المحاسن

الشيخ البرقي ج 1


[ 1 ]

كتاب المحاسن تأليف الشيخ الثقة الجليل الاقدم أبي جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي عنى بنشره وتصحيحه والتعليق عليه السيد جلال الدين الحسيني المشتهر بالمحدث يطلب من دار الكتب الاسلامية


[ 2 ]

كتاب المحاسن للمحاسن دور قطب عليه المكرمات تدور قال الصدوق محمد: هو عندنا أهل البصيرة مرجع مشهور


[ 3 ]

بسمه تعالى مقدمة إطباق علمائنا معشر الامامية على وثاقة أبى جعفر أحمد بن أبي عبد الله البرقى بل على جلالته يغنينا عن الخوض في ترجمته من هذه الجهة، وكذا اشتهار اعتبار كتابه ” المحاسن ” بينهم يمنعنا عن بيان شئ من ذلك من جهة الحاجة إليه، ومع ذلك نذكر شيئا مما له ربط بالامرين عملا بما هو المتعارف في هذا العصر من تصدير الكتب المطبوعة بذكر ما يكشف عن أحوال الكتب وتراجم مؤلفيها ونكتفى في ذلك بأقل ما يدل على المطلوب إذا المقام لا يسع الاستقصاء في ذلك فنقول والله المستعان: نبذة مما يدل على اعتبار الكتاب وجلالة مؤلفه فمن ذلك اعتماد المشايخ الثلاثة في الكتب الاربعة التي عليها تدور رحى مذهب الشيعة في استنباط أحكام الشريعة على هذا الكتاب إذ كل منهم انتزع أخبارا كثيرة منه وأودعها كتابه. أما ثقة الاسلام الكليني رضوان الله عليه فقد روى عنه بواسطة عدة من الرواة واختار للتعبير عنهم عبارة ” عدة من أصحابنا ” حبا للاختصار وحفظا لكتابه من أن يكثر حجمه، و ذلك لان المحاسن من مآخذه المهمة التي ينقل عنه كثيرا فلو تكرر في جميع هذه الموارد أسامي الذين يروى بواسطتهم عنه لكان يكثر حجم الكتاب كثيرا فاكتفى عن ذكر أساميهم بذكر العدة. قال العلامة أعلى الله مقامه في الفائدة الثالثة من فوائد الخلاصة: ” قال الشيخ الصدوق محمد بن يعقوب الكليني في كتابه الكافي في أخبار كثيرة: ” عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد البرقى ” وقال: ” كلما قلت في كتابي المشار إليه: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد، فهم علي بن إبراهيم، وعلي بن محمد بن عبد الله بن أذينة، و أحمد بن عبد الله بن بنته، وعلي بن الحسن “.


[ 4 ]

ونظمه العلامة الطباطبائي السيد مهدى بحر العلوم رضوان الله عليه (على ما هو المشهور والمذكور في غير واحد من الكتب الرجاليه والفقهية وغيرها) على هذا المنوال: وعدة البرقى وهو أحمد * علي بن الحسن وأحمد وبعد ذين ابن أذينة على * وابن لابراهيم واسمه علي أما رئيس المحدثين أبو جعفر الصدوق رحمة الله عليه فهو أيضا سلك هذا الطريق فقال في أول كتاب من لا يحضره الفقيه ما لفظه: ” ولم أقصد فيه قصد المصنفين في إيراد جميع ما رووه بل قصدت إلى إيراد ما أفتى به وأحكم بصحته وأعتقد فيه أنه حجة فيما بينى وبين ربى تقدس ذكره وتعالت قدرته، وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول وإليها المرجع، مثل كتاب حريز بن عبد الله السجستاني، وكتاب عبيدالله بن علي الحلبي، وكتب علي بن مهزيار الاهوازي، وكتب الحسين بن سعيد، ونوادر أحمد بن محمد بن عيسى، وكتاب نوادر الحكمة تصنيف محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، وكتاب الرحمة لسعد بن عبد الله، وجامع شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد رضى الله عنه، ونوادر محمد بن أبي عمير، وكتب (1) المحاسن لاحمد بن أبي عبد الله البرقى، ورسالة أبي رضى الله عنه إلي، وغيرها من الاصول والمصنفات التي طرقي إليها معروفة في فهرس الكتب التي رويتها عن مشايخي وأسلافي رضى الله عنهم ” أقول: وإلى هذا أشرت في قولى: كتاب المحاسن للمحاسن دور * قطب عليه المكرمات تدور قال الصدوق محمد: هو عندنا * أهل البصيرة مرجع مشهور وأما شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسى قدس الله روحه القدوسي فحسبنا من قوله في الباب ما ذكره في كتابيه (الرجال، والفهرست) فنذكر هنا ما ذكره في الفهرست وهو قوله: ” أحمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي أبو جعفر أصله كوفى وكان جده محمد بن علي حبسه يوسف بن عمر والى العراق بعد قتل زيد بن


(1) خ ل ” كتاب “.

[ 5 ]

علي بن الحسين عليهم السلام ثم قتله وكان خالد صغير السن فهرب مع أبيه عبد الرحمن إلى برقة قم فأقاموا بها وكان ثقة في نفسه غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل وصنف كتبا كثيرة منها المحاسن وغيرها وقد زيد في المحاسن ونقص، فمما وقع إلى منها الابلاغ، كتاب التراحم والتعاطف، كتاب آداب النفس، كتاب المنافع، كتاب أدب المعاشرة، كتاب المعيشة، كتاب المكاسب، كتاب الرفاهية، كتاب المعاريض، كتاب السفر، كتاب الامثال، كتاب الشواهد من كتاب الله عزوجل، كتاب النجوم، كتاب المرافق، كتاب الزواجر، كتاب السوم، كتاب الزينة كتاب الاركان، كتاب الزي، كتاب اختلاف الحديث، كتاب الطيب، كتاب المآكل، كتاب الماء، كتاب الفهم، كتاب الاخوان، كتاب الثواب، كتاب تفسير الاحاديث وأحكامه، كتاب العلل، كتاب العقل، كتاب التخويف، كتاب التحذير، كتاب التهذيب، كتاب التسلية، كتاب التأريخ، كتاب الغريب، كتاب المحاسن، كتاب مذام الاخلاق، كتاب النساء، كتاب المآثر والانساب، كتاب أنساب الامم، كتاب الشعر والشعراء، كتاب العجائب، كتاب الحقائق، كتاب المواهب والحظوظ، كتاب الحياة، كتاب النور والرحمة، كتاب الزهد والمواعظ، كتاب التبصرة، كتاب التفسير، كتاب التأويل، كتاب مذام الافعال، كتاب الفروق، كتاب المعاني والتحريف، كتاب العقاب، كتاب الامتحان، كتاب العقوبات، كتاب العين، كتاب الخصائص، كتاب النحو، كتاب العيافة والقيافة، كتاب الزجر والفال، كتاب الطير، كتاب المراشد، كتاب الافانين، كتاب الغرائب، كتاب الحيل، كتاب الصيانة، كتاب الفراسة، كتاب العويص، كتاب النوادر، كتاب مكارم الاخلاق، كتاب ثواب القرآن، كتاب فضل القرآن، كتاب مصابيح الظلم، كتاب المنجيات، كتاب الدعاء، كتاب الدعابة والمزاح، كتاب الترغيب، كتاب الصفوة، كتاب الرؤيا، كتاب المحبوبات والمكروهات، كتاب خلق السماوات والارض، كتاب بدء خلق إبليس والجن، كتاب الدواجن والرواجن، كتاب مغازى النبي صلى الله عليه وآله، كتاب بنات النبي صلى الله عليه وآله وأزواجه، كتاب الاجناس والحيوان، كتاب التأويل، وزاد محمد بن جعفر بن بطة على ذلك: كتاب طبقات الرجال، كتاب الاوائل، كتاب الطب، كتاب التبيان، كتاب الجمل، كتاب ما خاطب الله به خلقه، كتاب جداول الحكمة، كتاب الاشكال والقرائن، كتاب الرياضة، كتاب ذكر الكعبة، كتاب التهانى، كتاب التعازى، أخبرنا بهذه الكتب كلها وبجميع رواياته


[ 6 ]

عدة من أصحابنا، منهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد وأبو عبد الله الحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون وغيرهم عن أحمد بن محمد بن سليمان الزرارى قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادى أبو الحسن القمى، قال: حدثنا أحمد بن أبي – عبد الله، وأخبرنا هؤلاء الثلاثة عن الحسن بن حمزة العلوى الطبري، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن بنت البرقى، قال: حدثنا جدى أحمد بن محمد، وأخبرنا هؤلاء إلا الشيخ أبا عبد الله وغيرهم عن أبي المفضل الشيباني، عن محمد بن جعفر بن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله بجميع كتبه ورواياته، وأخبرنا بها ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله بجميع كتبه ورواياته “. ونظيره كلام الشيخ الجليل النبيل النجاشي رضى الله عنه وأرضاه في حق صاحب العنوان وهو قوله: ” أحمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقى أبو جعفر أصله كوفي وكان جده محمد بن علي حبسه يوسف بن عمر بعد قتل زيد عليه السلام ثم قتله و كان خالد صغير السن فهرب مع أبيه عبد الرحمن إلى ” برق رود ” وكان ثقة في نفسه، يروى عن الضعفاء واعتمد المراسيل وصنف كتبا منها المحاسن وغيرها، وقد زيد في المحاسن ونقص، كتاب التبليغ والرسالة، كتاب التراحم والتعاطف، كتاب التبصرة، كتاب الرفاهية، كتاب الزى، كتاب الزينة، كتاب المرافق، كتاب المراشد، كتاب الصيانة، كتاب النجابة، كتاب الفراسة، كتاب الحقائق، كتاب الاخوان، كتاب الخصائص، كتاب المآكل، كتاب مصابيح الظلم، كتاب المحبوبات، كتاب المكروهات، كتاب العويص، كتاب الثواب، كتاب العقاب، كتاب المعيشة، كتاب النساء، كتاب الطيب، كتاب العقوبات، كتاب المشارب، كتاب الشعر، كتاب أدب النفس، كتاب الطب، كتاب الطبقات، كتاب أفاضل الاعمال، كتاب أخص الاعمال، كتاب المساجد الاربعة، كتاب الرجال، كتاب الهداية، كتاب المواعظ، كتاب التحذير، كتاب التسلية، كتاب أدب المعاشرة، كتاب مكارم الاخلاق، كتاب مكارم الافعال، كتاب مذام الافعال، كتاب المواهب، كتاب الحبوة، كتاب الصفوة، كتاب علل الحديث، كتاب معاني الحديث والتحريف، كتاب تفسير الحديث، كتاب العروق، كتاب الاحتجاج، كتاب الغرائب، كتاب العجائب، كتاب اللطائف، كتاب المصالح،


[ 7 ]

كتاب المنافع، كتاب من الدواجن والرواجن، كتاب الشعر والشعراء كتاب النجوم، كتاب تعبير الرؤيا، كتاب الزجر والفأل، كتاب صوم الايام، كتاب السماء، كتاب الارضين، كتاب البلدان والمساحة، كتاب الدعاء، كتاب ذكر الكعبة، كتاب الاجناس والحيوان، كتاب أحاديث الجن وإبليس، كتاب فضل القرآن، كتاب الازاهير، كتاب الاوامر والزواجر، كتاب ما خاطب الله به خلقه، كتاب أحكام الانبياء والرسل، كتاب الجمل، كتاب جداول الحكمة، كتاب الاشكال والقرائن، كتاب الرياضة، كتاب الامثال، كتاب الاوائل، كتاب التأريخ، كتاب الانساب، كتاب النحو، كتاب الاصفية، كتاب الافانين، كتاب المغازى، كتاب الرواية، كتاب النوادر، هذا الفهرست الذي ذكره محمد بن جعفر بن بطة من كتب المحاسن، وذكر بعض أصحابنا أن له كتبا أخر منها كتاب التهانى، كتاب التعازى، كتاب أخبار الاصم، أخبرنا بجميع كتبه الحسين بن عبيد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد أبو غالب الزرارى قال: حدثنا مؤدبي على بن الحسين السعد ابادى أبو الحسن القمى قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله بها، وقال أحمد بن الحسين رحمه الله في تأريخه: توفى أحمد بن أبي عبد الله البرقى في سنة أربع وسبعين ومائتين، وقال على بن محمد ماجيلويه: توفى سنة ثمانين ومائتين “. قال بعض الفضلاء (1) في هامش قوله ” مؤدبى علي بن الحسين ” من النسخة المطبوعة ما لفظه: ” وعلى بن الحسين هذا وإن لم يذكر حاله في هذا الكتاب بمدح ولا ذم إلا أن جلالة شأن أبي غالب وعلو مرتبته في باب الرواية تمنع من أخذه معلما مؤدبا لو لم يكن من الثقات بل أجلائهم كما هو ظاهر للماهر في الفن “. ومن ذلك تصريحات غيرهم من علماء الشيعة وحملة علم الدين والشريعة بما يدل على المطلوب فلننقل أيضا شيئا مما ذكروه في الباب فنقول: قال ابن شهر اشوب (ره) في معالم العلماء (2) ما لفظه: ” أحمد بن محمد بن خالد البرقى كوفى سكن برحبة قم، مصنفاته المحاسن، وقد زيد فيها ونقص منها، فمن ذلك: الابلاغ، التراحم والتعاطف، أدب النفس، المنافع، أدب المعاشرة، المعيشة، المكاسب، الرفاهية، المعاريض، السفر، الامثال، الشواهد من كتاب الله، النجوم، المرافق، الدواجن، الشوم، الزينة، الاركان، الزى، اختلاف


(1) اسم القائل ” عبد الحسين الطهراني ” ولعله شيخ العراقين الحاج شيخ عبد الحسين الطهراني شيخ اجازة المحدث النوري (ره). (2) ص 9 – 10 من النسخة المطبوعة.

[ 8 ]

الحديث، الطيب، المأكل، الفهم، الاخوان، الثواب، العلل، تفسير الاحاديث وأحكامه، العقل، التخويف، التحذير، التهذيب، التسلية، التأريخ، مكارم الاخلاق، مذام الافعال، النساء، المآثر والانساب، الامم، الشعر والشعراء، العجائب، الحقائق، المواهب، الحظوظ، الحبوة، التبصرة، النور والرحمة، الزهد والمواعظ، التعيين، التأويل، الفروق، المعاني والتحريف، العذاب، الامتحان، العقوبات، العين، الخصائص، النحو، العيافة، الزجر والفأل، الطيرة، المراشد، الافانين، الغرائب، الحيل، الصيانة، الفراسة، العويص، النوادر، ثواب القرآن، فضل القرآن، مصابيح الظلم، المنتخبات، الدعاء، الدعابة والمزاح، الرغيب، الرؤيا، المحبوبات، المكروهات، خلق السماء والارض، بدأ خلق إبليس والجن والدواجن، مغازى النبي صلى الله عليه وآله، الاجناس والحيوان، غريب كتب المحاسن، وزاد محمد بن بطة على ذلك: طبقات الرجال، الاوائل، الطب، التبيان، الجمل، الرياضة، ما خاطب الله به خلقه، جداول الحكمة، ذكر الكعبة، الاشكال والقرائن، التهانى، التعازى “. قال ابن النديم (ره) في الفهرست في الفن الخامس من المقالة السادسة (ص 309 من النسخة المطبوعة بمصر)، وهو في بيان أخبار فقهاء الشيعة ومحدثيهم وبيان أسماء ما صنفوه من الكتب: ” البرقى – أبو عبد الله محمد بن خالد البرقى القمى، من أصحاب الرضا ومن بعد صحب ابنه أبا جعفر وقيل: كان يكنى أبا الحسن وله من الكتب: كتاب العويص، كتاب التبصرة، كتاب المحاسن، كتاب الرجال، فيه ذكر من روى عن أمير المؤمنين رضى الله عنه (1) قرأت بخط أبى علي بن همام قال: كتاب المحاسن للبرقي يحتوى على نيف و سبعين كتابا ويقال: على ثمانين كتابا وكانت هذه الكتب عند أبي علي بن همام: كتاب المحبوبات، كتاب المكروهات، كتاب طبقات الرجال، كتاب فضائل الاعمال، كتاب أخص الاعمال، كتاب التحذير، كتاب التخويف، كتاب الترهيب، كتاب الحبوة والصفوة، كتاب علل الاحاديث، كتاب معاني الحديث والتحريف، كتاب الفروق، كتاب الاحتجاج، كتاب اللطائف، كتاب المصالح، كتاب تعبير الرؤيا، كتاب صوم الايام، كتاب السماء، كتاب


(1) أدرج هنا أعنى ما بين الكلامين هذه العبارة ” الحسن بن محبوب السراد، وهو الزراد، من أصحاب مولانا الرضا ومحمد ابنه، وله من الكتب: كتاب التفسير، كتاب النكاح، كتاب الفرائض والحدود والديات ” وهو اشتباه نشأ إما من الناسخ أو الطابع.

[ 9 ]

الارضين، كتاب البلدان، كتاب ذكر الكعبة، كتاب الحيوان والاجناس، كتاب أحاديث الجن والانس، كتاب فضائل القرآن، كتاب الازاهير، كتاب الاوامر والزواجر، كتاب ما خاطب الله به خلقه، كتاب الانبياء والرسل، كتاب الجمل، كتاب جدول الحكمة، كتاب الاشكال، كتاب القرائن، كتاب البزائر، كتاب الرياضة، كتاب الاوائل، كتاب التأريخ، كتاب الاسباب، كتاب المآثر، كتاب الاصفية، كتاب الافانين، كتاب الرواية، كتاب النوادر، ابنه احمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقى وله من الكتب كتاب الاحتجاج، كتاب السفر، كتاب البلدان أكبر من كتاب أبيه “. أقول: في هذا الكلام لابن النديم (ره) اندماجات واشتباهات تعلم بالتدبر فيما مر من كلمات العلماء وما يأتي منها فلاحظ حتى تتبين حقيقه الامر. قال العلامة أعلى الله مقامه في الخلاصة: ” أحمد بن محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن علي البرقي منسوب إلى برقة قم أبو جعفر أصله كوفى ثقة غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل قال ابن الغضائري: ” طعن عليه القميون وليس الطعن فيه وإنما الطعن فيمن يروى عنه فانه كان لا يبالى عمن أخذ على طريقة أهل الاخبار وكان أحمد بن محمد بن عيسى أبعده عن قم ثم أعاده إليها واعتذر إليه، وقال: وجدت كتابا فيه وساطة بين أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد ولما توفى مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافيا حاسرا ليبرئ نفسه مما قذفه به وعندي أن روايته مقبولة “. قال ابن ادريس رضوان الله عليه في آخر السرائر في ضمن ما استطرفه من الاصول المعول عليها في الشيعة ما لفظه: ” ما استطرفته من كتاب المحاسن تصنيف أحمد بن أبي عبد الله البرقى بسم الله الرحمن الرحيم قال أحمد بن أبي عبد الله البرقى في خطبة كتابه الذي وسمه بكتاب المحاسن: أما بعد فان خير الامور أصلحها، وأحمدها أنجحها، وأسلمها أقومها، وأرشدها أعمها خيرا، وأفضلها أدومها نفعا، وإن قطب المحاسن الدين، وعماد الدين اليقين، والقول الرضى والعمل الزكي، ولم نجد في وثيقة المعقول وحقيقة المحصول عند المناقشة والمباحثة لدى المقايسة والموازتة خصلة تكون أجمع لفضائل الدين والدنيا، ولا أشد تصفية لاقذاء العقل، ولا


[ 10 ]

أقمع لخواطر الجهل، ولا أدعى إلى اقتناء كل محمود ونفى كل مذموم من العلم بالدين وكيف لا يكون كذلك ما من الله عزوجل سببه، ورسول الله صلى الله عليه وآله مستودعه ومعدنه، وأولوا النهى تراجمته وحملته، وما ظنك بشئ الصدق خلته، والذكاء والفهم آلته، والتوفيق والحكم مريحته، واللين والتواضع نتيجته، وهو الشئ الذي لا يستوحش معه صاحبه إلى شئ، ولا يأنس العاقل مع نبذه بشئ، ولا يستخلف منه عوضا يوازيه، ولا يعتاض منه بدلا يدانيه، ولا تحول فضيلته ولا تزول منفعته، وأنى لك بكنز باق على الانفاق، ولا تقدح فيه يد الزمان، ولا تكلمه غوائل الحدثان، وأقل خصاله الثناء له في العاجل، مع الفوز برضوان الله في الآجل، وأشرف بما صاحبه على كل حال مقبول، وقوله وفعله محتمل محمول، وسببه أقرب من الرحم الماسة، وقوله أصدق وأوفق من التجربة وإدراك الحاسة، وهو نجاة من تسليط التهم وتحاذير الندم، وكفاك من كريم مناقبه ورفيع مراتبه أن العالم بما أدى من صدق قوله شريك لكل عامل في فعله طول المسند، وهو بن ناظر، ناطق صامت، حاضر غائب، حى ميت، ورادع نصب ” فذكر شيئا من أخبار الكتاب فمن أراده فليطلبه من هناك. قال القاضى نور الله التسترى رضى الله عنه وأرضاه في كتابه الموسوم بمصائب النواصب في ضمن أجوبته عن كلام الخصم الذي ادعى حصر كتب أحاديث الشيعة في الاربعة المشهورة (الكافي، والفقيه، والتهذيب والاستبصار) ما لفظه: وأما ثالثا فلان حصره كتب أحاديث الامامية في الاربعة المذكورة ليس بصحيح، بل هي ستة، وخامسها كتاب المحاسن تأليف أحمد بن محمد بن خالد البرقى، وسادسها قرب الاسناد تأليف محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري “. قال المولى محمد تقى المجلسي طيب الله مضجعه في شرحه الفارسى على كتاب من لا يحضره الفقيه في شرح قول الصدوق (ره) ” وكتاب المحاسن لاحمد بن أبي عبد الله البرقى ” ما لفظه: ” واين كتاب نزد ما هست وچنانكه مشايخ نقل كرده اند بسيار بزرگ وثقه ومعتمد عليه بوده است آنچه الحال هست شايد ثلث آن باشد وبغير از اين كتاب نودوسه كتاب ديگر تصنيف نموده است در فنون علوم، واسامي اين كتابها وساير كتابهاى علماى ما


[ 11 ]

در فهرستهاى ارباب رجال موجود است “. قال العلامة المجلسي قدس الله تربته في مقدمة البحار في الفصل الثاني الذي عقده لبيان ما للكتب المنتزعة منها البحار من الاعتبار وعدمه ما نصه: ” وكتاب المحاسن للبرقي من الاصول المعتبرة وقد نقل عنه الكليني وكل من تأخر عنه من المؤلفين “. قال السيد نعمة الله الجزائري قدس سره في رسالة حجية قول المجتهدين من الاموات في ضمن كلام له ما لفظه: ” إن أصول الحديث التي دونها أصحاب الائمة عليهم السلام عددها أربعمائة، أما الكتب فهى أكثر منها، ومشايخنا المحمدون الثلاثة قدس الله أرواحهم لما صنفوا هذه الاصول الاربعة وأخذوها من الاصول الاربعمائة ونحوها اجتهدوا في نزع الاخبار من مقارها وذلك أنهم عمدوا سيما الشيخ طاب ثراه إلى الاخبار الواردة في المسألة الواحدة فأخذوا من الاصول بعض الاخبار المناسبة وذكروا بعض ما ينافيها وتركوا بقية الاخبار وما عارضها وإن كانت صحيحة السند إلا أن ما ذكروه أخصر طريقا، ومن تتبع الموجود من الاصول ككتاب محاسن البرقى يظهر له صحة ما ذكرناه، وذلك أنه إذا عنون بابا من الابواب ينقل فيه ما يقرب من عشرين حديثا مثلا وطرق أكثرها من واضح الصحيح فلما عمد الكليني والشيخ عطر الله مرقديهما إلى انتزاع الاخبار من ذلك الكتاب ما نقلوا إلا بعضها اختيارا للاختصار ولو نقلوها كما هي لربما فهم غيرهم منها غير ما ذهبوا إليه وعقلوه من تلك الاخبار، مع ما حصل لها بسبب ما فعلوا من الاضمار والقطع والارسال وأنواع الاختلال، وبالجملة فما صنعوه من أقوى أنواع الاجتهاد، ومع ذلك قبل علماؤنا رواياتهم ونقولهم واعتمدوا عليها وسكنوا إليها، ولم يوجبوا على أنفسهم البحث والفحص عن الاصول والكتب المدونة في أعصار الائمة عليهم السلام فهذا من أعظم أنواع التقليد للاموات “. قال العلامة الطباطبائى السيد مهدى بحر العلوم (ره) في رجاله: بنو خالد البرقى القمى أبوهم خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي كوفي من موالى أبي الحسن الاشعري وقيل مولى جرير بن عبد الله قتل يوسف بن عمر والى العراق جده محمد بن علي بعد قتل زيد رضى الله عنه فهرب خالد وهو صغير مع أبيه عبد الرحمن إلى ” برق رود ” قرية


[ 12 ]

في سواد قم على واد هناك يعرف بذلك فنسبوا إليها وهم أهل بيت علم وفقه وحديث وأدب، منهم أبو عبد الله محمد بن خالد وأخواه أبو علي الحسن وقيل الحسين وأبو القاسم الفضل وابنه أبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد ويعرف أيضا بأحمد بن أبي عبد الله و ابن ابن ابنه (1) أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن خالد وابن ابن أخيه علي بن العلاء بن الفضل بن خالد، ذكرهم النجاشي (ره) وقال في الحسن بن خالد: ثقة له كتاب نوادر، وفي محمد: إنه كان أديبا حسن المعرفة بالاخبار وعلوم العرب ضعيفا في الحديث له كتب روى أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه، وفي أحمد بن محمد: إنه كان ثقة في نفسه يروى عن الضعفاء واعتمد المراسيل و صنف كتبا كثيرة، قال: ولابن الفضل ابن يعرف بعلي بن العلاء بن الفضل بن خالد فقيه و ذكر ان صهر أحمد على ابنته محمد بن أبي القاسم الملقب ماجيلويه سيد من أصحابنا القميين ثقة عالم فقيه عارف بالادب والشعر والغريب أخذ العلم والادب عن أحمد بن أبي عبد الله، وكان ابنه علي بن محمد من بنت أحمد وهو ثقة فاضل أديب فقيه رأى جده أحمد بن محمد البرقى وتأدب عليه، وذكر البرقى في رجاله أباه محمدا في أصحاب الكاظم والرضا والجواد (ع) وذكر نفسه في أصحاب الجواد والهادي (ع) وكان في زمان العسكري (ع) و ذكر أصحابه ولم يعد نفسه فيهم وكأنه لم يلقه أو لم يتفق له الرواية وكذا صنع الشيخ في الرجال ووثق محمد بن خالد عند ذكره في أصحاب الرضا (ع) ولم يطعن فيه بشئ وذكر في الفهرست محمدا وأخاه الحسن وابنه أحمد وذكر لكل منهم كتابا أو كتبا وروى كتب أحمد عن جماعة منهم أحمد بن عبد الله بن بنت اللبرقى عن جده أحمد وقال في أحمد بن محمد: كان ثقة في نفسه غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل واختلف القول في أحمد بن محمد وأبيه أما أحمد فقد توافق الشيخان رحمهما الله على توثيقه في نفسه وروايته عن الضعفاء واعتماده المراسيل وتبعهما العلامة في


(1) ويحتمل أن يكون هذا هو أحمد بن عبد الله بن بنت أحمد بن أبي عبد الله كما يأتي في كلام الشيخ حيث روى كتب أحمد بن أبي عبد الله عن أحمد بن عبد الله بن بنته لكن النجاشي روى كتب محمد بن خالد عن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله والجمع بين الكلامين يقتضى أن يكون عبد الله اثنين أحدهما ابن أحمد والاخر صهره وله صهر آخر هو محمد بن أبي القاسم ماجيلويه وابن بنته منه هو علي بن محمد بن أبي القاسم ماجيلويه فتأمل (قاله المامغانى (ره) في هامش الموضع).

[ 13 ]

ذلك وذكره في الباب الاول من كتابه قال: وقال ابن الغضايري: طعن عليه القميون وليس الطعن فيه وإنما الطعن فيمن يروى عنه فانه كان لا يبالى عمن أخذ على طريقة أهل الاخبار وكان أحمد بن محمد بن عيسى أبعده عن قم ثم أعاده إليها واعتذر إليه قال: و وجدت كتابا فيه وساطة بين أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد ولما توفى مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافيا حاسرا ليبرئ نفسه مما قذفه به ثم قال العلامة: وعندي أن روايته مقبولة، وذكره ابن داود في باب الضعفاء وعلله بطعن ابن الغضايرى ورد بأنه لم يطعن فيه بل دفع الطعن عنه وكأنه أراد نقله الطعن عن القميين أو ذكره هناك لما يطعن به غالبا من الرواية عن الضعفاء وان لم يطعن به هنا والحق أن الرواية عن الضعفاء لا يقتضى تضعيف الراوى ولا ضعف الرواية إذا كانت مسندة عن ثقة، وكذا اعتماد المراسيل فانها مسألة اجتهادية والخلاف فيها معروف ورواية الاجلاء عن الضعفاء كثيرة، وكذا إرسالهم للروايات، واحتمال الارسال باسقاط الواسطة لقلة المبالاة ينفيه توثيق الشيخين له في نفسه وكذا إسقاطها بناء على مذهبه من جواز الاعتماد على المراسيل فانه تدليس ينافى العدالة، وقول ابن الغضايرى ” طعن عليه القميون وليس الطعن فيه بل فيمن يروى عنه ” يحتمل وجهين، أحدهما أن طعن القميين ليس فيه نفسه بل فيمن يروى عنه فيكون توجيها لطعن القميين وبيانا لمرادهم وأنه في نفسه سالم من الطعن عند الجميع، ثانيهما أنهم وإن طعنوا فيه إلا أن ما طعنوا به إنما يقتضى الطعن في الرواية لا فيه نفسه وهذا أقرب، وقد عرفت أن ذلك ليس طعنا في روايته أيضا إلا إذا روى عن مجهول أو روى مرسلا وقد مر تحقيق ذلك في محله، وروى الكليني في باب ما جاء من النص على الائمة (ع) بعد أبواب المواليد حديث الخضر المشتمل على شهادته بامامتهم (ع) واحدا بعد واحد بحضرة أمير المؤمنين (ع) ثم قال: وحدثني محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي هاشم مثله سواء. قال محمد بن يحيى: فقلت لمحمد بن الحسن: يا أبا جعفر وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله قال فقال: لقد حدثنى قبل الحيرة بعشر سنين وهذا القول من محمد بن يحيى والاعتذار من الصفار يعطيان تضعيفهما لاحمد بن أبي عبد الله وأنه لم يكن عندهما في مقام عدالة، ورأيت جماعة من الناظرين في الحديث قد تحيروا


[ 14 ]

في معنى الحيرة الواقعة في هذا الخبر فاحتملوا أن المراد تحير أحمد بن محمد في المذهب، أو خرافته وتغيره في آخر عمره، أو حيرته بعد إخراجه من قم، أو حيرة الناس فيه بعد ذلك، واعتمد أگثرهم على الاول وضعفوه بتوقفه في المذهب، وذلك غفلة عن الاصطلاح المعروف في الحيرة فان المراد بها حيرة الغيبة ولذلك يسمى زمان الغيبة زمان الحيرة لتحير الناس فيه من جهة غيبة الامام، أو لوقوع الاختلاف والشك وتفرق الكلمة بعد غيبته، وفي الحديث عن أبي غانم قال: سمعت أبا محمد (ع) يقول: في سنة مائتين وستين تفرق شيعتي، قال أبو غانم: وفيها قبض (ع) وتفرقت شيعته، فمنهم من انتهى إلى جعفر، ومنهم من أتاه وشك، ومنهم من وقف على الحيرة، ومنهم من ثبت على دين الله، وقول محمد بن يحيى: ” وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله ” جار على المعهود من القميين من طعنهم في أحمد بعدم مبالاته في الرواية واعتماده المراسيل وأخذه من الضعفاء وكذا اعتذار الصفار بأنه قد حدثه بهذا الحديث قبل الحيرة بعشر، فانهما من مشايخ قم ووجوه القميين وقد كانوا سيئ الرأى في أحمد بن أبي عبد الله و بناء الاعتذار إما على أن تغيره عندهم قد كان بعد الغيبة فلا يقدح في المروى عنه قبلها، أو على أن احتمال عدم صحة هذا الخبر إنما يتأتى لو أخبر به بعد الغيبة أما قبلها فلا فان في الحديث ” واشهد على رجل من ولد الحسن (ع) لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملاها عدلا كما ملئت جورا ” وهذا غيب لا يجترى عليه عاقل قبل وقوعه مخافة الشنعة والتكذيب وكيف كان فليس المراد حيرته في الامامة وتوقفه فيمن توقف وإلا لنقل ذلك عنه وكان من أكبر الطعون فيه وروايته لهذا الحديث وغيره من النصوص على الاثنى عشر (ع) تنافى ذلك وتخالف غرضه لو كان متوقفا في القائم (ع) وقد يوهم القدح فيه من غير جهة القميين المتسرعين إلى الطعن بأدنى سبب كتاب أبي العباس أحمد بن على بن نوح السيرافى رحمه الله إلى النجاشي وقد كتب إليه يسأله تعريف الطرق إلى كتب الحسين بن سعيد الاهوازي (رض) قال: والذي سألت تعريفه من الطرق إلى كتب الحسين بن سعيد فقد روى عنه أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري القمى وأبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقى والحسين بن الحسن بن أبان وأحمد بن محمد بن الحسن بن السكن القرشى البردعى وأبو العباس أحمد بن محمد الدينورى قال: فأما ما عليه أصحابنا


[ 15 ]

والمعول عليه ما رواه أحمد بن محمد بن عيسى ثم ذكر طريقه وسائر الطرق إلى الحسين فهذا يعطى الطعن في أحمد بن محمد بن خالد وعدم تعويل أبي العباس بن نوح الثقة عليه وهو طعن من غير القميين وفيه منع ظاهر إذ لعل المراد أن ما عليه جميع أصحابنا والمعول عليه عند كلهم هو طريق ابن عيسى دون غيره كابن خالد لوجود الخلاف فيه من القميين فيعود إلى الطعن المنقول عنهم وليس في الكلام تصريح بعدم تعويله نفسه على أنه لو كان المراد ذلك أمكن أن يكون الوجه ضعف الواسطة وهو محمد بن جعفر بن بطة فقد ضعفه جماعة والحق وفاقا لاكثر الاصحاب خصوصا المتأخرين توثيق أحمد بن محمد بن خالد وممن وثقه وقطع بتوثيقه العلامة المجلسي رحمه الله وكذا والده التقى رحمه الله في الروضة وقبلهما شيخنا الشهيد الثاني رحمه الله في الدراية فانه قال: أحمد بن محمد مشترك بين جماعة منهم أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد وأحمد بن محمد بن أبي نصر وأحمد بن محمد بن الوليد وجماعة من أفاضل أصحابنا في تلك الاعصار ويتميز عند الاطلاق بقرائن الزمان ويحتاج في ذلك إلى فضل قوة وتميز واطلاع على الرجال ومراتبهم ولكنه مع الجهل لا يضر لان جميعهم ثقات وقال شيخنا البهائي (ره) في مفتتح كتاب مشرق الشمسين: أحمد بن محمد مشترك بين جماعة يزيدون على ثلاثين ولكن أكثرهم إطلاقا وتكررا في الاسانيد أربعة ثقات ابن الوليد القمى وابن عيسى الاشعري وابن خالد البرقى وابن أبي نصر البزنطى والاول لم يذكر في أوائل السند والاوسطان في أواسطه والاخير في أواخره و اكثر ما يقع الاشتباه بين الاوسطين ولكن حيث إنهما معا ثقتان لم يكن في البحث عن تعيينه فائدة يعتد بها، وقد جرى في الحبل المتين على ذلك فوصف الروايات التي في طريقها أحمد بن محمد بن خالد البرقى بالصحة وكذا المحقق الشيخ حسن (ره) في المنتقى وهو مذهب المتأخرين كافة إلا من شذ، وأما أبوه محمد بن خالد فقد سمعت توثيق الشيخ له في كتاب الرجال من دون طعن فيه ولا غمز وما قاله النجاشي (ره): إنه كان ضعيفا في الحديث مع مدحه بالادب وحسن معرفته بالاخبار وكلام العرب وقال العلامة قال ابن الغضايرى: حديثه يعرف وينكر ويروى عن الضعفاء كثيرا ويعتمد المراسيل ثم قال: والاعتماد عندي على قول الشيخ الطوسى من تعديله، قال الشهيد الثاني (ره) في


[ 16 ]

حواشى الخلاصة: الظاهر أن قول النجاشي لا يقتضى الطعن فيه نفسه بل فيمن يروى عنه و يؤيده كلام ابن الغضايرى وحينئذ فالارجح قبول قوله لتوثيق الشيخ له وخلوه عن المعارض لكنه في نكاح المسالك في مسألة التوارث بالعقد المنقطع أورد رواية سعيد بن يسار في ذلك وقال: وهى أجود ما في الباب ولكن في طريقها البرقى وهو مشترك بين ثلاثة محمد بن خالد وأخوه الحسن وابنه أحمد والكل ثقات على قول الشيخ ابي جعفر الطوسي (ره) ولكن النجاشي ضعف محمدا وقال ابن الغضائري: حديثه يعرف وينكر ويروى عن الضعفاء كثيرا وإذا تعارض الجرح والتعديل فالجرح مقدم وظاهر حال النجاشي أنه أضبط الجماعة وأعرفهم بحال الرجال وأما ابنه أحمد فقد طعن عليه كما طعن على أبيه من قبل وقال ابن الغضايرى: كان لا يبالى عمن أخذ ونفاه أحمد بن محمد بن عيسى عن قم لذلك ولغيره قال وبالجملة فحال هذا النسب المشترك مضطرب ولا يدخل روايته في الصحيح ولا ما في معناه، هذا كلامه وأنت خبير بما فيه فان توثيق الحسن بن خالد إنما عرف من النجاشي لا الشيخ وكلام الشيخ والنجاشى في أحمد واحد غير مختلف فانهما وثقاه في نفسه وقالا: إنه يروى عن الضعفاء ويعتمد المراسيل، وهذا لا يقتضى التضعيف بل عنده أن قولهم ضعيف في الحديث ليس تضعيفا فكيف هذا ولو كان تضعيفا كان منهما لا من النجاشي خاصة، وما حكاه عن ابن الغضائري مقتطع من كلامه المتقدم وهو مسوق لدفع الطعن لا للطعن ونفى ابن عيسى له من قم مندفع باعادته و مشيه في جنازته حافيا حاسرا ليبرئ نفسه مما قذفه به وقد صرح فيما تقدم عنه في شرح الرسالة بتوثيقه قاطعا بذلك ورجح في حاشية الخلاصة قبول رواية أبيه محمد لتوثيق الشيخ وخلوه عن المعارض بناء على أن مراد النجاشي من قوله ” كان ضعيفا في الحديث ” ضعف من روى عنه لا ضعفه، وحمل كلام ابن الغضائري على ذلك وجعله مؤيدا للمعنى الذي فهمه وأما تقديم قول الجارح فليس ذلك على إطلاقه وكذا تقديم النجاشي على الشيخ وعلى تقديره فهو فرع التعارض وهو منتف هنا للفرق بين الضعيف وضعف الحديث فان الثاني أعم من الاول أو مباين له فالمتجه توثيق محمد كولده وفاقا للعلامة وأكثر من تأخر عنه ويؤيده كثرة روايته وسلامتها وإكثار ثقة الاسلام والصدوق عنه ووجود طريق في الفقيه إليه وكونه من رجال نوادر الحكمة ولم يستثن فيمن استثنى منهم وكذا رواية كثير من الاجلاء كأحمد بن محمد بن عيسى وابنه أحمد بن


[ 17 ]

محمد بن خالد ومحمد بن عبد الجبار وإبراهيم بن هاشم وغيرهم عنه، وفي البحار عن العياشي مرسلا عن صفوان قال استأذنت لمحمد بن خالد على أبى الحسن الرضا (ع) وأخبرته انه ليس يقول بهذا القول وانه قال: والله لا أريد لقائه إلا لانتهى إلى قوله فقال: أدخله فدخل فقال له: جعلت فداك إنه قد كان فرط منى شئ وأسرفت على نفسي وكان فيما يزعمون أنه كان يعيبه فقال: وأنا أستغفر الله مما كان منى فأحب أن تقبل عذري وتغفر لي ما كان مني فقال: نعم أقبل إن لم أقبل كان إبطال ما يقول هذا وأصحابه و أشار بيده إلي ومصداق ما يقول الآخرون يعنى المخالفين قال الله لنبيه صلى الله عليه وآله: ” ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر ” ثم سأله عن أبيه فأخبره أنه قد مضى واستغفر له، فهذا الحديث مع إرساله وعدم صراحته في محمد بن خالد البرقى وعدم ظهور مضمونه فيه من كتب الرجال والاخبار قد تضمن رجوعه عما كان عليه من الوقف وغيره فلا يقتضى طعنا فيه بعد أن ظهرت توبته وقبله الرضا (ع) ورضى عنه واستغفر له، فان كثيرا من أعاظم الاصحاب وثقاتهم وقفوا ثم رجعوا وعادوا إلى الحق ولم يتوقف فيهم أحد ” (1). (انتهى كلام العلامة الطباطبائى رضوان الله عليه) قال صاحب الروضات رحمة الله عليه (2) ” الشيخ الجليل أبو جعفر احمد بن أبي عبد الله محمد بن خاد البرقي منسوب إلى برقة من أعمال قم وأصله كوفي قتل جده الثالث محمد بن على في حبس يوسف بن عمر بعد شهادة زيد بن علي (ع) وكان خالد صغيرا فهرب مع أبيه عبد الرحمن بن محمد إليها وتوطنوا بها، وهو من أجلاء أصحابنا المشاهير مصرح بتوثيقه في عبارات كثير من أصحابنا، ذكره الشيخ في رجال الجواد (ع) والهادي (ع)، وممن يروى عنه الصفار صاحب بصائر الدرجات إلا أنه كان يروى عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ولهذا أبعده أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري وإن أعاده إليها ثانيا واعتذر منه ومشى في جنازته بعد موته حافيا حاسرا ليبرء نفسه مما قذفه به، وله تصانيف كثيرة فصلها الرجاليون، ومن أجلها وأجمعها كتاب المحاسن


(1) انظر أوائل رجال بحر العلوم أو أواخر مقياس الهداية الملحق في الطبع بتنقيح المقال. (2) ج 1، ص 13 من الطبعة الاولى.

[ 18 ]

المشهور الموجود بيننا في هذه الازمان، وقد اشتمل على أزيد من مائة باب من أبواب الفقه والحكم والآداب والعلل الشرعية والتوحيد وسائر مراتب الاصول والفروع، و كان الصدوق (ره) وضع على حذوها كثيرا من مؤلفاته وتوفى (ره) في حدود سنة أربع وسبعين ومائتين كما عن تأريخ ابن الغضائري أو باسقاط الاربع كما عن غيره (1) وكان (ره) ماهرا في العربية وعلوم الادب جدا كما ذكره الفقيه الفاضل السيد صدر الدين الموسوي العاملي لنا شفاها، قال: وقد أخذ هذه المراتب منه أبو الحسن أحمد بن فارس اللغوى المشهور وأبو الفضل العباس بن محمد النحوي الملقب بعرام شيخا اسمعيل بن عباد الآتى ذكره وترجمته إن شاء الله تعالى، وكان أبوه محمد بن خالد أيضا من كبراء الرواة والمحدثين وعظماء أهل الفضل والدين ومن ثقات أصحاب الرضا والكاظم (ع) كما نص عليه الشيخ (ره) وقد صنف أيضا في الآداب والتفسير والخطب والعلل والنوادر كثيرا يطلب تفصيلها من كتب الرجال، وله أيضا أولاد وأحفاد صلحاء محدثون، ويروى شيخنا الصدوق (رض) عن على بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبى عبد الله المذكور مترضيا عليه، عن أبيه، عن جده أبي عبد الله محمد بن خالد المعظم إليه فليلاحظ “. قال خاتم المحدثين ثقة الاسلام النوري طيب الله رمسه في الفائدة الخامسة من خاتمة المستدرك (2) في ضمن بيان صحة طرق الصدوق إلى الرواة الذين روى عنهم في الفقيه بالنسبة إلى أحمد بن أبي عبد الله البرقي ما لفظه: ” وأما أحمد فقد وثقه الشيخ والنجاشي وغيرهما ولكن طعنوا فيه أنه كان يروى عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ولذلك أبعده أحمد بن محمد بن عيسى عن قم ثم ذكروا أنه أعاده واعتذر إليه وأنه لما مات مشى في جنازته حافيا حاسرا، وقال ابن الغضائري: طعن عليه القميون وليس الطعن فيه إنما الطعن فيمن يروى عنه، وبالجملة فهو من أجلاء رواتنا وقد نقل عن جامعه الكبير المسمى بالمحاسن كل من تأخر عنه من المصنفين و أرباب الجوامع بل منه أخذوا عناوين الكتب خصوصا أبو جعفر الصدوق فان من كتب – المحاسن كتاب ثواب الاعمال، كتاب عقاب الاعمال، كتاب العلل، كتاب القرائن، وعليه


(1) هذا وهم منه لان أحدا من العلماء لم يقل بذلك بل لم يسمع من أحد كائنا من كان. (2) ج 3، ص 552.

[ 19 ]

بنى كتاب الخصال وإن قال في أوله: ” فانى وجدت مشايخي وأسلافي رحمة الله عليهم قد صنفوا في فنون العلم كتبا وغفلوا عن تصنيف كتاب يشتمل على الاعداد والخصال الممدوحة والمذمومة، (إلى آخره) ” وقال النجاشي في ترجمة محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري: ولمحمد كتب، منها كتاب الحقوق، كتاب الاوائل، كتاب السماء، كتاب الارض، كتاب المساحة والبلدان، كتاب إبليس وجنوده، كتاب الاحتجاج، أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان القزويني قال: حدثنا على بن حاتم: قال: قال محمد بن عبد الله بن جعفر: كان – السبب في تصنيفي هذه الكتب أني تفقدت فهرست كتب المساحة التي صنفها أحمد بن أبي عبد الله البرقي ونسختها ورويتها عمن رواها عنه وسقطت هذه الستة الكتب عني فلم أجد لها نسخة فسألت إخواننا بقم وبغداد والرى فلم أجدها عند أحد منهم فرجعت إلى الاصول والمصنفات فأخرجتها وألزمت منها كل حديث كتابه وبابه الذي شاكله ” (انتهى) وهذه الكتب كلها داخلة في جملة كتب المحاسن كما أن كتاب رجاله الموجود أيضا منها وعندنا منه نسخة ولم يصل إلينا من المحاسن إلا ثلاثة عشر كتابا منه، والباقي ذهب فيما ذهب ولو وجد لوجد فيه علم كثير. قال (ره) في أول المحاسن كما في السرائر: أما بعد فان (فنقل ما مر نقله عن ابن – إدريس ره إلى آخره وقال:) وكفى في جلالة قدره أن عقد له ثقة الاسلام في الكافي عدة منفردة وأكثر من الرواية عنه، وعد في أول الفقيه كتاب المحاسن، وروى عنه أجلاء – المشايخ في هذه الطبقة مثل محمد بن الحسن الصفار، ومحمد بن يحيى العطار، وسعد بن عبد الله، ومحمد بن علي بن محبوب، والحسن بن متيل الدقاق، وعلي بن إبراهيم بن هاشم، وأبوه إبراهيم، وأحمد بن إدريس الاشعري، ومحمد بن الحسن بن الوليد، ومحمد بن جعفر بن بطة، ومحمد بن أحمد بن يحيى، وعلي بن الحسين السعد آبادي، ومحمد بن عيسى، ومحمد بن أبي القاسم عبد الله أو عبيد الله بن عمران الجنائي البرقي صهره علي ابنته وغيرهم، نعم في الكافي في كتاب الحجة، في باب ما جاء في الاثنى عشر والنص عليهم خبر صار سبب الحيرة، صورته: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام وذكر أن الخضر (ع) حضر عند أمير المؤمنين عليه السلام وشهد بامامة الائمة الاثنى عشر عليهم السلام واحدا


[ 20 ]

بعد واحد يسميهم بأسمائهم حتى انتهى إلى الخلف الحجة صلوات الله عليه ثم قال الكليني (ره): وحدثني محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن أبي – عبد الله، عن أبي هاشم مثله سواء، قال محمد بن يحيى: فقلت لمحمد بن الحسن: يابا جعفر وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله قال: فقال: لقد حدثنى قبل الحيرة بعشر سنين (انتهى) وظاهره يوهم أن أحمد صار متحيرا في أمر الامامة أو خصوص إمامة الخلف عليه السلام وهذا طعن عظيم وأجاب عنه نقاد الاحاديث بوجوه: 1 – ما في شرح المولى الخليل القزويني في شرحه من أن هذا الكلام وقع من محمد بن يحيى بعد إبعاده من قم وقبل إعادته وهو زمان حيرة أحمد بن محمد بن خالد بزعم جمع أو زمان تردده في مواضع خارجة من قم متحيرا وذلك لانه كان حينئذ متهما بما قدف به ولم يظهر بعد كذب ذلك القذف. 2 – ما احتمله بعضهم من أن المراد تحيره بالخرافة لكبر سنه، ولا يخفى بعده. 3 – ما أشار إليه المولى محمد صالح في شرحه وفصله السيد المحقق السيد صدر الدين العاملي فيما علقه على رجال أبي علي فقال بعد نقل كلام التقي المجلسي في حواشيه على النقد وكلام بعضهم في حواشيه على رجال ابن داود من فهمهما تحير أحمد من الخبر ما لفظه: من الجائز أن لا يكون الامر على ما فهمه المحشيان بل يكون محمد بن يحيى إنما عني أن يكون هذا الخبر بسند ثان وثالث بحيث يبلغ حد التواتر أو الاستفاضة ليرغم به أنف المنكرين لا أنه تمنى أن يكون من جاء به غير البرقي ليكون قدحا منه في – البرقي بل هو المتعين بعد الوقوف على توثيق البرقي وانتفاء القدح فيه بعد تدقيق – النظر في عبارات القوم، وأما قوله: ” قبل الحيرة ” فلم يرد منه أن أحمد بن أبى عبد الله قد تحير حاشاه وحاشا محمد بن يحيى أن يقذفه بذلك وإنما المراد بالحيرة زمن الغيية وهي السنة التى مات فيها العسكري عليه السلام وتحيرت الشيعة ومن طالع الكتب التي صنفت في الغيبة علم أن إطلاق لفظ الغيبة على مثل ما قلناه شايع في كلامهم، وبالجملة فقد أحب محمد بن يحيى أن يكون هذا الخبر قد ورد من طرق متعددة لان الامامة من الاصول وليست كالفروع فأجابه محمد بن الحسن بما معناه ان الرواية قد تضمنت ذكر الغيبة وقد حدثت بها قبل وقوعها فأغنى ظهور الاعجاز وهو الاعلام بما لم يقع قبل أن يقع عن


[ 21 ]

الاستفاضة. (انتهى) قلت: على ما حققه وهو الحق من أن المراد من الحيرة في ألسنة الرواة أيام الغيبة ومبدأها سنة وفات العسكري عليه السلام فالظاهر أن غرض محمد بن يحيى من قوله: ” وددت (إلى آخره) ” أن راوي هذا الخبر يكون من الذين لم يدركوا أيام الحيرة ليكون إخباره بما لم يقع قبل وقوعه خالصا عن التوهم والريبة وأتم في الدلالة على المقصود و ظهور الاعجاز، قال الصدوق (ره) في كمال الدين في جملة كلام له: ” وذلك أن الائمة عليهم السلام أخبروا بغيبته يعنى صاحب الامر صلوات الله عليه ووصفوا كونها لشيعتهم فيما نقل عنهم في الكتب المؤلفة من قبل أن تقع الغيبة بمأتي سنة فليس أحد من أتباع الائمة عليهم السلام إلا وقد ذكر ذلك في كثير من كتبه ورواياته ودونه في مصنفانه و هي الكتب التي تعرف بالاصول مدونة مستحفظة عند شيعة آل محمد عليهم السلام من قبل الغيبة بما ذكرنا من السنين ” (انتهى) فأحب محمد بن يحيى أن يكون الراوي منهم لا من مثل أحمد الذي أدرك أيام الحيرة فانه عاش بعد وفاة العسكري عليه السلام أربعة عشر سنة وقيل عشرين وتوفي سنة أربع وسبعين ومائتين لا أن غرضه الاستكثار من السند فان العبارة لا تفيده بل الجواب لا يلائمة إلا بتكلف والله العاصم “. قال السيد الجليل السيد محسن العاملي مد ظله في كتاب أعيان الشيعة بعد نقل ما مر من كلامي الشيخ والنجاشي في حقه ما لفظه: (1) ” الكلام على كتاب المحاسن ” قيل: إنه مشتمل على أزيد من مائة باب من أبواب الفقه والحكم والآداب والعلل الشرعية والتوحيد وسائر مطالب الاصول والفروع وقد وضع الصدوق على حذوها كثيرا من مؤلفاته كعلل الشرائع ومعانى الاخبار وكتاب التوحيد وثواب الاعمال وعقاب الاعمال والخصال وغيرها، وقول النجاشي فيما سمعت: وهذا الفهرست الذي ذكره محمد بن جعفر بن بطة من كتب المحاسن، إلى آخره، يدل على أن ما ذكره كله من أجزاء كتاب المحاسن، وقول الشيخ فيما مر: ” وقع إلي منها ” أي من كتب المحاسن أو من مصنفاته،


(1) انظر ج 9، س 221.

[ 22 ]

وقول الشيخ والنجاشي وغيرهما: ” وقد زيد في المحاسن ونقص ” أي في عدد أجزائها و أبوابها، فذكر كل واحد ما وصل إليه منها فلذلك حصلت الزيادة والنقصان فكل واحد زاد عن الآخر ونقص عنه، وشاهد ذلك ما سمعت من الشيخ والنجاشي وعن ابن بطة وغيره، وفي الخلاصة: ثقة غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل ثم حكى عن ابن الغضائري أنه قال: طعن عليه القميون وليس الطعن فيه إنما الطعن فيمن يروى عنه فانه كان لا – يبالي عمن يأخذ على طريقة أهل الاخبار وكان أحمد بن محمد بن عيسى (رئيس قم) أبعده من قم ثم أعاده إليها واعتذر إليه وقال: وجدت كتابا فيه وساطة بين أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد ولما توفي مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافيا حاسرا ليبرئ نفسه مما قذفه به وعندي أن روايته مقبولة، ولنعم ما قاله المجلسي الثاني: لو جعل هذا أي إخراج أحمد بن محمد بن عيسى إياه قدحا في ابن عيسى كان أظهر لكنه كان ورعا وتلافي ما وقع منه إلى آخره، والظاهر أن نفيه له من قم كان لاجل روايته عن الضعفاء واعتماده المراسيل فانهم كانوا يتجنبونه ويرونه قادحا فيمن يفعله، مع أن الثقة يجوز أن يروى عن الثقة وغيره، ومن ذلك يمكن أن يستفاد أن من روى عنهم أحمد بن محمد بن عيسى وأمثاله من القميين كانوا ثقات في نظرهم، فإذا نفى البرقي لروايته عن – الضعفاء لم يكن هو ليروى عنهم وهؤلاء القميون مع أنهم كانوا من أجلاء الطائفة وثقات روايتها وهم الذين أحيوا آثار أهل البيت عليهم السلام وحفظوها كان فيهم جمود وتشدد زائد كما هو المشاهد في المتعمقين في التقوى في كل عصر فكانوا يرون ما ليس بقدح قدحا وربما ارتكبوا لاجله المحرم كما ارتكبه ابن عيسى مع البرقي إلى غير ذلك، ومن الغريب أن ابن داود في رجاله ذكره في القسم الثاني المعد لغير الثقات ونقل عن ابن الغضائري أنه يقول: الطعن فيه لا فيمن أخذ عنه، وذكره أيضا في القسم الاول المعد للثقات وقال: وقد ذكرته من الضعفاء لطعن ابن الغضائري فيه ويقوى ثقته مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافيا حاسرا متنصلا مما قذفه به (إلى آخره) مع أن ابن الغضائري دافع عن الطعن فيه ولم يطعن فيه وهذه من الاغلاط التى قالوا: إنها في رجال ابن داود، و ذكره ابن النديم في فهرسته فقال: أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي له من الكتب الاحتجاج، السفر، البلدان، أكبر من كتاب أبيه (إلى آخره) وذكره ياقوت في معجم


[ 23 ]

البلدان وقال: له تصانيف على مذهب الامامية تقارب تصانيفه أن تبلغ المأة وذكره في معجم الادباء وذكر تصانيفه طبق ما في فهرست الشيخ، وفي لسان الميزان: ” أحمد بن محمد بن خالد البرقي أصله كوفي من كبار الرافضة له تصانيف جمة أدبية منها كتاب اختلاف الحديث والعيافة والقيافة وأشياء كان في زمن المعتصم (إلى آخره)، ومما مر من مؤلفات هذا الرجل وكتابه المحاسن تعلم عظمته وسعة علومه وسعة روايته واطلاعه وأنه من أعاظم علماء الشيعة وثقات رجال الجواد والهادي عليهما السلام وقد وثقه جميع أهل الرجال الامامية كالشيخ والنجاشي والعلامة وابن الغضائري وغيرهم ولم يغمز عليه أحد بشى سوى قولهم انه كان يروى عن الضعفاء ويعتمد المراسيل وهو لا يقتضي الطعن فيه كما مر عن ابن الغضائري وفي الكافي في باب ما جاء في النص عليهم عليهم السلام ” وحدثني محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي هاشم مثله سواء قال محمد بن يحيى فقلت لمحمد بن الحسن الصفار: يا ابا جعفر وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله فقال: لقد حدثنى قبل الحيرة بعشر سنين (إلى آخره) وهذا يدل على أن في نفس ابن يحيى منه شئ ولا يدري ما المراد بهذه الحيرة التي أشار إليها وإن ذكروا فيها وجوها كلها ترجع إلى الحدس والتخمين لكنها على كل حال من بعض تشددات القميين المعروفة وأحمد بن محمد بن عيسى بما فعله من التوبة عما أتاه إليه يصح أن يقال فيه: ” قطعت جهيزة قول كل خطيب “. التمييز مر قول الكاظمي في المشتركات أن أحمد بن محمد مشترك بين أربعة كلهم ثقات أخيار، أحدهم أحمد بن محمد بن خالد ثم قال ويعرف أحمد بن محمد بن خالد بوقوعه في وسط السند وبأنه يروى عنه محمد بن جعفر بن بطة وعلي بن إبراهيم كما في المنتقى وعلي بن الحسين السعد ابادي وأحمد بن عبد الله ابن بنت البرقي وسعد بن عبد الله ومحمد بن الحسن الصفار وعبد الله بن جعفر الحميري (إلى آخره) و عن جامع الرواة أنه زاد رواية محمد بن أحمد بن يحيى ومحمد بن علي بن محبوب و محمد بن عيسى وعلي بن محمد بن عبد الله القمي ومحمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم وعن أبيه عنه ورواية محمد بن أبي القاسم وعلي بن محمد بن بندار


[ 24 ]

ومحمد بن يحيى عنه ورواية أحمد بن إدريس والحسن بن متيل ومعلى بن محمد و ابن الوليد وسهل بن زياد وعلي بن الحسن المؤدب عنه، ومن فوائد السيد صدر الدين العاملي الاصفهانى في حواشيه على منتهى المقال: أنه اعترض على الكاظمي في مشتركاته هنا بأنه لم يذكر في مميزات أحمد بن محمد بن خالد البرقي رواية محمد بن يحيى عنه وذكرها في مميزات أحمد بن محمد بن عيسى مع أن محمد بن يحيى يروى عنهما فلا معنى لجعلها تمييزا لاحدهما دون الاخر قال: والكليني كثيرا ما يقول: محمد بن يحيى أو عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، فتارة يقيد يكونه ابن خالد أو ابن عيسى وتارة يطلق والاطلاق أكثر فان كان الراوي عنهما غير العدة ومحمد بن يحيى أمكن المتييز به وإلا فلا لوحدة الطبقة إذ يروى عن أحدهما من يروى عن الاخر فممن يروى عن كل منهما حماد بن عيسى، وعلي بن الحكم، والحسن بن محبوب، ومحمد بن سنان، والحسن بن فضال، والحسن بن علي الوشاء، وعثمان بن عيسى، و علي بن يوسف، قال: وإذا جائك أحمد بن محمد عن محمد بن خالد فالراوي ليس بالبرقي والا لقال عن أبيه بل هو الاشعري القمى كما يظهر من النجاشي، وكذا إذا جائك أحمد بن محمد، عن يعقوب بن يزيد، أو شريف بن سابق، أو النوفلي، أو محمد بن عيسى، أو الحسن بن الحسين، أو عمرو بن عثمان، أو جهم بن الحكم المدائني، أو إبراهيم بن محمد الثقفي، أو الحسن بن على بن بكار بن كردم، أو يحيى بن ابراهيم بن أبي البلاد، فالمظنون كونه ابن خالد، قال: والذي يحضرني الان أن الذي يروى عن الحسن بن علي بن يقطين، وإسماعيل بن مهران، والقاسم بن يحيى، والحسن بن راشد هو ابن خالد لكن يظهر من كتب الرجال أن ابن عيسى أيضا يروى عنهم، وإذا جاءك أحمد بن محمد عن صفوان، أو محمد بن إسماعيل بن بزيع، أو عبد الله بن الحجال، أو شاذان بن خليل، أو ابن أبي عمير، أو علي بن الوليد، أو يحيى بن سليم الطائي، أو جعفر بن محمد البغدادي، أو عمر بن عبد العزيز، أو ابراهيم بن عمر، أو إسماعيل بن سهل، أو العباس بن موسى الوراق، أو محمد بن عبد العزيز، أو أحمد بن محمد بن أبي داود، أو عمار بن المبارك، أو محمد بن يحيى فهو أحمد بن محمد بن عيسى، و كثيرا ما يروى أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، و


[ 25 ]

الحسين بن سعيد، وابن أبي نجران، وأبي يحيى الواسطي ويروى عنهم أحمد بن محمد بن خالد ايضا كما يفهم من كتب الرجال (إلى آخره) ويقال: إن أحمد بن فارس صاحب مجمل اللغة وأبو الفضل العباس بن محمد بن النحوي الملقب بعرام شيخي الصاحب بن عباد كلاهما من تلاميذ البرقي وعنه أخذا “. قال ياقوت في كتابه معجم البلدان في ضمن الكلام على برقة ما لفظه: ” برقة أيضا من قرى قم من نواحي الجبل قال أبو جعفر فقيه الشيعة: ” أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي أصله من الكوفة وكان جده خالد قد هرب من عيسى بن عمر مع أبيه عبد الرحمن إلى برقة قم فأقاموا بها ونسبوا إليها ولاحمد بن أبي عبد الله هذا تصانيف على مذهب الامامية وكتاب في السير تقارب تصانيفه أن تبلغ مائة تصنيف ذكرته في كتاب الادباء وذكرت تصانيفه، وقال حمزة بن الحسن الاصبهاني في تاريخ أصبهان: ” أحمد بن أبي عبد الله البرقي كان من رستاق برق روذ قال: وهو أحد رواة اللغة والشعر واستوطن قم فخرج ابن أخته أبا عبد الله إلى أصبهان واستوطنها والله الموفق “. اقول: واما كلمات من بقى من علماء الرجال وغيرهم في حق البرقي فتطلب من محالها لان فيما ذكرناه كفاية، فالاولى عطف العنان إلى ما يستطرف ذكره هنا مما هو مستور في الخبايا ومذكور في الزوايا ولا يصل إليه إلا بعض من الناس إما المصادفة واتفاق وأما الخبرة وبصيرة وكثرة اطلاع وطول باع فنقول والله المستعان: أمور شتى يقتضى المقام ذكرها قال المسعودي في مقدمة مروج الذهب عند ذكره من صنف في التأريج ما لفظه: ” ومحمد البرقي بن خالد البرقي الكاتب صاحب التبيان، وولده أحمد بن محمد بن خالد البرقي “. وينقل عنه صاحب تأريخ قم كثيرا فقال في وجه تسمية قم بناء على ما في ترجمة الكتاب ما حاصله: ” وچنين روايت كرده است احمد بن ابي عبد الله برقى در كتاب بنيان كه شهر قم را از براى آن قم نام كردند إلخ ” فمن أراد موارد نقله عن البرقي فليراجع ترجمة التأريخ فانه مطبوع ومفهرس.


[ 26 ]

ونقل عن البرقي أيضا الرافعي في كتاب ” التدوين في ذكر أخبار قزوين ” إلى غير ذلك ممن نقل عنه من المؤرخين، وهذا دليل على جامعية كتاب البرقي ويكشف عن أن الكتاب كان مرجعا لعلماء التأريخ والجغرافيا والتراجم كما كان مرجعا لاهل الحديث. قال الشيخ الطوسي (ره) في الفهرست في ترجمة حال أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة عند ذكر أسامي كتبه ما لفظه (1): ” كتاب الاداب وهو كتاب كبير يشتمل على كتب كثيرة مثل كتاب المحاسن ” فيستفاد من الكلام أن المحاسن كان بين القدماء أجلى مصداق للكتاب الجامع بحيث صار مما يشبه به سائر الكتب في الجامعية وهذا كاف في المطلوب، ولا يخفى أن الجامعية المذكورة في كتاب المحاسن ليست من جهة الحديث فقط بل من جهة اشتماله على كل ما كان متعارفا في عصره من العلوم حتى العيافة والقيافة وما يشبههما كما ذكروه عند ذكر أسامي كتبه فهو كان في ذلك الزمان كالكتب التي يطلق عليه اسم دائرة المعارف في زماننا وهذا واضح لمن تدبر في أسامي كتب المحاسن حق التدبر. قال صاحب تأريخ قم في ذيل حديث جفنة (2) ما لفظه: ” وهمچنين أحمد بن أبي – عبد الله برقى گويد در قصيده كه معروف است بدو در مدح قحطان ومفاخر: ” وجبريل قرانا إذ أتينا * النبي المصطفى مستهنئينا فأتحفنا بمائدة فضلنا * بمفخرها جميع المطعمينا وقال محمد هذي مثال * لمائدة ابن مريم وهو فينا كتالك فيهم فكلوا هنيئا * من الرحمن خير الرازقينا ويستكشف من قوله ” كه معروفست بدو ” أن القصيدة كانت معروفة في ذلك الزمان، ونسب ابن شهر آشوب في المناقب بعض الاشعار إلى ” ابن البرقي ” وحيث لم يعلم المقصود صريحا بابن البرقي من هو أعرضنا عن ذكره هنا، وكون البرقي ذا يد طولى في علم الادب معروف مستغن عن الحاجة إلى الذكر كيف لا وقد سمعت قول النجاشي وغيره في ترجمة أحمد بن اسماعيل بن سمكة النحوي ” وكان إسماعيل بن عبد الله من غلمان أحمد بن أبي عبد الله البرقي وممن تأدب عليه ” وهذا دليل على بلوغه الغاية القصوى في الادبية.


(1) ص 29 من النسخة المطبوعة بالنجف. (2) ص 277 من النسخة المطبوعة.

[ 27 ]

نقل المامغانى (ره) في ضمن فوائد عن الشيخ البهائي (ره) ما لفظه (1): فائدة – البرقي يروى عن الصادق (ع) في الاغلب بأكثر من واسطة وقد يروى عنه بواسطة واحدة كما رواه قبل أبواب الزيادات في فقه الحج بتوسط داود بن أبي يزيد العطار وكما روى في أول باب صلوة الخوف عن زرعة وكما روى عن وهب بن وهب في سجدة التلاوة وأكثر ما يروى البرقي عن محمد بن سنان بلا واسطة وقد يروى عنه بواسطة بعكس ما يرويه عن عبد الله بن سنان فان أغلبه بواسطة وقد يروى عنه بغير واسطة فإذا روى عن ابن سنان بلا واسطة من غير تصريح باسمه فالاغلب أنه محمد لا عبد الله “. أمارة جلية أخرى تدل على شهرة البرقي وعظمته ومما ينادى بأعلى صوته إلى اشتهار عظمة البرقي وثبوت جلالته بين الفرقة الحقة ووضوح تأثير آثاره العلمية في أذهان من بعده من الشيعة وأنفسهم ما ذكره صاحب بعض فضائح الروافض (2) بناء على ما نقله عنه المتكلم الجليل النبيل، الشيخ عبد الجليل القزويني رضوان الله عليه في أوائل كتاب بعض مثالب النواصب (3) ونص كلامه على ما نقله هذا: ” آن گروه كه اين مذهب نهادند محمد چهار بختان بود، وأبو الخطاب محمد بن أبي زينب، وپسران نوبخت، وزكرياى شيره فروش، وجابر جعفي، ويونس بن عبد الرحمن الرافضي، ومحمد بن محمد بن النعمان الاحول المعروف بشيطان الطاق، ومحمد سعيد، وابو شاكر محمد بن ديصان، وهشام بن سالم الجواليقي، وهشام بن الحكم اليمامي، ومحمد بن محمد بن النعمان الحارثي المفيد، وأبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، وأبو جعفر ابن بابويه، وأبو طالب الاسترابادي، وأبو عبد الله از آل بابويه المجوسي، وزرارة بن أعين الشيباني، وابن البرقي “. فالكلام كما ترى في الدلالة على المطلوب كالنور في شاهق الطور، وجواب ما زعمه قائل الكلام من كون مذهب الشيعة موضوعا بواسطة هؤلاء المذكورين يطلب من كتاب بعض مثالب النواصب (4)


(1) انظر تنقيح المقال، ج 1، ص 170. (2 و 3) هذان الكتابان مما ألف وصنف في النصف الاخير من المائة السادسة بعد الهجرة النبوية. (4) سيخرج من الطبع إن شاء الله تعالى.

[ 28 ]

قال خاتم المحدثين الحاج ميرزا حسين التوري طيب الله مضجعه في الباب الثاني من كتاب دار السلام في حرف الالف من حقوق الاخوان تحت عنوان ” الاخلاص ” (1) ما لفظه: ” في منهاج الصلاح في مختصر المصباح لاية الله العلامة في أعمال أواخر ذي الحجة عن أحمد بن محمد بن عبد الله البرقي صاحب المحاسن قال: ” كنت نزيلا بالري على أبي – الحسن الماذرائي كاتب كوتكين وكانت لي عليه وظيفة في كل سنة عشرة آلاف درهم أخرجها عن خراج ضيعتي بقاشان فلحقتفي المطالبة بالمال وشغل عني ببعض أسبابه فبينما أنا ذات يوم على قلقي وارتماضي إذ دخل على شيخ مستور وقد نزف دمه وهو ميت في صورة الاحياء فقال: يابا عبد الله تجمع بيني وبينك عصمة الدين وموالاة الائمة الطاهرين عليهم السلام فأنهضني في هذا الامر لله ولساداتنا، فقلت له: وما ذاك؟ – فقال: إنه قد ألقي في حقي أني كاتبت السلطان سرا بأمر كوتكين فاستحل بذلك مالي ودمي فأنعمت له بقضاء الحاجة وانصرف وفكرت بعد انصرافه وقلت: إن طلبت حاجتي وحاجته لم تقضيا معا وإن طلبت حاجته لم يقض حاجتي ولم يطب برده نفسي فقمت من وقتي وساعتي إلى خزانة كتبي فوجدت حديثا قد رويته عن جعفر بن محمد الصادق (ع) وهو ” من أخلص نيته في قضاء حاجة أخيه المؤمن جعل الله نجاحها على يديه وقضى له كل حاجة في نفسه ” قال: فقمت من وقتي وساعتي وركبت بغلتي وجئت إلى باب أبي الحسن الماذرائي فمنعني بعض الحجاب وأنعم بعض ثم اتفقوا على إدخالي فدخلت فوجدته في روشن (2) له متكئا على داربزين (3) وفي


(1) ص 162. (2) قال الطريحي (ره) في المجمع: ” الرواشن جمع روشن وهي أن تخرج أخشابا إلى الدرب وتبنى عليها وتجعل لها قوائم من أسفل “. وفي تاج العروس: ” الروشن – الرف ” وفي البستان: ” الروشن كجوهر الرف وهو ما يوضع عليه طرائف البيوت “: وفي لسان العرب: ” الروشن الرف، أبو عمرو الرفيف الروشن والروشن الكوة ” وفي معيار اللغة ” الروشن الكوة ” (3) قال بطرس البستاني في قطر المحيط: ” الدربزين والدرابزون قوائم تحاط بها السلالم وغيرها (أعجمية) ج درابزونات “. قال سعيد الخوري اللبناني في أقرب الموارد: ” الدربزين والدرابزون قوائم خشب أو حديد، أعجمية ج درابزونات “. قال الشيخ عبد الله البستاني اللبناني في البستان: ” الدرابزين والدرابزون قوائم من حديد أو خشب تقام حول السلالم ونحوها ترد الساقط منها (دخيل) ” قال صاحب ” المنجد “: ” الدربزين والدرابزين والدرابزون قوائم منتظمة يعلوها متكأ، ج درابزونات “. ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 29 ]

يده قضيب فسلمت عليه فأجابني (1) ثم أومى بالجلوس فجلست فالقى الله تعالى على لساني آية قرأتها برفع الصوت وهي ” وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الارض إن الله لا يحب المفسدين ” فقال لي: كرما يابا عبد الله تفضل الله علينا بأموال فجعلها ثمنا لدار الآخرة فقال: ” وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ” إشارة إلى المعاش والرياش ” وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الارض إن الله لا يحب المفسدين ” هذه تقدمة وتشبيب بحاجة فاذكرها


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” ذكر المستشرق المعروف دزى في ذيل قواميس العرب ما يقرب ما مر من كلمات اللغويين فراجع إن شئت (ج 1، ص 430) أقول: قد علم مما ذكر أن الكلمة دخيلة وليست بعربية في الاصل وهي كذلك لانها فارسية في الاصل، قال ابن خلف (ره) في البرهان القاطع: ” داربزين باباى ابجدوزاى هو زبروزن ماه جبين پنجره ومحجري را گويند كه در پيش در خانه سازند ومطلق تكيه گاه را نيز گويند أعم از محجر وستون و ديوار ومانند آن ” وقال أيضا ” دارافرين باهمزه ممدوده ومقصوره هر دو آمده است وبسكون فاء هر چيز كه مردم بر آن تكيه كنند خواه آن شخصي باشد وخواه آن محجرى وستونى وامثال آن و پنجره ومحجري را نيز گويند كه درپيش در خانه ما بين دوبازوى در سازند ودكه وصفه در خانه را نيز گويند وباين معنى بجاى راى بى نقطه دوم زاى نقطه دارهم آمده است ونام داروئى هم هست ” وقال أيضا ” دار فرين بافاؤراى قرشت بروزن باتمكين صفه وسكو ودكه را گويند كه بجهت نشستن در پيش در خانها سازند ومطلق تكيه گاه را نيز گويند “. قال رضا قليخان هدايت: في قاموسه الفارسي الموسوم به ” فرهنك انجمن آراى ناصرى ” ما لفظه: ” دار فزين ودارا فزين ودارا بزين هر سه لغت بمعنى تكيه گاه ومحجر تخت وصفه وبام وتكيه گاه آمده ودكه كه در پيش در خانه براى نشستن بسازند أبو الفرج رونى گفته: تكيه بر بالش اقبالش دار * كه زتأييدش دارا فزين است حكيم روحاني سمرقندي گفته: بخيره چشمى سوراخهاى دار فزين * بسرخ روئى ديوار هاي آتشدان امير معزى كفته: سقف بتخانه قسطنطين كشد سوى عراق * بارگاه مملكت را تخت ودار افزين كند حكيم سوزنى گفته: هست مر بخت ترا قدرت كه تختت را كند * پايه از ياقوت وصحن از سيم ودار افزين ززر (إلى آخر كلامه فمن أراده فليطلبه من هناك) أقول: إنما أطنبنا الكلام هنا بنقل كلمات بعض علماء اللغة لان المحدث النوري (ره) قال في ترجمة هذه العبارة ” فوجدته في روشن له متكئا على داربزين ” ما لفظه ” ويافتم اورا كه نشسته بر چهار بالش خود وتكيه كرده بود بر مسند ملوكانه ” (انظر كتاب الكلمة الطيبة ص 228 من الطبعة الاولى) وأنت بعد ما أحطت خبرا بما ذكر تعلم بما فيه من الاشتباه.

(1) خ ل: ” فأجلني “

[ 30 ]

منبسطا مسترسلا فقلت له: فلان ألقى في حقه كيت وكيت فقال لي: أشيعي تعرفه؟ قلت: أجل (1) قال: بالولاء والبرائة؟ – قلت: أجل، فألقى القضيب من يده ونزل على كرسيه ثم أومأ إلى غلام له فقال: يا غلام آت بالجريدة فأتى بجريدة وفيها أموال الرجل وهو مال لا يحصى فأمر برده ثم أمر له بخلعة وصرفه إلى أهله مكرما ثم قال: يابا عبد الله لقد بالغت في النصيحة وتلافيت أمري بسببه ثم قطع من جانبه رقعة من غير سؤال وكتب فيها ” بسم الله الرحمن الرحيم يطلق لاحمد بن محمد بن خالد البرقي عشرة آلاف درهم وذلك من خراج ضيعته بقاشان ” ثم صبر هنيئة وقال: ” يابا عبد الله جزاك الله عنى خيرا لقد تداركت أمرى بسببه وتلافيت حالى من أجله ” ثم قطع من جانبه رقعة أخرى وكتب فيها ” بسم الله الرحمن الرحيم يطلق لاحمد بن محمد بن خالد البرقي عشرة آلاف درهم وذلك لاهدائه الصنيعة والعارفة إلينا ” قال: فملت على يده لاقبلها فقال: يابا عبد الله لا تشوبن فعلى ببغيض، والله لئن قبلت يدى لاقبلن رجلك، هذا قليل في حقه، هذا متمسك بحبل آل محمد عليهم السلام “. قال المحدث النوري قدس الله تربته بعد نقل ترجمة الحكاية بالفارسية في كتاب الكلمة الطيبة ما محصله (2): ” يقول المؤلف: أبو الحسن المادراني هذا اسمه أحمد بن الحسن بن الحسن، و هو من خواص الشيعة وممن ورد التوقيع من إمام العصر عليه السلام إليه كما رواه السيد الجليل علي بن طاوس في كتاب فرج الهموم نقلا عن أبي جعفر الطبري في حكاية طويلة ” فأخذ في نقله محصل الحكاية في كتابه بالفارسية قائلا في هامش الصفحة ما حاصله: ” هذه القضية المتضمنة لوصية يزيد بن عبد الله وقصة الفرس والسيف أوردها المحدثون في كتبهم بطرق مختلفة ففي كتاب عيون المعجزات المنسوب إلى السيد المرتضى رحمه الله هكذا: ومن دلائل صاحب الزمان عليه السلام التي ظهرت من الغيب ما روت الشيعة عن أحمد بن الحسن (3) المادراني أنه قال: وردت الجبل مع شماتكين و أنا لا أقول بالامامة إلا أني كنت أحب أهل البيت عليهم السلام جملة إلى أن مات يزيد بن عبد الله التميمي صاحب شهرزور (4) وكان من ملوك الاطراف وله نتاج من الدواب


(1) خ ل: ” نعم ” (2) انظر ص 230 من النسخة المطبوعة في بمبئى سنة 1303. (3) في النسخة المطبوعة من عيون المعجزات ” الحسين ” انظر ص 132. (4) في النسخة المطبوعة من عيون المعجزات ” شهرورد ” انظر ص 133.

[ 31 ]

الموصوفة بالنزاهة تعرف بالمعروفيات فأوصى إلي في حال علته التي توفي فيها أن أدفع شهريا كان له خاصة وسيفه ومنطقته إلى من سماه صاحب الزمان عليه السلام فخفت إن لم أدفع الشهري إلى اذكوتكين بن سماتكين (1) أن يلحقني منه تكبر ففكرت في نفسي وقومت الشهري والسيف والمنطقة في نفسي سبع مائة دينار ولم أطلع على ذلك أحدا من خلق الله إذ ورد علي توقيع من العراق: وجه بالسبع المائة الدينار التى لنا قبلك من ثمن الشهري والسيف والمنطقة فآمنت به عليه السلام وسلمت وصدقت واعتقدت الحق وحملت المال “. لا يخفى: أن لفظة ” كوتكين ” في نسخ المنهاج من دون ” إذ ” في اولها بخلاف سائر النسخ فانها في جميعها ” إذ كوتكين ” والله العالم بحقيقة الامر ” وقال في كتاب النجم الثاقب في آخر الباب السادس (2) ما محصله: ” الحسين بن حمدان الحضيني في كتابه (3) عن أبي علي وأبي عبد الله بن علي المهدي، عن محمد بن عبد السلام، عن محمد بن (4) النيسابوري، عن أبي الحسن أحمد بن الحسن (الفلاني (5) عن عبد الله، عن يزيد غلام أحمد بن الحسن قال: وردت الجبل وأنا لا أقول بالامامة وأحبهم جملة إلى أن مات يزيد بن عبد الله وكان من موالي أبي محمد عليه السلام من جبل كوتكين (6) فأوصى إلي أن أدفع شهريا كان معه وسيفا ومنطقة إلى مولاي صاحب الزمان عليه السلام قال يزيد: فخفت إن أفعل ذلك فيلحقني سوء من سواد اذكوتكين فقومت الشهري و السيف والمنطقة بسبع مائة دينار على نفسي على أن أحمله وأسلمه إلى اذكوتكين فورد إلى التوقيع من العراق: احمل الينا السبع مائة دينار قيمة الشهري والسيف و المنطقة وما كنت والله أعلم به أحدا فحملته من مالي مسلما ” أقول: هذه الحكاية أوردها الكليني في الكافي والمفيد في الارشاد والشيخ في الغيبة مثل ما مر نقله وذكروا أن اسم الغلام ” بدر ” لكن ذكر الطبري في دلائله وابن طاوس في فرج الهموم في حديث طويل وهكذا غيرهما في غير الكتابين لكن مختصرا أن صاحب القضية أحمد بن الحسن بن أبي الحسن المادراني مولى هذا العبد وهو كان كاتب اذكوتكين الذي كان


(1) كذا في العيون، انظر ص 133. (2) ص 24 من الطبعة الاولى. (3) يريد به كتابه المعروف بالهداية. (4) كذا. (5) ” الفلاني ” ليس في عبارة النوري (ره) لكنه موجود في نسخة خطية وهي عندي من الكتاب ولعله مصحف ” الماذراني ” والله أعلم. (6) العبارة هكذا ولعل هنا سقطا.

[ 32 ]

من أمراء الترك وواليا على الرى من قبل خلفاء بنى العباس وكان يزيد بن عبد الله الشهر – زوري من موالي أهل البيت عليهم السلام وكان صاحب بلدة شهر زور وهي من بلاد الجبل فهجم عليه اذكوتكين وقاتله فسخر بلدته وحاز أمواله وحيث إن المادراني كان كاتبا له ومتوليا لضبط أمواله لم يتمكن من أن لا يوصل إليه السيف والفرس و يسترهما منه فعاهد الله في نفسه وقبل على ذمته أن يوصل ثمنهما وهو على ما أدى إليه نظره ألف دينار إلى من أوصى له فورد إليه التوقيع على يد أبي الحسن الاسدي أن رد إلينا ثمن السيف والفرس، وللمادراني هذا حكاية أخرى لطيفة تدل على جلالته وعظمته الدنيوية والاخروية أوردها العلامة في منهاج الصلاح نقلا عن أحمد بن محمد بن خالد – البرقي ونقلت الحكايتين كلتيهما في أواخر الباب التاسع من كتابي الموسوم بالكلمة الطيبة وأظن أن الرجوع إليه للتدبر فيهما لا يخلو من الفائدة “. أقول: حيث انجر الكلام إلى ذكر هذه القضية ينبغي لنا أن ننقلها من الكافي ونحوم حولها حسب ما يقتضيه المقام فنقول: قال ثقة الاسلام الكليني رضوان الله عليه في أصول الكافي، في كتاب الحجة، في باب مولد الصاحب عليه السلام ما لفظه (1): ” علي بن محمد، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن الحسن، والعلاء بن رزق الله، عن بدر غلام أحمد بن الحسن قال: وردت الجبل وأنا لا أقول بالامامة أحبهم جملة إلى أن مات يزيد بن عبد الله، فأوصى في علته أن يدفع الشهري السمند وسيفه ومنطقته إلى مولاه فخفت إن أنا لم أدفع (2) الشهري السمند إلى اذكوتكين نالني منه استخفاف، فقومت السيف والدابة والمنطقة بسبع مائة دينار في نفسي ولم أطلع عليه احدا (ودفعت الشهري إلى اذكوتكين) (3)، فإذا الكتاب قد ورد علي من العراق: وجه (4) السبع مائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري والسيف والمنطقة “. وأورده الطبرسي في إعلام الورى (5) نقلا عن الكليني إلا أن صدر متن الحديث فيه هكذا ” وردت الجبل وأنا لا أقول بالامامة ولا أحبهم جملة حتى أن مات يزيد بن عبد الله


(1) ص 431 من المجلد الاول من مرآة العقول. (2) في إعملا الورى وكشف الغمة ” إن لم أدفع “. (3) سقط ما بين الهلالين من نسخة الكافي لكنه موجود في اعلام الورى وكشف الغمة وغيرهما. (4) في الاعلام والكشف ” أن وجه “. (5) خ ل: في قبلك “.

[ 33 ]

فأوصى إلي في علته أن يدفع ” (الحديث إلى آخره كما مر) قال المحدث الكاشانى رحمة الله عليه بعد نقله في الوافى (1) في باب ما جاء في الصاحب عجل الله فرجه ما لفظه: ” بيان – الشهري بالضم (2) ضرب من البرذون وأريد باذ كوتكين الوالى (3) وفي بعض النسخ از كوتكين “. قال العلامة المجلسي أعلى الله درجته في مرآة العقول بعد ذكره ما لفظه (4) ” الجبل بالتحريك كورة بين بغداد وآذربيجان وضمير ” أحبهم ” لبني فاطمة أو العلويين، ” جملة ” أي بدون تمييز الامام منهم من غيره، والفاء في قوله ” فأوصى ” للبيان، وفي القاموس: الشهرية بالكسر ضرب من البراذين، و ” السمند ” فرس له لون معروف، و ” إذ كوتكين ” كان من أمراء الترك من أتباع بنى العباس، وهو في التواريخ و بعض كتب الحديث بالذال وكذا في بعض نسخ الكتاب، وفي أكثرها بالزاى “. وروى الكليني طيب الله مضجعه في الباب المشار إليه من الكافي قبيل الحديث حديثا آخر يظهر من ملاحظته أن القضية وقعت بنهج آخر فلا بد من نقل الحديث حتى يتضح المقصود وهو هكذا: ” علي بن محمد، عن أحمد بن أبي علي بن غياث، عن أحمد بن الحسن قال: أوصى يزيد بن عبد الله بدابة وسيف ومال وأنفذ ثمن الدابة وغير ذلك ولم يبعث السيف فورد كتاب: كان مع ما بعثتم سيف فلم يصل أو كما قال “. قال المجلسي عطر الله مرقده (5) في المرآة في شرحه ما لفظه: ” والظاهر أن هذه القضية هي التي مرت في السادس عشر (6) فالظاهر إما زيادة الغلام ثمة أو سقوطه


(1) ص 252 من المجلد الاول من الطبعة الثانية. (2) الظاهر أن قوله ” بالضم ” اشتباه لما يأتي ذكره من كلمات اللغويين. (3) قوله ” أريد باذ كوتكين الوالى ” ظاهره يوهم أنه (ره) توهم أن إذ كوتكين علم جنس أو علم نوع للوالى من قبيل فرعون وقيصر وكسرى وليس كذلك لانه علم شخص ولعل سبب ذلك نظره إلى معنى كوتكين لان ” كوت ” بمعنى القلعة (باللغة الهندية) و ” كين ” بمعنى الصاحب (اما لفظة ” إذ ” فمن العناوين العامة المستعملة في ذلك الزمان كلفظة ” السيد ” و ” آقا ” و ” ميرزا ” في زماننا هذا) وأنت خبير بأن استنباط هذا المعنى من تلك اللفظة المركبة مبنى على قرائة الجزء الاخير بالكاف الفارسية والحال أن المعروف الشايع كونه بالكاف العربية من قبيل سبكتكين والبتكين وما أشبه ذلك فلا وجه للعدول عن الوجه المعروف الشائع إلى غيره فتفطن. (4) انظر ج 1، ص 431. (5) ص 431 من المجلد الاول. (6) يريد به الحديث السابق نقله.

[ 34 ]

هنا، ويحتمل أن يكون أحمد روى حكاية غلامه ويقرأ ” أنفذ ” و ” يبعث ” على بناء المجهول والاظهر عندي أن صاحب الواقعة وباعث المال كان أحمد ويمكن أن يقرأ الفعلان على بناء المعلوم بارجاع الضميرين إلى أحمد فيكون من كلام الراوى، وأما الخبر المتقدم فالظاهر أن قوله ” والعلاء ” عطف على قوله ” عدة ” وهو سند آخر إلى ” أحمد ” ففي هذا السند روى بدرعن مولاه أحمد وترك ذكر ” أحمد ” في السند الثاني اختصارا أو كان ” عنه ” بعد قوله ” غلام أحمد بن الحسين ” فسقط من النساخ، ويؤيده ما رواه الطبري في دلائل الامامة باسناده يرفعه إلى أحمد الدينورى قال: انصرفت من أردبيل إلى دينور أريد الحج (فبعد أن نقل الحديث قال:) أقول: اختصرت الخبر في بعض مواضعه والخبر بطوله مذكور في كتابنا الكبير، وقوله ” أو كما قال ” شك من الراوى في خصوص اللفظ مع العلم بالمضمون “. وصرح بمثل المضمون من اتحاد القضيتين المولى خليل القزويني في الصافى و ذلك لانه قال بعد ترجمة الحديث الاول ما لفظه (1): ” مخفى نماند كه از حديث بيست ودوم ظاهر ميشود كه بعد از اين مطالبه قيمت چاروا را با كمربند فرستاده وشمشير را نفرستاده تا طلبى ديگر شده ” وقال في ضمن ترجمة الحديث الثاني (2): ” گذشت در حديث شانزدهم ” مشيرا به إلى الحديث الاول. أقول قول المجلسي (ره): ” في كتابنا الكبير ” يريد به البحار فانه قال في المجلد الثالث عشر منه في باب ما ظهر من معجزاته (ع) بعد نقل الحديث من غيبة الطوسى وإرشاد المفيد ما لفظه: ” يظهر من الخبر الطويل الذي أخرجناه من كتاب النجوم ودلائل الطبري أن صاحب القضية هو أحمد لا بدر غلامه والبدر روى عن مولاه و ” العلا ” عطف على العدة (أي عدة من أصحابنا) وهذا سند آخر إلى أحمد ولم يذكر ” أحمد ” في الثاني لظهوره، أو كان ” عنه ” بعد قوله: ” غلام أحمد بن الحسن ” فسقط من النساخ فتدبر “. أقول: الصحيح هو الاحتمال الاخير ويدل على ذلك امران، أحدهما وجود لفظة ” عنه ” في جميع ما رأيت من نسخ الارشاد فانى بعد الرجوع إلى السند في ما ظفرت به من نسخ الارشاد مخطوطة كانت أو مطبوعة لم أظفر بنسخة ليست فيها لفظة ” عنه ” و السند في جميع النسخ هكذا ” علي بن محمد عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن الحسن،


(1) انظر ص 316 من الحصة الثانية من الجزء الثالث من النسخة المطبوعة بهند. (2) ص 318.

[ 35 ]

وعلاء بن رزق الله، عن بدر غلام أحمد بن الحسن، عنه قال: وردت الجبل، (الحديث) ” وعبر العالم الفاضل المولى محمد محسن الكاشانى (1) رحمه الله تعالى عن ترجمة السند في كتاب التحفة السليمانية وهو ترجمة ارشاد المفيد بهذه العبارة (2) ” علي بن محمد نقل كرده از عده اصحاب خود از أحمد بن الحسين وعلي بن رزق الله از بدر غلام أحمد بن حسين از أحمد بن حسين كه گفت: وارد جبل شدم إلخ “. وثانيهما تصريح الاربلي في كشف الغمة بأن صاحب القضية في الرواية المذكورة هو أحمد بن الحسن لابدر غلامه وذلك لانه أورده مرسلا بهذه العبارة (3) ” وعن احمد بن الحسن قال: وردت الجبل وأنا لا أقول بالامامة ولا أحبهم جملة إلى أن مات يزيد بن عبد الله فأوصى في علته (إلى آخر الحديث) ” فعلم أن لفظة ” عنه ” قد سقطت من السند في بعض الكتب وأن صاحب القضية هو أحمد وبدر إنما هو يروى القضية عن مولاه أحمد، والتأمل في القضية يكشف عن قرائن جلية تدل على ما ذكرناه فالاولى أن نذكر القضية عن دلائل الطبري وكتاب النجوم لابن طاوس فانهما أورداها مبسوطة كما صرح به العلامة المجلسي (ره) في كلامه السابق نقله فنقول قال الطبري في دلائل الامامة ما لفظه (4) حدثنى أبو المفضل محمد بن عبد الله قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد المقرى، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن سابور، قال: حدثنى الحسن بن محمد بن حيوان (5) السراج القاسم (6) قال: حدثنى (7) أحمد بن الدينورى (8) السراج المكنى بابي العباس الملقب بأستاره قال: انصرفت من أردبيل إلى دينور أريد أن أحج وذلك بعد مضى أبي محمد الحسن بن علي (ع) بسنة أو سنتين وكان الناس في حيرة فاستبشروا أهل


(1) ليس المراد به صاحب الصافى والوافى بل عالم آخر من علمائنا سمى وهمشهريج له معاصر للسلطان سليمان الصفوى وترجم الكتاب بأمره فلذا سماه بالتحفة السليمانية. (2) انظر ص 524 – 525 من النسخة المطبوعة. (3) انظر ص 317 من النسخة المطبوعة. (4) انظر ص 282 – 285 من النسخة المطبوعة، وإنما اخترنا النقل من هذا الكتاب لان السيد ابن طاوس (ره) لا يروى القضية إلا من هذا الكتاب فهو أصل في الباب. (5) في مدينة المعاجز ” جيران ” (انظر ص 604). (6) كذا في النسخة. (7) في مدنية المعاجز ” حدثنا “. (8) في فرج المهموم (ص 239) والبحار (ص 79) ” أحمد الدينورى “.

[ 36 ]

الدينور (1) بموافاتي واجتمع الشيعة عندي فقالوا: اجتمع عندنا ستة عشر الف دينار من مال الموالى ونحتاج (2) أن تحملها معك وتسلمها بحيث يجب تسليمها، قال: فقلت: يا قوم هذه حيرة ولا نعرف الباب في هذا الوقت قال: فقالوا: إنما اخترناك لحمل هذا المال لما نعرف من ثقتك وكرمك فاحمله على أن لا تخرجه من يدك (3) إلا بجحة فحمل إلى (4) ذلك المال في صرر باسم رجل رجل (5) فحملت ذلك المال وخرجت فلما وافيت قرميسين كان أحمد بن الحسن بن الحسن مقيما بها (6) فصرت (7) إليه مسلما، فلما لقيني استبشر بي ثم أعطاني ألف دينار في كيس وتخوت ثياب ألوان معكمة (8) لم أعرف ما فيها: ثم قال لي أحمد: احمل هذا معك ولا تخرجه عن يدك إلا بحجة قال فقبضت منه المال والتخوت (9) بما فيها من الثياب فلما وردت بغداد لم يكن لي همة غير البحث عمن أشير إليه بالنيابة (10) فقيل لي: إن ههنا رجلا يعرف بالباقطانى يدعى بالنيابة (11) وآخر يعرف باسحاق الاحمر يدعى بالنيابة (12)، وآخر يعرف بأبي جعفر العمرى يدعى (13) بالنيابة قال فبدأت بالباقطانى فصرت إليه، فوجدته شيخا بهيا (14) له مروءة ظاهرة وفرس عربي وغلمان كثير ويجتمع عنده الناس يتناظرون، قال: فد – خلت إليه وسلمت عليه فرحب وقرب وبروسر (15) قال فأطلت القعود إلى أن خرج


(1) في البحار وفرج المهوم ” فاستبشر أهل دينور ” فما في المتن مبنى على لغة كما قال ابن مالك: ” وجرد الفعل إذا ما أسندا * لاثنين أو جمع كفاز الشهدا ” ” وقد يقال سعدا وسعدوا * والفعل للظاهر بعد مسند ” وأما دخول اللام على دينور فجائز فهو من قبيل الكوفة لا من قبيل بغداد. (2) في الفرج ” ونحن نحتاج “. (3) في البحار ” من يديك “. (4) (في الفرج: ” فحملوا إلى ” و في المدنية ” فحمل لى “. (5) (المتن موافق للبحار ففي الدلائل ” في صرر باسم رجل ” وفي المدنية ” وفي صرر رجل رجل “. (6) في المدينة ” يقيم بها “. (7) في فرج المهموم ” فانصرفت “. (8) في المديبة ” معلمة ” قال المجلسي (ره) في بيانه لمعضلات الحديث (ص 81): ” عكم المتاع يعكمه شده بثوب وأعكمه = أعانه على العكم ” أقول: هي عبارة القاموس بعينها وقال في أقرب الموارد: ” أعلم القصار الثوب = جعل له علما من طراز وغيره “. (9) قال المجلسي (ره) في بيانه: ” التخت = وعاء يجعل فيه الثياب ” فالتخوت جمعه وقال الفيروز آبادى: التخت وعاء تصان فيه الثياب “. (10) المتن موافق لفرج المهموم والبحار، ففى الدلائل والمدينة ” بالبابية ” (11) في الدلائل والمدينة ” بالبابية ” بخلاف الفرج و البحار فهى فيهما كما في المتن، قال في معيار اللغة ” وقد يتضمن الادعاء معنى الاخبار فيقال: فلان يدعى بكرم فعاله أي يخبر بذلك عن نفسه ” قال الزبيدى في تاج العروس: ” وقد يتضمن الادعاء معنى الاخبار فتدخله الباء جوازا، يقال: فلان يدعى بكرم فعاله أي يخبر بذلك عن نفسه ” قال في البستان: ” ادعى به = نسبه إليه زاعما أنه له ” قال في أقرب الموارد: ” ادعى به = نسبه إليه، وقيل: زعم أنه له ” قال الزمخشري في الاساس: ” فلان يدعى بكرم فعاله = يخبر عن نفسه بذلك “. (12) في الدلائل والمدينة ” بالبابية “. (13) في الفرج: ” يدعى ” (بصيغة المجهول من دعا). (14) في الفرج والبحار ” مهيبا “. (15) في الفرج: ” وسروبر “.

[ 37 ]

كثر الناس قال، فسألني عن حاجتى فعرفته أنى رجل من اهل دينور وافيت (1) ومعى شئ من المال أحتاج أن أسلمه قال فقال: احمله قال: فقلت: أريد حجة قال: تعود إلى (2) في غد قال: فعدت إليه من الغد فلم يأت بحجة فعدت إليه في اليوم الثالث فلم يأت بحجة قال، فصرت إلى إسحاق الاحمر فوجدته شابا نظيفا منزله أكبر من منزل الباقطانى وفرسه ولباسه ومروءته أسرى وغلمانه اكثر من غلمانه ويجتمع عنده من الناس أكثر مما يجتمعون عند الباقطانى قال: فدخلت وسلمت فرحب وقرب: فصرت إلى أن خف الناس، فسألني عن حاجتى فقلت له كما قلت للباقطانى ووعدتى بالحجة فعدت إليه ثلاثة (3) أيام فلم يأت بحجة. قال: فصرت إلى أبي جعفر العمرى فوجدته شيخا متواضعا عليه منطقة بيضاء قاعد على لبد في بيت صغير ليس له غلمان ولا له من المروءة والفرس ما وجدته (4) لغيره فسلمت فرد السلام (5) وأدناني وبسط منى ثم سألني عن حالى فعرفته أني وافيت من الجبل وحملت مالا فقال: إن أحببت أن يصل هذا الشئ إلى من يجب أن يصل إليه تخرج إلى سر من رأى وتسأل دار ابن الرضا وعن فلان بن فلان الوكيل وكانت دار ابن – الرضا (ع) عامرة بأهلها فانك تجد هناك ما تريد، قال: فخرجت من عنده ومضيت نحو سر من رأى وصرت إلى دار ابن الرضا وسألت عن الوكيل فذكر البواب أنه مشتغل في الدار وأنه يخرج آنفا فقعدت على الباب أنتظر خروجه، فخرج بعد ساعة فقمت وسلمت عليه وأخذ بيدى إلى بيت كان له وسألني عن حالى وعما وردت له فعرفته أنى حملت شيئا من المال من ناحية الجبل وأحتاج أن أسلمه بحجة قال فقال: نعم، وقد إلى طعاما وقال تغد بها واسترح فانك تعب وبيننا وبين الصلوة الاولى ساعة فانى أحمل إليك ما تريد، قال: فأكلت ونمت فلما كان وقت الصلوة نهضت وصليت وذهبت إلى المشرعة فاغتسلت و زرت وانصرفت إلى بيت الرجل ومكثت إلى أن مضى من الليل ربعه فجائني ومعه درج فيه ” بسم الله الرحمن الرحيم وافى أحمد بن محمد الدينورى وحمل ستة عشر ألف دينار في كذا وكذا صرة فيها صرة فلان بن فلان، وفيها كذا وكذا دينارا، وفيها صرة فلان بن فلان، وفيها كذا دينارا، إلى أن عدد الصرر كلها وصرة فلان بن فلان الزراع (6) وفيها ستة


(1) ” وافيت ” في الفرج والبحار فقط. (2) في المدينة: ” تعود لى “. (3) في الفرج ” ثمانية “. (4) في الدلائل: ” وجدت “. (5) في الدلائل: ” فرد جوابي “. (6) خ ل في الدلائل: ” المراغى “.

[ 38 ]

عشر دينارا قال: فوسوس إلى الشيطان أن سيدى أعلم بهذا منى فما زلت أقرأ ذكره صرة صرة وذكر صاحبها حتى أتيت عليها عند آخرها ثم ذكر: قد حمل من قرميسين من عند أحمد بن الحسن المادرانى أخى الصراف كيسا فيه ألف دينار وكذا وكذا تختا من الثياب منها ثوب فلان وثوب لونه كذا، حتى نسب الثياب إلى آخرها بأنسابها و ألوانها قال: فحمدت الله وشكرته على ما من به علي من إزالة الشك عن قلبى، وآمر بتسليم جميع ما حملته إلى حيث يأمرك أبو جعفر العمرى، قال: فانصرفت إلى بغداد وصرت إلى أبي جعفر العمرى قال: وكان خروجي وانصرافي في ثلانة أيام قال: فلما بصر بى أبو – جعفر العمرى قال لي: لم لم تخرج؟ – فقلت: يا سيدي من سر من رأى انصرفت، قال: فأنا أحدث أبا جعفر بهذا إذ وردت رقعة على أبي جعفر العمرى من مولانا صاحب الامر صلوات الله عليه ومعها درج مثل الدرج الذي كان معى، فيه ذكر المال والثياب وأمر أن يسلم جميع ذلك إلى أبي جعفر محمد بن أحمد بن جعفر القطان القمى فلبس أبو جعفر العمرى ثيابه وقال لى: احمل ما معك إلى منزل محمد بن أحمد بن جعفر القطان القمى (1) قال: فحملت المال والثياب إلى منزل محمد بن أحمد بن جعفر القطان وسلمتها و خرجت إلى الحج، فلما انصرفت إلى دينور اجتمع عندي الناس فأخرجت الدرج الذي أخرجه وكيل مولانا صلوات الله عليه إلي وقرأته على القوم فلما سمع ذكر الصرة باسم الذراع صاحبها سقط مغشيا عليه وما زلنا نعلله حتى أفاق فلما أفاق سجد شكرا لله عزوجل وقال: الحمد لله الذي من علينا بالهداية، الآن علمت أن الارض لا تخلو من حجة هذه الصرة دفعها والله إلى هذا الذراع ولم يقف على ذلك إلا الله عزوجل. قال: فخرجت ولقيت بعد ذلك بدهر أبا الحسن المادرانى وعرفته الخبر وقرأت عليه الدرج فقال: يا سبحان الله ما شككت في شئ فلا تشك في أن الله عزوجل لا يخلى أرضه


(1) في رجال الكشى في ترجمة أحمد بن إبراهيم أبي حامد المراغى ما لفظه (ص 331): ” على بن قتيبة قال: حدثنى أبو حامد أحمد بن إبراهيم المراغى قال: كتب أبو جعفر محمد بن أحمد بن جعفر القمى العطار وليس له ثالث في الارض في التقرب من الاصل يصفنا لصاحب الناحية (ع) فخرج: وقفت على ما وصفت به أبا حامد أعزه الله بطاعته وفهمت ما هو عليه تمم الله ذلك له بأحسنه ولا أخلاه من تفضله عليه و كان الله وليه أكثر السلام وأخصه، قال أبو حامد: هذا في رقعة طويلة وفيها أمر ونهى إلى ابن أخى كثير وفي الرقعة مواضع فد قرضت فدفعت الرقعة كيئتها إلى علاء ابن الحسن الرازي ” أقول: أظن أن ” العطار ” مصحف ” القطان ” فالرجل المذكور هنا هو الرجل المذكور هناك بعينه فتفطن.

[ 39 ]

من حجة، أعلم أنه لما غزا إذ كوتكين يزيد بن عبد الله بشهر زور وظفر ببلاده واحتوى على خزائنه صار إلى رجل وذكر أن يزيد بن عبد الله جعل الفرس الفلاني والسيف الفلاني في باب مولانا (ع) قال: فجعلت أنقل خزائن يزيد بن عبد الله إلى إذ كوتكين أولافأ ولا وكنت أدافع عن الفرس والسيف إلى أن لم يبق شئ غيرهما، وكنت أرجو أن أخلص ذلك لمولانا (ع) فلما اشتدت مطالبة إذ كوتكين إياى ولم يمكني مدافعته جعلت في السيف والفرس على نفسي ألف دينار وزنتها ودفعتها إلى الخازن وقلت له: ادفع هذه الدنانير في أوثق مكان ولا تخرجن إلي في حال من الاحوال ولو اشتدت الحاجة إليها و سلمت الفرس والسيف قال: فأنا قاعد في مجلسي بالرى أبرم الامور وأوفى القصص وآمر وأنهى إذ دخل أبو الحسن الاسدي وكان يتعاهدني الوقت بعد الوقت وكنت أقضى حوائجه، فلما طال جلوسه وعلي بؤس كثير قلت له: ما حاجتك؟ – قال أحتاج منك إلى خلوة فأمرت الخازن أن يهيئ علنا مكانا من الخزانة فدخلنا الخزانة فأخرج إلى رقعة صغيرة من مولانا صلوات الله عليه، فيها: يا أحمد بن الحسن الالف دينار التي لنا عندك ثمن الفرس والسيف سلمها إلي أبي الحسن الاسدي قال: فخررت لله ساجدا شكرا لما من به على وعرفت أنه حجة الله حقا لانه لم يكن وقف على هذا أحد غيرى فأضفت إلى ذلك المال ثلاثة آلاف دينار أخرى سرورا بما من الله علي بهذا الامر “. أقول: المراد بأبي الحسن الاسدي محمد بن جعفر الرازي وكان أحد الابواب قال الشيخ الطوسى (ره) في كتاب الغيبة (1) ما لفظه. ” وقد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الاصل، منهم أبو الحسين محمد بن جعفر الاسدي (ره)، أخبرنا أبو الحسين بن أبي جيد القمى عن محمد بن الوليد، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن صالح بن أبي صالح قال: سألني بعض الناس في سنة تسعين ومائتين قبض شئ فامتنعت من ذلك وكتبت أستطلع الرأى فأتاني الجواب بالرى محمد بن جعفر العربي فليدفع إليه فانه من ثقاتنا ” وروى محمد بن يعقوب الكليني، وعن أحمد بن يوسف الساسى قال: قال لى محمد بن الحسن الكاتب المروزى: وجهت إلى حاجز الوشاء مائتي دينار وكتبت إلى الغريم (2) بذلك فخرج


(1) ص 272، وأيضا في البحار، ج 13، (نقلا عن الكتاب) ص 99. (2) يريد بالغريم الحجة القائم (ع)

[ 40 ]

الوصول وذكر أنه كان قبلى ألف دينار وانى وجهت إليه مائتي دينار وقال: إن اردت ان تعامل أحدا فعليك بأبي الحسين الاسدي بالرى فورد الخبر بوفاة حاجز (رضه) بعد يومين أو ثلاثة فأعلمته بموته فاغتم فقلت له: لا تغتم فان لك في التوقيع إليك دلالتين، إحداهما إعلامه إياك أن المال ألف دينار، والثانية أمره إياك بمعاملة أبي الحسين الاسدي لعلمه بموت حاجز. وبهذا الاسناد عن أبي جعفر محمد بن علي بن نوبخت قال: عزمت على الحج وتأهبت فورد على: ” نحن لذلك كارهون ” فضاق صدري واغتممت وكتبت أنا مقيم بالسمع والطاعة غير أنى مغتم بتخلفى عن الحج فوقع ” لا يضيقن صدرك فانك تحج من قابل ” فلما كان من قابل استأذنت فورد الجواب، فكتبت انى عادلت محمد بن العباس وأنا واثق بديانتة وصيانته فورد الجواب ” الاسدي نعم العديل ” فان قدم فلا تختر عليه، قال: فقدم الاسدي فعادلته. محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن محمد بن شاذان النيسابوري، قال: اجتمع عندي خمسمائة درهم ينقص عشرون درهما فلم أحب أن ينقص هذا المقدار فوزنت من عندي عشرين درهما ودفعتها إلى الاسدي ولم أكتب بخبر نقصانها وأنى أتممتها من مالى فورد الجواب قد وصلت الخمسمائة التي لك فيها عشرون، ومات الاسدي على ظاهر العدالة لم يتغير ولم يطعن عليه في شهر ربيع الاخر سنة اثنتى عشرة وثلاث مائة. “. وقال في الفهرست (ص 151): محمد بن جعفر الاسدي يكنى أبا الحسين، له كتاب الرد على أهل الاستطاعة، أخبرنا به جماعة عن التلعكبرى عن الاسدي “. وقال في الرجال: ” محمد بن جعفر الاسدي يكنى أبا الحسين الرازي كان أحد الابواب “. قال النجاشي (ره) في كتاب الرجال (ص 264): ” محمد بن جعفر بن محمد بن عون الاسدي أبو الحسين الكوفى ساكن الرى يقال له محمد بن ابي عبد الله كان ثقة صحيح الحديث الا انه روى عن الضعفاء وكان يقول بالجبر والتشبيه وكان أبوه وجها روى عنه احمد بن محمد بن عيسى له كتاب الجبرو


[ 41 ]

الاستطاعة اخبرنا أبو العباس بن نوح قال: حدثنا الحسن بن حمزة قال: حدثنا محمد بن جعفر الاسدي بجميع كتبه، قال: ومات أبو الحسين محمد بن جعفر ليلة الخميس لعشر خلون من جمادى الاولى سنة اثنتى عشرة وثلاث مائة وقال ابن نوح: حدثنا الحسن بن داود قال: حدثنا احمد بن حمدان القزويني عنه بجميع كتبه “. قال العلامة المجلسي (ره) في مرآة العقول في شرح الحديث (ج 1، ص 431): ” والاسدي هو محمد بن جعفر بن محمد بن عون الاسدي الكوفى ساكن الرى يقال له محمد ابن أبي عبد الله، قال النجاشي: كان ثقة صحيح الحديث إلا أنه روى عن الضعفاء وكان يقول بالجبر والتشبيه، وقال الشيخ: كان أحد الابواب، وفي كمال الدين: انه من الوكلاء الذين وقفوا على معجزات صاحب الزمان عجل الله فرجه ورأوه. أقول:: نسبته إلى الجبر والتشبيه لروايته الاخبار الموهمة لهما وذلك لا يقدح فيه إذ قل أصل من الاصول لا يوجد مثلها فيه ” فلنعد إلى ما كنا فيه. قال ياقوت في معجم البلدان في ضمن ما قال في حق الرى ما لفظه: ” وكان أهل الرى أهل سنة وجماعة إلى أن تغلب أحمد بن الحسن المادرانى عليها فأظهر التشيع وأكرم أهله وقربهم فتقرب إليه الناس بتصنيف الكتب في ذلك فصنف له عبد الرحمن بن أبي حاتم (1) كتابا في فضائل أهل البيت وغيره وكان ذلك في أيام المعتمد وتغلبه عليها في سنة 275 وكان قبل ذلك في خدمة كوتكين بن ساتكين


(1) وقال ياقوت ايضا هناك لكن قبيل ذلك الكلام: ” ومن أعيان من ينسب إليها عبد الرحمن بن محمد بن إدريس أبو محمد بن أبى حاتم الرازي أحد الحفاظ صنف الجرح والتعديل فأكثر فائدته، رحل في طلب العلم والحديث فسمع بالعراق ومصر ودمشق، فسمع من يونس بن عبد الاعلى، ومحمد بن عبد الله بن الحكم، والربيع بن سليمان، والحسن بن عرفة، وأبيه أبي حاتم، وأبي زرعة الرازي، وعبد الله وصالح ابني – احمد بن حنبل وخلق سواهم وروى عنه جماعة أخرى كثيرة، وعن أبي عبد الله الحاكم قال سمعت أبا – أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحاكم الحافظ يقول: كنت بالرى فرأيتهم يوما يقرأون على محمد بن أبي حاتم كتاب الجرح والتعديل فلما فرغوا قلت لابن عبدويه الوراق: ما هذه الضحكة أراكم تقرأون كتاب التأريخ لمحمد بن إسماعيل البخاري عن شيخكم على هذا الوجه وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي – حاتم؟! فقال: يا أبا محمد اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما هذا الكتاب قالا: هذا علم حسن لا يستغنى عنه ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا فأقعدا أبا محمد عبد الرحمن الرازي حتى سألهما عن رجل معه رجل وزادا فيه ونقصا منه. ونسبه عبد الرحمن الرازي. وقال أحمد بن يعقوب الرازي: سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي يقول: كنت مع أبي في الشام في الرحلة فدخلنا مدينة فرأيت رجلا واقعا على الطريق يلعب بحية ويقول: من يهب لى درهما حتى ابلع هذه الحية، فالتفت إلى أبي وقال: يا بني احفظ دراهمك، فمن أجلها تبلع الحيات. وقال أبو يعلى الخليل بن عبد الرحمن بن أحمد الحافظ القزويني: أخذ عبد الرحمن بن أبي حاتم علم أبيه وعلم أبي زرعة وصنف منه التصانيف المشهورة في الفقه والتواريخ واختلاف ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 42 ]

التركي وتغلب على الرى وأظهر التشيع بها وظهر إلى الآن “، أقول: هذا الكلام يدل على أن الماذرائى قد أعرض عن خدمة اساتكين واستقل بأمر شخصه ونفسه فتغلب على الرى وأظهر التشيع بها في سنة خمس وسبعين ومائتين، فلعل العبارة مأخوذة من تأريخ الرى لابي سعد منصور بن الحسين الآبي رحمه الله تعالى لان من كتبه تأريخا للرى كما صرح به ياقوت وغيره، والمظنون أن سبب إعراض الماذرائي عن خدمة اساتكين أمران:


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” الصحابة والتابعين وعلماء الامصار، وكان من الابدال ولد سنة 240 ومات سنة 327 وقد ذكر في حنظلة وذكرت من خبره هناك زيادة عما ههنا “. وقال في حنظلة: ” وقال أبو الفضل بن طاهر: درب حنظلة بالرى. ينسب إليه إبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم وداره ومسجده في هذا الدرب ورأيته ودخلته ثم ذكر باسناد له قال عبد الرحمن بن أبي حاتم قال أبي: نحن من موالى تميم بن حنظلة بن غطفان “. قال المؤلف: وهذا وهم (فخاض في بيان الدليل على مدعاه فمن أراده فليطلبه من هناك) “. أقول: كتابه المشار إليه في هذا الكلام أعنى ” الجرح والتعديل ” كتاب ممتع وقد طبع في زماننا هذا بحيدر آباد لكن ناقصا فان شئت فراجع. قال الرافعى في التدوين (ص 349 من النسخة الفوتوغرافية عن نسخة مكتبة الاسكندرية): عبد الرحمن بن إدريس بن المنذر الحنظلي أبو محمد بن أبي حاتم الرازي من كبار الدنيا علما وورعا، قال الخليل الحافظ: كان بحرا في معرفة الحديث، صحيحه وسقيمه، والرجال، قويهم وضعيفهم، وكان يعد من الابدال، سمعت احمد بن محمد بن الحسين يحكى عن علي بن الحسين الدرستينى أن أبا حاتم كان يعرف اسم الله الاعظم فظهر بابنه عبد الرحمن علة فاجتهد أن لا يدعو له بذلك الاسم لانه كان قد عهد أن لا يدعو به لشئ من الدنيا فلما اشتدت به العلة وغلب عليه الحزن دعا له بذلك الاسم فشفاه الله ثم رأى أبو حاتم في منامه أن قد استجيب دعاؤك لكن لا يعقب ابنك لانك دعوت به للدنيا، وقد ذكر أن الابدال لا يولد لهم، و وصفه الحافظ إسماعيل بن محمد الاصبهاني وقال: إن أبا محمد تربى بالمذاكرات مع أبيه وأبي – زرعة وكانا يزقانه كما يزق الفرخ الصغير ويعنيان به ورحل مع أبيه فأدرك ثقات الشيوخ بالحجاز و العراق والشام والنفور، وعرف الصحيح من السقيم ثم كانت رحلته الثانية بنفسه بعد تمكن معرفته، وعن عبد الرحمن قال: ساعدتني الدولة في كل شئ حتى خرجت مع أبي سنة خمسة وخمسين ومائتين من المدينة يريد الحج ولم أبلغ فلما أن أشرفنا على ذي الحليفة احتملت تلك الليلة فحكيت ذلك لابي فسر بذلك و قال: الحمد لله أدركت حجة الاسلام. وفي هذه السنة سمع عبد الرحمن بن المقرى حديثه عن سفيان ومشايخ مكة والواردين عليها، وسمع بالكوفة أبا سعيد الاشج وهارون بن إسحاق وببغداد الحسن بن عرفة وحميد بن الربيع وبمصر المزني ويونس بن عبد الاعلى، وارتحل إلى اصبهان وقزوين وجمع وصنف الكثير حتى وقعت ترجمة مصنفاته الكبار والصغار في أوراق، وقال الخليل الحافظ: سمعت القاسم بن علقمة يقول: سمعت ابن أبي حاتم يقول: ولدت سنة أربعين ومائتين، وتوفى سنة سبع وعشرين وثلاث مائة “. قال ابن حجر في لسان الميزان (ج 3، ص 432 – 433): ” عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي الحافظ الثبت يروى عن أبي سعيد الاشج ويونس بن عبد الاعلى وطبقتهما وكان ممن جمع علو الرواية ومعرفة الفن، وله الكتب النافعة ككتاب ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 43 ]

الاول – مغايرته له في المذهب كما دلت عليه الحكاية الماضية. الثاني – اتخاذ اساتكين الظلم والجور شعارا له ودثارا كما ستقف عليه مما نذكره من كلمات المؤرخين.


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” الجرح والتعديل، والتفسير الكبير، وكتاب العلل، وما ذكرته لو لا ذكر أبي الفضل السليمانى له فبئس ما صنع، فانه قال: ذكر اسامى الشيعة من المحدثين الذين يقدمون عليها على عثمان، الاعمش، النعمان بن ثابت، شعبة بن الحجاج، عبد الرزاق، عبيد الله بن موسى، عبد الرحمن بن أبي حاتم ” (انتهى) وكان يلزم المؤلف على هذا أن لا يذكر شعبة بل كان من حقه أن لا يذكر ابن أبي حاتم صاحب الجرح والتعديل في هذا الكتاب، وترجمته مستوفاة في تاريخ الخطيب وغيره، وقال مسلمة بن قاسم: كان ثقة جليل القدر عظيم الذكر إما ما عن أئمة خراسان “. أقول: كأن نسبته إلى التشيع لتأليفه كتابا في فضائل أهل البيت عليهم السلام كما مر وذلك لان دأب العامة أنهم إذا عجزوا عن القدح في حق أحد من العلماء المنصفين منهم رموه بالرفض والتشيع زعما منهم أن ذلك قدح في حقه، وأجلى مصداق لذلك ترجمة الطبري المعروف صاحب التفسير والتاريخ فان في ترجمته تصريحا بما ذكرناه. قال ابن الاثير في ضمن حوادث سنة عشر وثلاث مائة ما لفظه: ” وفي هذه السنة توفى محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ ببغداد ومولده سنة أربع وعشرين ومائتين ودفن ليلا بداره لان العامة اجتمعت ومنعت من دفنه نهارا وادعوا عليه الرفض ثم ادعوا عليه الالحاد وكان على بن عيسى يقول: والله لو سئل هؤلاء عن معنى الرفض والالحاد ما عرفوه ولا فهموه، هكذا ذكره ابن مسكويه صاحب تجارب الامم وحوشى ذلك الامام عن مثل هذه الاشياء، واما ما ذكره من تعصب العامة فليس الامر كذلك وإنما بعض الحنابلة تعصبوا عليه ووقعوا فيه فتبعهم غيرهم ولذلك سبب، وهو أن الطبري جمع كتابا ذكر فيه اختلاف الفقهاء ولم يذكر فيه أحمد بن حنبل فقيل له في ذلك فقال: لم يكن فقيها وإنما كان محدثا، فاشتد ذلك على الحنابلة وكانوا لا يحصون كثرة ببغداد فشغبوا عليه وقالوا ما أرادوا. ” حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه * فالناس اعداء له وخصوم ” ” كضرائر الحسناء قلن لوجهها * حسدا وبغيا إنه لدميم ” وأما واقع الامر فيمكن أن يكون ابن أبي حاتم شيعيا إثنى عشريا بل يؤيده قرائن، منها ذكر ابن شهر اشوب وشيخ الطائفة رحمة الله عليهما أباه في علماء الشيعة، قال ابن شهر اشوب في معالم العلماء (ص 93): ” أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، له كتاب ” وقال الشيخ في الفهرست (ص 147 طبعة نجف): ” محمد بن إدريس الحنظلي يكنى أبا حاتم له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن عن عبد الله بن جعفر الحميرى عنه ” وقال (ره) في كتاب رجاله: ” محمد بن إدريس الحنظلي أبو حاتم روى عنه عبد الله بن جعفر الحميرى ومحمد بن أبي الصهبان عبد الجبار وروى عنه سعد وغيره ” قال المامغانى (ره) بعد نقل عبارتي الشيخ (ره) ” وظاهر عدم غمزه في مذهبه كونه إماميا. ولكن ابن داود نص على كونه عاميا حيث قال: ” محمد بن إدريس الحنظلي الرازي أبو حاتم لم جخ عامى المذهب (انتهى) ولم أقف على ما يشهد له ولقد أجاد الحائري حيث قال: لا أدرى من أبن اخذ ابن داود عاميته ولم يذكر المأخذ وفي قوله ” لم جخ ” إيماء إلى أخذه من ” لم ” وليس في ذلك أصلا (إلى أن قال) وعن تقريب ابن حجر: محمد بن إدريس المنذر الحنظلي أبو حاتم الرازي أحد الحفاظ من الحادية عشر مات سنة سبع وسبعين أي بعد المائتين (انتهى) “. أقول: ترجمة هذا العالم مذكورة في غير واحد من كتب العامة مبسوطة ومشروحة فمن أرادها فليطلبها من هناك، وأما عدم اطلاع الحائري والمامغانى رحمة الله عليهما عليها فلا غرو فيه فانهما ليسا من فرسان المضمار كما هو واضح عند أهل الفن، وأما ترجمة ابنه عبد الرحمن فمن أرادها مبسوطة فليراجع عبقات الانوار (المجلد الثاني من حديث الغدير ص 369 – 373 من طبعة هند).

[ 44 ]

حيث إن الرجل أول من نشر لواء إشاعة التشيع بالرى ينبغى أن أشير إلى ما ذكره المؤرخون في حفه ليستكشف منه أهل دقة النظر ما يكون موجبا لمزيد البصيرة في شأنه لان علماء الرجال قد أهملوه ولم يذكروا ترجمته في كتبهم ككثير ممن تركوه فلا – سبيل إلى الاطلاع على ترجمته المبسوطة إلا بالاحاطة بما ذكره علماء السير من احواله وذلك لانه من مشاهير الرجال في عصره فله وقائع تأريخية أثبتها أرباب التأريخ والسير فاحياء لذكره وأداء لبعض ما على الشيعة من حقه نخوض في نقل ما في التواريخ المعتبرة المعروفة من الامور المتعلقة به، وحيث إن الوقوف على هذه القضايا التأريخية يستلزم نقل شئ مما ذكره المؤرخون من الوقائع والحوادث المربوطة بمخدوميه ” كوتكين ” و ” اساتكين ” ننقل أيضا منه ما يقتضيه المقام فنقول والله المستعان: قال ابن الاثير في الكامل في ضمن ذكر ما وقع سنة ستين ومائتين تحت عنوان ” ذكر الفتنة بالموصل وإخراج عاملهم ” ما لفظه (ج 7، ص 185 – 187 من طبعة ليدن): كان الخليفة المعتمد على الله قد استعمل على الموصل اساتكين وهو من أكابر قواد الاتراك فسير إليها ابنه إذ كوتكين في جمادى الاولى سنة تسع وخمسين ومائتين، فلما كان يوم النيروز من هذه السنة وهو الثالث عشر من نيسان فغيره المعتضد بالله و دعا إذ كوتكين وجوه أهل الموصل إلى قبة في الميدان وأحضر أنواع الملاهي و أكثر الخمر وشرب ظاهرا وتجاهر أصحابه بالفسوق وفعل المنكرات وأساء السيرة في الناس، وكان تلك السنة برد شديد أهلك الاشجار والثمار والحنطة والشعير وطالب الناس بالخراج على الغلات التي هلكت فاشتد ذلك عليهم وكان لا يسمع بفرس جيد عند أحد إلا أخذه وأهل الموصل صابرون إلى أن وثب رجل من أصحابه على امرأة فأخذها في الطريق فامتنعت واستغاثت فقام رجل اسمه إدريس الحميرى وهو من أهل القرآن والصلاح فخلصها من يده فعاد الجندي إلى إذ كوتكين فشكا من الرجل فأحضره وضربه ضربا شديدا من غير أن يكشف الامر فاجتمع وجوه أهل الموصل إلى الجامع وقالوا: قد صبرنا على أخذ الاموال وشتم الاعراض وإبطال السنن والعسف وقد أفضى الامر إلى أخذ الحريم فأجمع رأيهم إلى إخراجه والشكوى منه إلى الخليفة وبلغه الخبر فركب إليهم في جنده وأخذ معه النفاطين فخرجوا إليه وقاتلوه قتالا شديدا


[ 45 ]

حتى أخرجوه من الموصل ونهبوا داره وأصابه حجر فأثخنه ومضى من يومه إلى بلده و سار منها إلى سامراء واجتمع الناس إلى يحيى بن سليمان وقلدوه أمرهم ففعل وبقى كذلك إلى أن انقضت سنة ستين، فلما دخلت سنة إحدى وستين كتب اساتكين إلى الهيثم بن عبد الله بن المعمر التغلبي ثم العدوى في أن يتقلد الموصل وأرسل إليه الخلع واللواء وكان بديار ربيعة فجمع جموعا كثيرة وسار إلى الموصل ونزل بالجانب الشرقي وبينه وبين البلد دجلة فقاتلوه فعبر إلى الجانب الغربي وزحف إلى باب البلد فخرج إليه يحيى في أهل الموصل فقاتلوة وقتل بينهم قتلى كثيرة وكثرت الجراحات وعاد الهيثم عنهم فاستعمل اساتكين على الموصل إسحاق بن أيوب التغلبي وغيره فخرج في جمع يبلغون عشرين ألفا منهم حمدان بن حمدون التغلبي وغيره فنزل عند الدير الاعلى فقاتله أهل الموصل ومنعوه فبقوا كذلك مدة، فمرض يحيى بن سليمان الامير فطمع إسحاق في البلد وجد في الحرب فانكشف الناس بين يديه، فدخل إسحاق البلد ووصل إلى سوق الاربعاء وأحرق سوق الحشيش فخرج بعض العدول اسمه زياد بن عبد الواحد وعلق في عنقه مصحفا واستغاث المسلمين فأجابوه وعادوا إلى الحرب و حملوا على إسحاق وأصحابه وأخرجوهم من المدينة: وبلغ يحيى بن سليمان الخبر فأمر فحمل في محفة وجعل أمام الصف فلما رآه أهل الموصل قويت نفوسهم واشتد قتالهم ولم يزل الامر كذلك وإسحاق يراسل أهل الموصل ويعدهم الامان وحسن السيرة فأجابوه إلى أن يدخل البلد ويقيم بالربض الاعلى فدخل وأقام سبعة أيام ثم وقع بين بعض أصحابه وبين قوم من أهل الموصل شر فرجعوا إلى الحرب وأخرجوه عنها واستقر يحيى بن سليمان بالموصل ” ذكر القضية ابن خلدون أيضا في الجزء الثالث تحت عنوان ” فتنة الموصل ” فارجع إليها إن شئت (1) وأشار إليها أيضا في الجزء الرابع في كلام له على الموصل بهذه العبارة (2) ” ثم انتقض أهل الموصل أيام المعتمد سنة تسع وخمسين (أي بعد المائتين) وأخرجوا العامل وهو ابن اساتكين (إلى آخر كلامه) وقال أيضا (3): ” وفي سنة ستين (أي بعد المائتين) أقام يعقوب بن الصفار الحسن بن زيد فهزمه وملك طبرستان كما مرو أخرج أهل الموصل عاملهم اتكوتكين بن اساتكين فبعث عليهم اساتكين اسحق بن يعقوب في عشرين ألفا ومعه حمدان بن حمدون التغلبي


(1) ج 3، ص 310. (2) ص 228. (3) ج 3، ص 340.

[ 46 ]

فامتنع أهل الموصل منهم وولوا عليهم يحيى بن سليمان فاستولى عليها “. وقال ايضا (1): ” وفي سنة ست وستين (أي بعد المائتين) ملك الزنج رامهرمز وغلب اساتكين على الرى وأخرج عنها عاملها فطلقت ثم مضى إلى قزوين وبها أخوه كيقلغ فصالحه وملكها “، قال ابن كثير في تأريخه الموسوم بالبداية والنهاية (2): ” في صفر منها (أي من سنة ست وستين ومائتين) تغلب اساتكين على بلد الرى. وأخرج عاملها منها ثم مضى إلى قزوين فصالحه أهلها فدخلها وأخذ منها أموالا جزيلة ثم عاد إلى الرى فمنعه أهلها عن الدخول إليها فقهرهم ودخلها “، قال ابن الاثير عند ذكر حوادث سنة ست وستين ومائتين ما لفظه (3): ” وفيها في صفر غلب اساتكين على الشرطة وهى الآن من أعمال سبحستان، و على الرى وأخرج منها حظلنجور العامل عليها، ثم مضى إلى قزوين وعليها أخو كيغلغ فصالحه ودخل اساتكين قزوين ثم رجع إلى الرى “. قال الطبري تحت عنوان ” ذكر الخبر عما كان في سنة ست وستين ومائتين من الاحداث ” ما لفظه (4): ” وفي صفر منها غلب اساتكين على الرى وأخرج عنها طلمجور العامل كان عليها ثم مضى هو وابنه إذ كوتكين إلى قزوين وعليها ابرون أخو كيغلغ فصالحاه ودخلا قزوين وأخذا محمد بن الفضل بن سنان العجلى فأخذا أمواله وضياعه وقتله اساتكين ثم رجع إلى الرى فقاتله أهلها فغلبهم ودخلها “. قال ابن الفقيه عند الكلام في قزوين ما لفظه (5): ” وكانت دستبى مقسومة بين الرى وهمذان فقسم منها يدعى دستبى الرى و هو مقدار كذا وكذا قرية، ومنها ما قد حازه السلطان أعزه الله في هذا الوقت لنفسه و استخلصه وكان سبب حيزه دخول إذ كوتكين بن ساتكين التركي قزوين وتغلبه


(1) ج 3: 342. (2) ج 11، ص 38. (3) ج 7، ص 231 من النسخة المطبوعة بليدن. (4) ج 11، ص 255 من الطبعة الاولى. (5) ص 280.

[ 47 ]

عليها وأسره محمد بن الفضل وقبض هذه الضياع عنه ” (1) قال الرافعى في أوائل التدوين في الفصل الرابع الذي في ذكر نواحى قزوين ما لفظه (2): ” وفي كتاب أبي عبد الله القاضى وغيره أن دستبى كانت مقسومة بين همذان و الرى فقسم تدعى دستبى الهمذانى كان عامل همذان ينفذ خليفة له فيقيم في قرية اسفقيان حتى يجبى خراجه وينقله إلى همذان، وقسم منها يدعى دستبى الرى وقد حازه السلطان لنفسه مدة حين تغلب كوتكين التركي على قزوين سنة ست وستين ومائتين وقبض على محمد بن الفضل بن محمد بن سنان العجلى رئيس قزوين واستولى على ضياعه “. وقال في ترجمة محمد المذكور في هذا الكلام ما لفظه (3): ” محمد بن الفضل بن محمد بن سنان العجلى من بنى عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن وائل كان في بيتهم (4) السيادة والرياسة والايالة بقزوين، وكانوا أصحاب جاه وثروة ومروءة، ومحمد بن الفضل كان واليا بقزوين محمود الاشرفى الرعية وفي تسكين الديلم ودفع غائلتهم وغدر به حتى وقع في أسر كوتكين بن ساتكين التركي فصادرة وعقد عليه العقود بجميع دوره وبساتينه وضياعه بقزوين وأبهر وكانت كثيرة وأحضر القاضى والعدول والاشراف ليتعهدهم عليها فلما قرئت عليه قال: أشهدكم أن كذا وكذا وقف على أولادي وأولاد أولادي ما تناسلوا، وكذا وكذا وقف على الطالبية، وكذا وكذا وقف على مساكين، فيعين، فاغتاظ التركي من ذلك وحمله معه وقتله ببعض نواحى ساوة “. قال ابن الاثير عند ذكر حوادث سنة ثمان وستين ومائتين ما لفظه (5): ” وفيها كانت وقعة بين إذ كوتكين بن ساتكين وبين أحمد بن عبد العزيز بن أبى – دلف فهزمه إذ كوتكين وغلبه على قم “.


(1) فذكر دستبى المهدانى بقوله: ” وقسم منها يدعى الهمداني الخ “. (2) ص 9 من النسخة الفوتوغرافية المعروفة. (3) ص 148 من النسخة المشار إليها. (4) قد خرج من هذا البيت جماعة من الرؤساء والامراء والعلماء وكلهم كانوا شيعة، وذكر الرافعى عدة منهم في التدوين، ومنتجب الدين (ره) في فهر سته، والشيخ عبد الجليل (ره) في كتاب ” بعض مثالب النواصب ” واستخرجت أسامي من في الندوين والفهرست منهم وأدرجتها في تعليقاتي على ” بعض مثالب النواصب ” فليرجع الطالب إليها. (5) ج 7، ص 259 من النسخة المطبوعة بليدن.

[ 48 ]

وذكر الطبري أيضا هذه القضية (1) قال ابن خلدون في ضمن ذكر حوادث السنة المذكورة (2): ” وفيها كانت وقعة بين اتكوتكين بن اساتكين وبين أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف فهزمه اتكوتكين وغلبه على قم “. قال ابن الاثير عند ذكر حوادث سنة اثنتين وسبعين ومائتين تحت عنوان ” ذكر الحرب بين إذ كوتكين ومحمد بن زيد العلوى ” ما لفظه (3): ” في هذه السنة منتصف جمادى الاولى كانت حرب شديدة بين إذ كوتكين وبين محمد بن زيد العلوى صاحب طبرستان ثم سار إذ كوتكين من قزوين إلى الرى ومعه أربعة آلاف فارس وكان مع محمد بن زيد من الديلم والطبرية والخراسانية عالم كبير فاقتتلوا فانهزم عسكر محمد بن زيد وتفرقوا وقتل منهم ستة آلاف وأسر ألفان وغنم إذ كوتكين وعسكره من أثقالهم واموالهم ودوابهم شيئا لم يروا مثله ودخل إذ كوتكين الرى فأقام بها وأخذ من أهلها مائة ألف ألف دينار وفرق عماله في أعمال الرى “. قال ابن كثير في تاريخه (4): ” في جمادى الاولى منها (أي من سنة ثنتين وسبعين ومائتين) سار نائب قزوين وهو إذ كوتكين في اربعة آلاف مقاتل إلى محمد بن زيد العلوى صاحب طبرستان بعد أخيه الحسن بن زيد وهو بالرى في جيش عظيم من الديلم وغيرهم فاقتتلوا قتالا شديدا فهزمه إذ كوتكين وغنم ما في معسكره وقتل من أصحابه ستة آلاف ودخل الرى فأخذها وصادر أهلها في مائة الف دينار وفرق عماله في نواحى الرى “. قال ابن خلدون تحت عنوان ” وفاة صاحب طبرستان وولاية أخيه ” ما لفظه (5): (ثم توفى الحسن بن زيد العلوى صاحب طبرستان في رجب سنة سبعين لعشرين سنة من ولايته وولى مكانه أخوه وكان على قزوين اتكوتكين فسار إلى الرى في أربعة آلاف فارس وسار إليه محمد بن زيد في عالم كثير من الديلم والخراسانية والتقوا فانهزم


(1) ج 11، ص 268 من الطبعة الاولى. (2) ج 3، ص 343. (3) ج 7، ص 293 من النسخة المطبوعة بليدن. (4) ج 11، ص 50. (5) ج 3، ص 332.

[ 49 ]

محمد بن زيد وقتل من عسكره نحو من ستة آلاف وأسر ألفان وغنم أتكوتكين عسكرا وملك الرى وأغرم أهلها مائة ألف دينار وفرق عماله عليها “. أقول: وله أيضا تصريح بهذا المطلب في موارد أخر أعرضنا عن نقلها أو الاشارة إليها استغناء بما ذكر عنها. قال محمد بن الحسن بن اسفنديار الكاتب في تاريخ طبرستان ما لفظه (1): ” شهر ربيع الاول سنه اثنين وسبعين ومائتين دررى تركي بود اسانكين گفتند محمد زيد را هوس افتاد كه برى شود از گرگان بدامغان رفت واز آنجا بسمنان روزى دو نزول كرد وبخوار شد وبا فرداد بوهراوان نزديك رى بالشكر عراق مصاف داده ايستاده بودند چون بر همديگر كوفتند لشكر محمد زيد شكسته آمدند واو بهزيمت با لارجان افتاد وخراسانيان بر خراسان شدند “. قال حافظ ابروفى تأريخه ما لفظه (2): ” ذكر حوادث سنه اثنين وسبعين ومائتين هجري – در اين سال ميان إذ كوتكين صاحب قزوين وميان محمد بن زيد صاحب طبرستان جنگ قائم شد محمد بن زيد منهزم شد إذ كوتكين رى را بگرفت وايشان را بدوستى أو مصادره كرد والسلام “. قال صاحب تأريخ قم في الفصل الثالث من الباب الاول (بناء على ما في الترجمة) ما نصه (3): ” يس از آن چون كوتكين بن ساتكين تركي با كاتب خود أبو الحسن بن أحمد بن الحسن المادرانى در خلافت معنز بقم فرود آمد در سنه إحدى وتسعين و مائتين (4) با روى قم را بكلى خراب گردانيد چنانچه اثر آنرا نگذاشت پس از آن اهل قم ديگر باره آنرا إعاده كردند وبنانها دند مضى هذا (5) “.


(1) ج 1، ص 252. (2) نقل من نسخة متعلقة بالمكتبة الملية (3) ص 35 من النسخة المطبوعة. (4) في ذكر التأريخ اشتباه عجيب وذلك لان المعتز بالله قد مات في شهر شعبان المعظم سنة خمس وخمسين ومائتين فالمظنون أن ” المعتز ” مصحف ” المعتمد ” وأن ” التسعين ” مصحف ” السبعين ” فحينئذ تصح العبارة من جميع الجهات لان المعتمد على الله تولى الخلافة سنة ست وخمسين ومائتيين ومات في سنة ثمان وسبعين ومائتين، وقد سمعت فيما مر أن إذ كوتكين قد غز أحمد بن عبد العزيز فهزمه وغلبه على قم. (5) نقل العبارة بتغيير يسير في أنوار المشعشعين ص 45.

[ 50 ]

وقال أيضا في الباب الثاني من الفصل الرابع (بناء على ما في الترجمة) (1): ” پس از آن در خلافت معتمد مدت چند سال عصيان كردند ومادرانى را كه كاتب إذ كوتكين بود منع كردند از آنكه در شهر آيد تا آنگاه كه برايشان ظفر يافت و خراج هفت ساله جمع كرد ” (2). وأيضا هناك (3): ” چنين گويند كه چون على بن هاشم بقم آمد وپس از ومفلح تركي وپس ازو مادرانى از اين كفلاى ده گانه بجمله مال خراج مطالبت نمودند وهلاك ايشان در اين سبب واقع گشت وهمچنين از براى اين رسم أبو القاسم بن صديم را بعراق بردند در خلافت معتضد بسبب شكايت كردن بنى اب أو از ولد آدم بن عبد الله ازو، پس از آنكه مادرانى أبو القاسم را إلزام كرده بود بخراج ولد الاب، پس راست كه أبو القاسم سبب اين رسم عرض كرد وكشف نمود أو را معذور داشتند وبدين سبب از براى أو امضاء نوشتند واز آن بنگردانيدند پس أبو القاسم معزز ومكرم باز گرديد وضعيتهاى ولد آدم در دست أو بودند تا آنگاه كه وفات يافت وهمچنين علي بن أبو الهيجاء در روز گار مادرانى بدين سبب از شهر بيرون آمد وعبد الله بن أحمد حماد درويش گشت “. (4) قال الطبري عند ذكر ما كان من الحوادث في سنة ست وسبعين ومائتين ما نصه (ج 11، ص 333 – 434 من الطبعة الاولى): ” ولاربع عشرة خلت من شهر ربيع الاول من هذه السنة شخص أبو أحمد من مدينة – السلام إلى الجبل، وكان سبب شخوصه إليها فيما ذكر أن الماذرائى كاتب إذ كوتكين أخبره أن له هنالك مالا عظيما وأنه إن شخص صار ذلك إليه فشخص إليه فلم يجد من المال الذي أخبره به شيئا فلما لم يجد ذلك شخص إلى الكرج ثم إلى اصبهان يريد أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف فتنحى له أحمد بن عبد العزيز عن البلد بجيشه وعياله وترك داره بفرشها لينزلها أبو أحمد إذا قدم “. قال ابن الاثير في الكامل عند ذكر حوادث السنة المشار إليها ما لفظه (ج 7،


(1) ص 163. (2) نقل العبارة بعينها من الكتاب صاحب أنوار المشعشعين (انظر ص 85). (3) ص 156 – 157 من النسخة المطبوعة. (4) العبارة بعينها منقولة في أنوار المشعشعين، ص 79 – 80.

[ 51 ]

ص 304 – 305 من النسخة المطبوعة بليدن): ” وفيها في منتصف ربيع الاول سار – الموفق إلى بلاد الجبل، وسبب مسيره أن الماذرائى كاتب إذ كوتكين أخبره أن له هناك مالا عظيما وأنه إن سار معه أخذه جميعه، فسار إليه فلم يجد المال فلما لم يجد شيئا سار إلى الكرج ثم إلى اصبهان يريد أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف فتنحى أحمد عن البلد بجيشه وعياله وترك داره بفرشها لينزلها الموفق إذا قدم “. قال أبو على الملقب بمسكويه (1) في تجارب الامم: ” ودخلت سنة ست وسبعين ومائتين، وفيها شخص أبو أحمد من بغداد إلى الجبل وكان سبب ذلك أن المادرانى كاتب إذ كوتكين أخبره أن له هناك مالا عظيما وانه إن شخص حاز ذلك، فشخص أبو احمد فلم يجد من ذلك شيئا فشخص من هناك إلى الكرج ثم إلى اصبهان يريد احمد ابن عبد العزيز فتنحى له احمد بن عبد العزيز عن البلد بجيشه وعياله وترك له داره بفرشها وآلتها لينزلها إذا قدم “. (2) قال ابن خلدون تحت عنوان ” مسير الموفق إلى اصبهان والجبل ” ما لفظه (ج 3، ص 334): ” كان كاتب اتكوتكين أنهى إلى المعتضد أن له مالا عظيما ببلاد الجبل فتوجه لذلك فلم يجد شيئا ثم صار إلى اصبهان يريد احمد بن عبد العزيز بن ابي دلف فتنحى احمد عن البلد بعسكره وترك داره بفرشها لينزلها الموفق عند قدومه ثم رجع الموفق إلى بغداد “. وقال أيضا بعيد ذلك (ج 3، ص 345): ” وفيها كان مسير الموفق إلى الجبل لاتكوتكين ومحاربة أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف وقد تقدم ذلك “. أقول: قوله: ” لا تكوتكين ” أي لدفع اتكوتكين وذلك لانك قد عرفت أن الموفق لم يقصد بلاد الجبل في سنة 276 إلا لما كتب إليه الماذرائى وقد علمت أيضا أن الماذرائى كان معرضا عن خدمة إذ كوتكين قبل ذلك بسنة فلا تستقيم العبارة إلا بمثل هذا التقدير فالمظنون أن الماذرائى لما أعرض عن الخدمة لاذ كوتكين واستقل بأمره وكان عارفا بما كان عليه مخدومه السابق من القوة والعدة والذخائر والاموال دعا الموفق لدفعه حتى


(1) كما صرح بذلك ياقوت فما في الافواه وغالب الكتب من أنه ” ابن مسكويه ” فكأنه لا يرجع إلى أصل يعتمد عليه. (2) نقلت العبارة من نسخة مخطوطة قديمة موجودة في المكتبة الملية بطهران.

[ 52 ]

يتخلص من شره ويطمئن من هجومه عليه فحينئذ المراد بالمال العظيم المشار إليه فيما كتبه إلى الموفق ما كان بيد إذ كوتكين وهذا ما أظنه من العبارة ولم أر التصريح به فيما عندي من المآخذ القديمة، نعم صرح بذلك الشيخ المعاصر الجابري الانصاري في تأريخ اصبهان والرى بهذه العبارة (ص 69): ” بسال 276 موفق براى دفع إذ كوتگين روانه بلاد جبل شد تا باصفهان آمد واحمد دلفى از بيم إذ كوتگين شهررا گذارده با اتباعش بيرون رفت وخانه هايش را با اثانيه براى نزول موفق گذارد “. فعلم أن لكلامه مأخذا إلا أنى لم أعثر عليه ولا غرو فيه إذ فوق كل ذي علم عليم. هذا غاية ما اطلعت عليه من ترجمة حال الماذرائى وأظن أن الكتاب الماذرائيين الذين كانوا بمصرهم من آل ابي الحسن الماذرائي الذي كلامنا فيه، قال ياقوت في معجم البلدان: ” قال تاج الاسلام أبو سعد: هي (أي ماذرايا) قرية بالبصرة ينسب إليها الماذرائيون كتاب الطولونية بمصر أبو زينور وآله، قلت: وهذا فيه نظر والصحيح ان ماذرايا قرية فوق واسط من اعمال فم الصلح مقابل نهرسابس والان قد خرب أكثرها، اخبرني بذلك جماعة من أهل واسط (إلى ان قال) ومن وجوه المنسوبين إليها الحسين بن احمد بن رستم ويقال ابن احمد بن علي أبو احمد ويقال: أبو علي ويعرف بابن زينور الماذرائى الكاتب من كتاب الطولونية وقد روى عنه أبو الحسن الدارقطني وكان قد أحضره المقتدر لمناظرة ابن الفرات فلم يصنع شيئا ثم خلع عليه وولاه خراج مصر لاربع خلون من ذي القعدة سنة 306 (إلى أن قال) ثم قبض عليه وحمل إلى بغداد فصودر وأخذ خطه بثلاثة آلاف ألف وستمائة ألف في رمضان سنة 311 ثم أخرج إلى دمشق مع مؤنس المظفر فمات في ذى – الحجة سنة 314 وقيل 317 “. فمن أراد تحقيق هذا الامر فليخض فيه فان المقدمة لاتسع أكثر من ذلك. حيث إن عدة من أجلة المؤمنين الاخيار الطالبين لنشر الاحاديث والاخبار المأثورة عن الائمة الاطهار عليهم السلام بذلوا نفقة طبع الكتاب وعرفت منهم خلوص النية في ذلك أحببت ان أصرح بأساميهم هنا ليبقى ذكرهم بالثناء الجميل ما بقى الكتاب ويدعو لهم المستفيدون منه بطلب الخير والثواب وهم جناب الحاج سيد نصر الله التقوى (ره) وابنه الحاج آقا جمال الدين الاخوى والامير يوسف آقا الانتظارى والحاج جعفر آقا الغفاري وآقا محمد على الطالبى والحاج حسين آقاشا لجيلار وسرهنگ محمد باقر خان


[ 53 ]

أمير ديواني (ره) فلله درهم وعلى الله برهم أحياء وأمواتا، وحيث إن جناب الحاج السيد نصر الله التقوى (ره) هو أول من دلنى على هذه النعمة وحثنى على هذه الخدمة فكأنه هو الناشر في الواقع كما قيل: الدال على الخير كفاعله جعلته مخاطبا في قصيدة لي أنشأتها في هذا الباب وجعلت غيره تبعا له في الخطاب (فالخطاب عام وإن كان المورد خاصا) وهي: خص منى بالخطاب * من نحى نحو الكتاب ناشرا من بعد طبع * للكتاب المستطاب راجيا في نشره من * ربه حسن المآب أيها المحيى لصحف * قد حوت لب اللباب من أحاديث النبي * المصطفى في كل باب قد هداك الله رشدا * فزت حقا بالصواب نعم ما قدمته من * ثقل ميزان الثواب زادك الله هدى من * فضله الوافى النصاب في الورى لا زلت مولى * ماجدا عالى الكعاب كنت مجزيا بخير * يوم تدعى للحساب لا أراك الله بؤسا * من عقابيل العقاب لاكساك الله ثوبا * من سرابيل العذاب بل حباك الله أجرا * مثل أمطار السحاب والمحيا منك طلق * مشرق زاه قهابى ثاويا في مستقر * من رياض الخلد طاب في نعيم مستمر * غير فان غير ناب أبدى سر مدى * غير مقطوع الذناب لابسا من سندس واس‍ * تبرق خضر الثياب شاربا من سلسبيل * وطهور من شراب راقيا في مرتقى من * عرش عز والوثاب ضاحكا مستبشرا في * جمع أحباب طراب


[ 54 ]

كنت في جنات عدن * لعلي من صحاب والموالي من بنيه ال‍ * – هاشميين النجاب آل بيت المصطفى أه‍ * – ل اصطفاء وانتجاب خصهم رب البرايا * باختيار وانتخاب واصطفاهم وارتضاهم * لعطيات رغاب واجتباهم وحباهم * كل برهان عجاب هم خيار الخلق من كل * الشيوخ والشباب ساكنى الافلاك أو مس‍ * توطني مهد التراب كائنا من كان منهم * من أجلاء صياب من قريش أو سواهم * تابعي أو صحابي بمن وصي أو نبي * مرسل داع مجاب من أولي العزم القوى * من ذوى الفضل اللباب من إليهم ينتهى فخ‍ * ر الورى عند انتساب والا ولى قد حفهم شم‍ * ل المعالى باعتصاب ” هم حصون للبرايا * في الملمات الصعاب ” هم كهوف للرعايا * في العويصات الاوابى هم ثمال لليتامى * والاسارى والسغاب هم مطاعيم وعم * الارض قحط كالضباب من قدور راسيات * في جفان كالجوابى هم ملاذ الخلق طرا * في الدواهي والازابى لائذا يأتي إليهم * كل مناع وآبى ” هم رجال ما عليهم * من مزيد ” في الحساب وغطاريف رضاهم * والهدى ” فرخانقاب ” هم أولوا الامر اللهامي‍ * م الموالى للرقاب عامروا أركان صدق * ناهجوا نهج الصواب


[ 55 ]

ضار بوا أطناب مجد * في ذرى السبع القباب ناشروا رايات فتح * في مضامير الحراب حائزوا قصبات سبق * في ميادين الغلاب سابقوا أبناء حرب * في الطعان والضراب ضاربوا آناف كفر * بالمواضى والكعاب رافعوا أعلام علم * جاعلوها في انتصاب طود علم للورى من‍ * هم سيول في انسياب كلهم في كل علم * بحره الطامى العباب بحر علم ليس فيه * شوب شك وارتياب عند دأما علمهم عل‍ * م الورى شروى حباب سابحوا بحر المعاني * صاحبوا فصل الخطاب شارحوا السبع المثانى * دارسوا أم الكتاب عندهم من دون شك * منتهى علم الكتاب حاملوا علم المنايا * شاهدوا سر الغياب واهبوا بيض العطايا * مانحوا الدهم الرغاب مالكوا أمر البرايا * حاكموا يوم الحساب يا عذولي في هواهم * كف عن هذا العتاب لا تحذرني بظفر * لا تهددني بناب إنني في الحرب ليث * لست أخشى من ذئاب إنني ليث غضوب * فارس آساد غاب عد عني إن مثلي * لا يدر بالعصاب لست أسلو حب قوم * حبهم أعلى مثاب حبهم في اليوم فخر * وغدا ذخر الاياب حبهم في القلب منى * في السويدا لا النخاب نحوهم للقلب شوقا * جيئة بعد الذهاب


[ 56 ]

ليس قلبى غير مهد * لهواهم في ايتباب حبهم في ربع قلبى * منذ عمرى في ارتياب مثل طفل لم يزل يو * ما فيوما في الشباب حبهم شرط الصلوة * والزكوة والمتاب والفروع والاصول * والدعاء المستجاب سعى من يأبى هواهم * ليس إلا في تباب خصمهم أعماله يو * م التنادى كالسراب إنما الاعمال عمال قشر * وهواهم كاللباب عرش قلب ليس نقش ال‍ * حب فيه كاليباب قصر صدر ليس فيه ذا الهوى دار الخراب هم بدور فيهم قد * ح العدى نبح الكلاب سلمهم لا زال سلما * من معاريض السباب حربهم لا زال صيدا * للاشداء الغضاب ذكرهم أذكى لدي * من عبير وأناب باسمهم يحيى رميم * تحت أطباق التراب مدحهم ما دمت حيا * في الدنا شغلى ودابى ومن العمر نصيبي * ومن العيش نصابي وارتياحي يوم حزني * وسلوى في انتخابي وانتعاشي من همومى * وغمومى واكتئابي وإليهم مرجعي في ال‍ * نشأتين ومنابى أسأل الله الكريم ال‍ * حشر معهم في المآب رب زدنى من هواهم * إنه أقصى طلابي صل يا ربى عليهم * ما بدا ضوء الشهاب وزهت في الافق شمس * أو توارت بالحجاب واقتفى ليل نهارا * باختلاف وانقلاب


[ 57 ]

وحدا حادى المطايا * للسرى سرب الركاب وغدت أشجار سرو * ذات أغصان رطاب وفشا في قطر أرض * عطر أزهار الروابي وإلى الاوطان شوقا * حن قلب في اغتراب (طالب الاخبار أقبل) * ثم خذها باكتساب من كتاب للبصير ال‍ * ناقد الندب النقاب أحمد البرقى فخ‍ * ر الشيعة السامى الرحاب كم ترى درا نضيدا * درجه درج الكتاب كم حوى من جوهر ذي * قيمة بين الاهاب كم ترى من بكر معنى * فيه مسدول النقاب كم خباء جعفرى * فيه مضروب القباب كم متاع أحمدي * فيه مفتوح العباب فيه أبكار المعاني * كالعذاري في المخابى يا أخلائى هلموا * وانظروها لاختطاب فانظروا فيها بقلب * لا بطرف مستراب قد وعى أخبار صدق * فاختبر هل من كذاب للشفا من داء جهل * علمه أشفى طباب سطره سمط اللئالى * الغاليات لا السخاب حبره والليل طرس * فيه وقد ذو التهاب جامع أنواع حسن * نازه من كل عاب مجمع الحسن الذي عن‍ * ه لسان الذم نابى كيف لا والحسن جمعا * اسمه يا للعجاب (1) حقه الكتب على الاح‍ * داق بالتبر المذاب كان قبل الطبع كنزا * في اختفاء واحتجاب


(1) إشارة إلى ما ذكره علماء اللغة والادب من أن المحاسن جمع الحسن على غير القياس.

[ 58 ]

صار بعد مثل وحى * خط في صم صلاب بات كالعنقاء قدما * ظل أزهى من غراب فعلى الاعداء قبل * كان سهما في الجعاب صار بعد مثل سيف * سل من سجن القراب (ناشر التأليف يامن) * حاز منشور الثواب واغتدى من خير ذخر * للنشور في احتقاب عش خلى البال ملا ال‍ * جفن مخضر الجناب نازء النفس نقى ال‍ * عرض منهل الرباب آمن السرب ندي ال‍ * كف مسموع الخطاب سالما من كل داء * وبلاء ومصاب آمنا من كل روع * وعناء واضطراب صاحبا للدين حقا * راعيا حق الصحاب سالكا ما دمت حيا * للهدى نهج اصطحاب باقيا في الدهر منك * ذيل فخر في انسحاب ذا علاء واقتدار * وابتهاج واستهاب ما استفاد الناس علما * من أحاديث الكتاب واستطاب الخلق معنى * من معانيها العذاب تبصرة مهمة (ينبغى أن يلتفت إليها من أراد أن يستفيد من الكتاب) فليعلم الناظر في هذا الكتاب أنا أشرنا في ذيل الصفحات إلى مورد ذكر كل حديث في مجلدات بحار الانوار للعلامة المولى محمد باقر المجلسي أعلى الله مقامه و لذا ذيلنا الاحاديث بعدد ترتيبي ليكون دالا على ربط الذيل بالمتن وكذا صدرنا – الاحاديث بعدد ترتيبي ليدل على عدد أحاديث الكتاب وينتهى التعداد بانتهاء كل


[ 59 ]

جزء من أجزاء الكتاب بالغا ما بلغ من العدد، مثلا إذا انتهى كتاب ثواب الاعمال نجدد ترتيب العدد في عقاب الاعمال بادئا فيه من الواحد إلى أن يتم، ففي الكتاب الثالث بندأ أيضا من الواحد، وهكذا إلى آخر المحاسن، وهذا المسلك قريب مما سلكه العلامة المجلسي (ره) في مرآة العقول، وحيث إن أكثر تلك الاحاديث كانت مبينة في البحار ببيانات مفيدة ممتعة نقلنا البيانات بعين عباراتها من ذلك الكتاب في ذيل صفحات هذا الكتاب وأشرنا إلى مورد ذكرها إن كانت مفصلة وكل ذلك بتعيين صريح وأمارة واضحة فجعلنا ” ج ” رمزا للمجلد و ” ص ” رمزا للصفحة و ” س ” رمزا للسطر (كما هو المتعارف المعهود بين أهل العلم) ليسهل الامر على من أراد الرجوع إليه وإذا لم نظفر بمورد نقل بعض الاحاديث في البحار صرحنا في ذيل الصفحة بأنا لم نظفر به (لكن بعض ما لم نظفر به حين الطبع ظفرنا به بعده ونشير إلى تلك الموارد عند نشر رجال كتاب المحاسن في ضمن ما ننشره من التعاليق المفيدة المربوطة بهذا الكتاب إن شاء الله تعالى) وليعلم أيضا أن ما صرحنا بعدم ظفرنا به في البحار لا يدل على عدم وجوده فيه لانا راجعنا فيه إلى مظانه ولم نظفر به فلعله موجود فيه في غير مظانه بل في مظانه أيضا إلا أن فكرى لم يدلني عليها فغفلت عن تلك المظان أصلا لاني معترف بأن مثلى ليس محيطا بكتاب البحار كمال الاحاطة وإن كان أكثر اشتغالي الخوض في كتب الاحاديث والاخبار المأثورة عن الائمة الاطهار عليهم السلام لانه بحر بل بحار كما سمي به، وعلى فرض عدم وجود الحديث في البحار لا يكون عدم كونه مذكورا فيه دليلا على أن الحديث ليس من المحاسن وذلك معلوم عند أهل الفن ولا سيما في مثل البحار الذي فاته كثير من الاخبار ولو لا خوف الاطالة لخضت في تحقيق ذلك والاستدلال عليه فليطلب من محاله، والسلام على من اتبع الهدى، وكان تحرير ذلك في خامس شعبان المعظم من شهور سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة بعد الالف من الهجرة النبوية مطابقا لهذا التاريخ الهجرى الشمسي 10 ر 2 ر 1331 مير جلال الدين الحسينى الارموي المشتهر بالمحدث.


[ 60 ]

يا رب حي ميت ذكره وميت يحيى بأخباره ليس بميت عند أهل النهى من كان هذا بعض اثاره الباخرزى


[ 1 ]

أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فانهم حجتى عليكم وأنا حجة الله الحجة القائم محمد بن الحسن (ع) كتاب الاشكال والقرائن من المحاسن لابي جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقى المتوفى سنة 274 أو 280 من الهجرة النبوية


[ 2 ]

كتاب القرائن وفيه من الابواب أحد عشر بابا 1 – باب الثلاثة. 2 – باب الاربعة. 3 – باب الخمسة. 4 – باب الستة. 5 – باب السبعة. 6 – باب الثمانية. 7 – باب التسعة. 8 – باب العشرة. 9 – باب فضل قول الخير. 10 – باب وصايا النبي صلى الله عليه وآله. 11 – باب وصايا أهل بيته (ع).


[ 3 ]

بسم الله الرحمن الرحيم الاول من الاشكال والقرائن 1 – باب الثلاثة 1 – أحمد بن أبى عبد الله البرقي، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (ع) قال: يا معاوية من أعطى ثلاثا لم يحرم ثلاثا، من أعطى الدعاء أعطى الاجابة، ومن أعطى الشكر أعطى الزيادة، ومن أعطى التوكل أعطى الكفاية، إن الله عزوجل يقول: ” ومن يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره “. وقال عزوجل: ” لئن شكرتم لازيدنكم، ولئن كفرتم إن عذابي لشديد “. وقال: ” ادعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ” (1). 2 – عنه، عن حماد بن عيسى، عن عبد الحميد الطائى، عن أبي عبد الله (ع) قال: كتب معى إلى عبد الله بن معاوية وهو بفارس، ” من اتقى الله وقاه، ومن شكره زاده، ومن أقرضه جزاه ” (2). 3 – عنه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن ابي حمزة الثمالى، عن أبي عبد الله أو علي بن الحسين (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث منجيات وثلاث مهلكات، قالوا: يا رسول الله ما المنجيات؟ – قال صلى الله عليه وآله: خوف الله في السر كأنك تراه، فان لم تكن تراه فانه يراك، والعدل في الرضى والغضب، والقصد في الغنى والفقر، قالوا: يا رسول الله


1 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب التوكل والتفويض “، (ص 155، س 31) وأيضا ” باب الشكر “، (ص 134، س 7). 2 – ج 17، ” باب مواعظ الصادق (ع) “، (ص 171، س 25).

[ 4 ]

فما المهلكات؟ – قال صلى الله عليه وآله: هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه (1). 4 – عنه، عن هارون بن الجهم، عن أبي جميلة مفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (ع) قال: ثلاث درجات، وثلاث كفارات، وثلاث موبقات، وثلاث منجيات، فأما الدرجات، فافشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلوة والناس نيام، وأما الكفارات، فاسباغ الوضوء بالسبرات، والمشى بالليل والنهار إلى الصلوات، والمحافظة على الجماعات، وأما الموبقات، فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وأما المنجيات، فخوف الله في السر والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة العدل في الرضى والسخط (2). 5 – عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن علي (ع) قال: ثلاث منجيات، تكف لسانك، وتبكى على خطيئتك، ويسعك بيتك (3). 6 – عنه، يرفعه إلى سلمان (رض) قال: قال: أضحكتني ثلاث، وأبكتني ثلاث، فأما الثلاث التى أبكتني ففراق الاحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وحزبه، والهول عند غمرات الموت، والوقوف بين يدى رب العالمين يوم تكون السريرة علانية، لا أدرى إلى الجنة أصير أم إلى النار؟ وأما الثلاث التي أضحكتني، فغافل ليس بمغفول عنه، وطالب الدنيا والموت يطلبه، وضاحك ملء فيه لا يدرى أراض عنه سيده أم ساخط عليه (4). 7 – عنه، عن الحسن بن علي اليقطينى، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي هارون العبدي قال: سمعته يقول: أعجبتني ثلاث، وثلاث أحزنتنى، فأما اللواتى أعجبتني، فطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل لا يغفل عنه، وضاحك ملء فيه وجهنم وراء ظهره لم يأته ثقة ببراءته (5). 8 – عنه، عن محمد بن سنان، عن خضر، عمن سمع أبا عبد الله (ع) يقول: قال


1 و 2 و 3 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب المنجيات والمهلكات “، (ص 26، س 5 وص 25، س 29 وص 26، س 8) قائلا (في المجلد الثامن عشر، في كتاب الطهارة، في باب إسباغ الوضوء، ص 72): ” بيان – إسباغ الوضوء كماله، والسعى في إيصال الماء إلى أجزاء الاعضاء، ورعاية الآداب والمستحبات فيه من الادعية وغيرها، وقال في النهاية: ” السبرات جمع ” سبرة ” (بسكون الباء) وهي شدة البرد “. وزاد عليه في باب المنجيات نقلا عن معاني الاخبار للصدوق (ره) قوله: ” وبها سمى الرجل سبرة “. 4 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب الخوف والرجاء “، (ص 119، س 21). 5 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب الدعابة والمزاح والضحك “، (ص 269، س 27).

[ 5 ]

رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث من كن فيه أو واحدة منهن كان في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظلة، رجل أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم لها، ورجل لم يقدم رجلا حتى يعلم أن ذلك لله رضى أو يحبس، ورجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفى ذلك العيب عن نفسه، فانه لا ينتفى عنه عيب إلا بداله عيب، وكفى بالمرء شغلا بنفسه عن الناس (1). 9 – عنه، عن ابن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي عبيدة، عن أبي جميلة قال سمعت عليا (ع) على منبر الكوفة يقول: أيها الناس ثلاث لا دين لهم، لا دين لمن دان بجحود آية من كتاب الله، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله، ولا دين لمن دان بطاعة من عصى الله تبارك وتعالى، ثم قال: أيها الناس لا خير في دين لا تفقه فيه، ولا خير في نيا لا تدبر فيها، ولا خير في نسك لا ورع فيه (2). 10 – عنه، عمن ذكره، قال: قال أبو عبد الله (ع): الخير كله في ثلاث خصال، في النظر، والسكوت، والكلام، فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، فطوبى لمن كان نظره اعتبارا وسكوته فكرة وكلامه ذكرا، وبكى على خطيئته وآمن الناس شره (3) 11 – عنه، عن الحسن بن سيف، عن أخيه علي، عن سليمان بن عمر، عن أبي عبد الله، عن أبيه (ع) قال: لا يستكمل عبد حقيقة الايمان حتى يكون فيه خصال ثلاث، التفقه في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر على الرزايا (4).


1 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب جوامع المكارم وآفاتها “، (ص 18، س 5) وأيضا – ” باب الاخلاص ومعنى قربه تعالى “، (ص 85، س 28). 2 – ج 1، ” باب النهى عن القول بغير علم “، (100، س 32) قائلا بعده (لكن في باب فرض العلم، ص 56، س 25): ” بيان – لعل المراد بالتدبر في الدنيا التدبير فيها وترك الاسراف والتقتير، أو التفكر فيها وما يدعو إلى تركها، والنسك = العبادة، والورع = اجتناب المحارم أو الشبهات أيضا “. 3 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب التفكر والاعتبار “، (ص 195، س 1). 4 – ج 15، الجزء الاول، ” باب علامات المؤمن وصفاته “، (ص 79، س 12) قائلا بعده: بيان – ” لا يستكمل ” أي لا تحصل هذه الاخلاق في مؤمن إلا وقد حصلت فيه سائر الخصال لانها أشقها وأشدها، وأيضا انها مستلزمة للعدل وهو التوسط بين الافراط والتفريط وهو معيار جميع الكمالات ” وقال أيضا بعد نقله: (لكن في ج 1، ” باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها “، (ص 66، س 25) بيان – الرزايا جمع الرزيئة (بالهمز) وهي المصيبة “.

[ 6 ]

12 – عنه، عن ابن فضال، عن عاصم بن حمزة، عن عبد الله بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث خصال من كن فيه يستكمل خصال الايمان، الذي إذا رضى لم يدخله رضاه في باطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له (1). 13 – عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع)، عن آبائه (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لم يكن فيه ثلاث لم يقم له عمل، ورع يحجزه عن معاصي الله، وخلق يدارى به الناس، وحلم يرد به جهل الجاهل (2). 14 – عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال أمير – المؤمنين (ع): ثلاث من أبواب البر، سخاء التفس، وطيب الكلام، والصبر على الاذى. (3) 15 – عنه، رفعه قال: قال أبو عبد الله (ع): ثلاث من كن فيه زوجه الله من الحور العين كيف شاء، كظم الغيظ، والصبر على السيوف لله، ورجل أشرف على مال حرام فتركه لله (4). 16 – عنه، عن موسى بن القاسم، عن المحاربي، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك، السفلة وزوجتك وخادمك. وقال: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة، شريف من وضيع، وحليم من سفيه، وبر من فاجر (5). 17 – عنه، عن عبد الرحمن بن حماد، عن أبي عمران عمر بن مصعب، عن أبي – حمزة الثمالى، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: العبد بين ثلاث، بلاء وقضاء ونعمة،


1 – ج 15، الجزء الاول “، باب علامات المؤمن وصفاته “، (ص 79، س 14) قائلا بعده: ” وفي القاموس ” التعاطى = التناول، وتناول ما لا يحق، والتنازع في الاخذ وركوب الامر ” (انتهى) أي بعد القدرة لا يأخذ، أو لا يرتكب ما ليس له “. 2 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب الورع واجتناب الشهوات “، (ص 99، س 26) وأيضا ” باب حسن الخلق “، (ص 210، س 22) وأيضا – ” باب الحلم والعفو “، (ص 218، س 7). 3 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب قول الخير والقول الحسن “، (ص 192، س 16). 4 و 5 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب الحلم والعفو “، (ص 217، س 5 و 2) والجزء الاول من الحديث الثاني في كتاب العشرة، ” باب العشرة مع المماليك والخدم “، (ص 40، س 31) وأيضا – ” باب الظلم وأنواعه “، (ص 202، س 18).

[ 7 ]

فعليه للبلاء من الله الصبر فريضة، وعليه للقضاء من الله التسليم فريضة، وعليه للنعمة من الله الشكر فريضة (1). 18 – عنه، رفعه قال: إن أمير المؤمنين (ع) صعد المنبر بالكوفة فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إن الذنوب ثلاثة، ثم أمسك، فقال له حبة العرنى: يا أمير المؤمنين قلت: ” الذنوب ثلاثة ” ثم أمسكت، فقال له: ما ذكرتها إلا وأنا أريد أن أفسرها ولكنه عرض لى بهر حال بينى وبين الكلام، نعم، الذنوب ثلاثة، فذنب مغفور وذنب غير مغفور، وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه، قيل: يا أمير المؤمنين فبينها لنا قال: نعم، أما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله على ذنبه في الدنيا فالله أحكم وأكرم أن يعاقب عبده مرتين، وأما الذنب الذي لا يغفر فظلم العباد بعضهم لبعض، إن الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه أقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالى لا يجوزنى ظلم ظالم ولو كف بكف ولو مسحة بكف ونطحة ما بين الشاة القرناء إلى الشاة الجماء فيقتص الله للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لاحد عند أحد مظلمة، ثم يبعثهم الله إلى الحساب، وأما الذنب الثالث فذنب ستره الله على عبده ورزقه التوبة فأصبح خاشعا من ذنبه، راجيا لربه، فنحن له كما هو لنفسه، نرجو له الرحمة، ونخاف عليه العقاب (2). 2 – باب الاربعة 19 – عنه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن جميع، عن ابي عبد الله، عن


1 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب الشكر “، (ص 134، س 3). 2 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب الظلم وأنواعه “، (ص 203، س 17) قائلا بعده (لكن في المجلد الثالث، في باب محاسبة العباد، ص 267، س 30): ” بيان – قال الجزرى: البهر (بالضم) هو ما يعترى الانسان عند السعي الشديد والعدو من التهييج وتتابع النفس ” (انتهى) وقد مر شرح الخبر في باب التوبة “. وقال في باب التوبة (ص 100، س 21) بعد نقله: ” بيان – لعل المراد بالكف أولا المنع والزجر وبالثانى اليد، ويحتمل أن يكون المراد بهما معا اليد أي تضرر كف إنسان بكف آخر بغمز وشبهه أو تلذذ كف بكف والمراد بالمسحة بالكف ما يشتمل على إهانة وتحقير أو تلذذ، ويمكن حمل التلذذ في الموضعين على ما إذا كان من امرأة ذات بعل، أو قهرا بدون رضى الممسوح ليكون من حق الناس، و ” الجماء ” = التي لا قرن لها، قال في النهاية ” فيه: إن الله ليدين الجماء من ذوات القرن، ” الجماء ” = التي لا قرن لها و ” يدين ” أي يجزى ” (انتهى) وأما الخوف بعد التوبة فلعله لاحتمال التقصير في شرائط التوبة “.

[ 8 ]

أبيه (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع من كن فيه كان في نور الله الاعظم، من كان عصمة أمره شهادة أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله، ومن إذا أصابته مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ومن إذا أصاب خيرا قال: الحمد لله رب العالمين، ومن إذا أصاب خطيئة قال: أستغفر الله وأتوب إليه. (1). 20 عنه، عن ابي سعيد القماط، عن المفضل بن عمر، قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: لا يكمل إيمان العبد حتى تكون فيه خصال أربع، يحسن خلقه، وتسخو نفسه، ويمسك الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله (2). 21 عنه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة الثمالى، عن أبي جعفر (ع) قال: قال علي بن الحسين (ع): أربع من كن فيه كمل إيمانه ومحصت عنه ذنوبه ولقى ربه وهو عنه راض، من وفى لله بما يجعل على نفسه للناس، وصدق لسانه مع الناس، واستحيى من كل قبيع عند الله وعند الناس، ويحسن خلقه مع أهله (3). 22 عنه، عن محمد بن سنان، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (ع) قال: من يضمن لى أربعة أضمن له بأربعة أبيات في الجنة، أنفق ولا تخف فقرا، وأنصف الناس من نفسك، وأفش السلام في العالم، واترك المراء وإن كنت محقا (4). 23 – عنه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة، عن أبي – جعفر (ع) قال: أربع من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة، من آوى اليتيم، ورحم الضعيف، وأشفق على والديه وأنفق عليهما، ورفق بمملوكه (5). 24 – عنه، رفعه إلى أبي عبد الله (ع) قال: أربعة لا يشبعن من أربعة، الارض


1 و 2 و 3 و 4 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب جوامع المكارم “، (ص 13، س 35، وص 15، س 33 وص 17، س 10 وص 18، س 8) قائلا بعد الثالث (لكن في الجزء الاول، ” باب علامات المؤمن وصفاته “، ص 78، س 8): ” بيان – في النهاية: ” أصل المحص = التخليص ومنه تمحيص الذنوب أي إزالتها “، ” بما جعل على نفسه للناس ” أي بالنذر أو العهد أو اليمين كما يومى إليه قوله (ع): ” وفى لله ” ويحتمل التعميم لان الوفاء بالعهد إن لم يكن واجبا فلا ريب في رجحانه، ” وعند الناس ” أي إذا لم يكن مستحسنا عند الله أو المراد بالناس كملهم، ” مع أهله ” التخصيص لانه أفضل وأهم “. أقول: في غالب النسخ بدل ” لا يكمل “: ” لا يستكمل “. 5 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب بر الوالدين “، (ص 21، س 18).

[ 9 ]

من المطر، والعين من النظر، والانثى من الذكر، والعالم من العلم (1). 3 – باب الخمسة 25 – عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن إسماعيل بن قتيبة البصري، عن أبي خالد الجهنى، عن أبي عبد الله (ع) قال: خمس من لم يكن فيه لم يتهنأ بالعيش، الصحة، والامن، والغنى، والقناعة، والانيس الموافق (2). 26 – عنه، عن جعفر بن محمد، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (ع) عن أبيه قال: قال أمير المؤمنين (ع) لاصحابه: ألا أخبركم بخمس لو ركبتم فيهن المطى حتى تنضوها لم تأتوا بمثلهن، لا يخشى أحد إلا الله وعمله، ولا يرجو إلا ربه، ولا يستحيى العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: ” لا علم لى به “، ولا يستحيى الجاهل إذا لم يعلم أن يتعلم، والصبر في الامور (3). 27 – عنه، عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن محمد الاسدي، عن حريب الغزال، عن صدقة القتاب، عن الحسن البصري، قال كنت مع أبى جعفر (ع) بمنى وقد مات رجل من قريش فقال: يا با سعيد قم بنا إلى جنازته فلما دخلنا المقابر قال: ألا أخبركم بخمس خصال هي من البر والبريد عوإلى الجنة؟ – قلت: بلى، قال: إخفاء المصيبة وكتمانها، والصدقة تعطيها بيمينك لا تعلم بها شمالك، وبر الوالدين فان برهما لله رضى، والاكثار من قول: ” لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ” فانه من كنوز الجنة، والحب لمحمد وآل محمد (صلى الله عليه وعليهم أجمعين) (4). 4 – باب الستة 28 – عنه، عن محمد بن عيسى، عن خلف بن حماد، عن علي بن عثمان بن رزين، عمن رواه، عن أمير المؤمنين (ع)، قال: ست خصال من كن فيه كان بين يدى الله وعن


1 – ج 1، ” باب آداب طلب العلم وأحكامه “، (ص 68، س 25). 2 و 3 و 4 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب جوامع المكارم وآفاتها “، (ص 18، س 10 و 11 و 14) قائلا بعد الاول (لكن في المجلد الاول، ” باب فضل العقل “، (ص 29، س 32) في ضمن بيان – ” الغنى – عدم الحاجة إلى الخلق وهو غنى النفس فانه الكمال لا الغنى بالمال “.

[ 10 ]

يمينه، إن الله يحب المرء المسلم الذي يحب لاخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه، ويناصحه الولاية، ويعرف فضلى، ويطأ عقبى، وينتظر عاقبتي (1). 29 – عنه، رفعه إلى أبي عبد الله (ع) قال: ستة أشياء ليس للعباد فيها صنع، المعرفة، والجهل، والرضى، والغضب، والنوم، واليقظة (2)، 30 – عنه، عن داود النهدي، عن علي بن أسباط، عن الحلبي، رفعه إلى أمير المؤمنين (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى يعذب الستة بالستة، العرب بالعصبية، والدهاقنة بالكبر، والامراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجار بالخيانة، وأهل الرستاق بالجهل (3). 31 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن سليمان الديلمى، عن أبيه، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ستة كرهها الله لى فكرهتها للائمة من ذريتي وكرهها الائمة لاتباعهم، العبث في الصلوة، والمن في الصدقة، والرفث في الصيام، والضحك بين القبور، والتطلع في الدور، وإتيان المساجد جنبا. قال: قلت: وما الرفث في الصيام؟ – قال: ما كره الله لمريم في قوله ” إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ” قال: قلت: صمتت من أي شئ؟ – قال: من الكذب (4).


1 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب حقوق الاخوان “، (ص 62، س 10) وأيضا – ج 7، ” باب ثواب حبهم (ع) “، (ص 376، س 17) قائلا بعده: ” بيان – لعل المراد بالعاقبة دولته ودولة ولده (عليهم السلام) في الرجعة أو في القيامة كما قال تعالى: ” والعاقبة للمتقين ” ويحتمل أن يكون المراد بالعاقبة هنا الولد أو آخر الاولاد فان العاقبة تكون بمعنى الولد وآخر كل شئ كما ذكره الفيروز آبادى فيكون المراد انتظار الفرج بظهور القائم (ع) “. 2 – ج 3، ” باب أن المعرفة لله تعالى “، (ص 61، س 29). 3 – ج 15، الجزء الثالث، ” باب جوامع مساوى الاخلاق “، (ص 26، س 28). 4 – ج 5، ” باب قصة ولادة عيسى (ع) “، (ص 321، س 21) وأيضا – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب آداب الصلوة “، (ص 195، س 17) قائلا بعده: ” بيان – العبث ظاهره العبث باليد سواء كان باللحية أو بالانف أو بالاصابع أو غير ذلك ويحتمل شموله لغير اليد أيضا كالرأس والشقة وغيرهما ” وأيضا قائلا بعده (لكن في كتاب الطهارة، ” باب وجوب غسل الجنابة ” ص 104، س 28): ” بيان – الكراهة هنا أعم منها بالمعنى المصطلح ومن الحرمة فالعبث ما لم ينته إلى إبطال الصلوة مكروه والرفث يكون بمعنى الجماع وبمعنى الفحش من القول، وعلى الاول في الواجب حرام مبطل وعلى الثاني مكروه أو حرام مبطل لكماله والمشهور في المن الكراهة، ويحتمل الحرمة وعلى التقديرين مبطل لثوابها أو لكماله، وإتيان المساجد في المسجدين مطلقا وفي غيرهما مع اللبث حرام، وفي غيرهما لا معه مكروه، والتطلع بغير الاذن حرام على المشهور، والضحك بين القبور مكروه كراهة مغلظة “.

[ 11 ]

5 – باب السبعة 32 – عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أسبغ وضوءه، وأحسن صلوته، وأدى زكوته، وكف غضبه، وسجن لسانه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لاهل بيت نبيه فقد استكمل حقائق الايمان، وأبواب الجنة مفتحة له. (1) 33 – عنه، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن حماد، عمن ذكره، عن عبد المؤمن الانصاري، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إني لعنت سبعة لعنهم الله تعالى وكل نبى مجاب، قيل: من هم يا رسول الله؟ – قال: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمخالف لسنتي، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والمسلط بالجبروت ليعز من أذل الله و يذل من أعز الله، والمستأثر على المسلمين بفيئهم مستحلا له، والمحرم ما أحل الله. (2) 34 – عنه: عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن جميع رفعه، قال: قال سلمان الفارسى (رض): أوصاني خليلي بسبعة خصال لا أدعهن على كل حال، أوصاني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقى، وأن أحب الفقراء وأدنو منهم، وأن أقول الحق وإن كان مرا، وأن أصل رحمى وإن كانت مدبرة، ولا أسأل الناس شيئا، وأوصاني أن أكثر من قول ” لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ” فانها كنز من كنوز الجنة (3) 6 – باب الثمانية 35 – عنه، عن أبي الحسن يحيى الواسطي، عمن ذكره، أته قيل لابي عبد الله (ع) أترى هذا الخلق كلهم من الناس؟ – فقال: ألق منهم النارك للسواك، والمتربع في الموضع الضيق، والداخل فيما لا يعنيه، والممارى فيما لا علم له به، والمتمرض من غير علة، والمتشعث من غير مصيبة، والمخالف على أصحابه في الحق وقد اتفقوا عليه، والمفتخر بفخر آبائه وهو خلو من صالح أعمالهم، وهو بمنزلة الخلنج يقشر لحاء عن لحاء حتى يوصل


1 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب فضل الصلوة “، (ص 9، س 22). 2 – ج 15، الجزء الثالث، ” باب شرار الناس وصفات المنافق “، (ص 29، س 35) 3 – ج 17، ” باب جوامع وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله “، (ص 38، س 28).

[ 12 ]

إلى جوهره وهو كما قال الله عزوجل من قائل ” إن هم إلا كالانعام بل هم أضل سبيلا ” (1). 36 – عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه إلى أبي عبد الله (ع)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثمانية لا تقبل منهم صلوة، العبد الابق حتى يرجع إلى مولاه، والناشز وزوجها ساخط عليها، ومانع الزكوة، وتارك الوضوء، والجارية المدركة تصلى بغير خمار، وإمام قوم يصلى بهم وهم له كارهون، والزبين، قالوا: يا رسول الله وما الزبين؟ قال: الرجل يدافع الغائط والبول، والسكران فهؤلاء الثمانية لا يقبل منهم صلوة (2).


1 – ج 15، الجزء الثالث، ” باب جوامع مساوى الاخلاق “، (ص 26، س 31) قائلا بعده (لكن في المجلد الاول، في باب ما جاء في تجويز المجادلة في الدين، ص 104 بعد نقله عن الخصال): ” بيان – ” الخلنج ” (كسمند) = شجر فارسي معرب وكانوا ينحتون منه القصاع والظاهر أنه (ع) شبه من يفتخر بآبائه مع كونه خاليا من صالح أعمالهم بلحاء شجر الخلنج فان لحائه فاسد ولا ينفع اللحاء كون لبه صالحا لان ينحت منه الاشياء بل إذا أرادوا ذلك قشر والحاءه ونبذوها وانتفعوا بلبه وأصله فكما لا ينفع صلاح اللب للقشر مع مجاورته له فكذا لا ينفع صلاح الآباء للمفتخر بهم مع كونه فاسدا ” وقال الطريحي (ره) في المجمع: ” والخلنج شجر فارسي معرب والجمع الخلانج ومنه الحديث: ألق من الناس المفتخر بفخر آبائه وهو خلو من أعمالهم وهو بمنزلة الخلنج تقشره لحاء عن لحاء حتى تصل إلى جوهره ” وقال المحدث القمى (ره) في السفينة (ج 1، ص 424: س 13) بعد نقله من الخصال: ” بيان – ” خلنج ” (كسمند) درختى است نيك سخت كه از چوب آن تير ونيزه ميسازند معرب ” خدنگ ” و ” لحاء ” پوست درخت والظاهر أنه (ع) شبه المفتخر بآبائه، فذكر ما مر من بيان المجلسي (ره) “. 2 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب ستر العورة “، (ص 88 س 27) قائلا بعده: ” بيان – قد مر في كتاب الطهارة بعض الكلام في هذا الخبر والفرق بين القبول والاجزاء وأنه ليس في غير تارك الوضوء وتاركة الخمار والسكران بمعنى الاجزاء على المشهور وربما يحمل في الآبق والناشز والمانع أيضا على الاجزاء بحمله على ما إذا صلوا في سعة الوقت بناء على أن الامر بالشئ يستلزم النهى عن ضده والنهى في العبادة يوجب الفساد وهو في محل المنع (فنقل من ذكرى الشهيد (ره) كلاما يوافق ما ذكره فليطلب من هناك) وقال في كتاب الطهارة، (ص 55، س 25) بعد نقله عن المعاني: ” بيان – ظاهر الاخبار أن القبول عين الاجزاء واختلف في معناهما فقيل: القبول هو استحقاق الثواب والاجزاء هو الخلاص من العقاب، وقيل: القبول هنا أعم من عدم الصحة وعدم الكمال ففى تارك الوضوء والمصلية بغير خمار والسكران الاول، وفي الباقي الثاني، وقال في النهاية: ” الزبن = الدفع ومنه الحديث ” لا يقبل الله صلوة الزبين ” وهو الذي يدافع الاخبثين وهو بوزن السجيل وهكذا رواه بعضهم و المشهور بالنون ” وقال (في الزاء والنون): ” فيه: لا يصلين احدكم وهو زنين أي حاقن يقال: زن فدن أي حقن فقطر، وقيل: هو الذي يدافع الاخبثين معا ومنه الحديث: ” لا يقبل الله صلوة العبد الآبق وصلوة الزنين “. اقول: أورد (ره) أيضا بيانا للحديث بعد نقله في كتاب الصلوة في ” باب من لا تقبل صلوته وبين بعض ما نهى عنه في الصلوة ” (ص 315، س 19) فمن أراده فليطلبه من هناك.

[ 13 ]

7 – باب التسعة 37 – عنه، عن الحسن بن طريف بن ناصح، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبد الله قال: إن وفد عبد القيس قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فوضعوا بين يديه جلة تمر فقال رسول الله: أصدقة أم هدية؟ – قالوا: بل هدية، فقال النبي صلى الله عليه وآله: أي تمراتكم هذه؟ – قالوا: هو البرنى يا رسول الله فقال: هذا جبرئيل يخبرني أن في تمرتكم هذه تسع خصال تخبل الشيطان، وتقوى الظهر، وتزيد في المجامعة، وتزيد في السمع والبصر، وتقرب من الله، وتباعد عن الشيطان، وتهضم الطعام، وتذهب بالداء، وتطيب النكهة. (1) 8 – باب العشرة 38 – عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (ع) قال: عشرة من لقى الله بهن دخل الجنة، شهادة أن لا أله إلا الله، وأن محمدا رسول الله والاقرار بما جاء به من عند الله، وإقام الصلوة، وإيتاء الزكوة، وصوم رمضان، وحج البيت، والولاية لاولياء الله، والبراءة من أعداء الله، واجتناب كل مسكر (2). 39 – عنه، عن محمد بن أبي عمير، عمن رواه، عن أبي عبد الله صلى الله عليه وآله قال: عشرة مواضع لا يصلى فيها، الطين، والماء، والحمام، والقبور، ومسان الطريق، وقرى النمل، ومعاطن الابل، ومجرى الماء، والسبخة، والثلج (3).


1 – ج 14، ” باب التمر وفضله “، (ص 840، س 1) اقول: يأتي الحديث بسند آخر في باب التمر من كتاب المآكل (انظر الحديث الثامن والتسعين بعد سبعمائة من أحاديث الكتاب المذكور ويذكر هناك معنى الخبل نقلا عن بيان له (ره) للحديث) أما البرنى فقال (ره) بعد حديث يشتمل على ذكره (ج 14، باب التمر، ص 839، س 29) في بيان: ” قال في بحر الجواهر: ” البرنى ” من أجود التمر “، وفي القاموس: ” البرنى تمر معروف، أصله ” برنيك ” أي الحمل الجيد “. 2 – ج 15، الجزء الاول، ” باب دعائم الاسلام والايمان “، (ص 207، س 27). 3 – ج 18، كتاب الصلوة، (ص 116، س 16) قائلا بعد نقله من الخصال وبيان من الصدوق (ره) له: ” بيان – اشتمل الخبر مع قوته لتكرره في الاصول ورواية الكليني والشيخ له على أحكام (فذكر بيانات مفيدة جدا إلا أن المقام لا يسع ذكرها فعليك بطلبها من هناك، إلى أن قال في ضمن تعداد الاحكام): ” الرابع – المنع من الصلوة في الطرق في المغرب سنن ” بقية الحاشية في الصفحة الآتية “

[ 14 ]

40 – عنه، عن محمد بن عيسى اليقطينى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن جعفر بن خالد، عن رجل، عن أبي عبد الله (ع) قال: النشرة في عشرة أشياء، المشى، والركوب، والارتماس في الماء، والنظر إلى الخضرة، والاكل والشرب، والنظر إلى المرأة الحسناء، والجماع، والسواك، وغسل الرأس بالخطمى في الحمام وغيره، و


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” الطريق معظمه ووسطه ” وفي القاموس ” سن الطريقة = سارها كاستسنها وسنن الطريق مثلثة وبضمتين وجهه والمسان من الابل الكبار ” (انتهى) ولعل المراد هنا الطرق المسلوكة أو العظيمة ” فخاض في بيان حكم الصلوة فيها وقال أيضا: ” السادس – المنع من الصلوة في معاطن الابل وقال الجوهرى: ” العطن والمعطن واحد الاعطان والمعاطن وهي مبارك الابل عند الماء لتشرب عللا بعد نهل فإذا استوفت ردت إلى المراعى والاظماء ” وقال ابن السكيت: ” وكذلك تقول: هذا عطن الغنم ومعطنها لمرابضها حول الماء ” وقال: ” العلل = الشرب الثاني، والنهل = الشرب الاول ” وقال الفيروز آبادى: ” العطن (محركة) = وطن الابل ومنزلها حول الحوض ” وقريب منه كلام ابن الاثير وغيره وقال في مصباح اللغة: ” العطن للابل المناخ والمبرك ولا يكون إلا حول الماء والجمع أعطان نحو سبب وأسباب والمعطن وزان ” مجلس ” مثله وعطن الغنم ومعطنها أيضا مربضها حول الماء قاله ابن السكيت وابن قتيبة ” وقال ابن فارس: ” قال بعض أهل اللغة: لا يكون أعطان الابل إلا حول الماء فأما مباركها في البرية أو عند الحى فهى المأوى ” وقال الازهرى أيضا: ” عطن الابل موضعها الذي تتنحى إليه أي تشرب الشربة الثانية وهو العلل ولا تعطن الابل على الماء إلا في حمارة القيظ فإذا برد الزمان فلا عطن للابل والمراد بالمعاطن في كلام الفقهاء المبارك ” (انتهى) وظاهر الفقهاء أن الكراهة تشمل كل موضع يكون فيه الابل والاولى ترك الصلوة في الموضع الذي تأوى إليه الابل وإن لم تكن فيه وقت الصلوة كما يومى إليه بعض الاخبار وصرح به العلامة في المنتهى معللا بأنها بانتقالها عنها لا تخرج عن اسم المعطن إذا كانت تأوى إليه، ثم إن الذي ورد في أخبارنا إنما هو بلفظ العطن وقد عرفت مدلوله لغة وأكثر أصحابنا حكموا بالتعميم كالمحقق والعلامة وقال ابن إدريس في السرائر بعد تفسير المعطن بما نقلناه: ” هذا حقيقة المعطن عند أهل اللغة إلا أن أهل الشرع لم يخصص ذلك بمبرك دون مبرك ” (انتهى) واستندوا في التعميم بما رواه الجمهور عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إذا أدركتم الصلوة وأنتم في أعطان الابل فاخرجوا منها فانها جن من جن خلقت ألا ترونها إذا نفرت كيف تشمخ بأنفها (فنقل رواياتهم وخاض في بيان مدلولها ونقل فتاوى جمع من العلماء في ذلك وذكر ما استفاد هو (ره) من الاخبار فمن أرادها فليطلبها كسائر الاحكام المطوية في الخبر من هناك ويأتى الحديث بسند آخر في ” باب الامكنة التي لا يصلى فيها ” من كتاب السفر من المحاسن (انظر الحديث السادس عشر بعد المائة من الكتاب المذكور).

[ 15 ]

محادثة الرجال (1). 9 – باب فضل قول الخير 41 – عنه، عن النوفلي، عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله والذي نفسي بيده ما أنفق الناس من نفقة أحب من قول الخير (2). 42 – عنه، عن محمد بن عيسى بن يقطين، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن الاصفهانى، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال امير المؤمنين (ع): قولوا الخير تعرفوا به، واعملوا الخير تكونوا من أهله (3). 43 – عنه، عن علي بن أسباط، رفعه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رحم الله عبدا قال خيرا فغنم، أو سكت على سوء فسلم (4). 44 – عنه، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال الله تبارك وتعالى: إنما أقبل الصلوة ممن تواضع لعظمتي، ويكف نفسه عن الشهوات من أجلى، ويقطع نهاره بذكرى، ولا يتعاظم على خلقي، ويطعم الجائع ويكسوا العارى، ويرحم المصاب، ويؤوى الغريب، فذلك يشرق نوره مثل الشمس وأجعل له في الظلمات نورا وفي الجهالة علما وأكلاه بعزتي، وأستحفظه ملائكتي،


1 – ج 16، ” باب ما يورث الهم والغم ودفعها وما هو نشرة “، (ص 92، س 15) قائلا بعد حديث منقول من عيون الاخبار وصحيفة الرضا وهو ” قال الرضا (ع): الطيب نشرة والعسل نشرة والركوب نشرة والنظر إلى الخضرة نشرة ” في ج 14، في باب العسل، (ص 874، س 7) ما لفظه: ” بيان – ” النشرة ” = ما يزيل الهموم والاحزان التي يتوهم أنها من الجن، قال في النهاية: ” فيه أنه صلى الله عليه وآله سئل عن النشرة فقال: هو من عمل الشيطان، ” النشرة ” (بالضم) ضرب من الرقية والعلاج يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجن، سميت نشرة لانه بها تنشر عنه ما خامره من الداء أي يكشف ويزال ” وقال الطريحي (ره) في المجمع: ” وفي الحديث: غسل الرأس بالخطمى نشرة (بضم النون)، أي رقية وحرز والنشرة عوذة يعالج به المجنون والمريض، سميت نشرة لانه ينشر بها عنه ما خامره من الداء الذي يكشف ويزال ومنه: ” النورة نشرة وطهور للبدن ” وأورد المحدث القمى (ره) هذا الحديث في مادة ” نشر ” في كتاب السفينة (ج 2، ص 589) نقلا من الكتاب ونقل ما مر من كلام الجزرى والطريحي في بيان معنى ” النشرة “. 2 و 3 و 4 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب قول الخير “، (ص 192، س 17 و 18 و 19).

[ 16 ]

يدعوني فألبي، ويسألني فأعطى، فمثل ذلك عندي كمثل جنات الفردوس لا تيبس ثمارها ولا تتغير عن حالها (1). 45 – عنه، عن جعفر بن محمد، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين (ع) قال: قال موسى بن عمران (ع): يا رب من أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك؟ – قال: فأوحى الله إليه: الطاهرة قلوبهم، والتربة أيديهم، الذين يذكرون جلالى إذا ذكروا ربهم، الذين يكتفون بطاعتي كما يكتفى الصبى الصغير باللبن، الذين يأوون إلى مساجدي كما تأوى النسور إلى أوكارها، والذين يغضبون لمحارمي إذا استحلت مثل النمر إذا حرد (2). 10 – وصايا النبي صلى الله عليه وآله 46 – عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي حمزة الثمالى عن أبي جعفر (ع) قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله رجل فقال: علمني يا رسول الله، فقال: عليك باليأس عما في أيدى الناس فانه الغنى الحاضر، قال: زدنى يا رسول الله، قال: إياك والطمع فانه الفقر الحاضر، قال: زدنى يا رسول الله، قال: إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته فان يك خيرا ورشدا فاتبعه، وإن يك غيا فدعه (3). 47 – عنه، عن حماد بن عمر والنصيبي، عن السرى بن خالد، عن أبي عبد الله (ع) عن


1 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب جوامع المكارم “، (ص 18، س 18) وأيضا – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب آداب الصلوة “، (ص 196، س 19). 2 – ج 18، ” باب فضل المساجد “، (ص 141، س 25) قائلا بعده: ” بيان – ” التربة أيديهم ” كناية عن الفقر، قال الجوهرى: ” ترب الشئ بالكسر = أصابه التراب، ومنه ترب الرجل إذا افتقر كأنه لصق بالتراب يقال: ” تربت يداك ” وهو على الدعاء أي لا أصبت خيرا ” وقال: ” الحرد الغضب تقول منه حرد (بالكسر) فهو حارد وحردان ومنه قيل: أسد حارد ” وقال أيضا بعد نقله في المجلد الخامس، في باب ما ناجى به موسى ربه، (ص 307، س 20): ” بيان التربة (بكسر الراء) أي الفقراء، قال الجزرى: ” ترب الرجل إذا افتقر أي لصق بالتراب ” وقال الفيروز آبادى: ” حرد (كضرب وسمع) = غضب ” أقول: أورده المحدث النوري (ره) مع البيان الاخير في معالم العبر (ص 371). 3 – ج 17، ” باب جوامع وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله “، (ص 38، س 32).

[ 17 ]

آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: قال لعلي (ع): يا علي أوصيك بوصية فاحفظها عنى، فقال له علي: يا رسول الله أوص، فكان في وصيته أن قال: إن اليقين أن لا ترضى أحدا بسخط الله، ولا – تحمد أحدا على ما آتاك الله، ولا تذم أحدا على ما لم يؤتك الله، فان الرزق لا يجره حرص حريص، ولا يصرفه كراهية كاره، إن الله بحكمه وفضله جعل الروح والفرح في اليقين والرضى، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط، يا علي إنه لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل، ولا وحدة أوحش من العجب، ولا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق، ولا عبادة كالتفكر، يا علي آفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة العبادة الفترة، وآفة الظرف الصلف، وآفة السماحة المن، وآفة الشجاعة البغى، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر، يا علي إنك لا تزال بخير ما حفظت وصيتي، أنت مع الحق والحق معك (1). 48 – عنه، عن محمد بن إسمعيل، رفعه إلى أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوصيك يا علي في نفسك بخصال فاحفظها، اللهم أعنه، الاولى الصدق فلا يخرج من فيك كذب أبدا، والثانية الورع فلا تجترئ على خيانة أبدا، والثالثة الخوف من الله كأنك تراه، والرابعة البكاء لله، يبنى لك بكل دمعة بيت في الجنة، والخامسة بذلك مالك و دمك دون دينك، والسادسة الاخذ بسنتى في صلوتى وصومي وصدقتي، فأما الصيام فثلاثة أيام في الشهر، الخميس في أول الشهر، والاربعاء في وسط الشهر، والخميس في آخر الشهر، والصدقة بجهدك حتى تقول: قد أسرفت ولم تسرف، وعليك بصلوة الليل (يكررها أربعا) وعليك بصلوة الزوال، وعليك برفع يديك إلى ربك وكثرة تقلبها، وعليك بتلاوة القرآن على كل حال، وعليك بالسواك لكل وضوء، وعليك بمحاسن الاخلاق فارتكبها، وعليك بمساوى الاخلاق فاجتنبها، فان لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك (2). 49 – عنه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن عطية الحذاء، قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن عليا (ع) وجد كتابا في قراب سيف


1 – ج 17، ” باب ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أمير المؤمنين (ع) “، (ص 21، س 1). 2 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب جوامع المكارم “، (ص 18، س 24).

[ 18 ]

رسول الله صلى الله عليه وآله مثل الاصبع، فيه: إن أعتى الناس على الله القاتل غير قاتله، والضارب غير ضاربه، ومن والى غير مواليه فقد كفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فلا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، ولا يحل لمسلم أن يشفع في حد. (1) 11 – وصايا أهل بيته (ع) 50 – عنه، عن أحمد بن محمد، قال: حدثنا علي بن حديد، عن أبي أسامة، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: عليكم بتقوى الله والورع، والاجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الامانة، وحسن الخلق، وحسن الجوار، وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم بطول الركوع والسجود، فان أحدكم إذا أطال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال: يا ويلتاه أطاعوا وعصيت، وسجدوا وأبيت. (2) 51 – عنه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: أوصيكم بتقوى الله، ولا تحملوا الناس على أكتافكم فتذلوا، إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: ” وقولوا للناس حسنا ” ثم قال: عودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، واشهدوا لهم وعليهم، وصلوا معهم في مساجدهم: ثم قال: أي شئ أشد على قوم يزعمون أنهم يأتمون بقوم فيأمرونهم وينهونهم فلا يقبلون منهم، ويذيعون حديثهم عند عدوهم فيأتى عدوهم إلينا فيقولون لنا: إن قوما يقولون ويروون عنكم كذا وكذا فنحن نقول: إنا برآء ممن يقول هذا، فيقع عليهم البراءة. (3) ثم كتاب القرائن بحمد الله ومنه وصلى الله على محمد وآله.


1 – ج 17، ” باب جوامع وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله ومواعظه وحكمه “، (ص 39، س 2). 2 – ج 17، ” باب مواعظ الصادق جعفر بن محمد (ع) ووصاياه وحكمه “، (ص 171، س 26). 3 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب التقية والمداراة “، (ص 231، س 18) وأيضا – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب أحكام الجماعة “، (س 626، س 37).

[ 19 ]

حدثوا عنا ولا حرج. رحم الله من احيى امرنا أبو عبد الله جعفر الصادق ” ع ” كتاب ثواب الاعمال من المحاسن لابي جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقى المتوفى سنة 274 أو 280 من الهجرة النبوية


[ 21 ]

كتاب ثواب الاعمال وفيه من الابواب مائة وثلاثة وعشرون بابا 1 – ثواب من بلغه ثواب شئ فعمل به طلبا لذلك الثواب. 2 – ثواب حسن الظن بالله. 3 – ثواب التفكر في الله. 4 – ثواب تعديل الله في خلقه. 5 – ثواب الاخذ بالسنة. 6 – ثواب من سن سنة عدل. 7 – ثواب من علم باب هدى. 8 – ثواب من سنة عدل على نفسه. 9 – ثواب من ناصح الله في نفسه. 10 – ثواب ايثار طاعة الله على الهوى. 11 – ثواب من أصلح فيما بينه وبين الله. 12 – ثواب الاقبال على العمل. 13 – ثواب ما جاء في التوحيد. 14 – ثواب قول ” لا اله الا الله ” وحده، وحده، وحده “. 15 – ثواب قول ” لا اله الا الله، وحده لا شريك له “. 16 – ثواب قول ” لا اله الا الله ربى، لا أشرك به شيئا “. 17 – ثواب قول: ” لا اله الا الله حقا حقا “. 18 – ثواب من قال: ” لا اله الا الله الحق المبين “. 19 – ثواب قول: ” لا اله الا الله مخلصا “. 20 – ثواب قول: ” لا اله الا الله والله أكبر “. 21 – ثواب من شهد ” أن لا اله الا الله ” وأن محمدا رسول الله. 22 – ثواب من شهد ” أن لا اله الا الله، عند موته. 23 – ثواب كلمات الفرج. 24 – ثواب من قال: ” يا الله يا الله “. 25 – ثواب من قال: ” يا الله يا ربى “. 26 – ثواب من قال: ” يا رب ” ثلاثا.


[ 22 ]

27 – ثواب من قال: ” يا رب يا رب “. 28 – ثواب من كبر الله مائة تكبيرة. 29 – ثواب تسبيح فاطمة عليها السلام. 30 – ثواب ما جاء في التسبيح. 31 – ثواب التمجيد. 32 – ثواب فضل ذكر الله. 33 – ثواب الشغل بذكر الله. 34 – ثواب ذكر الله في الملاوالخلا. 35 – ثواب ذكر الله في الغافلين. 36 – ثواب ذكر الله في الاسواق. 37 – ثواب ما جاء في ” بسم الله الرحمن الرحيم “. 38 – ثواب ” بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم “. 39 – ثواب قول: ” لا حول ولا قوة الا بالله “. 40 – ثواب قول: ” ما شاء الله “. 41 – ثواب قول: ” لا اله الا الله، والحمد لله واستغفر الله ولا حول ولا قوة الا بالله “. 42 – ثواب قول: ” سبحان الله، والحمد لله، ولا اله الا الله والله اكبر “. 43 – ثواب القول في الاصباح والامساء. 44 – ثواب فضل الصلوة. 45 – ثواب الطهور. 46 – ثواب من ذكر اسم الله على طهور. 47 – ثواب الطهر على الطهر. 48 – ثواب من بات على طهر. 49 – ثواب دخول المسجد. 50 – ثواب الاختلاف إلى المسجد. 51 – ثواب الاذان. 52 – ثواب القول عند سماع الاذان. 53 – ثواب الجلوس بين الاذان والاقامة. 54 – ثواب المصلى. 55 – ثواب المصلى للفريضة. 56 – ثواب الدعاء بعد الفريضة. 57 – ثواب المحافظة على الصلوة. 58 – ثواب الصلوة في جماعة. 59 – ثواب النوافل. 60 – ثواب قضاء النوافل. 61 – ثواب صلوة الليل.


[ 23 ]

62 – ثواب استغفار الوتر. 63 – ثواب استغفار الاسحار. 64 – ثواب اجلال القبلة. 65 – ثواب توقير المسجد. 66 – ثواب الصلوة في بيت المقدس. 67 – ثواب بناء المسجد. 68 – ثواب مسجد الكوفة وفضله. 69 – ثواب من قم مسجدا. 70 – ثواب من سرج في المسجد. 71 – ثواب الصلوة في مسجد القبيلة. 72 – ثواب الصلوة في المسجد الاعظم. 73 – ثواب الصلوة في مسجد السوق. 74 – ثواب فضل يوم الجمعة. 75 – ثواب العمل يوم الجمعة. 76 – ثواب الصلوة بين الجمعتين. 77 – ثواب من مات يوم الجمعة وليلتها. 78 – ثواب من تولى آل محمد. 79 – ثواب من مات مع ولاية آل محمد. 80 – ثواب من أحب آل محمد. 81 – ثواب مودة آل محمد. 82 – ثواب من استشهد مع آل محمد. 83 – ثواب ذكر آل محمد. 84 – ثواب النظر إلى آل محمد. 85 – ثواب صلة آل محمد. 86 – ثواب من دمعت عينه في آل محمد. 87 – ثواب من اصطنع إلى آل محمد. 88 – ثواب الحج. 89 – ثواب التجهز إلى الحج. 90 – ثواب النفقة في الحج. 91 – ثواب من وصل قريبا بحجة أو عمرة أو أشرك في حجة مع ثواب الاحرام. 92 – ثواب التلية. 93 – ثواب الطواف. 94 – ثواب استلام الركن. 95 – ثواب السعي.


[ 24 ]

96 – ثواب الوقوف بعرفات. 97 – ثواب جمع منى. 98 – ثواب العتق بعرفة. 99 – ثواب الافاضة من منى. 100 – ثواب المرور بالمأزمين. 101 – ثواب رمى الجمار. 102 – ثواب النحر. 103 – ثواب العمل يوم النحر. 104 – ثواب من دخل مكة بسكينة. 105 – ثواب من دخل الحرم حافيا. 106 – ثواب من دخل مكة وليس في قلبه كبر. 107 – ثواب التسبيح بمكة. 108 – ثواب الساجد بمكة. 109 – ثواب النائم بمكة. 110 – ثواب من ختم القرآن بمكة. 111 – ثواب النظر إلى الكعبة. 112 – ثواب معرفة حق الكعبة. 113 – ثواب دخول الكعبة. 114 – ثواب من حج ماشيا. 115 – ثواب من مات في طريق مكة. 116 – ثواب من خلف حاجا في أهله. 117 – ثواب من عظم الحاج وصافحه والتسليم عليه. 117 – ثواب من حج كل سنة ثم تخلف سنة. 119 – ثواب من نوى الحج فحرمه. 120 – ثواب من ارتبط محملا للحج. 121 – ثواب من دفن في الحرم. 122 – ثواب الصوم. 123 – ثواب عمل الحى للميت.


[ 25 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – ثواب من بلغه ثواب شئ فعمل به طلبا لذلك الثواب 1 – أحمد بن أبي عبد الله البرقى، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من بلغه عن النبي صلى الله عليه وآله شئ فيه الثواب، ففعل ذلك طلب قول النبي صلى الله عليه وآله، كان له ذلك الثواب، وان كان النبي صلى الله عليه وآله لم يقله. (1) 2 – وعنه، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من بلغه عن النبي صلى الله عليه وآله شئ من الثواب فعمله، كان أجر ذلك له، وان كان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يقله. (2) 2 – ثواب حسن الظن بالله 3 – عنه، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم، عن بعض أصحابنا، عن أبي – جعفر عليه السلام، قال: يوقف عبد بين يدى الله تعالى يوم القيامة فيأمر به إلى النار فيقول: لا وعزتك ما كان هذا ظنى بك، فيقول: ما كان ظنك بي؟ – فيقول: كان ظنى بك أن تغفر لى، فيقول: قد غفرت لك. قال أبو جعفر عليه السلام: أما والله ما ظن به في الدنيا طرفة عين ولو كان ظن به في الدنيا طرفة عين ما أوقفه ذلك الموقف لما رأى من العفو. (3) 4 – عنه، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يؤتى بعبد يوم القيامة ظالم لنفسه، فيقول الله تعالى له: الم آمرك بطاعتي؟


1 و 2 – ج 1، ” باب من بلغه ثواب من الله على عمل فأتى به. ” (ص 149، س 9) مع بيان طويل. وفيه بدل ” فيه ” ” من ” 3 – ج 15، الجزء الثاني ” باب الخوف والرجاء وحسن الظن بالله ” ص 26 (ص 119، س 24)

[ 26 ]

ألم أنهك عن معصيتى؟ – فيقول: بلى يا رب، ولكن غلبت علي شهوتي، فان تعذبني فبذنبي، لم تظلمنى، فيأمر الله به إلى النار، فيقول: ما كان هذا ظنى بك، فيقول: ما كان ظنك بى؟ – قال كان ظنى بك أحسن الظن، فيأمر الله به إلى الجنة، فيقول الله تبارك وتعالى: لقد نفعك حسن ظنك بى الساعة. (1) 3 – ثواب التفكر في الله 5 – عنه، عن بنان بن العباس، عن الحسين الكرخي، عن جعفر بن أبان، عن الحسن الصيقل، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: تفكر ساعة خير من قيام ليلة؟ – قال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تفكر ساعة خير من قيام ليلة، قلت: كيف يتفكر؟ – قال يمر بالدار والخربة، فيقول: أين بانوك؟ أين ساكنوك؟ ما لك لا تتكلمين! (2) 4 – ثواب تعديل الله في خلقه 6 – عنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن العلا، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله


1 – ج 3، ” باب ما يظهر من رحمته تعالى يوم القيامة ” (ص 274، س 13) وقال ره بعد نقله: ” اقول: سيأتي مثله في باب الخوف والرجاء “. 2 – ج 15، الجزء الثاني ” باب التفكر والاعتبار والاتعاظ بالعبر ” (ص 195 س 3) ونقل مثله ايضا في ذلك الباب عن كتاب الحسين بن سعيد ومشكوة الانوار والكافي وقال بعد نقل رواية الكافي في (ص 194، س 1): ” بيان – خير من قيام ليلة أي للعبادة لان التفكر من أعمال القلب و هو أفضل من أعمال الجوارح وأيضا أثره أعظم وأدوم إذ ربما صار تفكر ساعة سببا للتوبة عن المعاصي ولزوم الطاعة تمام العمر وقوله ” يمر بالخربة ” كانه (ع) ذكر ذلك على سبيل المثال لتفهيم السائل و قال ذلك على قدر فهم السائل ورتبته فانه كان قابلا لهذا النوع من التفكر والمراد بالدار ما لم تخرب لكن مات من بناها وسكنها غيره وبالخربة ما خرب ولم يسكنه أحد، وكون الترديد من الراوى كما زعم بعيد، ويحتمل أن يكون ” أين ساكنوك ” للخربة و ” أين بانوك ” للدار على اللف والنشر المرتب لكن كونهما لكل منهما أظهر، والظاهر ان القول بلسان الحال، ويحتمل المقال. وقوله ” ما لك لا تتكلمين ” بيان لغاية ظهور الحال أي العبرة فيك بينة بحيث كان ينبغى ان تتكلم بذلك وقيل: هو من قبيل ذكر اللازم وارادة الملزوم فنفى التكلم كناية عن نفى الاستماع أي لا يستمع الغافلون ما تتكلمين به بلسان الحال جهرا، وقيل استفهام انكاري أي انت تتكلمين لكن الغافلون لا يستمعون وهو بعيد، ويمكن أن يكون كلامها كناية عن تنبيه الغافلين أي لم لا تنبه المغرورين بالدنيا مع هذه الحالة الواضحة ويؤل إلى تعيير الجاهلين بعدم الاتعاظ به كما انه يقول رجل لوالد رجل فاسق بحضرته: لم لا تعظ ابنك؟ مع انه يعلم انه يعظه وانما يقول ذلك تعييرا للابن. “

[ 27 ]

عليه السلام، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: قال الله تبارك وتعالى: ” من أذنب ذنبا فعلم أن لي أن أعذبه، وأن لي أن أعفو عنه، عفوت عنه ” (1) 5 – ثواب الاخذ بالسنة 7 – عنه، عن الحسين بن سيف، عن أخيه على، عن أبيه سيف بن عميرة، عن أبي جعفر عليه السلام، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تمسك بسنتى في اختلاف أمتى، كان له أجر مائة شهيد. (2) 6 – ثواب من سن سنة عدل 8 – عنه، عن ابن محبوب، عن اسماعيل الجعفري، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من استن بسنة عدل فاتبع، كان له أجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شئ، ومن استن بسنة جور فاتبع، كان له مثل وزر من عمل به من غير أن ينقص من أوزارهم شئ. (3) 7 – ثواب من علم باب هدى 9 – عنه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: حدثنى أبان بن محمد البجلى، عن العلا بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: من علم باب هدى، كان له أجر من عمل به ولا ينقص اولئك من أجورهم، ومن علم باب ضلال كان عليه مثل وزر من عمل به ولا ينقص اولئك من أوزارهم. (4)


1 – ج 3، ” باب عفو الله تعالى وغفرانه ” (ص 94، س 6) 2 – ج 1، ” باب البدعة والسنة والفريضة والجماعة والفرقة ” (ص 150، س 34) 3 – ج 15، الجزء الثاني، ” ثواب من سن سنة حسنة وما يلحق الرجل بعد موته ” (ص 181، س 13) وفيه بدل ” الجعفري ” ” الجعفي ” 4 – ج 1، ” باب ثواب الهداية والتعليم وفضلهما ” (ص 75، س 28) وفيه بدل ” عليه ” ” له “

[ 28 ]

8 – ثواب من سن سنة عدل على نفسه 10 – عنه، عن الحسن بن على بن يقطين، عن سعد ان بن مسلم، عن اسحاق – بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما من مؤمن سن على نفسه سنة حسنة أو شيئا من الخير، ثم حال بينه وبين ذلك حائل الا كتب الله له ما أجرى على نفسه أيام الدنيا. (1) 9 – ثواب من ناصح الله في نفسه 11 – عنه، عن الحسن، عن معاوية، عن أبيه، قال سمت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما ناصح الله عبد في نفسه، فأعطى الحق منها وأخذ الحق لها، الا أعطى خصلتين، رزق من الله يسعه، ورضى عن الله ينجيه. (2) 10 – ثواب ايثار الطاعة على الهوى 12 – عنه، عن ابن بنت الياس، عن عبد الله بن سنان، عن الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ” قال الله تعالى: وعزتي وجلالى، وعظمتي وقدرتي، وعلائى وارتفاع مكاني، لا يؤثر عبد هواى على هواه، الا جعلت غناه في نفسه، وكفيته همه، وكففت عليه ضيعته، وضمنت السماوات والارض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر. ” (3)


1 – ج 15، ” الجزء الثاني، ” باب ثواب تمنى الخيرات ومن سن سنة عدل على نفسه ” (ص 181، س 29) 2 – ج 15، الجزء الرابع، باب الانصاف والعدل ” (ص 126، س 32) 3 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب ترك الشهوات والاهواء ” (ص 42، س 36). أقول: نقله في هذا الباب ايضا عن الخصال، وكتاب الحسين بن سعيد، وثواب الاعمال، ومشكوة الانوار، وعدة الداعي، والكافي باختلاف يسير واورد لفقراته المحتاجة إلى البيان بعد نقله بثلاتة طرق عن الكافي بيانات شافية مفصلة (ص 43 و 44 و 45 و 46) فمن ارادها فليطلبها من هناك، ومما قال بالنسبة إلى هذه الفقرة ” وكففت عليه ضيعته ” قوله ره، ” أي جمعت عليه ضيعته و معيشته، والتعدية بعلى لتضمين معنى البركة أو الشفقة ونحوهما أو على بمعنى إلى كما أومى إليه ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 29 ]

11 – ثواب من أصلح فيما بينه وبين الله 13 – عنه، عن الحسن بن يزيد، عن اسماعيل بن مسلم، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: من أصلح فيما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس. (1) 12 – ثواب الاقبال على العمل 14 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من صلى وأقبل على صلوته لم يحدث نفسه ولم يسه فيها، أقبل الله عليه ما أقبل عليها، فربما رفع نصفها، وثلثها، وربعها، وخمسها، وانما أمر بالسنة ليكمل ما ذهب من المكتوبة. (2)


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” في النهاية فيحتاج ايضا إلى تضمين ” ويريد بايماء صاحب النهاية ما نقله عنه قبيل ذلك وهو قوله في ضمن معنى حديث ” ويحتمل ان يكون بمعنى الجمع أي لا يجمعهما ويضمهما، ومنه الحديث ” المؤمن اخو المؤمن يكف عليه ضيعته ” أي يجمع عليه معيشته ويضمهها إليه ” وقال ره، بالنسبة إلى قوله تعالى: ” وضمنت السماوات والارض رزقه “: ضمنت، على صيغة المتكلم من باب التفعيل أي جعلت السماوات والارض ضامنتين لرزقه، كناية عن تسبيب الاسباب السماوية والارضية له و ربما يقرأ بصيغة الغائب على بناء المجرد ورفع السماوات والارض، وهو بعيد ” اقول: هذا – الحديث قد ورد باختلاف يسير بطرق أخرى ايضا فمنها ما ورد في وصية النبي صلى الله عليه وآله لابي ذر ره، ولفظه كما في (ص 26) من 17، هذا ” يا أبا ذر يقول الله جل ثناءه: وعزتي وجلالى لا يؤثر عبدى هواى على هواه الا جعلت غناه في نفسه، وهمومه في آخرته، وضمنت السماوات والارض رزقه، وكففت عليه ضيعته، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر ” وترجمه المجلسي ره في عين الحيوة بهذه العبارة ” أي أبو ذر حق تعالى ميفرمايد: بعزت وجلال خودم كه اختيار نمى نمايد بنده من خواهش وفرموده مرا برخواهشها وهواهاى نفساني خودش مگر آنكه اورا در نفس أو غنى وبى نياز ميگردانم از خلق، وچنان ميكنم كه فكر وانديشه وهم أو براى آخرتش باشد وآسمانها و زمينها را ضامن روزى أو ميگردانم وتجار هر تجارت كننده را بسوى أو ميرسانم، يا من از براى أو هستم بعوض آنكه تجارت تاجران باطل را ترك كرده ورضاي مرا اختيار نموده. ” 1 – ج 15، الجزء الثاني ” باب حسن العاقبة واصلاح السريرة ” (ص 204، س 14) الا ان فيه بدل ” ما ” ” فيما ” ونقله ايضا هكذا من الخصال وثواب الاعمال في ذلك الكتاب (ص 304، س 4) 2 – ج 18، كتاب الصلوة ” باب آداب الصلوة ” (ص 196، س 3)

[ 30 ]

13 – ثواب ما جاء في التوحيد 15 – عنه، عن محمد بن علي، عن أبي الفضيل، عن أبي حمزة، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ما من شئ أعظم من شهادة أن لا اله الا الله، لان الله لم يعدله شئ ولا يشركه في الامور أحد. (1) 16 – وعنه، عن الفضيل بن عبد الوهاب، رفعه، قال حدثنى اسحاق بن عبيدالله بن الوليد الوصافى، رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قال: ” لا اله الا الله ” غرست له شجرة في الجنة من ياقوتة حمراء منبتها في مسك أبيض أحلى من العسل، وأشد بياضا من الثلج، وأطيب ريحا من المسك، فيها أمثال ثدى الابكار تفلق على سبعين حلة. وقال: رسول الله صلى الله عليه وآله: خير العبادة الاستغفار، وذلك قول الله عزوجل في كتابه ” فاعلم أنه لا اله الا الله، واستغفر لذنبك “. (2) 14 – ثواب قول ” لا اله الا الله وحده، وحده، وحده ” 17 – عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان فيما أعلم، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال جبرئيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: طوبى لمن قال من أمتك: ” لا اله الا الله وحده، وحده، وحده. ” (3) 15 – ثواب قول ” لا اله الا الله وحده لا شريك له ” 18 – أحمد، عن أبيه وعمرو بن عثمان وأيوب جميعا، عن ابن المغيرة، عن ابن


1 – ج 19، الجزء الثاني، ” باب التهليل وفضله ” (ص 12، س 1) اقول: نقله ايضا هنا و في كتاب التوحيد، من توحيد الصدوق وثواب الاعمال بزيادة كلمة ” ثوابا ” بعد قوله، ع، ” اعظم ” وقال بعد نقله: ” بيان – لعل التعليل مبنى على انه إذا لم يعدله تعالى شئ لا يعدل ما يتعلق بالوهيته و كماله ووحدانيته شئ إذ هذه الكلمة الطيبة ادل الاذكار على وجوده ووحدانيته واتصافه بالكمالات، وتنزهه عن النقائص، ويحتلم أن يكون المراد أنها لما كانت اصدق الاقوال فكانت اعظمها ثوابا. ” اقول: في الموردين بدل ” الفضيل ” ” الفضل ” وبدل ” الامور ” ” الامر ” 2 – ج 19، الجزء الثاني، ” باب التهليل وفضله ” (ص 13، س 27) لكنه نقل بدل ” ثدى ” ” اثداء ” وبدل ” على ” ” عن “. ونقله هكذا ايضا عن ثواب الاعمال. 3 – ج 19، الجزء الثاني، ” باب انواع التهليل وفضل كل نوع منه ” (ص 14، س 35)

[ 31 ]

مسكان، عن ليث المرادى، عن عبد الكريم بن عتبة الهاشمي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من قال عشر مرات قبل أن تطلع الشمس وقبل غروبها: ” لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو حى لا يموت، بيده الخير وهو على كل شئ قدير “. كانت كفارة لذنوبه في ذلك اليوم. (1) 19 – وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عبد العزيز العبدى، عن عمر بن يزيد، عن أبى عبد الله عليه السلام، قال: من قال في كل يوم عشر مرات ” أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، إلها واحدا أحدا فردا صمدا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ” كتب الله له خمسا وأربعين ألف حسنة، ومحا عنه خمسا وأربعين ألف سيئة، ورفع له عشر درجات، وكن له حرزا في يومه من الشيطان والسلطان، ولم تحط به كبيرة من الذنوب. (2)


1 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب الادعية والاذكار عند الصباح والمساء “، (ص 490، س 7) قائلا بعد نقله: ” الكافي، بسند صحيح أيضا عن عبد الكريم مثله إلا أن فيه: ” يحيى ويميت، ويميت ويحيى ” بيان – لعل المراد باليوم اليوم مع ليلته فيكون ما قاله قبل طلوع الشمس كفارة لذنوب الليل، وما قاله قبل غروبها كفارة لذنوب اليوم، ولو كان المراد اليوم فقط كان ناظرا إلى قوله ” قبل غروبها ” وأحال الاول على الظهور ” أقول: يشيد بنيان عظمة شأن هذا الدعاء الشريف ما نقله المجلسي (ره) قبل هذا الدعاء (ص 489) بهذه العبارة: ” الخصال – عن أحمد بن الحسن القطان، عن أحمد بن يحيى بن زكريا، عن بكر بن عبد الله بن حبيب. عن تميم بن بهلول. عن أبيه. عن إسماعيل بن الفضل، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل ” فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ” فقال: فريضة على كل مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس عشر مرات، وقبل غروبها عشر مرات: ” لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو حى لا يموت، بيده الخير وهو على كل شئ قدير ” قال: فقلت: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت ويميت ويحيى، فقال: يا هذا لا شك في أن الله يحيى ويميت ويميت ويحيى. ولكن قل كما أقول ” بيان – حمل ” الفرض ” على التقدير والتعيين، أو على تأكد الاستحباب لعدم القول بالوجوب وضعف السند، والاحوط عدم الترك “. 2 – ج 9، الجزء الثاني، ” باب أنواع التهليل وفضل كل نوع منه “، (ص 15، س 8) ونقله أيضا في المجلد الثامن عشر، في كتاب الصلوة في ” باب ما ينبغى أن يقرأ كل يوم وليلة “، (س 523، س 15) ثم قال: ” بيان – لم تحط به كبيرة أي لم تستول عليه بحيث يشمل جملة أحواله كما قيل في قوله تعالى: ” ومن يكسب سيئة وأحاطت به خطيئته “.

[ 32 ]

16 – ثواب قول ” لا إله إلا الله ربي لا أشرك به شيئا ” 20 – عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن سعيد بن المسيب، عن علي بن الحسن عليهما السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا أخبركم بما يكون به خير الدنيا والآخرة، وإذا كربتم واغتممتم دعوتم الله به ففرج عنكم؟ – قالوا: بلى يا رسول الله، قال: قولوا: ” لا إله إلا الله ربنا، لا – نشرك به شيئا ” ثم ادعوا بما بدا لكم. (1) 17 – ثواب قول ” لا إله إلا الله حقا حقا ” 21 – عنه، قال: حدثنى محمد بن عيسى الارمني، عن أبي عمران الخراط، عن الاوزاعي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام، قال: من قال في كل يوم خمسة عشر مرة ” لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله عبودية ورقا، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا ” أقبل الله عليه بوجهه، فلم يصرف عنه وجهه حتى يدخل الجنة. (2) 18 – ثواب قول ” لا إله إلا الله الحق المبين ” 22 – عنه. بهذا الاسناد، عن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: من قال في كل يوم ثلاثين مرة ” لا إله إلا الله الحق المبين ” استقبل الغنى، واستدبر الفقر، وآنس وحشته في القبر، وقرع باب الجنة. (3) 19 – ثواب قول ” لا إله إلا الله مخلصا ” 23 – عنه، قال: حدثنى ابن بنت الياس، عن أحمد بن عائذ، عن أبي الحسن السواق


1 و 2 – ج 10، الجزء الثاني، ” باب أنواع التهليل وفضل كل نوع منه “، (ص 15، س 11 و 8) مع زيادة ” بشر عن ” قبل ” الاوزاعي ” وأيضا الثاني، ج 18. كتاب الصلوة، ” باب ما ينبغى أن يقرأ كل يوم وليلة ” (ص 523، س 25) مع زيادة ” بشر ” قبل ” الاوزاعي “. 3 – ج 19، الجزء الثاني، ” باب أنواع التهليل وفضل كل نوع منه ” (ص 15. س 8) وأيضا ج 18، كتاب الصلوة. ” باب ما ينبغى ان يقرأ كل يوم وليلة “، (ص 523، س 22) الا أنه ليس فيه في الموضعين هذه الفقرة ” وآنس وحشته في القبر ” لكنها موجودة في جميع ما عندنا من نسخ الكتاب.

[ 33 ]

عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: يا أبان، إذا قدمت الكوفة فارو هذا الحديث ” من شهد أن لا اله الا الله مخلصا، وجبت له الجنة ” قال: قلت له: انه يأتيني من كل صنف من الاصناف فأروى لهم هذا الحديث؟ – قال: نعم يا أبان، انه إذا كان يوم القيامة، وجمع الله الاولين والآخرين فيسلب منهم ” لا اله الا الله ” الا من كان على هذا الامر. (1) 20 – ثواب قول ” لا اله الا الله والله اكبر ” 24 – عنه، عن ابن فضال، عن محمد بن سعيد، عن اسماعيل بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال، قال النبي صلى الله عليه وآله: من هبط واديا فقال: ” لا اله الا الله والله اكبر ” ملا الله الوادي حسنات فليعظم الوادي بعد، أو ليصغر. (2) 21 – ثواب قول من شهد ” ان لا اله الا الله، وأن محمدا رسول الله ” 25 – عنه، من محمد بن علي، عن علي بن أسباط، عن يعقوب بن سالم، عن رجل، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: من شهد ان لا اله الا الله، ولم يشهد ان محمدا رسول الله، كتب الله له عشر حسنات، فان شهد ان محمدا رسول الله، كتب له الفى الف حسنة. (3) 26 – عنه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن هيثم بن عبد الله، عن عبد المؤمن الانصاري، عن أبي عبد الله أو أبي جعفر عليهما السلام، قال: من قال: ” انى أشهدك وكفى بك شهيدا، وأشهد ملائكتك وأنبيائك ورسلك وجميع خلقك، بأنك أنت


1 – ج 2، ” باب ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته ” (ص 15، ج 18 كتاب الصلوة ص 23، س 22 الا انه س 25) وسيأتى في هذا الكتاب بطريق آخر، وقوله عليه السلام ” فيسلب ” يوضحه قوله في خبر آخر ” انه إذا كان يوم القيامة نسوها ” ويعنى بالضمير كلمة الشهادة والخبر يأتي بتمامه في موضعه من هذا الكتاب. 2 – ج 19، الجزء الثاني، ” باب التكبير وفضله ومعناه ” (ص 17، س 32) 3 – ج 19، الجزء الثاني، ” باب التهليل وفضله ” (ص 13 – س 15)

[ 34 ]

الله وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك. ” مرة واحدة أعتق ربعه، ومن قال مرتين أعتق نصفه، ومن قال ثلاثا أعتق ثلثاه، ومن قال أربعا أعتق كله. (1) 22 – ثواب من شهد ” أن لا اله الا الله ” عند موته 27 – عنه، قال: حدثنى داود بن سليمان القطان، قال: حدثنى أحمد بن زياد اليماني، عن اسرائيل، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لقنوا موتاكم ” لا اله الا الله ” فأنها انس للمؤمن من حين يمزق قبره، قال: قال لي جبرئيل (ع): يا محمد، لو تراهم حين يخرجون من قبورهم ينفضون التراب عن رؤسهم، هذا يقول: لا اله الا الله والحمد لله يبيض وجهه، وهذا يقول: يا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله. وفي رواية فضيل بن عثمان عمن رفعه قال: قال أبو – عبد الله عليه السلام: من شهد ” أن لا اله الا الله ” عند موته دخل الجنة قال النبي صلى الله عليه وآله: لقنوا موتاكم ” لا اله الا الله ” فانها تهدم الخطايا، قال كيف من قالها في حياته؟ – قال: هي أهدم وأهدم. (2) 23 – ثواب كلمات الفرج 28 – عنه، عن جعفر بن محمد بن عبيدالله الاشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن جعفر، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، قال: قال لى عمى علي بن أبي طالب عليهم السلام: ألا أحبوك كلمات والله ما حدثت بها حسنا ولا حسينا؟ – إذا كانت لك إلى الله حاجة تحب قضاءها فقل: ” لا اله الا الله الحليم الكريم، لا اله الا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع، وما فيهن ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين،


1 – ج 19، الجزء الثاني ” باب أدعية الشهادات والعقائد ” (ص 117 – س 18) اقول: هذه الفقرة ” ومن قال ثلاثا اعتق ثلثاه ” في غالب النسخ ونسخة البحار ايضا غير موجودة. 2 – ج 18، كتاب الطهارة، ” باب آداب الاحتضار وأحكامه ” (ص 148 – س 20) وفيه بدل ” اليماني ” ” البانى ” وقال ره بعد نقله: ” بيان: حين يمزق قبره، على بناء المفعول مخففا و مشددا أي يخرق ليخرج منه عند البعث “

[ 35 ]

اللهم انى أسألك بأنك ملك مقتدر، وأنت على كل شئ قدير، ما تشاء من كل شئ يكون. ” ثم تسأل حاجتك. (1) 24 – ثواب من قال: ” يا الله يا الله ” 29 – عنه، عن ابن بنت الياس، عن عبد الله بن سنان، عن جعفر بن مسلم، قال: اشتكى بعض ولد أبي جعفر فمر عليه جعفر وهو شاك فقال له: يا جعفر، تقول: ” يا الله يا الله ” فانه لم يقلها أحد عشر مرات الا قال له الرب تبارك وتعالى: لبيك. (2) 25 – ثواب من قال: ” يا الله يا ربى ” 30 – عنه، عن أبيه، عن حماد وصفوان وابن المغيرة، عن معاوية بن عمار عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إذا قال العبد: ” يا الله، يا ربي ” حتى ينقطع النفس، قال له الرب: سل ما حاجتك. وفي روايه أبي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قول الله عزوجل في كتابه ” وحنانا من لدنا “، قال: انه كان يحيى إذا دعا قال في دعائه: ” يا رب يا الله ” ناداه الله من السماء لبيك يا يحيى سل حاجتك. (3) 26 – ثواب من قال: يا رب ثلاثا 31 – عنه، عن محمد بن علي، عن اسمعيل بن يسار، عن منصور، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان الرجل منكم ليقف عند ذكر الجنة والنار ثم يقول: ” أي رب، أي رب، أي رب ” ثلاثا فإذا قالها نودى من فوق رأسه: سل ما حاجتك: (4) 27 – ثواب من قال: ” يا رب يا رب ” 32 – عنه، عن محمد بن علي، عن الحكم بن مسكين، عن معاوية بن عمار الدهنى،


1 – ج 19، الجزء الثاني، ” باب الادعية لقضاء الحوائج ” (ص 223 – س 31) 2 – ج 19، الجزء الثاني، ” باب من قال يا الله أو يا رب أو يا ارحم الراحمين (ص 21، س 32.) 3 – ج 19، الجزء الثاني ” باب من قال يا الله أو يا رب أو يا ارحم الراحمين ” (ص 21، س 34). 4 – ج 19، الجزء الثاني، ” باب من قال يا الله أو يا رب أو يا ارحم الراحمين ” (ص 21، س 36).

[ 36 ]

عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من قال: ” يا رب، يا رب “، حتى ينقطع نفسه، قيل له: لبيك ما حاجتك؟ وروى ” من يقولها عشر مرات قيل له: لبيك ما حاجتك؟ “. (1) 28 – ثواب من كبر الله مائة تكبيرة 33 – عنه، عن الحسن بن طريف، عن عبد الله بن المغيرة، عن حماد بن عثمان، عن أبي حمزة، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من كبر الله مائة تكبيرة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها كتب الله له من الاجر كأجر من أعتق مائة رقبة، ومن قال: ” سبحان الله وبحمده ” كتب الله له عشر حسنات، وان زاد زاده الله. (2) 29 – ثواب تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام 34 عنه، عن يحيى بن محمد، عن علي بن النعمان، عن ابن أبي نجران، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من سبح الله في دبر الفريضة قبل أن يثنى رجليه تسبيح فاطمة عليها الصلوة والسلام المائة، وأتبعها بلا آله الا الله، مرة واحدة غفر له. (3) 35 – عنه، عن يحيى وعمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، قال: دخلت مع أبي علي أبي عبد الله عليه السلام، فسأله أبي تسبيح فاطمة عليها السلام، فقال: الله أكبر، حتى أحصاها أربعة وثلاثين، ثم قال: الحمد لله، حتى بلغ سبعة وستين، ثم قال: سبحان الله، حتى بلغ مائة، يحصيها بيده جملة واحدة. (4)


1 – ج 19، الجزء الثاني ” باب من قال: يا الله أو يا رب أو يا ارحم الراحمين ” (ص 22 س 1.) 2 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب الادعية والاذكار عند الصباح والمساء ” (ص 490، س 16) 3 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب تسبيح فاطمة ع وفضله وأحكامه ” (ص 415، س 35) مع بيان يأتي نقله في آخر الكتاب، 4 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب تسبيح فاطمة ع وفضله وأحكامه ” (ص 415، س 14) وقال ره، بعد نقله: ” بيان – قوله (ع): جملة واحدة. كأن المعنى انه ع بعد احصاء عدد كل واحد من الثلاثة لم يستأنف العدد للآخر بل أضاف إلى السابق حتى وصل إلى المائة، ويحتمل تعلقها بقال أي قالها جملة واحدة من غير فصل. “

[ 37 ]

30 – ثواب ما جاء في التسبيح 36 – عنه، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن ثابت، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: من قال: ” سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. ” خلق الله منها أربعة أطيار تسبحه وتقدسه وتهلله إلى يوم القيامة. وفي رواية محمد بن مروان، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا قال العبد: ” سبحان الله ” فقد أنف لله، وحق على الله أن ينصره. (1) 37 – وعنه، عن اسماعيل بن جعفر، عن محمد بن أبي حمزة، عن أبي ايوب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من سبح الله مائة مرة كان أفضل الناس ذلك اليوم الا من قال مثل قوله. (2) 38 – وعنه، عن علي بن سيف، عن أخيه الحسين بن سيف بن عميرة، عن ملك بن عطية، عن ضريس الكناسى، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله مر برجل يغرس غرسا في حائط له فوقف عليه فقال له: ألا أدلك على شئ أثبت أصلا وأسرع ينعا وأطيب ثمرا وابقى؟ – قال: قال: بلى يا رسول الله، قال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: سبحان الله والحمد لله، ولا اله الا الله، والله أكبر، فان لك بكل تسبيحة شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة وهى الباقيات الصالحات. (3) 39 – عنه، عن محمد بن على، عن الحكم بن مسكين، عن داود بن الحصين، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من بخل منكم بمال أن ينفقه، وبالجهاد ان يحضره، وبالليل أن يكابده فلا يبخل بسبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله. (4) 40 – عنه، عن الوشاء، عن رفاعة بن موسى، عن ليث المرادى، عن أبي بصير،


1 – ب، ج 19، كتاب الدعاء، ” باب فضل التسبيحات ” (ص 6 – س 22) واما الحديث الثاني فهو في ذلك الكتاب ” باب التسبيح وفضله ومعناه ” (ص 9 – س 10) 2 – ج 19، كتاب الدعاء، ” باب التسبيح وفضله ومعناه ” (ص 9 – س 12) 3 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب الادعية والاذكار عند الصباح والمساء ” (ص 490 – س 18) 4 – ج 19، كتاب الدعاء ” باب فضل التسبيحات ” (ص 6 – س 23)

[ 38 ]

قال: سمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قال: ” سبحان الله ” من غير تعجب خلق الله منها طائرا أخضر يستظل بظل العرش يسبح فيكتب له ثوابه إلى يوم القيامة. (1) 31 – ثواب التمجيد 41 – عن ابن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن عبد الله بن أعين، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان الله يمجد نفسه في كل يوم ثلاث مرات فمن مجد الله بما يمجد نفسه وكان في شقوة حول إلى سعادة، يقول: ” أنت الله لا اله الا أنت رب العالمين، وأنت الله لا اله الا أنت الرحمن الرحيم، وأنت الله لا اله الا أنت العلي العزيز الكبير، وأنت الله لا اله الا أنت ملك يوم الدين، وأنت الله لا اله الا أنت الغفور الرحيم، وأنت الله لا اله الا أنت العزيز الحكيم، وأنت الله لا اله الا أنت بدء كل شئ واليك يعود، وأنت الله لا اله الا أنت، لم تزل ولا تزال، وأنت الله لا اله الا أنت خالق الخير والشر، وأنت الله لا اله الا أنت خالق الجنة والنار، وأنت الله لا اله الا أنت أحدا صمدا لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد، وأنت الله لا اله الا أنت الملك القدوس السلام، المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون، وأنت الله الخالق البارئ المصور لك الاسماء الحسنى يسبح لك ما في السماوات والارض وأنت العزيز الحكيم، وأنت الله لا اله الا أنت الكبير المتعال والكبرياء ردائك. ” (2) 32 – ثواب فضل ذكر الله 42 – عنه، عن جعفر بن محمد، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن جعفر، عن أبيه


1 – ج 19، كتاب الدعاء ” باب التسبيح وفضله ومعناه ” (ص 9 – س 12) 2 – ج 18، كتاب الصلوة ” باب ادعية الساعات ” (ص 521 – س 28) اقول: نقله مسندا عن ثواب الاعمال باختلاف يسير وقال مشيرا إليه: ” المحاسن عن ابن فضال مثله الا انه زادوا والعطف في جميع الفقرات وفي آخره ” الكبير المتعال ” ورواه في الكافي عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن عبد الله بن اعين، عنه عليه السلام مثل الصدوق. ” وقال ره، ايضا في ج 19، كتاب الدعاء، باب فضل التمجيد، ص 18، س 7، بعد نقله عن ثواب الاعمال ” سن، ابن فضال مثله وزاد فيه الواو في جميع الفقرات وفي آخره ” الكبير المتعال وفيه احدا صمدا ” اقول: فذكره من الكافي مع الاشارة إلى ما في تلك الكتب من اختلاف العبارة.

[ 39 ]

عليهما السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه واله لاصحابه: ألا أخبركم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم، وارفعها في درجاتكم، وخير لكم من الدينار والدرهم، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم وتقتلونهم ويقتلونكم؟ – قالوا: بلى، يا رسول الله، قال: ذكر الله كثيرا. (1) 33 – ثواب الشغل بذكر الله 43 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه – السلام، قال: أن الله تبارك وتعالى يقول: من شغل بذكرى عن مسئلتي أعطيته أفضل ما أعطى من سألني. (2) 34 – ثواب ذكر الله في الملا والخلا 44 – عنه، عن ابن فضال، عن غالب بن عثمان، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال الله تعالى: ابن آدم، اذكرني في نفسك اذكرك في نفسي، ابن آدم، اذكرني في خلاء أذكرك في خلاء، ابن آدم، اذكرني في ملاء أذكرك في ملاء خير من ملائك. وقال: ما من عبد يذكر الله في ملاء من الناس الا ذكره الله في ملاء من الملائكة. (3) 35 – ثواب ذكر الله في الغافلين 45 – عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه: ان أمير المؤمنين عليه السلام، قال: ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل في الفارين، والمقاتل في الفارين


1 – ج 19، كتاب الدعاء، باب ذكر الله تعالى، ص 3، س 3، اقول: في البحار والوسائل وبعض نسخ هذا الكتاب الحاضر ذكر هذا الحديث مع الفاء في عبارة تقتلوا ويقتلوا مع اثبات نون الجمع أو حذفها على أن الفاء للسببية التامة أو للعطف مع اشعار السببية، وفي بعض النسخ الاخرى للكتاب الحاضر مع الواو واثبات نون الجمع على ان الجملة حالية والكل صحيح يدل انه لا خيرية في مجرد لقاء العدو دون الجهاد في سبيل الله والذب عن حومة الدين القويم فتدبر. 2 – ج 19، كتاب الدعاء ” باب ذكر الله تعالى ” (ص 3، س 5) 3 – ج 19، كتاب الدعاء ” باب ذكر الله تعالى ” (ص 3، س 6)

[ 40 ]

نزله الجنة. (1) 36 – ثواب ذكر الله في الاسواق 46 – عنه، عن علي بن الحكم وعلي بن حديد جميعا، عن سيف بن عميرة، عن سعد الخفاف، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: من دخل السوق فنظر إلى حلوها ومرها وحامضها، فليقل: ” أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، أللهم اني أسالك من فضلك، وأستجير بك من الظلم والغرم والمأثم. ” (2) – 47 عنه، عن أبي أيوب المدايني، عن ابن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من قال في السوق ” أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. ” كتب الله له ألف ألف حسنة. (3) 48 – عنه، عن علي بن الحكم، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من دخل سوق جماعة أو مسجد أهل نصب فقال مرة واحدة ” أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، والله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة و اصيلا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله وأهل بيته ” عدلت حجة مبرورة. (4) 37 – ثواب ما جاء في ” بسم الله الرحمن الرحيم ” 49 – عنه، عن بعض أصحابنا، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن هارون الخطاب


1 – ج 19، كتاب دعاء ” ذكر الله تعالى ” (ص 3، س 9) لكنه ره نقل بدل ” في ” في الموضعين ” عن ” وبدل ” نزله ” ” نزوله ” والصحيح ما نقلناه لورود عين هذا المضمون في اخبار اخر منها ما نقله عن ثواب الاعمال في ذلك الكتاب (ص 4) الا ان فيه ايضا بدل ” نزله ” ” له ” ونقله الشيخ الحرره، في الوسائل، كتاب الصلوة، في باب استحباب ذكر الله في الغافلين الا ان فيه ايضا مع ” عن ” في كلا الموضعين و ” له ” في موضع ” نزله “. 2 – ج 16، ” باب الدعاء عند دخول السوق ” (ص 37، س 18) 3 – ج 16، ” باب الدعاء عند دخول السوق ” (ص 37، س 21) 4 – ج 16، ” باب الدعاء عند دخول السوق ” (ص 37، س 23)

[ 41 ]

التميمي، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما نزل كتاب من السماء الا واوله ” بسم الله الرحمن الرحيم “. (1) 38 – ثواب ” بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ” 50 – عنه، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قال: ” بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم “، ثلاث مرات كفاه الله تعالى تسعة وتسعين نوعا من أنواع البلاء أيسرها الخنق. (2) 51 – أحمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: من قال: ” بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم “، ثلاث مرات حين يصبح، وثلاث مرات حين يمسى، لم يخف شيطانا ولا سلطانا، ولا جذاما ولا برصا، قال أبو الحسن عليه السلام: وأنا أقولها مائة مرة. (3) 39 – ثواب ” لا حول ولا قوة الا بالله ” 52 – عنه، عن محمد بن بكر، عن زكريا بن محمد، عن عامر بن معقل، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان آدم عليه السلام شكا إلى ربه حديث النفس، فقال: أكثر من قول: ” لا حول ولا قوة الا بالله “. (4) 53 – وبهذا الاسناد، رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان حملة العرش لما ذهبوا ينهضون بالعرش لم يستقلوه فألهمهم الله ” لا حول ولا قوة الا بالله ” فنهضوا به


1 – ج 19، كتاب القرآن، ” باب فضائل سورة الفاتحة وتفسيرها وفضل البسملة و تفسيرها ” (ص 58، س 23) 2 – ج 19، كتاب الدعاء ” باب الكلمات الاربع التى يفزع إليها ” (ص 10، س 27) 3 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب الادعية والاذكار عند الصباح والمساء ” ص 490، س 21. 4 – ج 19، كتاب الدعاء، ” باب الكلمات الاربع التي يفزع إليها ” ص 10، س 29.

[ 42 ]

وفي رواية محمد بن عمران، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا قال العبد ” لا حول ولا قوة الا بالله ” فقد فوض أمره إلى الله، وحق على الله أن يكفيه. وفي رواية هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام، قال: قال: إذا قال العبد: ” لا حول ولا قوة الا بالله ” قال الله عزوجل للملائكة: استسلم عبدى، اقضوا حاجته. (1) 54 – وعنه، عن عيسى بن جعفر العلوى، عن حفص السدوسى وأحمد بن عبيد، عن الحسين بن علوان الكلبى، عن جعفر عليه السلام، قال: سألته من تفسير ” لا حول ولا قوة الا بالله ” قال: لا يحول بيننا وبين المعاصي الا الله، ولا يقوينا على اداء الطاعة والفرائض الا الله. (2) 40 – ثواب قول ” ما شاء الله ” 55 – عنه، قال: حدثنى يحيى بن أبي بكر، عن بعض أصحابه، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا قال العبد: ” ما شاء الله، لا حول ولا قوة الا بالله. ” قال الله: ملائكتي استسلم عبدى، أعينوه، أدركوه، اقضوا حاجته. وفي رواية قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من قال ” ما شاء الله ” الف مرة في دفعة واحدة رزق الحج من عامه، فان لم يرزق أخر الله حتى يرزقه. (3) 41 – ثواب قول ” لا الله والحمد لله واستغفر الله ولا حول ولا قوة الا بالله ” 56 – عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن اسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ظهرت عليه النعمة فليكثر ذكر ” الحمد لله “، ومن كثرت همومه فعليه بالاستغفار، ومن ألح


1 – ج 19، كتاب الدعاء، ” باب الكلمات الاربع التي يفزع إليها “، (ص 10 س 30، 31، 33.) 2 – ج 19، كتاب الدعاء، ” باب الكلمات الاربع التي يفزع إليها “، (ص 10 س 34. 3 – ج 19، كتاب الدعاء، ” باب الكلمات الاربع التي يفزع إليها “، (ص 10 س 35، 36.

[ 43 ]

عليه الفقر فليكثر من قول ” لا حول ولا قوة إلا بالله ” ينفى الله عنه الفقر. وقال: فقد النبي صلى الله عليه وآله رجلا من الانصار، فقال له: ما غيبك عنا؟ – فقال: الفقر، يا رسول الله وطول السقم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا اعلمك كلاما إذا قلته ذهب عنك الفقر والسقم؟ – قال: بلى، قال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: ” لا حول ولا قوة إلا بالله، توكلت على الحي الذي لا يموت، والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، وكبره تكبيرا. ” قال الرجل: فوالله ما قلته الا ثلاثة أيام حثى ذهب عني الفقر والسقم. (1) 42 – ثواب قول ” سبحان الله، والحمد لله، ولا اله إلا الله، والله اكبر ” 57 – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لام هاني: من سبح الله مائة مرة كل يوم كان أفضل ممن ساق مائة بدنة إلى بيت الله الحرام، ومن حمد الله مائة تحميدة، كان أفضل ممن أعتق مائة رقبة، ومن كبر الله مائة تكبيرة كان أفضل ممن حمل على مائة فرس في سبيل الله بسروجها ولجمها، ومن هلل الله مائة تهليلة كان أفضل الناس عملا يوم القيامة الا من قال أفضل من هذا. (2)


1 – ج 19، كتاب الدعاء ” باب الكلمات الاربع التى يفزع إليها ” (ص 11، س 1) لكن إلى قوله ” ينفى عنه الفقر ” ونقله ايضا في موارد اخر منها، باب التحميد وانواع المحامد، (ص 15، س 8) ومنها (ص 34 س 9) باب الاستغفار واما الحديث الثاني فقد رواه في ج 18، كتاب الصلوة، ” باب الادعية والاذكار عند الصباح والمساء ” (ص 490، س 23.) تنبيه – في ج 21 باب الدعاء لطلب الحج ” مع – في رواية قال قال أبو عبد الله عليه السلام: من قال، وساق حديث المتن إلى آخره. ثم قال سن – عن أبي عبد الله عليه السلام ” من قال: ” لا حول ولا قوة إلا بالله ” رزقه الله تعالى الحج فان كان قد قرب اجله أخره الله في اجله حتى يرزقه الحج ” واظن ان في الرمزين سهوا؟ أو يأتي في موضع آخر من الكتاب. 2 – ج 19، الجزء الثاني، ” باب فضل التسبيحات ” (ص 6 س 25) وايضا – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب ما ينبغى أن يقرأ كل يوم وليلة ” (ص 523 س 26) وقال في الموضع الاخير بعد نقله: ” بيان هذه المثوبات يمكن أن يكون باعتبار التفضل والاستحقاق أي يتفضل الله على المؤمن بمأته تسبيحة ما يستحقه بسياق مأته بدنة ولا ينافى ذلك ان يتفضل بمائة بدنة أضعاف ذلك، أو باختلاف الامم أي يعطى بمائة تسبيحة هذه الامة أكثر مما يعطى الامم السابقة بمائة بدنة، أو يقال: الافضلية بالاعتبار فان ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 44 ]

43 – ثواب القول في الاصباح والامساء 58 – وعنه، عن أبي يوسف، عن ابن أبي عمير، عن الانماطى، عن كليمة صاحب الكلل، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من قال هذا القول إذا أصبح، فمات في ذلك اليوم دخل الجنة فان قال: إذا أمسى فمات من ليلته دخل الجنة ” أللهم انى أشهدك وأشهد ملائكتك المقربين وحملة العرش المصطفين أنك أنت الله لا اله الا أنت الرحمن الرحيم، وان محمدا عبدك ورسولك صلى الله عليه وآله وفلان وفلان حتى نيتهى إليه أئمتي وأوليائى على ذلك أحيى وعليه أموت وعليه أبعث يوم القيامة أن شاء الله، وأبرأ من فلان وفلان وفلان وفلان، أربعة ” فان مات في يومه أو ليلته، دخل الجنة. (1) 59 – عنه، عن أبي يوسف، عن علي بن حسان، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه – السلام، قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: من قال إذا أصبح هذا القول لم يصبه سوء حتى يمسى، ومن قاله حين يمسى لم يصبه سوء حتى يصبح يقول: ” سبحان الله مع كل شئ حتى لا يكون شئ بعد كل شئ وحده وعدد جميع الاشياء واضعافها منتهى رضى الله والحمد لله كذلك، ولا اله إلا الله مثل ذلك والله اكبر مثل ذلك. ” (2) 44 – ثواب الصلوة 60 – عنه، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، قال: الصلوة عمود الدين مثلها كمثل


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” مأته تسبيحة لها تأثير في كمال الايمان ليس لسياق مأته بدنة ولمأته بدنة ايضا تأثير ليس لمأته تسبيحة كما يصح أن يقال: لقمة من الخبز أفضل من نهر من ماء، وجرعة من الماء أفضل من ألف من من الخبز، لان شيئا منهما لا يقوم مقام الآخر وهذه الاعمال الصالحة للروح بمنزلة الاغذية للبدن وقد مر تحقيق المقام بوجه أبسط من ذلك ” 1 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب الادعية والاذكار عند الصباح والمساء ” (ص 490، س 27) 2 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب الادعية والاذكار عند الصباح والمساء ” (ص 490، س 33)

[ 45 ]

عمود الفسطاط إذا ثبت العمود يثبت الاوتاد والاطناب، وإذا مال العمود وانكسر لم – يثبت وتد ولا طنب. (1) 45 – ثواب الطهور 61 – عنه، عن محمد بن علي، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: بينما أمير المؤمنين عليه السلام قاعد ومعه ابنه محمد إذ قال: يا محمد ايتنى باناء فيه ماء أتوضأ منه للصلوة فأكفأ بيده ثم قال: بسم الله الذي جعل الماء طهورا ولم يجعله نجسا، ثم استنجى فقال: أللهم حصن فرجى واعفه، و استر عورتى وحرمني على النار، ثم تمضمض فقال: اللهم لقنى حجتى يوم ألقاك، و أنطق لساني بذكرك، ثم استنشق وقال: أللهم لا تحرمنى ريح الجنة واجعلني ممن يشم ريحها وطيبها. ثم غسل وجهه وقال: اللهم بيض وجهى يوم تبيض وجوه و تسود وجوه ولا تسود وجهى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ثم غسل يده اليمنى فقال: اللهم أعطني كتابي بيمينى، والخلد بيساري. ثم غسل يده اليسرى فقال: ألهم لا تعطنى كتابي بيساري، ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي، وأعوذ بك من مقطعات النيران. ثم مسح على رأسه، فقال: اللهم غشنى برحمتك وبركاتك وعفوك. ثم مسح على قدميه، فقال: اللهم ثبتنى على الصراط يوم تزل الاقدام، واجعل سعيى فيما يرضيك عنى. ثم رفع رأسه إلى محمد، فقال: يا محمد، من توضأ مثل وضوءى، وقال مثل قولى، خلق


1 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب فضل الصلوة وعقاب تاركها ” (ص 9 س 24) و قال ره، بعد نقله: ” توضيح – رواه الشيخ بسند فيه جهالة عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله: مثل الصلوة مثل عمود الفسطاط، إذا ثبت العمود نفعت الاطناب والاوتاد والغشاء، وإذا أنكسر لم ينفع طنب ولا وتد ولا غشاء قال الفيروز ابادى: الطنب بضمتين حبل طويل يشد به سرادق البيت، أو الوتد والغشاء الغطاء والظاهر انه شبه الايمان بالخيمة و الصلوة بعمودها وسائر الاعمال بسائر ما تحتاج إليها لبيان اشتراط الايمان بالاعمال ومزيد اشتراطه بالصلوة أو أنه (ع) شبه مجموع الاعمال بالخيمة مع جميع ما تحتاج إليها والصلوة بالعمود لبيان انها العمدة من بينها “

[ 46 ]

الله له من كل قطرة ملكا يقدسه ويسبحه ويكبره فيكتب الله له ثواب ذلك إلى يوم القيامة. (1) 46 – ثواب من ذكر اسم الله على طهور 62 – عنه، عن محمد بن أبي المثنى، عن محمد بن حسان السلمى، عن محمد بن جعفر، عن أبيه عليه السلام، قال: من ذكر اسم الله على وضوءه طهر جسده كله، و من لم يذكر اسم الله على وضوءه طهر من جسده ما اصاب به الماء. وفي رواية ابن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا يتوضأ الرجل حتى يسمى ويقول قبل أن يمس الماء: أللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، فإذا فرغ من طهوره قال: أشهد أن لا اله الا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله عبده ورسوله صلى الله عليه وآله فعندها يستحق المغفرة. (2)


1 – قال ره، في ج 18، كتاب الطهارة، باب التسمية والادعية المستحبة، ص 76، س 25، بعد نقله من ثواب الاعمال للصدوق ره: ” المحاسن عن محمد بن علي بن حسان مثله ” ثم قال بعد تصريحه بكونه مرويا ايضا في فقه الرضا والمقنع وعلل الشرايع: ” ولنوضح هذا الخبر المتكرر في اكثر اصول الاصحاب وهو مع كونه في اكثرها مختلف اختلافا كثيرا ” فشرع في الايضاح وبين فيه اختلافه مع سائر الكتب ايضا كالكافي والفقيه والتهذيب ومصباح الشيخ فصار بيانا طويلا بحيث لا يسع المقام ذكره فمن اراده فليطلبه من هناك ولكثرة موارد الاختلاف لم – نشر إليها بل اكتفينا بما وجدناه في نسخ الكتاب، 2 – ج 18، كتاب الطهارة، باب التسمية والادعية المستحبة عند الوضوء، ص 75 س 14 و 09 اقول: وفيه بدل ” اصاب به ” ” اصابه ” ولفظ ” به ” موجود في جميع النسخ التي عندنا وايضا فيه بدل ” فعندها ” ” فعندهما ” وليس فيه بعد رسوله ” صلى الله عليه وآله ” وقال بعد الحديث الاول: ” بيان – لعل المعنى أن مع التسمية له ثواب الغسل، أو انه يغفر له ما عمل بجميع الجوارح من السيئآت والا يغفر له ما عمل بجوارح الوضوء فقط، أو أن الطهارة المعنوية التى تحصل بسبب الطهارة وتصير سببا لقبول العبادة وكمالها تحصل مع التسمية للجميع ومع عدمها لخصوص اعضاء الوضوء وهو قريب من الاول ويؤيده خبر ابن مسكان ” اقول: خبر ابن مسكان مذكور قبيل ذلك بهذه العبارة ” من ذكر اسم الله على وضوئه فكانما اغتسل ” ونقله عن ثواب الاعمال للصدوق مسندا.

[ 47 ]

47 – ثواب الطهر على الطهر 63 – عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن ابن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الوضوء بعد الطهور عشر حسنات فتطهروا (1). 48 – ثواب من بات على طهر 64 – عنه، عن محمد بن علي، عن علي بن الحكم بن مسكين، عن محمد بن كردوس، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من بات على وضوء بات وفراشه مسجده فأن تحفف وصلى ثم ذكر الله لم يسأل الله شيئا الا أعطاه. وفي رواية حفض بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام، قال من آوى إلى فراشه فذكر أنه على غير طهر وتيمم من دثار ثيابه كان في الصلوة ما ذكر الله. (2) 49 – ثواب دخول المسجد 65 – عنه، عن محمد بن عيسى الارمني، عن الحسين بن خالد، عن حماد بن سليمان، عن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، قال الله تبارك وتعالى: ان بيوتي في الارض المساجد تضئ لاهل السماء كما تضئ النجوم لاهل الارض، ألا طوبى لمن كانت المساجد بيوته، ألا طوبى لعبد توضأ في بيته ثم زارني في بيتى، ألا ان على المزور كرامة الزائر، الا بشر المشائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة. (3)


1 – ج 18، كتاب الطهارة، ” باب ثواب اسباغ الوضوء وتجديده ” (ص 72، س 36.) 2 – ج 16، باب فضل الطهارة عند النوم، ص 40، س 27، وايضا ج 18، كتاب الطهارة، باب ثواب اسباغ الوضوء وتجديده، ص 73، س 31 وفيه آخر الحديث هكذا ” فتيمم من دثاره كائنا ما كان لم يزل في صلوة ما ذكر الله عزوجل. وقال هنا بعد نقل مثل الحديث الاول عن ثواب الاعمال قبل ذلك ” بيان أي يكتب له ما دام نائما ثواب الكون في المسجد أو ثواب الصلوة ” 3 – ج 18، كتاب الصلوة، باب فضل المساجد وآدابها، ص 141، س 5 اقول: في بعض نسخ الكتاب بدل ” بشر ” ” وبشر ” أو ” أبشر “

[ 48 ]

50 – باب الاختلاف إلى المساجد 66 عنه، عن الحسن بن الحسين عن يزيد بن هارون، عن العلا بن راشد، عن سعد بن طريف، عن عمير المأمون رضيع الحسن بن علي عليهما السلام، قال: أتيت الحسين بن علي عليهما السلام، فقلت له: حدثنى عن جدك رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أدمن إلى المسجد أصاب الخصال الثمانية، آية محكمة، أو فريضة مستعملة، أو سنة قائمة، أو علم مستطرف، أو اخ مستفاد، أو كلمة تدله على هدى أو ترده عن ردى، وتركه الذنب خشية أو حياء. وفي رواية ابراهيم بن عبد الحميد عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من أقام في مسجد بعد صلوته انتظارا للصلوة فهو ضيف الله، وحق على الله أن يكرم ضيفه. (1) 51 – ثواب الاذان 67 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان طول حائط مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله قامة فكان يقول لبلال إذا أذن: اعل فوق الجدار وارفع صوتك بالاذان، فان الله عزوجل قد وكل بالاذان ريحا ترفعه إلى السماء، فإذا سمعته الملائكة قالوا: هذه أصوات أمة محمد بتوحيد الله فيستغفرون الله لامة محمد حتى يفرغوا من تلك الصلوة. 68 – عنه، عن عبيد بن يحيى بن المغيرة، عن سهل بن سنان، عن سلام المدايني، عن جابر الجعفي، عن محمد بن علي، قال: رسول الله صلى الله عليه وآله: المؤذن المحتسب


1 – ج 18، كتاب الصلوة، باب فضل المساجد وآدابها، (ص 138، س 7) اقول اورد ره، بيانا لمثل الحديث في ذلك الباب (ص 128) ويأتى في آخر الكتاب ان شاء الله تعالى 2 – ج 18، كتاب الصلوة، باب الاذان والاقامة وفضلهما، ص 172، س 22: اقول اورد ره، توضيحا له ويأتى في آخر الكتاب ان شاء الله تعالى ومن هذا البيان قوله ” وقوله فان الله عزوجل قد وكل ” لعله مبنى على اشتراط رفع الريح رفع الصوت أو على أنه كلما كان الصوت أرفع كان رفع الريح اياه اكثر، أو على انه كان لهذا العمل هذا الفضل العظيم ينبغى ان يكون الاهتمام به اكثر والاعلان به اشد. “

[ 49 ]

كالشاهر بسيفه في سبيل الله، القاتل بين صفين. وقال: من أذن احتسابا سبع سنين جاء يوم القيامة ولا ذنب له. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا تغولت لكم الغيلان فأذنوا بأذان الصلوة. وقال أمير المؤمنين عليه السلام: يحشر المؤذنون يوم القيامة طوال الاعناق. (1) 52 – ثواب القول عند سماع الاذان 69 – عنه، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الحارث البصري، عن أبي – عبد الله عليه السلام، قال: من سمع المؤذن يقول: ” أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، أكتفى بها عمن أبي وجحد، وأعين بها من أقر وشهد ” كان له من الاجر مثل عدد من أنكر وجحد، وعدد من أقر واعترف. (2)


1 – ج 18، كتاب الصلوة، باب الاذان والاقامة وفضلهما، (ص 172، س 29) اقول: وان لم يذكر المجلسي ره، بيانا هنا للحديث ولكن اورد لطوال الاعناق توضيحا في ص 161 من الكتاب وننقله في آخر هذا الكتاب ان شاء الله تعالى، وأيضا نقل قوله ص ” إذا تغولت إلى قوله ص: الصلوة ” في ج 14، باب ابليس وقصصه وبدو خلقه، ص 631، س 13، وقال بعد نقله ” بيان – قال الشهيد ره في الذكرى: في الجعفريات عن النبي ” إذا تغولت بكم الغيلان فأذنوا بأذان الصلوة ” ورواه العامة وفسره الهروي بان العرب تقول: ان الغيلان في الفلوات تراءى للناس تتغول تغولا أي تتلون تلونا فتضلهم عن الطريق وتهلكهم، وروى في الحديث ” لا غول ” وفيه ابطال لكلام العرب فيمكن أن يكون الاذان لدفع الخيال الذي يحصل في الفلوات وان لم تكن له حقيقة وفي مضمر سليمان الجعفري ” سمعته يقول أذن في بيتك فانه يطرد الشيطان ” ويستحب من اجل الصبيان وهذا يمكن حمله على أذان الصلوة و في النهاية: فيه ” لا غول ولا صفر الغول ” احد الغيلان وهي جنس من الجن والشياطين وكانت العرب تزعم ان الغول تتراءى للناس فتتغول تغولا أي تتلون تلونا في صور شتى وتغولهم أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم فنفاه النبي وابطله وقيل: قوله: ” لا غول ” ليس نفيا لعين الغول ووجوده وانما فيه ابطال زعم العرب في تلونه بالصور المختلفة واغتياله فيكون المعنى بقوله و ” لا غول ” انها لا تستطيع ان تضل احدا ويشهد له الحديث الاخر ” لا غول ولكن السعالى ” والسعالى سحرة الجن أي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل ومنه الحديث ” إذا تغولت الغيلان فبادروا بالاذان ” أي أدفعوا شرها بذكر الله تعالى وهذا يدل على انه لم يرد بنفيها عدمها. ” 2 – ج 18، كتاب الصلوة، باب الاذان والاقامة وفضلهما. ص 179، س 32 وقال بعد نقله ” بيان في ثواب الاعمال: وأصدق بها من اقر وشهد الا غفر الله بعدد من أنكر. “

[ 50 ]

53 – ثواب الجلوس بين الاذان والاقامة 70 – عنه، عن أبيه، عن سعد ان بن مسلم العامري، عن اسحاق بن ابراهيم – الجريري، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من جلس بين الاذان والاقامة في المغرب كان كالمتشحط بدمه في سبيل الله (1). 54 – ثواب المصلى 71 – وفي رواية ابن القداح، عن جعفر، عن أبيه، قال: قال علي عليه السلام: للمصلى ثلاث خصال، ملائكة حافين به من قدميه إلى أعنان السماء والبر ينتثر عليه من رأسه إلى قدمه، وملك عن يمينه وعن يساره، فان التفت قال الرب تبارك وتعالى: إلى خير منى تلتفت يا ابن آدم؟ لو يعلم المصلى من يناجى ما انفتل. وفي رواية جابر عن محمد بن علي قال: إذا استقبل القبلة استقبل الرحمن بوجهه لا اله غيره. (2) 55 – ثواب المصلى للفريضة 72 – عنه، عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبي –


1 – ج 18، كتاب الصلوة، باب الاذان والاقامة وفضلهما، ص 172، س 32 وقال بعد نقله ” بيان – قال في النهاية: ” فيه وهو يتشحط في دمه أي يتخبط فيه ويضطرب ” (انتهى أو يدل على استحباب الجلوس في خصوص المغرب خلافا للمشهور كما عرفت ” اقول: يشير بقوله ” كما عرفت ” إلى ما ذكره في ذلك الباب قبل ذلك (ص 169) بعد ايراد حديث من قرب الاسناد في بيان له قائلا فيه ” قال في المنتهى: ويستحب الفصل بين الاذان والاقامة بركعتين أو سجدة أو جلسة أو خطوة الا المغرب فانه يفصل بينهما بخطوة أو سكتة أو تسبيحة ذهب إليه علمائنا ” اقول فساق كلام جمع من العلماء إلى ان قال في آخره: ” واما استثناء الجلسة في المغرب فسيأتي الفصل الكثير فيها ولا وجه لاستثنائها ” 2 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب آداب الصلوة ” (ص 196، س 5) لكن إلى قوله ” ما انفتل ” وقال بعد نقله ” بيان – قال الفيروز آبادى ” حافين من حول العرش ” محدقين بأحفته أي جوانبه وقال: أعنان السماء نواحيها وعنانها بالكسر ما بدا لك منها إذا نظرتها وقوله (ع) ” يغشى ” في بعض النسخ بالشين أي يجعل مغشيا عليه محيطا به، وفي بعضها بالفاء أي ينثر عليه وفي بعضها ” ينثر ” وهو اظهر وفي ثواب الاعمال: يتناثر. ” اقول – فعلم ان يغشى عليه ” يدل من ” ينثر عليه ” في بعض النسخ: واما الحديث الثاني ففى ذلك الكتاب في باب فضل الصلوة وعقاب تاركها، ص 9، س 30.

[ 51 ]

عبد الله عليهما السلام، قال: ما من مؤمن يؤدى فريضة من فرائض الله الا كان له عند أداءها دعوة مستجابة. (1) 56 – ثواب الدعاء بعد الفريضة 73 – عنه، عن أبيه، عن صفوان، عن اسحاق بن عمار، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من قال بعد الفريضة من الصلوة قبل أن يزول ركبتيه: ” اشهد أن لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، الها واحدا أحدا صمدا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ” عشر مرات محا الله عنه أربعين ألف ألف سيئة، وكتب الله له أربعين ألف ألف حسنة، وكان مثل من قرأ القرآن اثنى عشر مرة، ثم التفت الي فقال: أما أنا فلا أزول ركبتي حتى أقولها مائة مرة، وأما أنتم فقولوها عشر مرات. (2) 57 – ثواب المحافظة على الصلوة 74 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أبي – جعفر عليه السلام، قال: أيما مؤمن حافظ على صلوة الفريضة فصلاها لوقتها فليس هو من الغافلين، فان قرأ فيها بمائة آية فهو من الذاكرين. (3) 75 – عنه، عن علي بن حديد، عن منصور بن يونس، عمن ذكره، عن أبي


1 – ج 18، كتاب الصلوة: ” باب فضل التعقيب وشرائطه وآدابه “، (ص 412 س 37) اقول: هذا الحديث مروى في العيون وغيره من الكتب العتبرة ايضا باسايند معتمد عليها. 2 – ج 18، كتاب الصلوة ” باب سائر ما يستحب عقيب كل صلوة، ” (ص 425 س 1.) وفيه بدل ” الفريضة ” ” فراغه ” أي بعد فراغه من الصلوة، وقال ره، بعد نقله: ” بيان – هذا التهليل مذكور في الكتب ووردت فيه فضائل كثيرة في التعقيب وغيره وسيأتى بعضها، وفي النسخ ” ركبتيه ” بالنصب وزال يزول لم يأت متعديا ويمكن ان يقرأ على بناء التفعيل، قال الجوهرى: زال الشئ من مكانه يزول زوالا وأزاله غيره وزوله فانزال، وزلت الشى من مكانه أزيله زيلا لغة في أزلته. ” 3 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب الحث على المحافظة على الصلوات ” (ص 50 س 31) اقول: قال المجلسي ره، قبل هذا الخبر بعد نقل نظائره في المعنى: ” بيان – اكثر تلك الاخبار ظاهرها ان المراد بها وقت الفضيلة “

[ 52 ]

عبد الله عليه السلام قال: من صلى صلوة فريضة وعقب إلى أخرى فهو ضيف الله، وحق على الله أن يكرم ضيفه. (1) 58 – ثواب الصلوة في جماعة 76 – عنه، عن الحسن بن يزيد النوفلي، عن اسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من صلى الغداة والعشاء الاخرة في جماعة فهو في ذمة الله، فمن ظلمه فأنما يظلم الله، ومن حقره فانما يحقر الله. (2) 59 – ثواب صلوة النوافل 77 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن الحسين بن صالح بن حى، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين فأتم ركوعها وسجودها ثم جلس فأثنى على الله وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله ثم سأل الله حاجته فقد طلب الخير في مظانه ومن طلب الخير في مظانه لم يخب. (3) 60 – ثواب قضاء النوافل 78 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عاصم بن حميد، قال: قال أبو –


1 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب فضل التعقيب وشرائطه وآدابه ” (ص 413، س 1) 2 – ج 18، كتاب الصلوة، باب فضل الجماعة وعللها، ص 613، س 27 وقال ره، بعد نقله ” بيان – في اكثر نسخ الحديث ” ومن حقره ” بالحاء المهملة والقاف من التحقير، وفي بعضها بالخاء المعجمة والفاء من الخفر وهو نقض العهد يعنى لما كان في امان الله فنقض عهده نقض عهد الله تعالى وهكذا رواه في الذكرى ايضا ثم قال: وعن النبي صلى الله عليه وآله من صلى الغداة فانه في ذمة الله فلا يخفرن الله في ذمته يقال: اخفرته إذا نقضت عهده أي من نقض عهده فانه ينقض عهد الله عز وجل لانه بصلوته صار في ذمة الله وجواره قال في النهاية بعد ذكر الرواية الثانية: خفرت الرجل أجرته وحفظته وخفرته إذا كنت له خفيرا أي حاميا وكفيلا والخفارة بالكسر والضم الذمام واخفرت الرجل إذا نقضت عهده وذمامه والهمزة فيه للازالة أي ازلت خفارته وهو المراد بالحديث ” 3 – ج 18، كتاب الصلوة، باب فضل التعقيب وشرائطه وآدابه، (ص 413، س 15) وايضا ج 18، كتاب الصلوة، باب جوامع احكام النوافل، ص 531 س 31.

[ 53 ]

عبد الله عليه السلام، ان الرب ليعجب ملائكته من العبد من عبادة، يراه يقضى النافلة فيقول: انظروا إلى عبدى يقضى ما لم أفترض عليه (1). 61 – ثواب صلوة الليل 79 – عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: حدثنى أبي، عن جدى، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قيام الليل مصحة للبدن، ورضى الرب، وتمسك باخلاق النبيين، و تعرض للرحمة. وفي رواية يعقوب بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كذب من زعم أنه يصلى صلوة الليل وهو يجوع، ان صلوة الليل تضمن رزق النهار. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار. (2) 62 – ثواب استغفار الوتر 80 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن حماد، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من قال في آخر الوتر: ” أستغفر الله ربي وأتوب إليه ” سبعين مرة ودام على ذلك سنة كتب من المستغفرين بالاسحار. (3) 63 – ثواب استغفار السحر 81 – عنه، عن عباس بن الفضل، عن ابراهيم بن محمد، عن موسى بن سابق، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام، قال: ان الله إذا أراد أن يعذب أهل الارض بعذاب قال: لو لا الذين يتحابون في حلالى، ويعمرون مساجدي، ويستغفرون بالاسحار،


1 ج 18، كتاب الصلوة ” باب جوامع احكام النوافل واعدادها ” (ص 531، – س 33) 2 – ج 18، كتاب الصلوة ” باب فضل صلوة الليل ” الخبر الاول في ص 555، س 14، لكن مع اختلاف يسير. والخبر الثاني في ص 557 س 22، والخبر الثالث سكت عن نقله في الباب عن هذا الكتاب، لكن نقله عن العلل ص 556 س 10. 3 – ج 18، كتاب الصلوة، باب كيفية صلوة الليل والشفع والوتر، ص 571، س 4.

[ 54 ]

لانزلت عذابي. (1) 64 – ثواب اجلال القبلة 82 – عنه، عن أبيه، عن الحراث بن بهرام، عن عمرو بن جميع، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من بال حذاء القبلة ثم ذكر وانحرف عنها اجلالا للقبلة وتعظيما لها لم يقم من مقعده حتى يغفر له. (2) 65 – ثواب توقير المساجد 83 – عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي عليهم السلام، قال: من وقر مسجدا لقى الله يوم يلقاه ضاحكا مستبشرا، و أعطاه كتابه بيمينه. وقال صلى الله عليه وآله: من رد ريقه تعظيما لحق المسجد جعل


1 – ج 15، الجزء الثاني، باب جوامع المكارم وآفاتها، ص 18 س 31. وقال في ج 18، باب فضل المساجد وآدابها واحكامها ص 136: ” مجالس الصدوق عن احمد بن هرون الفامى، عن محمد الحميرى، عن ابيه، عن هرون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق، بعن آبائه (ع) ان رسول الله ص قال ان الله وتبارك وتعالى، إذا رأى اهل قرية قد اسرفوا في المعاصي و فيها ثلاثة نفر من المؤمنين ناداهم جل جلاله وتقدست أسماؤه: يا اهل معصيتى لو لا من فيكم من المؤمنين المتحابين بجلالي العامرين بصلوتهم ارضى ومساجدي، والمستغفرين بالاسحار خوفا منى، لانزلت بكم عذابي ثم لا ابالى. العلل عن ابيه، عن عبد الله بن جعفر الحميرى، عن، هرون مثله. بيان – قد اوردت مثله باسانيد جمة في باب صلوة الليل وابواب المكارم وقوله ” بجلالي ” في بعض النسخ بالجيم أي لعظمتي وطاعتي لا للاغراض الدنيوية، وفي بعضها بالحاء المهملة أي بالمال الحلال ” ونقله ايضا في كتاب الصلوة في باب فضل صلوة الليل (ص 557، س 22) وقال ايضا في ج 18 في باب فضل صلوة الليل، ص 553، س 27 بعد نقله من المجالس ايضا ” مشكوة الانوار نقلا من كتاب المحاسن عنه ص مرسلا مثله. بيان – المتحابين بجلالي في اكثر النسخ بالجيم كما في روايات المخالفين أي يتحببون ويتوددون لتذكر جلالى وعظمتي لا للدنيا و اغراضها، وقال الطيبى: الباء للظرفية أي لاجلي ولوجهي لا للهوى. (انتهى) ولا يخفى ما فيه و في بعض النسخ بالحاء المهملة أي بما منحتهم من الحلال لا بالحرام ” اقول نقله عن ثواب الاعمال في ج 18. باب فضل المساجد، ص 141. 2 – 18 كتاب الطهارة، باب آداب الخلاء، ص 42، س 5.

[ 55 ]

الله ذلك قوة في بدنه، وكتب له بها حسنة، وحط عنه بها سيئة. وقال: لا تمر بداء في جوفه الا أبرأته. (1) 66 – ثواب الصلوة في بيت المقدس 84 – عنه، عن النوفلي، عن السكوني، باسناده، عن علي عليه السلام، قال: الصلوة في بيت المقدس ألف صلوة. (2) 67 – ثواب بناء المساجد 85 – عنه، عن أبيه عن أحمد بن داود المزني قال: حدثنى هاشم الخلال، قال: دخلت أنا وأبو الصباح الكنانى، على أبي عبد الله عليه السلام، فقال له: يا أبا الصباح، ما تقول في هذه المساجد التي بنتها الحاج في طريق مكة؟ فقال بخ بخ تيك افضل – المساجد، من بنى مسجدا كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة. وفي رواية أبي عبيدة الحذاء، قال: بينا أنا بين مكة والمدينة أضع الاحجار كما يضع الناس، فقلت له، هذا من ذلك؟ – قال: نعم. (3)


1 – ج 18 كتاب الصلوة، ” باب فضل المساجد وآدابها واحكامها ” ص 341، س 042 وقال بعد نقله ” بيان – في يب وغيره بهذا السند ” من وقر بنخامته المسجد لقى الله يوم القيامة ضاحكا قد اعطى كتابه بيمينه ” وايضا ج 3، (ص 278، س 31) 2 – ج 18، كتاب الصلوة، باب فضل المساجد وآدابها واحكامها، ص 141، س 015 3 – ج 18، كتاب الصلوة باب فضل المساجد وآدابها واحكامها، ص 140، س 10، اقول وان لم يورد هنا بيانا الا انه ره قال في ج 14، ” باب الدراج والقطار والقبج “، (ص 743، س 17) نقلا من حياة الحيوان في ضمن تعريفه للقطا: ” وروى ابن حيان وغيره من حديث ابى ذر رضى الله عنه وابن ماجة من حديث جابره، ان النبي قال: من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله تعالى له بيتا في الجنة مفحص القطاة بفتح الميم موضعها الذي تجثم فيه وتبيض كأنها تفحص عنه التراب أي تكشفه والفحص البحث والكشف وخصت الفطا بهذا لانها لا تبيض في شجرة ولا على رأس جبل وانما تجعل مجثمها على بسيط الارض دون تلك الطيور فلذلك شبه به المسجد، ولانها توصف بالصدق كما تقدم و كانه اشار بذلك إلى الاخلاص في بنائه، وقيل انما شبه بذلك لان افحوصها يشبه محراب المسجد في استدارته وتكوينه، وقيل خرج ذلك مخرج الترغيب بالقليل من مخرج الكثير كما خرج مخرج ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 56 ]

68 – ثواب مسجد الكوفة وفضله 86 – عنه، عن عمرو بن عثمان الكندى، عن محمد بن زياد، عن هارون بن خارجة، قال: قال لى أبو عبد الله عليه السلام: كم بينك وبين مسجد الكوفة؟ يكون ميلا؟ – قلت: لا، قال: أفتصلي فيه الصلوة كلها؟ – قلت: لا، قال أما أنا لو كنت حاضرا بحضرته لرجوت ان لا تفوتنى فيه صلوة، أو تدري ما فضل ذلك الموضع؟ ما من نبي ولا عبد صالح الا وقد صلى في مسجد الكوفة حتى أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما أسرى به إلى السماء قال له جبرئيل: أتدرى أين أنت يا محمد؟ أنت الساعة مقابل مسجد كوفان، قال فاستأذن لى، فأصلى فيه ركعتين، فنزل فصلى فيه، وان مقدمه لروضة من رياض الجنة، وميمنته وميسرته لروضة من رياض الجنة، وان وسطه لروضة من رياض الجنة، وان مؤخره لروضة من رياض الجنة، والصلوة فيه بالف صلوة، والنافلة فيه بخمس مأته صلوة (1) 69 – ثواب من قم مسجدا 87 – عنه، عن محمد بن تسنيم، عن العباس بن عامر، عن ابن بكير، عن سلام بن غانم، عن أبي عبد الله أو عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله


بقية الحاشية من الصفحة الماضية التحذير بالقليل عن الكثير كقوله ص ” لعن الله السارق، يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده ” ولان الشارع يضرب المثل في الشئ بما لا يكاد يقع كقوله ص ” ولو سرقت فاطمة بنت محمد وهى ع لا يتوهم عليها السرقة ” اقول: وفي آخره كما في حيوة الحيوان ” وكقوله صلى الله عليه وآله: اسمعوا واطيعوا ولو عبدا حبشيا يعنى فاطيعوه وقد ثبت عنه انه قال: ” الائمة من قريش ” وقيل: المراد طاعة من ولاه الامام عليكم وان كان عبدا حبشيا ” 1 – ج 22، باب فضل الكوفة ومسجده الاعظم واعماله، ص 88، س 34 وقال بعد نقله ” مل ابن الوليد: عن الصفار، عن ابن عيسى، عن عمرو بن عثمان، عمن حدثه، عن هارون بن خارجة، عن ابي عبد الله (ع) مثله وزاد في آخره: وان الجلوس فيه بغير صلوة ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس لاتوه ولو حبوا، بيان – المراد بالميسرة في هذا الخبر ميسرة اصل المسجد وفي الخبر السابق خارجه المتصل به فان منازل الخلفاء كانت هناك ” اقول يشير به إلى حديث ذكره عن ثواب الاعمال وفيه ” وميسرته مكر، فقلت لابي بصير ما يعنى بقوله ” مكر “،؟ – قال يعنى منازل الشيطان “.

[ 57 ]

عليه وآله: من قم مسجدا كتب الله له عتق رقبة، ومن أخرج منه ما يقذى عينا كتب الله له كفلين من رحمته. (1) 70 – ثواب من سرج في مسجد 88 – عنه، عن محمد بن علي، عن اسحاق بن بشير الكاهلى، عن الحكم بن مسكين، عن رجل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سرج في مسجد من مساجد الله لم تزل الملائكة وحملة العرش يسبحون له ما دام في ذلك المسجد ضوء من ذلك السراج (2) 71 – ثواب الصلوة في مسجد القبيلة 89 – عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي عليهم – السلام، قال: الصلوة في مسجد القبيلة خمس وعشرون صلوة. (3) 72 – ثواب الصلوة في المسجد الاعظم 90 – عنه، عن النوفلي عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي عليهم – السلام، قال: الصلوة في المسجد الاعظم مائة صلوة. (4) 73 – ثواب الصلوة في مسجد السوق 91 – عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي عليهم – السلام، قال: الصلوة في مسجد السوق اثنا عشر صلوة. (5)


1 – ج 18، كتاب الصلوة، باب فضل المساجد وآدابها واحكامها، ص 136، س 21. وقال بعد نقله ” بيان – في القاموس: القذى ما يقع في العين وفي الشراب وقذيت عينه كرضى وقع فيها القذى وقال الكفل بالكسر الضعف والنصيب والحظ والتقدير بما يقذى عينا أو يذر في العين كما في الخبر الاخر مبالغة في كنس المساجد وان كانت نظيفة، أو ان لم يستوعب جميعها وكنس قليلا منها يترتب عليه هذا الثواب ” 2 – ج 18، باب فضل المساجد وآدابها واحكامها، ص 141، س 13 ” ثواب الاعمال عن محمد بن علي ما جيلويه، عن عمه محمد بن ابي القاسم، عن محمد بن علي الصيرفي، عن اسحاق بن يشكر وعن الكاهلى، عن الحكم، عن انس الخ، وذكر مثل ما في المتن ثم قال المحاسن عن محمد بن علي مثله وفيه مكان عن انس، عن رجل، المقنع مرسلا مثله ” وفيه بدل ” سرج ” اسرج ” 3 – و 4 و 5 – ج 18، كتاب الصلوة، باب فضل المساجد وآدابها واحكامها، ص ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 58 ]

74 – ثواب فضل يوم الجمعة 92 – عنه، عن عبد الله بن محمد، عن ابراهيم بن عبد الحميد، عن الحسين بن جعفر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان الحور العين يؤذن لهم يوم الجمعة، فيشرفون على الدنيا، فيلقن اين الذين يخطبونا إلى ربنا؟ (1) 93 – عنه، عن أبيه، عن الحسن بن يوسف، عن المفضل بن صالح، عن محمد بن على، قال: ليلة الجمعه ليلة غراء ويومها يوم أزهر، وليس على الارض يوم تغرب فيه الشمس أكثر معتقا فيه من النار من يوم الجمعة. (2) 94 – عنه، عن ابن محبوب، رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان المؤمن ليدعو فيؤخر الله حاجته التي سأل إلى يوم الجمعة ليخصه بفضل يوم الجمعة. وقال: من مات يوم الجمعة كتب الله له براءة من ضغطة القبر. (3) 75 – باب ثواب العمل يوم الجمعة 95 – أحمد، عن عبد الله بن محمد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: كان علي عليه السلام يقول: أكثروا المسألة في يوم الجمعة والدعاء، فان فيه ساعات يستجاب


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” 141، س 16 اقول: نقل هذه الاحاديث عن ثواب الاعمال وفيه ” صلوة في المسجد الاعظم مأة الف صلوة فلذا قال: ” المحاسن عن النوفلي مثله وفيه صلوة في المسجد الاعظم مأة صلوة بيان الظاهر زيادة الالف من الرواة أو النساخ وان كانت موجودة في اكثر النسخ ورواه الشيخ في يه عن السكوني وفيه ايضا مأة صلوة وروى المفيد في المقنعة ايضا كذلك وعلى تقديره المراد بالمسجد الاعظم المسجد الحرام وعلى تقدير عدمه المراد به جامع البلد ولعل مسجد المحلة في زماننا بازاء مسجد القبيلة والمراد بمسجد السوق ما كان مختصا باهله لاكل مسجد متصل بالسوق وان كان جامعا أو احد المساجد الاربعة أو مسجد قبيلة. ” اقول وفيه ايضا هذه الزيادة ” و صلوة الرجل في بيته صلوة واحدة ” 1 و 2 و 3 – ج 18، كتاب الصلوة، باب فضل يوم الجمعه وليلتها، ص 745، س 21 وقال بعد نقل الحديث الاخير ” بيان – ليخصه أي ليضاغف له بسبب فضل يوم الجمعة فان للاوقات الشريفة مدخلا في استحقاق الفضل والرحمة وقيل: ليسأل يوم الجمعة فيفوز بثواب الدعاء ولا يخفى بعده ” اقول: الحديث الاخير ايضا في ج 3 ص 156 وقال ايضا بعد الثاني: ” بيان – الاغر الابيض من كل شئ والزهرة بالضم البياض والحسن وهما كنايتان هنا عن كونهما محلين لانوار رحمته وازهار عبادته ولطفه.

[ 59 ]

فيها الدعاء والمسألة ما لم تدعوا بقطيعة، أو معصية، أو عقوق، واعلموا أن الخير والشر يضاعفان يوم الجمعة. (1) 96 – وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، أنه سأل أبا – عبد الله عليه السلام، قال: أخبرنا عن أفضل الاعمال يوم الجمعة، فقال: الصلوة على محمد وآل محمد مائة مرة بعد العصر، وما زدت فهو افضل. وفي حديث آخر رواه عبد الله بن سنان وابن اسماعيل، عن أخيه، عن أحدهما عليهما السلام، قال: إذا صليت يوم الجمعة فقل: ” اللهم صل على محمد وآل محمد، الاوصياء المرضيين بأفضل صلواتك، وبارك عليهم بأفضل بركاتك، والسلام عليه وعليهم، وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله و بركاته ” كتب الله له مائة ألف حسنة، ومحا عنه مائة ألف سيئة، وقضى له بها مائة ألف حاجة، ورفع له بها مائة ألف درجة. (2) 97 – وعنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من صلى علي يوم الجمعة ايمانا واحتسابا استأنف العمل. (3) 98 – وعنه، عن ابن فضال، عن العلا بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي – جعفر عليه السلام، قال ان الصدقة يوم الجمعة تضاعف، وكان أبو جعفر عليه السلام يتصدق بدينار. (4) 76 – باب ثواب الصلوة بين الجمعتين 99 – عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي عن اسماعيل بن أبي زياد السكوني،


1 – ج 18، كتاب الصلوة، باب اعمال يوم الجمعة وآدابه ووظائفه، ص 757 س 25. 2 – ج 18، كتاب الصلوة، باب الاعمال والدعوات بعد صلوة العصر يوم الجمعة، ص 792 س 9، اقول: اما الجزء الثاني من الحديث فنقله بعيد ذلك من ثواب الاعمال واشار بقوله س 13 ” المحاسن عن ابن سيابة وابى اسماعيل مثله ” إليه فعلم ان في ضبط الاسمين اختلافا. 3 – لم اجده في مظانه من البحار فان اجده اشر إلى موضعه في آخر الكتاب ان شاء الله تعالى. 4 – ج 18، كتاب الصلوة، باب اعمال يوم الجمعة، ص 757، س 27.

[ 60 ]

عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: من صلى ما بين الجمعتين خمس مائة صلوة فله عند الله ما يتمنى من الخير. (1) 77 – باب من مات يوم الجمعة أو ليلتها 100 – عنه، عن ابن فضال، عن المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن أبي – جعفر عليه السلام، قال: من مات ليلة الجمعة كتب له برائة من عذاب النار، ومن مات يوم الجمعة أعتق من النار. وقال أبو جعفر عليه السلام: بلغني أن النبي صلى الله عليه وآله قال: من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة رفع عنه عذاب القبر. (2) 78 – ثواب من تولى آل محمد 101 – عنه، عن بكر بن صالح، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: من سره أن ينظر إلى الله بغير حجاب وينظر الله إليه بغير حجاب فليتول آل محمد، و ليتبرأ من عدوهم، وليأتم بامام المؤمنين منهم فانه إذا كان يوم القيامة نظر الله إليه بغير حجاب ونظر إلى الله بغير حجاب. (3)


1 ج 18، كتاب الصلوة، باب أعمال يوم الجمعة، ص 760، س 33 وقال بعد الاشارة. إلى كونه في ثواب الاعمال ايضا ” بيان لعل المراد بالصلوة الركعة كما رواه الكليني، عن علي بن ابراهيم، عن ابيه، عن النوفلي عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من تنفل ما بين الجمعة من الجمعة إلى الجمعة بخمس مائة ركعة فله عند الله ما شاء الا ان يتمنى محرما ” 2 – ج 18، كتاب الصلوة، باب فضل يوم الجمعة وليلتها وساعاتها، ص 745، س 28 وايضا ج 3، باب احوال البرزخ والقبر وما يتعلق بذلك، ص 156، س 18، الا أن في هذا المجلد بدل ” ليلة الجمعة ” في الموضع الاول ” يوم الجمعة ” بخلاف ج 18 وجميع ما رأيت من نسخ المحاسن. 3 ج 7، باب ثواب حبهم ونصرهم وولايتهم، ص 376، س 21 وقال بعد نقله ” بيان – لعل المراد بنظره إليه تعالى النظر إلى نبينا وأئمتنا صلوات الله عليهم كما ورد في الخبر، أو إلى رحمته وكرامته، أو هو كناية عن غاية العرفان، وبنظره تعالى إليه لطفه واحسانه وهو مجاز شائع في القرآن والحديث وكلام العرب فالمراد بقوله ع ” بغير حجاب ” بغير واسطة. ” وقال ايضا في هذا الكتاب بعد نقل حديث من قرب الاسناد يشتمل على نظر الله إلى البعد ونظر العبد إليه تعالى (ص 368) ” بيان – نظره إلى الله كناية عن غاية المعرفة بحسب طاقته وقابليته ونظر الله إليه كناية عن نهاية اللطف والرحمة ” اقول ذكر مثل هذا البيان فيما سبق من هذا المجلد ايضا (ص 17، س 31) بعد نقل الحديث بعينه.

[ 61 ]

79 – ثواب من مات بغير ولاية ال محمد 102 – عنه، عن القاسم بن يحيى، عن عبيس، عن جعفر العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لو أن عبدا عبد الله ألف عام ما بين الركن والمقام، ثم ذبح كما يذبح الكبش مظلوما لبعثه الله مع النفر الذين يقتدى بهم وبهداهم ويسير بسيرتهم، ان جنة فجنة وان نارا فنار. (1) 80 – ثواب من أحب آل محمد 103 – عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من أحبنا أهل البيت وحقق حبنا في قلبه جرى ينابيع الحكمة على لسانه، وجدد الايمان في قلبه، وجدد له عمل سبعين نبيا وسبعين صديقا وسبعين شهيدا وعمل سبعين عابدا عبد الله سبعين سنة. (2) 104 – عنه، عن محمد بن عبد الحميد، عن جماعة، عن بشر بن غالب الاسدي، قال: حدثنى الحسين بن علي عليهما السلام، قال: قال لي: يا بشر بن غالب، من أحبنا لا يحبنا الا الله، جئنا نحن وهو كهاتين، وقدر بين سبابتيه، ومن أحبنا لا يحبنا الا للدنيا فانه إذا قام قائم العدل وسع عدله البر والفاجر. (3) ثواب 81 – مودة آل محمد 105 – عنه، قال: حدثنى خلاد المقرى، عن قيس بن الربيع، عن ليث بن أبي – سليمان، عن ابن أبي ليلى، عن الحسن بن علي عليهما السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الزموا مودتنا أهل البيت فانه من لقى الله وهو يودنا أهل البيت دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعمله الا بمعرفة حقنا. (4)


1 – ج 7، باب أنه لا تقبل الاعمال الا بالولاية، ص 396، س 32. اقول: عنوان هذا الباب في غالب ما عندنا من النسخ هنا وفي الفهرس هكذا ” ثواب من مات بغير ولاية آل محمد ” فالثواب هنا بمعنى مطلق الجزاء خيرا كان أو شرا كما في اللغة وكما ورد في الآية ” هل ثوب الكفار ” وفي بعض النسخ بدل ” ثواب ” ” باب ” فلا حاجة إلى هذا التوجيه والتوضيح. 2 و 3 و 4 – ج 7، باب ثواب حبهم ونصرهم وولايتهم، ص 376، س 25 و 26 و 28 وقال بعد قوله ” الفاجر ” ” بيان – أي ينتفع من عدل الامام في الدنيا “

[ 62 ]

82 – ثواب من استشهد مع آل محمد 106 – عنه، عن اسماعيل بن اسحاق، عن الحسن بن الحسين، عن سعد بن خثيم، عن محمد بن القاسم، عن زيد بن علي عليهما السلام، قال: من استشهد معنا أهل البيت له سبع رقوات، قيل: وما سبع رقوات؟ – قال: سبع درجات ويشفع في سبعين من أهل بيته. (1) 83 – ثواب من ذكر آل محمد 107 – عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده، عن ابن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك والاسقام ووسواس الريب، وحبنا رضى الرب تبارك وتعالى. (2) 84 – ثواب النظر إلى آل محمد 108 – عنه، عن محمد بن علي، عن الصائغ، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: النظر إلى آل محمد عبادة. (3) 85 – ثواب صلة آل محمد 109 – عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين والآخرين فينادي مناد: من كانت له عند رسول الله يد فليقم، فيقوم عنق من الناس، فيقول: ما كانت ايديكم عند رسول الله صلى الله عليه وآله؟ – فيقولون: كنا نصل أهل بيته من بعده، فيقال لهم: اذهبوا فطوفوا في الناس، فمن كانت له عندكم يد فخذ وابيده فادخلوه في الجنة. وقال أبو عبد الله عليه السلام: من وصلنا وصل رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن وصل رسول الله صلى الله عليه وآله فقد وصل الله تبارك وتعالى. (4)


1 – ج 7، باب ثواب من استشهد مع آل محمد عليهم السلام، ص 410، س 19. 2 – ج 1، باب فضل كنابة الحديث وروايته، ص 108، س 10. وايضا ج 7، باب ثواب ذكر فضائلهم وصلتهم، ص 329، س 35 وقال بعد نقلة ” بيان – الوعك اذى الحمى ووجعها و مغثها في البدن. ” ووسواس الريب ” الوساوس النفسانية أو الشيطانية التي توجب الشك ” 3 و 4 ج 7، باب ثواب ذكر فضائلهم وصلتهم وأدخال السرور عليهم والنظر إليهم ص 329 و 330، س 37 و 1.

[ 63 ]

86 – ثواب من دمعت عينه في آل محمد 110 – عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن بكر بن محمد، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من ذكرنا عنده، ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب، غفر الله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر. (1) 87 – ثواب من اصطنع إلى آل محمد يدا 111 – عنه، عن محمد بن علي الصيرفى، عن عيسى بن عبد الله العلوى، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من اصطنع إلى أحد من أهل بيتى يدا كافيته يوم القيامة. (2) 88 – ثواب الحج 112 – عنه، عن يحيى بى ابراهيم، عن أبيه، عن معاوية بن عمار، عن أبي – عبد الله عليه السلام، قال: الحاج حملانه وضمانه على الله، فإذا دخل المسجد الحرام وكل به ملكان يحفظان عليه طوافه وسعيه، فإذا كانت عشية عرفة ضربا على منكبه الايمن، ثم يقولان: يا هذا أما ما مضى فقد كفيته، فانظر كيف تكون فيما تستقبل. (3) 89 – ثواب التجهز للحج 113 – عنه، عن يحيى بن ابراهيم، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه – السلام، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ان العبد المؤمن إذا أخذ في جهازه لم يرفع قدما ولم يضع قدما الا كتب الله له بها حسنة، حتى إذا استقل لم يرفع بعيره خفا ولم يضع خفا الا كتب الله له بها حسنة، حتى إذا قضى حجه مكث ذا الحجة ومحرما وصفرا يكتب


1 – ج 10، باب ثواب البكاء على مصيبتهم، ص 166، س 4. 2 ج 7، باب ثواب ذكر فضائلهم وصلتهم، ص 330، س 4. 3 – ج 21، باب وجوب الحج وفضله، ص 2، س 15، بهذا السند والمتن لكن عن الخصال.

[ 64 ]

له الحسنات ولا يكتب عليه السيئآت الا أن يأتي بكبيرة. (1) 90 – ثواب النفقة في الحج 114 – عنه، عن عمرو بن عثمان، عن الحسين بن عمرو، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لو كان لاحدكم مثل أبي قبيس ذهب ينفقه في سبيل الله ما عدل الحج، ولدرهم ينفقه الحاج يعدل ألفى ألف درهم في سبيل الله. (2) 91 – ثواب من وصل قريبا بحجة وعمرة أو اشركه في حجة مع ثواب الاحرام 115 – عنه، عن الحسن بن علي الوشاء، عن المثنى بن راشد الحناط، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان المسلم إذا خرج إلى هذا الوجه يحفظ الله عليه نفسه وأهله، حتى إذا انتهى إلى المكان الذي يحرم فيه، وكل ملكان يكتبان له أثره ويضربان على منكبه ويقولان: أما ما مضى فقد غفر لك ذلك، فاستأنف العمل. (3) 92 – ثواب التلبية 116 – عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير وابن فضال، عن رجال شتى، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لبى في احرامه سبعين مرة احتسابا أشهد الله له ألف ملك ببراءة من النار، وبراءة من النفاق. (4) 93 – ثواب الطواف 117 – عنه، عن أبيه، عن الحسن بن يوسف، عن زكريا، عن علي بن ميمون


1 و 2 و 3 – ج 21، باب وجوب الحج وفضله، ص 2، س 17 و 19 و 20. 4 – ج 21 ” باب علة التلبية وآدابها واحكامها ” (ص 43، س 12) اقول: قال في آخر الباب: ” وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعى ره نقلا من خط الشهيد قدس الله روحه روى عن الباقر عليه السلام: من لبى في احرامه سبعين مرة ايمانا واحتسابا وذكر مثله “

[ 65 ]

الصائغ، قال: قدم رجل على أبي الحسن عليه السلام، فقال (ع) له: قدمت حاجا؟ – فقال: نعم فقال: تدرى ما للحاج؟ – قال: قلت: لا، قال: من قدم حاجا وطاف بالبيت وصلى ركعتين، كتب الله له سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيئة وشفع في سبعين ألف حاجة وكتب له عتق سبعين رقبة، كل رقبة عشرة آلاف درهم. (1) 94 – ثواب استلام الركن 118 – عنه، عن موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر، عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: استلموا الركن فانه يمين الله في خلقه، يصافح بها خلقه مصافحة العبد ويشهد لمن وافاه. (2) 95 – ثواب السعي 119 – عنه، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن قيس، عن أبي – جعفر عليه السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله لرجل من الانصار: إذا سعيت بين الصفا والمروة كان لك عند الله أجر من حج ماشيا من بلاده ومثل أجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة. (3) 96 – ثواب الوقوف بعرفات 120 – عنه، عن يحيى بن ابراهيم، عن أبيه، عن معاوية بن عمار، عن أبي – عبد الله عليه السلام، قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: أما علمت أنه إذا كان عشية عرفة برز الله في ملائكته إلى سماء الدنيا ثم يقول: انظروا إلى عبادي، أتونى شعثا غبرا، أرسلت إليهم رسولا من وراء وراء؟، فسألوني ودعوني أشهدكم أنه حق علي أن أجيبهم اليوم، قد شفعت محسنهم في مسيئهم، وقد تقبلت من محسنهم فأفيضوا مغفورا لكم، ثم يأمر ملكين فيقومان بالمأزمين، هذا من هذا الجانب وهذا من هذا الجانب،


1 – ج 21، ” باب وجوب الحج وفضله وعقاب تركه ” ص 2، س 22) 2 – ج 21، ” باب فضل الحجر وعلة استلامه واستلام سائر الاركان ” (ص 51، س 21) 3 – ج 21، ” باب علل السعي واحكامه ” (ص 54، س 14)

[ 66 ]

فيقولان: ” اللهم سلم سلم ” فما تكاد ترى من صريع ولا كسير. (1) 97 – ثواب جمع منى 121 – أحمد، عن بعض أصحابه، عن الحسن بن يوسف، عن زكريا بن محمد، عن مسعود الطائى، عن عبد الحميد، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا اجتمع الناس بمنى نادى مناد: أيها الجمع لو تعلمون بمن أحللتم لايقنتم بالمغفرة بعد الخلف ثم يقول الله تبارك وتعالى: ان عبدا إذا أوسعت عليه في رزقه لم يفد الي في كل أربع لمحروم. (2) 98 – ثواب العتق بعرفة 122 – عنه، عن ابن محبوب، عن شهاب، عن أبي عبد الله عليه السلام في رجل أعتق عبده عشية عرفة، قال: يجزى عن العبد حجة الاسلام، يكتب للسيد أجر ثواب العتق وثواب الحج. (3) 99 – ثواب الافاضة من منى 123 – عنه، عن الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، إذا أفاض الرجل من منى وضع ملك يده بين كتفيه ثم قال له: استأنف. (4) 100 – ثواب المار بالمأزمين 124 – عنه، عن ابن فضال، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من مر بالمأزمين وليس في قلبه كبر، نظر الله إليه، قلت: ما الكبر؟ – قال: يغمص الناس و يسفه الحق وقال: وملكان موكلان بالمأزمين يقولان: ” رب سلم سلم “. (5)


1 – ج 21 ” باب الوقوف بعرفات وفضله وعلله واحكامه ” (ص 59، س 6) اقول: قال بعد نقله: ” ين (وهو رمز لكتاب الحسين بن سعيد الاهوازي) صفوان، عن معاوية بن عمار مثله ” 2 – ج 21 ” باب وجوب الحج وفضله ” (ص 2، س 24) وايضا ” باب نزول منى وعلله، (ص 63، س 7) 3 – ج 21 ” باب حج الصبى والمملوك ” (ص 26، س 14.) 4 – ج 21 ” باب نزول منى وعلله ” (ص 63، س 9) 5 – ج 21 ” باب الوقوف بعرفات وفضله ” (ص 59، س 13)

[ 67 ]

101 – ثواب رمى الجمار 125 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن أبي عبد الله عليه السلام في رمى الجمار قال: له بكل حصاة يرمى بها يحط عنه كبيرة موبقة. (1) 102 – ثواب النحر 126 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعى، عن عبد الله، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام في حديث له: إذا ذبح الحاج كان فداه من النار. (2) 103 – ثواب العمل يوم النحر. 127 – عنه، عن أبيه، عن القاسم بن اسحاق، عن عباد الدواجنى، عن حفص بن سعيد، عن بشير بن زيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام: إشهدي ذبح ذبيحتك فان أول قطرة منها يكفر الله بها كل ذنب عليك، وكل خطيئة عليك، فسمعه بعض المسلمين فقال: يا رسول الله هذا لاهل بيتك خاصة ام للمسلمين عامة؟ – قال: ان الله وعدني في عترتي أن لا يطعم النار أحدا منهم وهذا للناس عامة. (3) 104 – ثواب من دخل مكة بسكينة 128 – عنه، عن محمد بن علي، عن المفضل بن صالح، عن أبي حمزة، عن أبي – جعفر عليه السلام، قال: من دخل مكة بسكينة غفر الله ذنوبه. (4) 105 – ثواب من دخل الحرم حافيا 129 – عنه، عن أبيه، عن القاسم بن اسماعيل، عن أبان بن تغلب، قال: كنت مع أبي عبد الله عليه السلام، مزامله ما بين مكة والمدينة فلما انتهى إلى الحرم نزل


1 – ج 21، ” باب نزول منى وعلله ” (ص 63، س 10) 2 و 3 – ج 21، ” باب الهدى ووجوبه على المتمتع وسائر الدماء واحكامها ” ص 67، س 1 و 2. 4 – ج 21، ” باب آداب دخول الحرم ودخول المسجد الحرام ” (ص 44، في حاشية الكتاب)

[ 68 ]

فاغتسل، فأخذ نعليه بيده ثم دخل الحرم حافيا: قال أبان: فصنعت مثل ما صنع، فقال: يا أبان، من صنع مثل ما رأيتنى صنعت تواضعا لله محا الله عنه مائة الف سيئة، وكتب له مائة ألف حسنة، وقضى له مائة ألف حاجة. (1) 106 – ثواب من دخل مكة وليس في قلبه كبر 130 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: أنظروا إذا هبط الرجل منكم وادى مكة فالبسوا خلقان ثيابكم أو سمل ثيابكم فانه لم يهبط وادي مكة أحد ليس في قلبه من الكبر الا غفر له. (2) 107 – ثواب التسبيح بمكة 131 – عنه، عن عمرو بن عثمان وأبي علي الكندي، عن علي بن عبد الله بن جبلة، عن رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: تسبيح بمكة يعدل خراج العراقين ينفق في سبيل الله. (3) 108 – ثواب الساجد بمكة 132 – عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن خالد، عمن حدثه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: الساجد بمكة كالمتشحط بدمه في سبيل الله. (4) 109 – ثواب النائم بمكة 133 – عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن عبد الله، عن خالد القلانسى، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: النائم بمكة كالمتشحط في البلدان. (5)


1 و 2 – ج 21 ” باب آداب دخول الحرم ” (ص 44، وفيه بدل ” مزامله ” ” من ايلة ” 3 و 4 ج 21 ” باب فضل مكة واسمائها وعللها ” (ص 19، س 10 و 11) 5 – ج 21 ” باب فضل مكة واسمائها وعللها ” (ص 19، س 12)

[ 69 ]

110 – ثواب من ختم القرآن بمكة 134 – عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن خالد، عمن حدثه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: من ختم القرآن بمكة لم يمت حتى يرى رسول الله صلى الله عليه وآله ويرى منزله من الجنة. (1) 111 – ثواب النظر إلى الكعبة 135 – عنه، عن أبيه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا خرجتم حجاجا إلى بيت الله فأكثروا النظر إلى بيت الله، فان لله مائة وعشرين رحمة عند بيته الحرام، ستون للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين،. وفي رواية اسماعيل بن مسلم، عن جعفر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: النظر إلى الكعبة حبا لها يهدم الخطايا هدما. (2) 136 – عنه، عن علي بن حديد، عن مرازم، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه – السلام من أيسر ما ينظر إلى الكعبة ان يعطيه الله بكل نظرة حسنة ومحا عنه سيئة ويرفع له درجة. (3) 112 – ثواب معرفة حق الكعبة 137 – عنه، عن بعض أصحابنا، عن الحسن بن يوسف، عن زكريا، عن علي بن عبد العزيز قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من أتى الكعبة فعرف من حقنا وحرمتنا ما عرف من حقها وحرمتها لم يخرج من مكة الا وقد غفر له ذنوبه وكفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته. (4)


1 – ج 21 ” باب فضل مكة واسمائها وعللها ” (ص 19، س 13) 2 و 3 و 4 – ج 21 ” باب الكعبة وكيفية بنائها ” (ص 14، س 12 و 30 و 31 و 32) وفيه بدل ” حبا لها ” ” حيالها ” وبدل ” محا ” ” يمحى ” وبدل ” اهمه ” ” يمهه “

[ 70 ]

113 – ثواب دخول الكعبة 138 – عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن خالد، عمن حدثه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: كان يقول: الداخل الكعبة يدخل والله عنه راض، ويخرج منها عطلا من الذنوب. (1) 114 – ثواب من حج ماشيا 139 – عنه، عن محمد بن بكر، عن زكريا بن محمد، عن عيسى بن سوادة، عن ابن المنكدر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال ابن عباس: ما ندمت على شئ ندمى على ان لم أحج ماشيا لانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من حج بيت الله ماشيا كتب الله له سبعة ألف حسنة من حسنات الحرم، قيل: يا رسول الله وما حسنات الحرم؟ – قال: حسنة ألف ألف حسنة، وقال: فضل المشاة في الحج كفضل القمر ليلة البدر على سائر النجوم، وكان الحسين بن علي عليهما السلام يمشى إلى الحج ودابته تقاد وراءه (2). 115 – ثواب من مات في طريق ملة 140 – عنه، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن زبيدة، عن جميل، عن أبي – عبد الله قال: من مات بين الحرمين بعثه الله في الامنين يوم القيامة، أما ان عبد الرحمن بن الحجاج وأبا عبيدة منهم، (3) 116 – ثواب من خلف حاجا في أهله 141 – عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن عبد الله، عن خالد القلانسى، عن أبي – عبد الله عليه السلام، قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: من خلف حاجا في أهله و ما له كان له كأجره حتى كأنه يستلم الاحجار. (4)


1 – ج 21 ” باب دخول الكعبة وآدابه ” (ص 87، س 23) 2 – ج، 21 ” باب حكم المشى إلى بيت الله وحكم من نذره ” (ص 24، س 19) 3 – ج 21 ” باب ثواب من مات في الحرم ” (ص 91، س 28) مع عدم ذكر ” عن زبيدة ” 4 – ج 21، ” باب من خلف حاجا في اهله ” (ص 91، س 32)

[ 71 ]

117 – ثواب من عظم الحاج وصافحه والتسليم عليه 142 – عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن عبد الله، عن خالد القلانسى، عن أبي – عبد الله عليه السلام، قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام، يقول: يا معشر من لم يحج استبشروا بالحاج وصافحوهم وعظموهم فان ذلك يجب عليكم لتشاركوهم في الاجر (1). 143 – عنه، عن عبد الله بن محمد الحجال، رفعه قال: لا يزال على الحاج نور الحج ما لم يذنب. (2) 118 – ثواب من حج كل سنة ثم تحلف سنة 144 – عنه، عن محمد بن عبد الحميد، عن عبد الله بن جندب، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إذا كان الرجل من شأنه الحج في كل سنة ثم تخلف سنة فلم يخرج قالت الملائكة الذين هم على الارض للذين هم على الجبال: لقد فقدنا صوت فلان، فيقولون: اطلبوه، فيطلبونه فلا يصيبونه فيقولون: ” اللهم ان كان حبسه دين فأده عنه أو مرض فاشفه أو فقر فأغنهم أو حبس ففرج عنهم أو فعل بهم فافعل بهم ” والناس يدعون لانفسهم وهم يدعون لمن تخلف. (3) 119 – ثواب من نوى الحج ثم حرمه 145 – عنه، عن الحجال، عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من أراد الحج فتهيأ له فحرمه فبذنب حرمه. (4) 120 – ثواب من ارتبط محملا للحج 146 – عنه، عن أبي يوسف، عن أبي ابن عمير، عن حسين بن عثمان ومحمد بن أبي حمزة وغيرهما، عن اسحق بن عمار، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، من اتخذ محملا للحج كان كمن ارتبط فرسا في سبيل الله. (5)


1 و 2 – ج 21 ” باب النوادر ” (ص 91، س 24 وس 26) وايضا ص 2، س 21 لكن الحديث الاخير فقط. اقول: فيه كغالب النسخ مكان ” لتشاركوهم ” ” تشاركوهم ” 3 و 4 و 5 – ج 21 ” باب وجوب الحج وفضله ” (ص 2، س 26 و 29 و 30)

[ 72 ]

121 – ثواب من دفن في الحرم 147 – عنه، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن عبد الله بن عثمان، عن هارون بن خارجة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من دفن في الحرم أمن من الفزع الاكبر يوم القيامة، قلت من بر الناس وفاجرهم؟ – قال: نعم من بر الناس وفاجرهم. (1) 122 – ثواب الصوم 148 – عنه، عن عدة من أصحابنا، عن هارون بن مسلم قال: حدثنى مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام، قال: نوم الصائم عبادة ونفسه تسبيح. (2) 149 – وباسناده قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله وكل ملائكة بالدعاء للصائمين. وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرني جبرئيل عن ربى انه قال: ما أمرت أحدا من ملائكتي أن يستغفروا لاحد من خلقي الا استجبت لهم فيه. (3) 150 – وباسناده، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ان على كل شئ زكوة وزكوة الاجساد الصيام. (4) 151 – عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما من عبد يصبح صائما فيستجير فيقول: انى صائم سلام عليك الا قال الرب تبارك وتعالى استجار عبدى بالصوم من عبدى أجيروه من نارى وأدخلوه جنتي. (5) 123 – ثواب عمل الحى للميت 152 – عنه، عن أبيه، عن أبان بن عثمان الاحمر التميمي، عن معاوية بن عمار الدهنى، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام أي شئ يلحق الرجل بعد موته؟ – قال: يلحقه الحج عنه والصدقة عنه والصوم عنه (6) ثم كتاب الثواب من المحاسن بمشية الله وعونه، وصلواته على محمد وآله الطاهرين.


1 – ج 21 ” باب ثواب من مات في الحرم أو بين الحرمين أو الطريق ” (ص 91، س 29.) 2 و 3 و 4 و 5 – ج 19 ” باب فضل الصيام ” (ص 64، س 33، ص 65، س 31 و 33) وباب آداب الصائم، ص 74، س 28. اقول: عبارة ” فيستجير ” هكذا فيما عندي من نسخ المحاسن بخلاف البحار فان فيه مكانها ” فيشتم ” 6 – ج 17، كتاب الصلوة، باب القضاء عن الميت والصلوة له (ص 678، س 33) وايضا ج 3، ” باب ما يلحق الرجل بعد موته من الاجرا ” ص 157، س 13)

[ 73 ]

لحديث واحد تأخذه عن صادق خير لك من الدنيا وما فيها ابو جعفر الباقر ” ع ” كتاب عقاب الاعمال من المحاسن لابي جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي المتوفى سنة 274 أو 280 من الهجرة النبوية


[ 75 ]

فهرس كتاب عقاب الاعمال من المحاسن فيه من الابواب سبعون بابا 1 – عقاب من تهاون بالوضوء. 2 – عقاب من قرأ خلف امام يأتم به. 3 – عقاب من تهاون بالصلوة. 4 – عقاب من نظر إلى امرأة وهو في الصلوة. 5 – عقاب من صلى وبه بول أو غائط. 6 – عقاب من أخر صلوة العصر. 7 – عقاب من نام عن العشاء. 8 – عقاب من ترك الجماعة. 9 – عقاب من ترك الجمعة. 10 – عقاب من ترك صلوة الليل. 11 – عقاب من منع الزكوة. 12 – عقاب من ترك الزكوة. 13 – عقاب من ترك الحج. 14 – عقاب من شك في رسول الله صلى الله عليه وآله. 15 – عقاب من شك في على عليه السلام. 16 – عقاب من أنكر آل محمد صلى الله عليه وآله حقهم وجهل أمرهم. 17 – عقاب من لم يعرف امامه. 18 – عقاب من أتخذ امام جور. 19 – عقاب من نكث صفقة الامام. 30 – عقاب من ترك الصلوة على النبي صلى الله عليه وآله. 21 – عقاب من رغب عن قراءة قل هو الله احد.


[ 76 ]

22 – عقاب من نسى القرآن. 23 – عقاب من أتى الله من غير بابه. 24 – عقاب من تهاون بأمر الله. 25 – عقاب من حقر مؤمنا. 26 – عقاب من شبع ومؤمن جائع. 27 – عقاب من اكتسا ومؤمن عارى. 28 – عقاب من مشى في حاجة مؤمن ولم ينصحه. 29 – عقاب من خذل مؤمنا. 30 – عقاب من قال لمؤمن اف. 31 – عقاب من استعان به المؤمن فلم يعنه. 32 – عقاب من طعن في عين مؤمن. 33 – عقاب من منع مؤمنا شيئا من عنده أو من عند غيره. 34 – عقاب من ربح على المؤمن. 35 – عقاب من حجب المؤمن. 36 – عقاب من منع مؤمنا سكنى داره. 37 – عقاب من بهت مؤمنا. 38 – عقاب من كان المؤمن عنده اقل وثيقة من رهن. 39 – عقاب من روى على مؤمن. 40 – عقاب من أعان على مسلم. 41 – عقاب من اغتيب عنده المؤمن. 42 – عقاب من اذاع فاحشة. 43 – عقاب من تتبع عثرة مؤمن. 44 – عقاب الاذاعة. 45 – عقاب القتل. 46 – عقاب الزانى. 47 – عقاب الزانية. 48 – عقاب ولد الزناء. 49 – عقاب النظر إلى النساء. 50 – عقاب اللواط. 51 – عقاب من أمكن نفسه يؤتى.


[ 77 ]

52 – عقاب اللواتي مع اللواتي. 53 – عقاب القوادة. 54 – عقاب من لا يغار. 55 – عقاب الديوث. 56 – عقاب الذنب. 57 – عقاب المعاصي. 58 – عقاب السيئة. 59 – عقاب الكذب. 60 – عقاب الكذب على الله وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى الاوصياء. 61 – عقاب من حلف بالله كاذبا. 62 – عقاب اليمين الفاجرة. 63 – عقاب من حلف له بالله ولم يرض ولم يصدق. 64 – عقاب من وصف عدلا وعمل بغيره. 65 – عقاب الرياء. 66 – عقاب الكبر. 67 – عقاب العجب. 68 – عقاب الخيلاء. 69 – عقاب الاختيال في المشى. 70 – عقاب شارب الخمر.


[ 78 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – عقاب من تهاون بالوضوء 1 – أحمد بن أبي عبد الله البرقى، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي بخران، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال، أقعد رجل من الاحبار في قبره، فقيل له: انا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله، قال: لا أطيقها، فلم يزالوا يقولون حتى انتهى إلى واحدة، فقالوا: ليس منها بد، فقال: فبم تجلدوني؟ قالوا نجلدك لانك صليت صلوة يوما بغير وضوء، ومررت على ضعيف فلم تنصره، فجلد جلدة من عذاب الله فامتلى قبره نارا. قال: واخبرني عبد العظيم، عن عبد الله الهاشمي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: لا صلوة الا بطهور. (1) 2 – وعنه، عن عثمان بن عيسى، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان جل عذاب القبر في البول. (2)


1 – ج 18، كتاب الطهارة ” باب علل الوضوء ” ص 55، س 34. وقال بعد نقله من عقاب الاعمال والعلل. ايضا ” بيان – في العلل وعقاب الاعمال ” رجل من الاخيار ” بالخاء المعجمة والياء المثناة التحتانية وفي المحاسن والفقيه ” الاحبار ” بالحاء المهملة والباء الموحدة فعلى الاول المراد كونه خيرا عند الناس أو في سائر أعماله وعلى الثاني علماء اليهود، ويدل الخبر على حرمة الصلوة بغير وضوء ووجوب نصرة الضعفاء مع القدرة، وعلى سؤال القبر و عذابه، وأنه يسأل فيه عن بعض الفروع ايضا كما دلت عليه أخبار أخر قد مر الكلام فيه في المجلد الثالث ” وأما الجزء الثاني ففي ص 57، س 2. 2 – ج 18. كتاب الطهارة ” باب آداب الخلاء ” ص 42، س 7، وايضا ج 3 ” باب احوال البرزخ والقبر وعذابه ” ص 157، س 10.

[ 79 ]

2 – عقاب من قرأ خلف امام يأتم به 3 – عنه، عن أبي محمد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: كان امير المؤمنين عليه السلام يقول: من قرأ خلف امام يأتم به فمات، بعث على غير الفطرة. (1) 3 – عقاب من تهاون بالصلوة 4 – عنه، عن أبيه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام، عن قول الله عزوجل ” ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله ” قال: ترك الصلوة الذي أقر به، قلت: فما موضع ترك العمل حين يدعه أجمع؟ – قال: منه الذي يدع الصلوة متعمدا لا من سكر ولا من علة. (2) 5 – عنه: عن ابن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: دخل رجل مسجدا فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، فصلى فخفف سجوده دون ما ينبغى أو دون ما يكون من السجود، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: نقر كنقر الغراب، لو مات مات على غير دين محمد صلى الله عليه وآله. وفي رواية ابي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا ينال شفاعتي من استخف بصلوته ولا يرد علي الحوض لا والله. وفي رواية ابن محبوب رفع الحديث إلى أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي توفى فيه وأغمى عليه


1 – ج 18، كتاب الصلوة، باب احكام الجماعة، ص 621، س 30 وقال بعد نقله عن ثواب الاعمال والسرائر. ايضا ” بيان ” على غير الفطرة ” أي فطرة الاسلام مبالغة ولعله محمول على الجهرية إذا سمع القرائة ويحتمل شموله للاخفاتية واختلف الاصحاب في هذه المسألة اختلافا شديدا ” اقول: فشرع في ذكر الاقوال وهو طويل فمن اراده فليطلبه من هناك. 2 – ج 18، كتاب الصلوة، باب فضل الصلوة وعقاب تاركها، ص 9، س 30 وقال بعده ” اقول: رواه في الكافي بهذا السند، وبسند آخر ايضا إلى قوله: من ذلك ان يترك من غير سقم ولا شفل “.

[ 80 ]

ثم أفاق فقال: لا ينال شفاعتي من أخر الصلوة بعد وقتها. (1) 6 – محمد بن علي وغيره، عن ابن فضال، عن المثنى، عن أبي بصير قال: دخلت على أم حميدة أعزيها بأبي عبد الله عليه السلام فبكت وبكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبا – محمد، لو رأيت أبا عبد الله عليه السلام عند الموت لرأيت عجبا، فتح عينيه ثم قال: أجمعو إلى كل من كان بينى وبينه قرابة، قالت: فما تركنا أحدا الا جمعناه، قالت: فنظر إليهم ثم قال: ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلوة. (2) 7 – عنه، عن محمد بن علي، عن وهب بن حفص، عن أبي بصير، قالت: سمعت أبا – عبد الله عليه السلام يقول: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يا ايها الناس أقيموا صفوفكم وامسحوا بمناكبكم لئلا يكون فيكم خلل ولا تخالفوا فيخالف الله بين قلوبكم أللوانى أراكم من خلفي. وفي رواية أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال علي عليه السلام: من لم يقم صلبه في الصلوة فلا صلوة له. (3) 8 – وعنه، عن محمد بن علي، عن أبن محبوب، عن جميل بن صالح، عن بريد بن معاوية العجلى، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما بين المسلم وبين أن يكفر الا ترك صلوة فريضة متعمدا أو يتهاون بها فلا يصليها. (4) 9 – وعنه، عن الحكم بن مسكين، عن خضر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:


1 – ج 18، كتاب الصلوة، باب آداب الصلوة، ص 194، س 15 وقال بعد تصريحه بكونه في مجالس الصدوق وثواب الاعمال ايضا ” بيان – قال في النهاية: نقرة الغراب تخفيف السجود وانه لا يمكث فيه الا قدر وضع الغراب منقاره في ما يريد اكله “. وفيه مع نقيصة ” فصلى ” ومع بدل ” ودون ” ” أو دون ” ومع زيادة ” على هذا ” بين كلمتي ” مات ” والجزء الثاني ففى ص 196، س 9، والجزء الثالث ففي باب الحث على المحافظة على الصلوات، ص 50، س 32. 2 – ج 18، كتاب الصلوة، باب الحث على المحافظة على الصلوات، ص 50، س 26. 3 – ج 18، كتاب الصلوة، باب احكام الجماعة، ص 632، س 19، وقال بعد التصريح بكونه في ثواب الاعمال ايضا ” بيان – ” وامسحوا بمناكبكم ” أي اجعلوها متلاصقة يمسح بعضها بعضا ” والجزء الثاني ففى باب القيام والاستقلال فيه، ص 318، س 3، وقال بعده: ” بيان – لا خلاف في وجوب القيام في الصلوة بين علماء الاسلام ونقل الاجماع عليه اكثرهم ” اقول: وساق كلاما طويلا فمن اراده فليطلبه من هناك. 4 – ج 18، كتاب الصلوة، باب فضل الصلوة وعقاب تاركها، ص 9، س 7 وقال بعله نقله ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 81 ]

سمعته يقول: إذا قام العبد إلى الصلوة أقبل الله عليه بوجهه فلا يزال مقبلا عليه حتى يلتفت ثلاث مرات، فإذا التفت ثلاث مرات أعرض عنه. (1) 10 – وعنه، عن أبي عمران الارمني، عن عبد الله بن عبد الرحمن الانصاري، عن هشام الجواليقي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من صلى الفريضة لغير وقتها رفعت له سوداء مظلمة تقول له: ” ضيعك الله كما ضيعتني ” وأول ما يسأل العبد إذا وقف بين يدي الله عزوجل عن صلواته، فان زكت صلوته زكا سائر عمله وان لم تزك صلوته لم يزك عمله. (2)


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” من ثواب الاعمال ايضا: ” بيان – لعل المعنى ان الانسان يكفر بشئ يسير كترك الصلوة أي ليس بين الاسلام والكفر فاصلة كثيرة تلزم تحقق امور كثيرة حتى يكفر بل يحصل بترك – الصلوة ايضا، أو المعنى ان المرتبة المتوسطة بين الايمان والكفر هي ترك الصلوة أي تارك – الصلوة ليس بمؤمن لاشتراط الاعمال فيه ولا كافر يستحق القتل والخلود بل هو في درجة متوسطة، وعلى التقديرين لعل ذكره للمثال والاحتمالان جاريان في الخبر الاتى ويؤيد الثاني ما رواه في الكافي في الصحيح عن ابن سنان قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن الرجل يرتكب الكبيرة من الكبائر فيموت، هل يخرجه ذلك من الاسلام؟ وان عذب كان عذابه كعذاب المشركين ام له مدة وانقطاع؟ فقال: من ارتكب الكبيرة من الكبائر فزعم انها حلال اخرجه ذلك من الاسلام وعذب أشد العذاب، وان كان معترفا انه اذنب ومات عليه اخرجه من الايمان ولم – يخرجه من الاسلام وكان عذابه اهون من عذاب الاول ويؤيد الاول ما سيأتي برواية عبيد بن زرارة وقد مر وجه الجمع بينهما في كتاب الايمان والكفر ” 1 – ج 18، كتاب الصلوة، باب آداب الصلوة، ص 196، س 3. 2 – ج 18، كتاب الصلوة، باب الحث على المحافظة على الصلوات، ص 50، س 26، وقال بعده ” بيان – أكثر تلك الاخبار ظاهرها ان المراد بها وقت الفضيلة ” اقول: نقله من ثواب الاعمال ايضا وفيه بدل ” لم يزك عمله ” ” لم تزك سائر اعماله ” وقال في باب الحث على المحافظة على الصلوات (ص 52، س 2): اسرار الصلوة عن ابي جعفر (ع) قال: ان اول ما يحاسب به العبد الصلوة فان قبلت قبل ما سواها، ان الصلوة إذا ارتفعت في وقتها رجعت إلى صاحبها وهي بيضاء مشرقة تقول حفظتني حفظك الله، وإذا ارتفعت في غير وقتها بغير حدودها رجعت إلى صاحبها وهى سوداء مظلمة تقول: ” ضيعتني ضيعك الله ” بيان ” رجعت إلى صاحبها ” الرجوع اما في الاخرة وهو اظهر، أو في الدنيا بعد الثبت في ديوان عمله اما برجوع حاملها من الملائكة أو الكتاب الذي اثبتت فيه ولا يبعد ان يكون الرجوع والقول استعارة تمثيلية شبه الصلوة الكاملة وما يعود بها على صاحبها من النفع والبركة بالذي يذهب ويرجع ويقول هذا القول وكذا الصلوة الناقصة والله يعلم “.

[ 82 ]

11 – عنه، عن البرقى، عن صفوان بن يحيى، عن هارون بن خارجة، عن أبي – بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: الصلوة وكل بها ملك ليس له عمل غيرها فإذا فرغ منها قبضها ثم صعد بها فان كانت مما يقبل قبلت وان كانت مما لا يقبل قيل: ردها على عبدى فيأتى بها حتى يضرب بها وجهه ثم يقول: أف لك ما يزال لك عمل يعيينى. وفي رواية عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: أبصر علي بن أبي طالب صلوات الله عليه رجلا ينقر بصلوته فقال: منذ كم صليت بهذه الصلوة؟ – فقال له الرجل: منذ كذا وكذا، فقال: مثلك عند الله كمثل الغراب إذا ما نقر، لو مت مت على غير ملة أبي القاسم محمد صلوات الله عليه وآله، ثم قال علي عليه السلام: ان أسرق الناس من سرق صلوته. (1) 12 – وعنه، عن محمد بن علي، عن فضال، عن سعيد بن غزوان، عن اسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزال الشيطان هائبا لابن آدم ذعرا منه ما صلى الصلوات الخمس لوقتهن. (2) 4 – عقاب من نظر إلى امرأة وهو في الصلوة 13 – عنه، عن ادريس بن الحسن، قال: قال يونس بن عبد الرحمن، قال أبو – عبد الله عليه السلام: من تأمل خلف امرأة فلا صلوة له. (قال يونس إذا كان في الصلوة.) (3) 5 – عقاب من صلى وبه بول أو غائط 14 – عنه، عن محمد بن علي، عن عيسى بن عبد الله العمرى، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: لا يصلي أحدكم


1 – ج 18، كتاب الصلوة، باب آداب الصلوة، ص 202، س 6 مصرحا بكونه في ثواب الاعمال أيضا واما الجزء الثاني ففي ” باب آداب الصلوة ” (ص 196، س 10). وفيه بدل ” يعيينى ” ” يعنتنى ” 2 – ج 18، كتاب الصلوة، باب الحث على المحافظة على الصلوات ص 48، س 34. وفي آخره ايضا ” فإذا ضيعهن اجترأ عليه فأدخله في العظائم ” وقال بعد نقله من مجالس الصدوق ايضا: ” بيان – قال الجوهرى: ذعرته اذعره ذعرا افزعته والاسم الذعر بالضم وقد ذعر فهو مذعور. وفي النهاية ” فيه: ” لا يزال الشيطان ذاعرا من المؤمن ” أي ذا ذعر وخوف، أو هو فاعل بمعنى مفعول أي مذعور “. 3 – ج 18، كتاب الصلوة، باب ما يجوز فعله في الصلوة وما لا يجوز، ص 211، س 34. وفي بعض النسخ بدل ” خلف ” ” خلق ” وقال بعده: ” بيان – حمل على نفى الكمال “.

[ 83 ]

وبه أحد العصرين يعنى البول والغائط (1). 15 – وعنه، عن البرقى أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي – عبد الله عليه السلام، قال: لا صلوة لحاقن وحاقنة وهو بمنزلة من هو في ثوبه (2). 6 – عقاب من أخر صلوة العصر 16 – عنه، عن أبيه البرقي، عن ابن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن محمد بن هارون، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: من ترك صلوة العصر غير ناس لها حتى تفوته وتره الله أهله وماله يوم القيامة (3). 17 – وعنه، عن محمد بن علي، عن حنان بن سدير، عن أبي سلام العبدي، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، فقلت له ما تقول في رجل يؤخر الصلوة متعمدا؟ – قال لى: يأتي هذا يوم القيامة موتورا أهله وماله، قال: فقلت: جعلت فداك، وان كان من أهل الجنة؟ – قال نعم، قلت: فما منزلته في الجنة موتورا اهله وماله؟ – قال يتضيف أهلها ليس له فيها منزل (4). 18 – وعنه، عن محمد بن علي، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن أبي – بصير، قال: قال أبو جعفر عليه السلام، ما خدعوك عن شئ فلا يخدعوك في العصر، صلها والشمس بيضاء نقية فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: الموتور أهله وماله المضيع لصلوة العصر، قلت: وما الموتور اهله وماله؟ – قال: لا يكون له في الجنة أهل ولا مال، قلت: وما تضييعها؟ – قال يدعها والله حتى تصفر الشمس وتغيب. (5)


1 – ج 18، كتاب الصلوة، باب من لا تقبل صلوته وما نهى عنه في الصلوة، ص 316، س 14، قائلا بعد نقله من معاني الاخبار ايضا: ” بيان – في المعاني ” العقدين ” بدل ” العصرين ” أي ما يعقده في بطنه ويحبسه، وما في المحاسن اظهر، قال الفيروز آبادى: العصر الحبس وفي – الحديث ” امر بلالا ان يؤذن قبل الفجر ليعتصر معتصرهم، اراد قاضى الحاجة “. 2 – نقله بعد بيان الخبر الذي سبق ذكره بلا فاصلة وقال بعد نقله: ” توضيح – الخبر محمول على المبالغة في نفى الفضل والكمال، قال في المنتهى بعد ايراد هذه الصحيحة: المراد بذلك نفى الكمال لا الصحة، ثم نقل الاجماع على انه ان صلى كذلك صحت صلوته، ونقل عن مالك وبعض العامة القول بالاعادة ” اقول: في ما عندنا من نسخ المحاسن بدل ” ثوبه ” ” نومه ” بخلاف البحار فان فيه كما في المتن. 3 و 4 و 5 – ج 18، كتاب الصلوة ” باب وقت فريضة الظهرين ونافلتهما ” (ص 53، س 8 وس 5) ونقل الاول والثانى من ثواب الاعمال ايضا وقال بعد نقل الثاني: ” بيان – ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 84 ]

7 – عقاب من نام عن العشاء 19 – عنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن موسى بن بكر، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ملك موكل يقول: من نام عن العشاء إلى نصف الليل فلا انام الله عينيه (1). 8 – عقاب من ترك الجماعة 20 – عنه، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: اشترط رسول الله صلى الله عليه وآله على جيران المسجد شهود الصلوة وقال لينتهين أقوام لا يشهدون الصلوة أو لآمرن مؤذنا يؤذن ثم يقيم ثم آمر رجلا من أهل بيتى و هو علي (عليه السلام) فليحرقن على أقوام بيوتهم بحزم الحطب لا يأتون الصلوة (2). 21 – عنه، عن الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله الفجر فلما انصرف أقبل بوجهه على أصحابه فسأل عن أناس هل حضروا الصلوة؟ – قالوا: لا يا رسول الله، قال: أغيب هم؟ – قالوا لا يا رسول الله؟ – فقال: أما انه ليس من صلوة أشد على المنافقين من هذه الصلوة والعشاء. وفي رواية زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: من ترك الجماعة رغبة عنها وعن جماعة المؤمنين من غير علة فلا صلوة له. وفي رواية محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام،


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” قال في القاموس: ضفته اضيفه ضيفا وضيافة بالكسر نزلت عليه ضيفا كتضيفته ” وقال ره، ايضا قبيل ذلك (ص 52، س 35). بعد نقل حديث عن العلل يقرب مضمونه من الحديث الثالث: ” بيان – الظاهر ان الوا وبمعنى أو كما في الفقيه وروى نحوه محيى السنة من محدثي العامة و نقل عن الخطائى: ان معنى وتر نقص وسلب فبقى وترا بلا اهل ولا مال، يريد فليكن حذره من فوتها كحذره من ذهابهما، وقيل: الوتر اصله الجناية فشبه ما يلحق هذا الذي يفوته العصر بما يلحق الموتور من قتل حميمه أو اخذ ماله. ” 1 – ج 18، كتاب الصلوة، باب وقت العشائين، ص 60، س 7. 2 – ج 18، كتاب الصلوة، باب فضل الجماعة وعللها، ص 612، س 35. اقول: حرف المحاسن هنا في النسخ المطبوعة من البحار ” بالمجالس ” فلا تغفل ونقل هذا الحديث ايضا من المجالس وثواب الاعمال كتالييه لكن مع اختلاف يسير في بعض العبارات.

[ 85 ]

قال: من خلع جماعة المسلمين قدر شبر خلع ربق الايمان من عنقه. وفي رواية أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من سمع النداء من جيران المسجد فلم يجب فلا صلوة له (1). 9 – عقاب من ترك الجمعة 22 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، قالا: سمعنا أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام يقول: من ترك الجمعة ثلاثا متوالية بغير علة طبع الله على قلبه (2). 23 – عنه، عن أبي محمد، عن حماد بن عيسى، عن حريز وفضيل، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: صلوة الجمعة فريضة، والاجتماع إليها فريضة مع الامام، فان ترك من غير علة ثلاث جمع متوالية ترك ثلاث فرائض، ولا يدع ثلاث فرائض من غير علة الا منافق (3).


1 – ج 18، كتاب الصلوة، باب فضل الجماعة وعللها، ص 613، س 2 و 21 و 32 و 33. اقول: قال: بعد قوله ” من عنقه “: ” بيان – الظاهر ان المراد هنا ترك امام الحق وان امكن شموله لترك الجماعة ايضا ” ونقل الجزء الاول والثانى من ثواب الاعمال ومجالس الصدوق ايضا كما في المتن. 2 – ج 18، كتاب الصلوة، باب وجوب صلوة الجمعة وفضلها، س 724، س 19 وقال بعد نقله: ” بيان – هذا الخبر مع صحته يدل على عموم وجوب الجمعة في جميع الازمان لعموم كلمة ” من ” وفيه من المبالغة والتأكيد ما لا يخفى إذ الطبع والختم مما شاع استعماله في الكتاب والسنة في الكفار والمنافقين الذين لامتناعهم من قبول الحق وتعصبهم في الباطل كأنه ختم على قلوبهم فلا يمكن دخول الحق فيه، أو هو بمعنى الرين الذى يعلو المرآة والسيف أي لا ينطبع في قلوبهم صورة الحق كما قال تعالى: ” بل طبع الله عليها بكفرهم ” وقال سبحانه ” بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ” والتخصيص بالثلاثة لترتب ما يشبه الكفر لا ينافى كون الترك مرة واحدة معصية، وظاهر أن المواظبة على المكروهات لا يصير سببا لمثل هذا التهديد البليغ “. 3 – ج 18، كتاب الصلوة، باب وجوب صلوة الجمعة وفضلها، ص 722، س 32 ونقله من ثواب الاعمال ايضا مع زيادة وهي ” وقال (ع): من ترك الجماعة رغبة عنها وعن جماعة المسلمين من غير علة فلا صلوة له ” وقال بعد نقله: ” بيان – هذا الحديث الصحيح صريح في وجوب الجمعة ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 86 ]

10 – عقاب من ترك صلوة الليل 24 – عنه، عن الوشاء، عن العلا بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من عبد الا وهو يتيقظ مرة أو مرتين في – الليل أو مرارا، فان قام والا فحج الشيطان فبال في أذنه، ألا يرى أحدكم إذا كان منه ذلك قام ثقيلا وكسلان (1). 25 – عنه، عن أبيه، عن صفوان، عن خضر أبي هاشم، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان لليل شيطانا يقال له الزهاء فإذا استيقظ العبد واراد القيام إلى الصلوة قال له: ليست ساعتك، ثم يستيقظ مرة أخرى، فيقول له: لم يأن لك، فما يزال كذلك يزيله ويحبسه حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر بال في اذنه ثم انصاع يمصع بذنبه فخرا ويصيح (2).


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” وباطلاقه بل عمومه شامل لزمان الغيبة ومعلوم ان الظاهر من الامام في مثل هذا المقام امام الجماعة وقد عرفت انه لا معنى لاخذ الامام أو نائبه في حقيقة الجمعة، والعهد انما يعقل الحمل عليه إذا ثبت عهد ودلت عليه قرينة وههنا مفقود، وحمل مثل هذا التهديد العظيم على الكراهة أو ترك – المستحب في غاية البعد، ولا يحمل عليه الا مع معارض قوى وههنا غير معلوم كما ستعرف “. 1 – ج 18، كتاب الصلوة، باب اصناف الناس في القيام عن فرشهم، ص 561، س 1 وقال بعد نقله: ” بيان – قال في النهاية: فيه ” بال قائما فحج رجليه ” أي فرقهما وباعد ما بينهما و الفحج تباعد ما بين الفخذين، وقال: فيه ” من نام حتى اصبح فقد بال الشيطان في اذنه ” قيل معناه سخر منه وظهر عليه حتى نام عن طاعة الله قال الشاعر: ” بال سهيل في الفضيخ ففسد ” أي لما كان الفضيخ يفسد بطلوع سهيل كان ظهوره عليه مفسدا له، وفي حديث آخر عن الحسن مرسلا ” ان النبي صلى الله عليه وآله قال: فإذا نام شغر الشيطان برجله فبال في اذنه ” وحديث ابن مسعود ” كفى بالرجل شرا ان يبول الشيطان في اذنه ” وكل هذا على سبيل المجاز والتمثيل انتهى وقيل: تمثيل لتثاقل نومه وعدم تنبهه بصوت المؤذن بحال من بيل في اذنه وفسد حسه، وقال القاضى عياض: ” لا يبعد كونه على ظاهره وخص الاذن لانها حاسة الانتباه انتهى وقال الشيخ البهائي: الفحج بالحاء المهمة والجيم نوع من المشى ردى وهو ان يتقارب صدر القدمين ويتباعد العقبان وهو كناية عن سوء الجيئة وردائتها كما ان البول في الاذن كناية عن تلاعب الشيطان انتهى وما ذكرناه اولا انسب “. 2 – ج 18، كتاب الصلوة، باب اصناف الناس في القيام عن فرشهم ص 561، س 13 وقال بعد نقله: ” روضة الواعظين – عن الباقر والصادق عليهما السلام مثل الخبرين (يريد به هذا الخبر وما سبقه بلا فصل) بيان – قال الفيروز آبادى: انصاع انفتل راجعا مسرعا، وقال: مصعت الدابة بذنبها حركته وضربت به “.

[ 87 ]

11 – عقاب من منع الزكوة 26 – عنه، عن أبيه البرقى، عن خلف بن حماد، عن حريز، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، ما من ذى مال، ذهب ولا فضة، يمنع زكوة ماله الا حبسه الله يوم القيامة بقاع قفر، وسلط عليه شجاعا أقرع يريده وهو يحيد عنه، فإذا رأى أنه لا تتخلص منه أمكنه من يده فقضمها كما يقضم الفجل ثم يصير طوقا في عنقه وذلك قول الله عزوجل ” سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ” وما من ذى مال، ابل أو بقر أو غنم، يمنع زكوة ماله الا حبسه الله يوم القيامة بقاع قفر تطأه كل ذات ظلف بظلفها وتنهشه كل ذات ناب بنابها، وما من ذى مال، نخل، أو كرم، أو زرع، يمنع زكوتها الا طوقه الله ريعة أرضه إلى سبع أرضين يوم القيامة (1). 27 – عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن داود، عن أخيه عبد الله، قال: بعثنى انسان إلى أبي عبد الله عليه السلام زعم أنه يفزع في منامه من امرأة تأتيه قال: فصحت حتى سمع الجيران، فقال أبو عبد الله عليه السلام: اذهب فقل: انك لا تؤدى الزكوة، قال: بلى، والله انى لاؤديها فقال: قل له: ان كنت تؤديها لا تؤديها إلى أهلها في حديث له. وفي رواية أبى بصير، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من منع الزكوة سأل الرجعة عند الموت وهو قول الله تبارك وتعالى ” رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ” (2). 28 – عنه، عن محمد بن علي، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن مالك بن عطية، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: دمان في الاسلام حلال لا يقضى فيهما أحد بحكم الله حتى يقوم قائمنا، الزانى المحصن يرجمه، ومانع الزكوة يضرب عنقه. وفي رواية أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من منع قيراطا من الزكوة فليمت ان شاء يهوديا أو نصرانيا. وقال أبو عبد الله عليه السلام: من منع الزكوة في حيوته


1 – ج 20، كتاب الزكوة، باب وجوب الزكوة وفضلها وعقاب تركها، ص 6، س 11، ونقله عن المعاني وثواب الاعمال ايضا وفيه بدل ” قفر ” ” قرقر ” اقول: اورد بيانا ذكر فيه معنى القاع والقرقر ثم قال: ” ويروى ” بقاع قفر ” ويروى ” بقاع قرق ” ثم اشار إلى معنييهما. 2 – ج 20، ” باب وجوب الزكوة وفضلها وعقاب تاركها ” (ص 7، س 13).

[ 88 ]

طلب الكرة بعد موته (1). 29 – عنه، عن البرقي، عن بعض أصحابه، قال: من منع قيراطا من الزكوة فما هو بمسلم ولا بمؤمن. وقال أبو عبد الله عليه السلام: ما ضاع مال في بر ولا بحر الا من منع الزكوة. وقال: إذا قام القائم أخذ مانع الزكوة فضرب عنقه (2). 12 – عقاب من ترك الزكوة 30 – عنه، عن عبد العظيم بن عبد الله العلوى، عن الحسن بن علي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله السلام، قال: تارك الزكوة وقد وجبت له كمانعها وقد وجبت عليه. (3) 13 – عقاب من ترك الحج 31 – عنه، عن محمد بن علي، عن موسى بن سعدان، عن الحسين بن أبي العلا، عن ذريح، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: من مات ولم يحج حجة السلام ولم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به، أو مرض لا يطيق معه الحج، أو سلطان يمنعه، فليمت يهوديا أو نصرانيا، وفي حديث ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان في وصية علي عليه السلام ” لا تدعوا حج بيت ربكم فتهلكوا ” وقال: من ترك الحج لحاجة من حوائج الدنيا لم تقض حتى ينظر إلى المحلقين (4). 32 – عنه، عن ابن أبي محمد النوفلي، عن اسماعيل بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام ان النبي صلى الله عليه وآله حمل جهازه على راحلته وقال: هذه حجة لا رياء فيها ولا سمعة، ثم قال: من تجهز وفي جهازه علم حرام لم يقبل الله منه الحج (5).


1 و 2 – ج 20 ” باب وجوب الزكوة وفضلها وعقاب تاركها ” (ص 7، س 3 و 2 و 5) 3 – ج 20، ” باب اصناف مستحقي الزكوة واحكامهم ” (ص 18، س 21). 4 – ج 21، ” باب وجوب الحج وفضله وعقاب تركه ” (ص 4، س 34). 5 – ج 21، ” باب آداب التهيأ للحج ” (ص 27، س 22). اقول: في بعض نسخ المحاسن بدل ” علم ” ” عمل ” ولم يذكر في النسخة المطبوعة من البحار هنا رمز الكتاب.

[ 89 ]

14 – عقاب من شك في رسول الله صلى الله عليه وآله 33 – عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي – عبد الله عليه السلام، قال: من شك في الله وفي رسوله فهو كافر (1). 15 – عقاب من شك في أمير المؤمنين عليه السلام 34 – عنه، عن علي بن عبد الله، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ان الله عز وجل جعل عليا علما بينه وبين خلقه ليس بينه وبينهم علم غيره، فمن تبعه كان مؤمنا، ومن جحده كان كافرا، ومن شك فيه كان مشركا (2). 35 – عنه، عن محمد بن حسان السلمى، عن محمد بن جعفر، عن أبيه، قال: علي عليه السلام باب الهدى، من خالفه كان كافرا، ومن أنكره دخل النار. وفي رواية أبي حمزة، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: التاركون ولاية علي، المنكرون لفضله، والمظاهرون أعداءه، خارجون عن الاسلام، من مات منهم على ذلك (3). 36 – عنه، عن أبن عمر الارمني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني، عن الحسين بن أبي العلا، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لو جحد أمير المؤمنين عليه السلام جميع من في الارض لعذبهم الله جميعا وأدخلهم النار (4). 37 – عنه، عن اسماعيل بن مهران، قال: أخبرني أبي، عن اسحاق بن جرير البجلي، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: جائنى ابن عمك كأنه أعرابي مجنون، عليه ازار وطيلسان ونعلاه في يده، فقال لي: ان قوما يقولون فيك، فقلت له: ألست عربيا؟ – قال: بلى، فقلت: ان –


1 و 2 – ج 15، الجزء الثالث ” باب الشك في الدين والوسوسة ” (ص 12، س 36 و 37) 3 – ج 15، الجزء الثالث ” باب كفر المخالفين والنصاب ” (ص 13، س 28 و 33) و ايضا ج 9، ” باب حبه وبغضه صلوات الله عليه ” (ص 414، س 20) لكن الحديث الاخير فقط. 4 – ج 15، الجزء الثالث ” باب كفر المخالفين والنصاب ” (ص 13، س 31).

[ 90 ]

العرب لا تبغض عليا عليه السلام، ثم قلت له: لعلك ممن يكذب بالحوض؟ أما والله لئن ابغضته ثم وردت عليه الحوض لتموتن عطشا (1). 38 – عنه، عن محمد بن حسان السلمى، عن محمد بن جعفر، عن أبيه عليهما السلام، قال: نزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله، فقال: يا محمد، السلام يقرءك السلام ويقول: ” خلقت السماوات السبع وما فيهن، والارضين السبع وما عليهن، وما خلقت خلقا أعظم من الركن والمقام، ولو أن عبدا دعاني منذ خلقت السماوات والارضين ثم لقيني جاحدا لولاية علي لاكببته في سقر ” (2). 16 – عقاب من أنكر آل محمد عليهم السلام حقهم وجهل أمرهم 39 – عنه، عن محمد بن علي، عن الفضل بن صالح الاسدي، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا، قيل: يا رسول الله وان شهد الشهادتين؟ – قال: نعم، انما احتجب بهاتين الكلمتين عن سفك دمه، أو يؤدي الجزية وهو صاغر، ثم قال: من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا، قيل: وكيف يا رسول الله؟ – قال: ان أدرك الدجال آمن به (3). 40 – عنه، عن الوشاء، عن كرام الخثعمي عن أبي الصامت، عن معلى بن خنيس، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا معلى لو أن عبدا عبد الله مائة عام ما بين الركن والمقام يصوم النهار ويقوم الليل حتى يسقط حاجباه على عينيه وتلتقي تراقيه هرما جاهلا لحقنا لم يكن له ثواب (4). 41 – عنه، عن محمد بن علي، عن الحكم بن مسكين، عن أبي سعيد المكارى،


1 – ج 9، ” باب حبه وبغضه صلوات الله عليه ” (ص 407، س 22). 2 و 3 – ج 15، الجزء الثالث ” باب كفر المخالفين والنصاب ” (ص 13، س 30 و 33). 4 – ج 7 ” باب انه لا تقبل الاعمال الا بالولاية “، ص 396، س 6، وقال بعد نقله من ثواب الاعمال ايضا ” بيان – التراقي العظام المتصلة بالحلق من الصدر، والتقاؤها كناية عن نهاية الذبول والدقة والتجفف “

[ 91 ]

عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أصبح عدونا على شفا حفرة من النار وكان شفا حفرة قد أنهارت به في نار جهنم فتعسا لاهل النار مثواهم، ان الله عزوجل: ” يقول بئس مثوى المتكبرين ” وما من أحد نقص عن حبنا لخير يجعله الله عنده (1). 42 – عنه، عن ابن فضال، عن المثنى، عن اسماعيل الجعفري، قال: سمعت أبا – عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يبغضنا أحد الا بعثه الله يوم القيامة أجذم (2). 43 – عن محمد بن علي، عن ابن أبي نجران، عن عاصم، عن أبي حمزة، قال: قال لنا علي بن الحسين عليهما السلام: اي البقاع أفضل؟ – فقلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم، فقال: ان أفضل البقاع ما بين الركن والمقام، ولو أن رجلا عمر ما عمر نوح في قومه، ألف سنة الا خمسين عاما يصوم النهار ويقوم الليل في ذلك المكان ولقى الله بغير ولايتنا لم ينفعه شيئا (3). 44 – عنه، عن محمد بن علي وعلي عبد الله، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن خالد، عن ميسر، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام، وفي الفسطاط نحو من خمسين رجلا فجلس بعد سكوت منا طويل فقال: ما لكم ترون أني نبي الله؟ لا والله ما أنا كذلك ولكن لي قرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله وولادة، فمن وصلها وصله الله، ومن أحبها أحبه الله، ومن حرمها حرمه الله، أتدرون اي البقاع أفضل عند الله منزلة، فلم يتكلم


1 – ج 7 ” باب ذم مبغضهم ” (ص 409، س 18) وقال بعد نقله ” بيان – ” مثواهم ” أي في مثواهم، أو بدل اشتمال لاهل النار ” وفيه بدل ” نقص ” ” يقصر ” وبدل ” يجعله ” ” جعله ” 2 – ج 7 باب ذم مبغضهم وانه كافر حلال الدم ” ص 408، س 37 وقال بعد نقله من ثواب الاعمال أيضا: ” بيان – قوله (ع) ” اجذم ” أي مقطوع اليد، أو متهافت الاطراف من الجذام، أو مقطوع الحجة وسيأتى مزيد توضيح له ” اقول: سينقل مزيد توضيع منه له في هذا الكتاب في ذيل ص 94 و 95. 3 – ج 7 ” باب انه لا تقبل الاعمال الا بالولاية ” ص 395، س 12 ونقله من امالي ابن الشيخ وثواب الاعمال ايضا.

[ 92 ]

منا أحد وكان هو الراد على نفسه فقال: ذاك مكة الحرام التي رضيها الله لنفسه حرما وعجل بيته فيها، ثم قال: أتدرون اي بقعة في مكة أفضل عند الله حرمة؟ فلم يتكلم منا أحد، فكان هو الراد على نفسه فقال: ذاك المسجد الحرام، ثم قال: أتدون أي البقعة في – المسجد الحرام أعظم حرمة عند الله؟ فلم يتكلم منا أحد، فكان هو الراد على نفسه، فقال: ذاك بين الركن والحجر الاسود وذلك باب الكعبة، وذلك حطيم اسماعيل، الذي كان يزود فيه غنيماته ويصلي فيه، والله لو أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان قائم الليل مصليا حتى يجيئه النهار، وصائم النهار حتى يجيئه الليل، ثم لم يعرف لنا حقنا وحرمتنا أهل البيت لم يقبل الله منه شيئا أبدا (1). 17 – عقاب من لم يعرف امامه 45 – عنه، عن اسماعيل بن مهران، عن رجل، عن أبي المعزا، عن ذريح، عن أبي – حمزة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: منا الامام المفروض طاعته، من جحده مات يهوديا أو نصرانيا، والله ما ترك الله الارض منذ قبض الله آدم الا وفيها امام يهتدى به إلى الله حجة على العباد، من تركه هلك، ومن لزمه نجا حقا على الله (2). 46 – عنه، عن عبد العظيم بن عبد الله وكان مرضيا، عن محمد بن عمر، عن حماد بن عثمان، عن عيسى بن السري أبي اليسع، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: أحوج ما يكون العبد إلى معرفته إذا بلغ نفسه هذه، (وأشار إلى صدره يقول:) لقد كنت على أمر حسن (3). 47 – عنه، عن محمد بن علي بن محبوب، عن العلا بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه بلا – امام عادل من الله، فان سعيه غير مقبول وهو ضال متحير، ومثله كمثل شاة لا راعى لها


1 – ج 7، ” باب انه لا تقبل الاعمال الا بالولاية ” (ص 396، س 15) مع اختلاف يسير. 2 و 3 – ” باب وجوب معرفة الامام ” ص 18، س 28 وس 24، وقال بعد نقل الخبر الثاني: ” بيان – ” أحوج ” مبتدأ مضاف إلى ” ما ” وهي مصدرية و ” تكون ” تامة ونسبة الحاجة إلى المصدر مجاز والمقصود نسبتها إلى فاعل المصدر باعتبار بعض احوال وجوده و ” إلى معرفة ” متعلق باحوج و ” إذا ” ظرف وهو خبر ” احوج “.

[ 93 ]

ضلت عن راعيها وقطيعها فتاهت ذاهبة وجائية يومها، فلما أن جنها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها فجاءت إليها فباتت معها في ربضتها متحيرة تطلب راعيها وقطيعها فبصرت بسرح قطيع غنم آخر فعمدت نحوه وحنت إليها فصاح بها الراعى ألحقى بقطيعك فانك تائهة متحيرة قد ضللت عن راعيك وقطيعك فهجمت ذعرة متحيرة لا راعى لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها، وهكذا يا محمد بن مسلم من أصبح من هذه الامة ولا امام له من الله عادل أصبح تائها متحيرا، ان مات على حاله تلك مات ميتة كفر ونفاق واعلم يا محمد أن ائمة الحق وأتباعهم على دين الله إلى آخره (1). 18 – عقاب من اتخذ اماما من الله امام جور 48 – عنه، عن محمد بن علي، عن الحسن بن محبوب، عن العلا بن رزين، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله والحق، قد ضلوا بأعمالهم التي يعملونها ” كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون على شئ مما كسبوا ذلك هو الضلال البعيد ” (2). 49 – عنه، عن أبيه، عن القاسم الجوهرى، عن الحسين بن أبي العلا، عن العزرمى، عن أبيه، رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من أم قوما وفيهم أعلم منه أو أفقه منه لم يزل أمرهم في سفال إلى يوم القيامة (3).


1 – ج 7 ” باب وجوب معرفة الامام وانه لا يعذر الناس بترك الولاية ” (ص 18، س 32) 2 – ج 7 ” باب عقاب من ادعى الامامة بغير حق ” ص 209 (س 5) 3 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب احكام الجماعة ” (ص 629، س 37) وقال بعد نقله من ثواب الاعمال والعلل والسرائر ايضا: ” بيان – قوله ” أوافقه ” الترديد من الراوى وهذا الخبر ايضا (يشير به إلى احتمال ذكره فيما سبق) يحتمل الامامتين وعلى احد الوجهين فيه حث عظيم على تقديم الا علم، قال في الذكرى: قول ابن ابي عقيل بمنع امامة المفضول بالفاضل ومنع امامة الجاهل بالعالم، ان اراد به الكراهية فحسن، وان اراد به التحريم امكن استناده إلى ان ذلك يقبح عقلا وهو الذي اعتمد عليه محققوا الاصوليين في الامامة الكبرى ولقول الله جل اسمه ” أفمن يهدى إلى الحق أحق ان يتبع أمن لا يهدى فما لكم كيف تحكمون ” ولخبر أبي ذر وغيره، ثم قال: واعتبر ابن الجنيد في ذلك الاذن، ويمكن حمل كلام ابن ابي عقيل عليه، والخبران يحملان على ايثار المفضول من حيث هو مفضول ولا ريب في قبحه ولا يلزم من عدم جواز ايثاره عليه عدم جواز اصل امامته وخصوصا مع اذن الفاضل واختياره ” اقول: وفيه بدل ” في سفال ” ” إلى سفال “

[ 94 ]

50 – عنه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبد الله بن بكير، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: أربع من قواصم الظهر، منها امام يعصى الله و يطاع أمره (1). 51 – عنه، عن أبي محمد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال الله تبارك وتعالى: ” لاعذبن كل رعية في الاسلام أطاعت اماما جائرا ليس من الله وان كانت الرعية في أعمالها برة تقية، ولاعفون عن كل رعية في الاسلام أطاعت اماما هاديا من الله، وان كانت الرعية في أعمالها ظالمة مسيئة (2) 19 – عقاب من نكث صفقة الامام 52 – عنه، عن عبد الله بن علي العمري، عن علي بن الحسن، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن علي عليهم السلام، قال: ثلاث موبقات، نكث الصفقه، وترك السنة، وفراق الجماعة. قال أبو عبد الله عليه السلام: من نكث صفقة الامام جاء إلى الله أجذم (3).


1 و 2 – ج 7 ” باب عقاب من ادعى الامامة بغير حق ” (ص 209، س 7، 5) 3 – ج 1 ” باب البدعة والسنة والفريضة والجماعة والفرقة ” الخبر الاول في ص 151 (س 35) وقال بعد نقله: ” بيان – نكث الصفقة نقض البيعة وانما سميت البيعة صفقة لان المتبايعين يضع احدهما يده في يد الاخر عندها ” واما الخبر الثاني فنقله في ص 152، س 7، مع هذه الزيادة قبله: ” ابن فضال عن ابي جميلة، عن محمد بن علي الحلبي عن ابي عبد الله (ع) قال من خلع جماعة المسلمين قدر شبر خلع ربق الاسلام من عنقه ” وقال بعده: ” بيان – الخلع هنا مجاز كانه شبه جماعة المسلمين عند كونه بينهم بثوب شمله والمراد المفارقة، ويحتمل ان يكون اصله ” فارق ” فصحف كما في الكافي وورد كذلك في اخبار العامة أيضا قال الجزرى: فيه ” من فارق الجماعة قدر شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه ” مفارقة الجماعة ترك السنة واتباع البدعة و ” الربقة ” في الاصل عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها فاستعارها للاسلام يعنى ما يشد المسلم به نفسه من عرى الاسلام أو حدوده واحكامه واوامره ونواهيه، ويجمع الريقة على ربق مثل كسرة وكسر ويقال للحبل الذي فيه الربقة ربق وتجمع على رباق وارباق وقال فيه: من تعلم القرآن ثم نسيه لقى الله يوم القيامة وهو اجذم ” أي مقطوع اليد من الجذام أي القطع ومنه حديث علي (ع) ” من نكث بيعته لقى الله وهو اجذم ليست له يد ” قال القتيبى: الاجذم ههنا الذي ذهبت اعضاؤه كلها وليست اليد اولى بالعقوبة من باقى الاعضاء، يقال رجل أجذم ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 95 ]

20 – عقاب من ترك الصلوة على النبي صلى الله عليه وآله 53 – عنه، عن محمد بن علي، عن مفضل بن صالح الاسدي عن محمد بن هارون، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إذا صلى أحدكم ولم يذكر النبي صلى الله عليه وآله في صلوته سلك بصلوته غير سبيل الجنة، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار فأبعده الله. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ذكرت عنده فنسى الصلوة علي أخطأ به طريق الجنة (1). 21 – عقاب من رغب عن قراءة قل هو الله احد 54 – عنه، عن اسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي البطائني، عن أبي عبد الله المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من مضت به ثلاثة أيام ولم يقرأ ” قل هو الله احد ” فقد خذل ونزع ربقة الايمان من عنقه، وان مات في هذه الثلاثة أيام كان كافرا بالله العظيم. وفي رواية اسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من مضت له جمعة لم يقرأ فيها بقل هو الله أحد


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” ومجذوم إذا تهافتت اطرافه من الجذام وهو الداء المعروف وقال الجوهري: ” لا يقال للمجذوم اجذم ” وقال ابن الانباري ردا على ابن قتيبة: ” لو كان العقاب لا يقع الا بالجارحة التي باشرت المعصية لما عوقب الزانى بالجلد والرجم في الدنيا وبالنار في الاخرة ” وقال ابن الانباري: ” معنى الحديث انه لقى الله وهو أجذم الحجة لا لسان له يتكلم ولا حجة في يده وقول علي ” ع “: ليست له يداى لا حجة له. وقيل معناه لقيه منقطع السبب ويدل عليه قوله (ع): القرآن سبب بيد الله وسبب بأيديكم فمن نسيه فقد قطع سببه ” وقال الخطابي، ” معنى الحديث ما ذهب إليه ابن الاعرابي وهو ان من نسى القرآن لقى الله خالي اليد من الخير أصفرها من الثواب فكنى باليد عما تحويه وتشتمل عليه من الخير ” قلت و في تخصيص على ” ع ” بذكر اليد معنى ليس في حديث نسيان القرآن لان البيعة تباشرها اليد من بين الاعضاء وهو المبايع يده في يد الامام عند عقد البيعة وأخذها عليه ” 1 – ج 19، كتاب الدعاء ” باب فضل الصلوة على النبي صلى الله عليه وآله ” (ص 76، س 30) مع زيادة ” في صلوته ” بعد كلمة ” النبي ” وفيه ايضا كبعض نسخ هذا الكتاب ” خطئ به ” بدل ” اخطأ به “.

[ 96 ]

ثم مات مات على دين أبي لهب (1). 55 – عنه، عن الحسن علي البطائني، عن صندل، عن هارون بن خارجة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أصابه مرض أو شدة فلم يقرأ في مرضه أو شدته ” قل هو الله أحد ” ثم مات في مرضه أو شدته التي نزلت به فهو في النار (2) 56 – عنه، عن الحسن بن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من مضى به يوم واحد صلى فيه خمسين ركعة ولم يقرأ فيها بقل هو الله أحد قيل له: يا عبد الله لست من المصلين (3). 22 – عقاب من نسى القرآن 57 – عنه، عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن أبي المعزا، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من نسى سورة من القرآن مثلت له في صورة حسنة ودرجة رفيعة في الجنة فإذا رآها قال: من أنت؟ ما أحسنك! ليتك لي، فتقول: أما تعرفني؟ أنا سورة كذا وكذا، لو لم تنسنى لرفعتك إلى هذا المكان (4). 23 – عقاب من تهاون بأمر لله 58 – عنه، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال: اياكم والغفلة فانما من غفل فانما يغفل على نفسه، واياكم والتهاون بأمر الله فان من تهاون بأمر الله أهانه الله يوم القيامة (5)


1 و 2 و 3 – ج 19، كتاب القرآن ” باب فضائل سورة التوحيد ” (ص 85، س 8 وص 84 س 1 و 3، وص 83 س 37) لكن مع اختلاف يسير مع ما في المتن وسببه انه نقلها من كتب اخرى ايضا واكتفى في نقل متن الحديث بعبارة بعضها وهذا هو سر الاختلاف في غالب الموارد فتفطن. 4 – – ج 19، كتاب القرآن ” باب ثواب تعلم القرآن وتعليمه وعقاب من حفظه ثم نسيه ” (ص 49، س 17) 5 – ج 15، الجزء الثالث ” باب الاستخفاف بالدين والتهاون بأمر الله ” (ص 34، س 30).

[ 97 ]

24 – عقاب من أتى الله من غير بابه 59 – عنه، عن محمد بن علي، عن صفوان بن يحيى، عن اسحاق بن غالب، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال ان حبرا من أحبار بني اسرائيل عبد الله حتى صار مثل الخلال، فأوحى الله إلى نبي من أنبيائه في زمانه: قل له: ” وعزتي وجلالي وجبروتي لو انك عبدتني حتى تذوب كما تذوب الالية في القدر ما قبلت منك حتى تأتيني من الباب الذي أمرتك. ” (1) 25 – عقاب من حقر مؤمنا وأذله 60 – عنه، عن ابن محبوب، عن المثنى، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لا تحقروا مؤمنا فقيرا، فانه من أحقر مؤمنا فقيرا واستخف به حقره الله، ولم يزل الله ماقتا له حتى يرجع عن محقرته أو يتوب. وقال: من استذل مؤمنا أو احتقره لقلة ذات يده ولفقره شهره الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق. (2) 61 – عنه، عن علي بن عبد الله، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: ليأذن بحرب مني من أذل عبدي، وليأمن غضبى من أكرم عبدى المؤمن (3). 26 – عقاب من شبع ومؤمن جائع 62 – عنه، عن محمد بن علي، عن ابن سنان، عن فرات بن أحنف، قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: من بات شبعانا وبحضرته مؤمن طاو، قال الله تبارك وتعالى:


1 – ج 7، ” باب انه لا تقبل الاعمال الا بالولاية ” (ص 396، س 3) اقول: أورد (ره) بعد نقل مثله بعيد ذلك في هذه الصفحة من قصص الانبياء بيانا للباب المذكور في الحديث بهذه العبارة: ” أي من طريق ولاية أنبياء الله وأوصيائهم ومتابعتهم “، 2 و 3 – ج 15، كتاب العشرة ” باب من أذل مؤمنا أو أهانه أو حقره ” (ص 156، س 32 و 27).

[ 98 ]

ملائكتي أشهدكم على هذا العبد اني أمرته فعصاني وأطاع غيري فوكلته إلى عمله، وعزتي وجلالى لا غفرت له أبدا. وفي رواية حريز، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال الله عزوجل: ما آمن بي من أمسى شبعان وأخوه المسلم طاوى. وفي رواية الوصافي عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما آمن بي من أمسى شبعانا وأمسى جاره جائعا. (1) 27 – عقاب من اكتسى ومؤمن عارى 63 – عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن فرات بن أحنف، قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: من كان عنده فضل ثوب فعلم أنه بحضرته مؤمن يحتاج إليه فلم يدفعه إليه أكبه الله في النار على منخريه (2). 28 – عقاب من مشى في حاجة المؤمن ولم يناصحه 64 – عنه، عن محمد بن علي، عن أبي جميلة، عن أبي عبد الله عليه السلام يقول: من مشى في حاجة أخيه المسلم ثم لم يناصحه فيها كان كمن خان الله ورسوله وكان الله خصمه (3). 65 – عنه، عن ادريس بن الحسن، عن مصبح بن هلقام، عن أبي بصير، عن أبي – عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: أيما رجل من أصحابنا استعان به رجل من اخوانه في حاجة ولم يبالغ فيها بكل جهد فقد خان الله ورسوله والمؤمنين، قال أبو – بصير: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما تعنى بقولك ” والمؤمنين “؟ – قال: من لدن أمير المؤمنين (ع) إلى آخرهم (4).


1 و 2 – ج 15، كتاب العشرة ” باب اطعام المؤمن وسقيه وكسوته ” ص 110، س 34 و 35 و 31) أقول: في غالب النسخ بدل ” فوكلته ” ” ووكلته ” أو ” وكلته ” وبدل ” عمله ” ” عامله ” ثم ان الشبعان الوصفى، من حيث ان مؤنثه شبعى غير منصرف، ومن حيث انها شبعانة منصرف، فلذا جاز فيه الوجهان كما يرى في المتن. 3 و 4 – ج 15، كتاب العشرة ” باب من منع مؤمنا شيئا من عنده ” (ص 164، س 35 و 37).

[ 99 ]

29 – عقاب من خذل مؤمنا 66 – عنه، عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن حماد بن عيسى، عن ابراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته الا خذله الله في الدنيا والآخرة (1). 30 – عقاب من قال لمؤمن ” أف ” وأضمر له السوء وقال: ” أنت عدوى. ” 67 – عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالى، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا قال المؤمن لاخيه: ” أف. ” خرج من ولايته وإذا قال: ” أنت عدوى ” كفر أحدهما، ولا يقبل الله من مؤمن عملا وهو يضمر على المؤمن سوء (2). 31 – عقاب من استعان به المؤمن فلم يعنه 68 – عنه، عن ادريس بن الحسن، عن يوسف بن عبد الرحمن، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: أيما رجل من شيعتنا أتاه رجل من اخوانه واستعان به في حاجة فلم يعنه وهو يقدر الا ابتلاه الله بأن يقضى حوائج عدو من أعدائنا يعذبه الله عليه يوم القيامة. وفي رواية سدير عن أبي عبد الله عليه السلام مثله. (3) 69 – عنه، عن سعدان بن مسلم، عن الحسين بن أنس، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: من بخل بمعونة أخيه المسلم والقيام في حاجته ابتلى بمعونة من يأثم عليه ولا يؤجر (4).


1 – ج 15، كتاب العشرة ” باب نصر الضعفاء والمظلومين واغاثتهم ” (ص 124، س 19). 2 – ج 15، كتاب العشرة ” باب من أذل مؤمنا أو أهانه ” (ص 156، س 33) 3 و 4 – ج 15، كتاب العشرة ” باب من منع مؤمنا شيئا من عنده ” (ص 165، س 2 و 4). وفي بعض النسخ في الحديث الاخير بدل ” من ” ” ما من عبد ” وبدل ” ابتلى ” ” الا ابتلى ” وفي غالبها ” من بخل، إلى آخر ما في المتن ” أي مع وجود ” الا ” والظاهر أنه محرف ومصحف.

[ 100 ]

32 – عقاب من طعن في عين مؤمن 70 – عنه، عن محمد بن علي، عن ابن سنان، عن حماد بن عثمان، عن ربعى، عن الفضيل، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما من انسان يطعن في عين مؤمن الا مات بشر ميتة وكان يتمنى ألا يرجع إلى خير. وفي رواية المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال علي عليه السلام: ان الله عزوجل خلق المؤمن من نور عظمته وجلال كبريائه، فمن طعن على المؤمن أورد عليه قوله فقد رد على الله في عرشه، وليس هو من الله في شئ وانما هو شرك الشيطان (1). 33 – عقاب من منع مؤمنا شيئا من عنده أو من عند غيره 71 – عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن فرات بن أحنف، عن أبي – عبد الله عليه السلام، قال: أيما مؤمن منع مؤمنا شيئا مما يحتاج إليه وهو يقدر عليه من عنده أو من عند غيره، أقامه الله يوم القيامة مسودا وجهه مزرقة عيناه مغلولة يداه إلى عنقه، فيقال: هذا الخائن الذي خان الله ورسوله، ثم يؤمر به إلى النار (2). 72 – عنه، عن محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، قال: قال أبو عبد الله عليه – السلام: يا يونس من حبس حق المؤمن أقامه الله يوم القيامة خمس مائة عام على رجليه حتى يسيل من عرقه أودية وينادى مناد من عند الله ” هذا الظالم الذي حبس عن الله حقه. ” قال: فيوبخ أربعين يوما ثم يؤمر به إلى النار. وفي رواية المفضل، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أيما مؤمن حبس مؤمنا عن ماله وهو يحتاج إليه لم يذق والله من طعام الجنة ولا يشرب من الرحيق المختوم (3).


1 – ج 15، كتاب العشرة ” باب من أذل مؤمنا أو أهانه ” (ص 156، س 29 و 28 و 35) الا ان فيه بدل ” ألا يرجع ” ” أن يرجع ” وليس فيه في الموضعين الذين أشير اليهما ” قال علي عليه السلام ” ومع اختلاف يسير لا يضر بالمعنى 2 – ج 15، كتاب العشرة ” باب من منع مؤمنا شيئا من عنده أو عند غيره ” (ص 164، س 27) وأورده أيضا في ص 165 من الكافي مع بيان منه (ره) له. 3 – (بجزئيه) ج 15، كتاب العشرة ” باب الظلم وانواعه ” (ص 203، س 23) وأورد (ره) له بيانا في باب من منع مؤمنا شيئا من عنده (ص 166) بعد نقله من الكافي.

[ 101 ]

34 – عقاب من ربح على المؤمن 73 – عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ربح المؤمن على المؤمن ربا (1). 35 – عقاب من حجب المؤمن 74 – عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو – عبد الله عليه السلام، من كان بينه وبين المؤمن حجاب ضرب الله بينه وبين الجنة سبعين ألف سور، مسيرة ما بين السور إلى السور مسيرة سبعين ألف عام (2). 36 – عقاب من منع مؤمنا سكنى داره 75 – عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن المفضل، قال: قال أبو – عبد الله عليه السلام: أيما مؤمن كانت له دار فاحتاج مؤمن إلى سكناها فمنعه اياها قال الله عزوجل: ” ملائكتي بخل عبدى على عبدى بسكنى الدنيا، وعزتي وجلالى لا يسكن جناني أبدا ” (3). 37 – عقاب من باهت مؤمنا 76 – عنه، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن ابن أبي يعفور، عن أبي – عبد الله عليه السلام، قال: من بهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيه بعثه الله يوم القيامة في طينة خبال حتى يخرج مما قال، قلت: وما طينة خبال؟ – قال: صديد يخرج من فروج


1 – ج 23، ” باب ما نهى عنه من أنواع البيع والربح على المؤمن ” (ص 22، س 32). 2 – ج 15، كتاب العشرة ” باب من حجب مؤمنا ” (ص 169، س 6) مع اختلاف مع ما في المتن وأورد (ره) له بيانا بعد نقل مثله من الكافي ” (ص 169، س 10) اقول: لغالب تلك الاخبار بيانات منه (ره) تركنا الاشارة إلى أكثرها خوفا من الاطناب فمن أرادها فليطلبها من مظانها من البحار. 3 – ج 15، كتاب العشرة ” باب من أسكن مؤمنا بيتا وعقاب من منعه عن ذلك ” (ص 111، س 11) وأورد (ره) له بيانا بعد نقله من الكافي في باب من منع مؤمنا شيئا من عنده (ص 164) اقول: هنا في هامش نسخة المحدث النوري (ره): ” الدار ” في نسخة بدلا عن ” الدنيا “

[ 102 ]

المومسات (1). 77 – عنه، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن عبد الله بن بكير، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر، وأكل لحمه معصية (2). 38 – عقاب من كان المؤمن عنده أقل وثيقة من الرهن 78 – عنه، عن مروك بن عبيد، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من كان الرهن عنده أوثق من أخيه المسلم فأنا منه برئ (3).


1 – ج 15، كتاب العشرة ” باب التهمة والبهتان وسوء الظن بالاخوان ” (ص 170، س 18) هنا في بعض النسخ بدل ” بهت ” ” باهت ” كما هو هكذا في فهرس جميع النسخ، اقول: نقله هناك أيضا من معاني الاخبار وثواب الاعمال وفيهما في آخره اعني بعد ” المومسات ” هذه العبارة ” يعنى الزوانى ” ونقله ايضا في باب الغيبة (ص 158، س 12) من الكافي وقال بعده: ” بيان – ” في طينة خبال ” قال في النهاية: فيه ” من شرب الخمر سقاه الله من طينة خيال يوم القيامة ” جاء تفسيره في – الحديث ” ان الخبال عصارة أهل النار ” والخبال في الاصل الفساد، ويكون في الافعال والابدان والعقول، وقال الجوهرى: ” والخبال أيضا الفساد، واما الذي في الحديث ” من قفا مؤمنا بما ليس فيه وقفه الله في روغة الخبال حتى يجئ بالمخرج منه ” فيقال: هو صديد اهل النار، وقوله ” قفا ” أي قذف و ” الروغة ” الطينة انتهى ” حتى يخرج مما قال ” لعل المراد به الدوام والخلود فيها إذ لا يمكنه اثبات ذلك والخروج منه لكونه بهتانا، أو المراد به خروجه من دنس الاثم بتطهير النار له. وقال الطيبى في شرح المشكوة ” حتى يخرج مما قال ” أي يتوب منه أو يتطهر، اقول: لعل مراده التوبة قبل ذلك في الدنيا ولا يخفى بعده وفي النهاية: فيه ” حتى تنظر في وجوه المومسات ” و ” المومسة ” الفاجرة، وتجمع على ميامس أيضا وموامس، وقد اختلف في اصل هذه اللفظة فبعضهم يجعله من الهمزة، وبعضهم يجعله من الواو، وكل منهما تكلف له اشتقاقا فيه بعد انتهى. وفي الصحاح: ” صديد الجرح = ماؤه الرقيق المختلط بالدم قبل أن تغلظ المدة ” وانما عبر عن الصديد بالطينة لانه يخرج من البدن وكان جزءه، ونسب إلى الفساد لانه انما خرج عنها لفساد عملها، أو لفساد اصل طينتها. ” 2 – ج 15، كتاب العشرة ” باب الغيبة ” (ص 188، س 5) وفيه بدل ” معصية ” ” من معصية الله. اقول: رواه ايضا في الكتاب في باب من أخاف مؤمنا أو ضربه أو آذاه عن الكافي (ص 160 و 161) وأورد (ره) له بيانا طويلا مفيدا فمن أراده فليطلبه من هناك. 3 – ج 23 ” باب الرهن واحكامه ” (ص 38، س 31).

[ 103 ]

39 – عقاب من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه 79 – عنه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من روى على مؤمن رواية، يريد بها شينه وهدم مروءته ليسقط من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان (1). 40 – عقاب من أعان على مسلم 80 – عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي – جعفر عليه السلام، قال: من أعان على مسلم بشطر كلمة كتب بين عينيه يوم القيامة ” آئس من رحمة الله. ” (2) 41 – عقاب من أغتيب عنده المؤمن فلم ينصره 81 – عنه، عن محمد بن علي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الورد، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: من أغتيب عنده أخوه المؤمن فنصره وأعانه نصره الله في الدنيا والآخرة، ومن لم ينصره ولم يدفع عنه وهو يقدر على نصرته وعونه، خفضه الله في الدنيا والآخرة (3). 42 – عقاب من أذاع فاحشة ومن عير مسلما بذنب 82 – عنه، عن محمد بن علي وعلي بن عبد الله، عن ابن أبي عمير، عن علي


1 – ج 15، كتاب العشرة ” باب الغيبة ” (ص 187، س 36). اقول: رواه أيضا في باب من أخاف مؤمنا أو ضربه أو آذاه (ص 163، س 4) من الكافي وفي آخره هذه الزيادة ” فلا يقبله الشيطان ” وأورد (ره) له بيانا طويلا فمن اراده فليطلبه من هناك. 2 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب من أخاف مؤمنا أو ضربه أو آذاه ” (ص 157، س 26). اقول: نقله ايضا في الباب (ص 158، س 14) من الكافي قائلا بعد نقله: ” بيان – قال في النهاية: الشطر – النصف، ومنه الحديث ” من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة ” قيل: هو أن يقول: ” أق ” في ” اقتل ” كما قال صلى الله عليه وآله: ” كفى بالسيف شا ” يريد شاهدا. وفي القاموس: الشطر – نصف الشئ وجزؤه. واقول: يحتمل أن يكون كناية عن قلة الكلام، أو كان يقول: نعم، مثلا في جواب من قال: اقتل زيدا، وكأن ” بين العينين ” كناية عن الجبهة “. 3 – ج 15، كتاب العشرة ” باب الغيبة ” (ص 188، س 4)

[ 104 ]

بن اسماعيل، عن منصور بن حازم، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أذاع فاحشة كان كمبتديها، ومن عير مسلما بذنب لم يمت حتى يركبه (1). 43 – عقاب من تتبع عثرة المؤمن 83 – عنه، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن سنان ومحمد بن علي، عن ابن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي برزة، قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله ثم انصرف مسرعا حتى وضع يده على باب المسجد ثم نادى بأعلى صوته: يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه لا تتبعوا عورات المؤمنين فانه من تتبع عورات المؤمنين تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته. وفي رواية زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ان أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يواخى الرجل على الدين فيحصى عليه عثراته أو زلاته ليعنفه بها يوما ما. وفي رواية ابن سنان، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: عورة المؤمن على المؤمن حرام؟ – قال: نعم، قلت: يعنى سفالته؟ – قال: ليس هو حيث تذهب، انما هو اذاعة سره (2). 44 – عقاب الاذاعة 84 – عنه، عن محمد بن علي وعلي بن عبد الله جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن العلا ومحمد بن سنان معا، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام


1 و 2 – ج 15، كتاب العشرة ” باب تتبع عيوب الناس وافشائها ” (ص 176، س 1 و 8 و 9) اقول: قال ره، بعد نقل الجزء الثاني من الخبر الثاني من الكافي (176، س 29): ” بيان – ” أقرب ” مبتدأ و ” ما ” مصدرية و ” يكون ” من الافعال التامة و ” إلى ” متعلق باقرب و ” أن ” في قوله ” أن يواخى ” مصدرية وهو في موضع ظرف الزمان مثل ” رأيته مجئ الحاج ” وهو خبر المبتدأ و ” العثرة ” الكبوة في المشى استعير للذنب مطلقا أو الخطأ منه وقريب منه الزلة، إلى آخر البيان، وهو طويل فمن أراده فليطلبه من هناك، والجزء الثالث من الخبر الثاني في (ص 175، س 34 لكن لم ينقله من الكتاب بل نقله من معاني الاخبار واظن أن اسم الكتاب سقط هنا من البحار من سهو قلم النساخ. وفيه بدل ” سفالته ” ” سفليه “.

[ 105 ]

يقول: ان العبد يحشر يوم القيامة وما يدمى دما، فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك، فيقال له: هذا سهمك من دم فلان، فيقول: يا رب انك لتعلم أنك قبضتني وما سفكت دما، قال: بلى، سمعت من فلان بن فلان كذا وكذا فرويتها عنه، فنقلت عنه حتى صار إلى فلان الجبار فقتله عليها فهذا سهمك من دمه (1). 45 – عقاب القتل 85 – عنه، عن محمد بن علي، عن صفوان بن يحيى، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا، لا يعجبنك رحب الذراعين بالدم، ان له عند الله قاتلا لا يموت. (2) 86 – عنه، عن محمد بن حسان، عن محمد بن جعفر، عن أبيه، انه وجد لرسول الله صلى الله عليه وآله صحيفة معلقة في سيفه ان أعتى الناس على الله، القاتل غير قاتله، والضارب غير ضاربه، ومن آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا (3). 87 – عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن أسلم الجبلي، عن عبد الرحمن بن أسلم، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: من قتل مؤمنا متعمدا أثبت الله على قاتله جميع الذنوب وبرأ المقتول منها وذلك قول الله تبارك وتعالى ” اني أريد أن تبوء باثمى واثمك فتكون من أصحاب النار “. وفي رواية سليمان بن خالد، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أوحى الله عزوجل إلى موسى بن عمران عليه السلام ” يا موسى قل للملا من بني اسرائيل: اياكم وقتل النفس الحرام بغير حق، فمن قتل


1 – ج 24، ” باب من أعان قتل مؤمن أو شرك في دمه ” (ص 39، س 6). 2 – ج 24، ” باب عقوبة قتل النفس وعلة القصاص ” (ص 37، س 12) 3 – لم أجده مرويا من هذا الكتاب بهذا السند في مظانه من البحار الا أن مضمونه روى باسانيد كثيرة من كتب معتبرة كما في ج 24 في باب عقوبة قتل النفس وعلة القصاص (ص 39 – 35 ” ومر ايضا بسند آخر في كتاب القرائن والاشكال من هذا الكتاب في ضمن وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله (ص 17)

[ 106 ]

منكم نفسا في الدنيا قتله الله في النار مائة ألف قتلة مثل قتلة صاحبه ” (1). 88 – عنه، عن محمد بن علي، عن المفضل بن صالح، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: أول ما يحكم الله فيه يوم القيامة الدماء، فيوقف ابني آدم فيفصل بينهما، ثم الذين يلونهما من أصحاب الدماء حتى لا يبقى منهم أحد، ثم الناس بعد ذلك، فيأتي المقتول قاتلة فيشخب دمه في وجهه فيقول: هذا قتلني، فيقول: أنت قتلته؟ فلا يستطيع أن يكتم الله حديثا (2). 46 – عقاب الزانى 89 – أبو عبد الله البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل أقر نطفته في رحم تحرم عليه (3). 90 – عنه، عن ابن فضال، عن عبد الله بن بكير قال: قلت لابي جعفر عليه السلام في قول رسول الله صلى الله عليه وآله ” إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان. ” قال: قوله عزوجل ” وأيدهم بروح منه. ” ذلك الذي يفارقهم (4). 91 – عنه، عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه، قال: للزاني ست خصال، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة أما التي في الدنيا فانه يذهب بنور الوجه، ويورث الفقر، ويعجل الفناء، وأما التى في الآخرة فسخط الرب، وسوء الحساب، والخلود في النار (5). 92 – عنه، عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال يعقوب عليه السلام لابنه: يا بني، لا تزن فلو أن الطير زنى لتناثر


1 و 2 – ج 24 ” باب عقوبة قتل النفس وعلة القصاص ” (ص 37، س 25 و 23 و 14) 3 و 4 – ج 16 (لكن من الاجزاء الناقصة التي ظفر بها المحدث القمى الحاج الشيخ عباس رحمه الله وطبعت بعد وفاته ببذل عناية العالم الجليل الا ميرزا محمد الطهراني دام بقائه) ” باب الزنا ” (ص 5، س 2 و 4) 5 – ج 16 (من الاجزاء الناقصة المشار إليها) ” باب الزنا ” (ص 4، س 16).

[ 107 ]

ريشه (1). 93 – عنه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن صباح بن سيابة، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فقيل له: يزنى الزانى وهو مؤمن؟ – قال: إذا كان على بطنها سلب الايمان منه، فإذا قام رد عليه، قال: فانه إذا أراد أن يعود؟ – قال: ما أكثر ما يهم أن يعود ثم لا يعود. وفي رواية أبي عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: وجدنا في كتاب علي عليه السلام، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا كثر الزنا كثر موت الفجأة (2) 94 – عنه، عن علي بن عبد الله، عن شريف بن سابق، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لما أقام العالم الجدار أوحى الله إلى موسى عليه السلام، اني مجازى الابناء بسعي الآباء ان خير فخير وان شر فشر، لا تزنوا فتزني نسائكم ومن وطئ فراش امرئ مسلم وطئ فراشه ” كما تدين تدان. ” وفي رواية أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: أوحى الله إلى موسى بن عمران: ” لا تزن فأحجب عنك نور وجهى، وتغلق أبواب السماوات دون دعائك ” (3). 95 – عنه، عن البرقي، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن عبد الملك بن أعين، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إذا زنى الرجل أدخل الشيطان ذكره فعملا جميعا فكانت النطفة واحدة فخلق منها ويكون شرك شيطان (4). 96 – عنه، عن يحيى بن المغيرة، عن حفص، قال: قال زيد بن علي: قال أمير – المؤمنين عليه السلام: إذا كان يوم القيامة أهب الله ريحا منتنة يتأذى بها أهل الجمع حتى إذا همت أن تمسك بأنفاس الناس ناداهم مناد: هل تدرون ما هذه الريح التي قد آذتكم؟ –


1 و 2 و 3 و 4 – ج 16 (من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106) ” باب الزنا ” (ص 5، س 4 وص 4، س 34 وص 5، س 5 و 6 و 7 و 8) وقوله ” كما تدين تدان ” مثل مشهوراى كما تعمل تجازى ان حسنا فحسن، وان سيئا فسئ، قال الميداني في المجمع ” قوله: ” تدين ” اراد تصنع فسمى الابتداء جزاء للمطابقة والموافقة (إلى ان قال) والكاف في ” كما ” في محل النصب نعتا للمصدر أي تدان دينا مثل دينك “.

[ 108 ]

فيقولون: لا، وقد آذتنا وبلغت منا كل المبلغ، (قال): فيقال هذه ريح فروج الزناة الذين لقوا الله بالزنا ثم لم يتوبوا، فالعنوهم لعنهم الله، قال: فلا يبقى في الموقف أحد الا قال: ” اللهم العن الزناة “. (1) 47 – عقاب الزانية 97 – عنه، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي – عبد الله عليه السلام، قال: ثلاثة لا يكلمهم الله عزوجل ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، منهم المرأة توطئ على فراش زوجها (2). 98 – عنه، عن ابن أبي عمير، عن اسحاق بن أبي هلال، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال علي عليه السلام: ألا أخبركم بكبير الزنا؟ – قالوا: بلى، قال: هي امرأة توطئ على فراش زوجها فتأتى بولد من غيره، فتلك التي لا يكلمها الله ولا ينظر إليها يوم القيامة ولا يزكيها ولها عذاب أليم (3). 48 – عقاب ولد الزنا 99 – عنه، عن محمد بن علي، عن المفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: لا يقتل الانبياء ولا أولاد الانبياء الا أولاد الزنا (4). 100 – عنه، عن أبيه أبي عبد الله البرقي، عن ابن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لا خير في ولد الزنا ولا في بشره ولا شعره ولا في لحمه ولا في دمه ولا في شئ منه (يعنى ولد الزنا). وفي رواية أبي خديجة، عن أبي – عبد الله عليه السلام، قال: ان كان أحد من أولاد الزنا نجا لنجا سائح بني اسرائيل، فقيل له:


1 و 2 و 3 ج 16 (لكن من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106) ” باب الزنا ” (ص 4، س 31 و 37) وفيه بعد قوله (ع) ” فتأتى بولد من غيره ” هذه العبارة ” فتلزمه زوجها ” 4 – لم أجده مرويا عن هذا الكتاب في مظانه من البحار لكن نقله وما يقرب منه بأسانيد من كتب معتبرة أخرى في ” باب عقاب من قتل نبيا أو اماما وانه لا يقتلهم الا ولد زنا ” ص 410، من ج 7.

[ 109 ]

وما سائح بنى اسرائيل؟ – قال: كان عابدا، فقيل له: ان ولد الزنا لا يطيب أبدا ولا يقبل الله منه عملا، قال: فخرج يسيح بين الجبال ويقول: ما ذنبي؟ (1). 49 – عقاب النظر إلى النساء 101 – عنه، عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: النظر سهم من سهام ابليس مسموم، و كم من نظرة أورثت حسرة طويلة. وفي رواية يحيى بن المغيرة، عن ذافر، رفعه،


1 – ج 3، ” باب علة عذاب الاستيصال وحال ولد الزنا ” (ص 79، س 24 و 27) اقول: ان الخبرين بظاهرهما ينافيان ما ذهب إليه الفرقة الحقة الاثنا عشرية من أن الله تعالى عدل حكيم فلا يجوز أن يعاقب أحدا لم يصدر عنه مخالفة له تعالى بوجه، فلا بد من توجيههما بوجه لا ينافى أساس العدل، ومن المصير إلى ما رواه ثقة الاسلام أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني رضى الله عنه في الكافي وهو بناء على ما نقله المجلسي (ره) في الباب المشار إليه هذا ” الحسين بن محمد، عن المعلى، عن الوشاء، عن أبان، عن ابن أبي يعفور، قال قال أبو عبد الله (ع): ان ولد الزنا يستعمل، ان عمل خيرا جزى به، وان عمل شرا جزى به. ” قال المجلسي (ره) بعد نقله. بيان – هذا الخبر موافق لما هو المشهور بين الامامية من أن ولد الزنا كسائر الناس مكلف بأصول الدين وفروعه، ويجرى عليه أمور المسلمين مع اظهار الاسلام، ويثاب على الطاعات، ويعاقب على المعاصي، ونسب إلى الصدوق والسيد المرتضى وابن ادريس رحمهم الله القول بكفره وان لم يظهره، وهذا مخالف لاصول أهل العدل إذ لم يفعل باختياره ما يستحق به العقاب، فيكون عذابه جورا وظلما والله ليس بظلام للعبيد، فاما الاخبار الواردة في ذلك فمنهم من حملها على أنه يفعل باختياره ما يكفر بسببه، فلذا حكم عليه بالكفر وأنه لا يدخل الجنة، وأما ظاهرا فلا يحكم بكفره الا بعد ظهور ذلك منه، واقول: يمكن الجمع بين الاخبار على وجه آخر يوافق قانون العدل، بأن يقال: لا يدخل ولد الزنا الجنة، لكن لا يعاقب في النار الا بعد أن يظهر منه ما يستحقه، ومع فعل الطاعة وعدم ارتكاب ما يحبط يثاب في النار على ذلك، ولا يلزم على الله ان يثيب الخلق في الجنة، ويدل عليه خبر عبد الله بن عجلان ولا ينافيه خبر ابن أبي يعفور، إذ ليس فيه تصريح بأن جزائه يكون في الجنة، وأما العمومات الدالة على أن من يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله الله الجنة يمكن أن تكون مخصصة بتلك الاخبار، وبالجملة فهذه المسألة مما قد تحير فيه العقول، وارتاب به الفحول، والكف عن الخوض فيها أسلم، ولا نرى فيها شيئا أحسن من أن يقال: ” الله أعلم “. ومراده (ره) بخبر ابن عجلان ما نقله عن هذا الكتاب بهذه العبارة ” سن – أبي، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن حر، عن أبي بكر قال: كنا عنده ومعنا عبد الله بن عجلان، فقال عبد الله بن عجلان: معنا رجل يعرف ما نعرف ويقال له ولد زنا فقال: ما تقول؟ – فقلت: ان ذلك ليقال له، فقال: ان كان ذلك كذلك بنى له بيت في النار من صدر، يرد عنه وهج جهنم ويؤتى برزقه ” وأورد (ره) بيانا له يأتي في موضعه ان شاء الله تعالى.

[ 110 ]

قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام: اياكم والنظرة فانها تزرع في القلب وكفى بها لصاحبها فتنة (1). 50 – عقاب اللواط 102 – عنه، عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن سعيد بن غزوان، عن اسماعيل بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عمل قوم لوط ما عملوا بكت الارض إلى ربها حتى بلغت دموعها السماء، وبكت السماء حتى بلغت دموعها العرش، فأوحى الله إلى السماء أن احصبيهم، وأوحى إلى الارض أن اخسفى بهم (2). 103 – عنه، عن محمد بن سعيد، قال: أخبرني زكريا بن محمد، عن أبيه، عن عمرو، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: كان قوم لوط من أفضل قوم خلقهم الله فطلبهم ابليس الطلب الشديد، وكان من فضلهم وخيرتهم أنهم إذا خرجوا إلى العمل خرجوا بأجمعهم ويبقى النساء خلفهم، فلما حسدهم ابليس لعبادتهم كانوا إذا رجعوا خرب ابليس ما يعلمون، قال بعضهم لبعض: تعالوا حتى نرصد هذا الذي يخرب متاعنا، فرصدوه فإذا هو غلام أحسن ما يكون من الغلمان، فقالوا: أنت الذي تخرب متاعنا مرة بعد مرة؟ – فقال: نعم، فأخذوه فاجتمع رأيهم على أن يقتلوه، فبيتوه عند رجل، فلما كان الليل صاح، فقال له: ما لك؟ – قال: كان أبي ينومني في بطنه، فقال له: تعال فنم في بطني، قال: فلم يزل يدلك الرجل حتى علمه أن يعمل بنفسه فاولا عمله ابليس والثانية عمله هو، ثم انسل ففر منهم، وأصبحوا فجعل الرجل يخبر بما فعل بالغلام ويعجبهم منه شئ لا يعرفونه، فوضعوا أيديهم فيه حتى اكتفى الرجال بعضهم ببعض، ثم جعلوا يرصدون مار الطريق فيفعلون بهم حتى تركت مدينتهم الناس، ثم تركوا نساءهم فأقبلوا على الغلمان، فلما رأى ابليس أنه قد أحكم أمره في الرجال دار إلى النساء فصير نفسه


1 – (بجزئيه) ج 23، ” باب من يحل النظر إليه ومن لا يحل وما يحرم من النظر ” (ص 101، س 16 و 20) 2 – ج 5، ” باب قصص لوط وقومه ” (ص 157، س 18)

[ 111 ]

امرأة ثم قال: ان رجالكن يفعلون بعضهم ببعض، قلن: نعم، قد رأينا ذلك، فقال: وأنتن افعلن كذلك وعلمهن المساحقة، ففعلن حتى استغنت النساء بالنساء وكل ذلك يعظهم لوط ويوصيهم، فلما كملت عليهم الحجة بعث الله جبرئيل وميكائيل واسرافيل في زي غلمان عليهم أقبية، فمروا بلوط وهو يحرث، قال: أين تريدون؟ فما رأيت أجمل منكم قط، قالوا أرسلنا سيدنا إلى رب هذه المدينة، قال: أو لم يبلغ سيدكم ما يفعل أهل هذه المدينة؟ يا بني انهم والله يأخذون الرجال فيفعلون بهم حتى يخرج الدم، فقالوا: أمرنا سيدنا أن نمر وسطها، قال: فلي اليكم حاجة، قالوا: وما هي؟ – قال: تصبرون ههنا إلى اختلاط الظلام، فجلسوا، (قال:) فبعث ابنته فقال: جيئينى لهم بخبز وجيئينى لهم بماء في القرعة وجيئينى لهم بعباء يتغطون بها من البرد، فلما أن ذهبت إلى البيت أقبل المطر وامتلا الوادي، فقال لوط الساعة يذهب بالصبيان الوادي، قال: فقوموا حتى نمضى، فجعل لوط يمشى في أصل الحائط وجعل جبرئيل وميكائيل واسرافيل يمشون في وسط الطريق فقال: يا بني امشوا ههنا، فقالوا: أمرنا سيدنا أن نمر في وسطها، وكان لوط يستغنم الظلام ومر ابليس فأخذ من حجر امرأة صبيا فطرحه في البئر فتصايح أهل المدينة كلهم على باب لوط فلما نظروا إلى الغلمان في منزله قالوا: يا لوط قد دخلت في عملنا، فقال: ” هؤلاء ضيفي، فلا تفضحون في ضيفي ” قالوا: هم ثلاثة خذ أنت واحدا وأعطنا اثنين (قال:) فأدخلهم الحجرة وقال لوط: لو أن لي أهل بيت يمنعونني منكم. قال: وتدافعوا على – الباب فكسروا باب لوط وطرحوا لوطا قال جبرئيل: ” أنا رسل ربك لن يصلوا اليك ” فأخذ كفا من بطحاء فضرب بها وجوههم وقال: ” شاهت الوجوه. “، فعمى أهل المدينة كلهم فقال لهم لوط: يا رسل ربي بما أمركم فيهم؟ – قالوا أمرنا أن نأخذهم بسحر، قال: فلي اليكم حاجة، قالوا: وما حاجتك؟ – قال: تأخذونهم الساعة، فانى أخاف أن يبدو لربي فيهم، فقالوا يا لوط ” ان، موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب؟ ” لمن يريد أن يأخذ، فخذ أنت بناتك وامض ودع أمرأتك. قال أبو جعفر عليه السلام: رحمه الله لوطا لم يدر من معه في الحجرة، ولم يعلم أنه منصور حين يقول: ” لو ان لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ” أي ركن أشد من جبرئيل معه في الحجرة؟ قال الله لمحمد صلى الله عليه وآله نبيه ” وما هي


[ 112 ]

من الظالمين ببعيد ” أي من ظالمي امتك ان عملوا ما عمل قوم لوط. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من ألح في وطي الرجال لم يمت حتى يدعو الرجال إلى نفسه (1). 104 – وروى عن أبي عبد الله عليه السلام في رجل لعب بغلام، قال: إذا أوقب لم تحل له أخته أبدا، وقال عليه السلام: لو كان ينبغى لاحد أن يرجم مرتين لرجم اللوطى مرتين. وقال أبو عبد الله عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: اللواط ما دون الدبر فهو لوطي والدبر فهو الكفر بالله (2). 51 – عقاب من أمكن من نفسه يؤتى 105 – عنه، عن جعفر بن محمد، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام، قال: جاء رجل إلى أبي صلوات الله عليه فقال: يا ابن رسول الله اني قد ابتليت ببلاء فادع الله لي، فقال: قيل له: انه يؤتى في دبره، فقال: ما أبلى الله أحدا بهذا البلاء وله فيه حاجة، ثم قال: قال أبي: قال الله عزوجل: ” وعزتي وجلالى لا يقعد على استبرقها وحريرها من يؤتى في دبره ” (3). 106 – وبهذا الاسناد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كتب خالد إلى أبي بكر ” سلام عليك، أما بعد فانى أتيت برجل قامت عليه البينة أنه يؤتى في دبره كما يؤتى المرأة ” فاستشار فيه أبو بكر، فقالوا اقتلوه، فاستشار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال:


1 و 2 – ج 5، ” باب قصص لوط وقومه ” (ص 157، س 13 وحاشية س 16) وفيه بدل ” عمله ” في الموضعين ” علمه ” ولذا قال بعد نقله من ثواب الاعمال والكافي أيضا: ” بيان – قوله (ع) ” فلو لا علمه ابليس ” هكذا في الكتابين وفي الكافي ولعل الاظهر ” عمله ” بتقديم الميم في الموضعين، وعلى ما في النسخ لعل المراد أنه كان أولا معلم هذا الفعل ابليس حيث علمه ذلك الرجل ثم صار ذلك الرجل معلم الناس و ” انسل ” بتشديد اللام انطلق في استخفاء ” والقرعة ” بالفتح حمل اليقطين و ” شاهت الوجوه ” أي قبحت “. اقول: قوله (ع) ” عمله ” كان في الموضعين بتقديم الميم في النسخة التى قابلها خاتم المحدثين المحدث النوري قدس سره مع نسخ أخرى وصححها بخلاف سائر النسخ التى عندنا ففيها كما في البحار. 3 – ج 16 (من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106) ” باب تحريم اللواط وحده وبدو ظهوره ” (ص 11، س 19)

[ 113 ]

أحرقه بالنار، فان العرب لا ترى القتل شيئا، قال لعثمان: ما تقول؟ – قال: أقول: ما قال علي، تحرقه بالنار، قال أبو بكر: وأنا مع قولكما، وكتب إلى خالد: أن أحرقه بالنار فأحرقه (1). 107 – عنه، عن محمد بن علي، عن غير واحد من أصحابه، يرفعه إلى أبي جعفر عليه السلام، قال: قيل له: يكون المؤمن مبتلى؟ – قال: نعم، ولكن يعلو ولا يعلى (2). 108 – عنه، عن علي بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن محمد، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وآله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، قال: وهم المخنثون واللاتي ينكح بعضهن بعضا وانما أهلك الله قوم لوط حين عمل النساء مثل ما عمل الرجال، يأتي بعضهم بعضا (3). 109 – وفي رواية غياث بن ابراهيم، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن علي صلوات الله عليهم، ان لله عزوجل عبادا لا يعبأ بهم شيئا، لهم أرحام كأرحام النساء، قيل: يا أمير المؤمنين أفلا يحبلون؟ – قال انها منكوسة (4). 110 – وباسناده قال: من أمكن من نفسه طائعا يلعب به ألقى الله عليه شهوة – النساء (5). 111 – عنه، عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان الله تبارك وتعالى لم يبتل شيعتنا بأربع، أن يسئلوا الناس في أكفهم، وأن يؤتوا في أنفسهم، وأن يبتليهم بولاية سوء، وان لا يولد لهم أزرق أخضر (6). 52 – عقاب اللواتى مع اللواتى 112 – عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن اسحاق بن جرير، قال:


1 و 2 و 3 و 4 و 5 و 6 – ج 16 (من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106) ” باب تحريم اللواط وحده وبدو ظهوره ” (ص 11، س 31 و 34 و 25 و 21 و 26 و 23) والحديث الخامس نقل من ثواب الاعمال فقط وأظن أن رمز الكتاب سقط هنا اشتباها وفيه بدل ” من امكن ” ” ما أمكن أحد ” وبدل ” ألقى ” الا ألقى “

[ 114 ]

سألتنى امرأة أن أستاذن لها على أبي عبد الله عليه السلام فأذن لها فقالت: أخبرني عن اللواتى مع اللواتى ما حدهن فيه؟ – قال: حد الزنا، انه إذا كان يوم القيامة أتى بهن قد ألبسن مقطعات من النار، وقمعن بمقامع من نار، وسرولن من النار، وأدخل في أجوافهن إلى رؤوسهن أعمدة من نار، وقذف بهن في النار، أيتها المرأة ان أول من عمل هذا قوم لوط، فاستغنى الرجال بالرجال، فبقى النساء بغير رجال، ففعلن كما فعل رجالهن (1). 113 – عنه، عن علي بن عبد الله، عن ابن أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن بعض الصادقين، قال: ليس لامرأتين أن تبيتا في لحاف واحد الا أن يكون بينهما حاجز، فان فعلتا نهيتا عن ذلك، فان وجدتا مع النهى جلدت كل واحدة منهما حدا حدا، فان وجدتا أيضا في لحاف جلدتا، فان وجدتا الثالثة قتلتا (2). 114 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: دخلت عليه نسوة فسألته امرأة عن السحق، فقال: حدها حد الزانى، فقالت المرأة: ما ذكر الله ذلك في القرآن؟ -، قال: بلى، قالت: وأين هو؟ – قال: هم أصحاب الرس (3). 53 – عقاب القوادة 115 – عنه، عن علي بن عبد الله (وأظن محمد بن عبد الله،) عن عبد الرحمن بن أبي – هاشم، عن أبي خديجة، عن سعد، عن أبي جعفر عليه السلام، قيل له: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله لعن الواصلة والموصولة، قال: انما لعن رسول الله الواصلة التي كانت تزني في شبابها، فلما أن كبرت كانت تقود النساء إلى الرجال فتلك الواصلة والموصولة (4)


1 و 3 – ج 16 (من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106) ” باب السحق وحده ” (ص 13، س 4 وص 12، س 37) وفيه بدل ” قمعن بمقامع ” ” قنعن بمقانع ” 2 – ج 16 (من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106) ” باب من وجد مع امرأة في بيت أو في لحاف ” (ص 15، س 2) 4 – ج 16 (من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106) ” باب الدياثة والقيادة ” (ص 16، س 28).

[ 115 ]

54 – عقاب من لا يغار 116 – عنه، عن محمد بن علي وغيره، عن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن يحيى، عن غياث، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه، قال، قال علي صلوات الله عليه: ان الله يغار من المؤمن، فليغر من لا يغار فانه منكوس القلب. وفي رواية غياث بن ابراهيم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال علي صلوات الله عليه: يا أهل العراق نبئت أن نسائكم يوافقن الرجال في الطريق، أما تستحيون؟ وقال (ع): لعن الله من لا يغار (1). 117 – عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كان ابراهيم عليه السلام غيورا وأنا غيور وجدع الله أنف من لا يغار (2). 55 – عقاب الديوث 118 – عنه، عن القاسم بن عروة، عن عبد الحميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي – جعفر عليه السلام، قال: ثلاثة لا يقبل الله لهم صلوة، منهم الديوث الذي يفجر بامرأته. وفي رواية محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سمعته يقول: عرض ابليس لنوح عليه السلام وهو قائم يصلي، فحسده على حسن صلوته، فقال يا نوح: ان الله عزوجل خلق جنة عدن بيده، وغرس أشجارها واتخذ قصورها وشق أنهارها، ثم اطلع إليها فقال: قد أفلح المؤمنون لا وعزتي وجلالى لا يسكنها ديوث (3). 56 – عقاب الذنب 119 – عنه، عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه – السلام، قال: ان الرجل ليذنب الذنب فيحرم صلوة الليل، وان عمل السئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم. وفي رواية الفضيل، عن أبي جعفر عليه السلام، قال ان الرجل


1 و 2 و 3 – ج 16 (من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106) ” باب الدياثة والقيادة ” (ص 16، س 30 و 32 و 33 و 34 و 35) وفيه بدل ” يوافقن ” ” يوافين “.

[ 116 ]

ليذنب الذنب فيه رأ عنه الرزق، وتلا هذه الآية ” إذ أقسموا ليصر منها مصبحين، ولا يستثنون، فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون ” وفي رواية بكر بن محمد الازدي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان المؤمن لينوى الذنب فيحرم رزقه. (1) 120 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البخترى، قال: قال أبو – عبد الله عليه السلام: ان قوما أذنبوا ذنوبا كثيرة فأشفقوا منها وخافوا خوفا شديدا، فجاء آخرون وقالوا: ذنوبكم علينا، فأنزل الله عزوجل عليهم العذاب ثم قال تبارك وتعالى: خافوني واجترأتم (2). 57 – عقاب المعاصي 121 – عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن حماد بن عثمان، عن خلف بن حماد، عن ربعى، عن الفضيل، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إذا أخذ القوم في معصية الله، فان كانوا ركبانا كانوا من خيل ابليس، وان كانوا رجالة كانوا من رجالته (3). 122 – عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي – حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سمعته يقول: ما من سنة أقل مطرا من سنة ولكن الله عزوجل يضعه حيث يشاء، ان الله عزوجل إذا عمل قوم بالمعاصى صرف عنهم ما كان قدره لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم، وإلى الفيافي والبحار والجبال، وان الله ليعذب الجعل في جحرها بحبس المطر عن الارض التي هي بمحلتها لخطايا من بحضرتها،


1 – ج 15، الجزء الثالث، باب الذنوب وآثارها ” (ص 158، س 3 و 5 و 6) وفيه بدل ” السئ ” ” الشر “. وقال ره، بعد نقل الجزء الاول من الكافي مثله قبيل ذلك (ص 150، س 28): ” بيان – ” الذنب ” منصوب مفعول مطلق، واللام للعهد الذهنى. ” أسرع ” أي نفوذا أو تأثيرا في صاحبه، وكما أن كثرة نفوذ السكين في المرء توجب هلاكه البدني، فكذا كثرة الخطايا توجب هلاكه الروحانى “. 2 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب الخوف والرجاء وحسن الظن بالله تعالى ” (ص 119، س 21). 3 – ج 15، الجزء الثالث، ” باب الذنوب وآثارها ” (ص 157، س 36).

[ 117 ]

وقد جعل الله لها السبيل إلى مسلك سوى محلة أهل المعاصي. (قال): ثم قال أبو جعفر عليه السلام: ” فاعتبروا يا اولى الابصار “. وفي رواية أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، يسوءك قال الله عزوجل: أي قوم عصوني جعلت الملوك عليهم نقمة، ألا لا تولعوا بسب الملوك، توبوا إلى الله عزوجل يعطف بقلوبهم عليكم (1). 123 – عنه، عن ابن محبوب، عن الهيثم بن واقد قال: سمعت أبا عبد الله عليه – السلام يقول: ان الله عزوجل بعث نبيا إلى قومه، فأوحى الله إليه أن قل لقومك: انه ليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على طاعتي فأصابهم فيهما سوء فانتقلوا عما أحب إلى ما أكره الا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون (2). 58 – عقاب السيئة 124 – عنه، عن أبيه البرقى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من هم بالسيئة فلا يعملها، فانه ربما عمل العبد السيئة فيراه الرب فيقول: وعزتي وجلالي لا أغفر لك أبدا (3). 59 – عقاب الكذب 125 – عنه، عن عمر بن عثمان الخزاز، عن محمد بن سالم الكندى، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان علي عليه السلام عندكم إذا صعد المنبر يقول: ينبغى للمسلم أن يجتنب مؤاخاة الكذاب فانه لا يهنئك معه عيش، ينقل حديثك و ينقل الاحاديث اليك، كلما فنيت أحدوثة مطها بأخرى، حتى أنه ليحدث بالصدق فما يصدق، فينقل الاحاديث من بعض الناس إلى بعض، يكسب بينهم العداوة وينبت الشحناء


1 – ج 15، الجزء الثالث، ” باب الذنوب وآثارها ” (ص 158، س 6). لكن الجزء – الاول فقط واما الجزء الثاني ففي كتاب العشرة ” باب احوال الملوك والامراء ” (ص 212، س 23). أقول: له (ره) بيان للجزء الاول من الحديث بعد نقله من الكافي في الباب (ص 150، س 17) 2 و 3 – ج 15، الجزء الثالث، ” باب الذنوب وآثارها ” (س 158، س 1، وص 157، س 34). أقول نقله في الباب من الكافي وأورد له بيانا (ص 153، س 17)

[ 118 ]

في الصدور. وفي رواية أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان العبد ليكذب حتى يكتب من الكذابين، فإذا كذب قال الله عزوجل: ” كذب وفجر. ” (1). 126 – عنه، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله يكون المؤمن جبانا؟ – قال: نعم، قيل: ويكون بخيلا؟ – قال: نعم، قيل: ويكون كذابا؟ – قال: لا. وفي رواية الاصبغ بن نباتة قال: قال علي عليه السلام: لا يجد عبد حقيقة الايمان حتى يدع الكذب جده وهزله. وفي رواية الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: أول من يكذب الكاذب، الله عزوجل، ثم الملكان اللذان معه، ثم هو، يعلم أنه كاذب (2). 60 – عقاب الكذب على الله وعلى رسول الله وعلى الاوصياء 127 – عنه، عن محمد بن علي وعلي بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن الاسدي عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: الكذب على الله وعلى رسول الله وعلى الاوصياء من الكبائر، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قال علي ما لم أقله فليتوء مقعده من النار (3). 61 – عقاب من حلف بالله كاذبا 128 – عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن أبي عمير، عن ابراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن شيخ من أصحابنا، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ان الله عزوجل خلق ديكا أبيض عنقه تحت العرش ورجلاه في تخوم الارضين السابعة، له جناح بالمشرق وجناح


1 – ج 15، الجزء الثالث، ” باب الكذب وروايته وسماعه ” (ص 43، س 11) اما الجزء الاول فلم أظفر به منقولا من هذا الكتاب في مظانه من البحار، نعم نقله باختلاف يسير في العبارة في كتاب العشرة وهو جزء حديث من الكافي (في باب من لا ينبغى مجالسته ومصادقته ومصاحبته، ص 56، س 18) وأورد (ره) بيانا مفصلا في توضيحه، منه قوله: ” الاحدوثة ” ما يتحدث به وقال: مطه يمطه أي مده، وفي القاموس مطه، مده، والدلو جذبه، وحاجبيه وخده تكبر، وأصابعه مدها مخاطبا بها، وتمطط تمدد، وفي الكلام لون فيه انتهى “. 2 – ج 15، الجزء الثالث ” باب الكذب وروايته وسماعه ” (ص 43، س 12 و 13 و 14). 3 – ج 1، ” باب النهى عن القول بغير علم والافتاء بالرأى ” (ص 100، س 30).

[ 119 ]

بالمغرب، لا تصيح الديكة حتى يصيح، فإذا صاح خفق بجناحيه ثم قال: سبحان الله، سبحان الله العظيم، الذي ليس كمثله شئ، فيجيبه الله فيقول: ” ما آمن بي بما تقول من حلف بي كاذبا. ” (1). 129 – عنه، عن أبيه البرقى، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن رجل من عبد القيس، عن سلمان (ره)، قال: مر سلمان على المقابر فقال: السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، يا أهل الديار هل علمتم أن اليوم جمعة؟ فلما انصرف إلى منزله وملكته عيناه أتاه آت فقال: وعليك السلام يا أبا عبد الله تكلمت فسمعنا، وسلمت فرددنا، وقلت: هل تعلمون أن اليوم جمعة وقد علمنا ما تقول الطير في يوم الجمعة، قال: فقال: وما تقول الطير في يوم الجمعة؟ – قال: تقول: ” قدوس قدوس ربنا الرحمن الملك، ما يعرف عظمة ربنا من يحلف باسمه كاذبا ” (2). 62 – عقاب اليمين الفاجرة 130 – عنه، عن محمد بن علي، عن علي بن حماد، عن ابن أبي يعفور، عن أبي – عبد الله عليه السلام، قال: اليمين الغموس ينتظر بها أربعين ليلة (3). 131 – عنه، عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن يعقوب الاحمر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من حلف على يمين وهو يعلم أنه كاذب فقد بارز الله. وفي رواية الحسين بن المختار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان الله ليبغض المنفق سلعته بالايمان (4). 132 – عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي، عن حريز، عن بعض أصحابه، عن أبي –


1 – ج 23، ” باب ما يجوز الحلف به من أسماءه تعالى وعقاب من حلف بالله كاذبا ” (ص 142، س 32) أقول: قال الفيروز ابادى: ” الديك معروف، جمعه ديوك، وأدياك، وديكة، كقردة. ” 2 – ج 24، ” باب الحلف صادقا وكاذبا وتحليف الغير ” (ص 10، س 18) وفيه بدل ” الديار ” في الموضع الاول ” القبور ” ومع زيادة ” نام ” بين كلمتي ” منزله ” و ” وملكته “. 3 و 4 – ج 23، ” باب ما يجوز الحلف به من أسماءه تعالى وعقاب من حلف بالله كاذبا ” (ص 142، س 25 و 34) واما الجزء الثاني من الحديث الثاني فهو أيضا في هذا المجلد، لكن في باب آداب التجارة وأدعيتها، ص 26، س 23).

[ 120 ]

عبد الله عليه السلام، قال: اليمين الغموس التي توجب النار، الرجل يحلف على حق امرئ مسلم على حبس ماله (1). 63 – عقاب من حلف له بالله ولم يرض ولم يصدق 133 – عنه، عن أبي محمد، عن عثمان بن عيسى العامري، عن أبي أيوب، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من حلف بالله فليصدق، ومن لم يصدق فليس من الله، ومن حلف له بالله فليرض، ومن لم يرض فليس من الله (2). 64 – عقاب من وصف عدلا وعمل بغيره 134 – عنه، عن ابن محمد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن يزيد الصائغ، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: يا يزيد ان أشد الناس حسرة يوم القيامة الذين وصفوا العدل ثم خالفوه وهو قول الله عزوجل: ” أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله. ” وفي رواية عثمان بن عيسى أو غيره، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” فكبكبوا فيها هم والغاوون ” قال: من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره (3).


1 ج 23 ” باب ما يجوز الحلف به من أسمائه تعالى وعقاب من حلف بالله كاذبا ” (ص 142، س 28) 2 – ج 24، ” باب الحلف صادقا وكاذبا وتحليف الغير ” (ص 10، س 19). 3 – ج 1، ” باب استعمال العلم والاخلاص في طلبه ” (ص 78، س 23 و 25) قائلا بعده: ” بيان – ” في جنب الله. ” أي طاعة الله، أو طاعة ولاة أمر الله الذين هم مقربوا جنابه فكأنهم بجنبه ” وقال ايضا قبيل ذلك (س 16) بعد نقله من امالي ابن الشيخ: ” بيان – من وصف عدلا ” أي لغيره ولم يعمل به، ويحتمل أن يكون المراد أن يقول بحقيقة دين ولا يعمل بما قرر فيه من – الاعمال. ” وقال أيضا بعد نقل مثله بطريقين من الكافي في الجزء الثالث من المجلد الخامس عشر، في باب من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره (ص 33 س 32): ” بيان – ” من وصف عدلا ” أي بين للناس أمرا حقا موافقا لقانون العدل، أو أمرا وسطا غير مائل إلى افراط أو تفريط ولم يعمل به، أو وصف دينا حقا ولم يعمل بمقتضاه، كما إذا ادعى القول بامامة الائمة عليهم السلام ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 121 ]

65 – عقاب الرياء 135 – عنه، عن محمد بن علي، عن المفضل بن صالح، عن محمد بن علي الحلبي،


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” ولم يتابعهم قولا وفعلا ويؤيد الاول قوله تعالى ” أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟! ” وقوله سبحانه ” لم تقولون ما لا تفعلون؟! ” وما روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: مررت ليلة أسرى بي بقوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت: من أنتم؟ – قالوا: كنا نأمر بالخير ولا نأتيه، وننهى عن الشر ونأتيه. ومثله كثير. ” وقال أيضا في ذيل حديث آخر من الكافي وهو ” ان من أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا وخالفه إلى غيره “: ” بيان – وانما كانت حسرته أشد، لوقوعه في الهلكة مع العلم، وهو أشد لوقوعه فيها بدونه، ولمشاهدته نجاة الغير بقوله وعدم نجاته به، وكان أشدية العذاب والحسرة بالنسبة إلى من لم يعلم ولم يعمل ولم يأمر، لا بالنسبة إلى من علم و لم يفعل ولم يأمر، لان الهداية وبيان الاحكام وتعليم الجهال والامر بالمعروف والنهى عن – المنكر، كلها واجبة كما أن العمل واجب، فإذا تركهما ترك واجبين، وإذا ترك أحدهما ترك واجبا واحدا لكن الظاهر من أكثر الاخبار بل الآيات اشتراط الوعظ والامر بالمعروف والنهى عن المنكر بالعمل، ويشكل التوفيق بينها وبين سائر الآيات والاخبار، الدالة على وجوب الهداية والتعليم والنهى عن كتمان العلم، وعلى أي حال الظاهر أنها لا تشمل ما إذا كان له مانع من الاتيان بالنوافل مثلا ويبين للناس فضلها وأمثال ذلك “. وقال أيضا هنا بعد نقل الجزء الاخير ايضا من الكافي بعد ذكر الآية بهذه العبارة ” قال يابا بصير هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره “: ” بيان – ” فكبكبوا فيها هم والغاوون ” أقول: قبلها في الشعراء ” وبرزت الجحيم للغاوين، وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون، من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون ” وفسر المفسرون ” ما كنتم تعبدون ” بآلهتهم ” فكبكبوا فيها هم والغاوون ” قالوا: أي الالهة وعبدتهم ” الكبكبة ” تكرير الكب لتكرير معناه كأن من القى في النار ينكب مرة بعد أخرى حتى يستقر في قعرها. قوله (ع) ” هم قوم ” أي ضمير ” هم ” المذكور في الآية راجع إلى قوم، أو هم ضمير راجع إلى مدلول ” هم ” في الآية والمعنى أن المراد بالمعبودين في بطن الآية المطاعون في الباطل كقوله تعالى ” أن لا تعبدوا الشيطان ” وهم قوم وصفوا الاسلام ولم يعملوا بمقتضاه كالغاصبين للخلافة حيث ادعوا الاسلام وخالفوا الله ورسوله في نصب الوصي وتبعهم جماعة وهم الغاوون، أو وصفوا الايمان وادعوا اتصافهم به وخالفوا الائمة الذين ادعوا الايمان بهم وغيروا دين الله وأظهروا البدع فيه وتبعهم الغاوون، ويحتمل أن يكون ” هم ” راجعا إلى الغاوين فهم في الآية راجع إلى عبدة الاوثان أو معبوديهم أيضا لكنه بعيد عن سياق الآيات السابقة، وقال علي بن ابراهيم بعد نقل هذه الرواية مرسلا عن الصادق عليه السلام: وفي خبر آخر قال: ” هم ” بنو امية و ” الغاوون ” بنو فلان أي بنو العباس “

[ 122 ]

عن زرارة وحمران، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: لو أن عبدا عمل عملا يطلب به وجه الله والدار الآخرة وأدخل فيه رضى أحد من الناس كان مشركا. وقال أبو عبد الله عليه السلام: من عمل للناس كان ثوابه على الناس، يا يزيد كل رياء شرك. وقال (أي أبو عبد الله) عليه السلام: قال الله عزوجل: ” من عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له. ” وفي رواية عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: الرجل يعمل العمل وهو خائف مشفق، ثم يعمل شيئا من البر فيدخله شبه العجب لما عمل، قال: فهو في حاله الاولى أحسن حالا منه في هذه الحال (1). 66 – عقاب الكبر 136 – عنه، عن أبيه البرقي، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن أبي عبد الله عليه – السلام، قال: كانت لرسول الله صلى الله عليه وآله ناقة لا تسبق، فسابق أعرابي بناقته فسبقتها فاكتأب لذلك المسلمون، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انها ترفعت فحق على الله


1 – ج 15، الجزء الثالث، ” باب الرياء والسمعة ” (ص 53، س 18) أقول: نقل الجزء الثاني قبيل ذلك (ص 48) عن الكافي بهذه العبارة ” كا – على بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن يزيد بن خليفة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كل رياء شرك، انه من عمل للناس كان ثوابه على الناس، ومن عمل لله كان ثوابه على الله “. بيان – ” كل رياء شرك ” هذا هو الشرك الخفى فانه لما أشرك في قصد العبادة غيره تعالى فهو بمنزلة من يثبت معبودا غيره سبحانه كالصنم. ” كان ثوابه على الناس ” أي وكان ثوابه لازما عليهم فانه تعالى قد شرط في الثواب الاخلاص فهو لا يستحق منه تعالى شيئا، أو انه تعالى يحيله يوم القيامة على – الناس. ” وأما الجزء الثالث فنقله في الجزء الثاني، في باب ترك العجب والاعتراف بالتقصير (ص 176، س 30). قائلا بعد نقل ما يقرب منه من الكافي في الجزء الثالث (ص 55، س 4: بيان – ” يعمل العمل ” أي معصية أو مكروها أو لغوا، وحمله على الطاعة بأن يكون خوفه للتقصير في الشرائط كما قيل بعيد لقلة فائدة الخبر حينئذ، وانما قال: ” شبه العجب ” لبيان أنه يدخله قليل من العجب يخرج به عن الخوف السابق، فأشار في الجواب إلى أن هذا أيضا عجب “. أقول: يقرب من مضمون الحديث الاخير قول سعدى: ” گنه كار انديشناك از خداى * بسى بهتر از عابد خود نماى “.

[ 123 ]

أن لا يرتفع شئ الا وضعه الله (1). 137 – عنه، عن أبيه البرقي، باسناده، رفعه، إلى أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان المتكبرين يجعلون في صور الذر، فيطأهم الناس حتى يفرغوا من الحساب. وفي رواية معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تكبر وتجبر وضعاه (2). 138 – عنه، رفعه، عن ابن بكير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان في جهنم واديا يقال له سقر، للمتكبرين، شكا إلى الله شدة حره وسأله أن تينفس، فأذن له فأحرق جهنم. وفي رواية ميسر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ان في جهنم جبلا يقال له صعود، وان في صعود لواديا يقال له سقر، وان لفى قعر سقر لجبا يقال له هبهب، كلما كشف غطاء ذلك الجب ضج أهل النار من حره وذلك منازل الجبارين (3). 67 – عقاب العجب 139 – عنه، عن ابن سنان، عن العلاء، عن خالد الصيقل، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ان الله فوض الامر إلى ملك من الملائكة، فخلق سبع سماوات وسبع أرضين، فلما رأى أن الاشياء قد انقادت له، قال: من مثلى؟ فأرسل الله إليه نويرة من النار. قلت: وما النويرة؟ – قال: نار مثل الانملة فاستقبلها بجميع ما خلق، فتخبل لذلك حتى وصلت إلى


1 و 2 و 3 – ج 15، الجزء الثالث، ” باب الكبر ” (ص 125، س 33 و 35 و 36 و 2) أقول: في نسخة المحدث النوري (ره) بدل ” اكتأب ” ” ارتاب ” وأوضحه في الهامش بقوله: ” أي شك ” أقول: الظاهر بقرينة ما سبق أن كلمة ” لا يرتفع ” محرفة واصلها ” لا يترفع ” الا أن جميع ما رأيت من النسخ كما نقل في المتن، اما الجزء الاخير من الحديث الاخير فنقله في كتاب العشرة، في باب احوال الملوك والامراء، والعراف والنقباء (ص 211، س 36) ناقلا اياه من ثواب الاعمال مثل ما في المتن الا في قوله ” صعود ” فان فيه مكانها في الموضعين ” الصعدا ” فلذا قال بعد نقله. ” سن – في رواية ميسر مثله وفيه ” يقال له صعود، وان في صعود لواديا “. اقول: نقل الحديث الثاني قبيل ذلك (ص 120)، س 25) من الكافي أيضا قائلا بعده: ” بيان – في القاموس ” الوادي ” مفرج ما بين جبال أو تلال أو آكام ” واقول: ذلك اشارة إلى قوله تعالى ” ترى الذين كذبوا على الله ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 124 ]

نفسه لما ان دخله العجب (1). 68 – عقاب الخيلاء واسبال الازار 140 – عنه، عن محمد بن علي، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، ان النبي صلى الله عليه وآله أوصى رجلا من من بني تميم، قال: اياك واسبال الازار والقميص، فان ذلك من المخيلة، والله لا يحب المخيلة، وقال أبو عبد الله عليه السلام: ما جاز الكعبين من الثوب ففي النار. وقال عليه السلام: ثلاث إذا كن في المرأة فلا تتحرج أن تقول انها في جهنم، البذاء والخيلاء والفخر (2) 69 – عقاب الاختيال في المشى 141 – عنه، عن علي بن عبد الله، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي – العلاء، عن بشير النبال، قال: كنا مع أبي جعفر عليه السلام في المسجد إذ مر علينا أسود


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ” وقال سبحانه بعد ذكر الكفار ودخولهم النار ” فبئس مثوى المتكبرين ” في موضعين وإلى قوله عزوجل ” ما سلككم في سقر؟ ” إلى قوله ” كنا نكذب بيوم الدين ” وإلى قوله بعد ذكر المكذبين بالنبي وبالقرآن ” سأصليه سقر، وما أدريك ما سقر، لا تبقى ولا تذر، لواحة للبشر ” وفي النهاية ” سقر ” اسم اعجمي لنار الاخرة، ولا ينصرف للعجمة والتعريف، وقيل هو من قولهم سقرته الشمس أي اذابته فلا ينصرف للتأنيث والتعريف وأقول: يظهر من الآيات أن المراد بالمتكبرين في الخبر من تكبر على الله ولم يؤمن به وبأنبيائه وحججه عليهم السلام، والشكاية والسؤال اما بلسان الحال أو المقال منه بايجاد الله الروح فيه، أو من الملائكه الموكلين به، والاسناد على المجاز وكأن المراد بتنفسه خروج لهب منه وباحراق جهنم تسخينها أشد مما كان لها أو اعدامها وجعلها رمادا فأعادها الله كما كانت أقول أورد (ره) للحديث الثالث أيضا هنا (ص 120، س 35) بيانا فمن أراده فليطلبه من هناك. 1 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب ترك العجب والاعتراف بالتقصير (ص 176 س 32). أقول: كلمة ” فتخبل ” كانت مشوشة في النسخ، ففي بعضها مكانها ” فيحك ” كما في البحار، وفي بعضها ” فتخلك ” وفي بعضها ” فتحنك “، وفي بعضها صورة بعض ما مر بلا نقطة، وفي بعضها ” فيجيبك ” كما في نسخة المحدث النوري قدس سره الا أنه ره محاها وكتب في الهامش مشيرا إليها ” فتخبل، بدل في نسخة صحيحة، أي في عقله ” وفي البحار بدل ” إليه ” ” عليه ” 2 – هذا الحديث لم نجده في مظانه من البحار فان ظفرنا به نشر إليه في آخر الكتاب ان شاء الله تعالى.

[ 125 ]

وهو ينزغ في مشيته فقال أبو جعفر عليه السلام: انه لجبار، قلت: انه سائل، قال: انه جبار: وقال أبو عبد الله عليه السلام: كان علي بن الحسين صلوات الله عليه يمشى مشية كأن على رأسه الطير، لا يسبق يمينه شماله (1). 70 – عقاب شارب الخمر 142 – عنه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن أبي – عبد الله عليه السلام، قال: مد من الخمر يلقى الله عزوجل كعابد وثن، ومن شرب منه شربة لم يقبل الله له صلوة أربعين يوما (2). 143 – عنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن اسماعيل بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سأله رجل فقال: أصلحك الله، الخمر شر أم ترك الصلوة؟ – فقال: شرب الخمر شر من ترك الصلوة، ثم قال: أو تدري لم ذاك؟ – قال: لا، قال: لانه يصير في حال لا يعرف ربه. (3)


1 – (بجزئيه) ج 16، ” باب آداب المشى ” (ص 85، س 13) وأيضا نقل الجزء الاخير فقط في المجلد الحادى عشر، في باب مكارم اخلاق علي بن الحسين (ع)، (ص 22، س 11) قائلا بعده: ” بيان – قال الجزرى: في صفة الصحابة ” كأنما على رؤوسهم الطير ” وصفهم بالسكون والوقار، وأنه لم يكن فيهم طيش ولا خفة، لان الطير لا تكاد تقع الا على شئ ساكن. ” 2 و 3 – ج 16، (لكن من الاجزاء الناقصة المشار إليها في ذيل ص 106 من كتابنا الحاضر أقول: هذه الاجزاء هي التي كان قد قصد المحدث القمي (ره) الحاقها بسفينة البحار كما قال في المجلد الثاني منه في مادة ” قمر ” (ص 444، س 19): ” باب القمار، أقول: هذا أحد أبواب المجلد السادس عشر من البحار ولكن لم يطبع هذا مع سائر ابواب المعاصي والكبائر وابواب الزى والتجمل، ولو مد الله تعالى في الاجل وساعدني التوفيق، لعلي ألحقه بكتابي هذا ان شاء الله تعالى “.) أقول: مما يدل على سقوط هذه الاجزاء (التي عبرنا عنها بالاجزاء الناقصة) من النسخة المطبوعة من البحار وجود فهارسها فيها فراجع فهرس ج 16 من النسخة الطبوعة منه) ” باب حرمة شرب الخمر ” (ص 21، س 1 و 3) أقول: قال (ره) في المجلد الثامن عشر، في كتاب الصلوة، في باب من لا تقبل صلوته وبيان بعض ما نهى عنه في الصلوة (ص 314، س 25). العلل، عن الحسين بن احمد، عن أبيه، عن أحمد محمد بن عيسى، عن الحسين بن خالد قال: قلت للرضا (ع): أنا روينا عن النبي صلى الله عليه وآله أن من شرب الخمر لم يحتسب صلوته أربعين صباحا، فقال: صدقوا، فقلت وكيف لا يحتسب صلوته أربعين صباحا لا اقل من ذلك ولا اكثر؟ – قال: لان الله تبارك وتعالى ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 126 ]

ثم كتاب عقاب الاعمال من المحاسن بحمد الله ومنه، وصلى الله على محمد وآله أجمعين.


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” قدر خلق الانسان، فصير النطفة أربعين يوما ثم نقلها فصيرها علقة أربعين يوما، ثم نقلها فصيرها مضغة أربعين يوما وهذا إذا شرب الخمر بقيت في مثانته على قدر ما خلق منه وكذلك يجتمع غداؤه و أكله وشربه تبقى في مثانته أربعين يوما ” بيان – لعل المراد أن بناء بدن الانسان على وجه يكون التغيير الكامل فيه بعد أربعين يوما كالتغيير من النطفة إلى العلقة إلى سائر المراتب فالتغيير عن الحالة التي حصلت في البدن من شرب الخمر إلى حالة أخرى بحيث لا يبقى فيه أثر منها لا يكون الا بعد مضى تلك المدة. وقال شيخنا البهائي قدس الله روحه: لعل المراد بعدم القبول هنا عدم ترتب الثواب عليها في تلك المدة لاعدم اجزائها فانها مجزية اتفاقا وهو يؤيد ما يستفاد من كلام السيد المرتضى أنار الله برهانه من أن قبول العبادة أمر مغاير للاجزاء، فالعبادة المجزية هي المبرءة للذمة المخرجة عن عهدة التكليف، والمقبولة هي ما يترتب عليها الثواب ولا تلازم بينهما ولا اتحاد كما يظن، ومما يدل على ذلك قوله تعالى: ” انما يتقبل الله من المتقين ” مع أن عبادة غير المتقين مجزية اجماعا، وقوله تعالى حكاية عن ابراهيم واسماعيل: ” ربنا تقبل منا ” مع أنهما لا يفعلان غير المجزى، وقوله تعالى ” فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الاخر ” مع أن كلا منهما فعل ما أمر به من القربان، وقوله صلى الله عليه وآله: ” ان من الصلوة ما يقبل نصفها وثلثها وربعها، وان منها لما تلف كما يلف الثوب الخلق فيضرب بها وجه صاحبها ” والتقرب ظاهر، ولان الناس لم يزالوا في سائر الاعصار والامصار يدعون الله تعالى بقبول أعمالهم بعد الفراغ منها ولو اتحد القبول و الاجزاء لم يحسن هذا الدعاء الا قبل الفعل كما لا يخفى فهذه وجوه خمسة تدل على انفكاك الاجزاء عن القبول. وقد يجاب عن الاول، بان التقوى على مراتب ثلاث اولها التنزه عن الشرك وعليه قوله تعالى ” وألزمهم كلمة التقوى ” قال المفسرون هي قول لا اله الا الله. وثانيها التجنب عن المعاصي. وثالثها التنزه عما يشغل عن الحق جل وعلا ولعل المراد بالمتقين اصحاب المرتبة الاولى وعبادة غير المتقين بهذا المعنى غير مجزية، وسقوط القضاء لان الاسلام يجب ما قبله، وعن الثاني بان السؤال قد يكون للواقع والغرض منه بسط الكلام مع المحبوب وعرض الافتقار لديه كما قالوه في قوله تعالى ” ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ” على بعض الوجوه، وعن الثالث بأنه تعبير بعدم القبول عن عدم الاجزاء ولعله لخلل في الفعل، وعن الرابع أنه كناية عن نقص الثواب وفوات معظمه، وعن الخامس ان الدعاء لعله لزيادة الثواب وتضعيفه وفي النفس من هذه الاجوبة شئ وعلى ما قيل في الجواب عن الرابع ينزل عدم قبول صلوة شارب الخمر عند السيد المرتضى صلى الله عليه وآله انتهى كلامه رفع الله مقامه والحق انه يطلق القبول في الاخبار على الاجزاء تأرة بمعنى كونه مسقطا للقضاء أو للعقاب أو موجبا للثواب في – الجملة ايضا وعلى كمال العمل وترتب الثواب الجزيل والآثار الجليلة عليه أخرى كما مر التنبيه عليه في قوله تعالى: ” ان الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر ” وعلى الاعم منهما كما سيأتي في بعض الاخبار وفي هذا الخبر منزل على المعنى الثاني عند الاصحاب.

[ 127 ]

ما من عبد يغدو في طلب العلم ويروح الاحاض الرحمة خوضا ” أبو جعفر الباقر ” (ع) كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن لابي جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقى المتوفى سنة 274 أو 280 من الهجرة النبوية الطبعة الاولى


[ 129 ]

كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن وفيه من الابواب سبعة وأربعون بابا 1 – باب ما خلق الله المؤمن من نوره. 2 – باب خلق المؤمن من عليين. 3 – باب خلق المؤمن من طينة الانبياء. 4 – باب خلق المؤمن من طينة الجنان. 5 – باب خلق المؤمن من طينة مخزونة. 6 – باب الميثاق. 7 – باب اختلاط الطينتين. 8 – باب خلق المؤمن. 9 – باب طيب المولد. 10 – باب الولاية. 11 – باب ” ما هو الا الله ورسوله ونحن وشيعتنا “. 12 – باب ” يوم ندعو كل أناس بامامهم “. 13 – باب ” قل لا اسألكم “. 14 – باب ” أنتم أهل دين الله “. 15 – باب ” انكم على الحق “. 16 – باب ” ما على ملة ابراهيم غيركم “. 17 – باب ” أنتم على دينى ودين آبائى “. 18 – باب ” نظرتم حيث نظر الله “. 19 – باب المعرفة. 20 – باب الحب. 21 – باب من أحبنا بقلبه. 22 – باب ” من مات لا يعرف امامه “. 23 – باب الاهواء. 24 – باب الرافضة. 25 – باب الشيعة.


[ 130 ]

26 – باب خصائص المؤمن. 27 – باب الانفراد. 28 – باب (1). 29 – باب (2). 30 – باب التزكية. 31 – باب ” انى لاحب ريحكم ” 32 – باب ” المؤمن صديق وشهيد “. 33 – باب الموالاة في الله. 34 – باب قبول العمل. 35 – باب (3). 36 – باب ما نزل في الشيعة. 37 – باب تطهير المؤمن. 38 – باب ” من مات على هذا الامر “. 39 – باب الاغتباط عند الوفاة. 40 – باب أرواح المؤمن. 41 – باب في البعث. 42 – باب (4). 43 – باب ” شيعتنا أقرب الخلق من الله “. 44 – باب ” شيعتنا آخذون بحجزتنا “. 45 – باب الشفاعة. 46 – باب شفاعة المؤمنين. 47 – باب ” الراد لحديث آل محمد “. 1 و 2 و 3 و 4 – هذه المواضع كذا فيما عندي من نسخ المحاسن بلا اختلاف.


[ 131 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – باب ما خلق الله تبارك وتعالى المؤمن من نوره 1 – أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: قال لي: يا سليمان، ان الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من نوره، وصبغهم في رحمته، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية، فالمؤمن أخو المؤمن لابيه وأمه، أبوه النور وأمه الرحمة، فاتقوا فراسة المؤمن، فانه ينظر بنور الله الذي خلق منه ” (1). 2 – عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالى، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ان الله تبارك وتعالى أجرى في المؤمن من ريح روح الله والله تبارك وتعالى يقول: ” رحماء بينهم ” (2). 3 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من نور عظمته وجلال كبريائه، فمن


1 و 2 – ج 15، الجزء الاول، ” باب أن المؤمن ينظر بنور الله وأن الله خلقه من نوره ” (ص 21، س 26 و 28) أقول: وقال قبيل ذلك بعد نقل مثل الحديث الاول من البصائر (س 13): بيان – الفراسة الكاملة لكمل المؤمنين وهم الائمة عليهم السلام فانهم يعرفون كلا من المؤمنين والمنافقين بسيماهم كما مر في كتاب الامامة، وسائر المؤمنين يتفرسون ذلك بقدر ايمانهم، ” خلق المؤمن من نوره ” أي من روح طينة منورة بنور الله، أو من طينة مخزونة مناسبة لطينة أئمتهم عليهم السلام. ” وصبغهم ” أي غمسهم أو لونهم في رحمته، كناية عن جعلهم قابلة لرحماته الخاصة، أو عن تعلق الروح الطيبة التي هي محل الرحمة. ” أبوه النور وأمه الرحمة ” كأنه على الاستعارة، أي لشدة ارتباطه بأنوار الله و رحماته كأن أباه النور وأمه الرحمة، أو الروح كناية عن الطينة والرحمة عن الروح أو بالعكس. “

[ 132 ]

طعن على المؤمن أورد عليه فقد رد على الله في عرشه وليس هو من الله في ولاية، وانما هو شرك شيطان (1). 4 – عنه، عن أبيه، عن ابن فضال، عن محمد، عن أبي حمزة الثمالى، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لو كشف الغطاء عن الناس فنظروا إلى وصل ما بين الله و بين المؤمن خضعت للمؤمن رقابهم، وتسهلت له أمورهم، ولانت طاعتهم، ولو نظروا إلى مردود الاعمال من السماء لقالوا: ما يقبل الله من أحد عملا (2). 2 – باب خلق المؤمن من عليين 5 – أحمد، عن أبيه، عن أبي نهشل، قال: حدثنى محمد بن اسماعيل، عن أبي – حمزة الثمالى، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله تبارك وتعالى خلقنا من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوى الينا، لانها خلقت مما خلقنا منه، ثم تلا هذه الآية: ” كلا ان كتاب الابرار لفى عليين، وما أدريك ما عليون، كتاب مرقوم يشهده المقربون. ” (3) 6 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى الجهنى، عن ربعي بن عبد الله الهذلي، عمن


1 – ج 15، الجزء الاول، ” باب طينة المؤمن وخروجه من الكافر وبالعكس ” (ص 34، س 28) قائلا بعده: ” بيان – ” وليس هو من الله في ولاية ” أي ليس من أولياء الله وأحبائه وأنصاره، أو ليس من المؤمنين الذين ينصرهم الله ويواليهم كما قال تعالى: ” ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا، وأن الكافرين لا مولى لهم “، أو ليس من حزب الله بل هو من حزب الشيطان كما ورد في خبر آخر ” خرج من ولاية الله إلى ولاية الشيطان. ” 2 – ج 15، الجزء الاول، ” باب فضل الايمان وجمل شرائطه ” (ص 21، س 8). 3 – ج 3، باب الطينة والميثاق ” (ص 65، س 19) قائلا بعده: ” بيان – قد اختلف في تفسير ” عليين ” فقيل: هي مراتب عالية محفوفة بالجلالة. وقيل: سدرة المنتهى. وقيل: الجنة. وقيل: لوح من زبرجد أخضر معلق تحت العرش، أعمالهم مكتوبة فيه. وقال الفراء: أي في ارتفاع بعد ارتفاع لا غاية له. والمراد أن كتابة أعمالهم أو ما يكتب من أعمالهم في تلك الامكنة الشريفة، وعلى الاخير فيه حذف مضاف أي وما أدريك ما كتاب عليين، والظاهر أن مفاد الخبر أن دفتر اعمالهم موضوع في مكان أخذت منه طينتهم، ويحتمل أن يكون المراد بالكتاب الروح لانه محل للعلوم ترتسم فيها “

[ 133 ]

ذكره، عن علي بن الحسين عليهما السلام، قال: ان الله خلق النبيين من طينة عليين قلوبهم وأبدانهم، وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة وخلق أبدان المؤمنين من دون ذلك (1). 3 – باب خلق المؤمن من طينة الانبياء 7 – عنه، عن أبيه، عن صالح بن سهل الهمداني، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك من أي شئ خلق الله طينة المؤمن؟ – قال: من طينة الانبياء فلن ينجس أبدا (2). 8 – وعنه، عن أبيه، عن صالح بن سهل من أهل همدان، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: المؤمنون من طينة الانبياء؟ – قال: نعم (3). 9 – عنه، عن أبيه وابن أبي نجران، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة و محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: المؤمن لا ينجسه شئ (4). 4 – باب خلق المؤمن من طينة الجنان 10 – عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن عمرو بن أبان الكلبي، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: تنفست بين يدي أبي جعفر عليه السلام، ثم قلت: يابن رسول الله، أهتم من غير مصيبة تصيبني أو أمر ينزل بي حتى يعرف ذلك أهلي في وجهي ويعرفه صديقي، قال: نعم يا جابر، قلت: ومم ذاك يابن رسول الله؟ – قال: وما تصنع بذاك؟ – قلت: أحب أن أعلمه، فقال: يا جابر، ان الله خلق المؤمن من طينة الجنان، وأجرى فيهم من ريح روحه فلذلك، المؤمن أخو المؤمن لابيه وأمه، فإذا أصاب تلك الارواح في بلد من


1 – ج 3، ” باب الطينة والميثاق ” (ص 66، س 23) قائلا بعده: ” بيان – ” سجين ” موضع فيه كتاب الفجار ودواوينهم، قال أبو عبيدة: هو فعيل من السجن كالفسيق من الفسق. وقيل: هو الارض السابعة، أو أسفل منها، أوجب في جهنم. ” 2 و 3 – ج 3، باب الطينه والميثاق ” (ص 62، س 24 و 25). قائلا بعد نقل الحديث الاول من الكافي (ج 15، ج 1، ص 25، س 36): ” بيان – ” فلن تنجس أبدا ” أي بنجاسة الشرك والكفر، وان نجست بالمعاصى فتطهر بالتوبة والشفاعة ورحمة ربه تعالى. وقيل: أي لن يتعلق بالدنيا تعلق ركون واخلاد يذهله عن الآخرة ” فعلم أن في الكافي بدل ” ينجس ” ” تنجس ” وقائلا أيضا هناك بعد نقل الحديث الثاني من الكافي (ص 26، س 1): ” بيان – أي من فضل طينتهم. ” 4 – هذا الحديث لم أجده في مظانه من البحار فان ظفرت به أشر إليه في آخر الكتاب.

[ 134 ]

البلدان شئ حزنت عليه الارواح لانها منه (1). 11 – عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: المؤمن أخو المؤمن لابيه وأمه، لان الله خلق طينتهما من سبع سماوات وهي من طينة الجنان، ثم تلا: ” رحماء بينهم. ” فهل يكون الرحم الا برا وصولا؟. (وفي حديث آخر): ” وأجرى فيهما من روح رحمته “. (2) 12 – وعنه، عن أبي عبد الله أحمد بن محمد السياري وحسن بن معاوية، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالى، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: المؤمن أخو المؤمن لابيه وامه، وذلك ان الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من طينة جنان السموات وأجرى فيهم من روح رحمته فلذلك هو أخوه لابيه وأمه (3). 5 – باب خلق المؤمن من طينة مخزونة 13 – عنه، عن محمد بن علي، رفعه، عن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: خلق الله تبارك وتعالى شيعتنا من طينة مخزونة لا يشذ منها شاذ، ولا يدخل فيها داخل


1 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب فضل المؤاخاة في الله ” (ص 77، س 37) وأيضا ج 14، ” باب خلق الارواح قبل الاجساد ” (ص 429، س 15) قائلا بعده: ” بيان – ” تنفست ” أي تأوهت، وفي الكافي ” تقبضت ” بمعنى الانقباض ضد الانبساط كما سيأتي. ” من ريح روحه ” بالضم أي من رحمة اته، أو نسيم روحه الذي اصطفاه كما مر، أو بالفتح أي رحمته كما ورد في خبر آخر ” وأجرى فيهم من روح رحمته ” ويؤيد الاول بعض الاخبار. ” لابيه وأمه ” لان الطينة بمنزلة الام والروح بمنزلة الاب، وهما متحدان نوعا أو صنفا فيهما. ” وللحديث أيضا بيان آخر منه (ره) يقرب من ذلك انظر (ج 15، الجزء الاول، ” باب أن المؤمن ينظر بنور الله ” (ص 21، س 34) وأيضا أورد (ره) له بيانا طويلا مفيدا في المجلد الخامس عشر، في كتاب العشرة، ” باب حفظ الاخوة ورعاية أوداء الاب ” (ص 74، س 35): وقال في آخر البيان: ” فتأمل وتدبر في هذا الحديث فان فيه أسرارا غريبة. ” فمن أراده فليطلبه من هناك. 2 و 3 – ج 15، كتاب العشرة، باب فضل المؤاخاة في الله، وأن المؤمنين بعضهم اخوان بعض وعلة ذلك ” (ص 77، س 31 و 33).

[ 135 ]

أبدا إلى يوم القيامة (1). 14 – عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن علي بن حمزة، عن أبي بصير، عن أبي – جعفر عليه السلام، قال: انا وشيعتنا خلقنا من طينة واحدة (2). 15 – عنه، عن أبي اسحاق الخفاف، رفعه، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: المؤمن آنس الانس، جيد الجنس، من طينتا أهل البيت (3). 6 – باب الميثاق 16 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن بكير بن أعين، قال: كان أبو جعفر عليه السلام يقول: ان الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر يوم أخذ الميثاق على الذر بالاقرار له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة وعرض على محمد صلى الله عليه وآله أمته في الطين وهم أظلة، وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم، وخلق أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفى عام، وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب عليه السلام ونحن نعرفهم في لحن القول. ورواه عثمان بن عيسى، عن أبي الجراح، عن أبي جعفر عليه السلام، وزاد فيه: ” وكل قلب يحن إلى بدنه ” (4). 17 – عنه، عن يحيى بن ابراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جده، عن عمران، عن رجل من أصحابه يقال له عمران، أنه خرج في عمرة زمن الحجاج فقلت له: هل لقيت أبا جعفر عليه السلام؟ – قال: نعم، قلت: فما قال لك؟ – قال: قال لي: يا عمران ما خبر الناس؟ – فقلت: تركت الحجاج يشتم أباك على المنابر (أعنى علي بن أبي طالب عليه السلام،) فقال: أعداء الله يبدهون بسبنا، أما انهم لو استطاعوا أن يكونوا من شيعتنا لكانوا ولكنهم


1 و 2 و 3 – ج 15، الجزء الاول، ” باب طينة المؤمن وخروجه من الكافر وبالعكس ” (ص 22، س 3 و 4 و 5) قائلا بعد الحديث الثالث: ” بيان – ” آنس ” على صيغة اسم الفاعل، و يحتمل أن يكون أفعل التفضيل، ونسبته إلى الانس على المجاز والمراد الانس بأئمتهم عليهم السلام، أو بعضهم ببعض “. 4 – ج 3، ” باب الطينة والميثاق ” (ص 69، س 28). وفيه بدل ” الطين ” ” الطل “.

[ 136 ]

لا يستطيعون، ان الله أخذ ميثاقنا وميثاق شيعتنا ونحن وهم أظلة، فلو جهد الناس أن يزيدوا فيهم رجلا أو ينقصوا منهم رجلا ما قدروا عليه (1). 18 – عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: لا تخاصموا الناس، فان الناس لو استطاعوا أن يحبونا لاحبونا، ان الله أخذ ميثاق الناس، فلا يزيد فيهم أحد أبدا ولا ينقض منهم أحد أبدا (2) 19 – عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لقد أسرى بي فأوحى الله الي من وراء الحجاب ما أوحى، وشافهني من دونه بما شافهني، فكان فيما شافهني أن قال: يا محمد، من أذل لي وليا فقد أرصد لي بالمحاربة ومن حاربنى حاربته، قال: فقلت: يا رب ومن وليك هذا؟ – فقد علمت أنه من حاربك حاربته، فقال: ذلك من أخذت ميثاقه لك ولوصيك ولورثتكما بالولاية (3) 7 – باب اختلاط الطينتين 20 – عنه، عن محمد بن علي، عن اسماعيل بن يسار، عن عثمان بن يوسف، عن عبد الله بن كيسان، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك أنا مولاك عبد الله بن كيسان، فقال: أما النسب فأعرفه، وأما أنت فلست أعرفك، (قال:) فقلت له: انى ولدت بالجبل، ونشأت بأرض فارس، وأنا أخالط الناس في التجارات وغير ذلك، فأرى الرجل


1 – ج 3، ” باب الطينة والميثاق ” (ص 70، س 9). أقول: هذا الحديث كان مشوشا فيما عندنا من النسخ فاكتفينا في نقله بما في البحار من نص العبارة. وقال بعد نقله هناك: ” بيان – ” يبدهون ” بالباء أي يأتونه بديهة وفجاءة بلا روية، وفي بعض النسخ ” يندهون ” بالنون يقال: ندهت الابل، أي سقتها مجتمعة، والندهة بالضم والفتح الكثرة من المال. ” أقول: في نسخة المحدث النوري (ره) بدل ” يبدهون بسبنا ” ” يذيعون بسبنا ” وفي كتب اللغة ” أذاع سره وبه اذاعة = أظهره ” فلا حاجة إلى بيان المجلسي (ره) بناء على ما في نسخة النوري (ره) من العبارة. 2 – ج 3، ” باب الطينة والميثاق ” (ص 69، س 34) في جميع ما عندنا من النسخ غير نسخة المحدث النوري (ره) (فان فيه كما في المتن ” بدل ” ميثاق الناس ” ” ميثاق النفس ” وهكذا في البحار أيضا الا أن فيه في هامش المقام: ” الظاهر أن الصحيح ميثاق الشيعة لا ميثاق النفس ” و كتب المحدث النوري (ره) أيضا في هامش نسخته: ” النفس في نسختين. ” 3 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب من أذل مؤمنا أو أهانه ” (ص 166، س 36).

[ 137 ]

حسن السمت وحسن الخلق والامانة، ثم أفتشه فأفتشه عن عداوتكم، وأخالط الرجل فأرى فيه سوء الخلق وقلة أمانة وزعارة، ثم أفتشه فأفتشه عن ولايتكم فكيف يكون ذلك؟ – قال: فقال لي: أما علمت يابن كيسان، أن الله تبارك وتعالى أخذ طينة من الجنة وطينة من النار بفخلطهما جميعا ثم نزع هذه من هذه، فما رأيت من اولئك من الامانة وحسن السمت و حسن الخلق، فمما مستهم من طينة الجنة، وهم يعودون إلى ما خلقوا منه، وما رأيت من هؤلاء من قلة الامانة وسوء الخلق والزعارة، فمما مستهم من طينة النار، وهم يعودون إلى ما خلقوا منه (1). 21 – وعنه، عن أبيه رحمه الله، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عمن حدثه قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أرى الرجل من أصحابنا ممن يقول بقولنا خبيث اللسان، خبيث الخلطة، قليل الوفاء بالميعاد، فيغمنى غما شديدا، وأرى الرجل من المخالفين علينا حسن السمت، حسن الهدى، وفيا بالميعاد، فأغتم لذلك غما شديدأ، فقال: أو تدرى لم ذاك؟ – قلت: لا، قال: ان الله تبارك وتعالى خلط الطينتين فعركهما، وقال بيده هكذا راحتيه جميعا واحدة على الاخرى، ثم فلقهما، فقال: هذه إلى الجنة، وهذه إلى النار، ولا أبالى، فالذي رأيت من خبث اللسان والبذاء وسوء الخلطة وقلة الوفاء بالميعاد من الرجل الذي هو من أصحابكم يقول بقولكم فبما التطخ بهذه من الطينة الخبيثة وهو عائد إلى طينته، و


1 – ج 3، ” باب الطينة والميثاق ” (ص 69، س 34) قائلا بعده: ” بيان – قوله (ع): ” فلست أعرفك ” أي بالتشيع. و ” الزعارة ” بالتشديد وقد يخفف شراسة الخلق. ” أقول نقله أيضا في ج 15 (الجزء الاول، ص 24، س 5) مع اختلاف يسير في العبارة من الكافي قائلا بعده: ” توضيح – ” عن عداوتكم ” التعدية بعن لتضمين معنى الكشف. و ” السمت ” الطريق و هيئة اهل الخير. ” وزعارة ” بالزاى والراء المشددة ويخفف، الشراسة وسوء الخلق، و في بعض النسخ بالدال والعين والراء المهملات وهو الفساد والفسق والخبث. ” فخلطهما جميعا ” أي في صلب آدم (ع) إلى أن يخرجوا من أصلاب أولاده وهو المراد بقوله (ع) ” ثم نزع هذه من هذه ” إذ يخرج المؤمن من صلب الكافر والكافر من صلب المؤمن. وحمل الخلط على الخلطة في عالم الاجساد واكتساب بعضهم الاخلاق من بعض بعيد جدا وقيل: ” ثم نزع هذه من هذه ” معناه أنه نزع طينة الجنة من طينة النار وطينة النار من طينة الجنة بعدما مست احداهما الاخرى ثم خلق أهل الجنة من طينة الجنة وأهل النار من طينة النار و ” اولئك ” اشارة إلى الاعداء و ” هؤلاء ” إلى الاولياء و ” ما خلقوا منه في الاول طينة النار وفي الثاني طينة الجنة. “

[ 138 ]

الذى رأيت من حسن الهدى وحسن السمت وحسن الخلطة والوفاء بالميعاد من الرجال من المخالفين فبما التطخ به من الطينة الطيبة، فقلت: جعلت فداك فرجت عنى فرج الله عنك (1). 8 – باب خلق المؤمن 22 – عنه، عن علي بن حديد، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ان الله أذا أراد أن يخلق المؤمن من المؤمن والمؤمن من الكافر، بعث ملكا فأخذ قطرة من ماء المزن فألقاها على ورقة فأكل منها أحد الابوين فذلك المؤمن منه (2). 23 – وعنه، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن ميسر، عمن ذكره، عن أبي – عبد الله عليه السلام، قال: أن نطفة المؤمن لتكون في صلب المشرك فلا يصيبه من الشر شئ حتى يضعه، فإذا صار بشرا سويا لم يصبه من الشر شئ حتى يجرى عليه القلم (3). 9 – باب طيب المولد 24 – عنه، عن يعقوب بن يزيد وعبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن أبي محمد عبد الله بن ابراهيم الغفاري، عن الحسين بن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحبنا أهل البيت فليحمد الله على أولى النعم، قلت: وما أولى النعم؟ – قال: طيب الولادة، ولا يحبنا الا من طابت ولادته (4). 25 – وعنه، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن أبي عبد الله المدايني، قال: قال أبو – عبد الله عليه السلام: إذا برد على قلب أحدكم حبنا فليحمد الله على أولى النعم، قلت: على فطرة الاسلام؟ – قال: لا، ولكن على طيب المولد، انه لا يحبنا الا من طابت ولادته،


1 – ج 3، ” باب الطينة والميثاق ” (ص 70، س 3). 2 و 3 – ج 15، الجزء الاول، ” باب طينة المؤمن وخروجه من الكافر وبالعكس ” (ص 22، س 6 و 8). 4 – ج 7، ” باب أن حبهم عليهم السلام علامة طيب الولادة ” (ص 389، س 11)

[ 139 ]

ولا يبغضنا الا الملزق الذي يأتي به أمه من رجل آخر فتلزمه زوجها فيطلع على عوراتهم ويرثهم أموالهم فلا يحبنا ذلك أبدا، ولا يحبنا الا من كان صفوة من أي الجيل كان (1). 26 – وعنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن اسحاق بن عمار، عمن ذكره، عن اسحاق، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من وجد منكم برد حبنا على قلبه فليحمد الله على أولى النعم، قلت: وما أولى النعم؟ – قال: طيب الولادة (2). 27 – وعنه، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن حماد بن عثمان، عن معمر بن يحيى، عن أبي خالد الكابلي أنه سمع علي بن الحسين عليه السلام يقول: لا يدخل الجنة الا من خلص من آدم (3). 28 – وعنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن شريس الوابشى، عن سدير الصيرفي، قال: أبو جعفر عليه السلام: من طهرت ولادته دخل الجنة (4)، 29 – وعنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: خلق الله الجنة طاهرة مطهرة، لا يدخلها الا من طابت ولادته (5). 30 – عنه، عن علي بن الحكم، عن أبي القاسم عثمان بن عبد الله مولى شريح القاضى الكندى قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، وعنده نصر القاضى ورجل من بنى كعب من أحمس فتحدث بأحاديث فلما خرجا قلت: جعلت فداك، ما خلفت بالكوفة عربيين ولا عجميين أنصب منهما، فقال: ان هذين صحيح نسبهما ومن صح نسبه لم يدع على مثلى ما يريد عيبه، قال: فخرجت إلى الكوفة فلقيتهما فقلت للنصر


1 و 2 – ج 7، ” باب أن حبهم عليهم السلام علامة طيب الولادة ” (ص 390، س 18 و 20) قائلا في الباب بعد نقل مثل الحديث الثاني: ” بيان – قوله ” برد حبنا ” أي لذته وراحته، قال الجزرى: كل محبوب عندهم بارد. ” أقول: في بعض النسخ بدل ” لا يبغضنا ” ” لن يبغضنا ” وبدل ” فتلزمه ” ” فتلزقه “. 3 و 4 و 5 – ج 3، ” باب علة عذاب الاستيصال وحال ولد الزنا ” (ص 79، س 36 و 37، وص 80، س 1).

[ 140 ]

أولا: سمعت ما كنا فيه من الاحاديث مع جعفر عليه السلام، فقال: والله ما كنا الا في ذكر الله ومواعظ حسنة، قال: ثم لقيت الآخر فقلت له مثل ذلك فقال: ما أحفظه و لا أذكر أني سمعت منه شيئا، قال: فذكرته حديثا من الاحاديث، قال لي: ويلك سمعت هذا من جعفر عليه السلام تعيده؟ والله لو كان رأس عبد من ذهب لكانت رجلاه من خشب، اذهب قبحك الله (1). 31 – وعنه، عن علي بن الحكم، عن أبي القاسم عثمان بن عبد الله، قال: شكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام قوما غلبوني على دار لى في أحمس وجيرانها نصاب والرجل ليس منهم، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: ان هؤلاء الذين ذكرت قوم لهم نسب صحيح فاستعن بهم على استخراج حقك فانهم يفعلون، قال: فجئت إليهم، فقلت لهم: ان جعفرا أمرنى أن أستعين بكم، فقالوا لي: والله لو لم نكن بموالي جعفر لكان الواجب علينا في صحة نسبه أن نقوم في رسالته فقاموا معى حتى استخرجوا الدار فباعوها لى وأعطوني الثمن (2). 32 – وحدثني بعض أصحابه، عن عبد الله بن عون الشيباني، عن رجل من أصحابنا، قال: اكتريت من جمال شق محمل وقال لي: لا تهتم لزميل فلك زميل، فلما كنا بالقادسية إذا هو قد جاءني بجار لى من العرب قد كنت أعرفه بخلاف شديد وقال: هذا زميلك فأظهرت له أنى قد كنت أتمناه على ربي وأبديت له فرحا بمزاملته ووطنت نفسي أن أكون عبدا له وأخدمه كل ذلك فرقا منه قال: فإذا كل شئ وطنت نفسي عليه من خدمته والعبودية له قد بادرنى إليه فلما بلغنا المدينة قال: يا هذا، ان لي عليك حقا ولي بك حرمة، فقلت: حقوق وحرم، قال: قد عرفت أين تنحو فاستأذن لى على صاحبك قال: فبهت أن أنظر في وجهه لا أدرى بما أجيبه قال: فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته عن الرجل وجواره منى وأنه من أهل الخلاف وقصصت عليه قصته إلى أن


1 و 2 ج 7، باب أن حبهم (ع) علامة طيب الولادة ” (ص 390، س 22 و 26) أقول: في بعض النسخ بدل ” خشب ” ” جر ” وقال المحدث النوري (ره) في ذيل الكلمة ” الجر جمع الجرة من الخزف ” وأيضا في جميع النسخ بدل ” لم نكن بموالي جعفر ” ” لم يكن لمولدة جعفر مولدة ” الا في البحار فان فيه كما في المتن.

[ 141 ]

سألني الاستيذان عليك فما أجبته إلى شئ، (قال:) فأذن له، (قال:) فلم أوت شيئا من أمور الدنيا كنت به أشد سرورا من اذنه ليعلم مكاني منه، قال: فجئت بالرجل فأقبل عليه أبو عبد الله عليه السلام بالترحيب ثم دعا له بالمائدة وأقبل لا يدعه يتناول الا مما كان يتناوله ويقول: ” أطعم رحمك الله ” حتى إذا رفعت المائدة، قال أبو عبد الله عليه السلام ” قال رسول الله صلى الله عليه وآله “، فأقبلت أستمع منه أحاديث لم أطمع أن أسمع مثلها من أحد يرويها على أبي عبد الله عليه السلام. ثم قال أبو عبد الله عليه السلام في آخر كلامه: ” ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية ” فجعل لرسول الله صلى الله عليه وآله من الازواح والذرية مثل ما جعل للرسل من قبله، فنحن عقب رسول الله و ذريته، أجرى الله لآخرنا مثل ما أجرى لاولنا، قال: ثم قمنا فلم تمر بي ليلة كانت أطول منها فلما أصبحت جئت إلى أبي عبد الله عليه السلام، فقلت له: ألم أخبرك بخبر الرجل قال: بلى، ولكن الرجل له أصل فان يرد الله به خيرا قبل ما سمع منا، وأن يرد به غير ذلك منعه ما ذكرت منه من قدره أن يحكى عنا شيئا من أمرنا، قال: فلما بلغت العراق وأنا لا أرى أن في الدنيا أحدا أنفذ منه في هذا الامر. (1) 33 – عنه، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب البجلى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة دعى الخلائق بأسماء أمهاتهم الا نحن وشيعتنا فانهم يدعون بأسماء آبائهم (2). 34 – عنه، عن القاسم بن يحيى، عن الحسن بن راشد، عن الحسين بن علوان، وحدثني عن أحمد بن عبيد، عن الحسين بن علوان، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إذا كان يوم القيامة يدعى الناس جميعا بأسمائهم وأسماء أمهاتهم سترا من الله عليهم الا شيعة علي عليه السلام فانهم يدعون بأسمائهم وأسماء آبائهم وذلك أن ليس فيهم عهار (3).


(1) ج 7، ” باب أن حبهم (ع) علامة طيب الولادة ” (ص 390، س 29) اقول: في بعض النسخ بدل ” فبهت ” ” فتهيبت ” وبدل ” فلم اوت ” ” فلم اوف ” وبدل ” يرويها على ” ” يرويها عن ” أقول: قال المجلسي (ره) بعد نقل الحديث: ” بيان – قوله ” ما ذكرت منه ” لعله على صيغة المتكلم، أي ما ذكرت من صحة أصله ونسبه وهو المراد بالقدر، ويحتمل الخطاب بأن يكون الراوى ذكر له مثل هذا “. 2 و 3 – ج 3، ” باب أنه يدعى الناس (أي في يوم القيامة) باسماء أمهاتهم الا الشيعة (ص 260، س 25 و 26)

[ 142 ]

10 – باب الولاية 35 – عن أبيه، عن حماد بن عيسى (فيما أعلم،) عن يعقوب بن شعيب، قال سألت أبا عبد الله عليه السلام، عن قول الله عزوجل: ” الا من تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ” قال: إلى ولايتنا والله، أما ترى كيف اشترط الله عزوجل؟! (1). 36 – عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه في قول الله عزوجل، ” ولتكبروا الله على ما هداكم ” قال: التكبير التعظيم لله، والهداية الولاية (2). 37 – عنه، عن أبي محمد الخليل بن يزيد، عن عبد الرحمن الحذاء، عن أبي كلدة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الروح والراحة و – الرحمة والنصرة واليسر واليسار والرضى والرضوان والفرج والمخرج والظهور والتمكين والغنم والمحبة من الله ومن رسوله لمن والى عليا عليه السلام وائتم به (3). 11 – باب ما هو الا الله ورسوله ونحن وشيعتنا 38 – عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: والله ما بعدنا غيركم، وانكم معنا في السنام الاعلى، فتنافسوا في الدرجات (4)


1 – ج 7، باب أنه لا تقبل الاعمال الا بالولاية ” (ص 197، س 11) 2 – ج 7، ” باب أنهم عليهم السلام الهداية والهدى والهادون في القرآن ” (ص 120، س 20). 3 – ج 7، ” باب ثواب حبهم ونصرهم وولايتهم وأنها أمان من النار ” (ص 376، س 30) أقول: سيأتي بيان منه (ره) للحديث عن قريب ان شاء الله تعالى. 4 – ج 15، الجزء الاول، ” باب فضائل الشيعة ” (ص 109، س 23) قائلا بعده: ” بيان – ” السنام الاعلى ” بفتح السين أعلى عليين، في النهاية سنام كل شئ أعلاه ” فتنافسوا في الدرجات ” أي أنتم معنا في الجنة فارغبوا في أعالي درجاتها فان لها درجات غير متناهية صورة ومعنى، أو أنتم في درجتنا العالية في الجنة لكن لها أيضا درجات كثيرة مختلفة بحسب القرب و البعد منا فارغبوا في علو تلك الدرجات وهذا أظهر، قال في النهاية: التنافس من المنافسة و هي الرغبة في الشئ والانفراد به وهو من الشئ النفيس الجيد في نوعه “.

[ 143 ]

39 – عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن الحسين بن أبي العلاء، قال: قال أبو – عبد الله عليه السلام: ان لكل شئ جوهرا، وجوهر ولد آدم محمد صلى الله عليه وآله ونحن وشيعتنا (1). 40 – عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن سدير، قال: قال أبو عبد الله عليه – السلام: أنتم آل محمد، أنتم آل محمد (2). 41 – عنه، عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن مالك بن أعين الجهنى قال: أقبل الي أبو عبد الله عليه السلام، فقال: يا مالك أنتم والله شيعتنا حقا، يا مالك تراك قد أفرطت في القول في فضلنا، انه ليس يقدر أحد على صفة الله وكنه قدرته و عظمته فكما لا يقدر أحد على كنه صفة الله وكنه قدرته وعظمته ” ولله المثل الاعلى ” فكذلك لا يقدر أحد على صفة رسول الله صلى الله عليه وآله وفضلنا وما أعطانا الله وما أوجب من حقوقنا، وكما لا يقدر أحد أن يصف فضلنا وما أعطانا الله وما أوجب الله من حقوقنا فكذلك لا يقدر أحد أن يصف حق المؤمن ويقوم به مما أوجب الله على أخيه المؤمن، والله يا مالك ان المؤمنين ليلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه فما يزال الله تبارك وتعالى ناظرا اليهما بالمحبة والمغفرة، وان الذنوب لتحات عن وجوههما وجوارحهما حتى يفترقا، فمن يقدر على صفة الله وصفة من هو هكذا عند الله؟! (3) 12 – باب ” يوم ندعوا كل اناس بامامهم ” 42 – عنه، عن أبيه، عن النضر، عن الحلبي، عن ابن مسكان، عن مالك الجهنى، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، انه ليس من قوم ائتموا بامامهم في الدنيا الا جاء يوم – القيامة يلعنهم ويلعنونه الا أنتم ومن كان على مثل حالكم (4).


1 و 2 – ج 15، الجزء الاول ” باب فضائل الشيعة ” (ص 109، س 27 و 28) قائلا بعد الحديث الثاني: ” بيان – هذا على المبالغة كقولهم: ” سلمان منا اهل البيت ” 3 – ج 15، كتاب العشرة ” باب حقوق الاخوان ” (ص 62، س 12) 4 – ج 3، ” باب أنه يدعى فيه (أي في يوم القيامة) كل أناس بامامهم ” (ص 292، س 19).

[ 144 ]

43 – عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن مالك بن أعين قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا مالك أما ترضون أن يأتي كل قوم يلعن بعضهم بعضا الا أنتم ومن قال بقولكم (1). 44 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن ابن مسكان، عن يعقوب بن شعيب، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام، ” يوم ندعوا كل أناس بامامهم ” فقال: ندعو كل قرن من هذه الامة بامامهم، قلت: فيجئ رسول الله صلى الله عليه وآله في قرنه، وعلي عليه السلام في قرنه، والحسن عليه السلام في قرنه، والحسين عليه السلام في قرنه، وكل امام في قرنه الذي هلك بين أظهرهم؟ – قال: نعم (2). 13 – باب ” قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى ” 45 – عنه، عن أبيه، عمن حدثه، عن اسحاق بن عمار، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الرجل يحب الرجل ويبغض ولده، فأبى الله عز وجل الا أن يجعل حبنا مفترضا أخذه من أخذه وتركه من تركه واجبا، فقال: ” قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى ” (3). 46 – عنه، عن ابن محبوب، عن أبي جعفر الاحول، عن سلام بن المستنير، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل ” قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى ” فقال: هي والله فريضة من الله على العباد لمحمد صلى الله عليه وآله في أهل بيته (4). 47 – عنه، عن الهيثم بن عبد الله النهدي، عن العباس بن عامر القصير، عن حجاج الخشاب، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لابي جعفر الاحول: ما يقول من عندكم في قول الله تبارك وتعالى؟ – ” قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى. ” فقال: كان الحسن


1 و 2 – ج 3، ” باب أنه يدعى فيه (أي في يوم القيامة) كل أناس بامامهم ” (ص 292، س 20 و 21)، 3 و 4 – ج 7، ” باب أن مودتهم أجر الرسالة ” (ص 49، س 16 و 18) أقول: بدل النساخ هنا (أي عند نقل الحديث الثاني) رمز المحاسن وهو قوله ” سن ” اشتباها برمز البصائر ” وهو قوله ” ير “

[ 145 ]

البصري يقول: في أقربائي من العرب، فقال أبو عبد الله عليه السلام: لكنى أقول لقريش الذين عندنا: هي لنا خاصة، فيقولون: هي لنا ولكم عامة، فأقول: خبروني عن النبي صلى الله عليه وآله، إذا نزلت به شديدة من خص بها؟ أليس ايانا خص بها؟ حين أراد أن يلاعن أهل نجران أخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ويوم بدر قال لعلي وحمزة وعبيدة بن الحارث قال: فأبوا يقرون لي، أفلكم الحلو، ولنا المر؟! (1). 48 – عنه، عن الحسن بن علي الخزاز، عن مثنى الحناط، عن عبد الله بن عجلان قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى “؟ – فقال: هم الائمة الذين لا يأكلون الصدقة ولا تحل لهم (2). 14 – باب ” أنتم أهل دين الله ” 49 – عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عمرو الكليني قال: كنت أطوف مع أبى عبد الله عليه السلام، وهو متكئ علي إذ قال يا عمرو: ما أكثر السواد يعنى الناس فقلت: أجل جعلت فداك، فقاك أما والله ما يحج لله غيركم، ولا يؤتى أجره مريتن غيركم، أنتم والله رعاة الشمس والقمر، وأنتم والله أهل دين الله، منكم يقبل ولكم يغفر (3). 50 – عنه، عن أبيه، عمن حدثه، عن عبيدالله بن علي الحلبي قال: قال أبو عبد الله


1 و 2 – ج 7، ” باب أن مودتهم أجر الرسالة ” (ص 49، س 19 و 25) أقول – في جميع ما عندنا من النسخ بدل ” هي لنا خاصة ” في الحديث الاول ” ههنا خاصة ” فصححناها بقرينة سياق الكلام اما المجلسي (ره) فاعتمدا على صحة ما عنده من نسخة الكتاب قال بعد نقله: ” بيان – قوله (ع) ” الذين عندنا ” أي نحن نقول لقريش: المراد بالقربى الجماعة الذين عندنا، أي أهل البيت عليهم السلام خاصة ” فيقولون ” أي قريش. قوله (ع) ” فأبوا يقرون لى ” أي بعد اتمام الحجة عليهم في ذلك بما ذكرنا أبوا عن قبوله. وفي بعض النسخ ” فأتوا بقرون لهم ” أي أتوا جمعا من المشركين وأتوا برؤوسهم، أو القرون كناية عن شجعانم ورؤسائهم ” 3 – ج 7، ” باب أنه لا تقبل الاعمال الا بالولاية ” (ص 397، س 14) أقول نقله أيضا في ذلك الباب وتلك الصفحة (س 24) باختلاف يسير مع سند آخر من ذلك الكتاب موردا بيانا له منها قوله: ” قوله (ع) ” رعاة الشمس والقمر والنجوم “. أي ترعونها وترقبونها لاوقات الصلوات والعبادات، قال الفيروز آبادى: ” راعى النجوم = راقبها وانتظر مغيبها كرعاها “.

[ 146 ]

عليه السلام: ما أردت أن أحدثكم ولاحدثنكم ولانصحن لكم، وكيف لا أنصح لكم؟! وأنتم والله جند الله، والله ما يعبد الله عزوجل أهل دين غيركم، فخذوه ولا تذيعوه ولا تحبسوه عن أهله فلو حبست عنكم يحبس عنى (1). 51 – عن، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحليي عن أيوب بن حر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أنتم والله على دين الله ودين رسوله ودين علي بن أبي طالب، وما هي الا آثار عندنا من رسول الله صلى الله عليه وآله نكنزها (2). 15 – باب ” أنتم على الحق ومن خالفكم على الباطل ” 52 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن بدر بن الوليد الخثعمي قال: دخل يحيى بن سابور على أبي عبد الله عليه السلام ليودعه فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما والله انكم لعلى الحق، وان من خالفكم لعلى غير الحق، والله ما أشك أنكم في الجنة، فانى لارجو أن يقر الله أعينكم إلى قريب (3). 53 – عنه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: أما انه ليس عندنا لاحد من الناس حق ولا صواب الا من شئ أخذوه منا أهل البيت، ولا أحد من الناس يقضى بحق وعدل وصواب الا مفتاح ذلك القضاء وبابه وأوله وسببه علي بن أبي طالب عليه السلام، فإذا اشتبهت عليهم الامور كان الخطاء من قبلهم إذا أخطأوا والصواب من قبل علي بن أبي طالب عليه السلام (4).


1 – ج 7، ” باب أنه لا تقبل الاعمال الا بالولاية ” (ص 397، س 12) وأيضا ج 1، ” باب فضل كتابة الحديث وروايته ” (ص 108، س 19) قائلا بعد نقله: ” بيان – لعل المراد أنى قبل ذلك ما كنت أريد أن أحدثكم، اما لعدم قابليتكم أو للتقية ولكن الآن أحدثكم لرفع هذا المانع، وحمله على الاستفهام الانكارى بعيد. وقوله (ع): ” ولا تذيعوه ” أي عند غير أهله. و قوله (ع): ” فلو جست عنكم لحبس عنى ” حث على بذله لاهله، بأن الحبس عنهم يوجب الحبس عنكم. “. 2 – ج 15، الجزء الاول، ” باب أن الشيعة هم أهل دين الله ” (ص 126، س 6) 3 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الصفح عن الشيعة ” (ص 133، س 25). 4 – ج 1، ” باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز ” (ص 94، س 9).

[ 147 ]

16 – باب ” ما على ملة ابراهيم غيركم ” 54 – عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن حسان بن أبي علي العجلى، عن عمران بن ميثم، عن حبابة الوالبية، قال: دخلنا على امرأة قد صفرتها العبادة أنا وعبابة بن ربعي، فقالت: من الذي معك؟ – قلت: هذا ابن أخيك ميثم، قالت: ابن أخى والله حقا، أما انى سمعت أبا عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام يقول: ما أحد على ملة ابراهيم الا نحن وشيعتنا وسائر الناس منها برآء (1). 55 – عنه، عن أبيه وابن أبي نجران، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن مختار، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن عمران بن ميثم، عن حبابة الوالبية، قال: دخلت عليها فقالت: من أنت؟ – قلت: ابن أخيك ميثم، فقالت: أخى والله لاحدثنك بحديث جمعته من مولاك الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، اني سمعته يقول: والذي جعل أحمس خير بجيلة، وعبد القيس خير ربيعة، وهمدان خير اليمن، انكم لخير الفرق، ثم قال: ما على ملة ابراهيم الا نحن وشيعتنا، وسائر الناس منها برآء (2). 56 – عنه، عن أبيه ومحمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن اسحاق بن عمار، عن عباد بن زياد قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا عباد، ما على ملة ابراهيم أحد غيركم، وما يقبل الله الا منكم، ولا يغفر الذنوب الا لكم (3). 57 – عنه، عن ابن فضال، عن حماد بن عثمان، عن عبد الله بن سليمان الصيرفي، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ” ان أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا


1 و 2 – ج 15، الجزء الاول، ” باب أن الشيعة هم أهل دين الله ” (ص 125، س 29 و 31) قائلا بعد الحديث الثاني، ” توضيح -: قال الجوهرى: ” الاحمس ” الشجاع، وانما سميت قريش وكنانة حمسا لتشددهم في دينهم. وقال: ” بجيلة ” حى من اليمن، ويقال: انهم من معد. وقال: ” عبد القيس ” أبو قبيلة من أسد، وهو عبد القيس بن اقصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة. وقال: ” ربيعة الفرس ” أبو قبيلة وهو ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. وقال: ” همدان ” قبيلة من اليمن “. 3 – ج 15، الجزء الاول، ” باب أن الشيعة هم أهل دين الله ” (ص 125، س 37)

[ 148 ]

النبي والذين آمنوا. ” ثم قال: أنتم والله على دين ابراهيم ومنهاجه، وأنتم أولى الناس به (1). 17 – باب ” أنتم على دينى ودين آبائى ” 58 – عنه، عن الحسن بن علي الوشاء، عن مثنى الحناط، قال: حدثنى أحمد، عن رجل، عن ابن المغيرة قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: اتقوا الله ولا يخدعنكم انسان، ولا يكذبنكم انسان، فانما دينى دين واحد، دين آدم الذي ارتضاه الله، وانما أنا عبد مخلوق، ولا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله وما أشاء الا ما شاء الله (2). 18 – باب ” نظرتم حيث نظر الله ” 59 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبي المغرا، عن يزيد بن خليفة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لنا ونحن عنده: نظرتم والله حيث نظر الله، واخترتم من أختار الله، وأخذ الناس يمينا وشمالا وقصدتم قصد محمد صلى الله عليه وآله، والله انكم لعلى المحجة البيضاء (3). 19 – باب المعرفة 60 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن الحلبي، عن أبي بصير، قال: سألت أبا – عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: ” ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا ” فقال: هي طاعة الله ومعرفة الامام (4).


1 و 2 و 3 – ج 15، الجزء الاول، ” باب أن الشيعة هم أهل دين الله ” (ص 126، س 1 و 2 و 4). 4 – ج 7، ” باب أن الحكمة معرفة الامام ” (ص 108، س 32) اقول: فيما عندنا من النسخ مكان ” الامام ” ” الاسلام “. وأيضا: نقل مثله عن تفسير العياشي في المجلد الاول ” باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها وتنفعهم، وفيه تفسير الحكمة ” (ص 66، س 6) وقال بعد: ” بيان – قيل: الحكمة تحقيق العلم واتقان العمل. وقيل: ما يمنع من الجهل. وقيل: هي ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 149 ]

61 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: لا تطعم النار واحدا وصف هذا الامر (1). 62 – عنه، عن أبيه، عن النضر، عن الحلبي، عن أبي المغرا، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: اني لاعلم أن هذا الحب الذي تحبونا ليس بشئ صنعتموه ولكن الله صنعه (2). 63 – عنه، عن ابن فضال، عن بكار بن أبي بكر الحضرمي، قال: قيل لابي جعفر عليه السلام: ان عكرمة مولى ابن عباس قد حضرته الوفاة، قال فانتقل ثم قال: ان أدركته علمته كلاما لم تطعمه النار فدخل عليه داخل فقال: قد هلك (قال:) فقال له أبي: فعلمناه، فقال: والله ما هو الا هذا الامر الذي أنتم عليه (3). 64 – وعنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن حر، عن أبي بكر قال: كنا عنده ومعنا عبد الله بن عجلان، فقال عبد الله بن عجلان: معنا رجل يعرف ما نعرف، ويقال: انه ولد زنا، فقال: ما تقول؟ – فقلت: ان ذلك ليقال له، فقال: ان كان ذلك كذلك بنى له بيت في النار من صدر، يرد عنه وهج جهنم ويؤتى برزقه (4). 65 – عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه في قول الله تبارك وتعالى ” ولتكبروا الله على ما هديكم ولعلكم تشكرون ” قال: الشكر المعرفة، وفي قوله ” ولا يرضى لعباده الكفر و ان تشكر وايرضه لكم ” فقال: الكفر ههنا الخلاف، والشكر الولاية والمعرفة (5).


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” الاصابة في القول. وقيل: هي طاعة الله. وقيل: هي الفقه في الدين. وقال ابن دريد: كل ما يؤدى إلى مكرمة أو يمنع من قبيح. وقيل: ما يتضمن صلاح النشأتين. والتفاسير متقاربة. والظاهر من الاخبار أنها العلوم الفائضة الحقة النافعة مع العمل بمقتضاها، وقد يطلق على العلوم الفائضة من جنابه تعالى على العبد بعد العمل بما يعلم “. 1 – ج 15، الجزء الاول ” باب الصفح عن الشيعة ” (ص 133، س 27). 2 – ج 7، ” باب أن المعرفة لله تعالى ” (ص 61، س 34) 3 – ج 15، الجزء الاول ” باب الصفح عن الشيعة ” (ص 133، س 27). 4 – ج 3، ” باب علة عذاب الاستيصال وحال ولد الزنا ” (ص 80، س 3) قائلا بعده: ” بيان – ” من صدر ” أي يبنى له ذلك في صدر جهنم واعلاه، والظاهر أنه مصحف ” صبر ” بالتحريك وهو الجمد ” اقول: قدمنا الاشارة إلى مجئ هذا الخبر في ذيل ص 109 في ضمن بيان المجلسي قدس سره. 5 – ج 7، باب انهم نعمة الله والولاية شكرها ” (ص 103، س 32)

[ 150 ]

20 – باب الحب 66 – عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن قاسم الحضرمي، عن مدرك بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لكل شئ أساس، وأساس الاسلام حبنا أهل البيت (1) 67 – عنه، عن علي بن الحكم أو غيره، عن حفص الدهان، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ان فوق كل عبادة عبادة، وحبنا أهل البيت أفضل عبادة (2). 68 – عنه، عن محمد بن علي، عن الفضيل، قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: أي شئ أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله فيما افترض عليهم؟ – فقال: أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله طاعة الله وطاعة رسوله، وحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وآله وأولى الامر، وكان أبو جعفر عليه السلام يقول: ” حبنا ايمان وبغضنا كفر ” (3). 69 – عنه، عن ابن فضال، عن عاصم بن حميد، عن فضيل الرسان، عن أبي داود عن أبي عبد الله الجدلي، قال: قال لي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: يا أبا عبد الله، ألا أحدثك بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة، وبالسيئة التي من جاء بها أكبه الله على وجهه في النار، قلت: بلى، قال: الحسنة حبنا والسيئة بغضنا (4). 70 – عنه، عن أبيه رحمه الله، عن يونس بن عبد الرحمن أو غيره، عن رياح بن أبي نصر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان جالسا في ملا من أصحابه إذ قام فزعا فاستقبل جنازة على أربعة رجال من الحبش فقال: ضعوه ثم كشف عن وجهه فقال: أيكم يعرف هذا؟ – فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: أنا يا رسول الله، هذا عبد بنى رياح ما استقبلني قط الا قال: أنا والله أحبك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يحبك الا مؤمن وما يبغضك الا كافر، وانه قد شيعه سبعون ألف قبيل من الملائكة، كل قبيل على سبعين ألف قبيل، قال: ثم اطلقه من


1 و 2 و 3 و 4 – ج 7، ” باب ثواب حبهم ونصرهم وولايتهم ” (ص 376، س 32، و 33 و 34 وص 375، س 26) أقول: الحديث الاخير لم ينقله من هذا الكتاب لكنه نقله من امالي ابن الشيخ ثم قال: ” ير – ابن فضال، عن عاصم بن حميد مثله ” وأظن أن ” ير ” محرف ” سن ” كما تقدم مثله مكررا فعليك بالمراجعة حتى يتبين لك حقيقة الحال ان شاء الله تعالى.

[ 151 ]

جريدة وغسله وكفنه وصلى عليه وقال: ان الملائكة تضايق به الطريق وانما فعل به هذا لحبه اياك يا على (1). 71 – عنه، عن أبيه، عمن حدثه، عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن الا وقد خلص ودى إلى قلبه، وما خلص ودى إلى قلب أحد الا وقد خلص ود علي إلى قلبه، كذب يا علي من زعم أنه يحبنى، ويبغضك قال: فقال رجلان من المنافقين: لقد فتن رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الغلام، فأنزل الله تبارك و تعالى ” فستبصر ويبصرون، بأيكم المفتون، ودوا لو تدهن ويدهنون، ولا تطع كل حلاف مهين قال: نزلت فيهما إلى آخر الآية (2). 72 – عنه، عن ابن فضال، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن جابر بن يزيد، عن عبد الله بن يحيى قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان ابني فاطمة اشترك في حبهما البر والفاجر، وانه كتب لي أن لا يحبنى كافر ولا يبغضني مؤمن، وقد خاب من افترى (3). 73 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحر أخى أديم، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما أجبتمونا على ذهب ولا فضة عندنا قال: أيوب: قال أصحابنا: وقد عرفتم موضع الذهب والفضة (4).


1 – ج 9 ” باب حبه وبغضه (أي امير المؤمنين عليه السلام) (ص 402) قائلا بعده. ” بيان – قوله (ع) ” ثم أطلقه من جريدة ” لعله تصغير الجرد وهو الثوب الخلق، أي نزع ثيابه البالية ” أقول: في نسخة المحدث النوري (ره) بدل ” جريدة ” ” حديده ” فلذا قال بعد قوله: ” كذا في نسختين ” مشيرا به إلى ما في نسخته: ” في البحار: ” جريدة “، فساق بيان المجلسي (ره) إلى آخره مثل ما مر ذكره. 2 و 3 – ج 9، باب حبه وبغضه (أي امير المؤمنين عليه السلام) (ص 403، س 3 و 5) أقول: ليست عبارة ” قال رسول الله صلى الله عليه وآله ” في البحار، وهكذا في نسخة المحدث النوري (ره) فلذا بعد أن أضاف العبارة إلى الحديث في هامش نسخته قال: ” ليست هذه العبارة في أكثر النسخ. ” 4 – ج 7، ” باب ثواب حبهم ونصرهم وولايتهم ” (ص 376، س 36 أقول: جعل هناك رمز الكتاب المنقول عنه ” مل ” ثم ساق الحديث كما في كتابنا الحاضر وأظن أنه اشتباه فراجع حتى يتبين لك الحال وقال بعد نقله: بيان – لعل المعنى أنى لما ذكرت هذا الخبر للاصحاب قالوا: قد عرفتم من هذا الخبر موضع الذهب والفضة وأنه ليس لهما قدر عند الائمة عليهم السلام، ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 152 ]

74 – عنه، عن علي بن الحكم، عن سعد بن أبي خلف، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الروح والراحة والفلج والفلاح والنجاح والبركة والعفو والعافية والمعافاة والبشرى والنصرة والرضى والقرب والقرابة والنصر والظفر والتمكين والسرور والمحبة من الله تبارك وتعالى على من أحب علي بن أبي طالب، وحق علي أن أدخلهم في شفاعتي، وحق على ربي أن يستجيب لي فيهم، وهم أتباعي ومن تبعني فانه مني، جرى في مثل ابراهيم عليه السلام وفي الاوصياء من بعدى، لاني من ابراهيم وابراهيم منى، دينه ديني وسنته سنتى وأنا أفضل منه، وفضلي من فضله وفضله من فضلى، وتصديق قولى قول ربي ” ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ” (1). 75 – وعنه، عن محمد بن علي وغيره، عن الحسن بن محمد بن الفضل الهاشمي، عن أبيه قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ان حبنا أهل البيت لينتفع به في سبع مواطن. عند الله، وعند الموت، وعند القبر، ويوم الحشر، وعند الحوض وعند الميزان، و


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” أو المعنى أن الاصحاب ذكروا هذه الجملة في تلك الرواية فيكون من كلام الامام عليه السلام مخاطبا للشيعة أي لما عرفتم دناءة الذهب والفضة ورفعة درجات الآخرة ما طلبتم بحبكم لنا الدنيا، ويحتمل أن يكون المعنى أن الاصحاب قالوا عند ذكر الخبر مخاطبين للائمة عليهم السلام: انكم مع معرفتكم بمواضع المعادن والكنوز وكلها بيدكم لا تعطونها شيعتكم لئلا تصير نياتهم مشوبة، أو قال أصحابنا: قد عرفتم أن ذلك كناية عن أن خلفاء الجور موضع الذهب والفضة وتركتموهم، أو مع علمكم بمواضعها تركتموها، ولعل الاول أظهر. 1 – ج 7، ” ثواب حبهم ونصرهم وولايتهم (أي الائمة عليه السلام ” (ص 377، س 5) قائلا بعده: ” بيان – الروح والرحمة والفلاح والفوز والنجاة والنجاح الظفر بالمطلوب. وقال في النهاية: ” فيه: ” سلوا الله العفو والعافية والمعافاة ” ” فالعفو ” محو الذنوب ” والعافية ” أن يسلم من الاسقام والبلايا، ” والمعافاة ” هي أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك، أي يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ويصرف أذاهم عنك وأذاك عنهم وقيل: هي مفاعلة من العفو وهو أن يعفو عن الناس ويعفوهم عنه، (انتهى) ” ” والبشرى ” في الدنيا على لسان أئمتهم وعند الموت وفي القيامة ” والنصرة ” بالحجة. ” والرضى ” من الله ورضى الله عنهم. ” والقرب ” من الله ” والقرابة ” من الائمة ” والنصر ” في الرجعة ” والظفر ” على الاعادي في الدنيا والآخرة وكذا ” التمكين ” في الرجعة ” والسرور ” عند الموت وفى الآخرة “.

[ 153 ]

عند الصراط (1). 21 – باب من أحبنا بقلبه 76 – عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله الجعفري، عن جميل بن دراج، عن أبي حمزة الثمالى، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: في الجنة ثلاث درجات، وفي النار ثلاث دركات، فأعلى درجات الجنة لمن أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه ويده، وفي الدرجة الثانية من أحبنا بقلبه ونصرنا بلسانه، وفي الدرجة الثالثة من أحبنا بقلبه، وفي أسفل درك من النار من أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه و يده، وفي الدرك الثانية من النار من أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه، وفي الدرك الثالثة من النار من أبغضنا بقلبه (2). 77 – عنه، عن منصور بن العباس، عن أحمد بن عبد الرحيم، عمن حدثه، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين عليه السلام: مثلك مثل ” قل هو الله أحد ” فانه من قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثى القرآن، ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن، وكذلك من أحبك بقلبه كان له مثل ثلث ثواب أعمال العباد، و من أحبك بقلبه ونصرك بلسانه كان له مثل ثلثى أعمال العباد، ومن أحبك بقلبه ونصرك بلسانه ويده كان له مثل ثواب أعمال العباد (3). 22 – باب من مات لا يعرف امامه 78 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بشير الدهان قال:


1 – ج 7، ” باب ما ينفع حبهم فيه من المواطن ” (ص 391، س 30) قائلا بعده: ” بيان – ” عند الله ” أي في الدنيا بقربه لديه، أو استجابة دعائه وقبول أعماله، أو في درجات الجنة، أو عند الحضور عند الله للحساب، فيكون أوفق بالخبر السابق “. 2 و 3 – ج 7، ” باب ثواب حبهم ونصرهم وولايتهم ” (ص 377، س 14 و 17 قائلا بعد الحديث الثاني: ” بيان – لعل المراد ثواب أعمال العباد من غير المحبين، أو أعمالهم غير الحب أي أعمال الجوارح، والاظهر أن المراد أنهم يعطون مثل ثواب أعمال العباد استحقاقا وان كان ما يتفضل عليهم أكثر “.

[ 154 ]

قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ” من مات وهو لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية ” فعليكم بالطاعة، قدر أتيم أصحاب علي وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته، لنا كرائم القرآن ونحن أقوام افترض الله طاعتنا، ولنا الانفال ولنا صفو المال (1). 79 – عنه، عن ابن فضال، عن حماد بن عثمان، عن أبي اليسع عيسى بن السرى، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام. ان الارض لا تصلح الا بالامام، ومن مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية، وأحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته إذا بلغت نفسه هذه وأهوى بيده إلى صدره يقول: لقد كنت على أمر حسن (2). 80 – عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن حسين بن أبي العلاء، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله: ” من مات ليس له امام مات ميتة جاهلية ” فقال: نعم، لو ان الناس تبعوا علي بن الحسين عليهما السلام وتركوا عبد الملك بن مروان اهتدوا، فقلنا: من مات لا يعرف امامه مات ميتة جاهلية، ميتة كفر؟ – فقال: لا، ميتة ضلال (3).


1 – ج 7، ” باب وجوب معرفة الامام ” (ص 17، س 27 ” قائلا بعد نقله: ” بيان – قوله (ع) ” قد رأيتم أصحاب علي (ع) ” أي طاعتهم له، فالمراد خواصهم أو رجوعهم عنه وكفرهم بعد اطاعتهم له كالخوارج. قوله (ع) ” لنا كرائم القرآن ” أي نزلت فينا الآيات الكريمة و نفائسها وهي ما تدل على فضل ومدح، والمراد بميتة الجاهلية الموت على الحالة التي كانت عليها أهل الجاهلية من الكفر والجهل باصول الدين وفروعه). 2 – ج 7، ” باب وجوب معرفة الامام ” (ص 16، س 32) أقول: تقدم الحديث في كتاب عقاب الاعمال (وهو الحديث السادس والاربعون من الكتاب) مع اختلاف يسير ومع بيان من المجلسي (ره) له فراجع (ص 92، س 14). 3 – ج 7، ” باب معرفة الامام ” (ص 16، س 34) قائلا بعده: بيان – لعله عليه السلام انما نفى الكفر لان السائل توهم أنه يجري عليه أحكام الكفر في الدنيا فنفى ذلك وأثبت له الضلال عن الحق في الدنيا وعن الجنة في الآخرة فلا يدخل الجنة أبدا فلا ينافى الاخبار الآتية التي أثبتوا فيها لهم الكفر، لان المراد بها أنهم في حكم الكفار في الآخرة، ويحتمل أن يكون نفى الكفر لشمول من لا يعرف المستضعفين لان فيهم احتمال النجاة من العذاب فسائر الاخبار محمولة على من سواهم، وسيأتي القول في ذلك في كتاب الكفر والايمان ان شاء الله تعالى.

[ 155 ]

81 – عنه، عن النضر، عن يحيى، عن أيوب بن الحر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال أبي: من مات ليس له امام مات ميتة جاهلية (1). 82 – عنه، عن محمد بن علي، عن علي بن النعمان النخعي، قال حدثنى الحارث بن المغيرة النضرى قال: سمعت عثمان بن المغيرة يقول: حدثنى الصادق، عن علي عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات بغير امام جماعة مات ميتة جاهلية، قال الحارث بن المغيرة: فلقيت جعفر بن محمد عليهما السلام، فقال: نعم، قلنا: – فمات ميتة جاهلية؟ – قال: ميتة كفر وضلال ونفاق (2). 83 – عنه، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن بشير العطار، قال: قال أبو – عبد الله عليه السلام: ” يوم ندعوا كل أناس بامامهم ” ثم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله:) وعنى امامكم، وكم من إمام يجئ يوم القيامة يلعن أصحابه ويلعنونه، نحن ذرية محمد صلى الله عليه وآله وأمنا فاطمة (عليها السلام) وما آتى الله أحدا من المرسلين شيئا الا وقد آتاه محمدا صلى الله عليه وآله كما آتى المرسلين من قبله ثم تلا ” ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية ” (3). 84 – عنه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن غالب، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما أنزلت. ” يوم ندعو كل أناس بامامهم ” قال المسلمون: يا رسول الله ألست امام الناس كلهم أجمعين؟ – فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ولكن سيكون بعدى أئمة على الناس من أهل بيتى من الله، يقومون في الناس فيكذبونهم ويظلمونهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم، ألا فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو مني ومعى وسيلقانى، ألا ومن ظلمهم وأعان على ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معى وأنا منه برئ (4). 85 – عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من مات وليس له امام فموته ميتة


1 و 2 – ج 7، ” باب وجوب معرفة الامام ” (ص 17، س 2 و 3). 3 و 4 – ج 7، ” باب الآيات الدالة على رفعة شأنهم ونجاة شيعتهم في الآخرة ” (ص 145، س 22 و 24).

[ 156 ]

جاهلية، ولا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم، ومن مات وهو عارف لامامه لا يضره تقدم هذا الامر أو تأخره، ومن مات عارفا لامامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه (1). 23 – باب الاهواء 86 – عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن سعيد بن يسار، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وهو على سرير فقال: يا سعيد ان طائفة سميت المرجئة، وطائفة سميت الخوارج، وسميتم الترابية (2). 87 – وعنه، عن أبيه رحمه الله، عن القاسم بن محمد الجوهرى، عن حبيب الخثعمي والنضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن حبيب قال: قال لنا أبو عبد الله عليه السلام: ما أحد أحب إلي منكم، ان الناس سلكوا سبلا شتى، منهم من أخذ بهواه، ومنهم من أخذ برأيه، وانكم أخذتم بأمر له أصل. وفي حديث آخر لحبيب، عن أبي – عبد الله عليه السلام، قال: ان الناس أخذوا هكذا وهكذا، فطائفة أخذوا بأهوائهم، وطائفة قالوا بآرائهم، وطائفة قالوا بالرواية، والله هداكم لحبه وحب من ينفعكم حبه عنده (3). 88 – عنه، عن ابن فضال، عن أبي اسحاق ثعلبة بن ميمون، عن بشير الدهان، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ان هذه المرجئة وهذه القدرية وهذه الخوارج ليس منهم أحد الا وهو يرى أنه على الحق، وانكم انما أجبتمونا في الله، ثم تلا ” أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم ” ” وما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا ” ” من يطع الرسول فقد أطاع الله ” ” ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ” ثم قال: والله لقد نسب الله عيسى بن مريم في القرآن إلى ابراهيم من قبل النساء، ثم قال: ” ومن ذريته داود وسليمان ” إلى قوله: ” ويحيى وعيسى ” (4). 89 – وعنه، عن أبيه رحمه الله، عن النضر، عن الحلبي، عن بشير في حديث سليمان مولى طربال، قال: ذكرت هذه الاهواء عند أبي عبد الله عليه السلام قال: لا والله ما هم على شئ مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله الا استقبال الكعبة فقط (5).


1 – ج 7، ” باب وجوب معرفة الامام، وأنه لا يعذر الناس بترك الولاية ” (ص 17، س 5). 2 و 3 (بجزئيه) و 4 و 5 – ج 15، الجزء الاول ” باب أن الشيعة هم أهل دين الله ” (ص 126، ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 157 ]

24 – باب الرافضة 90 – عنه، عن علي بن أسباط، عن عيينة بياع القصب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: والله لنعم الاسم الذي منحكم الله ما دمتم تأخذون بقولنا ولا تكذبون علينا قال: و قال لي أبو عبد الله عليه السلام هذا القول اني كنت خبرته ان رجلا قال لي: اياك أن تكون رافضيا (1). 91 – عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أسامة زيد الشحام، عن أبي الجارود قال: أصم الله أذنيه كما أعمى عينيه ان لم يكن سمع أبا جعفر عليه السلام يقول: ان فلانا سمانا باسم، قال: وما ذاك الاسم؟ – قال: سمانا الرافضة، فقال أبو جعفر عليه السلام بيده إلى صدره: ” وأنا من الرافضة وهو منى ” قالها ثلاثا (2) 92 – عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن رجلين، عن أبي بصير، قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: جعلت فداك اسم سمينا به استحلت به الولادة دماءنا وأموالنا وعذابنا، قال: وما هو؟ – قال: الرافضة، فقال أبو جعفر عليه السلام: ان سبعين رجلا من عسكر فرعون رفضوا فرعون فأتوا موسى عليه السلام فلم يكن في قوم موسى عليه السلام أحد أشد اجتهادا ولا أشد حبا لهارون منهم فسماهم قوم موسى الرافضة، فأوحى ألله إلى موسى: أن ثبت لهم هذا الاسم في التوراة فانى قد نحلتهم وذلك اسم قد نحلكموه الله (3).


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” (س 7 و 8 و 9 و 10 و 15) قائلا بعد الحديث الرابع: ” بيان – ” والله لقد نسب الله ” أقول: استدل بذلك على أنهم ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله “. 1 و 2 و 3 – ج 15، الجزء الاول، ” باب فضل الرفضة ومدح التسميته بها ” (ص 127، س 25 و 27 و 29) قائلا بعد الحديث الاول: ” بيان – ” انى كنت ” أي انما قال عليه السلام هذا القول لانى كنت أخبرته “. أقول: الظاهر سقوط كلمة ” مشيرا ” قبل قوله ” بيده ” في الحديث الثاني.

[ 158 ]

25 – باب الشيعة 93 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن زيد الشحام، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن ولي علي إن تزل به قدم ثبتت أخرى (1). 26 – باب خصائص المؤمن 94 – عنه، عن أبيه عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن زرارة قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام وأنا جالس عن قول الله عزوجل: ” من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ” يجري لهؤلاء ممن لا يعرف منهم هذا الامر؟ – فقال: انما هذه للمؤمنين خاصة، قلت له: أصلحك الله أرأيت من صام وصلى واجتنب المحارم وحسن ورعه ممن لا يعرف ولا ينصب؟ – فقال: ان الله يدخل اولئك الجنة برحمته (2). 95 – عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن أسلم، عن الخطاب الكوفي ومصعب بن عبد الله الكوفي قالا: دخل سدير الصيرفي على أبي عبد الله عليه السلام وعنده جماعة من أصحابه، فقال له: يا سدير لا تزال شيعتنا مرعبين محفوظين مستورين معصومين ما أحسنوا النظر لانفسهم فيما بينهم وبين خالقهم وصحت نياتهم لائمتهم وبروا اخوانهم فعطفوا على ضعيفهم وتصدقوا على ذوى الفاقة منهم، انا لا نأمر بظلم ولكنا نأمركم بالورع الورع الورع والمواساة المواساة المواساة لاخوانكم فان أولياء الله لم يزالوا مستضعفين قليلين منذ خلق الله آدم عليه السلام (3) 96 – وروى عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ستة لا تكون في مؤمن، قيل: وما هي


1 – ج 15، الجزء الاول، ” باب النهى عن التعجيل على الشيعة وتمحيص ذنوبهم ” (ص 156، س 21) 2 – ج 15، الجزء الثالث، ” باب المستضعفين والمرجون لامر الله ” (ص 20، س 20) وأيضا ج 7، ” باب أنه لا تقبل الاعمال الا بالولاية ” (ص 397، س 16). 3 – ج 15، الجزء الاول، ” باب صفات الشيعة وأصنافهم وذم الاغترار والحث على العمل والتقوى ” (ص 143، س 7).

[ 159 ]

العسر والنكد واللجاجة والكذب والحسد والبغى، وقال: لا يكون المؤمن مجازفا (1). 27 – باب الانفراد 97 – عنه، عن الحسن بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي أمية يوسف بن ثابت بن أبي سعيد، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان تكونوا وحدانيين فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وحدانيا يدعو الناس فلا يستجيبون له، وقد كان أول من استجاب له علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ” أنت منى بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبي بعدى “. (2) 98 – عنه، عن ابن فضال، عن علي بن شجرة، عن عبيد بن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما من مؤمن الا وقد جعل الله له من ايمانه أنسا يسكن إليه حتى لو كان على قلة جبل يستوحش إلى من خالفه (3). 99 – عنه، عن ابن فضال، عن أبن فضيل، عن أبي حمزة الثمالى قال: سمعت أبا – عبد الله عليه السلام يقول: قال الله تبارك وتعالى: ” ما ترددت عن شئ أنا فاعله كترددى


1 – ج 15، الجزء الاول. ” باب علامات المؤمن وصفاته ” (ص 79، س 20) قائلا بعده: ” بيان – ” العسر ” الشدة في المعاملات وعدم السهولة. و ” النكد ” العسر والخشونة في المعاشرات، أو قلة العطاء والبخل وهو أظهر، في القاموس ” نكد عيشهم كفرح = اشتد وعسر، والبئر قل ماؤها، ونكد فلانا كنصر = منعه ما سأله أو لم يعطه الا أقله، والنكد بالضم = قلة العطاء ويفتح ” و ” اللجاجة ” الخصومة. قوله (ع) ” محاربا ” أي بغير حق، وفي بعض النسخ ” مجازفا ” والجزاف معرب گزاف وهو بيع الشئ لا يعلم كيله ولا وزنه والمجازفة في البيع = المساهلة فيه، قال في المصباح: ” يقال لمن يرسل كلامه إرسالا من غير قانون: جازف في كلامه، فأقيم نهج الصواب مقام الكيل والوزن، انتهى ” وأقول: كأنه المراد هنا، وفي بعض النسخ بالحاء والراء المهملتين و ” المحارف ” بفتح الراء = المحروم المحدود الذي سد عليه أبواب الرزق، وفي كونه منافيا للايمان الكامل اشكال إلا أن يكون مبنيا على الغالب ” فعلم أن النسخ بالنسبة إلى كلمة ” مجازفا ” مختلفة. 2 و 3 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الرضى بموهبة الايمان وأنه من أعظم النعم “. (ص 40، س 10 و 13) قائلا بعد الحديث الثاني: ” بيان – ” القلة ” بالضم أعلى الجبل، وقلة كل شئ أعلاه. ” يستوحش إلى من خالفه ” أي ممن خالفه والظاهر ” لم يستوحش ” كما في بعض النسخ بتضمين معنى الميل، أي لم يستوحش من الوحدة فيميل إلى من خالفه في الدين ويأنس به، في القاموس: ” الوحشة = الهم والخلوة والخوف، واستوحش = وجد الوحشة “.

[ 160 ]

عن المؤمن فانى أحب لقاءه ويكره الموت، فأزويه عنه، ولو لم يكن في الارض الا مؤمن واحد لاكتفيت به عن جميع خلقي، ولجعلت له من ايمانه أنسا لا يحتاج معه إلى أحد (1) 100 – عنه، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد بن علي الحلبي، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: قال الله تبارك وتعالى: ” ليأذن بحرب منى مستذل عبدي المؤمن، وما ترددت عن شئ كترددى في موت المؤمن، اني لاحب لقاءه ويكره الموت، فأصرفه عنه، وانه ليدعوني في الامر فأستجيب له لما هو خير له وأجعل له من ايمانه أنسا لا يستوحش فيه إلى أحد (2). 101 – عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحر أخى أديم، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يضر أحدكم لو كان على قلة جبل، يجوع يوما ويشبع يوما إذا كان على دين الله (3). 28 – باب [ كذا في جميع ما عندي من النسخ ] 102 – عنه، عن أبيه، وحسن بن حسين، عن ابن سنان، عن أبي الجارود، قال: خرج أبو جعفر عليه السلام على أصحابه يوما وهم ينتظرون خروجه فقال لهم: تنجزوا البشرى من الله، ما أحد يتنجز البشرى من الله غيركم (4). 103 – عنه، عن ابن فضال، عن أبي كهمس، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام قال: أخذ الناس يمينا وشمالا ولزمتم أهل بيت نبيكم فابشروا، قال: قلت: جعلت فداك أرجو أن لا يجعلنا الله واياهم سواء، فقال: لا والله، لا والله، ثلاثا (5).


1 و 2 و 3 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الرضى بموهبة الايمان، وأنه من أعظم النعم ” (ص 40، س 16 و 18 و 24) قائلا بعد الحديث الثاني: ” بيان – ” ليأذن بحرب منى ” أي ليعلم أني أحاربه، كناية عن شدة غضبه عليه، أو أنه في حكم محاربي كما قال تعالى: ” فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله “، قال الطبرسي: أي أعلموا بحرب، والمعنى أنكم في امتناعكم حرب لله ولرسوله. وقوله: ” لاستغنيت به ” أي لاقمت نظام العالم وأنزلت الماء من السماء ورفعت عن الناس العذاب والبلاء لوجود هذا المؤمن، لان هذا يكفى لبقاء هذا النظام ” لا يستوحش فيه ” كأن كلمة ” في ” تعليلية والضمير للايمان، وليست هذه الكلمة في أكثر الروايات وهو أظهر ” أقول: في غالب النسخ بدل ” ليأذن ” ” أن نبئ “. 4 و 5 – ج 15، الجزء الاول، ” باب أن الشيعة أهل دين الله ” (ص 126، س 17 و 18) وفيه بدلا ” تنجزوا ” ” تحروا ” وبدل ” يتنجز ” ” يتحرى “.

[ 161 ]

104 – عنه، عن ابن محبوب، عن أبي جعفر الاحول، عن بريد العجلى وزرارة بن أعين ومحمد بن مسلم، قالوا: قال لنا أبو جعفر عليه السلام: ما الذي تبغون أما انه لو كانت فزعة من السماء لفزع كل قوم إلى مأمنهم، ولفزعنا نحن إلى نبينا (صلى الله عليه وآله) وفزعتم إلينا، فأبشروا، ثم أبشروا، ثم أبشروا، ألا والله لا يسويكم الله و غيركم، لا ولا كرامة لهم (1). 29 – باب [ كذا فيما عندي من نسخ المحاسن ] 105 – عنه، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي داود الحداد، عن موسى بن بكر، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فقال رجل في المجلس: أسأل الله الجنة، فقال أبو – عبد الله عليه السلام: أنتم في الجنة فاسئلوا الله أن لا يخرجكم منها، فقلنا: جعلنا فداك نحن في الدنيا، فقال: ألستم تقرون بامامتنا؟ – قالوا: نعم، فقال: هذا معنى الجنة، الذي من أقر به كان في الجنة فاسئلوا الله أن لا يسلبكم (2). 106 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعى بن عبد الله، عمن أخبره، عن أبي جعفر عليه السلام، أنه قال: لن تطعم النار من وصف هذا الامر (3). 30 – باب التزكية 106 – عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبي كهمس، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: عرفتمونا وأنكرنا الناس، وأحببتمونا وأبغضنا الناس، ووصلتمونا و


1 ج 15، الجزء الاول، ” باب أن الشيعة هم أهل دين الله ” (ص 126، س 20). أقول: قال بعد حديث يقرب من ذلك في المضمون بعد نقله في ذلك الجزء من الكتاب في باب فضائل الشيعة (ص 110، س 14): ” بيان – قوله (ع) ” ما تبغون ” أي أي شئ تطلبون في جزاء تشيعكم وبازائه؟! “. 2 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الصفح عن الشيعة وشفاعة أئمتهم صلوات الله عليهم فيهم ” (ص 129، س 4) قائلا بعده: ” بيان – لما كانت الولاية سببا لدخول الجنة سميت بها مبالغة لا أنه ليست الجنة إلا ذلك “. 3 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الصفح عن الشيعة ” (ص 129، س 7) قائلا بعده: ” بيان – المراد بوصف هذا الامر معرفة الامامة والاعتقاد بها وبما تستلزمه من سائر العقائد التي وصفوها “.

[ 162 ]

قطعنا الناس، رزقكم الله مرافقه محمد (صلى الله عليه وآله) وسقاكم من حوضه (1). 108 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بشير الكناسى، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وصلتم وقطع الناس، وأحببتم وأبغض الناس، و عرفتم وأنكر الناس، وهو الحق (2). 109 – عنه، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن بشير الدهان، قال: قال أبو – عبد الله عليه السلام: عرفتم في منكرين كثيرا، وأحببتم في مبغضين كثيرا، وقد يكون حب في الله ورسوله وحب في الدنيا، فما كان في الله ورسوله فثوابه على الله، وما كان في الدنيا فليس بشئ ثم نفض يده (3). 110 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن الحارث بن المغيرة النضري، عن محمد بن شريح قال: كنت عند الشيخ عليه السلام فقال لي: جحد الناس جحد الناس يا محمد وآمنتم بالله حقا (4). 111 – عنه، عن ابن فضال، عن عاصم بن حميد، عن أبي اسحاق النحوي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله تبارك وتعالى أدب نبيه صلى الله عليه وآله على محبته فقال: ” انك لعلى خلق عظيم. ” وقال: ” وما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا. ” و قال: ” من يطع الرسول فقد أطاع الله ” وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوض إلى علي (عليه السلام) فسلمتم وجحد الناس، فوالله فبحسبكم أن تقولوا إذا قلنا، وتصمتوا إذا صمتنا، ونحن فيما بينكم وبين الله (5). 112 – عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله


1 و 2 و 3 – ج 15، الجزء الاول، ” باب أن الشيعة هم أهل دين الله ” (ص 126، س 22 و 23 و 24) 4 – هذا الخبر لم أظفر به في البحار فان ظفرت به أعرف موضعه في آخر الكتاب ان شاء الله. 5 – ج 1، ” باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز ” (ص 94، س 23) ” وفيه بدل ” فبحسبكم ” ” لنحبكم ” قائلا بعده: ” توضيح – قوله (ع) ” أدب نبيه على محبته ” أي على نحو ما أحب وأراد، فيكون الظرف صفة لمصدر محذوف. ويحتمل أن يكون كلمة ” على ” ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 163 ]

عليه السلام، قال: أنتم والله نور في ظلمات الارض (1). 31 – باب [ كذا فيما عندي من نسخ المحاسن ] 113 – عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن إسحاق بن عمار، عن علي بن عبد العزيز، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: والله إني لاحب ريحكم وأرواحكم ورؤيتكم وزيارتكم، وإني لعلى دين الله ودين ملائكته فأعينوا على ذلك بورع أنا في المدينة بمنزلة الشعرة أتقلقل حتى أرى الرجل منكم فأستريح إليه (2). 114 – عنه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن عبد الله بن الوليد، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ونحن جماعة: إني لاحب رؤيتكم وأشتاق إلى حديثكم (3). 32 – باب ” المؤمن صديق شهيد ” 115 – عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله الجعفري، عن جميل بن دراج، عن عمرو بن مروان، عن الحارث بن حصيرة، عن زيد بن أرقم، عن الحسين بن علي عليهما – السلام قال: ما من شيعتنا إلا صديق شهيد، قال: قلت: جعلت فداك أنى يكون ذلك و


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” تعليلية، أي علمه وفهمه ما يوجب تأدبه بآداب الله وتخلقه بأخلاق الله لحبه إياه، وأن تكون حالا عن فاعل ” أدب ” أي حال كونه محبا له وكائنا على محبته، أو عن مفعوله، أو المراد أنه علمه ما يوجب محبته لله، أو محبة الله له. قوله (ع): ونحن فيما بينكم وبين الله “. أي نحن الوسائط في العلم وسائر الكمالات بينكم وبين الله، فلا تسألوا عن غيرنا، أو نحن شفعاؤكم إلى الله “. 1 – ج 15، ج 1، ” باب فضائل الشيعة ” (ص 109، س 30) قائلا بعده: ” بيان – ” النور ” ما يصير سببا لظهور الاشياء، والظلمة ضده، والعلم والمعرفة والايمان مختصة بالشيعة لاخذهم جميع ذلك عن أئمتهم عليهم السلام، ومن سواهم من الكفرة والمخالفين فليس معهم إلا الكفر والضلالة فالشيعة هادون مهتدون منورون للعالم في ظلمات الارض. ” 2 و 3 – ج 15، ج 1، ” باب فضائل الشيعة ” (ص 109، س 32 و 37) وفيه في الحديث الاول: بدل ” الشعرة ” ” الشعيرة ” قائلا بعده ” توضيح – ” الارواح ” هنا اما جمع الروح بالضم، أو بالفتح وهو الرحمة ونسيم الريح ” وانى لعلى دين الله ” أي أنتم أيضا كذلك وملحقون بنا ” فأعينونا ” على شفاعتكم بالورع عن المعاصي. ” بمنزلة الشعيرة ” أي في قلة الاشباه والموافقين في المسلك والمذهب، وفي بعض النسخ ” الشعرة ” أي كشعرة بيضاء مثلا في ثور أسود وهو أظهر. و ” التقلقل ” = التحرك والاضطرار و ” الاستراحة ” = الانس والسكون “.

[ 164 ]

عامتهم يموتون على فراشهم؟ – فقال: أما تتلو كتاب الله في الحديد ” والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم. ” قال: فقلت: كأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله عزوجل قط، قال: لو كان الشهداء ليس إلا كما تقول لكان الشهداء قليلا (1). 116 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لى: يا أبا محمد إن الميت منكم على هذا الامر شهيد، قلت: وإن مات على فراشه؟ – قال: أي والله، وان مات على فراشه، حي عند ربه يرزق (2). 117 – عنه، عن أبي يوسف يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عمرو بن عاصم، عن منهال القصاب، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ادع الله لي بالشهادة، فقال: المؤمن لشهيد حيث مات، أو ما سمعت قول الله في كتابه: ” والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم ” (3). 118 – عنه، عن ابراهيم بن اسحاق، عن عبد الله بن حماد، عن أبان بن تغلب قال: كان أبو عبد الله عليه السلام إذا ذكر هؤلاء الذين يقتلون في الثغور يقول: ويلهم ما يصنعون بهذا؟ يتعجلون قتلة في الدنيا وقتلة في الآخرة، والله ما الشهداء الا شيعتنا و إن ماتوا على فراشهم (4). 119 – عنه، عن ابن محبوب، عن عمرو بن ثابت أبي المقدام، عن مالك الجهنى، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا مالك إن الميت منكم على هذا الامر شهيد بمنزلة الضارب في سبيل الله. وقال أبو عبد الله عليه السلام: ما يضر رجلا من شيعتنا أية ميتة مات، أكله السبع، أو أحرق بالنار، أو غرق، أو قتل، هو والله شهيد (5).


1 و 3 و 4 و 5 – هذه الاخبار لم أجدها في مظانها من البحار بل ظهر لي من بعض القرائن أنها سقطت من نسخة البحار المطبوعة لكون الاصل المأخوذ منه النسخة المطبوعة مشوشا والله اعلم فان أجدها أشر إلى مواضعها في آخر الكتاب ان شاء الله تعالى نعم نقل ترجمة الحديث الاول في حيوة القلوب، في المجلد الثالث، في الفصل الحادى عشر، في ذيل الاية الرابعة (وهى الاية المذكورة في الخبر) بهذه العبارة ” وبرقى در محاسن بسند معتبر از حضرت امام حسين (ع) روايت كرده است، ” فساق ترجمة الخبر إلى آخرها. 2 – ج 3، ” باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه ” (ص 160، س 17).

[ 165 ]

33 – باب الموالاة في الله والمعاداة 120 – عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن حكم بن ايمن، عن ميسر بن عبد العزيز النخعي، عن أبي خالد الكابلي قال: أتى نفر إلى علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام) فقالوا: ان بنى عمنا وفدوا إلى معاوية بن أبي سفيان طلب رفده وجائزته، وإنا قد وفدنا اليك صلة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال علي بن الحسين عليه السلام: ” قصيرة من طويلة “: من أحبنا لا لدنيا يصيبها منا وعادى عدونا لا لشحناء كانت بينه وبينه أتى الله يوم القيامة مع محمد (صلى الله عليه وآله) وابراهيم وعلي (عليهما السلام) (1). 121 – عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله الجعفري، عن جميل بن دراج، عن عمر بن مدرك أبي علي الطائي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أي عرى الايمان أوثق؟ – فقالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: قولوا، فقالوا: يابن رسول الله الصلوة، فقال: ان للصلوة فضلا ولكن ليس بالصلوة، قالوا: الزكوة، قال: ان للزكوة فضلا وليس بالزكوة، فقالوا: صوم شهر رمضان، فقال: إن لرمضان فضلا وليس برمضان، قالوا: فالجج والعمرة، قال: إن للحج والعمرة فضلا وليس بالحج والعمرة، قالوا: فالجهاد في سبيل الله، قال: إن للجهاد في سبيل الله فضلا وليس بالجهاد، قالوا: فالله ورسوله وابن رسوله أعلم، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله، توالى ولي الله و تعادى عدو الله (2).


1 و 2 – ج 7، ” باب وجوب موالاة أوليائهم ومعاداة أعدائهم ” (ص 379، س 28 و 33) قائلا بعده: ” بيان – قوله (ع) ” قصيرة من طويلة ” إما من كلام الراوى أي اقتصر (ع) من الكلام الطويل على قليل يغنى غناءه، أو من كلامه (ع) بأن يكون معمولا لفعل محذوف أي خذها كما هو المتعارف، أو خبر مبتدأ محذوف، أي هذه، ثم الظاهر أن قول الراوى. ” ان بنى عمنا ” حكاية عن الزمان السالف إن كان إتيانهم في زمان امامته (ع) كما هو الظاهر من السياق و من الراوى، فتفطن، وسيأتى في باب حبهم ” إلى الحسين ” فلا يحتاج إلى تكلف. ” اقول: ” قصيرة عن طويلة ” مثل، قال الميداني في مجمع الامثال بعد نقله: ” قال ابن الاعرابي: القصيرة التمرة والطويلة النخلة، يضرب لاختصار الكلام ” أقول: ذكر القيرورأبادى في القاموس مثله.

[ 166 ]

34 – باب قبول العمل 112 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن مالك بن أعين الجهنى وعن ابن فضال، عن أبي جميلة النخاس، عن مالك بن أعين الجهنى قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أما ترضون أن تقيموا الصلوة وتؤتوا الزكوة وتكفوا ألسنتكم وتدخلوا الجنة؟ – قال: ” ورواه أبي، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان “. (1) 123 – عنه، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، وعبد الله بن بكير، عن يوسف بن ثابت، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يضر مع الايمان عمل، ولا ينفع مع الكفر عمل، ثم قال: ألا ترى أنه قال تبارك وتعالى: ” وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله وماتوا وهم كافرون ” (2). 124 – عنه، عن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” يا أيها الذين أمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، وجاهدوا في الله حق جهاده، هو اجتباكم وما جعل عليكم


1 – ج 15، الجزء الاول ” باب الصفح عن الشيعة ” (129 س 8) قائلا بعده: ” بيان – قوله (ع) وتكفوا السنتكم ” أي عما يخالف النقية، أو عن الاعم منه ومن سائر ما نهى الله عنه، والتخصيص باللسان لان اكثر المعاصي تصدر منه وبتوسطه كما روى: ” وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم “. 2 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الصفح عن الشيعة ” (ص 129، س 12) قائلا بعده: بيان – قوله (ع) ” لا يضر مع الايمان عمل ” أي ضررا عظيما يوجب الخلود في النار، أو المراد بالايمان ما يدخل فيه اجتناب الكبائر، أو المراد بالضرر عدم القبول وهو بعيد، وعلى الاولين الاستشهاد بالآية لقوله: ” ولا ينفع مع الكفر عمل ” والآية في سورة التوبة هكذا ” ألا انهم كفروا بالله ورسوله ولا يأتون الصلوة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون ” وقال تعالى بعدها بآيات كثيرة: ” ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره، انهم كفروا بالله و رسوله وماتوا وهم فاسقون ” وقال في أواخر السورة: ” وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ” فلما كانت الآيات كلها في شأن المنافقين يمكن أن يكون (هو عليه السلام) نقلها بالمعنى اشارة إلى أن كلها في شأنهم وأن عدم القبول مشروط بالموت على النفاق والكفر مع أنه يحتمل كونها في قراءتهم عليهم السلام هكذا أو كونها من تحريف النساخ. “

[ 167 ]

في الدين من حرج ” في الصلوة والزكوة والصوم والخير إذا تولوا الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) وأولى الامر منا أهل البيت قبل الله أعمالهم (1). 125 – عنه، عن ابن فضال، عن معاوية بن وهب، عن أبي برحة الرياح، عن أبي – عبد الله عليه السلام قال، الناس سواد أو أنتم حاج (2). 126 – عنه، عن أبيه، عن بعض أصحابه، يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: إنى خرجت بأهلى فلم أدع أحدا ألا خرجت به إلا جارية لي نسيت فقال: ترجع وتذكر إن شاء الله، ثم قال: فخرجت بهم لتسد بهم الفجاج؟ – قلت: نعم، قال: والله ما يحج غيركم ولا يتقبل الا منكم (3). 127 – عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عمرو بن أبان الكلبي قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما أكثر السواد؟! قلت: أجل يابن رسول الله، قال: أما والله ما يحج لله غيركم، ولا يصلي الصلوتين غيركم، ولا يؤتى أجره مرتين غيركم، وإنكم لرعاة الشمس والقمر والنجوم وأهل الدين، ولكم يغفر ومنكم يقبل (4). 128 – عنه، عن ابن فضال، عن الحارث بن المغيرة، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام جالسا، فدخل عليه داخل فقال: يابن رسول الله ما أكثر الحاج العام؟! فقال: ان شاؤا فليكثروا وان شاؤا فليقلوا والله ما يقبل الله إلا منكم ولا يغفر إلا لكم


1 – ج 7، ” باب أنه لا تقبل الاعمال الا بالولاية ” (ص 397، س 19). 2 – هذا الخبر لم أجده في مظانه من البحار فان ظفرت به أشر إليه في آخر الكتاب إن شاء الله. 3 – ج 7، ” باب انه لا تقبل الاعمال إلا بالولاية ” (ص 397، س 21) قائلا بعده: ” بيان – قوله (ع) ” لتسد بهم الفجاج ” أي تملا بهم ما بين الجبال من عرفات ومشعر ومنى “. 4 – ج 7، باب أنه لا تقبل الاعمال الا بالولاية ” (ص 397، س 24) قائلا بعده: ” بيان لعل المراد بالصلوتين الفرائض والنوافل، أو السفرية والحضرية، أو الصلوات الخمس والصلوة على النبي صلى الله عليه وآله، أو التفريق بين الصلوتين فانهم يبتدعون في ذلك. قوله (ع) ” رعاة الشمس والقمر والنجوم ” أي ترعونها وترقبونها لاوقات الصلوة والعبادات، قال الفيروز آبادى: ” راعى النجوم = راقبها وانتظر مغيبها كرعاها “.

[ 168 ]

ورواه النضر، عن يحيى الحلبي، عن الحارث (1). 129 – محمد بن علي، عن عبيس بن هشام، عن عبد الكريم وهو كرام بن عمرو الخثعمي، عن عمر بن حنظلة، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان آية في القرآن تشككني، قال: وما هي؟ – قلت: قول الله ” انما يتقبل الله من المتقين ” قال: وأي شئ شككت فيها؟ – قلت: من صلى وصام وعبد الله قبل منه؟ – قال: انما يتقبل الله من المتقين العارفين، ثم قال: أنت أزهد في الدنيا أم الضحاك بن قيس؟ – قلت: لا بل الضحاك بن قيس، قال: فان ذلك لا يتقبل منه شئ مما ذكرت (2) 35 – باب [ كذا فيما عندي من نسخ المحاسن ] 130 – عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو أن عبدا عبد الله ألف عام ثم ذبح كما يذبح الكبش ثم أتى الله ببغضنا أهل البيت لرد الله عليه عمله (3). 131 – عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن ميسر، عن أبيه النخعي قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا ميسر أي البلدان أعظم حرمة؟ – قال: فما كان منا أحد يجيبه حتى كان الراد على نفسه فقال: مكة، فقال: أي بقاعها أعظم حرمة؟ – قال: فما كان منا أحد يجيبه حتى كان الراد على نفسه فقال: ما بين الركن إلى الحجر، والله لو أن عبدا عبد الله ألف عام حتى ينقطع علباؤه هرما ثم أتى الله ببغضنا أهل البيت لرد الله عليه عمله (4). 132 عنه، عن بعض أصحابه، محمد بن علي أو غيره، رفعه قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أكان حذيفة بن اليماني يعرف المنافعين؟ – فقال: أجل كان يعرف إثنى عشر رجلا وأنت تعرف إثنى عشر ألف رجل، إن الله تبارك وتعالى يقول: ” ولتعرفنهم بسيماهم، ولتعرفنهم في لحن القول ” فهل تدرى ما لحن القول؟ – قلت: لا والله، قال: بغض


1 و 2 و 3 و 4 – ج 7، ” باب أنه لا تقبل الاعمال إلا بالولاية ” (ص 397، س 28 و 30 و 33 و 35) قائلا بعد الحديث الاخير: ” بيان – العلباء بالكسر عصب العنق “.

[ 169 ]

علي بن ابي طالب (عليه السلام) ورب الكعبة (1). 133 عنه، عن ابيه، عمن ذكره، عن حنان بن ابي علي، عن ضريس الكناسى قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله ” وهدوا إلى الطيب من القول، وهدوا إلى صراط الحميد ” فقال: هو والله هذا الامر الذي أنتم عليه (2). 36 باب ما نزل في الشيعة من القرآن 134 عنه، عن ابيه، عمن ذكره، عن ابي علي حسان العجلى قال: سال رجل أبا عبد الله عليه السلام وأنا جالس عن قول الله عزوجل: ” لا يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون، انما يتذكر اولوا الالباب ” قال: نحن ” الذين يعلمون ” وعدونا ” الذين لا يعلمون ” وشيعتنا ” اولوا الالباب ” (3). 135 عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة بن خالد، قال: دخلت أنا ومعلى بن خنيس علي ابي عبد الله عليه السلام فاذن لنا وليس هو في مجلسه فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه وليس عليه جلباب، فلما نظر الينا رحب فقال: مرحبا بكما وأهلا ثم جلس وقال: أنتم أولو الالباب في كتاب الله، قال الله تبارك وتعالى: ” انما يتذكر أولو الالباب ” فأبشروا فأنتم على أحدى الحسنيين من الله، أما أنكم إن بقيتم حتى تروا ما تمدون إليه رقابكم شفى الله صدوركم، وأذهب غيظ قلوبكم، وأدالكم على


1 – لم أجده في البحار فان ظفرت به اشر إلى موضعه في آخر الكتاب ان شاء الله تعالى. 2 – ج 15، الجزء الاول، ” باب أن الشيعة هم أهل دين الله ” (ص 126، س 26) قائلا بعده: ” بيان – قوله (ع) ” وهدوا إلى الطيب من القول “. في المجمع ” أي أرشدوا في الجنة إلى التحيات الحسنة يحيى بعضهم بعضا ويحييهم الله وملئكته بها، وقيل: معناه أرشدوا إلى شهادة أن ” لا اله الا الله والحمد لله ” عن ابن عباس وزاد ابن زيد ” والله اكبر ” وقيل: معناه ارشدوا إلى القرآن، عن السدى. وقيل: إلى القول الذي يلتذونه ويشتهونه وتطيب به نفوسهم وقيل: إلى ذكر الله فهم به يتنعمون ” وهدو إلى صراط الحميد ” والحميد هو الله المستحق للحمد المستحمد إلى عباده بنعمه، أي الطالب منهم ان يحمدوه وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ” ما احد أحب إليه الحمد من الله عز ذكره ” و ” صراط الحميد ” طريق الاسلام وطريق الجنة ” (انتهى) وظاهر الخبر ان المراد به الهداية في الدنيا ويحتمل الآخرة أي يثبتون على العقائد الحقة ويظهرونها ويلتذون بها “. 3 ج 15، الجزء الاول، ” باب فضائل الشيعة ” (ص 110، س 1).

[ 170 ]

عدوكم، وهو قول الله تبارك وتعالى: ” ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم “، وإن مضيتم قبل ان تروا ذلك مضيتم على دين الله الذي رضيه لنبيه وبعثه عليه (1). 136 عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن سليمان بن خالد قال: كنت في محمل أقرأ إذ نادانى أبو عبد الله عليه السلام: اقرأ يا سليمان وأنا في هذه الآيات التي في آخر ” تبارك ” ” والذين لا يدعون مع الله إلها آخر، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا يزنون، ومن يفعل ذلك يلق أثاما، يضاعف، ” فقال: هذه فينا أما والله لقد وعظنا وهو يعلم أنا لا نزني، إقرأ يا سليمان: فقرأت حتى انتهيت إلى قوله ” إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيأتهم حسنات ” قال: قف، هذه فيكم، انه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يوقف بين يدى الله عزوجل فيكون هو الذي يلى حسابه فيوقفه على سيئاته شيئا فشيئا، فيقول: عملت كذا وكذا، في يوم كذا، في ساعة كذا، فيقول: أعرف يا رب قال: حتى يوقفه على سيئاته كلها كل ذلك يقول، أعرف، فيقول: سترتها عليك في الدنيا، وأغفرها لك اليوم، أبدلوها لعبدي حسنات، قال: فترفع صحيفته للناس، فيقولون: سبحانه الله، أما كانت لهذا العبد ولا سيئة واحدة فهو قول الله عزوجل ” فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ” قال: ثم قرأت حتى انتهيت إلى قوله ” والذين لا يشهدون الزور، وإذا مروا باللغو مرو اكراما ” فقال، هذه فينا، ثم قرأت ” والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا ” فقال: هذه فيكم إذا ذكرتم فضلنا لم تشكوا، ثم قرأت: ” والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين: إلى آخر السورة ” فقال: هذه فينا (2).


1 – ج 15، الجزء الاول ” باب ان الشيعة هم أهل دين الله ” (ص 126، س 34). وقال ايضا في هذا الجزء، (ص 111، س 22) في باب فضائل الشيعة، بعد نقل مثله إلى قوله تعالى ” انما يتذكر اولوا الالباب ” عن تفسر العياشي: بيان – كأن المراد بالجلباب هنا الرداء مجازا أو القميص، في القاموس ” الجلباب ” كسرداب وسنمار = القميص، وثوب واسع للمرأة دون الملحفة، أو ما تغطى به ثيابها من فوق كالملحفة أو هو الخمار ” 2 ج 7، ” باب جوامع ما نزل فيهم (ع) ونوادرها ” (ص 175، س 37) وأيضا ج 15، ج 1 ” باب الصفح عن الشيعة ” (ص 141، س 26) لكن إلى قوله تعالى: ” فاولئك يبدل الله سيأتهم حسنات ” وفيه في الموضعين بدل ” ولا سيئة ” ” سيئة “

[ 171 ]

137 عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عمن ذكره، عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله ” ان عبادي ليس لك عليهم سلطان ” فقال: ليس على هذه العصابة خاصة سلطان، قلت: وكيف وفيهم ما فيهم؟ فقال: ليس حيث تذهب، انما هو ليس لك عليهم سلطان أن تحبب إليهم الكفر وتبغض إليهم الايمان (1). 138 عنه، عن ابن محبوب، عن حنان بن سدير وعلي بن رئاب، عن زرارة، قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: قوله ” لاقعدن لهم صراطك المستقيم، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ” فقال أبو جعفر عليه السلام: يا زرارة انما صمد لك ولاصحابك فأما الآخرين فقد فرغ منهم (2). 139 عنه، عن ابي يوسف يعقوب بن يزيد، عن نوح المضروب، عن ابي شيبة، عن عنبسة العابد، عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل ” كل نفس بما كسبت رهينة إلا اصحاب اليمين ” قال: هم شيعتنا أهل البيت (3). 140 عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن بعض الكوفيين، عن عنبسة، عن جابر، عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى ” الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية ” قال: هم شيعتنا أهل البيت (4).


1 و 2 – ج 15، الجزء الاول، باب أن الشيعة هم أهل دين الله ” (ص 127، س 1 و 3) قائلا بعد الحديث الثاني: ” بيان قوله (ع) ” لاقعدن لهم ” أي أرصد لهم كما يقعد قاطع الطريق للسابل. (صراطك المستقيم) أي طريق الايمان ونصبه على الظرف (لآتينهم من بين ايديهم، إلى آخره) قيل: أي من جميع الجهات مثل قصده اياهم بالتسويل والاضلال من أي وجه يمكنه باتيان العدو من الجهات الاربع، وروى. عن ابن عباس (من بين ايديهم) من قبل الآخرة (ومن خلفهم) من قبل الدنيا (وعن أيمانهم وعن شمائلهم) من جهة حسناتهم وسيئاتهم وقيل: (من بين أيديهم) من حيث يعلمون ويقدرون التحرز عنه (ومن خلفهم) من حيث لا يعلمون ولا يقدرون (عن أيمانهم وعن شمائلهم) من حيث يتيسر لهم أن يعلموا ويتحرزوا ولكن لم يفعلوا لعدم تيقظهم واحتياطهم ” ولا تجد أكثرهم شاكرين ” أي مطيعين والصمد القصد. 3 و 4 ج 15، الجزء الاول، ” باب فضائل الشيعة ” (ص 110، س 3 و 5).

[ 172 ]

37 – باب تطهير المؤمن عنه، عن ابيه، عمن حدثه، عن ابي سلام النخاس، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: والله لا يصف عبد هذا الامر فتطمه النار، قلت: ان فيهم من يفعل ويفعل، فقال: انه إذا كان ذلك ابتلى الله تبارك وتعالى أحدهم في جسده فان كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا ضيق الله عليه في رزقه، فان كان كقارة لذنوبه وإلا شدد الله عليه موته حتى يأتي الله ولا ذنب له ثم يدخله الجنة (1). 142 عنه، عن ابن محبوب، عن محمد بن القاسم، عن داود بن فرقد، عن يعقوب بن شعيب، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: رجل يعمل بكذا وكذا فلم ادع شيئا إلا قلته وهو يعرف هذا الامر، فقال: هذا يرجى له والناصب لا يرجى له، وان كان كما تقول لم يخرج من الدنيا حتى يسلط الله عليه شيئا يكفر الله عنه به، إما فقرا وإما مرضا (2). 143 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ابراهيم بن عمر، عن أبي الصباح الكناني، قال: كنت أنا زرارة عند أبي عبد الله عليه السلام فقال: لا تطعم النار أحدا وصف هذا الامر فقال زرارة: إن فيمن يصف هذا الامر من يعمل موجبات الكبائر، فقال: أو ما تدرى ما كان أبي يقول في ذلك، إنه كان يقول: إذا تاب الرجل منهم من تلك الذنوب شيئا ابتلاه الله ببلية في جسده، أو خوف يدخله عليه حتى يخرجه من الدنيا وقد خرج من ذنوبه (3). 38 – باب ” من مات على هذا الامر كان كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله ” 144 – عن، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن حسان بن دراج، عن مالك بن أعين قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من مات منكم على أمرنا هذا كان كمن استشهد مع رسول الله


1 و 2 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الصفح عن الشيعة ” (ص 129، س 19 و 22). 3 – لم أظفر به في مظانه في البحار فان ظفرت به أشر إليه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.

[ 173 ]

صلى الله عليه وآله (1). 145 – عنه، عن أبيه، عن العلاء بن سيابة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من مات منكم على أمرنا هذا فهو بمنزلة من ضرب فسطاطه إلى رواق القائم (عليه السلام) بل بمنزلة من يضرب معه بسيفه، بل بمنزلة من استشهد معه، بل بمنزلة من استشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2). 146 – عنه، عن السندي، عن جده، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما تقول فيمن مات على هذا الامر منتظرا له؟ – قال: هو بمنزلة من كان مع القائم (ع) في فسطاطه، ثم سكت هنيئة ثم قال: هو كمن كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3). 147 – عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن موسى النميري، عن علاء بن سيابة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من مات منكم على هذا الامر منتظرا له كان كمن كان في فسطاط القائم (ع) (4). 148 – عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عمر بن أبان الكلبي، عن عبد الحميد الواسطي، قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: أصلحك الله والله لقد تركنا أسواقنا انتظارا لهذا الامر حتى أوشك الرجل منا يسأل في يديه، فقال: يا عبد الحميد أترى من حبس نفسه على الله لا يجعل الله له مخرجا؟ بلى، والله ليجعلن الله له مخرجا، رحم الله الله عبدا حبس نفسه علينا، رحم الله عبدا أحيى أمرنا، قال: فقلت: فان مت قبل أن أدرك القائم؟ فقال: القائل منكم: ” إن أدركت القائم من آل محمد نصرته. ” كالمقارع معه بسيفه، والشهيد معه له شهادتان (5). 149 – عنه، عن ابن فضال، على علي بن شجرة، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام أو عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من مات على هذا الامر كان بمنزلة من حضر مع القائم وشهد مع القائم عليه السلام (6)


1 و 2 و 6 – لم أظفر بمواضع هذه الاخبار في البحار فان ظفرت بها أشر إليها في آخر الكتاب ان شاء الله تعالى. 3 و 4 و 5 – ج 13، ” باب فضل انتظار الفرج ومدح الشيعة في زمان الغيبة ” (ص 136، س 29 و 30 و 33).

[ 174 ]

150 – عنه، عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن مالك بن أعين الجهنى، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ان الميت منكم على هذا الامر بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل الله (1). 151 – عنه، عن علي بن النعمان، قال: حدثنى اسحاق بن عمار وغيره، عن الفيض بن مختار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من مات منكم وهو منتظر لهذا الامر كمن هو مع القائم في فسطاطه، (قال:) ثم مكث هنيئة ثم قال: لا بل كمن قارع معه بسيفه، ثم قال: لا والله إلا كمن استشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2). 39 – باب الاغتباط عند الوفات 152 – عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن كليب بن معاوية الاسدي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام. ما بين من وصف هذا الامر وبين أن يغتبط ويرى ما تقربه عينه إلا أن تبلغ نفسه هذه فيقال: أما ما كنت ترجوا فقد قدمت عليه، وأما ما كنت تتخوف فقد أمنت منه وان امامك لامام صدق، اقدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي والحسن والحسين عليهم السلام (3). 153 – عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عبد الله بن الوليد النخعي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أشهد على أبي عليه السلام انه كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه هذه وأومأ بيده إلى حلقه وقد قال الله تبارك وتعالى: ” ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية ” فنحن والله ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) (4). 154 – عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن شجرة أخى بشير النبال قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما بين أحدكم وبين أن يعاين ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه


1 و 2 – ج 13، ” باب فضل انتظار الفرج ومدح الشيعة في زمان الغيبة ” (ص 136، س 37 وص 137، س 1) 3 و 4 – ج 3، ” باب ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت ” (ص 142، س 17 و 20)

[ 175 ]

هذه وأومى بيده إلى حلقه (1). 155 – عنه، عن ابن فضال، عن حماد بن عثمان، عن عبد الحميد بن عواض قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا بلغت نفس أحدكم هذه قيل له: أماما كنت تحزن من هم الدنيا وحزنها فقد أمنت منه ويقال له: أمامك رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة صلوات الله عليهما. ورواه عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله عليه السلام، وزاد فيه ” الحسن والحسين عليهما السلام ” (2). 156 – عنه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الحميد الطائى قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن أشد ما يكون عدوكم كراهة لهذا الامر إلى أن بلغت نفسه هذه وأومى بيده إلى حلقه، وأشد ما يكون أحدكم اغتباطا بهذا الامر إذا بلغت نفسه إلى هذه وأومى بيده إلى حلقه فينقطع عنه أهوال الدنيا وما كان يحاذر فيها ويقال: أمامك رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة عليهما السلام ثم قال: أما فاطمة فلا تذكرها (3). 157 – عنه، عن ابن فضال، عن محمد بن فضيل، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: قد استحييت مما أردد هذا الكلام عليكم، ما بين أحدكم وبين أن يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هذه وأهوى بيده إلى حنجرته، يأتيه رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام فيقولان له: أما ما كنت تخاف منه فقد أمنك الله منه، وأما ما كنت ترجو فامامك (4). 158 – عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عقبة بن خالد، قال: دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام أنا ومعلى بن خنيس فقال: يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الذي أنتم عليه، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه هذه وأومأ بيده إلى الوريد، (قال:) ثم اتكأ وغمز إلي المعلى أن سله فقلت: يا بن رسول الله إذا


1 و 2 – ج 2، ” باب ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت، وحضور الائمة عليهم السلام عند ذلك ” (ص 142، س 22 و 23) بلا اشارة إلى الجزء الاخير من الحديث الآخر الذي فيه الزيادة المروية في المتن. 3 و 4 – ج 3، ” باب ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت، وحضور الائمة عليهم السلام عند ذلك ” (ص 142، س 25 و 28) وفيه بدل ” يحاذر فيها ” ” يحاذر منها “

[ 176 ]

بلغت نفسه هذه فأي شئ يرى؟ – فردد عليه بضعة عشر مرة ” أي شئ يرى؟ ” فقال في كلها: ” يرى ” لا يزيد عليها، ثم جلس في آخرها، فقال: يا عقبة، قلت: لبيك وسعديك، فقال: أبيت إلا أن تعلم؟ – فقلت: نعم يا بن رسول الله انما دينى مع دمى فإذا ذهب دمى كان ذلك، وكيف بك يا بن رسول الله كل ساعة وبكيت، فرق لي فقال: يراهما والله، قلت بأبي أنت وأمى من هما؟ – فقال: ذاك رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام، يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتى تراهما، قلت: فإذا نظر إيهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا؟ – قال: لا، بل يمضى أمامه، فقلت له: يقولان شيئا جعلت فداك؟ – فقال: نعم، يدخلان جميعا على المؤمن فيجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند رأسه وعلي (عليه السلام) عند رجليه فيكب عليه رسول الله صلى الله عليه وآله فيقول، يا ولي الله أبشر أنا رسول الله، إني خير لك مما تترك من الدنيا ثم ينهض رسول الله، فيقدم عليه علي صلوات الله عليه حتى يكب عليه فيقول: يا ولي الله أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبنى أما لانفعنك (ثم قال أبو عبد الله عليه السلام): أما إن هذا في كتاب الله عزوجل، قلت: اين هذا جعلت فداك من كتاب الله؟ – قال: في سورة يونس قول الله تبارك وتعالى ههنا ” الذين آمنوا وكانوا يتقون، لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفى الآخرة، لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ” (1)


1 – ج 3، ” باب ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت ” (ص 142، س 30) قائلا بعده بعد التصريح بوجوده أيضا في تفسير العياشي مثله: ” بيان – ” انما دينى مع دمى ” المراد بالدم الحيوة أي لا أترك طلب الدين ما دمت حيا فإذا ذهب دمى أي مت كان ذلك أي يترك الطلب، أو المعنى أنه انما يمكننى تحصيل الدين ما دمت حيا فقوله ” فإذا ذهب دمى ” استفهام انكاري أي بعد الموت كيف يمكننى طلب الدين في شئ فإذا ذهب دينى كان ذلك فالمعنى أن دينى مقرون بحياتي فمع عدم الدين فكأني لست بحى، فقوله كان ذلك أي كان الموت ” وفي الكافي انما دينى مع دينك فإذا ذهب دينى كان ذلك ” أي ان دينى انما يستقيم إذا كان موافقا لدينك فإذا ذهب دينى لعدم علمي بما تعتقده كان ذلك أي الخسران والهلاك والعذاب الابدي اشار إليه مبهما لتفخيمه، واما استشهاده عليه السلام بالاية فالظاهر أنه (ع) فسر البشرى في الحياة الدنيا بما يكون عند الموت، ويحتمل ان يكون عليه السلام فسر البشرى في الآخرة بذلك لان تلك الحالة من مقدمات النشاة الآخرة فالبشرى في الحياة الدنيا بالمنامات الحسنة كما ورد في اخبار اخر أو بما بشر الله في كتبه وعلى لسان أنبيائه والاول أظهر “. أقول: فيه بدل ” فيقدم عليه ” ” فيقوم عليه “

[ 177 ]

159 – عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي عن قتيبة الاعشى، عن أبي – عبد الله عليه السلام قال: أما إن أحوج ما تكونون فيه إلى حبنا حين تبلغ نفس أحدكم هذه (وأومى بيده إلى نحره) ثم قال: لا، بل إلى ههنا (وأومى بيده إلى حنجرته)، فيأتيه البشير فيقول: أما ما كنت تخافه فقد أمنت منه (1). 160 – عنه، عن أبيه، عن يحيى الحلبي، عن بشير الكناسى، قال: دخلنا على أبي عبد الله عليه السلام فقال: حدث أصحابكم أن أبي كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هذه (وأومى بيده إلى حلقه) (2). 161 – عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن مسلم، عن الخطاب الكوفي و مصعب الكوفي، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لسدير: والذي بعث محمدا بالنبوة وعجل روحه إلى الجنة ما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور أو تبين له الندامة والحسرة إلا أن يعاين ما قال الله عزوجل في كتابه: ” عن اليمين وعن الشمال قعيد ” وأتاه ملك الموت يقبض روحه فينادى روحه فتخرج من جسده، فأما المؤمن فما يحس بخروجها وذلك قول الله تبارك وتعالى ” يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي ” ثم قال: ذلك لمن كان ورعا مواسيا لاخوانه وصولا لهم، وان كان غير ورع ولا وصولا لاخوانه قيل له: ما منعك من الورع والمواساة لاخوانك؟ أنت ممن انتحل المحبة بلسانه ولم يصدق ذلك بفعل، وإذا لقى رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه لقيهما معرضين، مقطبين في وجهه، غير شافعين له، قال سدير: من جدع الله أنفه، قال أبو عبد الله عليه السلام فهو ذلك (3). 162 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: اتقوا الله واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد


1 و 2 و 3 – ج 3، ” باب ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت وحضور الائمة عليهم السلام عند ذلك ” (ص 143، س 23 و 24 و 11) وفيه كبعض النسخ بدل ” أومى ” في الحديث الاول ” أهوى ” قائلا بعد الحديث الثالث: ” بيان – ” جدع الانف ” أي قطعه كناية عن المذلة، من أذله الله يكون كذلك، ويحتمل أن يكون ” من ” استفهاما أي من يكون كذلك؟ فقوله: ” جدع الله أنفه ” جملة دعائية فأجاب (ع): هو الذي ذكرت لك سابقا ” أقول: يريد أنه من يقال في حقه: جدع الله أنفه؟. ونقله أيضا لكن لا بيان في ج 15، كتاب العشرة، ” باب التراحم والتعاطف ” (113، س 9)

[ 178 ]

في طاعة الله، فان أشد ما يكون أحدكم اغتباطا ما هو عليه لو قد صار في حد الآخرة وانقطعت الدنيا عنه، فإذا كان في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم والكرامة من الله والبشرى بالجنة، وأمن ممن كان يخاف، وأيقن أن الذي كان عليه هو الحق، وأن من خالف دينه على باطل هالك (1). 40 – باب أرواح المؤمنين 163 – عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن المؤمنين إذا أخذوا مضاجعهم أصعد الله بأرواحهم إليه، فمن قضى له عليه الموت جعله في رياض الجنة في كنوز رحمته ونور عزته، وان لم يقدر عليه الموت بعث بها مع أمنائه من الملائكة إلى الابدان التي هي فيها (2). 164 – عنه، عن ابن فضال، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكر الارواح أرواح المؤمنين فقال: يلتقون، قلت: يلتقون؟ – فقال: يتساءلون ويتعارفون حتى إذا رأيته قلت: فلان (3). 165 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن ابراهيم بن اسحاق الجازي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أين أرواح المؤمنين؟ – فقال: أرواح المؤمنين في حجرات في الجنة، يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ويتزاورون فيها ويقولون: ” ربنا أقم لنا الساعة لتنجز لنا ما وعدتنا “، قال: قلت: فأين أرواح الكفار؟ – فقال: في حجرات في النار، يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ويتزاورون فيها ويقولون: ” ربنا لا تقم لنا الساعة لتنجز لنا ما وعدتنا ” (4). 41 – باب في البعث 166 – عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله الجعفري، عن أبي الحسن الدهني


1 – ج 3، ” باب ما يعاين المؤمن والكافر عند الموت ” (ص 143، س 19) 2 و 3 و 4 – ج 3، ” باب أحوال البرزخ والقبر ” (ص 157، س 21 و 23 و 25) أقول: في بعض النسخ بدل ” وعدتنا ” في الموضع الثاني من الحديث الثالث ” أو عدتنا ” وأيضا الحديث الاول والثاني في ج 14 ” باب حقيقة الرؤيا ” (ص 434، س 25) و ” باب حقيقة النفس ” (ص 401، س 10)

[ 179 ]

وعن جميل بن دراج، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله يبعث شيعتنا يوم القيامة على ما فيهم من ذنوب أو غيره مبيضة وجوههم، مستورة عوراتهم، آمنة روعتهم، قد سهلت لهم الموارد وذهبت عنهم الشدائد، يركبون نوقا من ياقوت فلا يزالون يدورون خلال الجنة، عليهم شرك من نور يتلالا، توضع لهم الموائد فلا يزالون يطعمون والناس في الحساب، وهو قول الله تبارك وتعالى في كتابه: ” إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون، لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون ” (1). 167 – عنه، عن محمد بن علي، عن عبيس بن هشام، عن أسباط بن سالم، عن أبي – عبد الله عليه السلام قال: يخرج شيعتنا من قبورهم على نوق بيض لها أجنحة، وشرك نعالهم نور يتلالا، قد وضعت عنهم الشدائد وسهلت لهم الموارد، مستورة عوراتهم، مسكنة روعاتهم، قد اعطوا الامن والايمان، وانقطت عنهم الاحزان، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون، وهم في ظل عرش الرحمن، توضع لهم مائدة يأكلون منها و الناس في الحساب (2). 168 – عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن عبد الله بن شريك العامري، عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله في نفر من أصحابه فيهم علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: يخرج قوم من قبورهم وجوههم أشد بياضا من القمر، عليهم ثياب أشد بياضا من اللبن، عليهم نعال من نور شركها من ذهب، فيؤتون بنجائب من نور، عليها رحائل من نور، أزمتها سلاسل من ذهب، وركبها من زبرجد، فيركبون عليها حتى يصيروا أمام العرش والناس يهتمون و يغتمون ويحزنون وهم يأكلون ويشربون، فقال علي عليه السلام: من هم يا رسول الله؟ – فقال: أولئك شيعتك وأنت إمامهم (3). 169 – عنه، عن عبد الرحمن بن حماد، عن عبد الله بن ابراهيم الغفاري، عن علي بن أبي علي اللهبي رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أجلس يوم القيامة بين


1 و 2 و 3 – ج 3، ” باب أحوال المتقين والمجرمين في القيامة ” (ص 245، س 20 و 25) و 28) قائلا بعد الحديث الاخير: ” بيان – ” الشرك ” ككتب جمع الشراك بالكسر، وهو سير النعل، وكذا الركب بضمتين جمع الركاب، وهو ما يوضع فيه الرجل عند الركوب “.

[ 180 ]

ابراهيم وعلي، ابراهيم عن يمينى وعلي عن يسارى، فينادى مناد: ” نعم الاب أبوك ابراهيم، ونعم الاخ أخوك علي (1). 170 – عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان وغيره، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ” قال: يحشرون على النجائب (2). 171 – عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة دعى برسول الله صلى الله عليه وآله فيكسى حلة وردية، فقلت: جعلت فداك: وردية؟ – قال: نعم، أما سمعت قول الله عزوجل: ” فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان ” ثم يدعى علي فيقوم على يمين رسول الله ثم يدعى من شاء الله فيقومون على يمين علي، ثم يدعى شيعتنا فيقومون على يمين من شاء الله، ثم قال: يابا محمد أين ترى ينطلق بنا؟ – قال: قلت: إلى الجنة والله، قال: ما شاء الله (3) 172 – عنه، عن أبيه والحسن بن علي بن فضال جميعا، عن علي بن النعمان، عن الحارث بن محمد الاحول، عمن حدثه، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: يا علي إنه لما أسرى بي رأيت في الجنة نهرا أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وأشد استقامة من السهم، فيه أباريق عدد النجوم، على شاطئه قباب الياقوت الاحمر والدر الابيض، فضرب جبرئيل بجناحيه إلى جانبه فإذا هو مسكة ذفرة، ثم قال: والذي نفس محمد بيده إن في الجنة لشجرا يتصفق بالتسبيح بصوت لم يسمع الاولون والآخرون بمثله، يثمر ثمرا كالرمان، يلقى الثمرة إلى الرجل فيشقها عن سبعين حلة، والمؤمنون على كراسي من نور وهم الغر المحجلون أنت إمامهم يوم القيامة على الرجل منهم نعلان شراكهما من نور يضئ أمامهم حيث شاء وامن الجنة، فبينا هم كذلك إذ أشرفت عليه امرأة من فوقه تقول: ” سبحان الله! يا عبد الله أمالنا منك


1 و 3 – ج 3 ” باب الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته (ع) في القيامة ” (ص 286، س 2 و 4). 2 – ج 3، ” باب أحوال المتقين والمجرمين في القيامة ” (ص 245، س 19) قائلا بعده: ” بيان – قال الفيروز آبادى: النجيب الكريم الحسيب، وناقة نجيب ونجيبة والجمع نجائب “.

[ 181 ]

دولة؟ – ” فيقول: من أنت؟ – فتقول: أنا من اللواتى قال الله تعالى: ” فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ” ثم قال: والذي نفس محمد بيده إنه ليجيئه كل يوم سبعون ألف ملك يسمونه باسمه واسم أبيه (1). 42 – باب [ كذا في جميع ما عندي من نسخ المحاسن ] 173 – عنه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن صباح الحذاء، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ” من شهد أن لا إله إلا الله فليدخل الجنة ” قال: قلت: فعلى م تخاصم الناس إذا كان من شهد ” أن لا إله إلا الله ” دخل الجنة؟ – فقال: إنه إذا كان يوم القيامة نسوها (2). 174 – عنه، عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إذا قدمت الكوفة ان شاء الله فارو عنى هذا الحديث، ” من شهد أن لا اله إلا الله وجبت له الجنة ” فقلت: جعلت فداك يجيئنى كل صنف من الاصناف فأروى لهم هذا الحديث؟ – قال: نعم، يا أبان بن تغلب إنه إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الاولين والآخرين في روضة واحدة فيسلب لا اله الا الله إلا من كان على هذا الامر (3). 43 – باب ” شيعتنا أقرب الخلق من الله ” 175 – عنه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن محمد بن مسلم الثقفي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن عن يمين العرش قوما وجوههم من نور على منابر من نور يغبطهم النبيون ليسو بأنبياء ولا شهداء، فقالوا: يا نبي الله وما ازدادوا هؤلاء من الله إذا لم يكونوا أنبياء ولا شهداء إلا قربا من الله؟ – قال: اولئك شيعة علي وعلي إمامهم (4). 176 – عنه، عن ابن فضال، عن مثنى الحناط، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر


1 – ج 3، ” باب الجنة ونعيمها ” (ص 330، س 24). 2 و 3 – ج 2، ” باب ثواب الموحدين والعارفين ” (ص 5، س 28) أقول: أورد الحديث الثاني بسند آخر أيضا هناك (ص 5، س 25) لكن مع اختلاف، فمن أراده فليطلبه من هناك وأيضا في ج 15، الجزء الاول، ” باب أن الشيعة هم أهل دين الله ” (ص 127، س 10) 4 – ج 3، ” باب أحوال المتقين والمجرمين في القيامة ” (ص 245، س 33).

[ 182 ]

عليه السلام نحوه واختلف فيه بعض لفظه قال: يغبطهم النبيون والمرسلون، قلت: جعلت فداك ما أعظم منزلة هؤلاء القوم؟! فقال: هؤلاء والله شيعة علي وهو إمامهم (1). 177 – عنه، عن ابن فضال، عن محمد بن فضيل، عن أبي حمزة، قال: قال أبو – عبد الله عليه السلام: شيعتنا أقرب الخلق من عرش الله يوم القيامة بعدنا (2). 178 – عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن الحسين بن أبي العلاء قال: قال أبو – عبد الله عليه السلام: يا حسين، شيعتنا ما أقربهم من الله وأحسن صنع الله إليهم يوم القيامة! والله لو لا أن يدخلهم وهن ويستعظم الناس ذلك لسلمت عليهم الملائكة قبلا (3) 44 – باب ” شيعتنا آخذون بحجزتنا ” 179 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن يحيى بن زكريا أخى دارم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبي يقول: إن شيعتنا آخذون بحجزتنا، ونحن آخذون بحجزة نبينا، ونبينا آخذ بحجزة الله (4). 180 – عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا كان يوم القيامة أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحجزة ربه، وأخذ علي عليه السلام بحجزة رسول الله صلى الله عليه وآله، وأخذنا بحجزة علي (ع)، وأخذ شيعتنا بحجزتنا، فأين ترون يوردنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ – قلت: إلى الجنة (5). 181 – عنه، عن ابن فضال، عن ابن مسكان، عمن حدثه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: إن أحق الناس بالورع والاجتهاد فيما


1 و 2 و 3 – ج 3، ” باب أحوال المتقين والمجرمين في القيامة ” (ص 245، س 35 و 37، وص 246، س 1) 4 و 5 – ج 15، الجزء الاول، ” باب فضائل الشيعه ” (ص 110، س 6 و 7) قائلا بعد الحديث الثاني: ” بيان – قال في النهاية: فيه ان الرحم أخذت بحجزة الرحمن أي اعتصمت به والتجأت إليه مستجيرة، واصل الحجزة موضع شد الازار ثم قيل للازار حجزة للمجاورة، واحتجز الرجل بالازار إذا شده على وسطه فاستعاره للاعتصام والالتجاء والتمسك بالشئ والتعلق به ومنه الحديث الآخر: ” يا ليتنى آخذ بحجزة الله ” أي بسبب منه وذكر الصدوق معاني للحجزة، منها الدين، ومنها الامر، ومنها النور، وأورد الاخبار فيها. ” وقال أيضا في المجلد الثاني، في باب معنى حجزة الله عزوجل (ص 112، س 10) بعد نقل بعض اخبار الحجزة: ” بيان – الاخذ بالحجزة ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 183 ]

يحب الله ويرضى الاوصياء وأتباعهم، أما ترضون أنه لو كانت فزعة من السماء فزع كل قوم إلى مأمنهم، وفزعتم إلينا، وفزعنا إلى نبينا، إن نبينا آخذ بحجزة ربه، ونحن آخذون بحجزة نبينا، وشيعتنا آخذون بحجزتنا (1). 182 – عنه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بريد بن معاوية العجلي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ما تبغون؟ أو ما تريدون غير أنها لو كانت فزعة من السماء فزع كل قوم إلى مأمنهم، وفزعنا إلى نبينا، وفزعتم إلينا؟ (2). 183 – عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية بن وهب، قال: سألت أبا – عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: ” لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ” قال: نحن والله المأذون لهم في ذلك اليوم والقائلون صوابا، قلت: جعلت فداك وما تقولون إذا كلمتم؟ – قال: نمجد ربنا ونصلي على نبينا ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا (3). 174 – وباسناده قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: قوله: ” من ذا الذي يشفع عنده إلا باذنه، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ” (أي من هم؟ -) قال: نحن اولئك الشافعون (4). 185 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي العباس المكى قال: دخل مولى لامرأة علي بن الحسين صلوات الله عليهما على أبي جعفر عليه السلام يقال له أبو أيمن، فقال: يغرون الناس فيقولون: شفاعة محمد صلى الله عليه وآله قال: فغضب أبو جعفر عليه السلام حتى تربد وجهه ثم قال: ويحك (أو ويلك) يا أبا أيمن، أغرك أن عف بطنك وفرجك؟ أما والله ان لو قد رأيت أفزاع يوم القيامة لقد احتجت إلى شفاعة


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” كناية عن التمسك بالسبب الذي جعلوه في الدنيا بينهم وبين ربهم ونبيهم وحججهم أي الاخذ بدينهم وطاعتهم ومتابعة أمرهم وتلك الاسباب الحسنة تتمثل في الآخرة بالانوار ” إلى آخر بيانه. أقول: اخبار الاخذ بالحجزة كثيرة جمعناها في كتابنا الموسوم بكشف الكربة في شرح دعاء الندبة في شرح هذه الفقرة منه ” واجعلنا ممن يأخذ بحجزتهم ” وهو كتاب نفيس لم يعمل مثله في بابه. 1 و 2 – ج 15، الجزء الاول ” باب فضائل الشيعه ” (ص 110، س 12 و 14) قائلا بعد الحديث الثاني ” بيان – ” ما تبغون؟ ” أي أي شئ تطلبون في جزاء تشيعكم وبازائه؟ ” غير أنها ” أي تطلبون شيئا غير فزعكم الينا في القيامة؟ أي ليس شئ افضل واعظم من ذلك “. 3 و 4 – ج 3، ” باب الشفاعة ” (ص 301، س 17 و 21).

[ 184 ]

محمد صلى الله عليه وآله، ويلك وهل يشفع إلا لمن قد وجبت له النار؟ (1) 186 – عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، قال: قال رجل لابي عبد الله عليه السلام: إن لنا جارا من الخوارج يقول: إن محمدا صلى الله عليه وآله يوم القيامة همه نفسه فكيف يشفع؟ – فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما أحد من الاولين والآخرين إلا وهو يحتاج إلى شفاعة محمد صلى الله عليه وآله يوم القيامة (2). 45 – باب الشفاعة 187 – عنه، عن عمر بن عبد العزيز، عن مفضل أو غيره، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: ” فما لنا من شافعين ولا صديق حميم ” قال: الشافعون الائمة ” والصديق ” من المؤمنين (3) 188 – عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن سيف بن عميرة النخعي، عن أبي – حمزة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إن لرسول الله صلى الله عليه وآله شفاعة في أمته (4) 189 – وروى عن أبيه، عن فضالة، عن حسين بن عثمان، عن أبي حمزة أنه قال: للنبي صلى الله عليه وآله شفاعة في أمته، ولنا شفاعة في شيعتنا، ولشيعتنا شفاعة في أهل بيتهم (5). 190 – عنه، عن أبيه رحمه الله، عن حمزة بن عبد الله، عن إسحاق بن عمار، عن علي الخدمي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الجار ليشفع لجاره، والحميم لحميمه، ولو أن الملائكة المقربين والانبياء المرسلين شفعوا في ناصب ما شفعوا (6). 46 باب شفاعة المؤمنين 191 – عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن المؤمن هل يشفع في أهله؟ – قال: نعم، المؤمن يشفع فيشفع (7) 192 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، عن ميسر بن عبد العزيز،


1 – ج 3، ” باب الشفاعة ” (ص 300، س 24) قائلا بعده: ” بيان – ” تربد ” = ” تغير ” وقال المحدث النوري (ره): ” تربد = تغير من الغضب ” اقول قد نقل المجلسي (ره) الحديث من تفسير على بن ابراهيم مع زيادة على ما في هذا الكتاب ومع اختلاف يسير بالنسبة إلى لفظ ما نقل في هذا الكتاب. 2 و 3 و 4 و 5 و 6 – ج 3، ” باب الشفاعة ” (ص 301، س 22 و 23 و 25 و 26 و 27). 7 – لم أظفر به في البحار فان ظفرت به أشر إلى موضعه في آخر الكتاب ان شاء الله تعالى.

[ 185 ]

عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن المؤمن منكم يوم القيامة ليمر عليه بالرجل وقد أمر به إلى النار فيقول له: يا فلان أغثنى فقد كنت أصنع اليك المعروف في الدنيا، فيقول المؤمن للملك: ” خل سبيله ” فيأمر الله الملك أن أجز قول المؤمن فيخلى الملك سبيله (1) 193 – عنه، عن ابن محبوب، عن أبان، عن أسد بن اسمعيل، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا جابر لا تستعن بعدونا في حاجة ولا تستطعمه ولا تسأله شربة ماء، إنه ليمر به المؤمن في النار فيقول: يا مؤمن ألست فعلت بك كذا وكذا؟ – فيستحيي منه فيستنقذه من النار، وانما سمى المؤمن مؤمنا لانه يؤمن على الله فيؤمن أمانه (2). 47 – باب الراد لحديث آل محمد صلى الله عليه وآله 194 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أرأيت الراد على هذا الامر كالراد عليكم؟ – فقال: يا أبا محمد من رد عليك هذا الامر فهو كالراد على رسول الله صلى الله عليه وآله (3). 195 – عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن أبي المغرا، عن أبي بصير، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: من نصب لعلي حربا كمن نصب لرسول الله صلى الله عليه وآله؟ – فقال: إى والله، ومن نصب لك أنت لا ينصب لك إلا على هذا الدين كما كان نصب لرسول الله صلى الله عليه وآله (4). 196 – عنه، عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن هاشم بن أبي سعيد الانصاري، عن أبي – بصير ليث المرادى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن نوحا حمل في السفينة الكلب والخنزير، ولم يحمل فيها ولد الزنا، وإن الناصب شر من ولد الزنا (5).


1 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب التراحم والتعاطف ” (ص 113، س 16) 2 – ج 3، ” باب الشفاعة ” (ص 301، س 28) وأيضا ج 15، ج 1، ” باب فضل الايمان ” (ص 17، س 29) الا أن في الموضع الثاني بدل ” فيؤمن ” ” فيجيز ” قائلا بعد نقل ما يقرب منه قبله: ” بيان – ” يؤمن على الله ” أي يدعو ويشفع لغيره في الدنيا والآخرة، فيستجاب له وتقبل شفاعته فيه، وسيأتي التخصيص بالاخير ” أقول: يريد بقوله ” التخصيص بالاخير ” ما ورد في خبر هذا الكتاب من أن الله تعالى يجيز امان المؤمن يوم القيامة فان الاجازة المذكورة فيه مختصة بذلك اليوم. 3 و 4 و 5 – ج 7، ” باب ذم مبغضهم وأنه كافر حلال الدم ” (ص 409، س 34 و 35 و 23)

[ 186 ]

197 – عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عمر بن أبان، عن عبد الحميد الواسطي قال: قلت لابي جعفر (ع): إن لنا جارا ينتهك المحارم كلها حتى أنه ليدع الصلوة فضلا، فقال: سبحان الله: وأعطم ذلك ثم قال: ألا أخبرك بمن هو شر منه؟ – قلت: بلى، قال: الناصب لنا شر منه (1) 198 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبي المغرا، عن أبي – بصير، عن علي الصائغ، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان المؤمن ليشفع لحميمه إلا أن يكون ناصبا ولو أن ناصبا شفع له كل نبي مرسل وملك مقرب ما شفعوا (2). 199 – عنه، عن بعض، أصحابه، رفعه في قول الله عزوجل: ” يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ” اليسر الولاية، والعسر الخلاف وموالاة أعداء الله (3). 200 – عنه، عن محمد بن علي، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عاصم السجستاني قال: سمعت مولى لبني أمية يحدث قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من أبغض عليا دخل النار، ثم جعل الله في عنقه إثنى عشر ألف شعبة، على كل شعبة منها شيطان يبزق في وجهه ويكلح (4). 201 – عنه، عن أبي يوسف يعقوب بن يزيد، عن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن حميدة، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: التاركون ولاية علي، المنكرون لفضله، المظاهرون أعداءه، خارجون من الاسلام من مات منهم على ذلك (5). تم كتاب الصفوة والنور والرحمة من المحاسن بحمد الله ومنه وصلى الله عليه محمد وآله * (هامش)) 1 و 2 – ج 7، ” باب ذم مبغضهم وأنه كافر حلال الدم ” (ص 409، س 25 و 21) قائلا بعد الحديث الاول: ” بيان – ” فضلا ” كأنه من قبيل الاكتفاء أي فضلا عن غيرها من العبادات، أو يعد الترك فضلا، أو يتركها للفضل، والاول أظهر كقولهم لا يترك درهما فضلا عن دينار، وقيل انتصابه على المصدر والتقدير فقد ملك درهم يفضل عن فقد ملك دينار، وقال العلامة في شرح المفتاح: اعلم ان ” فضلا ” يستعمل في موضع يستبعد فيه الادنى ويراد به استحالة ما فوقه ولهذا يقع بين كلامين متغايرى المعنى واكثر استعماله أن يجئ بعد نفى ” وقوله ” وأعظم كلام اراوى ” أي عد ” (ع) ذلك عظيما ” 3 – هذا الحديث لم أظفر به في البحار فان ظفرت به أشر إليه في آخر الكتاب ان شاء الله تعالى. 4 و 5 – ج 9، ” باب حبه وبغضه أي امير المؤمنين عليه السلام ” (ص 414، س 18 و 20) وأيضا الحديث الثاني فقط ج 7، ” باب ذم مبغضهم وأنه كافر حلال الدم ” (ص 409، س 37) وأيضا ج 15، الجزء الثالث، ” باب كفر المخالفين والنصاب وما يناسب ذلك ” (ص 13، س 32)


[ 187 ]

من حفظ على أمتى أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه الله تعالى يوم القيامة عالما فقيها ” حديث نبوى معروف ” كتاب مصابيح الظلم من المحاسن لابي جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقى المتوفى سنة 274 أو 280 من الهجرة النبوية الطبعة الاولى


[ 189 ]

كتاب مصابيح الظلم وفيه من الابواب تسعة وأربعون بابا 1 – باب العقل. 2 – باب المعرفة. 3 – باب الهداية. 4 – باب حق الله على خلقه. 5 – باب النهي عن القول والفتيا بغير علم. 6 – باب البدع. 7 – باب المقائيس والرأى. 8 – باب الثبت. 9 – باب الدين. 10 – باب فضيلة الجماعة. 11 – باب الاحتياط في الدين والاخذ بالسنة. 12 – باب الشواهد من كتاب الله. 13 – باب فرض طلب العلم. 14 – باب حقيقة الحق. 15 – باب الحث على طلب العلم. 16 – باب ” خذ الحق “. 17 – باب اظهار الحق. 18 – باب حق العالم. 19 – باب ما لا يسع الناس جهله. 20 – باب لا تخلو الارض من عالم. 21 – باب حجج الله على خلقه. 22 – باب (1). 23 – باب جوامع التوحيد. 24 – باب العلم. 25 – باب الارادة والمشية. 26 – باب الامر والنهى. 27 – باب الوعد والوعيد.


(1) كذا في جميع ما عندي من نسخ المحاسن.

[ 190 ]

28 – باب ” لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق “. 29 – باب اليقين والصبر في الدين. 30 – باب الاخلاص. 31 – باب التقية 32 – باب الاغضاء والمداراة. 33 – باب النية. 34 – باب الحب والبغض في الله. 35 – باب نوادر الحب والبغض. 36 – باب في القرآن تبيان كل شئ 37 – باب تصديق النبي صلى الله عليه وآله. 38 – باب التحديد. 39 – باب البيان والتعريف ولزوم الحجة. 40 – باب الابتلاء والاختبار. 41 – باب السعادة والشقاوة. 42 – باب تطول الله على خلقه. 43 – باب بدء الخلق. 44 – باب خلق الخير والشر. 45 – باب الاسلام والايمان. 46 – باب الشرائع. 47 – باب المحبوبات. 48 – باب المكروهات. 49 – باب الاستطاعة والاجبار والتفويض.


[ 191 ]

بسم الله الرحمن الرحيم 1 – باب العقل 1 – أحمد بن أبي عبد الله البرقي المكنى بأبي جعفر، عن يعقوب بن يزيد، عن اسماعيل بن قيتبة البصري، عن أبي خالد العجمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خمس من لم يكن فيه لم يكن فيه كثير مستمتع، قلت: وما هي؟ – جعلت فداك، قال: العقل والدين والادب والجود وحسن الخلق (1). 2 – عنه، عن عمرو بن عثمان، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن علي بن ابي طالب عليه السلام قال: هبط جبرئيل على آدم عليه السلام فقال: يا آدم إني أمرت أن أخيرك بين ثلاثة، فاختر واحدة ودع اثنتين، فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاثة؟ – فقال: العقل والحياء والدين، فقال آدم: فاني قد اخترت العقل، فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه، فقالا: يا جبرئيل إنا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان، قال: فشأنكما وعرج (2). 3 – عنه، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:


1 – ج 1، ” باب فضل العقل وذم الجهل ” (ص 29، س 32) وليس فيه هذه الجملة ” قلت: وما هي؟ – جعلت فداك، قال: ” قائلا بعده: ” بيان – ” حسن الادب ” إجراء الامور على قانون الشرع والعقل، في خدمة الحق ومعاملة الخلق “. 2 – ج 1، ” باب فضل العقل وذم الجهل ” (ص 30، س 21) قائلا بعده: ” الشأن ” بالهمز الامر والحال أي الزما شأنكما أو شأنكما معكما، ولعل الغرض كان تنبيه آدم (ع) أو أولاده على عظمة نعمة العقل. وقيل: الكلام مبني على الاستعارة التمثيلية، ويمكن أن يكون جبرئيل أتى بثلاث صور، مكان كل من الخصال صورة تناسبها فان لكل من الاعراض والمعقولات صورة تناسبه من الاجسام والمحسوسات، وبها تتمثل في المنام بل في الآخرة والله يعلم “. أقول: إلى التعليل المذكور في آخر هذا البيان يشير المير فندرسكى (ره) في قصيدته المعروفة بقوله: چرخ با اين اختران نغزو خوش وزيباستى * صورتي در زير دارد هر چه در بالاستى صورت زيرين اگر بر نردبان معرفت * بررود بالا همان با اصل خود يكتاستى

[ 192 ]

لم يقسم الله بين الناس شيئا أقل من خمس، اليقين، والقناعة، والصبر، والشكر، والذي يكمل هذا كله العقل (1). 4 – عنه، عن محمد بن علي، عن وهب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله خلق العقل فقال له: ” أقبل ” فأقبل، ثم قال له: ” أدبر “، فأدبر ثم قال له: ” وعزتي وجلالى ما خلقت شيئا أحب إلى منك، لك الثواب وعليك العقاب “. (2) 5 – عنه، عن السندي بن محمد، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: لما خلق الله العقل قال له: ” أدبر ” فأدبر، ثم قال له: ” أقبل ” فأقبل، فقال: ” وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك، إياك آمرو إياك أنهى، وإياك أثيب وإياك أعاقب ” (3). 6 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له: ” أقبل ” فأقبل، ثم قال له: ” أدبر ” فأدبر، ثم قال له: ” وعزتي وجلالى ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك، ولا أكملك إلا فيمن أحب، أما إني إياك آمر وإياك أنهى، وإياك أعاقب وإياك أثيب ” (4). 7 – عنه، عن علي بن الحكم، عن هشام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما خلق الله العقل قال له: ” أقبل ” فأقبل، ثم قال له، ” أدبر ” فأدبر، ثم قال له: ” وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك، بك آخذ وبك أعطى وعليك أثيب ” (5). 8 – عنه، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن الفضل النوفلي، عن أبيه، عن أبي – عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خلق الله العقل فقال له: ” أدبر ” فأدبر، ثم قال له: ” أقبل ” فأقبل، ثم قال: ” ما خلقت خلقا أحب إلي منك ” قال: فأعطى الله محمدا ” (صلى الله عليه وآله) تسعة وتسعين جزءا ثم قسم بين العباد جزءا واحدا (6).


1 – ج 1، ” باب فضل العقل وذم الجهل ” (ص 30، س 25) قائلا بعده: ” بيان – أي هذه الخصال في الناس أقل وجودا من سائر الخصال، ومن كان له عقل يكون فيه جميعها على الكمال، فيدل على ندرة العقل أيضا ” أقول: لعل الخواجة عبد الله الانصاري أخذ قوله هذا ” خدايا آنكه را عقل دادى پس چه ندادى؟! وآنكه را عقل ندادى پس چه دادى؟! ” من هذا الحديث. 2 و 3 و 4 و 5 و 6 – ج 1 ” باب حقيقة العقل ” (ص 33، س 14 و 15 و 12 و 17 و 18) أقول في بعض النسخ بدل ” لا أكملك ” ” لا أكملنك ” (مع نون التأكيد)

[ 193 ]

9 – محمد بن عيسى اليقطيني، عن عبيدالله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: ما بعث الله نبيا قط إلا عاقلا، وبعض النبيين أرجح من بعض، وما استخلف داود سليمان حتى اختبر عقله، واستخلف داود سليمان وهو ابن ثلاثة عشر سنة، وملك ذو القرنين وهو ابن اثنى عشر سنة، ومكث في ملكه ثلاثين سنة (1). 10 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن رجل من حمدان من بنى واعظ، عن عبيدالله بن الوليد الوضافي، عي أبي جعفر عليه السلام قال: كان يرى موسى بن عمران عليه السلام رجلا من بني اسرائيل يطول سجوده ويطول سكوته فلا يكاد يذهب إلى موضع إلا وهو معه، فبينا هو يوما من الايام في بعض حوائجه إذ مر على أرض معشبة تزهو وتهتز (قال:) فتأوه الرجل فقال له موسى: على ماذا تأوهت؟ – قال: تمنيت أن يكون لربي حمار أرعاه ههنا، قال: فأكب موسى (ع) طويلا ببصره على الارض اغتماما بما سمع منه (قال:) فانحط عليه الوحى، فقال له: ما الذي أكبرت من مقالة عبدي؟ أنا أؤاخذ عبادي على قدر ما أعطيتهم من العقل (2). 11 – عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وإفطار العاقل أفضل من صوم الجاهل، وأقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل، ولا بعث الله رسولا ولا نبيا حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته، وما يضمر النبي في نفسه أفضل من إجتهاد جميع المجتهدين، وما أدى العاقل فرائض الله حتى عقل منه، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل، إن العقلاء هم أولوا الالباب الذين


1 – ج 5، ” باب معنى النبوة وعلة بعثة الانبياء ” (ص 15، س 36). 2 – ج 1، ” باب فضل العقل وذم الجهل ” (ص 31، س 24) قائلا بعده: ” بيان – في القاموس ” الزهو ” = المنظر الحسن والنبات الناضر ونور النبت وزهرته وإشراقه، و ” الاهتزاز = التحرك والنشاط والارتياح، والظاهر أنهما بالتاء صفتان للارض، أو حالان منها لبيان نضارة أعشابها وطراوتها ونموها، وإذا كانا باليائين كما في أكثر النسخ، فيحتمل أن يكونا حالين عن فاعل من العابد إلى موسى، و ” الزهو ” جاء بمعنى الفخر أي كان يفتخر وينشط أظهار لشكره تعالى فيما هيأ له من ذلك “.

[ 194 ]

قال الله عزوجل ” انما يتذكر أولوا الالباب ” (1). 12 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن الحسن بن جهم: قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صديق كل امرئ عقله وعدوه جهله (2). 13 – عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه قال: ما يعبأ من أهل هذا الدين بمن لا عقل له، قال: قلت: جعلت فداك إنا نأتي قوما لا بأس لهم عندنا ممن يصف هذا الامر ليست لهم تلك العقول، فقال: ليس هؤلاء ممن خاطب الله في قوله: ” يا أولى الالباب ” إن الله خلق العقل فقال له: ” أقبل ” فأقبل، ثم قال له: ” أدبر ” فأدبر، فقال: ” وعزتي وجلالى ما – خلقت شيئا أحسن منك أو أحب إلي منك، بك آخذ وبك أعطى ” (3). 14 – عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي وجهم بن حكيم المدايني، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله


1 – ج 1، ” باب فضل العقل وذم الجهل ” (ص 31، س 31) قائلا بعده: ” ايضاح – قوله (ع) ” من شخوص الجاهل ” أي خروجه من بلده ومسافرته إلى البلاد طلبا لمرضاته تعالى كالجهاد والحج وغيرهما. قوله (ع) ” وما يضمر النبي في نفسه ” أي من النيات الصحيحة والتفكرات الكاملة والعقائد اليقينية. قوله (ع) ” وما أدى العاقل فرائض الله حتى عقل منه ” أي لا يعمل فريضة حتى يعقل من الله ويعلم أن الله أراد تلك منه ويعلم أيقاعها، ويحتمل أن يكون المراد أعم من ذلك أي يعقل ويعرف ما يلزمه معرفته، فمن ابتدائية على التقديرين، ويحتمل على بعد أن تكون تبعيضية أي عقل من صفاته وعظمته وجلاله ما يليق بفهمه ويناسب قابليته واستعداده، وفي أكثر النسخ: ” وما أدى العقل ” ويرجع إلى ما ذكرنا، إذ العاقل يؤدى بالعقل، وفي الكافي ” ما أدى العبد فرائض الله حتى عقل عنه ” أي لا يمكن للعبد أداء الفرائض كما ينبغى إلا بأن يعقل ويعلم من جهة مأخوذة عن الله بالوحي، أو بأن يلهمه الله معرفته، أو بأن يعطيه الله عقلا موهبيا به يسلك سيل النجاة “. 2 – ج 1، ” باب فضل العقل وذم الجهل ” (ص 30، س 27). أقول: قال المحدث النوري (ره): ” في نسخة، بدل ” وعدوه ” ” وعدو كل امرء “. 3 – ج 1، ” باب فضل العقل وذم الجهل ” (ص 32، س 4) قائلا بعده: ” بيان – ” ما يعبأ ” أي لا يبالى ولا يعتنى بشأن من لا عقل له من أهل هذا الدين، فقال السائل: عندنا قوم داخلون في هذا الدين غير كاملين في العقل، فكيف حالهم؟ فأجاب (ع) بأنهم وأن حرموا عن فضائل أهل العقل لكن تكاليفهم أيضا أسهل وأخف، وأكثر المخاطبات في التكاليف الشاقة لاولى الالباب “.

[ 195 ]

عليه وآله: إذا بلغكم عن رجل حسن حاله فانظروا في حسن خلقه فانما يجازى بعقله (1) 15 – وعنه، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عبد الجبار، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما العقل؟ – قال: ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان، قال: قلت: فالذي كان في معاوية؟ – قال: تلك النكراء وتلك الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل وليست بعقل (2). 16 – عنه، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا (3). 17 – عنه، عن أبيه البرقي، عن سليمان بن جعفر بن ابراهيم الجعفري رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنا معاشر الانبياء نكلم الناس على قدر عقولهم (4). 18 – عنه، عن العوسي، عن أبي حفص الجوهري، عن ابراهم بن محمد الكوفي رفعه قال: سئل الحسين بن علي عليهما السلام عن العقل قال: التجرع للغصة ومداهنة الاعداء (5). 19 – عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه قال: قال: العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه، ولا يسأل من يخاف منعه، ولا يتقدم على ما يخاف العذر منه، ولا يرجو من لا يوثق برجائه (6) 20 – عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يستدل بكتاب الرجل على عقله وموضع بصيرته، وبرسوله على فهمه وفطنته (7).


1 و 3 و 4 – ج 1، ” باب احتجاج الله تعالى على الناس بالعقل ” (ص 36، س 8 و 6 و 7) وأيضا (لكن الحديث الاول فقط) ” باب فضل العقل ” (ص 32، س 9) قائلا بعده: ” أقول: في الكافي: حسن حال ” يريد أن فيه بدل ” حاله ” ” حال ” أقول: بعض نسخ المحاسن أيضا كذلك. 2 – ج 1، ” باب احتجاج الله تعالى على الناس بالعقل ” (ص 39، س 18) قائلا بعده: ” بيان – ” النكراء ” = الدهاء والفطنة وجودة الرأى، وإذا استعمل في مشتهيات جنود الجهل يقال له الشيطنة ولذا فسره (ع) بها، وهذه إما قوة أخرى غير العقل أو القوة العقلية إذا استعملت في هذه الامور الباطلة وكملت في ذلك تسمى بالشيطنة ولا تسمى بالعقل في عرف الشرع وقد مر بيانه ” أقول: يشير بقوله ” وقد مر بيانه ” إلى ما ذكره قبيل ذلك (في ص 35). 5 و 6 و 7 – ج 1، ” باب احتجاج الله تعالى على الناس بالعقل ” (ص 43، س 17 و 19 و 21) قائلا بعد الحديث الاول: ” ضه – عن أمير المؤمنين مثله وزاد فيه ” ومداراة الاصدقاء “، بيان – المداهنة ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 196 ]

21 – عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن آبائه عليهم – السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا دين له (1). 22 – عنه، عن علي بن حديد، عن سماعة بن مهران، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده عدة من مواليه فجرى ذكر العقل والجهل فقال عليه السلام: اعرفوا العقل وجنده واعرفوا الجهل وجنده تهتدوا، قال سماعة: فقلت: جعلت فداك لا نعرف إلا ما عرفتنا، فقال أبو – عبد الله عليه السلام: إن الله خلق العقل وهو أول خلق خلقه من الروحانيين عن يمين العرش من نوره، فقال له: ” أدبر ” فأدبر، ثم قال له: ” أقبل ” فأقبل، فقال الله عزوجل له: ” خلقتك خلقا عظيما وأكرمتك على جميع خلقي “، قال: ثم خلق الجهل من البحر الاجاج الظلماني فقال له: ” أدبر ” فأدبر ثم قال له: ” أقبل ” فلم يقبل، فقال الله له: ” أستكبرت “؟ فلعنه، ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جندا فلما رأى الجهل ما أكرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة فقال الجهل: يا رب هذا خلق مثلي، خلقته وكرمته وقويته وأنا ضده ولا قوة لي به، فأعطني من الجند مثل ما أعطيته، فقال: نعم، فان عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك من رحمتي، قال: قد رضيت، فأعطاه خمسة وسبعين جندا فكان مما أعطى الله العقل من الخمسة والسبعين الجند الخير، وهو وزير العقل، وجعل ضده الشر، وهو وزير الجهل، والايمان،


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” اظهار خلاف ما تضمر وهو قريب من معنى المداراة ” وقد قال قبيل ذلك (ص 39، س 20): مع سئل الحسن بن علي (ع) فقيل له: ما العقل؟ – قال: التجرع للغصة حتى تنال الفرصة. بيان – ” الغصة ” بالضم ما يعترض في الحلق وتعسر إساغته، ويطلق مجازا على الشدائد التي يشق على الانسان تحملها و هو المراد هنا ” وتجرعه ” كناية عن تحمله وعدم القيام به وتداركه. ” حتى تنال الفرصة ” فان التدارك قبل ذلك لا ينفع سوى الفضيحة وشدة البلاء وكثرة الهم ” أقول: قال نظام العلماء التبريزي (ره) في كتابه الموسوم بأنيس الادباء (ص 162) ” في امالي الصدوق عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه سئل ما العقل؟ – فقال: التجرع للغصة ومداهنة الاعداء ومداراة الاصدقاء ” (انتهى) ونعم ما قيل في هذا المعنى: ” آسايش دو گيتى تفسير اين دو حرفست * با دوستان مروت با دشمنان مدارا ” 1 – ج 15 الجزء الثالث، ” باب الاستخفاف بالدين والتهاون بأمر الله ” (ص 34، س 30)

[ 197 ]

وضده الكفر، والتصديق، وضده الجحود، والرجاء، وضده القنوط، والعدل، وضده الجور، والرضى، وضده السخط، والشكر، وضده الكفران، والطمع، وضده الياس، والتوكل، وضده الحرص، والرأفة، وضدها العزة، والرحمة، وضدها الغضب، والعلم، وضده الجهل، والفهم، وضده الحمق، والعفة، وضدها الهتك، والزهد، وضده الرغبة، والرفق، وضده الخرق، والرهبة، وضده الجراءة، والتواضع، وضده التكبر، والتؤدة، وضده التسرع، والحلم، وضده السفه، والصمت، وضده الهذر، والاستسلام، وضده الاستكبار، والتسليم، وضده التجبر والعفو، وضده الحقد، والرقة، وضدها الشقوة، واليقين، وضده الشك، والصبر، و ضده الجزع، والصفح، وضده الانتقام، والغنى، وضده الفقر، والتفكر، وضده السهو، والحفظ، وضده النسيان، والتعطف، وضده القطيعة، والقنوع، وضده الحرص، والمواساة، وضدها المنع، والمودة، وضدها العداوة، والوفاء، وضده الغدر، والطاعة، وضدها المعصية، والخضوع، وضده التطاول، والسلامة، وضدها البلاء، والحب، وضده البغض، والصدق، وضده الكذب، والحق، وضده الباطل، والامانة، وضدها الخيانة، والاخلاص، وضده الشوب، والشهامة، وضدها البلادة، والفهم، وضده الغباوة، والمعرفة، وضدها الانكار، والمداراة، وضدها المكاشفة، وسلامة الغيب، وضدها المماكرة، والكتمان، وضده الافشاء، والصلوة، وضدها الاضاعة والصوم، وضده الافطار، والجهاد، وضده النكول، والحج، وضده نبذ الميثاق، وصون الحديث، وضده النميمة، وبر الوالدين، وضده العقوق، والحقيقة، وضدها الرياء، والمعروف، وضده المنكر، والستر، وضده التبرج، والتقية، وضدها الاذاعة، والانصاف، وضده الحمية والتهيئة، وضدها البغى، والنظافة، وضدها القذارة، والحياء، وضده الخلع، والقصد، وضده العدوان، والراحة، وضدها التعب، والسهولة، وضدها الصعوبة، والبركة، وضدها المحق، والعافية، وضدها البلاء، والقوام، وضدها المكاثرة، والحكمة، وضدها الهوى، والوقار، وضده الخفة، والسعادة، وضدها الشقاوة، والتوبة، وضدها الاصرار، والاستغفار، وضده الاغترار، والمحافظة، وضدها التهاون، والدعاء، وضده الاستنكاف، والنشاط، وضده الكسل، والفرح، وضده الحزن، والالفة، وضدها العصبية، والسخاء، وضده البخل، ولا تكمل هذه الخصال


[ 198 ]

كلها من أجناد العقل إلا في نبي أو وصي نبي، أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان وأما سائر ذلك من موالينا فان أحدهم لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود حتى يستكمل ويتقى من الجهل، فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الانبياء والاوصياء وإنما يدرك الفوز بمعرفة العقل وجنوده، وبمجانبة الجهل وجنوده، وفقنا الله وإياكم لطاعته ومرضاته (1). 2 – باب المعرفة 23 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عمن رواه، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح (2). 24 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان وعبد الله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: العامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق، لا يزيده سرعة السير إلا بعدا (3). 25 – عنه، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا يقبل الله عملا إلا بمعرفة، ولا معرفة إلا بعمل، ومن يعمل دلته المعرفة على العمل، ومن لم يعمل فلا معرفة له، إنما الايمان بعضه من بعض (4). 26 – عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة وفضل الاسدي، عن عبد الاعلى مولى بنى سام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لم يكلف الله العباد المعرفة ولم يجعل لهم إليها سبيلا (5).


1 – ج 1، ” باب احتجاج الله تعالى على الناس بالعقل ” (ص 37، س 32) قائلا بعده: ” بيان – ما ذكر من الجنود هنا احدى وثمانون خصلة وفي الكافي ثمانية وسبعون، وكأنه لتكرار بعض الفقرات إما منه (ع) أو من النساخ، بأن يكونوا أضافوا بعض النسخ إلى الاصل ” أقول: فساق بيانا طويلا وكلاما مفصلا جدا في توضيح فقرات الحديث فمن أراده فليطلبه من هناك لان المقام لا يسع ذكره. 2 و 3 و 4 – ج 1، ” باب العمل بغير علم ” (ص 65، س 5، وص 64، س 30 و 33) قائلا بعد الحديث الاخير: ” بيان – الظاهر أن المراد بالمعرفة أصول العقائد ويحتمل الاعم. قوله (ع). ” ان الايمان بعضه من بعض ” أي أجزاء الايمان من العقائد والاعمال بعضها مشروطة ببعض كأن العقائد أجزاء الاعمال وبالعكس، أو المراد أن أجزاء الايمان ينشأ بعضها من بعض ” 5 – ج 3، ” باب أن المعرفة لله تعالى ” (ص 61، س 35)

[ 199 ]

27 – عنه، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبان الاحمر بن عثمان، عن فضل أبى – العباس بقباق قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” وكتب في قلوبهم الايمان ” هل لهم غير ذلك صنع؟ – قال: لا (1). 28 – عنه، عن الوشاء، عن أبان الاحمر، عن الحسن بن زياد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الايمان، هل للعباد فيه صنع؟ – قال: لا، ولا كرامة بل هو من الله وفضله (2). 29 – عنه، عن محمد بن خالد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحر، عن الحسن بن زياد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: ” حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم ” هل للعباد بما حبب صنع؟ – قال: لا، ولا كرامة (3). 30 – عنه، عن أبيه، عن صفوان، عن أبي سعيد المكارى، عن أبي بصير، عن الحارث بن المغيرة النضري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” كل شئ هالك إلا وجهه ” فقال: كل شئ هالك إلا من أخذ الطريق الذي أنتم عليه (4). 31 – عنه، عن محمد بن علي، عن عبيس بن هشام الناشري، عن الحسن بن الحسين، عن مالك بن عطية، عن أبن حمزة، عن أبي الطفيل قال: قام أمير المؤمنين (علي عليه السلام) على المنبر فقال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة واصطفاه بالرسالة فاياك والناس واياك، وعندنا أهل البيت مفاتيح العلم وأبواب الحكمة وضياء الامر وفصل الخطاب، ومن يحبنا أهل البيت ينفعه ايمانه، ويتقبل منه عمله، ومن لا يحبنا أهل البيت لا ينفعه ايمانه، ولا يتقبل منه عمله، وإن أدأب الليل والنهار لم يزل (5)


1 و 2 و 3 – ج 3، ” باب أن المعرفة لله تعالى ” (ص 61، س 36 و 37، وص 62، س 1) 4 – ج 15، الجزء الاول، ” باب أن الشيعة هم أهل دين الله ” (ص 127، س 13) قائلا بعده ” بيان – على هذا التأويل المراد بالوجه الجهة التي أمر الله أن يؤتى منه ” وأقول نقله أيضا بعيد ذلك من هذا الكتاب (س 23) (لكن بأدنى اختلاف في اللفظ) 5 – ج 15، الجزء الاول، ” باب أن الشيعة هم أهل دين الله ” (ص 127، س 15) وفيه بدل ” فاياك والناس وإياك ” ” فأنال في الناس وأنال ” فلذا قال بعده: ” بيان – ” فأنال في الناس وأنال ” أي أعطى الناس ونشر فيهم العلوم الكثيرة، فمنهم من غير، ومنهم من نسى، ومنهم من لم يفهم المراد فأخطأ، فنصب أوصياءه المعصومين عن الخطأ والزلل ليميزوا بين الحق والباطل، وجعل عندهم مفاتيح العلم وأابواب الحكمة وضياء الامر ووضوحه والخطاب الفاصل بين الحق والباطل، فيجب الرجوع إليهم فيما اختلفوا. وقد مرت الاخبار الكثيرة في ذلك في كتاب العلم “.

[ 200 ]

3 باب الهداية من الله عزوجل 32 – عنه، عن أبي خداش المهدي، عن الهيثم بن حفص، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ليس على الناس أن يعلموا حتى يكون الله هو المعلم لهم، فإذا علمهم فعليهم أن يعلموا (1). 33 – عنه، عن عدة، عن عباس بن عامر، عن مثنى الحناط، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله خلق خلقه فخلق قوما لحبنا، لو أن أحدهم خرج من هذا الرأى لرده الله إليه وإن رغم أنفه، وخلق قوما لبغضنا لا يحبوننا أبدا (2). 34 – عنه، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن ابن مسكان، عن ثابت أبي سعيد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا ثابت ما لكم وللناس، كفوا عن الناس ولا تدعوا أحدا إلى أمركم، فوالله لو أن أهل السماوات وأهل الارضين اجتمعوا على أن يهدوا عبدا يريد الله ضلالته ما استطاعوا على أن يهدوه، ولو أن أهل السماوات وأهل – الارضين اجتمعوا على أن يضلوا عبدا لله يريد الله هداه ما استطاعوا أن يضلوه، كفوا عن الناس ولا يقل أحدكم: ” أخي، وابن عمي، وجاري “، فان الله إذا أراد بعبد خيرا طيب روحه فلا يسمع معروفا إلا عرفه ولا منكرا إلا أنكره، ثم يقذف الله في قلبه كلمة يجمع بها أمره. عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن ثابت مثله. (3) 35 – عنه، عن عبد الله بن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا سليمان إن لك قلبا ومسامع، وإن الله إذا أراد أن يهدى عبدا فتح مسامع قلبه، وإذا أراد به غير ذلك ختم مسامع قلبه فلا يصلح أبدا، وهو قول الله عزوجل ” أم على قلوب أقفالها ” (4) 36 – عنه، عن القاسم بن محمد وفضالة بن أيوب، عن كليب بن معاوية الاسدي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما أنتم والناس، إن الله إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة بيضاء فإذا هو يجول لذلك ويطلبه (5).


1 و 2 – ج 3، ” باب أن المعرفة لله تعالى ” (ص 62، س 2 و 3) 3 و 4 و 5 – ج 3، ” باب الهداية والاضلال والتوفيق والخذلان ” (ص 57، س 11 و 15 و 17).

[ 201 ]

37 – عنه، عن فضالة بن أيوب، عن القاسم بن يزيد، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أذا أراد الله بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة بيضاء، فجال القلب يطلب الحق، ثم هو إلى أمركم أسرع من الطير إلى وكره (1). 38 – عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اجعلوا أمركم لله ولا تجعلوه للناس، فانه ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله، فلا تخاصموا الناس لدينكم فان المخاصمة ممرضة للقلب، إن الله قال لنبيه صلى الله عليه وآله: ” إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء ” وقال: ” أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ” ذر الناس فان الناس أخذوا عن الناس وإنكم أخذتم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام ولا سواء، إني سمعت أبي يقول: إن الله إذا كتب على عبد أن يدخل في هذا الامر كان أسرع إليه من الطير إلى وكره (2). 39 – عنه، عن أبيه، عن صفوان وفضالة بن أيوب، عن داود بن فرقد قال: كان أبي يقول: ما لكم ولدعاء الناس إنه لا يدخل في هذا الامر إلا من كتب الله له: قال. وحدثني أبي، عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن ثابت قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا ثابت ما لكم وللناس (3). 40 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحر قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن رجلا أتى أبي فقال: إني رجل خصم أخاصم من أحب أن يدخل في هذا الامر، فقال له أبي: لا تخاصم أحدا فان الله إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة حتى أنه ليبصر به الرجل منكم يشتهى لقاءه، قال: وحدثني أبي، عن عبد الله بن مسكان، عن ثابت عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (4).


1 – ج 3، ” باب الهداية والاضلال والتوفيق والخذلان ” (ص 57، س 18). 2 و 3 و 4 – ج 1، ” باب ما جاء في تجويز المجادلة والمخاصمة في الدين ” (ص 104، س 37، وص 105، س 4 و 5) قائلا بعد الحديث الاخير: ” بيان – ” النكت ” = أن تضرب في الارض بخشب فيؤثر فيها والنقش في الارض، والمراد إلقاء الحق فيه وإثباته بحيث أن ينتقش النقش فيه وتقبله، والظاهر أن الغرض من تلك الاخبار ترك مجادلة من لا يؤثر الحق فيه وتجب التقية منه ولما كانوا ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 202 ]

41 – عنه، عن أبيه، عن فضالة، عن أبي المغرا، عن أبي بصير، عن خثيمة بن عبد الرحمن الجعفي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن القلب ينقلب من لدن موضعه إلى حنجرته ما لم يصب الحق، فإذا أصاب الحق قر، ثم ضم أصابعه وقرأ هذه الاية ” فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا ” (1). 42 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تدعوا إلى هذا الامر فان الله إذا أراد بعبد خيرا أخذ بعنقه فأدخله في هذا الامر (2) عنه، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جده، عن أبي جعفر عليه السلام مثله. 43 – عنه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عمران قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله إذا أراد بعبد خيرأ أخذ بعنقه فأدخله في هذا الامر (3). عنه، عن علي بن إسماعيل الميثمى، عن حذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله. عنه، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله. 44 – عنه، عن صفوان، عن محمد بن مروان، عن فضيل بن يسار قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام ندعوا الناس إلى هذا الامر؟ – فقال: لا، يا فضيل إن الله إذا أراد بعبد خيرا أمر ملكا فأخذ بعنقه فأدخله في هذا الامر طائعا أو كارها (4). 45 – عنه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن معاذ بن كثير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إني لا أسألك إلا عما يعنينى، ان لي أولادا قد أدركوا، فأدعوهم إلى شئ من هذا الامر؟ – فقال: لا، إن الانسان إذا خلق علويا أو جعفريا يأخذ الله بناصيته حتى يدخله في هذا الامر (5).


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” في غاية الحرص على دخول الناس في الايمان كانوا يتعرضون للمهالك فبين عليه السلام أنه ليس كل من تلقون إليه شيئا من الخير يقبله بل لا بد من شرائط يفقدها كثير من الناس وإن كان فقدها بسوء اختيارهم وسنفصل القول فيها في محله إن شاء الله “. 1 و 2 و 3 و 4 و 5 – ج 3، ” باب الهداية والاضلال والتوفيق والخذلان ” (ص 57، س 20 و 22 و 23 و 24 و 25 و 26 و 27)

[ 203 ]

46 – عنه، عن صفوان بن يحيى، عن حذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبي يقول: ” إذا أراد الله بعبد خيرا أخذ بعنقه فأدخله في هذا الامر ” (قال: وأومأ بيده إلى رأسه) (1). 47 – عنه، عن حماد بن عيسى، عن نباتة بن محمد البصري، قال: أدخلني ميسر بن عبد العزيز على أبي عبد الله عليه السلام وفي البيت نحو من أربعين رجلا فجعل ميسر يقول: جعلت فداك هذا فلان بن فلان من أهل بيت كذا وكذا حتى انتهى إلى فقال: إن هذا ليس في أهل بيته أحد يعرف هذا الامر غيره، فقال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله إذا أراد بعبد خيرا وكل به ملكا فأخذ بعضده فأدخله في هذا الامر (2). 48 – عنه، عن يحيى بن ابراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جده، عن رجل من أصحابه يقال له ” عمران “: أنه خرج في عمرة زمن الحجاج (لعنه الله) فقلت له: هل لقيت أبا جعفر (ع) فقال: نعم، فقلت: ما قال لك؟ – قال: قال لي: يا عمران ما خبر الناس؟ – فقلت: تركت الحجاج يشتم أباك على المنبر (أعنى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه)، فقال: أعداء الله يبدهون بسبنا، أما إنهم لو استطاعوا أن يكونوا من شيعتنا لكانوا ولكنهم لا يستطيعون، إن الله أخذ ميثاقنا وميثاق شيعتنا ونحن وهم أظلة، فلو جهد الناس أن يزيدوا فيهم رجلا أو ينقصوا منهم رجلا ما قدروا على ذلك (3). 49 – عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي – جعفر (ع) قال: لا تخاصموا الناس فان الناس لو استطاعوا أن يحبونا لاحبونا، إن الله أخذ ميثاق شيعتنا يوم أخذ ميثاق النبيين، فلا يزيد فيهم أحدا أبدا ولا ينقص منهم أحدا أبدا (4).


1 و 2 – ج 3، ” باب الهداية والاضلال والتوفيق والخذلان ” (ص 57، س 29 و 30) 3 – مر الحديث بعينه مع بيان من المجلسي (ره) له في كتاب الصفوة انظر حديث 17، (ص 135 و 136) وعبارة الحديث هنا صحيحة بلا تشويش الا في قوله (ع) ” يبدهون بسبنا ” فان في بعض النسخ بدله ” يبدهون سبنا ” وفي بعضها الآخر ” يبدعون سبنا ” وفي بعضها الآخر ” يبتدعون سبنا ” 4 – ج 1، ” باب ما جاء في تجويز المجادلة والمخاصمة في الدين ” (ص 115 س 11) وفيه بدل ” أبي جعفر (ع) ” ” أبي عبد الله (ع) ” وبدل ” أحدا ” في الموضعين ” أحد “. بخلاف جميع ما عندي من نسخ المحاسن.

[ 204 ]

4 – باب حق الله عزوجل على خلقه 50 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن أبي الحسين، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل ” اتقوا الله حق تقاته “؟ – قال: يطاع ولا يعصى، ويذكر ولا ينسى، ويشكر فلا يكفر (1). 51 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن القاسم الهاشمي قال: سمعت أبا – عبد الله (ع) يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أصبح من أمتى وهمه غير الله فليس من الله (2). 52 – عنه، عن أبيه رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من أراد أن يعلم ماله عند الله فلينظر ما لله عنده (3) 53 – عنه، عن علي بن حسان الواسطي وأحمد بن محمد بن أبي نصر، عن درست بن أبي منصور، عن زرارة بن أعين قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما حق الله على خلقه؟ – قال: حق الله على خلقه أن يقولوا بما يعلمون ويكفوا عما لا يعلمون، فإذا فعلوا ذلك فقد والله أدوا إليه حقه (4). 5 – باب النهى عن القول والفتيا بغير علم 54 – عنه، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن مفضل بن يزيد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أنهاك عن خصلتين فيهما هلك الرجال، أنهاك أن تدين الله بالباطل، وتفتي الناس بما لا تعلم (5)


1 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب الطاعة والتقوى والورع ” (ص 96، س 19). 2 – لم أظفر به في مظانه من البحار فان وجدته أشر إليه في آخر الكتاب ان شاء الله تعالى. 3 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب حب الله تعالى ” (ص 29، س 26) أقول: رواه هنا أيضا من هذا الكتاب بسند آخر يأتي الاشارة إليه في موضعه. 4 – ج 1، ” باب النهى عن القول بغير علم ” (ص 100، س 34) 5 – ج 1، ” باب النهى عن القول بغير علم ” (ص 100، س 2) لكن في هامش الصفحة من الخصال فقط والظن القوى سقوط رمز المحاسن من قلم النساخ هنا، (ويدل عليه الذهاب إلى هامش الكتاب عند الانتساخ للطبع، لانه يكشف عن اضطراب النسخة التي كانت مرجعا للمستنسخ للطبع) قائلا بعده: ” بيان – ” أن تدين ” أي تعبد الله بالباطل، أي بدين باطل أو بعمل بدعة “

[ 205 ]

55 – عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي – عبد الله (ع) قال: إياك وخصلتين مهلكتين، أن تفتى الناس برأيك، وأن تقول ما لا تعلم (1). 66 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن مجالسة أصحاب الرأى فقال: جالسهم، وإياك وخصلتين تهلك فيهما الرجال، أن تدين بشئ من رأيك، وتفتي الناس بغير علم (2). 57 – عنه، عن أحمد بن علي بن الحسان، عمن حدثه، عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن من حقيقة الايمان أن تؤثر الحق وإن ضرك على الباطل وإن نفعك، وأن لا يجوز منطقك علمك (3). 58 – عنه، عن محمد بن عيسى، عن جعفر بن محمد أبي الصباح، عن إبراهيم بن أبي – سماك، عن موسى بن بكر، قال: قال أبو الحسن عليه السلام: من أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة الارض وملائكة السماء (4) 59 – أحمد، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن إسماعيل بن زياد، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السماء والارض. ورواه عن أبي عبد الله الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن الحسن بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام مثله (5) 60 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي – جعفر عليه السلام قال: من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه (6).


1 و 2 – ج 1 ” باب النهى عن القول بغير علم ” (ص 100، س 36) وفيه بدل ” تهلك ” ” هلك ” قائلا بعد الحديث الاخير: ” بيان – قوله (ع) ” أن تدين ” أي تعتقد أو تعبد لله “. 3 و 4 و 5 و 6 – ج 1، ” باب النهى عن القول بغير علم ” (ص 100، س 17 (لكن في هامش الصفحة) و 16 و 15 و 17 وص 101، س 1) قائلا بعد الحديث الاخير: ” بيان – ” بغير علم ” أي من الله بغير واسطة بشر كما للنبي صلى الله عليه وآله وبعض علوم الائمة (ع). ” ولا هدى ” كسائر علومهم وعلوم سائر الناس، ويحتمل أن يكون المراد بالهدى الظنون المعتبرة شرعا ويحتمل التأكيد و ” الفتيا ” بالضم = الفتوى “.

[ 206 ]

61 – عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن داود بن فرقد، عمن حدثه، عن عبد الله بن شبرمة قال: ما أذكر حديثا سمعته من جعفر بن محمد إلا كاد يتصدع قلبي، قال: قال أبي، عن جدى، عن رسول الله صلى الله عليه وآله (قال ابن شبرمة: وأقسم بالله ما كذب أبوه على جده، ولا كذب جده على رسول الله صلعم) فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من عمل بالمقائيس فقد هلك وأهلك، ومن أفتى الناس وهو لا يعلم الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه فقد هلك وأهلك (1). 62 – عنه، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبان الاحمر، عن زياد بن أبي رجاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما علمتم فقولوا، وما لم تعلموا فقولوا: ” الله أعلم “، إن الرجل لينزع بالآية من القرآن يخر فيها أبعد من السماء (2). 63 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن الهيثم، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا سئل الرجل منكم عما لا يعلم فليقل: ” لا أدرى ” ولا يقل: ” الله أعلم ” فيوقع في قلب صاحبه شكا، وإذا قال المسئول: ” لا أدرى ” فلا يتهمه السائل (3) 64 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما عليهما السلام، قال: للعالم إذا سئل عن شئ وهو لا يعلمه أن يقول: ” الله أعلم “. وليس لغير العالم أن يقول ذلك (4). 65 – عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن فضيل بن عثمان، عن رجل، عن أبي –


1 و 2 و 3 – ج 1، ” باب النهى عن القول بغير علم ” (ص 101، س 4 و 7 و 10) قائلا بعد – الحديث الثاني: ” بيان – في الكافي ” لينزع الآية من القرآن ” و ” الخرور ” السقوط من علو إلى سفل، أي يبعد من رحمة الله بأبعد مما بين السماء والارض، أو يتضرر في آخرته بأكثر مما يتضرر الساقط من هذا البعد في دنياه، أو يبعد عن مراد الله فيها بأكثر من ذلك البعد من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس “. أقول: في بعض النسخ بدل ” لينزع ” ” لينتزع ” وبدل ” بالآية ” ” آية ” وبدل ” يخر فيها ” ” يحرفها “. 4 – ج 1 ” باب النهى عن القول بغير علم ” (س 101، س 11) قائلا بعده: ” بيان – لا ينافى الخبر السابق، لان الظاهر أن الخبر السابق مخصوص بغير العالم على أنه يمكن أن يخص ذلك بمن يتهمه السائل بالضنة عن الجواب إذا قال: ” الله اعلم ” أقول: يريد (ره) بالخبر السابق الحديث الذي سبقه هنا فانه (ره) نقلهما في البحار كذلك (أي على ترتيب النقل في هذا الكتاب)

[ 207 ]

عبد الله عليه السلام، قال: إذا سئلت عما لا تعلم، فقل: ” لا أدرى ” فان ” لا أدرى ” خير من الفتيا (1) 66 – عنه، عن جعفر بن محمد بن عبيدالله الاشعري، عن ابن القداح (وهو عبد الله بن ميمون) عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه، قال: قال علي عليه السلام في كلام له: ” لا يستحيى العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا علم لي به ” (2). 5 – باب البدع 67 – عنه، عن أبي يوسف يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز رفعه قال: كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة سبيلها إلى النار (3). 68 – عنه، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن سنان، عن أبي خالد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أدنى الشرك أن يتبدع الرجل رأيا فيحب عليه ويبغض (4). 69 – عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن العمي، باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أبي الله لصاحب البدعة بالتوبة، قيل: يا رسول الله كيف ذاك؟ – قال: إنه قد أشرب قلبه حبها (5). 70 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام ومحمد بن حمران، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان رجل في الزمان الاول طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها، فطلبها حراما فلم يقدر عليها، فأتاه الشيطان فقال: يا هذا قد طلبت الدنيا من حلال فلم تقدر عليها، وطلبتها من الحرام فلم تقدر عليها، أفلا أدلك على شئ يكثر به دنياك ويكثر به تبعك؟ – قال، نعم، قال: تبتدع دينا وتدعو إليه الناس، (قال:) ففعل، فاستجاب له الناس فاطأعوه وأصاب من الدنيا (قال:) ثم إنه فكر وقال: ما صنعت شيئا؟ ابتدعت دينا ودعوت الناس إليه، ما أرى لي توبة إلا أن آتى من دعوته إليه فأرده عنه (قال:) فجعل يأتي أصحابه الذين أجابوه


1 و 2 – ج 1، باب النهى عن القول بغير علم ” (ص 101، س 13 و 14) 3 و 4 و 5 – ج 1، ” باب البدع والرأى والمقائيس ” (ص 163، س 19 و 20 وص 161 س 24) أقول: الحديث الثالث لم ينقله هنا من هذا الكتاب بل نقله من معاني الاخبار وثواب الاعمال (والظاهر أنه سقط رمز المحاسن هنا سهوا من قلم النساخ) قائلا بعده: ” بيان – لعل المراد أنه لا يوفق للتوبة كما يظهر من التعليل، أو لا يقبل توبته قبولا كاملا ” ويظهر من سند الخبر في الكتابين أن المراد من العمى هو ” محمد بن جمهور العمى “. (والعمى نسبة إلى بنى العم من تميم كما صرح به النجاشي في ترجمة ابنه الحسن)

[ 208 ]

فيقول: إن الذي دعوتكم إليه باطل وإنما ابتدعته كذبا، فجعلوا يقولون له: كذبت، هو الحق ولكنك شككت في دينك فرجعت عنه (قال:) فلما رأى ذلك عمد إلى سلسلة فأوتد لها وتدا ثم جعلها في عنقه فقال: لا أحلها حتى يتوب الله علي، (قال:) فأوحى الله تعالى إلي نبي من أنبيائه أن قل لفلان بن فلان: ” وعزتي وجلالى لو دعوتني حتى تنقطع أوصالك ما استجبت لك حتى ترد من مات على ما دعوته إليه فيرجع عنه (1). 71 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن لله عند كل بدعة تكون بعدى يكاد بها الايمان وليا من أهل بيتي موكلا به يذب عنه، ينطق بالهام من الله ويعلن الحق وبنوره يرد كيد الكائدين (يعنى عن الضعفاء) فاعتبروا يا أولى الابصار وتوكلوا على الله (2). 72 – عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن جمهور العمى رفعه قال: من أتى ذا بدعة فعظمه فانما سعى في هدم الاسلام (3). 73 – عنه، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن حفص بن عمرو، عن أبي عبد الله، عن أبيه عن علي عليهم السلام قال: من مشى إلى صاحب بدعة فوقرة فقد مشى في هدم الاسلام (4). 74 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام الناس فقال: أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع، يخالف فيها كلام الله، يقلد فيها رجال رجالا، ولو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى، ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا، فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه، ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى (5)


1 و 2 و 3 و 4 – ج 1، ” باب البدع والرأى والمقائيس ” (ص 161، س 31، وص 166، س 29 وص 163، س 23) قائلا بعد الحديث الثاني: وفيه بدل ” يعنى ” ” ويعبر ” ” بيان – قوله (ع) ” يكاد ” من الكيد بمعنى المكر والخدعة والحرب، ويحتمل أن يكون المراد: يكاد أن يزول بها الايمان وقوله (ع) ” ويعبر عن الضعفاء ” أي يتكلم من جانب الضعفاء العاجزين عن دفع الفتن والشبه الحادثة في الدين ” أقول: اكتفى المجلسي (ره) في البحار من طريقي الحديث الاول بالسند الاول فقط. 5 – ج 1. ” باب البدع والرأى والمقائيس ” (ص 166، س 36) وفيه بدل ” كلام الله ” ” كتاب الله ” اقائلا بعده ” بيان ” الحجى ” كالى = العقل و ” الضغث ” = قطعة من حشيش مختلطة الرطب باليابس، وقوله ” سبقت لهم من الله المحسني ” أي العاقبة الحسنى أو المشية الحسنى في سابق علمه وقضائه.

[ 209 ]

75 – عنه، عن عدة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من اجترى على الله في المعصية وارتكاب الكبائر فهو كافر، ومن نصب دينا غير دين الله فهو مشرك (1). 7 – باب المقائيس والرأى 76 – عنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام في رسالته إلى أصحاب الرأى والقياس: أما بعد فانه من دعا غيره إلى دينه بالارتياء والمقائيس لم ينصف ولم يصب حظه لان المدعو إلى ذلك لا يخلو أيضا من الارتياء والمقائيس، ومتى ما لم يكن بالداعى قوة في دعائه على المدعو لم يؤمن على الداعي أن يحتاج إلى المدعو بعد قليل، لانا قد رأينا المتعلم الطالب ربما كان فائقا لمعلم ولو بعد حين، ورأينا المعلم الداعي ربما احتاج في رأيه إلى رأى من يدعو وفي ذلك تحير الجاهلون وشك المرتابون وظن الظانون ولو كان ذلك عند الله جائزا لم يبعث الله الرسل بما فيه الفصل، ولم ينه عن الهزل، ولم يعب الجهل، ولكن الناس لما سفهوا الحق وغمطوا النعمة، واستغنوا بجهلهم وتدابيرهم عن علم الله، واكتفوا بذلك دون رسله والقوام بأمره، وقالوا: لا شئ إلا ما أدركته عقولنا وعرفته ألبابنا فولاهم الله ما تولوا وأهملهم وخذلهم حتى صاروا عبدة أنفسهم من حيث لا يعملون، ولو كان الله رضي منهم اجتهادهم وارتياءهم فيما ادعوا من ذلك لم يبعث الله إليهم فاصلا لما بينهم ولا زاجرا عن وصفهم و انما استدللنا أن رضا الله غير ذلك ببعثه الرسل بالامور القيمة الصحيحة والتحذير عن الامور المشكلة المفسدة، ثم جعلهم أبوابه وصراطه والادلاء عليه بأمور محجوبة عن الرأى والقياس، فمن طلب ما عند الله بقياس ورأى لم يزدد من الله إلا بعدا، ولم يبعث رسولا قط وان طال عمره قابلا من الناس خلاف ما جاء به حتى يكون متبوعا مرة و تابعا أخرى، ولم ير أيضا فيما جاء به استعمل رأيا ولا مقياسا حتى يكون ذلك واضحا عنده كالوحي من الله وفي ذلك دليل لكل ذي لب وحجى أن أصحاب الرأى والقياس


1 – ج 15 الجزء الثالث ” باب عقاب من أحدث دينا أو أضل الناس ” (ص 33، س 20).

[ 210 ]

مخطئون مدحضون وإنما الاختلاف فيما دون الرسل لا في الرسل فاياك أيها المستمع أن تجمع عليك خصلتين احداهما القذف بما جاش به صدرك واتباعك لنفسك إلى غير قصد ولا معرفة حد، والاخرى استغناؤك عما فيه حاجتك وتكذيبك لمن إليه مردك و إياك وترك الحق سأمة وملالة، وانتجاعك الباطل جهلا وضلالة، لانا لم نجد تابعا لهواه جائزا عما ذكرنا قط رشيدا فانظر في ذلك (1). 77 – عنه، عن بعض أصحابنا، عمن ذكره، عن معاوية بن ميسرة بن شريح، قال: شهدت أبا عبد الله عليه السلام في مسجد الخيف وهو في حلقة فيها نحو من مائتي رجل فيهم عبد الله بن شبرمة فقال: يا أبا عبد الله إنا نقضى بالعراق فنقضي ما نعلم من الكتاب والسنة وترد علينا المسألة فنجتهد فيها بالرأى قال: فأنصت الناس جميع من حضر للجواب وأقبل أبو عبد الله عليه السلام على من على يمينه يحدثهم فلما رأى الناس ذلك أقبل بعضهم على بعض وتركوا الانصات. (قال:) ثم تحدثوا ما شاء الله ثم إن ابن شبرمة قال: يا أبا عبد الله إنا قضاة العراق وإنا نقضى بالكتاب والسنة وإنه ترد علينا أشياء نجتهد فيها بالرأى قال: فأنصت جميع الناس للجواب وأقبل أبو عبد الله عليه السلام على من على يساره يحدثهم فلما رأى الناس ذلك أقبل بعضهم على بعض وتركوا الانصات ثم إن ابن شبرمة مكث ما شاء الله ثم عاد لمثل قوله: فأقبل أبو عبد الله عليه السلام فقال: أي رجل كان علي بن أبي طالب؟ – فقد كان عندكم بالعراق ولكم به خبر، قال: فأطرأه ابن شبرمة وقال فيه قولا عظيما، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: فان عليا أبي أن يدخل في دين الله الرأى وأن يقول في شئ من دين الله بالرأى والمقائيس، فقال أبو ساسان: فلما كان الليل دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: يا أبا ساسان لم يدعنى صاحبكم ابن شبرمة حتى أجبته ثم قال: لو علم ابن شبرمة من اين هلك الناس ما دان بالمقائيس


1 – ج 1، ” باب البدع والرأى والمقائيس ” (ص 166، س 6) قائلا بعده ” بيان – ” جاش ” أي غلا، ويقال ” انتجعت فلانا ” إذا اتيته تطلب معروفه، ولا يخفى عليك بعد التدبر في هذا الخبر واضرابه أنهم سدوا باب العقل بعد معرفة الامام وأمروا باخذ جميع الامور منهم ونهوا عن. الاتكال على العقول الناقصة في كل باب “.

[ 211 ]

ولا عمل بها (1). 78 – عنه، أبيه، عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله، عن أبيه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا رأى في الذين (2). 79 – عنه، عن أبيه، عن فضالة، عن أبان الاحمر، عن أبي شيبة قال: سمعت أبا – عبد الله عليه السلام يقول: إن أصحاب المقائيس طلبوا العلم بالمقائيس فلم يزدهم المقائيس من الحق إلا بعدا وإن دين الله لا يصاب بالمقائيس (3). 80 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن بعض أصحابه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لابي حنيفة: ويحك إن أول من قاس ابليس لما أمره بالسجود لآدم، قال: ” خلقتني من نار وخلقته من طين ” (4). 81 – عنه، عن الحسن بن على بن يقطين، عن الحسين بن مياح، عن أبيه، عن أبى – عبد الله عليه السلام قال: إن إبليس قاس نفسه بآدم فقال: خلقتني من نار وخلقته من طين، فلو قاس الجوهر الذي خلق الله منه آدم بالنار كان ذلك أكثر نورا وضياءا من النار (5) 83 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن ابن مسكان، عن أبي الربيع الشامي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما أدنى ما يخرج العبد من – الايمان؟ – فقال: الرأى يراه مخالفا للحق فيقيم عليه (6). 84 – عنه، عن محمد بن عبد الحميد العطار البجلي، عن عاصم بن حميد، عن أبي – حمزة الثمالي، عن يحيى بن عقيل، قال: قال امير المؤمنين علي عليه السلام: إني أخاف عليكم إثنين اتباع الهوى، وطول الامل، فأما اتباع الهوى فانه يرد عن الحق، وأما طول الامل فينسى الآخرة (7).


1 و 2 و 3 و 4 – ج 1، ” باب البدع والرأى والمقائيس ” (ص 166، س 21 و 33 و 34 و 35) قائلا بعد الحديث الاول: ” بيان – الاطراء = مجاوزة الحد في المدح “. 5 – ج 5، ” باب سجود الملائكة ومعناه ومدة ملكه في الجنة ” (ص 39، س 31). 6 و 7 – ج 1، ” باب البدع والرأى والمقائيس ” (ص 162، س 36. وص 166، س 36).

[ 212 ]

85 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، عن رجل لم يسمه أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام رجلان تدارئا في شئ فقال: أحدهما أشهد أن هذا كذا وكذا برأيه فوافق الحق، وكف الاخر فقال: القول قول العلماء؟ – فقال: هذا أفضل الرجلين أو قال: أورعهما (1). 86 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: سمعت أبي يقول: ما ضرب الرجل القرآن بعضه ببعض إلا كفر (2) 87 – عنه، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن أبي المغرا، عن سماعة قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: إن عندنا من قد أدرك أباك وجدك، وإن الرجل منا يبتلى بالشئ لا يكون عندنا فيه شئ فيقيس؟ – فقال: إنما هلك من كان قبلكم حين قاسوا (3). 88 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن محمد بن حكيم، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إن قوما من أصحابنا قد تفقهوا وأصابوا علما ورووا أحاديث فيرد عليهم الشئ فيقولون فيه برأيهم؟ – فقال: لا، وهل هلك من مضى إلا بهذا وأشباهه؟!. (4). 89 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حكيم، قال: قلت لابي – الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: جعلت فداك فقهنا في الدين وأغنانا الله بكم عن الناس حتى أن الجماعة منا لتكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه يحضره المسألة ويحضره جوابها منا من الله علينا بكم فربما ورد علينا الشئ لم يأتنا فيه عنك ولا عن آبائك شئ فننظر إلى أحسن ما يحضرنا وأوفق الاشياء لما جائنا عنكم فنأخذ به؟ – فقال: هيهات هيهات! في ذلك والله هلك من هلك يا ابن حكيم ثم قال: لعن الله أبا حنيفة يقول: قال علي و قلت، وقال محمد بن حكيم لهشام بن الحكم: والله ما أردت إلا أن يرخص لي في القياس (5)


1 – ج 1، ” باب النهى عن القول بغير علم ” (ص 101، س 16) قائلا بعده: ” بيان – قال الجوهرى: تدارأوا = تدافعوا في الخصومة “. 2 – لم اظفر به في مظانه من البحار فان ظفرت به أشر إلى موضعه في آخر الكتاب ان شاء الله. 3 و 4 و 5 – ج 1، ” باب البدع والرأى والمقائيس ” (ص 163، س 35 و 37 وص 164 ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 213 ]

90 – عنه، عن الوشاء، عن المثنى، عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: يرد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب ولا سنة فننظر فيها؟ – فقال: لا، أما إنك إن أصبت لم توجر، وإن أخطأت كذبت على الله (1). 91 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن درست بن أبي منصور، عن محمد بن حكيم، قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: إنا نتلاقى فيما بيننا فلا يكاد يرد علينا شئ إلا وعندنا فيه شئ وذلك شئ أنعم الله به علينا بكم، وقد يرد علينا الشئ وليس عندنا فيه شئ وعندنا ما يشبهه فنقيس على أحسنه؟ فقال: لا، وما لكم وللقياس، ثم قال: لعن الله أبا فلان، كان يقول: قال علي وقلت، وقالت الصحابة وقلت، ثم قال: كنت تجلس إليه؟ – قلت: لا ولكن هذا قوله، فقال أبو الحسن عليه السلام: إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا، وإذا جائكم ما لا تعلمون فها (ووضع يده على فمه) فقلت: ولم ذاك؟ – قال: لان رسول الله صلى الله عليه وآله أتى الناس بما اكتفوا به على عهده وما يحتاجون إليه من بعده إلى يوم القيامة (2). 92 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ابن بكير، عن محمد بن الطيار قال قال لي أبو جعفر عليه السلام: تخاصم الناس؟ – قلت: نعم، قال: ولا يسألونك عن شئ إلا قلت فيه شيئا؟ – قلت: نعم، قال: فأين باب الرد إذا؟! (3). 93 – عنه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال رجل من أصحابنا لابي الحسن عليه السلام نقيس على الاثر، نسمع الرواية فنقيس عليها، فأبى ذلك وقال: قد رجع الامر


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” س 1) قائلا بعد الحديث الثالث ” بيان – قوله ” ما يسأل رجل صاحبه ” في بعض النسخ ” إلا يحضره ” وهو ظاهر، وفي أكثر النسخ ” يحضره ” بغير أداة الاستثناء، فتكون كلمة ما نافية أيضا أي لا يحتاج أحد من أهل المجلس أن يسأل صاحبه عن مسألة، وجملة ” يحضره ” مستأنفة أو موصولة، وهي مع صلتها مبتدأ. وقوله: ” يحضره ” خبره، أو الجملة استينافية أو صفة للمجلس والاول أظهر ” 1 و 2 و 3 – ج 1، ” باب البدع والرأى والمقائيس ” (ص 164، س 7 و 9 و 14) قائلا بعد الحديث الثاني: ” الظاهر أن ” ها ” حرف تنبيه ووضع اليد على الفم إشارة إلى السكوت، وما قيل من أنه اسم فعل بمعنى ” خذ ” والاشارة لتعيين موضع الاخذ فلا يخفى بعده “

[ 214 ]

إذا إليهم فليس معهم لاحد أمر (1). 94 – عنه، عن عثمان بن عيسى ” قال: سألت أبا الحسن موسى عليه السلام عن القياس؟ فقال: ما لكم وللقياس؟ إن الله لا يسأل كيف أحل وكيف حرم (2). 95 – عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن عبد المؤمن بن الربيع، عن محمد بن بشر الاسلمي قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وورقة يسأله فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أنتم قوم تحملون الحلال على السنة ونحن قوم نتبع على الاثر (3). 96 – عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن موسى بن بكر، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن السنة لا تقاس، وكيف تقاس السنة والحائض تقضى الصيام ولا تقضى الصلوة (4) 97 – عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبان بن تغلب قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: رجل قطع أصبع إمرأة فقال: فيها عشرة من الابل، قلت: قطع اثنين! – قال: فيهما عشرون من الابل، قلت: قطع ثلاث أصابع قال: فيهن ثلاثون من الابل، قلت: قطع أربعا قال: فيهن عشرون من الابل، قلت: أيقطع ثلاثا وفيهن ثلاثون من الابل ويقطع أربعا وفيها عشرون من الابل؟! قال: نعم، إن المرأة إذا بلغت الثلث من دية الرجل سفلت المرأة وارتفع الرجل إن السنة لا تقاس، ألا ترى أنها تؤمر بقضاء صومها ولا تؤمر بقضاء صلوتها، يا أبان حدثتني بالقياس وإن السنة إذا قيست محق الدين (5).


1 و 2 – ج 1، ” باب البدع والرأى والمقائيس ” (ص 164، س 15 و 18) قائلا بعد الحديث الاول: ” بيان – ضمير الجمع راجعان المعصومين (ع) أي يجب ارجاع الامر إليهم إذا أشكل عليكم، إذ ليس لاحد معهم أمر، ويحتمل رجوعهما إلى أصحاب القياس بل هو أظهر “. 3 و 4 – ج 1، ” باب البدع والرأى والمقائيس ” (ص 164، س 18 و 22) قائلا بعد الحديث الاول ” بيان – قوله (ع) ” تحملون الحلال ” كذا في النسخ، ولعله كان بالخاء المعجمة، أي تحملون الخصال والاحكام على السنة من غير أن تكون فيها، أي تقيسون الاشياء بما ورد في السنة، وعلى المهملة لعل المراد أنكم تحملون الشئ الحلال الذي لم يرد فيه أمر ولا نهى على ما ورد في السنة فيه أمرا ونهى بالقياس الباطل “. أقول: فيما عندي من النسخ بدل ” الحلال ” ” الجدل “. 5 – ج 24، ” باب الجناية ” (ص 45، س 4).

[ 215 ]

98 – عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام في كتاب أدب أمير المؤمنين عليه السلام قال: لا تقيسوا الدين فان أمر الله لا يقاس، وسيأتى قوم يقيسون وهم أعداء الدين (1). 99 – عنه، عن ابن محبوب أو غيره، عن المثنى الحناط، عن أبي بصير قال: قلت لابي – جعفر عليه السلام: يرد علينا أشياء لا نجدها في الكتاب والسنة فنقول فيها برأينا؟ – فقال: أما إنك إن أصبت لم توجر، وإن أخطأت كذبت على الله (2). 8 – باب التثبت 100 – عنه، عن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس بزرج، عن عمر بن أذنية، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنما أهلك الناس العجلة ولو أن الناس تثبتوا لم يهلك أحد (3). 101 – عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب الازدي عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي النعمان، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الاناة من الله، والعجلة من الشيطان (4). 102 – عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي سعيد الزهري، عن أبي جعفر أو أبي عبد الله عليهما السلام قال: الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه (5)


1 و 2 – ج 1، ” باب البدع والرأى والمقائيس ” (ص 164، س 23 و 9) 3 و 4 – ج 15 الجزء الثاني، ” بالتدبير والحزم والحذر والثبت في الامور ” (ص 198، س 15 و 16). 5 – ج 1، ” باب التوقف عند الشبهات والاحتياط في الدين ” (ص 150، س 2) قائلا بعد نقله أيضا عن تفسير العياشي في باب آداب الرواية ج 1 (ص 113، س 13): ” بيان – الفعل في قوله (ع) ” لم تروه ” اما مجرد معلوم يقال: ” روى الحديث رواية ” أي حمله، أو مزيد معلوم من باب التفعيل أو الافعال، يقال: رويته الحديث تروية أو أرويته ” أي حملته على روايته، أو مزيد مجهول من البابين ومنه ” روينا في الاخبار ” ولنذكر ما به يتحقق تحمل الرواية والطرق التي تجوز بها رواية الاخبار، اعلم أن لاخذ الحديث طرقا، أقول: فذكر طرق أخذ الحديث مفصلة فمن أراد الاطلاع عليها فليراجع البحار فان كلامه (ره) طويل الذيل جدا لا يسعه المقام.

[ 216 ]

103 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لو أن العباد إذا جهلوا وقفوا لم يجحدوا ولم يكفروا (1). 104 – عنه، عن أبيه، عمن حدثه رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إنه لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعملون إلا الكف عنه والتثبت فيه والرد إلى أئمة المسلمين حتى يعرفوكم فيه الحق ويحملوكم فيه على القصد، قال الله عزوجل: ” فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ” (2). 105 – عنه، عن علي بن إسحاق، عن داود، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من لم يعرف الحق من القرآن لم يتنكب الفتن (3). 106 – عنه، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن حمزة بن الطيار أنه عرض على أبي – عبد الله عليه السلام بعض خطب أبيه حتى إذا بلغ موضعا منها قال له: كف قال أبو عبد الله عليه السلام: اكتب فأملى عليه: أنه لا ينفعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه والتثبت فيه ورده إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد (4) 9 – باب الدين 107 – عنه، عن الحسن بن علي الوشاء ومحمد بن عبد الحميد العطار عن عاصم بن حميد، عن مالك بن أعين الجهنى قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: يا مالك إن الله تعالى يعطى الدنيا من أحب ومن يبغض، ولا يعطى الدين إلا من أحب (5) 108 – عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن أبي سليمان، عن ميسر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الدينا يعطيها الله من أحب وأبغض، وإن الايمان لا يعطيه إلا من أحب (6).


1 و 2 و 4 – ج 1، ” باب النهى عن القول بغير علم ” (ص 101، س 18 و 19 و 20) قائلا بعد الحديث الثالث ” بيان – الامر بالكف والسكوت اما لان من عرض الخطبة فسر هذا الموضع برأيه وأخطأ، أو لانه كان في هذا الموضع غموض ولم يتثبت عنده ولم يطلب تفسيره، أو لانه (ع) أراد إنشاء ذلك فاستعجل لشدة الاهتمام “. 3 – ج 1، ” باب علل اختلاف الاخبار وكيفية الجمع بينها ” (ص 144، س 34) 5 و 6 – ج 15، الجزء الاول، ” باب أن الله يعطى الدين الحق من أحبه ” (ص 157، س 13 و 18.)

[ 217 ]

109 – عنه، عن الوشاء، عن عبد الكريم بن عمر والخثعمى، عن عمر بن حنظلة، عن حمزة بن حماد، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن هذه الدنيا يعطاها البر والفاجر، وإن هذا الدين لا يعطاها إلا أهله خاصة (1). 110 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن حمزة بن حمران، عن عمر بن حنظلة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله يعطى الدنيا من يحب ويبغض، ولا يعطى الايمان إلا أهل صفوته من خلقه (2). 111 – عنه، عن محمد بن خالد الاشعري، عن ابراهيم بن محمد الاشعري، عن حمزة بن حمران، عن عمر بن حنظلة قال: بينا أنا أمشى مع أبي عبد الله عليه السلام في بعض طرق المدينة إذا التفت إلي فقال: إن الله يعطى البر والفاجر الدنيا، ولا يعطى الدين إلا أهل صفوته من خلقه. عنه، عن محمد بن عبد الحميد، عن عاصم بن حميد، عن عمرو بن أبي المقدام، عن رجل من أهل البصرة مثله. (3) 112 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، إن الله يعطى المال البر والفاجر، ولا يعطى الايمان إلا من أحب (4) 113 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن بعض أصحابه قال: كان رجل يدخل على أبي جعفر عليه السلام من أصحابه فصبر حينا لا يحج فدخل عليه بعض معارفه ممن كان يدخل عليه معه فقال له: فلان ما فعل؟ – قال: فجعل يضجع الكلام يظن أنه إنما عنى الميسرة والدنيا، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: كيف حاله في دينه؟ – فقال له: كما تحب، فقال: هو والله الغني (5).


1 و 2 و 3 و 4 – ج 15، الجزء الاول، ” باب في أن الله تعالى إنما يعطى الدين الحق والايمان والتشيع من أحبه ” (157 س 19 و 20 و 22 و 24) قائلا في ذيل حديث فيه ” ” صفوته عن خلقه “: ” بيان قال الجوهرى: صفوة الشئ خالصه ومحمد صفوة الله من خلقه ومصطفاه قال أبو عبيدة: يقال: له صفوة وصفوة مالى وصفوة مالى، فإذا نزعوا الهاء قالوا له صفو مالى بالفتح لا غير ” 5 – ج 15 الجزء الاول ” باب آخر في أن السلامة والغنى في الدين ” (ص 160، س 17) قائلا بعد نقل ما يقرب منه من الكافي (وفيه بدل ” فصبر حينا ” ” فصبر زمانا “): بيان – ” فصبر زمانا ” في بعض النسخ ” فغبر زمان ” أي مضى، وفي بعضها فغير زمانا أي مكث، في القاموس: ” غبر غبورا = مكث وذهب، ضد ” قوله (ع) ” فلان ما فعل ” أي كيف حاله؟ ولم ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 218 ]

114 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام الناس فقال: أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع، يخالف فيها كلام الله، يقلد فيها رجال رجالا، ولو أن الباطل خلص لم يخف على ذى حجى، ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا، فهنالك استحوذ – الشيطان على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسنى (1). 115 – عنه، عن الوشاء، عن عاصم بن حميد، عن عمر بن أبي نصر قال: حدثنى رجل من أهل البصرة قال: رأيت الحسين بن علي عليهما السلام وعبد الله بن عمر يطوفان بالبيت فسألت ابن عمر فقلت: قول الله ” وأما بنعمة ربك فحدث “؟ – قال: أمره أن يحدث بما أنعم الله عليه، ثم إنى قلت للحسين بن علي عليهما السلام: قول الله تعالى ” وأما بنعمة ربك فحدث؟ ” – قال: أمره أن يحدث بما أنعم الله عليه من دينه (2). 116 – عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن جليس لابي حمزة الثمالي، عن أبي حمزة قال: قلت لابي جعفر عليه السلام قول الله تعالى: ” كل شئ هالك إلا وجهه ” قال: فيهلك كل شئ ويبقى الوجه، ثم قال: إن الله أعظم من أن


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” تأخر عن الحج؟ ” قال ” أي بعض الاصحاب أو الراوى ” فجعل ” أي شرع بعض المعارف ” يضجع الكلام ” أي يخفضه أو يقصر ولا يصرح بالمقصود ويشير به إلى سوء حاله لئلا يغتم الامام (ع) بذلك كما هو الشايع في مثل هذا المقام، قال في القاموس: أضجعت الشئ = أخفضته، وضجع في الامر تضجيعا = قصر. ” فظن ” في بعض النسخ ” يظن ” وهو أظهر ” أن ما يعنى ” ” أن ” بفتح الهمزة و ” ما ” موصولة وهي اسم أن كقوله تعالى ” واعلموا أنما غنمتم من شئ ” أو ما كافة مثل قوله: ” أنما إلهكم اله واحد ” وعند الزمخشري أنه يفيد الحصر كالمكسور فعلى الاول مفعول ” يعنى ” و هو عائد ما محذوف وتقديره أن ما يعنيه و ” الميسرة ” خبر أن وعلى الثاني المسيرة ” مفعول ” ” يعنى ” وعلى التقديرين المستتر في ” يعنى ” راجع إلى الامام (ع) ” كما تحب ” أي على أحسن الاحول ” فقال: هو والله الغنى ” أقول: تعريف الخبر باللام المفيد للحصر وتأكيده بالقسم للتنبيه على أن الغنى الحقيقي ليس الا الغنى الاخروي الحاصل بسلامة الدين كما روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: الفقر هو الموت الاحمر، فقيل له: الفقر من الدينار والدرهم؟ – فقال: لا، ولكن من الدين “. 1 – مر الحديث بعينه مع بيان من المجلسي (ره) له قبيل ذلك في باب البدع (ص 208) 2 – ج 7، ” باب أنهم عليهم السلام نعمة الله والولاية شكرها ” (ص 102، س 7).

[ 219 ]

يوصف ولكن معناها كل شئ هالك إلا دينه والوجه الذي يؤتى منه (1). 117 – عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبي سعيد، عن أبي بصير، عن الحارث. بن المغيرة النضري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى ” كل شئ هالك إلا وجهه “؟ – قال: كل شئ هالك إلا من أخذ طريق الحق (2) 118 – عنه، عن أحمد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: ” كل شئ هالك إلا وجهه ” قال: من أتى الله بما أمر به من طاعته وطاعة محمد صلى الله عليه وآله فهو الوجه الذي لا يهلك ولذلك قال: ” من يطع الرسول فقد أطاع الله ” (3). 119 – عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن أيوب بن الحر، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: ” فوقاه الله سيئات ما مكروا ” قال: أما لقد سطوا عليه وقتلوه، ولكن أتدرون ما وقاه؟ – وقاه أن يفتنوه في دينه (4) 120 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سلامة الدين وصحة البدن خير من زينة الدنيا حسب (5) 10 – باب فضيلة الجماعة 121 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من خلع جماعة المسلمين قدر شبر خلع ريق الايمان من عنقه، ومن نكث صفقة الامام جاء إلى الله أجذم (6).


1 و 2 و 3 – ج 15، الجزء الاول ” باب أن الشيعة هم أهل دين الله ” (ص 127، س 21 و 23 وص 126، س 32) أقول: في بعض النسخ كنسخة المحدث النوري (ره) بدل ” لذلك ” في الحديث الثالث ” كذلك ” 4 – ج 5، ” باب أحوال مؤمن آل فرعون وامرأة فرعون ” (ص 260، س 36) قائلا بعده ” بيان – ” سطا عليه ” أي قهر وبطش به ” 5 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الرضى بموهبة الايمان وأنه من أعظم النعم ” (ص 40، س 25) 6 – ج 1، ” باب البدعة والسنة والفريضة والجماعة والفرقة ” (ص 152، س 7) قائلا بعده: ” بيان – الخلع هنا مجاز، ” أقول: قد ذكرنا هذا البيان إلى آخره في ذيل الحديث الثاني والخمسين من كتاب عقاب الاعمال (ص 94 و 95) فان شئت فراجع.

[ 220 ]

122 – عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع) عن آباءه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين (ع) ثلاث موبقات، نكث الصفقة، وترك السنة، وفراق الجماعة (1)، 123 – عنه، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن حفص بن عمر، عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه عليهم السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن جماعة أمته؟ – فقال: جماعة أمتى أهل الحق وان قلوا (2). 124 – عنه، عن أبي علي الواسطي، عن عبد الله بن عاصم، عن يحيى بن عبد الله رفعه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: ما جماعة أمتك – قال: من كان على الحق وإن كانوا عشرة (3). 125 – عنه، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه – السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن القليل من المؤمنين كثير (4). 11 – باب الاحتياط في الدين والاخذ بالسنة 126 – عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن مرازم بن حكيم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من خالف سنة محمد فقد كفر (5) 127 – عنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن زيد الشحام، عن أبي جعفر عليه السلام: في قول الله: ” فلينظر الانسان إلى طعامه “. قال: قلت: ما طعامه؟ – قال: علمه الذي يأخذه ممن يأخذه (6). 128 – عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن أيوب بن الحر قال: سمعت أبا عبد الله


1 و 2 و 3 و 4 و 5 – ج 1، ” باب البدعة والسنة والفريضة والجماعة والفرقة ” (ص 151، س 36 و 31 و 32 و 37 وص 150، س 36) أقول: مر الحديث الاول بسند آخر في كتاب عقاب الاعمال (باب 19، ص 94) مع بيان للمجلسي (ره) له فراجع ان شئت. 6 – ج 1، ” باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز ” (ص 94، س 29) قائلا بعد نقله: ” بيان – ” هذا أحد بطون الآية الكريمة وعلى هذا التأويل المراد بالماء العلوم الفائضة منه تعالى فانها سبب لحياة القلوب وعمارتها، وبالارض القلوب والارواح وبتلك الثمرات ثمرات تلك العلوم ” أقول: يريد بالماء والارض والثمرات ما وقع ذكره في الآيات التالية لهذه الآية الواقعة في سورة ” عبس ” من قوله تعالى ” أنا صببنا الماء صبا، ثم شققنا الارض شقا، فأنبتنا فيها حبا، وعنبا وقضبا، وزيتونا ونخلا، إلى آخر الايات “

[ 221 ]

عليه السلام يقول: كل شئ مردود إلى كتاب الله والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب – الله فهو زخرف (1). 129 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبى عمير، عن كليب بن معاوية الاسدي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل (2). 130 – عنه، عن أبي أيوب المدايني، عن ابن أبي عمير، عن الهشامين جميعا وغيرهما قال: خطب النبي صلى الله عليه وآله فقال: أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته، وما جاءكم يخالف القرآن فلم اقله (3). 131 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي، عن أيوب، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا حدثتم عنى بالحديث فأنحلوني أهنأه وأسهله و أرشده فان وافق كتاب الله فأنا قلته، وان لم يوافق كتاب الله فلم أقله (4) 132 – عنه، عن علي بن حسان الواسطي، عن موسى بن بكر، عن زرارة، عن أبي – جعفر عليه السلام في حديث له قال: كل من تعدى السنة رد إلى السنة. وفي حديث آخر قال أبو جعفر عليه السلام: من جهل السنة رد إلى السنة (5). 133 – عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن رفعه قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: إن أفضل الاعمال ما عمل بالسنة وإن قل (6). 134 – عنه، عن أبيه، عن أبي اسماعيل ابراهيم بن اسحق الازدي الكوفي، عن عثمان العبدي، عن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قراءة القرآن في الصلوة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلوة،


1 و 2 و 3 و 4 و 5 – ج 1، ” باب علل اختلاف الاخبار وكيفية الجمع بينها ” (ص 144، س 35) و 36 و 37 وص 145، س 1 و 5) قائلا بعد الحديث الرابع: ” بيان – النحلة = العطية، ولعل المراد إذا ورد عليكم أخبار مختلفه فخذوا بما هو أهنا وأسهل وأقرب إلى الرشد والصواب مما علمتم منا، فالنحله كناية عن قبول قوله (ع) والاخذ به، ويحتمل أن تكون تلك الصفات قائمة مقام المصدر، أي أنحلوني أهنأ نحل وأسهله وأرشده والحاصل أن ما يرد منى عليكم فاقبلوه أحسن القبول فيكون ما ذكره بعده في قوة الاستثناء منه “. 6 – لم أجده في مظانه من البحار فان وجدته أشر إليه في آخر الكتاب ان شاء الله تعالى.

[ 222 ]

وذكر الله أكبر من الصدقة، والصدقة أفضل من الصوم، والصوم جنة من النار (1) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا قول إلا بعمل ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا باصابة السنة. (2) 135 – عنه، عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام لانسبن اليوم الاسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلى ولا ينسبه أحد بعدى إلا بمثل ذلك، الاسلام هو التسليم، والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الاقرار، والاقرار هو العمل، والعمل هو الاداء، إن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ولكن أتاه عن ربه فأخذ به، إن المؤمن يرى يقينه في عمله، والكافر يرى انكاره في عمله، فوالذي نفسي بيده ما عرفوا أمر ربهم فاعتبروا انكار الكافرين والمنافقين باعمالهم الخبيثة (3). 136 – عنه، عن رفاعة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال الناس لعلي عليه السلام: ألا تخلف رجلا يصلى بضعفاء الناس في العيدين؟ – فقال علي عليه السلام: لا أخالف السنة (4).


1 – ج 19، كتاب القرآن ” باب آداب القراءة واوقاتها ” (ص 54، س 15) وفيه بدل ” اكبر ” ” كثيرا من أفضل ” ولعله محرف ” كثيرا افضل من ” وذلك لقرينة السياق. (2) هذا الحديث كذا في النسخ والظاهر أنه ليس جزء ا للحديث السابق ولذا لم ينقله المجلسي (ره) في ذيله وكيف كان، هو مذكور في الجزء الاول من البحار في باب البدعة والسنة (ص 150، س 28) لكنه مع اختلاف يسير وذكر سند (لا مرسلا كما هنا) مع بيان من المجلسي (ره) له ” 3 – ج 15، الجزء الاول، ” باب نسبة الاسلام ” (ص 187، س 29) قائلا بعد نقله من الكافي أيضا ” بيان – ” لانسبن ” يقال نسبت الرجل كنصرت أي ذكرت نسبه، والمراد بيان الاسلام والكشف التام عن معناه، وقيل لما كان نسبة شئ يوضح أمره وحاله وما يؤل هو إليه أطلق هنا على الايضاح من باب ذكر الملزوم وارادة اللازم، وأقول: كأن المراد بالاسلام هنا المعنى الاخص منه المرادف للايمان كما يومى إليه قوله (ع): إن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ” وقوله (ع): ” إن المؤمن يرى يقينه في عمله ” وحاصل الخبر أن الاسلام هو التسليم و الانقياد ” أقول بيانه طويل جدا لا يسع المقام ذكره فمن أراده فليطلبه من هناك. 4 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب وجوب صلوة العيدين وشرائطهما ” (ص 859، س 12) مع بيان من المجلسي (ره) له فمن أراده فليطلبه من هناك.

[ 223 ]

137 – عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن ميسر، قال: دخلت على أبي – عبد الله عليه السلام وأنا متغير اللون فقال: من أين أحرمت؟ – قلت: من موضع كذا وكذا (قال:) ليس من المواقيت المعروفة، قال: رب طالب خير تزل قدمه، ثم قال أيسرك أنك صليت الظهر في السفر أربعا؟ – قلت: لا، قال: فهو ذاك (1). 138 – عنه، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن محمد بن يسير، عن عبد الله بن عمر الخثعمي، عن سليمان بن خالد قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إني أصلي الزوال ستة وأصلى بالليل ستة عشر ركعة قال: اذن تخالف رسول الله صلى الله عليه وآله، إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يصلي الزوال ثمان ركعات وصلوة الليل ثمان ركعات فقلت: قد أعرف أن هذا هكذا ولكني أقضى الايام الخالية (2). 138 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي حمزة الثمالى قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا سافر صلى ركعتين ثم ركب راحلته وبقى مواليه يتنفلون فيقف ينتظرهم، فقيل له: ألا تنهاهم؟ – فقال: إني أكره أن أنهى عبدا إذا صلى والسنة أحب إلي (3). 139 – عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان الاحمر، عن مفضل بن عبد الملك، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أبا جعفر عليه السلام سئل من مسألة فأجاب فيها فقال الرجل: ان الفقهاء لا يقولون هذا، فقال له أبي: ويحك إن الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الاخرة المتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وآله (4).


1 – ج 21، ” باب المواقيت وحكم من أخر الاحرام عن الميقات ” (ص 29، س 36) 2 و 3 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب جوامع احكامها (الضمير يرجع إلى النوافل اليومية) وأعدادها وفضائلها ” (ص 530، س 3، وص 529، س 35) قائلا بعد الحديث الثاني: ” بيان – يحتمل أن يكون المراد ابتداء السفر فالركعتان هما المستحبتان عند الخروج من البيت، أو في الطريق فالركعتان هما المندوبتان لوداع المنزل، وعلى التقديرين فان كان الموالى يفعلون ذلك بقصد كونها سنة على الخصوص فعدم نهيه عليه السلام عنه وقوله: ” أحب إلي ” محمولان على التقية، وإلا فالاجبية لكون فعلهم موهما لذلك لما قد مر أن الصلوة خير موضوع ” أقول: لكن بدل كلمة المحاسن عند نقل الخبر الثاني بالمجالس وأظنه من خطاء قلم الناسخين فليلاحظ. 4 – ج 1، ” باب صفات العلماء واصنافهم ” (ص 84، س 8)

[ 224 ]

140 – عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن آبائه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: السنة سنتان، سنة في فريضة الاخذ بها هدى وتركها ضلالة، وسنة في غير فريضة الاخذ بها فضيلة وتركها إلى غيرها خطيئة (1). 141 – عنه، عن بعض أصحابنا، عن عبد الله بن عبد الرحمن البصري، عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: مر موسى بن عمران عليه السلام برجل وهو رافع يده إلى السماء يدعو الله فانطلق موسى في حاجته فبات سبعة أيام ثم رجع إليه وهو رافع يده إلى السماء فقال: يا رب هذا عبدك رافع يديه إليك يسألك حاجته ويسألك المغفرة منذ سبعة أيام لا تستجيب له! قال: فأوحى الله إليه يا موسى لو دعاني حتى يسقط يداه أو ينقطع لسانه ما استجبت له حتى يأتيني من الباب الذي أمرته (2) 142 – عنه، عن القاسم، عن المنقرى، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله عليه السلام إن أمير المؤمنين عليهما السلام كان يقول: لا خير في الدنيا إلا لاحد رجلين، رجل يزداد كل يوم إحسانا ورجل يتدارك منيته بالتوبة وأني له بالتوبة والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله منه إلا بمعرفة الحق (3). 143 – عنه، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله ” وأتوا البيوت من أبوابها ” قال: يعنى ان يأتي الامر من وجهه أي الامور كان (4). 144 – عنه، عن علي بن سيف، عن أبي حفص الاعشى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من تمسك بسنتى في اختلاف أمتى كان له أجر مائة شهيد (5).


1 – ج 1، ” باب البدعة والسنة والفريضة والجماعة والفرقة ” (ص 151، س 18). 2 و 3 و 4 و 5 – ج 1، ” باب البدعة والسنة والفريضة والجماعة والفرقة ” (ص 150، س 37 و ص 151، س 4 وص 150، س 36 و 34)

[ 225 ]

12 – باب الشواهد من كتاب الله 145 – عنه، عن علي بن حكم، عن أبان بن عثمان، عن عبد الله بن أبي يعفور قال علي: وحدثني الحسين بن أبي العلاء أنه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال: سألت أبا – عبد الله (ع) عن اختلاف الحديث يرويه من يثق به وفيهم من لا يثق به؟ – فقال: إذا ورد عليكم حديث فوجدتموه له شاهد من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وإلا فالذي جاءكم به أولى به (1) 13 – باب فرض طلب العلم 146 – عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن أبي عبد الله رجل من أصحابنا رفعه قال: قال أبو عبد الله (ع): طلب العلم فريضة. وفي حديث آخر قال: قال أبو عبد الله (ع): طلب العلم فريضة على كل مسلم، ألا وإن الله يحب بغاة العلم (2). 147 – عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر الاحول، (واسمه محمد بن النعمان) عن أبي عبد الله (ع) قال: لا يسع الناس حتى يسألوا أو يتفقهوا (3). 148 – عنه، عن أبيه، وموسى بن القاسم، عن يونس بن عبد الرحمن، عن بعض أصحابهما قال: سئل أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) هل يسع الناس ترك – المسألة عما يحتاجون إليه؟ – قال: لا (4). 149 – عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن اسماعيل ابن أبي زياد، عن – السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلعم): أف لكل مسلم لا يجعل في كل جمعة يوما يتفقه فيه أمر دينه ويسأل عن دينه، وروى


1 – ج 1، ” باب علل اختلاف الاخبار وكيفية الجمع بينها ” (ص 137، س 6) 2 – لم أجده في البحار مرويا عن هذا الكتاب، نعم نقله من البصائر في باب فرض العلم ووجوب طلبه مع نقل نظائره في المضمون (ص 56 ج 1) قائلا بعدها: ” بيان – هذه الاخبار تدل على وجوب طلب العلم، ولا شك في وجوب القدر الضرورى من معرفة الله وصفاته وسائر أصول الدين ومعرفة العبادات وشرائطها والمناهي ولو بالاخذ عن عالم عينا والاشهر بين الاصحاب أن تحصيل أزيد من ذلك إما من الواجبات الكفائية أو من المستحبات “. 3 و 4 – ج 1، ” باب فرض العلم ووجوب طلبه ” (ص 57، س 5)

[ 226 ]

بعضهم: أف لكل رجل (1). 14 – باب حقيقة الحق 150 – عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه، عن علي (ع) قال: إن على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوا به، وما خالف كتاب الله فدعوه (2). 151 – عنه، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن محمد بن عذافر، عن أبيه، عن أبي جعفر (ع) قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض أسفاره إذا لقيه ركب فقالوا: السلام عليك يا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ما أنتم؟ – قالوا: نحن مؤمنون يا رسول الله، قال: فما حقيقة إيمانكم؟ – قالوا: الرضا بقضاء الله، والتفويض إلى الله، والتسليم لامر الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: علماء حكماء كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء، فان كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون (3). 152 – عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن رفعه قال: قال أبو عبد الله (ع) ليس من باطل يقوم بازاء حق إلا غلب الحق الباطل وذلك قول الله ” بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق “. (4) 11 – باب الحث على طلب العلم 153 – عنه، عن أبيه رفعه إلى أبي جعفر (ع) قال: اغد عالما خيرا وتعلم خيرا (5).


1 – ج 1، ” باب فرض العلم وجوب الطلبه (ص 57، س 5 قائلا بعده: ” بيان – المراد بالجمعة الاسبوع تسمية للكل باسم الجزء “. وفيه ” رجل ” ” رجل مسلم “. 2 – ج 1، ” باب علل اختلاف الاخبار وكيفية الجمع بينها “، (ص 145 س 8). 3 – ج 15، الجزء الاول، ” باب علامات المؤمن وصفاته ” (ص 75، س 25) مع بيان طويل فمن أراده فليطلبه من هناك، ثم لا يخفى أن الحديث مروى بطرق عديدة في الكتب المعتبرة كالكافي والتوحيد والمعاني والخصال ومشكوة الانوار وغيرها. 4 – ج 3، ” باب من رفع عنه القلم ونفى الحرج في الدين ” (ص 84، س 31). 5 – ج 1، ” باب أصناف الناس في العلم ” (ص 61، س 32).

[ 227 ]

154 – عنه، عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اغد عالما أو متعلما و إياك أن تكون لاهيا متلذذا. وفي حديث آخر: وإياك أن تكون من الثلاثة متلذذا (1). 155 – عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): اغد عالما أو متعلما أو أحبب أهل العلم ولا تكن رابعا فتهلك ببغضهم. عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن الحسين بن عثمان، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة مثله (2). 156 – عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سارعوا في طلب العلم فوالذي نفسي بيده لحديث واحد في حلال وحرام تأخذه عن صادق خير من الدنيا وما حملت من ذهب وفضة، وذلك أن الله يقول: ” ما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا “. وإن كان علي (ع) ليأمر بقراءة المصحف (3). 157 – عنه، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي – جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: يا جابر والله لحديث تصيبه من صادق في حلال وحرام خير لك مما طلعت عليه الشمس حتى تغرب (4). 158 – عنه، عن بعض أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تفقهوا في الحلال والحرام وإلا فأنتم أعراب (5)


1 و 2 – ج 1، ” باب أصناف الناس في العلم ” (ص 61، س 32 و 33) وليس فيه قوله (ع): ” وفي حديث آخر: وإياك أن تكون من الثلاثة متلذذا “. وكذا لم يذكر فيه السند الثاني للحديث الثاني مع وجود كليهما فيما عندي من نسخ المحاسن. 3 و 4 – ج 1، ” باب فضل كتابة الحديث وروايته ” (ص 108، س 22 و 25) قائلا بعد الحديث الاول ” بيان – يظهر منه استشهاده بالآية أن الاخذ فيها شامل للتعلم والعمل، وإن احتمل أن يكون الاستشهاد من جهة أن العمل يتوقف على العلم و ” إن ” في قوله (ع) ” وإن كان ” مخففة “. 5 – ج 1، ” باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها ” (ص 66، س 29) قائلا بعده: ” بيان – أي فأنتم في الجهل بالاحكام الشرعية كالاعراب الذين قال الله فيهم: ” الاعراب أشد كفرا ونفاقا، الآية ” و ” الاعراب ” = سكان البادية لا واحد له ويجمع على ” اعاريب “.

[ 228 ]

159 – عنه، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن علي بن حماد، عن رجل سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يشغلك طلب دنياك عن طلب دينك، فان طالب الدنيا ربما أدرك، وربما فاتته، فهلك بما فاته منها (1). 160 – عنه، عن الوشاء، عن مثنى بن الوليد، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كان في خطبة أبي ذر رحمه الله: ” يا مبتغى العلم لا يشغلك أهل ولا مال عن نفسك، أنت يوم تفارفهم كضيف بت فيهم ثم غدوت عنهم إلى غيرهم، الدنيا والآخرة كمنزل تحولت منه إلى غيره، وما بين الموت والبعث إلا كنومة نمتها ثم استيقظت منها، يا مبتغى العلم إن قلبا ليس فيه شئ من العلم كالبيت الخرب لا عامر له (2) 161 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن العلاء، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله وأبو جعفر (عليهما السلام): لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه لادبته. (قال:) وكان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: تفقهوا وإلا فأنتم أعراب. وفي حديث آخر لابن ابي عمير رفعه قال: قال أبو جعفر (عليه السلام:) لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه في الدين لاوجعته (3). 162 – في وصية المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: تفقهوا في دين الله ولا تكونوا أعرابا، فانه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزك له عملا (4).


1 – ج 1، ” باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها ” (ص 66، س 31) قائلا بعده: ” بيان – أي هلك لترك طلب الدين بسبب أمر من الدنيا لم يدركه أيضا فيكون قد خسر الدارين ” أقول: قريب مما ذكره قول من قال: (وهو صادق على غالب أفراد أهل هذا الزمان) نرقع دنيانا بتمزيق ديننا * فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع 2 – ج 1، باب صفات العلماء وأصنافهم ” (ص 84، س 12) قائلا بعده: ” بيان – لعل المراد بقوله ” ما بين الموت والبعث ” أنه مع قطع النظر عن نعيم القبر وعذابه فهو سريع الانقضاء وينتهى الامر إلى العذاب، أو النعيم بغير حساب، والا فعذاب القبر ونعيمه متصلان بالدنيا فهذا كلام على التنزل، أو يكون هذا بالنظر إلى الملهو عنهم لا جميع الخلق ” 3 و 4 – ج 1، ” باب العلوم التى أمر الناس بتحصيلها ” (ص 66، س 33 و 34) قائلا بعد الحديث الثاني: بيان ” – عدم النظر ” كناية عن السخط والغضب فان من يغضب على أحد أشد الغضب لا ينظر إليه. والتزكية المدح أي لا يقبل أعماله “.

[ 229 ]

163 – عنه، عن عثمان بن عيسى، عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: تفقهوا في الدين فانه من لم يتفقه منكم فهو أعرابي، إن الله عز وجل يقول في كتابه: ” فليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ” (1). 164 – عنه، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله، عن أبيه قال: قال علي (عليهم السلام) في كلام له: لا يستحى الجاهل إذا لم يعلم ان يتعلم (2) 165 – عنه، عن بعض أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن اسحاق عمار قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: ليت السياط، على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الحلال والحرام (3). 166 – عنه، عن محمد بن عبد الحميد العطار، عن عمه عبد السلام بن سالم، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: حديث في حلال وحرام تأخذه من صادق خير من الدنيا وما فيها من ذهب أو فضة (4). 167 – عنه، عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) تفقهوا فانه يوشك أن يحتاج إليكم (5). 168 – عنه، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، عن أبيه قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إن لي ابنا قد أحب أن يسألك عن حلال وحرام، لا يسألك عما لا يعنيه، قال: فقال لي: وهل يسأل الناس عن شئ أفضل من الحلال والحرام (6)؟! 16 – باب ” خذ الحق ممن عنده ولا تنظر إلى عمله ” 159 – عنه، عن علي بن عيسى القاساني، عن ابن مسعود الميسرى رفعه قال: قال المسيح (عليه السلام): خذوا الحق من أهل الباطل ولا تأخذوا الباطل من أهل الحق،


1 و 3 و 4 – ج 1، ” باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها ” (ص 66، س 37 و 27 و 28). 2 و 5 – هذان الحديثان لم أجدهما في مظانهما من البحار فان وجدتهما أشر إلى موضعهما في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى. 6 – ج 1، ” باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها ” (ص 66، س 23) قائلا بعده: ” بيان – ” عما لا يعنيه ” أي لا يهمه ولا يحتاج إليه “.

[ 230 ]

كونوا نقاد الكلام فكم من ضلالة زخرفت بآية من كتاب الله كما زخرف الدرهم من نحاس بالفضة المموهة، النظر إلى ذلك سواء، والبصراء به خبراء (1). 170 – عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن اسماعيل بن أبي زياد السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: غريبتان كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها وكلمة سفه من حكيم فاغفروها (2) 171 – وعنه، عن علي بن سيف، قال: قال أمير المؤمنين (ع): خذوا الحكمة ولو من أهل المشركين (3). 172 – عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال المسيح (ع): يا معشر الحواريين ما يضركم من نتن القطران إذا أصابكم سراجه، خذوا العلم ممن عنده، ولا تنظروا إلى عمله (4). 173 – عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سيف رفعه قال: سئل أمير المؤمنين (ع) من أعلم الناس؟ – قال: من جمع علم الناس إلى علمه (5). 174 – عنه، عن محمد بن علي، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي – عبد الله (عليه السلام) ورواه أحمد بن أبي عبد الله، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن كلمة الحكمة لتكون في قلب المنافق فتجلجل حتى يخرجها (6). 175 – عنه، عن محمد بن اسماعيل، عن جعفر بن بشير، عن أبي بصير، عن أبي – جعفر (ع) أو عن أبي عبد الله (ع) قال: لا تكذبوا الحديث إذا أتاكم به مرجئ ولا


1 – ج 1، ” باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز ” (ص 94، س 32) قائلا بعده: ” ايضاح – قال الفيروز آبادى: ” موه الشئ = طلاه بفضة أو ذهب وتحته نحاس أو حديد “. 2 – ج 1، ” باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز ” (ص 94. س 34) قائلا بعده: ” بيان – قوله (ع) ” فاغفروها ” أي لا تلوموه بها أو استروها ولا تذيعوها فان الغفر في الاصل بمعنى الستر “. 3 و 4 و 5 و 6 – ج 1 ” باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز ” (ص 94، س 36 و 37) وص 95، س 1 و 2) قائلا بعد الحديث الاخير: ” بيان – فتجلجل بفتح التاء أو ضمها أي تتحرك أو تحرك صاحبها على التكلم بها “.

[ 231 ]

قدري ولا حرورى ينسبه إلينا فانكم لا تدرون لعله شئ من الحق فيكذب الله فوق عرشه (1) 17 – باب اظهار الحق 176 – عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن جمهور العمى رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا ظهرت البدعة في أمتى فليظهر العالم علمه، فان لم يفعل فعليه لعنة الله (2) 177 – عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال علي (ع): إن العالم الكاتم علمه يبعث أنتن أهل القيامة ريحا، يلعنه كل دابة حتى دواب الارض الصغار (3). 178 – عنه، عمن ذكره، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الرجل ليتكلم بالكلمة فيكتب الله بها إيمانا في قلب آخر فيغفر لهما جميعا (4). 18 – باب من ترك المخاصمة لاهل الخلاف 179 – عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي جعفر (ع) قال: لا تخاصموا الناس فان الناس لو استطاعوا أن يحبونا لاحبونا (5). 180 – عنه، عن أخيه، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن سليمان بن خالد، قال: قلت لابي عبد الله (ع): ان لي أهل بيت وهم يسمعون مني أفأدعوهم إلى هذا الامر؟ – قال: نعم، إن الله يقول في كتابه: ” يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ” (6). 181 – عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (ع) قال:


1 – ج 1، ” باب أن حديثهم صعب مستصعب ” (ص 129، س 6) وفيه بدل ” فيكذب ” ” فتكذبوا ” قائلا بعده: ” بيان أي مستوليا على عرشه أو كائنا على عرش العظمة والجلال لا العرش الجسماني “. 2 و 3 و 4 – ج 1، ” باب النهى عن كتمان العلم والخيانة ” (ص 87، س 34 و 35 و ص 88، س 4). 5 و 6 – ج 1، ” باب ثواب الهداية والتعليم “، (ص 75، س 30 و 32) قائلا بعد الحديث ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 232 ]

قلت له قول الله تبارك وتعالى: ” من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل – الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا “؟ – فقال: من أخرجها من ضلالة إلى هدى فقد أحياها، ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها (1). 182 – عنه، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن فضيل بن يسار، قال: قلت لابي جعفر (ع)، قول الله في كتابه ” ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا “؟ – قال: من حرق أو غرق، قلت: فمن أخرجها من ضلال إلى هدى؟ – فقال: ذلك تأويلها الاعظم (2). 183 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أبي – خالد القماط، عن حمران بن أعين قال: قلت لابي عبد الله (ع) أسألك أصلحك الله؟ – قال: نعم، قال: كنت على حال وأنا اليوم على حال أخرى، كنت أدخل الارض فأدعو الرجل والاثنين والمرأة فينقذ الله من يشاء، وأنا اليوم لا أدعو أحدا؟ – فقال: وما عليك أن تخلى بين الناس وبين ربهم؟ فمن أراد الله أن يخرجه من ظلمة إلى نور أخرجه ثم قال: ولا عليك إن آنست من أحد خيرا أن تنبذ إليه الشئ نبذا، قلت: أخبرني عن قول الله ” ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا ” قال: من حرق أو غرق أو غدر، ثم سكت، فقال: تأويلها الاعظم أن دعاها فاستجابت له (3). 184 – عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت لابي جعفر (ع): أدعو الناس إلى حبك بما في يدى؟ – فقال: لا، قلت إن استرشدني أحد أرشده؟ – قال: نعم، ان استرشدك فأرشده فان استزادك فزده، فان جاحدك فجاحده (4).


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” الاول: ” بيان – لعل المراد النهى عن المجادلة والخاصمة مع المخالفين إذا لم يؤثر فيهم ولا ينفع في هدايتهم وعلل ذلك بأنهم بسوء اختيارهم بعدوا عن الحق بحيث يعسر اختيارهم غير مستطيعين وسيأتى الكلام فيه في كتاب العدل ” وقال بعد الحديث الثاني: ” بيان – المراد بها الاصنام أو حجارة الكبريت ” أقول: ضمير ” بها ” يرجع إلى الحجارة المذكورة في الآية. 1 و 2 و 3 – ج 1، ” باب ثواب الهداية والتعليم ” (ص 75، س 34 و 35 وص 76، س 1 ” 4 – ج 1، ” باب ما جاء في تجويز المجادلة ” (ص 105، س 13) قائلا بعده: بيان – ” فجاحده ” أي لا تظهر له معتقدك، وان سألك عنه فلا تعترف به، أو المعنى إن أنكر ورد عليك في شئ من دينك فأنكر عليه والاول أوفق لصدر الخبر “

[ 233 ]

19 – باب حق العالم 185 – عنه، عن أبيه، عن سليمان بن جعفر الجعفي، عن رجل، عن أبي عبد الله (ع) قال: كان علي (ع) يقول: إن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال، ولا تجر بثوبه، وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعا وخصه بالتحية دونهم، واجلس بين يديه ولا تجلس خلفه، ولا تغمز بعينيك، ولا تشر بيدك، ولا تكثر من قول ” قال فلان، وقال فلان ” خلافا لقوله، ولا تضجر بطول صحبته فانما مثل العالم مثل النخلة ينتظر بها متى يسقط عليك منها شئ، والعالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازى في سبيل الله، وإذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شئ إلى يوم القيامة (1). 186 – عنه، عن أبيه، عن سعدان، عن عبد الرحيم بن مسلم، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لابي عبد الله (ع): من قام من مجلسه تعظيما لرجل؟ – قال: مكروه إلا لرجل في الدين (2). 187 – عنه، عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال أمير المؤمنين (ع): إذا جلست إلى عالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع كما تعلم حسن القول، ولا تقطع على أحد حديثه (3). 20 – باب ” ما لا يسع الناس جهله ” 188 – عنه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقرى، عن سفيان بن عينية قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: وجدت علوم الناس كلهم في أربعة، أولها أن تعرف ربك، والثاني أن تعرف ما صنع بك، والثالث أن تعرف ما أراد منك، والرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك (4). 189 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن زرارة وابن مسلم، عن أبي –


1 و 2 و 3 – ج 1، ” باب حق العالم ” (ص 81، س 36 وص 82، س 3 و 4) قائلا بعد الحديث الاول: ” بيان – قوله (ع) ” ولا تجر بثوبه) كناية عن الابرام في السؤال والمنع عن قيامه عند تبرمه “. 4 – ج 1، ” باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها ” (ص 66، س 13)

[ 234 ]

عبد الله (ع) قال: ما بعث الله نبيا قط حتى يأخذ عليه ثلاثا، الاقرار لله بالعبودية، وخلع الانداد، وأن الله يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء (1). 190 – عنه، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن الكوفي أخى يحيى قال: سمعت مرازم بن حكيم يقول: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما تنبأ نبي قط حتى يقر بخمسة، بالبداء، والمشية، والسجود، والعبودية، والطاعة (2). 21 – باب لا تخلو الارض من عالم 191 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن الحر، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما كانت الارض إلا و فيها عالم (3). 192 – عنه، عن الحسين بن علي الوشاء، عن أبان الاحمر، عن الحسين بن زياد العطار قال: قلت لابي عبد الله (ع): هل تكون الارض إلا وفيها عالم؟ – قال: لا والله لحلالهم وحرامهم وما يحتاجون إليه (4). 193 – عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن زياد العطار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الارض لا تكون إلا وفيها حجة، إنه لا يصلح الناس إلا ذلك، ولا يصلح الارض إلا ذلك (5). 194 – عنه، عن الوشاء عن أبان الاحمر، عن الحارث بن المغيرة النضرى، عن أبي – عبد الله (ع) قال: سمعته يقول: إن الارض لا تترك إلا بعالم يحتاج الناس إليه، ولا يحتاج إلى الناس، يعلم الحلال والحرام (6). 195 – عنه، عن بعض أصحابنا، عن الاصم عبد الله بن عبد الرحمن البصري، عن أبي – حمزة الثمالي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لن تبقى الارض إلا وفيها عالم يعرف الحق من الباطل (7).


1 و 2 – ج 2، ” باب البداء والنسخ ” (ص 136، س 5). 3 و 4 و 6 و 7 و 5 – ج 7، ” باب أن عندهم جميع علوم الملائكة والانبياء ” (ص 318، س 31 و 32 و 33 و 34) و ” باب الاضطرار إلى الحجة “، (ص 11، س 21).

[ 235 ]

196 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن الفضيل بن يسار قال: قال أبو – جعفر (ع): إن العلم الذي هبط مع آدم (عليه السلام) لم يرفع، والعلم يتوارث، وانه لم يمت عالم إلا خلف من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله (1)، 197 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن سفيان، عن النعمان الرازي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لما انقضت نبوة آدم وانقطع أكله أوحى الله إليه: يا آدم إنه قد انقضت نبوتك وانقطع أكلك فانظر إلى ما عندك من العلم والايمان وميراث النبوة وآثار العلم والاسم الاعظم فاجعله في العقب من ذريتك عند هبة الله فانى لن أدع الارض بغير عالم يعرف به دينى ويعرف به طاعتي ويكون نجاة لمن يولد ما بين قبض النبي إلى ظهور النبي الاخر (2). 198 – عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن معلى بن عثمان، عن معلى بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) هل كان الناس إلا وفيهم من قد أمروا بطاعته منذ كان نوح؟ – فقال: لم يزالوا كذلك ولكن أكثرهم لا يؤمنون (3) 199 – عنه، عن أبي إسحاق الخفاف، عمن ذكره، عن درست، عمن ذكره، عن أبي – عبد الله (عليه السلام) قال: كان الذي تناهت إليه وصايا عيسى أبي. ورواه عن أبيه، عن ابن – أبي عمير، عن درست، وزاد فيه ” فلما أن أتاه سلمان قال له: إن الذي تطلب قد ظهر اليوم بمكة فتوجه إليه ” (4). 200 – عن بعض أصحابنا، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن محمد بن حكيم، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال أتاهم رسول الله صلى الله عليه وآله بما اكتفوا به في عهده، و استغنوا به من بعده (5). 201 – عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن شعيب الحداد، عن أبي حمزة، عن


1 – ج 7، ” باب أن عندهم جميع علوم الملائكة والانبياء ” (ص 314، س 16) 2 و 3 – ج 7، ” باب الاضطرار إلى الحجة ” (ص 6، س 7 وص 10، س 10) قائلا بعد الحديث الاول: ” بيان – ” الاثرة ” بالضم البقية من العلم يؤثر، كالاثرة والاثارة ” أقول: وفيه في الحديث الثاني بدل ” لم يزالوا ” ” لم يزل “. 4 – ج 6، ” باب علمه صلى الله عليه وآله وما دفع إليه من الكتب والوصايا ” (ص 230، س 18) مع بيان له. 5 – ج 1، ” باب أن لكل شئ حدا وأنه ليس شئ إلا ورد فيه كتاب أو سنة ” (ص 114، س 21)

[ 236 ]

أبي جعفر (عليه السلام) قال: لن تخلو الارض من رجل يعرف الحق فإذا زاد الناس فيه قال: قد زادوا، وإذا نقصوا عنه قال: قد نقصوا، وإذا جاءوا به صدقهم، ولو لم يكن ذلك كذلك لم يعرف الحق من الباطل (1). 202 – عنه، عن علي بن الحكم، عن الربيع بن محمد المسلمى، عن عبد الله بن سليمان العامري، عن أبي عبد الله (ع) قال: ما زالت الارض ولله فيها حجة يعرف الحلال والحرام، ويدعو إلى سبيل الله، ولا ينقطع الحجة من الارض إلا أربعين يوما قبل يوم القيامة، فإذا رفعت الحجة أغلق باب التوبة ولم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أن ترفع الحجة وأولئك شرار من خلق الله، وهم الذين يقوم عليهم القيامة (2) 22 – باب حجج الله على خلقه 203 – عنه، عن محمد بن علي، عن حكم بن مسكين الثقفي، عن النضر بن قرواش قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إنما احتج الله على العباد بما آتاهم وعرفهم (3). 204 – عنه، عن علي بن الحكم، عن أبان الاحمر، عن حمزة بن الطيار، عن أبي – عبد الله (ع) قال: قال لي: اكتب، فأملى: ان من قولنا: ان الله يحتج على العباد بالذي آتاهم وعرفهم ثم أرسل إليهم رسولا وأنزل عليه الكتاب وأمر فيه ونهى، وأمر فيه بالصلوة والصوم فنام رسول الله (صلعم) عن الصلوة فقال: أنا أنيمك وأنا أوقظك، فإذا قمت فصل ليعلموا إذا أصابهم ذلك كيف يصنعون، ليس كما يقولون: إذا قام عنها هلك، وكذلك الصيام، أنا أمرضك وأنا أصخك فإذا شفيتك فاقضه، ثم قال أبو عبد الله (ع): وكذلك إذا نظرت في جميع الاشياء لم تجد أحدا في ضيق ولم تجد أحدا إلا ولله عليه حجة وله فيه المشية، ولا أقول: إنهم ما شاءوا صنعوا، ثم قال: إن الله يهدى ويضل، وقال: ما أمروا إلا بدون سعتهم، وكل شئ أمر الناس به فهم يسعون له، وكل شئ لا يسعون له فموضوع عنهم، ولكن الناس لا خير فيهم، ثم تلا ” ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون


1 – ج 7، ” باب أن عندهم جميع علوم الملائكة والانبياء ” (ص 318، س 35). 2 – ج 7، ” باب الاضطرار إلى الحجة “، (ص 10، س 1) وفيه بدل ” ولله ” ” إلا ولله “. 3 -، ج 3، ” باب من رفع عنه القلم ونفى الحرج في الدين ” (ص 83، س 20)

[ 237 ]

حرج ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم “، قال: فوضع عنهم لانهم لا يجدون ما ينفقون وقال: ” إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ” (1). 23 – باب [ كذا فيما عندي من نسخ المحاسن ] 205 – عنه، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله تبارك وتعالى ” واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ” فقال: يحول بينه وبين أن يعلم أن الباطل حق (2). 24 – باب جوامع من التوحيد 206 – عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى ومحمد بن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله (ع): يا سليمان إن الله يقول: ” وأن إلى ربك المنتهى ” فإذا انتهى الكلام إلى الله فأمسكوا (3) 207 عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن يحيى الخثعمي، عن عبد الرحيم القصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن شئ من الصفة؟ – فقال: فرفع يديه إلى السماء ثم قال: تعالى الله الجبار إنه من تعاطى ما ثم هلك. يقولها مرتين. (4) 208 عنه، عن بعض أصحابنا، عن حسين بن مياح، عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من نظر في الله كيف هو؟ هلك. (5) 209 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال:


1 – ج 3، ” باب من رفع عنه القلم ونفي الحرج في الدين “، (ص 83، س 28). 2 – ج 3، ” باب الهداية والاضلال والتوفيق والخذلان ” (ص 57، س 33) قائلا بعده: ” بيان – أي يهديه إلى الحق، وقال السيد المرتضى: ” أقول: أورد بيانا طويلا فمن أراده فيطلبه من هناك. 3 و 4 و 5 – ج 2، ” باب النهي عن التفكر في ذات الله تعالى “، (ص 83، س 27 و 28 و 31) قائلا بعد الحديث الثاني: ” بيان – ” تعالى الله الجبار ” أي عن أن يكون له جسم أو صورة، أو أن يوصف بصفة زائدة على ذاته، وأن يكون لصفاته الحقيقية بيان حقيقي. ” من تعاطى ” أي تناول بيان ماثم من صفاته الحقيقية. ” هلك ” = ضل ضلالا بعيدا “.

[ 238 ]

قال أبو جعفر (عليه السلام): يا محمد إن الناس لا يزال لهم المنطق حتى يتكلموا في الله، فإذا سمعتم ذلك فقولوا: ” لا اله إلا الله ” (1) 210 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن أبي – عبيدة الحذاء قال: قال لي أبو جعفر (ع): يا زياد إياك والخصومات، فانها تورث الشك وتحبط العمل وتردى صاحبها، وعسى أن يتكلم بالشئ لا يغفر له، يا زياد إنه كان فيما مضى قوم تركوا علم ما وكلوا به وطلبوا علم ما كفوه حتى انتهى الكلام بهم إلى الله فتحيروا فان كان الرجل ليدعى من بين يديه فيجيب من خلفه، ويدعى من خلفه فيجيب من بين يديه (2). 211 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن الحسن الصيقل، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (ع) قال: تكلموا فيما دون العرش ولا تكلموا فيما فوق العرش، فان قوما تكلموا في الله فتاهوا، حتى كان الرجل ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه (3). 212 عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي الحسن موسى (ع) وسئل عن معنى قول الله ” الرحمن على العرش استوى ” فقال: استولى على ما دق وجل (4). 213 – عنه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن، عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن ” بسم الله الرحمن الرحيم “؟ – فقال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله، والميم مجد الله، وقال بعضهم: ملك الله، و ” الله ” اله كل شئ، و ” الرحمن ” بجميع خلقه، و ” الرحيم ” بالمؤمنين خاصة (5).


1 و 2 و 3 – ج 2، ” باب النهى عن التفكر في ذات الله تعالى ” (ص 83، س 31 وص 82، س 14، وص 83، س 31) قائلا بعد الحديث الاول: ” بيان – أي إذا سمعتم الكلام في الله فاقتصروا على التوحيد ونفي الشريك منبها على أنه لا يجوز الكلام فيه وتبيين معرفته إلا بسلب التشابه والتشارك بينه وبين غيره، أو إذا جروا الكلام في الجسم والصورة فقولوا ذلك تنزيها له عما يقولون “. أقول: وزاد فيه على آخر الحديث هذه العبارة ” الواحد الذي ليس كمثله شئ ” 4 – ج، ” باب نفي الزمان والمكان ” (ص 104، س 15) قائلا بعد نقل مثله في باب معاني الاسماء واشتقاقها (ص 156، س 21) ” بيان – لعله من باب تفسير الشئ بلازمه فان معنى الالهية يلزمه الاستيلاء على جميع الاشياء، دقيقها وجليلها، وقيل: السؤال انما كان عن مفهوم الاسم و مناطه فأجاب (ع) بأن الاستيلاء على جميع الاشياء مناط المعبودية بالحق لكل شئ “. 5 – ج 19، كتاب القرآن، ” باب فضائل سورة الفاتحة وتفسيرها “، (ص 57، س 34).

[ 239 ]

214 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص، عن أخى مرازم، عن الفضل بن يحيى قال: سأل أبي أبا الحسن موسى بن جعفر (ع) عن شئ من الصفة فقال: لا تجاوز عما في القرآن (1). 215 – عنه، عن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم الجعفري قال: أخبرني الاشعث بن حاتم أنه سأل الرضا (عليه السلام) عن شئ من التوحيد فقال: ألا تقرأ القرآن؟ – قلت: نعم، قال: اقرأ ” لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار “، فقرأت، فقال: ما الابصار؟ – قلت: ابصار العين، قال: لا، انما عنى الاوهام لا تدرك الاوهام كيفيته وهو يدرك كل فهم. عنه، عن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم، عن أبي جعفر (ع) نحوه إلا أنه قال: ” الابصار ههنا أوهام العباد فالاوهام أكثر من الابصار وهو يدرك الاوهام ولا تدركه الاوهام ” (2). 216 – عنه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن رجل من أهل الجزيرة، عن أبي عبد الله (ع) أن رجلا من اليهود أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا علي هل رأيت ربك؟ – فقال: ما كنت بالذي أعبد الها لم أره، ثم قال: لم تره العيون في مشاهدة الابصار غير أن الايمان بالغيب بين عقد القلوب. (3) 217 – عنه، عن بعض أصحابنا، عن صالح بن عقبة، عن قيس بن سمعان، عن أبي زبيحة مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) رفعه قال: سئل أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) بما عرفت ربك؟ – فقال: بما عرفني نفسه، قيل: وكيف عرفك نفسه؟ – فقال: لا تشبهه صورة ولا يحس بالحواس، ولا يقاس بالقياس، قريب في بعده، بعيد في قربه، فوق كل شئ ولا يقال: شئ تحته، وتحت كل شئ ولا يقال: شئ فوقه،


1 – ج 2، ” باب النهى عن التفكر في ذات الله “، (ص 83، س 36) 2 – ج 2، ” باب نفى الجسم والصورة والتشبيه ” (ص 59، س 35 و 37) قائلا بعده: ” بيان – كون الاوهام أكثر لان البصر في الشخص متحدوله واهمته ومتفكرة ومتخيلة وعاقلة، وكثيرا ما يسلب عن الشخص البصر وتكون له تلك القوى، ويحتمل أن يكون المراد بها أكثرية مدركاتها فانها تدرك ما لا يدركه البصر أيضا “. 3 – ج 2 ” باب نفى الرؤية ” (ص 120، س 29) وفيه بدل ” بين ” ” من ” وإلى مضمون الحديث يشير قول من قال: ” اين چنين گفتند سالاران ره *: ” نحن لم نعبد إلها لم نره “.

[ 240 ]

أمام كل شئ ولا يقال: له أمام، داخل في الاشياء لا كشئ في شئ داخل، وخارج من الاشياء لا كشئ من شئ خارج، فسبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره، ولكل شئ مبتدأ. (1) 218 – عنه، عن أبيه، عمن ذكره قال: اجتمعت اليهود إلى رأس الجالوت فقالوا: إن هذا الرجل عالم يعنون علي بن أبي طالب (عليه السلام) فانطلق بنا إليه نسأله فأتوه قيل لهم: هو في القصر فانتظروه حتى خرج فقال له رأس الجالوت: يا أمير المؤمنين جئنا نسألك قال: سل يا يهودي عما بدا لك، قال: أسألك عن ربنا، متى كان؟ – فقال: كان بلا كينونة: كان لم يزل بلا كم وبلا كيف، كان ليس له قبل، هو القبل، هو بلا قبل ولا غاية ولا منتهى غاية، ولا غاية إليها، انقطعت عنه الغايات فهو غاية كل غاية، قال: فقال رأس الحالوت لليهود مروا فهذا أعلم مما يقال فيه. (2) 219 – أبو أيوب المدايني، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن بكير، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن ملكا كان في مجلسه فتناول الرب تبارك وتعالى ففقد فما يدرى أين هو؟. (3) 220 – عنه، عن محمد بن عيسى، عمن ذكره رفعه قال: سئل أبو جعفر (ع): يجوز أن يقال لله: ” إنه موجود “؟ – قال: نعم، تخرجه من الحدين حد الابطال وحد التشبيه. (4) 221 – عنه، عن المحسن بن أحمد، عن أبان الاحمر، عن أبي جعفر الاحول،


1 – ج 2، ” باب أدنى ما يجزى من المعرفة ” (ص 85، س 21) قائلا بعده: ” بيان – ” قريب ” من حيث إحاطة علمه وقدرته بالكل. (في بعده ” أي مع بعده عن الكل “. أقول: بيانه (ره) طويل فمن أراده فليطلبه من هناك. 2 – ج 2، ” باب نفى الزمان والمكان ” (ص 104، س 10) قائلا بعده: ” بيان – ” ولا غاية إليها ” أي ينتهى إليها “. 3 و 4 – ج 2 ” باب النهي عن التفكر في ذات الله تعالى ” (ص 83، س 37 وص 84، س 3) قائلا بعد الحديث الاول. ” بيان – أي فقد من مكانه سخطا من الله عليه، أو تحير وسار في الارض فلم يعرف له خبر، وقيل: ” هو على المعلوم أي ففقد ما كان يعرف، وكان لا يدرى في أي مكان هو من الحيرة “، ولا يخفى ما فيه “.

[ 241 ]

عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (ع) قال: عروة الله الوثقى التوحيد، والصبغة الاسلام (1). 222 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله: ” فطرة الله التي فطر الناس عليها ” قال: فطروا على التوحيد (2). 223 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذنية قال سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله: ” حنفاء لله غير مشركين به ” ما الحنيفية؟ – قال: هي الفطرة التي فطر الناس عليها، فطر الله الخلق على معرفته (3). 224 – عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عزوجل: ” فطرة الله التي فطر الناس عليها “؟ – قال: فطرهم على معرفة أنه ربهم ولو لا ذلك لم يعلموا إذا سئلوا من ربهم ولا من رازقهم (4) 225 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة قال سألت أبا – عبد الله (ع) عن قول الله: ” وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ” قال ثبتت المعرفة في قلوبهم ونسوا الموقف، سيذكرونه يوما ما، ولو لا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه (5). 225 – عنه، عن مروك بن عبيد، عن جميع بن عمر، عن رجل، عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: أي شئ الله أكبر؟ – فقلت: الله أكبر من كل شئ، قال: وكان ثم شئ، فيكون أكبر منه؟ – قلت: وما هو؟ – فقال: الله أكبر من أن يوصف (6). 226 – عنه، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسن بن السري، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر (ع): إن الله تباركت أسماؤه


1 و 2 و 3 و 4 و 5 – ج، ” باب الدين الحنيف والفطرة وصبغة الله ” (ص 87، س 36 و 21 و 33 و 35 وص 88، س 4) قائلا بعد الحديث الاول: ” بيان – قال البيضاوى في قوله تعالى: ” صبنة الله ” أي صبغنا الله صبغته وهى فطرة الله التي فطر الناس عليها فانها حلية الانسان كما أن الصبغة حلية المصبوغ، أو هدانا هدايته وأرشدنا حجته، أو طهر قلوبنا بالايمان تطهيره، وسماه صبغة لانه ظهر أثره عليهم ظهور الصبغ على المصبوغ وتداخل قلوبهم تداخل الصبغ الثوب، أو للشماكلة فان النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه العمودية ويقولون هو تطهير لهم وبه تحقق نصرانيتهم “. وأيضا الحديث الرابع، ج 15، الجزء الاول، ” باب فطرة الله سبحانه وصبغته ” (ص 25، س 32) مع بيان له. 6 – ج 19، كتاب الدعاء، ” باب التكبير وفضله ومعناه “، (ص 17، س 29).

[ 242 ]

التي يدعى بها وتعالى في علو كنهه أحد، توحد بالتوحيد في توحده ثم أجراه على خلقه، فهو أحد صمد قدوس يعبده كل شئ ويصمد إليه، وفوق الذي عيننا تبلغ، وسع كل شئ علما (1). 128 – عنه، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى كان وليس شئ غيره نورا لا ظلام فيه، وصدقا لا كذب فيه، وعلما لا جهل فيه، وحيوة لا موت فيه، وكذلك هو اليوم، وكذلك لا يزال أبدا (2). 229 – عنه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن رفاعة بن النخاس بن موسى، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله تعالى: ” واذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم، ألست بربكم؟ – قالوا: بلى “؟ – قال: نعم، لله الحجة على جميع خلقه، أخذهم يوم أخذ الميثاق هكذا قبض يده (3). 230 – عنه، عن أبان، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي النعمان، عن أبي جعفر (ع) قال: العجب كل العجب للشاك في قدرة الله وهو يرى خلق الله، والعجب كل العجب للمكذب بالنشأة الاخرى وهو يرى النشأة الاولى، والعجب كل العجب للمصدق بدار الخلود وهو يعمل لدار الغرور، والعجب كل العجب للمختال الفخور الذي خلق من نطفة ثم يصير جيفة وهو فيما بين ذلك لا يدرى كيف يصنع. ورواه علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: عجبت للمتكبر الفخور كان أمس نطفة وهو غدا جيفة، والعجب كل العجب لمن شك في الله وهو يرى الخلق، والعجب كل العجب لمن أنكر الموت وهو يرى من يموت كل يوم و ليلة، والعجب كل العجب لمن أنكر النشأة الآخرة وهو يرى الاولى، والعجب كل العجب لعامر دار الفناء ويترك دار البقاء (4).


1 – ج 2، ” باب التوحيد ونفي الشريك ومعنى الواحد والاحد ” (ص 72، س 1). وفيه بدل ” عيننا تبلغ ” ” عسينا أن نبلغ ” مع زيادة ” ربنا ” قبل ” وسع “. 2 – ج 2، ” باب نفي التركيب واختلاف المعاني ” (ص 124، س 32) مع اختلاف يسير. 3 – ج، 2 ” باب الدين الحنيف والفطرة والصبغة ” (ص 88، س 6). 4 – ج 3، ” باب اثبات الحشر وكيفيته ” (ص 200، س 32 و 35).

[ 243 ]

24 – باب العلم 131 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: العلم علمان فعلم عند الله مخزون، لم يطلع عليه أحدا من خلقه، وعلم علمه ملائكته ورسله، فأما ما علم ملائكته ورسله فانه سيكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله، وعلم عنده مخزون يقدم فيه ما يشاء، ويؤخر ما يشاء. ويثبت ما يشاء (1). 132 – عنه، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن فضيل قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: من الامور أمور موقوفة عند الله، يقدم منها ما يشاء ويؤخر منها ما يشاء (2). 233 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن حازم قال قلت لابي عبد الله (ع): أرايت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة أليس كان في علم الله قبل أن يخلق السماوات والارض؟ – قال: نعم (3). 234 – عنه، عن أبيه، عن إسماعيل بن ابراهيم ومحمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن حمران قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عزوجل: ” هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ” فقال: ” كان شيئا ولم يكن مذكورا ” قلت: فقوله: ” أو لم ير الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا “؟ – قال: لم يكن شيئا في كتاب ولا علم (4). 25 – باب الارادة والمشية 235 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: قال أبو –


1 و 2 – ج 2، ” باب البداء والنسخ “، (ص 137، س 17 و 19) مع هذه العبارة ” ويثبت منها ما يشاء ” في آخر الحديث الثاني. 3 – ج 2، ” باب العلم وكيفيته “، (ص 129، س 17). 4 – ج 3، ” باب القضاء والقدر والمشية والارادة “، (ص 35، س 20) قائلا بعده: ” بيان ” ولا علم ” أي علم أحد من المخلوقين والخلق في هذه الآية يحتمل التقدير والايجاد. قوله (ع) ” كان شيئا ” أي مقدرا كما روى الكليني عن مالك الجهنى فكان شيئا مقدرا غير مذكور، أي عند الخلق أي غير موجود ليذكر عند الخلق، أو كان مقدرا في اللوح لكن لم يوح أمره إلى أحد من الخلق “.

[ 244 ]

عبد الله (ع): إن الله إذا أراد شيئا قدره، فإذا قدره قضاه، فإذا قضاه أمضاه (1). 236 – عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن محمد بن عمارة، عن حريز بن عبد الله وعبد الله بن مسكان قالا: قال أبو جعفر (ع): لا يكون شئ في الارض ولا في السماء إلا بهذه الخصال السبعة، بمشية، وإرادة، وقدر، وقضاء، واذن، وكتاب، وأجل، فمن زعم أنه يقدر على نقص واحدة منهن فقد كفر (2). 237 – عنه، عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن الرضا (ع) قال: قلت: لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقضى؟ – فقال: لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى، (قال:) قلت: فما معنى ” شاء “؟ – قال: ابتداء الفعل، قلت: فما معنى ” أراد “؟ – قال: الثبوت عليه، قلت: فما معنى ” قدر “؟ – قال: تقدير الشئ من طوله وعرضه، قلت: فما معنى ” قضى “؟ – قال: إذا قضاه أمضاه، فذلك الذي لا مرد له. ورواه عن أبيه، عن محمد بن سليمان الديلمى، عن علي بن إبراهيم (3). 238 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن إسحاق قال: قال أبو الحسن (ع) ليونس مولى علي بن يقطين: يا يونس لا تتكلم بالقدر، قال: إني لا أتكلم بالقدر، ولكني أقول: لا يكون إلا ما أراد الله وشاء وقضى وقدر، فقال: ليس هكذا. أقول، ولكني أقول: لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى، ثم قال: أتدرى ما المشية؟ – فقال: لا، فقال: همه بالشئ، أو تدري ما أراد؟ – قال: لا، قال: إتمامه على المشية، فقال: أو تدرى ما قدر؟ – قال: لا، قال: هو الهندسة من الطول والعرض والبقاء، ثم قال: إن الله إذا شاء شيئا أراده، وإذا أراده قدره، وإذا قدره قضاه، وإذا قضاه أمضاه، يا يونس إن القدرية لم يقولوا بقول الله: ” وما تشاؤن إلا أن يشاء الله “، ولا قالوا بقول أهل الجنة: ” الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله “، ولا قالوا بقول أهل النار: ” ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين “، ولا قالوا بقول إبليس: ” رب بما أغويتني “، ولا قالوا بقول نوح: ” ولا ينفعكم نصحي


1 و 2 و 3 – ج 3، ” باب القضاء والقدر والمشية والارادة ” (ص 35، س 24 و 25 و 30) قائلا بعد الحديث الثالث: ” بيان – ” ابتداء الفعل ” أي أول الكتابة في اللوح، أو أول ما يحصل من جانب الفاعل ويصدر عنه مما يؤدى إلى وجود المعلول “.

[ 245 ]

إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم وإليه ترجعون “. ثم قال: قال الله: يابن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء، وبقوتي أديت إلي فرائضي، وبنعمتي قويت على معصيتى، وجعلتك سمعيا بصيرا قويا، فما أصابك من حسنة فمني، وما أصابك من سيئة فمن نفسك، وذلك لاني لا أسأل عما أفعل وهم يسألون ” ثم قال: قد نظمت لك كل شئ تريده (1). 139 – عنه، عن النضر بن سويد، عن هشام وعبيد بن زرارة، عن حمران، عن أبي – عبد الله (ع) قال: كنت أنا والطيار جالسين فجاء أبو بصير فافرجنا له، فجلس بيني وبين الطيار، فقال: في أي شئ أنتم؟ – فقلنا: كنا في الارادة والمشية والمحبة، فقال: أبو بصير: قلت لابي – عبد الله (ع): شاء لهم الكفر وأراده؟ – فقال: نعم، قلت: فأحب ذلك ورضيه؟ – فقال: لا، قلت شاء وأراد ما لم يحب ولم يرض؟ – قال: هكذا أخرج إلينا (2). 240 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام وعبيد، عن حمران، عن أبي عبد الله (ع) قال: القضاء والقدر خلقان من خلق الله والله يزيد في الخلق ما يشاء (3). 241 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (ع) قال: المشية محدثة (4). 26 – باب الامر والنهى 242 – عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم قال: قال أبو عبد الله (ع): الناس مأمورون ومنهيون، ومن كان له عذر عذره الله (5)


1 و 2 و 3 و 4 – ج 3، ” باب القضاء والقدر والمشية والارادة “، (ص 35، س 33 و 27، وص 33، س 14، وص 35، س 29)، قائلا بعد الحديث الثالث: ” بيان – ” خلقان من خلق الله ” بضم الخاء أي صفتان من صفات الله، أو بفتحها أي هما نوعان من خلق الاشياء وتقديرها في الالواح السماوية وله البداء فيها قبل الايجاد، فذلك قوله ” يزيد في الخلق ما يشاء ” أو المعنى أنهما مرتبتان من مراتب خلق الاشياء فانها تتدرج في الخلق إلى أن تظهر في الوجود العينى ” أقول: بدل النساخ رمز المحاسن عند نقل الحديث الثالث برمز تفيسر علي بن ابراهيم فراجع إن شئت. 5 – ج 3، ” باب من رفع عنه القلم ونفى الحرج في الدين “، (ص 83، س 29).

[ 246 ]

27 – باب الوعد والوعيد 243 – عنه، عن علي بن محمد القاسانى، عمن ذكره، عن عبد الله بن القاسم الجعفري عن أبي عبد الله، (ع) عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من وعده على عمل ثوابا فهو منجز له، ومن أوعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار (1). 28 – باب لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق 244 – عنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن عمرو بن أبي المقدام، عن رجل، عن أبي – جعفر (ع) في قول الله تعالى: ” اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله “. قال: والله ما صلوا لهم ولا صاموا، ولكن أطاعوهم في معصية الله (2). 245 – عنه، عن محمد بن خالد، عن حماد، عن ربعي بن عبد الله، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله: ” اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ” فقال: والله ما صلوا لهم ولا صاموا، ولكنهم أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فاتبعوهم (3) 246 – عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله: ” اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ” فقال: أما والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم، ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم، ولكن أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا، فعبدوهم من حيث لا يشعرون (4). 29 – باب اليقين والصبر في الدين 147 – عنه، عن أبيه، عن ابن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي – عبد الله (ع) قال: استقبل رسول الله صلى الله عليه وآله حارثة بن مالك بن النعمان فقال له: كيف أنت يا حارثة؟ – فقال: يا رسول الله أصبحت مؤمنا حقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا حارثة لكل شئ حقيقة، فما حقيقة قولك؟ – قال: يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا وأسهرت ليلى وأظمأت هو اجرى، وكأني أنظر إلى عرش ربي وقد وضع للحساب، وكأني أنظر إلى أهل الجنة


1 – ج 3، ” باب الوعد والوعيد والحبط والتكفير “، (ص 91، س 37). 2 و 3 و 4 – ج 1، ” باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز “، (ص 95، س 8 و 10 و 12).

[ 247 ]

يتزاورون في الجنة، وكأني أسمع عواء أهل النار في النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: عبد نور الله قلبه للايمان فاثبت، فقال: يا رسول الله ادع الله لي أن يرزقنى الشهادة، فقال: اللهم ارزق حارثة الشهادة، فلم يلبث إلا أياما حتى بعث رسول الله سرية فبعثه فيها، فقاتل فقتل سبعة أو ثمانية ثم قتل (1). 248 – عنه، عن أبيه، عن هارون بن الجهم ومحمد بن سنان، عن الحسن بن يحيى، عن فرات بن أحنف، عن رجل من أصحاب علي (ع) قال: إن وليا لله وعدوا لله اجتمعا فقال: ولي الله: ” الحمد لله والعاقبة للمتقين ” وقال الاخر: ” الحمد لله والعاقبة للاغنياء “، وفي رواية أخرى ” والعاقبة للملوك “، فقال ولي الله: أترضى بيننا بأول طالع يطلع من الوادي؟ – قال: فطلع إبليس في أحسن هيئة، فقال الولي لله: الحمد لله والعاقبة للمتقين “. فقال الاخر: ” الحمد لله والعاقبة للملوك ” فقال إبليس كذا (2). 249 – عنه، عن محمد بن عبد الحميد، عن صفوان بن يحيى قال: سألت أبا الحسن الرضا (ع) عن قول الله لابراهيم (ع): ” أولم تؤمن؟ – قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبى ” أكان في قلبه شك؟ – قال: لا، كان على يقين، ولكنه أراد من الله الزيادة في يقينه (3) 250 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله: ” لو تعلمون علم اليقين ” قال: المعاينة (4). 251 – عنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كفى باليقين غنى وبالعبادة شغلا (5). 252 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله: ” الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم إلى ربهم راجعون ” قال: يعملون ما عملوا من عمل وهم يعلمون أنهم يثابون عليه. ورواه عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: يعملون ويعلمون أنهم سيثابون عليه (6).


1 و 3 و 4 و 5 و 6 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين ” (ص 67، س 24، وص 68، س 6 و 2 و 3 و 8 “. 2 – ج 15، الجزء الثاني ” باب الطاعة والتقوى والورع “، (ص 96، س 33).

[ 248 ]

253 – عنه، عن أبيه، عن أبي الجهم، عن حسين بن ثوير بن أبي فاختة، عن أبي – خديجة، عن أبي عبد الله (ع) قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إني جئتك أبايعك على الاسلام، فقال له رسول الله: صلى الله عليه وآله أبايعك على أن تقتل أباك، فقبض الرجل يده فانصرف، ثم عاد فقال: يا رسول الله إني جئت على أن أبايعك على الاسلام، فقال له: على أن تقتل أباك؟ – قال: نعم، فقال له رسول الله إنا والله لا نأمركم بقتل آبائكم، ولكن الآن علمت منك حقيقة الايمان وأنك لن تتخذ من دون الله وليجة، أطيعوا آبائكم فيما أمروكم ولا تطيعوهم في معاصي الله. ورواه أبي، عن فضالة، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (ع) قال: أتى أعرابي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله بايعني على الاسلام، فقال: على أن تقتل أباك، فكف الاعرابي يده وأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله على القوم يحدثهم، فقال الاعرابي: يا رسول الله بايعني على الاسلام، فقال: على أن تقتل أباك، فكف الاعرابي يده وأقبل رسول الله على القوم يحدثهم، فقال الاعرابي: بايعني يا رسول الله على الاسلام، فقال: على أن تقتل أباك؟ – قال: نعم، فبايعه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال رسول الله: الآن لم تتخذ من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة، إني لا آمرك بعقوق الوالدين ولكن صاحبهما في الدنيا معروفا (1). 254 – عنه، عن أبيه رفعه قال: قال أمير المؤمنين (ع) في خطبة له: يا أيها الناس سلوا الله اليقين، وارغبوا إليه في العافية، فان أجل النعمة العافية، وخير ما دام في القلب اليقين، والمغبون من غبن دينه، والمغبوط من غبط يقينه، قال: وكان علي بن الحسين (ع) يطيل القعود بعد المغرب يسأل الله اليقين (2). 255 – عنه، عن أبيه، عن ابن سنان، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي عبد الله (ع)


1 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب بر الوالدين والاولاد “، (ص 23، س 29). وأيضا ج 15، الجزء الاول، ” باب الفرق بين الاسلام والايمان ” (ص 179، س 5) قائلا بعده: ” بيان – في النهاية ” وليجة الرجل = بطانته ودخلاؤه وخاصته “. والحديث الثاني – في الجزء الثاني ” باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين ” (ص 68، س 10). 2 – ج 15، الجزء الاول، ” باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين ” (ص 68، س 4).

[ 249 ]

قال: لو أن العباد وصفوا الحق وعملوا به ولم يعقد قلوبهم أنه الحق ما انتفعوا (1). 256 – عنه، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله تعالى: ” الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم إلى ربهم راجعون ” قال يعملون ما عملوا من عمل وهم يعلمون أنهم يثابون عليه (2). 257 – عنه، عن أبيه، عن ابن سنان، عن محمد بن حكيم، عمن حدثه، عن أبي – عبد الله (ع) قال: قال علي (ع): اعلموا أنه لا يصغر ما ضر يوم القيامة ولا يصغر ما ينفع يوم القيامة، فكونوا فيما أخبركم الله كمن عاين (3). 258 – عنه، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الاعلى مولى بنى سام قال: قال لى رجل من قريش: عندي تمر من نخلة رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فدكرت ذلك لابي عبد الله (ع) فقال: إنها ليست إلا لمن عرفها (4). 259 – عنه، عن أبيه، عن بكر بن محمد الازدي، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال علي (ع): إن الشك والمعصية في النار، ليسا منا ولا إلينا (5). 260 – عنه، عن يعقوب بن يزيد وعبد الرحمن بن حماد، عن القندي عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: الايمان في القلب واليقين خطرات (6) 261 – عنه، عن أبيه، عن ابن سنان، عن الحسين بن مختار، عن أبن بصير، عن أبي – عبد الله (ع) قال: إن القلب ليترجج فيما بين الصدر والحنجرة حتى يعقد على الايمان، فإذا عقد على الايمان قر، وذلك قول الله تعالى ” ومن يؤمن بالله يهد قلبه ” قال: يسكن (7) 262 – عنه، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن مفضل بن صالح، عن جابر الجعفي،


1 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الفرق بين الايمان والاسلام ” (179، س 4) 2 و 3 و 4 و 6 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين ” (ص 68) س 8 و 15 و 18 و 14). 5 – ج 15، الجزء الثالث، ” باب الشك في الدين والوسوسة ” (ص 12، س 35). 7 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الفرق بين الايمان والاسلام ” (ص 171، س 25): قائلا بعده: ” بيان – الرج = التحريك والتحرك والاهتزاز، والرجرجة = الاضطراب كالارتجاج والترجرج. والحنجرة = الحلقوم، وكأنه كان في قراءتهم عليهم السلام يهدأ قلبه بالهمز و فتح الدال ورفع قلبه كما قرء في الشواذ، قال البيضاوى يهد قلبه للثبات والاسترجاع عند المعصيبة ” بقية الحاشية في الصفحة الاتية “

[ 250 ]

عن أبي جعفر (ع) قال: بعث الله نبيا حبشيا إلى قومه فقاتلهم فقتل أصحابه وأسروا وخدوا لهم أخدودا من نار ثم نادوا: من كان من أهل ملتنا فليعتزل، ومن كان على دين هذا النبي فليقتحم النار، فجعلوا يقتحمون النار، وأقبلت امرأة معها صبي لها، فهابت النار فقال لها صبيها: اقتحمى (قال:) فاقتحمت النار وهم أصحاب الاخدود (1). 263 – عنه، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: سلوا ربكم العفو والعافية فانكم لستم من رجال البلاء، فانه من كان قبلكم من بني إسرائيل شقوا بالمناشير على أن يعطوا الكفر فلم يعطوه (2). 264 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (ع) قال: إن أناسا أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله بعدما أسلموا، فقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وآله أيؤخذ الرجل منا بما عمل في الجاهلية بعد اسلامه؟ – فقال: من حسن إسلامه وصح يقين ايمانه لم يأخذه الله بما عمل في الجاهلية، ومن سخف إسلامه ولم يصح يقين إيمانه أخذه الله بالاول والآخر (3). 265 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي محمد الوابشي وإبراهيم بن مهزم، عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى الناس الصبح فنظر إلى شاب من الانصار وهو في المسجد يخفق ويهوى برأسه مصفر لونه نحيف جسمه وغارت عيناه في رأسه فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: كيف أصبحت يا فلان؟ – فقال: أصبحت يا رسول الله موقنا، (فقال:) فعجب رسول الله صلى الله عليه وآله من قوله وقال له: إن لكل شئ حقيقة، فما حقيقة يقينك؟ – قال: إن يقيني يا رسول الله هو أحزنني وأسهر ليلى و أظمأ هو اجرى، فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها حتى كأني أنظر إلى عرش ربي وقد


” بقية الحاشية من الصفحة الماضية ” وقرئ يهد قلبه بالرفع، على اقامته مقام الفاعل، وبالنصب، على، طريق ” سفه نفسه ” و ” يهدء ” بالهمز أي يسكن، وقال الطبرسي (ره): قرأ عكرمة وعمرو بن دينار ” يهدأ قلبه ” أي يطمئن قلبه، كما قال سبحانه: ” وقلبه مطمئن بالايمان ” انتهى. ويحتمل أن يكون على القرائة المشهورة بيانا لحاصل المعنى كما أشرنا إليه في تفسير الآيات “. 1 – ج 5، ” باب قصة أصحاب الاخدود ” (ص 374، س 30) 2 و 3 – ج 15، الجزء الاول، ” باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين “، (ص 68، س 14 و 17)

[ 251 ]

نصب للحساب وحشر الخلائق لذلك وأنا فيهم، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتنعمون فيها ويتعارفون، على الارائك متكئين، وكأني أنظر إلى أهل النار فيها معذبين يصطرخون، وكأني أسمع الآن زفير النار ينقرون في مسامعي، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لاصحابه: هذا عبد نور الله قلبه للايمان، ثم قال، الزم ما أنت عليه. (قال:) فقال له الشاب: يا رسول الله ادع الله لي أن أرزق الشهادة معك، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك، فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي فاستشهد بعد تسعة نفر وكان هو العاشر (1). 266 – عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن خضر بن عمرو قال: قال أبو عبد الله (ع): إن المؤمن أشد من زبر الحديد، إن الحديد إذا دخل النار لان، وإن المؤمن لو قتل ونشر ثم قتل ونشر، لم يتغير قلبه (2). 267 – عنه، عن عثمان بن عيسى، عن أبي الجارود، عن قنوة ابنة رشيد الهجري قال: قلت لابي: ما أشد اجتهادك! فقال يا بنية: سيجئ قوم بعدنا بصائرهم في دينهم أفضل من اجتهاد أوليهم (3). 30 – باب الاخلاص 268 – عنه، عن أبيه، عمن رفعه إلى أبي جعفر (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أيها الناس إنما هو الله والشيطان، والحق والباطل، والهدى والضلالة، والرشد والغي، والعاجلة والعاقبة، والحسنات والسيئات، فما كان من حسنات فلله، وما كان من السيئآت فللشيطان (4). 269 – عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تعالى ” حنيفا مسلما ” قال: خالصا مخلصا لا يشوبه شئ (5).


1 و 2 – ج 15، الجزاء الثاني، ” باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين “، (ص 67، س 31، وص 68، س 20) 3 – ج 13، ” باب فضل انتظار الفرج ” (ص 138، س 2). 4 و 5 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب الاخلاص ومعنى قربه تعالى “، (ص 85، س 31 و 33) إلا أن النساخ بدلوا كلمة ” سن ” بكلمة ” ين ” عند نقل الحديث الثاني اشتباها.

[ 252 ]

270 – عنه، عن عثمان بن عيسى، عن علي بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: قال الله عزوجل: ” أنا خير شريك، من أشرك معى غيرى في عمل لم أقبله إلا ما كان لي خالصا (1). 271 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) قال: يقول الله عزوجل: ” أنا خير شريك، فمن عمل لي ولغيري فهو لمن عمله غيرى (2). 272 – عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي – عبد الله (ع) عن أبيه (ع) قال: من تصدق بصدقة ثم ردت عليه فليعدها ولا يأكلها، لانه لا شريك لله في شئ مما يجعل له، إنما هي بمنزلة العتاقة، لا يصلح ردها بعد ما تعتق (3). 273 – عنه، عن الحسن بن يزيد النوفلي، عن اسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أحب أن يعلم ما له عند الله فليعلم ما لله عنده (4) 274 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن مفضل بن صالح، عن جابر الجعفي، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الحسرة والندامة والويل كله لمن لم ينتفع بما أبصر، ومن لم يدر الامر الذي هو عليه مقيم أنفع هو له أم ضرر؟ – قال: قلت: فبما يعرف الناجى؟ – قال: من كان فعله لقوله موافقا فأثبت له الشهادة بالنجاة، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فانما ذلك مستودع (5) 275 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن العبد إذا قام يعنى في الصلوة فقام لحاجته يقول الله تبارك وتعالى: أما يعلم عبدى أني أنا الذي أقضى الحوائج (6).


1 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب الاخلاص ومعنى قربه تعالى “، (ص 85، س 34). 2 – ج 15، الجزء الثالث، ” باب الرياء “، (ص 103، س 25) 3 – ج 20، ” باب آخر في آداب الصدقة أيضا زائدا على ما تقدم “، (ص 38، س 21). 4 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب حب الله تعالى “، (ص 29، س 26). 5 – ج 15، الجزء الاول، ” باب أن الايمان مستقر ومستودع ” (ص 276، س 12) مع بيان طويل. وأيضا – ج 1، ” باب استعمال العلم والاخلاص في طلبه “، (ص 78، س 26). 6 – لم أجده في مظانه من البحار فان وجدته أشر إليه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.

[ 253 ]

276 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن إسماعيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن ربكم لرحيم يشكر القليل، إن العبد ليصلى ركعتين، يريد بهما وجه الله فيدخله الله الجنة، وإنه ليتصدق بالدرهم، يريد به وجه الله فيدخله الله به الجنة (1). 277 – عنه، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن المفضل بن صالح، عن جابر الجعفي رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خرج ثلاث نفر يسيحون في الارض، فبينا هم يعبدون الله في كهف في قلة جبل حين بدت صخرة من أعلى الجبل حتى التقمت باب الكهف، فقال بعضهم لبعض: عباد الله والله ما ينجيكم مما وقعتم إلا أن تصدقوا الله فهلم ما عملتم لله خالصا فانما ابتليتم بالذنوب، فقال أحدهم: ” اللهم إن كنت تعلم أني طلبت امرأة لحسنها وجمالها، فأعطيت فيها مالا ضخما حتى إذا قدرت عليها وجلست منها مجلس الرجل من المرأة ذكرت النار فقمت عنها فرقا منك، اللهم فارفع عنا هذه الصخرة ” فانصدعت حتى نظروا إلى الصدع، ثم قال الآخر: ” اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت قوما يحرثون، كل رجل منهم بنصف درهم، فلما فرغوا أعطيتهم أجورهم، فقال أحدهم: قد عملت عمل اثنين، والله لا آخذ إلا درهما واحدا وترك ماله عندي، فبذرت بذلك النصف الدرهم في الارض فأخرج الله من ذلك رزقا، وجاء صاحب النصف الدرهم فأراده، فدفعت إليه ثمان عشرة الف، فان كنت تعلم أنما فعلته مخافة منك فارفع عنا هذه الصخرة ” قال: فانفرجت عنهم حتى نظر بعضهم إلى بعض، ثم إن الآخر قال: ” اللهم إن كنت تعلم أن أبي وأمي كانا نائمين فأتيتهما بقعب من لبن فخفت أن أضعه أن تمج فيه هامة وكرهت أن أوقظهما من نومهما فيشق ذلك عليهما، فلم أزل كذلك حتى استيقظا وشربا، اللهم فان كنت تعلم أني كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فارفع عنا هذه الصخرة ” فانفرجت لهم حتى سهل لهم طريقهم ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: ” من صدق الله نجا ” (2)


1 و 2 – ج 15، الجزء الثاني ” باب الاخلاص ومعنى قربه تعالى “، (ص 85، س 35 و 37) وأيضا – الحديث الاول، ج 18، كتاب الصلوة، ” باب آداب الصلوة “، (ص 196، س 12).

[ 254 ]

278 – عنه، عن علي بن الحكم، عن المفضل بن صالح، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (ع) قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله نافقت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو ناقفت ما قلت، أتاك الشيطان فقال: من خلقك؟ – فقلت: الله، فقال: ومن خلق الله؟ – الآن حين أخلصت الايمان (1). 279 – عنه، عن عدة من أصحابنا، عن عباس بن عامر القصبي، عن عمرو بن عبيد وأحمد، عن أبيه، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (ع) ورواه ابن أبي يعفور، عن أبي – عبد الله (ع) قال: إن الله يأتي بكل شئ يعبد من دونه، من شمس أو قمر أو تمثال أو صورة، فيقال: اذهبوا بهم وبما كانوا يعبدون من دون الله إلى النار (2). 280 – عنه، عن بعض أصحابنا بلغ به أبا جعفر (ع) قال: ما بين الحق والباطل إلا قلة العقل، قيل، وكيف ذلك يا بن رسول الله؟ – قال: إن العبد يعمل العمل الذي هو لله رضا فيريد به غير الله، فلو أنه أخلص لله لجاءه الذي يريد في أسرع من ذلك (3) 281 – عنه، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن ميسر بن سعيد القصير الجوهري، عن رجل، عن أبي عبد الله (ع) قال: يعرف من يصف الحق بثلاث خصال، ينظر إلى أصحابه، من هم؟ وإلى صلوته، كيف هي؟ وفي أي وقت يصليها؟ فان كان ذا مال، نظر، أين يضع ماله (4)؟ 282 – عنه، عن جعفر بن محمد بن عبد الله الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال علي (ع): اخشوا الله خشية ليست بتغدير، واعملوا لله في غير رياء ولا سمعة، فانه من عمل لغير الله وكله الله إلى عمله يوم القيامة (5). 283 – عنه، عن ابن محبوب، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول:


1 – كذا في النسخ، ولم أجد الحديث في مظانه من البحار، نعم نقل ما يقرب مضمونه من ذلك، في المجلد الرابع عشر، في باب عنونه بهذا العنوان ” باب آخر في النهى عن الاستمطار بالانواء والطيرة والعدوى “، (ص 170، س 23) من الكافي. 2 – لم اجده في مظانه من البحار فان ظفرت به أشر إليه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى. 3 و 5 – ج 15، الجزء الثالث ” باب الرياء “، (ص 103، س 27 و 29) 4 – ج 15، الجزء الاول، ” باب علامات المؤمن وصفاته “، (ص 79، س 26) وأيضا ج 18، كتاب الصلوة، ” باب الحث على المحافظة على الصلوات ” (ص 50، س 33).

[ 255 ]

إذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله عمله، لكل حسنة سبعمائة، وذلك قول الله تبارك وتعالى: ” ويضاعف الله لمن يشاء “، فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب الله، فقلت له: وما الاحسان؟ – (قال:) فقال: إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك، وإذا صمت فتوق كلما فيه فساد صومك، وإذا حججت فتوق ما يحرم عليك في حجك وعمرتك، قال: وكل عمل تعمله لله فليكن نقيا من الدنس (1). 284 – عنه، عن عدة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن يحيى بن بشير النبال، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (ع) قال: من أراد الله بالقليل من عمله أظهر الله له أكثر مما أراده به، ومن أراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه وسهر من ليله أبي الله إلا أن يقلله في عين من سمعه (2). 31 – باب التقية 285 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن حسين بن مختار، عن أبي أسامة زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله (ع): أمر الناس بخصلتين فضيعوهما فصاروا منهما على غير شئ، كثرة الصبر، والكتمان (3). 286 – عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن يحيى، عن حريز بن عبد الله السجستاني، عن معلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله (ع): يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه، فانه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله في الدنيا، وجعله نورا بين عينيه في الاخرة يقوده إلى الجنة، يا معلى من أذاع حديثنا وأمرنا ولم يكتمها أذله الله به في الدنيا، ونزع النور من بين عينيه في الآخرة، وجعله ظلمة تقوده إلى النار، يا معلى إن التقية دينى ودين آبائى، ولا دين لمن لا تقية له، يا معلى إن الله يحب أن يعبد في السر كما يجب أن يعبد في العلانية، يا معلى إن المذيع لامرنا كالجاحد به (4) 287 – عنه عن ابن الديلمى، عن داود الرقي ومفضل وفضيل قال: كنا جماعة


1 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب تضاعف الحسنات “، (ص 179، س 29). 2 – ج 15، الجزء الثالث، ” باب الرياء “، (ص 103، س 29). 3 و 4 – ج 1، ” باب النهى عن كتمان العلم والخيانة وجواز الكتمان عن غير أهله ” (ص 88، س 10 و 11).

[ 256 ]

عند أبي عبد الله (ع) في منزله يحدثنا في أشياء فلما انصرفنا وقف على باب منزله قبل أن يدخل ثم أقبل علينا فقال: رحمكم الله لا تذيعوا أمرنا ولا تحدثوا به إلا أهله، فان المذيع علينا سرنا أشد علينا مؤنة من عدونا، انصرفوا رحمكم الله ولا تذيعوا سرنا. (1) 288 – عنه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان، عمن أخبره، عن أبي – عبد الله (ع) قال ما الناطق عنا بما يكره أشد علينا مؤنة من المذيع (2). 289 – عنه، عن محمد بن سنان، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (ع) قال: من أذاع علينا شيئا من أمرنا فهو كمن قتلنا عمدا ولم يقتلنا خطاء (3). 290 – عنه، عن عثمان، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله ” ويقتلون الانبياء بغير حق ” فقال: أما والله ما قتلوهم بالسيف ولكن أذاعوا سرهم وأفشوا عليهم فقتلوا (4). 291 – عنه، عن ابن سنان، عن إسحاق بن عمار قال: تلا أبو عبد الله (ع) هذه الاية ” ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبين بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون “. فقال: والله ما ضربوهم بأيديهم ولا قتلوهم بأسيافهم ولكن سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فأخذوا عليها فقتلوا فصار ذلك قتلا واعتداء ومعصية (5). 292 – عنه، عن ابن فضال عن يونس بن يعقوب، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (ع) قال: ما قتلنا من أذاع حديثنا خطاء ولكن قتلنا قتل عمد (6). 293 – عنه، عن عثمان بن عيسى، عن محمد بن عجلان قال: قال أبو عبد الله (ع) إن الله عير قوما بالاذاعة، فقال: ” وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به ” فاياكم والاذاعة (7). 294 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي عن حسين بن أبي العلاء، عن حبيب بن بشير قال: قال لي أبو عبد الله (ع): سمعت أبي يقول:


2 و 3 و 4 و 7 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب التقية والمداراة ” (ص 200، س 10 و 11 و 13). 1 و 5 و 6 – ج 1، ” باب النهى عن كتمان العلم والخيانة ” (ص 88، س 17 و 19 و 21).

[ 257 ]

لا والله ما على الارض شئ أحب إلي من التقية، يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب من لم يكن له تقية وضعه الله، يا حبيب إنما الناس هم في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا (1). 295 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن يونس بن عمار، عن سليمان بن خالد قال: قال لي أبو عبد الله (ع): يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله (2) 296 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله: ” أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ” قال: بما صبروا على التقية ” ويدرؤن بالحسنة السيئة ” قال: ” الحسنة ” التقية، والاذاعة ” السيئة ” (3). 297 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عمن أخبره، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله: ” ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ” قال: ” الحسنة ” التقية، ” والسيئة ” الاذاعة، وقوله: ” ادفع بالتي هي أحسن السيئة ” قال: ” التي هي أحسن ” التقية، ” فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم ” (4). 298 – عنه، عن أبيه، عن علي بن حديد، عن منصور بن يونس، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله: ” ولا تبذر تبذيرا ” قال: لا تبذروا ولاية علي (ع) (5). 299 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: لا خير فيمن لا تقية له، ولا إيمان لمن لا تقية له (6). 300 – عنه، عن عدة من أصحابنا، النهديان وغيرهما، عن عباس بن عامر القصبي، عن جابر المكفوف، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (ع) قال: اتقوا الله على دينكم، واحجبوا بالتقية فانه لا ايمان لمن لا تقية له، إنما أنتم في الناس كالنحل في الطير لو أن الطير تعلم ما في جوف النحل ما بقي فيها شئ إلا أكلته، ولو أن الناس


1 و 2 و 3 – ج 15 كتاب العشرة، ” باب التقية والمداراة ” (ص 225، س 18 و 14 و 15). 4 و 6 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب التقية والمداراة “، (ص 225، س 17 و 15). 5 – ج 7، ” باب نفى الغلو في النبي صلى الله عليه وآله والائمة (ع) “، (ص 249، س 16) قائلا بعده: ” بيان – يحتمل أن يكون كناية عن ترك الغلو والاسراف في القول فيه (ع) وأن يكون أمرا بالتقية والافشاء عند المخالفين، والاول أظهر. “

[ 258 ]

علموا ما في أجوافكم أنكم تحبوننا أهل البيت لاكلوكم بألسنتهم ولنحلوكم في السر والعلانية، رحم الله عبدا منكم كان على ولاتينا (1). 301 – عنه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن محمد بن مروان قال: قال أبو عبد الله (ع): إن أبي كان يقول: ما من شئ أقر لعين أبيك من التقية. وزاد فيه الحسن بن محبوب، عن جميل أيضا قال: ” التقية جنة المؤمن ” (2). 302 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن عبد الله بن حبيب، عن أبي الحسن (ع) في قول الله: ” إن أكرمكم عند الله أتقاكم ” قال: أشدكم تقية (3). 303 – عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (ع): التقية من دين الله، قلت: من دين الله؟ – قال: إى والله من دين الله، وقد قال يوسف: ” أيتها العير إنكم لسارقون “. والله ما كانوا سرقوا، ولقد قال إبراهيم: ” إني سقيم “. والله ما كان سقيما (4). 304 – عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن أبان، عن ضريس، عن عبد الواحد بن المختار، عن أبي جعفر (ع) قال: لو أن على ألسنتكم أوكية لحدث كل امرء بما له (5). 305 – عنه، عن أبيه، عن بكر بن محمد الازدي، عن أبي بصير قال: قلت لابي – عبد الله (ع): ما لنا من يخبرنا بما يكون كما كان علي (ع) يخبر أصحابه؟ – فقال: بلى والله، ولكن هات حديثا واحدا حدثتكه فكتمته، فقال أبو بصير: فوالله ما وجدت حديثا واحدا كتمته (6). 306 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حسين بن مختار، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن حديث كثير فقال: هل كتمت علي شيئا قط؟ – فبقيت أتذكر، فلما رأى ما بي قال: أما ما حدثت به أصحابك فلا بأس، إنما الاذاعة أن تحدث به غير أصحابك (7).


1 و 2 و 3 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب التقية والمداراة “، (ص 225، س 21 و 24 و 20). 4 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب التقية والمداراة “، (ص 228، س 3). 5 و 6 و 7 – ج 1، ” باب النهي عن كتمان العلم “، (ص 88، س 22 و 23 و 25).

[ 259 ]

307 – عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن ابن مسكان، عن معمر بن يحيى بن سالم، عن أبي جعفر (ع) قال: التقية في كل ضرورة. والنضر، عن يحيى الحلبي، عن معمر مثله. وابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة نحوه (1). 308 – عنه، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن محمد بن مسلم وإسماعيل الجعفي وعدة قالوا: سمعنا أبا جعفر (ع) يقول: التقية في كل شئ، وكل شئ اضطر إليه ابن آدم فقد أحله الله له (2). 309 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام وعن أبي عمر العجمي قال: قال أبو عبد الله (ع): يابا عمر تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شئ إلا في شرب النبيذ والمسح على الخفين (3). 310 – عنه، عن أبيه ومحمد بن عيسى اليقطيني، عن صفوان بن يحيى، عن شعيب الحداد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (ع) قال: إنما جعلت التقية ليحقن بها الدماء، فإذا بلغ الدم فلا تقية (4). 311 – عنه، عن علي بن فضال، عن ابن بكير، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (ع) قال: كلما تقارب هذا الامر كان أشد للتقية (5). 32 – باب الاغضاء والمداراة 312 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن ثابت مولى آل جرير قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: كظم الغيظ عن العدو في دولاتهم تقية حزم لمن أخذ بها وتحرز من التعرض للبلاء في الدنيا (6). 313 – عنه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان قال قال لي أبو عبد الله (ع): إني لاحسبك إذا شتم علي بين يديك لو تستطيع أن تأكل أنف شاتمه لفعلت، فقلت: إي والله جعلت فداك، إني لهكذا وأهل بيتى، فقال لي: فلا تفعل، فوالله


1 و 2 و 3 و 4 و 5 و 6 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب التقية والمداراة “، (ص 225، س 25 و 27 و 28 و 29 و 30 و 31).

[ 260 ]

لربما سمعت من يشتم عليا وما بينى وبينه إلا أسطوانة فأستتر بها، فإذا فرغت من صلوتى فأمر به فأسلم عليه وأصافحه (1). 314 – عنه، عن أبيه، عن فضالة، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي قال: قال علقمة أخى لابي جعفر (ع): إن أبا بكر قال: يقاتل الناس في علي، فقال لي أبو جعفر (ع): إني أراك لو سمعت إنسانا يشتم عليا فاستطعت أن تقطع أنفه فعلت، قلت: نعم، قال: فلا تفعل، ثم قال: إني لاسمع الرجل يسب عليا وأستتر منه بالسارية، فإذا فرغ أتيته فصافحته (2). 33 – باب النية 315 – عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نية المرء خير من عمله، ونية الفاجر شر من عمله، وكل عامل يعمل بنيته (3). 316 – عنه، عن محمد بن الحسن بن شمون البصري، عن عبد الله بن عمرو بن الاشعث، عن عبد الرحمن بن حماد الانصاري، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: قال لي أبو – جعفر (ع): يا جابر يكتب للمؤمن في سقمه من العمل الصالح ما كان يكتب في صحته، ويكتب للكافر في سقمه من العمل السئ ما كان يكتب في صحته (قال:) ثم قال: يا جابر ما أشد هذا من حديث!؟ (4) 317 – عنه، عن جعفر بن محمد الاشعث، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام) قال: صلى النبي صلى الله عليه وآله صلوة وجهر فيها بالقراءة، فلما انصرف قال لاصحابه: هل أسقطت شيئا في القراءة؟ – (قال:) فسكت القوم، فقال النبي صلى الله عليه وآله: أفيكم أبي بن كعب؟ – فقالوا: نعم، فقال: هل أسقطت فيها بشئ؟ – قال: نعم يا رسول الله. إنه كان كذا وكذا، فغضب صلى الله عليه وآله ثم قال: ما بال أقوام يتلى عليهم كتاب الله فلا يدرون ما يتلى عليهم منه ولا ما يترك! هكذا هلكت بنو إسرائيل، حضرت أبدانهم وغابت قلوبهم،


1 و 2 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب التقية والمداراة “، (ص 225: س 32 و 35). 3 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب النية وشرائطها “، (ص 76، س 27). 4 – لم أجده في مظانه من البحار فان وجدته أشر إلى موضعه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.

[ 261 ]

ولا يقبل الله صلوة عبد لا يحضر قلبه مع بدنه (1) 318 – عنه، عن الوشاء، عن الحسن بن علي بن فضال، عن المثنى الحناط، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من حسنت نيته زاد الله في رزقه (2). 319 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن إسحاق بن عمار ويونس قالا: سالنا أبا عبد الله (ع) عن قول الله تعالى: خذوا ما آتينا كم بقوة ” أقوة في الابدان أو قوة في القلب؟ – قال: فيهما جميعا (3). 320 – عنه، عن ابن محبوب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن العبد المؤمن الفقير ليقول: يا رب ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه الخير، فإذا علم الله ذلك منه بصدق نيته كتب الله له من الاجر مثل ما يكتب له لو عمله إن الله واسع كريم (4). 321 – عنه، عن بعض أصحابنا، بلغ بن خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي قال: سأل عيسى بن عبد الله القمى أبا عبد الله (ع) وأنا حاضر فقال: ما العبادة؟ – فقال: حسن النية بالطاعة من الوجه الذي يطاع الله منه. وفي حديث آخر قال: حسن النية بالطاعة من الوجه الذي أمر به (5). 322 – عنه، عن محمد بن الحسن بن شمون البصري، عن عبد الله بن عمرو بن


1 – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب آداب الصلوة “، (ص 196، س 14) قائلا بعده: ” بيان – هذه الرواية مخالفة للمشهور بين الامامية من عدم جواز السهو على النبي صلى الله عليه وآله وموافقة لمذهب الصدوق وشيخه، ويمكن حملها على التقية بقرينة كون الراوى زيديا وأكثر أخباره موافقة لرواية المخالفين كما لا يخفى على المتتبع ” وأيضا قال بعد نقله في المجلد السادس، في باب سهوه ونومه صلى الله عليه وآله عن الصلوة “: ” بيان – أقول في هذا الحديث مع ضعف سنده إشكال من حيث اشتماله على التعيير بأمر مشترك إلا أن يقال: إنه صلى الله عليه وآله إنما فعل ذلك عمدا لينبههم على غفلتهم وكأن ذلك لجواز الاكتفاء ببعض السورة كما ذهب إليه كثير من أصحابنا، أو لان الله تعالى أمره بذلك في خصوص تلك الصلوة لتلك المصلحة، والقرينة عليه ابتداؤه صلى الله عليه وآله بالسؤال، أو يقال: إنما كان الاعتراض على اتفاقهم على الغفلة واستمرارهم عليها “. 2 – ج 15 الجزء الثاني، ” باب النية وشرائطها ومراتبها ” (ص 76، س 25) 3 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب اليقين والصبر على الشدائد في الدين “، (ص 68، س 21). 4 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب ثواب تمنى الخيرات “، (ص 181، س 31). 5 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب النية وشرائطها “، (ص 76، س 26).

[ 262 ]

الاشعث، عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن الصباح بن يحيى المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الحكم بن عيينة قال: لما قتل أمير المؤمنين (ع) الخوارج يوم النهروان قام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين طوبى لنا إذ شهدنا معك هذا الموقف وقتلنا معك هؤلاء الخوارج، فقال أمير المؤمنين (ع): والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد شهدنا في هذا الموقف أناس لم يخلق الله آبائهم ولا أجدادهم بعد، فقال الرجل: وكيف شهدنا قوم لم يخلقوا؟ – قال: بلى، قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه وهم يسلمون لنا، فأولئك شركأونا فيما كنا فيه حقا حقا (1). 323 – عنه، عن محمد بن سلمة رفعه قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه. إنما يجمع الناس الرضا والسخط، فمن رضى أمرا فقد دخل فيه، ومن سخطه فقد خرج منه (2). 324 – عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن جعفر بن بشير، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (ع) قال: لو أن أهل السماوات والارض لم يحبوا أن يكونوا شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله لكانوا من أهل النار (3). 325 – عنه، عن علي بن الحكم، عن أبي عروة السلمي، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة (4). 34 – باب الحب والبغض في الله 326 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله السجستاني، عن فضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن الحب والبغض، أمن الايمان هو؟ – قال: وهل الايمان إلا الحب والبغض؟ ثم تلا هذه الاية ” وحبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم، وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ” (5). 327 – عنه، عن أحمد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال، عن أبي عبيدة زياد


1 و 2 و 3 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب ثواب تمنى الخيرات ” (ص 181، س 32 و 36 و 37) وأيضا ج 13، ” باب فضل انتظار الفرج “، (138، س 14) لكن الحديث الثاني فقط. 4 – ج 15 ب، الجزء الثاني، ” باب النية وشرائطها ” (ص 76، س 28). 5 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الحب في الله والبغض في الله “، (ص 282، س 1) مع ايراد بيان له.

[ 263 ]

الحذا، عن أبي جعفر (ع) في حديث له قال: يا زياد ويحك وهل الدين إلا الحب، ألا ترى إلى قول الله: ” إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم “. أو لا ترى قول الله لمحمد صلى الله عليه وآله: ” حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم “. وقال: ” يحبون من هاجر إليهم “. فقال: الدين هو الحب، والحب هو الدين (1). 328 – عنه، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن سعيد الاعرج، عن أبي – عبد الله (ع) قال: من أوثق عرى الايمان أن تحب في الله، وتبغض في الله، وتعطى في الله، وتمنع في الله (2). 329 – عنه، عن الحسن محبوب، عن أبي جعفر الاحول صاحب الطاق، عن سلام بن مستنير، عن أبي جعفر (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ود المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شب الايمان، ومن أحب في الله، وأبغض في الله، وأعطى في الله، ومنع في الله فهو من صفياء الله (3). 330 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (ع) قال: من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله فهو ممن كمل إيمانه (4) 331 – عنه، عن العرزمي، عن أبيه، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (ع) قال: إذا أردت أن تعلم أن فيك خيرا فانظر إلى قلبك فان كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصية الله، ففيك خير والله يحبك، وإن كان يبغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصية الله، ففيك شر والله يبغضك، والمرء مع من أحب (5). 332 – عنه، عن علي بن حسان الواسطي، عمن ذكره، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (ع) قال: ثلاث من علامات المؤمن، علمه بالله، ومن يحب ومن يبغض (6). 333 – عنه، عن أحمد بن أبي نصر وابن فضال، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله


1 و 2 و 3 و 4 و 5 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الحب في الله والبغض في الله “، (ص 281، س 11 و 1 و 30 و 14، وص 83، س 23) مع ايراد بيان للحديث الثالث والخامس “. 6 – ج 1، ” باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها “، (ص 65، س 2) وأيضا ج 15، الجزء الاول، ” باب الحب في الله والبغض في الله “، (ص 283، س 9) لكن نقلا عن الكافي قائلا بعده: ” بيان ” – علمه بالله ” أي بذاته وصفاته بقدر وسعه وطاقته، ” ومن يحب ومن يبغض ” أي من يحبه الله من الانبياء والاوصياء عليهم السلام وأتباعهم، ومن يبغضه الله من الكفار وأهل الضلال، أو الضمير في الفعلين راجع إلى المؤمن، أي علمه بمن يجب أن يحبه ويجب أن يبغضه وكأنه أظهر “.

[ 264 ]

(ع) قال: ما التقى المؤمنان قط إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لاخيه. وفي حديث آخر ” أشدهما حبا لصاحبه (1). 334 – عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن المسلمين يلتقيان فأفضلها أشدهما حبا لصاحبه (2). 335 – عنه، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن أبي الحسن علي بن يحيى (فيما أعلم)، عن عمرو بن مدرك الطائي، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لاصحابه: أي عرى الايمان أوثق؟ – فقالوا: الله ورسوله أعلم، وقال بعضهم: ” الصلوة ” وقال بعضهم: ” الزكوة ” وقال بعضهم: ” الصوم ” وقال بعضهم ” الحج والعمرة ” وقال بعضهم ” الجهاد “، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لكل ما قلتم فضل وليس به، ” ولكن أوثق عرى الايمان الحب في الله، والبغض في الله، وتوالى أولياء الله والتبري من أعداء الله عزوجل (3). 336 – عنه، عن أبيه، عن النضر، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: إذا جمع الله الاولين والاخرين قام مناد ينادى بصوت يسمع الناس فيقول: أين المتحابون في الله؟ – (قال:) فيقوم عنق من الناس، فيقال لهم: اذهبوا إلى الجنة بغير حساب، (قال:) فتلقاهم الملائكة، فيقولون: إلى أين؟ – فيقولون: إلى الجنة بغير حساب، (قال:) فيقولون: أي حزب أنتم من الناس؟ – فيقولون: نحن المتحابون في الله، قالوا: وأي شئ كانت أعمالكم؟ – قالوا: كنا نحب في الله ونبغض في الله، قال: فيقولون: نعم أجر العاملين (4). 337 – عنه، عن محمد بن علي، عن محمد بن جبلة الاحمسي، عن أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المتحابون في الله يوم القيامة على أرض زبرجد خضراء في ظل عرشه عن يمينه، وكلتا يديه يمين، وجوههم أشد بياضا من الثلج، وأضوء من الشمس الطالعة، يغبطهم بمنزلتهم كل ملك مقرب، وكل نبي مرسل، يقول الناس: من هؤلاء؟ – فيقال: هؤلاء المتحابون في الله. (5)


1 و 2 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب التراحم والتعاطف ” (ص 113، س 18 و 19). 3 و 4 و 5 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الحب في الله والبغض في الله، (ص 282، س 19، وص 283، س 6، وص 282 س 25، ” مع ايراد بيان لكل منها. وأيضا الحديث الاخير في ج 15 كتاب العشرة، ” باب التراحم والتعاطف “، (ص 113، س 20).

[ 265 ]

338 – عنه، عن أبيه مرسلا، عن أبي جعفر (ع) قال: المتحابون في الله يوم القيامة على منابر من نور، قد أضاء نور وجوههم أجسادهم ونور منابرهم كل شئ حتى يعرفوا بالمتحابين في الله. (1) 339 – عنه، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن المتحابين في الله يوم القيامة على منابر من نور قد أضاء نور أجسادهم ونور منابرهم كل شئ حتى يعرفوا به، فيقال: هؤلاء المتحابون في الله. (2) 340 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن محمد بن عجلان، عن أبي عبد الله (ع) قال: ويل لمن يبدل نعمة الله كفرا، طوبى للمتحابين في الله. (3) 341 – عنه، عن محمد بن خالد الاشعري، عن ابراهيم بن محمد الاشعري، عن حسين بن مصعب قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: من أحب الله وأبغض عدوه لم يبغضه لوتر وتره في الدنيا ثم جاء يوم القيامة بمثل زبد البحر ذنوبا كفرها الله له (4) 342 – عنه، عن أبي علي الواسطي، عن الحسين بن أبان، عمن ذكره، عن أبي – جعفر (ع) قال: لو أن رجلا أحب رجلا لله لاثابه الله على حبه أياه وإن كان المحبوب في علم الله من أهل النار، ولو أن رجلا أبغض رجلا لله لاثابه الله على بغضه إياه ولو كان المبغض في علم الله من أهل الجنة. (5) 343 – عنه، عن بعض أصحابنا، عن صالح بن بشير الدهان قال: قال أبو عبد الله (ع): إن الرجل ليحب ولي الله وما يعلم ما يقول فيدخله الله الجنة، وإن الرجل ليبغض ولي الله وما يعلم ما يقول فيموت فيدخل النار. (6) 344 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بشير الكناسى، عن أبي عبد الله (ع) قال: قد يكون حب في الله ورسوله، وحب في الدنيا، فما كان في الله


1 و 2 و 3 – ج 15 كتاب العشرة، ” باب التراحم والتعاطف والتودد والبر والصلة ” (ص 113، س 7 و 22 و 24) 4 و 5 و 6 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الحب في الله والبغض في الله “، (ص 281، س 15، وص 283، س 29، وص 284، س 11) مع ايراد بيان للحديث الاول والثاني.

[ 266 ]

وفي رسوله فثوابه على الله، وما كان في الدنيا فليس بشئ. (1) 345 – عنه، عن علي بن محمد القاساني، عمن ذكره، عن عبد الله بن القاسم الجعفري قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: حب الابرار للابرار ثواب للابرار، وحب الفجار للابرار فضيلة للابرار، وبغض الفجار للابرار زين للابرار، وبغض الابرار للفجار خزى على الفجار (2) 35 – باب نوادر في الحب والبغض 346 – عنه، عن علي بن محمد القاساني، عمن ذكره، عن عبد الله بن القاسم الجعفري قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: من وضع حبه في غير موضعه فقد تعرض للقطيعة. (3) 347 – عنه، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جده قال: مر رجل في المسجد وأبو جعفر (ع) جالس وأبو عبد الله (ع) فقال له بعض جلسائه: والله إني لاحب هذا الرجل، قال له أبو جعفر: ألا فأعلمه، فانه أبقى للمودة وخير في الالفة. (4) 348 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) قال: إذا أحببت رجلا فأخبره. (5) 349 – عنه، عن علي بن محمد القاساني، عمن ذكره، عن عبد الله بن قاسم الجعفري عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا أحب أحدكم صاحبه أو أخاه فليعلمه. (6) 350 – عنه، عن محمد بن علي، عن الحسين بن علي بن يونس، عن زكريا بن محمد، عن صالح بن الحكم قال: سمعت رجلا يسأل أبا عبد الله (ع) عن الرجل يقول:


1 و 2 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الحب في الله والبغض في الله “، (ص 284، س 2 و ص 281، س 11) مع بيان للاول قائلا بعد نقل الثاني عن تحف العقول ما لفظه: ” سن – عن علي بن محمد القاساني، عمن ذكره، عن عبد الله بن القاسم الجعفري، عن أبي عبد الله مثله، مع تحريف وسقط ” أقول: الامر فيما رأيت من نسخ الممحاسن أيضا كذلك فلذا ذكرت الرواية كما رواه في البحار عن تحف العقول. 3 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب من ينبغى مجالسته ومصاحبته “، (ص 51، س 17). 4 و 5 و 6 – ج 15 كتاب العشرة، ” باب استحباب إخبار الاخ في الله بحبه له “، (ص 50، س 10 و 12).

[ 267 ]

إني أودك فكيف أعلم أنه يودني؟ – قال: امتحن قلبك فان كنت توده فانه يودك: (1) 351 – عنه، عن بعض أصحابنا، عن عبيدالله بن إسحاق المدايني قال: قلت لابي الحسن موسى بن جعفر (ع): إن الرجل من عرض الناس يلقانى فيحلف بالله أنه يحبني أفأحلف بالله أنه لصادق؟ – فقال: امتحن قلبك، فان كنت تحبه فاحلف وإلا فلا. (2) 36 – باب انزال الله في القرآن تبيانا لكل شئ 352 – عنه، عن علي بن حديد، عن مرازم، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله عزوجل أنزل في القرآن تبيانا لكل شئ حتى والله ما ترك شيئا يحتاج إليه العبد، حتى والله ما يستطيع عبد أن يقول: ” لو كان في القرآن هذا ” إلا وقد أنزله الله فيه. (3) 353 – عنه عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن الله أنزل عليكم كتابه الصادق النازل، فيه خبركم، وخبر ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وخبر السماء، وخبر الارض، فلو أتاكم من يخبركم عن ذلك لعجبتم. (4) 354 – عنه، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن محمد بن حمران، عن أبي – عبد الله (ع) قال: أتاني الفضل بن عبد الملك النوفلي ومعه مولى له يقال له: شبيب معتزلي المذهب ونحن بمنى فخرجت إلى باب الفسطاط في ليلة مقمرة فأنشأ المعتزلي يتكلم، فقلت ما أدرى ما كلامك هذا الموصل الذي قد وصلته، إن الله خلق الخلق فرقتين، فجعل خيرته في إحدى الفرقتين ثم جعلهم أثلاثا فجعل خيرته في إحدى الا ثلاث، ثم لم يزل يختار حتى اختار عبدمناف، ثم اختار من عبدمناف هاشما، ثم اختار من هاشم عبد المطلب، ثم اختار من عبد المطلب عبد الله، ثم اختار من عبد الله محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله فكان أطيب الناس ولادة، فبعثه الله بالحق وأنزل عليه الكتاب، فليس من شئ إلا وفي كتاب الله تبيانه (5) 355 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عمن حدثه،


1 و 2 – ج 15، كتاب العشرة، ” باب استحباب إخبار الاخ في الله بحبه له “، (ص 50، س 13 و 14). وفيه مكان ” يونس ” ” يوسف “. 3 و 4 و 5 ج 19، كتاب القرآن، ” باب أن للقرآن ظهرا وبطنا “، (ص 22، س 10، وص 24، س 22 و 11) إلا أنه بدل النساخ رمز المحاسن عند نقل الحديث الثالث برمز البصائر.

[ 268 ]

عن معلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله (ع): ما من أمر يختلف فيه إثنان إلا وله أصل في كتاب الله ولكن لا تبلغه عقول الرجال. (1) 356 – عنه، عن أبيه، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (ع) في رسالة ” وأما ما سألت من القرآن فذلك أيضا من خطراتك المتفاوتة المختلفة، لان القرآن ليس على ما ذكرت، وكل ما سمعت فمعناه غير ما ذهبت إليه، وإنما القرآن أمثال لقوم يعلمون دون غيرهم، ولقوم يتلونه حق تلاوته، وهم الذين يؤمنون به ويعرفونه، فأما غيرهم فما أشد إشكاله عليهم وأبعده من مذاهب قلوبهم، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليس شئ بأبعد من قلوب الرجال من تفسير القرآن، وفي ذلك تحير الخلائق أجمعون إلا من شاء الله، وإنما أراد الله بتعميته في ذلك أن ينتهوا إلى بابه وصراطه وأن يعبدوه وينتهوا في قوله إلى طاعة القوام بكتابه والناطقين عن أمره وأن يستنطقوا ما احتاجوا إليه من ذلك عنهم لا عن أنفسهم ثم قال: ” ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ” فأما غيرهم فليس يعلم ذلك أبدا ولا يوجد، وقد علمت أنه لا يستقيم أن يكون الخلق كلهم ولاة الامر إذ لا يجدون من يأتمرون عليه، ولا من يبلغونه أمر الله ونهيه، فجعل الله الولاة خواص ليقتدى بهم من لم يخصصهم بذلك فافهم ذلك إن شاء الله، وإياك وإياك وتلاوة القرآن برأيك، فان الناس غير مشتركين في علمه كاشتراكهم فيما سواه من الامور، ولا قادرين عليه ولا على تأويله إلا من حده وبابه الذي جعله الله له فافهم إن شاء الله واطلب الامر من مكانه تجده إن شاء الله (2). 357 – عنه، قال: حدثنى مرسلا قال: قال أبو جعفر (ع): إن القرآن شاهد الحق، ومحمد صلى الله عليه وآله لذلك مستقر، فمن اتخذ سببا إلى سبب الله لم يقطع به الاسباب، ومن اتخذ غير ذلك سببا مع كل كذاب فاتقوا الله، فان الله قد أوضح لكم أعلام دينكم ومنار هداكم، فلا تأخذوا أمركم بالوهن ولا أديانكم هزؤا، فتدحض أعمالكم وتخبطوا سبيلكم ولا تكونوا أطعتم الله ربكم، اثبتوا على القرآن الثابت، وكونوا في حزب الله تهتدوا، ولا تكونوا في حزب الشيطان فتضلوا، يهلك من هلك ويحيى من حي، وعلى الله


1 و 2 – ج 19، كتاب القرآن، ” باب أن للقرآن ظهرا وبطنا “، (ص 26، س 36 و 37) مع اختلاف يسير في بعض الالفاظ.

[ 269 ]

البيان، بين لكم فاهتدوا، وبقول العلماء فانتفعوا، والسبيل في ذلك إلى الله، فمن يهده الله فهو المهتدى، ومن يضلل الله فلن تجد له وليا مرشدا. (1) 358 – عنه، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، عن أبي الجارود، قال: قال أبو جعفر (ع): إذا حدثتكم بشئ فسئلوني عنه من كتاب الله ثم قال في بعض حديثه: إن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى عن القيل والقال و فساد المال وفساد الارض وكثرة السؤال، قالوا: يابن رسول الله صلى الله عليه وآله وأين هذا من كتاب الله؟ – قال: إن الله يقول في كتابه: ” لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة، أو معروف، أو إصلاح بين الناس. ” وقال: ” ولا تؤتوا السفهآء أموالكم التي جعل الله لكم قياما، ولا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم “. (2) 358 – عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، قال: قلت لابي عبد الله (ع) قول الله: ” فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل. ” فقال: نوح، وابراهيم، وموسى، و عيسى، ومحمد، (صلى الله عليه وآله وعلى جميع أنبياءه ورسله) قلت: كيف صاروا أولى العزم؟ – قال: لان نوحا بعث بكتاب وشريعة، فكل من جاء بعد نوح (ع) أخذ بكتابه وشريعته ومنهاجه، حتى جاء إبراهيم (ع) بالصحف، وبعزيمة ترك كتاب نوح لا كفرا به، وكل نبي جاء بعد ابراهيم جاء بشريعة إبراهيم، ومنهاجه، و بالصحف، حتى جاء موسى (ع) بالتوراة وشريعته، ومنهاجه، وبعزيمة ترك الصحف، فكل نبي جاء بعد موسى، أخذ بالتوراة وشريعته، ومنهاجه، حتى جاء المسيح (ع) بالانجيل، وبعزيمة ترك شريعة موسى، ومنهاجه، حتى جاء محمد صلى الله عليه وآله


1 – ج 1، ” باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز “، (ص 95، س 14) قائلا بعده: ” بيان – قوله (ع): ” ومحمد صلى الله عليه وآله لذلك مستقر ” أي محل استقرار القرآن وفيه ثبت علمه. قوله (ع) ” إلى سبب الله ” السبب الاول الحجة والسبب الثاني القرآن أو النبي صلى الله عليه وآله. قوله (ع) ” لم يقطع به الاسباب ” أي لم ينقطع أسبابه عما يريد الوصول إليه من الحق من قولهم ” قطع بزيد ” على المجهول أي عجز عن سفره وحيل بينه وبين ما يؤمله. قوله (ع) ” فاتقوا الله ” هو جزاء الشرط أو خبر الموصول، أي فاتقوا الله واحذروا عن مثل فعاله، ويحتمل أن يكون فيها سقط وكانت العبارة ” كان مع كل كذاب “. قوله (ع) ” فتدحض ” أي تبطل “. 2 – ج 19، كتاب القرآن، ” باب أن للقرآن ظهرا وبطنا “، (ص 24، س 24).

[ 270 ]

فجاء بالقرآن، وشريعته، ومنهاجه، فحلاله حلال إلى يوم القيامة، وحرامه حرام إلى يوم القيامة، فهؤلاء أولوا العزم من الرسل. (1) 360 – عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن خثيمة بن عبد الرحمن الجعفي، قال: حدثنى أبو لبيد البحراني المراء الهجرين قال: جاء رجل إلى أبي جعفر (ع) بمكة، فسأله عن مسائل فأجابه فيها، ثم قال له الرجل،: أنت الذي تزعم أنه ليس شئ من كتاب الله إلا معروف؟ – قال: ليس هكذا قلت: ولكن ليس شئ من كتاب الله، إلا عليه دليل ناطق عن الله في كتابه مما لا يعلمه الناس، قال: فأنت الذي تزعم أنه ليس من كتاب الله إلا والناس يحتاجون إليه؟ – قال: نعم، ولا حرف واحد، فقال له: فما ” المص “؟ – قال أبو لبيد: فأجابه بجواب نسيته، فخرج الرجل فقال لي أبو جعفر (ع): هذا تفسيرها في ظهر القرآن، أفلا أخبرك بتفسيرها في بطن القرآن؟ – قلت: وللقرآن بطن وظهر؟ – فقال: نعم، إن لكتاب الله ظاهرا، وباطنا، ومعاينا، وناسخا ومنسوخا، ومحكما، ومتشابها، وسننا وأمثالا وفصلا ووصلا وأحرفا وتصريفا، فمن زعم أن كتاب الله مبهم فقد هلك وأهلك، ثم قال: امسك: الالف واحد، واللام ثلاثون والميم أربعون، والصاد تسعون، فقلت: فهذه مائة وإحدى وستون، فقال: بالبيد إذا دخلت سنة إحدى وستين ومائة، سلب الله قوما سلطانهم. (2) 361 – عنه، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن محمد بن حكيم، عن أبي الحسن (ع) قال: أتاهم رسول الله صلى الله عليه وآله بما يستغنون به في عهده، وما يكتفون به من بعده، كتاب الله، وسنة نبيه. (3) 37 – باب تصديق رسول الله صلى الله عليه وآله والتسليم له 362 – عنه، عن عباس بن عامر القضباني، عن محمد بن يحبى الخثعمي، عن أبي –


1 – ج 5، ” باب معنى النبوة وعلة بعثة الانبياء “، ص 16، س 1). وأيضا ج 15، الجزء الاول، ” باب الشرايع “، (ص 192، س 16) مع بيان منه (ره) له. 2 – ج 19، كتاب القرآن ” باب أن للقرآن ظهرا وبطنا ” (ص 24، س 16) 3 – ج 1، ” باب أن لكل شئ حدا “، (ص 114، س 22).

[ 271 ]

غيلان، عن أبي إسماعيل الجعفي، قال: قال أبو جعفر (ع): إن الله برأ محمدا صلى الله عليه وآله من ثلاث، أن يتقول على الله، أو ينطق عن هواه، أو يتكلف (1). 363 – عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عزوجل ” إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا عليه وسلموا تسليما ” قال: الصلوة عليه والتسليم له في كل شئ جاء به (2). 364 – عنه، عن عدة من أصحابنا، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي – جعفر (ع) في قول الله: ” فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت، ويسلموا تسليما ” قال: التسليم الرضا والقنوع بقضائه (3). 365 – عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى وأحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن عبد الله الكاهلى، قال: قال أبو عبد الله (ع): لو أن قوما عبدوا الله وحده لا شريك له، وأقاموا الصلوة، وآتوا الزكوة، وحجوا البيت، وصاموا شهر رمضان، ثم قالوا لشئ صنعه الله تعالى أو صنعه النبي صلى الله عليه وآله: ألا صنع خلاف الذي صنع، أو وجدوا ذلك في قلوبهم لكانوا بذلك مشركين، ثم تلا هذه الآية ” فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت، ويسلموا تسليما ” ثم قال أبو عبد الله (ع): وعليكم بالتسليم (4). 366 – عنه، عن محمد بن عبد الحميد الكوفي، عن حماد بن عيسى ومنصور بن


1 – ج 1 ” باب أنهم (ع) عندهم مواد العلم “، (ص 116، س 21) قائلا بعده: ” بيان إشارة إلى قوله تعالى: ” ولو تقول علينا بعض الاقاويل ” وسمى الافتراء تقولا لانه قول متكلف: وإلى قوله تعالى: ” وما ينطق عن الهوى “، وإلى قوله تعالى: ” وما أنا من المتكلفين ” والتكلف التصنع وادعاء ما ليس من أهله “، 2 و 3 و 4 – ج 1، ” باب أن حديثهم (ع) صعب مستصعب “، (ص 133، س 25) و 26 و 28) قائلا بعد الحديث الثالث: ” بيان ” – أي فوربك، و ” لا ” مزيدة لتوكيد القسم. وقوله تعالى: ” شجر بينهم ” أي اختلف بينهم واختلط ومنه الشجر لتداخل أغصانه. قوله تعالى: ” حرجا مما قضيت ” أي ضيقا مما حكمت به أو من حكمك أو شكا من أجله فان الشاك في ضيق من أمره. ” ويسلموا تسليما ” أي ينقادوا لك انقيادا بظاهرهم وباطنهم “.

[ 272 ]

يونس بزرج، عن بشير الدهان، عن كامل التمار، قال: قال أبو جعفر (ع): ” قد أفلح المؤمنون ” أتدرى من هم؟ – قلت: أنت أعلم، قال: قد أفلح المؤمنون المسلمون، إن المسلمين هم – النجباء، والمؤمن غريب والمؤمن غريب، ثم قال: طوبى للغرباء (1). 367 – عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن كامل التمار، قال: قال أبو جعفر (ع): يا كامل، المؤمن غريب، المؤمن غريب، ثم قال أتدرى ما قول الله: ” قد أفلح المؤمنون “؟ – قلت: قد أفلحوا وفازوا ودخلوا الجنة، فقال: قد أفلح المؤمنون المسلمون، إن المسلمين هم النجباء (2). 368 – عنه، عن أبيه، عن القاسم بن محمد بن الجوهري، عن سلمة بن حيان، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (ع)، مثله، إلا أنه قال: يا أبا الصباح، إن المسلمين هم المنتجبون يوم القيامة، هم أصحاب النجائب (3). 369 – عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه، قال: قال أبو عبد الله (ع): كل من تمسك بالعروة الوثقى فهو ناج، قلت: ما هي؟ – قال: التسليم (4). 38 – باب التحديد 370 – عنه، عن بعض أصحابنا، رفعه إلى أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن لكم معالم فاتبعوها، ونهاية فانتهوا إليها (5). 371 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله وربعي بن عبد الله عن فضيل بن يسار، قال: قال أبو عبد الله (ع): إن للدين حدا كحدود بيتي هذا وأومى بيده إلى جدار فيه (6).


1 و 2 و 3 و 4 – ج 1، ” باب أن حديثهم (ع) صعب مستعصب “، (ص 133، س 20 و 21) و 23 و 24) 5 – ج 1، ” باب من يجوز أخذ العلم منه ومن لا يجوز “، (ص 95، س 21) قائلا بعده: ” بيان – ” المعالم ” = ما يعلم به الحق، والمراد به هنا الائمة (ع) والمراد بالنهاية إما حدود الشرع وأحكامه، أو الغايات المقررة للخلق في ترقياتهم بحسب استعداداتهم في مراتب الكمال “. 6 – ج 1، ” باب أن لكل شئ حدا “، (ص 114، س 23)

[ 273 ]

372 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (ع) قال: ما من شئ إلا وله حد كحدود دارى هذه، فما كان في الطريق فهو من الطريق، وما كان في الدار فهو من الدار (1). 373 – عنه، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبان الاحمر، عن سليم بن أبي حسان العجلي، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: ما خلق الله حلالا ولا حراما إلا وله حد كحدود دارى هذه، فما كان في الطريق فهو من الطريق، وما كان في الدار فهو من الدار، حتى أرش الخدش فما سواه، والجلدة ونصف الجلدة (2). 374 – عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن حفص بن قرط، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: كان علي (ع) يعلم الخبر الحلال والحرام ويعلم القرآن ولكل شئ منهما حدا (3). 375 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن عبد الحميد بن عواض الطائي، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: للقرآن حدود كحدود الدار (4). 376 – عنه، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن محمد بن سنان، عن العلاء بن الفضل، عن أبي عبد الله (ع) قال: الرجم حد الله الاكبر، والجلد حد الله الاصغر (5). 377 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن الحلبي، عن أبي – عبد الله (ع) قال: إن في كتاب علي (ع): كان يضرب بالسوط وبنصف السوط وببعضه في الحدود، وكان إذا أتى بغلام أو جارية لم يدركا، كان يأخذ السوط بيده، من وسطه، أو من ثلثه، فيضرب به على قدر أسنانهم، ولا يبطل حدا من حدود الله (6). 378 – عنه، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال في نصف الجلدة وثلث الجلدة: يؤخذ بنصف السوط، وبثلثي السوط، ثم يضرب به (7).


1 و 2 و 3 – ج 1، ” باب أن لكل شئ حدا “، (ص 114، س 24 و 25 و 27) قائلا بعد – الحديث الثالث: ” بيان – في بعض النسخ ” الخير ” بالياء المنقطة بنقطتين أي جميع الخيرات من الحلال والحرام، وفي بعضها بالباء الموحدة أي أخبار الرسول في الحلال والحرام “. 4 – ج 19، كتاب القرآن، ” باب فضل القرآن واعجازه “، (ص 5، س 18). 5 و 6 و 7 – ج 16، (لكن من الاجزاء الساقطة من البحار، المشار إليها في ذيل ص 106)، ” باب حد الزنا وكيفية ثبوته “، (ص 7، س 16) و ” باب حكم الصبي والمجنون “، (ص 14، س 15 و 17).

[ 274 ]

379 – عنه، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (ع) قال: مر أبو الحسن موسى بن جعفر (ع) برجل يحد في الشتاء فقال: سبحان الله! ما ينبغى هذا، ينبغى لمن حد أن يستقبل به في الشتاء النار، وإن كان في الصيف استقبل به برد النهار (1). 380 – عنه، عن بعض أصحابنا، عن علي بن أسباط، رفعه، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن الادب عند الغضب (2) 381 – عنه، عن علي بن محمد القاساني، عمن حدثه، عن عبد الله بن القاسم الجعفري، عن أبي عبد الله، عن أبيه، (عليهما السلام) قال: قال سعد بن عبادة: أرأيت يا رسول الله إن رأيت مع أهلي رجلا أفأقتله؟ – قال: يا سعد فأين الشهود الاربعة!؟ (3) 382 – عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن داود بن فرقد، قال: سمعت أبا – عبد الله (ع) يقول: إن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله قالوا لسعد بن عبادة: يا سعد أرأيت لو وجدت على بطن امرأتك رجلا ما كنت تصنع به؟ – فقال: كنت أضربه بالسيف، قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ماذا يا سعد:؟ – فقال سعد: قالوا لي: لو وجدت على بطن امرأتك رجلا ما كنت تفعل به؟ – فقلت: كنت أضربه بالسيف، فقال يا سعد، فكيف بالشهود الاربعة؟ – فقال: يا رسول الله، بعد رأى عينى وعلم الله انه قد فعل؟ – فقال: نعم، لان الله قد جعل لكل شئ حدا، وجعل على من تعدى الحد حدا (4). 383 – عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن خثيمة بن عبد الرحمن الجعفي، قال: حدثنى أبو الوليد النجراني، عن أبي جعفر (ع) أنه أتاه رجل بمكة فقال له: يا محمد بن علي، أنت الذي تزعم أنه ليس شئ إلا وله حد؟ – فقال أبو جعفر (ع): نعم، أنا أقول: إنه ليس شئ مما خلق الله صغيرا ولا كبيرا إلا وقد جعل الله له حدا، إذا جوز به ذلك الحد فقد تعدى حد الله فيه، قال: فما حد مائدتك


1 و 2 و 3 و 4 – ج 16، ” باب زمان ضرب الحد ومكانه “، (ص 15، س 17) و ” باب التعزير وحده “، (ص 16، س 3) و ” باب حد الزنا وكيفية ثبوته “، (ص 7، س 17 و 18) لكن كل هذه الاحاديث في الاجزاء الساقطة من البحار، المشار إليها في ذيل ص 106 من الكتاب الحاضر.

[ 275 ]

هذه؟ – قال: تذكر اسم الله حين توضع، وتحمد الله حين ترفع، وتقم ما تحتها، قال: فما حد كوزك هذا؟ – قال: لا تشرب من موضع أذنه ولا من موضع كسره فانه مقعد الشيطان، وإذا وضعته على فيك فاذكر اسم الله، وإذا راءفعته عن فيك فاحمد الله وتنفس فيه ثلاثة أنفاس، فان النفس الواحد يكره (1). 384 – عنه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن الحسين بن رباط، عن أبي مخلد، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال قوم من الصحابة لسعد بن عبادة: ما كنت صانعا برجل لو وجدته على بطن امرأتك؟ – قال: كنت والله ضاربا رقبته بالسيف، قال: فخرج النبي صلى الله عليه وآله فقال: من هذا الذي كنت ضاربه بالسيف يا سعد؟ – فأخبر النبي صلى الله عليه وآله بخبرهم وما قال سعد، فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا سعد، فأين الاربعة الشهداء الذين قال الله؟! فقال: يا رسول الله، مع رأى عينى وعلم الله فيه أنه قد فعل؟ – فقال النبي صلى الله عليه وآله: والله يا سعد بعد رأى عينك وعلم الله، إن الله قد جعل لكل شئ حدا، وجعل على من تعدى حدا من حدود الله حدا، وجعل ما دون الاربعة الشهداء مستورا عن المسلمين (2). 385 – عنه، عن النوفلي، عن السكني، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من بلغ حدا في غير حد فهو من المعتدين (3). 386 – عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (ع) قال: يجلد المكاتب إذا زنى قدر ما عتق منه (4). 387 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن حمران بن أعين، عن أبي – جعفر (ع) قال: إن من الحدود ثلث جلد، ومن تعدى ذلك كان عليه حد (5). 39 – باب البيان والتعريف ولزوم الحجة 388 – عنه، عن بعض أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن حكم بن مسكين الثقفي،


1 – ج 1، ” باب أن لكل شئ حدا “، (ص 114، س 29). 2 – ج 16، ” باب حد الزنا وثبوته “، (ص 7، س 22). 3 و 4 و 5 – ج 16، ” باب التعزير وحده “، (ص 16، س 4) و ” باب حد المماليك “، (ص 13، س 28) و ” باب زمان ضرب الحد ومكانه “، (ص 15، س 19) لكن كلها من الاجزاء الساقطة من البحار، المشار إليها في ذيل ص 106.

[ 276 ]

عن النضر بن قرواش، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إنما احتج الله على العباد بما آتاهم وعرفهم (1). 389 – عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب الازدي، عن أبان الاحمر، وحد ثنابه أحمد، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن حمزة بن الطيار، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله: ” وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون “؟ قال: حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه، وقال: ” فألهمها فجورها وتقواها “؟ قال: بين لها ما تأتي وما تترك، وقال: ” إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا “؟ قال: عرفناه فاما آخذ، وإما تارك، وسألته عن قول الله: ” يحول بين المرء وقلبه ” قال: يشتهى سمعه، وبصره، ولسانه، ويده، وقلبه، أما انه هو غشى شيئا مما يشتهى فانه لا يأتيه إلا وقلبه منكر، لا يقبل الذي يأتي، يعرف أن الحق غيره، وعن قوله تعالى: ” فأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى “، قال: نهاهم عن قتلهم، فاستحبوا العمى على الهدى وهم يعرفون (2). 390 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة بن أعين، قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله: ” إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا “؟ قال: علم السبيل، فاما آخذ، فهو شاكر، وإما تارك، فهو كافر (3). 391 – عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن رجل، عن الحكم بن مسكين، عن أيوب بن الحر بياع الهروي، قال: قال لي أبو عبد الله (ع): يا أيوب ما من أحد إلا وقد برز عليه الحق، حتى يصدع، قبله، أم تركه، وذلك أن الله يقول في كتابه: ” بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، ولكم الويل مما تصفون ” (4). 392 – عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن حماد بن عثمان، عن عبد –


1 و 2 و 3 و 4 – ج 3، ” باب من رفع عنه القلم ونفى الحرج في الدين ” (ص 83، س 29 و 31 و 35 و 37) قائلا بعد الحديث الرابع: ” بيان – الصدع = الاظهار والتبيين. وقال البيضاوى في قوله ” فيدمغه ” أي فيمحقه وانما استعار لذلك القذف وهو الرمى البعيد المستلزم لصلابة المرمى والدمغ الذي هو كسر الدماغ بحيث يشق غشاؤه المودى إلى زهوق الروح تصويرا لابطاله و مبالغة فيه، فإذا هو زاهق هالك. والزهوق = ذهاب الروح وذكره لترشيح المجاز “.

[ 277 ]

الاعلى، قال: قلت لابي عبد الله (ع): هل جعل في الناس أداة ينالون بها المعرفة؟ – قال: لا، قلت: فهل كلفوا المعرفة؟ – قال: لا، إن على الله البيان، لا يكلف الله العباد إلا وسعها، ولا يكلف نفسا إلا ما آتاها (1). 393 – عنه، عن عدة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أبي جعفر (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى ليمن على قوم وما فيهم خير، فيحتج عليهم، فيلزمهم الحجة (2). 394 – عنه، عن ابن محبوب، عن سيف بن عميرة وعبد العزيز العبدي وعبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (ع) قال: أبى الله أن يعرف باطلا حقا، أبى الله أن يجعل الحق في قلب المؤمن باطلا لا شك فيه، وأبى الله أن يجعل الباطل في قلب الكافر المخالف حقا لا شك فيه، ولو لم يجعل هذا هكذا ما عرف حق من باطل (3). 395 – عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن رفعه، قال: قال أبو عبد الله (ع): ليس من باطل يقوم بازاء الحق إلا غلب الحق الباطل، وذلك قوله تعالى: ” بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ” (4). 396 – عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع) قال كل قوم يعملون على ريبة من أمرهم، ومشكلة من ورائهم، وزارئ منهم على من سواهم، وقد تبين الحق من ذلك بمقايسة العدل عند ذوى الالباب (5). 397 – عنه، عن بعض أصحابنا، عن أحمد بن أبي نصر، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أبي جعفر (ع) في قول الله تبارك وتعالى: ” وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث ” قال: لم يحكما، إنما كانا يتناظران ففهمناها سليمان (6). 398 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله


1 و 2 و 3 و 4 و 5 – ج 3، ” باب من رفع عنه القلم ونفي الحرج في الدين ” (ص 84، س 4 و 6 و 7 و 31 و 32). 6 – ج 5، ” باب ما أوحى إليه (أي إلى سليمان) (ع) من الحكم “، (ص 364، س 30).

[ 278 ]

(ع) قال: من عرف اختلاف الناس فليس بمستضعف (1). 399 – عنه، عن محمد بن عبد الحميد، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي – جعفر (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في خطبته في حجة الوداع: أيها الناس اتقوا الله، ما من شئ يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد نهيتكم عنه وأمرتكم به (2). 400 – عنه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن صباح الحذاء عن أبي – أسامة قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) فسأله رجل من المغيرية عن شئ من السنن، فقال: ما من شئ يحتاج إليه أحد من ولد آدم إلا وقد جرت فيه من الله ومن رسوله سنة، عرفها من عرفها، وأنكرها من أنكرها، قال الرجل: فما السنة في دخول الخلاء؟ – قال: تذكر الله وتتعوذ من الشيطان، فإذا فرغت قلت: ” الحمد لله على ما أخرج عني من الاذى في يسر منه وعافية “، فقال الرجل: فالانسان يكون علك تلى الحال فلا يصبر حتى ينظر إلى ما خرج منه؟ – فقال: إنه ليس في الارض آدمي إلا ومعه ملكان موكلان به، فإذا كان على تلك الحال ثنيا رقبته ثم قالا: يابن آدم أنظر إلى ما كنت تكدح له والدنيا إلى ما هو صائر (3). 40 – باب الابتلاء والاختبار 401 – عنه، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن أبان الاحمر، عن حمزة بن الطيار، عن أبي عبد الله (ع) قال: إنه ليس شئ فيه قبض أو بسط مما أمر الله به أو نهى عنه إلا وفيه من الله ابتلاء وقضاء (4).


1 – ج 15، الجزء الثالث، ” باب المستضعفين “، (ص 20، س 18) لكن نقلا عن – المعاني وأظن سقوط رمز المحاسن هنا من سهو قلم النساخ فراجع حتى يتبين لك الحال. 2 و 3 – ج 1، ” باب أن لكل شئ حدا ” (ص 114، س 33 و 35) أقول: كأن الحكيم المعروف بناصر خسرو أخذ من أمثال هذا الحديث قوله: ناصر خسرو براهى ميگذشت * مست ولا يعقل نه چون ميخوار گان ديد گورستان ومبرز رو برو * بانگ بر زد گفت كاى نظارگان نعمت دنيا ونعمت خواره بين * اينت نعمت اينت نعمت خوارگان 4 – ج 3، ” باب التمحيص والاستدراج والابتلاء والاختبار “، (ص 60، س 24). إلا أنه نقله عن التوحيد وأظن أن رمز المحاسن سقط هنا من القلم اشتباها وسهوا.

[ 279 ]

402 – عنه، عن ابن فضال، عن عبد الاعلى بن أعين، عن أبي عبد الله (ع) قال: ليس للعبد قبض ولا بسط مما أمر الله به أو نهى عنه إلا ومن الله فيه ابتلاء (1). 403 – عنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن حمزة بن محمد الطيار، عن أبي عبد الله (ع) قال: ما من قبض ولا بسط إلا ولله فيه مشية وفضل وابتلاء (2). 404 – عنه، عن ابن فضال، عن مفضل بن صالح، عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عزوجل: ” وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ” قال: وهم يستطيعون الاخذ لما أمروا به والترك لما نهوا عنه ولذلك ابتلوا، وقال: ليس في العبد قبض ولا بسط مما أمر الله به أو نهى عنه إلا ومن الله فيه ابتلاء وقضاء (3). 41 – باب السعادة والشقاء 405 – عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله خلق السعادة والشقاء قبل أن يخلق خلقه، فمن خلقه الله سعيدا لم يبغضه الله أبدا، وإن عمل شرا أبغض عمله ولم يبغضه، وإن كان شقيا لم يحبه الله أبدا، وإن عمل صالحا أحب الله عمله وأبغضه لما يصيره إليه، فإذا أحب الله شيئا لم يبغضه أبدا، وإذا أبغض الله شيئا لم يحبه أبدا (4). 406 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن منصور بن حازم، قال قلت لابي عبد الله (ع): أيحب الله العبد ثم يبغضه؟ – أو يبغضه ثم يحبه؟ – فقال: ما تزال تأتيني بشئ، فقلت: هذا دينى وبه أخاصم الناس، فان نهيتني عنه تركته، ثم قلت له: هل أبغض الله محمدا صلى الله عليه وآله على حال من الحالات؟ – فقال: لو أبغضه على حال من الحالات لما الطف له حتى أخرجه من حال إلى حال، فجعله نبيا، فقلت: ألم تجبني


1 و 2 – ج 3، ” باب التمحيص والاستدراج والابتلاء والاختبار “، (ص 60، س 25 و 21). 3 – ج 3، ” باب نفى الظلم والجور عنه تعالى “، (ص 12، س 10). 4 – ج 3، ” باب السعادة والشقاوة والخير والشر “، (ص 44، س 28) قائلا بعده ” بيان – قوله (ع): ” خلق السعادة والشقاوة ” أي قدرهما بتقدير التكاليف الموجبة لهما. قوله (ع): ” فمن علمه الله سعيدا ” في الكافي ” فمن خلقه الله ” أي قدره بأن علمه كذلك وأثبت حاله في اللوح، أو خلقه حالكونه عالما بأنه سعيد “.

[ 280 ]

منذ سينن عن الشقاء والسعادة، إنهما كانا من قبل أن يخلق الله الخلق؟ – قال: بلى، وأنا الساعة أقوله، قلت: فأخبرني عن السعيد، هل أبغضه الله على حال من الحالات؟ – فقال: لو أبغضه الله على حال من الحالات لما ألطف له حتى يخرجه من حال إلى حال، فيجعله سعيدا، قلت: فأخبرني عن الشقي، هل أحبه الله على حال من الحالات؟ – فقال: لو أحبه الله في حال من الحالات ما تركه شقيا، ولاستنقذه من الشقاء إلى السعادة، قلت: فهل يبغض الله الله العبد ثم يحبه؟ – أو يحبه ثم يبغضه؟ – فقال: لا (1). 407 – عنه، عن الوشاء، عن مثنى الحناط، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن الله خلق خلقه، فخلق خلقا لحبنا، لو أن أحدا خرج من هذا الرأى لرده الله وإن رغم أنفه، وخلق قوما لبغضنا، فلا يحبوننا أبدا (2). 408 – عنه، عن ابن فضال، عن مثنى، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن – الله خلق قوما لحبنا، وخلق قوما لبغضنا، فلو أن الذين خلقهم لحبنا خرجوا من هذا الامر إلى غيره لاعادهم الله إليه وإن رغمت آنافهم، وخلق الله قوما لبغضنا، فلا يحبوننا أبدا (3). 409 – عنه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن معلى أبي عثمان، عن علي بن حنظلة، عن أبي عبد الله (ع) قال: إختصم رجلان بالمدينة، قدري ورجل من أهل مكة فجعلا أبا عبد الله (ع) بينهما فأتياه فذكرا كلامهما، فقال: إن شئتما أخبرتكما بقول رسول الله صلى الله عليه وآله؟ – فقالا: قد شئنا، فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وآله فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: كتاب كتبه الله بيمينه، وكلتا يديه يمين، فيه أسماء أهل الجنة بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم، مجمل عليهم لا يزيد فيهم رجلا ولا ينقص منهم أحدا أبدا، وكتاب كتبه الله، فيه أسماء أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم، مجمل عليهم لا يزيد فيهمم رجلا ولا ينقص منهم رجلا، وقد يسلك بالسعيد في طريق الاشقياء ثم يقول الناس كأنه منهم ما أشبهه بهم! بل هو منهم، ثم تداركه السعادة، وقد يسلك بالشقي طريق السعداء حتى يقول الناس: ما أشبهه بهم! بل هو منهم، ثم يتداركه الشقاء، من كتبه الله سعيدا ولو لم يبق من الدنيا شئ إلا فواق ناقة ختم الله له بالسعادة (4).


1 و 2 و 3 و 4 – ج 3، ” باب السعادة والشقاوة والخير والشر “، (ص 44، س 37، وص 45، س 14 و 12 و 5)

[ 281 ]

42 – باب التطول من الله على خلقه 410 – عنه، عن أبيه، عن صفوان، قال: قلت لعبد صالح: هل في الناس استطاعة يتعاطون بها المعرفة؟ – قال: لا، إنما هو تطول من الله، قلت: أفلهم على المعرفة ثواب إذا كانوا ليس فيهم ما يتعاطونه بمنزلة الركوع والسجود الذي أمروا به ففعلوه؟ – قال: لا، إنما هو تطول من الله عليهم وتطول بالثواب (1) 43 – باب بدء الخلق 411 – عنه، عن أبيه، عن فضاله بن أيوب، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أبي عبد الله (ع) في قول الله تعالى: ” وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم ” قال: كان ذلك معاينة لله، فأنساهم المعاينة وأثبت الاقرار في صدورهم، ولو لا ذلك ما عرف أحد خالقه ولا رازقه، وهو قول الله: ” ولئن سئلتهم من خلقهم ليقولن الله ” (2).


1 و 2 – ج 3، ” باب أن المعرفة لله تعالى “، (ص 62، س 6 و 8) قائلا بعد الحديث الثاني: ” بيان – المعاينة مجاز عن المواجهة بالخطاب أي خلق الكلام قبالة وجههم فنسوا تلك الحالة وثبتت المعرفة في قلوبهم، ثم اعلم أن أخبار هذا الباب وكثيرا من أخبار الابواب السابقة تدل على أن معرفة الله تعالى بل معرفة الرسول والائمة صلوات الله عليهم وسائر العقائد الدينية موهبية وليست بكسبية ويمكن حملها عى كمال المعرفة، أو المراد أنه تعالى احتج عليهم بما أعطاهم من العقول، ولا يقدر أحد من الخلق حتى الرسل على هداية أحد وتعريفه، أو المراد أن المفيض للمعارف هو الرب تعالى وإنما أمر العباد بالسعي في أن يستعدوا لذلك بالفكر والنظر كما يشير إليه خبر عبد الرحيم (المنقول قبيل ذلك عن التوحيد في ص 61، س 29)، أو يقال: هي مختصة بمعرفة غير ما يتوقف عليه العلم بصدق الرسل فان ما سوى ذلك إنما نعرفه بما عرفنا الله على لسان أنبيائه وحججه صلوات الله عليهم، أو يقال: المراد بها معرفة الاحكام الفرعية لعدم استقلال العقل فيها، أو المعنى أنها إنما يحصل بتوفيقه تعالى للاكتساب، هذا ما يمكن أن يقال في تأويلها مع بعد أكثرها، والظاهر منها أن العباد إنما يكلفون بالانقياد للحق وترك الاستكبار عن قبوله، فاما المعارف فانها بأسرها مما يلقيه الله تعالى في قلوب عباده بعد اختيارهم للحق ثم يكمل ذلك يوما فيوما بقدر أعمالهم وطاعاتهم حتى يوصلهم إلى درجة اليقين، وحسبك في ذلك ما وصل اليك من سيرة النبيين وأئمة الدين في تكميل أممهم وأصحابهم فانهم لم يحيلوهم على الاكتساب والنظر وتتبع كتب الفلاسفة والاقتباس من علوم الزنادقة بل إنما دعوهم أولا إلى الاذعان بالتوحيد وسائر العقائد ثم دعوهم إلى تكميل النفس والرياضات حتى فازوا بأعلى درجات السعادات “.

[ 282 ]

412 – عنه، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن زرارة، عن أبي جعفر (ع) قال: لو علم الناس كيف كان ابتداء الخلق لما اختلف اثنان، فقال: إن الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق الخلق قال: كن ماء عذبا أخلق منك جنتي وأهل طاعتي، وقال: كن ماء ملحا أجاجا أخلق منك نارى وأهل معصيتى، ثم أمرهما فامتزجا، فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر، ويلد الكافر مومنا، ثم أخذ طين آدم من أديم الارض، فعركه عركا شديدا، فإذا هم كالذر يدبون، فقال لاصحاب اليمين: إلى الجنة بسلام، وقال لاصحاب النار: إلى النار ولا أبالى، ثم أمر نارا فاستعرت، فقال لاصحاب الشمال: ” ادخلوها “، فهابوها، وقال لاصحاب اليمين، ” ادخلوها “، فدخلوها، فقال: كونى بردا وسلاما، فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا، فقال: قد أقلتكم فادخلوها، فذهبوا، فهابوها، فثم ثبتت الطاعة والمعصية، فلا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء، ولا هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء (1). 413 – عنه، عن عبد الله بن محمد النهيكى، عن حسان، عن أبيه، عن أبي اسحاق السبيعي، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: كان في بدء خلق الله أن خلق أرضا وطينة، وفجر منها ماءها، وأجرى ذلك الماء على الارض سبعة أيام ولياليها، ثم نضب الماء عنها، ثم أخذ من صفوة تلك الطينة طينة الائمة، ثم أخذ قبضة أخرى من أسفل تلك الطينة، وهي طينة ذرية الائمة وشيعتهم، فلو تركت طينتكم كما تركت طينتنا، لكنتم أنتم ونحن شيئا واحدا، قلت: فما صنع بطينتنا؟ – قال: إن الله عزوجل خلق أرضا سبخة، ثم أجرى عليها ماء أجاجا، وأجراه سبعة أيام ولياليها، ثم نضب عنها الماء، ثم أخذ من صفوة تلك الطينة طينة أئمة الكفر، فلو تركت طينة عدونا كما أخذها، لم يشهدوا الشهادتين، أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ولم يكونوا يحجون البيت، ولا يعتمرون، ولا يؤتون الزكوة، ولا يصدقون، ولا يعملون شيئا من أعمال البر، ثم قال: أخذ الله طينة شيعتنا وطينة عدونا، وخلطهما وعركهما عرك الاديم، ثم مزجهما


1 – ج 3، ” باب الطينة والميثاق “، (ص 70، س 12). قائلا بعده: ” بيان – قوله (ع): ” لما اختلف اثنان ” أي في مسألة القضاء والقدر، أو لما تنازع اثنان في أمر الدين “.

[ 283 ]

بالماء، ثم جذب هذه من هذه، وقال: هذه في الجنة، ولا أبالى، وهذه في النار، ولا أبالى، فما رأيت في المؤمن من زعارة وسوء الخلق واكتساب سيئات فمن تلك السبخة التي مازجته من الناصب، وما رأيت من حسن خلق الناصب وطلاقة وجهه وحسن بشره وصومه وصلاته، فمن تلك السبخة التي أصابته من المؤمن (1). 44 – باب خلق الخير والشر 414 – عنه، عن أبن محبوب وعلي بن الحكم، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن مما أوحى الله إلى موسى وأنزل في التوراة انى أنا الله، لا إله إلا أنا، خلقت الخلق وخلقت الخير، وأجريته على يدى من أحب، فطوبى لمن أجريته على يديه، وأنا الله لا إله إلا أنا، خلقت الخلق وخلقت الشر، وأجريته على يدى من أريد، فويل لمن أجريته على يديه (2). 415 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حكيم، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: إن في بعض ما أنزل الله في كتبه، أنى أنا الله لا إله إلا أنا، خلقت الخير، وخلقت الشر، فطوبى لمن أجريت على يديه الخير، وويل لمن أجريت على يديه الشر، وويل لمن قال، كيف ذا؟ وكيف ذا؟ (3). 416 – عنه، عن محمد بن سنان، عن حسين بن أبي عبيد وعمروا لا فرق الخياط و عبد الله بن مسكان كلهم، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (ع) قال: إن الله يقول: أنا الله لا إله إلا أنا، خالق الخير والشر، وهما خلقان من خلقي، فطوبى لمن قدرت له الخير، وويل لمن قدرت له الشر، وويل لمن قال: كيف ذا؟ (4) 417 – عنه، عن الحسين بن علي، عن داود بن سليمان الجمال، قال: سمعت أبا – عبد الله (ع) وذكر عنده القدر وكلام الاستطاعة، فقال: هذا كلام خبيث، أنا على دين آبائى، لا أرجع عنه، القدر حلوه ومره من الله، والخير والشر كله من الله (5).


1 – ج 3، ” باب الطينة والميثاق “، (ص 70، س 17). 2 و 3 و 4 و 5 – ج 3، ” باب السعادة والشقاوة والخير والشر “، (ص 45، س 15 و 17 و 19 و 21).

[ 284 ]

418 – عنه، عن أبي شعيب المحاملي، عن أبي سليمان الجمال، قال: عن أبي بصير سالت أبا عبد الله (ع) عن شئ من الاستطاعة، فقال: يابا محمد، الخير والشر حلوه ومره وصغيره وكبيره من الله (1). 419 – عنه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: من زعم أن الله يأمر بالفحشاء فقد كذب على الله، ومن زعم أن الخير والشر إليه فقد كذب على الله (2). 420 – عنه، عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسكان وإسحاق بن عمار جميعا، عن عبد الله بن الوليد الوصافي، عن أبي جعفر (ع) قال: إن فيما ناجى الله به موسى (ع) أن قال: يا رب هذا السامري صنع العجل الخوار من صنعه؟ – فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: أن تلك من فتنتى، فلا تفصحن عنها (3). 45 – باب الاسلام والايمان 421 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيها الناس إني أمرت أن أقاتلكم حتى تشهدوا أن لا أله إلا الله، وأني محمد رسول الله، فإذا فعلتم ذلك حقنتم بها أموالكم و دماءكم إلا بحقها، وكان حسابكم على الله (4). 422 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن


1 و 2 – ج 3، ” باب السعادة والشقاوة والخير والشر “، (ص 45، س 22 و 26) قائلا بعد الحديث الخامس: ” بيان – المراد بخلق الخير والشر إما تقديرهما كما مر، أو المراد خلق الآلات والاسباب التي بها يتيسر فعل الخير وفعل الشر كما أنه تعالى خلق الخمر وخلق في الناس القدرة على شربها، أو كناية عن أنهما إنما يحصلان بتوفيقه وخذلانه فكأنه خلقهما، أو المراد بالخير والشر النعم والبلايا، أو المراد بخلقهما خلق من يعلم أنه يكون باختياره مختارا للخير و مختارا للشر والله يعلم ” أقول: البيان ناظر إلى الحديث الاول والثانى والثالث من الباب. 3 – ج 3، ” باب التمحيص والاستدراج والابتلاء والاختبار “، (ص 60، س 26) قائلا بعده: ” بيان – أي لا تظهرنها لاحد فان عقولهم قاصرة عن فهمها ” 4 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الفرق بين الايمان والاسلام “، (ص 179، س 9).

[ 285 ]

أيوب بن الحر، عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي جعفر (ع) فقال له سلام: إن خثيمة بن أبي خثيمة حدثنا أنه سألك عن الاسلام فقلت له: إن الاسلام من استقبل قبلتنا، وشهد شهادتنا، ونسك نسكنا، ووالى ولينا، وعادى عدونا، فهو مسلم؟ – قال: صدق، وسألك عن – الايمان فقلت: الايمان بالله والتصديق بكتابه، وأن أحب في الله، وأبغض في الله،؟ – فقال: صدق خثيمة (1). 423 – عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحكم بن أيمن، عن القاسم الصيرفي عن شريك المفضل، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: الاسلام يحقن به الدم، ويؤدي به الامانة، ويستحل به الفرج، والثواب على الايمان (2). 424 – عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (ع) عن الايمان؟ – فقال: الايمان ما كان في القلب، والاسلام ما كان عليه المناكح والمواريث، وتحقن به الدماء، والايمان يشرك الاسلام، والاسلام لا يشرك الايمان (3). 425 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي الصباح الكناني، قال: قلت لابي عبد الله (ع): أي شئ أفضل، الايمان أم الاسلام؟ – فان من قبلنا يقولون: الاسلام أفضل، فقال: الايمان أرفع من الاسلام، قلت: فأوجدني ذلك، قال: ما تقول فيمن أحدث في الكعبة متعمدا؟ – قلت: يقتل، قال: أصبت، أما ترى أن الكعبة أفضل من المسجد وأن الكعبة تشرك المسجد، والمسجد لا يشرك الكعبة، وكذلك الايمان يشرك الاسلام، والاسلام لا يشرك الايمان (4). 426 – عنه، عن فضالة بن أيوب، عن أبان الاحمر، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي النعمان، عن أبي جعفر (ع)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا أنبئكم بالمؤمن؟ المؤمن من ائتمنه المؤمنون على أموالهم وأمورهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السيئآت وترك ما حرمه الله عليه (5).


1 و 2 و 3 و 4 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الفرق بين الايمان والاسلام “، (ص 179، س 11 وص 167، س 37، وص 179، س 13، وص 170، س 4) مع بيان طويل منه (ره) للحديث الثاني والرابع. 5 – ج 15، الجزء الاول، ” باب علامات المؤمن وصفاته “، (ص 79، س 29).

[ 286 ]

64 – باب الشرايع 427 – عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن مدرك بن عبد الرحمن، عن أبي – عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الاسلام عريان فلباسه الحياء، وزينته الوفاء، ومروءته العمل الصالح، وعماده الورع، ولكل شئ أساس، وأساس الاسلام حبنا أهل البيت (1). 428 – عنه، عن محمد بن علي وأبي الخزرج، عن سفيان بن ابراهيم الحريري، عن أبيه، عن أبي صادق، قال: سمعت عليا (ع) يقول: أثافي الاسلام ثلاث، لا ينتفع واحدة منهن دون صاحبتها، الصلوة، والزكوة، والولاية (2) 429 – عنه، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (ع) قال: بنى الاسلام على خمس، الصلوة، والزكوة، والحج، والصوم، والولاية، ولم تناد بشئ ما نودى بالولاية، وزاد فيها عباس بن عامر: ” فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه “. (يعنى الولاية) (3). 430 – عنه، عن أبي طالب عبد الله بن الصلت، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي عبد الله (ع) قال: بنى الاسلام على خمسة أشياء، على الصلوة، والزكوة، والحج، والصوم، والولاية، قال زرارة: فأي ذلك أفضل؟ – فقال: الولاية أفضلهن، لانها مفتاحهن، والوالى هو الدليل عليهن، قلت: ثم الذي يلى ذلك في الفضل؟ – قال: الصلوة، إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: الصلوة عمود الدين، (قال:) قلت: ثم الذي يليه في الفضل؟ – قال: الزكوة، لانه قرنها بها وبدأ بالصلوة قبلها، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الزكوة تذهب بالذنوب، قلت: فالذي يليه في الفضل؟ – قال: الحج، لان الله قال: ” ولله على الناس حج البيت، من


1 و 2 و 3 – ج 15، الجزء الاول، ” باب دعائم الاسلام والايمان وشعبهما “، (ص 197، س 16، وص 210، س 1، وص 193، س 8) مع بيان منه (ره) للحديث الاول والآخر وأما الحديث الثاني فقال بعد نقله عن الكافي أيضا في الباب (ص 193، س 20): ” بيان – ” الاثافي ” جمع الاثفية بالضم والكسر وهي الاحجار التي عليها القدر وأقلها ثلاثة، وإنما اقتصر عليها لانها أهم الاجزاء ويدل على اشتراط قبول كل منها بالاخريين ولا ريب في كون الولاية شرطا لصحة الاخريين “

[ 287 ]

استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فان الله غني عن العالمين ” وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لحجة متقبلة خير من عشرين صلوة نافلة، ومن طاف بهذا البيت طوافا أحصى فيه أسبوعه وأحسن ركعتيه غفر له، وقال يوم عرفة ويوم المزدلفة ما قال، قلت: ثم ماذا يتبعه؟ – قال: الصوم قلت: وما بال الصوم صار آخر ذلك أجمع؟ – فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصوم جنة من النار، ثم قال: إن أفضل الاشياء ما إذا أنت فاتك لم يكن منه توبة، دون أن ترجع إليه فتؤديه بعينه، إن الصلوة والزكوة والحج والولاية ليس شئ يقع مكانها دون أداءها، وان الصوم إذا فاتك أو قصرت أو سافرت فيه أديت مكانه أياما غيرها وجبرت ذلك الذنب بصدقة ولا قضاء عليك، وليس من تلك الاربعة شئ يجزيك مكانه غيره، (قال:) ثم قال: ذروة الامر وسنامه ومفتاحه وباب الاشياء ورضى الرحمن الطاعة للامام بعد معرفته، إن الله يقول: ” من يطع الرسول فقد أطاع الله، ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ” أما لو أن رجلا قام ليله، وصام نهاره، وتصدق بجميع ماله، وحج جميع دهره، ولم يعرف ولاية ولي الله، فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته له عليه، ما كان له على الله حق في ثواب، ولا كان من أهل الايمان، ثم قال: اولئك، المحسن منهم يدخله الله الجنة بفضل رحمته (1). 431 – عنه، عن أبي اسحاق الثقفي، قال: حدثنا محمد بن مروان، عن أبان بن عثمان، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى أعطى محمدا صلى الله عليه وآله شرايع نوح وأبراهيم وموسى وعيسى، التوحيد، والاخلاص، وخلع الانداد، والفطرة، والحنيفية السمحة، لا رهبانية ولا سياحة، أحل فيها الطيبات، وحرم فيها الخبيثات، و وضع عنهم إصرهم، والاغلال، التي كانت عليهم، فعرف فضله بذلك، ثم افترض عليها فيها الصلوة، والزكوة والصيام والحج، والامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والحلال، والحرام، والمواريث، والحدود، والفرايض، والجهاد في سبيل الله، وزاده الوضوء، وفضله بفاتحة الكتاب، وبخواتيم سورة البقرة، والمفصل، وأحل له المغنم، والفئ ونصره بالرعب، وجعل له الارض مسجدا وطهورا، وأرسله كافة، إلى الابيض والاسود والجن


1 – ج 15، الجزء الاول، ” باب دعائم والاسلام “، (ص 194، س 17) مع بيان طويل وأيضا – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب فضل الصلوة “، (ص 13، س 37) لكن مختصرا إياه.

[ 288 ]

والانس، وأعطاه الجزية وأسر المشركين وفداهم، ثم كلفه ما لم يكلف أحدا من الانبياء، أنزل عليه سيفا من السماء في غير غمد، وقيل له: قاتل في سبيل الله، لا تكلف إلا نفسك (عباس بن عامر: وزاد فيه بعضهم) ” فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه ” (يعنى الولاية) (1). 432 – عنه، عن عبد الرحمن بن نجران وأحمد بن أبي نصر، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أحدهما (ع) قال: إذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ستة صور، فيهن صورة هي أحسنهن وجها، وأبهاهن هيئة، وأطيبهن ريحا، وأنظفهن صورة، قال: فيقف صورة عن يمينه، وأخرى عن يساره، وأخرى بين يديه، وأخرى خلفه، وأخرى عند رجليه، ويقف التي هي أحسنهن فوق رأسه، فان أتى عن يمينه، منعته التي عن يمينه، ثم كذلك إلى أن يؤتى من الجهات الست قال: فتقول أحسنهن صورة: من أنتم جزاكم الله عني خيرا؟ – فتقول التي عن يمين العبد: أنا الصلوة، وتقول التي عن يساره: أنا الزكوة، وتقول التي بين يديه: أنا الصيام، وتقول التي خلفه: أنا الحج والعمرة، وتقول التي عند رجليه: أنا بر من وصلت من إخوانك، ثم يقلن: من أنت؟ – فأنت أحسننا وجها، وأطيبنا ريحا، وأبهانا هيئة، فتقول: أنا الولاية لآل محمد (صلوات الله عليه وعليهم) (2). 433 – عنه، عن علي بن الحكم، عن حسين بن سيف الكندى، عن معاذ بن مسلم، قال: أدخلت عمر أخى على أبي عبد الله (ع) فقلت له: هذا عمر أخي، وهو يريد أن يسمع منك شيئا، فقال له: سل عما شئت، فقال: أسألك عن الذي لا يقبل الله من العباد غيره، ولا يعذرهم على جهله، فقال: شهادة أن لا اله إلا الله، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله والصلوت الخمس، وصيام شهر رمضان، والغسل من الجنابة، وحج البيت، والاقرار بما جاء من عند الله جملة، والايتمام بأئمة الحق من آل محمد، فقال عمر: سمهم لى أصلحك الله، فقال: علي أمير المؤمنين، والحسن، والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن على، والخير يعطيه الله من يشاء، فقال له: فأنت جعلت فداك؟ – قال: هذا الامر يجرى لآخرنا


1 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الشرايع “، (ص 189، س 23) مع بيان طويل. 2 – ج 3، ” باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله “، (ص 157، س 28)

[ 289 ]

كما يجرى لاولنا، ولمحمد وعلي فضلهما، قال: فأنت جعلت فداك؟ – فقال: هذا الامر يجرى كما يجرى الليل والنهار، قال، فأنت جعلت فداك؟ – قال: هذا الامر يجرى كما يجرى حد الزاني والسارق، قال: فأنت جعلت فداك؟ – قال: القرآن نزل في أقوام وهى تجرى في الناس إلى يوم القيامة، قال: قلت: جعلت فداك: أنت لتزيدني على أمر (1). 434 – عنه، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن علي بن عبد العزيز، قال: قال أبو عبد الله (ع): ألا أخبرك بأصل الاسلام وفرعه وذروته وسنامه؟ – قال: قلت: بلى جعلت فداك، قال: أصله الصلوة، وفرعه الزكوة، وذروته وسنامه الجهاد في سبيل الله، ألا أخبرك بأبواب الخير؟ – قلت: نعم جعلت فداك، قال: الصوم جنة من النار، والصدقة تحط الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل يناجى ربه، ثم تلا ” تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ” (2). 435 – عنه، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (ع) قال: قال: ألا أخبرك بأصل الاسلام، وفرعه، وذروته، وسنامه؟ – قال: قلت: بلى جعلت فداك، قال: أما أصله فالصلوة، وفرعه الزكوة، وذروته وسنامه الجهاد، قال: إن شئت أخبرتك بأبواب الخير؟ – قلت: نعم جعلت فداك، قال: الصوم جنة، والصدقة تذهب بالخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل بذكر الله، ثم قرأ: ” تتجافى جنوبهم عن – المضاجع ” (3). 346 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ابراهيم بن عمر اليماني، عمن ذكره، عن علي (ع) أنه كان يقول: إن أفضل ما يتوسل به المتوسلون الايمان بالله و برسوله، والجهاد في سبيل الله، وكلمة الاخلاص فانها الفطرة، وتمام الصلوة فانها الملة، وايتاء الزكوة فانها من فرائض الله، وصوم شهر رمضان فانها جنة من عذابه، وحج البيت فانها منفاة


1 – ج 15، الجزء الاول، ” باب الدين الذي لا يقبل الله اعمال العباد إلا به “، ص 214، س 11). 2 – ج 15، الجزء الاول، ” باب دعائم الاسلام والايمان “، (ص 210، س 2). 3 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب جوامع المكارم وآفاتها “، (ص 18، س 32، وأيضا – ج 15، الجزء الاول، ” باب دعائم الاسلام والايمان “، (ص 143، س 26) (إلى قوله: الجهاد) مع بيان له لكن بدل هنا رمز المحاسن برمز كتاب الحسين بن سعيد الاهوازي.

[ 290 ]

للفقر ومدحضة للذنب، وصلة الرحم مثراة للمال ومنسأة في الاجل، وصدقة السر، فانها تطفى الخطيئة وتطفى غضب الرب وصنائع الخير والمعروف، فانها تدفع ميتة – السوء، وتقى مصارع الهول، الا فاصدقوا فان الله مع من صدق، وجانبوا الكذب فان الكذب مجانب للايمان، ألا إن الصادق على شفا منجاة وكرامة، ألا وإن الكاذب على شفا مخزاة وهلكة، ألا وقولوا خيرا تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من اهل، وأدوا الامانة إلى من ائتمنكم، وصلوا الارحام من قطعكم، وعودوا بالفضل عليهم (1). 437 – عنه، عن محمد بن خالد، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن سليمان بن خالد، قال: قلت لابي عبد الله (ع): جعلت فداك أخبرني عن الفرائض التي افترض الله على العباد، ما هي؟ – فقال: شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله، و إقام الصلوة، والخمس، والزكوة، وحج البيت، وصوم شهر رمضان، والولاية، فمن أقامهن وسدد، وقارب، واجتنب كل منكر دخل الجنة (2). 438 – عنه، عن موسى بن القسم، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق (عليهما السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أسبغ وضوءه، وأحسن صلوته، وأدى زكوة ماله، وكف غضبه، وسجن لسانه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لاهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقد استكمل حقائق الايمان، وأبواب الجنة مفتحة له (3). 47 – باب المحبوبات وهي كتاب مفردا ورد في الفهرست 439 – قال أحمد بن أبي عبد الله البرقي: حدثنا أبي مرسلا قال: قال أبو عبد الله


1 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب جوامع المكارم وآفاتها “، (ص 17، س 22). 2 – ج 15، الجزء الاول، ” باب دعائم الاسلام والايمان “، (ص 210، س 6) قائلا بعد ” بيان – قال في النهاية: فيه ” سددوا وقاربوا ” أي اطلبوا بأعمالكم السداد والاستقامة، و هو القصد في الامر والعدل فيه، وقال أي اقتصدوا في الامور كلها واتركوا الغلو فيها والتقصير يقال: قارب فلان في أموره إذا اقتصد، ومنه الحديث ” ما من مومن يؤمن بالله ثم يسدد ” أي يقتصد فلا يغلو ولا يسرف ومنه ” وسئل عن الازار فقال: سدد وقارب ” أي اعمل به شيئا لا تعاب على فعله فلا تفرط في ارساله ولا تشميره انتهى وفي بعض النسخ ” وكل مسكر ” مكان ” وكل منكر ” 3 – ج 18، كتاب الصلوة ” باب فضل الصلوة، وعقاب تاركها “، (ص 9، س 22).

[ 291 ]

(ع): أفضل العبادة العلم بالله (1). 440 – عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال: أفضل عبادة المؤمن انتظار فرج الله (2). 441 – عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضل العبادة قول: ” لا اله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله ” وخير الدعاء الاستغفار ثم تلا النبي صلى الله عليه وآله: ” فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ” (3). 442 – عنه، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن علي بن هارون، عن الاصبغ بن نباتة قال: قال لي أبو أيوب الانصاري قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: إن الله زينك بزينة لم يزين العباد بشئ أحب إلى الله منها ولا أبلغ عنده منها، الزهد في الدنيا، وإن الله قد أعطاك ذلك وجعل الدنيا لا تنال منك شيئا، وجعل لك من ذلك سيماء تعرف بها (4) 443 – عنه، عن عبد الرحمن بن حماد، عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله: ما تحبب إلي عبدى بشئ أحب الي مما افترضته عليه، وإنه ليتحبب إلي بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، و لسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشى بها، إذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته، وما ترددت في شئ أنا فاعله كترددى في موت مؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته (5). 444 – عنه، عن أبيه، عن محمد بن سنان وعبد الله بن المغيرة، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (ع) إن رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: أخبرني ما أفضل الاسلام؟ – فقال: الايمان بالله، قال: ثم ماذا؟ – قال: صلة الرحم، قال: ثم ماذا؟ – فقال: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر (6).


1 – ج 1 ” باب العلوم التي أمر الناس بتحصيلها ” (ص 67، س 3). 2 – ج 13، ” باب فضل انتظار الفرج “، (ص 138، س 17). 3 – ج 19، كتاب الدعاء ” باب التهليل وفضله “، (ص 12، س 7) 4 – ج 9، ” باب زهده وتقواه وورعه عليه السلام “، (ص 499، س 6). 5 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب حب الله تعالى “، (ص 29، س 27). 6 – ج 15، كتاب العشرة ” باب صلة الرحم واعانتهم “، (ص 28، س 14).

[ 292 ]

445 – عنه، عن الوشاء، عن مثنى، عن منصور بن حازم، قال: قلت لابي عبد الله (ع): أي الاعمال أفضل؟ – قال: الصلوة لوقتها وبر الوالدين والجهاد في سبيل الله (1). 446 – عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل، عن خاله محمد بن سليمان، رفعه قال: أخذ رجل بلجام دابة رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله أي الاعمال أفضل؟ – قال: إطعام الطعام وإطياب الكلام (2). 147 – عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحبي، عن مفرق، عن أبي – حمزة، عن أبي جعفر (ع) قال: أفضل العبادة عفة بطن وفرج وما شئ أحب إلي الله من أن يسأل، وإن أسرع الشر عقوبة البغى، وإن أسرع الخير ثوابا البر، وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه عن نفسه، أو ينهى الناس عما لا يستطيع التحول عنه، و أن يؤذى جليسه بما لا يعنيه (3). 448 – عنه، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن معلى بن عثمان، عن أبي – بصير، عن أبي جعفر، (ع) قال: قال له رجل: إني ضعيف العمل، قليل الصلوة، قليل الصوم، ولكن أرجو أن لا آكل إلا حلالا ولا أنكح إلا حلالا، فقال: وأي جهاد أفضل من عفة بطن وفرج؟! (4) 449 – عنه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه، (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد (5) 450 – عنه، عن الوشاء، عن مثنى الحناط، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال أبو – عبد الله (ع): ما من قطرة أحب إلى الله من قطرة دمع في سواد الليل، يقطرها العبد مخافة من الله، لا يريد بها غيره، وما من جرعة يتجرعها عبد أحب إلى الله من جرعة غيظ يتجرعها عبد، يرددها في قلبه، إما بصبر وإما بحلم (6).


1 و 3 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب جوامع المكارم “، (ص 18، س 35 و 36). 2 – ج 15، كتاب العشرة، (باب إطعام المؤمن وسقيه “، (ص 110، س 35) أقول يأتي هذا الحديث بعينه بسند متصل غير مرفوع عن قريب ان شاء الله تعالى. 4 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب العفاف وعفة البطن والفرج “، (ص 184، س 12). 5 – ج 15، كتاب العشرة ” باب الظلم وأنواعه “، (ص 203، س 26). 6 – ج – 15، الجزء الثاني، ” باب الحلم والعفو وكظم الغيظ، “، (ص 218، س 9).

[ 293 ]

451 – عنه، عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي هاشم، عن عنبسة العابد، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله يحب العبد أن يطلب إليه في الجرم – العظيم، ويبغض العبد أن يستخف بالجرم اليسير (1). 452 – عنه، عن بعض أصحابنا، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: إن الله يحب المداعب في الجماعة بلا رفث، المتوحد بالفكرة، المتحلى بالصبر، المتباهى بالصلوة (2). 453 – عنه، عن بعض أصحابنا، عن عباد بن صهيب، عن يعقوب، عن يحيى بن المساور، عن أبيه، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال موسى بن عمران (ع): يا رب أي الاعمال أفضل عندك؟ – فقال: حب الاطفال فاني فطرتهم على توحيدي، فان أمتهم أدخلتهم برحمتي جنتي (3). 454 – عنه، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده، علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: قال موسى بن عمران: يا رب من أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك؟ – قال: فأوحى الله إليه: الطاهرة قلوبهم والبرية أيديهم، الذين يذكرون بحلالى، الذين يكتفون بطاعتي كما يكتفى الصبي الصغير باللبان، الذين يأوون إلى مساجدي كما يأوى النسور إلى أوكارها، والذين يغضبون لمحارمي إذا استحلت مثل النمر إذا حرد (4). 455 – عنه، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن


1 – ج – 15، الجزء الثالث، ” باب الذنوب وآثارها “، (ص 158، س 14). 2 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب التفكر والاعتبار “، (ص 195، س 7). 3 – ج 23، ” باب فضل الاولاد وثواب تربيتهم “، (ص 116، س 14). 4 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب جوامع المكارم “، (ص 18، س 21) وأيضا – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب فضل المساجد وآدابها “، (ص 41، س 25، قائلا بعده: ” بيان – ” التربة أيديهم ” كناية عن الفقر قال الجوهرى: ترب الشئ بالكسر أصابه التراب ومنه ترب الرجل افتقر كأنه لصق بالتراب، يقال ” تربت يداك ” وهو على الدعاء أي لا أصبت خيرا. وقال: الحرد = الغضب، تقول منه حرد بالكسر فهو حارد وحردان ومنه قيل أسد حارد ” وأورده أيضا مع بيان في خامس البحار كما مر ذكره في كتاب القرائن، في باب فضل قول الخير.

[ 294 ]

أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال الله تبارك وتعالى: إنما أقبل الصلوة لمن يتواضع لعظمتي، ويكف نفسه عن الشهوات من أجلى، ويقطع نهاره بذكرى، ولا يتعظم على خلقي، ويطعم الجايع، ويكسوا العارى، ويرحم المصاب، ويؤوى الغريب، فذلك يشرق نوره كمثل الشمس، أجعل له في الظلمات نورا، وفي الجهالة علما، أكلؤه بعزتي، و أستحفظه بملائكتي، يدعوني فألبيه، ويسألني فأعطيه، مثل ذلك عندي كمثل جنات الفردوس لا تيبس ثمارها، ولا يتغير حالها (1)، 456 – عنه، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن أبي عبد الله البجلي، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (ع) قال: أربع من أتى بواحدة منهن دخل الجنة، من سقى هامة ظامئة، أو أشبع كبدا جائعة، أو كسى جلدة عارية، أو أعتق رقبة عانية (2). 457 – عنه، عن محمد بن عيسى الارمني، عن العرزمى، عن الوصافي، عن أبي – جعفر (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أحب الاعمال إلى الله ثلاثة، إشباع جوعة المسلم، وقضاء دينه، وتنفيس كربته (3). 458 – عنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن اسحاق بن عمار، عمن سمع أبا – عبد الله (ع) يقول: ما ضاع مال في بر ولا بحر إلا بتضييع الزكوة، فحصنوا أموالكم بالزكوة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وادفعوا نوائب البلايا بالاستغفار، الصاعقة لا تصيب ذاكرا، وليس يصاد من الطير إلا ما ضيع تسبيحه (4).


1 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب جوامع المكارم “، (ص 18، س 18) وأيضا – ج 18، كتاب الصلوة، ” باب آداب الصلوة “، (ص 196، س 19) أقول مر الحديث بعينه في كتاب القرائن، في باب فضل قول الخير. 2 – ج 23، ” باب فضل العتق “، (ص 139، س 10) إلا أن النساخ بدلوا رمز المحاسن هنا برمز كامل الزيارة فراجع إن شئت. 3 – ج 15، كتاب العشرة “، ” باب اطعام المؤمن وسقيه وكسوته وقضاء دينه ” (ص 100، س 34) أقول بدل النساخ هنا أيضا رمز المحاسن برمز كامل الزيارة فراجع إن شئت. 4 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب جوامع المكارم “، (ص 19، س 2).

[ 295 ]

48 – باب المكروهات وهي كتاب مفردا ورد في الفهرست 459 – عنه، عن نوح بن شعيب النيسابوري، عن عبيد بن عبد الله الدهقان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أول ما عصى الله به ست، حب الدنيا، وحب الرياسة، وحب الطعام، وحب النساء، وحب النوم، وحب الراحة (1) 460 – عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: أي الاعمال أبغض إلى الله؟ – فقال: الشرك بالله قال: ثم ماذا؟ – قال: قطيعة الرحم، قال: ثم ماذا؟ – قال: الامر بالمنكر والنهي عن المعروف (2). 461 – عنه، عن يحيى بن ابراهيم بن أبي البلاد، عن حسين بن المختار، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن الله يبغض ثلاثة، ثانى عطفه، والمسبل إزاره، والمنفق سلعته بالايمان. وفي حديث آخر ” المسبل إزاره خيلاء ” (3). 462 – عنه، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن غالب الاسدي، عن ثابت بن أبي المقدام، عن أبي برزة (وكان مكفوفا وكان من أصحاب رسول الله) صلى الله عليه وآله في حديث له طويل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أخاف عليكم بعدى إلا ثلاثا، فرق الجهل بعد المعرفة، ومضلات الفتن وشهوات العنت من البطن والفرج (4). 49 – باب الاستطاعة والاجبار والتفويض 463 – عنه، عن أبيه، عن عباس بن عامر، قال: حدثنى محمد بن يحيى الخثعمي، عن عبد الرحيم القصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: سأله حفص الاعور وأنا أسمع فقال: جعلني الله فداك ما قول الله ” ولله على الناس حج البيت، من استطاع إليه سبيلا “؟ – قال: ذلك القوة


1 و 2 – ج 15، الجزء الثالث، ” باب جوامع مساوى الاخلاق “، (ص 28، س 1 و 2) وأيضا الحديث الاول، في ذلك الجزء، في باب حب الدنيا مرسلا عن هذا الكتاب 3 – ج 16، ” باب آداب المشى “، (ص 85، س 16). 4 – ج 15، الجزء الثاني، ” باب العفاف “، (ص 184، س 14).

[ 296 ]

في المال واليسار، قال فان كانوا موسرين فهم ممن يستطيع إليه السبيل؟ – قال: نعم، فقال له ابن سيابة، بلغنا عن أبي جعفر (ع) أنه كان يقول: يكتب وفد الحاج، فقطع كلامه فقال: كان أبي يقول: يكتبون في الليلة التي قال الله: ” فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا ” قال: فان لم يكتب في تلك الليلة يستطيع الحج؟ – قال: لا، معاذ الله، فتكلم حفص بن سالم فقال: لست من خصومتكم في شئ هكذا الامر (1). 464 – عنه، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله أكرم من أن يكلف الناس ما لا يطيقون، والله أعز من أن يكون في سلطانه ما لا يريد (2). 465 – عنه، عن علي بن حكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) قال: ما كلف الله العباد إلا ما يطيقون، إنما كلفهم في اليوم والليلة خمس صلوات، وكلفهم من كل مأتى درهم خمسة دراهم، وكلفهم صيام شهر رمضان في السنة، وكلفهم حجة واحدة وهم يطيقون أكثر من ذلك وانما كلفهم دون ما يطيقون ونحو هذا (3). 466 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن حمزة بن حمران، قال: قلت له: إنا نقول: إن الله لم يكلف العباد إلا ما آتاهم، وكل شئ لا يطيقونه فهو عنهم موضوع، ولا يكون إلا ما شاء الله وقضى وقدر وأراد، فقال: والله إن هذا لدينى ودين آبائى (4). 467 – عنه، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): رجل كان له مال فذهب ثم عرض عليه الحج فاستحيى؟ – فقال: من عرض عليه الحج فاستحيى ولو على حمار أجدع مقطوع الذنب فهو ممن فقال: كان أبي يقول: يكتبون في الليلة التي قال الله: ” فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا ” قال: فان لم يكتب في تلك الليلة يستطيع الحج؟ – قال: لا، معاذ الله، فتكلم حفص بن سالم فقال: لست من خصومتكم في شئ هكذا الامر (1). 464 – عنه، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله أكرم من أن يكلف الناس ما لا يطيقون، والله أعز من أن يكون في سلطانه ما لا يريد (2). 465 – عنه، عن علي بن حكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع) قال: ما كلف الله العباد إلا ما يطيقون، إنما كلفهم في اليوم والليلة خمس صلوات، وكلفهم من كل مأتى درهم خمسة دراهم، وكلفهم صيام شهر رمضان في السنة، وكلفهم حجة واحدة وهم يطيقون أكثر من ذلك وانما كلفهم دون ما يطيقون ونحو هذا (3). 466 – عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن حمزة بن حمران، قال: قلت له: إنا نقول: إن الله لم يكلف العباد إلا ما آتاهم، وكل شئ لا يطيقونه فهو عنهم موضوع، ولا يكون إلا ما شاء الله وقضى وقدر وأراد، فقال: والله إن هذا لدينى ودين آبائى (4). 467 – عنه، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): رجل كان له مال فذهب ثم عرض عليه الحج فاستحيى؟ – فقال: من عرض عليه الحج فاستحيى ولو على حمار أجدع مقطوع الذنب فهو ممن يستطيع الحج (5). تم كتاب مصابيح الظلم من المحاسن بمن الله وعونه وصلى الله على محمد وآله وسلم تسليما.


1 و 2 و 3 و 4 – ج 3، ” باب نفى الظلم والجور عنه تعالى “، (ص 13، س 6 و 1 و 4 و 2) و أيضا الحديث الاول، ج 21، (ص 25). 5 – ج 21، ” باب أحكام الاستطاعة “، (ص 25، س 12)

اترك تعليقاً