كامل الزيارات

جعفر بن محمد بن قولويه


[ 1 ]

كامل الزيارات تأليف الشيخ الاقدم ابي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي المتوفي 368 ه‍. ق تحقيق نشر الفقاهة


[ 2 ]

كامل الزيارات المولف: الشيخ الجليل جعفر بن محمد بن قولويه القمي الموضوع: الحديث والزيارة التحقيق: الشيخ جواد القيومي، لجنة التحقيق الطبعة: الاولى المطبعة مؤسسة النشر الاسلامي الكمية: 1000 ليتوغرافي حميد التاريخ: عيد الغدير 1417 مؤسسة (نشر الفقاهة)


[ 3 ]

بسم الله الرحمن الرحيم الكتاب مشهور ومعروف بين الاصحاب ومن اهم المصادر المعتمد عليها، اخذ منه الشيخ في التهذيب وغيره من المحدثين كالحر العاملي ونقل عنه جل الف منهم في الحديث والزيارة وغيرهما. وهو جامع الزيارات وما روي في ذلك من الفضل عن الائمة (عليهم السلام) وفيه اجلاء المشايخ المشهورين بالعلم والحديث الذين وثقهم وزكاهم – عموما – مؤلفه الجليل، وفيه فائدة عظيمة في المباحث الفقهية والرجالية، وان كان فيه بحث لا يسعه المقام. المؤلف: وقال النجاشي: (… من ثقات اصحابنا واجلائهم في الحديث والفقه… وعليه قرا شيخنا أبو عبد الله الفقه ومنه حمل وكل ما يوصف به الناس من جميل وثقة وفقه فهو فوقه). قال الطوسي (… يكنى ابا القاسم، ثقة له تصانيف كثيرة على عدد كتب الفقه). قال ابن طاووس نقلا عن الشيخ المفيد: وشيخنا الثقة الفقيه…).


[ 4 ]

ووصفه المفيد بالشيخ الصدوق على ما حكاه النجاشي في رجاله، كما قال ابن طاووس: (ان الشيخ الصدوق المتفق على امانته جعفر بن محمد بن قولويه تغمده الله برحمته). وبالجملة قد توارد عليه النص بالثقة في المصادر الرجالية وغيرها. التحقيق: في سالف من الزمان قد بذل جهده في احيائه وتصحيحه والتقديم له، سماحة العلامة الشسخ الاميني والاردوبادي جزاهما الله خير الجزاء. ومع ذلك كله ونظرا الى متطلبات العصر، كان من الضروري ان يحقق الكتاب – زائدا على ما مر – ويخرج بصورة انيقة وبشكل يليق به. وعليه قد اقدمت مؤسستنا الحديثة على تحقيقه واستخراج منابعه وتطبيقه وتدقيقه، مقدمة مجهودها الى الحوزات العلمية، شاكرة الاخ الفاضل الشيخ القيومي حيث اتعب نفسه في احياء الكتاب والاخوة من اهل الفضل والتحقيق كابي ناظم وغيره حفظهم الله تعالى حيث بذلوا جهودهم في تدقيقة وتصحيحة، سائلين الله عزوجل ان يتقبل هذا العمل منهم ومن مؤسستنا انه خير مسؤول ومجيب. مؤسسة (نشر الفقاهة) قم المقدسة


[ 5 ]

اطراء العلمأ في حقه: هو أبو القاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي، الشيخ الفقيه الاقدم، المتفق على جلالته ووثاقته وتبحره في الفقه والحديث. قال النجاشي في رجاله – وتبعه العلامة في الخلاصة (1) – بعد ما عنونه بما عنوناه: (جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه أبو القاسم، وكان ابوه يلقب مسلمة من خيار اصحاب سعد، وكان أبو القاسم من ثقات اصحابنا واجلائهم في الحديث والفقه، روي عن ابيه واخيه عن سعد وقال: ما سمعت من سعد الا اربعة احاديث (2)، وعليه قرأ شيخنا أبو عبد الله الفقه ومنه حمل، وكل ما يوصف به الناس من جميل وثقة وفقه فهو فوقه، وله كتب حسان – الى ان قال: – قرأت اكثر هذه


1 – الخلاصة: 88، الرقم: 189. 2 – ذكر النجاشي في ترجمة سعد بن عبد الله عن ابن قولويه انه لم يسمع من سعد الا حديثين، حيث قال: (قال حسين بن عبيدالله رحمه الله: جئت بالمنتخبات الى ابي القاسم بن قولويه رحمه الله اقرأها عليه، فقلت: حدثك سعد، فقال: لا، بل حدثني ابي واخي عنه، وانا لم اسمع من سعد الا حديثين) (رجال النجاشي: 177، الرقم: 467)، وهذا يناقض ما ذكره هنا.

[ 6 ]

الكتب على شيخنا ابي عبد الله رحمه الله وعلى الحسين بن عبيد الله رحمه الله) (1). وقال شيخ الطائفة في الفهرست: (جعفر بن محمد بن قولويه القمي، يكنى ابا القاسم، ثقة، له تصانيف كثيرة على عدد ابواب الفقه – الى ان قال: – اخبرنا برواياته وفهرست كتبه جماعة من اصحابنا، منهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد والحسين بن عبيدالله واحمد بن عبدون وغيرهم عن جعفر بن محمد بن قولويه القمي) (2). وحكى ابن طاووس عن المفيد في كتاب لمح البرهان انه قال: (شيخنا الثقة الفقيه أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ايده الله تعالى…) (3). وذكر ابن طاووس في كلام: (ان الشيخ الصدوق المتفق على امانته جعفر بن محمد بن قولويه تغمده الله برحمته…) (4). وقال ابن حجر في لسان الميزان: (جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه أبو القاسم السهمي الشيعي، من كبار الشيعة وعلمائهم المشهورين، متهم، وذكره الطوسي وابن النجاشي وعلي بن الحكم في شيوخ الشيعة (5)، وتلمذ له المفيد وبالغ في اطرائه وحدث عنه ايضا


1 – رجال النجاشي: 123، الرقم: 318. 2 – الفهرست 91، الرقم 141. 3 – اقبال الاعمال 1: 33. 4 – اقبال الاعمال 1: 34. 5 – كتاب علي بن الحكم مفقود، ويستفاد من مواضع كثيرة من لسان الميزان ان كتاب =

[ 7 ]

الحسين بن عبيدالله الغضائري ومحمد بن سليم الصابوني بمصر) (1). وانك لا تجد شيئا من كتب الرجال الا وفيه هتاف بوثاقته بكل صراحة، وكتب الحديث مشحونة بما ينم عن شدة اخبات مؤلفيها بالكتاب ومؤلفه، وطمأنينتهم بصدق لهجته وضبطه وحفظه واتقانه. وناهيك من جلالته ان يكون لمدرسته خريج كمثل الشيخ المفيد الذي هو من اقطاب الفقه واعضاد الشريعة، وظاهر عبارة النجاشي وغيره انه شيخه الفذ في الفقه، وانه اكتفى بالاخذ عنه. ذكر النجاشي في ترجمة يونس بن عبد الرحمان توصيف المفيد اياه في كتابه مصابيح النور بالشيخ الصدوق (2)، وقد مر هذا التوصيف عن ابن طاووس (3). ابوه واخوه: حيث ان اكثر احاديث الكتاب يرويه المؤلف عن ابيه محمد بن


= علي بن الحكم، وكتاب رجال ابن ابي طي، ورجال الكشي الاصل ورجال ابن بابويه، وتاريخ الري للشيخ منتجب الدين كانت عند ابن حجر، فنقل عنها كثيرا في كتابه. 1 – لسان الميزان 2: 125. 2 – رجال النجاشي: 446، الرقم: 1208. 3 – تجد ترجمته في امل الامل 2: 55، رياض العلماء 1: 112، روضات الجنات 2: 171، رجال ابن داود: 65، طبقات اعلام الشيعة في القرن الرابع: 76، اعيان الشيعة 4: 154، وغيرها.

[ 8 ]

جعفر عن مشايخه، وعن اخيه، لزمنا الايعاز الى مجمل من حالهما: اما ابوه: فقد ذكر النجاشي – وتبعه العلامة (1) – في ترجمة المؤلف: (كان ابوه يلقب مسلمة (2) من خيار اصحاب سعد – الخ) (3)، واصحاب سعد اكثرهم ثقات، كعلي بن الحسين بن بابويه، ومحمد بن الحسن بن الوليد، وحمزة بن القاسم، ومحمد بن يحيى العطار، فهو ان كان من خيار اصحابه لا بد وان يكون عداده مع هولاء أو من خيارهم، وكل من الحسنيين يدل على ثقته، كما استدل به السيد المصطفى في نقده (4). يروي عن جماعة، منهم: سعد بن عبد الله، واحمد بن ادريس، والحسين بن الحسن بن ابان، وعبد الله بن جعفر، والحسين بن سعيد، وعلي بن ابراهيم، والحسن بن متيل، ومحمد بن الحسن الصفار، ومحمد ابن يحيى العطار، والحسن بن متوية بن السندي، والحسين بن علي الزعفراني، واحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن الحسن بن مهزيار، وموسى بن جعفر البغدادي. وهو المدفون بقم في مقبرة شيخان. واما اخوه: فهو أبو الحسين علي بن محمد بن جعفر بن موسى بن مسرور الذي اخرج عنه في الكتاب كثيرا، ففي رجال النجاشي: (علي


1 – الخلاصة: 88، الرقم: 189. 2 – هذا ينافي ما ياتي في ترجمة اخيه من ان اباه يلقب مملة. 3 – رجال النجاشي: 123، الرقم: 318. 4 – نقد الرجال: 329.

[ 9 ]

ابن محمد بن جعفر بن موسى بن مسرور أبو الحسين، يلقب ابوه مملة، روى الحديث ومات حدث السن، لم يسمع منه، له كتاب فضل العلم وآدابه، اخبرنا به محمد والحسن بن هدية، قالا: حدثنا جعفر بن محمد ابن قولويه، قال: حدثنا اخي به) (1). المراد من قوله: (لم يسمع منه – الخ) انه لم يسمع منه الناس شيئا كثيرا لحداثة سنه وموته قبل الشيخوخة، والا فقد يأتي في الكتاب روايات المؤلف عنه. يروي عن سعد بن عبد الله، وعلي بن ابراهيم، ومحمد بن يحيى العطار، والحسن بن متوية بن السندي، واحمد بن ادريس. مشايخه: 1 – والده محمد بن قولويه، الذي هو من خيار اصحاب سعد بن عبد الله، واكثر الكشي النقل عنه في رجاله. 2 – اخوه علي بن محمد بن قولويه. 3 – أبو علي احمد بن ادريس بن احمد الاشعري القمي، الفقيه الجليل، وهو من اجلاء مشايخ الكليني، ويروي عنه ابنه الحسين وابن الوليد وابن ابي جيد ومحمد بن الحسين بن سفيان البزوفري وابو الحسين واحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري وعلي بن محمد بن قولويه والصفار وابو محمد الحسن بن حمزة العلوي، توفي سنة 306.


1 – رجال النجاشي: 262، الرقم: 685.

[ 10 ]

4 – أبو علي احمد بن علي بن مهدي بن صدقة الرقي بن هاشم بن غالب بن محمد بن علي الرقي الانصاري، الذي يروي عن ابيه عن الرضا (عليه السلام)، وسمع منه التلعكبري سنة 340. 5 – أبو الحسين احمد بن عبد الله بن علي الناقد. 6 – احمد بن محمد بن الحسن بن سهل. 7 – أبو القاسم جعفر بن محمد بن ابراهيم بن عبد الله بن موسى بن جعفر الموسوي العلوي، والظاهر انه المصري الذي اجاز عنه التلعكبري وسمع منه بمصر سنة 340. 8 – الحسن بن زبرقان الطبري. 9 – الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، يروي عنه عن ابيه عن الحسن بن محبوب. 10 – أبو عبد الله الحسين بن علي بن الزعفراني، حدثه بالري. 11 – أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عامر بن عمران بن ابي بكر الاشعري القمي الذي اكثر الكليني من الرواية عنه في الكافي، ويروي عنه محمد بن الحسن بن الوليد وعلي بن بابويه وابن بطة، وهو الراوي غالبا عن عمه عبد الله بن عامر. 12 – حكيم بن داود بن حكيم، يروي عن سلمة بن الخطاب. 13 – أبو عيسى عبيدالله بن الفضل بن محمد بن هلال الطائي البصري، يكني ابا عيسى المصري، خاصي، روي عنه التلعكبري، قال: سمعت منه بمصر سنة 341.


[ 11 ]

14 – أبو الحسن علي بن حاتم بن ابي حاتم القزويني، صاحب الكتب الكثيرة الجيدة المعتمدة، الذي روي عنه التلعكبري وسمع منه سنة 326. 15 – أبو الحسن علي بن الحسين السعد آبادي القمي، الذي يروي عنه الكليني والزراري وعلي بن بابويه ومحمد بن موسى بن المتوكل. 16 – أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، العالم الجليل المعروف. 17 – علي بن محمد بن يعقوب بن اسحاق بن عمار الصيرفي الكسائي الكوفي العجلي، المتوفى سنة 332، الذي روي عنه التلعكبري، وله منه اجازة، وسمع منه سنة 325. 18 – القاسم بن محمد بن علي بن ابراهيم الهمداني، وكيل الناحية المقدسة بهمدان بعد ابيه محمد الذي كان وكيلا بعد ابيه علي، وكلا مشكورون مشهورون، وكفاهم بها فخرا ومدحا. 19 – محمد بن احمد بن ابراهيم. 20 – أبو عبد الرحمان محمد بن احمد الحسين الزعفراني العسكري المصري، نزيل بغداد، واجاز عنه التلعكبري سنة 325. 21 – أبو الفضل محمد بن احمد بن ابراهيم بن سليمان الجعفي الكوفي، المعروف بالصابوني، وبابي الفضل الصابوني، صاحب كتاب الفاخر في الفقه، المنقول فتاويه في كتب الاصحاب.


[ 12 ]

22 – أبو عبد الله محمد بن احمد بن يعقوب بن اسحاق بن عمار (1). 23 – أبو القاسم محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن القرشي البزاز، المتولد سنة 233، المتوفى سنة 316، كما في رسالة ابي غالب الزراري، وفيها انه خال والد ابي غالب، وانه احد رواة الحديث ومشايخ الشيعة قال: وكان من محله في الشيعة انه كان الوافد عنهم الى المدينة عند وقوع الغيبة سنة 260، واقام بها سنة وعاد وقد ظهر له من امر الصاحب (عليه السلام) ما اضاح إليه. 24 – محمد بن الحسن بن الوليد، شيخ القميين وفقيههم. 25 – محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار. 26 – محمد بن الحسين بن مت الجوهري. 27 – الشيخ الجليل محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري القمي، صاحب المسائل التي ارسلها الى الحجة (عليه السلام) فأجابها، والتوقيعات بين السطور، رواها مسندا شيخ الطائفة في كتاب الغيبة. 28 – محمد بن عبد المؤمن المؤدب القمي الثقة، صاحب كتاب النوادر الذي فيه سبعمائة حديث. 29 – أبو الحسن محمد بن عبد الله بن علي الناقد. 30 – أبو علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب البغدادي، شيخ


1 – عنونه المحدث النوري في خاتمة المستدرك بعناوين ثلاثة: محمد بن احمد بن علي ابن يعقوب أبو عبد الله محمد بن احمد بن يعقوب بن اسحاق بن عمار أبو عبد الله محمد بن احمد بن يعقوب، ثم احتمل اتحاده مع سابقه بل اتحاد الثلاثة، وهو الصحيح.

[ 13 ]

الطائفة ووجيهها، المولود بدعأ العسكري (عليه السلام)، المتوفى سنة 332، وقد اكثر الرواية عنه التلعكبري، وسمع منه سنة 323، وهو مؤلف كتاب التمحيص. 31 – ثقة الاسلام الكليني رحمه الله. 32 – أبو محمد هارون بن موسى بن احمد بن سعيد بن سعد التلعكبري الشيباني، العظيم القدر والشأن والمنزلة الواسع الرواية العديم النظير، الذي جمع الاصول والمصنفات ولم يطعن عليه في شي، المتوفى سنة 385. وهؤلا من مشايخه الذين يأتي ذكرهم في هذا الكتاب، اما سائر مشايخه: 1 – احمد بن اصفهبذ (1). 2 – احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة (2). 3 – ابي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي (3). تلاميذه والرواة عنه: 1 – احمد بن عبدون (4).


1 – رجال الشيخ: 416، الرقم 6021، الفهرست 76، الرقم: 92. 2 – معالم العلماء: 30. 3 – خاتمة المستدرك: 531. 4 – رجال الطوسي: 418، الرقم: 6038، الفهرست: 92، الرقم: 141.

[ 14 ]

2 – احمد بن محمد بن عياش (1). 3 – الحسين بن احمد بن المغيرة (2). 4 – الحسين بن عبيد الله الغضائري (3). 5 – حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي (4). 6 – أبو الحسن علي بن بلال المهلبي (5). 7 – محمد بن محمد بن النعمان المفيد (6). 9 – ابن عزور (7). 10 – محمد بن سليم الصابوني، سمع منه بمصر (8). تنبيه: ذكر المحدث النوري في المستدرك انه من مشايخ محمد بن علي ابن الحسين، الشيخ الصدوق، ولم نجده في كتبه (9).


(1) كامل الزيارات: الباب: 88 (الهامش). 2 – كامل الزيارات: الباب 88 (الهامش). 3 – رجال الطوسي: 418، الرقم: 6038، الفهرست: 92 الرقم: 141، لسان الميزان 2: 125. 4 – رجال الطوسي: 420، الرقم: 6073. 5 – جامع الرواة 2: 429. 6 – رجال الطوسي: 418، الرقم: 6038، الفهرست: 92، الرقم: 141. 7 – رجال الطوسي: 418، الرقم: 6038. 8 – لسان الميزان 2: 125. 9 – ذكر الرباني الشيرازي رحمه الله ايضا في مقدمة معاني الاخبار عند عد تلاميذ =

[ 15 ]

نعم لا مانع من رواية الصدوق عنه بحسب الطبقة، فان جعفر بن محمد مات سنة 368 والصدوق مات سنة 381، فلا مانع من رواية الصدوق عنه بحسب الطبقة. مؤلفاته: ذكر الشيخ في الفهرست ان له تصانيف كثيرة على عدد كتب الفقه، وعد من كتبه فيه: (كتاب الجمعة والجماعة، كتاب الفطرة، كتاب الصرف، كتاب الوطي بملك اليمين، كتاب الرضاع، كتاب الاضاحي). وزاد النجاشي عليها: (كتاب الصلاة، كتاب الصداق، كتاب بيان حل الحيوان من محرمه، كتاب قسمة الزكاة، كتاب الحج، كتاب القضأ وآداب الاحكام، كتاب الشهادات، كتاب العقيقة، كتاب النسأ – لم يتمه). وذكر الشيخ والنجاشي: (كتاب مداراة الجسد)، واختص النجاشي بذكر: (كتاب قيام الليل، كتاب الورد، كتاب العدد في شهر رمضان، كتاب الرد على ابن داود في عدد شهر رمضان (1)، كتاب يوم


= الصدوق عن كتاب منية المريد: 111 و 140. 1 – اختلف قدماء الاصحاب في شهر رمضان، هل يمكن ان يكون تسعة وعشرين يوما على اليقين، أو انه ثلاثون لا ينقص ابد الابدين، فانهم كانوا مختلفين فيه، ومن القائلين بانه لا ينقص ابدا عن الثلاثين يوما الشيخ المفيد في كتاب لمح البرهان، نقلا عن شيوخه الشريف =

[ 16 ]

وليلة، كتاب تاريخ الشهور والحوادث فيها، كتاب النوادر). لم يقصد الشيخ والنجاشي استقصأ كتبه، مع نص الشيخ بانها على عدد كتب الفقه، ويؤيده ان الشيخ عنونه في رجاله قائلا: (صاحب مصنفات قد ذكرنا بعض كتبه في الفهرست) (1)، والنجاشي وان ذكر فاكثر لكنه لم يستقصها ايضا لقصور ما ذكره عن كثير من كتب الفقه وابوابه. فالمترجم من المؤلفين المكثرين، وان ذهب عنا شطر مهم من اسمأ كتبه. اما هذا الكتاب فقد ذكره الشيخ في الفهرست بعنوان جامع الزيارات، والنجاشي بعنوان كتاب الزيارات، والمراد منها كتاب كامل الزيارات، وهو اسمه الذي سماه به، وهو كتاب مشهور معروف بين الاصحاب، وقد حصل اتفاق المحدثين والرجاليين على نسبته الى المؤلف المترجم. قال في البحار: (وكتاب كامل الزيارة من الاصول المعروفة، واخذ


= الزكي ابي محمد الحسيني وابي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه وابي جعفر محمد بن علي ابن الحسنى بن بابويه (كما صرح به في الخصال) وابي عبد الله الحسين بن علي بن الحسين وابي محمد هارون بن موسى التلعكبري وردا على محمد بن احمد بن داود القمي، ثم رجع المفيد عن هذا القول في كتاب مصابيح النور وقال بمقالة محمد بن احمد بن داود القمي في ان شهر رمضان له اسوة بالشهور في الزيادة والنقصان، وكتب ابن قولويه في عدد شهر رمضان في هذا المضمار. 1 – رجال الشيخ: 418، الرقم: 6038.

[ 17 ]

منه الشيخ في التهذيب وغيره من المحدثين) (1)، وهو من مصادر الحر العاملي في الوسائل، وعده من الكتب المعتمدة التي شهد بصحتها مؤلفوها وغيرهم، وقامت القرائن على ثبوتها، وتواترت عن مؤلفيها، وعلمت نسبتها إليهم، بحيث لم يبق فيها شك ولا ريب، كوجودها بخطوط اكابر العلمأ، وتكرر ذكرها في مصنفاتهم وشهادتهم بنسبتها وموافقة مضامينها لروايات الكتب المتواترة. وبما ذكرناه تعرف ما حازه من الاهمية الكبري والثقة الاكيدة لدي الشيعة جمعأ، و ذلك لموقف صاحبه من الضبط ومحله من الصدق، ومكانته من السداد، ومقامه من الامانة. مكرمة للمؤلف: ذكر الراوندي في الخرائج والجرائح عنه مكرمة احببت نقلها، فقال ما هذا لفظه: ومنها (اي معجزات الامام صاحب الزمان (عليه السلام)): ما روي عن ابي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال: لما وصلت بغداد في سنة تسع (2) وثلاثين وثلاثمائة للحج، وهي


1 – البحار 1: 27. 2 – في البحار: (سبع)، لكن اتفقت كتب التاريخ ان القرامطة ردوا الحجر الاسود في سنة تسع وثلاثين، بعد ان اغتصبوه في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وكان مكثه عندهم اثنتين وعشرين سنة، راجع الكامل لابن الاثير 8: 486، النجوم الزاهرة 3: 301، العبر 2: 56، البداية والنهاية 11: 223، وغيرها، ونشا هذا التصحيف لتقارب كلمتي (سبع) و (تسع) في الرسم.

[ 18 ]

السنة التي رد القرامطة (1) فيها الحجر الى مكانه من البيت، كان اكبر همي الظفر بمن ينصب الحجر، لانه يمضي في اثنأ المتب قصة اخذه وانه ينصبه في مكانه الحجة في الزمان، كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين (عليه السلام) في مكانه فاستقر. فاعتللت علة صعبة خفت منها على نفسي، ولم يتهيأ لي ما قصدت له، فاستنبت المعروف بابن هشام واعطيته رقعة مختومة، اسأل فيها عن مدة عمري وهل تكون المنية في هذه العلة ام لا، وقلت: همي ايصال هذه الرقعة الى واضع الحجر في مكانه واخذ جوابه وانما اندبك لهذا. قال: فقال المعروف بابن هشام: لما حصلت بمكة وعزم على اعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث اري واضع الحجر في مكانه، واقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس، فكلما عمد انسان لوضعه اضطرب ولم يستقم، فاقبل غلام اسمر اللون حسن الوجه، فتناوله ووضعه في مكانه فاستقام، كأنه لم يزل عنه، وعلت لذلك الاصوات، وانصرف خارجا من الباب، فنهضت من مكاني اتبعه، وادفع الناس عني يمينا وشمالا، حتى ظن بي الاختلاط في العقل، والناس يفرحون لي، وعيني لا تفارقه، حتى انقطع عن الناس،


1 – القرامطة هم فرقة من الشيعة الاسماعيلية المباركية، وقالوا بان الامام بعد جعفر الصادق (عليه السلام) هو محمد بن اسماعيل بن جعفر، وهو الامام القائم المهدي، وهو رسول وهو حي لم يمت، وانه في بلاد الروم، وانه من اولي العزم، انشاؤوا دولتهم في البحرين ثم توسعوا غربا حتى وصلوا بلاد الشام سنة 288، راجع معجم الفرق الاسلامية: 192.

[ 19 ]

فكنت اسرع السير خلفه وهو يمشي على تؤده (1) ولا ادركه. فلما حصل بحيث لا احد يراه غيري، وقف والتفت الي فقال: هات ما معك، فناولته الرقعة، فقال من غير ان ينظر فيها: قل له: لا خوف عليك في هذه العلة ويكون ما لا بد منه بعد ثلاثين سنة (2). قال: فوقع على الزمع (3) حتى لم اطق حراكا، وتركني وانصرف. قال أبو القاسم: فأعلمني بهذه الجملة، فلما كان سنة تسع (4) وستين اعتل أبو القاسم فاخذ ينظر في امره وتحصيل جهازه الى قبره وكتب وصيته واستعمل الجد في ذلك، فقيل له: ما هذا الخوف ونرجو ان يتفضل الله تعالى بالسلامة، فما عليك مخوفة، فقال: هذه السنة التي خوفت فيها، فمات من علته (5) وفاته ومدفنه: ارخ سنة وفاته الشيخ في رجاله (6) بانها وقعت سنة 368، وتبعه ابن


1 – اي ترزن وتاني وتمهل. 2 – اي في سنة: 369 كما ياتي عن العلامة في الخلاصة، حيث تقدم اثبات تاريخ رد الحجر الاسود الى مكانه سنة: 339، راجع ما ذكرنا قبيل هذا. 3 – زمع: دهش، وخاف وارتعد، وفي البحار: الدمع. 4 – في البحار: سبع، ومر فيما سبق ما يرتبط به. 5 – الخرائج 1: 475 عنه كشف الغمة 2: 502، البحار 52: 58، 99: 226، اثبات الهداة 7: 346، مدينة المعاجز: 614، الرقم: 93 فرج المهموم: 255. 6 – رجال الطوسي: 418، الرقم: 6038.

[ 20 ]

حجر في لسان الميزان (1)، وقال العلامة في الخلاصة ان وفاته في سنة 369 (2)، ومر رواية الراوندي في كتابه في قصة فيها مكرمة للامام الثاني عشر (عليه السلام) ان وفاته وقعت في سنة 369. اما مدفنه: فهو مدفون بالكاظمية في الرواق الشريف، وفي محاذاة تلميذه الشيخ المفيد. كلمة حول توثيق مشايخ المؤلف: ذكر المؤلف في اول كتابه هذا: (وأنا مبين لك – أطال الله بقاك – ما اثاب الله به الزائر لنبيه واهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين، بالاثار الواردة عنهم: (عليهم السلام)…. ولم اخرج فيه حديثا روي عن غيرهم إذا كان فيما روينا عنهم من حديثهم صلوات الله عليهم كفاية عن حديث غيرهم، وقد علمنا انا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى ولا في غيره، لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من اصحابنا رحمهم الله برحمته، ولا اخرجت فيه حديثا روي عن الشذاذ من الرجال، يؤثر ذلك عنهم عن المذكورين غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث والعلم). فهم بعض العلمأ من عبارته توثيق كل من ذكر في اسانيد كتابه، بل كونهم من المشهورين بالحديث والعلم، وفهم بعض من عبارته توثيق مشايخه بلا واسطة، وحيث ان هذا المبنى يجري في موارد اخري


1 – لسان الميزان 2: 125. 2 – الخلاصة: 88، الرقم 189..

[ 21 ]

ويبتني عليه توثيق كثير من الرواة، نذكر هنا ما قيل في اثبات هذا المعنى مع كلام منا فيه، فنقول وبالله نستعين: وثاقة الرواة تثبت باخبار الثقة، ولا يفرق في ذلك بين ان يشهد الثقة بوثاقة شخص معين بخصوصه، أو ان يشهد بوثاقته في ضمن جماعة، فان العبرة انما هي بالشهادة بالوثاقة، سوأ أكانت الدلالة مطابقية ام تضمنية. لا اشكال في هذا الامر بل البحث كل البحث كشف التوثيقات العامة، فقد قيل بوجودها كثيرا، ومن هذ الموارد: اصحاب الصادق (عليه السلام) في رجال الشيخ، وقوع شخص في سند رواية رواها احد اصحاب الاجماع، رواية صفوان وابن ابي عمير واحمد ابن محمد بن ابي نصر عن شخص، الوقوع في سند محكوم بالصحة، وكالة الامام (عليه السلام)، شيخوخة الاجازة، مصاحبة المعصوم (عليه السلام)، تأليف كتاب أو اصل، ترحم احد الاعلام، كثرة الرواية عن المعصوم (عليه السلام)، ذكر الطريق الى شخص في مشيخة الفقيه. الظاهر عدم اعتبار هذه التوثيقات العامة كما حقق في محله، ومن هذا القبيل قيل بتوثيق جميع مشايخ بعض المؤلفين الذين صرحوا بانهم لا يروون في كتابهم الا من الثقات، وهم عبارة عن: علي بن ابراهيم القمي في تفسيره، وابن قولويه في كامل الزيارات، والصدوق في المقنع، والنجاشي في رجاله، والطبري في بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وابن المشهدي في مزاره.


[ 22 ]

اما الصدوق فقد قال في اول كتابه المقنع: (وحذفت الاسناد منه لئلا يثقل حمله ولا يصعب حفظه ولا يمله قاريه، إذ كان ما ابينه فيه من الكتب الاصولية موجودا مبينا عن المشايخ العلمأ الفقهأ الثقات رحمهم الله). كلامه هذا قد يوهم انه شهادة اجمالية من الشيخ الصدوق بوثاقة رواة ما ذكره في كتابه، فلا بد وان يعامل معه معاملة الخبر الصحيح، ولكن ذلك خلاف الواقع، فان الشيخ الصدوق لا يريد بذلك ان رواة ما ذكره في كتابه ثقات الى ان يتصل بالمعصوم (عليه السلام)، وانما يريد بذلك ان مشايخه الثقات قد رووا هذه الروايات، وهو يحكم بصحة ما رواه الثقات الفقهأ واثبتوه في كتبهم. والذي يدل عليه ان الصدوق وصف المشايخ بالعلمأ الفقهأ الثقات، وقل ما يوجد ذلك في الروايات في تمام سلسلة السند، فكيف يمكن ادعأ ذلك في جميع ما ذكره في كتابه. اما الطبري فقد قال في ديباجة كتاب بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله): (ولا اذكر فيه الا المسند من الاخبار عن المشايخ الكبار والثقات الاخيار). فقد مر ما فيه، على انه من المتأخرين، ولا عبرة بتوثيقاتهم لغير من يقرب عصرهم من عصره، لان هذه التوثيقات مبنية على النظر والحدس، فلا يترتب عليها اثر. اما ابن المشهدي، فقد قال في اول مزاره: (فاني قد جمعت في كتابي هذا من فنون الزيارات للمشاهد، وما ورد في الترغيب في المساجد المباركات والادعية المختارات، وما يدعي به عقيب الصلوات، وما


[ 23 ]

يناجي به القديم تعالى من لذيذ الدعوات والخلوات، وما يلجأ إليه من الادعية عند المهمات، مما اتصلت به ثقات الرواة الى السادات…). فقد مر ما فيه، مع انه ايضا من المتأخرين. اما النجاشي فقد شهد بوثاقة جماعة – على نحو الاجمال – فانه يظهر منه توثيق جميع مشايخه، قال قدس سره في ترجمة احمد بن محمد بن عبيدالله بن الحسن الجوهري: (رأيت هذا الشيخ وكان صديقا لي ولوالدي وسمعت منه شيئا كثيرا، ورأيت شيوخنا يضعفونه فلم أرو عنه شيئا وتجنبته…) (1). وقال في ترجمة محمد بن عبد الله بن محمد بن عبيدالله بن البهلول: (وكان في اول أمره ثبتا ثم خلط، ورأيت جل اصحابنا يغمزونه ويضعفونه… رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيرا ثم توقفت عن الرواية عنه الا بواسطة بيني وبينه). (2) ولاشك في ظهور ذلك في انه لا يروي عن ضعيف بلا واسطة، فيحكم بوثاقة جميع مشايخه. هذا، وقد يقال: انه لا يظهر من كلامه الا انه لا يروي بلا واسطة عمن غمز فيه اصحابنا أو ضعفوه، ولا دلالة فيه على انه لا يروي عمن لم يثبت ضعفه ولا وثاقته، إذا لا يمكن الحكم بوثاقة جميع مشايخه. ولكنه لا يتم، فان الظاهر من قوله: (ورأيت جل اصحابنا…)، ان الرؤية اخذت طريقا الى ثبوت الضعف، ومعناه انه لا يروي عن الضعيف بلا واسطة، فكل من روي عنه فهو ليس بضعيف، فيكون ثقة لا محالة.


1 – رجال النجاشي: 85، الرقم: 207. 2 – رجال النجاشي: 396، الرقم: 1059.

[ 24 ]

وبعبارة واضحة انه فرع عدم روايته عن شخص برؤيته ان شيوخه يضعفونه، ومعني ذلك ان عدم روايته عنه مترتب على ضعفه، لا على التضعيف من الشيوخ، ولعل هذا ظاهر. وهذا الذي ذكرناه هو المهم من التوثيقات العامة، كما ذكر النجاشي في ترجمة عبيدالله بن علي بن ابي شعبة الحلبي: (ان آل ابي شعبة بيت بالكوفة وهو ثقات جميعا) (1)، وفي ترجمة محمد بن الحسن بن ابي سارة: (ان بيت الرواسي كلهم ثقات) (2)، وكما ذكر الشيخ في ترجمة علي بن الحسن الطاطري ان من روي عنه علي بن الحسن الطاطري في كتبه يوثق به وبروايته (3).. اما علي بن ابراهيم، فقد قال في مقدمة تفسيره: (ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهي الينا من مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم…). فقد قيل بان في هذا الكلام دلالة ظاهرة على انه لا يروي في كتابه هذا الا عن ثقة، بل استفاد صاحب الوسائل في الفائدة السادسة في كتابه في ذكر شهادة جمع كثير من علمائنا بصحة الكتب المذكورة وامثالها وتواترها وثبوتها عن مؤلفيها و ثبوت احاديثها عن اهل بيت العصمة (عليهم السلام)، ان كل من وقع في اسناد روايات تفسير علي بن ابراهيم المنتهية الى المعصومين (عليهم السلام)، قد شهد علي بن ابراهيم بوثاقته حيث قال: (وقد


1 – رجال النجاشي: 230، الرقم: 612. 2 – رجال النجاشي 324، الرقم: 883. 3 – الفهرست: 156 الرقم: 390.

[ 25 ]

شهد علي بن ابراهيم ايضا بثبوت احاديث تفسيره وانها مروية عن الثقات عن الائمة (عليهم السلام)). وذكر العلامة الخوئي بعد نقل كلام صاحب الوسائل: (ان ما استفاده قدس سره في محله، فان علي بن ابراهيم يريد بما ذكره اثبات صحة تفسيره وان رواياته ثابتة وصادرة من المعصومين (عليهم السلام)، وانها انتهت إليه بواسطة المشايخ والثقات من الشيعة، وعلى ذلك فلا موجب لتخصيص التوثيق بمشايخه الذين يروي عنهم علي بن ابراهيم بلا واسطة، كما زعمه بعضهم) (1). علي بن ابراهيم احد مشايخ الشيعة في اواخر القرن الثالث واوائل القرن الرابع، وكان من مشايخ الكليني، وقد اكثر في الكافي الرواية عنه، حتى بلغ روايته عنه 7068 موردا (2)، وقد وقع في اسناد كثير من الروايات تبلغ 7140 موردا (3). التفسير المنسوب إليه روائي، وربما جأت فيها انظار عن نفسه بقوله: (قال علي بن ابراهيم)، يروي التفسير عنه تلميذه أبو الفضل العباس ابن محمد بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر (عليهما السلام)، ومع الاسف انه لم يوجد لراوي التفسير ذكر في الاصول الرجالية، بل المذكور فيها ترجمة والده المعروف بمحمد الاعرابي وجده القاسم (4) فقط. اما العباس فقد ترجم في كتب الانساب، فهو مسلم عند النسابين،


1 – معجم رجال الحديث 1: 50. 2 – معجم رجال الحديث 18: 54. 3 – معجم رجال الحديث 11: 194. 4 – رجال الطوسي: 392 الرقم 5787.

[ 26 ]

اما التفسير الموجود ليس لعلي بن ابراهيم وحده، وانما هو ملفق مما أملاه علي بن ابراهيم على تلميذه ابي العباس، وما رواه التلميذ بسند خاص (1) عن ابي الجارود عن الباقر (عليه السلام) ان الراوي لهذا التفسير قد روى في هذا التفسير روايات عن عدة من مشايخه ابتدأ التفسير بما رواه علي بن ابراهيم، وساق الكلام بهذا الوصف الى الاية: 45 من سورة آل عمران، ولما وصل الى تفسير تلك الاية ادخل في التفسير ما أملاه الباقر (عليه السلام) لابي الجارود في تفسير القرآن، ثم ذكر سنده إليه. وبهذا تبين ان التفسير ملفق من تفسير علي بن ابراهيم وتفسير ابي الجارود، ولكل من التفسيرين سند خاص يعرفه كل من راجع هذا التفسير، ثم انه بعد ذلك ينقل عن علي بن ابراهيم كما ينقل عن مشايخه الاخر، الى آخر التفسير. وبعد هذا التلفيق كيف يمكن الاعتماد على ما ذكر في ديباجة الكتاب، لو ثبت كون الديباجة لعلي بن ابراهيم نفسه، فالاعتماد على هذا التفسير بعد هذا الاختلاط مشكل جدا، خصوصا مع ما فيها من الشذوذ في المتن. ثم ان الراوي روي في التفسير عن عدة من مشايخه، ذكرهم العلامة الطهراني في الذريعة (2)، مع انه لم يوجد رواية علي بن ابراهيم عن احد من


1 – الظاهر ان الرجل كان اماميا لكنه رجع عند ما خرج زيد بن علي، فمال إليه وصار زيديا، ونقل الكشي روايات في ذمه، غير ان الظاهر من الرويات التي نقلها الصدوق رجوعه الى مذهب الحق (معجم الرجال 7: 325). 2 – الذريعة 4: 302.

[ 27 ]

هؤلا في جميع رواياته المروية عنه في الكافي وغيره. اما كامل الزيارة، فقد قال مؤلفه في اول كتابه: (وقد علمنا انا لانحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى ولا في غيره، لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من اصحابنا رحمهم الله برحمته، ولا اخرجت فيه حديثا روي عن الشذاذ من الرجال، يؤثر ذلك عنهم عن المذكورين غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث والعلم). فقد قيل بان ظاهر العبارة واضحة الدلالة على انه لا يروي في كتابه رواية عن المعصوم، الا وقد وصلت إليه من جهة الثقات من اصحابنا رحمهم الله. قال صاحب الوسائل بعد ما ذكر شهادة علي بن ابراهيم بان روايات تفسيره ثابتة ومروية عن الثقات من الائمة (عليهم السلام): (وكذلك جعفر بن محمد بن قولويه، فانه صريح بما هو ابلغ من ذلك في اول مزاره). وقال العلامة الخوئي في معجمه بعد نقل عبارة الوسائل: (ان ما ذكره متين، فيحكم بوثاقة من شهد علي بن ابراهيم أو جعفر بن محمد بن قولويه بوثاقته، اللهم الا ان يبتلي بمعارض، وقد زعم بعضهم اختصاص التوثيق بمشايخه فقط، ولكنه خلاف ظاهر عبارته كما لا يخفي) (1). مؤلف هذا الكتاب – كما مر – احد اجلا الاصحاب في الحديث والفقه، وكتابه هذا من اهم كتب الطائفة واصولها المعتمد عليها في الحديث، ان ثبت دلالة كلام المؤلف على ما قال يعد كل من جاء في اسناد هذا الكتاب – وقد بلغ اربعمائة راو – من الثقات بشهادة الثقة العدل ابن قولويه.


1 – معجم رجال الحديث 1: 50.

[ 28 ]

بنى على هذا المبنى العلامة الرجالي أبو القاسم الخوئي قدس الله سره في معجمه، وصرح به في مواضع عديدة من كتابه، لكنه عدل عن هذا المبنى في أواخر عمره الشريف. استظهر المحدث النوري في مستدركه انه نص على توثيق كل من صدر بهم سند احاديث كتابه، لا كل من ورد في اسناد الروايات، وصرح بهذا الامر في موردين: الاول: في الفائدة الثالثة منه حيث قال: (ان المهم في ترجمة هذا الشيخ العظيم استقصأ مشايخه في هذا الكتاب الشريف، فان فيه فائدة عظيمة لم تكن فيمن قدمنا من مشايخ الاجلة، فانه رحمه الله قال في اول الكتاب – وقال بعد نقل عبارة ابن قولويه: – فتراه نصا على توثيق كل من روى عنه فيه، بل كونه من المشهورين في الحديث والعالم، ولا فرق في التوثيق بين النص على احد بخصوصه أو توثيق جمع محصورين بعنوان خاص، وكفى بمثل هذا الشيخ مزكيا ومعدلا) (1). الثاني: في الفائدة العاشرة منه حيث قال: (من جملة الامارات الكلية على الوثاقة كونها من مشايخ جعفر بن قولويه في كتابه كامل الزيارات) (2). الظاهر عدم صحة كلا القولين، وان كلام مؤلف الكتاب بنأ على التغليب – كما مر في قول الصدوق في المقنع – ولا يدل كلامه على توثيق شخص، ويمكن تأييد هذا المبنى بان المؤلف روى في كتابه هذا عن ليث ابن ابي سليم وهو عامي بلا اشكال، وعن علي بن ابي حمزة البطائني وعن الحسن بن علي بن ابي حمزة البطائني، وعن بعض امهات المؤمنين التي


1 – خاتمة المستدرك 3: 522. 2 – خاتمة المستدرك 3: 777.

[ 29 ]

لا يركن الى حديثها، وعن عمرو بن شمر، وضعف بعض هؤلاء مسلم عند الكل. صفوة القول: ثبوت الوثاقة بتوثيق عام وان كان امرا ممكنا اما لا دليل عليه الا ما قيل في حق مشايخ النجاشي في رجاله أو ما ورد في كلام النجاشي والشيخ – كما مر -، والله سبحانه هو العالم. منهجنا في التحقيق: انتهجت في تصحيح الكتاب وتحقيقه امورا: 1 – مما ينبغي التنبيه عليه في المقام انه يوجد نقلا عن تلميذ المؤلف: (الحسين بن احمد بن المغيرة) ثلاثة احاديث في الابواب: 82 و 88، وليس هذه الاحاديث من اصل الكتاب وانما ادرجه تلميذ المؤلف فيه، كما اشار إليه في ضمن نقلها، اما لم يتفطن المحدث الخبير العلامة المجلسي والمحدث الحر العاملي به وادرجوها في كتبهم نقلا عن الكامل، وانت خبير بانها من زيادات النساخ، ولاجل اشتهار الاحاديث ذكرناها في الهامش. اما حسين بن احمد بن المغيرة هو البوشنجي العراقي، وهو من مشايخ المفيد، فذكر للخبر الثالث طريقين، احدهما من غير طريق شيخه ابي القاسم، وهو ما رواه من طريق مزاحم بن عبد الوارث، ولم يذكر تمام السند، والطريق الاخر هو طريق شيخه ابن قولويه، وهذا ايضا يدل على انها من زيادات النساخ في اصل الكتاب. 2 – مقابلة النسخة المطبوعة مع النسختين: احدها: النسخة الخطية العتيقة، المحفوظة في مكتبة المجلس


[ 30 ]

الشورى الاسلامي بطهران، التي تقع في 231 ورقة، تاريخ كتابتها محرم الحرام سنة 1093 ه‍، وكاتبها محمد الشفيع الكرماني، والكتاب في مجموعة في ضمنها التوحيد للمفضل والرسالة الاهليجية. ثانيها: النسخة الخطية المحفوظة في مكتبة القدس الرضوي في المشهد المقدس على ساكنها آلاف التحية والثنأ، المرقمة برقم: 7861، التي تقع في 176 ورقة، وكاتبها السيد أبو القاسم النجفي. 3 – راجعنا في مقام التصحيح والمقابلة بعض الكتب الرجالية والحديثية، ونبهنا على الاختلافات بينها وما هو الاصح، مع التدليل عليه. 4 – زدنا في الحواشي بيانات موجزة في تفسير بعض الكلمات أو اللغات ووحدة بعض الروايات مع البعض الاخر، أو اختلافهم مع التدليل عليه، أو تنبيهات لازمة مربوطة لا يستغني عنها الباحث في كتب الرجال. 5 – وضعنا للاسمأ الموجودة في الكتاب ارقاما مسلسلة، وانتهينا الى (843)، ووضعنا ايضا ارقاما مسلسلة لكل باب. 6 – جعلنا في خاتمة الكتاب تسهيلا للباحثين فهرسا عاما للعناوين الواردة في الكتاب. نسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق و الرشاد، ونستمد منه العون والعصمة والسداد.


[ 31 ]

الصفحة الاولى من نسخة المجلس


[ 32 ]

الصفحة الاخيرة من نسخة المجلس


[ 33 ]

الصفحة الاولى من نسخة الاستانة الرضوية


[ 34 ]

الصفحة الاخيرة من نسخة الاستانة الرضوية


[ 35 ]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله اهل الحمد ووليه، والدال عليه والمجازي به، والمثيب عنه، حمدا يزيد ولا يبيد ولا ينفد، جل جلاله وعظم سلطانه، وتعالى مكانه، وتقدست اسماؤه، واتصلت آلاؤه، وتواضع كل شي لهيبته، وخضع كل شي لملكه وربوبيته، ولا يدرك الواصفون صفته، ولا تبلغ الاوهام كنه معرفته، فهو كما وصف نفسه الها واحدا، أحدا صمدا، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، واشهد ان محمدا عبده ورسوله، أعطاه الوسيلة، وشرفه بالفضيلة، واكرمه بالرسالة، وأيده بالدلالة، وابان به الاسلام، وفضله على جميع خلقه، من اهل سمائه وارضه، وبره وبحره، فضلا لا يسمو إليه أحد، ولا يبلغه واصف. وفضل به اهل بيته على جميع الانام، وجعلهم الحجج البالغة، وأيدهم بالامامة، وافترض طاعتهم على جميع من به دان، ولله وحد وبرسوله (صلى الله عليه وآله) اقر، وجعل فضلهم فضلا لا يصفه واصف، ولا يدركه ناعت، ولا يبلغ منتهاه ذو لب، ولا يطمع فيه طامع، فجعلهم نجوم الارض، يهتدى بهم من الضلالة، ويزيل بهم حيرة العمى، وجعلهم أوتاد الارض ان تميد باهلها.


[ 36 ]

وابان فضلهم على لسان نبيه (صلى الله عليه وآله)، وفرض على العباد مودتهم في كتابه الناطق، على لسان نبيه الصادق، حيث يقول جل من قائل: (قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى) (1)، فامر النبي (صلى الله عليه وآله) بحبهم، وحث على التقرب إليهم في برهم، وزيارتهم في حياتهم وبعد مماتهم، وجعل لذلك ثوابا وفضلا، لا تحيط به الاوهام، وما لا يحصيه الانام، ولا يبلغ وصف واصف منه التمام. ففعلت امته (صلى الله عليه وآله) ضد ما امر به الله ونبيه (صلى الله عليه وآله)، فقتلوا من امروا بمحبته، وشر دوا من امروا بطاعته، وجفوا من امروا بزيارته، واخافوا من قبل ذلك باحسن قبول، وقام به احسن قيام على مقدار طاقة الامكان وقدرة الزمان، وعادوهم على ذلك، ثم مع ذلك يرجون بانهم يوفقون للرشاد، وانهم مقيمون على السداد، مؤدون لما افترض عليهم بالليل والنهار، راجون شفاعة نبيهم يوم القرار، كلا بل نبيهم المخاصم لهم يوم المعاد، والطالب لهم بما فعلوا عند الثواب في يوم القيامة بين يدي رب الارباب، تبارك وتعالى عن ظلم العباد، وان ربك لبالمرصاد. وأنا مبين لك – أطال الله بقاك – ما اثاب الله به الزائر لنبيه واهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين، بالاثار الواردة عنهم (عليهم السلام)، على رغم من أنكر فضلهم ذلك، وجحده واباه وعادي عليه، وبالله استعين على ذلك، وعليه أتوكل، وهو حسبي في الامور كلها ونعم الوكيل.


1 – الشورى: 23.

[ 37 ]

وانما دعاني الى تصنيف كتابي هذا مسألتك، وترددك القول علي مرة بعد اخرى، تسألني ذلك، ولعلمي بما لي فيه من المثوبة والتقرب الى الله تبارك وتعالى، والى رسوله والى علي وفاطمة والائمة صلوات الله عليهم اجمعين والى جميع المؤمنين، ببثه فيهم، ونشره في اخواني المؤمنين على جملته. فأشغلت الفكر فيه وصرفت الهم إليه، وسألت الله تبارك وتعالى العون عليه حتى اخرجته وجمعته عن الائمة صلوات الله عليهم اجمعين من احاديثهم، ولم اخرج فيه حديثا روي عن غيرهم إذا كان فيما روينا عنهم من حديثهم صلوات الله عليهم كفاية عن حديث غيرهم، وقد علمنا انا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى ولا في غيره، لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من اصحابنا رحمهم الله برحمته، ولا اخرجت فيه حديثا روي عن الشذاذ من الرجال، يؤثر ذلك عنهم عن المذكورين غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث والعلم. وسميته كتاب كامل الزيارات وفضلها وثواب ذلك، وفصلته أبوابا، كل باب منه يدل على معنى لم اخرج فيه حديثا يدل على غير معناه، فيختلف على الناظر فيه والقاري له ولا يعلم ما يطلب وأني وكيف، كما فعل غيرنا من المصنفين، إذ جعلوا الباب بغير ما ضمنوه، فأخرجوا في الباب احاديثا لا تدل على معنى الباب، حتى ربما لم يكن في الباب حديثا يدل على معنى بين من الاحاديث التي لا تليق بترجمة الباب، ولا على شي منه.


[ 38 ]

والذي اردت بذلك التسهيل على من اراد حديثا منه قصد الباب الذي يريد الحديث فيه فيجده، ولئلا يمل الناظر فيه والقاري له، والمستمع لقرأته، و ليعلم ما خص الله به وليه من زائري قبر الحسين (عليه السلام) والسادة صلوات الله عليهم، ولتكثر الرغبة فيهم وفي زيارتهم صلوات الله عليهم، طلبا لما اعد الله جل وعز لهم من الثواب الجزيل والفوز العظيم. والله اسأل بما هو اهله وباحب اسمائه إليه ان يصلي على محمد وآله مكافاتي عليه ما املته فاردته، ان لا يحرمني من ذلك برحمته وجوده وكرمه، وصلى الله على محمد وآله الصفوة الاخيار الابرار عليهم السلام ورحمة الله وبركاته.


[ 39 ]

الباب (1) ثواب زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزيارة امير المؤمنين والحسن والحسين: [ 1 ] 1 – اخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي الفقيه، قال: حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله بن ابي خلف الاشعري، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد (1) البرقي، عن قاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: بينما الحسين بن علي (عليهما السلام) (2) في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذ رفع رأسه فقال له: يا ابة ما لمن زارك بعد موتك، فقال: يا بني من اتاني زائرا بعد موتي فله الجنة، ومن أتى اباك زائرا بعد موته فله الجنة، ومن أتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنة، ومن اتاك زائرا بعد موتك فله الجنة (3).


1 – في الموضع الثاني من التهذيب: محمد بن خلف، والصحيح ما اثبتناه، الموافق للموضع الاول منه والبحار والوسائل والوافي. 2 – في الموضع الاول من التهذيب: الحسن بن علي (عليهما السلام). 3 – عنه البحار 100: 142، الوسائل 14: 329. رواه الشيخ في التهذيب 6: 20 و 40، والمفيد في المقنعة: 72 مرسلا.

[ 40 ]

[ 2 ] 2 – عنه، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن اسباط، عن عثمان بن عيسى، عن المعلى بن ابي شهاب (1)، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال الحسين (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): ما جزاء من زارك، فقال: يا بني من زارني حيا أو ميتا أو زار اباك أو زار اخاك أو زارك، كان حقا علي ان ازوره يوم القيامة حتى اخلصه من ذنوبه (2). [ 3 ] 3 – حدثني ابي رحمه الله ومحمد بن يعقوب، عن احمد بن ادريس، عمن ذكره، عن محمد بن سنان، عن محمد بن علي، رفعه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي من زارني في حياتي أو بعد موتي، أو زارك في حياتك أو بعد موتك، أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما، ضمنت له يوم القيامة ان اخلصه من أهوالها وشدائدها، حتى اصيره معي في درجتي (3).


1 – كذا في النسخ، وفي الكافي: معلى ابي شهاب، وفي التهذيب والعلل: معلى بن شهاب. هذا، الرواية علي ما ذكره هنا مسندة، اما ذكرها في الكافي والتهذيب كذا: عن المعلى ابي شهاب قال: قال الحسين (عليه السلام) – الخ، وعليه كانت الرواية مرسلة، والظاهر وجود السقط فيهما، كما ذكره هنا وفي سائر المصادر. 2 – عنه البحار 100: 141، الوسائل 14: 326. رواه الكليني في الكافي 4: 548، والصدق في الفقيه 2: 345، وثواب الاعمال: 107 – و فيه: قال الحسن بن علي (عليهما السلام) – الامالي: 57، علل الشرايع: 460، والشيخ في التهذيب 6: 4، والطبري في بشارة المصطفي، الرقم: 495. 3 – عنه البحار 100: 142، الوسائل 14: 328. رواه في الكافي 4: 579، والفقيه 2: 346.

[ 41 ]

[ 4 ] 4 – حدثني محمد بن يعقوب، قال: حدثني عدة من اصحابنا، منهم احمد بن ادريس ومحمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن يحيى – وكان خادما لابي جعفر الثاني (عليه السلام) – عن بعض اصحابنا، رفعه الى محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من زارني أو زار احدا من ذريتي زرته يوم القيامة، فانقذته من اهوالها (1). [ 5 ] 5 – حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه الحسن، عن ابيه علي بن مهزيار، قال: حدثنا عثمان بن عيسى، عن المعلى ابن ابي شهاب، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال الحسين بن علي (عليهما السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا ابتاه ما جزأ من زارك، فقال (صلى الله عليه وآله): يا بني من زارني حيا أو ميتا، أو زار اباك، أو زار اخاك، أو زارك، كان حقا علي ان ازوره يوم القيامة فاخلصه من ذنوبه (2). الباب (2) ثواب زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) [ 6 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن ابان، عن السدوسي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):


1 – عنه البحار 100: 123، الوسائل 14: 331. 2 – عنه البحار 100: 141. مر مثله قبيل هذا، وذكرنا بعض الكلام فيه، وياتي مثله بعيد هذا.

[ 42 ]

من اتاني زائرا كنت شفيعه يوم القيامة (1). [ 7 ] 2 – حدثني محمد بن الحسن بن احمد رحمه الله، عن محمد ابن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابن ابي نجران، قال: قلت لابي جعفر الثاني (عليه السلام): جعلت فداك ما لمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) متعمدا (2)، قال: له الجنة (3). [ 8 ] 3 – حدثني جماعة من مشايخنا، عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن معاوية بن حكيم، عن عبد الرحمان بن ابي نجران، قال: سألت ابا جعفر (عليه السلام) عمن زار قبر النبي (صلى الله عليه وآله) قاصدا، قال: له الجنة (4). [ 9 ] 4 – حدثني جماعة من مشايخنا بهذا الاسناد، عن عبد الرحمان ابن ابي نجران، عن ابي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: قلت: ما لمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) متعمدا، قال: يدخله الله الجنة ان شأ الله (5).


1 – عنه البحار 100: 142، ياتي مثله بعيد هذا. رواه في الكافي 4: 548، والتهذيب 6: 4. رواه في قرب الاسناد: 65 عن مسعدة بن صدقة عن الصادق، عن ابيه، عن النبي (عليهم السلام) مع اختلاف. 2 – متعمدا، اي تكون مجيئه لمحض الزيارة لا لشئ آخر تكون الزيارة مقصودة بالتبع. 3 – عنه البحار 100: 143، الوسائل 14: 333. رواه في الكافي 4: 548، والتهذيب 6: 3، وفيهما: أبو جعفر (عليه السلام). 4 – عنه البحار 100: 143. 5 – عنه البحار 100: 143.

[ 43 ]

[ 10 ] 5 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن ابي بكر الحضرمي، قال (1): امرني أبو عبد الله (عليه السلام) ان اكثر الصلاة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما استطعت، وقال: انك لا تقدر عليه كلما شئت (2)، وقال لي: تأتي قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: نعم، فقال: اما انه يسمعك من قريب ويبلغه عنك إذا كنت نائيا (3). [ 11 ] 6 – وباسناده عن سيف بن عميرة، عن عامر بن عبد الله، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): اني زدت جمالي دينارين أو ثلاث، على ان يمر بي الى المدينة، فقال: قد احسنت ما ايسر هذا، تأتي قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتسلم عليه، اما انه يسمعك (4) من قريب ويبلغه عنك من بعيد (5). [ 12 ] (7) – حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن ابي نجران، قال: قلت لابي جعفر الثاني (عليه السلام): جعلت فداك ما لمن زار قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) متعمدا، قال: يدخله الله الجنة ان شأ الله (6).


1 – قد (خ ل). 2 – اي اغتنم المسجد والصلاة فيه، انه لا يتيسر لك اتيان هذا المسجد في كل وقت اردت، فان التوفيق عزيز والمانع عن الخير كثير. 3 – عنه البحار 100: 182، الوسائل 14: 338. 4 – ليسمعك (خ ل). 5 – عنه البحار 100: 182، الوسائل 14: 339. 6 – مر مثله في الرقم: 2، فراجع.

[ 44 ]

[ 13 ] (8) – حدثني محمد بن يعقوب، عن عدة من رجاله، عن احمد ابن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن ابي نجران، قال: قلت لابي جعفر الثاني (عليه السلام): جعلت فداك ما لمن زار قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) متعمدا، قال: له الجنة (1). [ 14 ] (9) – حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد ومحمد بن يعقوب، عن علي بن محمد بن بندار، عن ابراهيم بن اسحاق، عن محمد ابن سليمان الديلمي، عن ابي حجر الاسلمي (2)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أتى مكة حاجا ولم يزرني بالمدينة جفوته يوم القيامة، ومن زارني زائرا وجبت له شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة، ومن مات في احد الحرمين مكة أو المدينة لم يعرض الى الحساب، ومات مهاجرا الى الله، وحشر يوم القيامة مع اصحاب بدر 23. [ 15 ] 10 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن ابان، عن السدوسي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)،


1 – عنه البحار 100: 143، وقد مر مثله في هذا الباب. 2 – كذا في الكافي والمزار للمفيد والتهذيب، وفي المزار الكبير للمشهدي: ابي يحيى الاسلمي، وفي العلل: ابراهيم بن ابي حجر الاسلمي. والظاهر انه ابراهيم بن محمد بن ابي يحيى أبو اسحاق مولي اسلم، الذي عده الشيخ في رجاله: 156، الرقم: 1720، من اصحاب الصادق (عليه السلام). 3 – عنه البحار 100: 140، الوسائل 14: 334. رواه في الكافي 4: 548، علل الشرايع: 460، الفقيه 2: 338، التهذيب 6: 4.

[ 45 ]

قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اتاني زائرا كنت شفيعه يوم القيامة. [ 16 ] 11 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، قال: حدثني علي بن سيف، قال: حدثني الطفيل بن مالك النخعي (2)، قال: حدثني ابراهيم بن ابي يحيى المدني، عن صفوان بن سليم (3)، عن ابيه، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: من زارني في حياتي أو بعد موتي كان في جواري يوم القيامة (4). [ 17 ] 12 – وعنه، عن سلمة، عن علي بن سيف، قال: حدثني سليمان بن عمر النخعي، عن عبد الله بن الحسن، عن ابيه، عن علي بن ابي طالب (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من زارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي، وكنت له شهيدا وشافعا يوم القيامة (5). [ 18 ] 13 – وعنه، عن سلمة، عن جعفر بن بشير، عن ابان بن عثمان، عن السدوسي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أتاني زائرا كنت له شفيعا يوم القيامة (6). [ 19 ] 14 – وعنه، عن سلمة، قال: حدثني زيد بن ابي زيد الهروي،


1 – في الاصل: فضل بن مالك، ما اثبتناه من المزار الكبير، وهو الصحيح، لانه الطفيل ابن كالك بن مقداد النخعي، عده الشيخ في رجاله، الرقم: 3082 من اصحاب الصادق (عليه السلام). 2 – في التهذيب: صفوان بن سليمان. 3 – عنه البحار 100: 143، الوسائل 14: 334. رواه في التهذيب 6: 3 مسندا، اورده في المقنعة: 71 مرسلا. 4 – عنه البحار 100: 143. 5 – عنه البحار 100: 142، وقد مر مثله في الباب.

[ 46 ]

عن قتيبة بن سعيد، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اتاني زائرا في المدينة محتسبا كنت له شفيعا يوم القيامة. [ 20 ] 15 – حدثني جماعة من مشايخي رحمهم الله، عن محمد بن يحيى واحمد بن ادريس جميعا، عن سلمة، قال: حدثني بعض اصحابنا بهذا الحديث عن ابن ابي نجران، قال: قلت له: ما لمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) متعمدا، قال: يدخله الله الجنة (1). [ 21 ] 16 – حدثني ابي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن ابان، عن السدوسي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أتاني زائرا كنت شفيعه يوم القيامة (2). [ 22 ] (17) – حدثني أبو الفضل محمد بن احمد بن سليمان، عن موسى بن محمد بن موسى، عن محمد بن محمد الاشعث (3)، قال: حدثنا أبو الحسن موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر، قال: حدثنا ابي، عن ابيه، عن جده جعفر بن محمد، عن ابيه، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):


1 – عنه البحار 100: 143. 2 – عنه البحار 100: 142، وفيه: احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب بلا واسطة، وكلاهما صحيح. 3 – كذا في النسخ، والصحيح: محمد بن محمد بن الاشعث، فانه المعنون في كتب الرجال، عنونه الشيخ والنجاشي في رجاليهما.

[ 47 ]

من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر الي في حياتي، فان لم تستطيعوا فابعثوا الي السلام، فانه يبلغني (1). [ 23 ] 18 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن المعلى بن ابي شهاب، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال الحسين بن علي (عليهما السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أبتاه ما جزأ من زارك، فقال (صلى الله عليه وآله): يا بني من زارني حيا أو ميتا كان حقا علي ان ازوره يوم القيامة، واخلصه من ذنوبه (2). [ 24 ] 19 – حدثني ابي رحمه الله، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد باسناده مثله. [ 25 ] 20 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الفضيل بن يسار، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: ان زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعدل حجة مع رسول الله مبرورة (3). [ 26 ] 21 – وعنه، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن اسماعيل،


1 – عنه البحار 100: 144، الوسائل 14: 337. رواه المفيد في المقنعة: 71، والشيخ في التهذيب 6: 3. 2 – عنه البحار 100: 141، وقد مر مثله في الباب. 3 – عنه البحار 100: 144، الوسائل 14: 335، وفيه: جميل بن صالح عن ابي عبد الله (عليه السلام).

[ 48 ]

عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: كمن زار الله (1) في عرشه (2). الباب (3) زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) والدعأ عنده [ 27 ] 1 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن ايوب والحسين، عن صفوان وابن ابي عمير (3) جميعا، عن معاوية بن عمار، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل ان تدخلها، أو حين تريد ان تدخلها (4)، ثم تأتي قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فتسلم على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم تقوم عند الاسطوانة المقدمة من جانب القبر الايمن عند رأس القبر، وانت


1 – معناه هو ان لزائره (عليه السلام) من المثوبة والاجر العظيم والتبجيل في يوم القيامة كمن رفعه الله الى سمائه وادناه من عرشه الذي تحمله الملائكة واراه من خاصة ملائكته ما يكون به توكيد كرامته لا ما يظنه بعض من مقتضى التشبيه. 2 – عنه البحار 100: 144، الوسائل 14: 335. رواه في الكافي 4: 588، المقنعة: 71، التهذيب 6: 4. 3 – عن ابن ابي عمير (خ ل)، هذا مع انه مخلف لما ورد في الكافي والتهذيب، لا يمكن الحكم بصحته، مخالف لكلمة جميعا، ان رواية ابن ابي عمير عن صفوان لا يثبت في الكتب الاربعة. 4 – الترديد من الراوي، والمعنى: قبل ان تدخلها بزمان، أو حين تريد ان تدخلها بلا فصل، وفي الكافي والتهذيب: أو حين تدخلها، فالمراد بعد الدخول.

[ 49 ]

مستقبل القبلة ومنكبك الايسر الى جانب القبر ومنكبك الايمن مما يلي المنبر، فانه موضع رأس النبي (صلى الله عليه وآله) وتقول: اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، وان محمدا عبده ورسوله، واشهد انك رسول الله، وانك محمد بن عبد الله. واشهد انك قد بلغت رسالات ربك، ونصحت لا متك، وجاهدت في سبيل الله، وعبدت الله حتى اتاك اليقين بالحكمة والموعظة الحسنة، واديت الذي عليك من الحق، وانك قد رؤفت بالمؤمنين وغلظت على الكافرين، فبلغ الله بك افضل شرف محل المكرمين، الحمدلله الذي استنقذنا بك من الشرك والضلالة. اللهم اجعل صلواتك وصلوات ملائكتك المقربين وعبادك الصالحين وانبيائك المرسلين (1)، واهل السماوات والارضين، ومن سبح لك يا رب العالمين (2) من الاولين والاخرين على محمد عبدك ورسولك، ونبيك وامينك، ونجيك وحبيبك، وصفيك وخاصتك، وصفوتك وخيرتك من خلقك. اللهم واعطه الدرجة والوسيلة (3) من الجنة، وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون والاخرون.


1 – كذا، وفي بعض المصادر: انبيائك المرسلين وعبادك الصالحين. 2 – من سبح لرب العالمين (خ ل) 3 – في التهذيب: آته الوسيلة.

[ 50 ]

اللهم انك قلت: (ولو انهم إذ ظلموا انفسهم جأوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) (1)، واني اتيت نبيك مستغفرا تائبا من ذنوبي، واني اتوجه اليك بنبيك نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه واله)، يا محمد اني اتوجه بك الى الله ربي وربك ليغفر لي ذنوبي. وان كانت لك حاجة فاجعل قبر النبي (صلى الله عليه وآله) خلف كتفيك (2) واستقبل القبلة وارفع يديك، وسل حاجتك، فانه احرى ان تقضى ان شأ الله (3). [ 28 ] 2 – حدثني جعفر بن محمد بن ابراهيم الموسوي، عن عبد الله ابن نهيك، عن ابن ابي عمير، عن معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا فرغت من الدعأ عند القبر فأت المنبر وامسحه بيدك وخذ برمانتيه، وهما السفلاوان، وامسح وجهك وعينيك به، فانه يقال: انه


1 – النساء 64. 2 – قال المجلسي رحمه الله: (استدبار النبي (صلى الله عليه وآله) وان كان خلاف الادب لكن لا باس به إذا كان التوجه الى الله تعالى – كذا افاد والدي قدس سره، ويحتمل ان يكون المراد فالمراد بالقبر في الثاني الجدار الذي ادبر على القبر، فانه المكشوف والقبر مستور – والله العالم). 3 – عنه البحار 100: 150، الوسائل 14: 342. رواه في الكافي 4: 550 الفقيه 2: 338، التهذيب 6: 5.

[ 51 ]

شفأ للعين، وقم عنده فاحمد الله واثن عليه وسل حاجتك، فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما بين منبري وقبري روضة من رياض الجنة، وان منبري على ترعة من ترع الجنة، وقوائم المنبر رتب في الجنة – والترعة هي الباب الصغير (1). ثم تأتي مقام النبي (صلى الله عليه وآله) فصل فيه ما بدالك، فإذا دخلت المسجد فصل على محمد وآله، وإذا خرجت فافعل ذلك، واكثر من الصلاة في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) (2). [ 29 ] 3 – حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن احمد بن الحسين (3) العسكري، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه علي بن مهزيار، عن علي بن الحسين بن علي (4) بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب،


1 – عن الجزري: الترعة في الاصل الروضة على المكان المرتفع خاصة، فإذا كانت في المطمئن فهي روضة، وقال القتيبي: معناه ان الصلاة والذكر في هذا الموضع تؤديان الى الجنة فكأنه قطعة منها. 2 – عنه البحار 100: 151، الوسائل 14: 346، عنه صدره المستدرك 10: 195 وعجزه المستدرك 3: 426 و 10: 189، الظاهر ان التفسير من الرواة ويحتمل ان يكون من الامام (عليه السلام). رواه في الكافي 4: 553، التهذيب 6: 7. 3 – محمد بن احمد بن الحسن (خ ل)، وهو تصحيف، لانه محمد بن احمد بن الحسين الزعفراني، ياتي اسمه مكررا، عنونه الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم (عليهم السلام). 4 – علي بن الحسن بن علي (خ ل)، وهو تصحيف، لان الشيخ ذكره في رجاله كما اثبتناه في المتن، عنونه في الكافي: حسن بن علي بن عثمان بن علي بن حسين بن علي بن ابي طالب، كذا ايضا في الوسائل والمرآة، لكن في الوافي: الحسن بن علي بن عمرو بن علي بن الحسين =

[ 52 ]

عن علي بن جعفر بن محمد، عن اخيه ابي الحسن موسى بن جعفر، عن ابيه، عن جده:، قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقف علي قبر النبي (صلى الله عليه وآله) ويسلم عليه ويشهد له بالبلاغ، ويدعو بما حضره، ثم يسند ظهره الى المروة (1) الخضرأ الدقيقة العرض مما يلي القبر، ويلتزق بالقبر، ويسند ظهره الى القبر، ويستقبل القبلة، ويقول: اللهم اليك الجأت امري، والى قبر محمد صلى الله عليه واله عبدك ورسولك اسندت ظهري، والقبلة التي رضيت لمحمد صلى الله عليه واله استقبلت. اللهم اني اصبحت لا املك لنفسي خير ما ارجو لها، ولا ادفع عنها شر ما احذر عليها، واصبحت الا مور بيدك ولا فقير افقر مني، (اني لما انزلت الي من خير فقير) (2).


= ابن علي (عليه السلام). اما ما في الكافي لعله سهو، لانه لم تذكر كتب الانساب في اولاد السجاد (عليه السلام) من اسمه عثمان، نعم يوجد فيهم من اسمه عمر، وهو الاشرف. اما ما في الكامل فلعله ان الصحيح: الحسن، وهذا هو أبو الحسن علي العسكري الشاعر ابن ابي محمد الحسن الشجري ابن علي الاصغر ابن عمر الاشرف ابن الامام السجاد (عليه السلام)، ولم يكن لعلي الاصغر ولد اسمه الحسين، وانما اولاده: محمد وعبد الله وموسى وعمر الشجري، فعقب الاشرف من هؤلاء الثلاثة المتأخرين. 1 – المروة: حجارة صلبة تعرف بالصوان. 2 – القصص: 24.

[ 53 ]

اللهم اردني منك بخير، فلا راد لفضلك، اللهم اني اعوذ بك من ان تبدل اسمي، أو تغير جسمي، أو تزيل نعمتك عني. اللهم زيني بالتقوي، وجملني بالنعم، واغمرني بالعافية، وارزقني شكر العافية (1). [ 30 ] 4 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن ابي نجران والحسين بن سعيد وغير واحد، عن حماد بن عيسى، عن محمد بن مسعود قال: رأيت ابا عبد الله (عليه السلام) انتهى الى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوضع يده عليه وقال: اسأل الله الذي اجتباك واختارك وهداك وهدي بك، ان يصلي عليك. ثم قال: ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (2) (3) [ 31 ] 5 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى (4)، عن ابيه،


1 – عنه البحار 100: 153، المستدرك 10: 191. رواه في الكافي 4: 551، وياتي عنه بعيد هذا، عنه الوسائل 14: 342. 2 – الاحزاب: 56. 3 – عنه البحار 100: 155، المستدرك 10: 192. رواه في الكافي 4: 552، عنه الوسائل 14: 344. 4 – الحسن بن عبد الله عن محمد بن عيسى (خ ل)، وهو تصحيف، كما مر ذكره في الباب الثاني في الرقم: 10، وياتي اسمه مكررا.

[ 54 ]

عن ابراهيم بن ابي البلاد قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام): كيف تقول في التسليم على النبي (صلى الله عليه وآله)؟ قلت: الذي نعرفه ورويناه، قال: أو لا اعلمك ما هو افضل من هذا؟ قلت: نعم جعلت فداك، فكتب لي وانا قاعد عنده بخطه، وقرأه علي: إذا وقفت على قبره (صلى الله عليه وآله) فقل: اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، واشهد انك محمد بن عبد الله، واشهد انك رسول الله، واشهد انك خاتم النبيين، واشهد انك قد بلغت رسالة ربك، ونصحت لا متك، وجاهدت في سبيل ربك، وعبدته حتى اتاك اليقين، واديت الذي عليك من الحق. اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، ونجيبك وامينك، وصفيك وخيرتك من خلقك، افضل ما صليت على احد من انبيائك ورسلك. اللهم سلم على محمد وال محمد كما سلمت على نوح في العالمين، وامنن على محمد وال محمد كما مننت على موسي وهارون، وبارك على محمد وال محمد كما باركت على ابراهيم وال ابراهيم انك حميد مجيد، اللهم صل على محمد وال محمد، وترحم على محمد وال محمد. اللهم رب البيت الحرام، ورب المسجد الحرام، ورب الركن والمقام، ورب البلد الحرام، ورب الحل والحرام، ورب المشعر


[ 55 ]

الحرام، بلغ روح محمد (1) مني السلام (2). [ 32 ] 6 – حدثني محمد بن يعقوب الكليني، عن عدة من اصحابنا، عن سهل بن زياد، عن احمد بن محمد بن ابي نصر قال: قلت لابي الحسن (عليه السلام): كيف السلام على رسول الله عند قبره؟ فقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا امين الله. اشهد انك قد نصحت لا متك، وجاهدت في سبيل الله وعبدته مخلصا حتى اتاك اليقين، فجزاك الله افضل ما جزي نبيا عن امته، اللهم صل على محمد وال محمد افضل ما صليت على ابراهيم وال ابراهيم، انك حميد مجيد (3). سلام مولانا ابي الحسن موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله وسلامه عليه على جده رسول الله (صلى الله عليه وآله). [ 33 ] (7) – باسناده عن سهل، عن علي بن حسان، عن بعض اصحابنا، قال: حضرت ابا الحسن الاول (عليه السلام) وهارون الخليفة وعيسى بن جعفر وجعفر بن يحيى بالمدينة، وقد جاءوا الى قبر النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال هارون


1 – نبيك محمد (خ ل). 2 – عنه البحار 100: 155، المستدرك 10: 192. 3 – عنه البحار 100: 155. رواه في الكافي 552 4، التهذيب: 6: 6، عنهما الوسائل 14: 343.

[ 56 ]

لابي الحسن (عليه السلام): تقدم، فأبي، فتقدم هارون فسلم وقام ناحية، فقال عيسى بن جعفر لابي الحسن (عليه السلام) تقدم، فأبي، فتقدم عيسى بن جعفر فسلم ووقف مع هارون، فقال جعفر لابي الحسن (عليه السلام) تقدم، فأبى، فتقدم جعفر فسلم ووقف مع هارون، وتقدم أبو الحسن (عليه السلام) فقال: السلام عليك يا ابه، اسأل الله الذي اصطفاك واجتباك وهداك وهدي بك، ان يصلي عليك. فقال هارون لعيسي: سمعت ما قال؟ قال: نعم، فقال هارون: اشهد انه ابوه حقا (1). [ 34 ] 8 – حدثني محمد بن الحسن بن مهزيار، عن ابيه، عن جده علي بن مهزيار، عن علي بن الحسين العلوي بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليه السلام)، عن علي بن جعفر، عن اخيه موسى، عن ابيه، عن جده، قال: كان ابي علي بن الحسين (عليهما السلام) يقف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فيسلم عليه ويشهد له بالبلاغ ويدعو بما حضره، ثم يسند ظهره الى قبر النبي (صلى الله عليه وآله) الى المروة الخضرأ الدقيقة العرض مما يلي القبر، ويلتزق بالقبر ويسند ظهره الى القبر ويستقبل القبلة، فيقول: اللهم اليك الجأت امري، والى قبر نبيك محمد صلى الله عليه


1 – عنه البحار 48: 136، 100: 155، المستدرك 10: 193. رواه في الكافي 4: 553، التهذيب 6: 6 عنهما الوسائل 14: 344.

[ 57 ]

واله عبدك ورسولك اسندت ظهري، والقبلة التي رضيت لمحمد صلى الله عليه واله استقبلت. اللهم اني اصبحت لا املك لنفسي خير ما ارجو لها، ولا ادفع عنها شر ما احذر عليها، واصبحت الا مور بيدك ولا فقير افقر مني، (اني لما انزلت الي من خير فقير) (1). اللهم اردني منك بخير، ولا راد لفضلك، اللهم اني اعوذ بك من ان تبدل اسمي، أو تغير جسمي، أو تزيل نعمتك عني. اللهم زيني بالتقوي، وجملني بالنعم، واغمرني بالعافية، وارزقني شكر العافية (2). ما يجب ان يدعى به عند قبر سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) تخرج في المناسك. [ 35 ] (9) – حدثني علي بن الحسين، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن ابي عبد الله زكريا المؤمن، عن ابراهيم بن ناجية، عن اسحاق بن عمار قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): علمني تسليما خفيفا على النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: قل: اسأل الله الذي انتجبك واصطفاك، واختارك وهداك وهدي بك،


1 – القصص: 24. 2 – مر مثله في الرقم: 3 من الباب.

[ 58 ]

ان يصلي عليك صلاة كثيرة طيبة (1). [ 36 ] 10 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد ابن محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد وموسى بن عمر، عن احمد بن محمد بن ابي نصر، عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: قلت: كيف السلام على رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند قبره فقال: تقول: السلام على رسول الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا محمد بن عبد الله، السلام عليك يا خيرة الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا امين الله. اشهد انك رسول الله، واشهد انك محمد بن عبد الله، واشهد انك قد نصحت لا متك، وجاهدت في سبيل الله وعبدته حتى اتاك اليقين، فجزاك الله افضل ما جزى نبيا عن امته، اللهم صل على محمد وال محمد افضل ما صليت على ابراهيم وال ابراهيم، انك حميد مجيد (2). الباب (4) فضل الصلاة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وثواب ذلك [ 37 ] 1 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن


1 – عنه البحار 100: 155. 2 – عنه البحار 100: 156، المستدرك 10: 193.

[ 59 ]

محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى الساباطي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن الصلاة في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) هي مثل الصلاة بالمدينة، قال (عليه السلام): لا، لان الصلاة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بألف صلاة والصلاة بالمدينة مثل الصلاة في سائر الامصار (1). [ 38 ] 2 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله بن ابي خلف القمي الاشعري، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن القاسم البجلي، عمن حدثه، عن مرازم، قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام) عن الصلاة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلاة في مسجدي تعدل الف صلاة في غيره، وصلاة في المسجد الحرام تعدل الف صلاة في مسجدي، ثم قال: ان الله فضل مكة وجعل بعضها افضل من بعض، فقال: (واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى) (2)، وقال: ان الله فضل اقواما وأمر باتباعهم وأمر بمودتهم في الكتاب (3). [ 39 ] 3 – حدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع،


1 – عنه الوسائل 5: 281. رواه في التهذيب 3: 254. 2 – البقرة: 125. 3 – عنه الوسائل 14: 281.

[ 60 ]

عن ابيه اسماعيل، عن ابن مسكان، عن ابي الصامت، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): صلاة في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) تعدل عشرة آلاف صلاة (1). [ 40 ] 4 – حدثني جماعة مشايخي، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابراهيم بن مهزيار، عن اخيه علي، عن الحسين (2) بن سعيد، عن صفوان ابن يحيى وابن ابي عمير وفضالة بن ايوب جميعا، عن معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لابن ابي يعفور: اكثر من الصلاة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فانه (3) قال: صلاة في مسجدي هذا كألف صلاة في مسجد غيره الا المسجد الحرام، فان الصلاة في المسجد الحرام تعدل الف صلاة في مسجدي (4). [ 41 ] 5 – محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن سلمة. وحدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، عن علي ابن سيف، عن جميل بن دراج، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلاة في مسجدي تعدل الف صلاة في غيره (5).


1 – عنه الوسائل 14: 281. رواه في الكافي 4: 556. 2 – الحسن (خ ل)، وهو تصحيف، لان علي بن مهزيار انما يروي عن الحسين دون الحسن، مضافا ان الراوي في التهذيب ايضا الحسين. 3 – فان رسول الله (خ ل). 4 – رواه في التهذيب 6: 14، عنهما الوسائل 5: 280. 5 – عنه الوسائل 5: 282. رواه في التهذيب 6: 15 مع اختلاف عن جميل بن دراج.

[ 61 ]

[ 42 ] 6 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى الساباطي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن الصلاة في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) هل مثل الصلاة في المدينة، قال (عليه السلام): لا، لان الصلاة في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) بالف صلاة، والصلاة بالمدينة مثل الصلاة في سائر الامصار (1). [ 43 ] (7) – حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة، عن علي بن سيف، عن ابيه، عن داود بن فرقد، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلاة في مسجدي تعدل الف صلاة في غيره (2). [ 44 ] (8) – وعنه، عن سلمة، عن اسماعيل بن جعفر، عن بعض اصحابه، عن مرازم، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: صلاة في مسجد المدينة افضل من الف صلاة في غيره من المساجد (3). الباب (5) زيارة حمزة عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقبور الشهدأ [ 45 ] 1 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد الله (4) بن احمد، عن بكر بن صالح، عن عمرو بن هشام، عن رجل


1 – مر مثله في الرقم: 1 من الباب. 2 – عنه الوسائل 5: 282. 3 – عن الوسائل 5: 282. 4 – عبيد الله (خ ل)، وكلا التعبيرين عنه صحيح.

[ 62 ]

من اصحابنا، عنهم (عليهم السلام)، قال: ويقول عند قبر حمزة: السلام عليك يا عم رسول الله وخير الشهدأ، السلام عليك يا اسد الله واسد رسوله، اشهد انك جاهدت في الله ونصحت لرسول الله، وجدت بنفسك، وطلبت ما عند الله، ورغبت فيما وعد الله. ثم ادخل فصل، ولا تستقبل القبر عند صلاتك، فإذا فرغت من صلاتك فانكب على القبر وقل: اللهم صل على محمد وعلى اهل بيته، اللهم اني تعرضت لرحمتك بلزوقي بقبر عم نبيك صلواتك عليه وعلى اهل بيته لتجيرني من نقمتك وسخطك ومقتك، ومن الزلل في يوم تكثر فيه المعرات والا صوات، وتشتغل كل نفس بما قدمت، وتجادل كل نفس عن نفسها، فان ترحمني اليوم فلا خوف علي ولا حزن، وان تعاقب فمولاي له القدرة على عبده. اللهم فلا تخيبني اليوم، ولا تصرفني بغير حاجتي، فقد لزقت بقبر عم نبيك، وتقربت به اليك ابتغأ مرضاتك ورجاء رحمتك فتقبل مني، وعد بحلمك على جهلي، وبرأفتك على جناية نفسي، فقد عظم جرمي، وما اخاف ان تظلمني ولكن اخاف سوء الحساب. فانظر اليوم الى تقلبي على قبر عم نبيك صلواتك على محمد واهل بيته، فبهم فكني، ولا تخيب سعيي، ولا يهونن عليك ابتهالي، ولا تحجب منك صوتي، ولا تقلبني بغير حوائجي.


[ 63 ]

يا غياث كل مكروب ومحزون، يا مفرج عن الملهوف الحيران، الغريب الغريق، المشرف على الهلكة، صل على محمد وال محمد وانظر الي نظرة لا اشقي بعدها ابدا، وارحم تضرعي وغربتي وانفرادي، فقد رجوت رضاك وتحريت (1) الخير الذي لايعطيه احد سواك، ولا ترد املي (2). [ 46 ] 2 – وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن سلمة مثله. [ 47 ] 3 – وحدثني ابي، عن محمد بن يحيى واحمد بن ادريس جميعا، عن سلمة مثله. [ 48 ] 4 – حدثني محمد بن الحسن بن احمد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله بن هلال، عن عقبة، عن ابي عبد الله (عليه السلام) في حديث له طويل، قال: ثم مررت بقبر حمزة بن عبد المطلب فسلمت عليه، ثم مررت بقبور الشهدأ، فقمت عندهم فقلت: السلام عليكم يا اهل الديار، انتم لنا فرط وانا بكم لاحقون. ثم تأتي المسجد الذي في المكان الواسع الى جنب الجبل عن يمينك، حتى تدخل احد، فتصلي فيه، فعنده خرج النبي (صلى الله عليه وآله) الى احد


1 – تحري الامر: قصده وفضله. 2 – عنه البحار 100: 213، المستدرك 10: 198.

[ 64 ]

حيث لقي المشركين فلم يبرحوا حتى حضرت الصلاة فصلى فيه، ثم مر ايضا حتى ترجع فتصلي عند قبور الشهدأ ما كتب الله لك، ثم امض على وجهك حتى تأتي مسجد الاحزاب، فتصلي فيه، فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا فيه يوم الاحزاب وقال: يا صريخ المكروبين، ويا مجيب دعوة المضطرين، ويا غياث الملهوفين (1)، اكشف همي وكربي وغمي، فقد تري حالي وحال اصحابي (2). الباب (6) فضل اتيان المشاهد بالمدينة وثواب ذلك [ 49 ] 1 – حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه، عن جده علي بن مهزيار، عن الحسين (3) بن سعيد، عن صفوان بن يحيى وابن ابي عمير وفضالة بن ايوب جميعا، عن معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا تدع اتيان المشاهد كلها، مسجد قبا فانه المسجد الذي اسس


1 – مغيث الملهوفين (خ ل). 2 – عنه البحار 100: 214، الوسائل 14: 354. رواه في الكافي 4: 560، التهذيب 6: 17. 3 – في النسخ: الحسن، ما اثبتناه من البحار، وهو الصحيح، وقد تقدم وجهه.

[ 65 ]

على التقوي من اول يوم، ومشربة ام ابراهيم (1)، ومسجد الفضيخ (2)، وقبور الشهدأ، ومسجد الاحزاب، وهو مسجد الفتح (3)، وبلغني ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان إذا أتى قبور الشهدأ، قال: السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار. وليكن فيما تقول في مسجد الفتح: يا صريخ المكروبين، ويا مجيب دعوة المضطرين، اكشف عني غمي وكربي وهمي، كما كشفت عن نبيك (صلى الله عليه واله) همه وغمه وكربه، وكفيته هول عدوه في هذا المكان (4). [ 50 ] 2 – حدثني به محمد بن يعقوب وعلي بن الحسين جميعا، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن ابن ابي عمير – عن محمد بن يعقوب: وحدثني محمد بن اسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان ابن يحيى وابن ابي عمير -، عن معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): – وذكر مثله.


1 – المشربة: الغرفة والصفة وعن الفيروزآبادي: هو مسجد بقباء شمالي مسجد بني قريظة قريب من الحرة الشرقية في موضع يعرف بالدشت، وليس عليه بناء ولا جدار، وانما هو عريصة صغيرة بين نخيل – الخ. 2 – هذا المسجد يعرف بمسجد الشمس اليوم، وهو شرقي مسجد قباء على شفير الوادي مرضوم بحجارة سود، وهو مسجد صغير. 3 – مسجد الفتح مسجد على قطعة من جبل سلع من جهة الغرب، وغربية وادي بطحان. 4 – عنه البحار 100: 215. رواه في الكافي 4: 560، التهذيب 6: 17، عنهما الوسائل 5: 285 و 14: 353.

[ 66 ]

[ 66 ] 3 – حدثني ابي ومحمد بن عبد الله بن جعفر الحميري رحمه الله، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابراهيم بن مهزيار، عن اخيه علي بن مهزيار، عن الحسن (1)، عن عبد الله بن يحيى، عن حريز، عمن أخبره، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أتى مسجدي مسجد قبا فصلى فيه ركعتين رجع بعمرة (2). [ 52 ] 4 – حدثني جماعة من مشايخنا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابراهيم بن مهزيار، عن اخيه علي، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى وابن ابي عمير وفضالة بن ايوب جميعا، عن معاوية ابن عمار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لابن ابي يعفور: ولا تدعن ان تأتي المشاهد كلها، ومسجد قبا، فانه المسجد الذي اسس على التقوي من اول يوم، ومشربة ام ابراهيم، ومسجد الفضيخ، وقبور الشهدأ، ومسجد الاحزاب، وهو مسجد الفتح (3). [ 53 ] 5 – وروي عن بعضهم (عليهم السلام)، قال: إذا كان لك مقام بالمدينة ثلاثة ايام فاتم الصلاة، وكذلك ايضا بمكة، وان اقمت ثلاثة ايام فاتم الصلاة، وإذا كان لك مقام بالمدينة ثلاثة


1 – كذا في النسخ وفيما نقل عنه وياتي في الروايات الاتية ايضا، والصحيح: الحسين – كما تقدم وجهه، فتذكر. 2 – عنه البحار 100: 215. رواه في الفقيه 1: 148، عنه الوسائل 5: 286. 3 – عنه البحار 100: 215.

[ 67 ]

ايام صمت ثلاثة ايام، صمت يوم الاربعأ، وصل ليلة الاربعأ عند اسطوانة التوبة – وهي اسطوانة ابي لبابة التي كان ربط إليها نفسه حتى نزل عذره من السمأ – وتقعد عندها يوم الاربعأ، ثم تأتي ليلة الخميس التي تليها مما يلي مقام النبي (صلى الله عليه وآله)، فتقعد عندها ليلتك ويومك، وتصوم يوم الخميس، ثم تأتي الاسطوانة التي تلي مقام النبي (صلى الله عليه وآله) ليلة الجمعة، فتصلي عندها ليلتك ويومك وتصوم فيه يوم الجمعة. فان استطعت ان لا تتكلم بشئ في هذه الثلاثة ايام الا ما لا بد لك منه، ولا تخرج من المسجد الا لحاجة، ولا تنام في ليل ولا في نهار فافعل، فان ذلك مما تعد فيه الفضل (1)، ثم احمد الله في يوم الجمعة واثن عليه وصل على النبي وسل حاجتك. وليكن فيما تقول: اللهم ما كانت لي اليك من حاجة سارعت انا في طلبها والتماسها، أو حاجة لم اسرع (2)، سألتكها أو لم أسألكها، فاني اتوجه اليك بنبيك محمد (صلى الله عليه واله) نبي الرحمة في قضأ حوائجي، صغيرها وكبيرها (3). [ 54 ] 6 – حدثني جماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى، عن محمد


1 – في الليل ولا في النهار فافعل فانه افضل (خ ل). 2 – شرعت، اشرع (خ ل). 3 – عنه البحار 100: 157. روي في التهذيب 6: 16 نحوه عن الصادق (عليه السلام).

[ 68 ]

ابن الحسن الصفار، عن محمد بن عبد الله بن هلال، عن عقبة بن خالد، قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام) اني آتي المساجد التي حول المدينة فبايها ابدأ، قال: ابدأ بقبا فصل فيه واكثر، فانه اول مسجد صلى فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذه العرصة، ثم ائت مشربة ام ابراهيم فصل فيها، فانه مسكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومصلاه، ثم تأتي مسجد الفضيخ فصل فيه ركعتين، فقد صلى فيه نبيك، فإذا قضيت هذا الجانب فائت جانب احد، فابدأ بالمسجد الذي دون الحرة فصليت فيه، ثم مررت بقبر حمزة – والحديث طويل (1). الباب (عليه السلام) وداع قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) [ 55 ] 1 – حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه، عن جده علي، عن الحسن بن سعيد، عن صفوان بن يحيى وابن ابي عمير وفضالة، عن معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا اردت ان تخرج من المدينة فاغتسل، ثم ائت قبر النبي (صلى الله عليه وآله) بعد ما تفرغ من حوائجك، فودعه واصنع مثل ما صنعت عند دخولك، وقل:


1 – عنه البحار 100: 214، الوسائل 14: 354. رواه في الكافي 4: 560، التهذيب 6: 17.

[ 69 ]

اللهم لا تجعله اخر العهد من زيارة قبر نبيك، فان توفيتني قبل ذلك، فاني اشهد في مماتي على ما شهدت عليه في حياتي، ان لا اله الا انت وان محمدا عبدك ورسولك (1). [ 56 ] 2 – حدثني جماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد ابن محمد بن عيسى، عن الحسن بن فضال، عن يونس بن يعقوب، قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام) عن وداع قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: تقول: صلى الله عليك، السلام عليك لا جعله الله اخر تسليمي عليك (2). [ 57 ] 3 – وباسناده عن الحسن بن علي بن فضال، قال: رأيت ابا الحسن (عليه السلام) وهو يريد ان يودع للخروج الى العمرة، فاتى القبر من موضع رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد المغرب، فسلم على النبي (صلى الله عليه وآله) ولزق بالقبر ثم أتى المنبر، ثم انصرف حتى أتى القبر، فقام الى جانبه فصلى، والزق منكبه الايسر بالقبر قريبا من الاسطوانة التي دون الاسطوانة المخلقة التي عند رأس النبي (صلى الله عليه وآله)، فصلى ست ركعات أو ثمان ركعات في نعليه.


1 – عنه البحار 100: 158. رواه في الكافي 4: 563، التهذيب 6: 11 عنهما الوسائل 14: 358. اورده في الفقيه 2: 343 مع اختلاف. 2 – عنه البحار 100: 157، الوسائل 14: 359. رواه في الكافي 4: 563.

[ 70 ]

قال: فكان مقدار ركوعه وسجوده ثلاث تسبيحات أو اكثر، فلما فرغ من ذلك سجد سجدة اطال فيها السجود حتى بل عرقه الحصى، قال: وذكر بعض اصحابنا انه رآه ألصق خده بارض المسجد (1). الباب (8) فضل الصلاة في مسجد الكوفة ومسجد السهلة وثواب ذلك [ 58 ] 1 – حدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد بن احمد بن يحيى بن عمران، عن احمد بن الحسن، عن محمد بن الحسين، عن علي بن حديد، عن محمد بن سنان، عن عمرو بن خالد، عن ابي حمزة الثمالي، ان علي بن الحسين (عليهما السلام) أتى مسجد الكوفة عمدا من المدينة، فصلى فيه ركعتين، ثم جأ حتى ركب راحلته واخذ الطريق (2). [ 59 ] 2 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن سليمان مولى طربال (3) وغيره، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): نفقة درهم


1 – عنه البحار 100: 158، الوسائل 14: 359. رواه في عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 17. 2 – عنه البحار 100: 398، المستدرك 3: 405. رواه في التهذيب 3: 254، عنه وعن الكامل الوسائل 5: 254. 3 – سليمان بن مولى طربال (خ ل)، والصحيح ما اثبتناه، لانه الذي عنونه الشيخ والنجاشي في رجاليهما في اصحاب الصادقين (عليهما السلام).

[ 71 ]

بالكوفة تحسب بمائة درهم فيما سواه، وركعتان فيها تحسب بمائة ركعة (1). [ 60 ] 3 – حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ابراهيم بن محمد، عن الفضل بن زكريا، عن نجم بن حطيم، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: لو يعلم الناس ما في مسجد الكوفة لاعدوا له الزاد والراحلة من مكان بعيد، وقال: صلاة فريضة فيه تعدل حجة، وصلاة نافلة فيه تعدل عمرة (2). [ 61 ] 4 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عمن حدثه، عن عبد الرحمان بن ابي هاشم (3)، عن داود بن فرقد، عن ابي حمزة، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: صلاة في مسجد الكوفة، الفريضة تعدل حجة مقبولة، والتطوع فيه تعدل عمرة مقبولة (4).


1 – عنه البحار 100: 399، الوسائل 5: 285. 2 – عنه البحار 100: 399، الوسائل 5: 256. رواه في التهذيب 6: 32. 3 – في الوسائل: محمد بن عبد الرحمان بن ابي هاشم، والظاهر انه سهو، لان الروايات عنه كثيرة ولم نجد لمحمد بن عبد الرحمان رواية، وان كان الظاهر انه متحد مع عبد الرحمان بن محمد بن ابي هاشم، والشيخ عبر عنه بعبد الرحمان بن ابي هاشم، والنجاشي عبر عنه بعبد الرحمان بن محمد بن ابي هاشم، وذلك لان الروايات الكثير ة في الجوامع انما هي عن عبد الرحمان والروايات عن عبد الرحمان بن محمد قليلة جدا، فكيف يمكن الالتزام بان النجاشي ترك ترجمة من له كتاب وروايات كثيرة، وذكر من قلت رواياته. 4 – عنه البحار 100: 400، الوسائل 5: 259.

[ 72 ]

[ 62 ] 5 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد، عن ابيه، عن الحسن ابن محبوب، عن عبد الله بن جبلة، عن سلام بن ابي عمرة، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام) قال: النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي (صلى الله عليه وآله)، والفريضة فيه تعدل حجة مع النبي (صلى الله عليه وآله)، وقد صلى فيه الف نبي والف وصي (1). [ 63 ] 6 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن عمرو بن عثمان، عمن حدثه، عن هارون بن خارجة، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أتصلي الصلاة كلها في مسجد الكوفة، قلت: لا، قال: اما لو كنت بحضرته لرجوت ان لا تفوتني فيه صلاة، قال: وتدري ما فضله، قلت: لا، قال: ما من عبد صالح ولا نبي الا وقد صلى في مسجد كوفان، حتى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما اسري به قال له جبرئيل (عليه السلام): اتدري اين انت مقابل مسجد كوفان، فقال: استأذن ربك حتى اهبط فاصلي فيه، فاستأذن، فاذن له، فهبط، فصلى فيه ركعتين. وان الصلاة المكتوبة فيه تعدل بالف صلاة، وان النافلة فيه تعدل بخمسمائة صلاة، وان مقدمه لروضة من رياض الجنة، وان ميمنته روضة من رياض الجنة، وان ميسرته (2) روضة من رياض الجنة، وان


1 – رواه في التهذيب 6: 32، عنهما البحار 100: 400، الوسائل 5: 257. 2 – المراد بالميسرة في هذا الخبر ميسرة اصل المسجد، وفي الخبر الذي ياتي خارجه المتصل به، فان منازل الخلفاء كانت هناك.

[ 73 ]

مؤخره (1) روضة من رياض الجنة، وان الجلوس فيه بغير صلاة ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لاتوه ولو حبوا (2). (3) [ 64 ] (7) – حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار (4)، عن ابيه، عن جده علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن ظريف بن ناصح، عن خالد القلانسي (5)، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: صلاة في مسجد الكوفة بألف صلاة (6). [ 65 ] (8) – وبهذا الاسناد عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال:


1 – يمكن ان يكون المراد بميمنته الغري، وبمؤخره مشهد الحسين (عليه السلام). 2 – الحبو: المشي على اليدين والبطن. 3 – عنه البحار 100: 398، الوسائل 5: 253. رواه في الكافي 3: 490، وفيه: عمرو بن عثمان عن محمد بن عبد الله الخزاز، ورواه في التهذيب 6: 32 مرسلا. اورده البرقي في المحاسن 56، وفيه: عمرو بن عثمان الكندي عن محمد بن زياد عن هارون بن خارجة، والصدوق في اماليه: 315، وفيه، محمد بن الحسن بن هارون بن خارجة، والشيخ في اماليه 2: 43 عن ابن بابويه. ذكره ايضا في الغارات 2: 413، عنه المستدرك 3: 399 تفسير العياشي 2: 277، عنه المستدرك 3: 340، وفي جامع الاخبار: 82. 4 – في التهذيب: محمد بن الحسين بن علي بن مهزيار، وما في المتن هو الصحيح، راجع معجم الرجال 6، 51 5 – كذا ايضا في التهذيب، لكن في الكافي: خلاد القلانسي، والصحيح ما في المتن الموافق للتهذيب، راجع معجم الرجال 7: 44. 6 – عنه البحار 100: 400، الوسائل 5: 255. رواه في الكافي 4: 584، التهذيب 6: 33.

[ 74 ]

مكة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي، الصلاة فيها بمائة الف صلاة، والدرهم فيها بمائة الف درهم، والمدينة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي امير المؤمنين (عليه السلام)، الصلاة فيها بعشرة الاف صلاة، والدرهم فيها بعشرة الاف درهم، والكوفة حرم الله وحرم رسوله (صلى الله عليه وآله) وحرم امير المؤمنين علي (عليه السلام)، الصلاة في مسجدها بألف صلاة (1). [ 66 ] (9) – حدثني محمد بن الحسن بن مت الجوهري، عن محمد بن احمد بن يحيى، عن احمد بن محمد، عن ابي محمد، عن علي بن اسباط، عن بعض اصحابنا، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: حد مسجد السهلة الروحأ (2). [ 67 ] 10 – حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن محمد ابن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن علي بن اسباط مثله. [ 68 ] 11 – حدثني اخي علي بن محمد بن قولويه، عن احمد بن ادريس بن احمد (3)، عن عمران بن موسى، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمان بن كثير، عن ابي عبد الله (عليه السلام)،


1 – عنه البحار 100: 400. رواه في الفقيه 1: 147، التهذيب 6: 31، عنهما الوسائل 5: 256، ذكره في الكافي 4: 586 مع زيادة. 2 – عنه البحار 100: 440، المستدرك 3: 416. 3 – في البحار: اخي عن محمد بن قولويه عن احمد بن ادريس، والظاهر انه سهو، لان اخيه وابيه في طبقة واحدة وهما يرويان عن احمد بن ادريس، كما ياتي مكررا.

[ 75 ]

قال: سمعته يقول لابي حمزة الثمالي: يا ابا حمزة هل شهدت عمي ليلة خرج، قال: نعم، قال: فهل صلى في مسجد سهيل، قال: واين مسجد سهيل لعلك تعني مسجد السهلة، قال: نعم، قال: اما انه لو صلى فيه ركعتين ثم استجار الله لاجاره سنة. فقال له أبو حمزة: بأبي انت وامي هذا مسجد السهلة، قال: نعم فيه بيت ابراهيم الذي كان يخرج منه الى العمالقة، وفيه بيت ادريس الذي كان يخيط فيه، وفيه مناخ الراكب، وفيه صخرة خضرأ فيها صورة جميع النبيين (1)، وتحت الصخرة الطينة التي خلق الله عز وجل منها النبيين، وفيه المعراج (2)، وهو الفاروق الاعظم موضع منه (3)، وهو ممر الناس (4)، وهو من كوفان، وفيه ينفخ في الصور، واليه المحشر، يحشر من جانبه سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب. اولئك الذين افلج الله حججهم وضاعف نعمهم، فانهم المستبقون الفائزون القانتون، يحبون ان يدرأوا عن انفسهم المفخر، ويجلون بعدل الله عن لقائه، واسرعوا في الطاعة فعملوا وعلموا ان الله بما يعملون


1 – صور الانبياء (خ ل). 2 – لعل المراد ان النبي (صلى الله عليه وآله) لما نزل ليلة المعراج وصلى في مسجد الكوفة اتى هذا الموضع وعرج منه الى السماء أو المراد ان المعراج المعنوي يحصل فيه للمؤمنين. 3 – اي المعراج وقع من موضع منه، وهو المسمى بالفاروق، أو المراد ان في موضع منه يفرق القائم (عليه السلام) بين الحق والباطل، كما ورد في الخبر الاتي: ان فيها يظهر عدل الله. 4 – اي الى المحشر.

[ 76 ]

بصير، ليس عليهم حساب ولا عذاب يذهب الضغن يطهر المؤمنين، ومن وسطه سار جيل الاهواز وقد أتى عليه زمان وهو معمور (1). [ 69 ] 12 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن ابي عبد الله محمد بن ابي عبد الله الرازي الجاموراني، عن الحسين بن سيف بن عميرة، عن ابيه سيف، عن ابي بكر الحضرمي عن ابي جعفر (عليه السلام) (2)، قال: قلت له: اي بقاع الارض افضل بعد حرم الله عز وجل وحرم رسوله (صلى الله عليه وآله)، فقال: الكوفة يا ابا بكر هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين والاوصيأ الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا الا وقد صلى فيه، ومنها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده (3)، وهي منازل النبيين والاوصيأ والصالحين (4). [ 70 ] 13 – حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه، عن


1 – عنه البحار 100: 437، المستدرك 3: 415. 2 – عن ابي عبد الله (عليه السلام) (خ ل). 3 – يدل على ان بعد وفاته (عليه السلام) يكون قوام له في الارض، موافقا للاخبار الدالة على ان الائمة الذين يكرون في الرجعة يملكون الارض بعده، وهو مخالف للمشهور، ويمكن ان يكون المراد قوامه في حياته بعد انتقاله عن هذا البلد الى سائر البلدان، أو يكون المراد البعدية بحسب المرتبة – والله اعلم – عن البحار. 4 – عنه البحار 100: 440، الوسائل 5: 255، المستدرك 3: 416، روى عجزه في البحار 53: 148. رواه في التهذيب 6: 31 عن الكامل.

[ 77 ]

جده، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن سدير، قال: كنت عند ابي جعفر (عليه السلام) فدخل عليه رجل فسلم عليه وجلس، فقال أبو جعفر (عليه السلام): من اي البلاد انت، قال: فقال الرجل: انا من اهل الكوفة وانا لك محب موال، قال: فقال له أبو جعفر (عليه السلام): اتصلي في مسجد الكوفة كل صلواتك، قال: فقال الرجل: لا، فقال أبو جعفر (عليه السلام): انك لمحروم من الخير. قال: ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): اتغتسل كل يوم من فراتكم في كل يوم مرة، قال: لا، قال: ففي كل جمعة، فقال: لا، قال: ففي كل شهر، قال: لا، قال: ففي كل سنة، قال: لا، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): انك لمحروم من الخير. قال: ثم قال: أتزور قبر الحسين (عليه السلام) في كل جمعة، قال: لا، قال: ففي كل شهر، قال: لا، قال: ففي كل سنة، قال: لا، فقال أبو جعفر (عليه السلام): انك لمحروم من الخير (1). [ 71 ] 14 – حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه، عن جده علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن ابي عبيدة الحذأ، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): لا تدع يا ابا عبيدة الصلاة في مسجد الكوفة ولو أتيته حبوا، فان


1 – عنه البحار 100: 401، الوسائل 5: 259.

[ 78 ]

الصلاة فيه بسبعين صلاة في غيره من المساجد (1). [ 72 ] 15 – حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن احمد بن الحسين العسكري، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: الصلاة في مسجد الكوفة فرادي أفضل من سبعين صلاة في غيره جماعة. [ 73 ] 16 – وعنه، عن الحسن بن علي، عن ابيه علي بن مهزيار، عن ابيه، عن الحسين بن سعيد، عن ظريف بن ناصح، عن خالد القلانسي (3)، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: الصلاة في مسجد الكوفة بالف صلاة (4). [ 74 ] (17) – حدثني ابي ومحمد بن عبد الله جميعا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابراهيم بن مهزيار، عن اخيه علي، عن الحسن بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن فضيل الاعور، عن ليث بن ابي سليم، قال: استقبلته وقد صلى الناس العصر، فقال: اني لم اصل الظهر بعد فلا تحبسني وامض راشدا، قال: قلت له: لم اخرتها الى الساعة، قال:


1 – عنه البحار 100: 401، الوسائل 5: 259. 2 – عنه البحار 100: 397، الوسائل 5: 259. رواه في ثواب الاعمال: 50، عنه الوسائل 5: 239. 3 – في الوسائل: خلاد القلانسي، والصحيح ما في المتن لانه الوارد في الروايات وكتب الرجالية. 4 – عنه البحار 100: 400، الوسائل 5: 260.

[ 79 ]

كانت لي حاجة في السوق فأخرت الصلاة حتى اصلي في المسجد للفضل الذي بلغني فيه، قال: فرجعت فقلت: اي شئ رويت فيه، قال: أخبرني فلان عن فلان عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: عرج بي الى السمأ، واني هبطت الى الارض فاهبطت الى مسجد ابي نوح (عليه السلام) وابي ابراهيم وهو مسجد الكوفة، فصليت فيه ركعتين، قال: ثم قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان الصلاة المفروضة فيه تعدل حجة مبرورة، والنافلة تعدل عمرة مبرورة (1). [ 75 ] (18) – حدثني محمد بن الحسن بن مهزيار، عن ابيه، عن جده علي بن مهزيار، عن عثمان بن عيسى، عن محمد بن عجلان، عن مالك بن ضمرة الرواسي، قال: قال لي امير المؤمنين (عليه السلام): أتخرج الى المسجد (2) الذي في ظهر دارك تصلي فيه، فقلت له: يا امير المؤمنين ذاك مسجد تصلي فيه الناس (3)، فقال لي: يا مالك ذاك مسجد ما اتاه مكروب قط فصلى فيه فدعا الله الا فرج الله عنه واعطاه حاجته. فقال مالك: فو الله ما اتيته ولا صليت فيه، فلما كان ليلة اصابني امر اغتممت منه، فذكرت قول امير المؤمنين (عليه السلام) وقمت في الليل وانتعلت


1 – عنه البحار 100: 402، الوسائل 5: 260. 2 – يحتمل ان يكون المراد به مسجد السهلة أو غيره من المساجد المشرفة سوي المسجد الاعظم، اورده مؤلف المزار الكبير في فضل مسجد السهلة. 3 – النساء (خ ل).

[ 80 ]

فتوضأت وخرجت، فإذا على بابي مصباح فمر قدامي ومررت حتى انتهيت الى المسجد، فوقف بين يدي وكنت اصلي، فلما فرغت انتعلت وانصرفت فمر قدامي حتى انتهيت الى الباب، فلما ان دخلت ذهب، فما خرجت ليلة بعد ذلك الا وجدت المصباح على بابي وقضي الله حاجتي (1). [ 76 ] (19) – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد ابن محمد بن عيسى، قال: حدثني أبو يوسف يعقوب بن عبد الله من ولد ابي فاطمة، عن اسماعيل بن زيد مولى عبد الله بن يحيى الكاهلي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: جأ رجل الى امير المؤمنين (عليه السلام) وهو في مسجد الكوفة، فقال: السلام عليك يا امير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فرد عليه السلام فقال: جعلت فداك اني اردت المسجد الاقصي، فاردت ان اسلم عليك واودعك، فقال: اي شي اردت بذلك، فقال: الفضل جعلت فداك، قال: فبع راحلتك وكل زادك وصل في هذا المسجد، فان الصلاة المكتوبة فيه حجة مبرورة، والنافلة عمرة مبرورة، والبركة منه على اثني عشر ميلا، يمينه يمن ويساره مكر، وفي وسطه عين من دهن، وعين من لبن، وعين من مأ شرابا للمؤمنين، وعين من مأ طهرا للمؤمنين، منه سارت سفينة نوح، وكان فيه نسر ويغوث ويعوق،


1 – عنه البحار 100: 403، المستدرك 3: 445.

[ 81 ]

وصلى فيه سبعون نبيا وسبعون وصيا انا احدهم – وقال بيده في صدره – ما دعي فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج الا اجابه الله وفرج عنه كربه (1). الباب (9) الدلالة على قبر امير المؤمنين (عليه السلام) [ 77 ] 1 – حدثني ابي واخي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعا، عن سعد بن عبد الله بن ابي خلف، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن صفوان الجمال، قال: كنت وعامر بن عبد الله بن جذاعة الازدي عند ابي عبد الله (عليه السلام)، فقال: فقال له عامر: ان الناس يزعمون ان امير المؤمنين (عليه السلام) دفن بالرحبة، فقال: لا، قال: فأين دفن، قال: انه لما مات حمله الحسن (عليه السلام) فأتى به ظهر الكوفة قريبا من النجف، يسرة عن الغري، يمنة عن الحيرة، فدفن بين ذكوات بيض (2)،


1 – عنه البحار 100: 403، الوسائل 5: 271. رواه في الكافي 5: 261، التهذيب 6: 32. اقول: الاختلافات الواقعة في تلك الاخبار محمولة على اختلاف الصلوات والمصلين و نياتهم وحالاتهم، مع ان الاقل لا ينافي الاكثر الا بالمفهوم. 2 – الذكوة في اللغة: الجمرة الملتهبة فيمكن ان يكون المراد بالذكوات التلال الصغيرة المحيطة بقبرة (عليه السلام)، شبهها لضيائها وتوقدها عند شروق الشمس عليها، لما فيها من الدراري المضيئة بالجمرة الملتهبة، ولا يبعد ان يكون تصحيف دكاوات جمع دكاء وهو التل الصغير.

[ 82 ]

قال: فلما كان بعد ذهبت الى الموضع فتوهمت موضعا منه، ثم أتيته فأخبرته، فقال لي: أصبت رحمك الله – ثلاث مرات (1). (2) [ 78 ] 2 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن ابي عمير، عن الحسين الخلال، عن جده، قال: قلت للحسين بن علي (عليهما السلام): اين دفنتم امير المؤمنين (عليه السلام)، قال: خرجنا به ليلا حتى مررنا على مسجد الاشعث، حتى خرجنا الى ظهر ناحية الغري (3). [ 79 ] 3 – حدثني جماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى، عن احمد ابن محمد، عن ابن ابي عمير، عن القاسم بن محمد، عن عبد الله بن سنان، قال: اتاني عمر بن يزيد، فقال لي: اركب، فركبت معه، فمضينا حتى نزلنا منزل حفص الكناسي، فاستخرجه فركب معنا، فمضينا حتى اتينا الغري، فانتهينا الى قبر، فقال: انزلوا هذا القبر قبر امير المؤمنين (عليه السلام)، فقلنا له: من اين عرفت هذا، قال: اتيته مع ابي عبد الله (عليه السلام) حيث كان في الحيرة غير مرة، وخبرني انه قبره (4).


1 – اصبت اصبت ثلاث مرات، رحمك الله (خ ل). 2 – عنه البحار 100: 240 فرحة الغري: 24. 3 – عنه البحار 100: 240 فرحة الغري: 24. 4 – عنه البحار 100: 240، فرحة الغري: 24.

[ 83 ]

[ 80 ] 4 – حدثني ابي ومحمد بن يعقوب، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن يحيى بن زكريا، عن يزيد بن عمر بن طلحة، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) – وهو بالحيرة -: اما تريد ما وعدتك، قال: قلت: بلي – يعني الذهاب الى قبر امير المؤمنين (عليه السلام) -، قال: فركب وركب اسماعيل ابنه معه وركبت معهم، حتى إذا جاز الثوية (1)، وكان بين الحيرة والنجف عند ذكوات بيض نزل ونزل اسماعيل ونزلت معهم، فصلى وصلى اسماعيل وصليت، فقال لاسماعيل: قم فسلم على جدك الحسين بن علي (عليهما السلام)، فقلت: جعلت فداك أليس الحسين (عليه السلام) بكربلا، فقال: نعم ولكن لما حمل رأسه الى الشام سرقه مولى لنا فدفنه بجنب امير المؤمنين (عليه السلام) (2). [ 81 ] 5 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن جميعا، عن الحسن بن متيل، عن سهل بن زياد، عن ابراهيم بن عقبة، عن الحسن الخزاز الوشأ (3)، عن ابي الفرج، عن ابان بن تغلب، قال: كنت مع ابي عبد الله (عليه السلام) فمر بظهر الكوفة، فنزل وصلى ركعتين، ثم تقدم قليلا، فصلى ركعتين ثم سار قليلا، فنزل فصلى ركعتين، ثم قال:


1 – الثوية: موضع بالكوفة به قبر ابي موسى الاشعري والمغيرة بن شعبة – النهاية. 2 – عنه البحار 45: 178، 100: 240 فرحة الغري 24. رواه في الكافي 4: 571، عنه الوسائل 14: 400. 3 – في الكافي: عن الحسن الخزاز عن الوشاء ابي الفرج، وهو تصحيف.

[ 84 ]

هذا موضع قبر امير المؤمنين (عليه السلام)، قلت: جعلت فداك فما الموضعين الذين صليت فيهما، قال: موضع رأس الحسين (عليه السلام) وموضع منبر القائم (عليه السلام) (1). [ 82 ] 6 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن اسباط، رفعه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): انك إذا أتيت الغري رأيت قبرين، قبرا كبيرا وقبرا صغيرا، فاما الكبير فقبر امير المؤمنين، واما الصغير فرأس الحسين بن علي (عليهما السلام) (3). [ 83 ] (7) – وحدثني محمد بن عبد الله، عن محمد بن ابي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن الحسين بن يزيد، قال: حدثنا صفوان بن مهران، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قال: سار وانا معه من القادسية حتى اشرف على النجف، فقال: هو الجبل الذي اعتصم به ابن جدي نوح (عليه السلام)، فقال: (سآوي الى جبل يعصمني من المأ) (صلى الله عليه وآله) (3)، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه بالنجف: أيعتصم بك مني، فغاب في الارض وتقطع الى قطر (4) الشام، ثم قال: اعدل بنا، فعدلت.


1 – عنه البحار 100: 241، فرحة الغري: 21. رواه في الكافي 4: 571، الوسائل 14: 400. 2 – عنه البحار 100: 241، الوسائل 14: 402. 3 – هود: 43. 4 – القطر – بالضم وبضمتين – الناحية والجانب.

[ 85 ]

فلم يزل سائرا حتى أتى الغري، فوقف على القبر، فساق السلام من آدم على نبي نبي (عليهم السلام)، وانا اسوق معه، حتى وصل السلام الى النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم خر على القبر، فسلم عليه وعلا نحيبه، ثم قام فصلى اربع ركعات وصليت معه وقلت: يابن رسول الله ما هذا القبر، فقال: هذا قبر جدي علي بن ابي طالب (عليه السلام) (1). [ 84 ] (عليهما السلام) – حدثني محمد بن احمد بن علي بن يعقوب، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن ابيه، عن الحسن بن الجهم بن بكير، قال: ذكرت لابي الحسن (عليه السلام) يحيى بن موسى وتعرضه لمن يأتي قبر امير المؤمنين (عليه السلام)، وانه كان ينزل موضعا كان يقال به الثوية يتنزه إليه، الا وقبر امير المؤمنين (عليه السلام) فوق ذلك قليلا، وهو الموضع الذي روى صفوان الجمال ان ابا عبد الله وصفه له، قال له فيما ذكر: إذا انتهيت الى الغري ظهر الكوفة، فاجعله خلف ظهرك وتوجه الى نحو النجف، وتيامن قليلا، فإذا انتهيت الى الذكوات البيض والثنية امامه فذلك قبر امير المؤمنين (عليه السلام) وانا اتيته كثيرا، ومن اصحابنا من لا يرى ذلك ويقول: هو في المسجد، وبعضهم يقول: هو في القصر، فارد عليهم بان الله لم يكن ليجعل قبر امير المؤمنين (عليه السلام) في القصر في منازل الظالمين، ولم يكن يدفن في المسجد وهم يريدون ستره، فأينا أصوب، قال: انت اصوب منهم، اخذت بقول جعفر بن محمد (عليهما السلام).


1 – عنه البحار 100: 242.

[ 86 ]

قال: ثم قال لي: يا ابا محمد ما أري أحدا من اصحابنا يقول بقولك ولا يذهب مذهبك، فقلت له: جعلت فداك اما ذلك شي من الله، قال: اجل ان الله يوفق من يشأ ويؤمن عليه، فقل ذلك بتوفيق الله واحمده عليه (1). [ 85 ] (9) – وحدثني به محمد بن الحسن ومحمد بن احمد بن الحسين جميعا، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه علي، عن الحسن بن علي ابن فضال، عن الحسن بن الجهم بن بكير، قال: ذكرت لابي الحسن (عليه السلام) – وذكر الحديث بطوله (2). [ 86 ] 10 – حدثني محمد بن الحسن ومحمد بن احمد بن الحسين جميعا، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه علي بن مهزيار، قال: حدثني علي بن احمد بن اشيم، عن يونس بن ظبيان (3)، قال: كنت عند ابي عبد الله (عليه السلام) بالحيرة ايام مقدمه على ابي جعفر في ليلة صحيانة مقمرة، قال: فنظر الى السمأ، فقال: يا يونس اما تري هذه الكواكب ما احسنها، اما انها امان لاهل السمأ، ونحن امان لاهل الارض، ثم قال: يا يونس فمر باسراج البغل والحمار، فلما اسرجا، قال: يا يونس ايهما احب اليك البغل أو الحمار، قال: فظننت ان البغل احب إليه لقوته،


1 – عنه البحار 100: 242. 2 – عنه البحار 100: 242. 3 – أو عن رجل عن يونس (خ ل) يؤيد ما ذكرناه روايته عن يونس بلا واسطة، كما في التهذيب 3: 866.

[ 87 ]

فقلت: الحمار، فقال: احب ان تؤثرني به، قلت: قد فعلت فركب وركبت. ولما خرجنا من الحيرة، قال: تقدم يا يونس، قال: فأقبل يقول: تيامن تياسر، فلما انتهينا الى الذكوات الحمر، قال: هو المكان، قلت: نعم، فتيامن، ثم قصد الى موضع فيه مأ وعين فتوضأ، ثم دني من اكمة فصلى عندها، ثم مال عليها وبكى، ثم مال الى اكمة دونها، ففعل مثل ذلك، ثم قال: يا يونس افعل مثل ما فعلت، ففعلت ذلك. فلما تفرغت قال لي: يا يونس تعرف هذا المكان، فقلت: لا، فقال: الموضع الذي صليت عنده اولا هو قبر امير المؤمنين (عليه السلام)، والاكمة الاخرى رأس الحسين بن علي بن ابي طالب (عليه السلام)، ان الملعون عبيد الله ابن زياد لعنه الله لما بعث برأس الحسين (عليه السلام) الى الشام رد الى الكوفة فقال: اخرجوه عنها لا يفتن به اهلها، فصيره الله عند امير المؤمنين (عليه السلام)، فالرأس مع الجسد (1) والجسد مع الرأس (2). [ 87 ] 11 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب الزيات، عن الحسن بن محبوب، عن اسحاق بن جرير، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال:


1 – اي بعد ما دفن الراس هنا الحقه الله بالجسد، وانما يزار ويصلى هاهنا لكونه محلا للراس المقدس وقتا ما، ويحتمل على بعد ان يكون المراد ان جسد امير المؤمنين (عليه السلام) كالجسد لهذا الراس الشريف، فكان الراس لم يفارق الجسد، والله العالم – البحار. 2 – عنه البحار 100: 244، الوسائل 14: 402، ذكر عجزه في البحار 45: 178.

[ 88 ]

اني لما كنت بالحيرة عند ابي العباس كنت آتي قبر امير المؤمنين (عليه السلام) ليلا وهو بناحية نجف الحيرة الى جانب غري النعمان، فاصلي عنده صلاة الليل وانصرف قبل الفجر (1). [ 88 ] 12 – وعنه، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن صفوان ابن مهران، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن موضع قبر امير المؤمنين (عليه السلام)، قال: فوصف لي موضعه حيث دكادك الليل (2)، قال: فاتيته فصليت عنده، ثم عدت الى ابي عبد الله (عليه السلام) من قابل، فاخبرته بذهابي وصلاتي عنده، فقال: اصبت، فمكثت عشرين سنة اصلي عنده (3). [ 89 ] 13 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن احمد بن محمد بن ابي نصر، قال: سألت الرضا (عليه السلام) فقلت: أين موضع قبر امير المؤمنين (عليه السلام)، فقال: الغري، فقلت له: جعلت فداك ان بعض الناس يقولون: دفن في الرحبة، قال: لا، ولكن بعض الناس يقول: دفن بالمسجد (4).


1 – عنه البحار 100: 244، فرحة الغري: 28. 2 – الدكدك من الرمل ما تكبس واستوى، أو ما التبد منه بالارض، أو هي ارض فيها غلظ، ولا يبعد ان يكون الليل تصحيف الرمل، وهذا يؤيد كون الذكوات مصحف الدكاوات. 3 – عنه البحار 100: 242. 4 – عنه البحار 100: 242.

[ 89 ]

الباب (10) ثواب زيارة امير المؤمنين (صلى الله عليه وآله) [ 90 ] 1 – حدثني ابي ومحمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيشابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس، عن ابي وهب البصري، قال: دخلت المدينة فأتيت ابا عبد الله (عليه السلام)، فقلت: جعلت فداك اتيتك ولم ازر قبر امير المؤمنين (عليه السلام)، قال: بئس ما صنعت، لولا انك من شيعتنا ما نظرت اليك، الا تزور من يزوره الله تعالى مع الملائكة، ويزوره الانبياء ويزروه المؤمنين، قلت: جعلت فداك ما علمت ذلك، قال: فاعلم ان امير المؤمنين (عليه السلام) افضل عند الله من الائمة كلهم وله ثواب اعمالهم، وعلى قدر اعمالهم فضلوا (1). [ 91 ] 2 – حدثني محمد بن يعقوب، عن ابي علي الاشعري، عمن ذكره، عن محمد بن سنان. وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، قال: حدثني ابن سنان، قال: حدثني المفضل بن عمر، قال:


1 – عنه البحار 100: 257، الوسائل 14: 376. رواه في الكافي 4: 579، المقنعة: 71، التهذيب 6: 20، مصباح الزائر: 24.

[ 90 ]

دخلت على ابي عبد الله (عليه السلام)، فقلت: اني اشتاق الى الغري، قال: فما شوقك إليه، قلت له: اني احب ان ازور امير المؤمنين (عليه السلام) (1)، قال: فهل تعرف فضل زيارته، قلت: لا، يابن رسول الله فعرفني ذلك، قال: إذا أردت زيارة امير المؤمنين (عليه السلام) فاعلم انك زائر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن ابي طالب (عليه السلام)، قلت: ان آدم هبط بسرنديب (2) في مطلع الشمس وزعموا ان عظامه في بيت الله الحرام فكيف صارت عظامه بالكوفة. قال: ان الله تبارك وتعالى اوحى الى نوح (عليه السلام) وهو في السفينة ان يطوف بالبيت اسبوعا، فطاف بالبيت كما اوحى الله إليه، ثم نزل في المأ الى ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم، فحمل التابوت في جوف السفينة حتى طاف بالبيت ما شأ الله تعالى ان يطوف، ثم ورد الى باب الكوفة في وسط مسجدها، ففيها قال الله للارض: (ابلعي ماءك) (3) فبلعت ماءها من مسجد الكوفة كما بدأ الماء من مسجدها، وتفرق الجمع الذي كان مع نوح في السفينة، فاخذ نوح التابوت فدفنه في الغري. وهو قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما، وقدس عليه عيسى تقديسا، واتخذ عليه ابراهيم خليلا، واتخذ عليه محمدا


1 – اني احب المير المؤمنين (عليه السلام) واحب ان ازوره (خ ل). 2 – سرانديب: جزيرة في بحر الهند. 3 – هود: 44.

[ 91 ]

حبيبا، وجعله للنبيين مسكنا، والله ما سكن فيه احد بعد ابويه (1) الطاهرين آدم ونوح اكرم من امير المؤمنين (عليه السلام). فإذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فانك زائر الابأ الاولين ومحمدا (صلى الله عليه وآله) خاتم النبيين وعليا سيد الوصيين، فان زائره تفتح له ابواب السمأ عند دعوته، فلا تكن عن الخير نواما (2). [ 92 ] 3 – حدثني علي بن الحسين، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن عثمان بن عيسى (3)، عن المعلى بن ابي شهاب، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال الحسن لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا ابه ما جزأ من زارك، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بني من زارني حيا أو ميتا، أو زار اباك، كان حقا على الله عز وجل ان أزوره يوم القيامة فاخلصه من ذنوبه (4).


1 – آبائه (خ ل). 2 – عنه البحار 100: 258، الوسائل 14: 384. رواه في التهذيب 6: 22، مصباح الزائر: 41. 3 – علي بن ابراهيم عن عثمان بن عيسى (خ ل)، والصحيح ما اثبتناه، لان علي بن ابراهيم لا يروي عن عثمان بن عيسى بلا واسطة، بل روي عنه بواسطة ابيه، ورواياته عنه كثيرة. 4 – عنه البحار 100: 259.

[ 92 ]

الباب (11) زيارة قبر امير المؤمنين (صلى الله عليه وآله)، وكيف يزار، والدعأ عند ذلك [ 93 ] 1 – حدثني أبو علي احمد بن علي بن مهدي، قال: حدثني ابي علي مهدي بن صدقة الرقي، قال: حدثني علي بن موسى، قال: حدثني ابي موسى بن جعفر (عليهما السلام)، عن ابيه جعفر (عليه السلام)، قال: زار زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ووقف على القبر، فبكي ثم قال: السلام عليك يا امير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا امين الله في ارضه وحجته على عباده، اشهد انك جاهدت في الله حق جهاده، وعملت بكتابه، واتبعت سنن نبيه صلى الله عليه واله، حتى دعاك الله الى جواره، وقبضك إليه باختياره، والزم اعداءك الحجة في قتلهم اياك، مع ما لك من الحجج البالغة على جميع خلقه. اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك ودعائك، محبة لصفوة (1) اوليائك، محبوبة في ارضك وسمائك، صابرة على نزول بلائك، شاكرة لفواضل نعمائك، ذاكرة لسوابغ الائك، مشتاقة الى فرحة لقائك، متزودة التقوي ليوم جزائك، مستنة بسنن اوليائك،


1 – الصفوة: الخالصة.

[ 93 ]

مفارقة لا خلاق اعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك. ثم وضع خده على القبر، وقال: اللهم ان قلوب المخبتين اليك والهة (1)، وسبل الراغبين اليك شارعة، واعلام القاصدين اليك واضحة، وافئدة العارفين منك فازعة، واصوات الداعين اليك صاعدة، وابواب الا جابة لهم مفتحة، ودعوة من ناجاك مستجابة. وتوبة من اناب اليك مقبولة، وعبرة من بكى من خوفك مرحومة، والا عانة لمن استعان بك موجودة، والا غاثة لمن استغاث بك مبذولة، وعداتك (2) لعبادك منجزة. وزلل من استقالك (3) مقالة، واعمال العاملين لديك محفوظة، وارزاقك الى الخلائق (4) من لدنك نازلة، وعوائد المزيد لهم متواترة (5)، وذنوب المستغفرين مغفورة، وحوائج خلقك عندك مقضية، وجوائز السائلين عندك موفرة (6)، وعوائد المزيد إليهم واصلة، وموائد


1 – المخبتين: الخاشعين، والهة: متحيرة من شدة الوجد. 2 – عداتك: وعودك. 3 – استقالك: طلب صفحك. 4 – ارزاق الخلائق (خ ل). 5 – متواترة: متتابعة. 6 – موفورة (خ ل).

[ 94 ]

المستطعمين معدة، ومناهل الظمأ (1) مترعة (2). اللهم فاستجب دعائي، واقبل ثنائي، واعطني جزائي، واجمع بيني وبين اوليائي بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، انك ولي نعمائي، ومنتهى رجائي، وغاية مناي في منقلبي ومثواي. انت إلهي وسيدي ومولاي اغفر لا وليائنا، وكف عنا اعداءنا، واشغلهم عن اذانا، واظهر كلمة الحق واجعلها العليا، وادحض (3) كلمة الباطل واجعلها السفلى، انك على كل شي قدير (4). [ 94 ] 2 – حدثني محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله فيما ذكر من


1 – زيادة: لديك (خ ل). 2 – اترعه: ملاه. 3 – ادحض: ابطل وازال. 4 – عنه البحار 100: 264. اورد بهذا اللفظ وبغيره: الشيخ في مصباحه: 682 برواية جابر الجعفي عن الباقر (عليه السلام)، وابن المشهدي في المزار الكبير: 285، والسيد في مصباحه: 583، والشهيد في مزاره: 95، والكفعمي في مصباحه: 480 وفي البلد الامين: 495 جميعا عن الباقر، عن ابيه (عليهما السلام). ذكره ابن طاووس في فرحة الغري باسناده: 40 و 43. ذكره السيد بن طاووس في الاقبال 2: 273 كما في فرحة الغري، باسناده عن كتاب المسرة من كتاب مزار ابن ابي قرة. واخرجه في الوسائل 10: 306، البحار 100: 264، 102: 174 عن المصادر. اقول: قال السيد في الاقبال بعد ذكر الدعاء: (وقد زاره مولانا الصادق (عليه السلام) بنحو هذه الالفاظ من الزيارة تركنا ذكرها خوف الاطالة)، وقريب منه ما ذكره السيد عبد الكريم بن احمد ابن طاووس في فرحة الغري.

[ 95 ]

كتابه الذي سماه كتاب الجامع، روي عن ابي الحسن (عليه السلام) انه كان يقول عند قبر امير المؤمنين (عليه السلام): السلام عليك يا ولي الله، اشهد انك أنت أول مظلوم، وأول من غصب حقه، صبرت واحتسبت حتى أتاك اليقين، وأشهد أنك لقيت الله وأنت شهيد، عذب الله قاتليك بأنواع العذاب، وجدد عليه العذاب. جئتك عارفا بحقك، مستبصرا بشأنك، معاديا لا عدائك ومن ظلمك، ألقى على ذلك ربي ان شأ الله. يا ولي الله إن لي ذنوبا كثيرة فاشفع لي الي ربك، يا مولاي فان لك عند الله مقاما معلوما، وإن لك عند الله جاها وشفاعة، وقد قال الله تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) (1) (2) [ 95 ] 3 – ويقول عند قبر امير المؤمنين (عليه السلام) ايضا: الحمدلله الذي اكرمني بمعرفته ومعرفة رسوله صلى الله عليه واله ومن فرض الله طاعته، رحمة منه لي وتطولا منه علي بالا يمان، الحمدلله الذي سيرني في بلاده، وحملني على دوابه، وطوي لي البعيد ودفع عني المكروه، حتي ادخلني حرم اخي رسوله وارانيه في عافية.


1 – الانبياء: 28. 2 – ياتي ذكره في آخر الباب ونذكر هناك بعض الكلام فيه.

[ 96 ]

الحمدلله الذي جعلني من زوار قبر وصي رسول الله صلى الله عليه واله، الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله، اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، واشهد ان محمدا عبده ورسوله، جأ بالحق من عنده، واشهد ان عليا عبد الله واخو رسوله. اللهم عبدك وزائرك يتقرب اليك بزيارة قبر اخي رسولك، وعلى كل مأتي حق لمن اتاه وزاره، وانت خير مأتي واكرم مزور. واسألك يا الله، يا رحمان يا رحيم، يا جواد، يا واحد يا أحد، يا فرد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، أن تصلي على محمد وأهل بيته، وأن تجعل تحفتك اياي من زيارتي في موقفي هذا فكاك رقبتي من النار، واجعلني ممن يسارع في الخيرات ويدعوك رغبا ورهبا، واجعلني لك من الخاشعين. اللهم انك بشرتني على لسان نبيك محمد صلى الله عليه واله فقلت: (وبشر الذين امنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) (1). اللهم فاني بك مؤمن وبجميع أنبيائك، فلا توقفني بعد معرفتهم موقفا تفضحني به على رؤوس الخلائق (2)، بل أوقفني معهم، وتوفني على التصديق بهم، فانهم عبيدك وأنت خصصتهم بكرامتك وأمرتني باتباعهم.


1 – يونس: 2. 2 – الاشهاد (خ ل).

[ 97 ]

ثم تدنو من القبر وتقول: السلام من الله والسلام على محمد أمين الله على وحيه وعزائم أمره (1)، ومعدن الوحي والتنزيل، والخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل (2)، والمهيمن على ذلك كله (3)، والشاهد على الخلق، السراج المنير، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على محمد وأهل بيته المظلومين، أفضل وأكمل وأرفع وأنفع وأشرف ما صليت على احد من أنبيائك وأصفيائك. اللهم صل على علي أمير المؤمنين عبدك وخير خلقك بعد نبيك وأخي رسولك ووصي رسولك، الذي بعثته بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على الا ئمة من ولده، القوامين بأمرك من بعده، المطهرين الذين ارتضيتهم أنصارا لدينك، وحفظة لسرك، وشهدأ على خلقك، وأعلاما لعبادك.


1 – عزائم امره اي اوامر الله اللازمة من الواجبات والمحرمات، أو جميع الاحكام فان تبليغها كان عليه (صلى الله عليه وآله) واجبا. 2 – اي الخاتم لمن سبق من الانبياء أو لما سبق من مللهم أو المعارف والاسرار، والفاتح لمن بعده من الحجج، أو لما استقبله من المعارف والعلوم والحكم. 3 – اي الشاهد على الانبياء والائمة (عليهم السلام)، أو المؤتمن على تلك المعارف والحكم.

[ 98 ]

وتصلي عليهم ما استطعت. السلام على الا ئمة المستودعين، السلام على خالصة الله من خلقه، السلام على المؤمنين الذين قاموا بأمرك، وازروا (1) أوليأ الله وخافوا لخوفهم، السلام على ملائكة الله المقربين. ثم تقول: السلا م عليك يا أمير المؤمنين، السلا م عليك يا حبيب حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلا م عليك يا ولي الله، السلا م عليك يا حجة الله، السلا م عليك يا عمود الدين ووارث علم الا ولين والا خرين، وصاحب الميسم (2) والصراط المستقيم. أشهد أنك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، واتبعت الرسول، وتلوت الكتاب حق تلا وته، وجاهدت في الله حق جهاده، ونصحت لله ولرسوله، وجدت بنفسك صابرا، مجاهدا عن دين الله، موقيا (3) لرسول الله، طالبا ما عند الله، راغبا فيما وعد الله من رضوانه، ومضيت للذي كنت عليه شاهدا وشهيدا ومشهودا، فجزاك الله عن رسوله وعن الاسلام وأهله أفضل الجزاء.


1 – آزروا: عاونوا. 2 – اشارة الى ما ورد في الاخبار انه (عليه السلام) الدابة التي يخرج في آخر الزمان، ومعه العصا والميسم، يسم بهما وجود المؤمنين والكافرين. 3 – التوقية: الحفظ والكلاءة.

[ 99 ]

لعن الله من قتلك، ولعن الله من خالفك، ولعن الله من افترى عليك وظلمك، ولعن الله من غصبك حقك ومن بلغه ذلك فرضي به، أنا الى الله منهم برئ. لعن الله امة خالفتك، وامة جحدت ولا يتك، وامة تظاهرت عليك، وامة قتلتك، وامة حادت عنك (1) وخذلتك (2)، الحمد لله الذي جعل النار مثواهم وبئس ورد الواردين (3). اللهم العن قتلة أنبيائك وأوصيا أنبيائك بجميع لعناتك، وأصلهم (4) حر نارك، اللهم العن الجوابيت والطواغيت والفراعنة، واللات والعزي، والجبت والطاغوت (5)، وكل ند (6) يدعى من دون الله وكل مفتر على الله. اللهم العنهم وأشياعهم وأتباعهم وأوليأهم وأعوانهم ومحبيهم لعنا كثيرا.


1 – الحيد: الميل. 2 – خذله: ترك نصرته. 3 – الورد: الماء الذي ترد عليه، اي بئس محل ورودهم، والمورود تأكيد له. 4 – صلى اللحم: شواه أو القاه في النار للاحراق. 5 – الجبت: الصنم والكاهن والساحر وكل ما عبد من دون الله، والطاغوت: الشيطان و كل رئيس في الضلالة، وقد يطلق على الصنم ايضا، والمراد بالجوابيت والطواغيت والفراغنة جميع خلفاء الجور، وباللات والعزى والجبت والطاغوت معلوم من سائر الروايات، خصا بالذكر للتأكيد والتنصيص لشدة شقاوتهما. 6 – الند: المثل.

[ 100 ]

وتقول: اللهم العن قتلة أمير المؤمنين عليه السلام – ثلاثا، اللهم العن قتلة الحسن والحسين – ثلاثا. اللهم عذبهم عذابا اليما لا تعذبه أحدا من العالمين، وضاعف عليهم عذابك بما شاقوا ولاة أمرك، وأعد لهم عذابا لم تحله بأحد من خلقك. اللهم وأدخل على قتلة أنصار رسولك، وقتلة أنصار أمير المؤمنين، وعلى قتلة أنصار الحسن وعلى قتلة أنصار الحسين، وقتلة من قتل في ولاية ال محمد أجمعين، عذابا مضاعفا في أسفل درك (1) من الجحيم، ولا تخفف عنهم من عذابها وهم فيه مبلسون (2) ملعونون، ناكسوا رؤوسهم وقد عاينوا الندامة والخزي الطويل بقتلهم عترة أنبيائك ورسلك وأتباعهم من عبادك الصالحين. اللهم العنهم في مستسر (3) السر وظاهر العلانية، في سمائك وأرضك، اللهم اجعل لي لسان صدق في أوليائك (4)، وحبب إلي


1 – دركات النار: طبقاتها. 2 – المبلس: الساكت على ما في نفسه، وابلس يئس وتحير. 3 – استسر: استتر، ومستسر السر مبالغة في الخفاء، كما ان ظاهر العلانية مبالغة في الظهور، والغرض لعنهم على جميع الاحوال وبجميع انحاء اللعن. 4 – لسان صدق: ذكرا حسنا وثناء جميلا فيهم، بان اقول فيهم ما هم اهله من الذكر الجميل.

[ 101 ]

مشاهدهم حتى تلحقني بهم، وتجعلني لهم تبعا في الدنيا والاخرة، يا أرحم الراحمين. ثم اجلس عند رأسه (عليه السلام) وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين، والمسلمين لك بقلوبهم، والناطقين بفضلك، والشاهدين على أنك صادق أمين صديق (1)، عليك يا مولاي صلى الله عليك وعلى روحك وبدنك. أشهد أنك طهر طاهر مطهر، من طهر طاهر مطهر، وأشهد لك يا ولي الله وولي رسوله بالبلاغ والادأ، وأشهد أنك جنب (2) الله، وأنك باب الله (3)، وأنك وجه الله الذي منه يؤتى، وأنك سبيل الله، وأنك عبد الله وأخو رسوله. أتيتك وافدا لعظيم حالك ومنزلتك عند الله وعند رسوله، اتيتك زائرا متقربا الى الله بزيارتك، طالبا خلاص نفسي، متعوذا بك من نار استحققتها بما جنيت على نفسي، أتيتك انقطاعا إليك والى ولدك (4) الخلف من بعدك على بركة الحق.


1 – الصديق: الكثير الصدق في القول والعمل، والذي صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله) اسبق و اكثر واشد من غيره. 2 – حبيب (خ ل). 3 – المراد بالباب الذي لا يؤتي الا منه، اي لا يوصل الى الله والى معرفته وعبادته الا بمتابعته. 4 – المراد بالولد الحسين (عليه السلام)، أو جميع الائمة (عليهم السلام)، فان الولد يكون واحدا وجمعا.

[ 102 ]

فقلبي لكم مسلم، وأمري لكم متبع، ونصرتي لكم معدة، وأنا عبد الله ومولاك وفي طاعتك، الوافد إليك، ألتمس بذلك كمال المنزلة عند الله. وأنت يا مولاي ممن أمرني الله بصلته (1)، وحثني على بره، ودلني على فضله، وهداني لحبه، ورغبني في الوفادة إليه، وألهمني طلب الحوائج عنده. أنتم أهل بيت سعد من تولا كم، ولا يخيب من أتاكم، ولا يسعد من عاداكم، لا أجد أحدا أفزع إليه خيرا لي منكم، أنتم أهل بيت الرحمة، ودعائم الدين، وأركان الارض و الشجرة الطيبة. اللهم لا تخيب توجهي إليك برسولك وال رسولك، ولا ترد استشفاعي بهم، اللهم إنك مننت علي بزيارة مولاي وولايته ومعرفته، فاجعلني ممن تنصره وتنتصر به، ومن علي بنصري لدينك في الدنيا والاخرة. اللهم أحيني على ما حيي عليه علي بن أبي طالب وأمتني على ما مات عليه علي بن أبي طالب عليه السلام (2).


1 – بطاعته (خ ل). 2 – رواه عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري: 80، باسناده عن والده، عن محمد بن نما، عن ابن ادريس، عن عربي بن مسافر، عن الياس بن هشام، عن ابن الشيخ، عن ابيه، عن المفيد، =

[ 103 ]

[ 96 ] 4 – حدثني محمد بن يعقوب، عمن حدثه، عن سهل بن زياد، عن محمد بن اورمة. وحدثني ابي، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن محمد بن اورمة، عمن حدثه، عن الصادق ابي الحسن الثالث (عليه السلام)، قال: تقول عند قبر امير المؤمنين (عليه السلام): السلام عليك يا ولي الله، أنت أول مظلوم، وأول من غصب حقه، صبرت واحتسبت حتى أتاك اليقين. وأشهد أنك لقيت الله وأنت شهيد، عذب الله قاتلك بأنواع العذاب، وجدد عليه العذاب. جئتك عارفا بحقك، مستبصرا بشأنك، مواليا لا وليائك، معاديا لا عدائك ومن ظلمك، ألقى على ذلك ربي ان شأ الله تعالى، يا ولي الله إن لي ذنوبا كثيرة فاشفع لي الى ربك.


= عن محمد بن احمد بن داود، عن احمد بن محمد، عن احمد بن الحسين، عن ذبيان بن حكيم، عن يونس بن ظبيان، عن الصادق (عليه السلام)، عنه البحار 100: 271. اورده الشيخ في التهذيب 6: 25، باسناده عن محمد بن احمد بن داود، عن احمد بن محمد ابن سعيد، عن احمد بن الحسين بن عبد الملك الاودي، عن ذبيان بن حكيم، عن يونس بن ظبيان، عن الصادق (عليه السلام). اخرجه المفيد في مزاره: 76، والصدوق في الفقيه 2: 587، والشيخ في مصباحه: 519 مقطوعا. اورده في البحار 100: 305 عن مزار المفيد.

[ 104 ]

فان لك عند الله مقاما معلوما، وإن لك عند الله جاها وشفاعة، وقد قال الله تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) (1) (2) [ 97 ] 5 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز القرشي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن بعض اصحابنا، عن ابي الحسن الثالث (عليه السلام) مثله. الباب (12) وداع قبر امير المؤمنين (عليه السلام) [ 98 ] 1 – حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد في كتاب الجامع، يروي عن ابي الحسن (عليه السلام)، قال: إذا اردت ان تودع قبر امير المؤمنين (عليه السلام) فقل:


1 – الانبياء: 28. 2 – مر قبيل هذا عن كتاب الجامع لابن الوليد. رواه الكليني في الكافي 4: 569، باسناده عن العدة عن سهل بن زياد، عن محمد بن اورمة، عمن حدثه، عن الصادق ابي الحسن الثالث (عليه السلام)، وايضا عن محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد ابن عيسى بن عبيد، عن بعض اصحابنا، عن ابي الحسن الثالث (عليه السلام)، عنه الشيخ في التهذيب 6: 29، البحار 100: 265. ذكره عبد الكريم بن طاووس في فرحة الغري: 111 باسناده عن ابن قولويه. اقول: ذكره الشيخ نقلا عن الكليني وايضا عن كامل الزيارات نقلا عنه، وفيه، عن الصادق وابي الحسن الثالث (عليه السلام)، وهذا مسامحة منه، ويدل عليه ما في الكافي والكامل من انه الصادق ابي الحسن الثالث (عليه السلام). واشار إليه العلامة الخوئي في معجم رجال الحديث 15: 119.

[ 105 ]

السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أستودعك الله وأسترعيك واقرأ عليك السلا م، امنا بالله وبالرسل، وبما جأت به ودعت إليه ودلت عليه، فاكتبنا مع الشاهدين. اللهم لا تجعله اخر العهد من زيارتي اياه، فان توفيتني قبل ذلك فاني اشهد في مماتي على ما شهدت عليه في حياتي. اشهد انكم الائمة – وتسميهم واحدا بعد واحد – واشهد ان من قتلهم وحاربهم مشركون، ومن رد عليهم ورد علمهم في اسفل درك من الجحيم. واشهد ان من حاربهم لنا اعدأ ونحن منهم برأ، وانهم حزب الشيطان وعلى من قتلهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين، ومن شرك فيهم ومن سره قتلهم. اللهم اني اسألك بعد الصلاة والتسليم ان تصلي على محمد وال محمد – وتسميهم – ولا تجعله اخر العهد من زيارته، فان جعلته فاحشرني مع هؤلاء المسمين الائمة. اللهم وذلل قلوبنا لهم بالطاعة والمناصحة والمحبة، وحسن المؤازرة (1).


1 – عنه البحار 100: 266. مر في الباب السابق زيارته (عليه السلام) الطويلة عن كتاب الجامع لابن الوليد، وذكرنا هناك مصادرها، فراجع.

[ 106 ]

الباب (13) فضل الفرات وشربه والغسل فيه [ 99 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب (عليه السلام)، عن ابيه، عن جده، عن علي (عليه السلام)، قال: المأ سيد شراب الدنيا والاخرة، واربعة انهار في الدنيا من الجنة: الفرات والنيل وسيحان وجيحان، الفرات المأ، والنيل العسل، وسيحان الخمر، وجيحا اللبن (1). [ 100 ] 2 – وعنه، عن ابي جميلة، عن سليمان بن هارون انه سمع ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: من شرب من مأ الفرات وحنك به فهو محبنا اهل البيت (2). [ 101 ] 3 – وباسناده عن احمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن ابي الجارود، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: لو ان بيننا وبين الفرات كذا وكذا ميلا لذهبنا إليه واستشفينا به (3).


1 – عنه البحار 100: 228، الوسائل 14: 406. لعل المراد ان تلك الاسماء مشتركة بينها وبين انهار الجنة، وفضلها لكون التسمية بها من جهة الوحي والالهام، ويحتمل ان يدخلها شئ من تلك الانهار التي في الجنة، كما ورد في الفرات. 2 – عنه البحار 100: 228، الوسائل 14: 406. 3 – عنه البحار 100: 228، الوسائل 14: 406.

[ 107 ]

[ 102 ] 4 – حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن سليمان بن هارون العجلي، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما اظن احدا يحنك بمأ الفرات الا أحبنا اهل البيت، وسألني: كم بينك وبين مأ الفرات، فاخبرته، فقال: لو كنت عنده لاحببت ان آتيه طرفي النهار (1). [ 103 ] 5 – وحدثني علي بن الحسين بن موسى، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن علي بن الحكم، عن سليمان بن نهيك، عن ابي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (واويناهما الي ربوة ذات قرار ومعين) (2)، قال: الربوة نجف الكوفة، والمعين الفرات (3). [ 104 ] 6 – وحدثني علي بن الحسين رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر، عن ابيه، عن جده، عن علي (عليه السلام)، قال:


1 – عنه البحار 100: 228، الوسائل 14: 406. رواه في التهذيب 6: 39، عنه الوسائل 14: 405، ذكره في المحاسن: 575 مع اختلاف. 2 – المؤمنون: 50. 3 – عنه البحار 100: 228، الوسائل 14: 406. رواه في التهذيب 6: 38، عنه الوسائل 14: 405.

[ 108 ]

الفرات سيد المياه في الدنيا والاخرة (1). [ 105 ] (7) – وحدثني محمد بن عبد الله، عن ابيه عبد الله بن جعفر الحميري، عن احمد بن ابي عبد الله، عن ابيه، عمن حدثه، عن حنان بن سدير، عن ابيه، عن حكيم بن جبير، قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: ان ملكا يهبط كل ليلة، معه ثلاث مثاقيل مسك من مسك الجنة فيطرحها في الفرات، وما من نهر في شرق ولا في غرب (2) أعظم بركة منه (3). [ 106 ] (8) – وحدثني علي بن محمد بن قولويه، عن احمد بن ادريس، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن ابي عمير، عن الحسين بن عثمان (4)، عمن ذكره، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: تقطر في الفرات كل يوم قطرات من الجنة (5). [ 107 ] (9) – حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه، عن جده علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن ربيع


1 – عنه البحار 100: 228، الوسائل 14: 407. رواه في المحاسن: 570. 2 – مشرق ولا مغرب (خ ل). 3 – عنه البحار 100: 228. رواه في التهذيب 6: 38، عنه الوسائل 14: 404. 4 – الحسن بن عثمان (خ ل) وهو سهو، لان ابن ابي عمير هو راو لكتاب حسين بن عثمان الاحمسي – كما ذكره الشيخ في الفهرست. 5 – عنه البحار 100: 229.

[ 109 ]

ابن محمد المسلي، عن عبد الله بن سليمان (1)، قال: لما قدم أبو عبد الله (عليه السلام) الكوفة في زمن ابي العباس، فجأ على دابته في ثياب سفره، حتى وقف على جسر الكوفة، ثم قال لغلامه: اسقني، فأخذ كوز ملاح فغرف له به، فأسقاه فشرب، والمأ يسيل من شدقيه وعلى لحيته وثيابه، ثم استزاده فزاده، فحمد الله ثم قال: نهر ماء ما اعظم بركته، اما انه يسقط فيه كل يوم سبع قطرات من الجنة، اما لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا الاخبية على حافتيه، اما لولا ما يدخله من الخاطئين ما اغتمس فيه ذو عاهة الا برأ (2). [ 108 ] 10 – حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه، عن جده علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن عرفة، عن ربعي، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): شاطي الوادي الايمن الذي ذكره الله تعالى في كتابه هو الفرات، والبقعة المباركة هي كربلاء، و الشجرة (3) هي محمد (صلى الله عليه وآله) (4).


1 – هو عبد الله بن عبد الله بن سليمان العامري، وذلك لرواية ربيع بن محمد المسلي عنه، راجع معجم الرجال 10: 200. 2 – عنه البحار 100: 229. رواه في التهذيب 6: 38، عنه الوسائل 14: 405. 3 – لعل المراد ان بتوسط روح محمد (صلى الله عليه وآله) اوحى الله في هذا المكان، وتشبيهه بالشجرة لتفرغ اغصان الامامة منه واجتناء ثمرات العلوم منهم الى آخر الدهر، كما ورد في تفسير قوله تعالى: (ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة – الاية). 4 – عنه البحار 100: 229. رواه في التهذيب 6: 38، عنه الوسائل 14: 405.

[ 110 ]

[ 109 ] 11 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن ابراهيم بن مهزيار، عن اخيه علي بن مهزيار، عن ابن ابي عمير، عن الحسين بن عثمان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، ومحمد بن ابي حمزة، عمن ذكره، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ما اظن احدا يحنك بمأ الفرات الا كان لنا شيعة، قال: قال ابن ابي عمير: ولا اعلمه ابن سنان الا وقد رواه لي (1). [ 110 ] 12 – وروى ابن ابي عمير، عن بعض اصحابنا، قال: يجري في الفرات ميزابان من الجنة (2). [ 111 ] 13 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن اسماعيل، عن حنان بن سدير (3)، عن حكيم بن جبير الاسدي، قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: ان الله يهبط ملكا كل ليلة معه ثلاث مثاقيل من مسك الجنة، فيطرحه في فراتكم هذا، وما من نهر في شرق الارض ولا في غربها اعظم بركة منه (4). [ 112 ] 14 – حدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن سعد بن


1 – عنه البحار 100: 229. 2 – عنه البحار 100: 230. 3 – كذا رواه في التهذيب، لكن في الكافي: حنان بن سدير عن ابيه، وهو الموافق لما مر في الرقم: 7 من هذا الباب، راجع معجم الرجال 6: 185 و 304. 4 – عنه البحار 100: 230. رواه في الكافي 6: 389، التهذيب 6: الرقم: 78.

[ 111 ]

عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن سليمان بن هارون، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما اظن احدا يحنك بمأ الفرات الا أحبنا اهل البيت (1). [ 113 ] 15 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن احمد بن محمد البرقي، عن عبد الرحمان بن حماد الكوفي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد الحجال، عن غالب بن عثمان، عن عقبة بن خالد، قال: ذكر أبو عبد الله (عليه السلام) الفرات، قال: اما انه من شيعة علي (عليه السلام)، وما حنك به احد الا أحبنا اهل البيت (2). [ 114 ] 16 – حدثني ابي، عن الحسن بن متيل، عن عمران بن موسى، عن ابي عبد الله الجاموراني الرازي، عن الحسن بن علي بن ابي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن صندل، عن هارون بن خارجة، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما احد يشرب من ماء الفرات ويحنك به إذا ولد الا أحبنا، لان الفرات نهر مؤمن (3). [ 115 ] (17) – وباسناده، عن الحسن بن علي بن ابي حمزة، عن ابيه، عن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: نهران مؤمنان ونهران كافران، نهران كافران نهر بلخ ودجلة،


1 – عنه البحار 100: 230. 2 – عنه البحار 100: 230. 3 – عنه البحار 100: 230.

[ 112 ]

والمؤمنان نيل مصر والفرات (1)، فحنكوا أولادكم بماء الفرات (2). الباب (14) حب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحسن والحسين (عليهما السلام) والامر بحبهما وثواب حبهما [ 116 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله بن ابي خلف وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار جميعا، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم وغيره، عن جميل بن دراج، عن اخيه نوح، عن الاجلح، عن سلمة بن كهيل، عن عبد العزيز، عن علي (عليه السلام)، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يا علي لقد اذهلني هذان الغلامان – يعني الحسن والحسين (عليهما السلام) – ان احب بعدهما احدا ابدا، ان ربي أمرني ان أحبهما وأحب من يحبهما (3). [ 117 ] 2 – حدثني محمد بن احمد بن ابراهيم، عن الحسين بن علي الزيدي، عن ابيه، عن علي بن عباس وعبد السلام بن حرب جميعا، قال:


1 – قال الجزري في شرح هذا الحديث: جعلهما مؤمنين على التشبيه، لانهما يقضيان على الارض فيسقيان الحرث بلا مؤونة، وجعل الاخرين كافرين لانهما لا يسقيان ولا ينتفع بهما الا بمؤونة وكلفة، فهذان في الخير والنفع كالمؤمنين وهذان في قلة النفع كالكافرين. 2 – عنه البحار 100: 230. 3 – عنه البحار 43: 269.

[ 113 ]

حدثنا من سمع بكر بن عبد الله المزني، عن عمران بن الحصين، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي: يا عمران ان لكل شئ موقعا من القلب وما وقع موقع هذين الغلامين من قلبي شئ قط، فقلت: كل هذا يا رسول الله، قال: يا عمران وما خفي عليك اكثر، ان الله أمرني بحبهما (1). [ 118 ] 3 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عمن حدثه، عن سفيان الجريري، عن ابيه، عن ابي رافع (2)، عن ابيه، عن جده، عن ابي ذر الغفاري، قال: أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحب الحسن والحسين (عليهما السلام)، فانا أحبهما واحب (3) من يحبهما لحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) اياهما (4). [ 119 ] 4 – حدثني ابي، عن عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثني رجل نسيت اسمه من اصحابنا، عن عبيد الله بن موسى، عن مهلهل العبدي، عن ابي هارون العبدي، عن ربيعة السعدي، عن ابي ذر الغفاري، قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقبل الحسن والحسين (عليهما السلام) وهو يقول: من أحب الحسن والحسين (عليهما السلام) وذريتهما مخلصا لم تلفح النار وجهه،


1 – عنه البحار 43: 269. 2 – كذا في النسخ، روي هذا السند في الخصال وفيه: ابراهيم بن علي الرافعي، كذا ايضا في مناقب ابن شهر آشوب وارشاد المفيد، راجع البحار 43: 263 و 276. 3 – فاحببتهما وانا احب (خ ل). 4 – عنه البحار 43: 269.

[ 114 ]

ولو كانت ذنوبه بعدد رمل عالج، الا ان يكون ذنبه ذنبا يخرجه من الايمان (1). [ 120 ] 5 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز القرشي، قال: حدثني محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عمن ذكره، عن علي بن عابس، عن الحجال، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن عبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من كان يحبني فليحب ابني هذين، فان الله امرني بحبهما (2). [ 121 ] 6 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابيه محمد بن عيسى، عن عبد الله بن المغيرة، عن محمد بن سليمان البزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اراد ان يتمسك بعروة الله الوثقي التي قال الله تعالى في كتابه، فليوال علي بن ابي طالب والحسن والحسين (عليهم السلام)، فان الله يحبهما من فوق عرشه (3). [ 122 ] (7) – وعنه عن احمد بن محمد، عن ابيه وعبد الرحمان بن


1 – عنه البحار 43: 269. 2 – عنه البحار 43: 270. 3 – عنه البحار 43: 270.

[ 115 ]

ابي نجران، عن رجل، عن عباس بن الوليد، عن ابيه، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ابغض الحسن والحسين (عليهما السلام) جاء يوم القيامة وليس على وجهه لحم، ولم تنله شفاعتي (1). [ 123 ] (8) – وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن محمد بن اسماعيل، عن ابي المغرا، عن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قرة عيني النسأ، وريحانتي الحسن والحسين (عليهما السلام) (2). [ 124 ] (9) – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عمن ذكره، عن علي بن عباس، عن المنهال بن عمرو، عن الاصبغ، عن زاذان، قال: سمعت علي بن ابي طالب (عليه السلام) في الرحبة يقول: الحسن والحسين ريحانتا رسول الله (صلى الله عليه وآله). (3) [ 125 ] 10 – حدثني جماعة مشايخي منهم: ابي ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين جميعا، عن سعد بن عبد الله بن ابي خلف، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن ابي عبد الله زكريا المؤمن، عن ابن مسكان، عن زيد مولى ابن هبيرة، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):


1 – عنه البحار 43: 270. 2 – عنه البحار 43: 270. 3 – عنه البحار 43: 270.

[ 116 ]

خذوا بحجزة هذا الانزع، فانه الصديق الاكبر والهادي لمن اتبعه، ومن سبقه مرق من دين الله، ومن خذله محقه الله، ومن اعتصم به فقد اعتصم بالله، ومن اخذ بولايته هداه الله، ومن ترك ولايته اضله الله، ومنه سبطا امتي الحسن والحسين، وهما ابناي، ومن ولد الحسين الائمة الهداة والقائم المهدي، فأحبوهم وتوالوهم، ولا تتخذوا عدوهم وليجة من دونهم، فيحل عليكم غضب من ربكم وذلة في الحياة الدنيا، وقد خاب من افترى. [ 126 ] 11 – حدثني الحسين بن علي الزعفراني بالري، قال: حدثنا يحيى بن سليمان، عن عبد الله بن عثمان بن خيثم، عن سعيد بن ابي راشد، عن يعلي بن مرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حسين مني وانا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الاسباط (1). [ 127 ] 12 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابي سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي البصري، قال: حدثنا عبد الاعلى بن حماد البرسي، قال: حدثنا وهب، عن عبد الله بن عثمان، عن سعيد بن ابي راشد، عن يعلي العامري انه خرج من عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى طعام دعي إليه، فإذا هو بحسين (عليه السلام) يلعب مع الصبيان، فاستقبل النبي (صلى الله عليه وآله) امام القوم ثم بسط يديه فطفر الصبي هاهنا مرة


1 – عنه البحار 43: 270. رواه المفيد في ارشاده والطبرسي في اعلام الورى.

[ 117 ]

وهاهنا مرة، وجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يضاحكه حتى اخذه، فجعل احدى يديه تحت ذقنه والاخري تحت قفائه، ووضع فاه على فيه وقبله، ثم قال: حسين مني وانا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الاسباط (1). [ 128 ] 13 – وعنه عن ابي سعيد، قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا علي بن جعفر، عن اخيه موسى بن جعفر (عليهما السلام)، قال: اخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيد الحسن والحسين فقال: من أحب هذين الغلامين واباهما وامهما، فهو معي في درجتي يوم القيامة (2). الباب (15) زيارة الحسن بن علي (عليه السلام) وقبور الائمة (عليهم السلام) بالبقيع [ 129 ] 1 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم، قال: حدثني سلمة بن الخطاب، عن عمر (3) بن علي، عن عمه، عن عمر بن يزيد بياع السابري، رفعه، قال: كان محمد بن علي بن الحنفية يأتي قبر الحسن بن علي (عليهما السلام) فيقول:


1 – عنه البحار 43: 271. 2 – عنه البحار 43: 271. 3 – عمرو (خ ل)، ما اثبتناه هو الموافق لما في التهذيب.

[ 118 ]

السلام عليك يا بقية المؤمنين (1) وابن اول المسلمين، وكيف لا تكون كذلك وانت سليل الهدى، وحليف التقوى، وخامس اهل الكساء. غذتك يد الرحمة، وربيت في حجر الا سلام، ورضعت من ثدي الا يمان، فطبت حيا وطبت ميتا، غير ان الا نفس غير طيبة (2) بفراقك ولا شاكة في حياتك، يرحمك الله. ثم التفت الى الحسين (عليه السلام) فقال: يا ابا عبد الله الحسين فعلى ابي محمد السلام (3). [ 130 ] 2 – وعنه، عن سلمة، عن عبد الله بن احمد، عن بكر بن صالح، عن عمرو بن هشام (4)، عن بعض اصحابنا، عن احدهما (عليهما السلام)، قال: إذا اتيت قبور الائمة بالبقيع فقف عندهم واجعل القبلة خلفك والقبر بين يديك، ثم تقول: السلام عليكم ائمة الهدى، السلام عليكم اهل البر والتقوى، السلام عليكم ايها الحجج على اهل الدنيا، السلام عليكم ايها القوامون


1 – يابن امير المؤمنين (خ ل). 2 – النفس غير راضية (خ ل). 3 – عنه البحار 100: 2005. رواه في التهذيب 6: 85، مصباح الزائر: 101. 4 – عمرو بن هاشم (خ ل)، الظاهر اتحاده مع عمرو بن هشام الطائي، الذي ذكره الشيخ في رجاله من اصحاب الصادق (خ ل).

[ 119 ]

في البرية بالقسط. السلام عليكم اهل الصفوة، السلام عليكم يا ال رسوالله صلى الله عليه واله، السلام عليكم اهل النجوى (1). اشهد انكم قد بلغتم ونصحتم وصبرتم في ذات الله، وكذبتم واسئ اليكم فغفرتم، واشهد انكم الائمة الراشدون المهديون (2)، وان طاعتكم مفروضة، وان قولكم الصدق، وانكم دعوتم فلم تجابوا، وامرتم فلم تطاعوا، وانكم دعائم الدين، واركان الارض. لم تزالوا بعين الله (3) ينسخكم في اصلاب كل مطهر، وينقلكم من ارحام المطهرات، لم تدنسكم الجاهلية الجهلا، ولم تشرك فيكم فتن الاهواء (4)، طبتم وطاب منبتكم. من بكم علينا ديان الدين، فجعلكم في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه، وجعل صلواتنا عليكم، رحمة لنا وكفارة لذنوبنا، إذ اختاركم الله لنا، وطيب خلقنا بما من به علينا من ولايتكم، وكنا عنده


1 – اهل النجوي: اي تناجون الله ويناجيكم، أو عندكم الاسرار التي ناجى الله بها رسوله. 2 – المهتدون (خ ل). 3 – لم تزالوا بعين الله: اي منظورين بعين عنايته ولطفه. 4 – لم تشرك فيكم فتن الاهواء: لم يصادفكم في آبائكم اهل الاهواء الباطلة، اي لم يكونوا كذلك بل كانوا على الحق والدين القويم، أو المراد خلوص نسبهم عن الشبهة، أو انه لم تشرك في عقائدكم واعمالكم فتن الاهواء والبدع – البحار.

[ 120 ]

مسمين بعلمكم (1)، معترفين بتصديقنا اياكم. وهذا مقام من اسرف واخطأ، واستكان (2) واقر بما جني، ورجي بمقامه الخلاص، وان يستنقذ بكم مستنقذ الهلكي من الردى، فكونوا لي شفعاء فقد وفدت اليكم إذ رغب عنكم اهل الدنيا، واتخذوا ايات الله هزوا واستكبروا عنها (3). يا من هو قائم لا يسهو، ودائم لا يلهو، ومحيط بكل شئ، لك المن بما وفقتني وعرفتني ائمتي، وبما اقمتني عليه إذ صد عنه عبادك، وجهلوا معرفته، واستخفوا بحقه، ومالوا الي سواه، فكانت المنة منك علي مع اقوام خصصتهم بما خصصتني به. فلك الحمد إذ كنت عندك في مقامي هذا مذكورا مكتوبا، فلا تحرمني ما رجوت، ولا تخيبني فيما دعوت في مقامي هذا، بحرمة محمد واله الطاهرين. وادع لنفسك بما احببت (4).


1 – كنا عنده مسمين بعلمكم: اي كنا عنده تعالى مكتوبين مسمين انا عالمون بكم معترفون بامامتكم – من قبيل اضافة المصدر الى المفعول – أو مسمين بانا من حملة علمكم، أو حال كوننا متلبسين بعلمكم وانتم تعرفوننا بذلك، أو بسبب انكم اعلم الخلق شرفنا الله تعالى بان ذكرنا عنده قبل خلقنا بولايتكم. 2 – استكان: تضرع. 3 – ثم ترفع رأسك ونقول (خ ل). 4 – عنه البحار 100: 203، المستدرك 10: 350.

[ 121 ]

[ 131 ] 3 – حدثني علي بن الحسين وغيره، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن عبد الرحمان بن ابي نجران، عن يزيد بن اسحاق شعر، عن الحسن بن عطية، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: تقول عند قبر علي بن الحسين (عليهما السلام) ما أحببت (1). الباب (16) ما نزل به جبرئيل (عليه السلام) في الحسين بن علي (عليهما السلام) انه سيقتل [ 132 ] 1 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز القرشي الكوفي، قال: حدثني محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن سعيد ابن يسار أو غيره، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: لما ان هبط جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقتل الحسين (عليه السلام) اخذ بيد علي فخلا به مليا من النهار، فغلبتهما العبرة فلم يتفرقا حتى هبط عليهما جبرئيل (عليه السلام) – أو قال: رسول رب العالمين – فقال لهما: ربكما يقرؤكما السلام ويقول: قد عزمت عليكما لما صبرتما، قال: فصبرا (2). [ 133 ] 2 – حدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن سعيد بن


= ذكره الكليني في الكافي 4: 559، والصدوق في الفقيه 2: 575 مقطوعا. 1 – عنه البحار 100: 206، المستدرك 10: 351. 2 – عنه البحار 44: 231.

[ 122 ]

يسار، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول مثله. [ 134 ] 3 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب ابن يزيد، عن محمد بن سنان، عن سعيد بن يسار مثله. [ 135 ] 4 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن احمد بن عائذ، عن ابي سلمة سالم بن مكرم، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: لما حملت فاطمة بالحسين جاء جبرئيل (عليه السلام) الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ان فاطمة ستلد ولدا تقتله امتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسين كرهت حمله وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): هل رأيتم في الدنيا اما تلد غلاما فتكرهه، ولكنها كرهته لانها علمت انه سيقتل. قال: وفيه نزلت هذه الاية: (ووصينا الا نسان بوالديه حسنا حملته امه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (1) (2). [ 136 ] 5 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن حماد، عن اخيه احمد بن حماد، عن محمد بن عبد الله، عن ابيه، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول:


1 – الاحقاف: 15. 2 – عنه البحار 44: 231. رواه الكافي 1: 464، عنه البرهان 4: 172، نور الثقلين 5: 13، تأويل الايات 2: 579.

[ 123 ]

أتى جبرئيل (عليه السلام) الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: السلام عليك يا محمد الا ابشرك بغلام تقتله امتك من بعدك، فقال: لا حاجة لي فيه، قال: فانقض الى السماء ثم عاد إليه الثانية فقال له مثل ذلك، فقال: لا حاجة لي فيه، فانعرج الى السماء ثم انقض إليه الثالثة فقال مثل ذلك، فقال: لا حاجة لي فيه، فقال: ان ربك جاعل الوصية في عقبه، فقال: نعم، ثم قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل على فاطمة (عليهما السلام) فقال لها: ان جبرئيل (عليه السلام) أتاني فبشرني بغلام تقتله امتي من بعدي، فقالت: لا حاجة لي فيه، فقال لها: ان ربي جاعل الوصية في عقبه، فقالت: نعم اذن. قال: فانزل الله تعالى عند ذلك هذه الاية: (حملته امه كرها ووضعته كرها)، لموضع اعلام جبرئيل اياها بقتله، فحملته كرها بانه مقتول، ووضعته كرها لانه مقتول (1). [ 137 ] 6 – وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، قال: حدثني محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات، قال: حدثني رجل من أصحابنا، عن ابي عبد الله (عليه السلام): ان جبرئيل (عليه السلام) نزل على محمد (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد ان الله يقرأ عليك السلام ويبشرك بمولود يولد من فاطمة (عليهما السلام) تقتله امتك من بعدك، فقال: يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله امتي من


1 – عنه البحار 44: 233.

[ 124 ]

بعدي، قال: فعرج جبرئيل (عليه السلام) الى السماء، ثم هبط فقال له مثل ذلك، فقال: يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله امتي من بعدي. فعرج جبرئيل الى السماء ثم هبط فقال له: يا محمد ان ربك يقرؤك السلام ويبشرك انه جاعل في ذريته الامامة والولاية والوصية، فقال: قد رضيت. ثم ارسل الى فاطمة (عليهما السلام) ان الله يبشرني بمولود يولد منك تقتله امتي من بعدي، فارسلت إليه ان لا حاجة لي في مولود يولد مني تقتله امتك من بعدك، فارسل إليها ان الله جاعل في ذريته الامامة والولاية والوصية، فارسلت إليه اني قد رضيت، (فحملته كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنة، قال رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي) (1)، فلو انه قال: اصلح لي ذريتي، لكانت ذريته كلهم ائمة. ولم يرضع الحسين من فاطمة ولا من انثى لكنه كان يؤتى به النبي (صلى الله عليه وآله) فيضع ابهامه (2) في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاثة، فنبت لحم الحسين (عليه السلام) من لحم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودمه من دمه، ولم يولد


1 – اقتباس من الكريمة: الاحقاف: 15. 2 – اصبعه (خ ل).

[ 125 ]

مولود لستة اشهر الا عيسى بن مريم والحسين بن علي (عليهما السلام) (1). [ 138 ] (7) – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن اسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات باسناده مثله. [ 139 ] (8) – حدثني ابي ومحمد بن الحسن جميعا، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن عبد الله ابن بكير، عن بعض أصحابنا، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: دخلت فاطمة (عليها السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعيناه تدمع، فسألته: مالك، فقال: ان جبرئيل (عليه السلام) أخبرني ان امتي تقتل حسينا، فجزعت و شق عليها، فأخبرها بمن يملك من ولدها، فطابت نفسها وسكنت (2). [ 140 ] (9) – وحدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن الحسين بن ابي غندر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: قال امير المؤمنين (عليه السلام): زارنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد اهدت لنا ام ايمن لبنا وزبدا وتمرا،


1 – عنه البحار 44: 232. رواه في الكافي 1: 464، عنه البرهان 4: 172، نور الثقلين 5: 13، تأويل الايات 2: 579. روي ذيله في البحار 14: 207، 44: 198. ذكر صدره في كمال الدين 2: 87، عنه البحار 44: 221. 2 – عنه البحار 44: 234.

[ 126 ]

فقدمنا منه، فأكل ثم قام الى زاوية البيت، فصلى ركعات (1)، فلما كان في آخر سجوده بكى بكاء شديدا، فلم يسأله أحد منا اجلالا واعظاما له، فقام الحسين (عليه السلام) وقعد في حجره فقال: يا ابه لقد دخلت بيتنا فما سررنا بشئ كسرورنا بدخولك ثم بكيت بكاء غمنا، فما أبكاك، فقال: يا بني أتاني جبرئيل (عليه السلام) آنفا فأخبرني انكم قتلي وان مصارعكم شتى. فقال: يا ابه فما لمن يزور قبورنا على تشتتها، فقال: يا بني اولئك طوائف من امتي يزورونكم فيلتمسون بذلك البركة، وحقيق علي ان اتيهم يوم القيامة حتى اخلصهم من اهوال الساعة ومن ذنوبهم، ويسكنهم الله الجنة (2). [ 141 ] 10 – حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، قال: حدثني محمد بن ابي القاسم ماجيلويه، عن محمد بن علي القرشي، عن عبيد بن يحيى الثوري، عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين، عن ابيه، عن جده، عن علي بن ابي طالب (عليه السلام)، قال: زارنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم فقدمنا إليه طعاما واهدت الينا ام ايمن صحفة من تمر وقعبا من لبن وزبد، فقدمنا إليه، فأكل منه، فلما فرغ قمت وسكبت على يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ماء، فلما غسل يديه


1 – ركعتين (خ ل). 2 – عنه البحار 44: 234. رواه الشيخ في اماليه 2: 281، عنه البحار 100: 118.

[ 127 ]

مسح وجهه ولحيته ببلة يديه، ثم قام الى مسجد في جانب البيت وصلى وخر ساجدا فبكى واطال البكاء، ثم رفع رأسه، فما اجترى منا اهل البيت احد يسأله عن شئ. فقام الحسين (عليه السلام) يدرج حتى صعد على فخذي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأخذ براسه الى صدره ووضع ذقنه على رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم قال: يا ابه ما يبكيك، فقال له: يا بني اني نظرت اليكم اليوم فسررت بكم سرورا لم اسر بكم مثله (1) قط، فهبط الى جبرئيل فأخبرني انكم قتلى وان مصارعكم شتى، فحمدت الله على ذلك وسألت لكم الخيرة. فقال له: يا ابه فمن يزور قبورنا ويتعاهدها على تشتتها، قال: طوائف من امتي يريدون بذلك بري وصلتي، أتعاهدهم في الموقف واخذ بأعضادهم فانجيهم من أهواله وشدائده (2). الباب (17) قول جبرئيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله): ان الحسين تقتله امتك من بعدك وأراه التربة التي يقتل عليها [ 142 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله تعالى، قال: حدثني سعد بن


1 – قبله (خ ل). 2 – عنه البحار 44: 234. رواه الشيخ في اماليه 2: 281، عنه البحار 100: 118.

[ 128 ]

عبد الله بن ابي خلف، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن هارون بن خارجة، عن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان جبرئيل (عليه السلام) أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والحسين (عليه السلام) يلعب بين يديه، فأخبره ان امته ستقتله، قال: فجزع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: ألا اريك التربة التي يقتل فيها، قال: فخسف ما بين مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى المكان الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام) حتى التقت القطعتان، فأخذ منها، ودحيت في اسرع من طرفة عين، فخرج وهو يقول: طوبى لك من تربة وطوبى لمن يقتل حولك. قال: وكذلك صنع صاحب سليمان، تكلم باسم الله الاعظم فخسف ما بين سرير سليمان وبين العرش من سهولة الارض وحزونتها، حتى التقت القطعتان فاجتر العرش، قال سليمان: يخيل الي انه خرج من تحت سريري، قال: ودحيت في اسرع من طرفة العين (1). [ 143 ] 2 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد ابن عبد الحميد العطار، عن ابي جميلة المفضل بن صالح، عن ابي اسامة زيد الشحام، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: نعى جبرئيل (عليه السلام) الحسين الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيت ام سلمة،


1 – عنه البحار 44: 235.

[ 129 ]

فدخل عليه الحسين (عليه السلام) وجبرئيل عنده، فقال: ان هذا تقتله امتك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أرني من التربة التي يسفك فيها دمه، فتناول جبرئيل (عليه السلام) قبضة من تلك التربة، فإذا هي تربة حمرأ (1). [ 144 ] 3 – حدثني ابي رحمه الله تعالى، عن سعد، عن علي بن اسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب وابراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن ابي عبد الله (عليه السلام) مثله، وزاد فيه: فلم تزل عند ام سلمة حتى ماتت رحمها الله (2). [ 145 ] 4 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الوليد الخزاز، عن حماد بن عثمان، عن عبد الملك بن أعين، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في بيت ام سلمة وعنده جبرئيل (عليه السلام)، فدخل عليه الحسين (عليه السلام)، فقال له جبرئيل: ان امتك تقتل ابنك هذا، الا اريك من تربة الارض التي يقتل فيها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): نعم، فأهوى جبرئيل (عليه السلام) بيده وقبض قبضة منها، فأراها النبي (صلى الله عليه وآله) (3). [ 146 ] 5 – حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن


1 – عنه البحار 44: 236. 2 – عنه البحار 44: 236. 3 – عنه البحار 44: 236.

[ 130 ]

الحسين، عن محمد بن سنان، عن هارون بن خارجة، عن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: بينما الحسين بن علي (عليهما السلام) عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ أتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد أتحبه، فقال: نعم، فقال: أما ان امتك ستقتله، قال: فحزن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حزنا شديدا. فقال له جبرئيل: يا رسول الله أيسرك ان اريك التربة التي يقتل فيها، فقال: نعم، فخسف ما بين مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى كربلا حتى التقت القطعتان هكذا – ثم جمع بين السبابتين – ثم تناول بجناحه من التربة وناولها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم رجعت أسرع من طرفة عين. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): طوبى لك من تربة وطوبى لمن يقتل فيك (1). [ 147 ] 6 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن احمد بن عائذ، عن ابي خديجة سالم بن مكرم الجمال، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: لما ولدت فاطمة الحسين (عليه السلام) جاء جبرئيل الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له: ان امتك تقتل الحسين (عليه السلام) من بعدك، ثم قال: ألا اريك من تربته، فضرب بجناحه، فأخرج من تربة كربلا وأراها اياه، ثم قال: هذه التربة


1 – عنه البحار 44: 228. رواه الشيخ في اماليه، عنه البحار 44: 228، ذكره في بشارة المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم)، الرقم: 214.

[ 131 ]

التي يقتل عليها (1). [ 148 ] (7) – حدثني ابي، عن الحسين بن علي الزعفراني، قال: حدثني محمد بن عمرو الاسلمي، قال: حدثني عمرو بن عبد الله بن عنبسة، عن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن ابيه، عن ابن عباس، قال: الملك الذي جاء الى محمد (صلى الله عليه وآله) يخبره بقتل الحسين (عليه السلام) كان جبرئيل (عليه السلام) الروح الامين، منشور الاجنحة باكيا صارخا، قد حمل من تربة الحسين (عليه السلام) وهي تفوح كالمسك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وتفلح امتي تقتل فرخي – أو قال: فرخ ابنتي. فقال جبرئيل: يضربها الله بالاختلاف فتختلف قلوبهم (2). [ 149 ] (8) – حدثني الناقد أبو الحسين احمد بن عبد الله بن علي، قال: حدثني جعفر بن سليمان، عن ابيه، عن عبد الرحمان الغنوي، عن سليمان (3)، قال: وهل بقي في السماوات ملك لم ينزل الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعزيه بولده الحسين (عليه السلام) ويخبره بثواب الله اياه، ويحمل إليه تربته مصروعا عليها، مذبوحا مقتولا، جريحا طريحا مخذولا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):


1 – عنه البحار 44: 236. 2 – عنه البحار 44: 237. 3 – سلمان (خ ل)، والظاهر انه سليمان بن عبد الله أبو العلاء الغنوي الكوفي، الذي ذكره الشيخ في رجاله من اصحاب الصادق (عليه السلام)، كما ان عبد الرحمان الغنوي هو عبد الرحمان بن محمد بن عبيدالله العرزمي، عنونه الشيخ والنجاشي في رجاليهما.

[ 132 ]

اللهم اخذل من خذله، واقتل من قتله، واذبح من ذبحه، ولا تمتعه بما طلب. قال عبد الرحمان: فوالله لقد عوجل الملعون يزيد ولم يتمتع بعد قتله بما طلب. قال عبد الرحمان: ولقد اخذ مغافصة (1)، بات سكرانا وأصبح ميتا متغيرا كأنه مطلي بقار اخذ على اسف، وما بقي أحد ممن تابعه على قتله أو كان في محاربته الا اصابه جنون أو جذام أو برص، وصار ذلك وراثة في نسلهم (2). [ 150 ] (9) – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد، عن احمد بن محمد بن ابي نصر، عن عبد الكريم بن نصر، عن عبد الكريم ابن عمرو، عن المعلي بن خنيس، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اصبح صباحا فرأته فاطمة باكيا حزينا، فقالت: مالك يا رسول الله، فأبي ان يخبرها، فقالت: لا آكل ولا اشرب حتى تخبرني، فقال: ان جبرئيل (عليه السلام) أتاني بالتربة التي يقتل عليها غلام لم يحمل به بعد، ولم تكن تحمل بالحسين (عليه السلام)، وهذه تربته.


1 – غفص مغافصة: فاجأه وأخذه على غرة منه، الغافصة جمع غوافص: الازمة من أوازم الدهر. 2 – عنه البحار 44: 236، 45: 309.

[ 133 ]

[ 151 ] 10 – حدثني عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال، قال: حدثني محمد بن عميرة الاسلمي، قال: حدثني عمرو بن عبد الله بن عنبسة، عن محمد بن عبد الله بن عمرو، عن ابيه، عن ابن عباس – وذكر الحديث مثل حديث ابي عبد الله الزعفراني سواء. [ 152 ] 11 – حدثني عبيد الله بن الفضل، قال: حدثني جعفر بن سليمان، عن ابيه، عن عبد الرحمان الغنوي، عن سليمان – وذكر مثل حديث ابي الحسين الناقد سواء. الباب (18) ما نزل من القرآن بقتل الحسين (عليه السلام) وانتقام الله عز وجل ولو بعد حين [ 153 ] 1 – حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، قال: حدثني محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن موسى بن سعدان الحناط، عن عبد الله بن قاسم الحضرمي، عن صالح بن سهل، عن ابي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (وقضينا الي بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين)، قال: قتل امير المؤمنين (عليه السلام) وطعن الحسن بن علي (عليهما السلام)، (ولتعلن علوا كبيرا)، قتل الحسين بن علي (عليهما السلام)، (فإذا جاء وعد اوليهما)، قال: إذا جاء نصر الحسين (عليه السلام)، (بعثنا عليكم عبادا لنا اولي باس شديد


[ 134 ]

فجاسوا خلال الديار)، قوما يبعثهم الله قبل قيام القائم (عليه السلام)، لا يدعون وترا لال محمد الا احرقوه، (وكان وعد الله مفعولا) (1). (2) [ 154 ] 2 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد ابن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن علي بن ابي حمزة، عن ابي بصير، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: تلا هذه الاية: (انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحيوة الدنيا ويوم يقوم الا شهاد) (3)، قال: الحسين بن علي منهم ولم ينصر بعد، ثم قال: والله لقد قتل قتلة الحسين (عليه السلام) ولم يطلب بدمه بعد (4). [ 155 ] 3 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب ابن يزيد وابراهيم بن هاشم، عن محمد بن ابي عمير، عن بعض رجاله، عن ابي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت) (صلى الله عليه وآله) (5)، قال: نزلت في الحسين بن علي (عليهما السلام) (6).


1 – الاسراء: 4. 2 – عنه البحار 45: 297. رواه مع اختلاف في الكافي 8: 206، عنه البحار 53: 13، البرهان 2: 401، مختصر البصائر: 48، تأويل الايات 1: 278. 3 – غافر: 51. 4 – عنه البحار 45: 298. 5 – التكوير: 8 – 9. 6 – عنه البحار 44: 220. روي في تأويل الايات 2: 767، بهذا المضمون، عنه البحار 23: 255، البرهان 4: 432.

[ 135 ]

[ 156 ] 4 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن صفوان بن يحيى، عن حكم الحناط (1)، عن ضريس، عن ابي خالد الكابلي، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول في قول الله عز وجل: (اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير) (2)، قال: علي والحسن والحسين: (3). [ 157 ] 5 – وحدثني محمد بن الحسن بن احمد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن محمد بن سنان، عن رجل، قال: سألت عن ابي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا) (4)، قال: ذلك قائم آل محمد، يخرج فيقتل بدم الحسين (عليه السلام)، فلو قتل اهل الارض لم يكن مسرفا، وقوله: (فلا يسرف في القتل) لم يكن ليصنع شيئا يكون سرفا (5).


1 – كذا، والظاهر من حديث الكافي 5: 274 انه كان خياطا، وفيه: (قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): اني اتقبل الثوب بدرهم واسلمه باكثر من ذلك – الحديث). 2 – الحج: 39. 3 – عنه البحار 45: 297. روي في تأويل الايات 2: 338 بهذا المضمون، عنه البحار 24: 227، البرهان 3: 93. 4 – الاسراء: 33. 5 – فيه ايماء الى انه كان في قراءتهم: فلا يسرف – بالضم -، ويحتمل ان يكون المعنى ان السرف ليس من جهة الكثرة، فلو شرك جميع اهل الارض في دمه أو رضوا به لم يكن قتلهم سرفا، وانما السرف ان يقتل من لم يكن كذلك وانما نهى عن ذلك.

[ 136 ]

ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): يقتل والله ذراري قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها (1). [ 158 ] 6 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن ابي عبد الله (عليه السلام) في قوله تبارك وتعالى: (لا عدوان الا علي الظالمين) (2)، قال: اولاد قتلة الحسين (عليه السلام) (3). [ 159 ] (7) – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن ابراهيم بن هاشم ومحمد بن الحسين، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران مثله. [ 160 ] (8) – حدثني محمد بن جعفر الكوفي الرزاز، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي (4)، عن صالح بن سهل، عن ابي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى: (وقضينا الي بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين)، قال: قتل علي وطعن الحسن، (ولتعلن علوا كبيرا) (5)، قال: قتل الحسين (عليه السلام) (6).


1 – عنه البحار 45: 298، البرهان 2: 418. روي بمضمونه في الكافي 8: 255، تأويل الايات 1: 279. 2 – البقرة: 143. 3 – عنه البحار 45: 298، البرهان 1: 191. 4 – ابي عبد الله عن قاسم الحضرمي (خ ل)، وهو تصحيف، عنونه الشيخ والنجاشي في رجاليهما كما اثبتناه. 5 – الاسراء: 45. 6 – عنه البحار 45: 297، البرهان 2: 407.

[ 137 ]

الباب (19) علم الانبياء بقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) [ 161 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن ابي خلف، عن احمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب ويعقوب بن يزيد جميعا، عن محمد بن سنان، عمن ذكره، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان اسماعيل الذي قال الله تعالى في كتابه: (واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا) (1)، لم يكن اسماعيل بن ابراهيم (عليه السلام)، بل كان نبيا من الانبياء بعثه الله الى قومه فأخذوه فسلخوا فروة رأسه ووجهه، فأتاه ملك عن الله تبارك وتعالى فقال: ان الله بعثني اليك فمرني بما شئت، فقال: لي اسوة بما يصنع بالحسين (عليه السلام) (2). [ 162 ] 2 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عنهما جميعا، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة بن مهران (3)، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال:


1 – مريم: 54. 2 – عنه البحار 44: 227. رواه في علل الشرايع 1: 73. 3 – في علل الشرايع: سماعة بن مهران عن ابي بصير عن ابي عبد الله (عليه السلام)، وكلاهما صحيح، لان سماعة يروي عنه (عليه السلام) بلا واسطة ومع الواسطة.

[ 138 ]

انه كان لله رسولا نبيا تسلط عليه قومه فقشروا جلدة وجهه وفروة رأسه، فأتاه رسول من رب العالمين فقال له: ربك يقرؤك السلام ويقول: قد رأيت ما صنع بك وقد امرني بطاعتك فمرني بما شئت، فقال: يكون لي بالحسين اسوة (1). [ 163 ] 3 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب واحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن ابيه، عن مروان بن مسلم، عن بريد بن معاوية العجلي، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): يابن رسول الله أخبرني عن اسماعيل الذي ذكره الله في كتابه حيث يقول: (واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا)، أكان اسماعيل بن ابراهيم (عليه السلام)، فان الناس يزعمون انه اسماعيل بن ابراهيم، فقال (عليه السلام): ان اسماعيل مات قبل ابراهيم، وان ابراهيم كان حجة لله كلها قائما صاحب شريعة، فالي من ارسل اسماعيل اذن، فقلت: جعلت فداك فمن كان. قال (عليه السلام): ذاك اسماعيل بن حزقيل النبي (عليه السلام)، بعثه الله الى قومه فكذبوه فقتلوه وسلخوا وجهه، فغضب الله له عليهم فوجه إليه اسطاطائيل ملك العذاب، فقال له: يا اسماعيل انا اسطاطائيل ملك


1 – عنه البحار 44: 227. رواه في علل الشرايع 1: 74.

[ 139 ]

العذاب وجهني اليك رب العزة لاعذب قومك بانواع العذاب ان شئت، فقال له اسماعيل: لا حاجة لي في ذلك. فأوحى الله إليه فما حاجتك يا اسماعيل، فقال: يا رب انك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولاوصيائه بالولاية وأخبرت خير خلقك بما تفعل امته بالحسين بن علي (عليهما السلام) من بعد نبيها، وانك وعدت الحسين (عليه السلام) ان تكر الى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك به، فحاجتي اليك يا رب ان تكرني الى الدنيا حتى انتقم ممن فعل ذلك بي كما تكر الحسين (عليه السلام)، فوعد الله اسماعيل بن حزقيل ذلك، فهو يكر مع الحسين (عليه السلام) (1). [ 164 ] 4 – حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه، عن جده علي بن مهزيار، عن محمد بن سنان، عمن ذكره، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان اسماعيل الذي قال الله تعالى في كتابه: (واذكر في الكتاب اسماعيل انه كان صادق الوعد)، اخذ فسلخت فروة وجهه ورأسه، فأتاه ملك فقال: ان الله بعثني اليك فمرني بما شئت، فقال: لي اسوة بالحسين ابن علي (عليهما السلام) (2).


1 – عنه البحار 44: 237. 2 – عنه البحار 44: 227، وقد مر مثله في اول الباب.

[ 140 ]

الباب (20) علم الملائكة بقتل الحسين (عليه السلام) [ 165 ] 1 – حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز الكوفي، قال: حدثني خالي محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، قال: حدثني موسى بن سعدان الحناط، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن ابراهيم بن شعيب الميثمي، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان الحسين بن علي (عليهما السلام) لما ولد امر الله عز وجل جبرئيل (عليه السلام) ان يهبط في الف من الملائكة فيهنئ رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الله ومن جبرئيل (عليه السلام)، قال: وكان مهبط جبرئيل (عليه السلام) على جزيرة في البحر، فيها ملك يقال له: فطرس، كان من الحملة، فبعث في شي فأبطا فيه، فكسر جناحه والقي في تلك الجزيرة يعبد الله فيها ستمائة عام حتى ولد الحسين (عليه السلام)، فقال الملك لجبرئيل (عليه السلام): أين تريد. قال: ان الله تعالى انعم على محمد (صلى الله عليه وآله) بنعمة فبعثت اهنيه من الله ومني، فقال: يا جبرئيل احملني معك لعل محمدا (صلى الله عليه وآله) يدعو الله لي. قال: فحمله، فلما دخل جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله) وهنأه من الله وهنأه منه و أخبره بحال فطرس، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا جبرئيل ادخله.


[ 141 ]

فلما أدخله أخبر فطرس النبي (صلى الله عليه وآله) بحاله، فدعا له النبي (صلى الله عليه وآله) وقال له: تمسح بهذا المولود وعد الى مكانك. قال: فتمسح فطرس بالحسين (عليه السلام) وارتفع، وقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) اما ان امتك ستقتله وله علي مكافاة ان لا يزوره زائر الا بلغته عنه، ولا يسلم عليه مسلم الا بلغته سلامه، ولا يصلي عليه مصل الا بلغته عليه صلاته، قال: ثم ارتفع (1). الباب (21) لعن الله تبارك وتعالى ولعن الانبياء قاتل الحسين بن علي (عليهما السلام) [ 166 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن محمد بن سنان، عن ابي سعيد القماط، عن ابن ابي يعفور، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال:


1 – عنه البحار 43: 244. رواه الصدوق في اماليه: 118، عنه البحار 101: 367، وابن شهر آشوب في مناقبه 3: 228، عنه البحار 43: 244. اوردت هذه الحكاية في مصادر مختلفة مع تغيير في الالفاظ، اليك بعضها: الخراج 1: 253، عنه البحار 44: 182، عوالم العلوم 17: 47، بصائر الدرجات: 68، عنه البحار 26: 340، مدينة المعاجز: 236، اثبات الوصية: 161، روضة الواعظين: 186 مرسلا عن الصادق (عليه السلام)، بشارة المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم): 218 عن الرضا عن آبائه (عليهم السلام)، الجنة الواقية: 544 (الهامش)، الصراط المستقيم 2: 179 مرسلا.

[ 142 ]

بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) في منزل فاطمة (عليها السلام) والحسين في حجره إذ بكى وخر ساجدا ثم قال: يا فاطمة يا بنت محمد ان العلي الاعلى (1) تراءى لي في بيتك هذا في ساعتي هذه في أحسن صورة وأهيا هيئة، وقال لي: يا محمد أتحب الحسين (عليه السلام)، فقلت: نعم قرة عيني وريحانتي وثمرة فؤادي وجلدة ما بين عيني، فقال لي: يا محمد – ووضع يده على رأس الحسين (عليه السلام) – بورك من مولود عليه بركاتي وصلواتي ورحمتي ورضواني، ولعنتي وسخطي وعذابي وخزيي ونكالي على من قتله وناصبه وناواه ونازعه، اما انه سيد الشهداء من الاولين والاخرين في الدنيا والاخرة – وذكر الحديث (2). [ 167 ] 2 – وحدثني أبو الحسين محمد بن عبد الله بن علي الناقد، قال: حدثني أبو هارون العبسي، عن ابي الاشهب جعفر بن حنان (3)، عن خالد الربعي، قال: حدثني من سمع كعبا يقول: اول من لعن قاتل الحسين بن علي (عليهما السلام) ابراهيم خليل الرحمان، لعنه وامر ولده بذلك واخذ عليهم العهد والميثاق، ثم لعنه موسى بن عمران وامر امته بذلك، ثم لعنه داود وامر بني اسرائيل بذلك، ثم لعنه عيسى واكثر ان قال:


1 – العلي الاعلى اي رسوله جبرئيل، أو يكون الترائي كناية عن غاية الظهور العلمي، وحسن الصورة كناية عن ظهور صفات كماله تعالى له، ووضع اليد كناية عن افاضة الرحمة. 2 – عنه البحار 44: 238، يأتي تمام الحديث في الباب الاتي. 3 – أبو هارون العيسي، جعفر بن حيان (خ ل).

[ 143 ]

يا بني اسرائيل العنوا قاتله وان ادركتم ايامه فلا تجلسوا عنه، فان الشهيد معه كالشهيد مع الانبياء مقبل (1) غير مدبر، وكأني انظر الى بقعته، وما من نبي الا وقد زار كربلاء ووقف عليها، وقال: انك لبقعة كثيرة الخير، فيك يدفن القمر الازهر (2). [ 168 ] 3 – حدثني الحسين بن علي الزعفراني بالري، قال: حدثنا محمد بن عمر النصيبي، عن هشام بن سعد، قال: أخبرني المشيخة ان الملك الذي جاء الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخبره بقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) كان ملك البحار، وذلك ان ملكا من ملائكة الفردوس نزل على البحر فنشر أجنحته عليها، ثم صاح صيحة وقال: يا اهل البحار البسوا اثواب الحزن فان فرخ رسول الله (صلى الله عليه وآله) مذبوح، ثم حمل من تربته في اجنحته الى السماوات، فلم يبق ملك (3) فيها الا شمها وصار عنده لها اثر ولعن قتلته وأشياعهم وأتباعهم (4). الباب (22) قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان الحسين (عليه السلام) تقتله امته من بعده [ 169 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله ومحمد بن الحسن بن الوليد، عن


1 – كذا، والاصواب: مقبلا، اي كشهيد استشهد معهم حال كونه مقبلا على القتال غير مدبر، وعلى ما في النسخ صفة لقوله: كالشهيد، لانه في قوة النكرة. 2 – عنه البحار 44: 301. 3 – يلق ملكا (خ ل). 4 – عنه البحار 45: 221، عنه بعضه المستدرك 3: 327.

[ 144 ]

سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى بن عبيد الله، قالا: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن ابي غندر، عمن حدثه، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: كان الحسين بن علي (عليهما السلام) ذات يوم في حجر النبي (صلى الله عليه وآله) يلاعبه ويضاحكه، فقالت عائشة: يا رسول الله ما أشد اعجابك بهذا الصبي، فقال لها: ويلك وكيف لا أحبه ولا أعجب به، وهو ثمرة فؤادي وقرة عيني، اما ان امتي ستقتله، فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي، قالت: يا رسول الله حجة من حججك، قال: نعم حجتين من حججي، قالت: يا رسول الله حجتين من حججك، قال: نعم واربعة، قال: فلم تزل تزاده ويزيد ويضعف حتى بلغ تسعين حجة من حجج رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأعمارها (1). [ 170 ] 2 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن مسمع بن عبد الملك، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: كان الحسين (عليه السلام) مع امه تحمله، فأخذه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: لعن الله قاتليك، ولعن الله سالبيك، واهلك الله المتوازرين عليك، وحكم الله بيني وبين من أعان عليك، فقالت فاطمة: يا ابه اي شئ


1 – عنه البحار 44: 260، 101: 35، المستدرك 10: 268. رواه الشيخ في اماليه: 62.

[ 145 ]

تقول، قال: يا بنتاه ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الاذى والظلم والغدر والبغي، وهو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السمأ يتهادون (1) الى القتل، وكأني انظر الى معسكرهم والى موضع رحالهم وتربتهم. فقالت: يا ابه وأين هذا الموضع الذي تصف، قال: موضع يقال له كربلاء، وهي ذات كرب وبلاء علينا وعلى الامة، يخرج عليهم شرار امتي، ولو ان أحدهم شفع له من في السماوات والارضين ما شفعوا فيهم وهم المخلدون في النار. قالت: يا ابه فيقتل، قال: نعم يا بنتاه، وما قتل قتلته احد كان قبله، وتبكيه السماوات والارضون والملائكة والوحش والحيتان في البحار والجبال، لو يؤذن لها ما بقي على الارض متنفس، وتأتيه قوم من محبينا ليس في الارض اعلم بالله ولا أقوم بحقنا منهم، وليس على ظهر الارض أحد يلتفت إليه غيرهم. اولئك مصابيح في ظلمات الجور، وهم الشفعاء، وهم واردون حوضي غدا، أعرفهم إذا وردوا علي بسيماهم، واهل كل دين يطلبون ائمتهم وهم يطلبوننا ولا يطلبون غيرنا، وهم قوام الارض، بهم ينزل الغيث – وذكر الحديث بطوله (2).


1 – يتهادون، اما من الهدية، كأنه يهدي بعضهم بعضا الى القتل، أو من قولهم: تهادت المرأة تمايلت في مشيتها، أو من قولهم: هداه اي تقدمه، اي يتسابقون، وعلى التقديرات كناية عن فرحهم وسرورهم بذلك. 2 – عنه البحار 44: 264، ذكره بطوله فرات بن ابراهيم في تفسيره: 171.

[ 146 ]

[ 171 ] 3 – حدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن ابي عبد الله زكريا المؤمن، عن ايوب بن عبد الرحمان وزيد بن الحسن ابي الحسن وعباد جميعا، عن سعد الاسكاف، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) (1): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سره ان يحيى محياي ويموت مماتي ويدخل جنة عدن، فيلزم قضيبا غرسه ربي بيده، فليتول عليا والاوصياء من بعده، وليسلم لفضلهم، فانهم الهداة المرضيون، أعطاهم الله فهمي وعلمي، وهم عترتي من لحمي ودمي، الى الله اشكو عدوهم من امتي، المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، والله ليقتلن ابني، لا انالهم الله شفاعتي (2). [ 172 ] 4 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن شجرة، عن سلام الجعفي، عن عبد الله بن محمد الصنعاني، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا دخل الحسين (عليه السلام) جذبه إليه ثم يقول لامير المؤمنين (عليه السلام): امسكه، ثم يقع عليه فيقبله ويبكي يقول: يا ابه لم تبكي، فيقول: يا بني اقبل موضع السيوف منك وابكي.


1 – أبو عبد الله (خ ل)، وكلاهما صحيح، لان سعد يروي عن كليهما (عليهم السلام). 2 – عنه البحار 44: 302. رواه الصفار في بصائر الدرجات، عنه البحار 44: 259.

[ 147 ]

قال: يا ابه واقتل، قال: اي والله وابوك واخوك وانت، قال: يا ابه فمصارعنا شتى، قال: نعم يا بني، قال: فمن يزورنا من امتك، قال: لا يزورني ويزور اباك واخاك وانت الا الصديقون من امتي (1). [ 173 ] 5 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابي سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي البصري، قال: حدثنا عمرو بن المختار، قال: حدثنا اسحاق بن بشر، عن العوام مولى قريش، قال: سمعت مولاي عمر بن هبيرة، قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحسن والحسين في حجره، يقبل هذا مرة وهذا مرة، ويقول للحسين: ان الويل لمن يقتلك (2). [ 174 ] 6 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن ابي سعيد القماط، عن ابن ابي يعفور، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) في منزل فاطمة والحسين في حجره، إذ بكى وخر ساجدا، ثم قال: يا فاطمة يا بنت محمد ان العلي الاعلى تراءى لي في بيتك هذا في ساعتي هذه في أحسن صورة وأهيا هيئة، فقال لي: يا محمد أتحب الحسين (عليه السلام)، قلت: نعم يا رب قرة عيني وريحانتي وثمرة فؤادي وجلدة ما بين عيني.


1 – عنه البحار 44: 261، 100: 119. 2 – عنه البحار 44: 302.

[ 148 ]

فقال لي: يا محمد – ووضع يده على رأس الحسين (عليه السلام) – بورك من مولود عليه بركاتي وصلواتي ورحمتي ورضواني، ونقمتي ولعنتي وسخطي وعذابي وخزيي ونكالي على من قتله وناصبه وناواه ونازعه، اما انه سيد الشهداء من الاولين والاخرين في الدنيا والاخرة، وسيد شباب اهل الجنة من الخلق اجمعين، وابوه افضل منه وخير، فاقرأه السلام وبشره بأنه راية الهدى ومنار اوليائي، وحفيظي وشهيدي على خلقي، وخازن علمي، وحجتي على اهل السماوات واهل الارضين والثقلين الجن والانس (1). [ 175 ] 7 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن محمد بن حماد الكوفي، عن ابراهيم بن موسى الانصاري، قال: حدثني مصعب، عن جابر، عن محمد ابن علي (عليهما السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سره ان يحيى حياتي ويموت مماتي ويدخل جنتي، جنة عدن غرسها ربي بيده، فليتول عليا ويعرف فضله والاوصياء من بعده، ويتبرأ من عدوي، أعطاهم الله فهمي وعلمي، هم عترتي من لحمي ودمي، أشكو الى ربي عدوهم من امتي، المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، والله ليقتلن ابني ثم لا تنالهم شفاعتي (2).


1 – عنه البحار 44: 238، وقد مر بعضه. 2 – عنه البحار 44: 261.

[ 149 ]

الباب (23) قول امير المؤمنين (عليه السلام) في قتل الحسين (عليه السلام) وقول الحسين له في ذلك [ 176 ] 1 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز القرشي، قال: حدثني خالي محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن علي بن النعمان، عن عبد الرحمان بن سيابة، عن ابي داود السبيعي (1)، عن ابي عبد الله الجدلي، قال: دخلت على امير المؤمنين والحسين (عليهما السلام) الى جنبه، فضرب بيده على كتف الحسين (عليه السلام) ثم قال: ان هذا يقتل ولا ينصره احد، قال: قلت: يا امير المؤمنين والله ان تلك لحياة سوء، قال: ان ذلك لكائن (2). [ 177 ] 2 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسين باسناده مثله. [ 178 ] 3 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين ابن ابي الخطاب، عن نصر بن مزاحم، عن عمرو بن سعيد (3)، عن علي بن حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال:


1 – البصري، السبعي (خ ل)، الظاهر اتحاده مع ابي داود السبيعي، الذي ذكره الكشي في رجاله في ترجمة رميلة، وروي عن ابي سعيد الخدري. 2 – عنه البحار 44: 261. 3 – عمر بن سعد (خ ل)، ما اثبتناه هو الصحيح، لان الذي يروي عنه نصر بن مزاحم هو عمرو بن سعيد المدائني.

[ 150 ]

قال علي (عليه السلام) للحسين (عليه السلام): يا ابا عبد الله اسوة انت قدما (1)، فقال: جعلت فداك ما حالي، قال: علمت ما جهلوا وسينتفع عالم بما علم، يا بني اسمع وابصر من قبل ان يأتيك، فوالذي نفسي بيده ليسفكن بنو امية دمك ثم لا يزيلونك عن دينك، ولا ينسونك ذكر ربك، فقال الحسين: والذي نفسي بيده حسبي اقررت بما أنزل الله واصدق قول نبي الله ولا اكذب قول ابي (2). [ 179 ] 4 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة، عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين باسناده مثله. [ 180 ] 5 – وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين، عن نصر بن مزاحم، عن عمرو بن سعيد (3)، عن يزيد بن اسحاق، عن هاني بن هاني، عن علي (عليه السلام)، قال: ليقتل الحسين قتلا، واني لاعرف تربة الارض التي يقتل عليها قريبا من النهرين (4). [ 181 ] 6 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين باسناده مثله. [ 182 ] (7) – حدثني ابي رحمه الله وعلي بن الحسين جميعا، عن سعد


1 – الاسوة: القدوة، وما يأتسي به الحزين، اي ثبت قديما انك اسوة الخلق يقتدون بك، أو يأتسي بذكر مصيبتك كل حزين. 2 – عنه البحار 44: 262. 3 – عمر بن سعد (خ ل)، وذكرنا تصحيفه قبيل هذا. 4 – عنه البحار 44: 262.

[ 151 ]

ابن عبد الله، عن محمد بن ابي الصهبان، عن عبد الرحمان بن ابي نجران، عن عاصم بن حميد، عن فضيل الرسان، عن ابي سعيد عقيصا، قال: سمعت الحسين بن علي (عليهما السلام) وخلا به عبد الله بن الزبير وناجاه طويلا، قال: ثم اقبل الحسين (عليه السلام) بوجهه إليهم وقال: ان هذا يقول لي: كن حماما من حمام الحرم، ولان اقتل وبيني وبين الحرم باع أحب الى من ان اقتل وبيني وبينه شبر، ولان اقتل بالطف أحب الى من ان اقتل بالحرم (1). [ 183 ] (عليهما السلام) – وعنهما، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن داود بن فرقد، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال عبد الله بن الزبير للحسين (عليه السلام): ولو جئت الى مكة فكنت بالحرم، فقال الحسين (عليه السلام): لا نستحلها ولا تستحل بنا، ولان اقتل على تل اعفر (2) أحب الى من ان اقتل بها (3). [ 184 ] (9) – حدثني ابي رحمه الله ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن ابيه، عن ابي الجارود، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال:


1 – عنه البحار 45: 85. 2 – قال الجوهري: الاعفر الرمل الاحمر، والاعفر الابيض وليس بالشديد البياض، وقال المسعودي: تل اعفر موضع من بلاد ديار ربيعة. 3 – عنه البحار 45: 85.

[ 152 ]

ان الحسين (عليه السلام) خرج من مكة قبل التروية بيوم، فشيعه عبد الله بن الزبير فقال: يا ابا عبد الله لقد حضر الحج وتدعه وتأتي العراق، فقال: يابن الزبير لان ادفن بشاطئ الفرات أحب الى من ان ادفن بفناء الكعبة (1). [ 185 ] 10 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن اسماعيل بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن الحسين بن ابي العلاء، عن ابي عبد الله (عليه السلام) ان الحسين بن علي (عليهما السلام) قال لاصحابه يوم اصيبوا: اشهد انه قد أذن في قتلكم (2) فاتقوا الله واصبروا (3). [ 186 ] 11 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن علي بن النعمان، عن الحسين بن ابي العلاء مثله. [ 187 ] 12 – وحدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى (4)، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن الحلبي، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان الحسين (عليه السلام) صلى باصحابه الغداة ثم التفت إليهم فقال: ان الله قد أذن في قتلكم فعليكم بالصبر (5). [ 188 ] 13 – حدثني الحسن، عن ابيه، عن محمد بن عيسى، عن


1 – عنه البحار 45: 86. 2 – اي قدر قتلكم في علمه تعالى، ويحتمل ان يكون: (آذن) اي اخبر بانكم مقتولون. 3 – عنه البحار 45: 86. 4 – حسن بن عبد الله عن محمد بن عيسى (خ ل)، ما اثبتناه هو الصحيح كما مر ويأتي. 5 – عنه البحار 45: 86.

[ 153 ]

صفوان بن يحيى، عن يعقوب بن شعيب، عن حسين بن ابي العلاء، قال: قال: والذي رفع إليه العرش لقد حدثني ابوك بأصحاب الحسين لا ينقصون رجلا ولا يزيدون رجلا، تعتدي بهم هذه الامة كما اعتدت بنو اسرائيل يوم السبت، وقتل يوم السبت يوم عاشوراء (1). (2) [ 189 ] 14 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن الحسين بن ابي العلاء، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الحسين (عليه السلام) صلى باصحابه يوم اصيبوا ثم قال: اشهد انه قد اذن في قتلكم يا قوم فاتقوا الله واصبروا (3). [ 190 ] 15 – حدثني أبو الحسين محمد بن عبد الله بن علي الناقد، قال: حدثني عبد الرحمان الاسلمي، عن عبد الله بن الحسن، عن عروة بن الزبير، قال: سمعت اباذر، وهو يومئذ قد أخرجه عثمان الى الربذة، فقال له الناس: يا اباذر ابشر فهذا قليل في الله تعالى، فقال: ما ايسر هذا، ولكن كيف انتم إذا قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) قتلا – أو قال: ذبحا – والله لا يكون في الاسلام بعد قتل الخليفة (4) أعظم قتيلا


1 – هكذا في النسخ و لعله سقط منه شئ. 2 – عنه البحار 45: 87. 3 – عنه البحار 45: 87. 4 – الحسين (خ ل)، والمراد بالخليفة علي بن ابي طالب (عليه السلام).

[ 154 ]

منه، وان الله سيسل سيفه على هذه الامة لا يغمده ابدا، ويبعث قائما (1) من ذريته فينتقم من الناس، وانكم لو تعلمون ما يدخل على اهل البحار وسكان الجبال في الغياض والاكام واهل السماء من قتله لبكيتم والله حتى تزهق انفسكم. وما من سماء يمر به روح الحسين (عليه السلام) الا فزع له سبعون الف ملك، يقومون قياما ترعد مفاصلهم الى يوم القيامة، وما من سحابة تمر وترعد وتبرق الا لعنت قاتله، وما من يوم الا وتعرض روحه على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيلتقيان (2).


1 – ناقما (خ ل). 2 – عنه البحار 45: 219. ان اختلاف الجو والكائنات بانظلام الدنيا ثلاثة ايام وبكاء الشمس بحمرتها غدوة وعشية، وغير ذلك مما مر مما تواتر عند المؤرخين، فلا ريب في وقوعها كما اعترف به المخالفون، قال السيوطي في الدار المنثور 6: 31: اخرج ابن ابي حاتم عن عبيد المكتب عن ابراهيم قال: ما بكت السماء منذ كانت الدنيا الا على اثنين (قيل لعبيد: اليس السماء والارض تبكي على المؤمن، قال: ذاك مقامه وحيث يصعد عمله، قال: وتدري ما بكاء السماء، قال: لا، قال: تحمر وتصير وردة كالدهان) ان يحيى بن زكريا لما قتل احمرت السماء وقطرت دما وان حسين بن علي يوم قتل احمرت السماء، واخرج ابن ابي حاتم عن زيد بن زياد عنه قال: لما قتل الحسين احمرت آفاق السماء اربعة اشهر. وترى امثالها في تاريخ ابن عساكر 4: 339، الخصائص الكبرى 2: 126، الخطط المقرزية 2: 289، تذكرة الخواص: 155، المقتل للخوارزمي 2: 90، الاتحاف بحب الاشرف: 24، تهذيب التهذيب 2: 354، الصواعق المحرقة: 116، تاريخ الخلفاء: 138، الكواكب الدرية 1: 56، مجمع الزوائد 9: 197، عقد الفريد 2: 315.

[ 155 ]

[ 191 ] 16 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد ابن عبد الجبار، عن عبد الرحمان بن ابي نجران، عن جعفر بن محمد بن حكيم، عن عبد السمين (1)، يرفعه الى امير المؤمنين (عليه السلام)، قال: كان امير المؤمنين (عليه السلام) يخطب الناس وهو يقول: سلوني قبل ان تفقدوني فوالله ما تسألوني عن شئ مضى ولا شئ يكون الا نبأتكم به، قال: فقام إليه سعد بن ابي وقاص (2) وقال: يا امير المؤمنين: أخبرني كم في رأسي ولحيتي من شعرة، فقال له: والله لقد سألتني عن مسألة حدثني خليلي رسول الله (صلى الله عليه وآله) انك ستسألني عنها، وما في رأسك ولحيتك من شعرة الا وفي أصلها شيطان


1 – عبيد السمين (خ ل) كذا ايضا في امالي الصدوق، والظاهر انه عبد الحميد السمين، وهو عبد الحميد بن ابي العلاء بن عبد الملك الازدي الثقة ويقال له السمين، عنونه النجاشي في رجاله من اصحاب الصادق (عليه السلام). 2 – لا يخفى ما في الحديث من تسمية الرجل السائل المتعنت بانه سعد بن ابي وقاص، حيث ان سعد بن ابي قاص اعتزل عن الجماعة وامتنع عن بيعة امير المؤمنين (عليه السلام) فاشترى ارضا واشتغل بها فلم يكن ليجئ الى الكوفة ويجلس الى خطبة علي (عليه السلام)، على ان عمر بن سعد قد ولد في السنة التي مات فيها عمر بن الخطاب، وهي سنة ثلاث وعشرين، كما نص عليه ابن معين، فكان عمر بن سعد حين يخطب علي (عليه السلام) هذه الخطبة بالكوفة غلاما بالغا اشرف على عشرين لا انه سخل في بيته. ولما كان اصل القصة مسلمة مشهورة، عدل الشيخ المفيد في ارشاده عن تسمية الرجل، و تبعه الطبرسي في اعلام الورى، ولعل الصحيح ما ذكره ابن ابي الحديد حيث ذكر الخطبة في شرحه على النهج 1: 253 عن كتاب الغارات لابن هلال الثقفي عن زكريا بن يحيى العطار عن فضيل عن محمد بن علي (عليهما السلام) وقال في آخره: والرجل هو سنان بن انس النخعي.

[ 156 ]

جالس، وان في بيتك لسخلا يقتل الحسين ابني، وعمر يومئذ يدرج بين يدي ابيه (1). [ 192 ] (17) – وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين ابن ابي الخطاب، عن محمد بن يحيى الخثعمي، عن طلحة بن زيد، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، عن ابيه، عن جده، عن الحسين بن علي (عليهما السلام)، قال: قال: والذي نفس حسين بيده لا ينتهي (2) بني امية ملكهم حتى يقتلوني وهم قاتلي، فلو قد قتلوني لم يصلوا جميعا ابدا (3)، ولم يأخذوا عطاء في سبيل الله جميعا ابدا، ان اول قتيل هذه الامة انا واهل بيتي، والذي نفس حسين بيده لا تقوم الساعة وعلى الارض هاشمي يطرف (4). [ 193 ] (18) – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن طلحة، عن جعفر (عليه السلام) مثله. [ 194 ] 19 – حدثني جماعة مشايخي، منهم علي بن الحسين ومحمد بن الحسن، عن سعد، عن احمد بن محمد ومحمد بن الحسين


1 – عنه البحار 44: 256. رواه الصدوق في اماليه، المجلس: 28، الرقم: 1. 2 – لا يهنئ (خ ل). 3 – لعل المعنى: لم يوفق الناس للصلاة جماعة مع امام الحق ولا اخذ الزكاة وحقوق الله على ما يحب الله الى قيام القائم (عليه السلام)، وآخره الخبر اشارة الى ما يصيب بني هاشم من الفتن في آخر الزمان. 4 – عنه البحار 45: 88.

[ 157 ]

وابراهيم بن هاشم جميعا، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ابي جميلة المفضل بن صالح، عن شهاب بن عبد ربه، عن ابي عبد الله (عليه السلام) انه قال: لما صعد الحسين بن علي (عليهما السلام) عقبة البطن قال لاصحابه: ما أراني الا مقتولا، قالوا: وما ذاك يا ابا عبد الله، قال: رؤيا رأيتها في المنام، قالوا: وما هي، قال: رأيت كلابا تنهشني، أشدها علي كلب أبقع (1). [ 195 ] 20 – وحدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن اسماعيل بن عيسى ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: كتب الحسين بن علي من مكة الى محمد بن علي: بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي الى محمد بن علي ومن قبله من بني هاشم، اما بعد فان من لحق بي استشهد ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح (2)، والسلام (3). [ 196 ] 21 – قال محمد بن عمرو: حدثني كرام عبد الكريم بن عمرو،


1 – عنه البحار 45: 87. 2 – اي لم يبلغ ما يتمناه من فتوح الدنيا وإلتمتع بها، وظاهر الجواب ذمه، ويحتمل ان يكون المعنى انه (عليه السلام) خيرهم في ذلك فلا اثم على من تخلف – البحار. 3 – عنه البحار 45: 87. رواه في بصائر الدرجات: 481، مختصر البصائر: 6، دلائل الامامة: 77، مناقب آل ابي طالب: 230، اللهوف: 27، عنهم البحار 42: 81، 45: 84، اثبات الهداة 5: 186.

[ 158 ]

عن ميسر بن عبد العزيز، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: كتب الحسين بن علي (عليهما السلام) الى محمد بن علي (عليه السلام) من كربلاء: بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي (عليهما السلام) الى محمد بن علي ومن قبله من بني هاشم، اما بعد فكأن الدنيا لم تكن وكأن الاخرة لم تزل، والسلام (1). الباب (24) ما استدل به على قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) في البلاد [ 197 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن رجل، عن يحيى بن بشير، قال: سمعت ابا بصير يقول:، قال أبو عبد الله (عليه السلام): بعث هشام بن عبد الملك الى ابي فأشخصه الى الشام، فلما دخل عليه قال له: يا ابا جعفر أشخصناك لنسألك عن مسألة لم يصلح ان يسألك عنها غيري، ولا اعلم في الارض خلقا ينبغي ان يعرف أو عرف هذه المسألة ان كان الا واحدا، فقال ابي: ليسألني امير المؤمنين عما احب، فان علمت اجبت ذلك وان لم اعلم قلت: لا ادري، وكان الصدق اولي بي.


1 – عنه البحار 45: 87.

[ 159 ]

فقال هشام: أخبرني عن الليلة التي قتل فيها علي بن ابي طالب (عليه السلام) بما استدل به الغائب عن المصر الذي قتل فيه على قتله وما العلامة فيه للناس، فان علمت ذلك واجبت فأخبرني هل كان تلك العلامة لغير على (عليه السلام) في قتله، فقال له ابي: يا امير المؤمنين انه لما كان تلك الليلة التي قتل فيها امير المؤمنين (عليه السلام) لم يرفع عن وجه الارض حجر الا وجد تحته دم عبيط (1) حتى طلع الفجر، وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها هارون اخو موسى (عليهما السلام)، وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها يوشع بن نون، وكذلك كانت الليلة التي رفع فيها عيسى بن مريم الى السماء، وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها شمعون بن حمون الصفا، وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها علي بن ابي طالب (عليه السلام)، وكذلك كانت الليلة التي قتل فيها الحسين بن علي (عليهما السلام). قال: فتربد (2) وجه هشام حتى انتقع لونه وهم ان يبطش بأبي، فقال له ابي: يا امير المؤمنين الواجب على العباد الطاعة لامامهم والصدق له بالنصيحة، وان الذي دعاني الى ان اجبت (3) امير المؤمنين فيما سألني عنه معرفتي اياه بما يجب له علي من الطاعة فليحسن امير المؤمنين علي الظن، فقال له هشام: انصرف الى اهلك إذا شئت، قال: فخرج.


1 – العبيط: الطري. 2 – قال الجوهري: تربد وجه فلان: تغير من الغضب، وانتقع لونه على بناء المجهول اي تغير من حزن وسرور. 3 – اجيب (خ ل).

[ 160 ]

فقال له هشام عند خروجه: اعطني عهد الله وميثاقه ان لا توقع هذا الحديث الى احد حتى اموت، فأعطاه ابي من ذلك ما أرضاه – وذكر الحديث بطوله (1). [ 198 ] 2 – حدثني أبو الحسين محمد بن عبد الله بن علي الناقد، قال: حدثني عبد الرحمان الاسلمي (2)، وقال لي أبو الحسين: وأخبرني عمي، عن ابيه، عن ابي نصر، عن رجل من اهل بيت المقدس انه قال: والله لقد عرفنا اهل بيت المقدس ونواحيها عشية قتل الحسين بن علي (عليهما السلام)، قلت: وكيف ذاك، قال: ما رفعنا حجرا ولا مدرا ولا صخرا الا ورأينا تحتها دما عبيطا يغلي، واحمرت الحيطان كالعلق (3)، ومطرنا ثلاثة ايام دما عبيطا، وسمعنا مناديا ينادي في جوف الليل يقول: أترجو امة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب معاذ الله لا نلتم يقينا * شفاعة احمد وابي تراب قتلتم خير من ركب المطايا * وخير الشيب طرا والشباب


1 – عنه البحار 45: 204. 2 – عبد الرحمان البلخي، السلمي (خ ل)، قد مر في الباب 23 كما ذكرناه. 3 – العلق: القطعة من الدم.

[ 161 ]

وانكسفت الشمس ثلاثة ايام ثم تجلت عنها وانشبكت النجوم، فلما كان من غد ارجفنا بقتله، فلم يأت علينا كثير شي حتى نعي الينا الحسين (عليه السلام) (1). [ 199 ] 3 – حدثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن علي الناقد باسناده، قال: قال عمر بن سعد، قال: حدثني أبو معشر، عن الزهري، قال: لما قتل الحسين (عليه السلام) لم يبق في بيت المقدس حصاة الا وجد تحتها دم عبيط (2) الباب (25) ما جاء في قاتل الحسين (عليه السلام) وقاتل يحيى بن زكريا (عليهما السلام) [ 200 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله تعالى وجماعة مشايخي، عن سعد ابن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن حماد، عن كليب بن معاوية، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: كان قاتل يحيى بن زكريا ولد زنا، وكان قاتل الحسين (عليه السلام) ولد زنا، ولم تبك السماء الا عليهما (3). [ 201 ] 2 – حدثني محمد بن الحسن ومحمد بن احمد بن الحسين جميعا، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه، عن الحسن، عن فضالة بن ايوب، عن كليب بن معاوية الاسدي، عن ابي عبد الله (عليه السلام) مثله.


1 – عنه البحار 45: 204. 2 – عنه البحار 45: 205، ويأتي مثله. 3 – عنه البحار 44: 302، البرهان 3: 4، يأتي مثله في الباب: 93.

[ 162 ]

[ 202 ] 3 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن ابراهيم ابن هاشم، عن عثمان بن عيسى، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان في النار لمنزلة لم يكن يستحقها احد من الناس الا قاتل الحسين بن علي ويحيى بن زكريا (عليهما السلام). [ 203 ] 4 – حدثني ابي رحمه الله وعلي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن اسماعيل بن جابر، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: تقتل والله ذراري قتلة الحسين بفعل آبائها (2). [ 204 ] 5 – حدثني ابي رحمه الله ومحمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن عبد الخالق، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: كان قاتل الحسين (عليه السلام) ولد زنا، وقاتل يحيى بن زكريا ولد زنا (3). [ 205 ] 6 – حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن علي بن النعمان، عن مثني، عن سدير، قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول: ان الله جعل قتل اولاد النبيين من الامم الماضية على يدي اولاد زنا (4).


1 – عنه البحار 44: 301. 2 – مر في الباب: 18، الرقم: 5 مثله. 3 – عنه البحار 44: 303. 4 – عنه البحار 27: 241.

[ 163 ]

[ 206 ] (7) – وعنه، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن داود بن فرقد، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: كان الذي قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) ولد زنا، والذي قتل يحيى بن زكريا ولد زنا (1). [ 207 ] (8) – وعنه، عن محمد بن الحسين، عن علي بن اسباط، عن اسماعيل بن ابي زياد (2)، عن بعض رجاله، عن ابي عبد الله (عليه السلام) في قول فرعون: (ذروني اقتل موسي) (3)، فقيل له: من كان يمنعه، قال: كان لرشده، لان الانبياء والحجج لا يقتلها الا اولاد زنا والبغايا (4). وحدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله ابن ابي خلف، عن محمد بن الحسين بهذه الاحاديث. [ 208 ] (9) – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن ابراهيم ابن هاشم، عن ابن ابي عمير، عن بعض أصحابه، عن ابن مسكان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قاتل الحسين بن على ولد زنا (5).


1 – عنه البحار 44: 303. 2 – في العلل: اسماعيل بن منصور بدل اسماعيل بن ابي زياد. والظاهر انه الصحيح، لان اسماعيل بن ابي زياد هو السكوني وهو يروي بلا واسطة عن الصادق (عليه السلام) كثيرا، ويؤيده ما يأتي بهذا السند بعينه في الباب: 35، الرقم: 2، وفيه: اسماعيل ابن منصور. 3 – المؤمن: 26. 4 – عنه البحار 27: 240. رواه الصدوق في العلل: 31 مع اختلاف، عنه البحار 27: 239. 5 – عنه البحار 44: 302.

[ 164 ]

[ 209 ] 10 – وحدثني ابي رحمه الله ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن ابراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسى، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: لا يقتل النبيين واولاد النبيين الا اولاد زنا (1). [ 210 ] 11 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، عن احمد بن ابي عبد الله البرقي، عن ابيه محمد بن خالد، عن عبد العظيم بن عبد الله بن علي الحسني، عن الحسن بن الحسين العمري، عن الحسين بن شداد الجعفي، عن جابر، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يقتل الانبياء واولاد الانبياء الا ولد زنا (2). [ 211 ] 12 – حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن محمد ابن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن الفضال، عن مروان بن مسلم، عن اسماعيل بن كثير، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان قاتل الحسين بن علي ولد زنا، وكان قاتل يحيى بن زكريا ولد زنا، ولم تبك السمأ والارض الا لهما – وذكر الحديث (3).


1 – عنه البحار 27: 240. رواه الراوندي في قصص الانبياء بهذا السند، عنه البحار 27: 240. 2 – عنه البحار 27: 240، وفيه: (ولد الانبياء). 3 – عنه البحار 44: 302.

[ 165 ]

الباب (26) بكأ جميع ما خلق الله على الحسين بن علي (عليهما السلام) [ 212 ] 1 – حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، قال: حدثني خالي محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن ابي اسماعيل السراج، عن يحيى بن معمر العطار، عن ابي بصير، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: بكت الانس والجن والطير والوحش على الحسين ابن علي (عليهما السلام) حتى ذرفت (1) دموعها (2). [ 213 ] 2 – وحدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله بن ابي خلف ومحمد بن يحيى العطار جميعا، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل باسناده مثله. [ 214 ] 3 – حدثني ابي رحمه الله تعالى وعلي بن الحسين، عن سعد ابن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن احمد بن ابي داود، عن سعد بن عمر (3) الجلاب، عن الحارث الاعور، قال: قال علي (عليه السلام): بابي وامي الحسين المقتول بظهر الكوفة، والله كأني انظر الى الوحوش مادة


1 – ذرفت: سالت. 2 – عنه البحار 45: 205. 3 – سعيد بن عمرو (خ ل)، ما اثبتناه هو الموافق لما ذكره الشيخ في رجاله في اصحاب الصادق (عليه السلام)، والصدوق في الفقيه: 3، باب حق الزوج على المرأة، اما رواه في الكافي 5: 515، وفيه: سعد بن ابي عمر، عنه التهذيب 2: 960.

[ 166 ]

اعناقها على قبره من انواع الوحش، يبكونه ويرثونه ليلا حتى الصباح، فإذا كان ذلك فاياكم والجفأ (1). [ 215 ] 4 – وحدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن الحسن بن علي بن ابي عثمان، عن عبد الجبار النهاوندي، عن ابي سعيد، عن الحسين بن ثوير بن ابي فاختة ويونس بن ظبيان وابي سلمة السراج والمفضل بن عمر، كلهم قالوا: سمعنا ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان ابا عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) لما مضى بكت عليه السماوات السبع والارضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن ينقلب عليهن، والجنة والنار، وما خلق ربنا، و ما يري وما لا يري (2). [ 216 ] 5 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد ابن الحسين، عن الحسن بن علي بن ابي عثمان باسناده مثله. [ 217 ] 6 – وحدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسين بن عبيدالله، عن الحسن بن علي بن ابي عثمان، عن عبد الجبار النهاوندي، عن ابي سعيد، عن الحسين بن ثوير، عن يونس وابي سلمة السراج والمفضل بن عمر قالوا: سمعنا ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: لما مضى الحسين بن علي (عليهما السلام) بكى عليه جميع ما خلق الله الا ثلاثة اشيأ: البصرة ودمشق وآل عثمان (3).


1 – عنه البحار 45: 205. 2 – عنه البحار 45: 205. 3 – عنه البحار 45: 206، المستدرك 10: 312.

[ 167 ]

[ 218 ] (7) – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن الحسن بن راشد، عن الحسين ابن ثوير، قال: كنت انا ويونس بن ظبيان والمفضل بن عمر وابو سلمة السراج جلوسا عند ابي عبد الله (عليه السلام)، فكان المتكلم يونس، وكان اكبرنا سنا – وذكر حديثا طويلا، يقول: – ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): ان ابا عبد الله (عليه السلام) لما مضى بكت عليه السماوات السبع والارضون السبع وما فيهن وما بينهن، وما ينقلب في الجنة والنار من خلق ربنا، وما يرى وما لا يرى بكى على ابي عبد الله الا ثلاثة اشياء لم تبك عليه، قلت: جعلت فداك ما هذه الثلاثة الاشيأ، قال: لم تبك عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان بن عفان – وذكر الحديث (1). [ 219 ] (8) – وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن ابي يعقوب، عن ابان ابن عثمان، عن زرارة، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا زرارة ان السمأ بكت على الحسين اربعين صباحا بالدم، وان الارض بكت اربعين صباحا بالسواد، وان الشمس بكت اربعين صباحا بالكسوف والحمرة، وان الجبال تقطعت وانتثرت وان البحار تفجرت وان الملائكة بكت اربعين صباحا على الحسين (عليه السلام)، وما اختضبت منا


1 – عنه البحار 45: 206.

[ 168 ]

امرأة ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد، وما زلنا في عبرة بعده، وكان جدي إذا ذكره بكى حتى تملا عيناه لحيته، وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه. وان الملائكة الذين عند قبره ليبكون، فيبكي لبكائهم كل من في الهوأ والسمأ من الملائكة، و لقد خرجت نفسه (عليه السلام) فزفرت جهنم زفرة كادت الارض تنشق لزفرتها، و لقد خرجت نفس عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية فشهقت جهنم شهقة لولا ان الله حبسها بخزانها لاحرقت من على ظهر الارض من فورها، ولو يؤذن لها ما بقي شئ الا ابتلعته، ولكنها مأمورة مصفودة، ولقد عتت على الخزان غير مرة حتى أتاها جبرئيل فضربها بجناحه فسكنت، وانها لتبكيه وتندبه وانها لتتلظى على قاتله، ولولا من على الارض من حجج الله لنقضت الارض واكفئت بما عليها، وما تكثر الزلازل الا عند اقتراب الساعة. وما من عين أحب الى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه، وما من باك يبكيه الا وقد وصل فاطمة (عليهما السلام) وأسعدها عليه، ووصل رسول الله وادي حقنا، وما من عبد يحشر الا وعيناه باكية الا الباكين على جدي الحسين (عليه السلام)، فانه يحشر وعينه قريرة، والبشارة تلقاه، والسرور بين على وجهه، والخلق في الفزع وهم آمنون، والخلق يعرضون وهم حداث الحسين (عليه السلام) تحت العرش وفي ظل العرش لا يخافون سوء الحساب، يقال لهم: ادخلوا الجنة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه.


[ 169 ]

وان الحور لترسل إليهم انا قد اشتقناكم مع الولدان المخلدين، فما يرفعون رؤوسهم إليهم لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة، وان اعداءهم من بين مسحوب بناصيته الى النار، ومن قائل ما لنا من شافعين ولا صديق حميم، وانهم ليرون منزلهم وما يقدرون ان يدنوا إليهم، ولا يصلون إليهم. وان الملائكة لتأتيهم بالرسالة من ازواجهم ومن خدامهم على ما اعطوا من الكرامة، فيقولون: نأتيكم ان شأ الله، فيرجعون الى أزواجهم بمقالاتهم، فيزدادون إليهم شوقا إذا هم خبروهم بما هم فيه من الكرامة وقربهم من الحسين (عليه السلام)، فيقولون: الحمد لله الذي كفانا الفزع الاكبر وأهوال القيامة، ونجانا مما كنا نخاف، ويؤتون بالمراكب والرحال على النجائب، فيستوون عليها وهم في الثنأ على الله والحمد لله والصلاة على محمد وآله حتى ينتهوا الى منازلهم (1). [ 220 ] (9) – حدثني محمد بن عبد الله، عن ابيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن عبد الله بن مسكان، عن ابي بصير، قال: كنت عند ابي عبد الله (عليه السلام) احدثه، فدخل عليه ابنه فقال له: مرحبا، وضمه وقبله، وقال: حقر الله من حقركم وانتقم ممن وتركم، وخذل الله من خذلكم ولعن الله من قتلكم، وكان الله لكم وليا وحافظا


1 – عنه البحار 45: 207 – 208، المستدرك 10: 313.

[ 170 ]

وناصرا، فقد طال بكاء النساء وبكاء الانبياء والصديقين والشهداء وملائكة السمأ. ثم بكى وقال: يا ابا بصير إذا نظرت الى ولد الحسين أتاني ما لا املكه بما أتى الى ابيهم واليهم، يا ابا بصير ان فاطمة (عليهما السلام) لتبكيه وتشهق فتزفر جهنم زفرة لولا ان الخزنة يسمعون بكأها وقد استعدوا لذلك مخافة ان يخرج منها عنق أو يشرد دخانها فيحرق اهل الارض فيكبحونها (1) ما دامت باكية ويزجرونها ويوثقون من أبوابها مخافة على اهل الارض، فلا تسكن حتى يسكن صوت فاطمة. وان البحار تكاد ان تنفتق فيدخل بعضها على بعض، وما منها قطرة الا بها ملك موكل، فإذا سمع الملك صوتها اطفأ نارها (2) باجنحته، وحبس بعضها على بعض مخافة على الدنيا وما فيها ومن على الارض، فلا تزال الملائكة مشفقين، يبكونه لبكائها، ويدعون الله ويتضرعون إليه، ويتضرع اهل العرش ومن حوله، وترتفع اصوات من الملائكة بالتقديس لله مخافة على اهل الارض، ولو ان صوتا من أصواتهم يصل الى الارض لصعق أهل الارض، وتقطعت الجبال وزلزلت الارض باهلها. قلت: جعلت فداك ان هذا الامر عظيم، قال: غيره أعظم منه ما


1 – كبحت الدابة إذا جذبتها اليك باللجام لكي تقف ولا تجري. 2 – نأرت النائرة نأرا: هاجت، والمراد ثوران الماء وغليانها، ولذلك عبر بقوله: اطفأ.

[ 171 ]

لم تسمعه، ثم قال لي: يا ابا بصير اما تحب ان تكون فيمن يسعد فاطمة (عليهما السلام)، فبكيت حين قالها فما قدرت على المنطق، وما قدرت على كلامي من البكأ، ثم قام الى المصلي يدعو، فخرجت من عنده على تلك الحال، فما انتفعت بطعام وما جأني النوم، واصبحت صائما وجلا حتى أتيته، فلما رأيته قد سكن سكنت، وحمدت الله حيث لم تنزل بي عقوبة (1). الباب (27) بكاء الملائكة على الحسين بن علي (عليهما السلام) [ 221 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حماد ابن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: مالكم لا تأتونه – يعني قبر الحسين (عليه السلام) – فان أربعة آلاف ملك يبكون عند قبره الى يوم القيامة (2). [ 222 ] 2 – وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عمر بن ابان الكلبي، عن ابان بن تغلب، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ان أربعة آلاف


1 – عنه البحار 45: 208 – 209، المستدرك 10: 314. 2 – عنه البحار 45: 222.

[ 172 ]

ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي (عليهما السلام)، لم يؤذن لهم في القتال، فرجعوا في الاستيذان فهبطوا وقد قتل الحسين (عليه السلام)، فهم عند قبره شعث غبر يبكونه الى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له: المنصور (1). [ 223 ] 3 – وحدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن اسماعيل، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن الفضيل بن يسار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): مالكم لا تأتونه – يعني قبر الحسين (عليه السلام) – فان أربعة آلاف ملك يبكون عنده الى يوم القيامة (2). [ 224 ] 4 – وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن ابي اسماعيل السراج، عن يحيى بن معمر العطار، عن ابي بصير، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه الى يوم القيامة (3). [ 225 ] 5 – وحدثني ابي رحمه الله وعلي بن الحسين جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن علي بن ابي حمزة، عن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: وكل الله تعالى بالحسين (عليه السلام) سبعين الف ملك، يصلون عليه كل يوم شعثا غبرا


1 – عنه البحار 45: 220. رواه الصدوق في اماليه، المجلس: 92، الرقم: 7. 2 – عنه البحار 45: 223. 3 – عنه البحار 45: 222.

[ 173 ]

منذ يوم قتل الى ما شاء الله – يعني بذلك قيام القائم (عليه السلام) (1). [ 226 ] 6 – وعن سعد، عن ابراهيم بن هاشم، عن ابن فضال، عن ثعلبة (2)، عن مبارك العطار، عن محمد بن قيس، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): عند قبر الحسين (عليه السلام) أربعة آلاف ملك شعث غبر، يبكونه الى يوم القيامة (3). [ 227 ] 7 – وحدثني ابي رحمه الله ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن اسحاق بن ابراهيم، عن هارون، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: وكل الله به أربعة آلاف ملك شعث غبر، يبكونه الى يوم القيامة (4). [ 228 ] 8 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن حريز، عن الفضيل، عن احدهما (عليهما السلام)، قال: ان على قبر الحسين (عليه السلام) أربعة آلاف ملك شعث غبر، يبكونه الى يوم القيامة، قال محمد بن مسلم: يحرسونه (5).


1 – عنه البحار 45: 222. 2 – تغلب، تغلبة (خ ل)، والصحيح بقرينة ابن فضال ومحمد بن قيس هو ثعلبة، وهو ثعلبة بن ميمون مولي بني اسد، ويؤيده تجرد اسمه عن ذكر ابيه لشهرته الطائلة بين الاصحاب. 3 – عنه البحار 45: 222. 4 – عنه البحار 45: 222. 5 – عنه البحار 45: 222.

[ 174 ]

[ 229 ] 9 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام) بالمدينة: أين قبور الشهدأ، فقال: أليس أفضل الشهدأ عندكم، والذي نفسي بيده ان حوله أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه الى يوم القيامة (1). [ 230 ] 10 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف باسناده مثله. [ 231 ] 11 – وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، قال: حدثني محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن ابي اسماعيل السراج، عن يحيى بن معمر العطار، عن ابي بصير، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسين الى يوم القيامة، فلا يأتيه احد الا استقبلوه، ولا يمرض احد الا عادوه، ولا يموت احد الا شهدوه (2). [ 232 ] 12 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين باسناده مثله. [ 233 ] 13 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن ابان، عن


1 – عنه البحار 45: 223. 2 – عنه البحار 45: 223 و 101: 55. رواه في ثواب الاعمال: 79.

[ 175 ]

ابي حمزة الثمالي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان الله وكل بقبر الحسين (عليه السلام) أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكونه من طلوع الفجر الى زوال الشمس، فإذا زالت الشمس هبط أربعة آلاف ملك وصعد أربعة آلاف ملك، فلم يزل يبكونه حتى يطلع الفجر – وذكر الحديث (1). [ 234 ] 14 – حدثني ابي رحمه الله ومحمد بن عبد الله، عن عبد الله ابن جعفر الحميري، عن ابراهيم بن مهزيار، عن اخيه علي بن مهزيار، عن ابي القاسم، عن القاسم بن محمد، عن اسحاق بن ابراهيم، عن هارون، قال: سأل رجل ابا عبد الله (عليه السلام) وانا عنده فقال: ما لمن زار قبر الحسين (عليه السلام)، فقال: ان الحسين (عليه السلام) لما اصيب بكته حتى البلاد، فوكل الله به أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه الى يوم القيامة – وذكر الحديث (2). [ 235 ] 15 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد ابن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن صباح الحذأ، عن محمد بن مروان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: زوروا الحسين (عليه السلام) ولو كل سنة، فان كل من أتاه عارفا بحقه غير جاحد لم يكن له عوض غير الجنة، ورزق رزقا واسعا، وأتاه الله بفرج


1 – عنه البحار 45: 223. 2 – عنه البحار 45: 223.

[ 176 ]

عاجل، ان الله وكل بقبر الحسين بن علي (عليه السلام) أربعة آلاف ملك كلهم يبكونه ويشيعون من زاره الى اهله، فان مرض عادوه، وان مات شهدوا جنازته بالاستغفار له والترحم عليه (1). [ 236 ] 16 – حدثني حسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب باسناده مثله. [ 237 ] 17 – وحدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد ابن عيسى، عن ابيه، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمد، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: وكل الله بقبر الحسين (عليه السلام) سبعين الف ملك شعثا غبرا يبكونه الى يوم القيامة يصلون عنده، الصلاة الواحدة من صلاتهم تعدل الف صلاة من صلاة الادميين، يكون ثواب صلاتهم واجر ذلك لمن زار قبره (2). [ 238 ] 18 – وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين ابن ابي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن حنان بن سدير، عن مالك الجهني، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان الله وكل بالحسين (عليه السلام) ملكا في أربعة آلاف ملك، يبكونه ويستغفرون لزواره ويدعون الله لهم (3). [ 239 ] 19 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد


1 – عنه البحار 101: 2. 2 – عنه البحار 101: 56، يأتي ايضا في الباب: 42. 3 – عنه البحار 101: 57، المستدرك 10: 244.

[ 177 ]

البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، قال: حدثنا الهيثم بن واقد، عن عبد الملك بن مقرن (1)، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا زرتم ابا عبد الله (عليه السلام) فالزموا الصمت الا من خير، وان ملائكة الليل والنهار من الحفظة تحضر الملائكة الذين بالحائر فتصافحهم فلا يجيبونها من شدة البكأ فينتظرونهم حتى تزول الشمس وحتى ينور الفجر، ثم يكلمونهم ويسألونهم عن اشيأ من امر السمأ، فأما ما بين هذين الوقتين فانهم لا ينطقون ولا يفترون عن البكاء والدعاء، ولا يشغلونهم في هذين الوقتين عن أصحابهم، فانما شغلهم بكم إذا نطقتم. قلت: جعلت فداك وما الذي يسألونهم عنه وأيهم يسأل صاحبه الحفظة أو اهل الحائر، قال: اهل الحائر يسألون الحفظة، لان اهل الحائر من الملائكة لا يبرحون والحفظة تنزل وتصعد. قلت: فما ترى يسألونهم عنه، قال: انهم يمرون إذا عرجوا باسماعيل صاحب الهواء، فربما وافقوا النبي (صلى الله عليه وآله) وعنده فاطمة والحسن والحسين والائمة، من مضى منهم، فيسألونهم عن اشيأ وعمن حضر منكم الحائر ويقولون: بشروهم بدعائكم، فتقول الحفظة: كيف نبشرهم وهم لا يسمعون كلامنا، فيقولون لهم: باركوا عليهم وادعوا لهم


1 – كذا في النسخ وفي البحار، ولعله مقرن لا ولده، لانه الذي روي عن الهيثم بن واقد، كما في الكافي 1: 181 و 447 وغيرهما.

[ 178 ]

عنا، فهي البشارة منا، فإذا انصرفوا فحفوهم بأجنحتكم، حتى يحسوا مكانكم، وانا نستودعهم الذي لا تضيع ودائعه. ولو يعلموا ما في زيارته من الخير ويعلم ذلك الناس لاقتتلوا على زيارته بالسيوف، ولباعوا اموالهم في اتيانه، وان فاطمة (عليها السلام) إذا نظرت إليهم ومعها الف نبي والف صديق والف شهيد ومن الكروبيين الف الف يسعدونها على البكاء، وانها لتشهق شهقة، فلا تبقى في السماوات ملك الا بكى رحمة لصوتها، وما تسكن حتى يأتيها النبي (صلى الله عليه وآله) فيقول: يا بنية قد أبكيت اهل السماوات وشغلتهم عن التسبيح والتقديس فكفي حتى يقدسوا، فان الله بالغ امره، وانها لتنظر الى من حضر منكم، فتسأل الله لهم من كل خير، ولا تزهدوا في اتيانه، فان الخير في اتيانه أكثر من ان يحصى (1). [ 240 ] 20 – وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، قال: حدثنا أبو عبيدة البزاز (2)، عن حريز، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: جعلت فداك ما اقل بقاؤكم اهل البيت وأقرب آجالكم بعضها من بعض مع حاجة هذا الخلق اليكم، فقال:


1 – عنه البحار 45: 224. 2 – كذا في النسخ، وفي الكافي: أبو عبد الله البزاز.

[ 179 ]

ان لكل واحد منا صحيفة فيها ما يحتاج إليه ان يعمل به في مدته، فإذا انقضى ما فيها مما امر به عرف ان أجله قد حضر، وأتاه النبي (صلى الله عليه وآله) ينعى إليه نفسه وأخبره بما له عند الله، وان الحسين (عليه السلام) قرأ صحيفته التي اعطيها وفسر له ما يأتي وما يبقى، وبقي منها اشيأ لم تنقض، فخرج الى القتال. فكانت تلك الامور التي بقيت ان الملائكة سألت الله في نصرته، فاذن لهم، فمكثت تستعد للقتال وتأهبت لذلك حتى قتل، فنزلت الملائكة وقد انقطعت مدته وقتل (عليه السلام)، فقالت الملائكة: يا رب أذنت لنا بالانحدار وأذنت لنا في نصرته فانحدرنا وقد قبضته، فأوحى الله تبارك وتعالى إليهم ان الزموا قبته حتى ترونه وقد خرج فانصروه، وابكوا عليه وعلى ما فاتكم من نصرته، وانكم خصصتم بنصرته والبكاء عليه، فبكت الملائكة حزنا وجزعا على ما فاتهم من نصرة الحسين (عليه السلام)، فإذا خرج (عليه السلام) يكونون انصاره (1). الباب (28) بكاء السماء والارض على قتل الحسين (عليه السلام) ويحيى بن زكريا (عليهما السلام) [ 241 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخنا علي بن الحسين


1 – عنه البحار 45: 225. رواه في الكافي 1: 283.

[ 180 ]

ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن احمد ابن الحسن الميثمي، عن علي الازرق، عن الحسن بن الحكم النخعي، عن رجل، قال: سمعت امير المؤمنين (عليه السلام) وهو يقول في الرحبة، وهو يتلو هذه الاية: (فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين) (1)، وخرج عليه الحسين من بعض ابواب المسجد، فقال: اما ان هذا سيقتل وتبكي عليه السماء والارض (2). [ 242 ] 2 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن داود بن عيسى الانصاري، عن محمد بن عبد الرحمان بن ابي ليلي، عن ابراهيم النخعي، قال: خرج امير المؤمنين (عليه السلام) فجلس في المسجد واجتمع أصحابه حوله، وجاء الحسين (عليه السلام) حتى قام بين يديه، فوضع يده على رأسه فقال: يا بني ان الله عبر أقواما بالقران، فقال: (فما بكت عليهم السمأ والارض وما كانوا منظرين)، وايم الله ليقتلنك بعدي ثم تبكيك السمأ والارض (3). [ 243 ] 3 – وحدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين ابن ابي الخطاب باسناده مثله.


1 – الدخان: 29. 2 – عنه البحار 45: 209. 3 – عنه البحار 45: 209.

[ 181 ]

[ 244 ] 4 – وحدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن وهيب بن حفص النحاس، عن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان الحسين (عليه السلام) بكى لقتله السماء والارض واحمرتا، ولم تبكيا على احد قط الا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي (عليهما السلام) (1). [ 245 ] 5 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد ابن الحسين باسناده مثله. [ 246 ] 6 – وحدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه وغيره، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن علي بن فضال، عن حماد بن عثمان، عن عبد الله بن هلال، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان السماء بكت على الحسين بن علي ويحيى بن زكريا، ولم تبك على أحد غيرهما، قلت: وما بكاؤهما، قال: مكثوا أربعين يوما تطلع الشمس بحمرة وتغرب بحمرة، قلت: فذاك بكاؤهما، قال: نعم (2). [ 247 ] 7 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن عبد الله ابن احمد، عن عمر بن سهل (3)، عن علي بن مسهر القرشي، قال: حدثتني جدتي انها ادركت الحسين بن علي حين قتل، قالت: فمكثنا سنة وتسعة


1 – عنه البحار 45: 210. 2 – عنه البحار 45: 210، يأتي في الرقم: 15 من هذا الباب. 3 – عمرو بن سهل (خ ل)، لعله عمر بن سهل الجعفي، الذي ذكره البرقي في اصحاب الصادق (عليه السلام).

[ 182 ]

اشهر والسماء مثل العلقة، مثل الدم، ما ترى الشمس (1). [ 248 ] 8 – حدثني علي بن الحسين بن موسى، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن ابن فضال، عن ابي جميلة، عن محمد بن علي الحلبي، عن ابي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين)، قال: لم تبك السماء على احد منذ قتل يحيى بن زكريا حتى قتل الحسين (عليه السلام)، فبكت عليه (2). [ 249 ] 9 – وحدثني محمد بن جعفر الرزاز القرشي، قال: حدثني محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن داود بن فرقد، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: احمرت السماء حين قتل الحسين (عليه السلام) سنة ويحيى بن زكريا، وحمرتها بكاؤها (3). [ 250 ] 10 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد ابن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن عبد الخالق بن عبد ربه، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: (لم يجعل له من قبل سميا) (4) الحسين بن علي، لم يكن له من قبل سميا، ويحيى بن زكريا (عليه السلام) لم يكن


1 – عنه البحار 45: 210. 2 – عنه البحار 45: 210. رواه في قصص الانبياء للراوندي عن الصدوق. 3 – عنه البحار 45: 210. 4 – مريم: 7.

[ 183 ]

له من قبل سميا، ولم تبك السمأ الا عليهما اربعين صباحا، قال: قلت: ما بكاؤها، قال: كانت تطلع حمراء وتغرب حمراء (1). [ 251 ] 11 – وحدثني علي بن الحسين بن موسى، عن علي بن ابراهيم وسعد بن عبد الله جميعا، عن ابراهيم بن هاشم، عن علي بن فضال، عن ابي جميلة، عن جابر، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: ما بكت السمأ على احد بعد يحيى بن زكريا الا على الحسين بن علي (عليهما السلام)، فانها بكت عليه اربعين يوما (2). [ 252 ] 12 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن كليب بن معاوية الاسدي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: لم تبك السماء الا على الحسين بن علي ويحيى بن زكريا (عليهما السلام) (3). [ 253 ] 13 – وعنه، عن محمد بن الحسين، عن نصر بن مزاحم، عن عمرو بن سعيد (4)، عن محمد بن سلمة، عمن حدثه، قال: لما قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) أمطرت السماء ترابا أحمرا (5). [ 254 ] 14 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب،


1 – عنه البحار 45: 211. 2 – عنه البحار 45: 211. 3 – عنه البحار 45: 211. 4 – عمر بن سعد (خ ل)، وقد مر القول بان الصحيح عمرو بن سعيد وهو المدائني. 5 – عنه البحار 45: 211.

[ 184 ]

عن محمد بن ابي عمير، عن الحسين بن عيسى، عن اسلم بن القاسم، قال: أخبرنا عمرو بن ثبيت (1)، عن ابيه، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، قال: ان السمأ لم تبك منذ وضعت الا على يحيى بن زكريا والحسين بن علي (عليهما السلام)، قلت: اي شئ كان بكاؤها، قال: كانت إذا استقبلت بثوب وقع على الثوب شبه أثر البراغيث من الدم (2). [ 255 ] 15 – حدثني ابي رحمه الله وعلي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن الفضل (3)، عن حنان، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في زيارة قبر ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) فانه بلغنا عن بعضهم انها تعدل حجة وعمرة، قال: لا تعجب ما أصاب من يقول هذا كله (4)، ولكن زره ولا تجفه، فانه سيد الشهداء وسيد شباب اهل الجنة وشبيه يحيى بن زكريا، وعليهما بكت السماء والارض (5).


1 – عمر بن وهب (خ ل). 2 – عنه البحار 45: 211. 3 – يأتي الحديث في الباب: 97، وفيه: موسى بن الفضل عن علي بن الحكم عمن حدثه عن حنان، وفي ثواب الاعمال: موسى بن اسماعيل عن حنان. 4 – (ما اصاب) محمول على التقية إذا كان (ما) نافية، ويحتمل ان يكون ما التعجبية دخلت على افعل التعجب، وفي قرب الاسناد: ما اصعب هذا الحديث ما تعدل هذا كله. 5 – عنه البحار 45: 211.

[ 185 ]

[ 256 ] 16 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن عبد الصمد بن محمد، عن حنان بن سدير، عن ابي عبد الله (عليه السلام) مثله سواء. [ 257 ] 17 – حدثني ابي رحمه الله تعالى وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل ابن بزيع، عن حنان بن سدير، عن ابي عبد الله (عليه السلام) مثله. [ 258 ] 18 – وبهذا الاسناد عن احمد بن محمد بن عيسى، عن غير واحد، عن جعفر بن بشير، عن حماد، عن عامر بن معقل، عن الحسن بن زياد، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: كان قاتل يحيى بن زكريا ولد زنا، وقاتل الحسين (عليه السلام) ولد زنا، ولم تبك السمأ على احد الا عليهما، قال: قلت: وكيف تبكي، قال: تطلع الشمس في حمرة وتغيب في حمرة (1). [ 259 ] 19 – حدثني محمد بن جعفر القرشي، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير باسناده مثله. [ 260 ] 20 – وحدثني ابي وعلي بن الحسين رحمهما الله جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن عبد الله بن هلال، عن ابي عبد الله (عليه السلام)،


= رواه في قرب الاسناد: 66، ثواب الاعمال: 87، عنه البحار 101: 74. 1 – عنه البحار 45: 212.

[ 186 ]

قال: سمعته يقول: ان السماء بكت على الحسين بن علي ويحيى بن زكريا ولم تبك على احد غيرهما، قلت: وما بكاؤها، قال: مكثوا اربعين يوما تطلع الشمس بحمرة وتغرب بحمرة، قلت: فذاك بكاؤها، قال: نعم (1). [ 261 ] 21 – وعنهما، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد، عن البرقي محمد بن خالد، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن الحسن ابن الحكم النخعي، عن كثير بن شهاب الحارثي، قال: بينما نحن جلوس عند امير المؤمنين (عليه السلام) في الرحبة إذ طلع الحسين (عليه السلام) عليه، فضحك علي (عليه السلام) ضحكا حتى بدت نواجده، ثم قال: ان الله ذكر قوما وقال: (فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين)، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليقتلن هذا ولتبكين عليه السماء والارض (2). [ 262 ] 22 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد ابن محمد، عن البرقي، عن عبد العظيم، عن الحسن، عن ابي سلمة، قال: قال جعفر بن محمد (عليهما السلام): ما بكت السمأ والارض الا على يحيى بن زكريا والحسين (عليهما السلام) (3).


1 – عنه البحار 45: 210، مر مثله في الرقم: 4 من هذا الباب. 2 – عنه البحار 45: 212. 3 – عنه البحار 45: 213.

[ 187 ]

[ 263 ] 23 – حدثني ابي واخي رحمهما الله، عن احمد بن ادريس ومحمد بن يحيى جميعا، عن العمركي بن علي البوفكي، قال: حدثنا يحيى – وكان في خدمة ابي جعفر الثاني (عليه السلام) – عن علي، عن صفوان الجمال، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته في طريق المدينة ونحن نريد المكة، فقلت: يابن رسول الله مالي أراك كئيبا حزينا منكسرا، فقال: لو تسمع ما أسمع لشغلك عن مسألتي، قلت: فما الذي تسمع، قال: ابتهال الملائكة الى الله عز وجل على قتلة امير المؤمنين وقتلة الحسين (عليه السلام)، ونوح الجن وبكاء الملائكة الذين حوله وشدة جزعهم، فمن يتهنأ مع هذا بطعام أو بشراب أو نوم – وذكر الحديث (1). [ 264 ] 24 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني العلوي، عن الحسن بن الحكم النخعي، عن كثير بن شهاب الحارثي، قال: بينما نحن جلوس عند امير المؤمنين (عليه السلام) بالرحبة إذ طلع الحسين (عليه السلام)، قال: فضحك علي (عليه السلام) حتى بدت نواجده، ثم قال: ان الله ذكر قوما، فقال: (فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين)،


1 – عنه البحار 45: 226.

[ 188 ]

والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليقتلن هذا ولتبكين عليه السماء و الارض (1). [ 265 ] 25 – وعنه، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد (2)، قال: حدثني أبو معشر، عن الزهري، قال: لما قتل الحسين (عليه السلام) أمطرت السماء دما (3). [ 266 ] 26 – وقال عمر بن سعد: وحدثني أبو معشر، عن الزهري، قال: لما قتل الحسين (عليه السلام) لم يبق في بيت المقدس حصاة الا وجد تحتها دم عبيط. [ 267 ] 27 – حدثني ابي، عن محمد بن الحسن بن مهزيار، عن ابيه، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن فضالة بن ايوب، عن داود بن فرقد، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان الذي قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) ولد زنا، والذي قتل يحيى بن زكريا ولد زنا، وقال: احمرت السماء حين قتل الحسين بن علي سنة، ثم قال: بكت السماء والارض على الحسين بن علي وعلى يحيى بن زكريا وحمرتها بكاؤها (4).


1 – مر في الرقم: 16 من الباب. 2 – كذا، ولعل الصحيح: عمرو بن سعيد – كما مر. 3 – عنه البحار 45: 205، مر في الباب: 24 مثله. 4 – عنه البحار 45: 213.

[ 189 ]

الباب (29) نوح الجن على الحسين بن علي (عليهما السلام) [ 268 ] 1 – حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد، عن عمرو ابن ثابت، عن حبيب بن ابي ثابت، عن ام سلمة زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) قالت: ما سمعت نوح الجن منذ قبض الله نبيه الا الليلة، ولا اراني الا وقد اصبت بابني الحسين، قالت: وجاءت الجنية منهم وهي تقول: أيا عيناي فانهملا بجهد فمن يبكي على الشهداء بعدي على رهط تقودهم المنايا الى متجبر من نسل عبد (1) [ 269 ] 2 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب ابن يزيد، عن ابراهيم بن عقبة، عن احمد بن عمرو بن مسلم، عن الميثمي، قال:


1 – عنه البحار 45: 239. رواه الصدوق في اماليه، المجلس: 29، الرقم: 2، وايضا في مناقب ال ابي طالب 4: 62، تاريخ ابن عساكر 4: 348، خصائص السيوطي 2: 127، مجمع الزوائد 9: 199، تذكرة الخواص: 152.

[ 190 ]

خمسة من اهل الكوفة أرادوا نصر الحسين بن علي (عليهما السلام) فمروا (1) بقرية يقال لها: شاهي، إذ أقبل عليهم رجلان شيخ وشاب، فسلما عليهم، قال: فقال الشيخ: أنا رجل من الجن وهذا ابن اخي أردنا نصر هذا الرجل المظلوم، قال: فقال لهم الشيخ الجني: قد رأيت رأيا، فقال الفتية الانسيون: وما هذا الرأي الذي رأيت، قال: رأيت ان اطير فاتيكم بخبر القوم فتذهبون على بصيرة، فقالوا له: نعم ما رأيت. قال: فغاب يومه وليلته، فلما كان من الغد إذا هم بصوت يسمعونه ولا يرون الشخص، وهو يقول: والله ما جئتكم حتى بصرت به * بالطف منعفر الخدين منحورا وحوله فتية تدمي نحورهم * مثل المصابيح يملون الدجا نورا وقد حثثت قلوصي كي اصادفهم * من قبل ما أن يلاقوا الخرد الحورا (2)


1 – فعرسوا (خ ل)، اقول: التعريس نزول القوم في السفر من آخر الليل يقعون فيه وقعة للاستراحة ثم يرتحلون، وشاهي موضع قرب القادسية. 2 – الخريد والخرود جمع خرد وخرد: البكر لم تمسس، أو الخفرة الطويلة السكوت الخافضة الصوت المتسترة.

[ 191 ]

كان الحسين سراجا يستضأ به * الله يعلم اني لم اقل زورا مجاورا لرسول الله في غرف * وللبتول (1) وللطيار مسرورا فأجابه بعض الفتية من الانسيين يقول: اذهب فلا زال قبر أنت ساكنه * الى القيامة يسقي الغيث ممطورا وقد سلكت سبيلا كنت سالكه * وقد شربت بكأس كان مغزورا وفتية فرغوا لله انفسهم * وفارقوا المال والاحباب والدورا (2) [ 270 ] 3 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، قال: حدثني عمر بن سعد، عن عمرو بن ثابت، عن ابي زياد القندي (3)، قال:


1 – للوصي (خ ل). 2 – عنه البحار 45: 240. رواه الشيخ في اماليه والمفيد في اماليه، عنهما البحار 45: 239. 3 – كذا في النسخ، والظاهر انه أبو زياد الغنوي زحر بن مالك، الذي عنونه الشيخ في رجاله من اصحاب الصادق (عليه السلام)، ويحتمل ان يكون زياد القندي و (ابي) زائدة، وهو ايضا من اصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام).

[ 192 ]

كان الجصاصون يسمعون نوح الجن حين قتل الحسين (عليه السلام) في السحر بالجبانة وهم يقولون: مسح الرسول جبينه فله بريق في الخدود * أبواه من عليا قريش جده خير الجدود (1) [ 271 ] 4 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، قال:، قال عمر بن سعد، قال: حدثني الوليد بن غسان، عمن حدثه، قال: كانت الجن تنوح على الحسين بن علي (عليهما السلام) تقول: لمن الابيات بالطف على كره بنينة * تلك أبيات الحسين يتجاوبن الرنينة (2) [ 272 ] 5 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة، قال: حدثني ايوب بن سليمان بن ايوب الفزاري، عن علي بن الحزور، قال: سمعت ليلي وهي تقول: سمعت نوح الجن على الحسين بن علي (عليهما السلام) وهي تقول: يا عين جودي بالدموع فانما * يبكي الحزين بحرقة وتفجع يا عين ألهاك الرقاد بطيبه * من ذكر آل محمد وتوجع


1 – عنه البحار 45: 241. 2 – عنه البحار 45: 241.

[ 193 ]

باتت ثلاثا بالصعيد جسومهم بين الوحوش وكلهم في مصرع (1) [ 273 ] 6 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن نصر بن مزاحم، عن عبد الرحمان بن حماد، عن ابي ليلي الواسطي، عن عبد الله بن حسان الكناني، قال: بكت الجن على الحسين بن علي (عليهما السلام) فقالت: ماذا تقولون إذ قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم آخر الامم باهل بيتي واخواني ومكرمتي * من بين اسري وقتلي ضرجوا بدم (2) [ 274 ] 7 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم، قال: حدثني سلمة، قال: حدثني علي بن الحسين، عن معمر بن خلاد، عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: بينما الحسين (عليه السلام) يسير في جوف الليل وهو متوجه الى العراق، وإذا برجل يرتجز ويقول: وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد ابن عيسى، عن معمر بن خلاد، عن الرضا (عليه السلام) مثل الفاظ سلمة، قال: وهو يقول:


1 – عنه البحار 45: 241. 2 – عنه البحار 45: 237.

[ 194 ]

يا ناقتي لا تذعري من زجر * وشمري قبل طلوع الفجر بخير ركبان وخير سفر * حتى تحلي بكريم القدر بماجد الجد رحيب الصدر * اثابه الله لخير امر ثمة ابقاه بقأ الدهر فقال الحسين بن علي (عليهما السلام): سأمضي وما بالموت عار على الفتى * إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما وواسى الرجال الصالحين بنفسه * وفارق مثبورا وخالف مجرما فان عشت لم اندم وان مت لم الم * كفى بك موتا ان تذل (1) وترغما (2) [ 275 ] 8 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله بن ابي خلف، عن محمد بن يحيى المعاذي، قال: حدثني


1 – تذل وتغرما (خ ل). 2 – عنه البحار 45: 237.

[ 195 ]

الحسين بن موسى الاصم، عن عمرو (1)، عن جابر، عن محمد بن علي (عليهما السلام)، قال: لما هم الحسين (عليه السلام) بالشخوص عن المدينة أقبلت نسأ بني عبد المطلب فاجتمعن للنياحة حتى مشى فيهن الحسين (عليه السلام)، فقال: انشدكن الله ان تبدين هذا الامر معصية لله ولرسوله، فقالت له نساء بني عبد المطلب: فلمن نستبقي النياحة والبكاء فهو عندنا كيوم مات فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة ورقية وزينب وام كلثوم فننشدك الله جعلنا الله فداك من الموت يا حبيب الابرار من اهل القبور. واقبلت بعض عماته تبكي وتقول: اشهد يا حسين لقد سمعت الجن ناحت بنوحك وهم يقولون: فان قتيل الطف من آل هاشم * اذل رقابا من قريش فذلت حبيب رسول الله لم يك فاحشا * ابانت مصيبتك الانوف وجلت وقلن ايضا: أبكي (2) حسينا سيدا، ولقتله شاب الشعر * ولقتله زلزلتم، ولقتله انكسف القمر


1 – هو عمرو بن شمر، الراوي عن جابر بن زياد الجعفي. 2 – بكوا (خ ل).

[ 196 ]

واحمرت آفاق السماء، من العشية والسحر * وتغبرت شمس البلاد، بهم واظلمت الكور ذاك ابن فاطمة، المصاب به الخلائق والبشر * اورثتنا ذلا به، جدع الانوف مع الغرر (1) [ 276 ] 9 – حدثني ابي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن يحيى المعاذي، عن عباد بن يعقوب، عن عمرو بن ثابت، عن عمر بن عكرمة (2) قال: أصبحنا ليلة قتل الحسين (عليه السلام) بالمدينة، فإذا مولى لنا يقول: سمعنا البارحة مناديا ينادي ويقول: أيها القاتلون جهلا حسينا * أبشروا بالعذاب والتنكيل كل أهل السمأ يدعو عليكم * من نبي ومرسل وقتيل قد لعنتم على لسان ابن داود * وذي الروح حامل الانجيل (3)


1 – عنه البحار 45: 88. 2 – عمرو بن عكرمة (خ ل)، عنونه الشيخ في رجاله من اصحاب الصادق (عليه السلام) كما اثبتناه. 3 – عنه البحار 45: 238. رواه في مناقب آل ابي طالب 4: 62، تذكره الخواص: 153، تاريخ ابن عساكر 4: 341.

[ 197 ]

[ 277 ] 10 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن سنان، عن عبد الله بن القاسم بن الحارث، عن داود الرقي، قال: حدثتني جدتي ان الجن لما قتل الحسين (عليه السلام) بكت عليه بهذه الابيات: يا عين جودي بالعبر، وابكي فقد حق الخبر * أبكي ابن فاطمة الذي، ورد الفرات فما صدر الجن تبكي شجوها، لما أتى منه الخبر * قتل الحسين ورهطه، تعسا لذلك من خبر فلابكينك حرقة، عند العشأ وبالسحر * ولابكينك ما جرى، عرق وما حمل الشجر (1) الباب (30) دعاء الحمام ولعنها على قاتل الحسين (عليه السلام) [ 278 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله وعلي بن الحسين، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن اسماعيل بن ابي زياد السكوني، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال:


1 – عنه البحار 45: 238.

[ 198 ]

اتخذوا الحمام الراعبية في بيوتكم فانها تلعن قتلة الحسين (عليه السلام) (1). [ 279 ] 2 – حدثني ابي واخي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن جميعا، عن احمد بن ادريس بن احمد، عن ابي عبد الله الجاموراني، عن الحسن بن علي بن ابي حمزة، عن صندل (2)، عن داود بن فرقد، قال: كنت جالسا في بيت ابي عبد الله (عليه السلام)، فنظرت الى الحمام الراعبي يقرقر طويلا. فنظر الى أبو عبد الله (عليه السلام) فقال: يا داود أتدري ما يقول هذا الطير، قلت: لا والله جعلت فداك، قال: تدعو على قتلة الحسين بن علي (عليهما السلام) فاتخذوه في منازلكم (3). [ 280 ] 3 – وحدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن ابي عبد الله الجاموراني باسناده مثله.


1 – عنه البحار 45: 213. رواه في الكافي 6: 547، عنه البحار 44، 305 2 – صفوان (خ ل)، لعل ما ذكرناه – وهو الموافق لما في الكافي – هو الاظهر، وان كان كلاهما صحيح – لوجود روايات عنهما عن داود – لان الشيخ ذكر هذا السند بعينه في التهذيب 6، الرقم: 417 وفيه: صندل. 3 – عنه البحار 45: 213. رواه في الكافي 6: 547، عنه البحار 44: 305

[ 199 ]

الباب (31) نوح البوم ومصيبتها على الحسين (عليه السلام) [ 281 ] 1 – حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن صفوان بن يحيى، عن الحسين بن ابي غندر، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول في البومة، قال: هل أحد منكم رآها بالنهار، قيل له: لا تكاد تظهر بالنهار ولا تظهر الا ليلا، قال: أما انها لم تزل تأوي العمران ابدا فلما ان قتل الحسين (عليه السلام) آلت على نفسها ان لا تأوي العمران ابدا ولا تأوي الا الخراب، فلا تزال نهارها صائمة حزينة حتى يجنها الليل، فإذا جنها الليل فلا تزال ترن على الحسين (عليه السلام) حتى تصبح (1). [ 282 ] 2 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب (2)، عن الحسين بن علي بن صاعد البربري – قيما لقبر الرضا (عليه السلام) -، قال: حدثني ابي، قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) فقال لي: ترى هذه البوم ما يقول الناس، قال: قلت جعلت فداك جئنا نسألك، قال: فقال: هذه البومة كانت على عهد جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) تأوي المنازل والقصور والدور، وكانت إذا أكل الناس الطعام تطير وتقع أمامهم فيرمى إليها بالطعام وتسقى وترجع الى مكانها، فلما قتل الحسين (عليه السلام) خرجت من العمران


1 – عنه البحار 45: 214، 64: 329. 2 – سلمة بن ابي الخطاب (خ ل)، وهو تصحيف، كما مر ويأتي ذكره.

[ 200 ]

الى الخراب والجبال والبراري، وقالت: بئس الامة انتم، قتلتم ابن بنت نبيكم ولا آمنكم على نفسي (1). [ 283 ] 3 – وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن رجل، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان البومة لتصوم النهار، فإذا افطرت تدلهت (2) على الحسين بن علي (عليهما السلام) حتى تصبح (3). [ 284 ] 4 – حدثني علي بن الحسين بن موسى، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن الحسن بن علي الميثمي (4)، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا يعقوب رأيت بومة بالنهار تنفس (5) قط، فقال: لا، قال: وتدري لم ذلك، قال: لا، قال: لانها تظل يومها صائمة على ما رزقها الله، فإذا جنها الليل افطرت على ما رزقت، ثم لم تزل ترنم على الحسين بن علي (عليهما السلام) حتى تصبح (6).


1 – عنه البحار 45: 214، 64: 329. 2 – الدله – محركة – والدلوه: ذهاب الفؤاد من هم ونحوه، ودلهه العشق تدليها فتدله. 3 – عنه البحار 45: 214، 64: 329. 4 – كذا في النسخ، ولعله سقط في البين الراوي عن الامام (عليه السلام) وهو يعقوب بن شعيب الميثمي، وهو بقرينة خطاب الامام إليه، ويمكن ان يعقوب بن شعيب كان حاضرا في المجلس وخطاب الامام (عليه السلام) معه. 5 – لعل التنفس كناية عن التصويت، أو عن الاكل والشرب أو عن التفرج والتوسع، كما يقال: انت في نفس من عمرك اي في سعة وفسحة. 6 – عنه البحار 45: 214، 64: 329.

[ 201 ]

الباب (32) ثواب من بكى على الحسين بن علي (عليهما السلام) [ 285 ] 1 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن العلا بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لاذي مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله بها في الجنة مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة (1) ما اوذي فينا صرف الله، عن وجهه الاذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار (2). [ 286 ] 2 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن ابي عبد الله الجاموراني، عن الحسن بن علي بن ابي حمزة، عن ابيه، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: ان البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع، ما خلا البكاء


1 – المضاضة – بالفتح – وجع المصيبة. 2 – عنه البحار 44: 281. رواه في تفسير القمي: 616، ثواب الاعمال: 47، رواه السيد مرسلا في مقدمة اللهوف.

[ 202 ]

والجزع على الحسين بن علي (عليهما السلام)، فانه فيه مأجور (1). [ 287 ] 3 – وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين الزيات، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن ابي هارون المكفوف، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل له: ومن ذكر الحسين (عليه السلام) عنده فخرج من عينيه من الدموع مقدار جناح ذباب، كان ثوابه على الله عز وجل، ولم يرض له بدون الجنة (2). [ 288 ] 4 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، قال: حدثنا بكار بن احمد القسام والحسن بن عبد الواحد، عن مخول بن ابراهيم، عن الربيع بن منذر، عن ابيه، قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: من قطرت عيناه فينا قطرة ودمعت عيناه فينا دمعة، بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا (3). (4) [ 289 ] 5 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد، عن حمزة بن علي الاشعري، عن الحسن ابن معاوية بن وهب، عمن حدثه، عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي بن


1 – عنه البحار 44: 291. 2 – عنه البحار 44: 281، يأتي في الباب: 33، الرقم: 1. 3 – حقبا (خ ل)، الحقب كناية عن الدوام، قال الفيروز آبادي: الحقبة – بالكسر – من الدهر مدة لا وقت لها، والسنة والجمع كعنب وحبوب، والحقب – بالضم وبضمتين – ثمانون سنة أو اكثر والدهر والسنة والسنون والجمع احقاب واحقب. 4 – عنه البحار 44: 292.

[ 203 ]

الحسين (عليهما السلام) يقول: – وذكر مثل حديث محمد بن جعفر الرزاز سواء. [ 290 ] 6 – حدثني محمد بن جعفر القرشي، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن الحسن بن علي، عن ابن ابي عمير، عن علي بن المغيرة، عن ابي عمارة المنشد، قال: ما ذكر الحسين بن علي (عليهما السلام) عند ابي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) في يوم قط فرءى أبو عبد الله (عليه السلام) في ذلك اليوم متبسما الى الليل (1). [ 291 ] 7 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن مسمع بن عبد الملك كردين البصري قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا مسمع انت من اهل العراق أما تأتي قبر الحسين (عليه السلام)، قلت: لا انا رجل مشهور عند اهل البصرة، وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة وعدونا كثير (2) من اهل القبائل من النصاب وغيرهم، ولست آمنهم ان يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيمثلون بي (3). قال لي: أفما تذكر ما صنع به، قلت: نعم، قال: فتجزع، قلت: اي والله واستعبر لذلك حتى يرى اهلي اثر ذلك علي فامتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي، قال: رحم الله دمعتك، أما انك من الذين يعدون


1 – عنه البحار 44: 280، المستدرك 10: 312، يأتي ذكره في الباب: 36. 2 – اعداؤنا كثيرة (خ ل). 3 – فيميلون علي (خ ل).

[ 204 ]

من اهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا آمنا، أما انك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك به من البشارة أفضل، وملك الموت ارق عليك واشد رحمة لك من الام الشفيقة على ولدها. قال: ثم استعبر واستعبرت معه، فقال: الحمد لله الذي فضلنا على خلقه بالرحمة وخصنا اهل البيت بالرحمة، يا مسمع ان الارض والسماء لتبكي منذ قتل امير المؤمنين (عليه السلام) رحمة لنا، وما بكى لنا من الملائكة اكثر وما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا، وما بكى احد رحمة لنا ولما لقينا الا رحمه الله قبل ان تخرج الدمعة من عينه، فإذا سالت دموعه على خده فلو ان قطرة من دموعه سقطت في جهنم لاطفأت حرها حتى لا يوجد لها حر، وان الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض، وان الكوثر ليفرح بمحبنا إذا ورد عليه حتى انه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي ان يصدر عنه. يا مسمع من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا ولم يستق بعدها ابدا، وهو في برد الكافور وريح المسك وطعم الزنجبيل، أحلى من العسل، وألين من الزبد، وأصفى من الدمع، وأذكى من العنبر، يخرج من تسنيم ويمر بانهار الجنان، يجري على رضراض (1) الدر والياقوت، فيه


1 – الرضراض: الحصا أو صغارها.

[ 205 ]

من القدحان اكثر من عدد نجوم السماء، يوجد ريحه من مسيرة الف عام، قدحانه من الذهب والفضة وألوان الجوهر، يفوح في وجه الشارب منه كل فائحة حتى يقول الشارب منه: يا ليتني تركت هاهنا لا ابغي بهذا بدلا ولا عنه تحويلا. أما انك يا كردين ممن تروي منه، وما من عين بكت لنا الا نعمت بالنظر الى الكوثر وسقيت (1) منه من أحبنا، وان الشارب منه ليعطي من اللذة والطعم والشهوة له اكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا، وان على الكوثر امير المؤمنين (عليه السلام) وفي يده عصا من عوسج يحطم بها اعدأنا، فيقول الرحل منهم: اني اشهد الشهادتين، فيقول: انطلق الى امامك فلان فاسأله ان يشفع لك، فيقول: يتبرأ مني امامي الذي تذكره، فيقول: ارجع الى ورائك فقل للذي كنت تتولاه وتقدمه على الخلق فاسأله إذا كان خير الخلق عندك ان يشفع لك، فان خير الخلق حقيق ان لا يرد إذا شفع (2)، فيقول: اني اهلك عطشا، فيقول له: زادك الله ظمأ، وزادك الله عطشا. قلت: جعلت فداك وكيف يقدر على الدنو من الحوض ولم يقدر عليه غيره، فقال: ورع عن اشياء قبيحة وكف عن شتمنا اهل البيت إذا ذكرنا، وترك اشياء اجترى عليها غيره، وليس ذلك لحبنا ولا لهوى منه لنا، ولكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته وتدينه ولما قد شغل نفسه


1 – اسناد السقي إليها مجازي لسببيتها لذلك. 2 – خير الخلق من يشفع (خ ل).

[ 206 ]

به عن ذكر الناس، فأما قلبه فمنافق ودينه النصب باتباع اهل النصب وولاية الماضين وتقدمه لهما على كل احد (1). [ 292 ] 8 – حدثني ابي رحمه الله، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن عبد الله بن بكير الارجاني. وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن عبد الله بن بكير، قال: حججت مع ابي عبد الله (عليه السلام) – في حديث طويل – فقلت: يابن رسول الله لو نبش قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) هل كان يصاب في قبره شي، فقال: يابن بكير ما أعظم مسائلك، ان الحسين (عليه السلام) مع ابيه وامه واخيه في منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه يرزقون ويحبرون، وانه لعن يمين العرش متعلق به يقول: يا رب أنجز لي ما وعدتني، وانه لينظر الى زواره وانه أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء ابائهم وما في رحالهم من احدهم بولده، وانه لينظر الى من يبكيه فيستغفر له ويسأل اباه الاستغفار له ويقول: أيها الباكي لو علمت ما اعد الله لك لفرحت اكثر مما حزنت وانه ليستغفر له من كل ذنب وخطيئة (2).


1 – عنه البحار 44: 289 – 291. 2 – عنه البحار 27: 300، 44: 292، المستدرك 10: 230، يأتي مفصلا في باب النوادر.

[ 207 ]

[ 293 ] 9 – حدثني حكيم بن داود، عن سلمة، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن ابي عمير، عن بكر بن محمد، عن فضيل بن يسار، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح الذباب غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر (1). [ 294 ] 10 – حدثني محمد بن عبد الله، عن ابيه، عن احمد بن ابي عبد الله البرقي، عن ابيه، عن بكر بن محمد، عن ابي عبد الله (عليه السلام) مثله. [ 295 ] 11 – حدثني حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسن بن علي، عن العلاء بن رزين القلاء، عن محمد بن مسلم، عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (عليه السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها غرفا في الجنة يسكنها أحقابا (2). [ 296 ] 12 – وعنه، عن سلمة، عن علي بن سيف، عن بكر بن محمد، عن فضيل بن فضالة (3)، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه حرم الله وجهه على النار (4).


1 – عنه البحار 44: 284، المستدرك 10: 312. رواه في المحاسن: 63. 2 – عنه البحار 44: 284، مر مثله قبيل هذا. 3 – فضيل وفضالة (خ ل)، ما اثبتناه هو الصحيح، عنونه البرقي والشيخ في رجاليهما من اصحاب الصادق (عليه السلام). 4 – عنه البحار 44: 285.

[ 208 ]

الباب (33) من قال في الحسين (عليه السلام) شعرا فبكى وأبكى [ 297 ] 1 – حدثنا أبو العباس القرشي، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن ابي هارون المكفوف، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا ابا هارون انشدني في الحسين (عليه السلام)، قال: فأنشدته، فبكى، فقال: انشدني كما تنشدون – يعني بالرقة – قال: فأنشدته: امرر على جدث الحسين * فقل لاعظمه الزكية قال: فبكى، ثم قال: زدني، قال: فأنشدته القصيدة الاخرى، قال: فبكى، وسمعت البكاء من خلف الستر، قال: فلما فرغت قال لي: يا ابا هارون من أنشد في الحسين (عليه السلام) شعرا فبكى وأبكى عشرا كتبت له الجنة، ومن أنشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى خمسة كتبت له الجنة، ومن انشد في الحسين شعرا فبكى وأبكى واحدا كتبت لهما الجنة، ومن ذكر الحسين (عليه السلام) عنده فخرج من عينه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله ولم يرض له بدون الجنة (1). [ 298 ] 2 – حدثني أبو العباس، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن


1 – عنه البحار 44: 288، الوسائل 14: 595، مر ذيله في الباب: 32، الرقم: 2. رواه في ثواب الاعمال: 109.

[ 209 ]

علي بن ابي عثمان، عن الحسن بن علي بن ابي المغيرة، عن ابي عمارة المنشد، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال لي: يا ابا عمارة انشدني في الحسين (عليه السلام)، قال: فأنشدته، فبكى، ثم أنشدته فبكى، ثم أنشدته فبكى، قال: فوالله ما زلت انشده ويبكي حتى سمعت البكأ من الدار، فقال لي: يا ابا عمارة من انشد في الحسين (عليه السلام) شعرا فأبكى خمسين فله الجنة، ومن انشد في الحسين شعرا فأبكى أربعين فله الجنة، ومن انشد في الحسين شعرا فأبكى ثلاثين فله الجنة، ومن انشد في الحسين شعرا فأبكى عشرين فله الجنة، ومن انشد في الحسين شعرا فأبكى عشرة فله الجنة، ومن انشد في الحسين (عليه السلام) شعرا فأبكى واحدا فله الجنة، ومن انشد في الحسين (عليه السلام) شعرا فبكى فله الجنة، ومن انشد في الحسين شعرا فتباكى فله الجنة (1). [ 299 ] 3 – حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن ابن ابي عمير، عن عبد الله بن حسان، عن ابن ابي شعبة (2)، عن عبد الله بن غالب، قال: دخلت على ابي عبد الله (عليه السلام) فأنشدته مرثية الحسين (عليه السلام)، فلما انتهيت الى هذا الموضع:


1 – عنه البحار 44: 282، الوسائل 14: 595. رواه في ثواب الاعمال: 109، امالي الصدوق، المجلس: 29، الرقم: 6. 2 – ابن شعبة (خ ل)، ولعله علي بن ابي شعبة الحلبي، الذي وثقه النجاشي في ترجمة حفيده عبيدالله بن علي.

[ 210 ]

لبلية تسقو حسينا * بمسقاة الثرى غير التراب فصاحت باكية من وراء الستر: وا أبتاه (1). [ 300 ] 4 – وعنه، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: من انشد في الحسين (عليه السلام) بيت شعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنة، ومن انشد في الحسين بيتا فبكى وأبكى تسعة فله ولهم الجنة، فلم يزل حتى قال: من أنشد في الحسين بيتا فبكى – وأظنه قال: أو تباكى – فله الجنة (2). [ 301 ] 5 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن ابي هارون المكفوف، قال: دخلت على ابي عبد الله (عليه السلام) فقال لي: انشدني فأنشدته، فقال: لا، كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره، قال: فأنشدته: امرر على جدث الحسين * فقل لاعظمه الزكية قال: فلما بكى أمسكت انا، فقال: مر، فمررت، قال: ثم قال: زدني زدني، قال: فأنشدته:


1 – عنه البحار 44: 286، المستدرك 10: 385. 2 – عنه البحار 44: 289، المستدرك 10: 385. رواه في ثواب الاعمال: 110.

[ 211 ]

يا مريم قومي فاندبي مولاك * وعلى الحسين فاسعدي ببكاك قال: فبكى وتهايج النساء، قال: فلما ان سكتن قال لي: يا ابا هارون من أنشد في الحسين (عليه السلام) فأبكى عشرة فله الجنة ثم جعل ينقص واحدا واحدا حتى بلغ الواحد فقال من انشد في الحسين فأبكى واحدا فله الجنة، ثم قال: من ذكره فبكى فله الجنة (1). [ 302 ] 6 – وروي عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: لكل شئ ثواب الا الدمعة فينا (2). (3) [ 303 ] 7 – حدثني محمد بن احمد بن الحسين العسكري، عن الحسن ابن علي بن مهزيار، عن ابيه، عن محمد بن سنان، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: من أنشد في الحسين بيت شعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنة، ومن أنشد في الحسين بيتا فبكى وأبكى تسعة فله ولهم الجنة، فلم يزل حتى قال: من انشد في الحسين بيتا فبكى – واظنه قال: أو تباكى – فله الجنة (4).


1 – عنه البحار 44: 287. 2 – اي لكل شئ من الطاعة ثواب مقدر الا الدمعة فيهم، فانه لا تقدير لثوابها. 3 – عنه البحار 44: 287، الوسائل 14: 597. 4 – عنه البحار 44: 289، وقد مر مثله قبيل هذا. رواه في ثواب الاعمال: 110.

[ 212 ]

الباب (34) ثواب من شرب الماء وذكر الحسين (عليه السلام) ولعن قاتله [ 304 ] 1 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن محمد بن الحسين، عن الخشاب، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمان بن كثير، عن داود الرقي، قال: كنت عند ابي عبد الله (عليه السلام) إذا استسقى الماء، فلما شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه، ثم قال لي: يا داود لعن الله قاتل الحسين (عليه السلام)، فما من عبد شرب الماء فذكر الحسين (عليه السلام) ولعن قاتله الا كتب الله له مائة الف حسنة، وحط عنه مائة الف سيئة، ورفع له مائة الف درجة، وكأنما اعتق مائة الف نسمة، وحشره الله تعالى يوم القيامة ثلج الفؤاد (1). [ 305 ] 2 – حدثني محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن ابراهيم الحضرمي، عن سعد بن سعد مثله (2).


1 – عنه البحار 44: 303. 2 – كذا في النسخ وفي البحار، والظاهر سهو المؤلف في ذكره، حيث ان الكليني رحمه الله انما روي الحديث في الكافي 6: 391، وفيه: (محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن جعفر عمن ذكره – ولعله محمد بن الحسين بقرينة الكامل – عن الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الكريم بن كثير عن داود الرقي. اما السند المذكور هنا فانما تراه في الكافي 6: 266 في باب اكل الطين وان طين قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء، رواه في الكامل، الباب: 95، الرقم: 2.

[ 213 ]

الباب (35) بكاء علي بن الحسين (عليهما السلام) على الحسين بن علي (عليهما السلام) [ 306 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن ابي داود المسترق، عن بعض أصحابنا، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: بكى علي بن الحسين على ابيه حسين بن علي (عليهما السلام) عشرين سنة أو أربعين سنة، وما وضع بين يديه طعاما الا بكى على الحسين، حتى قال له مولى له: جعلت فداك يابن رسول الله اني اخاف عليك ان تكون من الهالكين، قال: انما اشكو بثي وحزني الى الله واعلم من الله مالا تعلمون، اني لم اذكر مصرع بني فاطمة الا خنقتني العبرة لذلك (1). [ 307 ] 2 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين ابن ابي الخطاب الزيات، عن علي بن اسباط، عن اسماعيل بن منصور، عن بعض أصحابنا، قال: اشرف مولى لعلي بن الحسين (عليهما السلام) وهو في سقيفة له ساجد يبكي، فقال له: يا مولاي يا علي بن الحسين اما آن لحزنك ان ينقضي، فرفع رأسه إليه وقال: ويلك – أو ثكلتك امك – والله شكى يعقوب الى


1 – عنه البحار 46: 109. رواه الصدوق في اماليه: 140، الخصال: 272.

[ 214 ]

ربه في اقل مما رايت حتى قال: (يا اسفى على يوسف) (1)، انه فقد ابنا واحدا وانا رأيت ابي وجماعة اهل بيتي يذبحون حولي، قال: وكان علي بن الحسين (عليهما السلام) يميل الى ولد عقيل، فقيل له: ما بالك تميل الى بني عمك هؤلا دون آل جعفر، فقال: اني اذكر يومهم مع ابي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) فأرق لهم (2). الباب (36) في ان الحسين (عليه السلام) قتيل العبرة، لا يذكره مؤمن الا بكى [ 308 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن ابي يحيى الحذاء، عن بعض أصحابنا، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: نظر امير المؤمنين (عليه السلام) الى الحسين فقال: يا عبرة كل مؤمن، فقال: أنا يا ابتاه، قال: نعم يا بني (3). [ 309 ] 2 – حدثني جماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن ابي عثمان، عن الحسن بن علي ابن عبد الله بن المغيرة، عن ابي عمارة المنشد، قال: ما ذكر الحسين (عليه السلام) عند ابي عبد الله (عليه السلام) في يوم قط فرئي أبو عبد الله (عليه السلام) متبسما في ذلك


1 – يوسف: 84. 2 – عنه البحار 46: 109. 3 – عنه البحار 44: 280.

[ 215 ]

اليوم الى الليل، وكان (عليه السلام) يقول: الحسين (عليه السلام) عبرة كل مؤمن (1). [ 310 ] 3 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن اسماعيل بن مهران، عن علي بن ابي حمزة، عن ابي بصير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال الحسين بن علي (عليهما السلام): أنا قتيل العبرة (2) لا يذكرني مؤمن الا استعبر (3). [ 311 ] 4 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن موسى، عن محمد بن سنان، عن اسماعيل بن جابر، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال الحسين (عليه السلام): انا قتيل العبرة (4). [ 312 ] 5 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال الحسين ابن علي (عليهما السلام): انا قتيل العبرة (5). [ 313 ] 6 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن ابان الاحمر، عن محمد بن الحسين الخزار، عن هارون بن خارجة، عن


1 – عنه البحار 44: 280، المستدرك 10: 312، وقد مر صدره في الباب: 32. 2 – أي قتيل منسوب الى العبرة والبكاء وسبب لها، أو قتل مع العبرة والحزن وشدة الحال، والاول اظهر. 3 – عنه البحار 44: 284. رواه الصدوق في اماليه، المجلس: 28، الرقم: 7. 4 – عنه البحار 44: 280. 5 – عنه البحار 44: 284.

[ 216 ]

ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: كنا عنده فذكرنا الحسين (عليه السلام)، فبكى أبو عبد الله (عليه السلام) وبكينا، قال: ثم رفع رأسه، فقال: قال الحسين (عليه السلام): انا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن الا بكى – وذكر الحديث (1). [ 314 ] 7 – حدثني علي بن الحسين السعد آبادي، قال: حدثني احمد ابن ابي عبد الله البرقي، عن ابيه، عن ابن مسكان، عن هارون بن خارجة، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال الحسين (عليه السلام): انا قتيل العبرة قتلت مكروبا وحقيق علي ان لا يأتيني مكروب قط الا رده الله واقلبه الى اهله مسرورا (2). [ 315 ] 8 – حدثني حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن محمد ابن عمرو، عن هارون بن خارجة، عن ابي عبد الله (عليه السلام) مثله. الباب (37) ما روي ان الحسين (عليه السلام) سيد الشهداء [ 316 ] 1 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن حنان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): زوروا الحسين (عليه السلام) ولا تجفوه، فانه سيد


1 – عنه البحار 44: 279، المستدرك 10: 311. 2 – عنه البحار 44: 279. رواه في ثواب الاعمال: 88، عنه البحار 101: 48.

[ 217 ]

شباب اهل الجنة من الخلق وسيد الشهداء (1). [ 317 ] 2 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن حماد بن عيسى، عن ربعي ابن عبد الله، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام) بالمدينة: أين قبور الشهداء، فقال: أليس أفضل الشهداء عندكم، والذي نفسي بيده ان حوله أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه الى يوم القيامة (2). [ 318 ] 3 – حدثني أبو العباس الرزاز، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن ابي داود المسترق، عن ام سعيد الاحمسية قالت: كنت عند ابي عبد الله (عليه السلام) وقد بعثت من يكتري لي حمارا الى قبور الشهداء، فقال: ما يمنعك من زيارة سيد الشهدأ، قالت: قلت: ومن هو، قال: الحسين (عليه السلام)، قالت: قلت: وما لمن زاره، قال: حجة وعمرة مبرورة ومن الخير كذا وكذا ثلاث مرات بيده (3). [ 319 ] 4 – وعنه، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن ام سعيد الاحمسية، قالت:


1 – عنه البحار 101: 1، الوسائل 14: 431، المستدرك 10: 256. رواه الصدوق في ثواب الاعمال: 122، فيه: سيد شباب الشهداء. 2 – عنه البحار 101: 64. رواه في ثواب الاعمال: 110. 3 – عنه البحار 101: 35، الوسائل 14: 435. رواه في ثواب الاعمال: 122.

[ 218 ]

جئت الى ابي عبد الله (عليه السلام) فدخلت عليه، فجأت الجارية فقالت: قد جئت بالدابة، فقال لي: يا ام سعيد اي شئ هذه الدابة أين تبغين تذهبين، قالت: قلت: أزور قبور الشهدأ، قال: أخري ذلك اليوم، ما أعجبكم يا اهل العراق، تأتون الشهدأ من سفر بعيد وتتركون سيد الشهدأ لا تأتونه، قالت: قلت له: من سيد الشهدأ، فقال: الحسين بن علي (عليهما السلام)، قالت: قلت: اني امرأة، فقال: لا بأس لمن كان مثلك ان يذهب إليه ويزوره. قالت: قلت: اي شئ لنا في زيارته، قال: تعدل حجة وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامها وخيرها كذا وكذا، قالت: وبسط يده وضمها ضما ثلاث مرات (1). [ 320 ] 5 – حدثني ابي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن احمد بن رزق الغمشاني، عن ام سعيد الاحمسية، قالت: دخلت المدينة فاكتريت حمارا على ان أطوف على قبور الشهدأ، فقلت: لابد ابدأ بابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فادخل عليه، فأبطات على المكاري قليلا، فهتف بي، فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ما هذا يا ام سعيد،


1 – عنه البحار 101: 71، الوسائل 14: 436. رواه في ثواب الاعمال: 122.

[ 219 ]

قلت له: جعلت فداك تكاريت حمارا لادور على قبور الشهدأ، قال: أفلا أخبرك بسيد الشهدأ، قلت: بلي، قال: الحسين بن علي (عليهما السلام)، قلت: وانه لسيد الشهدأ، قال: نعم، قلت: فما لمن زاره، قال: حجة وعمرة ومن الخير هكذا وهكذا (1). [ 321 ] 6 – حدثني ابي ومحمد بن عبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن احمد بن ابي عبد الله البرقي، عن ابيه، عن عبد الله بن القاسم الحارثي، عن عبد الله بن سنان، عن ام سعيد الاحمسية، قالت: دخلت المدينة فاكتريت البغل أو البغلة لادور (2) عليه قبور الشهدأ، قالت: قلت: ما احد أحق أن أبدأ به من جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قالت: فدخلت عليه فأبطات، فصاح بي المكاري: حبستينا عافاك الله، فقال لي أبو عبد الله: كأن انسانا يستعجلك يا ام سعيد، قلت: نعم جعلت فداك اني اكتريت بغلا لادور عليه قبور الشهدأ فقلت: ما أتى احدا أحق من جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قالت: فقال: يا ام سعيد فما يمنعك من ان تأتي قبر سيد الشهدأ. قالت: فطمعت ان يدلني على قبر علي بن ابي طالب (عليه السلام)، فقلت: بابي انت وامي ومن سيد الشهدأ، قال: الحسين بن فاطمة (عليهما السلام) يا


1 – عنه البحار 101: 36، المستدرك 10: 259. 2 – في الموضعين: لا زور (خ ل).

[ 220 ]

ام سعيد، من أتاه ببصيرة ورغبة فيه كان له حجة وعمرة مبرورة، وكان له من الفضل هكذا وهكذا (1). [ 322 ] 7 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين ابن ابي الخطاب، عن محمد بن اسماعيل، عمن حدثه، عن علي بن ابي حمزة، عن الحسين بن ابي العلاء وابي المغرا وعاصم بن حميد الحناط جماعتهم، عن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ما من شهيد الا ويحب ان يكون مع الحسين (عليه السلام) (2) حتى يدخلون الجنة معه (3). الباب (38) زيارة الانبياء للحسين بن علي (عليهما السلام) [ 323 ] 1 – حدثني الحسن بن عبد الله، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن اسحاق بن عمار، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: ليس نبي في السماوات الا ويسألون الله تعالى ان يأذن لهم في زيارة الحسين (عليه السلام)، ففوج ينزل وفوج يصعد (4).


1 – عنه البحار 101: 71، المستدرك 10: 260. 2 – الا وهو يحب لو ان الحسين بن علي (عليهما السلام) حي (خ ل). 3 – عنه البحار 44: 299. 4 – عنه البحار 101: 59، المستدرك 10: 244، يأتي في الباب الاتي. رواه في تهذيب الاحكام 6: 71.

[ 221 ]

[ 324 ] 2 – وعنه، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن الحسين ابن بنت ابي حمزة الثمالي، قال: خرجت في آخر زمان بني مروان الى زيارة قبر الحسين (عليه السلام) مستخفيا من اهل الشام حتى انتهيت الى كربلا، فاختفيت في ناحية القرية حتى إذا ذهب من الليل نصفه أقبلت نحو القبر، فلما دنوت منه أقبل نحوي رجل فقال لي: انصرف مأجورا فانك لا تصل إليه، فرجعت فزعا حتى إذا كان يطلع الفجر أقبلت نحوه حتى إذا دنوت منه خرج الى الرجل. فقال لي: يا هذا انك لا تصل إليه، فقلت له: عافاك الله ولم لا اصل إليه وقد أقبلت من الكوفة اريد زيارته فلا تحل بيني وبينه وانا اخاف ان اصبح فيقتلوني اهل الشام ان أدركوني هاهنا، قال: فقال لي: اصبر قليلا فان موسى بن عمران (عليه السلام) سأل الله ان يأذن له في زيارة قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) فأذن له، فهبط من السماء في سبعين الف ملك، فهم بحضرته من اول الليل ينتظرون طلوع الفجر ثم يعرجون الى السمأ. قال: فقلت له: فمن انت عافاك الله، قال: انا من الملائكة الذين امروا بحرس قبر الحسين (عليه السلام) والاستغفار لزواره، فانصرفت وقد كاد ان يطير عقلي لما سمعت منه. قال: فأقبلت حتى إذا طلع الفجر أقبلت نحوه فلم يحل بيني وبينه احد، فدنوت من القبر وسلمت عليه ودعوت الله على قتلته وصليت


[ 222 ]

الصبح وأقبلت مسرعا مخافة اهل الشام (1). [ 325 ] 3 – حدثني محمد بن عبد الله الحميري، عن ابيه، عن هارون ابن مسلم، عن عبد الرحمان بن الاشعث (2)، عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن ابن سنان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا روضة من رياض الجنة، وفيه معراج الملائكة الى السمأ، وليس من ملك مقرب ولا نبي مرسل الا وهو يسأل الله ان يزوره، ففوج يهبط وفوج يصعد (3). [ 326 ] 4 – حدثني ابي واخي وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى واحمد بن ادريس، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن حجاج، عن يونس، عن صفوان الجمال، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) لما أتى الحيرة: هل لك في قبر الحسين (عليه السلام)، قلت: وتزوره جعلت فداك، قال: وكيف لا أزوره والله يزوره في كل ليلة جمعة يهبط مع الملائكة إليه والانبياء والاوصياء، ومحمد


1 – عنه البحار 45: 408، 101: 59، المستدرك 10: 405. 2 – عبد الرحمان بن ابي الاشعث (خ ل)، والظاهر ان كلاهما تصحيف، والصحيح: عبد الله ابن الاشعث، وهو عبد الله بن عمرو بن الاشعث، الذي ذكره الشيخ في الفهرست، وذلك بقرينة رواية عبد الله بن حماد عنه. 3 – عنه البحار 101: 60، يأتي في الباب الاتي مثله.

[ 223 ]

أفضل الانبياء ونحن أفضل الاوصيأ، فقال صفوان: جعلت فداك فنزوره في كل جمعة حتى ندرك زيارة الرب، قال: نعم يا صفوان الزم ذلك يكتب لك زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، وذلك تفضيل وذلك تفضيل (1). (2) [ 327 ] 5 – وحدثني القاسم بن محمد بن علي بن ابراهيم الهمداني، عن ابيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن الحسين بن بنت ابي حمزة، قال: خرجت في آخر زمان بني امية – وذكر مثل الحديث المتقدم في الباب. [ 328 ] 6 – وحدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن احمد بن ادريس، عن العمركي بن علي البوفكي، عن عدة من أصحابنا، عن الحسن ابن محبوب، عن الحسين ابن ابنة ابي حمزة الثمالي، قال: خرجت في آخر زمان بني مروان – وذكر مثل حديثه الذي مر في اول الباب سوأ. الباب (39) زيارة الملائكة الحسين بن علي (عليهما السلام) [ 329 ] 1 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن اسحاق بن عمار، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:


1 – زيارته تعالى كناية عن انزال رحماته الخاصة عليه وعلى زائريه (عليه السلام)، و (ذلك تفضيل) اي زيارة الرب. 2 – عنه البحار 101: 60.

[ 224 ]

ليس من ملك في السماوات الا وهم يسألون الله عز وجل ان يأذن لهم في زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، ففوج ينزل وفوج يعرج (1). [ 330 ] 2 – وعنه، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن داود الرقي، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما خلق الله خلقا أكثر من الملائكة، وانه ينزل من السماء كل مساء سبعون الف ملك يطوفون بالبيت الحرام ليلتهم، حتى إذا طلع الفجر انصرفوا الى قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر امير المؤمنين (عليه السلام) فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسين (عليه السلام) فيسلمون عليه، ثم يعرجون الى السمأ قبل ان تطلع الشمس، ثم تنزل ملائكة النهار سبعون الف ملك، فيطوفون بالبيت الحرام نهارهم، حتى إذا غربت الشمس انصرفوا الى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر امير المؤمنين (عليه السلام) فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسين (عليه السلام) فيسلمون عليه، ثم يعرجون الى السمأ قبل ان تغيب الشمس (2). [ 331 ] 3 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسين بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن ابي عثمان، عن


1 – عنه البحار 101: 61، المستدرك 10: 244، وقد مر مثله في الباب السابق. رواه في ثواب الاعمال: 121. 2 – عنه البحار 100: 118. رواه في ثواب الاعمال: 87، امال الشيخ 1: 218، كشف اليقين: 67، بشارة المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم): 198، عنهم البحار 100: 132 و 101: 63.

[ 225 ]

محمد بن الفضيل، عن اسحاق بن عمار، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ما بين قبر الحسين (عليه السلام) الى السمأ مختلف الملائكة (1). [ 332 ] 4 – حدثني القاسم بن محمد بن علي بن ابراهيم، عن ابيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: قبر الحسين (عليه السلام) عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا روضة من رياض الجنة، منه معراج الى السماء، فليس من ملك مقرب ولا نبي مرسل الا وهو يسأل الله تعالى ان يزور الحسين (عليه السلام)، ففوج يهبط وفوج يصعد (2). [ 333 ] 5 – وعنه، عن ابيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد، عن اسحاق بن عمار، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك يابن رسول الله كنت في الحير ليلة عرفة فرأيت نحوا من ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف رجل جميلة وجوههم، طيبة ريحهم، شديد بياض ثيابهم، يصلون الليل أجمع، فلقد كنت اريد ان آتي قبر الحسين (عليه السلام) واقبله وادعو بدعواتي، فما كنت اصل إليه من كثرة الخلق، فلما طلع الفجر سجدت سجدة، فرفعت رأسي فلم أر منهم أحدا.


1 – عنه البحار 101: 62، المستدرك 10: 320. رواه في ثواب الاعمال: 121، الفقيه 2: 346. 2 – عنه البحار 101: 60، وقد مر مثله قبيل هذا.

[ 226 ]

فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): أتدري من هؤلاء، قلت: لا، جعلت فداك، فقال: أخبرني ابي، عن ابيه، قال: مر بالحسين (عليه السلام) أربعة آلاف ملك وهو يقتل فعرجوا الى السمأ، فأوحي الله إليهم: يا معشر الملائكة مررتم بابن حبيبي وصفيي محمد (صلى الله عليه وآله) وهو يقتل ويضطهد مظلوما فلم تنصروه، فأنزلوا الى الارض الى قبره فأبكوه شعثا غبرا الى يوم القيامة، فهم عنده الى ان تقوم الساعة (1). [ 334 ] 6 – حدثني ابي رحمه الله تعالى، عن سعد بن عبد الله، عن بعض أصحابه، عن احمد بن قتيبة الهمداني، عن اسحاق بن عمار، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): اني كنت بالحائر ليلة عرفة وكنت اصلي وثم نحو من خمسين الفا من الناس، جميلة وجوههم، طيبة روائحهم، وأقبلوا يصلون الليل أجمع، فلما طلع الفجر سجدت ثم رفعت رأسي فلم أر منهم أحدا. فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): انه مر بالحسين (عليه السلام) خمسون الف ملك وهو يقتل فعرجوا الى السمأ، فأوحى الله تعالى إليهم: مررتم بابن حبيبي وهو يقتل فلم تنصروه، فاهبطوا الى الارض فاسكنوا عند قبره شعثا غبرا الى يوم تقوم الساعة (2).


1 – عنه البحار 101: 61. 2 – عنه البحار 45: 226، 101: 61.

[ 227 ]

الباب (40) دعاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والائمة (عليهم السلام) لزوار الحسين (عليه السلام) [ 335 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله ومحمد بن عبد الله وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري (1)، عن معاوية بن وهب، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: يا معاوية لا تدع زيارة قبر الحسين (عليه السلام) لخوف، فان من ترك زيارته رأى من الحسرة ما يتمني ان قبره كان عنده (2)، اما تحب ان يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والائمة (عليهم السلام) (3).


1 – كذا في نسخ الكتاب وفيما نقل عنه، لكن الصحيح: غسان البصري بقرينة موسى بن عمر ومعاوية بن وهب، فما في النسخ تصحيف، وكذلك الامر فيما يأتي، ويؤيده ان في الكافي: غسان البصري، مضافا بعدم وجود لحسان في الروايات، راجع معجم الرجال 4: 264. 2 – اي يتمنى ان يكون قتل لزيارته (عليه السلام) وقبر عنده، أو يكون القبر حاضرا عنده فيزوره في تلك الحالة، والاول اظهر. 3 – عنه البحار 101: 8، المستدرك 10: 278، يأتي مثله في الباب: 45. رواه الكليني في الكافي 4: 582، والصدوق في ثواب الاعمال: 120، و 52، عنهما الوسائل 14: 413. =

[ 228 ]

[ 336 ] 2 – وبهذا الاسناد عن موسى بن عمر، عن حسان البصري، عن معاوية بن وهب، قال: استأذنت على ابي عبد الله (عليه السلام) فقيل لي: ادخل، فدخلت، فوجدته في مصلاه في بيته، فجلست حتى قضى صلاته، فسمعته وهو يناجي ربه وهو يقول: اللهم يا من خصنا بالكرامة، ووعدنا بالشفاعة، وخصنا بالوصية، واعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي، وجعل افئدة من الناس تهوي الينا، اغفر لي ولا خواني، وزوار قبر ابي عبد الله الحسين، الذين انفقوا اموالهم، واشخصوا ابدانهم، رغبة في برنا، ورجأ لما عندك في صلتنا، وسرورا ادخلوه على نبيك، واجابة منهم لا مرنا، وغيظا ادخلوه على عدونا، ارادوا بذلك رضوانك. فكافهم عنا بالرضوان، واكلا هم بالليل والنهار، واخلف على اهاليهم واولادهم الذين خلفوا باحسن الخلف، واصحبهم، واكفهم شر كل جبار عنيد، وكل ضعيف من خلقك وشديد، وشر شياطين الانس والجن، واعطهم افضل ما املوا منك في غربتهم عن اوطانهم، وما اثرونا به على ابنائهم واهاليهم وقراباتهم. اللهم ان اعدأنا عابوا عليهم بخروجهم، فلم ينههم ذلك عن


= قال في البحار: لعل هذا الخبر بتلك الاسانيد الجمة محمول على خوف ضعيف يكون مع ظن السلامة، أو على خوف فوات العزة والجاه وذهاب المال لا تلف النفس والعرض، لعمومات التقية والنهي عن القاء النفس الى التهلكة، والله يعلم.

[ 229 ]

الشخوص الينا خلافا منهم على من خالفنا، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تتقلب على حفرة ابي عبد الله الحسين عليه السلام، وارحم تلك الا عين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا. اللهم اني استودعك تلك الا بدان وتلك الانفس، حتى توافيهم (1) من الحوض يوم العطش. فما زال يدعو وهو ساجد بهذا الدعأ، فلما انصرف قلت: جعلت فداك لو ان هذا الدعأ الذي سمعت منك كان لمن لا يعرف الله عز وجل لظننت ان النار لا تطعم منه شيئا ابدا، والله لقد تمنيت اني كنت زرته ولم احج، فقال لي: ما اقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته. ثم قال: يا معاوية ولم تدع ذلك، قلت: جعلت فداك لم ادر ان الامر يبلغ هذا كله، فقال: يا معاوية من يدعو لزواره في السمأ اكثر ممن يدعو لهم في الارض (2). [ 337 ] 3 – وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن معاوية بن وهب، قال:


1 – في بعض المصادر: ترويهم. 2 – عنه البحار 101: 51، المستدرك 10: 232.

[ 230 ]

استأذنت على ابي عبد الله (عليه السلام) – وذكر مثله. [ 338 ] 4 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري، عن معاوية بن وهب، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: يا معاوية لا تدع زيارة الحسين (عليه السلام) لخوف، فان من تركه رأى من الحسرة ما يتمني ان قبره كان عنده، اما تحب ان يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والائمة (عليهم السلام)، اما تحب ان تكون ممن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويغفر لك ذنوب سبعين سنة، اما تحب ان تكون ممن يخرج من الدنيا وليس عليه ذنب تتبع به، اما تحب ان تكون غدا ممن يصافحه رسول الله (صلى الله عليه وآله). (1) [ 339 ] 5 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله الاصم، عن معاوية بن وهب، قال: استأذنت على ابي عبد الله (عليه السلام) – وذكر الحديث والدعأ لزوار الحسين (عليه السلام). [ 340 ] 6 – وحدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد ابن احمد بن يحيى، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري، عن معاوية ابن وهب.


1 – عنه البحار 101: 53، المستدرك 10: 233. رواه الكليني في الكافي 4: 582، والصدوق في ثواب الاعمال: 120، والشيخ في التهذيب 6: 47، عنهم البحار 101: 8 و 52، الوسائل 14: 413.

[ 231 ]

[ 341 ] 7 – وحدثني محمد بن يعقوب وعلي بن الحسين، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن بعض أصحابنا، عن ابراهيم بن عقبة، عن معاوية بن وهب، قال: استأذنت على ابي عبد الله (عليه السلام) – وذكر مثل حديث الدعأ الذي في زوار الحسين (عليه السلام). [ 342 ] 8 – حدثني ابي وعلي بن الحسين وجماعة مشايخنا، عن احمد بن ادريس ومحمد بن يحيى جميعا، عن العمركي بن علي البوفكي، عن يحيى خادم ابي جعفر الثاني (عليه السلام)، عن ابن ابي عمير، عن معاوية بن وهب، قال: استأذنت على ابي عبد الله (عليه السلام) – وذكر الحديث. [ 343 ] 9 – حدثني حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسن ابن علي الوشأ، عمن ذكره، عن داود بن كثير، عن ابي عبد الله، قال: ان فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) تحضر لزوار قبر ابنها الحسين (عليه السلام) فتستغفر لهم ذنوبهم (1). الباب (41) دعأ الملائكة لزوار قبر الحسين (عليه السلام) [ 344 ] 1 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن خاله محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم،


1 – عنه البحار 101: 55، المستدرك 10: 241.

[ 232 ]

عن عمر بن ابان الكلبي (1)، عن ابان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اربعة الاف ملك عند قبر الحسين (عليه السلام) شعث غبر يبكونه الى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له منصور، فلا يزوره زائر الا استقبلوه، ولا يودعه مودع الا شيعوه، ولا يمرض الا عادوه، ولا يموت الا صلوا على جنازته، واستغفروا له بعد موته (2). [ 345 ] 2 – وحدثني ابي ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن علي بن ابي حمزة، عن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: وكل الله تبارك وتعالى بالحسين (عليه السلام) سبعين الف ملك يصلون عليه كل يوم شعثا غبرا ويدعون لمن زاره ويقولون: يا رب هؤلاء زوار الحسين (عليه السلام) افعل بهم وافعل بهم (3). [ 346 ] 3 – حدثني حكيم بن داود، عن سلمة، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري، عن معاوية بن وهب، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال:


1 – في بعض المصادر: الكوفي، وكلاهما صحيح، عنونه الشيخ في رجاله: 253، الرقم: 3561، وفيه: عمر بن ابان الكلبي، مولي أبو حفص، كوفي. 2 – يأتي ذكره في الباب: 72. رواه الكليني في الكافي 4: 581، والصدوق في اماليه: 22 و 122، ثواب الاعمال: 113، والنعماني في الغيبة: 168، والراوندي في الخرائج 1: 325، عنهم البحار 101: 63، الوسائل 14: 409. 3 – عنه البحار 101: 54، المستدرك 10: 240. رواه في ثواب الاعمال: 113.

[ 233 ]

لا تدع زيارة الحسين (عليه السلام) أما تحب ان تكون فيمن تدعو له الملائكة (1). [ 347 ] 4 – حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن علي بن ابي حمزة، عن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: وكل الله تعالى بقبر الحسين (عليه السلام) سبعين الف ملك يصلون عليه كل يوم، شعثا غبرا من يوم قتل الى ما شاء الله – يعني بذلك قيام القائم (عليه السلام) – ويدعون لمن زاره ويقولون: يا رب هؤلاء زوار الحسين (عليه السلام) افعل بهم وافعل بهم (2). [ 348 ] 5 – حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن احمد بن اسحاق بن سعد، عن سعدان بن مسلم، عن عمر بن ابان، عن ابان بن تغلب، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: كأني بالقائم (عليه السلام) على نجف الكوفة وقد لبس درع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فينتفض هويها فتستدير عليه فيغشيها بخداجة (3) من استبرق،


1 – عنه البحار 101: 54. 2 – عنه البحار 101: 54، المستدرك 10: 241. رواه الصدوق في الفقيه 2: 347، ثواب الاعمال: 113، و الشيخ في التهذيب 6: 47، عنهم البحار 101: 54، الوسائل 14: 416. 3 – الخداجة: لم ارلها معنى مناسبا، وفي النعماني: الخداعة، وهي ايضا كذلك، ولا يبعد ان يكون من الخدع والستر اي الثوب الذي يستر الدرع أو يخدع الناس، لكون الدرع مستورا =

[ 234 ]

ويركب فرسا أدهم بين عينيه شمراخ فينتفض به انتفاضة، لا يبقى اهل بلد الا وهم يرون انه معهم في بلادهم، فينتشر راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمودها من عمود العرش وسائرها من نصر الله، لا يهوي بها الى شئ ابدا الا هتكه الله. فإذا هزها لم يبق مؤمن الا صار قلبه كزبر الحديد، ويعطي المؤمن قوة أربعين رجلا، ولا يبقى مؤمن الا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره، وذلك حين يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم، فينحط عليه ثلاث عشر آلاف ملك وثلاثمائة وثلاث عشر ملكا. قلت: كل هؤلاء الملائكة، قال: نعم الذين كانوا مع نوح في السفينة، والذين كانوا مع ابراهيم حين القي في النار، والذين كانوا مع موسى حين فلق البحر لبني اسرائيل، والذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله إليه، وأربعة آلاف ملك مع النبي (صلى الله عليه وآله) مسومين والف مردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر ملائكة بدريين، وأربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين (عليه السلام) فلم يؤذن لهم في القتال. فهم عند قبره شعث غبر يبكونه الى يوم القيامة، ورئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر الا استقبلوه، ولا يودعه مودع الا شيعوه، ولا يمرض مريض الا عادوه، ولا يموت ميت الا صلوا على


= تحته، ويمكن ان يكون الاول مصحف الخلاجة والخلاج ككتان، نوع من البرود، لها خطط و كونه من استبرق لا يخلو من اشكال ولعله محمول على ما كان بالقطن.

[ 235 ]

جنازته، واستغفروا له بعد موته، وكل هؤلاء في الارض ينتظرون قيام القائم (عليه السلام) الى وقت خروجه (عليه السلام) (1). الباب (42) فضل صلاة الملائكة لزوار الحسين (عليه السلام) [ 349 ] 1 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن ابي المغرا، عن عنبسة، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: وكل الله بقبر الحسين بن علي (عليهما السلام) سبعين الف ملك يعبدون الله عنده، الصلاة الواحدة من صلاة احدهم تعدل الف صلاة من صلاة الادميين، يكون ثواب صلاتهم لزوار قبر الحسين بن علي (عليهما السلام)، وعلى قاتله لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ابد الابدين (2). [ 350 ] 2 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابيه، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمد الازدي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: وكل الله تعالى بقبر الحسين (عليه السلام) سبعين الف ملك شعثا غبرا يبكونه الى يوم القيامة يصلون عنده، الصلاة الواحدة من صلاة احدهم


1 – عنه البحار 52: 328، الوسائل 14: 427. رواه النعماني في الغيبة: 310. 2 – عنه البحار 101: 55، المستدرك 10: 242.

[ 236 ]

تعدل الف صلاة من صلاة الادميين، يكون ثواب صلاتهم وأجر ذلك لمن زار قبره (عليه السلام) (1). الباب (43) ان زيارة الحسين (عليه السلام) فرض وعهد لازم له ولجميع الائمة (عليهم السلام) على كل مؤمن ومؤمنة [ 351 ] 1 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن، عن الحسن بن متيل، وقال محمد بن الحسن: وحدثني محمد بن الحسن الصفار، جميعا، عن احمد ابن ابي عبد الله البرقي، قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثني أبو ايوب ابراهيم بن عثمان الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فان اتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين (عليه السلام) بالامامة من الله عز وجل (2). [ 352 ] 2 – حدثني ابي واخي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله، جميعا، عن احمد بن ادريس، عن عبيد الله بن موسى، عن الوشأ، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول:


1 – عنه المستدرك 10: 244، مر بعينه في الباب: 27. 2 – عنه البحار 101: 3، الوسائل 14: 444. رواه الصدوق في اماليه: 123، الفقيه 2: 348، والمفيد في المقنعة: 72، والشيخ في التهذيب 6: 42، عنهم البحار 101: 48، الوسائل 14: 414.

[ 237 ]

ان لكل امام عهدا في عنق أوليائه وشيعته، وان من تمام الوفأ بالعهد وحسن الاداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقا لما رغبوا فيه كان ائمتهم شفعاءهم يوم القيامة (1). [ 353 ] 3 – حدثني محمد بن يعقوب الكليني، عن احمد بن ادريس باسناده مثله سواء. [ 354 ] 4 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، قال: حدثني محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن ابي داود المسترق، عن ام سعيد الاحمسية، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قالت: قال لي: يا ام سعيد تزورين قبر الحسين، قالت: قلت: نعم، فقال لي: زوريه فان زيارة قبر الحسين واجبة على الرجال والنساء (2). [ 355 ] 5 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعا، عن الحسن بن متيل، عن الحسن بن علي الكوفي، عن علي بن حسان الهاشمي (3)، عن عبد الرحمان بن كثير مولى ابي جعفر (عليه السلام)، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال:


1 – عنه البحار 100: 116، الوسائل 14: 444. رواه في العيون 2: 261، علل الشرايع: 459، الكافي 4: 567، الفقيه 2: 345، المقنعة 74، التهذيب 6: 28، عنهم الوسائل 14: 323. 2 – عنه البحار 101: 3، الوسائل 14: 437، مر في الباب: 37. 3 – في التهذيب: علي بن الحسن عن عبد الرحمان بن كثير، كذا في الطبعة القديمة وفي الوافي والوسائل ايضا، ولكن الظاهر وقوع التحريف والصحيح: علي بن حسان – كما يوجد هنا – فانه الراوي لكتابه وقد اكثر الرواية عنه، راجع معجم الرجال 9: 345.

[ 238 ]

لو ان أحدكم حج دهره ثم لم يزر الحسين بن علي (عليهما السلام) لكان تاركا حقا من حقوق رسول الله (1) (صلى الله عليه وآله)، لان حق الحسين (عليه السلام) فريضة من الله واجبة على كل مسلم (2). الباب (44) ثواب من زار الحسين (عليه السلام) بنفسه أو جهز إليه غيره [ 356 ] 1 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن محمد البصري، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعت ابي يقول لرجل من مواليه وسأله عن الزيارة، فقال له: من تزور ومن تريد به، قال: الله تبارك وتعالى، فقال: من صلى خلفه صلاة واحدة يريد بها الله لقي الله يوم يلقاه وعليه من النور ما يغشي له كل شئ يراه، والله يكرم زواره ويمنع النار ان تنال منهم شيئا، وان الزائر له لا يتناهى له دون الحوض، وامير المؤمنين (عليه السلام) قائم على الحوض يصافحه ويرويه من الماء، وما يسبقه احد الى وروده الحوض حتى يروي، ثم ينصرف الى منزله من الجنة، ومعه ملك


1 – من حقوق الله وحقوق رسول الله (خ ل). 2 – عنه البحار 101: 3، الوسائل 14: 444. رواه الشيخ في التهذيب 6: 42، عنه الوسائل 14: 429.

[ 239 ]

من قبل امير المؤمنين يأمر الصراط ان يذل له، ويأمر النار ان لا يصيبه من لفحها شئ حتى يجوزها، ومعه رسوله الذي بعثه امير المؤمنين (عليه السلام) (1). [ 357 ] 2 – وباسناده عن الاصم، قال: حدثنا هشام بن سالم، عن ابي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل، قال: أتاه رجل فقال له: يابن رسول الله هل يزار والدك، قال: فقال: نعم، ويصلى عنده، ويصلى خلفه ولا يتقدم عليه، قال: فما لمن أتاه، قال: الجنة ان كان يأتم به، قال: فما لمن تركه رغبة عنه، قال: الحسرة يوم الحسرة، قال: فما لمن أقام عنده، قال: كل يوم بألف شهر، قال: فما للمنفق في خروجه إليه والمنقق عنده، قال: درهم بألف درهم. قال: فما لمن مات في سفره إليه، قال: تشيعه الملائكة وتأتيه بالحنوط والكسوة من الجنة وتصلي عليه إذ كفن، وتكفنه فوق أكفانه وتفرش له الريحان تحته وتدفع الارض حتى تصور من بين يديه مسيرة ثلاثة اميال، ومن خلفه مثل ذلك، وعند رأسه مثل ذلك، وعند رجليه مثل ذلك، ويفتح له باب من الجنة الى قبره، ويدخل عليه روحها وريحانها حتى تقوم الساعة. قلت: فما لمن صلى عنده، قال: من صلى عنده ركعتين لم يسأل الله تعالى شيئا الا أعطاه اياه، قلت: فما لمن اغتسل من ماء الفرات ثم أتاه، قال: إذا اغتسل من ماء الفرات وهو يريده تساقطت عنه خطاياه


1 – عنه البحار 101: 78، المستدرك 10: 328.

[ 240 ]

كيوم ولدته امه، قال: قلت: فما لمن يجهز إليه ولم يخرج لعلة تصيبه، قال: يعطيه الله بكل درهم أنفقه مثل احد من الحسنات ويخلف عليه أضعاف ما أنفقه، ويصرف عنه من البلاء مما قد نزل ليصيبه ويدفع عنه ويحفظ في ماله. قال: قلت: فما لمن قتل عنده جار عليه سلطان فقتله، قال: اول قطرة من دمه يغفر له بها كل خطيئة وتغسل طينته التي خلق منها الملائكة حتى تخلص كما خلصت الانبياء المخلصين، ويذهب عنها ما كان خالطها من اجناس طين اهل الكفر، ويغسل قلبه ويشرح صدره ويملا ايمانا، فيلقى الله وهو مخلص من كل ما تخالطه الابدان والقلوب، ويكتب له شفاعة في اهل بيته والف من اخوانه، وتولى الصلاة عليه الملائكة مع جبرئيل وملك الموت، ويؤتى بكفنه وحنوطه من الجنة، ويوسع قبره عليه، ويوضع له مصابيح في قبره، ويفتح له باب من الجنة، وتأتيه الملائكة بالطرف من الجنة. ويرفع بعد ثمانية عشر يوما الى حظيرة القدس، فلا يزال فيها مع اوليأ الله حتى تصيبه النفخة التي لا تبقي شيئا، فإذا كانت النفخة الثانية وخرج من قبره كان اول من يصافحه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وامير المؤمنين (عليه السلام) والاوصيأ، ويبشرونه ويقولون له: الزمنا، ويقيمونه على الحوض فيشرب منه ويسقي من أحب. قلت: فما لمن حبس في اتيانه، قال: له بكل يوم يحبس ويغتم فرحة الى يوم القيامة، فان ضرب بعد الحبس في اتيانه كان له بكل ضربة


[ 241 ]

حوراء، وبكل وجع يدخل على بدنه الف الف حسنة، ويمحي بها عنه الف الف سيئة، ويرفع له بها الف الف درجة، ويكون من محدثي رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى يفرغ من الحساب فيصافحه حملة العرش ويقال له: سل ما احببت. ويؤتى بضاربه للحساب، فلا يسأل عن شئ ولا يحتسب بشئ، ويؤخذ بضبعيه حتى ينتهى به الى ملك يحبوه (1) ويتحفه بشربة من الحميم وشربة من الغسلين، ويوضع على مقال (2) في النار، فيقال له: ذق بما قدمت يداك فيما اتيت الى هذا الذي ضربته، وهو وفد الله ووفد رسوله، ويأتي بالمضروب الى باب جهنم ويقال له: انظر الى ضاربك والى ما قد لقي فهل شفيت صدرك وقد اقتص لك منه، فيقول: الحمد لله الذي انتصر لي و لولد رسوله منه (3). [ 358 ] 3 – وبهذا الاسناد عن الاصم، عن عبد الله بن بكير في حديث طويل، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يابن بكير ان الله اختار من بقاع الارض ستة: البيت الحرام، والحرم، ومقابر الانبياء، ومقابر الاوصيأ، ومقاتل الشهدأ، والمساجد التي يذكر فيها اسم الله، يابن بكير هل تدري ما لمن زار قبر ابي عبد الله


1 – يحبوه من الحبوة بمعني العطية على سبيل التهكم، كقوله: ويتحفه. 2 – قلي الشئ: انضجه وشواه حتى ينضج، والمقلي والمقلاة الالة، جمعها مقالي. 3 – عنه البحار 101: 78، الوسائل 14: 442، المستدرك 10: 279، يأتي ايضا في الباب: 68.

[ 242 ]

الحسين (عليه السلام) إذ جهله الجاهل، ما من صباح الا وعلى قبره هاتف من الملائكة ينادي: يا طالب الخير أقبل الى خالصة الله ترحل بالكرامة وتأمن الندامة يسمع اهل المشرق واهل المغرب الا الثقلين، ولا يبقى في الارض ملك من الحفظة الا عطف عليه عند رقاد العبد حتى يسبح الله عنده، ويسأل الله الرضا عنه. ولا يبقى ملك في الهوى يسمع الصوت الا اجاب بالتقديس لله تعالى، فتشتد اصوات الملائكة فيجيبهم اهل السماء الدنيا، فتشتد اصوات الملائكة واهل السمأ الدنيا حتى تبلغ اهل السمأ السابعة، فيسمع أصواتهم النبيون فيترحمون ويصلون على الحسين (عليه السلام) ويدعون لمن زاره (1). الباب (45) ثواب من زار الحسين (عليه السلام) وعليه خوف [ 359 ] 1 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر، عن ابيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن حماد ذي الناب، عن رومي، عن زرارة، قال: قلت لابي جعفر (عليه السلام): ما تقول فيمن زار اباك على خوف، قال: يؤمنه الله يوم الفزع الاكبر وتلقاه الملائكة بالبشارة، ويقال له:


1 – عنه البحار 101: 66، المستدرك 10: 247.

[ 243 ]

لا تخف ولا تحزن هذا يومك الذي فيه فوزك (1). [ 360 ] 2 – و باسناده عن الاصم، عن ابن بكير، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: اني انزل الارجان (2) وقلبي ينازعني الى قبر ابيك، فإذا خرجت فقلبي وجل مشفق حتى ارجع خوفا من السلطان والسعاة وأصحاب المسالح (3)، فقال: يابن بكير أما تحب ان يراك الله فينا خائف، أما تعلم انه من خاف لخوفنا أظله الله في ظل عرشه، وكان محدثه الحسين (عليه السلام) تحت العرش، وآمنه الله من افزاع يوم القيامة، يفزع الناس ولا يفزع، فان فزع وقرته الملائكة وسكنت قلبه بالبشارة (4). [ 361 ] 3 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم السراج، عن سلمة بن الخطاب، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري (5)، عن معاوية بن وهب، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال: يا معاوية لا تدع زيارة قبر الحسين (عليه السلام) لخوف، فان من تركه رأى من الحسرة ما يتمنى ان قبره كان عنده، أما تحب ان يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والائمة (عليهم السلام)،


1 – عنه البحار 101: 10. 2 – ارجان – بفتح اوله وتشديد ثانيه تارة وبالتخفيف اخري – مدينة من بلاد فارس. 3 – جمع مسلحة – بفتح الميم – وهي الحدود والثغور التي يرتب فيها اصحاب السلاح. 4 – عنه البحار 101: 11. 5 – مر البحث عنه في الباب: 40 وان الصحيح: غسان.

[ 244 ]

أما تحب ان تكون ممن ينقلب بالمغفرة لما مضى، ويغفر له ذنوب سبعين سنة، أما تحب ان تكون ممن يخرج من الدنيا وليس عليه ذنب يتبع به، أما تحب ان تكون غدا ممن يصافحه رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1). [ 362 ] 4 – حدثني علي بن الحسين رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن الخيبري، عن يونس بن ظبيان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: جعلت فداك زيارة قبر الحسين (عليه السلام) في حال التقية، قال: إذا اتيت الفرات فاغتسل ثم البس أثوابك الطاهرة، ثم تمر بازأ القبر وقل: صلى الله عليك يا ابا عبد الله، صلى الله عليك يا ابا عبد الله، صلى الله عليك يا ابا عبد الله. فقد تمت زيارتك (2). [ 363 ] 5 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، قال: حدثنا مدلج، عن محمد بن مسلم في حديث طويل، قال: قال لي أبو جعفر محمد بن علي (عليهما السلام): هل تأتي قبر الحسين (عليه السلام)، قلت: نعم على خوف ووجل، فقال: ما كان من هذا أشد فالثواب فيه على


1 – عنه البحار 101: 9، وقد مر في الباب: 40. 2 – عنه البحار 101: 284. رواه في التهذيب 6: 115، الفقيه 2: 361، عنه الوسائل 14: 483.

[ 245 ]

قدر الخوف، ومن خاف في اتيانه امن الله روعته يوم القيامة، يوم يقوم الناس لرب العالمين، وانصرف بالمغفرة، وسلمت عليه الملائكة وزاره النبي (صلى الله عليه وآله) ودعا له، وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء واتبع رضوان الله – ثم ذكر الحديث (1). الباب (46) ثواب ما للرجل في نفقته الى زيارة الحسين (عليه السلام) [ 364 ] 1 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، قال: حدثنا معاذ، عن ابان، قال: سمعته يقول:، قال أبو عبد الله (عليه السلام): من أتى قبر ابي عبد الله (عليه السلام) فقد وصل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووصلنا وحرمت غيبته وحرم لحمه على النار، وأعطاه الله بكل درهم انفقه عشرة آلاف مدينة له في كتاب محفوظ، وكان الله له من ورأ حوائجه وحفظ في كل ما خلف، ولم يسأل الله شيئا الا أعطاه وأجابه فيه، اما ان يعجله واما ان يؤخره له (2). [ 365 ] 2 – وحدثني بذلك محمد بن همام بن سهيل رحمه الله، عن


1 – عنه البحار 110: 11، ويأتي تمامه في الباب: 91. 2 – عنه المستدرك 10: 256، يأتي مفصلا في الباب: 108.

[ 246 ]

جعفر بن محمد بن مالك، عن محمد بن اسماعيل، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن معاذ، عن ابان، عن ابي عبد الله (عليه السلام) مثله. [ 366 ] 3 – وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن الحسين، عن الحلبي، عن ابي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل، قال: قلت: جعلت فداك ما تقول فيمن ترك زيارته وهو يقدر على ذلك، قال: اقول: انه قد عق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعقنا واستخف بأمر هو له، ومن زاره كان الله له من ورأ حوائجه، وكفي ما أهمه من امر دنياه، وانه ليجلب الرزق على العبد ويخلف عليه ما انفق ويغفر له ذنوب خمسين سنة، ويرجع الى اهله وما عليه وزر ولا خطيئة الا وقد محيت من صحيفته. فان هلك في سفره نزلت الملائكة فغسلته وفتحت له ابواب الجنة، ويدخل عليه روحها حتى ينشر، وان سلم فتح له الباب الذي ينزل منه الرزق، ويجعل له بكل درهم أنفقه عشرة آلاف درهم وذخر ذلك له، فإذا حشر قيل له: لك بكل درهم عشرة آلاف درهم، وان الله نظر لك وذخرها لك عنده (1).


1 – عنه البحار 101: 2، يأتي تمامه في باب النوادر.

[ 247 ]

[ 367 ] 4 – وباسناده عن الاصم، عن هشام بن سالم، عن ابي عبد الله (عليه السلام) ان رجلا أتاه فقال له: يابن رسول الله هل يزار والدك، قال: فقال: نعم ويصلى عنده ويصلى خلفه ولا يتقدم عليه، قال: فما لمن أتاه، قال: الجنة ان كان يأتم به، قال: فما لمن تركه رغبة عنه، قال: الحسرة يوم الحسرة، قال: فما لمن أقام عنده، قال: كل يوم بالف شهر، قال: فما للمنفق في خروجه إليه والمنفق عنده، قال: الدرهم بالف درهم – وذكر الحديث بطوله (1). [ 368 ] 5 – وباسناده عن الاصم، عن ابن سنان، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك ان اباك كان يقول: في الحج يحسب له بكل درهم أنفقه الف درهم فما لمن ينفق في المسير الى ابيك الحسين (عليه السلام)، فقال: يابن سنان يحسب له بالدرهم الف والف حتى عد عشرة ويرفع له من الدرجات مثلها، ورضا الله خير له، ودعأ محمد (صلى الله عليه وآله) ودعأ امير المؤمنين والائمة خير له (2). [ 369 ] 6 – حدثني ابي رحمه الله، عن احمد بن ادريس (3) ومحمد بن يحيى العطار، عن العمركي بن علي، قال: حدثنا يحيى – وكان في خدمة ابي جعفر الثاني (عليه السلام) -، عن علي، عن صفوان الجمال، عن ابي عبد الله (عليه السلام)


= رواه في التهذيب 6: 45. 1 – عنه البحار 101: 51، مر في الباب: 44 تمام الحديث. 2 – عنه البحار 101: 50. 3 – محمد بن ادريس (خ ل)، وهو تصحيف، كما مر ويأتي مكررا.

[ 248 ]

في حديث له طويل، قال: قلت: فما لمن صلى عنده – يعني الحسين (عليه السلام) -، قال: من صلى عنده ركعتين لم يسأل الله تعالى شيئا الا أعطاه اياه، فقلت: فما لمن اغتسل من مأ الفرات ثم أتاه، قال: إذا اغتسل من مأ الفرات وهو يريده تساقطت عنه خطاياه كيوم ولدته امه، قلت: فما لمن جهز إليه ولم يخرج لعلة، قال: يعطيه الله بكل درهم أنفقه من الحسنات مثل جبل احد، ويخلف عليه أضعاف ما أنفق، ويصرف عنه من البلاء مما قد نزل، فيدفع ويحفظ في ماله – وذكر الحديث بطوله (1). الباب (47) ما يكره اتخاذه لزيارة الحسين بن علي (عليهما السلام) [ 370 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله بن ابي خلف، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن بعض أصحابنا، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): بلغني ان قوما إذا زاروا الحسين (عليه السلام) حملوا معهم السفر (2)، فيها


1 – عنه البحار 101: 50، المستدرك 10: 263. 2 – السفرة: طعام يتخذ للمسافر.

[ 249 ]

الحلاوة والاخبصة (1) وأشباهها، ولو زاروا قبور أحبائهم ما حملوا معهم هذا (2). [ 371 ] 2 – وحدثني محمد بن الحسن بن احمد وغيره، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن صالح بن السندي الجمال، عن رجل من اهل الرقة (3) يقال له: أبو المضا، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): تأتون قبر ابي عبد الله (عليه السلام)، قلت: نعم، قال: أفتتخذون لذلك سفرا، قلت: نعم، فقال: أما لو اتيتم قبور آبائكم و امهاتكم لم تفعلوا ذلك، قال: قلت: اي شئ نأكل، قال: الخبز واللبن، قال: وقال كرام (عليه السلام) لابي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك ان قوما يزورون قبر الحسين (عليه السلام) فيطيبون السفر، قال: فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): أما انهم لو زاروا قبور آبائهم ما فعلوا ذلك (5). [ 372 ] 3 – حدثني حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن احمد ابن محمد، عن علي بن الحكم، عن بعض أصحابنا، قال: قال أبو عبد الله


1 – الاخبصة: الحلواء ايضا. 2 – عنه البحار 101: 141. رواه الصدوق في ثواب الاعمال: 115. 3 – مدينة على الفرات من جانبها الشرقي، وكان في غربها مدينة اخري بهذا الاسم. 4 – خزام، ضرام (خ ل)، والصحيح ما اثبتناه، ويؤيده ما في الحديث الا خير في الباب الاتي، وهو لقب عبد الكريم بن عمرو بن صالح. 5 – عنه البحار 101: 140، المستدرك 10: 348. رواه الصدوق في ثواب الاعمال: 115.

[ 250 ]

(عليه السلام): بلغني ان قوما إذا زاروا الحسين بن علي حملوا معهم السفر، فيها الحلاوة والاخبصة وأشباهها، لو زاروا قبور أحبائهم ما حملوا ذلك (1). [ 373 ] 4 – حدثني محمد بن احمد بن الحسين، قال: حدثني الحسن ابن علي بن مهزيار، عن ابيه، عن الحسين بن سعيد، عن زرعة بن محمد الحضرمي، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): تزورون خير من ان لا تزورون ولا تزورون خير من ان تزورون، قال: قلت: قطعت ظهري، قال: تالله ان احدكم ليذهب الى قبر ابيه كئيبا حزينا، وتأتونه أنتم بالسفر، كلا حتى تأتونه شعثا غبرا (2). الباب (48) كيف يجب ان يكون زائر الحسين بن علي (عليهما السلام) [ 374 ] 1 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، قال: حدثنا مدلج، عن محمد بن مسلم، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: إذا خرجنا الى ابيك افلسنا في حج، قال: بلي، قلت: فيلزمنا ما يلزم الحاج، قال: ماذا، قلت: من الاشيأ التي يلزم الحاج، قال:


1 – عنه البحار 101: 141، الوسائل 14: 541، وقد مر مثله في اول الباب. 2 – عنه البحار 101: 141، الوسائل 2: 41، 14: 542.

[ 251 ]

يلزمك حسن الصحابة لمن يصحبك ويلزمك قلة الكلام الا بخير، ويلزمك كثرة ذكر الله، ويلزمك نظافة الثياب، ويلزمك الغسل قبل ان تأتي الحائر، ويلزمك الخشوع وكثرة الصلاة والصلاة على محمد وال محمد، ويلزمك التوقير (1) لاخذ ما ليس لك، ويلزمك ان تغض بصرك، ويلزمك ان تعود الى اهل الحاجة من اخوانك إذا رأيت منقطعا والمواساة. ويلزمك التقية التي قوام دينك بها والورع عما نهيت عنه والخصومة وكثرة الايمان والجدال الذي فيه الايمان، فإذا فعلت ذلك تم حجك وعمرتك، واستوجبت من الذي طلبت ما عنده بنفقتك واغترابك عن اهلك ورغبتك فيما رغبت ان تنصرف بالمغفرة والرحمة والرضوان (2). [ 375 ] 2 – حدثني محمد بن احمد بن الحسين، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه، عن الحسين بن سعيد، عن زرعة بن محمد الحضرمي، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): تزورون خير من ان لا تزورون ولا تزورون خير من ان تزورون، قال: قلت: قطعت ظهري، قال: تالله ان أحدكم ليذهب الى قبر أبيه كئيبا حزينا، وتأتونه أنتم بالسفر كلا حتى تأتونه شعثا غبرا (3).


1 – الظاهر: التوقي. 2 – عنه البحار 101: 142، الوسائل 14: 527. 3 – مر في الباب السابق عينه سندا ومتنا.

[ 252 ]

[ 376 ] 3 – حدثني ابي واخي وعلي بن الحسين وغيرهم رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله بن ابي خلف، عن احمد بن محمد بن عيسى الاشعري، عن علي بن الحكم، عن بعض أصحابنا، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا أردت زيارة الحسين (عليه السلام) فزره وأنت كئيب حزين مكروب، شعث مغبر، جائع عطشان، فان الحسين قتل حزينا مكروبا شعثا مغبرا جائعا عطشانا، وسله الحوائج، وانصرف عنه ولا تتخذه وطنا (1). [ 377 ] 4 – وبهذا الاسناد عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن صالح بن السندي الجمال، عمن ذكره، عن كرام بن عمرو، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لكرام: إذا أردت انت قبر الحسين (عليه السلام) فزره وانت كئيب حزين شعث مغبر، فان الحسين (عليه السلام) قتل وهو كئيب حزين، شعث مغبر جائع عطشان (2). الباب (49) ثواب من زار الحسين (عليه السلام) راكبا أو ماشيا، ومناجاة الله لزائره [ 378 ] 1 – حدثني ابي وجماعة مشايخي عن سعد بن عبد الله


1 – عنه البحار 101: 140، الوسائل 14: 528 و 540. رواه الصدوق في ثواب الاعمال: 114، والكليني في الكافي 4: 587، الشيخ في التهذيب 6: 76. 2 – عنه البحار 101: 142، المستدرك 10: 349.

[ 253 ]

ومحمد بن يحيى و عبد الله بن جعفر الحميري واحمد بن ادريس جميعا، عن الحسين بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن ابي عثمان، عن عبد الجبار النهاوندي، عن ابي سعيد، عن الحسين بن ثوير بن ابي فاختة (1)، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حسين من خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) ان كان ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحى عنه سيئة، حتى إذا صار في الحائر كتبه الله من المفلحين المنجحين، حتى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتى إذا اراد الانصراف أتاه ملك فقال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرؤك السلام ويقول لك: استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى (2). [ 379 ] 2 – حدثني ابي عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الرجل ليخرج الى قبر الحسين (عليه السلام) فله إذا خرج من اهله بأول خطوة مغفرة ذنوبه، ثم لم يزل يقدس بكل خطوة حتى يأتيه، فإذا اتاه ناجاه الله تعالى فقال: عبدي سلني اعطك، ادعني اجبك، اطلب مني


1 – في التهذيب: الحسين بن علي بن ثوير بن ابي فاخته، والصحيح ما في الكامل، راجع معجم الرجال 6: 41. 2 – عنه البحار 101: 72، الوسائل 14: 439. رواه الصدوق في ثواب الاعمال: 117، والشيخ في التهذيب 6: 43.

[ 254 ]

اعطك، سلني حاجة اقضها لك، قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): وحق على الله ان يعطي ما بذل (1). [ 380 ] 3 – وبهذا الاسناد عن صالح، عن الحارث بن المغيرة، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: ان لله ملائكة موكلين بقبر الحسين (عليه السلام) فإذا هم بزيارته الرجل اعطاهم الله ذنوبه، فإذا خطا محوها، ثم إذا خطا ضاعفوا له حسناته، فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنة، ثم اكتنفوه وقدسوه وينادون ملائكة السماء ان قدسوا زوار حبيب حبيب الله (2)، فإذا اغتسلوا ناداهم محمد (صلى الله عليه وآله): يا وفد الله ابشروا بمرافقتي في الجنة، ثم ناداهم امير المؤمنين (عليه السلام): انا ضامن لقضأ حوائجكم ودفع البلاء عنكم في الدنيا والاخرة، ثم التقاهم (3) النبي (صلى الله عليه وآله) عن ايمانهم وعن شمائلهم حتى ينصرفوا الى اهاليهم (4). [ 381 ] 4 – وحدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه وجماعة رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن عبد الله


1 – عنه البحار 101: 24، الوسائل 14: 440. رواه الصدوق في ثواب الاعمال: 117، عنه الوسائل 14: 420. 2 – حبيب الله (خ ل). 3 – اكتنفهم (خ ل). 4 – عنه البحار 101: 64، المستدرك 10: 246، يأتي ذكره في الباب: 62. رواه الصدوق في ثواب الاعمال: 118، عنه الوسائل 14: 484.

[ 255 ]

ابن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن جابر المكفوف، عن ابي الصامت، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) وهو يقول: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) ماشيا كتب الله له بكل خطوة الف حسنة ومحا عنه الف سيئة ورفع له الف درجة. فإذا اتيت الفرات فاغتسل وعلق نعليك وامش حافيا، وامش مشي العبد الذليل، فإذا اتيت باب الحائر فكبر اربعا، ثم امش قليلا ثم كبر اربعا، ثم ائت رأسه فقف عليه فكبر اربعا وصل عنده، واسأل الله حاجتك (1). [ 382 ] 5 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن هلال، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: جعلت فداك ما أدنى ما لزائر قبر الحسين (عليه السلام) فقال لي: يا عبد الله ان أدنى ما يكون له ان الله يحفظه في نفسه واهله حتى يرده الى اهله، فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ (2) له (3). [ 383 ] 6 – حدثني ابي رحمه الله، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن محمد بن اورمة، عمن حدثه، عن علي بن ميمون الصائغ، عن ابي عبد الله


1 – عنه البحار 101: 142، الوسائل 14: 440، يأتي في الباب: 79. 2 – في ثواب الاعمال: احفظ. 3 – عنه البحار 101: 78، الوسائل 14: 420، المستدرك 10: 240 و 254. رواه في ثواب الاعمال: 116، عنه البحار 101: 47.

[ 256 ]

(عليه السلام)، قال: يا علي زر الحسين ولا تدعه، قال: قلت: ما لمن أتاه من الثواب، قال: من أتاه ماشيا كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحى عنه سيئة ورفع له درجة، فإذا أتاه وكل الله به ملكين يكتبان ما خرج من فيه من خير ولا يكتبان ما يخرج من فيه من شر ولا غير ذلك، فإذا انصرف ودعوه وقالوا: يا ولي الله مغفورا لك، انت من حزب الله وحزب رسوله وحزب اهل بيت رسوله، والله لا ترى النار بعينك ابدا، ولا تراك ولا تطعمك ابدا (1). [ 384 ] 7 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، عن احمد بن محمد بن خالد البرقي، عن ابيه، عن عبد العظيم بن عبد الله بن الحسن، عن الحسن (2) بن الحكم النخعي، عن ابي حماد الاعرابي، عن سدير الصيرفي، قال: كنا عند ابي جعفر (عليه السلام) فذكر فتى قبر الحسين (عليه السلام)، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): ما أتاه عبد فخطا خطوة الا كتب الله له حسنة وحط عنه سيئة (3). [ 385 ] 8 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد


1 – عنه البحار 101: 24، الوسائل 14: 441. 2 – الحسين (خ ل)، مر في الباب: 28، الرقم: 1، ذكره بهذا العنوان الذي اثبتناه. 3 – عنه البحار 101: 25، الوسائل 14: 441.

[ 257 ]

البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن عبد الله بن مسكان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من زار الحسين (عليه السلام) من شيعتنا لم يرجع حتى يغفر له كل ذنب، ويكتب له بكل خطوة خطاها وكل يد رفعتها دابته الف حسنة ومحى عنه الف سيئة وترفع له الف درجة (1). [ 386 ] 9 – حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن احمد بن بشير السراج، عن ابي سعيد القاضي، قال: دخلت على ابي عبد الله (عليه السلام) في غريفة له وعنده مرازم، فسمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) ماشيا كتب الله له بكل قدم يرفعها ويضعها عتق رقبة من ولد اسماعيل، ومن أتاه في سفينة فكفأت بهم سفينتهم نادى مناد من السمأ: طبتم وطابت لكم الجنة (2). [ 387 ] 10 – حدثني ابي رحمه الله وعلي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن احمد بن حمدان القلانسي، عن محمد بن الحسين المحاربي، عن احمد بن ميثم، عن محمد بن عاصم، عن عبد الله بن النحار، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): تزورون الحسين (عليه السلام) وتركبون السفن، فقلت: نعم، قال: أما


1 – عنه البحار 101: 25، وقد مر في الباب: 32 و 44 و 45. 2 – عنه البحار 101: 36، الوسائل 14: 441 و 458.

[ 258 ]

علمت أنها إذا انكفت (1) بكم نوديتم: ألا طبتم وطابت لكم الجنة. (2) الباب (50) كرامة الله تبارك وتعالى لزوار الحسين بن علي (عليهما السلام) [ 388 ] 1 – حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن اسماعيل بن زيد، عن عبد الله الطحان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته وهو يقول: ما من احد يوم القيامة الا وهو يتمني انه من زوار الحسين، لما يرى مما يصنع بزوار الحسين (عليه السلام) من كرامتهم على الله تعالى (3). [ 389 ] 2 – وروى صالح الصيرفي، عن عمران الميثمي، عن صالح بن ميثم، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من سره ان يكون على موائد النور يوم القيامة فليكن من زوار الحسين بن علي (عليهما السلام) (4). [ 390 ] 3 – حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن معلى بن محمد البصري، قال: حدثني أبو الفضل، عن ابن صدقة، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):


1 – انكفت بكم – مخفف من المهموز – من قولهم: كفأت الاناء اي قلبته وكببته. 2 – عنه البحار 101: 25، الوسائل 14: 458. 3 – عنه البحار 101: 72، الوسائل 14: 424. 4 – عنه البحار 101: 73، الوسائل 14: 424.

[ 259 ]

كأني والله بالملائكة قد ازدحموا المؤمنين على قبر الحسين (عليه السلام)، قال: قلت: فيترأون له، قال: هيهات هيهات قد لزموا والله المؤمنين حتى انهم ليمسحون وجوههم بايديهم، قال: وينزل الله على زوار الحسين (عليه السلام) غدوة وعشية من طعام الجنة وخدامهم الملائكة، لا يسأل الله عبد حاجة من حوائج الدنيا والاخرة الا أعطاها اياه. قال: قلت هذه والله الكرامة، قال لي: يا مفضل أزيدك، قلت: نعم سيدي، قال: كأني بسرير من نور قد وضع وقد ضربت عليه قبة من ياقوتة حمرأ مكللة بالجواهر، وكأني بالحسين (عليه السلام) جالس على ذلك السرير وحوله تسعون الف قبة خضرأ، وكأني بالمؤمنين يزورونه ويسلمون عليه، فيقول الله عز وجل لهم: اوليائي سلوني فطال ما اوذيتم وذللتم واضطهدتم، فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والاخرة الا قضيتها لكم، فيكون اكلهم وشربهم في الجنة (1)، فهذه والله الكرامة التي لا انقضأ لها ولا يدرك منتهاها (2). الباب (51) ان ايام زائري الحسين (عليه السلام) لا تعد من أعمارهم [ 391 ] 1 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، قال:


1 – نزول الطعام في البرزخ وضرب القبة في الرجعة، بقرينة قوله (عليه السلام): (من حوائج الدنيا والاخرة). 2 – عنه البحار 101: 73، المستدرك 10: 246.

[ 260 ]

حدثني أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا (1) العدوي البصري، عن الهيثم ابن عبد الله الرماني، عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام)، عن ابيه (عليه السلام)، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام): ان ايام زائري الحسين (عليه السلام) لا تحسب من أعمارهم ولا تعد من آجالهم (2). الباب (52) ان زائري الحسين (عليه السلام) يكونون في جوار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة (عليهما السلام) [ 392 ] 1 – حدثني علي بن الحسين وعلي بن محمد بن قولويه رحمهما الله، عن محمد بن يحيى العطار وعلي بن ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين اليقطيني، عمن حدثه، عن ابي خالد ذي الشامة، قال: حدثني أبو اسامة، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: من اراد ان يكون في جوار نبيه (صلى الله عليه وآله) وجوار علي وفاطمة فلا يدع زيارة الحسين بن علي (عليهما السلام) (3). [ 393 ] 2 – وباسناده عن ابي بصير قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) أو ابا جعفر (عليه السلام) يقول:


1 – في التهذيب: الحسين بن علي بن زكريا، وهو الصحيح، راجع معجم الرجال 6: 46. 2 – رواه الشيخ في التهذيب 6: 36، عنهما البحار 101: 47، الوسائل 14: 414. 3 – عنه البحار 101: 66، الوسائل 14: 425.

[ 261 ]

من أحب ان يكون مسكنه الجنة ومأواه الجنة فلا يدع زيارة المظلوم، قلت: من هو، قال: الحسين بن علي صاحب كربلا، من أتاه شوقا إليه وحبا لرسول الله وحبا لفاطمة وحبا لامير المؤمنين (عليه السلام)، أقعده الله على موائد الجنة يأكل معهم والناس في الحساب (1). [ 394 ] 3 – حدثني محمد بن همام بن سهيل، عن جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنا محمد بن عمران، قال: حدثنا الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن اسماعيل، عن محمد بن ايوب، عن الحارث بن المغيرة النصري، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان الله تبارك وتعالى جعل ملائكة موكلين بقبر الحسين (عليه السلام)، فإذا هم الرجل بزيارته واغتسل نادى محمد (صلى الله عليه وآله): يا وفد الله أبشروا بمرافقتي في الجنة – وذكر الحديث (2). الباب (53) ان زائري الحسين (عليه السلام) يدخلون الجنة قبل الناس [ 395 ] 1 – حدثني ابي واخي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعا، عن محمد بن يحيى العطار، عن العمركي بن علي


1 – عنه البحار 101: 66، الوسائل 14: 425 و 496. يأتي ذكره في الابواب: 55 و 57. 2 – عنه البحار 101: 66.

[ 262 ]

البوفكي، عن صندل، عن عبد الله بن بكير، عن عبد الله بن زرارة (1)، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان لزوار الحسين بن علي (عليهما السلام) يوم القيامة فضلا على الناس، قلت: وما فضلهم، قال: يدخلون الجنة قبل الناس بأربعين عاما وسائر الناس في الحساب والموقف. (2) الباب (54) ثواب من زار الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه [ 396 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله، عن عبد الله بن جعفر الحميري. وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه عبد الله، عن علي بن اسماعيل القمي، عن محمد بن عمرو الزيات، عن قائد (3) الحناط، عن ابي الحسن الماضي (عليه السلام) قال: من زار الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (4).


1 – في البحار: عبيد بن زرارة، ويمكن صحة كليهما. 2 – عنه البحار 101: 26. 3 – اختلف اصحاب الرجال بين كون اسمه: فائد أو قائد، والحناط أو الخياط، والظاهر انهما واحد، وما هو المذكور في الروايات هو فائد، كما ذكره الشيخ والنجاشي بهذا العنوان، وان عنونه البرقي بقائد، راجع معجم الرجال 13: 245، 14: 71. 4 – رواه الصدوق في اماليه: 122 و 197، ثواب الاعمال: 110، عنهم البحار 101: 21، الوسائل 14: 418، المستدرك 10: 233. يأتي ذكره في هذا الباب.

[ 263 ]

[ 397 ] 2 – حدثني أبو العباس الكوفي، قال: حدثني محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن الحسين بن كثير، عن هارون بن خارجة، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): انهم يرون انه من زار الحسين (عليه السلام) كانت له حجة وعمرة، قال لي: من زاره والله عارفا بحقه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (1). [ 398 ] 3 – وحدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخنا، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين باسناده مثله. [ 399 ] 4 – وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن الخيبري (2)، عن الحسين بن محمد القمي، قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام): أدنى ما يثاب به زائر الحسين (عليه السلام) بشط الفرات إذا عرف حقه وحرمته وولايته ان يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (3). [ 400 ] 5 – وحدثني أبو العباس، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين


1 – رواه في ثواب الاعمال: 110، عنه البحار 101: 23، المستدرك 10: 235. 2 – كذا ايضا في الكافي – الطبعة الجديدة – لكن في المرآة العقول والطبعة القديمة من الكافي: الحميري، والظاهر صحة: الخيبري، الموافق للكامل، راجع معجم الرجال 6: 70. 3 – رواه الكليني في الكافي 4: 582، والصدوق في ثواب الاعمال: 111، والفقيه 2: 348، عنهم البحار 101: 24، الوسائل 14: 410.

[ 264 ]

(عليه السلام) عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (1). [ 401 ] 6 – وعنه، عن محمد بن الحسين، عن ابي داود سليمان بن سفيان المسترق، عن بعض أصحابنا، عن مثنى الحناط، عن ابي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام)، قال: سمعته يقول: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر (2). [ 402 ] 7 – وحدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن هند الحناط، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: من زار الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه يأتم به غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (3). [ 403 ] 8 – حدثني القاسم بن محمد بن علي، عن ابيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن عبد الله بن سنان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (4). [ 404 ] 9 – وحدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن


1 – عنه البحار 101: 22، الوسائل 14: 420. 2 – عنه البحار 101: 22، الوسائل 14: 410، المستدرك 10: 234. رواه في الكافي 4: 582. 3 – عنه البحار 101: 21، المستدرك 10: 234. 4 – عنه البحار 101: 22، المستدرك 10: 234.

[ 265 ]

عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، قال: أخبرني يوسف الانباري، عن قائد الحناط، قال: قلت لابي الحسن (عليه السلام): انهم يأتون قبر الحسين (عليه السلام) بالنوايح والطعام، قال: قد سمعت، قال: فقال: يا قائد من أتى قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) عارفا بحقه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (1). [ 405 ] 10 – وحدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن قايد، عن ابي الحسن الاول (عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (2). [ 406 ] 11 – وحدثني ابي ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين وجماعة، عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن يحيى بن علي التميمي (3)، قال: أخبرني رجل، عن عبيد الله بن عبد الله وعلي بن الحسين بن علي (عليهما السلام)، قال: سمعت ابي يقول: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (4). [ 407 ] 12 – وباسناده عن صالح بن عقبة، عن يحيى بن علي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه غفر له ما


1 – عنه البحار 101: 25. 2 – عنه البحار 101: 22. 3 – القمي (خ ل)، وهو سهو، والصحيح ما اثبتناه، راجع معجم الرجال 2: 67. 4 – عنه البحار 101: 23، المستدرك 10: 235.

[ 266 ]

تقدم من ذنبه وما تأخر (1). [ 408 ] 13 – حدثني محمد بن جعفر القرشي، عن محمد بن الحسين ابن ابي الخطاب، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن ابي عبد الله (عليه السلام) بهذين الحديثين سواء. [ 409 ] 14 – حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن معلى بن محمد البصري، عن ابي داود المسترق، عن بعض اصحابنا، عن مثنى الحناط، عن ابي الحسن الاول (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (2). [ 410 ] 15 – حدثني محمد بن يعقوب، عن احمد بن ادريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (3). [ 411 ] 16 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن هارون بن مسلم، عن الحسن بن علي، عن احمد بن عائذ، عن ابي يعقوب الابزاري (4)، عن قائد، عن عبد صالح (عليه السلام)، قال: دخلت عليه فقلت له: جعلت فداك ان الحسين (عليه السلام) قد زاره الناس


1 – عنه البحار 101: 23. 2 – عنه البحار 101: 22، المستدرك 10: 235. 3 – عنه البحار 101: 22، المستدرك 10: 234. 4 – الابزار قرية بينها وبين نيسابور فرسخان.

[ 267 ]

من يعرف هذا الامر ومن ينكره وركبت إليه النسأ ووقع حال الشهرة وقد انقبضت منه لما رأيت من الشهرة، قال: فمكث مليا لا يجيبني، ثم اقبل علي فقال: يا عراقي ان شهروا انفسهم فلا تشهر انت نفسك، فوالله ما أتى الحسين (عليه السلام) آت عارفا بحقه الا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (1). [ 412 ] 17 – حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد، عن ابي داود المسترق، عن بعض أصحابنا، عن مثنى الحناط، عن ابي الحسن الاول (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: من أتى الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه غفر له من ذنبه ما تقدم وتأخر (2). [ 413 ] 18 – حدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن عبد الله ابن جعفر الحميري، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن محمد بن صدقة، عن صالح النيلي، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كان كمن حج ثلاث حجج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3). [ 414 ] 19 – حدثني ابي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، قال: حدثني احمد بن علي بن عبيد الجعفي، قال: حدثني محمد بن ابي جرير القمي، قال: سمعت ابا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول لابي:


1 – عنه البحار 101: 26، المستدرك 10: 236. 2 – عنه البحار 101: 22. 3 – عنه البحار 101: 36، الوسائل 14: 452.

[ 268 ]

من زار الحسين بن علي (عليهما السلام) عارفا بحقه كان من محدثي الله فوق عرشه، ثم قرأ: (ان المتقين في جنات ونهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر) (1). (2) الباب (55) من زار الحسين (عليه السلام) حبا لرسول الله وامير المؤمنين وفاطمة: [ 415 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب. وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن بعض أصحابه، عن جويرية بن العلاء، عن بعض أصحابه، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين زوار الحسين بن علي، فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم الا الله تعالى، فيقول لهم: ما أردتم بزيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فيقولون: يا رب أتيناه حبا لرسول الله وحبا لعلي وفاطمة ورحمة له مما ارتكب منه، فيقال لهم: هذا محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين فالحقوا بهم، فانتم معهم في درجتهم الحقوا بلواء رسول الله فينطلقون الى لوأ رسول الله، فيكونون في ظله واللواء


1 – القمر: 54 – 55. 2 – عنه البحار 101: 73، المستدرك 10: 251.

[ 269 ]

في يد علي (عليه السلام) حتى يدخلون الجنة جميعا، فيكونون امام اللوأ، وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه (1). [ 416 ] 2 – وباسناده عن ابي بصير، قال: سمعت ابا عبد الله أو ابا جعفر (عليهما السلام) يقول: من أحب ان يكون مسكنه الجنة ومأواه الجنة فلا يدع زيارة المظلوم، قلت: ومن هو، قال: الحسين بن علي صاحب كربلاء من أتاه شوقا إليه وحبا لرسول الله وحبا لامير المؤمنين وحبا لفاطمة، أقعده الله على موائد الجنة، يأكل معهم والناس في الحساب (2). [ 417 ] 3 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله بن ابي خلف القمي، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن رجل، عن فضيل بن عثمان الصيرفي، عمن حدثه، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من اراد الله به الخير قذف في قلبه حب الحسين (عليه السلام) وحب زيارته، ومن اراد الله به السوء قذف في قلبه بغض الحسين وبغض زيارته (3). الباب (56) من زار الحسين (عليه السلام) تشوقا إليه [ 418 ] 1 – حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن


1 – عنه البحار 101: 21، الوسائل 14: 495، المستدرك 10: 235. 2 – عنه البحار 101: 66، الوسائل 14: 496، صدره المستدرك 10: 253. مر في الباب: 52، ويأتي في الباب 57. 3 – عنه البحار 101: 76، الوسائل 14: 496.

[ 270 ]

الحسين بن ابي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن ابي اسامة زيد الشحام، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) تشوقا إليه كتبه الله من الامنين يوم القيامة وأعطي كتابه بيمينه، وكان تحت لوأ الحسين (عليه السلام) حتى يدخل الجنة فيسكنه في درجته ان الله عزيز حكيم (1). [ 419 ] 2 – وروي عن ابي بصير، عن ابي جعفر (عليه السلام): ان من أحب ان يكون مسكنه الجنة ومأواه الجنة فلا يدع زيارة المظلوم، قلت: من هو، قال: الحسين بن علي صاحب كربلاء، من أتاه شوقا إليه وحبا لرسول الله وحبا لامير المؤمنين وحبا لفاطمة (عليهم السلام) اقعده الله على موائد الجنة، يأكل معهم والناس في الحساب (2). [ 420 ] 3 – حدثني الحسن بن عبد الله، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين (عليه السلام) من الفضل لماتوا شوقا وتقطعت أنفسهم عليه حسرات، قلت: وما فيه، قال: من أتاه تشوقا كتب الله له الف حجة متقبلة والف عمرة مبرورة واجر الف شهيد من شهداء بدر واجر الف صائم، وثواب الف صدقة مقبولة وثواب الف


1 – عنه البحار 101: 26، الوسائل 14: 497. 2 – عنه البحار 101: 66، الوسائل 14: 496. مر في الابواب: 52، 55.

[ 271 ]

نسمة اريد بها وجه الله، ولم يزل محفوظا سنته من كل آفة اهونها الشيطان، ووكل به ملك كريم يحفظه من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوق رأسه ومن تحت قدمه. فان مات سنته حضرته ملائكة الرحمة يحضرون غسله واكفانه والاستغفار له، ويشيعونه الى قبره بالاستغفار له، ويفسح له في قبره مد بصره، ويؤمنه الله من ضغطة القبر ومن منكر ونكير ان يروعانه، ويفتح له باب الى الجنة، ويعطى كتابه بيمينه، ويعطى له يوم القيامة نورا يضئ لنوره ما بين المشرق والمغرب، وينادي مناد: هذا من زوار الحسين شوقا إليه، فلا يبقى احد يوم القيامة الا تمنى يومئذ انه كان من زوار الحسين (عليه السلام) (1). [ 421 ] 4 – وعنه، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن ابي ايوب ابراهيم بن عثمان الخزاز، عن محمد بن مسلم، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام) ما لمن أتى قبر الحسين (عليه السلام)، قال: من أتاه شوقا إليه كان من عباد الله المكرمين، وكان تحت لوأ الحسين بن علي حتى يدخلهما الله الجنة (2). [ 422 ] 5 – وعنه، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن ابي المغرا، عن ذريح المحاربي، قال:


1 – عنه البحار 101: 18، الوسائل 14: 452، المستدرك 10: 309. 2 – عنه البحار 101: 18، الوسائل 14: 497.

[ 272 ]

قلت لابي عبد الله (عليه السلام) ما القى من قومي ومن بني إذا انا أخبرتهم بما في اتيان قبر الحسين (عليه السلام) من الخير انهم يكذبوني ويقولون: انك تكذب على جعفر بن محمد، قال: يا ذريح دع الناس يذهبون حيث شاؤوا، والله ان الله ليباهي بزائر الحسين والوافد يفده الملائكة المقربون وحملة عرشه، حتى انه ليقول لهم: أما ترون زوار قبر الحسين أتوه شوقا إليه والى فاطمة بنت رسول الله، أما وعزتي وجلالي وعظمتي لاوجبن لهم كرامتي ولادخلنهم جنتي التي اعددتها لاوليائي ولانبيائي ورسلي. يا ملائكتي هؤلا زوار الحسين حبيب محمد رسولي ومحمد حبيبي، ومن أحبني احب حبيبي، ومن أحب حبيبي احب من يحبه، ومن ابغض حبيبي ابغضني، ومن ابغضني كان حقا علي ان اعذبه باشد عذابي، واحرقه بحر ناري، واجعل جهنم مسكنه ومأواه، واعذبه عذابا لا اعذبه احدا من العالمين (1). [ 423 ] 6 – وحدثني من رفعه الى ابي بصير، قال: سمعت ابا عبد الله وابا جعفر (عليهما السلام) يقولان: من أحب ان يكون مسكنه ومأواه الجنة – الى آخره كما في صدر الباب (2).


1 – عنه البحار 101: 75، الوسائل 14: 496. 2 – عنه البحار 101: 76. مر مثله في الابواب: 52 و 55.

[ 273 ]

الباب (57) من زار الحسين (عليه السلام) احتسابا [ 424 ] 1 – حدثني ابي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن جميعا، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، قال: حدثنا عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن عبد الرحمان، عن قدامة بن مالك، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من زار الحسين محتسبا لا اشرا ولا بطرا، ولا رياء ولا سمعة، محصت عنه ذنوبه كما يمحص (1) الثوب في الماء، فلا يبقى عليه دنس، و يكتب له بكل خطوة حجة وكلما رفع قدما عمرة (2). [ 425 ] 2 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن ابان الاحمر، عن محمد بن الحسين الخزاز، عن هارون بن خارجة، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: جعلت فداك ما لمن أتى قبر الحسين زائرا له عارفا بحقه يريد به وجه الله تعالى والدار الاخرة، فقال له: يا هارون من أتى قبر الحسين (عليه السلام) زائرا له عارفا بحقه يريد به وجه الله والدار الاخرة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ثم قال لي ثلاثا:


1 – يمضمض (خ ل)، التمحيص: التنقية والتخليص، المضمضة: غسل الاناء وغيره. 2 – رواه الشيخ في التهذيب 6: 44، عنهما البحار 101: 19، الوسائل 14: 498، المستدرك 10: 262.

[ 274 ]

ألم احلف لك (1)، ألم احلف لك، ألم احلف لك (2). [ 426 ] 3 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابيه عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابيه محمد بن عيسى بن عبد الله، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: ما لمن أتى قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) زائرا عارفا بحقه، غير مستنكف ولا مستكبر، قال: يكتب له الف حجة مقبولة والف عمرة مبرورة، وان كان شقيا كتب سعيدا ولم يزل يخوض في رحمة الله (3). [ 427 ] 4 – حدثني ابي، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن صفوان بن يحيى، عن صفوان بن مهران الجمال، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من زار قبر الحسين (عليه السلام) وهو يريد الله عز وجل شيعه جبرئيل وميكائيل واسرافيل حتى يرد الى منزله (4). [ 428 ] 5 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد


1 – لعل الحلف سقط من الراوي أو النساخ، أو كان في كلام آخر غير هذا. 2 – عنه البحار 101: 19، الوسائل 14: 498. 3 – عنه البحار 101: 20، المستدرك 10: 310. 4 – عنه البحار 101: 20، المستدرك 10: 310.

[ 275 ]

البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن عبد الله بن مسكان، قال: شهدت ابا عبد الله (عليه السلام) وقد أتاه قوم من اهل خراسان فسألوه عن اتيان قبر الحسين (عليه السلام) وما فيه من الفضل، قال: حدثني ابي عن جدي انه كان يقول: من زاره يريد به وجه الله أخرجه الله من ذنوبه كمولود ولدته امه، وشيعته الملائكة في مسيره، فرفرفت على رأسه قد صفوا بأجنحتهم عليه حتى يرجع الى اهله، وسألت الملائكة المغفرة له من ربه وغشيته الرحمة من اعنان السمأ، ونادته الملائكة: طبت وطاب من زرت، وحفظ في اهله (1). [ 429 ] 6 – وحدثني عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال، قال: حدثنا عبد الرحمان، قال: حدثنا سعيد بن خيثم، عن اخيه معمر، قال: سمعت زيد بن علي يقول: من زار قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) لا يريد به الا الله تعالى غفر له جميع ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر، فاستكثروا من زيارته يغفر الله لكم ذنوبكم (2). [ 430 ] 7 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر، عن ابيه، عن احمد بن ابي عبد الله البرقي، عن ابيه، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):


1 – عنه البحار 101: 19، الوسائل 14: 498. يأتي في الباب: 62. 2 – عنه البحار 101: 20.

[ 276 ]

من زار قبر الحسين (عليه السلام) لله وفي الله أعتقه الله من النار وآمنه يوم الفزع الاكبر، ولم يسأل الله تعالى حاجة من حوائج الدنيا والاخرة الا أعطاه (1). الباب (58) ان زيارة الحسين (عليه السلام) أفضل ما يكون من الاعمال [ 431 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة أصحابنا، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشأ، عن احمد بن عائذ، عن ابي خديجة (2)، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: انه أفضل ما يكون من الاعمال (3) [ 432 ] 2 – وعنه، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الوشأ، عن احمد بن عائذ، عن ابي خديجة، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام) عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: انه أفضل ما يكون من الاعمال (4). [ 433 ] 3 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد، عن الوشأ، عن احمد بن عائذ، عن ابي خديجة، عن


1 – عنه البحار 101: 20، الوسائل 14: 499. 2 – هو سالم بن مكرم الجمال المكني به وبابي سلمة. 3 – عنه البحار 101: 49، الوسائل 14: 500. 4 – عنه البحار 101: 49، الوسائل 14: 499.

[ 277 ]

ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: انه أفضل ما يكون من الاعمال (1). [ 434 ] 4 – حدثني أبو العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن رجل، عن ابان الازرق، عن رجل (2)، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أحب الاعمال الى الله تعالى زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، وأفضل الاعمال عند الله ادخال السرور على المؤمن، وأقرب ما يكون العبد الى الله تعالى وهو ساجد باك (3). [ 435 ] 5 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن احمد بن ابي عبد الله، عن ابي جهم، عن ابي خديجة، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ما يبلغ من زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: أفضل ما يكون من الاعمال (4). [ 436 ] 6 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمان بن ابي هاشم البزاز، قال: حدثنا سالم أبو سلمة، وهو


1 – عنه البحار 101: 49، الوسائل 14: 499. 2 – في الوسائل: ابان الازرق عن ابي عبد الله (عليه السلام)، ولعل ما في المتن هو الاصح لروايته عن ابي عبد الله (عليه السلام) ايضا بواسطة زرارة، كما في التهذيب 5، الرقم: 793، الاستبصار 2، الرقم: 1005. 3 – عنه البحار 101: 49، الوسائل 14: 499. 4 – عنه البحار 101: 49، الوسائل 14: 500.

[ 278 ]

أبو خديجة، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: ان زيارة الحسين (عليه السلام) أفضل ما يكون من الاعمال (1). الباب (59) ان من زار الحسين (عليه السلام) كان كمن زار الله في عرشه وكتب في أعلى عليين [ 437 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد ومحمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار قبر الحسين (عليه السلام)، قال: كان كمن زار الله في عرشه، قال: قلت: ما لمن زار احدا منكم، قال: كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2). [ 438 ] 2 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد ابن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين ابن محمد القمي، عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام) قال:


1 – عنه البحار 101: 49، الوسائل 14: 500. 2 – عنه البحار 101: 76، المستدرك 10: 185.

[ 279 ]

من زار قبر ابي عبد الله (عليهما السلام) بشط الفرات كان كمن زار الله (1) فوق عرشه (2). [ 439 ] 3 – وحدثني علي بن الحسين وجماعة مشايخي رحمهم الله، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، [ عن ابيه ] (3)، عن محمد بن ابي عمير، عن عيينة بياع القصب، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: من اتي الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كتبه الله في أعلى عليين (صلى الله عليه وآله). [ 440 ] 4 – حدثني أبو العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين، عن ابي داود المسترق، عن عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابنا، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كتبه الله في أعلى عليين (5). [ 441 ] 5 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد


1 – اي عبد الله هناك، أو لاقى الانبياء والاوصياء هناك فان زيارتهم كزيارة الله، أو يحصل له مرتبة من القرب كمن صعد عرش ملك وزاره. 2 – رواه في ثواب الاعمال: 110، التهذيب 6: 45، عنهم البحار 101: 70، الوسائل 14: 411، المستدرك 10: 250. 3 – لا يوجد هذه الزيادة في نسخ الكتاب الموجودة، نعم هي موجودة في البحار، وما في النسخ لايتم، لانه لا يوجد رواية عن علي بن ابراهيم عن ابن ابي عمير الا بواسطة ابيه، ويؤيده وجود هذه الزيادة في ثواب الاعمال. 4 – رواه في ثواب الاعمال: 110 مسندا، وفي الفقيه 2: 347 مرسلا، عنهم البحار 101: 70، الوسائل 14: 417، المستدرك 10: 250. 5 – عنه البحار 101: 70، المستدرك 10: 250

[ 280 ]

ابن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عبد الله بن مسكان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كتبه الله في عليين (1). [ 442 ] 6 – وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله جميعا، عن علي بن اسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيات، عن هارون بن خارجة، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كتبه الله في أعلى عليين (2). [ 443 ] 7 – وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي (3)، قال: قال لي الرضا (عليه السلام): من زار قبر ابي ببغداد كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وامير المؤمنين، الا ان لرسول الله وامير المؤمنين (عليهما السلام) فضلهما، قال: ثم قال لي: من زار قبر ابي عبد الله بشط الفرات كان كمن زار الله فوق كرسيه (4). [ 444 ] 8 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن


1 – عنه البحار 101: 70، المستدرك 10: 250. 2 – عنه البحار 101: 70، المستدرك 10: 250. 3 – في الكافي: الحميري عن الحسين بن محمد القمي، وفي التهذيب: الخيبري عن الحسن بن محمد القمي، والظاهر صحة ما اثبتناه الموافق للفقيه، راجع معجم الرجال 6: 83. 4 – عنه البحار 101: 76، 102: 4، المستدرك 10: 250، يأتي في الباب: 99 مثله. رواه في الكافي 4: 583، الفقيه 2: 582، التهذيب 6: 82.

[ 281 ]

علي بن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن ابان، عن ابن مسكان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) كتبه الله في عليين (1). [ 445 ] 9 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن عبد الله بن مسكان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) كتبه الله في عليين (2). [ 446 ] 10 – وحدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عباس بن عامر، عن ربيع بن محمد المسلي (3)، عن عبد الله بن مسكان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) كتبه الله في عليين (4). [ 447 ] 11 – وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، قال: حدثني محمد بن الحسن بن شمون البصري، قال: حدثني محمد بن سنان، عن بشير الدهان، قال: كنت احج في كل سنة فابطأت سنة عن الحج، فلما كان من قابل حججت ودخلت على ابي عبد الله (عليه السلام) فقال لي: يا بشير ما أبطأك عن الحج في عامنا الماضي، قال: قلت: جعلت فداك مال كان لي على الناس


1 – عنه البحار 101: 71. 2 – رواه في عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 44، عنهما البحار 101: 69، المستدرك 10: 250. 3 – ربيعة بن محمد المسلمي (خ ل)، وهو تصحيف، راجع معجم الرجال 7: 174، 9: 229. 4 – عنه البحار 101: 69، المستدرك 10: 251.

[ 282 ]

خفت ذهابه، غير اني عرفت عند قبر الحسين (عليه السلام)، قال: فقال لي: ما فاتك شي مما كان فيه اهل الموقف، يا بشير من زار قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كان كمن زار الله في عرشه (1). [ 448 ] 12 – وعنه، عن ابيه، عن محمد بن الحسن بن شمون، قال: حدثني جعفر بن محمد الخزاعي، عن بعض أصحابه، عن جابر، عن ابي عبد الله (عليه السلام) مثله. [ 449 ] 13 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن عمه، عن رجل، عن جابر نحوه. [ 450 ] 14 – وحدثني ابي رحمه الله ومحمد بن عبد الله رحمه الله، عن عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، عن ربيع بن محمد، عن عبد الله بن مسكان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) كتبه الله في عليين (2). الباب (60) ان زيارة الحسين والائمة (عليهم السلام) تعدل زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) [ 451 ] 1 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن جويرية (3) بن العلاء، عن بعض أصحابنا، قال:


1 – عنه البحار 101: 76. 2 – عنه البحار 101: 71. 3 – جويرة (خ ل)، وهو تصحيف، راجع معجم الرجال 4: 176.

[ 283 ]

من سره ان ينظر الى الله يوم القيامة وتهون عليه سكرة الموت وهول المطلع فليكثر زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فان زيارة الحسين (عليه السلام) زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1). [ 452 ] 2 – وحدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن خاله محمد ابن الحسين بن ابي الخطاب الزيات، عن الحسن بن محبوب، عن فضل بن عبد الملك – أو عن رجل عن الفضل -، عن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان زائر الحسين بن علي (عليهما السلام) زائر رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2). [ 453 ] 3 – حدثني محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب. وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار احدا منكم، قال: كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3). [ 454 ] 4 – حدثني ابي رحمه الله، عن الحسن بن متيل، عن سهل بن زياد الادمي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح ابن عقبة، عن زيد الشحام، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار الحسين (عليه السلام)، قال: كمن زار الله في عرشه، قال: قلت فما لمن زار احدا


1 – عنه البحار 101: 77، المستدرك 10: 253. 2 – عنه البحار 101: 77، المستدرك 10: 254. 3 – رواه الصدوق في العيون 2: 262، علل الشرايع: 560، عنهم البحار 100: 117.

[ 284 ]

منكم، قال: كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1). [ 455 ] 5 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام، عن ابي عبد الله (عليه السلام) مثله. الباب (61) ان زيارة الحسين (عليه السلام) تزيد في العمر والرزق وان تركها تنقصهما [ 456 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى العطار وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن ابي ايوب، عن محمد بن مسلم، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فان اتيانه يزيد في الرزق ويمد في العمر ويدفع مدافع السوء، واتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين بالامامة من الله (2). [ 457 ] 2 – حدثني محمد بن عبد الله الحميري، عن ابيه، عن محمد ابن عبد الحميد، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم قال: سمعناه يقول:


1 – رواه في الكافي 4: 551، عنهما البحار 100: 119. 2 – عنه البحار 101: 3، الوسائل 14: 444. مر مثله في الباب: 43.

[ 285 ]

من أتى عليه حول لم يات قبر الحسين (عليه السلام) انقص الله من عمره حولا، ولو قلت ان احدكم ليموت قبل اجله بثلاثين سنة لكنت صادقا، وذلك لانكم تتركون زيارة الحسين (عليه السلام)، فلا تدعوا زيارته يمد الله في أعماركم ويزيد في ارزاقكم، وإذا تركتم زيارته نقص الله من أعماركم وأرزاقكم فتنافسوا في زيارته، ولا تدعوا ذلك فان الحسين شاهد لكم في ذلك عند الله وعند رسوله، وعند امير المؤمنين وعند فاطمة (عليهم السلام) (1). [ 458 ] 3 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد، عن محمد بن اسماعيل، عمن حدثه، عن عبد الله بن وضاح، عن داود الحمار، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من لم يزر قبر الحسين (عليه السلام) فقد حرم خيرا كثيرا ونقص من عمره سنة (2). [ 459 ] 4 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد، عن ابيه، عن الحسن ابن محبوب، عن صباح الحذاء، عن محمد بن مروان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: زوروا الحسين (عليه السلام) ولو كل سنة فان كل من أتاه عارفا بحقه غير جاحد لم يكن له عوض غير الجنة، ورزق رزقا واسعا، وآتاه الله من قبله بفرج عاجل – وذكر الحديث (3).


1 – رواه الشيخ في التهذيب 6: 43، عنهما البحار 101: 47، الوسائل 14: 430. 2 – عنه البحار 101: 48، المستدرك 10: 431. 3 – عنه البحار 101: 47، المستدرك 10: 253، يأتي في الباب: 98 مثله.

[ 286 ]

[ 460 ] 5 – وحدثني جماعة أصحابنا، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن الحسن بن محبوب باسناده مثله سواء. [ 461 ] 6 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن احمد بن محمد بن ابي نصر، عن بعض أصحابنا، عن ابان، عن عبد الملك الخثعمي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال لي: يا عبد الملك لا تدع زيارة الحسين بن علي (عليهما السلام) ومر أصحابك بذلك، يمد الله في عمرك ويزيد الله في رزقك، ويحييك الله سعيدا ولا تموت الا سعيدا ويكتبك سعيدا (1). الباب (62) ان زيارة الحسين (عليه السلام) تحط الذنوب [ 462 ] 1 – حدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن بعض رجاله، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان زائر الحسين جعل ذنوبه جسرا على باب داره ثم عبرها، كما يخلف احدكم الجسر ورائه إذا عبر (2). [ 463 ] 2 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن


1 – عنه البحار 101: 47، الوسائل 14: 431. 2 – رواه الصدوق في ثواب الاعمال: 116، الفقيه 2: 347، عنهم البحار 101: 26، الوسائل 14: 417، المستدرك 10: 237.

[ 287 ]

ابي الخطاب، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان الرجل ليخرج الى قبر الحسين (عليه السلام)، فله إذا خرج من اهله باول خطوة مغفرة من ذنوبه، ثم لم يزل يقدس بكل خطوة حتى يأتيه، فإذا أتاه ناجاه الله فقال: عبدي سلني أعطك، ادعني أجبك، اطلب مني أعطك، سلني حاجتك اقضيها لك، قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): وحق على الله ان يعطي ما بذل (1). [ 464 ] 3 – وعنه بهذا الاسناد عن صالح بن عقبة، عن الحارث بن المغيرة، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: ان لله ملائكة موكلين بقبر الحسين (عليه السلام) فإذا هم الرجل بزيارته اعطاهم الله ذنوبه، فإذا خطا محوها، ثم إذا خطا ضاعفوا حسناته، فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنة، ثم اكتنفوه وقدسوه وينادون ملائكة السمأ ان قدسوا زوار حبيب حبيب الله، فإذا اغتسلوا ناداهم محمد (صلى الله عليه وآله): يا وفد الله ابشروا بمرافقتي في الجنة، ثم ناداهم امير المؤمنين (عليه السلام): انا ضامن لقضأ حوائجكم ودفع البلاء عنكم في الدنيا والاخرة، ثم اكتنفوهم عن ايمانهم وعن شمائلهم حتى ينصرفوا الى اهاليهم (2).


1 – عنه البحار 101: 24، مر في الباب: 49 مثله. 2 – مر ذكره في الباب: 49. رواه الصدوق في ثواب الاعمال: 111، عنهما البحار 101: 65، الوسائل 14: 484.

[ 288 ]

[ 465 ] 4 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن ابي عبد الله الجاموراني الرازي، عن الحسن بن علي بن ابي حمزة، عن الحسن بن محمد بن عبد الكريم، عن المفضل بن عمر، عن جابر الجعفي (1)، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل: فإذا انقلبت من عند قبر الحسين (عليه السلام) ناداك مناد لو سمعت مقالته لاقمت عمرك عند قبر الحسين (عليه السلام)، وهو يقول: طوبي لك ايها العبد قد غنمت وسلمت قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل – وذكر الحديث بطوله (2). [ 466 ] 5 – حدثني أبو العباس الرزاز، قال: حدثنا محمد بن الحسين ابن ابي الخطاب، عن محمد بن اسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي، قال: قال أبو الحسن موسى (عليه السلام): أدنى ما يثاب به زائر الحسين (عليه السلام) بشاطي الفرات إذا عرف حقه وحرمته وولايته ان يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (3). [ 467 ] 6 – حدثني ابي، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن محمد بن


1 – في سند الحديث كلام يأتي عند ذكر المؤلف الخبر بطوله في الباب: 79. 2 – عنه البحار 101: 67، المستدرك 10: 248. مر في الباب: 49، ويأتي بطوله في الباب: 79. 3 – عنه البحار 101: 23. مر في الباب: 54.

[ 289 ]

اورمة، عن زكريا المؤمن ابي عبد الله، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من اراد ان يكون في كرامة الله يوم القيامة وفي شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله)، فليكن للحسين زائرا ينال من الله الفضل والكرامة (1) وحسن الثواب، ولا يسأله عن ذنب عمله في حياة الدنيا، ولو كانت ذنوبه عدد رمل عالج وجبال تهامة وزبد البحر، ان الحسين (عليه السلام) قتل مظلوما مضطهدا نفسه عطشانا هو واهل بيته وأصحابه (2). [ 468 ] 7 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد، عن جده الحسن بن راشد، عن ابي ابراهيم (عليه السلام)، قال: من خرج من بيته يريد زيارة قبر ابي عبد الله الحسين بن علي وكل الله به ملكا فوضع اصبعه في قفاه، فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتى يرد الحائر، فإذا خرج من باب الحائر وضع كفه وسط ظهره ثم قال له: أما ما مضى فقد غفر لك فأستأنف العمل (3). [ 469 ] 8 – وبهذا الاسناد، عن الحسن بن راشد، عن ابراهيم بن ابي البلاد باسناده مثله..


1 – افضل الكرامة (خ ل). 2 – عنه البحار 101: 27، المستدرك 10: 237. 3 – عنه البحار 101: 67. يأتي في الباب: 77.

[ 290 ]

[ 470 ] 9 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن عبد الله بن مسكان، قال: شهدت ابا عبد الله (عليه السلام) وقد أتاه قوم من اهل خراسان فسألوه، عن اتيان قبر الحسين (عليه السلام) وما فيه من الفضل. قال: حدثني ابي، عن جدي انه كان يقول: من زاره يريد به وجه الله اخرجه الله من ذنوبه كمولود ولدته امه، وشيعته الملائكة في مسيره، فرفرفت على رأسه قد صفوا بأجنحتهم عليه حتى يرجع الى اهله، وسألت الملائكة المغفرة له من ربه وغشيته الرحمة من اعنان السمأ، ونادته الملائكة: طبت وطاب من زرت، وحفظ في اهله (1). الباب (63) ان زيارة الحسين (عليه السلام) تعدل عمرة [ 471 ] 1 – حدثني ابي وعلي بن الحسين ومحمد بن يعقوب رحمهم الله جميعا، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن احمد بن محمد بن ابي نصر، قال: سأل بعض أصحابنا ابا الحسن الرضا (عليه السلام)، عمن أتى قبر الحسين (عليه السلام)، قال: تعدل عمرة (2).


1 – عنه البحار 101: 19، الوسائل 14: 498، مر في الباب: 57 مثله. 2 – رواه في ثواب الاعمال: 112، عنهما البحار 101: 28، المستدرك 10: 265.

[ 291 ]

[ 472 ] 2 – وحدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي بن ابي عثمان، عن اسماعيل بن عباد، عن الحسن بن علي، عن ابي سعيد المدائني، قال: دخلت على ابي عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك اتي قبر الحسين (عليه السلام)، قال: نعم يا ابا سعيد ائت قبر ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، اطيب الطيبين واطهر الطاهرين وابر الابرار، فإذا زرته كتب لك اثنتان وعشرون عمرة (1). [ 473 ] 3 – وعنه، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: زيارة قبر الحسين (عليه السلام) تعدل عمرة مبرورة متقبلة (2). [ 474 ] 4 – حدثني ابي رحمه الله ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن احمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن موسى بن القاسم، عن الحسن بن الجهم، قال: قلت لابي الحسن (عليه السلام): ما تقول في زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فقال لي: ما تقول انت فيه، فقلت: بعضنا يقول: حجة، وبعضنا يقول: عمرة، فقال: هو عمرة مقبولة (3). [ 475 ] 5 – وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن


1 – يأتي مثله بطريقين آخرين في الابواب: 66 و 67. رواه الصدوق في ثواب الاعمال: 79 و 83، عنهم البحار 101: 28 و 34 و 41، الوسائل 14: 448، المستدرك 10: 265. 2 – عنه البحار 101: 29، الوسائل 14: 426. 3 – رواه في ثواب الاعمال: 112، عنهما البحار 101: 29، الوسائل 14: 420 و 426.

[ 292 ]

احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن علي، قال: حدثنا ابراهيم بن يحيى القطان، عن ابيه، عن ابي البلاد، قال: سألت ابا الحسن الرضا (عليه السلام) عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام) فقال: ما تقولون انتم، قلت: نقول: حجة وعمرة، قال: تعدل عمرة مبرورة (1). [ 476 ] 6 – حدثني علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن احمد ابن محمد بن عيسى، عن علي بن احمد بن اشيم، عن صفوان بن يحيى، قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام): اي شي فيه من الفضل، قال: تعدل عمرة (2). [ 477 ] 7 – حدثني ابي رحمه الله ومحمد بن عبد الله جميعا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابراهيم بن مهزيار، عن اخيه علي بن مهزيار، عن محمد بن سنان، قال: سمعت ابا الحسن (عليه السلام) يقول: ان زيارة قبر الحسين (عليه السلام) تعدل عمرة مبرورة متقبلة (3). [ 478 ] 8 – حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن ابي الحسن (عليه السلام)، قال: سألته عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام) اي شي فيه من الفضل، قال: تعدل عمرة (4).


1 – عنه البحار 101: 29، الوسائل 14: 426. 2 – عنه البحار 101: 30، الوسائل 14: 426. 3 – عنه البحار 101: 29، الوسائل 14: 426. 4 – عنه البحار 101: 29، الوسائل 14: 426.

[ 293 ]

[ 479 ] 9 – حدثني جماعة أصحابنا، عن احمد بن ادريس ومحمد بن يحيى العطار، عن العمركي بن علي، عن بعض أصحابه، عن بعضهم:، قال: اربع عمر تعدل حجة، وزيارة قبر الحسين (عليه السلام) تعدل عمرة (1). [ 480 ] 10 – وبهذا الاسناد عن العمركي بن البوفكي، عمن حدثه، عن محمد بن الفضيل، عن ابي الناب (2)، قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام) عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: نعم تعدل عمرة، ولا ينبغي ان يتخلف عنه اكثر من اربع سنين (3). الباب (64) ان زيارة قبر الحسين (عليه السلام) تعدل حجة [ 481 ] 1 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن دراج، عن فضيل بن يسار، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: زيارة قبر الحسين (عليه السلام) وزيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزيارة قبور


1 – عنه البحار 101: 29، الوسائل 14: 426. 2 – ابي رباب (خ ل)، وهو تصحيف، وهو الحسن بن عطية ابي الناب بياع السابري، يأتي الحديث في الباب: 98، ويأتي ذكر ابي الناب في الباب: 76. 3 – عنه البحار 101: 30، الوسائل 14: 431، يأتي في الباب: 98 مثله.

[ 294 ]

الشهدأ تعدل حجة مبرورة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1). [ 482 ] 2 – حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، قال: سمعت ابا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) كتب الله له حجة مبرورة (2). [ 483 ] 3 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن عباس بن عامر، قال: أخبرني عبد الله بن عبيد الانباري، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك انه ليس كل سنة يتهيأ لي ما اخرج به الى الحج، فقال: إذا اردت الحج ولم يتهيأ لك فائت قبر الحسين (عليه السلام) فانها تكتب لك حجة، وإذا اردت العمرة ولم لك فأت قبر الحسين (عليه السلام) فانها تكتب لك عمرة (3). [ 484 ] 4 – وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابيه، عن ابن ابي عمير، عن هشام بن الحكم، عن عبد الكريم بن حسان، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ما يقال ان زيارة قبر الحسين (عليه السلام) تعدل حجة وعمرة، قال: فقال: انما الحج والعمرة هاهنا ولو ان رجلا أراد


1 – عنه البحار 101: 30. 2 – عنه البحار 101: 30، المستدرك 10: 266. 3 – عنه البحار 101: 31، الوسائل 14: 427، رواه الشيخ في مصباحه: 498.

[ 295 ]

الحج ولم يتهيأ له فاتاه كتب الله له حجة، ولو ان رجلا أراد العمرة ولم يتهيأ له كتبت له عمرة (1). [ 485 ] 5 – وعنه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن حريز، عن فضيل بن يسار، قال (عليه السلام): ان زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزيارة قبور الشهدأ وزيارة قبر الحسين (عليه السلام) تعدل حجة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2). [ 486 ] 6 – حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن حريز، عن الفضيل بن يسار، عن ابي عبد الله (عليه السلام) مثله. [ 487 ] 7 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن فضيل بن يسار، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: زيارة قبر الحسين (عليه السلام) تعدل حجة مبرورة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3). [ 488 ] 8 – حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن ابيه، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن حريز والحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن فضيل بن يسار عنهما


1 – عنه البحار 101: 30، الوسائل 14: 427، المستدرك 10: 267، يأتي في الباب الاتي مثله. 2 – عنه البحار 101: 30، المستدرك 10: 266. 3 – عنه البحار 101: 31، المستدرك 10: 267.

[ 296 ]

(عليهما السلام) قالا: زيارة قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزيارة قبور الشهدأ وزيارة قبر الحسين (عليه السلام) تعدل حجة مع رسول الله (1). [ 489 ] 9 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن ابي سعيد القماط، عن ابن ابي يعفور، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: لو ان رجلا أراد الحج ولم يتهيأ له ذلك فأتي قبر الحسين (عليه السلام) فعرف عنده يجزيه ذلك عن الحج (2). [ 490 ] 10 – حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن ابراهيم بن عقبة، قال: كتبت الى العبد الصالح (عليه السلام): ان رأي سيدنا ان يخبرني بأفضل ما جاء به في زيارة الحسين (عليه السلام)، وهل تعدل ثواب الحج لمن فاته، فكتب (عليه السلام): تعدل الحج لمن فاته الحج (3). الباب (65) في ان زيارة الحسين (عليه السلام) تعدل حجة وعمرة [ 491 ] 1 – حدثني جعفر بن محمد بن ابراهيم بن عبيد الله بن موسى بن جعفر، عن عبد الله بن احمد بن نهيك، عن محمد بن ابي عمير، عن الحسين الاحمسي، عن ام سعيد الاحمسية قالت:


1 – عنه البحار 101: 31، المستدرك 10: 186. 2 – عنه البحار 101: 32، المستدرك 10: 287. 3 – عنه البحار 101: 32، المستدرك 10: 267.

[ 297 ]

سألت ابا عبد الله (عليه السلام)، عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فقال: تعدل حجة وعمرة ومن الخير هكذا وهكذا، وأومأ بيده (1). [ 492 ] 2 – وعنه، عن عبد الله بن نهيك، عن ابن ابي عمير، عن هشام ابن الحكم، عن عبد الكريم بن حسان، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ما يقال ان زيارة قبر ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) تعدل حجة وعمرة، فقال: انما الحج والعمرة هاهنا، ولو ان رجلا أراد الحج ولم يتهيأ له فاتاه كتب الله له حجة ولو ان رجلا أراد العمرة ولم يتهيأ له فأتاه كتب الله له عمرة (2). [ 493 ] 3 – حدثني ابي رحمه الله ومحمد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن اسحاق ابن ابراهيم، عن هارون بن خارجة، قال: سأل رجل ابا عبد الله (عليه السلام) وانا عنده فقال: ما لمن زار قبر الحسين (عليه السلام)، فقال: ان الحسين وكل الله به أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه الى يوم القيامة، فقلت له: بابي انت وامي روي عن ابيك الحج والعمرة، قال: نعم حجة وعمرة، حتى عد عشرة (3). [ 494 ] 4 – حدثني ابي رحمه الله وعلي بن الحسين، عن سعد بن


1 – عنه البحار 101: 32، المستدرك 10: 259. 2 – عنه البحار 101: 31، المستدرك 10: 267، مر في الباب السابق مثله. 3 – عنه البحار 101: 32، الوسائل 14: 449، المستدرك 10: 268.

[ 298 ]

عبد الله، عن احمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشأ، عن احمد بن عائذ، عن ابي خديجة، عن رجل سأل ابا جعفر (عليه السلام) عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام) فقال: انه تعدل حجة وعمرة، وقال بيده: هكذا من الخير، يقول بجميع يديه هكذا (1). [ 495 ] 5 – حدثني ابي رحمه الله، عن محمد بن يحيى، عن حمدان ابن سليمان النيسابوري ابي سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس، عن هشام بن سالم، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: زيارة قبر الحسين (عليه السلام) حجة، ومن بعد الحجة حجة وعمرة بعد حجة الاسلام (2). [ 496 ] 6 – وباسناده عن يونس، عن الرضا (عليه السلام)، قال: من زار قبر الحسين (عليه السلام) فقد حج واعتمر، قال: قلت: يطرح عنه حجة الاسلام، قال: لا، هي حجة الضعيف حتى يقوي ويحج الى بيت الله الحرام، أما علمت ان البيت يطوف به كل يوم سبعون الف ملك حتى إذا ادركهم الليل صعدوا ونزل غيرهم فطافوا بالبيت حتى الصباح، وان الحسين (عليه السلام) لاكرم علي الله من البيت، وانه في وقت كل صلاة لينزل عليه سبعون الف ملك شعث غبر لا تقع عليهم النوبة الى يوم القيامة (3).


1 – عنه البحار 101: 33. 2 – عنه البحار 101: 39، الوسائل 14: 453. 3 – عنه البحار 101: 40، الوسائل 14: 453.

[ 299 ]

[ 497 ] 7 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد ومحمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، عن ام سعيد الاحمسية قالت: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): اي شئ تذكر في زيارة قبر الحسين (عليه السلام) من الفضل، قال: نذكر فيه يا ام سعيد فضل حجة وعمرة وخيرها كذا، وبسط يديه ونكس اصابعه (1). [ 498 ] 8 – حدثني محمد بن احمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم ابن محمد، عن حبيب، عن فضيل بن يسار، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: وكل الله بقبر الحسين (عليه السلام) أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه الى يوم القيامة، واتيانه يعدل حجة وعمرة وقبور الشهدأ (2). (3) [ 499 ] 9 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن ابان، عن الحسين بن عطية ابي الناب بياع السابري (4)، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام)


1 – عنه البحار 101: 33، المستدرك 10: 260، مر في الابواب: 37 و 43. 2 – اي وتعدل مع الحج والعمرة اتيان قبور الشهداء بالمدينة ايضا، أو المعنى ان اتيان قبور الشهداء عنده تعدل حجة وعمرة ايضا، ولعل – والله العالم – انه من زيادات النساخ. 3 – عنه البحار 101: 40، المستدرك 10: 272. 4 – هكذا في النسخ من كامل الزيارات، ولكن من المظنون وقوع التصحيف فيها وان الصحيح: الحسن بن عطية، فان ابا ناب لقب الحسن بن عطية الدغشي، ويؤيده ما يأتي في الباب: 76، راجع معجم رجال الحديث 6: 30.

[ 300 ]

وهو يقول: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) كتب الله له حجة وعمرة أو عمرة وحجة – وذكر الحديث (1). [ 500 ] 10 – وباسناده عن العباس بن عامر، عن ابان بن عثمان، قال: حدثني أبو خلان الكندي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) كتب الله له حجة وعمرة (2). [ 501 ] 11 – وحدثني محمد بن الحسن بن علي، عن ابيه، عن جده علي بن مهزيار، عن ابي القاسم، عن القاسم بن محمد، عن اسحاق بن ابراهيم، عن هارون بن خارجة، قال: سأل رجل ابا عبد الله (عليه السلام) – في حديث له طويل يقول في آخره: – بابي انت وامي انت رووا عن ابيك في الحج، قال: نعم حجة وعمرة حتى عد عشرة (3). [ 502 ] 12 – حدثني ابي وجماعة مشايخي رحمهم الله، عن محمد ابن يحيى العطار، عن العمركي، عمن حدثه، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن فضيل، عن محمد بن مصادف، قال: حدثني مالك الجهني، عن ابي جعفر (عليه السلام) في زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: من أتاه زائرا له عارفا بحقه كتب الله له حجة ولم يزل محفوظا حتى يرجع، قال: فمات مالك في تلك السنة وحججت فدخلت علي ابي عبد الله (عليه السلام) فقلت: ان مالك حدثني بحديث عن ابي جعفر (عليه السلام) في


1 – عنه البحار 101: 39، المستدرك 10: 270. 2 – عنه البحار 101: 39، المستدرك 10: 270. 3 – عنه البحار 101: 39، المستدرك 10: 271، رواه مع اختلاف ابن المشهدي في مزاره.

[ 301 ]

زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: هاته، فحدثته، فلما فرغت، قال: نعم يا محمد حجة وعمرة (1). [ 503 ] 13 – وحدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن محمد ابن يحيى العطار واحمد بن ادريس جميعا، عن العمركي، عمن حدثه، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام) فقال: فيها حجة وعمرة (2). [ 504 ] 14 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي الزيتوني، عن هارون بن مسلم، عن عيسى بن راشد، قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك ما لمن زار قبر الحسين (عليه السلام) وصلي عنده ركعتين، قال: كتبت له حجة وعمرة، قال: قلت له: جعلت فداك وكذلك كل من أتى قبر امام مفترض طاعته، قال: وكذلك كل من أتى قبر امام مفترض طاعته (3). [ 505 ] 15 – حدثني محمد بن جعفر القرشي الكوفي الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك، قال: كنت مع ابي عبد الله (عليه السلام) فمر قوم علي حمير فقال: اين يريد


1 – عنه البحار 101: 39، المستدرك 10: 271. 2 – عنه البحار 101: 41، المستدرك 10: 272. 3 – رواه في التهذيب 6: 79، عنهما البحار 100: 119، المستدرك 10: 259، يأتي في الباب: 83.

[ 302 ]

هؤلا، قلت: قبور الشهدأ، قال: فما يمنعهم من زيارة الشهيد الغريب، قال: فقال له رجل من العراق: وزيارته واجبة، قال: زيارته خير من حجة وعمرة، حتى عد عشرين حجة وعمرة، ثم قال: مبرورات متقبلات. قال: فوالله ما قمت حتى اتاه رجل فقال له: اني قد حججت تسع عشرة حجة فادع الله لي ان يرزقني تمام العشرين، قال: فهل زرت قبر الحسين (عليه السلام)، قال: لا، قال: ان زيارته خير من عشرين حجة (1). الباب (66) ان زيارة الحسين (عليه السلام) تعدل حججا [ 506 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن مختار، عن زيد الشحام، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: زيارة الحسين (عليه السلام) تعدل عشرين حجة وأفضل من عشرين حجة (2). [ 507 ] 2 – وحدثني محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابه، عن احمد بن محمد باسناده مثله.


1 – يأتي ذكره بطريق آخر في الباب الاتي. رواه الكليني في الكافي 4: 581، والصدوق في ثواب الاعمال: 119، عنهم البحار 101: 40، الوسائل 14: 448،، المستدرك 10: 272. 2 – عنه البحار 101: 41، الوسائل 14: 446، المستدرك 10: 273. رواه في الكافي 4: 580، التهذيب 6: 47 مع اختلاف.

[ 303 ]

[ 508 ] 3 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن صالح ابن عقبة، عن ابي سعيد المدائني، قال: دخلت علي ابي عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك اتي قبر الحسين (عليه السلام)، قال: نعم يا ابا سعيد ائت قبر الحسين ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) اطيب الاطيبين واطهر الطاهرين وابر الابرار، فانك إذا زرته كتب الله لك به خمسة وعشرين حجة (1). [ 509 ] 4 – وحدثني محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن محمد بن اسماعيل، باسناده مثله. [ 510 ] 5 – حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن احمد ابن النضر، عن شهاب بن عبد ربه – أو عن رجل، عن شهاب -، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألني فقال: يا شهاب كم حججت من حجة، فقلت: تسعة عشر حجة، فقال لي: تممها عشرين حجة تحسب لك بزيارة الحسين (عليه السلام) (2). [ 511 ] 6 – حدثني أبو العباس، قال: حدثني محمد بن الحسين، عن


1 – مر مثله بطريق آخر في الباب: 63، ويأتي بطريق آخر في الباب: 67. رواه الصدوق في ثواب الاعمال: 79 و 83، عنهم البحار 101: 28 و 34 و 41، الوسائل 14: 448. اورده الكليني في الكافي 4: 581. 2 – رواه في ثواب الاعمال: 118، عنهما البحار 101: 42، الوسائل 14: 449.

[ 304 ]

ابن سنان، عن حذيفة بن منصور، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كم حججت، قلت: تسعة عشر، قال: فقال: أما انك لو اتممت احدى وعشرين حجة لكنت كمن زار الحسين (عليه السلام) (1). [ 512 ] 7 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن محمد بن صدقة، عن صالح النيلي، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كان كمن حج مائة حجة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2). [ 513 ] 8 – وعنه، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن صدقة، عن مالك بن عطية، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من زار الحسين (عليه السلام) كتب الله له ثمانين حجة مبرورة (3). [ 514 ] 9 – حدثني أبو العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن الخيبري، عن موسى بن القاسم الحضرمي، قال: ورد أبو عبد الله (عليه السلام) في اول ولاية ابي جعفر فنزل النجف فقال: يا موسى اذهب الى الطريق الاعظم فقف على الطريق وانظر فانه سيأتيك رجل من ناحية القادسية، فإذا دنا منك فقل له: هاهنا رجل من ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يدعوك، فانه سيجئ معك. قال: فذهبت حتى قمت على الطريق والحر شديد، فلم ازل قائما


1 – رواه في ثواب الاعمال: 118، عنهما البحار 101: 42، الوسائل 14: 449. 2 – رواه في ثواب الاعمال: 118، عنهما البحار 101: 42، الوسائل 14: 449. 3 – رواه في ثواب الاعمال: 118، عنهما البحار 101: 34 و 42، المستدرك 10: 274.

[ 305 ]

حتى كدت اغصي وانصرف وادعه، إذ نظرت الى شئ يقبل شبه رجل على بعير، فلم ازل انظر إليه حتى دنا مني، فقلت له: يا هذا هاهنا رجل من ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يدعوك وقد وصفك لي، فقال: اذهب بنا إليه، قال: فجئت به حتى اناخ بعيره ناحية قريبا من الخيمة، فدعا به فدخل الاعرابي إليه ودنوت انا، فصرت على باب الخيمة اسمع الكلام ولا أراهما. فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): من اين قدمت، قال: من أقصى اليمن، قال: أنت من موضع كذا وكذا، قال: نعم انا من موضع كذا وكذا، قال: فيم جئت هاهنا، قال: جئت زائرا للحسين (عليه السلام)، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فجئت من غير حاجة ليس الا للزيارة، قال: جئت من غير حاجة الا ان اصلي عنده وازوره فاسلم عليه وارجع الى اهلي. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وما ترون في زيارته، قال: نري (1) في زيارته البركة في انفسنا واهالينا واولادنا واموالنا ومعايشنا وقضأ حوائجنا، قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): افلا ازيدك من فضله فضلا يا اخا اليمن، قال: زدني يابن رسول الله، قال: ان زيارة الحسين (عليه السلام) تعدل حجة مقبولة زاكية مع رسول الله (عليه السلام). فتعجب من ذلك، فقال: اي والله وحجتين مبرورتين متقبلتين زاكيتين مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فتعجب، فلم يزل أبو عبد الله (عليه السلام) يزيد


1 – في ثواب الاعمال: وما تروون في زيارته، قال: نروي.

[ 306 ]

حتى قال: ثلاثين حجة مبرورة متقبلة زاكية مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1). [ 515 ] 10 – وحدثني علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك، قال: كنت مع ابي عبد الله (عليه السلام) فمر قوم علي حمر فقال لي: اين يريد هؤلاء، قلت: قبور الشهدأ، قال: فما يمنعهم من زيارة الغريب الشهيد، فقال له رجل من العراق: وزيارته واجبة، فقال: زيارته خير من حجة وعمرة وعمرة وحجة، حتى عد عشرين حجة وعشرين عمرة، ثم قال: مبرورات متقبلات. قال: فوالله ما قمت من عنده حتى اتاه رجل فقال: اني قد حججت تسع عشرة حجة فادع الله ان يرزقني تمام العشرين، قال: فهل زرت الحسين (عليه السلام)، قال: لا، قال: لزيارته خير من عشرين حجة (2). [ 516 ] 11 – حدثني ابي رحمه الله وعلي بن الحسين رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن ابي القاسم، عن هارون بن مسلم بن سعدان، عن مسعدة بن صدقة، قال:


1 – رواه الصدوق في ثواب الاعمال: 118، عنهما البحار 101: 38، الوسائل 14: 450، المستدرك 10: 269. 2 – مر ذكره بطريق آخر في الباب السابق. رواه الكليني في الكافي 4: 581، والصدوق في ثواب الاعمال: 119، عنهم البحار 101: 40، الوسائل 14: 448، المستدرك 10: 272.

[ 307 ]

قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار قبر الحسين (عليه السلام)، قال: تكتب له حجة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: قلت له: جعلت فداك حجة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: نعم وحجتان، قال: قلت: جعلت فداك حجتان، قال: نعم وثلاث، فما زال يعد حتى بلغ عشرا، قلت: جعلت فداك عشر حجج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: نعم وعشرون حجة، قلت: جعلت فداك وعشرون، فما زال يعد حتى بلغ خمسين، فسكت (1). [ 517 ] 12 – وحدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: ما لمن أتى قبر الحسين (عليه السلام) زائرا عارفا بحقه غير مستكبر ولا مستنكف، قال: يكتب له الف حجة والف عمرة مبرورة، وان كان شقيا كتب سعيدا ولم يزل يخوض في رحمة الله عز وجل (2). الباب (67) ان زيارة الحسين (عليه السلام) تعدل عتق الرقاب [ 518 ] 1 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن محمد بن الحسين الزيات، عن محمد بن سنان، عن محمد بن صدقة، عن صالح النيلي، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):


1 – عنه البحار 101: 43، الوسائل 14: 454، المستدرك 10: 275. 2 – عنه البحار 101: 43، الوسائل 14: 454.

[ 308 ]

من أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه كتب الله له اجر من اعتق الف نسمة، وكمن حمل علي الف فرس في سبيل الله مسرجة ملجمة (1). [ 519 ] 2 – حدثني ابي رحمه الله ومحمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب باسناده مثله. [ 520 ] 3 – حدثني أبو العباس القرشي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن ابي سعيد المدائني، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك آتي قبر ابن رسول الله (عليه السلام)، قال: نعم يا ابا سعيد ائت قبر ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) اطيب الطيبين واطهر الاطهرين وابر الابرار، فإذا زرته كتب الله لك عتق خمسة وعشرين رقبة (2). [ 521 ] 4 – حدثني ابي رحمه الله، عن عدة من اصحابنا، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن ابي سعيد المدائني، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام) – وذكر مثله.


1 – عنه البحار 101: 43، الوسائل 14: 455، المستدرك 10: 277. رواه في ثواب الاعمال: 112، الكافي 4: 581، التهذيب 6: 44. 2 – مر مثله بطريقين آخرين في الابواب: 63 و 66. رواه الصدوق في ثواب الاعمال: 79 و 83، عنهم البحار 101: 28 و 34 و 41، الوسائل 14: 448، المستدرك 10: 277.

[ 309 ]

الباب (68) ان زوار الحسين (عليه السلام) مشفعون [ 522 ] 1 – حدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد بن احمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن موسى بن عمر، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ان الله تبارك وتعالى يتجلي لزوار قبر الحسين (عليه السلام) قبل اهل عرفات ويقضي حوائجهم ويغفر ذنوبهم ويشفعهم في مسائلهم، ثم يثني باهل عرفات فيفعل بهم ذلك (1). [ 523 ] 2 – حدثني ابي رحمه الله ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن صفوان بن يحيى، عن رجل، عن سيف التمار، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: زائر الحسين (عليه السلام) مشفع يوم القيامة لمائة رجل كلهم قد وجبت لهم النار ممن كان في الدنيا من المسرفين (2). [ 524 ] 3 – حدثني ابي رحمه الله ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين وعلي بن محمد بن قولويه جميعا، عن احمد بن ادريس ومحمد


1 – عنه البحار 101: 36، الوسائل 14: 465، يأتي في الباب: 70. رواه في ثواب الاعمال: 116، مصباح المتهجد: 497. 2 – عنه البحار 101: 77، المستدرك 10: 253.

[ 310 ]

ابن يحيى، عن العمركي بن علي البوفكي، قال: حدثنا يحيى – وكان في خدمة ابي جعفر الثاني (عليه السلام) -، عن علي، عن صفوان الجمال، عن ابي عبد الله (عليه السلام) في حديث له طويل، قلت: فما لمن قتل عنده – يعني قبر الحسين – جار عليه السلطان فقتله، قال: اول قطرة من دمه يغفر له بها كل خطيئة وتغسل طينته التي خلق منها الملائكة حتى تخلص كما خلصت الانبياء المخلصين، ويذهب عنها ما كان خالطها من ادناس طين اهل الكفر، ويغسل قلبه ويشرح صدره ويملاء ايمانا، فيلقي الله وهو مخلص من كل ما تخالطه الابدان والقلوب، ويكتب له شفاعة في اهل بيته والف من اخوانه، وتولي الصلاة عليه الملائكة مع جبرئيل وملك الموت، ويؤتي بكفنه وحنوطه من الجنة، ويوسع قبره عليه، ويوضع له مصابيح في قبره، ويفتح له باب من الجنة، وتأتيه الملائكة بالطرف من الجنة. ويرفع بعد ثمانية عشر يوما الى حظيرة القدس، فلا يزال فيها مع اوليأ الله حتى تصيبه النفخة التي لا تبقي شيئا، فإذا كانت النفخة الثانية وخرج من قبره كان اول من يصافحه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وامير المؤمنين (عليه السلام) والاوصيأ، ويبشرونه ويقولون له: الزمنا، ويقيمونه علي الحوض فيشرب منه ويسقي من أحب (1).


1 – مر مفصلا بسند آخر في الباب: 44، وبعض منه بهذا السند في الباب: 48. رواه عنه البحار 101: 80، ومختصرا 100: 145، المستدرك 10: 281.

[ 311 ]

[ 525 ] 4 – حدثني ابي رحمه الله، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن محمد بن اورمة، عن ابي عبد الله المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: ان لله في كل يوم وليلة مائة الف لحظة الى الارض يغفر لمن يشأ منه ويعذب من يشأ منه، ويغفر لزائري قبر الحسين (عليه السلام) خاصة ولاهل بيتهم ولمن يشفع له يوم القيامة كائنا من كان، قلت: وان كان رجلا قد استوجبه النار، قال: وان كان ما لم يكن ناصبيا (1). [ 526 ] 5 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابيه عبد الله بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن وضاح، عن عبد الله بن شعيب التميمي، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: ينادي مناد يوم القيامة: أين شيعة آل محمد فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم الا الله تعالى، فيقومون ناحية من الناس، ثم ينادي مناد: أين زوار قبر الحسين (عليه السلام)، فيقوم اناس كثير، فيقال لهم: خذوا بيد من أحببتم انطلقوا بهم الى الجنة. فيأخذ الرجل من احب، حتى ان الرجل من الناس يقول لرجل: يا فلان أما تعرفني أنا الذي قمت لك يوم كذا وكذا، فيدخله الجنة لا يدفع ولا يمنع (2).


1 – عنه البحار 101: 27، المستدرك 10: 238. 2 – عنه البحار 101: 27، المستدرك 10: 237.

[ 312 ]

الباب (69) ان زيارة الحسين (عليه السلام) ينفس بها الكرب وتقضى بها الحوائج [ 527 ] 1 – حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد بن ابراهيم بن عبيدالله الموسوي العلوي، عن عبيدالله (1) بن نهيك، عن ابن ابي عمير، عن هشام ابن الحكم، عن فضيل بن يسار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ان الى جانبكم لقبرا ما اتاه مكروب الا نفس الله كربته وقضى حاجته (2). [ 528 ] 2 – وعنه، عن عبيد الله بن نهيك، عن محمد بن ابي عمير، عن سلمة صاحب السابري، عن ابي الصباح الكناني، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان الى جانبكم قبرا ما أتاه مكروب الا نفس الله كربته وقضى حاجته، وان عنده اربعة آلاف ملك منذ قبض شعثا غبرا يبكونه الى يوم القيامة، فمن زاره شيعوه الى مأمنه، ومن مرض عادوه ومن مات اتبعوا جنازته (3). [ 529 ] 3 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن اسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو الزيات، عن كرام، عن اسماعيل


1 – عبد الله (خ ل)، ذكره الشيخ في الفهرست، الرقم: 448 بعنوان عبد الله، وفي رجاله: 430، الرقم: 6176 بعنوان عبيدالله، والظاهر انهما واحد، راجع معجم الرجال 10: 108. 2 – عنه البحار 101: 45، يأتي في الباب: 77. 3 – عنه البحار 101: 45 و 56، المستدرك 10: 238.

[ 313 ]

ابن جابر، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته وهو يقول: ان الحسين (عليه السلام) قتل مكروبا، وحقيق علي الله ان لا يأتيه مكروب الا رده الله مسرورا (1). [ 530 ] 4 – وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن مفضل بن صالح، عن محمد بن علي الحلبي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان الله عرض ولايتنا علي اهل الامصار فلم يقبلها الا اهل الكوفة، وان الى جانبها قبرا لا يأتيه مكروب فيصلي عنده اربع ركعات الا رجعه الله مسرورا بقضأ حاجته (2). [ 531 ] 5 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: ان الحسين صاحب كربلاء قتل مظلوما مكروبا عطشانا لهفانا، وحق علي الله عز وجل ان (3) لا يأتيه لهفان ولا مكروب ولا مذنب ولا مغموم ولا عطشان ولا ذو عاهة ثم دعا عنده وتقرب بالحسين (عليه السلام) الى الله عز وجل، الا نفس الله كربته وأعطاه مسألته وغفر ذنبه ومد


1 – عنه البحار 101: 45، المستدرك 10: 239. 2 – عنه البحار 100: 259، الوسائل 14: 519. 3 – فآلي الله علي نفسه ان (خ ل).

[ 314 ]

في عمره وبسط في رزقه، فاعتبروا يا اولي الابصار (1). [ 532 ] 6 – حدثني ابي وجماعة مشايخي ومحمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى واحمد بن ادريس، عن العمركي، عن يحيى – وكان في خدمة ابي جعفر (عليه السلام) -، عن بعض اصحابنا، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان بظهر الكوفة لقبرا ما أتاه مكروب قط الا فرج الله كربته – يعني قبر الحسين (عليه السلام) (2). [ 533 ] 7 – حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن محمد بن ناجية، عن عامر بن كثير، عن ابي النمير، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): ان ولايتنا عرضت علي اهل الامصار فلم يقبلها قبول اهل الكوفة، وذلك لان قبر علي (عليه السلام) فيها، وان الى لزقه (3) لقبرا آخر – يعني قبر الحسين (عليه السلام) – فما من آت يأتيه فيصلي عنده ركعتين أو اربعة ثم يسأل الله حاجته الا قضاها له، وانه ليحف به كل يوم الف ملك (4). [ 534 ] 8 – حدثني أبو العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن الوليد بن حسان، عن ابن ابي يعفور، قال:


1 – عنه البحار 101: 46، المستدرك 10: 239. 2 – عنه البحار 101: 45، المستدرك 10: 239. 3 – لزقه – بالكسر – جنبه. 4 – رواه في ثواب الاعمال: 114، عنهما البحار 101: 46، الوسائل 14: 519.

[ 315 ]

قلت لابي عبد الله (عليه السلام): دعاني الشوق اليك ان تجشمت (1) اليك علي مشقة، فقال لي: لا تشك ربك، فهلا أتيت من كان أعظم حقا عليك مني، فكان من قوله: فهلا أتيت من كان أعظم حقا عليك مني اشد علي من قوله: لا تشك ربك، قلت: ومن أعظم علي حقا منك، قال: الحسين ابن علي (عليهما السلام)، الا أتيت الحسين (عليه السلام) فدعوت الله عنده وشكوت إليه حوائجك (2). [ 535 ] 9 – حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن ابراهيم بن محمد، عن علي بن المعلى، عن اسحاق بن يزداد (3) قال: اتى رجل ابا عبد الله (عليه السلام) فقال: اني قد ضربت علي كل شي لي ذهبا وفضة وبعت ضياعي فقلت: انزل مكة، فقال: لا تفعل فان اهل مكة يكفرون بالله جهرة، فقلت: ففي حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: هم شر منهم، قلت: فأين انزل، قال: عليك بالعراق الكوفة فان البركة منها على اثني عشر ميلا، هكذا وهكذا (4)، والى جانبها قبر ما اتاه مكروب قط ولا ملهوف الا فرج الله عنه (5).


1 – تجشم الامر: تكلفه علي مشقة. 2 – عنه البحار 101: 46، المستدرك 10: 240. 3 – في التهذيب: سلمة بن الخطاب عن ابراهيم بن محمد بن علي بن المعلي عن اسحاق ابن داود، والصحيح ما في الكامل، راجع معجم الرجال 8: 205. 4 – يحتمل ان يكون (عليه السلام) أشار الى جانبي الغري وكربلاء، لا الى جميع الجوانب، و يحتمل ان يكون اشار الى جميع الجوانب وانما ذكر الراوي مرتين للاختصار. 5 – عنه البحار 101: 404.

[ 316 ]

الباب (70) ثواب زيارة الحسين (عليه السلام) يوم عرفة [ 536 ] 1 – حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز الكوفي، عن خاله محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ربما فاتني الحج فاعرف (1) عند قبر الحسين (عليه السلام)، قال: احسنت يا بشير ايما مؤمن أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمرة مبرورات متقبلات وعشرين غزوة مع نبي مرسل أو امام عادل، ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائة حجة ومائة عمرة ومائة غزوة مع نبي مرسل أو امام عادل، ومن أتاه في يوم عرفة عارفا بحقه كتب الله له الف حجة و الف عمرة متقبلات والف غزوة مع نبي مرسل أو امام عادل. قال: فقلت له: وكيف لي بمثل الموقف، قال: فنظر الي شبه المغضب ثم قال: يا بشير ان المؤمن إذا اتى قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة واغتسل في الفرات ثم توجه إليه، كتب الله له بكل خطوة حجة بمناسكها ولا اعلمه الا قال: وغزوة. (2).


1 – يوم عرفة هو التاسع من ذي الحجة، والتعريف الوقوف بعرفات في هذا اليوم في مناسك الحج، وقول الراوي: اعرف، اي احضر يوم عرفة لزيارة الحسين (عليه السلام). 2 – رواه الكليني في الكافي 4: 580، والصدوق في اماليه: 123، ثواب الاعمال: 115. =

[ 317 ]

[ 537 ] 2 – حدثني ابي رحمه الله وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن اسماعيل ابن عيسى، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات، عن داود الرقي، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) وابا الحسن الرضا (عليه السلام) وهما يقولان: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) بعرفة قلبه الله ثلج الفؤاد (1). (2) [ 538 ] 3 – وعنهم، عن سعد، عن الهيثم بن ابي مسروق النهدي، عن علي بن اسباط، عن بعض اصحابنا، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان الله تبارك وتعالى يبدأ بالنظر الى زوار قبر الحسين (عليه السلام) عشية عرفة، قال: قلت: قبل نظره لاهل الموقف، قال: نعم، قلت: وكيف ذلك، قال: لان في اولئك اولاد زنا وليس في هؤلا اولاد زنا (3).


= الفقيه 2: 346، والشيخ في التهذيب 6: 46، الامالي 1: 204، مصباح المتهجد: 497، عنهم البحار 101: 85 و 90، الوسائل 14: 460، المستدرك 10: 268 و 282. ذكر عجزه الكفعمي في مصباحه: 501. 1 – ثلج الفؤاد اي مطمئن القلب، ذا يقين في العقائد الايمانية، أو مسرورا بالمغفرة و الرحمة وقد ذهب عنه الكروب والاحزان، وفي النهاية: ثلجت نفسي بالامر إذا اطمأنت إليه و سكنت وثبت فيها ووثقت به. 2 – رواه في الفقيه 2: 347، ثواب الاعمال: 115، عنه البحار 101: 86، الوسائل 14: 464، المستدرك 10: 282. اورده الشيخ في مصباح المتهجد: 497، والكفعمي في مصباحه: 501 مع اختلاف. 3 – رواه في الفقيه 2: 347، ثواب الاعمال: 115، معاني الاخبار: 391، التهذيب 6: 50 عنهم البحار 101: 86، الوسائل 14: 464. اورده الشيخ في مصباح المتهجد: 497، والكفعمي في مصباحه: 501 مع اختلاف.

[ 318 ]

[ 539 ] 4 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ان الله تبارك وتعالى يتجلي لزوار قبر الحسين (عليه السلام) قبل اهل عرفات ويقضي حوائجهم ويغفر ذنوبهم ويشفعهم في مسائلهم، ثم يأتي اهل عرفة فيفعل ذلك بهم (عليهما السلام). [ 540 ] 5 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري ابي سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن يعقوب بن عمار، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من فاتته عرفة بعرفات فأدركها بقبر الحسين (عليه السلام) لم يفته، وان الله تبارك وتعالى ليبدأ باهل قبر الحسين (عليه السلام) قبل اهل عرفات ثم يخاطبهم بنفسه (2). [ 541 ] 6 – حدثني ابي رحمه الله وعلي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد، عن جده الحسن (3)، عن يونس بن


1 – رواه في ثواب الاعمال: 115، عنه البحار 101: 86، وقد مر في الباب: 68. اورده الشيخ في مصباح المتهجد: 497، والكفعمي في مصباحه: 501 مع اختلاف. 2 – عنه البحار 101: 87، المستدرك 10: 284. 3 – في التهذيب: احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن القاسم بن يحيى عن جده =

[ 319 ]

ظبيان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من زار الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحدة كتب الله له الف حجة مبرورة والف عمرة متقبله، وقضيت له الف حاجة من حوائج الدنيا والاخرة (1). [ 542 ] 7 – حدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا كان يوم عرفة اطلع الله تعالى على زوار قبر ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) فقال لهم: استأنفوا فقد غفرت لكم، ثم يجعل اقامته (عليه السلام) على اهل عرفات (3). [ 543 ] 8 – حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عمن ذكره، عن عمر بن الحسن العرزمي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: إذا كان يوم عرفة نظر الله الى زوار قبر الحسين (عليه السلام) فيقول: ارجعوا


= الحسن بن راشد، كذا في الطبعة القديمة ونسخة الوافي ايضا، والصحيح ما في الكامل، راجع معجم الرجال 2: 312. 1 – عنه البحار 101: 95. 2 – ثم يجعل اقامته على اهل عرفات اي ثم ينظر إليهم ويتوجه الى اصلاح شأنهم واقامة اودهم. 3 – عنه البحار 101: 88، الوسائل 14: 462، المستدرك 10: 285.

[ 320 ]

مغفورا لكم ما مضي، ولا يكتب علي احد منهم ذنب سبعين يوما من يوم ينصرف (1). [ 544 ] 9 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة اصحابي رحمهم الله، عن محمد بن يحيى واحمد بن ادريس جميعا، عن العمركي بن علي، عن يحيى الخادم لابي جعفر الثاني (عليه السلام)، عن محمد بن سنان، عن بشير الدهان، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول وهو نازل بالحيرة وعنده جماعة من الشيعة، فأقبل الي بوجهه فقال: يا بشير أحججت العام، قلت: جعلت فداك لا ولكن عرفت بالقبر قبر الحسين (عليه السلام)، فقال: يا بشير والله ما فاتك شئ مما كان لاصحاب مكة بمكة، قلت: جعلت فداك فيه عرفات فسره لي. فقال: يا بشير ان الرجل منكم ليغتسل علي شاطئ الفرات ثم يأتي قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه فيعطيه الله بكل قدم يرفعها أو يضعها مائة حجة مقبولة ومائة عمرة مبرورة ومائة غزوة مع نبي مرسل الى اعدأ الله واعدأ رسوله (2)، يا بشير اسمع وابلغ من احتمل قلبه، من زار الحسين (عليه السلام) يوم عرفة كان كمن زار الله في عرشه (3).


1 – عنه البحار 101: 88، الوسائل 14: 462، المستدرك 10: 285. اورده الشيخ في مصباحه: 497، والكفعمي في مصباحه: 501. 2 – الى اعدي عدوله (خ ل). 3 – عنه البحار 101: 87، المستدرك 10: 284.

[ 321 ]

[ 545 ] 10 – حدثني محمد بن عبد المؤمن رحمه الله، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين (1)، عن احمد بن محمد الكوفي، عن محمد ابن جعفر بن اسماعيل العبدي، عن محمد بن عبد الله بن مهران (2)، عن محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: من زار قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة كتب الله له الف الف حجة مع القائم، والف الف عمرة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعتق الف الف نسمة، وحملان الف الف فرس في سبيل الله، وسماه الله عز وجل: عبدي الصديق امن بوعدي، وقالت الملائكة: فلان صديق زكاه الله من فوق عرشه وسمي في الارض كروبا (3) (4). [ 546 ] 11 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد ابن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، قال: قال جعفر بن محمد (عليهما السلام): من زار قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة عارفا بحقه كتب الله له ثواب الف حجة والف عمرة والف غزوة مع نبي


1 – في الاصل: محمد بن الحسن الصفار، ما اثبتناه من التهذيب والمزار الكبير، لانه لا يوجد رواية عن الصفار عن محمد بن يحيى، راجع معجم الرجال 15: 268. 2 – لا يوجد: (محمد بن عبد الله بن مهران) في التهذيب والوسائل. 3 – كروبا (خ ل)، الكروبيون – بالتخفيف – سادة الملائكة. 4 – عنه البحار 101: 88، الوسائل 14: 460، المستدرك 10: 285. رواه الشيخ في التهذيب 6: 49 والمصباح: 658، والكفعمي في مصباحه: 501.

[ 322 ]

مرسل، ومن زاره اول يوم من رجب غفر الله له البتة (1). [ 547 ] 12 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى ابن عبيد، عن محمد بن سنان، عن ابي سعيد القماط (2)، عن بشار، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: من كان معسرا فلم يتهيأ له حجة الاسلام فليأت قبر الحسين (عليه السلام) وليعرف عنده، فذلك يجزيه عن حجة الاسلام، اما اني لا اقول يجزي ذلك عن حجة الاسلام الا للمعسر، فاما الموسر إذا كان قد حج حجة الاسلام فاراد ان يتنفل بالحج أو العمرة ومنعه من ذلك شغل دنيا أو عائق فأتي قبر الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة اجزأه ذلك عن ادأ الحج أو العمرة، وضاعف الله له ذلك اضعافا مضاعفة. قلت: كم تعدل حجة وكم تعدل عمرة، قال: لا يحصي ذلك، قال: قلت: مائة، قال: ومن يحصي ذلك، قلت: الف، قال: واكثر من ذلك، ثم قال: وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الله واسع كريم. (3)


1 – عنه البحار 101: 89، المستدرك 10: 286، يأتي في الابواب: 73 و 74. 2 – في التهذيب والمزار الكبير: أبو اسماعيل القماط، وما في المتن هو الصحيح، وذلك لكثرة رواية ابن سنان عنه، ولا يوجد رواية عن ابي اسماعيل في الكتب الاربعة، راجع معجم الرجال 21: 171. 3 – رواه الشيخ في التهذيب 6: 50، عنهما البحار 101: 89، الوسائل 14: 461، المستدرك 10: 286.

[ 323 ]

الباب (71) ثواب من زار الحسين (عليه السلام) يوم عاشورأ [ 548 ] 1 – حدثني ابي واخي وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن علي المدائني، قال: اخبرني محمد بن سعيد البلخي (1)، عن قبيصة، عن جابر الجعفي، قال: دخلت على جعفر بن محمد (عليهما السلام) في يوم عاشورأ، فقال لي: هؤلاء زوار الله وحق على المزور ان يكرم الزائر، من بات عند قبر الحسين (عليه السلام) ليلة عاشورأ لقى الله يوم القيامة ملطخا بدمه كأنما قتل معه في عرصته (2). [ 549 ] 2 – وقال: من زار قبر الحسين (عليه السلام) ليوم عاشورأ وبات عنده كان كمن استشهد بين يديه (3). [ 550 ] 3 – حدثني أبو علي محمد بن همام، قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، قال: حدثني احمد بن علي بن عبيد الجعفي،


1 – البجلي (خ ل). 2 – رواه المفيد في مسار الشيعة: 20، والشيخ في مصباح المتهجد: 713، عنهما البحار 101: 104، الوسائل 14: 477، المستدرك 10: 291. 3 – رواه المفيد في مسار الشيعة: 20، والشيخ في مصباح المتهجد: 713، عنهما البحار 101: 104، الوسائل 14: 477، المستدرك 10: 291.

[ 324 ]

قال: حدثني الحسين بن سليمان، عن الحسن بن راشد (1)، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: من زار الحسين يوم عاشورأ وجبت له الجنة (2). [ 551 ] 4 – وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابيه، عن يعقوب بن يزيد الانباري، عن محمد بن ابي عمير، عن زيد الشحام، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: من زار قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) عارفا بحقه كان كمن زار الله في عرشه (3). [ 552 ] 5 – حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد، عن محمد بن جمهور العمي، عمن ذكره، عنهم:، قال: من زار قبر الحسين (عليه السلام) يوم عاشورأ كان كمن تشحط بدمه بين يديه (4). [ 553 ] 6 – وروى محمد بن ابي سيار المدايني باسناده، قال: من سقى


1 – في الاصل: الحسين بن اسد، وفي بعض المصادر: الحسين بن راشد، ما اثبتناه من المزار الكبير، وهو الاصح، لانه لا يوجد رجل باسم الحسين بن راشد، راجع معجم الرجال 4: 320. 2 – رواه الشيخ في التهذيب 6: 51، ومصباح المتهجد: 713، عنهما البحار 101: 104، الوسائل 14: 476، المستدرك 10: 291. 3 – رواه المفيد في مسار الشيعة: 61، والشيخ في التهذيب 6: 51 والمصباح: 713، عنهم البحار 101: 105، الوسائل 14: 476، المستدرك 10: 292. 4 – عنه البحار 101: 105، المستدرك 10: 292.

[ 325 ]

يوم عاشورأ عند قبر الحسين (عليه السلام) كان كمن سقي عسكر الحسين (عليه السلام) وشهد معه (1). [ 554 ] 7 – حدثني جعفر بن محمد بن ابراهيم الموسوي، عن عبيد الله بن نهيك، عن ابن ابي عمير، عن زيد الشحام، عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، قال: من زار الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنوبه وما تأخر، ومن زاره يوم عرفة كتب الله له ثواب الف حجة متقبلة والف عمرة مبرورة، ومن زاره يوم عاشورأ، فكأنما زار الله فوق عرشه (2). [ 55 ] 8 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين، عن حمدان بن المعافا، عن ابن ابي عمير، عن زيد الشحام، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، وذكر مثله. [ 556 ] 9 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم وغيره، عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا، عن علقمة بن محمد الحضرمي ومحمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن مالك الجهني، عن ابي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال:


1 – عنه البحار 101: 105، المستدرك 10: 292. 2 – رواه في مسار الشيعة: 61، التهذيب 6: 51، مصباح المتهجد: 538، عنهم البحار 101: 105، الوسائل 14: 476، مستدرك 10: 292.

[ 326 ]

من زار الحسين (عليه السلام) يوم عاشورأ حتى يظل عنده باكيا لقي الله عز وجل يوم القيامة بثواب الفي الف حجة والفي الف عمرة والفي الف غزوة، وثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومع الائمة الراشدين (عليهم السلام). قال: قلت: جعلت فداك فما لمن كان في بعد البلاد وأقاصيها ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم، قال: إذا كان ذلك اليوم برز الى الصحرأ أو صعد سطحا مرتفعا في داره، وأومأ إليه بالسلام واجتهد على قاتله بالدعأ، وصلى بعده ركعتين، يفعل ذلك في صدر النهار قبل الزوال، ثم ليندب الحسين (عليه السلام) ويبكيه ويأمر من في داره بالبكأ عليه، ويقيم في داره مصيبته باظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكأ بعضهم بعضا بمصاب الحسين (عليه السلام)، فانا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك علي الله عزوجل جميع هذا الثواب. فقلت: جعلت فداك وانت الضامن لهم إذا فعلوا ذلك والزعيم به، قال: انا الضامن لهم ذلك والزعيم لمن فعل ذلك، قال: قلت: فكيف يعزي بعضهم بعضا، قال: يقولون: عظم الله اجورنا بمصابنا بالحسين عليه السلام، وجعلنا واياكم من الطالبين بثاره مع وليه الامام المهدي من ال محمد (صلى الله عليه واله). فان استطعت ان لا تنتشر يومك في حاجة فافعل، فانه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة وان قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رشدا،


[ 327 ]

ولا تدخرن لمنزلك شيئا، فانه من ادخر لمنزله شيئا في ذلك اليوم لم يبارك له فيما يدخره ولا يبارك له في اهله، فمن فعل ذلك كتب له ثواب الف الف حجة والف الف عمرة والف الف غزوة كلها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان له ثواب مصيبة كل نبي ورسول وصديق وشهيد مات أو قتل منذ خلق الله الدنيا الى ان تقوم الساعة. قال صالح بن عقبة الجهني وسيف بن عميرة، قال علقمة بن محمد الحضرمي: فقلت لابي جعفر (عليه السلام): علمني دعأ أدعو به في ذلك اليوم إذا انا زرته من قريب، ودعأ أدعو به إذا لم ازره من قريب واومأت إليه من بعد البلاد ومن داري، قال: فقال: يا علقمة إذا انت صليت ركعتين بعد ان تؤمي إليه بالسلام وقلت عند الايمأ إليه وبعد الركعتين (1) هذا القول، فانك إذا قلت ذلك فقد


1 – في مصباح المتهجد ومصباح الزائر: من بعد التكبير. اقول: قال في البحار: لعل المراد بالتكبير الصلاة مجازا، وفي العبارة على كلا القولين اشكال وتحتمل وجوها: الاول: ان يكون المراد فعل تلك الاعمال والادعية قبل الصلاة وبعدها مكررا. الثاني: ان يكون المراد الايماء بسلام آخر باي لفظ اراد ثم الصلاة ثم قراءة هذه الادعية المخصوصة. الثالث: ان يكون المراد بالسلام قوله: السلام عليك، الى ان ينتهي الى الاذكار المكررة ثم يصلي ويكرر كلا من الدعاءين مائة بعد الصلاة ويأتي بما بعدها. الرابع: ان يكون الصلاة بعد تكرار الذكرين مائة مائة، ثم يقول بعد الصلاة: اللهم خص انت اول ظالم – الى آخر الادعية. =

[ 328 ]

دعوت بما يدعو به من زاره من الملائكة، وكتب الله لك بها الف الف حسنة ومحى عنك الف الف سيئة ورفع لك مائة الف الف درجة، وكنت كمن استشهد مع الحسين بن علي حتى تشاركهم في درجاتهم، ولا تعرف الا في الشهدأ الذين استشهدوا معه، وكتب لك ثواب كل نبي ورسول وزيارة من زار الحسين بن علي (عليهما السلام) منذ يوم قتل، تقول: السلام عليك يا ابا عبد الله، السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك يا خيرة الله وابن خيرته، السلام عليك يابن امير المؤمنين وابن سيد الوصيين، السلام عليك يابن فاطمة سيدة نسأ العالمين، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور (1). السلام عليك وعلى الارواح التي حلت بفنائك واناخت برحلك، عليكم مني جميعا سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار. يا ابا عبد الله لقد عظمت المصيبة بك علينا وعلى جميع اهل السماوات، فلعن الله امة اسست اساس الظلم والجور عليكم اهل البيت، ولعن الله امة دفعتكم عن مقامكم، وازالتكم عن مراتبكم التي


= الخامس: ان تكون الصلاة متوسطة بين هذين الذكرين، لقوله (عليه السلام): واجتهد علي قاتله بالدعاء صلى بعده. السادس: ان تكون الصلاة متصلة بالسجود. ثم قال: لعل الاحتمال السادس اظهر لمناسبة السجود بالصلاة، ولان ظاهر الخبر كون الصلاة بعد كل سلام ولعن، واحتمال كون الصلاة بعد الاذكار من غير تكرير بعدها بعيد جدا. 1 – الموتور: من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه.

[ 329 ]

رتبكم الله فيها، ولعن الله امة قتلتكم، ولعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم (1). يا ابا عبد الله اني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم الى يوم القيامة، فلعن الله ال زياد وال مروان، ولعن الله بني امية قاطبة، ولعن الله ابن مرجانة (2)، ولعن الله عمر بن سعد، ولعن الله شمرا، ولعن الله امة اسرجت والجمت وتهيأت لقتالك. يا ابا عبد الله بابي انت وامي لقد عظم مصابي بك، فاسأل الله الذي اكرم مقامك ان يكرمني بك، ويرزقني طلب ثارك مع امام منصور من ال محمد (صلى الله عليه واله)، اللهم اجعلني وجيها عندك بالحسين (3) في الدنيا والاخرة. يا سيدي يا ابا عبد الله اني اتقرب الى الله والى رسوله والى امير المؤمنين والى فاطمة والى الحسن واليك صلى الله عليك وعليهم، بموالاتك والبراءة من اعدائك وممن قاتلك، ونصب لك الحرب، ومن جميع اعدائكم، وبالبرأة ممن اسس الجور وبنى عليه بنيانه، واجري ظلمه وجوره عليكم وعلى اشياعكم. برئت الى الله واليكم منهم، واتقرب الى الله ثم اليكم بموالاتكم


1 – قتالك (خ ل). 2 – هو ابن زياد، وتخصيصه بالذكر بعد بني امية لشدة كفره وعناده أو لكونه ولد زنا. 3 – بالحسين عندك (خ ل).

[ 330 ]

وموالاة وليكم، والبرأة من اعدائكم ومن الناصبين لكم الحرب، والبرأة من اشياعهم واتباعهم، اني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، ولي (1) لمن والاكم، وعدو لمن عاداكم. فأسال الله الذي اكرمني بمعرفتكم ومعرفة اوليائكم، ورزقني البرأة من اعدائكم، ان يجعلني معكم في الدنيا والاخرة، وان يثبت لي عندكم قدم صدق في الدنيا والاخرة، واسأله ان يبلغني المقام المحمود (2) لكم عند الله، وان يرزقني طلب ثاركم مع امام مهدي ناطق لكم. واسأل الله بحقكم، وبالشان الذي لكم عنده، ان يعطيني بمصابي بكم افضل ما اعطى مصابا بمصيبته (3)، اقول انا لله وانا إليه راجعون، يالها من مصيبة ما اعظمها واعظم رزيتها في الاسلام وفي جميع السماوات و الارضين (4). اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات ورحمة و مغفرة، اللهم اجعل محياي محيا محمد وال محمد، ومماتي ممات


1 – موال (خ ل). 2 – المقام المحمود: مقام الشفاعة، اي يؤهلني لشفاعتكم أو ظهور امام الحق واعلاء الدين وقمع الكافرين. 3 – بمصيبة (خ ل). 4 – الارض (خ ل).

[ 331 ]

محمد وال محمد. اللهم ان هذا يوم (1) تنزلت (2) فيه اللعنة على ال زياد وال امية وابن اكلة الا كباد، اللعين بن اللعين على لسان نبيك، في كل موطن وموقف وقف فيه نبيك (صلى الله عليه واله). اللهم العن ابا سفيان ومعاوية وعلى يزيد بن معاوية اللعنة ابد الا بدين، اللهم فضاعف عليهم اللعنة ابدا لقتلهم الحسين (عليه السلام). اللهم اني اتقرب اليك في هذا اليوم، وفي موقفي هذا، وايام حياتي بالبرأة منهم واللعنة (3) عليهم، وبالموالاة لنبيك واهل بيت نبيك صلى الله عليه وعليهم اجمعين. ثم تقول مائة مرة: اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد وال محمد (4) واخر تابع له على ذلك، اللهم العن العصابة التي حاربت (5) الحسين، وشايعت وتابعت (6) اعدائه على قتله وقتل انصاره، اللهم العنهم جميعا.


1 – قال في البحار: الرخصة في قول الامام (عليه السلام): (ان تزوره في كل يوم)، يستلزم الرخصة في تغيير عبارة الزيارة ايضا، كان يقول: اللهم ان يوم قتل الحسين يوم تبركت به. 2 – تنزل (خ ل). 3 – باللعن (خ ل). 4 – ظلم آل محمد حقوقهم (خ ل). 5 – جاهدت (خ ل). 6 – بايعت (خ ل).

[ 332 ]

ثم تقول مائة مرة: السلام عليك يا ابا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك واناخت برحلك، عليكم مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله اخر العهد من زيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اصحاب الحسين صلوات الله عليهم اجمعين. ثم تقول مرة واحدة: اللهم خص انت اول ظالم ظلم ال نبيك باللعن، ثم العن اعدأ ال محمد من الا ولين والا خرين، اللهم العن يزيد واباه والعن عبيدالله بن زياد وال مروان وبني امية قاطبة الى يوم القيامة. ثم تسجد سجدة تقول فيها: اللهم لك الحمد حمد الشاكرين على مصابهم، الحمد لله على عظيم رزيتي فيهم، اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود، وثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين واصحاب الحسين، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام. قال علقمة: قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام): ان استطعت ان تزوره في كل يوم بهذه الزيارة من دهرك (1) فافعل،


1 – في بعض المصادر: دارك.

[ 333 ]

فلك ثواب جميع ذلك ان شأ الله تعالى (1). الباب (72) ثواب زيارة الحسين (عليه السلام) في النصف من شعبان [ 557 ] 1 – حدثني ابي وعلي بن الحسين ومحمد بن يعقوب رحمهم الله جميعا، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن ابيه، عن بعض اصحابه (2)، عن هارون بن خارجة، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان ليلة النصف من شعبان نادي مناد من الافق الاعلى: زائري الحسين ارجعوا مغفورا لكم، ثوابكم علي ربكم ومحمد نبيكم (3). [ 558 ] 2 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي الزيتوني وغيره، عن احمد بن هلال، عن محمد بن ابي عمير، عن حماد بن عثمان، عن ابي بصير، عن ابي عبد الله


1 – عنه البحار 101: 290، المستدرك 10: 293 و 315، عنه صدره الوسائل 14: 494. رواه الشيخ في مصباحه: 772، باسناده عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن ابيه، عن الباقر (عليه السلام)، عنه البحار 101: 293. اورده السيد ابن طاووس في مصباح الزائر: 147، والكفعمي في مصباحه: 483، البلد الامين: 269. 2 – يأتي الحديث بعيد هذا، وفيه: عن ابيه عن صندل. 3 – رواه الكليني في الكافي 4: 589، والصدوق في الفقيه 2: 348، والمفيد في مسار الشيعة: 74، والشيخ في التهذيب 6: 49 والمصباح: 761، عنهم البحار 101: 94، الوسائل 14: 468، المستدرك 10: 289.

[ 334 ]

(عليه السلام)، والحسن بن محبوب، عن ابي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قالا: من احب ان يصافحه مائة الف نبي واربعة وعشرون الف نبي فليزر قبر ابي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) في النصف من شعبان، فان ارواح النبيين (عليهم السلام) يستأذنون الله في زيارته، فيؤذن لهم، منهم خمسة اولوا العزم من الرسل، قلنا: من هم، قال: نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم اجمعين، قلنا له: ما معنى اولي العزم، قال: بعثوا الى شرق الارض وغربها، جنها وانسها (1). [ 559 ] 3 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسين، عن ابراهيم بن هاشم، عن صندل، عن هارون بن خارجة، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان النصف من شعبان نادي مناد من الافق الاعلى: زائري الحسين ارجعوا مغفورا لكم، ثوابكم على ربكم ومحمد نبيكم (2). [ 560 ] 4 – ورواه صافي البرقي (3)، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال:


1 – رواه الشيخ في التهذيب 6: 48 والمصباح: 761، عنهم البحار 101: 93، الوسائل 14: 467، المستدرك 10: 288. 2 – رواه الكليني في الكافي 4: 589، والصدوق في الفقيه 2: 348، والمفيد في مسار الشيعة: 74، والشيخ في التهذيب 6: 49 والمصباح: 761، عنهم البحار 101: 94، الوسائل 14: 468، المستدرك 10: 289. 3 – كذا في النسخ.

[ 335 ]

من زار ابا عبد الله (عليه السلام) ثلاث سنين متواليات لا فصل فيها في النصف من شعبان غفر له ذنوبه (1). [ 561 ] 5 – وباسناده، عن داود بن كثير الرقي، قال: قال الباقر (عليه السلام): زائر الحسين (عليه السلام) في النصف من شعبان يغفر له ذنوبه ولن يكتب عليه سيئة في سنة حتى يحول عليه الحول، فان زار في السنة المقبلة غفر الله له ذنوبه (2). [ 562 ] 6 – حدثني جماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى العطار، عن الحسين ابن ابي سارة (3) المدائني، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن ابي عمير، عن عبد الرحمان بن الحجاج أو غيره واسمه الحسين، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من زار قبر الحسين (عليه السلام) ليلة من ثلاث غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال: قلت: اي الليالي جعلت فداك، قال: ليلة الفطر أو ليلة الاضحي أو ليلة النصف من شعبان (4).


1 – رواه الشيخ في المصباح: 761، والامالي 1: 46، عنهما البحار 101: 94، الوسائل 14: 468، المستدرك 10: 289. 2 – رواه الشيخ في مصباحه: 761، والامالي 1: 46، عنهم البحار 101: 94، الوسائل 14: 468. اورده ابن المشهدي في مزاره عن محمد بن مارد القمي. 3 – في التهذيب: ابي سيار. 4 – رواه الشيخ في التهذيب 6: 49، عنهما البحار 101: 89 و 94، الوسائل 14: 475، المستدرك 10: 290.

[ 336 ]

[ 563 ] 7 – حدثني ابي وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي عن سعد ابن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد (1)، عن يونس بن ظبيان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من زار الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحدة، كتب الله له الف حجة مبرورة، والف عمرة متقبلة، وقضيت له الف حاجة من حوائج الدنيا والاخرة (2). فصل: ما يجب العمل به ليلة النصف من شعبان: [ 564 ] 8 – سالم بن عبد الرحمان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من بات ليلة النصف من شعبان بارض كربلاء فقرأ الف مرة: (قل هو الله احد)، ويستغفر الله الف مرة، ويحمد الله الف مرة، ثم يقوم فيصلي اربع ركعات، يقرأ في كل ركعة الف مرة آية الكرسي وكل الله تعالى به ملكين يحفظانه من كل سوء، ومن شر كل شيطان


1 – في التهذيب: احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن القاسم بن يحيى عن جده الحسن: راشد، كذا في الطبعة القديمة ونسخة الوافي ايضا، والصحيح ما في الكامل، راجع معجم الرجال 2: 312. 2 – رواه الشيخ في التهذيب 6: 51، عنهما البحار 101: 90 و 95، الوسائل 14: 475، المستدرك 10: 290.

[ 337 ]

وسلطان، ويكتبان له حسناته ولا تكتب عليه سيئة، ويستغفران له ماداما (1) معه (2). [ 565 ] 9 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن ابي عمير، عن زيد الشحام، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من زار قبر الحسين (عليه السلام) في النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (3). [ 566 ] 10 – حدثني أبو عبد الله محمد بن احمد بن يعقوب بن اسحاق ابن عمار، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا يونس ليلة النصف من شعبان يغفر الله لكل من زار الحسين (عليه السلام) من المؤمنين ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر (4)، وقيل لهم: استقبلوا العمل، قال: قلت: هذا كله لمن زار الحسين (عليه السلام) في النصف من شعبان، فقال: يا يونس لو أخبرت الناس بما فيها لمن زار الحسين (عليه السلام) لقامت ذكور


1 – ما شاء الله (خ ل). 2 – عنه البحار 101: 342، الوسائل 14: 471. 3 – عنه البحار 101: 91، الوسائل 14: 469. 4 – ما قدموا من ذنوبهم (خ ل).

[ 338 ]

الرجال علي الخشب (1). (2) [ 567 ] 11 – حدثني جعفر بن محمد بن عبيد الله بن موسى، عن عبيد الله بن نهيك، عن ابن ابي عمير، عن زيد الشحام، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قال: من زار قبر الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنوبه وما تأخر، ومن زاره يوم عرفة كتب الله له ثواب الف حجة متقبلة والف عمرة مبرورة، ومن زاره يوم عاشورأ فكأنما زار الله فوق عرشه (3). الباب (73) ثواب من زار الحسين (عليه السلام) في رجب [ 568 ] 1 – حدثني أبو علي محمد بن همام، عن ابي عبد الله جعفر بن


1 – قال السيد ابن طاووس في الاقبال بعد نقل الحديث: لعل معناه اي كانوا صلبوا علي الاخشاب لعظيم ما كانوا ينقلونه ويروونه في فضل زيارة الحسين (عليه السلام) في النصف من شعبان من عظيم فضل سلطان الحساب وعظيم نعيم دار الثواب الذي لا يقوم بتصديقه ضعف الالباب – انتهى. عليه يكون اضافة الذكور الى الرجال للمبالغة في وصف الرجولية وما يلزمها من الشدة والاقدام على امور الخير وعدم التهاون فيها. 2 – عنه البحار 101: 95. 3 – عنه البحار 101: 93.

[ 339 ]

محمد بن مالك، عن الحسن بن محمد الابزاري، عن الحسن بن محبوب، عن احمد بن محمد بن ابي نصر، قال: سألت ابا الحسن الرضا (عليه السلام) في اي شهر نزور الحسين (عليه السلام)، قال: في النصف من رجب والنصف من شعبان (1). [ 569 ] 2 – ورواه احمد بن هلال، عن احمد بن محمد بن ابي نصر، عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام) مثله، غير انه قال: اي الاوقات افضل ان تزور فيه الحسين (عليه السلام) (2). [ 570 ] 3 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قال: من زار الحسين (عليه السلام) يوم عرفة عارفا بحقه كتب الله له ثواب الف حجة والف عمرة والف غزوة مع نبي مرسل، ومن زاره اول يوم من رجب غفر الله له البتة (3).


1 – رواه الشيخ في التهذيب 6: 48 والمصباح: 743، والسيد في الاقبال 3: 218، عنهم البحار 101: 96 و 97، الوسائل 14: 466. رواه في البحار 101: 97 عن كتاب الزيارات والفضائل لمحمد بن داود القمي. 2 – عنه البحار 101: 96، الوسائل 14: 466. 3 – رواه في التهذيب 6: 48، مصباح الزائر: 154، عنهم البحار 101: 97، وقد مر بهذا السند والمتن في الباب: 70.

[ 340 ]

الباب (74) ثواب من زار الحسين (عليه السلام) في غير يوم عيد ولا عرفة [ 571 ] 1 – حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أيما مؤمن زار الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه في غير عيد ولا عرفة كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمرة مبرورات متقبلات وعشرين غزوة مع نبي مرسل أو امام عدل (1). [ 572 ] 2 – وعنه، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن صالح، عن عبد الله بن هلال، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: جعلت فداك ما أدنى ما لزائر الحسين (عليه السلام)، فقال لي: يا عبد الله ان أدنى ما يكون له ان الله يحفظه في نفسه وماله حتى يرده الى اهله، فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ له (2). [ 573 ] 3 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن صالح، مثل حديثه الاول في الباب. [ 574 ] 4 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن


1 – عنه البحار 101: 34، وقد مر تمامه في الباب: 70. 2 – عنه البحار 101: 46 و 78، وقد مر بسند آخر في الباب: 49.

[ 341 ]

محمد بن عيسى، عن احمد بن ادريس، عن العمركي بن علي البوفكي، عن صندل، عن داود بن فرقد (1)، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من زار قبر الحسين (عليه السلام) في كل جمعة غفر الله له البتة، ولم يخرج من الدنيا وفي نفسه حسرة منها، وكان مسكنه في الجنة مع الحسين بن علي (عليهما السلام)، ثم قال: يا داود من لا يسره ان يكون في الجنة جار الحسين (عليه السلام)، قلت: من لا افلح (2). [ 575 ] 5 – وعنه، عن احمد بن ادريس، عن العمركي، عن صندل، عن داود بن فرقد، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار الحسين (عليه السلام) في كل شهر من الثواب، قال: له من الثواب ثواب مائة الف شهيد مثل شهدأ بدر (3). [ 576 ] 6 – وباسناده عن صندل، عن ابي الصباح الكناني، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان ليلة القدر وفيها يفرق كل امر حكيم، نادي مناد تلك الليلة من بطنان العرش: ان الله قد غفر لمن زار قبر الحسين (عليه السلام) في هذه الليلة. (4) [ 577 ] 7 – حدثني محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى العطار، عن


1 – داود بن يزيد (خ ل) وهو مصحف، والصحيح ما اثبتناه من البحار، وكنيته أبو يزيد. 2 – عنه البحار 101: 96، الوسائل 14: 479. 3 – رواه الشيخ في التهذيب 6: 52، عنهما البحار 101: 37، الوسائل 14: 438. رواه في المزار الكبير، عنه البحار 101: 17. 4 – رواه الشيخ في التهذيب 6: 49، عنهما البحار 101: 97، الوسائل 14: 472.

[ 342 ]

محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ربما فاتني الحج فاعرف عند قبر الحسين (عليه السلام)، قال: أحسنت يا بشير أيما مؤمن أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه في غير يوم عيد ولا عرفة كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمرة مبرورات متقبلات وعشرين غزوة مع نبي مرسل أو امام عدل، ومن أتاه في يوم عيد – وذكر الحديث بطوله (1). الباب (75) من اغتسل في الفرات وزار الحسين (عليه السلام) [ 578 ] 1 – حدثني ابي وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس، عن صفوان الجمال، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من اغتسل بمأ الفرات وزار قبر الحسين (عليه السلام) كان كيوم ولدته امه صفرا من الذنوب ولو اقترفها كبائر وكانوا يحبون الرجل إذا زار قبر الحسين (عليه السلام) اغتسل وإذا ودع لم يغتسل ومسح يده علي وجهه إذا ودع (2).


1 – عنه المستدرك 10: 296، وقد مر في الباب: 70. 2 – عنه البحار 101: 143، الوسائل 14: 485.

[ 343 ]

[ 579 ] 2 – حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): – في حديث طويل -، قال: ويحك يا بشير ان المؤمن إذا أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه فاغتسل في الفرات ثم خرج كتب له بكل خطوة حجة وعمرة مبرورات متقبلات وغزوة مع نبي مرسل أو امام عدل (1). [ 580 ] 3 – حدثني ابي رحمه الله، عن محمد بن يحيى واحمد بن ادريس، عن العمركي بن علي، عن يحيى – وكان في خدمة الامام ابي جعفر الثاني (عليه السلام) -، عن محمد بن سنان، عن بشير الدهان، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) وهو نازل بالحيرة وعنده جماعة من الشيعة – فأقبل الى بوجهه فقال: يا بشير حججت العام، قلت: جعلت فداك لا ولكن عرفت بالقبر قبر الحسين (عليه السلام)، فقال: يا بشير والله ما فاتك شي مما كان لاصحاب مكة بمكة، قلت: جعلت فداك فيه عرفات فسر لي، فقال: يا بشير ان الرجل منكم ليغتسل علي شاطئ الفرات ثم يأتي قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه فيعطيه الله بكل قدم يرفعها أو يضعها مائة حجة مقبولة ومعها مائة عمرة مبرورة ومائة غزوة مع نبي مرسل الى


1 – عنه البحار 101: 143، قد مر في الابواب: 70 و 73.

[ 344 ]

اعدأ الله واعدأ الرسول (1) – وذكر الحديث (2). [ 581 ] 4 – وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، قال: حدثنا هشام بن سالم، عن ابي عبد الله (عليه السلام) في حديث له طويل، قال: أتاه رجل فقال له: هل يزار والدك، فقال: نعم، فقال: ما لمن اغتسل بالفرات ثم أتاه، قال: إذا اغتسل من مأ الفرات وهو يريده تساقطت عنه خطاياه كيوم ولدته امه – وذكر الحديث بطوله (3). [ 582 ] 5 – حدثني أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن ابي علي محمد بن همام بن سهيل، عن احمد بن مابنداد (4)، عن احمد بن المعافا الثعلبي من اهل رأس العين (5)، عن علي بن جعفر الهماني (6)، قال: سمعت علي بن محمد العسكري (عليهما السلام) يقول: من خرج من بيته يريد زيارة الحسين (عليه السلام) فصار الى الفرات فاغتسل منه كتب من المفلحين، فإذا سلم على ابي عبد الله كتب من


1 – الى اعدى عدو له (خ ل). 2 – عنه البحار 101: 87، الوسائل 14: 486، المستدرك 10: 298. 3 – عنه البحار 101: 145، الوسائل 14: 486، وقد مر بطوله في الباب: 44. 4 – هابندار (خ ل)، ما اثبتناه هو الصحيح، راجع معجم الرجال. 5 – رأس العين مدينة كبيرة من مدن الجزيرة. 6 – في البحار: الهمداني، وهو تصحيف.

[ 345 ]

الفائزين، فإذا فرغ من صلاته أتاه ملك فقال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرؤك السلام ويقول لك: أما ذنوبك فقد غفر لك، استأنف العمل (1). [ 583 ] 6 – حدثني حسين بن محمد بن عامر، عن احمد بن علوية الاصفهاني، عن ابراهيم بن محمد الثقفي، رفعه الى ابي عبد الله (عليه السلام) انه كان يقول بعد غسل الزيارة إذا فرغ: اللهم اجعله نورا وطهورا، وحرزا وكافيا من كل داء وسقم، و من كل افة وعاهة، وطهر به قلبي وجوارحي، ولحمي ودمي، وشعري وبشري، ومخي وعظامي وعصبي، وما اقلت الارض مني، فاجعله لي شاهدا يوم القيامة ويوم حاجتي وفقري وفاقتي (2). [ 584 ] 7 – حدثني محمد بن همام بن سهيل الاسكافي، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن الحسن بن عبد الرحمان الرواسي، عمن حدثه، عن بشير الدهان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من أتى الحسين بن علي (عليهما السلام) فتوضأ واغتسل في الفرات لم يرفع قدما ولم يضع قدما الا كتب الله له حجة وعمرة (3). [ 585 ] 8 – حدثني ابي رحمه الله ومحمد بن الحسن جميعا، عن


1 – عنه البحار 101: 143، الوسائل 14: 486. 2 – رواه في التهذيب 6: 54، عنهما البحار 101: 146، الوسائل 14: 490، المستدرك 10: 298. 3 – رواه في التهذيب 6: 52، عنهما البحار 101: 146، الوسائل 14: 484، المستدرك 10: 297.

[ 346 ]

الحسين بن حسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن ايوب، عن يوسف الكناسي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا أتيت قبر الحسين (عليه السلام) فائت الفرات واغتسل بحيال (1) قبره (2). [ 586 ] 9 – حدثني جعفر بن محمد بن ابراهيم بن عبيد الله الموسوي، عن عبد الله بن نهيك، عن محمد الفراشي (3)، عن ابراهيم بن محمد الطحان، عن بشير الدهان، عن رفاعة بن موسى النحاس، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان من خرج الى قبر الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه وبلغ الفرات واغتسل فيه وخرج من المأ كان كمثل الذي خرج من الذنوب، فإذا مشى الى الحائر لم يرفع قدما ولم يضع اخري الا كتب الله له عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات (4). الباب (76) الرخصة في ترك الغسل لزيارة الحسين (عليه السلام) [ 587 ] 1 – حدثني ابي واخي، عن الحسن بن متوية بن السندي، عن


1 – قعد حياله: بازائه أو محاذيا له. 2 – عنه البحار 101: 146، المستدرك 10: 297. 3 – كذا، وفي البحار نقلا عنه: محمد بن الفراش، وفي التهذيب: محمد بن فراس، و الشخص مهمل. 4 – رواه في التهذيب 6: 52، عنهما البحار 101: 147، المستدرك 10: 147.

[ 347 ]

أبيه، قال: حدثني محمد بن الحسين بن ابي الخطاب بالكوفة، عن صفوان ابن يحيى، عن العيص بن القاسم البجلي، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): من زار الحسين بن علي (عليهما السلام) عليه غسل، قال: فقال: لا (1). [ 588 ] 2 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله بن ابي خلف، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن صفوان، عن العيص بن القاسم، عن ابي عبد الله (عليه السلام) مثله. [ 589 ] 3 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن العيص، عن ابي عبد الله (عليه السلام) مثله. [ 590 ] 4 – حدثني علي بن الحسين بن موسى، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن المغيرة، عن ابي اليسع، قال: سأل رجل ابا عبد الله (عليه السلام) – وانا اسمع – عن الغسل إذا أتى قبر الحسين (عليه السلام)، فقال: لا (2). [ 591 ] 5 – حدثني جماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد ابن الحسين، عن ايوب بن نوح وغيره، عن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا أبو اليسع – وذكر الحديث بنفسه. [ 592 ] 6 – وحدثني محمد بن احمد بن الحسين، عن الحسن بن علي


1 – رواه في التهذيب 6: 53، عنهما البحار 101: 144، الوسائل 14: 488. 2 – رواه في التهذيب 6: 53، عنهما البحار 101: 144، الوسائل 14: 488.

[ 348 ]

ابن مهزيار، عن أبيه علي، عن ايوب بن نوح وغيره، عن عبد الله بن المغيرة، عن ابي اليسع، قال: سأل رجل ابا عبد الله (عليه السلام) – وذكر مثله. [ 593 ] 7 – حدثني جماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى العطار، عن احمد بن ابي زاهر، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن سيف بن عميرة، عن العيص بن القاسم البجلي، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): من زار الحسين (عليه السلام) عليه غسل، قال: لا (1). [ 594 ] 8 – حدثني جعفر بن محمد بن ابراهيم بن عبيد الله بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق (عليه السلام)، عن عبيد الله بن نهيك، عن محمد بن زياد، عن ابي حنيفة السابق، عن يونس بن عمار، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا كنت منه قريبا – يعني الحسين (عليه السلام) – فان اصبت غسلا فاغتسل والا فتوضأ ثم آته (2). [ 595 ] 9 – حدثني محمد بن احمد بن يعقوب، عن علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر، عن الحسن بن عطية ابي ناب، قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام) عن الغسل إذا أتيت قبر الحسين (عليه السلام)، قال: ليس عليك غسل (3). [ 596 ] 10 – حدثني الحسن بن الزبرقان الطبري، باسناد له يرفعه الى


1 – عنه البحار 101: 144، الوسائل 14: 489. 2 – عنه البحار 101: 145، الوسائل 14: 489. 3 – عنه البحار 101: 145، الوسائل 14: 489.

[ 349 ]

الصادق (عليه السلام)، قال: قلت: ربما أتينا قبر الحسين (عليه السلام) فيصعب علينا الغسل للزيارة من البرد أو غيره، فقال (عليه السلام): من اغتسل في الفرات وزار الحسين (عليه السلام) كتب له من الفضل ما لا يحصي، فمتي ما رجع الى الموضع الذي اغتسل فيه وتوضأ وزار الحسين (عليه السلام) كتب له ذلك الثواب (1). (2) الباب (77) ان زائري الحسين (عليه السلام) العارفين بحقه تشيعهم الملائكة وتستقبلهم وتعودهم إذا مر يشهدونهم إذا ماتوا ويستغفرون لهم الى يوم القيامة [ 597 ] 1 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن، عن الحسين بن حسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن اسحاق ابن ابراهيم، عن هارون بن خارجة، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: وكل الله بقبر الحسين (عليه السلام) اربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه الى يوم القيامة، فمن زاره عارفا بحقه شيعوه حتى يبلغوه مأمنه، وان مرض


1 – قال الشيخ في التهذيب: ليس فيه غسل مفروض أو واجب يستحق بتركه العقاب، وان كان فيه غسل مندوب فيه فضل كثير، فلا تنافي بين الاخبار (التهذيب 6: 53). 2 – عنه البحار 101: 145، الوسائل 14: 489.

[ 350 ]

عادوه غدوة وعشية، وان مات شهدوا جنازته، واستغفروا له الى يوم القيامة (1). [ 598 ] 2 – حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن ابي اسماعيل السراج، عن يحيى بن معمر العطار، عن ابي بصير، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: اربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسين (عليه السلام) الى يوم القيامة، فلا يأتيه احد الا استقبلوه، ولا يرجع احد من عنده الا شيعوه، ولا يمرض احد الا عادوه، ولا يموت احد الا شهدوه (2). [ 599 ] 3 – وحدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد ابن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع باسناده مثله. [ 600 ] 4 – حدثني ابي، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن موسى ابن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عمر بن ابان، عن ابي عبد الله (عليه السلام) مثله. [ 601 ] 5 – حدثني جعفر بن محمد بن ابراهيم، عن عبد الله بن نهيك، عن ابن ابي عمير، عن سلمة صاحب السابري، عن ابي الصباح الكناني، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول:


1 – رواه الصدوق في اماليه: 22 و 122، وثواب الاعمال: 113، والكليني في الكافي 4: 581، عنهم البحار 101: 63، المستدرك 10: 245. 2 – رواه في ثواب الاعمال: 113، عنهما البحار 101: 55، الوسائل 14: 420، المستدرك 10: 242، وقد مر في الباب: 27.

[ 351 ]

ان الى جانبكم قبرا ما أتاه مكروب الا نفس الله كربته وقضى حاجته، وان عنده اربعة آلاف ملك منذ يوم قبض شعثا غبرا يبكونه الى يوم القيامة، فمن زاره شيعوه، ومن مرض عادوه، ومن مات اتبعوا جنازته (1). [ 602 ] 6 – حدثني ابي وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن عبد الرحمان، عن صفوان الجمال، عن ابي عبد الله (عليه السلام). قال: ان الرجل إذا خرج من منزله يريد زيارة الحسين شيعه سبعمائة ملك من فوق راسه ومن تحته، وعن يمينه وعن شماله، ومن بين يديه ومن خلفه، حتى يبلغونه مأمنه، فإذا زار الحسين (عليه السلام) ناداه مناد: قد غفر الله لك فاستأنف العمل، ثم يرجعون معه مشيعين له الى منزله، فإذا صاروا الى منزله قالوا: نستودعك الله، فلا يزالون يزورونه الى يوم مماته، ثم يزورون قبر الحسين (عليه السلام) في كل يوم، وثواب ذلك للرجل (2). [ 603 ] 7 – وعنه، عن محمد بن يحيى باسناده الى منيع، عن زياد، عن عبد الله بن مسكان، عن محمد الحلبي، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام)


1 – عنه البحار 101: 55، المستدرك 10: 242، وقد مر في الباب: 69. 2 – عنه البحار 101: 68، المستدرك 10: 249.

[ 352 ]

يقول: ان الله وكل بقبر الحسين (عليه السلام) اربعة آلاف ملك شعثا غبرا الى ان تقوم الساعة، يشيعون من زاره، يعودونه إذا مرض، ويشهدون جنازته إذا مات (1). [ 604 ] 8 – حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن ابان، عن ابي حمزة، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان الله وكل بقبر الحسين (عليه السلام) اربعة آلاف ملك شعثا غبرا، فلم يزل يبكونه من طلوع الفجر الى زوال الشمس، فإذا زالت الشمس هبط اربعة آلاف ملك وصعد اربعة آلاف ملك، فلم يزل يبكونه حتى يطلع الفجر ويشهدون لمن زاره، ويشيعونه الى اهله، ويعودونه إذا مرض، ويصلون عليه إذا مات (2). [ 605 ] 9 – حدثني ابي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن ابي ابراهيم (عليه السلام)، قال: من خرج من بيته يريد زيارة قبر ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) وكل الله به ملكا يضع اصبعه في قفاه فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتى يرد الحائر، فإذا دخل من باب الحائر وضع كفه وسط ظهره ثم قال له: أما ما


1 – عنه البحار 101: 68، المستدرك 10: 249. 2 – عنه البحار 101: 21 و 56، المستدرك 10: 243، وقد مر بطريق آخر في الباب: 27.

[ 353 ]

مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل (1). [ 606 ] 10 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن ابي ابراهيم (عليه السلام)، قال: من خرج من بيته يريد زيارة قبر الحسين (عليه السلام) – مثله. [ 607 ] 11 – حدثني ابي ومحمد بن عبد الله رحمهما الله جميعا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابراهيم بن مهزيار، عن اخيه علي بن مهزيار، عن ابي القاسم، عن القاسم بن محمد، عن اسحاق بن ابراهيم، عن هارون بن خارجة، قال: سأل رجل ابا عبد الله (عليه السلام) وانا عنده فقال: ما لمن زار قبر الحسين (عليه السلام)، قال: ان الحسين (عليه السلام) لما اصيب بكته حتى البلاد، فوكل الله به اربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه الى يوم القيامة، فمن زاره عارفا بحقه شيعوه حتى يبلغوه مأمنه، وان مرض عادوه غدوة وعشية، وان مات شهدوا جنازته واستغفروا له الى يوم القيامة (2). [ 608 ] 12 – حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عمر بن


1 – عنه البحار 101: 67، المستدرك 10: 248، وقد مر في الباب: 62. 2 – عنه البحار 101: 63.

[ 354 ]

ابان الكلبي (1)، عن ابان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): هبط اربعة الاف ملك يريدون القتال مع الحسين (عليه السلام) فلم يؤذن لهم في القتال، فرجعوا في الاستيذان، فهبطوا وقد قتل الحسين (عليه السلام)، فهم عند قبره شعث غبر يبكونه الى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له منصور، فلا يزوره زائر الا استقبلوه، ولا يودعه مودع الا شيعوه، ولا يمرض مريض الا عادوه، ولا يموت الا صلوا علي جنازته، واستغفروا له بعد موته، وكل هؤلاء في الارض ينتظرون قيام القائم (عليه السلام) (2). [ 609 ] 13 – حدثني أبو العباس الرزاز، عن ابن ابي الخطاب، قال: حدثني محمد بن الفضيل، عن محمد بن مضارب، عن مالك الجهني، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: قال: يا مالك ان الله تبارك وتعالى لما قبض الحسين (عليه السلام) بعث إليه اربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه الى يوم القيامة، فمن زاره عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتب له حجة، ولم يزل محفوظا حتى يرجع الى اهله.


1 – في بعض المصادر: الكوفي، وكلاهما صحيح، عنونه الشيخ في رجاله: 253، الرقم: 3561، وفيه: عمر بن ابان الكلبي، مولي أبو حفص، كوفي. 2 – مر ذكره مختصرا في الباب: 41. رواه الكليني في الكافي 4: 581، والصدوق في اماليه: 22 و 122، ثواب الاعمال: 113، و النعماني في الغيبة: 168، والراوندي في الخرائج 1: 325، عنهم البحار 101: 63، الوسائل 14: 409، المستدرك 10: 245.

[ 355 ]

قال: فلما مات مالك وقبض أبو جعفر (عليه السلام) دخلت علي ابي عبد الله (عليه السلام) فأخبرته بالحديث، فلما انتهيت الى حجة، قال: وعمرة يا محمد (1). الباب (78) فيمن ترك زيارة الحسين (عليه السلام) [ 610 ] 1 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى (2)، عن ابيه، عن الحسن بن محبوب، عن عاصم بن حميد الحناط، عن محمد بن مسلم، عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: قال: من لم يأت قبر الحسين (عليه السلام) من شيعتنا كان منتقص الايمان منتقص الدين، وان دخل الجنة كان دون المؤمنين في الجنة (3). [ 611 ] 2 – حدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن ابي المغرا، عن عنبسة بن مصعب، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال:


1 – عنه البحار 101: 68، المستدرك 10: 249. 2 – في الاصل وفي الوسائل: حسن بن عبد الله عن محمد بن عيسى، ما اثبتناه هو الصحيح، لانه الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى – كما مر ويأتي -، راجع معجم الرجال 4: 376. 3 – رواه في التهذيب 6: 42، عنهما البحار 101: 4، الوسائل 14: 431.

[ 356 ]

من لم يأت قبر الحسين (عليه السلام) حتى يموت كان منتقص الدين منتقص الايمان، وان ادخل الجنة كان دون المؤمنين في الجنة (1). [ 612 ] 3 – حدثني ابي وعلي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن سيف بن عميرة، عن رجل، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من لم يأت قبر الحسين (عليه السلام) وهو يزعم انه لنا شيعة حتى يموت فليس هو لنا بشيعة، وان كان من اهل الجنة فهو من ضيفان اهل الجنة (2). [ 613 ] 4 – وباسناده، عن سيف بن عميرة، عن ابي بكر الحضرمي، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: من اراد ان يعلم انه من اهل الجنة فليعرض حبنا علي قلبه، فان قبله فهو مؤمن، ومن كان لنا محبا فليرغب في زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فمن كان للحسين (عليه السلام) زوارا عرفناه بالحب لنا اهل البيت، وكان من اهل الجنة، ومن لم يكن للحسين زوارا كان ناقص الايمان (3). [ 614 ] 5 – حدثني ابي وجماعة مشايخي، عن احمد بن ادريس، عن العمركي بن علي البوفكي، عمن حدثه، عن صندل، عن هارون بن خارجة، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال:


1 – رواه الشيخ في التهذيب 6: 42، عنهما البحار 101: 4، الوسائل 14: 430. 2 – عنه البحار 101: 4، الوسائل 14: 432. 3 – عنه البحار 101: 4، الوسائل 14: 432.

[ 357 ]

سألته عمن ترك الزيارة زيارة قبر الحسين بن علي من غير علة، قال: هذا رجل من اهل النار (1). [ 615 ] 6 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي القرشي، عن خاله محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عمن حدثه، عن علي بن ميمون، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: لو ان احدكم حج الف حجة ثم لم يأت قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) لكان قد ترك حقا من حقوق الله تعالى، وسئل عن ذلك، فقال: حق الحسين (عليه السلام) مفروض علي كل مسلم (2). [ 616 ] 7 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، قال: حدثنا هشام بن سالم، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، انه قال في حديث له طويل، انه أتاه رجل فقال له: هل يزار والدك، فقال: نعم، قال: فما لمن زاره، قال: الجنة ان كان يأتم به، قال: فما لمن تركه رغبة عنه، قال: الحسرة يوم الحسرة – وذكر الحديث بطوله (3).


1 – عنه البحار 101: 5، الوسائل 14: 432. 2 – عنه البحار 101: 5، الوسائل 14: 432. 3 – عنه البحار 101: 5، الوسائل 14: 433، المستدرك 10: 258 و 350، وقد مر بطوله في الباب: 44.

[ 358 ]

الباب (79) زيارات الحسين بن علي (عليهما السلام) [ 617 ] 1 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن عبد الرحمان بن ابي نجران، عن يزيد بن اسحاق شعر، عن الحسن بن عطية، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا دخلت الحائر فقل: اللهم ان هذا مقام اكرمتني به وشرفتني به، اللهم فاعطني فيه رغبتي على حقيقة ايماني بك وبرسلك، سلام الله عليك يا ابن رسول الله، وسلام ملائكته، فيما تروح (1) وتغتدي به الرائحات الطاهرات لك وعليك، وسلام على ملائكة الله المقربين، وسلام على المسلمين لك بقلوبهم، الناطقين لك بفضلك بالسنتهم. اشهد انك صادق صديق، صدقت فيما دعوت إليه، وصدقت فيما اتيت به، وانك ثار الله (2) في الارض من الدم الذي لا يدرك ثاره من الارض الا باوليائك.


1 – الرواح: من زوال الشمس الى الليل. 2 – الثأر: الدم وطلب الدم، اي انك اهل ثار الله والذي يطلب الله بدمه من اعدائه، أو هو الطالب بدمه ودماء اهل بيته بامر الله في الرجعة.

[ 359 ]

اللهم حبب الي مشاهدهم وشهادتهم (1) حتى تلحقني بهم، وتجعلني لهم فرطا (2) وتابعا في الدنيا والاخرة. ثم تمشي قليلا وتكبر سبع تكبيرات، ثم تقوم بحيال القبر وتقول: سبحان الذي سبح له الملك والملكوت، وقدست باسمائه جميع خلقه، وسبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح، اللهم اكتبني في وفدك الى خير بقاعك وخير خلقك اللهم العن الجبت والطاغوت والعن اشياعهم واتباعهم. اللهم اشهدني مشاهد الخير كلها مع اهل بيت نبيك، اللهم توفني مسلما واجعل لي قدما مع الباقين الوارثين الذين يرثون الارض من عبادك الصالحين. ثم تكبر خمس تكبيرات ثم تمشي قليلا وتقول: اللهم اني بك مؤمن وبوعدك موقن، اللهم اكتب لي ايمانا وثبته في قلبي، اللهم اجعل ما اقول بلساني حقيقته في قلبي وشريعته في عملي. اللهم اجعلني ممن له مع الحسين عليه السلام قدما ثابتا، واثبتني فيمن استشهد معه.


1 – شهادتهم: حضورهم، أو اصير شهيدا كما صاروا. 2 – الفرط: من يتقدم القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الادلاء، اي تجعلني خادما لهم ساعيا في امورهم.

[ 360 ]

ثم كبر ثلاث تكبيرات وترفع يديك حتى تضعهما على القبر جميعا، ثم تقول: اشهد انك طهر طاهر من طهر طاهر، طهرت وطهرت بك البلاد، وطهرت ارض انت بها وطهر حرمك (1)، اشهد انك امرت بالقسط ودعوت إليه، وانك ثار الله في ارضه حتى يستثير لك من جميع خلقه. ثم ضع خديك جميعا على القبر ثم تجلس وتذكر الله بما شئت، وتوجه الى الله فيما شئت ان تتوجه، ثم تعود وتضع يديك عند رجليه ثم تقول: صلوات الله على روحك وعلى بدنك، صدقت وانت الصادق المصدق، وقتل الله من قتلك بالايدي والالسن. ثم تقبل الى علي ابنه فتقول ما احببت، ثم تقوم قائما فستقبل القبور قبور الشهدأ فتقول: السلام عليكم ايها الشهدأ، انتم لنا فرط ونحن لكم تبع، ابشروا بموعد الله الذي لا خلف له، الله مدرك لكم وتركم (2)، ومدرك لكم في الارض عدوه، انتم سادة الشهدأ في الدنيا والا خرة. ثم تجعل القبر بين يديك ثم تصلي ما بدا لك ثم تقول: جئت وافدا اليك واتوسل الى الله بك في جميع حوائجي من امر


1 – طهرت لك البلاد، طهر حرمها (خ ل). 2 – الوتر – بالكسر وقد يفتح – الترة: الثار.

[ 361 ]

دنياي واخرتي، بك يتوسل المتوسلون الى الله في حوائجهم، وبك يدرك عند الله اهل الترات طلبتهم. ثم تكبر احدى عشر تكبيرة متتابعة ولا تعجل فيها، ثم تمشي قليلا فتقوم مستقبل القبلة فتقول: الحمد لله الواحد المتوحد في الامور كلها، خلق الخلق فلم يغب شئ من امورهم عن علمه، فعلمه بقدرته، ضمنت الارض ومن عليها دمك (1) وثارك يا ابن رسول الله، صلى الله عليك اشهد ان لك من الله ما وعدك من النصر والفتح، وان لك من الله الوعد الصادق في هلاك اعدائك، وتمام موعد الله اياك، اشهد ان من تبعك الصادقون، الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم: (اولئك هم الصديقون والشهدأ عند ربهم لهم اجرهم ونورهم). (2) ثم كبر سبع تكبيرات، ثم تمشي قليلا، ثم تستقبل القبر وتقول: الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شئ فقدره تقديرا، اشهد انك دعوت الى الله والى رسوله، ووفيت لله بعهده، وقمت لله بكلماته، وجاهدت في سبيل الله حتى اتاك اليقين.


1 – تضمين الارض اما على سبيل المبالغة والمجاز كناية عن تعظيم الامر وتفخيمه، أو المراد ان الله يأمر الارض في القبر بتعذيب قاتليه وفي الرجعة بخسفهم وغيره. 2 – الحديد: 19.

[ 362 ]

لعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة خذلتك، ولعن الله امة خذلت عنك (1). اللهم اني اشهدك بالولاية لمن واليت، ووالته رسلك، واشهد بالبراءة ممن برئت منه وبرئت منه رسلك، اللهم العن الذين كذبوا رسلك وهدموا كعبتك، وحرفوا كتابك، وسفكوا دما اهل بيت نبيك، وافسدوا في بلادك، واستذلوا عبادك. اللهم ضاعف لهم العذاب فيما جرى من سبلك وبرك وبحرك، اللهم العنهم في مستسر السر وظاهر العلانية في ارضك وسمائك. وكلما دخلت الحائر فسلم وضع خدك على القبر (. زيارة اخرى بسم الله الرحمان الرحيم [ 618 ] 2 – حدثني ابي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن الحسن بن راشد، عن الحسين بن ثوير بن ابي فاختة، قال: كنت انا ويونس بن ظبيان والمفضل بن عمر وابو سلمة السراج


1 – خدعتك (خ ل). 2 – عنه البحار 101: 148.

[ 363 ]

جلوسا عند ابي عبد الله، وكان المتكلم يونس، وكان اكبرنا سنا، فقال له: جعلت فداك اني احضر مجالس هؤلاء القوم – يعني ولد س ا ب ع (1) – فما اقول، قال: إذا حضرتم وذكرتنا فقل: اللهم ارنا الرخأ والسرور. فانك تأتي على كل ما تريد، فقلت: جعلت فداك اني كثيرا ما أذكر الحسين (عليه السلام) فأي شئ اقول، قال: قل: السلام عليك يا ابا عبد الله – تعيد ذلك ثلاثا. فان السلام يصل إليه من قريب ومن بعيد، ثم قال: ان ابا عبد الله (عليه السلام) لما مضى بكت عليه السماوات السبع والارضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا، وما يرى وما لا يرى بكي على ابي عبد الله (عليه السلام)، الا ثلاثة اشيأ لم تبك عليه، قلت: جعلت فداك ما هذه الثلاثة اشيأ، قال: لم تبك عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان. قال: قلت: جعلت فداك اني اريد ان ازوره فكيف اقول وكيف اصنع، قال: إذا أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فاغتسل على شاطئ الفرات ثم البس ثيابك الطاهرة، ثم امش حافيا، فانك في حرم من حرم الله ورسوله،


1 – هو مقلوب عباس، هكذا عبر تقية.

[ 364 ]

بالتكبير والتهليل والتمجيد والتعظيم لله كثيرا والصلاة على محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته، حتى تصير الى باب الحسين (عليه السلام)، ثم قل: السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر ابن نبي الله. ثم اخط عشر خطا، فكبر ثم قف فكبر ثلاثين تكبيرة، ثم امش حتى تأتيه من قبل وجهه، واستقبل وجهك بوجهه، واجعل القبلة بين كتفيك، ثم تقول: السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله (1)، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره، السلام عليك يا وتر الله (2) الموتور في السماوات والارض (3). اشهد ان دمك سكن في الخلد، واقشعرت له اظلة العرش (4)، وبكى له جميع الخلائق، وبكت له السماوات السبع والارضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا، وما يرى وما لا يرى.


1 – اي الذي قتل لله وفي سبيله، أو القتيل الذي طلب دمه وثاره الى الله. 2 – وتر الله: الفرد المنفرد في الكمال من نوع البشر في عصره، أو المراد ثار الله أي الذي الله تعالى طالب دمه، الموتور: الذى قتل له قتيل فلم يدرك بدمه. 3 – اي ينتظر طلب ثاره اهل السماوات والارض، أو عظمت مصيبته فيهما. 4 – الاظلة ج ظلال، وهو ما اظلك من سقف أو غيره، والمراد هنا ما فوق العرش أو اطباقه وبطونه.

[ 365 ]

اشهد أنك حجة الله وابن حجته، واشهد أنك قتيل الله وابن قتيله، واشهد أنك ثار الله في الا رض وابن ثاره، واشهد أنك وتر الله الموتور في السماوات والارض، واشهد أنك قد بلغت ونصحت ووفيت ووافيت وجاهدت في سبيل ربك، ومضيت للذي كنت عليه شهيدا ومستشهدا، وشاهدا ومشهودا. انا عبد الله ومولاك، وفي طاعتك والوافد اليك، التمس كمال المنزلة عند الله وثبات القدم في الهجرة اليك، والسبيل الذي لا يختلج (1) دونك من الدخول في كفالتك (2) التي امرت بها. من اراد الله بدأ بكم، من اراد الله بدأ بكم، من أراد الله بدأ بكم، بكم يبين الله الكذب، وبكم يباعد الله الزمان الكلب (3)، وبكم فتح الله، وبكم يختم الله، وبكم يمحو الله ما يشأ، وبكم يثبت، وبكم يفك الذل من رقابنا. وبكم يدرك الله ترة كل مؤمن يطلب، وبكم تنبت الارض أشجارها، وبكم تخرج الاشجار أثمارها، وبكم تنزل السمأ قطرها ورزقها.


1 – الاختلاج: الاضطراب، اختلجه: جذبه، والمعنى: اني التمس منك السبيل المستقيم غير المضطرب، 2 – الكفالة: الحفظ والرعاية والشفاعة التي امرهم الله تعالى بها لشيعتهم. 3 – يقال: كلب الدهر على اهله: إذا الح عليهم واشتد.

[ 366 ]

وبكم يكشف الله الكرب، وبكم ينزل الله الغيث، وبكم تسبح الله الارض التي تحمل أبدانكم، وتستقل جبالها على مراسيها (1). ارادة الرب في مقادير اموره تهبط اليكم، وتصدر من بيوتكم، والصادق عما فصل من احكام العباد، لعنت أمة قتلتكم، وامة خالفتكم، وامة جحدت ولايتكم، وامة ظاهرت عليكم، وامة شهدت ولم تستشهد. الحمد لله الذي جعل النار مأواهم، وبئس ورد الواردين، وبئس الورد (2) المورود، والحمد لله رب العالمين. وتقول ثلاثا: صلى الله عليك يا أبا عبد الله، أنا الى الله ممن خالفك بري. ثم تقوم فتأتي ابنه عليا (عليه السلام) وهو عند رجليه فتقول: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن الحسن والحسين، السلام عليك يا ابن خديجة وفاطمة. صلى الله عليك – ثلاثا، لعن الله من قتلك – ثلاثا، أنا الى الله منهم بري – ثلاثا. ثم تقوم فتومي بيدك الى الشهدأ وتقول:


1 – مراسيها: اماكنها ومحال ثبوتها واستقرارها. 2 – الورد: الماء الذي ترد عليه، المورود تأكيد له.

[ 367 ]

السلام عليكم – ثلاثا، فزتم والله – ثلاثا، فليت أني معكم فأفوز فوزا عظيما. ثم تدور فتجعل قبر أبي عبد الله (عليه السلام) بين يديك وامامك، فتصلي ست ركعات، وقد تمت زيارتك، فان شئت أقم وان شئت فانصرف (1). زيارة اخرى بسم الله الرحمان الرحيم [ 619 ] 3 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن ايوب، عن نعيم بن الوليد، عن يوسف الكناسي، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا اتيت قبر الحسين (عليه السلام) فائت الفرات واغتسل بحيال قبره، وتوجه إليه وعليك السكينة والوقار، حتى تدخل الحائر من جانبه الشرقي، وقل حين تدخله: السلام على ملائكة الله المقربين، السلام على ملائكة الله


1 – عنه البحار 101: 152، بعضه الوسائل 14: 493، المستدرك 10: 313. اورده الكليني في الكافي 4: 576، باسناده عن العدة، عن احمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن الحسين بن ثوير، عن الصادق (عليه السلام)، عنه الشيخ في التهذيب 6: 54. ذكره الصدوق في الفقيه 2: 594 مرسلا، عنه المحجة البيضاء 4: 89.

[ 368 ]

المنزلين، السلام على ملائكة الله المردفين، السلام على ملائكة الله المسومين (1)، السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا الحاير باذن الله مقيمون. فإذا استقبلت قبر الحسين (عليه السلام) فقل: السلام على رسول الله (صلى الله عليه واله)، امين الله على رسله وعزائم امره، الخاتم لما سبق والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. ثم تقول: السلام على امير المؤمنين عبدك واخي رسولك، الذي انتجبته بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك وديان الدين بعدلك وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.


1 – مسومين اي معلمين، من التسويم الذي هو اظهار سيماء الشئ، أو مرسلين، من التسويم بمعني الاسامة، ومردفين اي متبعين المؤمنين أو بعضهم بعضا. اقول: قال المجلسي قدس سره: (يمكن ان يكون المراد في هذا المقام السلام على تلك الاصناف من الملائكة الذين عاونوا الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) في غزواته مقدما على السلام على الذين عاونوا سبطه الشهيد وزواره، مع انه يحتمل ان يكون هؤلاء الاملاك ايضا من الحاضرين في هذا المشهد الشريف، كما يظهر من بعض الاخبار، ويحتمل ان يكون المراد توصيف الملائكة المقيمين في هذا المشهد بانهم معلمون بعلامة أو مرسلون لا عانة الزائرين، وانهم يردف بعضهم بعضا في النزول لزيارته، ويردفون المؤمنين الزائرين في الزيارة ويشيعونهم الى اوطانهم، والاول اظهر).

[ 369 ]

اللهم صل على الحسن بن علي عبدك وابن رسولك، الذي انتجبته بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. ثم تسلم على الحسين وسائر الائمة كما صليت وسلمت على الحسن بن علي (عليهما السلام). ثم تأتي قبر الحسين (عليه السلام) فتقول: السلام عليك يا ابا عبد الله، السلام عليك يابن رسول الله، صلى الله عليك يا أبا عبد الله، رحمك الله يا أبا عبد الله، أشهد أنك قد بلغت عن الله ما أمرك به ولم تخش أحدا غيره، وجاهدت في سبيله وعبدته مخلصا حتى أتاك اليقين. أشهد أنكم كلمة التقوى، وباب الهدى، والعروة الوثقى، والحجة على من يبقى ومن تحت الثرى (1)، أشهد ان ذلك لكم سابق فيما مضى (2)، وذلك لكم فاتح فيما بقي، اشهد ان ارواحكم وطينتكم طينة طيبة، طابت وطهرت هي بعضها من بعض، منا من الله ومن رحمته.


1 – في البحار: من تحت الثري اي الاموات، لانهم مسؤولون عن امامتهم (عليهم السلام) في حفرهم وبعد حشرهم. 2 – اي تلك الاحوال والفضائل حاصلة فيمن مضي من الائمة، وهي سبب لفتح ابواب الامامة والخلافة والعلوم والمعارف فيما بقي من الائمة.

[ 370 ]

فاشهد الله واشهدكم أني بكم مؤمن، وبايابكم موقن، ولكم تابع في ذات نفسي (1) وشرايع ديني وخاتمة عملي، ومنقلبي ومثواي، فاسال الله البر الرحيم، أن يتمم لي ذلك، وأشهد أنكم قد بلغتم عن الله ما أمركم به، حتى لم تخشوا أحدا غيره، وجاهدتم في سبيله، وعبدتموه حتى أتاكم اليقين. فلعن الله من قتلكم، ولعن الله من أمر به، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به، أشهد أن الذين انتهكوا حرمتك وسفكوا دمك ملعونون على لسان النبي الامي. ثم تقول: اللهم العن الذين بدلوا نعمتك، وخالفوا ملتك، ورغبوا عن أمرك، واتهموا رسولك، وصدوا عن سبيلك، اللهم احش قبورهم نارا، وأجوافهم نارا، واحشرهم وأتباعهم إلى جهنم زرقا (2). اللهم العنهم لعنا يلعنهم به كل ملك مقرب، وكل نبي مرسل،


1 – ذات نفسي اي اعزم واوطن نفسي على ان اكون تابعا لكم في الامور المتعلقة بنفسي وفي سائر شرايع ديني وفي خاتمة عملي وفي منقلبي الى ربي عند موتي وفي مثواي في قبري وفي الجنة، ولما لم يكن بعض هذه الامور باختيار العبد وما كان باختياره لا يتأتى الا بتوفيقه قال: فاسأل الله البر الرحيم ان يتمم ذلك لي ويجعل ما عزمت عليه حاصلا لي – البحار. 2 – زرقا: عميا.

[ 371 ]

وكل عبد مؤمن، امتحنت قلبه للايمان (1). اللهم العنهم في مستسر السر وظاهر العلانية، اللهم العن جوابيت هذه الامة وطواغيتها، والعن فراعنتها، والعن قتلة أمير المؤمنين، والعن قتلة الحسين، وعذبهم عذابا لا تعذب به أحدا من العالمين، اللهم اجعلنا ممن تنصره وتنتصر به وتمن عليه بنصرك لدينك في الدنيا والاخرة. ثم اجلس عند رأسه (عليه السلام) فقل: صلى الله عليك، اشهد انك عبد الله وأمينه، بلغت ناصحا، وأديت أمينا، وقتلت صديقا، ومضيت على يقين، لم تؤثر عمى على هدى، ولم تمل من حق إلى باطل. أشهد أنك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، واتبعت الرسول، وتلوت الكتاب حق تلاوته، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، صلى الله عليك وسلم تسليما. أشهد أنك كنت على بينة من ربك، قد بلغت ما امرت به، وقمت بحقه، وصدقت من قبلك، غير واهن ولا موهن صلى الله عليك وسلم تسليما، فجزاك الله من صديق خيرا عن رعيتك.


1 – امتحنت قلبه: اختبرتها بالآفات والمصايب والمحن والفتن والشدائد حتى خلص لقبول الايمان وكماله.

[ 372 ]

أشهد أن الجهاد معك جهاد، وأن الحق معك وإليك، وأنت أهله ومعدنه، وميراث النبوة عندك وعند أهل بيتك عليهم السلام، أشهد أنك صديق عند الله، وحجته على خلقه، وأشهد أن دعوتك حق، وكل داع منصوب غيرك فهو باطل مدحوض، وأشهد أن الله هو الحق المبين. ثم تحول عند رجليه وتخير من الدعأ وتدعو لنفسك، ثم تحول عند رأس علي بن الحسين (عليهما السلام) وتقول: سلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين عليك يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته، صلى الله عليك وعلى أهل بيتك وعترة ابائك الاخيار الابرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. ثم تأتي قبور الشهدأ وتسلم عليهم وتقول: السلام عليكم ايها الربانيون (1)، أنتم لنا فرط وسلف، ونحن لكم أتباع وأنصار، أشهد أنكم أنصار الله كما قال الله تبارك وتعالى في كتابه: (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا) (2).


1 – الرباني منسوب الى الرب، والالف والنون من زيادات النسب، اي العالم الراسخ في الدين والعلم، أو الذي يطلب بعلمه وجه الله، أو من الرب بمعنى التربية اي الذين يربون المتعلمين – البحار. 2 – آل عمران: 146.

[ 373 ]

فما وهنتم وما ضعفتم وما استكنتم (1) حتى لقيتم الله على سبيل الحق ونصرة كلمة الله التامة، صلى الله على ارواحكم وابدانكم وسلم تسليما، ابشروا بموعد الله الذي لا خلف له انه لا يخلف الميعاد، الله مدرك لكم ثار ما وعدكم. انتم سادة الشهدأ في الدنيا والا خرة، انتم السابقون والمهاجرون والانصار، اشهد انكم قد جاهدتم في سبيل الله، وقتلتم على منهاج رسول الله صلى الله عليه واله، الحمدلله الذي صدقكم وعده واراكم ما تحبون. ثم تقول: اتيتك يا حبيب رسول الله وابن رسوله، واني لك عارف، وبحقك مقر، وبفضلك مستبصر، وبضلالة من خالفك موقن، عارف بالهدى الذي انت عليه، بابي انت وامي ونفسي. اللهم اني اصلي عليه كما صليت انت عليه ورسلك وامير المؤمنين صلاة متتابعة متواصلة مترادفة، يتبع بعضها بعضا لا انقطاع لها ولا امد ولا ابد، ولا اجل، في محضرنا وإذا غبنا وشهدنا، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته (2).


1 – استكان: خضع. 2 – عنه البحار 101: 157، رواه في الكافي 4: 572 باسناده عن العدة، عن احمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد.

[ 374 ]

زيارة اخرى [ 620 ] 4 – حدثني ابي ومحمد بن عبد الله، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن فضيل بن عثمان الصايغ، عن معاوية بن عمار، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ما اقول إذا أتيت قبر الحسين (عليه السلام)، قال: قل: السلام عليك يا ابا عبد الله، صلى الله عليك يا ابا عبد الله، رحمك الله يا ابا عبد الله، لعن الله من قتلك، ولعن الله من شرك في دمك، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به، انا الى الله من ذلك برئ (1). زيارة اخرى بسم الله الرحمان الرحيم [ 621 ] 5 – حدثني ابي عن سعد بن عبد الله، عن ابي عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن ابي حمزة، عن الحسن بن محمد بن عبد الكريم


1 – عنه البحار 101: 162، المستدرك 10: 299. ذكره الشيخ في التهذيب 6: 115، باسناده عن الكليني، عن محمد بن يحيى العطار، عن سلمة بن الخطاب، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن فضيل بن عثمان، عن معاوية بن عمار، عن الصادق (عليه السلام). اقول: اورده الشيخ عن الكليني، ولم نجده في الكافي.

[ 375 ]

أبو علي، عن المفضل بن عمر، عن جابر الجعفي (1)، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) للمفضل: كم بينك وبين قبر الحسين (عليه السلام)، قال: قلت: بابي انت وامي يوم وبعض يوم آخر، قال: فتزوره، فقال: نعم، فقال: الا ابشرك الا افرحك ببعض ثوابه، قلت: بلي جعلت فداك، قال: فقال لي: ان الرجل منكم ليأخذ في جهازه ويتهيأ لزيارته فيتباشر به اهل السمأ، فإذا خرج من باب منزله راكبا أو ماشيا وكل الله به اربعة الاف ملك من الملائكة يصلون عليه حتى يوافي قبر الحسين (عليه السلام). يا مفضل إذا اتيت قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) فقف بالباب وقل هذه الكلمات، فان لك بكل كلمة كفلا من رحمة الله، فقلت: ما هي جعلت فداك، قال: تقول: السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث ابراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله.


1 – لا يوجد: (جابر الجعفي) في التهذيب والمزار الكبير ومصباح الزائر، ولا يوجد فيها ايضا: (للمفضل)، ولعله: (للمفضل) اشتباه من الراوي أو من الناسخين، أو مكان (عن) في قوله: (عن جابر) الواو، والا فلا يستقيم الا بتكلف بعيد، وهو ان يقال: المفضل كان نسي الخبر ثم اخبره جابربه.

[ 376 ]

السلام عليك يا وارث علي وصي رسول الله، السلام عليك يا وارث الحسن الرضي، السلام عليك يا وارث فاطمة بنت رسول الله، السلام عليك ايها الشهيد الصديق، السلام عليك ايها الوصي البار التقي، السلام على الارواح التي حلت بفنائك، واناخت برحلك، السلام على ملائكة الله المحدقين بك. أشهد أنك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ثم تسعي، فلك بكل قدم رفعتها أو وضعتها كثواب المتشحط بدمه في سبيل الله، فإذا سلمت على القبر فالتمسه بيدك وقل: السلام عليك يا حجة الله في سمائه وارضه. ثم تمضي الى صلواتك، ولك بكل ركعة ركعتها عنده كثواب من حج واعتمر الف مرة، واعتق الف رقبة، وكأنما وقف في سبيل الله الف مرة مع نبي مرسل. فإذا انقلبت من عند قبر الحسين (عليه السلام) ناداك مناد لو سمعت مقالته لاقمت عمرك عند قبر الحسين (عليه السلام)، وهو يقول: طوبي لك ايها العبد قد غنمت وسلمت، وقد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل. فان مات في عامه أو في ليلته أو يومه لم يل قبض روحه الا الله،


[ 377 ]

وتقبل الملائكة معه، ويستغفرون له ويصلون عليه حتى يوافي منزله، وتقول الملائكة: يا رب هذا عبدك وقد وافى قبر ابن نبيك (صلى الله عليه وآله) وقد وافى منزله فأين نذهب، فيأتيهم الندأ من السمأ: يا ملائكتي قفوا بباب عبدي، فسبحوا وقدسوا، واكتبوا ذلك في حسناته الى يوم يتوفي. قال: فلا يزالون ببابه الى يوم يتوفى، يسبحون الله ويقدسونه ويكتبون ذلك في حسناته، فإذا توفى شهدوا كفنه وغسله والصلاة عليه، ويقولون: ربنا وكلتنا بباب عبدك وقد توفي فأين نذهب، فيناد بهم: يا ملائكتي قفوا بقبر عبدي فسبحوا وقدسوا واكتبوا ذلك في حسناته الى يوم القيامة (1). [ 622 ] 6 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، عن ابي عبد الله الرازي الجاموراني، عن الحسن بن علي بن ابي حمزة، باسناد مثله. زيارة اخرى [ 623 ] 7 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،


1 – عنه البحار 101: 163، المستدرك 10: 299. رواه في المزار الكبير، عنه البحار 101: 165. ذكره السيد في مصباح الزائر: 134 عنه (عليه السلام)، عنه البحار 101: 229. اخرجه الكفعمي في مصباحه: 499، البلد الامين: 280، عنهم البحار 101: 164، المستدرك 10: 302.

[ 378 ]

عن جده محمد بن عيسى بن عبد الله، عن ابراهيم بن ابي البلاد، قال: قلت لابي الحسن (عليه السلام): ما تقول في زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فقال لي: ما تقولون انتم فيه، فقلت: بعضنا يقول: حجة، وبعضنا يقول: عمرة، قال: فأي شئ تقول إذا أتيت، فقلت: اقول: السلام عليك يا ابا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، أشهد أنك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. وأشهد أن الذين سفكوا دمك واستحلوا حرمتك ملعونون معذبون على لسان داود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (1). [ 624 ] 8 – حدثني ابي، عن موسى بن جعفر البغدادي، عمن حدثه، عن ابراهيم بن ابي البلاد، قال: قال لي أبو الحسن: كيف السلام على ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: اقول: السلام عليك يا ابا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، أشهد أنك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة.


1 – عنه البحار 101: 165، المستدرك 10: 303.

[ 379 ]

وأشهد أن الذين سفكوا دمك واستحلوا حرمتك ملعونون معذبون على لسان داود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. قال: نعم هو هكذا (1). زيارة اخرى [ 625 ] 9 – حدثني حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن محمد، عن بعض اصحابه، عن سليمان بن حفص المروزي، عن الرجل (عليه السلام)، قال: تقول عند قبر الحسين (عليه السلام): السلام عليك يا ابا عبد الله، السلام عليك يا حجة الله في ارضه وشاهده على خلقه، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن علي المرتضى، السلام عليك يابن فاطمة الزهرأ. أشهد أنك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وجاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين، وصلى الله عليك حيا وميتا. ثم ضع خدك الايمن على القبر وقل: اشهد انك على بينة من ربك، جئتك مقرا بالذنوب، اشفع لي عند


1 – عنه البحار 101: 165، المستدرك 10: 303.

[ 380 ]

ربك يا ابن رسول الله – ثم اذكر الائمة واحدا واحدا وقل: اشهد انهم حجج الله. ثم قل: اكتب لي عندك عهدا وميثاقا باني اتيتك مجددا الميثاق، ح فاشهد لي عند ربك، انك انت الشاهد (1). [ 626 ] 10 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسين بن زكريا، عن سليمان بن حفص المروزي، عن المبارك، قال: تقول عند قبر الحسين (عليه السلام): السلام عليك يا ابا عبد الله، السلام عليك يا حجة الله في ارضه وشاهده على خلقه، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن علي المرتضى، السلام عليك يابن فاطمة الزهرأ. أشهد أنك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وجاهدت في سبيل الله حتى أتاك اليقين، وصلى الله عليك حيا وميتا. ثم ضع خدك الايمن على القبر وقل: اشهد انك على بينة من ربك، جئتك مقرا بالذنوب، اشفع لي عند ربك يا ابن رسول الله.


1 – يأتي مصادر الحديث في الرقم الاتي.

[ 381 ]

ثم اذكر الائمة بأسمائهم واحدا واحدا وقل: اشهد انهم حجج الله. ثم قل: اكتب لي عندك ميثاقا وعهدا باني اتيتك مجددا الميثاق، فاشهد لي عند ربك، انك انت الشاهد (1). زيارة اخرى [ 627 ] 11 – حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن محمد ابن الحسن الصفار، عن محمد بن عبد الجبار، عن عبد الرحمان بن ابي نجران، عن عامر بن جذاعة، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا أتيت الحسين (عليه السلام) فقل: الحمدلله وصلى الله على محمد واله، والسلام عليه وعليهم


1 – عنه البحار 101: 173. اورده الكليني في الكافي 4: 577، باسناده عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن اورمة، عن بعض اصحابنا، عن ابي الحسن صاحب العسكر (عليه السلام)، وايضا عن محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عمن ذكره، عنه الشيخ في التهذيب 6: 114. مر مثله في الرقم السابق باسناده عن المبارك (عليه السلام). اورده الكفعمي في مصباحه: 499 مرسلا. اقول: عبر عن الهادي (عليه السلام) في رواية الكامل بالرجل والمبارك، لانهم: في زمن التقية، لعن الله اعداءهم من الاولين والاخرين.

[ 382 ]

ورحمة الله وبركاته، صلى الله عليك يا ابا عبد الله. لعن الله من قتلك، ومن شارك في دمك، ومن بلغه ذلك فرضي به، انا الى الله منهم برئ (1). [ 628 ] 12 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد ابن محمد، عن عبد الرحمان بن ابي نجران، عن محمد بن ابي عمير، عن عامر بن جذاعة، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا أتيت الحائر فقل: الحمدلله وصلى الله على محمد واهل بيته، والسلام عليه وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته، عليك السلام يا ابا عبد الله. لعن الله من قتلك، ومن شارك في دمك، ومن بلغه ذلك فرضي به، انا الى الله منهم برئ (2). زيارة اخرى [ 629 ] 13 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، عن احمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عمرو بن سعيد المدائني، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى الساباطي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: تقول إذا أتيت الى قبره:


1 – عنه البحار 101: 166، المستدرك 10: 303. 2 – عنه البحار 101: 167، المستدرك 10: 304.

[ 383 ]

السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن امير المؤمنين، السلام عليك يا ابا عبد الله، السلام عليك يا سيد شباب اهل الجنة ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا من رضاه من رضى الرحمان وسخطه من سخط الرحمان. السلام عليك يا امين الله، وحجة الله وباب الله، والدليل على الله، والداعي الى الله. أشهد أنك قد حللت حلال الله وحرمت حرام الله، وأقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. واشهد انك ومن قتل معك شهدأ احيأ عند ربك ترزقون، وأشهد أن قاتلك في النار، ادين الله بالبراءة ممن قتلك، وممن قاتلك و شايع عليك، وممن جمع عليك، وممن سمع صوتك ولم يعنك، يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما (1). [ 630 ] 14 – حدثني علي بن الحسين، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن ابي نجران، عن يزيد بن اسحاق، عن الحسن بن عطية، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: تقول عند قبر الحسين (عليه السلام) ما احببت (2).


1 – عنه البحار 101: 166، المستدرك 10: 304. اورده الكفعمي في مصباحه: 501، البلد الامين: 281 مرسلا. 2 – عنه البحار 101: 284، المستدرك 10: 410.

[ 384 ]

زيارة اخرى [ 631 ] 15 – حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن ابي سعيد المدايني، قال: دخلت على ابي عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك آتي قبر الحسين (عليه السلام)، قال: نعم يا ابا سعيد ائت قبر الحسين (عليه السلام) أطيب الطيبين وأطهر الطاهرين وأبر الابرار، وإذا زرته يا ابا سعيد فسبح عند رأسه تسبيح امير المؤمنين (عليه السلام) الف مرة، وسبح عند رجليه تسبيح فاطمة (عليها السلام) الف مرة، ثم صل عنده ركعتين تقرأ فيهما يس والرحمان، فإذا فعلت ذلك كتب الله لك ثواب ذلك ان شأالله تعالى. قال: قلت: جعلت فداك علمني تسبيح علي وفاطمة (عليها السلام)، قال: نعم يا ابا سعيد تسبيح علي (عليه السلام): سبحان الذي لاتنفد خزائنه، سبحان الذي لاتبيد معالمه، سبحان الذي لا يفنى ما عنده، سبحان الذي لا يشرك احدا في حكمه، سبحان الذي لااضمحلال لفخره، سبحان الذي لا انقطاع لمدته، سبحان الذي لا اله غيره. وتسبيح فاطمة (عليها السلام): سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي العز الشامخ المنيف، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، سبحان ذي البهجة والجمال، سبحان


[ 385 ]

من تردى بالنور والوقار، سبحان من يرى اثر النمل في الصفا ووقع الطير في الهواء (1). زيارة اخرى [ 632 ] 16 – حدثني ابي وغير واحد، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن موسى الوراق، عن يونس، عن عامر بن جذاعة، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا أتيت قبر الحسين (عليه السلام) فقل: السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابا عبد الله، لعن الله من قتلك، ومن بلغه ذلك فرضي به، انا الى الله منهم برئ. زيارة اخرى [ 633 ] 17 – حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن احمد بن اسحاق ابن سعد، قال: حدثنا سعدان بن مسلم قائد ابي بصير، قال: حدثنا بعض اصحابنا، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا أتيت القبر بدأت فأثنيت على الله عز وجل وصليت على النبي (صلى الله عليه وآله)، واجتهدت في ذلك، ثم تقول:


1 – عنه البحار 101: 166. 2 – عنه البحار 101: 168.

[ 386 ]

سلام الله وسلام ملائكته فيما تروح وتغدو، والزاكيات الطاهرات لك، وعليك سلام الملائكة المقربين والمسلمين لك بقلوبهم، والناطقين بفضلك، و الشهداء، على أنك صادق وصديق، صدقت ونصحت فيما أتيت به. وأنك ثار الله في الارض، والدم الذي لا يدرك ترته أحد من أهل الارض، ولا يدركه إلا الله وحده. جئتك يا ابن رسول الله وافدا إليك، أتوسل إلى الله بك في جميع حوائجي، من أمر دنياي واخرتي، وبك يتوسل المتوسلون إلى الله في حوائجهم، وبك يدرك أهل الترات من عباد الله طلبتهم. ثم امش قليلا ثم تستقبل القبر فقل: الحمد لله الواحد المتوحد بالامور كلها، خالق الخلق فلم يعزب عنه شئ من أمرهم، وعالم كل شئ بغير تعليم، ضمن الارض ومن عليها دمك (1) وثارك يا ابن رسول الله. أشهد أن لك من الله ما وعدك من النصر والفتح، وأن لك من الله


1 – ضمن الارض ومن عليها دمك، تضمين الارض اما على سبيل المبالغة والمجاز كناية عن تعظيم الامر وتفخيمه، أو المراد ان الله يأمر الارض في القبر بتعذيب قاتليه وفي الرجعة بخسفهم وغيره، أو المراد اهل الارض من الملائكة والجن فيكون المراد بمن عليها الانس أو الاعم تعميما بعد التخصيص، ويحتمل ان يكون المراد ان الله اودع الارض اجساد قاتليه حتى ينتقم له منهم في الرجعة وفي القيامة – البحار.

[ 387 ]

الوعد الحق في هلاك عدوك وتمام موعده إياك. أشهد أنه قاتل معك ربيون كثير، كما قال الله: (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم) (1). ثم كبر سبع تكبيرات ثم امش قليلا واستقبل القبر ثم قل: الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، وخلق كل شئ فقدره تقديرا. أشهد أنك قد بلغت عن الله ما امرت به ووفيت بعهد الله، وتمت بك كلماته، وجاهدت في سبيله حتى أتاك اليقين، ولعن الله امة قتلتك، ولعن الله امة ظلمتك (2)، ولعن الله امة خذلت عنك. اللهم إني أشهد بالولاية لمن واليت ووالت رسلك، وأشهد بالبرأة ممن تبرأت منه وبرئت منه رسلك. اللهم العن الذين كذبوا رسولك، وهدموا كعبتك، وحرفوا كتابك، وسفكوا دم أهل بيت نبيك، وأفسدوا عبادك واستذلوهم. اللهم ضاعف لهم اللعنة فيما جرت به سنتك في برك وبحرك، اللهم العنهم في سمائك وأرضك، اللهم واجعل لي لسان صدق في أوليائك، وحبب إلي مشاهدهم حتى تلحقني بهم، وتجعلهم لي فرطا، وتجعلني لهم تبعا في الدنيا والاخرة.


1 – آل عمران: 146. 2 – خذلتك (خ ل).

[ 388 ]

ثم امش قليلا فكبر سبعا، وهلل سبعا، واحمد الله سبعا، وسبح الله سبعا، وأجبه سبعا تقول: لبيك داعي الله، إن كان لم يجبك بدني فقد أجابك قلبي وشعري وبشري ورأيي وهواي، على التسليم لخلف النبي المرسل والسبط المنتجب، والدليل العالم، والامين المستخزن، والموصي البليغ، والمظلوم المهتضم (1)، جئت انقطاعا إليك وإلى ولدك وولد ولدك، الخلف من بعدك على بركة الحق. فقلبي لكم مسلم، وأمري لكم متبع، ونصرتي لك معدة، حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين لدينه ويبعثكم، فمعكم معكم لا مع عدوكم، إني من المؤمنين برجعتكم، لا انكر لله قدرة، ولا اكذب له مشية، ولا أزعم أن ما شأ لا يكون. ثم امش حتى تنتهي الى القبر وقل وانت قائم: سبحان الله، يسبح له الملك والملكوت ويقدس بأسمائه جميع خلقه، سبحان الله الملك القدوس ربنا ورب الملائكة والروح، اللهم اجعلني في وفدك إلى خير بقاعك وخير خلقك، اللهم العن الجبت والطاغوت. ثم ارفع يديك حتى تضعهما ممدودتين على القبر ثم تقول: اشهد انك طهر طاهر من طهر طاهر، قد طهرت بك البلاد وطهرت


1 – اهتضمه: ظلمه وغصبه وكسر عليه حقه.

[ 389 ]

أرض انت فيها، وأنك ثأر الله في الارض حتى يستثير لك من جميع خلقه. ثم ضع يديك وخديك جميعا على القبر، ثم اجلس عند رأسه واذكر الله بما احببت وتوجه إليه واسأل الله حوائجك. ثم ضع يديك وخديك عند رجليه وقل: صلى الله على روحك وبدنك، فلقد صبرت وانت الصادق المصدق، قتل الله من قتلك بالايدي والا لسن. ثم قم الى قبر ولده وتثني عليهم بما احببت، وتسأل ربك حوائجك و ما بدا لك، ثم تستقبل قبور الشهدأ قائما فتقول: السلام عليكم ايها الربانيون، انتم لنا فرط ونحن لكم تبع وانصار، ابشروا بموعد الله الذي لا خلف له وان الله مدرك بكم ثاركم، وانتم سادة الشهدأ في الدنيا والا خرة. ثم اجعل القبر بين يديك وصل ما بدا لك، وكلما دخلت الحائر فسلم ثم امش حتى تضع يديك وخديك جميعا على القبر. فإذا اردت ان تخرج فاصنع مثل ذلك ولا تقصر عنده من الصلوات ما اقمت، وإذا انصرفت من عنده فودعه وقل: سلام الله و سلام ملائكته المقربين وانبيائه المرسلين وعباده الصالحين عليك يابن رسول الله، وعلى روحك وبدنك وذريتك ومن


[ 390 ]

حضرك من اوليائك (1). [ 634 ] 18 – حدثني بهذه الزيارة احمد بن محمد بن الحسن بن سهل، عن أبيه، عن جده، عن موسى بن الحسن بن عامر، عن احمد بن هلال، قال: حدثنا امية بن علي القيسي الشامي، عن سعدان بن مسلم، عن رجل، عن ابي عبد الله (عليه السلام) مثله، وزاد في آخره: من عند من حضرك من اوليائك. فإذا بلغت الرواح فقل هذا الكلام من اوله الى آخره كما قلت حين دخلت الحائر، فإذا دخلت منزلك فقل: الحمد لله الذي سلمني وسلم مني، الحمد لله في الامور كلها وعلى كل حال، الحمد لله رب العالمين. ثم كبر احدى وعشرين تكبيرة متتابعة وسهل ولا تعجل فيها ان شأ الله تعالى، والباقي مثله (2). زيارة اخرى [ 635 ] 19 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن ابن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن ابان، عن


1 – عنه البحار 101: 168، 98: 53 (قطعة)، صدره المستدرك 10: 326. 2 – عنه البحار 101: 170.

[ 391 ]

الحسين بن عطية ابي ناب بياع السابري (1)، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) وهو يقول: من أتي قبر الحسين (عليه السلام) كتب الله له حجة وعمرة وعمرة وحجة، قال: قلت: جعلت فداك فما اقول إذا أتيته، قال: تقول: السلام عليك يا ابا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا، اشهد انك حي شهيد ترزق عند ربك، واتوالى وليك وابرأ من عدوك، وأشهد أن الذين قاتلوك و انتهكوا حرمتك ملعونون على لسان النبي الامي. وأشهد أنك قد أقمت الصلاة، و اتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وجاهدت في سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة. اسأل الله وليك وولينا ان يجعل تحفتنا من زيارتك الصلاة على نبينا، والمغفرة لذنوبنا، اشفع لي يا ابن رسول الله عند ربك (2). [ 636 ] 20 – حدثني علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن جابر المكفوف، عن ابي الصامت، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:


1 – كذا في النسخ، وذكرنا فيما مر ان الظاهر وقوع التصحيف والصحيح: الحسن، حيث لم يذكر في المعاجم للحسن اخ بهذا الاسم والمعروف بابي ناب هو الحسن. 2 – عنه البحار 101: 171.

[ 392 ]

من أتي الحسين (عليه السلام) ماشيا كتب الله له بكل خطوة الف حسنة ومحي عنه الف سيئة، ورفع له الف درجة، فإذا أتيت الفرات فاغتسل وعلق نعليك وامش حافيا، وامش مشي العبد الذليل، فإذا أتيت باب الحائر فكبر الله اربعا وصل عنده واسأل حاجتك (1). زيارة خفيفة [ 637 ] 21 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن صفوان ابن يحيى، عن ابي الصباح، عن ابي عبد الله (عليه السلام) – أو عن ابي بصير، عنه (عليه السلام) -، قال: قلت: كيف السلام على الحسين بن علي (عليهما السلام)، قال: تقول: السلام عليك يا ابا عبد الله، السلام عليك يا ابن رسول الله، لعن الله من قتلك، ولعن الله من اعان عليك، ومن بلغه ذلك فرضي به، انا الى الله منهم برئ (2). زيارة خفيفة [ 638 ] 22 – وباسناده، عن احمد بن محمد، عن محمد بن اسماعيل، عن ابان بن عثمان، عن ابي همام، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال:


1 – عنه البحار 101: 172، الوسائل 14: 440، مر في الباب: 49 مثله. 2 – عنه البحار 101: 172.

[ 393 ]

إذا أتيت قبر الحسين (عليه السلام) فقل: السلام عليك يا ابا عبد الله، لعن الله من قتلك، ولعن الله من شرك في دمك، ومن بلغه ذلك فرضي به، وانا الى الله منهم برئ. (1) زيارة اخرى بسم الله الرحمان الرحيم [ 639 ] 23 – حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن احمد بن الحسين العسكري ومحمد بن الحسن جميعا، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه علي بن مهزيار، عن محمد بن ابي عمير، عن محمد بن مروان، عن ابي حمزة الثمالي، قال: قال الصادق (عليه السلام): إذا اردت المسير الى قبر الحسين (عليه السلام) فصم يوم الاربعأ والخميس والجمعة، فإذا اردت الخروج فاجمع اهلك وولدك وادع بدعأ السفر، واغتسل قبل خروجك وقل حين تغتسل: اللهم طهرني وطهر قلبي، واشرح لي صدري، واجر على لساني ذكرك ومدحتك والثنأ عليك، فانه لاقوة الا بك، وقد علمت ان قوام ديني التسليم لا مرك والا تباع لسنة نبيك والشهادة على جميع انبيائك ورسلك الى جميع خلقك.


1 – عنه البحار 101: 172.

[ 394 ]

اللهم اجعله نورا وطهورا وحرزا، وشفأ من كل دأ وسقم، وافة و عاهة، ومن شر ما اخاف واحذر. فإذا خرجت فقل: اللهم اني اليك وجهت وجهي، واليك فوضت امري، واليك اسلمت نفسي، واليك الجأت ظهري، وعليك توكلت، لا ملجا ولا منجا الا اليك، تباركت وتعاليت، عز جارك وجل ثناؤك. ثم قل: بسم الله وبالله، ومن الله وإلى الله، وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه واله، على الله توكلت وإليه انبت، فاطر السماوات السبع والارضين السبع ورب العرش العظيم. اللهم صل على محمد وال محمد، واحفظني في سفري، واخلفني في أهلي بأحسن الخلافة، اللهم إليك توجهت، وإليك خرجت، وإليك وفدت، ولخيرك تعرضت، وبزيارة حبيب حبيبك تقربت. اللهم لا تمنعني ما عندك بشر ما عندي، اللهم اغفر لي ذنوبي، وكفر عني سيئاتي، وحط عني خطاياي، واقبل مني حسناتي. وتقول: اللهم اجعلني في درعك الحصينة التي تجعل فيها من تريد، اللهم إني أبرأ إليك من الحول والقوة – ثلاث مرات.


[ 395 ]

واقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين و (قل هو الله أحد)، و (إنا أنزلناه)، وآية الكرسي ويس، وآخر الحشر: (لو أنزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الا مثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذي لا إله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق الباري المصور له الا سمأ الحسنى يسبح له ما في السموات والا رض وهو العزيز الحكيم) (1). ولا تدهن ولا تكتحل حتى تأتي الفرات، وأقل من الكلام والمزاح، وأكثر من ذكر الله تعالى، وإياك والمزاح والخصومة. فإذا كنت راكبا أو ماشيا فقل: اللهم إني أعوذ بك من سطوات النكال (2)، وعواقب الوبال، وفتنة الضلال (3)، ومن أن نلقي بمكروه، وأعوذ بك من الحبس واللبس (4)، ومن وسوسة الشيطان وطوارق السؤ، وشر كل ذي شر، ومن شر شياطين


1 – الحشر: 21 – 24. 2 – السطوة: البطش والقهر، النكال: العقوبة التي تنكل الانسان عن فعل ما جعلتها له جزاء، اي من سطوات الله التي توجب عبرة من اطلع عليها. 3 – فتنة الضلال: الامتحان الذي يوجب الضلال عن الحق. 4 – اللبس – بالفتح – الاختلاط واشتباه الحق بالباطل، واللبس – بالضم – الشبهة.

[ 396 ]

الجن والانس، ومن شر من ينصب لا وليأ الله العداوة، ومن أن يفرطوا علي (1) أو أن يطغوا. وأعوذ بك من شر عيون اح لظلمة، ومن شر كل ذي شر وشرك إبليس، ومن ان يرد عن الخير باللسان واليد. فإذا خفت شيئا فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله، به احتجبت، وبه اعتصمت، اللهم اعصمني من شر خلقك، فانما أنا بك (2) وأنا عبدك. فإذا أتيت الفرات فقل قبل أن تعبره: اللهم أنت خير من وفد إليه الرحال، وأنت يا سيدي أكرم مأتي وأكرم مزور، وقد جعلت لكل زائر كرامة، ولكل وافد تحفة. وقد أتيتك زائرا قبر ابن نبيك صلواتك عليه، فاجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار، وتقبل مني عملي، واشكر سعيي، وارحم مسيري إليك بغير من مني، بل لك المن علي إذ جعلت لي السبيل إلى زيارته، وعرفتني فضله، وحفظتني حتى بلغتني قبر ابن وليك. وقد رجوتك فصل على محمد وال محمد ولا تقطع رجائي، وقد أتيتك فلا تخيب أملي، واجعل هذا كفارة لما كان قبله من ذنوبي، واجعلني من أنصاره يا أرحم الراحمين.


1 – فرط عليه: اسرف عليه. 2 – انابك: اي متوسل ومعتصم بك.

[ 397 ]

ثم اعبر الفرات وقل: اللهم صل على محمد وال محمد واجعل سعيي مشكورا، وذنبي مغفورا، وعملي مقبولا، واغسلني من الخطايا والذنوب، وطهر قلبي من كل افة تمحق ديني أو تبطل عملي، يا أرحم الراحمين. ثم تأتي النينوي فتضع رحلك بها، ولا تدهن ولا تكتحل ولا تأكل اللحم ما دمت مقيما بها، ثم تأتي الشط بحذأ نخل القبر، واغتسل وعليك الميزر وقل وأنت تغتسل: اللهم طهرني وطهر قلبي، واشرح لي صدري، وأجر على لساني محبتك ومدحتك والثنأ عليك، فانه لا حول ولا قوة إلا بك. وقد علمت أن قوام ديني التسليم لا مرك، والشهادة على جميع أنبيائك ورسلك بالالفة بينهم، اشهد انهم انبياؤك ورسلك إلى جميع خلقك. اللهم اجعله نورا وطهورا وحرزا، وشفأ من كل سقم ودأ، ومن كل افة وعاهة، ومن شر ما أخاف وأحذر. اللهم طهر به جوارحي وعظامي، ولحمي ودمي، وشعري وبشري، ومخي وعصبي، وما أقلت الارض مني (1)، واجعله لي شاهدا يوم فقري وفاقتي.


1 – ما اقلت الارض مني: ما حملت الارض مني.

[ 398 ]

ثم البس أطهر ثيابك فإذا لبستها فقل: الله اكبر الله اكبر – ثلاثين مرة وتقول: الحمد لله الذي إليه قصدت فبلغني، وإياه أردت فقبلني ولم يقطع بي، ورحمته ابتغيت فسلمني، اللهم أنت حصني وكهفي وحرزي ورجائي وأملي، لا اله الا أنت يا رب العالمين. فإذا أردت المشي فقل: اللهم اني أردتك فاردني، واني أقبلت بوجهي اليك فلا تعرض بوجهك عني، فان كنت علي ساخطا فتب علي، وارحم مسيري الى ابن حبيبك، ابتغي بذلك رضاك عني، فارض عني ولا تخيبني، يا ارحم الراحمين. ثم امش حافيا وعليك السكينة والوقار، بالتكبير والتهليل والتحميد والتمجيد والتعظيم لله ولرسوله والصلاة على محمد وآله، وقل أيضا: الحمد لله الواحد المتوحد بالا مور كلها، خالق الخلق ولم يعزب عنه (1) شئ من امورهم، وعلم كل شي بغير تعليم، صلوات الله وصلوات ملائكته المقربين وأنبيأه المرسلين ورسله أجمعين على محمد وأهل بيته الا وصيأ.


1 – لم يعزب عنه: لم يغب عنه.

[ 399 ]

الحمد لله الذي أنعم علي وعرفني فصل على محمد وأهل بيته (صلى الله عليه واله). ثم امش قليلا وقصر خطاك، فإذا وقفت على التل فاستقبل القبر فقف وقل: الله اكبر الله اكبر – ثلاثين مرة، وتقول: لا اله الا الله في علمه منتهى علمه، ولا اله الا الله بعد علمه منتهى علمه، ولا اله الا الله مع علمه منتهى علمه، والحمد لله في علمه منتهى علمه، والحمد لله بعد علمه منتهى علمه، والحمد لله مع علمه منتهى علمه، وسبحان الله في علمه منتهى علمه، وسبحان الله بعد علمه منتهى علمه، وسبحان الله مع علمه منتهى علمه، والحمد لله بجميع محامده على جميع نعمه. ولا اله الا الله والله اكبر، وحق له ذلك، لا اله الا الله الحليم الكريم، لا اله الا الله العلي العظيم، لا اله الا الله نور السماوات السبع، ونور الا رضين السبع، ونور العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليكم يا ملائكة الله وزوار قبر ابن نبي الله. ثم امش عشر خطوات وكبر ثلاثين تكبيرة وقل وأنت تمشي: لا اله الا الله تهليلا لا يحصيه غيره قبل كل احد وبعد كل احد، ومع كل احد وعدد كل احد، وسبحان الله تسبيحا لا يحصيه غيره قبل كل احد وبعد كل احد، ومع كل احد وعدد كل احد، وسبحان الله


[ 400 ]

والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر قبل كل احد وبعد كل احد، ومع كل احد وعدد كل احد ابدا أبدا. اللهم اني اشهدك وكفى بك شهيدا، فاشهد لي اني اشهد انك حق، وان رسولك حق، وان قولك حق، وان قضأك حق، وان قدرك حق، وان فعلك حق، وان جنتك حق، وأن نارك حق، وأنك مميت الا حيا، وأنك محيي الموتى، وأنك باعث من في القبور، وأنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه، وأنك لاتخلف الميعاد. السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليكم يا ملائكة الله ويا زوار قبر ابي عبد الله عليه السلام. ثم امش قليلا وعليك السكينة والوقار بالتكبير والتهليل والتمجيد والتحميد والتعظيم لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله)، وقصر خطاك. فإذا أتيت الباب الذي يلي المشرق فقف على الباب وقل: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه واله عبده ورسوله، وأمين الله على خلقه، وأنه سيد الا ولين والا خرين، وأنه سيد الا نبيأ والمرسلين، سلام على رسول الله، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جأت رسل ربنا بالحق. اللهم إني أشهد أن هذا قبر ابن حبيبك و صفوتك من خلقك، وأنه الفائز بكرامتك، أكرمته بكتابك، وخصصته وائتمنته على وحيك،


[ 401 ]

وأعطيته مواريث الا نبيأ، وجعلته حجة على خلقك، فأعذر في الدعأ، وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الضلالة والجهالة، والعمى والشك والا رتياب إلى باب الهدى من الردى. وأنت ترى ولا ترى، وأنت بالمنظر الا على (1)، حتى ثار عليه من خلقك من غرته الدنيا وباع الا خرة بالثمن الاوكس (2)، وأسخطك وأسخط رسولك، وأطاع من عبادك من أهل النفاق وحملة الا وزار من استوجب النار، لعن الله قاتلي ولد رسولك وضاعف عليهم العذاب الا ليم. ثم تدنو قليلا وقل: السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث ابراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله (صلى الله عليه واله)، السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وصي رسول الله. السلام عليك يا وارث الحسن بن علي الزكي (3)، السلام عليك يا


1 – انت بالمنظر الاعلى: اي انت مطلع على جميع امور الخلق، أو انه لا يصل انظار الخلق وافكارهم اليك. 2 – الوكس: النقص. 3 – الزكي: الطاهر من الذنوب والعيوب، أو النامي في الفضائل والكمالات.

[ 402 ]

وارث فاطمة الصديقة (1)، السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام عليك أيها الوصي الرضي البار التقي. أشهد أنك قد أقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين، السلام عليك يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته. السلام عليك وعلى الارواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك، السلام على ملائكة الله المحدقين بك، السلام على ملائكة الله وزوار قبر ابن نبي الله. ثم ادخل الحائر وقل حين تدخل: السلام على ملائكة الله المقربين، السلام على ملائكة الله المنزلين، السلام على ملائكة الله المسومين، السلام على ملائكة الله الذين هم بهذا الحائر يعملون وبامر الله مسلمون، السلام عليك يا ابن رسول الله وابن أمين الله وابن خالصة الله. السلام عليك يا أبا عبد الله إنا لله وإنا إليه راجعون، ما أعظم مصيبتك عند أبيك رسول الله، وما أعظم مصيبتك عند من عرف الله عز وجل، وأجل مصيبتك عند الملا الا على، وعند انبيأ الله وعند رسل الله.


1 – فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (خ ل).

[ 403 ]

السلام مني اليك والتحية مع عظيم الرزية (1)، كنت نورا في الاصلاب الشامخة (2)، ونورا في ظلمات الارض، ونورا في الهوأ، ونورا في السماوات العلى، كنت فيها نورا ساطعا لا يطفى، وأنت الناطق بالهدى. ثم امش قليلا وقل: الله اكبر الله اكبر – سبع مرات وهلله سبعا، واحمده سبعا، وسبحه سبعا وقل: لبيك داعي الله – سبعا، وقل: ان كان لم يجبك بدني عند استغاثتك، فقد اجابك قلبي وسمعي وبصري ورأيي وهواي على التسليم لخلف النبي المرسل، والسبط المنتجب، والدليل العالم، والامين المستخزن، والمؤدي المبلغ، والمظلوم المضطهد (3)، جئتك انقطاعا اليك، والى جدك وابيك وولدك الخلف من بعدك، فقلبي لكم مسلم، ورأيي لكم متبع، ونصرتي لكم معدة، حتى يحكم الله بدينه ويبعثكم. واشهد الله أنكم الحجة، وبكم ترجى الرحمة، فمعكم معكم لا مع عدوكم، اني بكم من المؤمنين، لا انكر لله قدرة، ولا اكذب منه بمشية. ثم امش وقصر خطاك حتى تستقبل القبر واجعل القبلة بين كتفيك واستقبل وجهه بوجهك وقل:


1 – الرزية: المصيبة. 2 – الشامخة: الرفيعة. 3 – المضطهد: المقهور.

[ 404 ]

السلام من الله، والسلام على محمد أمين الله على رسله (1) وعزائم أمره، الخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على محمد صاحب ميثاقك، وخاتم رسلك، وسيد عبادك، وامينك في بلادك، وخير بريتك، كما تلا كتابك، وجاهد عدوك، حتى أتاه اليقين. اللهم صل على أمير المؤمنين عبدك وأخي رسولك الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم أتمم به كلماتك، وأنجز به وعدك، وأهلك به عدوك، واكتبنا في أوليائه وأحبائه، اللهم اجعلنا له شيعة وأنصارا، وأعوانا على طاعتك وطاعة رسولك، وما وكلته به واستخلفته عليه يا رب العالمين. اللهم صل على فاطمة بنت نبيك، وزوجة وليك، وام السبطين الحسن والحسين الطاهرة المطهرة، الصديقة الزكية، سيدة نسأ أهل الجنة أجمعين، صلاة لا يقوى على احصائها غيرك.


1 – على رسله: على علومهم أي تصديقهم أو على انفسهم، لانه امام الانبياء، والاظهر على رسالته – البحار.

[ 405 ]

اللهم صل على الحسن بن علي عبدك وابن اخي رسولك الذي انتجبته بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على الحسين بن علي عبدك وابن أخي رسولك، الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. وتصلي على الائمة كلهم كما صليت على الحسن والحسين (عليهما السلام)، وتقول: اللهم أتمم بهم كلماتك (1)، وأنجز بهم وعدك، وأهلك بهم عدوك وعدوهم من الجن والا نس أجمعين، اللهم اجزهم عنا خير ما جزيت نذيرا عن قومه، اللهم اجعلنا لهم شيعة وأنصارا، وأعوانا على طاعتك وطاعة رسولك. اللهم اجعلنا ممن يتبع النور الذي انزل معهم، وأحينا محياهم، وأمتنا مماتهم، وأشهدنا مشاهدهم (2) في الدنيا والا خرة، اللهم إن هذا


1 – اتمم بهم كلماتك: اي مواعيدك في نصر الدين واعلاء الحق واذلال الباطل، أو شرائعك واحكامك، أو آيات كتابك. 2 – مشاهدهم: مواطن حضورهم وظهورهم احياء وامواتا.

[ 406 ]

مقام أكرمتني به وشرفتني به، وأعطيتني فيه رغبة على حقيقة ايماني بك وبرسولك. ثم تدنو قليلا من القبر وتقول: السلام عليك يا ابن رسول الله، وسلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين كلما تروح الرائحات الطاهرات لك، وعليك سلام المؤمنين لك بقلوبهم، الناطقين لك بفضلك بألسنتهم. أشهد أنك صادق صديق صدقت فيما دعوت إليه، وصدقت فيما أتيت به، وأنك ثار الله في الارض، اللهم ادخلني في أوليائك، وحبب الي شهادتهم ومشاهدهم في الدنيا والا خرة، انك على كل شئ قدير. وتقول: السلام عليك يا أبا عبد الله، رحمك الله يا أبا عبد الله، صلى الله عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك يا إمام الهدى، السلام عليك يا علم التقى، السلام عليك يا حجة الله على أهل الدنيا، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره، السلام عليك يا وتر الله وابن وتره. أشهد أنك قتلت مظلوما، وأن قاتلك في النار، وأشهد أنك جاهدت في سبيل الله حق جهاده، لم تأخذك في الله لومة لائم، وأنك عبدته حتى أتاك اليقين، أشهد أنكم كلمة التقوى، وباب الهدى، والحجة على خلقه.


[ 407 ]

أشهد أن ذلك لكم سابق فيما مضى وفاتح فيما بقي، وأشهد أن أرواحكم وطينتكم طينة طيبة، طابت وطهرت بعضها من بعض من الله ومن رحمته، واشهد الله تبارك وتعالى وكفى به شهيدا، واشهدكم أني بكم مؤمن ولكم تابع، في ذات نفسي وشرايع ديني وخاتمة عملي ومنقلبي ومثواي، فأسأل الله البر الرحيم أن يتمم ذلك لي. أشهد أنكم قد بلغتم ونصحتم وصبرتم وقتلتم وغصبتم، واسئ اليكم فصبرتم، لعنت (1) امة خالفتكم، وامة جحدت ولايتكم، وامة تظاهرت عليكم، وامة شهدت ولم تستشهد، الحمد لله الذي جعل النار مثواهم وبئس الورد المورود، وبئس الرفد المرفود (2). وتقول: صلى الله عليك يا أبا عبد الله – ثلاثا، وعلى روحك وبدنك، لعن الله قاتليك، ولعن الله سالبيك ولعن الله خاذليك، ولعن الله من شايع على قتلك ومن أمر بذلك وشارك في دمك، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به أو سلم إليه، أنا أبرأ الى الله من ولايتهم وأتولى الله ورسوله وال رسوله. وأشهد أن الذين انتهكوا حرمتك وسفكوا دمك ملعونون على لسان النبي الامي، اللهم العن الذين كذبوا رسلك، وسفكوا دما


1 – لعن الله (خ ل). 2 – الرفد: العطاء والصلة، المرفود تأكيد له.

[ 408 ]

أهل بيت نبيك صلواتك عليهم. اللهم العن قتلة أمير المؤمنين وضاعف عليهم العذاب الا ليم، اللهم العن قتلة الحسين بن علي وقتلة أنصار الحسين بن علي عليهما السلام، وأصلهم حر نارك، وأذقهم بأسك وضاعف عليهم عذابك، والعنهم لعنا وبيلا (1). اللهم احلل بهم نقمتك، واتهم من حيث لا يحتسبون، وخذهم من حيث لا يشعرون، وعذبهم عذابا نكرا (2)، والعن أعدأ نبيك وال نبيك لعنا وبيلا، اللهم العن الجبت والطاغوت والفراعنة، انك على كل شئ قدير. وتقول: بأبي أنت وامي يا أبا عبد الله، اليك كانت رحلتي مع بعد شقتي، ولك فاضت عبرتي، وعليك كان أسفي ونحيبي (3) وصراخي (4)، وزفرتي (5) وشهقي (6)، واليك كان مجيئي، وبك أستتر من عظيم جرمي، أتيتك زائرا وافدا قد أوقرت ظهري.


1 – الوبيل: الشديد. 2 – النكر: المنكر والامر الشديد. 3 – النحيب: اشد البكاء. 4 – الصراخ: الصوت الشديد، الصارخة: صوت الاستغاثة. 5 – زفر يزفر: إذا خرج نفسه بعد مده اياه، الزفرة: التنفس كذلك. 6 – الشهيق: تردد البكاء في الصدر.

[ 409 ]

بأبي أنت وامي يا سيدي، بكيتك يا خيرة الله وابن خيرته، وحق لي أن أبكيك، وقد بكتك السماوات والا رضون والجبال والبحار، فما عذري ان لم أبكك، وقد بكاك حبيب ربي، وبكتك الا ئمة صلوات الله عليهم، وبكاك من دون سدرة المنتهى الى الثرى جزعا عليك. ثم استلم القبر وقل: السلام عليك يا أبا عبد الله، يا حسين بن علي يا ابن رسول الله، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، أشهد أنك عبد الله وأمينه، بلغت ناصحا وأديت أمينا، وقلت صادقا، وقتلت صديقا، ومضيت على يقين، لم تؤثر عمى على هدى، ولم تمل من حق الى باطل، ولم تجب (1) الا الله وحده. وأشهد أنك كنت على بينة من ربك، بلغت ما امرت به، وقمت بحقه، وصدقت من كان قبلك، غير واهن ولا موهن، فصلى الله عليك وسلم تسليما، جزاك الله من صديق خيرا، أشهد أن الجهاد معك جهاد، وأن الحق معك واليك، وأنت أهله ومعدنه، وميراث النبوة عندك وعند أهل بيتك. وأشهد أنك قد بلغت ونصحت ووفيت، وجاهدت في سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، ومضيت للذي كنت عليه شهيدا


1 – تحب (خ ل).

[ 410 ]

ومستشهدا ومشهودا، فصلى الله عليك وسلم تسليما. أشهد أنك طهر طاهر مطهر، من طهر طاهر مطهر، طهرت وطهرت أرض أنت بها، وطهر حرمك، أشهد أنك أمرت بالقسط ودعوت إليه، وأشهد أن امة قتلتك أشرار خلق الله وكفرته، واني استشفع بك الى الله ربك وربي من جميع ذنوبي، وأتوجه بك الى الله في حوائجي ورغبتي في أمر اخرتي ودنياي. ثم ضع خدك الايمن على القبر وقل: اللهم اني اسألك بحق هذا القبر ومن فيه، وبحق هذه القبور ومن أسكنتها أن تكتب اسمي عندك في أسمائهم حتى توردني مواردهم، وتصدرني مصادرهم، انك على كل شئ قدير. وتقول: رب أفحمتني ذنوبي وقطعت مقالتي، فلا حجة لي ولا عذر لي، فأنا المقر بذنوبي، الا سير ببليتي، المرتهن بعملي، المتجلد (1) في خطيئتي، المتحير عن قصدي، المنقطع بي (2). قد اوقفت يا رب نفسي موقف الا شقيأ الا ذلاء المذنبين، المجترئين عليك بوعيدك، يا سبحانك أي جرأة اجترأت عليك، وأي تغرير غررت بنفسي، وأي سكرة أوبقتني، وأي غفلة أعطبتني، ما كان


1 – التجلد: التكلف، اي اسعي فيها بغاية جهدي وسعيي. 2 – فلان انقطع به مجهولا: عجز عن سفره.

[ 411 ]

أقبح سؤ نظري وأوحش فعلي. يا سيدي فارحم كبوتي (1) لحر وجهي (2)، وزلة قدمي، وتعفيري في التراب خدي، وندامتي على ما فرط مني، وأقلني عثرتي، وارحم صرختي وعبرتي، واقبل معذرتي. وعد بحلمك على جهلي، وباحسانك على خطيئاتي، وبعفوك علي، رب أشكو اليك قساوة قلبي، وضعف عملي، فارتح لمسألتي (3)، فأنا المقر بذنبي، المعترف بخطيئتي. وهذه يدي وناصيتي، أستكين لك بالقود من نفسي، فاقبل توبتي، ونفس كربتي، وارحم خشوعي وخضوعي وانقطاعي اليك سيدي، وأسفي على ما كان مني، وتمرغي وتعفيري في تراب قبر ابن نبيك بين يديك، فأنت رجائي ومعتمدي، وظهري وعدتي، لا اله الا أنت. ثم كبر خمسة وثلاثين تكبيرة، ثم ترفع يديك وتقول: اليك يا رب صمدت (4) من أرضي، والى ابن نبيك قطعت البلاد رجأ للمغفرة، فكن لي يا سيدي سكنا (5) وشفيعا، وكن بي رحيما، وكن


1 – الكبوة: الانكباب على الوجه. 2 – حر الوجه: ما اقبل عليك وبدا لك. 3 – فامنح بمسألتي (خ ل)، ارتح الله له برحمته: اي انقذه من البلية، الارتياح: النشاط و الرحمة. 4 – صمدت: قصدت. 5 – السكن: ما يسكن إليه والرحمة والبركة.

[ 412 ]

لي منجا يوم لا تنفع الشفاعة عنده الا لمن ارتضى، يوم لا تنفع شفاعة الشافعين، ويوم يقول أهل الضلالة: ما لنا من شافعين ولا صديق حميم، فكن يومئذ في مقامي بين يدي ربي لي منقذا. فقد عظم جرمي إذا ارتعدت فرائصي، واخذ بسمعي وأنا منكس رأسي بما قدمت من سؤ عملي، وأنا عار كما ولدتني امي، وربي يسألني، فكن لي يومئذ شافعا ومنقذا، فقد أعددتك ليوم حاجتي ويوم فقري وفاقتي. ثم ضع خدك الايسر على القبر وتقول: اللهم ارحم تضرعي في تراب قبر ابن نبيك، فاني في موضع رحمة يا رب. وتقول: بأبي أنت وامي يا ابن رسول الله، صلى الله عليك، اني أبرأ الى الله من قاتلك ومن سالبك. يا ليتني كنت معك فأفوز فوزا عظيما، وأبذل مهجتي فيك، وأقيك بنفسي، وكنت فيمن أقام بين يديك حتى يسفك دمي معك، فأظفر معك بالسعادة والفوز بالجنة. وتقول: لعن الله من رماك، لعن الله من طعنك، لعن الله من اجتز رأسك،


[ 413 ]

لعن الله من حمل رأسك، لعن الله من نكت (1) بقضيبه بين ثناياك، لعن الله من أبكى نساءك. لعن الله من أيتم أولادك، لعن الله من اعان عليك، لعن الله من سار اليك، لعن الله من منعك مأ الفرات، لعن الله من غشك وخلاك، لعن الله من سمع صوتك فلم يجبك. لعن الله ابن اكلة الا كباد، ولعن الله ابنه وأعوانه وأتباعه وأنصاره وابن سمية، ولعن الله جميع قاتليك وقاتلي أبيك ومن أعان على قتلكم، وحشى الله أجوافهم وبطونهم وقبورهم نارا، وعذبهم عذابا أليما. ثم تسبح عند راسه ألف تسبيحة من تسبيح أمير المؤمنين (عليه السلام)، فإن أحببت تحولت إلى عند رجليه وتدعو بما قد فسرت لك، ثم تدور من عند رجليه إلى عند رأسه. فإذا فرغت من الصلاة سبحت، والتسبيح تقول: سبحان من لا تبيد معالمه (2)، سبحان من لا تنقص خزائنه، سبحان من لا انقطاع لمدته، سبحان من لا ينفد ما عنده، سبحان من لااضمحلال لفخره، سبحان من لا يشاور أحدا في أمره، سبحان من لا اله غيره.


1 – النكت: ان تضرب في الارض بقضيب فيؤثر فيها. 2 – من لا تبيد معالمه: اي لا يذهب ولا ينقطع ما يستدل به على وجوده وسائر صفاته الكمالية.

[ 414 ]

ثم تحول عند رجليه وضع يدك على القبر وقل: صلى الله عليك يا أبا عبد الله – ثلاثا، صبرت وأنت الصادق المصدق، قتل الله من قتلكم بالايدي والا لسن. وتقول: اللهم رب الارباب، صريخ (1) الا خيار، اني عذت معاذا ففك رقبتي من النار، جئتك يابن رسول الله وافدا اليك، أتوسل الى الله في جميع حوائجي من أمر اخرتي ودنياي، وبك يتوسل المتوسلون إلى الله في جميع حوائجهم، وبك يدرك أهل الثواب من عباد الله طلبتهم. أسأل وليك وولينا أن يجعل حظي من زيارتك الصلاة على محمد واله، والمغفرة لذنوبي، اللهم اجعلنا ممن تنصره وتنتصر (2) به لدينك في الدنيا والاخرة. ثم تضع خديك عليه وتقول: اللهم رب الحسين اشف صدر الحسين، اللهم رب الحسين اطلب بدم الحسين، اللهم رب الحسين انتقم ممن رضي بقتل الحسين، اللهم رب الحسين انتقم ممن خالف الحسين، اللهم رب الحسين انتقم ممن فرح بقتل الحسين.


1 – الصريخ: المغيث. 2 – الانتصار: الانتقام.

[ 415 ]

وتبتهل الى الله في اللعنة على من قتل (1) الحسين وأمير المؤمنين (عليهما السلام)، وتسبح عند رجليه ألف تسبيحة من تسبيح فاطمة (عليها السلام)، فان لم تقدر فمائة تسبيحة، وتقول: سبحان ذي العز الشامخ المنيف (2)، سبحان ذي الجلال الفاخر العظيم، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، سبحان ذي الملك الفاخر العظيم. سبحان من لبس العز والجمال، سبحان من تردى بالنور والوقار (3)، سبحان من يرى أثر النمل في الصفا وخفقان الطير (4) في الهوأ، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره. ثم صر إلى قبر علي بن الحسين، فهو عند رجلي الحسين بن علي (عليهما السلام)، فإذا وقفت عليه فقل: السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته، وابن خليفة رسول الله وابن بنت رسول الله ورحمة الله وبركاته مضاعفة، كلما طلعت شمس أو غربت، السلام عليك وعلى روحك وبدنك. بأبي أنت وامي من مذبوح ومقتول من غير جرم، وبأبي أنت


1 – قاتل (خ ل). 2 – الشامخ: المرتفع، المنيف: العالي المشرف. 3 – الوقار: الرزانة. 4 – خفقان الطير: طيرانه وضربه بجناحيه.

[ 416 ]

وامي دمك المرتقى به الى حبيب الله، وبأبي أنت وامي من مقدم بين يدي أبيك، يحتسبك (1) ويبكي عليك، محرقا عليك قلبه، يرفع دمك بكفه إلى أعنان السمأ (2) لا ترجع منه قطرة، ولا تسكن عليك من أبيك زفرة ودعك للفراق، فمكانكما عند الله مع ابائك الماضين، ومع امهاتك في الجنان منعمين، أبرأ إلى الله ممن قتلك وذبحك. ثم انكب على القبر وضع يدك عليه وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين، عليك يا مولاي وابن مولاي ورحمة الله وبركاته، صلى الله عليك وعلى عترتك وأهل بيتك وابائك وأبنائك وامهاتك الا خيار الا برار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. السلام عليك يا ابن رسول الله وابن أمير المؤمنين وابن الحسين ابن علي ورحمة الله وبركاته، لعن الله قاتلك، ولعن الله من استخف بحقكم وقتلكم، لعن الله من بقي منهم ومن مضى، نفسي فداؤكم ولمضجعكم، صلى الله عليكم وسلم تسليما. ثم ضع خدك على القبر وقل: صلى الله عليك يا أبا الحسن – ثلاثا. بأبي أنت وامي أتيتك زائرا وافدا عائذا مما جنيت على نفسي، واحتطبت على ظهري، وأسأل وليك ووليي أن يجعل حظي من


1 – في الحديث: من مات له ولد فاحتسبه: اي احتسب الاجر بصبره على مصيبته. 2 – اعنان السماء: نواحيها.

[ 417 ]

زيارتك عتق رقبتي من النار. وتدعو بما أحببت. ثم تدور من خلف الحسين (عليه السلام) إلى عند رأسه وصل عند رأسه ركعتين، تقرأ في الاولى الحمد ويس، وفي الثانية الحمد والرحمن، وإن شئت صليت خلف القبر، وعند رأسه أفضل. فإذا فرغت فصل ما أحببت، إلا أن الركعتين ركعتي الزيارة لابد منهما عند كل قبر. فإذا فرغت من الصلاة فارفع يديك وقل: اللهم انا أتيناه مؤمنين به، مسلمين له، معتصمين بحبله، عارفين بحقه، مقرين بفضله، مستبصرين بضلالة من خالفه، عارفين بالهدى الذي هو عليه، اللهم إني اشهدك واشهد من حضرني من ملائكتك، أني بهم مؤمن، وأني بمن قتلهم كافر. اللهم اجعل لما أقول بلساني حقيقة في قلبي وشريعة في عملي، اللهم اجعلني ممن له مع الحسين بن علي عليهما السلام قدم ثابت، واثبتني فيمن استشهد معه، اللهم العن الذين بدلوا نعمتك كفرا، سبحانك يا حليم عما يعمل الظالمون في الارض. تباركت وتعاليت يا عظيم، ترى عظيم الجرم من عبادك فلا تعجل عليهم، تعاليت يا كريم أنت شاهد غير غائب، وعالم بما اتي إلى أهل صفوتك وأحبائك من الا مر الذي لا تحمله سمأ ولا أرض، ولو شئت


[ 418 ]

لا نتقمت منهم، ولكنك ذو أناة. وقد أمهلت الذين اجترأوا عليك وعلى رسولك وحبيبك، فأسكنتهم أرضك، وغذوتهم بنعمتك، الى أجل هم بالغوه، و وقت هم صائرون إليه، ليستكملوا العمل الذي قدرت، والا جل الذي أجلت، لتخلدهم في محط (1) ووثاق (2) ونار، وحميم وغساق (3)، والضريع (4) والاحراق (5)، والا غلال والاوثاق، وغسلين (6) وزقوم (7) وصديد، مع طول المقام في أيام لظى وفي سقر (8)، التي لا تبقي ولا تذر، وفي الحميم والجحيم. ثم تنكب على القبر وتقول: يا سيدي أتيتك زائرا موقرا من الذنوب، أتقرب إلى ربي بوفودي إليك، وبكائي عليك، وعويلي (9) وحسرتي، وأسفي وبكائي، وما


1 – المحط: محل الانحطاط والنزول الى السفل. 2 – الوثاق: ما يشد به. 3 – الغساق: ما يسيل من صديد اهل النار. 4 – الضريع: نوع من الشوك، وهو اخبث طعام وابشعه لا ترعاه دابة، وهو شئ يكون في النار يشبهه. 5 – الاحراق ج الحرق: وهو لهب النار. 6 – الغسلين: ما انغسل من لحوم اهل النار وصديدهم. 7 – الزقوم: اللقم الشديد والشرب المفرط. 8 – اللظي والسقر: اسم من اسماء النار، أو لطبقة منها. 9 – العويل: رفع الصوت بالبكاء.

[ 419 ]

أخاف على نفسي، رجأ أن تكون لي حجابا وسندا، وكهفا وحرزا، وشافعا ووقاية من النار غدا، وأنا من مواليكم الذين اعادي عدوكم واوالي وليكم، على ذلك أحيا وعليه أموت، وعليه ابعث إن شأ الله. وقد أشخصت بدني، وودعت أهلي، وبعدت شقتي (1)، واؤمل في قربكم النجاة، وأرجو في ايامكم الكرة، وأطمع في النظر اليكم وإلى مكانكم غدا في جنان ربي مع ابائكم الماضين. وتقول: يا أبا عبد الله يا حسين ابن رسول الله، جئتك مستشفعا بك الى الله، اللهم اني أستشفع اليك بولد حبيبك، وبالملائكة الذين يضجون عليه ويبكون ويصرخون، لا يفترون ولا يسأمون، وهم من خشيتك مشفقون، ومن عذابك حذرون. لا تغيرهم الا يام ولا يهرمون، في نواحي الحير يشهقون، وسيدهم يرى ما يصنعون وما فيه يتقلبون، قد انهملت (2) منهم العيون فلا ترقأ (3)، واشتد منهم الحزن بحرقة لا تطفأ. ثم ترفع يديك وتقول: اللهم إني أسألك مسألة المسكين المستكين، العليل الذليل الذي


1 – الشقة: الناحية. 2 – انهملت عينه: فاضت. 3 – رقأ الدمع: جف وسكن.

[ 420 ]

لم يرد بمسكنته غيرك، فان لم تدركه رحمتك عطب (1)، أسألك أن تداركني بلطف منك، فأنت الذي لا تخيب سائلك، وتعطي المغفرة وتغفر الذنوب. فلا أكونن يا سيدي أنا أهون خلقك عليك، ولا أكون أهون من وفد اليك بابن حبيبك، فاني أملت ورجوت وطمعت وزرت واغتربت (2)، رجأ لك أن تكافيني إذ أخرجتني من رحلي فأذنت لي بالمسير الى هذا المكان، رحمة منك وتفضلا منك يا رحمان يا رحيم. واجتهد في الدعأ ما قدرت عليه، وأكثر منه إن شأ الله، ثم تخرج من السقيفة وتقف بحذأ قبور الشهدأ وتومي إليهم أجمعين وتقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم يا أهل القبور من أهل ديار المؤمنين، السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار، السلام عليكم يا أوليأ الله. السلام عليكم يا أنصار الله وأنصار رسوله، وأنصار أمير المؤمنين، وأنصار ابن رسوله وأنصار دينه. أشهد أنكم أنصار الله كما قال الله عزوجل: (وكأين من نبي قاتل


1 – عطب: هلك. 2 – اغتربت: اخترت الغربة وتركت الوطن.

[ 421 ]

معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا) (1)، فما ضعفتم وما استكنتم حتى لقيتم الله على سبيل الحق، صلى الله عليكم وعلى أرواحكم وأجسادكم، أبشروا بموعد الله الذي لا خلف له ولا تبديل، إن الله لا يخلف وعده والله مدرك بكم ثار ما وعدكم (2). أنتم خاصة الله اختصكم الله لابي عبد الله عليه السلام، أنتم الشهدأ وأنتم السعدأ، سعدتم عند الله، وفزتم بالدرجات من جنات لا يطعن أهلها (3) ولا يهرمون، ورضوا بالمقام في دار السلام، مع من نصرتم. جزاكم الله خيرا من أعوان، جزأ من صبر مع رسول الله صلى الله عليه واله، أنجز الله ما وعدكم من الكرامة في جواره وداره مع النبيين والمرسلين، وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين. أسأل الله الذي حملني اليكم حتى أراني مصارعكم أن يرينيكم على الحوض روأ مرويين (4)، ويريني أعدأكم في أسفل درك من الجحيم، فانهم قتلوكم ظلما وأرادوا اماتة الحق، وسلبوكم لا بن سمية


1 – آل عمران: 146. 2 – ثارا وعدكم (خ ل). 3 – لا يطعن اهلها: اي لا يشيبون، من قولهم: طعن في السن إذا ذهب فيه. 4 – رويت القوم: إذا ستقيت لهم الماء.

[ 422 ]

وابن اكلة الا كباد، فأسأل الله أن يرينيهم ظمأ مظمئين (1)، مسلسلين مغللين، يساقون إلى الجحيم. السلام عليكم يا انصار ابن رسول الله (2) مني ما بقيت، والسلام عليكم دائما إذا فنيت وبليت، لهفي (3) عليكم اي مصيبة اصابت كل مولى لمحمد وال محمد، لقد عظمت وخصت وجلت وعمت مصيبتكم، انا بكم لجزع وانا بكم لموجع محزون وانا بكم لمصاب ملهوف، هنيئا لكم ما اعطيتم وهنيئا لكم ما به حييتم. فلقد بكتكم الملائكة، وحفت بكم، وسكنت معسكركم، وحلت مصارعكم، وقدست وصفت باجنحتها عليكم، ليس لها عنكم فراق الى يوم التلاق، ويوم المحشر، ويوم المنشر، طافت عليكم رحمة من الله، وبلغتم بها شرف الاخرة. اتيتكم شوقا وزرتكم خوفا (4)، اسال الله ان يرينيكم على الحوض وفي الجنان مع الانبياء والمرسلين والشهدأ والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ثم در في الحائر أنت تقول:


1 – اظمأته: عطشته، اي جعلهم الله ظمئا ومنع منهم الماء لسوء اعمالهم. 2 – دين رسول الله (خ ل). 3 – اللهف: الحزن والتحسر. 4 – مشتاقا، خائفا (خ ل).

[ 423 ]

يا من إليه وفدت، وإليه خرجت، وبه استجرت، وإليه قصدت، وإليه بابن نبيه تقربت، صل على محمد وال محمد، ومن علي بالجنة، وفك رقبتي من النار. اللهم ارحم غربتي وبعد داري، وارحم مسيري اليك وإلى ابن حبيبك، واقلبني مفلحا منجحا، قد قبلت معذرتي وخضوعي وخشوعي عند إمامي وسيدي ومولاي، وارحم صرختي وبكائي وهمي وجزعي وحزني، وما قد باشر قلبي من الجزع عليه. فبنعمتك علي ولطفك لي خرجت إليه، وبتقويتك إياي وصرفك المحذور عني، وكلائتك بالليل والنهار لي، وبحفظك وكرامتك اياي، وكل بحر قطعته، وكل واد وفلاة سلكتها، وكل منزل نزلته، فأنت حملتني في البر والبحر. وأنت الذي بلغتني ووفقتني وكفيتني، وبفضل منك ووقاية بلغت، وكانت المنة لك علي في ذلك كله، وأثري مكتوب عندك واسمي وشخصي، فلك الحمد على ما ابليتني واصطنعت (1) عندي. اللهم فارحم فرقي منك ومقامي بين يديك وتملقي، واقبل مني توسلي اليك بابن حبيبك وصفوتك وخيرتك من خلقك وتوجهي اليك، وأقلني عثرتي، واقبل عظيم ما سلف مني، ولا يمنعك ما تعلم


1 – الاصطناع: افتعال من الصنيعة، وهي العطية والكرامة والاحسان.

[ 424 ]

مني من العيوب والذنوب والاسراف على نفسي، وإن كنت لي ماقتا فارض عني، وإن كنت علي ساخطا فتب علي، إنك على كل شي قدير. اللهم اغفر لي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا، واجزهما عني خيرا، اللهم اجزهما بالا حسان احسانا وبالسيئات غفرانا. اللهم أدخلهما الجنة برحمتك، وحرم وجوههما عن عذابك، وبرد عليهما مضاجعهما، وافسح لهما في قبريهما، و عرفنيهما في مستقر من رحمتك وجوار حبيبك محمد صلى الله عليه واله (1). الباب (80) كيف الصلاة عند قبر الحسين (عليه السلام) [ 640 ] – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي. وحدثني محمد بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن جعفر الحميري، عن ابي عبد الله البرقي، عن جعفر بن ناجية، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: صل عند رأس قبر الحسين (عليه السلام) (2).


1 – عنه البحار 101: 173 – 190، صدره المستدرك 10: 327 و 348. اورد بعضه الشيخ في مصباحه: 504، مع اختلاف، عنه البحار 101: 202. 2 – عنه البحار 101: 81، الوسائل 14: 519.

[ 425 ]

[ 641 ] 2 – وحدثني ابي رحمه الله وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر وايوب بن نوح، عن عبد الله بن المغيرة، عن ابي اليسع، قال: سأل رجل ابا عبد الله (عليه السلام) وأنا اسمع، قال: إذا أتيت قبر الحسين (عليه السلام) اجعله قبلة إذا صليت، قال: تنح هكذا ناحية (1). (2) [ 642 ] 3 – حدثني علي بن الحسين رحمه الله، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن ابي نجران، عن يزيد بن اسحاق، عن الحسن بن عطية، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا فرغت من التسليم على الشهدأ أتيت قبر الحسين (عليه السلام) ثم تجعله بين يديك، ثم تصلي ما بدا لك (3). [ 643 ] 4 – وعنه، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عبيد الله بن علي الحلبي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: انا نزور قبر الحسين (عليه السلام) فكيف نصلي عنده، قال: تقوم خلفه عند كتفيه ثم تصلي على النبي (صلى الله عليه وآله) وتصلي على الحسين (عليه السلام) (4). [ 644 ] 5 – حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن ايوب


1 – لعل الامر بالتنحي محمولة على التقية، فيحتمل ان يكون المراد المنع عن السجود على قبره (عليه السلام)، بل يبعد منه قليلا ويصلي خلفه. 2 – عنه البحار 101: 81، الوسائل 14: 520. 3 – عنه البحار 101: 81، الوسائل 14: 517. اورده في الكافي 4: 578. 4 – عنه البحار 101: 81، الوسائل 14: 520.

[ 426 ]

ابن نوح وغيره، عن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا أبو اليسع، قال: سأل رجل ابا عبد الله (عليه السلام) وانا اسمع عن الغسل إذا أتى قبر الحسين (عليه السلام)، قال: اجعله قبلة إذا صليت، قال: تنح هكذا ناحية، قال: آخذ من طين قبره ويكون عندي اطلب بركته، قال: نعم – أو قال: لا بأس بذلك (1). [ 645 ] 6 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، قال: حدثنا هشام بن سالم، عن ابي عبد الله (عليه السلام) انه أتاه رجل فقال له: يابن رسول الله هل يزار والدك، قال: فقال: نعم ويصلي عنده، وقال: وخلفه ولا يتقدم (2). الباب (18) التقصير في الفريضة والرخصة في التطوع عنده وجميع المشاهد [ 646 ] 1 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن رحمهما الله، عن الحسين ابن الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن علي بن ابي حمزة، قال: سألت العبد الصالح عن زيارة قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) فقال: ما احب لك تركه، قلت: ما تري في الصلاة عنده وانا مقصر، قال: صل في


1 – عنه البحار 101: 81، الوسائل 14: 520. 2 – عنه البحار 101: 81، الوسائل 14: 519، مر بطوله في الباب: 44.

[ 427 ]

المسجد الحرام ما شئت تطوعا، وفي مسجد الرسول ما شئت تطوعا، وعند قبر الحسين (عليه السلام) فاني احب ذلك، قال: وسألته عن الصلاة بالنهار عند قبر الحسين (عليه السلام) تطوعا، فقال: نعم (1). [ 647 ] 2 – حدثني جعفر بن محمد بن ابراهيم الموسوي، عن عبيد الله بن نهيك، عن ابن ابي عمير، عن ابي الحسن (عليه السلام)، قال: سألته عن التطوع عند قبر الحسين (عليه السلام) وبمكة والمدينة وانا مقصر، قال: تطوع عنده وانت مقصر ما شئت، وفي المسجد الحرام وفي مسجد الرسول و في مشاهد النبي (صلى الله عليه وآله)، فانه خير (عليهما السلام). [ 648 ] 3 – حدثني علي بن الحسين، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن ابي عمير وابراهيم بن عبد الحميد جميعا، عن ابي الحسن (عليه السلام) مثله. [ 649 ] 4 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي، عن ابراهيم بن عبد الحميد، عن ابي الحسن (عليه السلام) مثله. [ 650 ] 5 – حدثني علي بن محمد بن يعقوب الكسائي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى الساباطي، قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام) عن الصلاة في


1 – عنه البحار 101: 82، الوسائل 8: 535، المستدرك 10: 327، يأتي ذيله في الباب الاتى. 2 – عنه الوسائل 8: 535.

[ 428 ]

الحائر، قال: ليس الصلاة الا الفرض بالتقصير ولا تصلي النوافل (1). [ 651 ] 6 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن اسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن اسحاق بن عمار، عن ابي الحسن (عليه السلام)، قال: سألته عن التطوع عند قبر الحسين (عليه السلام) ومشاهد النبي (صلى الله عليه وآله) والحرمين والتطوع فيهن بالصلاة ونحن مقصرون، قال: نعم، تطوع ما قدرت عليه هو خير (2). [ 652 ] 7 – حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن اسحاق بن عمار، قال: قلت لابي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك اتنفل في الحرمين وعند قبر الحسين (عليه السلام) وانا اقصر، قال: نعم ما قدرت عليه (3). [ 653 ] 8 – حدثني ابي رحمه الله ومحمد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن علي بن ابي حمزة، عن ابي ابراهيم (عليه السلام)، قال: سألته عن التطوع عند قبر الحسين (عليه السلام) ومشاهد النبي (صلى الله عليه وآله) والحرمين في الصلاة ونحن نقصر، قال: نعم تطوع ما قدرت عليه (4).


1 – عنه الوسائل 8: 535. 2 – عنه الوسائل 8: 535. 3 – عنه الوسائل 8: 535. 4 – عنه الوسائل 8: 535، مر في الباب السابق مثله.

[ 429 ]

[ 654 ] 9 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، قال: سألت ايوب بن نوح عن تقصير الصلاة في هذه المشاهد: مكة والمدينة والكوفة وقبر الحسين (عليه السلام) الاربعة، والذي روي فيها، فقال: انا اقصر، وكان صفوان يقصر، وابن ابي عمير وجميع اصحابنا يقصرون (1). الباب (82) التمام عند قبر الحسين (عليه السلام) وجميع المشاهد (2) [ 655 ] 1 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن رحمهما الله، عن الحسن بن متيل، عن سهل بن زياد الادمي، عن محمد بن عبد الله، عن صالح بن عقبة، عن ابي شبل قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ازور قبر الحسين (عليه السلام)، قال: زر الطيب واتم الصلاة عنده، قلت: اتم الصلاة عنده، قال: اتم، قلت: فان بعض اصحابنا يروي التقصير، قال: انما يفعل ذلك للضعفة (3). [ 656 ] 2 – حدثني محمد بن يعقوب رحمه الله، عن جماعة مشايخه، عن سهل بن زياد باسناده مثله سوأ.


1 – عنه الوسائل 8: 535، رواه في التهذيب 5: 428، الاستبصار 2: 332. 2 – ليس في اخبار الباب ما يدل على الاتمام في غير المواطن الاربعة، فالتعبير بجميع المشاهد في غير محله. 3 – عنه البحار 101: 84، رواه الكليني في الكافي 4: 578، والشيخ في التهذيب 5: 431 و الاستبصار 2: 335، عنهم الوسائل 8: 527.

[ 430 ]

[ 657 ] 3 – حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن احمد العسكري، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه علي، عن الحسين بن سعيد، عن ابراهيم بن ابي البلاد، عن رجل من اصحابنا يقال له: الحسين، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: تتم الصلاة في ثلاثة مواطن: في مسجد الحرام ومسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) وعند قبر الحسين (عليه السلام) (1). [ 658 ] 4 – حدثني ابي رحمه الله واخي وعلي بن الحسين رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، [ عن محمد بن سنان ] (2)، عن عبد الملك القمي، عن اسماعيل بن جابر، عن عبد الحميد خادم اسماعيل بن جعفر، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: تمم الصلاة في اربعة مواطن: في المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد الكوفة وحرم الحسين (عليه السلام) (3). [ 659 ] 5 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن احمد بن ابي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن بعض اصحابنا، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: من الامر المذخور اتمام الصلاة في


1 – عنه الوسائل 8: 530، رواه في الكافي 4: 586. 2 – لا يوجد هذه الزيارة في النسخ وفيما نقل عنه، لكن يظهر مما رواه الكليني والشيخ، مع قرينة الحسين بن سعيد، ان في السند سقطا، وهو محمد بن سنان الراوي عنه ابن سعيد. 3 – عنه البحار 101: 83، رواه الكليني في الكافي 4: 587، والشيخ في التهذيب 5: 431 و الاستبصار 2: 335 والمصباح: 674، عنهم الوسائل 8: 528.

[ 431 ]

أربعة مواطن: بمكة والمدينة ومسجد الكوفة والحائر (1). (2) [ 660 ] 6 – حدثني محمد بن همام بن سهيل، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، قال: حدثنا محمد بن حمدان المدائني، عن زياد القندي قال: قال أبو الحسن موسى (عليه السلام): احب لك ما احب لنفسي وأكره لك ما أكره لنفسي، أتم الصلاة في الحرمين وبالكوفة وعند قبر الحسين (3). [ 661 ] 7 – حدثني علي بن حاتم القزويني، قال: اخبرنا محمد بن ابي عبد الله الاسدي، قال: حدثنا القاسم بن الربيع الصحاف، عن عمرو ابن عثمان، عن عمرو بن مرزوق، قال: سألت ابا الحسن (عليه السلام) عن الصلاة في الحرمين وفي الكوفة وعند قبر الحسين (عليه السلام)، فقال: اتم الصلاة فيهم (4).


1 – عنه الوسائل 8: 532. 2 – زيادة وقع في النسخ هنا من تلميذ المؤلف: وزاد الحسين بن احمد بن المغيرة عقب هذا الحديث في هذا الباب بما اخبره به حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي باجازته بخطه باجتيازه للحج، عن ابي النضر محمد بن مسعود العياشي، عن علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن احمد، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن ابي عبد الله البرقي وعلي بن مهزيار وابي علي ابن راشد جميعا، عن حماد بن عيسى، عن ابي عبد الله (عليه السلام) انه قال: من مخزون علم الله الاتمام في اربعة مواطن: حرم الله وحرم رسوله وحرم امير المؤمنين وحرم الحسين صلوات الله عليهم اجمعين. عنه الوسائل 8: 524، رواه في التهذيب 5: 430 والاستبصار 2: 334، الخصال: 252. 3 – عنه البحار 101: 84، رواه الشيخ في التهذيب 5: 430 والاستبصار 2: 335 والمصباح: 674، عنهم الوسائل 8: 527. 4 – عنه الوسائل 8: 532.

[ 432 ]

[ 662 ] 8 – حدثني محمد بن يعقوب وجماعة مشايخي رحمهم الله، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسين (1)، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور، قال: حدثني من سمع ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: تمم الصلاة في المسجد الحرام ومسجد الرسول ومسجد الكوفة وحرم الحسين (عليه السلام) (2). [ 663 ] 9 – حدثني (3) احمد بن ادريس، قال: حدثني احمد بن ابي زاهر، عن محمد بن الحسين الزيات، عن حسين بن عمران، عن عمران، قال: قلت لابي الحسن (عليه السلام): اقصر في المسجد الحرام أو اتم، قال: ان قصرت فلك وان اتممت فهو خير، وزيادة في الخير خير (4).


1 – في الكافي: (علي عن محمد بن الحسين) ما اثبتناه هنا الموافق للتهذيب هو الصواب – كما اشار إليه صاحب الوسائل. 2 – رواه الكليني في الكافي 4: 586، والشيخ في التهذيب 5: 431 والاستبصار 2: 335 و المصباح: 674، عنهم الوسائل 8: 530. 3 – زيادة من تلميذ المؤلف: ومن زيادة الحسين بن احمد بن المغيرة ما في حديث احمد بن ادريس بن احمد بن زكريا القمي، قال: حدثني محمد بن عبد الجبار، عن علي بن اسماعيل، عن محمد بن عمرو، عن قائد الحناط، عن ابي الحسن الماضي (عليه السلام)، قال: سألته عن الصلاة في الحرمين، فقال: تتم ولو مررت به مارا. 4 – عنه الوسائل 8: 526. رواه في التهذيب 5: 430، الاستبصار 2: 334.

[ 433 ]

الباب (83) ان الصلاة الفريضة عنده تعدل حجة والنافلة عمرة [ 664 ] 1 – حدثني جعفر بن محمد بن ابراهيم الموسوي، عن عبيدالله ابن نهيك، عن ابن ابي عمير، عن رجل، عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: قال لرجل: يا فلان ما يمنعك إذا عرضت لك حاجة ان تأتي قبر الحسين (عليه السلام) فتصلي عنده اربع ركعات ثم تسأل حاجتك، فان الصلاة الفريضة عنده تعدل حجة، والصلاة النافلة عنده تعدل عمرة (1). [ 665 ] 2 – حدثني ابي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن ابي عبد الله الجاموراني الرازي، عن الحسن بن علي بن ابي حمزة، عن الحسن بن محمد بن عبد الكريم ابي علي (2)، عن المفضل بن عمر، عن جابر الجعفي (3) قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) للمفضل في حديث طويل في زيارة قبر الحسين (عليه السلام):


1 – رواه الشيخ في التهذيب 6: 73، عنهما البحار 101: 82، الوسائل 14: 518، المستدرك 10: 327. 2 – في التهذيب: الحسن بن عبد الكريم أبو علي، والصحيح ما في الكامل لتكرر عين ها السند فيه، راجع معجم الرجال 6: 71، 10: 61. 3 – لا يوجد: (جابر الجعفي) في التهذيب والمزار الكبير ومصباح الزائر، ولا يوجد فيهم ايضا: (للمفضل)، ولعله: (للمفضل) اشتباه من الراوي أو من الناسخين، أو كان الصحيح في السند: (المفضل وجابر)، والا فلا يستقيم الا بتكلف بعيد، وهو ان يقال: المفضل كان نسي الخبر ثم اخبره جابر به.

[ 434 ]

ثم تمضي الى صلاتك، ولك بكل ركعة ركعتها عنده كثواب من حج الف حجة واعتمر الف عمرة واعتق الف رقبة، وكأنما وقف في سبيل الله الف مرة مع نبي مرسل – وذكر الحديث (1). [ 666 ] 3 – حدثني علي بن الحسين، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن احمد، قال: وحدثني محمد بن الحسين بن مت (2) الجوهري، عن محمد بن احمد، عن هارون بن مسلم، عن ابي علي الحراني، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار قبر الحسين (عليه السلام)، قال: من اتاه وزاره وصلى عنده ركعتين أو اربع ركعات كتبت له حجة وعمرة،، قال: قلت: جعلت فداك وكذلك لكل من أتى قبر امام مفترض طاعته، قال: وكذلك لكل من أتى قبر امام مفترض طاعته (3). [ 667 ] 4 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن ابي القاسم، عن ابي علي الخزاعي، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): – وذكر مثله. [ 668 ] 5 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابيه،


1 – رواه الشيخ في التهذيب 6: 73، عنهما البحار 101: 82، الوسائل 14: 518، المستدرك 10: 326، وقد مر بطوله في الباب: 79. 2 – في الاصل: بنت، ما اثبتناه هو الاصح، راجع معجم الرجال 16: 18. 3 – رواه المفيد في المقنعة: 74، والشيخ في التهذيب 6: 79، والسيد في مصباح الزائر: 149، عنهم البحار 100: 120 و 101: 83، الوسائل 14: 330 و 520. رواه مع اختلاف في مزار الكبير، عنه البحار 101: 83.

[ 435 ]

عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن شعيب العقرقوفي، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: من اتي قبر الحسين (عليه السلام) ما له من الثواب والاجر جعلت فداك، قال: يا شعيب ما صلى عنده احد الصلاة الا قبلها الله منه، ولا دعا احد عنده احد دعوة الا استجيبت له عاجلة و آجلة، فقلت: جعلت فداك زدني فيه، فقال: يا شعيب ايسر ما يقال لزائر الحسين بن علي (عليه السلام): قد غفر لك يا عبد الله فاستأنف عملا جديدا (1). الباب (84) وداع قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) [ 669 ] 1 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد. وحدثني ابي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد. وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن ايوب، عن نعيم بن الوليد، عن يوسف الكناسي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا اردت ان تودع الحسين بن علي (عليهما السلام) فقل:


1 – عنه البحار 101: 83، الوسائل 14: 538، المستدرك 10: 328 و 347.

[ 436 ]

السلام عليك ورحمة الله وبركاته، استودعك الله واقرأ عليك السلام، امنا بالله وبالرسول وبما جئت به ودللت عليه، واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعله اخر العهد منا ومنه. اللهم انا نسألك ان تنفعنا بحبه، اللهم ابعثه مقاما محمودا، تنصر به دينك، وتقتل به عدوك، وتبير (1) به من نصب حربا لال محمد، فانك وعدته ذلك، وانت لا تخلف الميعاد، السلام عليك ورحمة الله وبركاته. اشهد انكم شهدأ نجبأ، جاهدتم في سبيل الله، وقتلتم على منهاج رسول الله صلى الله عليه واله وابن رسوله كثيرا، انتم السابقون والمهاجرون والانصار. اشهد انكم انصار الله وانصار رسوله، فالحمد لله الذي صدقكم وعده، واراكم ما تحبون، وصلى الله على محمد وال محمد ورحمة الله وبركاته. اللهم لا تشغلني في الدنيا عن شكر نعمتك، لا باكثار تلهيني عجائب بهجتها، وتفتنني زهرات زينتها، ولا باقلال يضر بعملي كده، ويملا صدري همه، اعطني من ذلك غنى عن شرار خلقك، وبلاغا انال به رضاك، يا ارحم الراحمين، وصلى الله على رسوله محمد بن عبد الله


1 – اباره: اهلكه.

[ 437 ]

وعلى اهل بيته الطيبين الا خيار ورحمة الله وبركاته (1). [ 670 ] 2 – حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن احمد بن الحسين العسكري بعسكر مكرم (2)، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن محمد بن ابي عمير، عن محمد بن مرو ان، عن ابي حمزة الثمالي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا اردت الوداع بعد فراغك من الزيارات فاكثر منها ما استطعت، وليكن مقامك بالنينوي أو الغاضرية، ومتى اردت الزيارة فاغتسل وزر زورة الوداع، فإذا فرغت من زيارتك فاستقبل بوجهك وجهه والتمس القبر وقل: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا أبا عبد الله، أنت لي جنة من العذاب، وهذا أوان انصرافي عنك، غير راغب عنك، ولا مستبدل بك سواك، و لا مؤثر عليك غيرك، ولا زاهد في قربك، وجدت بنفسي للحدثان، وتركت الا هل والاوطان. فكن لي يوم حاجتي وفقري وفاقتي، ويوم لا يغني عني والدي ولا ولدي، ولا حميمي ولا قريبي.


1 – عنه البحار 101: 282. رواه الصدوق في الفقيه 2: 597، باسناده عن يوسف الكناسي، عن الصادق (عليه السلام). اورده السيد في مصباح الزائر: 115. 2 – عسكر مكرم – بضم الميم وسكون الكاف – بلد مشهور من نواحي خوزستان.

[ 438 ]

أسأل الله الذي قدر وخلق، أن ينفس بك كربي، وأسأل الله الذي قدر علي فراق مكانك، أن لا يجعله اخر العهد مني ومن رجعتي، وأسأل الله الذي أبكى عليك عيني أن يجعله سندا لي، وأسأل الله الذي نقلني اليك من رحلي واهلي ان يجعله ذخرا لي. وأسأل الله الذي اراني مكانك وهداني للتسليم عليك ولزيارتي اياك ان يوردني حوضكم ويرزقني مرافقتكم في الجنان مع ابائك الصالحين، صلى الله عليهم أجمعين. السلام عليك يا صفوة الله، السلام على محمد بن عبد الله، حبيب الله وصفوته، وأمينه ورسوله، وسيد النبيين، السلام على امير المؤمنين وصي رسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين، السلام على الا ئمة الراشدين المهديين. السلام على من في الحائر منكم، السلام على ملائكة الله الباقين المقيمين المسبحين، الذين هم بأمر ربهم قائمون، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، والحمد لله رب العالمين. وتقول: سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، يا ابن رسول الله عليك وعلى روحك وبدنك، وعلى ذريتك ومن حضرك من أوليائك. أستودعك الله وأسترعيك، وأقرأ عليك السلام، امنا بالله


[ 439 ]

وبرسوله وبما جأ به من عند الله، اللهم اكتبنا مع الشاهدين. وتقول: اللهم صل على محمد وال محمد، ولا تجعله اخر العهد من زيارتي ابن رسولك، وارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني، اللهم وانفعني بحبه يا رب العالمين، اللهم ابعثه مقاما محمودا انك على كل شئ قدير. اللهم اني أسألك بعد الصلاة والتسليم أن تصلي على محمد وال محمد، وأن لا تجعله اخر العهد من زيارتي اياه، فان جعلته يا رب فاحشرني معه، ومع ابائه وأوليائه، وان أبقيتني يا رب فارزقني العود إليه، ثم العود إليه بعد العود، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعل لي لسان صدق في أوليائك، وحبب الي مشاهدهم، اللهم صل على محمد وال محمد، ولا تشغلني عن ذكرك، باكثار علي من الدنيا تلهيني عجائب بهجتها، وتفتني زهرات زينتها، ولا باقلال يضر بعملي كده، ويملا صدري همه، أعطني من ذلك غنى عن أشرار خلقك، وبلاغا أنال به رضاك، يا رحمان، السلام عليكم يا ملائكة الله و زوار قبر أبي عبد الله. ثم ضع خدك الايمن على القبر مرة والايسر مرة، وألح في الدعأ


[ 440 ]

والمسألة، فإذا خرجت فلا تول وجهك عن القبر حتى تخرج (1). الباب (85) زيارة قبر العباس بن علي (عليهما السلام) [ 671 ] 1 – حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن احمد بن الحسين العسكري بالعسكر، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه علي بن مهزيار، عن محمد بن ابي عمير، عن محمد بن مروان، عن ابي حمزة الثمالي، قال: قال الصادق (عليه السلام): إذا اردت زيارة قبر العباس بن علي (عليه السلام) وهو على شط الفرات بحذأ الحائر فقف على باب السفيفة وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين، وانبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، وجميع الشهدأ والصديقين، الزاكيات الطيبات فيما تغتدي وتروح، عليك يا ابن امير المؤمنين، اشهد لك بالتسليم والتصديق والوفأ والنصيحة لخلف النبي المرسل، والسبط المنتجب، والدليل العالم، والوصي المبلغ، والمظلوم المهتضم. فجزاك الله عن رسوله وعن امير المؤمنين وعن الحسن والحسين صلوات الله عليهم افضل الجزأ، بما صبرت واحتسبت


1 – عنه البحار 101: 280، صدره المستدرك 10: 409. اقول: الظاهر ان هذه الزيارة من تتمة حديث الثمالي المفصل، الذي مر ذكره.

[ 441 ]

واعنت، فنعم عقبى الدار، لعن الله من قتلك، ولعن الله من جهل حقك، واستخف بحرمتك، ولعن الله من حال بينك وبين مأ الفرات، اشهد انك قتلت مظلوما، وان الله منجز لكم ما وعدكم. جئتك يا ابن امير المؤمنين وافدا اليكم، وقلبي مسلم لكم، وانا لكم تابع، ونصرتي لكم معدة، حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين، فمعكم معكم لامع عدوكم، اني بكم وبايابكم من المؤمنين، وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين، قتل الله امة قتلتكم بالا يدي والا لسن. ثم ادخل، وانكب على القبر، وقل: السلام عليك ايها العبد الصالح، المطيع لله ولرسوله، ولامير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه على روحك وبدنك. اشهد واشهد الله انك مضيت على ما مضى عليه البدريون والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون له في جهاد اعدائه، المبالغون في نصرة اوليائه، الذابون عن احبائه، فجزاك الله افضل الجزأ، و اكثر الجزأ، واوفر الجزأ، واوفى جزأ احد ممن وفى ببيعته، واستجاب له دعوته، واطاع ولاة امره. واشهد انك قد بالغت في النصيحة، واعطيت غاية المجهود، فبعثك الله في الشهدأ، وجعل روحك مع ارواح السعدأ، واعطاك من جنانه افسحها منزلا، وافضلها غرفا، ورفع ذكرك في عليين، وحشرك


[ 442 ]

مع النبيين والصديقين والشهدأ والصالحين وحسن أولئك رفيقا. اشهد انك لم تهن ولم تنكل، وانك مضيت على بصيرة من امرك، مقتديا بالصالحين، ومتبعا للنبيين، جمع الله بيننا وبينك وبين رسوله واوليائه في منازل المحسنين، فانه ارحم الراحمين (1). الباب (86) وداع قبر العباس بن علي (عليهما السلام) [ 672 ] 1 – حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن احمد بن الحسين العسكري بالعسكر، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه علي بن مهزيار، عن محمد بن ابي عمير، عن محمد بن مروان، عن ابي حمزة الثمالي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا ودعت العباس (عليه السلام)، فأته وقل: استودعك الله واسترعيك، واقرأ عليك السلام، امنا بالله وبرسوله وبكتابه وبما جأ به من عند الله، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين. اللهم لا تجعله اخر العهد من زيارتي قبر ابن اخي نبيك، وارزقني زيارته ابدا ما ابقيتني، واحشرني معه ومع ابائه في الجنان، وعرف بيني وبينه وبين رسولك واوليائك.


1 – عنه البحار 101: 277، صدره المستدرك 10: 409. اقول: الظاهر ان هذه الزيارة ايضا من تتمة حديث الثمالي المفصل، والله العالم.

[ 443 ]

اللهم صل على محمد وال محمد وتوفني على الا يمان بك، والتصديق برسولك، والولاية لعلي بن ابي طالب والا ئمة من ولده والبرأة من عدوهم، فاني قد رضيت بذلك يا رب. وتدعو لنفسك ولوالديك وللمؤمنين والمسلمين وتخير من الدعأ (1). الباب (87) وداع قبور الشهدأ [ 673 ] 1 – تقول: اللهم لا تجعله اخر العهد من زيارتي اياهم، واشركني معهم، وادخلني في صالح ما اعطيتهم على نصرهم ابن بنت نبيك، وحجتك على خلقك، وجهادهم معه في سبيلك. اللهم اجمعنا واياهم في جنتك مع الشهدأ والصالحين وحسن اولئك رفيقا، أستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام، اللهم ارزقني العود إليهم، واحشرني معهم يا أرحم الراحمين (2).


1 – عنه البحار 101: 278. اقول: الظاهر ان هذا الوداع ايضا من تتمة حديث الثمالي المفصل، والله العالم. 2 – عنه البحار 101: 281. اقول: يظهر من القرائن ان هذا الوداع ايضا من تتمة رواية الثمالي، والكل من تتمة الرواية التي مر ذكرها آنفا.

[ 444 ]

الباب (88) فضل كربلاء وزيارة الحسين (عليه السلام) [ 674 ] 1 – حدثني (1) ابي وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي


1 – زيادة في النسخ نقلناها كما وجدناها: للحسين بن احمد بن المغيرة فيه حديث رواه شيخه أبو القاسم رحمه الله مصنف هذا الكتاب ونقل عنه، وهو عن زائدة، عن مولانا علي بن الحسين (عليهما السلام) ذهب على شيخنا رحمه الله ان يضمنه كتابه هذا، وهو مما يليق بهذا الباب، ويشتمل ايضا على معان شتي حسن تام الالفاظ، أحببت ادخاله، وجعلته اول الباب، وجميع احاديث هذا الباب وغيرها مما يجري مجراها يستدل بها على صحة قبر مولانا الحسين (عليه السلام) بكربلاء، لان كثيرا من المخالفين ينكرون ان قبره بكربلاء، كما ينكرون ان قبر مولانا امير المؤمنين (عليه السلام) بالغري بظهر الكوفة. وقد كنت استفدت هذا الحديث بمصر عن شيخي ابي القاسم علي بن محمد بن عبدوس الكوفي رحمه الله، مما نقله عن مزاحم بن عبد الوارث البصري، باسناده عن قدامة بن زائدة، عن أبيه زائدة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، وقد ذاكرت شيخنا ابن قولويه بهذا الحديث بعد فراغه من تصنيف هذا الكتاب ليدخله فيه، فما قضى ذلك، وعاجلته منيته رضي الله عنه والحقه بمواليه (عليهم السلام). وهذا الحديث داخل فيما اجاز لي شيخي رحمه الله، وقد جمعت بين الروايتين بالالفاظ الزائدة والنقصان والتقديم والتأخير فيهما حتى صح بجميعه عمن حدثني به اولا ثم الان، وذلك اني ما قرأته على شيخي رحمه الله ولا قرأه علي، غير اني ارويه عمن حدثني به عنه، وهو أبو عبد الله احمد بن محمد بن عياش، قال: حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، قال: حدثني أبو عيسى عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال الطائي البصري رحمه الله، قال: حدثني أبو عثمان سعيد بن محمد، قال: حدثنا محمد بن سلام بن يسار (سيار خ ل) الكوفي، قال: حدثني احمد بن محمد الواسطي، قال: حدثني عيسى بن ابي شيبة القاضي، قال: حدثني =

[ 445 ]


= نوح بن دراج، قال: حدثني قدامة بن زائدة، عن أبيه، قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام): بلغني يا زائدة انك تزور قبر ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) احيانا، فقلت: ان ذلك لكما بلغك، فقال لي: فلما ذا تفعل ذلك ولك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل احدا على محبتنا وتفضيلنا وذكر فضائلنا والواجب على هذه الامة من حقنا، فقلت: والله ما اريد بذلك الا الله ورسوله، ولا احفل بسخط من سخط ولا يكبر في صدري مكروه ينالني بسببه، فقال: والله ان ذلك لكذلك، فقلت: والله ان ذلك لكذلك – يقولها ثلاثا وأقولها ثلاثا – فقال: ابشر ثم ابشرثم فلأخبرنك بخبر كان عندي في النخب المخزون. فانه لما اصابنا بالطف ما اصابنا وقتل ابي (عليه السلام) وقتل من كان معه من ولده واخوته وسائر اهله، وحملت حرمه ونساؤه على الاقتاب يراد بنا الكوفة، فجعلت انظر إليهم صرعي ولم يواروا، فعظم ذلك في صدري واشتد لما اري منهم قلقي، فكادت نفسي تخرج، وتبينت ذلك مني عمتي زينب الكبري بنت علي (عليه السلام)، فقالت: ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وابي واخوتي، فقلت: وكيف لا اجزع واهلع وقد أري سيدي واخوتي وعمومتي وولد عمي واهلي مضر جين بدمائهم، مرملين بالعري، مسلبين، لا يكفنون ولا يوارون، ولا يعرج عليهم احد، ولا يقربهم بشر، كأنهم اهل بيت من الديلم والخزر، فقالت: لا يجز عنك ما تري فوالله ان ذلك لعهد من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) الى جدك وابيك وعمك، ولقد اخذ الله ميثاق اناس من هذه الامة لا تعرفهم فراعنة هذه الامة، وهم معروفون في اهل السماوات انهم يجمعون هذه الاعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة وينصبون لهذا الطف علما لقبر ابيك سيد الشهداء، لا يدرس اثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والايام، وليجتهدن ائمة الكفر واشياع الضلالة في محوه وتطميسه، فلا يزداد اثره الا ظهورا، وأمره الا علوا. فقلت: وما هذا العهد وما هذا الخبر، فقالت: نعم حدثتني ام ايمن ان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) زار منزل فاطمة (عليها السلام) في يوم من الايام، فعملت له حريرة وأتاه علي (عليه السلام) بطبق فيه تمر، ثم قالت ام ايمن: فاتيتهم بعس فيه لبن وزبد، فأكل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) من تلك الحريرة، وشرب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وشربوا من ذلك اللبن، ثم اكل واكلوا من =

[ 446 ]


= ذلك التمر والزبد، ثم غسل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يده وعلي يصب عليه الماء، فلما فرغ من غسل يده مسح وجهه، ثم نظر الى علي وفاطمة والحسن والحسين نظرا عرفنا به السرور في وجهه، ثم رمق بطرفه نحو السماء مليا، ثم وجه وجهه نحو القبلة وبسط يديه ودعا، ثم خر ساجدا وهو ينشج، فأطال النشوج وعلا نحيبه وجرت دموعه، ثم رفع رأسه واطرق الى الارض ودموعه تقطر كأنها صوب المطر، فحزنت فاطمة وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) وحزنت معهم لما رأينا من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، وهبناه ان نسأله، حتى إذا طال ذلك قال له علي وقالت له فاطمة: ما يبكيك يا رسول الله لا أبكى الله عينيك فقد اقرح قلوبنا ما نرى من حالك، فقال: يا اخي سررت بكم – وقال مزاحم بن عبد الوارث في حديثه هاهنا: فقال: يا حبيبي – اني سررت بكم سرورا ما سررت مثله قط واني لا نظر اليكم واحمد الله على نعمته فيكم. إذ هبط على جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد ان الله تبارك وتعالى اطلع على ما في نفسك وعرف سرورك باخيك وابنتك وسبطيك فاكمل لك النعمة وهناك العطية، بان جعلهم وذرياتهم ومحبيهم وشيعتهم معك في الجنة، لا يفرق بينك وبينهم، يحبون كما تحبي (يحيون كما تحيي (خ ل)، وما في المتن هو الانسب وهو من الحباء وهو العطاء) ويعطون كما تعطي، حتى ترضى وفوق الرضا على بلوى كثيرة تنالهم في الدنيا ومكاره تصيبهم بايدي اناس ينتحلون ملتك ويزعمون انهم من امتك برءا من الله ومنك، خبطا خبطا وقتلا قتلا، شتي مصارعهم نائية قبورهم، خيرة من الله لهم ولك فيهم، فاحمد الله عزوجل على خيرته وارض بقضائه، فحمدت الله ورضيت بقضائه بما اختاره لكم. ثم قال لي جبرئيل: يا محمد ان اخاك مضطهد بعدك، مغلوب على امتك، متعوب من اعدائك، ثم مقتول بعدك، يقتله اشر الخلق والخليقة واشقى البرية، يكون نظير عاقر الناقة، ببلد تكون إليه هجرته، وهو مغرس شيعته وشيعة ولده، وفيه على كل حال يكثر بلواهم ويعظم مصابهم، وان سبطك هذا – واومي بيده الى الحسين (عليه السلام) – مقتول في عصابة من ذريتك واهل بيتك واخيار من امتك بضفة الفرات بارض يقال لها: كربلاء، من اجلها يكثر الكرب والبلاء على اعدائك واعداء ذريتك في اليوم الذي لا ينقضي كربه ولا تفنى حسرته، وهي =

[ 447 ]


= اطيب بقاع الارض واعظمها حرمة، وانها من بطحاء الجنة، فإذا كان ذلك اليوم الذي يقتل فيه سبطك واهله واحاطت به كتائب اهل الكفر واللعنة تزعزعت الارض من اقطارها، ومادت الجبال وكثر اضطرابها، واصطفقت البحار بامواجها، وماجت السماوات باهلها غضبا لك يا محمد ولذريتك، واستعظاما لما ينتهك من حرمتك، ولشر ما تكافي به في ذريتك وعترتك، ولا يبقى شئ من ذلك الا استأذن الله عزوجل في نصرة اهلك المستضعفين المظلومين، الذين هم حجة الله على خلقه بعدك. فيوحي الله الى السماوات والارض والجبال والبحار ومن فيهن: اني انا الله الملك القادر الذي لا يفوته هارب ولا يعجزه ممتنع، وانا اقدر فيه على الانتصار والانتقام، وعزتي وجلالي لا عذبن من وتر رسولي وصفيي، وانتهك حرمته وقتل عترته ونبذ عهده وظلم اهل بيته عذابا لا اعذبه احدا من العالمين، فعند ذلك يضج كل شئ في السماوات والارضين بلعن من ظلم عترتك واستحل حرمتك، فإذا برزت تلك العصابة الى مضاجعها تولى الله عزوجل قبض ارواحها بيده، وهبط الى الارض ملائكة من السماء السابعة معهم آنية من الياقوت والزمرد مملوءة من ماء الحياة، وحلل من حلل الجنة وطيب من طيب الجنة، فغسلوا جثثهم بذلك الماء والبسوها الحلل، وحنطوها بذلك الطيب صلت الملائكة صفا صفا عليهم، ثم يبعث الله قوما من امتك لا يعرفهم الكفار لم يشركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نية، فيوارون اجسامهم ويقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء، يكون علما لاهل الحق وسببا للمؤمنين الى الفوز، وتحفه ملائكة من كل سماء مائة الف ملك في كل يوم وليلة، ويصلون عليه ويسبحون الله عنده، ويستغفرون الله لمن زاره، ويكتبون اسماء من يأتيه زائرا من امتك متقربا الى الله تعالى واليك بذلك، واسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم، ويوسمون في وجوههم بميسم نور عرش الله: هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الانبياء. فإذا كان يوم القيامة سطع في وجوههم من اثر ذلك الميسم نور تغشى منه الابصار يدل عليهم ويعرفون به، و كأني بك يا محمد بيني وبين ميكائيل وعلي امامنا، ومعنا من ملائكة الله ما لا يحصي عددهم، ونحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق، حتى ينجيهم الله =

[ 448 ]

رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله بن ابي خلف، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن ابي سعيد القماط، قال: حدثني عبد الله


= من هول ذلك اليوم وشدائده، وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زار قبرك، يا محمد أو قبر اخيك أو قبر سبطيك لا يريد به غير الله عزوجل، وسيجتهد اناس ممن حقت عليهم اللعنة من الله والسخط ان يعفوا رسم ذلك القبر ويمحوا اثره، فلا يجعل الله تبارك وتعالى لهم الى ذلك سبيلا. ثم قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): فهذا أبكاني وأحزنني، قالت زينب: فلما ضرب ابن ملجم لعنه الله ابي (عليه السلام) ورأيت عليه اثر الموت منه، قلت له: يا ابة حدثتني ام ايمن بكذا وكذا وقد احببت ان اسمعه منك، فقال: يا بنية الحديث كما حدثتك ام ايمن، وكأني بك وبنساء اهلك (ببنات اهلك (خ ل) سبايا بهذا البلد اذلاء خاشعين، تخافون ان يتخطفكم الناس، فصبرا صبرا، فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لله على ظهر الارض يومئذ ولي غيركم وغير محبيكم و شيعتكم، ولقد قال لنا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) حين أخبرنا بهذا الخبر: ان ابليس لعنه الله في ذلك اليوم يطير فرحا فيجول الارض كلها بشياطينه وعفاريته، فيقول: يا معاشر الشياطين قد ادركنا من ذرية ادم الطلبة وبلغنا في هلاكهم الغاية واورثناهم النار الا من اعتصم بهذه العصابة، فاجعلوا شغلكم بتشكيك الناس فيهم وحملهم على عداوتهم واغرائهم بهم واوليائهم حتى تستحكم ضلالة الخلق وكفرهم ولا ينجو منهم ناج، ولقد صدق عليهم ابليس وهو كذوب، انه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح ولا يضر مع محبتكم وموالاتكم ذنب غير الكبائر. قال زائده: ثم قال علي بن الحسين (عليهما السلام) بعد ان حدثني بهذا الحديث: خذه اليك ما لو ضربت في طلبه آباط الابل حولا لكان قليلا. العس – بالضم والسين المهملة المشددة – القدح الكبير. نشج الباكي نشيجا: غص بالبكاء في حلقه من غير انتخاب، والقدر غلت فسمع لها صوت. خبط خبطا: ضرب ضربا شديدا. اصطفق الاشجار: اضطربت واهتزت بالريح، والعود تحركت اوتاده. عنه البحار 45: 179، بعضه 101: 115، المستدرك 3: 522 (مع التنبيه بانها ليس من كلام المؤلف)

[ 449 ]

ابن ابي يعفور، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول لرجل من مواليه: يا فلان أتزور قبر ابي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام)، قال: نعم اني أزوره بين ثلاث سنين مرة، فقال له – وهو مصفر الوجه -: اما والله الذي لا اله الا هو لو زرته لكان أفضل لك مما انت فيه، فقال له: جعلت فداك أكل هذا الفضل، فقال نعم والله لو اني حدثتكم بفضل زيارته وبفضل قبره لتركتم الحج رأسا وما حج منكم احد، ويحك أما تعلم ان الله اتخذ كربلاء حرما امنا مباركا قبل ان يتخذ مكة حرما. قال ابن ابي يعفور: فقلت له: قد فرض الله على الناس حج البيت ولم يذكر زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فقال: وان كان كذلك فان هذا شئ جعله الله هكذا، أما سمعت قول ابي امير المؤمنين (عليه السلام) حيث يقول: ان باطن القدم احق بالمسح من ظاهر القدم، ولكن الله فرض هذا على العباد أو ما علمت ان الموقف لو كان في الحرم كان أفضل لاجل الحرم، ولكن الله صنع ذلك في غير الحرم (1). [ 675 ] 2 – حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن ابي سعيد القماط، عن عمر بن يزيد بياع السابري، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال:


1 – عنه البحار 101: 33، بعضه 101: 110، الوسائل 14: 513، صدره المستدرك 10: 261.

[ 450 ]

ان ارض الكعبة قالت: من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري، ويأتيني الناس من كل فج عميق، وجعلت حرم الله وامنه، فأوحى الله إليها ان كفي وقري فوعزتي وجلالي ما فضل ما فضلت به فيما اعطيت به ارض كربلاء الا بمنزلة الابرة غمست في البحر فحملت من مأ البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا ما تضمنته ارض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي افتخرت به، فقري واستقري وكوني دنيا متواضعا ذليلا مهينا، غير مستنكف ولا مستكبر لارض كربلاء، والا سخت بك (1) وهويت بك في نار جهنم (2). [ 676 ] 3 – وحدثني ابي وعلي بن الحسين، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن علي، قال: حدثنا عباد أبو سعيد العصفري، عن عمر بن يزيد بياع السابري، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، وذكر مثله (3). [ 677 ] 4 – حدثني أبو العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن ابي سعيد العصفري، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: خلق الله تبارك وتعالى ارض كربلاء قبل ان يخلق الكعبة باربعة وعشرين الف عام وقدسها وبارك عليها، فما زالت قبل خلق الله الخلق


1 – سخت بك: خسفت بك (خ ل). 2 – عنه البحار 101: 106، الوسائل 14: 515. 3 – عنه البحار 101: 106، الوسائل 14: 515.

[ 451 ]

مقدسة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل ارض في الجنة وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه اوليائه في الجنة (1). [ 678 ] 5 – حدثني محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن ابي سعيد، عن بعض رجاله، عن ابي الجارود، قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام): اتخذ الله ارض كربلاء حرما امنا مباركا قبل ان يخلق الله ارض الكعبة ويتخذها حرما باربعة وعشرين الف عام، وانه إذا زلزل الله تبارك وتعالى الارض وسيرها رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية، فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة وأفضل مسكن في الجنة لا يسكنها الا النبيون والمرسلون – أو قال: اولو العزم من الرسل – وانها لتزهر بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدري بين الكواكب لاهل الارض، يغشي نورها ابصار اهل الجنة جميعا، وهي تنادي: انا ارض الله المقدسة الطيبة المباركة التي تضمنت سيد الشهدأ وسيد شباب اهل الجنة (2). [ 679 ] 6 – حدثني ابي وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي، عن علي ابن ابراهيم، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن عباد ابي سعيد العصفري، عن رجل، عن ابي الجارود، قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام)، وذكر مثله.


1 – رواه في التهذيب 6: 72، عنهما البحار 101: 107، الوسائل 14: 516، يأتي ذكره في هذا الباب. 2 – عنه البحار 101: 108، الوسائل 14: 515، المستدرك 10: 323. رواه أبو سعيد العصفري في اصله: 17 (ضمن الاصول الستة عشر).

[ 452 ]

[ 680 ] 7 – وروي، قال أبو جعفر (عليه السلام): الغاضرية هي البقعة التي كلم الله فيها موسى بن عمران (عليه السلام)، وناجي نوحا فيها، وهي اكرم ارض الله عليه، ولولا ذلك ما استودع الله فيها اوليأه وابنأ نبيه (1)، فزوروا قبورنا بالغاضرية (2). [ 681 ] 8 – وقال أبو عبد الله (عليه السلام): الغاضرية من تربة بيت المقدس (3). [ 682 ] 9 – وعنهما بهذا الاسناد، عن ابي سعيد العصفري، عن حماد ابن ايوب، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه، عن آبائه، عن امير المؤمنين (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقبر ابني بارض يقال لها: كربلاء، هي البقعة التي كانت فيها قبة الاسلام التي نجا الله عليها المؤمنين الذين امنوا مع نوح في الطوفان (4). [ 683 ] 10 – وباسناده عن ابن ميثم التمار، عن الباقر (عليه السلام)، قال: من بات ليلة عرفة في كربلاء واقام بها حتى يعيد وينصرف، وقاه الله شر سنته (5). [ 684 ] 11 – وبهذا الاسناد، عن علي بن الحارث (6)، عن الفضل بن


1 – انبياءه (خ ل)، ويأتي بعيد هذا ان كربلاء قبض فيها مائتا نبي ومائتا وصي. 2 – عنه البحار 101: 106، المستدرك 10: 324. 3 – عنه البحار 101: 109، المستدرك 10: 324. 4 – عنه البحار 101: 109، المستدرك 10: 324. 5 – عنه البحار 101: 90، المستدرك 10: 287. 6 – علي بن الحرب (خ ل)، وقد ورد في معاجم الرجال بالاسمين، راجع معجم الرجال 11: 299.

[ 453 ]

يحيى، عن أبيه، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: زوروا كربلاء ولا تقطعوه، فان خير اولاد الانبياء ضمنته، الا وان الملائكة زارت كربلاء الف عام من قبل ان يسكنه جدي الحسين (عليه السلام)، وما من ليلة تمضي الا وجبرائيل وميكائيل يزورانه، فاجتهد يا يحيى ان لا تفقد من ذلك الموطن (1). [ 685 ] 12 – حدثني ابي وجماعة مشايخي رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: مر امير المؤمنين (عليه السلام) بكربلاء في اناس من أصحابه، فلما مر بها اغرورقت عيناه بالبكأ، ثم قال: هذا مناخ ركابهم وهذا ملقى رحالهم، وهنا تهرق دماؤهم، طوبى لك من تربة عليك تهرق دما الاحبة (2). [ 686 ] 13 – حدثني ابي و محمد بن الحسن رحمه الله، عن الحسن بن متيل، عن سهل بن زياد، عن علي بن اسباط، عن محمد بن سنان، عمن حدثه، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: خرج امير المؤمنين علي (عليه السلام) يسير بالناس حتى إذا كان من كربلاء على مسيرة ميل أو ميلين تقدم بين ايديهم حتى صار بمصارع الشهدأ، ثم قال: قبض فيها مائتا نبي ومائتا وصي ومائتا سبط كلهم شهدأ باتباعهم، فطاف بها على بغلته خارجا رجله من الركاب، فأنشا يقول:


1 – عنه البحار 101: 109، المستدرك 10: 261. 2 – عنه البحار 101: 116.

[ 454 ]

مناخ ركاب ومصارع شهدأ لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من أتى بعدهم (1). [ 687 ] 14 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: خلق الله تعالى كربلا قبل ان يخلق الكعبة باربعة وعشرين الف عام وقدسها وبارك عليها، فما زالت قبل ان يخلق الله الخلق مقدسة مباركة ولا تزال كذلك، ويجعلها أفضل ارض في الجنة (2). [ 688 ] 15 – وروي هذا الحديث جماعة مشايخنا رحمهم الله ابي واخي وغيرهم، عن احمد بن ادريس، عن محمد بن احمد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن علي، عن ابي سعيد العصفري، عن عمرو بن ثابت ابي المقدام، عن أبيه، عن ابي جعفر (عليه السلام) مثله، وزاد فيه: وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه اوليأه في الجنة (3). [ 689 ] 16 – حدثني به ابي واخي وعلي بن الحسين رحمهم الله، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن علي، قال: حدثنا عباد أبو سعيد العصفري، عن عمرو بن ثابت ابي المقدام، عن أبيه، عن


1 – رواه في التهذيب 6: 73، عنهما البحار 101: 116، الوسائل 14: 516. 2 – عنه البحار 101: 107. 3 – مر في هذا الباب، وقد ذكرنا مصادرها، فراجع.

[ 455 ]

ابي جعفر (عليه السلام)، وذكر مثله مع الزيادة (1). [ 690 ] 17 – حدثني ابي رحمه الله، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن علي، قال: حدثنا عباد أبو سعيد العصفري، عن صفوان الجمال، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان الله تبارك وتعالى فضل الارضين والمياه بعضها على بعض، فمنها ما تفاخرت ومنها ما بغت، فما من مأ ولا ارض الا عوقبت لتركها التواضع لله، حتى سلط الله المشركين على الكعبة وارسل الى زمزم مأ مالحا حتى افسد طعمه، وان ارض كربلا ومأ الفرات اول ارض واول مأ قدس الله تبارك وتعالى وبارك الله عليهما، فقال لها: تكلمي بما فضلك الله تعالى فقد تفاخرت الارضون والمياه بعضها على بعض، قالت: انا ارض الله المقدسة المباركة، الشفأ في تربتي ومائي، ولا فخر بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك، ولا فخر على من دوني بل شكرا لله فاكرمها، وزادها بتواضعها وشكرها لله بالحسين (عليه السلام) وأصحابه. ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وضعه الله تعالى (2).


1 – عنه البحار 101: 109، الوسائل 14: 516. 2 – عنه البحار 101: 109، الوسائل 14: 516، بعضه المستدرك 10: 324.

[ 456 ]

الباب (89) فضل الحائر وحرمته [ 691 ] 1 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه عبد الله بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن اسحاق بن عمار، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: موضع قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) منذ يوم دفن فيه روضة من رياض الجنة و، قال: موضع قبر الحسين (عليه السلام) ترعة من ترع الجنة (1). [ 692 ] 2 – حدثني ابي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن محمد بن اسماعيل البصري، عمن رواه، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: حرمة قبر الحسين فرسخ في فرسخ من اربعة جوانبه (2). [ 693 ] 3 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم رحمه الله، عن سلمة بن الخطاب، عن منصور بن العباس، يرفعه الى ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: حريم قبر الحسين (عليه السلام) خمس فراسخ من اربعة جوانب القبر (3).


1 – رواه في ثواب الاعمال: 120، عنهما البحار 101: 111، المستدرك 10: 324. 2 – رواه في التهذيب 6: 71، عنهما البحار 101: 111، الوسائل 14: 510، المستدرك 10: 320. 3 – رواه في التهذيب 6: 71، عنهما البحار 101: 111، الوسائل 14: 510، المستدرك 10: 324.

[ 457 ]

[ 694 ] 4 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن اسحاق بن عمار، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان لموضع قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) حرمة معلومة من عرفها واستجار بها اجير، قلت: فصف لي موضعها جعلت فداك، قال: امسح من موضع قبره اليوم، فامسح خمسة وعشرين ذراعا من ناحية رجليه، وخمسة وعشرين ذراعا مما يلي وجهه، وخمسة وعشرين ذراعا من خلفه، وخمسة وعشرين ذراعا من ناحية راسه، وموضع قبره منذ يوم دفن روضة من رياض الجنة، ومنه معراج يعرج فيه باعمال زواره الى السمأ، فليس ملك ولا نبي في السماوات الا وهم يسألون الله ان يأذن لهم في زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، ففوج ينزل وفوج يعرج (1). [ 695 ] 5 – حدثني ابي وجماعة مشايخي رحمهم الله، عن سعد بن عبد الله، عن هارون بن مسلم، عن عبد الرحمان بن الاشعث، عن عبد الله ابن حماد الانصاري، عن عبد الله بن سنان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:


1 – عنه البحار 101: 111، الوسائل 14: 511، المستدرك 10: 324. رواه في ثواب الاعمال: 119، الكافي 4: 588، التهذيب 6: 71، مصباح المتهجد: 509، المصباح للكفعمي: 508.

[ 458 ]

قبر الحسين (عليه السلام) عشرون ذراعا في عشرين ذراعا مكسرا روضة من رياض الجنة – وذكر الحديث (1). [ 696 ] 6 – وعنه، عن سعد، عن احمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشأ، عن اسحاق بن عمار، عن ابي عبد الله (عليه السلام) مثله. الباب (90) ان الحائر من المواضع التي يحب الله ان يدعى فيها [ 697 ] 1 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن، عن الحسن بن متيل، عن سهل بن زياد، عن ابي هاشم الجعفري، قال: بعث الي أبو الحسن (عليه السلام) في مرضه والى محمد بن حمزة، فسبقني إليه محمد بن حمزة فأخبرني انه ما زال يقول: ابعثوا الى الحائر (2)، فقلت لمحمد: الا قلت له: انا اذهب الى الحائر، ثم دخلت عليه فقلت له: جعلت فداك انا اذهب الى الحائر، فقال: انظروا في ذلك (3)، ثم قال: ان


1 – عنه البحار 101: 111، الوسائل 14: 512، المستدرك 10: 324. رواه في ثواب الاعمال: 119، الكافي 4: 588، التهذيب 6: 72، مصباح المتهجد: 509، المصباح للكفعمي: 508. 2 – ابعثوا الى الحائر، اي ابعثوا رجلا الى حائر الحسين (عليه السلام) يدعو لي ويسأل الله شفائي عنده. 3 – انظروا في ذلك: اي تفكروا وتدبروا فيه بان يقع على وجه لا يطلع عليه احد للتقية.

[ 459 ]

محمدا ليس له سر من زيد بن علي (1) وانا اكره ان يسمع ذلك، قال: فذكرت ذلك لعلي بن بلال، فقال: ما كان يصنع بالحائر وهو الحائر. فقدمت العسكر فدخلت عليه، فقال لي اجلس حين اردت القيام، فلما رأيته انس بي ذكرت قول علي بن بلال فقال لي: الا قلت له: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يطوف بالبيت ويقبل الحجر، وحرمة النبي (صلى الله عليه وآله) والمؤمن أعظم من حرمة البيت، وامره الله ان يقف بعرفة، انما هي مواطن يحب الله ان يذكر فيها، فأنا احب ان يدعى لي حيث يحب الله ان يدعى فيها، والحائر من تلك المواضع (2). [ 698 ] 2 – حدثني علي بن الحسين وجماعة، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن ابي هاشم الجعفري، قال: دخلت انا ومحمد بن حمزة عليه نعوده وهو عليل، فقال لنا: وجهوا قوما الى الحائر من مالي، فلما خرجنا من عنده، قال لي محمد بن


1 – اي ان محمدا – يعني ابن حمزة – ليس له سر، اي حصانة بل يفشي الاسرار، وذلك بسبب انه من اتباع زيد ولا يعتقد امامتنا، فتكون من تعليلية، أو المعنى انه ليس له حظ من اسرار زيد وما كان يعتقد فينا، فان الزيدية خالفوا زيدا في ذلك، ولعله كان الباعث لا فشائه على الوجهين الحسد على ابي هاشم إذ كان هو المبعوث، فلذا لم يتق (عليه السلام) في القول اولا عنده مع انه يحتمل ان يكون المراد بمحمد اخيرا غير ابن حمزة، ويحتمل ايضا ان يكون المراد بزيد غير امام الزيدية بل واحدا من اهل ذلك العصر ممن يتقي منه، ويكون المعنى ان محمدا لا يخفي شيئا من زيد وانا اكره ان يسمع زيد ذلك – البحار. 2 – عنه البحار 101: 112، الوسائل 14: 538، المستدرك 10: 346. رواه في الكافي 4: 567.

[ 460 ]

حمزة: المشير يوجهنا الى الحائر وهو بمنزلة من في الحائر، قال: فعدت إليه فأخبرته، فقال لي: ليس هو هكذا ان لله مواضع يحب ان يعبد فيها، وحائر الحسين (عليه السلام) من تلك المواضع (1). (2) الباب (91) ما يستحب من طين قبر الحسين (عليه السلام) وانه شفأ [ 699 ] 1 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن كرام، عن


1 – عنه البحار 101: 113، المستدرك 10: 346. 2 – زيادة من تلميذ المؤلف: قال: الحسين بن احمد بن المغيرة: وحدثني أبو محمد الحسن بن احمد بن محمد بن علي الرازي المعروف بالوهوردي بنيشابور بهذا الحديث، وذكر في آخره غير ما مضى في الحديثين الاولين احببت شرحه في هذا الباب لانه منه. قال أبو محمد الوهوردي: حدثني أبو علي محمد بن همام رحمه الله، قال: حدثني محمد الحميري، قال: حدثني أبو هاشم الجعفري، قال: دخلت على ابي الحسن علي بن محمد (عليهما السلام) وهو محموم عليل، فقال لي: يا ابا هاشم ابعث رجلا من موالينا الى الحائر يدعو الله لي، فخرجت من عنده، فاستقبلني علي بن بلال فأعلمته ما قال لي، وسألته ان يكون الرجل الذي يخرج فقال: السمع والطاعة، ولكنني اقول: انه أفضل من الحائر إذ كان بمنزلة من في الحائر، ودعاؤه لنفسه أفضل من دعائي له بالحائر، فاعلمته (عليه السلام) ما قال، فقال لي: قل له: كان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أفضل من البيت والحجر، وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر، وان الله تعالى بقاعا يحب ان يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه، والحائر منها. عنه البحار 101: 113.

[ 461 ]

ابن ابي يعفور، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): يأخذ الانسان من طين قبر الحسين (عليه السلام) فينتفع به ويأخذ غيره فلا ينتفع به، فقال: لا والله الذي لا اله الا هو ما يأخذه احد وهو يرى ان الله ينفعه به الا نفعه الله به (1). [ 700 ] 2 – حدثني محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن ابي عبد الله البرقي، عن بعض أصحابنا، قال: دفعت الى امرأة غزلا، فقالت: ادفعه الى حجبة مكة ليخاط به كسوة الكعبة، قال: فكرهت ان ادفعه الى الحجبة وانا اعرفهم، فلما ان صرنا الى المدينة دخلت على ابي جعفر (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك ان امرأة اعطتني غزلا فقالت: ادفعه بمكة ليخاط به كسوة الكعبة، فكرهت ان ادفعه الى الحجبة، فقال: اشتر به عسلا وزعفران وخذ من طين قبر الحسين (عليه السلام) واعجنه بمأ السمأ واجعل فيه شيئا من العسل والزعفران، وفرقه على الشيعة ليداووا به مرضاهم (2). [ 701 ] 3 – وحدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل البصري – ولقبه فهد -، عن بعض رجاله، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: طين قبر الحسين (عليه السلام) شفأ من كل دأ (3).


1 – عنه البحار 101: 122، الوسائل 14: 522، المستدرك 10: 329. رواه في الكافي 4: 588. 2 – عنه البحار 101: 123، المستدرك 10: 330. رواه في المحاسن 2: 500. 3 – عنه البحار 101: 123، الوسائل 14: 526، المستدرك 10: 330، يأتي في الباب: 94.

[ 462 ]

[ 702 ] 4 – وعنه، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن الحسين بن سعيد، عن أبيه، عن محمد بن سليمان البصري، عن أبيه، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: في طين قبر الحسين (عليه السلام) الشفأ من كل دأ، وهو الدوأ الاكبر (1). [ 703 ] 5 – حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن شيخ من أصحابنا، عن ابي الصباح الكناني، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: طين قبر الحسين (عليه السلام) فيه شفأ وان اخذ على رأس ميل (2). [ 704 ] 6 – وروي عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: من اصابته علة فبدأ بطين قبر الحسين (عليه السلام) شفاه الله من تلك العلة الا ان تكون علة السام (3) (4). [ 705 ] 7 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، قال: حدثنا مدلج، عن محمد بن مسلم، قال: خرجت الى المدينة وانا وجع، فقيل له: محمد بن مسلم وجع، فأرسل الي أبو جعفر (عليه السلام) شرابا مع غلام مغطى بمنديل، فناولنيه الغلام وقال لي: اشربه فانه قد امرني ان لا ابرح حتى تشربه، فتناولته فإذا رائحة


1 – عنه البحار 101: 123. 2 – رواه الشيخ في مصباحه: 674، عنه البحار 101: 124، الوسائل 14: 513. 3 – السام: الموت. 4 – عنه وعن فقه الرضا (عليه السلام)، البحار 101: 124 و 131، الوسائل 14: 526.

[ 463 ]

المسك منه، وإذا بشراب طيب الطعم بارد، فلما شربته قال لي الغلام: يقول لك مولاي: إذا شربته فتعال ففكرت فيما قال لي، وما اقدر على النهوض قبل ذلك على رجلي، فلما استقر الشراب في جوفي فكأنما نشطت من عقال، فأتيت بابه فاستأذنت عليه، فصوت بي: صح الجسم ادخل. فدخلت عليه وانا باك، فسلمت عليه وقبلت يده ورأسه، فقال لي: وما يبكيك يا محمد، قلت: جعلت فداك ابكي على اغترابي وبعد الشقة وقلة القدرة على المقام عندك انظر اليك، فقال لي: اما قلة القدرة فكذلك جعل الله اوليأنا واهل مودتنا وجعل البلا إليهم سريعا، واما ما ذكرت من الغربة فان المؤمن في هذه الدنيا غريب وفي هذا الخلق المنكوس حتى يخرج من هذه الدار الى رحمة الله، واما ما ذكرت من بعد الشقة فلك بابي عبد الله (عليه السلام) اسوة بارض نائية عنا بالفرات، واما ما ذكرت من حبك قربنا والنظر الينا، وانك لا تقدر على ذلك فالله يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه. ثم قال لي: هل تأتي قبر الحسين (عليه السلام)، قلت: نعم على خوف ووجل، فقال: ما كان في هذا اشد فالثواب فيه على قدر الخوف، ومن خاف في اتيانه امن الله روعته يوم يقوم الناس لرب العالمين، وانصرف بالمغفرة وسلمت عليه الملائكة وزاره النبي (صلى الله عليه وآله) وما يصنع، ودعا له، وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سؤ واتبع رضوان الله.


[ 464 ]

ثم قال لي: كيف وجدت الشراب، فقلت: اشهد انكم اهل بيت الرحمة وانك وصي الاو صيأ، ولقد اتاني الغلام بما بعثته وما اقدر على ان استقل على قدمي، ولقد كنت آيسا من نفسي، فناولني الشراب فشربته، فما وجدت مثل ريحه ولا اطيب من ذوقه ولا طعمه، ولا ابرد منه، فلما شربته قال لي الغلام: انه امرني ان اقول لك إذا شربته فاقبل الي، وقد علمت شدة ما بي، فقلت: لاذهبن إليه ولو ذهبت نفسي. فاقبلت اليك فكأني نشطت من عقال، فالحمد لله الذي جعلكم رحمة لشيعتكم، فقال: يا محمد ان الشراب الذي شربته فيه من طين قبر الحسين (عليه السلام) وهو أفضل ما استشفي به فلا نعدل به، فانا نسقيه صبياننا ونسأنا، فنرى فيه كل خير، فقلت له: جعلت فداك انا لنأخذ منه ونستشفي به، فقال: يأخذه الرجل فيخرجه من الحائر وقد اظهره فلا يمر بأحد من الجن به عاهة ولا دابة ولا شئ به آفة الا شمه فتذهب بركته فيصير بركته لغيره، وهذا الذي نتعالج به ليس هكذا، ولولا ما ذكرت لك ما يمسح به شي ولا شرب منه شي الا أفاق من ساعته، وما هو الا كحجر الاسود أتاه أصحاب العاهات والكفر والجاهلية، وكان لا يتمسح به احد الا افاق، وكان كأبيض ياقوتة فاسود حتى صار الى ما رأيت. فقلت: جعلت فداك وكيف اصنع به، فقال: انت تصنع به مع اظهارك اياه ما يصنع غيرك، تستخف به فتطرحه في خرجك وفي اشيأ


[ 465 ]

دنسة فيذهب ما فيه مما تريده له، فقلت: صدقت جعلت فداك، قال: ليس يأخذه احد الا وهو جاهل بأخذه ولا يكاد يسلم بالناس. فقلت: جعلت فداك وكيف لي ان آخذه كما تأخذه، فقال لي: اعطيك منه شيئا، فقلت: نعم، قال: إذا اخذته فكيف تصنع به، فقلت: اذهب به معي، فقال: في اي شئ تجعله، فقلت: في ثيابي، قال: فقد رجعت الى ما كنت تصنع أشرب عندنا منه حاجتك ولا تحمله فانه لا يسلم لك، فسقاني منه مرتين، فما اعلم اني وجدت شيئا مما كنت اجد حتى انصرفت (1). [ 706 ] 8 – حدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد بن احمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن الخيبري، عن ابي ولاد، عن ابي بكر الحضرمي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: لو ان مريضا من المؤمنين يعرف حق ابي عبد الله (عليه السلام) وحرمته وولايته اخذ من طين قبره مثل رأس أنملة كان له دوأ (2). الباب (92) ان طين قبر الحسين (عليه السلام) شفأ وامان [ 707 ] 1 – حدثني ابي وجماعة مشايخي رحمهم الله، عن سعد بن


1 – عنه البحار 60: 157، 101: 121، الوسائل 14: 526 (مع اختصار). 2 – عنه البحار 101: 122 و 125، الوسائل 14: 530. يأتي في الباب اللاحق، وفيه: (على رأس ميل).

[ 466 ]

عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن رجل قال: بعث الى أبو الحسن الرضا (عليه السلام) من خراسان بثياب رزم (1) وكان بين ذلك طين، فقلت للرسول: ما هذا، فقال: طين قبر الحسين (عليه السلام) ما يكاد يوجه شيئا من الثياب ولا غيره الا ويجعل فيه الطين، وكان يقول: هو أمان باذن الله (2). [ 708 ] 2 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن الحسين ابن ابي العلاء، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: حنكوا اولادكم بتربة الحسين (عليه السلام)، فانها امان (3). [ 709 ] 3 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن ايوب بن نوح، عن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا أبو اليسع، قال: سأل رجل ابا عبد الله (عليه السلام) وانا اسمع، قال: اخذ من طين قبر الحسين يكون عندي اطلب بركته، قال: لا بأس بذلك (4). [ 710 ] 4 – وعنه، عن سعد، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن موسى الوراق، عن يونس، عن عيسى بن سليمان، عن محمد


1 – رزم الثياب جمعها وشدها في ثوب. 2 – رواه الشيخ في التهذيب 8: 40، الاستبصار 3: 279، عنهم البحار 101: 124، الوسائل 14: 524. 3 – رواه الشيخ في التهذيب 6: 74، عنه البحار 101: 124، الوسائل 14: 524. 4 – عنه البحار 101: 125، الوسائل 14: 530، المستدرك 10: 331.

[ 467 ]

ابن زياد، عن عمته، قالت: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان في طين الحائر الذي فيه الحسين (عليه السلام) شفأ من كل دأ وامانا من كل خوف (1). [ 711 ] 5 – وحدثني ابي رحمه الله، عن احمد بن ادريس ومحمد بن يحيى، عن العمركي بن علي البوفكي، عن يحيى – وكان في خدمة ابي جعفر الثاني (عليه السلام) -، عن عيسى بن سليمان، عن محمد بن مارد، عن عمته، قالت: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان في طين الحائر الذي فيه الحسين (عليه السلام) شفأ من كل دأ وامانا من كل خوف (2). [ 712 ] 6 – حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن الخيبري، عن ابي ولاد، عن ابي بكر الحضرمي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: لو ان مريضا من المؤمنين يعرف حق ابي عبد الله (عليه السلام) وحرمته وولايته اخذ له من طين قبره على رأس ميل كان له دوأ وشفأ (3).


1 – عنه البحار 101: 125. اورده في فقه الرضا (عليه السلام): 46، عنه البحار 101: 131. 2 – عنه البحار 101: 125، المستدرك 10: 331. ذكره في طب الائمة (عليهم السلام): 52 مع اختلاف. 3 – عنه البحار 101: 122 و 125، الوسائل 14: 530. مر في الباب السابق، وفيه: (على رأس انملة).

[ 468 ]

الباب (93) من اين يؤخذ طين قبر الحسين (عليه السلام) وكيف يؤخذ [ 713 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب ابن يزيد، عن الحسن بن علي، عن يونس بن رفيع (1)، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ان عند رأس الحسين بن علي (عليهما السلام) لتربة حمرأ، فيها شفأ من كل دأ الا السام، قال: فأتيت القبر بعد ما سمعنا بهذا الحديث، فاحتفرنا عند رأس القبر، فلما حفرنا قدر ذراع انحدرت علينا من عند رأس القبر مثل السهلة (2) حمرأ قدر درهم، فحملناه الى الكوفه، فمزجناه، واقبلنا نعطي الناس يتداوون به (3). [ 714 ] 2 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين، عن سعد، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن رزق الله بن العلاء، عن سليمان ابن عمرو السراج (4)، عن بعض اصحابنا، عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: يؤخذ


1 – كذا في النسخ، والظاهر ان كلمة (رفيع) تصحيف (ربيع)، كما في المعجم 20: 192. 2 – السهلة – بالكسر – تراب كالرمل يجئ به الماء. 3 – عنه البحار 101: 125، المستدرك 10: 331. رواه في الكافي 4: 588. 4 – كذا ايضا في التهذيب، لكن في الكافي: رزق الله بن ابي العلاء عن سليمان بن عمر السراج.

[ 469 ]

طين قبر الحسين (عليه السلام) من عند القبر على قدر سبعين ذراعا (1). [ 715 ] 3 – حدثني علي بن الحسين، عن علي بن ابراهيم، عن ابراهيم ابن اسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حماد الانصاري، عن عبد الله بن سنان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا تناول احدكم من طين قبر الحسين (عليه السلام) فليقل: اللهم اني اسالك بحق الملك الذي تناوله، والرسول الذي بوأه، والوصي الذي ضمن فيه ان تجعله شفأ من كل دأ كذا وكذا. وتسمي ذلك الدأ (2). [ 716 ] 4 – حدثني حكيم بن داود، عن سلمة، عن علي بن الريان بن الصلت، عن الحسين بن اسد، عن احمد بن مصقلة، عن عمه، عن ابي جعفر الموصلي ان ابا جعفر (عليه السلام) قال: إذا اخذت طين قبر الحسين (عليه السلام) فقل: اللهم بحق هذه التربة، وبحق الملك الموكل بها، وبحق الملك الذي كربها (3)، وبحق الوصي الذي هو فيها، صل على محمد وال محمد،


1 – عنه البحار 101: 130، الوسائل 14: 511، المستدرك 10: 333. رواه الكليني في الكافي 4: 588، والشيخ في التهذيب 6: 74، والسيد في مصباح الزائر: 136. 2 – عنه البحار 101: 127، المستدرك 10: 340. 3 – كربها: حفرها، من قولهم: كربت الارض اي قلبتها للحرث، ويحتمل ان يكون كربها – بالتشديد والباء للتعدية – اي اخذها ورجع بها الى النبي (صلى الله عليه واله وسلم).

[ 470 ]

واجعل هذا الطين شفأ لي من كل دأ، وامانا من كل خوف (1). [ 717 ] 5 – حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن جده علي ابن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، قال: حدثنا أبو عمرو شيخ من اهل الكوفة، عن ابي حمزة الثمالي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: كنت بمكة – وذكر في حديثه – قلت: جعلت فداك اني رأيت أصحابنا يأخذون من طين الحائر ليستشفون به هل في ذلك شئ مما يقولون من الشفأ، قال: قال: يستشفى بما بينه وبين القبر على رأس اربعة اميال، وكذلك قبر جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكذلك طين قبر الحسن وعلي ومحمد (2)، فخذ منها، فانها شفأ من كل سقم وجنة مما تخاف، ولا يعدلها شئ من الاشيأ التي يستشفى بها الا الدعأ، وانما يفسدها ما يخالطها من اوعيتها وقلة اليقين لمن يعالج بها، فاما من أيقن انها له شفأ إذا يعالج بها كفته باذن الله من غيرها مما يعالج به، ويفسدها الشياطين والجن من اهل الكفر منهم يتمسحون بها، وما تمر بشئ الا شمها، وأما الشياطين وكفار الجن فانهم يحسدون بني آدم عليها، فيتمسحون بها ليذهب عامة طيبها، ولا يخرج الطين من الحائر الا وقد استعد له ما لا يحصى منهم، وانه لفي


1 – عنه البحار 101: 127، المستدرك 10: 340. 2 – ما تضمنه الحديث من جواز الاستشفاء بتربة غير الحسين (عليه السلام) مخالف لغيره من الاخبار، وما ذهب إليه الاصحاب، ولعله محمول على الاستشفاء بغير الاكل من الاستعمالات كالتمسح بها وحملها معه.

[ 471 ]

يد صاحبها وهم يتمسحون بها، ولا يقدرون مع الملائكة ان يدخلوا الحائر، ولو كان من التربة شئ يسلم ما عولج به احد الا برأ من ساعته. فإذا أخذتها فاكتمها واكثر عليها من ذكر الله تعالى، وقد بلغني ان بعض من يأخذ من التربة شيئا يستخف به، حتى ان بعضهم ليطرحها في مخلاة (1) الابل والبغل والحمار وفي وعأ الطعام، وما يمسح به الايدي من الطعام والخرج (2) والجوالق (3)، فكيف يستشفى به من هذا حاله عنده، ولكن القلب الذي ليس فيه يقين من المستخف بما فيه صلاحه يفسد عليه عمله (4). [ 718 ] 6 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن رزق الله بن العلاء (5)، عن سليمان بن عمرو السراج، عن بعض أصحابنا، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: يؤخذ طين قبر الحسين (عليه السلام) من عند القبر على سبعين باعا في سبعين باعا (6). [ 719 ] 7 – حدثني محمد بن يعقوب، عن محمد بن علي، رفعه، قال: قال: الختم على طين قبر الحسين (عليه السلام) ان يقرأ عليه:


1 – المخلاة: وعاء يوضع فيه علف الدابة ويعلق على رأسها. 2 – الخرج: وعاء توضع فيه الامتعة للحمل على الدواب. 3 – الجوالق: وعاء كالخرج – معرب. 4 – عنه البحار 60: 156، 101: 127، المستدرك 10: 332. 5 – كذا ايضا في التهذيب، اما في الكافي: رزق الله بن ابي العلاء، وفيهما ايضا: سليمان ابن عمر السراج. 6 – عنه البحار 101: 131، المستدرك 10: 334.

[ 472 ]

انا انزلناه في ليلة القدر (1). [ 720 ] 8 – وروي: إذا اخذته فقل: اللهم (2) بحق هذه التربة الطاهرة، وبحق البقعة الطيبة، وبحق الوصي الذي تواريه، وبحق جده وابيه وامه واخيه والملائكة الذين يحفون به، والملائكة العكوف على قبر وليك ينتظرون نصره صلى الله عليهم اجمعين، اجعل لي فيه شفأ من كل دأ، وامانا من كل خوف، وغنى من كل فقر، وعزا من كل ذل، واوسع به علي في رزقي، واصح به جسمي (3). [ 721 ] 9 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن رجل من اهل الكوفة، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): حريم قبر الحسين (عليه السلام) فرسخ في فرسخ في فرسخ في فرسخ (4). (5)


1 – رواه الكليني في الكافي 4: 588 مرفوعا عن علي بن محمد، عنهما البحار 101: 127، الوسائل 14: 522. 2 – بسم الله، اللهم (خ ل). 3 – رواه السيد في مصباح الزائر: 137 مرسلا عن الصادق (عليه السلام)، عنه البحار 101: 128، الوسائل 14: 522، المستدرك 10: 341. ذكره الكليني في الكافي 4: 588 مقطوعا. 4 – تكرير الفرسخ اربع مرات يدل على ان المعنى ان حريمه (عليه السلام) فرسخ من كل جانب فيكون في بمعنى مع. 5 – عنه البحار 101: 114، المستدرك 10: 320.

[ 473 ]

[ 722 ] 10 – حدثني جعفر بن محمد بن ابراهيم الموسوي، عن عبيد الله بن نهيك، عن سعد (1) بن صالح، عن الحسن بن علي بن ابي المغيرة، عن بعض أصحابنا (2)، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): اني رجل كثير العلل والامراض، وما تركت دوأ الا تداويت به، فقال لي: فأين انت عن تربة قبر الحسين (عليه السلام)، فان فيها الشفأ من كل دأ والامن من كل خوف، وقل إذا اخذته: اللهم اني اسألك بحق هذه الطينة، وبحق الملك الذي اخذها، وبحق النبي الذي قبضها، وبحق الوصي الذي حل فيها، صل على محمد واهل بيته، واجعل لي فيها شفأ من كل دأ، وامانا من كل خوف. قال: ثم قال (عليه السلام): ان الملك الذي اخذها فهو جبرئيل (عليه السلام) وأراها النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: هذه تربة ابنك هذا تقتله امتك من بعدك، والنبي الذي قبضها فهو محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، واما الوصي الذي حل فيها فهو الحسين بن علي (عليهما السلام) سيد الشهدأ. قلت: قد عرفت الشفأ من كل دأ، فكيف الامان من كل خوف؟ قال: إذا خفت سلطانا أو غير ذلك فلا تخرجن من منزلك الا ومعك من طين قبر الحسين (عليه السلام)، وقل إذا أخذته:


1 – كذا ايضا في التهذيب، وفي الامالي: سعيد. 2 – هو الحارث بن المغيرة النصري، كما يظهر من امالي الشيخ.

[ 474 ]

اللهم ان هذه طينة قبر الحسين وليك وابن وليك، اتخذتها حرزا لما اخاف ولما لا اخاف. فانه قد يرد عليك ما لا تخاف. قال الرجل: فاخذتها كما قال، فصح والله بدني، وكان لي امانا من كل ما خفت وما لم اخف، كما قال (عليه السلام)، فما رأيت بحمدالله بعدها مكروها (1). [ 723 ] 11 – اخبرني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة، عن احمد بن اسحاق القزويني، عن ابي بكار، قال: اخذت من التربة التي عند رأس الحسين بن علي (عليهما السلام)، فانها طينة حمرأ، فدخلت على الرضا (عليه السلام) فعرضتها عليه، فاخذها في كفه ثم شمها ثم بكي حتى جرت دموعه، ثم قال: هذه تربة جدي (2). [ 724 ] 12 – حدثني أبو عبد الرحمان محمد بن احمد بن الحسين


1 – رواه الشيخ في اماليه 1: 325 باسناده عن ابن خشيش، عن ابي المفضل الشيباني، عن حميد بن زياد الدهقان، عن عبد الله بن احمد بن نهيك، عن سعيد بن صالح، عن الحسن بن علي ابن ابي المغيرة، عن الحارث بن المغيرة، عن الصادق (عليه السلام)، عنه البحار 101: 118. ذكره الشيخ في التهذيب 6: 74 مع اختلاف، عن محمد بن احمد بن داود، عن الحسن بن محمد بن عجلان، عن حميد بن زياد، عن عبيدالله بن نهيك، عن سعد بن صالح، عن الحسن بن علي بن ابي المغيرة، عن بعض اصحابنا، عن الصادق (عليه السلام)، عنه الوسائل 14: 524. اخرجه الطبري في بشارة المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم): 214، الرقم: 441، عن الصادق (عليه السلام). 2 – عنه البحار 101: 131، المستدرك 10: 334.

[ 475 ]

العسكري بالعسكر، قال: حدثنا الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن محمد بن ابي عمير، عن محمد بن مروان، عن ابي حمزة الثمالي قال: قال الصادق (عليه السلام): إذا اردت حمل الطين طين قبر الحسين (عليه السلام) فاقرأ فاتحة الكتاب و المعوذتين و (قل هو الله احد)، و (قل يا ايها الكافرون) (1)، و (انا انزلناه في ليلة القدر)، ويس وآية الكرسي، وتقول: اللهم بحق محمد عبدك وحبيبك ونبيك ورسولك وامينك، وبحق امير المؤمنين علي بن ابي طالب عبدك واخي رسولك، وبحق فاطمة بنت نبيك وزوجة وليك، وبحق الحسن والحسين، وبحق الا ئمة الراشدين، وبحق هذه التربة، وبحق الملك الموكل بها، وبحق الوصي الذي حل (2) فيها، وبحق الجسد الذي تضمنت، وبحق السبط الذي ضمنت، وبحق جميع ملائكتك وانبيائك ورسلك، صل على محمد وال محمد، واجعل هذا الطين شفأ لي ولمن يستشفي به من كل دأ وسقم ومرض،، وامانا من كل خوف. اللهم بحق محمد واهل بيته اجعله علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفأ من كل دأ وسقم، وافة وعاهة، وجميع الا وجاع كلها، انك على كل شئ قدير.


1 – لا يوجد: (قل يا ايها الكافرون) في بعض النسخ. 2 – هو (خ ل).

[ 476 ]

وتقول: اللهم رب هذه التربة المباركة الميمونة، والملك الذي هبط بها، والوصي الذي هو فيها، صل على محمد وال محمد وسلم وانفعني بها، انك على كل شئ قدير (1). الباب (94) ما يقول الرجل إذا اكل من تربة قبر الحسين (عليه السلام) [ 725 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن اسماعيل البصري، عن بعض رجاله، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: طين قبر الحسين (عليه السلام) شفأ من كل دأ، وإذا اكلته فقل: بسم الله وبالله، اللهم اجعله رزقا واسعا، وعلما نافعا، وشفأ من كل دأ، انك على كل شئ قدير (2).


1 – عنه البحار 101: 128، الوسائل 14: 531. 2 – عنه البحار 101: 129، المستدرك 10: 341. ذكره المفيد في مزاره: 131 عن ابن قولويه في كامله. اورده الطبرسي في مكارم الاخلاق 1: 360، الرقم: 1176 مرسلا عن الصادق (عليه السلام)، وفي المكارم 2: 243، الرقم: 2586، عن السيد الامام ناصح الدين ابي البركات المشهدي، عن الصادق (عليه السلام). اخرجه الكفعمي في مصباحه: 509 مرسلا عنه (عليه السلام).

[ 477 ]

[ 726 ] 2 – قال: وروى لي بعض أصحابنا – يعني محمد بن عيسى -، قال: نسيت اسناده، قال (عليه السلام): إذا اكلته تقول: اللهم رب هذه التربة المباركة، ورب هذا الوصي الذي وارته صل على محمد وال محمد واجعله علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفأ من كل دأ (1). [ 727 ] 3 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبيه (2)، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا اخذت من تربة المظلوم ووضعتها في فيك فقل: اللهم اني اسألك بحق هذه التربة، وبحق الملك الذي قبضها، والنبي الذي حضنها، والامام الذي حل فيها، ان تصلي على محمد وال محمد، وان تجعل لي فيها شفأ نافعا، ورزقا واسعا، وامانا من كل خوف ودأ. فانه إذا قال ذلك وهب الله له العافية وشفاه (3).


1 – عنه البحار 101: 129، المستدرك 10: 341. رواه الصدوق في الفقيه 2: 362، مرسلا عن الصادق (عليه السلام)، عنه الوسائل 14: 525. 2 – لا يوجد: (عن ابيه) في بعض النسخ، وكلاهما صحيح، لانه يروي عن الصادق (عليه السلام) بلا واسطة – كما مر في الباب 66 – ومع واسطته، راجع معجم الرجال 14: 169. 3 – عنه البحار 101: 129، المستدرك 10: 342.

[ 478 ]

الباب (95) ان الطين كله حرام الا طين قبر الحسين (عليه السلام) فانه شفأ [ 728 ] 1 – حدثني محمد بن يعقوب وجماعة مشايخي رحمهم الله، عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابي يحيى الواسطي، عن رجل، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: الطين كله حرام كلحم الخنزير، ومن اكله ثم مات منه لم اصل عليه، الا طين قبر الحسين (عليه السلام)، فان فيه شفأ من كل دأ، ومن اكله بشهوة لم يكن فيه شفأ (1). [ 729 ] 2 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، قال: سألت ابا الحسن (عليه السلام) عن الطين، قال: فقال: اكل الطين حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير، الا طين قبر الحسين فان فيه شفأ من كل دأ وامنا من كل خوف (2). [ 730 ] 3 – حدثني أبو عبد الله محمد بن احمد بن يعقوب، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن ابيه، عن بعض اصحابنا، عن احدهما (عليهما السلام) قال:


1 – رواه في علل الشرايع: 532، عنهما البحار 101: 129. 2 – عته البحار 101: 130. رواه الشيخ في اماليه 1: 326 مع اختلاف، والراوندي في الخرائج 2: 872.

[ 479 ]

ان الله تبارك وتعالى خلق آدم من الطين فحرم الطين على ولده، قال: فقلت: فما تقول في طين قبر الحسين (عليه السلام)، قال: يحرم على الناس اكل لحومهم ويحل لهم اكل لحومنا (1)، ولكن الشئ اليسير منه مثل الحمصة (2). [ 731 ] 4 – وروى سماعة بن مهران، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: كل طين حرام على بني آدم ما خلا طين قبر الحسين (عليه السلام)، من اكله من وجع شفاه الله تعالى (3). [ 732 ] 5 – ووجدت في حديث الحسين بن مهران الفارسي، عن محمد بن ابي سيار، عن يعقوب بن يزيد، يرفع الحديث الى الصادق (عليه السلام)، قال: من باع طين قبر الحسين (عليه السلام) فانه يبيع لحم الحسين (عليه السلام) ويشتريه (4).


1 – ربما يكون في هذا الحديث ايعازا الى ان طينة ائمة الدين (عليهم السلام) كلهم من تربة الطف المقدسة، حيث عبر عنها بلحومنا، مع سبق مثل هذا التعبير عن مطلق الطين بالنسبة الى البشر بلحاظ خلق آدم منه وهو ولده، وليس بذلك البعيد ان يكون تربة اشرف بقاع العالم طينة لا شرف موجوداته، ويقربه خلقها قبل خلق ارض الكعبة باربعة وعشرين الف عام – كما مر في احاديث الباب: 88 – وكونها افضل روضة من رياض الجنة، وانها لتزهر بين رياضها كالكوكب الدري بين الكواكب، وانها افضل مسكن في الجنة لا يسكنها الا النبيون والمرسلون، فعلى هذا ينزل الحديث الاتي في آخر الباب على الحقيقة – والله العالم. 2 – رواه الشيخ في التهذيب 6: 74، والسيد في مصباح الزائر: 136، عنهم البحار 101: 130، الوسائل 14: 528. 3 – عنه البحار 101: 130. 4 – عنه البحار 101: 130.

[ 480 ]

الباب (96) من نأت داره وبعدت شقته كيف يزوره (عليه السلام) [ 733 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد ومحمد بن يحيى، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن ابي عمير، عمن رواه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا بعدت بأحدكم الشقة ونأت به الدار فليعل اعلا منزل له، فيصلي ركعتين، وليؤم بالسلام الى قبورنا، فان ذلك يصل الينا (1). [ 734 ] 2 – حدثني علي بن الحسين وعلي بن محمد بن قولويه رحمهما الله جميعا، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن عبد الرحمان، عن حنان بن سدير، عن أبيه في حديث طويل، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا سدير وما عليك ان تزور قبر الحسين (عليه السلام) في كل جمعة خمس مرات وفي كل يوم مرة، قلت: جعلت فداك ان بيننا وبينه فراسخ كثيرة، فقال: تصعد فوق سطحك ثم تلتفت يمنة ويسرة (2)، ثم ترفع رأسك الى السمأ، ثم تتحري نحو قبر الحسين (عليه السلام)، ثم تقول:


1 – رواه في التهذيب 6: 103، عنهما البحار 101: 365، المستدرك 10: 368. 2 – لا يبعد ان يكون الالتفات يمنة ويسرة الى جانب الفوق للتقية لئلا يطلع عليه احد – البحار.

[ 481 ]

السلام عليك يا ابا عبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته. يكتب لك زورة، والزورة حجة وعمرة، قال سدير: فربما فعلته في النهار (1) اكثر من عشرين مرة (2). [ 735 ] 3 – حدثني حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد الله ابن الخطاب، عن عبد الله بن محمد بن سنان، عن منيع، عن يونس بن عبد الرحمان (3)، عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا سدير تزور قبر الحسين (عليه السلام) في كل يوم، قلت: جعلت فداك لا، قال: ما اجفاكم افتزوره في كل شهر، قلت: لا، قال: فتزوره في كل سنة، قلت: يكون ذلك، قال: يا سدير ما اجفاكم بالحسين (عليه السلام) اما علمت ان لله الف الف ملك شعثا غبرا يبكون ويزورون لا يفترون، وما عليك يا سدير ان تزور قبر الحسين (عليه السلام) في كل جمعة خمس مرات – وذكر مثل الحديث الاول (4).


1 – كذا، وفي بعض المصادر: في الشهر. 2 – عنه البحار 101: 365، المستدرك 10: 306. 3 – كذا في النسخ وفيما يأتي في الباب: 97، اما في البحار: سلمة بن الخطاب عن عبد الله ابن محمد عن منيع، وفي التهذيب: عبد الله بن الخطاب عن محمد بن حسان عن منيع، وفي الكافي كما هنا الا ان فيه: مسمع. هذا، وقد مر في الباب: 29 رواية سلمة بن الخطاب عن عبد الله بن محمد بن سنان بلا واسطة. 4 – عنه البحار 101: 366، المستدرك 10: 306، يأتي في الباب الاتي باسناد آخر. رواه في الكافي 4: 589، التهذيب 6: 116، الفقيه 2: 361.

[ 482 ]

[ 736 ] 4 – وروى سليمان بن عيسى، عن أبيه، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): كيف ازورك إذا لم اقدر على ذلك، قال: قال لي: يا عيسى إذا لم تقدر على المجي، فإذا كان يوم الجمعة فاغتسل أو توضأ واصعد الى سطحك وصل ركعتين وتوجه نحوي (1)، فانه من زارني في حياتي فقد زارني في مماتي، ومن زارني في مماتي فقد زارني في حياتي (2). [ 737 ] 5 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن عبد الله بن محمد الدهقان، عن منيع بن الحجاج، عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا سدير تكثر من زيارة قبر ابي عبد الله الحسين، قلت: انه من الشغل، فقال: الا اعلمك شيئا إذا انت فعلته كتب الله لك بذلك الزيارة، فقلت: بلى جعلت فداك، فقال لي: اغتسل في منزلك واصعد الى سطح دارك واشر إليه بالسلام يكتب لك بذلك الزيارة (3).


1 – هذا الخبر يدل على ان زيارة الامام الحي عن البعد تجوز بهذا الوجه، فهذا مستند لزيارة القائم (عليه السلام) في اي مكان ارادوا، ويعلم ابناء الطائفة ان يتوجهون بطهارة قلبية وبدنية في يوم الجمعة المتوقع فيه ظهور الحجة (عليه السلام) نحو سر من رأى، ويزورون امامهم الحي المنتظر و يتشرفون بذكراه، عجل الله تعالى فرجه. 2 – عنه البحار 101: 366. 3 – عنه البحار 101: 367، الوسائل 14: 578، المستدرك 10: 305.

[ 483 ]

[ 738 ] 6 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن اسماعيل بن سهل، عن ابي احمد (1)، عمن رواه، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إذا بعدت عليك الشقة ونأت بك الدار فلتعل على اعلى منزلك ولتصل ركعتين، فلتؤم بالسلام الى قبورنا، فان ذلك يصل الينا (2). [ 739 ] 7 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن احمد بن ابي عبد الله البرقي، عن أبيه، رفع الحديث الى ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: دخل حنان بن سدير الصيرفي على ابي عبد الله (عليه السلام) وعنده جماعة من أصحابه، فقال: يا حنان بن سدير تزور ابا عبد الله (عليه السلام) في كل شهر مرة؟ قال: لا، قال: ففي كل شهرين مرة؟ قال: لا، قال: ففي كل سنة مرة؟ قال: لا، قال: ما اجفاكم لسيدكم، فقال: يابن رسول الله قلة الزاد وبعد المسافة، قال: ألا أدلكم على زيارة مقبولة وان بعد النائي، قال: فكيف ازوره يابن رسول الله؟ قال: اغتسل يوم الجمعة أو اي يوم شئت، والبس اطهر ثيابك واصعد الى اعلا موضع في دارك أو الصحرأ، واستقبل القبلة بوجهك بعد ما تبين


1 – رواه في التهذيب، وفيه: احمد بن محمد بن عيسى عن ابن ابي عمير، وفيه سقط واضح. 2 – رواه في التهذيب 6: 103، عنهما البحار 101: 367.

[ 484 ]

ان القبر هناك، يقول الله تبارك وتعالى: (اينما تولوا فثم وجه الله) (1). ثم تقول: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي، وسيدي وابن سيدي، السلام عليك يا مولاي يا قتيل بن القتيل، الشهيد بن الشهيد، السلام عليك ورحمة الله وبركاته. انا زائرك يابن رسول الله بقلبي ولساني وجوارحي، وان لم ازرك بنفسي والمشاهدة لقبتك. فعليك السلام يا وارث ادم صفوة الله، ووارث نوح نبي الله، ووارث ابراهيم خليل الله، ووارث موسى كليم الله، ووارث عيسى روح الله، ووارث محمد حبيب الله ونبيه ورسوله، ووارث علي امير المؤمنين وصي رسول الله وخليفته، ووارث الحسن بن علي وصي امير المؤمنين، لعن الله قاتليك وجدد عليهم العذاب في هذه الساعة وفي كل ساعة. انا يا سيدي متقرب الى الله جل وعز والى جدك رسول الله، والى ابيك امير المؤمنين، والى اخيك الحسن، واليك يا مولاي، فعليك السلام ورحمة الله وبركاته بزيارتي لك بقلبي ولساني وجميع جوارحي.


1 – البقرة: 115.

[ 485 ]

فكن يا سيدي شفيعي لقبول ذلك مني، وانا بالبرأة من اعدائك واللعنة لهم وعليهم اتقرب بذلك الى الله واليكم اجمعين، فعليك صلوات الله ورضوانه ورحمته. ثم تتحول على يسارك قليلا، وتحول وجهك الى قبر علي بن الحسين (عليهما السلام)، فهو عند رجل ابيه، وتسلم عليه مثل ذلك، ثم ادع الله بما احببت من امر دينك ودنياك. ثم تصلي اربع ركعات، فان صلاة الزيارة ثمان أو ست أو اربع أو ركعتان، وافضلها ثمان، ثم تستقبل القبلة نحو قبر ابي عبد الله (عليه السلام)، وتقول: انا مودعك يا مولاي وابن مولاي، ويا سيدي وابن سيدي، ومودعك يا سيدي وابن سيدي يا علي بن الحسين، ومودعكم يا ساداتي يا معاشر الشهدأ، فعليكم سلام الله ورحمته ورضوانه وبركاته (1). الباب (97) ما يكره من الجفأ لزيارة قبر الحسين (عليه السلام) [ 740 ] 1 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن


1 – عنه البحار 101: 367، الوسائل 14: 580، المستدرك 10: 307. رواه في مصباح المتهجد: 253، مصباح الزائر: 196.

[ 486 ]

محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن بعض أصحابه، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: كم بينكم وبين قبر الحسين (عليه السلام)، قلت: ستة عشر فرسخا، قال: أو ما تأتونه، قلت: لا، قال: ما اجفاكم (1). (2) [ 741 ] 2 – وعنه، عن سعد، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن موسى ابن الفضل، عن علي بن الحكم، عمن حدثه، عن حنان بن سدير (3)، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: ما تقول في زيارة الحسين (عليه السلام)، فقال: زره ولا تجفه، فانه سيد الشهدأ وسيد شباب اهل الجنة، وشبيه يحيى ابن زكريا، وعليهما بكت السمأ والارض (5). [ 742 ] 3 – وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد عيسى، عن احمد بن ابى داود وامي، عن سعد بن ابي عمرو الجلاب (6)، عن الحارث الاعور، قال: قال على (عليه السلام): بأبى وامى الحسين المقتول بظهر الكوفة، والله لكأني انظر الى الوحش مادة


1 – الجفاء: البعد عن الشئ وترك الصلة والبر وغلظ الطبع، والا وسط هنا اظهر. 2 – عنه البحار 101: 5. 3 – كذا في اكثر النسخ، وفي بعضها لا يوجد: (علي بن الحكم) ومر هذا الحديث في الباب: 28، وفيه: (موسى بن الفضل عن حنان)، وفي ثواب الاعمال: (موسى بن اسماعيل عن حنان). ولعل – والله العالم – ان صح النسخة: (وعن علي بن الحكم)، لكثرة رواية احمد بن محمد عنه. 4 – عنه البحار 101: 5، الوسائل 14: 434، وقد مر في الباب: 28. 5 – سعد عن ابي عمر الجلاب (خ ل)، وهو تصحيف، وقد مر الحديث في الباب: 26.

[ 487 ]

أعناقها على قبره من انواع الوحش يبكونه ويرثونه ليلا حتى الصباح، فإذا كان ذلك فاياكم والجفأ (1). [ 743 ] 4 – حدثني ابي واخي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن عبد الرحمان، عن حنان بن سدير، عن أبيه سدير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا سدير تزور قبر الحسين (عليه السلام) في كل يوم، قلت: لا، قال: ما اجفاكم، قال: اتزوره في كل جمعة، قلت: لا، قال: فتزوره في كل شهر، قلت: لا، قال: فتزوره في كل سنة، قلت: قد يكون ذلك، قال: يا سدير ما اجفاكم بالحسين (عليه السلام)، اما علمت ان لله الف ملك شعثا غبرا يبكونه ويرثونه لا يفترون زوارا لقبر الحسين وثوابهم لمن زاره – وذكر الحديث (2). [ 744 ] 5 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن الحسن ابن محبوب، عن حنان بن سدير، قال: كنت عند ابي جعفر (عليه السلام) فدخل عليه رجل فسلم عليه وجلس، فقال أبو جعفر (عليه السلام): من اي البلدان انت، قال: فقال له الرجل: انا رجل من اهل الكوفة وانا لك محب موال، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): افتزور قبر الحسين (عليه السلام) في كل جمعة، قال: لا، قال:


1 – عنه البحار 101: 6، الوسائل 14: 433، المستدرك 10: 258، وقد مر في الباب: 26. 2 – عنه البحار 101: 6، مر في الباب السابق باسناد آخر.

[ 488 ]

ففي كل شهر، قال: لا، قال: ففي كل سنة، قال: لا، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): انك لمحروم من الخير – وذكر الحديث (1). [ 745 ] 6 – وحدثني محمد بن جعفر، قال: حدثني محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما اجفاكم يا فضيل لاتزورون الحسين (عليه السلام)، اما علمتم ان اربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه الى يوم القيامة (2). [ 746 ] 7 – وعنه، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن حماد، عن محمد بن مسلم، عن زرارة، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: كم بينكم وبين قبر الحسين (عليه السلام)، قال: قلت: ستة عشر فرسخا أو سبعة عشر فرسخا، قال: ما تأتونه، قلت: لا، قال: ما اجفاكم (3). [ 747 ] 8 – حدثني ابي رحمه الله، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن محمد بن اورمة، عن ابي عبد الله المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: عجبا لاقوام يزعمون انهم شيعة لنا ويقال: ان احدهم يمر به دهره ولا يأتي قبر الحسين (عليه السلام) جفأ منه وتهاونا وعجزا وكسلا، اما والله لو يعلم ما فيه من الفضل ما تهاون


1 – عنه البحار 101: 6، الوسائل 14: 434. 2 – عنه البحار 101: 7، الوسائل 14: 434. 3 – عنه البحار 101: 5، الوسائل 14: 435.

[ 489 ]

ولا كسل، قلت: جعلت فداك وما فيه من الفضل، قال: فضل وخير كثير، اما اول ما يصيبه ان يغفر ما مضي من ذنوبه ويقال له: استأنف العمل (1). [ 748 ] 9 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد الله بن الخطاب، عن عبد الله بن محمد بن سنان، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن عبد الرحمان، عن حنان، عن أبيه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا سدير تزور قبر الحسين (عليه السلام) في كل يوم، قلت: جعلت فداك لا، قال: ما اجفاكم، فتزوره في كل جمعة، قلت: لا، قال: فتزوره في كل شهر، قلت: لا، قال: فتزوره في كل سنة، قلت: قد يكون ذلك، قال: يا سدير ما اجفاكم بالحسين (عليه السلام) – وذكر الحديث (2). [ 749 ] 10 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن سعد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن ناجية، عن محمد بن علي، عن عامر بن كثير السراج النهدي، عن ابي الجارود، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: قال لي: كم بينك وبين قبر الحسين (عليه السلام)، قلت: يوم للراكب ويوم وبعض يوم للماشي، قال: أفتأتيه كل جمعة، قلت: لا ما اتيه الا في حين، قال: ما اجفاكم، اما لو كان قريبا منا لاتخذناه هجرة (3)، اي نهاجر إليه (4).


1 – عنه البحار 101: 7، الوسائل 14: 435. 2 – عنه البحار 101: 6، مر في اول الباب مثله. 3 – هذا الخبر يدل على رجحان المجاورة عندهم. 4 – عنه البحار 101: 17.

[ 490 ]

[ 750 ] 11 – حدثني جماعة مشايخي، عن احمد بن ادريس، عن محمد ابن احمد، عن محمد بن ناجية، عن محمد بن علي، عن عامر بن كثير النهدي السراج، عن ابي الجارود، عن ابي جعفر (عليه السلام) مثله. الباب (98) اقل ما يزار فيه الحسين (عليه السلام) واكثر ما يجوز تأخير زيارته للغني والفقير [ 751 ] 1 – حدثني جعفر بن محمد بن ابراهيم بن عبيد الله الموسوي، عن عبيد الله بن نهيك، عن محمد بن ابي عمير، عن ابي ايوب، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: حق على الغني ان يأتي قبر الحسين (عليه السلام) في السنة مرتين، وحق على الفقير ان يأتيه في السنة مرة (1). [ 752 ] 2 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عامر بن عمير وسعيد الاعرج، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ائتوا قبر الحسين (عليه السلام) في كل سنة مرة (2). [ 753 ] 3 – حدثني أبو العباس، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن مسلم، عن عامر بن عمير وسعيد الاعرج جميعا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ائتوا قبر الحسين (عليه السلام) في كل سنة مرة (3).


1 – عنه البحار 101: 12، الوسائل 14: 532. 2 – عنه البحار 101: 13. 3 – عنه البحار 101: 13، الوسائل 14: 532.

[ 491 ]

[ 754 ] 4 – حدثني جعفر بن محمد بن عبيدالله الموسوي، عن عبيدالله ابن نهيك، عن ابن ابي عمير، عن حماد، عن الحلبي، قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام) عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: في السنة مرة، اني اكره الشهرة (1). [ 755 ] 5 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب ابن يزيد، عن ابن ابي عمير، عن بعض أصحابنا، عن ابي ناب (2)، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: حق على الفقير ان يأتي قبر الحسين (عليه السلام) في السنة مرة، وحق على الغني ان يأتيه في السنة مرتين (3). [ 756 ] 6 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن ابن ابي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحلبي، عن ابي عبد الله (عليه السلام) في زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: في السنة مرة، اني اكره الشهرة (4). [ 757 ] 7 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن العباس بن عامر، قال: قال علي بن ابي حمزة، عن ابي الحسن (عليه السلام)، قال: لا تجفوه، يأتيه الموسر في كل اربعة اشهر، و المعسر لا يكلف الله نفسا الا وسعها، قال العباس: لا ادري قال هذا لعلي أو لابي ناب (5).


1 – عنه البحار 101: 13. 2 – في التهذيب: ابن رئاب. 3 – رواه الشيخ في التهذيب 6: 42، عنهما البحار 101: 13، الوسائل 14: 437 و 533. 4 – عنه البحار 101: 13. 5 – عنه البحار 101: 13، الوسائل 14: 533.

[ 492 ]

[ 758 ] 8 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن ابي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحلبي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن زيارة الحسين (عليه السلام)، قال: في السنة مرة، اني اخاف الشهرة (1). [ 759 ] 9 – حدثني أبو العباس، عن الزيات، عن جعفر بن بشير، عن حماد، عن ابن مسلم، عن عامر بن عمير وسعيد الاعرج، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ائتوا قبر الحسين (عليه السلام) في كل سنة مرة (2). [ 760 ] 10 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد، عن علي بن اسماعيل ابن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن العيص بن القاسم، قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام) هل لزيارة القبر صلاة مفروضة، قال: ليس له صلاة مفروضة (3)، قال: وسألته في كم يوم يزار، قال: ما شئت (4). [ 761 ] 11 – حدثني ابي رحمه الله، عن عبد الله بن جعفر الحميري باسناده، رفعه الى علي بن ميمون الصائغ، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: يا علي بلغني ان قوما من شيعتنا يمر باحدهم السنة والسنتان لا يزورون الحسين. قلت: جعلت فداك اني اعرف اناسا كثيرة بهذه الصفة، قال: اما


1 – عنه البحار 101: 13، الوسائل 14: 533. 2 – عنه البحار 101: 13، الوسائل 14: 532. 3 – شئ مفروض (خ ل). 4 – عنه البحار 101: 14، الوسائل 14: 532.

[ 493 ]

والله لحظهم أخطأوا وعن ثواب الله زاغوا وعن جوار محمد (صلى الله عليه وآله) تباعدوا، قلت: جعلت فداك في كم الزيارة، قال: يا علي ان قدرت ان تزوره في كل شهر فافعل. قلت: لا اصل الى ذلك لاني اعمل بيدي وامور الناس بيدي ولا اقدر ان اغيب وجهي عن مكاني يوما واحدا، قال: انت في عذر ومن كان يعمل بيده، وانما عنيت من لا يعمل بيده ممن ان خرج في كل جمعة هان ذلك عليه، اما انه ما له عند الله من عذر ولا عند رسوله من عذر يوم القيامة. قلت: فان اخرج عنه رجلا فيجوز ذلك، قال: نعم وخروجه بنفسه أعظم اجرا وخيرا له عند ربه، يراه ربه ساهر الليل له تعب النهار، ينظر الله إليه نظرة توجب له الفردوس الاعلى مع محمد واهل بيته، فتنافسوا في ذلك وكونوا من أهله (1). [ 762 ] 12 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن صباح الحذأ، عن محمد بن مروان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول زوروا قبر الحسين (عليه السلام) ولو كل سنة مرة، وذكر الحديث (2). [ 763 ] 13 – حدثني ابي رحمه الله، عن احمد بن ادريس ومحمد بن


1 – عنه البحار 101: 12، الوسائل 14: 534، المستدرك 10: 263. رواه في التهذيب 6: 45، عنه الوسائل 14: 429. 2 – عنه البحار 101: 13، الوسائل 14: 534، مر بطوله في الابواب: 27 و 61.

[ 494 ]

يحيى، عن العمركي بن علي البوفكي، قال: حدثنا يحيى – وكان في خدمة ابي جعفر الثاني (عليه السلام) -، عن علي، عن صفوان بن مهران الجمال، عن ابي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل، قلت له: من يأتيه زائرا ثم ينصرف متى يعود إليه وفي كم يؤتى وكم يسع الناس تركه، قال: لا يسع اكثر من شهر، واما بعيد الدار ففي كل ثلاث سنين، فما جاز ثلاث سنين فلم يأته فقد عق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقطع حرمته الا من علة (1). [ 764 ] 14 – حدثني علي بن الحسين بن موسى رحمه الله، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عبيد الله الحلبي، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: انا نزور قبر الحسين (عليه السلام) في السنة مرتين أو ثلاث، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): اكره ان تكثروا القصد الي، زوروه في السنة مرة، قلت: كيف اصلي عليه، قال: تقوم خلفه عند كتفيه ثم تصلي على النبي (صلى الله عليه وآله) وتصلي على الحسين (عليه السلام) (2). [ 765 ] 15 – وقال العمركي باسناده، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): انه يصلي عند قبر الحسين (عليه السلام) اربعة آلاف ملك من طلوع الفجر الى ان تغيب الشمس ثم يصعدون وينزل مثلهم فيصلون الى طلوع الفجر، فلا ينبغي للمسلم ان يتخلف عن زيارة قبره اكثر من اربع سنين (3).


1 – عنه البحار 101: 14، الوسائل 14: 534. 2 – عنه البحار 101: 15، الوسائل 14: 535. 3 – عنه البحار 101: 15، الوسائل 14: 535.

[ 495 ]

[ 766 ] 16 – وباسناده، عن محمد بن الفضيل، عن ابي ناب، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: نعم تعدل عمرة، ولا ينبغي التخلف عنه اكثر من اربع سنين (1). [ 767 ] 17 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن صفوان الجمال، قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام) ونحن في طريق المدينة نريد مكة، فقلت له: يابن رسول الله مالي اراك كئيبا حزينا منكسرا، فقال لي: لو تسمع ما اسمع لشغلك عن مسألتي، قلت: وما الذي تسمع، قال: ابتهال الملائكة الى الله على قتلة امير المؤمنين (عليه السلام) وعلى قتلة الحسين (عليه السلام)، ونوح الجن عليهما، وبكأ الملائكة الذين حولهم وشدة حزنهم، فمن يتهنأ مع هذا بطعام أو شراب أو نوم. قلت له: فمن يأتيه زائرا ثم ينصرف فمتي يعود إليه وفي كم يؤتى وفي كم يسع الناس تركه، قال: اما القريب فلا اقل من شهر، واما بعيد الدار ففي كل ثلاث سنين (2)، فما جاز الثلاث سنين فقد عق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقطع رحمه الا من علة، ولو يعلم زائر الحسين (عليه السلام) ما يدخل


1 – عنه البحار 101: 16، الوسائل 14: 535، مر في الباب: 64. 2 – يمكن حمل الثلاث على المتوسط في البعد والاربع – كما في الحديث السابق – على ما كان ابعد منه، أو على اختلاف الناس في القدرة.

[ 496 ]

على رسول الله وما يصل إليه من الفرح والى امير المؤمنين والى فاطمة والائمة والشهدأ منا اهل البيت وما ينقلب به من دعائهم له وما له في ذلك من الثواب في العاجل والاجل والمذخور له عند الله، لاحب ان يكون ماثم (1) داره ما بقي. وان زائره ليخرج من رحله فما يقع فيؤه على شي الا دعا له، فإذا وقعت الشمس عليه اكلت ذنوبه كما تأكل النار الحطب، وما تبقي الشمس عليه من ذنوبه شيئا فينصرف وما عليه ذنب وقد رفع له من الدرجات ما لا يناله المتشحط بدمه في سبيل الله، ويوكل به ملك يقوم مقامه ويستغفر له حتى يرجع الى الزيارة أو يمضي ثلاث سنين أو يموت – وذكر الحديث بطوله (2). [ 768 ] 18 – حدثني ابي رحمه الله، عن احمد بن ادريس ومحمد بن يحيى جميعا، عن العمركي بن علي البوفكي، قال: حدثنا يحيى – وكان في خدمة ابي جعفر الثاني (عليه السلام) -، عن علي، عن صفوان بن مهران الجمال، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته في طريق المدينة – وذكر الحديث بطوله (3).


1 – ما تم (خ ل)، وما ثم اي يكون داره عنده (عليه السلام) لا يفارقه، وما تم اي ما تم وما استقربه داره. 2 – عنه البحار 101: 14، المستدرك 10: 343. 3 – عنه البحار 101: 14.

[ 497 ]

الباب (99) ثواب زيارة قبر أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) ومحمد بن علي الجواد (عليهما السلام) ببغداد [ 769 ] 1 – حدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشأ، قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن زيارة قبر ابي الحسن (عليه السلام) أمثل زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، قال: نعم (1). [ 770 ] 2 – وحدثني محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد بن عيسى باسناده مثله. [ 771 ] 3 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابي علي الوشأ، عن الحسين بن يسار الواسطي، قال: قلت للرضا (عليه السلام): ازور قبر ابي الحسن (عليه السلام) ببغداد، فقال: ان كان لابد منه فمن ورأ الحجاب (2). (3) [ 772 ] 4 – حدثني علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن احمد ابن ابي عبد الله البرقي، عن الحسن بن علي الوشأ، قال: قلت


1 – عنه البحار 102: 3، الوسائل 14: 546، المستدرك 10: 353. رواه في ثواب الاعمال: 123، التهذيب 6: 81. 2 – الامر بالزيارة خارج الدار ومن وراء الحجاب للتقية من المخالفين. 3 – عنه البحار 102: 3.

[ 498 ]

للرضا (عليه السلام): ما لمن (1) زار قبر ابيك ابي الحسن (عليه السلام)، فقال: زره، قال: فقلت: فأي شئ فيه من الفضل، قال: له مثل من زار قبر الحسين (عليه السلام) (2). [ 773 ] 5 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن علي بن حسان الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن الرضا (عليه السلام) في اتيان قبر ابي الحسن (عليه السلام)، قال: صلوا في المساجد حوله (3). [ 774 ] 6 – حدثني ابي وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن يسار الواسطي، قال: سألت ابا الحسن الرضا (عليه السلام) ما لمن زار قبر ابيك (عليه السلام)، قال: فقال: زوروه، قال: فقلت: فأي شئ فيه من الفضل، قال: فقال: فيه من الفضل كفضل من زار والده – يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) – قلت: فان خفت ولم يمكن لي الدخول داخلا، قال: سلم من ورأ الجدار (4). [ 775 ] 7 – حدثني أبو العباس محمد بن جعفر القرشي، عن محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد الاشعري القمي، قال: قال لي الرضا (عليه السلام):


1 – ما لمن زار قبر ابي الحسن (عليه السلام)، قال: له مثل ما لمن زار قبر ابي عبد الله (عليه السلام) (خ ل). 2 – عنه البحار 102: 3، المستدرك 10: 353. 3 – رواه في التهذيب 6: 83، عنهما البحار 102: 4، المستدرك 10: 353. 4 – عنه البحار 102: 4، المستدرك 10: 353. رواه في المقنعة: 74، التهذيب 6: 82.

[ 499 ]

من زار قبر ابي ببغداد كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقبر امير المؤمنين، الا ان لرسول الله وامير المؤمنين فضلهما (1). [ 776 ] 8 – وحدثني محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين باسناده مثله. [ 777 ] 9 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن ابي نجران، قال: سألت ابا جعفر (عليه السلام) عمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله) قاصدا، قال: له الجنة، ومن زار قبر ابي الحسن (عليه السلام) فله الجنة (2). [ 778 ] 10 – حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشأ، عن الرضا (عليه السلام)، قال: زيارة قبر ابي مثل زيارة قبر الحسين (عليه السلام) (3). [ 779 ] 11 – وعنه، عن سعد، عن احمد بن محمد، عن احمد بن عبدوس الخلنجي، عن أبيه رحيم، قال: قلت للرضا (عليه السلام): جعلت فداك ان زيارة قبر ابي الحسن (عليه السلام) ببغداد علينا فيها مشقة وانما نأته فنسلم


1 – عنه البحار 101: 76، 102: 4. مر في الباب: 59، وذكرنا هناك مصادرها والاختلاف الوارد في الحسين بن محمد الاشعري القمي، فراجع. 2 – عنه البحار 102: 5، الوسائل 14: 547. 3 – عنه البحار 102: 5، الوسائل 14: 547.

[ 500 ]

عليه من ورأ الحيطان فما لمن زاره من الثواب، قال: فقال له: والله مثل ما لمن أتي قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1). [ 780 ] 12 – وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن رحيم، قال: قلت للرضا (عليه السلام): ان زيارة قبر ابي الحسن (عليه السلام) ببغداد علينا فيها مشقة فما لمن زاره، فقال له: مثل ما لمن أتي قبر الحسين (عليه السلام) من الثواب، قال: ودخل رجل فسلم عليه وجلس وذكر بغداد وردأة اهلها وما يتوقع ان ينزل بهم من الخسف والصيحة والصواعق وعدد من ذلك اشيأ (2)، قال: فقمت لاخرج فسمعت ابا الحسن (عليه السلام) وهو يقول: اما أبو الحسن (عليه السلام) فلا (3). [ 781 ] 13 – حدثني محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن حمدان القلانسي، عن علي بن محمد الحضيني، عن علي بن عبد الله بن مروان (4)، عن ابراهيم بن عقبة، قال: كتبت الى ابي الحسن الثالث (عليه السلام) اسأله عن زيارة قبر ابي عبد الله وعن زيارة قبر ابي الحسن


1 – عنه البحار 102: 5، الوسائل 14: 547. 2 – اي لا يصيب قبره الشريف مثل هذه الامور، أو لا يدع ان يصيب اهل بغداد شئ من ذلك، فهم ببركة قبره محروسون، والاول اظهر لفظا والثاني معنا. 3 – عنه البحار 102: 5، الوسائل 14: 548. 4 – كذا ايضا في الكافي والتهذيب، ذكره في العيون وفيه: علي بن محمد بن مروان.

[ 501 ]

وابي جعفر (عليهما السلام)، فكتب الى أبو عبد الله (عليه السلام): المقدم، وهذا اجمع وأعظم اجرا (1). [ 782 ] 14 – حدثني علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن احمد ابن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن ابي نجران، قال: سألت ابا جعفر (عليه السلام) عمن زار النبي (صلى الله عليه وآله) قاصدا، قال: له الجنة، ومن زار قبر ابي الحسن (عليه السلام) فله الجنة (2). باب (100) زيارة ابي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) وابو جعفر محمد بن علي الجواد (عليهما السلام) [ 783 ] 1 – حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عمن ذكره، عن ابي الحسن (عليه السلام)، قال: تقول ببغداد:


1 – عنه البحار 102: 5، الوسائل 14: 547، المستدرك 10: 362. رواه في الكافي 4: 583، التهذيب 6: 91، المقنعة: 756، عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 261. قوله (عليه السلام): (أبو عبد الله (عليه السلام) المقدم) اي الحسين (عليه السلام) اقدم وافضل وزيارته فقط افضل من زيارة كل من المعصومين ومجموع زيارتيهما اجمع وافضل، أو المراد ان زيارة الحسين (عليه السلام) اولى بالتقديم، ثم ان اضيفت الى زيارته زيارة الامامين (عليهما السلام) كان اجمع واعظم اجرا، أو المعنى ان زيارتهما اجمع من زيارته (عليه السلام) وحدها، لان الاعتقاد بامامتهما يستلزم الاعتقاد بامامته دون العكس، فكأن زيارتهما تشتمل على زيارته، ولان زيارتهما مختصة بالخواص من الشيعة، كما ورد في زيارة الرضا (عليه السلام) ولا يخفى بعد الوجه الاخير – البحار. 2 – رواه في التهذيب 6: 85، عنهما البحار 102: 5.

[ 502 ]

السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه، اتيتك عارفا بحقك، معاديا لا عدائك، فاشفع لي عند ربك يا مولاي. قال: وادع الله واسأل حاجتك، قال: وسلم بهذا على ابي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) (1). [ 784 ] 2 – وقال: قال (عليه السلام): إذا اردت زيارة موسى بن جعفر ومحمد ابن علي: فاغتسل وتنظف والبس ثوبيك الطاهرين، وزر قبر ابي الحسن موسى بن جعفر ومحمد بن علي بن موسى الرضا:، وقل حين تصير عند قبر موسى بن جعفر (عليهما السلام): السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الا رض، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه. اتيتك زائرا عارفا بحقك، معاديا لا عدائك، مواليا لا وليائك، فاشفع لي عند ربك يا مولاي. ثم سل حاجتك. ثم سلم على ابي جعفر محمد الجواد (عليه السلام) بهذه الاحرف، وابدأ بالغسل وقل:


1 – عنه البحار 102: 7، المستدرك 10: 353. رواه في الكافي 4: 578، التهذيب 6: 82 و 91.

[ 503 ]

اللهم صل على محمد بن علي، الا مام البر التقي، الرضي المرضي، وحجتك على من فوق الارضين ومن تحت الثرى، صلاة كثيرة تامة (1) زاكية مباركة متواصلة متواترة مترادفة، كافضل ما صليت على احد من اوليائك. السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا نور الله،، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا امام المؤمنين، السلام عليك يا خليفة النبيين وسلالة الوصيين. السلام عليك يا نور الله في ظلمات الارض، اتيتك زائرا عارفا بحقك، معاديا لا عدائك، مواليا لا وليائك، فاشفع لي عند ربك يا مولاي. ثم سل حاجتك، فانها تقضى ان شأالله تعالى (2). [ 785 ] 3 – قال (عليه السلام): وتقول عند قبر ابي الحسن (عليه السلام) ببغداد، ويجزي في المواطن كلها ان تقول: السلام على اوليأ الله واصفيائه، السلام على امنأ الله واحبائه، السلام على انصار الله وخلفائه.


1 – نامية (خ ل). 2 – عنه البحار 102: 7. اقول: ظاهر عبارة ابن قولويه انها منقولة من الائمة (عليهم السلام)، ويشهد لها ذكر زيارة ثالثة لابي الحسن الكاظم (عليه السلام) بلفظ: (قال) كما ذكر في سابقه، وهي منقولة من الهادي (عليه السلام)، والله العالم.

[ 504 ]

السلام على محال معرفة الله، السلام على مساكن ذكر الله، السلام على مظاهر امر الله ونهيه. السلام على الدعاة الى الله، السلام على المستقرين في مرضاة الله، السلام على الممحصين (1) في طاعة الله، السلام على الا دلا على الله. السلام على الذين من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله، ومن عرفهم فقد عرف الله، ومن جهلهم فقد جهل الله، و من اعتصم بهم فقد اعتصم بالله، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله. اشهد الله اني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، مؤمن بسركم وعلانيتكم، مفوض في ذلك كله اليكم، لعن الله عدو ال محمد من الجن والا نس، وابرأ الى الله منهم، وصلى الله على محمد واله. وهذا يجزي في المشاهد كلها، وتكثر من الصلاة على محمد وآله، وتسمي واحدا واحدا بأسمائهم، وتبرأ الى الله من اعدائهم، وتخير لنفسك من الدعأ وللمؤمنين والمؤمنات (2).


1 – المخلصين (خ ل). 2 – عنه البحار 10: 431، 102: 126، المستدرك 10: 354. رواه الكليني في الكافي 4: 578، عنه الشيخ في التهذيب 6: 102. اخرجه الصدوق في العيون 2: 271، عنه البحار 102: 126. اورده في الفقيه 2: 608 مرسلا عن الرضا (عليه السلام) =

[ 505 ]

الباب (101) ثواب زيارة ابي الحسن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) بطوس [ 786 ] 1 – حدثني جماعة مشايخي، عن سعد، عن احمد بن محمد ابن عيسى، عن داود الصرمي، عن ابي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: من زار قبر ابي فله الجنة (1). [ 787 ] 2 – حدثني الحسن بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن محمد بن عيسى، عن داود الصرمي، عن ابي جعفر الثاني (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: من زار قبر ابي فله الجنة (2). [ 788 ] 3 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، قال: حدثني علي بن ابراهيم الجعفري، عن حمدان الدسوائي، قال: دخلت على ابي جعفر الثاني (عليه السلام) فقلت: ما لمن زار اباك بطوس،


= اقول: الرواية في الكافي كذا: (عن الرضا (عليه السلام) قال: سئل ابي عن اتيان قبر الحسين (عليه السلام)، قال: صلوا في المساجد حوله ويجزي في المواضع كلها ان تقول)، وفي التهذيب نقلا عنه وفي سائر المصادر: (سئل الرضا (عليه السلام) عن اتيان قبر ابي الحسن (عليه السلام) فقال: – الخ)، ولعل ما في الكافي: (قبر الحسين (عليه السلام)) مصحف (قبر ابي الحسن (عليه السلام))، ويشهد به ان الكليني ذكر الزيارة في باب زيارات الكاظم والجواد (عليهما السلام). اقول: الرواية في الكافي وفي التهذيب نقلا عنه مروي عن الكاظم (عليه السلام)، وفي سائر المصادر مروي عن الرضا (عليه السلام). 1 – عنه البحار 102: 40، المستدرك 10: 355. 2 – عنه البحار 102: 40، المستدرك 10: 355.

[ 506 ]

فقال (عليه السلام): من زار قبر ابي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال حمدان: فلقيت بعد ذلك ايوب بن نوح بن دراج فقلت له: يا ابا الحسين اني سمعت مولاي ابا جعفر (عليه السلام) يقول: من زار قبر ابي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال ايوب: وازيدك فيه، قلت: نعم، قال: سمعته يقول ذلك – يعني ابا جعفر (عليه السلام) – وانه إذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذأ منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى يفرغ الناس (1) من الحساب (2). [ 789 ] 4 – قال ابي رحمه الله، قال سعد: حدثني علي بن الحسين (3) النيسابوري الدقاق، قال: حدثني أبو صالح شعيب بن عيسى، قال: حدثني صالح بن محمد الهمداني، قال: حدثني ابراهيم بن اسحاق النهاوندي، قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): من زارني على بعد داري وشطون (4) مزاري أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى اخلصه من اهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا، وعند الصراط، وعند الميزان، قال


1 – حتى يفرغ الله من حساب الخلائق (خ ل). 2 – عنه البحار 102: 40، المستدرك 10: 355. رواه الصدوق في اماليه: 105، العيون 2: 259. 3 – في التهذيب: على بن الحسن، والصحيح ما ذكره هنا، راجع معجم الرجال 9: 33. 4 – شطن عنه: بعد، وبئر شطون: بعيدة القعر.

[ 507 ]

سعد: وسمعته بعد ذلك من صالح بن محمد الهمداني (1). [ 790 ] 5 – حدثني ابي، عن سعد، عن ابراهيم بن ريان (2)، قال: حدثني يحيى بن الحسن الحسيني، قال: حدثني علي بن عبد الله بن قطرب، عن ابي الحسن موسى (عليه السلام)، قال: مر به ابنه وهو شاب حدث وبنوه مجتمعون عنده، فقال: ان ابني هذا يموت في ارض غربة، فمن زاره مسلما لامره عارفا بحقه كان عند الله عز وجل كشهدأ بدر (3). [ 791 ] 6 – حدثني ابي ومحمد بن يعقوب، عن علي بن ابراهيم، عن حمدان (4) بن اسحاق (5)، قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام) – أو حكى لي عن رجل، عن ابي جعفر (عليه السلام)، الشك من علي بن ابراهيم – قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): من زار قبر ابي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.


1 – عنه البحار 102: 40، الوسائل 14: 551، المستدرك 10: 356. رواه في الفقيه 2: 350، العيون 2: 255، الامالي: 106، الخصال 1: 167، المقنعة: 75، التهذيب 6: 85. 2 – ابراهيم بن الزيات (خ ل). 3 – عنه البحار 102: 41، الوسائل 14: 551. 4 – حماد (خ ل)، وهو تصحيف، لانه حمدان بن اسحاق الدسوائي. 5 – في الكافي: محمد بن يحيى عن علي بن ابراهيم الجعفري عن حمدان بن اسحاق، فيظهر منه ان علي بن ابراهيم في السند هو الجعفري لا ابن هاشم، فوقع السقط في سند الكامل، فان ابن قولويه رواها بسنده عن علي بن ابراهيم، مع ان الجعفري انما يروي عنه الكليني بواسطة محمد بن يحيى، ويدل على ذلك ان ابن قولويه رواها بعينها في الرقم الثالث من هذا الباب عنه ابيه عن سعد بن عبد الله عن ابراهيم الجعفري عن حمدان الدسوائي عن ابي جعفر الثاني (عليه السلام).

[ 508 ]

قال: فحججت بعد الزيارة فلقيت ايوب بن نوح، فقال لي: قال أبو جعفر (عليه السلام): من زار قبر ابي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبني له منبرا بحذأ منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى (عليه السلام) حتى يفرغ الله من حساب الخلائق، فرأيت ايوب بن نوح بعد ذلك وقد زار فقال: جئت اطلب المنبر (1). [ 792 ] 7 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين جميعا، عن سعد بن عبد الله بن ابي خلف، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن الحسين بن سيف بن عميرة، عن محمد بن اسلم الجبلي، عن محمد بن سليمان، قال: سألت ابا جعفر (عليه السلام) عن رجل حج حجة الاسلام فدخل متمتعا بالعمرة الى الحج، فاعانه الله على حجه وعمرته، ثم أتى المدينة فسلم على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم اتاك عارفا بحقك يعلم انك حجة الله على خلقه وبابه الذي يؤتى منه فسلم عليك (2)، ثم اتى ابا عبد الله الحسين (عليه السلام) فسلم عليه، ثم اتى بغداد فسلم على ابي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)،


1 – عنه البحار 102: 41، الوسائل 14: 551. رواه الكليني في الكافي 4: 585، والصدوق في الفقيه 2: 350، العيون 2: 255، الامالي: 106، الخصال: 167، والمفيد في المقنعة: 74، والشيخ في التهذيب 6: 85. 2 – في العيون زيادة: (ثم اتاك امير المؤمنين (عليه السلام) عارفا بحقه يعلم انه حجة الله على خلقه وبابه الذي يؤتي منه فسلم عليه)، وهو الظاهر.

[ 509 ]

ثم انصرف الى بلاده، فلما كان في وقت الحج رزقه الله ما يحج به، فأيهما أفضل، هذا الذي قد حج حجة الاسلام يرجع فيحج ايضا أو يخرج الى خراسان الى ابيك علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) فيسلم عليه. قال: بل يأتي خراسان فيسلم على ابي الحسن (عليه السلام) أفضل، وليكن ذلك في رجب ولكن لا ينبغي ان تفعلوا هذا اليوم، فان علينا وعليكم خوفا من السلطان وشنعة (1). (2) [ 793 ] 8 – حدثني محمد بن الحسن بن احمد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، قال: قلت لابي جعفر الثاني (عليه السلام): ما لمن زار قبر الرضا (عليه السلام)، قال: فله الجنة والله (3).


1 – الشنعة: الكراهة والقطاعة. 2 – عنه البحار 102: 41، الوسائل 14: 565، المستدرك 10: 359. رواه الكليني في الكافي 4: 584، و الصدوق في العيون 2: 258، والشيخ في التهذيب 6: 84. قال المحدث النوري في مستدركه بعد نقل الخبر: متن الخبر مطابق لما في الكافي والتهذيب سندا من الحسن بن علي الى آخره ومتنا، ولكن الصدوق رواه في العيون بهذا السند وفي متنه اختلاف في مواضع عديدة غير مضر بالمقصود، الا ان فيه: (ثم اتى المدينة فسلم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم اتى اباك امير المؤمنين (عليه السلام) عارفا بحقه يعلم انه حجة الله على خلقه وبابه الذي يؤتى منه فسلم عليه، ثم اتى ابا عبد الله…)، وهذا مطابق لاصل السيرة واقرب الى الاعتبار، بل السلام على الجواد الحي (عليه السلام) في هذا الترتيب قبل السلام على امير المؤمنين وابي عبد الله وابي الحسن (عليهم السلام) كما لا يخفى – الخ. 3 – رواه في ثواب الاعمال: 123، عنهما البحار 102: 39، الوسائل 14: 560.

[ 510 ]

[ 794 ] 9 – حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن احمد بن محمد بن ابي نصر البزنطي، قال: قرأت في كتاب ابي الحسن الرضا (عليه السلام): أبلغ شيعتي ان زيارتي تعدل عند الله الف حجة، قال: فقلت لابي جعفر (عليه السلام): الف حجة، قال: اي والله والف الف حجة لمن زاره عارفا بحقه (1). [ 795 ] 10 – حدثني ابي وعلي بن الحسين وعلي بن محمد بن قولويه، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن ابي عمير، عن زيد النرسي، عن ابي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام)، قال: من زار ابني هذا – وأومأ الى ابي الحسن الرضا (عليه السلام) – فله الجنة (2). [ 796 ] 11 – حدثني محمد بن يعقوب وعلي بن الحسين وغيرهما، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن علي بن مهزيار، قال: قلت لابي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك زيارة الرضا (عليه السلام) أفضل ام زيارة ابي عبد الله الحسين ابن علي (عليهما السلام)، فقال: زيارة ابي أفضل، وذاك ان ابا عبد الله (عليه السلام) يزوره كل الناس وابي


1 – عنه البحار 102: 33، الوسائل 14: 551. رواه في ثواب الاعمال: 123، الامالي: 64، العيون 2: 257، بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم)، الرقم: 37. 2 – عنه البحار 102: 41، الوسائل 14: 560. ذكره زيد النرسي في اصله: 52 (ضمن الاصول الستة عشر).

[ 511 ]

لا يزوره الا الخواص من الشيعة (1). [ 797 ] 12 – وعنهم رحمهم الله، عن علي بن ابراهيم، عن حمدان بن اسحاق، قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام) – أو حكي لي رجل عن ابي جعفر (عليه السلام)، الشك من علي – يقول: وذكر مثل حديث ايوب بن نوح حديث المنبر (2). [ 798 ] 13 – حدثني محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى العطار، عن علي بن الحسين النيسابوري، عن ابراهيم بن محمد (3)، عن عبد الرحمان ابن سعيد المكي، عن يحيى بن سليمان المازني، عن ابي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال:


1 – عنه البحار 102: 39، الوسائل 14: 563. رواه مع اختلاف في الكافي 4: 584، والصدوق في الفقيه 2: 348، العيون 2: 261، والشيخ في التهذيب 6: 84. لعل هذا مختص بهذا الزمان، فان الشيعة كانوا لا يرغبون في زيارته الا الخواص منهم الذين يعرفون فضل زيارته، فعلى هذا التعليل يكون كل زمان يكون امام من الائمة اقل زائرا يكون ثواب زيارته اكثر، أو المعنى ان المخالفين ايضا يزورون الحسين (عليه السلام) ولا يزور الرضا (عليه السلام) الا الخواص، وهم الشيعة، فيكون من بيانية، أو المعنى ان من فرق الشيعة لا يزوره الا من كان قائلا بامامة جميع الائمة (عليهم السلام)، فان من قال بالرضا (عليه السلام) لا يتوقف فيمن بعده، والمذاهب النادرة التي حدثت بعده زالت باسرع زمان ولم يبق لها اثر – البحار. 2 – رواه في الكافي 4: 585. 3 – كذا، وفي الكافي والتهذيب: ابراهيم بن أحمد، وهو الصحيح، لان الرواية مروية عن الكليني، راجع معجم الرجال 9: 330.

[ 512 ]

من زار قبر ولدي كان له عند الله كسبعين حجة مبرورة، قال: قلت: سبعين حجة، قال: نعم وسبعمائة حجة، قلت: وسبعمائة حجة، قال: نعم وسبعين الف حجة، قلت: وسبعين الف حجة، قال: رب حجة لاتقبل، من زاره وبات عنده ليلة كان كمن زار الله في عرشه. قلت: كمن زار الله في عرشه، قال: نعم، إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله اربعة من الاولين واربعة من الاخرين، اما الاربعة الذين هم من الاولين فنوح وابراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام)، واما الاربعة الذين من الاخرين فمحمد وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام)، ثم يمد المضمار (1) فيقعد معنا: من زار قبور الائمة (عليهم السلام) الا ان اعلاهم درجة واقربهم حبوة (2) من زار قبر ولدي علي (عليه السلام) (3). [ 799 ] 14 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، قال: حدثني علي بن الحسين النيسابوري، قال: حدثني ابراهيم بن رئاب بهذا الاسناد مثله.


1 – في الاصل: الطعام، ما اثبتناه من الكامل. اقول: المضمار ميدان السباق والذي يضر فيه الخيل، ولعله كناية عن المجلس، عبر به عنه لسعته، وفي بعض النسخ المطمار، والمطمر خيط للبناء يقدر به، ولعل مده ليدخل فيه من كان من أوليائهم ويخرج عنه مخالفوهم. 2 – الحبوة: العطية. 3 – عنه البحار 102: 42، الوسائل 14: 564، المستدرك 10: 358. رواه الكليني في الكافي 4: 585، والصدوق في العيون 2: 259، الامالي: 105، والشيخ في التهذيب 6: 84.

[ 513 ]

الباب (102) زيارة قبر ابي الحسن الرضا (عليه السلام) [ 800 ] 1 – حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد الله بن احمد، عن بكر بن صالح، عن عمرو بن هشام، عن رجل من أصحابنا، عنه، قال: إذا أتيت الرضا علي بن موسى (عليهما السلام) فقل: اللهم صل على علي بن موسى الرضا المرتضى، الا مام التقي النقي وحجتك على من فوق الا رض ومن تحت الثرى، الصديق الشهيد، صلاة كثيرة تامة زاكية متواصلة متواترة مترادفة، كافضل ما صليت على احد من اوليائك (1). [ 801 ] 2 – روي عن بعضهم (عليهم السلام) قال: إذا اتيت قبر علي بن موسى الرضا (عليهما السلام)، بطوس فاغتسل عند خروجك من منزلك، وقل حين تغتسل: اللهم طهرني وطهر لي قلبي، واشرح لي صدري، واجر على لساني مدحتك والثنأ عليك، فانه لا قوة الا بك، اللهم اجعله لي طهورا وشفأ ونورا. وتقول حين تخرج:


1 – عنه البحار 102: 50، المستدرك 10: 410.

[ 514 ]

بسم الله وبالله وإلى الله، والى ابن رسوله، حسبي الله، توكلت على الله، اللهم إليك توجهت، وإليك قصدت، وما عندك اردت. فإذا خرجت فقف على باب دارك وقل: اللهم اليك وجهت وجهي، وعليك خلفت اهلي ومالي، وما خولتني، وبك وثقت فلا تخيبني، يا من لا يخيب من اراده، ولا يضيع من حفظه، صل على محمد وال محمد، واحفظني بحفظك، فانه لا يضيع من حفظت. فإذا وافيت سالما ان شأ الله فاغتسل وقل حين تغتسل: اللهم طهرني وطهر قلبي، واشرح لي صدري، واجر على لساني مدحتك ومحبتك والثنأ عليك، فانه لا قوة الا بك، وقد علمت ان قوة ديني التسليم لا مرك والا تباع لسنة نبيك والشهادة على جميع خلقك، اللهم اجعله لي شفأ ونورا. ثم البس اطهر ثيابك وامش حافيا، وعليك السكينة والوقار، بالتكبير والتهليل والتسبيح والتحميد والتمجيد، وقصر خطاك وقل حين تدخل: بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله، اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، واشهد ان محمدا عبده ورسوله، وان عليا ولي الله. ثم اشر على قبره واستقبل وجهه بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقل: اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، واشهد ان محمدا عبده


[ 515 ]

ورسوله، وانه سيد الا ولين والا خرين، وانه سيد الا نبيأ والمرسلين، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وسيد خلقك اجمعين، صلاة لا يقوى على احصائها غيرك. اللهم صل على امير المؤمنين علي بن ابي طالب، عبدك واخي رسولك الذي انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. اللهم صل على فاطمة بنت نبيك، وزوجة وليك، وام السبطين الحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة، الطهرة الطاهرة، المطهرة التقية، الرضية الزكية، سيدة نسأ اهل الجنة (1) من الخلق اجمعين صلاة لا يقوى على احصائها غيرك. اللهم صل على الحسن والحسين، سبطي نبيك، وسيدي شباب اهل الجنة، القائمين في خلقك، والدليلين على من بعثت برسالاتك، ودياني الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك. اللهم صل على علي بن الحسين سيد العابدين، عبدك والقائم في خلقك، وخليفتك على خلقك، والدليل على من بعثت برسالاتك،


1 – زيادة: سيدة نساء العالمين (خ ل).

[ 516 ]

وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك. اللهم صل على محمد بن علي، عبدك وولي دينك، وخليفتك في ارضك، باقر علم النبيين، القائم بعدلك، والداعي الى دينك ودين ابائه الصادقين، صلاة لا يقوى على احصائها غيرك. اللهم صل على جعفر بن محمد الصادق، عبدك وولي دينك، وحجتك على خلقك اجمعين، الصادق البار. اللهم صل على موسى بن جعفر الكاظم، العبد الصالح، ولسانك في خلقك، الناطق بعلمك، والحجة على بريتك، صلاة لا يقوى على احصائها غيرك. اللهم صل على علي بن موسى الرضا المرتضى، عبدك وولي دينك، القائم بعدلك، والداعي الى دينك ودين ابائه الصادقين، صلاة لا يقوى على احصائها غيرك. اللهم صل على محمد بن علي عبدك ووليك، القائم بأمرك، والداعي الى سبيلك. اللهم صل على علي بن محمد، عبدك وولي دينك (1). اللهم صل على الحسن بن علي، العامل بامرك، والقائم في


1 – اللهم صل على محمد بن علي وعلي بن محمد القائمين بامرك والمؤدين عنك، و شاهديك على خلقك، ودعائم دينك، والقوام على ذلك، صلاة لا يقوى على احصائها غيرك (خ ل).

[ 517 ]

خلقك، وحجتك المؤدي عن نبيك، وشاهدك على خلقك، المخصوص بكرامتك، الداعي الى طاعتك وطاعة رسولك صلواتك عليهم اجمعين، صلاة لا يقوى على احصائها غيرك. اللهم صل على حجتك ووليك، والقائم في خلقك، صلاة نامية باقية، تعجل بها فرجه، وتنصره بها، وتجعلنا معه في الدنيا والا خرة. اللهم اني اتقرب اليك بزيارتهم ومحبتهم، واوالي وليهم، واعادي عدوهم، فارزقني بهم خير الدنيا والا خرة، واصرف عني بهم شر الدنيا (1) والاخرة واهوال يوم القيامة. ثم تجلس عند رأسه وتقول: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الا رض، السلام عليك يا عمود الدين. السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث ابراهيم خليل الله (2)، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله. السلام عليك يا وارث امير المؤمنين علي ولي الله، السلام عليك


1 – هم نفسي في الدنيا (خ ل). 2 – زيادة: السلام عليك يا وارث اسماعيل ذبيح الله (خ ل).

[ 518 ]

يا وارث فاطمة سيدة نسأ العالمين، السلام عليك يا وارث الحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة، السلام عليك يا وارث علي بن الحسين زين العابدين (1). السلام عليك يا وارث محمد بن علي باقر علم الا ولين والا خرين، السلام عليك يا وارث جعفر بن محمد الصادق البار، التقي النقي، السلام عليك يا وارث موسى بن جعفر الكاظم. السلام عليك ايها الصديق الشهيد، السلام عليك ايها الوصي البار التقي، اشهد انك قد اقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وامرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا حتى اتاك اليقين، السلام عليك يا ابا الحسن ورحمة الله وبركاته انه حميد مجيد. ثم تنكب على القبر وتقول: اللهم اليك صمدت من ارضي، وقطعت البلاد رجأ رحمتك، فلا تخيبني ولا تردني بغير قضأ حوائجي، وارحم تقلبي على قبر ابن اخي رسولك صلى الله عليه واله. بابي انت وامي اتيتك زائرا وافدا، عائذا مما جنيت على نفسي، واحتطبت على ظهري، فكن لي شفيعا الى ربك يوم فقري وفاقتي، فان لك عند الله مقاما محمودا وانت وجيه في الدنيا والا خرة.


1 – سيد العابدين (خ ل).

[ 519 ]

ثم ترفع يدك اليمنى وتبسط اليسرى على القبر وتقول: اللهم اني اتقرب اليك بحبهم وبموالاتهم، واتولى اخرهم بما توليت به اولهم، وابرأ من كل وليجة (1) دونهم. اللهم العن الذين بدلوا نعمتك، واتهموا نبيك، وجحدوا باياتك، وسخروا بأمامك، وحملوا الناس على اكتاف ال محمد، اللهم اني اتقرب اليك باللعنة عليهم، والبرأة منهم في الدنيا والا خرة يا رحمان يا رحيم. ثم تحول الى عند رجليه وتقول: صلى الله عليك يا ابا الحسن، صلى الله على روحك وبدنك، صبرت وانت الصادق المصدق، قتل الله من قتلك بالا يدي والا لسن. ثم ابتهل (2) باللعنة على قاتل امير المؤمنين، وباللعنة على قتلة الحسين وعلى جميع قتلة اهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم تحول عند رأسه من خلفه وصل ركعتين، تقرأ في احداهما يس، وفي الاخرى الرحمن، وتجتهد في الدعأ والتضرع، واكثر من الدعأ لوالديك ولاخوانك المؤمنين.


1 – الوليجة: من تتخذه معتمدا من غير اهلك، اي ابرأ من كل من لم يحذو حذوهم ولم يقل بامامتهم. 2 – الابتهال هو ان تمد يديك جميعا، واصله التضرع والمبالغة في السؤال.

[ 520 ]

واقم عنده ما شئت وليكن صلاتك عند القبر ان شأ الله (1). الباب (103) زيارة ابي الحسن علي بن محمد الهادي (عليهما السلام) وابي محمد الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) بسر من رأى [ 802 ] 1 – روي عن بعضهم: انه قال: إذا اردت زيارة ابي الحسن الثالث علي بن محمد الجواد وابي محمد الحسن العسكري (عليهما السلام)، تقول بعد الغسل ان وصلت الى قبريهما، والا اومأت بالسلام من عند الباب الذي على الشارع الشباك، تقول: السلام عليكما يا وليي الله، السلام عليكما يا حجتي الله، السلام عليكما يا نوري الله في ظلمات الارض، السلام عليكما يا من بدا لله في شأنكما، السلام عليكما يا حبيبي الله، السلام عليكما يا امامي الهدى. اتيتكما عارفا بحقكما معاديا لا عدائكما، مواليا لا وليائكما مؤمنا


1 – عنه البحار 102: 48، بعضه المستدرك 10: 361. ذكره الصدوق في العيون 2: 267 عن شيخه محمد بن الحسن بن الوليد في جامعه مقطوعا، وفي الفقيه 2: 603 مقطوعا. ذكره المفيد في مزاره: 169 مقطوعا. اورده الشيخ في التهذيب 6: 86 عن محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد في جامعه مقطوعا. اورده الشهيد في مزاره: 196، وايضا في مزار الكبير: 647 مقطوعا. اقول: ظاهر عبارة المؤلف ان الزيارة مروية عنهم (عليهم السلام)، والله سبحانه هو العالم.

[ 521 ]

بما امنتما به كافرا بما كفرتما به، محققا لما حققتما، مبطلا لما ابطلتما. اسأل الله ربي وربكما ان يجعل حظي من زيارتكما الصلاة على محمد واله وان يرزقني مرافقتكما في الجنان مع ابائكما الصالحين واسأله ان يعتق رقبتي من النار، ويرزقني شفاعتكما ومصاحبتكما، ويعرف بيني وبينكما، ولا يسلبني حبكما وحب ابائكما الصالحين، وان لا يجعله اخر العهد من زيارتكما، ويحشرني معكما في الجنة برحمته. اللهم ارزقني حبهما وتوفني على ملتهما، اللهم العن ظالمي ال محمد حقهم، وانتقم منهم. اللهم العن الا ولين منهم والا خرين، وضاعف عليهم العذاب، وبلغ بهم وباشياعهم واتباعهم، ومحبيهم ومتبعيهم اسفل درك من الجحيم، انك على كل شي قدير. اللهم عجل فرج وليك وابن وليك، واجعل فرجنا مع فرجهم يا ارحم الراحمين. وتجتهد في الدعأ لنفسك ولوالديك وتخير من الدعأ، فان وصلت اليهما (عليهما السلام) فصل عند قبريهما ركعتين، وإذا دخلت المسجد وصليت دعوت الله بما احببت انه قريب مجيب.


[ 522 ]

وهذا المسجد الى جانب الدار، وفيه كانا يصليان (عليهما السلام) (1). الباب (104) زيارة لجميع الائمة صلوات الله عليهم اجمعين [ 803 ] 1 – حدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد بن احمد بن يحيى بن عمران، عن هارون بن مسلم، عن علي بن حسان، قال: سئل الرضا (عليه السلام) عن اتيان قبر ابي الحسن (عليه السلام) قال: صلوا في المساجد حوله ويجزي في المواضع كلها ان تقول: السلام على اوليأ الله واصفيائه، السلام على امنأ الله واحبائه، السلام على انصار الله وخلفائه، السلام على محال معرفة الله، السلام على مساكن ذكر الله. السلام على مظاهر امر الله ونهيه، السلام على الدعاة الى الله، السلام على المستقرين في مرضاة الله، السلام على الممحصين في طاعة الله. السلام على الذين من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى


1 – عنه البحار 102: 63، بعضه المستدرك 10: 364. ذكره الشيخ في التهذيب 6: 94 عن محمد بن الحسن بن الوليد من كتابه الجامع. اخرجه الصدوق في الفقيه 2: 607 مقطوعا. اقول: ظاهر عبارة المؤلف ان الزيارة مروية عنهم (عليهم السلام)، والله سبحانه هو العالم.

[ 523 ]

الله، ومن عرفهم فقد عرف الله، ومن جهلهم فقد جهل الله، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله. اشهد الله اني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، مؤمن بسركم وعلانيتكم، مفوض في ذلك كله اليكم، لعن الله عدو ال محمد من الجن والا نس، وابرأ الى الله منهم، وصلى الله على محمد واله. هذا يجزي من الزيارات كلها، وتكثر من الصلاة على محمد وآله وتسمي واحدا واحدا بأسمائهم، وتبرأ من اعدائهم وتخير لنفسك من الدعأ للمؤمنين والمؤمنات (1). [ 804 ] 2 – حدثني ابي رحمه الله وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى العطار، وحدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري جميعا، عن


1 – عنه البحار 10: 431، 102: 126، المستدرك 10: 354. رواه الكليني في الكافي 4: 578، عنه الشيخ في التهذيب 6: 102. اخرجه الصدوق في العيون 2: 271،، عنه البحار 102: 126. اورده في الفقيه 2: 608 عن علي بن حسان، عن الرضا (عليه السلام). اقول: الرواية في الكافي كذا: (عن الرضا (عليه السلام) قال: سئل ابي عن اتيان قبر الحسين (عليه السلام)، قال: صلوا في المساجد حوله ويجزي في المواضع كلها ان تقول)، وفي التهذيب نقلا عنه وفي سائر المصادر: (سئل الرضا (عليه السلام) عن اتيان قبر ابي الحسن (عليه السلام) فقال: – الخ)، و لعل ما في الكافي: (قبر الحسين (عليه السلام)) مصحف (قبر ابي الحسن (عليه السلام))، ويشهد به ان الكليني ذكر الزيارة في باب زيارات الكاظم و الجواد (عليهما السلام). اقول: الرواية في الكافي وفي التهذيب نقلا عنه مروي عن الكاظم (عليه السلام)، وفي سائر المصادر مروي عن الرضا (عليه السلام).

[ 524 ]

محمد بن احمد بن يحيى بن عمران، عن علي بن حسان، عن عروة بن اسحاق بن اخي شعيب العقرقوفي، عمن ذكره، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: تقول إذا أتيت قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) ويجزيك عند قبر كل امام (عليه السلام): السلام عليك من الله والسلام على محمد بن عبد الله، أمين الله على وحيه وعزائم أمره، الخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل. اللهم صل على محمد عبدك ورسولك الذي انتجبته بعلمك وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالاتك وكتبك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك من خلقك، والمهيمن على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. وتقول في زيارة امير المؤمنين (عليه السلام): اللهم صل على امير المؤمنين عبدك واخي رسولك – الى آخره، وفي زيارة فاطمة (عليها السلام): امتك وبنت رسولك – الى آخره، وفي زيارة سائر الائمة:: ابنأ رسولك – على ما قلت في النبي (صلى الله عليه وآله) اول مرة – حتى تنتهي الى صاحبك، ثم تقول: اشهد انكم كلمة التقوى وباب الهدى والعروة الوثقي والحجة البالغة على من فيها ومن تحت الثرى، واشهد ان ارواحكم وطينتكم من طينة واحدة، طابت وطهرت من نور الله ومن رحمته.


[ 525 ]

واشهد الله واشهدكم أني لكم تبع بذات نفسي (1) وشرايع ديني وخواتيم عملي، اللهم فاتمم لي ذلك، برحمتك يا ارحم الراحمين. السلام عليك يا ابا عبد الله، أشهد أنك قد بلغت عن الله ما أمرت به، وقمت بحقه، غير واهن ولا موهن، فجزاك الله من صديق خيرا عن رعيتك، اشهد ان الجهاد معك جهاد، وان الحق معك ولك، وانت معدنه، وميراث النبوة عندك وعند اهل بيتك. اشهد انك قد اقمت الصلاة، واتيت الزكاة، وامرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، ودعوت الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وعبدت ربك حتى اتاك اليقين. ثم تقول: السلام على ملائكة الله المسومين، السلام على ملائكة الله المنزلين، السلام على ملائكة الله المردفين (2)، السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا الحرم باذن الله مقيمون. ثم تقول:


1 – ذات نفسي اي اعزم واوطن نفسي على ان اكون تابعا لكم في الامور المتعلقة بنفسي و في سائر شرايع ديني وفي خاتمة عملي وفي منقلبي الى ربي عند موتي وفي مثواي في قبري وفي الجنة، ولما لم يكن بعض هذه الامور باختيار العبد وما كان باختياره لا يتأتى الا بتوفيقه قال: فاسأل الله البر الرحيم ان يتمم ذلك لي ويجعل ما عزمت عليه حاصلا لي – البحار. 2 – مسومين اي معلمين، من التسويم الذي هو اظهار سيماء الشئ، أو مرسلين، من التسويم بمعني الاسامة، ومردفين اي متبعين المؤمنين أو بعضهم بعضا.

[ 526 ]

اللهم العن الذين بدلا نعمتك، وخالفا كتابك، وجحدا اياتك، واتهما رسولك، احش قبورهما نارا، وأجوافهما نارا، واعد لهما عذابا اليما، واحشرهما وأشياعهما وأتباعهما إلى جهنم زرقا، (1) واحشرهما وأشياعهما وأتباعهما يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما، مأواهم جهنم، كلما خبت زدناهم سعيرا. اللهم لا تجعله اخر العهد من زيارة قبر ابن نبيك، وابعثه مقاما محمودا، تنتصر به لدينك، وتقتل به عدوك، فانك وعدته ذلك، وانت الرب الذي لا تخلف الميعاد. وكذلك تقول عند قبور كل الائمة (عليهم السلام) (2). [ 805 ] 3 – وتقول عند كل امام زرته ان شأ الله تعالى: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الا رض، السلام عليك يا امام المؤمنين ووارث علم النبيين وسلالة الوصيين، والشهيد يوم الدين. اشهد انك وابأك الذين كانوا من قبلك، وابنأك الذين من بعدك موالي واوليائي وائمتي. واشهد انكم اصفيأ الله وخزنته وحجته البالغة، انتجبكم بعلمه، انصارا لدينه، وقواما بامره، وخزانا لعلمه، وحفظة لسره، وتراجمة


1 – زرقا: عميا. 2 – عنه البحار 102: 162.

[ 527 ]

لوحيه، ومعدنا لكلماته، واركانا لتوحيده، وشهودا على عباده، واستودعكم خلقه، واورثكم كتابه، وخصكم بكرائم التنزيل، واعطاكم التأويل، وجعلكم تابوت (1) حكمته، ومنارا في بلاده. وضرب لكم مثلا من نوره، واجري فيكم من علمه، وعصمكم من الزلل، وطهركم من الدنس، واذهب عنكم الرجس، وبكم تمت النعمة، واجتمعت الفرقة، وائتلفت الكلمة، ولزمت الطاعة المفترضة، و المودة الواجبة، فانتم اولياؤه النجبأ، وعباده المكرمون. اتيتك يابن رسول الله عارفا بحقك، مستبصرا بشأنك، معاديا لا عدائك، مواليا لا وليائك، بابي انت وامي، صلى الله عليك وسلم تسليما. أتيتك وافدا زائرا، عائذا مستجيرا مما جنيت على نفسي، واحتطبت على ظهري، فكن لي شفيعا، فان لك عند الله مقاما معلوما، وانت عند الله وجيه. امنت بالله وبما انزل عليكم، واتولى اخركم بما توليت به اولكم، وابرأ من كل وليجة دونكم، وكفرت بالجبت والطاغوت واللات والعزى (2).


1 – التابوت: الصندوق. 2 – عنه البحار 102: 162.

[ 528 ]

الباب (105) فضل زيارة المؤمنين وكيف يزارون [ 806 ] 1 – حدثني أبو العباس محمد بن جعفر الرزاز القرشي الكوفي، عن خاله محمد بن الحسين بن ابي الخطاب، عن عمرو بن عثمان الرازي، قال: سمعت ابا الحسن الاول (عليه السلام) يقول: من لم يقدر ان يزورنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا، ومن لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا يكتب له ثواب صلتنا (1). [ 807 ] 2 – حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن الحسن بن متيل، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن عمرو بن عثمان، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: من لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا يكتب له ثواب صلتنا، ومن لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا (2). [ 808 ] 3 – حدثني ابي ومحمد بن يعقوب وجماعة مشايخي رحمهم الله، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن احمد بن يحيى، قال: كنت بفيد (3)، فمشيت مع علي بن بلال الى قبر محمد بن اسماعيل بن بزيع،


1 – عنه البحار 102: 295، الوسائل 14: 585. رواه في ثواب الاعمال: 124، مصادقة الاخوان: 56، المقنعة: 76، التهذيب 6: 104. 2 – عنه البحار 102: 295. 3 – فيد: بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة، ينزل بها الحاج.

[ 529 ]

قال: فقال لي علي بن بلال: قال لي صاحب هذا القبر عن الرضا (عليه السلام)، قال: من أتي قبر اخيه المؤمن ثم وضع يده على القبر وقرأ: (انا انزلناه) سبع مرات، أمن يوم الفزع الاكبر (1). [ 809 ] 4 – حدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد بن احمد بن يحيى بن عمران، قال: كنت بفيد فقال محمد بن علي بن بلال: مر بنا الى قبر محمد بن اسماعيل بن بزيع، فذهبنا الى عند قبره، فقال محمد بن علي: حدثني صاحب هذا القبر عن احدهما (عليهما السلام): انه من زار قبر اخيه المؤمن فاستقبل القبلة ووضع يده على القبر وقرأ: (انا انزلناه في ليلة القدر) سبع مرات، امن من الفزع الاكبر (2). [ 810 ] 5 – وحدثني محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد ابن احمد، عن علي بن اسماعيل، عن محمد بن عمرو، عن ابان، عن عبد الرحمان بن ابي عبد الله، قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام): كيف اضع يدي على قبور المؤمنين، واشار بيده الى الارض فوضعها عليها وهو مقابل القبلة (3). [ 811 ] 6 – وعنه، عن محمد بن احمد، عن موسى بن عمران، عن عبد الله الحجال، عن صفوان الجمال، قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخرج في ملا من الناس من أصحابه كل


1 – عنه البحار 102: 295. 2 – عنه البحار 102: 295. 3 – عنه البحار 102: 295.

[ 530 ]

عشية خميس الى بقيع المدنيين فيقول ثلاثا: السلام عليكم يا اهل الديار، وثلاثا: رحمكم الله. ثم يلتفت الى أصحابه ويقول: هؤلا خير منكم، فيقولون: يا رسول الله ولم، آمنوا وآمنا وجاهدوا وجاهدنا، فيقول: ان هؤلاء امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم ومضوا على ذلك، وانا لهم على ذلك شهيد، وانتم تبقون بعدي ولا ادري ما تحدثون بعدي (1). [ 812 ] 7 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه:، قال: دخل على امير المؤمنين مقبرة ومعه أصحابه فنادى: يا اهل التربة ويا اهل الغربة، ويا اهل الخمود (2) ويا اهل الهمود (3)، اما اخبار ما عندنا، فاما اموالكم قد قسمت، ونساؤكم قد نكحت، ودوركم قد سكنت، فما خبر ما عندكم. ثم التفت الى أصحابه وقال: اما والله لو يؤذن لهم في الكلام لقالوا: لم يتزود مثل التقوى زاد، خير الزاد التقوى (4).


1 – عنه البحار 102: 295. رواه في جامع الاخبار: 50، عنه البحار 93: 203. 2 – خمود النار: سكون لهبها، ويقال: أخمد إذا سكن وسكت. 3 – الهمود: الموت وطفؤ النار أو ذهاب حرارتها، والهامد: البالي المسود المتغير. 4 – عنه البحار 102: 296.

[ 531 ]

[ 813 ] 8 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن، عن الحسن بن متيل، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سنان، عن اسحاق بن عمار، عن ابي الحسن (عليه السلام)، قال: قلت له: المؤمن يعلم بمن يزور قبره، قال: نعم ولا يزال مستأنسا به ما زال عنده، فإذا قام وانصرف من قبره دخله من انصرافه عن قبره وحشة (1). [ 814 ] 9 – حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن سنان، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): كيف اسلم على اهل القبور، قال: نعم، تقول: السلام على اهل الديار من المؤمنين والمسلمين، انتم لنا فرط و نحن ان شأ الله بكم لاحقون (2). [ 815 ] 10 – حدثني ابي رحمه الله، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن محمد بن اورمة، عن ابن ابي نجران، عن عبد الله بن سنان، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام)، وذكر مثله. [ 816 ] 11 – حدثني الحسن بن عبد الله، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن ابي المقدام، عن أبيه، قال:


1 – عنه البحار 102: 296. 2 – عنه البحار 102: 297، المستدرك 2: 366، يأتي في الباب مع اختلاف. رواه الكليني في الكافي 3: 229، باسناده عن علي بن ابراهيم، عن ابيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن سنان، عنه الوسائل 3: 225، المحجة البيضاء 3: 418. اخرجه في مشكاة الانوار: 200 عن الصادق (عليه السلام)، عنه البحار 82: 170.

[ 532 ]

مررت مع ابي جعفر (عليه السلام) بالبقيع، فمررنا بقبر رجل من اهل الكوفة من الشيعة، فقلت لابي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك هذا قبر رجل من الشيعة، قال: فوقف عليه وقال: اللهم ارحم غربته، وصل وحدته، وانس وحشته، وامن روعته، واسكن إليه من رحمتك، ما يستغني به عن رحمة من سواك، والحقه بمن كان يتولاه (1). [ 817 ] 12 – حدثني ابي رحمه الله، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام): كيف التسليم على اهل القبور، قال: تقول: السلام على اهل الديار من المؤمنين والمسلمين، رحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين، وانا ان شأ الله بكم لاحقون (2).


1 – عنه البحار 10: 462، 102: 297. رواه الكليني في الكافي 3: 229، باسناده عن العدة، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن احمد بن محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن عمرو بن ابي المقدام، عن الباقر (عليه السلام)، عنه الشيخ في التهذيب 6: 105، عنهما الوسائل 3: 199، جامع الاحاديث 1: 383. اخرجه الراوندي في دعواته: 271 مرسلا، عنه البحار 82: 55. رواه المفيد في مزاره: 187 عن ابي القاسم، عن الحسن بن عبد الله، عن ابيه، عن الحسن ابن محبوب، عن عمرو بن ابي المقدام، عن ابيه، عن الباقر (عليه السلام). 2 – عنه البحار 102: 297، المستدرك 2: 366. =

[ 533 ]

[ 818 ] 13 – ورواه البرقي، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن القاسم ابن سليمان، عن جراح المدائني، قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام)، وذكر مثله. [ 819 ] 14 – وجدت في بعض الكتب: محمد بن سنان، عن المفضل (1)، قال:، قال: من قرأ: (انا انزلناه) عند قبر مؤمن سبع مرات بعث الله إليه ملكا يعبد الله عند قبره، ويكتب له وللميت ثواب ما يعمل ذلك الملك، فإذا بعثه الله من قبره لم يمر على هول الا صرفه الله عنه بذلك الملك الموكل حتى يدخله الله به الجنة، وتقرأ بعد الحمد (انا انزلناه) سبعا، والمعوذتين، و (قل هو الله احد)، وآية الكرسي ثلاثا ثلاثا (2) (3) [ 820 ] 15 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد، عن الحسين بن الحسن ابن ابان، عن محمد بن اورمة، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم، عن ابي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:


= رواه الكليني في الكافي 3: 229، باسناده عن محمد بن يحيى، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن الصادق (عليه السلام)، عنه الوسائل 3: 225. اورده الصدوق في الفقيه 1: 178 مرسلا عنه (عليه السلام)، وفيه: (المتقدمين منا والمتأخرين). 1 – الفضيل (خ ل) وهو تصحيف. 2 – ويقرأ مع انا انزلنا سورة الحمد والمعوذتين وقل هو الله احد وآية الكرسي ثلاث مرات كل سورة، وانا انزلناه سبع مرات (خ ل). 3 – عنه البحار 102: 298.

[ 534 ]

كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا مر بقبور قوم من المؤمنين قال: السلام عليكم من ديار قوم مؤمنين، وانا ان شأ الله بكم لاحقون (عليهما السلام). [ 821 ] 16 – وعن الحسين بن الحسن بن ابان، عن محمد بن اورمة، عن علي بن الحكم، عن ابن عجلان، قال: قام أبو جعفر (عليه السلام) على قبر رجل فقال: اللهم صل وحدته وانس وحشته، واسكن إليه من رحمتك ما يستغني به عن رحمة من سواك (2). [ 822 ] 17 – وحدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن احمد بن محمد ابي عبد الله البرقي، عن الحسن بن علي الوشأ، عن علي بن ابي حمزة، قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام): كيف نسلم على اهل القبور، قال: تقول: السلام على اهل الديار من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، انتم لنا فرط وانا بكم ان شأ الله لاحقون (3).


1 – عنه البحار 102: 298، المستدرك 2: 366. رواه في الفقيه 1: 179 مرسلا عنه (صلى الله عليه وآله وسلم)، عنه الوسائل 3: 225، المحجة البيضاء 3: 419. 2 – عنه البحار 102: 298، المستدرك 2: 340. اورده الكليني في الكافي 3: 200، باسناده عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن غير واحد، عن ابان، عن عبد الله بن عجلان، عن الباقر (عليه السلام). 3 – مر ذكره في الباب وذكرنا مصادر الحديث.

[ 535 ]

[ 823 ] 18 – حدثني ابي وعلي بن الحسين وغيرهما، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، قال: مر على امير المؤمنين (عليه السلام) على القبور فأخذ في الجادة ثم قال عن يمينه: السلام عليكم يا اهل القبور من اهل القصور، انتم لنا فرط ونحن لكم تبع، وانا ان شأ الله بكم لاحقون. ثم التفت عن يساره فقال: السلام عليكم يا اهل القبور – الى آخره (1). [ 824 ] 19 – حدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عمن ذكره، عن احمد بن ابي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن علي بن ابي حمزة، عن ابي بصير، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: يخرج احدكم الى القبور فيسلم ويقول: السلام على اهل القبور، السلام على من كان فيها من المؤمنين والمسلمين، انتم لنا فرط ونحن لكم تبع، وانا بكم لاحقون، وانا لله وانا إليه راجعون. يا اهل القبور بعد سكنى القصور، يا اهل القبور بعد النعمة والسرور، صرتم الى القبور، يا اهل القبور، كيف وجدتم طعم الموت.


1 – عنه البحار 102: 299، المستدرك 2: 367.

[ 536 ]

ثم يقول: ويل لمن سار الى النار، ثم يهرق دمعته وينصرف (1). [ 825 ] 20 – وعنه باسناده، عن البرقي، قال: حدثنا بعض أصحابنا، عن عباس بن عامر القصباني، عن يقطين، قال: اخبرنا ربيع بن محمد المسلي، قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) إذا دخل الجبانة (2) يقول: السلام على اهل الجنة (3). الباب (106) فضل زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليهما السلام) بقم [ 826 ] 1 – حدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن سعد بن سعد، عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: سألته عن زيارة فاطمة بنت موسى (عليه السلام)، قال: من زارها فله الجنة (4). [ 827 ] 2 – حدثني ابي واخي والجماعة، عن احمد بن ادريس وغيره، عن العمركي بن علي البوفكي، عمن ذكره، عن ابن الرضا (عليه السلام)، قال: من زار قبر عمتي بقم فله الجنة (5).


1 – عنه البحار 102: 299، المستدرك 2: 367. 2 – الجبانة: ما استوى من الارض في ارتفاع ولا شجر فيه، المقبرة. 3 – عنه البحار 102: 299. رواه الصدوق في الفقيه 1: 180 مرسلا عن الصادق (عليه السلام). 4 – عنه البحار 102: 265، الوسائل 14: 574. رواه في ثواب الاعمال: 124، عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2: 267. 5 – عنه البحار 102: 265، الوسائل 14: 574.

[ 537 ]

الباب (107) فضل زيارة قبر عبد العظيم بن عبد الله الحسني بالري [ 828 ] 1 – حدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن محمد بن يحيى العطار، عن بعض اهل الري، قال: دخلت على ابي الحسن العسكري (عليه السلام) فقال: أين كنت، فقلت: زرت الحسين بن علي (عليهما السلام)، فقال: أما انك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين (عليه السلام) (1). الباب (108) نوادر الزيارات [ 829 ] 1 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سليمان، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال لي: ان عندكم – أو قال: في قربكم – لفضيلة ما اوتي احد مثلها، وما أحسبكم تعرفونها كنه معرفتها،


1 – عنه البحار 102: 268، الوسائل 14: 575. رواه في ثواب الاعمال: 124. اقول: هذه الرواية تنافي قول الشيخ في رجاله: 401، الرقم: 5875، من انه من اصحاب العسكري (عليه السلام)، لكن الرواية ضعيفة لجهالة الراوي عن الامام (عليه السلام)، وايضا لا يوجد ذكره في بعض نسخ رجال الشيخ.

[ 538 ]

ولا تحافظون عليها ولا على القيام بها، وان لها لاهلا خاصة قد سموا لها، وأعطوها بلا حول منهم ولا قوة، الا ما كان من صنع الله لهم وسعادة حباهم الله بها ورحمة ورأفة وتقدم. قلت: جعلت فداك وما هذا الذي وصفت ولم تسمه، قال: زيارة جدي الحسين بن علي (عليهما السلام)، فانه غريب بارض غربة، يبكيه من زاره، ويحزن له من لم يزره، ويحترق له من لم يشهده، ويرحمه من نظر الى قبر ابنه عند رجله، في ارض فلاة لا حميم قربه ولا قريب، ثم منع الحق وتوازر عليه اهل الردة، حتى قتلوه وضيعوه وعرضوه للسباع، ومنعوه شرب مأ الفرات الذي يشربه الكلاب، وضيعوا حق رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووصيته به وباهل بيته، فأمسي مجفوا في حفرته، صريعا بين قرابته، وشيعته بين اطباق التراب، قد اوحش قربه في الوحدة والبعد عن جده، والمنزل الذي لا يأتيه الا من امتحن الله قلبه للايمان وعرفه حقنا. فقلت له: جعلت فداك قد كنت آتيه حتى بليت بالسلطان وفي حفظ اموالهم وانا عندهم مشهور، فتركت للتقية اتياته وانا اعرف ما في اتيانه من الخير، فقال: هل تدري ما فضل من أتاه وما له عندنا من جزيل الخير، فقلت: لا، فقال: اما الفضل فيباهيه ملائكة السمأ، وأما ما له عندنا فالترحم عليه كل صباح ومسأ. ولقد حدثني ابي انه لم يخل مكانه منذ قتل من مصلي يصلي عليه من الملائكة، أو من الجن أو من الانس أو من الوحش، وما من شئ الا وهو يغبط زائره ويتمسح به ويرجو في النظر إليه الخير لنظره الى قبره.


[ 539 ]

ثم قال: بلغني أن قوما يأتونه من نواحي الكوفة وناسا من غيرهم، ونسأ يندبنه، وذلك في النصف من شعبان، فمن بين قارئ يقرأ، وقاص يقص، ونادب يندب، وقائل يقول المراثي، فقلت له: نعم جعلت فداك قد شهدت بعض ما تصف، فقال: الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد الينا ويمدحنا ويرثي لنا، وجعل عدونا من يطعن عليهم من قرابتنا وغيرهم يهدرونهم (1) ويقبحون ما يصنعون (2). [ 830 ] 2 – وبهذا الاسناد، عن عبد الله الاصم، عن عبد الله بن بكير الارجاني، قال: صحبت ابا عبد الله (عليه السلام) في طريق مكة من المدينة، فنزلنا منزلا يقال له: عسفان (3)، ثم مررنا بجبل اسود عن يسار الطريق موحش، فقلت له: يا ابن رسول الله ما اوحش هذا الجبل ما رأيت في الطريق مثل هذا، فقال لي: يابن بكير أتدري اي جبل هذا، قلت: لا، قال: هذا جبل يقال له الكمد، وهو على واد من اودية جهنم، وفيه قتلة ابي الحسين (عليه السلام)، استودعهم فيه، تجري من تحتهم مياه جهنم من


1 – يهدرونهم – على بناء يضرب ويكرم – اي يبطلون دمهم، وفي بعض النسخ: يهذون بهم اي يسخرون بهم ويؤذونهم بالردي من القول. 2 – عنه البحار 101: 73، الوسائل 14: 599، المستدرك 10: 251. 3 – عسفان – بالضم ثم السكون – قرية على مرحلتين من مكة على طريق المدينة، وقرية جامعة على ستة وثلاثين ميلا من مكة – معجم البلدان.

[ 540 ]

الغسلين والصديد والحميم، وما يخرج من جب الجوى (1)، وما يخرج من الفلق (2)، وما يخرج من اثام (3)، وما يخرج من طينة الخبال (4)، وما يخرج من جهنم، وما يخرج من لظي ومن الحطمة، وما يخرج من سقر، وما يخرج من الحميم، وما يخرج من الهاوية، وما يخرج من السعير، وما مررت بهذا الجبل في سفري فوقفت به الا رأيتهما يستغيثان الي، واني لانظر الى قتلة ابي واقول لهما: هؤلا فعلوا ما أسستما، لم ترحمونا إذ وليتم، وقتلتمونا وحرمتمونا، ووثبتم على حقنا، واستبددتم بالامر دوننا، فلا رحم الله من يرحمكما، ذوقا وبال ما قدمتما، وما الله بظلام للعبيد، واشدهما تضرعا واستكانة الثاني، فربما وقفت عليهما ليتسلى عني بعض ما في قلبي، وربما طويت الجبل الذي هما فيه، وهو جبل الكمد. قال: قلت له: جعلت فداك فإذا طويت الجبل فما تسمع، قال: اسمع أصواتهما يناديان: عرج علينا نكلمك فانا نتوب، واسمع من الجبل صارخا يصرخ بي: اجبهما، وقل لهما: اخسؤوا فيها ولا تكلمون. قال: قلت له: جعلت فداك ومن معهم، قال: كل فرعون عتى على الله وحكى الله عنه فعاله وكل من علم العباد الكفر.


1 – الجوى من المياه: المتغير والمنتن، من جوى الماء وغيره: أنتن. 2 – الفلق: جهنم أو جب فيها. 3 – المراد به ما يخرج من المجرمين في عقوبتهم من القيح والدم. 4 – طينة الخبال: قيح اهل النار.

[ 541 ]

فقلت: من هم، قال: نحو بولس الذي علم اليهود ان يد الله مغلولة، ونحو نسطور الذي علم النصاري ان المسيح ابن الله، وقال لهم: هم ثلاثة، ونحو فرعون موسى الذي قال: انا ربكم الاعلى، ونحو نمرود الذي قال: قهرت اهل الارض وقتلت من في السمأ، وقاتل امير المؤمنين (عليه السلام)، وقاتل فاطمة ومحسن، وقاتل الحسن والحسين (عليهما السلام)، فاما معاوية وعمرو (1) فما يطمعان في الخلاص، ومعهم كل من نصب لنا العداوة، واعان علينا بلسانه ويده وماله. قلت له: جعلت فداك فأنت تسمع ذا كله ولا تفزع، قال: يابن بكير ان قلوبنا غير قلوب الناس، انا مطيعون مصفون مصطفون، نرى ما لا يرى الناس ونسمع ما لا يسمعون، وان الملائكة تنزل علينا في رحالنا وتتقلب في فرشنا، وتشهد طعامنا، وتحضر موتانا، وتأتينا باخبار ما يحدث قبل ان يكون، وتصلي معنا وتدعو لنا، وتلقي علينا اجنحتها، وتتقلب على اجنحتها صبياننا، وتمنع الدواب ان تصل الينا، وتأتينا مما في الارضين من كل نبات في زمانه، وتسقينا من مأ كل ارض نجد ذلك في آنيتنا. وما من يوم ولا ساعة ولا وقت صلاة الا وهي نبهنا (2) لها، وما من ليلة تأتي علينا الا واخبار كل ارض عندنا وما يحدث فيها، واخبار الجن


1 – هو عمرو بن العاص – كما في رواية الاختصاص. 2 – تتهيأ (خ ل).

[ 542 ]

واخبار اهل الهوى من الملائكة، وما من ملك يموت في الارض ويقوم غيره الا اتانا خبره، وكيف سيرته في الذين قبله، وما من ارض من ستة ارضين الى السابعة الا ونحن نؤتي بخبرهم. فقلت: جعلت فداك فأين منتهى هذا الجبل، قال: الى الارض السادسة (1)، وفيها جهنم، على واد من اوديته، عليه حفظة اكثر من نجوم السمأ وقطر المطر وعدد ما في البحار وعدد الثرى، قد وكل كل ملك منهم بشئ وهو مقيم عليه لا يفارقه. قلت: جعلت فداك اليكم جميعا يلقون الاخبار، قال: لا، انما يلقى ذلك الى صاحب الامر، وانا لنحمل ما لا يقدر العباد على الحكومة فيه فنحكم فيه، فمن لم يقبل حكومتنا جبرته الملائكة على قولنا، وامرت الذين يحفظون ناحيته ان يقسروه على قولنا، وان كان من الجن من اهل الخلاف والكفر اوثقته وعذبته حتى يصير الى ما حكمنا به. قلت: جعلت فداك فهل يرى الامام ما بين المشرق والمغرب، فقال: يابن بكير فكيف يكون حجة الله على ما بين قطريها وهو لا يراهم ولا يحكم فيهم، وكيف يكون حجة على قوم غيب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه، وكيف يكون مؤديا عن الله وشاهدا على الخلق وهو لا يراهم، وكيف يكون حجة عليهم وهو محجوب عنهم، وقد حيل بينهم وبينه ان يقوم بامر ربه فيهم، والله يقول: (وما ارسلناك الا كافة


1 – السابعة (خ ل).

[ 543 ]

للناس) (1)، يعني به من على الارض والحجة من بعد النبي (صلى الله عليه وآله) يقوم مقام النبي (صلى الله عليه وآله). وهو الدليل على ما تشاجرت فيه الامة والاخذ بحقوق الناس والقيام بامر الله والمنصف لبعضهم من بعض، فإذا لم يكن معهم من ينفذ قوله، وهو يقول: (سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم) (2)، فاي آية في الافاق غيرنا أراها الله اهل الافاق، وقال: (ما نريهم من اية الا هي اكبر من اختها) (3)، فاي آية اكبر منا. والله ان بني هاشم وقريشا لتعرف ما اعطانا الله، ولكن الحسد اهلكهم كما اهلك ابليس، وانهم ليأتوننا إذا اضطروا وخافوا على انفسهم، فيسألونا فنوضح لهم فيقولون: نشهد انكم اهل العلم، ثم يخرجون فيقولون: ما رأينا اضل ممن اتبع هؤلاء ويقبل مقالتهم. قلت: جعلت فداك اخبرني عن الحسين (عليه السلام) لو نبش كانوا يجدون في قبره شيئا، قال: يابن بكير ما أعظم مسائلك الحسين (عليه السلام) مع أبيه وامه واخيه الحسن في منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يحبون كما يحبي ويرزقون كما يرزق، فلو نبش في ايامه لوجد (4)، واما اليوم فهو حي عند ربه ينظر الى معسكره، وينظر الى العرش متى يؤمر ان يحمله، وانه لعلى يمين


1 – سبأ: 28. 2 – فصلت: 53. 3 – الزخرف: 48. 4 – يأتي تفسيره في الحديث الاتي.

[ 544 ]

العرش متعلق، يقول: يا رب انجز لي ما وعدتني. وانه لينظر الى زواره وهو اعرف بهم وبأسمأ آبائهم وبدرجاتهم وبمنزلتهم عند الله من احدكم بولده وما في رحله، وانه ليرى من يبكيه فيستغفر له رحمة له ويسأل اباه الاستغفار له، ويقول: لو تعلم ايها الباكي ما اعد لك لفرحت اكثر مما جزعت، فيستغفر له كل من سمع بكائه من الملائكة في السمأ وفي الحائر، وينقلب وما عليه من ذنب (1). [ 831 ] 3 – حدثني محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابه، عن احمد ابن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن زياد بن ابي الحلال (2)، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: ما من نبي ولا وصي نبي يبقى في الارض بأكثر من ثلاثة ايام، ثم ترفع روحه وعظمه ولحمه الى السمأ، وانما يؤتى مواضع آثارهم، ويبلغونهم من بعيد السلام، ويسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب (3). [ 832 ] 4 – وحدثني ابي ومحمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى وغيره، عن احمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن زياد، عن ابي عبد الله مثله.


1 – عنه البحار 25: 372، 44: 292، مر مختصرا في الباب: 32. رواه في الاختصاص: 343. 2 – زياد بن الجلال (خ ل)، ما اثبتناه هو الصحيح، راجع معجم الرجال 7: 300. 3 – عنه البحار 27: 300، 100: 130. رواه في التهذيب 6: 106، بصائر الدرجات: 132.

[ 545 ]

[ 833 ] 5 – وحدثني ابي رحمه الله، عن محمد بن يحيى، عن احمد ابن محمد، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن بعض أصحابه، يرفعه الى ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: تكون بمكة وبالمدينة أو بالحائر أو المواضع التي يرجى فيها الفضل، فربما يخرج الرجل يتوضأ فيجي الاخر، فيصير مكانه، قال: من سبق الى موضع فهو احق به يومه وليلته (1). (2) [ 834 ] 6 – حدثني أبو العباس محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين ابن ابي الخطاب، عن منيع، عن صفوان بن يحيى، عن صفوان بن مهران الجمال، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: أهون ما يكسب زائر الحسين (عليه السلام) في كل حسنة الف الف حسنة والسيئة واحدة، وأين الواحدة من الف الف. ثم قال: يا صفوان ابشر فان لله ملائكة معها قضبان من نور فإذا اراد الحفظة ان تكتب على زائر الحسين (عليه السلام) سيئة، قالت الملائكة للحفظة: كفي، فتكف، فإذا عمل حسنة قالت لها: اكتبي، اولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات (3).


1 – ظاهر الخبر بقاء حقه وان لم يبق فيه رحله، وحمله بعض الاصحاب على ما إذا بقي رحله فيه، فالتقييد باليوم والليلة اما مبني على الغالب من عدم بقاء الرجل في مثل ذلك المكان ازيد من هذا الزمان، أو يقال بان مع بقاء الرجل ايضا لا يبقى حقه اكثر من ذلك. 2 – رواه في التهذيب 6: 100، عنهما البحار 83: 355 و 100: 129، الوسائل 14: 592، المستدرك 3: 424. 3 – عنه البحار 101: 74، المستدرك 10: 252. رواه في تأويل الايات 1: 383.

[ 546 ]

[ 835 ] 7 – حدثني ابي رحمه الله، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن ابي يحيى الواسطي، عن ابي الحسن الحذأ، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ان الى جانبكم مقبرة يقال لها: براثا، يحشر منها عشرون ومائة الف شهيد كشهدأ بدر (1). [ 836 ] 8 – وروي عن محمد بن مروان، قال: حدثنا محمد بن الفضيل، قال: سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: من زار قبر الحسين (عليه السلام) في شهر رمضان ومات في الطريق لم يعرض ولم يحاسب ويقال له: ادخل الجنة امنا (2). [ 837 ] 9 – حدثني ابي ومحمد بن الحسن رحمهم الله جميعا، عن الحسين بن سعيد، قال: حدثنا علي بن السخت الخزاز، قال: حدثنا حفص المزني، عن عمر بن بياض، عن ابان بن تغلب، قال: قال لي جعفر ابن محمد: يا ابان متى عهدك بقبر الحسين (عليه السلام)، قلت: لا والله يابن رسول الله مالي به عهد منذ حين، فقال: سبحان الله العظيم وانت من رؤوسا الشيعة تترك زيارة الحسين (عليه السلام) لا تزوره، من زار الحسين (عليه السلام) كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحى عنه بكل خطوة سيئة وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يا ابان لقد قتل الحسين (عليه السلام) فهبط على قبره سبعون الف ملك شعث غبر،


1 – عنه البحار 100: 232. 2 – عنه البحار 101: 97، الوسائل 14: 473.

[ 547 ]

يبكون عليه وينوحون عليه الى يوم القيامة (1). [ 838 ] 10 – حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد البصري، عن علي بن اسباط، عن الحسن بن الجهم، قال: قلت لابي الحسن الرضا (عليه السلام): أيهما أفضل رجل يأتي مكة ولا يأتي المدينة أو رجل يأتي النبي ولا يأتي مكة. قال: فقال لي: أي شي تقولون انتم، قلت: نحن نقول في الحسين (عليه السلام) فكيف في النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: اما لئن قلت ذلك لقد شهد أبو عبد الله (عليه السلام) عيدا بالمدينة فانصرف فدخل على النبي (صلى الله عليه وآله) فسلم عليه، ثم قال لمن حضره: أما لقد فضلنا اهل البلدان كلهم مكة فمن دونها لسلامنا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2). [ 839 ] 11 – حدثني ابي، عن سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن بعض أصحابه، يرفعه الى ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: نكون بمكة أو بالمدينة أو بالحائر أو المواضع التي يرجى فيها الفضل، فربما يخرج الرجل ليتوضأ فيجئ آخر فيصير مكانه، قال: من سبق الى موضع فهو أحق به يومه وليلته (3). [ 840 ] 12 – حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه،


1 – عنه البحار 101: 7، المستدرك 10: 258. 2 – عنه البحار 100: 144. 3 – مر قبيل هذا وذكرنا مصادرها.

[ 548 ]

عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن حماد بن عثمان، عن ابي عبد الله (عليه السلام)، قال: لما اسري بالنبي (صلى الله عليه وآله) الى السمأ قيل له: ان الله تبارك وتعالى يختبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك، قال: اسلم لامرك يا رب ولا قوة لي على الصبر الا بك، فما هن، قيل له: أولهن الجوع والاثرة على نفسك وعلى اهلك لاهل الحاجة، قال: قبلت يا رب ورضيت وسلمت ومنك التوفيق والصبر. واما الثانية فالتكذيب والخوف الشديد وبذلك مهجتك في محاربة اهل الكفر بمالك ونفسك، والصبر على ما يصيبك منهم من الاذى ومن اهل النفاق والالم في الحرب والجراح، قال: قبلت يا رب ورضيت وسلمت ومنك التوفيق والصبر. وأما الثالثة فما يلقي اهل بيتك من بعدك من القتل، اما اخوك علي فيلقى من امتك الشتم والتعنيف والتوبيخ والحرمان والجحد والظلم وآخر ذلك القتل، فقال: يا رب قبلت ورضيت ومنك التوفيق والصبر، وأما ابنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقها غصبا الذي تجعله لها، وتضرب وهي حامل، ويدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير اذن، ثم يمسها هوان وذل ثم لا تجد مانعا، وتطرح ما في بطنها من الضرب وتموت من ذلك الضرب.


[ 549 ]

قلت: انا لله وانا إليه راجعون قبلت يا رب وسلمت ومنك التوفيق للصبر، ويكون لها من اخيك ابنان، يقتل احدهما غدرا ويسلب ويطعن تفعل به ذلك امتك، قلت: يا رب قبلت وسلمت انا لله وانا إليه راجعون ومنك التوفيق للصبر. واما ابنها الاخر فتدعوه امتك للجهاد ثم يقتلونه صبرا ويقتلون ولده ومن معه من اهل بيته ثم يسلبون حرمه، فيستعين بي وقد مضى القضأ مني فيه بالشهادة له ولمن معه، ويكون قتله حجة على من بين قطريها، فيبكيه اهل السماوات واهل الارضين جزعا عليه، وتبكيه ملائكة لم يدركوا نصرته، ثم اخرج من صلبه ذكرا به انصرك، وان شبحه عندي تحت العرش (1)، يملا الارض بالعدل ويطبقها بالقسط، يسير معه الرعب يقتل حتى يشك فيه، قلت: انا لله. فقيل: ارفع رأسك، فنظرت الى رجل أحسن الناس صورة وأطيبهم ريحا، والنور يسطع من بين عينيه ومن فوقه ومن تحته، فدعوته فأقبل الي، وعليه ثياب النور وسيما كل خير، حتى قبل بين عيني، ونظرت الى الملائكة قد حفوا به لا يحصيهم الا الله عز وجل. فقلت: يا رب لمن يغضب هذا ولمن اعددت هؤلا وقد وعدتني النصر فيهم فأنا أنتظره منك، وهؤلاء اهلي واهل بيتي وقد اخبرتني مما يلقون من بعدي ولئن شئت لاعطيتني النصر فيهم على من بغى عليهم،


1 – ثم اخرج من صلبه ذكرا انتصر له به وان شبحه عندي تحت العرش (خ ل).

[ 550 ]

وقد سلمت وقبلت ورضيت، ومنك التوفيق والرضا، والعون على الصبر. فقيل لي: أما اخوك فجزاؤه عندي جنة المأوي نزلا بصبره، افلج حجته على الخلائق يوم البعث، واوليه حوضك يسقي منه أوليأكم ويمنع منه اعدأكم، واجعل عليه جهنم بردا وسلاما يدخلها ويخرج من كان في قلبه مثقال ذرة من المودة، واجعل منزلتكم في درجة واحدة في الجنة. واما ابنك المخذول المقتول وابنك المغدور المقتول صبرا، فانهما مما ازين بهما عرشي، ولهما من الكرامة سوى ذلك مما لا يخطر على قلب بشر لما اصابهما من البلاء، فعلي فتوكل، ولكل من أتى قبره في الخلق من الكرامة، لان زواره زوارك وزوارك زواري وعلي كرامة زواري، وانا اعطيه ما سأل، واجزيه جزأ يغبطه من نظر الى عظمتي اياه وما اعددت له من كرامتي. واما ابنتك فاني اوقفها عند عرشي فيقال لها: ان الله قد حكمك في خلقه فمن ظلمك وظلم ولدك فاحكمي فيه بما احببت فاني اجيز حكومتك فيهم فتشهد العرصة، فإذا وقف من ظلمها امرت به الى النار، فيقول الظالم: واحسرتاه على ما فرطت في جنب الله، ويتمنى الكرة، ويعض الظالم على يديه ويقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، يا ويلتي ليتني لم اتخذ فلانا خليلا.


[ 551 ]

وقال: حتى إذا جاءنا قال: يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين، ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون، فيقول الظالم: انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، أو الحكم لغيرك، فيقال لهم: الا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالاخرة كافرون. واول من يحكم فيهم محسن بن علي (عليه السلام) وفي قاتله، ثم في قنفذ، فيؤتيان هو وصاحبه، فيضربان بسياط من نار، لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها الى مغربها، ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتى تصير رمادا، فيضربان بها ثم يجثو امير المؤمنين (عليه السلام) بين يدي الله للخصومة مع الرابع، فيدخل الثلاثة في جب فيطبق عليهم، لا يراهم احد ولا يرون احدا، فيقول الذين كانوا في ولايتهم: ربنا أرنا الذين اضلانا من الجن والانس نجعلهما تحت اقدامنا ليكونا من الاسفلين، قال الله عز وجل: ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم انكم في العذاب مشتركون. فعند ذلك ينادون بالويل والثبور، ويأتيان الحوض فيسألان عن امير المؤمنين (عليه السلام) ومعهم حفظة، فيقولان: اعف عنا واسقنا وتخلصنا، فيقال لهم: فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون بامرة المؤمنين، ارجعوا ظمأ مظمئين الى النار، فما شرابكم الا الحميم والغسلين، وما تنفعكم شفاعة الشافعين. [ 841 ] 13 – وحدثني محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن


[ 552 ]

الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن جده، قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك أيما أفضل الحج أو الصدقة، قال: هذه مسألة في مسألة، قال: كم المال يكون ما يحمل صاحبه الى الحج، قال: قلت: لا، قال: إذا كان مالا يحمل الى الحج فالصدقة لا تعدل الحج، الحج أفضل، وان كانت لا يكون الا القليل فالصدقة. قلت: فالجهاد، قال: الجهاد أفضل الاشيأ بعد الفرائض في وقت الجهاد، وقال: ولا جهاد الا مع الامام، قلت: فالزيارة، قال: زيارة النبي (صلى الله عليه وآله) وزيارة الاوصيأ وزيارة حمزة وبالعراق زيارة الحسين (عليه السلام)، قلت: فما لمن زار الحسين (عليه السلام)، قال: يخوض في الرحمة ويستوجب الرضا، ويصرف عنه السؤ، ويدر عليه الرزق، وتشيعه الملائكة، ويلبس نورا تعرفه به الحفظة، فلا يمر باحد من الحفظة الا دعا له. [ 842 ] 14 – وروي احمد بن جعفر البلدي، عن محمد بن يزيد البكري، عن منصور بن نصر المدائني، عن عبد الرحمان بن مسلم، قال: دخلت على الكاظم (عليه السلام) فقلت له: أيما أفضل زيارة الحسين بن علي أو امير المؤمنين (عليه السلام) أو لفلان وفلان – وسميت الائمة (عليهم السلام) واحدا واحدا – فقال لي: يا عبد الرحمان من زار أولنا فقد زار آخرنا، ومن زار آخرنا فقد زار


[ 553 ]

أولنا، ومن تولى اولنا فقد تولى آخرنا، ومن تولى آخرنا فقد تولى أولنا، ومن قضى حاجة لاحد من أوليائنا فكأنما قضاها لاجمعنا. يا عبد الرحمان احببنا واحبب من يحبنا، واحب فينا واحبب لنا، وتولنا وتول من يتولانا، وابغض من يبغضنا، الا وان الراد علينا كالراد على رسول الله جدنا، ومن رد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد رد على الله. الا يا عبد الرحمان ومن ابغضنا فقد ابغض محمدا، ومن ابغض محمدا فقد أبغض الله، ومن ابغض الله عز وجل كان حقا على الله ان يصليه النار، وماله من نصير (1). [ 843 ] 15 – حدثني محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد، عن محمد ابن الحسن الصفار، عن العباس بن معرو ف، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن الحسين، عن الحلبي، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): لما قتل الحسين (عليه السلام) سمع اهلنا قائلا يقول بالمدينة: اليوم نزل البلاء على هذه الامة، فلا ترون فرحا حتى يقوم قائمكم، فيشفي صدوركم ويقتل عدوكم وينال بالوتر اوتارا، ففزعوا منه وقالوا: ان لهذا القول لحادثا قد حدث ما لا نعرفه، فأتاهم خبر قتل الحسين (عليه السلام) بعد ذلك، فحسبوا ذلك، فإذا هي تلك الليلة التي تكلم فيها المتكلم. فقال له: جعلت فداك الى متى انتم ونحن في هذا القتل والخوف


1 – عنه البحار 100: 122.

[ 554 ]

والشدة، فقال: حتى يأتي سبعون فرجا اجواب (1)، ويدخل وقت السبعين، فإذا دخل وقت السبعين أقبلت الرايات (2) تترى كأنها نظام، فمن أدرك ذلك الوقت قرت عينه، ان الحسين (عليه السلام) لما قتل اتاهم آت وهم في العسكر فصرخ فزبر. فقال لهم: وكيف لا اصرخ ورسول الله (صلى الله عليه وآله) قائم ينظر الى الارض مرة والى حزبكم مرة، وانا اخاف ان يدعو الله على اهل الارض فاهلك فيهم، فقال بعضهم لبعض: هذا انسان مجنون، فقال التوابون: تالله ما صنعنا لانفسنا قتلنا لابن سمية سيد شباب اهل الجنة، فخرجوا على عبيد الله بن زياد، فكان من امرهم ما كان. قال: فقلت له: جعلت فداك من هذا الصارخ، قال: ما نراه الا جبرئيل (عليه السلام)، اما انه لو اذن له فيهم لصاح بهم صيحة يخطف به ارواحهم من ابدانهم الى النار، ولكن امهل لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب اليم. قلت: جعلت فداك ما تقول فيمن يترك زيارته وهو يقدر على ذلك، قال: انه قد عق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعقنا، واستخف بامر هو له (3)، ومن زاره كان الله له من ورأ حوائجه وكفاه ما اهمه من امر دنياه، وانه ليجلب


1 – الجوب: القطع، والجوبة: الفجوة بين البيوت والفرجة بين السحاب والجبال، ولعل المراد ان بين كل فرج وبين آخر انقطاع وتباعد لا يتصل بعضه ببعض. 2 – الايات (خ ل). 3 – بامر هو له اي هو نافع له، أو اللام بمعنى على، اي لازم له.

[ 555 ]

الرزق على العبد ويخلف عليه ما انفق، ويغفر له ذنوب خمسين سنة، ويرجع الى اهله وما عليه ذنب ولا خطيئة الا وقد محيت من صحيفته، فان هلك في سفره نزلت الملائكة فغسلته، وفتح له باب الى الجنة حتى يدخل عليه روحها حتى ينشر، وان سلم فتح الباب الذي ينزل منه رزقه فيجعل له بكل درهم انفقه عشرة آلاف درهم، وذخر ذلك له، فإذا حشر قيل له: بكل درهم عشرة آلاف درهم وان الله تبارك وتعالى قد ذخرها لك عنده (1). قال: فقلت له: جعلت فداك من هذا الصارخ، قال: ما نراه الا جبرئيل (عليه السلام)، اما انه لو اذن له فيهم لصاح بهم صيحة يخطف به ارواحهم من ابدانهم الى النار، ولكن امهل لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب اليم. قلت: جعلت فداك ما تقول فيمن يترك زيارته وهو يقدر على ذلك، قال: انه قد عق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعقنا، واستخف بامر هو له (3)، ومن زاره كان الله له من ورأ حوائجه وكفاه ما اهمه من امر دنياه، وانه ليجلب


1 – الجوب: القطع، والجوبة: الفجوة بين البيوت والفرجة بين السحاب والجبال، ولعل المراد ان بين كل فرج وبين آخر انقطاع وتباعد لا يتصل بعضه ببعض. 2 – الايات (خ ل). 3 – بامر هو له اي هو نافع له، أو اللام بمعنى على، اي لازم له.

[ 555 ]

الرزق على العبد ويخلف عليه ما انفق، ويغفر له ذنوب خمسين سنة، ويرجع الى اهله وما عليه ذنب ولا خطيئة الا وقد محيت من صحيفته، فان هلك في سفره نزلت الملائكة فغسلته، وفتح له باب الى الجنة حتى يدخل عليه روحها حتى ينشر، وان سلم فتح الباب الذي ينزل منه رزقه فيجعل له بكل درهم انفقه عشرة آلاف درهم، وذخر ذلك له، فإذا حشر قيل له: بكل درهم عشرة آلاف درهم وان الله تبارك وتعالى قد ذخرها لك عنده (1). الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على اعدائهم اجمعين.


1 – رواه في التهذيب 6: 45، عنهما البحار 101: 2، وذيله في المستدرك 10: 257، مر مختصرا في الباب: 45

اترك تعليقاً