعل وحذفت العين قلت سه بالفتح صلى الله عليه وآله. (5) البرهان ج 2: 90. البحار ج 6: 467. (6) البرهان ج 2: 90. الصافى ج 1: 674. (*)

[ 66 ]

73 – عن محمد بن عيسى عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة) قال: سيف وترس (1). 74 – عبد الله بن المغيرة (2) رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله (وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة) قال الرمى (3). 75 – عن محمد الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (وان جنحوا للسلم فاجنح لها) فسئل ما السلم ؟ قال. الدخول في أمرك (4). 76 – عن عمرو بن أبى المقدام عن أبيه عن جده ما أتى على يوم قط اعظم من يومين أتيا على، فاما اليوم الاول فيوم قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، واما اليوم الثاني فوالله انى لجالس في سقيفة بنى ساعدة عن يمين أبى بكر والناس يبايعونه، إذ قال له عمر: يا هذا ليس في يديك شئ مهما لم يبايعك على، فابعث إليه حتى يأتيك يبايعك، فانما هؤلاء رعاع (5) فبعث إليه قنفذ فقال له: اذهب فقل لعلى: أجب خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله، فذهب قنفذ فما لبث أن رجع فقال لابي بكر: قال لك: ما خلف رسول الله أحدا غيرى، قال: ارجع إليه فقل: اجب فان الناس قد أجمعوا على بيعتهم اياه، وهؤلاء المهاجرين والانصار يبايعونه وقريش، وانما أنت رجل من المسلمين لك ما لهم وعليك ما عليهم، فذهب إليه قنفذ فما لبث أن رجع فقال: قال لك: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لى وأوصاني ان إذا واريته في حفرته لا أخرج من بيتى حتى أؤلف كتاب الله، فانه في جرايد النخل وفى اكتاف الابل، قال عمر: قوموا بنا إليه، فقام أبو بكر، وعمر، وعثمان وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة، وأبو عبيدة بن الجراح، و


(1) البحار ج 23: 45. البرهان ج 2: 90 الصافى ج 1: 674. (2) وفى نسخة البرهان (عن جابر بن عبد الله الانصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله اه) (3) البحار ج 23: 45. البرهان ج 2: 91. الصافى ج 1: 674. (4) البحار ج 7: 124. البرهان ج 2: 91. الصافى ج 1: 675 وفيه كرواية الكليني (امرنا) بدل (امرك) ولعله من باب النقل بالمعنى. (5) الرعاع – بالفتح -: سقاط الناس وسفلتهم وغواؤهم. (*)

[ 67 ]

سالم مولى أبى حذيفة، وقنفذ، وقمت معهم، فلما انتهينا إلى الباب فرأتهم فاطمة صلوات الله عليها أغلقت الباب في وجوههم، وهى لا تشك أن لا يدخل عليها الا باذنها، فضرب عمر الباب برجله فكسره وكان من سعف (1) ثم دخلوا فاخرجوا عليا عليه السلام ملببا (2) فخرجت فاطمة عليها السلام فقالت: يا بابكر أتريد أن ترملنى من زوجي (3) والله لئن لم تكف عنه لانشرن شعرى ولاشقن جيبي ولاتين قبر أبى ولاصيحن (4) إلى ربى، فأخذت بيد الحسن والحسين عليهم السلام، وخرجت تريد قبر النبي صلى الله عليه وآله فقال على عليه السلام لسلمان: أدرك ابنة محمد فانى أرى جنبتى المدينة تكفيان، والله ان نشرت شعرها وشقت جيبها وأتت قبر أبيها وصاحت إلى ربها لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها [ وبمن فيها ] فادركها سلمان رضى الله عنه. فقال: يا بنت محمد ان الله انما بعث أباك رحمة فارجعي، فقالت: يا سلمان يريدون قتل على ما على على صبر فدعني حتى آتى قبر أبى فانشر شعرى واشق جيبى وأصيح إلى ربى، فقال سلمان: انى أخاف أن تسخف بالمدينة، وعلى بعثنى اليك ويأمرك أن ترجعي إلى بيتك وتنصرفى، فقالت: إذا أرجع واصبر وأسمع له واطيع، قال: فأخرجوه من منزله ملببا ومروا به على قبر النبي عليه وآله السلام قال: فسمعته يقول: (يا بن ام ان القوم استضعفوني) إلى آخر الآية وجلس أبو بكر في سقيفة بنى ساعدة وقدم على فقال له عمر: بايع، فقال له على: فان أنا لم افعل فمه ؟ فقال له عمر: إذا أضرب والله عنقك، فقال له على إذا والله أكون عبدا لله المقتول، وأخا رسول الله، فقال عمر اما عبدا لله المقتول فنعم، واما أخو رسول الله فلا – حتى قالها ثلثا –


(1) السعف: جريد النخل. (2) أي وقد اخذ بتلبيبه وهو ما في المنحر وموضع القلادة من الثياب. (3) رملت الزوجة من زوجها: صارت ارملة وهى المرأة التى مات زوجها و هي فقيرة. (4) وفى نسخة البرهان (لاضجن) بدل (لاصيحن) والظاهر وهو المختار في المتن لما يأتي في قول على عليه السلام (وصاحت إلى ربها ا ه). (*)

[ 68 ]

فبلغ ذلك العباس بن عبد المطلب فأقبل مسرعا يهرول (1) فسمعته يقول: ارفقوا بابن اخى ولكم على ان يبايعكم، فأقبل العباس واخذ بيد على فمسحها على يد أبى بكر، ثم خلوه مغضبا فسمعته يقول: ورفع رأسه إلى السماء اللهم انك تعلم ان النبي صلى الله عليه وآله قد قال لى: ان تموا عشرين فجاهدهم، وهو قولك في كتابك (ان يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مأتين) قال: وسمعته يقول: اللهم وانهم لم يتموا عشرين، حتى قالها ثلاثا ثم انصرف (2). 77 – عن فرات بن أحنف عن بعض أصحابه عن على عليه انه قال: ما نزل بالناس أزمة (3) قط الا كان شيعتي فيها أحسن حالا، وهو قول الله: (الآن خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا) (4). 78 – عن حسين بن صالح قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان على صلوات الله عليه يقول: من فر من رجلين في القتال [ من الزحف فقد ] فر من الزحف (5) ومن فر من ثلثة رجل في القتال فلم يفر من الزحف (6). 79 – عن معاوية بن عما عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول في هذه الآية (يا ايها النبي قل لمن في أيديكم من الاسرى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما اخذ منكم) قال: نزلت في العباس وعقيل ونوفل (7) وقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله نهى يوم بدر أن يقتل احد من بنى هاشم أو أبو البخترى


(1) الهرولة: ضرب من العدو. قال الجوهرى: وهو بين المشى والعدو. (2) البحار ج 8: 44. البرهان ج 2: 93. (3) الازمة والآزمة: الشدة والقحط والسنة الشديدة. (4) البرهان ج 2: 93. (5) في الحديث انهاكم عن الفرار من الزحف أي من الجهاد ولقاء العدو في الحرب والزحف: الجيش يزحفون إلى العدو أي يمشون (م). (6) الصافى ج 1: 676. البرهان ج 2: 93. (7) وهو نوفل بن الحارث بن عبد المطلب من اسارى بدر. (*)

[ 69 ]

فاسروا فارسل عليا فقال: انظر من ههنا من بنى هاشم، قال: فمر على على عقيل بن أبى طالب فجاز عنه قال: فقال له: يابن ام على اما والله لقد رأيت مكاني، قال: فرجع إلى رسول الله عليه وآله السلام فقال له: هذا أبو الفضل في يد فلان، وهذا عقيل في يد فلان، وهذا نوفل في يد فلان، يعنى نوفل بن الحارث فقام رسول الله عليه وآله السلام حتى انتهى إلى عقيل، فقال له: يا بايزيد قتل أبو جهل (1) فقال: إذا لا تنازعون في تهامة (2) قال: ان كنتم أثخنتم القوم والا فاركبوا أكتافهم، قال: فجئ بالعباس فقيل له: أفد نفسك وأفد ابني اخيك، فقال: يا محمد تركتني اسئل قريشا في كفى ؟ قال: اعط مما خلفت عند ام الفضل وقلت لها: ان أصابني شئ في وجهى فانفقيه على ولدك ونفسك، قال: يا ابن اخى من أخبرك بهذا ؟ قال: أتانى به جبرئيل من عند الله فقال: ومحلوفه (3) ما علم بهذا أحد الا أنا وهى، واشهد انك رسول الله، قال: فرجع الاسارى كلهم مشركين الا العباس وعقيل ونوفل بن الحارث وفيهم نزلت هذه الآية (قل لمن في ايديكم الاسارى) (4) إلى آخرها (5). 80 – عن على بن اسباط سمع أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول قال أبو عبد الله عليه السلام: أتى النبي عليه وآله السلام بمال فقال للعباس: ابسط رداءك فخذ من هذا المال طرفا (6) قال: فبسط ردائه فأخذ طرفا من ذلك المال، قال ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا مما قال الله: (يا ايها النبي قال لمن في أيديكم من الاسارى ان يعلم


(1) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البرهان والصافى ورواية الكليني رحمه الله في الكافي لكن في ساير النسخ هكذا (فقال له: انا نريد قتل أبى جهل). (2) من اسماء مكة المعظمة. (3) ومحلوفة أي اقسم بالذى يقسم به في شرع محمد صلى الله عليه وآله وحاصله والله. (4) وهذا احدى القراءات في الابة. (5) الصافى ج 1: 677. البحار ج: 470 (6) الطرف – محركة -: طائفة من الشئ. (*)

[ 70 ]

الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم) (1) 81 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليه السلام قالوا: سألناهما عن قوله: (والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا) قالا بان أهل مكة لا يرثون (2) أهل المدينة (3) 82 – عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام عن أبيه عن آبائه قال: دخل على عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه وقد اغمى عليه ورأسه في حجر جبرئيل وجبرئيل في صورة دحية الكلبى، فلما دخل على عليه السلام قال له جبرئيل: دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به منى، لان الله يقول في كتابه: (واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فجلس على عليه السلام وأخذ رأس رسول الله صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره، فلم يزل رأس رسول الله في حجره حتى غابت الشمس، وان رسول الله أفاق فرفع رأسه فنظر إلى على فقال: يا على اين جبرئيل ؟ فقال: يا رسول الله ما رأيت الا دحية الكلبى دفع إلى رأسك قال: يا على دونك رأس ابن عمك فانت أحق به منى، لان الله يقول في كتابه: (واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فجلست وأخذت رأسك فلم تزل في حجري حتى غابت الشمس، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أفصليت العصر ؟ فقال لا قال: فما منعك أن تصلى ؟


(1) البحار ج 6: 467. الصافى ج 1: 678. (2) وفى نسخة الصافى (لا يولون) بدل (لا يرثون) والمعنى واحد كما لا يخفى. (3) البحار ج 6: 423. البرهان ج 2: 98. الصافى ج 1: 678 ثم ان الاية على ما ذكره المفسرون نزلت في الميراث وقوله تعالى (اولئك بعضهم اولياء بعض) أي يتولى بعضهم بعضا في الميراث، وكانوا يتوارثون بالهجرة فجعل الله الميراث للمهاجرين والانصار دون ذوى الارحام وكان الذى آمن ولم يهاجر لم يرث من اجل انه لم يهاجر ولم ينصرو كانوا يعملون بذلك حتى وقعت غزوة بدر فانزل الله (النبي اولى بالمؤمنين من انفسهم وازواجه أمهاتهم واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله) فنسخت هذه الاية. (*)

[ 71 ]

فقال: قد أغمى عليك وكان رأسك في حجري، فكرهت ان أشق عليك يا رسول الله، وكرهت ان أقوم واصلي أوضع رأسك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم ان كان في طاعتك وطاعة رسولك حتى فاتته صلوة العصر، اللهم فرد عليه الشمس حتى يصلى العصر في وقتها، قال: فطلعت الشمس فصارت في وقت العصر بيضاء نقية، ونظر إليها أهل المدينة وان عليا قام وصلى فلما انصرف غابت الشمس وصلوا المغرب (1). 83 – عن أبى بصير عن أبى جعفر الباقر عليه السلام قال: الخال والخالة يرثان إذا لم يكن معهم أحد غيرهم ان الله يقول: (واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) إذا التقيت القرابات فالسابق أحق بالميراث من قرابته. (2). 84 – عن ابن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لما اختلف على بن أبى طالب عليه السلام وعثمان بن عفان في الرجل يموت وليس له عصبة يرثونه، وله ذو قرابة لا يرثونه ليس له بينهم مفروض، فقال على: ميراثه لذوى قرابته، لان الله تعالى يقول: (واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) وقال عثمان: اجعل ميراثه في بيت مال المسلمين ولا يرثه أحد من قرابته. (3) 85 – عن سليمان بن خالد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان على عليه السلام لا يعطى موالى شيئا مع ذى رحم سميت له فريضة ام لم تسم له فريضة، وكان يقول: (واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ان الله بكل شئ عليم) قد علم مكانهم فلم يجعل لهم مع أولى الارحام حيث قال: (واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله). (4)


(1) البحار ج 9: 549. البرهان ج 2: 98. ونقله المحدث الحر العاملي في كتاب اثبات الهداة ج 2: 137 عن هذا الكتاب مختصرا. (2) البحار ج 24: 26. البرهان ج 2: 98. الوسائل ج 3 ابواب ميراث الاعمام والاخوال باب 5. (3 – 4) البحار ج 24: 26 البرهان ج 2: 98 – 99. الوسائل ج 3 ابواب موجبات الارث باب 7. (*)

[ 72 ]

86 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في وقول الله: (واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) ان بعضهم أولى بالميراث من بعض، لان أقربهم إليه [ رحما ] أولى به ثم قال أبو جعفر: انهم أولى بالميت، وأقربهم إليهم امه وأخوه واخته لامه وابيه، اليس الام أقرب إلى الميت من اخوته وأخواته. (1). 87 – عن أبى عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له أخبرني عن خروج الامامة من ولد الحسن إلى ولد الحسين كيف ذلك وما الحجة فيه ؟ قال: لما حضر الحسين ما حضره من أمر الله لم يجز ان يردها إلى ولد أخيه ولا يوصى بها فيهم، يقول الله: (واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فكان ولده أقرب رحما إليه من ولد أخيه، وكانوا أولى بالامامة وأخرجت هذه الاية ولد الحسن منها، فصارت الامامة إلى الحسين، وحكمت بها الآية لهم فهى فيهم إلى يوم القيمة. (2)


(1) البرهان ج 2: 99. البحار ج 24: 26. (2) البرهان ج 2: 99. البحار ج 7: 242. (*)

[ 73 ]

بسم الله الرحمن الرحيم من سورة البرائة 1 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: من قرأ سورة برائة و الانفال في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا. وكان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام حقا، واكل يوم القيمة من موائد الجنة مع شيعة على عليه السلام حتى يفرغ الناس من الحساب (1). 2 – عن داود بن سرحان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان الفتح في سنة ثمان، و براءة في سنة تسع، وحجة الوداع في سنة عشر (2). 3 – عن أبى العباس عن أحدهما قال: الانفال وسورة براءة واحدة (3). 4 – عن حريز عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث أبا بكر مع براءة إلى الموسم ليقرأها على الناس، فنزل جبرئيل فقال: لا يبلغ عنك الا على، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا فأمره أن يركب ناقة العضباء (4) وأمره أن يلحق أبا بكر


(1) البحار ج 19: 69. البرهان ج 2: 58. (2) البرهان ج 2: 100. البحار ج 6: 602 و 9: 56. الصافى ج 1: 681. (3) البرهان ج 2: 100. البحار ج 19: 69. الصافى ج 1: 680. (4) العضباء: اسم ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله قيل هو علم لها وقيل كانت مشقوقة الاذن وفى كلام الزمخشري وهو منقول من قولهم ناقة عضباء وهى القصيرة اليد. (*)

[ 74 ]

فيأخذ منه براءة ويقرأه على الناس بمكة، فقال أبو بكر: أسخطة ؟ فقال: لا الا انه انزل عليه لا يبلغ الا رجل منك، فلما قدم على مكة وكان يوم النحر بعد الظهر وهو يوم الحج الاكبر، قام ثم قال: انى رسول رسول الله اليكم، فقرأها عليهم: (براءة من الله و رسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الارض أربعه أشهر) عشرين من ذى الحجة ومحرم وصفر وشهر ربيع الاول، وعشرا من شهر ربيع الآخر، وقال: لا يطوف بالبيت عريان ولا عريانة، ولا مشرك الا من كان له عهد عند رسول الله، فمدته إلى هذه الاربعة الاشهر (1). 5 – وفى خبر محمد بن مسلم فقال: يا على هل نزل في شئ منذ فارقت رسول الله ؟ قال: لا ولكن أبى الله أن يبلغ عن محمد الا رجل منه، فوافى الموسم فبلغ عن الله وعن رسوله بعرفة والمزدلفة ويوم النحر عند الجمار، وفى أيام التشريق كلها ينادى: (براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الارض أربعة أشهر) ولا يطوفن بالبيت عريان (2). 6 – عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لا والله ما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر ببراءة أهو كان يبعث بها معه ثم يأخذها منه ؟ ! ولكنه استعمله على الموسم وبعث بها عليا بعدما فصل أبو بكر عن الموسم، فقال لعلى: حين بعثه انه لا يؤدى عنى الا أنا وأنت (3). 7 – عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: خطب على بالناس واخترط سيفه (4) وقال: لا يطوفن بالبيت عريان، ولا يحجن بالبيت [ مشرك ولا ] مشركة، ومن كانت له مدة فهو إلى مدته، ومن لم يكن له مدة فمدته أربعة أشهر، وكان خطب يوم النحر،


(1 – 2) البحار ج 9: 56. البرهان ج 2: 101. الصافى ج 1: 681 – 682. الوسائل ج 2 – ابواب الطواف باب 53. (3) البحار ج 9: 56. البرهان ج 2: 101. ونقله الفيض في حاشية الصافى ج 1 682 عن الكتاب. (4) اخترط السيف: استله اخرجه من غمده. (*)

[ 75 ]

وكان عشرون من ذى الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول وعشر من شهر ربيع الآخر، وقال: يوم النحر يوم الحج الاكبر (1). 8 – وفى خبر أبى الصباح عنه فبلغ عن الله وعن رسوله بعرفة والمزدلفة وعند الجمار في ايام الموسم كلها ينادى (براءة من الله ورسوله) ولا يطوفن عريان، ولا يقربن المسجد الحرام بعد عامنا هذا مشرك (2). 9 – عن حبيش (3) عن على عليه السلام ان النبي عليه وآله السلام حين بعثه ببراءة وقال: يا نبى الله انى لست بلسن (4) ولا بخطيب قال ما بد ان أذهب بها أو تذهب بها انت، قال: فان كان لابد فساذهب أنا قال: فانطلق فان الله يثبت لسانك ويهدى قلبك، ثم وضع يده على فمه وقال: انطلق فاقرأها على الناس، وقال: الناس سيتقاضون اليك، فإذا أتتك الخصمان فلا تقضين لواحد حتى يسمع الآخر، فانه أجدر أن تعلم الحق (5). 10 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام عن قوله: (فسيحوا في الارض أربعة أشهر) قال: عشرين من ذى الحجة، والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول وعشر من شهر ربيع الآخر (6). 11 – جعفر بن أحمد عن على بن محمد بن شجاع قال: روى أصحابنا قيل لابي عبد الله عليه السلام: لم صار الحاج لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر ؟ قال: ان الله جل ذكره أمر المشركين فقال: (فسيحوا في الارض أربعة اشهر) ولم يكن يقصر بوفده (برفده بوعده خ) عن ذلك (7).


(1 – 2) البحار ج 9: 56 – 57. البرهان ج 2: 101. الصافى ج 1: 682 الوسائل ج 2 ابواب الطواف باب 53. (3) وفى نسخ البحار والبرهان والوسائل (الحسن) بدل (الحبيش). (4) اللسن ككتف: الفصيح البليغ. (5) البحار ج 9: 57. البرهان ج 2: 101. الوسائل ج 3 ابواب آداب القاضى باب 4. (6) البحار ج 21: 106. البرهان ج 2: 102. (7) البرهان ج 2: 102 (*)

[ 76 ]

12 – عن حكيم بن الحسين عن على بن الحسين عليه السلام قال: والله ان لعلى لاسماء في القرآن ما يعرفه الناس، قال: قلت: وأى شئ تقول جعلت فداك ؟ فقال لى (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر) قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين وكان على هو والله المؤذن، فاذن باذان الله ورسوله يوم الحج الاكبر من المواقف كلها، فكان ما نادى به أن لا يطوف بعد هذا العام عريان ولا يقرب المسجد الحرام بعد هذا العام مشرك. (1) 13 – عن حريز عن أبى عبد الله عليه السلام قال في الاذان: هو اسم في كتاب الله لا يعلم ذلك أحد غيرى. (2) 14 – عن حكيم بن جبير عن على بن الحسين عليه السلام في قول الله: (واذان من الله و رسوله) قال: الاذان أمير المؤمنين على عليه السلام. (3) 15 – عن جابر عن [ جعفر بن محمد و ] ابى جعفر عليه السلام في قول الله: (واذان من الله و رسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر) قال: خروج القائم وأذان دعوته إلى نفسه (4). 16 – عن عبد الرحمن عن أبى عبد الله عليه السلام قال: يوم الحج الاكبر يوم النحر، والحج الاصغر العمرة. (5) 17 – وفى رواية ابن سرحان عنه عليه السلام قال: الحج الاكبر يوم عرفة وجمع (6) ورمى الجمار والحج الاصغر العمرة. (7)


(1 – 2) البرهان ج 2: 102. البحار ج 9: 57. الوسائل ج 2 ابواب الطواف باب 53. (3) البرهان ج 2: 102. البحار ج 9: 57. الصافى ج 1: 682 – 683 (4) البرهان ج 2: 102. اثباب الهداة ج 7: 99. (5) البرهان ج 2: 102. الوسائل ج 2 ابواب العمرة باب 1 (6) وجمع بالفتح فالسكون: المشعر الحرام وهو اقرب الموقفين إلى مكة المشرفة ومنه حديث آدم عليه السلام ثم انتهى إلى جمع فجمع فيها بين المغرب والعشاء، قيل سمى به لان الناس يجتمعون فيه ويزدلفون إلى الله تعالى أي يتقربون إليه بالعبادة والخير والطاعة، و قيل لان آدم اجتمع فيها مع حواء فازدلف ودنا منها وقيل لانه يجمع فيه المغرب والعشاء (م) (7) البرهان ج 2: 102. الصافى ج 1: 683. الوسائل ج 2 ابواب العمرة باب 1 (*)

[ 77 ]

18 – وفى رواية ابن اذينة عن زرارة عنه قال: الحج الاكبر الوقوف بعرفة، و بجمع، وبرمى الجمار بمنى، والحج الاصغر العمرة. (1) 19 – وفى رواية عبد الرحمن عنه قال: يوم الحج الاكبر يوم النحر، ويوم الحج الاصغر يوم العمرة. (2) 20 – وفى رواية فضيل بن عياض عنه عليه السلام قال: سألته عن الحج الاكبر قال: ابن عباس كان يقول: عرفة قال أمير المؤمنين عليه السلام: الحج الاكبر يوم النحر ويحتج بقول الله: (فسيحوا في الارض أربعة اشهر) عشرون من ذى الحجة، والمحرم وصفر و شهر ربيع الاول، وعشر من شهر ربيع الاخر، ولو كان الحج الاكبر يوم عرفة لكان أربعة اشهر ويوما. (3) 21 – عن جعفر بن محمد عن أبى جعفر عليه السلام ان الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله بخمسة أسياف، فسيف على مشركي العرب قال الله جل وجهه: (اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا) يعنى فان آمنوا (فاخوانكم في الدين) لا يقبل منهم الا القتل أو الدخول في الاسلام ولا تسبى لهم ذرية [ ومالهم فئ ]. (4) 22 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: (فإذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) قال: هي يوم النحر إلى عشر مضين من شهر ربيع الآخر. (5) 23 – عن حنان بن سدير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول دخل على اناس من


(1) البحار ج 21: 75. البرهان ج 2: 102. (2) البحار ج 21: 75. الوسائل ج 2 أبواب العمرة باب 1 وقد سقط من نسخة البرهان ذيل الحديث السابق وصدر هذا الحديث فراجع. (3) البحار ج 21: 75. البرهان ج 2: 102. (4 – 5) البحار ج 21: 75. البرهان ج 2: 106. الصافى ج 1: 682. (*)

[ 78 ]

اهل البصرة فسألوني عن طلحة وزبير، فقلت لهم: كانا امامين من ائمة الكفر، ان عليا صلوات الله عليه يوم البصرة لما صف الخيول قال لاصحابه: لا تعجلوا على القوم حتى اعذر فيما بينى وبين الله وبينهم فقام إليهم فقال: يا أهل البصرة هل تجدون على جورا في الحكم ؟ قالوا: لا، قال: فحيفا في قسم ؟ (1) قالوا: لا، قال: فرغبة في دنيا أصبتها لى ولاهل بيتى دونكم فنقمتم على فنكثتم على بيعتى ؟ قالوا: لا، قال: فاقمت فيكم الحدود وعطلتها عن غيركم ؟ قالوا: لا، قال: فما بال بيعتى تنكث و بيعة غيرى لا تنكث ؟ انى ضربت الامر أنفه وعينه فلم أجد الا الكفر أو السيف، ثم ثنى إلى أصحابه فقال: ان الله يقول في كتابه (وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون) فقال أمير المؤمنين عليه السلام: والذى فلق الحبة وبرء النسمة واصطفى محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة، انكم (2) لاصحاب هذه الاية وما قوتلوا منذ نزلت. (3) 24 – عن أبى الطفيل قال: سمعت عليا صلى الله عليه يوم الجمل وهو يحرض (يحض خ) الناس على قتالهم ويقول: والله ما رمى أهل هذه الاية بكنانة قبل هذا اليوم قاتلوا ائمة الكفر انهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون، فقلت لابي الطفيل: ما الكنانة ؟ قال: السهم يكون موضع الحديد فيه عظم تسميه بعض العرب الكنانة. (4) 25 – عن الحسن البصري قال خطبنا على بن أبيطالب صلوات الله عليه على هذا المنبر وذلك بعدما فرغ من أمر طلحة والزبير وعايشة، صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه و صلى على رسوله صلى الله عليه وآله، ثم قال: أيها الناس والله ما قاتلت هؤلاء بالامس الا بآية تركتها في كتاب الله ان الله يقول (وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون) اما والله لقد عهد إلى رسول الله عليه وآله السلام وقال لى يا على لتقاتلن الفئة الباغية والفئة الناكثة، والفئة المارقة. (5)


(1) وفى نسخة الصافى (في قسمة) وهو الظاهر. (2) وفى نسختي الصافى والبرهان (انهم). (3 – 4) البحار ج 8: 422. البرهان ج 2: 107. الصافى ج 1: 685 (5) البحار ج 8: 443. البرهان ج 2: 107. (*)

[ 79 ]

26 – عن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من طعن في دينكم هذا فقد كفر، قال الله (وطعنوا في دينكم) إلى قوله: (ينتهون) (1) 27 – عن الشعبى قال: قرأ عبد الله (وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم) إلى آخر الآية ثم قال: ما قوتل أهلها بعد، فلما كان يوم الجمل قرأها على عليه السلام ثم قال: ما قوتل أهلها منذ يوم نزلت حتى [ كان ] اليوم. (2) 28 – عن أبى عثمان مولى بنى قصى قال: شهدت عليا [ صلى الله عليه سنته كلها فما سمعت منه ولاية ولا برائة وقد سمعته يقول: ] عذرني الله من طلحة والزبير بايعانى طائعين غير مكرهين، ثم نكثا بيعتى من غير حدث أحدثته، والله ما قوتل أهل هذه الاية منذ نزلت حتى قاتلتهم (وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم) الاية. (3) 29 – عن على بن عقبة عن أبيه قال: دخلت أنا والمعلى على أبى عبد الله عليه السلام فقال: ابشروا انكم على احدى الحسنيين شفى الله صدوركم واذهب غيظ قلوبكم و أنالكم على عدوكم وهو قول الله: (ويشف صدور قوم مؤمنين) وان مضيتم قبل ان يروا ذلك مضيتم على دين الله الذى ارتضاه (رضيه خ) لنبيه عليه وآله السلام ولعلى عليه السلام. (4) 30 – عن أبى الاعز التميمي (5) قال: انى لواقف يوم صفين إذا نظرت إلى العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب شاك في السلاح (6)، على رأسه مغفر وبيده صفيحة يمانية (7) وهو على فرس له ادهم وكان عينيه عينا أفعى، فبينا


(1) البرهان ج 2: 107. الصافى ج 1: 686. (2 – 3) البحار ج 8: 443. البرهان ج 2: 107. الصافى ج 1: 686 (4) البرهان ج 2: 108. (5) وفى نسخة الصافى (التيمى) وفى البرهان (اليمنى). (6) رجل شاك السلاح أي ذو شوكة وحدة في سلاحه. (7) الصفيحة: السيف العريض. (*)

[ 80 ]

هو يروض فرسه ويلين من عريكته (1) إذ هتف به هاتف من أهل الشام: يقال له عرار بن أدهم: يا عباس هلم إلى البراز قال: فالنزول إذا فانه اياس من القفول قال: فنزل الشامي ووجد وهو يقول: ان تركبوا فركوب الخيل عادتنا * أو تنزلون فانا معشر نزل قال: وثنى عباس رجله (2) وهو يقول: ويصد عنك مخيلة الرجل العريض (3) موضحة عن العظم بحسام سفك أو لسانك والكلم الاصيل كارغب الكلم (4) قال: ثم عصب (5) فضلات درعه في حجزته (6) ثم دفع فرسه (قوسه خ) إلى غلام له يقال له: أسلم كانى أنظر إلى قلائد شعره، ودلف (7) كل واحد منهما إلى صاحبه، قال: فذكرت قول ابى ذؤيب: فتنازلا وتواقفت خيلاهما * وكلاهما بطل اللقاء مخدع (8)


(1) كذا في الاصل وفى نسخة البرهان (فبينا هو يعبث ويلين اه) وفى المنقول عن كتاب كشف الغمة (فبينا هو يمغته ويلين اه) وفى عيون الاخبار لابن قتيبة ج 2: 74 هكذا (وهو على فرس له صعب يمنعه اه) وراض الفرس: ذلله وجعله مطيعا ومسخرا وعلمه السير والعريكة. النفس والطبيعة وفلان لين العريكة أي سلس الخلق منقاد منكسر النخوة (2) وفى عيون الاخبار وركه – وهو ما فوق الفخذ – وثنى الشئ: عطفه (3) رجل عريض: يتعرض الناس بالشر. (4) حسام السيف بضم الحاء -: طرفه الذى يضرب به. (5) وفى عيون الاخبار (غضن) وهو من الغضن – بالفتح: الكسر في الجلد والثوب والدرع ولكن الظاهر هو المختار (6) حجزة الانسان: معقد السراويل والازار. (7) دلف إليه: اسرع. (8) وفى نسخة (فتبارزا) وقوله بطل اللقاء أي عند اللقاء. والمخدع: المجرب للامور. الذى خدع في الحرب مرة بعد مرة حتى حذق وصار مجربا. (*)

[ 81 ]

قال: ثم تكافحا بسيفهما مليا (1) من نهارهما لا يصل واحد منها إلى صاحبه لكمال اللامة (2) إلى أن لحظ العباس وهيا (3) في درع الشامي فاهوى إليه بيده فهتكه إلى ثندوته (4) ثم عاود لمجاولته وقد أصحر له مفتق الدرع (5) فضربه العباس بالسيف فانتظم به جوانح صدره (6) وخر الشامي صريعابخده وام في الناس (7) وكبر الناس تكبيرة ارتجت لها الارض فسمعت قائلا يقول من ورائي (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء) فالتفت فإذا هو أمير المؤمنين على عليه السلام، وقال يا أبا الاعز من المبارز لعدونا ؟ قلت: هذا ابن شيخكم العباس بن ربيعة، قال: يا عباس قال: لبيك، قال: ألم أنهك وحسنا وحسينا وعبد الله بن جعفر ان تخلوا بمركز أو تباشرو احدثا ؟ قال: ان ذلك لذلك (8) قال: فما عدا مما بدا ؟ قال: أفادعى إلى البراز يا امير المؤمنين فلا أجيب جعلني الله فداك ؟ قال: نعم طاعة امامك أولى بك من اجابة عدوك، ود معوية انه ما بقى من بنى هاشم نافخ ضرمة الا طعن في نيطه (9) اطفأ لنور الله


(1) تكافحا أي تضاربا والملى: الساعة الطويلة من النهار. الزمان الطويل. (2) اللامة: الدرع. (3) الوهى: الشق في الشئ. (4) هتك الثوب: شقه طولا. والثندوة بضم الثاء المثلثة وسكون النون وضم الدال المهملة: للرجل بمنزلة الثدى للمرأة. (5) جاوله مجاولة: دافعه وطارده. واصحر الشئ: اظهره ومفتق الثوب مشقه. (6) الجوانح جمع الجانحة: الاضلاع تحت الترائب مما يلى الصدر كالضلوع مما يلى الظهر. (7) وفى نسخة البحار (وسمى العباس). (8) وفي عيون الاخبار (ان ذلك، يعنى نعم). (9) الضرمة: النار يقال: ما بالدار نافخ ضرمة أي احد. والنيط: نياط القلب وهو العرق الذى القلب متعلق به فإذا طعن مات صاحبه. وقال في اللسان بعد ان اورد هذا الحديث في مادة (نيط) معناه: الامات. (*)

[ 82 ]

ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره المشركون، اما والله ليملكنهم منا رجال، ورجال يسومونهم الخسف حتى يتكففوا بأيديهم (1) ويحفروا الآبار ان عادوا لك فقل لى (2) قال: ونمى الخبر إلى معوية (3) فقال: والله دم عرار الا رجل يطلب بدم عرار ؟ قال: فانتدب له رجلان من لخم، فقالا: نحن له قال: اذهبا فأيكما قتل العباس برازا فله كذا وكذا، فأتياه فدعواه إلى البراز، فقال: ان لى سيدا اؤامره، قال: فأتى أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره فقال: ناقلنى سلاحك بسلاحي، فناقله قال: وركب أمير المؤمنين عليه السلام على فرس العباس ودفع فرسه إلى العباس وبرز إلى الشاميين، فلم يشكا أنه العباس فقالا له: اذن لك سيدك ؟ فخرج (4) أن يقول نعم فقال: (اذن للذين يقاتون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير) قال: فبرز إليه أحدهما فكأنما اختطفه (5) ثم برز إليه الثاني فالحقه بالاول وانصرف وهو يقول: (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) ثم قال: يا عباس خذ سلاحك وهات سلاحي، قال ونمى الخبر إلى معاوية فقال: قبح الله اللجاج انه لقعود ما ركبته قط الا خذلت، فقال عمرو بن العاص: المخذول والله اللخميان لا أنت، قال: اسكت أيها الشيخ فليس [ هذه ] من ساعاتك، قال: فان لم يكن رحم الله اللخميين وما أراه يفعل ! قال: ذلك والله أضيق لجحرك وأخسر لصفقتك، قال: أجل ولو لا مصر لقد كانت المنجاة منها، فقال: هي والله أعمتك ولولاها لالفيت بصيرا (6)


(1) تكفف الناس: مد كفه إليهم بالمسألة. (2) وفى جملة من النسخ (فعد إلى). (3) نمى الحديث إلى فلان: ارتفع إليه. (4) وفى نسخة البرهان (فتخرج) والظاهر انه تصحيف تحرج أي جانب الحرج وهو الاسم والمعنى انه عليه السلام احترز عن الكذب فقال اه. (5) اختطف الشئ: اجتذبه واستلبه بسرعة. وفى بعض النسخ (اخطأه) (6) البحار ج 8: 515. البرهان ج 2: 108. ونقله الفيض في الصافى ج 1: 686 عن الكتاب مختصر أيضا. (*)

[ 83 ]

31 – عن ابى العباس عن أبى عبد الله عليه السلام قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وآله فقال: بايعني يا رسول الله، فقال: على أن تقتل أباك ؟ [ قال فقبض الرجل يده، ثم قال: بايعني يا رسول الله قال على أن تقتل اباك فقال الرجل: نعم على ان اقتل ابى فقال رسول الله عليه وآله السلام: إلى من حين من يتخذ من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة (1) انا لا نأمرك ان تقتل والديك، ولكن نأمرك أن تكرمهما (2). 32 – عن ابن ابان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يا معشر الاحداث اتقوا الله ولا تأتوا الرؤساء دعوهم حتى يسيروا أذنابا، لا تتخذوا الرجال ولايج من دون الله انا والله خير لكم منهم، ثم ضرب بيده إلى صدره (3). 33 – عن أبى الصباح الكنانى قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا ابا الصباح اياكم والولايج فان كل وليجة دوننا فهى طاغوت [ أو قال ند ] (4) 34 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان امير المؤمنين صلوات الله عليه قيل له: يا أمير المؤمنين أخبرنا بأفضل مناقبك ؟ قال: نعم كنت أنا وعباس وعثمان بن أبى شيبة في المسجد الحرام، قال عثمان بن ابى شيبة: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله الخزانة يعنى مفاتيح الكعبة، وقال العباس: أعطاني رسول الله صلى الله عليه وآله السقاية وهى زمزم ولم يعطك شيئا يا على، قال: فانزل الله (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله) (5). 35 – عن أبى بصير عن أحدهما في قول الله: (اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام) قال: نزلت في على وحمزة وجعفر والعباس وشيبة انهم فخروا في السقاية والحجابة، فأنزل الله: (أجعلتم سقاية الحاج) إلى قوله: (واليوم الآخر) الآية، فكان على وحمزة وجعفر والعباس عليهم السلام الذين آمنوا بالله واليوم الآخر و جاهدوا في سبيل الله لا يستوون عند الله (6).


(1) الوليجة: البطانة وخاصتك من الرجال أو من تتخذه معتمدا عليه من غير اهلك. (2 – 4) البحار ج 7: 141. البرهان ج 2: 109. (5 – 6) البحار ج 9: 317. البرهان ج 2: 110. الصافى ج 1: 688 (*)

[ 84 ]

36 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية في قول الله: (يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم واخوانكم اولياء) إلى قوله: (الفاسقين) فاما لا تتخذوا آبائكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان، فان الكفر في الباطن في هذه الآية ولاية الاول والثانى وهو كفر، وقوله على الايمان فالايمان ولاية على بن أبيطالب عليه السلام، قال: (فمن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون) (1). 37 – يوسف بن السخت قال: اشتكى المتوكل شكاة شديدة فنذر لله ان شفاه الله يصدق بمال كثير، فعوفى من علته فسأل أصحابه عن ذلك فأعلموه ان أباه تصدق بثمانمأة (2) ألف الف درهم وان أراه تصدق بخمسة الف الف درهم فاستكثر ذلك، فقال أبويحيى بن أبى منصور المنجم لو كتبت إلى ابن عمك يعني أبا الحسن عليه السلام فامر أن يكتب له فيسئله فكتب إليه، فكتب أبو الحسن: تصدق بثمانين درهم، فقالوا: هذا غلط سلوه من أين ؟ قال: هذا (3) من كتاب الله قال الله لرسوله: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة) والمواطن التى نصر الله رسوله عليه وآله السلام فيها ثمانون موطنا، فثمانين درهما من حله مال كثير (4). 38 – عن عجلان عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله الله تعالى (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) إلى (ثم وليتم مدبرين) فقال: أبو فلان (5). 39 – عن الحسن بن على بن فضال قال: قال أبو الحسن على الرضا عليه السلام للحسن بن أحمد: أي شئ السكينة عندكم ؟ قال: لا أدرى جعلت فداك أي شئ هو ؟ فقال: ريح من الله (6) تخرج طيبة لها صورة كصورة وجه الانسان، فتكون مع الانبياء،


(1) البحار ج 8: 220. البرهان ج 2: 111. (2) وفى بعض النسخ (بثمانية) (3) وفى نور الثقلين سلوه من اين قال هذا ؟ فكتب قال الله. (4) البحار ج 23: 147. البرهان ج 1: 112. (5) البحار ج 8: 220. البرهان ج 1: 112. الصافى ج 1: 690. (6) وفى رواية الكليني رحمه الله (من الجنة) بدل (من الله). (*)

[ 85 ]

وهى التى نزلت على ابراهيم خليل الرحمن حيث بنى الكعبة، فجعلت تأخذ كذا وكذا فبنى الاساس عليها (1) 40 – عن عبد الملك بن عتبة الهاشمي عن أبى عبد الله عليه السلام عن أبيه قال: قال: من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلى نفسه وفى المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلف، قاله لعمر بن عبيد حيث سأله أن يبايع عبد الله بن الحسن (2). 41 – عن زرارة عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما حد الجزية على أهل الكتاب وهل عليهم في ذلك شئ موظف لا ينبغى ان يجاوزه إلى غيره ؟ قال: فقال لا ذاك إلى الامام يأخذ منهم من كل انسان ما شاء على قدر ماله، وما يطيق انما هم قوم فدوا أنفسهم من أن يستعبدوا أو يقتلوا فالجزية تؤخذ منهم ما يطيقون له أن يأخذهم بها حتى إذا يسلموا فان الله يقول: (حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) وكيف يكون صاغرا وهو لا يكترث (3) لما يؤخذ منه، لا حتى يجد ذلا لما أخذ منه فيألم لذلك فيسلم (4). 42 – عن حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: ان الله بعث محمدا صلى الله عليه واله بخمسة أسياف، فسيف على أهل الذمة، قال الله: (وقولوا للناس حسنا) نزلت في أهل الذمة ثم نسختها أخرى قوله: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) إلى وهم (صاغرون) فمن كان منهم في دار الاسلام فلن يقبل منهم الا أداء الجزية أو القتل ويؤخذ مالهم، وتسبى ذراريهم، فإذا قبلوا الحزية ما حل لنا نكاحهم ولا ذبائحهم ولا يقبل منهم الا أداء الجزية أو القتل (5).


(1) البحار ج 7: 331 و 21: 12. البرهان ج 1: 112 (2) البرهان ج 1: 115. (3) قال في المجمع: في الحديث لا يكترث لهذا الامر أي لا يعبأ به ولا يباليه ومنه حديث أهل الكتاب في الجزية كيف يكون صاغرا ولا يكترث لما يؤخذ منه ولا يستعمل الا في النفى. (4) البحار ج 21: 109. البرهان ج 2: 116. الصافى ج 1: 694. (5) البرهان ج 2: 116. البحار ج 21: 109. (*)

[ 86 ]

43 – عن عطية العوفى عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا عزير ابن الله واشتد غضب الله على النصارى حين قالوا المسيح ابن الله، واشتد غضب الله من أراق دمى وآذاني في عترتي (1). 44 – عن يزيد بن عبد الملك عن أبى عبد الله عليه السلام قال: انه لن يغضب لله شئ كغضب الطلح (2) والسدر، ان الطلح كانت كالاترج، والسدر كالبطيخ، فلما قالت اليهود: يد الله مغلولة نقصا حملهما فصغر فصار له عجم، واشتد العجم، فلما أن قالت النصارى المسيح بن الله اذعرتا فخرج لهما هذا الشوك ونقصتا حملهما، وصار الشوك إلى هذا الحمل وذهب حمل الطلح، فلا يحمل حتى يقوم قائمنا [ ان تقوم الساعة ثم ] قال: من سقى طلحة أو سدرة فكأنما سقى مؤمنا من ظمان. (3) 45 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: (اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله) قال: اما والله ما صاموا لهم ولا صلوا، ولكنهم أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فأتبعوهم. 46 – وقال في خبر آخر [ عنه ] ولكنهم أطاعوهم في معصية الله. (4) 47 – عن جابر عن أبى عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله: (اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله) قال: اما انهم لم يتخذوهم آلهة الا أنهم احلوا حراما فأخذوا به، وحرموا حلالا (5) فأخذوا به، فكانوا أربابهم من دون الله. (6)


(1) البرهان ج 2: 120. الصافى ج 1: 695. (2) الطلح: شجر حجازية ومنابتها بطون الاودية ولها شوك كثير ويقال لها ام غيلان ايضا تأكل الابل منها أكلا كثيرا. وقيل: كل شجر عظيم كثير الشوك. (3) البحار ج 4: 59. البرهان ج 2: 120 (4) البحار ج 7: 141. البرهان ج 2: 120. (5) هذا هو الظاهر الموافق لنسخ البحار والبرهان والصافى ولرواية الكليني رحمه الله في الكافي لكن في نسخة الاصل هكذا (أحلوا لهم حلالا وحرموا حراما) وكذا في الحديث الآتى. (6) البحار ج 4: 59 و 7: 141: البرهان ج 2: 120. الصافى ج 1: 695. (*)

[ 87 ]

48 – وقال أبو بصير قال أبو عبد الله: ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم، ولكنهم أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فكانوا يعبدونهم من حيث لا يشعرون. (1) 49 – عن حذيفة سئل عن قول الله: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) فقال: لم يكونوا يعبدونهم ولكن كانوا إذا أحلوا لهم أشياء استحلوها، وإذا حرموا عليهم حرموها (2) 50 – عن أبى المقدام عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون يكون ان لا يبقى أحد الا أقر بمحمد صلى الله عليه واله. 51 – وقال في خبر آخر عنه قال: (ليظهره الله) في الرجعة (3) 52 – عن سماعة عن أبى عبد الله عليه السلام: (هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) قال: إذا خرج القائم لم يبق مشرك بالله العظيم ولا كافر الا كره خروجه (4) 53 – عن سعدان عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله (الذين يكنزون الذهب والفضة) انما عنى بذلك ما جاوز ألفى درهم (5) 54 – عن معاذ بن كثير صاحب الاكسية قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام قال: موسع على شيعتنا ان ينفقوا مما في ايديهم بالمعروف، فإذا قام قائمنا حرم على كل ذى كنز كنزه حتى يأتيه فيستعين به على عدوه وذلك قول الله: (الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم) (6) 55 – عن الحسين بن علوان عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: المؤمن


(1 – 2) البحار ج 4: 59 و 7: 141. البرهان ج 2: 120. الصافى ج 1: 695. (3 – 4) البحار ج 13: 190. البرهان ج 2: 121. الصافى ج 1: 697. اثبات الهداة ج 7: 99. (5 – 6) البحار ج 15 (ج 3): 102. البحار ج 2: 122. الصافى ج 1: 699 (*)

[ 88 ]

كان (1) عنده من ذلك شئ ينفقه على عياله ما شاء ثم إذا قام القائم فيحمل إليه ما عنده، فما بقى من ذلك يستعين به على أمره فقد أدى ما يجب عليه (2) 56 – عن أبى خالد الواسطي قال: أتيت أبا جعفر يوم شك فيه من رمضان فإذا مائدة موضوعة وهو يأكل ونحن نريد أن نسئله، فقال: ادنوا الغداء إذا كان مثل هذا اليوم لم يحكم فيه سبب ترونه فلا تصوموا، ثم قال: حدثنى أبى عن على بن الحسين عن امير المؤمنين ان رسول الله صلى الله عليه واله لما ثقل في مرضه قال: يا ايها الناس ان السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم، ثم قال بيده: رجب مفرد، وذو القعدة وذو الحجة، والمحرم ثلث متواليات، ألا وهذا الشهر المفروض رمضان فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإذا خفى الشهر فأتموا العدة، شعبان ثلثين، وصوموا الواحد والثلثين، وقال بيده: الواحد والاثنين والثلثة، ثم ثنى ابهامه ثم قال ايها الناس شهر كذا وشهر كذا. وقال على عليه السلام: صمنا مع رسول الله صلى الله عليه واله تسعا وعشرين ولم نقضه ورآه تماما (3) 57 – عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: كنت عنده قاعدا خلف المقام وهو محتب (4) مستقبل القبلة فقال: اما النظر إليها عبادة وما خلق الله بقعة من الارض احب إليه منها ثم اهوى بيده إلى الكعبة ولا أكرم عليه منها لما (ولها خ ل) حرم الله الاشهر الحرم في كتابه (يوم خلق السموات والارض) ثلثة اشهر متوالية وشهر مفرد للعمرة قال أبو عبد الله عليه السلام: شوال وذو القعدة وذو الحجة ورجب (5) 58 – عن عبد الله بن محمد الحجال قال: كنت عند ابى الحسن الثاني عليه السلام و معى الحسن بن الجهم، قال له الحسن: انهم يحتجون علينا بقول الله تبارك وتعالى:


(1) هذا هو الظاهر الموافق للبحار والبرهان ولكن في الاصل (المأمون) بدل المؤمن (2) البحار ج 15 (ج 3): 102. البرهان ج 2: 122. (3) البحار ج 20: 77. البرهان ج 2: 124. (4) احتبى بالثوب: اشتمل به وقيل جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها ليستند (5) البحار ج 21: 12. البرهان ج 2: 124. (*)

[ 89 ]

(ثانى اثنين إذ هما في الغار) قال: وما لهم في ذلك ؟ فوالله لقد قال الله: (فأنزل الله سكينته على رسوله) وما ذكره فيها بخير، قال قلت له: انا جعلت فداك وهكذا تقرؤنها، قال: هكذا قرأتها قال زرارة: قال أبو جعفر عليه السلام: فأنزل الله سكينته على رسوله ألا ترى ان السكينة انما نزلت على رسوله (وجعل كلمة الذين كفروا السفلى) فقال: هو الكلام الذى تكلم به عتيق رواه الحلبي عنه (1). 59 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك) الاية انهم يستطيعون وقد كان في علم الله انه لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لفعلوا (2). 60 – عن المغيرة قال: سمعته يقول في قول الله: (ولو أرادوا الخروج لاعدوا له عدة) قال: يعنى بالعدة النية، يقول: لو كان لهم نية لخرجوا. (3) 61 – عن يوسف بن ثابت عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قيل له: لما دخلنا عليه انا أحببناكم لقرابتكم من رسول الله صلى الله عليه واله، ولما أوجب الله من حقكم، ما أحببناكم لدنيا نصيبها منكم الا لوجه الله والدار الآخر، وليصلح امرء منا دينه، فقال أبو عبد الله: صدقتم صدقتم ومن أحبنا جاء معنا يوم القيمة هكذا – ثم جمع بين السبابتين – وقال: والله لو ان رجلا صام النهار وقام الليل ثم لقى الله بغير ولايتنا لقيه غير راض أو ساخط عليه، ثم قال: وذلك قول الله: (وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله ورسوله) إلى قوله: (وهم كافرون) ثم قال: وكذلك الايمان لا يضر معه عمل، وكذلك الكفر لا ينفع معه عمل. (4) 62 – عن اسحق بن غالب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا اسحق كم ترى اهل هذه الآية (ان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها إذا هم يسخطون) ؟ قال: هم


(1) البحار ج 6: 421. البرهان ج 2: 128. الصافى ج 1: 703. (2) البحار ج 6: 627. البرهان ج 2: 129. الصافى ج 1: 703. (3) البحار: 627. البرهان ج 2: 132. (4) البحار ج 7: 398. البرهان ج 2: 133. (*)

[ 90 ]

اكثر من ثلثى الناس (1). 63 – عن سماعة قال: سألته عن الزكوة لمن يصلح أن يأخذها ؟ فقال: هي للذين قال الله في كتابه: (للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم و في الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله) وقد تحل الزكوة لصاحب ثلثمأة درهم وتحرم على صاحب خمسين درهما فقلت له: وكيف يكون هذا ؟ قال: إذا كان صاحب الثلثمأة درهم له مختار (عيال خ ل) كثير فلو قسمها بينهم لم يكفهم، فلم يعفف عنها نفسه، وليأخذها لعياله، واما صاحب الخمسين فانها تحرم عليه إذا كان وحده وهو محترف يعمل بها، وهو يصيب فيها ما يكفيه ان شاء الله (2). 64 – عن محمد بن مسلم عن أبى عبد الله عليه السلام عن الفقير والمسكين قال: الفقير الذى يسئل، والمسكين أجهد منه الذى لا يسئل (3). 65 – عن أبى بصير قال: قلت لابي عبد الله: (انما الصدقات للفقراء والمساكين) قال: الفقير الذى يسئل والمسكين أجهد منه والبائس أجهدهما. (4) 66 – عن أحمد بن محمد بن ابى نصر عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن رجل أوصى بسهم من ماله وليس يدرى أي شئ هو ؟ قال: السهام ثمانية، ولذلك قسمها رسول الله صلى الله عليه واله، ثم تلا (انما الصدقات للفقراء والمساكين) إلى آخر الآية ثم قال: ان السهم واحد من ثمانية (5). 67 – عن أبى مريم عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (انما الصدقات) إلى آخر الآية، فقال: ان جعلتها فيهم جميعا، وان جعلتها لواحد أجزء عنك (6). 68 – عن زرارة عن أبى عبد الله قال: قلت: أرأيت قوله: (انما الصدقات)


(1) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 134. الصافى ج 1: 707. (2 – 4) البرهان ج 2: 136. البحار ج 20: 16 وفى البرهان (فيكفيه) بدل (ما يكفيه (5) البحار ج 23: 49. البرهان ج 2: 136. (6) البحار ج 20: 160. البرهان ج 2: 136 – 137 (*)

[ 91 ]

إلى آخر الاية، كل هؤلاء يعطى ان كان لا يعرف ؟ قال: ان الامام يعطى هؤلاء جميعا لانهم يقرون له بالطاعة، قال قلت له: فان كانوا لا يعرفون ؟ فقال: يا زرارة لو كان يعطى من يعرف دون من لا يعرف لم يوجد لها موضع، وانما كان يعطى من لا يعرف ليرغب في الدين فيتثبت عليه واما اليوم فلا تعطها أنت وأصحابك الا من يعرف (1). 69 – عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: (والعاملين عليها) قال: هم السعاة (2). 70 – عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام في قوله: (والمؤلفة قلوبهم) قال: هم قوم وحدوا الله وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله تبارك وتعالى وشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، وهم في ذلك شكاك من بعد ما جاء به محمد صلى الله عليه واله فأمر الله نبيهم أن يتألفهم بالمال والعطاء لكى يحسن اسلامهم، ويثبتوا على دينهم الذين قد دخلوا فيه، وأقروا به وان رسول الله صلى الله عليه وآله يوم حنين تألف رؤسهم من رؤس العرب من قريش وساير مضر، منهم أبو سفيان بن حرب وعيينة بن حصين الفزارى وأشباههم من الناس، فغضبت الانصار فأجمعوا إلى سعد بن عبادة (3) فانطلق بهم إلى رسول الله صلى الله عليه واله بالجعرانة (4) فقال: يا رسول الله أتأذن لى في الكلام ؟ قال: نعم، فقال: ان كان هذا الامر من هذه الاموال التى قسمت بين قومك شيئا أمرك الله به رضينا، وان كان غير ذلك لم نرض، قال زرارة: فسمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال


(1 – 2) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 136 – 137 وقوله (السعاة) أي السعاة في اخذها وجمعها وحفظها حتى يؤدوها إلى من يقسمها. (3) وهو رئيسهم. (4) الجعرانة – بتسكين العين والتخفيف وقد تكسر وتشدد الراء -. موضع بين مكة والطائف على سبعة اميال من مكة وهى احد حدود الحرم وميقات للاحرام، سميت باسم ريطة بنت سعد وكانت تلقب بالجعرانة، وهى التى أشار إليها قوله تعالى (كالتى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا اه). (*)

[ 92 ]

رسول الله: يا معشر الانصار كلكم على مثل قول سعد [ سيدكم ؟ ] قالوا: الله سيدنا و رسوله فأعادها عليه ثلث مرات كل ذلك يقولون: الله سيدنا ورسوله، ثم قالوا بعد الثالثة: نحن على مثل قوله ورأيه قال زرارة: سمعت أبا جعفر يقول: فحط الله نورهم وفرض للمؤلفة قلوبهم سهما في القرآن (1). 71 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليه السلام و (المؤلفة قلوبهم) قال: قوم تألفهم رسول الله وقسم فيهم الشئ قال زرارة قال أبو جعفر عليه السلام: فلما كان في قابل جاءوا بضعف الذين اخذوا وأسلم ناس كثير، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وآله خطيبا فقال: هذا خير ام الذى قلتم ؟ قد جاءوا من الابل بكذا وكذا ضعف ما أعطيتهم وقد اسلم لله عالم وناس كثير والذى نفسي (نفس محمد خ ل) بيده، لوددت ان عندي ما أعطى كل انسان ديته على أن يسلم لله رب العالمين عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام نحوه (2). 73 – قال الحسن بن موسى من غير هذا الوجه ايضا رفعه رجل منهم حين قسم النبي صلى الله عليه وآله غنايم حنين ان هذه القسمة ما يريد الله بها ؟ فقال له بعضهم: يا عدو الله تقول هذا لرسول الله ؟ ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فأخبر مقالته، فقال عليه السلام: قد أوذى أخى موسى بأكثر من هذا فصبر، قال: وكان يعطى لكل رجل من المؤلفة قلوبهم مأة راحلة (3). 73 – عن سماعة عن أبى عبد الله عليه السلام أو ابى الحسن عليه السلام قال: ذكر احدهما ان رجلا دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غنيمة حنين وكان يعطى المؤلفة قلوبهم يعطى الرجل منهم مأة راحلة ونحو ذلك، وقسم رسول الله صلى الله عليه وآله حيث أمر فأتاه ذلك الرجل قد أزاغ الله قلبه وران عليه (4) فقال له: ما عدلت حين قسمت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ويلك ما تقول ألم تر قسمت الشاة حتى لم يبق معى شاة، أولم


(1 – 2) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 137. (3) البرهان ج 2: 137. (4) ران على قلبه: غلب عليه. (*)

[ 93 ]

أقسم البقرة حتى لم يبق معى بقرة واحدة، اولم أقسم الابل حتى لم يبق معى بعير واحد ؟ فقال بعض أصحابه له: اتركنا يا رسول الله حتى نضرب عنق هذا الخبيث فقال: لا هذا يخرج في قوم يقرؤن القرآن لا يجوز تراقيهم، بلى قاتلهم الله (1). 74 – عن زرارة قال: قال: دخلت أنا وحمران على أبى جعفر عليه السلام فقلنا: انا بهذا المطهر (2) فقال: وما المطهر ؟ قلنا: الدين فمن وافقنا من علوى أو غيره توليناه، ومن خالفنا برئنا منه من علوى أو غيره قال: [ تارك ] إذ قول الله أصدق من قولك فأين الذى قال الله: (الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا) اين المرجون لامر الله ؟ أين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا أين أصحاب الاعراف ؟ اين المؤلفة قلوبهم ؟ فقال زرارة: ارتفع صوت ابى جعفر وصوتي حتى كان يسمعه من على باب الدار، فلما كثر الكلام بينى وبينه قال لى: يا زرارة حقا على الله أن يدخلك الجنة (3). 75 – عن العيص بن القاسم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان أناسا من بنى هاشم أتوا رسول الله صلى الله عليه واله فسألوه أن يستعملهم على صدقة المواشى والنعم، فقالوا: يكون لنا هذا السهم الذى جعله الله للعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم فنحن أولى به فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا بنى عبد المطلب ان الصدقة لا تحل لى ولا لكم ولكن وعدت الشفاعة، ثم قال: أنا أشهد انه قد وعدها فما ظنكم يا بنى عبد المطلب إذ أخذت بحلقة باب الجنة أتروني مؤثرا عليكم غيركم ؟ (4). 76 – عن أبى اسحق عن بعض أصحابنا عن الصادق عليه السلام قال: سأل عن مكاتب عجز عن مكاتبته وقد أدى بعضها ؟ قال: يؤدى من مال الصدقة ان الله يقول في كتابه (وفى الرقاب) (5). 77 – عن زرارة قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: عبد زنى ؟ قال يجلد نصف الحد


(1) البحار ج 6: 613. البرهان ج 2: 137 (2) كذا في الاصل وفى بعض النسخ (المطمر) بدل (المطهر) و (الذين من وافقنا اه) مكان (الدين فمن وافقنا اه) (3) البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 138. (4 – 5) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 138 (*)

[ 94 ]

قال: قلت فانه عاد فقال: يضرب مثل ذلك، قال: قلت فانه عاد ؟ قال: لا يزاد على نصف الحد، قال: قلت: فهل يجب عليه الرجم في شئ من فعله ؟ فقال: نعم، يقتل وفى الثامنة ان فعل ذلك ثمان مرات، فقلت: فما الفرق بينه وبين الحر وانما فعلهما واحد ؟ فقال: ان الله تعالى رحمه ان يجمع عليه ربق (1) الرق وحد الحر، قال ثم قال: على امام المسلمين أن يدفع ثمنه إلى مولاه من سهم الرقاب (2) 78 – عن الصباح بن سيابة قال: ايما مسلم مات وترك دينا لم يكن في فساد وعلى اسراف فعلى الامام أن يقضيه، فان لم يقضه فعليه اثم ذلك، ان الله يقول: (انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والغارمين (فهو من الغارمين وله سهم عند الامام فان حبسه فاثمه عليه. (3) 79 – عن عبد الرحمن بن الحجاج ان محمد بن الخالد سأل أبا عبد الله عليه السلام عن الصدقات قال: أقسمها فيمن قال الله، ولا يعطى من سهم الغارمين الذين ينادون نداء الجاهلية، قلت: وما نداء الجاهلية ؟ قال: الرجل يقول: يا آل بنى فلان فيقع فيهم القتل والدماء فلا يؤدى ذلك من سهم الغارمين، والذين يغرمون من مهور النساء، قال: ولا أعلمه الا قال: ولا الذين لا يبالون بما صنعوا من أموال الناس. (4) 80 – عن محمد القصرى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الصدقة ؟ فقال: اقسمها فيمن قال الله، ولا يعطى من سهم الغارمين الذين يغرمون في مهور النساء ولا الذين ينادون بنداء الجاهلية قال: قلت: وما نداء الجاهلية ؟ قال: الرجل يقول: يا آل بنى فلان فيقع بينهم القتل، ولا يؤدى ذلك من سهم الغارمين، والذين لا يبالون ما صنعوا بأموال الناس. (5) 81 – عن الحسن بن راشد قال: سألت العسكري بالمدينة عن رجل أوصى


(1) الربق – بالكسر -: حبل فيه عدة عرى يشد به البهم كل عروة منه ربقة (2 – 5) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 138. (*)

[ 95 ]

بمال في سبيل الله: فقال سبيل الله شيعتنا (1) 82 – عن الحسن بن محمد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان رجلا أوصى لى في سبيل الله قال: فقال لى: اصرف في الحج، قال: قلت: انه أوصى في السبيل ؟ قال اصرفه في الحج، فانى لا أعلم سبيلا من سبيله أفضل من الحج. (2) 83 – عن حماد بن عثمان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: انى أردت ان أستبضع فلانا بضاعة إلى اليمن، فاتيت إلى أبى جعفر عليه السلام فقلت: انى اريد ان استبضع فلانا فقال لى: أما علمت انه يشرب الخمر ؟ فقلت: قد بلغني من المؤمنين انهم يقولون ذلك، فقال: صدقهم فان الله يقول: (يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين) فقال: يعنى يصدق الله ويصدق المؤمنين لانه كان رؤفا رحيما بالمؤمنين (3) 84 – عن جابر الجعفي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: نزلت هذه الآية: (ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب) إلى قوله: (نعذب طائفة) قال: قلت لابي جعفر عليه السلام تفسير هذه الآية ؟ قال: تفسيرها والله ما نزلت آية قط الا ولها تفسير ثم قال: نعم نزلت في التيمى والعدوى والعشرة معهما (4) انهم اجتمعوا اثنا عشر، فكمنوا لرسول الله صلى الله عليه واله في العقبة وائتمروا بينهم ليقتلوه، فقال بعضهم لبعض: ان فطن نقول انما كنا نخوض ونلعب، وان لم يفطن لنقتلنه، فانزل الله هذه الاية (ولئن سئلتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب) فقال الله لنبيه (قل أبالله وآياته ورسوله) يعنى محمدا صلى الله عليه وآله (كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ان نعف عن طائفة منكم) يعنى عليا ان يعف عنهما في أن يلعنهما على المنابر ويلعن غيرهما فذلك قوله تعالى: (ان نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة) (5) 85 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام (نسوا الله) قال: قال تركوا طاعة الله (فنسيهم)


(1 – 3) البحار ج 23: 49. البرهان ج 2: 138. (4) وفى بعض النسخ هكذا (نزلت في عدد بنى امية والعشرة معها) ولكن الظاهر هو المختار. (5) البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 140. (*)

[ 96 ]

قال فتركهم (1) 86 – عن أبى معمر السعدى (السعدانى خ) قال: قال على عليه السلام: في قول الله (نسوا الله فنسيهم) فانما يعنى انهم نسوا الله في دار الدنيا فلم يعملوا له بالطاعة، و لم يؤمنوا به وبرسوله، فنسيهم في الآخرة، أي لم يجعل لهم في ثوابه نصيبا فصاروا منسيين من الخير (2). 87 – عن صفوان الجمال قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: بابى أنت وامى تأتيني المرأة المسلمة قد عرفتني بعملي وعرفتها باسلامها، وحبها واياكم وولايتها لكم وليس لها محرم، قال: فإذا جاءتك المرأة المسلمة فاحملها فان المؤمن محرم المؤمنة، وتلا هذه الاية (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض) (3) 88 – عن ثوير عن على بن الحسين عليه السلام قال: إذا صار أهل الجنة في الجنة و دخل ولى الله إلى جناته ومساكنه واتكأ كل مؤمن [ منهم ] على أريكته حفته خدامه وتهدلت (4) عليه الثمار وتفجرت حوله العيون، وجرت من تحته الانهار، وبسطت له الزرابى وصففت له النمارق (5) وأتته الخدام بما شائت شهوته من قبل ان يسئلهم ذلك، قال: ويخرج عليهم الحور العين من الجنان فيمكثون بذلك ما شاء الله، ثم ان الجبار يشرف عليهم فيقول لهم: اوليائي وأهل طاعتي وسكان جنتي في جواري ألا هل انبئكم بخير مما أنتم فيه ! فيقولون: ربنا وأى شئ خير مما نحن فيه [ نحن ] فيما اشتهت أنفسنا ولذت أعيينا من النعم في جوار الكريم، قال: فيعود عليهم


(1 – 2) البحار ج 2: 131. الصافى ج 1: 712. البرهان ج 2: 144. (3) البرهان ج 2: 144. (4) تهدلت الثمرة: تدلت أي تعلقت واسترسلت. (5) الزرابى – بتشديد الياء – جمع الزربية: البساط ذو الخمل. وروى عن المؤرج انه قال في قوله تعالى (وزرابى مبثوثة) قال زرابى النبت: إذا اصفر واحمر وفيه خضرة، وقد ازرب، فلما رأوا الالوان في البسط والفرش شبهوها بزرابى النبت. والنمارق: الوسائد واحدتها النمرقة بكسر النون وفتحها. (*)

[ 97 ]

القول، فيقولون: ربنا نعم، فأتنا بخير مما نحن فيه، فيقول لهم تبارك وتعالى: رضاى عنكم ومحبتى لكم خير وأعظم مما انتم فيه، قال: فيقولون: نعم يا ربنا رضاك عنا ومحبتك لنا خير لنا وأطيب لانفسنا، ثم قرأ على بن الحسين عليه السلام هذه الاية (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبه في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم) (1) 89 – عن جابر بن أرقم قال: بينا نحن في مجلس لنا وأخو زيد بن أرقم يحدثنا إذ أقبل رجل على فرسه عليه هيئة السفر فسلم علينا ثم وقف، فقال: افيكم زيد ابن ارقم ؟ فقال زيد: انا زيد بن أرقم فما تريد ؟ فقال الرجل: أتدرى من أين جئت قال: لا، قال: من فسطاط مصر (2) لاسئلك عن حديث بلغني عنك تذكره عن رسول الله صلى الله عليه واله ! فقال له زيد: وما هو ؟ قال: حديث غدير خم في ولاية على بن أبى طالب عليه السلام، فقال: يا بن أخ ان قبل غدير خم ما أحدثك به ان جبرئيل الروح الامين صلوات الله عليه نزل على رسول الله صلى الله عليه واله بولاية على بن أبيطالب عليه السلام فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم فلم ندر ما نقول [ له ]، وبكا صلى الله عليه واله فقال له جبرئيل ما لك يا محمد أجزعت من أمر الله ؟ فقال: كلا يا جبرئيل ولكن قد علم ربى ما لقيت من قريش إذ لم يقروا لى بالرسالة حتى أمرنى بجهادي واهبط إلى جنودا من السماء فنصرونى فكيف يقروا لى لعلى من بعدى. فانصرف عنه جبرئيل ثم نزل عليه: (فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك) فلما نزلنا الجحفة راجعين وضربنا اخبيتنا (3) نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الاية: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت


(1) البحار ج 3: 331. البرهان ج 2: 145. (2) الفسطاط: علم لمصر القديمة. (3) الاخبية جمع الخباء: ما يعمل من وبر أو صوف وقد يكون من شعر ويكون على عمودين أو ثلثة، وما فوق ذلك فهو بيت. (*)

[ 98 ]

رسالته والله يعصمك من الناس) فبينا نحن كذلك إذ سمعنا رسول الله صلى الله عليه واله وهو ينادى: ايها الناس أجيبوا داعى الله انا رسول الله فأتيناه مسرعين في شدة الحر، فإذا هو واضع بعض ثوبه على رأسه وبعضه على قدميه من الحر وأمر بقم ما تحت الدوح (1) فقم ما كان ثمة من الشوك والحجارة، فقال رجل: ما دعاه إلى قم هذا المكان وهو يريد أن يرحل من ساعته ليأتينكم اليوم بداهية، فلما فرغوا من القم أمر رسول الله صلى الله عليه واله أن يؤتى بأحلاس دوابنا وأثاث ابلنا وحقائبها (2) فوضعنا بعضها على بعض، ثم ألقينا عليها ثوبا ثم صعد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ايها الناس انه نزل على عشية عرفة أمر ضقت به ذرعا (3) مخافة تكذيب أهل الافك حتى جاءني في هذا الموضع وعيد من ربى ان لم أفعل، الا وانى غير هائب لقوم ولا محاب لقرابتي (4) ايها الناس من أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا: الله و رسوله قال: اللهم اشهد وأنت يا جبرئيل فاشهد حتى قالها ثلثا ثم أخذ بيد على ابن أبيطالب عليه السلام فرفعه إليه، ثم قال: اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله قالها ثلثا، ثم قال: هل سمعتم ؟ فقالوا اللهم بلى قال: فاقررتم ؟ قالوا اللهم نعم، ثم قال: اللهم اشهد وأنت يا جبرئيل فاشهد ثم نزل فانصرفنا إلى رحالنا. وكان إلى جانب خبائى نفر من قريش وهم ثلثة، ومعى حذيفة بن اليمان فسمعنا أحد الثلثة وهو يقول: والله ان محمدا لاحمق ان كان يرى ان الامر


(1) قم البيت: كنسه. والدوح جمع الدوحة: الشجرة العظيمة. (2) الاحلاس جمع الحلس – بكسر الحاء وفتحها: كل شئ ولى ظهر البعير والدابة تحت الرحل والقتب والسرج. والحقائب جمع الحقيبة: خريطة يعلقها المسافر في الرحل للزاد ونحوه. (3) ضقت بالامر ذرعا أي لم اقدر عليه. (4) حاباه محاباة: اختصه ومال إليه – وحابى القاضى فلانا في الحكم: مال إليه منحرفا عن الحق. (*)

[ 99 ]

يستقيم لعلى من بعده، وقال آخرون أتجعله أحمق ألم تعلم انه مجنون قد كاد أن يصرع عند امرأة ابن أبى كبشة ؟ وقال الثالث: دعوه ان شاء أن يكون احمق وان شاء أن يكون مجنونا ! والله ما يكون ما يقول أبدا، فغضب حذيفة من مقالتهم فرفع جانب الخباء فأدخل رأسه إليهم وقال: فعلتموها ورسول الله عليه وآله السلام بين أظهركم، ووحى الله ينزل عليكم، والله لاخبرنه بكرة بمقالتكم، فقالوا له: يا با عبد الله وانك لها هنا وقد سمعت ما قلنا اكتم علينا فان لكل جوار امانة، فقال لهم: ما هذا من جوار الامانة ولا من مجالسها ما نصحت الله ورسوله ان انا طويت عنه هذا الحديث، فقالوا له: يا با عبد الله فاصنع ما شئت فوالله لنحلفن انا لم نقل، وانك قد كذبت علينا أفتراه يصدقك ويكذبنا ونحن ثلثة ؟ فقال لهم: اما أنا فلا ابالى إذا أديت النصيحة إلى الله والى رسوله فقولوا ما شئتم ان تقولوا، ثم مضى حتى أتى رسول الله صلى الله عليه واله وعلى عليه السلام إلى جانبه محتب بحمائل سيفه فأخبره بمقالة القوم، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه واله فأتوه فقال لهم: ماذا قلتم ؟ فقالوا: والله ما قلنا شيئا فان كنت بلغت عنا شيئا فمكذوب علينا، فهبط جبرئيل بهذه الاية: (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا) وقال على عليه السلام عند ذلك: ليقولوا ما شاءوا والله ان قلبى بين اضلاعي، وان سيفى لفى عنقي ولئن هموا لاهمن فقال جبرئيل للنبى صلى الله عليه واله: اصبر للامر الذى هو كائن فأخبر النبي صلى الله عليه واله عليا عليه السلام بما أخبره به جبرئيل، فقال: إذا أصبر للمقادير، قال أبو عبد الله عليه السلام: وقال رجل من الملاء شيخ: لئن كنا بين أقوامنا كما يقول هذا لنحن أشر من الحمير، قال: وقال آخر شاب إلى جنبه: لئن كنت صادقا لنحن أشر من الحمير (1). 90 – عن جعفر بن محمد الخزاعى عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لما قال النبي صلى الله عليه واله ما قال في غدير خم، وصار بالاخبية (2) مر المقداد


(1) البحار ج 9: 210. البرهان ج 2: 145. ونقله المحدث الحر العاملي رحمه الله في كتاب اثبات الهداة ج 3: 546 عن هذا الكتاب مختصرا. (2) أي دخلوا خيامهم. (*)

[ 100 ]

بجماعة منهم وهم يقولون: والله ان كنا وقيصر لكنا في الخز والوشى والديباج والنساجات وانا معه في الاخشنين نأكل الخشن ونلبس الخشن حتى إذا دنى موته وفنيت ايامه وحضر أجله أراد ان يوليها عليا من بعده، اما والله ليعلمن ! قال: فمضى المقداد وأخبر النبي صلى الله عليه واله به، فقال: الصلوة جامعة، قال: فقالوا قد رمانا المقداد فقوموا نحلفه عليه قال: فجاؤا حتى جثوا بين يديه (1) فقالوا: بآبائنا وامهاتنا يا رسول الله صلى الله عليه واله والذى بعثك بالحق، والذى أكرمك بالنبوة ما قلنا ما بلغك، لا والذى اصطفاك على البشر قال: فقال النبي صلى الله عليه واله: (بسم الله الرحمن الرحيم يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بك يا محمد ليلة العقبة وما نقموا الا ان أغناهم الله من فضله) كان احدهم يبيع الرؤس وآخر يبيع الكراع ويفتل القرامل (2) فأغناهم الله برسوله، ثم جعلوا حدهم وحديدهم عليه (3) 91 – قال ابان بن تغلب [ عنه ] لما نصب رسول الله عليا يوم غدير خم فقال: من كنت مولاه فعلى مولاه فهم رجلان من قريش رؤسهما وقالا: والله لا نسلم له ما قال أبدا فاخبر النبي عليه وآله السلام فسألهما عما قالا فكذبا وحلفا بالله ما قالا شيئا، فنزل جبرئيل على رسول الله عليه وآله السلام (يحلفون بالله ما قالوا) [ الاية ] قال أبو عبد الله عليه السلام: لقد توليا وما تابا. (4) 92 – عن العباس بن هلال عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: ان الله تعالى قال لمحمد صلى الله عليه واله: (ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) فاستغفر لهم مائة مرة ليغفر لهم فأنزل الله: (سواء عليهم استغفرت لهم ام لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم) وقال: (ولا تصل على أحد مهنم مات أبدا ولا تقم على قبره) فلم يستغفر لهم بعد ذلك


(1) أي جلسوا واجتمعوا. (2) الكراع من الدابة: مستدق الساق وقيل: الكراع من الدواب ما دون الكعب ومن الانسان ما دون الركبة والقرامل: ما تشد المرأة في شعرها من الخيوط. (3 – 4) البحار ج 9: 211. البرهان ج 2: 146. اثبات الهداة ج 3: 547. الصافى ج 1: 716. (*)

[ 101 ]

ولم يقم على قبر أحد منهم (1) 93 – عن أبى الجارود عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات) قال: ذهب على أمير المؤمنين فآجر نفسه على أن يستقى كل دلو بتمرة يختارها فجمع تمرا فأتى به النبي عليه وآله السلام وعبد الرحمن بن عوف على الباب، فلمزه أي وقع فيه، فأنزلت هذه الاية (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات) إلى قوله (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) (2) 94 – عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان النبي صلى الله عليه واله قال لابن عبد الله بن أبى (3) إذا فرغت من أبيك فأعلمني، وكان قد توفى فأتاه فأعلمه فأخذ رسول الله عليه وآله السلام نعليه للقيام فقال له عمر: أليس قد قال الله: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) ؟ فقال له: ويحك – أو ويلك – انما أقول اللهم املا قبره نارا واملا جوفه نارا واصله يوم القيمة نارا (4).


(1) البرهان ج 2: 148. الصافى ج 1: 718. وقال الفيض رحمه الله بعد نقل الخبر ما لفظه اقول: لا يبعد استغفار النبي صلى الله عليه وآله لمن يرجو ايمانه من الكفار (انتهى) وقيل يحتمل ان يكون النبي صلى الله عليه واله قد استغفر لهم قبل أن يعلم بأن الكافر لا يغفر هو قبل ان يمنع منه، ويجوز ان يكون استغفاره لهم واقعا بشرط التوبة من الكفر فمنعه الله منه و خبره بانهم لا يؤمنون ابدا فلا فائدة في الاستغفار لهم. (2) البحار ج 9: 333. البرهان ج 2: 148. الصافى ج 1: 719. (3) عبد الله بن ابى بن ابى سلول هو رئيس منافقي المدينة وهو الذى قال (ليخرجن الاعز منها الاذل) ونزلت سورة المنافقين في ذلك ورد عليه ابنه استذلالا له، وهو الذى قال لرسول الله صلى الله عليه واله حين ورد المدينة: يا هذا اذهب إلى الذين غروك وخدعوك ولا تغشنا في دارنا فسلط الله على دورهم الذر فخرب ديارهم وقصة كيده لرسول الله صلى الله عليه واله في قتله ورده عليه مشهورة. (4) البرهان ج 2: 148. الصافى ج 1: 720 والصلاء ككساء: الشواء لانه يصلى بالنار والاصطلاء بالنار: التسخن بها. (*)

[ 102 ]

95 – حنان بن سدير عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام توفى رجل من المنافقين فأرسل رسول الله إلى إبنه: إذا أردتم ان تخرجوا فأعلموني فلما حضر أمره أرسلوا إلى النبي عليه وآله السلام فأقبل عليه السلام نحوهم حتى أخذ بيد ابنه في الجنازة فمضى، قال: فتصدى له عمر ثم قال: يا رسول الله أما نهاك ربك عن هذا أن تصلى على أحد منهم مات أبدا أو تقوم على قبره، فلم يجبه النبي صلى الله عليه واله قال: فلما كان قبل أن ينتهوا به إلى القبر قال عمر أيضا لرسول الله صلى الله عليه واله: أما نهاك الله عن أن تصلى على أحد منهم مات أبدا أو تقوم على قبره (ذلك بانهم كفروا بالله وبرسوله وماتوا وهم كافرون) فقال النبي صلى الله عليه وآله لعمر عند ذلك: ما رأيتنا صلينا له على جنازة ولا قمنا له على قبر، ثم قال: ان ابنه رجل من المؤمنين وكان يحق علينا أداء حقه، وقال له عمر: أعوذ بالله من سخط الله و سخطك يا رسول الله (1) 96 – عن محمد بن المهاجر عن امه ام سلمة قالت: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فقلت له: اصلحك الله صحبتني امرأة من المرجئة فلما أتينا الربذة أحرم الناس فأحرمت معهم، وأخرت احرامي إلى العقيق، فقالت: يا معشر الشيعة تخالفون الناس في كل شئ: يحرم الناس من الربذة وتحرمون من العقيق، وكذلك تخالفون الناس في الصلوة على الميت يكبر الناس اربعا وتكبرون خمسا وهى تشهد بالله أن التكبير على الميت اربع، فقال أبو عبد الله عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه واله إذا صلى على الميت كبر فتشهد ثم كبر فصلى على النبي صلى الله عليه واله ودعا ثم كبر واستغفر للمؤمنين ثم كبر فدعا للميت ثم كبر وانصرف، فلما نهاه الله عن الصلوة على المنافقين كبر وتشهد ثم كبر وصلى على النبي ثم كبر فدعا للمؤمنين، ثم كبر فانصرف ولم يدع للميت (2).


(1) البرهان ج 2: 149. الصافى ج 1: 720 وقال الفيض رحمه الله بعد نقل الحديثين من الكتاب ما لفظه: اقول: وكان رسول الله حييا كريما كما قال الله (فيستحيى منكم والله لا يستحيى من الحق) فكان يكره ان يفتضح رجل من اصحابه ممن يظهر الايمان وكان يدعو على المنافقين وهذا معنى قوله صلى الله عليه واله لعمر: ما رأيتنا صلينا له على جنازة ولا قمنا على قبر. (2) البرهان ج 2: 149. الصافى ج 1: 721. (*)

[ 103 ]

97 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) قال: مع النساء. (1) 98 – عن عبد الله الحلبي قال: سألته عن قوله: (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) فقال: النساء، انهم قالوا ان بيوتنا عورة، وكانت بيوتهم في أطراف البيوت حيث يتفرد (يتقذر خ ل) الناس، فأكذبهم الله قال: (وما هي بعورة ان يريدون الا فرارا) و هي رفيعة السمك (2) حصينة. (3) 99 – عن عبد الرحمن بن حرب قال: لما أقبل الناس مع أمير المومنين عليه السلام من صفين أقبلنا معه فأخذ طريقا غير طريقنا الذى أقبلنا فيه، حتى إذا جزنا النخيلة (4) ورأينا أبيات الكوفة إذا شيخ جالس في ظل بيت وعلى وجهه أثر المرض، فأقبل إليه أمير المؤمنين ونحن معه حتى سلم عليه وسلمنا معه، فرد ردا حسنا، وظننا انه قد عرفه فقال له أمير المؤمنين: ما لى أرى وجهك منكسرا مصفارا (5) فمم ذاك أمن مرض ؟ فقال: نعم، فقال: لعلك كرهته ؟ فقال: ما أحب انه يعترينى قال: احتساب بالخير فيما أصابك به (6) قال فابشر برحمة الله وغفران ذنبك فمن أنت يا عبد الله ؟ فقال: انا صالح بن سليم، فقال: ممن ؟ قال: اما الاصل فمن سلامان بن طى، واما الجوار والدعوة فمن بنى سليم بن منصور، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أحسن اسمك و اسم أبيك واسم اجدادك واسم من اعتزيت إليه، فهل شهدت معنا غزاتنا هذه ؟ فقال لا ولقد أردتها ولكن ما ترى من لجب الحمى خذلني عنها، فقال أمير المؤمنين: (ليس


(1) البرهان ج 2: 149 الصافى 1: 721. البحار ج 6: 628. (2) السمك: السقف أو من اعلى البيت إلى اسفله. (3) البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 149. (4) النخيلة – بضم النون تصغير نخلة -: موضع قرب الكوفة على سمت الشام ومعسكر امير المؤمنين عليه السلام. (5) وفى بعض النسخ (متفكرا مصفرا). (6) وفى نسخة البحار (قال احتسب الخير فيما اصابني به اه) (*)

[ 104 ]

على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون) إلى آخر الاية ما قول الناس فيما بيننا وبين أهل الشام ؟ قال: منهم المسرور، والمحسود فيما كان بينك وبينهم و اولئك أغشى الناس لك، فقال له: صدقت، قال: ومنهم الكاسف العاسف لما كان من ذلك وأولئك نصحاء الناس لك، فقال له: صدقت جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك، فان المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع على العبد ذنبا الا حطه: وانما الاجر في القول باللسان والعمل باليد والرجل، فان الله ليدخل بصدق النية والسريرة الصالحة جما من عباده الجنة. (1) 100 – [ عن الحلبي ] عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال: ان الله احتج على العباد بالذى أتيهم وعرفهم، ثم أرسل إليهم رسولا، ثم أنزل عليهم كتابا فأمر فيه ونهى، وأمر رسول الله صلى الله عليه واله بالصلوة فنام عنها فقال: أنا أنمتك وأنا أيقظتك، فإذا قمت فصله ليعلموا إذا أصابهم ذلك كيف يصنعون وليس كما يقولون إذا نام عنها هلك، وكذلك الصائم انا أمرضتك وانا أصحتك، فإذا شفتيك فاقضه، وكذلك إذا نظرت في جميع الامور لم تجد أحدا في ضيق، ولم تجد الا ولله عليه الحجة وله فيه المشية، قال: فلا يقولون انه ما شاؤا صنعوا وما شاءوا لم يصنعوا، وقال: ان الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء وما أمر العباد الا يرون سعيهم، وكل شئ أمر الناس فأخذوا به فهم موسعون له، وما يمنعون له فهو موضوع عنهم، ولكن الناس لا خير فيهم ثم تلا هذه الاية: (ليس على الضعفاء و لا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج) قال: وضع عنهم ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم، (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه وتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون) قال: وضع عنهم إذ لا يجدون ما ينفقون، وقال (انما السبيل على الذين يستأذنوك وهم أغنياء) إلى قوله: (لا يعلمون) قال وضع عليهم لانهم يطيقون، (انما السبيل على الذين يستأذنوك وهم أغنياء رضوا بان يكونوا مع الخوالف) فجعل


(1) البحار ج 8: 530. البرهان ج 2: 150. (*)

[ 105 ]

السبيل عليهم لانهم يطيقون (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم) الاية قال: عبد الله بن يزيد بن ورقاء الخزاعى أحدهم (1) 101 – عن عبد الرحمن بن كثير قال قال أبو عبد الله عليه السلام: يا عبد الرحمن شيعتنا والله لا يتختم الذنوب والخطايا، هم صفوة الله الذين اختارهم لدينه وهو قول الله (ما على المحسنين من سبيل) (2) 102 – عن داود بن الحسين عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قوله (ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله) أيثيبهم عليه ؟ قال: نعم (3) 103 – وفى رواية اخرى عنه: يثابون عليه ؟ قال: نعم (4) 104 – عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله عزوجل سبق بين المؤمنين كما سبق بين الخيل يوم الرهان، قلت: أخبرني عما ندب الله المؤمن من الاستباق إلى الايمان قال: قول الله: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله) وقال: (السابقون السابقون اولئك المقربون) وقال: (السابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه) فبدأ بالمهاجرين الاولين على درجة سبقهم ثم ثنى بالانصار ثم ثلث بالتابعين لهم باحسان، فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده (5) 105 – عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخي عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة قال: قال أبو جعفر عليه السلام في قول الله: (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم) والعسى من الله واجب، وانما نزلت في شيعتنا المذنبين (6). 106 – عن أحمد بن محمد بن أبى نصر رفعه إلى الشيخ في قوله تعالى: (خلطوا عملا


(1) البحار ج 3: 83. البرهان ج 2: 150. (2) البرهان ج 2: 151. (3 – 4) البرهان ج 2: 151. البحار ج 15 (ج 1): 262. (5 – 6) البرهان ج 2: 154 – 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. وفى نسخة البرهان (المؤمنين) بدل (المذنبين) في الحديث الثاني. (*)

[ 106 ]

صالحا وآخر سيئا) قال: قوم اجترحوا ذنوبا مثل قتل حمزة وجعفر الطيار، ثم تابوا ثم قال: ومن قتل مؤمنا لم يوفق للتوبة الا ان الله لا يقطع طمع العباد فيه، ورجاهم منه، وقال هو أو غيره: ان عسى من الله واجب (1) 107 – عن الحلبي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما قال: المعترف بذنبه قوم اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا (2) 108 – عن أبى بكر الحضرمي قال: قال محمد بن سعيد: إسئل أبا عبد الله عليه السلام فأعرض عليه كلامي وقل له: انى أتولاكم وأبرأ من عدوكم وأقول بالقدر وقولى فيه قولك، قال فعرضت كلامه على أبى عبد الله عليه السلام فحرك يده ثم قال: (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم) قال: ثم قال: ما أعرفه من موالى امير المؤمنين قلت: [ يزعم ابن عمر ] ان سلطان هشام ليس من الله ؟ فقال: ويله، ما علم ان الله جعل لآدم دولة ولابليس دولة (3). 109 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا) قال: اولئك قوم مذنبون يحدثون وايمانهم من الذنوب التى يعيبها المؤمنون ويكرهها، فاولئك عسى الله أن يتوب عليهم (4). 110 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلنا له من وافقنا من علوى أو غيره توليناه، ومن خالفنا برئنا منه من علوى أو غيره، قال: يا زرارة قول الله أصدق من قولك: أين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا (5). 111 – عن على بن الحسان الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) جارية هي في الامام بعد رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال: نعم (6).


(1 – 5) البرهان ج 2: 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. الصافى ج 1: 725. ونقل الحديث الاول في الوسائل ج 3 ابواب القصاص باب 10 عن الكتاب ايضا. (6) البحار ج 20: 22. البرهان ج 2: 156. الصافى ج 1: 725 (*)

[ 107 ]

112 – عن زرارة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له قوله: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) هو قوله (وآتوا الزكوة) ؟ قال: قال: الصدقات في النبات والحيوان، والزكوة في الذهب والفضة وزكوة الصوم (1). 113 – عن جابر الجعفي عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: تصدقت يوما بدينار فقال لى رسول الله صلى الله عليه واله: أما علمت ان صدقة المؤمن لا تخرج من يده حتى يفك بها عن لحى سبعين شيطانا، وما تقع في يد السائل حتى تقع في يد الرب تبارك وتعالى ؟ ألم يقل هذه الاية) الم تعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات) إلى آخر الاية (2). 114 – عن معلى بن خنيس قال: خرج أبو عبد الله عليه السلام في ليلة قد رشت (3) وهو يريد ظلة بنى ساعدة ؟ فأتبعته فإذا هو قد سقط منه شئ فقال: بسم الله اللهم اردد علينا فأتيته فسلمت عليه فقال: معلى ؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: التمس بيدك، فما وجدت من شئ فادفعه إلى فأذا أنا بخبز كثير منتشر فجعلت أدفع إليه الرغيف و الرغيفين، وإذا معه جراب (4) أعجز عن حمله فقلت: جعلت فداك احمله على، فقال: انا أولى به منك ولكن امض معى، فأتينا ظلة بنى ساعدة فإذا نحن بقوم نيام فجعل يدس (5) الرغيف والرغيفين حتى أتى على آخرهم حتى إذا انصرفنا، قلت له: يعرف هؤلاء هذا الامر ؟ قال: لا لو عرفوا كان الواجب علينا أن نواسيهم بالدقة وهو الملح، ان الله لم يخلق شيئا الا وله خازن يخزنه الا الصدقة، فان الرب تبارك و تعالى يليها بنفسه، وكان أبى إذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ثم ارتجعه منه فقبله وشمه ثم رده في يد السائل، وذلك انها تقع في يد الله قبل ان تقع في يد السائل،


(1 – 2) البحار ج 20: 22 – 34. البرهان ج 2: 156 الصافى ج 1: 725 – 726. (3) أي أمطرت قليلا. (4) الجراب بالكسر: وعاء من جلد الشاة وغيره ويقال له بالفارسية) انبان) (5) أي يدخل تحت ثيابهم. (*)

[ 108 ]

فأحببت ان أقبلها إذ وليها الله ووليها ابى، ان صدقة الليل تطفى غضب الرب وتمحو الذنب العظيم، وتهون الحساب، وصدقة النهار تنمى المال وتزيد في العمر (1). 115 – عن محمد بن مسلم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما من شئ الا وكل به ملك الا الصدقة فانها تقع في يد الله (2). 116 – عن أبى بكر عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خصلتان لا أحب أن يشاركني فيهما أحد وضوئي فانه من صلوتى، وصدقتي من يدى إلى يد سائل فانها تقع في يد الرحمن (3). 117 – عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: كان على بن الحسين صلوات الله عليه إذا أعطى السائل قبل يد السائل فقيل له: لم تفعل ذلك ؟ قال: لانها تقع في يد الله قبل يد العبد، وقال: ليس من شئ الا وكل به ملك الا الصدقة فانها تقع في يد الله، قال الفضل: أظنه يقبل الخبز أو الدرهم (4) 118 – عن مالك بن عطية عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال على بن الحسين صلوات الله عليه: ضمنت على ربى ان الصدقة لا تقع في يد العبد حتى تقع في يد الرب وهو قوله: (وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات) (5) 119 – عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام قال: سئل عن الاعمال هل تعرض على رسول الله صلى الله عليه واله ؟ فقال: ما فيه شك، قيل له أرأيت قول الله: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: لله شهداء في أرضه (6) 120 – عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) ؟ قال: تريد أن تروون على، هو الذى في نفسك. (7) 121 – عن يحيى بن مساور [ الحلبي ] عن أبى عبد الله عليه السلام قلت: حدثنى في على حديثا فقال: اشرحه لك ام أجمعه ؟ قلت بل اجمعه، فقال: علي باب هدى،


(1 – 5) البحار ج 20: 34. البرهان ج 2: 156 – 157. الصافى ج 1: 726 (6 – 7) البحار ج 7: 27. البرهان ج 2: 159. الصافى ج 1: 727. (*)

[ 109 ]

من تقدمه كان كافرا ومن تخلف عنه كان كافرا، قلت: زدنى، قال: إذا كان يوم القيمة نصب منبر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة، فيأتى على وبيده اللواء حتى [ يرتقيه و ] يركبه ويعرض الخلق عليه، فمن عرفه دخل الجنة، ومن انكره دخل النار، قلت له: توجد فيه من كتاب الله (1) قال: نعم، ما يقول في هذه الآية يقول تبارك وتعالى: (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) هو والله على بن أبيطالب (2) 122 – عن أبي بصير عن أبى عبد الله عليه السلام ان أبا الخطاب كان يقول: ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تعرض عليه أعمال امته كل خميس فقال أبو عبد الله عليه السلام: هو هكذا و لكن رسول الله صلى الله عليه واله تعرض عليه أعمال الامة كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا، وهو قول الله: (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) (3) 123 – عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى: (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: تعرض على رسول الله عليه وآله السلام أعمال امته كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا (4) 124 – [ عن زرارة ] عن بريد العجلى قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: في قول الله: (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) فقال: ما من مؤمن يموت ولا كافر يوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى عليه السلام، فهلم إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد (5) 125 – وقال أبو عبد الله (والمؤمنون) هم الائمة (6) 126 – عن محمد بن مسلم عن أبى عبد الله عليه السلام (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله) قال: ان لله شاهدا في أرضه، وان أعمال العباد تعرض على رسول الله عليه وآله السلام (7)


(1) وفى نسخة البرهان (هل فيه آية من كتاب الله). (2 – 7) البحار ج 3: 286 و 717. البرهان ج 2: 159 – 160. الصافى ج 1: 727. (*)

[ 110 ]

127 – عن محمد بن حسان الكوفى عن محمد بن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: إذا كان يوم القيمة نصب منبر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة، ويجئ على بن أبيطالب عليه السلام وبيده لواء الحمد فيرتقيه ويركبه وتعرض الخلايق عليه، فمن عرفه دخل الجنة، ومن انكره دخل النار، وتفسير ذلك في كتاب الله (قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: هو والله أمير المؤمنين على بن أبيطالب صلوات الله عليه (1) 128 – عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله (وآخرون مرجون لامر الله) قال: هم قوم من المشركين أصابوا دما من المسلمين ثم اسلموا، فهم المرجون لامر الله (2). 129 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قالا: المرجون هم قوم قاتلوا يوم بدر واحد ويوم حنين، وسلموا من المشركين ثم اسلموا بعد تأخر، فاما يعذبهم واما يتوب عليهم (3). 130 – عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله (وآخرون مرجون لامر الله) قال: هم قوم مشركون، فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنين، ثم انهم دخلوا في الاسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك، ولم يؤمنوا فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة، ولم يكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال مرجون لامر الله، قال حمران: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المستضعفين، قال: هم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار وهم المرجون لامر الله. (4) 131 – عن ابن الطيار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الناس على ستة فرق يؤتون إلى ثلث فرق الايمان والكفر والضلال، وهم أهل الوعد من الذين وعد الله الجنة و النار، وهم المؤمنون والكافرون والمستضعفون والمرجون لامر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم، والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وأهل


(1) البحار ج 3: 286. البرهان ج 2: 160. (2 – 4) البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161. (*)

[ 111 ]

الاعراف (1). 132 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: (المرجون لامر الله) قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما، ثم دخلوا بعد في الاسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك، ولم يعرفوا الايمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فيجب لهم الجنة، ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال اما يعذبهم واما يتوب عليهم، قال أبو عبد الله عليه السلام: يرى فيهم رأيه قال: قلت: جعلت فداك من أين يرزقون ؟ قال: من حيث شاء الله، وقال أبو ابراهيم عليه السلام: هؤلاء قوم وقفهم حتى يرى فيهم رأيه (2) 133 – عن الحارث عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته بين الايمان والكفر منزلة ؟ فقال: نعم ومنازل لو يجحد شيئا منها أكبه الله في النار، بينهما آخرون مرجون لامر الله، وبينهما المستضعفون، وبينهما آخرون خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، وبينهما قوله: (وعلى الاعراف رجال). (3) 134 – عن داود بن فرقد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام المرقوم ذكر لهم فضل على فقالوا: ما ندرى لعله كذلك وما ندرى لعله ليس كذلك ؟ قال: أرجه قال: (وآخرون مرجون لامر الله) الاية (4) 135 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن (المسجد الذى اسس على التقوى من اول يوم) فقال مسجد قبا (5). 136 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام عن قوله: (لمسجد اسس على التقوى من أول يوم) قال: مسجد قبا، واما قوله (أحق أن تقوم فيه) قال: يعنى من مسجد النفاق، وكان على طريقه إذا أتى مسجد قبا فقام فينضح بالماء والسدر (6) ويرفع ثيابه عن ساقيه، ويمشى على حجر في ناحية


(1 – 4) البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161. (5) البحار ج 6: 632. البرهان ج 2: 162. الصافى ج 1: 731. (6) نضح عليه الماء: رشه. وفى نسخة البحار (فكان ينضح). (*)

[ 112 ]

الطريق، ويسرع المشى، ويكره أن يصيب ثيابه منه شئ فسألته هل كان النبي صلى الله عليه واله يصلى في مسجد قبا ؟ قال: نعم كان منزله (نزل ظ) على سعد بن خيثمة الانصاري فسألته هل كان لمسجد رسول الله صلى الله عليه واله سقف ؟ فقال: لا وقد كان بعض أصحابه قال: ألا تسقف مسجدنا يا رسول الله ؟ قال: عريش كعريش موسى (1) 137 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) قال: الذين يحبون أن يتطهروا نظف الوضوء وهو الاستنجاء بالماء، وقال نزلت هذه الاية في أهل قبا (2) 138 – وفى رواية ابن سنان عنه قال: قلت له: ما ذلك الطهر ؟ قال: نظف الوضوء إذا خرج أحدهم من الغائط فمدحهم الله بتطهرهم (3) 139 – عن زرارة قال: كرهت ان اسئل أبا جعفر عليه السلام في الرجعة، فاقبلت مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتى، فقلت: جعلت فداك أخبرني عمن قتل مات ؟ قال: لا، الموت موت والقتل قتل، قال: فقلت له: ما أحد يقتل الا مات، قال: فقال: يا زرارة قول الله أصدق من قولك قد فرق بينهما في القرآن قال: (أفان مات أو قتل) وقال (ولان متم أو قتلتم لالى الله تحشرون) ليس كما قلت يا زرارة، الموت موت والقتل قتل، وقد قال الله: (ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة) الآية قال: فقلت له: ان الله يقول: (كل نفس ذائقة الموت) أفرأيت من قتل لم يذق الموت ؟ قال: فقال: ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه، ان من قتل لا بد من أن يرجع إلى الدنيا حتى يذوق الموت (4) 140 – عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) الاية قال: يعنى في الميثاق، قال: ثم قرأت عليه (التائبون العابدون) فقال أبو جعفر: لا ولكن اقرءها التائبين


(1 – 3) البحار ج 6: 632. البرهان ج 2: 162. الصافى ج 1: 731. (4) البحار ج 13: 216. البرهان ج 2: 166. (*)

[ 113 ]

العابدين (1) إلى آخر الاية، وقال: إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء اشترى منهم أنفسهم واموالهم يعنى في الرجعة (2) 141 – محمد بن الحسن عن الحسين بن خرزاد عن البرقى في هذا الحديث ثم قال: ما من مؤمن الا وله ميتة وقتلة، من مات بعث حتى يقتل، ومن قتل بعث حتى يموت (3) 142 – صباح بن سيابة في قول الله: (ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم وأموالهم) قال: ثم قال: ثم وصفهم فقال: التائبون العابدون الحامدون الاية، قال: هم الائمة عليهم السلام (4) 143 – عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان على إذا أراد القتال قال هذه الدعوات (اللهم انك أعلمت سبيلا من سبلك جعلت فيه رضاك وندبت إليه اولياءك (5) وجعلته أشرف سبلك عندك ثوابا وأكرمها اليك مآبا، وأحبها اليك مسلكا، ثم اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فاجعلني ممن اشتريت فيه منك نفسه، ثم وفى لك ببيعته التى بايعك عليها غير ناكث ولا ناقض عهدا ولا مبدل تبديلا) مختصر. (6) 144 – عن عبد الرحيم عن أبى جعفر عليه السلام قال: قرأ هذه الاية (ان الله اشترى


(1) قال الطبرسي رحمه الله في المجمع بعد نقل قرائة (التائبين العابدين) عن أبى جعفر وابى عبد الله عليه السلام وابن مسعود والاعمش: الحجة في هذه القرائة فيحتمل ان يكون جرا و ان يكون نصبا اما الجر فعلى ان يكون وصفا للمؤمنين أي من المؤمنين التائبين، واما النصب فعلى اضمار فعل بمعنى المدح كانه قال: أعنى وامدح التائبين. (2 – 3) البحار ج 13: 218. البرهان ج 2: 166. الصافى ج 1: 734 (4) البرهان ج 2: 167. (5) ندبه إلى الامر: دعاه ورشحه للقيام به وحثه عليه. (6) البحار ج 21: 98. البرهان ج 2: 167. (*)

[ 114 ]

من المؤمنين أنفسهم واموالهم بان لهم الجنة) فقال: هل تدرى ما يعنى ؟ فقلت: يقاتل المؤمنون فيقتلون ويقتلون، قال: قال: من مات من المؤمنين رد حتى يقتل، ومن قتل رد حتى يموت، وذلك القدر فلا تنكرها. (1) 145 – عن يونس بن عبد الرحمن عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: من أخذ سارقا فعفا عنه فإذا رفع إلى الامام قطعه، وانما الهبة قبل أن ترفع إلى الامام وكذلك قول الله: (والحافظون لحدود الله) فإذا انتهى بالحلال إلى الامام فليس لاحد ان يتركه. (2) 146 – عن ابراهيم بن أبى البلاد عن بعض أصحابه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام ما يقول الناس في قول الله (وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه) ؟ قلت: يقولون ان ابراهيم وعد أباه ليستغفر له، قال: ليس هو هكذا، ان ابراهيم وعده أن يسلم فاستغفر له، فلما تبين انه عدو لله تبرء منه. (3) 147 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: قوله (ان ابرهيم لاواه حليم) قال: الاواه دعاء (4) 148 – عن أبى اسحق الهمداني عن رجل (5) قال: صلى رجل إلى جنبى فاستغفر لابويه وكانا ماتا في الجاهلية، فقلت: تستغفر لابويك وقد ماتا في الجاهلية ؟ فقال: قد استغفر ابراهيم لابيه فلم أدر ما أرد عليه فذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه واله فأنزل الله: (و ما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه) قال: لما [ مات ] تبين انه عدو لله فلم يستغفر له. (6)


(1) البحار ج 13: 218. البرهان ج 2: 167. (2) البرهان ج 2: 167. (3) البرهان ج 2: 167. البحار ج 5: 24. (4) البرهان ج 2: 167. البحار ج 5: 114. (5) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البحار لكن في الاصل كنسخة البرهان هكذا (عن ابى اسحق الهمداني عن الخليل عن أبى عبد الله عليه السلام قال صلى الخ). (6) البحار ج 5: 24. البرهان ج 2: 167. (*)

[ 115 ]

149 – عن على بن أبى حمزة قال: قلت لابي الحسن عليه السلام ان اباك أخبرنا بالخلف من بعده فلو أخبرتنا به فأخذ بيدى فهزها، ثم قال: (ما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون) قال فخفقت فقال لى: مه لا تعود عينيك كثرة النوم فانها أقل شئ في الجسد شكرا. (7) 150 – عن عبد الاعلى قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون) قال: حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه ثم قال اما انا انكرنا لمؤمن بما لا يعذر الله الناس بجهالته، والوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة وترك رواية حديث لم تحفظ خير لك من رواية حديث لم تحصى، ان على كل حق حقيقة وعلى كل ثواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوه و ما خالف كتاب الله فدعوه، ولن يدعه كثير من اهل هذا العالم. (2) 151 – عن على بن أبى حمزة عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله (وعلى الثلثة الذين خلفوا) قال: كعب ومرارة بن الرببع وهلال بن امية. (3) 152 – عن فيض بن المختار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كيف تقرأ هذه الاية في التوبة: (وعلى الثلثة الذين خلفوا) قال: قلت خلفوا قال: لو خلفوا لكانوا في حال طاعة، وزاد الحسين بن المختار عنه: لو كانوا خلفوا ما كان عليهم من سبيل، ولكنهم خالفوا عثمان وصاحباه، اما والله ما سمعوا صوت كافر (4) ولا قعقعة حجر (5) الا قالوا أتيناه فسلط الله عليهم الخوف حتى أصبحوا (6).


(1) البرهان ج 2: 168. (2) البرهان ج 2: 168. البحار ج 1: 150. (3) البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 169. الصافى ج 1: 737. (4) وفى رواية الكليني (حافر) مكان (كافر). (5) وفى نسخة البحار (سلاح) بدل (حجر) والقعقعة: حكاية صوت السلاح وصوت الرعد والترسة ونحوها. (6) البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 169. الصافى ج 1: 737 (*)

[ 116 ]

153 – قال صفوان: قال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبو لبابة أحدهم يعنى في (وعلى الثلثة الذين خلفوا) (1). 154 عن سلام عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (ثم تاب عليهم ليتوبوا) قال: أقالهم فوالله ما تابوا (2). 155 – عن أبى حمزة الثمالى قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا با حمزة انما يعبد الله من عرف الله فاما من لا يعرف الله كانما يعبد غيره هكذا ضالا قلت: أصلحك الله وما معرفة الله ؟ قال: يصدق الله ويصدق محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله في موالاة على والايتمام به، و بائمة الهدى من بعده والبراءة إلى الله من عدوهم، وكذلك عرفان الله، قال: قلت: أصلحك الله أي شئ إذا عملته انا استكملت حقيقة الايمان ؟ قال: توالى أولياء الله، وتعادى أعداء الله، وتكون مع الصادقين كما أمرك الله، قال: قلت: ومن أولياء الله ومن أعداء الله ؟ فقال: اولياء الله محمد رسول الله وعلى والحسن والحسين وعلى بن الحسين، ثم انتهى الامر الينا ثم ابني جعفر، وأومأ إلى جعفر وهو جالس فمن والى هؤلاء فقد والى الله وكان مع الصادقين كما أمره الله، قلت: ومن أعداء الله أصلحك الله ؟ قال: الاوثان الاربعة، قال: قلت من هم ؟ قال: أبو الفصيل ورمع ونعثل و معاوية (3) ومن دان بدينهم فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله (4).


(1 – 2) البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 169. الصافى ج 1: 737. (3) حكى عن الجزرى انه قال: كانوا يكنون بأبى الفصيل عن أبى بكر لقرب البكر. بالفصيل (انتهى) ويعنى بالبكر: الفتى من الابل. والفصيل: ولد الناقة إذا فصل عن امه وفى كلام بعض انه كان يرعى الفصيل في بعض الازمة فكنى بأبى الفصيل، وقال بعض اهل اللغة أبو بكر بن ابى قحافة ولد عام الفيل بثلاث سنين وكان اسمه عبد العزى اسم صنم وكنيته في الجاهلية أبو الفصيل فإذا اسلم سمى بعبد الله وكنى بأبى بكر واما كلمة رمع فهى مقلوبة من عمر وفى الحديث اول من رد شهادة المملوك رمع واول من اعال الفرائض رمع. واما مثل فهو اسم رجل كان طويل اللحية قال الجواهري: وكان عثمان إذا نيل منه و عيب شبه بذلك. ثم لا يخفى عليك ان النسخ في ضبط الكلمات مختلفة والمختار هو الموافق لنسخة البحار. (4) البحار ج 7: 37. البرهان ج 2: 170. (*)

[ 117 ]

156 – وروى المعلى بن خنيس عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (كونوا مع الصادقين) بطاعتهم (1). 157 – عن هشام بن عجلان قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: اسئلك عن شئ لا اسئل عنه أحدا بعدك، اسئلك عن الايمان الذى لا يسع الناس جهله، فقال: شهادة أن لا اله الا الله، وان محمدا رسول الله والاقرار بما جاء من عند الله، واقام الصلوة، وايتاء الزكوة وحج البيت وصوم شهر مضان والولاية لنا والبرائة من عدونا وتكون مع الصديقين (2). 158 – عن يعقوب بن شعيب عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: إذا حدث للامام حدث كيف يصنع الناس ؟ قال: يكونوا كما قال الله (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين) إلى قوله: (يحذرون) قال: قلت: فما حالهم ؟ قال: هم في عذر (3) 159 – وعنه ايضا في رواية اخرى ما تقول في قوم هلك امامهم كيف يصنعون ؟ قال: فقال لى: اما تقرأ كتاب الله (فلولا نفر من كل فرقة) إلى قوله (يحذرون) ؟ قلت: جعلت فداك فما حال المنتظرين حتى يرجع المتفقهون ؟ قال: فقال لى: رحمك الله اما علمت انه كان بين محمد وعيسى عليه السلام خمسون ومأتا سنة، فمات قوم على دين عيسى انتظارا لدين محمد صلى الله عليه وآله فأتاهم الله أجرهم مرتين. (4) 160 – عن أحمد بن محمد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: كتب إلى انما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، فإذا خفنا خاف وإذا امنا أمن، قال الله: (فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة) الآية فقد فرضت عليكم المسألة والرد الينا، ولم يفرض علينا الجواب (5).


(1) البرهان ج 2: 170. (2) البرهان ج 2: 170. البحار ج 15 (ج 1): 214. (3) البرهان ج 2: 172. وفى رواية الكافي زيادة وهى هذه (ما داموا في الطلب وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم اصحابهم). (4) البحار ج 7: 422. البرهان ج 2: 173. (5) البرهان ج 2: 173. (*)

[ 118 ]

161 – عن عبد الاعلى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: بلغنا وفاة الامام ؟ قال: عليكم النفر، قلت جميعا ؟ قال: ان الله يقول: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا) الاية، قلت: نفرنا فمات بعضنا في الطريق ؟ قال: فقال: (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله) إلى قوله (أجره على الله) قلت: فقدمنا المدينة، فوجدنا صاحب هذا الامر مغلقا عليه بابه مرخى عليه ستره ؟ (1) قال: ان هذا الامر لا يكون الا بأمربين، هو الذى إذا دخلت المدينة قلت إلى من أوصى فلان قالوا إلى فلان (2) 162 – عن أبى بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: تفقهوا فان من لم يتفقه منكم فانه أعرابي ان الله يقول في كتابه: (ليتفقهوا في الدين) إلى قوله: (يحذرون) (3) 163 – عن عمران بن عبد الله القمى (4) عن جعفر بن محمد عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) قال: الديلم. (5) 164 – عن زرارة بن أعين عن ابى جعفر عليه السلام (واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم) يقول: شكا إلى شكهم (6) 165 – عن ثعلبة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: (لقد جائكم رسول من انفسكم) قال: فينا (عزيز عليه ما عنتم) قال: فينا (حريص عليكم) قال: فينا (بالمؤمنين رؤف رحيم) قال: شركنا المؤمنون في هذه الرابعة وثلاثة لنا (7). 166 – عن عبد الله بن سليمان عن أبى جعفر عليه السلام قال: تلا هذه الاية (لقد جائكم رسول من أنفسكم) قال: من أنفسنا قال: (عزيز عليه ما عنتم) قال: ما عنتنا قال: (حريص عليكم) قال: علينا (بالمؤمنين رؤف رحيم) قال بشيعتنا رؤف رحيم فلنا ثلثة أرباعها، ولشيعتنا ربعها (8)


(1) ارخى الستر: اسدله وارسله، واللفظ كناية. (2) البرهان ج 2: 173. البحار ج 7: 422. (3) البرهان ج 2: 173. البحار ج 1: 68. (4) وفى بعض النسخ (التميمي) وفى آخر (التيمى) ولكن الظاهر وهو المختار و هما تصحيفه. (5 – 8) البرهان ج 2: 173. الصافى ج 1: 741 – 742. (*)

[ 119 ]

بسم الله الرحمن الرحيم من سورة يونس 1 – عن أبان بن ] عثمان عن محمد قال: قال أبو جعفر عليه السلام: اقرأ قلت: من أي شئ أقرأ قال [ أقرأ ] من السورة السابعة، قال: فجعلت التمسها، فقال: اقرأ سورة يونس فقرأت حتى انتهيت إلى (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة) ثم قال: حسبك، قال رسول الله صلى الله عليه واله: انى لاعجب كيف لا اشيب إذا قرأت القرآن (1) 2 – عن فضيل الرسان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة يونس في كل شهرين أو ثلثة لم يخف أن يكون من الجاهلين، وكان يوم القيمة من المقربين (2) 3 – عن يونس عمن ذكره في قول الله: (وبشر الذين آمنوا) إلى آخر الاية قال الولاية (3) 4 – عن يونس بن عبد الرحمن عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله (وبشر الذين آمنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم) قال: الولاية (4)


(1 – 2) البحار ج 19: 70. البرهان ج 2: 175 – 176. (3 – 4) البحار ج 9: 95. البرهان ج 2: 177. الصافى ج 1: 745 وقال الفيض رحمه الله: وهذا لان الولاية من شروط الشفاعة وهما متلازمان. (*)

[ 120 ]

5 – عن ابراهيم بن عمر عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (وبشر الذين آمنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم) قال: هو رسول الله صلى الله عليه واله (1) 6 – عن أبى جعفر عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: (ان الله خلق السموات و الارض في ستة ايام) فالسنة تنقص ستة ايام (2) 7 – عن الصباح بن سيابة عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله خلق الشهور اثنا عشر شهرا وهى ثلثمائة وستون يوما، فخرج منها ستة أيام خلق فيها السموات و الارض، فمن ثم تقاصرت الشهور (3) 8 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان الله جل ذكره وتقدست اسماؤه خلق الارض قبل السماء، ثم استوى على العرش لتدبير الامور (4) 9 – عن زيد الشحام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن التسبيح، فقال: هو اسم من اسماء الله ودعوى أهل الجنة (5) 10 – عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقائنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لى ان ابدله من تلقاء نفسي ان أتبع الا ما يوحى إلى) قالوا: بدل كان على أبو بكر أو عمر اتبعناه (6) 11 – عن أبى السفاتج عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله (ائت بقرآن غير هذا أو بدله) يعنى أمير المؤمنين عليه السلام (7) 12 – عن منصور بن حازم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لم يزل رسول الله صلى الله عليه واله يقول: (انى أخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم) حتى نزلت سورة الفتح، فلم


(1) البرهان ج 2: 177. البحار ج 9: 95. الصافى ج 1: 744. (2) البرهان ج 2: 177. البحار ج 14: 21. (3 – 4) البرهان ج 2: 177. (5) البرهان ج 2: 180. الصافى ج 1: 476. (6 – 7) البرهان ج 2: 180. البحار ج 9: 111. (*)

[ 121 ]

يعد إلى ذلك الكلام (1) 13 – عن منصور بن يونس عن أبى عبد الله ثلاث يرجعن على صاحبهن: النكث والبغى والمكر، قال الله: (يا أيها الناس انما بغيكم على أنفسكم) (2) 14 – عن الفضيل بن يسار قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: جعلت فداك انا نتحدث ان لآل جعفر راية ولآل فلان راية، فهل في ذلك شئ ؟ فقال: اما لآل جعفر فلا، و اما راية بنى فلان فان لهم ملكان مبطئا يقربون فيه البعيد، ويبعدون فيه القريب وسلطانهم عسر ليس فيه يسر، لا يعرفون في سلطانهم من اعلام الخير شيئا، يصيبهم فيه فزعات (3) كل ذلك كل ذلك يتجلى عنهم حتى إذا أمنوا مكر الله وأمنوا عذابه وظنوا انهم قدر الكافر (4) صيح فيهم صيحة لم يكن فيها مناد يسمعهم ولا يجمعهم وذلك قول الله (حتى إذا أخذت الارض زخرفها) إلى قوله (لقوم يتفكرون) ألا انه ليس أحد من الظلمة الا ولهم بقيا الا آل فلان، فانهم لا بقيا لهم قال: جعلت فداك أليس لهم بقيا ؟ قال: لا ولكنهم يصيبون منادما فيظلمهم [ نحن وشيعتنا ومن يظلمه ] نحن وشيعتنا فلا بقيا له. (5) 15 – عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد اغرورقت عيناه (6) بمائها الا حرم الله ذلك الجسد على النار، وما فاضت عين من خشية الله الا لم يرهق ذلك الوجه قتر (7) ولا ذلة (8)


(1 – 2) البرهان ج 2: 181. الصافى ج 1: 749. (3) وفى نسخة الاصل كنسخة البرهان (زرعات فزرعات ذلك الخ) والمختار هو الموافق لنسخة البحار. (4) وفى نسخة البرهان هكذا (وظنوا فعلموا انهم قد زال المكافاة صيح فيهم الخ) وفى نسخة البحار (وظنوا انهم قد استقروا صيح الخ). (5) البحار ج 11: 72. البرهان ج 2: 182. (6) اغرورقت عيناه: دمعتا كأنهما غرقتا في دمعهما. (7) رهق الشئ فلانا: غشيه ولحقه وقيل دنا منه سواء اخذه ام لم يأخذه. والقتر – محركة -: الغبار فيها سواد كالدخان. (8) البحار ج 19: 47. البرهان ج 2: 184. (*)

[ 122 ]

16 – عن محمد بن مروان عن رجل عن ابى جعفر عليه السلام قال: ما من شئ الاوله وزن أو ثواب الا الدموع، فان القطرة يطفى البحار من النار، فإذا اغر ورقت عيناه بمائها حرم الله عزوجل ساير جسده على النار، وان سالت الدموع على خديه لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة ولو ان عبدا بكى في امة لرحمها الله (1) 17 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (كانما غشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما) قال: أما ترى البيت إذا كان الليل كان أشد سوادا من خارج فكذلك وجوههم تزداد سوادا (2) 18 – عن عمرو بن أبى القاسم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام وذكر أصحاب النبي عليه السلام ثم قرأ (أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع) إلى قوله: (يحكمون) فقلنا: من هو أصلحك الله ؟ فقال: بلغنا ان ذلك على عليه السلام. (3) 19 – عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سئل عن الامور العظام الذى تكون مما لم يكن، فقال لم يأن (يكن خ ل) أوان كشفها بعد، وذلك قوله: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله). (4) 20 – عن حمران قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الامور العظام من الرجعة وغيرها ؟ فقال: ان هذا الذى تسئلوني عنه لم يأت أوانه، قال الله: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله). (5) 21 – عن أبى السفاتج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: آيتان في كتاب الله حصر (حظر خ ل) الله (6) الناس، ألا يقولوا ما لا يعلمون، قول الله: (الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا على الله الا الحق) وقوله: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) (7)


(1) البحار ج 19: 47. البرهان ج 2: 184. (2) البحار ج 3: 246. البرهان ج 2: 184 الصافى ج 1: 751. (3) البرهان ج 2: 186. (6) وفى نور الثقلين (خص الله..) ولعله الاصح. (4 – 7) البرهان ج 2: 186. البحار ج 1: 87. الصافى ج 1: 753. (*)

[ 123 ]

22 – عن اسحق بن عبد العزيز قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله خص هذه الامة بآيتين من كتابه: ألا يقولوا ما لا يعلمون، وألا يردوا ما لا يعلمون، ثم قرأ: (الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب) الاية وقوله: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) إلى قوله: (الظالمين). (1) 23 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية (لكل امة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون) قال: تفسيرها بالباطن ان لكل قرن من هذه الامة رسولا من آل محمد يخرج إلى القرن الذى هو إليهم رسول، وهم الاولياء وهم الرسل، واما قوله: (فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط) قال: معناه ان الرسل يقضون بالقسط وهم لا يظلمون كما قال الله (2) 24 – عن حمران قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله (إذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) قال: هو الذى سمى لملك الموت عليه السلام في ليلة القدر (3) 25 – عن يحيى بن سعيد عن ابى عبد الله عليه السلام عن ابيه في قول الله: (ويستنبئونك أحق هو قل أي وربى) فقال: يستنبئك يا محمد اهل مكة عن على بن ابي طالب اماما هو ؟ قل أي وربى انه لحق (4) 26 – عن حماد بن عيسى عمن رواه عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سئل عن قول الله: (واسروا الندامة لما رأوا العذاب) قال: قيل له: وما ينفعهم اسرار الندامة وهم في العذاب ؟ قال: كرهوا شماتة الاعداء (5)


(1) البرهان ج 2: 186. البحار ج 1: 87. الصافى ج 1: 753. (2) البرهان ج 2: 186. البحار ج 7: 155. الصافى ج 1: 475. (3) البرهان ج 2: 187. البحار ج 3: 131. الصافى ج 1: 755. (4) البرهان ج 2: 187. (5) البرهان ج 2: 187. البحار ج 3: 246. (*)

[ 124 ]

27 – عن السكوني ان ابى عبد الله عليه السلام عن ابيه عليه السلام قال: شكى رجل إلى النبي صلى الله عليه واله وجعا في صدره، فقال: استشف بالقرآن لان الله يقول: (وشفاء لما في الصدور) (1) 28 – عن الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين عليه السلام في قول الله: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) قال: فليفرح شيعتنا هو خير مما اعطى عدونا من الذهب و الفضة (2) 29 – عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: قلت: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) فقال: الاقرار بنبوة محمد عليه وآله السلام والايتمام بامير المؤمنين عليه السلام هو خير مما يجمع هؤلاء في دنياهم (3) 30 – عن عبد الرحمن بن سالم الاشل عن بعض الفقهاء قال: قال: امير المؤمنين (ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ثم قال: تدرون من اولياء الله ؟ قالوا: من هم يا امير المؤمنين ؟ فقال: هم نحن وأتباعنا، فمن تبعنا من بعدنا طوبى لنا طوبى لنا وطوبا لهم، وطوباهم افضل من طوبانا، قيل: ما شأن طوباهم افضل من طوبانا ؟ ألسنا نحن وهم على امر ؟ قال: لا لانهم حملوا ما لم تحملوا عليه واطاقوا ما لم تطيقوا (4) 31 – عن بريد العجلى عن ابى جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب على بن الحسين عليهما السلام (الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) قال: إذا أدوا فرايض الله، وأخذوا بسنن رسول الله صلى الله عليه واله وتورعوا عن محارم الله، وزهدوا في عاجل زهرة الدنيا، و رغبوا فيما عند الله، واكتسبوا الطيب من رزق الله، لا يريدون به التفاخر والتكاثر ثم انفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة، فاولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا ويثابون على ما قدموا لآخرتهم (5). 32 – عن عبد الرحيم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: انما احدكم حين يبلغ نفسه


(1 – 2) البرهان ج 2: 187 الصافى ج 1: 756. (3) البرهان ج 2: 187 الصافى ج 1: 756. البحار ج 9: 80 (4 – 5) البرهان ج 1: 190. الصافى ج 1: 757. البحار ج 15 (ج 1): 111 و 291 (*)

[ 125 ]

هاهنا فينزل عليه ملك الموت، فيقول له: اما ما كنت ترجوا فقد أعطيته، واما ما كنت تخافه فقد أمنت منه، ويفتح له باب إلى منزله من الجنة، ويقال له: انظر إلى مسكنك من الجنة، وانظر هذا رسول الله وعلى والحسن والحسين عليهم السلام رفقاؤك وهو قول الله (الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفى الآخرة) (1). 33 – عن عقبة بن خالد قال: دخلت أنا والمعلى على أبى عبد الله عليه السلام فقال: يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيمة الا هذا الدين الذى أنتم عليه، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينيه الا ان يبلغ نفسه إلى هذه واومأ بيده إلى الوريد (2) ثم اتكأ وغمزني المعلى (3) أن سله فقلت: يا بن رسول الله صلى الله عليه واله إذا بلغت نفسه إلى هذه فأى شئ يرى ؟ فقال: يرى، فقلت له بضع عشر مرة: أي شئ. يرى ؟ فقال في آخرها: يا عقبة ! فقلت: لبيك وسعديك، فقال: أبيت الا أن تعلم ؟ فقلت: نعم يا بن رسول الله انما دينى مع دمى فإذا ذهب دينى كان ذلك (4). فكيف بك يا بن رسول الله كل ساعة وبكيت فرق لى، فقال: يراهما والله، فقلت: بابى وامى من هما ؟ فقال: رسول الله وعلى عليه السلام، يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتى يراهما، قلت: فإذا نظر اليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا ؟ قال: لا مضى امامه [ إذا نظر اليهما مضى امامه ] فقلت له: يقولان له شيئا جعلت فداك ؟ فقال: نعم فيدخلان جميعا على المؤمن فيجلس رسول الله صلى الله عليه واله عند رأسه وعلى عليه السلام عند رجليه فيكب عليه رسول الله صلى الله عليه واله (5) فيقول: يا ولى الله أبشر بانى رسول الله، انى خير لك مما تترك من الدنيا، ثم ينهض رسول الله عليه وآله السلام فيقوم على عليه السلام حتى يكب عليه فيقول: يا ولى الله ابشر أنا على بن أبيطالب الذى كنت تحبنى، اما


(1) البرهان ج 2: 190. الصافى ج 1: 758. البحار ج 3: 141. (2) الوريد: عرق في العنق ويقال له حبل الوريد وقال الفراء: هو ينبض ابدا (3) غمزه: عصره وكبسه بيده. (4) وفى نسخة انما دينى مع دينك وقوله كان ذلك أي ان دينى مقرون بحياتي فمع عدم الدين فكأني لست بحى. (5) اكب عليه: اقبل إليه ولزمه (*)

[ 126 ]

لانفعنك ثم قال: اما ان هذا في كتاب الله، قلت: جعلت فداك أين في كتاب الله ؟ قال: في يونس: (الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفى الآخرة) إلى قوله: (العظيم) (1) 34 – عن أبى حمزة الثمالى قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: ما يصنع بأحد عند الموت قال: اما والله يا با حمزة ما بين أحدكم وبين أن يرى مكانه من الله ومكانه منا يقر به عينه الا ان يبلغ نفسه ها هنا، ثم اهوى بيده إلى نحره، الا ابشرك يابا حمزة فقلت: بلى جعلت فداك، فقال: إذا كان ذلك أتاه رسول الله صلى الله عليه واله وعلى عليه السلام معه، قعد عند رأسه فقال له إذا كان ذلك رسول الله صلى الله عليه واله: أما تعرفني ؟ أنا رسول الله هلم الينا فما امامك خير لك مما خلفت، اما ما كنت تخاف فقد أمنته، واما ما كنت ترجو فقد هجمت عليه، أيتها الروح أخرجي إلى روح الله ورضوانه، ويقول له على عليه السلام مثل قول رسول الله صلى الله عليه واله ثم قال: يا با حمزة الا أخبرك بذلك من كتاب الله ؟ قوله: (الذين آمنوا وكانوا يتقون) الآية (2). 35 – عن زرارة وحمران عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قالا: ان الله خلق الخلق وهى أظلة فأرسل رسوله محمد صلى الله عليه واله، فمنهم من آمن به ومنهم من كذبه، ثم بعثه في الخلق الآخر فآمن به من كان آمن في الاظلة وجحده من جحد به يومئذ، فقال: (ما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل). (3) 36 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم) إلى (بما كذبوا به من قبل) قال: بعث الله الرسل إلى الخلق وهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء فمن صدق حينئذ صدق بعد ذلك، ومن كذب حينئذ كذب بعد ذلك (4). 37 – عن عبد الله بن محمد الجعفي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله خلق


(1) البحار ج 3: 143. البرهان ج 2: 190. الصافى ج 1: 760. (2) البحار ج 3: 141. البرهان ج 2: 191 (3 – 4) البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 192 (*)

[ 127 ]

الخلق فخلق من أحب مما احب وكان ما احب ان يخلقه من طينة من الجنة، وخلق من ابغض مما ابغض وكان ما ابغض ان خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال، فقلت: واى شئ الظلال ؟ فقال: اما ترى ظلك في الشمس شئ وليس بشئ، ثم بعث فيهم النبيين يدعونهم إلى الاقرار بالله فأقر بعضهم وانكر بعض، ثم دعوهم إلى ولايتنا فأقروا لله بها من احب الله وأنكرها من ابغض، وهو قوله: (وما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) ثم قال أبو جعفر: كان التكذيب [ من قبل ] ثم (1) 38 – عن زرارة وحمران ومحمد بن سلم عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام عن قوله: (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظلمين) قال: لا تسلطهم علينا فتفتنهم بنا (2) 39 – عن ابى رافع قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله خطب الناس فقال: ايها الناس ان الله امر موسى وهرون ان يبيتا لقومهما بمصر بيوتا وامرهما ان لا يبيت في مسجدهما جنب ولا يقرب فيه النساء الا هارون وذريته، وان على منى بمنزلة هارون وذريته من موسى فلا يحل لاحد ان يقرب النساء في مسجدي ولا يبيت فيه جنبا الا على وذريته فمن سائه ذلك فهاهنا واشار بيده نحو الشام (3) 40 – عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: كان بين قوله (قد اجيبت دعوتكما) وبين أن أخذ فرعون اربعين سنة (4) 41 – عن ابن أبى عمير عن بعض أصحابنا يرفعه قال: لما صار موسى في البحر اتبعه فرعون وجنوده، قال فتهيب فرس فرعون ان يدخل البحر، فتمثل له جبرئيل على


(1) البرهان ج 2: 192. البحار ج 3: 68. (2) البرهان ج 2: 192. الصافى ج 1: 761. (3) البرهان ج 2: 192. الصافى ج 1: 762. وقوله صلى الله عليه واله فمن سائه اه أي فمن سائه فهيهنا مقره أي البرهوت أو الشام مثل قوله فمن سائه ففى السقر أو في جهنم (عن هامش الصافى). (4) البرهان ج 2: 195. البحار ج 5: 255. الصافى ج 1: 762. (*)

[ 128 ]

رمكة (1) فلما رأى فرس فرعون الرمكة اتبعها فدخل البحر هو وأصحابه فغرقوا (2) 42 – عن محمد بن سعيد الازدي ان موسى بن محمد بن الرضا عليه السلام أخبره ان يحيى بن اكثم كتب إليه يسئله عن مسائل اخبرني عن قول الله تبارك وتعالى (فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) من المخاطب بالاية فان كان المخاطب فيها النبي صلى الله عليه واله ليس قد شك فيما أنزل الله، وان كان المخاطب به غيره فعلى غيره إذا أنزل الكتاب ؟ قال موسى: فسألت أخى عن ذلك قال: فاما قوله: (فان كنت في شك مما أنزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) فان المخاطب بذلك رسول الله صلى الله عليه واله ولم يك في شك مما انزل الله ولكن قالت الجهلة كيف لم يبعث الينا نبيا من الملئكة انه لم يفرق. بينه وبين نبيه في الاستغناء في المأكل والمشرب والمشى في الاسواق، فأوحى الله إلى نبيه (فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) بمحضر الجهلة هل بعث الله رسولا. قبلك الا و هو يأكل الطعام ويشرب ويمشى في الاسواق، ولك بهم اسوة، وانما قال: (فان كنت في شك) ولم يكن ولكن ليتبعهم كما قال له عليه السلام (قل تعالوا ندع ابنائنا وأبناءكم ونسائنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) ولو قال: تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا يجيئون للمباهلة، وقد عرف ان نبيكم مؤد عنه رسالته، وما هو من الكاذبين، وكذلك عرف النبي عليه وآله السلام انه صادق فيما يقول، ولكن أحب أن ينصف من نفسه (3) 43 – عن عبد الصمد بن بشير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (فان كنت في شك مما أنزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) قال لما اسرى بالنبي صلى الله عليه واله ففرغ من مناجات ربه رد إلى البيت المعمور وهو بيت في السماء الرابعة بحذاء الكعبة، فجمع الله النبيين والرسل والملئكة، وأمر جبرئيل فاذن واقام، فتقدم فصلى بهم فلما فرغ التفت إليه فقال: (فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) إلى قوله: (من الممترين) (4).


(1) الرمك – محركة -: الفرس والبرذونة تتخذ للنسل. (2) البحار ج 5: 255. البرهان ج 2: 196. الصافى ج 1: 762. (3 – 4) البحار ج 6: 214. البرهان ج 2: 197 – 198. الصافى ج 1: 766. (*)

[ 129 ]

44 – عن أبى عبيدة الحذاء عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: وجدنا في بعض كتب أمير المؤمنين عليه السلام قال: حدثنى رسول الله صلى الله عليه واله ان جبرئيل عليه السلام حدثه ان يونس بن متى عليه السلام بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلثين سنة، وكان رجلا يعتريه الحدة (1) وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوقار النبوة وأعلامها وانه تفسخ تحتها كما يتفسخ الجذع تحت حمله (2) وانه اقام فيهم يدعوهم إلى الايمان بالله والتصديق به وأتباعه ثلثا وثلثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه الا رجلان، اسم أحدهما روبيل واسم الآخر تنوخا وكان روبيل من اهل بيت العلم والنبوة والحكمة وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة، وكان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا منهمكا في العبادة (3) وليس له علم ولا حكم، وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها، وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه ويأكل من كسبه، وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته فلما رأى يونس ان قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر وعرف من نفسه قلة الصبر، فشكى ذلك إلى ربه وكان فيما يشكى ان قال: يا رب انك بعثتني إلى قومي ولى ثلثون سنة، فلبثت فيهم أدعوهم إلى الايمان بك والتصديق برسالاتى وأخوفهم عذابك ونقمتك ثلثا وثلثين سنة، فكذبوني ولم يؤمنوا بى، وجحدوا نبوتى، واستخفوا برسالاتى وقد تواعدونى وخفت أن يقتلوني فأنزل عليهم عذابك فانهم قوم لا يؤمنون. قال: فأوحى الله إلى يونس أن فيهم الحمل والجنين والطفل والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين، وأنا الحكم العدل، سبقت رحمتى غضبى لا أعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، وهم يا يونس عبادي وخلقي وبريتى في بلادي وفى عيلتى احب أن أتأناهم (4) وأرفق بهم وانتظر توبتهم، وانما بعثتك


(1) أي يصيبه البأس والغضب. (2) فسخ الرجل: ضعف. (3) انهمك في الامر: جد فيه ولج. (4) من التأني بمعنى الرفق والمداراة. (*)

[ 130 ]

إلى قومك لتكون حيطا عليهم (1) تعطف عليهم لسخاء (2) الرحمة الماسة منهم، وتأنأهم برأفة النبوة فاصبر معهم باحلام الرسالة، وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوى العالم بمداواة الدواء، فخرقت بهم (3) ولم تستعمل قلوبهم بالرفق ولم تسسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتنى عن سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك وعبدي نوح كان أصبر منك على قومه، وأحسن صحبة وأشد تأنيا في الصبر عندي، وأبلغ في العذر فغضبت له حين غصب لى، وأجبته حين دعاني. فقال يونس: يا رب انما غضبت عليهم فيك، وانما دعوت عليهم حين عصوك فوعزتك لا أتعطف عليهم برأفة أبدا ولا أنظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم و تكذيبهم اياى، وجحدهم نبوتى، فأنزل عليهم عذابك فانهم لا يؤمنون أبدا. فقال الله: يا يونس انهم مائة ألف أو يزيدون من خلقي يعمرون بلادي ويلدون عبادي ومحبتى ان أتأناهم للذى سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير علمك وتقديرك، وانت المرسل وأنا الرب الحكيم وعلمي فيهم يا يونس باطن في الغيب عندي لا يعلم ما منتهاه، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له، يا يونس قد أجبتك إلى ما سئلت من إنزال العذاب عليهم وما ذلك يا يونس بأوفر لحظك عندي، ولا اجمل لشأنك، وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الاربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس فأعلمهم ذلك. قال فسر ذلك يونس ولم يسوئه ولم يدر ما عاقبته وانطلق يونس إلى تنوخا العابد


(1) وفى نسخة الصافى (حفيظا عليهم) (2) وفى نسخة الصافى (لسجال الرحمة) والسجل كفلس: الدلو العظيمة إذا كان فيها ماء قل أو كثر وهو مذكر ولا يقال لها فارغة سجل وقولهم سجال عطيتك من هذا المعنى. (3) وفى نسخة الصافى (فخرجت بهم) وقوله فخرقت بهم أي لم تتصرف فيهم حسن التصرف ويمكن ان يكون مصحف (حزقت) بالزاى المعجمة من حزق الوتر: جذبه وشده. (*)

[ 131 ]

فأخبره بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم، وقال له: انطلق حتى اعلمهم بما أوحى الله الي من نزول العذاب، فقال تنوخا: فدعهم في غمرتهم (1) ومعصيتهم حتى يعذبهم الله، فقال له يونس: بل نلقى روبيل فنشاوره فانه رجل عالم حكيم من أهل بيت النبوة فانطلقا إلى روبيل فأخبره يونس بما أوحى الله إليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الاربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس فقال له: ما ترى انطلق بنا حتى أعلمهم ذلك، فقال له روبيل: ارجع إلى ربك رجعة نبى حكيم ورسول كريم، واسئله أن يصرف عنهم العذاب فانه غنى عن عذابهم و هو يحب الرفق بعباده وما ذلك بأضر لك عنده، ولا اسوأ لمنزلتك لديه، ولعل قومك بعد ما سمعت ورأيت من كفرهم وجحودهم يؤمنون يوما فصابرهم وتأناهم، فقال له تنوخا: ويحك يا روبيل [ على ] ما أشرت على يونس وامرته به بعد كفرهم بالله وجحدهم لنبيه وتكذيبهم اياه واخراجهم اياه من مساكنه، وما هموا به من رجمه فقال روبيل لتنوخا: اسكت فانك رجل عابد لا علم لك. ثم اقبل على يونس فقال: ارأيت يا يونس إذا أنزل الله العذاب على قومك انزله فيهلكهم جميعا أو يهلك بعضا ويبقى بعضا ؟ فقال له يونس: بل يهلكهم الله جميعا وكذلك سألته ما دخلتني لهم رحمة تعطف فأرجع الله فيهم وأسئله ان يصرف عنهم فقال له روبيل: أتدرى يا يونس لعل الله إذا أنزل عليهم العذاب فأحسوا به، ان تتوبوا إليه ويستغفروه فيرحمهم فانه أرحم الراحمين ويكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن الله انه ينزل عليهم العذاب يوم الاربعاء فتكون بذلك عندهم كذابا. فقال له تنوخا: ويحك يا روبيل لقد قلت عظيما يخبرك النبي المرسل ان الله أوحى إليه بان العذاب ينزل عليهم فترد قول الله وتشك فيه وفى قول رسوله ؟ ! اذهب فقد حبط عملك، فقال روبيل لتنوخا: لقد فشل رأيك (2) ثم اقبل على


(1) أي في جهلهم وغفلتهم. (2) فشل الرجل: ضعف وجبن وتراخى عند حرب أو شدة وفى نسخة الصافى (فسد) بدل (فشل) وهو الظاهر. (*)

[ 132 ]

يونس فقال: انزل الوحى والامر من الله فيهم على ما أنزل عليك فيهم من انزال العذاب عليهم، وقوله الحق، أرايت إذا كان ذلك فهلك قومك كلهم وخربت قريتهم أليس يمحو الله اسمك من النبوة وتبطل رسالتك وتكون كبعض ضعفاء الناس، ويهلك على يديك مائة ألف أو يزيدون من الناس، فأبى يونس أن يقبل وصيته فانطلق ومعه تنوخا من القرية وتنحيا عنهم غير بعيد، ورجع يونس إلى قومه فأخبرهم ان الله أوحى إليه انه منزل العذاب (1) عليكم يوم الاربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فردوا عليه قوله فكذبوه واخرجوه من قريتهم اخراجا عنيفا (2) فخرج يونس ومعه تنوخا من القرية وتنحيا عنهم غير بعيد واقاما ينتظران العذاب، واقام روبيل مع قومه في قريتهم حتى إذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل (3) بأعلى صوته في رأس الجبل إلى القوم انا روبيل شفيق عليكم الرحيم بكم [ إلى ربه قد أنكرتم عذاب الله ] هذا شوال قد دخل عليكم وقد دخل عليكم وقد أخبركم يونس نبيكم ورسول ربكم ان الله اوحى إليه ان العذاب ينزل عليكم في شوال في وسط الشهر يوم الاربعاء بعد طلوع الشمس، ولن يخلف الله وعده رسله، فانظروا ما انتم صانعون فأفزعهم كلامه ووقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب، فأجفلوا نحو روبيل (4) وقالوا له: ماذا أنت مشير به علينا يا روبيل ؟ فانك رجل عالم حكيم لم نزل نعرفك بالرقة (الرأفة خ ل) علينا والرحمة لنا، وقد بلغنا ما اشرت به على يونس فينا: فمرنا بأمرك واشر علينا برأيك، فقال لهم روبيل: فانى ارى لكم واشير عليكم ان تنظروا وتعمدوا إذا طلع الفجر يوم الاربعاء وسط الشهر ان تعزلوا الاطفال عن الامهات في اسفل الجبل في طريق الاودية، وتقفوا النساء في سفح


(1) وفى نسخة البرهان (انى منزل اه) وفى البحار (انه ينزل اه). (2) العنف ضد الرفق والعنيف: الشديد من القول والسير. (3) صرخ صراخا: صاح شديدا. (4) أي اسرعوا نحوه بالذهاب.

[ 133 ]

الجبل (1) [ وكل المواشى جميعا عن أطفالها ] ويكون هذا كله قبل طلوع الشمس [ فإذا رأيتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق ] فعجوا عجيج الكبير منكم والصغير (2) بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله والتوبة إليه والاستغفار له، وارفعوا رؤسكم إلى السماء وقولوا: ربنا ظلمنا أنفسنا وكذبنا نبيك وتبنا اليك من ذنوبنا، وان لمن تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين المعذبين، فاقبل توبتنا وارحمنا يا أرحم الراحمين ثم لا تملوا من البكاء والصراخ والتضرع إلى الله والتوبة إليه حتى توارى الشمس بالحجاب أو يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك. فأجمع رأى القوم جميعا على أن يفعلوا ما اشار به عليهم روبيل، فلما كان يوم الاربعاء الذى توقعوا فيه العذاب تنحى روبيل عن القرية حيث يسمع صراخهم و يرى العذاب إذا نزل، فلما طلع الفجر يوم الاربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل به فلما بزغت الشمس (3) اقبلت ريح صفراء مظلمة مسرعة لها صرير وحفيف و هدير (4) فلما رأوها عجوا جميعا بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله وتابوا إليه واستغفروه وصرخت الاطفال بأصواتها تطلب امهاتها، وعجت سخال البهايم (5) تطلب الثدى وعجت الانعام تطلب الرعى، فلم يزالوا بذلك ويونس وتنوخا يسمعان ضجيجهم (صيحتهم خ ل) وصراخهم ويدعوان الله عليهم بتغليظ العذاب عليهم، وروبيل في موضعه يسمع صراخهم وعجيجهم ويرى ما نزل وهو يدعو الله بكشف العذاب عنهم. فلما ان زالت الشمس وفتحت أبواب السماء وسكن غضب الرب تعالى رحمهم


(1) السفح: عرض الجبل المنبسط أو أسفله (2) عج الرجل عجا وعجيجا: صاح ورفع صوته. (3) بزغ الشمس: طلعت. (4) الصرير: الصوت الشديد. وحفيف الريح: صوتها في كل ما مرت به و الهدير بمعناه. (5) السخال جمع السخلة: ولد الشاة. (*)

[ 134 ]

الرحمن فاستجاب دعائهم وقبل توبتهم واقالهم عثرتهم، وأوحى الله إلى اسرافيل عليه السلام ان اهبط إلى قوم يونس فانهم قد عجوا إلى البكاء والتضرع وتابوا إلى واستغفرونى فرحمتهم وتبت عليهم، وانا الله التواب الرحيم اسرع إلى قبول توبة عبدى التائب من الذنوب وقد كان عبدى يونس ورسولي سألني نزول العذاب على قومه وقد أنزلته عليهم، وأنا الله أحق من وفى بعهده وقد أنزلته عليهم، ولم يكن اشترط يونس حين سألني ان أنزل عليهم العذاب ان أهلكهم فأهبط إليهم فأصرف عنهم ما قد نزل بهم من عذابي، فقال اسرافيل: يا رب ان عذابك قد بلغ أكتافهم وكاد ان يهلكهم وما أراه الا وقد نزل بساحتهم فالى اين أصرفه ؟ فقال الله: كلا انى قد أمرت ملائكتي ان يصرفوه (يوقفوه خ ل) فلا ينزلوه عليهم حتى يأتيهم أمرى فيهم وعزيمتي فاهبط يا اسرافيل عليهم واصرفه عنهم واصرف به إلى الجبل بناحية مفاوض العيون ومجارى السيول في الجبال العاتية (1) العادية المستطيلة على الجبال فاذلها به ولينها حتى تصير ملينة حديدا جامدا. فهبط اسرافيل عليهم فنشر اجنحته فاستاق بها (2) ذلك العذاب حتى ضرب بها الجبال التى أوحي الله إليه أن يصرفه إليها، قال أبو جعفر عليه السلام: وهى الجبال التى بناحية الموصل اليوم، فصارت حديدا إلى يوم القيمة، فلما رأى قوم يونس ان العذاب قد صرف عنهم هبطوا إلى منازلهم من رؤس الجبال وضموا إليهم نساءهم وأولادهم وأموالهم، وحمدوا الله على ما صرف عنهم، وأصبح يونس وتنوخا يوم الخميس في موضعهما التى كانا فيه لا يشكان ان العذاب قد نزل بهم وأهلكهم جميعا، لما خفيت أصواتهم عنهما، فأقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس ينظران إلى ما صار إليه القوم فلما دنوا من القوم واستقبلتهم الحطابون والحمارة (3) والرعاة باغنامهم ونظروا إلى أهل القرية مطمئنين قال يونس لتنوخا: يا تنوخا كذبني الوحى (4) و


(1) الجبال العاتية: الكبيرة الطويلة. (2) استاق الماشية: حثها على السير من خلف. عكس قادها. (3) الحمارة: اصحاب الحمير في السفر وفى بعض النسخ (الحماة) (4) أي باعتقاد القوم كما قاله المجلسي رحمه الله. (*)

[ 135 ]

وكذبت وعدى لقومي لا وعزة ربى لا يرون لى وجها أبدا بعد ما كذبني الوحي فانطلق يونس هاربا على وجهه مغاضبا لربه (1) ناحية بحر ايلة (2) متنكرا فرارا من أن يراه أحد من قومه، فيقول له: يا كذاب، فلذلك قال الله: (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه) الاية ورجع تنوخا إلى القرية فلقى روبيل فقال له: يا تنوخا أي الرأيين كان أصوب وأحق ان يتبع رأيى أو رأيك ؟ فقال له تنوخا: بل رأيك كان أصوب، ولقد كنت اشرت برأى الحكماء والعلماء، وقال له تنوخا: اما انى لم أزل أرى انى أفضل منك لزهدى وفضل عبادتي، حتى استبان فضلك بفضل علمك وما أعطاك الله ربك من الحكمة مع ان التقوى أفضل من الزهد والعبادة بلا علم، فأصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما ومضى يونس على وجهه مغضبا لربه، فكان من قصته ما أخبر الله به في كتابه إلى قوله: (فآمنوا فمتعناهم إلى حين) قال أبو عبيدة قلت لابي جعفر عليه السلام: كم كان غاب يونس عن قومه حتى رجع إليهم بالنبوة والرسالة فآمنوا به وصدقوه ؟ قال: أربعة اسابيع سبعا منها في ذهابه إلى البحر، وسبعا منها في رجوعه إلى قومه، فقلت له: وما هذه الاسابيع شهور أو ايام أو ساعات ؟ فقال: يا با عبيدة ان العذاب اتاهم يوم الاربعاء في النصف من شوال، و صرف عنهم من يومهم ذلك، فانظلق يونس مغاضبا، فمضى يوم الخميس سبعة أيام في مسيره إلى البحر، وسبعة ايام في بطن الحوت، وسبعة أيام تحت الشجرة بالعراء وسبعة ايام في رجوعه إلى قومه، فكان ذهابه ورجوعه مسير ثمانية وعشرين يوما ثم أتاهم فآمنوا به وصدقوه واتبعوه، فلذلك قال الله (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى) (3).


(1) أي على قومه لربه تعالى. أي كان غضبه لله تعالى لا للهوى، أو خائفا عن تكذيب قومه لما تخلف عنه من وعد ربه (قاله المجلسي رحمه الله). (2) ايلة: جبل بين مكة والمدينة قرب ينبع، وبلد بين ينبع ومصر. (3) البحار ج 5: 425. البرهان ج 2: 200. الصافى ج 1: 767. (*)

[ 136 ]

45 – عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لما اظل قوم يونس العذاب دعوا الله فصرفه عنهم، قلت: كيف ذلك ؟ قال: كان في العلم انه يصرفه عنهم (1). 46 – عن الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان يونس لما آذاه قومه دعا الله عليهم فأصبحوا اول يوم ووجوههم صفرة واصبحوا اليوم الثاني ووجوههم سود، قال: و كان الله واعدهم ان يأتيهم العذاب فأتاهم العذاب حتى نالوه برماحهم، ففرقوا بين النساء وأولادهن والبقر وأولادها ولبسوا المسوح والصوف (2) ووضعوا الحبال في أعناقهم والرماد على رؤسهم وضجوا ضجة واحدة إلى ربهم، وقالوا آمنا بإله يونس، قال: فصرف الله عنهم العذاب إلى جبال آمد (3) قال: وأصبح يونس وهو يظن انهم هلكوا فوجدهم في عافية فغضب وخرج كما قال الله: (مغاضبا) حتى ركب سفينة فيها رجلان، فاضطربت السفينة فقال الملاح: يا قوم في سفينتي مطلوب، فقال يونس: أنا هو، وقام ليلقى نفسه فابصر السمكة وقد فتحت فاها فهابها، وتعلق به الرجلان، وقالا له: أنت وحدك ونحن رجلان فساهمهم فوقعت السهام عليه، فجرت السنة بان السهام إذا كانت ثلث مرات انها لا يخطى، فألقى نفسه فالتقمه الحوت فطاف به البحار سبعة حتى صار إلى البحر المسجور وبه يعذب قارون، فسمع قارون دويا (4) فسأل الملك عن ذلك فأخبره انه يونس، وان الله قد حبسه في بطن الحوت فقال له قارون: أتأذن لى ان اكلمه فاذن له فسأله عن موسى فاخبره انه مات وبكا ثم سأله عن هارون فاخبره انه مات (5) فبكا وجزع جزعا شديدا وسأله عن اخته كلثم وكانت مسماة


(1) البحار ج 5: 424. البرهان ج 2: 202. (2) المسوح جمع المسح – بالكسر -: الكساء من شعر كثوب الرهبان. (3) قال الحموى: آمد – بكسر الميم -: اعظم ديار بكر. (4) الدوى: الحفيف وقد مر معناه آنفا فراجع. (5) وفى نسخة البرهان هكذا (فقال يا يونس: فما فعل الشديد الغضب لله موسى بن عمران ؟ فأخبره انه مات، قال: فما فعل الرؤوف العطوف على قومه هارون بن عمران ؟ فأخبره انه مات). (*)

[ 137 ]

له فأخبره انها ماتت [ فقال: وا أسفا على آل عمران ] قال: فأوحى الله إلى الملك الموكل به: ان ارفع عنه العذاب بقية الدنيا لرقته ؟ على قرابته (1). 47 – عن معمر قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: ان يونس لما امره الله بما أمره فأعلم قومه فأظلهم العذاب ففرقوا بينهم وبين اولادهم وبين البهائم وأولادها، ثم عجوا إلى الله وضجوا، فكف الله العذاب عنهم فذهب يونس مغاضبا فالتقمه الحوت فطاف به سبعة في البحر (2) فقلت له: كم بقى في بطن الحوت ؟ قال: ثلثة ايام، ثم لفظه الحوت، وقد ذهب جلده وشعره فأنبت الله عليه شجرة من يقطين فأظلته، فلما قوى أخذت في اليبس، فقال: يا رب شجرة أظلتني يبست فأوحى الله إليه: يا يونس تجزع لشجرة أظلتك ولا تجزع لمأة ألف أو يزيدون من العذاب ؟ (3). 48 – عن على بن عقبة عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اجعلوا أمركم هذا الله ولا تجعلوا للناس، فانه ما كان لله فهو لله وما كان للناس فلا يصعد إلى الله، ولا تخاصموا الناس بدينكم فان الخصومة ممرضة للقلب، ان الله قال لنبيه صلى الله عليه واله: يا محمد (انك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء) قال: (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) ذروا الناس فان الناس اخذوا من الناس، وانكم أخذتم من رسول الله وعلى ولا سواء، انى سمعت أبى عليه السلام وهو يقول: ان الله إذا كتب إلى عبد ان يدخل في هذا الامر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره (4). 49 – عن عبد الله بن يحيى الكاهلى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول لما اسرى برسول الله عليه وآله السلام أتاه جبرئيل عليه السلام: بالبراق فركبها فأتى بيت المقدس، فلقى من لقى [ من اخوانه ] من الانبياء، ثم رجع فأصبح يحدث اصحابه انى


(1) البحار ج 5: 427. البرهان ج 2: 203. (2) وفى نسخة البحار (سبعة أبحر) وهو الظاهر. (3) البحار ج 5: 427. البرهان ج 2: 203. (4) البحار ج 3: 58. البرهان ج 2: 204. والوكر. عش الطائر اين كان في جبل أو شجر وان لم يكن فيه، ويقال له بالفارسية (آشيانه). (*)

[ 138 ]

أتيت بيت المقدس الليلة، ولقيت اخواني من الانبياء، فقالوا: يا رسول الله وكيف أتيت بيت المقدس الليلة ؟ فقال: جاءني جبرئيل عليه السلام بالبراق فركبته، وآية ذلك انى مررت بعير لابي سفيان على ماء بنى فلان وقد اضلوا جملا لهم وهم في طلبه، قال: فقال له القوم بعضهم لبعض: انما جاء راكبا سريعا، ولكنكم قد اتيتم الشام وعرفتموها فسلوه عن اسواقها وأبوابها وتجارها قال: فسلوه فقالوا: يا رسول الله كيف الشام وكيف اسواقها ؟ وكان رسول الله صلى الله عليه واله إذا سئل عن الشئ لا يعرفه شق عليه حتى يرى ذلك في وجهه، قال: فبينا هو كذلك إذ أتاه جرئيل عليه السلام فقال: يا رسول الله هذه الشام قد رفعت لك فالتفت رسول الله عليه وآله السلام فإذا هو بالشام، وأبوابها و تجارها، فقال: اين السائل عن الشام ؟ فقالوا: أين بيت فلان ومكان فلان ؟ فأجابهم في كل ما سألوه عنه، قال: فلم يؤمن فيهم الا قليل، وهو قول الله: (وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) فنعوذ بالله ان لا نؤمن بالله ورسوله، آمنا بالله ورسوله، آمنا بالله وبرسوله (1) 50 – عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن شئ في الفرج، فقال: أو ليس تعلم ان انتظار الفرج من الفرج ان الله يقول: (انتطروا انى معكم من المنتظرين) (2). 51 – عن مصقلة الطحان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما يمنعكم ان تشهدوا على من مات منكم على هذا الامر انه من أهل الجنة، ان الله يقول: (كذلك حقا علينا ننج المؤمنين) (3)


(1) البحار ج 6: 332. البرهان ج 2: 205. (2) البرهان ج 2: 205. البحار ج 13: 137. الصافى ج 1: 775. (3) البرهان ج 2: 205. البحار ج 15 (ج 1): 131. الصافى ج 1: 775. (*)

[ 139 ]

بسم الله الرحمن الرحيم من سورة هود 1 – عن ابن سنان عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة هود في كل جمعة بعثه الله يوم القيمة في زمرة [ المؤمنين و ] النبيين وحوسب حسابا يسيرا ولم يعرف خطيئة عملها يوم القيمة (1). 2 – عن سدير عن أبى جعفر عليه السلام قال: أخبرني جابر بن عبد الله ان المشركين كانوا إذا مروا برسول الله صلى الله عليه واله طأطأ أحدهم رأسه (2) وظهره هكذا وغطى راسه بثوبه حتى لا يراه رسول الله صلى الله عليه واله، فأنزل الله (الا انهم يثنون صدورهم) إلى (وما يعلنون) (3) 3 – عن محمد بن فضيل عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: اتى رسول الله صلى الله عليه واله رجل من اهل البادية فقال: يا رسول الله ان لى بنين وبنات واخوة واخوات، وبنى بنين وبنى بنات، وبنى اخوة وبنى اخوات، والمعيشة علينا خفيفة، فان رأيت يا رسول الله ان تدعو الله ان يوسع علينا، قال: وبكى فرق له المسلمون، فقال رسول الله عليه وآله السلام: (ما من دابة الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين) من كفل بهذه الافواه المضمونة على الله رزقها صب الله عليه الرزق صبا كالماء المنهمر، ان قليل فقليلا، وان كثير فكثيرا قال: ثم دعا رسول الله صلى الله عليه واله وأمن له المسلمون قال: قال أبو جعفر عليه السلام: فحدثني من راى الرجل في زمن عمر فسأله


(1) البرهان ج 2: 206. البحار ج 19: 70. مجمع البيان ج 5: 140 لكن فيه هكذا (عن الحسن بن على الوشاء عن ابن سنان عن ابى جعفر عليه السلام الخ). (2) طأطأ رأسه: خفضه. (3) البرهان ج 2: 206. الصافى ج 1: 777 مجمع البيان ج 5: 143. (*)

[ 140 ]

عن حاله فقال: من أحسن من خوله حلالا (1) وأكثرهم مالا (2) 4 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله خلق الخير يوم الاحد وما كان ليخلق الشر قبل الخير، وخلق يوم الاحد والاثنين الارضين، وخلق يوم الثلثاء أقواتها وخلق يوم الاربعاء السموات، وخلق يوم الخميس أقواتها والجمعة وذلك في في قوله: (خلق السموات والارض في ستة ايام) فلذلك أمسكت اليهود يوم السبت (3) 5 – محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان الله تبارك وتعالى كما وصف نفسه، (وكان عرشه على الماء) والماء على الهواء والهواء لا يجرى (4) 6 – قال محمد بن عمران العجلى: قلت لابي عبد الله عليه السلام أي شئ كان موضع البيت حيث كان الماء في قول الله (وكان عرشه عليه الماء) ؟ قال: كانت مهاة بيضاء يعنى درة (5) 7 عن أبان بن مسافر عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله: (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة) يعنى عدة كعدة بدر (ليقولن ما يحبسه الا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم) قال: العذاب (6) 8 – عن عبد الاعلى الحلبي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: أصحاب القائم عليه السلام الثلثمائة والبضعة عشر رجلا، هم والله الامة المعدودة التى قال الله في كتابه: (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة) قال: يجمعون له في ساعة واحدة قزعا كقزع


(1) خوله الله مالا: اعطاه اياه متفضلا وملكه اياه. (2) البرهان ج 2: 206. (3) البرهان ج 2: 207. البحار ج 14: 14. (4 – 5) البرهان ج 2: 208. البحار ج 14: 20 – 21 (6) البرهان ج 2: 209. (*)

[ 141 ]

الخريف (1) 9 – عن الحسين عن الخراز عن عبد الله عليه السلام: (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة) قال: هو القائم واصحابه (2) 10 – عن جابر بن أرقم عن اخيه زيد بن أرقم قال: ان جبرئيل الروح الامين نزل على رسول الله صلى الله عليه واله بولاية على بن ابي طالب عليه السلام عشية عرفة فضاق بذلك رسول الله صلى الله عليه واله مخافة تكذيب اهل الافك والنفاق فدعا قوما انا فيهم فاستشارهم في ذلك يقوم به في الموسم فلم ندر ما نقول له وبكى صلى الله عليه واله، فقال له جبرئيل: مالك يا محمد أجزعت من امر الله ؟ فقال: كلا يا جبرئيل، ولكن قد علم ربى ما لقيت من قريش إذا لم يقروا لى بالرسالة حتى أمرنى بجهادهم وأهبط إلى جنودا من السماء فنصرونى فكيف يقرون لعلى من بعدى، فانصرف عنه جبرئيل فنزل عليه: (فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك (3) (11 – عن عمار بن سويد قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول فيهذه الآية (فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك) إلى قوله: (أو جاء معه ملك) قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله لما نزل غديرا (4) قال لعلى عليه السلام: انى سألت ربى ان يوالى بينى و بينك ففعل، وسألت ربى ان يواخى بينى وبينك ففعل، وسألت ربى ان يجعلك وصيى ففعل، فقال رجلان من قريش: والله لصاع من تمر في شن بال (5) أحب الينا فيما سأل محمد ربه، فهلا سأله ملكا يعضده على عدوه أو كنزا يستعين به على فاقته، والله


(1 – 2) البرهان ج 2: 209. الصافى ج 1: 778. اثبات الهداة ج 7: 100 و القزع – محركة -: قطع من السحاب متفرقة صغار قيل وانما خص الخريف لانه اول الشتاء والسحاب فيه يكون متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض. (3) البرهان ج 2: 210. البحار ج 9: 310. الصافى ج 1: 780. (4) وفى بعض النسخ كرواية الكليني في الكافي (قديدا) بدل (غديرا). (5) الشن – بفتح الشين -: القربة الخلق الصغيرة يكون الماء فيها ابرد من غيرها. (*)

[ 142 ]

ما دعاه إلى باطل الا اجابه له، فانزل الله عليه (فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك) إلى آخر الاية قال: ودعا رسول الله عليه وآله السلام لامير المؤمنين في آخر صلوته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول: اللهم هب لعلى المودة في صدور المؤمنين والهيبة والعظمة في صدور المنافقين، فأنزل الله: (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا فانما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا) بنى امية فقال رمع: (1) والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلى مما سأل محمد ربه أفلا سأله ملكا يعضده أو كنزا يستظهر به على فاقته، فأنزل الله فيه عشر آيات من هود اولها: (فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك) إلى (ام يقولون افتريه ولاية على قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات) إلى (فان لم يستجيبوا لك) في ولاية على (فاعلم انما انزل اليك بعلم الله وان لا اله الا هو فهل انتم مسلمون (لعلى ولايته) من كان يريد الحيوة الدنيا وزينتها) يعنى فلانا وفلانا (نوف إليهم أعمالهم فيها) أفمن كان على بينة من ربه (رسول الله صلى الله عليه واله ويتلوه شاهد منه) أمير المؤمنين عليه السلام (ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة) قال كان ولاية على في كتاب موسى (اولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه) في ولاية على (انه الحق من ربك) إلى قوله: (ويقول الاشهاد) هم الائمة عليهم السلام (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم) إلى قوله (هل يستويان مثلا أفلا تذكرون) (2) 12 – عن بريد بن معوية العجلى عن أبى جعفر عليه السلام قال: الذى على بينة من ربه رسول الله صلى الله عليه واله والذى تلاه من بعده الشاهد منه امير المؤمنين عليه السلام، ثم اوصياؤه واحد بعد واحد. (3) 13 – عن جابر عن عبد الله بن يحيى قال: سمعت عليا عليه السلام وهو يقول: ما من


(1) قد مر المراد من الرجل آنفا وان الكلمة مقلوبة. (2) البحار ج 9: 101. البرهان ج 2: 210. ونقله الطبرسي في المجمع ج 5: 146 مختصرا. (3) البحار ج 9: 73. البرهان ج 2: 213. الصافى ج 1: 782. (*)

[ 143 ]

رجل من قريش الا وقد أنزلت فيه آية أو آيتان من كتاب الله، فقال له رجل من القوم: فما نزل فيك يا أمير المؤمنين ؟ فقال: اما تقرأ الاية التى في الهود (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) محمد صلى الله عليه واله عليه بينة من ربه، وانا الشاهد (1). 14 – عن أبى عبيدة قال: سألت أبا حعفر عليه السلام عن قول الله: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم) إلى قوله (ويبغونها عوجا) فقال: هم اربعة ملوك من قريش يتبع بعضهم بعضا (2) 15 – عن أبى أسامة قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان عندنا رجلا يسمى كليب، لا يجئ عنكم شئ الا قال أنا أسلم فسميناه كليب تسليم قال: فترحم عليه ثم قال: أتدرون ما التسليم ؟ فسكتنا فقال: هو والله الاخبات قول الله: (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم). (3) 16 – عن ابن أبى نصر البزنطى عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال الله في قوم نوح (ولا ينفعكم نصحي ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم)


(1) البحار ج 9: 73. البرهان ج 2: 213. الصافى ج 1: 782. (2) الصافى ج 1: 783 وقال الفيض: الملوك الاربعة الثلاثة ومعاوية ونقله المحدث البحراني في البرهان ج 2: 215. لكن فيه اختلاف وزيادة ففيه هكذا: (العياشي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئلت ابا جعفر عليه السلام في قول الله ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم إلى قوله يبغونها عوجا أي يطلبون لسبيل الله ربقا عن الاستقامة يحرفونها بالتأويل ويصفونها بالانحراف عن الحق والصواب. وعن النبي في خبر ان الله تعالى فرض على الخلق خمسة فأخذوا اربعة وتركوا واحدا فسئلوا عن الاربعة ؟ قال: الصلوة والزكوة والحج والصوم، قالوا فما الواحد الذى تركوا ؟ قال ولاية على ابن ابي طالب عليه السلام قالوا: هي واجبة من الله تعالى ؟ قال نعم قال الله ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا الايات). انتهى. (3) البرهان ج 2: 216. (*)

[ 144 ]

قال: الامر إلى الله يهدى ويضل (1) 17 – عن أبى الطفيل عن أبى جعفر عن أبيه عليهما السلام في قول الله (ولا ينفعكم نصحي ان أردت ان أنصح لكم) قال: نزلت في العباس. (2) 18 – عن اسمعيل الجعفي عن أبى جعفر عليه السلام قال: كانت شريعة نوح ان يعبد الله بالتوحيد والاخلاص وخلع الانداد، وهى الفطرة التى فطر الناس عليها، وأخذ ميثاقه على نوح والنبيين أن يعبدون الله ولا يشركون به شيئا، وأمره بالصلوة والامر والنهى والحرام والحلال، ولم يفرض عليه أحكام حدود ولا فرض مواريث فهذه شريعته، فلبث فيهم ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم سرا وعلانية، فلما أبوا وعتوا قال: رب انى مغلوب فانتصر، فأوحى الله (انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون) فلذلك قال نوح: (ولا يلدوا الا فاجرا كفارا) و أوحى الله إليه (ان اصنع الفلك) (3). 19 – عن المفضل بن عمر قال: كنت مع أبى عبد الله عليه السلام بالكوفة ايام قدم على أبى العباس، فلما انتهينا إلى الكناسة فنظر عن يساره ثم قال: يا مفضل ههنا صلب عمى زيد رحمه الله، ثم مضى حتى أتى طاق الزياتين وهو آخر السراجين، فنزل فقال لى: انزل فان هذا الموضع كان مسجد الكوفة الاول الذى خطه آدم، وانا أكره ان أدخله راكبا، فقلت له: فمن غيره عن خطته ؟ فقال: اما أول ذلك فالطوفان في زمن نوح، ثم غيره بعد اصحاب كسرى والنعمان بن منذر، ثم غيره زياد بن أبى سفيان، فقلت له: جعلت فداك وكانت الكوفة و مسجدها في زمن نوح ؟ فقال: نعم يا مفضل، وكان منزل نوح وقومه في قرية على متن الفرات مما يلى غربي الكوفة، قال: وكان نوح رجلا نجارا فأرسله الله و انتجبه، ونوح اول من عمل سفينة تجرى على ظهر الماء، وان نوحا لبث في قومه


(1 – 2) البرهان ج 2: 216 الصافى ج 1: 786. (3) البرهان ج 2: 221 البحار ج 5: 93. (*)

[ 145 ]

الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم إلى الهدى فيمرون به ويسخرون منه، فلما راى ذلك منهم دعا عليهم، فقال: (رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا) إلى قوله: (الا فاجرا كفارا) قال: فأوحى الله إليه يا نوح (ان اصنع الفلك) واوسعها وعجل عملها (بأعيننا ووحينا) فعمل نوح سفينته في مسجد الكوفة بيده يأتي بالخشب من بعد حتى فرغ منها، قال مفضل: ثم انقطع حديث أبى عبد الله عليه السلام عند ذلك عند زوال الشمس، فقام فصلى الظهر ثم العصر ثم انصرف من المسجد فالتفت عن يساره، وأشار بيده إلى موضع دار الداريين وهو في موضع دار ابن حكيم، وذلك فرات اليوم، فقال لى: يا مفضل ها هنا نصبت أصنام قوم نوح، يغوث ويعوق و نسرا، ثم مضى حتى ركب دابته فقلت له: جعلت فداك في كم عمل نوح سفينته حتى فرغ منها ؟ قال: في الدورين فقلت: وكم الدوران ؟ قال: ثمانون سنة، قلت: فان العامة تقول: عملها في خمسمائة عام ؟ قال: فقال: كلا كيف والله يقول (و وحينا) (1). 20 – عن عيسى بن عبد الله العلوى عن أبيه قال: كانت السفنية طولها


(1) البرهان ج 2: 221 البحار ج 5: 93. الصافى ج 1: 790. وقال المجلسي رحمه الله: الظاهر من الخبر انه عليه السلام فسر الوحى بالسرعة كما صرح الجوهرى بمجيئه بهذا المعنى وحمله المفسرون على معناه المشهور قال الشيخ الطبرسي: معناه: وعلى ما أوحينا اليك من صفتها وحالها عن أبى مسلم وقيل المراد بوحينا: ان اصنعها (انتهى) وقال الفيض رحمه الله آخر الحديث يحتمل معنيين احدهما ان ما يكون بامر الله و تعليمه كيف يطول زمانه إلى هذه المدة والثانى: ان يكون قد فسر الوحى هنا بالسرعة والعجلة فانه جاء بهذا المعنى يقال الوحا الوحا ممدودا ومقصورا يعنى البدار البدار و والمعنى الثاني اتم في الاستشهاد. وقال في الوافى بعد بيان معنى الحديث كما هنا (إلى قوله) اتم قال: واصوب بل يكاد يتعين لما مر في هذا الحديث من قوله عليه السلام: فأوحى الله إلى نوح ان اصنع سفينة واوسعها وعجل عملها. (*)

[ 146 ]

اربعين في اربعين سمكها (1) وكانت مطبقة بطبق وكان معه خرزتان (2) تضئ احداهما بالنهار ضوء الشمس، وتضئ احداهما بالليل ضوء القمر، وكانوا يعرفون وقت الصلوة، وكان عظام آدم معه في السفينة، فلما خرج من السفينة صير قبره تحت المنارة التى بمسجد منى. (3) 21 – عن المفضل قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ارأيت قول الله: (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور) ما هذا التنور واين كان موضعه ؟ وكيف كان ؟ فقال: كان التنور حيث وصفت لك فقلت فكان بدو خروج الماء من ذلك التنور ؟ فقال: نعم ان الله أحب أن يرى قوم نوح الآية، ثم ان الله بعده أرسل عليهم مطرا يفيض فيضا، وفاض الفرات فيضا ايضا والعيون كلهن عليها، فغرقهم الله وأنجى نوحا ومن معه في السفينة، فقلت له: فكم لبث نوح ومن معه في السفينة حتى نضب الماء (4) وخرجوا منها ؟ فقال: لبثوا فيها سبعة ايام ولياليها، وطافت بالبيت ثم استوت على الجودى وهو فرات الكوفة (5) فقلت له: ان مسجد الكوفة لقديم ؟ فقال: نعم وهو مصلى الانبياء ولقد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه واله حيث انطلق به جبرئيل على البراق، فلما انتهى به إلى دار السلام وهو ظهر الكوفة وهو يريد بيت المقدس، قال له: يا محمد هذا مسجد ابيك آدم ومصلى الانبياء، فانزل فصل فيه، فنزل رسول الله صلى الله عليه واله فصلى، ثم انطلق به إلى بيت المقدس فصلى ثم ان جبرئيل عرج به إلى السماء (6)


(1) السمك: القامة من كل شئ بعيد طويل السمك. (2) الخرزة: الثقبة. (3) البرهان ج 2: 221. البحار ج 5: 93. ثم لا يخفى انه قد اختلفت الكلمات في موضع قبر آدم عليه السلام والذى تدل عليه أكثر أخبارنا انه في الغرى فراجع كتاب المزار من البحار وغيره. (4) نضب الماء: غار في الارض وسفل. (5) واستظهر بعض ان الصحيح (قرب الكوفة). (6) البرهان ج 2: 221. البحار ج 5: 92. (*)

[ 147 ]

22 – عن الحسن بن على عن بعض أصحابه عن أبى عبد الله قال: جائت امرأة نوح إليه وهو يعمل السفينة فقالت له: ان التنور قد خرج منه ماء، فقام إليه مسرعا حتى جعل الطبق عليه فختمه بخاتمه، فقام الماء فلما فرغ نوح من السفينة جاء إلى خاتمه ففضه (1) وكشف الطبق ففار الماء (2) 23 – أبو عبيدة الحذاء عن أبى جعفر عليه السلام قال: مسجد كوفان فيه فار التنور ونجرت السفينة، وهو سرة بابل ومجمع الانبياء (3). 24 – عن سلمان الفارسى عن امير المؤمنين عليه السلام في حديث له في فضل مسجد الكوفة فيه نجر نوح سفينته، وفيه فار التنور، وبه كان بيت نوح ومسجده (4). وفى زاوية اليمنى (رواية اليمين خ) فارت التنور يعنى في مسجد الكوفة (5). 25 – عن الاعمش رفعه إلى على عليه السلام في قوله: (حتى إذا جاء امرنا وفار التنور) فقال: اما والله ما هو تنور الخبز، ثم أومأ بيده إلى الشمس، فقال: طلوعها (6) 26 – عن اسمعيل بن جابر الجعفي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: صنعها في مائة سنة، ثم أمره ان يحمل فيها من كل زوجين اثنين الازواج الثمانية [ الحلال ] التى خرج بها آدم من الجنة ليكون معيشة لعقب نوح في الارض، كما عاش عقب آدم، فان الارض تغرق وما فيها الا ما كان معه في السفينة، قال: فحمل نوح في السفينة من الازواج الثمانية التى قال الله: (وانزل بكم من الانعام ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين) فكان زوجين من الضأن زوج


(1) فض ختم الكتاب: كسره وفتحه. (2) البرهان ج 2: 222 البحار ج 5: 93. الصافى ج 1: 787. (3) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222. (4) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222. الصافى ج 1: 789. (5) البرهان ج 2: 222. (6) البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93. (*)

[ 148 ]

يربيها الناس ويقومون بأمرها وزوج من الضأن التى تكون في الجبال الوحشية احل لهم صيدها، ومن المعز اثنين يكون زوج يربيه الناس، وزوج من الظباء [ سمى الزوج الثاني ] ومن البقر اثنين زوج يربيه الناس، وزوج هو البقر الوحشى ومن الابل زوجين وهى البخاتى والعراب (1) وكل طير وحشى أو انسى ثم غرقت الارض (2). 27 – عن ابراهيم عن أبى عبد الله عليه السلام ان نوحا حمل الكلب في السفينة ولم يحمل ولد الزنا (3). 28 – عن عبد الله (عبيد الله خ ل) الحلبي عنه قال: ينبغى لولد الزنا ان لا تجوز له شهادة، ولا يؤم بالناس، لم يحمله نوح في السفينة، وقد حمل فيها الكلب والخنزير (4) 29 – عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: (وما آمن معه الا قليل) قال: كانوا ثمانية. (5) 30 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: (ونادى نوح ابنه) قال: انما في لغة طى ابنه بنصب الالف يعنى ابن امرأته. (6) 31 – عن موسى عن العلا بن سيابة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (ونادى نوح ابنه قال: ليس بابنه انما هو ابن امرأته، وهو لغة طى يقولون لابن امرأته


(1) البخاتى جمع البخت والبختية – اعجمي معرب -: الابل الخراسانيه تنتج من بين عربية وفالج: والخيل العراب – بالكسر: الكرائم السالمة عن الهجنة أي العيب. (2) البرهان ج 2: 222. الصافى ج 1: 788 البحار ج 5: 93 وقال المجلسي في بيان الحديث: قرأ حفص (من كل) بالتنوين والباقون اضافوا وفسرهما المفسرون بالذكر والانثى وقالوا على القرائة الثانية معناه احمل اثنين من كل زوجين أي من كل صنف ذكر وصنف انثى ولا يخفى ان تفسيره عليه السلام ينطبق على القرائتين من غير تكلف: (3 – 5) البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93. (6) البرهان ج 2: 222. (*)

[ 149 ]

ابنه (1) قال نوح: (رب انى أعوذ بك) إلى (الخاسرين) (2) 32 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول نوح: (يا بنى اركب معنا) ” قال: ليس بابنه قال: قلت: ان نوحا قال يا بنى ؟ قال فان نوحا قال ذلك وهو لا يعلم (3). 33 – عن ابراهيم بن أبى العلا عن غير واحد عن أحدهما قال: لما قال الله: (يا ارض ابلعى مائك ويا سماء أقلعى) قالت الارض: انما امرت ان ابلع مائى انا فقط ولم امر ان ابلع ماء السماء، قال: فبلعت الارض ماءها وبقى ماء السماء فصير بحرا [ حول السماء ] (4) وحول الدنيا (5) 34 – عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (يا ارض ابلعى ماءك) قال: نزلت بلغة الهند اشربي [ وفى رواية عباد عنه (يا ارض ابلعى ماءك) حبشية ] (6). 35 – عن الحسن بن صالح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدث عطاء قال: كان [ طول ] سفينة نوح ألف ذراع ومائتي ذراع، وعرضها ثمان مائة ذراع وطولها في السماء (7)، ثمانون ذراعا وطافت بالبيت سبعا (8) وسعت بين الصفا والمروة سبعة اشواط ثم استوت على الجودى (9) 36 – عن المفضل بن عمر عن ابى عبد الله عليه السلام استوت على الجودى هو فرات


(1) يعنى بفتح الهاء مخفف ابنها ويؤيده ما روى من قرائة ابنها كما في الصافى ومجمع البيان فراجع. (2 – 3) البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93. الصافى ج 1: 791. (4) هذه الزيادة ليست في نسختي البحار والبرهان وكذا فيما رواه القمى رحمه الله في تفسيره (5) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222. (6) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222. الصافى ج 1: 791. (7) أي عمقها كما في رواية قصص الانبياء. (8) وفى البرهان (وطافت بالبيت سبعة ايام ولياليها). (9) البحار ج 5: 90. البرهان ج 2: 222. الصافى ج 1: 789. (*)

[ 150 ]

الكوفة (1) 37 – عن ابى بصير عن ابى الحسن عليه السلام (2) قال: قال يا ابا محمد ان [ الله اوحى إلى الجبال انى مهرق ] (3) سفينة نوح على جبل منكن في الطوفان فتطاولت وشمخت وتواضع جبل عندكم بالموصل يقال له الجودى، فمرت السفينة تدور في الطوفان على الجبال كلها حتى انتهت إلى الجودى، فوقعت عليه، فقال نوح ياراتقى ياراتقى (4) قال: قلت له: جعلت فداك أي شئ هذا الكلام ؟ فقال: اللهم اصلح اللهم اصلح (5) 38 – عن ابى بصير عن ابى الحسن موسى عليه السلام قال: كان نوح في السفينة فلبث فيها ما شاء الله، وكانت مأمورة فخلى سبيلها نوح، فأوحى الله إلى الجبال انى واضع سفينة عبدى نوح على جبل منكم، فتطاولت الجبال وشمخت غير الجودى وهو جبل بالموصل، فضرب جؤجؤ السفينة (6) الجبل فقال نوح: عند ذلك رب * هامش * (1) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222. وقد مر استظهار بعض بان الصحيح (قرب الكوفة). (2) وفى البرهان هكذا (عن ابن ابى نصر (أبى بصير خ) عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال: يا ابا النصر (يا ابا محمد خ) (وفى البحار) عن ابى بصير عن أبى الحسن موسى عليه السلام (كما في الحديث الاتى. (3) وفى نسخة البحار والصافى كما في الحديث الاتى (واضع) مكان (مهرق) ومثله رواية الكليني رحمه الله. (4) وفى نسخة (بارت قنى بارت قنى) وفى نسخة البحار (بارات) بزيادة الالف وفى رواية الكليني رحمه الله: (يا مارى اتقن) وقد خلت نسخة البرهان عن اللفظة ومكانها هكذا (فقال نوح بالسريانية كلاما) قال قلت جعلت فداك اه) (5) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 223. الصافى ج 1: 793. (6) جؤجؤ السفينة: صدرها. (*)


[ 151 ]

اتقن (1) وهو بالعربية رب اصلح (2) 39 – وروى كثير النوا عن ابى جعفر عليه السلام يقول: سمع نوح صرير السفينة على الجودى فخاف عليها، فأخرج رأسه من كوة (3) كانت فيها فرفع يده واشار باصبعه وهو يقول: ربعمان (4) اتقن تأويلها: رب أحسن (5) 40 – عن عبد الحميد بن أبى الديلم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لما ركب نوح في السفينة قيل بعدا للقوم الظالمين (6) 41 – عن الحسن بن على الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله قال لنوح: (انه ليس من اهلك) لانه كان مخالفا له، وجعل من اتبعه من اهله قال: وسألني كيف يقرؤن هذه الاية في نوح (7) قلت: يقرؤها الناس على وجهين، انه عمل غير صالح وانه عمل غير صالح (8) فقال: كذبوا هو ابنه، ولكن الله نفاه عنه حين خالفه في دينه (9) 42 – عن ابى معمر السعدى قال: قال على بن ابي طالب عليه السلام: في قوله (ان ربى على صراط مستقيم) يعنى انه على حق يجزى بالاحسان احسانا وبالسئ سيئا، و يعفو عمن يشاء ويغفر سبحانه وتعالى (10) 43 عن مفضل بن عمر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان على بن الحسين صلوات الله عليه كان في مسجد الحرام جالسا فقال له رجل من اهل الكوفة: قال على عليه السلام ان


(1) وفى نسخة البحار (يا مار يا أتقن). (2) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 223. (3) الكوة: الخرق في الحائط. (4) وفى بعض النسخ (يا رهمان). (5 – 6) البرهان ج 2: 223. البحار ج 5: 94. (7) وفى رواية الصدوق في العلل والعيون (في ابن نوح). (8) أي بفتح اللام في (عمل) على كونه فعلا والراء (في غير) وهذه القرائة هي المحكية عن الكسائي ويعقوب وسهل والمعنى عمل عملا غير صالح. (9 – 10) البرهان ج 2: 224. الصافى ج 1: 798. (*)

[ 152 ]

اخواننا بغوا علينا ؟ فقال له على بن الحسين: يا با عبد الله اما تقرأ كتاب الله (والى عاد اخاهم هودا) فاهلك الله عادا وأنجى هودا (والى ثمود أخاهم صالحا) فأهلك الله ثمودا وأنجى صالحا (1). 44 – عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى لما قضى عذاب قوم لوط وقدره أحب أن يعرض ابراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم ليسلي به مصابه بهلاك قوم لوط، قال: فبعث الله رسلا إلى ابراهيم يبشرونه باسمعيل قال: فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم وخاف أن يكونوا سراقا، فلما رأته الرسل فزعا مذعورا (قالوا سلاما قال سلام انا منكم وجلون قالوا لا توجل انا نبشرك بغلام عليم) قال أبو جعفر: والغلام العليم هو اسمعيل بن (من خ ل) هاجر فقال ابراهيم للرسل: (أبشرتموني على ان مسنى الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين) قال ابراهيم للرسل فما خطبكم بعد البشارة ؟ (قالوا انا ارسلنا إلى قوم مجرمين قوم لوط انهم كانوا قوما فاسقين) لننذرهم عذاب رب العالمين، قال أبو جعفر: قال ابراهيم: (ان فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله الا امرأته قدرنا انها لمن الغابرين) فلما عذبهم الله ارسل الله إلى ابراهيم رسلا يبشرونه باسحق ويعزونه بهلاك قوم لوط، وذلك قوله: (ولما جائت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فما لبث ان جاء بعجل حنيذ) يعنى زكيا مشويا نضيجا (فلما رأى ايديهم لا تصل إليه نكرهم واوجس منهم خيفة قالوا لا تخف انا ارسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة) قال أبو جعفر: انما عنى سارة قائمة فبشروها باسحق (فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحق يعقوب فضحكت) يعنى فعجبت من قولهم. (2) 45 – وفى رواية ابى عبد الله فضحكت قال: حاضت فعجبت من قولهم و (وقالت يا ويلتي ألد وانا عجوز وهذا بعلى شيخا ان هذا لشئ عجيب) إلى قوله (حميد مجيد) فلما جائت ابراهيم البشارة باسحق فذهب عنه الروع، واقبل يناجى ربه في


(1) البرهان ج 2: 224. يعنى ان المراد من الاخوان اخوانه في العشيرة لا في الدين (2) البحار ج 5: 158. البحار ج 2: 228. (*)

[ 153 ]

قوم لوط ويسئله كشف البلاء عنهم، فقال الله: يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك وانهم اتاهم عذابي بعد طلوع الشمس من يومك محتوما غير مردود (1). 46 – ابى يزيد الحمار عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله بعث اربعة املاك باهلاك قوم لوط: جبرئيل وميكائيل واسرافيل وكروبيل، فمروا بابراهيم وهم متعممون فسلموا عليه فلم يعرفهم، وراى هيئة حسنة فقال: لا يخدم هؤلاء الا انا بنفسى، وكان صاحب أضياف، فشوى لهم عجلا سمينا حتى أنضجه (2) ثم قربه إليهم، فلما وضعه بين أيديهم (رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة) فلما راى ذلك جبرئيل حسر العمامة عن وجهه (3) فعرفه ابراهيم فقال له أنت هو ؟ قال: نعم، ومرت امرأته سارة (فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب) قالت: ما قال الله وأجابوها بما في الكتاب، فقال ابراهيم فيما جئتم ؟ قالوا: في هلاك قوم لوط، فقال لهم: ان كان فيها مأة من المؤمنين أتهلكونهم ؟ فقال له جبرئيل: لا، قال: فان كانوا خمسين ؟ قال: لا، قال: فان كانوا ثلثين ؟ قال لا قال: فان كانوا عشرين ؟ فقال: لا، قال: فان كانوا عشرا ؟ قال: لا قال: فان كانوا خمسة ؟ قال: لا، قال فان كان واحدا ؟ قال: لا، قال: ان فيها لوطا ؟ (قلوا نحن اعلم بمن فيها لننجينه وأهله الا امرأته كانت من الغابرين) ثم مضوا قال: وقال الحسن بن على: لا اعلم هذا القول الا وهو يستبقيهم (4) وهو قول الله (يجادلنا في قوم لوط) (5). 47 – عن عبد الله بن ابى هلال عن أبى عبد الله عليه السلام مثله وزاد فيه: فقال كلوا فقالوا: انا لا نأكل حتى تخبرنا ما ثمنه ؟ فقال: إذا أكلتم فقولوا: باسم الله، وإذا


(1) البحار ج 5: 158. البرهان ج 2: 229. (2) انضج اللحم: جعله نضيجا وهو الذى ادرك وطاب اكله. (3) حسر الشئ حسرا: كشفه. (4) قال المجلسي رحمه الله في بيان الحديث (قال الحسن بن على) أي ابن فضال: أي اظن ان غرض ابراهيم عليه السلام كان استبقاء القوم والشفاعة لهم لا محض انجاء لوط من بينهم. (5) البحار ج 5: 157. البرهان ج 2: 229. (*)

[ 154 ]

فرغتم فقولوا: الحمد لله، قال: فالتفت جبرئيل إلى اصحابه – وكانوا أربعة رئيسهم جبرئيل – فقال: حق لله أن يتخذ هذا خليلا (1). 48 – عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام [ يقول ]: (جاء بعجل حنيذ) قال: مشويا نضيجا. (2) 49 – عن فضل بن أبى قرة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اوحى الله إلى ابراهيم انه سيولد لك، فقال لسارة، فقالت: ءألد وانا عجوز ؟ فأوحى الله إليه: انها ستلد ويعذب أولادها اربع مأة سنة بردها الكلام على، قال فلما طال على بنى اسرائيل العذاب ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحا فأوحى الله إلى موسى وهارون ان يخلصهم من فرعون فحط عنهم سبعين ومأة سنة، قال: وقال أبو عبد الله: هكذا أنتم لو فعلتم لفرج الله عنا، فاما إذا لم تكونوا فان الامر ينتهى إلى منتهاه (3). 50 – عن أبى عبيدة عن ابى جعفر عليه السلام قال ان على بن ابي طالب عليه السلام مر بقوم فسلم عليهم فقالوا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه، فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام: لا تجاوزونا ما قالت الانبياء لابينا ابراهيم، انما قالوا: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد، وروى الحسن بن محمد مثله غير انه قال: ما قالت الملائكة لابينا عليه السلام (4). 51 – عن عبد الرحمن عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله (ان ابراهيم لحليم اواه منيب) قال: دعاء (5). عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام وأبى عبد الله عليه السلام مثله. (6) 52 – عن أبى بصير عن احدهما قال: ان ابراهيم جادل في قوم لوط، وقال: ان فيها لوطا ؟ قالوا: نحن اعلم بمن فيها، فزاد ابراهيم فقال جبرئيل: (يا ابراهيم


(1 – 2) البحار ج 5: 158 البرهان ج 2: 229: الصافى ج 1: 801 (3) البرهان ج 2: 229. الصافى ج 1: 802. (4) البرهان ج 2: 229. البحار ج 15 (ج 4): 246. (5 – 6) البرهان ج 2: 230. البحار ج 5: 113. الصافى ج 1: 803. (*)

[ 155 ]

أعرض عن هذا انه قد جاء أمر ربك وانهم اتيهم عذاب غير مردود). (1) 53 – عن أبى يزيد الحمار عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تعالى بعث اربعة املاك في هلاك قوم لوط: جبرئيل وميكائيل واسرافيل وكروبيل، فأتوا لوطا وهو في زراعة قرب القرية، فسلموا عليه وهم متعممون فلما رآهم رأى لهم هيئة حسنة، عليهم ثياب بيض وعمائم بيض، فقال لهم: المنزل ؟ فقالوا: نعم، فتقدمهم ومشوا خلفه فندم على عرضه المنزل عليهم، فقال ؟ أي شئ صنعت آتى بهم قومي وانا أعرفهم [ طائفة ] فالتفت إليهم فقال لهم انكم: لتأتون شرارا من خلق الله، فقال جبرئيل: لا تعجل عليهم (2) حتى يشهد عليهم ثلث مرات، فقال جبرئيل: هذه واحدة، ثم مضى ساعة ثم التفت إليهم فقال: انكم لتأتون شرارا من خلق الله، فقال جبرئيل هذه اثنتين ثم مشى فلما بلغ باب المدينة التفت إليهم فقال: انكم لتأتون شرارا من خلق الله، فقال جبرئيل: هذه الثلثة، ثم دخل ودخلوا معه حتى دخل منزله، فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح فصعقت فلم يسمعوا، فدخنت فلما رأوا الدخان اقبلوا يهرعون (3) حتى جاؤا إلى الباب، فنزلت المرأة إليهم فقالت عنده قوم ما رأيت قوما قط أحسن هيئة منهم، فجاؤا إلى الباب ليدخلوها فلما رآهم لوط قام إليهم فقال لهم: (يا قوم هؤلاء بناتي هن اطهر لكم اتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس منكم رجل رشيد) ؟ وقال فدعاهم إلى الحلال (فقالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد) قال لهم (لو ان لى بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد) قال: فقال جبرئيل: لو يعلم أي قوة له قال: فكابروه حتى دخلوا البيت فصاح به جبرئيل، فقال: يا لوط دعهم يدخلون فلما دخلوا أهوى جبرئيل باصبعه نحوهم فذهبت أعينهم وهو قول الله (فطمسنا أعينهم) ثم ناداه جبرئيل: (انا رسل ربك


(1) البرهان ج 2: 230. البحار ج 5: 113. (2) كذا في النسخ واستظهر في هامش نسخة البحار (الطبع الجديد) ان يكون هكذا (فقال الله لجبرئيل لا تعجل عليهم اه). (3) هرع إليه: مشى إليه باضطراب وسرعة. (*)

[ 156 ]

لن يصلوا اليك فأسر بأهلك بقطع من الليل) وقال له جبرئيل: انا بعثنا في اهلاكهم، فقال: يا جبرئيل عجل (فقال ان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب) فأمره فتحمل ومن معه الا امرأته ثم اقتلعها يعنى المدينة جبرئيل بجناحه من سبع ارضين ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب وصراخ الديوك، ثم قلبها وامطر عليها وعلى من حول المدينة حجارة من سجيل (1) 54 – عن أبى بصير عن أحدهما قال: ان جبرئيل لما أتى لوطا في هلاك قومه ودخلوا عليه وجائه قومه يهرعون إليه، قال: فوضع يده على الباب ثم ناشدهم فقال اتقوا الله ولا تخزون في ضيفي، قالوا: أولم ننهك عن العالمين ثم عرض عليهم بناته بنكاح، فقالوا: ما لنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد، قال: فما منكم رجل رشيد، قال: فأبوا فقال: لو ان لى بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد، قال جبرئيل ينظر إليهم فقال: لو يعلم أي قوة له (2) ثم دعاه وأتاه، ففتحوا الباب ودخلوا وأشار جبرئيل بيده فرجعوا عميان يلمسون الجدران بأيديهم، يعاهدون الله لئن اصبحنا لا نستبقي أحدا من آل لوط، قال، فلما قال جبرئيل: (انا رسل ربك) قال له لوط يا جبرئيل عجل، قال: نعم، ثم قال: يا جبرئيل عجل، قال: الصبح موعدهم أليس الصبح بقريب ثم قال جبرئيل: يا لوط أخرج منها أنت وولدك حتى تبلغ موضع كذا وكذا قال يا جبرئيل ان حمراتى (3) حمرات ضعاف قال: ارتحل فاخرج منها فارتحل حتى إذا كان السحر نزل إليها جبرئيل فأدخل جناحه تحتها، حتى إذا استقلت قلبها عليهم، ورمى جبرئيل المدينة بحجارة من سجيل، وسمعت امرأة لوط الهدة فهلكت منها قال: (هؤلاء بناتى هن اطهر لكم) قال أبو عبد الله: عرض عليهم التزويج (4) 55 – عن صالح بن سعد عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (لو ان لى بكم


(1) البحار ج 5: 157، البرهان ج 2: 230. (2) وفى نسخة البرهان هكذا (قال جبرئيل لاصحابه لو يعلم إلى أي قوة تؤويه) (3) جمع الحمار. (4) البحار ج 5: 156 – 158. الصافى ج 1: 803. البرهان ج 2: 230 (*)

[ 157 ]

قوة أو آوى إلى ركن شديد) قال: قوة القائم والركن الشديد الثلثمائة وثلثة عشر أصحابه (1) 56 – عن الحسين بن على بن يقطين قال: سألت أبا الحسن عن اتيان الرجال المرأة من خلفها ؟ قال: أحلتها آية في كتاب الله قول لوط (هؤلاء بناتى هن أطهر لكم) وقد علم انهم ليس الفرج يريدون (2) 57 – عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله سأل جبرئيل كيف كان مهلك قوم لوط ؟ فقال: يا محمد ان قوم لوط كانوا اهل قرية لا يتنظفون من الغائط، ولا يتطهرون من الجنابة بخلاء اشحاء على الطعام، وان لوطا لبث فيهم ثلثين سنة، وانما كان نازلا عليهم ولم يكن منهم ولا عشيرة له فيهم ولا قوم وانه دعاهم إلى الايمان بالله واتباعه، وكان ينهاهم عن الفواحش ويحثهم على طاعة الله فلم يجيبوه ولم يتبعوه، وان الله لما هم بعذابهم بعث إليهم رسلا منذرين عذرا ونذرا، فلما عتوا عن أمره بعث الله إليهم ملئكة ليخرجوا من كان في قريتهم من المؤمنين، فما وجدوا فيها غير بيت من المسلمين، فأخرجوهم منها وقالوا للوط: اسر بأهلك من هذه الليلة (3) بقطع من الليل، ولا يلتفت منكم أحد وامضو حيث تؤمرون. قال: فلما انتصف الليل سار لوط ببناته وتولت امرأته مدبرة فانطلقت إلى قومها تسعى بلوط وتخبرهم ان لوطا قد سار ببناته، وانى نوديت من تلقاء العرش لما طلع الفجر: يا جبرئيل حق القول من الله بحتم عذاب قوم لوط اليوم فأهبط إلى


(1) البرهان ج 2: 230. اثبات الهداة ج 7: 100. البحار ج 5: 158 وقال المجلسي رحمه الله: يحتمل ان يكون المعنى انه تمنى قوة مثل قوة القائم وأصحابا مثل اصحابه أو مصداقهما في هذه الامة: القائم واصحابه مع انه لا يبعد أن يكون تمنى ادراك زمان القائم عليه السلام وحضوره واصحابه عنده إذ لا يلزم في المتمنى امكان الحصول. (2) البحار ج 21: 98. البرهان ج 2: 230. (3) وفى رواية العلل (من هذه القرية الليلة). (*)

[ 158 ]

قرية قوم لوط وما حوت، فاقلعها من تحت سبع أرضين ثم اعرج بها إلى السماء فاوقفها حتى يأتيك أمر الجبار ثم قلبها ودع منها آية بينة منزل لوط عبرة للسيارة فهبطت على أهل القرية الظالمين فضربت بجناحي الايمن على ما حوى عليه شرقها، وضربت بجناحي الايسر على ما حوى غربها، فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين الا منزل لوط آية للسيارة، ثم عرجت بها في جوافى جناحى إلى السماء حتى أوقفتها حيث يسمع أهل السماء زقاء ديوكها (1) ونباح كلابها فلما أن طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش: يا جبرئيل اقلب القرية على القوم المجرمين، فقلبتها عليهم حتى صار أسفلها أعلاها، وأمطر الله عليهم حجارة من سجيل منضودة مسومة عند ربك و ما هي يا محمد من الظالمين من امتك ببعيد. قال: فقال له رسول الله عليه وآله السلام: يا جبرئيل وأين كانت قريتهم من البلاد ؟ قال: كان موضع قريتهم إذ ذلك في موضع الحيرة، وبحيرة الطبرية اليوم، وفى نواحى الشام، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: يا جبرئيل أرأيت حيث قلبتها عليهم في أي موضع الارض وقعت القرية وأهلها ؟ فقال: يا محمد وقعت فيما بين الشام إلى مصر فصارت تلالا في البحر (2) 58 – عن علي بن أبى حمزة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (انا رسل ربك لن يصلوا اليك فاسر باهلك بقطع من الليل مظلما) قال: قال أبو عبد الله عليه السلام وهكذا قراءة امير المؤمنين عليه السلام (3) 59 – عن ميمون اللبان قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام فقرأ عنده آيات من هود فلما بلغ (وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد) فقال: من مات مصرا على اللواط لم يمت حتى يرميه الله بحجر من تلك الحجارة، يكون فيه منيته ولا يراه أحد (4)


(1) الزقاء بضم الزاء بمعنى الصيحة (2) البحار ج 5: 153. البرهان ج 2: 231. (3) البرهان ج 2: 231. البحار ج 5: 158. (4) البرهان ج 2: 231. البحار ج 16 (م): 12. الصافى ج 1: 805. (*)

[ 159 ]

60 – عن السكوني عن ابى جعفر عن أبيه قال: قال النبي عليه وآله السلام: لما عمل قوم لوط ما عملوا بكت الارض إلى ربها حتى بلغ دموعها إلى السماء وبكت السماء حتى بلغ دموعها العرش، فأوحى الله إلى السماء ان أحصبيهم (1) وأوحى إلى الارض ان اخسفى بهم (2) 61 – عن احمد بن محمد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله (انى أريكم بخير) قال: كان سعرهم رخيصا (3) 62 – عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن انتظار الفرج فقال: اوليس تعلم ان انتظار الفرج من الفرج ؟ ثم قال: ان الله تبارك وتعالى يقول (وارتقبوا انى معكم رقيب) (4) 63 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قرأ (فمنها قائما وحصيدا) بالنصب ثم قال: يا با محمد لا يكون حصيدا الا بالحديد (5) 64 – وفى رواية اخرى (فمنها قائم وحصيد) أيكون الحصيد الا بالحديد (6) 65 – عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: في قول الله (ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود) فذلك يوم القيمة وهو اليوم الموعود (7) 66 – عن مسعدة بن صدقة قال: قص أبو عبد الله عليه السلام قصص أهل الميثاق من اهل الجنة واهل النار، فقال في صفات اهل الجنة: فمنهم من لقى الله شهيدا لرسله


(1) أي امطر عليهم الحصباء وهى الحصاء. (2) البرهان ج 2: 232. البحار ج 16 (م): 12. الصافى ج 1: 805. (3) البرهان ج 2: 232. البحار ج 5: 315. الصافى ج 1: 808. (4) البرهان ج 2: 232. البحار ج 13: 137. الصافى ج 1: 811. (5) البرهان ج 2: 232. الصافى ج 1: 812. (6) البرهان ج 2: 233. (7) الصافى ج 1: 813. (*)

[ 160 ]

ثم من (مر خ ل) في صفتهم حتى بلغ من قوله ثم جاء الاستثناء من الله في الفريقين جميعا، فقال الجاهل بعلم التفسير: ان هذا الاستثناء من الله انما هو لمن دخل الجنة والنار، وذلك ان الفريقين جميعا يخرجان منهما فيبقيان فليس فيهما أحد وكذبوا لكن عنى بالاستثناء ان ولد آدم كلهم وولد الجان معهم على الارض والسموات تظلهم، فهو ينقل المؤمنين حتى يخرجهم إلى ولاية الشياطين وهى النار، فذلك الذى عنى الله في اهل الجنة وأهل النار ما دامت السموات والارض يقول في الدنيا والله تبارك وتعالى ليس بمخرج اهل الجنة منها ابدا ولا كل أهل النار منها ابدا، وكيف يكون ذلك وقد قال الله في كتابه (ماكثين فيه ابدا) ليس فيهما استثناء، وكذلك قال أبو جعفر: من دخل في ولاية آل محمد دخل الجنة، ومن دخل في ولاية عدوهم دخل النار، وهذا الذى عنى الله من الاستثناء في الخروج من الجنة والنار والدخول (1). 67 – عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام في قول الله (فاما الذين سعدوا ففى الجنة) إلى آخر الآيتين قال: هاتان الآيتان في غير اهل الخلود من اهل الشقاوة والسعادة، ان شاء الله يجعلهم خارجين ولا تزعم يا زرارة انى ازعم ذلك (2). 68 – عن حمران قال: سألت ابا جعفر: جعلت فداك قول الله (خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك) [ لاهل النار أفرأيت (اقرات خ) قوله لاهل الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك ] (3) قال: نعم ان شاء جعل لهم دنيا فردهم وما شاء، وسئلته عن قول الله (خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك) فقال: هذه في الذين يخرجون من النار (4). 69 – عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: (فمنهم شقى وسعيد) قال: في ذكر اهل النار استثنى وليس في ذكر أهل الجنة استثنى، (واما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك عطاءا غير مجذوذ) (5)


(1 – 2) البحار ج 3: 392. البرهان ج 2: 234. الصافى ج 1: 814. (3) ما بين المعقفتين ليس في نسخة البحار والبرهان. (4 – 5) البحار ج 3: 392. البرهان ج 2: 234. (*)

[ 161 ]

70 – وفى رواية حماد عن حريز عن أبى عبد الله عليه السلام (عطاءا غير مجذوذ) بالذال (1). 71 – عن بعض اصحابنا فقال أحدهم: انه سئل عن قول الله: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) قال: هو الرجل من شيعتنا يقول بقول هؤلاء الجابرين (2). 72 – عن عثمان بن عيسى عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) قال: اما انه لم يجعلها خلودا، ولكن تمسكم النار فلا تركنوا إليهم (3). 73 – عن حريز عن أبى عبد الله عليه السلام قال: (أقم الصلوة طرفي النهار) وطرفاء المغرب والغداة، (وزلفا من الليل) وهى صلوة العشاء الاخرة (4) 74 – عن أبى حمزة الثمالى قال: سمعت أحدهما يقول: ان عليا عليه السلام أقبل على الناس فقال: أي آية في كتاب الله أرجى عندكم ؟ فقال بعضهم: (ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) قال: حسنة وليست اياها فقال بعضهم: (يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) قال: حسنة وليست اياها وقال بعضهم: (الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) قال: حسنة وليست اياها، قال: ثم أحجم الناس (5) فقال: ما لكم يا معشر الملسمين ؟ قالوا: لا والله ما عندنا شئ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: أرجي آية في كتاب الله (وأقم الصلوة طرفي النهار وزلفا من الليل) وقرأ الاية كلها، وقال: يا على والذى بعثنى بالحق بشيرا ونذيرا ان أحدكم ليقوم إلى وضوئه فتساقط عن جواحه الذنوب، فإذا استقبل [ الله ] بوجهه وقلبه لم ينفتل عن صلوته (6) وعليه من ذنوبه شئ كما


(1) البحار ج 3: 392 البرهان ج 2: 334 (2 – 3) البرهان ج 2: 235 البحار ج 15 (ج 4): 219: الصافى ج 1: 815 (4) البرهان ج 2: 235. الصافى ج 1: 815. (5) أحجم الناس – بتقديم المهملة -: كفوا ونكثوا هيبة. (6) انفتل عن الصلاة: انصرف عنها. (*)

[ 162 ]

ولدته امه، فان اصاب شيئا بين الصلاتين كان له مثل ذلك حتى عد الصلوات الخمس ثم قال: يا على انما منزلة الصلوات الخمس لامتي كنهر جار على باب أحدكم فما ظن أحدكم لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم أكان يبقى في جسده درن ؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لامتي (1). 75 – عن ابراهيم الكرخي قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام فدخل عليه مولى له فقال: يا فلان متى جئت ؟ فسكت فقال أبو عبد الله: جئت من هيهنا ومن هيهنا انظر بما تقطع به يومك، فان معك ملكا موكلا يحفظ عليك ما تعمل، فلا تحتقر سيئة وان كانت صغيرة، فانها ستسوئك يوما، ولا تحتقر حسنة فانه ليس شئ اشد طلبا ولا اسرع دركا من الحسنة، انها لتدرك الذنب العظيم القديم فتذهب به، و قال الله في كتابه: (ان الحسنات يذهبن السيئات) قال: قال: صلوة الليل تذهب بذنوب النهار، وقال يذهب بما جرحتم (2). 76 – عن ابراهيم بن عمر يرفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (اقم الصلوة طرفي النهار) إلى (السيئات) فقال: صلوة الليل بالليل (3) يذهب بما عمل من ذنب النهار (4) 77 – عن سماعة بن مهران قال: سأل ابا عبد الله عليه السلام رجل من اهل الجبال عن رجل أصاب مالا من اعمال السلطان فهو يتصدق منه، ويصل قرابته ويحج ليغفر له ما اكتسب، وهو يقول: (ان الحسنات يذهبن السيئات) فقال أبو عبد الله: ان الخطيئة لا تكفر الخطيئة، ولكن الحسنة تكفر الخطيئة، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ان كان خلط الحلال حراما فاختلط جميعا فلم يعرف الحلال من الحرام فلا بأس (5).


(1 – 2) البرهان ج 2: 239. الصافى ج 1: 816. (3) وفى نسختي البرهان والصافى (صلوة المؤمن بالليل). (4) البحار ج 18: 556. البرهان ج 2: 239. الصافى ج 1: 815. (5) البرهان ج 2: 239. (*)

[ 163 ]

78 – وعنه في رواية المفضل بن سويد انه قال: انظر ما اصبت به فعد به على اخوانك، فان الله يقول: (ان الحسنات يذهبن السيئات) قال المفضل: كنت خليفة أخى على الديوان، قال: وقد قلت: جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء القوم وما ترى ؟ قال: ولم تكن كنت (1). 79 – عن المفضل بن مزيد الكاتب قال: دخل على أبو عبد الله عليه السلام وقد أمرت ان أخرج لبنى هاشم جوايز فلم أعلم الا وهو على رأسي وانا مستجل فوثبت إليه، فسألني عما أمر لهم، فناولته الكتاب، فقال: ما ارى لا سمعيل هيهنا شيئا، فقلت: هذا الذى خرج الينا، ثم قلت له: جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء القوم ؟ فقال لى: انظر ما أصبت به فعد به على أصحابك (اخوانك خ ل) فان الله يقول: (ان الحسنات يذهبن السيئات) (2). 80 – عن ابراهيم الكرخي قال: انى كنت عند ابى عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يا فلان من أين جئت ؟ ثم قال له: جئت من هيهنا وهيهنا لغير معاش تطلبه ولا لعمل آخرة انظر بماذا تقطع يومك وليلتك، واعلم ان معك ملكا كريما موكلا بك يحفظ عليك ما تفعل، ويطلع على سرك الذى تخفيه من الناس فاستحى ولا تحقرن سيئة فانها ستسؤك يوما، ولا تحقرن حسنة وان صغرت عندك وقلت في عينك، فانها ستسرك يوما، واعلم انه ليس شئ أضر عاقبة ولا أسرع ندامة من الخطيئة، وانه ليس شئ أشد طلبا ولا اسرع دركا للخطيئة من الحسنة، اما انها لتدرك العظيم القديم المنسى عند عامله فيجديه ويسقط ويذهب به بعد اسائته، وذلك قول الله: (ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) (3).


(1) البرهان ج 2: 239. وفى نسخة منه (لو لم يكن كتب). (2) البرهان ج 2: 239. (3) البحار ج 15 (ج 2): 166 ونقله البحراني في البرهان ج 2: 239 عن الكتاب مع اختلاف فيه فراجع. (*)

[ 164 ]

وقرأ بن خراس (1) عن أبى عبد الله عليه السلام قال: (ان الحسنات يذهبن السيئات) قال: صلوة الليل يكفر ما كان من ذنوب النهار (2). 81 – عن عبد الله بن سنان قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله: (ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة) إلى (من رحم ربك) قال: كانواامة واحدة فبعث الله النبيين ليتخذ عليهم الحجة (3). 82 – عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن رجل قال: سألت علي بن الحسين عليه السلام عن قول الله: (ولا يزالون مختلفين) قال: عنى بذلك من خالفنا من هذه الامة، و كلهم يخالف بعضهم بعضا في دينهم، واما قوله (الا من رحم ربك ولذلك خلقهم) فاولئك اولياؤنا من المؤمنين ولذلك خلقهم من الطينة الطيبة اما تسمع لقول ابراهيم (رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله) قال: ايانا عنى واوليائه وشيعته وشيعة وصيه قال: (ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار) قال: عنى بذلك [ والله ] من جحد وصيه ولم يتبعه من امته، وكذلك والله حال هذه الامة (4) 83 – عن يعقوب بن سعيد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) قال: خلقهم للعبادة، قال: قلت وقوله: (ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم) فقال: نزلت هذه بعد تلك (5) 84 – عن سعيد بن المسيب عن على بن الحسين عليه السلام في قوله: (ولا يزالون


(1) كذا في نسخة الاصل وفى نسخة (قراعى بن خراس) وفى نسخة البرهان (قراعى بن حواس (خواس خ)) والكل لا يخلو عن تصحيف ولم اظفر عليه في كتب الرجال. (2) البرهان ج 2: 240. (3) البرهان ج 2: 240. الصافى ج 1: 818. (4) البرهان ج 2: 240. البحار ج 7: 132 الصافى ج 1: 818. (5) البرهان ج 2: 241. (*)

[ 165 ]

مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم) فاولئك هم أولياؤنا من المؤمنين و لذلك خلقهم من الطينة الطيبة، اما تسمع لقول ابراهيم: (رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله) ايانا عنى بذلك وأوليائه [ وشيعته ] وشيعة وصيه فمن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار، عنى بذلك [ والله ] من جحد وصيه ولم يتبعه من امته، وكذلك والله حال هذه الامة (1) * هامش * (1) البرهان ج 2: 241. البحار ج 7: 132. (*)


[ 166 ]

بسم الله الرحمن الرحيم من سورة يوسف 1 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول من قرأ سورة يوسف عليه السلام [ في كل يوم أو ] في كل ليلة بعثه الله يوم القيمة وجماله على جمال يوسف عليه السلام، ولا يصيبه يوم القيمة ما يصيب الناس من الفزع وكان جيرانه من عباد الله الصالحين، – ثم قال: ان يوسف كان من عباد الله الصالحين – واومن في الدينا ان يكون زانيا أو فحاشا (1) 2 – عن مسعدة بن صدقة قال: قال جعفر بن محمد عليه السلام: قال والدى عليه السلام: و الله انى لاصانع بعض ولدى واجلسه على فخذي، وأكثر له المحبة واكثر له الشكر، وان الحق لغيره من ولدى، ولكن محافظة عليه منه ومن غيره، لئلا يصنعوا به ما فعل بيوسف واخوته، وما أنزل الله سورة يوسف الا أمثالا لكى لا يحسد بعضنا بعضا كما حسد بيوسف اخوته، وبغوا عليه فجعلها حجة (رحمة خ) على من تولانا، ودان بحبنا، وجحد اعدائنا على من نصب لنا الحرب والعداوة (2). 3 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: الانبياء على خمسة أنواع، منهم من يسمع الصوت مثل صوت السلسلة، فيعلم ما عنى به، ومنهم من ينبأ في منامه مثل يوسف وابراهيم، ومنهم من يعاين، ومنهم من ينكت في قلبه ويوقر في اذنه. (3)


(1) البرهان ج 2: 242. البحار ج 19: 70. الصافى ج 1: 862. (2) البرهان ج 2: 245. البحار ج 15 (ج 4): 24. (3) البرهان ج 2: 246. البحار ج 5: 15. (*)

[ 167 ]

4 – عن أبى خديجة عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: انما ابتلى يعقوب بيوسف انه ذبح كبشا سمينا ورجل من أصحابه يدعى بقوم محتاج لم يجد ما يفطر عليه فأغفله ولم يطعمه، فابتلى بيوسف، وكان بعد ذلك كل صباح مناديه ينادى: من لم يكن صائما فليشهد غداء يعقوب، فإذا كان المساء نادى: من كان صائما فليشهد عشاء يعقوب (1). 5 – عن أبى حمزة الثمالى قال: صليت مع على بن الحسين صلوات الله عليه الفجر بالمدينة في يوم الجمعة، فدعا مولاة له يقال، لها وشيكة (2) وقال لها: لا يقفن على بابى اليوم سائل الا أعطيتموه، فان اليوم الجمعة فقلت: ليس كل من يسئل محق جعلت فداك ؟ فقال: يا ثابت أخاف أن يكون بعض من يسئلنا محقا فلا نطعمه ونرده، فينزل بنا اهل البيت ما نزل بيعقوب وآله، اطعموهم اطعموهم ثم قال: ان يعقوب كان كل يوم يذبح كبشا يتصدق منه ويأكل هو وعياله، وان سائلا مؤمنا صواما قواما له عند الله منزلة مجتازا غريبا اعتر (3) بباب يعقوب عشية جمعة عند أوان افطاره، فهتف ببابه: أطعموا السائل المجتاز الغريب الجائع من فضل طعامكم، يهتف بذلك على بابه مرارا وهم يسمعونه جهلوا (4) حقه و لم يصدقوا قوله، فلما أيس منهم أن يطعم وتغشاه الليل استرجع واستعبر (5) و شكى جوعه إلى الله وبات طاويا (6) وأصبح صائما جائعا صابرا حامدا لله، و بات يعقوب وآله شباعا بطانا وأصبحوا وعندهم فضلة من طعامهم. قال: فأوحى الله إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة: لقد أذللت عبدى ذلة


(1) البرهان ج 2: 246: الصافى ج 1: 822. (2) وفى نسخة (الفتيكة) وفى رواية الصدوق في العلل (سكينة). (3) اعتره: اتاه للمعروف. (4) وفى رواية العلل (قد جهلوا). (5) استعبر: جرت عبرته. والعبرة: الدمعة. (6) أي جائعا. (*)

[ 168 ]

استجررت بها غضبى، واستوجبت بها أدبى ونزول عقوبتي وبلواى عليك وعلى ولدك يا يعقوب، اما علمت ان أحب أنبيائي إلى واكرمهم على من رحم مساكين عبادي، وقربهم إليه وأطعمهم وكان لهم مأوى وملجئا، يا يعقوب أما رحمت ذميال (1) عبدى المجتهد في عبادي، القانع باليسير من ظاهر الدنيا عشاء امس لما اعتر ببابك عند أوان افطاره، يهتف بكم: اطعموا السائل الغريب المجتاز فلم تطعموه شيئا، واسترجع واستعبر وشكا ما به إلى، وبات طاويا حامدا صابرا وأصبح لى صائما، وبت يا يعقوب وولدك ليلكم شباعا وأصبحتم وعندكم فضلة من طعامكم، وما علمت يا يعقوب انى بالعقوبة والبلوى إلى أوليائي أسرع منى بها إلى أعدائي، وذلك منى حسن نظر لاوليائي، واستدراج منى لاعدائي، اما وعزتي لانزلن بك بلواى ولاجعلنك وولدك غرضا لمصابي ولاؤدبنك بعقوبتى، فاستعدوا لبلائي و ارضوا بقضائي واصبروا للمصائب. قال أبو حمزة: فقلت لعلى بن الحسين عليه السلام: متى رأى يوسف الرؤيا ؟ فقال: في تلك الليلة التى بات فيها يعقوب وولده شباعا، وبات فيها ذميال جايعا رائها (2) فأصبح فقصها على يعقوب من الغد فاغتم يعقوب لما سمع من يوسف الرؤيا مع ما أوحى الله إليه ان استعد للبلاء، فقال ليوسف: لا تقصص رؤياك هذه على اخوتك فانى أخاف أن يكيدوك، فلم يكتم يوسف رؤياه وقصها على اخوته، فقال على بن الحسين عليه السلام فكان أول بلوى نزلت بيعقوب وآله الحسد ليوسف لما سمعوا منه الرؤيا التي رآها، قال: واشتد رقة يعقوب على يوسف وخاف أن يكون ما أوحى الله إليه من الاستعداد للبلاء انما ذلك في يوسف فاشتدت رقته عليه، وخاف أن ينزل به البلاء في يوسف من بين ولده فلما أن رأوا اخوة يوسف ما يصنع يعقوب بيوسف من اكرامه وايثاره اياه عليهم اشتد ذلك عليهم، وابتدء البلاء فيهم، فتآمروا (3) فيما بينهم وقالوا: ان يوسف


(1) اسم ذلك الرجل. (2) أي مضطربا. (3) أي تشاوروا. (*)

[ 169 ]

وأخاه أحب إلى ابينا منا ونحن عصبة، اقتلوا يوسف أو القوة أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين، أي تتوبون فعند ذلك قالوا: (يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون أرسله معنا غدا يرتع ويلعب) قال يعقوب: (انى ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون) حذرا منه عليه أن يكون البلوى من الله على يعقوب في يوسف، وكان يعقوب مستعدا للبلوى في يوسف خاصة قال: فغلبت قدرة الله وقضاؤه، ونافذ أمره في يعقوب ويوسف واخوته، فلم يقدر يعقوب على دفع البلاء عن نفسه ولا عن يوسف واخوته، فدفعه إليهم وهو لذلك كان (1) متوقع البلاء من الله في يوسف خاصة لموقعه من قلبه وحبه له. فلما خرجوا به من منزله لحقهم مسرعا فانتزعه من أيديهم فضمه إليه واعتنقه وبكى، ثم دفعه إليهم وهو كاره فانطلقوا به مسرعين مخافة أن يأخذه منهم ثم لا يدفعه إليهم، فلما أمعنوا به مالوا به إلى غيضة أشجار (2) فقالوا: نذبحه ونلقيه تحت هذه الشجرة فيأكله الذئاب الليلة، فقال كبيرهم: (لا تقتلوا يوسف) ولكن (ألقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة ان كنتم فاعلين) فانطلقوا به إلى الجب فألقوه في غيابت الجب وهم يظنون انه يغرق فيه، فلما صار في قعر الجب ناداهم: يا ولد رومين اقرؤا يعقوب منى السلام فلما سمعوا كلامه قال بعضهم لبعض: لا تفرقوا من هاهنا حتى تعلمون انه قد مات، قال: فلم يزالوا بحضرته حتى آيسوا (وجاءوا أباهم عشاءا يبكون قالوا يا ابانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب) فلما سمع مقالتهم استرجع (3) واستعبر وذكر ما أوحى الله إليه من الاستعداد للبلاء، فصبر وأذعن للبلوى وقال لهم: (بل سولت لكم انفسكم امرا فصبر جميل) وما كان الله ليطعم لحم يوسف الذئب من قبل ان أرى تأويل رؤياه الصادقة، قال أبو حمزة: ثم انقطع ما قال على بن الحسين عند هذا الموضع. (4)


(1) وفى رواية العلل (كاره) وكأنه الظاهر. (2) الغيضة: مجتمع الشجر في مغيض ماء أي مدخله في الارض. (3) أي قال: انا لله وانا إليه راجعون. (4) البحار ج 5: 185. البرهان ج 2: 246. الصافى ج 1: 822 مختصرا. (*)

[ 170 ]

6 – عن مسمع أبى سيار عن أبى عبد الله عليه السلام قال لما ألقى يوسف في الجب نزل عليه جبرئيل فقال له: يا غلام ما تصنع هاهنا ؟ من طرحك في هذا الجب ؟ فقال: اخوتى لمنزلتي من أبى حسدوني ولذلك في هذا الجب طرحوني، فقال له جبرئيل: أتحب أن تخرج من هذا الجب ؟ فقال: ذلك إلى اله ابراهيم واسحق ويعقوب، فقال له جبرئيل: فان اله ابراهيم واسحق ويعقوب يقول لك (1) قل اللهم انى اسئلك بان لك الحمد لا اله الا انت المنان بديع السموات والارض، ذو الجلال والاكرام أن تصلى على محمد وآل محمد، وأن تجعل لى من امرى فرجا ومخرجا وترزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب) فقالها يوسف، فجعل الله له من الجب يومئذ فرجا، ومن كيدالمرأة مخرجا وأتاه ملك مصر من حيث لم يحتسب (2) ومن رواية اخرى عنه وترزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب (3) 7 – عن زيد الشحام عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله (لتنبئنهم بأمرهم هذا و هم لا يشعرون) قال: كان ابن سبع سنين. (4). 8 – عن جابر بن عبد الله الانصاري في قول الله (انى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لى ساجدين) قال: في تسمية النجوم هو الطارق وخوبان والريان وذو الكنفان (5) ووابس (قابس خ) ووثاب وعمروان (6) وفيلق وفصيح


(1) وفى نسخة البرهان (امرك أن تقول اللهم اه). (2) البحار ج 5: 178. البرهان ج 2: 247. الصافى ج 1: 825. (3) البرهان ج 2: 247. الصافى ج 1: 825. (4) البرهان ج 2: 247. البحار ج 5: 191. (5) وفى رواية الخصال (جوبان) وفى نسخة منه (حربان) وعن العرائس للثعلبي (جريان) مكان (حوبان) (والذبال) وفى رواية تفسير القمى (الذيال) وفى نسخة البرهان (امان) بدل (الريان). وفى تفسير القمى (ذوالكتفين) وفى البرهان (ذوالكتاف) عوض (ذوالكنفان). (6) وفى البرهان (عروان). وفى تفسير القمى وعن العرائس والخصال (عمودان). (*)

[ 171 ]

والصرح (1) والبدوع (4) والضياء والنور يعنى الشمس والقمر وكل هذه النجوم محيطة بالسماء. (3) 9 – عن أبى جميلة عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما أوتى بقميص يوسف إلى يعقوب فقال: اللهم لقد كان ذئبا رفيقا حين لم يشق القميص، قال: و كان به نضح من دم (4) 10 – عن أبى حمزة قال: ثم انقطع ما قال على بن الحسين عند هذا الموضع (5) فلما كان من غد غدوت إليه فقلت له: جعلت فداك انك حدثتني امس حديث يعقوب وولده، ثم قطعته، فما كان من قصة يوسف بعد ذلك ؟ فقال: انهم لما أصبحوا قالوا: انطلقوا بنا حتى ننظر ما حال يوسف مات ام هو حى ؟ فلما انتهوا إلى الجب وجدوا بحضرة الجب السيارة قد أرسلوا واردهم فأدلى دلوه، فلما جذب دلوه إذا هم بغلام متعلق بدلوه، فقال لاصحابه: يا بشرى هذا غلام، فلما أخرجه أقبل إليه اخوة يوسف، فقالوا هذا عبدنا سقط منا أمس في هذا الجب، وجئنا اليوم لنخرجه فانتزعوه من أيديهم وتنحوا به ناحية، ثم قالوا له: اما ان تقر لنا بانك عبد لنا فنبيعك من بعض اهل هذه السيارة أو نقتلك، فقال لهم يوسف: لا تقتلوني واصنعموا ما شئتم فأقبلوا به إلى السيارة فقالوا: هل منكم أحد يشترى منا هذا العبد ؟ فاشتراه رجل منهم بعشرين درهما وكان اخوتهم فيه من الزاهدين، وسار به الذى اشتراه حتى


(1) وفى الخصال (الصدح) وفى نسخة (الصوح) وفى اخرى (الضروج) وعن العرائس (الضروح) (2) وفى البرهان (الفروع) وفى تفسير القمى (القروع) وعن العرائس (الفرع) وفى الخصال (ذو القرع). (3) البرهان ج 2: 247. الصافى ج 1: 820. (4) البرهان ج 2: 247. البحار ج 5: 191. الصافى ج 1: 823. والنضح: الرش (5) قد مضى صدر هذا الحديث تحت رقم (5) وقد وقع الفصل بينهما باحاديث و قد ذكره الصدوق رحمه الله في العلل من غير فصل. (*)

[ 172 ]

ادخل مصر فباعه الذى اشتراه من البدو من ملك مصر، وذلك قول الله (وقال الذى اشتراه من مصر لامراته اكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا) (1). 11 – عن الحسن عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (وشروه بثمن بخس دراهم معدودة) قال: كانت عشرين درهما (2). 12 – عن ابى الحسن الرضا عليه السلام مثله وزاد فيه: البخس النقص، وهى قيمة كلب الصيد إذا قتل كانت ديته عشرين درهما (2). 13 – عن عبد الله بن سليمان عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: قد كان يوسف بين أبويه مكرما ثم صار عبدا حتى بيع بأخس وأوكس الثمن (4) ثم لم يمنع الله ان بلغ به حتى صار ملكا (5) 14 – عن ابن حصين عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: (وشروه بثمن بخس دراهم معدودة) قال: كانت الدراهم ثمانية عشر درهما (6) 15 – وبهذا الاسناد عن الرضا عليه السلام قال: كانت الدراهم عشرين درهما وهى قيمة كلب الصيد إذا قتل، والبخس النقص (7). 16 – قال أبو حمزة: قلت لعلى بن الحسين: ابن كم كان يوسف يوم القى في الجب ؟ فقال: ابن سبع (8) سنين، قلت: فكم كان بين منزل يعقوب يومئذ وبين مصر ؟ قال: مسيرة ثمانية عشر يوما، قال: وكان يوسف من أجمل أهل زمانه فلما راهق (9) يوسف راودته امرأة الملك عن نفسه، فقال لها: معاذ الله انا من اهل بيت لا يزنون، فغلقت الابواب عليها وعليه وقالت لا تخف وألقت نفسها عليه فأفلت (10) هاربا إلى


(1) البرهان ج 2: 247 الصافى ج 1: 824 ويأتى تمام الحديث تحت رقم 16 و 20 ايضا فانتظر (2 – 7) البحار ج 5: 191. البرهان ج 2: 247. الصافى 1: 824. (4) الاوكس: الانقص. (5 – 7) البحار ج 5: 191. البرهان ج 2: 247. (8) وفى حديث العلل (تسع) بدل (سبع). (9) راهق الغلام: قارب الحلم. (10) أي تخلص منها. (*)

[ 173 ]

الباب ففتحه وألحقته فجذبت قميصه من خلفه، فأخرجته منه وأفلت يوسف منها في ثيابه (1). 17 – عن بعض أصحابنا عن أبى عبد الله قال: فلما همت به وهم بها قالت كما أنت، قال: ولم ؟ قالت: حتى اغطى وجه الصنم لا يرانا، فذكر الله عند ذلك وقد علم ان الله يراه ففر منها هاربا (2). 18 – عن محمد بن قيس عن أبى عبد الله قال: سمعته يقول: ان يوسف لما حل سراويله راى مثال يعقوب قائما عاضا على اصبعه (3) وهو يقول له: يا يوسف


(1 – 2) البحار ج 5: 185 – 191. البرهان ج 2: 248. (3) عض على اصبعه: امسكه باسنانه. ثم لا يخفى ان الرواية محمولة على التقية بدلالة الخبر الآتى والا ففيها ما يخالف عقائد الامامية وان شئت تفصيل الكلام في ذلك فراجع تنزيه الانبياء 60 – 68. والبحار ج 5: 198 – 200 ولقد أجاد المحقق المحدث العارف الفيض قدس سره في الصافى في ما أفاده في المقام ولا بأس بذكر كلامه قدس سره الشريف قال بعد نقل شطر من الروايات في الباب ما لفظه: وقد نسبت العامة خذلهم الله إلى يوسف في هذا المقام امورا ورووا بها روايات مختلفه لا يليق للمؤمن نقلها فكيف باعتقادها ؟ ! ونعم ما قيل: ان الذين لهم تعلق بهذه الواقعة هم يوسف والمرأة وزوجها والنسوة والشهود ورب العالمين وابليس، وكلهم قالوا ببراءة يوسف عن الذنب فلم يبق لمسلم توقف في هذا الباب. اما يوسف فقوله (هي راودتني عن نفسي) وقوله (رب السجن احب إلى مما يدعونني إليه) واما المرأة فلقولها (ولقد راودته عن نفسه فاستعصم) وقالت (الان حصحص الحق انا راودته عن نفسه) واما زوجها فلقوله (انه من كيدكن ان كيدكن عظيم) واما النسوة فلقولهن (امرأة العزيز تراود فتيها عن نفسه قد شغفها حبا انا لنريها في ضلال مبين) وقولهن (حاش لله ما علمنا عليه من سوء) واما الشهود قوله تعالى (شهد شاهد من اهلها) الاية واما شهادة الله بذلك فقوله عز من قائل (كذلك لنصرف عنه السوء و (*)

[ 174 ]

قال: فهرب ثم قال أبو عبد الله: لكنى والله ما رأيت عورة أبى قط، ولا راى أبى عورة جدى قط ولا راى جدى عورة أبيه قط، قال: وهو عاض على اصبعه، فوثب فخرج الماء من ابهام رجله (1) 19 – عن بعض أصحابنا عن ابى جعفر عليه السلام قال: أي شئ يقول الناس في قول الله عزوجل: (لولا أن رأى برهان ربه) ؟ قلت: يقولون راى يعقوب عاضا على اصبعه فقال: لا ليس كما يقولون، فقلت: فأى شئ رأى ؟ قال: لما همت به وهم بها قامت إلى صنم معها في البيت، فألقت عليه ثوبا فقال لها يوسف: ما صنعت ؟ قال: طرحت عليه ثوبا استحيى أن يرانا، قال: فقال يوسف: فأنت تستحيى من صنمك وهو لا يسمع ولا يبصر ولا أستحى أنا من ربى ؟ (2) نرجع إلى حديث ابى حمزة: وأفلت يوسف منها في ثيابه (والفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من اراد بأهلك سوءا الا أن يسجن أو عذاب اليم) قال: فهم الملك بيوسف ليعذبه فقال له يوسف: واله يعقوب ما أردت بأهلك سوءا هي راودتني عن نفسي، فسل هذا الصبى أينا راود صاحبه عن نفسه ؟ قال: وكان عندها صبى من اهلها زائر (3) [ في المهد فقال: هذا طفل لم ينطق ؟ فقال: كلمه ينطقه الله فكلمه فأنطق الله ] لها فأنطق الله الصبى بفصل القضاء، فقال للملك: انظر أيها الملك إلى القميص فان كان مقدودا من قدامه فهو راودها، وان كان مقدودا من خلفه فهى التى راودته عن نفسه، وصدق وهى من الكاذبين، فلما سمع الملك كلام


– الفحشاء انه من عبادنا المخلصين) واما اقرار ابليس بذلك فلقوله (فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين) فأقر بانه لا يمكنه اغواء العباد المخلصين وقد قال الله تعالى (انه من عبادنا المخلصين) فقد أقر ابليس بانه لم يغوه وعند هذا نقول ان هؤلاء الجهال الذين نسبوا إلى يوسف الفضيحة ان كانوا من اتباع دين الله فليقبلوا شهادة الله بطهارته، وان كانوا من أتباع ابليس وجنوده فليقبلوا اقرار ابليس بطهارته. (1 – 2) البحار ج 5: 191. البرهان ج 2: 248. (3) أي باك. (*)

[ 175 ]

الصبى وما اقتص به أفزعه ذلك فزعا شديدا، فدعا بالقميص فنظر إليه فلما رأى القميص مقدودا من خلفه قال لها: (انه من كيدكن ان كيدكن عظيم) وقال ليوسف (اعرض عن هذا) فلا يسمعه منك أحد واكتمه فلم يكتمه يوسف وأذاعه في المدينة حتى قال نسوة منهم: (امرأة العزيز تراود فتيها عن نفسه) فبلغها ذلك فارسلت اليهن وهيئت لهن طعاما ومجلسا ثم اتتهن بأترج وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت ليوسف: اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن ما قلن فقالت لهن: فهذا الذى لمتننى في حبه ؟ قال: فخرج النسوة من عندها فأرسلت كل واحدة منهن إلى يوسف سرا من صواحبها تسئله الزيارة فأبى عليهن: وقال (رب الا تصرف عنى كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين) فلما اذاع امر يوسف وامر امرأة العزيز والنسوة في مصر، بدا للملك بعد ما سمع من قول الصبى ما سمع ليسجنن يوسف، فحبسه في السجن ودخل مع يوسف في السجن فتيان، فكان من قصتهما وقصة يوسف ما قصه الله في كتابه، قال أبو حمزة: ثم انقطع حديث على بن الحسين عند ذلك. (1) 20 – عن محمد بن مروان عن رجل عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان يوسف خطب امرأة جميلة كانت في زمانه، فردت عليه ان عبد الملك اياى يطلب، قال: فطلبها إلى أبيها، فقال له أبوها: ان الامر أمرها، قال: فطلبها إلى ربه وبكى، قال: فأوحى الله إليه: انى قد زوجتكها ثم ارسل إليها انى أريد أن أزوركم، فأرسلت إليه: ان تعال، فلما دخل عليها أضاء البيت لنوره، فقالت: ما هذا الا ملك كريم، فاستسقى فقامت إلى الطاس لتسقيه، فجعل يتناول الطاس من يدها فتناوله فاها فجعل يقول لها: انتظري ولا تعجلى، قال: فتزوجها. (2) 21 – عن العباس بن هلال قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: ان يوسف النبي قال له السجان: انى لاحبك فقال له يوسف: لا تقل هكذا فان عمتى


(1) البرهان ج 2: 248. البحار 5: 185. (2) البرهان ج 2: 253. البحار ج 5: 191. (*)

[ 176 ]

أحبتني فسرقتني، وان ابى أحبنى فحسدني اخوتى فباعوني، وان امرأة العزيز أحبتني فحبستنى (1) 22 – عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال جاء جبرئيل إلى يوسف في السجن قال: قل في دبر كل صلوة فريضة (اللهم اجعل لى فرجا ومخرجا وارزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب) (2) 23 – عن طربال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما امر الملك بحبس يوسف في السجن ألهمه الله علم تأويل الرؤيا، فكان يعبر لاهل السجن رؤياهم وان فتيين ادخلا معه السجن يوم حبسه، فلما باتا أصبحا فقالا له: انا رأينا رؤيا فعبرها لنا، فقال: و ما رأيتما ؟ فقال أحدهما: (انى ارانى احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه) وقال الآخر: انى رأيت ان اسقى الملك خمرا ففسر لهما رؤياهما على ما في الكتاب، ثم قال للذى ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك، قال: ولم يفزع يوسف في حاله إلى الله: فيدعوه فلذلك قال الله: (فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين) قال: فأوحى الله إلى يوسف في ساعته تلك: يا يوسف من أراك الرؤيا التى رأيتها ؟ فقال: أنت يا ربى، قال: فمن حببك إلى ابيك ؟ قال: أنت يا ربى: قال: فمن وجه السيارة اليك ؟ فقال: انت يا ربى، قال: فمن علمك الدعاء الذى دعوت به حتى جعل لك من الجب فرجا ؟ قال: أنت يا ربى، قال: فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجا ؟ قال: انت يا ربى، قال: فمن انطق لسان الصبى بعذرك ؟ قال: أنت يا ربى، قال: فمن صرف عنك كيد امرأة العزيز والنسوة ؟ قال: أنت يا ربى ؟ قال: فمن ألهمك تأويل الرؤيا ؟ قال: أنت يا ربى، قال: فكيف استغثت بغيرى ولم تستغث بى وتسئلني ان أخرجك من السجن، واستغثت وأملت عبدا من عبادي ليذكرك إلى مخلوق من خلقي في قبضتي ولم تفزع إلى ؟ البث في السجن بذنبك بضع سنين بإرسالك عبدا إلى عبد. قال ابن أبى عمير قال ابن أبى حمزة: فمكث في السجن عشرين سنة (3).


(1) البرهان ج 2: 254. البحار ج 5: 178. الصافى ج 1: 831. (2) البرهان ج 2: 254. البحار ج 5: 191. (*)

[ 177 ]

24 – سماعة (1) عن قول الله (اذكرني عند ربك) قال: هو العزيز (2) 25 – ابن أبى يعفور عن أبى عبد الله عليه السلام (قال الآخر انى أرانى أحمل فوق رأسي خبزا) قال: احمل فوق رأسي جفنة فيها خبر تأكل الطير منها (3) 26 – عن يعقوب بن شعيب عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال الله ليوسف: ألست الذى حببتك إلى أبيك وفضلتك على الناس بالحسن ؟ أو لست الذى سقت اليك السيارة وانقذتك واخرجتك من الجب ؟ أو لست الذى صرفت عنك كيد النسوة ؟ فما حملك على أن ترفع رغبتك أو تدعو مخلوقا دوني ؟ فالبث لما قلت في السجن بضع سنين (4) 27 – عن عبد الله بن عبد الرحمن عمن ذكره عنه قال: لما قال للفتى: اذكرني عند ربك أتاه جبرئيل فضربه برجله حتى كشط له عن الارض السابعة (5) فقال له: يا يوسف انظر ماذا ترى ؟ قال: أرى حجرا صغيرا ففلق الحجر فقال: ماذا ترى ؟ قال: أرى دودة صغيرة، قال: فمن رازقها ؟ قال: الله، قال: فان ربك يقول: لم انس هذه الدودة في ذلك الحجر في قعر الارض السابعة، أظننت انى أنساك حتى تقول للفتى: (اذكرني عند ربك) ؟ لتلبثن في السجن بمقالتك هذه بضع سنين ! قال: فبكى يوسف عند ذلك حتى بكى لبكائه الحيطان، قال: فتأذى به أهل السجن، فصالحهم على أن يبكى يوما ويسكت يوما فكان في اليوم الذى يسكت أسوء حالا (6) 28 – عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما بكى أحد بكاء ثلثة، آدم ويوسف وداود، فقلت: ما بلغ من بكائهم ؟ قال: اما آدم فبكا حين أخرج من الجنة وكان رأسه في باب من ابواب السماء فبكى حتى تأذى


(1) كأن سماعة سئل عنهم عليه السلام عن الاية فأجابوه بما في الحديث. (2 – 4) البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 254. (5) كشط الغطاء عن الشئ: كشفه عنه. (6) البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 254 الصافى ج 1: 834. (*)

[ 178 ]

به أهل السماء، فشكوا ذلك إلى الله فحط من قامته، واما داود فانه بكى حتى هاج العشب من دموعه، وانه كان ليزفر زفرة فيحرق ما نبت من دموعه، واما يوسف فانه كان يبكى على أبيه يعقوب وهو في السجن فتأذى به أهل السجن، فصالحهم على أن يبكى يوما ويسكت يوما (1). 29 – عن شعيب العقر قوفى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان يوسف أتاه جبرئيل فقال: يا يوسف ان رب العالمين يقرؤك السلام ويقول لك: من جعلك أحسن خلقه قال: فصاح ووضع خده على الارض، ثم قال: أنت يا رب، قال: ثم قال له: ويقول لك: من حببك إلى أبيك دون اخوتك ؟ قال: فصاح ووضع خده على الارض، ثم قال: أنت يا رب، قال: ويقول لك: من اخرجك من الجب بعد أن طرحت فيها وأيقنت بالهلكة ؟ قال: فصاح ووضع خده على الارض ثم قال: انت يا رب، قال: فان ربك قد جعل لك عقوبة في استغاثتك بغيره فالبث في السجن بضع سنين. قال: فلما انقضت المدة اذن له في دعاء الفرج ووضع خده على الارض ثم قال: اللهم ان كانت ذنوبي قد أخلقت وجهى عندك فانى أتوجه اليك بوجه آبائى الصالحين ابراهيم واسمعيل واسحق ويعقوب، قال: ففرج الله عنه قال: فقلت له: جعلت فداك أندعو نحن بهذا الدعاء ؟ فقال: ادع بمثله اللهم ان كانت ذنوبي قد أخلقت وجهى عندك فانى أتوجه اليك بوجه نبيك نبى الرحمة صلى الله عليه واله وعلى وفاطمة والحسن و الحسين والائمة عليهم السلام (2). 30 – عن يعقوب بن يزيد رفعه عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: (فلبث في السجن بضع سنين) قال سبع سنين (3) 31 – عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: رأت فاطمة في النوم كان الحسن والحسين ذبحا أو قتلا، فاحزنها ذلك، قال: فاخبرت به رسول الله صلى الله عليه واله فقال:


(1 – 3) البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 254 – 255 الصافى ج 1: 834 – 835. وفى نسخة البرهان (تسع) بدل (سبع) في الحديث الاخير. (*)

[ 179 ]

يا رؤيا فتمثلت بين يديه قال: ارأيت فاطمة هذا البلاء ؟ قالت: لا فقال: يا أضغاث أنت ارأيت فاطمة هذا البلاء ؟ قالت: نعم يا رسول الله، قال فما أردت بذلك ؟ قالت: أردت ان أحزنها، فقال لفاطمة: اسمعي ليس هذا بشئ (1) 32 – عن أبان عن محمد بن مسلم عنهما (2) قالا ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: لو كنت بمنزلة يوسف حين أرسل إليه الملك يسئله عن رؤياه ما حدثته حتى اشترط عليه أن يخرجني من السجن وعجبت لصبره عن شأن امرأة الملك حتى أظهر الله عذره (3) 33 – عن ابن ابى يعفور قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ سبع سنابل (4) خضر (5) 34 – عن حفص بن غياث عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان سنين (سبق خ) يوسف الغلاء الذى أصاب الناس ولم يمر (يتمن خ ل) الغلاء لاحد قط، قال: فأتاه التجار فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا فقالوا: نأخذ كذا بكذا فقال: خذوا وأمر فكالوهم فحملوا ومضوا حتى دخلوا المدينة، فلقيهم قوم تجار فقالوا لهم: كيف أخذتم ؟ فقالوا: كذا بكذا وأضعفوا الثمن، قال: فقدموا اولئك على يوسف، فقالوا بعناه فقال: اشتروا كيف تأخذون قالوا: بعنا كما بعت كذا بكذا فقال: ما هو كما تقولون ولكن خذوا فأخذوا ثم مضوا حتى دخلوا المدينة، فلقيهم آخرون فقالوا كيف أخذتم ؟ فقالوا: كذا بكذا، واضعفوا الثمن، قال: فعظم الناس ذلك الغلاء وقالوا: اذهبوا بنا حتى نشترى قال: فذهبوا إلى يوسف فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا فقالوا: بعنا كما بعت، فقال: وكيف بعت ؟ قالوا: كذا بكذا، فقال: ما هو كذلك ولكن خذوا، قال: فأخذوا ورجعوا إلى المدينة فأخبروا الناس فقالوا فيما بينهم: تعالوا حتى نكذب في الرخص كما كذبنا في الغلاء، قال: فذهبوا إلى يوسف فقالوا له: بعنا، فقال:


(1) البرهان ج 2: 255. (2) وفى البرهان (عن احدهما). (3) البحارج 5: 192. البرهان ج 2: 255. الصافى ج 1: 837. (4) وفى البرهان (سنبلات). (5) البرهان ج 2: 255. البحار ج 5: 192. (*)

[ 180 ]

اشتروا، فقالوا: بعنا كما بعت، قال: وكيف بعت قالوا: كذا بكذا بالحط من السعر فقال: ما هو هكذا ولكن خذوا، قال: وذهبوا إلى المدينة فلقيهم الناس فسألوهم بكم اشتريتم ؟ فقالوا: كذا بكذا بنصف الحط الاول، فقال الآخرون: اذهبوا بنا حتى نشترى فذهبوا إلى يوسف فقالوا: بعنا فقال: اشتروا، فقالوا: بعنا كما بعت، فقال: وكيف بعت ؟ فقالوا: كذا بكذا بالحط من النصف، فقال: ما هو كما تقولون. ولكن خذوا، فلم يزالوا يتكاذبون حتى رجع السعر إلى الامر الاول كما أراد الله. (1) 35 – عن محمد بن على الصيرفى عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام (عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون) بالياء (2): يمطرون ثم قال: أما سمعت قوله (وانزلنا من المعصرات ماءا ثجاجا). (3) 36 – عن على بن معمر عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله (عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون) مضمومة، ثم قال: (وأنزلنا من المعصرات ماءا ثجاجا). (4) 37 – عن سماعة قال: سألته عن قول الله (ارجع إلى ربك فاسئله ما بال النسوة) قال: يعنى العزيز (5) 38 – عن الحسن بن موسى قال: روى أصحابنا عن الرضا عليه السلام قال: قال له رجل: أصلحك الله كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون وكأنه أنكر ذلك عليه فقال أبو الحسن: يا هذا أيهما افضل: النبي أو الوصي ؟ فقال: لا بل النبي عليه السلام قال: فأيهما افضل مسلم أو مشرك ؟ قال: لا بل مسلم، قال: فان العزيز عزيز مصر كان مشركا وكان يوسف نبيا، وان المأمون مسلم وانا وصى ؟ ويوسف سأل العزيز ان يوليه حتى قال: استعملني على خزائن الارض انى حفيظ عليم، والمأمون اجبرني على ما انا فيه (6)


(1) البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 255. (2) في البحار (بضم الياء). (3 – 5) البحار ج 5: 192. البرهان ج 2: 255. الصافى ج 1: 386. (6) البرهان ج 2: 256. البحار ج 5: 183. (*)

[ 181 ]

39 – قال: وقال في قوله: (حفيظ عليم) قال: حافظ لما في يدى، (عليم) عالم بكل لسان (1). 40 – قال سليمان قال سفيان: قلت لابي عبد الله: [ ما ] يجوز ان يزكى الرجل نفسه ! قال: نعم إذا اضطر إليه، اما سمعت قول يوسف: (اجعلني على خزائن الارض انى حفيظ عليم) وقول العبد الصالح: (انا لكم ناصح امين) (2). 41 – عن الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال: ملك يوسف مصر وبراريها لم يجاوزها إلى غيرها (3). 42 – عن ابى بصير قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يحدث قال: لما فقد يعقوب يوسف اشتد حزنه عليه وبكاؤه حتى ابيضت عيناه من الحزن، واحتاج حاجة شديدة وتغيرت حاله، قال: وكان يمتار القمح (4) من مصر لعياله في السنة مرتين للشتاء والصيف، وانه بعث عدة من ولده ببضاعة يسيرة إلى مصر مع رفقة خرجت فلما دخلوا على يوسف وذلك بعد ما ولاه العزيز مصر فعرفهم يوسف ولم يعرفه اخوته لهيبة الملك وعزته فقال لهم: هلموا بضاعتكم قبل الرفاق، وقال لفتيانه: عجلوا لهؤلاء الكيل واوفوهم، فإذا فرغتم فاجعلوا بضاعتهم هذه في رحالهم ولا تعلموهم بذلك ففعلوا ثم قال لهم يوسف: قد بلغني انه كان لكم أخوان لابيكم فما فعلا ؟ قالوا: اما الكبير منهما فان الذئب اكله، واما الصغير فخلفناه عند ابيه وهو به ضنين (5) وعليه شفيق، قال: فانى احب ان تأتوني به معكم إذا جئتم لتمتارون (فان لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قالوا سنراود عنه اباه وانا لفاعلون).


(1) البرهان ج 2: 256. البحار ج 5: 183. (2) البرهان ج 2: 256. الصافى ج 1: 938. (3) البرهان ج 2: 257. البحار ج 5: 192. (4) امتار لعياله: أتاهم بميرة وهى طعام يمتاره الانسان أي يجلبه من بلد إلى بلد. والقمح البر. (5) الضنين: البخيل، أي هو بختص به يحفظه عن غيره. (*)

[ 182 ]

فلما رجعوا إلى ابيهم فتحوا متاعهم فوجدوا بضاعتهم فيه (1) قالوا: يا ابانا ما نبغى هذه بضاعتنا قد ردت الينا وكيل لنا كيل قد زاد حمل بعير، (فأرسل معنا اخانا نكتل وانا له لحافظون قال هل آمنكم عليه الا كما أمنتكم على اخيه من قبل) فلما احتاجوا إلى الميرة بعد ستة اشهر بعثهم يعقوب، وبعث معهم بضاعة يسيرة وبعث معهم ابن ياميل واخذ عليهم بذلك موثقا من الله لتأتنني به الا ان يحاط بكم اجمعين، فانطلقوا مع الرفاق حتى دخلوا على يوسف، فقال لهم معكم ابن ياميل ؟ قالوا: نعم هو في الرحل قال لهم: فأتوني فأتوه به وهو في دار الملك، فقال: ادخلوه وحده فأدخلوه عليه، فضمه يوسف إليه وبكى، وقال له: انا اخوك يوسف فلا تبتئس بما تراني اعمل، واكتم ما اخبرتك به ولا تحزن ولا تخف، ثم اخرجه إليهم وامر فتيته ان يأخذوا بضاعتهم، ويعجلوا لهم الكيل، فإذا فرغوا جعلوا المكيال في رحل ابن ياميل ففعلوا به ذلك وارتحل القوم مع الرفقة فمضوا، فلحقهم يوسف وفتيته فنادوا فيهم: (قال ايتها العير انكم لسارقون قالوا واقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وانا به زعيم قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الارض وما كنا سارقين قالوا فما جزائه ان كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه) قال (فبدا بأوعيتهم قبل وعاء اخيه ثم استخرجها من وعاء اخيه قالوا ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل). فقال لهم يوسف: ارتحلوا عن بلادنا (قالوا يا ايها العزيز ان له أبا شيخا كبيرا) وقد اخذ علينا موثقا من الله لنرد به إليه، (فخذ أحدنا مكانه انا نريك من المحسنين) ان فعلت (قال معاذ الله أن نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده) فقال كبيرهم: انى لست ابرح الارض حتى يأذن لى أبى أو يحكم الله لى، ومضى اخوة يوسف حتى دخلوا على يعقوب فقال لهم: فأين ابن ياميل ؟ قالوا: ابن ياميل سرق مكيال الملك فاخذه الملك بسرقته فحبس فسل أهل القرية والعير حتى يخبروك بذلك


(1) وفى البرهان (في رحالهم). (*)

[ 183 ]

فاسترجع واستعبر واشتد حزنه حتى تقوس ظهره (1) 43 – أبو حمزة عن أبى بصير عنه ذكر فيه ابن يامين ولم يذكر ابن ياميل (2) 44 – عن أبان الاحمر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما دخل اخوة يوسف عليه وقد جاءوا بأخيهم معهم وضع لهم الموائد ثم قال: يمتار كل واحد منكم مع أخيه لامه على الخوان، فجلسوا وبقى أخوه قائما فقال له: مالك لا تجلس مع اخوتك ؟ قال: ليس لى منهم اخ من امى، قال: فلك أخ من امك زعم هؤلاء ان الذئب أكله ؟ قال: نعم، قال: فاقعد وكل معى، قال: فترك اخوته الاكل وقالوا: انا نريد أمرا ويأبى الله الا أن يرفع ولد يامين علينا، قال: ثم حين فرغوا من جهازهم أمر أن يوضع الصاع في رحل أخيه، فلما فصلوا نادى مناد: (ايتها العير انكم لسارقون) قال: (فرجعوا فقالوا ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك) إلى قوله (جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه) يعنون السنة التى تجرى فيها أن يحبسه (فبدأ باوعيتهم قبل وعاء اخيه ثم استخرجها من وعاء اخيه فقالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل) قال الحسن بن على الوشاء فسمعت الرضا عليه السلام يقول: يعنون المنطقة (3) فلما فرغ من غدائه، قال: ما بلغ من حزنك على أخيك ؟ قال: ولدلى عشرة اولاد فكلهم شققت لهم اسما من اسمه، قال: فقال له: أريك حزنت عليه حيث اتخذت النساء من بعده، قال: ايها العزيز ان لى أبا شيخا كبيرا صالحا فقال: يا بنى تزوج لعلك [ ان ] تصيب ولدا يثقل الارض بشهادة ان لا اله الا الله. قال أبو محمد عبد الله بن محمد هذا من رواية الرضا (4). 45 – عن على بن مهزيار عن بعض أصحابنا عن أبيه عن ابى عبد الله عليه السلام قال:


(1 – 2) البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 257. الصافى ج 1: 841. (3) سيأتي قصة المنطقة في حديث اسمعيل بن همام ورواه الصدوق رحمه الله في العلل و العيون ايضا وفى سنده العياشي رحمه الله فراجع. (4) البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 258. الصافى ج 1: 843. (*)

[ 184 ]

وقد كان هيأ لهم طعاما، فلما دخلوا إليه قال: ليجلس كل بنى ام على مائدة قال: فجلسوا وبقى ابن يامين قائما، فقال له يوسف: ما لك لا تجلس ؟ قال له: انك قلت ليجلس كل بنى أم على مائدة وليس لى منهم ابن ام، فقال يوسف: اما كان لك ابن ام ؟ قال له ابن يامين: بلى، قال يوسف: فما فعل ؟ قال زعم هؤلاء ان الذئب أكله، قال: فما بلغ من حزنك عليه ؟ قال: ولد لى احد عشر ابنا كلهم اشتق له اسم من اسمه، فقال له يوسف: اراك قد عانقت النساء وشممت الولد من بعده ؟ قال له ابن يامين: ان لى ابا صالحا، وانه قال، تزوج لعل الله أن يخرج منك ذرية يثقل الارض بالتسبيح فقال له: تعال فاجلس معى على مائدتي، فقال اخوة يوسف: لقد فضل الله يوسف و اخاه، حتى ان الملك قد اجلسه معه على مائدته (1). 46 – عن جابر بن يزيد عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك لم سمى امير المؤمنين امير المؤمنين ؟ قال لانه يميرهم العلم (2) اما سمعت كلام الله (ونمير أهلنا) (3). 47 – عن أبى بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لا خير فيمن لا تقية له، و لقد قال يوسف: (ايتها العير انكم لسارقون) وما سرقوا (4). 48 – وفى رواية أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: التقية من دين الله، ولقد قال يوسف (ايتها العير انكم لسارقون) ووالله ما كانوا سرقوا شيئا وما كذب (5). 49 – وفى رواية اخرى عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: قيل له وأنا عنده: ان سالم بن حفصة يروى عنك انك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج، فقال: ما يريد سالم منى أيريد أجئ بالملئكة، فو الله ما جاء بهم النبيون ولقد قال ابراهيم (انى سقيم) ووالله ما كان سقيما وما كذب، ولقد قال ابراهيم (بل فعله كبيرهم) وما فعله كبيرهم وما كذب، ولقد قال يوسف (ايتها العير انكم لسارقون) والله ما كانوا سرقوا وما كذب (6).


(1) البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 258. الصافى ج 1: 843. (2) يقال فلان يمير اهله: إذا حمل إليهم اقواتهم من غير بلدهم. (3 – 6) البحار ج 5: 193. البرهان ج 2: 258. (*)

[ 185 ]

50 – عن رجل من اصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله في يوسف: (ايتها العير انكم لسارقون) قال: انهم سرقوا يوسف من أبيه، الا ترى انه قال لهم حين قالوا (واقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك) ولم يقولوا سرقتم صواع الملك، انما عنى سرقتم يوسف من ابيه (1). 51 – عن أبى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: صواع الملك طاس الذى يشرب فيه (2). 52 – عن محمد بن أبى حمزة عمن ذكره عن ابى عبد الله عليه السلام قال قوله: (صواع الملك) قال: كان قدحا من ذهب وقال: كان صواع يوسف إذ كيل به (3) قال (لعن الله الخوان لا تخونوا به) بصوت حسن (4). 53 – عن اسمعيل بن همام قال: قال الرضا عليه السلام: في قول الله (ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم) قال: كانت لاسحق النبي منطقة (5) يتوارثها الانبياء والاكابر، فكانت عند عمة يوسف، وكان يوسف عندها وكانت تحبه فبعث إليها ابوه ان ابعثيه إلى وارده اليك، فبعثت إليه ان دعه عندي الليلة لاشمه ثم ارسله اليك غدوة، فلما اصبحت اخذت المنطقة فربطتها في حقوه (6) والبسته قميصا وبعثت به إليه، وقالت: سرقت المنطقة فوجدت عليه، وكان


(1) البرهان ج 2: 258. البحار ج 5: 186. الصافى ج 1: 844. (2) البرهان ج 2: 258. البحار ج 5: 193. الصافى ج 1: 845. (3) وفى الصافى (إذا كيل كيل به) من دون الزيادة. (4) البرهان ج 2: 258. البحار ج 5: 193. الصافى ج 1: 845. قال المجلسي رحمه الله وجدت في كتاب الفهرست لابي غالب الزرارى ما هذا لفظه: أبو حمزة البطائني اسمه سالم روى عنه ان صاع يوسف كان يصوت بصوت حسن واحد واثنان. (5) المنطقة: ما يشد به الوسط وتسمى بالحياصة وبالفارسية (كمربند). (6) الحقو: موضع شد الازار وهو الخاصرة. (*)

[ 186 ]

إذا سرق احد في ذلك الزمان دفع إلى صاحب السرقة فأخذته فكان عندها (1). 54 – عن الحسن بن على الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: كانت الحكومة في بنى اسرائيل إذا سرق احد شيئا استرق به، وكان يوسف عند عمته وهو صغير و كانت تحبه، وكانت لاسحق منطقة ألبسها يعقوب، وكانت عند أخته، وان يعقوب طلب يوسف ان ياخذه من عمته، فاغتمت لذلك وقالت له: دعه حتى ارسله اليك، فأرسلته و أخذت المنطقة فشدتها في وسطه تحت الثياب، فلما أتى يوسف أباه جاءت فقالت: سرقت المنطقة ؟ ففتشته فوجدتها في وسطه، فلذلك قال اخوة يوسف حيث جعل الصاع في وعاء أخيه، فقال لهم يوسف: ما جزاؤ من وجدنا في رحله ؟ قالوا: جزاؤه بإجراء السنة التى تجرى فيهم فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه، فلذلك قال اخوة يوسف (ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل) يعنون المنطقة فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم (2) عن الحسن بن على الوشاء عن الرضا عليه السلام وذكر مثله. 55 – عن الحسين بن أبى العلاء عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ذكر بنى يعقوب قال كانوا إذا غضبوا اشتد غضبهم حتى يقطر جلودهم دما أصفر، وهم يقولون خذ احدنا مكانه يعنى جزاؤه فأخذ الذى وجد الصاع عنده (3 56 – عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما استيأس اخوة يوسف من أخيهم قال لهم يهودا (4) – وكان أكبرهم – (لن ابرح الارض حتى يأذن لى أبى أو يحكم الله لى وهو خير الحاكمين) قال: ورجع إلى يوسف يكلمه في أخيه فكلمه حتى


(1) البرهان ج 2: 259. البحار ج 5: 182. الصافى ج 1: 846. وفى رواية الصدوق رحمه الله في العلل والعيون (فكان عبده) مكان (فكان عندها). (2) البرهان ج 2: 259. البحار ج 5: 178. (3) البرهان ج 2: 259. البحار ج 5: 193. (4) وفى بعض النسخ (يهوذا) بالذال في المواضع. (*)

[ 187 ]

ارتفع الكلام بينهما حتى غضب يهودا، وكان إذا غضب قامت شعرة في كتفه وخرج منها الدم (1) قال: وكان بين يدى يوسف ابن له صغير معه رمانة من ذهب، وكان الصبى يلعب بها، قال: فأخذها يوسف، من الصبى فدحرجها نحو يهودا، قال وحبا الصبى (2) نحو يهودا، ليأخذها فمس يهودا فسكن يهودا ثم عاد إلى يوسف فكلمه في أخيه حتى ارتفع الكلام بينهما حتى غضب يهودا وقامت الشعرة وسال منها الدم، فأخذ يوسف الرمانة من الصبى فدحرجها نحو يهودا وحبا الصبى نحو يهودا فسكن يهودا فقال يهودا: ان في البيت معنا لبعض ولد يعقوب قال: فعند ذلك قال لهم يوسف (هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون). وفى رواية هشام بن سالم عنه قال: لما أخذ يوسف أخاه اجتمع عليه اخوته فقالوا له: خذ أحدنا مكانه وجلودهم تقطر دما اصفر وهم يقولون: خذ أحدنا مكانه، قال: فلما أن ابى عليهم وأخرجوا من عنده، قال لهم يهودا: قد علمتم ما فعلتم بيوسف فلن ابرح الارض حتى يأذن لى ابى أو يحكم الله لى وهو خير الحاكمين، قال فرجعوا إلى ابيهم وتخلف يهودا قال: فدخل على يوسف فكلمه في اخيه حتى ارتفع الكلام بينه وبينه، وغضب وكان على كتفه شعرة إذا غضب قامت الشعرة فلا يزال تقذف بالدم حتى يمسه بعض ولد يعقوب، قال: فكان بين يدى يوسف ابن له صغير في يده رمانة من ذهب يلعب بها فلما رآه يوسف قد غضب وقامت الشعرة تقذف بالدم اخذ الرمانة من يدى الصبى ثم دحرجها نحو يهودا واتبعها الصبى ليأخذها فوقعت يده على يهودا قال: فذهب غضبه، قال: فارتاب يهودا ورجع الصبى بالرمانة إلى يوسف، ثم ارتفع الكلام بينهما حتى غضب وقامت الشعرة فجعلت تقذف بالدم فلما راى يوسف دحرج الرمانة نحو يهودا واتبعها الصبى ليأخذها، فوقعت يده على يهودا فسكن غضبه، قال: فقال يهودا: ان في البيت لمن ولد يعقوب حتى صنع ذلك ثلث مرات (3)


(1) في المحكى عن بعض نسخ البحار زيادة وهى هذه (وكان لا يسكن حتى يمسه بعض ولد يعقوب). (2) أي دنا نحوه. (3) البرهان ج 2: 259. البحار ج 5: 193. الصافى ج 1: 847. (*)

[ 188 ]

57 – عن جابر قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: رحمك الله ما الصبر الجميل ؟ فقال: ذلك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس، ان ابراهيم بعث يعقوب إلى راهب من الرهبان (1) عابد من العباد في حاجة، فلما رآه الراهب حسبه ابراهيم فوثب إليه فاعتنقه، ثم قال: مرحبا بخليل الرحمن، قال يعقوب: انى لست بابراهيم ولكني يعقوب بن اسحق بن ابراهيم، فقال له الراهب: فما بلغ بك ما رأى من الكبر ؟ قال: الهم والحزن والسقم فما جاوز صغير الباب (2) حتى أوحى الله إليه: ان يا يعقوب شكوتني إلى العباد فخر ساجدا عند عتبة الباب يقول: رب لا اعود فأوحى الله إليه: انى قد غفرتها لك فلا تعودن إلى مثلها، فما شكى شيئا مما أصابه من نوائب الدنيا الا انه قال يوما: (انما اشكو بثى وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون) (3) 58 – عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال له بعض اصحابنا: ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف ؟ قال: حزن سبعين ثكلى حرى (4). 59 – وبهذا الاسناد عنه قال: قيل له: كيف يحزن يعقوب على يوسف وقد اخبره جبرئيل انه لم يمت وانه سيرجع إليه ؟ فقال: انه نسى ذلك (5). 60 – [ عن محمد بن سهل البحراني ] عن بعض اصحابنا عن ابى عبد الله عليه السلام قال: البكاؤن خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد وعلى بن الحسين عليهم السلام واما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره، وحتى قيل له: (تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين) (6).


(1) قال المجلسي رحمه الله في بيان الحديث بعث ابراهيم يعقوب عليه السلام بعد كبر يعقوب غريب، ولعله كان بعد فوت ابراهيم وكان البعث على سبيل الوصية وفى بعض النسخ (ان الله بعث) وهو الصواب. (2) وقال رحمه الله وقوله: صغير الباب لعله من اضافة الصفة إلى الموصوف أي الباب الصغير أي باب البيت دون باب الدار ورواه في كتاب التمحيص عن جابر وفيه فما جاوز عتبة الباب (انتهى). اقول: وفى بعض نسخ الكتاب كنسخة البرهان (عتبة الباب) ايضا مكان صغير الباب. (3 – 6) البرهان ج 2: 264. البحار ج 5: 194. (*)

[ 189 ]

61 – عن اسمعيل بن جابر عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان يعقوب أتى ملكا بناحيتهم يسئله الحاجة، فقال له الملك: أنت ابراهيم ؟ قال: لا، قال: وانت اسحق بن ابراهيم ؟ قال: لا، قال: فمن انت ؟ قال: انا يعقوب بن اسحق قال: فما بلغ بك ما ارى من حداثة السن قال: الحزن على ابني يوسف قال: لقد بلغ بك الحزن يا يعقوب كل مبلغ، فقال: انا معشر الانبياء اسرع شئ البلاء الينا ثم الامثل فالامثل من الناس، فقضى حاجته فلماجاوز [ صغير ] بابه هبط عليه جبرئيل فقال له: يا يعقوب ربك يقرئك السلام ويقول لك: شكوتني إلى الناس فعفر وجهه في التراب (1) وقال: يا رب زلة اقلنيها فلا أعود بعد هذا أبدا، ثم عاد إليه جبرئيل فقال: يا يعقوب ارفع رأسك ان ربك يقرئك السلام ويقول لك: قد أقلتك فلا تعود تشكوني إلى خلقي، فما رؤى ناطقا بكلمة مما كان فيه حتى اتاه بنوه فصرف وجهه إلى الحائط فقال (انما اشكو بثى و حزنى إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون) (2). 62 – في حديث آخر عنه جاء يعقوب إلى نمرود في حاجة فلما دخل عليه و كان اشبه الناس بابراهيم قال له: أنت ابراهيم خليل الرحمن ؟ قال: لا (الحديث) (3). 63 – الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (انما اشكو بثى وحزني إلى الله) منصوبة (4) 64 – عن حنان بن سدير [ عن ابيه ] قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: أخبرني عن يعقوب حين قال: (اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه) أكان علم انه حى وقد فارقه منذ عشرين سنة وذهبت عيناه من الحزن ؟ قال: نعم علم انه حى، قال: وكيف علم ؟ قال: انه دعى في السحر أن يهبط عليه ملك الموت فهبط عليه تربال (5) وهو ملك الموت، فقال له تربال: ما حاجتك يا يعقوب ؟ قال: أخبرني عن الارواح تقبضها مجتمعة


(1) عفره في التراب: مرغه ودلكه. (2 – 3) البحار ج 5: 194. البرهان ج 2: 264. (4) البرهان ج 2: 264. (5) وفى بعض النسخ (تريال) وفى آخر (قوبال). (*)

[ 190 ]

أو متفرقة ؟ قال: بل متفرقة روحا روحا، قال: فمر بك روح يوسف ؟ قال: لا قال: فعند ذلك علم انه حى، فقال لولده: (اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه) (1) وفى خبر آخر: عزرائيل وهو ملك الموت وذكر نحوه عنه (2) 65 – عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام عاد إلى الحديث الاول (3) قال: و اشتد حزنه يعنى يعقوب حتى تقوس ظهره وأدبرت الدنيا عن يعقوب وولده حتى احتاجوا حاجة شديدة، وفنيت ميرتهم، فعند ذلك قال يعقوب لولده: (اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون)، فخرج منهم نفر وبعث معهم ببضاعة يسيرة وكتب معهم كتابا إلى عزيز مصر يتعطفه على نفسه وولده، وأوصى ولده أن يبدو بدفع كتابه قبل البضاعة فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم إلى عزيز مصر ومظهر العدل وموفى الكيل من يعقوب بن اسحق بن ابراهيم خليل الله صاحب نمرود الذى جمع لابراهيم الحطب والنار ليحرقه بها، فجعلها الله عليه بردا وسلاما وأنجاه منها أخبرك ايها العزيز انا أهل بيت قديم لم يزل البلاء الينا سريعا من الله ليبلونا بذلك عند السراء والضراء وان مصائب تتابعت على منذ عشرين سنة أولها انه كان لى ابن سميته يوسف وكان سروري من بين ولدى وقرة عينى وثمرة فؤادى، وان اخوته من غير امه سألوني ان أبعثه معهم يرتع ويلعب، فبعثته معهم بكرة وانهم جاؤني عشاءا يبكون وجاؤني على قميصه بدم كذب فزعموا ان الذئب أكله فاشتد لفقده حزنى وكثر على فراقه بكائى حتى ابيضت عيناى من الحزن، وانه كان له أخ من خالته، وكنت به معجبا وعليه رفيقا وكان لى أنيسا وكنت إذ ذكرت يوسف ضممته إلى صدري فيسكن بعض ما أجد في صدري، وان اخوته ذكروا لى انك ايها العزيز سألتهم عنه وأمرتهم ان يأتوك به، وان لم يأتوك به منعتهم الميرة لنا من القمح من مصر، فبعثته معهم ليمتاروا لنا قمحا، فرجعوا


(1 – 2) البرهان ج 2: 264. البحار ج 5: 186. الصافى ج 1: 849 (3) وهو ما تقدم تحت رقم 42. (*)

[ 191 ]

إلى فليس هو معهم وذكروا انه سرق مكيال الملك، ونحن أهل بيت لا نسرق، وقد حبسته وفجعتنى به، وقد اشتد لفراقه حزنى حتى تقوس لذلك ظهرى، وعظمت به مصيبتي مع مصائب متتابعات على فمن على بتخلية سبيله واطلاقه من محبسه (1) وطيب لنا القمح وأسمح لنا في السعر (2) وعجل بسراح آل يعقوب. فلما مضى ولد يعقوب من عنده نحو مصر بكتابه نزل جبرئيل على يعقوب فقال له: يا يعقوب ان ربك يقول لك: من ابتلاك بمصائبك التى كتبت بها إلى عزيز مصر ؟ قال يعقوب: انت بلوتنى بها عقوبة منك وأدبا لى، قال الله: فهل كان يقدر على صرفها عنك أحد غيرى ؟ قال يعقوب: اللهم لا، قال: أفما استحييت منى حين شكوت مصائبك إلى غيرى ولم تستغث بى وتشكو ما بك إلى ؟ فقال يعقوب: استغفرك يا الهى وأتوب اليك، وأشكو بثى وحزني اليك، فقال الله تبارك وتعالى: قد بلغت بك يا يعقوب و بولدك الخاطئين الغاية في أدبى، ولو كنت يا يعقوب شكوت مصائبك إلى عند نزولها بك واستغفرت وتبت إلى من ذنبك لصرفتها عنك بعد تقديري اياها عليك ولكن الشيطان أنساك ذكرى فصرت إلى القنوط من رحمتى، وانا الله الجواد الكريم أحب عبادي المستغفرين التائبين الراغبين إلى فيما عندي، يا يعقوب أنا راد اليك يوسف وأخاه ومعيد اليك ما ذهب من مالك [ ولحمك ودمك ] وراد اليك بصرك و مقوم لك ظهرك وطب نفسا وقر عينا وان الذى فعلته بك كان أدبا منى لك فأقبل أدبى. قال: ومضى ولد يعقوب بكتابه نحو مصر حتى دخلوا على يوسف في دار المملكة، (فقالوا يا ايها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا) بأخينا ابن يامين وهذا كتاب أبينا يعقوب اليك في امره يسئلك تخلية سبيله، وان تمن به عليه، قال: فأخذ يوسف كتاب يعقوب فقبله ووضعه على عينيه وبكى وانتحب (3) حتى بلت دموعه القميص الذى


(1) وفى بعض النسخ (من محبسك). (2) سمح بكذا: جاد. (3) انتخب: تنفس شديدا. بكى شديدا. (*)

[ 192 ]

عليه، ثم أقبل عليهم فقال: (هل علمتم ما فعلتم بيوسف) من قبل (وأخيه) من بعد (قالوا إنك لانت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخى قد من الله علينا قالوا تالله لقد آثرك الله علينا) فلا تفضحنا ولا تعاقبنا اليوم واغفر لنا (قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم). وفى رواية اخرى عن أبى بصير عن أبى جعفر نحوه (1). 66 – عن عمرو بن عثمان عن بعض أصحابنا قال: لما قال اخوة يوسف: (يا ايها العزيز مسنا وأهلنا الضر) قال: قال يوسف لا صبر على ضر آل يعقوب، فقال عند ذلك:) هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه) إلى آخر الآية (2). 67 – عن أحمد بن محمد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سئلته عن قوله: (و جئنا ببضاعة مزجاة) قال: المقل (3) وفى هذه الرواية (وجئنا ببضاعة مزجئة) قال: كانت المقل، وكانت بلادهم بلاد المقل، وهى البضاعة (4). 68 – عن ابن أبى عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال: كتب يعقوب النبي إلى يوسف: عن يعقوب بن اسحق ذبيح الله بن ابراهيم خليل الله إلى عزيز مصر اما بعد فأنا أهل بيت لم يزل البلاء سريعا الينا، ابتلى جدى ابراهيم فالقى في النار، ثم ابتلى أبى اسحق بالذبح، فكان لى ابن وكان قرة عينى، وكنت اسر به فابتليت


(1) البحار ج 5: 195. البرهان ج 2: 265. الصافى ج 1: 852. (2) البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 195. (3) أي المراد من البضاعة المقل. وهو الكندر الذى تدخن به اليهود وحبه يجعل في الدواء، وصمغ شجرة. (4) البرهان ج 2: 266. الصافى ج 1: 850 البحار ج 5: 195. وفيه بعد نقل الحديث: بيان: قال البيضاوى مزجاة: رديئة أو قليلة ترد وتدفع رغبة عنها من ازحبيته: إذا دفعته وقيل كانت دراهم زيوفا (وهو جمع الزائف: الردى المردود لغش فيه) وقيل صوفا وسمنا وقيل صنوبر وحبة الخضراء وقيل: الاقط وسويق المقل (انتهى) وفى رواية اخرى لعله عليه السلام قرأ (مزجاة) بتشديد الجيم أو (مزجية) بكسر الجيم وتشديد الياء ولم ينقل في القراءة الشاذة غير المشهورة. (*)

[ 193 ]

بان أكله الذئب، فذهب بصرى حزنا عليه من البكاء، وكان له أخ وكنت اسر إليه بعده فأخذته في سرق، وانا أهل بيت لم نسرق قط ولا يعرف لنا السرق (1) فان رأيت ان تمن على به فعلت، قال: فلما أوتى يوسف بالكتاب فتحه وقرأه، فصاح ثم قام فدخل منزله فقرأ وبكى ثم غسل وجهه، ثم خرج إلى اخوته ثم عاد فقرئه فصاح وبكى ثم قام فدخل منزله فقرئه وبكي ثم غسل وجهه وعاد إلى اخوته فقال (هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون) وأعطاهم قميصه وهو قميص ابراهيم وكان يعقوب بالرملة (2) فلما فصلوا بالقميص من مصر قال يعقوب (انى لاجد ريح يوسف لولا أن تفندون قالوا تالله انك لفى ضلالك القديم) (3) 69 – عن المفضل بن عمر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ليس رجل من ولد فاطمة يموت ولا يخرج من الدنيا حتى يقر للامام بامامته، كما اقر ولد يعقوب ليوسف حين قالوا (تالله لقد آثرك الله علينا) (4) 70 – عن أخى مرازم عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (ولما فصلت العير) قال وجد يعقوب ريح قميص ابراهيم حين فصلت العير من مصر وهو بفلسطين (5) 71 – عن مفضل الجعفي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: اتدرى ما كان قميص يوسف ؟ قال: قلت لا قال: ان ابراهيم لما أوقدوا النار له أتاه جبرئيل من ثياب الجنة فألبسه اياه، فلم يضره معه حر ولا برد، فلما حضر ابراهيم الموت جعله في تميمة (6) وعلقه على اسحق وعلق اسحق على يعقوب فلما ولد ليعقوب يوسف علقه عليه، وكان في عضده (7) حتى كان من أمره ما كان، فلما أخرج يوسف


(1) وفى نسخة البحار (ولا نعرف بالسرق). (2) قال الحموى: الرملة واحدة الرمل: مدينة عظيمة بفلسطين وكانت قصبتها قد خربت الان، وكانت رباطا للمسلمين. (3 – 5) البحار ج 5: 195. البرهان ج 2: 266. (6) التميمة: خزرة أو ما يشبهها كان الاعراب يضعونها على أولادهم للوقاية من العين ودفع الارواح. (7) وفى رواية القمى في التفسير (في عنقه) (*)

[ 194 ]

القميص من التميمة وجد يعقوب ريحه وهو قوله (انى لاجد ريح يوسف لولا ان تفندون) فهو ذلك القميص الذى أنزل من الجنة قلت: جعلت فداك فالى من صار ذلك القميص ؟ فقال إلى: اهله ثم قال: كل نبى ورث علما أو غيره قد انتهى إلى محمد صلى الله عليه وآله (1). 72 – عن ابراهيم بن أبى البلاد عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان القميص الذى أنزل به على ابراهيم من الجنة في قصبة من فضة أو حديه، وكان إذا لبس كان واسعا كبيرا، فلما فصلوا بالقميص ويعقوب بالرملة، قال يعقوب: (انى لاجد ريح يوسف) عنى ريح الجنة حتى فصلوا بالقميص لانه كان في الجنة (2). 73 – عن محمد بن اسمعيل بن بزيع رفعه باسناد له قال: ان يعقوب وجد ريح قميص يوسف من مسيرة عشرة ليال، وكان يعقوب ببيت المقدس ويوسف بمصر، وهو القميص الذى نزل على ابراهيم من الجنة، فدفعه ابراهيم إلى اسحق واسحق إلى يعقوب، ودفعه يعقوب إلى يوسف عليه السلام (3) 74 – عن نشيط بن صالح البجلى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أكان اخوة يوسف صلوات الله عليه أنبياء، قال: لا ولا بررة أتقياء، وكيف وهم يقولون لابيهم يعقوب: (تالله انك لفى ضلالك القديم) (4). 75 – عن سليمان بن عبد الله الطلحى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام ما حال بنى يعقوب هل خرجوا من الايمان ؟ فقال: نعم، قلت له: فما تقول في آدم ؟ قال: دع آدم (5). 76 – عن بعض أصحابنا عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان بنى يعقوب بعد ما صنعوا بيوسف أذنبوا فكانوا انبياء ؟ ! (6).


(1) البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 178. (2) البرهان ج 2: 266. البحار 5: 186. (3 – 4) البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 196. الصافى ج 1: 855. (5) البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 189. الصافى ج 1: 856. (6) البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 195. وقال المجلسي رحمه الله: استفهام على الانكار. (*)

[ 195 ]

77 – عن نشيط عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته أكان ولد يعقوب أنبياء ؟ فقال: لا ولا بررة اتقياء، كيف يكون كذلك وهم يقولون ليعقوب (تالله انك لفى ضلالك القديم) (1). 78 – عن مقرن (2) عن ابى عبد الله عليه السلام قال: كتب عزيز مصر إلى يعقوب اما بعد فهذا ابنك يوسف اشتريته بثمن بخس دراهم معدودة، واتخذته عبدا، وهذا ابنك ابن يامين أخذته قد سرق واتخذته عبدا، قال: فما ورد على يعقوب شئ أشد عليه من ذلك الكتاب، فقال للرسول: مكانك حتى اجيبه فكتب إليه يعقوب: اما بعد فقد فهمت كتابك بأنك أخذت ابني بثمن بخس واتخذته عبدا، وانك اتخذت ابني ابن يامين وقد سرق (3) فاتخذته عبدا، فانا أهل بيت لا نسرق ولكنا أهل بيت نبتلى وقد ابتلى أبونا ابراهيم بالنار فوقاه الله، وابتلى أبونا اسحق بالذبح فوقاه الله، وانى قد ابتليت بذهاب بصرى وذهاب ابني، وعسى الله ان يأتيني بهم جميعا، قال: فلما ولى الرسول عنه رفع يده إلى السماء ثم قال: يا حسن الصحبة يا كريم المعونة يا خيرا كله ائتنى بروح منك وفرج من عندك، قال: فهبط عليه جبرئيل فقال ليعقوب: الا اعلمك دعوات يرد الله بها بصرك، ويرد عليك ابنك (4) فقال: بلى، فقال: قل: يا من لا يعلم احد كيف هو وحيث هو وقدرته الا هو، يا من سد الهواء بالسماء وكبس الارض على الماء (5) واختار لنفسه أحسن الاسماء، ءاتنى بروح منك، وفرج من عندك. فما انفجر عمود الصبح حتى أتى بالقميص فطرح على وجهه فرد الله عليه بصره ورد عليه ولده (6).


(1) البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 195. (2) وفى نسخة البرهان (حمران) بدل (مقرن). (3) وفى المحكى عن تفسير القمى (قد وجدت متاعى عنده) مكان (قد سرق). (4) وفى نسخة (ابنيك) وفى اخرى (ولديك). (5) قال الطريحي: في الدعاء) يا من كبس الارض على الماء أي أدخلها فيه من قولهم كبس رأسه في ثوبه: أخفاه وأدخله فيه أو جمعها فيه. (6) البرهان ج 2: 266. البحار ج 5: 195. (*)

[ 196 ]

79 – عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام عاد إلى الحديث الاول الذى قطعناه (1) (قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم اذهبوا بقميصي هذا) الذى بلته دموع عينى (فالقوه على وجه أبى يرتد بصيرا) لو قد شم بريحي (واتونى بأهلكم أجمعين) وردهم إلى يعقوب في ذلك اليوم وجهزهم بجميع ما يحتاجون إليه، فلما فصلت عيرهم من مصر، وجد يعقوب ريح يوسف، فقال لمن بحضرته من ولده: (انى لاجد ريح يوسف لولا أن تفندون) قال: وأقبل ولده يحثون السير بالقميص فرحا و سرورا بما رأوا من حال يوسف والملك الذى أعطاه الله، والعز الذى صاروا إليه في سلطان يوسف، وكان مسيرهم من مصر إلى بلد يعقوب تسعة ايام، فلما أن جاء البشير القى القميص على وجهه فارتد بصيرا وقال لهم: ما فعل ابن ياميل ؟ قالوا اخلفناه عند أخيه صالحا، قال: فحمد الله يعقوب عند ذلك وسجد لربه سجدة الشكر، ورجع إليه بصره وتقوم له ظهره، وقال لولده: تحملوا إلى يوسف في يومكم هذا بأجمعكم، فساروا إلى يوسف ومعهم يعقوب وخالة يوسف ياميل (2) فأحثوا السير فرحا وسرورا، فصاروا تسعة أيام إلى مصر. (3) 80 – عن محمد بن ابى عمير عن بعض أصحابنا عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: (سوف استغفر لكم ربى) فقال: أخرهم إلى السحر قال: يا رب انما ذنبهم فيما بينى وبينهم، أوحى الله انى قد غفرت لهم (4) 81 – عن محمد بن مسلم عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: (استغفر لكم ربى) قال: أخره إلى السحر ليلة الجمعة (5)


(1) وهو ما تقدم تحت رقم 42 وقد اورد قطعة منه تحت رقم 65 ايضا. (2) يظهر من هذا الخبر وبعض ما مر ويأتى من الاخبار ان أخى يوسف لم يكن من ام يوسف بل من خالته وانما دعاه اخا من امه مجازا كما تجوز في قوله (ورفع أبويه) وهو قول جماعة من المفسرين والمورخين كما قاله المجلسي رحمه الله وسيأتى تحت رقم 84 ما فيه التصريح على انه لم يكن اخاه من امه. (3) البرهان ج 2: 267. البحار ج 5: 196. (4 – 5) البرهان ج 2: 271. البحار 5: 196. الصافى ج 1: 855. (*)

[ 197 ]

82 – عن محمد بن سعيد الازدي صاحب موسى بن محمد بن الرضا عن موسى قال لاخيه: ان يحيى بن اكثم كتب إليه يسئله عن مسائل، فقال اخبرني عن قول الله: (ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا) أسجد يعقوب وولده ليوسف ؟ قال: فسألت أخى عن ذلك، فقال: اما سجود يعقوب وولده ليوسف فشكرا لله، لاجتماع شملهم ألا ترى انه يقول في شكر ذلك الوقت: (رب قد آتيتني من الملك و علمتني من تأويل الآحاديث) الاية (1). 83 – عاد إلى الحديث الاول (2) عن ابى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: فساروا تسعة ايام إلى مصر، فلما دخلوا على يوسف في دار الملك اعتنق اباه فقبله وبكى، ورفعه ورفع خالته على سرير الملك، ثم دخل منزله فأدهن فاكتحل ولبس ثياب العز والملك ثم خرج إليهم، فلما رأوه سجدوا جميعا له اعظاما له وشكرا لله، فعند ذلك قال: (يا ابت هذا تأويل رؤياي من قبل) إلى قوله: (بينى وبين اخوتى) قال: ولم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهن ولا يكتحل ولا يتطيب ولا يضحك، ولا يمس النساء (3) حتى جمع الله ليعقوب شمله، جمع بينه وبين يعقوب واخوته (4). 84 – عن الحسن بن اسباط قال: سألت ابا الحسن في كم دخل يعقوب من ولده على يوسف ؟ قال: في احد عشر ابنا له، فقيل له: أسباط، قال: نعم، وسألته عن يوسف وأخيه اكان اخاه لامه أم ابن خالته ؟ فقال ابن خالته (5) 85 – عن ابن أبى عمير عن بعض اصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (و رفع أبويه على العرش) قال: العرش السرير، وفى قوله: (وخروا له سجدا) قال: كان سجودهم ذلك عبادة لله. (6)


(1) البرهان ج 2: 271. البحار ج 5: 178. (2) أي ما تقدم تحت رقم 42 وقطعة منه تحت رقم 65 و 79. (3) قال الفيض رحمه الله: لعل المرار بنفى مسه النساء عدم مسهن للالتذاذ والشهوة فلا ينافى ما سبق انه كان له ابن يلعب برمانة بين يديه حين خاصمه اخوه في اخيه فلعله انما مسهن لتثقيل الارض بتسبيح الولد كما مضى في اعتذار اخيه في مثله. (4 – 6) البرهان ج 2: 271. البحار ج 5: 196. (*)

[ 198 ]

86 – عن محمد بن بهروز عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: ان يعقوب قال ليوسف حيث التقيا: أخبرني يا بنى كيف صنع بك ؟ فقال له يوسف: انطلق بى، فاقعدت على رأس الجب فقيل لى انزع القميص فقلت لهم: انى اسئلكم بوجه أبى الصديق يعقوب لا تبدوا عورتى ولا تسلبونى قميصي، قال: فاخرج على فلان السكين، فغشى على يعقوب فلما أفاق قال له يعقوب: حدثنى كيف صنع بك ؟ فقال له يوسف: انى أطالب يا ابتاه لما كففت فكف (1). 87 – عن محمد بن مسلم قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: كم عاش يعقوب مع يوسف بمصر بعد ما جمع الله يعقوب شمله، وأراه تأويل رؤيا يوسف الصادقة ؟ قال: عاش حولين، قلت: فمن كان يومئذ الحجة لله في الارض يعقوب أم يوسف ؟ فقال: كان يعقوب الحجة وكان الملك ليوسف، فلما مات يعقوب حمل يوسف عظام يعقوب في تابوت إلى ارض الشام، فدفنه في بيت المقدس ثم كان يوسف بن يعقوب الحجة. (2) 88 – عن اسحق بن يسار عن أبى عبد الله عليه السلام انه قال: ان الله بعث إلى يوسف وهو في السجن يا ابن يعقوب ما اسكنك مع الخطائين ؟ قال: جرمى، قال: فاعترف بجرمه. فاخرج فاعترف بمجلسه منها مجلس الرجل من أهله (3) فقال له: ادع بهذا الدعاء يا كبير كل كبير يا من لا شريك له ولا وزير، يا خالق الشمس والقمر المنير، يا عصمة المضطر الضرير، يا قاصم كل جبار مبير (عنيد خ) يا مغنى البائس الفقير يا جابر العظم الكسير يا مطلق المكبل (4) الاسير اسئلك بحق محمد وآل محمد أن تجعل لى من أمرى فرجا ومخرجا وترزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب، قال: فلما أصبح دعاه الملك فخلى سبيله، وذلك قوله: (وقد احسن بى إذ أخرجنى من السجن) (5)


(1 – 2) البرهان ج 2: 272. البحار ج 5: 196 و 190. (3) هذا ايضا مما يحمل على التقية لما فيه من مخالفة المذهب وقد مر تفصيل الكلام في ذلك ذيل حديث 18 فراجع. (4) المكبل: المقيد بالكبل وهو القيد. (5) البرهان ج 2: 272 البحار ج 5: 196 (*)

[ 199 ]

89 – عن عباس بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالس في أهل بيته إذا قال: أحب يوسف ان يستوثق لنفسه، قال: فقيل بماذا يا رسول الله ؟ قال لما عزل له عزيز مصر عن مصر لبس ثوبين جديدين أو قال: نظيفين، وخرج إلى فلاة من الارض، (1) فصلى ركعات فلما فرغ رفع يده إلى السماء فقال: (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السموات والارض أنت وليى في الدنيا والاخرة) قال: فهبط إليه جبرئيل فقال له: يا يوسف ما حاجتك ؟ فقال: رب (توفنى مسلما والحقني بالصالحين) فقال أبو عبد الله عليه السلام: خشى الفتن (2). 90 – عن زرارة قال: سالت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله (وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون) قال: من ذلك قول الرجل: لا وحياتك (3). 91 – عن يعقوب بن شعيب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام (وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون) قال: كانوا يقولون: نمطر نبؤ كذا ونبؤ كذا [ لاعطى ] (4) ومنهم انهم كانوا يأتون الكهان فيصدقونهم بما يقولون (5) 92 – عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال: شرك لا يبلغ به الكفر (6) 93 – عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: شرك طاعة، قال الرجل لا والله وفلان ولو لا الله لوكلت فلان والمعصية منه (7) 94 – أبو بصير عن أبى اسحق قال: هو قول الرجل لولا الله وانت ما فعل بى كذا و كذا ولولا الله وأنت ما صرف عنى كذا وكذا، واشباه ذلك (8) 95 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال شرك طاعة وليس بشرك عبادة والمعاصي التى تركبون مما أوجب الله عليها النار شرك طاعة اطاعوا الشيطان وأشركوا بالله في طاعته، ولم يكن بشرك عبادة، فيعبدون مع الله غيره (9).


(1) لفلاة: القفر. الصحراء الواسعة لا ماء فيها. (2) البرهان ج 2: 272. البحار ج 5: 196. (3) البرهان ج 1: 274. البحار ج 15 (ج 3): 6. الصافى ج 1: 860. (4) ما بين المعقفتين ليس في نسخة البحار. (5 – 9) البرهان ج 2: 274. البحار ج 15 (ج 3): 6. (*)

[ 200 ]

96 – عن مالك بن عطية عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون) قال: هو الرجل يقول: لولا فلان لهلكت، ولولا فلان لاصبت كذا وكذا، ولولا فلان لضاع عيالي، الا ترى أنه قد جعل لله شريكا في ملكه يرزقه و يدفع عنه، قال: قلت: فيقول: لولا ان الله من على بفلان لهلكت ؟ قال: نعم لا بأس بهذا (1). 97 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليه السلام قالوا: سألناهما، فقالا: شرك النعم (2). 98 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: شرك طاعة وليس شرك عبادة في المعاصي التى يرتكبون فهى شرك طاعة، أطاعوا فيها الشيطان فأشركوا في الله في الطاعة غيره، وليس باشراك عبادة أن يعبدوا غير الله (3). 99 – عن اسمعيل الجعفي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: (قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى) قال: فقال: على بن أبيطالب عليه السلام خاصة، والا فلا أصابني شفاعة محمد عليه وآله السلام (4) 100 – عن على بن اسباط عن أبى الحسن الثاني قال: قلت: جعلت فداك انهم يقولون في الحداثة (في حداثة سنك خ ل) قال ليس شئ يقولون، ان الله تعالى يقول (قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى) فوالله ما كان تبعه الا على وهو ابن تسع سنين (5) [ ومضى أبى الا ] وانا ابن تسع سنين، فما عسى أن يقولوا قال: ثم كانت امارات فيها وقبلها أقوام، الطريقان في العاقبة سواء، الظاهر مختلف، هو رأس اليقين ان الله يقول في كتابه: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك) إلى قوله (ويسلموا


(1 – 3) البرهان ج 2: 274 البحار ج 15 (ج 3): 6. الصافى ج 1: 860. (4) البرهان ج 2: 275. البحار ج 9: 94. (5) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البرهان ورواية الكليني والصدوق قدس سرهما لكن في الاصل (سبع) بدل (تسع) في الموضعين. (*)

[ 201 ]

تسليما) (1) 101 – عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام قوله: (قل هذه سبيلى) إلى (أنا ومن اتبعنى) قال: على، وزاد قال: رسول الله صلى الله عليه واله وعلى والاوصياء من بعدهما (2) 102 – عن ابى بصير عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام في قوله تعالى (حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا) مخففة قال: ظنت الرسل ان الشياطين تمثل لهم على صورة الملائكة (3). 103 – عن ابن شعيب عن أبى عبد الله عليه السلام قال: وكلهم الله إلى أنفسهم أقل من طرفة عين (4). 104 – عن يعقوب عن ابى عبد الله عليه السلام قال: اما أهل الدنيا فقد أظهروا الكذب وما كانوا الامن الذين وكلهم الله إلى أنفسهم ليمن عليهم (5). 105 – عن محمد بن هارون عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ما علم رسول الله ان جبرئيل من عند الله الا بالتوفيق (6). 106 – عن زرارة قال قلت لابي عبد الله عليه السلام كيف لم يخف رسول الله صلى الله عليه واله فيما يأتيه من قبل الله أن يكون ذلك مما ينزغ به الشيطان قال: فقال: ان الله إذا اتخذ عبدا رسولا أنزل عليه السكينة والوقار، فكان [ الذى ] يأتيه من قبل الله مثل الذى يراه بعينه (7).


(21) البرهان ج 2: 275. البحار ج 9: 94. (3 – 4) البرهان ج 2: 276. البحار ج 6: 361. الصافى ج 1: 861. (5) البرهان ج 2: 276. (6) البرهان ج 2: 276. البحار ج 6: 360. وفى نسخة البرهان (الا يأتي هو (بدل) الا بالتوفيق). (7) البحار ج 6: 361. البرهان ج 2: 276. (*)

[ 202 ]

بسم الله الرحمن الرحيم من سورة الرعد 1 – عن عثمان بن عيسى عن الحسين بن ابى العلا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من أكثر قرائة سورة الرعد لم تصبه صاعقة أبدا وان كان ناصبيا، [ فانه لا يكون ] (1) أشر من الناصب وان كان مؤمنا أدخله الله الجنة بغير حساب ويشفع في جميع من يعرف من أهل بيته واخوانه من المؤمنين (2). 2 – عن ابي لبيد المخزومى عن ابى جعفر عليه السلام قال: يا بالبيد ان في حروف القرآن لعلما جما ان الله تبارك وتعالى انزل: الم ذلك الكتاب فقام محمد صلى الله عليه وآله حتى ظهر نوره وثبتت كلمته، وولد يوم ولد وقد مضى من الالف السابع مأة سنة وثلث سنين ثم قال: وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة، إذا عددتها من غير تكرار، وليس من حروف مقطعة حرف تنقضي ايامه الا وقائم، من بنى هاشم عند انقضائه، ثم قال: الالف واحد، واللام ثلثوان، والميم أربعون والصاد ستون (3) فذلك مأة واحدى وثلثون (4) ثم كان بدو خروج الحسين بن على عليه السلام آلم الله، فلما بلغت مدته قام قائم من ولد العباس


(1) الزيادة ليست في نسخة الصافى وكذا في رواية الصدوق رحمه الله (2) البرهان ج 2: 277. البحار ج 19: 70. (3) وفى بعض النسخ (تسعون) (4) وفى بعض النسخ (ستون) وقد مر تفصيل الكلام في اختلاف النسخ في هذه الرواية ونظائرها مما وردت في الحروف المقطعة في اول هذا الجزء فراجع. (*)

[ 203 ]

عند المص، ويقوم قائمنا عند انقضائها بالر (1) فافهم ذلك وعه واكتمه (2). 3 – عن الحسين بن خالد قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: أخبرني عن قول الله (والسماء ذات الحبك) قال: محبوكة إلى الارض وشبك بين اصابعه فقلت: كيف يكون محبوكة إلى الارض وهو يقول: (رفع السموات بغير عمد ترونها) ؟ فقال: سبحان الله أليس يقول بغير عمد ترونها ؟ فقلت: بلى، فقال: فثم عمد ولكن لا ترى، فقلت: كيف ذاك فبسط كفه اليسرى ثم وضع اليمنى عليها، فقال: هذه الارض الدنيا والسماء الدنيا عليها قبة (3). 4 – عن الخطاب الاعور رفعه إلى أهل العلم والفقه من آل محمد عليه وآله السلام، قال: (في الارض قطع متجاورات) يعنى هذه الارض الطيبة تجاورها هذه المالحة وليست منها كما يجاور القوم القوم وليسوا منهم (4). 5 – عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: فينا نزلت هذه الاية (انما أنت منذر ولكل قوم هاد) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا المنذر وأنت الهادى يا على [ فمنا الهادى والنجاة والسعادة إلى يوم القيمة ] (5) 6 – عن عبد الرحيم القصير قال: كنت يوما من الايام عند أبى جعفر عليه السلام فقال: يا عبد الرحيم قلت: لبيك، قال: قول الله (انما انت منذر ولكل قوم هاد) إذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انا المنذر وعلى الهاد ومن الهاد اليوم ؟ قال: فسكت طويلا ثم رفعت رأسي فقلت: جعلت فداك هي فيكم توارثونها رجل فرجل حتى انتهت اليك، فأنت جعلت فداك الهاد، قال: صدقت يا عبد الرحيم، ان القرآن حى لا يموت، والآية حية لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في الاقوام ماتوا فمات القرآن، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين، وقال عبد الرحيم: قال أبو عبد الله عليه السلام ان القرآن


(1) وفى بعض النسخ (المر) (2) البرهان ج 2: 277. البحار ج 19: 94. (3 – 4) البرهان ج 2: 278. البحار ج 14: 302 الصافى ج 1: 863 – 864 (5) البرهان ج 2: 281. البحار ج 9: 76. (*)

[ 204 ]

حى لم يمت، وانه يجرى ما يجرى الليل والنهار، وكما تجرى الشمس والقمر، و يجرى على آخرنا كما يجرى على أولنا (1). 7 – عن حنان بن سدير عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى: (انما انت منذر ولكل قوم هاد) فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا المنذر وعلى الهاد، وكل امام هاد للقرن الذى هو فيه (2). 8 – عن يزيد بن معاوية عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله (انما أنت منذر ولكل قوم هاد) فقال: قال رسول الله عليه وآله السلام: أنا المنذر وفى كل زمان امام منا يهديهم إلى ما جاء به نبى الله صلى الله عليه وآله، والهداة من بعده على، ثم الاوصياء من بعده واحد بعد واحد، اما والله ما ذهبت منا ولا زالت فينا إلى الساعة، رسول الله المنذر، وبعلى يهتدى المهتدون (3). 9 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال النبي عليه وآله السلام: انا المنذر وعلى الهادى إلى أمرى (4). 10 – عن حريز رفعه إلى أحدهما عليه السلام في قول الله (الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيض الارحام وما تزداد) قال: الغيض: كل حمل دون تسعة أشهر، وما تزداد: كل شئ يزداد على تسعة أشهر، وكلما رأت الدم في حملها من الحيض يزداد بعدد الايام التى رأت في حملها من الدم (5) 11 – عن زرارة عن أبى جعفر وابى عبد الله عليه السلام في قوله: (ما تحمل كل انثى) يعنى الذكر والانثى (وما تغيض الارحام) قال: الغيض ما كان أقل من الحمل وما تزداد: ما زاد على الحمل، فهو مكان ما رأت من الدم في حملها (6)) 12 – محمد بن مسلم وحمران وزرارة عنهما قال. ما تحمل كل انثى أو ذكر،


(1) البرهان ج 2: 381. البحار ج 9: 76. (2 – 4) البرهان ج 2: 381. البحار ج 9: 76. اثبات الهداة ج 3: 51 و 548. (5 – 6) البرهان ج 2: 283 282. البحار ج 2: 131. الصافى ج 1: 865. (*)

[ 205 ]

(وما تغيض الارحام) قال: ما لم يكن حملا وما تزداد من انثى أو ذكر (1) 13 – عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله (يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيض الارحام) ؟ قال: ما لم يكن حملا (وما تزداد) قال: الذكر والانثى جميعا (2) 14 – عن زرارة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (يعلم ما تحمل كل اثنى) قال: الذكر والانثى (وما تغيض الارحام) قال: ما كان دون التسعة فهو غيض، (وما تزداد) قال: ما رأت الدم في حال حملها ازداد به على التسعة الاشهر، ان كانت رأت الدم خمسة ايام أو أقل أو أكثر زاد ذلك على التسعة الاشهر (3). 15 – عن بريد العجلى قال: سمعنى أبو عبد الله عليه السلام وانا أقرأ (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله) فقال: مه وكيف يكون المعقبات من بين يديه ؟ انما يكون المعقبات من خلفه [ انما انزلها الله له رقيب من بين يديه ومعقبات من خلفه ] يحفظونه بأمر الله (4). 16 – عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله (يحفظونه من أمر الله) قال: بأمر الله، ثم قال: ما من عبد الا ومعه ملكان يحفظانه فإذا جاء الامر من عند الله خليا بينه وبين أمر الله (5). 17 – عن فضيل بن عثمان عن أبى عبد الله عليه السلام: قال في هذه الآية (له معقبات من بين يديه) الآية قال: من المقدمات المؤخرات، المعقبات الباقيات الصالحات (6) 18 – عن سليمان بن عبد الله قال: كنت عند أبى الحسن موسى عليه السلام قاعدا فأتى بامرأة قد صار وجهها قفاها، فوضع يده اليمنى في جبينها ويده اليسرى من خلف ذلك، ثم عصر وجهها عن اليمين، ثم قال (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فرجع وجهها فقال: احذري ان تفعلين كما فعلت، قالوا: يا ابن رسول الله وما فعلت ؟ فقال: ذلك مستور الا أن تتكلم به، فسألوها فقالت:


(1 – 3) البرهان ج 2: 282 – 283. البحار ج 2: 131: الصافى ج 1: 865 (4 – 6) البرهان ج 2: 283. (*)

[ 206 ]

كانت لي ضرة (1) فقمت اصلى فظننت أن زوجي معها، فالتفت إليها فرأيتها قاعدة وليس هو معها، فرجع وجهها (2) على ما كان (3) 19 – عن أبى عمرو المدايني عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان أبى كان يقول: ان الله قضى قضاءا حتما لا ينعم على عبده بنعمة فسلبها اياه قبل أن يحدث العبد ذنبا يستوجب (4) بذلك الذنب سلب تلك النعمة، وذلك قول الله (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (5) 20 – عن أحمد بن محمد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في قول الله: (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له) فصار الامر إلى الله تعالى (6) 21 – عن الحسين بن سعيد المكفوف كتب إليه عليه السلام في كتاب له: جعلت فداك يا سيدي علم مولاك مالا يقبل لقائله دعوة، وما لا يؤخر لفاعله دعوة، وما حد الاستغفار الذى وعد عليه نوح والاستغفار الذى لا يعذب قائله ؟ وكيف يلفظ بهما، و معنى قوله: (ومن يتق الله ومن يتوكل على الله) وقوله: (ومن اتبع هداى) ومن (من اعرض عن ذكرى) و (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وكيف تغير القوم ما بأنفسهم فكتب صلوات الله عليه كافاكم الله عنى بتضعيف الثواب والجزاء الحسن الجميل، وعليكم جميعا السلام ورحمة الله وبركاته، الاستغفار الف، والتوكل من توكل على الله فهو حسبه، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، واما قوله: (ومن اتبع هداى) أي من قال بالامامة (7) واتبع امرهم بحسن طاعتهم، واما التغير


(1) ضرة المرأة: امرأة زوجها. وبالفارسية (هوو). (2) وفى نسخة (وجهى) فالمعنى كما رأيتموني من صيرورة وجهى على القفا و على ما اخترناه فهو تفريع على قوله عليه السلام: ثم عصر وجهها. (3) البرهان ج 2: 284. البحار ج 11: 242. اثبات الهداة ج 5: 550. (4) وفى نسخة البرهان (ما يستوجب) (5 – 6) البرهان ج 2: 284. البحار ج 3: 108. الصافى ج 5: 866. (7) وفى نسخة البرهان (بالائمة). (*)

[ 207 ]

فانه لا يسئ إليهم حتى يتولوا ذلك بأنفسهم بخطاياهم، وارتكابهم ما نهى عنه وكتب بخطه (1). 22 – عن يونس بن عبد الرحمن ان داود قال: كنا عنده فارتعدت السماء فقال هو: سبحان من يسبح له الرعد بحمده والملئكة من خيفته، فقال له أبو بصير: جعلت فداك ان للرعد كلاما ؟ فقال: يا ابا محمد سل عما يعنيك ودع مالا يعنيك (2). 23 – عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرعد أي شئ يقول ؟ قال: انه بمنزلة الرجل يكون في الابل فيزجرها هاي هاي كهيئة ذلك، قلت فما البرق ؟ قال لى: تلك من مخاريق الملئكة (3) تضرب السحاب [ فتسوقه ] إلى الموضع الذى قضى الله فيه المطر (4). 24 – عن عبد الله بن ميمون القداح قال: سمعت زيد بن على يقول يا معشر من يحبنا لا ينصرنا (5) من الناس أحد، فان الناس لو يستطيعوا أن يحبونا لاحبونا والله لاحبتنا أشد خزانة من الذهب والفضة، ان الله خلق ما هو خالق ثم جعلهم اظلة، ثم تلا هذه الاية (ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها) الاية، ثم اخذ ميثاقنا وميثاق شيعتنا، فلا ينقص منها واحد، ولا يزداد فينا واحد (6) 25 – عن عقبة بن خالد قال: دخلت على أبى عبد الله فاذن لى وليس هو في مجلسه، فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه، وليس عليه جلباب فلما نظر


(1) البرهان ج 2: 284. البحار ج 3: 108. (2) البرهان ج 2: 285. البحار ج 14: 277. (3) قال الطريحي: في الحديث: البرق مخاريق الملائكة هي جمع مخراق، و هو في الاصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا يعنى البرق آلة تزجر الملائكة بها السحاب وتسوقه. (4) البرهان ج 2: 285: البحار ج 14: 277. (5) وفى نسخة البرهان (ألا ينصرنا). (6) البرهان ج 2: 286. (*)

[ 208 ]

الينا قال: احب لقائكم، ثم جلس ثم قال: أنتم اولوا الالباب في كتاب الله، قال الله (انما يتذكر اولوا الالباب) (1). 26 – عن ابى العباس عن أبى عبد الله عليه السلام قال: تفكر ساعة خير من عبادة سنة، قال الله: (انما يتذكر اولوا الالباب) (2) 27 – عن العلا بن الفضيل عن ابى عبد الله عليه السلام يقول: الرحم معلقة بالعرش، تقول: اللهم صل من وصلنى، واقطع من قطعني وهى رحم آل محمد ورحم كل مؤمن وهو قول الله: (والذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل) (3). 28 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بر الوالدين وصلة الرحم يهون الحساب ثم تلا هذه الاية (والذين يصلون ما امر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) (4) 29 – عن محمد بن الفضل قال: سمعت العبد الصالح يقول (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) قال: هو رحم آل محمد معلقة بالعرش، تقول: اللهم صل من وصلنى و اقطع من قطعني وهى تجرى في كل رحم (5) 30 – عن عمر بن مريم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله (الذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل) قال من ذلك صلة الرحم، وغاية تأويلها صلتك ايانا (6) 31 – عن صفوان بن مهران الجمال قال: وقع بين عبد الله بن الحسن (7) و


(1) البرهان ج 2: 287. البحار ج 15 (ج 1): 111. الصافى ج 1: 870 (2) البرهان ج 2: 287. (3 – 6) البرهان ج 2: 288 – 289، البحار ج 15 (ج 4): 28. الصافى ج 1 871. (7) هو عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابي طالب عليه السلام الملقب بالمحض، وانما سمى المحض لان اباه الحسن بن الحسن وامه فاطمة بنت الحسين عليه السلام وكان يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وكان شيخ بنى هاشم في زمانه، ويتولى صدقات امير المؤمنين عليه السلام بعد ابيه الحسن ويظهر من بعض الاخبار انه ادعى الامامة وكيف كان فقد ورد في ذمه روايات فراجع تنقيح المقال وغيره ان شئت تفصيل الكلام فيه. (*)

[ 209 ]

بين أبى عبد الله عليه السلام كلام حتى ارتفعت أصواتهما واجتمع الناس ثم افترقا تلك العشية فلما أصبحت غدوت في حاجة لى فإذا أبو عبد الله على باب عبد الله بن الحسن، وهو يقول: قولى يا جارية لابي محمد هذا أبو عبد الله بالباب فخرج عبد الله بن الحسن وهو يقول: يا أبا عبد الله ما بكر بك ؟ قال: انى مررت البارحة بآية من كتاب الله فأقلقني قال: وما هي ؟ قال: قوله عزوجل: (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) قال: فاعتنقا وبكيا جميعا ثم قال عبد الله بن الحسن: صدقت والله يا با عبد الله كانى لم اقرء هذه الاية قط كأنى لم يمر بى هذه الاية قط [ كتب الينا ] (1) 32 – الفضل بن شاذان عن أبى عبد الله قال: حدثنا ابراهيم بن عبد الحميد عن سالمة مولاة ام ولد كانت لابي عبد الله قالت: كنت عند ابى عبد الله عليه السلام حين حضرته الوفاة فأغمى عليه فلما أفاق قال: اعطوا الحسن بن على بن الحسين وهو الافطس سبعين دينارا، قلت: أتعطى رجلا حمل عليك بالشفرة (2) قال: ويحك اما تقرئين القرآن ؟ قلت: بلى قال: اما سمعت قول الله تبارك وتعالى (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) 33 – قال: وقال (يصلون ما أمر الله به أن يوصل) ققال هو صلة الامام (3) 34 – عن الحسن بن موسى قال: روى أصحابنا قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قوله تعالى: (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) قال: هو صلة الامام في كل سنة بما قل أو كثر، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: وما أريد بذلك الا تزكيتكم (2). 35 – عن سماعة قال: سألته عن قول الله: (الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) فقال: هو ما افترض الله في المال غير الزكوة، ومن ادى ما فرض الله عليه فقد قضى ما عليه (5).


(1) البرهان ج 2: 289. البحار ج 14 (ج 4): 28. (2) الشفرة: السكين العظيم. (3) البرهان ج 2: 289. (4) البرهان ج 2: 289. البحار ج 20: 56. (5) البرهان ج 2: 289. (*)

[ 210 ]

36 – عن سماعة قال: ان الله فرض للفقراء من اموال الاغنياء فريضة لا يحمدون بادائها وهى الزكوة، بها حقنوا دمائهم، وبها سموا مسلمين، ولكن الله فرض في الاموال حقوقا غير الزكوة، ومما فرض الله في المال غير الزكوة قوله: (الذين يصلون ما امر الله به أن يوصل) ومن ادى ما فرض الله عليه فقد قضى ما عليه وادى شكر ما انعم الله عليه من ماله، إذا هو حمده على ما انعم عليه، بما فضله به من السعة على غيره، و لما وفقه لاداء ما افترض الله وأعانه عليه (1). 37 – عن ابى اسحق قال: سمعته يقول: في (سوء الحساب) لا يقبل حسناتهم ويؤخذون بسيئاتهم (2). 38 – عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: (يخافون سوء الحساب) قال: يحسب عليهم السيئات ولا يحسب لهم الحسنات وهو الاستقصاء (3). 39 – عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله في قوله (ويخافون سوء الحساب) قال الاستقصاء والمداقة، وقال: يحسب عليهم السيئات ولا يحسب لهم الحسنات (4). 40 – عن حماد بن عثمان عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال لرجل: يا فلان مالك و لاخيك ؟ قال: جعلت فداك كان لى عليه حق فاستقصيت منه حقى، قال أبو عبد الله عليه السلام: أخبرني عن قول الله: (ويخافون سوء الحساب) أتراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم ؟ لا والله خافوا الاستقصاء والمداقة (5). 41 – قال محمد بن عيسى: وبهذا الاسناد ان أبا عبد الله عليه السلام قال لرجل شكاه بعض اخوانه: ما لاخيك فلان يشكوك ؟ فقال: أيشكونى ان استقصيت حقى ! قال: فجلس مغضبا ثم قال: كأنك إذا استقصيت لم تسئ ارأيت ما حكى الله تبارك وتعالى: (ويخافون سوء الحساب) أخافوا أن يجور عليهم الله لا والله ما خافوا الا الاستقصاء، فسماه الله سوء الحساب، فمن استقصى فقد أساء (6). 41 – عن الحسين بن عثمان عمن ذكره عن أبى عبد الله عليه السلام قال ان صلة الرحم


(1 – 2) البرهان ج 2: 289. (3 – 6) البرهان ج 2: 289. الصافى ج 1: 871. (*)

[ 211 ]

تزكى الاعمال وتنمى الاموال وتيسر الحساب، وتدفع البلوى وتزيد في الاعمار (1). 42 – عن الحسن بن المجبوب عن أبى ولاد، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك ان رجلا من اصحابنا ورعا مسلما كثير الصلوة، قد ابتلى بحب اللهو و هو يسمع الغنا، فقال: أيمنعه ذلك من الصلوة لوقتها أو من صوم أو من عياة مريض أو حضور جنازة أو زيارة اخ ؟ قال: قلت: لا ليس يمنعه ذلك من شئ من الخير والبر قال: فقال: هذا من خطوات الشيطان مغفور له ذلك انشاء الله، ثم قال: ان طائفة من الملئكة عابوا ولد آدم في اللذات والشهوات اعني لكم الحلال ليس الحرام، قال: فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملئكة لهم، قال: فألقى الله في همم اولئك الملئكة اللذات والشهوات كى لا يعيبون المؤمنين. قال: فلما أحسوا ذلك من هممهم عجوا إلى الله من ذلك، فقالوا: ربنا عفوك عفوك، ردنا إلى ما خلقتنا له، واجبرتنا عليه، فانا نخاف ان نصير في امر مريج (2) قال: فنزع الله ذلك من هممهم قال: فإذا كان يوم القيمة وصار أهل الجنة في الجنة استأذن اولئك الملئكة على اهل الجنة فيؤذن لهم فيدخلون عليهم فيسلمون عليهم، ويقولون لهم: (سلام عليكم بما صبرتم) في الدنيا عن اللذات والشهوات الحلال (3). 43 – عن محمد بن الهيثم عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام (سلام عليكم بما صبرتم) على الفقر في الدنيا (فنعم عقبى الدار) قال: يعنى الشهداء (4). 44 – عن خالد بن نجيح عن جعفر بن محمد عليه السلام في قوله: (الا بذكر الله تطمئن القلوب) فقال: بمحمد عليه وآله السلام تطمئن القلوب وهو ذكر الله وحجابه (5). 45 – عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر محمد بن على عن أبيه عن آبائه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله جالس ذات يوم إذ دخلت عليه ام ايمن في ملحفتها (6)


(1) البرهان ج 2: 290. (2) امر مريج: مختلط أو ملتبس. (3 – 4) البحار ج 3: 331. البرهان ج 2: 291. (5) البرهان ج 2: 291. (6) الملحفة: اللباس فوق سائر اللباس من دثار البرد ونحوه. (*)

[ 212 ]

شئ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يا ام ايمن أي شئ في ملحفتك ؟ فقالت يا رسول الله فلانة بنت فلانة املكوها (1) فنثروا عليها فأخذت من نثارها شيئا ثم ان ام ايمن بكت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يبكيك ؟ فقالت فاطمة زوجتها فلم ينثر عليها شيئا فقال لها رسول الله: لا تبكين فوالذي بعثنى بالحق بشيرا ونذيرا، لقد شهد أملاك فاطمة جبرئيل وميكائيل واسرافيل في الوف من الملائكة ولقد أمر الله طوبى فنثرت عليهم من حللها وسندسها واستبرقها ودرها وزمردها وياقوتها وعطرها فاخذوا منه حتى ما دروا ما يصنعون به، ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة، فهى في دار على بن أبيطالب (2) 46 – عن أبان بن تغلب قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يكثر تقبيل فاطمة، قال: فعاتبته على ذلك عايشة، فقالت: يا رسول الله انك لتكثر تقبيل فاطمة ؟ فقال لها: ويلك لما أن عرج بى إلى السماء مر بى جبرئيل على شجرة طوبى، فناولني من ثمرها فأكلتها، فحول الله ذلك إلى ظهرى، فلما أن هبطت إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة عليهما السلام، فما قبلت فاطمة الا وجدت رائحة شجرة طوبى منها (3). 47 – عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: طوبى هي شجرة يخرج من جنة عدن غرسها ربنا بيده (4) 48 – عن أبى قتيبة تميم بن ثابت عن ابن سيرين في قوله: (طوبى لهم وحسن مآب) قال: طوبى شجرة في الجنة أصلها في حجرة على وليس في الجنة حجرة الا فيها غصن من أغصانها (5). 49 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال: ان المؤمن إذا لقى اخاه


(1) املك امرأة: تزوجها. (2 – 3) البحار ج 3: 331 – 332. البرهان ج 2: 292. (4) البحار ج 3: 332. البرهان ج 2: 293. وفيه هكذا (طوبى شجرة في الجنة قد غرسها ربنا بيده) (5) البرهان ج 2: 293. البحار ج 3: 332. (*)

[ 213 ]

فصافحا (1) لم تزل الذنوب تتحات عنهما (2) ما داما متصافحين كتحات الورق عن الشجر، فإذا افترقا قال ملكاهما: جزاكما الله خيرا عن أنفسكما، فان التزم كل واحد منهما صاحبه ناداهما مناد: طوبى لكما وحسن مآب، وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار أمير المؤمنين، وفرعها في منازل أهل الجنة، فإذا افترقا ناداهما ملكان كريمان ابشرا يا ولى الله بكرامة الله والجنة من ورائكما (3). 50 – عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان امير المؤمنين عليه السلام يقول: ان لاهل التقوى علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الامانة ووفاة العهد، وقلة العجز والبخل، وصلة الارحام ورحمة الضعفاء، وقلة المواطاة للنساء، وبذل المعروف وحسن الخلق وسعة الحلم، واتباع العلم فيما يقرب إلى الله زلفى لهم وطوبى لهم وحسن مآب، وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار رسول الله صلى الله عليه واله، فليس من مؤمن الا وفى داره غصن من اغصانها لا ينوى في قلبه شيئا الا أتاه ذلك الغصن، ولو ان راكبا مجدا سار في ظلها مأة عام ما خرج منها، ولو ان غرابا طار من أصلها ما بلغ اعلاها حتى يبياض (4) هرما، الا ففى هذا فارغبوا، ان للمؤمن في نفسه شغلا والناس منه في راحة، إذا جن عليه الليل فرش وجهه وسجد لله بمكارم بدنه يناجى الذى خلقه في فكاك رقبتة، الا فهكذا فكونوا (5). 51 – عن معاوية بن وهب قال: سمعته يقول: الحمد لله الذى قدح عنه (عند خ ل) آل عمر (6) [ فقال: ] كان في بيت حفصة ويأتيه الناس وفودا فلا يعاب ذلك عليهم، ولا يقبح عليهم، وان اقواما يأتونا صلة لرسول الله صلى الله عليه واله فيأتونا خائفين مستخفين


(1) وفى البرهان (وتصافحا). (2) تحات الورق عن الشجر: تناثر. (3) البرهان ج 2: 293. البحار ج 15 (ج 4): 255. (4) وفى نسخة البرهان كرواية الامالى (يسقط) بدل (يبياض). (5) البحار ج 15 [ ج 2 ]: 95: البرهان ج 2: 293. (6) وفى البحار (نافع عبد عمر). (*)

[ 214 ]

يعاب ذلك، ويقبح عليهم، ولقد قال الله في كتابه: (ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) فما كان لرسول الله صلى الله عليه واله الا كاحد اولئك، جعل الله له ازواجا وجعل له ذرية، ثم لم يسلم مع احد من الانبياء من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه واله من أهل بيته، أكرم الله بذلك رسوله صلى الله عليه واله (1). 52 – عن بشير الدهان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ما أتى الله أحدا من المرسلين شيئا الا وقد أتاه محمدا صلى الله عليه واله، وقد أتى الله محمدا كما أتى المرسلين من قبله (2) ثم تلا هذه الاية: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) (3). 53 – عن على بن عمر بن أبان الكلبى عن ابى عبد الله عليه السلام قال: اشهد على أبى انه كان يقول: ما بين احدكم وبين ان يغبط أو يرى ما تقر به عينه الا ان يبلغ نفسه هذه، واهوى إلى حلقه قال الله في كتابه: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) فنحن ذرية رسول الله صلى الله عليه واله. (4). 54 – عن المفضل بن صالح عن جعفر بن محمد قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خلق الله الخلق قسمين فألقى قسما وامسك قسما، ثم قسم ذلك القسم على ثلثة أثلاث فالقى ثلثين وامسك ثلثا، ثم اختار من ذلك الثلث قريشا، ثم اختار من قريش بنى عبد المطلب ثم اختار من بنى عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه واله، فنحن ذريته، فان قلت للناس لرسول الله (5) ذرية جحدوا ولقد قال الله (ولقد ارسلنا من قبلك رسلا وجعلنا لهم أزواجا وذرية) فنحن ذريته قال: فقلت: انا أشهد انكم ذريته، ثم قلت له: ادع الله لى جعلت فداك ان يجعلني معك في الدنيا والآخرة، فدعا لى ذلك قال: وقبلت باطن يده (6). 55 – وفى رواية شعيب عنه انه قال: نحن ذرية رسول الله صلى الله عليه واله، والله ما ادرى على


(1) البحار ج 7: 234. البرهان ج 2: 297. الصافى ج 1: 877. (2) وفى البحار (وقد اتاه ما لم يؤت المرسلين من قبله). (3 – 4) البحار ج 7: 234. البرهان ج 2: 279. (5) وفى نسخة البحار (فان قال الناس لم يكن لرسول الله اه). (6) البرهان ج 2: 297. (*)

[ 215 ]

ما يعادوننا الا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه واله (1). 56 – عن على بن عبد الله بن مروان، عن ايوب بن نوح، قال: قال لى أبو الحسن العسكري عليه السلام وانا واقف بين يديه بالمدينة ابتداءا من غير مسألة: يا أيوب انه ما نبأ الله من نبى الا بعد أن يأخذ عليه ثلث خصال: شهادة ان لا اله الا الله، وخلع الانداد من دون الله، وان لله المشية يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء، اما انه إذا جرى الاختلاف بينهم لم يزل الاختلاف بينهم إلى أن يقوم صاحب هذا الامر (2). 57 – عن محمد بن مسلم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما بعث الله نبيا حتى يأخذ عليه ثلث خلال: الاقرار لله بالعبودية، وخلع الانداد، وان الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء (3). 58 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن ليلة القدر فقال: ينزل فيها الملئكة والكتبة [ إلى السماء الدنيا ] فيكتبون ما يكون من امر السنة و ما يصيب العباد،، وأمر عنده موقوف له فيه المشية، فيقدم منه ما يشاء ويؤخر ما يشاء ويمحو ويثبت وعنده ام الكتاب (4). 59 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان على بن الحسين عليه السلام يقول: لولا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون (5) إلى يوم القيمة، فقلت له: أية آية ؟ قال: قول الله (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب) (6). 60 – عن جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب) قال: هل يثبت الا ما لم يكن، وهل يمحو الا ما كان (7). 61 – عن الفضيل بن يسار (8) عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الله لم يدع شيئا


(1) البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 234. (2 – 4) البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 138 – 136 – 134. (5) وفى البرهان (بما كان وبما يكون). (6 – 7) البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافى ج 1: 878. (8) وفى نسخة البحار (الفضل بن بشار) لكنه مصحف. (*)

[ 216 ]

كان أو يكون الا كتبه في كتاب فهو موضوع بين يديه ينظر إليه، فما شاء منه قدم وما شاء منه أخر، وما شاء منه محا، وما شاء منه كان، وما لم يشأ لم يكن (1). 62 – عن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب) فقال: يا حمران انه إذا كان ليلة القدر ونزلت الملئكة الكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يقضى في تلك السنة من أمر، فإذا اراد الله ان يقدم شيئا أو يؤخره أو ينقص منه أو يزيد امر الملك فمحا ما يشاء ثم أثبت الذى أراد قال: فقلت له عند ذلك: فكل شئ يكون فهو عند الله في كتاب ؟ قال: نعم، قلت: فيكون كذا وكذا ثم كذا وكذا حتى ينتهى إلى آخره قال: نعم، قلت: فأى شئ يكون بيده [ بعده ] ؟ قال: سبحان الله، ثم يحدث الله ايضا ما شاء تبارك وتعالى (2). 63 – عن الفضيل قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: العلم علمان علم علمه ملئكته ورسله وانبيائه وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحد يحدث فيه ما يشاء (3). 64 – عن الفضيل بن يسار عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله كتب كتابا فيه ما كان وما هو كائن، فوضعه بين يديه، فما شاء منه قدم وما شاء منه اخر، وما شاء منه محا، وما شاء منه أثبت، وما شاء منه كان، وما لم يشأ منه لم يكن (4).


(1 – 2) البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافى ج 1: 878. (3) البرهان ج 2: 299. والبحار ج 2: 139. الصافى ج 1: 878. وقال الفيض رحمه الله في بيانه ما لفظه اقول: وربما يعلم نادرا من علمه المخزون بعض رسله كما جاءت به الاخبار وبه يحصل التوفيق بين هذا الحديث والذى قبله (انتهى) وقال بعض ينبغى ان يحمل على ذلك ما ورد في الاحاديث من البداء لا على المعنى المتبادر منه ابتداءا لان الله لا يندم على شئ ولا يظهر له شئ بعد الخفاء فما يمحوه يمحوه قبل ان يعلم به احدا. (4) البرهان ج 2: 299 – 300. البحار ج 2: 139 (*)

[ 217 ]

65 – عن الفضيل قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: من الامور امور محتومة كائنة لا محالة، ومن الامور أمور موقوفة عند الله، يقدم فيها ما يشاء ويمحو ما يشاء، ويثبت منها ما يشاء لم يطلع على ذلك احدا يعنى الموقوفة، فاما ما جائت به الرسل فهى كائنة لا يكذب نفسه ولا نبيه ولا ملئكته (1). 66 – عن ابى حمزة الثمالى قال: قال أبو جعفر عليه السلام وابو عبد الله عليه السلام: يا با حمزة ان حدثناك بامر انه يجئ من هيهنا فجاء من هاهنا فان الله يصنع ما يشاء، وان حدثناك اليوم بحديث وحدثناك غدا بخلافه، فان الله يمحو ما يشاء و يثبت. (2) 67 – عن حماد بن عيسى عن ربعى عن الفضيل بن يسار قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: العلم علمان فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه، وعلم علمه ملئكته ورسله وانبيائه فاما علم ملئكته (3) فانه سيكون لا يكذب نفسه ولا ملئكته ولا رسله، وعلم عنده مخزون يقدم فيه ما يشاء ويؤخر ما يشاء ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء (4). 68 – عن عمرو بن الحمق قال: دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام حين ضرب على قرنه، فقال لى: يا عمرو انى مفارقكم، ثم قال: سنة [ إلى ] السبعين فيها بلاء قالها ثلثا، فقلت: فهل بعد البلاء رخاء ؟ فلم يجبنى وأغمى عليه، فبكت ام كلثوم فأفاق فقال: يا ام كلثوم لا تؤذيني فانك لو قد ترين ما أرى لم تبكى، ان الملئكة في السموات السبع بعضهم خلف بعضهم، والنبيون خلفهم، وهذا محمد صلى الله عليه وآله اخذ بيدى ويقول: انطلق يا على فما امامك خير لك مما أنت فيه، فقلت: بأبى وامى قلت لى: إلى السبعين بلاء فهل بعد السبعين رخاء ؟ فقال: نعم يا عمرو، وان بعد البلاء رخاء، ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب (5)


(1 – 2) البرهان ج 2: 299 – 300. البحار ج 2: 139. (3) والظاهر كما في رواية المحاسن (فاما ما علم ملئكته). (4 – 5) البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300. (*)

[ 218 ]

69 – قال أبو حمزة: فقلت لابي جعفر: ان عليا كان يقول إلى السبعين بلاء وبعد السبعين رخاء وقد مضت السبعون ولم يروا رخاءا ؟ فقال لى أبو جعفر: يا ثابت ان الله كان قد وقت هذا الامر في السبعين، فلما قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله على أهل الارض، فاخره إلى أربعين ومائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث، وكشفتم قناع الستر فأخره الله ولم يجعل لذلك عندنا وقتا ثم قال يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب (1) 70 – عن أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله إذا أراد فناء قوم أمر الفلك فأسرع الدور بهم، فكان ما يريد من النقصان فإذا أراد الله بقاء قوم امر الفلك فابطأ الدور بهم فكان ما يريد من الزيادة فلا تنكروا، فان الله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب (2). 71 – عن ابن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام يقول: ان الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء وعنده ام الكتاب، وقال: لكل امر يريده الله فهو في علمه قبل ان يصنعه، وليس شئ يبدو له الا وقد كان في علمه ان الله لا يبدو له من جهل (3). 72 – عن ابراهيم بن ابى يحيى (4) عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: ما من مولود يولد الا ابليس من الابالسة بحضرته، فان علم الله انه من شيعتنا حجبه عن ذلك الشيطان، وان لم يكن من شيعتنا أثبت الشيطان اصبعه السبابة في دبره فكان مأبونا [ وذلك ان الذكر يخرج للوجه ] فان كانت امرأة أثبت في فرجها فكانت فاجرة، فعند ذلك يبكى الصبى بكاءا شديدا إذا هو خرج من بطن امه، والله بعد ذلك يمحو ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب (5). 73 – عن ابى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى اهبط


(1 – 3) البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300 (4) في البرهان (ابن ميثم بن أبى يحيى) وفى البرهان (أبى ميثم) ولم اظفر على ترجمة الرجل (على اختلاف النسخ) في كتب الرجال. (5) البحار ج 2: 139 البرهان ج 2: 300. (*)

[ 219 ]

إلى الارض ظللا من الملئكة على آدم، وهو بواد يقال له الروحاء، وهو واد بين الطائف ومكة [ قال: فمسح على ظهر آدم ] ثم صرخ بذريته وهم ذر، قال: فخرجوا كما يخرج النمل من كورها، فاجتمعوا على شفير الوادي فقال الله لآدم: انظر ماذا ترى ؟ فقال آدم: ذرا كثيرا على شفير الوادي، فقال الله: يا آدم هؤلاء ذريتك أخرجتهم من ظهرك لآخذ عليهم الميثاق لى بالربوبية، ولمحمد بالنبوة كما أخذت عليهم في السماء قال آدم: يا رب وكيف وسعتهم ظهرى ؟ قال الله: يا آدم بلطف صنعى ونافذ قدرتي، قال آدم: يا رب فما تريد منهم في الميثاق ؟ قال الله: ان لا يشركوا بى شيئا قال آدم: فمن أطاعك منهم يا رب فما جزاؤه ؟ قال الله: اسكنه جنتي، قال آدم فمن عصاك فما جزاؤه ؟ قال: اسكنه نارى، قال آدم: يا رب لقد عدلت فيهم، وليعصينك اكثرهم ان لم تعصمهم. قال أبو جعفر: ثم عرض الله على آدم اسماء الانبياء وأعمارهم، قال: فمر آدم باسم داود النبي عليه السلام، فإذا عمره أربعون سنة، فقال: يا رب ما اقل عمر داود وأكثر عمرى يا رب ان أنا زدت داود من عمرى ثلثين سنة أينفذ ذلك له ؟ قال: نعم يا آدم، قال: فانى قد زدته من عمرى ثلثين سنة، فانفذ ذلك له وأثبتها له عندك وأطرحها من عمرى ! قال: فاثبت الله لداود من عمره ثلثين سنة ولم يكن له عند الله مثبتا، و محا من عمر آدم ثلثين سنة وكانت له عند الله مثبتا، فقال أبو جعفر عليه السلام: فذلك قول الله (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب) قال: فمحا الله ما كان عنده مثبتا لآدم وأثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتا، قال: فلما دنا عمر آدم هبط عليه ملك الموت عليه السلام ليقبض روحه، فقال له آدم عليه السلام: يا ملك الموت قد بقى من عمرى ثلثون فقال له ملك الموت ألم تجعلها لابنك داود النبي وأطرحتها من عمرك حيث عرض الله عليك اسماء الانبياء من ذريتك وعرض عليك أعمارهم وأنت يومئذ بوادي الروحا ؟ فقال آدم: يا ملك الموت ما أذكر هذا، فقال له ملك الموت: يا آدم لا تجهل ألم تسئل الله ان يثبتها لداود ويمحوها من عمرك فثبتها لداود في الزبور ومحاها من عمرك من الذكر ؟ قال: فقال آدم: فاحضر الكتاب حتى أعلم ذلك، قال أبو جعفر: وكان آدم صادقا لم


[ 220 ]

يذكر [ ولم يجهل جود الالفاظ ] (1) قال أبو جعفر: فمن ذلك اليوم امر الله العباد ان يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى اجل مسمى، لنسيان آدم وجحوده ما جعل على نفسه (2). 74 – عن عمار بن موسى عن ابى عبد الله عليه السلام سئل عن قول الله: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب) قال: ان ذلك الكتاب كتاب يمحو الله فيه ما يشاء ويثبت، فمن ذلك الذى يرد الدعاء القضاء، وذلك الدعاء مكتوب عليه: الذى يرد به القضاء حتى إذا صار إلى ام الكتاب لم يغن الدعاء فيه شيئا (3). 75 – عن الحسين بن زيد بن على عن جعفر بن محمد عن ابيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان المرء ليصل رحمه وما بقى من عمره الا ثلث سنين فيمدها الله إلى ثلث وثلثين سنة، وان المرء ليقطع رحمه وقد بقى من عمره ثلث وثلاثون سنة فيقصرها الله إلى ثلث سنين أو أدنى قال الحسين: وكان جعفر يتلو هذه الاية (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب) (4). 76 – عن بريد بن معوية العجلى قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: ايانا عنى وعلى أفضلنا وأولنا وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله (5). 77 – عن عبد الله بن عطاء قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: هذا ابن عبد الله بن سلام [ بن عمران ] يزعم ان اباه الذى يقول الله: (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب) قال: كذب، هو على بن ابي طالب عليه السلام (6).


(1) الزيادة ليست في نسخة البحار وفى رواية الصدوق رحمه الله وفى العلل هكذا (وكان آدم صادقا لم يذكر ولم يجحد). (2) البرهان ج 2: 300. البحار ج 5: 334. ورواه الصدوق في العلل (ج 2 ص 239 ط قم) مع اختلاف يسير فراجع ان شئت. (3 – 4) البرهان ج 2: 301. البحار ج 2: 139. (5 – 6) البرهان ج 2: 303. البحار ج 9: 82 – 83. الصافى ج 1: 880. (*)

[ 221 ]

78 – عن عبد الله بن عجلان عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قوله (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب) فقال: نزلت في على بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وفى الائمة بعده وعلى عنده علم الكتاب (1). 79 – عن الفضيل بن يسار عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: (ومن عنده علم الكتاب) قال: نزلت في على عليه السلام، انه عالم هذه الامة بعد النبي صلوات الله عليه وآله (2).


(1 – 2) البرهان ج 2: 303. البحار ج 9: 82 – 83. الصافى ج 1: 880. (*)

[ 222 ]

بسم الله الرحمن الرحيم من سورة ابراهيم 1 – عن عنبسة بن مصعب عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة ابراهيم والحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة لم يصبه فقر أبدا، ولا جنون ولا بلوى (1). 2 – عن ابراهيم بن عمر عمن ذكره عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله (وذكرهم بأيام الله) قال: بآلائه يعنى نعمه (2). 3 – عن أبى عمر المدايني قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ايما عبد أنعم الله عليه فعرفها بقلبه – وفى رواية اخرى فاقر بها بقلبه – وحمد الله عليها بلسانه لم ينفد كلامه حتى يأمر الله له بالزيادة (3). 4 – وفى رواية أبى اسحق المدايني حتى يأذن الله له بالزيادة، وهو قوله: (لئن شكرتم لازيدنكم) (4). 5 – وعن أبى ولاد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أرايت هذه النعمة الظاهرة علينا من الله أليس ان شكرناه عليها وحمدناه زادنا كما قال الله في كتابه: (لئن شكرتم لازيدنكم) ؟ فقال: نعم من حمد الله على نعمه وشكره وعلم ان ذلك منه لا من غيره [ زاد الله نعمه ] (5). 6 – عن الحسن بن ظريف (6) عن محمد عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (وعلى الله فليتوكل المتوكلون) قال الزارعون (7).


(1 – 2) البرهان ج 2: 305. البحار ج 19: 70. الصافى ج 1: 896 و 881، (3 – 5) البرهان ج 2: 306 – 308. البحار ج 15 (ج 2): 136. (6) وفى نسخة البحار (الحسين بن ظريف) ولعل الظاهر ما اخترناه (7) البحار ج 23: 19. البرهان ج 2: 308. (*)

[ 223 ]

7 – عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان أهل النار لما غلى الزقوم والضريع (1) في بطونهم كغلى الحميم سألوا الشراب، فأتوا بشراب غساق وصديد (2) يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت، ومن ورائه عذاب غليظ، وحميم يغلى به جهنم منذ خلقت كالمهل يشوى الوجوه، بئس الشراب وساءت مرتفقا (3) 8 – عن حريز عمن ذكره عن أبى جعفر في قول الله: (وقال الشيطان لما قضى الامر) قال: هو الثاني وليس في القرآن [ شئ ] (وقال الشيطان) الا وهو الثاني (4) 9 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام انه إذا كان يوم القيمة يؤتى بابليس في سبعين غلا وسبعين كبلا (5) فينظر الاول إلى زفر في عشرين ومائة كبل وعشرين ومائة غل فينظر ابليس فيقول: من هذا الذى أضعفه الله له العذاب وأنا أغويت هذا الخلق جميعا ؟ فيقال: هذا زفر، فيقول: بما حدد له هذا العذاب ؟ فيقال: ببغيه على علي عليه السلام فيقول له ابليس: ويل لك وثبور لك، أما علمت ان الله أمرنى بالسجود لآدم فعصيته، وسألته أن يجعل لى سلطانا على محمد وأهل بيته وشيعته فلم يجبنى على ذلك، وقال: (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين)، وما عرفتهم حين استثناهم إذ قلت: (ولا تجد أكثرهم شاكرين) فمنتك به نفسك غرورا فتوقف بين يدى الخلائق فقال له: ما الذى كان منك إلى على والى الخلق الذى اتبعوك على الخلاف ؟ فيقول الشيطان – وهو زفر – لابليس: أنت أمرتنى بذلك، فيقول له ابليس: فلم عصيت


(1) روى عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: الضريع شئ يكون في النار يشبه الشوك امر من الصبر وأنتن من الجيفة وأشد حرا من النار. (2) الغساق – بالتشديد والتخفيف -: ما يغسق من صديد اهل النار أي يسيل، يقال غسقت العين إذا سالت دموعها. والصديد: قيح ودم وقيل هو القيح كانه الماء في رقته والدم في شكله، وقيل: هو ما يسيل من جلود اهل النار (مجمع). (3) البرهان ج 2: 309. البحار ج 3: 378. الصافى ج 1: 884. (4) البرهان ج 2: 310 البحار ج 8: 220. الصافى ج 1: 885. (5) الكبل القيد. (*)

[ 224 ]

ربك وأطعتنى ؟ فيرد زفر عليه ما قال الله: (ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان) إلى آخر الاية (1). 10 – عن محمد بن على الحلبي عن زرارة وحمران عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام في قول الله (ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء) قال يعنى النبي صلى الله عليه وآله والائمة من بعده هم الاصل الثابت والفرع الولاية لمن دخل فيها (2) 11 – عن محمد بن يزيد قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله (وفرعها في السماء) فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله اصلها وأمير المؤمنين عليه السلام فرعها، والائمة من ذريتهما أغصانها، وعلم الائمة ثمرها، وشيعتهم ورقها، فهل ترى فيها فضلا ؟ قلت: لا والله قال: والله ان المؤمن ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة، وانه ليولد فتورق ورقة فيها، قال: قلت: (تؤتى اكلها كل حين باذن ربها) ؟ قال: يعنى ما يخرج إلى الناس من علم الامام في كل حين يسئل عنه (3). 12 – عن اسمعيل بن ابى زياد السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام ان عليا عليه السلام قال: في رجل نذر أن يصوم زمانا ؟ قال: الزمان خمسة أشهر، والحين ستة أشهر لان الله يقول: (تؤتى اكلها كل حين) (4). 13 عن الحلبي قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن رجل جعل الله عليه صوما حينا في شكر، قال: فقال قد سئل على بن أبيطالب عليه السلام عن هذا فقال: فليصم ستة أشهر، ان الله يقول (تؤتى اكلها كل حين باذن ربها) والحين ستة أشهر (5). 14 – عن خالد بن جرير قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن رجل قال: لله على ان أصوم حينا وذلك في شكر، فقال أبو عبد الله: قد أتى على عليه السلام مثل هذا، فقال: صم ستة أشهر، فان الله يقول: (تؤتى أكلها كل حين) يعنى ستة اشهر (6).


(1) البرهان ج 2: 310. البحار ج 8: 220 (2) البرهان ج 2: 311. (3) البرهان ج 2: 311. البحار ج 7: 120. (4 – 6) البرهان ج 2: 312 البحار ج 23: 147. (*)

[ 225 ]

15 – عن عبد الرحمن بن سالم الاشل عن أبيه عن ابى عبد الله عليه السلام (ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة) الآيتين قال: هذا مثل ضربه الله لاهل بيت نبيه ولمن عاداهم، هو مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار (1) 16 – عن صفوان بن مهران عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الشيطان ليأتي الرجل من اوليائنا [ فيأتيه ] عند موته، يأتيه عن يمينه وعن يساره ليصده عما هو عليه، فيأبى الله له ذلك، وكذلك قال الله (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفى الآخرة) (2). 17 – عن زرارة وحمر ان ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قالا: إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان ملك عن يمينه وملك عن يساره وأقيم الشيطان بين يديه، عيناه من نحاس، فيقال له: ما تقول في هذا الرجل الذى خرج من بين ظهرانيكم يزعم انه رسول الله صلى الله عليه واله فيفزع لذلك فزعة، ويقول ان كان مؤمنا: محمد رسول الله فيقال له عند ذلك نم نومة لا حلم (3) فيها ويفسح له في قبره (4) تسعة أذرع ويرى مقعده من الجنة وهو قول الله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا) وان كان كافرا قالوا: من هذا الرجل الذى كان بين ظهرانيكم ؟ يقول: انه رسول الله ؟ فيقول: ما ادرى فيخلى بينه وبين الشيطان (5). 18 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام ان الميت إذا أخرج من بيته شيعته الملئكة إلى قبره يترحمون عليه، حتى إذا انتهى إلى قبره قالت الارض له: مرحبا بك وأهلا وسهلا والله لقد كنت أحب ان يمشى على مثلك لا جرم لترى ما أصنع بك فيوسع له مد بصره ويدخل عليه في قبره قعيدا القبر (ملكا القبر وهما قعيدا القبر خ) منكرو


(1 – 2) البرهان ج 2: 312. الصافى ج 1: 887. (3) الحلم – بالضم -: ما يراه النائم في نومه لكنه قد غلب على ما يراه من الشر والقبيح. كما غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والحسن. (4) فسح له في المجلس: وسع وفرج له عن مكان يسعه. (5) البحار ج 8: 158. البرهان ج 2: 314. (*)

[ 226 ]

نكير، فيلقى فيه الروح إلى حقويه (1) فيقعدانه فيسئلانه فيقولان له: من ربك ؟ فيقول الله، فيقولان: وما دينك ؟ فيقول: الاسلام فيقولان: ومن نبيك ؟ فيقول: محمد، فيقولان: ومن امامك ؟ فيقول: على فينادى مناد من السماء: صدق عبدى افرشو اله في القبر من الجنة، وألبسوه من ثياب الجنة، وافتحوا له في قبره بابا إلى الجنة حتى يأتينا 1 – وما عندنا خير له ثم يقولان له: نم نومة العروس، نم نومة لا حلم فيها. وان كان كافرا أخرجت له ملئكة يشيعونه إلى قبره يلعنونه حتى إذا انتهى إلى الارض قالت الارض: لا مرحبا بك ولا أهلا، اما والله لقد كنت أبغض ان يمشى على مثلك لا جرم لترين ما أصنع بك اليوم، فتضايق عليه حتى تلتقي جوانحه، ويدخل عليه ملكا القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير، قال: قلت له جعلت فداك يدخلان على المؤمن والكافر في صورة واحدة ؟ فقال: لا، فيقعدانه فيقولان له: من ربك ؟ فيقول: سمعت الناس يقولون، فيقولان: لا دريت فما دينك ؟ فيقول: سمعت الناس يقولون ويتلجلج لسانه، فيقولان: لا دريت فمن نبيك ؟ فيقول: سمعت الناس يقولون ويتلجلج لسانه فيقولان: لا دريت، فينادى مناد من السماء: كذب عبدى افرشوا له في قبره من النار والبسوه من ثياب النار، وافتحوا له بابا إلى النار حتى يأتينا وماله عندنا شر له، قال: ثم يضربانه بمرزبة (2) معهما ثلث ضربات ليس منها ضربة الا تطاير قبره نارا ولو ضربت تلك الضربة على جبال تهامة لكانت رميما. قال أبو عبد الله عليه السلام ويسلط الله عليه في قبره الحيات والعقارب تنهشه نهشا (3) والشياطين تغمه غما يسمع عذابه من خلق الله الا الجن والانس، وانه ليسمع خفق نعالهم ونفض ايديهم وهو قول الله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا) قال: عند موته (وفى الآخرة) قال: في قبره، (ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) (4)


(1) الحقو: بفتح المهملة وسكون القاف -: موضع شد الازار وهو الخاصرة. (2) المرزبة: عصاة كبيرة من حديد تتخذ لتكسير المدر. (3) نهشه الحية أو العقرب: لسعته. عضه أو اخذه باضراسه. (4) البرهان ج 2: 314. البحار ج 3: 166. (*)

[ 227 ]

19 – عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال: إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان ملك عن يمينه وملك عن شماله، واقيم الشيطان بين يديه، عيناه من نحاس فيقال له: كيف تقول في هذا الرجل الذى خرج بين ظهر انيكم ؟ قال: فيفزع لذلك فيقول ان كان مؤمنا: عن محمد تسئلانى فيقولان له عند ذلك: نم، نومة لا حلم فيها، ويفسح له في قبره خمسة (سبعة خ ل) أذرع، ويرى مقعده من الجنة، وان كان كافرا قيل له: ما تقول في هذا الرجل الذى خرج بين ظهر انيكم ؟ فيقول: ما أدرى ويخلى بينه وبين الشياطين، ويضرب بمرزبة من حديد يسمع صوته كل شئ وهو قول الله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفى الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) (1). 20 – عن سويد بن غفلة عن على بن أبى طالب عليه السلام قال: ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة مثل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى ماله فيقول: والله انى كنت عليك لحريصا شحيحا فما عندك ؟ فيقول: خذ منى كفنك، فيلتفت إلى ولده فيقول: والله انى كنت لكم محبا وانى كنت عليكم لمحاميا فماذا عندكم ؟ فيقولون: نؤديك إلى حفرتك ونواريك فيها، فيلتفت إلى عمله فيقول: والله انى كنت فيك لزاهد وان كنت على ثقيلا فما عندك ؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حين أعرض أنا وأنت على ربك، فان كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا وأحسنهم رياشا (2) فيقول: ابشر بروح وريحان وجنة نعيم، قدمت خير مقدم فيقول: من أنت ؟ فيقول: انا عملك الصالح، ارتحل من الدنيا إلى الجنة وانه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يعجله. فإذا أدخل قبره أتاه اثنان هما فتانا القبر يجزان اشعارهما، ويبحثان الارض بأنيابهما، أصواتهما كالرعد العاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف ثم يقولان: من ربك وما دينك ومن نبيك ؟ فيقول: ربى الله وديني الاسلام ونبيى محمد، فيقولان:


(1) البحار ج 3: 158. البرهان ج 2: 315. (2) الرياش: اللباس الفاخر. (*)

[ 228 ]

ثبتك الله فيما تحب وترضى، وهو قول الله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفى الآخرة) ثم يفسحان له في قبره مد بصره ثم يفتحان له بابا إلى الجنة، ثم يقولان له: نم قرير العين نوم الشاب الناعم (1) فانه يقول الله: (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا) واما ان كان لربه عدوا فانه يأتيه أقبح من خلق الله رياشا وأنتنهم ريحا فيقول: ابشر بنزل من حميم وتصلية جحيم وانه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يحبسه فإذا أدخل في قبره أتاه ممتحنا القبر فالقيا اكفانه ثم قالا له: من ربك وما دينك و من نبيك ؟ فيقول: لا أدرى، فيقولان: لا دريت ولا هديت فيضربان يافوخه (2) بمرزبة [ ضربة ] ما خلق الله من دابة الا تذعر لها ما خلا الثقلين، ثم يفتح له باب إلى النار ثم يقولان له: نم بشر حال فانه من الضيق مثل ما فيه القناة من الزج (3) حتى ان دماغه ليخرج ما بين ظفره ولحمه، ويسلط الله عليه حيات الارض وعقاربها وهوامها، فتنهشه حتى يبعثه من قبره، وانه ليتمنى قيام الساعة مما هو فيه من الشر (4). 21 – قال جابر: قال أبو جعفر عليه السلام: قال النبي صلى الله عليه وآله: انى كنت لانظر إلى الغنم والابل وأنا أرعاها، – وليس من نبى الا قد رعى – فكنت انظر إليها قبل النبوة وهى متمكنة في المكينة ما حولها شئ ينشرها حى فانظر (5) فأقول: ما هذا وأعجب، حتى حدثنى جبرئيل عليه السلام ان الكافر يضرب ضربة ما خلق الله شيئا الا سمعها ويذعر الا الثقلان، فعلمت ان ذلك انما كان بضربة الكافر فنعوذ بالله من عذاب القبر (6). * (هامش *) (1) الناعم من العيش: الرغد الطيب. (2) اليافوخ: الموضع الذى يتحرك من رأس الصبى وهو فراغ بين عظام جمجمته في مقدمته واعلاها لا يلبث ان تلتقي فيه العظام. (3) الزج – بالضم: الحديدة التى في اسفل الرمح. (4) البرهان ج 2: 314. البحار ج 3: 155. (5) كذا في النسخ لكن في رواية الكليني هكذا (ما حولها شئ يهيجها حتى تذعر فتطيراه) وهو الظاهر. (6) البرهان ج 2: 315 (*)


[ 229 ]

22 – عن عمرو بن سعيد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) قال: فقال: ما تقولون في ذلك ؟ فقال: نقول: هما الافجران من قريش بنو امية وبنو المغيرة، فقال: بلى هي قريش قاطبة، ان الله خاطب نبيه فقال: انى قد فضلت قريشا على العرب، وأتممت عليهم نعمتي، وبعثت إليهم رسولا فبدلوا نعمتي، وكذبوا رسولي (1). 23 – وفى رواية زيد الشحام عنه قال: قلت له: بلغني ان أمير المؤمنين عليه السلام سئل عنها (2) فقال: عنى بذلك الافجران من قريش امية ومخزوم، فاما مخزوم فقتلها الله يوم بدر، واما امية فمتعوا إلى حين، فقال أبو عبد الله عليه السلام: عنى الله والله بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله ونصبوا له الحرب (3). 24 – عن الاصبغ بن نباتة قال: قال امير المؤمنين صلوات الله عليه: في قول الله (الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) قال: قال: نحن نعمة الله التى انعم الله بها على العباد (4). 25 – عن ذريح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: جاء ابن الكوا إلى امير المؤمنين على عليه السلام فسأله عن قول الله: (الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) قال: تلك قريش بدلوا نعمة الله كفرا وكذبوا نبيهم يوم بدر (5). 26 – عن محمد بن سابق بن طلحة الانصاري قال: كان مما قال هارون لابي الحسن موسى عليه السلام حين ادخل عليه: ما هذه الدار ودار من هي ؟ قال: لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة، قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها ؟ قال: أخذت منه عامرة ولا يأخذها الا معمورة، فقال: اين شيعتك ؟ فقرأ أبو الحسن: (لم يكن الذين كفروا من أهل


(1) البرهان ج 2: 315. البحار ج 4: 61. (2) أي عن الاية. (3) البرهان ج 2: 316. (4 – 5) البرهان ج 2: 316. البحار ج 7: 102. (*)

[ 230 ]

الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة) قال له: فنحن كفار ؟ قال: لا ولكن كما قال الله: (الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) فغضب عند ذلك وغلظ عليه (1). 27 – على بن حاتم قال: وجدت في كتاب أبى عن حمزة الزيات عن عمرو بن مرة قال: قال ابن عباس لعمر: يا أمير المؤمنين هذه الاية (الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) قال: هما الافجران من قريش أخوالى واعمامك فأما أخوالى فاستأصلهم الله يوم بدر: واما أعمامك فأملى الله لهم إلى حين (2) 28 – عن مسلم المشوب (3) عن على بن أبيطالب عليه السلام في قوله: (واحلوا قومهم دار البوار) قال: هما الافجران من قريش بنو امية وبنو المغيرة (4) 29 – عن زرعة عن سماعة قال: ان الله فرض للفقراء في اموال الاغنياء فريضة لا يحمدون بأدائها وهى الزكوة، بها حقنوا دمائهم، وبها سموا مسلمين، ولكن الله فرض في الاموال حقوقا غير الزكوة وقد قال الله تبارك وتعالى (وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية) (5). 30 – عن حسين بن هارون شيخ من أصحاب أبى جعفر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقرأ هذه الاية (وآتاكم من كل ما سألتموه) قال: ثم قال أبو جعفر: الثو ب والشئ الذى لم تسئله اياه أعطاك (6). 31 – عن الزهري قال: اتى رجل أبا عبد الله عليه السلام فسأله عن شئ فلم يجبه فقال له الرجل: فان كنت ابن أبيك فانك من أبناء عبدة الاصنام، فقال له: كذبت


(1 – 2) البرهان ج 2: 317 316. (3) وفى نسخة البرهان (معصم المسرف) ولم اظفر على ترجمة الرجل (على كلتا النسختين) في كتب الرجال. (4) البحار ج 8: 381. البرهان ج 2: 318. (5) البرهان ج 2: 318. (6) البرهان ج 2: 318. الصافى ج 1: 889. (*)

[ 231 ]

ان الله أمر ابراهيم أن ينزل اسمعيل بمكة ففعل، فقال ابراهيم (رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبنى ان نعبد الاصنام) فلم يعبد احد من ولد اسمعيل صنما قط ولكن العرب عبدة الاصنام وقالت بنوا سمعيل: هؤلاء شفعاءنا عند الله فكفرت ولم تعبد الاصنام (1) 32 – عن أبى عبيدة عن أبى جعفر عليه السلام (2) قال: من أحبنا فهو منا أهل البيت قلت: جعلت فداك منكم ؟ قال: منا والله، اما سمعت قول ابراهيم عليه السلام: (فمن تبعني فانه منى) (3). 33 – عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من اتقى الله منكم وأصلح فهو منا أهل البيت، قال: منكم أهل البيت ؟ قال منا اهل البيت قال فيها ابراهيم: (فمن تبعني فانه منى) قال عمر بن يزيد: قلت له من آل محمد ؟ قال: أي والله من آل محمد، أي والله من أنفسهم اما تسمع الله يقول: (ان أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه) وقول ابراهيم: (فمن تبعني فانه منى). (4) 34 – عن ابى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من تولى آل محمد وقدمهم على جميع الناس بما قدمهم من قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله فهو من آل محمد لتوليه آل محمد لا انه من القوم بأعيانهم وانما هو منهم بتوليه إليهم واتباعه اياهم، وكذلك حكم الله في كتابه: (ومن يتولهم منكم فانه منهم) وقول ابراهيم: (فمن تبعني فانه منى و من عصاني فانك غفور رحيم). (5). 35 عن رجل ذكره عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: (انى اسكنت من ذريتي بواد غير ذى زرع) إلى قوله: (لعلهم يشكرون) قال: فقال أبو جعفر: نحن هم ونحن بقية تلك الذرية (6). * هامش * (1) البرهان ج 2: 318. الصافى ج 1: 889. (2) وفى البرهان (عن أبي عبيدة عن ابي عبد الله). (3 – 4) البرهان ج 2: 318. (5) البرهان ج 2: 318. البحار ج 15 (ج 1): 111. (6) البرهان ج 2: 319. الصافى ج 1: 890. (*)


[ 232 ]

36 – وفى رواية اخرى عن حنان بن سدير عنه: نحن بقية تلك العترة (1). 37 – عن الفضل بن موسى الكاتب عن أبى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: ان ابراهيم صلوات الله عليه لما اسكن اسمعيل صلوات الله عليه وهاجر مكة ودعهما لينصرف عنهما بكيا، فقال لهما ابراهيم: ما يبكيكما فقد خلفتكما في أحب الارض إلى الله وفى حرم الله ؟ فقالت له هاجر: يا ابراهيم ما كنت أرى ان نبيا مثلك يفعل ما فعلت ؟ قال: وما فعلت ؟ فقالت: انك خلفت امرأة ضعيفة وغلاما ضعيفا لا حيلة لهما بلا أنيس من بشر ولا ماء يظهر، ولا زرع قد بلغ، ولا ضرع يحلب ؟ قال: فرق ابراهيم ودمعت عيناه عندما سمع منها فأقبل حتى انتهى إلى باب بيت الله الحرام فأخذ بعضادتى الكعبة ثم قال: (اللهم انى اسكنت من ذريتي بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلوة فاجعل افئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون). قال أبو الحسن: فأوحى الله إلى ابراهيم ان اصعد أبا قبيس فناد في الناس: يا معشر الخلايق ان الله يأمركم بحج هذا البيت الذى بمكة محرما من استطاع إليه سبيلا، فريضة من الله، قال: فصعد ابراهيم أبا قبيس فنادى في الناس بأعلى صوته يا معشر الخلايق ان الله يأمركم بحج هذا البيت الذى بمكة محرما من استطاع إليه سبيلا فريضة من الله، قال: فمد الله لابراهيم في صوته حتى أسمع به أهل المشرق و المغرب وما بينهما من جميع ما قدر الله وقضى في أصلاب الرجال من النطف وجميع ما قدر الله وقضى في أرحام النساء إلى يوم القيمة، فهناك يا فضل وجب الحج على جميع الخلايق، فالتلبية من الحاج في أيام الحج هي اجابة لنداء ابراهيم عليه السلام يومئذ بالحج عن الله (2). 38 – عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: ان ابراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه سأل ربه حين أسكن ذريته الحرم قال:


(1) البرهان ج 2: 319. الصافى ج 1: 890. (2) البحار ج 5: 142. البرهان ج 2: 320. (*)

[ 233 ]

رب ارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون، فأمر الله تبارك وتعالى قطعة من الاردن حتى جاءت فطافت بالبيت سبعا، ثم أمر الله ان تقول الطائف فسميت الطائف لطوافها بالبيت (1). 39 – عن أبى جعفر في قوله تعالى: (فاجعل افئدة من الناس تهوى إليهم) اما انه لم يعن الناس كلهم أنتم اولئك ونظراؤكم انما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الاسود أو مثل الشعرة السوداء في الثور الابيض، ينبغى للناس ان يحجوا هذا البيت ويعظموه لتعظيم الله اياه، وان يلقونا (2) حيث كنا، نحن الادلاء على الله (3). 40 – عن ثعلبة بن ميمون عن ميسر عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان أبانا ابراهيم كان مما اشترط على ربه فقال: (رب اجعل افئدة من الناس تهوى إليهم) (4) 41 – وفي رواية اخرى عنه قال: كنا في الفسطاط عند أبى جعفر عليه السلام نحو من خمسين رجلا، قال: فجلس بعد سكوت كان منا طويلا فقال: ما لكم لا تنطقون لعلكم ترون انى نبى ؟ لا والله ما أنا كذلك، ولكن في قرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله قريبة وولادة، من وصلها وصله الله، ومن أحبها أحبه الله، من أكرمها أكرمه الله أتدرون أي البقاع أفضل عند الله منزلة ؟ فلم يتكلم أحد فكان هو الراد على نفسه، فقال: تلك مكة الحرام التى رضيها لنفسه حرما وجعل بيته فيها. ثم قال: أتدرون أي بقعة أفضل من مكة ؟ فلم يتكلم احد فكان هو الراد على نفسه، فقال: ما بين الحجر الاسود إلى باب الكعبة ذلك حطيم ابراهيم نفسه الذى كان يذود فيه غنمه ويصلى فيه، فوالله لو أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان قام النهار مصليا حتى يجنه الليل (5) وقام الليل مصليا حتى يجنه النهار ثم لم يعرف


(1) البحار ج 5: 142. البرهان ج 2: 320. (2) وفى نسخة البرهان (أن يأتونا) مكان (يلقونا). (3) البحار ج 15 (ج 1): 125. البرهان ج 2: 320. الصافى ج 1: 890 (4) البرهان ج 2: 320. (5) جنه الليل: ستره. وفى نسخة (يجيئه) في الموضعين. (*)

[ 234 ]

لنا حقا أهل البيت، وحرمنا حقنا لم يقبل الله منه شيئا أبدا، ان ابانا ابراهيم صلوات الله عليه كان فيما اشترط على ربه أن قال: (اجعل افئدة من الناس تهوى إليهم) اما انه لم يقل الناس كلهم أنتم اولئك رحمكم الله ونظراؤكم، انما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الاسوة، أو الشعرة السوداء في الثور الابيض وينبغى للناس ان يحجوا هذا البيت، وان يعظموه لتعظيم الله اياه، وان يلقونا اينما كنا، نحن الادلاء على الله (1). 42 – وفى خبر آخر: أتدرون أي بقعة اعظم حرمة عند الله ؟ فلم يتكلم احد وكان هو الراد على نفسه فقال: ذلك ما بين الركن الاسود والمقام إلى باب الكعبة ذلك حطيم اسمعيل الذى كان يذود فيه غنمه ثم ذكر الحديث (2) 43 – عن الفضيل بن يسار عن أبى جعفر عليه السلام قال: انظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة، فقال: هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، انما أمروا ان يطوفوا ثم ينفروا الينا فيعلمونا ولايتهم، ويعرضون علينا نصرتهم ثم قرأ هذه الاية (فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم) فقال: آل محمد آل محمد، ثم قال: الينا الينا (3). 44 – عن السدى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ (ربنا انك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شئ) شأن اسمعيل وما اخفى اهل البيت (4). 45 – عن حريز بن عبد الله عمن ذكره عن أحدهما انه كان يقرأ هذه الاية (رب اغفر لى ولولدي) يعنى اسمعيل واسحق. (5). 46 – وفى رواية اخرى عمن ذكره عن احدهما انه قرأ (رب اغفر لى ولوالدي)


(1 – 2) البرهان ج 2: 320. البحار ج 15 (ج 1): 125. (3) البرهان ج 2: 320. البحار ج 15 (ج 1): 125. الصافى ج 1: 892. (4) البرهان ج 2: 321. (5) البرهان ج 2: 321. البحار ج 5: 132. الصافى ج 1: 893. (*)

[ 235 ]

قال: آدم وحوا (1). 47 – عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: (رب اغفر لى ولوالدي) قال: هذه كلمة صحفها الكتاب، انما كان استغفاره لابيه عن موعدة وعدها اياه وانما قال: (رب اغفر لى ولولدي) يعنى اسمعيل واسحق، والحسن والحسين والله ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله (2) 48 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (الم تر إلى الذى قيل لهم كفوا أيديكم واقيموا الصلوة وآتوا الزكوة) انما هي طاعة الامام وطلبوا القتال فلما كتب عليهم القتال مع الحسين (قالوا ربنا لولا اخرتنا إلى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل) ارادوا تأخير ذلك إلى القائم عليه السلام (3) 49 – عن سعد بن عمر (4) عن غير واحد ممن حضر ابا عبد الله عليه السلام ورجل يقول قد ثبت دار صالح ودار عيسى بن على ذكر دور العباسيين فقال رجل: اراناها الله خرابا أو خربها بأيدنا، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: لا تقل هكذا، بل يكون مساكن القائم واصحابه، لما سمعت الله يقول: (وسكنتم في مساكن الذين ظلموا انفسهم) (5). 50 – عن جميل بن دارج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (ان كان مكرهم لتزول منه الجبال) وان كان مكروا العباس (6) بالقائم لتزول منه قلوب الرجال (7) 51 – عن الحارث عن على بن أبيطالب عليه السلام قال: ان نمرود أراد أن ينشر


(21) البرهان ج 2: 321. البحار ج 5: 132 (3) البرهان ج 2: 321. البحار ج 13: 137. (4) وفى نسخة (مسعدة) بدل (سعد) وفى اخرى (عثمان) مكان (عمر). (6) كذا في المخطوطتين لكن في نسخة البرهان هكذا (وان مكر بنى العباس 51) وهو الظاهر. (7) البرهان ج 2: 321. (*)

[ 236 ]

إلى ملك السماء فأخذ نسورا أربعة (1) فرباهن [ حتى كن نشاطا ] (2) وجعل تابوتا من خشب وأدخل فيه رجلا، ثم شد قوائم النسور بقوائم التابوت، ثم أطارهن ثم جعل في وسط التابوت عمودا وجعل في رأس العمود لحما فلما راى النسور اللحم طرن وطرن بالتابوت والرجل، فارتفعن إلى السماء فمكث ما شاء الله ثم ان الرجل أخرج من التابوت رأسه فنظر إلى السماء فإذا هي على حالها ونظر إلى الارض فإذا هو لا يرى الجبال الا كالذر، ثم مكث ساعة فنظر إلى السماء فإذا هي على حالها، ونظر إلى الارض فإذا هو لا يرى الا الماء، ثم مكث ساعة فنظر إلى السماء فإذا هي على حالها ونظر إلى الارض فإذا هو لا يرى شيئا، فلما ترى سفل العمود (3) وطلبت النسور اللحم وسمعت الجبال هدة النسور فخافت من امر السماء (4) وهو قول الله: (وان كان مكرهم لتزول منه الجبال) (5). 52 – عن ثوير بن أبى فاختة عن على بن الحسين عليه السلام قال: (تبدل الارض غير الارض) يعنى بأرض لم تكتسب عليها الذنوب بارزة، ليست عليها جبال ولا


(1) النسور جمع النسر: طائر حاد البصر واشد الطيور ارفعها طيرانا، واقواها جناحا وليس في سباع الطير اكبر جثة منه ويقال له (ابوالطير) وبالفارسية (كركس). (2) ما بين المعقفتين ليس في نسخة البحار وكان في نسخة الاصل (نشاكم) بدل (نشاطا). (3) وفى البرهان (فلما نزل اللحم إلى سفل العمود اه). (4) كذا في المخطوطين ونسخة البرهان باختلاف يسير ذكرناه لكن في نسخة البحار اختلاف وزيادة بعد قوله: فإذا هو لا يرى شيئا اه وها هي: (ثم وقع في ظلمة لم ير ما فوقه وما تحته ففزع فالقى اللحم فأتبعه النسور منقضات فلما نظرت الجبال اليهن وقد أقبلن منقضات وسمعت حفيفهن فزعت وكادت ان تزول مخافة امر (وفى نسخة من امر (السماء اه) (5) البرهان ج 2: 321، البحار ج 5: 123. (*)

[ 237 ]

نبات (1) كما دحاها أول مرة (2). 53 – عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام (3) عن قول الله: (يوم تبدل الارض غير الارض) قال: تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، قال الله: (وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام) (4) 54 – عن محمد بن هاشم عمن أخبره عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال له الابرش الكلبى (5) بلغني انك قلت في قول الله: (يوم تبدل الارض غير الارض) انها تبدل خبزة ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: صدقوا تبدل الارض خبزة نقية في الموقف يأكلون منها، فضحك الابرش وقال: أما لهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز فقال ويحك في أي المنزلتين هم اشد شغلا وأسوء حالا، إذا هم في الموقف أو في النار يعذبون ؟ فقال: لا في النار فقال: ويحك وان الله يقول: (لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم) قال: فسكت (6). 55 – وفى خبر آخر عنه فقال: وهم في النار لا يشغلون عن اكل الضريع وشرب الحميم وهم في العذاب، فكيف يشتغلون عنه في الحساب ؟ (7).


(1) وفى نسخة البحار (النبك) ونقل المجلسي في بيانه عن الفيروز آبادى النبكة محركة وتسكن: اكمة محددة الرأس وربما كانت حمراء، وارض فيها صعود وهبوط، أو التل الصغير، والجمع نبك ونبك (محركة) ونبوك انتهى. ثم قال: لا ينافى هذا الخبر ما مر وما سيأتي إذ كونها مستوية لا ينافى كون كلها أو بعضها من خبز فتكون المغايرة مرادة على الوجهين معا. (2) البرهان ج 2: 323. البحار ج 3: 221. الصافى ج 1: 894. (3) وفى البرهان (أبا عبد الله عليه السلام) مكان (ابا جعفر عليه السلام) (4) البحار ج 3: 221. البرهان ج 2: 323. (5) هو أبو مجاشع بن الوليد من علماء العامة كان من خواص هشام بن عبد الملك وبقى إلى زمن المنصور وله مع منصور حكاية لطيفة ذكرها القمى رحمه الله في الكنى والالقاب فراجع ان شئت. (6 – 7) البرهان ج 2: 323. البحار ج 3: 221. (*)

[ 238 ]

56 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (يوم تبدل الارض غير الارض) قال: تبدل خبزة نقية يأكل منها حتى يفرغ فمن الحساب، فقال له قائل: انهم يومئذ في شغل عن الاكل والشرب ؟ فقال له: ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام والشراب، أهم أشد شغلا أم هم في النار فقد استغاثوا ؟ فقال: (وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل) (1). 57 – عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لقد خلق الله في الارض منذ خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم، خلقهم من أديم الارض فاسكنوها واحدا بعد واحد مع عالمه، ثم خلق الله آدم أبا هذا البشر وخلق ذريته منه، ولا والله ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها الله، ولا خلت النار من أراواح الكافرين منذ خلقها الله لعلكم ترون انه إذا كان يوم القيامة وصير الله أبدان اهل الجنة مع أرواحهم في الجنة، وصير أبدان اهل النار مع أرواحهم في النار، ان الله تبارك وتعالى لا يعبد في بلاده ولا يخلق خلقا يعبدونه ويوحدونه [ بلى والله ليخلقن خلقا من غير فحولة ولا أناث يعبدونه ويوحدونه ] ويعظمونه ويخلق لهم ارضا تحملهم وسماء تظلهم أليس الله يقول: (يوم تبدل الارض غير الارض والسموات) وقال الله: (أفعيينا بالخلق الاول بل هم في لبس من خلق جديد) (2)


(1) البرهان ج 2: 323. البحار ج 3: 221 (2) البحار ج 3: 398. البرهان ج 2: 324. الصافى ج 1: 895. (*)

[ 239 ]

بسم الله الرحمن الرحيم من سورة الحجر 1 – عن عبد الله بن عطاء المكى قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) قال ينادى مناد يوم القيمة يسمع الخلايق: انه لا يدخل الجنة الا مسلم ثم يود ساير الخلق انهم كانوا مسلمين (1) 2 – وبهذا الاسناد عن أبى عبد الله عليه السلام فثم يود الخلق انهم كانوا مسلمين (2). 3 – عن بكر بن محمد الازدي عن عمه عبد السلام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال: يا عبد السلام احذر الناس ونفسك، فقلت بأبى أنت وامى اما الناس فقد اقدر على أن احذرهم، فاما نفسي فكيف ؟ قال: ان الخبيث يسترق السمع يجيئك فيسترق ثم يخرج في صورة آدمى، فيقول، قال عبد السلام، فقلت: بأبى انت وأمى هذا ما لا حيلة له قال: هو ذلك (3). 4 – عن ابن وكيع عن رجل عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله لا تسبوا الريح فانها بشر وانها نذر، وانها لواقح فاسئلوا الله من خيرها، وتعوذوا به من شرها (4) 5 – عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: لله رياح (5) رحمة لواقح ينشرها


(1 – 2) البرهان ج 2: 325. الصافى ج 1: 897 وفيهما (لو كانوا مسلمين) بزيادة لفظة (لو). (3) البحار ج 14: 619. البرهان ج 2: 328. (4) البرهان ج 2: 328. البحار ج 14: 285، الصافى ج 1: 900. (5) وفى نسخة البرهان (ان لله رياح اه). (*)

[ 240 ]

بين يدى رحمته (1). 6 – عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: (ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين) قال: هم المؤمنون من هذه الامة (2) 7 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال الله للملائكة (انى خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) قال: وكان من الله ذلك تقدمة منه إلى الملئكة احتجاجا منه عليهم، و ما كان الله يغير ما بقوم الا بعد الحجة عذرا ونذرا، فاغترف الله غرفة بيمينه وكلتا يديه يمين (3) من الماء العذب الفرات فصلصلها في كفه (4) فجمدت ثم قال: منك اخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين الائمة المهديين (5) الدعاة إلى الجنة و


(1) البرهان ج 2: 328. البحار ج 14: 285. (2) البرهان ج 2: 328. البحار ج 15 (ج 1): 263. الصافى ج 1 901. (3) قال الجرزى: في الحديث وكلتا يديه أي ان يديه تبارك وتعالى بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما، لان الشمال تنقص عن اليمين وكل ما جاء في القرآن و الحديث من اضافة اليد والايدى واليمين وغير ذلك من اسماء الجوارح إلى الله تعالى فانما هو على سبيل المجاز والاستعارة والله منزه عن التشبيه والتجسيم. وقال المجلسي رحمه الله بعد نقل كلامه -: لما كانت اليد كناية عن القدرة فيحتمل ان يكون المراد باليمين القدرة على الرحمة والنعمة والفضل، وبالشمال: القدرة على العذاب والقهر والابتلاء، فالمعنى ان عذابه وقهره وامراضه واماتته وساير المصائب والعقوبات لطف ورحمة لاشتمالها على الحكم الخفية والمصالح العامة، وبه يمكن ان يفسر ما ورد في الدعاء: والخير في يديك. (انتهى) وقد مر الحديث باختلاف يسير في سورة البقرة. (4) الصلصال: الطين اليابس الذى لم يطبخ إذا نقر به صوت كما يصوت الفخار والفخار ما طبخ من الطين. (5) وفى البرهان (المهتدين). (*)

[ 241 ]

أتباعهم إلى يوم القيمة ولا ابالى ولا اسئل عما افعل وهم يسئلون، ثم اغترف الله غرفة بكفه الاخرى من الماء الملح الاجاج فصلصلها في كفه فجمدت ثم قال لها: منك اخلق الجبارين والفراعنة والعتاة واخوان الشياطين وائمة الكفر، والدعاة إلى النار واتباعهم إلى يوم القيمة ولا ابالى ولا اسئل عما افعل وهم يسئلون، واشترط في ذلك البداء فيهم ولم يشترط في اصحاب اليمين البداء لله فيهم، ثم خلط المائين في كفه جميعا فصلصلها ثم اكفاهما قدام عرشه وهما بلة من طين (1) 8 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) قال: روح خلقها الله فنفخ في آدم منها (2) 9 – عن محمد بن اورمة عن ابى جعفر الاحول عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الروح التى في آدم قوله: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي) قال: هذه روح مخلوقة لله، والروح التى في عيسى بن مريم مخلوقة لله (3) 10 – عن ابى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي) قال: خلق خلقا وخلق روحا، ثم امر الملك فنفخ فيه وليست بالتى نقصت من الله شيئا، هي من قدرته تبارك وتعالى (4). 11 – وفى رواية سماعة عنه خلق آدم فنفح فيه، وسئلته عن الروح قال: هي من قدرته من الملكوت (5). 12 – عن ابان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان على بن الحسين إذا اتى الملتزم قال اللهم ان عندي افواجا من ذنوب، وأفواجا من خطايا، وعندك افواج من رحمة و أفواج من مغفرة، يا من استجاب لابغض خلقه إليه إذ قال (انظرني إلى يوم يبعثون) استجب لى وافعل بى كذا وكذا (6). 13 – عن الحسن (الحسين خ ل) بن عطية قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:


(1) البرهان ج 2: 328. البحار ج 3: 66 وفيه (سلالة من طين) (2 – 5) البحار ج 2: 108. البرهان ج 2: 342. (6) البرهان ج 2: 343. البحار ج 21: 44. (*)

[ 242 ]

ان ابليس عبد الله في السماء الرابعة في ركعتين ستة آلاف سنة، وكان من انظار الله اياه إلى يوم الوقت المعلوم بما سبق من تلك العبادة (1). 14 – عن وهب بن جميع مولى اسحق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول ابليس: (رب فانظرني إلى يوم يبعثون قال فانك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم) قال له وهب: جعلت فداك أي يوم هو ؟ قال: يا وهب أتحسب انه يوم يبعث الله فيه الناس ؟ ان الله أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا فإذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة، وجاء ابليس حتى يجثو بين يديه على ركبتيه (2) فيقول: يا ويله من هذا اليوم فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه فذلك اليوم هو الوقت المعلوم (3). 15 – عن أبى جميلة عن عبد الله بن أبى جعفر (4) عن أخيه عن قوله: (هذا صراط على مستقيم) قال: هو امير المؤمنين عليه السلام (5). 16 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت أرأيت قول الله: (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) ما تفسير هذا ؟ قال: قال الله: انك لا تملك ان تدخلهم جنة ولا نارا (6). 17 – عن على بن النعمان عن بعض اصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) قال: ليس على هذه العصابة خاصة سلطان، قال: قلت: وكيف جعلت فداك وفيهم ما فيهم ؟ قال: ليس حيث تذهب انما قوله: (ليس لك عليهم سلطان) أن يحبب إليهم الكفر ويبغض إليهم الايمان (7).


(1) البرهان ج 2: 343. البحار ج 14: 628. (2) جثا: جلس على ركبتيه. (3) البرهان ج 2: 343. البحار ج 14: 628. الصافى ج 1: 906. (4) كذا في المخطوطتين وفى البرهان (عن أبى عبد الله عن أبي جعفر) وفى نسخة الصافى هكذا (العياشي عن السجاد اه). وفى البحار هكذا: (عن أبى جميلة عن أبى عبد الله، وعن جابر عن أبى جعفر قال قلت: ارأيت اه) وذكر الحديث الثاني. (5) البرهان ج 2: 344. الصافى ج 1: 107. (6 – 7) البرهان ج 2: 344. البحار ج 14: 628. (*)

[ 243 ]

18 – عن أبى بصير قال: سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام وهو يقول: نحن أهل بيت الرحمة وبيت النعمة وبيت البركة، ونحن في الارض بنيان وشيعتنا عرى الاسلام (1) وما كانت دعوة ابراهيم الا لنا ولشيعتنا، ولقد استثنى الله إلى يوم القيمة إلى ابليس فقال: (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) (2). 19 – عن أبى بصير عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب، بابها الاول للظالم وهو زريق وبابها الثاني لحبتر، والباب الثالث للثالث، والرابع لمعاوية، والباب الخامس لعبد الملك والباب السادس لعسكر بن هو سر، والباب السابع لابي سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم (3). 20 – عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبى الحسن قال: سأله رجل عن الجزؤ و جزؤ الشئ فقال: من سبعة ان الله يقول في كتابه: (لها سبعة أبواب لكل باب منهم


(1) العرى جمع العروة: كلما يؤخذ باليد وما يوثق به ويعول عليه وقولهم (عرى الايمان – أو عرى الاسلام) على التشبيه بالعروة التى يستمسك بها ويستوثق. (2) البرهان ج 2: 344. البحار ج 15 (ج 1): 111. (3) البرهان ج 2: 345. البحار ج 4: 378 و 8: 220. وقال المجلسي رحمه الله زريق كناية عن الاول لان العرب يتشأم بزرقة العين. والحبتر هو الثعلب ولعله انما كنى عنه لحيلته ومكره. وفى غيره من الاخبار وقع بالعكس وهو أظهر إذ الحبتر بالاول أنسب ويمكن ان يكون هنا ايضا المراد ذلك، وانها قدم الثاني لانه اشقى وأفظ واغلظ، و عسكر بن هو سر كناية عن بعض خلفاء بنى امية أو بنى العباس. وكذا أبى سلامة كناية عن أبى جعفر الدوانيقي، ويحتمل ان يكون عسكر كناية عن عايشة وساير اهل الجمل، إذ كان اسم جمل عايشة عسكرا، وروى انه كان شيطانا. وقال في غير هذا الموضع: ويحتمل ان يكون كناية عن بعض ولاة بنى امية كأبى سلامة، ويحتمل ان يكون أبو سلامة كناية عن أبى مسلم اشاره إلى من سلطهم من بنى العباس (*)

[ 244 ]

جزؤ مقسوم) (1). 21 – عن اسمعيل بن همام الكوفى قال: قال الرضا عليه السلام: في رجل أوصى بجزؤ من ماله، فقال: جزؤ من سبعة، ان الله يقول في كتابه (لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزؤ مقسوم) (2). 22 – عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: (اخوانا على سرر متقابلين) قال: والله ما عنى غيركم (3). 23 – عن عمرو بن أبى المقدام عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال: سمعته يقول: انتم والله الذين قال الله: (ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين) انما شيعتنا، لا اصحاب الاربعة الاعين، عينين في الرأس، وعينين في القلب، ألا والخلائق كلهم كذلك الا أن الله فتح أبصاركم واعمى ابصارهم (4). 24 – عن محمد بن مروان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ليس منكم رجل ولا امرأة الا وملئكة الله يأتونه بالسلم، وانتم الذين قال الله: (ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين) (5). 25 – عن محمد بن القاسم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان سارة قالت لابراهيم عليه السلام: قد كبرت فلو دعوت الله أن يرزقك ولدا فتقر أعيننا، فان الله قد اتخذك خليلا وهو مجيب دعوتك ان شاء الله، فسأل ابراهيم ربه أن يرزقه غلاما حليما، فأوحى الله إليه انى واهب لك غلاما حليما ثم أبلوك فيه بالطاعة لى، قال أبو عبد الله عليه السلام: فمكث ابراهيم بعد البشارة ثلث سنين ثم جائته البشارة من الله باسمعيل مرة اخرى بعد ثلث سنين (6). 26 – عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: قلت له: أصلحك الله اكان رسول الله صلى الله عليه واله يتعوذ من البخل ؟ قال: نعم يا با محمد في كل صباح ومساء،


(1 – 2) البحار ج 23: 50. البرهان ج 2: 345 – 346. (3 – 5) البرهان ج 2: 347 – 348. البحار ج 15 (ج 1): 111. الصافى ج 1: 908. (6) البرهان ج 2: 348. البحار ج 5: 147. الصافى ج 1: 908. (*)

[ 245 ]

ونحن نعوذ بالله من البخل، ان الله يقول في كتابه (ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون) وسأنبئك عن عاقبة البخل، ان قوم لوط كانوا اهل قرية بخلاء اشحاء على الطعام فأعقبهم الله داء لا دواء له في فروجهم، قلت: وما أعقبهم ؟ قال: ان قوم (قرية خ ل) لوط كانت على طريق السيارة إلى الشام ومصر، فكانت المارة تنزل بهم (1) فيضيفونه، فلما ان كثر ذلك عليهم ضاقوا به ذرعا (2) وبخلا ولوما، فدعاهم البخل إلى أن كان إذا نزل بهم الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك، وانما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتى تنكل النازلة عليهم فشاع أمرهم في القرى وحذرتهم المارة فاورثهم البخل بلاء لا يدفعونه عن أنفسهم في شهوة بهم إليه، حتى صاروا يطلبونه من الرجال في البلاد، ويعطونهم عليه الجعل، فأى داء أعدى (أداى خ ل) من البخل، ولا أضر عاقبة ولا أفحش عند الله. قال أبو بصير: فقلت له: أصلحك الله هل كان أهل قرية لوط كلهم هكذا مبتلين ؟ قال: نعم الا أهل بيت من المسلمين، اما تسمع لقوله: (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) ثم قال أبو جعفر عليه السلام ان لوطا لبث مع قومه ثلثين سنة يدعوهم إلى الله ويحذرهم عقابه، قال: وكانوا قوما لا يتنظفون من الغائط ولا يتطهرون من الجنابة، وكان لوط وآله يتنظفون من الغائط ويتطهرون من الجنابة، وكان لوط ابن خالة ابراهيم، وابراهيم ابن خالة لوط، وكانت امرأة ابراهيم سارة اخت لوط، وكان ابراهيم ولوط نبيين عليهما السلام مرسلين منذرين، وكان لوط رجلا سخيا كريما يقرى الضيف (3) إذا نزل به ويحذر قومه، قال: فلما ان رأى قوم لوط ذلك قالوا: انا ننهيك عن العالمين لا تقرى ضيفا نزل بك، فانك ان فعلت فضحنا ضيفك واخزيناك فيه وكان لوط إذا


(1) وفى نسخة (تنزلونهم). (2) ضاق بالامر ذرعه وضاق به ذرعا: ضعف طاقته ولم يجد من المكروه فيه مخلصا. (3) قرى الضيف: اضافه واجاره واكرمه. (*)

[ 246 ]

نزل به الضيف كتم أمره مخافة أن يفضحه قومه، وذلك ان لوطا كان فيهم لا عشيرة له. قال: وان لوطا وابراهيم لا يتوقعان نزول العذاب على قوم لوط، وكانت لابراهيم ولوط منزلة من الله شريفة، وان الله تبارك وتعالى كان إذا هم بعذاب قوم لوط أدركته فيهم مودة ابراهيم وخلته ومحبة لوط فيراقبهم فيه فيؤخر عذابهم. قال أبو جعفر: فلما اشتد اسف الله على قوم لوط وقدر عذابهم وقضاه احب ان يعوض ابراهيم من عذاب قوم لوط بغلام حليم فيسلى به مصابه بهلاك قوم لوط، فبعث الله رسلا إلى ابراهيم يبشرونه باسمعيل فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم وخاف ان يكونوا سراقا قال: فلما ان رأته الرسل فزعا وجلا قالوا سلاما قال سلام، قال انا منكم وجلون قالوا لا توجل انا نبشرك بغلام حليم، قال أبو جعفر عليه السلام: والغلام الحليم هو اسمعيل من هاجر، فقال ابراهيم للرسل: (أبشرتموني على أن مسنى الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين) فقال ابراهيم للرسل فما خطبكم بعد البشارة ؟ (قالوا انا ارسلنا إلى قوم مجرمين قوم لوط انهم كانوا قوما فاسقين) لننذرهم عذاب رب العالمين قال أبو جعفر عليه السلام: فقال ابراهيم للرسل: (ان فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله الا امرأته كانت من الغابرين) قال: (فلما جاء آل لوط المرسلين قال انكم قوم منكرون قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون) يقول: من عذاب الله لننذر قومك العذاب، (فأسر باهلك) يا لوط إذا مضى من يومك هذا سبعة ايام بلياليها (بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد الا امرأتك انه مصيبها ما اصابهم). قال أبو جعفر فقضوا إلى لوط ذلك الامر ان دابر هؤلاء مقطوع مصبحين، قال أبو جعفر: فلما كان يوم الثامن مع طلوع الفجر قدم الله رسلا إلى ابراهيم يبشرونه باسحق ويعزونه بهلاك قوم لوط وذلك قول الله في سورة هود (ولقد جائت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حنيذ) يعنى ذكيا مشويا نضيجا (فلما راى أيديهم لا (*)


[ 247 ]

تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف انا ارسلنا إلى قوم لوط وامراته قائمة) قال أبو جعفر عليه السلام: انما عنى امراة ابراهيم سارة قائمة (فبشروها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب قالت يا ويلتاءالد وأنا عجوز) إلى قوله: (انه حميد مجيد). قال أبو جعفر عليه السلام: فلما ان جاءت البشارة باسحق ذهب عنه الروع واقبل يناجى ربه في قوم لوط ويسئله كشف العذاب عنهم، قال الله: (يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك وانهم آتيهم عذاب غير مردود) بعد طلوع الشمس من يومى (1) هذا محتوم غير مردود (2). 27 – عن صفوان الجمال قال: صليت خلف أبى عبد الله عليه السلام فأطرق ثم قال: اللهم لا تقنطني من رحمتك، ثم جهر فقال: (ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون) (3). 28 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: (ان في ذلك لآيات للمتوسمين) قال: هم الائمة قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله لقوله: (ان في ذلك لآيات للمتوسمين) (4). 29 – عن اسباط بن سالم قال: سأل رجل من اهل هيت (5) ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (ان في ذلك لآيات للمتوسمين وانها لبسبيل مقيم) قال: نحن المتوسمين والسبيل فينا مقيم (6). 30 – عن عبد الرحمن بن سالم الاشل رفعه في قوله (لآيات للمتوسمين)


(1) وفى البرهان (من يومك). (2) البحار ج 5: 152. البرهان ج 2: 348. الصافى ج 1: 909. (3) البرهان ج 2: 349. البحار ج 18: 452. (4) البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 118. (5) قال ياقوت هيت: بلدة على الفرات من نواحى بغداد فوق الانبار ذات نخل كثير وخيرات واسعة، وقال ابن سكيت: سميت هيت هيت لانها في هوة من الارض انقلبت الواو ياءا لانكسار ما قبلها. (6) البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 116 – 118 (*)

[ 248 ]

قال: هم آل محمد الاوصياء عليهم السلام (1). 31 – عن ابى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام ان في الامام آية للمتوسمين، وهو السبيل المقيم ينظر بنور الله وينطق عن الله، يعزب عليه (عنه خ ل) شئ مما أراد (2) 32 – عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: بينما امير المؤمنين عليه السلام جالس في مسجد الكوفة قد أحتبى بسيفه والقى برنسه (3) وراء ظهره إذ أتته امرأة مستعدية على زوجها، فقضى للزوج على المرأة فغضبت، فقالت: لا و الله ما هو كما قضيت، لا والله ما تقضى بالسوية، ولا تعدل في الرعية ولا قضيتك عند الله بالمرضية، قال: فنظر إليها أمير المؤمنين فتأملها ثم قال لها: اكذبت يا جرية يا بذية يا سلسع يا سلفع (4) أيا التى تحيض من حيث لا تحيض النساء، قال: فولت هاربة وهى تولول وتقول: يا ويلى يا ويلى يا ويلى ثلثا، قال: فلحقها عمرو بن حريث (5) فقال لها: يا امة الله اسئلك ! فقالت: ما للرجال وللنساء في الطرقات ؟ فقال: انك استقبلت امير المؤمنين عليا بكلام سررتني به ثم قرعك أمير المؤمنين بكلمة فوليت مولولة ؟


(1 – 2) البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 118. (3) احتبى احتباءا: جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها ليستند إذ لم يكن للعرب في البوادى جدران تستند إليها في مجالسها. والبرنس: قلنسوة طويلة كانت تلبس في صدر الاسلام. كل ثوب رأسه ملتزق به. (4) وفى بعض النسخ (أيا) بدل (يا) في المواضع. والبذية: الفحاشة. السلفع: السليط. وامرأة سلفع: الذكر والانثى فيه سواء يقال سليطة جريئة. وقال الطريحي: السلفع: من تحيض من حيث لا تحيض النساء. (5) عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبيد الله المخزومى القرشى ملعون زنديق مات سنة 85 قيل انه اول قرشي اتخذ بالكوفة دارا وانه كان من اغنى اهل الكوفة وولى لبنى امية بالكوفة وكانوا يميلون إليه ويتقوون به وكان هواه معهم والروايات في خبثه وزندقته كثيرة ذكر بعضها في تنقيح المقال. (*)

[ 249 ]

فقالت: ان ابن ابي طالب والله استقبلني فأخبرني بما هو في وبما كتمته من بعلى منذ ولى عصمتي، لا والله ما رأيت طمثا قط من حيث ترينه النساء، قال: فرجع عمرو بن حريث إلى أمير المؤمنين فقال له: والله يا أمير المؤمنين ما نعرفك بالكهانة ؟ فقال له: وما ذلك يا بن حريث ؟ فقال له: يا أمير المؤمنين ان هذه المرأة ذكرت انك أخبرتها بما هو فيها، وانها لم تر طمثا قط من حيث تراه النساء فقال له: ويلك يا بن حريث ان الله تبارك وتعالى خلق الارواح قبل الابدان بألفى عام، وركب الارواح في الابدان فكتب بين أعينها كافر ومؤمن، وما هي مبتلاة بها إلى يوم القيمة ثم أنزل بذلك قرآنا على محمد صلى الله عليه وآله، فقال: (ان في ذلك لآيات للمتوسمين) فكان رسول الله صلى الله عليه وآله المتوسم ثم أنا من بعده، ثم الاوصياء من ذريتي من بعدى، انى لما رأيتها تأملتها فأخبرتها بما هو فيها ولم أكذب (1). 33 – عن سورة بن كليب قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: نحن المثانى التى اعطى نبينا (2). 34 – عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: سألته عن قوله: (ولقد آتيناك سبعا من المثانى) قال: فاتحة الكتاب يثنى فيها القول (3). 35 – عن أبى بكر الحضرمي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال إذا كانت لك حاجة فاقرأ المثانى وسورة اخرى، وصل ركعتين وادع الله قلت: أصلحك الله وما المثانى ؟ فقال: فاتحة الكتاب [ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ] (4). 36 – عن سورة بن كليب عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: نحن المثانى


(1) البرهان ج 2: 352. البحار ج 7: 117. ونقله المحدث الحر العاملي رحمه الله في كتاب اثبات الهداة ج 3: 51 مختصرا عن الكتاب. (2 – 3) البرهان ج 2: 353. الصافى ج 1: 912. (4) البرهان ج 2: 353. الصافى ج 1: 912. البحار ج 18: 96. (*)

[ 250 ]

التى أعطى نبينا (1) ونحن وجه الله في الارض، نتقلب بين أظهركم عرفنا من عرفنا فامامه اليقين ومن أنكرنا فامامه السعير (2). 37 – عن يونس بن عبد الرحمن عمن ذكره رفعه قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم) قال: ان ظاهرها الحمد و باطنها ولد الولد، والسابع منها القائم عليه السلام (3). 38 – قال حسان العامري سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: (ولقد آتيناك سبعا من الثمانى والقرآن العظيم) قال: ليس هكذا تنزيلها، انما هي (ولقد آتيناك سبعا من المثانى) نحن هم (والقرآن العظيم) ولد الولد (4). 39 – عن القاسم بن عروة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: (ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم) قال: سبعة ائمة والقائم عليه السلام (5).


(1) عن الصدوق رحمه الله: انه قال: قوله نحن المثانى أي نحن الذين قرننا النبي صلى الله عليه وآله إلى القرآن، واوصى بالتمسك بالقرآن وبنا. واخبر امته انا لا نفرق حتى نرد حوضه. وقال الفيض رحمه الله: لعلهم عليه السلام انما عدوا سبعا باعتبار اسمائهم فانها سبعة وعلى هذا فيجوز ان يجعل المثانى من الثناء، وأن يجعل من التثنية باعتبار تثنيتهم مع القرآن و ان يجعل كناية عن عددهم هم الاربعة عشر بأن يجعل نفسه واحدا منهم بالتغاير الاعتباري بين المعطى والمعطى له (انتهى). وقيل: ان المراد بالسبع المثانى النبي والائمة وفاطمة عليهم السلام فهم اربعة عشر، سبعة وسبعة لقوله: المثانى فكل واحد من السبعة مثنى. (2) البرهان ج 2: 354. البحار ج 7: 115. (3) البرهان ج 2: 354. البحار ج 7: 115. اثبات الهداة ج 7: ولمؤلفه رحمه الله بيان في الحديث فراجع ان شئت. (4) البحار ج 7: 115. البرهان ج 2: 354. (5) البحار ج 7: 115. البرهان ج 2: 354. اثبات الهداة ج 3: 52. (*)

[ 251 ]

40 – عن السدى عمن سمع عليا يقول: (سبعا من المثانى) فاتحة الكتاب (1). 41 – عن سماعة قال: قال أبو الحسن عليه السلام: (ولقد آتيناك سبعا من المثانى و القرآن العظيم: قال: لم يعط الانبياء الا محمدا صلى الله عليه وآله وهم السبعة الائمة الذين يدور عليهم الفلك، والقرآن العظيم محمد عليه وآله السلام (2). 42 – عن حماد عن بعض أصحابه عن أحدهما في قول الله (لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به ازواجا منهم) قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله نزل به ضيقة [ فاستسلف من يهودى ] (3) فقال اليهودي: والله ما لمحمد ثاغية ولا راغية (4) فعلى ما أسلفه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انى لامين الله في سمائه وأرضه ولو ائتمننى على شئ لاديته اليك قال: فبعث بدرقة له (5) فرهنها عنده، فنزلت عليه: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا) (6). 43 – عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: في (الذين جعلوا القرآن عضين) قال: هم قريش (7).


(1) البرهان ج 2: 354. (2) البرهان ج 2: 354. البحار ج 7: 115. اثبات الهداة ج 3: 52. وقال المحدث الحر العاملي رحمه الله: هؤلاء السبعة من جملة الاثنى عشر، ولعل لهم امتيازا على الباقي من بعض الجهات والخصوصات والله اعلم، والسبعة منهم غير منصوص على اعيانهم وهم عليه السلام اعلم بما أرادوا (انتهى). اقول: وقد مر شطر من الكلام في ذلك تحت رقم 36 فراجع وكأن اقرب الاقوال ما قاله الفيض رحمه الله في ذلك. (3) استسلف: اقترض. (4) ثغا الشاة: صوتت. والثاغية: الشاة. ورغا الناقة مثل ثغا والراغية: الناقة و قوله ماله ثاغية ولا راغية أي ماله شاة ولا بعير. (5) الدرقة محركة: الترس من جلود ليس فيه خشب ولا عقب. (6 – 7) البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354 – 356. الصافى ج 1: 913 (*)

[ 252 ]

44 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وابى عبد الله عليه السلام عن قوله (الذين جعلوا القرآن عضين) قال: هم قريش (1). 45 – عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) قال: نسختها (فاصدع بما تؤمر) (2). 46 – عن ابان بن عثمان الاحمر رفعه قال: كان المستهزئين خمسة من قريش، الوليد بن المغيرة المخزومى، والعاص بن وائل السهمى، والحارث بن حنظلة (3) والاسود بن عبد يغوث بن وهب الزهري، والاسود بن المطلب بن اسد، فلما قال الله: (انا كفيناك المستهزئين) علم رسول الله انه قد أخزاهم فأماتهم الله بشر ميتات (4).


(1 – 2) البحار ج 4: 61. البرهان ج 2: 354 – 356. الصافى ج 3: 913. (3) كذا في النسخ لكن في كثير من الروايات كرواية الصدوق رحمه الله والطبرسي في الاحتجاج والقمى رحمه الله في التفسير (حارث بن طلاطله) وفى تفسير المجمع (حارث بن قيس). (4) البرهان ج 2: 61. البحار ج 4: 61. الصافى ج 1: 914. ثم انه قد ذكر في ساير الروايات كيفية قتلهم وميتتهم وان الله تعالى قتل كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد ولا بأس بذكر القصة مجملا فنقول: اما الوليد بن المغيرة فانه مر بسهم لرجل من خزاعة قد راشه (أي الزق عليه الريش) ووضعه في الطريق فاصاب اسفل عقبه قطعة من ذلك فانقطع أكحله حتى ادماه فمات و هو يقول: قتلني رب محمد، واما العاص بن وائل السهمى فانه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده تحته حجر فسقط فتقطع قطعة قطعة فمات وهو يقول: قتلني رب محمد، و اما الاسود بن عبد يغوث فانه خرج يستقبل ابنه زمعة فاستظل الشجرة فأتاه جبرئيل فأخذ رأسه فنطح به الشجرة فقال لغلامه: امنع هذا عنى، فقال: ما ارى احدا يصنع بك شيئا الا نفسك، فقتله وهو يقول: قتلني رب محمد، وقيل: انه اكل حوتا مالحا فأصابه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات، واما الاسود بن المطلب فان النبي صلى الله عليه وآله دعا عليه ان يعمى بصره وان يثكله ولده فلما كان في ذلك اليوم خرج حتى صار إلى موضع

[ 253 ]

47 – عن محمد بن على الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: اكتتم رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة سنين ليس يظهر، وعلى معه وخديجة، ثم امره الله أن يصدع بما يؤمر فظهر رسول الله صلى الله عليه وآله فجعل يعرض نفسه على قبائل العرب، فإذا أتاهم قالوا: كذاب امض عنا (1).


فأتاه جبرئيل بورقة خضراء، فضرب بها وجه فعمى وبقى حتى اثكله الله ولده، واما الحارث فانه خرج من بيته في السموم (وهى الريح الحارة وقيل: الحر الشديد النافذ في المسام) فتحول حبشيا فرجع إلى اهله فقال: انا الحارث فغضبوا عليه فقتلوه، وهو يقول قتلني رب محمد. كل ذلك في ساعة واحدة وذلك انهم كانوا بين يدى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا يا محمد ننتظر بك إلى الظهر فان رجعت عن قولك والا قتلناك، فدخل النبي صلى الله عليه وآله منزله فأغلق عليه بابه مغتما لقولهم فأتاه جبرئيل عن الله من ساعته فقال: يا محمد السلام يقرء عليك السلام وهو يقول: اصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين اه. (1) البرهان ج 2: 356. الصافى ج 1: 914. (*)

[ 254 ]

بسم الله الرحمن الرحيم من سورة النحل 1 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة النحل في كل شهر دفع الله عنه المعرة في الدنيا (1) وسبعين نوعا من انواع البلاء اهونه الجنون والجذام والبرص، وكان مسكنه في جنة عدن. وقال أبو عبد الله عليه السلام: وجنة عدن هي وسط الجنان (2). 2 – عن هشام بن سالم عن بعض أصحابنا عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (اتى أمر الله فلا تستعجلوه) قال: إذا اخبر الله النبي صلى الله عليه وآله بشئ إلى وقت فهو قوله: (أتى امر الله فلا تستعجلوه) حتى يأتي ذلك الوقت وقال: ان الله إذا أخبر ان شيئا كائن فكأنه قد كان (3). 3 – عن أبان بن تغلب عن أبى عبد الله عليه السلام: ان اول من يبايع القائم جبرئيل عليه السلام ينزل عليه في صورة طير أبيض فيبايعه، ثم يضع رجلا علي البيت الحرام ورجلا على البيت المقدس، ثم ينادى بصوت رفيع يسمع الخلائق: أتى امر الله فلا تستعجلوه (4). 4 – وفى رواية اخرى عن ابان عن أبى جعفر عليه السلام نحوه (5). 5 – عن الكاهلى قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يذكر الحج فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: هو احد الجهادين هو جهاد الضعفاء، ونحن الضعفاء، انه ليس شئ أفضل من


(1) المعرة: المساءة والاثم والاذى وفى نسختي البرهان والصافى (المغرم) و هو بمعنى الدين. (2) البرهان ج 2: 359. البحار ج 19: 70. الصافى ج 1: 948. (3) البحار ج 13: 133. البرهان ج 2: 360. الصافى ج 1: 916. (4 – 5) البرهان ج 2: 360. البحار ج 13: 175. (*)

[ 255 ]

الحج الا الصلوة، وفى الحج هيهنا صلوة، وليس في الصلوة قبلكم حج، لا تدع الحج وأنت تقدر عليه الا ترى انه تشعث فيه رأسك ويقشف فيه جلدك (1) وتمنع فيه من النظر إلى النساء، انا هاهنا ونحن قريب ولنا مياه متصلة، فما نبلغ الحج حتى يشق علينا فكيف أنتم في بعد البلاد، وما من ملك ولا سوقة (2) يصل إلى الحج الا بمشقة من تغير مطعم أو مشرب أو ريح أو شمس لا يستطيع ردها، وذلك لقول الله (وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس ان ربكم لرؤف رحيم) (3). 6 – عن زرارة عن أحدهما قال: سألته عن ابوال الخيل والبغال والحمير ؟ قال: فكرهها (4) فقلت: أليس لحمها حلال ؟ قال: فقال: أليس قد بين الله لكم (والانعام خلقها لكم فيها دف ء ومنافع ومنها تأكلون) وقال [ في الخيل ] (والخيل والبغال و الحمير لتركبوها وزينة) فجعل للاكل الانعام التى قص الله في الكتاب وجعل للركوب الخيل والبغال والحمير، وليس لحومها بحرام ولكن الناس عافوها (5). 7 – عن المفضل بن صالح عن بعض اصحابه عن أحدهما عليهما السلام في قوله: (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) قال: هو امير المؤمنين عليه السلام (6). 8 – عن معلى بن خنيس عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) قال: النجم رسول الله صلى الله عليه وآله، والعلامات الاوصياء بهم يهتدون (7).


(1) شعث الشعر: تغير وتلبد لقلة تعهده بالدهن. والقشف: يبس الجلد. (2) السوقة: الرعية من الناس. (3) البرهان ج 2: 361. البحار ج 21: 3. (4) في نسخة (نكرهها). (5) البحار ج 14: 775. البرهان ج 2: 361 وعاف الرجل الطعام والشراب و غيرهما عيفا: كرهه فلم يأكله أو لم يشربه. (6 – 7) البحار ج 7: 108. البرهان ج 2: 362. الصافى ج 1: 919. اثبات الهداة ج 3: 53. (*)

[ 256 ]

9 – عن أبى مخلد الخياط (1) قال قلت لابي جعفر عليه السلام: (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) قال: النجم محمد صلى الله عليه وآله والعلامات الاوصياء عليه السلام (2). 10 – عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن عليه السلام في قول الله: (وعلامات بالنجم هم يهتدون) قال: نحن العلامات والنجم رسول الله صلى الله عليه وآله (3). 11 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) قال هم الائمة (4). 12 – عن اسمعيل بن أبي زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على بن ابي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (وبالنجم هم يهتدون) قال: هو الجدى لانه نجم لا تزول وعليه بناء القبلة، وبه يهتدى أهل البر والبحر (5). 13 – عن اسمعيل بن أبى زياد عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) قال: ظاهر (6) وباطن الجدى وعليه تبنى القبلة وبه يهتدى أهل البر والبحر لانه لا يزول (7). 14 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية (والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون اموات غير احياء وما يشعرون ايان يبعثون) قال: الذين يدعون من دون الله الاول والثانى والثالث كذبوا رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله والوا عليا واتبعوه، فعادوا عليا ولم يوالوه ودعوا الناس إلى ولاية أنفسهم، فذلك قول الله: (والذين يدعون من دون الله) قال: واما قوله: (لا يخلقون شيئا) فانه يعنى (لا يعبدون شيئا وهم يخلقون) فانه يعنى وهم يعبدون، واما قوله (أموات غير أحياء) يعنى كفار غير مؤمنين، واما قوله: (وما يشعرون أيان يبعثون) فانه يعنى انهم لا يؤمنون


(1) وفى البرهان (أبو خالد) بدل (أبو مخلد) ولكن الظاهر ما اخترناه. (2 – 5) البحار ج 7: 108 – 152، البرهان ج 2: 362، الصافى ج 1: 919. (6) وفى البحار (له ظاهر اه). (7) البرهان ج 2: 362. البحار ج 7: 108. الصافى ج 1: 919 وقال الفيض رحمه الله في بيانه يعنى معناه الظاهر الجدى والباطن رسول الله صلى الله عليه وآله. (*)

[ 257 ]

انهم يشركون، الهكم اله واحد، فانه كما قال الله، واما قوله: (الذين لا يؤمنون) فانه يعنى لا يؤمنون بالرجعة انها حق، واما قوله (قلوبهم منكرة) فانه يعنى قلوبهم كافرة واما قوله: (وهم مستكبرون) فانه يعنى عن ولاية علي مستكبرون، قال الله لمن فعل ذلك وعيدا منه (لا جرم ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون انه لا يحب المستكبرين عن ولاية على عليه السلام) (1) عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام مثله سواء (2) 15 – عن مسعدة بن صدقة قال: مر الحسين بن على عليه السلام بمساكين قد بسطوا كساءا لهم فالقوا عليه كسرا فقالوا: هلم يا بن رسول الله، فثنى وركه (3) فاكل معهم، ثم تلا (ان الله لا يحب المستكبرين) ثم قال: قد أجبتكم فأجيبوني ؟ قالوا: نعم يا بن رسول الله وتعمى عين، فقاموا معه حتى أتوا منزله، فقال للرباب: اخرجي ما كنت تدخرين (4) 16 – عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيمة) يعنى ليست كملوا الكفر يوم القيمة، (ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم) يعنى كفر الذين يتولونهم قال الله: (الا ساء ما يزرون) (5) 17 – عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل هذه الآية هكذا (وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في على قالوا أساطير الاولين) [ يعنون بنى اسرائيل ] (6) 18 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في على قالوا أساطير الاولين) سجع أهل الجاهلية في جاهليتهم، فذلك قوله (اساطير


(1 – 2) البحار ج 9: 102. البرهان ج 2: 363. (3) الورك ككتف: ما فوق الفخذ كالكتف فوق العضد. (4) البرهان ج 2: 363. البحار ج 10: 143. الصافى ج 1: 920. (5) البحار ج 15 (ج 3): 33. (6) البرهان ج 2: 363. البحار ج 9: 102. الصافى ج 1: 920. (*)

[ 258 ]

الاولين) واما قوله: (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيمة) فانه يعنى ليتكلموا الكفر يوم القيمة واما قوله (ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم) يعنى يتحملون كفر الذين يتولونهم، قال الله (ألا ساء ما يزرون) (1) 19 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله (فأتى الله بنيانهم من القواعد) قال: كان بيت غدر يجتمعون فيه. (2) 20 – عن أبى السفاتج عن أبى عبد الله عليه السلام انه قرأ (فاتى الله بنيانهم) [ وعنه بيتهم ] من القواعد يعنى بيت مكرهم (3) 21 عن كليب عن أبى عبد الله عليهم السلام قال: سألته عن قول الله (فأتى الله بنيانهم من القواعد) قال: لا، فأتى الله بيتهم من القواعد، وانما كان بيتا (4) 22 – عن الحسين بن زياد الصيقل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: (قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم) ولم يعلم الذين آمنوا (فأتى الله بنيانهم، فخر عليهم السقف) قال محمد بن كليب عن ابيه قال: قال: أتى بيتا (5) 23 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: فأتى الله بيتهم من القواعد قال: كان بيت غدر يجتمعون فيه إذا أرادوا الشر (6). 24 – عن ابن مسكان عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (ولنعم دار المتقين) قال: الدنيا (7). 25 – عن خطاب بن مسلمة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ما بعث الله نبيا قط الا بولايتنا والبرائة من عدونا، وذلك قول الله في كتابه: (ولقد بعثنا في كل امة رسولا منهم ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة) بتكذيبهم آل محمد، ثم قال: (قل سيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) (8).


(1) البحار ج 9: 102. البرهان ج 2: 363. (2 – 6) البرهان ج 2: 367. الصافى ج 1: 921. (7) البرهان ج 2: 367. البحار ج 15 (ج 3): 33. (8) البرهان ج 2: 368. الصافى ج 1: 923. (*)

[ 259 ]

26 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت) قال: ما يقولون فيها ؟ قلت: يزعمون ان المشركين كانوا يحلفون لرسول الله ان الله لا يبعث الموتى قال: تبا لمن قال هذا ويلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى ؟ قلت: جعلت فداك فأوجدنيه أعرفه قال: لو قد قام قائمنا بعث الله إليه قوما من شيعتنا قبايع سيوفهم (1) على عواتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا، فيقولون: بعث فلان وفلان من قبورهم مع القائم فيبلغ ذلك قوما من اعدائنا فيقولون: يا معشر الشيعة ما أكذبكم، هذه دولتكم وانتم تكذبون فيها، لا والله ما عاشوا ولا تعيشوا إلى يوم القيمة، فحكى الله قولهم فقال: (واقسموا بالله جهد أيمانهم) (2) 27 – عن أبى عبد الله صالح بن ميثم قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى (وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها) قال: ذلك بهذه الآية (3) (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن اكثر الناس لا يعلمون ليبين لهم الذى يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين) (4) 28 – عن سيرين (5) قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام إذ قال: ما يقول الناس في هذه الاية: (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت) ؟ قال: يقولون: لا قيامة ولا بعث ولا نشور، فقال: كذبوا والله انما ذلك إذا قام القائم وكر معه المكرون


(1) قبيعة السيف: ما كان على طرف مقبضه من فضة أو حديد. والجمع: قبايع. (2) البرهان ج 2: 368. البحار ج 13: 223. (3) وفى البرهان زيادة وهى: (ذلك حين يقول على أنا اولى الناس بهذه الاية اه). (4) البحار ج 13: 212. البرهان ج 2: 368 وقد سقط منه قطعة من ذيل هذا الحديث وصدر الحديث الآتى فراجع ان شئت. (5) كذا في النسخ ولم أظفر على ترجمته ويمكن ان يكون مصحف (السرى) و هو مشترك بين جمع من اصحاب الصادق عليه السلام من معلوم الحال وغيره. (*)

[ 260 ]

فقال: اهل خلافكم قد ظهرت دولتكم يا معشر الشيعة وهذا من كذبكم، يقولون رجع فلان وفلان وفلان لا والله لا يبعث الله من يموت ؟ الا ترى انهم قالوا: (واقسموا بالله جهد أيمانهم) كانت المشركون أشد تعظيما باللات والعزى من أن يقسموا بغيرها، فقال الله: (بلى وعدا عليه حقا لنبين لهم الذى يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين انما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون) (1) 29 – عن الفضيل قال: قلت لابي عبد الله: اعلمني آية كتابك، قال: اكتب بعلامة كذا وكذا، وقل آية (2) من القرآن، قلت لفضيل: وما تلك الاية ؟ قال: ما حدثت احدا بها غير بريد العجلى قال زرارة: انا أحدثك بها (واقسموا بالله جهد ايمانهم) إلى آخر الآية قال: فسكت الفضيل ولم يقل لا ولا نعم (3) 30 – عن حمزة بن محمد الطيار قال: عرضت على أبى عبد الله عليه السلام كلاما لابي فقال: اكتب فانه لا يسعكم فيما نزل بكم مما لا تعلمون الا الكف عنه والتثبيت فيه، وردوه إلى ائمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد، ويجلو عنكم فيه العمى، قال الله (فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) (4) 31 – عن حمزة بن الطيار قال: عرضت على أبى عبد الله عليه السلام بعض خطب أبيه حتى انتهى إلى موضع، فقال: كف فأمسكت ثم قال لى: اكتب واملى على انه لا يسعكم، الحديث الاول (5) 32 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: ان من عندنا يزعمون ان قول الله: (فاسئلوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) انهم اليهود والنصارى فقال: إذا يدعونكم إلى دينهم، قال: ثم قال بيده (6) إلى صدره: نحن أهل الذكر، و


(1) البحار ج 13: 217. البرهان ج 2: 368. (2) وفى البرهان (وقرأ آية). (3) البرهان ج 2: 368. (4 – 5) البرهان ج 1: 371. البحار ج 7: 37. (6) أي أشار. (*)

[ 261 ]

نحن المسئولون، قال: قال أبو جعفر: الذكر القرآن (1) 33 – عن أحمد بن محمد قال: كتب إلى أبو الحسن الرضا عليه السلام عافانا الله واياك أحسن عافية، انما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، وإذا خفنا خاف وإذا امنا أمن، قال الله (فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) قال: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم) الاية فقد فرضت عليكم المسألة والرد الينا، ولم يفرض علينا الجواب، أولم تنهوا عن كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا (2) اياكم وذاك فانه انما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم لانبيائهم، قال الله: (يا ايها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم) (3) 34 – عن ابراهيم بن عمر عمن سمع ابا جعفر عليه السلام يقول: ان عهد نبى الله صار عند على بن الحسين عليه السلام، ثم صار عند محمد بن على عليهما السلام، ثم يفعل الله ما يشاء، فالزم هؤلاء فإذا خرج رجل منهم معه ثلثمأة رجل ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله عامدا إلى المدينة حتى يمر بالبيداء فيقول: هذا مكان القوم الذين خسف الله بهم، وهى الآية التى قال الله (أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الارض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين) (4). 35 – عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام سئل عن قول الله (أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الارض) قال: هم أعداء الله وهم يمسخون ويقذفون و يسيحون في الارض (5). 36 – عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (ولا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد) يعنى بذلك: ولا تتخذوا امامين انما هو امام واحد (6).


(1) البحار ج 7: 37. البرهان ج 2: 371. الصافى ج 1: 925. (2) وفى نسخة البرهان (فأنبئهم أن تنتهوا). (3) البرهان ج 2: 371. البحار ج 2: 37. الوسائل ج 3 ابواب صفات القاضى باب 7 (4 – 5) البرهان ج 2: 373. الصافى ج 1: 926. (6) البرهان ج 2: 373. البحار ج 7: 74. (*)

[ 262 ]

37 – عن سماعة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله (وله الدين واصبا) قال: واجبا (1). 38 – عن حمران عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الاجل الذى يسمى في ليلة القدر هو الاجل الذى قال الله (فإذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون) (2). 39 – عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا أنس اسكب لى وضوءا (3) قال: فعمدت فسكبت للنبى وضوءا في البيت (4) فأعلمته فخرج فتوضأ ثم عاد إلى البيت إلى مجلسه ثم رفع رأسه إلى انس فقال: يا أنس أول من يدخل علينا أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين، قال أنس فقلت بيني وبين نفسي: اللهم اجعله رجلا من قومي، قال: فإذا أنا بباب الدار يقرع، فخرجت ففتحت فإذا على بن أبيطالب عليه السلام، فدخل فيمشي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله حين رآه وثب على قدميه مستبشرا فلم يزل قائما وعلى يمشى حتى دخل عليه البيت، فاعتنقه رسول الله فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يمسح بكفه وجهه (5) فيمسح به وجه على ويمسح عن وجه على بكفه فيمسح به وجهه يعنى وجه نفسه فقال له على: يا رسول الله لقد صنعت بى اليوم شيئا ما صنعت بى قط فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وما يمنعنى وأنت وصيى وخليفتي والذى يبين لهم ما يختلفون [ فيه ] بعدى، وتسمعهم نبوتى (6). 40 – عن سعيد بن يسار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله امر نوحا ان يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين، فحمل النخل والعجوة فكانا زوجا، فلما نضب


(21) البرهان ج 2: 374. (3) سكب الماء: صبه. (4) وفى نسخة مخطوطة (إليه البيت). (5) وفى رواية الاربلي في كشف الغمة بطريقة عن العامة (يمسح العرق من جبهته ووجهه اه). (6) البرهان ج 2: 374. البحار ج 9: 290. (*)

[ 263 ]

الماء (1) أمر الله نوحا ان يغرس الحبلة (2) وهى الكرم، فأتاه ابليس فمنعه عن غرسها وأبى النوح الا ان يغرسها، وأبى ابليس أن يدعه يغرسها، وقال: ليست لك ولا لاصحابك انما هي لى ولاصحابي، فتنازعا ما شاء الله، ثم انهما اصطلحا على ان جعل نوح لابليس ثلثيها ولنوح ثلثها وقد أنزل الله لنبيه في كتابه ما قد قرأتموه (ومن ثمرات النخيل والاعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا) فكان المسلمون بذلك، ثم أنزل الله آية التحريم هذه الاية (انما الخمر والميسر والانصاب) إلى (منتهون) يا سعيد فهذه آية التحريم، وهى نسخت الآية الاخرى (3). 41 – عن محمد بن يوسف عن أبيه قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله (وأوحى ربك إلى النحل) قال: الهام (4). 42 – عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: لعقة العسل (5) فيه شفاء قال: (مختلف الوانه فيه شفاء للناس) (6). 43 – عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (واوحى ربك إلى النحل ان اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون) إلى (ان في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) فالنحل الائمة والجبال العرب، والشجر الموالى عتاقه، ومما يعرشون يعنى الاولاد والعبيد ممن لم يعتق. وهو يتولى الله ورسوله والائمة، والثمرات المختلف الوانه فنون العلم الذى قد يعلم الائمة شيعتهم، (فيه شفاء للناس) يقول في


(1) نضب الماء نضوبا: غار وذهب في الارض. (2) وفى بعض النسخ (الجبلة) وفى البرهان (النخلة) ولكن الظاهر هو المختار قال الفيروز آبادى: الحبلة بالضم الكرم اواصل من اصوله. (3) البرهان ج 2: 374. البحار ج 16 (م): 22. (4) البرهان ج 2: 375. البحار ج 14: 714. الصافى ج 1: 930. (5) لعق العسل: لحسه أي اكله باصبعه أو باللسان. واللعقة – بالضم -: مصدر، اسم ما تأخذه بالاصبع (6) البرهان ج 2: 375. البحار ج 14: 874. (*)

[ 264 ]

العلم شفاء للناس، والشيعة هم الناس، وغير هم الله أعلم بهم ما هم ؟ ولو كان كما يزعم انه العسل الذى يأكله الناس إذا ما أكل منه ولا شرب ذو عاهة الا برأ لقول الله (فيه شفاء للناس) ولا خلف لقول الله، وانما الشفاء في علم القرآن لقوله (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة [ للمؤمنين) فهو شفاء ورحمة ] لاهله لا شك فيه ولا مرية (1). واهله الائمة الهدى الذين قال الله: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) (2) 44 – وفى رواية أبى الربيع الشامي عنه في قول الله: (وأوحى ربك إلى النحل) فقال: رسول الله (ان اتخذى من الجبال بيوتا) قال: تزوج من قريش (ومن الشجر) قال: في العرب (ومما يعرشون) قال في الموالى (يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه) قال: انواع العلم (فيه شفاء للناس) (3) 45 – عن سيف بن عميرة عن شيخ من أصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كنا عنده فسأله شيخ فقال: بى وجع وانا اشرب له النبيذ ووصفه له الشيخ، فقال له: ما يمنعك من الماء الذى جعل الله منه كل شئ حى ؟ قال: لا يوافقني، قال له أبو عبد الله عليه السلام: فما يمنعك من العسل ؟ قال الله (فيه شفاء للناس) قال: لا أجده، قال: فما يمنعك من اللبن الذى نبت منه لحمك واشتد عظمك ؟ قال: لا يوافقني فقال له أبو عبد الله: أتريد ان آمرك بشرب الخمر ؟ لا والله لا آمرك (4). 46 – عن عبد الرحمن الاشل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: عن قول الله: (وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) قال: الحفدة بنو البنت، ونحن حفدة رسول الله صلى الله عليه وآله (5). 47 – عن جميل بن دارج عن ابى عبد الله عليه السلام عن قول الله: (وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) قال: هم الحفدة وهم العون منهم يعنى البنين (6). 48 – عن محمد بن مسلم قال: سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل ينكح امته من رجل ؟


(1) بمعنى الشك ايضا. (2 – 3) البحار ج 7: 114. البرهان ج 2: 375. الصافى ج 1: 931. (4) البرهان ج 2: 375. البحار ج 16 (م): 22. (5 – 6) البرهان ج 2: 376. الصافى ج 1: 932. (*)

[ 265 ]

قال: ان كان مملوكا فليفرق بينهما إذا شاء، لان الله يقول: (عبدا مملوكا لا يقدر على شئ) فليس للعبد من الامر شئ وان كان زوجها حرا فان طلاقها عتقها (1). 49 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: مر عليه غلام له فدعاه إليه ثم قال: يا فتى ارد عليك فلانة وتطعمنا بدرهم حرثت (2) قال: فقلت: جعلت فداك انا نروى عندنا ان عليا عليه السلام اهديت له أو اشتريت جارية فسئلها أفارغة أنت أم مشغوله ؟ قالت: مشغولة، قال: فأرسل فاشترى بضعها من زوجها بخمس مأة درهم، فقال: كذبوا على على ولم يحفظوا، أما تسمع إلى قول الله وهو يقول: (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ) (3). 50 – عن زرارة عن أبى جعفر وعن ابى عبد الله عليهما السلام قال: المملوك لا يجوز طلاقه ولا نكاحه الا باذن سيده، قلت: فان كان السيد زوجه بيد من الطلاق ؟ قال: بيد السيد (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ) أفشئ الطلاق ؟ (4). 51 – عن أبى بصير في الرجل ينكح امته لرجل أله ان يفرق بينهما إذا شاء ؟ قال: ان كان مملوكا فليفرق بينهما إذا شاء لان الله يقول: (عبدا مملوكا لا يقدر على شئ) فليس للعبد من الامر شئ، وان كان زوجها حرا فرق بينهما إذا شاء المولى (5). 52 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إذا زوج الرجل غلامه جاريته فرق بينهما متى شاء (6). 53 – عن الحلبي عنه: (7) الرجل ينكح عبده امته ؟ قال: ينزعها (8) إذا شاء بغير طلاق لان الله يقول: (عبدا مملوكا لا يقدر على شئ) (9)


(1) البرهان ج 2: 376. البحار ج 23: 79. (2) في البرهان (يزلف) وفى البحار (جريب). (3 – 6) البرهان ج 2: 377. البحار ج 23: 79. (7) في نسخة (عن الحلبي عن الرجل ينكح اه). (8) في البرهان (يفرق بينهما). (9) البحار ج 23: 79.. البرهان ج 2: 377. (*)

[ 266 ]

54 – عن أحمد بن عبد الله العلوى عن الحسن بن الحسين عن الحسين بن زيد بن على عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال: كان على بن ابي طالب عليه السلام يقول: (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ) ويقول: للعبد لا طلاق ولا نكاح ذلك إلى سيده والناس يرون خلاف ذلك إذا أذن السيد لعبده لا يرون له ان يفرق بينهما. (1) 55 – عن جعفر بن أحمد عن العمركى عن النيشابوري عن على بن جعفر بن محمد عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام انه سئل عن هذه الاية (يعرفون نعمة الله) الاية قال: عرفوه ثم انكروه. (2) 56 – عن يونس عن عدة من أصحابنا قالوا: قال أبو عبد الله عليه السلام: انى لاعلم خبر السماء وخبر الارض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن كأنه في كفى، ثم قال: من كتاب الله أعلمه ان الله يقول: (فيه تبيان كل شئ). (3) 57 – عن منصور عن حماد اللحام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: نحن والله نعلم ما في السموات وما في الارض وما في الجنة وما في النار وما بين ذلك، قال: فبهت انظر إليه، فقال: يا حماد ان ذلك في كتاب الله – ثلث مرات – قال: ثم تلا هذه الآية: (يوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) انه من كتاب الله فيه تبيان كل شئ. (4) 58 – عن عبد الله بن الوليد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: قال الله لموسى: (وكتبنا له في الالواح من كل شئ) فعلمنا انه لم يكتب لموسى الشئ كله وقال الله لعيسى (ليبين لهم الذى يختلفون فيه) وقال الله لمحمد عليه وآله السلام: (و جئنا بك على هؤلاء شهيدا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ). (5)


(1 – 2) البرهان ج 2: 378. الصافى ج 1: 935. (3) البرهان ج 2: 380. الصافى ج 1: 936. (4 – 5) البرهان ج 2: 380. الصافى ج 1: 936. (*)

[ 267 ]

59 – عن سعد عن أبى جعفر عليه السلام (ان الله يأمر بالعدل والاحسان) قال: يا سعد ان الله يأمر بالعدل وهو محمد، والاحسان وهو على، وايتاء ذى القربى وهو قرابتنا، أمر الله العباد بمودتنا وايتائنا، ونهاهم عن الفحشاء والمنكر، من بغى على أهل البيت ودعا إلى غيرنا (1). 60 – عن اسمعيل الحريري قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قول الله: (ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى) قال: اقرء كما أقول لك يا اسمعيل (ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى حقه) قلت: جعلت فداك انا لا نقرأ هكذا في قرائة زيد، قال: ولكنا نقرأها هكذا في قرائة على عليه السلام، قلت: فما يعنى بالعدل ؟ قال: شهادة ان لا اله الا الله، قلت، والاحسان ؟ قال: شهادة ان محمدا رسول الله، قلت: فما يعنى بايتاء ذى القربى حقه ؟ قال: اداء امامة (2) إلى امام بعد امام، (وينهى عن الفحشاء والمنكر) قال: ولاية فلان وفلان (3). 61 – عن عمرو بن عثمان قال: خرج على عليه السلام على أصحابه وهم يتذاكرون المروة فقال: اين أنتم أنسيتم من كتاب الله وقد ذكر ذلك ؟ قالوا: يا أمير المؤمنين في أي موضع ؟ قال: في قوله: (ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر) فالعدل الانصاف، والاحسان التفضل (4). 62 – عن عامر بن كثير وكان داعية الحسين بن على (5) عن موسى بن ابي


(1) البرهان ج 2: 381 الصافى ج 1: 937. البحار ج 7: 130. (2) كذا في المخطوطتين لكن في البحار والبرهان (من امام إلى امام بعد امام) وفى الصافى (اداء امام إلى امام بعد امام) والاخير هو الظاهر. (3) البرهان ج 2: 381. البحار ج 7: 129. الصافى ج 1: 931. (4) البرهان ج 2: 381. (5) أي الحسين بن على بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن ابي طالب عليه السلام صاحب فخ وقصة خروجه على بنى العباس وقتله مشهورة مدونة في كتب التواريخ. (*)

[ 268 ]

الغدير عن عطاء الهمداني عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: (ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذى القربى قال: العدل شهادة ان لا اله الا الله، والاحسان ولاية أمير المؤمنين (وينهى عن الفحشاء) الاول، (والمنكر) الثاني (والبغى) الثالث (1). 63 – وفى رواية سعد الاسكاف عنه قال: يا سعد (ان الله يأمر بالعدل) وهو محمد فمن أطاعه فقد عدل (والاحسان) على فمن تولاه فقد أحسن والمحسن في الجنة (و ايتاء ذى القربى) قرابتنا أمر الله العباد بمودتنا وايتاءنا ونهاهم عن الفحشاء والمنكر من بغى علينا أهل البيت ودعا إلى غيرنا (2). 64 – عن زيد بن الجهم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لما سلموا على على عليه السلام بامرة المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وآله للاول: قم فسلم على على بامرة المؤمنين فقال: أمن الله ومن رسوله (3) يا رسول الله ؟ فقال: نعم من الله ومن رسوله، ثم قال لصاحبه: قم فسلم على على بامرة المؤمنين، فقال: من الله ومن رسوله ؟ قال: نعم من الله ومن رسوله، ثم قال: يا مقداد قم فسلم على على بامرة المؤمنين قال: فلم يقل ما قال صاحباه، ثم قال: قم يا باذر فسلم على على بامرة المؤمنين فقام وسلم ثم قال: قم يا سلمان وسلم على على بأمرة المؤمنين، فقام وسلم حتى إذا خرجا وهما يقولان: لا والله لا نسلم له ما قال ابدا فانزل الله تبارك وتعالى على نبيه (ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا) بقولكم أمن الله ومن رسوله، (ان الله يعلم ما تفعلون. ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم ان تكون ائمة هي ازكى من ائمتكم) قال: قلت: جعلت فداك انما نقرؤها (أن تكون امة هي أربى من امة) فقال: ويحك يا زيد وما أربى ان يكون والله كى أزكى من ائمتكم (4)) انما يبلوكم الله


(1 – 2) البرهان ج 2: 381. البحار ج 7: 130. (3) وفى بعض النسخ (أو من رسوله) وكذا في المواضع الآتية. (4) وفى رواية الكليني والقمى في التفسير هكذا (فقال: ويحك وما أربى وأومى بيده بطرحها انما يبلوكم اه). (*)

[ 269 ]

به) يعنى عليا (وليبين لكم يوم القيمة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدى من يشاء ولتسئلن عما كنتم تعملون * ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها) بعد ما سلمتم على على بامرة المؤمنين (وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله) يعنى عليا (ولكم عذاب عظيم). ثم قال لى: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد على فاظهر ولايته قالا جميعا: والله من تلقاء الله (1) ولا هذا الا شئ أراد أن يشرف به ابن عمه فأنزل الله عليه (ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين * وانه لتذكرة للمتقين * وانا لنعلم ان منكم مكذبين) يعنى فلانا وفلانا (وانه لحسرة على الكافرين) يعنى عليا (وانه لحق اليقين) يعنى عليا (فسبح باسم ربك العظيم) (2) 65 – عن عبد الرحمن بن سالم الاشل عنه قال: (التى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا) عايشة هي نكثت ايمانها. (3) 66 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: * وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم * انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون) قال: فقال: يا با محمد يسلط والله المؤمنين (4) على أبدانهم ولا يسلط على أديانهم) قد سلط على أيوب فشوه خلقه ولم يسلط على دينه، وقوله: (انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون) قال: الذين هم بالله مشركون، يسلط على ابدانهم وعلى


(1) كذا في المخطوطتين وفى البرهان (من تلقاه) وهو الظاهر. (2) البحار ج 9: 111. البرهان ج 2: 383. ورواه المحدث الحر العاملي رحمه الله في اثبات الهداة ج 3: 548 مختصرا عن الكتاب ايضا. (3) البرهان ج 2: 383. البحار ج 7: 454. (4) وفى البرهان وكذا في نسخة مخطوطة (يسلط من المؤمنين اه). (*)

[ 270 ]

أديانهم. (1) 67 – عن سماعة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم) قلت: كيف اقول ؟ قال: تقول: استعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، وقال: ان الرجيم أخبث الشياطين، قال: قلت له: لم يسمى الرجيم ؟ قال: لانه يرجم، قلت: فانفلت (2) منها بشئ ؟ قال: لا قلت: فكيف سمى الرجيم ولم يرجم بعد ؟ قال: يكون في العلم انه رجيم (3) 68 – عن الحلبي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن التعوذ من الشيطان عند كل سورة نفتحها، قال: نعم فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وذكر ان الرجيم أخبث الشياطين، فقلت: لم سمى الرجيم ؟ قال: لانه يرجم، فقلنا: هل ينفلت شيئا إذا رجم ؟ قال: لا ولكن يكون في العلم انه رجيم (4) 69 – عن حماد بن عيسى رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله (انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون) قال: ليس له أن يزيلهم عن الولاية، فاما الذنوب واشباه ذلك فانه ينال منهم كما ينال من غيرهم. (5) 70 – عن محمد بن عرامة الصيرفى عمن أخبره عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى خلق روح القدس (6) فلم يخلق خلقا أقرب إلى الله منها وليست بأكرم خلقه عليه، فإذا أراد امرا ألقاه إليها فألقاه إلى النجوم فجرت به (7)


(1) البحار ج 14: 628. البرهان ج 2: 384. الصافى ج 1: 940. (2) انفلت: نجا وتخلص. (3) البرهان ج 2: 384. البحار ج 14: 628. الصافى ج 1: 939. (4) البرهان ج 2: 384. البحار ج 19: 54. (5) البرهان ج 2: 384. البحار ج 14: 628. الصافى ج 1: 940. (6) وفى نسخة (ارواح القدس). (7) البرهان ج 2: 384. الصافى ج 1: 940. (*)

[ 271 ]

71 – عن العباس بن هلال عن أبى الحسن الرضا عليه السلام انه ذكر رجلا كذابا ثم قال: قال الله: (انما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون) (1) 72 – عن محمد بن مروان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما منع ميثم رحمه الله من التقية ؟ فو الله لقد علم ان هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه (الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان) (2) 73 – عن معمر بن يحيى بن سالم (3) قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: ان أهل الكوفة يروون عن على عليه السلام انه قال: ستدعون إلى سبى والبرائة منى فان دعيتم إلى سبى فسبوني، وان دعيتم إلى البرائة منى فلا تبرؤا منى فانى على دين محمد عليه الصلوة والسلام ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: ما أكثر ما يكذبون على على عليه السلام، انما قال: انكم ستدعون إلى سبى والبرائة منى فان دعيتم إلى سبى فسبوني وان دعيتم إلى البرائة منى فانى على دين محمد صلى الله عليه وآله، ولم يقل فلا تتبروا منى قال: قلت: جعلت فداك فان أراد الرجل يمضى على القتل ولا يتبرء ؟ فقال: لا والله الا على الذى مضى عليه عمار، ان الله يقول: (الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان) قال: ثم كسع هذا الحديث (4) بواحد: والتقيه في كل ضرورة (5)


(1) البرهان ج 2: 385. البحار ج 15 (ج 3): 43. (2) البحار ج 15 (ج 4): 228. وملخص قصة عمار هو ان قريشا اكرهوه و أبويه: ياسر، وسمية على الارتداد فأبى ابواه فقتلوهما وهما اول قتيلين في الاسلام، و اعطاهم عمار بلسانه ما ارادوا مكرها، فقيل يا رسول الله ان عمارا كفر ؟ فقال: كلا ! ان عمار املئ ايمانا من قرنه إلى قدمه. واختلط الايمان بلحمه ودمه، فأتى عمار رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يبكى فجعل النبي صلى الله عليه وآله يمسح عينيه وقال: ما لك ؟ ان عادوا لك فعد لهم بما قلت. (3) وفى بعض النسخ (معوية بن يحيى) والظاهر ما اخترناه. (4) أي أتبعه ذلك يقال كسعه بكذا: إذا جعله تابعا له. (5) البرهان ج 2: 385. البحار ج 15 (ج 4): 228. الصافى ج 1: 942 (*)

[ 272 ]

74 – عن أبى بكر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: وما الحرورية (1) انا قد كنا وهم متتابعين (2) فهم اليوم في دورنا، ارأيت ان أخذونا بالايمان ؟ قال: فرخص لى في الحلف لهم بالعتاق والطلاق، فقال بعضنا: مد الرقاب أحب اليك ام البرائة من على ؟ فقال: الرخصة أحب إلى اما سمعت قول الله في عمار (الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان). (3) 75 – عن عمرو بن مروان (4) قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلوات الله عليه: رفعت عن امتى أربعة خصال: ما أخطئوا (5) وما نسوا، وما اكرهوا عليه وما لم يطيقوا، وذلك في كتاب الله [ قوله: (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو اخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقه لنا به) وقول الله: ] (6) (الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان) مختصر (7) 76 – عن عبد الله بن عجلان عن أبى عبد الله عليه السلام قال سألته فقلت له: ان الضحاك قد ظهر بالكوفة ويوشك أن تدعى إلى البراءة من على فكيف نصنع ؟ قال: فابرء منه، قال: قلت له: أي شئ أحب اليك ؟ قال: أن يمضون (8) على ما مضى


(1) صنف من الخوارج. (2) في نسخة (منا يعسر) وفى اخرى (معسر). (3) البرهان ج 2: 385. البحار ج 15 (ج 4): 228. الوسائل ج 2 ابواب الامر بالمعروف باب 27. (4) في نسخة (عمر بن مروان) لكن الظاهر ما اخترناه. (5) في نسخة الوسائل (ما اضطروا) بدل (ما اخطئوا). (6) ما بين المعقفتين في نسخة الوسائل فقط دون غيرها. (7) البرهان ج 2: 386. الوسائل ج 2: ابواب الامر بالمعروف باب 25. البحار ج 15 (ج 4): 228. (8) في البرهان (ان يمضى في على اه). (*)

[ 273 ]

عليه عمار بن ياسر أخذ بمكة فقالوا له: ابرء من رسول الله صلى الله عليه وآله فبرأ منه، فأنزل الله عذره (الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان) (1) 77 – عن اسحق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يدعو أصحابه فمن أراد به خيرا سمع وعرف ما يدعوه إليه، ومن أراد به شرا طبع على قلبه فلا يسمع ولا يعقل، وهو قوله: (اولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم واولئك هم الغافلون) (2) 78 – عن حفص بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان قوما كان في بنى اسرائيل يؤتى لهم من طعامهم حتى جعلوا منه تماثيل بمدن كانت في بلادهم يستنجون بها، فلم يزل الله (3) بهم حتى اضطروا إلى التماثيل يتبعونها ويأكلون منها وهو قول الله (ضرب الله مثلا قرية كانت أمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) (4). 79 – عن زيد الشحام عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان أبى يكره أن يمسح يده بالمنديل وفيه شئ من الطعام تعظيما له الا ان يمصها أو يكون إلى جانبه صبى فيمصها له، قال: وانى أجد اليسير يقع من الخوان فأتفقده فيضحك الخادم ثم قال: ان أهل قرية ممن كان قبلكم كان الله قد أوسع عليهم حتى طعنوا فقال بعضهم لبعض: لو عمدنا إلى شئ من هذا النقى فجعلناه نستنجي به كان ألين علينا من الحجارة ؟ قال فلما فعلوا ذلك بعث الله على أرضهم دوابا اصغر من الجراد، فلم يدع لهم شيئا خلقه الله يقدر عليه الا اكله من شجر أو غيره فبلغ بهم الجهد (5) إلى ان أقبلوا على الذى


(1) البرهان ج 2: 386. البحار ج 15 (ج 4): 228. الوسائل ج 2 ابواب الامر بالمعروف باب 27. (2) البرهان ج 2: 386. الصافى ج 1: 942. (3) في البحار (فلم ينزل الله). (4) البرهان ج 2: 386. البحار ج 18 (ج 1): 49. (5) الجهد – بالضم -: المشقة. (*)

[ 274 ]

كان يستنجون به فأكلوه، وهى القرية التى قال الله: (ضرب الله مثلا قرية كانت آمنه مطمئة) إلى قوله: (بما كانوا يصنعون) (1). 80 – عن منصور بن حازم قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام محرم اضطر إلى الصيد والى ميتة من أيهما يأكل ؟ قال: يأكل من الصيد، قلت: أليس قد أحل الله الميتة لمن اضطر إليها ؟ قال: بلى، ولكن الا ترى انه يأكل من ماله يأكل الصيد وعليه فداء (2). 81 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام عن قوله: (ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا) قال: شئ فضل الله به (3). 82 – عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: (ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا) سماه الله امة (4). 83 – يونس بن ظبيان عنه (ان ابراهيم كان امة قانتا) امة واحدة (5) 84 – عن سماعة بن مهران قال: سمعت العبد الصالح (6) يقول: لقد كانت الدنيا وما كان فيها الا واحد يعبد الله، ولو كان معه غيره إذا لاضافه إليه حيث يقول: (ان ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين) فصبر بذلك ما شاء الله، ثم ان الله تبارك وتعالى آنسه باسمعيل واسحق فصاروا ثلثة (7). 85 – عن الحسين بن حمزة قال سمعت ابا عبد الله السلام يقول: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ما صنع بحمزة بن عبد المطلب قال: اللهم لك الحمد واليك المشتكى وأنت المستعان على ما أرى، ثم قال: لئن ظفرت لامثلن ولامثلن قال: فأنزل الله: (وان عاقبتم فعاقبوا


(1) البرهان ج 2: 387. البحار ج 18 (ج 1): 49. الصافى ج 1: 943. (2) البرهان ج 2: 387. (3 – 5) البرهان ج 2: 388. الصافى ج 1: 944. البحار ج 5: 114. (6) في البرهان (ابا عبد الله عليه السلام) بدل (العبد الصالح) وفى البحار (عبدا صالحا). (7) البرهان ج 2: 388. البحار ج 5: 114. الصافى ج 1: 944. (*)

[ 275 ]

بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم فهو خير للصابرين) قال: فقال رسول الله صلوات الله عليه وآله: أصبر أصبر (1).


(1) البحار ج 6: 504. البرهان ج 2: 389. الصافى ج 1: 947. (*)

[ 276 ]

بسم الله الرحمن الرحيم ومن سورة بنى اسرائيل 1 – عن الحسين بن على بن أبى حمزة الثمالى عن الحسين بن ابى العلا عن ابى عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة بنى اسرائيل في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم ويكون من أصحابه (1). 2 – عن هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله (سبحان) فقال: انفة لله. (2) وفى رواية اخرى عن هشام عنه مثله (3). 3 – عن عبد الله بن عطاء عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان جبرئيل عليه السلام أتى بالبراق إلى النبي صلى الله عليه وآله وكان أصغر من البغل واكبر من الحمار مضطرب الاذنين عيناه في حوافره خطوته مد البصر (4). 4 – عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى بالنبي عليه السلام اتى بالبراق ومعها جبرئيل وميكائيل واسرافيل، قال: فأمسك له واحد بالركاب، وامسك الاخر باللجام، وسوى عليه الآخر ثيابه فلما ركبها تضعضعت، فلطمها


(1) البرهان ج 2: 389. الصافى ج 1: 1000. البحار ج 19: 7. (2) قال الطريحي وفى الحديث: سئلته عن سبحان الله فقال: أنفة هو كقصبة أي تنزيه لله تعالى كما ان سبحان تنزيه، قال بعض الشارحين: الانفة في الاصل الضرب على الانف ليرجع ثم استعمل لتبعيد الاشياء فيكون هنا بمعنى رفع الله عن مرتبة المخلوقين بالكلية لانه تنزيه عن صفات الرذائل والاجسام. (3) البرهان ج 2: 394. (4) البرهان ج 2: 400. البحار ج 6: 373. الصافى ج 1: 949. (*)

[ 277 ]

جبرئيل عليه السلام وقال لها: قرى يا براق فما ركبك أحد قبله مثله، ولا يركبك أحد بعده مثله الا انه تضعضعت عليه (1). 5 – وفى رواية اخرى عن هشام عنه لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله حضرت الصلوة فأذن جبرئيل وأقام جبرئيل للصلوة فقال: يا محمد تقدم فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: تقدم يا جبرئيل، فقال له: انا لا نتقدم الآدميين منذ أمرنا بالسجود لآدم (2) 6 – عن هارون بن خارجة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا هارون كم بين منزلك و بين المسجد الاعظم ؟ فقلت: قريب قال: يكون ميلا ؟ فقلت: لكنه أقرب، فقال: فما تشهد الصلوة كلها فيه ؟ فقلت: لا والله جعلت فداك ربما شغلت فقال: اما انى لو كنت بحضرته ما فاتننى فيه صلوة، قال: ثم قال هكذا بيده ما من ملك مقرب ولا نبى مرسل ولا عبد صالح الا وقد صلى في مسجد كوفان حتى محمد عليه الصلوة والسلام ليلة اسرى به أمر به جبرئيل فقال: يا محمد هذا مسجد كوفان، فقال: استاذن لى حتى اصلى فيه ركعتين، فاستأذن له فهبط به وصلى فيه ركعتين، ثم قال: أما علمت ان عن يمينه روضة من رياض الجنة، وعن يساره روضة من رياض الجنة، أما علمت ان الصلوة المكتوبة فيه تعدل الف صلوة في غيره، والنافلة خمس مائة صلوة، والجلوس فيه من غير قرائة القرآن عبادة، ثم قال هكذا باصبعة فحركها: ما بعد المسجدين أفضل من مسجد كوفان (3) 7 – عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان جبرئيل احتمل رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أتى به إلى مكان من السماء ثم تركه وقال له: ما وطى شئ قط مكانك (4). 8 – عن ابن بكير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله إلى السماء الدنيا لم يمر بأحد من الملئكة الا استبشر به الا مالك خازن جهنم، فقال لجبرئيل: يا جبرئيل ما مررت بملك من الملائكة الا استبشرنى الا هذا الملك


البرهان ج 2: 400. (2 – 4) البرهان ج 2: 400. البحار ج 6: 397. (*)

[ 278 ]

فمن هذا ؟ قال: هذا مالك خازن جهنم وهكذا جعله الله: قال: فقال له النبي يا جبرئيل سله أن يرينها، فقال جبرئيل: يا مالك هذا محمد صلى الله عليه وآله وقد شكى إلى وقال: ما مررت بأحد من الملئكة الا استبشرنى وسلم على الا هذا فأخبرته ان الله هكذا جعله وقد سألني ان اسئلك أن تريه جهنم، قال: فكشف له عن طبق من أطباقها، فما رؤى رسول الله صلى الله عليه وآله ضاحكا حتى قبض صلى الله عليه وآله (1) 9 – عن حفص بن البخترى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى رسول الله صلى الله عليه وآله حضرت الصلوة فاذن جبرئيل فلما قال: الله اكبر الله اكبر قالت الملئكة: الله اكبر الله اكبر، فلما قال: أشهد أن لا اله الا الله قالت الملئكة: خلع الانداد، فلما قال: اشهد أن محمد رسول الله، قالت: نبى بعث، فلما قال: حى على الصلوة، قالت: حث على عبادة ربه، فلما قال: حى على الفلاح، قالت: افلح من تبعه (2). 10 – عن هشام بن الحكم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما أخبرهم (3) انه اسرى به قال بعضهم لبعض: قد ظفرتم، فاسئلوه عن ايلة (4) قال: فسألوه عنها قال: فاطرق فسكت فأتاه جبرئيل فقال: يا رسول الله ارفع رأسك فان الله قد رفع لك ايلة وقد أمر الله كل منخفض من الارض فارتفع، وكل مرتفع فانخفض فرفع رأسه فإذا ايلة قد رفعت له، قال: فجعلوا يسئلونه ويخبرهم وهو ينظر إليها، ثم قال: ان علامة ذلك عير لابي سفيان يحمل برا (5) يقدمها جمل أحمر مجمع تدخل غدا هذا مع الشمس


(1 – 2) البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 381. (3) أي كفار مكة. (4) ايلة بالفتح: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلى الشام. وقيل: هي آخر الحجاز واول الشام. وقال المجلسي رحمه الله: لعله ايليا (وهو مدينة القدس) على وفق الاخبار الاخر فصحف. (5) وفى بعض النسخ (ندا) وهو طيب معروف، أو هو العنبر. وفى آخر (قدا) وهو بالفتح: جلد السخلة وبالكسر: اناء من جلد. وفى ثالث (بزا) أي متاعا. (*)

[ 279 ]

فارسلوا الرسل وقالوا لهم: حيث ما لقيتم العير فاحبسوها ليكذبوه بذلك قوله: قال فضرب الله وجوه الابل فأقربت (1) على الساحل واصبح الناس فتشرفوا فقال أبو عبد الله فما رؤيت مكة قط أكثر متشرفا ولا متشرفة منها يومئذ لينظروا ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فأقبلت الابل من ناحية الساحل فقال: يقول القائل: الابل، الشمس، الابل قال: فطلعتا جميعا (2). 11 – عن هشام بن حكم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله صلى العشاء الآخرة وصلى الفجر في الليلة التى اسرى به فيها بمكة (3) 12 – عن زرارة وحمران بن أعين ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: حدث أبو سعيد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ان جبرئيل قال لى (4) ليلة اسرى بى وحين رجعت فقلت: يا جبرئيل هل لك من حاجة ؟ فقال: حاجتى أن تقرأ على خديجة من الله ومنى السلام وحدثنا عند ذلك انها قالت حين لقيها نبى الله عليه وآله السلام فقال لها الذى قال جبرئيل، قالت: ان الله هو السلام، ومنه السلام، واليه السلام، وعلى جبرئيل السلام (5). 13 – عن سلام الحناط (6) عن رجل عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المساجد التى لها الفضل، فقال: المسجد الحرام ومسجد الرسول، قلت: والمسجد الاقصى جعلت فداك ؟ فقال: ذاك في السماء، إليه اسرى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت: ان الناس يقولون: انه بيت المقدس ؟ فقال: مسجد الكوفة أفضل منه (7).


(1) وفى نسخة (فنفرت). (2 – 3) البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392. (4) وفى البحار (أتانى) مكان (قال لى) وهو الظاهر. (5) البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392. (6) وفى البرهان (سالم) بدل (سلام). (7) البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392. الصافى ج 1: 949. (*)

[ 280 ]

14 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ما اسرى بالنبي فانتهى إلى موضع: قال له جبرئيل: قف فان ربك يصلى، قال قلت: جعلت فداك وما كان صلوته ؟ فقال كان يقول: سبوح قدوس رب الملئكة والروح سبقت رحمتى غضبى (1). 15 – عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان رسول الله صلى الله عليه واله لما اسرى به رفعه جبرئيل باصبعه وضعها في ظهره حتى وجد بردها في صدره، فكان رسول الله دخله شئ فقال: يا جبرئيل أفى هذا الموضع ؟ (2) قال: نعم ان هذا الموضع لم يطأه أحد قبلك، ولا يطأه أحد بعدك، قال: وفتح الله له من العظمة مثل مسام الابرة فراى من العظمة ما شاء الله، فقال له جبرئيل: قف يا محمد وذكر مثله – الحديث الاول – سواء (3). 16 – عن حفص بن البخترى عن أبى عبد الله قال: كان نوح إذا أصبح قال: اللهم انه ما كان من نعمة وعافية في دين أو دنيا فانه منك، وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك الشكر به على يا رب حتى ترضى وبعد الرضا (4). 17 – عن حفص بن البخترى عن ابى عبد الله عليه السلام قال: انما سمى نوح عبدا شكورا لانه كان يقول إذا أصبح وأمسى: اللهم انه ما اصبح وامسي به من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد ولك الشكر به على يا رب حتى ترضى وبعد الرضا، يقولها إذا أصبح عشرا وإذا أمسى عشرا (5). 18 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (كان عبدا شكورا) قال إذا كان امسى وأصبح يقول: امسيت اشهدك انه ما أمست بى من نعمة في دين أو دنيا فانها من الله وحده لا شريك له له الحمد بها والشكر كثيرا (6). 19 – عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: ما عنى الله بقوله


(1) البحار ج 6: 392. البرهان ج 2: 401. (2) أي تتركني في هذا الموضع ؟. (3) البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392. (4 – 6) البرهان ج 2: 405. البحار ج 18 (ج 2): 491 – 988. (*)

[ 281 ]

لنوح (انه كان عبدا شكورا) فقال: كلمات بالغ فيهن وقال: كان إذا أصبح وأمسى قال: اللهم اصبحت اشهدك انه ما اصبح بى من نعمة في دين أو دنيا فانه منك، وحدك لا شريك لك، ولك الشكر بها على يا رب حتى ترضى وبعد الرضا، فسمى بذلك عبدا شكورا (1). 20 – عن صالح بن سهل عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (وقضينا إلى بنى اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين) قتل على، وطعن الحسن (ولتعلن علوا كبيرا) قتل الحسين (فإذا جاء وعد اوليهما) إذا جاء نصر دم الحسين (بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم لا يدعون وترا لآل محمد الا حرقوه (2)) وكان وعدا مفعولا) قبل قيام القائم (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم باموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) خروج الحسين في الكرة في سبعين رجلا من أصحابه الذين قتلوا معه، عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدى إلى الناس ان الحسين قد خرج في أصحابه حتى لا يشك فيه المؤمنون وانه ليس بدجال ولا شيطان، الامام الذى بين أظهر الناس يومئذ، فإذا استقر عند المؤمن انه الحسين لا يشكون فيه، وبلغ عن الحسين الحجة القائم بين أظهر الناس وصدقه المؤمنون بذلك، جاء الحجة الموت فيكون الذى غسله، وكفنه وحنطه وايلاجه في حفرته (3) الحسين، ولا يلى الوصي الا الوصي. وزاد ابراهيم في حديثه ثم يملكهم الحسين حتى يقع حاجباه على عينيه (4). 21 – عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان يقرأ (بعثنا عليكم عبادا لنا اولى بأس شديد) ثم قال: وهو القائم وأصحابه أولى بأس شديد (5).


(1) البرهان ج 2: 405. البحار ج 18 (ج 2): 491. (2) وفى نسخة البرهان (أخذوه) وفى رواية الكليني رحمه الله (قتلوه). (3) وفى البرهان (ويلحده في حفرته) وهو الظاهر. وفى البحار (فيكون الذى يلى غسله كفنه وحنوطه) وهو الاظهر (4 – 5) البرهان ج 2: 407. البحار ج 13: 13. الصافى ج 1: 959. ونقله المحدث الحر العاملي رحمه الله في كتاب اثبات الهداة ج 7: 102 مختصرا عن الكتاب. (*)

[ 282 ]

22 – عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته، يا ايها الناس سلونى قبل أن تفقدوني، فان بين جوانحي علما جما فسلوني قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية (1) تطأ في خطامها (2) ملعون ناعقها وموليها وقائدها وسائقها والمتحرز فيها، فكم عندها من رافعة ذيلها يدعو بويلها دخله أو حولها لا مأوى يكنها (3) ولا احد يرحمها، فإذا استدار الفلك قلتم مات أو هلك وأى واد سلك، فعندها توقعوا الفرج وهو تأويل هذه الاية (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) والذى فلق الحبة وبرء النسمة ليعيش إذ ذاك ملوك ناعمين، ولا يخرج الرجل منهم من الدنيا حتى يولد لصلبه ألف ذكر آمنين من كل بدعة وآفة والتنزيل عاملين بكتاب الله وسنة رسوله، قد اضمحلت عنهم الآفات والشبهات (4) 23 – عن رفاعة بن موسى قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان اول من يكر إلى الدنيا الحسين بن على عليه السلام وأصحابه ويزيد بن معوية وأصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذة (5) ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) (6). 24 – عن ابى اسحق (ان هذا القرآن يهدى للتى هي اقوم) قال: يهدى إلى


(1) أي ترفع برجلها. قيل: كنى بشغر رجلها عن خلو تلك الفتنة من مدبر، و قال بعض: كناية عن كثرة مداخل الفساد فيها. (2) الخطام – ككتاب -: كل ما يجعل في انف البعير ليقتاد به. (3) أي يسترها. (4) البحار ج 13: 13. البرهان ج 2: 408. (5) القذة: ريش السهم وهذا القول يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان وقد تكرر ذكرها في الحديث. (6) البحار ج 13: 219. البرهان ج 2: 408. الصافى ج 1: 959. (*)

[ 283 ]

الامام (1). 25 – عن الفضيل بن يسار عن ابى جعفر عليه السلام (ان هذا القران يهدى للتى هي اقوم) قال: يهدى إلى الولاية (2). 26 – عن سلمان الفارسى قال: ان الله لما خلق آدم وكان اول ما خلق عيناه، فجعل ينظر إلى جسده كيف يخلق، فلما حانت ان يتبالغ الخلق في رجليه فاراد القيام فلم يقدر وهو قول الله: (خلق الانسان عجولا) وان الله لما خلق آدم ونفخ فيه لم يلبث (3) ان تناول عنقود العنب فأكله (4). 27 – عن هشام بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما خلق آدم نفخ فيه من روحه وثب ليقوم قبل أن يتم خلقه فسقط، فقال الله عزوجل (خلق الانسان عجولا) (5). 28 – عن أبى بصير عنه (فمحونا آية الليل) قال: هو السواد الذى فجوف القمر (6). 29 – عن نصر بن قابوس عن أبى عبد الله عليه السلام قال: السواد الذى في القمر: محمد رسول الله (7) 30 – عن أبى الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال: يا امير المؤمنين أخبرني عن هذه السواد في القمر ؟ فقال: هو قول الله (فمحونا آية الليل) (8). 31 – عن أبى الطفيل قال: قال على بن أبيطالب عليه السلام: سلونى عن كتاب الله فانه ليس من آية الا وقد عرفت بليل نزلت ام بنهار أو في سهل أو في جبل، قال: فقال له ابن الكوا: فما هذه السواد في القمر ؟ فقال: أعمى سأل عن عمياء اما سمعت الله يقول:


(1 – 2) البرهان ج 2: 409. البحار ج 7: 120. الصافى ج 1: 960. (3) وفى نسخة (لم يستجع). (4 – 5) البحار ج 5: 32. البرهان ج 2: 410. الصافى ج 1: 960. (6 – 8) البرهان ج 2: 411. البحار ج 14: 128. (*)

[ 284 ]

(وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) فذلك محوها قال: يقول الله: (الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها) قال تلك في الافجرين من قريش (1). 32 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام عن قوله: (وكل انسان الزمناه طائره في عنقه) قال: قدره الذى قدر عليه (2) 33 – عن خالد بن نجيح عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم) قال: يذكر بالعبد جميع ما عمل، وما كتب عليه، حتى كأنه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا) يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصيها) (3). 34 – عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله (وإذا اردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها) مشددة منصوبة (4) تفسيرها: كثرنا وقال: لا قرأتها مخففة (5). 35 – عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله (إذا اردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها) قال: تفسيرها أمرنا اكابرها (6). 36 – عن ابى بصير عن احدهما انه ذكر الوالدين فقال: هما الذان قال الله: (وقضى


(1) البرهان ج 2: 411. البحار ج 14: 128. (2) البرهان ج 2: 411. البحار ج 3: 282. الصافى ج 1: 961. (3) البرهان ج 2: 411. البحار ج 3: 282. الصافى ج 1: 961. وفى البحار نقل بعد هذا الحديث حديث آخر عن كتاب العياشي عن خالد بن نجيح ايضا ولما لم يكن في النسخ موجودا نذكره ها هنا وهو هكذا: (العياشي عن خالد بن نجيح عن ابى عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة دفع إلى الانسان كتابه، ثم قيل له: اقرأ، قلت: فيعرف ما فيه ؟ فقال: ان الله يذكره، فما من لحظة ولا كلمة ولا نقل قدم ولا شئ فعله الا ذكره، كانه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا (يا ويلنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها). (4) وفى الصافى (مشددة ميمه). (5 – 6) البحار ج 3: 58. البرهان ج 2: 412. الصافى ج 1: 962. (*)

[ 285 ]

ربك ان لا تعبدوا الا اياه وبالو الدين احسانا) (1). 37 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: (اما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما) قال: هو أدنى الادنى حرمه الله فما فوقه (2). 38 – عن حريز قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ادنى العقوق اف، ولو علم الله ان شيئا اهون منه لنهى عنه (3). 39 – عن ابى ولاد الحناط قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله (وبالو الدين احسانا) فقال: الاحسان ان تحسن صحبتهما، ولا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه، وان كانا مستغنيين، أليس يقول الله: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: واما قوله: (اما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اف) قال: ان اضجراك فلا تقل لهما اف، ولا تنهرهما ان ضرباك قال: (وقل لهما قولا كريما) قال: يقول لهما: غفر الله لكما. فذلك منك قول كريم، وقال: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) قال لا تملاء عينيك من النظر اليهما الا برحمة ورقة ولا ترفع صوتك فوق اصواتهما ولا يديك فوق ايديهما ولا تتقدم قدامهما (4). 40 – عن الاصبغ قال: خرجنا مع على عليه السلام فتوسط المسجد فإذا ناس يصلون (5) حين طلعت الشمس فسمعته يقول: نحروا صلوة الاوابين نحرهم الله، قال: قلت: فما نحروها ؟ قال: عجلوها، قال: قلت يا امير المؤمنين ما صلوة الاوابين ؟ قال: ركعتان (6). 41 – عن عبد الله بن عطاء المكى قال: قال أبو جعفر عليه السلام: انطلق بنا إلى حائط لنا، فدعا بحمار وبغل فقال: أيهما احب اليك ؟ فقلت: الحمار، فقال: انى احب ان تؤثرني با لحمار فقلت: البغل احب إلى فركب الحمار وركبت البغل، فلما مضينا اختال الحمار (7) في مشيته حتى هز منكبي أبى جعفر عليه السلام فلزم قربوس السرج فقلت


(1 – 4) البرهان ج 2: 413. البحار ج 15 (ج 4): 24. الصافى ج 1: 964 (5) وفى البرهان (يتنفلون) مكان (يصلون). (6) البرهان ج 2: 414. (7) الاختيال: التكبر والتبختر. (*)

[ 286 ]

جعلت فداك كأنى أراك تشتكى بطنك قال: وفطنت إلى هذا منى، ان رسول الله صلى الله عليه واله كان له حمار يقال له: عفير إذا ركبه اختال في مشيته سرورا برسول الله حتى يهز منكبيه، فيلزم قربوس السرج، فقول: اللهم ليس منى ولكن ذامن عفير، وان حماري من سروري اختال في مشيه، فلزمت قربوس السرج وقلت: اللهم هذا ليس منى ولكن هذا من حماري، قال، فقال يا ابن عطاء ترى زاغت الشمس (1) فقلت: جعلت فداك وما علمي بذلك وانا معك، فقال لا لم تفعل وأوشك قال: فسرنا قال فقال قد فعلت، قلت: هذا المكان الاحمر قال: ليس يصلى ها هنا، هذه اودية النمال و ليس يصلى، قال: فمضينا إلى أرض بيضاء قال: هذه سبخة وليس يصلى بالسباخ قال: فمضينا إلى ارض حصباء قال: هاهنا فنزل ونزلت، فقال: يا ابن عطاء أتيت العراق فرأيت القوم يصلون بين تلك السوارى في مسجد الكوفة، قال: قلت: نعم فقال: اولئك شيعة ابى على، هذه صلوة الاوابين، ان الله يقول: (انه كان للاوابين غفورا) (2). 42 – عن ابى بصير قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: في قوله (انه كان للاوابين غفورا) قال: هم التوابون المتعبدون (3). 43 – عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: يا با محمد عليكم بالورع والاجتهاد، واداء الامانة، وصدق الحديث، وحسن الصحبة لمن صحبكم، وطول السجود كان ذلك من سنن الاوابين، قال أبو بصير: الاوابون التوابون (4). 44 – عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه السلام قال من صلى اربع ركعات [ فقرأ ] في كل ركعة خمسين مرة (قل هو الله احد) كانت صلوة فاطمة عليها السلام وهى صلوة الاوابين (5).


(1) زاغت الشمس: أي مالت وزالت عن أعلى درجات ارتفاعها. (2) البرهان ج 2: 414. البحار ج 18: 122. (3) البرهان ج 2: 414. البحار ج 3: 101. (4) البرهان ج 2: 414. الصافى ج 1: 965. (5) البرهان ج 2: 414. البحار ج 18: 909. (*)

[ 287 ]

45 – عن محمد بن حفص بن عمر عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كانت صلوة الاوابين خمسين صلوة كلها بقل هو الله احد (1). 46 – عن عبد الرحمن عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لما انزل الله (فلت ذا القربى حقه والمسكين) قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا جبرئيل قد عرفت المسكين فمن ذوى القربى ؟ قال: هم أقاربك، فدعى حسنا وحسينا وفاطمة، فقال: ان ربى امرني ان اعطيكم مما افاء على، قال: اعطيتكم فدك (2). 47 – عن أبان بن تغلب قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: كان رسول الله اعطى فاطمة فدكا قال: كان وقفها، فانزل الله: (وآت ذات القربى حقه) فأعطاها رسول الله حقها، قلت: رسول الله صلى الله عليه واله اعطاها ؟ قال: بل الله أعطاها (3). 48 – عن ابن تغلب قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أكان رسول الله اعطى فاطمة فدكا ؟ قال: كان لها من الله (4). 49 – عن جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه السلام قال: أتت فاطمة أبا بكر تريد فدك، قال: هاتى اسود أو أحمر يشهد بذلك، قال: فاتت بام أيمن، فقال لها: بم تشهدين ؟ قالت: أشهد ان جبرئيل أتى محمدا فقال: ان الله يقول: (فلت ذا القربى حقه) فلم يدر محمد صلى الله عليه واله من هم ؟ فقال: يا جبرئيل سل ربك من هم ؟ فقال: فاطمة ذو القربى فأعطاها فدكا: فزعموا أن عمر محى الصحيفة وقد كان كتبها أبو بكر (5). 50 – عن عطية العوفى قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه واله خيبر، وأفاء الله عليه فدك وانزل عليه (وآت ذا القربى حقه) قال: يا فاطمة لك فدك (6). 51 – عن عبد الرحمن بن صالح كتب المأمون إلى عبيد الله بن موسى العبسى (7) يسئله عن قصة الفدك فكتب إليه عبيد الله بن موسى بهذا الحديث. رواه عن


(1) البرهان ج 2: 414. (2) البرهان ج 2: 415. الصافى ج 1: 965. (3 – 6) البرهان ج 2: 415. البحار ج 8: 93. (7) من علماء الشيعة ومحدثيهم في القرن الثالث من الهجرة النبوية. (*)

[ 288 ]

الفضل بن مرزوق عن عطية فرد المأمون فدك على ولد فاطمة صلوات الله عليها (1). 52 عن أبى الطفيل عن على عليه السلام قال: قال يوم الشورى: أفيكم احد تم نوره من السماء حين قال (وآت ذالقربى حقه والمسكين) ؟ قالوا: لا (2) 53 – عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله (ولا تبذر تبذيرا) قال: من أنفق شيئا في غير طاعة الله فهو مبذر، ومن انفق ؟ ؟ الخير فهو مقتصد (3). 54 – عن ابي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام في قوله: (ولا تبذر تبذيرا) قال: بذل الرجل ماله ويقعده ليس له مال قال: فيكون تبذير في حلال ؟ قال: نعم (4). 55 – عن على بن جذاعة قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام [ في قوله لا تبذر تبذيرا ] يقول: اتق الله ولا تسرف ولا تقتر وكن بين ذلك قواما، ان التبذير من الاسراف، وقال الله: (لا تبذر تبذيرا) ان الله لا يعذب على القصد (5). 56 – عن جميل عن اسحق بن عمار عن عامر بن جذاعة قال: دخل على ابى عبد الله عليه السلام رجل فقال: يا با عبد الله قرضا إلى ميسرة ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: إلى غلة تدرك ؟ فقال: لا وا لله، فقال: إلى تجارة تؤدى ؟ فقال: لا والله، قال: فالى عقدة تباع ؟ فقال: لا والله، فقال: أنت إذا ممن جعل الله له في اموالنا حقا، فدعا أبو عبد الله عليه السلام بكيس فيه دارهم، فأدخل يده فناوله قبضة، ثم قال: اتق الله ولا تسرف ولا تقتر وكن بين ذلك قواما، ان التبذير من الاسراف قال الله: (ولا تبذر تبذيرا) وقال: ان الله لا يعذب على القصد (6). 57 – عن جميل عن اسحق بن عمار في قوله: (ولا تبذر تبذيرا) قال: لا تبذر في ولاية على عليه السلام (7). 58 – عن بشر بن مروان قال: دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام فدعا برطب فأقبل


(21) البرهان ج 2: 416. البحار ج 8: 93. (3 – 6) البرهان ج 2: 416. البحار ج 15 (ج 4): 200. الصافى ج 1: 966 (7) البرهان ج 2: 416. الصافى ج 1: 966. (*)

[ 289 ]

بعضهم يرمى بالنوى، قال: فأمسك أبو عبد الله يده، فقال: لا تفعل ان هذا من التبذير وان الله لا يحب الفساد (1). 59 – عن عجلان قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام فجاءه سائل فقام إلى مكتل (2) فيه تمر فملاء يده ثم ناوله، ثم جاء آخر فسأله فقال وأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقال: رزقنا الله واياك، ثم قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان لا يسئله أحد من الدنيا شيئا الا أعطاه ؟ قال: فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقالت: انطلق إليه فاسأله فان قال: ليس عندنا شئ، فقل: اعطني قميصك، فأتاه الغلام فسأله فقال النبي صلى الله عليه وآله ليس عندنا شئ، فقال: فاعطني قميصك، فأخذ قميصه فرمى به إليه فأدبه الله على القصد، فقال: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) (3). 60 – عن ابن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) قال: فضم يده وقال: هكذا، فقال: (ولا تبسطها كل البسط) وبسط راحته وقال هكذا (5). 61 – عن محمد بن يزيد عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) قال: الاحسار الاقتار (5). 62 – عن اسحق بن عمار عن أبى ابراهيم قال: لا يملق حاج أبدا قلت: وما الاملاق ؟ قال: قول الله (ولا تقتلوا أولادكم خشية املاق). (6) 63 – عن اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الحاج لا يملق أبدا،


(1) البرهان ج 2: 416. البحار ج 15 (ج 4): 201. (2) المكتل – كمنبر: – الزنبيل الكبير. (3 – 5) البرهان ج 2: 417. البحار ج 20: 44. الصافى ج 1: 967. (6) البرهان ج 2: 417. الوسائل ج 2 ابواب وجوب الحج باب 37. الصافى ج 1: 968. (*)

[ 290 ]

قال: قلت: وماالاملاق ؟ قال: الافلاس، ثم قال: (ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقهم واياكم). (1) 64 – عن المعلى بن خنيس عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: من قتل النفس التى حرم الله، فقد قتل الحسين في أهل بيته. (2) 65 – عن جابر بن عن أبى جعفر عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في الحسين عليه السلام (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل) قاتل الحسين (انه كان منصورا) قال الحسين عليه السلام. (3) 66 – عن ابى العباس عن أبى عبد الله عليه السلام قال إذا اجتمع العدة على قتل رجل حكم الوالى يقتل أيهم شاء وليس له أن يقتل بأكثر من واحد ان الله يقول: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لولية سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا) وإذا قتل واحدا ثلثة خير الوالى أي الثلاثة شاء أن يقتل، ويضمن الآخران ثلثى الدية لورثة المقتول. (4) 67 – عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا) قال: هو الحسين بن على عليه السلام قتل مظلوما ونحن اولياؤه، والقائم منا إذا قام منا طلب بثار الحسين، فيقتل حتى يقال قد أسرف في القتل، وقال: [ المسى ] (5) المقتول الحسين عليه السلام ووليه القائم، والاسراف في القتل ان يقتل غير قاتله انه كان منصورا، فانه لا يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله صلى الله عليه وآله، يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. (6)


(1) البرهان ج 2: 418. الوسائل ج 2 ابواب وجوب الحج باب 37. الصافى ج 1: 968. (2 – 3) البرهان ج 2: 418. البحار ج 10: 150. (4) البرهان ج 2: 418. البحار ج 24: 40. الصافى ج 1: 968. (5) كذا في نسخة الاصل وفى اخرى (الشئ) والكلمة غير موجودة في البحار، ولعلها من النساخ (6) البرهان ج 2: 419. البحار ج 10: 150. اثبات الهداة ج 7: 102 مختصرا. (*)

[ 291 ]

68 – عن أبى العباس قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجلين قتلا رجلا فقال: يخير وليه ان يقتل أيهما شاء، ويغرم الباقي نصف الدية أعنى دية المقتول، فيرد على ورثته، وكذلك ان قتل رجل امرأة ان قبلوا دية المرأة فذاك، وان أبى اوليائها الا قتل قاتلها غرموا نصف دية الرجل وقتلوه، وهو قول الله: (فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل) (1) 69 – عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله زعم ولد الحسن عليه السلام ان القائم منهم وانهم أصحاب الامر، ويزعم ولد ابن الحنفية مثل ذلك، فقال: رحم الله عمى الحسن عليه السلام لقد غمد الحسن عليه السلام أربعين الف سيف حين أصيب امير المؤمنين عليه السلام، واسلمها إلى معاوية ومحمد بن على سبعين ألف سيف قاتله، لو خطر عليهم خطر ما خرجوا منها حتى يموتوا جميعا، وخرج الحسين صلوات الله عليه فعرض نفسه على الله في سبعين رجلا من أحق بدمه منا، نحن و الله أصحاب الامر، وفينا القائم، ومنا السفاح والمنصور، وقد قال الله: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) نحن اولياء الحسين بن على عليهما السلام وعلى دينه. (2) 70 – عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام ان نجدة الحروري (3) كتب إلى ابن عباس سأله عن اشياء عن اليتيم متى ينقطع يتمه ؟ فكتب إليه ابن عباس: اما اليتيم فانقطاع يتمه إذا بلغ أشده وهو الاحتلام (4) 71 – وفى روايه اخرى عن عبد الله بن سنان عنه قال: سأله أبى وأنا حاضر: اليتيم متى يجوز أمره فقال: حين يبلغ أشده، قلت: وما اشده ؟ قال: الاحتلام، قلت:


(1) البرهان ج 2: 419. البحار ج 24: 40. الوسائل ج 3: ابواب القصاص باب 31. (2) البرهان ج 2: 419. البحار ج 8: 152. (3) هو نجدة بن عامر من الخوارج. والحرورية: طائفة منهم. (4) البرهان ج 2: 419. البحار ج 23: 40 و 15 (ج 4): 121. (*)

[ 292 ]

قد يكون الغلام ابن ثمانى عشرة سنة لا يحتلم أو أقل أو أكثر ؟ قال: إذا بلغ ثلث عشرة سنة كتب له الحسن وكتب عليه السئ وجاز أمره الا أن يكون سفيها أو ضعيفا (1) 72 – عن أبى بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا بلغ العبد ثلثا وثلثين سنة فقد بلغ أشده وإذا بلغ أربعين سنة فقد انتهى منتهاه وإذا بلغ احدى واربعين فهو في النقصان وينبغى لصاحب الخمسين أن يكون كمن هو في النزع (2). 73 – عن عبد الله بن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: إذا بلغ اشده الاحتلام ثلث عشرة سنة (3). 74 – عن الحسن قال: كنت اطيل القعود في المخرج لاسمع غناء بعض الجيران قال: فدخلت على ابى عبد الله فقال لى يا حسن: (ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا) السمع وما وعى، والبصر وما رأى، والفؤاد وما عقد عليه (4). 75 – عن الحسين بن هارون عن ابى عبد الله في قول الله: (ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا) قال: يسئل السمع عما يسمع والبصر عما يطرف (5) والفؤاد عما يعقد عليه (6). 76 – عن ابى جعفر قال: كنت عند ابى عبد الله عليه السلام فقال له رجل: بابى انت و امى انى ادخل كنيفا لى ولى جيران وعندهم جواري يتغنين ويضربن بالعود، فربما اطلب الجلوس استماعا منى لهن فقال: لا تفعل، فقال الرجل: والله ما آتيتهن (7) انما هو سماع اسمعه بأذنى فقال له: اما سمعت الله يقول: ان السمع


(1) البرهان ج 2: 419. البحار ج 23: 40. (2 – 3) البرهان ج 2: 429. (4) البرهان ج 2: 421. الصافى ج 1: 969. (5) طرفت عينه، تحركت بالنظر. (6) البرهان ج 2: 421. الصافى ج 1: 969. (7) وفى البحار هكذا (والله ما هو شئ أتيته برجلي اه). (*)

[ 293 ]

والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا) قال: بلى والله فكأني لم أسمع هذه الاية قط من كتاب الله من عجمى ولا من عربي، لا جرم انى لا أعود ان شاء الله وانى استغفر الله فقال له: قال فاغتسل وصل ما بدالك، فانك كنت مقيما على أمر عظيم ما كان اسوء حالك لو مت على ذلك، احمد الله واسئله التوبة من كل ما يكره، فانه لا يكره الا كل القبيح، والقبيح دعه لاهله فان لكل اهلا (1) 77 – عن أبى عمرو الزبيري عن ابى عبد الله صلوات الله عليه قال: ان الله تبارك و – تعالى فرض الايمان على جوارح بنى آدم، وقسمه عليها، فليس من جوارحه جارحة الا وقد وكلت به من الايمان بغير ما وكلت به اختها، ومنها عيناه اللتان ينظر بهما و رجلاه اللتان يمشى، ففرض على العين ان لا تنظر إلى ما حرم الله عليه وان تغض عما نهاه الله عنه مما لا يحل له، وهو عمله وهو من الايمان قال الله تبارك وتعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا) فهذا ما فرض الله من غض البصر عما حرم الله وهو عملها وهو من الايمان، وفرض الله على الرجلين ان لا يمشى بهما الي شئ من معاصي الله وفرض عليهما المشى فيما فرض الله فقال: (ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا) و قال: (واقصد في شيك واغضض من صوتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير) (2) 78 – عن على بن ابى حمزة عن ابى جعفر عيه السلام (ولقد صرفنا في ذا القرآن ليذكروا) يعنى ولقد ذكرنا عليا في القرآن وهو الذكر فما زادهم الا نفورا (3) 79 – عن ابى الصباح عن أبى عبد الله قال: قلت له: قول الله (وان من شئ الا يسبح بحمده) قال: كل شئ يسبح بحمده وانا لنرى ان ينقض الجدر هو


(1) البرهان ج 2: 421. البحار ج 3: 101. (2) البرهان ج 2: 421. البحار ج 21: 117. (3) البرهان ج 2: 422 وفيه زيادة ليست في ساير النسخ وها هي: (وقال: قوله: وما يزيدهم الانفورا، قال: قال: إذا سمعوا القرآن ينفرون عنه ويكذبونه) انتهى. (*)

[ 294 ]

تسبيحها (1). 80 – وفى رواية الحسين بن سعيد عنه: (وما من شئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) قال: كل شئ يسبح بحمده، وقال: انا لنرى ان ينقض الجدار وهو تسبيحها (2) 81 – عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله (وان من شئ الا يسبح بحمده) فقال: ما ترى ان تنقض الحيطان (3) تسبيحها (4). 82 – عن الحسن [ عن ] النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهم السلام قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن أن توسم البهائم في وجوهها، وأن يضرب وجوهها فانها تسبح بحمد ربها (5). 83 – عن اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما من طير يصاد في بر ولا بحر، ولا شئ يصاد من الوحش الا بتضييعه التسبيح (6) 84 – عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام انه دخل عليه رجل فقال له: فداك أبى وامى انى أجد الله يقول في كتابه (وان من شئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) فقال له: هو كمال فقال له: أتسبح الشجرة اليابسة ؟ فقال: نعم، أما سمعت خشب البيت كيف ينقض ؟ وذلك تسبيحه فسبحان الله على كل حال (7).


(21) البرهان ج 2: 422. الصافى ج 1: 971. البحار ج 14: 329. (3) وفى البحار (انا نرى ان تنقض الحيطان). (4) البحار ج 14: 329. (5 – 7) البرهان ج 2: 422 – 423. البحار ج 14: 705 و 657 و 339. وقال الفيض رحمه الله بعد نقل جملة من الاحاديث عن الكتاب وغيره ما لفظه: اقول: وذلك لان نقصانات الخلايق دلائل كمالات الخالق، وكثراتها و اختلافاتها شواهد وحدانيته، وانتقاء الشريك عنه والضد والند، كما قال امير المؤمنين عليه السلام بتشعيره المشاعر عرف ان لا مشعر له، وبتجهيره الجواهر عرف ان لا جوهر له وبمضادته (*)

[ 295 ]

85 – عن زيد بن على قال: دخلت على أبى جعفر عليه السلام فذكر بسم الله الرحمن الرحيم فقال: تدرى ما نزل في بسم الله الرحمن الرحيم ؟ فقلت: لا فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان أحسن الناس صوتا بالقرآن، وكان يصلي بفناء الكعبة فرفع صوته، وكان عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وابو جهل بن هشام وجماعة منهم يستمعون قرائته، قال: وكان يكثر قرائة بسم الله الرحمن الرحيم فيرفع بها صوته، قال: فيقولون: ان محمدا ليردد اسم ربه تردادا انه ليحبه، فيأمرون من يقوم فيستمع عليه، ويقولون: إذا جاز بسم الله الرحمن الرحيم فأعلمنا حتى نقوم فنستمع قرائته فأنزل الله في ذلك (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده) بسم الله الرحمن الرحيم (ولوا على أدبارهم نفورا) (1). 86 – عن زرارة عن احدهما قال: في بسم الله الرحمن الرحيم قال: هو أحق ما جهر به فأجهر به وهى الآية التى قال الله (وإذا ذكرت ربك في لقرآن وحده) بسم الله الرحمن الرحيم (ولوا على أدبارهم نفورا) كان المشركون يستمعون إلى قراءة النبي عليه وآله السلام، فإذا قرأ بسم الله الرحمن الرحيم نفروا وذهبوا، فإذا فرغ منه عادوا وتسمعوا (2). 87 – عن منصور بن حازم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى بالناس جهر ببسم الله الرحمن الرحيم فيخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف فإذا جازها في السورة عادوا إلى مواضعهم، وقال بعضهم لبعض: انه ليردد اسم ربه تردادا انه ليحب ربه فأنزل الله (وإذا ذكرت ربك في القران وحده ولوا على أدبارهم نفورا). (3)


بين الاشياء عرف ان لا ضد له وبمقارنته بين الاشياء عرف ان لا قرين له – الحديث – فهذا تسبيح فطرى واقتضاء ذاتي نشأ عن تجل تجلى لهم فأحبوه، وابتعثوا إلى الثناء عليه من غير تكليف، وهى العبادة الذاتية التى أقامهم الله فيها بحكم الاستحقاق الذى يستحقه جل جلاله، انتهى. (1 – 3) البرهان ج 2: 243. البحار ج 18 (ج 2): 349. الصافى ج 1 972. (*)

[ 296 ]

88 – عن ابى حمزة الثمالى قال: قال لى أبو جعفر عليه السلام: يا ثمالى ان الشيطان ليأتي قرين الامام فيسأله هل ذكر ربه ؟ فان قال: نعم اكتسع (1) فذهب وان قال: لاركب على كتفيه، وكان امام القوم حتى ينصرفوا، قال: قلت: جعلت فداك وما معنى قوله ذكر ربه ؟ قال: الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. (2) 89 – عن الحلبي عن ابى عبد الله عليه السلام قال: جاء ابى بن خلف (3) فأخذ عظما باليا من حائط ففته (4) ثم قال: يا محمد (إذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا


(1) اكتسع الخيل باذنابها: ادخلها بين رجليه. واللفظ كناية. (2) البرهان ج 2: 423. البحار ج 18 [ ج 2 ]: 349. (3) من مشركي مكة واعداء رسول الله صلى الله عليه واله وهو الذى قال لرسول الله صلى الله عليه واله يوما بمكة ان عندي فرس اعلفه كل يوم فرقا [ مكيال ] من ذرة اقتلك عليه فقال رسول الله صلى الله عليه واله بل أنا اقتلك ان شاء الله، فكان من قصته انه خرج إلى المدينة مع من خرج لحرب رسول الله في وقعة احد، فلما ان هزم المسلمون وبقى مع رسول الله صلى الله عليه واله نزر قليل ادركه ابن ابى خلف وهو يقول: اين محمد لا نجوت ان نجوت فقال القوم: يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا ؟ قال: دعوه فلما دنا تناول رسول الله صلى الله عليه واله الحربة من رجل من اصحابه – وهو الحارث بن صمة – ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تحرك منها عن فرسه مرارا – فرجع أبى إلى قريش وهو يخور كما يخور الثور وقد خدشه في عنقه خدشا غير كبير، فاحتقن الدم وقال قتلني والله محمد ! قالوا: ذهب والله فؤادك، والله ما بك بأس ! قال: لو كان الطعنة بربيعة ومضر لقتلهم. اليس انه قد كان بمكة قالى لى: انا اقتلك، فوالله لو بصق على بعد تلك المقالة لقتلني، فلم يلبث الا يوما أو بعض يوم حتى مات. وقيل: مات بسرف وهو موضع على ستة اميال من مكة – وفى ذلك يقول حسان شاعر النبي صلى الله عليه واله: لقد ورث الضلالة عن أبيه * أبى حين بارزه الرسول أتيت إليه تحمل منه عضوا * وتوعده وأنت به جهول وفى نسخة [ اجئت محمدا عظما رميما * لتكذبه وأنت به جهول ] وقد نالت بنو النجار منكم * امية إذ يغوث يا عقيل (الابيات). راجع ديوانه ص 340 ط مصر. (4) فت الشئ: دقه وكسره بالاصابع. (*)

[ 297 ]

فأنزل الله (من يحيى العظام وهى رميم * قل يحييها الذى انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم). (1) 90 – عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام (وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيمة أو معذبوها عذابا شديدا) قال: اما امة محمد من الامم فمن مات فقد هلك. (2) 91 – عن ابن سنان عن ابى عبد الله عليه السلام في قول الله: (وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيمة) قال: هو الفناء بالموت أو غيره. (3) 92 – وفى رواية اخرى عنه (وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيمة) قال: بالقتل والموت أو غيره. (4) 93 – عن حريز عمن سمع عن أبى جعفر عليه السلام (وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة) لهم ليعمهوا فيها (والشجرة الملعونة في القرآن) يعنى بنى امية. (5) 94 – عن على بن سعيد قال: كنت بمكة فقدم علينا معروف بن خربوذ، فقال لى أبو عبد الله: ان عليا عليه السلام قال لعمر: يا باحفص ألا أخبرك بما نزل في بنى امية ؟ قال: بلى، قال: فانه نزل فيهم (والشجرة الملعونة في القرآن) قال: فغضب عمر وقال: كذبت بنو امية خير منك وأوصل للرحم. (6) 95 – عن الحلبي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم قالوا: سألناه عن قوله (وما جعلنا الرؤيا التى أريناك) قال: ان رسول الله ارى ان رجالا على المنابر يردون الناس ضلالا: رزيق وزفر (7) وقوله (والشجرة الملعونة في القرآن) قال:


(1) البرهان ج 2: 424. الصافى ج 1: 973. (2 – 3) البرهان ج 2: 424. الصافى ج 1: 975. (4 – 6) البرهان ج 2: 424 – 425. البحار ج 8: 380. الصافى ج 1: 975. (7) كناية عن الاول والثانى وقد مر ايضا. (*)

[ 298 ]

هم بنو امية. (1) 96 وفى رواية اخرى عنه ان رسول الله قد رأى رجالا من نار على منابر من نار يردون الناس على أعقابهم القهقرى، ولسنا نسمى احدا. (2) 97 – وفى رواية سلام الجعفي عنه انه قال: انا لا نسمى الرجال بأسمائهم، ولكن رسول الله رأى قوما على منبره يضلون الناس بعده على الصراط القهقرى. (3) 98 – عن القاسم بن سليمان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه واله يوما حاسرا حزينا، فقيل له: ما لك يا رسول الله ؟ فقال: انى رأيت الليلة صبيان بنى امية يرقون على منبرى هذا، فقلت: يا رب معى ؟ فقال: لا ولكن بعدك. (4) 99 – عن ابى الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا يقول وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله (والشجرة الملعونة في القرآن) فقال: الافجران من قريش ومن بنى امية. (5) 100 – عن عبد الرحيم القصير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (وما جعلنا الرؤيا التى أريناك) قال: أرى رجالا من بنى تيم وعدى على المنابر يردون الناس عن الصراط القهقرى، قلت: (والشجرة الملعونة في القرآن) قال: هم بنو امية يقول الله (ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا) (6) 101 – عن يونس بن عبد الرحمن الاشل قال: سألته عن قول الله: (وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس) الآية فقال: ان رسول الله صلى الله عليه واله نام فراى ان بنى امية يصعدون المنابر فكلما صعد منهم رجل رأى رسول الله الذلة والمسكنة فاستيقظ جزوعا من ذلك، وكان الذين رآهم اثنا عشر رجلا من بنى امية، فأتاه جبرئيل بهذه الآية، ثم قال جبرئيل: ان بنى امية لا يملكون شيئا الا ملك أهل البيت ضعفيه (7)


(1 – 7) البرهان ج 2: 425. البحار ج 8: 380 – 381. الصافى ج 1: 975. (*)

[ 299 ]

102 – عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن شرك الشيطان قوله: (وشاركهم في الاموال والاولاد) قال: ما كان من مال حرام فهو شريك الشيطان، قال ويكون مع الرجل حتى يجامع فيكون من نطفته ونطفة الرجل إذا كان حراما. (1) 103 – عن زرارة قال كان يوسف أبو الحجاج صديقا لعلى بن الحسين صلوات الله عليه وانه دخل على امراته فأراد أن يضمها اعني ام الحجاج قال: فقالت له: أليس انما عهدك بذاك الساعة ؟ قال فأتى على بن الحسين فأخبره فأمره أن يمسك عنها فأمسك عنها فولدت بالحجاج وهو ابن شيطان ذى الردهة (2) 104 – عن عبد الملك بن أعين قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إذا زنى الرجل ادخل الشيطان ذكره ثم عملا جميعا، ثم يختلط النطفتان، فيخلق الله منهما فيكون شركة الشيطان (3). 105 – عن سليم بن قيس الهلالي عن امير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله حرم الجنة على كل فاحش بذى (4) قليل الحياء لا يبالى ما قال ولا ما قيل له، فانك ان فتشته لم تجده الا لغية (5) أو شرك شيطان قيل: يا رسول الله وفي الناس شرك الشيطان ؟ فقال: أو ما تقرأ قول الله (وشاركهم في الاموال و الاولاد) (6).


(1) البرهان ج 2: 426. الصافى ج 1: 979. (2) البرهان ج 2: 426. الصافى ج 1: 979. البحار ج 8: 381 وقال الجزرى: في حديث على انه ذكر ذا الثدية (هو رئيس الخوارج) فقال: شيطان الردهة اه الردهة: النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء وقيل: الردهة: قلة الرابية. (3) البرهان ج 2: 427. الصافى ج 1: 979. (4) البذى – بتشديد الياء -: الفحاش. (5) أي زنية. (6) البرهان ج 2: 427. الصافى ج 1: 978. (*)

[ 300 ]

106 – عن يونس عن أبى الربيع الشامي (1) قال: كنت عنده ليلة فذكر شرك الشيطان فعظمه حتى أفزعني، فقلت: جعلت فداك فما المخرج منها وما نصنع ؟ قال: إذا أردت المجامعة فقل بسم الله الرحمن الرحيم الذى لا اله الا هو بديع السموات والارض اللهم ان قصدت تصب منى في هذه الليلة خليفة (2) فلا تجعل للشيطان فيه نصيبا ولا شركا ولا حظا واجعله عبدا صالحا [ خالصا مخلصا ] مصفيا وذريته جل ثناؤك (3). 107 – عن سليمان بن خالد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما قول الله (شاركهم في الاموال والاولاد) قال: فقال قل في ذلك قولا أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم (5). 108 – عن العلا بن رزين عن محمد عن أحدهما قال: شرك الشيطان ما كان من مال حرام فهو من شركة الشيطان ويكون مع الرجل حين يجامع، فيكون نطفته مع نطفته إذا كان حراما قال: كلتيهما جميعا مختلطين (يختلطان خ) وقال: ربما خلق من واحدة، وربما خلق منهما جميعا (5). 109 – صفوان الجمال قال: كنت عند أبى عبد الله عليه السلام فاستأذن عيسى بن منصور عليه، فقال له: مالك ولفلان يا عيسى اما انه ما يحبك، فقال بأبى وامى يقول قولنا وهو يتولى من نتولى فقال: ان فيه نخوة ابليس، فقال: بأبى وامى أليس يقول ابليس (خلقتني من نار وخلقته من طين) فقال أبو عبد الله عليه السلام: وقد يقول الله (وشاركهم في الاموال والاولاد) فالشيطان يباضع ابن آدم هكذا وقرن بين اصبعيه (6).


(1) هو خالد – أو خليد (مصغرا) -: بن أوفى العنزي الشامي عده الشيخ رحمه الله في رجاله من اصحاب الباقر عليه السلام وعليه فالضمير في قوله (عنده) يرجع إليه صلوات الله عليه. (2) وفى نسخة البرهان هكذا (اللهم ان قضيت شيئا خلقته في هذه اه) وفى البحار (ولدا) بدل (خليفة). (3 – 6) البرهان ج 2: 427. البحار ج 23: 69. (*)

[ 301 ]

110 – عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول كان الحجاج ابن شيطان يباضع ذى الردهة، ثم قال: ان يوسف دخل على ام الحجاج فأراد أن يصيبها، فقالت: أليس انما عهدك بذلك الساعة ؟ فأمسك عنها فولدت الحجاج (1). 111 – عن جعفر بن محمد الخزاعى عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يذكر في حديث غدير خم انه لما قال النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام ما قال، وأقامه للناس صرخ ابليس صرخة فاجتمعت له العفاريت، فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة فقال: ويلكم يومكم كيوم عيسى، والله لاضلن فيه الخلق قال: فنزل القرآن (ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين) فقال: صرخ ابليس صرخة فرجعت إليه العفاريت فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الاخرى ؟ فقال: ويحكم حكى الله والله كلامي قرآنا وأنزل عليه (ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين) ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال: وعزتك وجلالك لالحقن الفريق بالجميع، قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله بسم الله الرحمن الرحيم (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) قال: صرخ ابليس صرخة، فرجعت إليه العفاريت فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة ؟ قال: والله من أصحاب على ولكن وعزتك وجلالك يا رب لازينن لهم المعاصي حتى أبغضهم اليك، قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: والذى بعث بالحق محمدا للعفاريت والابالسة على المؤمن اكثر من الزنابير على اللحم والمؤمن أشد من الجبل والجبل قد نواليه بالفأس فتنحت منه (2) والمؤمن لا يستقل عن دينه (3). 112 – عن عبد الرحمن بن سالم في قول الله: (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا) قال: نزلت في على بن أبيطالب عليه السلام، ونحن نرجو أن يجرى


(1) البرهان ج 2: 427. البحار ج 8: 381. (2) الفأس – كفلس -: آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب وغيره ويقال له بالفارسية (تبر). ونحت منه: اتخذ ونحت الجبل: حفره. (3) البرهان ج 2: 427. البحار ج 14: 628. (*)

[ 302 ]

لمن أحب الله من عباده المسلمين (1). 113 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله تعالى (وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) قال: خلق كل شئ منكبا غير الانسان خلق منتصبا (2). 114 – عن الفضيل قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله (يوم ندعو كل اناس بامامهم) قال: يجئ رسول الله صلى الله عليه وآله في قومه وعلى في قومه، والحسن في قومه، والحسين عليه السلام في قومه، وكل من مات بين ظهرانى امام جاء معه (3). 115 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام انه إذا كان يوم القيمة يدعى كل بامامه الذى مات في عصره، فان أثبته اعطى كتابه بيمينه، لقوله (يوم ندعو كل اناس بامامهم فمن أوتى كتابه بيمينه فاولئك يقرؤن كتابهم) واليمين اثبات الامام لانه كتاب يقرئه ان الله يقول: (فمن اوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه انى ظننت انى ملاق حسابيه) إلى آخر الاية، والكتاب الامام، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال (فنبذوه وراء ظهورهم) ومن انكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله: (ما اصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم) إلى آخر الآية (4). 116 – عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال سألته عن قوله: (يوم ندعو كل اناس


(1) البحار ج 14: 628. البرهان ج 2: 427. الصافى ج 1: 979. (2 – 3) البرهان ج 2: 430. البحار ج 14: 292. الصافى ج 1: 981 وقوله بين ظهرانى اه أي بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد إليهم، وزيدت فيه الف ونون مفتحوحة تأكيدا ومعناه ظهرا منهم قدامهم، وظهرا ورائهم فهم مكتوفون من جوانبهم. (4) البرهان ج 2: 430. الصافى ج 1: 981. البحار ج 14: 292 وقال المجلسي رحمه الله في بيان الحديث: على هذا التأويل من بطن الاية يكون المراد بالكتاب الامام لاشتماله على علم ما كان وما يكون، وايتائه في الدنيا الهداية إلى ولايته، وفى الاخرة الحشر معه وجعله من اتباعه، والمراد باليمين البيعة فانها تكون باليمين، أي من أوتى امامه في الاخرة بسبب بيعته له في الدنيا. (*)

[ 303 ]

بامامهم) قال: من كان يأتمون به في الدنيا ويؤتى بالشمس والقمر، ويقذفان في جهنم ومن يعبدهما (1). 117 – عن جعفر بن احمد عن الفضل بن شاذان انه وجد مكتوبا بخط أبيه مثله (2). 118 – عن أبى بصير قال: سألت أبا عبد الله عن قول أمير المؤمنين عليه السلام الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما كان، فطوبى للغرباء، فقال: يا با محمد (3) يستأنف الداعي منا دعاءا جديدا كما دعى إليه رسول الله صلى الله عليه وآله، فأخذت بفخذه فقلت: اشهد انك امامى، فقال: اما انه يستدعى كل اناس بامامهم، أصحاب الشمس بالشمس، وأصحاب القمر بالقمر، وأصحاب النار بالنار، واصحاب الحجارة بالحجارة (4). 119 – عن عمار الساباطى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: لا تترك الارض بغير امام يحل حلال الله ويحرم حرامه وهو قول الله: (يوم ندعو كل اناس بامامهم) ثم قال: قال رسول الله صلى الله وآله: من مات بغير امام مات ميتة جاهلية فمدوا أعناقهم وفتحوا أعينهم فقال أبو عبد الله عليه السلام: ليست الجاهلية الجهلاء، فلما اخرجنا من عنده فقال لنا سليمان: هو والله الجاهلية الجهلاء، ولكن لما رأكم مددتم أعناقكم وفتحتم أعينكم قال لكم كذلك (5). 120 – عن بشير الدهان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: انتم والله على دين الله ثم تلا (يوم ندعو كل اناس بامامهم) ثم قال: على امامنا ورسول الله صلى الله عليه وآله امامنا كم من امام يجئ يوم القيمة يلعن أصحابه ويلعنونه ونحن ذرية محمد وامنا فاطمة صلوات الله


(1 – 2) البرهان ج 2: 430. البحار ج 3: 292. (3) كنية اخرى لابي بصير. (4) البرهان ج 2: 430. البحار ج 3: 292. الصافى ج 1: 981. (5) البرهان ج 2: 430. البحار ج 3: 292. ونقله المحدث الحر العاملي رحمه الله في كتاب اثبات الهداة ج 1: 265 عن الكتاب مختصرا ايضا. (*)

[ 304 ]

عليهم (1). 121 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام لما نزلت هذه الآية (يوم ندعو كل اناس بامامهم) قال المسلمون يا رسول الله ألست امام المسلمين أجمعين ؟ قال: فقال: انا رسول الله إلى الناس أجمعين، ولكن سيكون بعدى ائمة على الناس من الله من أهل بيتى، يقومون في الناس فيكذبون ويظلمون، الا فمن تولاهم فهو منى ومعى وسيلقانى، الا ومن ظلمهم أو اعان على ظلمهم وكذبهم فليس منى ولا معى، وانا منه برئ. وزاد في رواية اخرى مثله يؤخر: ويظلمهم ائمة الكفر والضلال واشياعهم (2). 122 – عن عبد الاعلى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: السمع والطاعة أبواب الجنة، السامع المطيع لا حجة عليه، وامام المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى الله لقول الله (يوم ندعو كل اناس بامامهم). (3) 123 – عن بشير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: انه كان يقول: ما بين احدكم وبين ان يغتبط الا ان تبلغ نفسه ها هنا – وأشار باصبعه إلى حنجرته – قال: ثم تأول بآيات من الكتاب فقال: (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) (ومن يطع الرسول فقد أطاع الله) (ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) قال: ثم قال: (يوم ندعو كل اناس بامامهم) فرسول الله امامكم وكم من امام يوم القيمة يجئ يلعن أصحابه ويلعنونه (4). 124 – عن محمد عن أحدهما انه سئل عن قوله (يوم ندعو كل اناس بامامهم) فقال: ما كانوا يأتمون به في الدنيا، ويؤتى بالشمس والقمر فتقذفان في جهنم، ومن كان يعبدهما (5). 125 – عن اسمعيل بن همام قال: قال الرضا عليه السلام (6) في قول الله: (يوم


(1 – 5) البرهان ج 2: 430 – 431. البحار ج 3: 293. (6) وفى البرهان (عن اسمعيل بن همام عن أبي عبد الله (عليه السلام اه) لكن الظاهر ما اخترناه لان اسمعيل بن همام من اصحاب الرضا عليه السلام ولا يروى عن أبى عبد الله عليه السلام بلا واسطة. (*)

[ 305 ]

ندعو كل اناس بامامهم) فقال: إذا كان يوم القيمة قال الله اليس عدل من ربكم ان تولوا كل قوم من تولوا ؟ قالوا: بلى، قال: فيقول تميزوا فيتميزون (1) 126 – عن محمد بن حمران عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان كنتم تريدون ان تكونوا معنا يوم القيمة لا يلعن بعض بعضا (2) فاتقوا الله واطيعوا، فان الله يقول: (يوم ندعو كل اناس بامامهم) (3) 127 – عن أبى بصير قال سألته عن قول الله (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى واضل سبيلا) فقال: ذاك الذى يسوف الحج يعنى حجة السلام يقول العام أحج، العام أحج، حتى يجيئه الموت (4) 128 – عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام مثل ذلك (5) 129 – عن أبى الطفيل عامر بن واثلة عن أبى جعفر عليه السلام قال: جاء رجل إلى أبى فقال: ابن عباس يزعم انه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت وفيمن نزلت، قال ابى: فسله فيمن نزلت ؟ (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى واضل سبيلا) وفيمن نزلت: (6) (ولا ينفعكم نصحي ان أردت ان أنصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم) وفيمن نزلت: (يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) فأتاه الرجل فغضب فقال: وددت ان الذى امرك بهذا واجهنى به فأسائله، ولكن سله مم العرش وفيم خلق وكيف هو ؟ فانصرف الرجل إلى ابى، فقال: ما قيل له، فقال أبى: وهل أجابك في الآيات ؟ قال: لا، قال: لكنى أجيبك فيها بنور وعلم غير المدعى ولا المنتحل، اما الاوليان فنزلتا في ابيه، واما الاخرى فنزلت في ابيه وفينا، ولم يكن الرباط الذى أمرنا به فعل (بعد خ) وسيكون من نسلنا


(1) البرهان ج 2: 431. البحار ج 3: 293. (2) وفى البحار (بعضكم بعضا). (3) البرهان ج 2: 431. البحار ج 3: 293. (4 – 5) البحار ج 21: 3. البرهان ج 2: 433. الصافى ج 1: 982. (6) وفى البرهان (وفى أي يوم نزلت). (*)

[ 306 ]

المرابط، ومن نسله المرابط (1) 130 – عن كليب (2) عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سأله أبو بصير وانا أسمع: فقال له: رجل له مأة ألف، فقال: العام أحج، العام احج، فادركه الموت ولم يحج حج الاسلام ؟ فقال: يا با بصير أوما سمعت قول الله (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى واضل سبيلا) عمى عن فريضة من فرايض الله (3) 131 – عن على بن الحلبي عن أبى بصير عن احدهما في قول الله: (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى واضل سبيلا) فقال: الرجعة (4) 132 – عن ابى يعقوب (5) عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله (ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) قال: لما كان يوم الفتح اخرج رسول الله صلى الله عليه واله أصناما من المسجد وكان منها صنم على المروة وطلبت إليه قريش ان يتركه وكان مستحيافهم بتركه ثم أمر بكسره، فنزلت هذه الآية (6) 133 – عن عبد الله بن عثمان البجلى عن رجل ان النبي صلى الله عليه واله اجتمعا عنده وابنتيهما فتكلموا (7) في على وكان من النبي صلى الله عليه واله ان يلين لهما في بعض القول، فأنزل الله: (لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لاذقناك ضعف الحيوة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا) ثم لا تجد بعدك مثل على وليا (8) 134 – عن بعض اصحابنا عن احدهما قال: ان الله قضى الاختلاف على خلقه


(1) البرهان ج 2: 433. البحار ج 7: 173. (2) وفى بعض النسخ (المثنى) بدل (كليب). (3) البرهان ج 2: 433. البحار ج 21: 3. (4) البحار ج 13: 216. (5) وفى البحار (أبن ابى يعفور) مكان (أبى يعقوب). (6) البرهان ج 2: 434. البحار ج 6: 602. الصافى ج 1: 982. (7) وفى بعض النسخ هكذا (اجتمع عنده رؤساؤهم فتكلموا اه). (8) البرهان ج 2: 434. البحار ج 8: 220. (*)

[ 307 ]

وكان أمرا قد قضاه في علمه كما قضى على الامم من قبلكم، وهى السنن والامثال يجرى على الناس، فجرت علينا كما جرت على الذين من قبلنا، وقول الله حق، قال الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وآله: (سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا) وقال: (فهل ينظرون الا سنة الاولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا) وقال (فهل ينظرون الا مثل ايام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا انى معكم من المنتظرين) وقال: (لا تبديل لخلق الله). وقد قضى الله على موسى وهو مع قومه يريهم الآيات والنذر ثم مروا على قوم يعبدون اصناما (قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال انكم قوم تجهلون) فاستخلف موسى هارون فنصبوا عجلا جسدا له خوار فقالوا: هذا الهكم وآله موسى وتركوا هارون فقال (يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني واطيعوا أمرى قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى) فضرب لكم أمثالهم وبين لكم كيف صنع بهم. وقال: ان نبى الله صلى الله عليه وآله لم يقبض حتى أعلم الناس أمر على فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، وقال: انه منى بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبى بعدى، وكان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وآله في المواطن كلها، وكان معه في المسجد يدخله على كل حال، وكان اول الناس ايمانا، فلما قبض نبى الله صلى الله عليه وآله كان الذى كان لما قد قضى من الاختلاف وعمد عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول الله صلى الله عليه وآله بعد، فلما راى ذلك على عليه السلام ورأى الناس قد بايعوا أبا بكر خشى أن يفتتن الناس ففرغ إلى كتاب الله و أخذ يجمعه في مصحف فارسل أبو بكر إليه ان تعال فبايع فقال على: لا أخرج حتى اجمع القرآن، فارسل إليه مرة اخرى فقال: لا اخرج حتى أفرغ فارسل إليه الثالثة ابن عم له (1) يقال قنفذ، فقامت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله عليها تحول بينه وبين على عليه السلام


(1) كذا في المخطوطتين وفى البحار والبرهان (فارسل إليه الثالثة عمر رجلا يقال له اه). (*)

[ 308 ]

فضربها فانطلق قنفذ وليس معه على عليه السلام فخشى أن يجمع على الناس فأمر بحطب فجعل حوالى بيته ثم انطلق عمر بنار فاراد أن يحرق على علي بيته وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فلما راى على ذلك خرج فبايع كارها غير طائع (1) 135 – عن ابي العباس عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا) قال: هي سنة محمد، ومن كان قبله من الرسل وهو الاسلام (2). 136 – عن زرارة عن أبى جعفر (3) قال: سألته عما فرض الله من الصلوات قال: خمس صلوات في الليل والنهار، وقلت: سماهن الله وسمى في كتابه لنبيه قال: نعم – قال الله لنبيه صلى الله عليه وآله: (اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) و دلوكها زوالها فيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سماهن وبينهن ووقتهن، وغسق الليل انتصافه، وقال: (قرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا) هذه الخامسة (4) 137 – عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الآية (اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) قال: دلوك الشمس زوالها عند كبد السماء (5) (إلى غسق الليل) إلى انتصاف الليل فرض الله فيما بينهما اربع صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء (وقرآن الفجر) يعنى القراءة (ان قرآن الفجر كان مشهودا) قال: يجتمع في صلوة الغداة جزء من الليل والنهار من الملئكة، قال: وإذا زالت الشمس فقد دخل وقت الصلوتين ليس يعمل الا السبحة التى جرت بها السنة امامها، (وقرآن الفجر)


(1) البحار ج 8: 47. البرهان ج 2: 434. (2) البرهان ج 2: 437. (3) وفى البرهان (عن زرارة عن أبى عبد الله عليه السلام). (4) البرهان ج 2: 437 البحار ج 18: 41. الصافى ج 1: 984. (5) كبد كل شئ: وسطه، وعند كبد السماء أي إذا توسطت الشمس في السماء وهو وقت الزوال. (*)

[ 309 ]

قال: ركعتا الفجر، وضعهن رسول الله صلى الله عليه وآله ووقتهن للناس (1) 138 – عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: (اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) قال: زوالها غسق الليل إلى نصف الليل، ذلك أربع صلوات وضعهن رسول الله صلى الله عليه واله ووقتهن للناس، (وقرآن الفجر) صلوة الغداة (2) 139 – عن محمد الحلبي عن احدهما (وغسق الليل) نصفها بل زوالها، وقال: افرد الغداة وقال: (وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا) فركعتا الفجر تحضرهما الملئكة ملئكة الليل وملئكة النهار (3) 140 – عن سعيد الاعرج قال: دخلت على ابى عبد الله عليه السلام وهو مغضب وعنده نفر من اصحابنا وهو يقول: تصلون قبل ان تزول الشمس ؟ قال: وهم سكوت قال فقلت: أصلحك الله ما نصلى حتى يؤذن مؤذن مكة، قال: فلا بأس اما انه إذا أذن فقد زالت الشمس، ثم قال: ان الله يقول: (اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) فقد دخلت أربع صلوات فيما بين هذا الوقتين، وافرد صلوة الفجر قال: (وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا) فمن صلى قبل ان تزول الشمس فلا صلوة له (4) 141 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وابى عبد الله عليه السلام عن قوله (اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) قال: جمعت الصلوات كلهن، ودلوك الشمس زوالها، وغسق الليل انتصافه، وقال: انه ينادى مناد من السماء كل ليلة إذا انتصف الليل: من رقد عن صلوة العشاء إلى هذه الساعة فلا نامت عيناه، (وقرآن الفجر) قال: صلوة الصبح، واما قوله (كان مشهودا) قال: تحضر ملئكة الليل و ملئكة النهار (5). 142 – عن سعيد بن المسيب عن على بن الحسين عليه السلام قال: قلت له: متى فرضت الصلوة على المسلمين على ما هم اليوم عليه ؟ قال: بالمدينة حين ظهرت الدعوة وقوى الاسلام وكتب الله على المسلمين الجهاد، زاد في الصلوة رسول الله صلى الله عليه وآله سبع ركعات، في الظهر ركعتين، وفى العصر ركعتين، وفى المغرب ركعة، وفى العشاء


(1 – 5) البرهان ج 2: 437. البحار ج 18: 41 – 42. الصافى ج 1: 984. (*)

[ 310 ]

ركعتين، وأقر الفجر على ما فرضت عليه بمكة لتعجيل نزول الملئكة إلى الارض، وتعجيل عروج ملئكة الليل إلى السماء، فكان ملئكة الليل وملئكة النهار يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وآله الفجر، ولذلك قال الله: (وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا) يشهده المسلمون وتشهده ملئكة الليل وملئكة النهار (1). 143 – عن عبيد بن زرارة عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله (أقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) قال: ان الله افترض أربع صلوات أول وقتها من زوال الشمس إلى انتصاف الليل، منها صلوتان اول وقتها من عند زوال الشمس إلى غروبها، الا ان هذه قبل هذه، ومنها صلوتان أول وقتها من غروب الشمس إلى انتصاف الليل، الا ان هذه قبل هذه (2). 144 – عن أبى هاشم الخادم عن ابى الحسن الماضي عليه السلام قال: ما بين غروب الشمس إلى سقوط القرص غسق (3). 145 – عن خيثمة الجعفي قال: كنت عند جعفر بن محمد عليه السلام أنا ومفضل بن عمر ليلا ليس عنده أحد غيرنا، فقال له مفضل الجعفي: جعلت فداك حدثنا حديثا نسر به قال: نعم، إذا كان يوم القيمة حشر الله الخلايق في صعيد واحد (4) حفاة عراة غرلا (5) قال: فقلت: جعلت فداك ما الغرل ؟ قال: كما خلقوا اول مرة فيقفون حتى يلجمهم العرق (6) فيقولون: ليت الله يحكم بيننا ؟ ولو إلى النار يرون ان في النار


(1) البحار ج 18: 20. البرهان ج 2: 437. (2 – 3) البرهان ج 2: 438. البحار ج 18: 42 – 43. (4) قال الطريحي في الحديث يجمع الله الاولين والاخرين في صعيد واحد قيل هي ارض واسعة مستوية. (5) الغرل – بضم الغين – جمع اغرل: من لم يختن. (6) قال الجرزى: فيه: يبلغ العرق منهم ما يلجمهم أي يصل إلى افواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام يعنى في المحشر. (*)

[ 311 ]

راحة فيما هم فيه، ثم ياتون آدم فيقولون: أنت أبونا وانت نبى فسل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار فيقول آدم: لست بصاحبكم خلقني ربى بيده وحملنى على عرشه وأسجد لى ملئكة، ثم أمرنى فعصيته، ولكني ادلكم على ابني الصديق الذى مكث في قومه ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم كلما كذبوا أشتد تصديقه: نوح قال: فيأتون نوحا فيقولون: سل ربك حتى يحكم بيننا ولو إلى النار، قال: فيقول: لست بصاحبكم انى قلت: ان ابني من أهلى، ولكن ادلكم إلى من اتخذه الله خليلا في دار الدنيا ائتوا ابراهيم، قال: فيأتون ابراهيم فيقول: لست بصاحبكم انى قلت انى سقيم، ولكني ادلكم على من كلمه الله تكليما: موسى، قال فيأتون موسى فيقولون له، فيقول لست بصاحبكم انى قتلت نفسا ولكني ادلكم على من كان يخلق باذن الله ويبرئ الاكمه والابرص باذن الله: عيسى، فيأتونه فيقول: لست بصاحبكم ولكني ادلكم على من بشرتكم به في دار الدنيا: أحمد. ثم قال أبو عبد الله: ما من نبى من ولد آدم إلى محمد صلوات الله عليهم الا وهم تحت لواء محمد صلى الله عليه وآله قال: فيأتونه ثم قال فيقولون يا محمد سل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار، قال: فيقول: نعم أنا صاحبكم فيأتى دار الرحمن وهى عدن، وان بابها سعته بعد ما بين المشرق والمغرب، فيحرك حلقة من الحلق فيقال: من هذا ؟ – وهو أعلم به – فيقول: انا محمد، فيقال: افتحوا له قال: فيفتح له قال: فإذا نظرت إلى ربى (1) مجدته تمجيدا لم يمجده أحد كان قبلى ولا يمجده احد كان بعدى، ثم أخر ساجدا فيقول: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع قولك، واشفع تشفع، وسل تعط، قال: فإذا رفعت رأسي ونظرت إلى ربى مجدته تمجيدا أفضل من الاول ثم أخر ساجدا فيقول: ارفع رأسك وقل يسمع قولك، واشفغ تشفع، وسل تعط قال فإذا رفعت رأسي ونظرت إلى ربى مجدته تمجيدا أفضل من الاول والثاني ثم اخر ساجدا فيقول: ارفع رأسك، وقل يسمع قولك واشفع تشفع وسل تعط، فإذا رفعت رأسي وأقول رب احكم بين عبادك ولو إلى النار، فيقول: نعم يا محمد، قال:


(1) قال المجلسي رحمه الله أي إلى عرشه أو إلى كرامته أو إلى نور من انوار عظمته (*)

[ 312 ]

ثم يؤتى بناقة من ياقوت أحمر وزمامها زبرجد أخضر حتى اركبها ثم أتى المقام المحمود حتى اقضي عليه (1) وهو تل من مسك أذفر يحاذ بحيال العرش ثم يدعى ابراهيم فيحمل على مثلها، فيجئ حتى يقف عن يمين رسول الله صلى الله عليه وآله. ثم رفع رسول الله يده فضرب على كتف على بن أبى طالب ثم قال: ثم تؤتى والله بمثلها فتحمل عليها، ثم تجئ حتى تقف بينى وبين ابيك ابراهيم، ثم يخرج مناد من عند الرحمن فيقول: يا معشر الخلائق أليس العدل من ربكم أن يولى كل قوم ما كانوا يقولون في دار الدنيا ؟ فيقولون: بلى وأى شئ عدل غيره ؟ قال: فيقوم الشيطان الذى أضل فرقة من الناس حتى زعموا ان عيسى هو الله وابن الله، فيتبعونه إلى النار، ويقوم الشيطان الذى أضل فرقة من الناس حتى زعموا ان عزير بن الله حتى يتبعونه إلى النار، ويقوم كل شيطان أضل فرقة فيتبعونه إلى النار، حتى يبقى هذه الامة. ثم يخرج مناد من عند الله فيقول يا معشر الخلايق أليس العدل من ربكم ان يولى كل فريق من كانوا يتولون في دار الدنيا فيقولون: بلى [ واى شئ عدل غيره ] ؟ فيقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان ثالث فيتبعه من كان يتولاه ثم يقوم معاوية فيتبعه من كان يتولاه ويقوم على فيتبعه من كان يتولاه ثم يقوم يزيد بن معوية فيتبعه من كان يتولاه ويقوم الحسن فيتبعه من كان يتولاه ويقوم الحسين فيتبعه من كان يتولاه ثم يقوم مروان بن الحكم وعبد الملك فيتبعهما من كان يتولاهما، ثم يقوم على بن الحسين فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم الوليد بن عبد الملك، ويقوم محمد بن على فيتبعهما من كان يتولاهما، ثم أقوم أنا فيتبعنى من كان يتولاني، وكأني بكما معى، ثم يؤتى بنا فنجلس على عرش ربنا (2) ويؤتى بالكتب


(1) في البرهان (فأقف عليه). (2) وفى نسخة البحار (فيجلس على العرش ربنا) ثم ان العرش في الاخبار على معان ذكره المجلسي رحمه الله في كتاب السماء والعالم وقال في الموضع: ان الجلوس على العرش كناية عن ظهور الحكم والامر من عند العرش وخلق الكلام هناك. (*)

[ 313 ]

فتوضع فنشهد على عدونا ونشفع لمن كان من شيعتنا مرهقا قال: قلت: جعلت فداك فما المرهق ؟ قال: المذنب، فاما الذين اتقوا من شيعتنا فقد نجاهم الله بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون: قال: ثم جاءته جارية له فقالت: ان فلان القرشى بالباب، فقال: ائذنوا له، ثم قال لنا: اسكتوا. (1) 146 – عن محمد بن حكيم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لو قد قمت المقام المحمود شفعت لابي وامى وعمى واخ كان لى موافيا (2) في الجاهلية (3) 147 – عن عيص بن القاسم عن ابى عبد الله عليه السلام ان ناسا من بنى هاشم أتوا رسول الله صلى الله عليه واله فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشى، وقالوا: يكون لنا هذا السهم الذى جعلته للعالمين عليها فنحن أولى به، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا بنى عبد المطلب ان الصدقة لا تحل لى ولا لكم، ولكني وعدت بالشفاعة، ثم قال: والله اشهد انه قد وعدها فما ظنكم يا بنى عبد المطلب إذا اخذت بحلقة الباب ؟ أتروني مؤثرا عليكم غيركم ؟ ثم قال: ان الجن والانس يجلسون يوم القيمة في صعيد واحد، فإذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة، فيقولون: إلى من ؟ فيأتون نوحا فيسئلونه الشفاعة، فيقول هيهات قد رفعت حاجتى (4) فيقولون: إلى من ؟ فيقال: إلى ابراهيم فيأتون إلى ابراهيم


(1) البرهان ج 2: 439. البحار ج 3: 302. (2) وفى البرهان (مواليا). (3) البرهان ج 2: 440. البحار ج 3: 303. وقال المجلسي رحمه الله بعد نقل الحديث عن تفسير القمى رحمه الله في غير الموضع ما لفظه: كون الاخ في الجاهلية أي قبل البعثة لا ينافى كونه مؤمنا. (4) قال المجلسي رحمه الله: قد رفعت حاجتى أي إلى غيرى والحاصل انى ايضا استشفع من غيرى فلا استطيع شفاعتكم، ويمكن ان يقرأ على بناء المفعول كناية عن رفع الرجاء، أي رفع عنى طلب الحاجة لما صدر منى من ترك الاولى. (*)

[ 314 ]

فيسئلونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتى فيقولون: إلى من ؟ فيقال: ايتوا موسى فيأتونه فيسئلونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتى، فيقولون: إلى من ؟ فيقال: ايتوا عيسى فيأتونه ويسئلونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتى فيقولون: إلى من ؟ فيقال ايتوا محمدا فيأتونه فيسئلونه الشفاعة فيقوم مدلا حتى يأتي باب الجنة فيأخذ بحلقة الباب ثم يقرعه، فيقال: من هذا ؟ فيقول: احمد فيرحبون (1) ويفتحون الباب، فإذا نظر إلى الجنة خر ساجدا يمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع فيقوم فيرفع رأسه ويدخل من باب الجنة فيخر ساجدا يمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع فيمشي في الجنة ساعة ثم يخر ساجدا يمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول ارفع راسك وسل تعط واشفع تشفع فيقوم فما يسئل شيئا الا اعطاه اياه (2) 148 – عن بعض أصحابنا عن احدهما قال: في قوله: (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) قال: هي الشفاعة (3). 149 – عن صفوان عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انى استوهب من ربى أربعة: آمنة بنت وهب، وعبد الله بن عبد المطلب، وأبا طالب ورجلا جرت بينى وبينه أخوة وطلب إلى أن اطلب إلى ربى أن يهبه لى (4) 150 – عن عبيد بن زرارة قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن المؤمن هل له شفاعة ؟ قال: نعم، فقال له رجل من القوم: هل يحتاج المؤمن إلى شفاعة محمد صلى الله عليه وآله يومئذ ؟ قال: نعم للمؤمنين خطايا وذنوبا وما من أحد الا ويحتاج إلى شفاعة محمد يومئذ ؟ قال: وسأله رجل عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله: انا سيد ولد آدم ولا فحز، قال: نعم يأخذ حلقة باب الجنة فيفتحها فيخر ساجدا فيقول الله: ارفع رأسك اشفع تشفع، اطلب تعط، فيرفع رأسه ثم يخر ساجدا فيقول الله: ارفع رأسك اشفع تشفع واطلب تعط، ثم يرفع رأسه فيشفع فيشفع ويطلب فيعطى (5)


(1) وفى البرهان (فيجيئون). (2 – 3) البرهان ج 2: 440. البحار ج 3: 303. (*)

[ 315 ]

151 عن سماعة بن مهران عن أبى ابراهيم في قول الله: (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) قال: يقوم الناس يوم القيمة مقدار أربعين عاما ويؤمر الشمس فتركب على رؤس العباد ويلجمهم العرق ويؤمر الارض لا تقبل عن عرقهم شيئا فيأتون آدم فيشفعون له فيدلهم على نوح، ويدلهم نوح على ابراهيم، ويدلهم ابراهيم على موسى، ويدلهم موسى على عيسى، ويدلهم عيسى على محمد صلى الله عليه وآله فيقول: عليكم بمحمد خاتم النبيين، فيقول محمد: انا لها فينطلق حتى يأتي باب الجنة فيدق فيقال له: من هذا والله أعلم ؟ فيقول: محمد فيقال: افتحوا له، فإذا فتح الباب استقبل ربه فخر ساجدا فلا يرفع رأسه حتى يقال له تكلم وسل تعط واشفع تشفع، فيرفع رأسه فيستقبل ربه فيخر ساجدا، فيقال له مثلها، فيرفع رأسه حتى انه ليشفع من قد أحرق بالنار، فما احد من الناس يوم القيمة في جميع الامم أوجه من محمد صلى الله عليه وآله، وهو قول الله تعالى: (عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا) (1) 152 – عن ابى الجارود عن زيد بن على في قول الله: (واجعل له من لدنك سلطانا نصيرا) قال: السيف (2. 153 – عن حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن بعض أصحابنا قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن اللعب بالشطرنج فقال: الشطرنج من الباطل (3). 154 عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: انما الشفاء في علم القرآن لقوله: (ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) لاهله لا شك فيه ولا مرية، واهله ائمة الهدى الذين قال الله (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) (4) 155 – عن محمد بن ابى حمزة رفعه إلى ابي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل على محمد عليه وآله السلام بهذه (ولا يزيد الظالمين آل محمد حقهم الا خسارا) (5) 156 – عن صالح بن الحكم قال: سئل وانا عنده عن البيع فقال: صل فيها ما انظفها


(1) البحار ج 3: 303. البرهان ج 2: 440. (2) البرهان ج 2: 442. (3) البرهان ج 2: 442. البحار ج 16 (م): 34. (4 – 5) البرهان ج 2: 442. الصافى ج 1: 987. (*)

[ 316 ]

قد رايتها وانا عندكم، قال: اصلى فيها وهم يصلون فيها، قال: صل إلى قبلتك ودعهم يصلون حيث شاؤا، أما تقرء هذه الآية (قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو اهدى سبيلا) (1). 157 – عن حماد عن صالح بن الحكم قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: وقد سئل عن الصلوة في البيع والكنائس ؟ فقال: صل فيها فقد رأيتها وما انظفها قال: فقلت: اصلى فيها وان كانوا يصلون فيها ؟ فقال: صل فيها وان كانوا يصلون فيها اما تقرأ القرآن (قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو اهدى سبيلا) صل إلى القبلة ودعهم (2). 158 – عن ابى هاشم قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن الخلود في الجنة والنار فقال: انما خلد اهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها ان يعصوا الله أبدا، وانما خلد اهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو بقوا فيها ان يطيعوا الله أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله: (قل كل يعمل على شاكلته) قال: على نيته (3). 159 – عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله: (يسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربى) قال: خلق من خلق الله، والله يزيد في الخلق ما ما يشاء (4). 160 – عن زرارة وحمران عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام عن قوله تعالى: (يسئلونك عن الروح) قالا: ان الله تبارك وتعالى أحد صمد، والصمد الشئ الذى ليس له جوف، فانما الروح خلق من خلقه له بصر وقوة وتأييد، يجعله في قلوب الرسل والمؤمنين (5).


(1 – 2) البرهان ج 2: 444. البحار ج 18: 123. الصافى ج 1: 987. (3) البرهان ج 2: 444. الصافى ج 1: 987. (4) البرهان ج 2: 444. البحار ج 14: 398. (5) البرهان ج 2: 445. البحار ج 2: 108. (*)

[ 317 ]

161 – عن ابى بصير قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: (يسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربى) قال: خلق عظيم اعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد عليه وآله السلام، ومع الائمة يسددهم وليس كما طلب وجد (1). 162 – وفى رواية ابى ايوب الخزاز قال: أعظم من جبرئيل وليس كما ظننت (2). 163 – عن ابى بصير عن احدهما قال: سألته عن قوله: (ويسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربى) ما الروح ؟ قال: التى في الدواب والناس، قلت: وما هي ؟ قال: هي من الملكوت من القدرة (3). 164 – عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله (وما اوتيتم من العلم الا قليلا) قال: تفسيرها في الباطن انه لم يؤت العلم الا اناس يسير، فقال: (وما اوتيتم من العلم الا قليلا) منكم (4). 165 – عن اسباط بن سالم عن أبى عبد الله عليه السلام قال خلق اعظم من جبرئيل و ميكائيل مع الائمة يفقههم وهو من الملكوت (5). 166 – عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل بهذه الايات هكذا (فأبى اكثر الناس ولاية على الا كفورا) (6) 167 – عن عبد الحميد بن أبى الديلم عن ابى عبد الله عليه السلام (قالوا أبعث الله بشرا رسولا) قالوا: ان الجن كانوا في الارض قبلنا، فبعث الله إليهم ملكا، فلو اراد الله ان يبعث الينا لبعث الله ملكا من الملئكة، وهو قول الله: (وما منع الناس ان يؤمنوا إذ جائهم الهدى الا ان قالوا أبعث الله بشرا رسولا) (7).


(1 – 4) البرهان ج 2: 445. الصافى ج 1: 988. (5) البرهان ج 2: 445. (6) البرهان ج 2: 445. البحار ج 9: 102. الصافى ج 1: 989. (7) البرهان ج 2: 451. (*)

[ 318 ]

168 – عن ابراهيم بن عمر رفعه إلى أحدهما في قول الله: (ونحشرهم يوم القيمة على وجوههم) قال: على جباههم (1). 169 – عن بكر بن بكر رفع الحديث إلى على بن الحسين عليه السلام قال: ان في جهنم لواديا يقال له سعير إذا خبت جهنم فتح بسعيرها وهو قول الله: (كلما خبت زدناهم سعيرا) (2). 170 – عن سلام عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) قال: الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والحجر والبحر و العصا ويده (3). 171 – عن العباس بن معروف عن أبى الحسن الرضا عليه السلام ذكر قول الله يا فرعون يا عاصي (4) 172 – عن المفضل قال: سمعته يقول وسئل عن الامام: هل عليه أن يسمع من خلفه وان كثروا ؟ قال: يقرا قراءة وسطا يقول الله تبارك وتعالى (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها). (5) 173 – عن سماعة بن مهران عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها) قال: المخافة ما دون سمعك، والجهر أن ترفع صوتك شديدا (6). 174 – عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الامام هل عليه أن يسمع من خلفه وان كثروا ؟ قال: ليقرأ قراءة وسطا، ان الله يقول: (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها) (7). 175 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وابى عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كان بمكة جهر بصوته، فيعلم بمكانه المشركون فكانوا يؤذونه،


(1) البرهان ج 6: 451. الصافى ج 1: 996. البحار ج 3: 236. (2) البرهان ج 6: 451. الصافى ج 1: 996. البحار ج 3: 375. (3) البرهان ج 2: 452. الصافى ج 1: 997، البحار ج 5: 255. (4) البحار ج 5: 255. البرهان ج 2: 452. (5 – 7) البحار ج 18: 349. البرهان ج 2: 453. الصافى ج 1: 999. (*)

[ 319 ]

فأنزلت هذه الاية عند ذلك (1). 176 – عن ابى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها) قال: نسختها (فاصدع بما تؤمر) (2). 177 – عن سليمان عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها) فقال: الجهر بها رفع الصوت، والمخافة ما لم تسمع اذناك، وما بين ذلك قدر ما يسمع اذنيك (3). 178 – عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) قال: تفسيرها ولا تجهر بولاية على ولا بما اكرمته به، حتى آمرك بذلك (ولا تخافت بها) يعنى ولا تكتمها عليا وأعلمه ما اكرمته به (4). 179 – عن الحلبي عن بعض اصحابنا عنه قال قال أبو جعفر عليه السلام لابي عبد الله عليه السلام يا بنى عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوهما، قال: وكيف ذلك يا أبه ؟ قال: مثل قول الله: (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها) لا تجهر بصوتك سيئة، ولا تخافت بها سيئة وابتغ بين ذلك سبيلا حسنة ومثل قوله: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط) ومثل قوله: (والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا) فاسرفوا سيئة واقتروا سيئة (5) وكان بين ذلك قواما حسنة، فعليك بالحسنة بين السيئتين (6). 180 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية في قول الله (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) قال: لا تجهر بولاية على فهو الصلوة، ولا بما اكرمته به حتى آمرك به، وذلك قوله: (ولا تجهر بصلوتك) واما قوله (ولا تخافت بها) فانه يقول: ولا تكتم ذلك عليا يقول: أعلمه ما اكرمته


(1 – 3) البحار ج 18: 349. البرهان ج 2: 453 الصافى ج 1: 999. (4) البرهان ج 2: 453. الصافى ج 1: 999. البحار ج 9: 102. (5) وفى البرهان (فإذا اسرفوا سيئة وإذا اقتروا اه). (6) البرهان ج 2: 453. الصافى ج 1: 999. البحار ج 18: 349. (*)

[ 320 ]

به فاما قوله: (وابتغ بين ذلك سبيلا) يقول: تسئلنى ان آذن ذلك أن تجهر بأمر على بولايته، فآذن له باظهار ذلك يوم غدير خم، فهو قوله يومئذ، اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (1). 181 – عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد أبيه عليهما السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وقد فقد رجلا، فقال: ما ابطأ بك عنا ؟ فقال: السقم والعيال فقال: الا اعلمك بكلمات تدعو بهن يذهب الله عنك السقم وينفى عنك الفقر ؟ تقول: لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم، توكلت على الحى الذى لا يموت والحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا (2). 181 – عن عبد الله بن سنان قال شكوت إلى أبى عبد الله عليه السلام فقال: ألا اعلمك شيئا إذا قلته قضى الله دينك وانعشك وأنعش حالك ؟ (3) فقلت: ما أحوجنى إلى ذلك، فعلمه هذا الدعاء قل في دبر صلوة الفجر (توكلت على الحى الذى لا يموت والحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا، اللهم انى أعوذ بك من البؤس والفقر ومن غلبة الدين والسقم واسئلك أن تعينني على اداء حقك اليك والى الناس) (4)


(1) الصافى ج 1: 999. البحار ج 9: 102. البرهان ج 2: 454. (2) البرهان ج 2: 454. البحار ج 19 (ج 2): 267. (3) نعشه الله نعشا: رفعه واقامه. تداركه من هلكة. جبره بعد فقر وسد فقره. (4) البرهان ج 2: 454. البحار ج 19 (ج 2): 269. (*)

[ 321 ]

بسم الله الرحمن الرحيم من سورة الكهف 1 – عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة الكهف في كل ليلة جمعة لم يمت الا شهيدا ويبعثه الله مع الشهداء وأوقف يوم القيمة مع الشهداء (1) 2 – عن البرقى عمن رواه رفعه عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام (لينذر بأسا شديدا من لدنه) قال: البأس الشديد: على وهو من لدن رسول الله عليه وآله السلام، قاتل معه عدوه، فذلك قوله: (لينذر بأسا شديدا من لدنه) (2) 3 – عن الحسن بن صالح قال: قال لى أبو جعفر عليه السلام: لا تقرأ يبشر انما البشر بشر الاديم قال: فصليت بعد ذلك خلف الحسن فقرأ تبشر (3) 4 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان أصحاب الكهف اسروا الايمان واظهروا الكفر، فآجرهم الله مرتين (4) 5 – عن محمد عن أحمد بن على عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله (أم حسبت ان أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) قال: هم قوم فروا وكتب ملك ذلك الزمان بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشايرهم في صحف من رصاص فهو قوله (أصحاب الكهف والرقيم) (5)


(1) البرهان ج 2: 455 البحار ج 19: 70. مجمع البيان ج 3: 447. الوسائل ج 1: ابواب الجمعة باب 53 (2) البرهان ج 2: 455. الصافى ج 2: 2. (3) البرهان ج 2: 455 (4) البرهان ج 2: 456. البحار ج 5: 434. (5) البرهان ج 2: 456. البحار ج 5: 434. الصافى ج 2: 4. (*)

[ 322 ]

6 – عن أبى بكر الحضرمي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: خرج أصحاب الكهف على غير معرفة ولا ميعاد، فلما صاروا في الصحراء اخذوا بعضهم على بعض العهود و المواثيق، فأخذ هذا على هذا، وهذا على هذا، ثم قالوا: اظهروا أمركم، فاظهروه فإذا هم على أمر واحد (1) 7 – عن درست عن أبى عبد الله عليه السلام انه ذكر أصحاب الكهف فقال: كانوا صيارفة كلام ولم يكونوا صيارفة دراهم (2).


(1) البرهان ج 2: 456. البحار ج 5: 434. (2) البرهان ج 2: 456. الصافى ج 2: 7. البحار ج 5: 434. والصرف هو بيع النقود كبيع الذهب بالفضة أو الدينار بالدرهم. وصيارفة جمع الصيرفى وهو النقاد والهاء للنسبة. ثم ان المشهور كراهية بيع الصرف لانه يفضى إلى المحرم أو المكروه غالبا ولعل هذا الخبر انما ورد ردا على من يرى اباحته متمسكا بعمل اصحاب الكهف وقد روى الكليني وغيره بالاسناد عن سدير الصيرفى قال قلت لابي جعفر عليه السلام حديث بلغني عن الحسن البصري فان كان حقا فانا لله وانا إليه راجعون ! قال: وما هو ؟ قلت: بلغني ان الحسن البصري كان يقول: لو غلى دماغه من حر الشمس ما استظل بحائط صيرفي، ولو تفرث كبده عطشا لم يستسق من دار صيرفي ماءا، وهو عملي وتجارتى، وعليه نبت لحمى ودمى، ومنه حجى وعمرتي فجلس ثم قال: كذب الحسن خذ سواءا واعط سواءا فإذا حضرت الصلوة دع ما بيدك وانهض إلى الصلوة، أما علمت ان اصحاب الكهف كانوا صيارفة ؟ !. وقال المجلسي رحمه الله بعد نقل الخبر عن الكافي: لعله عليه السلام انما ذكر ذلك الزاما عليهم حيث ظنوا انهم كانوا صيارفة الدراهم لئلا ينافى ما سبق (ومراده مما سبق رواية العياشي وغيره مما ورد فيه التصريح بانهم كانوا صيارفة الكلام ولم يكونوا صيارفة الدراهم). وقال الصدوق رحمه الله في الفقيه بعد ايراد الخبر: يعنى صيارفة الكلام ولم يعن (*)

[ 323 ]

8 – عن عبيد الله بن يحيى عن أبى عبد الله عليه السلام انه ذكر أصحاب الكهف فقال: لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم، فقيل له: وما كلفهم قومهم ؟ فقال: كلفوهم الشرك بالله العظيم، فأظهروا لهم الشرك وأسروا الايمان حتى جائهم الفرج. (1) 9 – عن درست عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ما بلغت تقية أحد ما بلغت تقية أصحاب الكهف كانوا ليشدون الزنانير ويشهدون الاعياد وأعطاهم الله أجرهم مرتين (2) 10 – عن الكاهلى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان اصحاب الكهف كانوا اسروا الايمان وأظهروا الكفر، وكانوا على اجهار الكفر أعظم اجرا منهم على الاسرار بالايمان (3) 11 – عن سليمان بن جعفر النهدي قال: قال لى جعفر بن محمد: يا سليمان من الفتى ؟ قال: قلت له جعلت فداك الفتى عندنا الشاب، قال لى: أما علمت ان أصحاب الكهف كانوا كلهم كهولا فسماهم الله فتية بايمانهم، يا سليمان من آمن بالله واتقى فهو الفتى (4) 12 – عن أبى عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: قد فهمت نقصان الايمان وتمامه فمن أين جاءت زيادته ؟ وما الحجة فيها ؟ قال: قول الله:، (وإذا ما انزلت


صيارفة الدراهم وذكر المجلسي رحمه الله في الوجه على حمل الصدوق الخبر على هذا المعنى وجوها يطول المقام بذكرها وعلى الطالب ان يطلبها. وعن بعض شراح الحديث انه قال: المعنى كأن الامام قال لسدير: ما لك ولقول الحسن البصري اما علمت ان اصحاب الكهف كانوا صيارفة الكلام ونقدة الاقاويل، فانتقدوا ما قرع اسماعهم فاتبعوا الحق ورفضوا الباطل ولم يسمعوا اماني اهل الضلال واكاذيب رهط النفاهة، فأنت ايضا كن صيرفيا لما يبلغك من الاقاويل فانتقده آخذا بالحق رافضا للباطل وليس المراد انهم كانوا صيارفة الدارهم كما هو المتبادر إلى بعض الاوهام لانهم كانوا فتية من اشرف الروم مع عظم شأنهم وكبر خطرهم. (1 – 4) البحار ج 5: 434. البرهان ج 2: 457. الصافى ج 2: 6 – 7. (*)

[ 324 ]

سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا) إلى قوله (رجسا إلى رجسهم) وقال (نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لاحد منهم فضل على أحد ولا يستوى النعمة فيه ولا يستوى الناس، وبطل التفضيل، ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله، وبالنقصان منه دخل المفرطون النار (1). 13 – عن محمد بن سنان عن البطيخى عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله: (لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا) قال: ان ذلك لم يعن به النبي صلى الله عليه وآله، انما عنى به المؤمنون بعضهم لبعض، لكنه حالهم التى هم عليها (2) 14 – عن عبد الله بن ميمون عن أبى عبد الله عليه السلام عن ابيه على بن ابي طالب صلوات الله عليه قال: إذا حلف الرجل بالله فله ثنياها (3) إلى اربعين يوما وذلك ان قوما من اليهود سألوا النبي صلى الله عليه وآله عن شئ، فقال: ائتونى غدا ولم يستثن حتى اخبركم فاحتبس عنه جبرئيل عليه السلام أربعين يوما ثم اتاه، وقال: (ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت) (4) 15 – عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام ذكر ان آدم لما أسكنه الله الجنة، فقال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة، فقال: نعم يا رب ولم يستثن، فأمر الله نبيه فقال: (ولا تقولن لشئ انه فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت) ولو بعد سنة (5). 16 – وفى رواية عبد الله بن ميمون عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله: (ولا تقولن


(1) البرهان ج 2: 456. (2) البحار ج 5: 434. البرهان ج 2: 457. (3) الثنيا – بالضم مع القصر -: الاسم من الاستثناء. (4 – 5) البحار ج 16: 84 – 85 وج 24: 147. البرهان ج 2: 464. الصافى ج 2: 10 – 11. (*)

[ 325 ]

لشئ اني فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت) ان تقول الا من بعد الاربعين، فللعبد الاستثناء في اليمين ما بينه وبين الاربعين يوما إذا نسى (1) 17 – عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال الله: (ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله) الا افعله فسبق مشية الله في ان لا افعله فلا أقدر على ان أفعله، قال: فلذلك قال الله (واذكر ربك إذا نسيت) أي استثن مشية الله في فعلك (2) 18 – عن زرارة ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام في قول الله (و اذكر ربك إذا نسيت) قال إذا حلف الرجل فنسى أن يستثنى فليستثن إذا ذكر (3) 19 – عن حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله عن قول الله: (واذكر ربك إذا نسيت) فقال: ان تستثنى ثم ذكرت بعد فاستثن حين تذكر (4) 20 – عن عبد الله بن سليمان عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله (واذكر ربك إذا نسيت) قال: هو الرجل يحلف فنسى ان يقول: ان شاء الله فليقلها إذا ذكر (5) 21 – عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله (ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله) قال: هو الرجل يحلف على الشى وينسى ان يستثنى فيقولن لافعلن كذا وكذا غدا أو بعد غد عن قوله، (عن قول كذا خ) (و اذكر ربك إذا نسيت) (6) 22 – عن حمزة بن حمران قال: سألته عن قول الله: (واذكر ربك إذا نسيت) قال: إذا حلفت ناسيا، ثم ذكرت بعد فاستثنه حين تذكر (7) 23 – عن القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على عليه السلام قال: الاستثناء في اليمين متى ما ذكر وان كان بعد أربعين صباحا ثم تلا هذه الآية (واذكر ربك إذا نسيت) (8)


(1 – 8) البحار ج 16: 84 – 85 و 24: 147. البرهان ج 2: 10644 الصافى ج 2: 10 – 11. (*)

[ 326 ]

24 – عن جابر قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: والله ليملكن رجل منا أهل البيت الارض بعد موته ثلثمائة سنة ويزداد تسعا قال: قلت فمتى ذلك ؟ قال: بعد موت القائم قال: قلت: وكم يقوم القائم في عالمه حتى يموت قال: تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم موته قال: قلت: فيكون بعد موته هرج ؟ قال نعم خمسين سنة، قال: ثم يخرج المنصور إلى الدنيا فيطلب دمه ودم أصحابه، فيقتل ويسبي حتى يقال: لو كان هذا من ذرية الانبياء ما قتل الناس كل هذا القتل، فيجتمع الناس عليه أبيضهم وأسودهم فيكثرون عليه حتى يلجئونه إلى حرم الله، فإذا اشتد البلاء عليه مات المنتصر وخرج السفاح إلى الدنيا غضبا للمنتصر، فيقتل كل عدو لنا جائر ويملك الارض كلها، ويصلح الله له امره ويعيش ثلثمأة سنة ويزداد تسعا، ثم قال أبو جعفر: يا جابر وهل تدرى من المنتصر والسفاح ؟ يا جابر المنتصر الحسين والسفاح امير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين (1). 25 – عن زرارة وحمران عن ابى جعفر وأبى عبد الله عليهم السلام في قوله: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) قال: انما عنى بها الصلوة (2) 26 – عن عاصم الكورى عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: في قول الله: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) قال: وعيد (3). 27 – عن سعد بن طريف عن ابى جعفر عليه السلام قال: الظلم ثلثة، ظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره الله، وظلم لا يدعه، فاما الظلم الذى لا يغفره الله الشرك، واما الظلم الذى يغفره الله فظلم الرجل نفسه، واما الظلم الذى لا يدعه فالذنب بين العباد (4). 28 – عن أبى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا على محمد صلى الله عليه وآله فقال: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين آل محمد حقهم نارا) (5)


(1) البرهان ج 2: 465. البحار ج 13: 236. (2) البرهان ج 2: 465. البحار ج 18: 10. (3) البرهان ج 2: 465. الصافى ج 2: 12. (4 – 5) البرهان ج 2: 465 – 466. (*)

[ 327 ]

29 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام والشراب، فقال: (وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه) (1). 30 – وعنه عليه السلام في قول الله: (يوم تبدل الارض غير الارض) قال: تبدل خبزة بيضاء نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، قال له قائل: انهم يومئذ لفى شغل عن الاكل والشرب، فقال له: ابن آدم خلق أجوف لابد له من الطعام والشراب، أهم اشد شغلا ام من في النار قد استغاثوا ؟ قال الله: (وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل) (2). 31 – عن ادريس القمى قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن الباقيات الصالحات ؟ فقال: هي الصلوة فحافظوا عليها، وقال: لا تصل الظهر أبدا حتى تزول الشمس (3). 32 – عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خذوا جننكم (4) قالوا: يا رسول الله عدو حضر ؟ قال: لا، ولكن خذوا جننكم من النار، فقالوا: بم نأخذ جننا يا رسول الله من النار ؟ قال سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر، فانهن يأتين يوم القيمة ولهن مقدمات ومؤخرات ومنجيات ومعقبات، وهن الباقيات الصالحات، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام (ولذكر الله اكبر) قال: ذكر الله عندما أحل أو حرم وشبه هذا ومؤخرات (5). 33 – عن محمد بن عمرو عمن حدثه عن ابى عبد الله عليه السلام انه قال: قال الله عزوجل، (المال والبنون زينة الحيوة الدنيا) كما أن ثمانى ركعات يصليها العبد آخر الليل زينة الآخرة (6).


(1 – 2) البرهان ج 2: 466. البحار ج 3: 221. (3) البرهان ج 2: 470. البحار ج 15 (ج 2): 57. الصافى ج 2: 15. (4) الجنن جمع الجنة – بضم الجيم – الترس وكلما وقى من سلاح (5 – 6) البرهان ج 2: 470. البحار ج 19 (ج 2): 6 و 18 (ج 2): 557 الصافى ج 2: 15. (*)

[ 328 ]

34 – عن خالد بن نجيح عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيمة دفع إلى الانسان كتابه، ثم قيل له اقرأة قلت: فيعرف ما فيه ؟ فقال: انه يذكره فما من لحظة، ولا كلمة، ولا نقل قدم، ولا شئ فعله الا ذكره، كأنه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا (يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها) (1). 35 – عن خالد بن نجيح عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم) قال: يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه كأنه فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا (يا وليتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها) (2). 36 – عن جميل بن دراج عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن ابليس أكان من الملئكة ؟ وهل كان يلى من أمر السماء شيئا ؟ قال: انه لم يكن من الملئكة ولم يكن يلى من امر السماء شيئا، كان من الجن وكان مع الملئكة وكانت الملئكة تراه انه منها، وكان الله يعلم انه ليس منها، فلما امر بالسجود كان منه الذى كان (3) 37 – عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: امر الله ابليس بالسجود لآدم مشافهة، فقال: وعزتك لئن اعفيتني من السجود لآدم لاعبدنك عبادة ما عبدها خلق من خلقك (4). 38 – وفى رواية اخرى عن هشام عنه ولما خلق الله آدم قبل أن ينفخ فيه الروح كان ابليس يمر به فيضربه برجله فيدب (5) فيقول ابليس: لامر ما خلقت ؟ (6). 39 – عن محمد بن مروان عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (ما اشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا) قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب أو بأبى جهل بن هشام، فأنزل الله


(1 – 2) البرهان ج 2: 471. البحار ج 3: 282. الصافى ج 2: 16. (3 – 4) البرهان ج 2: 471. البحار ج 5: 34 و 14: 619. (5) دب دبيبا: مشى على هنيئة كمشى الطفل والنمل والضعيف. (6) البرهان ج 2: 471. البحار ج 5: 32. (*)

[ 329 ]

(وما كنت متخذ المضلمين عضدا) يعنيهما (1) 40 – عن محمد بن مروان عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اعز الاسلام بأبى جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب ؟ فقال: يا محمد قد والله قال ذلك، وكان على اشد من ضرب العنق، ثم اقبل على فقال: هل تدرى ما انزل الله يا محمد ؟ قلت: أنت اعلم جعلت فداك، قال: ان رسول الله كان في دار الارقم فقال: اللهم اعز الاسلام بابى جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب فأنزل الله (ما اشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا) يعنيهما (2). 41 – عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال: انه لما كان من امر موسى عليه السلام الذى كان اعطى مكتل (3) فيه حوت مملح، قيل له: هذا يدلك على صاحبك عند عين مجمع البحرين لا يصيب منها شئ ميتا الا حيى يقال لها الحيوة، فانطلقا حتى بلغا الصخرة (4) فانطلق الفتى يغسل الحوت في العين فاضطرب الحوت في يده حتى خدشه وانفلت منه (5) ونسيه الفتى، فلما جاوز الوقت الذى وقت فيه اعني موسى (قال لفتاه آتنا غدانا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال أرأيت) إلى قوله (على اثارهما قصصا) فلما أتاها وجد الحوت قد خر في البحر فاقتصا الاثر حتى اتيا صاحبهما في جزيرة من جزائر البحر اما متكيا واما جالسا في كساء له، فسلم عليه موسى فعجب من السلام وهو في أرض ليس فيهاالسلام فقال: من أنت ؟ قال: انا موسى، قال: انت موسى بن عمران الذى كلمه الله تكليما ؟ قال: نعم، قال: فما حاجتك ؟ قال اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشدا، قال: انى وكلت بأمر


(1 – 2) البرهان ج 2: 471 – 472. البحار ج 8: 22. الصافى ج 2: 17. (3) المكتل – كمنبر – الزنبيل. (4) وفى البرهان هكذا (فانظر إلى حين تلقى الصخرة اه) (5) انفلت: تخلص. (*)

[ 330 ]

لا تطيقه، ووكلت بأمر لا اطيقه، وقال له (انك لن تستطيع معى صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني انشاء الله صابرا ولا اعصى لك أمرا) فحدثه عن آل محمد عليه السلام وعما يصيبهم حتى اشتد بكاؤهما، ثم حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن امير المؤمنين وعن ولد فاطمة وذكر له من فضلهم وما اعطوا حتى جعل يقول يا ليتنى من آل محمد وعن رجوع رسول الله عليه وآله السلام إلى قومه (1) وما يلقى منهم ومن تكذيبهم اياه، وتلا هذه الاية: (ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة) فانه اخذ عليهم الميثاق (2). 42 – عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: كان وصى موسى بن عمران يوشع بن نون، وهو فتاه الذى ذكر الله في كتابه (3) 43 – عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه السلام قال: كان موسى اعلم من الخضر (4) 44 – عن الحفص بن البخترى عن أبى عبد الله عليه السلام في قول موسى لفتاه: (آتنا غدائنا) وقوله: (رب انى لما انزلت إلى من خير فقير) فقال: انما عنى الطعام فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان موسى لذو جوعات (5). 45 – عن بريد عن أحدهما قال: قلت له: ما منزلتكم في الماضين وبمن تشبهون منهم ؟ قال: الخضر وذو القرنين، كانا عالمين ولم يكونا نبيين (6) 46 – عن اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: انما مثل على ومثلنا من بعده من هذه ا لامة كمثل موسى النبي صلى الله عليه وآله والعالم حين لقيه واستنطقه وسأله الصحبة، فكان من أمرهما ما أقتصه الله لنبيه صلى الله عليه وآله في كتابه، وذلك ان الله قال


(1) وفى نور الثقلين (وعن مبعث رسول الله…) وهو الظاهر، وقال المجلسي رحمه الله في معناه: أي بعد الهجرة أو في الرجعة (انتهى). ويمكن ان يكون المراد الرجوع عن شعب ابى طالب بعد ثلاث سنين – والله اعلم. (2) البرهان ج 2: 475. البحار ج 5: 297. (3 – 5) البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 206. وفى البرهان (لذو جوعان) بدل (جوعات) في الخبر الاخير. (6) البرهان ج 2: 476. البحارج 5: 296. (*)

[ 331 ]

لموسى: (انى اصطفيتك على الناس برسلاتى وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين) ثم قال: (وكتبنا له في الالواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ وقد كان عند العالم علم لم يكتب لموسى في الالواح، وكان موسى يظن أن جميع الاشياء التى يحتاج إليها في تابوته، وجميع العلم قد كتب له في الالواح كما يظن هؤلاء الذين يدعون انهم فقهاء وعلماء، وانهم قد أثبتوا جميع العلم و الفقه في الدين مما يحتاج هذه الامة إليه، وصح لهم عن رسول الله وعلموه ولفظوه، وليس كل علم رسول علموه ولا صار إليهم عن رسول الله ولا عرفوه، وذلك ان الشئ من الحلال والحرام والاحكام يرد عليهم فيسئلون عنه ولا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله ويستحيون ان ينسبهم الناس إلى الجهل ويكرهون ان يسئلوا فلا يجيبوا فيطلبوا الناس العلم من معدنه، فلذلك استعملوا الرأى والقياس في دين الله، وتركوا الآثار ودانوا الله بالبدع، وقد قال رسول الله صلى الله عليه واله: كل بدعة ضلالة، فلو انهم إذا سئلوا عن شئ من دين الله فلم يكن عندهم منه أثر عن رسول الله ردوه إلى الله والى الرسول والى أولى الامر منهم، لعلمه الذين يستنبطونه منهم، من آل محمد صلى الله وعليه وآله والذى منعهم من طلب العلم منا العداوة والحسد لنا، ولا والله ما حسد موسى العالم، وموسى نبى الله يوحى إليه حيث لقيه واستنطقه وعرفه بالعلم، ولم يحسده كما حسدتنا هذه الامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله على ما علمنا وما ورثنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يرغبوا الينا في علمنا كما رغب موسى إلى العالم، وسأله الصحبة ليتعلم منه العلم ويرشده. فلما ان سأل العالم ذلك علم العالم ان موسى لا يستطيع صحبته ولا يحتمل عليه ولا يصبر معه فعند ذلك قال العالم: (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) فقال له موسى وهو خاضع له يستعطفه على نفسه كى يقبله: (ستجدني انشاء الله صابرا ولا اعصى لك أمرا) وقد كان العالم يعلم أن موسى لا يصبر على علمه، فذلك والله يا اسحق بن عمار حال قضاة هؤلاء وفقهائهم وجماعتهم اليوم، لا يحتملون والله علمنا، ولا يقبلونه ولا يطيقونه، ولا يأخذون به، ولا يصبرون عليه كما لم يصبر موسى


[ 332 ]

على علم العالم حين صحبه، وراى من راى من علمه، وكان ذلك عند موسى مكروها، وكان عند الله رضا وهو الحق، وكذلك علمنا عند الجهلة مكروه لا يؤخذ وهو عند الله الحق (1) 47 – عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان موسى صعد المنبر وكان منبره ثلث مراق (2) فحدث نفسه ان الله لم يخلق خلقا أعلم منه، فأتاه جبرئيل فقال: انك قد ابتليت فانزل فان في الارض من هو اعلم منك فاطلبه فأرسل إلى يوشع انى قد ابتليت فاصنع لنا زادا وانطلق بنا واشترى حوتا [ من حيتان الحية ] فخرج بآذربيجان، ثم شواه ثم حمله في مكتل ثم انطلقا يمشيان في ساحل البحر، والنبى إذا أمر ان يذهب إلى مكان (3) لم يعى أبدا حتى يجوز ذلك الوقت، قال: فبينما هما يمشيان انتهيا إلى شيخ مستلقى معه عصاه، موضوعة إلى جانبه وعليه كساء إذا قنع رأسه (4) خرجت رجلاه وإذا غطى رجليه خرج رأسه، قال: فقام موسى يصلى وقال ليوشع: احفظ على قال: فقطرت قطرة من السماء (5) في المكتل فاضطرب الحوت، ثم جعل يثب من المكتل إلى البحر، قال: وهو قوله: (واتخذ سبيله في البحر سربا) قال: ثم انه جاء طير فوقع على ساحل البحر ثم أدخل منقاره فقال: يا موسى ما اتخذت من علم ربك ما حمل ظهر منقاري من جميع البحر، قال: ثم قام يمشى فتبعه يوشع. قال موسى وقد نسى الزبيل (6) يوشع قال: وانما أعيى حيث جاز الوقت فيه (7) فقال (آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) إلى قوله (في البحر عجبا) قال:


(1) البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 297. (2) مراق جمع المرقاة – بفتح الميم وكسرها -: الدرجة. (3) وفى البحار هكذا (والنبى إذا مر في مكان اه). (4) قنع رأسه بالشئ: غطاه به. (5) وفى البرهان (الماء) بدل (السماء). (6) وهو الزنبيل ويقال له المكتل ايضا وقد مر. (7) كذا في النسخ وفى البحار هكذا (فقال موسى لما أعيا حيث جاز الوقت فيه اه) (*)

[ 333 ]

فرجع موسى يقفى أثره حتى انتهى إليه وهو على حاله مستلق، فقال له موسى: السلام عليك فقال وعليك السلام يا عالم بنى اسرائيل، قال: ثم وثب فأخذ عصاه بيده، قال: فقال له موسى: انى قد امرت ان اتبعك على ان تعلمني مما عملت رشدا فقال كما قص عليكم (إنك لن تستطيع معى صبرا) قال: فانطلقا حتى انتهيا إلى معبر (1) فلما نظر إليهم أهل المعبر فقالوا: والله لا نأخذ من هؤلاء أجرا، اليوم نحملهم، فلما ذهب السفينة كثرت الماء خرقها (2) قال له موسى كما أخبرتم، ثم قال: (الم أقل انك لن تستطيع معى صبرا قال لا تؤآخذنى بما نسيت ولا ترهقني من أمرى عسرا) قال: وخرجا على ساحل البحر فإذا غلام يلعب مع غلمان عليه قميص حرير أخضر في اذنيه درتان فتوركه العالم (3) فذبحه فقال له موسى (أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا) قال: (فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية إستطعما اهلها فابوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد ان ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا) خبزا نألكه فقد جعنا، قال: وهى قرية على ساحل البحر يقال لها: ناصرة وبها تسمى النصارى نصارى، فلم يضيفوهما ولا يضيفون بعدهما احدا حتى تقوم الساعة. وكان مثل السفينة فيكم وفينا ترك الحسين البيعة لمعوية، وكان مثل الغلام فيكم قول الحسين بن على لعبد الله بن على: لعنك الله من كافر، فقال له: قد قتلته يا با محمد وكان مثل الجدار فيكم علي والحسن والحسين (4)


(1) المعبر: ما عبر به النهر والمراد هنا السفينة. (2) كذا في النسخ وفى البحار (فلما ذهبت السفينة وسط الماء خرقها اه). (3) تورك فلان الصبى: جعله على وركه معتمدا عليها. (4) البرهان ج 2: 476. البحار ج 5: 297. وقال المجلسي رحمه الله في بيان الحديث: اما كون ترك الحسين عليه السلام البيعة لمعاوية لعنه الله شبيها بخرق السفينة لانه عليه السلام بترك البيعة مهد لنفسه المقدسة الشهادة، وبها انكسرت سفينة اهل البيت صلوات الله عليهم وكان فيها مصالح عظيمة منها ظهور كفر بني امية وجورهم على الناس، وخروج الخلق عن طاعتهم (*)

[ 334 ]

48 – عن عبد الله بن ميمون القداح عن ابى عبد الله عن ابيه عليه السلام قال: بينما موسى قاعدا في ملاء من بنى اسرائيل إذ قال له رجل: ما أرى احدا أعلم بالله منك قال موسى: ما أرى، فأوحى الله إليه بلى عبدى الخضر فسأل السبيل إليه، وكان له آية الحوت ان افتقده، وكان من شأنه ما قص الله (1) 49 – عن هشام بن سالم عن ابى عبد الله عليه السلام كان سليمان اعلم من آصف، وكان موسى أعلم من الذى اتبعه (2)


ومنها: ظهور حقية اهل البيت عليهم السلام وامامتهم إذ لو بايعه الحسين عليه السلام ايضا لظن اكثر الناس وجوب متابعة خلفاء الجور وعدم كونهم عليهم السلام ولاة الامر. ومنها: ان بسبب ذلك صار من بعده من الائمة عليهم السلام آمنين مطمنين، ينشرون العلوم بين الناس، إلى غير دلك من المصالح التى لا يعملها غيرهم، ولو كان ما ذكره المؤرخون من بيعته عليه السلام له أخيرا حقا كان المراد ترك البيعة ابتداءا، ولا يبعد ان يكون في الاصل يزيد بن معاوية، فسقط الساقط الملعون هو وأبوه. واما ما تضمن من قول الحسن عليه السلام لعبد الله بن على فيشكل توجيهه لانه كان من السعداء الذين استشهدوا مع الحسين صلوات الله عليه على ما ذكره المفيد وغيره. والقول بانه عليه السلام علم انه لو بقى بعد ذلك ولم يستشهد لكفر بعيد. والظاهر أن يكون عبيد الله – مصغرا – بناءا على ما ذكره ابن ادريس انه لم يستشهد مع الحسين عليه السلام ردا على المفيد، وذكر صاحب المقاتل وغيره انه صار إلى المختار فسأل أن يدعو إليه ويجعل الامر له فلم يفعل، فخرج ولحق بمصعب بن الزيبر فقتل في الوقعة وهو لا يعرف. قوله: (فقال له) أي امير المؤمنين عليه السلام. (قد قتلته) أي سيقتل بسبب لعنك أو هذا اخبار بانه سيقتل كما قتل الخضر الغلام لكفره واما مثل الجدار فلعل المراد ان الله تعالى كما حفظ العلم تحت الجدار للغلامين لصلاح أبيهما فكذلك حفظ العلم لصلاح على والحسن والحسين عليهم السلام في اولادهم إلى ان يظهره القائم عليه السلام للخلق أو حفظ الله علم الرسول صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين للحسنين صلوات الله عليهم، فأقام عليا عليه السلام للخلافة بعد ان أصابه ما أصابه من المخالفين والله يعلم. (1 – 2) البرهان ج 2: 477. البحار ج 5: 298. (*)

[ 335 ]

50 – عن ليث بن سليم عن أبى جعفر عليه السلام (1) شكى موسى إلى ربه الجوع في ثلثة مواضع (آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا. لاتخذت عليه أجرا. رب انى لما أنزلت إلى من خير فقير) (2). 51 – عن اسمعيل بن أبى زياد الكوفى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: ما وجدت للناس ولعلى بن أبيطالب شبها الا موسى وصاحب السفينة، فكلم موسى بجهل، وتكلم صاحب السفينة بعلم، وتكلم الناس بجهل، ويكلم على بعلم (3). 52 – عن عبد الله بن سنان عن أبى عبد الله عليه السلام ان نجدة الحروري كتب إلى ابن عباس يسئله عن سبى الذرارى، فكتب إليه: اما الذرارى فلم يكن رسول الله يقتلهم وكان الخضر يقتل كافرهم ويترك مؤمنهم، فان كنت تعلم ما يعلم الخضر فاقتلهم (4). 53 – عن اسحق بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: بينما العالم يمشى مع موسى إذا هم بغلام يعلب قال: فوكزه العالم فقتله فقال له موسى: (أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا) قال فأدخل العالم يده فاقتلع كتفه فإذا عليه مكتوب كافر مطبوع (5). 54 – عن حريز عن أبى عبد الله عليه السلام انه كان يقرؤ (وكان ورائهم ملك) يعنى امامهم (6)


(1) في البرهان (عن أبى عبد الله عليه السلام وفى نسخة عن أبى جعفر عليه السلام. اه) (2 – 5) البرهان ج 2: 478 – 477. البحار ج 5: 298. الصافى ج 2: 23 – 24. (6) قال الطبرسي رحمه الله في المجمع: الوراء والخلف واحد وهو نقيض جهة القدام ويستعمل وراء بمعنى القدام ايضاء على الاتساع لانها جهة مقابلة فكأن كل واحدة من – الجهتين وراء الاخرى ثم استشهد لذلك بشعر لعبيد وغيره ونقل ايضا عن أبن عباس انه كان يقرأ (وكان امامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحا غصبا) ثم قال: وروى اصحابنا عن أبى عبد الله عليه السلام ايضا انه كان يقرأ كل سفينة صالحة غصبا وروى ذلك ايضا عن أبى جعفر عليه السلام قال وهى قرائة امير المؤمنين عليه السلام وعن تفسير القمى رحمه الله انه قال: هكذا نزلت وانه وإذا كانت معيوبة لم يأخذ منها شئ. (*)

[ 336 ]

(يأخذ كل سفينة صالحة غصبا) (1) 55 – عن حريز عمن ذكره عن أحدهما (2) انه قرأ (وكان ابواه مؤمنين) فطبع كافرا (3). 56 – عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله: (فخشينا) خشى ان ادركه الغلام ان يدعوا أبويه إلى الكفر فيجيبانه من فرط حبهما اياه (4). 57 – عن عبد الله بن خالد (5) رفعه قال: كان في كتف الغلام الذى قتله العالم مكتوب كافر (6). 58 – عن محمد بن عمر عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ان الله ليحفظ ولد المؤمن إلى ألف سنة، وان الغلامين كان بينهما وبين ابويهما سبعمأة سنة (7). 59 – عن عثمان عن رجل عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله: (فأردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكوة وأقرب رحما) قال: انه ولدت لهما جارية فولدت غلاما فكان نبيا (8). 60 – عن الحسن بن سعيد اللحمى (9) قال: ولد رجل من اصحابنا جارية دخل على أبى عبد الله عليه السلام فرآه متسخطا لها، فقال له أبو عبد الله: ارأيت لو أن الله أوحى اليك انى اختار لك أو تختار لنفسك ما كنت تقول ؟ قال: كنت أقول يا رب تختار لى، قال: فان الله قد اختار لك ثم قال: ان الغلام الذى قتله العالم كان مع موسى في قول الله (فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكوة وأقرب رحما) قال: فأبدلهما جارية


(1) البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298. (2) وفى البرهان (عن أبى عبد الله عليه السلام) مكان (عن احدهما). (3 – 4) البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298. الصافى ج 2: 24. (5) وفى البرهان (عبد الله بن حبيب) مكان (عبد الله بن خالد). (6 – 8) البرهان ج 2: 478. البحار ج 85: 29. الصافى ج 2: 25 (9) والظاهر انه مصحف اللخمى بالخاء قال في تنقيح المقال: اللخمى بالخاء المعجمة لقب جمع، وعد منهم الحسن بن سعيد. (*)

[ 337 ]

ولدت سبعين نبيا (1). 61 – عن أبى يحيى الواسطي رفعه إلى أحدهما عليه السلام في قول الله: (واما الغلام فكان أبواه مؤمنين) إلى قوله: (واقرب رحما) قال: أبدلهما مكان الابن بنتا فولدت سبعين نبيا (2). 62 – عن أبى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام (3) قال: كم من انسان له حق لا يعلم به، قال قلت: وما ذلك اصلحك الله ؟ قال: ان صاحب الجدار كان لهما كنز تحته، اما انه لم يكن ذهب ولا فضة، قال قلت: فأيهما كان أحق به ؟ فقال: الاكبر، كذلك نقول (4). 63 – عن اسحق بن عمار قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله ليصلح بصلاح (5) الرجل المؤمن ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته ودويرات حوله فلا يزالون في حفظ الله لكرامته على الله ثم ذكر الغلامين فقال: (وكان أبوهما صالحا) ألم تر ان الله شكر صلاح أبويهما لهما. (6) 64 – عن يزيد بن رويان قال: دخل نافع بن الازرق المسجد الحرام والحسين بن على عليهما السلام مع عبد الله بن عباس جالسان في الحجر فجلس اليهما ثم قال: يا بن عباس صف لى الهك الذى تعبده، فأطرق ابن عباس طويلا مستبطئا بقوله فقال له الحسين: إلى يا بن الارزق المتورط في الضلالة المرتكن في الجهالة أجيبك عما سألت عنه، فقال: ما اياك سألت فتجيبني، فقال له ابن عباس: مه عن ابن رسول الله فانه من أهل بيت النبوة ومعه من (معدن ظ) الحكمة فقال له صف لى فقال له اصفه بما وصف به نفسه وأعرفه بما عرف به نفسه، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، قريب غير ملتزق، وبعيد غير مقص، يوحد ولا يتبعض لا اله الا هو الكبير المتعال، قال:


(1 – 2) البرهان ج 2: 478. البحار ج 5: 298. (3) كذا في الاصل لكن في ساير النسخ (عن أبى جعفر) بدل (أبى عبد الله) (4) البرهان 2: 478. البحار ج 5: 298. (5) وفى بعض النسخ (ليفلح بفلاح). (6) البحار ج 5: 298. وج 15 (ج 2): 187 البرهان ج 2: 487 الصافى ج 2: 25. (*)

[ 338 ]

فبكى ابن الارزق بكاءا شديدا فقال له الحسين: ما يبكيك ؟ قال: بكيت من حسن وصفك، قال: يا بن الازرق انى أخبرت انك تكفر ابى واخى وتكفرني ؟ قال له نافع: لئن قلت ذاك لقد كنتم الحكام ومعالم الاسلام، فلما بدلتم استبدلنا بكم. فقال له الحسين: يا بن الازرق اسئلك عن مسألة فأجبني عن قول الله لا اله الا هو: (واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما) إلى قوله: (كنزهما) من حفظ فيهما ؟ قال: فأيهما أفضل ابويهما أم رسول الله وفاطمة ؟ قال: لا بل رسول الله وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فما حفظهما حتى حيل بيننا وبين الكفر، فنهض ثم نفض بثوبه ثم قال: قد نبأنا لله عنكم معشر قريش أنتم قوم خصمون (1) 65 – عن زرارة وحمران عن أبى جعفر وأبيعبد الله عليهما السلام قالا: يحفظ الاطفال باعمال آبائهم (2) كما حفظ الله الغلامين بصلاح أبيهما (3) 66 – عن صفوان الجمال عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله (واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما) فقال: اما انه ما كان ذهبا ولا فضة، وانما كان أربع كلمات: انى انا الله لا اله الا انا من أيقن بالموت لم تضحك (4) سنه، ومن أقر بالحساب لم يفرح قلبه، ومن آمن بالقدر (5) لم يخش الا ربه (6) 67 – عن ابن اسباط عن ابى الحسن الرضا عليه السلام قال: كان في الكنز الذى


(1) البرهان ج 2: 478. (2) وفى البحار (بصلاح آبائهم). (3) البحار ج 15 (ج 2): 178. البرهان ج 2: 479. (4) وفى نسخة (لن تضحك) (5) وفى البرهان (ومن أقر بالقبر اه) بدل (ومن آمن بالقدر) وفى الصافى (ومن ايقن بالقدر لم يخش الا الله اه) (6) البرهان ج 2: 479. البحار ج 5: 298. الصافى ج 2: 25. (*)

[ 339 ]

قال الله: (وكان تحته كنز لهما) لوح من ذهب فيه بسم الله الرحمن الرحيم محمد رسول الله، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن ايقن بالقدر كيف يحزن، وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يركن إليها، وينبغى لمن غفل عن الله ان لا يتهم الله في قضائه ولا يستبطئه في رزقه (1) 68 – عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام ان النبي صلى الله عليه وآله قال: ان الله ليخلف العبد الصالح من بعد موته في أهله وماله، وان كان أهله اهل سوء، ثم قرأ هذه الآية إلى آخرها (وكان أبوهما صالحا) (2). 69 – عن احمد بن محمد بن أبى نصر انه سمع هذا الكلام من الرضا عليه السلام عجبا لمن غفل عن الله كيف يستبطئ الله في رزقه، وكيف اصطبر على قضائه (3) 70 – عن محمد بن عمرو الكوفى عن رجل عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان الله يحفظ ولد المؤمن لابيه إلى الف سنة، وان الغلامين كان بينهما وبين ابويهما سبعمأة سنة (4). 71 – عن الاصبغ قال: قام ابن الكوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا امير المؤمنين اخبرني عن ذى القرنين أملك كان ام نبى ؟ واخبرني عن قرنيه أذهب ام فضة ؟ قال: انه لم يكن النبي ولا ملك، ولم يكن قرناه ذهب ولا فضة، ولكنه كان عبدا احب الله فأحبه، ونصح لله فنصح له، وانما سمى ذوالقرنين لانه دعا قومه فضربوه على قرنه، فغاب عنهم، ثم عاد إليهم فدعاهم فضربوه بالسيف على قرنه الآخر و فيكم مثله (5) 72 – عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان ذا القرنين لم يكن نبيا و


(1 – 4) البرهان ج 2: 479 البحار ج 5: 295. وج 15 (ج 2): 178. (5) الصافى ج 2: 27. البحار ج 5: 161 وقوله عليه السلام وفيكم مثله أي وفيكم من يضرب على قرنه مرتين، قال الجزرى في النهاية: ومنه حديث على وذكر قصة ذى القرنين ثم قال: وفيكم مثله، فيرى انه انما عنى نفسه لانه ضرب على رأسه ضربتين، احداهما يوم الخندق والاخرى ضربة ابن ملجم. (*)

[ 340 ]

لكن كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه، وناصح الله فناصحه، أمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرنه، فغاب عنهم زمانا ثم رجع إليهم فضربوه على قرنه الآخر، وفيكم من هو على سنته، وانه خير بين السحاب الصعب والسحاب الذلول فاختار الذلول فركب الذلول، فكان إذا انتهى إلى قوم كان رسول نفسه إليهم لكى لا يكذب الرسل (1) 73 – عن ابى الطفيل قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: ان ذا القرنين لم يكن نبيا ولا رسولا ولكن كان عبدا أحب الله فأحبه وناصح الله فنصحه، دعا قومه فضربوه على أحد قرنيه فقتلوه، ثم بعثه الله فضربوه على قرنه الآخر فقتلوه (2) 74 – عن بريد بن معوية عن ابى جعفر عليه السلام وابى عبد الله عليه السلام جميعا قال لهما ما منزلتكم ؟ ومن تشبهون من مضى ؟ قال: صاحب موسى وذو القرنين، كانا عالمين ولم يكونا نبيين (3) 75 – عن أبى حمزة الثمالى عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الله لم يبعث انبياء ملوكا في الارض الا اربعة بعد نوح، اولهم ذوالقرنين واسمه عياش، وداود وسليمان، ويوسف، فاما عياش فملك ما بين المشرق والمغرب، واما داود فملك ما بين الشامات إلى بلاد اصطخر، وكذلك كان ملك سليمان، فاما يوسف فملك مصر وبراريها لم يجاوزها إلى غيرها (4) 76 – عن ابن الورقاء قال: سألت امير المؤمنين عليه السلام عن ذى القرنين ما كان قرناه ؟ فقال: لعلك تحسب كان قرنيه ذهبا أو فضة، وكان نبيا بعثه إلى اناس فدعاهم إلى الله والى الخير، فقام رجل منهم فضرب قرنه الايسر فمات، ثم بعثه فأحياه وبعثه إلى الناس فقام رجل فضرب قرنه الايمن فمات فسماه الله ذا القرنين (5) 77 – عن ابن هشام عن أبيه عمن حدثه عن بعض آل محمد صلى الله عليه وآله قال: ان ذو القرنين كان رجلا صالحا طويت له الاسباب ومكن له في البلاد، وكان قد وصف له عين الحيوة


(1 – 5) البرهان ج 2: 482. البحار ج 5: 161 – 164 – 165. الصافى ج 2: 27. (*)

[ 341 ]

وقيل له: من يشرب منها شربة لم يمت حتى يسمع الصوت، وانه خرج في طلبها حتى أتى موضعها، وكان في ذلك الموضع ثلثمائة وستين (ستون ظ) عينا، وكان خضر على مقدمته وكان من اشد (1) اصحابه عنده، فدعاه فأعطاه وأعطا قوما من اصحابه كل رجل منهم حوتا مملحا، فقال: انطلقوا إلى هذه الموضع فليغسل كل رجل منكم حوته عند عين ولا يغسل معه احد، فانطلقوا فلزم كل رجل منهم عينا فغسل فيها حوته، وان الخضر انتهى إلى عين من تلك العيون فلما غمس الحوت و وجد الحوت ريح الماء حيى فانساب في الماء (2) فلما راى ذلك الخضر رمى بثيابه وسقط وجعل يرتمس في الماء ويشرب و يجتهد أن يصيبه ولا يصيبه فلما رأى ذلك رجع فرجع إلى اصحابه وأمره ذو القرنين بقبض السمك، فقال: انظروا فقد تخلفت سمكة، فقالوا: الخضر صاحبها، قال فدعاه فقال: ما خلف سمكتك ؟ قال: فاخبره الخبر (الخضر ج ل) فقال له: فصنعت ماذا ؟ قال: سقطت عليها فجعلت أغوص فاطلبها فلم اجدها، فقال: فشربت من الماء ؟ قال: نعم قال: فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها، فقال للخضر أنت صاحبها (3). 78 – عن حارث بن حبيب قال: أتى رجل عليا فقال له: يا امير المؤمنين أخبرني عن ذى القرنين فقال له: سخر له سحاب وقربت له الاسباب، وبسط له في النور، فقال له الرجل: كيف بسط له في النور ؟ فقال على عليه السلام: كان يبصره بالليل كما يبصر بالنهار، ثم قال على عليه السلام للرجل: أزيدك فيه ؟ فسكت (4). 79 – عن الاصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: سئل عن ذى القرنين قال: كان عبدا صالحا واسمه عياش واختاره الله وابتعثه إلى قرن من القرون الاولى في ناحية المغرب، وذلك بعد طوفان نوح، فضربوه على قرن رأسه الايمن فمات منها، ثم احياه الله بعد مأة عام، ثم بعثه إلى قرن من القرون الاولى في ناحية المشرق فكذبوه


(1) في نسخة (افضل) وفى اخرى (آثر) مكان (اشد). (2) أي دخل فيه. (3 – 4) البرهان ج 2: 483. البحار ج 5: 165. (*)

[ 342 ]

فضربوه ضربة على قرنه الايسر فمات منها، ثم أحياه الله بعد مأة عام وعوضه الله من الضربتين اللتين على رأسه قرنين في موضع الضربتين أجوفين وجعل عز ملكه وآية نبوته في قرنه. ثم رفعه الله إلى السماء الدنيا فكشط له عن الارض (1) كلها جبالها وسهولها وفجاجها حتى أبصر ما بين المشرق والمغرب، وآتاه الله من كل شئ علما يعرف به الحق والباطل، وأيده في قرنيه بكسف من السماء، فيه ظلمات ورعد وبرق، ثم أهبط إلى الارض وأوحى الله إليه: ان سر في ناحية غرب الارض وشرقها فقد طويت لك البلاد، وذللت لك العباد، فأرهبتهم منك، فسار ذو القرنين إلى ناحية المغرب فكان إذا مر بقرية زأر فيها (2) كما يزأر الاسد المغضب، فينبعث من قرنيه ظلمات ورعد وبرق وصواعق، ويهلك من ناواه وخالفه، فلم يبلغ مغرب الشمس حتى دان له أهل المشرق والمغرب، قال: وذلك قول الله (انا مكنا له في الارض وآتيناه من كل شئ سببا) فسار (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة) إلى قوله (اما من ظلم ولم يؤمن بربه فسوف نعذبه) في الدنيا بعذاب الدنيا (ثم يرد إلى ربه) في مرجعه (فيعذبه عذابا نكرا) إلى قوله: (وسنقول له من أمرنا يسرا ثم أتبع سببا) ذو القرنين من الشمس سببا. ثم قال أمير المؤمنين: ان ذا القرنين لما انتهى مع الشمس إلى العين الحامية وجد الشمس تغرب فيها ومعها سبعون الف ملك يجرونها بسلاسل الحديد، والكلاليب يجرونها من قعر البحر في قطر الارض الايمن، كما تجرى السفينة على ظهر الماء، فلما انتهى معها إلى مطلع الشمس سببا (وجدها تطلع على قوم) إلى قوله (بما لديه خبرا) فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ان ذا القرنين ورد على قوم قد أحرقتهم الشمس وغيرت أجسادهم وألوانهم حتى صيرتهم كالظلمة (ثم اتبع) ذو القرنين (سببا) في ناحية الظلمة، (حتى إذا بلغ بين السدين وجد


(1) كشط عن الشئ: كشفه عنه. (2) زأر الاسد: صات من صدره. (*)

[ 343 ]

من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا قولوا يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج خلف هذين الجبلين وهم يفسدون في الارض، إذا كان أبان زروعنا وثمارنا خرجوا علينا من هذين السدين، فرعوا من ثمارنا وزروعنا حتى لا يبقون منها شيئا، (فهل نجعل لك خرجا) نؤديه اليك في كل عام (على أن تجعل بيننا وبينهم سدا) إلى قوله: (زبر الحديد) قال: فاحتفر له جبل حديد فقلعوا له امثال اللبن، فطرح بعضه على بعض فيما بين الصدفين، وكان ذو القرنين هو أول من بنى ردما على الارض، ثم جمع عليه الحطب وألهب فيه النار، ووضع عليه المنافيخ فنفخوا عليه، فلما ذاب قال: آتونى بقسر وهو المس الاحمر. قال: فاحتفروا له جبلا من مس فطرحوه على الحديد فذاب معه واختلط به، قال: (فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا) يعنى يأجوج ومأجوج، (قال هذا رحمة من ربى فإذا جاء وعده ربى جعله دكا وكان وعد ربى حقا) إلى ها هنا رواية على بن الحسن (الحسين خ) ورواية محمد بن نصير. وزاد جبرئيل بن أحمد في حديثه بأسانيد عن الاصبغ بن نباته عن على بن ابي طالب صلى الله عليه وآله (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) يعنى يوم القيمة، وكان ذو القرنين عبدا صالحا وكان من الله بمكان نصح الله فنصح له، وأحب الله فأحبه، وكان قد سبب له في البلاد ومكن له فيها حتى ملك ما بين المشرق والمغرب وكان له خليلا من الملئكة يقال له رفائيل (1) ينزل إليه فيحدثه ويناجيه، فبينا هو ذات يوم عنده إذ قال له ذو القرنين: يا رفائيل كيف عبادة اهل السماء وأين هي من عبادة أهل الارض ؟ قال رفائيل: يا ذا القرنين وما عبادة أهل الارض ؟ (2) فقال: اما عبادة أهل السماء ما في السموات موضع قدم الا وعليه ملك قائم لا يقعد أبدا أو راكع لا يسجد أبدا أو ساجد لا يرفع رأسه أبدا، فبكى ذو القرنين بكاءا شديدا وقال: يا رفائيل انى احب ان أعيش حتى أبلغ من عبادة ربي وحق طاعته بما هو أهله، قال رفائيل: يا ذا القرنين


(1) وفى نسخة (رفات ئيل) وكذا في الموضع الاتية وفى البحار (روفائيل) و في المنقول عن العرائس (روفائيل). (2) وفى المحكى عن العرائس (يا ذا القرنين وما عبادتكم عند عبادتنا اه). (*)

[ 344 ]

ان لله في الارض عينا تدعى عين الحيوة، فيها عزيمة من الله انه من يشرب منها لم يمت حتى يكون هو الذى يسئل الله الموت، فان ظفرت بها تعيش ما شئت، قال: و اين تلك العين وهل تعرفها ؟ قال: لا، غير انا نتحدث في السماء ان لله في الارض ظلمة لم يطأها انس ولا جان (1)، فقال ذو القرنين: وأين تلك الظلمة ؟ قال رفائيل: ما أدرى، ثم صعد رفائيل. فدخل ذو القرنين حزن طويل من قول رفائيل ومما أخبره عن العين والظلمة ولم يخبره بعلم ينتفع به منهما، فجمع ذو القرنين فقهاء اهل مملكته وعلمائهم و أهل دراسة الكتب وآثار النبوة، فلما اجتمعوا عنده قال ذو القرنين: يا معشر الفقهاء وأهل الكتب وآثار النبوة هل وجدتم فيما قرأتم من كتب الله أو في كتب من كان قبلكم من الملوك ان لله عينا تدعى عين الحيوة ؟ فيها من الله عزيمة انه من يشرب منها لم يمت حتى يكون هو الذى يسئل الله الموت ؟ قالوا: لا يا أيها الملك قال: فهل وجدتم فيما قرأتم من الكتب ان لله في الارض ظلمة لم يطأها انس ولا جان ؟ قالوا: لا يا ايها الملك فحزن عليه ذو القرنين حزنا شديدا وبكى، إذ لم يخبر عن العين والظلمة بما يحب. وكان فيمن حضره غلام من الغلمان من أولاد الاوصياء أوصياء الانبياء وكان ساكتا لا يتكلم حتى إذا آيس ذو القرنين منهم قال له الغلام: ايها الملك انك تسئل هؤلاء عن امر ليس لهم به علم، وعلم ما تريد عندي، ففرح ذو القرنين فرحا شديدا حتى نزل عن فراشه، وقال له: ادن منى، فدنا منه فقال: اخبرني فقال: نعم ايها الملك انى وجدت في كتاب آدم الذى كتب يوم سمى له ما في الارض من عين أو شجر، فوجدت فيه ان لله عينا تدعى عين الحيوة، فيها من الله عزيمة انه من يشرب منها لم يمت حتى يكون هو الذى يسئل الله الموت بظلمة لم يطأها انس ولا جان، ففرح ذو القرنين وقال: ادن منى يا ايها الغلام تدرى أين موضعها ؟ قال: نعم، وجدت


(1) وفى المحكى عن العرائس زيادة وهى: (فنحن نظن ان تلك العين في تلك الظلمة). (*)

[ 345 ]

في كتاب آدم انها على قرن الشمس يعنى مطلعها. ففرح ذو القرنين وبعث إلى أهل مملكته فجمع اشرافهم وفقهائهم وعلمائهم واهل الحكم منهم، فاجتمع إليه ألف حكيم وعالم وفقيه، فلما اجتمعوا إليه تهيأ للمسير وتأهب له بأعد العدة، واقوى القوة، فسار بهم يريد مطلع الشمس يخوض البحار (1) ويقطع الجبال والفيا في (2) والارضين والمفاوز، فسار اثنا عشر سنة حتى انتهى إلى طرف الظلمة، فإذا هي ليست بظلمة ليل ولا دخان ولكنها هواء يفور فسد ما بين الافقين، فنزل بطرفها وعسكر عليها وجمع علماء اهل عسكره وفقهائهم وأهل الفضل منهم فقال: يا معشر الفقهاء والعلماء انى اريد ان اسلك هذه الظلمة فخروا له سجدا فقالوا: ايها الملك انك لتطلب أمرا ما طلبه ولا سلكه أحد من كان قبلك من النبيين والمرسلين، ولا من الملوك، قال: انه لابد لى من طلبها، قالوا: يا ايها الملك انا لنعلم انك إذا سلكتها ظفرت بحاجتك منها بغير عنت عليك لامرنا ولكنا نخاف ان يعلق بك (3) منها أمر يكون فيه هلاك ملكك وزوال سلطانك، و فساد من في الارض، فقال: لابد من ان اسلكها فخروا سجدا لله وقالوا: انا نتبرء اليك مما يريد ذو القرنين. فقال ذو القرنين: يا معشر العلماء أخبروني بأبصر الدواب ؟ قالوا: الخيل الاناث البكارة ابصر الدواب، فانتخب من عسكره فأصاب ستة آلاف فرس اناثا أبكارا وانتخب من اهل العلم والفضل والحكمة ستة آلاف رجل، فدفع إلى كل رجل فرسا وعقد (4) لافسحر – وهو الخضر – على ألف فرس، فجعلهم على مقدمته وأمرهم ان يدخلوا الظلمة وسار ذو القرنين في أربعة آلاف، وامر أهل عسكره ان يلزموا معسكره اثنا عشر سنة، فان رجع هو إليهم إلى ذلك الوقت والا تفرقوا في البلاد، ولحقوا


(1) خاض الماء: دخله. (2) الفيا في كصحارى لفظا ومعنى. (3) وفى نسخة (يتفق عليك). (4) وفى نسخة (يتفق عليك) (وولى). (*)

[ 346 ]

ببلادهم أو حيث شاؤا. فقال الخضر: أيها الملك انا نسلك في الظلمة لا يرى بعضنا بعضا كيف نصنع بالضلال إذا أصابنا فأعطاه ذو القرنين خرزة حمرا (1) كأنها مشعلة لها ضوء فقال خذ هذه الخرزة فإذا أصابكم الضلال فارم بها إلى الارض، فانها تصيح، فإذا صاحت رجع اهل الضلال إلى صوتها، فأخذها الخضر ومضى في الظلمة وكان الخضر يرتحل وينزل ذو القرنين فبينا الخضر يسير ذات يوم إذ عرض له واد في الظلمة، فقال لاصحابه: قفوا في هذا الموضع لا يتحركن أحد منكم عن موضعه، ونزل عن فرسه فتناول الخرزة فرمى بها في الوادي فأبطأت عنه بالاجابة حتى ساء ظنه وخاف ان لا يجيبه ثم أجابته، فخرج إلى صوتها فإذا هي على جانب العين [ يقفوها ] وإذا ماؤها أشد بياضا من اللبن واصفى من الياقوت، وأحلى من العسل، فشرب منه ثم خلع ثيابه فاغتسل منها، ثم لبس ثيابه ثم رمى بالخرزة نحو أصحابه فأجابته، فخرج إلى اصحابه وركب وامرهم بالمسير فساروا. ومر ذو القرنين بعده فاخطأوا الوادي فسلكوا تلك الظلمة أربعين يوما و اربعين ليلة ثم خرجوا بضوء ليس بضوء نهار ولا شمس ولا قمر ولكنه نور فخرجوا إلى الارض حمراء ورملة خشخاشة فركة (2) كان حصاها اللؤلؤ، فإذا هو بقصر مبنى على طول فرسخ فجاء ذو القرنين إلى الباب فعسكر عليه ثم توجه بوجهه وحده الي القصر فإذا طائر وإذا حديدة طويلة قد وضع طرفاها على جانبى القصر، والطير الاسود معلق بأنفه في تلك الحديدة بين السماء والارض مزموم كأنه الخطاف أو صورة الخطاف


(1) الخرزة: – واحدة الخرز محركة – الحب المثقوب من الزجاج ونحوه تنظم منه المسابح والقلائد ونحوها. فصوص من حجارة كالماس والياقوت. (2) قال الفيروز آبادى: الخشخشة: صوت السلاح، وكل شئ يابس إذا حل بعضه ببعض والدخول في الشئ. وقوله عليه السلام: (فركة) أي كانت لينة بحيث كان يمكن فركها باليد (بحار الانوار). (*)

[ 347 ]

أو شبيه بالخطاف أو هو خطاف، فلما سمع خشخشة ذى القرنين، قال: من هذا ؟ قال أنا ذو القرنين، فقال الطائر: يا ذا القرنين اما كفاك ما ورائك حتى وصلت إلى حد بابى هذا ؟ ففرق ذو القرنين فرقا شديدا (1) فقال: يا ذا القرنين لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل كثر بنيان الآجر والجص في الارض ؟ قال: نعم، قال: فانتفض الطير وامتلا حتى ملا من الحديدة ثلثها، ففرق ذو القرنين فقال: لا تخف، فأخبرني قال: سل، قال: هل كثر المعازف ؟ (2) قال: نعم، قال فانتفض الطير وامتلاء حتى امتلاء من الحديدة ثلثيها، ففرق ذو القرنين فقال: لا تخف و أخبرني، قال: سل قال: هل ارتكب الناس شهادة الزور في الارض ؟ قال: نعم، فانتفض انتفاضة وانتفخ، فسد ما بين جدارى القصر قال: فامتلاء ذو القرنين عند ذلك فرقا منه، فقال له: لا تخف وأخبرني قال: سل قال: هل ترك الناس شهادة ان لا اله الا الله ؟ قال: لا، فانضم ثلثه ثم قال: يا ذا الققرنين لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل ترك الناس الصلوة المفروضة ؟ قال: لا، قال: فانضم ثلث آخر، ثم قال: يا ذو القرنين لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل ترك الناس الغسل من الجنابة ؟ قال: لا، قال: فانضم حتى عاد إلى الحالة الاولى. وإذا هو بدرجة مدرجة إلى اعلى القصر فقال الطير: يا ذا القرنين اسلك هذه الدرجة، فسلكها وهو خائف لا يدرى ما يهجم عليه حتى استوى على ظهرها، فإذا هو بسطح ممدود مد البصر وإذا رجل شاب أبيض مضئ الوجه، عليه ثياب بيض حتى كانه رجل أو في صورة رجل أو شبيه بالرجل أو هو رجل، وإذا هو رافع رأسه إلى السماء ينظر إليها، واضع يده على فيه، فلما سمع خشخشة ذى القرنين قال: من هذا ؟ قال: انا ذو القرنين قال: يا ذا القرنين ما كفاك ما وراك حتى وصلت إلى ؟ قال ذو القرنين: مالى أراك واضعا يدك على فيك ؟ قال: يا ذا القرنين أنا صاحب الصور، وان الساعة قد اقتربت، وانا أنتظر ان اؤمر بالنفخ فأنفخ، ثم ضرب بيده


(1) فرق – كعلم -: فزع. (2) المعازف: الملاهي كالعود والطنبور. (*)

[ 348 ]

فتناول حجرا فرمى به إلى ذى القرنين، كأنه حجر أو شبه حجر أو هو حجر، فقال يا ذا القرنين خذها فان جاع جعت، وان شبع شبعت فارجع، فرجع ذو القرنين بذلك الحجر حتى خرج به إلى أصحابه، فأخبرهم بالطير وما سأله عنه وما قال له، وما كان من أمره واخبرهم بصاحب السطح وما قال له وما أعطاه. ثم قال لهم: انه اعطاني هذا الحجر وقال لي ان جاع جعت، وان شبع شبعت، وقال: أخبروني بأمر هذا الحجر، فوضع الحجر في احدى الكفتين ووضع حجرا مثله في الكفة الاخرى، ثم رفعوا الميزان فإذا الحجر الذى جاء به أرجح بمثل الآخر، فوضعوا آخر فمال به حتى وضعوا ألف حجر كلها مثله، ثم رفعوا الميزان فمال بها ولم يستمل به الالف حجر، وقالوا: يا ايها الملك لا علم لنا بهذا، فقال له الخضر: ايها الملك انك تسئل هؤلاء عما لا علم لهم به، وقد اوتيت علم هذا الحجر فقال ذو القرنين: فأخبرنا به وبينه لنا فتناول الخضر الميزان فوضع الحجر الذى جاء به ذو القرنين في كفة الميزان، ثم وضع حجرا آخر في كفة أخرى ثم وضع كفة تراب (1) على حجر ذى القرنين يزيده ثقلا، ثم رفع الميزان فاعتدل وعجبوا وخروا سجدا لله، وقالوا: ايها الملك هذا أمر لم يبلغه علمنا، وانا لنعلم ان الخضر ليس بساحر فكيف هذا ؟ وقد وضعنا معه ألف حجر كلها مثله فمال بها، وهذا قد اعتدل به وزاده ترابا قال ذو القرنين: بين يا خضر لنا أمر هذا الحجر. قال الخضر: ايها الملك ان أمر الله نافذ في عباده، وسلطانه قاهر، وحكمه فاصل، وان الله ابتلى عباده بعضهم ببعض، وابتلى العالم بالعالم، والجاهل بالجاهل، والعالم بالجاهل، والجاهل بالعالم، وانه ابتلاني بك وابتلاك بى، فقال ذو القرنين: يرحمك الله يا خضر انما تقول ابتلاني بك حين جعلت أعلم منى، وجعلت تحت يدى، أخبرني يرحمك الله عن أمر هذا الحجر، فقال الخضر: ايها الملك ان هذا الحجر مثل ضربه لك صاحب الصور، يقول: ان مثل بنى آدم مثل هذا الحجر الذى وضع ووضع معه ألف حجر فمال بها، ثم إذا وضع عليه التراب شبع


(1) في نسخة (كفا من تراب). (*)

[ 349 ]

وعاد حجرا مثله، فيقول: كذلك مثلك، أعطاك الله من الملك ما أعطاك فلم ترض به حتى طلبت أمرا لم يطلبه احد كان قبلك، ودخلت مدخلا لم يدخله انس ولا جان، يقول: كذلك ابن آدم لا يشبع حتى يحثى عليه التراب (1) قال: فبكى ذو القرنين بكاءا شديدا وقال: صدقت يا خضر يضرب لى هذا المثل، لا جرم انى لا أطلب اثرا في البلاد بعد مسلكي هذا ثم انصرف راجعا في الظلمة، فبينا هم يسيرون إذا سمعوا خشخشة تحت سنابك خيلهم (2) فقالوا: ايها الملك ما هذا ؟ فقال: خذوا منه، فمن أخذ منه ندم ومن تركه ندم، فأخذ بعض وترك بعض، فلما خرجوا من الظلمة إذا هم بالزبرجد، فندم الآخذ والتارك، ورجع ذو القرنين إلى دومة الجندل (3) وكان بها منزله، فلم يزل بها حتى قبضه الله إليه. قال: وكان صلى الله عليه وآله إذا حدث بهذا الحديث قال: رحم الله أخى ذو القرنين ما كان مخطئا إذا سلك ما سلك، وطلب ما طلب، ولو ظفر بواد الزبرجد في مذهبه لما ترك فيه شيئا الا أخرجه للناس، لانه كان راغبا ولكنه ظفر به بعد ما رجع، فقد زهد (4) 80 – جبرئيل بن احمد عن موسى بن جعفر رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: ان ذا القرنين عمل صندوقا من قوارير، ثم حمل في مسيره ما شاء الله، ثم ركب البحر فلما انتهى إلى موضع منه قال لاصحابه: دلوني فإذا حركت الحبل فأخرجوني فان لم احرك الحبل فأرسلوني إلى آخره، فأرسلوه في البحر وارسلوا الحبل مسيرة اربعين يوما، فإذا ضارب يضرب جنب الصندوق، ويقول: يا ذا القرنين أين تريد ؟ قال: اريد


(1) حثى عليه التراب: رماه وصبه. (2) السنابك جمع السنبك – بالضم – طرف الحافر. (3) موضع على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول صلى الله عليه وآله، يقرب من تبوك، وهى احد حدود فدك. قيل سميت بدوم بن اسماعيل وسميت دومة الجندل لان حصنها مبنى بالجندل. (4) البرهان ج 2: 483 – 486. البحار ج 5: 165 – 168. (*)

[ 350 ]

ان انظر إلى ملك ربى في البحر كما رأيته في البر، فقال: يا ذا القرنين ان هذا الموضع الذى انت فيه مر فيه نوح زمان الطوفان فسقط منه قدوم (1) فهو يهوى في قعر البحر إلى الساعة لم يبلغ قعره، فلما سمع ذو القرنين ذلك حرك الحبل وخرج (2). 81 – عن ابى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان اسم ذو القرنين عياش، وكان أول الملوك من الانبياء، وكان بعد نوح، وكان ذو القرنين قد ملك ما بين المشرق والمغرب (3). 82 – عن جميل بن دراج عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الزلزلة فقال: اخبرني أبى عن ابيه عن آبائه قال: قال رسول الله عليه وآله السلام: ان ذا القرنين لما انتهى إلى السد جاوزه فدخل الظلمة، فإذا هو بملك طوله خمس مأة ذراع، فقال له الملك: يا ذا القرنين اما كان خلفك مسلك ؟ فقال له ذو القرنين: ومن أنت ؟ قال: أنا ملك من ملئكة الرحمن موكل بهذا الجبل، وليس من جبل خلقه الله الا وله عرق إلى هذا الجبل، فإذا أراد الله ان يزلزل مدينة اوحى إلى ربى فزلزلتها (4). 83 – عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال امير المؤمنين صلوات الله عليه تغرب الشمس في عين حامية في بحر دون المدينة التى تلى مما يلى المغرب يعنى جابلقاء (5) 84 – عن أبى بصير عن ابى جعفر في قول الله (لم نجعل لهم من دونها سترا كذلك) قال: لم يعلموا صنعة البيوت (6).


(1) القدوم: آلة للنحت والنجر. (2) البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168. (3) البرهان ج 2: 486. وقد مر الحديث تحت رقم 75 ايضا مع الزيادة فراجع (4) البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 161. (5 – 6) البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168. الصافى ج 2: 28 – 29. (*)

[ 351 ]

85 – عن جابر عن أبى عبد الله عليه السلام (1) قال: (اجعل بينكم وبينهم ردما) قال: التقية (2) (فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا) قال: هو التقية (3). 86 – عن المفضل (4) قال: سألت الصادق عليه السلام عن قوله (اجعل بينكم و بينهم ردما) قال: التقية (فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا) قال ما استطاعوا له نقبا إذا عمل بالتقية لم يقدروا في ذلك على حيلة، وهو الحصن الحصين وصار بينك وبين أعداء الله سدا لا يستطيعون له نقبا، قال: وسألته عن قوله: (فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء) قال: رفع التقية عند الكشف (5) فينتقم من أعداء الله (6). 87 – عن الاصبغ بن نباته عن امير المؤمنين عليه السلام قال: (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) يعنى يوم القيمة (7). 88 – عن محمد بن حكيم (الحكم خ ل) قال: كتبت رقعة إلى أبى عبد الله عليه السلام فيها أتستطيع النفس المعرفة ؟ قال: فقال: لا فقلت: يقول الله: (الذين كانت اعينهم


(1) وفى البرهان (عن أبى جعفر عليه السلام) (2) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البرهان لكن في الاصل هكذا (اجعل بيننا و بينهم سدا فما اسطاعوا اه). (3) البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168. (4) وفى نسخة (الفضيل) بدل (المفضل). (5) وفى البحار (رفع التقية عند قيام القائم عليه السلام اه). (6) البرهان ج 2: 486. البحار ج 5: 168 وقال المجلسي رحمه الله كان هذا كلام على سبيل التمثيل والتشبيه، أي جعل الله التقية لكم سدا لرفع ضرر المخالفين عنكم إلى قيام القائم عليه السلام ورفع التقية، كما ان ذا القرنين وضع السد لرفع فتنة يأجوج ومأجوج إلى أن يأذن الله لرفعها. (7) البرهان ج 2: 487. الصافى ج 2: 32. (*)

[ 352 ]

في غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا) قال: هو كقوله (وما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون) قلت: يعاتبهم ؟ قال: لم يعتبهم بما صنع، قلوبهم ولكن يعاتبهم بما صنعوا، ولو لم يتكلفوا لم يكن عليهم شئ (1). 89 – عن امام بن ربعى قال: قام ابن الكوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال اخبرني عن قول الله: (قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا) قال: اولئك اهل الكتاب كفروا بربهم وابتدعوا في دينهم فحبط اعمالهم وما اهل النهر منهم ببعيد (2) 90 – عن ابى الطفيل قال: منهم اهل النهر. وفى رواية ابى الطفيل: اولئك هم اهل حرورا (3). 91 – عن عكرمة عن ابى عباس قال: ما في القرآن آية (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) الا وعلى اميرها وشريفها، وما من اصحاب محمد رجل الا وقد عاتبه الله، وما ذكر عليا الا بخير، قال عكرمة: انى لاعلم لعلى منقبة لو حدثت بها لبعدت اقطار السموات والارض (4). 92 – عن العلا بن الفضيل عن ابى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية (من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا) قال من صلى أو صام أو اعتق أو حج يريد محمدة الناس، فقد اشترك في عمله وهو مشرك مغفور (5). 93 – عن جراح (2) عن ابى عبد الله عليه السلام [ قال من كان يرجوا لى عبادة ربه احدا ] انه ليس من رجل يعمل شيئا من البر لا يطلب به وجه الله انما يطلب به تزكية


(1) البرهان ج 2: 494. البحار ج 3: 85. الصافى ج 2: 32. (2 – 3) البرهان ج 2: 495. الصافى ج 2: 33. (4) البرهان ج 2: 495. (5) البرهان ج 2: 495. البحار ج 15 (ج 3): 54. الصافى جمع 2: 35 وقال الفيض رحمه الله يعنى انه ليس من الشرك الذى قال الله تعالى: ان الله لا يغفر ان يشرك به وذلك لان المراد بذلك الشرك الجلى، وهذا هو الشرك الخفى. (6) وفى نسخة البحار (حزام). (*)

[ 353 ]

الناس يشتهى ان يسمع به الناس، فذاك الذى اشرك بعبادة ربه (1) 94 – عن على بن سالم عن ابى عبد الله قال: قال الله تبارك وتعالى: أنا خير شريك، من اشرك بى في عمله لن اقبله الا ما كان لى خالصا (2). 95 – وفى رواية اخرى عنه قال: ان الله يقول انا خير شريك، من عمل لى ولغيري فهو لمن عمل له دوني (3). 96 – عن زرارة وحمران عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام قالا: لو ان عبدا عمل عملا يطلب به رحمة الله (4) والدار الآخرة ثم أدخل فيه رضا احد من الناس كان مشركا (5) 94 – عن على بن سالم عن ابى عبد الله قال: قال الله تبارك وتعالى: أنا خير شريك، من اشرك بى في عمله لن اقبله الا ما كان لى خالصا (2). 95 – وفى رواية اخرى عنه قال: ان الله يقول انا خير شريك، من عمل لى ولغيري فهو لمن عمل له دوني (3). 96 – عن زرارة وحمران عن ابى جعفر وابى عبد الله عليهما السلام قالا: لو ان عبدا عمل عملا يطلب به رحمة الله (4) والدار الآخرة ثم أدخل فيه رضا احد من الناس كان مشركا (5) 97 – عن سماعة بن مهران قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله: (فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا) قال: العمل الصالح المعرفة بالائمة، (ولا يشرك بعبادة ربه احدا) التسليم لعلى لا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له ولا هو من أهله (6).


(1 – 3) البحار ج 15 (ج 3): 54. البرهان ج 2: 496 – 497. الصافى ج 2: 36. (4) وفى نسخة (وجه الله). (5 – 6) البرهان ج 2: 497. البحار ج 15 (ج 3): 54 و 95 و 102. الصافى ج 2: 36. (*)

[ 354 ]

إلى هنا تم الجزء الثاني حسب تجزئتنا، وبه تم ما ظفرنا عليه من هذا الكتاب، ونحمد الله تعالى على ما وفقنا لاتمامه تصحيحا وتعليقا، ونسئله التوفيق للعمل بما يحبه عزوجل في كل حال، وأن يحشرنا مع محمد وآله صلوات الله عليهم في المآل، وبذكره نختم الكتاب والمقال والحمد لله. السيد هاشم الرسولي المحلاتي عفى عنه وعن والديه بحق محمد وآله 5 جمادى الاولى سنة 1381

اترك تعليقاً