معاني الأخبار

الشيخ الصدوق


[ 1 ]

معاني الاخبار للشيخ الجليل الاقدم الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المتوفي سنة 381 عني بتصحيحه علي أكبر الغفاري الناشر انتشارات اسلامي وابسته بجامعة مدرسين حوزهء علميه قم 1361 هجري شمسي


[ 2 ]

تمتاز هذه الطبعة عما سبقها بتعاليق قيمة فيها فوائد جمة، وتوضيح ما فيه من مشكل اللغة وبيان ما يحتاج إليها الباحث في درك المغزى من دقائق ورقائق، وتراجم أناس ينبغي أن يقف القارئ عليها. 10 ع 1 – 1379 ق 22 شهريور – 1338 ش


[ 3 ]

الاهداء من الواجب الضروري إهداء هذا المشروع إلى مؤلفه العبقري بما أنه في الرعيل الاول من حماة الشريعة، وحملة الحديث، وأركان الامة، والجاهدين في سبيل رقيها وتقدمها، الذين كشحوا الظلمات عن مسارح حياتنا بما ألفوا، وكشفوا الدياجير من أمام أرجلنا بما صنفوا (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله). فإليك يا فخر الشيعة ومحيي آثارها، ويافقيه الطائفة وفقيد أسرتها نهدي هذا العمل الخالص إجلالا لشأنك المنيع، وإعلاء لمجدك الباذخ، وروحانيتك المقدسة، وإبقاء لعظمتك السامية، وشخصيتك المثلى، وتآليفك القيمة، وحقيق بك أن نقول أن حقائق آل العصمة تجلت على مرآة نفسك الطاهرة فانعكس ضياؤها على تصانيفك فكانت للامة هدى ونورا منذ عهدك الزاهي ألى يومنا الحاضر الذي مر ألف عام من كارثة فقدانك المفجع، فنسأل الله الذي حباك نعمه أن يسبل عليك شآبيب رحمته ويسكنك بحبوحة جنته. الغفاري 1379 ه‍ – ق


[ 4 ]

كلمة المصحح نحمدك اللهم على ما أرشدتنا إلى صراطك الاقوم، وهديتنا إلى سبيلك بنبيك الاكرم، وغرست في قلوبنا محبة العترة الطاهرة والشجرة الطيبة التي أصلها ثابت و فرعها في السماء، وأمرتنا باتباعهم، وأنقذتنا بهم من شفا جرف الهلكات وأخرجتنا بنورهم من الظلمات، هداة الابرار، ونور الاخيار، الذين أعلنوا دعوتك، و بينوا فرائضك، وأقاموا حدودك، ونشروا أحكامك، الذين يبلغون رسالاتك ولا يخشون أحدا إلا إياك، فصلواتك على نبيك وعليهم أجمعين. أما بعد فإني منذ عهدي بالكتاب أتمنى أن أقوم بنشر بعض آثار شيخنا الصدوق – رحمه الله – فانتخب منها على كثرتها هذا الاثر النفيس وذلك لاهمية موضوعه بين كتبه، لانه في بيان غرائب الاحاديث ومشكلات الاخبار عن لسان أئمة أهل البيت عليهم السلام، وكأنه بمنزلة القاموس في فهم كلماتهم، ومعاني ألفاظهم، ومغازي أخبارهم، وهو مما لم يسمح الدهر بمثله، ولم ينسج على منواله، ولا حرر على شاكلته ومثاله، وقل ما توجد فوائده في غيره. فصممت – ولله الحمد – على الشروع، وقمت بإخراجه وتصحيحه وتبيينه، وأعددته للطبع، لكن كثرة المشاغل عاقتني عن ذلك حتى آل الامر إلى أن جمع الله تعالى بيني وبين الاخ الالمعي والفاضل اللوذعي (مؤسس المكتبة الحجتية) الحاج الشيخ مهدي الحائري – دام علاه – بمدينة قم المشرفة، فجرى بيننا الكلام من نواحي شتى حتى استفسر عن مطبوعاتنا الحديثة وما مهدناه للطبع، فأخبرته بالكتاب فراقه ذلك وأعجبه، فحثني على القيام بشأنه وشوقني إلى إبرازه، فلبيت من غير تأخير رغبته، وهيأت بتوفيق الله أسباب الطبع وأهبته، وشرعت في المقصود، ولم آل جهدا في الترقين ولم أفرط سعيا في التبيين، وإني معترف بأن الذي خلق من عجل لا يسلم من الخطأ والزلل، فخرج الكتاب – بحول الله وطوله – بحيث يروق مظهره كل محدث ديني يطلب فهم حقائق كلمات الائمة عليهم السلام. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.


[ 5 ]

ثم كان من الواجب علي أن أشكر جميل مساعي زميلي المحترم البارع المفضال الشيخ محمد تقي اليزدي المشتهر به (مصباح الهدى) أدام الله إفضاله وكثر أمثاله، حيث عاضدني بإحياء قسم كبير من هذا التراث الديني العلمي الادبي فأبان من الكتاب ما أشكل فهمه على الطالب وأوضح منه ما احتاج إليه الباحث، وذلك وإن كان في باكورة أعماله وزهرة ربيعه وأول نفحاته، لكن يرى الباحث في تضاعيف الصفحات دروسا راقية، وآراء علمية كلها تعرب عن تعمقه في الابحاث، وتدبره في الكلام، وحسن تيسيره في إيضاح المشاكل ودقته في الاستنباط، وهذا هو المشاهد لمن سبر غور الكتاب وطاف طوره، فرمزت إلى تعاليقه ب‍ (م) شاكرا له مثنيا عليه. وقد اطلع على موسوعتنا هذه الشيخ المتتبع الخبير، والناقد المتضلع البصير، الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي نزيل قم المشرفة فشكر هذا المشروع وقدر هذا المجهود ورأى أن يرسل إلينا كلمة موجزة في عبقرية المؤلف وتاريخ حياته وتآليفه و مشايخه وتلاميذه، ورحلاته في الاقطار والامصار والعواصم الاسلامية، ومناظراته مع علماء المخالفين، فتفضل بإرسالها مع كثرة ما يشغله عنها، وهي على إيجازها تعرب عن مكانة الشيخ في الثقافة وعلو مقامه في التحقيق، وتبحره في الفن، وبراعته في الدراية، ومعرفته بالرجال، فزينا الكتاب بمقاله تقديرا لسعيه وإكبارا لمقامه. علي أكبر الغفاري


[ 6 ]

(النسخ التي كانت عندنا حين التصحيح) 1 – نسخة مخطوطة صححها وقابلها محمد بن محمد محسن بن مرتضى المدعو بعلم الهدى. تاريخها شهر رجب المرجب سنة ثلاث وسبعين بعد الالف من الهجرة النبوية، تقع في 410 صحيفة، بقطع 27 في 15 سانتيمترا، في كل صفحة 19 سطرا، طول كل سطر 5 / 8 سانتيمترا. تفضل بإرسالها الاستاذ العلامة السيد محمد حسين الطباطائي التبريزي – أبقاه الله سيفا صارما ومنارا للحق – نزيل قم المشرفة. 2 – نسخة مخطوطة مصححة لخزانة كتب العلامة النسابة الآية الحجة السيد شهاب الدين النجفي المرعشي – دامت بركاته – لم يؤرخها كاتبها لكن هي ضميمة مع أمالي الصدوق – رحمه الله – وأرخ الامالي هكذا: تمت النسخة في العشر الاول من ربيع الاول من السنة السابعة والثمانين بعد المائتين والالف، تقع في 168 صحيفة، بقطع 5 / 21 في 5 / 11 سانتيمترا، في كل صفحة 31 سطرا، طول كل سطر 5 / 6 سانتيمترا. 3 – نسخة مطبوعة مع كتاب علل الشرايع سنة 1299 ه‍. 4 – نسخة مطبوعة مع العلل أيضا سنة 1311 ه‍.


[ 7 ]

(حياة المؤلف) قدس سره الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي


[ 8 ]

حياة المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم الشيخ الاجل الاعظم، رئيس المحدثين، محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، أبو جعفر الصدوق القمي – قدس الله روحه -. أمره في العلم والفهم والثقافة والفقاهة والجلالة والوثاقة وكثرة التصنيف وجودة التأليف فوق أن تحيطه الاقلام ويحويه البيان، وقد بالغ في إطرائه والثناء عليه كل من تأخر عنه وترجمه أو استفاد من كتبه الثمينة، وأقروا له كلهم بالشيخوخية والوثاقة، ونحن وإن لم نر حاجة في التدليل على عظمته بعدما يعلم من معروفتيه وطائر صيته لكن نذكر طرفا من كلمات أساطين المذهب وغيرهم في تقريظه والثناء عليه تذكيرا لاخواني المتعلمين أن السعادة الابدية في اكتساب العلم والفضائل وخدمة الدين وأهله وأن كل من خطا خطوة في الدين وترويج سنن سيد المرسلين صلى الله عليه وأله وطريق عترته الطاهرين عليهم السلام قد فتح لنفسه في التاريخ صحيفة تشرق منها آثاره ومآثره بقدر خطواته الشاسعة وخدمة لمجتمعه الديني، فيا ودعوة المجتمع إلى ما يرقيهم ويوصلهم إلى سعاداتهم سعادة الدنيا والآخرة وكونوا دعاة الناس بأعمالكم وألسنتكم. وذبوا عن حوزة الاسلام كيد المنحرفين وإبطال الملحدين وفقكم الله وإيانا لخدمة الدين وأهله فها نحن نسرد جمل الثناء عليه. قال الشيخ الطوسي (1) محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي جليل


(1) الفهرست: 156. (*)

[ 9 ]

القدر يكنى أبا جعفر كان جليلا حافظا للاحاديث، بصيرا بالرجال. ناقدا للاخبار، لم ير في القميين مثله في حفظه وكثر علمه، له نحو من ثلاثمائة مصنف. وقال في رجاله (1): جليل القدر، حفظة بصير بالفقه والاخبار والرجال. وقال الرجالي الكبير النجاشي (2): أبو جعفر نزيل الري، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان، وكان ورد بغداد سنة 355 وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن. اه‍ وقال الخطيب البغدادي: (3) نزل بغداد وحدث بها عن أبيه، وكان من شيوخ الشيعة ومشهوري الرافضة، حدثنا عنه محمد بن طلحة النعالي. اه‍ وأطرأه ابن إدريس في السرائر بقوله: كان ثقة جليل القدر، بصيرا بالاخبار، ناقدا للآثار، عالما بالرجال، حفظة، وهو أستاد شيخنا المفيد محمد بن محمد النعمان. (4) ووصفة ابن شهرآشوب في معالم العلماء (5): بمبارز القميين، له نحو من ثلاث مائة مصنف. وقال المحقق الحلي في مقدمة المعتبر (6) في كلام له في سبب الاقتصار على كلام بعض الاصحاب: واجترأت بايراد كلام من اشتهر فضله وعرف تقدمه في نقل الاخبار وصحة الاختيار وجودة الاعتبار، واقتصرت من كتب هؤلاء الافاضل على ما بان فيه اجتهادهم وعرف به اهتمامهم، وعليه اعتمادهم – ثم ذكر عدة من أصحابنا المتقدمين، ثم قال: – ومن المتأخرين أبو جعفر محمد بن بابويه القمي – رضي الله عنه -. ووصفه السيد بن طاووس بقوله، الشيخ المعظم (7). وبقوله: الشيخ المتفق على


(1) مخطوط. (2) فهرست النجاشي: 276 ولا تغفل عن قوله: (وسمع منه شيوخ الطائفة) فهو بمكان من الاهمية والتجليل والتوثيق، ولم نعرف مثله لغيره. (3) تاريخ بغداد ج 3: 89. (4) سفينة البحار ج 2: 22. (5) ص 99. (6) ص 7 ط 1318 ه‍. (7) الاقبال: 465. (*)

[ 10 ]

علمه وعدالته. (1) والعلامة الحلي بقوله: (2) أبو جعفر نزيل الري، شيخنا وفقيهنا ووجه الطائفة بخراسان، ورد بغداد 355 وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن، كان جليلا حافظا للاحاديث، بصيرا بالرجال، ناقدا للاخبار، ولم ير في القميين مثله في حفظه وكثرة علمه، له نحو من ثلاث مائة مصنف، ذكرنا اكثرها في كتابنا الكبير. اه‍. وابن داود بقوله: أبو جعفر جليل القدر، حفظة، بصير بالفقه والاخبار، شيخ الطائفة وفقيهها ووجهها بخراسان كان ورد بغداد سنة 355، سمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن، له مصنفات كثيرة، لم ير في القميين مثله في الحفظ وكثرة علمه. اه‍ (3) ووصفه فخر المحققين في إجازته لشمس الدين محمد بن صدقة بالشيخ الامام. (4) والشهيد الاول في إجازته لزين الدين علي بن الخازن: بالامام بن الامام الصدوق (5). والشيخ علي بن هلال الجزائري في إجازته للمحقق الكركي: بالشيخ الصدوق الحافظ (6). والمحقق الكركي في إجازته للشيخ ابراهيم الميسي: بالشيخ الامام الفقيه المحدث الرحلة امام عصره (7). وفي إجازته للشيخ حسين بن شمس الدين: بالشيخ الامام الثقة الصدوق المحدث الحافظ (8). وفي إجازته للشيخ صفي الدين عيسى: بالشيخ الحافظ المحدث الرحلة المصنف الكنز الثقة الصدوق (9). والشيخ إبراهيم القطيفي في إجازته لشمس الدين محمد بن تركي بالشيخ الصدوق الحافظ (10).


(1) فرج المهموم: 129. (2) خلاصة الاقوال: 72. (3) رجال ابن داود: مخطوط. (4) اجازات البحار: 73 اجازة القطيفي. (5) الاجازات: 39. (6) الاجازات: 55. (7) الاجازات: 58. (8) الاجازات: 61 (9) الاجازات: 66. (10) الاجازات: 72 (*).

[ 11 ]

والشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد: بالشيخ الامام العالم الفقيه الصدوق (1) والشيخ حسن بن الشهيد في إجازته للسيد نجم الدين: بالشيخ الامام الصدوق الفقيه (2). والشيخ حسين بن عبد الصمد في كتاب وصول الاخيار الى أصول الاخبار: بالشيخ الجليل النبيل، قال: وكان هذا الشيخ جليل القدر، وعظيم المنزلة في الخاصة والعامة حافظا للاحاديث، بصيرا بالفقه والرجال والعلوم العقلية والنقلية، ناقدا للاخبار شيخ الفرقة الناجية، فقيهها ووجهها بخراسان وعراق العجم (3) لم ير في عصره مثله في حفظه وكثرة علمه، ورد بغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وسمع منه شيوخ الطائفة وهو حدث السن (4). والشيخ أحمد بن نعمة الله بن أحمد بن خاتون العاملي في إجازته للمولى عبد الله بن الحسين التستري: بالشيخ الاجل المحدث الرحلة (5). والشيخ محمد بن أحمد بن نعمة الله في إجازته للسيد ظهير الدين إبراهيم بن الحسين الحسني الهمداني: بالامام الفاضل الكامل الصدوق (6) والسيد صدر الدين محمد الدشتكي في إجازته للسيد علي بن القاسم الحسيني اليزدي: بالشيخ الامام (7). والشيخ البهائي في الدراية: برئيس المحدثين، حجة الاسلام (8). وفي إجازته للمولى صفي الدين محمد القمي: برئيس المحدثين الصدوق (9). والمحقق الداماد: بالصدوق بن الصدوق عروة الاسلام. (10)


(1) الاجازات: 88. (2) الاجازات: 98. (3) ثم ذكر كتبا منه رحمه الله ثم قال: (4) وصول الاخيار: 70. (5 الاجازات: 119. (6) الاجازات: 121. (7) الاجازات: 80. (8) الدراية: 9. (9) الاجازات: 130. (10) الرواشح السماوية: 150 و 159. (*)

[ 12 ]

والامير شرف الدين الشولستاني في إجازته للمجلسي الاول: بالشيخ الجليل الثقة الصدوق (1). والمولى حسن علي التستري في إجازته للمجلسي الاول: بالشيخ الاجل، العدل العالم الفقيه المحدث (2). والآغا حسين الخوانساري في إجازته للامير ذي الفقار: بالشيخ الاجل العالم الفقيه الصدوق رئيس المحدثين (3). والشيخ علي سبط الشيهد الثاني: بالشيخ الجليل الصدوق (4). والمولى محمد تقي المجلسي: بالامام السعيد الفقيه، وقال بعد نقله كلام النجاشي و الشيخ الطوسي ما ترجمته: ومدحه كثيرا السيد بن طاووس ووثقة بل وثقه العلماء لما حكموا بصحة أحاديثه الصحيحة، وبالجملة فهذا الشيخ ركن من أركان الدين، بل تبعه اكثر العلماء لما يأتي في محله (5). والمولى أبو القاسم الجرفادقاني في إجازته للمولى علي الجرفادقاني: برئيس المحدثين وصدوق المسلمين، آية الله في العالمين، الشيخ الاعظم (6). والطريحي بقوله: الثقة حجة الاسلام (7). والعلامة المجلسي الثاني في الوجيزة: بالفقيه الجليل المشهور (8). وفي اجازته لابراهيم بن كاشف الدين اليزدي: بالشيخ الصدوق، رئيس المحدثين (9) وقال في البحار بعد إيراده ما بين الصدوق – رحمه الله – من مذهب الامامية: و إنما أوردناها لكونه من عظماء القدماء التابعين لآثار الائمة النجباء، الذين لا يتبعون الآراء والاهواء ولذا ينزل أكثر أصحابنا كلامه وكلام أبيه – رضي الله عنهما – منزلة النص


(1) الاجازات: 134 (2) الاجازات: 151. (3) الاجازات: 156. (4) الاجازات: 156. (5) لوامع صاحبقراني: 54. (6) الاجازات: 158. (7) جامع المقال: 124 و 194. (8) الوجيزة: 165. (9) الاجازا ت: 151 (*).

[ 13 ]

المنقول والخبر المأثور (1). وأطرأه الشيخ الحر بقوله: الشيخ الثقة الصدوق رئيس المحدثين (2). والسيد البحراني: بالشيخ الصدوق وجه الطائفة، رئيس المحدثين الثقة (3). و بقوله: الشيخ الثقة رئيس المحدثين (4). وقال المحقق البحراني بعد ذكره ما قدمنا عن النجاشي: ولد قدس سره هو و أخوه بدعوة صاحب الامر – صلوات الله وسلامه عليه – على يد السفير الحسين بن روح. و العجب من بعض القاصرين أنه كان يتوقف في توثيق الشيخ الصدوق ويقول: إنه غير ثقة لانه لم يصرح بتوثيقه أحد من علماء الرجال، وهو من أظهر الاغلاط الفاسدة، و أشنع المقالات الكاسدة، وأفزع الخرافات الباردة فإنه أجل من أن يحتاج إلى التوثيق وليت شعري (5) من صرح بتوثيق أول هؤلاء الموثقين الذين اتخذوا توثيقهم لغيرهم حجة في الدين ؟ وفي المقام حكاية طريفة وجدت بخط شيخنا الشيخ أبي الحسن سليمان بن عبد الله البحراني ما صورته: أخبرني جماعة من أصحابنا قالوا: أخبرنا الشيخ الفقيه المحدث الشيخ سليمان بن صالح البحراني قدس الله روحه، قال: أخبرني الشيخ العلامة البهائي قدس الله سره وقد كان سئل عن ابن بابويه فعدله ووثقه وأثنى عليه، وقال: سئلت قديما عن زكريا بن آدم والصدوق محمد بن علي بن بابويه أيهما أفضل وأجل مرتبة ؟ فقلت: زكريا بن آدم لتوافر الاخبار بمدحه، فرأيت شيخنا الصدوق عاتبا علي بيديه، قال: من أين ظهر لك فضل زكريا بن آدم علي وأعرض (6) ووصفه في إجازته لبحر العلوم: بالشيخ الثقة الصدوق (7). وقال الوحيد البهبهاني بعد نقله ذلك عن البهائي: كذا (أي قول البهائي) في


(1) بحار الانوار 10: 405 الطبعة الحروفية الحديثة. (2) الفائدة الثالثة من خاتمة وسائل الشيعة. (3) مدينة المعاجز: 4. (4) تفسير البرهان 1: 30. (5) وليت شعري ما أراد من التوثيق بعد ما عرفت من كلام أساطين المذهب ؟ !. (6) لؤلؤة البحرين: 302. (7) الاجازة: مخطوط (*).

[ 14 ]

حاشية للمحقق البحراني على بلغته، وفي اخرى له عليها أيضا: كان بعض مشايخنا يتوقف في وثاقة شيخنا الصدوق عطر الله مرقده، وهو غريب، مع أنه رئيس المحدثين المعبر عنه في عبارات الاصحاب بالصدوق، وهو المولود بالدعوة، الموصوف في التوقيع المقدس بالفقيه، وصرح العلامة في المختلف بتعديله وتوثيقه، وقبله ابن طاووس في كتاب فلاح السائل ونجاح المسائل وغيره ولم أقف على أحد من أصحابنا يتوقف في روايات من لا يحضره الفقيه إذا صح طريقه، بل ورأيت جمعا من الاصحاب يصفون مراسيله بالصحة ويقولون: إنها لا تقصر عن مراسيل ابن أبي عمير منهم العلامة في المختلف، والشهيد في شرح الارشاد، والسيد المحقق الداماد – قدس الله أرواحهم – انتهى. وقال جدي المجلسي رحمه الله وثقه ابن طاووس صريحا في كتاب النجوم، بل وثقه جميع الاصحاب لما حكموا بصحة أخبار كتابه، بل هو ركن من أركان الدين، جزاه الله عن الاسلام والمسلمين أفضل الجزاء وظاهر كلامه صلوات الله عليه توثيقهما (1) فإنهما لو كانا كاذبين لامتنع أن يصفهما المعصوم بالخيرية (2) قال: ثم إنه نقل عن ابن طاووس توثيقه في بعض كتبه أيضا مثل كشف المحجة وغياث الورى والاقبال، وكذا عن ابن إدريس في سرائره، والعلامة في المختلف والمنتهى، والشهيد في شرح الارشاد والذكرى، ومر في محمد بن إسماعيل النيسابوري، عن الشهيد الثاني أن مشايخ الاجازة لا يحتاجون إلى التنصيص على تزكيتهم (3). ووصفه الفتوني في إجازته لبحر العلوم: بالشيخ الامام المقدم. الفاضل المعظم، رواية الاخبار، الفائض نوره في الاقطار، قدوة العملاء، وعمدة الفضلاء (4) وبحر العلوم في إجازته للسيد عبد الكريم: بالشيخ الامام:، رواية الاخبار، الفائض أنواره في الاقطار (5).


(1) أي هو وأخاه الحسين بن بابويه. (2) اشارة إلى قول المعصوم عليه السلام: سترزق ولدين ذكرين خيرين. (3) تعليقة البهبهاني المطبوع على هامش الرجال الكبير: 307. (4) الاجازة: مخطوط. (5) الاجازة: مخطوط (*).

[ 15 ]

وفي إجازته للسيد حيدر بن حسين بن علي اليزدي: بالشيخ الصدوق، رواية الاخبار ورئيس المحدثين الابرار، الفائض أنواره في الاقطار (1). وفي فوائده الرجالية: شيخ من مشايخ الشيعة، وركن من أركان الشريعة، رئيس المحدثين، والصدوق فيما يرويه عن الائمة المعصومين، ولد بدعاء صاحب الامر صلوات الله عليه، ونال بذلك عظيم الفضل والفخر، وصفه الامام عليه السلام في التوقيع الخارج ناحية المقدسة بأنه فقيه خير مبارك، ينفع الله به، فعمت بركته الانام، وانتفع به الخاص و العام وبقيت آثاره ومصنفاته مدى الايام، وعم الانتفاع بفقهه وحديثه فقهاء الاصحاب ومن لا يحضره الفقيه من العوام إه‍ (2). وقال التستري: الصدوق، رئيس المحدثين، ومحيي معالم الدين، الحاوي لمجامع الفضائل والمكارم، المولود كأخيه بدعاء العسكري أو دعاء القائم عليهما السلام، بعد سؤال والده له بالمكاتبة أو غيرهما، أو بدعائهما – صلوات الله عليهما -، الشيخ الحفظة ووجه الطائفة المستحفظة، عماد الدين أبو جعفر… القمي الخراساني الرازي طيب الله ثراه، ورفع في الجنان مثواه الخ (3). وقال السيد الخوانساري: الشيخ العلم الامين، عماد الملة والدين، رئيس المحدثين أبو جعفر الثاني، محمد بن الشيخ المعتمد الفقيه النبيه أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي المشتهر بالصدوق، أمره في العلم والعدالة والفهم والنبالة والفقه والجلالة والثقة. وحسن الحالة وكثرة التصنيف وجودة التأليف وغير ذلك من صفات البارعين، وسمات الجامعين أوضح من أن يحتاج إلى بيان، أو يفتقر إلى تقرير القلم في مثل هذا المكان (4) ثم ذكر كلاما طويلا في إثبات وثاقته وسائر ما يتعلق بترجمته. هذه نموذج من كثير مما قيل في إطرائه وتبجيله وتوثيقه، ولولا خوف ملال القارئ وسأمه لسردنا غيرها من الاقوال التي تدل على إكباره وتعرب عن مكانته السامية، ومن شاء الوقوف عليها فليراجع كتاب النقض للشيخ عبد الجليل الرازي القزويني، ومجالس


(1) الاجازة: مخطوط. (2) الفوائد الرجالية: مخطوط (3) راجع بقية كلامه. (4) روضات الجنات: 530. (*)

[ 16 ]

المؤمنين للتستري، والرجال الكبير والوسيط للاسترابادي، ونقد الرجال للتفرشي، و جامع الروات للاردبيلي، وأمل الآمل للحر العاملي، والروضة البهية للجابلقي، و منتهى المقال للحائري، والمشتركات للكاظمي، وخاتمة المستدرك للنوري، وقصص العلماء للتنكابني، وشعب المقال لابي القاسم النراقي وتوضيح المقال للكني، وإتقان المقال للشيخ محمد طه، وتنقيح المقال للمامقاني، وأعيان الشيعة للعاملي، وسفينة البحار والكنى و الالقاب والفوائد الرضوية كلها للمحدث القمي، ومصفى المقال والذريعة للطهراني، و الاعلام للزركلي، وعقيدة الشيعة للمستشرق دوايت م: دونلدسن، والمنجد في الادب والعلوم لفردينان توتل اليسوعي.


[ 17 ]

(رحلته إلى الامصار والبلدان) لاكتساب الفضائل وسماع الاحاديث عن المشايخ العظام ولد – رضي الله تعالى عنه – بقم (1)، ونشأ بها وتتلمذ على أساتذتها، وتخرج


(1) بلدة معروفة تسكنها الشيعة منذ عصرها القادم، وهي إلى الان تكون مركزا لحملة العلم والحديث وموضعا لنشر علوم أهل البيت، صنف الحسن بن محمد بن الحسن القمي المتوفى 378 المعاصر لشيخنا المترجم الصدوق والراوي عنه كتابه تاريخ قم في توصيفها وفصل الكلام فيما يتعلق بها جغرافيا وسياسيا وعلميا واقتصاديا، وعد في الباب السادس عشر علماء الشيعة في عصره 266 شخصا، وعلماء العامة 14 شخصا، وأول من سكنها من الشيعة عبد الله والاحوص وعبد الرحمن واسحاق ونعيم وهم بنو سعد بن مالك بن عامر الاشعري، نزلوها سوى سعد في يوم السبت اول الحمل من سنة 94 الهجرية، وأما سعد فقد لحق بهم بعد أن باع ضياعها بكوفة بخمسين ألف مثقال من الذهب، وقد ذكرها علماء أخبار البلدان في كتبهم، قال اليعقوبي المتوفى حدود 290 في كتاب البلدان ص 38: ومدينة قم الكبرى يقال لها: منيجان وهي جليلة القدر، يقال: إن فيها ألف درب، وداخل المدينة حصن قديم للعجم، والى جانبها مدينة يقال لها: كمندان، ولها واد يجري فيه الماء بين المدينتين عليه قناطر المعقودة بحجارة يعبر عليها من مدينة منيجان إلى مدينة كمندان، وأهلها الغالبون عليها قوم من مذحج ثم من الاشعريين، وبها عجم قدم وقوم من الموالي يذكرون انهم موال لعبد الله بن العباس بن عبد المطلب – ثم ذكر انهارها وقنواتها ورساتيقها إلى ان قال: – وخراجها اربعة آلاف وخمسمائة ألف درهم. وذكرها الياقوت في معجم البلدان 4: 397 وفصل في أخبارها قال: هي مدينة اسلامية مستحدثة لا أثر للاعاجم فيها، واول من مصرها طلحة بن الاحوص الاشعري، وبها آبار ليس في الارض مثلها عذوبة وبردا – إلى أن قال: – وهي كبيرة حسنة طيبة وأهلها كلهم شيعة امامية، وكان بدء تمصيرها في ايام الحجاج بن يوسف سنة 83، وذلك ان عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث ابن قيس كان أمير سجستان من جهة الحجاج، ثم خرج عليه وكان في عسكره سبعة عشر نفسا من علماء التابعين من العراقيين، فلما انهزم ابن الاشعث ورجع إلى كابل منهزما كان في جملته اخوة يقال لهم: عبد الله والاحوص وعبد الرحمن واسحاق ونعيم وهم بنو سعد بن مالك بن غامر الاشعري (*) =

[ 18 ]

على مشايخها (1)، ثم هاجر منها إلى الري (2) بالتماس أهلها وأقام بها، ولم نر في التراجم لتاريخ هجرته ذكرا، غير أنا نستفاد من مواضع من كتبه: عيون أخبار


= وقعوا إلى ناحية، وكان هناك سبع قرى اسم احداها كمندان، فنزل هؤلاء الاخوة على هذه القرى حتى افتتحوها وقتلووا اهلها واستولوا عليها وانتقلوا واستوطنوها، واجتمع إليهم بنو عمهم، وصارت السبع قرى سبع محال بها، وسميت باسم احداها وهي كمندان فأسقطوا بعض حروفها فسميت بتعريبهم قما، وكان متقدم هؤلاء الاخوة عبد الله بن سعد، وكان له ولد قد ربى بالكوفة، فانتقل منها إلى قم، وكان اماميا، فهو الذي نقل التشيع إلى اهلها، فلا يوجد بها سني قط، ومن ظريف ما يحكى أنه ولى عليهم وال وكان سنيا متشددا، فبلغه عنهم بلغني انكم تبغضون صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنكم لبغضكم اياهم لاتسمون اولادكم باسمائهم، وانا اقسم بالله العظيم لئن لم تجيئوني برجل منكم اسمه أبو بكر أو عمر ويثبت عندي انه اسمه لافعلن بكم ولاصنعن، فاستمهلوه ثلاثة أيام، وفتشوا مدينتهم واجتهدوا فلم يروا الا رجلا صعلوكا حافيا، عاريا أحول، اقبح خلق الله منظرا، اسمه أبو بكر لان اباه كان غريبا استوطنها فسماه بذلك، فجاؤوا به فشتمهم، واقل: جئتموني باقبح خلق الله تتنادرون على، وأمر بصفعهم، فقال له بعض ظرفائهم: ايها الامير اصنع ما شئت، فان هواء قم لا يجئ منه من اسمه أبو بكر احسن صورة من هذا، فغلبه الضحك وعفى عنهم اه‍. قلت: قد ذكر محمد بن الحسن في تاريخ قم وجها آخر لنزولهم قم، وذكر فيه علة المقاتلة التي وقعت بينهم فراجع. وذكر الشيخ الجليل عبد الجليل القزويني في كتاب النقص ص 163 وغيره جملا في أخبار قم وذكر جوامعها ومدارسها ومكاتبها واخبارا في فضلها وتراجم علمائها. (1) كأبيه المعظم علي بن الحسين ومحمد بن الحسن بن احمد بن الوليد القمي شيخ القميين، واحمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم القمي، واحمد بن محمد بن يحيى العطار الاشعري القمى، والحسين بن أحمد بن ادريس وحمزة بن محمد وغيرهم. (2) قال ياقوت في معجم البلدان 3: 116: الري بفتح اوله وتشديد ثانيه مدينة مشهورة من امهات البلاد وأعلام المدن، كثيرة الفواكه والخيرات، وهي محط الحاج علي طريق السابلة وقصبة بلاد الجبال – إلى أن قال: – حكى الاصطخري انها اكبر من اصبهان لانه قال: وليس بالجبال بعد الري اكبر من اصبهان، ثم قال: والري مدينة ليس بعد بغداد في المشرق اعمر منها، وان كانت نيسابور اكبر عرصة منها، واما اشتباك البناء واليسار والخصب ووالعمارة فهي اعمر، (*) =

[ 19 ]

الرضا والخصال والامالي أن هجرته كانت بعد رجب من سنة 339 وقبل رجب من سنة 347 حيث أنه حدثه في السنة الاولى حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام بقم، وفي السنة الثانية حدثه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن أسد الاسدي المعروف بابن جرادة البردعي بالري. وكانت بعد سنة 347 مقيما في الري حتى استأذن من الملك ركن الدولة. البويهي (5) في زيارة مشهد مولانا الرضا عليه السلام، فسافر إلى ذلك المشهد في سنة 352،


= وهي مدينة مقدارها فرسخ ونصف في مثله، وكان اهل الرى اهل سنة وجماعة إلى ان تغلب احمد ابن الحسن المادراني عليها فاظهر التشيع واكرم أهله وقربهم فتقرب إليه الناس بتصنيف الكتب في ذلك، فصنف له عبد الرحمن بن ابي حاتم كتابا في فضائل اهل البيت وغيره، وكان في ايام المعتمد وتغلبه عليها في سنة 275، وكان قبل ذلك في خدمة كوتكين بن ساتكين التركي، وتغلب على الري واظهر التشيع بها واستمر إلى الان انتهى ملخصا، قلت: والري كما عرفت ايضا من البلاد التي كانت منذ عهدها القديم مدينة التشيع ومحلا لاهله، وقد نبغ منها رجال كثيرة كانت لهم خطوات واسعة في العلوم ويوجد في التراجم لهم ذكرى خالدة وصحيفة بيضاء وقد ذكر جماعة منهم ومن علماء قم وغيرهما الشيخ أبو الرشيد عبد الجليل بن ابي الحسين بن أبي الفضل القزويني الرازي المتوفي حدود سنة 560 في كتاب النقص 182 – 191 ووذكر في ص 47 مجامع ومدارس كثيرة للشيعة كانت في الري في زمانه وسمي من المدارس تسعة باسمها و محلها. راجع. واوردها اليعقوبي في البلدان: 39 و 40 وقال: خراجها عشرة آلاف الف درهم. (1) ص 31 و 126 و 161 و 181 و 293 و 330 من طبع نجم الدولة. (2) ج 1 ص 9 وج 2: 173. (3) ص: 140 و 231. (4) وكان في بعض الاوقات يسافر إلى قم لزيارة مشهد فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما السلام أو للقاء المشايخ كما يستفاد من كمال الدين ص 3. (5) هو أبو علي الحسن بن أبي شجاع بوويه بن فنا خسرو بن تمام بن كوهي بن شير دل الاصغر ابن شير دل الاكبر بن شير انشاه بن شير فند بن شتان شاه بن سسن فرد بن شير دل بن اسستاذين بهرام جور الملك بن يزد جرد بن هرمز كرمانشاه بن سابور الملك بن سابورذي الاكتاف، الملقب بركن الدولة، صاحب اصبهان والري وهمذان وجميع عراق العجم، وهو والد عضد الدولة فنا خسرو، كان ملكا جليل القدر، عالي الهمة، وكان ابن العميد وزيره ولد سنة 284 وتوفي ليلة السبت في سنة 366، وملك 44 سنة وشهرا وتسعة ايام، ترجمه ابن خلكان في تاريخه 1: 58 و 154 ط ايران وج 1 ص 389 تحت رقم 168 ط القاهرة. (*)

[ 20 ]

ثم عاد إلى الري، قال في كتاب عيون أخبار الرضا: لما استأذنت الامير السعيد ركن الدولة في زيارة مشهد الرضا عليه السلام فأذن لي في ذلك في رجب من سنة اثنين وخمسين و ثلاث مائة، فلما انقلبت عنه ردني فقال لي: هذا مشهد مبارك، قد زرته وسألت الله تعالى حوائج كانت في نفسي فقضاها لي، فلا تقصر في الدعاء لي هناك، والزيارة عني، فان الدعاء فيه مستجاب، فضمنت ذلك له ووفيت به، فلما عدت من المشهد على ساكنه التحية والسلام ودخلت إليه قال لي: هل دعوت لنا، وزرت عنا ؟ فقلت: نعم، فقال لي: قد أحسنت، قد صح لي أن الدعاء في ذلك المشهد مستجاب (1). ودخل نيسابور في شعبان من تلك السنة وسمع جمعا من مشايخها منهم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي حدثه بداره فيها (2) وعبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري (3) وأبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي (4) وأبو سعيد محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر النيسابوري المعروف بأبي سعيد المعلم (5)، وأبو الطيب الحسين بن أحمد بن محمد الرازي (6) وعبد الله بن محمد بن عبد الوهاب السجزي (7). وحدثه بنيسابور أيضا أبو نصر (8) أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الضبي المرواني


(1) عيون أخبار الرضا: 381. (2) عيون أخبار الرضا: 11 و 307 التوحيد: 417. (3) عيون أخبار الرضا: 56 و 67 و 116 و 248 وو 342، التوحيد: 247 و 277، المشيخة: 18. (4) عيون الاخبار: 80، التوحيد 11 و 384 ولم يذكر تاريخ سماعه عنه. (5) عيون الاخبار: 274، التوحيد: 12 و 60، علل الشرائع: 63، كمال الدين: 172. لم يذكر تاريخ سماعه عنه فيحتمل أن يكون في سفره هذا أوفي غيره. (6) عيون الاخبار: 350. (7) التوحيد: 328 و 387، وفي نسخة السنجري السرخسي، وفي بعض النسخ. الشجري و الصحيح المختار ولم يذكر تاريخ سماعه عنه. (8) في نسخة: أبو بصير (*).

[ 21 ]

النيسابوري (1). وحدثه بمرو الروذ (2) جماعة منهم: أبو الحسين محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروالرودي (3). وأبو يوسف رافع بن عبد الله بن عبد الملك (4). ثم رحل إلى بغداد في تلك السنة وسمع جماعة من مشايخها، منهم: أبو الحسن علي بن ثابت الدواليبي (5) وأبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي الحسيني المعروف بابن أبي طاهر (6) وإبراهيم بن هارون الهيستي (7)، وفي سنة 354 ورد الكوفة وسمع جماعة من مشايخها: منهم محمد بن بكران النقاش (8)، وأحمد بن إبراهيم بن هارون الفامي في مسجد الكوفة (9)، والحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي (10)، وأبو الحسن علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة (11)، وأبو القاسم الحسن بن محمد بن السكوني المذكر


(1) علل الشرائع: 56 وفيه: وما رأيت أنصب منه. ولم يذكر فيه تاريخ سماعه. (2) مرو الروذ: مدينة قريبة من مرو الشاهجان بينهما خمسة أيام، وبين مرو الشاهجان و نيسابور سبعون فرسخا. قاله ياقوت. (3) عيون الاخبار: 123 و 194 و 274، التوحيد: 12، الخصال 1: 155 و 2: 40، معاني الاخبار: 50 (من هذا الطبع). ولم يذكر تاريخ سماعه عنه فيحتمل أن يكون في سفره هذا كما يحتمل أن يكون في غيره. (4) الخصال 2: 144. لم يذكر تاريخ سماعه عنه. (5) عيون الاخبار: 35، كمال الدين: 93. (6) عيون الاخبار: 279، كمال الدين: 277 ولم يذكر تاريخ سماعه عنه. (7) التوحيد: 148، معاني الاخبار: 15. لعل الصحيح: الهيتي لم يذكر تاريخ سماعه عنه. (8) العيون: 74 و 165، التوحيد: 234، معاني الاخبار: 43. (9) عيون الاخبار: 81 و 138. (10) عيون الاخبار: 144، الخصال 2: 65 و 93 معاني الاخبار: 120. (11) عيون الاخبار: 140 و 145 (*).

[ 22 ]

الكوفي (1)، وأبو ذر يحيى بن زيد بن العباس بن الوليد البزاز (2) وحدثه أيضا أبو الحسن علي بن الحسين بن سفيان بن يعقوب بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة (3)، والحسن بن محمد بن الحسن بن إسماعيل السكوني في منزله بالكوفة (4). وحدثه بفيد (5) بعد منصرفه من مكة أبو علي أحمد بن أبي جعفر البيهقي (6). وفي تلك السنة ورد همذان بعد انصرافه من بيت الله الحرام وسمع شيوخها: منهم أبو أحمد القاسم بن محمد بن أحمد بن عبدويه السراج الزاهد الهمداني (7)، وأجازه بها أبو العباس الفضل بن الفضل بن العباس الكندي الهمداني (8) وحدثه محمد بن الفضل بن زيدويه الجلاب الهمداني (9). ويظهر من النجاشي (10) دخوله بغداد مرة اخرى في سنة 355 ولعله كان بعد منصرفه من بيت الله الحرام. وزار مشهد الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام مرتين اخريين كما يستفاد من المجالس، مرة في سنة 367 وأملي على السيد أبي البركات علي بن الحسين الحسيني.


(1) الخصال 1: 57 و 82 و 83 و 152، و 2: 13. (2) الخصال 1: 153، الامالي: 230. ولم يذكر تاريخ سماعه عنه. (3) معاني الاخبار: 189. (4) الامالي: 2 ولم يذكر فيه تاريخ سماعه، ويحتمل اتحاده مع السكوني المتقدم. (5) بالفتح ثم السكون، حكى ياقوت عن الزجاج أنه قال: هي بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة عامرة إلى الان يودع الحاج فيها أزوادهم وما يثقل من امتعتهم عند أهلها، فإذا رجعوا اخذوا ازوادهم ووهبوا لمن أودعوها شيئا من ذلك. (6) عيون الاخبار: 219. (7) الخصال 1: 52 و 80 و 2: 3، المعاني: 275. (8) الخصال 1: 141 و 155، التوحيد: 60. (9) الخصال 2: 99. (10) فهرست النجاشي: 276 (*).

[ 23 ]

وعلي أبي بكر محمد بن علي بهذا المشهد في يوم الجمعه لثلاث عشر بقين من ذي الحجة ويوم غدير خم من هذه السنة (1)، ورجع قبل المحرم من سنة 368 إلى الري وأملي بها المجلس السابع والعشرين يوم الجمعة غرة المحرم (2). ومرة اخرى عند خروجه إلى ديار ما وراء النهر (3) وكان يوم الثلثاء السابع عشر من شعبان سنة 368 (4). ورحل إلى بلخ وسمع مشايخها منهم: أبو عبد الله الحسين بن محمد الاشناني الرازي العدل (6) وأبو عبد الله الحسين بن أحمد الاسترابادي العدني (7) وأبو علي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن عمرو العطار وكان جده علي بن عمرو صاحب علي بن محمد العسكري عليه السلام وهو الذي خرج على يده لعن فارس بن حاتم بن ماهويه (8)، وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد الفقيه (9)، وطاهر بن محمد بن يونس ين حيوة الفقيه (10) وأبو الحسن محمد بن سعيد بن عزيز السمرقندي الفقيه (11).


(1) الامالي: 72 و 74. (2) الامالي: 77. (3) أي ما وراء نهر جيحون بخراسان: فما كان في شرقيه يقال له: بلاد الهياطلة وما كان في غربية فهو خراسان وولاية خوارزم، وما وراء النهر من أنزه الاقاليم واخصبها واكثرها خيرا و من بلاد ما وراء النهر الصغد واشرو سنة وفرغانة والشاش وبخارا وسمرقند وايلاق وغيرها يوجد ذكرها مشفوعة بأوصاف جميلة في معجم البلدان وغيره. (4) الامالي: 388. (5) مدينة مشهورة من اجل مدن خراسان واشهرها ذكرا وأكثرها خيرا واوسعها غلة (قاله ياقوت). (6) عيون الاخبار: 72 و 80، الخصال 1: 121 و 2: 96، التوحيد: 50 و 174 و 385، لم يذكر تاريخ سماعه عنه. (7) الخصال 1: 149. (8) الخصال 1: 157 و 79 و 2: 30، التوحيد: 17. (9) أخبره اجازة: الخصال: 2: 102. (10) التوحيد: 408، العلل: 15. (11) التوحيد: 83، المعاني: 11 (*).

[ 24 ]

وحدثه ببلخ أيضا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن الحسن بن علي (1). وورد سرخس (2) وسمع أبا نصر محمد بن أحمد بن تميم السرخسي الفقيه (3). وسمع بايلاق (4) أبا الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري (5) وأبا نصر محمد بن الحسن بن إبراهيم الكرخي الكاتب (6) وأبا محمد بكر بن علي بن محمد بن الفضل الحنفي الشاشي الحاكم (7) وأبا الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الاسواري (8). وورد عليه بتلك القصبة شريف الدين أبو عبد الله المعروف بنعمة (9) وسأله أن يصنف له كتابا في الفقه والحلال والحرام والشرائع والاحكام ويسميه من لا يحضره الفقيه فأجاب ملتمسه وصنف له كتاب من لا يحضره الفقيه والاولى ذكر كلامه إذ لا يخلو عن فائدة. قال في مقدمة كتاب من لا يحضره الفقيه: أما بعد فانه لما ساقني القضاء إلى بلاد الغربة وحصلني القدر منها بأرض بلخ من قصبة إيلاق وردها شريف الدين أبو عبد الله المعروف بنعمة (9) وهو محمد بن الحسن بن أسحاق بن الحسن (10) بن الحسين بن إسحاق ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام (11).


(1) المعاني 121 و 304 و 305. لم يذكر تاريخ سماعه عنه وعمن قبله. (2) سرخس مدينة قديمة بنواحي خراسان كبيرة واسعة مابين نيسابور ومرو في وسط الطريق بينها وبين كل واحدة منهما ست مراحل. (3) التوحيد: 10 و 387 و 420. المعاني: 265 و 305. (4) ايلاق: مدينة من بلاد الشاش انزه بلاد الله واحسنها. (5) العيون: 133، الخصال 1: 98 و 125 و 154، 2: 3 و 25 و 28. (6) العيوون: 281. (7) كمال الدين: 170. (8) كمال الدين: 170 و 171 لم يذكر تاريخ سماعه عنهم ولكن الظاهر أنه كان في تلك السنة. (9) في نسخة (بنعمة الله). (10) في نسخة الحسين. (11) سيأتي ذكره أيضا في مشايخه، ذكره في كتاب كمال الدين: 300 قال: وصح عندي هذا الحديث برواية الشريف أبي عبد الله محمد بن الحسن بن إسحاق إه‍ (*).

[ 25 ]

فدام بمجالسته سروري، وانشرح بمذاكرته صدري، وعظم بمودته تشرفي لاخلاق قد جمعها إلى شرفه من ستروصلاح وسكينة ووقار وديانة وعفاف وتقوى وإخبات، فذاكرني بكتاب صنفه محمد بن زكريا المتطبب (1) الرازي وترجمه بكتاب من لا يحضره الطبيب، وذكر أنه شاف في معناه، وسألني أن اصنف له كتابا في الفقه والحلال (2) والحرام والشرائع والاحكام موفيا على جميع ما صنف في معناه. واترجمه بكتاب من لا يحضره الفقيه ليكون إليه مرجعه وعليه معتمده وبه أخذه، ويشترك في أجره من ينظر فيه وبنسخه، ويعمل بمودعه، هذا مع نسخه لاكثر ما صحبني من مصنفاتي وسماعه لها وروايتها عني، ووقوفه على جملتها، وهي مائتا كتاب وخمسة وأربعون كتابا، فأجبته أدام الله توفيقه إلى ذلك لاني وجدته أهلاله، وصنفت له هذا الكتاب بحذف الاسانيد لئلا تكثر طرقه وإن كثرت فوائده إه‍ (3). وحدثه بسمرقند أبو محمد عبدوس بن علي بن العباس الجرجاني (4)، وأبو أسد عبد الصمد بن عبد الشهيد الانصاري (5). وحدثه بفرغانة تميم بن عبد الله بن تميم القرشي (6)، وأبو أحمد محمد بن جعفر البندار الشافعي الفرغاني (7) وأسماعيل بن منصور بن أحمد القصار (8). وأبو محمد محمد بن أبي عبد الله الشافعي (9).


(1) في نسخة (الطبيب). (2) في نسخة: الحلال. (3) من لا يحضره الفقيه: 2 و 3. (4) الخصال 1: 152. (5) عيون الاخبار: 183. (6) التوحيد: 364. (7) عيون الاخبار: 125، الخصال 1: 16 و 27 و 79 و 83 و 2: 90 و 141. (8) الخصال 1: 129. (9) 1: 82 و 2: 4 و 90 (*).

[ 26 ]

(مرجعية في الفتيا) كانت لشيخنا المترجم مضافا إلى شيخوخيته في الحديث والاجازة، وعبقريته في العلم والعمل، وثقافته ومكانته العلمية مرجعية واسعة في الفتيا، ترسل إليه من أرجاء العالم الاسلامي والحواضر العلمية أسوله مختلفة في شتى العلوم وأنواعها، وتصدر عن ناحية شيخنا أجوبتها، يوقفك على ذلك ما أثبته النجاشي في فهرسته من جوابات المسائل قال: وله كتاب جوابات مسائل الواردة من واسط، كتاب جوابات مسائل الواردة من قزوين، كتاب جوابات مسائل وردت من مصر، جوابات مسائل وردت من البصرة، جوابات مسائل وردت من الكوفة، جواب مسألة وردت من المدائن في الطلاق، كتاب مسألة نيسابور، كتاب رسالته إلى أبي محمد الفارسي في شهر رمضان، كتاب الرسالة الثانية إلى أهل بغداد في معنى شهر رمضان، جواب رسالة وردت في شهر رمضان (1) رسالة في الغيبة إلى الرى (2) والمقيمين بها وغيرهم (3). كما أن له مباحثات ضافية، وجوابات شافية في مناصرة المذهب الحق ومناجزة الباطل منها: ما وقع بحضرة الملك ركن الدولة البويهي الديلمي وذلك بعد أن بلغ صيت فضله وشهرته الآفاق، فأرسل الملك إليه واستدعى حضوره لديه، فحضر قدس سره مجلسه فرحب به وأدناه من نفسه، وبالغ في تعظيمه وتكريمه وتبجيله، وألقى إليه مسائل غامضة في المذهب فأجاب عنها بأجوبة شافية، وأثبت حقية المذهب ببراهين واضحة بحيث استحسنه الملك والحاضرون، ولم يجد بدا من الاعتراف بصحتها المخالفون، وذكر النجاشي في جملة كتبه: (ذكر مجلس الذي جرى له بين يدي ركن الدولة، ذكر مجلس آخر، ذكر


(1) فهرست النجاشي: 287 و 279. (2) معالم العلماء: 100. (3) فهرست الطوسي: 157 (*).

[ 27 ]

مجلس ثالث، ذكر مجلس رابع، ذكر مجلس خامس). وقد كتب الشيخ جعفر بن محمد الدوريستي، تلميذه رسالة في شرح مجلسه بحضرة ركن الدولة وأوردها التستري في مجالسه (1) نذكرها لمزيد الفائدة وهذا نص كلامه: چون صيت فضائل نفسي ونفساني آن شيخ عالم رباني در ميان آقاصي وآداني مشهور گرديد، آوردهء رياست واجتهاد أو در مذهب شيعه امامية بسمع ملك ركن الدولهء مذكور رسيد مشتاق صحبت فايض البهجت أو گرديد وبتعظم تمام التماس تشريف قدوم سعادت لزوم أو نمود، وچون بمجلس در آمد اورا پهلوى خود نشانده نيازمندى بسيار اظهار فرمود، وچون مجلس قرار گرفت بجناب شيخ خطاب نموده گفت أي شيخ جمعي از اهل فضل كه در اين مجلسند اختلاف دارند در كار آن جماعت كه شيعه در ايشان طعن ميكنند پس بعضي ميگويند طعن واجبست ووبعضي ميگويند واجب نيست بلكه جايز نيست رأى حقايق آراى شما در اين مسألة چيست ؟ شيخ گفت أي ملك بدانكه خداى تعالى قبول نميكند از بندگان اقرار بتوحيد خود را تا آنكه نفي كنند هرچه غير أو از خدايان واصنام باشد چنانكه كلمهء طيبهء لا إله إلا الله ازآن خبر ميدهد، وهمچنين قبول نميكند اقرار بندگان خود را به نبوت حضرت رسالت صلى الله عليه واله تا آنكه نفي كنند هر متنبئ را كه در وقت باشد مانند مسيلمه كذاب واسود عنسي وسجاح وأشباه ايشان وهمچنين قبول نميكند قول بامامت حضرت أمير المؤمنين علي عليه السلام را إلا بعد از نفي هر كس كه در زمان آنحضرت بتغلب متصدى خلافت شده باشد ملك آن جواب را ! پسنديده شيخ را ثنا كرد وميگفت كه ميخواهم مرا خبر دهى از حقيقت ومآل آن كساني كه از روى جلافت متصدى خلافت شدند. شيخ گفت حقيقت حال خسران مآل ايشان آنست كه اجماع امت واقع است بر قصهء سورهء براءة و آن قصه مشتمل است بر خروج متغلب اول از دايره اسلام وآنكه أو از منسوبات حضرت خير الانام نيست ومحتويست بر آنكه امامت علي بن أبي طالب عليه السلام از آسمان نازل


(1) مجالس المؤمنين: المجلس الخامس: 197 – 200 وذكر مختصر ذلك المجلس الخوانساري في الروضات والتنكابي في قصص العلماء (*).

[ 28 ]

شده ملك پرسيد كه تفصيل آن قصه چيست شيخ فرمود نقلهء آثار از مخالف ومؤالف متفق اند بر آنكه چون سورهء براءة نازل شد حضرت رسالت أبو بكر را طلبيد وباو گفت اين سوره را بگير وبمكه برو ودر موسم حج آنرا از جانب من بأهل مكه برسان أبو بكر آنرا گرفته روانه مكه شد چون پارهء از راه قطع نمود جبريل عليه السلام نزول فرمود وگفت يا محمد بدرستيكه خداى تعالى ترا سلام ميرساند وميگويد: (لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك) يعني بايد كه از جانب تو سورهء براءة را بجانب كفار مكه نرساند مگر آنكه تو خود متصدى آن شوى يا مردى كه از تو باشد پس آن حضرت صلى الله عليه واله امير المؤمنين عليه السلام را امر كرد كه خودرا بابوبكر رساند وسورهء براءة را از أو گرفته طريق رسالت بجا آورد حضرت أمير بموجب فرموده از عقب أبو بكر روان گرديد وسورهء براءة را از أو گرفته در موسم حج آنرا باهل مكه رسانيد، وهرگاه بموجب خبر مذكور ابوبككر از پيغمبر نباشد هر آينه تابع أو نخواهد بود بدليل قول خداى تعالى: (فمن تبعني فإنه مني) وهرگاه تابع آن حضرت نباشد دوست دار أو نيز نخواهد بود بدليل قول بارى تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله يغفر لكم ذنوبكم) وهرگاه محب خدا نباشد مبغض أو خواهد بود وحب نبي ايمان وبغض أو كفراست، وبهمين خبر نيز درست شد كه علي بن ابي طالب عليه السلام از پيغمبر صلى الله عليه وسلم است با آنكه ديگر روايات نيز ربر آن دلالت تمام دارد از آنجمله آنكه مخالفان در تفسير قول خداى تعالى: (أفمن كان على بينه من ربه ويتلوه شاهد منه) روايت كرده اند كه مراد بصاحب بينه حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله است ومراد بشاهدي كه تالي أو باشد أمير المؤمنين عليه السلام است. وايضا روايت كرده اند از حضرت رسالت پناه كه فرمود: (طاعة علي كطاعتي ومعصيته كمعصيتي) وروايت كرده اند كه جبرئيل عليه السلام در غزاى احد نظر بجانب حضرت أمير انداخت وديد كه آن شهسوار معركهء لافتي ومبارز ميدان هل اتي در پيش روى حضرت رسالت مجاهده مينمايد گفت يا محمد اين غاية يارى وجانسپاريست كه علي در نصرت تو بجا ميآورد، حضرت پيغمبر فرمود كه با جبرئيل: (إنه


[ 29 ]

مني وأنا منه) پس جبرئيل گفت (وأنا منكما) پس شخصي كه خداى تعالى جهت رسانيدن آيتي از كتاب خود ببعضي از مردم أو را أمين ندانست پس چگونه صلاحيت آن دارد كه در رسانيدن تمام آيات كتاب كريم وامامت جميع امت رسول عظيم أو را امين دانند و امام خوانند وچگونه أمين باشد در رسانيدن جميع دين الهي وحال آنكه خداى تعالى از بالاى هفت آسمان أو را عزل نموده، وچگونه مظلوم نباشد كسي كه ولايت أو از آسمان نزول نموده وديگرى آنرا از دست أو ربوده ؟. ملك گفت آنچه افاده فرمودى واضح وروشن است. آنگاه يكي از مقربان ملك كه أبو القاسم نام داشت ونزديك أو بر پاى ايستاده بود رخصت طلبيد كه از حضرت شيخ سؤالي نمايد، وچون آن شخص دستورى يافت گفت چگونه جايز تواند كه اين امت بر ضلالت وگمراهي مجتمع شوند وحال آنكه حضرت رسالت فرموده اند كه: (لا تجتمع امتي على الضلالة) ؟. حضرت شيخ جواب دادند كه امت در لغت بمعنى جماعت است واقل جماعت سه است وبعضي گفته اند كه اقل آن مردى وزنيست وخداى تعالى يك تن تنها را نيز امت خوانده چنانكه در شأن حضرت ابراهيم عليه السلام فرموده كه: (إن إبراهيم كان امة قانتا لله حنيفا) وحضرت رسالت (قس) را امتي تنها خوانده وگفته: (رحم الله قسا يحشر يوم القيامة امة وحده) پس بر تقدير تسليم صحت حديث مذكور ميتواند بود كه مراد از لفظ امت در آن حديث حضرت أمير المؤمنين وتابعان سعادت قرين أو باشند. آن سائل گفت ظاهر ومناسب آنست كه حمل امت بر سواد اعظم نمايند كه بحسب عدد اكثراند. شيخ ما فرمود كه كثرت را در چند جاى از كتاب خداى تعالى مذموم ديده ايم وقلت را محمود چنانچه در آيهء (لا خير في كثير من نجويهم) و قول أو كه (ولكن أكثرهم لا يعقلون) (ولكن أكثرهم لا يشكرون) (ولكن أكثرهم لا يؤمنون) (ولكن أكثرهم يجهلون) (ولكن أكثرهم فاسقون) وچنانكه در آيه (الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم) وآيه (وقليل من عبادي الشكور) (وما آمن معه إلا قليل).


[ 30 ]

ومؤيد تخصيص امت است آنكه خداى تعالى در شأن امت موسى عليه السلام فرموده: (ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون) ودر بارهء امت پيغمبر ما فرموده كه: (وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون). وچون كلام باينجا رسيد سائل خاموش گرديد وأمير ركن الدولة گفت كه چكونه جايز تواند بود ارتداد خلقي كثير از امت پيغمبر صلى الله عليه وآله با وجود قرب عهد وزمان ايشان بوفات آنحضرت ؟ شيخ گفت جگونه جايز نباشد وحال آنكه خداى تعالى در كتاب گفته: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) وبعد از آن فرموده (أفإن ماتت أو قتل انقلبتم على أعقابكم) وأيضا ارتداد ايشان بعد از وفات حضرت پيغمبر صلى الله عليه واله وسلم عجيب تر نيست از ارتداد بني اسرائيل در وقتي كه حضرت موسى بميقات پروردگار خود رفته بود وهارون را در ميان آن قوم بخلافت خود گماشته بود وبمجرد آنكه وعدهء سي روزه أي كه با قوم خود نموده بود بموجب اشارهء الهي كه (وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة) به چهل شبانه روز كشيد قوم أو صبر نكردند تا آنكه سامرى از ميان ايشان پيدا شد واز حلي و ! پيرايهاى قوم جهت ايشان گوساله ساخت وبايشان گفت اينست خداى شما وايشان متابعت سامرى نموده گوساله را پرستيدند وهارون خليفه موسى را ضعيف وزبون ساختند وقصد قتل أو نمودند چنانكه آيهء كريمهء (قال يابن ام إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) بر آن دلالت دارد وهرگاه جايز باشد بر امت موسى كه پيغمبر اولو العزم بود آنكه در ايام حيات أو بسبب غيبت چند روزه مرتد شوند ومخالفت وصيت ووصي أو نمايند واطاعت سامرى را در عبادت گوساله بر آن افزايند چگونه جايز نباشد بر اين امت كه بعد از وفات پيغمبر خود مخالفت وصيت ووصي أو نمايند يا مرتد وگوساله پرست شوند، ملك ازروى تعجب واستحسان آن سخن گفت أي شيخ ميتواند بود كه در اين باب سخني ازاين بهتر وروشن تر باشد ؟ شيخ گفت أي ملك اين سخن نيز ميتوان گفت كه مخالفان ما نيز قائلند بوجوب وجود امام در ميان امت وبا وجود اين ميگويند كه حضرت رسالت از دنيا رفت وهيچكس را خليفه خود نساخت تا آنكه امت از پيش خود يكي را خليفه أو ساختند پس اگر بر وجهي كه ايشان مي


[ 31 ]

گويند حضرت پيغمبر كسي را بعد از خود خليفه نساخته بود بايد كه استخلاف امت كه بر خلاف عمل آنحضرت واقع شده باطل باشد واگر آنچه امت كردند صواب باشد بايد كه آنچه حضرت رسالت كرده خطا باشد پس نيكو تأمل كنيد كه صدور خطا از حق سبحانه و تعالى لايق است يا از امت با آنكه آنچه اهل خلاف بحضرت پيغمبر نسبت ميكنند از ترك وصيت واستخلاف لايق اجلاف نيست زيرا كه ما از عقل روستائي فقير مزدور دور مى بينيم كه بميرد ووصيت نكند از جهة كسي كه بعد از اوست واگر چنانچه از أو مانده بيلي يا زنبيلي باشد پس چگونه تواند بود كه حضرت پيغمبر صلى الله عليه واله از دنيا رحلت نمايد ووصيت خود بكسي نكند ونظام كار ايشان را به نايبى حواله نسازد، وعجبتر از اين همه آنست كه ايشانرا گمان آنست كه حضرت پيغمبر خليفه أي مقرر نكرد وابو بكر مخالفت رسول خدا كرده در خليفه كردن عمر، وباز عمر مخالفت أبو بكر وحضرت پيغمبر صلى الله عليه واله كرد در گردانيدن خلافت بطريق شورى در ميان شش نفر، ملك اين سخنان را تحسين نموده سؤال نمود كه أي شيخ بكدام شبهه آنقوم أبو بكر را امام ساختند وبر ديگران تقديم نمودند ؟. شيخ گفت گمان ايشان آنست كه حضرت رسالت در حين مرض أو را تقديم نمود در امامت نماز ليكن اين خبر صحيح نيست زيرا كه مخالفان خود در آن خلاف كرده اند پس بعضي چنين روايت كرده اند كه حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم بر آنمعنى اطلاع يافت تكيه بر علي وعباس كرده بمسجد رفت وابو بكر را از محراب دور نمود و خود در محراب بايستاد وابو بكر در عقب آنحضرت وديگران در عقب أبو بكر نماز گزاردند. وبعضي روايت كرده اند كه حضرت پيغمبر حفصه را گفت كه به پدر خود امركن كه امامت نماز مردم نمايد واگر خبر مذكور صحيح بودى هراينه مهاجران آن را بر انصار حجت ساختندى ودر روز سقيفه تمسك بأدلهء ضعيفه وكلمات سخيفه و مقدمات عنيفه نجستندى.


[ 32 ]

وايضا چگونه لازم باشد ما را قبول خبر عايشه وحفصه در جائي كه مظنهء آن باشد كه جر نفعي جهت خود يا پدران خود كنند، وحال آنكه ايشان قبول قول فاطمه را در باب فدك لازم ندانستند با آنكه حضرت پيغمبر آنرا باو بخشيده بود وچندين سال از ايام حيات پدر در تصرف أو بود ونيز علو شأن حضرت سيدة النساء از ارتكاب كذب وساير معاصي برأداني وأقاصي ظاهر است وچون حضرت امير المؤمنين وامام حسن و امام حسين وام ايمن گواهي بر آن باب دادند أبو بكر وعمر گواهى حضرت امير را در مظنهء اراده جر نفع ساخته گواهي أو را مردود نمودند، وأيضا چگونه صحيح باشد خبر عايشه وحفصه وحال آنكه مخالفان خود روايت نموده اند كه شهادت دختر در حق پدر درست نيست ونيز ميگويند كه قبول گواهي زنان جايز نيست در ده درهم ونه كمتر از آن ما دامي كه با ايشان مردى نباشد. پس ملك گفت حق آنست كه شيخ ميفرمايد و سخنان اهل خلاف تمام خلف وباطل است بعد از آن ملك پرسيد كه أي شيخ طايفه امامية از كجا جزم كرده اند بآنكه ائمه وخلفاى حضرت رسالت دوازده اند ؟. شيخ گفت أي ملك امامت فريضه ايست از فرائض خداى تعالى وهر فريضه أي كه خداى تعالى آنرا مقررساخته البته در محصور عددي مخصوص است نمى بينى كه در شبانه روزى هفده ركعت نماز را فرض گردانيده وزكاة مفروضه را بچند صنف از مال معلوم معهود متعلق ساخته وروزه ماه رمضان را در سالي يكماه وحج اسلام را در مدت عمر يكباره واجب گردانيده لا جرم برهمين منوال عدد أئمه عليهم السلام را بدوازده رسانيده وهمچنانكه در اعمال مذكوره نميتوان گفت كه چرا عدد ركعات نماز مثلا زياده از هفده وكمتر از آن نيست همچنين وجهى ندارد آنكه بگويند كه عدد أئمه وخلفاى حضرت رسالت چرا بيشتر از دوازده وكمتر از آن نيستند وهچنانكه خداى تعالى عدد هيچ يك از اعمال مفروضهء مذكوره را در كتاب كريم خود مذكور نساخته وحضرت رسالت در احاديث شريفه خود نقاب خفا از چهره ظهور آن انداخته همچنين تعيين عدد أئمه هدى در كتاب خدا مذكور نگرديده بلكه مجرد امر باطاعت اولى الامر فرمان رسيده وحضرت رسالت پناه بيان كميت


[ 33 ]

آن فرمود، ملك گفت اين قدر هست كه مخالفان با شما موافقند در عدد فرائض مذكوره و موافقت شما نميكنند در عدد أئمه. شيخ گفت مخالفت مخالفان ابطال قول ما در بيان عدد ائمه نميكند همچنانكه مخالفت يهود ونصارى ومجوس وملاحده ابطال اسلام ومعجزات حضرت رسول صلى الله عليه واله نميكند واگر خبرى بمجرد مخالفت مخالفان باطل شدى بايستي كه بهيچ خبر علم حاصل نشدى زيرا كه هيچ خبر نيست كه در أو خلاف واختلاف نميباشد. ملك اين سخن را نيز پسنديده از خدمت شيخ پرسيد كه آيا امام صاحب الامر در كدام زمان ظهورخواهد كرد شيخ در جواب گفت كه خداى تعالى حضرت امام را بسبب حكمتي ومصلحتي از نظر مردم غايب ساخته پس بايد كه وقت ظهور أو را غير خداى تعالى نداند همچنانكه در حديث نيز واقع است كه (مثل القائم من ولدي مثل الساعة) وخداى تعالى در مقام ابهام حال ساعة فرموده كه: (يسئلونك عن الساعة أيان مرسيها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والارض لا تأتيكم إلا بغتة). ملك گفت چگونه تواند بود كه آدمى در اين قدر روزگار زنده بماند ؟ شيخ گفت اين محل تعجب نيست مگر ملك نشنيده خبر جماعتي را كه معمر بوده اند ملك گفت شنيده ام أما صحت آنها بر من ظاهر نيست گفت خداى تعالى در كتاب خودخبر داده كه حضرت نوح درميان قوم خود هزار سال الا پنجاه سال زندگانى كرده ملك گفت اين خبر صحيح است اما درزمان ما احتمال چنين عمر دراز نميباشد شيخ گفت هر چيزى راكه خداى تعالى وپيغمبر أو احتمال داده اند محتمل است وحضرت پيغمبر صلى الله عليه واله گفته كه (يكون في امتي كل ما يكون في الامم السابقة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة) وچون زمان احتمال عمردراز داشته باشد وجريان سنت الهي بتحقق عمرهاى دراز دراين امت واجب باشد مناسب آنست كه حصول آن در اشهر اجناس ادمى باشد وهيچ جنسي مشهورتر از جنس صاحب الزمان نيست پس تواند بود سنت عمر دراز در أو جارى شده باشد، ملك گفت شما ميگوئيد كه حضرت امام دوازدهم غائب وپنهان است وحال آنكه احتياج بنصب امام جهت اقامت احكام واعزاز دين وانصاف مظلوم است وهر گاه أو غائب وپنهان باشد احتياج باو نميماند ؟ شيخ گفت احتياج بوجود امام جهت


[ 34 ]

بقاى نظام عالم است كه (لولا الامام لما قامت السماوات والارض ولما أنزلت السماء قطرة ولا أخرجت الارض بركتها) وخداى تعالى در مقام خطاب به پيغمبر خود گفته كه (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) وهر گاه ايشان را عذاب نكند ما دامي كه نبي درميان ايشان باشد همچنين عذاب نخواهد كرد هر گاه امام درميان ايشان باشد زيراكه امام قائم مقام نبى است در جميع امور مگر دراسم نبوت ونزول وحى واتفاق است اهل نقل رادرآنكه حضرت پيغمبر صلى الله عليه واله فرموده كه (النجوم أمان لاهل السماء فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون واهل بيتى امان لاهل الارض فإذا هلك اهل بيتى اتى اهل الارض ما يكرهون) ووقال عليه السلام: (لو بقيت الارض بغير حجة ساعة لساخت بأهلها) وروايتي ديكر آنست كه (لما جت بأهلها كما يموج البحر بأهله) وچون كلام شيخ باينمقام رسيد ملك أو را نوازش نمود وبا هركه در مجلس حاضر بود اظهار اعتقاد خود فرمود، وگفت حق آنيست كه اين فرقه برآنند وديگران بر باطلند واز شيخ التماس نمودكه در اكثر اوقات بمجلس لو حاضر شود وروز ديگر كه ملك ركن الدولة بر سرير سلطنت نشست حيات (1) شيخ را ياد كردو اورا ثناى بيسار گفت پس يكى از حاضران گفت كه گمان شيخ آنست كه چون سر مبارك حضرت امام حسين عليه السلام را به نيزه كردند سوره كهف ميخواهد ملك گفت اين سخن را از اونشنيده ام اما ازاو خواهم پرسيد آنگاه رقعهء درآن باب بخدمت شيخ نوشت وچون رقعه بنظر شيخ رسيد در جواب نوشت كه اين خبر را ازكسى روايت كرده اندكه اوازسر مبارك آنحضرت شنيده كه چند آيه از سوره كهف ميخواند وازهيچ يك از ائمه بما آن خبر نرسيده اما من منكر آن نيستم بلكه آنرا حق ميدانم زيراكه هر گاه جايزبود كه روز قيامت دست گناهكاران وپايهاى ايشان بسخن درآيند چنانكه در قرآن واقع است كه (اليوم نختم على افواهم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) همچنين جايز است كه سرمبارك حضرت امام حسين عليه السلام كه خليفهء خداى تعالى وامام مسلمانان ويكى از جوانان بهشت وجدش محمد مصطفى وپدرش على مرتضى ومادرش فاطمة زهراء باشد بنطق و


(1) كذا والظاهر أنه تصحيف (جناب).

[ 35 ]

بيان درآيد وزبان بتلاوة قرآن گشايد بلكه انكار آن في الحقيقة انكار قدرت الهي وفضل حضرت رسالت پناهي است وعجب از كسى است كه اومانند صدور اين امررا انكار ميكند ازكسى كه ملائكه درماتم أو گريسته اندواز آسمانها قطرات خون باريده وجنيان بآواز بلند نوحه براو كرده اندو هر كس كه امثال اين اخبار را باوجود صحت طرق وقوت سند انكار نمايد پس ميتواند بود كه انكار جميع شرائع ومعجزات رسول وجميع امور دين ودنيا نمايد زيراكه آن امور نيز بمثل اين اسانيد ووطرق برماظاهر گرديده ومضمون آن بدرجهء صحت رسيده والحمد لله رب العالمين. انتهى. وله مباحثة اخرى مع بعض الملحدين بحضرته أورد بعضها في كمال الدين (1) قال: كلمني بعض الملحدين في مجلس الامير السعيد ركن الدولة – رضي الله عنه – فقال لي: وجب على إمامكم أن يخرج فقد كاد أهل الروم يغلبون على المسلمين، فقلت له: أن أهل الكفر كانوا في أيام نبينا صلى الله عليه واله أكثر عددا منهم اليوم وقد أسر عليه السلام أمره وكتمه أربعين سنة بأمر الله جل ذكره وبعد ذلك أظهره لمن وثق به وكتمه بثلاث سنين عمن لم يثق به ثم آل الامر إلى أن تعاقدوا على هجرانه وهجران جميع بنى هاشم والمحامين عليه لاجله فخرجوا إلى الشعب وبقوا فيه ثلاث سنين، فلو أن قائلا قال في تلك السنين: لم لا يخرج محمد صلى الله عليه واله ؟ فانه واجب عليه الخروج لغلبة المشركين على المسلمين ماكان يكون جوابنا له الا أنه عليه السلام بأمر الله تعالى ذكره خرج إلى الشعب حين خرج وباذنه غاب ومتى أمره بالظهور والخروج خرج وظهر لان النبي صلى الله عليه واله بقي في الشعب هذه المدة حتى أوحى الله عزوجل إليه أنه قد بعث أرضة على الصحيفة المكتوبة بين قزيش في هجران النبي صلى الله عليه واله وجميع بنى هاشم المختومة بأربعين خاتما المعدلة عند زمعة بن الاسود فأكلت ماكان فيها من قطيعة رحم وتركت ماكان فيها اسم الله عزوجل فقام أبو طالب فدخل مكة فلما رأته قريش قدروا أنه قد جاء ليسلم إليهم النبي صلى الله عليه واله حتى يقتلوه أو يرجعوه عن نبوته فاستقبلوه وعظموه فلما جلس قال لهم: يا معشر قريش إن ابن أخي محمد لم اجرب


(1) كمال الدين 87 (*).

[ 36 ]

عليه كذبا قط وإنه قد أخبرني أن ربه أوحى إليه أنه كان قد بعث على الصحيفة المكتوبة بينكم الارضة فأكلت ماكان فيها من قطيعة رحم وتركت ماكان فيها من أسماء الله عزوجل، فأخرجوا الصحيفة وفكوها فوجدوها كما قال: فآمن بعض وبقي بعض على كفره فرجع النبي عليه السلام وبنو هاشم إلى مكة. هكذا الامام عليه السلام إذا أذن الله له في الخروج خرج. وشئ آخر وهو أن الله تعالى ذكره أقدر على أعدائه الكفار من الامام فلو أن قائلا قال: لم يمهل الله أعداءه ولا يبيدهم ؟ وهم يكفرون به ويشركون لكان جوابنا له أن الله تعالى ذكره لا يخاف الفوت فيعاجلهم بالعقوبة ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون ولا يقال له: لم ولا كيف وهكذا إظهار الامام إلى الله الذي غيبه فمتى أراده أذن فيه فظهر. فقال الملحد: لست اومن بامام لاأراه ولا تلزمني حجته ما لم أره. فقلت له: يجب أن تقول: إنه لا يلزمك حجة الله تعالى ذكره لانك لا تراه ولا تلزمك حجة رسول الله صلى الله عليه واله لانك لم تره، فقال للامير السعيد ركن الدولة رضي الله عنه: أيها الامير راع ما يذكره هذا الشيخ فإنه يقول: إن الامام إنما غاب ولا يرى لان الله عزوجل لا يرى، فقال له الامير – رحمه الله -: لقد وضعت كلامه غير موضعه وتقولت عليه، وهذا انقطاع منك وإقرار بالعجز. وهذا سبيل جميع المجادلين لنا في أمر صاحب زماننا عليه السلام، ما يلفظون في دفع ذلك وجحوده إلا بالهذيان والوساوس والخرافات المموهة. انتهى (1). وقد رجع إلى نيسابور بعد زيارة مولانا الرضا عليه السلام فوجد أكثر المختلفين إليه من الشيعة قد حيرتهم الغيبة ودخلت عليهم في أمر القائم عليه السلام الشبهة، وعدلوا عن الطريق المستقيم إلى الآراء والمقائيس، فجعل يبذل مجهوده في إرشادهم إلى الحق، وردهم إلى الصواب بالاخبار الواردة الصحيحة في ذلك عن النبي وعترته المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين. وكان له قدس سره في كل جمعة وثلثاء، مجلس يحضره تلامذته وغيرهم يملي عليهم


(1) كمال الدين: 88 (*).

[ 37 ]

أحاديث في مواضيع مختلفة، يوفق على ذلك كتابه الامالي المطبوع وهو في 97 مجلسا أوله في يوم الجمعة لاثني عشر بقيت من رجب سنة 367 وآخره في يوم الخميس لاحدى عشر ليلة بقيت من شعبان سنة 368 كان ذلك المجلس في مشهد الرضا عليه السلام. معجم أساتذته ومشايخه ومن روى عنهم قد سمعت أن المترجم غادر بيئته إلى الاقطار وطاف البلاد ورحل إلى الامصار و اجتمع في تلك الرحلات مع مشيخة العلم والحديث واستفاد منهم بقراءة الحديث عليهم والسماع عنهم والاجازة منهم وقد سمع كثيرا منهم أهمل التراجم ذكرهم أسفا ووزع مسموعاته بأسنادها في كتبه لو كانت تلك الكتب موجودة بأيدينا وقدرنا على إخراج هؤلاء المشائخ عنها ووقفنا على عدتهم ولكن تلك الكتب قد هلكت جلها ولم يبق منها إلا نزر يسير بين مخطوط ومطبوع فمن وجدنا منهم في كتبه المطبوعة: مشيخة الفقيه (1) الامالي (2) التوحيد (3) ثواب الاعمال وعقاب الاعمال (4) علل الشرائع (5) عيون الاخبار (6) كمال الدين (7) معاني الاخبار) (8) تزيد على مائتي رجل نوعز إلى أساميهم مرتبا على حروف المعجم ونذكر في الذيل بعض المواضع من كتبه التي يروي عنهم فيهم: 1 – أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة الحافظ فيما كتب إليه (9). 2 – أبو الحسن إبراهيم بن هارون الهيستي، حدثه بمدينة السلام.


(1) الفقيه المطبوع بلكهنو في مجلدين سنة 1307. (2) المطبوع بقم سنة 1374. (3) المطبوع سنة 1321. (4) المطبوعين بايران سنة 1298. (5) المطبوع بايران سنة 1311. (6) طبعة نجم الدولة في سنة 1317. (7) المطبوع بايران سنة 1301. (8) هذا الطبع. (9) الخصال 2: 40 و 44. وفي المستدرك ابن ابى حمزة. (10) التوحيد: 148، المعاني، 15، في الهيستي بالياء بعدها السين بعدها التاء، وفى المستدرك: الهيستي بزيادة الباء بين الياء والسين، وكلاهما مصحف، ولعل الصحيح: الهيتي بكسر الهاء وسكون الياء وبعدها تاء نسبة إلى هيت، قال ياقوت في معجم البلدان 5: 421: هي بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الانبار. ودخل تحت عارض باليمامة. وقرى حوران من ناحية اللوى من اعمال دمشق. (*)

[ 38 ]

3 – أبو منصور أحمد بن ابراهيم بن بكر الخوزي، حدثه بنيسابور (1). 4 – أحمد بن ابراهيم بن الوليد السلمي (2). 5 – أحمد بن ابراهيم بن إسحاق (3). 6 – أحمد بن أبي جعفر البيهقي، حدثه بفيد بعد انصرافه من مكة (4). 7 – أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي، حدثه بمدينة السلام (5) 8 – أحمد بن الحسن العطار (6). 9 – أحمد بن الحسن القطان (7).


(1) التوحيد: 384، العيون: 80، الخصال 1: 97 و 151، وفي الخصال 1: 89 الجوزي، وفى التوحيد 11: بكير مكان بكر، وفيه الخوزي ولعل الخوزى والجوزي كلاهما مصفحان عن الجوري بالجيم والراء المهملة قال ياقوت: هي محلة بنيسابور. (2) الخصال 1: 37 و 164، معاني الاخبار: 49. (3) ذكره الشيخ الحرفي الوسائل في حديث 36 من باب 1 من الصوم المندوب عن كتابه فضائل شهر رمضان. (4) عيون أخبار الرضا: 219. (5) كمال الدين: 93. (6) ذكره في حديثين في ثواب الاعمال ص 34، في احدهما عن عبد الرحمن بن ابى حاتم وفى الاخرى عن عبد الرحمن بن الحجاج في اسنادين من العامة وأخرجهما الشيخ الحرفي الوسائل في الحديث 15 و 19 من باب 29 من الصوم المندوب الا أنه ذكر في الحديث الاول محمد بن أحمد بن الحسن العطار. وذكر الخزاز في كفاية الاثر 294 حديثا باسناده عن الصدوق عن أحمد بن الحسن العطار عن أبي بكر احمد بن محمد بن عبد النيسابوري، ويحتمل ضعيفا ان العطار مصحف القطان فيتحد مع من بعده. (7) يذكر في اسانيد كثيرة أحمد بن الحسن القطان، ويذكر في مواضع كثيرة مع علي بن احمد بن موسى الدقاق ومحمد بن احمد السناني وعبد الله بن محمد الصائغ ويتبعهم بالرضيلة ولم يتبعه بها منفردا ولعله غير الاتي لان الظاهر من قوله في الاتى شيخ كبير لاصحاب الحديث أنه من العامة فتأمل. (*)

[ 39 ]

10 – أبو علي أحمد بن الحسن علي بن عبد ربه القطان (1). 11 – أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الضبي المرواني النيسابوري (2). 12 – أبو حامد أحمد بن الحسين بن الحسن بن علي الحاكم حدثه ببلخ (3). 13 – أبو العباس أحمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن مهران الازدي الآبي العروضي حدثه بمرو (4).


(1) عيون اخبار الرضا: 29 وفى كمال الدين: 40 أحمد بن الحسن القطان المعروف بابي على عبد ربه الرازي وهو شيخ كبير لاصحاب الحديث، وفى الامالي: 82 أحمد بن الحسين المعروف بأبي على بن عبدربه – بالواو -، وفى ص 86 أبو على أحمد بن الحسن بن على بن عبدربه القطان – مكبرا وبالراء – ولعل الحسين وعبدوبه مصحفان فعلى أي يحتمل ضعيفا التعدد، كما يحتمل تعدده مع أحمد ابن الحسن القطان المتقدم إذ في العيون 291 والامالي 82 ذكر أحمد بن الحسن وابن الحسين بالوصف المذكور مع أنه ذكر أحمد بن الحسن القطان قبله وبعده بلا فاصلة، كما أن المحتمل اتحاد احدهما مع أحمد بن الحسن بن على بن عبد الله القطان المذكو في المشيخة: 7 وأن عبد الله مصحف عبدربه هذا ما يحتمل في بادئ النظر ولعلنا وفقنا لتحقيق الحال في رسالتنا في احوال الصدوق. (2) عيون الاخبار: 275 و 286 و 381، وفى العلل: 56: أبو بصير، وفيه وفى الموضع الاخير من العيون ومعانى الاخبار: 56 قال (وما لقيت انصب منه). (3) معاني الاخبار: 121. (4) كمال الدين: 242 و 253، وفى الخرائج: 278 أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبد الله بن محمد بن مهزيار الابى العروضي، وفى المستدرك 3: 713: أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن محمد بن مهران الابى العروضى. وقال: قال ابن شهر آشوب في المعالم: له ترتيب الادلة فيما يلزم خصوص الامامية دفعه عن الغيبة والغائب المفاداة في المذهب في النقض على ابى خلف، قلت: الموجود في معالم العلماء ص 20: أحمد بن الحسين بن عبد الله المهرانى الابى، وفيه: دفعه عن الغيبة ووالغائب المكافاة في المذهب. وقال الوحيد البهبهاني في التعليقة: أحمد بن الحسين بن عبيلة هو أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن محمد بن مهران الابى العرووضى، يروى عنه الصدوق مترضيا انتهى. وبذلك نسبه وترجمة أيضا المامقاني في تنقيح المقال 1: 58، وظاهره في الهامش أنه هو أحمد بن محمد الابى (*) =

[ 40 ]

14 – أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني سمع منه بهمدان (1). 15 – أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم القمي (2). 16 – أبو حامد أحمد بن على بن الحسين الثعالبي (3). 17 – أحمد بن قارون القائني (4).


= أبو العباس المترجم في معجم الادباء 2: 112، لكنه وهم لان الرجل قدم إلى القاهرة في سنة 566 ومات بعد ذلك في نحوه سنه 598 على ما ذكره في معجم وكيف يمكن رواية الصدوق المتوفى في 381 عنه ؟ ! نعم يحتمل أن يكون هو الذى ذكره ابن الاثير في اللباب 3: 192: قال: المهراني بكسر الميم وسكون الهاء وفتح الراء وسكون الالف وفى آخرها هانون، هذه النسبة إلى مهران وهو جد المنتسب إليه، وهو أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران الزاهد المقرى النيسابوري المهرانى كان عالما بالقراءات، مجاب الدعوة: سمع أبا بكر بن خزيمة وابا العباس الثقفى وغيرهما روى عنه الحاكم أبو عبد الله وغيره، وتوفى يوم الاربعاء لثلاث بقين من شوال سنة احدى وثمانين وثلاث مائة و له تصانيف في القراءات انتهى. واترجمه ايضا ياقوت في معجم الادباء 1: 411 وكناه ايضا بابى بكر وقال: وهو يوم مات ابن ست وثمانين سنة. لكن تعدد الكنية ربما يضر بالاحتمال ويضعفه فعلى أي لا يبعد أن يكون (الحسن) في كمال الدين مصحف (الحسين) وأنه من الاغلاط المطبعي. (1) الامالى: 127 و 130 و 132 و 194، عيون الاخبار: 5 و 34 وكناه في الامالى 277 بابى على وقد اكثر الرواية عنه في كتبه عن على بن ابراهيم بن هاشم، وفى جميع المووارد يذكره مترضيا، وفى كثير من المواضع يقول: أحمد بن زياد، أو أحمد بن زياد الهمداني، والكل متحد، والرجل مترجم في التراجم مشفوعا بالتوثيق. (2) الامالى: 38 و 109 و 167، عيون اخبار الرضا: 10، روى عنه كثيرا في جميع كتبه و ذكره الشيخ منتجب الدين في تاريخ الرى قال: احمد بن على بن ابراهيم بن هاشم بن الجليل القمي أبو على نزيل الرى، سمع أباه وسعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميرى وأحمد بن ادريس و غيرهم، وكان من شيوخ الشيعة روى عنه أبو جعفر محمد بن على بن بابويه وغيره في انتهى، ذكره ابن حجر في لسان الميزان 1: 233، والجليل مصحف الخليل بالخاء، كما ذكر في ترجمة ابراهيم ابن هاشم. (3) عيون اخبار الرضا: 331. (4) المستدرك 3: 713، ولم نجده في كتبه، ولعله مصحف أحمد بن هارون الفامى. (*)

[ 41 ]

18 – أحمد بن محمد بن ابراهيم العجلي (1). 19 – أبو على أحمد بن محمد بن أحمد بن ابراهيم الهرمزي البيهقي (2). 20 – أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين (3) الحاكم – رضي الله عنه – (4). 21 – أحمد بن محمد بن أحمد السناني المكتب (5). 22 – أبو الحسن (الحسين خ ل) أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الانماطي. (6) 23 – أحمد بن محمد بن إسحاق الدينورى القاضي (7). 24 – أحمد بن محمد بن اسحاق المعاذى (8). 25 – أحمد بن محمد الاسدي (9) 26 – أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين البزاز النيسابوري (10). 27 – أحمد بن محمد بن حمدان المكتب (11). 28 – أبو عبد الله أحمد بن محمد الخليلي (12).


(1) الخصال 1: 76. (2) عيون الاخبار: 370. (3) الحسن (خ ل). (4) عيون الاخبار: 387. (5) الامالى: 246، وفى المستدرك الشيباني، يحتمل اتحاده مع محمد بن احمد السناني الاتى لاتحاد المروى عنه. (6) التوحيد: 15، المعاني: 229. (7) الامالى: 147 و 201، كمال الدين: 159، الخصال 1: 99 و 2: 75. (8) كمال الدين: 183. وفى المستدرك المغازى ولعله مصحف، قال ابن الاثير في اللباب 3: 153: المعاذى نسبة إلى معاذ، ينسب إليه جماعة: منهم بيت كبير بخراسان اه‍. قلت: يحتمل تحاده مع ما قبله وان كانت الرواة عنه مختلفة. (9) المستدرك 3: 714. (10) كمال الدين، 102 و 115 و 103 وفى 220 الحسن ولعله مصحف. عيون الاخبار: 61، الخصال 2 و 150. (11) الامالى: 110. (12) الامالى: 353، ترجمه ابن الاثير في اللباب 1: 384 (*).

[ 42 ]

29 – أحمد بن محمد بن زرمة القزويني (1). 30 – أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ العدل شيخ لاهل الرى (2) 31 – أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المروزي المقرئ الحاكم (3). 32 – أحمد بن محمد العلوي (4). 33 – أبو الحسن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين (بن علي بن الحسين) بن علي بن أبي طالب عليهم السلام (5). 34 – أحمد بن محمد الهيثم العجلي (6)


(1) الامالى: 199 و 201، عيون الاخبار 138، كمال الدين: 112. ترجنه الرافعى في التدوين 251 فقال أحمد بن محمد بن رزمة أبو الحسن القزويني المعدل اه‍. (2) الامالى 102 و 118 و 219 و 307، العيون: 169، التوحيد: 31، المعاني 95، الخصال 2: 150، كمال الدين: 104. (3) معاني الاخبار: 38 و 132 و 231، التوحيد: 236 و 240 و 299، الخصال 1: 125. وفى العيون: القرشى مكان المقرى. ولعلهما متحدان كما يحتمل اتحاده مع احمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن الحسين بن ابراهيم بن يحيى بن عجلان المروزى المقرى المذكور في الخصال 2: 81. (4) التوحيد: 161 ويحتمل قويا كونه مصحفا عن حمزة بن محمد العلوى، وأما احتمال كونه أحمد بن محمد بن عيسى الاتى ضعيف لانه يروى عن محمد بن ابراهيم بن اسباط، والعلوي روى عن على بن ابراهيم ولم نرا بن عيسى روى عن على بن ابراهيم. (5) معاني الاخبار 10 و 64، وقد يختصر النسب فيقول: أحمد بن محمد بن عيسى بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب عليهم السلام ما في العلل: 71، أو يقول: أحمد بن محمد بن عيسى العلوى الحسينى كما في العلل أيضا: 169 و 191 و 192، أو يقول: أحمد بن عيسى بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب عليهم السلام كما في العلل أيضا: 44 وعلى أي فلعل الرجل هو أحمد بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن على بن الحسين بن على عليهم السلام المترجم في مقاتل الطالبين 689. (6) التوحيد: 152 و 417، المعاني: 55 و 249، الخصال 1: 91 و 2: 49، وترضى له (*).

[ 43 ]

35 – أحمد بن محمد بن يحيى العطار الاشعري القمي (1) 36 – أبو الفرج أحمد بن المطهر بن نفيس المصري الفقيه (2) 37 – أحمد بن هاروون الفامي حدثه في مسجد الكوفة سنة 354 (3). 38 – أحمد بن يحيى المكتب (4). 39 – إسحاق بن عيسى (5). 40 – أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر (6). 41 – إسماعيل بن حكيم العسكري (7). 42 – إسماعيل بن علي بن رزين (8). 43 – إسماعيل بن منصور بن أحمد القصار، حدثه بفرغانة (9). 44 – الحاكم أبو محمد بكر بن علي بن محمد بن الفضل الحنفي الشاشي حدثه بايلاق (10).


(1) الامالى: 21 و 38 و 50، عيون الاخبار: 16، المعاني 234 و 250 يروى عنه كثيرا. (2) الخرائج: 274، والظاهر أنه مصحف محمد بن المظفر كما ياتي. (3) عيون الاخبار: 81 و 138، وفى كمال الدين كثيرا (القاضى)، والامالي: 71 و 120 و 123 و 173. (4) الامالى: 3 و 138، كمال الدين: 304 و 305، العلل: 35، العيون: 46 و 137. وفى المعاني: 308 وفى ص: 84 أبو على أحمد بن يحيى المؤدب ولعلهما واحد لمشاركتهما في الرواية عن محمد بن الهيثم أبى القاسم. (5) كمال الدين: 197 ولم نجده في غير ذلك الموضع وهو غريب، إذ قدمه في الاسناد على محمد بن الحسن بن الوليد والمظنون انه مصحف (ابى) نشأ الوهم من النساخ. (6 و 7) المستدرك 3: 714. (8) المستدرك 3: 714، لم نظفر بروايته عنه بلا واسطة، نعم يروى عنه في العيون: 140 و 155 بواسطة على بن عيسى المجاور. (9) الخصال 1: 192 و 2: 42. (10) كمال الدين: 170 و 171 فيه الخثعمي (خ ل) (*).

[ 44 ]

45 – أبو الفضل تميم القرشي الحيري، حدثه بفرغانة (1). 46 – أبو محمد جعفر بن أحمد بن على، الفقيه المروزي ثم الايلاقي صاحب المسلسلات ونوادر الاثر والغايات وغيرها (2). 47 – جعفر بن الحسين (3). 48 – جعفر بن زيد بن على بن الحسين (4). 49 – جعفر بن علي بن الحسين (5). 50 – جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله المغيرة الكوفي (6). 51 – جعفر بن محمد بن شاذان، عن أبيه، عن الفضل بن شاذان (7).


(1) عيون الاخبار: 5 و 12، الخصال 1: 128، التوحيد: 364: والحيرى منسوب إلى الحيرة وهى مدينة كانت على ثلاثة اميال من الكوفة في محل النجف، وقرية بفارس، ومحلة كبيرة مشهورة بنيسابور، ينسب إليها كثير من المحدثين، ولعل تميم منسوب إلى الاخير، والمصنف كثيرا يردفه بالرضيلة. (2) عيون الاخبار: 87 و 100، التوحيد: 73. (3) الامالى: 163 و 233، كمال الدين: 187، اربعين الشهيد: 19 فهرست الطوسي: 156، لعله جعفر بن الحسين بن على بن شهريار أبو محمد المؤمن القمي، شيخ اصحابنا القميين المتوفى سنة 340 المترجم في فهرست النجاشي ووغيره. (4) المستدرك 3: 714 قال: كذا في الاسانيد، وقد سقط بعض الاسامي بين جعفر وزيد فانه لم يكن لزيد ابن اسمه جعفر، ولو كان لاستحال روايته عنه انتهى، قلت: ولم نظفر في الاسانيد به. (5) المستدرك 3: 714، قلت: أنه جعفر بن على الاتى. (6) الامالى، 12 و 22 و 37، كمال الدين: 200 عيون اخبار الرضا: 364، التوحيد: 8، المشيخة: 15، وروايته عنه كثيرة. (7) بحار الانوار 5: 357 طبعة امين الضرب حسب ما رقم، الظاهر أنه ابن عم جعفر بن نعيم بن شاذان الاتى الذى يروى عن محمد بن شاذان (*)

[ 45 ]

52 – جعفر بن محمد بن مسرور (1). 53 – أبو القاسم جعفر بن محمد بن موسى بن قولويه القمي (2). 54 – أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان الحاكم النيسابوري. (3) 55 – الحسن بن ابراهيم بن هاشم (4). 56 – الحسن بن أبي علي احمد بن ادريس الاشعري القمي (5). 57 – الحسن بن أحمد بن الخليل بن أحمد (6).


(1) الامالى: 5 و 23 و 35 عيون الاخبار: 60 و 150، المشيخة: 4 يروى عنه كثيرا عن الحسين ابن محمد بن عامر، واحتمل الوحيد في التعليقة ان يكون هو ابن قولويه لان اسم قولويه مسرور. قلت: اما اسم قولويه مسرور فقد صرح النجاشي بذلك في أخيه على بن محمد بن جعفر بن موسى بن مسرور واما اتحاد جعفر بن محمد بن مسرور هذا مع ابن قولويه فهو في غاية البعد لا لانه لم يمكن أن يروى عنه إذ هو ممكن جدا وهما في طبقة واحدة لان المفيد يروى عن الصدوق وابن قولويه، بل لانه مضافا إلى ان ظاهر الشيخ وغيره التعدد انالم نرانه يصرح في مورد وواحد باسمه المشهور بل عبر في جميع الموارد بما هو غير مشتهر ومعروف وهذا مما يقوى التعدد جدا هذا اولا، و ثانيا أنه يروى عنه عن الحسين بن محمد بن عامر ولم نر في موضع واحد يروى عن أبيه واخيه و سائر مشائخه المعروفين الذى يروى عنهم كثيرا في كامل الزيارات. (2) منية المريد: 140 و 111، هكذا اثبته في رسالتي في ترجمة الصدوق، ولست أتذكر الان انى نقلته عن أي طبعة منه فعلى أي يحتاج ذلك إلى المراجعة. ثانيا. (3) عيون الاخبار: ص 264، كمال الدين: 139 يروى عن عمه أبى عبد الله محمد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان، ومحمد بن شاذان هذا هو والد جعفر بن محمد بن شاذان المتقدم. (4) المستدرك 3: 714، لم نجده في الاسانيد ولا في التراجم. (5) كمال الدين: 42، وفى ثواب الاعمال: الحسن بن أحمد، عن أبيه، عن محمد بن أحمد، وفى العلل: الحسن بن محمد بن ادريس، عن أبيه، والظاهر أن محمد مصحف احمد، ولكن صاحب الوسائل اخرج الحديث وقال: الحسين بن احمد بن ادريس، وفى المعاني ايضا ص 160 الحسين بن أحمد بن ادريس. (6) المستدرك 3: 714 ولم نجده في الاسانيد (*).

[ 46 ]

58 – أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب (1). 59 – أبو محمد الحسن بن حمزة بن علي بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام (2). 60 – أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن الحسن بن إسماعيل بن حكيم العسكري (3). 61 – الحسن بن علي بن أحمد الصائغ (4). 62 – الحسن بن علي السكوني (5).


(1) كمال الدين: 284 وفى ص 281: الحسين، وفى العيون: 123 الحسن بن أحمد المؤدب، وفى اربعين الشهيد المطبوع مع غيبة النعماني: 23 أحمد بن محمد المكتب، وفى الخرائج: أبو محمد ابن الحسن بن محمد المكتب، الظاهر ان لفظة (بن) زائدة. (2) الخصال 2: 108، والظاهر أنه متحد مع ابي محمد الحسن بن حمزة العلوي الحسيني المذكور في المعاني: 313 وفي العيون: 27، وعلى أي فالرجل من أجلاء الطائفة ترجمه الشيخ والنجاشي وغيرهما مشعوفا بالثناء الجميل والتجليل، قال النجاشي: قدم بغداد ولقاه شيوخنا في سنة ست وخمسين وثلاثمائة ومات في سنة ثماني وخمسين وثلاثمائة، واما ما في المستدرك من نسبه: الحسن بن حمزة بن علي بن الحسين بن عبد الله بن أبي طالب فمصحف جدا. (3) الامالي: 3 و 7 و 137، الخصال 1: 94، يروى عنه كثيرا والعسكري منسوب إلى عسكر مكرم وهي مدينة من كور الاهواز يقال لها بالعجمية: لشكر، ومكرم الذي ينسب إليه هو مكرم الباهلي وهو اول من اختطها من العرب فنسبت إليه قاله ابن الاثير في اللباب 2: 136 ثم قال: ينسب إليها أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري صاحب التصانيف الحسنة، احد أئمة الادب، وصاحب الاخبار والنوادر إه‍ وقال ياقوت في معجم البلدان 4: 124: أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن اسماعيل بن زيد بن حكيم اللغوي العلامة. إه‍، عيون الاخبار: 176 و 306، التوحيد: 409 معاني الاخبار: 232. (4) علل الشرائع: 52 و 152 وفي الاخير والامالي: 338: الحسين. وقد ذكر الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم الحسن بن علي بن أحمد الصائغ والظاهر أنه هذا. (5) المستدرك 3: 714 (*).

[ 47 ]

63 – أبو محمد الحسن بن علي بن شعيب الجوهري (1). 64 – أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن عمرو العطار حدثه ببلخ، وكان جده علي بن عمر وصاحب علي بن محمد العسكري عليه السلام وهو الذي أخرج على يده لعن فارس بن حاتم بن ماهويه (2). 65 – الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي، حدثه بالكوفة سنة 354. (3) 66 – أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني المذكر الكوفي، حدثه في منزله بالكوفة سنة 354 (4). 67 – أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام (5).


(1) كمال الدين: 137، الامالي: 149، وفيه في ص 110 و 184: الحسين. (2) الخصال 1: 79 و 88 و 157 و 2: 3 و 30، التوحيد: 17. (3) عيون الاخبار: ص 144، الخصال 2: 65، وفي 93 حدثه في مسجده بالكوفة، معاني الاخبار: 74، الامالي: 86 و 134 و 141 و 219 و 269. وفي الامالي: 244. الحسين والظاهر أنه مصحف. (4) الامالي: 3، الخصال 1: 46 و 57 فيه وفي 83: المزكي، و 2: 13، ولعله متحد مع الحسن بن محمد بن الحسن بن اسماعيل السكوني الذي حدثه في منزله بالكوفة المذكور في الامالي: 2، كما أن الظاهر اتحاده مع ابي القاسم الحسن بن محمد بن الحسن السكوني الكوفي الذي ترجمه الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم، وقال، روى عنه التلعكبري وسمع منه في داره بالكوفة سنة 344 وله منه اجازة. (5) الامالي: 48، والخصال 1: 38 و 39، علل الشرائع، 65 و 57، كمال الدين: 300 فيه فيما أجازه لي مما صح عندي من حديثه، وهنا وفي مواضع تصحيف في نسبه وفي ص 277: أخبرنا ابو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ابن اخي طاهر ببغداد طرف سوق في داره، وفي العيون: 279: حدثنا أبو محمد الحسن بن يحيى العلوي الحسيني رضي الله عنه بمدينة السلام، والكل واحد والرجل مترجم في فهرست النجاشي قال: روى عن المجاهيل احاديث منكرة، رأيت أصحابنا يضعفونه، – إلى ان قال: – مات في شهر ربيع الاول سنة 358 ودفن في منزله بسوق العطش اه‍، وقال الشيخ: روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة 327 إلى سنة 355 اه‍ (*).

[ 48 ]

68 – الحسن بن يحيى بن ضريس البجلي (1). 69 – الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب (2). 70 – الحسين بن إبراهيم بن بابويه (3). 71 – الحسين بن إبراهيم بن ناتانه (4). 72 – الحسين بن أحمد بن إدريس (5). 73 – أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد (يحيى خ ل) الاشناني الدارمي الفقيه العدل، حدثه ببلخ (6).


(1) المستدرك 3: 714 قال: في الرياض هو من أجل مشايخ شيخنا الصدوق يروى عن أبيه انتهى، قلت: المذكور في الاسانيد وفي التعليقة للوحيد الحسين مصغرا، ولذا أوردناه هنالك. واحتمال التعدد ضعيف. (2) الامالي 24: و 147 و 240 و 261، الخصال 2: 131، عيون الاخبار: 42 و 10، المشيخة: 3 وفي بعضها: المؤدب، وفي امالي ابن الشيخ: 281: هاشم، (هشام خ ل) ترجمه ابن حجر في لسان الميزان 2: 271 قال: الحسين بن ابراهيم بن أحمد المؤدب، روى عن أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي وغيره، قال علي بن الحكم في مشايخ الشيعة: كان مقيما بقم، وله كتاب في الفرائض أجاد فيه، واخذ عنه أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه وكان يعظمه. (3) المستدرك 3: 714، ولم نجده في الاسانيد، نعم في بشارة المصطفى: 184: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى أخبرنا الحسين بن موسى اخبرنا الحسين بن ابراهيم بن بابويه. ولعل الحسين بن موسى زائد. (4) الامالي: 22 و 35 و 110 و 154 و 160، وفي العيون: 50 و 153 ناتانة. وحكى عن المجلسي قدس سره ان ناتانه بالنون معرب ناتوان، وقال الداماد عطر الله مضجعه: الاصح بابايه ولم يأت بمستند راجع الرواشح: 106. (5) الامالي: 21 و 25 و 35 و 36 و 60، المشيخة: 9 العيون 21 و 67، ويروى عنه كثيرا ويذكره في الغالب بالرضيلة والرحملة. (6) معاني الاخبار: 205، وفي الخصال 1: 121: أبو عبد الله الحسين بن أحمد الاشناني العدل والظاهر انه متحد مع الحسين بن أحمد الاسترابادي العدني المذكور في الخصال 1: 149، وان العدني مصحف العدل والاشناني بضم الالف منسوب إلى بيع الاشنان، أو إلى قنطرة الاشنان موضع ببغداد، واما ما في نسخة المامقاني من الاثنائي فالظاهر أنه مصحف وقال: انه منسوب إلى أثناء: موضع بالشام قلت: لم نجده ولعله اراد الاثنان فوهم (*).

[ 49 ]

73 – أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي الحاكم حدثه في داره بنيسابور سنة 352 (1). 74 – الحسين بن أحمد المالكي (2). 75 – أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام (3). 76 – أبو الطيب الحسين بن أحمد بن محمد الرازي، حدثه بنيسابور سنة 352 (4). 77 – أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الكندي (5). 78 – الحسين بن عبد الله بن سعيد بن الحسن بن إسماعيل بن حكيم العسكري (6) 79 – الحسين بن علي بن أحمد الصائغ – تقدم في الحسن -. أبو محمد الحسين بن علي ابن شعيب الجوهري – تقدم في الحسن -. 80 – الحسين بن علي الصوفي (7). 81 – الحسين بن علي بن محمد القمي المعروف بأبي علي البغدادي (8).


(1) عيون الاخبار: 11 و 81 و 307، التوحيد: 417. (2) فهرست الطوسي: 91 ولعله غير الحسن بن أحمد المالكي الاتي في ترجمة أبيه. (3) علل الشرائع: 59، وفي الامالي 209 أبو عبد الله الحسين بن أحمد العلوى من ولد محمد بن علي بن أبي طالب عليه السلام، وفي معاني الاخبار: 105 أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد ابن علي بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن ابي طالب عليه السلام. (4) عيون الاخبار: 350 وفي المستدرك: الحسين بن أحمد بن قحط الرازي وهو مصحف (5) كمال الدين: 274. (6) علل الشرائع: 60، الخصال 1: 66، ذكره النوري في المستدرك مكررا تارة كناه أبا أحمد واخرى أبا محمد، وذكره ايضا في الحسن، والمذكور في العلل أبو أحمد ولم نجد أبا احمد ويحتمل قويا انهم واحد وان الحسين مصحف الحسن. (7) علل الشرائع: 68، الامالي: 218. (8) كمال الدين: 286 (*).

[ 50 ]

82 – أبو عبد الله الحسين بن محمد الاشناني الرازي العدل، حدثه ببلخ (1). 83 – الحسين بن محمد بن سعيد الهاشمي (2). 84 – الحسين بن موسى (3). 85 – أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن ضربس البجلي (4). 86 – حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، حدثه بقم في رجب 339 (5). 87 – خضر بن محمد بن مسروق (6). 88 – القاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي (7).


(1) العيون: 72 و 80، التوحيد: 50 و 174 و 384، يحتمل تعدده مع الحسين بن أحمد المتقدم لاختلاف الوصف فانه الدارمي وهذا الرازي ولانه يروى عن جده، وهذا يروى عن علي بن مهروية القزويني، نعم في الخصال 2: 96: الحسين بن محمد الاشناني الرازي عن جده فتأمل. (2) الامالي: 244 والظاهر انه مصحف الحسن. (3) بشارة المصطفى: 184 فيه: قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى: اخبرنا الحسين بن موسى: أخبرنا الحسين بن ابراهيم بن بابويه: اخبرنا علي بن ابراهيم بن هاشم اه‍ فتأمل. (4) الامالي: 234، التوحيد: 399، علل الشرائع: 16 و 160، معاني الاخبار: 105، الخصال 2: 43 والظاهر أنه متحد مع من مر تحت رقم 68. (5) العيون: 31، كمال الدين: 157، الامالي: 13 و 37 و 153 و 161، معاني الاخبار: 301، المشيخة: 33 وكثيرا ما يقول: حدثنا حمزة بن محمد العلوي. (6) المستدرك 3: 715، ولم نجده في الاسانيد نعم في الخصال 1: 63 جعفر بن محمد بن مسروق ولعله كان فقي نسخة النوري الخضر ولكنه مصحف جعفر بن محمد بن مسرور. (7) الخصال 1: 17 و 18 و 38 و 60: يروى عنه كثيرا وفي بعض الاسانيد السحري بالحاء والراء المهملتين وفي اخرى السجري بالجيم. والصحيح السجزي بالجيم والزاي المعجمتين نسبة إلى سجز بكسر السين وسكون الجيم: اسم لسجستان: البلد المعروف في اطراف خراسان. قال ياقوت في معجم البلدان 3: 190: وقد نسب إليها خلق كثير من الائمة والرواة والادباء منهم الخليل بن احمد بن محمد بن الخليل بن موسى بن عبد الله بن عاصم بن جنك أبو سعيد السجزي القاضي الحنفي، رحل إلى الشام والعراق وخراسان، وادرك ابا بكر بن خزيمة وتلك الطبقة، ومات بفرغانة سنة 373 وهو على مظالمها، وقد ولي القضاء بعدة نواح وكان اديبا نحويا (*).

[ 51 ]

89 – أبو يوسف رافع بن عبد الله بن عبد الملك، حدثه بمرو الروذ. (1) 90 – سعد بن عبد الله، وهو غير الجليل المعروف (2). 91 – سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي، كتب إليه من إصفهان بأحاديث. (3) 92 – أبو الحسن صالح بن شعيب الطالقاني، حدثه في ذي القعدة سنة 339 (4). 93 – صالح بن عيسى بن أحمد بن محمد العجلي (5). 94 – طاهر بن محمد بن يونس بن حيوة أبو الحسن الفقيه: أجازه ببلخ (6). 95 – الحاكم عبد الحميد بن عبد الرحمن بن الحسين النيسابوري الفقيه (7). 96 – عبد الرحمن بن محمد بن حامد البلخي (8). 97 – عبد الرحمن بن محمد بن خالد البرقي (9). 98 – أبو أسد عبد الصمد بن شهيد الانصاري، حدثه بسمرقند (10).


(1) الخصال 2: 144. (2) هكذا في المستدرك، ولعله ألجأه إلى قول: (غير الجليل) ما رأى من اسناده إليه مع ان المعلوم انه يروى بوساطة ابيه عن سعد بن عبد الله، ولكن الظاهر ان جل ما يرى في كتب الصدوق من الاسناد إلى سعد قد سقطت الواسطة وهو ابوه، وكذا ما يرى في الخرائج: 247 و 282 راجع. (3) الامالي: 261 و 208 و 300، عيون الاخبار: 125، الخصال 1: 6 و 71 و 41. (4) كمال الدين: 276، الخرائج: 281. (5) الامالي: 135 و 136 و 139 و 187، معاني الاخبار: 230. (6) الخصال 1: 17 و 2: 112، علل الشرائع: 15 و 160، التوحيد: 418. (7) معاني الاخبار: 319، التوحيد: 18، وفي المعاني: 46 الحسن مكان الحسين. (8) الخصال 1: 141، الامالي: 7. (9) المستدرك 3: 715، ولم نجده في الاسانيد ولعل خالد البرقي مصحف حامد البلخي المتقدم. (10) عيون الاخبار، 183 وفي نسخة: (عبد الشهيد) (*).

[ 52 ]

99 – أبو القاسم عبد الله بن أحمد الفقيه (1) أجازه ببلخ. 100 – أبو محمد عبد الله بن حامد (2). 101 – أبو الهيثم عبد الله بن محمد (3). 102 – أبو القاسم عبد الله بن محمد الصائغ (4). 103 – عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب القرشي الاصفهاني (5). 104 – عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن نصر بن عبد الوهاب بن عطاء بن واصل السجزي (6). 105 – عبد الله بن نضر بن سمعان التميمي الخرقاني (7).


(1) الخصال 1: 36 وفي 2: 102 عبيد الله، وفي تاريخ جرجان: 232: أبو القاسم عبد الله بن احمد الجرجاني نزل البصرة في اصحاب القماقم مات سنة 375 صليت عليه في جامع البصرة اه‍ و لعله هو. (2) علل الشرائع، 26، الخصال 2: 63 وفي المعاني: 18 أبو عبد الله بن ابي حامد والخصال 1: 135: أبو عبد الله بن حامد فيحتمل التصحيف والتعدد. (3) علل الشرائع: 93. (4) الامالي: 187 و 209 و 261، عيون الاخبار: 30، الخصال 2: 76، كمال الدين: 159. (5) عيون الاخبار: 67 و 143 و 233، الخصال 1: 82، وفي العلل: 14 عبد الواحد ابن محمد بن عبد الوهاب القرشي ولعله مصحف. (6) معاني الاخبار: 9 وفي كمال الدين: 297 كناه أبا سعيد وساق نسبه إلى نصر وقال: الشجري، كمال الدين: 300 وفي 303، أبو سعيد بن عبد الله وفيه: السيمري، وفي 310 نصير مكان نصر ولقبه الشجري، وفي التوحيد: 328 و 387: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الشجري (السرخسي خ ل) بنيسابور: وفي 427 بلا لقب. (7) الامالي: 48 و 132 و 180، علل الشرائع، 87، الخصال 1: 129، وخرقان بتحريك الراء: قرية من قرى بسطام على طريق استراباذ، وبسكونها: من قرى سمرقند على ثمانية فراسخ منها (*).

[ 53 ]

106 – عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري، حدثه بنيسابور سنة 352 (1). 107 – أبو محمد عبدوس بن علي بن العباس الجرجاني حدثه بسمرقند في منزله (2). 108 – أبو القاسم عتاب بن محمد بن عتاب الوراميني الحافظ (3). 109 – علي بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (4). 110 – علي بن إبراهيم الرازي (5). 111 – أبو الخير [ أبو الحسن خ ل ] علي بن أحمد النسابة (6) 112 – أبو الحسين علي بن أحمد بن حرابخت الجيرفتي النسابة (7).


(1) معاني الاخبار: 145، عيون الاخبار: 56 و 67 و 116 و 248 و 342، المشيخة 18، التوحيد: 247 و 977. (2) الخصال 1: 104 و 152، ترجمه السهمي في تاريخ جرجان 243 فقال: عبدوس بن علي الجرجاني نزيل سمرقند روى عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد وعلي بن محمد بن حاتم وغيرهما، مات في سنة 399 وقال في ص 287 في محمد بن بندار بن ابراهيم بن عمرو بن عيسى ابي نعيم الاسترابادي: مات سنة 377 روى عنه عبدوس بن علي الجرجاني بسمرقند، وروى عن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن ايوب التستري كما في ص 415، وعن الحسين بن أحمد بن سعيد العتكي الاستراباذي البزاز كما في 480، وله ابن ذكر السهمي في ص 279 قال: أبو الحسن علي بن عبدوس بن علي الجرجاني نزيل سمرقند وتوفى بها في شوال الثامن عشر منه سنة 415. (3) الامالي: 186، عيون الاخبار: 29، المشيخة: 3 الخصال 2: 71 و 72، ذكره ياقوت في معجم البلدان 5: 370 في ورامين، قال: ورامين: بليدة من نواحي الري قرب زامين بينها وبين الري ثلاثين ميلا. ينسب إليها عتاب بن محمد بن أحمد بن عتاب أبو القاسم الوراميني الحافظ، روى عن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وعبد الرحمن بن ابي حاتم، وابي القاسم البغوي، وابي العباس السراج، وغيرهم، روى عنه ابن بركان وابنه سلمة، وكان حافظا صدوقا، مات بعد سنة 310. (4) كمال الدين: 194. (5) عيون الاخبار: 38. (6) عيون الاخبار: 347. (7) التوحيد: 84، وجيرفت بكسر الجيم: مدينة بكرمان، وحرابخت معرب خوشبخت، وفي المستدرك 3: 715، علي بن محمد (احمد خ ل) بن خراتحت الحزقني النسابة (*).

[ 54 ]

113 – علي بن احمد الرازي (1). 114 – علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن خالد البرقي (2). 115 – علي بن أحمد بن متيل (3). 116 – علي بن أحمد بن محمد (4). 117 – علي بن أحمد بن محمد بن إسماعيل البرمكي (5). 118 – علي بن أحمد بن عمران التباق (6). 119 – علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (7). 120 – علي بن أحمد بن مهزيار (8). 121 – علي بن أحمد بن موسى الدقاق (9). 122 – علي بن أحمد بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر الصادق عليه السلام (10). (هامش صفحة 54) (1) كمال الدين: 296. (2) المشيخة: 1، الامالي 10 و 22 و 34، عيون الاخبار: 152 وروايته عنه كثيرة جدا. (3) المستدرك 3: 715 ولم نجده ولعله مصحف علي بن محمد. (4) المستدرك 3: 715 أقول: يوجد ذلك كثيرا في الاسانيد كما في العلل: 2 و 34 و 43 وغيرها والظاهر انه الدقاق الاتي. (5) العلل: 17. (6) المستدرك 3: 715 ولم نجده، وقال: لعله مصحف الوراق أقول: بل لعله مصحف الدقاق. (7) عيون الاخبار: 10 و 35، التوحيد: 86، كمال الدين: 44 وفي 177 علي بن أحمد بن محمد بن موسى بن عمران. (8) كمال الدين: 275. (9) الامالي: 25 و 69 و 80 و 118 و 143، وروايته عنه كثيرة في كتبه، وقد يعبر في بعض الاسانيد عنه بعلي بن أحمد، واخرى بعلي بن احمد بن موسى وثالثة بعلي بن أحمد الدقاق والكل واحد، بل لا يبعد اتحاده مع الدقاق المتقدم. (10) المستدرك 3: 715 لم نجده ويقوى انه مصحف عمن يأتي قريبا (*).


[ 55 ]

123 – علي بن بندار (1). 124 – أبو الحسن علي بن ثابث الدواليبي، حدثه بمدينة السلام سنة 352 (2). 125 – علي بن حاتم القزويني فيما كتب إليه (3). 126 – علي بن حبشي بن قوني فيما كتب إليه (4). 127 – علي بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام (5). 128 – علي بن الحسن بن الفرج المؤذن أبو الحسن (6). 129 – علي بن الحسن القزويني (7). 130 – علي بن الحسين البرقي (8). 131 – علي بن الحسين بن سفيان بن يعقوب بن الحارث بن إبراهيم الهمداني حدثه في منزله بالكوفة (9). 132 – علي بن الحسين بن شاذويه (10).


(1) علل الشرائع: 134. (2) عيون الاخبار، 35 وفي نسخة: الدواليني، كمال الدين، 93. (3) كمال الدين: 375 المشيخة: 39، الامالي: 75 و 174، علل الشرائع: 45 و 61 و 81. (4) علل الشرائع: 140. (5) الخرائج: 267 وكناه ابا الحسن في كمال الدين، 261. (6) كمال الدين: 241 و 242، الخصال 2: 58. (7) المستدرك 3: 715 ولم نجده والعله مصحف علي بن حاتم. (8) المستدرك 3: 715 ولم نجده. (9) معاني الاخبار. 189، علل الشرائع: 111، الخصال 1: 97، مختصر البصائر: 127 وفي الامالى: 4 و 231 شقير مكان سفيان. (10) الامالى: 61 و 120 و 122 و 173، عيون الاخبار: 28، كمال الدين: 181 (*)

[ 56 ]

133 – علي بن الحسين بن الصلت (1) 134 – علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي أبو الحسن والده المعظم (2) 135 – علي بن سهل (3) 136 – علي بن الرزاق الدرزاق (4) 137 – أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الاصفهاني الاسواري المذكر، حدثه بايلاق (5) 138 – أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد بن بابويه المذكر (6) 139 – علي بن عبد الله بن الوصيف الناشي الصغير (7) 140 – علي بن عبد الله الوراق (8) 141 – أبو الحسن علي بن عيسى المجاور (9) 142 – علي بن الفضل بن العباس البغدادي المعروف بأبي الحسن الخيوطي،


(1) التوحيد: 165 (2) المشيخة: 1، التوحيد: 5، الامالى، 5 و 6 و 8 و 9 و 11 و، وكتبه مشحونة بروايه عنه. (3) علل الشرائع: 119. (4) المستدرك 3: 715 ولم نظفر به ولا بالصحيح من لقبه ولعله مصحف الوراق، نعم في الخصال 1: 151 على بن عبد الوراق (الرزاق ظ) ولعله علي بن عبد الله الوراق. (5) التوحيد، 217 و 220 و 289 و، علل الشرائع، 31 و 133، كمال الدين: 171، الخصال 2: 88. (6) معاني الاخبار، 408 (7) احتمل صاحب الرياض، روايته عنه راجع الغدير 4: 29. (8) الامالى، 73 و 183 و 285، عيون الاخبار: 5 و 10 و 50، كمال الدين: 177 و 184، علل الشرائع 69 و 89 وروايته عنه كثير وفى كفايه الاثر: 290 على بن عبد الله الوراق الرازي، يحتمل اتحاده مع على بن محمد الاتى (9) عيون الاخبار: 140 و 155، الامالى: 175 و 290 و 299، وفى 390 على بن عيسى القمى. ولعلهما متحدان (*).

[ 57 ]

شيخ لاصحاب الحديث حدثه بالري (1) 143 – علي بن محمد بن عبد الله الوراق الرازي (2) – 144 أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن القزويني المعروف بابن مقبرة (3) 145 – علي بن محمد بن عصام (4) 146 – أبو الحسن علي بن محمد بن عمرو العطار (5) 147 – علي بن محمد بن موسى الدقاق (6) 148 – أبو الحسن علي بن محمد بن مهروية القزويني (7) 149 – الشريف أبو الحسن علي بن موسى بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبيدالله بن


(1) المعاني: 125، الامالى: 46، الخصال 1: 130 و 2: 171، كمال الدين، 137، العيون 34. (2) كمال الدين، 163، وفى 177 على بن محمد الوراق رحمه الله، وفى روايه بعده بلا فاصلة: على بن عبد الله الوراق وربما يحتمل قويا تعدده مع على بن عبد الله المتقدم، وفى كفايه الاثر المطبوع مع الخرائج: 290 على بن عبد الله الوراق الرازي فتأمل. (3) الامالى: 109، التوحيد: 377، معاني الاخبار: 42 و 331 و 357، ترجمة الرافعى في التدوين، 424 فقال، على بن محمد بن الحسن المعروف بالمقبرى اه‍ (4) المستدرك 3: 715، في مختصر البصائر محمد بن على بن بابويه، عن محمد بن عصام الكليني، وعلى بن أحمد (محمد خ ل) بن عصام الكليني، وعلى بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق، عن محمد بن يعقوب الكليني (5) المستدرك 3: 715 ولم نجده ولعله مصحف أبو على الحسن بن على محمد بن على بن عمرو العطار المتقدم. (6) المستدرك 3: 715 ولم نجده ولعله مصحف على بن أحمد بن موسى الدقاق المتقدم، وفى العلل: 194 عل بن محمد الدقاق (7) عيون الاخبار: 169 ترجمه السهمى في تاريخ جرجان: 261، وفى العلل 59: محمد بن على بن مهروية لعله مصحف أو متعدد (*)

[ 58 ]

موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام (1) 150 – علي بن هبة الله الوراق (2) 151 – أبو محمد عمار بن الحسين بن يحيى الاسروشي، حدثه بجبل موتك من أرض فرغانه (3) 152 – عمار بن إسحاق الاشتر (4) 153 – أبو القاسم غياث بن محمد الحافظ (5) 154 – أبو العباس الفضل بن الكندي الهمداني، أجازه بهمدان سنة 354 عند منصرفه من الحج – 155 أبو سعيد الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر النيسابوري (7) 156 – أبو أحمد القاسم بن محمد بن أحمد بن عبدويه الزاهد السراج الهمداني، حدثه بهمدان منصرفه من بيت الله الحرام سنة 354 (8) 157 – محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس الليثي (9)


(1) كمال الدين 186، وفى 257 أبو الحسن بن على وفيه: عبد الله مكان عبيدالله، وفى 317 الشريف أبو الحسن على وساق نسبه إلى عبد الله. (2) تعليقة الوحيد: الرجال الكبير، 240 (3) كمال الدين، 261 و 280 والخصال 1: 23، وفى الاول، الاسروشي، والظاهر أنه مصحف الاسر وثنى كما في اللباب، أو الاشروسني كما في المعجم، وهى بلدة كبيرة وراء سمرقند من سيحون (4) المستدرك: 3: 715 قال: واتحاده مع عمار بن الحسين غير بعيد أقول: لم نجده (5) كمال الدين 158، المستدرك 3: 715 أقول: لعله مصحف عتاب بالتاء (6) التوحيد، 60، الخصال 1: 155 و 141. (7) المسلسلات: 113 (8) الخصال 1: 52 و 80 و 2: 3، ومعاني الااخبار: 275 (9) الخصال: 1، 77 المعاني: 111 وفي كمال الدين، 136 محمد بن ابراهيم بن أحمد بن يونس، في الامالى 232 و 233، عيون الاخبار: 362 وفيه محمد بن أحمد بن ابراهيم الليثى (*).

[ 59 ]

158 – أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسي الغرائمي (1). 159 – أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق المكتب الطالقاني (2). 160 – أبو محمد بن أبي عبد الله الشافعي الغرغاني، حدثه بفرغانة (3). 161 – أبو جعفر محمد بن أبي القاسم بن محمد الفضل التميمي الهروي (4). 162 – محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد المعاذي (5). 163 – أبو واسع محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري (6). 164 – أبو الفضل محمد بن أحمد بن إسماعيل السليطي النيسابوري (7). 165 – أبو نصر محمد بن أحمد بن تميم السرخسي الفقيه، حدثه بسرخس (8). 166 – محمد بن أحمد البغدادي الوراق (9). 167 – محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي الوراق (10).


(1) عيون الاخبار: 79، التوحيد: 176. (2) الامالي: 128، عيون الاخبار 13 و 24 و 27 و 34 و 55، المشيخة: 32 وروايته عنه كثيرة ولعل المطلق ينصرف إليه، وفي بعض أسانيد – نسيته – حدثه بالري سنة 349. (3) الخصال 1: 82، و 2: 4 و 90. (4) عيون الاخبار: 381 و 382. (5) الامالي: 188، عيون الاخبار: 71 و 163، مختصر البصائر 202، تنقيح المقال 2: 66، الخصال 2: 60 وفي معاني الاخبار 13: 389 محمد بن ابراهيم بن أحمد بن يونس المعاذي، وفي الامالى: 15 محمد بن ابراهيم بن أحمد المعاذي، وفي 29: محمد بن ابراهيم المعاذي ويحتمل اتحاده مع الليثي المتقدم. (6) و (7) عيون الاخبار: 273 و 384. (8) الخصال 1: 92، التوحيد: 10 و 420، معاني الاخبار: 139 و 229 وفي التوحيد: 387: أبو نصر محمد بن أحمد بن ابراهيم بن تميم السرخسي. (9) الخصال 2: 27 و 31 و 172. (10) الامالي: 142، والظاهر: أنه متحد مع سابقه (*).

[ 60 ]

168 – محمد بن أحمد السناني المكتب (1). 169 – محمد بن أحمد الشيباني المكتب (2). 170 – محمد بن أحمد الصيرفي كان من أصحاب الحديث (3). 171 – أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن أسد الاسدي المعروف بابن جرادة البردعي حدثه بالري في رجب سنة 347 (4). 172 – محمد بن أحمد العثاني (5). 173 – محمد بن أحمد أبو عبد الله القضاعي (6). 174 – شريف الدين الصدوق أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن زرارة (زيادة خ ل) (7)، ابن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام (8).


(1) المشيخة: 3، الفقيه: ج 1 ص 85 من الحج، الامالي: 10 و 14 و 24 و 91 و 112، عيون الاخبار: 66 و 194، الخصال: 88 و 90، معاني الاخبار: 131 و 368، يروى عنه كثيرا، والسناني نسبة إلى جده الاعلى، الظاهر ان الرجل هو أبو عيسى محمد بن أحمد بن محمد ابن سنان الزاهري نزيل الري المترجم في رجال الشيخ في باب من لم يرو عنهم، يروى عن أبيه، عن جده محمد بن سنان المعروف، وقد روى عنه ابن طاووس بطريقه إليه عدة أحاديث في جمال الاسبوع: 106 و 229 و 238 و 266، وفي الموضع الاول ابن عيسى المكتب وهو تصحيف والصحيح أبو عيسى، ولعله وهم من الناسخ. (2) كمال الدين: 177 و 186، التوحيد: 83، معاني الاخبار: 131 و 139 والظاهر انه متحد مع سابقه وان الشيباني مصحف السناني، وان كان يظهر من المحقق الداماد في الرواشح ومن غيره التعدد. (3) الامالي: 47. (4) الخصال 2: 173، الامالي: 25 و 137 و 140 وغيره، المعاني: 322. (5) المستدرك 3: 716. (6) الخصال 1: 35. (7) الصحيح: زئارة كما في عمدة الطالب من زأر الاسد. (8) كمال الدين: 139 والظاهر ان الصحيح هكذا احمد زئارة بن محمد بن عبد الله راجع عمدة الطالب كما أن الظاهر أنه متحد مع الشريف أبو علي محمد بن احمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام الموجود في التوحيد ص 366 الا أنه اختصر النسب أو سقط بعض عن الطبع. (*)

[ 61 ]

175 – أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى العطار المعاذي النيسابوري (1). 176 – محمد بن أحمد بن يحيى العطار (2). 177 – محمد بن أحمد بن يونس المعاني (3). 178 – محمد بن إسحاق بن أحمد الليثي (4). 179 – محمد بن بكران النقاش، حدثه بالكوفة سنة 354 (5). 180 – محمد بن بكر بن علي بن محمد بن المفضل الحنفي (6). 181 – أبو أحمد محمد بن جعفر البندار الفرغاني الشافعي الفقيه بأخسيگث، حدثه بفرغانة (7). 182 – محمد بن جعفر بن الحسن البغدادي (8). 183 – محمد بن جعفر بن محمد الخزاعي (9).


(1) عيون الاخبار: 382 و 384. (2) المستدرك 3: 716، قال: كذا في بعض الاسانيد، ويحتمل كونه مقلوبا. (3) المستدرك 3: 715 ولم نجده. (4) الامالي: 319 وفي نسخة: محمد بن ابي اسحاق، وفي ثواب الاعمال: 29: محمد بن اسحاق، وفي المستدرك: المثنى بدل الليثي. (5) عيون الاخبار: 74، الامالي: 196 و 202 و 233، التوحيد: 234، معاني الاخبار: 43 و 321. (6) المستدرك 3: 716. (7) الخصال 1: 16 و 18 و 27 و 79 و 82 و 83، و 2: 90، عيون الاخبار: 125 وفي فضائل شعبان: محمد بن جعفر بن بندار. (8) كمال الدين: 136، معاني الاخبار 90، وفي نسخة منه وفي البرهان 1: 11 محمد بن جعفر بن الحسين البغدادي. (9) المستدرك 3: 716 ولم نجده (*).

[ 62 ]

184 – محمد بن حسان (1). 185 – محمد بن الحسن بن أبان (2). 186 – أبو نصر محمد بن الحسن بن إبراهيم الكرخي الكاتب، حدثه بإيلاق (3). 187 – محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمي، وهو أبو جعفر شيخ القميين و فقيههم (4). 188 – الشريف أبو عبد الله محمد بن الحسن بن إسحاق بن الحسن بن الحسين بن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وهو المعروف بنعمة الذي صنف (من لا يحضره الفقيه) له (5). 189 – محمد بن الحسن بن سعيد الهاشمي الكوفي (6). 190 – محمد بن الحسن بن علي بن فضال (7). 191 – الشيخ نجم الدين أبو سعيد محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن علي ابن الصلت القمي، ورد عليه من بخارا بقم بعد رجوعه من المشهد الرضوي (8). 192 – محمد بن الحسن بن عمر (9). 193 – محمد بن الحسن بن متيل (10).


(1 و 2) المستدرك: 3، 716 ولم نجدهما. (3) عيون الاخبار: 281 و 371. (4) المشيخة: 1، والتوحيد: 6 و 7، عيون الاخبار: 14 و 15، الامالي: 7 و 9 و 10، والرواية عنه كثيرة جدا. (5) كمال الدين: 300. (6 و 7) المستدرك 3: 716 أقول: لم نجدهما ولعل الاول مصحف الحسن بن محمد بن سعيد المتقدم، واما الثاني فلعله قد سقطت الواسطة والا فغريب جدا. (8) كمال الدين: 3 و 169. (9 و 10) المستدرك 3: 716 ولم نجدهما (*).

[ 63 ]

194 – محمد بن الحسين (1). 195 – أبو نصر محمد بن الحسين بن الحسن الديلمي الجوهري (2). 196 – محمد بن خالد السناني (3). 197 – أبو الحسن محمد بن سعيد بن عزيز السمرقندي الفقيه، حدثه بأرض بلخ (4). 198 – أبو عبد الله محمد بن شاذان بن أحمد بن عثمان البرواذي (5). 199 – أبو جعفر محمد بن عبد الله بن طيفور الدامغاني الواعظ (6). 200 – أبو جعفر محمد بن علي بن أحمد بن بزرج (7) بن عبد الله بن منصور بن يونس بزرج صاحب الصادق عليه السلام (8). 201 – محمد بن علي بن أحمد بن محمد (9). 202 – محمد بن علي الاسترابادي (10). 203 – محمد بن علي بن أسد الاسدي (11). 204 – أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل (12).


(1) الخصال 1: 74، ثواب الاعمال: 7 وفي المستدرك: ولعله البزاز كما في بعض الاسانيد. (2) معاني الاخبار: 292. (3) المستدرك 3: 716، التعليقة: 295، تنقيح المقال 3: 114 فتأمل. (4) التوحيد: 83، معاني الاخبار: 11. (5) علل الشرائع: 21 و 22 و 23 و 38 و 147 وفي الاخيرتين: البراواذي. (6) علل الشرائع: 28 و 34. (7) في نسخة من كمال الدين وفي الخرائج روح. (8) كمال الدين: 284 و 285، الخرائج، 281. (9) المسدرك 3: 716. (10) الامالي 105 ولعله محمد بن القاسم الاسترابادي الاتي. (11) المستدرك 3: 716 أقول: لعله محمد بن احمد بن علي بن اسد الاسدي المتقدم. (12) الخصال 1. 86 و 95 و 96. (*)

[ 64 ]

205 – أبو جعفر محمد بن علي بن الاسود (1). 206 – محمد بن علي بن بشار القزويني (2). 207 – أبو الحسن محمد بن علي الشاه الفقيه المرو الروذي، حدثه بمرو الرود في داره (3). 208 – محمد بن علي بن شيبان القزويني (4). 209 – محمد بن علي بن الفضل الكوفي حدثه في مسجد أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة (5). 210 – محمد بن علي القزويني (6). 211 – محمد بن علي ماجيلويه القمي (7). 212 – أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي الكرماني (8). 213 – محمد بن علي بن مشاط (9).


(1) كمال الدين: 275 و 276. (2) الامالي: 203، كمال الدين: 289، عيون الاخبار: 141 و 326، علل الشرائع: 34، معاني الاخبار: 105 و 292، الخصال 1: 30. (3) المشيخة. 39، عيون الاخبار: 123 و 194 و 274، الخصال 1: 62 42 و 155، و 2: 40 و 61، كمال الدين: 186، معاني الاخبار: 50 وفي بعضها: أبو الحسين. (4) كمال الدين: 186 يحتمل اتحاده مع ابن بشار وكون شيبان مصحف بشار. (5) الامالي: 137 و 188 و 232. (6) المستدرك 3: 716 قال: ولعله ابن مهروية. (7) المشيخة: 1 و 3، الامالي: 8 و 10 و 15 و 17 و 20 و 22 و 24 وروايته عنه كثيرة جدا، ويعبر عنه كثيرا بمحمد بن علي عن عمه. (8) عيون الاخبار: 54، كمال الدين: 201 و 233 و 243 و 251. (9) المستدرك 3: 716 (*).

[ 65 ]

214 – محمد بن علي بن متيل (1). 215 – محمد بن علي الموصلي (2). 216 – محمد بن علي بن مهروية (3). 217 – أبو جعفر محمد بن علي بن نصر البخاري المقري (4). 218 – محمد بن علي بن هاشم (5). 219 – أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري، حدثه بإيلاق (6). 220 – أبو بكر محمد بن عمر بن عثمان بن الفضل العقيلي الفقيه (7). 221 – محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء بن سبرة بن سيار أبو بكر التميمي يعرف بابن الجعابي، حدثه بمدينة السلام (8). 222 – محمد بن الفضل بن زيدويه الجلاب الهمداني، حدثه بهمدان (9). 223 – محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر النيسابوري المعروف بأبي سعيد المعلم.


(1) كمال الدين: 276، وفي 277 علي بن محمد بن متيل. (2) لسان الميزان: 2: 124 راجعه. (3) علل الشرايع: 59، ولعله مقلوب علي بن محمد بن مهروية المتقدم. (4) علل الشرائع: 34، معاني الاخبار: 104. (5) عيون الاخبار: 152، وفي المستدرك: هشام. (6) معاني الاخبار: 114 و 318، الخصال 1: 80 و 98 و 125 و 153 و 154 و 2: و 3 و 25 و 28، التوحيد: 277 وفيه: أبو الحسين (أبو الحسن خ ل) وعمر (عمرو خ ل) وفي مختصر البصائر 1 7: أبو الحسين محمد بن عمر بن علي البصري. (7) كمال الدين: 291 وقبله بأسطر أبو بكر محمد بن عمرو بن عثمان بن الفضل العقيلي الفقيه، ولعله مصحف وفي لسان الميزان 5: 321 محمد بن عمر أبو بكر العقيلي راجعه. (8) معاني الاخبار: 66 و 234، الامالي: 40 و 47 و 59 و 75 و 137 و 286، الخصال 1: 145 وروايته عنه كثيرة وقد يعبر عنه بمحمد بن عمر الحافظ البغدادي أو الجعابي أو محمد بن عمر الحافظ، والكل واحد، وفي الخصال 2: 13: محمد بن عمير البغدادي الحافظ وهو مصحف وعده المحدث النوري شخصا آخر. (9) الخصال 2، 99 (*).

[ 66 ]

حدثه بنيسابور (1). 224 – محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني (2). 225 – محمد بن أبي القاسم الاسترابادي (3). 226 – أبو جعفر محمد بن محمد الخزاعي (4). 227 – محمد بن محمد بن عصام الكليني (5). 228 – محمد بن محمد بن غالب الشافعي (6). 229 – أبو الفرج محمد بن المظفر بن نفيس المصري الفقيه (7). 230 – محمد بن موسى البرقي (8). 231 – محمد بن موسى بن المتوكل (9). 232 – أبو الحسين محمد بن هارون الزنجاني، كتب إليه على يدي علي بن أحمد البغدادي الوراق (10).


(1) كمال الدين، 172، عيون الاخبار: 274، التوحيد: 12 و 60، علل الشرائع: 63. (2) عيون الاخبار: 78 و 147، الخصال 2: 12 و 82، الامالي: 215 و 217 و 271، معاني الاخبار: 287، تفسير الامام: 1 وفيه الخطيب. (3) الامالي: 67 ويحتمل اتحاده مع سابقه بزيادة كلمة ابي، ويحتمل اتحاده مع محمد بن علي المتقدم. (4) كمال الدين: 246 و 288، الخرائج: 280 ولعله متحد مع محمد بن جعفر بن محمد الخزاعي المتقدم. (5) المشيخة: 33، الامالي: 166 و 193 و 273، كمال الدين: 188، علل الشرائع: 55 و 88 وفي بعضها: عاصم مكان عصام، يروى عنه عن محمد بن يعقوب الكليني، المعاني: 360. (6) التوحيد: 420. (7) كمال الدين: 286، معاني: 286، وفي الخرائج: 274 أحمد ولعله مصحف. (8) عيون الاخبار: 152، علل الشرائع: 47. (9) المشيخة: 2، عيون الاخبار: 10 و 15، كمال الدين، 12، الامالي، 5 و 8 و 9 و 13 و 22 وروايته عنه كثيرة، وفي بعضها محمد بن موسى المتوكل. (10) الامالي، 4 و 103، كمال الدين 305، معاني الاخبار: 22 و 211 و 277 و 302، و 326 وفي موضع: أبو الحسن (*).

[ 67 ]

233 – محمد بن يعقوب الكليني (1). 234 – محمد بن يحيى بن عمران الاشعري (2). 235 – محمد بن يوسف بن علي (3). 236 – أبو طالب المظفر بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام (4). المظفر بن جعفر بن 237 – يحيى بن أحمد بن إدريس (5). 238 – أبو ذر يحيى بن زيد بن العباس بن الوليد البزاز، حدثه بالكوفة (6). 239 – يعقوب بن يوسف بن يعقوب الفقيه شيخ لاهل الري (7). 240 – أبو أحمد هانئ بن محمد بن محمود العبدي (8). 241 – أبو أحمد بن الحسين بن أحمد بن حمويه بن عبد النيسابوري الوراق (9). 242 – أبو جعفر المروزي (10).


(1) تنقيح المقال 3: 155 حكاه عن السيد بحر العلوم – قدس الله سره – في ترجمته قال بعد كلام طويل، يكون عمره نيفا وسبعين سنة، ومقامه مع والده ومع شيخه أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني في الغيبة الصغرى نيفا وعشرين سنة إه‍ قلت: لم نجد بعد التتبع التام موردا يروى عنه، بل صرح في المشيخة بأن ما كان فيه محمد بن يعقوب الكليني فقد رويته عن محمد بن محمد بن عصام (عاصم خ ل) وعلي بن أحمد بن موسى ومحمد بن أحمد السناني، عن محمد بن يعقوب، واما ما قيل. من انه يروى عنه بتوسط ابيه فهو ايضا مما لا شاهد له. (2) المستدرك 3: 716. (3) قصص الانبياء راجع بحار الانوار 5: 367 طبعة امين الضرب (4) كمال الدين: 245، والظاهر أنه متحد مع أبي طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي البصري الموجود في الخصال 2: 82 وفي العيون، 18 و 19 و 24 وفي كمال الدين: 183 و 245 و 246 وفي المشيخة، 25 وفى غيرها، وان النسب الاول مختصر قد سقط المظفر الثاني من الوسط واحتمل ايضا ان المظفر لقب محمد. (5) المستدرك 3: 716 ولم نجده. (6) الامالي: 2 و 230، الخصال 1: 153. (7) الامالي: 47. (8) عيون الاخبار: 46 و 47 وفي الخصال 2، أبو أحمد هاني بن محمود بن هاني العبدي. (9 و 10) المستدرك 3، 716. (*)

[ 68 ]

243 – أبو الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب (1). 244 – أبو الحسن بن علي بن محمد بن خشاب (2). 245 – أبو الحسن بن يونس (3). 246 – أبو سهل بن نوبخت (4). 247 – أبو عبد الله بن حامد (5). 24 * – أبو محمد بن جوزبن البشري (خورويه التستري خ ل) (6). 249 – أبو محمد الوجبائي (7). 250 – الحسن بن (8) محمد بن سعيد الهشامي (9). 251 – الحسين بن علي بن أحمد، وهو غير الصائغ (10). 252 – الحسين بن الحسن بن محمد (11). هذه عدة من مشائخه ممن ظفرنا عليهم بعد الفحص في كتبه المطبوعة، ولعل المراجع إلى كتبه المخطوطة وكتب التراجم ظفر على أكثر من هذا، ونسأل الله التوفيق على الاستيفاء والاستقصاء في رسالتنا: (قضاء الحقوق في ترجمة الصدوق) إنه ولي قدير. (تلامذته والراوون عنه) قد سمعت آنفا من الرجالي الكبير النجاشي (أن شيوخ الطائفة سمعوا منه وهو


(1) معاني الاخبار: 229. (2) كمال الدين: 262 راجعه وتأمل فيه. (3) المستدرك 3: 716. (4) كمال الدين: 262 راجعه وتأمل فيه. (5) الخصال 1: 135 وفي المعاني: 47 أبو عبد الله بن أبي حامد وتقدم عبد الله بن حامد. (6) كمال الدين: 262 راجعه وتأمل فيه. (7) المستدرك 3: 716. (8) فاتنا ذكر نفر في محله فنلحقه ههنا. (9) فضائل شعبان راجع وسائل الشيعة 4: 29 ر 29 من المندوب من طبعنا الجديد. (10 و 11) رجال الشيخ: باب من لم يرو عنهم (*).

[ 69 ]

حدث السن) وهو يعطينا الخبر إجمالا بأن عدة كثيرة سمعوا منه وأخذوا عنه، وأما أسماؤهم وعدتهم على التفصيل فلم نقف عليهم أسفا إلا على القليل، والوقوف على الصحيح من عددهم واستقصائهم يحتاج إلى تصفح الاسانيد وتتبعها، وأما كتب تراجمنا الموجودة فقد خلت عن ذكرهم، والتراجم المتكفلة لذلك كطبقات الشيعة والحاوي في رجال الامامية، وتاريخ حلب لابن أبي طي (1) وشيوخ الشيعة لعلي بن الحكم (2) وتاريخ الري للشيخ منتجب الدين، ورجال الشيعة لابن بطريق وغيرها فقد ضاعت ولم يصل إلينا منها شئ، فلو كانت بأيدينا لامكنتنا الوقوف على كثير منهم ومن ظفرنا به منهم يبلغ عدتهم 27 رجلا. 1 – أبو العباس أحمد بن علي بن محمد بن العباس بن نوح (3). 2 – أبو الحسن أحمد بن محمد بن تربك الرهاوي (4). 3 – أبو محمد أحمد بن محمد المعمري (5). 4 – جعفر بن أحمد بن علي أبو محمد القمي نزيل الري الذي تقدم في مشايخه (6).


(1) هو يحيى بن أبي طي حميد بن ظافر بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن الحسن بن صالح بن علي بن سعيد بن ابي الخير الطائي أبو الفضل البخاري الحلبي المتولد سنة 575 والمتوفى سنة 630 له كتاب معادن الذهب في تاريخ حلب، وشرح نهج البلاغة في ست مجلدات، وفضائل الائمة في اربع مجلدات، وخلاصة الخلاص في آداب الخواص في عشر مجلدات، والحاوي في رجال الامامية، وسلك النظام في أخبار الشام وتاريخ مرتب على الشهور والسنين، ينقل كثيرا عن كتابه الحاوي وطبقات الشيعة ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان، وترجمه فيه في المجلد السادس: 263. (2) هو غير علي بن الحكم الانباري الراوي عن الصادق عليه السلام على ما ظن صاحب االذريعة، لانه ترجم في رجاله الحسين بن أحمد بن عامر الاشعري وقال: كان من شيوخ أبي جعفر الكليني صاحب كتاب الكافي، والظاهر أنه في طبقة المفيد واضرابه، وكان كتاب رجاله موجودا عند ابن حجر العسقلاني فقد اكثر النقل عنه في لسان الميزان. (3) جمال الاسبوع: 521. (4) غيبة الطوسي: 190. (5) الخرائج: 247، مختصر البصائر، 107 وفي الاخير، العمري، ولعله المقري المترجم في رجال الشيخ. (6) المسلسلات: 103 و 108 و 113 (*).

[ 70 ]

5 – جعفر بن أحمد المريسي (1). 6 – أبو الحسن جعفر بن الحسن بن حسكة القمي (2). 7 – أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي الرازي المجاور بالكوفة صاحب الجامع في الحديث (3). 8 – الحسن بن الحسين علي بن بابويه (4). 9 – الحسن بن عنبس بن مسعود بن سالم بن محمد بن شريك أبو محمد المرافقي (5)، قال ابن حجر: كان شيعيا غاليا. قرأ على الشيخ المفيد، ولقى القاضي عبد الجبار وعمر مائة سنة أو اكثر، قال الكراجكي: اجتمعت به بالمرافقة (6) ورأيت له حلقة عظيمة يقرؤون عليه مذهب الامامية، مات سنة خمس وثمانين وأربع مائة، ويقال: سنة ست وثمانين و أربع مائة، ومن شيوخه الصفورائي وأبو جعفر بن بابويه، وكانت له خصوصية بالصاحب ابن عباد (7). 10 – أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الشيباني القمي مؤلف تاريخ قم، قاله صاحب رياض العلماء (8). 11 – أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري (9).


(1) بحار الانوار 1: 55 طبعه الجديد. (2) فهرست الشيخ: 157. (3) الذريعة 5: 28 قال: يروى عن الشيخ الصدوق تارة بغير واسطة وتارة بتوسط اخيه الحسين. (4) بشارة المصطفى: 9 و 11 و 14 و 21. (5) هكذا في لسان الميزان، ولم نجدذلك في الانساب، والصحيح الرافقي نسبة إلى الرافقة: بلد متصل البناء بالرقة وهما على ضفة الفرات وبينهما مقدار ثلاثمائة ذراع، والرافقة أيضا: من قرى البحرين. (6) الصحيح الرافقة كما تقدم. (7) لسان الميزان 2: 242 قلت: سنة وفاته لا يلائم إدراكه ابن بابويه الا بأن عمره قريبا من 130 سنة. فلعل في سنة وفاته وهم. (8) تأسيس الشيعة: 254، الذريعة 3، 277. (9) فهرست الطوسي، 157 (*).

[ 71 ]

12 – أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي أخو المترجم (1). 13 – عبد الصمد بن محمد التميمي. (2). 14 – علي بن أحمد بن العباس النجاشي والد الرجالي الكبير (3). 15 – السيد أبو البركات علي بن الحسين الجوزي الحلي الحسيني (4). 16 – السيد المرتضى علم الهدى ذو المجدين أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى (5). 17 – أبو القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز (6). 18 – أبو القاسم علي بن محمد المقري (7). 19 – محمد بن أحمد بن العباس بن الفاخر الدوريستي (8). 20 – أبو بكر محمد بن أحمد بن علي (9). 21 – أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي ابن اخت أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، مؤلف كتاب إيضاح دفائن النواصب، يروي عنه الكراجكي وقرء عليه كتاب الايضاح بمكة في المسجد الحرام سنة 412 (10).


(1) رجال الشيخ باب من لم يرو عنهم، بشارة المصطفى، 145. (2) بشاره المصطفى: 179 وبعدها، قلت: الذي رأيت في غير ذلك الكتاب أنه يروى عنه بتوسط علي بن الحسين الجوزي. (3) فهرست النجاشي: 279. (4) مفتتح الامالي، أمل الامل: 485. (5) الغدير 4: 270 نقله عن الاجازات. (6) قد أكثر الرواية عنه في كتاب كفاية الاثر في النصوص على الائمة الاثني عشر. (7) لؤلؤة البحرين، اسناد الندبة للسجاد عليه السلام. (8) الخرائج: 274، أمل الامل: 496 طبعه الملحق برجال الاسترابادي. (9) مفتتح كتاب الامالي. (10) كنز الفوائد، 202 و 220 و 282، أمل الامل: 496 ومفتتح تفسير الامام العسكري عليه السلام (*).

[ 72 ]

22 – محمد بن جعفر بن محمد القصار الرازي أبو جعفر، ذكره ابن بابويه في تاريخ الري، وقال: شيخ من مشاهير الشيعة، سمع أبا جعفر محمد بن علي الحسين بن موسى الفقيه على مذهبهم، روى عنه أبو سعيد محمد بن أحمد الرازي وأخوه عبد الرحمن، ومات سنة ست وأربعين وخمس مائة (1). 23 – محمد بن الحسن بن إسحاق بن الحسن بن الحسين بن إسحاق بن موسى بن جعفر عليهما السلام أبو عبد الله المعروف بنعمة المتقدم في مشايخه (2). 24 – أبو زكريا محمد بن سليمان الحمراني (3). 25 – محمد بن طلحة بن محمد النعالي البغدادي من شيوخ الخطيب البغدادي (4). 26 – أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد (5). 27 – أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري (6). (آثاره الثمينة ومؤلفاته القيمة) يبلغ قائمة مصنفاته إلى ثلاثمائة مصنف، نص على ذلك شيخ الطائفة في الفهرست وعد منها أربعين كتابا، وأورد الرجالي الكبير النجاشي في فهرسته نحو مائتين من كتبه ومصنفاته كلها قيمة في شتى العلوم الدينية وفنونها قد استفادت عنها الامة جمعاء منذ تأليفها إلى عصرنا الحاضر، ولم يبق من تلك الثروة العظيمة إلا نزر يسير، وحيث طال الكلام نحيل أسمائها وبيان مواضيعها وشروحها وما ترجم منها والتعليق عليها إلى رسالتنا في ترجمته نسأل الله التوفيق لا تمامها ومن شاء الوقوف على مصنفاته فعلا فليراجع فهرست النجاشي.


(1) لسان الميزان 5: 105. وادراكه وسنة وفاته وهم. (2) مفتتح كتاب من لا يحضره الفقيه. وله ترجمة ضافية في كتاب جامع الانساب ج 1 ص 51 من الفصل الثاني تأليف زميلنا الفاضل الشريف السيد محمد علي روضاتي. (3) فهرست الطوسي: 157. (4) تاريخ بغداد 3: 89. (5) فهرست الطوسي: 157 وفي أماليه قد أكثر النقل عنه. (6) خاتمة المستدرك: 524. (*)

[ 73 ]

(ولادته) لم نعلم على التحقيق سنة ولادته ولم يعينها أحد ممن ترجمه لكن الذي يستفاد من كتابه كمال الدين وغيبة الطوسي وفهرست النجاشي أنها كانت بعد موت محمد بن عثمان العمري ثاني السفراء الاربعة، سنة 305 في أوائل سفارة أبي القاسم الحسين بن روح ثالث السفراء الاربعة، قال شيخنا المترجم: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الاسود قال: سألني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله بعد موت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه أن أسأل أبا القاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمان عليه السلام أن يدعو الله عزوجل أن يرزقه ولدا ذكرا، قال: فسألته فأنهى ذلك فأخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام أنه قد دعا لعلي بن الحسين وأنه سيلد له ولد مبارك ينفعه الله عزوجل به وبعده أولاد. إه‍ (1) وقال شيخ الطائفة، قال ابن نوح، حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سورة القمي رحمه الله حين قدم علينا حاجا قال: حدثني علي بن الحسن بن يوسف الصائغ القمي ومحمد بن أحمد بن محمد الصيرفي المعروف بابن الدلال وغيرهما من مشايخ أهل قم أن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى بن بابويه فلم يرزق منها ولدا، فكتب إلي الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولادا فقهاء، فجاء الجواب إنك لا ترزق من هذه، وستملك جارية ديلميه وترزق منها ولدين فقيهين. إه‍ (2) وقال النجاشي، إن علي بن الحسين رحمه الله قدم العراق واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله وسأله مسائل، ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر الاسود (3) يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السلام، ويسأله فيها الولد، فكتب إليه، قد


(1) كمال الدين، 276، ومثله قال الطوسي في كتابه الغيبة: 209. (2) الغيبة: 201. (3) هكذا فيه، وقد سمعت عن الصدوق والطوسي أنه محمد بن علي الاسود (*).

[ 74 ]

دعونا لك بذلك وسترزق ولدين ذكرين خيرين (1). هذه كلما ت أعلام القوم في تاريخ ولادته وفي طليعتها كلام المترجم نفسه وهو أعرف بحاله فيستنتج أن ولادته كانت بعد سنة 305، وقد كاانت خير ولادة وخير مولود حيث ولد بدعوة الامام الحجة عليه السلام وعم نفعه وخيره وبركته الانام ولذا كان شيخنا المترجم يفتخر ويقول: أنا ولدت بدعوة صاحب الامر عليه السلام (2)، وكان يقول، كان أبو جعفر محمد بن علي الاسود رضي الله عنه كثيرا ما يقول إذا رآني أختلف إلى مجالس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله وأرغب في كتب العلم وحفظه: ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم وأنت ولدت بدعاء الامام عليه السلام (3). وكان ابن سورة يقول، كلما روى أبو جعفر وأبو عبد الله ابنا علي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما ويقولون لهما: هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة الامام لكما، وهذا أمر مستفيض في أهل قم (4). وكان أخوه الحسين يقول: عقدت المجلس ولي دون العشرين سنة، فربما كان يحضر مجلسي أبو جعفر محمد بن علي الاسود، فإذا نظر إلى إسراعي في الاجوبة في الحلال والحرام يكثر التعجب لصغر سني ثم يقول: لا عجب لانك ولدت بدعاء الامام عليه السلام (5). وأما ما في بعض الكتب من أنه ولد في خراسان أثناء زيارة والده لمشهد الرضا عليه السلام (6) مما لم نعثر على مستند يثبته، ولا على قائل من أصحابنا يذكره والله أعلم.


(1) فهرست النجاشي: 185. (2) فهرست النجاشي: 185. (3) كمال الدين: 276. (4) غيبة الطوسي: 201. (5) المصدر، 209. (6) ذكره داويت م. دونلدسن في كتاب عقيدة الشيعة: 284، واليسوعي في المنجد في الادب والعلوم: 56 (*).

[ 75 ]

(وفاته ومدفنه) توفي قدس الله روحه سنة 381، وكان بلغ عمره نيفا وسبعين سنة، وقبره بالري بالقرب من قبر عبد العظيم الحسني رضي الله عنه عند بستان طغرلية في بقعة رفيعة في روضة مونقة، وعليها قبة عالية، يزوره الناس ويتبركون به، وقد جدد عمارتها السلطان فتحعلي شاه قاجار سنة 1238 تقريبا بعدما ظهرت كرامة شاع ذكرها في الناس وثبتت للسلطان وامرائه وأركان دولته، ذكر تفصيلها جمع من الاعاظم كالخوانساري في الروضات والتنكابني في قصص العلماء والمامقاني في تنقيح المقال والخراساني في منتخب التواريخ، والقمي في الفوائد الرضوية وغيرهم في غيرها، قال الخوانساري: ومن جملة كراماته التي قد ظهرت في هذه الاعصار، وبصرت بها عيون جم غفير من اولي الابصار وأهالي الامصار أنه قد ظهر في مرقده الشريف الواقع في رباع مدينة الري المخروبة ثلمة وانشقاق من طغيان المطر، فلما فتشوها وتتبعوها بقصد إصلاح ذلك الموضع بلغوا إلى سردابه فيها مدفنه الشريف، فلما دخلوها وجدوا جثته الشريفة هناك مسجاة عارية غير بادية العورة، جسيمة وسيمة، على أظفارها أثر الخضاب، وفي أطرافها أشباه الفتايل من أخياط كفنه البالية على وجه التراب، فشاع هذا الخبر في مدينة طهران إلى أن وصل إلى سمع الخاقان المبرور السلطان فتحعلي شاه قاجار جد والد ملك زماننا هذا الناصر لدين الله خلد الله ملكه ودولته، وذلك في حدود ثمان وثلاثين بعد المائتين والالف من الهجرة المطهرة تقريبا، فحضر الخاقان المبرور هناك بنفسه المجللة لتشخيص هذه المرحلة، وأرسل جماعة من أعيان البلدة وعلماءهم إلى داخل تلك السردابة، بعد ما لم يروا امناء دولته العلية مصلحة الدولة في دخول الحضرة السلطانية ثمة بنفسه إلى أن انتهى الامر عنده من كثرة من دخل وأخبر إلى مرحلة عين اليقين، فأمر بسد تلك الثلمة وتجديد عمارة تلك البقعة، وتزيين


[ 76 ]

الروضة المنورة بأحسن التزيين، وإني لاقيت بعض من حضر تلك الواقعة، وكان يحكيها الاعاظم من أساتيدنا الاقدمين من أعاظم رؤساء الدنيا والدين (1) أه‍. وقد ذكر المامقاني تلك الواقعة عن العدل الثقة الامين السيد إبراهيم اللواساني الطهراني قدس سره (2). (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طبية)


(1) روضات الجنات: 533. (2) تنقيح المقال 3: 155.

[ 77 ]

مرقد الصدوق الذي بناه الملك (فتحعلي شاه) القاجاري


[ 78 ]

(بيته) (أبوه) بيتة في قم من أعضم بيوت الشيعة وأرفعها يتصف بالسؤدد والمجد قد نبغ منه جماعة كثيرة من أساطين العلم وخرج منه عدة من فطاحل الفضيلة وحملة الحديث والفقه ومن وقفنا على أسمائهم نذكرهم ونشير إلى مختصر من تراجمهم فمنهم: 1 – أبوه المعظم أبو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الصدوق الاول قدس سره الشريف. مذكور في أكثر التراجم مشفوعا بالا كبار والاجلال والحفاوة والثناء قال الرجالي الاقدم النجاشي في فهرسه: 184 علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي أبو الحسن شيخ القميين في عصره ومتقدمهم وفقيههم وثقتهم، كان قدم العراق، واجتمع مع أبي القاسم ابن روح رحمة الله وسأله مسائل إلى آخر ما نقلنا عنه قبلا. وقال ابن النديم في فهرسه: 277: ابن بابويه واسمه علي بن الحسين بن موسى بن بايويه القمي من فقهاء الشيعة وثقاتهم. وترجمه الشيخ في رجاله وفهرسته، والعلامة في الخلاصة وسائر أرباب التراجم في كتبهم وذكره العلماء في اجازاتهم وأثنوا عليه جميعا، ونحن لانحتاج إلى الايعاز إليها بعدما ورد عن الامام الحسن العسكري عليه السلام في حقه في توقيعه الشريف: يا شيخي ومعتمدي وفقيهي (1). (مشائخه وأساتذته) تتلمذ شيخنا أبو الحسن على عدة كثيرة من المشايخ واساتذة الفقه والحديث و روى عنهم واحصاؤهم يتوقف علي تصفح أسانيد الاخبار، ومتون التراجم والاجازات،


(1) جامع المقال: 195 (*).

[ 79 ]

فمن ظفرنا بهم يبلغ عدتهم 37 رجلا: 1 – ابراهيم بن عمروس الهمداني (1). 2 – أحمد بن إدريس (2). 3 – أحمد بن علي التفليسي (3). 4 – أحمد بن محمد بن مطهر أبو علي المطهر صاحب أبي محمد عليه السلام (4). 5 – أيوب بن نوح (5). 6 – حبيب بن الحسين التغلبي الكوفي (6). 7 – الحسن بن أحمد الاسكيف حدثه بالري (7). 8 – الحسن بن أحمد المالكي: (8) 9 – الحسن بن علي بن الحسن الدينوري العلوي (9). 10 – الحسن بن قالولي (10). 11 – الحسن بن محمد بن عبد الله بن عيسى (11). 12 – الحسين بن محمد بن عامر (12). 13 – الحسين بن محمد بن عمران بن أبي بكر الاشعري. (13)


(1) الامالي: 6. (2) مشيخة الفقيه: 120، العيون: 17 و 25، الامالي: 11. (3) الامالي: 182. (4) المستدرك 3: 780. (5) كمال الدين: 191 والظاهر ان فيه سقط وهو سعد بن عبد الله أو غيره. (6) العلل: 177، الامالي: 85. (7) الخصال 2: 139. (8) العيون: 172 و 186، والامالي: 183. (9) فهرست الطوسي: 75، فهرست النجاشي: 125 وفي الاخير الحسن بن علي بن الحسين. (10) ثواب الاعمال: 95. (11) العيون: 15. (12) المشيخة: 4، العلل: 105. (13) لعله متحد مع من قبله (*).

[ 80 ]

14 – سعد بن عبد الله بن ابي خلف الاشعري القمي أبو القاسم (1). 15 – سعد بن محمد بن صالح (2). 16 – سويد بن عبد الله (3). 17 – أبو العباس عبد الله جعفر الحميري صاحب كتاب قرب الاسناد (4). 18 – عبد الله بن الحسن المؤدب (5). 19 – أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمي، يستفاد من الامالي ص 27 و 363 حياته في سنة 307 (6). 20 – علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة (7). 21 – علي بن الحسين بن سعدك الهمداني (8). 22 – علي بن الحسين السعد آبادي (9). 23 – علي بن سليمان الرازي (10). والظاهر انه مصحف، والصحيح الزراري كما في فهرست النجاشي وهو علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير أعين الزراري. 24 – علي بن محمد بن قتيبة. (11)


(1) المشيخة: 1 وقد اكثر الرواية عنه ابنه في كتبه بتوسط ابيه. (2) كمال الدين: 269. (3) المشيخة: 17 وفى كمال الدين: 71 سود بن عبد الله. (4) المشيخة: 5 وفى الامالي وغيره كثير. (5) رجال الشيخ: باب من لم يرو عنهم، العلل: 72، وفى الامالى وغيره روايته عنه كثيرة. (6) روايته عنه كثيرة ذكرها ابنه في كتبه. (7) فهرست النجاشي: 120، المشيخة: 10. (8) فهرست الطوسي: 72. (9) المشيخة: 22، علل الشرائع: 134، الامالي. 192. (10) علل الشرائع: 139 و 153. (11) الامالي: 62 (*).

[ 81 ]

25 – علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكميداني (1). 26 – الفتح بن محمد بن علي بن ابراهيم النهاوندي (2). 27 – القاسم بن محمد بن علي بن ابراهيم النهاوندي وكيل الناحية (3). 28 – محمد بن ابي عبد الله (4). 29 – محمد بن ابي القاسم ماجيلويه (5). 30 – محمد بن احمد بن علي بن الصلت (6). 31 – محمد بن احمد بن هشام (7). 32 – محمد بن اسحاق بن خزيمة النيسابوري (8). 33 – محمد بن الحسن الصفار (9) المتوفي سنة 290 بقم. 34 – محمد بن علي بن ابي عمران الهمداني (10). 35 – أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني يعرف بابن ابي العزاقر (11). 36 – محمد بن معقل القرميسيني (12). 37 – محمد بن يحيى العطار (13). (تلامذته ومن روى عنه) يروي عنه جماعة من المشايخ منهم:


(1) المشيخة: 8، عيون الاخبار: 143. (2) عيون الاخبار: 160. (3) العلل: 193 ولعله متحد مع سابقه. (4) علل الشرائع: 108. (5) علل الشرائع: 165. (6) الامالي: 46. (7) فهرست الطوسي: 87. (8) علل الشرائع: 127. (9) كمال الدين: 200. (10) عقاب الاعمال: 21. (11) فهرست الطوسي: 146. (12) علل الشرائع: 71، الامالي: 64، الخصال 1: 28. (13) المشيخة: 1، العيون: 16، الامالى: 26 (*).

[ 82 ]

1 – أحمد بن داود بن علي القمي (1). 2 – احمد بن الفرج بن منصور (2). 3 – أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمى (3). 4 – الحسين بن الحسن بن محمد بن موسى بن بابويه (4). 5 – الحسين بن علي بن الحسين ولده (5). 6 – زيد بن محمد بن جعفر المعروف بابن ابي الياس الكوفي (6). 7 – سلامة بن محمد بن اسماعيل بن عبد الله بن موسى بن ابي الاكرم أبو الحسن الارزني خال ابي الحسن بن داود (7). 8 – عباس بن عمر بن عباس بن محمد بن عبد الملك بن ابي مروان الكلوذاني رحمه الله. قال: اخذت اجازة علي بن الحسين بن بابويه لما قدم بغداد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وهي السنة التي تناثرت فيها النجوم (8). 9 – ولده الصدوق محمد بن علي بن الحسين (9). 10 – هارون بن موسى التلعكبري (10). (مؤلفاته) قال ابن النديم في فهرسته: 277: قرات بخط ابنه محمد بن علي على ظهر جزء: قد اجزت لفلان بن فلان كتب ابي علي بن الحسين وهي مائتا كتاب، وكتبي وهي ثمانية


(1) التهذيب: ج 1 ص 95 وقال النجاشي: احمد بن داود بن علي اخو شيخنا الفقيه القمي، كان ثقة ثقة، كثير الحديث، صحب ابا الحسن علي بن الحسين بن بابويه، وله كتاب نوادر، الفهرست: 69. (2) اعيان الشيعة ج 26: 40. (3) كامل الزيارات: 19 و 21. (4) تنقيح المقال 1: 325. (5) فهرست النجاشي: 50. (6) رجال الشيخ: باب من لم يروعنهم. (7) فهرست النجاشي: 137. (8) فهرست النجاشي: 185. (9) كتبه مشحونة بروايته عنه. (10) رجال الشيخ: باب من لم يروعنهم (*).

[ 83 ]

كتب انتهى، وهو كما ترى يدل على ان لشيخنا المترجم كتبا تبلغ مائتي كتاب، ولكن لم يبين في الفهارس اسماؤها ومواضيعها الا قليل منها، وقد ذكر النجاشي والطوسي في فهرستهما قريبا من عشرين كتابا منها، ومن المأسوف عليه ان جل كتبه ضاعت ولم يصل إلينا شئ منها. (مولده ووفاته ومدفنه) لم يسجل في التراحم تاريخ ولادته، لعله كان حدود سنة 260، وكان مولده بقم ونشأ بها وتتلمذ على مشائخها، وقدم العراق واجتمع مع ابي القاسم الحسين بن روح وسأله مسائل وقدم مرة اخرى سنة 328 وأجاز في تلك السنة العباس بن عمر فيها كما عرفت قبل ذلك، وتوفي – رحمه الله – في سنة 329 وهي السنة التي تناثرت فيها النجوم بعد رجوعه إلى بلدته قم ودفن بها، روى أبو عبد الله الحسين بن بابويه، عن جماعة من أهل قم منهم علي بن أحمد بن عمران الصفار، وعلوية الصفار، والحسين بن احمد بن إدريس – رحمهم الله – قالوا: حضرنا بغداد في السنة التي توفي فيها ابي علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه، وكان أبو الحسن علي بن محمد السمري – قدس سره – يسألنا كل قريب عن خبر علي بن الحسين – رحمه الله – فنقول: قد ورد الكتاب باستقلاله حتى كان اليوم الذي قبض فيه فسألنا عنه، فذكرنا له مثل ذلك، فقال لنا: آجر كم الله في علي بن الحسين فقد قبض في هذه الساعة، قالوا: فاثبتنا تاريخ الساعة واليوم والشهر، فلما كان بعد سبعة عشر يوما أو ثمانية عشر يوما ورد الخبر انه قبض في تلك الساعة التي ذكرها الشيخ ابو الحسن – قدس سره – (2). وقبره معروف فيها، عليه قبة عالية سامية، يزوره الصالحون ويتبركون بصاحبه.


(1) كمال الدين: 276. (2) غيبة الطوسي: 257 (*).

[ 84 ]

(أخوه الحسين بن علي) ترجمه النجاشي فقال: الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي أبو عبد الله، ثقة، روى عن أبيه اجازة، له كتب منها كتاب التوحيد ونفي التشبيه، و كتاب عمله للصاحب أبي القاسم بن عباد، اخبرنا عنه الحسين بن عبيد الله. انتهى (1). وقال الطوسي: قال ابن نوح: قال أبو عبد الله بن سورة – حفظه الله -: لابي الحسن ابن بابويه ثلاثة اولاد: محمد والحسين فقيهان ماهران في الحفظ، يحفظان مالا يحفظ عيرهما من أهل قم، ولهما اخ ثالث واسمه الحسن، وهو الاوسط مشتغل بالعبادة والزاهد، لا يختلط بالناس، ولافقه له، قال ابن سورة: كلما روى أبو جعفر وابو عبد الله ابنا علي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما ويقولون لهما: هذا الشان خصوصية لكما بدعوة الامام لكما، وهذا أمر مستفيض في أهل قم. انتهى (2). وكان أبو عبد الله شيخنا المترجم يقول: عقدت المجلس ولي دون العشرين سنة فربما كان يحضر مجلسي أبو جعفر محمد بن علي الاسود، فإذا نظر إلى اسراعي في الاجوبة في الحلال والحرام يكثر التعجب لصغر سني، ثم يقول: لاعجب لانك ولدت بدعاء الامام عليه السلام (3). وقال ابن حجر (4) بعد ما ساق نسبه: ذكره ابن النجاشي: فقال: كان من فقهاء الامامية، روى عنه الحسين الغضائري، ووصنف كتاب نفي التشبيه وقدمه للصاحب بن عباد، وكان الصاحب يعظمه ويرفع مجلسه إذا حضر عنده. انتهى (5). وبالجملة فالرجل مذكور في كتب التراجم، وكل من ذكره اثنى عليه وعظمه. يروي عن جملة من المشايخ منهم: أبوه أبو الحسن بن بابويه، وأخوه أبو جعفر


(1) فهرست النجاشي: 50. (2) غيبة الطوسي: 201. (3) المصدر: 209. (4) لسان الميزان 2: 306. (5) ذكرت عبارت ابن حجر لما فيه من التفاوت مع فهرست النجاشي المطبوع (*).

[ 85 ]

ابن بابويه، وعن ابي جعفر محمد بن علي الاسود (1) وعلي بن احمد بن عمران الصفار وقرينة علوية الصفار، والحسين بن احمد بن إدريس (2). ويروي عنه الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الشيباني صاحب تاريخ قم (3) والسيد مرتضى علم الهدى علي بن الحسين بن موسى (4) والحسن بن احمد بن محمد بن الهيثم العجلي المتقدم في تلامذة اخيه (5). ويروي عنه احمد بن محمد بن نوح أبو العباس السيرافي قال: قدم علينا البصرة في شهر ربيع الاول سنة ثلاثمائة (6). ويروي عنه الشيخ الطوسي بتوسط جماعة (7)، والظاهر انهم محمد بن محمد المفيد، وابن الغضائري، وابو الحسين جعفر بن حسكة القمي، وابو زكريا محمد بن سليمان الحراني، و السيد محمد بن حمزة الحسيني المرعشي (8). (أخوه الحسن وسائر اقاربه). تقدم عن ابن سورة انه كان مشتغلا بالعبادة والزهد، لا يختلط بالناس، ولا فقه له. 4 – محمد بن موسى بن بابويه عم الصدوق الاول لم نعرف شيئا من حاله غير ما تقدم ان بنته كانت تحت علي بن الحسين الصدوق ولم يعقب منها. كما انالم يعرف شيئا من أحوال أبيه موسى واخيه الحسين وجده بابويه وابنه الحسن. 5 – الحسين بن الحسن بن محمد موسى بن بابويه، قال الشيخ في رجاله في باب من لم يروعنهم: كان فقيها عالما روى عن خاله علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، ومحمد بن


(1) عيبة الطوسي: 209. (2) الغيبة: 258. (3) تاريخ قم: 213. (4) الغدير 4: 270. (5) الذريعة 5: 280. (6) غيبة الطوسي: 241. (7) الغيبة: 209 و 262 و 267. (8) بشارة المصطفى: 145 و 152 (*).

[ 86 ]

الحسن بن الوليد، وعلي بن محمد ماجيلويه وغيرهم، روى عنه جعفر بن أحمد القمي، ومحمد بن أحمد بن سنان، ومحمد بن علي ملييه (1). 6 – الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه ثقة الدين، ترجمه الشيخ منتجب الدين في الفهرست: 4 في ترجمة ابيه فقال: الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه وابنه ثقة الدين الحسن وابنه الحسين فقهاء صلحاء. 7 – الحسين بن الحسن بن الحسين. عنونه الشيخ منتخب الدين في الفهرست فقال: انه فقيه صالح (2). 8 – الحسن بن الحسين المتقدم وصفه الشيخ منتجب الدين بقوله: شمس الاسلام، نزيل الري المدعو حسكا، ثقة وجه، قرء على ابي جعفر الطوسي جميع تصانيفه بالغري على ساكنه السلام، وقرء على الشيخين: سلار بن عبد العزيز وابن البراج جميع تصانيفهما، وله تصانيف في الفقه، منها كتاب العبادات، وكتاب الاعمال الصالحة، وكتاب سير الانبياء والائمة، اخبرنا بها الوالد عنه انتهى. قلت: ويروي ايضا عن الشيخ ابي الحسن سليمان الصهرشتي الفقيه، وعن القاضي سعد الدين عز المؤمنين أبي القاسم عبد العزيز بن نحرير بن عبد العزيز بن البراج، وعن الشيخ أبي الفتح محمد بن علي الكراجكي، والشيخ أبي الفرج المظفر بن علي بن الحسين الحمداني (3). وقرء عليه الشيخ سعد بن سعد بن محمد الحمامي الرازي، والشيخ بابويه سعد بن محمد ابن الحسن بن بابويه، والفقيه المحدث السيد حسن كيا بن القاسم بن محمد الحسيني، و السيد الرضا بن الداعي بن أحمد الحسيني العقيقي المشهدي، والعالم المحدث السيد أبو القاسم زيد بن إسحاق الجعفري صاحب كتاب الدعوات عن زين العابدين عليه السلام، وابنه موفق الدين عبيد الله، وفقيه الدين الحافظ أبو الحسن علي بن الحسين بن علي الجاستي (4)


(1) تنقيح المقال 1: 325، وذكر عن جامع الرواة رواية جماعة عنه وروايته عن جماعة لم تناسب طبقتهم راجعه فان فيه غرابة جدا. (2) تقدم عبارة الشيخ منتجب الدين في أبيه الحسن. (3) راجع فهرست منتجب الدين: 6 – 10. (4) راجع المصدر: 4 – 6 (*).

[ 87 ]

9 – عبد الله بن ثقة الدين الحسن بن الحسين بن بابويه، يروي عن سلار بن عبد العزيز (1). 10 – أبو المفاخر هبة الله بن ثقة الدين الحسن بن الحسين بن بابويه شيخ فقيه صالح كما وصفه منتجب الدين (2). 11 – الشيخ أبو المعالي سعد بن ثقة الدين الحسن بن الحسين بن بابوبه فقيه صالح ثقة، كما وصفه منتجب الدين (3). 12 – أبو جعفر محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين موسى بن بابويه يروي الطبري في بشارة المصطفى كثيرا توسط الحسن بن الحسين شمس الاسلام عنه، عن أبيه الحسن بن الحسين، عن عمه الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه. 13 و 14 – الشيخ أبو إبراهيم إسماعيل، والشيخ أبو طالب إسحاق ابنا محمد بن الحسن ابن الحسين بن بابويه، قرء على الشيخ الموفق أبي جعفر جميع تصانيفه ولهما روايات وأحاديث ومطولات ومختصرات في الاعتقاد، عربية وفارسية، كذا قاله منتجب الدين (4). 15 – نجم الدين علي بن محمد بن الحسن بن الحسين بن بابويه القمي أبو الحسن فقيه صالح (5). 16 – بابويه بن سعد بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن بابويه، قال الشيخ منتجب الدين: فقيه صالح مقرئ قرء على شيخنا الجد شمس الاسلام الحسن بن الحسين ابن بابويه، وله كتاب حسن في الاصول والفروع سماه الصراط المستقيم قرأته. انتهى (6).


(1) تنقيح المقال 2: 42، لعله عبيد الله الاتي. (2) تنقيح المقال 3: 290، أمل الامل: 513. (3) تنقيح المقال 2: 12. (4) فهرست منتجب الدين: 3، تنقيح المقال 1: 121 و 142. (5) فهرست منتجب الدين، 9، تنقيح المقال 2: 303. (6) فهرست منتجب الدين: 4، تنقيح المقال 1: 160 (*).

[ 88 ]

وقال ابن أبي طي: وكان بيته بيت العلم والجلالة وله مناقب، قرء على شمس الاسلام الحسن بن الحسين قريبه، وصنف في الاصول كتاب الصراط المستقيم (1). وقال المحقق الداماد: روينا بالاسناد من المتسلسل بخمسه آباء كلهم فقهاء بصراء بالحديث والرجال رواية الشيخ الجليل بابويه بن سعد بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه، عن أبيه سعد، عن أبيه محمد، عن أبيه الحسن، عن أبيه الحسين وهو أخو الشيخ الصدوق عروة الاسلام أبي جعفر محمد (2). 17 – شيرزاد بن محمد بن بابويه، قال منتجب الدين: إنه فقيه صالح (3). 18 – علي بن محمد بن حيدر بن بابويه. فاضل فقيه يروي عن أبي علي الطوسي (4). 19 – الشيخ موفق الدين أبو القاسم عبيد الله بن الحسن بن بابويه القمي نزيل الري، فقيه ثقة من أصحابنا، قرء على والده الشيخ الامام شمس الاسلام حسكا بن بابويه فقيه عصره جميع ما كان له سماع وقراءات على مشايخه: الشيخ أبي جعفر الطوسي والشيخ سلار، والشيخ ابن البراج، والسيد حمزة – رحمهم الله – جميعا. قاله شيخ منتجب الدين (5). وقال المامقاني: وقال المحدث البحراني في رسالته التي كتبها في تعداد أولاد بابويه: وقع إلي مجلد عتيق من كتاب قديم قد قرء الشيخ سعد المذكور على الشيخ الثقة عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه والد الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست – قدس الله روحيهما – وفي ظهره الاجازة بخطه (6). أقول: ويروي أيضا عن أبي إبراهيم إسماعيل وأبي طالب إسحاق ابني محمد بن الحسن


(1) لسان الميزان 2: 2. (2) الرواشح السماوية: 159 ونحوه قال الخوانساري في الروضات: 584، والشهيد في درايته. (3) فهرست منتجب الدين: 7، تنقيح المقال 2: 90، وفي الفهرست المطبوع: شيراز. (4) أمل الامل: 54 المطبوع مع رجال أبي علي و 489 المطبوع مع رجال الاسترابادي. (5) فهرست منتجب الدين: 8. (6) تنقيح المقال 2: 239 (*).

[ 89 ]

ابن الحسين بن بابويه، وعن الشيخ أبي علي الحسن بن الشيخ الطوسي، وعن القاضي أبي محمد الحسن بن إسحاق بن عبيد الرازي الفقيه صاحب كتب في الفقه، وعن ذي المناقب بن طاهر بن أبي المناقب الحسيني الرازي الفاضل الصالح صاحب كتب التواريخ، والمنهج في الحكمة والرياضي والسير، وعن العالم الصالح الفقيه السيد أبي محمد بن علي بن الحسين الحسيني الذي قرء على الشيخ الطوسي، صاحب كتاب المذهب وكتاب الطالبية، و كتاب علي الطب عن أهل البيت، وعن عالم المحدث السيد أبي القاسم زيد بن إسحاق الجعفري، وعن الشيخ أبي يعلي سلار بن عبد العزيز الديلمي صاحب المراسم العلوية، وعن الفقيه الورع الواعظ أبي الحسن علي بن أبي سعد بن أبي الفرج الخياط صاحب كتاب الجامع في الاخبار، وعن الشيخ الفاضل الثقة أبي الحسن عاصم بن الحسين بن محمد بن أحمد ابن أبي حجر العجلي صاحب نظم رائق في مدائح أهل البيت وكتاب التمثيل وشجون الحكايات، ويروي عنه ابنه الشيخ منتجب الدين (1). 22 – الشيخ منتجب الدين أبي الحسن علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه، كان فاضلا عالما ثقة صدوقا محدثا حافظا علامة رواية، له كتاب الفهرست في ذكر مشائخ المعاصرين للشيخ الطوسي – رحمه الله – والمتأخرين إلى زمانه، وكتاب الاربعين في فضائل أمير المؤمنين وغير ذلك (2). وقال المحقق البحراني إنه من مشاهير الثقات وفحول المحدثين، له كتاب فهرست من تأخر عن الشيخ أبي جعفر عجيب في بابه (3). وقال الشهيد الثاني في درايته (4): وهذا الشيخ منتجب كثير الرواية، واسع الطريق عن آبائه وأقاربه وأسلافه، ويروي عن ابن عمه الشيخ بابويه بن سعد. وقال المحقق الداماد: ومن المتسلسل بستة آباء رواية الشيخ الامام الكثير


(1) فهرست منتجب الدين 3 – 9. (2) أمل الامل: 54 من طبعه الملحق برجال أبي علي و 489 من طبعه الا اخر. (3) تنقيح المقال 2: 297. (4) ص 157. (*)

[ 90 ]

الرواية الواسع المعرفة صاحب الاربعين عن الاربعين من الاربعين منتجب الدين أبي الحسن علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين علي بن الحسين بابويه. فإنه يروي عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه الصدوق علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي – رضي الله عنهم أجمعين (1)، وأثنى عليه أيضا بقوله: الشيخ الامام السعيد، منتجب الدين، موفق الاسلام، حجة النقلة، أمين المشايخ خادم حديث رسول الله صلى الله عليه واله وأوصيائه الطاهرين عليهم السلام. وأطرأه المجلسي الثاني في مقدمة البحار بقوله: والشيخ منتجب الدين من مشاهير المحدثين وفهرسته في غاية الشهرة، وهو من أولاد الحسين بن علي بن بابويه، والصدوق عمه الاعلى. وقال الشهيد في كتاب الاجازة: وأجزت له أن يروي عني جميع ما رواه علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه وجميع ما اشتمل عليه كتاب فهرسته لاسماء العلماء المتأخرين عن الشيخ أبي جعفر الطوسي، وكان هذا الرجل حسن الضبط، كثير الرواية عن مشايخ عديدة. انتهى، و أربعينه مشتمل على أخبار غريبة لطيفة (2). أقول، ترجمه المتأخرون كلهم في كتبهم التراجم وأثنوا عليه وأطرأوه بالوثاقة و الثقافة والحفظ والفضل والعلم. ومن جملة كتبه رسالة في المواسعة سماها العصرة. ويروي هذا الشيخ عن مشايخ كثيرة منهم: 1 – والده المعظم عبيد الله بن الحسن. 2 – الشيخ أبو جعفر الامام السعيد ترجمان كلام الله جمال الدين أبي الفتوح الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي الرازي النيسابوري. 3 و 4 – السيدان الجليلان المرتضى والمجتبى ابنا الداعي الرازي الحسيني.


(1) الرواشح السماوية: 160، وذكر الشهيد الثاني أيضا نحوه في صدر العبارة السابقة. (2) بحار الانوار 1: 35 الطبعة الحروفية (*).

[ 91 ]

5 – الامام العلامة أفضل الدين الحسن بن علي الماهابادي سبط الشيخ الافضل أحمد بن علي الماهابادي. 6 – الشيخ الامام رشيد الدين عبد الجليل الرازي المحقق. 7 – الشيخ جمال الدين أحمد بن علي بن أميركا القوسيني، له كتاب كشف النكاة في علل النجاة. 8 – السيد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن معد الحسني (1) المروزي قال: صادفته وكان ابن مائة سنة وخمس عشر سنة. 9 – بابويه بن سعد بن محمد بن الحسن بن بابويه المتقدم. 10 – ثقة الدين أبو المكارم هبة الله بن داود بن محمد الاصبهاني. 11 – الشيخ زين الدين أبو الحسن علي بن محمد الرازي وصفه بأستاد علماء الطائفة في زمانه، قال: وله نظم رائق في مدائح آل الرسول ومناظرات مشهورة مع المخالفين، وله مسائل في المعدوم والاحوال، وكتاب الواضح ودقائق الحقائق، شاهدته وقرأت عليه. 12 – الشيخ وجيه الدين عبد الملك بن سعيد الداوري الزيدي. 13 – الشيخ بدر بن سيف بن بدر العربي الفقيه، قرء على الشيخ أبي علي 14 – السيد أبو البركات المشهدي. 15 – صدر الحفاظ أبو العلاء الحسن بن أحمد بن الحسن بن العطار الهمداني العلامة في علم الحديث والقراءة، كان من أصحابنا، وله تصانيف في الاخبار والقراءة منها: كتاب الهادي في معرفة المقاطع والمبادي، قال: شاهدته وقرأت عليه. 16 – المرتضى بن المجتبى بن محمد العلوي العمري. 17 – الحكيم جمال الدين سيد بن فرحان نزيل كاشان صاحب كتاب الشامل وكتاب القوافي وكتاب النحو.


(1) في التنقيح وأمل الامل (محمد) مكان (معد) حكاه عن الفهرست، والموجود فيه ما نقلناه (*).

[ 92 ]

18 – السيد فخر الدين شميله (1) بن محمد بن أبي هاشم الحسيني أمير مكة (2). 19 – السيد الامام ضياء الدين أبو الرضا فضل الله بن عبيد الله الحسني الراوندي علامة زمانه. 20 – السيد شمس السادة فخر اور بن القمي فاضل ثقة. 21 – الشيخ الامام أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي صاحب مجمع البيان. 22 – الامير الشهيد كيكاوس بن (شمن زيار بن كيكاوس الديلمي الطبري. 23 – السيد لطف الله بن عطاء الله أحمد الحسني النحوي النيسابوري الراوي عن الشيخ أبي علي بن الشيخ الطوسي. 24 – الشيخ الامام منير الدين أبو اللطيف بن أحمد بن أحمد أبي اللطيف زرقويه الا صبهاني نزيل خوارزم. 25 – السييد نجيب الساده أبو محمد الحسن الموسوي سبط السيد الاجل المرتضى ذي الفخر بن أبي الحسن المطهر بن أبي القاسم علي بن أبي الفضل محمد بن الحسين الديباجي. 26 – السيد الاجل المرتضى نقيب النقباء، شرف الدين أبو الفضل محمد بن محمد بن المطهر. 27 – الفقيه أحمد بن محمد بن أحمد القمي الشاهد العدل. هؤلاء عدة من مشايخه – طيب الله رمسه – أوردهم في كتاب الفهرست، ولعل مشايخه أكثر منهم، ومن تصفح الاجازات يظفر بغيرهم. نرجع إلى ذكر بقية أحفاد ابن بابويه. 20 – الشيخ قطب الدين محمد بن محمد بن أبي جعفر بن بابويه الرازي البويهي. قال الشيخ الحر في أمل الآمل: فاضل جليل محقق من تلامذة العلامة، روى عنه الشهيد و


(1) هكذا في التنقيح وأمل الامل، وفي الفهرست: شميلي. (2) في الفهرست المطبوع: أمير مكي (*).

[ 93 ]

هو من أولاد أبي جعفر بن بابويه كما ذكره الشهيد الثاني في بعض إجازاته وغيره. وقد نقل القاضي نور الله في مجالس المؤمنين صورة إجازة العلامة له، وذكر أنها كانت على ظهر كتاب القواعد فقال فيها: قرء علي أكثر هذا الكتاب الشيخ العالم الفقيه الفاضل المحقق زبدة العلماء والافاضل، قطب الملة والحق والدين محمد بن محمد بن الرازي أدام الله أيامه قراءة بحث وتحقيق وتحرير وتدقيق، وقد أجزت له رواية هذا الكتاب ورواية جميع مؤلفاتي و رواياتي وما اجيز لي روايته وجميع كتب أصحابنا السالفين بالطرق المتصلة مني إليهم، فليرو ذلك لمن شاء وأحب على الشروط المعتبرة في الاجازة فهو أهل لذلك، وكتب العبد الفقير إلى الله حسن بن يوسف بن المطهر الحلي سنة 713 بناحية ورامين إه‍. أقول: ترجمه السيد مصطفى التفرشي في نقد الرجال وغيره في غيره، وهو صاحب كتاب المحاكمات وشرحي المطالع والشمسية وغير ذلك، توفي في اليوم الثاني عشر من ذي القعدة سنة 766 بدمشق ودفن بالصالحية ثم نقل إلى موضع آخر، وأما ما سمعت في كلام الشهيد من انتسابه إلى ابن بابويه فمحل ترديد، لان المذكور في كتب التراجم انتسابه إلى بويه فلذا ترى يلقبونه بالبويهي بل صرح القاضي في مجالس المؤمنين بذلك حيث قال ما ترجمته: ونسبه الشريف على ما كتبه عمدة المجتهدين الشيخ علي بن عبد العال قدس سره لعمي الجليل ينتهي إلى آل بويه مولده ومنشأه كان في دار المؤمنين ورامين الري، إه‍، فتأمل في المقام لعله يظهر لك خير المرام. واعلم أن ابن حجر العسقلاني قد ذكر من أبناء بابويه الحسين بن الحسين قال: الحسين بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ذكره ابن بابويه في الذيل، وقال: كان من بيت فضل وعلم وهو وجه الشيعة في وقته (1) انتهى. ولم نجده في غيره و الظاهر أنه مصحف الحسين بن الحسن المتقدم. هؤلاء عدة ممن وقفنا عليه من أولاد ابن بابويه، وقد صنف الشيخ سليمان البحراني


(1) لسان الميزان 2: 279 (*).

[ 94 ]

رسالة في ذلك ولم نعثر عليها حتى نعلم أنه استقصى أزيد من هؤلاء أم لا. والحمد لله أولا وآخرا. هذا آخر ما أردنا إيراده في هذا المختصر من ترجمة شيخنا الصدوق قدس الله سره وأسكنه الله في بحبوحة جناته، نسأل الله تعالى أن يثبت أسماءنا في صحيفة الابرار و الصالحين من عباده، وأن يحشرنا تحت لواء محمد وآله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. نجز الكلام بالحمد لله والصلاة والسلام على رسوله والائمة الميامين. 26 صفر 1379 ه‍ قم المشرفة: خادم العلم والشريعة عبد الرحيم الرباني الشيرازي * (تذكرة) * قد تقدم في ص 27 من هذه المقدمة مناظرة الصدوق في مجلس السلطان ركن الدولة و هي ما أورده السيد الجليل قاضي نور الله التستري – رضوان الله عليه – بالفارسية في كتابه (مجالس المؤمنين) والظاهر مما كتبه إلي زميلي المحقق (الرباني) أنه ما ظفر على أصلها العربي. وبعد خروج الكراريس من الطبع اطلعنا على مجموعة خطية نفيسة تحتوي على رسائل شتى من مناظرات العلماء ومنها هذه المناظرة، وفي خزانة كتب الاستاذ الشريف السيد جلال الدين الارموي المشتهر بالمحدث أطال الله بقاه ورأيتها وهي نسخة ثمينة من نفائس تلك المكتبة العامرة، جديرة بالطبع والنشر بما تتضمن من محاسن الاحتجاجات وغيرها، نسأل الله تعالى أن يوفقنا لذلك. الغفاري


[ 95 ]

معاني الاخبار للشيخ الجليل الاقدم الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المتوفى سنة 381 عني بتصحيحه علي اكبر الغفاري الناشر انتشارات اسلامي وابسته بجامعة مدرسين حوزة علمية قم 1361 هجري شمسي


[ 96 ]

يا رب حي ميت ذكره وميت يحيي بأخباره ليس بميت عند أهل النهى من كان هذا بعض آثاره الباخرزي


[ 1 ]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد عبده ورسوله وعلى آله الطاهرين وسلم تسليما [ كثيرا ]. (ابواب الكتاب) * (الباب الذى من أجله سمينا هذا كتاب معاني الاخبار) * قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه القمي نزيل الري، مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه، وقدس روحه -: (1) 1 – حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنهما – قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، و عبد الله بن جعفر الحميري، وأحمد بن إدريس، ومحمد بن يحيى العطار – رحمهم الله – قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي، عمن ذكره، عن داود بن فرقد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا، إن الكلمة لتنصرف على وجوه، فلو شاء إنسان لصرف كلامه كيف شاء ولا يكذب. 2 – أبي – رحمه الله – قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن بريد الرزاز، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا بني أعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم، فإن المعرفة هي الدراية للرواية و بالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الايمان، إني نظرت في كتاب لعلي


(1) الظاهر أن الترضى زائد من الكتاب. (*)

[ 2 ]

عليه السلام فوجدت في الكتاب أن قيمة كل امرء وقدره معرفته، إن الله تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا. 3 – حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور – رضي الله عنه – قال. حدثنا الحسين بن محمد ابن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم الكرخي، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: حديث تدريه خير من ألف حديث ترويه، ولا يكون الرجل منكم فقيها حتى يعرف معاريض كلامنا، وإن الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين وجها لنامن جميعها المخرج. (باب) * (معنى الاسم) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد الله، عن محمد ابن عبد الله، وموسى بن عمر، والحسن بن علي بن أبي عثمان، عن ابن سنان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الاسم ما هو ؟ فقال عليه السلام: [ فهو ] صفة لموصوف. 2 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – بهذا الاسناد، عن محمد بن سنان، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته هل كان الله عزوجل عارفا بنفسه (1) قبل أن يخلق الخلق ؟ قال عليه السلام: نعم. قلت: يراها ويسمعها ؟ قال: ما كان محتاجا إلى ذلك لانه لم يكن يسألها ولا يطلب منها، هو نفسه ونفسه هو، قدرته نافذة، فليس يحتاج أن يسمى نفسه، ولكنه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها، لانه إذا لم يدع باسمه لم يعرف فأول ما اختار لنفسه ” العلي العظيم ” لانه أعلى الاشياء كلها فمعناه ” الله ” واسمه ” العلي العظيم ” وهو أول أسمائه لانه علي علا كل شئ.


(1) ” عارفا بنفسه الخ ” عرفانه بنفسه هو ظهور ذاته بذاته لذاته في مقام ذاته الذى هو عين ذاته دون العلم الحصولي الذى هو الصورة الحاصلة عن الشئ عند النفس حتى يكون الصورة الزائدة على الذات معلومة اولا وبالذات وذاته معلومة ثانيا وبالعرض. وقد ثبت في محله استحالة تعلق العلم الحصولي بذاته سبحانه لاستلزامه كونه تعالى ذاماهية. وحيث إن ذاك العرفان عين العارف فلا يحتاج إلى اله كالبصر والسمع حسيين فرضا أو غيرهما (م). (*)

[ 3 ]

(باب) * (معنى بسم الله الرحمن الرحيم) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن ” بسم الله الرحمن الرحيم ” فقال عليه السلام. الباء بهاء االله، والسين سناء الله، والميم مجد الله – وروى بعضهم ملك الله -، والله إله كل شئ، [ و ] الرحمن لجميع العالم والرحيم بالمؤمنين خاصة. 2 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن صفوان بن يحيى، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن ” بسم الله الرحمن الرحيم ” فقال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله، والميم ملك الله. قال: قلت: الله ؟ قال: الالف آلاء الله على خلقه من النعم (1) بولايتنا، واللام إلزام الله خلقه ولايتنا. قلت: فالهاء ؟ فقال: هوان لمن خالف محمدا وآل محمد صلوات الله عليهم قلت: الرحمن ؟ قال: بجميع العالم. قلت: الرحيم ؟ قال: بالمؤمنين خاصة. (باب آخر) * (في معنى بسم الله) * 1 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني – رضي الله عنه – قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد مولى بني هاشم، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه قال: سألت الرضا علي بن موسى عليه السلام عن ” بسم الله ” فقال: معنى قول القائل: ” بسم الله ” أي أسم على نفسي سمة من سمات الله عزوجل وهي العبادة. قال: فقلت له: ما السمة ؟ قال: هي (2) العلامة.


(1) في بعض النسخ [ من النعيم ]. (2) فقال هي (نسخة). (*)

[ 4 ]

(باب) * (معنى ” الله ” عزوجل) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، قال سئل عن معنى ” الله ” عزوجل، فقال: استولى على مادق وجل (1). 2 – حدثنا محمد بن القاسم الجرجاني المفسر – رضي الله عنه – قال: حدثنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد، وأبو الحسن علي بن محمد بن سياروكانا من الشيعة الامامية، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد عليهم السلام في قول الله عزوجل: ” بسم الله الرحمن الرحيم ” قال: الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق وعند انقطاع الرجاء من كل من دونه وتقطع الاسباب من جميع من سواه، تقول: ” بسم الله ” أي أستعين على اموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلا له، المغيث إذا استغيث. والمحيب إذا دعي، وهو ما قال رجل للصادق عليه السلام: يا بن رسول الله دلني على الله ما هو (2) فقد أكثر علي المجادلون وحيروني. فقال له: يا عبد الله هل ركبت سفينة قط ؟ قال: نعم. قال: فهل


(1) رواه البرقى – رحمه الله – في المحاسن ص 238 هكذا ” سئل عن معنى قول الله: ” الرحمن على العرش استوى ” فقال: استولى على مادق وجل وهكذا رواه الطبرسي – ره – في الاحتجاج ورواه الكليني – رحمه الله – في الكافي ج 1 ص 115 كما في المتن وحاصل المعنى على ما ذكره العلامة المجلسي – رحمه الله – هو من قبيل تفسير الشئ بلازمه لان من لوازم الالوهية الاستيلاء على جميع الاشياء دقيقها وجليلها. (2) ” دلنى على الله ما هو ” ان الله تبارك وتعالى أظهر الاشياء بل له الظهور كله ” ايكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك ” وأعرف الاشياء بل به يعرف الاشياء ” بك عرفتك ” لكن جهل الانسان وقصره النظر على الاسباب حجبه عن معرفته ومنعه عن قربه سبحانه فكلما أنفذ البصر من الاسباب إلى مسببها ومن الاشياء إلى قيومها ازداد معرفة، وابتعادا من الظلمات، واقترابا إلى عالم النور باذن الله العزيز الحميد. ويدلك على هذا توجه الانسان طبعا إلى عالم الغيب عند اليأس من الاسباب كما في المثال الذى ذكره الامام عليه افضل الصلاة والسلام. ويظهر هذه الحقيقة كل الظهور يوما فيه تبلى السرائر و تقطعت بهم الاسباب وبرزوا لله جميعا لمن الملك اليوم ؟ لله الواحد القهار. (م) (*)

[ 5 ]

كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك، ولا سباحة تغنيك ؟ قال: نعم. قال: فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئا من الاشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك ؟ قال: نعم. قال الصادق عليه السلام: فذلك الشئ هو الله القادر على الانجاء حيث لا منجي، وعلى الاغاثة حيث لا مغيث. (باب) * (معنى الواحد) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم الجعفري قال: سألت أبا جعفر الثاني عليه السلام ما معنى الواحد ؟ قال: المجتمع عليه جميع الالسن (1) بالوحدانية. 2 – حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن نضر بن عبد الوهاب بن عطاء بن واصل السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن ضمرة الشعراني العماري من ولد عمار ابن ياسر قال: حدثنا أبو محمد عبيد الله بن يحيى بن عبد الباقي الاذني بأذنة (2)، عن أبي المقدام ابن شريح بن هانئ، عن أبيه قال، إن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين أتقول، إن الله واحد ؟ قال: فحمل الناس عليه وقالوا: يا أعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين عليه السلام من تقسم القلب فقال أمير المؤمنين عليه السلام: دعوه، فان الذي يريده الاعرابي هو الذي نريده من القوم، ثم قال: يا أعرابي إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام: فوجهان منها لا يجوزان على الله عزوجل، ووجهان يثبتان فيه. فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل ” واحد ” يقصد به باب الاعداد، فهذا ما لا


(1) في بعض النسخ [ بجميع الالسن ]. (2) اذنة بفتح اوله وثانيه، ونون، بوزن حسنة، أو بكسر الذال بوزن حسنة. قال السكوني: بحذاء توزجبل يقال له: الغمر شرقي، ثم يمضى الماضي فيقع في جبل شرقية ايضا يقال له: اذنة. وقال نصر: اذنة: خيال من اخيلة حمى فيد، بينه وبين فيد نحو عشرين ميلا. واذنة ايضا: بلد من الثغور قرب المصيصة مشهور. (المراصد) (*)

[ 6 ]

يجوز لان ما لا ثاني له لا يدخل في باب الاعداد، ألا ترى أنه كفر من قال: ثالث ثلاثة ؟ وقول القائل هو واحد من الناس يريد النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز لانه تشبيه وجل ربنا عن ذلك وتعالى. وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو واحد ليس له في الاشياء شبه كذلك ربنا وقول القائل: ” إنه عزوجل أحدي المعنى ” يعني به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربنا عزوجل. (باب) * (معنى الصمد) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الربيع بن مسلم قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام حين سئل عن الصمد، فقال: الصمد الذي لا جوف له. 2 – حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد – ولقبه شباب الصيرفي – عن داود بن القاسم الجعفري قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: جعلت فداك، ما الصمد ؟ قال: السيد المصمود إليه في القليل والكثير. 3 – حدثنا أبو محمد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه القمي ثم الايلاقي (1) – رضي الله عنه – قال: حدثنا أبو سعيد عبدان بن الفضل قال: حدثني أبو الحسن محمد بن يعقوب بن محمد بن يونس بن جعفر بن (2) إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بمدينة خجندة قال: حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بن شجاع الفرغاني (2) قال: حدثني أبو محمد


(1) إيلاق: مدينة من بلاد الشاش المتصل ببلاد الترك على عشر فراسخ من الشاش وهو عمل برأسه ويتصل بفرغانة. وايضا بليدة من نواحى نيشابور. وايضا قرية من قرى بخارى. (مراصد الاطلاع). (2) في بعض النسخ [ محمد بن سيف بن جعفر ] وفى بعضها [ محمد بن يوسف بن جعفر ] (3) يأتي تعريف فرغانة وخجندة في باب 38 ” معنى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا – الاية – “. (*)

[ 7 ]

الحسن بن حماد العنبري بمصر، قال: حدثني إسماعيل بن عبد الجليل البرقي، عن أبي البختري وهب بن وهب القرشي، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قال الباقر: حدثني أبي زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام أنه قال: الصمد الذي لا جوف له، والصمد الذي به (1) انتهى سودده، والصمد الذي لا يأكل ولا يشرب، والصمد الذي لا ينام، والصمد الذي لم يزل ولا يزال. قال الباقر عليه السلام: كان محمد بن الحنيفة – قدس الله روحه – يقول: الصمد القائم بنفسه الغني عن غيره. وقال غيره: الصمد المتعالي عن الكون والفساد، والصمد الذي لا يوصف بالتغاير. قال الباقر عليه السلام: الصمد السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر ولا ناه. قال: وسئل علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام عن الصمد، فقال: الصمد الذي لا شريك له ولا يؤوده حفظ شئ ولا يعزب عنه شئ. قال: وهب بن وهب القرشي: قال زيد بن علي بن عليهما السلام: الصمد الذي إذا أراد شيئا قال له: كن فيكون، والصمد الذي أبدع الاشياء فخلقها أضدادا وأشكالا وأزواجا وتفرد بالوحدة بلاضد ولا شكل ولا مثل ولاند. وقال وهب بن وهب القرشي: سمعت الصادق عليه السلام يقول: قدم وفد من فلسطين على الباقر عليه السلام فسألوه عن مسائل فأجابهم، ثم سألوه عن الصمد، فقال عليه السلام: تفسيره فيه، الصمد خمسة أحرف فالالف دليل على إنيته وهو قوله عزوجل: ” شهد الله أنه لا إله إلا هو ” وفي ذلك تنبيه وإشارة إلى الغائب عن درك الحواس، واللام دليل على إلهيته أنه هو الله، والالف واللام مدغمان لا يظهران على اللسان ولا يقعان في السمع ويظهران في الكتابة دليلان على أن إلهيته بلطفه (2) خافية، لا تدرك بالحواس ولا تقع في لسان واصف ولا اذن سامع، لان تفسير الاله هو الذي أله الخلق عن درك ماهيته وكيفيته بحس أوبوهم، لا بل هو مبدع الاوهام وخالق الحواس، وإنما يظهر ذلك عند الكتابة دليلا على أن الله سبحانه أظهر ربوبيته في إبداع الخلق وتركيب أرواحهم اللطيفة في


(1) في بعض النسخ [ قد انتهى ]. (2) في بعض النسخ [ لطيفة ]. (*)

[ 8 ]

أجسادهم الكثيفة فإذا نظر عبد إلى نفسه لم ير روحه كما أن لام الصمد لا تتبين ولا تدخل في حاسة من حواسه الخمس، فإذا نظر إلى الكتابة ظهر له ما خفي ولطف. فمتى تفكر العبد في ماهية البارئ وكيفيته أله فيه وتحير ولم تحط فكرته بشئ يتصور له لانه عزوجل خالق الصور، فإذا نظر إلى خلقه ثبت له أنه عزوجل خالقهم ومركب أرواحهم في أجسادهم. وأما الصاد فدليل على أنه عزوجل صادق، وقوله صدق، وكلامه صدق، ودعا عباده إلى اتباع الصدق بالصدق، ووعد بالصدق دار الصدق. وأما الميم فدليل على ملكه وأنه عزوجل الملك الحق لم يزل ولا يزال، ولا يزول ملكه وأما الدال فدليل على دوام ملكه وأنه عزوجل دائم، تعالى عن الكون والزوال بل هو عزوجل مكون الكائنات، الذي كان بتكوينه كل كائن. وقد أخرجت هذا الحديث بتمامه في تفسير ” قل هو الله أحد ” في كتاب التوحيد (1) (باب) * (معنى قول الائمة عليهم السلام ان الله تبارك وتعالى شئ) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن العباس بن عمرو الفقيمي، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال للزنديق – حين سأله عن الله ما هو ؟ – قال: هو شئ بخلاف الاشياء ارجع بقولي شئ إلى إثبات معنى وأنه شئ بحقيقة الشيئية غير أنه لا جسم ولا صورة (2). 2 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن عيسى، عمن ذكره، رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام أنه سئل أيجوز أن يقال: إن


(1) راجع كتاب التوحيد للمؤلف ص 92. (2) ” هو شئ بخلاف الاشياء ” أي موجود لا كسائر الموجودات التى هي ممكنات بل بحقيقة الشيئية وهى حقيقة الوجود التى لا تقتضي حدا ولا نهاية والحدود والنقائص انما هي من لوازم المهيات الممكنة، وحيث انه وجود صرف وشيئية محضة وانية بحتة لا يقتضى حدا ولا ينتهى إلى طرف فليس بمادة ولا صورة منطبعة فيها ولا مفارقة اياها. (م) (*)

[ 9 ]

الله شئ ؟ قال: نعم، يخرجه من الحدين: حد التعطيل، وحد التشبيه. (1) (باب) * (معنى سبحان الله) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى ابن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن هشام بن عبد الملك قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن معنى ” سبحان الله ” فقال: أنفة الله (2). 2 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن سليم مولى طربال، عن هشام الجواليقي، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل ” سبحان الله ” ما يعني به ؟ قال: تنزيه. 3 – حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة الشعراني العماري من ولد عمار بن ياسر، قال: حدثنا أبو محمد عبيد الله بن يحيى بن عبد الباقي الاذني بأذنة (3)، قال: حدثنا علي بن الحسن المعاني، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، قال حدثنا محمد بن حجار عن يزيد بن الاصم (4)، قال: سأل رجل عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين ما تفسير ” سبحان الله ” ؟


(1) ” حد التعطيل ” عدم اثبات الوجود والصفات الكمالية والفعلية والاضافية له و ” حد التشبيه ” الحكم بالاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات وعوارض الممكنات ” كذا ذكره العلامة المجلسي – رحمه الله – “. (2) أنف – بكسر النون – أنفا – بفتحها – ترفع وتنزه والاسم ” الانفة ” بالفتحات. (م) يعنى تنزيه لذاته الاحدية عن كل ما لا يليق بجنابه. (3) أذنى – بفتح اوله وثانيه ونون بوزن حسنة قال في اللباب: هذه النسبة إلى أذنة وهى من مشاهير البدان بساحل الشام عند طرطوس. وقال في المراصد: قال السكوني: بحذاء توز جبل يقال له: الغمر شرقي، ثم يمضى الماضي فيقع في جبل شرقية أيضا يقال له: أذنة وقال أبو نصر: أذنة: خيال من أخيلة حمى فيد بينه وبين فيد نحو عشرين ميلا. وأذنه ايضا بلد من الثغور قرب المصيصة مشهور. انتهى وقد مر (4) في بعض النسخ [ عن زيد بن الاصم ] (*)

[ 10 ]

قال: إن في هذا الحائط رجلا كان إذا سئل أنبأ، وإذا سكت ابتدء. فدخل الرجل فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: يا أبا الحسن ما تفسير ” سبحان الله ” ؟ قال: هو تعظيم جلال الله عزوجل وتنزيهه عما قال فيه كل مشرك، فإذا قاله العبد صلى عليه كل ملك. (باب) * (معنى التوحيد والعدل) * 1 – حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عيسى بن أحمد بن [ علي بن الحسين بن ] علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أسباط، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد القطان، قال: حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد بن عبد الله قال: حدثني عيسى بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن آبائه، عن عمر بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: التوحيد ظاهره في باطنه وباطنه في ظاهره، ظاهره موصوف لا يرى، وباطنه موجود لا يخفى، يطلب بكل مكان، ولم يخل منه مكان طرفة عين، حاضر غير محدود، وغائب غير مفقود. (1)


الاوصاف التى يوصف سبحانه بها لها ظواهر هي مفاهيمها التى ينالها العقل ويثبتها البرهان وباطن مكنون لا يعلمه الا الله أو من علمه من لدنه من المخلصين.. قال تعالى: ” سبحان الله عما يصفون الا عباد الله المخلصين “. والسر في ذلك أن وجوده تبارك وتعالى فوق التمام وفوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى ولا يحدد بوجه من الوجوه وشأن المفهوم التناهى والمحدودية فان كل مفهوم فرض فانه منعزل عن سائر المفاهيم بالذات ومبائن لها بما أنه مفهوم فلاجل ذلك لا ينطبق عليه تعالى أي مفهوم فرض حق الانطباق وان وسع وساعة، فساحة قدسه أمنع من أن ينالها الحد المفهومى، ونوره أبهى من أن يعوق عن تجليه غمام التناهى وقد ملات اسماؤه أركان كل شئ وأضاء نوره وجه كل شئ فلا يمكن فرض شئ يفقده تعالى في حاق وجوده ولب ثبوته والا لانعزل عنه وحدد به، فهو سبحانه بوحدته وبساطته موجود عند كل شئ ” وهو معكم اينما كنتم ” وكل شئ قائم به حاضر لديه فلا يغيب عن شئ ولا يفقده شئ ولا يخلو منه مكان طرفة عين دون أن يحيط به مكان أو (*) =

[ 11 ]

2 – حدثنا أبو الحسن محمد بن سعيد بن عزيز (1) السمرقندي الفقيه بأرض بلخ. قال: حدثنا أبو أحمد الزاهد السمرقندي بإسناده رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه سأله رجل فقال له: إن أساس الدين التوحيد والعدل وعلمه كثير ولا بد لعاقل منه فاذكر ما يسهل الوقوف عليه ويتهيأ حفظه ؟ فقال أما التوحيد فأن لا تجوز على ربك ما جاز عليك، وأما العدل فألا تنسب إلى خالقك ما لامك عليه. (باب) * (معنى الله اكبر) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن مروك بن عبيد، عن جميع بن عمير، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أي شئ الله أكبر ؟ فقلت: الله أكبر من كل شئ،. فقال: فكان ثم شئ فيكون أكبر منه ؟ فقلت: فما هو ؟ قال: الله أكبر من أن يوصف (2). 2 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثني محمد بن بحيى العطار، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رجل عنده: ” الله أكبر ” فقال: الله أكبر من أي شئ ؟ فقال: من كل شئ. فقال أبو عبد الله عليه السلام: حددته !


= يحده زمان وهو على كل شئ شهيد وبكل شئ محيط. ومن صفاته العليا وأسمائه الحسنى بل أعلاها وأحسنها وكلها عال حسن ” الوحدة ” وهى ليست من سنخ الوحدات التى تتصف بها الممكنات من الشخصية العددية والنوعية والجنسية وغيرها بل وحدة لا يمكن فرض كثيرة في قبالها وهى الوحدة الحقة الحقيقية ووجوده الغير المتناهى وان كان قد وسع كل شئ فكان ثبوت كل شئ حتى المفاهيم الواقعة عليه بن لكن لبساطة حقيقته ووحدته تلك الوحدة لا سبيل إليه للكثيرة والتجزئة بوجه فلا تغاير ولا تفارق بين ظاهره وباطنه بل ” ظاهره في باطنه وباطنه في ظاهره ” فافهم. (م) (1) في بعض النسخ [ عزير ] – بضم العين والراء المهملة الاخيرة -. (2) يأتي توضيح له ذيل الحديث الاتي. (*)

[ 12 ]

فقال الرجل: وكيف أقول ؟ فقال: الله أكبر من أن يوصف (1). (باب) * (معنى الاول والاخر) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن محمد بن حكيم، عن ميمون البان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام وقد سئل عن قوله عزوجل ” هو الاول والآخر ” فقال: الاول لاعن أول قبله ولا عن بدءسبقه، وآخر لا عن نهاية كما يعقل من صفات المخلوقين ولكن قديم أول [ و ] آخر لم يزل ولا يزال بلا بدء ولا نهاية، لا يقع عليه الحدوث، ولا يحول من حال إلى حال، خالق كل شئ. (2) (باب) * (معاني ألفاظ وردت في الكتاب والسنة في التوحيد) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن جليس لابي حمزة، عن أبي حمزة قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: قول الله تعالى ” كل شئ هالك إلا وجهه ” قال: فيهلك كل شئ ويبقى الوجه، إن الله عزوجل أعظم من أن يوصف بالوجه، ولكن معناه كل شئ هالك إلا دينه والوجه الذي يؤتي منه.


(1) ” حددته ” أي جعلت له حدا وذلك بان فرضته في طرف والاشياء في طرف آخر ثم وصفته بانه اكبر منها وهذا يستلزم كونه تعالى مفارقا لخلقه مع انه تعالى مع كل شئ معيه قيومية وهو معكم اينما كنتم وكان الله بكل شئ محيطا. (م) (2) الاولية والاخرية وصفان اضافيان، وهما تقدم احد شيئين زمانيين أو مكانيين على الاخر في امتداد الزمان والمكان وتأخره عنه. وهذا مما يستحيل اثباته في حقه تعالى، ولا نسبة بين الزمان والمكان وبين غيرهما كما لا يخفى فمعنى اوليته تعالى هو تقدمه العلى والوجودي على كل ما سواه، ومعنى آخريته تعالى كونه غاية لكل شئ ومنتهاه ” فان إلى ربك المنتهى “. (م) (*)

[ 13 ]

2 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن ربيع الوارق، عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل ” كل شئ هالك إلا وجهه ” قال: نحن. (1) 3 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس المعاذي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني، قال: حدثنا علي بن الحسن فضال، عن أبيه، قال: سألت الرضا علي بن موسى عليهما السلام عن قول الله عزوجل ” كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون (2) ” فقال: إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده، ولكنه عزوجل يعني أنهم عن ثواب ربهم محجوبون. وسألته عن قول الله عز و جل ” وجاء ربك والملك صفا صفا (3) ” فقال: إن الله عزوجل لا يوصف بالمجئ و الذهاب، تعالى عن الانتقال، إنما يعني بذلك: وجاء أمر ربك والملك صفا صفا. و سألته عن قول الله عزوجل: ” هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة (4) ” قال: يقول: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام، وهكذا نزلت وسألته عن قول الله عزوجل: ” سخر الله منهم ” وعن قوله: ” الله يستهزئ بهم (5) ” وعن قوله: ” ومكروا ومكر الله (6) ” وعن قوله: ” يخادعون الله وهو خادعهم (7) ” فقال: إن الله تبارك وتعالى لا يسخر ولا يستهزئ ولا يمكر ولا يخادع ولكن الله عزوجل: يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر وجزاء الخديعة تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.


(1) وجه الشئ ما يوجهك به. ومواجهة الحق تعالى خلقه اما في التكوين والايجاد واما في التشريع والهداية أما في التكوين فنورهم واسطة الايجاد فبهم يواجه سبحانه سائر الممكنات. واما في التشريع فهم هداة الخلق ودعاتهم إلى الحق فيواجه تعالى عباده بهم ويخاطبهم ويهديهم بواسطتهم صلوات الله وسلامه عليهم وهذا معنى محقق عقلا ونقلا. والاية في سورة القصص: 88 (م). (2) المطففين: 15. (3) الفجر: 24. ” صفا ” مصدر وضع موضع الحال أي مصففين. (4) البقرة: 206. (5) البقرة: 15 (6) آل عمران: 54. (7) النساء: 141. (*)

[ 14 ]

4 – حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان الكليني قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد قال: سألت أبا الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام عن قول الله عزوجل ” والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه (1) ” فقال: ذلك تعيير الله تبارك و تعالى لمن شبهه بخلقه، ألا ترى أنه قال: ” وما قدروالله حق قدره – إذ (2) قالوا: إن – الارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه ” كما قال عزوجل: ” وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ (2) ” ثم نزه عزوجل نفسه عن القبضة واليمين فقال: ” سبحانه وتعالى عما يشركون “. 5 – حدثنا محمد بن محمد عصام الكليني، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان، قال: حدثنا أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم، عن الحسين بن القاسم الرقام، عن القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم، قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل ” نسوا الله فنسيهم (4) ” فقال إن الله تبارك و تعالى لا ينسى ولا يسهو وإنما ينسى ويسهو وإنما ينسى ويسهو المخلوق المحدث ألا تسمعه عزوجل يقول: ” وما كان ربك نسيا (5) ” وإنما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم كما قال عزوجل: ” ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنسيهم أنفسهم اولئك هم الفاسقون (6) “


(1) الزمر: 67. (2) الاية في سورة الزمر (67) وهى هكذا: ” وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته – الاية ” فلعل المراد بيان معناها وأن جملة ” والارض جميعا – الاية – ” مقولة للغير كما صرح بذلك في تلك الاية ” إذا قالو ما أنزل الله على بشر ” والمنقول في البحار هكذا: ” وما قدرو الله حق قدره ” ومعناه: إذ قالوا ان الارض جميعا (الخ، لكن النسخ التى بأيدينا من الكتاب موافقة للمتن. وكيف كان فهذا المعنى لا يوافق ظاهر الاية كما لا يخفى (م) (3) الانعام: 91. (4) التوبة: 67. (5) مريم 64. (6) الحشر: 19. (*)

[ 15 ]

وقوله عزوجل ” فاليوم ننسيهم كما نسوا لقاء يومهم هذا (1) ” أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا. 6 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – قال حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن العباس بن هلال قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” الله نور السموات والارض (2) ” ؟ فقال: هاد لاهل السماء، وهاد لاهل الارض. وفي رواية البرقي. هدى من في السماوات، وهدى من في الارض. 7 – حدثنا إبراهيم بن هارون الهيسي بمدينة السلام قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج، قال: حدثنا الحسين بن أيوب، عن محمد بن غالب، عن علي بن الحسين، عن الحسن بن أيوب، عن الحسين بن سليمان، عن محمد بن مروان الذهلي، عن الفضيل بن يسار، قال: قلت لابي عبد الله الصادق عليه السلام: ” الله نور السموات والارض ” قال: كذلك الله عزوجل. قال، قلت: ” مثل نوره ” ؟ قال لي: محمد صلى الله عليه واله. قلت: ” كمشكوة ” ؟ قال صدر محمد صلى الله عليه واله. قلت: ؟ ” فيها مصباح ” ؟ قال فيه نور العلم يعني النبوة. قلت: ” المصباح في زجاجة ” ؟ قال: علم رسول الله صلى الله عليه واله صدر إلى قلب علي عليه السلام. قلت: ” كأنها ” ؟ قال: لاي شئ تقرء ” كأنها ” ؟ قلت: وكيف أقرء جعلت فداك ؟ قال: ” كأنه (3) كوكب دري ” قلت: ” توقد من شجرة مباركة زيتونة لاشرقية ولا غربية ” ؟ قال: ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، لا يهودي ولا نصراني. قلت: ” يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار ” ؟ قال: يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد صلى الله عليه واله وعليهم من قبل أن ينطق به. قلت: ” نور على نور ” ؟ قال: الامام على أثر الامام. 8 – حدثنا علي بن أحمد بن محمد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحسين بن الحسن، قال: حدثنا بكر (4)، عن


(1) الاعراف: 51. (2) النور: 35. (3) لعل تذكير الضمير لمناسبة تأويله على مافى هذه الرواية. (م) (4) المراد بكر بن صالح الرازي الضبى مولى بنى ضبة الذى روى عنه الحسين بن سعيد الاهوازي والحسين بن برد الدينورى، وهو الذى روى عنه محمد بن اسماعيل البرمكى كما صرح به الكليني رحمه الله في باب حدوث العالم من الكافي ومحمد بن أبى عبد الله الكوفى هو محمد بن جعفر الاسدي الذى روى عن البرمكى. (*)

[ 16 ]

أبي عبد الله البرقي، عن عبد الله بن يحيى، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام فقلت: قوله عزوجل: ” يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي (1) ” فقال: اليد في كلام العرب القوة والنعمة، قال: واذكر عبدنا داود ذا الايد (2) ” وقال: ” والسماء بنيناها بأيد (3) ” أي بقوة، وقال: ” وأيدهم بروح منه (4) ” أي قواهم، ويقال: ” لفلان عندي يد بيضاء ” أي نعمة. 9 – أبي – رحمه الله – قال حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الخزاز، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه واله يوم القيامة آخذ بحجزة الله (5)، ونحن آخذون بحجزة نبينا، وشيعتنا آخذون بحجزتنا ثم قال، الحجزة النور. 10 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن لله عزوجل خلقا خلقهم من نوره، ورحمة من رحمته لرحمته، فهم عين الله الناظرة، واذنه السامعة، ولسانه الناطق في خلقه باذنه، وامناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة، فبهم يمحو الله السيئات، وبهم يدفع الضيم (6)، وبهم ينزل الرحمة، وبهم يحيي ميتا ويميت حيا، وبهم يبتلي خلقه، وبهم يقضي في خلقه قضية. قلت: جعلت فداك من هؤلاء ؟ قال: الاوصياء. 11 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله


(1) ص: 75. (2) ص: 17. (3) الذرايات: 47. (4) المجادلة: 22. (5) الحجزة: معقد الازار، والاخذ بالحجزة استعارة للتعلق والتمسك. (م) (6) الضيم: الظلم. (*)

[ 17 ]

عزوجل ” ونفخت فيه من روحي (1) ” قال، روح اختاره الله واصطفاه وخلقه وأضافه إلى نفسه وفضله على جميع الارواح فأمر فنفخ منه في آدم عليه السلام. 12 – حدثني غير واحد من أصحابنا، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحسين بن الحسن، قال حدثنا بكر، عن القاسم بن عروة، عن عبد الحميد الطائي، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” ونفخت فيه من روحي (1) ” كيف هذا النفخ ؟ فقال: إن الروح متحرك كالريح، وإنما سمي روحا لانه اشتق اسمه من الريح، وإنما أخرجه على لفظة الروح لان الروح مجانس للريح، وإنما أضافة إلى نفسه لانه اصطفاه على سائر الارواح كما اصطفى بيتا من البيوت فقال: ” بيتي ” وقال لرسول من الرسل: ” خليلي ” وأشباذلك [ وكل ذلك ] مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر. 13 – وبهذا الاسناد: عن محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا علي بن العباس، قال: حدثنا عبيس (2) بن هشام، عن عبد الكريم بن عمرو، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: ” فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ” قال: من قدرتي. 14 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا الحسين ابن الحسن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن ابن سنان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته (3): أنا الهادي، أنا المهتدي، وأنا أبو اليتامى والمساكين، وزوج الارامل، وأنا ملجأ كل ضعيف، ومأمن كل خائف، وأنا قائد المؤمنين [ إلى الجنة ]، وأنا حبل الله المتين، وأنا عروة الله الوثقى، وكلمة الله التقوى، وأنا عين الله، ولسانه الصادق، ويده، وأنا جنب الله الذي يقول: ” أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله (4) ” وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة


(1) الحجر: 29. (2) في بعض النسخ [ عبيد ] وفى بعضها [ عيسى ]. (3) في بعض النسخ [ خطبة ] (4) الزمر: 56 الجنب: القرب. وقوله: ” يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله ” أي في قربه وجواره ومنه قوله تعالى: ” والصاحب بالجنب ” وهو الرفيق في السفر الذى يصحب الانسان. وكنى عنه بالجنب لكونه قريبا منه ملاصقا له. وقال عليه السلام: انا جنب الله لشدة قربه منه تعالى. (*)

[ 18 ]

والمغفرة، وأنا باب حطة من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه لاني وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه، لا ينكر هذا إلا راد على الله وعلى رسوله. 15 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن إسحاق بن عمار، عمن سمعه، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: في قول الله عزوجل: ” وقالت اليهود يد الله مغلولة (1) ” لم يعنوا أنه هكذا، ولكنهم قالوا: قد فرغ من الامر فلا يزيد ولا ينقص (2). فقال الله جل جلاله تكذيبا لقولهم: ” غلت أيديهم ولعنوا بما قالو بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ” ألم تسمع الله عزوجل يقول: ” يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب (3) “. 16 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن المشرقي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: ” بل يداه مبسوطتان “. فقلت له: يدان هكذا – وأشرت بيدي إلى يديه – فقال: لا، لو كان هكذا لكان مخلوقا (4). (باب) * (معنى رضى الله عزوجل وسخطه) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن المشرقي حمزة بن الربيع، عمن ذكره، قال: كنت في مجلس


(1) المائدة: 64. (2) أراد اليهود بقولهم ” يد الله مغلولة ” انه تعالى خلق الخلق وقضى قضاءا حتما لا راد له ولا بداء فيه وفرغ من الامر واستراح من التدبير ولا يتصرف بعد في العالم شيئا فرد الله تعالى عليهم بقوله: ” بل يداه مبسوطتان ” يريد أن كل شئ في كل شأن من شؤونه تحت قدرته وتدبيره وتصرفه وله القدرة المطلقة والسلطنة العامة على ما سواه يتصرف في العالم بما يشاء كيف يشاء. (م) (3) الرعد: 39. (4) اثبات اليد أو غيرها له تعالى زائد على ذاته البسيطة باى نحو غرض اثبات لصفة من صفات المخلوق بما انه مخلوق له سبحانه لاستلزامه احتياجه تعالى إليه: سبحانه وتعالى عما يشركون. فالمراد بما ورد في الشرع ما يرجع إلى صفاته كما في خبر محمد بن مسلم. (م) (*)

[ 19 ]

أبي جعفر عليه السلام إذ دخل عليه عمرو بن عبيد فقال له: جعلت فداك قول الله عزوجل: ” ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى (1) ” ماذلك الغضب ؟ فقال: أبو جعفر عليه السلام هو العقاب يا عمرو إنه من زعم أن الله عزو جل قد زال من شئ إلى شئ فقد وصفه صفة مخلوق (2) فإن الله عزوجل لايتنفره شئ ولا يعزه شئ (3). 2 – وبهذا الاسناد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه رفعه (4) إلى أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” فلما آسفونا انتقمنا منهم (5) ” قال: إن الله تبارك وتعالى لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مدبرون فجعل رضاهم لنفسه رضى وسخطهم لنفسه سخطا (6) وذالك لانه جعلهم الدعاة إليه والادلاء عليه، و لذلك صاروا كذلك وليس أن ذلك يصل إلى الله عزوجل كما يصل إلى خلقه، ولكن هذا معنى ما قال من ذلك، وقد قال أيضا: من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها. وقال أيضا: ” من يطع الرسول فقد أطاع الله (7) ” وقال: أيضا ” إن الذين يبايعونك


(1) طه: 81. وقوله: ” فقد هوى ” أي هلك. (2) الرضا والغضب كيفيان نفسيان يعرضان للنفس بسبب ادراك الملائم وغير الملائم وعروضهما انما يكون لشئ يتعلق بالمادة المتغيرة المتحولة من حال إلى حال. فمن زعم أنه تعالى يعرض له الغضب لما يرى من ذنوب العباد فيحل غضبه على المذنب فقد وصفه بصفة عارضة زائلة تختص بنفوس متعلقة بابدان مادية متحولة. (م) (3) في بعض النسخ [ لا يستفزه شئ ولا يغيره ] أي لا يستخفه ولا يزعجه. وقيل: أي لا يجد خاليا عما يكون قابلا له فيغيره للحصول له تغير الصفة لموصوفها. (4) في بعض النسخ [ يرفعه ]. (5) الزخرف: 55. (6) قد عرفت أن الرضا والغضب وما ضاها هما تعرض الانسان إذ هو ذو نفس متعلقة بالبدن المادى وفى نسبتها إليه تعالى سر أفشاه تعالى بقوله: ” وما يشاؤون الا ان يشاء إلله ” ” وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ” وذلك ان بعض أفراد الانسان كالنبى والولى يصل من العبودية إلى مقام يندك ارادته في ارادة الله تعالى فلا يريد الا ما يريده سبحانه وحيث ان تقوم الفعل الاختياري بالارادة فالافعال التى تصدر عنه. وان كانت قائمة به ومسندة إليه بوجه لكنها يصح اسنادها إلى الله سبحانه لكون ارادته هي الاصيلة المتبوعة. (م) (7) النساء: 80. (*)

[ 20 ]

إنما يبايعون الله (1) ” وكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك، وهكذا الرضا والغضب و غيرهما من الاشياء مما يشاكل ذالك. ولو كان يصل إلى المكون، الاسف والضجر وهو الذي أحدثهما وأنشأهما لجاز لقائل أن يقول: إن المكون يبيد يوما ما لانه إذا دخله الضجر والغضب دخله التغيير وإذا دخله التغيير لم يؤمن عليه الابادة (2)، ولو كان ذلك كذلك لم يعرف الخالق من المخلوق، وتعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا. هو الخالق للاشياء لا لحاجة فإذا كان لا لحاجة استحال الحد والكيف فيه فافهم ذالك إن شاء الله. 3 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن العباس بن عمرو الفقيمي، عن هشام بن الحكم أن رجلا سأل أبا عبد الله عليه السلام عن الله تبارك وتعالى له رضى وسخط ؟ قال: نعم، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين وذلك أن الرضا والغضب دخال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال معتمل مركب (3) للاشياء فيه مدخل، وخالقنا لامدخل للاشياء فيه، واحد، واحدي الذات، واحدي المعنى، فرضاه ثوابه وسخطه عقابه من غير شئ يتداخله فيهيجه وينقله من حال إلى حال فإن ذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين (4)، وهو تبارك وتعالى القوي العزيز لا حاجة له (5) إلى شئ مما خلق وخلقه جميعا محتاجون إليه، إنما خلق الاشياء لامن حاجة ولاسبب اختراعا وابتداعا. (باب) * (معنى الهدى والضلال والتوفيق والخذلان من الله تبارك وتعالى) * 1 – حدثنا علي بن عبد الله الوراق، ومحمد بن أحمد بن الشيباني، وعلي بن أحمد بن محمد – رضي الله عنهم – قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال:


(1) الفتح: 10. (2) الابادة: الهلاك. (3) بالفتح أي مصنوع ركب فيه الاجزاء والقوى. (4) تغير الشئ من حال إلى حال أن يجد ما لم يكن واجدا له قبل. وحيث أن ما يجده خارج عن ذاته والا لما فقده فذاته محتاجة في وجدانه إليه فكل متغير محتاج وكل محتاج مخلوق. (م) (5) في بعض النسخ [ به ]. (*)

[ 21 ]

حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن جعفر بن سليمان البصري، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عزوجل: ” من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا (1) ” فقال: إن الله تبارك وتعالى يضل الظالمين يوم القيامة عن دار كرامته ويهدي أهل الايمان والعمل الصالح إلى جنته كما قال الله عزوجل: ” ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ” (2) وقال الله عزوجل: ” إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجرى من تحتهم الانهار في جنات النعيم (3) “، قال: فقلت: فقوله عزوجل: ” وما توفيقي إلا بالله (4) ” وقوله عزوجل: ” إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده (5) ” فقال: إذا فعل العبد ما أمره الله عزوجل من الطاعة كان فعله وفقا لامر الله عزوجل وسمي العبد به موفقا، وإذا أراد العبد أن يدخل في شئ من معاصي الله تبارك وتعالى بينه وبين المعصية فتركها كان تركه لها بتوفيق الله تعالى، ومتى خلى بينه وبين المعصية فلم يحل بينه وبينها حتى يرتكبها فقد خذله ولم ينصره ولم يوفقه. (باب) * (معنى لا حول ولا قوة الا بالله) * 1 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن علي السكري قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن زكريا البصري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام، قال: سألته عن معنى


(1) الكهف: 16. (2) ابراهيم: 32. (3) يونس: 9. وقوله ” تجرى ” استيناف أو خبر ثان. وقوله: ” في جنات ” خبر أو متعلق بتجرى. (4) هود: 91. (5) آل عمران: 160. (*)

[ 22 ]

” لا حول ومالا قوة إلا بالله ” فقال: معناه: لاحول لنا عن معصية الله إلا بعون الله، ولا قوة لنا على طاعة الله إلا بتوفيق الله عزوجل. (باب) * (معنى الحروف المقطعة في أوايل السور من القرآن) * 1 – أخبرنا أبو الحسن محمد بن هارون الزنجاني فيما كتب إلي على يدي علي بن أحمد البغدادي الوراق: قال: حدثنا معاذ بن المثنى العنبري، قال: حدثنا عبد الله بن أسماء، قال: حدثنا جويرية، عن سفيان بن السعيد الثوري، قال: قلت لجعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام: يا ابن رسول الله ما معنى قول الله عزوجل: ” الم ” و ” المص ” و ” الر ” و ” المر ” و ” كهيعص ” و ” طه ” و ” طس ” و ” طسم ” ” يس ” و ” ص ” و ” حم ” و ” حمسعق ” و ” ق ” و ” ن ” ؟ قال عليه السلام: أما ” الم ” في أول البقرة فمعناه: أنا الله الملك، وأما ” الم ” في أول آل عمران فمعناه: أنا الله المجيد، و ” المص ” فمعناه: أنا الله المقتدر الصادق، و ” الر ” فمعناه: أنا الله الرؤوف، و ” المر ” فمعناه: أنا الله المحيي المميت الرازق (1)، و ” كهيعص ” معناه: أنا الكافي الهادي الولي العالم الصادق الوعد، وأما ” طه ” فاسم من أسماء النبي صلى الله عليه واله ومعناه: يا طالب الحق الهادي إليه ” ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ” بل لتسعد به، وأما ” طس ” فمعناه: أنا الطالب السميع، وأما ” طسم ” فمعناه: أنا الطالب السميع المبدئ المعيد، وأما ” يس ” فاسم من أسماء النبي صلى الله عليه واله، ومعناه: يا أيها السامع للوحي ” والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم “، وأما ” ص ” فعين تنبع من تحت العرش وهي التي توضأ منها النبي صلى الله عليه واله لما عرج به، ويدخلها جبرئيل عليه السلام كل يوم دخلة فيغتمس فيها ثم يخرج منها فينفض أجنحته فليس من قطرة تقطر من أجنحته إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا يسبح الله ويقدسه ويكبره ويحمده إلى يوم القيامة، وأما ” حم ” فمعناه: الحميد المجيد، وأما ” حمعسق ” فمعناه: الحليم (2) المثيب العالم السميع القادر القوي، وأما ” ق ” فهو الجبل المحيط بالارض


(1) في بعض النسخ [ الرزاق ]. (2) في بعض النسخ [ الحكيم ]. (*)

[ 23 ]

وخضرة السماء منه وبه يمسك الله الارض أن تميد بأهلها، وأما ” ن ” فهو نهر في الجنة قال الله عزوجل: ” أجمد ” فجمد فصار مدادا، ثم قال عزوجل للقلم: ” اكتب ” فسطر القلم في اللوح المحفوظ ماكان وما هو كائن إلى يوم القيامة. فالمداد من نور والقلم قلم من نور واللوح لوح من نور. وقال سفيان: فقلت له: يا ابن رسول الله بين لي أمر اللوح والقلم والمداد فضل بيان، وعلمني مما علمك الله، فقال: يا ابن سعيد لولا أنك أهل للجواب ما أجبتك فنون ملك يؤدي إلى القلم وهو ملك، والقلم يؤدي إلى اللوح وهو ملك، واللوح يؤدي إلى إسرافيل، وإسرافيل يؤدي إلى ميكائيل، وميكائيل يؤدي إلى جبرئيل، وجبرئيل يؤدي إلى الانبياء والرسل صلوات الله عليهم. قال: ثم قال لي: قم يا سفيان فلا آمن عليك. 2 – حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي ابن إبراهيم، عن أبيه، عن يحيى بن أبي عمران، عن يونس بن عبد الرحمن، عن سعدان، عن أبي بصير، عن أبى عبد الله عليه السلام قال: ” الم ” هو حرف من حروف اسم الله الاعظم، المقطع في القرآن، الذي يؤلفه النبي صلى الله عليه واله والامام فإذا دعا با أجيب. ” ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين ” قال: بيان لشيعتنا ” الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ” قال: مما علمنا هم ينبؤون (1) ومما علمناهم من القرآن يتلون. 3 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمد بن قيس قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدث أن حييا وأبا ياسر ابني أخطب ونفرا من يهود أهل نجران أتوا رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا له: أليس فيما تذكر فيما أنزل الله عليك ” الم ” ؟ قال: بلى. قالوا: اتاك بها جبرئيل من عند الله تعالى ؟ قال: نعم. قالوا: لقد بعثت أنبياء قبلك وما نعلم نبيا ومنهم أخبرنا مدة ملكه وما أجل امته غيرك قال: فأقبل حيي بن أخطب على أصحابه فقال لهم: الالف واحد، واللام ثلاثون، والميم أربعون.


(1) في بعض النسخ [ يبثون ] أي ينشرون. (*)

[ 24 ]

فهذه إحدى وسبعون سنة، فعجب ممن يدخل في دين مدة ملكه وأجل امته إحدى و سبعون سنة ! قال: ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه واله فقال له: يا محمد هل مع هذا غيره ؟ قال: نعم. قال هاته، قال: ” المص ” قال: هذه أثقل وأطول، ” الالف ” واحد، و ” اللام ” ثلاثون، و ” الميم ” أربعون، و ” الصاد ” تسعون، فهذه مائة وإحدى وستون سنة. ثم قال لرسول الله صلى الله عليه واله: فهل مع هذا غيره ؟ قال: نعم. قال: هاته. قال صلى الله عليه واله: ” الر ” قال: هذه أثقل وأطول. ” الالف ” واحد و ” اللام ” ثلاثون، والراء ” مائتان: ثم قال لرسول الله صلى الله عليه واله: فهل مع هذا غيره ؟ قال: نعم. قال: هاته. قال: ” المر ” قال: هذه أثقل وأطول. ” الالف ” واحد، واللام ” ثلاثون، و ” الميم ” أربعون، و ” الراء ” مائتان. ثم قال له: هل مع هذا غيره ؟ قال: نعم. قالوا قد التبس علينا أمرك فما ندري ما أعطيت ! ثم قاموا عنه، ثم قال أبو ياسر للحيي أخيه: ما يدريك. لعل محمدا قد جمع له هذا كله وأكثر منه. قال: فذكر أبو جعفر عليه السلام أن هذه الايات انزلت فيهم منه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. قال: وهي تجري في وجه آخر على غير تأويل حيي وأبي ياسر وأصحابهما. 4 – حدثنا محمد بن القاسم الاسترابادي المعروف بأبي الحسن الجرجاني المفسر – رضي الله عنه – قال: حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد، وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين أنه قال: كذبت قريش واليهود بالقرآن وقالوا: سحر مبين تقوله، فقال الله: ” الم ذلك الكتاب ” أي يا محمد هذا الكتاب الذي أنزلناه عليك هو الحروف المقطعة التي منها ” الف، لام، ميم ” وهو بلغتكم وحروف هجائكم فأتوا بمثله إن كنتم صادقين واستعينوا على ذلك بسائر شهدائكم، ثم بين أنهم لا يقدرون عليه بقوله: ” قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا (1) ” ثم قال الله: ” الم ” هو القرآن الذي افتتح


(1) الاسراء: 91. وقوله تعالى: ” لا يأتون ” جواب قسم محذوف دل عليه اللام الموطئة (*)

[ 25 ]

ب‍ ” الم ” هو ” ذلك الكتاب ” الذي أخبرت به موسى فمن بعده الانبياء فأخبروا بني إسرائيل أن سأنزل عليك يا محمد كتابا عزيزا ” لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ” ” لا ريب فيه ” لاشك فيه لظهروه عندهم كما أخبرهم به أنبياؤهم أن محمدا ينزل عليه كتاب لا يمحوه (1) الباطل، يقرؤه هو وامته على سائر أحوالهم ” هدى ” بيان من الضلالة ” للمتقين ” الذين يتقون الموبقات ويتقون تسليط السفه على أنفسهم حتى إذا علمواما يجب عليهم علمه عملوا بما يوجب لهم رضا ربهم. قال: وقال الصادق عليه السلام: ثم ” الالف ” حرف من حروف قول (2) الله دل بالالف على قولك الله و دل باللام على قولك الملك العظيم القاهر للخلق أجمعين، ودل بالميم على أنه المجيد المحمود في كل أفعاله (3) وجعل هذا القول حجة على اليهود وذلك أن الله لما بعث موسى بن عمران ثم من بعده من الانبياء إلى بني أسرائيل لم يكن فيهم أحد (4) إلا أخذوا عليهم العهود و المواثيق ليؤمنن بمحمد العربي الامي المبعوث بمكة الذي يهاجر إلى المدينة، يأتي بكتاب من الحروف المقطعة افتتاح بعض سوره، يحفظه امته فيقرؤنه قياما وقعودا و مشاة وعلى كل الاحوال يسهل الله عزوجل حفظه عليهم ويقرنون بمحمد صلى الله عليه واله أخاه ووصيه علي بن أبي طالب عليه السلام الاخذ عنه علومه التي علمها، والمتقلد عنه لامانة التي قدرها (5)، ومذلل كل من عاند محمد صلى الله عليه واله بسيفه الباتر ويفحم (6) كل من جادله وخاصمه بدليله الظاهر يقاتل عباد الله على تنزيل كتاب الله حتى يقودهم إلى قبوله طائعين وكارهين، ثم إذا صار محمد صلى الله عليه واله إلى رضوان الله عزوجل وارتد كثير ممن كان أعطاه ظاهر الايمان وحرفوا تأويلاته وغيروا معانيه ووضعوها على خلاف وجوهها قاتلهم بعد [ ذلك ]


(1) في بعض النسخ [ لا يلحقه ]. (2) في بعض النسخ [ قولك ]. (3) في بعض النسخ [ فعاله ]. (4) في بعض النسخ [ قوم ]. (5) في بعض النسخ [ قلدها ] (6) السيف الباتر. القاطع. وافحمه: أسكته بالحجة في خصومه أو غيرها. (*)

[ 26 ]

على تأويله حتى يكون إبليس الغاوي لهم هو الخاسر الذليل المطرود المغلول (1). قال: فلما بعث الله محمدا وأظهره بمكة ثم سيره منها إلى المدينة وأظهره بها، ثم أنزل إليه الكتاب وجعل افتتاح سورته الكبرى ب‍ ” الم ” يعني ” الم ذلك الكتاب ” وهو ذلك الكتاب الذي أخبرت أنبيائي السالفين أني سأنزله عليك يا محمد، ” لا ريب فيه ” فقد ظهر كما أخبرهم به أنبياؤهم أن محمدا ينزل عليه كتاب مبارك لا يمحوه الباطل، يقرؤه هو وامته على سائر أحوالهم، ثم اليهود يحرفونه عن جهته، ويتأولونه على غير وجهه، ويتعاطون التوصل ألى علم ما قد طواه الله عنهم من حال آجال (2) هذه الامة وكم مدة ملكهم، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه واله منهم جماعة، فولى رسول الله صلى الله عليه واله عليا عليه السلام فخاطبهم، فقال قائلهم: إن كان ما يقول محمد – صلى الله عليه واله – حقا لقد علمناكم قدر ملك امته، هو إحدى وسبعون سنة، ” الالف ” واحد، و ” اللام ” ثلاثون، و ” الميم ” أربعون، فقال علي عليه السلام: فما تصنعون ب‍ ” المص ” وقد انزل (3) عليه ؟ قالوا: هذه إحدى وستون ومائة سنة. قال: فما ذا تصنعون ب‍ ” الر ” وقد انزلت عليه ؟ فقالوا: هذه أكثر، هذه مائتان وإحدى وثلاثون سنة. فقال علي عليه السلام: فما تصنعون بما انزل عليه (4) ” المر ” ؟ قالوا: هذه مائتان وإحدى وسبعون سنة فقال علي عليه السلام: فواحدة من هذه له أو جميعها له ؟ فاختلط كلامهم فبعضهم قال له: واحدة منها وبعضهم قال: بل يجمع له كلها وذلك سبعمائة وأربع وثلاثون سنة، ثم يرجع الملك إلينا يعني إلى اليهود. فقال علي عليه السلام: أكتاب من كتب الله نطق بها، أم آراؤكم دلتكم عليه ؟ قال بعظهم: كتاب الله نطق به، وقال آخرون منهم: بل آراؤنا دلت عليه، فقال علي عليه السلام. فأتوا بالكتاب (5) من عند الله ينطق بما تقولون. فعجزوا عن إيراد ذلك، وقال للاخرين: فدلونا على صواب هذا الرأي. فقال: صواب رأينا دليله أن هذا حساب الجمل. فقال علي عليه السلام: كيف دل على ما تقولون وليس في


(1) في بعض النسخ [ المغلوب ]. (2) في بعض النسخ [ أجل ]. (3) في بعض النسخ [ وقد أنزلت ]. (4) في بعض النسخ [ إليه ]. (5) في بعض النسخ [ بكتاب ]. (*)

[ 27 ]

هذه الحروف إلا ما اقترحتم بلا بيان ! أرأيتم إن قيل لكم: إن هذه الحروف ليست دالة على هذه المدة لملك امة محمد ولكنها دالة على أن كل واحد منكم قد لعن بعدد هذا الحساب أو أن عدد ذلك لكل واحد منكم ومنا بعدد هذا الحساب دراهم أو دنانير أو أن لعلي على كل واحد منكم دين عدد ماله مثل عدد هذا الحساب قالوا: يا أبا الحسن ليس شئ مما ذكرته منصوصا عليه في ” الم ” و ” المص ” و ” الر ” و ” المر “. فقال علي عليه السلام: ولا شئ مما ذكرتموه منصوص عليه في ” الم ” و ” المص ” و ” الر ” و ” المر ” فإن بطل قولنا لما قلنا بطل قولك لما قلت، فقال خطيبهم ومنطيقهم (1): لا تفرح يا علي بأن عجزنا عن إقامة حجة فيما تقولهن (2) على دعوانا فأي حجة لك في دعواك ؟ إلا أن تجعل عجزنا حجتك، فإذا ما لنا حجة فيما نقول ولا لكم حجة فيما تقولون. قال علي عليه السلام لا سواء إن لنا حجة هي المعجزة الباهرة، ثم نادى جمال اليهود: يا أيتها الجمال أشهدي لمحمد ولوصيه. فتبادر الجمال: صدقت صدقت، يا وصي محمد وكذب هؤلاء اليهود فقال علي عليه السلام هؤلاء جنس من الشهود، يا ثياب اليهود التي عليهم: أشهدي لمحمد و لوصيه. فنطقت ثيابهم كلها: صدقت صدقت يا علي نشهد أن محمد رسول الله حقا، وأنك يا علي وصيه حقا، لم يثبت محمدا (3) قدما في مكرمة إلا وطأت على موضع قدمه بمثل مكرمته وأنتما شقيقان من اشراق (4) أنوار الله فميزتما (5) اثنين وأنتما في الفضائل شريكان إلا أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه واله. فعند ذلك خرست اليهود (6) وآمن بعض النظارة منهم برسول الله صلى الله عليه واله فغلب (7) الشقاء على اليهود وسائر النظارة الاخرين، فذلك ما قال الله: ” لا ريب فيه ” إنه كما قال محمد صلى الله عليه واله ووصي محمد عن قول محمد صلى الله عليه واله عن قول رب


(1) المنطيق: المتكلم البليغ. (2) في بعض النسخ [ تقولون ]. (3) كذا في جميع النسخ التي بايدينا والظاهر انه من غلط النساخ والصحيح ” محمد ” بالر فع. (م) (4) في بعض النسخ [ اشرف ]. (5) في بعض النسخ [ تميزتما ]. (6) خرس فلان أي انعقد لسانه عن الكلام. (7) في بعض النسخ [ وغلب ]. (*)

[ 28 ]

العالمين ثم قال: ” هدى ” بيان وشفاء ” للمتقين ” من شيعة محمد وعلي إنهم اتقوا أنواع الكفر فتركوها واتقوا الذنوب الموبقات (1) فرفضوها واتقوا إظهار أسرار الله وأسرار أزكياء عباده الاوصياء بعد محمد صلى الله عليه واله فكتموها واتقوا ستر العلوم عن أهلها المستحقين لها وفيهم نشروها. 5 – حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي – رضي الله عنه – قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه قال: حدثنا أحمد بن أحمد، قال حدثنا (2) سليمان بن الخصيب، قال: حدثنا الثقة، قال: حدثنا أبو جمعة رحمة بن صدقة، قال: أتى رجل من بني امية – وكان زنديقا – جعفر بن محمد عليهما السلام فقال: قول الله عزوجل في كتابه: ” المص ” أي شئ أراد بهذا ؟ وأي شئ فيه من الحلال والحرام ؟ وأي شئ فيه مما ينتفع به الناس ؟ قال: فاغتاظ من ذلك جعفر بن محمد عليهما السلام، فقال: أمسك ويحك ” الالف ” واحد و ” اللام ” ثلاثون، و ” الميم ” أربعون، و ” الصاد ” تسعون، كم معك فقال الرجل: أحد وثلاثون (3) ومائة. فقال له جعفر بن محمد عليهما السلام: إذا انقضت سنة إحدى وثلاثين ومائة انقضى ملك أصحابك. قال: فنظرنا فلما انقضت سنة إحدى وثلاثين ومائة يوم عاشورا دخل المسودة الكوفة وذهب ملكهم. 6 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني – رضي الله عنه – قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي، قال: أخبرنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا جعفر بن محمد ابن عمارة، عن أبيه، قال: حضرت عند جعفر بن محمد الباقر عليهما السلام فدخل عليه رجل فسأله عن ” كهيعص ” فقال عليه السلام: ” كاف ” كاف لشيعتنا، ” ها ” هادي لهم ” يا ” ولي لهم، ” عين ” عالم بأهل طاعتنا ” صاد ” صادق لهم وعدهم حتى يبلغ بهم المنزلة التي وعدها إياهم في بطن القرآن.


(1) الموبق: المهلك أو كل شئ حال بين شيئين وكلاهما مناسب للمقام. (2) في بعض النسخ [ حدثني ]. (3) كذا في النسخ التى بايدينا لكن مجموع أعداد الحروف أحد وستون ومائة. (م). (*)

[ 29 ]

(باب) * (معنى الاستواء على العرش) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، قال: حدثني مقاتل بن سليمان، قال: سألت جعفر ابن محمد عليهما السلام عن قول الله عزوجل: ” الرحمن على العرش استوى (1) ” قال: استوى من كل شئ فليس شئ أقرب إليه من شئ (2). (باب معنى العرش والكرسي) 1 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزمي، قال: حدثنا علي بن حاتم المنقري، عن المفضل بن عمر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن العرش والكرسي ما هما ؟ فقال: العرش في وجه هو جملة الخلق والكرسي وعاؤه، وفي وجه آخر العرش هو العلم (3) الذي اطلع الله عليه أنبياءه ورسله وحججه، والكرسي هو العلم الذي لم يطلع [ الله ] عليه أحدا من أنبيائه ورسوله و حججه عليهم السلام.


(1) طه: 5. (2) فيه اشارة إلى معيته القيومية واتصاله المعنوي بكل شئ على السواء على الوجه الذى لا ينافى احديته وقدس جلاله وإلى افاضة رحمته العامة على الجميع على نسبة واحده وإحاطة علمه بالكل بنحو واحد وقربه من كل شئ على نهج سواء واما اختلاف المقربين كالانبياء والاولياء من المبعدين كالشياطين والكفار في القرب والبعد فليس من قبله سبحانه. (قاله الفيض رحمه الله) (3) يمكن أن يكون المراد بهذا العلم العلم الفعلى بقرينة قوله عليه السلام قبيل هذا: ” العرش في وجه هو جملة الخلق ” فهو من وجه علم ومن وجه آخر معلوم لكن المستفاد من سائر الروايات الواردة في العرش انه مرتبة من الوجود عالية تحيط بجل المخلوقات وهى لا تنفك عن العلم فافهم وبناء على هذا فالمراد بكونه جملة الخلق بوجه اشتماله على ما تحته من المخلوقات وانطواء المراتب الضعيفة فيه. (م). (*)

[ 30 ]

2 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد. عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” وسع كرسيه السموات والارض ” قال: علمه (1). (باب معنى اللوح والقلم) 1 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني، قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزمي، قال: حدثنا علي بن حاتم المنقري، عن إبراهيم الكرخي، قال: سألت جعفر بن محمد عليهما السلام عن اللوح والقلم. فقال: هما ملكان.


(1) اعلم أن الاستواء يطلق على معان: الاول: الاستقرار والتمكن على الشئ. الثاني قصد الشئ والاقبال إليه. الثالث: الاستيلاء على الشئ، قال الشاعر: قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق الرابع: الاعتدال، يقال: سويت الشئ فاستوى. الخامس: المساواة في النسبة. فاما المعنى الاول فيستحيل على الله تعالى لما ثبت بالبراهين العقلية والنقلية من استحالة كونه تعالى مكانيا، فمن المفسرين من حمل الاستواء في هذه الاية على الثاني أي أقبل على خلقه وقصد إلى ذلك وقد ورد أنه سئل أبو العباس احمد بن يحيى عن هذه الاية فقال: الاستواء: الاقبال على الشئ ونحو هذا قاله الفراء والزجاج في قوله تعالى: ” ثم استوى إلى السماء “. والاكثرون منهم حملوها على الثالث استوى أي استولى عليه وملكه ودبره. قال الزمخشري: ” لما كان الاستواء على العرش وهو سرير الملك لا يحصل الا مع الملك جعلوه كناية عن الملك فقالوا: استوى فلان على السرير يريدون ملكه وان لم يقعد البتة وانما عبروا عن حصول الملك بذلك لانه أصرخ وأقوى في الدلالة من أن يقال: فلان ملك ونحوه قولك: ” يد فلان مبسوطة ” و ” يد فلان مغلولة ” بمعنى أنه جواد أو بخيل لا فرق بين العبارتين الا فيما قلت حتى أن من لم يبسط يده قط بالنوال أو لم يكن له يد رأسا وهو جواد قيل فيه يده مبسوطة، لانه لا فرق عندهم بينه وبين قولهم ” جواد “. انتهى (*) =

[ 31 ]

(باب) * (معنى الموازين التى توزن بها أعمال العباد) * 1 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني، قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي، قال حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزمي، قال: حدثني (1) علي بن حاتم المنقري، عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” ونضع الموازين القسط ليوم القيمة


= ويحتمل أن يكون المراد معنى الرابع بان يكون كناية عن نفى النقص عنه تعالى من جميع الوجود فيكون قوله تعالى: ” على العرش ” حالا ولكنه بعيد. وأما معنى الخامس فهو الظاهر من الاخبار. ثم اعلم أن العرش قد يطلق على الجسم العظيم التي أحاط بسائر الجسمانيات وقد يطلق على جميع المخلوقات وقد يطلق على العلم أيضا كما وردت به الاخبار الكثيرة فإذا عرفت هذا فاما أن يكون عليه السلام فسر العرش (في الحديث السابق) بمجموع الاشياء وضمن استواء ما يتعدى بعلي كالاستيلاء والاستعلاء والاشراف فالمعنى استوت نسبته إلى كل شئ حالكونه مستوليا عليها، أو فسره بالعلم ويكون متعلق الاستواء مقدرا أي تساوت نسبته من كل شئ حالكونه متمكنا على عرش العلم فيكون اشارة إلى بيان نسبته تعالى وأنها بالعلم والاحاطة أو المراد بالعرش عرش العظمة والجلال والقدرة كما فسر بها أيضا في بعض الاخبار أي استوى من كل شئ مع كونه في غاية العظمة ومتمكنا على عرش التقديس والحلالة والحاصل أن علو قدره ليس مانعا في دنوه بالحفظ والتربية والاحاطة وكذا العكس و على التقادير فقوله: ” استوى ” خبر وقوله: ” على العرش ” حال، ويحتمل أن يكونا خبرين على بعض التقادير ولا يبعد على الاحتمال الاول جعل قوله: ” على العرش ” متعلقا بالاستواء بان تكون كلمة ” على ” بمعنى ” إلى ” ويحتمل عى تقدير حمل العرش على العلم أن يكون قوله: ” على العرش ” خبرا وقوله: ” استوى ” حالا عن العرش ولكنه بعيد وعلى التقادير يمكن أن يقال: أن النكتة في ايراد الرحمن بيان أن رحمانيته توجب استواء نسبته ايجادا وحفضظا وتربية وعلما إلى الجميع بخلاف الرحيمية فانها تقتضي افاضة الهدايات الخاصة على المؤمنين فقط وكذا كثير من أسمائه الحسنى تخص جماعة ويؤيد بعض الوجوه التى ذكرنا ما ذكره المؤلف – رحمه الله – في كتاب العقائد حيث قال: ” اعتقادنا في العرش أنه جملة جميع الخلق والعرش وفى وجه آخر هو العلم ” ثم ذكر الحديث الذى مر في الباب السابق. (قاله العلامة المجلسي – رحمه الله -) (1) في بعض النسخ [ حدثنا ]. (*)

[ 32 ]

فلا تظلم نفس شيئا (1) ” قال: هم الانبياء والاوصياء عليهم السلام (2). (باب معنى الصراط) 1 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني، قال: أخبرنا أبو جعفر احمد بن عيسى بن أبي مريم العجلي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله بن زياد العرزمي قال: حدثنا علي بن حاتم المنقري، عن المفضل بن عمر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الصراط. فقال: هو الطريق إلى معرفة الله عزوجل، وها صراطان: صراط في الدنيا، وصراط في الاخرة. وأما الصراط الذي في الدنيا فهو الامام المفترض الطاعة، من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مر على الصراط الذي هو جسر جهنم في الاخرة، ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الاخرة فتردى في نار جهنم. 2 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن الصلت، [ عن عبد الله بن الصلت ] عن يونس بن عبد الرحمن، عمن ذكره، عن عبيد الله [ بن ] الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الصراط المستقيم أمير المؤمنين علي عليه السلام. 3 – حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم – رحمه الله – قال: حدثنا أبي، عن جدي، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” اهدنا الصراط المستقيم) قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام ومعرفته، والدليل على أنه أمير المؤمنين عليه السلام


(1) الانبياء: 49. والقسط: العدل مصدر وصف للموازين مبالغة، أو ذوات القسط. ” شيئا ” مفعول ثان لتظلم أو مصدر والمعنى لا تظلم نفس ظلما. (2) ميزان كل شئ هو المعيار الذى به يعرف قدر ذلك الشئ فميزان الناس ليوم القيامة ما يوزن به قدر كل انسان وقيمته على حسب عقيدته وخلقه وعمله لتجزى كل نفس بما كسبت وليس ذلك الا الانبياء والاوصياء إذ بهم وباتباع شرائعهم واقتفاء آثارهم وترك ذلك بالقرب من سيرتهم والبعد عنها يعرف مقدار الناس وقد حسناتهم وسيئاتهم فميزان كل امة هو نبى تلك الامة ووصى نبيها والشريعة التى اتى بها. (قاله الفيض – رحمه الله -) (*)

[ 33 ]

قوله عزوجل: ” وإنه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم (1) ” وهو أمير المؤمنين عليه السلام في ام الكتاب في قوله عزوجل: ” اهدنا الصراط المستقيم “. 4 – حدثنا محمد بن القاسم الاسترآبادي المفسر، قال: حدثني يوسف بن محمد بن زياد، وعلي بن محمد بن يسار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في قوله: ” اهدنا الصراط المستقيم ” قال: أدم لنا توفيقك الذي به أطعناك في ماضي أيامنا حتى نطيعك كذلك في مستقبل أعمارنا. والصراط المستقيم هو صراطان: صراط في الدنيا، و صراط في الآخرة. وأما الصراط المستقيم في الدنيا فهو ما قصر عن الغلو، وارتفع عن التقصير (2)، واستقام فلم يعدل إلى شئ من الباطل. وأما الطريق الآخر فهو طريق المؤمنين إلى الجنة الذي هو مستقيم لا يعدلون عن الجنة إلى النار ولا إلى غير النار سوى الجنة. قال: وقال جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام، في قوله عزوجل: ” اهدنا الصراط المستقيم ” قال: يقول أرشدنا [ إلى ] الصراط المستقيم أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك، والمبلغ [ إلى ] دينك والمانع من أن نتبع أهواءنا فنعطب (3)، أو نأخذ بآرائنا فنهلك. ثم قال عليه السلام: فإن من اتبع هواه وأعجب برأيه كان كرجل سمعت غثاء العامة (4) تعظمه وتسفه فأحببت لقاءه من حيث لا يعرفني لانظر مقداره ومحله، فرأيته قد أحدق به خلق [ الكثير ] من غثاء العامة فوقفت منتبذا عنهم متغشيا بلثام (5) أنظر إليه وإليهم، فما زال يراوغهم (6) حتى خالف طريقهم وفارقهم ولم يقر فتفرقت العوام عنه لحوائجهم، وتبعته أقتفي أثره


(1) الزخرف: 4. (2) في بعض النسخ [ النقيصة ]. (3) أي نهلك. (4) غثاء بضم الغين المعجمة والثاء المثلثة والمد -: ما يجيئ فوق السيل مما يحمله من الزبد والوسخ وغيره. (5) اللثام: ما كان على الانف وما حوله من ثوب أو نقاب. (6) راوغه: خادعه وماكره. (*)

[ 34 ]

فلم يلبث أن مر بخباز فتغفله (1) فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة (2)، فتعجبت منه، ثم قلت في نفسي: لعله معاملة، قم مر بعده بصاحب رمان فما زال به حتى تغفله فأخذ من عنده رمانتين مسارقة، فتعجبت منه، ثم قلت في نفسي: لعله معاملة، ثم أقول: وما حاجته إذا إلى المسارقة، ثم لم أزل أتبعه حتى مر بمريض فوضع الرغيفين والرمانتين بين يديه ومضى، وتبعته حتى استقر في بقعة من الصحراء، فقلت له: يا عبد الله لقد سمعت بك وأحببت لقاءك، فلقيتك ولكنني رأيت منك ما شغل قلبي ! وإني سائلك عنه ليزول به شغل قلبي، قال: ما هو قلت: رأيتك مررت بخباز وسرقت منه رغيفين، ثم بصاحب الرمان وسرقت منه رمانتين ! قال: فقال لي: قبل كل شئ حدثني من أنت ؟ قلت: رجل من ولد آدم عليه السلام من امة محمد صلى الله عليه وآله. قال حدثني من أنت ؟ قلت: رجل من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله. قال: أين بلدك قلت: المدينة. قال: لعلك جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قلت: بلى. فقال لي: فما ينفعك شرف أصلك مع جهلك بما شرفت به وتركك علم جدك وأبيك لئلا تنكر ما يجب أن يحمد ويمدح عليه فاعله ؟ قلت: وما هو ؟ قال: القرآن كتاب الله ! قلت: وما االذي جهلت منه ؟ قال: قول الله عزوجل: ” من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها (3) ” وأني لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين فهذه أربع سيئات فلما تصدقت بكل [ واحد ] منهما كان لي [ بها ] أربعين (4) حسنة فانتقص من أربعين حسنة أربع بأربع سيئات بقي لي ست وثلاثون حسنة. قلت: ثكلتك امك ! أنت الجاهل بكتاب الله، أما سمعت أنه عزوجل يقول: ” إنما يتقبل الله من المتقين (5) ” إنك لما سرقت رغيفين


(1) تغفله: تحين غفلته وترصدها. (م) (2) سارقه: اختلس منه على غفلة. (م) (3) الانعام: 162. (4) يمكن تصحيح نصب ” اربعين ” بجعله خبرا والضمير المستتر في ” كان ” الراجع إلى التصدق أو ” ما ذكر ” اسما له لكن الاظهر رفعه بناء على كونه اسما والجار والمجرور المتقدمين خبرا سيما على النسخة التى تثبت لفظة ” بها “. (م) (5) المائدة: 31. (*)

[ 35 ]

كانت سيئتين ولما سرقت رمانتين كانت أيضا سيئتين ولما دفعتهما إلى غير صاحبيهما بغير أمر صاحبيهما كنت إنما أضفت أربع سيئات إلى أربع سيئات ولم تضف أربعين حسنة إلى أربع سيئات، فجعل يلاحظني فانصرفت وتركته. قال الصادق عليه السلام: بمثل هذا التأويل القبيح المستكره يضلون ويضلون وهذا نحو تأويل معاية [ لعنه الله ] لما قتل عمار بن ياسر – رحمه الله – فارتعدت فرائص (1) خلق كثير، وقالو: قال رسول الله صلى الله عليه واله: عمار تقتله الفئة الباغية. فدخل عمرو على معاوية [ لعنه الله ] وقال: يا أمير المؤمنين قد هاج الناس واضطربوا. قال: لماذا ؟ قال: قتل عمار. فقال معاوية [ لعنه الله ]: قتل عمار فماذا ؟ قال: أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه واله: [ عمار ] تقتله الفئة الباغية ؟ فقال له معاوية [ لعنه الله ]: دحضت في قولك، أنحن قتلناه ؟ إنما قتله علي بن أبي طالب لما ألقاه بين رماحنا ! فاتصل ذلك بعلي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: إذا رسول الله صلى الله عليه واله هو الذي قتل حمزة لما ألقاه بين رماح المشركين !. ثم قال الصادق عليه السلام: طوبى للذين هم كما قال رسول الله صلى الله عليه واله: يحمل هذا العلم من كل خلف عدو له، وينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين. 5 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: حدثني ثابت الثمالي، عن سيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام قال: ليس بين الله وبين حجته حجاب، فلا (2) لله دون حجته ستر، نحن أبواب الله، ونحن الصراط المستقيم، ونحن عيبة علمه، ونحن تراجمة وحيه، و نحن أركان توحيده، ونحن موضع سره. 6 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم عن عبيد الله بن موسى العبسي، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول


(1) ارتعد: اضطرب واهتز، و ” فرائص ” جمع ” فريصة ” وهى لحمة بين الجنب والكتف ترعد عند الفزع. يقال: ” ارتعدت فريصته ” أي فزع فزعا شديدا. (م) (2) في بعض النسخ [ ولا ]. (*)

[ 36 ]

الله صلى الله عليه واله: يا علي إذا كان يوم القيامة أقعد أنا وأنت وجبرئيل على الصراط فلم يجز أحد إلا من كان معه كتاب فيه براة بولايتك. 7 – حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي، قال: حدثني محمد بن الحسن بن إبراهيم، قال: حدثنا ألوان بن محمد، قال: حدثنا حنان بن سدير، (1) عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قول الله عزوجل في الحمد: ” صراط الذين أنعمت عليهم ” يعني محمدا وذريته صلوات الله عليهم. 8 – حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم، قال: حدثني عبيد بن كثير، قال: حدثني (2) محمد بن مروان، قال حدثنا عبيد بن يحيى بن مهران العطار، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله في قول الله عزوجل: ” صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ” قال: شيعة علي عليه السلام الذين أنعمت عليهم بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام لم يغضب عليهم ولم يضلوا. 9 – حدثنا محمد بن القاسم الاسترآبادي المفسر، قال: حدثني يوسف بن محمد بن زياد، وعلي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في قول الله عزوجل: ” صراط الذين أنعمت عليهم ” أي قولوا: اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك وهم الذين قال الله عزوجل: ” ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا (3) ” وحكي هذا بعينه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ثم قال: ليس هؤلاء المنعم عليهم بالمال وصحة البدن وإن كان كل هذا نعمة من الله ظاهرة، ألا ترون أن هؤلاء قد يكونون كفارا أو فساقا ؟ فما ندبتم إلى أن تدعوا بأن ترشدوا إلى صراطهم، وإنما


(1) حنان – كمكان – وسدير – كجدير -. (2) في بعض النسخ [ حدثنا ]. (3) النساء: 71. (*)

[ 37 ]

امرتم بالدعاء بأن ترشدوا إلى صراط الذين انعم عليهم بالايمان [ بالله ] وتصديق رسوله (1) وبالولاية لمحمد وآله الطاهرين، وأصحابه الخيرين المنتجبين، وبالتقية الحسنة التي يسلم بها من شر عباد الله، ومن الزيادة في آثام أعداء الله وكفرهم، بأن تداريهم ولا تعزيهم بأذاك وأذى المؤمنين، وبالمعرفة بحقوق الاخوان من المؤمنين، فإنه ما من عبد ولا أمة والى محمد وآل محمد عليهم السلام وعادى من عاداهم إلا كان قد اتخذ من عذاب الله حصنا منيعا وجنة حصينة، وما من عبد ولا أمة دارى عباد الله فأحسن المداراة فلم يدخل بها في باطل ولم يخلج من حق إلا جعل الله عزوجل نفسه تسبيحا، وزكى عمله، وأعطاه بصيره على كتمان سرنا واحتمال الغيظ لما يسمعه من أعدائنا ثواب المتشحط بدمه في سبيل الله، وما من عبد أخذ نفسه بحقوق إخوانه،، فوفاهم حقوقهم جهده، وأعطاهم ممكنه، ورضي عنهم بعفوهم وترك الاستقصاء عليهم، فيما يكون من زللهم واغتفرها لهم إلا قال الله له يوم يلقاه: يا عبدي قضيت حقوق إخوانك، ولم تستقص عليهم فيما لك عليهم، فأنا أجود وأكرم وأولى بمثل ما فعلته من المسامحة والكرم فإني (2) أقضيك اليوم على حق [ ما ] وعدتك به، وأزيدك من فضلي الواسع، ولا أستقصي عليك في تقصيرك في بعض حقوقي، قال: فيلحقهم بمحمد وآله، ويجعله في خيار شيعتهم. ثم قال: قال رسول الله صلى الله على واله لبعض أصحابه ذات يوم: با عبد الله أحب في الله، وأبغض في الله، ووال في الله، وعاد في الله، فإنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك، ولا يجد رجل طعم الايمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك وقد صارت مؤاخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا، عليها يتوادون، وعليها يتباغضون، وذلك لا يغني عنهم من الله شيئا، فقال الرجل: يا رسول الله فكيف لي أن أعلم أني قد واليت وعاديت في الله، ومن ولي الله حتى اواليه ؟ ومن عدوه حتى اعاديه ؟ فأشار له رسول الله صلى الله عليه واله إلى علي عليه السلام فقال: أترى هذا ؟ قال: بلى. قال: ولي هذا ولي الله فواله، وعدو هذا عدو الله فعاده، ووال ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك [ وولدك ]، وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك أو وولدك.


(1) في بعض النسخ [ رسله ]. (2) في بعض النسخ [ فأنا ]. (*)

[ 38 ]

(باب) * (معنى حروف الاذان والاقامة) * 1 – حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المروزي الحاكم المقري، قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المقري الجرجاني، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد، قال: حدثنا محمد بن عاصم الطريفي، قال: حدثنا أبو زيد عباس بن يزيد بن الحسن الجمال مولى زيد بن علي، قال: أخبرني [ أبي ] يزيد بن الحسن، قال: حدثني موسى ابن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: كنا جلوسا في المسجد إذ صعد المؤذن المنارة فقال: الله أكبر، الله أكبر فبكى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وبكينا لبكائه، فلما فرغ المؤذن قال: أتدرون ما يقول المؤذن ؟ قلنا: الله ورسوله ووصيه أعلم قال: لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ! فلقوله ” الله أكبر ” معان كثيرة منها أن قول المؤذن: ” الله أكبر ” يقع على قدمه وأزليته وأبديته وعلمه وقوته وقدرته وحلمه وكرمه وجوده وعطائه وكبريائه. فإذا قال المؤذن ” الله أكبر ” فإنه يقول: الله الذي له الخلق والامر و بمشيته كان الخلق، ومنه كل شئ للخلق، وإليه يرجع الخلق، وهو الاول قبل كل شئ لم يزل، والآخر بعد كل شئ لا يزال، والظاهر فوق كل شئ لا يدرك، والباطن دون كل شئ لا يحد، وهو الباقي وكل شئ دونه فان. والمعنى الثاني: الله أكبر، أي العليم الخبير عليهم بما كان ويكون قبل أن يكون. والثالث: الله أكبر، أي القادر على كل شئ يقدر على ما يشاء، القوي لقدرته، المقتدر على خلقه، القوي لذاته، قدرته قائمة على الاشياء كلها، إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون. والرابع: الله أكبر، على معنى حلمه وكرمه، يحلم كأنه لا يعلم، ويصفح كأنه لا يرى، ويستر كأنه لا يعصى، لا يعجل بالعقوبة كرما وصفحا وحلما.


[ 39 ]

والوجه الآخر في معنى ” الله أكبر ” أي الجواد جزيل العطاء كريم الفعال (1). والوجه الآخر الله أكبر فيه نفي صفته وكيفيته كأنه يقول: الله أجل من أن يدرك الواصفون قدر صفته الذي هو موصوف به، وإنما يصفه الواصفون على قدرهم لاعلى قدر عظمته وجلاله، تعالى الله عن أن يدرك الواصفون صفته علوا كبيرا. والوجه الآخر ” الله أكبر ” كأنه يقول: الله أعلى وأجل، وهو الغني عن عباده، لا حاجة به إلى أعمال خلقه. وأما قوله: ” أشهد أن لا إله إلا الله ” فإعلام بأن الشهادة لا تجوز إلا بمعرفته من القلب كأنه يقول: أعلم أنه لا معبود إلا الله عزوجل وأن كل معبود باطل سوى الله عزوجل واقر بلساني بما في قلبي من العلم بأنه لا إله إلا الله وأشهد أنه لا ملجأ من الله إلا إليه ولا منجا من شر كل ذي شر وفتنة كل ذي فتنة إلا بالله. وفي المرة الثانية ” أشهد أن لا إله إلا الله ” معناه: أشهد أن لا هادي إلا الله ولا دليل لي إلى الدين إلا الله و اشهد الله بأني أشهد أن لا إله إلا الله واشهد سكان السماوات وسكان والارضين وما فيهن من الملائكة والناس أجمعين وما فيهن من الجبال والاشجار والدواب والوحوش وكل رطب ويابس بأني أشهد أن لا خالق إلا الله ولا رازق ولا معبود ولا ضار ولا نافع ولا قابض ولا باسط ولا معطي ولا مانع ولا ناصح ولا كافي ولا شافي ولا مقدم ولا مؤخر إلا الله، له الخلق والامر، وبيده الخير كله، تبارك الله رب العالمين. وأما قوله: ” أشهد أن محمدا رسول الله ” يقول: اشهد الله أنه لا إله إلا هو وأن محمدا عبده ورسوله ونبيه وصفيه ونجيه أرسله إلى كافة الناس أجمعين بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، واشهد من في السماوات والارض من النبيين والمرسلين والملائكة والناس أجمعين أن محمدا سيد الاولين والآخرين. وفي المرة الثانية ” أشهد أن محمدا رسول الله ” يقول: أشهد أن لا حاجة لاحد [ إلى أحد ] إلا إلى الله الواحد القهار الغني عن عباده والخلائق والناس أجمعين، وأنه أرسل محمدا إلى الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، من أنكره وجحده ولم يومن به أدخله الله عزوجل نار جهنم


(1) في بعض النسخ [ النوال ]. (*)

[ 40 ]

خالدا مخلدا لا ينفك عنها أبدا. وأما قوله: ” حي على الصلاة ” أي هلموا إلى خير أعمالكم ودعوة ربكم، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم، وإطفاء ناركم التي أوقدتموها، وفكاك رقابكم التي رهنتموها، ليكفر الله عنكم سيئاتكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ويبدل سيئاتكم حسنات، فإنه ملك كريم ذو الفضل العظيم، وقد أذن لنا معاشر المسلمين بالدخول في خدمته، والتقدم إلى بين يديه. وفي المرة الثانية ” حي على الصلاة ” أي قوموا إلى مناجاة الله ربكم، وعرض حاجاتكم (1) على ربكم، وتوسلوا إليه بكلامه، وتشفعوا به، وأكثروا الذكر والقنوت والركوع والسجود والخضوع والخشوع، وارفعوا إليه حوائجكم، فقد أذن لنا في ذلك. وأما قوله: ” حي على الفلاح ” فإنه يقول: أقبلو إلى بقاء لا فناء معه، ونجاة لا هلاك معها، وتعالوا إلى حياة لا موت معها، وإلى نعيم لا نفادله، وإلى ملك لا زوال عنه، وإلى سرور لا حزن معه، وإلى انس لا وحشة معه، وإلى نور لا ظلمة معه، وإلى سعة لا ضيق معها، وإلى بهجة لا انقطاع لها، وإلى غنى لا فاقة معه، وإلى صحة لا سقم معها، [ وإلى عز لا ذل معه ] وإلى قوة لا ضعف معها، وإلى كرامة يالها من كرامة، واعجلوا إلى سرور الدنيا والعقبى، ونجاة الآخرة والاولى. وفي المرة الثانية ” حي على الفلاح ” فإنه يقول: سابقوا إلى ما دعوتكم إليه، وإلى جزيل الكرامة، وعظيم المنة، وسني النعمة (2)، و الفوز العظيم، ونعيم الابد في جوار محمد صلى الله عليه واله في مقعد صدق عند مليك مقتدر. وأما قوله ” الله أكبر ” فإنه بقول: الله أعلى وأجل من أن يعلم أحد من خلقه ما عنده من الكرامة لعبد أجابه وأطاعه وأطاع أمره وعبده وعرف وعيده واشتغل به وبذكره وأحبه وآمن به واطمأن إليه ووثق به وخافه ورجاه واشتاق إليه ووافقه في حكمه وقضائه ورضي به. وفي المرة الثانية ” الله أكبر ” فإنه يقول: الله أكبر وأعلى وأجل من أن يعلم أحد مبلغ كرامته لاوليائه وعقوبته لاعدائه ومبلغ عفوه وغفرانه ونعمته لمن أجابه وأجاب


(1) في بعض النسخ [ حاجتكم ]. (2) السنى الرفيع. (*)

[ 41 ]

رسوله، ومبلغ عذابه ونكاله (1) وهو انه لمن أنكره وجحده. وأما قوله ” لا إله إلا الله ” معناه: لله الحجة البالغة عليهم بالرسول والرسالة و البيان والدعوة، وهو أجل من أن يكون لاحد منهم عليه حجة، فمن أجابه فله النور والكرامة، [ ومن أنكره ] فإن الله غني عن العالمين، وهو أسرع الحاسبين. ومعني ” قد قامت الصلاة ” في الاقامة أي حان وقت الزيارة والمناجات وقضاء الحوائج ودرك المنى (2) والوصول إلى الله عزوجل وإلى كرامته وعفوه ورضوانه وغفرانه. قال مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه -: إنما ترك الراوي لهذا الحديث ذكر ” حي على خير العمل ” للتقية. وقد روي في خبر آخر أن الصادق عليه السلام سئل عن معنى ” حي على خير العمل ” فقال: خير العمل الولاية. وفي خبر آخر خير العمل بر فاطمة و ولدها عليهم السلام. 2 – حدثني أبو الحسن بن عمر [ و ] بن علي بن عبد الله البصري، قال: حدثنا أبو محمد خلف بن محمد البلخي بها، عن أبيه محمد بن أحمد، قال: حدثنا عياش بن الضحاك، عن مكي ابن إبراهيم، عن ابن جريح، عن عطاء قال: كنا عند ابن عباس بالطائف أنا وأبو العالية وسعيد بن جبير وعكرمة (3)، فجاء المؤذن فقال: الله أكبر، الله أكبر. واسم المؤذن قثم ابن عبد الرحمن الثقفي (4). فقال ابن عباس: أتدرون ما قال المؤذن ؟ فسأله أبو العالية فقال: أخبرنا بتفسيره. قال ابن عباس: إذا قال المؤذن ” الله أكبر، الله أكبر ” يقول: يا مشاغيل الارض قد وجبت الصلاة فتفرغوا لها، وإذا قال: ” أشهد أن لا إله إلا الله ” يقول: يقوم يوم القيامة ويشهد لي ما في السموات وما في الارض على أني أخبرتكم في اليوم خمس مرات، وإذا قال: ” أشهد أن محمدا رسول الله ” يقول: تقوم القيامة ومحمد يشهد لي عليكم أني قد أخبرتكم بذلك في اليوم خمس مرات، وحجتي عند الله قائمة. وإذا قال: ” حي على


(1) نكل به: صنع به صنيعا يحذر غيره إذا رآه، والنكال – بفتح النون -: ما نكلت به غيرك كائنا ما كان واسم ما يجعل عبرة للغير، (2) المنى – جمع منية بضم الميم وكسرها – وهى ما يتمناه الانسان. (3) بكسر العين المهملة وسكون الكاف وكسر الراء. (4) قثم – بضم القاف وفتح الثاء المثلثة والميم. (*)

[ 42 ]

الصلاة ” يقول: دينا قيما فأقيموه. وإذا قال: ” حي على الفلاح ” يقول: هلموا إلى طاعة الله وخذوا سهمكم من رحمة الله، يعني الجماعة. (و) إذا قال العبد: ” الله اكبر، الله اكبر ” يقول حرمت الاعمال. وإذا قال: ” لا الله الا الله ” يقول: أمانة سبع سماوات وسبع أرضين و الجبال والبحار وضعت على أعناقكم إن شئتم فأقبلوا وإن شئتم فأدبروا. 3 – حدثنا علي بن عبد الله الوراق، وعلي بن محمد بن الحسن القزويني المعروف بابن مقبرة (1)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف الاشعري، قال: حدثنا العباس ابن سعيد الازرق، قال: حدثنا أبو نصر، عن عيسى بن مهران، عن الحسن بن عبد الوهاب عن محمد بن مروان، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أتدري ما تفسير ” حي على خير العمل ” ؟ قلت: لا. قال: دعاك إلى البر أتدري برمن ؟ قلت: لا. قال: دعاك إلى بر فاطمة و ولدها عليهم السلام. 4 – حدثنا علي بن عبد الله الوراق، وعلي بن محمد بن الحسن القزويني، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا العباس بن سعيد الازرق، قال: حدثنا أبو نصر، عن عيسى بن مهران، عن يحيى بن الحسن بن الفرات، عن حماد بن يعلى، عن علي بن الحزور (2)، عن الاصبع بن نباتة، عن محمد بن الحنفية أنه ذكر عنده الاذان فقال: لما اسري بالنبي صلى الله عليه واله إلى السماء تناهز إلى السماء السادسة نزل ملك من السماء السابعة لم ينزل قبل ذلك اليوم قط فقال: الله اكبر، الله اكبر. فقال الله جل جلاله: أنا كذلك. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله فقال الله عزوجل: أنا كذلك، لا إله إلا أنا. فقال: أشهد أن محمدا رسول الله. قال الله جل جلاله: عبدي وأميني على خلقي، اصطفيته على عبادي برسالاتي ثم قال: حي على الصلاة. قال الله جل جلاله: فرضتها على عبادي، وجعلتها لي دينا، ثم قال: حي على الفلاح. قال الله جل جلاله: أفلح من مشى إليها، وواظب عليها ابتغاء وجهي. ثم قال: حي على خير العمل. قال الله جل جلاله: هي أفضل الاعمال وأزكاها عندي ثم قال: قد قامت الصلاة. فتقدم النبي صلى الله عليه واله فأم أهل السماء، فمن يومئذ تم شرف النبي صلى الله عليه واله.


(1) في بعض النسخ [ ابن المغيرة ] (2) الحزور بفتح الحاء المهملة والزاى المعجمة والواو المشددة بعدها راء مهملة – وهو في الاصل الشيخ الفاني. (*)

[ 43 ]

(باب) * (معاني حروف المعجم) * 1 – حدثنا محمد بن بكران النقاش – رحمه الله – بالكوفة، قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي ابن موسى الرضا عليه السلام [ قال ] إن اول ما خلق الله عزوجل ليعرف به خلقه الكتابة (1) حروف المعجم، وإن الرجل إذا ضرب على رأسه بعصا فزعم أنه لا يفصح بعض الكلام فالحكم فيه أن يعرض عليه حروف المعجم ثم يعطي الدية بقدر ما لم يفصح منها. ولقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين عليهم السلام في ” ألف، ب، ت، ث ” أنه ” قال: ” الالف ” آلاء الله و ” الباء ” بهجة الله، و ” التاء ” تمام الامر بقائم آل محمد صلى الله عليه واله و ” الثاء ” ثواب المؤمنين على أعمالهم الصالحة. ” ج، ح، خ ” ” فالجيم ” جمال الله و جلال الله. و ” الحاء ” حلم الله عن المذنبين. و ” والخاء ” خمول أهل المعاصي عند الله عز و جل. ” د، ذ ” ” فالدال ” دين الله، و ” الذال ” من ذي الجلال. ” ر، ز ” ” فالراء ” من الرؤوف الرحيم. و ” الزاي ” زلازل يوم القيامة ” س، ش ” و ” السين ” سناء الله و ” الشين ” شاء الله ما شاء وأراد مارأد وما تشاؤون إلا أن يشاء الله. ” ص، ض ” ” فالصاد ” من صادق الوعد في حمل الناس على الصراط، وحبس الظالمين عند المرصاد. و ” الضاد ” ضل من خالف محمدا وآل محمد صلى الله عليه واله. ” ط، ظ ” ” فالطاء ” طوبي للمؤمنين وحسن مآب و ” الظاء ” ظن المؤمنين بالله خيرا وظن الكافرين به سوءا ” ع، غ ” ” فالعين ” من العالم و ” الغين ” من الغني. ” ف، ق ” ” فالفاء ” فرج من أبواب الفرج وفوج من أفواج النار و ” القاف ” قرآن على الله جمعه وقرآنه. ” ك، ل ” ” فالكاف ” من الكافي و ” اللام ” لغو (2) الكافرين في افترائهم على الله الكذب. ” م، ن ” ” فالميم ” ملك الله يوم لا مالك غيره ويقول


(1) في بعض النسخ [ الكتاب ]. (2) في بعض النسخ [ لعن ]. (*)

[ 44 ]

عزوجل: ” لمن الملك اليوم (1) “، ثم ينطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه فيقولون: ” لله الواحد القهار (2) “. فيقول جل جلاله: ” اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب (2). و ” النون ” نوال الله للمؤمنين (3) ونكاله بالكافرين ” و، ه‍ ” ” فالواو ” ويل لمن عصى الله، و ” الهاء ” هان على الله من عصاه ” لا، ى ” لام ألف لا إله إلا الله وهي كلمة الاخلاص ما من عبد قالها مخلصا إلا وجبت له الجنة ” ى ” يد الله فوق خلقه، باسط بالرزق سبحانه وتعالى عما يشركون. ثم قال عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى أنزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب، ثم قال: ” قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا (4). 2 – حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقري الحاكم، قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المقري الجرجاني، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد، قال: حدثنا محمد بن عاصم الطريفي، قال: حدثنا أبو زيد عياش بن يزيد بن الحسن، قال: حدثني علي الكحال مولى زيد بن على قال: أخبرني أبي، عن يزيد بن الحسن، قال: حدثني موسى بن جعفر بن، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام، قال: قال: جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه واله و عنده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له: ما الفائدة في حروف الهجاء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام: أجبه، وقال: اللهم وفقه وسدده. فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: ما من حرف إلا وهو اسم من أسماء الله عزوجل، ثم قال: أما ” الالف ” فالله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأما ” الباء ” فباق بعد فناء خلقه، وأما ” التاء ” فالتواب يقبل التوبة عن عباده، وأما ” الثاء ” فالثابت الكائن ” يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ” وأما ” الجيم ” فجل ثناؤه وتقدمست أسماؤه. وأما ” الحاء ” فحق حي حليم


(1) انتصب ” اليوم ” بمدلول قوله تعالى: ” لمن الملك ” أي لمن ثبت الملك في هذا اليوم. (2) المؤمن: 16. (3) النوال: العطاء والنصيب. (4) بنى اسرائيل: 91. (*)

[ 45 ]

وأما ” الخاء ” فخبير بما يعمل العباد. وأما ” الدال ” فديان يوم الدين. وأما ” الذال ” فذو الجلال والاكرام. وأما ” الراء ” فرؤوف بعباده وأما ” الزاي ” فزين المعبودين وأما ” السين ” فالسميع البصير وأما ” الشين ” فالشاكر لعباده المؤمنين وأما ” الصاد ” فصادق في وعده ووعيده. وأما ” الضاد ” فالضار النافع. وأما ” الطاء ” فالطاهر المطهر وأما ” الظاء ” فالظاهر المظهر لآياته وأما ” العين ” فعالم بعباده. وأما ” الغين ” فغياث المستغيثين وأما ” الفاء ” ففالق الحب والنوى (1). وأما ” القاف ” فقادر على جميع خلقه. وأما ” الكاف ” فالكافي الذي لم يكن له كفوا احد ولم يلد ولم يولد. وأما ” اللام ” فلطيف بعباده. وأما ” الميم ” فما لك [ الملك ] وأما ” النون ” فنور السموات والارض من نور عرشه. وأما ” الواو ” فواحد صمد لم يلد ولم يولد. وأما ” الهاء ” فهاد لخلقه. وأما ” اللام ألف ” فلا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأما ” الياء ” فيد الله باسطة على خلقه. فقال رسول الله صلى الله عليه واله: هذا هو القول الذي رضي الله عزوجل لنفسه (2) من جميع خلقه فأسلم اليهودي. (باب) * (معنى حروف الجمل) * 1 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني مولى بني هاشم، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله (3) بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي ابن أبي طالب، قال: حدثنا كثير بن عياش القطان عن أبي الجارود زياد بن المنذر (4)،


(1) النوى – جمع نواة التمر – يذكر ويؤنث. (2) في بعض النسخ (في). (3) جعفر بن عبد الله كان وجها في أصحابنا وفقيها واوثق الناس في حديثه (النجاشي). (4) قال الشيخ في الفهرست كثير بن عياش القطان ضعيف وخرج في ايام ابى السرايا معه فاصابته جراحة. واما زياد بن المنذر الاعمى سرحوب في رجال الكشى روايات تضمن بعضها كونه كذابا كافرا وحكى أن ابا الجارود سمى سرحوبا ونسب إليه السرحوبية من الزيدية وسماء بذلك أبو جعفر عليه السلام وذكر ان سرحوبا اسم شيطان اعمى يسكن البحر وكان ابو الجاورد مكفوفا أعمى: اعمى القلب. (*)

[ 46 ]

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: لما ولد عيسى ابن مريم عليه السلام كان ابن يوم كأنه ابن شهرين، فلما كان ابن سبعة أشهر أخذت والدته بيده وجاءت به إلى الكتاب فأقعدته بين يدي المؤدب، فقال المؤدب: قل: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال عيسى عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال له المؤدب: قل: أبجد. فرفع عيسى عليه السلام رأسه، فقال: فهل تدري ما أبجد ؟ فعلاه بالدرة ليضربه، فقال: يا مؤدب لا تضربني إن كنت تدري وإلا فسلني حتى افسر لك. قال: فسره لي. قال عيسى عليه السلام: ” الالف ” آلاء الله، و ” الباء ” بهجة الله، و ” الجيم ” جمال الله، و ” الدال ” دين الله. ” هوز ” ” هاء ” هول جهنم، و ” الواو ” ويل لاهل النار و ” الزاي ” زفير جهنم ” حطي ” حطت الخطايا عن المستغفرين. ” كلمن ” كلام الله لا مبدل لكلماته. ” سعفص ” صاع بصاع، والجزاء بالجزاء. ” قرشت ” قرشهم (1) جهنم فحشرهم. فقال المؤذب: أيتها المرأة خذي بيد ابنك فقد علم فلا حاجة له في المؤدب. 2 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن أسباط، عن الحسن بن يزيد (2)، قال: حدثني محمد بن سالم، عن الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: سأل عثمان بن عفان رسول الله صلى الله عليه واله عن تفسير أبجد. فقال رسول الله صلى الله عليه واله: تعلموا تفسير أبجد فإن فيه الاعاجيب كلها ويل لعالم جهل تفسيره، فقيل: يا رسول الله وما تفسير أبجد ؟ قال: أما ” الالف ” فآلاء الله، حرف من أسمائه. وأما ” الباء ” فبهجة الله وأما ” الجيم ” فجنة الله وجلال الله وجماله. وأما ” الدال ” فدين الله. وأما ” هوز ” ” فالهاء ” هاء الهاوية، فويل لمن هوى في النار. وأما ” الواو ” فويل لاهل النار. وأما ” الزاي ” فزاوية في النار فنعوذ بالله مما في الزاوية يعني زوايا جهنم وأما ” حطي ” ” فالحاء ” حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر، وما نزل به جبرئيل مع الملائكة إلى مطلع الفجر. وأما ” الطاء ” فطوبي لهم وحسن مآب، وهي شجرة غرسها الله عزوجل ونفخ فيها من روحه، وإن أغصانها لترى من وراء سورة الجنة


(1) في بعض النسخ [ قرشتهم ]. (2) في بعض النسخ [ زيد ] والحسن بن يزيد لم أجده في ما عندي من كتب الرجال. (*)

[ 47 ]

تنبت بالحلي الحلل، متدلية على أفواهم. وأما ” الياء ” فيد الله فوق خلقه باسطة، سبحانه وتعالى عما يشركون. وأما ” كلمن ” ” فالكاف ” كلام الله لا تبديل لكلمات الله ولن تجد من دونه ملتحدا. وأما ” اللام ” فإلمام أهل الجنة بينهم في الزيارة والتحية والسلام، وتلاوم أهل النار فيما بينهم وأما ” الميم ” فملك الله الذي لا يزول، ودوام الله الذي لا يفنى. وأما ” النون ” فنون والقلم وما يسطرون، والقلم قلم من نور، وكتاب من نور، في لوح محفوظ، يشهده المقربون، وكفى بالله شهيدا. وأما ” سعفص ” ” فالصاد ” صاع بصاع وفص بفص يعني الجزاء بالجزاء، وكما تدين تدان، إن الله لا يريد ظلما للعباد. وأما ” قرشت ” يعني قرشهم فحشرهم ونشرهم إلى يوم القيامة، فقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون. حدثنا بهذا الحديث أبو عبد الله بن [ أبي ] حامد، قال: أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن يزيد بن عبد الرحمن البخاري ببخارا، قال: حدثنا أحمد بن أحمد بن يعقوب بن أخي سهل بن يعقوب البزاز، قال: حدثنا إسحاق بن حمزة، قال: حدثنا أبو أحمد عيسى بن موسى النجار، عن محمد بن زياد السكري، عن الفرات بن سليمان (1)، عن أبان، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: تعلموا تفسير أبي جاد فإن فيه الاعاجيب كلها وذكر الحديث مثله سواء حرفا بحرف. 3 – وروي في خبر آخر أن شمعون سأل النبي صلى الله عليه واله فقال: أخبرني ما أبو جاد ؟ وماهوز ؟ وما حطي ؟ وما كلمن ؟ وما سعفص ؟ وما قرشت ؟ وما كتب ؟ فقال رسول صلى الله عليه واله: أما ” أبو جاد ” فهو كنية آدم عليه السلام أبى أن يأكل من الشجرة فجاد فأكل. وأما ” هوز ” هوى من السماء فنزل إلى الارض. وأما ” حطي ” أحاطت به خطيئته. وأما ” كلمن ” كلم الله عزوجل. وأما ” سعفص ” قال الله عزوجل: صاع بصاع، كما تدين تدان. وأما ” قرشت ” ” أقر بالسيئات فغفر له. وأما ” كتب ” فكتب الله عزوجل [ عنده ] في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق آدم بألفي عام إن آدم خلق من التراب وعيسى عليه السلام خلق بغير أب وأنزل الله عزوجل تصديقه ” إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب (2) ” قال: صدقت يا محمد.


(1) في بعض النسخ [ سلمان ]. (2) آل عمران: 59. (*)

[ 48 ]

(باب) * (معاني اسماء الانبياء والرسل عليهم السلام وغير ذلك) * 1 – حدثنا مشايخنا – رضي الله عنهم – بأسانيد مرفوعة متصلة قد ذكرتها في كتاب علل الشرائع والاحكام والاسباب في أبواب متفرقة [ و ] رتبتها فيه: أن معنى آدم: أنه خلق من أديم الارض – والاديم الارض الرابعة – ومعنى حواء. أنها خلقت من حي وهو من آدم، ومعنى الانسان: أنه ينسى، ومعنى النساء انهن انس للرجال، ومعنى المرأة: أنها خلقت من المرء، ومعنى إدريس: أنه كان يكثر الدرس بحكم الله عزوجل وسنن الاسلام، ومعنى نوح: أنه كان ينوح على نفسه، وبكى خمس مائه عام، ونحى نفسه عما كان فيه قومه من الضلالة، ومعنى الطوفان في أيامه: أنه طفا (1) الماء فوق كل شئ، ومعنى هود: أنه هدي إلى ما ضل عنه قومه، وبعث ليهديهم من ضلالتهم، ومعنى الريح العقيم التي أهلك الله عزوجل بها عادا: أنها تلقحت بالعذاب، وتعقمت عن الريح كتعقم الرجل إذا كان عقيما لا يولد له فطحنت تلك القصور والحصون والمدائن والمصانع حتى عاد ذلك كله رملا دقيقا (2) تسفيه الريح، ومعنى ذات العماد: أن عادا كانوا ينحتون العمد من الجبال فيجعلون طول العمد مثل طول الجبل الذي يسلخونه من أسفله إلى أعلاه، ثم ينقلون تلك العمد فينصبونها، ثم يبنون فوقها القصور، فسميت ذات العماد لذلك، ومعنى إبراهيم: أنه هم فبره، ومعنى ذي القرنين: أنه دعا قومه إلى الله عز و جل فضربوه على قرنه الايمن فغاب عنهم حينا، ثم عاد إليهم فضربوه على قرنه الآخر ومعنى أصحاب الرس: أنهم نسبوا إلى نهر يقال له: الرس من بلاد المشرق. وقد قيل: إن الرس هو البئر (3)، وإن أصحابه رسوا نبيهم بعد سليمان بن داود عليهما السلام، وكانوا قوما


(1) طفا أي علا فوق. (2) في بعض النسخ [ رقيقا ]. (3) رس البئر: حفرها، والشئ: دسه، والميت: دفنه، وبينهم: اصلح وأفسد – ضد – ومعنى الاخير أنسب. وفى بعض النسخ [ وسوا نبيهم ]. (*)

[ 49 ]

يعبدون شجرة صنوبر يقال لها: ” شاه درخت ” كان غرسها يافث بن نوح فانبتت (1) لنوح بعد الطوفان وكان نساؤهم يشتغلن بالنساء عن الرجال، فعذبهم الله عزوجل بريح عاصف شديده الحمرة، وجعل الارض من تحتهم حجر كبريت يتوقد، وأظلتهم سحابة سوداء مظلمة، فانكفت عليهم كالقبة جمرة تلتهب فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص في النار، ومعنى يعقوب: أنه كان و ” عيص ” توأمين، فولد عيص ثم ولد يعقوب يعقب أخاه عيصا، ومعنى إسرائيل: عبد الله لان ” إسرا ” هو عبد، و ” إيل ” هو الله عزوجل. وروي في خبر آخر أن: (إسر) هو القوة، و (إيل) هو الله عزوجل. وكذلك جبرئيل، فمعنى اسرائيل قوة الله، وكذلك كل اسم آخره (إيل) مما قبله عبد أو عبيد، و (إيل) هو الله عزوجل، وكذلك جبرئيل معناه عبد الله، وميكائيل معناه عبيد الله، وكذلك معنى إسرافيل عبيد الله، ومعنى يوسف مأخوذ من آسف يوسف أي أغضب يغضب إخوانه (2) قال الله عزوجل: ” فلما آسفونا انتقمنا منهم (3) ” والمراد بتسمية يوسف أنه يغضب إخوته ما يظهر من فضله عليهم، ومعنى موسى: أنه التقطه آل فرعون من البحر بين الماء والشجر وهو في التابوت، وبلغة القبط: المأخوذ من الماء والشجر يقال له: موسى لان الماء: ” مو ” والشجر: ” سى ” فسموه موسى لذلك، ومعنى الخضر: أنه كان لا يجلس على خشبة يابسة ولا أرض بيضاء إلا اهتزت خضراء، وكان اسمه تاليا بن ملكان عابر (4) بن أرفخشذ ابن سام بن نوح عليه السلام، ومعنى طور سيناء: أنه كان عليه شجرة الزيتون وكل جبل يكون عليه ما ينتفع به من النبات والاشجار يسمى طور سيناء وطور سينين، وما لم يكن عليه ما ينتفع به من النبات والاشجار من الجبال فإنه يسمى ” جبل ” و ” طور ” ولا يقال له: ” طور سيناء ” ولا ” طور سينين ” ومعنى قوله عزوجل لموسى: ” فاخلع نعليك (5) ” أي ارفع


(1) في بعض النسخ [ فانبطت لنوح ]. (2) في بعض النسخ [ اخوته ]. (3) الزخرف: 55. (4) في بعض النسخ [ غابر ]. (5) طه: 12. (*)

[ 50 ]

خوفيك يعني خوفه من ضياع أهله وقد خلفها تمخض (1) وخوفه من فرعون. وقد روي أن نعليه كانتا من جلد حمار ميت والوادي المقدس: المطهر. وأما ” طوى ” فاسم الوادي، ومعنى قوله عزوجل: ” فقولا له قولا لينا ” أي كنياه وقولا له: يا أبا مصعب وكان فرعون اسمه الوليد بن مصعب وكنيته أبو مصعب، ومعنى ” فرعون ذي الاوتاد ” أنه كان إذا عذب رجلا بسطه على الارض أو على خشب منبسط فوتد يديه ورجليه بأربعة أوتاد، ثم تركه على حاله حتى يموت، فسماه الله عزوجل ذا الاوتاد لذلك، ومعنى ” داود ” أنه داوى جرحه فود، وقد قيل: داوى وده بالطاعة حتى قيل: عبد، ومعنى ” أيوب “: من آب يؤوب وهو أنه يرجع إلى العافية والنعمة والاهل و المال والولد بعد البلاء، ومعنى ” يونس “: أنه ذهب مستأنسا لربه مغاضبا لقومه وصار مونسا لقومه بعد رجوعه إليهم، ومعنى تسمية الله عزوجل لاسماعيل بن حزقيل ” صادق الوعد “: أنه وعد رجلا فجلس له حولا ينتظره، ومعنى ” المسيح “: أنه كان يسيح في الارض ويصوم، ومعنى ” النصارى “: أنهم منسوبون إلى قرية يقال لهم: ” ناصرة ” من بلاد الشام، ومعنى الحواريين: المخلصون في أنفسهم والمخلصون لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير وكانوا قصارين واشتق هذا الاسم لهم من الخبز الحوار، وسمي نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام اولي العزم لانهم أصحاب العزائم والشرائع، وروي معنى آخر أن معنى اولي العزم أنهم عزموا على الاقرار بما عهد إليهم في محمد والائمة صلوات الله عليهم. (باب) * (معاني أسماء النبي صلى الله عليه وآله [ وأهل بيته عليهم السلام ] * 1 – حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه بمروالرود (2)، قال: حدثنا أبو بكر محمد ابن جعفر بن أحمد البغدادي بآمد (3)، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أحمد بن السخت،


(1) مخضت الحامل: دنا ولادها وأخذها الطلق. (2) في بعض النسخ [ مرورود ]. (3) آمد – بكسر الميم – وهى لفظة رومية: بلد قديم حصين ركين مبنى من بالحجارة السود على نشز، ودجلة محيطة بأكثره، مستديرة به كالهلال، وهى تنشأ من عيون بقربه. (المراصد) (*)

[ 51 ]

قال: أخبرنا محمد بن الاسود الوراق، عن أيوب بن سليمان، عن أبي البختري، عن محمد بن حميد (1)، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أنا أشبه الناس بآدم وإبراهيم أشبه الناس بي خلقه وخلقه، وسماني الله من فوق عرشه عشرة أسماء، وبين الله وصفي وبشر بي على لسان كل رسول بعثه إلى قومه، وسماني ونشر في التوراة اسمي، وبث ذكري في أهل التوارة والانجيل، وعلمني كلامه، ورفعني في سمائه وشق لي اسما من أسمائه فسماني محمد وهو محمود، وأخرجني في خير قرن من امتي، وجعل اسمي في التوراة أحيد، فبالتوحيد حرم أجساد امتي على النار، وسماني في الانجيل أحمد فأنا محمود في أهل السماء، وجعل امتي الحامدين، وجعل اسمي في الزبور ” ماح ” محا الله عزوجل بي من الارض عبادة الاوثان، وجعل اسمي في القرآن محمدا فأنا محمود في جميع أهل القيامة في فصل القضاء، لا يشفع أحد غيري، وسماني في القيامة حاشرا يحشر الناس على قدمي، وسماني الموقف اوقف الناس بين يدي الله جل جلاله، وسماني العاقب أنا عقب النبيين ليس بعدي رسول، وجعلني رسول الرحمة، ورسول التوبة، ورسول الملاحم، والمقفى قفيت النبيين جماعة، وأنا القيم الكامل الجامع، ومن علي ربي وقال لي: يا محمد صلى الله عليك (2) فقد أرسلت كل رسول إلى امته بلسانها، و أرسلتك إلى كل أحمر وأسود من خلقي، ونصرتك بالرعب الذي لم أنصر به أحدا، و أحللت لك الغنيمة ولم تحل لاحد قبلك، وأعطيت لك ولامتك كنزا من كنوز عرشي فاتحة الكتاب وخاتمة سورة البقرة، وجعلت لك وامتك الارض كلها مسجدا وترابها طهورا وأعطيت لك ولامتك التكبير، وقرنت ذكرك بذكري حتى لا يذكرني أحد من امتك إلا ذكرك مع ذكري، فطوبى لك يا محمد ولامتك. 2 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه – رضي الله عنه – عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي الحسن علي بن الحسين الرقي، عن عبد الله بن جبلة، عن معاوية بن عمار، عن الحسن بن عبد الله، عن آبائه، عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه واله فسأله أعلمهم وكان فيما سأله، أن قال له: لاي شئ


(1) في بعض النسخ [ جنيد ]. (2) كذا. (*)

[ 52 ]

سميت محمدا، وأحمد، وأبا القاسم، بشيرا، ونذيرا، وداعيا ؟ فقال النبي صلى الله عليه واله: أما محمد فإني محمود في الارض، وأما أحمد فإني محمود في السماء، وأما أبو القاسم فإن الله عز وجل يقسم يوم القيامة قسمة النار فمن كفر بي من الاولين والآخرين ففي النار، ويقسم قسمة الجنة فمن آمن بي وأقر بنبوتي ففي الجنة، وأما الداعي فإني أدعو الناس إلى دين ربي عزوجل، وأما النذير فإني انذر بالنار من عصاني، وأما البشير فإني ابشر بالجنة من أطاعني. 3 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني – رضي الله عنه – قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف بن سعيد الكوفي (1) قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه، قال: سألت الرضا أبا الحسن عليه السلام فقلت له: لم كني النبي صلى الله عليه واله بأبي القاسم فقال: لانه كان له ابن يقال له: ” قاسم ” فكني به. قال: فقلت له: يا ابن رسول الله فهل تراني أهلا للزيادة ؟ فقال: نعم. أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه واله قال: أنا وعلي أبوا هذه الامة ! قلت: بلى. قال: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه واله أب لجميع امته وعلي عليه السلام فيهم بمنزلته ؟ قلت: بلى. قال: أما علمت أن عليا قاسم الجنة والنار ؟ قلت: بلي. قال: فقيل له: أبو القاسم لانه أبو قاسم الجنة والنار. فقلت له: وما معنى ذلك ؟ فقال: إن شفقة النبي صلى الله عليه واله على امته شفقه الآباء على الاولاد، وأفضل امته علي بن أبي طالب (2) عليه السلام، ومن بعده شفقة علي عليه السلام عليهم كشفقته صلى الله عليه واله لانه وصيه وخليفته والامام بعد، فقال: فلذلك قال صلى الله عليه واله: أنا وعلي أبوا هذه الامة. وصعد النبي صلى الله عليه واله المنبر فقال: من ترك دينا أو ضياعا فعلي وإلي ومن ترك مالا فلورثته، فصال بذلك أولى بهم من آبائهم وامهاتهم، وصار أولى بهم منهم بأنفسهم، وكذلك أمير المؤمنين عليه السلام بعده جرى ذلك له مثل ما جرى لرسول الله صلى الله عليه واله. 4 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن أبي الحسن


(1) في بعض النسخ [ محمد بن محمد بن سعيد الكوفى ]. (2) في بعض النسخ [ على صلوات الله عليه ]. (*)

[ 53 ]

العبدي، عن سليمان بن مهران، عن عباية، عن ابن عباس، قال: سألته (1) عن قول الله عزوجل: ” ألم يجدك يتيما فآوى (2) ” قال: إنما سمي يتيما لانه لم يكن له نظير على وجه الارض من الاولين ولا من الآخرين فقال الله عز وجل ممتنا عليه بنعمته: ” ألم يجدك يتيما ” أي وحيدا (3) لا نظير لك ” فآوى ” إليك الناس وعرفهم فضلك حتى عرفوك (4) ” ووجدك ضالا ” يقول: منسوبا عند قومك إلى الضلالة فهداهم لمعرفتك، ” ووجدك عائلا ” يقول: فقيرا عند قومك يقولون: لا مال لك فأغناك الله بمال خديجة، ثم زادك من فضله فجعل دعاك مستجابا حتى لودعوت على حجر أن يجعله الله ذهبا ليقل عينه إلى مرادك وأتاك بالطعام حيث لا طعام، وأتاك بالماء حيث لا ماء، وأغاثك بالملائكة حيث لا مغيث فأظفرك بهم على أعدائك. 5 – حدثنا حمزة بن محمد العلوي – رضي الله عنه – قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد الكوفي، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أخيه أحمد، عن محمد بن عبد الله بن مروان، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عزوجل أيتم نبيه صلى الله عليه واله لئلا يكون لاحد عليه طاعة. 6 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي عبد الله بن خالد البرقي، عن جعفر بن محمد الصوفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهم السلام فقلت: يا ابن رسول الله لم سمي النبي صلى الله عليه واله الامي ؟ فقال: ما يقول الناس


(1) في بعض النسخ [ سئل ]. (2) الضحى: 5. (3) فبعض النسخ [ أوحدا ]. (4) لا شك أن كل ما سوى الله تعالى لمكان يحتاج في وجوده وجميع شؤونه إلى جوده، ولا يستثنى من ذلك أحد حتى النبي صلى الله على وآله الذى هو أشرف الممكنات كلها وأكملها ولا عار عليه أن كان يتيما فقد أباه وامه وجده قبل أن يمضى من عمره الشريف عشر سنين فآواه الله تعالى. ومن شؤون الوجود التى يحتاج فيها كل ممكن إلى الحق الهداية والمعرفة، فكل انسان في نفسه فاقد للهداية: مفتقر إلى هداية الحق تعالى، ولا يستثنى منه النبي صلى الله عليه وآله أيضا. فقوله: ” ووجدك ضالا فهدى ” أي ما كنت واجدا للهداية من قبل نفسك بل الله تعالى هو الذى هداك ولولا هدايته لكنت ضالا. وكذا قوله ” وو جدك عائلا فأغنى ” فلا وجه لصرف الكلام عن ظاهره إلى ما تكلفه بعض الصحابة على ما نقل عنه. (م). (*)

[ 54 ]

قلت: يزعمون أنه سمي الامي لانه لم يكتب. فقال عليه السلام: كذبوا، عليهم لعنة الله، أني ذلك والله عزوجل يقول في محكم كتابه: ” هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزيكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة (1) ” فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن والله لقد كان رسول الله صلى الله عليه واله يقرء ويكتب باثنين وسبعين – أو قال، بثلاثة وسبعين – لسانا وإنما سمي الامي لانه كان من أهل مكة ومكة من امهات القرى (2)، وذلك قول الله عزوجل ” لتنذر ام القرى ومن حولها (3) “. (باب) * (معاني اسماء محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين) * * (والائمة عليهم السلام) * 1 – حدثني أبي – رضي الله عنه – قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث النخعي القاضي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء إبليس إلى موسى بن عمران عليه السلام وهو يناجي ربه، فقال له ملك من الملائكة: ما ترجو منه وهو على هذه الحال (4) يناجي ربه ؟ فقال: أرجو منه ما رجوت من أبيه آدم وهو في الجنة. وكان فيما ناجاه أن قال له: يا موسى لا أقبل الصلاة إلا لمن تواضع لعظمتي، وألزم قلبه خوفي، وقطع نهاره بذكري، ولم يبت مصرا على الخطيئة، وعرف حق أوليائي وأحبائي. فقال: يا رب تعني بأحبائك وأوليائك إبراهيم وإسحاق ويعقوب، فقال: هم كذلك يا موسى، إلا أني أردت من من أجله خلقت آدم وحواء ومن من أجله خلقت الجنة والنار. فقال موسى: ومن هو يا رب ؟ فقال: محمد أحمد شققت اسمه من اسمي لاني أنا المحمود. فقال موسى: يا رب اجعلني من امته. قال: أنت يا موسى من امته إذا عرفته وعرفت منزلته ومنزلة أهل بيته، إن مثله ومثل أهل بيته و من خلقت كمثل الفردوس في الجنان، لا ييبس ورقها، ولا يتغير طعمها، فمن عرفهم و


(1) الجمعة: 2. (2) في بعض النسخ [ ومكة ام القرى ]. (3) أنعام: 92. (4) في بعض النسخ [ الحالة ]. (*)

[ 55 ]

عرف حقهم جعلت له عند الجهل حلما، وعند الظلم (1) نورا، واجيبه قبل أن يدعوني واعطيه قبل أن يسألني. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 2 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا (2) الحسن بن علي بن الحسين السكري، قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري الغلابي البصري، قال: حدثنا جعفر ابن محمد بن عمار [ ة ]، عن أبيه، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه واله أين كنت وآدم في الجنة قال: كنت في صلبه وهبط بي إلى الارض في صلبه، وركبت السفينة في صلب أبي نوح، وقذف بي في النار في صلب إبراهيم، لم يلتق لي أبوان على سفاح قط، لم يزل الله عزوجل ينقلني من الاصلاب الطيبة إلى الارحام الطاهرة [ المطهرة ] (3) هاديا مهديا، حتى أخذ الله بالنبوة عهدي، وبالاسلام ميثاقي، وبين كل شئ من صفتي، وأثبت في التوراة والانجيل ذكري، ورقى بي إلى سمائه (4)، وشق لي اسما من أسمائه، امتي الحامدون وذو العرش محمود وأنا محمد. وقد روي هذا الحديث من طرق كثيرة. 3 – حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا أبو محمد تميم بن بهلول، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم جالسا وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فقال: والذي بعثني بالحق بشيرا، ما على وجه الارض خلق أحب إلى الله عزوجل ولا أكرم عليه منا، إن الله تبارك وتعالى شق لي اسما من أسمائه، فهو محمود وأنا محمد، وشق لك يا علي اسما من أسمائه، فهو العلي الاعلى وأنت علي، وشق لك يا حسن اسما من أسمائه، فهو المحسن وأنت حسن وشق لك يا حسين اسما من أسمائه فهو ذو الاحسان وأنت حسين، وشق


(1) في بعض النسخ [ الظلمة ]. (2) في بعض النسخ [ حدثني ]. (3) في بعض النسخ [ طاهرا ومطهرا ]. (4) في بعض النسخ [ السماء ]. (*)

[ 56 ]

لك يا فاطمة اسما من أسمائه فهو الفاطر وأنت فاطمة. ثم قال صلى الله عليه واله: اللهم إني اشهدك أني سلم لمن سالمهم، وحرب لمن حاربهم، ومحب لمن أحبهم، ومبغض لمن أبغضهم، وعدو لمن عاداهم، وولي لمن والاهم، لانهم مني وأنا منهم. 4 – حدثنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد النيسابوري المرواني بنيسابور وما لقيت [ أحدا ] أنصب منه، قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران السراج، قال: حدثنا الحسن بن عرفة العبدي، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، عن محمد بن إسرائيل، عن أبي صالح، عن أبي ذر – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وهو يقول: خلقت أنا وعلي من نور واحد نسبح الله يمنة العرش قبل أن خلق آدم بألفي عام، فلما أن خلق الله آدم جعل ذلك النور في صلبه ولقد سكن الجنة ونحن في صلبه، ولقد هم بالخطيئة ونحن في صلبه، ولقد ركب النوح السفينة ونحن في صلبه، ولقد قذف بإبراهيم في النار ونحن في صلبه، فلم يزل ينقلنا الله عزوجل من أصلاب طاهرة إلى أرحام طاهرة حتى انتهى بنا إلى عبد المطلب، فقسمنا بنصفين فجعلني في صلب عبد الله و جعل عليا في صلب أبي طالب وجعل في النبوة والبركة، وجعل في علي الفصاحة والفروسية وشق لنا اسمين من أسمائه فذو العرش محمود وأنا محمد، والله الاعلى وهذا علي. 5 – حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي، قال: حدثنا الحسن بن [ علي بن ] الحسين بن محمد، قال: حدثنا إبراهيم بن الفضل بن جعفر بن علي بن إبراهيم بن سليمان بن عبد الله بن العباس، قال: حدثنا الحسن ابن علي الزعفراني البصري، قال: حدثنا سهل بن بشار، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الطالقاني، قال: حدثنا محمد بن عبد الله مولى بني هاشم، عن محمد بن إسحاق، عن الواقدي، عن الهذيل (1)، عن مكحول، عن طاووس، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله لعلي بن أبي طالب عليه السلام: لما خلق الله – عزوجل ذكره – آدم ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته، وأسكنه جنته، وزوجه حواء أمته، فرفع طرفه نحو العرش فإذا هو بخمسة سطور مكتوبات. قال آدم: يا رب من هؤلاء ؟ قال الله عزوجل له: هؤلاء


(1) في بعض النسخ [ الهذيلي ]. (*)

[ 57 ]

الذين إذا تشفع بهم إلي خلقي شفعتهم. فقال آدم: يا رب بقدرهم عندك ما اسمهم ؟ قال تعالى: أما الاول فأنا المحمود وهو محمد، والثاني فأنا العالي وهو علي، والثالث فأنا الفاطر وهي فاطمة، والرابع فأنا المحسن وهو الحسن، والخامس فأنا ذو الاحسان وهو الحسين، كل يحمد الله عزوجل. 6 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا الحسن بن علي السكري، قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري، قال: حدثنا العباس بن بكار، قال: حدثنا عباد بن كثير وأبو بكر الهذيلي، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: لما حملت فاطمة عليها السلام بالحسن فولدت وقد كان النبي صلى الله عليه واله أمرهم أن يلفوه في خرقة بيضاء فلفوه في صفراء وقالت فاطمة عليها السلام: يا علي سمه، فقال: ما كنت لاسبق باسمه رسول الله صلى الله عليه واله فجاء النبي صلى الله عليه واله فأخذه وقبله وأدخل لسانه في فيه، فجعل الحسن عليه السلام يمصه، ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه واله: ألم أتقدم إليكم أن تلفوه في خرقة بيضاء ؟ فدعا بخرقة بيضاء فلفه فيها ورمى بالصفراء، وأذن في اذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، ثم قال لعلي عليه السلام: ما سميته ؟ فقال: ما كنت لاسبقك باسمه، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ما كنت لاسبق ربي باسمه، فأوحى الله جل. ذكره إلى جبرئيل عليه السلام أنه قد ولد لمحمد ابن فاهبط إليه فأقرئه مني السلام وهنئه مني ومنك، وقل له: إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون. فأتى جبرئيل النبي صلى الله عليه واله وهنأه وقال له [ ك‍ ] ما أمره الله تعالى به أن يسمي ابنه باسم ابن هارون، قال: وما كان اسمه ؟ قال: شبر. قال: لساني عربي، قال: سمه الحسن، فسماه الحسن، فلما ولدت الحسين عليه السلام جاء إليهم النبي صلى الله عليه واله ففعل به كما فعل بالحسن عليه السلام وهبط جبرئيل على النبي صلى الله عليه واله فقال: إن الله – عزوجل ذكره – يقرئك السلام ويقول لك، إن عليا منك بمنزلة هارون من موسى فسمه باسم ابن هارون. قال: ما كان اسمه ؟ قال: شبير، قال: لساني عربي، قال: سمه الحسين، فسماه الحسين. 7 – حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي – رحمه الله – قال: حدثني جدي قال: حدثنا داود بن القاسم، قال: أخبرنا عيسى، قال أخبرنا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا عنبسة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة، قال: لما ولدت فاطمة عليها السلام الحسن جاءت


[ 58 ]

به إلى النبي فسماه حسنا فلما ولدت الحسين جاءت به إليه وقالت: يا رسول الله هذا أحسن من هذا فسماه حسينا. 8 – حدثنا الحسين بن محمد بن يحيى العلوي – رحمه الله – قال: حدثني جدي قال: حدثني أحمد بن صالح التميمي، قال: حدثنا عبد الله بن عيسى، عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: أهدى جبرئيل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه واله اسم الحسن بن علي في خرقة من حرير من ثياب الجنة واشتق اسم الحسين من الحسن عليهما السلام. 9 – حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني – رحمه الله – قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال: حدثني المغيرة بن محمد، قال: حدثنا رجاء بن سلمة، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال: خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة بعد منصرفه من النهروان و بلغه أن معاوية يسبه ويلعنه ويقتل أصحابه، فقام خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسول الله صلى الله عليه واله، وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه، ثم قال: لولا آية في كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا، يقول الله عزوجل: ” وأما بنعمة ربك فحدث (1) ” اللهم لك الحمد على نعمك التي لا تحصى، وفضلك الذي لا ينسى، يا أيها الناس إنه بلغني ما بلغني وإني أراني قد اقترب أجلي، وكأني بكم وقد جهلتم أمري، وإني تارك فيكم ما تركه رسول الله صلى الله عليه واله كتاب الله وعترتي وهي عترة الهادي إلى النجاة خاتم الانبياء، و سيد النجباء، والنبي المصطفى، يا أيها الناس لعلكم لا تسمعون قائلا يقول مثل قولي بعدي إلا مفتر، أنا أخو رسول الله، وابن عمه، وسيف نقمته، وعماد نصرته وبأسه وشدته، أنا رحى جهنم الدائرة، وأضراسها الطاحنة، أنا موتم البنين والبنات، أنا قابض الارواح وبأس الله الذي لا يرده عن القوم المجرمين، أنا مجدل الابطال، وقاتل الفرسان، ومبير من كفر بالرحمن (2)، وصهر خير الانام، أنا سيد الاوصياء ووصي خير الانبياء، أنا باب مدينة العلم وخازن علم رسول الله ووارثه، وأنا زوج البتول سيده نساء العالمين فاطمة التقية


(1) الضحى: 11. (2) أي مهلك من كفر بالرحمن. وفى بعض النسخ [ مبيد من كفر ]. (*)

[ 59 ]

النقية الزكية المبرة (1) المهدية، حبيبة حبيب الله وخير بناته وسلالته وريحانة رسول الله، سبطاه خير الاسباط، وولداي خير الاولاد، هل أحد ينكر ما أقول ؟ أين مسلموا أهل الكتاب ؟ أنا اسمي في الانجيل ” اليا ” وفي التوراة ” بريئ ” وفي الزبور ” أري ” وعند الهند ” كبكر ” وعند الروم ” بطريسا ” وعند الفرس ” جبتر (2) ” وعند الترك ” بثير ” وعند الزنج ” حيتر (3) ” وعند الكهنة ” بويئ ” وعند الحبشة ” بثريك (4) ” وعند امي ” حيدرة ” وعند ظئري ” ميمون ” وعند العرب ” علي ” وعند الارمن ” فريق ” وعن أبي ” ظهير “. ألا وإني مخصوص في القرآن بأسماء، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، يقول الله عزوجل: ” إن الله مع الصادقين (5) ” أنا ذلك الصادق، وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة، قال الله عزوجل: ” فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الضالمين (6) ” أنا ذلك المؤذن، وقال: ” وأذان من الله ورسوله (7) ” فأنا ذلك الاذان، وأنا المحسن، يقول الله عزوجل: ” إن الله لمع المحسنين (8) ” وأنا ذو القلب، فيقول الله: ” إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب (9) ” وأنا الذاكر، يقول الله عزوجل: ” الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم (10) ” ونحن أصحاب الاعراف أنا وعمي وأخي و ابن عمي. والله فالق الحب والنوى لا يلج النار لنا محب، ولا يدخل الجنة لنا مبغض، يقول الله عزوجل: ” وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم (11) ” وأنا الصهر، يقول الله عزوجل: ” وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا (12) ” وأنا الاذن


(1) في بعض النسخ [ البرة ]. (2) في بعض النسخ [ جبير ] وفى بعضها [ جنتر ]. (3) في بعض النسخ [ جبتر ]. (4) في بعض النسخ [ ثبريك ]. (5) كذا وليست في المصحف هكذا ولعله مضمون مأخوذ منه. (6) الاعراف: 43. (7) التوبة: 3. ” وأذان ” أي اعلام فعال بمعنى الافعال كالامان والعطاء رفعه لخبرية. (8) العنكبوت: 69. (9) ق: 36. (10) آل عمران: 188. (11) الاعراف: 44. (12) الفرقان: 56. (*)

[ 60 ]

الواعية، يقول الله عزوجل: ” وتعيها اذن واعية (1) ” وأنا السلم لرسله يقول الله عز وجل: ” ورجلا سلما لرجل (2) ” ومن ولدي مهدي هذه الامة. ألا وقد جعلت محنتكم ببغضي يعرف المنافقون، وبمحبتي امتحن الله المؤمنين، هذا عهد النبي الامي إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق، وأنا صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه واله في الدنيا والآخرة، ورسول الله فرطي، وأنا فرط شيعتي، والله لا عطش محبي، ولا خاف وليي، وأنا ولي المؤمنين، والله وليي حسب (3) محبي أن يحبوا ما أحب الله، وحسب (4) مبغضي أن يبغضوا ما أحب الله، ألا وإنه بلغني أن معاوية سبني ولعنني. اللهم اشدد وطأتك عليه، وأنزل اللعنة على المستحق، آمين [ يا ] رب العالمين، رب إسماعيل وباعث إبراهيم إنك حميد مجيد، ثم نزل عليه السلام عن أعواده فما عاد إليها حتى قتله ابن ملجم – لعنه الله -. قال جابر سنأتي على تأويل ما ذكرنا من أسمائه. أما قوله عليه السلام: أنا اسمي في الانجيل ” اليا ” فهو علي بلسان العرب، وفي التوراة ” برئ ” قال: بريئ من الشرك، و عند الكهنة ” بويئ ” هو من تبؤ مكانا وبرأ غيره مكانا وهو الذي يبوء الحق منازله، و يبطل الباطل ويفسده، وفي الزبور ” اري ” وهو السبع الذي يدق العظم ويفرس اللحم وعند الهند ” كبكر ” قال: يقرؤون في كتب عندهم فيها ذكر رسول الله صلى الله عليه واله وذكر فيها أن ناصره ” كبكر ” وهو الذي إذا أراد شيئا لج فيه ولم يفارقه حتى يبلغه، وعند الروم ” بطريسا ” قال: هو مختلس الارواح، وعن الفرس (حبتر) وهو البازي الذي يصطاد، و عند الترك ” بثير ” قال: هو النمر الذي إذا وضع مخلبه في شئ هتكه، وعند الزنج ” حيتر ” قال: هو الذي يقطع الاوصال، وعند الحبشة ” بثريك ” قال: هو المدمر على كل شئ أتى عليه، وعند امي ” حيدرة ” قال: هو الحازم الرأي الخبير النقاب النظار في دقائق الاشياء، وعند ظئري ” ميمون ” قال جابر: أخبرني محمد بن علي عليه السلام، قال: كانت ظئر


(1) الحاقة: 12. أي اذن التى من شأنها أن تحفظ ما يجب حفظه لتذكره والتفكر فيه. (2) الزمر: 30. (3) في بعض النسخ [ حبب ]. (4) في بعض النسخ [ تحبب ]. (*)

[ 61 ]

علي عليه السلام التي أرضعته امرأة من بني هلال خلفته في خبائها (1) ومعه أخ له من الرضاعة وكان أكبر منه سنا بسنة إلا أياما، وكان عند الخبأ قليب (2)، فمر الصبي نحو القليب ونكس رأسه فيه، فحبي علي عليه السلام خلفه فتعلقت رجل علي عليه السلام بطنب (3) الخيمة فجر الحبل حتى أتى على أخيه فتعلق بفرد قدميه وفرد يديه، وأما اليد ففي فيه، وأما الرجل ففي يده فجاءته امه فأدركته فنادت: يا للحي، يا للحي، يا للحي من غلام ميمون أمسك علي ولدي. فأخذوا الطفلين (4) من [ عند ] رأس القليب (5) وهم يعجبون من قوته على صباه ولتعلق رجله بالطنب ولجره الطفل حتى أدركوه، فسمته امه ” ميمونا ” أي مباركا، فكان الغلام في بني هلال يعرف بمعلق ميمون وولده إلى اليوم، وعند الارمن ” فريق ” قال: الفريق الجسور الذي يهابه الناس، وعند أبي ” ظهير ” قال: كان أبوه يجمع ولده وولد إخوته ثم يأمرهم بالصراع، وذلك خلق في العرب وكان علي عليه السلام يحسر عن (6) ساعدين له غليظين قصيرين وهو طفل، ثم يصارع كبار إخوته وصغارهم وكبار بني عمه وصغارهم فيصرعهم، فيقول أبوه: ظهر علي فسماه ظهيرا، وعند العرب ” علي ” قال جابر: اختلف الناس من أهل المعرفة لم سمي علي عليا، فقالت طائفة: لم يسم أحد من ولد آدم قبله بهدا الاسم في العرب ولا في العجم إلا أن يكون الرجل من العرب يقول: ابني هذا علي يريد من (7) العلو لا أنه اسمه، وإنما تسمى الناس به بعده وفي وقته. وقالت طائفة: سمي علي عليا لعلوه على كل من بارزه وقالت طائفة: سمي علي عليا لان داره في الجنان تعلو حتى تحاذي منازل الانبياء وليس نبي تعلو منزلته منزلة علي (8). وقالت طائفة: سمي علي عليا لانه علا ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله بقدميه، طاعة لله عزوجل، ولم يعل أحد على ظهر نبي غيره عند حط الاصنام من


(1) الخباء – بكسر الخاء: ما يعمل من وبرأ وصوف أو شعر للسكن. (2) القليب: البئر. وقيل: البئر القديمة. (3) الطنب – بضمتين – حبل طويل يشد به سرادق البيت. (4) في بعض النسخ [ الطفل ]. (5) في بعض النسخ [ البئر ]. (6) في بعض النسخ [ من ]. (7) في بعض النسخ [ به ] بدل ” من “. (8) في بعض النسخ [ وليس نبى تعلو منزلتة منزلتة غيره ]. (*)

[ 62 ]

سطح الكعبة وقالت طائفة: إنما سمي علي عليا لانه زوج في أعلى السماوات ولم يزوج أحد من خلق الله عزوجل في ذلك الموضع غيره. وقالت طائفة: إنما سمي علي عليا لانه كان أعلى الناس علما بعد رسول الله صلى الله عليه واله. 10 – حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن جعفر الاسدي (1) قال: حدثنا موسى بن عمران، عن الحسين بن يزيد، عن محمد بن سنان، عن المفضل ابن عمر، عن ثابت بن دينار، عن سعيد بن جبير: قال: قال يزيد بن قعنب: كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب وفريق من بني عبد العزى بإزاء بيت الله الحرام إذا أقبلت فاطمة بنت أسد ام أمير المؤمنين عليه السلام وكانت حاملة به لتسعة أشهر وقد أخذها الطلق (2)، فقالت: رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل وإنه بنى البيت العتيق، فبحق النبي الذي بنى هذا البيت وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت علي ولادتي. قال يزيد بن قعنب: فرأينا البيت وقد انفتح من ظهره ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا والتزق (3) الحائط فرمنا (4) أن ينفتح لنا قفل الباب (5) فلم ينفتح فعلمنا أن ذلك أمر من أمر الله عزوجل ثم خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين عليه السلام، ثم قالت: إني فضلت على من تقدمني من النساء، لان آسية بنت مزاحم عبدت الله عزوجل سرا في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطرارا، وأن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطبا جنيا، فإني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة وأوراقها، فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف: يا فاطمة سميه عليا فهو علي، والله العلي الاعلى يقول: إني شققت اسمه من اسمي، وأدبته بأدبي، ووقفته (6) على غامض علمي، وهو الذي يكسر الاصنام في بيتي، وهو


(1) في بعض النسخ [ العمرى ] والصحيح مافى المتن. (2) الطلق – بفتح الطاء المهملة وسكون اللام -: وجع الولادة. (3) في بعض النسخ [ التصق ] وكلاهما بمعنى. (4) رمنا: أي قصدنا وأردنا، من رام يروم روما ومراما. (5) في بعض النسخ [ البيت ]. (6) وقفه على الامر: اطلعه. (*)

[ 63 ]

الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدسني ويمجدني، فطوبى لمن أحبه وأطاعه، وويل لمن أبغضه وعصاه. 11 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبيه، عن أبي الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران، عن عباية بن ربعي، قال: جاء رجل إلى ابن عباس – رضي الله عنه – فقال له: أخبرني عن الانزع البطين علي بن أبي طالب عليه السلام فقد اختلف الناس فيه. فقال له ابن عباس: أيها الرجل والله لقد سألت عن رجل ما وطأ الحصى بعد رسول الله صلى الله عليه واله أفضل منه، وإنه لاخو رسول الله صلى الله عليه واله وابن عمه ووصيه و خليفته على امته، وإنه لانزع من الشرك، بطين من العلم، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: من أراد النجاة غدا فليأخذ بحجزة هذا الانزع يعني عليا عليه السلام. 12 – حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يعقوب، عن علان الكليني رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إنما سمي سيف أمير المؤمنين عليه السلام ذاالفقار لانه كان في وسطه خطة في طوله تشبه (1) بفقار الظهر فسمي ذاالفقار لذلك، وكان سيفا نزل به جبرئيل عليه السلام من السماء، وكانت حلقته فضة، وهو الذي نادى به مناد من السماء ” لا سيف إلا ذو الفقار، ولافتى إلا علي “. 13 – حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي – رحمه الله – قال: حدثنا جعفر بن محمد ابن مسعود، عن أبيه قال: حدثنا جبرئيل بن أحمد الفاريابي قال: حدثني الحسن بن خرزاد (2)، عن محمد بن موسى بن الفرات، عن يعقوب بن سويد بن مزيد الحارثي، عن عمرو ابن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك لم سمي أمير المؤمنين عليه السلام أمير المؤمنين ؟ قال: لانه يميرهم العلم، أما سمعت كتاب الله عزوجل ” ونمير أهلنا (3) “.


(1) في بعض النسخ [ فشبته ]. (2) ” خرزاذ ” بضم الخاء المعجمة وتشديد الراء المهملة أو اسكانها ثم الزاى والذال المعجمتين. (3) يوسف: 65. ماره يميره وأماره: أطعمه وأتاه بالمؤونة. (*)

[ 64 ]

14 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن الحسين السكري، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زكريا الغلابي قال: حدثنا محدوج ابن عمير الحنفي (1)، قال حدثنا بشر بن (2) إبراهيم الانصاري عن الاوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: إنما سميت فاطمة، فاطمة لان الله عزوجل فطم (3) من أحبها من النار (4). 15 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني – رحمه الله – قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي، قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن فاطمة لم سميت زهراء ؟ فقال، لانها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لاهل السماء كما يزهر نور الكواكب لاهل الارض. 16 – وقد روي: إنما سميت الزهراء لان الله عزوجل خلقها من نور عظمته. 17 – حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن على بن أبي طالب، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أسباط، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن زياد القطان، قال، حدثني أبو الطيب أحمد بن محمد بن عبد الله، قال: حدثني عيسى بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن آبائه، عن عمر بن علي، عن أبيه، علي بن أبي طالب عليه السلام قال: إن النبي صلى الله عليه واله سئل: ما البتول (5) ؟ فإنا سمعناك يارسول الله تقول إن مريم بتول، وفاطمة بتول ؟ فقال: البتول التي لن تر حمرة قط أي لم تحض فإن الحيض مكروه في بنات الانبياء. وسمي الامام إماما لانه قدوة للناس منصوب


(1) كذا وفى بعض النسخ [ محمد بن عمير الحنفي ] وفى بعضها [ نجدج ]. (2) في بعض النسخ [ بشير ]. (3) فطمه: فصله وقطعه، يقال: فطمت الولد عن الرضاع، وفطمت فلانا عن عادته. (4) فى بعض النسخ [ عن النار ]. (5) البتل: القطع أي انها منقطعة عن نساء زمانها بعدم رؤية الدم. قال الجزرى: امرأة بتول أي منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم وبها سميت مريم ام عيسى عليهما السلام وفاطمة عليهما السلام البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا. (*)

[ 65 ]

من قبل الله تعالى ذكره مفترض الطاعة على العباد. وسمي علي بن الحسين عليهما السلام، السجاد لما كان على مساجده من آثار السجود وقد كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وسمي ذا الثفنات لانه كان له في مواضع سجوده آثار نائته فكان يقطعها في السنة مرتين كل مرة خمس ثفنات فسمى ذا الثفنات لذلك وسمي الباقر عليه السلام باقرا لانه بقر العلم بقرا أي شقه شقا وأظهره إظهارا. وسمي الصادق صادقا ليتميز من المدعي للامامة بغير حقها وهو جعفر بن علي إمام الفطحية الثانية. وسمي موسى بن جعفر عليهما السلام، الكاظم لانه كان يكظم غيظه على من يعلم أنه كان سيقف عليه ويجحد الامام بعده طمعا في ملكه (1). وسمي علي بن موسى عليهما السلام، الرضا لانه كان رضي لله تعالى ذكره في سمائه، ورضي لرسول و الائمة بعده عليهم السلام في أرضه، ورضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه. وسمي محمد بن علي الثاني عليهما السلام، التقي لانه اتقى الله عزوجل فوقاه الله شر المأمون لما دخل عليه بالليل سكران فضربه بسيفه حتى ظن أنه كان قد قتله فوقاه الله شره. وسمي الامامان – علي بن محمد، والحسن بن علي عليهما السلام – العسكريين لانهما نسبا إلى المحلة التي سكناها بسر من رأى وكانت تسمى عسكرا. وسمي القائم قائما لانه يقوم بعد موت ذكره. وقد روي في هذا المعني غير ذلك. وقد أخرجت هذه الفصول مرتبة مسندة في كتاب علل الشرائع والاحكام والاسباب. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله ” من كنت مولاه فعلى مولاه “) * 1 – حدثنا محمد بن عمر الحافظ الجعابي، قال: حدثني جعفر بن محمد الحسني، قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف، قال: حدثنا سهل بن [ إسماعيل بن ] عامر، قال: حدثنا زافر بن سليمان، عن شريك، عن أبي إسحاق، قال: قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام،: ما معنى قول النبي صلى الله عليه واله: ” من كنت مولاه فعلي مولاه ” ؟ قال: أخبرهم أنه الامام بعده.


(1) في بعض النسخ [ في ماله ]. (*)

[ 66 ]

2 – حدثنا محمد بن عمر الحافظ الجعابي، قال: حدثني أبو الحسن موسى بن محمد ابن الحسن الثقفي، قال: حدثنا الحسن بن محمد، قال: حدثنا صفوان بن يحيى بياع السابري، عن يعقوب بن شعيب، عن أبان بن تغلب، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهم السلام عن قول النبي صلى الله عليه واله: ” من كنت مولاه فعلي مولاه ” فقال: يا أبا سعيد تسأل عن مثل هذا ؟ علمهم أنه يقوم فيهم مقامه. 3 – حدثنا محمد بن عمر الحافظ الجعابي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن القاسم المحاربي، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن هاشم، عن أبيه، قال: ذكر عند زيد بن علي [ بن الحسين ] عليهما السلام (1) قول النبي صلى الله عليه واله ” من كنت مولاه فعلي مولاه، ” قال: نصبه علما ليعرف به حزب الله عزوجل عند الفرقة. 4 – حدثنا محمد بن عمر الحافظ الجعابي قال حدثنا محمد بن الحارث أبو بكر الواسطي من أصل كتابه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، قال: حدثنا أبو مريم، عن عطاء عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الله ربي ولا أمارة لي معه، وأنا رسول ربي ولا أمارة معي، وعلي [ وليي و ] ولي من كنت وليه ولا أمارة معه. 5 – حدثنا محمد بن عمر الحافظ الجعابي، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله العسكري قال: حدثنا محمد بن علي بن بسام الحراني من أصل كتابه، قال: حدثنا معلل بن نفيل، قال: حدثنا أيوب بن سلمة أخو محمد بن سلمة، عن بسام الصيرفي، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال النبي صلى الله عليه واله: من كنت وليه فعلي وليه، ومن كنت إمامه فعلي إمامه ومن كنت أميره فعلي أميره، ومن كنت نذيره فعلي نذيره، ومن كنت هادية فعلي هادية، ومن كنت وسيلته إلى الله تعالى فعلي وسيلته إلى الله عزوجل فالله سبحانه يحكم بينه و بين عدوه. 6 – حدثنا محمد بن عمر الحافظ الجعابي، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن سعيد بن زياد أبو محمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد


(1) كذا في النسخ التى عندنا. (*)

[ 67 ]

قال: قال النبي صلى الله عليه واله: علي إمام كل [ مؤ ] من بعدي. 7 – حدثنا محمد بن عمر الحافظ الجعابي، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن سعيد بن زياد من أصل كتاب أبيه، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حفص بن عمر العمري، قال: حدثنا عصام ابن طليق، عن أبي هارون، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه واله في قول الله عزوجل: ” وقفوهم إنهم مسئولون (1) ” قال عن ولاية علي، ما صنعوا في أمره ؟ وقد أعلمهم الله عزوجل أنه الخليفة بعد رسوله. 8 – حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال: حدثنا علي بن محمد ابن عنبسة مولى الرشيد قال: حدثنا دارم بن فبيصة قال: حدثنا نعيم بن سالم قال: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: يوم غدير خم وهو آخذ بيد علي عليه السلام: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا: بلى. قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه -: نحن نستدل على أن النبي صلى الله عليه واله قد نص على علي بن أبي طالب، واستخلفه، وأوجب فرض طاعته على الخلق بالاخبار الصحيحة. وهي قسمان: قسم قد جامعنا عليه خصومنا في نقله وخالفونا في تأويله، وقسم قد خالفونا في نقله فالذي يجب علينا في ما وافقونا في نقله. أن نريهم بتقسيم الكلام ورده إلى مشهور اللغات والاستعمال المعروف أن معناه هو ما ذهبنا إليه من النص والاستخلاف دون ما ذهبوا هم إليه من خلاف ذلك، والذي يجب علينا فيما خالفونا في نقله أن نبين أنه ورد ورودا يقطع مثله العذر، وأنه نظير ما قد قبلوه وقطع عذرهم واحتجوا به على مخاليفهم من الاخبار التي تفردوا هم بنقلها دون مخالفيهم وجعلوها مع ذلك قاطعة للعذر وحجة على من خالفهم فنقول وبالله نستعين: إنا ومخالفينا قد روينا عن النبي صلى الله عليه واله أنه قام يوم غدير خم وقد جمع المسلمين فقال: أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ فقالوا: اللهم بلى. قال: فمن كنت مولاه


(1) الصافات: 24 يعنى احبسوهم في الموقف. (*)

[ 68 ]

فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. ثم نظرنا في معنى قول النبي صلى الله عليه واله: ” ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ” ثم [ في ] معنى قوله: ” فمن كنت مولاه فعلي مولاه ” فوجدنا ذلك ينقسم في اللغة على وجوه لا يعلم في اللغة غيرها – أنا ذاكرها. إن شاء الله – ونظرنا فيما يجمع له النبي صلى الله عليه واله الناس ويخطب به ويعظم الشأن فيه فإذا هو شئ لا يجوز أن يكونوا علموه فكرره عليهم، ولا شئ لا يفيدهم بالقول فيه معنى لان ذلك في صفة العابث والعبث عن رسول الله صلى الله عليه واله منفي فنرجع إلى ما يحتمله لفظة المولى في اللغة. يحتمل أن يكون المولى مالك الرق كما يملك المولى عبيده وله أن يبيعه ويهبه، ويحتمل أن يكون المولى المعتق من الرق، ويحتمل أن يكون المولى المعتق وهذه الاوجه الثلاثة مشهورة عند الخاصة والعامة فهي ساقطة في قول النبي صلى الله عليه واله لانه لا يجوز أن يكون عنى بقوله: ” فمن كنت مولاه فعلي مولاه ” واحدة منها لانه لا يملك بيع المسلمين ولاعتقهم من رق العبودية ولا أعتقوه عليه السلام ويحتمل أيضا أن يكون المولى ابن العم، قال الشاعر: مهلا بني عمنا مهلا موالينا * لم تظهرون لنا ما كان مدفونا (1) ويحتمل أن يكون المولى العاقبة، قال الله عزوجل: ” مأويكم النار هي موليكم ” (2) أي عاقبتكم وما يؤول بكم الحال إليه، ويحتمل أن يكون المولى لما يلي الشئ مثل خلفه وقدامه، قال الشاعر: فغدت، كلا الفرجين تحسب أنه * مولى المخافة خلفها وأمامها ولم نجد أيضا شيئا من هذه الاوجه يجوز أن يكون النبي صلى الله عليه واله عناه بقوله: ” فمن كنت مولاه فعلي مولاه ” لانه لا يجوز أن يقول: من كنت ابن عمه فعلي ابن عمه لان ذلك معروف معلوم وتكريره على المسلمين عبث بلا فائدة. وليس يجوز أن يعني به عاقبة أمرهم ولا خلف ولا قدام لانه لا معنى له ولا فائدة. ووجدنا اللغة تجيز أن يقول الرجل: ” فلان مولاي ” إذا كان مالك طاعته، فكان هذا هو المعنى الذي عناه النبي صلى الله عليه واله


(1) في لسان العرب: مهلا بنى عمنا مهلا موالينا * امشوا رويدا كما كنتم تكونونا (2) الحديد: 14. (*)

[ 69 ]

بقوله: ” فمن كنت مولاه فعلي مولاه ” لان الاقسام التي تحتملها اللغة لم يجز أن يعنيها بما بيناه ولم يبق قسم غير هذا فوجب أن يكون هو الذي عناه بقوله صلى الله عليه واله: ” فمن كنت مولاه فعلي مولاه ” ومما يؤكد ذلك قوله صلى الله عليه واله: ” ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ” ثم قال: ” فمن كنت مولاه فعلي مولاه ” فدل ذلك على أن معنى ” مولاه ” هو أنه أولى بهم من أنفسهم لان المشهور في اللغة والعرف أن الرجل إذا قال لرجل: إنك أولى بي من نفسي، فقد جعله مطاعا آمرا (1) عليه ولا يجوز أن يعصيه. وإنا لو أخذنا بيعة على رجل وأقر بأنا أولى به من نفسه لم يكن له أن يخالفنا في شئ مما نأمره به لانه إن خالفنا بطل معنى إقراره بأنا أولى به من نفسه، ولان العرب أيضا إذا أمر منهم إنسان إنسانا بشئ وأخذه بالعمل به وكان له أن يعصيه فعصاه قال له: يا هذا أنا أولى بنفسي منك، إن لي أن أفعل بها ما اريد، وليس ذلك لك مني. فإذا كان قول الانسان: ” أنا أولى بنفسي منك ” يوجب له أن يفعل بنفسه ما يشاء إذا كان في الحقيقة أولى بنفسه من غيره، وجب لمن هو أولى بنفسه منه أن يفعل به ما يشاء ولا يكون له أن يخالفه ولا يعصيه إذا كان ذلك كذلك. ثم قال النبي صلى الله عليه واله: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم. فأقروا له عليه السلام بذلك ثم قال متبعا لقوله الاول بلا فصل: ” فمن كنت مولاه فعلي مولاه ” فقد علم أن قوله ” مولاه ” عبارة عن المعنى الذي أقروا له بأنه أولى بهم من أنفسهم، فإذا كان إنما عنى بقوله: ” من كنت مولاه فعلي مولاه ” أي أولى به فقد جعل ذلك لعلي بن أبي طالب عليه السلام بقوله: ” فعلي مولاه ” لانه لا يصلح أن يكون عنى بقوله: ” فعلي مولاه ” قسما من الاقسام التي أحلنا أن يكون النبي صلى الله عليه واله عناها في نفسه، لان الاقسام هي أن يكون مالك رق، أو معتقا، أو ابن عم، أو عاقبة، أو خلفا، أو قداما. فإذا لم يكن لهذه الوجوه فيه صلى الله عليه واله معنى لم يكن لها في علي عليه السلام أيضا معنى، وبقي ملك الطاعة، فثبت أنه عناه، وإذا وجب ملك طاعة المسلمين لعلي عليه السلام فهو معنى الامامة لان الامامة إنما هي مشتقة من الايتمام بالانسان والايتمام هو الاتباع والاقتداء والعمل بعمله والقول بقوله، وأصل ذلك في اللغة سهم يكون مثالا يعمل عليه السهام، ويتبع بصنعه صنعها و


(1) في بعض النسخ [ أميرا ]. (*)

[ 70 ]

بمقداره مقدارها. فإذا وجبت طاعة علي عليه السلام على الخلق استحق معنى الامامة. فإن قالوا: إن النبي صلى الله عليه واله إنما جعل لعلي عليه السلام بهذا القول فضيلة شريفة و إنها ليست الامامة. قيل لهم: هذا في أول تأدي الخبر إلينا قد كانت النفوس تذهب إليه، فأما تقسيم الكلام وتبيين ما يحتمله وجوه لفظة ” المولى ” في اللغة حتى يحصل المعنى الذي جعله لعلي عليه السلام بها فلا يجوز ذلك، لانا قد رأينا أن اللغة تجيز في لفظة ” المولى ” وجوها كلها لم يعنها النبي صلى الله عليه واله بقوله في نفسه ولا في علي عليه السلام وبقي معنى واحد، فوجب أنه الذي عناه في نفسه وفى علي عليه السلام وهو ملك الطاعة. فإن قالوا: فلعله قد عنى معنى لم نعرفه لانا لانحيط باللغة. قيل لهم: ولو جاز ذلك لجاز لنا في كل ما نقل عن النبي صلى الله عليه واله وكل ما في القرآن أن نقول لعله عنى به ما لم يستعمل في اللغة وتشكل (1) فيه وذلك تعليل وخروج عن التفهم ونظير قول النبي صلى الله عليه واله: ” ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ” فلما أقروا له بذلك قال: ” فمن كنت مولاه فعلي مولاه ” قول رجل لجماعة: أليس هذا المتاع بيني وبينكم نبيعه والربح بيننا نصفان والوضيعة (2) كذلك ؟ فقالوا له: نعم. قال: فمن كنت شريكه فزيد شريكه. فقد أعلم أن ما عناه بقوله: ” فمن كنت شريكه ” [ أنه ] إنما عنى به المعنى الذي قررهم (3) به بدءامن بيع المتاع واقتسام الربح والوضيعة، ثم جعل ذلك المعنى الذي هو الشركة لزيد بقوله: ” فزيد شريكه “. وكذلك قول النبي صلى الله عليه واله: ” ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ” وإقرارهم له بذلك ثم قوله صلى الله عليه واله: ” فمن كنت مولاه فعلي مولاه ” إنما هو إعلام أنه عنى بقول، المعنى الذي أقروا به بدءا وكذلك جعله لعلي عليه السلام بقوله: ” فعلي مولاه ” كما جعل ذلك الرجل الشركة لزيد بقوله: ” فزيد شريكه ” ولا فرق في ذلك.


(1) في بعض النسخ [ يشكل ] وفى بعضها [ نشكك ] وهو الاظهر. (م) (2) وضع – بكسر الضاد – بالبناء للفاعل والمفعول – ضعة – بكسر الضاد وفتحها – ووضعية: خسر في تجارته. (م) (3) قرره بالامر: جعله يعترف به. (*)

[ 71 ]

فإن ادعى مدع أنه يجوز في اللغة غير ما بيناه فليأت به ولن يجده. فإن اعترض (1) بما يدعونه من خبر زيد بن حارثة وغيره من الاخبار التي يختصون بها لم يكن ذلك لهم لانهم راموا أن يخصوا معنى خبر ورد بإجماع بخبر رووه دوننا، وهذا ظلم لان لنا أخبار كثيرة تؤكد معنى ” من كنت مولاه فعلي مولاه ” وتدل على أنه إنما استخلفه بذلك وفرض طاعته، هكذا نروي نصا في هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه واله وعن علي عليه السلام فيكون خبرنا المخصوص بإزاء خبرهم المخصوص ويبقى الخبر على عمومه نحتج به نحن وهم بما توجبه اللغة والاستعمال فيها وتقسيم الكلام ورده إلى الصحيح منه، ولا يكون لخصومنا من الخبر المجمع عليه ولا من دلالته مالنا، وبإزاء ما يروونه من خبر زيد ابن حارثة أخبار قد جاءت على ألسنتهم شهدت بأن زيدا اصيب في غزوة مؤته مع جعفر بن أبي طالب عليه السلام وذلك قبل يوم غدير خم بمدة طويلة لان يوم الغدير كان بعد حجة الوداع ولم يبق النبي صلى الله عليه واله بعده إلا أقل من ثلاثة أشهر، فإذا كان بإزاء خبركم في زيد ما قد رويتموه في نقضة لم يكن ذلك لكم حجة على الخبر المجمع عليه، ولو أن زيد كان حاضرا قول النبي صلى الله عليه واله يوم الغدير لم يكن حضوره بحجة لكم أيضا لان جميع العرب عالمون بأن مولى النبي صلى الله عليه واله مولى أهل بيته وبني عمه [ و ] مشهور ذلك في لغتهم وتعارفهم فلم يكن لقول النبي صلى الله عليه واله للناس: اعرفوا ما قد عرفتموه وشهر بينكم لانه لو جاز ذلك لجاز أن يقول قائل: ابن أخي أب النبي ليس بابن عمه. فيقوم النبي فيقول: فمن كان ابن أخي أبي فهو ابن عمي. وذلك فاسد لانه عيب وما يفعله إلا اللاعب السفيه، وذلك منفي عن النبي صلى الله عليه واله. فإن قال قائل: إن لنا أن نروي في كل خبر نقلته فرقتنا ما يدل على معنى ” من كنت مولاه فعلي مولاه “. قيل له: هذا غلط في النظر لان عليك أن تروي من أخبارنا أيضا ما يدل على معنى الخبر مثل ما جعلته لنفسك في ذلك فيكون خبرنا الذي نختص (2) به مقاوما لخبرك


(1) في بعض النسخ [ اعترضوا ]. (2) في بعض النسخ [ نخص ]. (*)

[ 72 ]

الذي يختص به ويبقى ” من كنت مولاه فعلي مولاه ” من حيث أجمعنا على نقله حجة لنا عليكم موجبا ما أوجبناه به من الدلالة على النص وهذا كلام لا زيادة فيه. فإن قال قائل: فهلا أفصح النبي صلى الله عليه واله باستخلاف علي عليه السلام إن كان كما تقولون وما الذي دعاه إلى أن يقول فيه قولا يحتاج فيه إلى تأويل وتقع فيه المجادلة. قيل له: لو لزم أن يكون الخبر باطلا أو لم يرد به النبي صلى الله عليه واله المعنى الذي هو الاستخلاف وإيجاب فرض الطاعة لعلي عليه السلام لانه يحتمل التأويل، أو لان غيره عندك أبين وأفصح عن المعنى للزمك إن كنت معتزليا أن الله عزوجل لم يرد بقوله في كتابه: ” لا تدركه الابصار ” (1) أي لا يرى لان قولك ” لا يرى ” يحتمل التأويل، وإن الله عزوجل لم يرد بقوله كتابه: ” والله خلقكم وما تعملون (2) ” أنه خلق الاجسام التي تعمل فيها العباد دون أفعالهم فإنه لو أراد ذلك لاوضحه بأن يقول قولا لا يقع فيه التأويل وأن يكون الله عزوجل لم يرد بقوله: ” ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم ” (3) أن كل قاتل للمؤمن ففي جهنم، كانت معه أعمال صالحة أم لا، لانه لم يبين ذلك بقول لا يحتمل التأويل. وإن كنت أشعريا (4) لزمك ما لزم المعتزلة بما ذكرناه كله لانه لم يبين ذلك بلفظ يفصح عن معناه الذي هو عندك بالحق، وإن كان من أصحاب الحديث قيل له: يلزمك أن لا يكون قال النبي صلى الله عليه واله: ” إنكم ترون ربكم كما ترون القمر في ليلة البدر لا تضامون (5) في رؤيته ” لانه قال قولا يحتمل التأويل ولم يفصح به، وهو لا يقول: ترونه بعيونكم لا بقلوبكم. ولما كان هذا الخبر يحتمل التأويل ولم يكن مفصحا علمنا أن النبي صلى الله عليه واله لم يعن به الرؤية التي ادعيتموها وهذا اختلاط شديد لان أكثر [ ال‍ ] كلام في القرآن وأخبار النبي صلى الله عليه واله بلسان عربي ومخاطبة لقوم فصحاء على أحوال تدل على مراد النبي صلى الله عليه واله.


(1) الانعام: 107. (2) الصافات: 94. (3) النساء: 95. (4) في بعض النسخ [ بخاريا ] وفى بعضها [ مجازيا ]. (5) هو بالبناء للمفعول أي لا تقهرون وفى بعض النسخ [ لا تضاهون ]. (*)

[ 73 ]

وربما وكل علم المعنى إلى العقول أن يتأمل الكلام. ولا أعلم عبارة عن معنى فرض الطاعة أوكد من قول النبي صلى الله عليه واله: ” ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ” ؟ ثم قوله: ” فمن كنت مولاه فعلي مولاه ” لانه كلام مرتب (1) على إقرار المسلمين للنبي صلى الله عليه واله يعني الطاعة وأنه أولى بهم من أنفسهم ثم قال صلى الله عليه واله: ” فمن كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه ” لان معنى ” فمن كنت مولاه ” هو فمن كنت أولى به من نفسه لانها عبارة عن ذلك بعينه، إذ كان لا يجوز في اللغة غير ذلك، ألا ترى أن قائلا لو قال لجماعة: أليس هذا المتاع بيننا نبيعه ونقتسم (3) الربح والوضيعة فيه ؟ فقالوا له: نعم. فقال: ” فمن كنت شريكه فزيد شريكه ” كان كلاما صحيحا والعلة في ذلك أن الشركة هي عبارة عن معنى قول القائل: ” هذا المتاع بيننا نقتسم (2) الربح والوضيعة ” فلذلك صح بعد قول القائل: ” فمن كنت شريكه فزيد شريكه ” وكذلك [ هنا ] صح (3) بعد قول النبي صلى الله عليه واله: ” ألست أولى بكم من أنفسكم [ فمن كنت مولاه فعلي مولاه ” ] لان مولاه عبارة عن قوله: ” ألست أولى بكم من أنفسكم ” وإلا فمتى لم تكن اللفظة التي جاءت مع الفاء الاولى عبارة عن المعنى الاول لم يكن الكلام منتظما أبدا ولا مفهوما ولا صوابا بل يكون داخلا في الهذيان، ومن أضاف ذلك إلى رسول صلى الله عليه واله كفر بالله العظيم، وإذا كانت لفظة ” فمن كنت مولاه ” تدل على من كنت أولى به من نفسه على ما أرينا وقد جعلها بعينها لعلي عليه السلام قد جعل أن يكون علي عليه السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم وذلك هو الطاعة لعلي عليه السلام كما بيناه بدءا. ومما يزيد ذلك بيانا أن قوله عليه السلام: ” فمن كنت مولاه فعلي مولاه ” لو كان لم يرد بهذا أنه أولى بكم من أنفسكم جاز أن يكون لم يرد بقوله صلى الله عليه واله: ” فمن كنت مولاه ” أي من كنت أولى [ به ] من نفسه وإن جاز ذلك لزم الكلام الذي من قبل هذا من أنه يكون كلاما مختلطا فاسداغير منتظم ولا مفهم معنى ولامما يلفظ به حكيم ولا عاقل، فقد لزم بمامر من كلامنا وبينا أن معنى قول النبي صلى الله عليه واله: ” ألست أولى بكم من أنفسكم ” أنه


(1) في بعض النسخ [ مترتب ]. (2) في بعض النسخ [ نقسم ]. (3) في بعض النسخ [ وكذلك ماصح ] وهو الاصح وفى بعض النسخ [ فلذلك صح ]. (*)

[ 74 ]

يملك طاعتهم،، ولزم أن قوله: ” فمن كنت مولاه ” إنما أراد به: فمن كنت أملك طاعته فعلي يملك طاعته بقوله: ” فعلي مولاه ” وهذا واضح والحمد لله على معونته وتوفيقه. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام أنت) * * (منى بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبى بعدى) * 1 – حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي بالكوفة، قال: حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي، قال حدثنا محمد بن علي بن معمر، قال: حدثنا أحمد بن علي الرملي، قال: حدثنا محمد بن موسى، قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق المروزي، قال: حدثنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، عن يحيى بن كثير، عن أبيه، عن أبي هارون العبدي، قال: سألت جابر بن عبد الله الانصاري عن معنى قول النبي صلى الله عليه واله لعلي: علبه السلام ” أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ” قال: استخلفه بذلك والله على امته في حياته وبعد وفاته وفرض عليهم طاعته فمن لم يشهد له بعد هذا القول بالخلافة فهو من الظالمين. 2 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا الحسن بن علي بن الحسين السكري، قال: أخبرنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن أبي خالد الكابلي، قال: قيل (1) لسيد العابدين علي بن الحسين عليهما السلام: إن الناس يقولون: إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه واله أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي عليه السلام قال: فما يصنعون بخبر رواه سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص، عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال لعلي عليه السلام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ؟ فمن كان في زمن موسى مثل هارون ؟. قال مصنف هذا الكتاب – قدس الله روحه (2) – أجمعنا وخصومنا على نقل قول النبي


(1) في بعض النسخ [ قلت ]. (2) هذه الجملة من النساخ. (*)

[ 75 ]

صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام ” أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ” فهذا القول يدل على أن منزلة علي منه في جميع أحواله بمنزلة هارون من موسى في جميع أحواله إلا ما خصه به الاستثناء الذي في نفس الخبر. فمن منازل هارون من موسى أنه كان أخاه ولادة، والعقل يخص هذه ويمنع أن يكون النبي صلى الله عليه واله عناها بقوله لان عليا لم يكن أخا له ولادة. ومن منازل هارون من موسى أنه كان نبيا معه، واستثناء النبي يمنع من أن يكون علي عليه السلام نبيا. ومن منازل هارون من موسى بعد ذلك أشياء ظاهرة و أشياء باطنة، فمن الظاهرة أنه كان أفضل أهل زمانه وأحبهم إليه وأخصهم به و أوثقهم في نفسه، وأنه كان يخلفه على قومه إذا غاب موسى عليه السلام عنهم، و أنه كان بابه في العلم، وأنه لو مات موسى، وهارون حي كان هو خليفته بعد وفاته. والخبر يوجب أن هذه الخصال كلها لعلي من النبي صلى الله عليه واله. وما كان من منازل هارون من موسى باطنا وجب أن الذي لم يخصه العقل منها كما خص اخوة الولادة فهو لعلي عليه السلام من النبي صلى الله عليه واله وإن لم نحط به علما لان الخبر يوجب ذلك وليس لقائل أن يقول: إن يكون النبي صلى الله عليه واله عنى بعض هذه المنازل دون بعض فيلزمه أن يقال: عنى البعض الاخر دون ما ذكرته فيبطل جميعا حينئذ أن يكون عنى معنى بتة ويكون الكلام هذرا (1) والنبي لا يهذر في قوله لانه إنما كلمنا ليفهمنا و يعلمنا عليه السلام فلو جاز أن يكون عنى بعض منازل هارون من موسى دون بعض ولم يكن في الخبر تخصيص ذلك لم يكن أفهمنا بقوله قليلا ولا كثيرا، ولمالم يكن ذلك وجب أنه قد عنى كل منزلة كانت لهارون من موسى مما لم يخصه العقل ولا الاستثناء في نفس الخبر وإذا وجب ذلك فقد ثبتت الدلالة على أن عليا عليه السلام أفضل أصحاب رسول الله و أعلمهم وأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه واله وأوثقهم في نفسه، وأنه يجب له أن يخلفه على قومه إذا غاب عنهم غيبة سفر أو غيبة موت، لان ذلك كله كان في شرط هارون ومنزلته من موسى. فإن قال قائل: إن هارون مات قبل موسى ولم يكن إماما بعده فكيف قيس (2)


(1) الهذر: سقط الكلام الذى لا يعبأ به. وهذر في كلامه: تكلم بما لا ينبغى. (2) في بعض النسخ [ قستم ]. وفى بعضها [ قست ]. (*)

[ 76 ]

أمر علي عليه السلام على أمر هارون بقول النبي صلى الله عليه واله “: هو مني بمنزلة هارون من موسى ” ؟ وعلي عليه السلام قد بقي بعد النبي صلى الله عليه واله. قيل له: نحن إنما قسنا أمر علي على أمر هارون بقول النبي صلى الله عليه واله: ” هو مني بمنزلة هارون من موسى ” فلما كانت هذه المنزلة لعلي عليه السلام وبقي علي فوجب أن يخلف النبي في قومه بعد وفاته. ومثال ذلك ما أنا ذاكره إن شاء الله: لو أن الخليفة قال لوزيره: ” لزيد عليك في كل يوم يلقاك فيه دينار، ولعمرو عليك مثل ما شرطته لزيد ” فقد وجب لعمرو مثل ما لزيد، فإذا جاء زيد إلى الوزير ثلاثة أيام فأخذ ثلاثة دنانير، ثم انقطع ولم يأته وأتى عمرو الوزير ثلاثة أيام فقبض ثلاثة دنانير فلعمرو أن يأتي يوما رابعا وخامسا وأبدا و سرمدا ما بقي عمرو وعلى هذا الوزير ما بقي عمرو أن يعطيه في كل يوم أتاه دينار وإن كان زيد لم يقبض إلا ثلاثة أيام. وليس للوزير أن يقول لعمرو: لا اعطيك إلا مثل ما قبض زيد. لانه كان في شرط زيد أنه كلما أتاك فأعطه دينارا ولو أتى زيد لقبض وفعل هذا الشرط لعمرو وقد أتى فواجب أن يقبض. فكذلك إذا كان في شرط هارون الوصي ان يخلف موسى عليه السلام على قومه ومثل ذلك لعلي فبقي (1) علي عليه السلام على قومه، ومثل ذلك لعلي عليه السلام فواجب أن يخلف النبي صلى الله عليه واله في قومه نظير ما مثلناه في زيد وعمرو، و هذا ما لابد منه ما أعطى القياس حقه. فإن قال قائل: لم يكن لهارون لو مات موسى أن يخلفه على قومه. قيل له: بأي شئ ينفصل من قول قائل قال لك: إنه لم يكن هارون أفضل أهل زمانه بعد موسى ولا أوثقهم في نفسه ولا نائبه في العلم ؟ فإنه لا يجد فصلا لان هذه المنازل لهارون من موسى عليه السلام مشهورة، فإن جحد جاحد واحدة منها لزمه جحود كلها. فإن قال قائل: إن هذه المنزلة التي جعلها النبي صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام إنما جعلها في حياته. قيل له: نحن ندلك بدليل واضح على أن الذي جعلها النبي لعلي عليهما السلام بقوله:


(1) في بعض النسخ [ وبقى ]. (*)

[ 77 ]

أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ” إنما جعله له بعد وفاته، لا معه في حياته فتفهم ذلك إن شاء الله. ومما (1) يدل على ذلك في قول النبي صلى الله عليه واله: ” أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ” معنيان. أحدهما: إيجاب فضيلة ومنزلة لعلي عليه السلام منه، والاخر نفي لان يكون نبيا بعده. ووجدنا نفيه أن يكون علي عليه السلام نبيا بعده دليلا على أنه لو لم ينف ذلك لجاز لمتوهم أن يتوهم أنه نبي بعده لانه قال فيه: ” أنت مني بمنزلة هارون من موسى ” وقد كان هارون نبيا فلما كان نفي النبوة لا بد منه وجب أن يكون نفيها عن علي عليه السلام في الوقت الذي جعل الفضيلة والمنزلة له فيه، لانه من أجل الفضيلة و المنزلة ما احتاج صلى الله عليه واله أن ينفي أن يكون علي عليه السلام نبيا لانه لو لم يقل له: ” إنه مني بمنزلة هارون من موسى ” لم يحتج إلي أن يقول: ” إلا أنه لا نبي بعدي ” فلما كان نفيه النبوة إنما كان هو لعلة الفضيلة والمنزلة التي توجب النبوة وجب أن يكون نفي النبوة عن علي عليه السلام في الوقت الذي جعل الفضيلة له فيه مما جعل له من منزلة هارون ولو كان النبي صلى الله عليه واله إنما نفي النبوة بعده في وقت والوقت الذي بعده عند مخالفينا لم يجعل لعلي فيه منزلة توجب له نبوة لان ذلك من لغو الكلام، ولان استثناء النبوة إنما وقع بعد الوفاة، والمنزلة التي توجب النبوة في حال الحياة التي لم ينتف النبوة فيها، فلو كان استثناء النبوة بعد الوفاة مع وجوب الفضيلة والمنزلة في حال الحياة لوجب أن يكون نبيا في حياته، ففسد ذلك ووجب (2) أن يكون استثناء النبوة إنما يكون هو في الوقت الذي جعل النبي صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام المنزلة فيه لئلا يستحق النبوة مع ما استحقه من الفضيلة والمنزلة. ومما يزيد ذلك بيانا أن النبي صلى الله عليه واله لو قال: ” علي مني بعد وفاتي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي معي في حياتي ” لوجب بهذا القول أن لا يمتنع على أن يكون نبيا بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله لانه إنما منعه ذلك في حياته وأوجب له أن يكون نبيا بعد


(1) في بعض النسخ [ فمما ]. (2) في بعض النسخ [ فوجب ]. (*)

[ 78 ]

وفاته لان إحدى منازل هارون أن كان نبيا، فلما كان ذلك كذلك وجب أن النبي صلى الله عليه واله إنما نفي أن يكون علي نبيا في الوقت الذي جعل له فيه الفضيلة، لان بسببها ما احتاج إلى نفي النبوة، وإذا وجب أن المنزلة هي في النبوة وجب أنها بعد الوفاة لان نفي النبوة بعد الوفاة، وإذا وجب أن عليا عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه واله بمنزلة هارون من موسى في حياة موسى فقد وجبت له الخلافة على المسلمين وفرض الطاعة، وأنه أعلمهم وأفضلهم. لان هذه كانت منازل هارون من موسى في حياة موسى. فإن قال قائل: لعل قول النبي صلى الله عليه واله: ” بعدي ” إنما دل به على بعد نبوتي ولم يرد بعد وفاتي. قيل له: لو جاز ذلك لجاز أن يكون كل خبر رواه المسلمون من أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه واله أنه إنما هولا نبي بعد نبوته وأنه قد يجوز أن يكون بعد وفاته أنبياء. فإن قال: قد اتفق المسلمون على أن معنى قوله: ” لا نبي بعدي ” هو أنه لا نبي. بعد وفاتي إلى يوم القيامة. فكذلك يقال له في كل خبر وأثر يومي (1) فيه أنه لا نبي بعده. فإن قال: إن قول النبي صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام: ” أنت مني بمنزلة هارون من موسى ” إنما كان حيث خرج النبي صلى الله عليه واله إلى غزوة تبوك فاستخلف عليا عليه السلام. فقال: يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ قيل: هذا غلط في النظر لانك لا تروي خبرا تخصص به معنى الخبر المجمع عليه إلا وروينا بإزائه ما ينقضه ويخصص الخبر المجمع عليه على المعنى الذي ندعيه دون ما تذهب إليه ولا يكون لك ولا لنا في ذلك حجة لان الخبرين مخصوصان ويبقى الخبر على عمومه ويكون دلالته وما يوجبه وروده عموما لنا دونك. لانا نروي بإزاء ما رويته أن النبي صلى الله عليه واله جمع المسلمين وقال لهم: وقد استخلفت عليا عليكم بعد وفاتي وقلدته أمركم وذلك بوحي من الله عزوجل إلي فيه.


(1) في بعض النسخ [ روى ]. (*)

[ 79 ]

ثم قال له بعقب هذا القول مؤكدا له: ” أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ” فيكون هذا القول بعد ذلك الشرح بينا مقاوما لخبركم المخصوص ويبقى الخبر الذي أجمعنا عليه وعلى نقله من أن النبي صلى الله عليه واله قال لعلي عليه السلام: ” أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ” بحالة يتكلم في معناه على ما تحتمله اللغة و المشهور من التفاهم وهو ما تكلمنا فيه وشرحناه وألزمنا به أن النبي صلى الله عليه واله قد نص على إمامة علي عليه السلام بعد وفاته وأنه استخلفه وفرض طاعته والحمد لله رب العالمين على نهج الحق المبين. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله لعلى والحسن والحسين ” أنتم) * * (المستضعفون بعدى “) * 1 – حدثنا أحمد بن محمد الهيثم العجلي – رضي الله عنه – قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن رسول الله صلى الله عليه واله نظر إلى علي والحسن والحسين عليهم السلام فبكى وقال: أنتم المستضعفون بعدي. قال المفضل: فقلت له: ما معنى ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال: معناه أنكم الائمة بعدي، إن الله عزوجل يقول: ” ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين (1) ” فهذه الاية جارية فينا إلى يوم القيامة. (باب) * (معاني ألفاظ وردت في صفة النبي صلى الله عليه وآله) * 1 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني – رحمه الله – قال: حدثنا أبو أحمد القاسم بن بندار المعروف بأبي صالح الحذاء، قال: حدثنا إبراهيم بن نصر بن عبد العزيز


(1) القصص: 5. (*)

[ 80 ]

الرازي نزيل نهاوند، قال: حدثنا أبو غسان ملك إسماعيل النهدي قال: حدثنا جميع ابن عمير بن عبد الرحمن العجلي، قال: حدثني رجل بمكة، عن ابن أبي هالة التميمي، عن الحسن بن علي عليهما السلام، قال: سألت خالي ” هند أبي هالة ” – وكان وصافا – عن حلية رسول الله صلى لله عليه واله، وحدثني الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن منيع، قال: حدثني إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام بمدينة الرسول قال: حدثني علي بن موسى بن جعفر ابن محمد بن علي، عن موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: قال الحسن بن علي عليهما السلام: سألت خالي ” هند بن أبي هالة ” عن حلية رسول الله صلى الله عليه واله. وحدثني الحسن بن عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد عبدان وجعفر بن محمد البزاز البغدادي، قالا: حدثنا سفيان بن وكيع، قال: حدثني جميع بن عمير العجلي قال: حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة، عن أبيه، عن الحسن بن علي عليهما السلام قال: سألت خالي ” هند بن أبي هالة التميمي ” – وكان وصافا للنبي صلى الله عليه واله -: أنا أشتهي أن تصف (1) لي منه شيئا لعلي أتعلق به. فقال: كان رسول الله صلى الله عليه واله فخما (2)، مفخما، يتلالا وجهه تلالؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، عظيم الهامة رجل الشعر، إن انفرقت (3) عقيقته فرق، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة اذنيه إذا هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب (4)، سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الاسنان، دقيق المسربة، كان عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادنا، متماسكا، سواء البطن والصدر، بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس، عريض الصدر، أنور المتجرد، موصول مابين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعلى الصدر:


(1) في بعض النسخ [ وأنا أشتهى أن يضف… ]. (2) سيأتي – إن شاء الله – تفسير الحديث من المؤلف – رحمه الله – في المتن. (3) في بعض النسخ [ ان تفرقت… ]. (4) زج حاجبه: أي رق في طول فهو أزج. (*)

[ 81 ]

طويل الزندين، رحب الراحة، شثن الكفين والقدمين، سائل الاطراف، سبط القصب خمصان الا خمسين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعا، يخطو تكفؤا ويمشي هونا، ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط في صبب وإذا التفت التفت جميعا، خافض الطرف نظره إلى الارض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، (1) يبدر من لقيه بالسلام. قال: فقلت: فصف لي منطقة. فقال: كان عليه السلام متواصل الاحزان، دائم الفكر، ليست له راحة، طويل السكت (2)، لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، يتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فضول فيه ولا تقصير، دمثا [ لينا ] ليس بالجافي ولا بالمهين، تعظم عنده النعمة وإن دقت، لا يدم منها شيئا، غير أنه كان لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا وما كان لها، فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد ولم يقم لغضبه شئ حتى ينتصر له، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها، فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، يفتر (3) عن مثل حب الغمام. إلى ها هنا رواه أبو القاسم بن منيع، عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد، والباقي رواية عبد الرحمن إلى آخره. قال الحسن – صلوات الله عليه – وكتمتها الحسين عليه السلام زمانا ثم حدثته به فوجدته قد سبقني إليه فسألته عما سأله عنه فوجدته قد سأل أباه عن مدخل النبي صلى الله عليه واله ومخرجه ومجلسه وشكله، فلم يدع منه شيئا. قال الحسين عليه السلام: سألت أبي عليه السلام عن مدخل رسول الله صلى الله عليه واله، فقال: كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك فإذا أوى إلى منزله جزء دخوله ثلاثة أجزاء: جزء لله، وجزء لاهله، وجزء لنفسه، ثم جزء جزءه بينه وبين الناس فيرد ذلك بالخاصة على العامة ولا يدخر عنهم منه شيئا وكان من سيرته في جزء الامة إيثار أهل الفضل بإذنه وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم ويشغلهم في ما أصلحهم والامة من


(1) سقط هنا جملة وهى ” يسوق أصحابه ” أو ” يفوق أصحابه ” كما في المكارم للطبرسي – ره – ويأتى معناه من المؤلف. (2) في بعض النسخ [ السكوت ]. (3) افتر الرجل: ضحك ضحكا حسنا. (*)

[ 82 ]

مسألته عنهم وبإخبارهم بالذي ينبغي، ويقول: ليبلغ الشاهد منكم الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر على إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده إلا ذلك ولا يقيد (1) من أحد عثرة، يدخلون روادا (2)، ولا يفترقون إلا عن ذواق، ويخرجون أدلة (3). قال: فسألته عن مخرج رسول الله صلى الله عليه واله كيف كان يصنع فيه ؟ فقال: كان رسول الله صلى الله عليه واله يخزن لسانه إلا عما يعنيه (4)، ويؤلفهم ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم و يوليه عليهم، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه، ويتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويهونه، معتدل الامر، غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا (5)، ولا يقصر عن الحق ولا يجوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة للمسلمين وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مؤاساة ومؤازرة. فسألته عن مجلسه فقال: كان صلى الله عليه واله لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر، ولا يوطن الاماكن وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك، ويعطى كل جلسائه نصيبه، ولا يحسب من جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه، من جالسه صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس منه خلقه وصار لهم أبا وصاروا عنده في الخلق (6) سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء وصدق وأمانة ولا ترتفع فيه الاصوات، ولا تؤبن فيه الحرم (7)، ولا تنثى فلتاته، (8) متعادلين، متواصلين


(1) في بعض النسخ [ يقبل ] ويأتى معناها من المؤلف. (2) رواد: جمع رائد بمعنى طالب الشئ. (3) أدلة: جمع دال من دل الرجل إذا افتخر وله معنى آخر يأتي من المؤلف. وفى بعض النسخ [ اذلة ] بالمعجمة ولعله تصحيف. (م) (4) عناه الامر يعنوه ويعنيه: أهمه. (5) في بعض النسخ [ يميلوا ] وسقط هنا ” لكل حال عنده عتاد ” كما يأتي في بيان المؤلف. (6) في بعض النسخ [ الحق ]. (7) أبنه: عابه، والحرم – بضم الحاء وفتح الراء المهملتين – جمع الحرمة وهى مالا يحل انتهاكه. و ” لا تؤبن فيه الحرم ” أي لا يعاب الناس في مجلسه ولا تنتهك الحرمات فيه. (م) (8) نثى الخبر: حدث به واشاعه. والفلتات هي الزلات والهفوات و ” لا تنثى فلتاته ” أي لا يحدث بما وقع في مجلسه من الهفوات والزلات ولا تذاع بين الناس. (م) (*)

[ 83 ]

فيه بالتقوى، متواضعين، يوقرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة، و يحفظون الغريب. فقلت: فكيف كان سيرته في جلسائه ؟ فقال: كان دائم البشر (1)، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، (2) ولا غليظ، ولا صخاب (3)، ولا فحاش، ولا عياب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، فلا يؤيس منه، ولا يخيب فيه مؤمليه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والاكثار، وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا، ولا يعيره (4)، ولا يطلب عثراته ولا عورته. ولا يتكلم إلا في ما رجا ثوابه إذا تكلم أطرق (5) جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في مسألته ومنطقه حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم، ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه (6)، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام. قال: فسألته عن سكوت رسول الله صلى الله عليه واله. قال: كان سكوته على أربع: على الحلم والحذر، والتقدير، والتفكر (7). فأما التقدير ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس وأما تفكره ففيما يبقى أو يفنى، وجمع له الحلم في الصبر، فكان لا يغضبه شئ ولا يستفزه وجمع له الحذر في أربع، أخذه بالحسن ليقتدى به، وتركه القبيح لينتهى عنه، واجتهاده الرأي في صلاح امته، والقيام فيما جمع لهم من خير الدنيا والاخرة. هذا آخر ما رواه عبدان.


(1) البشر – بالكسر – بشاشة الوجه. (2) الفظ: الغليظ السيئ الخلق الخشن الكلام. (3) الصخاب: الشديد الصياح. (4) عيره تعييرا: نسبه إلى العار وقبح عليه فعله. (5) أطرق الرجل: سكت وجعل ينظر إلى الارض. (6) رفده: أعطاه. (7) في بعض النسخ [ التفكير ]. (*)

[ 84 ]

وحدثنا أبو علي أحمد بن يحيى المؤدب، قال: حدثنا محمد بن الهيثم (1) الانباري قال: حدثنا عبد الله بن الصقر السكري أبو العباس، قال: حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح، قال: حدثني جميع بن عمير العجلي إملاء من كتابه، قال: حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة التميمي، عن أبيه، عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي قال: وكان وصافا للنبي صلى الله عليه واله وأنا أشتهي أن يضف لي منه شيئا لعلي أتعلق به، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه فخما مفخما وذكر الحديث بطوله. قال محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه مصنف هذا الكتاب – رحمه الله -: سألت أبا أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري عن تفسير هذا الخبر. فقال: قوله ” كان رسول الله صلى الله عليه واله فخما مفخما ” معناه كان عظيما معظما في الصدور والعيون ولم يكن خلقته في جسمه الضخامة وكثرة اللحم. وقوله: ” يتلالا تلالؤ القمر ” معناه ينير ويشرق كإشراق القمر. وقوله: ” أطول من المربوع وأقصر من المشذب ” فالمشذب عند العرب الطويل الذي ليس بكثير اللحم، يقال: جذع مشذب إذا طرحت عنه قشوره وما يجري مجريها، ويقال لقشور الجذع التي تقشر عنه الشذب. قال الشاعر في صفة فرس: أما إذا استقبلته فكأنه * في العين جذع من أوال مشذب وقوله: ” رجل الشعر ” معناه في شعره تكسر وتعقف، ويقال: ” شعر رجل ” إذا كان كذلك، وإذا كان الشعر [ منبسطا ] لا تكسر فيه قيل: ” شعر سبط ورسل ” وقوله: ” إن تفرقت عقيقته ” العقيقه: الشعر المجتمع في الرأس، وعقيقة المولود: الشعر الذي يكون على رأسه من الرحم، ويقال لشعر المولود المتجدد بعد الشعر الاول الذي حلق: ” عقيقة ” ويقال للذبيحة التي تذبح عن المولود: ” عقيقة ” وفي الحديث: كل مولود مرتهن بعقيقته، وعق النبي صلى الله عليه واله عن نفسه بعد ما جاءته النبوة، وعق عن الحسن والحسين عليهما السلام كبشين وقوله: ” أزهر اللون ” معناه نير اللون، يقال: أصفر يزهر إذا كان نيرا، والسراج يزهر معناه ينير. وقوله: ” أزج الحواجب ” معناه طويل امتداد الحاجبين بوفور الشعر فيهما


(1) الظاهر أنه محمد بن الهيثم أبى القاسم البغدادي وفى بعض النسخ [ محمد بن القاسم ] باسقاط ” أبى ” (*).

[ 85 ]

وجبينه إلى الصدغين. قال الشاعر: إن ابتساما بالنقي الافلج * ونظرا في الحاجب المزجج مئنة (1) من الفعال الاعوج ” مئنة “: علامة. وفي حديث النبي صلى الله عليه واله: إن في طول صلاة الرجل وقصر خطبه مئنة من فقهه. وإنما جمع الحاجب في قوله: ” أزج الحواجب ” ولم يقل: الحاجبين، فهو على لغة من يوقع الجمع على التثنية ويحتج بقول الله – جل ثناؤه -: ” وكنا لحكمهم شاهدين ” يريد لحكم داود وسليمان عليهما السلام وقال النبي: الاثنان وما فوقهما جماعة. وقال بعض العلماء: يجوز أن يكون جمعا فقال: ” أزج الحواجب ” على أن كل قطعة من الحاجب اسمها حاجب فأوقعت الحواجب على القطع المختلفة كما يقال للمرأة: ” حسنة الاجساد ” وقد قال الاعشى: ومثلك بيضاء ممكورة * وصاك العبير بأجسادها ” صاك ” معناه: لصق. وقوله: ” في غير قرن ” معناه أن الحاجبين إذا كان بينهما انكشاف وابيضاض يقال لهما: البلج والبلجة، يقال: ” حاجبه أبلج ” إذا كان كذلك، وإذا اتصل الشعر في وسط الحاجب فهو القرن. وقوله: ” أقنى العرنين ” القنا أن يكون في عظم الانف احديداب (2) في وسطه والعرنين (3): الانف. وقوله: ” كث اللحية ” معناه أن لحيته قصيرة كثيرة الشعر فيها. وقوله: ” ضليع الفم ” معناه كبير الفم ولم تزل العرب تمدح بكبر الفم وتهجو بصغره. قال الشاعر – يهجو رجلا -: إن كان كدي وإقدامي لفي جرذ * بين العواسج أجنى حوله المصع (4) معناه: إن كان كدي وإقدامي لرجل فمه مثل فم الجرذ في الصغر. والمصع:


(1) بفتح الميم وكسر الهمزة. (م) (2) احديداب: مصدر ” احدودب ” إذا ارتفع ضد ” تقعر ” وقنى الانف – بكسر النون – قنا – بفتحتين – فهو ” أقنى ” إذا كان في وسط عظمه احديداب وارتفاع. (م) (3) بكسر العين والنون. (م). (4) الجرذ: الفارة والمصع – بضم الميم وسكون الصاد أو فتحها. والعوسج: شجر الشوك. (م) (*)

[ 86 ]

ثمر العوسج. وقال بعض الشعراء: لحى الله أفواه (1) الدبا من قبيلة. فعيرهم بصغر الافواه كما مدحوا الخطباء بسعة الاشداق (2) وإلى هذا المعنى يصرف قوله أيضا: ” كان يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ” لان الشدق جميل مستحسن عندهم، يقال: خطيب أهرت الشدقين، وهريت الشدق. وسمي عمرو بن سعيد ” الاشدق ” وقالت الخنساء – ترثي أخاها -: وأحيا من محياه حياء * وأجرى من أبي ليث هزبر (3) هريت الشدق رئبال إذا ما * عدا لم ينه عدوته بزجر (4) وقال ابن مقبل: ” هرت الشقاشق ظلامون للجزر “. وقوله: ” الاشنب ” من صفة الفم، قالوا: إنه الذي لريقه عذوبة وبرد، وقالوا أيضا: إن الشنب في الفم تحدد ورقة و حدة في أطراف الاسنان، ولا يكاد يكون هذا إلا مع الحداثة والشباب. قال الشاعر: يا بأبي أنت وفوك الاشنب * كأنما ذر عليه الزرنب وقوله: ” دقيق المسربة ” فالمسربة: الشعر المستدق الممتد من اللبة (5) إلى السرة (6) قال الحارث بن وعلة الجرمي: الان لما ابيض مسربتي * وعضضت من نابي على جذم (7) وقوله: ” كان عنقه جيد دمية ” فالدمية: الصورة، وجمعها دمى. قال الشاعر: أو دمية صور محرابها * أو درة سيقت إلى تاجر


(1) لحى الله فلانا: قبحه ولعنه والدبا اصغر الجراد. (م) (2) الاشداق: جمع الشدق بكسر الشين وفتحها وهو زاوية الفم من باطن الخدين. (3) المحياء – بضم الميم – الوجه. والهزبر: الاسد. وأيضا: الغليظ الضخيم. (4) الهريت والاهرت: الواسع الشدقين. والرئبال: الاسد والذئب. (5) اللبه – بفتحتين -. موضع القلادة من الصدر. (6) السرة – بضم السين المهملة -: التجويف الصغير المعهود في وسط البطن. (7) وقال بعده: وحلبت هذا الدهر أشطره * وأتيت ما آتى على علم ترجو الاعادي أن ألين لها * هذا تخيل صاحب الحلم (*)

[ 87 ]

والجيد: العنق. وقوله: ” بادنا متماسكا ” معناه تام خلق الاعضاء ليس بمسترخي اللحم ولا بكثيره، وقوله: ” سواء البطن والصدر ” معناه أن بطنه ضامر (1) وصدره عريض فمن هذه الجهة ساوى بطنه صدره. و ” الكراديس ” رؤوس العظام. وقوله: ” أنور المتجرد ” معناه نير الجسد الذي تجرد من الثياب. وقوله: ” طويل الزندين ” في كل ذراع زندان، وهما جانبا عظم الذراع، فرأس الزند الذي يلي الابهام يقال له: ” الكوع ” و رأس الزند الذي يلي الخنصر يقال له: ” الكرسوع ” وقوله: ” رحب الراحة ” معناه واسع الراحة كبيرها والعرب تمدح بكبر اليد وتهجو بصغرها، قال الشاعر: فناطوا من الكذاب كفا صغيرة * وليس عليهم قتله بكبير ” ناطوا ” معناه علقوا. وقالوا: رحب الراحة أي كثير العطاء، كما قالوا: ضيق الباع في الذم. وقوله: ” شثن الكفين ” معناه خشن الكفين. والعرب تمدح الرجال بخشونة الكف والنساء بنعومة الكف. وقوله: ” سائل الاطراف ” أي تامها غير طويلة ولا قصيرة. وقوله: ” سبط القصب ” معناه ممتد القصب غير منعقده والقصب العظام المجوف التي فيها مخ نحو الساقين والذراعين. وقوله: ” خمصان أخمصين ” معناه أن أخمص رجله شديد الارتفاع من الارض، والاخمص ما ارتفع عن الارض من وسط باطن الرجل وأسفلها، وإذا كان أسفل الرجل مستويا ليس فيه أخمص فصاحبه أرح، يقال: ” رجل أرح (2) ” إذا لم يكن لرجله أخمص. وقوله: ” مسيح القدمين ” معناه ليس بكثير اللحم فيهما وعلى ظاهرهما فلذلك ينبو الماء عنهما. وقوله: ” زال قلعا ” معناه متثبتا. وقوله: ” يخطو تكفؤا ” معناه خطاه كأنه يتكسر فيها أو يتبختر لقلة الاستعجال معها ولا تبختر فيها ولا خيلاء وقوله: ” ويمشي هونا ” معناه السكينة والوقار. وقوله: ” ذريع المشية ” معناه واسع المشية من غير أن يظهر فيه استعجال وبدار، يقال: ” رجل ذريع في مشيه (3) ” و ” امرأة ذراع “


(1) الضامر: قليل اللحم. (2) في بعض النسخ [ ازج ] بالمعجمتين والظاهر أنه تصحيف الارح – بالمهملتين وهو – من لا أخمص لقدميه. (م) (3) في بعض النسخ [ مشيته ]. (*)

[ 88 ]

إذا كانت واسعة اليدين بالغزل. وقوله: ” كأنما ينحط في صبب ” الصبب الانحدار. و قوله: ” دمثا ” الدمث اللين الخلق فشبه (1) بالدمث من الرمل وهو اللين، قال قيس بن الخطيم: يمشي كمشي الزهراء في دمث * الرمل إلى السهل دونه الجرف و ” المهين ” الحقير، وقد رواه بعضهم ” المهين ” يعني لا يحقر أصحابه ولا يذلهم. ” تعظم عنده النعمة ” معناه من حسن خطابه أو معونته بما يقل من الشأن كان عنده عظيما. وقوله: ” فإذا تعوطي الحق ” معناه: وإذا تنوول غضب لله تبارك وتعالى. قال الاعشى: تعاطى الضجيع إذا سامها * بعيد الرقاد وعند الوسن معناه تناوله. وقوله: ” إذا غضب أعرض وأشاح ” قالوا: في ” أشاح ” جد في الغضب وانكمش. وقالوا: جد وجزع واستعد لذلك، قال الشاعر: وأعطى لي على العلات مالي * وضربي هامة البطل المشيح وقوله: ” يسوق أصحابه ” معناه يقدمهم بين يديه تواضعا وتكرمه لهم. ومن رواه ” يفوق ” أراد يفضلهم دينا وحلما وكرما. وقوله: ” يفتر عن مثل حب الغمام ” معناه يكشف شفتيه عن ثغر أبيض (2) يشبه حب الغمام، يقال: ” قد فررت الفرس ” إذا كشفت عن أسنانه، و ” فررت الرجل عما في قلبه ” إذا كشفته عنه. وقوله: ” لكل حال عنده عتاد ” فالعتاد: العدة، يعنى أنه أعد للامور أشكالها ونظائرها ومن رواه ” فلا يقيد من أحد عثرة ” – بالدال: أي من جنى عليه جناية اغتفرها وصفح عنها تصفحا وتكرما إذا كان تعطيلها لا يضيع من حقوق الله شيئا ولا يفسد متعبدا به ولا مفترضا، ومن رواه ” يقيل ” – باللام – ذهب إلى أنه عليه السلام لا يضيع من حقوق الناس التي تجب لبعضهم على بعض. وقوله: ” ثم يرد ذلك بالخاصة على العامة ” معناه: أنه كان يعتمد في هذه الحال على أن الخاصة ترفع إلى العامة علومه وآدابه وفوائده. وفيه قول آخر، فيرد ذلك بالخاصة


(1) في بعض النسخ [ مشبه ]. (2) الثغر – بفتح المثلثة وسكون الغين المعجمة -: مقدم الاسنان. (*)

[ 89 ]

على العامة أن يجعل المجلس للعامة بعد الخاصة فتنوب ” الباء ” عن ” من ” و ” على ” عن ” إلى ” قيام بعض الصفات مقام بعض. وقوله: ” يدخلون روادا ” الرواد: جمع ” رائد ” وهو الذي يتقدم إلى المنزل يرتاد لهم الكلاء، يعني أنهم ينفعون بما يسمعون من النبي صلى الله عليه واله من وراءهم كما ينفع الرائد من خلفه. وقوله: ” ولا يفترقون إلا عن ذواق ” معناه عن علوم يذوقون من حلاوتها ما يذاق من الطعام المشتهي والادلة التي تدل الناس على امور دينهم. وقوله: ” لاتؤبن فيه الحرم ” أي لاتعاب. أبنت الرجل فأنا آبن، و المأبون: المعيب، والابنة: العيب. قال أبو الدرداء: إن تؤبن بما ليس فينا فربما زكينا بما ليس عندنا (1). ولعل ذا أن يكون بذلك معناه أن نعيب بما ليس فينا. وقال الاعشى: سلاجم كالنخل ألبستها (2) * قضيب سراء قليل الابن وقوله: ” ولا تنثى فلتاته ” معناه: من غلط فيه غلطة لم يشنع ولم يتحدث بها. يقال: نثوب الحديث أنثوه نثوا: إذا حدثت به. وقوله: ” إذا تكلم أطرق جلساؤه كأن على رؤوسهم الطير ” معناه: أنهم كانوا لاجلالهم نبيهم صلى الله عليه واله لا يتحركون، فكانت صفتهم صفة من على رأسه طائر يريد أن يصيده فهو يخاف إن تحرك طيران الطائر و ذهابه. وفيه قول آخر: أنهم كانوا يسكنون ولا يتحركون حتى يصيروا بذلك عند الطائر كالجدران والابنية التي لا يخاف الطير وقوعا عليها. قال الشاعر: إذا حلت بيوتهم عكاظا * حسبت على رؤوسهم الغرابا معناه: لسكونهم تسقط الغربان على رؤوسهم. وخص بالغراب لانه من أشد الطير حذرا: قوله: ” ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ” معناه: من صح عنده إسلامه حسن موقع ثنائه عليه عنده، ومن استشعر منه نفاقا وضعفا في ديانته ألقى ثناءه عليه ولم يحفل (3) به وقوله: ” إذا جاءكم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه ” معناه: فأعينوه وأسعفوه على طلبته يقال. رفدت رفدا – بفتح الراء – في المصدر، والرفد – بكسر الراء – الاسم يعنى به الهبة و العطية. تم الخبر بتفسيره والحمد لله كثيرا.


(1) في لسان العرب ” فينا ” بدل ” عندنا “. (2) في هامش اللسان ” سلاجم كالنحل انحى لها “. (3) أي لم يبال به ولم يهتم له. (*)

[ 90 ]

(باب) * (معنى الثقلين والعترة) * 1 – حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، قال أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري، قال: حدثنا المغيرة بن محمد بن المهلب، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عبد الله ابن داود، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر: كتاب الله [ عزوجل ] حبل ممدود من السماء إلى الارض طرف بيد الله (1)، وعترتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. فقلت لابي سعيد: من عترته ؟ قال: أهل بيته. 2 – حدثنا محمد بن جعفر بن الحسن البغدادي، قال حدثنا (2) عبد الله بن محمد بن عبد العزيز إملاء، قال: حدثنا بشر بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن طلحة، عن الاعمش، عن عطية بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه واله قال: إني أوشك أن ادعى فاجيب، فإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزوجل وعترتي. كتاب الله حبل ممدود بين السماء والارض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا بماذا تخلفوني. 3 – حدثنا علي بن الفضل البغدادي، قال: سمعت أبا عمر [ و ] صاحب أبي العباس تغلب يقول: سمعت أبا العباس تغلب يسأل عن معنى قوله صلى الله عليه واله: [ إني تارك فيكم الثقلين ] لم سميا بثقلين ؟ قال: لان التمسك بهما ثقيل. 4 – حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر ابن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين عليهم السلام قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه واله ” إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب


(1) كأنه سقط هنا شئ مثل ” وطرف بيدكم “. (2) في بعض النسخ [ حدثنى ]. (*)

[ 91 ]

الله، وعترتي ” من العترة ؟ فقال: أنا، والحسن، والحسين، والائمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه واله حوضه. (1) 5 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا الحسن بن علي بن الحسين السكري عن محمد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي. وإنهمالن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين – وضم بين سبابتيه – فقام إليه جابر بن عبد الله الانصاري، فقال: يارسول الله ومن عترتك ؟ قال: علي، والحسن والحسين، والائمة من ولد الحسين إلى يوم القيامة. قال مصنف هذا الكتاب – قدس الله روحه – (2): حكى محمد بن بحر الشيباني، عن محمد بن عبد الواحد صاحب أبي العباس تعلب في كتابه الذي سماه كتاب الياقوتة أنه قال: حدثني أبو العباس تعلب، قال: حدثني ابن الاعرابي [ و ] قال: العترة قطاع المسك الكبار في النافجة (3) وتصغيرها عتيرة، والعترة: الريقة العذبة وتصغيرها عتيرة والعترة شجرة تنبت على باب وجار الضب. وأحسبه أراد وجار الضبع لان الذي للضب مكو (4) وللضبع وجار – ثم قال: وإذا خرجت الضب وجارها تمرغت على تلك الشجرة فهي لذلك لا تنمو ولا تكبر والعرب تضرب مثلا للذليل والذلة فيقولون: ” أذل من عتره الضب ” قال: وتصغيرها عتيرة. والعترة ولد الرجل وذريته من صلبه فلذلك سميت ذرية محمد صلى الله عليه واله من علي وفاطمة عليهما السلام، عترة محمد صلى الله عليه واله. قال تعلب: فقلت لابن الاعرابي: فما معنى قول أبي بكر في السقيفة ” نحن عترة رسول الله صلى الله عليه واله ” قال: أراد بلدته وبيضته. وعترة محمد صلى الله عليه واله لا محالة ولد فاطمة عليهما السلام، والدليل على ذلك رد أبي بكر وإنفاذ علي عليه السلام


(1) في بعض النسخ [ الحوض ]. (2) هذه الكلمة من النساخ. (3) النافجة: الجلدة التي يجتمع فيها المسك. (4) في بعض النسخ [ هو جحر. (*)

[ 92 ]

بسورة براءة، وقوله صلى الله عليه واله: ” امرت ألا يبلغها عني إلا أنا أو رجل مني ” فأخذها منه ودفعها إلى من كان منه دونه، فلو كان أبو بكر من العترة نسبا – دون تفسير ابن الاعرابي أنه أراد البلدة – لكان محالا أخذه سورة براءة منه ودفعها إلى علي عليه السلام. وقد قيل: إن العترة: الصخرة العظيمة يتخذ الضب عندها جحرا يأوي إليه وهذا لقلة هدايته، وقد قيل: إن العترة: أصل الشجرة المقطوعة التي تنبت من اصولها وعروقها، والعترة في [ غير ] (1) هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه واله: ” لافرعة ولا عتيرة ” قال الاصمعي: كان الرجل في الجاهلية ينذر نذرا على أنه إذا بلغت غنمه مائة أن يذبح رجبيته وعتائره (2) فكان الرجل ربما بخل بشاته فيصيد الظباء ويذبحها عن غنمه عند آلهتهم ليوفي بها نذره. و أنشد الحارث بن حلزة: عنتا باطلا وظلما كما تعتر عن حجرة الربيض الظباء. يعني يأخذونها بذنب غيرها كما يذبح اولئك الضباء عن غنمهم. وقال الاصمعي: والعترة الريح، والعترة أيضا شجرة كثيرة اللبن صغيرة تكون نحو القامة (3)، ويقال: العتر: [ الظباء ] الذكر، عتر يعتر عترا إذانعظ. وقال الرياشي: سألت الاصمعي عن العترة. فقال: هو نبت مثل المرزنجوش ينبت متفرقا. قال مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه والعترة علي بن أبي طالب وذرينه من فاطمة وسلالة النبي صلى الله عليه واله، وهم الذين نص الله تبارك وتعالى عليهم بالامامة على لسان نبيه صلى الله عليه واله، وهم اثنا عشرأولهم علي وآخرهم القائم عليهم السلام على جميع ما ذهبت إليه العرب من معنى العترة، وذلك أن الائمة عليهم السلام من بين جميع بني هاشم ومن بين جميع ولد أبي طالب كقطاع المسك الكبار في النافجة، وعلومهم العذبة عند أهل الحل والعقد (4) وهم


(1) في بعض النسخ [ في هذا المعنى ] والظاهر أنه هو الصحيح. (م) (2) عتائر: جمع ” عتيرة ” وهى شاة كان العرب يذبحونها للاصنام في شهر رجب ويقال لها ايضا: ” رجبية “. (م) (3) في بعض النسخ [ بحر تهامة ] والظاهر انه تصحيف. (م) (4) في بعض النسخ [ عند اهل الحكمة والعقل ]. (*)

[ 93 ]

الشجرة التي [ قال ] رسول الله صلى الله عليه واله: [ أنا ] أصلها وأمير المؤمنين عليه السلام فرعها والائمة من ولده أغصانها وشيعتهم ورقها وعلمهم ثمرها، وهم عليهم السلام اصول الاسلام على معنى البلدة والبيضة، وهم عليهم السلام الهداة على معنى الصخرة العظيمة التي يتخذ الضب عندها جحرا يأوي إليها لقلة هدايته: وهم أصل الشجرة المقطوعة لانهم وتروا وظلموا وجفوا وقطعوا ولم يوصلوا فنبتوا من اصولهم وعروقهم ولا يضرهم قطع من قطعهم وإدبار من أدبر عنهم إذ كانوا من قبل الله منصوصا عليهم على لسان نبيه عليه السلام، ومن معنى العترة هم المظلومون المأخوذون بما لم يجرموه ولم يذنبوه، ومنافعهم كثيرة وهم ينابيع العلم على معنى الشجرة الكثيره اللبن، وهم عليهم السلام ذكران غير أناث على معنى قول من قال: إن العترة هو الذكر، وهم جند الله عزوجل وحزبه على معنى قول الاصمعي: ” إن العترة الريح ” قال النبي صلى الله عليه واله: الريح جند الله الاكبر – في حديث مشهور عنه عليه السلام – والريح عذاب على قوم ورحمة لاخرين وهم عليهم السلام كذلك كما في القرآن (1) المقرون إليهم بقول النبي صلى الله عليه واله: ” إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ” قال الله عزوجل: ” وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا (2) ” وقال عزوجل: ” وإذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنو افزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون (3) “، وهم عليهم السلام أصحاب المشاهد المتفرقة على معنى الذي ذهب إليه من قال: إن العترة هو نبت مثل المرزنجوش ينبت متفرقا، وبركاتهم منبثة في المشرق والمغرب. (باب) * (معنى الال والاهل والعترة والامة) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسن، عن جعفر ابن بشير، عن الحسين بن أبي العلاء، عن عبد الله بن ميسرة، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام:


(1) في بعض النسخ [ كالقران ] ولعلها الصحيح. (2) الاسراء: 82. (3) التوبة 125. (*)

[ 94 ]

إنا نقول: اللهم صل على محمد وآل محمد (1). فيقول قوم: نحن آل محمد فقال: إنما آل محمد من حرم الله عزوجل على محمد نكاحه. 2 – حدثنا محمد بن الحسن – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد ابن أحمد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك من الال ؟ قال: ذريته محمد صلى الله عليه واله. قال: فقلت: ومن الاهل ؟ قال: الائمة عليهم السلام. فقلت: قوله عزوجل: ” أدخلوا آل فرعون أشد العذاب (2) ” قال: والله ماعنى إلا ابنته. 3 – وحدثنا أبي – رضي الله عنه – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: من آل محمد صلى الله عليه واله ؟ قال: ذريته. فقلت: أهل بيته ؟ قال: الائمة الاوصياء. فقلت: من عترته ؟ قال: أصحاب العباء. فقلت: من امته ؟ قال: المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند الله عزوجل، المتمسكون بالثقلين اللذين امروا بالتمسك بهما: كتاب الله عزوجل، وعترته أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. وهما الخليفتان على الامة بعده عليه السلام. قال مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه – وتأويل الذريات إذا كانت بالالف (3) الاعقاب والنسل. كذلك قال أبو عبيد، قال: أما الذي في القرآن: ” والذين يقولون ربنا هب لنا من أزوجنا وذريتانا قرة أعين (4) ” قرأها علي عليه السلام وحده (5) بهذا المعنى، والاية التي في يس ” وآية لهم أنا حملنا ذريتهم (6) ” وقوله: ” كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين (7) ” فيه لغتان: ذرية، وذرية. مثل علية وعلية (8) فكانت قراءته بالضم وقرأها أبو عمرو، وهي قراءة أهل المدينة إلا ما ورد عن زيد بن ثابت أنه قرء ” ذرية


(1) في بعض النسخ [ واهل بيته ]. (2) المؤمن: 45. (3) أي بصيغة الجمع. (4) الفرقان: 74. (5) أي بصيغة المفرد قبال الجمع. (6) يس: 42. (7) الانعام: 133. (8) العلية: بيت منفصل عن الارض ببيت ونحوه. (*)

[ 95 ]

من حملنا مع نوح ” بالكسر، وقال مجاهد في قوله تعالى: ” إلا ذريته من قومه (1) ” و إنهم أولاد الذين ارسل إليهم موسى ومات آباؤهم. وقال الفراء: إنما سموا ذرية لان آباءهم من القبط وامهاتهم من بني إسرائيل، قال: وذلك كما قيل لاولاد أهل فارس الذين سقطوا إلى اليمن: ” الابناء ” لان امهاتهم من غير جنس آباءهم. قال أبو عبيدة: إنهم يسمون ذرية وهم رجال مذكورون لهذا المعنى، وذريه الرجل كأنهم النشء (2) الذين خرجوا منه وهو من ” ذروت ” أو ” ذريت ” وليس بمهموز، وقال أبو عبيدة وأصله مهموز ولكن العرب تركت الهمزة فيه وهو في مذهب من ذرأ الله الخلق كما قال الله عزوجل: ” ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والانس ” وذرأهم أي أنشأهم وخلقهم وقوله عزوجل: ” يذرؤكم فيه (4) ” أي يخلقكم. فكان ذرية الرجل هم خلق الله عز و جل منه ومن نسله ومن أنشأه الله تبارك وتعالى من صلبه. (باب) * (معنى الامام المبين) * 1 – حدثنا أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ (5)، قال: حدثنا عيسى بن محمد العلوي، قال: حدثنا أحمد بن سلام الكوفي، قال: حدثنا الحسن بن عبد الواحد، قال: حدثنا الحارث بن الحسن، قال: حدثنا أحمد بن إسماعيل بن صدقة، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: لما انزلت هذه الاية على رسول الله صلى الله عليه واله ” وكل شئ أحصيناه في إمام مبين (6) ” قام أبو بكر وعمر من مجلسهما فقالا: يارسول الله هو التوراة ؟ قال: لا، قالا: فهو الانجيل ؟ قال: لا، قالا: فهو القرآن ؟ قال: لا. قال: فأقبل أمير المؤمنين علي عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه واله: هو هذا، إنه الامام الذي أحصى الله تبارك وتعالى فيه علم كل شئ.


(1) يونس: 83. (2) النشء: النسل. (3) الاعراف: 179. (4) الشورى: 11. (5) الصقر – بفتح الصاد المهملة وسكون القاف ثم الراء المهملة -. (6) يس: 12. (*)

[ 96 ]

قال مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه -: سألت أبا بشر اللغوي بمدينة السلام عن معنى الامام فقال: الامام في لغة العرب هو المتقدم بالناس، والامام هو المطمر وهو التر (1) الذي يبنى عليه البناء، والامام هو الذهب الذي يجعل في دار الضرب ليؤخذ عليه العيار، والامام هو الخيط الذي يجمع حبات العقد، والامام هو الدليل في السفر في ظلمة الليل، والامام هو السهم الذي يجعل مثالا يعمل عليه السهام. 2 – حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن اسحاق الطالقاني – رضي الله عنه – قال: حدثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن علي الهاروني، قال: حدثنا أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم، عن الحسن بن القاسم الرقام، قال: حدثني القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم، قال: كنا مع الرضا عليه السلام بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الامامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها فدخلت على سيدي عليه السلام فأعلمته خوضان الناس في ذلك فتبسم عليه السلام، ثم قال: يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن أديانهم: إن الله عزوجل لم يقبض نبيه صلى الله عليه واله حتى أكمل لهم الدين، وأنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شئ بين فيه الحلال والحرام والحدود والاحكام وجميع ما يحتاج الناس إليه كملا فقال عزوجل: ” ما فرطنا في الكتاب من شئ ” فأنزل في حجة الوداع وهي آخر عمره عليه السلام: ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دينا (3) ” فأمر الامامة من تمام الدين فلم يمض عليه السلام حتى بين لامته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد سبيل الحق وأقام لهم عليا عليه السلام علما وإماما وما ترك شيئا يحتاج إليه الامه إلا بينه فمن زعم أن الله عزوجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله من رد كتاب الله فهو كافر، هل تعرفون قدر الامامة ومحلها من الامة فيجوز فيها اختيارهم. إن الامامة أجل قدرا، وأعظم شأنا، وأعلى مكانا، وأمنع جانبا، وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماما


(1) التر – بضم التاء المثناة والراء المهملة -: خيط يمد البناء على البناء ليقدر به. (2) الانعام: 38. أي ما قصرنا في القرآن فانه دون فيه يحتاج إليه من امر الدين مجملا و مفصلا و ” من ” مزيدة. (البيضاوى). (3) المائدة: 3. (*)

[ 97 ]

باختيارهم، إن الامامة خص الله بها إبراهيم الخليل عليه السلام بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة وفضيلة شرفه بها وأشاد (1) بها ذكره فقال عزوجل: ” إني جاعلك للناس إماما (2) ” فقال الخليل عليه السلام سرورا بها: ” ومن ذريتي ” قال الله تبارك وتعالى: ” لا ينال عهدي الظالمين (2) ” فأبطلت هذه الاية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة، فصارت في الصفوة. ثم أكرمه الله بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال: ” ووهبنا له إسحق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعنلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلوة وإيتاء الزكوة وكانوا لنا عابدين (3) ” فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها النبي صلى الله عليه واله فقال جل جلاله: ” إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين (4) ” فكانت له خاصة فقلدها رسول الله صلى الله عليه واله عليا عليه السلام بأمر الله عزوجل على رسم ما فرضها الله، فصارت في ذريته الاصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان لقوله عزوجل: ” وقال الذين اوتوا العلم و الايمان لقد لثبتم في كتاب الله إلى يوم البعث (5) ” فهي في ولد علي عليه السلام [ خاصة ] إلى يوم القيامة إذ لانبي بعد محمد صلى الله عليه واله فمن أين يختار هؤلاء الجهال الامام ؟ إن الامامة هي منزلة الانبياء وإرث الاوصياء إن الامامة [ ل‍ ] خلافة الله وخلافة الرسول صلى الله عليه واله و مقام أمير المؤمنين عليه السلام وميراث الحسن والحسين عليهما السلام، لقوله عزوجل: ” وقال الذين اوتوا العلم والايمان (5) “، إن الامامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين، إن الامامة اس الاسلام النامي وفرعه السامي، (6) بالامام تمام الصلاة و


(1) أشاد ذكره وبذكره: رفعه بالثناء عليه. (2) البقرة: 124. (3) الانبياء: 73 ” يهدون بأمرنا ” أي لا بتعيين الخلق. (4) آل عمران: 68. أي اخصهم واقربهم من الولى بمعنى القرب أو أحقهم بمقامه و الاستدلال بالاية مبنى على أن المراد بالمؤمنين فيها الائمة عليهم السلام. (5) الروم: 56. (6) الاس – بضم الهمزة – والاساس: أصل البناء. و ” النامى ” صفة المضاف أو المضاف إليه والاول أظهر. والسامى: العالي من السمو بمعنى العلو. (*)

[ 98 ]

الزكاة والصيام والحج والجهاد وتوفير الفيئ والصدقات وإمضاء الحدود والاحكام ومنع الثغور والاطراف (1)، والامام يحل حلال الله، ويحرم حرام الله، ويقيم حدود الله ويذب عن دين الله ويدعو إلى سبيل ربه بالحمكة والموعظة الحسنة بالحجة البالغة، والامام كالشمس الطالعة [ المجللة بنورها ] للعالم وهي في الافق بحيث لا تنالها الايدي والابصار، والامام البدر المنير، والسراج الظاهر والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجى (2) والبلد القفار ولجج البحار، الامام الماء العذب على الظماء، والدال على الهدى، والمنحي من الردى (3)، الامام النار على اليفاع (4) [ ال‍ ] حار لمن اصطلى، والدليل في المهالك، من فارقه فهالك (5)، الامام السحاب الماطر، والغيث الهاطل (6) والشمس المضيئة والسماء الظليلة والارض البسيطة، والعين الغزيرة، والغدير والروضة، الامام الامين الرفيق، والوالد الشفيق، و الاخ الشقيق (7) ومفزع العباد في الداهية [ النآد ] (8)، الامام أمين الله في خلقه، وحجته على عباده، وخليفته في بلاد والداعي إلى الله، والذاب عن حرم الله، الامام المطهر من الذنوب المبرا من العيوب، مخصوص بالعلم، موسوم بالحلم، نظام الدين، وعز المسلمين، وغيظ المنافقين، وبوار الكافرين، الامام واحد دهره لا يدانيه أحد ولا يعادله عالم ولا يوجد منه بدل ولا مثل ولا نظير، مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب، بل اختصاص


(1) إذ هو الامر بجميعها ومعلم أحكامها والباعث لا يفائها على وجه الكمال وشرط تحقق بعضها والعلم باماته شرط صحة جميعها. (قاله العلامة المجلسي – رحمه الله -) (2) ” غياهب ” جمع ” غيهب ” كجعفر وهو الظلمة و ” الدجى ” جمع ” الدجية ” بضم الدال واسكان الجيم وهى ايضا الظلمة والاضافة بيانية. (م) (3) أنحى الرجل عن كذا ونحاه: صرفه عنه. والردى: السقوط والهلاك وفى الكافي ” و المنجى من الردى “. وكذا في بعض النسخ. (4) اليفاع واليفع – بفتحتين -: التل المشرف أو كل ما ارتفع من الارض. (5) في بعض النسخ [ فهو هالك ]. (6) الغيث الهاطل: المطر العظيم القطر ينزل متتابعا متفرقا. (7) في بعض النسخ [ الامين الرفيق والوالد الرقيق ” وفى بعضها ” الامين الرقيق والوالد الرفيق والاخ الشفيق “. وما في المتن أنسب كما في الكافي. (8) الداهية: المصيبة. والامر العظيم. ونأد الداهية فلانا: دهته. (*)

[ 99 ]

من المفضل الوهاب، فمن ذا الذي يبلغ معرفة الامام أو يمكنه اختياره ؟ هيهات ! هيهات ! ضلت العقول، وتاهت الحلوم وحارت الالباب، وحسرت العيون (1)، وتصاغرت العظماء، وتحيرت الحكماء، وتقاصرت، الحلماء، وحصرت الخطباء (2)، وذهلت الالباء، وكلت الشعراء، وعجزت الادباء، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضل من فضائله فأقرت بالعجز والتقصير، وكيف يوصف أو ينعت بكنهه أو يفهم شئ من أمره أو يقوم أحد مقامه ويغني غناه ؟ لا كيف وأني وهو بحيث النجم من أيدي المتناولين ووصف الواصفين، فأين الاختيار من هذا ؟ وأين العقول عن هذا ؟ وأين يوجد مثل هذا ؟ أظنوا أن ذلك يوجد في غير آل الرسول ؟ كذبتهم أنفسهم والله ومنهم (3) الباطل، فارتقوا مرتقى صعبا دحضا (4) تزل عنه إلى الحضيض أقدامهم، راموا إقامة إلامام بعقول حائرة بائرة ناقصة وآراء مضلة فلم يزدادوا منه إلا بعد اقاتلهم الله أنى يؤفكون، لقد راموا صعبا و قالوا إفكا وضلوا ضلالا بعيدا ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الامام عن بصيرة وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين، رغبوا عن اختيار الله واختيار رسوله صلى الله عليه واله إلى اختيارهم والقرآن يناديهم: ” وربك يخلق ما يشاء ويختار ماكان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون (5) ” وقال: ” وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم (6) ” وقال: ” ما لكم كيف تحكمون * أم لكم كتاب فيه تدرسون * إن لكم فيه لما تخيرون * أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيمة إن لكم لما تحكمون * سلهم أيهم بذلك زعيم * أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم


(1) الحلوم كالالباب: العقول. و ” ضلت ” و ” تاهت ” و ” حارت ” متقاربة المعاني. وحسر – بفتحتين – حسورا: كل وضعف فهو: حسير. وفى بعض نسخ الحديث ” وخسئت ” أي كلت. (2) حصر – بكسر الصاد – حصرا – بفتحها – الخطيب: عيى في النطق. (3) أي ألقت في انفسهم الامانى الباطلة أو أضعفتهم يقال: منه السير أي أضعفه. وأعياه. (4) الدحض – بفتح الدال المهملة واسكان الحاء المهملة أو فتحها -: المكان الزلق الذى لا تثبت عليه القدم. (5) القصص: 68. (6) الاحزاب: 36. (*)

[ 100 ]

إن كانوا صادقين (1) ” وقال: ” أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها (2) ” أم طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون (3)، أم ” قالوا سمعنا وهم لا يسمعون * إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون * ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون (4) ” أم ” قالوا سمعنا وعصينا (5) ” بل هو فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. فكيف لهم باختيار الامام ؟ والامام عالم لا يجهل، داع (6) لا ينكل، معدن القدس والطهارة والنسكك (7) والزهادة والعلم والعبادة، مخصوص بدعوة الرسول، ونسل المطهرة البتول، لا مغمز فيه في نسب، ولا يدانيه ذو حسب، في البيت (8) من قريش، والذروة من هاشم، والعترة من [ آل ] الرسول، والرضا من الله، شرف الاشراف، والفرع من عبد مناف، نامي العلم، كامل الحكم، مضطلع بالامانة، (9) عالم بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر الله، ناصح لعباد الله، حافظ لدين الله، إن الانبياء والائمة يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه و حكمه ما لا يؤتيه غيرهم فيكون علمهم فوق علم أهل زمانهم في قوله تعالى: ” أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون (10) ” و قوله: ” ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا ” (11) وقوله في طالوت: ” إن الله اصطفيه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم (12) ” وقال


(1) القلم: 37 إلى 42. (2) محمد: 26. (3) هذا من كلامه عليه السلام اقتبسه من الايات. وليس في االمصحف بهذا اللفظ. (4) الانفال: 21 إلى 24. (5) البقرة: 92. (6) في بعض النسخ [ راع ]. وقوله: ” لا ينكل ” – بالضم – اي لا يجبن. (7) في بعض النسخ [ والسناء ]. (8) في بعض نسخ الحديث ” فالبيت “. (9) في بعض النسخ [ بالامامة ] أي قوى عليها من الضلاعة وهى القوة. (10) يونس: 35. (11) البقرة: 269. (12) البقرة: 247. (*)

[ 101 ]

لنبيه صلى الله عليه واله: ” أنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما (1) ” وقال في الائمة من أهل بيته وعترته وذريته صلوات الله عليهم: ” أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما * فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا (2) ” إن العبد إذا اختاره الله عزوجل لامور عباده شرح لذلك صدره فأودع قلبه ينابيع الحكمة، و ألهمه العلم إلهاما فلم يعي بعده بجواب، ولا يحار فيه عن الصواب، وهو معصوم مؤيد موفق مسدد قد أمن الخطأ والزلل والعثار يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده وشاهده على خلقه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، فهل يقدرون على مثل هذا فيختاروه ؟ أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه ؟ بعدوا وبيت الله من الحق (3) ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون وفي كتاب الله الهدى والشفاء فنبذوه و اتبعوا أهواءهم فذمهم الله ومقتهم وأتعسهم (4) فقال عزوجل: ” ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين (5) ” وقال: ” فتعسا لهم وأضل أعمالهم (6) وقال: ” كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار (7) “. 3 – حدثنا إبراهيم بن هارون العبسي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله، قال: حدثنا كثير بن عياش، عن أبي الجارود قال: سألت أبا جعفر


(1) الاية في سورة النساء وهى هكذا: ” وأنزل الله عليك الكتاب – الاية – ” والتغيير اما نقل بالمعنى أو من النساخ. (2) النساء: 53 و 54. (3) قال العلامة المجلسي – رحمه الله -: هذا يدل على جواز الحلف بحرمات الله، فما ورد من المنع عن الحلف بغير الله اما مخصوص بغير هذا أو بالدعاوي انتهى. وفى بعض نسخ الحديث ” تعدوا “. (4) التعس – بالفتح والتحريك -: الهلاك، والسقوط، والشر، والبعد، والانحطاط. (5) القصص: 50. (6) محمد: 9. وقوله: ” أضل ” عطف تعلى الفعل الذى صب ” تعسا “. (7) المؤمن: 35. (*)

[ 102 ]

الباقر عليه السلام: بم يعرف الامام ؟ قال: بخصال أولها: نص من الله تبارك وتعالى عليه و نصبه علما للناس حتى يكون عليهم حجة، لان رسول الله صلى الله عليه واله نصب عليا عليه السلام وعرفه الناس باسمه وعينه وكذلك الائمة عليهم السلام ينصب الاول الثاني وأن يسأل فيجيب وأن يسكت عنه فيبتدئ، ويخبر الناس بما يكون في غد، ويكلم الناس بكل لسان ولغة. قال مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه -: إن الامام عليه السلام إنما يخبر بما يكون في غد بعهد منه واصل إليه من رسول الله صلى الله عليه واله وذلك مما نزل به عليه جبرئيل عليه السلام من أخبار الحوادث الكائنة إلى يوم القيامة. (1) 4 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني – رضي الله عنه – قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: للامام علامات: [ أن ] يكون أعلم الناس وأحكم الناس، وأتقى الناس، وأحلم الناس، وأشجع الناس، وأسخى الناس، وأعبد الناس، ويولد مختونا، ويكون مطهرا، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه، ولا يكون له ظل، وإذا وقع على الارض من بطن امه وقع على راحتيه رافعا صوته بالشهادتين، ولا يحتلم، وتنام عينه ولا ينام قلبه، ويكون محدثنا، ويستوي عليه درع رسول الله صلى الله عليه واله، ولا يرى له بول ولا غائط لان الله عزوجل قد وكل الارض بابتلاع ما يخرج منه، ويكون رائحته أطيب من رائحة المسك، ويكون أولى الناس منهم بأنفسهم، وأشفق عليهم من آبائهم وامهاتهم، ويكون أشد الناس تواضعا لله عزوجل، ويكون آخذ الناس بما يأمر به، وأكف الناس عما ينهى عنه، ويكون دعاؤه مستجابا حتى أنه لو دعا على صخرة لانشقت بنصفين، ويكون عنده سلاح رسول الله صلى الله عليه واله وسيفه ذو الفقار، ويكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعته إلى يوم القيامة، وصحيفه فيها أسماء أعدائه إلى يوم القيامة ويكون عنده الجامعة وهي صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم و


(1) ظاهر كلامه هذا وهو انحصار علم الامام بالمغيبات أو بما يأتي خاصة في ما وصل إليه من النبي صلى الله عليه وآله لا يوافق ما ورد من الروايات المستفيضة في علمه وكذا ما ورد في كونه محدثنا كالخبر الاتى. (م) (*)

[ 103 ]

يكون عنده الجفر الاكبر والاصغر، وإهاب ماعز (1) وإهاب كبش فيهما جميع العلوم حتى أرش الخدش وحتى الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة ويكون عنده مصحف فاطمة عليها السلام. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله في على بن أبى طالب) * * (عليه السلام أنه سيد العرب) * 1 – حدثنا أحمد بن الحسن بن عبدويه القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، قال: حدثنا عبد الله بن صالح بن أبي سلمة النصيبي، قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشير، عن سعيد بن جبير، عن عائشة قالت، كنت عند النبي صلى الله عليه واله فأقبل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: هذا سيد العرب. فقلت: يا رسول الله ألست سيد العرب ؟ قال: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب. قلت: وما السيد ؟ قال: من افترضت طاعته كما افترضت طاعتي. 2 – حدثنا أحمد بن محمد [ بن ] السناني – رضي الله عنه – قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن [ ي‍ ] زيد الزيات، قال: حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا زياد بن المنذر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه واله: علي سيد العرب فقلت: يا رسول الله ألست سيد العرب ؟ قال: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب. قلت: وما السيد ؟ قال: من افترضت طاعته كما افترضت طاعتي. (باب) * (معنى تزويج النور من النور) * 1 – حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور – رحمه الله – قال: حدثني الحسن بن محمد بن عامر عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد البزنطي، عن علي بن جعفر قال: سمعت أبا الحسن


(1) الاهاب: الجلد. والماعز: واحد المعز وهو خلاف الضأن من الغنم. (*)

[ 104 ]

موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: بينا رسول الله صلى الله عليه واله جالس إذا دخل عليه ملك له أربعة و عشرون وجها، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: حبيبي جبرئيل لم أرك في مثل هذه الصورة ! فقال الملك: لست بجبرئيل، [ أنا محمود (1) و ] بعثني الله عزوجل أن أزوج النور من النور. قال: من من من ؟ قال: فاطمة من علي. قال: فلما ولى الملك إذا بين كتفيه مكتوب ” محمد رسول الله، علي وصيه ” فقال رسول الله صلى الله عليه واله: منذ كم كتب هذا بين كتفيك ؟ فقال: من قبل أن يخلق الله عزوجل آدم باثنين وعشرين ألف عام. (باب) * (معنى الظالم لنفسه والمقتصد والسابق) * 1 – حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن نصر البخاري المقري قال: حدثنا أبو عبد الله الكوفي العلوي الفقيه بفرغانة (2) بإسناد متصل إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه سئل عن قول الله عزوجل: ” ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله (3) ” فقال: الظالم يحوم (4) حوم نفسه، والمقتصد يحوم حوم قلبه، والسابق يحوم حوم ربه عزوجل. 2 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا الحسن بن علي بن الحسين السكري قال: أخبرنا محمد بن زكريا الجوهري، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام، قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه و


(1) في بعض النسخ [ يا محمد ]. (2) فرغانة – بالفتح ثم السكون وغين معجمة وبعد الالف نون -: مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر، متاخمة لبلاد تركستان، في زاوية من ناحية هيطل من جهة مطلع الشمس على يمين القاصد لبلاد الترك، كثيرة الخير، واسعة الرستاق، يقال: كان بها اربعون منبرا وبينها وبين سمرقند خمسون فرسخا، من ولايتها خجندة. ويقال: فرغانة: قرية من قرى فارس. (مراصد الاطلاع). (3) الفاطر: 32. (4) حام حومه وحوله. داربه وطلبه. (*)

[ 105 ]

منهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ” فقال: الظالم منا من لا يعرف حق الامام، والمقتصد العارف بحق الامام، والسابق بالخيرات بإذن الله هو الامام ” جنات عدن يدخلونها (1) ” يعني السابق والمقتصد. 3 – حدثنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى البجلي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو عوانة موسى بن يوسف الكوفي، قال: حدثنا عبد الله بن يحيى، عن يعقوب بن يحيى عن أبي حفص، عن أبي حمزة الثمالي، قال: كنت جالسا في المسجد الحرام مع أبي جعفر عليه السلام إذ أتاه رجلان من أهل البصرة فقالا له: يا ابن رسول الله إنا نريد أن نسألك عن مسألة فقال لهما: اسألا عما جئتما (2). قالا: أخبرنا عن قول الله عزوجل: ” ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا [ من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير ] ” إلى آخر الايتين. قال: نزلت فينا أهل البيت. قال أبو حمزة فقلت: بأبي أنت وامي فمن الظالم لنفسه ؟ قال: من استوت حسناته وسيئاته منا أهل البيت فهو ظالم لنفسه. فقلت: من المقتصد منكم ؟ قال: العابد لله ربه في الحالين حتى يأتيه اليقين. فقلت: فمن السابق منكم بالخيرات ؟ قال: من دعا والله إلى سبيل ربه، و أمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، ولم يكن للمضلين عضدا، ولا للخائنين خصيما، ولم يرض بحكم الفاسقين إلا من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعوانا. (باب) * (معنى ما روى أن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله) * * (ذريتها على النار) * 1 – حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، ومحمد بن علي بن بشار القزويني – رضي الله عنهما – قالا: حدثنا أبو الفرج المظفر بن أحمد القزويني، قال: حدثنا أبو الفيض


(1) الفاطر: 32. (2) في أكثر النسخ [ سلا عما أحببتما ]. (*)

[ 106 ]

صالح بن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن موسى بن زياد، قال: حدثنا صالح بن حماد، قال: حدثنا الحسن بن موسى الوشاء البغدادي، قال: كنت بخراسان مع علي بن موسى الرضا عليهما السلام في مجلسه وزيد بن موسى حاضر قد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول: نحن ونحن، وأبو الحسن عليه السلام مقبل على قوم يحدثهم فسمع مقالة زيد فالتفت إليه فقال: يا زيد أغرك قول بقالي الكوفة أن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ؟ والله ما ذلك إلا للحسن والحسين وولد بطنها خاصة فأما إن يكون موسى بن جعفر عليهما السلام يطيع الله ويصوم نهاره ويقوم ليله وتعصيه أنت ثم تجيئان يوم القيامة سواء لانت أعز على الله عزوجل منه (1). إن علي بن الحسين عليهما السلام كان يقول: لمحسننا كفلان من الاجر ولمسيئنا ضعفان من العذاب. وقال الحسن الوشاء: ثم التفت إلي فقال: يا حسن كيف تقرؤون هذه الاية ” قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح (2) ” فقلت: من الناس من يقرء (3) ” إنه عمل غير صالح ” ومنهم من يقرء (4) ” إنه عمل غير صالح ” فمن قرء ” إنه عمل غير صالح ” نفاه عن أبيه. فقال عليه السلام: كلا لقد كان ابنه ولكن لما عصى الله عزوجل نفاه الله عن أبيه كذا من كان منا لم يطع الله عزوجل فليس منا وأنت إذا أطعت الله فأنت منا أهل البيت. 2 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن محمد بن مروان، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام هل قال رسول الله صلى الله عليه واله: ” إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار ” ؟ قال: نعم، عنى بذلك الحسن والحسين وزينب وام كلثوم. 3 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن علي الوشاء، عن محمد بن قاسم بن الفضيل، عن حماد بن عثمان، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام:


(1) حيث أدخلك الجنة بلا طاعة بل مع العصيان. (م) (2) هود: 46. (3 و 4) في بعض النسخ [ يقرؤها ]. (*)

[ 107 ]

جعلت فداك، ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه واله: ” إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على االنار ” ؟ فقال: المعتقون من النار هم ولد بطنها: الحسن، والحسين، وزينب، وام كلثوم. 4 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن الحسين ابن إسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن محمد بن الفضيل، عن الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا يقدر (1) أحد يوم القيامة بأن يقول: يا رب لم أعلم أن ولد فاطمة هم الولاة وفي ولد فاطمة أنزل الله هذه الاية خاصه ” يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم (2). (باب) * (معنى ما روى في فاطمة عليها السلام أنها سيدة نساء العالمين) * 1 – حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أخبرني عن قول رسول الله صلى الله عليه واله في فاطمة: ” أنها سيدة نساء العالمين ” أهي سيدة نساء عالمها ؟ فقال: ذاك لمريم كانت سيدة نساء عالمها، وفاطمة سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين. (باب) * (معنى الامانات التى أمر الله عزوجل عباده بأدائها إلى أهلها) * 1 – حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه محمد بن خالد، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: سألت موسى بن جعفر عليهما السلام عن قول الله عزوجل: ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات


(1) في بعض النسخ [ لا يعذر ] وهو الاظهر. (م) (2) الزمر: 54. (*)

[ 108 ]

إلى أهلها (1) ” فقال: هذه مخاطبة لنا خاصة أمر الله تبارك وتعالى كل إمام منا أن يؤدي إلى الامام الذي بعده ويوصي إليه ثم هي جارية في سائر الامانات. ولقد حدثني أبي، عن أبيه أن علي بن الحسين عليهما السلام قال لاصحابه: عليكم بأداء الامانة فلو أن قاتل أبي الحسين بن علي عليهما السلام ائتمنني على السيف الذي قتله به لاديته إليه. (باب) * (معنى الامانة التى عرضت على السماوات والارض والجبال فأبين) * * (أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان) * 1 – حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي – رضي الله عنه – قال، حدثنا أبو العباس أحمد ين يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا أبو محمد بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى خلق الارواح قبل الاجساد بألفي عام، فجعل أعلاها و أشرفها أرواح محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة [ بعدهم ] صلوات الله عليهم فعرضها على السماوات والارض والجبال فغشيها نورهم، فقال الله تبارك وتعالى للسماوات والارض والجبال: هؤلاء أحبائي، وأوليائي، وحججي على خلقي، وأئمة بريتي، ما خلقت خلقا هو أحب إلي منهم، ولمن تولاهم خلقت جنتي، ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري، فمن ادعى منزلتهم مني ومحلهم من عظمتي عذبته عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين و جعلته مع المشركين في أسفل درك من ناري، ومن أقر بولايتهم ولم يدع منزلتهم مني ومكانهم من عظمتي جعلته معهم في روضات جناتي، (2) وكان لهم فيها ما يشاؤون عندي، و أبحتهم كرامتي، وأحللتهم جواري، وشفعتهم في المذنبين من عبادي وإمائي، فولايتهم أمانة عند خلقي فأيكم يحملها بأثقالها ويدعيها لنفسه دون خيرتي ؟ فأبت السماوات و الارض والجبال أن يحملنها وأشفقن من ادعاء منزلتها وتمني محلها من عظمة ربها،


(1) النساء: 58. (2) في بعض النسخ [ جناني ]. (*)

[ 109 ]

فلما أسكن الله عزوجل آدم وزوجته الجنة قال لهما: ” كلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة – يعني شجرة الحنطة – فتكونا من الظالمين (1) ” فنظرا إلى منزلة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة بعدهم صلوات الله عليهم فوجداها أشرف منازل أهل الجنة، فقالا: يا ربنا لمن هذه المنزلة ؟ فقال الله جل جلاله: ارفعا رؤوسكما إلى ساق عرشي فرفعا رؤوسهما فوجدا اسم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة بعدهم صلوات الله عليهم مكتوبة على ساق العرش بنور من نور الجبار جل جلاله، فقالا: يا ربنا ما أكرم أهل هذه المنزلة عليك، وما أحبهم إليك، وما أشرفهم لديك ! فقال الله جل جلاله: لولا هم ما خلقتكما، هؤلاء خزنة علمي، وأمنائي على سري، إياكما أن تنظرا إليهم بعين الحسد وتتمنيا منزلتهم عندي ومحلهم من كرامتي فتدخلا بذلك في نهيي وعصياني فتكونا من الظالمين ! قالا: ربنا ومن الظالمون ؟ قال: المدعون لمنزلتهم بغير حق. قالا: ربنا فأرنا منازل (2) ظالميهم في نارك حتى نراها كما رأينا منزلتهم في جنتك. فأمر الله تبارك وتعالى النار فأبرزت جميع ما فيها من ألوان النكال والعذاب وقال عزوجل: مكان الظالمين لهم المدعين لمنزلتهم في أسفل درك منها كلما أرادوا أن يخرجوا منها اعيدوا فيها وكلما نضجت جلودهم بدلوا (3) سواها ليذوقوا العذاب يا آدم ويا حواء لا تنظرا إلى أنواري وحججي بعين الحسد فاهبطكما عن جواري واحل بكما هواني، فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما وقال: ما نهيكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدليهما بغرور وحملهما على تمنى منزلتهم فنظرا إليهم بعين الحسد فخذلا حتى أكلا من شجرة الحنطة فعاد مكان ما أكلاه شعيرا فأصل الحنطة كلها مما لم يأكلاه وأصل الشعير كله مما عاد مكان ما أكلاه، فلما أكلا من الشجرة طار الحلي والحلل عن أجسادهما وبقيا عريانين و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناديهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما: إن الشيطان لكما عدو مبين ؟ فقلا: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا


(1) البقرة: 33. (2) في بعض النسخ [ منزلة ]. (3) في بعض النسخ [ بدلناهم ]. (*)

[ 110 ]

لنكونن من الخاسرين، قال: اهبطا من جواري فلا يجاورني في جنتي من يعصيني فهبطا موكولين إلى أنفسهما في طلب المعاش، فلما أراد الله عزوجل أن يتوب عليهما جاءهما جبرئيل فقال لهما: إنكما إنما ظلمتما أنفسكما بتمني منزلة من فضل عليكما فجزاؤكما ما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار الله عزوجل إلى أرضه فسلا ربكما بحق الاسماء التي رأيتموها على ساق العرش حتى يتوب عليكما، فقالا، اللهم إنا نسألك بحق الاكرمين عليك محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام إلا تبت علينا ورحمتنا فتاب الله عليهما إنه هو التواب الرحيم فلم يزل أنبياء الله بعد ذلك يحفظون هذه الامانة ويخبرون بها أوصياءهم والمخلصين من اممهم فيأبون حملها ويشفقون من ادعائها وحملها الانسان الذي قد عرف، فأصل كل ظلم منه إلى يوم القيامة، وذلك قول الله عزوجل: ” إنا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا (1) “. 2 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رضي الله عنه – قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن مروان بن مسلم، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” إنا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا ” قال: الامانة: الولاية، والانسان: أبو الشرور المنافق. 3 – حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهم السلام عن قول الله عزوجل: ” إنا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين أن يحملنها – الاية – ” فقال: الامانة: الولاية، من ادعاها بغير حق كفر.


(1) الاحزاب: 72. قال العلامة المجلسي – رحمه الله -: لا يتوهم أن آدم عليه السلام صار بتمني منزلتهم من الظالمين المدعين لمنزلتهم على الحقيقة حتى يستحق بذلك أليم النكال فان عده من الظالمين في هذا الخبر نوع من التجوز فان من تشبه بقوم فهو منهم وتشبهه عليه السلام التمنى ومخالفة الامر الندبى لا في ادعاء المنزلة – إلى آخر كلامه – في المجلد الخامس من البحار ص 47. (*)

[ 111 ]

(باب) * (معنى البئر المعطلة والقصر المشيد) * 1 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس الليثي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن إبراهيم ابن زياد، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وبئر معطلة وقصر مشيد (1) ” قال: البئر المعطلة: الامام الصامت، والقصر المشيد: الامام الناطق. (2) 2 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن السندي، عن محمد بن عمرو، عن بعض أصحابنا، عن نصربن قابوس قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” وبئر معطلة وقصر مشيد ” قال: البئر المعطلة: الامام الصامت، والقصر المشيد: الامام الناطق. 3 – حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي – رحمه الله – قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن إسحاق بن محمد، قال أخبرني محمد بن الحسن ابن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم، عن عبد الله بن القاسم البطل (3) عن صالح ابن سهل أنه قال: أمير المؤمنين عليه السلام هو القصر المشيد والبئر المعطلة فاطمة وولدها معطلين من الملك


(1) الحج: 44. (2) قال الفيض – رحمه الله -: انما كنى عن الامام الصامت بالبئر لانه منبع العلم الذى هو سبب حياة الارواح مع خفائه الاعلى من أتاه كما أن البئر منبع الماء الذى هو سبب حياة الابدان مع خفائها الاعلى من أتاها، وكنى عن صمته بالتعطيل لعدم الانتفاع بعلمه، وكنى عن الامام الناطق بالقصر المشيد لظهوره وعلو منصبه واشادة ذكره، وورد في قوله: ” وبئر معطلة ” أي وكم من عالم لا يرجع إليه ولا ينتفع بعلمه. (3) عبد الله بن القاسم البطل واقفى يرمى بالغلو والكذب وقالوا: لا خير فيه. والخبر مقطوع هكذا في جميع النسخ. (*)

[ 112 ]

وقال محمد بن الحسن بن أبي خالد الاشعري الملقب بشنبولة: (1) بئر معطلة وقصر مشرف * مثل لال محمد مستطرف فالناطق القصر المشيد منهم * والصامت البئر التي لا تنزف (2) (باب) * (معنى طوبى) * 1 – حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي – رضي الله عنه – قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه محمد بن مسعود العياشي، عن جعفر بن أحمد (3) عن العمركي البوفكي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن مروان بن مسلم، عن أبي بصير قال: قال الصادق عليه السلام طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية. فقلت له: جعلت فداك وما طوبى ؟ قال: شجرة في الجنة أصلها في دار علي بن أبي طالب عليه السلام وليس مؤمن إلا وفي داره غصن من أغصانها، وذلك قول الله عزوجل: ” طوبى لهم وحسن مآب (4) “. (باب) * (اخفاء الله عزوجل أربعة في أربعة) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه – رضي الله عنه – قال حدثنا (5) عمي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهما السلام أنه قال: إن الله تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة: أخفى رضاه في طاعته فلا تستصغرن شيئا من


(1) شنبولة – بضم الشين وسكون النون وضم الباء الموحدة وسكون الواو من الشنبلة. (2) في هامش بعض النسخ: فالقصر مجدهم الذى لا يرتقى * والبئر علمهم الذى لا ينزف (3) في بعض النسخ [ جعفر بن محمد ] والرجل يعرف بابن التاجر والاختلاف ايضا مذكور في كتب الرجال. (4) الرعد: 28. (5) في بعض النسخ [ حدثنى ]. (*)

[ 113 ]

طاعته فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم، واخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرن شيئا من معصيته فربما وافق سخطه وأنت لا تعلم، وأخفى إجابته في دعوته فلا تستصغرن شيئا من دعائه فربما وافق إجابته وأنت لاتعلم، وأخفى وليه في عباده فلا تستصغرن عبدامن عباد الله (1) فربما يكون وليه وأنت لا تعلم. (باب) * (معنى الاسطوانة التي رآها رسول الله صلى الله عليه وآله في) * * ([ ليلة ] المعراج أصلها من فضة بيضاء ووسطها من ياقوت‍ [ ة ]) * * (وزبرجد وأعلاها [ من ] ذهبة حمراء) * 1 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن علي الاصبهاني، عن إبراهيم بن محمد، قال: أخبرنا الحكم بن سليمان، قال: حدثنا (2) يحيى بن يعلي الاسلمي، عن الحسين بن زيد الجزري (3)، عن شداد البصري عن عطاء بن أبي رباح، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما عرج بي إلى السماء إذا أنا باسطوانة أصلها من فضة بيضاء ووسطها من ياقوت‍ [ ة ] وزبرجد، وأعلاها من ذهبة حمراء ؟ فقلت: يا جبرئيل ما هذه ؟ فقال: هذا دينك أبيض واضح مضيئ. قلت: وما هذه وسطها ؟ قال: الجهاد. قلت: فما هذه الذهبة الحمراء ؟ قال: الهجرة، ولذلك علا إيمان علي عليه السلام على إيمان كل مؤمن (4). (باب) * (معنى النبوة) * 1 – حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار، قال: حدثنا علي بن محمد


(1) في بعض النسخ [ عبيد الله ]. (2) في بعض النسخ [ حدثنى ]. (3) في بعض النسخ [ الحزرى ] وربما يقرء [ الخزرى ]. (4) لانه أتى بجميعها على أحسن وحهها. (*)

[ 114 ]

ابن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن أحمد بن فضلان قال: حدثنا سليمان بن جعفر المروزي، عن ثابت بن أبي صفية (1) عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال أعرابي لرسول الله صلى الله عليه واله: السلام عليك يا نبيئ الله. قال: لست بنبيئ الله ولكني نبي الله. النبوة لفظ مأخوذ من النبوة وهو ما ارتفع من الارض فمعنى النبوة الرفعة و معنى النبي الرفيع، سمعت ذلك من أبي بشر اللغوي بمدينة السلام. (باب) * (معنى الشمس والقمر والزهرة والفرقدين) * 1 – حدثنا أبو الحسن محمد بن عمر [ و ] بن علي بن عبد الله البصري، قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن علي الكرخي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا عبد الرزاق الصنعاني، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: صلى رسول الله صلى الله عليه واله صلاة الفجر، فلما انفتل من صلاته أقبل علينا بوجهه الكريم على الله عزوجل ثم قال: معاشر الناس من افتقد الشمس فليستمسك بالقمر، ومن افتقد القمر فليستمسك بالزهرة، فمن افتقد الزهرة فليستمسك (2) بالفرقدين. ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: أنا الشمس، وعلي القمر، وفاطمة الزهرة، والحسن والحسين الفرقدان. وكتاب الله لا يفترقان حتى يردا علي الحوض. – 2 حدثنا أبو الحسن محمد بن عمر [ و ] البصري، قال: حدثنا أبو القاسم نصر بن الحسين الصفار النهاوندي بها، قال: حدثنا أبو الفرج أحمد بن محمد بن خوزي السامري، قال: حدثنا أبو بكر القاسم بن إبراهيم القنطري، قال: حدثنا إبراهيم بن خالد الحلواني، قال حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، قال: حدثنا محمد بن السري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال. قال رسول الله صلى الله عليه واله: اقتدوا بالشمس فإذا غابت الشمس فاقتدوا


(1) الظاهر هو ثابت بن دينار ابو صفية الثمالى. وفى مشيخة الفقيه في طريق نعمان بن سعد ” ثابت بن أبى صفية عن سعيد بن جبير “. (2) في بعض النسخ [ فليتمسك ] في جميع المواضع. (*)

[ 115 ]

بالقمر، فإذا غاب القمر فاقتدوا بالزهرة فإذا غابت الزهرة فاقتدوا بالفرقدين فقالوا: يا رسول الله فما الشمس ؟ وما القمر ؟ وما الزهرة ؟ وما الفرقدان ؟ فقال: أنا الشمس، و علي القمر، والزهرة فاطمة، والفرقدان الحسن والحسين. حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقري قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن بندار، قال: حدثنا أبو الحسن بن حيسون، قال: حدثنا القاسم بن إبراهيم، قال: حدثنا إبراهيم بن خالد الواسطي، قال: حدثنا محمد بن خلف. قال: حدثنا عبد الله ابن السري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال: ” اقتدوا بالشمس.. ” – وذكر الحديث مثله سواء -. 3 – حدثنا أبو علي أحمد بن أبي جعفر البيهقي، قال: حدثنا علي بن جعفر المديني قال: حدثنا أبو جعفر المحاربي، قال: حدثنا ظهير بن صالح العمري، قال: حدثنا يحيى بن تميم، قال: أخبرنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه واله صلاة الفجر فما انفتل من صلاته أقبل علينا بوجهه الكريم فقال: معاشر الناس من افتقد الشمس فليستمسك بالقمر، ومن افتقد القمر فليستمسك بالزهرة، ومن افتقد الزهرة فليستمسك بالفرقدين. قيل: يا رسول الله ما الشمس والقمر والزهرة والفرقدان ؟ قال: أنا الشمس، وعلي القمر، وفاطمة الزهرة، والحسن والحسين الفرقدان، وكتاب الله لا يفترقان حتى يردا علي الحوض. (باب) * (معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله) * 1 – حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقري، قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المقري الجرجاني، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد، قال: حدثنا محمد بن عاصم الطريفي، قال: حدثنا أبو زيد عياش بن يزيد بن الحسن بن علي الكحال مولى زيد بن علي، قال: حدثنا أبي – يزيد بن الحسن – قال: حدثني موسى بن جعفر عليهما السلام


[ 116 ]

قال: [ قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: ] من صلى على النبي صلى الله عليه واله فمعناه أني أنا على الميثاق والوفاء الذي قبلت حين قوله: ألست بربكم قالوا بلى. (باب) * (معنى الوسيلة) * 1 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسى، قال: حدثنا العباس بن معروف، عن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا أبو حفص العبدي، قال: حدثنا أبو هارون العبدي (1)، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إذا سألتم الله لي فسلوه الوسيلة. فسألنا النبي صلى الله عليه واله عن الوسيلة. فقال: هي درجتي في الجنة وهي ألف مرقاة، ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر (2) الفرس الجواد شهرا وهي ما بين مرقاة جوهر إلى مرقاة زبرجد إلى مرقاة ياقوت إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضة فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين فهي في درجة النبيين كالقمر بين الكواكب فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال: طوبى لمن كانت هذه الدرجة درجته. فيأتي النداء من عند الله عزوجل يسمع النبيين وجميع الخلق: هذه درجة محمد. فاقبل أنا يومئذ متزرا بريطة من نور على تاج الملك وإكليل الكرامة وعلي ابن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه ” لا إله إلا الله، المفلحون هم الفائزون بالله ” فإذا مررنا بالنبيين قالوا: هذان ملكان مقربان لم نعرفهما ولم نرهما وإذا مررنا بالملائكة قالوا: نبيين مرسلين. حتى أعلو الدرجة وعلي يتبعني حتى إذا صرت في أعلى درجة منها وعلي أسفل مني بدرجة فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد إلا قال: طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله تعالى ! فيأتي النداء من قبل الله عزوجل يسمع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين: هذا حبيبي محمد وهذا وليي علي، طوبى لمن أحبه. وويل لمن أبغضه وكذب عليه. فلا يبقى يومئذ أحد أحبك يا علي إلا استروح إلى هذا الكلام وابياض وجهه وفرح قلبه، ولا يبقى أحد ممن عاداك أو نصب لك حربا


(1) اسمه عمارة بن جوين وفى بعض النسخ [ أبى، هارون ] فهارون عطف بيان له. (2) أي عدوه. (*)

[ 117 ]

أو جحد لك حقا إلا اسود وجهه واضطربت قدماه. فبينا أنا كذلك إذا ملكان قد أقبلا إلي أما أحدهما فرضوان خازن الجنة، وأما الاخر فمالك خازن النار، فيدنو رضوان فيقول: السلام عليك يا أحمد. فأقول: السلام عليك أيها الملك، من أنت ؟ فما أحسن وجهك وأطيب ريحك ! فيقول: أنا رضوان خازن الجنة وهذه مفاتيح الجنة بعث بها إليك رب العزة فخذها يا أحمد. فأقول: قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضلني به [ ربي ] ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب [ فيدفع إلى علي ]. ثم يرجع رضوان فيدنو مالك فيقول: السلام عليك يا أحمد. فأقول: عليك السلام أيها الملك فما أقبح وجهك وأنكر رؤيتك ! [ من أنت ؟ ] فيقول: أنا مالك خازن النار وهذه مقاليد النار بعث بها إليك رب العزة فخذها يا أحمد. فأقول: قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما فضلني به ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب [ فيدفعها إليه ]، ثم يرجع مالك، فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقف بحجزة جهنم (1) وقد تطاير شررها وعلا زفيرها واشتد حرها وعلي آخذ بزمامها فيقول له جهنم: جزني يا علي فقد أطفأ نورك لهبي فيقول لها علي: قري يا جهنم: خذي هذا واتركي هذا خذي عدوي واتركي وليي. فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه، فان شاء يذهبها يمنة وإن شاء يذهبها يسرة، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من جميع الخلائق. (باب) * (معنى الحرمات الثلاث) * 1 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله ابن سنان عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: إن لله عزوجل حرمات ثلاث ليس


(1) في بعض النسخ [ حتى يقف على عجز جهنم ] وفى بعضها بدل ” عجز ” ” عجزة “. (*)

[ 118 ]

مثلهن شئ: كتابه وهو حكمته ونوره، وبيته الذى جعله قبلة (1) للناس لا يقبل من أحد توجها إلى غيره، وعترة نبيكم صلى الله عليه واله. (باب) * (معنى عقوق الابوين والاباق من الموالى وضلال الغنم عن الراعى) * 1 – حدثنا أبو محمد عمار بن الحسين – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي بن محمد بن عصمة، قال: حدثنا أحمد بن محمد الطبري بمكة، قال: حدثنا محمد بن الفضل، عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب (2) القرشي، عن ابن سليمان، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: كنت عند علي بن أبي طالب عليه السلام في الشهر الذي اصيب فيه وهو شهر رمضان فدعا ابنه الحسن عليه السلام ثم قال: يا أبا محمد اعل المنبر فاحمد الله كثيرا، وأثن عليه، واذكر جدك رسول الله صلى الله عليه واله بأحسن الذكر، وقل: لعن الله ولدا عق أبويه، لعن الله ولدا عق أبويه، لعن الله ولدا عق أبويه، لعن الله عبداأبق من مواليه، لعن الله غنما ضلت عن الراعي وانزل. فلما فرغ من خطبته ونزل اجتمع الناس إليه فقالوا: يا ابن أمير المؤمنين وابن بنت رسول الله نبئنا [ الجواب ] فقال: الجواب على أمير المؤمنين عليه السلام، فقال أمير المؤمنين: إني كنت مع النبي صلى الله عليه واله في صلاة صلاها فضرب بيده اليمنى إلى يدي اليمنى فاجتذبها فضمها إلى صدره ضما شديدا ثم قال لي: يا علي، قلت: لبيك يا رسول الله صلى الله عليه واله، قال: أنا وأنت أبوا هذه الامة، فلعن الله من عقنا، قل: آمين، قلت: آمين. ثم قال: أنا و أنت موليا هذه الامة فلعن الله من أبق عنا، قل: آمين، قلت: آمين، ثم قال: أنا وأنت راعيا هذه الامة فلعن الله من ضل عنا، قل: آمين، قال أمير المؤمنين عليه السلام: وسمعت قائلين يقولان معي: ” آمين ” فقلت: يارسول الله ومن القائلان معي ” آمين ” ؟ قال: جبرئيل وميكائيل عليهما السلام.


(1) في بعض النسخ [ قياما ]. (2) هو محمد بن عبد الملك بن محمد أبى الشوارب الاموى البصري عنونه ابن حجر في التقرب. (*)

[ 119 ]

(باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله ” أنا الفتى، ابن الفتى،) * * (أخو الفتى) * 1 – حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس – رضي الله عنه – قال: حدثنا أبي عن محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب، ويعقوب بن يزيد، ومحمد بن أبي الصبهان جميعا، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: إن أعرابيا أتى رسول الله صلى الله عليه واله فخرج إليه في رداء ممشق (1)، فقال: يا محمد لقد خرجت إلي كأنك فتى. فقال صلى الله عليه واله: نعم يا أعرابي أنا الفتى، ابن الفتى، أخو الفتى. فقال: يا محمد أما الفتى فنعم، وكيف ابن الفتى وأخو الفتى ؟ فقال: أما سمعت الله عزوجل يقول: ” قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم (2) ” فأنا ابن إبراهيم، وأما أخو الفتى فإن مناديا نادى في السماء يوم احد ” لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي، فعلي أخي وأنا أخوه. (باب) * (معنى الفتوة والمروءة) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام، قال: تذاكرنا أمر الفتوة عنده فقال: أتظنون أن الفتوة بالفسق والفجور ؟ ! إنما المروءة والفتوة طعام موضوع، ونائل مبذول، وبر معروف، وأذى مكفوف. واما تلك فشطارة وفسق (3). ثم قال: ما المروءة ؟ قلنا: لا نعلم. قال: المروءة والله أن يضع الرجل خوانه في فناء داره.


(1) ثوب ممشق: مصبوغ بالمشق وهو طين أحمر يستعمل للصبغ. (2) الانبياء: 61. (3) الشطارة – من باب شرف يشرف – الاتصاف بالدهاء والخباثة. (*)

[ 120 ]

(باب) * (معنى أبى تراب) * 1 – [ أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام و ] حدثنا أحمد بن الحسن القطان العدل، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، قال: حدثنا أبو الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران، عن عباية بن ربعي، قال: قلت: لعبد الله بن العباس لم كنى رسول الله صلى الله عليه واله عليا عليه السلام أبا تراب ؟ قال: لانه صاحب الارض، وحجة الله على أهلها بعده، وبه بقاؤها وإليه سكونها، ولقد سمعت رسول الله عليه واله يقول: إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعد الله تبارك وتعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى والكرامة قال: ياليتني كنت ترابا. (1) أي ياليتني كنت من شيعة علي. وذلك قول الله عزوجل: ” ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا ” (2). (باب) * (معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام ” أنا زيد بن عبد مناف بن عامر) * * (بن عمرو بن المغيرة بن زيد بن كلاب “) * 1 – حدثنا علي بن عيسى المجاور – رضي الله عنه – في مسجد الكوفة قال: حدثنا علي بن محمد بن بندار، عن أبيه، عن محمد بن علي المقري، عن محمد بن سنان، عن مالك ابن عطية، عن ثوير بن سعيد، عن أبيه، سعيد بن علاقة، عن الحسن البصري، قال: صعد أمير المؤمنين عليه السلام منبر البصرة فقال: أيها الناس انسبوني، فمن عرفني فلينسبني و إلا فأنا انسب نفسي. أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن المغيرة بن زيد بن كلاب.


(1) في اكثر النسخ [ ترابيأ ]. (2) النبا: 40. (*)

[ 121 ]

فقام إليه ابن الكواء (1) فقال له: يا هذا ما نعرف لك نسبا غير أنك علي بن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب. فقال له: يالكع (2) إن أبي سماني ” زيدا ” باسم جده ” قصي ” واسم أبي ” عبد مناف ” فغلبت الكنية على الاسم، و إن اسم عبد المطلب ” عامر ” فغلب اللقب على الاسم، واسم هاشم ” عمرو ” فغلب اللقب على الاسم، واسم عبد مناف ” المغيرة ” فغلب اللقب على الاسم وإن قصي ” زيد ” فسمته العرب مجمعا لجمعه إياها من البلد الاقصى إلى مكة فغلب اللقب على الاسم. 2 – حدثنا الحاكم أبو حامد احمد بن الحسين بن الحسن بن علي ببلخ، قال: حدثنا عبد المؤمن بن خلف، قال: حدثني الحسن بن مهران الاصبهاني ببغداد، قال: حدثني الحسن بن حمزة بن حماد بن بهرام الفارسي، قال: حدثنا أبو القاسم بن أبان القزويني (3)، عن أبي بكر الهذلي، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، قال: صعد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام المنبر فقال: أيها الناس انسبوني، من عرفني فلينسبني وإلا فأنا أنسب نفسي، أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن المغيرة بن زيد ابن كلاب، فقام إليه ابن الكواء فقال: يا هذا ما نعرف لك نسبا غير أنك علي بن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، فقال له: يالكع إن أبي سماني ” زيدا ” باسم جده ” قصي ” وإن اسم أبي ” عبد مناف ” فغلبت الكنية على الاسم، و إن اسم عبد المطلب ” عامر ” فغلب اللقب على الاسم واسم هاشم ” عمرو ” فغلب اللقب على الاسم، واسم عبد مناف ” المغيرة ” فغلب اللقب على الاسم. واسم قصي ” زيد ” فسمته العرب مجمعا لجمعه إياها من البلد الاقصى إلى مكة فغلب اللقب على الاسم، قال: و لعبد المطلب عشرة أسماء، منها: عبد المطلب، وشيبة، وعامر.


(1) عبد الله بن الكواء من أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام خارجي ملعون وهو الذى قرأ خلف امير المؤمنين عليه السلام جهرا ” ولقد اوحى اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ” وكان على عليه السلام يؤم الناس ويجهر بالقراءة فسكت على عليه السلام حتى سكت ابن الكواء ثم عاد في قراءته حتى فعاله ابن الكواء ثلاث مرات فلما كان في الثالثة قال امير المؤمنين: ” فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون “. (الكنى للمحدث القمى). (2) اللكع: اللئيم، الاحمق. (3) في بعض النسخ [ القرشى ]. (*)

[ 122 ]

(باب) * (معنى آل ياسين) * 1 – حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الباقي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن عبد الغني (1) [ قال: ] المغاني، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن مندل، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله عزوجل: ” سلام على آل ياسين (2) ” قال: السلام من رب العالمين على محمد وآله صلى الله عليه وعليهم والسلامة (3) لمن تولاهم في القيامة. 2 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني – رضي الله عنه – قال: حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي البصري، قال: حدثنا محمد بن سهل قال: حدثنا الخضر بن أبي فاطمة البلخي، قال: حدثنا وهب بن نافع، قال: حدثني كادح (4)، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عن علي عليهم السلام في قوله عز و جل: ” سلام على آل ياسين ” قال: ياسين محمد صلى الله عليه واله ونحن آل ياسين. 3 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق – رضي الله عنه – قال حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي البصري، قال: حدثني الحسين بن معاذ، قال: حدثنا سليمان بن داود، قال: حدثنا الحكم بن ظهير، عن السندي، عن أبي ملك في قوله عزوجل: ” سلام على آل ياسين ” قال: ياسين محمد صلى الله عليه واله ونحن آل ياسين. 4 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن علي الاصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: أخبرني أحمد بن أبي عمر [ ة ] النهدي، قال: حدثني أبي، عن محمد بن مروان، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله عزوجل: ” سلام على آل ياسين ” قال: على آل محمد [ عليهم السلام ].


(1) في بعض النسخ [ أبو عبد الغنى المعاني ] ولم أعثر على ذكر له في أحد من المعاجم. (2) الصافات: 130. (3) في بعض النسخ [ والسلام ]. (4) في بعض النسخ [ قادح ]. (*)

[ 123 ]

5 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني – رضي الله عنه – قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي، قال: حدثنا محمد بن سهل، قال: حدثنا إبراهيم بن معمر قال: حدثنا عبد الله بن داهر الاحمري، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الاعمش، عن يحيى بن وثاب، عن أبى عبد الرحمن السلمي أن عمر بن الخطاب كان يقرأ: سلام على آل ياسين. قال أبو عبد الرحمن السلمي: آل ياسين آل محمد عليهم السلام. (باب) * (معنى الحديث الذى روى عن النبي صلى الله عليه وآله) * * (” لا تعادوا الايام فتعاديكم “) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن عبد الله ابن أحمد الموصلي، عن الصقر بن أبي دلف، قال: لما حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن عليه السلام جئت أسأل عن خبره. قال: فنظر إلي الزراقي وكان حاجبا للمتوكل فأومأ إلي أن ادخل عليه فدخلت إليه. فقال: يا صقر ما شأنك ؟ فقلت: خير أيها الاستاد. فقال: اقعد فأخذني ما تقدم وما تأخر وقلت: أخطأت في المجيئ. قال فأوجئ الناس عنه ثم قال: ما شأنك ؟ وفيم جئت ؟ فقلت: لخبرما (1). فقال: لعلك جئت لتسأل عن خبر مولاك ؟ فقلت له: ومن مولاي ؟ مولاي أمير المؤمنين، فقال: اسكت، مولاك هو الحق فلا تحتشمني فإني على مذهبك، فقلت: الحمد لله، فقال: أتحب أن تراه ؟ فقلت: نعم. فقال: اجلس حتى يخرج صاحب البريد من عنده، قال: فجلست فلما خرج قال لغلام له: خذ بيد الصقر فأدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس وخل بينه وبينه. قال: فأدخلني الحجرة وأومأ إلى بيت فدخلت قال: فإذا هو عليه السلام جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور، قال: فسلمت فرد ثم أمرني بالجلوس، ثم قال لي: يا صقر ما أتى بك ؟ قلت: سيدي جئت أتعرف خبرك. قال: ثم نظرت إلى القبر فبكيت، فنظر إلي فقال: يا صقر لا عليك، لن يصلوا إلينا بسوء، فقلت: الحمد لله، ثم قلت: يا سيدي حديث روي عن


(1) في بعض النسخ [ لخيرما ]. وأوجئه أي أبعده. (*)

[ 124 ]

النبي صلى الله عليه واله لا أعرف ما معناه [ ف‍ ] قال: وما هو ؟ فقلت: قوله: ” لا تعادوا الايام فتعاديكم ” ما معناه ؟ فقال: نعم، الايام نحن ما قامت السماوات والارض، فالسبت: اسم رسول الله صلى الله عليه واله، والاحد: أمير المؤمنين، والاثنين: الحسن والحسين، والثلاثاء: على بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد، والاربعاء: موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وأنا، والخميس: ابني الحسن، والجمعة: ابن ابني وإليه تجتمع عصابة الحق وهو الذي يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا وهذا معنى الايام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الاخرة. ثم قال: ودع واخرح فلا آمن عليك. (باب) * (معنى الشجرة التى أكل منها آدم وحواء) * 1 – حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: قلت للرضا عليه السلام: يا ابن رسول أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحواء ما كانت ؟ فقد اختلف الناس فيها فمنهم من يروي أنها الحنطة، ومنهم من يروي أنها العنب، ومنهم من يروى أنها شجرة الحسد. فقال: كل ذلك حق. قلت: فما معنى هذه الوجوه على اختلافها ؟ فقال: يا أبا الصلت إن شجرة الجنة تحمل أنواعا فكانت شجرة الحنطة وفيها عنب وليست كشجرة الدنيا وإن آدم عليه السلام لما أكرمه الله – تعالى ذكره – بإسجاد ملائكته له وبإدخاله الجنة قال في نفسه: هل خلق الله بشرا أفضل مني ؟ فعلم الله عزوجل ما وقع في نفسه فناداه: ارفع رأسك يا آدم فانظر إلى ساق عرشي، فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوبا ” لاإله إلا الله، محمد رسول الله، علي ابن أبي طالب امير المؤمنين، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ” فقال آدم: يا رب من هؤلاء ؟ فقال، عزوجل: يا آدم هؤلاء ذريتك وهم خير منك ومن جميع خلقي ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة والنار ولا السماء و


[ 125 ]

الارض فإياك أن تنظر إليهم بعين الحسد فاخرجك عن جواري. فنظر إليهم بعين الحسد وتمنى منزلتهم فتسلط (1) عليه الشيطان حتى أكل من الشجرة التي نهي عنها و تسلط على حواء لنظرها إلى فاطمة بعين الحسد حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم فأخرجهما الله عن جنته وأهبطهما عن جواره إلى الارض. (باب) * (معنى الكلمات التى تلقاها آدم من ربه فتاب عليه) * 1 – حدثنا علي بن الفضل بن العباس البغدادي، قال: قرأت على أحمد بن محمد بن سليمان بن الحارث، قال: حدثنا (2) محمد بن علي بن خلف العطار، قال: حدثنا حسين الاشقر قال: حدثنا عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: سألت النبي صلى الله عليه واله عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، قال، سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي فتاب الله عليه. 2 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال: حدثني محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن معروف، عن بكر بن محمد، قال: حدثني أبو سعيد المدائني يرفعه في قول الله عزوجل: ” فتلقى آدم من ربه كلمات (3) ” قال: سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام. (باب) * (معنى كلمة التقوى) * 1 – حدثنا محمد بن عمر الحافظ بمدينة السلام، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن، زكريا أبو عبد الله، والحسين بن علي السلولي، قالا: حدثنا محمد بن الحسن الساولي، قال: حدثنا صالح بن أبي الاسود، عن أبي المظفر المديني (4) عن سلام الجعفي، عن أبي


(1) في نسخة [ فسلط الله ]. (2) في بعض النسخ [ قلت: حدثكم ]. (3) البقرة: 35. (4) في بعض النسخ ” المدائني “. (*)

[ 126 ]

جعفر الباقر عليه السلام، عن أبي بردة، عن النبي صلى الله عليه واله قال: إن الله عزوجل عهد إلي في علي عهدا. قلت يا رب بينه لي، قال: استمع (1)، قلت قد سمعت، قال: إن عليا راية الهدى، وإمام أوليائي ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين (2)، من أحبه أحبني، ومن أطاعه أطاعني. (باب) * (معنى الكلمات التى ابتلى ابراهيم ربه بهن فأتمهن) * 1 – حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق – رضي الله عنه – قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيات، قال: حدثنا محمد بن زياد الازدي، عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، قال سألته عن قول الله عزوجل: ” وإذابتلى إبراهيم ربه بكلمات (3) ” ما هذه الكلمات ؟ قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، وهو أنه قال: يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي، فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم، فقلت له: يا ابن رسول الله فما يعني عزوجل بقوله: ” أتمهن ” ؟ قال يعني أتمهن إلى القائم عليه السلام إثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين عليه السلام. قال المفضل: فقلت له: يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عزوجل: ” وجعلها كلمة باقية في عقبة (4) ” ؟ قال يعني بذلك الامامة جعلها الله في عقب الحسين إلى يوم القيامة. قال: فقلت له: يا ابن رسول الله فكيف صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولدارسول الله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة ؟ فقال عليه السلام: إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في


(1) في بعض النسخ [ اسمع ]. (2) اشار به إلى قوله تعالى في سورة الفتح آية 26: ” وألزمهم كلمه التقوى “. (3) البقرة: 124. (4) الزخرف: 27. (*)

[ 127 ]

صلب هارون دون صلب موسى ولم يكن لاحد أن يقول: لم فعل الله ذلك ؟ فإن الامامة خلافة الله عزوجل ليس لاحد أن يقول: لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن لان الله تبارك وتعالى هو الحكيم في أفعاله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. ولقول الله تعالى (1): ” وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ” وجه آخر وما ذكرناه أصله. والابتلاء على ضربين: أحدهما مستحيل على الله – تعالى ذكره – والاخر جائز فأما ما يستحيل فهو أن يختبره ليعلم ما تكشف الايام عنه وهذا مالا يصلح (2) لانه عزوجل علام الغيوب، والضرب الاخر من الابتلاء أن يبتليه حتى يصبر فيما يبتليه به فيكون ما يعطيه من العطاء على سبيل الاستحقاق ولينظر إليه الناظر فيقتدي به فيعلم من حكمة الله عزوجل أنه لم يكل أسباب الامامة الا إلى الكافي المستقل الذي كشفت الايام عنه بخبره. فأما الكلمات فمنها ما ذكرناه، ومنها اليقين وذلك قول الله عزوجل: ” وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين (3) ” ومنها المعرفة بقدم بارئه وتوحيده وتنزيهه عن التشبيه حتى نظر إلى الكواكب (4) والقمر والشمس فاستدل بافول كل واحد منها على حدثه وبحدثه على محدثه (5)، ثم علمه عليه السلام بأن الحكم بالنجوم خطأ في قوله عزوجل: ” فنظر نظرة في النجوم * فقال إني سقيم (6) ” وإنما قيده الله سبحانه بالنظرة الواحدة لان النظرة الواحدة لا توجب الخطأ إلا بعد النظرة الثانية بدلالة قول النبي صلى الله عليه واله لما قال لامير المؤمنين عليه السلام: ” يا علي أول النظرة لك والثانية عليك ولالك “، ومنها الشجاعة وقد كشفت الايام عنه بدلالة قوله عزوجل: ” إذ قال لابيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون * قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين * قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين * قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين * قال بل ربكم رب السموات والارض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من


(1) هذا كلام المؤلف – رحمه الله -. (2) في بعض النسخ [ مالا يصح ]. (3) الانعام: 75. (4) في بعض النسخ [ الكوكب ]. (5) لا يأتي مصدر حدث يحدث إلا ” حدثا وحداثة ” والظاهر أنه ” على حدوثه وبحدوثه على محدثه ” فصحف. (6) الصافات: 88 و 89. (*)

[ 128 ]

الشاهدين * وتا الله لاكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون (1) ” ومقاومة الرجل الواحد الوفا من أعداء الله عزوجل تمام الشجاعة، ثم الحلم مضمن معناه في قوله عزوجل: ” إن إبراهيم لحليم أواه منيب (2) ” ثم السخاء وبيانه في حديث ضيف إبراهيم المكرمين، ثم العزلة عن أهل البيت والعشيرة مضمن معناه في قوله: ” وأعتزلكم وما تدعون من دون الله – الاية – ” (3)، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بيان ذلك في قوله عزوجل: ” يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا * يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا * يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا * يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا (4) ” ودفع السيئة بالحسنة وذلك لما قال له أبوه: ” أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لارجمنك واهجرني مليا (5) ” فقال في جواب أبيه: ” سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا (6) ” والتوكل بيان ذلك في قوله: ” الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين (7) “، ثم الحكم والانتماء إلى الصالحين في قوله: ” رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين (8) ” يعني بالصالحين الذين لا يحكمون إلا بحكم الله عزوجل ولا يحكمون بالاراء والمقائس حتى يشهد له من يكون بعده من الحجج بالصدق بيان ذلك في قوله: ” واجعل لي لسان صدق في الاخرين (8) ” أراد في هذه الامة الفاضلة فأجابه


(1) الانبياء: 53 إلى 59. والجذاذ من الجذ وهو القطع. (2) هود: 77. (3) مريم: 49. (4) مريم: 43 إلى 46. وقوله: ” أهدك صراطا سويا ” أي أوضح لك طريقا مستقيما معتدلا غير جائر بك عن الحق إلى الضلال. (5) مريم: 47. أي لئن لم تمتنع عن هذا لارجمنك بالحجارة أو لارمينك بالذنب والعيب أو لاشتمنك أو لاقتلنك. ” فاهجرني ” أي فارقني دهرا. (6) مريم: 46. وقوله: ” حفيا ” أي بارا لطيفا. (7) الشعراء: 78 إلى 82 (8) الشعراء: 83، 84. (*)

[ 129 ]

الله وجعل له ولغيره من أنبيائه لسان صدق في الاخرين وهو علي بن أبي طالب عليه السلام و ذلك قوله: ” وجلعنا لهم لسان صدق عليا (1) “، والمحنة في النفس حين جعل في المنجنيق وقدف به في النار، ثم المحنة في الولد حين امر بذبح ابنه إسماعيل، ثم المحنة بالاهل حين خلص الله حرمته من عرارة القطبي في الخبر المذكور في هذه القصة (2)، ثم الصبر على سوء خلق سارة، ثم استقصار (3) النفس في الطاعة في قوله: ” ولا تخزني يوم يبعثون (4) ” ثم النزاهة في قوله عزوجل: ” ماكان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين (5) “، ثم الجمع لاشراط (6) الكلمات في قوله: ” إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك امرت وأنا اول المسلمين (7) ” فقد جمع في قوله: ” محياي ومماتي لله ” جميع أشراط الطاعات كلها حتى لا يعزب عنها عازبة (8) ولا يغيب عن معانيها غائبة، ثم استجاب الله عزوجل دعوته حين قال: ” رب أرني كيف تحيي الموتى (9) ” وهذه آية متشابهة معناها: أنه سأل عن الكيفية، والكيفية من فعل الله عزوجل متى لم يعلمها العالم لم يلحقه عيب ولا عرض في توحيده نقص، فقال الله عز وجل: ” أولم تؤمن قال بلى (9) ” هذا شرط عام من آمن به متى سئل واحد منهم ” أولم تؤمن ” ؟ وجب أن يقول: ” بلى ” كما قال إبراهيم، ولما قال الله عزوجل لجميع أرواح بني آدم: ” ألست بربكم قالوا بلى (10) ” كان أول من قال ” بلى ” محمد صلى الله عليه واله فصار بسبقه إلى ” بلى ” سيد الاولين والاخرين، وأفضل النبيين والمرسلين. فمن لم يجب عن هذه المسألة بجواب إبراهيم


(1) مريم: 51. (2) القصة مذكورة في روضة الكافي ص 371 فمن أراد الاطلاع فليراجع هناك، وعرارة اسم ذلك القبطى. (3) في بعض النسخ [ استقامة النفس ]. وفى بعضها [ الاستقصاء ]. (4) الشعراء: 87. (5) آل عمران: 67. (6) في بعض النسخ [ لاشتراط ]. (7) الانعام: 163. (8) أي لا يخفى عنه شئ وعزب أي بعد وغاب وخفى. (9) البقرة: 262. (10) الاعراف: 171. (*)

[ 130 ]

فقد رغب عن ملته، قال الله عزوجل: ” ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلامن سفه نفسه ” (1) ثم اصطفاء الله عزوجل إياه في الدنيا ثم شهادته له في العاقبة (2) أنه من الصالحين في قوله عزوجل: ” ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الاخرة لمن الصالحين (3) ” والصالحون هم النبي والائمة صلوات الله عليهم، الاخذين (4) عن الله أمره ونهيه، والملتمسين للصلاح من عنده، والمجتنبين للرأي والقياس في دينه في قوله عزوجل: ” إذا قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين (5) “، ثم اقتداء من بعده من الانبياء عليهم السلام به في قوله: ” ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون (6) ” وفي قوله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: ” ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (7) ” وفي قوله عزوجل: ” ملة أبيكم إبراهيم هو سميكم المسلمين من قبل (8) ” واشتراط كلمات الامام مأخوذة (9) مما تحتاج إليه الامة من جهة مصالح الدنيا والاخرة وقول إبراهيم عليه السلام: ” ومن ذريتي (10) ” ” من ” حرف تبعيض ليعلم أن من الذرية من يستحق الامامة ومنهم من لا يستحقها هذا من جملة المسلمين وذلك أنه يستحيل أن يدعو إبراهيم بالامامة للكافر [ أ ] وللمسلم الذي ليس بمعصوم، فصح أن باب التبعيض وقع على خواص المؤمنين، والخواص إنما صاروا خواصا بالبعد من الكفر، ثم من اجتنب الكبائر صار من جملة الخواص أخص (11)، ثم المعصوم هو الخاص الاخص ولو كان للتخصيص


(1) البقرة: 129. (2) في بعض النسخ [ الاخرة ]. (3) البقرة: 129. (4) كذا في جميع النسخ التي بأيدينا وهو منصوب على المدح وكذا ” الملتمسين ” و ” المجتنبين “. (م) (5) البقرة: 125. (6) البقرة: 126. (7): النحل: 124. قوله: ” حنيفا ” أي مستقيم الطريقة في الدعا إلى التوحيد. (8) الحج: 77. قوله: ” من قبل ” أي قبل نزول القرآن. (9) في بعض النسخ [ أشراط كلمات الامام مأخوذة ]. وزاد هنا في الخصال ج 1 ص 148 ” من جهته “. (10) البقرة: 118. (11) في بعض النسخ [ الاخص ]. (*)

[ 131 ]

صورة أربى عليه (1) لجعل ذلك من أوصاف الامام وقد سمى الله عزوجل عيسى من ذرية إبراهيم وكان ابن ابنته من بعده. ولما صح أن ابن البنت ذرية ودعا إبراهيم لذريته بالامامة وجب على محمد صلى الله عليه واله الاقتداء به في وضع الامامة في المعصومين من ذريته حذو النعل بالنعل بعد ما أوحى الله عزوجل إليه وحكم عليه بقوله: ” ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا ” – ” الاية ” – ولو خالف ذلك لكان داخلا في قوله: ” ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلامن سفه نفسه (2) ” جل نبي الله عليه السلام عن ذلك، فقال الله عزوجل: ” إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا (3) “. وأمير المؤمنين عليه السلام أبو ذرية النبي صلى الله عليه واله ووضع الامامة فيه ووضعها في ذريته المعصومين بعده. قوله عزوجل: ” لا ينال عهدي الظالمين (4) ” يعني بذلك أن الامامة لا تصلح لمن قد عبد وثنا أو صنما أو أشرك بالله طرفة عين وإن أسلم بعد ذلك، والظلم وضع الشئ في غير موضعه وأعظم الظلم الشرك، قال الله عزوجل: ” إن الشرك لظلم عظيم (5) ” وكذلك لا يصلح للامامة (6) من قد ارتكب من المحارم شيئا صغيرا كان أو كبيراوإن تاب منه بعد ذلك و كذلك لا يقيم الحد من في جنبه حد فإذا لا يكون الامام إلا معصوما ولا تعلم عصمة (7) إلا بنص الله عزوجل عليه على لسان نبيه صلى الله عليه واله لان العصمة ليست في ظاهر الخلقة فترى كالسواد والبياض وما أشبه ذلك، فهي مغيبة لا تعرف إلا بتعريف علام الغيوب عزوجل. (باب) * (معنى الكلمة الباقية في عقب ابراهيم عليه السلام) * 1 – حدثنا محمد بن أحمد الشيباني (8) – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي،


(1) أي أعلا مرتبة. وفى بعض النسخ [ ادنى ]. (2) البقرة: 129. (3) آل عمران: 67. (4) البقرة: 123. (5) لقمان: 12. (6) في بعض النسخ [ لا تصلح الامامة لمن ] وما في المتن أظهر. (م) (7) في اكثر النسخ [ عصمته ]. (8) كذا في أكثر النسخ والظاهر أنه محمد بن احمد السنانى كما احتمله المولى الوحيد – ره -، وكما في بعض النسخ. (*)

[ 132 ]

عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” وجعلها كلمة باقية في عقبه (1) ” قال: هي الامامة جعلها الله عزوجل في عقب الحسين عليه السلام باقية إلى يوم القيامة. (باب) * (معنى عصمة الامام) * 1 – حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقري، قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المقري الجرجاني، قال،: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد، قال: حدثنا محمد ابن عاصم الطريفي، قال: حدثنا عباس بن يزيد بن الحسن الكحال مولى زيد بن علي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام، قال: الامام منا لا يكون إلا معصوما وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها ولذلك لا يكون إلا منصوصا. فقيل له: يا ابن رسول الله فما معنى المعصوم ؟ فقال: هو المعتصم بحبل الله (2)، وحبل الله هو القرآن لا يفترقان إلى يوم القيامة، والامام يهدي إلى القرآن والقرآن يهدي إلى الامام، وذلك قول الله عزوجل: ” إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم (3) “. 2 – حدثنا علي بن الفضل بن العباس البغدادي – بالري – المعروف بأبي الحسن الحنوطي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن [ أحمد بن ] سليمان بن الحارث، قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار، قال: حدثنا حسين الاشقر، قال: قلت لهشام بن الحكم: ما معنى قولكم: ” إن الامام لا يكون إلا معصوما ” ؟ فقال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ذلك فقال: المعصوم هو الممتنع بالله من جميع محارم الله، وقال الله تبارك وتعالى: ” ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم (4) “.


(1) الزخرف: 27. (2) أي أن معصوميته بسبب اعتصامه بالقرآن وعدم مفارقته عنه. (3) الاسراء: 9. أي للملة التى هي اقوم الملل والطريقة التى هي اقوم الطرائق و اول في الخبر بالامام لانه الهادى إلى تلك الملة والمبين لتلك الطريقة والداعى إليها. (4) آل عمران: 96. (*)

[ 133 ]

3 – حدثنا محمد بن علي ماجيلوية – رحمه الله – قال حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، قال: ما سمعت ولا استفدت من هشام بن الحكم في طول صحبتي له شيئا أحسن من هذا الكلام في صفة عصمة الامام فإني سألته يوما عن الامام أهو معصوم ؟ فقال: نعم. فقلت: فما صفة العصمة فيه ؟ وبأي شئ تعرف ؟ فقال: إن جميع الذنوب لها أربعة أوجه ولا خامس لها: الحرص، والحسد، والغضب، والشهوة فهذه منفيه عنه لا يجوز أن يكون حريصا على هذه الدنيا وهي تحت خاتمه لانه خازن المسلمين، فعلى ماذا يحرص ؟ ولا يجوز أن يكون حسودا لان الانسان إنما يحسد من فوقه وليس فوقه أحد، فكيف يحسد من هو دونه ؟ ولا يجوز أن يغضب لشئ من امور الدنيا إلا أن يكون غضبه لله عزوجل، فإن الله عزوجل قد فرض عليه إقامة الحدود وأن لا تأخذه في الله لومة لائم ولا رأفة في دينه حتى يقيم حدود الله عزوجل، ولا يجوز له أن يتبع الشهوات ويؤثر الدنيا على الاخرة لان الله عزوجل حبب إليه الاخرة كما حبب إلينا الدنيا فهو ينظر إلى الاخرة كما ننظر إلى الدنيا فهل رأيت أحدا ترك وجها حسنا لوجه قبيح وطعاما طيبالطعام مر وثوبا لينا لثوب خشن ونعمة دائمة باقية لدنيا زائلة فانية. قال أبو جعفر مصنف هذا الكتاب: الدليل على عصمة الامام أنه لما كان كل كلام ينقل عن قائله يحتمل وجوها من التأويل وكان أكثر القرآن والسنة مما أجمعت الفرق على أنه صحيح لم يغير ولم يبدل ولم يزد فيه ولم ينقص منه محتملا لوجوه كثيرة من التأويل وجب أن يكون مع ذلك مخبر صادق معصوم من تعمد الكذب والغلط، منبئ عما عنى الله ورسوله في الكتاب والسنة على حق ذلك وصدقه، لان الخلق مختلفون في التأويل، كل فرقة تميل مع القرآن والسنة إلى مذهبها، فلو كان الله تبارك وتعالى تركهم بهذه الصفة من غير مخبر عن كتابه صادق فيه لكان قد سوغهم الاختلاف في الدين ودعاهم إليه إذ أنزل كتابا يحتمل التأويل وسن نبيه صلى الله عليه واله سنة يحتمل التأويل وأمرهم بالعمل بهما، فكأنه قال: تأولوا واعملوا. وفي ذلك إباحة العمل بالمتناقضات والاعتماد للحق وخلافه. فلما استحال ذلك على الله عزوجل وجب أن يكون مع القرآن والسنة


[ 134 ]

في كل عصر من يبين عن المعاني التي عناها الله عزوجل في القرآن بكلامه دون ما يحتمله ألفاظ القرآن من التأويل ويبين عن المعاني التي عناها رسول الله صلى الله عليه واله في سننه وأخباره دون التأويل الذي يحتمله ألفاظ الاخبار المروية عنه عليه السلام المجمع على صحة نقلها، وإذا وجب أنه لا بد من مخبر صادق وجب أن لا يجوز عليه الكذب تعمدا ولا الغلط فيما يخبر به (1) عن مراد الله عزوجل في كتابه وعن مراد رسول الله صلى الله عليه واله في أخباره وسننه، و إذا وجب ذلك وجب أنه معصوم. ومما يؤكذ هذا الدليل أنه لا يجوز عند مخالفينا أن يكون الله عزوجل أنزل القرآن على أهل عصر النبي صلى عليه واله ولا نبي فيهم ويتعبدهم بالعمل بما فيه على حقه و صدقه فإذا لم يجز أن ينزل القرآن على قوم ولا ناطق به ولا معبر عنه ولا مفسر لما استعجم منه ولا مبين لوجهه فكذلك لا يجوزأن نتعبد نحن به إلا ومعه من يقوم فينا مقام النبي صلى الله عليه واله في قومه وأهل عصره في التبيين لناسخه ومنسوخه وخاصه وعامه، و المعاني التي عناها الله عزوجل بكلامه، دون ما يحتمله التأويل، كما كان النبي صلى الله عليه واله مبينا لذلك كله لاهل عصره ولا بد من ذلك ما لزموا العقول والدين. فإن قال قائل: إن المودي إلينا ما نحتاج إلى علمه من متشابه القرآن ومن معانيه التي عناها الله دون ما يحتمله ألفاظه هو الامة. أكذبه اختلاف (2) الامة وشهادتها بأجمعها على أنفسها في كثير من آي القرآن لجهلهم بمعناه الذي عناه الله عزوجل، وفي ذلك بيان أن الامة ليست هي المؤدية عن الله عزوجل ببيان القرآن، وأنها ليست تقوم في ذلك مقام النبي صلى الله عليه واله. فإن تجاسر متجاسر فقال: قد كان يجوز أن ينزل القرآن على أهل عصر النبي صلى الله عليه واله ولايكون معه نبي ويتعبدهم بما فيه مع احتماله للتأويل. قيل له: فهب ذلك كان قد وقع (3) من الخلاف في معانيه ما قد وقع في هذا الوقت ما الذي كانوا يصنعون ؟ فإن قال:


(1) قوله: ” تعمدا ” فيه ما فيه ومبنى على اعتقاده – رحمه الله – فتأمل. (2) في بعض النسخ [ خلاف ]. (3) في بعض النسخ [ كله قد وقع ]. (*)

[ 135 ]

ما قد صنعوا الساعة. قيل: الذي فعلوه الساعة أخذ كل فرقة من الامة جانبا من التأويل وعمله عليه وتضليل الفرقة المخالفة لها في ذلك وشهادتها عليها بأنها ليست على الحق. فإن قال: إنه كان يجوز أن يكون أول الاسلام كذلك وإن ذلك حكمة من الله و عدل فيهم. ركب خطأ عظيما وما لا أرى أحدا من الخلق يقدم عليه، فيقال له عند ذلك: فحدثنا إذا تهيأ للعرب الفصحاء أهل اللغة أن يتأولوا القرآن ويعمل كل واحد منهم بما يتأوله على اللغة العربية فكيف يصنع من لا يعرف اللغة من الناس ؟ وكيف يصنع العجم من الترك والفرس ؟ وإلى أي شئ يرجعون في علم ما فرض الله عليهم في كتابه ؟ و من أي الفرق يقبلون مع اختلاف الفرق في التأويل وإباحتك كل فرقة أن تعمل بتأويلها فلا بد لك من أن تجري العجم ومن لا يفهم اللغة مجرى أصحاب اللغة من أن لهم أن يتبعوا أي الفرق شاؤوا. و [ إلا ] إن ألزمت (1) من لا يفهم اللغة اتباع بعض الفرق دون بعض لزمك أنت تجعل الحق كله في تلك الفرقة دون غيرها، فإن جعلت الحق في فرقة دون فرقة نقضت ما بنيت عليه كلامك واحتجت إلى أن يكون مع تلك الفرقة علم وحجة تبين بها من غيرها وليس هذا من قولك لو جعلت الفرق كلها متساوية في الحق مع تناقض تأويلاتها فيلزمك أيضا أن تجعل للعجم ومن لا يفهم اللغة أن يتبعوا أي الفرق شاؤوا، وإذا فعلت ذلك لزمك في هذا الوقت أن لا تلزم (2) أحدا من مخالفيك من الشيعة والخوارج وأصحاب التأويلات وجميع من خالفك ممن له فرقة ومن مبتدع لا فرقة له على مخالفيك ذما (3)، وهذا نقض الاسلام والخروج من الاجماع، ويقال لك: وما ينكر على هذا الاعطاء (4) أن يتعبد الله عزوجل الخلق بما في كتاب مطبق لا يمكن أحدا (5) أن يقرأ ما فيه ويأمر أن يبحثوا ويرتادوا ويعمل كل فرقة بما ترى أنه في الكتا ب. فإن أجزت ذلك أجزت على الله عز وجل العبث لان ذلك صفة العابث، ويلزمك أن تجيز على كل من نظر بعقله في شئ واستحسن أمرا من الدين أن يعتقده لانه سواء أباحهم أن يعملوا في اصول الحلال و الحرام وفروعها بآرائهم [ أ ] وأباحهم أن ينظروا بعقولهم في اصول الدين كله وفروعه


(1) في بعض النسخ [ الا أن ألزمت ]. (2) في بعض النسخ [ لا تذم ]. (3) في بعض النسخ [ مخالفتك ذما ]. (4) في بعض النسخ [ الاغضاء ]. (5) كذا. (*)

[ 136 ]

من توحيده وغيره وأن يعملوا أيضا بما استحسنوه وكان عندهم حقا فإن أجزت ذلك أجزت على الله عزوجل أن يبيح الخلق أن يشهدوا عليه أنه ثاني اثنين، وأن يعتقدوا الدهر، وجحدو البارئ جل وعز. وهذا آخر ما في هذا الكلام لان من أجاز أن يتعبدنا الله عزوجل بالكتاب على احتمال التأويل ولا مخبر صادق لنا عن معانيه لزمه أن يجيز على أهل عصر النبي صلى الله عليه واله مثل ذلك وإذا أجاز مثل ذلك لزمه أن يبيح الله عزوجل كل فرقة العمل بما رأت وتأولت لانه لا يكون لهم غير ذلك إذا لم يكن معهم حجة في أن هذا التأويل أصح من هذا التأويل، وإذا أباح ذلك أباح متبعهم (1) ممن لا يعرف اللغة وإذا أباح اولئك أيضا لزمه أن يبيحنا في هذا العصر، وإذا أباحنا ذلك في الكتاب لزمه أن يبيحنا ذلك في اصول الحلال والحرام ومقائس العقول وذلك خروج من الدين كله، وإذا وجب بما قدمنا ذكره أنه لا بد من مترجم عن القرآن وأخبار النبي صلى الله عليه واله وجب أن يكون معصوما ليجب القبول منه، فإذا وجب أن يكون معصوما بطل أن يكون هو الامة لما بينا من اختلافاتها في تأويل القرآن والاخبار وتنازعها في ذلك ومن إكفار بعضها بعضا، وإذا ثبت ذلك وجب أن المعصوم هو الواحد الذي ذكرناه وهو الامام. وقد دللنا على أن الامام لا يكون إلا معصوما وأرينا أنه إذا وجبت العصمة في الامام لم يكن بد من أن ينص النبي صلى الله عليه واله عليه لان العصمة ليست في ظاهر الخلقة فيعرفها الخلق بالمشاهدة فواجب أن ينص عليها علام الغيوب تبارك وتعالى على لسان نبيه صلى الله عليه واله وذلك لان الامام لا يكون إلا منصوصا عليه. وقد صح لنا النص بما بيناه من الحجج وبما رويناه من الاخبار الصحيحة. (باب) * (معنى تحريم النار على صلب انزل النبي صلى الله عليه وآله) * * (وبطن حمله وحجر كفله) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن حسان الواسطي، عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي، قال:


(1) في بعض النسخ [ متبعيهم ]. (*)

[ 137 ]

سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: نزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه واله فقال: يا محمد إن الله جل جلاله يقرئك السلام ويقول: إني قد حرمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك، فقال: يا جبرئيل بين لي ذلك، فقال: أما الصلب الذي أنزلك فعبد الله ابن عبد المطلب، وأما البطن الذي حملك فآمنة بنت وهب، وأما الحجر الذي كفلك فأبو طالب بن عبد المطلب وفاطمة بنت أسد. (باب) * (معنى الكلمات التى جمع الله عزوجل فيها الخير كله لادم عليه السلام) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكمنداني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى الاشعري، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهم السلام قال: أوحى الله تبارك وتعالى إلى آدم عليه السلام: يا آدم إني أجمع لك الخير كله في أربع كلمات: واحدة لي، وواحدة لك، وواحدة، فيما بيني وبينك، وواحدة فيما بينك وبين الناس. فأما التي لي: فتعبدني لا تشرك بي شيئا، وأما التي لك: فاجازيك بعملك أحوج ما تكون إليه، وأما التي بيني وبينك: فعليك الدعاء وعلي الاجابة، وأما التي فيما بينك وبين الناس: فترضى للناس ما ترضى لنفسك. (باب) * (معنى الكفر الذى لا يبلغ الشرك) * 1 – حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنهما – قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنا النضر بن شعيب، عن عبد الغفار الجازي، قال: حدثني من سأله – يعني الصادق عليه السلام – هل يكون كفر لا يبلغ الشرك ؟ قال: إن الكفر هو الشرك، ثم قام فدخل المسجد فالتفت


[ 138 ]

إلي فقال: نعم، الرجل يحمل الحديث إلى صاحبه فلا يعرفه فيرده عليه فهي نعمة كفرها ولم يبلغ الشرك. (باب) * (معنى الرجس) * 1 – حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنهما – قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنا النضر بن شعيب، عن عبد الغفار الجازي، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (1) ” قال: الرجس هو الشك. (باب) * (معنى ابليس) * 1 – حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي – رضي الله عنه – قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا محمد بن الوليد، عن عباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه ذكر: أن اسم إبليس ” الحارث ” وإنما قول الله عزوجل: ” يا إبليس ” يا عاصي و سمي إبليس لانه أبلس من رحمة الله عزوجل (2). (باب) * (معنى كحل ابليس ولعوقه وسعوطه (3)) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال


(1) الاحزاب: 33. (2) أي يئس منها. (3) اللعوق: ما يلعق أي يلحس ويتناول بالاصبع أو اللسان، والسعوط: الدواء يصب في الانف. (*)

[ 139 ]

رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إن لابليس كحلا ولعوقا وسعوطا فكحله النعاس، ولعوقه الكذب، وسعوطه الكبر. (باب) * (معنى الرجيم) * 1 – حدثنا محمد بن أحمد الشيباني (1) – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي. قال: حدثنا سهل بن زياد، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد العسكري عليهم السلام يقول: معنى الرجيم أنه مرجوم باللعن، مطرود من مواضع الخير، لا يذكره مؤمن إلا لعنه، وأن في علم الله السابق أنه إذا خرج القائم عليه السلام لا يبقى مؤمن في زمانه إلا رجمه بالحجارة كما كان قبل ذلك مرجوما باللعن. (باب) * (معنى كنز الحديث) * 1 – حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن تميم السرخسي بسرخس، قال: حدثنا أبو لبيد محمد بن إدريس الشامي، قال: حدثنا هاشم بن عبد العزيز المخزومي، قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن خالد بن يزيد، عن عبد الله بن مشروح (2)، عن ربيعة بن بوراء، عن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أراد كنز الحديث فعليه بلا حول ولا قوة إلا بالله. (باب) * (معنى المخبيات (3)) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار


(1) مر الكلام فيه ص 131. (2) في بعض النسخ [ مشراح ]. (3) أخبى النار: أطفأها. وفى بعض النسخ [ المنجيات ]. وكذا لفظه في الحديث. (*)

[ 140 ]

عن إبراهيم بن هاشم، وأحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن علي بن الحكم، عن أبيه، عن سعد ابن طريف الاسكاف، عن الاصبغ، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: من أحب أن يخرج من الدنيا وقد خلص من الذنوب كما يخلص الذهب الذي لا كدر فيه وليس أحد يطالبه بمظلمة فليقرء في دبر الصلاة الخمس نسبة الله عزوجل: ” قل هو الله أحد ” اثنى عشر مرة، ثم يبسط يديه ويقول: ” اللهم إني أسألك باسمك المكنون المخزون الطاهر الطهر المبارك وأسألك باسمك العظيم وسلطانك القديم يا واهب العطايا يا مطلق الاسارى يا فكاك الرقاب من النار صل على محمد وآل محمد وفك رقبتي من النار وأخرجني من الدنيا آمنا وأدخلني الجنة سالما واجعل دعائي أوله فلاحا وأوسطه نجاحا وآخره صلاحا إنك أنت علام الغيوب “. ثم قال عليه السلام: هذا من المخيبات مما علمني رسول الله صلى الله عليه واله وأمرني أن اعلمه الحسن والحسين. (باب) * (معنى سيد الاستغفار) * 1 – حدثنا الحاكم عبد الحميد بن عبد الرحمن بن الحسن النيسابوري، قال: حدثنا أبو يزيد الهروي، قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا محمد بن منيب العدني (1) قال: حدثنا السري بن يحيى: عن هشام، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه واله قال: تعلموا سيد الاستغفار: ” اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك وأنا على عهدك وأبوء بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي (2)، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت “. (باب) * (معنى قول الصادق عليه السلام ” اياكم أن تكونوا منانين “) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن


(1) في بعض النسخ [ محمد بن شبيب العدنى ]. (2) باء – يبوء بوءا – إليه: رجع، وبالذنب: أقر. (*)

[ 141 ]

محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن ميسرة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إياكم أن تكونوا منانين. قلت: جعلت فداك، فكيف ذلك ؟ قال: يمشي أحدكم ثم يستلقى ويرفع رجليه على الميل ثم: يقول: ” اللهم إني إنما أردت وجهك “. (باب) * (معنى المكافأة والشكر) * 1 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن عمر اذينة، عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من صنع مثل ما صنع إليه فإنما كافئ، ومن أضعف كان شاكرا، ومن شكر كان كريما، ومن علم أن ما صنع [ إليه ] إنما يصنع (1) لنفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم ولم يستزدهم في مودتهم. واعلم أن الطالب إليك الحاجة لم يكرم وجهه عن وجهك فأكرم وجهك عن رده. (باب) * (معنى العلم الذى لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن عليه السلام قال: دخل رسول الله صلى الله عليه واله المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال: ماهذا ؟ فقالوا: علامة يا رسول الله. فقال: وما العلامة ؟ قالوا: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيام الجاهلية وبالاشعار، فقال صلى الله عليه واله: ذاك علم لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه.


(1) في بعض النسخ [ إلى نفسه ]. (*)

[ 142 ]

(باب) * (معنى المنافق) * 1 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، قال: كنا جلوسا عند أبي عبد الله عليه السلام إذا قال [ له ] رجل من الجلساء: جعلت فداك يا ابن رسول الله أتخاف علي أن أكون منافقا ؟ فقال له: إذا خلوت في بيتك نهارا أو ليلا أليس تصلي ؟ فقال: بلى. فقال: فلمن تصلي ؟ فقال: لله عزوجل. قال: فكيف تكون منافقا وأنت تصلي لله عزوجل لا لغيره ؟. (باب) * (معنى الشكوى في المرض) * 1 – حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور – رضي الله عنه – قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنما الشكوى أن تقول: لقد ابتليت بما لم يبتل به أحد، أو تقول: لقد أصابني ما لم يصب أحد، وليس الشكوى أن تقول: سهرت البارحة، وحممت اليوم، ونحو هذا. (باب) * (معنى الريح المنسية والمسخية) * 1 – حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، قال: حدثني أبو محمد الانصاري – وكان خيرا – قال: حدثني أبو اليقظان عمار الاسدي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لو أن مؤمنا أقسم على ربه عزوجل أن لا يميته ما أماته أبدا ولكن إذا حضر أجله بعث الله عزوجل ريحين إليه: ريحا يقال له: ” المنسية ” وريحا يقال له: ” المسخية ” فأما المنسية فإنها


[ 143 ]

تنسيه أهله وماله، وأما المسخية فإنها تسخي نفسه عن الدنيا حتى يختار ما عند الله تبارك وتعالى. (باب) * (معنى قول الصادق عليه السلام: ” الناس اثنان: واحد) * * (أراح، وآخر استراح “) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه – رضي الله عنه – عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد ابن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، قال: حدثني بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: الناس اثنان: واحد أراح، وآخر استراح. فأما الذي استراح فالمؤمن إذا مات استراح من الدنيا وبلائها، وأما الذي أراح فالكافر إذا مات أراح الشجر والدواب وكثيرا من الناس. (باب) * (معنى السر وأخفى) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه – رحمه الله – قال: حدثني عمي محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، قال: حدثني موسى بن سعدان الحناط، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن مسكان، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز و جل: ” يعلم السر وأخفى (1) ” قال: السر ما كتمته (2) في نفسك، وأخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته. (باب) * (معنى استعراب النبطي واستنباط العربي) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه – رضي الله عنه – قال: حدثني عمي محمد بن أبي


(1) طه: 7. (2) في بعض النسخ [ أثبته ] وفى بعضها [ أكننته ]. (*)

[ 144 ]

القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن عثمان بن عيسى، عن فرات بن أحنف، قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام فقال: إن من قبلنا يقولون: نعوذ بالله من شر الشيطان وشر السلطان وشر النبطي إذا استعرب. فقال: نعم، ألا أزيدك منه ؟ قال: بلى. قال: ومن شر العربي إذا استنبط. فقلت: وكيف ذاك ؟ فقال: من دخل الاسلام فادعا مولى غيرنا فقد تعرب بعد هجرته فهذا النبطي إذا استعرب. وأما العربي إذا استنبط فمن أقر بولاء من دخل (1) به في الاسلام فادعاه دوننا فهذا قد استنبط. (باب) * (معنى ما روى أنه ليس لامرأة خطر لا لصالحتهن ولا لطالحتهن) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمد بن علي الكوفي، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن سنان، عن بعض أصحابنا، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إنما المرأة قلادة فانظر ما تتقلد وليس لامرأة خطر (2) لا لصالحتهن ولا لطالحتهن، وأما صالحتهن فليس خطرها الذهب والفضة، هي خير من الذهب و الفضة: وأما طالحتهن فليس خطرها التراب، التراب خير منها. (باب) * (معنى مشاورة الله عزوجل) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمد بن علي الكوفي، عن عثمان بن عيسى، عن هارون بن خارجة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا أراد أحدكم أمرا فلا يشاورن. فيه أحدا من الناس حتى يشاور الله عزوجل


(1) في بعض النسخ [ بولايتنا من دخل ]. (2) أي مثل ولا عدل. (م) (*)

[ 145 ]

قلت: وما مشاورة الله عزوجل ؟ فقال: يبدء فيستخير الله فيه (1) أولا ثم يشاور فيه فإذا بدء بالله عزوجل أجرى الله له الخيرة على لسان من أحب من الخلق. (باب) * (معنى الحرج) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن عبد الخالق بن عبد ربه، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ومن يرد أن يضله يجعل صدر ضيقا حرجا (2) ” فقال: قد يكون ضيقا وله منفذ يسمع منه ويبصر، والحرج هو الملتأم (3) الذي لا منفذ له يسمع [ به ] ولا يبصر منه (4). 2 – حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار بنيسابور سنة اثنين وخمسين وثلاث مائة قال: حدثا علي بن محمد بن قتبية، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، قال: سألت أبا – الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام (5) ” قال: من يرد الله أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلى جنته ودار كرامته في الاخرة يشرح صدره للتسليم لله والثقة به والسكون إلى ما وعده من ثوابه حتى يطمئن إليه، ومن يرد أن يضله عن جنته ودار كرامته في الاخرة لكفره وعصيانه له في الدنيا يجعل صدره ضيقا حرجا حتى يشك في كفره ويضطرب من اعتقاده قلبه (6) حتى يصير كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون.


(1) أي يطلب من الله سبحانه أن يختار له ما هو خير له. (م) وليس المراد من الاستخارة ما هو المتعارف اليوم لانه إذا كان بمعنى المتعارف فلا معنى للمشاورة بعده. (2) الانعام: 125. (3) كذا في جميع النسخ والصحيح ” الملتئم ” أي الملتصق. (م) (4) مبالغة في نهاية ضيق الصدر وهو مثل فيما لا يستطاع. (5) الانعام: 125. (6) في بعض النسخ ” في اعتقاده وقلبه “. (*)

[ 146 ]

(باب) * (معنى أصدق الاسماء وخيرها) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن معمر بن عمر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أصدق الاسماء ما سمي بالعبودية وخيرها أسماء الانبياء صلوات الله عليهم أجمعين. (باب) * (معنى الغيب والشهادة) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبه بن ميمون، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: ” عالم الغيب والشهادة (1) ” فقال: الغيب ما لم يكن والشهادة ما قد كان. (2)


(1) الجمعة: 8. (2) الغيب: كل ما غاب عنك فلا تدركه، فيطلق على ما لا يدركه البصر لبعد أو غيره وعلى ما لا يناله السمع وهكذا. وحيث إنه تعالى الوجود الصرف الذى لا يعزب عنه موجود، والقيوم لكل شئ الذى لا استقلال لشئ دونه، والمحيط بكل شئ الذى لا يغيب عنه غائب فكل شئ مشهود له ولا يتصور الغيب بالقياس إليه. فمعن قوله تعالى: ” عالم الغيب والشهادة ” – والله العالم – إما أنه العالم بما غاب عن الخلق، أو العالم بما بما يكون في ذاته غيبا فينطبق على الماديات لغيبوبتها عن ذاتها حيث إنها توجد تدريجا وشيئا فشيئا وغيبوبة أجزاءها بعضها عن بعض لانبساطها في الحيز، أو العالم بالمعدوم لغيبوبته عن الوجود. وأما قوله عليه السلام: ” الغيب ما لم يكن والشهادة ما قد كان ” فيمكن أن يكون المراد بقوله: ” ما لم يكن ” ما لم يوجد أصلا فينطبق على الثالث من الاحتمالات المذكورة في الاية، ويمكن ان يكون المراد به ما كان مسبوقا بعدم زماني أي شئ لم يكن سابقا فينطبق على العالم المادى وعلى هذا فالمراد بقوله: ” ما قد كان ” ما فوق الطبيعة وهو العالم المنزه عن المادة ولوازمها من الزمان والمكان كما يشعر به لفظة ” قد ” وينطبق على الاحتمال الثاني ولا يجرى فيه الاحتمال الاول كما لا يخفى. (م) (*)

[ 147 ]

(باب) * (معنى خائنة الاعين) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله عزوجل: ” يعلم خائنة الاعين (1) ” فقال: ألم تر إلى الرجل ينظر إلى الشئ وكأنه لا ينظر إليه فذلك خائنة الاعين. (باب) * (معنى القنطار) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه – رضي الله عنه – عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء مائة آية يصلي بها في ليلة كتب الله له بها قنوت ليلة ومن قرء مأتي آية في ليلة في غير صلاة الليل كتب الله له في اللوح المحفوظ قنطارا من حسنات، والقنطار ألف ومأتي أوقية والاوقية أعظم من جبل احد. 2 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن محمد بن مروان، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من قرء عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرء خمسين آية كتب من الذاكرين، ومن قرء مائة آية كتب من القانتين، ومن قرء مائتي آية كتب من الخاشعين ومن قرء ثلاثمائة آية كتب من الفائزين ومن قرء خمسمائة آية كتب من المجتهدين ومن قرء ألف آية كتب له قنطار. والقنطار خمسة آلاف مثقال ذهب، والمثقال أربعة و عشرون قيراطا أصغرها مثل جبل احد وأكبر هاما بين السماء والارض. * (هامش) (1) المؤمن: 20. (*)


[ 148 ]

(باب) * (معنى البحيرة والسائبة والصيلة والحام) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى الاشعري، عن العباس بن معروف، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام (1) ” قال: إن أهل الجاهلية كانوا إذا ولدت الناقة ولدين في بطن واحد قالوا: وصلت، فلا يستحلون ذبحها ولا أكلها، وإذا ولدت عشرا جعلوها سائبة، ولا يستحلون ظهرها ولا أكلها، و ” الحام ” فحل الابل لم يكونوا يستحلونه فأنزل الله عزوجل أنه لم يكن يحرم شيئا من ذلك. وقد روي أن البحيرة الناقة إذا انتجت خمسة أبطن فإن كان الخامس ذكرا نحروه فأكله الرجال والنساء، وإن كان الخامس انثى بحروا اذنها أي شقوه وكانت حراما على النساء والرجال لحمها ولبنها، وإذا مات حلت للنساء، والسائبة البعير يسيب (2) بنذر يكون على الرجل إن سلمه الله عزوجل من مرض أو بلغه منزله أن يفعل ذلك، والوصيلة من الغنم كانوا إذا ولدت الشاة سبعة أبطن فإن كان السابع ذكرا ذبح فأكل منه الرجال والنساء، وإن كانت انثى تركت في الغنم، وإن كان ذكرا وانثى قالوا: وصلت أخاها فلم تذبح وكان لحومها حراما على النساء إلا أن يكون يموت منها شئ فيحل أكلها للرجال والنساء، والحام الفحل إذا ركب ولد ولده قالوا: قد حمى ظهره. وقد يروى أن الحام هو من الابل إذا انتج عشرة أبطن، قالوا: قد حمى ظهره فلا يركب ولا يمنع من كلاء ولا ماء.


(1) المائدة: 102. (2) سيب الدابة: أي تركها تسيب وتمر حيث تشاء فهى سائبة. (*)

[ 149 ]

(باب) * (معنى العتل والزنيم) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ” عتل بعد ذلك زنيم ” (1) قال: العتل العظيم الكفر، والزنيم المستهتر بكفره (2). (باب) * (معنى شرب الهيم) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي بإسناده رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قيل له: الرجل يشرب بنفس واحد ؟ قال: لا بأس، قلت: فإن من قبلنا يقول: ذلك شرب الهيم ؟ فقال: إنما شرب الهيم ما لم يذكر اسم الله عليه. 2 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن شيخ من أهل المدينة، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام: عن رجل يشرب فلا يقطع حتى يروي، فقال: فهل اللذة إلا ذاك ؟ قلت: فإنهم يقولون: إنه شرب الهيم (3) ؟ فقال: كذبوا إنما شرب الهيم ما لم يذكر [ اسم ] الله عزوجل عليه. 3 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد، وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان الناب، عن عبد الله بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة أنفاس في الشرب أفضل من نفس واحد في الشرب، وقال: كان يكره أن يشبه بالهيم قلت:


(1) القلم: 13. والعتل في اللغة: الجاف الغليظ والزنيم: من لا اصل له والدعى. (2) المستهتر بكذا – بفتح التاء -: المولع به بحيث لا يفعل غيره ولا يتحدث بغيره. (3) الهيم: جمع الاهيم وهو الابل الشديد العطش ويقال: ” قوم هيم ” أي عطاش ويستعمل بمعنى الرمل ولعله بعناية أنه لا يروى من الماء. (م) (*)

[ 150 ]

وما الهيم ؟ قال: الرمل (1). وفي حديث آخر هي الابل. قال مصنف هذا الكتاب: سمعت شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – يقول: سمعت محمد بن الحسن الصفار يقول: كلما كان في كتاب الحلبي: ” وفي حديث آخر ” فذلك قول محمد بن أبي عمير – رحمه الله -. (باب) * (معنى الاصغرين والاكبرين والهيئتين) * 1 – حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الوليد السلمي، قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن أحمد الكاتب النيسابوري بإسناد رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: كمال الرجل بست خصال: بأصغريه، وأكبريه، وهيئتيه. فأما أصغراه فقلبه ولسانه إن قاتل قاتل بجنان، وإن تكلم تكلم بلسان، وأما أكبراه فعقله وهمته، وأما هيئتاه فماله وجماله. (باب) * (معنى كرامة النعمة) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه – رضي الله عنه -، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الصيرفي، عن سعدان بن مسلم، عن حسين بن نعيم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا حسين أكرم النعمة (2). قلت: جعلت فداك، وأي شئ كرامتها ؟ قال: اصطناع المعروف فيما يبقى عليك. (باب) * (معنى السياء) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد ابن على الكوفي، عن عبيد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن إبراهيم


(1) في بعض النسخ [ الزمل ] – بفتح الزاى المعجمة – بمعنى الدابة. (2) في النسخ [ النعم ]. (*)

[ 151 ]

ابن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله قد علمت ابني هذا الكتاب، ففي أي شئ اسلمه ؟ فقال: سلمه (1) لله أبوك ولا تسلمه في خمس: لا تسلمه سياء ولا صائغا ولا قصابا ولا حناطا ولا نخاسا فقال: يارسول الله وما السياء ؟ قال: الذي يبيع الاكفان ويتمنى موت امتي وللمولود عن امتي احب إلي مما طلعت عليه الشمس. وأما الصائغ فإنه يعالج غبن امتي (2). وأما القصاب فإنه يذبح حتى تذهب الرحمة من قلبه. وأما الحناط فإنه يحتكر الطعام على امتي ولئن يلقى الله العبد سارقا أحب إلي من أن يلقاه قد احتكر طعاما أربعين يوما. وأما النخاس فإنه أتاني جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إن شرار امتك الذين يبيعون الناس (3). (باب) * (معنى القليل) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن موسى بن عمر، عن جعفر بن محمد بن يحيى، عن غالب، عن أبي خالد، عن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وما آمن معه إلا قليل ” (4) قال: كانوا ثمانية. (باب) * (معنى آخر للقليل) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي ابن النعمان، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزوجل:


(1) في بعض النسخ [ أسلمه ]. وقوله: ” لله أبوك ” مدح للرجل نظير ” لله دره “. (2) لعل المراد به أنه يزاول ما يحتمل الغرر ويقبل القلب فكأنه بصدد غبنهم. وفى بعض النسخ ” عين ” بالعين المهملة ولعله بمعنى الذهب لانه يجمعه ويعالجه وفي بعضها ” غنى ” فان الذهب والفضة التى يعالجها الصائغ غنى الامة. (م) (3) المشهور بين فقهائنا كراهة هذه الصنائع الخمسة وحملوا الاخبار المعارضة على نفى التحريم. (4) هود: 43. (*)

[ 152 ]

” فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم (1) ” قال: كان القليل ستين ألفا. (باب) * (معنى الخبر الذى روى أن الشؤم في الثلاثة في المرأة، والدابة، والدار) * 1 – حدثني محمد بن علي ماجيلويه – رحمه الله – قال: حدثني محمد بن يحيى العطار، قال: حدثني سهل بن زياد، قال: حدثني عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تذاكرنا الشؤم عنده، قال: الشؤم في ثلاثة: في المرأة، والدابة، والدار. فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها، وأما الدابة فسوء خلقها ومنعها ظهرها، وأما الدار فضيق ساحتها وشر جيرانها وكثرة عيوبها. 2 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الله ابن ميمون، عن عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الشؤم في ثلاثة أشياء: في الدابة، والمرأة، والدار. فأما المرأة فشؤمها غلاء مهرها وعسر ولادتها، وأما الدابة فشؤمها كثرة عللها وسوء خلقها، وأما الدار فشؤمها ضيقها وخبث جيرانها. وقال: من بركة المرأة خفة مؤونتها ويسر ولادتها، وشؤمها شدة مؤونتها وتعسر ولادتها. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله ” أيما رجل ترك دينارين) * * (فهما كى بين عينه) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن إسماعيل، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عمن سمعه – وقد سماه – عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الزكاة ما يأخذ منها الرجل ؟ وقلت له: إنه بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه واله قال: أيما رجل ترك دينارين فهما كي بين عينيه. قال: فقال: اولئك


(1) البقرة: 245. (*)

[ 153 ]

قوم كانوا أضيافا على رسول الله صلى الله عليه واله فإذا أمسى قال: يا فلان اذهب فعش هذا (1). فإذا أصبح قال: يا فلان اذهب فغد هذا (2). فلم يكونوا يخافون أن يصبحوا بغير غداء ولا بغير عشاء فجمع الرجل منهم دينارين، فقال رسول الله صلى الله عليه واله فيه هذه المقالة، فإن الناس إنما يعطون من السنة إلى السنة فللرجل أن ياخذ ما يكفيه ويكفي عياله من السنة إلى السنة. (باب) * (معنى الزكاة الظاهرة والباطنة) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن أحمد، قال: حدثنا أبو عبد الله الرازي، عن نصر بن الصباح، عن المفضل بن عمر، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فسأله رجل: في كم تجب الزكاة من المال ؟ فقال له: الزكاة الظاهرة أم الباطنة تريد ؟ قال: اريدهما جميعا، فقال: أما الظاهرة ففي كل ألف خمسة وعشرون درهما، وأما الباطنة فلا تستأثر (3) على أخيك بما هو أحوج إليك منك. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله للرجل الذى مات وترك دينارين) * * (” ترك كثيرا “) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة، عن أبان، قال: ذكر بعضهم عند أبي الحسن عليه السلام فقال: بلغنا أن رجلا هلك على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وترك دينارين فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ” ترك كثيرا ” قال: إن ذلك كان رجلا يأتي أهل الصفة فيسألهم فمات وترك دينارين.


(1) عشاه: اطعمه العشاء – بالفتح – وهو طعام العشى. (2) غداه: أطعمه الغداء – بالفتح – وهو طعام اول النهار. (3) استاثر بالشئ على الغير: استبد به وخص به نفسه. (*)

[ 154 ]

* (باب) * * (معنى عفو رسول الله صلى الله عليه واله عما سوى التسعه الاصناف) * * (في الزكاة) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن موسى ابن عمر، عن محمد بن سنان، عن ابي سعيد القماط، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن الزكاة فقال: وضع رسول الله صلى الله عليه واله الزكاة على تسعة وعفا عما سوى ذلك: الحنطة والشعير، والتمر، والزبيب، والذهب، والفضة، والبقرة، والغنم، والابل فقال السائل: فالذرة ؟ فغضب عليه السلام ثم قال: كان والله على عهد رسول الله صلى الله عليه واله السماسم والذرة والدخن وجميع ذلك، فقال: إنهم يقولون: إنه لم يكن ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وإنما وضع على تسعة لما لم يكن بحضرته غير ذلك فغضب وقال: كذبوا فهل يكون العفو إلا عن شئ قد كان ولا والله ما أعرف شيئا عليه الزكاة غير هذا فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. (باب) * (معنى الجماعة والفرقة والسنة والبدعة) * 1 – أبي – رحمه الله – قال حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن أبي الجهم هارون بن الجهم، عن حفص بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه واله عن جماعة امته (1)، فقال: جماعة امتي أهل الحق وإن قلوا. (2) 2 – وبهذا الاسناد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي يحيى الواسطي، عن عبد الله بن يحيى بن عبد الله العلوي رفعه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه واله: ما جماعة امتك ؟ قال: من كان على الحق وإن كانوا عشرة. 3 – وبهذا الاسناد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن عاصم


(1) في بعض النسخ [ عن الجماعة ]. (2) يعنى جماعة امتى هم أهل الحق منهم وإن قلوا كما يأتي في الحديث الاتى. (*)

[ 155 ]

ابن حميد رفعه قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أخبرني عن السنة والبدعة وعن الجماعة وعن الفرقة ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: السنة ماسن رسول الله صلى الله عليه واله، و البدعة ما احدث من بعده، والجماعة أهل الحق وإن كانوا قليلا، والفرقة أهل الباطل وإن كانوا كثيرا. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله للرجل الذى قال له (1):) * * (” أنت ومالك لابيك “) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما يحل للرجل من مال ولده ؟ فقال: قوته بغير سرف إذا اضطر إليه. قال: فقلت له: فقول رسول الله صلى الله عليه واله للرجل الذي أتاه فقدم إليه أباه فقال: أنت ومالك لابيك ؟ فقال: إنما جاء بأبيه إلى النبي صلى الله عليه واله وقال له: يارسول الله هذا أبي وقد ظلمني ميراثي من امي فأخبره الاب أنه قد أنفقه عليه وعلى نفسه. فقال: أنت ومالك لابيك ولم يكن عند الرجل شئ، أو كان رسول الله صلى الله عليه واله يحبس أبا لابن ؟ !. (باب) * (معنى المنقلين) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن الحسن، عن ابن فضال عن علي بن يعقوب، عن مروان بن مسلم، عن محمد بن شريح، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن خروج النساء في العيدين. فقال: لا، إلا العجوز عليها منقلاها – يعني الخفين -.


(1) كذا في النسخ التى بأيدينا ولعل الاصح ” للرجل الذى أتاه.. “. (م) (*)

[ 156 ]

(باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله ” ليس للنساء سراة الطريق “) * 1 – حدثنا محمد بن علي ما جيلويه – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ليس للنساء سراة الطريق ولكن جنباه – يعني بالسراة وسطه. (باب) * (معنى يوم التلاق، ويوم التناد، ويوم التغابن، ويوم الحسرة) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يوم التلاق يوم يلتقي أهل السماء وأهل الارض، ويوم التناد يوم ينادي أهل النار أهل الجنة ” أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ” ويوم التغابن يوم يغبن أهل الجنة أهل النار، و يوم الحسرة يوم يؤتى بالموت فيذبح. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله ” مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم “) * 1 – حدثني (1) محمد بن بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن غياث بن كلوب، عن إسحاق بن عمار، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما وجدتم في كتاب الله عز وجل فالعمل لكم به لا عذر لكم في تركه، وما لم يكن في كتاب الله عزوجل وكانت فيه سنة مني فلا عذر لكم في ترك سنتي، وما لم يكن فيه سنة مني فما قال أصحابي فقولوا به، فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم بأيها اخذ اهتدي، وبأي أقاويل أصحابي


(1) في بعض النسخ [ حدثنا ]. (*)

[ 157 ]

أخذتم اهتديتم، واختلاف أصحابي لكم رحمة. فقيل: يارسول الله ومن أصحابك ؟ قال: أهل بيتي. قال محمد بن علي مؤلف هذا الكتاب: إن أهل البيت عليهم السلام لا يختلفون ولكن يفتون الشيعة بمر الحق وربما أفتوهم بالتقية فما يختلف من قولهم فهو للتقية والتقية رحمه للشيعة (1). (باب) * (معنى قوله عليه السلام ” اختلاف امتى رحمة “) * 1 – حدثنا علي بن أحمد بن محمد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن أبي الخير صالح بن أبي حماد، قال: حدثني أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد المؤمن الانصاري، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إن قومارووا أن رسول الله صلى الله عليه واله قال: ” إن اختلاف امتي رحمة ” ؟ فقال: صدقوا، قلت: إن كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب ؟ قال: ليس حيث ذهبت وذهبوا، إنما أراد قول الله عزوجل: ” فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (2) ” فأمرهم أن ينفروا إلى رسول الله صلى الله عليه واله ويختلفوا إليه فيتعلموا ثم يرجعوا إلى قومهم فيعلموهم، إنما أراد اختلافهم من البلدان لا اختلافا في دين الله، إنما الدين واحد. (باب) * (معنى الكذب المفترع) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد


(1) يجوزأن يكون المراد بالاختلاف معناه الاخر أي التعاقب والتردد كما في قول الله سبحانه: ” ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار – الاية – ” أي تعاقبهما وفى الزيارة الجامعة الكبيرة ” ومختلف الملائكة ” أي موضع نزولهم وترددهم وإيابهم وذهابهم. والمراد بالاصحاب: الائمة كما جاءت في الاخبار. (2) التوبه: 123. (*)

[ 158 ]

ابن علي رفعه، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إياكم والكذب المفترع. قيل له: وما الكذب المفترع ؟ قال: أن يحدثك الرجل بالحديث فترويه عن غير الذي حدثك به. (باب) * (معنى قول الله عزوجل: ” ان عبادي ليس لك عليهم سلطان “) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن علي بن النعمان، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: ” إن عبادي ليس لك عليهم سلطان (1) ” قال: ليس له على هذه العصابة خاصة سلطان، قال: قلت: وكيف جعلت فداك وفيهم ما فيهم ؟ قال: ليس حيث تذهب، إنما قوله: ” ليس لك عليهم سلطان ” أن يحبب إليهم الكفر ويبغض إليهم الايمان. (باب) * (معنى المعادن والاشراف وأهل البيوتات) * * (والمولد الطيب) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن سلمة بن الخطاب، عن علي ابن محمد الاشعث، عن الدهقان، عن أحمد بن (ي‍) زيد، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى ابن جعفر عليهما السلام قال: إنما شيعتنا المعادن والاشراف وأهل البيوتات ومن مولده طيب. قال علي بن جعفر: فسألته عن تفسير ذلك، فقال: المعادن من قريش، والاشراف من العرب وأهل البيوتات من الموالي، ومن مولده طيب من أهل السواد. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله ” حدث عن نبى اسرائيل ولا حرج “) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين


(1) الحجر: 43. (*)

[ 159 ]

ابن سيف، عن أخيه علي بن سيف، عن أبيه سيف بن عميرة، عن محمد بن مارد، عن عبد الاعلى ابن أعين، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك حديث يرويه الناس أن رسول الله صلى الله عليه واله قال: ” حدث عن بنى إسرائيل ولا حرج ” قال: نعم، قلت: فنحدث عن بني إسرائيل بما سمعناه ولا حرج علينا ؟ قال: أما سمعت ما قال: كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ؟ فقلت: فكيف هذا ؟ قال: ماكان في الكتاب أنه كان في بني اسرائيل فحدث أنه كائن في هذه الامة ولا حرج. (باب) * (معنى ماروى أن الفقيه لا يعيد الصلاة) * 1 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال: أخبرنا المنذر بن محمد قراءة، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه رجل فسأله عن رجل لم يدر واحدة صلى أو اثنين فقال له: يعيد الصلاة، فقال له: فأين ماروي أن الفقيه لا يعيد الصلاة ؟ قال: إنما ذلك في الثلاث والاربع. (باب) * (معنى السميط والسعيدة والانثى والذكر) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، وأيوب بن نوح، عن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن رسول الله صلى الله عليه واله كان نبى مسجده بالسميط، ثم إن المسلمين كثروا فقالوا: يارسول الله لو أمرت بالمسجد فزيد فيه. فقال: نعم، فأمر به فزيد فيه. وبنى بالسعيدة، ثم إن المسلمين كثروا فقالوا: يارسول الله لو أمرت بالمسجد فزيد فيه. فقال: نعم فزاد (1) فيه وبنى جداره بالانثى والذكر، ثم أشتد عليهم الحر فقالوا: يا


(1) في بعض النسخ [ فأمر به فزيد فيه ]. (*)

[ 160 ]

رسول الله لو أمرت بالمسجد فظلل. قال: فأمر به فاقيمت فيه سوارى جذوع النخل، ثم طرحت عليه العوارض والخصف والاذخر (1) فعاشوا فيه حتى أصابتهم الامطار فجعل المسجد يكف عليهم (2)، فقالوا: يارسول الله لو أمرت به فطين. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله: لا، عريش (3) كعريش موسى، فلم يزل كذلك حتى قبض رسول الله صلى الله عليه واله وكان جداره قبل أن يظلل قدر قامة فكان إذا كان الفيئ ذراعا وهو قدر مربض عنز صلى الظهر فإذا كان الفيئ ذراعين وهو ضعف ذلك صلى العصر، قال: وقال: السميط لبنة لبنة، والسعيدة لبنة ونصف، والانثى والذكر لبنتان مخالفتان. (باب) * (معنى الجهاد الاكبر) * 1 – حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس – رضي الله عنه – قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، قال: أخبرني محمد بن يحيى الخزاز، قال: حدثني موسى بن إسماعيل عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه واله بعث سرية فلما رجعوا قال: مرحبا بقوم قضوا الجهاد الاصغر وبقي عليهم الجهاد الاكبر قيل: يارسول الله وما الجهاد الاكبر ؟ قال: جهاد النفس، وقال عليه السلام أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه. (باب) * (معنى أول النعم وبادئها) * 1 – حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن – رضي الله عنهما – قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن الكوفي، وأبو يوسف يعقوب


(1) الادخر: نبات طيب الرائحة. والحشيش الاخضر. (2) أي يقطر. (3) العريش: البيت الذى يستظل به ولفظة ” لا ” منقطعة عما بعدها والمعنى لاأجوز لكم هذا وما ينبغي عريش الاكعريش موسى عليه السلام. (*)

[ 161 ]

ابن يزيد الانباري الكاتب، عن أبي محمد عبد الله بن محمد الغفاري، عن الحسين بن (ي‍) زيد، عن الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله من أحبنا أهل البيت فليحمد الله تعالى على أول النعم. قيل: وما أول النعم ؟ قال: طيب الولادة ولا يحبنا إلا من طابت ولادته ولا يبغضنا إلا من خبثت ولادته. 2 – حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله – رحمه الله – قال: حدثنا أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي محمد الانصاري، عن غير واحد، عن أبي جعفر الباقر عليهما السلام، قال: من أصبح يجد برد حبنا على قلبه فليحمد الله على بادئ النعم قيل: وما بادئ النعم ؟ قال: طيب المولد. 3 – حدثنا الحسين بن إبراهيم بن تاتانة، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه إبرهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن زياد النهدي، عن عبد الله بن صالح، عن زيد ابن علي، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا علي من أحبني وأحبك وأحب الائمة من ولدك فليحمد الله على طيب مولده فإنه لايحبنا إلا من طابت ولادته ولا يبغضنا إلا من خبثت ولادته. 4 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه – رضي الله عنه – عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من وجد برد حبنا على قلبه فليكثر الدعاء لامه فإنها لم تخن أباه. (باب) * (معنى اولى الاربة من الرجال) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان ابن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز و جل: ” أو التابعين غير اولي الاربة من الرجال (1) ” إلى آخر الاية فقال: الاحمق الذي لا يأتي النساء.


(1) النور: 31. (*)

[ 162 ]

2 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ” التابعين غير اولي الاربة من الرجال ” قال: هو الابلة المولى عليه الذي لا يأتي النساء. (باب) * (معنى الاربعاء والنطاف) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى (1) العطار، عن محمد بن علي بن محبوب، عن علي بن السندي، عن صفوان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لا تستأجر الارض بالمترولا بالحنطة ولا بالشعير ولا بالاربعاء ولا بالنطاف: قلت: وما الاربعاء ؟ قال: الشرب، والنطاف فضل الماء ولكن تقبلها بالذهب والفضة والنصف و الثلث والربع. (باب) * (معنى الخبء الذى ما عبد الله بشئ أحب إليه منه) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس ابن عبد الرحمن، عن هشام بن سالم، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما عبد الله بشئ أحب إليه من الخبء. قلت: وما الخبء ؟ قال: التقية. (باب) * (معنى تسليم الرجل على نفسه) * 1 – أبي – رحمه الله – قال حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” فإذا دخلتم


(1) في بعض النسخ [ أحمد بن الحسن ]. (*)

[ 163 ]

بيوتا فسلموا على أنفسكم – الاية – “. (1) فقال: هو تسليم الرجل على أهل البيت حين يدخل ثم يردون عليه، فهو سلامكم على أنفسكم. (باب) * (معنى الاستيناس) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، ومحسن بن أحمد، عن أبان بن الاحمر، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله الله عزوجل: ” لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها (2) ” قال: الاستيناس وقع النعل والتسليم. (باب) * ” (معنى قول أمير المؤمنين عليهالسلام ” لا يأبى الكرامة الا حمار “) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي الكوفي، عن أحمد بن محمد البزنطي، قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا يأبى الكرامة إلا حمار، قلت: وما معنى ذلك ؟ فقال: ذلك في الطيب يعرض عليه، والتوسعة في المجلس، من أباههما كان كما قال. (باب) * (معنى طينة خبال) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن


(1) النور: 61. (2) النور: 27. (*)

[ 164 ]

الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من باهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيهما حبسه الله عزوجل يوم القيامة في طينة خبال حتى يخرج مما قال، قلت: وما طينة خبال ؟ قال: صديد يخرج من فروج المومسات (1) يعني الزواني. 2 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مهران بن محمد، عن سعد الاسكاف عن أبي جعفر عليه السلام قال: من شرب الخمر (2) أو مسكرا لم تقبل صلاته أربعين صباحا فإن عاد سقاه الله طينة خبال، قلت: وما طينة خبال ؟ قال: صديد يخرج من فروج الزناة. (باب) * (معنى العقدين) * 1 – حدثنا محمد بن علي ما جيلويه – رحمه الله – عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد ابن علي الكوفي، عن عيسى بن عبد الله العمري، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن علي عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه واله قال: لا يصلين أحدكم وبه أحد العقدين يعني البول والغائط. (باب) * (معنى الدعابة) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله قال: حدثني شريف بن سابق أبو محمد التفليسي، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن إلا فيه دعابة. قلت: وما الدعابة ؟ قال: المزاح.


(1) خبال – بفتح الخاء والباء – والمومسة: المرأة المجاهرة بالفجور. (2) في بعض النسخ [ خمرا ]. (*)

[ 165 ]

(باب) * (معنى قول أبى ذر رحمة الله عليه ثلاثة يبغضها الناس وأنا احبها) * 1 – أبي – رحمه الله – قال حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن شعيب العقرقوفي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: شئ يروى، عن أبي ذر – رحمة الله عليه – أنه كان يقول: ثلاثة يبغضها الناس وأنا احبها: احب الموت، واحب الفقر، واحب البلاء، فقال: إن هذا ليس على ما يرون (1)، إنما عنى: الموت في طاعة الله أحب إلي من الحياة في معصية الله، والفقر في طاعة الله أحب إلي من الغنا في معصية الله، والبلاء في طاعة الله أحب إلي من الصحة في معصية الله. (باب) * (معنى قول الصادق عليه السلام الكذبة تفطر الصائم) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: الكذبة تفطر الصائم. قال: فقلت له: هلكنا، قال: لا، إنما أعني الكذب على الله عزوجل وعلى رسوله صلى الله عليه واله وعلى الائمة عليهم السلام. (باب) * (معنى الجار وحد المجاورة) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك، ما حد الجار ؟ قال: أربعين دارا من كل جانب.


(1) في بعض النسخ [ يروون ]. (*)

[ 166 ]

(باب) * (معنى ما روى أن من كان يحبنا وهو في موضع لا يشينه فهو) * * (من خالص الله عزوجل) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن ابن بكير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كان يحبنا وهو في موضع لا يشينه فهو من خالص الله تبارك وتعالى. قلت: جعلت فداك وما الموضع الذي لا يشينه ؟ قال: لا يرمى في مولده. – وفي خبر آخر: لم يجعل ولد زنا -. (باب) * (معنى الاكراه والاجبار) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يمين في غضب ولا في إجبار ولا في إكراه. قلت: أصلحك الله، فما الفرق بين الاكراه والاجبار ؟ قال: الاجبار من السلطان، والاكراه يكون من الزوجة والام والاب وليس بشئ. (باب) * (معنى النومة) * 1 – حدثني محمد بن علي ماجيلويه – رحمه الله – عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي القرشي، عن الحسين بن سفيان الجريري، عن سلام بن أبي عمره الازدي، عن معروف ابن خربوز، عن أبي الطفيل أنه سمع أمير المؤمنين عليه السلام يقول: إن بعدي فتنا مظلمة عمياء مشككة لا يبقى فيها إلا النومة. قيل: وما النومة يا أمير المؤمنين ؟ قال: الذي لا يدري الناس ما في نفسه.


[ 167 ]

(باب) * (معنى سبيل الله) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الاية في قول الله عزوجل: ” ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم ” (1) قال: فقال: أتدري ما سبيل الله ؟ قال: قلت: لا والله إلا أن أسمعه منك. قال: سبيل الله [ هو ] علي عليه السلام وذريته، [ وسبيل الله ] من قتل في ولايته قتل في سبيل الله، ومن مات في ولايته مات في سبيل الله. 2 – أبي – رحمه الله – قال: حدثني محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن العبيدي، عن محمد بن سليمان البصري، عن الحسين بن عمر قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إن رجلا أوصى إلي في السبيل. قال: فقال لي: اصرفه في الحج. قال: قلت: إنه أوصى إلي في السبيل. قال: اصرفه في الحج فإني لا أعرف سبيلا من سبله أفضل من الحج. 3 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – قال: حدثا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن راشد، قال: سألت أبا الحسن العسكري عليه السلام بالمدينة عن رجل أوصى بماله في سبيل الله. قال: سبيل الله شيعتنا. (باب) * (معنى الرمى بالصلعاء) * 1 حدثني محمد بن علي ماجيلويه – رحمه الله -، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي القرشي، عن سفيان الجريري، عن علي بن الحزور، عن الاصبغ بن نباتة


(1) آل عمران: 157. (*)

[ 168 ]

قال: لما أقبل أمير المؤمنين عليه السلام من البصره تلقاه أشراف الناس فهنؤوه (1) وقالوا: إنا نرجو أن يكون هذا الامر فيكم ولا ينازعكم فيه أحد أبدا فقال: هيهات – في كلام له – أنى ذلك ولما ترمون بالصلعاء (2). قالوا: يا أمير المؤمنين وما الصلعاء ؟ قال: تؤخذ أموالكم قسرا فلا تمنعون. (باب) * (معنى الصليعاء والقريعاء) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، قال: حدثني مفضل بن سعيد (3)، عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاء أعرابي أحد بني عامر إلي النبي صلى الله عليه واله فسأله وذكر حديثا طويلا يذكر في آخره أنه سأله الاعرابي عن الصليعاء والقريعاء وخير بقاع الارض وشر بقاع الارض. فقال بعد أن أتاه جبرئيل فأخبره: إن الصليعاء الارض السبخة التي لا تروي ولا تشبع مرعاها، والقريعاء الارض التي لا تعطي بركتها ولا يخرج ينعها ولا يدرك ما انفق فيها، وشر بقاع الارض الاسواق وهي ميدان إبليس يغدو برايته ويضع كرسيه ويبث ذريته فبين مطفف في قفيز (4) أو طائش في ميزان أو سارق في ذراع أو كاذب في سلعة فيقول: عليكم برجل مات أبوه وأبوكم حي، فلا يزال الشيطان مع أول من يدخل وآخر من يرجع (5) وخير البقاع (6) المساجد وأحبهم إليه أولهم دخولا وآخرهم خروجا – وكان الحديث طويلا اختصرنا منه موضع الحاجة -.


(1) هنأه تهنيئا وتهنئة: ضد عزاه. (2) الصلعاء: الداهية. (3) في بعض النسخ [ عن محمد بن سعيد ]. وفى بعضها [ عن مفضل، عن سعيد ]. (4) القفيز: المكيال، وطفف فيه: نقص، وطاش في الميزان: نقصه. (5) في بعض النسخ [ يخرج ]. (6) في بعض النسخ [ بقاع الارض ]. (*)

[ 169 ]

(باب) * (معنى وطئ أعقاب الرجال) * 1 – حدثنى محمد بن علي ماجيلويه – رضي الله عنه – عن عمه، عن محمد بن علي الكوفي، عن حسين بن أيوب بن أبي عقيلة الصيرفي، عن كرام الخثعمي، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إياك والرئاسة، وإياك أن تطأ أعقاب الرجال. فقلت: جعلت فداك أما الرئاسة فقد عرفتها، وأما أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي إلا مما وطأت أعقاب الرجال. فقال: ليس حيث تذهب، إياك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه في كل ما قال. (باب) * (معنى الوصمة والبادرة) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه، عن محمد بن علي الكوفي، عن حضين ابن مخارق أبي جنادة (1) السلولي، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من صام شعبان كان له طهرا (2) من كل زلة ووصمة وبادرة. قال أبو حمزة: فقلت لابي جعفر عليه السلام: ما الوصمة ؟ قال: اليمين في معصية، ولا (3) نذر في معصية (4) قلت: فما الباردة ؟ قال: اليمين عند الغضب، والتوبة منها الندم عليها.


(1) حضين – بالحاء المهملة والضاد المعجمة. (2) في بعض النسخ ” ظهيرا ” والظاهر أنه تصحيف. (م) (3) في بعض النسخ [ فلا ]. (4) في بعض النسخ [ معصيته ] والظاهر أنه تصحيف. والوصمة: العقدة أو ما عقد بسرعة و يستعار لليمين والنذر بعناية أن الانسان يعقد هما على نفسه. (م) (*)

[ 170 ]

(باب) * (معنى الحج) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن أبان بن عثمان، عمن أخبره، قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: لم سمي الحج ؟ قال: الحج الفلاح، يقال: حج فلان أي أفلح. (باب) * (معنى قول الصادق عليه السلام في قول الله عزوجل: ” انه شاء) * * (وأراد ولم يحب ولم يرض “) * 1 – أبي رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن شعيب، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: شاء وأراد ولم يحب ولم يرض. قلت له: كيف ؟ قال: شاء أن لا يكون شئ إلا بعلمه، وأراد مثل ذلك، ولم يحب أن يقال له: ثالث ثلاثة، ولم يرض لعباده الكفر (1). (باب) * (معنى الاغلب المغلوب) * 1 – أبي رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن بعض أصحابنا رفعه، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الاغلب من غلب بالخير، والمغلوب من غلب بالشر، والمؤمن ملجم (2).


(1) الرواية هكذا رواها الكليني – رحمه الله – باسناده في الكافي ج 1 ص 151 عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام وشرحه العلامة المجلسي – رحمه الله – مجملا في مرآة العقول. (2) ألجم الدابة: ألبسها اللجام و ” المؤمن ملجم ” كناية عن تقييده بجميع احكام الشرع و عدم امكان خلاصه منها ما دام في قيد الايمان. (*)

[ 171 ]

(باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله في أمر الاعرابي الذى أتاه:) * * (” يا على قم فاقطع لسانه “) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن موسى بن عمر عن موسى بن بكر، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى النبي صلى الله عليه واله أعرابي فقال له: ألست خيرنا أبا واما وأكرمنا عقبا ورئيسنا (1) في الجاهلية والاسلام ؟ فغضب النبي صلى الله عليه واله وقال: يا أعرابي كم دون لسانك من حجاب ؟ قال: اثنان: شفتان وأسنان، فقال: النبي صلى الله عليه واله: فما كان في أحد هذين ما يرد عنا غرب (2) لسانك هذا ؟ ! أما إنه لم يعط أحد في دنياه شيئا هو أضر له في آخرته من طلاقة لسانه ! يا علي قم فاقطع لسانه فظن الناس أنه يقطع لسانه فأعطاه دراهم. (باب) * (معنى الموتور أهله وماله) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ما خدعوك عن شئ فلا يخدعوك في العصر، صلها والشمس بيضاء نقية. فإن رسول الله صلى الله عليه واله قال: الموتور أهله وماله من ضيع صلاة العصر. قلت: وما الموتور (3) أهله وماله ؟ قال: لا يكون له أهل ولا مال في الجنة. قلت: وما تضييعها ؟ قال: يدعها والله حتى تصفار (4) أو تغيب.


(1) في بعض النسخ [ رئيسا ] والظاهر أنه تصحيف. (م) (2) الغرب – بفتح الغين المعجمة وسكون الراء -: الحدة. (3) وتر فلانا ماله أو حقه: نقصه إياه. (4) اصفارت الشمس: صارت ذا صفرة. (*)

[ 172 ]

(باب) * (معنى المحدث) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن عباس ابن هلال، قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: إني احب أن يكون المؤمن محدثا (1) قال: قلت: وأي شئ يكون المحدث ؟ قال: المفهم. (باب) * (معنى السوء) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن سنان (2) عن خلف بن حماد، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لرجل من أصحابه: إذا أردت الحجامة وخرج الدم من محاجمك فقل قبل أن تفرغ والدم يسيل: ” بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله الكريم في حجامتي هذه من العين في الدم ومن كل سوء ” ثم قال: وما علمت يا فلان أنك إذا قلت هذا فقد جمعت الاشياء كلها، إن الله تعالى يقول: ” ولو كنت أعلم الغيب لا ستكثرت من الخير وما مسني السوء (3) ” يعني الفقر. وقال عزوجل: ” كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ” (4) يعني أن يدخل في


(1) المحدث – بفتح الدال المشددة -. (2) في بعض النسخ ” محمد بن سنان ” وهو الاظهر ويؤيده عدم رواية محمد بن خالد البرقي عن عبد الله بن سنان وأيضا لم نجد رواية عبد الله بن سنان عن خلف بن حماد وإن كان هو يروى عنه بخلاف محمد بن سنان فان روايته عن خلف بن حماد كثيرة ولكن في النسخ اختلاف في هذا الاسناد ففى بعضها ” سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن عمه عن محمد بن سنان ” والله العالم. (م) (3) الاعراف 188. وتمام الاية هكذا ” قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون “. (4) يوسف: 24. (*)

[ 173 ]

الزنا وقال لموسى عليه السلام: ” أدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء (1) ” قال: من غير برص. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله في الحية ” من تركها) * * (تخوفا من تبعتها فليس منى) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة، عن أبان، قال: سئل أبو الحسن عليه السلام عن رجل يقتل الحية وقال له السائل: إنه بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه واله قال: ” من تركها تخوفا من تبعتها فليس مني ” قال: إن رسول الله صلى الله عليه واله قال: ” ومن تركها تخوفا من تبعتها فليس مني ” فأما حية لا تطلبك ولا بأس بتركها (2). (باب) * (معنى السامة والهامة والعامة واللامة) * 1 – أبي – رحمه الله – عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن موسى بن جعفر، عن غير واحد من أصحابنا، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن قول رسول الله صلى الله عليه واله: ” أعوذ بك من شر السامة والهامة والعامة واللامة ” فقال: السامة القرابة، والهامة هو ام الارض (3)، واللامة لمم الشياطين، والعامة عامة الناس. (باب) * (معنى الرم) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن أبي الجوزاء، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه عليهم السلام، عن علي


(1) النمل: 12. (2) في أكثر النسخ [ فانها حية لا تطلبك فلا بأس بتركها ] وهو تصحيف. (3) الهوام جمع الهامة وهى ما كان له سم كالحية. (*)

[ 174 ]

عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ليس في امتي رهبانية ولا سياحة ولا رم (1) يعني السكوت. (باب) * (معنى التوبة النصوح) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن هلال قال: سألت أبا الحسن الاخير عليه السلام عن التوبة النصوح ما هي ؟ فكتب عليه السلام: أن يكون الباطن كالظاهر وأفضل من ذلك. 2 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن القاسم البجلي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” توبوا إلى الله توبة نصوحا ” (2) قال: هو صوم يوم الاربعاء و [ يوم ] الخميس و [ يوم ] الجمعة. قال مصنف هذا الكتاب: معناه أن يصوم هذه الايام ثم يتوب. 3 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رضى الله عنه – قال: حدثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد الله اليقطيني، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، وغيره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: التوبة النصوح أن يكون باطن الرجل كظاهره وأفضل. وقد روي أن التوبة النصوح هو أن يتوب الرجل من ذنب وينوي أن لا يعود إليه أبدا. (باب) * (معنى حسنة الدنيا وحسنة الاخرة) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رحمه الله – قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله


(1) كذا وفى بعض النسخ [ ذم ] وهو تصحيف. (2) التحريم: 8. والنصوح في اللغة: الخالص. (*)

[ 175 ]

عليه السلام في قوله عزوجل: ” ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة (1) ” قال: رضوان الله والجنة في الاخرة، والسعة في الرزق والمعاش وحسن الخلق في الدنيا. (باب) * (معنى دين الدنيا ودين الاخرة) * 1 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن عبد الله ابن الفضل الهاشمي، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إن علي دينا كثيرا ولي عيال ولا أقدر على الحج فعلمني دعاء أدعو به. فقال: قل في دبر كل صلاة مكتوبة: ” اللهم صل على محمد وآل محمد واقض عني دين الدنيا ودين الاخرة “. فقلت له: أما دين الدنيا فقد عرفته، فما دين الاخرة ؟ فقال: دين الاخرة الحج. (باب) * (معنى قول المصلى في تشهده: ” لله ما طاب وطهر وما خبث فلغيره “) * 1 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن عبد الله ابن الفضل الهاشمي، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما معنى قول المصلي في تشهده: ” لله ما طاب وطهر وما خبث فلغيره ” ؟ قال: ما طاب وطهر كسب الحلال من الرزق وما خبث فالربا. (باب) * (معنى التسليم في الصلاة) * 1 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا


(1) البقرة: 200. (*)

[ 176 ]

القطان، قال: حدثنا بكربن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن معنى التسليم في الصلاة فقال: التسليم علامة الامن وتحليل الصلاة، قلت: وكيف ذلك جعلت فداك ؟ قال: كان الناس فيما مضى إذا سلم عليهم وارد أمنوا شره، وكانوا إذا ردوا عليه أمن شرهم، فإن لم يسلم لم يأمنوه، وإن لم يردوا على المسلم لم يأمنهم، وذلك خلق في العرب فجعل التسليم علامة للخروج من الصلاة، وتحليلا للكلام، وأمنا من أن يدخل في الصلاة ما يفسدها. والسلام اسم من أسماء الله عزوجل وهو واقع من المصلي على ملكي الله المؤكلين به. (باب) * (معنى دار السلام) * 1 – حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ، قال: حدثنا موسى بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس أنه قال: دار السلام الجنة، و أهلها لهم السلامة من جميع الافات والعاهات والامراض والاسقام، ولهم السلامة من الهرم والموت وتغير الاحوال عليهم، وهم المكرمون الذين لا يهانون أبدا، وهم الاعزاء الذين لا يذلون أبدا، وهم الاغنياء الذين لا يفتقرون أبدا، وهم السعداء الذين لا يشقون أبدا، وهم الفرحون المستبشرون (1) الذين لا يغتمون ولا يهتمون أبدا، وهم الاحياء الذين لا يموتون أبدا، فهم في قصور الدر والمرجان أبوابها مشرعة إلى عرش الرحمن، ” والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار “. 2 – حدثنا علي بن عبد الله الوراق، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا العباس بن سعيد الازرق – وكان من العامة – قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح، قال:


(1) في بعض النسخ [ المسرورون ]. (*)

[ 177 ]

حدثنا شريك بن عبد الله، عن العلاء بن عبد الكريم، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قول الله عزوجل: ” والله يدعوا إلى دار السلام ” (1) فقال: إن السلام هو الله عزوجل، و داره التي خلقها لاوليائه الجنة. (باب) * (معنى سبع كلمات تبع فيها حكيم حكيما سبع مائة فرسخ) * 1 – حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار – رضي الله عنه – قال: حدثنا أبي، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، قال: حدثني أبو عبد الله الرازي – واسمه عبد الله بن أحمد – عن سجادة – واسمه الحسن بن علي بن أبي عثمان، واسم أبي عثمان حبيب -، عن محمد بن أبي حمزة، عن محمد بن وهب، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: تبع حكيم حكيما سبع مائة فرسخ في سبع كلمات، فلما لحق به قال له: يا هذا ما أرفع من السماء، وأوسع من الارض، وأغنى من البحر، وأقسى من الحجر، وأشد حرارة من النار، وأشد بردا من الزمهرير، وأثقل من الجبال الراسيات ؟ فقال له: يا هذا إن الحق أرفع من السماء، والعدل أوسع من الارض، وغنى النفس أغنى من البحر، وقلب الكافر أقسى من الحجر، والحريص الجشع أشد حرارة من النار، واليأس من روح الله عزوجل أشد بردا من الزمهرير، والبهتان على البريئ أثقل من الجبال الراسيات. (باب) * (معنى اشراف الامة) * 1 – حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن أسد الاسدي، قال: حدثنا عثمان بن عمر [ ابن ] أبي غيلان الثقفي، وعيسى بن سليمان بن عبد الملك القرشي، قالا: حدثنا أبو إبراهيم


(1) يونس: 25. (*)

[ 178 ]

الترجماني (1) [ قال: حدثنا سعد بن سعيد الجرجاني ] قال: حدثنا نهشل بن سعيد (2)، عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أشراف امتي حملة القرآن و أصحاب الليل. 2 – حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن أسد الاسدي، قال: حدثنا محمد بن جرير، و الحسن بن عروة، وعبد الله بن محمد الوهبي (3)، قالوا: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا زافر بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن عيينة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: جاء جبرئيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه واله فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب ما شئت (4) فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به. واعلم أن شرف الرجل قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله: ” ما أظلت الخضراء ولا) * * (أقلت الغبراء على ذى لهجة أصدق من أبى ذر “) * 1 – حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي البصري، قال: حدثنا أبو عبد الله عبد السلام ابن محمد بن هارون الهاشمي، قال: حدثنا محمد بن [ محمد بن ] عقبة الشيباني، قال: حدثنا أبو القاسم الخضر بن أبان، عن أبي هدية إبراهيم بن هدية البصري، عن أنس بن مالك قال: أتى أبو ذر يوما إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه واله فقال: ما رأيت كما رأيت البارحة. قالوا: وما رأيت البارحة ؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببابه فخرج ليلا فأخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام وخرجا إلى البقيع فما زلت أقفو أثرهما إلى أن أتيا مقابر مكة فعدل إلى قبر أبيه فصلى عنده ركعتين فإذا بالقبر قد انشق وإذا بعبد الله جالس وهو يقول: ” أنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله “. فقال له: من وليك يا أبة ؟ فقال: وما الولي بابني ؟ فقال: هو هذا علي. فقال: وأن عليا وليي.


(1) هو اسماعيل بن ابراهيم بن بسام البغدادي الترجمانى. (2) في بعض النسخ [ سهل بن سعيد ]. (3) في بعض النسخ [ الدهنى ]. (4) في بعض النسخ [ من شئت ]. (*)

[ 179 ]

قال: فارجع إلى روضتك. ثم عدل إلى قبر امه آمنة فصنع كما صنع عند قبر أبيه فإذا بالقبر قد انشق وإذا هي تقول: ” أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك نبي الله ورسوله “. فقال لها: من وليك يا اماه ؟ فقالت: وما الولاية يا بني ؟ قال: هو هذا علي بن أبي طالب. فقالت: وأن عليا وليي. فقال: ارجعي إلى حفرتك وروضتك. فكذبوه ولببوه (1) وقالوا: يا رسول الله كذب عليك اليوم. فقال: وما كان من ذلك ؟ قالوا إن جندب حكى عنك كيت وكيت، فقال النبي صلى الله عليه واله: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء (2) على ذي لهجة أصدق من أبي ذر. قال عبد السلام بن محمد: فعرضت هذا الخبر على الجهمي محمد بن عبد الاعلى فقال: أما علمت أن النبي صلى الله عليه واله قال: أتاني جبرئيل عليه السلام فقال: إن الله عزوجل حرم النار على ظهر أنزلك، وبطن حملك، وثدي أرضعك، وحجر كفلك ؟ 2 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن حمدان بن سليمان، عن أيوب بن نوح، عن إسماعيل الفراء، عن رجل، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أليس قال رسول الله صلى الله عليه واله في أبي ذر – رحمة الله عليه -: ” ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر ” ؟ قال: بلى. قال: قلت: فأين رسول الله وأمير المؤمنين ؟ وأين الحسن والحسين ؟ قال: فقال لي: كم السنة شهرا ؟ قال: قلت: اثنا عشر شهرا، قال: كم منهما حرم ؟ قال: قلت: أربعة أشهر. قال: فشهر رمضان منها ؟ قال: قلت: لا، قال: إن في شهر رمضان ليلة أفضل من ألف شهر، إنا أهل بيت لا يقاس بنا أحد. (باب) * (معنى قول الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام:) * * (” من طلب الرئاسة هلك “) * 1 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن


(1) لبب فلانا أي اخذه بتلبيبه وجره. (2) الخضراء كناية عن السماء، والغبراء كناية عن الارض، وأقلت أي حملت ورفعت. (*)

[ 180 ]

الحسين، قال: حدثني أبو حفص محمد بن خالد، عن أخيه سفيان بن خالد، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا سفيان إياك والرئاسة، فما طلبها أحد إلا هلك. فقلت له: جعلت فداك، قد هلكنا إذ ليس أحد منا إلا وهو يحب أن يذكر ويقصد ويؤخذ عنه ! فقال: ليس حيث تذهب إليه، إنما ذلك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصد قه في كل ما قال و تدعوا الناس إلى قوله. (باب) * (معنى قول الصادق عليه السلام ” من تعلم علما ليمارى به السفهاء) * أو يباهى به العلماء أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار “) * 1 – حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: رحم الله عبدا أحيا أمرنا. فقلت له: فكيف يحيي أمركم قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا. قال: فقلت له: يا ابن رسول الله فقد روي لنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ” من تعلم علما ليماري به السفهاء أو يباهي به العلماء أو ليقبل بوجوه الناس إليه فهو في النار ” فقال عليه السلام: صدق جدي، أفتدري من السفهاء ؟ فقلت: لا، يا ابن رسول الله. فقال: هم قصاص من مخالفينا، وتدري من العلماء ؟ فقلت: لا، يا ابن رسول الله. قال: فقال: هم علماء آل محمد عليهم السلام الذين فرض الله عزوجل طاعتهم وأوجب مودتهم، ثم قال: أتدري ما معنى قوله: ” أو ليقبل بوجوه الناس إليه ” ؟ قلت: لا. قال: يعني بذلك والله ادعاء الامامة بغير حقها ومن فعل ذلك فهو في النار (1).


(1) لما سمع عبد السلام مدح الامام لمن يتعلم العلم ويعلمه الناس معللا بأن الناس إذا عرفوا محاسن كلامهم أقبلوا عليهم واتبعوهم توهم أنه ينا في ما روى عن الصادق عليه السلام من ذم من يطلب العلم ليقبل الناس إليه فبين عليه السلام له أن الذم واللوم انما يكون على من يفعل ذلك اتباعا لهواه كأهل البحث من مخالفيهم ومن يدعى الامامة من غير حق وأما من يفعل ابتغاء مرضات الله وليتضح الحق ويتبعه الناس فهو ممدوح. (م) (*)

[ 181 ]

(باب) * (معنى الاستئكال بالعلم) * 1 – حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما استأكل بعلمه افتقر. فقلت له: جعلت فداك إن في شيعتك ومواليك قوما يتحملون علومكم ويبثونها في شيعتكم فلا يعدمون على ذلك منهم البر والصلة والاكرام. فقال عليه السلام: ليس اولئك بمستأكلين، إنما المستأكل بعلمه الذي يفتي بغير علم ولا هدى من الله عزوجل ليبطل به الحقوق طمعا في حطام الدنيا. (باب) * (معنى ما روى أن من مثل مثالا أو اقتنى كلبا فقد خرج من الاسلام) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه – رحمه الله – عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن النهيكي بإسناده رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من مثل مثالا أو اقتنى كلبا فقد خرج من الاسلام. فقيل له: هلك إذا كثير من الناس ! فقال: ليس حيث ذهبتم، إنما عنيت بقولي: ” من مثل مثالا ” من نصب دينا غير دين الله ودعا الناس إليه، وبقولي: ” من اقتنى كلبا ” [ عنيت ] مبغضا لنا أهل البيت اقتناه فأطعمه وسقاه من فعل ذلك فقد خرج من الاسلام. (باب) * (معنى ما روى عن أبي جعفر الباقر عليهما السلام أنه قال:) * * (” إذا عرفت فاعمل ما شئت “) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن فضيل بن عثمان، قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام فقيل له:


[ 182 ]

إن هؤلاء الاخابث (1) يروون عن أبيك يقولون: أن أباك عليه السلام قال: ” إذا عرفت فاعمل ما شئت ” فهم يستحلون بعد ذلك كل محرم قال: ما لهم لعنهم الله ؟ ! إنما قال أبي عليه السلام: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير يقبل منك. (باب) * (معنى قول الرجل للرجل: ” جزاك الله خيرا “) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد، عن الحسين ابن يزيد، عن الحسين بن أعين أخي مالك بن أعين، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الرجل للرجل: ” جزاك الله خيرا ” ما يعني به ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: إن الخير نهر في الجنة مخرجه من الكوثر، والكوثر مخرجه من ساق العرش، عليه منازل الاوصياء و شيعتهم، على حافتي ذلك النهر جواري نابتات كلما قلعت واحدة نبتت اخرى باسم ذلك النهر وذلك قول الله عزوجل في كتابه: ” فيهن خيرات حسان (2) ” فإذا قال الرجل لصاحبه: ” جزاك الله خيرا ” فإنما يعني به تلك المنازل التي أعدها الله عزوجل لصفوته وخيرته من خلقه. (باب) * (معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام للذى قال له إنى احبك:) * * (” أعد للفقر جلبابا “) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن إدريس، ومحمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن منصور، عن أحمد بن خالد، عن أحمد بن المبارك، قال: قال رجل لابي عبد الله عليه السلام: حديث يروى أن رجلا قال لأمير المؤمنين عليه السلام: إني احبك. فقال له: أعد للفقر جلبابا. فقال: ليس هكذا قال: إنما قال له: أعددت لفاقتك جلبابا يعني يوم القيامة.


(1) في بعض النسخ [ الاجانب ]. (2) الرحمن: 70. (*)

[ 183 ]

(باب) * (معنى قول الصادق عليه السلام ” ان الرجل ليخرج من منزله فيرجع) * * (ولم يذكر الله عزوجل فتملاء صحيفته حسنات) * 1 – حدثني محمد بن علي بن ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن الحكم بن مسكين، عن ثعلبة بن ميمون، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: إن الرجل ليخرج من منزله إلى حاجة (1) فيرجع وما ذكر الله عزوجل فتملا صحيفته حسنات، قال: فقلت: وكيف ذلك جعلت فداك ؟ قال: يمر بالقوم ويذكرونا أهل البيت فيقولون: كفوا فإن هذا يحبهم فيقول الملك لصاحبه: اكتب هبة (2) آل محمد في فلان [ اليوم ]. (باب) * (معنى الموجبتين) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: لا تنسوا الموجبتين – أو قال: عليكم بالموجبتين – في دبر كل صلاة. قلت: وما الموجبتان ؟ قال: تسأل الله الجنة وتتعوذ به من النار. (باب) * (معنى الخبر الذى روى أن من سعادة المرء خفة عارضيه) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى الاشعري، قال: حدثنا علي بن إبراهيم المنقري – أو غيره – رفعه، قال: قال الصادق عليه السلام: إن من سعادة المرء خفة عارضيه. قال: وما في هذا من السعادة إنما السعادة خفة ماضغيه بالتسبيح (3).


(1) في بعض النسخ [ حاجته ]. (2) في بعض النسخ [ حب ]. (3) الماضغان والماضغتان: الحنكان، والظاهر أن المراد بخفتهما بالتسبيح سهولة الذكر و التسبيح عليهما أي من سعادة المرء أن يسهل عليه التسبيح وتحريك حنكيه بالاوراد فيكثر منها. (م) (*)

[ 184 ]

(باب) * (معنى السنة من الرب عزوجل، والسنة من النبي صلى الله عليه وآله) * * (والسنة من الولى عليه السلام) * 1 – حدثنا علي بن أحمد بن محمد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الادمي، عن مبارك مولى الرضا عليه السلام عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام قال: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربه، وسنة من نبيه، وسنة من وليه. فأما السنة من ربه فكتمان السر، قال الله عزوجل ” عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول (1) ” وأما السنة من نبيه فمداراة الناس فإن الله عزوجل أمر نبيه صلى الله عليه واله بمداراة الناس فقال: ” خذالعفو و امر بالعرف وأعرض عن الجاهلين (2) “، وأما السنة من وليه فالصبر على البأساء والضراء يقول الله عزوجل: ” والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس اولئك الذين صدقوا و اولئك هم المتقون (3) “. (باب) * (معنى الغيبة والبهتان) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتو كل – رضي الله عنه – قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: إن من الغيبة أن تقول في أخيك ما ستره الله عليه، وإن البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه.


(1) الجن: 26 و 27. (2) الاعراف: 198 والعرف: المعروف المستحسن من الافعال. (3) البقرة: 177. البأساء: الفقر. والضراء: الوجع. وحين البأس: وقت الحرب. (*)

[ 185 ]

(باب) * (معنى ذى الوجهين واللسانين) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجليويه – رضي الله عنه – قال: حدثني محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي شيبة عن الزهري، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام، قال: بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذالسانين يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا (1)، إن اعطي حسده وإن ابتلي خذله. 2 – حدثنا محمد بن الحسن – رضي الله عنه – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد ابن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري قال: حدثنا موسى بن عمران البغدادي، عن ابن سنان، عن عون بن معين بياع القلانس، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: سمعت الصادق جعفر ابن محمد عليهما السلام، يقول: من لقى الناس بوجه وغابهم بوجه جاء يوم القيامة وله لسانان من نار. (باب) * (معنى نسبة الاسلام) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجليويه – رضي الله عنه – عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أخيه، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لانسبن الاسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي، الاسلام هو التسليم، والتسليم هو التصديق، والتصديق هو اليقين، واليقين هو الاداء، والاداء هو العمل. إن المؤمن أخذ دينه من ربه ولم يأخذه عن رأيه، أيها الناس، دينكم، دينكم، تمسكوا به ولا


(1) أطرى اطراء فلانا: أحسن الثناء عليه وبالغ في مدحه. ” يأكل غائبا ” أي يأكل لحمه بالغيبة. (*)

[ 186 ]

يزيلنكم ولا يردنكم أحد عنه، لان السيئة فيه خير من الحسنة في غيره، لان السيئة فيه تغفر والحسنة في غير لاتقبل. (1) (باب) * (معنى الاسلام والايمان) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، قال: سألته (2) عن الايمان والاسلام، فقلت له: أفرق بين الايمان والاسلام، فقال: أو أضرب لك مثله ؟ قال: قلت أود ذاك. قال: مثل الايمان من الاسلام مثل الكعبة الحرام من الحرم قد يكون الرجل في الحرم ولايكون في الكعبة حتى يكون في الحرم، وقد يكون مسلما ولا يكون مؤمنا ولايكون مؤمنا حتى يكون مسلما. قال: فقلت: فيخرجه من الايمان شئ ؟ قال لي: نعم. قلت: فيصيره إلى ماذا ؟ قال: إلى الاسلام أو الكفر. وقال: لو أن رجلا دخل الكعبة فأفلت منه (3) بوله اخرج من الكعبة ولم يخرج من الحرم ولو خرج من الحرم فغسل ثوبه وتطهر لم يمنع أن يدخل الكعبة، ولو أن رجلا دخل الكعبة فبال فيها معاندا اخرج من الكعبة ومن الحرم فضربت عنقه. 2 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح الرازي، عن أبي الصلت الخراساني، قال: سألت الرضا عليه السلام عن الايمان، فقال: الايمان عقد بالقلب ولفظ باللسان وعمل بالجوارح، لا يكون الايمان إلا هكذا.


(1) رواه الكليني – رحمه الله – باسناده عن البرقى مرفوعا هكذا قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لانسبن الاسلام نسبة لا ينسبه احد قبلى ولا ينسبه احد بعدى الا بمثل ذلك، ان الاسلام هو التسليم والتسليم هو اليقين واليقين هو التصديق هو الاقرار والاقرار هو العمل و العمل هو الاداء ان المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ولكن أتاه من ربه فأخذه، ان المؤمن يرى يقينه في عمله والكافر يرى انكاره في عمله، فو الذى نفسي بيده ما عرفوا أمرهم، فاعتبروا انكار الكافرين والمنافقين بأعمالهم الخبيثة. (2) يعنى أبا عبد الله عليه السلام. (3) فلت وأفلت وتفلت: تخلص، وافلت بوله: أي خرج بغتة من غير اختيار واستطاعة للامساك. (*)

[ 187 ]

3 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ليس الايمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن الايمان ما خلص في القلب وصدقه الاعمال. 4 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الايمان قول وعمل أخوان شريكان. 5 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن القاسم البجلي، عن صفوان بن يحيى، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لقى رسول الله صلى الله عليه واله يوما حارثة بن النعمان الانصاري، فقال له: كيف أصبحت يا حارثة ؟ قال: أصبحت يارسول الله مؤمنا. حقا. قال إن لكل إيمان حقيقة فما حقيقة إيمانك ؟ قال: عزفت (1) نفسي عن الدنيا وأسهرت ليلي وأظمأت نهاري فكأني بعرش ربي وقد قرب للحساب، وكأني بأهل الجنة فيها يتراودون (2) وأهل النار فيها يعذبون. فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أنت مؤمن نور الله الايمان في قلبك، فاثبت ثبتك الله. فقال له: يارسول الله ما أنا على نفسي من شئ أخوف مني عليها من بصري. فدعا له رسول الله صلى الله عليه واله فذهب بصره. 6 – حدثنا محمد بن الحسن – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن عذافر، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه واله في بعض أسفاره إذ لقيه ركب فقالوا: السلام عليك يارسول الله، فقال: ما أنتم ؟ قالوا: نحن مؤمنون، قال: فما حقيقة إيمانكم. قالوا: الرضا بقضاء الله والتسليم لامر الله والتفويض إلى الله تعالى. فقال: علماء حكماء كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء، فإن كنتم صادقين فلا تبنوا مالا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون.


(1) عزفت نفسه عن كذا: زهدت فيه، وعزفها عنه: منعها ر (2) في بعض النسخ [ يتزاورون ]. (*)

[ 188 ]

(باب) * (معنى صبغة الله عزوجل) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن فضالة، عن أبان، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة (1) ” قال: هي الاسلام. (باب) * (معنى الخلق العظيم) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن فضالة، عن أبان، عن أبي الجاورد، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” إنك لعلى خلق العظيم (2) ” قال: هو الاسلام. وروي أن الخلق العظيم ” هو ” الدين العظيم. (باب) * (معنى قول الائمة عليهم السلام ” حدثنا صعب مستصعب “) * 1 – أبي رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن بعض أهل المدائن قال: كتبت إلى أبي محمد عليه السلام: روي لنا عن آبائكم عليهم السلام أن حديثكم صعب مستصعب لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان. قال: فجاءه الجواب: إنما معناه أن الملك لا يحتمله في جوفه حتى يخرجه إلى ملك مثله، ولا يحتمله نبي حتى يخرجه إلى نبي مثله، ولا يحتمله مؤمن حتى يخرجه إلى مؤمن مثله، إنما معناه أن لا يحتمله في قلبه من حلاوة ما هو في صدره حتى يخرجه إلى غيره.


(1) البقرة: 138. (2) القلم: 4. (*)

[ 189 ]

(باب) * (معنى المدينة الحصينة) * 1 – حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن سفيان بن يعقوب بن الحارث بن إبراهيم الهمداني في منزلة بالكوفة، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن أحمد بن يوسف الازدي، قال: حدثنا علي بن يزيد الحناط، قال: حدثنا عمرو بن اليسع، عن شعيب الحداد، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان أو مدينه حصينة. قال عمرو: فقلت لشعيب: يا أبا الحسن وأي شي المدينة الحصينة ؟ قال: فقال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عنها، فقال لي: القلب المجتمع. (باب) * (معنى قول الباقر عليه السلام: ” لا يبلغ أحدكم حقيقة الايمان حتى) * * (يكون الموت أحب إليه من الحياة، والفقر أحب إليه من) * * (الغنى، والمرض أحب إليه من الصحة “) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد ابن علي، عن حارث بن الحسن الطحان، عن إبراهيم بن عبد الله، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا يبلغ أحدكم حقيقة الايمان حتى يكون فيه ثلاث خصال حتى يكون الموت أحب إليه من الحياة، والفقر أحب إليه من الغنى، والمرض أحب إليه من الصحة. قلنا: ومن يكون كذلك ؟ قال: كلكم، ثم قال: أيما أحب إلى أحدكم يموت في حبنا أو يعيش في بغضنا ؟ فقلت: نموت والله في حبكم أحب إلينا. قال: و كذلك الفقر والغنى والمرض والصحة. قلت: إي والله. (باب) * (معنى القرآن والفرقان) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن أحمد، قال: حدثني أبو إسحاق – يعني إبراهيم بن هاشم -، عن ابن سنان وغيره عمن ذكره


[ 190 ]

قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن القرآن والفرقان: أهما شيئان أم شئ واحد ؟ قال: فقال: القرآن جملة الكتاب، والفرقان المحكم الواجب العمل به. (باب) * (معنى الحديث الذى روى عن الباقر عليه السلام أنه قال: ما ضرب) * * (رجل القرآن بعضه ببعض الاكفر) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن – رحمه الله – قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي أبي عليه السلام: ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلا كفر. وسألت محمد بن الحسن – رحمه الله – عن معنى هذا الحديث فقال: هو أن تجيب الرجل في تفسير آية بتفسير آيه اخرى (1). (باب) * (معنى الحال المرتحل) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عينة، عن الزهري، قال: قلت لعلي بن الحسين عليهما السلام،: أي الاعمال أفضل ؟ قال: الحال المرتحل. قلت: وما الحال المرتحل ؟ قال فتح القرآن وختمه كلما حل في أوله ارتحل في آخره. وقال رسول الله صلى الله عليه واله: من أعطاه الله القرآن فرأى أن أحدا اعطي شيئا أفضل مما اعطي فقد صغر عظيما وعظم صغيرا.


(1) ضرب القرآن بعضه ببعض كما يستفاد من روايات اخر هو أن يأخذ الرجل ببعض الايات المتشابهة التى ربما يوافق ظاهرها – في نفسها مع قطع النظر عن سائر الآيات – مذهبه الفاسد ويأول سائر الايات على طبقها ويحملها عليها دون ان يتدبر فيها ويفسرها بسائر الايات قال تعالى: افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لو جدوا فيه اختلافا كثيرا. ولعل هذا مراد محمد بن الحسن ابن الوليد شيخ المؤلف حيث قال في جوابه: هو أن تجيب الرجل الخ. (م) (*)

[ 191 ]

(باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه واله وآله: ” أيعجز أحدكم أن يقرء) * * (كل ليلة ثلث القرآن ؟ “) * 1 – حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي الاسدي، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن هارون بن يزيد، قال: حدثنا عبد الله بن معاذ، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا شعبة، عن علي بن مدرك، عن إبراهيم النخعي، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أيعجز أحدكم أن يقرء كل ليلة ثلث القرآن ؟ قالوا: ومن يطيق ذلك ؟ قال: ” قل هو الله أحد ” ثلث القرآن. (باب) * (معنى مكارم الاخلاق) * 1 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – قال: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، قال: جاء رجل إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، فقال: يا ابن رسول الله أخبرني بمكارم الاخلاق فقال العفو عمن ظلمك، وصلة من قطعك، وإعطاه من حرمك، وقول الحق ولو على نفسك. 2 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ألا احدثك بمكارم الاخلاق ؟ [ قلت: بلى. قال: ] الصفح عن الناس، ومؤاساة الرجل أخاه في ماله، وذكر الله كثيرا. 3 – حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى العطار – رحمه الله – قال: حدثني أبي، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى خص رسول الله صلى الله عليه واله بمكارم الاخلاق فامتحنوا أنفسكم فإن


[ 192 ]

كانت فيكم فاحمدوا الله عزوجل وارغبوا إليه في الزيادة منها، فذكرها عشرة: اليقين، والقناعة، والصبر، والشكر، والرضا، وحسن الخلق، والسخاء، والغيرة، والشجاعة، والمروءة. (باب) * (معنى ذكر الله كثيرا) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي اسامة زيد الشحام، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام ما ابتلي المؤمن بشئ أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها. قيل: وماهي ؟ قال: المؤاساة في ذات يده، والانصاف من نفسه، وذكر الله كثيرا، أما إني لا أقول لكم: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولكن ذكر الله عندما أحل له وعندما حرم عليه. 2 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أشد ما عمل العباد إنصاف المرء من نفسه ومؤاساة المرء أخاه وذكر الله على كل حال. قال: قلت أصلحك الله وما وجه ذكر الله على كل حال ؟ قال يذكر الله عند المعصية يهم بها فيحول ذكر الله بينه وبين تلك المعصية، وهو قول الله عزوجل: ” إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذاهم مبصرون (1) “. 3 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رضي الله عنه – قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن زرارة،


(1) قال البيضاوى: ” طائف من الشيطان ” أي لمة منه وهو اسم فاعل من طاف يطوف كأنها طافت بهم ودارت حولهم فلم تقدر ان تؤثر فيهم، أو من طاف به الخيال يطيف طيفا وقرء ابن كثير وابو عمرو والكسائي طيف على انه مصدر أو تخفيف طيف كلين انتهى وفى القاموس الطيف: الغضب والجنون والخيال الطائف في المنام أو مجيئه في النوم وانما قيل لطائف الخيال: طيف لان معه طيف كميت وميت. (*)

[ 193 ]

عن الحسين البزاز (1) قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ألا احدثك بأشد ما فرض الله الله عز وجل على خلقه ؟ قلت بلى قال إنصاف الناس من نفسك ومؤاساتك لاخيك (2)، وذكر الله في كل موطن، أما إني لا أقول: ” سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ” وإن كان هذا من ذالك ولكن ذكر الله في كل موطن إذا هجمت على طاعة أو معصية (3). 4 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال عن علي بن عقبة، عن أبي جارود المنذر الكندي (4) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أشد الاعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك حتى لا ترضى لها منهم بشئ إلا رضيت لهم منها بمثله، ومؤاساتك الاخ في المال، وذكر الله على كل حال. ليس ” سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ” فقط ولكن إذا ورد عليك شئ أمر الله به أخذت به وإذا ورد عليك شئ نهى عنه تركته. 5 – وقد روي في خبر آخر عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن قول الله عزوجل: ” اذكروا الله ذكرا كثيرا (5) ” ماهذا الذكر الكثير ؟ قال: من سبح تسبيح فاطمة عليها السلام فقد ذكر الله الذكر الكثير.


(1) رواه الكليني – رحمه الله – في الكافي ج 2 ص 145 باسناده عن ابن محبوب، عن هشام، عن الحسن البزاز. والرجل لم أتحقق من هووفى التهذيب ج 2 كتاب الفرائض باب العول ص 353 في رواية عبد الله بن بكير عن الحسين البزاز وأيضا في ص 370 مثلها. والحسن غير معنون في كتب الرجال أصلا. (2) المؤاسات – بالهمزة – بين الاخوان عبارة عن اعطاء النصرة بالنفس والمال وغيرهما في كل ما يحتاج إلى النصرة فيه، يقال: آسيته بمالى مؤاساة أي جعلته شريكي فيه على سويه وبالواو لغة. وفى القاموس في فصل الهمزة ” آساه بماله مؤاساة: اناله منه وجعله أسوة، اولا يكون ذلك الا من كفاف فان كان من فضلة فليس بمواساة ” وجعلها بالواو لغة ردية (قاله الفيض – رحمه الله -) (3) إذا هجمت على البناء للمجهول أو المعلوم وقال الفيروز آبادى: هجم عليه هجوما: انتهى إليه بغتة أو دخل بغير إذن. وفلانا ادخله كاهجمه. اه‍ وقد يقرء ” إذا هممت “. والمعنى ظاهر إلا أن المختار أظهر. (4) الظاهر انه الجاورد بن المنذر الكندى. وفى بعض النسخ والكافي ج 2 ص 144 [ عن على بن عقبة، عن جاورد أبى المنذر ]. (5) الاحزاب: 42. (*)

[ 194 ]

حدثنا بذلك محمد بن الحسن – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن سعيد البجلي ابن أخي صفوان بن يحيى، عن علي بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح بن نعيم العائذي، عن محمد بن مسلم، قال: في حديث يقول في آخره: تسبيح فاطمة عليها السلام من ذكر الله الكثير الذي قال الله عزوجل: ” واذكروني أذكركم (1) “. تم الجزء الاول بعون الله ومنه. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الاكرمين. (2) وما المرء إلا كالشهاب وضوئه * يعود رمادا بعد إذ هو ساطع وما المال والاهلون إلا وديعة * ولا بد يوما أن ترد الودائع


(1) البقرة: 152 وفيه ” فاذكروني أذكركم “. (2) في بعض النسخ: تم الجزء الاول من معاني الاخبار والحمد لله رب العالمين ويتلوه الجزء الثاني ان شاء الله بمنه وكرمه وفضله. (*)

[ 195 ]

بسم الله الرحمن الرحيم (1) (باب) * (معنى الغايات) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة الثمالي، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: الاشتهار بالعبادة ريبة، إن أبي حدثني عن أبيه، عن جده عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه واله قال: أعبد الناس من أقام الفرائض، و أسخى الناس من أدى زكاة ماله، وأزهد الناس من اجتنب الحرام، وأتقى الناس من قال الحق فيما له وعليه، وأعدل الناس من رضي ما يرضى لنفسه وكره لهم ما يكره لنفسه، وأكيس الناس من كان أشد ذكرا للموت، وأغبط الناس من كان تحت التراب قد أمن العقاب يرجوا الثواب، وأغفل الناس من لم يتعظ بتغير الدنيا من حال إلى حال، وأعظم الناس في الدنيا خطرا من لم يجعل للدنيا عنده خطرا، وأعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه، وأشجع الناس من غلب هواه، وأكثر الناس قيمة أكثرهم علما، وأقل الناس قيمة أقلهم علما، وأقل الناس لذة الحسود، وأقل الناس راحة البخيل، وأبخل الناس من بخل بما افترض الله تعالى عليه، وأولى الناس بالحق أعملهم به، و أقل الناس حرمه الفاسق، وأقل الناس وفاء الملوك، وأقل الناس صديقا الملك، وأفقر


(1) في بعض النسخ بعد البسملة: الجزء الثاني من كتاب معاني الاخبار تأليف الشيخ السعيد ابى جعفر محمد بن على بن الحسين بن موسى بن بابويه القمى الفقيه. نزيل الرى – أدام الله ايامه -. (*)

[ 196 ]

الناس الطماع، وأغنى الناس من لم يكن للحرص أسيرا، وأفضل الناس إيمانا أحسنهم خلقا وأكرم الناس أتقاهم، وأعظم الناس قدرا من ترك مالا يعنيه، وأورع الناس من ترك المراء وإن كان محقا، وأقل الناس مروءة من كان كاذبا، وأشقى الناس الملوك، و أمقت الناس المتكبر، وأشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب، وأحكم الناس من فر من جهال الناس، وأسعد من خالط كرام الناس، وأعقل الناس أشدهم مداراة للناس، وأولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة، وأعتى الناس (1) من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأحق الناس بالذنب السفيه المغتاب، وأذل الناس، من أهان الناس، وأحزم الناس أكظمهم للغيظ، وأصلح الناس أصلحهم للناس، وخير الناس من انتفع به الناس. 2 – حدثنا علي بن عبد الله الوراق، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن معروف عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسن بن سعيد، عن الحارث بن محمد بن النعمان الاحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله الصادق عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله عزوجل ومن أحب أن يكون أتقى الناس فليتوكل كل على الله، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن يما عند الله عزوجل أوثق منه بما في يده ثم قال صلى الله عليه واله: ألا انبئكم بشر الناس ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من أبغض الناس وأبغضه الناس. ثم قال: ألا انبئكم بشر من هذا ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الذي لا يقيل عثرة ولا يقبل معذرة ولا يغفر ذنبا. ثم قال: ألا انبئكم بشر من هذا ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من لا يؤمن شره ولا يرجى خيره، وإن عيسى ابن مريم عليه السلام قام في بني اسرائيل فقال: يا بني إسرائيل لا تحدثوا بالحكمة الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تعينوا الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم، الامور ثلاثة: أمر تبين لك رشده فاتبعه، وأمر تبين لك غيبه، وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عزوجل. 3 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن


(1) من العتواى الطغيان. وفى بعض النسخ [ أغبن الناس ] (*)

[ 197 ]

الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه واله: أي المال خير ؟ قال: زرع زرعه صاحبه وأصلحه وأدى حقه يوم حصاده. قيل: يا رسول الله فأي المال بعد الزرع خير ؟ قال: رجل في غنمه قد تبع بها مواضع القطر (1) يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة. قيل يا رسول الله فأي المال بعد الغنم خير ؟ قال: البقر تغد وبخير وتروح بخير (2) قيل: يا رسول الله فأي المال بعد البقر خير ؟ قال: الراسيات في الوحل والمطعمات في المحل (3)، نعم الشئ النخل من باعه فإنما ثمنه بمنزلة رماد على رأس شاهق (4) اشتدت به الريح في يوم عاصف إلا أن يخلف مكانها. قيل: يارسول الله فأي المال بعد النخل خير ؟ فسكت، فقال له رجل: فأين الابل ؟ قال: فيها الشقاء والجفاء والعناء وبعد الدار تغد ومدبرة و تروح مدبرة (5) لا يأتي خيرها إلا من جانبها الاشام أما إنها لا تعدم الاشقياء الفجرة (6). 4 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا الحسن بن القاسم قراءة قال: حدثنا علي بن إبراهيم المعلى، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد، قال: حدثنا عبد الله بن بكر المرادي، عن موسى بن جعفر، عن


(1) أي ساق غنمه للسقي والرعى إلى مواضع ينزل فيها المطر. (م) (2) يعنى انه منتفع بما يحلب منه غدوا ورواحا مع خفة المؤونة. (3) الراسيات في الوحل هي النخلات التى تثبت عروقها في الارض وهى تثمر مع قلة المطر ايضا بخلاف الرزع وبعض الاشجار وقال الفيروز آبادى: المحل: الشدة والجدب وانقطاع المطر. (4) الشاهق: الجبل المرتفع وفى بعض النسخ [ شاهق اشتدت ]. (5) ادبارها لقلة منفعتها بالنسبة إلى مؤونتها وكثرة موتها. (6) قال المؤلف – رحمه الله – بعد ايراد الخبر في الفقيه: معنى قوله عليه السلام: ” لا يأتي خيرها الا من جانبها الاشام ” هو انها لا تحلب ولا تركب ولا تحمل الا من الجانب الايسر انتهى وقال الجزرى: أي من جانبها الايسر يعنى الشمال، وقال بعض الافاضل: اريد انه من جملة مفاسد الابل ان تكون معها غالبا الاشقياء الفجرة وهم الجمالون الذين هم شرار الناس. وهو المراد بقوله صلى الله عليه وآله: ” اما انها لا تعدم الاشقياء الفجرة “. (*)

[ 198 ]

أبيه، عن جده [ عن ] علي بن الحسين، عن أبيه عليهم السلام قال: بينا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ذات يوم جالس مع أصحابه يعبئهم (1) للحرب إذ أتاه شيخ عليه شجبة للسفر (2)، فقال: أين أمير المؤمنين ؟ فقيل: هو ذا. فسلم عليه، ثم قال: يا أمير المؤمنين إني أتيتك من ناحية الشام وأنا شيخ كبير قد سمعت فيك من الفضل مالا احصي وإني أظنك ستغتال (3) فعلمني مما علمك الله. قال: نعم يا شيخ، من اعتدل يوماه فهو مغبون، ومن كانت الدنيا همته اشتدت حسرته عند فراقها، ومن كان غده شر يوميه فمحروم، ومن لم يبال ما رزئ (4) من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو هالك، ومن لم يتاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى ومن كان في نقص فالموت خير له، يا شيخ ارض للناس ما ترضى لنفسك و إيت إلى الناس ما تحب أن يؤتي إليك. ثم أقبل على أصحابه فقال: أيها الناس أما ترون إلى أهل الدنيا يمسون ويصبحون على أحوال شتى فبين صريع يتلوى (5) وبين عائد ومعود (6) وآخر بنفسه يجود، وآخر لا يرجى وآخر مسجى (7)، وطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل ليس بمغفول عنه، وعلى أثر الماضي يصير الباقي. فقال له زيد بن صوحان العبدي: يا أمير المؤمنين أي سلطان أغلب وأقوى ؟ قال: الهوى، قال: فأي ذل أذل ؟ قال: الحرص على الدنيا، قال: فأي فقر أشد ؟ قال: الكفر بعد الايمان، قال: فأي دعوة أضل ؟ قال: الداعي بما لا يكون، قال: فأي عمل أفضل ؟ قال: التقوى، قال: فأي عمل أنجح ؟ قال: طلب ما عند الله، قال: فأي صاحب شر ؟ قال: المزين لك معصية الله، قال: فأي الخلق أشقى ؟ قال: من باع دينه بدنيا غيره، قال: فأي الخلق أقوى ؟


(1) عبأهم تعبئة وتعبيئا: جهزهم. (2) الشجبة: التعب والمشقة. ويحتمل ان يكون بالحاء المهملة كما في بعض النسخ بمعنى تغير اللون من مرض ونحوه. (م) (3) غاله واغتاله: أخذه من حيث لا يدرى وقتله. (4) رزأه: اصابه ونقصه. (5) الصريع: المطروح على الارض، وتلوى: أي انعطف وانطوى. (6) أي مريض يعوده الناس. (7) سجى الميت تسجية: مدعليه ثوبا يستره. (*)

[ 199 ]

قال: الحليم، قال: فأي الخلق أشح ؟ قال: من أخذ المال من غير حله فجعله في غير حقه قال: فأي الناس أكيس ؟ قال: من أبصر رشده من غيه فمال إلى رشده، قال: فمن أحلم الناس ؟ قال: الذي لا يغضب، قال: فأي الناس أثبت رأيا. قال: من لم تغره الناس من نفسه ولم تغره الدنيا بتشوفها (1)، قال: فأي الناس أحمق ؟ قال: المغتر بالدنيا وهو يرى ما فيها من تقلب أحوالها، قال: فأي الناس أشد حسرة ؟ قال: الذي حرم الدنيا و الاخرة ذلك هو الخسران المبين، قال: فأي الخلق أعمى ؟ قال: الذي عمل لغير الله يطلب بعمله الثواب من عند الله عزوجل، قال: فأي القنوع أفضل ؟ قال: القانع بما أعطاه الله، قال: فأي المصائب أشد ؟ قال: المصيبة بالدين، قال: فأي الاعمال أحب إلى الله عز و جل ؟ قال: انتظار الفرج. قال: فأي الناس خير عند الله عزوجل ؟ قال: أخوفهم الله وأعملهم بالتقوى وأزهدهم في الدنيا، قال: فأي الكلام أفضل عند الله عزوجل ؟ قال كثرة ذكره والتضرع إليه والدعاء، قال: فأي القول أصدق. قال: شهادة أن لا اله إلا الله، قال: فأي الاعمال أعظم عند الله عزوجل ؟ قال: التسليم والورع. قال: فأي الناس أصدق ؟ قال: من صدق في المواطن، ثم أقبل عليه السلام على الشيخ فقال: يا شيخ إن الله عزوجل خلق خلقا ضيق الدنيا عليهم نظرا لهم فزهدهم فيها وفي حطامها فرغبوا في دار السلام التي دعاهم إليها وصبروا على ضيق المعيشة وصبروا على المكروه و اشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة فلقوا الله وهو عنهم راض، واعملوا أن الموت سبيل من مضى ومن بقي، فتزودوا لاخرتهم غير الذهب والفضة، ولبسوا الخشن، وصبروا على الذل، وقدموا الفضل، وأحبوا في الله، وأبغضوا في الله عزوجل، اولئك المصابيح في الدنيا وأهل النعيم في الاخرة والسلام. فقال الشيخ: فأين أذهب وأدع الجنة – وأنا أراها وأرى أهلها معك يا أمير المؤمنين – ؟ جهزني بقوة أتقوى بها على عدوك فأعطاه أمير المؤمنين عليه السلام سلاحا وحمله وكان في الحرب بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام يضرب قدما قدما وأمير المؤمنين عليه السلام يعجب مما يصنع فلما اشتدت الحرب أقدم فرسه حتى قتل – رحمة الله عليه – وأتبعه رجل من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام


(1) التشوف: التزين. (*)

[ 200 ]

فوجده صريعا ووجد دابته ووجد سيفه في ذراعه، فلما انقضت الحرب أتى أمير المؤمنين عليه السلام بدابته وسلاحه وصلى عليه أمير المؤمنين عليه السلام فقال: هذا والله السعيد حقا فترحموا على أخيكم. (باب) * (معنى الكنز الذى كان تحت جدار الغلامين اليتيمين) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد ابن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن علي رفعه إلى عمرو بن جميع رفعه إلى علي عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وكان تحته كنز لهما ” (1) قال: كان ذلك الكنز لوحا من ذهب فيه مكتوب ” بسم الله [ الرحمن الرحيم ] لا إله إلا الله، محمد رسول الله، عجبت لمن يعلم أن الموت حق كيف يفرح ؟ ! عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يخزن ؟ ! عجبت لمن يذكر النار كيف يضحك ؟ ! عجبت لمن يرى الدنيا وتصرف أهلها حالا بعد حال كيف يطمئن إليها ؟ !. (باب) * (معنى المستضعف) * 1 – حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمهما الله – قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: حدثنا نضر بن شعيب، عن عبد الغفار الجازي، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه ذكر أن المستضعفين ضروب يخالف بعضهم بعضا، ومن لم يكن من أهل القبلة ناصبا فهو مستضعف. 2 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي المغرا حميد بن المثنى العجلي، قال: حدثنى أبو حنيفة – رجل من أصحابنا (2) – عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من عرف


(1) الكهف: 81. (2) رواه الكليني – رحمه الله – في الكافي ج 2 ص 406 عن أبى المغرا عن أبى بصير، و المستضعف عند اكثر اصحابنا من لايعرف الامام ولا ينكره ولا يوالي احدا بعينه. وفى المحكى عن ابن ادريس – رحمه الله – هومن لايعرف اختلاف الناس في المذاهب ولا يبغض اهل الحق على اعتقادهم وهو اوفق بالاحاديث. (*)

[ 201 ]

الاختلاف فليس بمستضعف. 3 – حدثنا المظفر بن جعفر العلوي – رضي الله عنه – قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، قال: قال: أبو عبد الله عيه السلام: من عرف اختلاف الناس فليس بمستضعف. 4 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا الحسين ابن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، وفضالة بن أيوب جميعا، عن موسى بن بكر، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان ” (1) فقال: هو الذي لا يستطيع الكفر فيكفر ولا يهتدي سبيل الايمان فيؤمن، والصبيان، ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان مرفوع عنهم القلم. 5 – حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمهما الله – قالا: حدثنا سعد ابن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي والوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة سالم بن مكرم الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: ” إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا ” فقال: لا يستطيعون حيلة إلى النصب فينصبون ولا يهتدون سبيل أهل الحق فيدخلون فيه، وهؤلاء يدخلون الجنة بأعمال حسنة وباجتناب المحارم التي نهى الله عزوجل عنها ولا ينالون منازل الابرار. 6 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا علي بن الحكم، عن عبد الله بن جندب، عن سفيان بن السمت البجلي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما تقول في المستضعفين ؟ فقال لي – شبيها بالفزع -: وتركتم أحدا يكون مستضعفا ؟ ! وأين المستضعفون ؟ فو الله لقد مشى


(1) النساء: 100. (*)

[ 202 ]

بأمركم هذا العواتق إلى العواتق في خدورهن وتحدث به السقايات بطرق المدينة (1). 7 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، عن عمر [ و ] بن إسحاق، قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام: ماحد المستضعف الذي ذكره الله عزوجل ؟ قال: من لا يحسن سورة من القرآن وقد خلقه الله عزوجل خلقة ما ينبغي له أن لا يحسن. 8 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن حجر بن زائدة، عن حمران، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” إلا المستضعفين من الرجال ” قال: هم أهل الولاية. قلت: وأي ولاية ؟ فقال: أما إنها ليست بولاية في الدين ولكنها الولاية في المناكحة والموارثة والمخالطة وهم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار، وهم المرجون لامر الله عزوجل. (2) 9 – حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي – رضي الله عنه – قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن سليمان بن خالد، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان – الاية – (3) ” قال: يا سليمان في هؤلاء المستضعفين من هو أثخن رقبة منك، المستضعفون قوم يصومون ويصلون تعف بطونهم وفروجهم لا يرون أن الحق في غيرنا، آخذين بأغصان الشجرة فاولئك


(1) قال المولى صالح شارح الكافي – رحمه الله -: لعل فزعه عليه السلام باعتبار ان سفيان كان من اهل الاذاعة لهذا الامر فلذلك قال على سبيل الانكار: ” تركتم احدا يكون مستضعفا ” يعنى ان المستضعف من لا يكون عالما بالحق والباطل وما تركتم أحدا على هذا الوصف لافشائكم امرنا حتى تحدث النساء والجوارى في خدورهن والسقايات في طريق المدينة وانما خص العواتق بالذكر وهى الجارية اول ما ادركت لانهن إذا علمن مع كمال استتارهن فعلم غيرهن به اولى انتهى. (2) قوله: ” ليست بولاية في الدين ” أي ولاية ائمة الحق بل المراد انهم ليسوا متعصبين في مذهبهم ولا يبغضونكم وهم قوم يجوز لكم مناكحتهم ومعاشرتهم، يرثون منهم فيكون السؤال عن حكمهم لا عن وصفهم وتعيينهم أو بين عليه السلام حكمهم ثم عرفهم بانهم ليسوا بالمؤمنين. (3) النساء: 100. (*)

[ 203 ]

عسى الله أن يعفو عنهم إذ كانوا آخذين بالاغصان، وإن لم يعرفوا اولئك، فإن عفى عنهم فبرحمته، وإن عذبهم فبضلالتهم عما عرفهم. 10 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن موسى بن بكر، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن المستضعفين فقال: البلهاء في خدرها، والخادم تقول لها صلي فتصلي لا تدري إلا ما قلت لها، والجليب الذي لا يدري إلا ما قلت له، والكبير الفاني والصبي الصغير. هؤلاء المستضعفون. وأما رجل شديد العنق جدل خصم يتولى الشرى والبيع لا تستطيع أن تغبنه في شئ، تقول: هذا مستضعف ؟ لا ولا كرامة !. 11 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال في المستضعفين الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا: لا يستطيعون حيلة فيدخلوا في الكفر ولم يهتدوا فيدخلوا في الايمان فليس هم من الكفر والايمان في شئ. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله: ” دخلت الجنة فرأيت) * * (أكثر أهلها البله “) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون ابن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه واله: دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها البله، قال: قلت: ما البله ؟ فقال: العاقل في الخير (1)، الغافل عن الشر، الذي يصوم في كل شهر ثلاثة أيام.


(1) في بعض النسخ [ العامل في الخير ]. (*)

[ 204 ]

(باب) * (معنى الناكثين، والقاسطين، والمارقين) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمد بن علي الصيرفي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في حديث طويل يقول في آخره: إن رسول الله صلى الله عليه واله قال لام سلمة – رضى الله عنها -: يا ام سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب أخي في الدنيا وأخي في الاخرة، يا ام سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب وزيري في الدنيا ووزيري في الاخرة، يا ام سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا و حامل لواء الحمد غدا في الاخرة، يا ام سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب وصيي وخليفتي من بعدي وقاضي عداتي والذائد عن حوضي، يا ام سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين (1) قلت: يا رسول الله من الناكثون ؟ قال: الذين يبايعونه بالمدينة وينكثونه بالبصرة. قلت: من القاسطون ؟ قال: معاوية وأصحابه من أهل الشام. [ ثم ] قلت من المارقون ؟ قال: أصحاب النهروان. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله: ” من بشرني بخروج) * * (” آذار (2) ” فله الجنة “) * 1 – حدثنا محمد بن أحمد الشيباني، وأحمد بن الحسن القطان، والحسين بن إبراهيم ابن أحمد بن هشام المؤدب، وعلي بن عبد الله الوراق، وعلي بن أحمد بن موسى بن عمران


(1) في بعض النسخ قدم ” المارقين ” على ” الناكثين ” وفى بعضها أخر عن ” القاسطين ” أيضا وهو الموافق لسؤال ام سلمة بعيد هذا ترتيبا. (م) (2) آذار وأذار: شهر بعد شباط وقبل نيسان، عدد أيامه 31 وهو الثالث من السنة الشمسية. (*)

[ 205 ]

الدقاق، قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن أبي الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه واله ذات يوم في مسجد ” قبا ” وعنده نفر من أصحابه فقال: أول من يدخل عليكم الساعة رجل من أهل الجنة، فلما سمعوا ذلك قام نفر منهم فخرجوا وكل واحد منهم يحب أن يعود ليكون أول داخل فيستوجب الجنة فعلم النبي صلى الله عليه واله ذلك منهم، فقال لمن بقي عنده من أصحابه: إنه سيدخل عليكم جماعة يستبقون فمن بشرني بخروج ” آذار ” فله الجنة. فعاد القوم ودخلوا معهم أبو ذر – رضي الله عنه – فقال لهم: في أي شهر نحن من الشهور الرومية ؟ فقال أبو ذر: قد خرج آذار يارسول الله. فقال صلى الله عليه واله: قد علمت ذلك يا أبا ذر ولكني أحببت أن يعلم قومي أنك رجل من أهل الجنة، وكيف لا يكون ذلك ؟ وأنت المطرود عن حرمي بعدي لمحبتك لاهل بيتي فتعيش وحدك وتموت وحدك ويسعد بك قوم يتولون تجهيزك ودفنك ! اولئك رفقائي في [ ال‍ ] جنة الخلد التي وعد المتقون. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: ” يا على “) * * (لك كنز في الجنة وانت ذو قرنيها “) * 1 – حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد الاشناني الدارمي الفقيه العدل ببلخ، قال: أخبرني جدي، قال: حدثنا محمد بن عمار، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التميمي، عن سلمة، عن أبي الطفيل، عن علي بن أبي طالب، عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه واله قال: يا علي إن لك كنزا في الجنة وأنت ذو قرنيها ولا تتبع النظرة بالنظرة في الصلاة فإن لك الاولى وليست لك الاخرة (1).


(1) في بعض النسخ [ الاخرى ] وفى بعضها [ اخيرة ]. (*)

[ 206 ]

قال مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه -: معنى قوله صلى الله عليه واله: ” إن لك كنزا في الجنة ” يعني مفتاح نعيمها، وذلك أن الكنز في المتعارف لا يكون إلا المال من ذهب وفضة ولا يكنز إلا لخيفة الفقر ولا يصلحان إلا للا نفاق في أوقات الافتقار إليهما ولا حاجة في الجنة ولا فقر ولا فاقه لانها دار السلام من جميع ذلك ومن الافات كلها وفيها ما تشتهي الانفس، وتلذ الاعين فهذا الكنز هو المفتاح وذلك أنه عليه السلام قسيم الجنة وإنما صار عليه السلام قسيم الجنة والنار لان قسمة الجنة والنار إنما هي على الايمان والكفر، وقد قال له النبي صلى الله عليه واله: ” يا علي حبك إيمان وبغضك نفاق وكفر ” فهو عليه السلام بهذا الوجه قسيم الجنة والنار. وقد سمعت بعض المشايخ يذكر أن هذا الكنز هو ولده المحسن عليه السلام وهو السقط الذي ألقته فاطمة عليها السلام لما ضغطت بين البابين واحتج في ذلك بما روي في السقط من أنه يكون محبنطأ (1) على باب الجنة، فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: لا حتى يدخل أبواي قبلي. وما روي أن الله تعالى كفل سارة وإبراهيم أولاد المؤمنين يغذونهم بشجر في الجنة لها أخلاف (2) كأخلاف البقر فإذا كان يوم القيامة البسوا وطيبوا (3) واهدوا إلى آبائهم فهم في الجنة ملوك مع آبائهم. وأما قوله صلى الله عليه واله: ” وأنت ذو قرنيها ” فإن قرني الجنة الحسن والحسين لما روي أن رسول الله صلى الله عليه واله قال: إن الله عزوجل يزين بهما جنته كما تزين المرأة بقرطيها (4) وفي خبر آخر يزين الله بها عرشه، وفي وجه آخر معنى قوله صلى الله عليه واله: ” وأنت ذو قرنيها ” أي إنك صاحب قرني الدنيا وإنك الحجة على شرق الدنيا وغربها وصاحب الامر فيها والنهي فيها، وكل ذي قرن في الشاهد إذا اخذ بقرنه فقد اخذ به: وقد يعبر عن الملك بالاخذ بالناصية كما قال عزوجل: ” ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها (5) ” ومعناه على هذا: أنه عليه السلام مالك


(2) أي الممتلئ غيظا. (2) الاخلاف جمع ” الخلف ” بكسر الخاء المعجمة وهو حملة الضرع أي مكان مص الحليب منه. (3) في بعض النسخ [ اكتسبوا وتطيبوا ]. (4) القرط – بضم القاف -: ما تعلقته المرأة في شحمة اذنيها للتزين. (5) هود: 56. (*)

[ 207 ]

حكم الدنيا في إنصاف المظلومين والاخذ على أيدي الظالمين، وفي إقامة الحدود إذا وجبت وتركها إذا لم تجب، وفي الحل والعقد، وفي النقض والابرام، وفي الحظر والاباحة، و في الاخذ والاعطاء، وفي الحبس والاطلاق، وفي الترغيب والترهيب. وفي وجه آخر معناه أنه عليه السلام ذو قرني هذه الامة كما كان ذوالقرنين لاهل وقته، وذلك أن ذاالقرنين ضرب على قرنه الايمن فغاب ثم حضر فضرب على قرنه الاخر. وتصديق ذلك قول الصادق عليه السلام: ” إن ذاالقرنين لم يكن نبيا ولا ملكا وإنما كان عبدا أحب الله فأحبه الله ونصح الله فنصحه الله وفيكم مثله ” يعني بذلك أمير المؤمنين عليه السلام. وهذه المعاني كلها صحيحة يتناولها ظاهر قوله صلى الله عليه واله: ” لك كنز في الجنه وأنت ذوقرنيها “. (باب) * (معنى العربية) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: صعد رسول الله صلى الله عليه واله المنبر يوم فتح مكة ثم قال: أيها الناس إن الله تبارك وتعالى قد ذهب عنكم بنخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها، ألا إنكم من آدم وآدم من طين، وخير عباد – الله عنده أتقاهم، إن العربية ليست بأب والد ولكنها لسان ناطق فمن قصر به عمله لم يبلغه رضوان الله حسبه، ألا إن كل دم كان في الجاهلية أو إحنة (1) فهو تحت قدمي هاتين إلى يوم القيامة. (باب) * (معنى اللئيم والكريم) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، قال: حدثني عمي محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وقع


(1) الاحنة: الحقد، جمعها إحن كعصمة وعصم. (*)

[ 208 ]

بين سلمان وبين رجل كلام فقال لسلمان: من أنت ؟ وما أنت ؟ فقال له سلمان: وأما أولي وأولك فنطفة قذرة، وأما آخري وآخرك فجيفة منتنة، فإذا كان يوم القيامة ووضعت الموازين فمن ثقل ميزانه فهو الكريم ومن خف ميزانه فهو اللئيم. (باب) * (معنى القانع والمعتر) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن فضالة، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” فإذا وجبت جنوبها (1) ” قال: إذا وقعت على الارض فكلوا منها ” وأطعموا القانع والمعتر ” قال: القانع: الذي يرضى بما أعطيته ولا يسخط ولا يكلح ولا يزبد شدقه غضبا (2)، والمعتر المار بك تطعمه. 2 – وبهذا الاسناد، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن سيف التمار، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن سعيد بن عبد الملك قدم حاجا فلقى أبي عليه السلام فقال: إني سقت هديا فكيف أصنع ؟ فقال: أطعم أهلك ثلثا، وأطعم القانع ثلثا، وأطعم المسكين ثلثا، قلت: المسكين هو السائل ؟ قال: نعم، والقانع يقنع بما أرسلت إليه من البضعة فما فوقها، والمعتر يعتريك لا يسألك. 3 – وقال النبي صلى الله عليه واله: لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا ذي حقد ولا ذي غمر على أخيه ولا ظنين في ولاء ولا قرابة ولا القانع مع أهل البيت لهم. أما الخيانة (3) فإنها تدخل في أشياء كثيرة سوى الخيانه في المال (4)، منها:


(1) الحج: 37. أي سقط جنوبها إلى الارض وعب ربذلك عن تمام خروج الروح. (2) كلح وجهه كلوحا وكلاحا: عبس وتكشر. وزبد شدقه: خرج الزبد من زاوية فمه. (3) الظاهر أن من هنا إلى قوله: ” وهذا من القناعة ” من كلام المؤلف رحمه الله. (م) (4) أي لا تنحصر الخيانة بالخيانة في المال بل تعم الاعراض والاسرار وغيرها. (*)

[ 209 ]

أن يؤتمن على فرج فلا يودي فيها الامانة. ومنها: أن يستودع سرا يكون إن أفشاه فيه عطب (1) المستودع أو فيه شينه. ومنها: أن يؤتمن على حكم بين اثنين أو فوقها فلا يعدل. ومنها: أن يغل من المغنم شيئا (2). ومنها: أن يكتم شهادة. ومنها: أن يستشار فيشير بخلاف. الصواب تعمدا وأشباه ذلك. والغمر: الشحناء والعداوة. وأما الظنين في الولاء والقرابة فالذي يتهم بالدعاوة (3) إلى غير أبيه أو المتولي [ إلى ] غير مواليه، وقد يكون أن يتهم في شهادته لقريبه. والظنين أيضا المتهم في دينه. وأما القانع مع أهل البيت لهم فالرجل يكون مع قوم في حاشيتهم كالخادم لهم والتابع والاجير ونحوه. و أصل القنوع الرجل يكون مع الرجل يطلب فضله ويسأله معروفه بقول فهذا يطلب معاشه من هؤلاء فلا تجوز شهادته لهم، قال الله تعالى: ” فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر (4) ” فالقانع: الذي يقنع بما تعطيه ويسأل، المعتر الذي يتعرض ولا يسأل، – ويقال: من هذا القنوع: قنع يقنع قنوعا -. وأما القانع الراضي بما أعطاه الله عزوجل فليس من ذلك – يقال: منه قنعت أقنع قناعة. وهذا بكسر النون وذلك بفتحها، وذاك من القنوع وهذا من القناعة -. (باب) * (معنى قول ابراهيم: ” بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا) * * (ينطقون ” ومعنى قوله ” انى سقيم ” ومعنى قول يوسف عليه السلام) * * (حين أمر المنادى أن ينادى: ” أيتها العير انكم لسارقون “) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن أبي إسحاق إبراهيم بن هاشم، عن صالح بن سعيد، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل في قصة إبراهيم عليه السلام: ” قال بل فعله كبيرهم هذا


(1) العطب: الهلاك. (2) الغلول: الخيانة ويأتي مزيد معناه. (3) الدعاوة – بكسر الدال -: اسم من الادعاء. (4) الحج: 36. (*)

[ 210 ]

فاسألوهم إن كانوا ينطقون (1) ” قال: ما فعله كبيرهم وما كذب إبراهيم عليه السلام، فقلت: فكيف ذاك ؟ قال: إنما قال إبراهيم عليه السلام: ” فاسألوهم إن كانوا ينطقون ” إن نطقوا فكبيرهم فعل، وإن لم ينطقوا فلم يفعل كبيرهم شيئا فما نطقوا وما كذب إبراهيم عليه السلام. فقلت: قوله عزوجل في يوسف: ” أيتها العير إنكم لسارقون (2) ” قال: إنهم سرقوا يوسف من أبيه، ألا ترى أنه قال لهم حين قال: ” ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ” ولم يقل: سرقتم صواع الملك ؟ إنما عنى سرقتم يوسف من أبيه. فقلت: قوله: ” إني سقيم (3) ” قال: ما كان إبراهيم سقيما وما كذب، إنما عنى سقيما في دينه مرتادا. وقد روى أنه عنى بقول: سقيم أي سأسقم، وكل ميت سقيم. وقد قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: ” إنك ميت (4) ” بمعنى أنك ستموت. وقد روي أنه عنى أني سقيم بما يفعل بالحسين بن علي عليهما السلام. (باب) * (معنى الملك الكبير الذى ذكره الله عزوجل في كتابه العزيز) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن يزيد بن إسحاق، عن عباس بن يزيد، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام – وكنت جالسا عنده ذات يوم -: أخبرني عن قول الله عزوجل: ” وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا (5) ” ما هذا الملك الذي كبره الله حتى سماه كبيرا ؟ قال: فقال لي: إذا أدخل الله أهل الجنة الجنة أرسل رسولا إلى ولي من أوليائه فيجد الحجبة على بابه، فيقول له (6): قف حتى نستأذن لك فما يصل إليه رسول ربه إلا بإذن، فهو قوله عزوجل: ” وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا “.


(1) الانبياء: 64. (2) يوسف: 70. (3) الصافات: 87. (4) الزمر: 31. (5) الدهر: 20. (6) أي يقول الحاجب له. (*)

[ 211 ]

(باب) * (معنى الازرام) * 1 – أخبرني محمد بن هارون الزنجاني فيما كتب إلي قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد القاسم بن سلام، قال: حدثنا هيثم، قال: أخبرنا يونس، عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه واله اتي بالحسين بن علي عليه السلام (1) فوضع في حجره فبال عليه فأخذ فقال: لا تزرموا ابني، ثم دعا بماء فصبه عليه. قال الاصمعي: الازرام: القطع، يقال للرجل إذا قطع بوله: ” قد أزرمت بولك وأزرمه غيره إذا قطعه، وزرم البول نفسه إذا انقطع. (باب) * (معنى الغلول والسحت) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن عمار بن مروان، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الغلول، فقال: كل شئ غل من الامام فهو سحت (2)، وأكل مال اليتيم سحت، والسحت أنواع كثيرة منها ما اصيب من أعمال الولاة الظلمة، ومنها اجور القضاة، واجور الفواجر، وثمن الخمر والنبيذ والمسكر، والربا بعد البينة. فأما الرشوة يا عمار في الاحكام فإن ذلك الكفر بالله العظيم ورسوله (3).


(1) في بعض النسخ [ بالحسن بن على عليهما السلام ]. (2) قال الفيروز آبادى: غل غلولا: خان كأغل أو هو خاص بالفيئ. انتهى والسحت اما بمعنى مطلق الحرام أو الحرام الشديد الذى يسحت ويهلك ولا خلاف في تحريم الامور المذكورة في الخبر كما قاله العلامة المجلسي – رحمه الله -. (3) الكفر هنا هو الكفر في الفروع كما في ترك الصلاة والحج ومنع الزكاة دون الكفر في الاصول الموجب للارتداد والنجاسة. (م) (*)

[ 212 ]

(باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله ” أخذتموهن بأمانة الله) * * (واستحللتم فروجهن بكلمات الله “) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد، عن سليمان ابن داود يرفع الحديث، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ” أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله ” فأما الامانة فهي التي أخذ الله عزوجل على آدم حين زوجه حواء، وأما الكلمات فهي الكلمات التي شرط الله عزوجل بها على آدم أن يعبده ولا يشرك به شيئا ولا يزني ولا يتخذ من دونه وليا. (باب) * (معنى المبارك) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: ” وجعلني مباركا أين ما كنت (1) ” قال: نفاعا. (باب) * (معنى قول الصادق عليه السلام ” الترتر حمران ” ومعنى ” المطمر ” (2)) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن حمزة، ومحمد ابني حمران، قالا: اجتمعنا


(1) مريم: 32. (2) التر – بضم التاء وشد الراء المهملة -: الخيط الذى يمد على البناء فيقدر به ويقال له اليوم بالفارسية: (ريسمانكار) وهذا استعارة للتمييز بين الحق والباطل والمعنى: الميزان ميزان حمران. والمطمر – كمنبر – أيضا خيط البناء. (*)

[ 213 ]

عند أبي عبد الله عليه السلام في جماعة من أجلة مواليه وفينا حمران بن أعين فخضنا في المناظرة وحمران ساكت فقال له أبو عبد الله عليه السلام: مالك لا تتكلم يا حمران. فقال: يا سيدي آليت (1) على نفسي أني لا أتكلم في مجلس تكون فيه. فقال أبو عبد الله عليه السلام: إني قد أذنت لك في الكلام فتكلم. فقال حمران: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، خارج من الحدين حد التعطيل وحد التشبيه، وأن الحق القول بين القولين لاجبر ولا تفويض، وأن محمدا عبد ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأشهد أن الجنة حق، وأن النار حق، وأن البعث بعد الموت حق، وأشهد أن عليا حجة الله على خلقه لا يسع الناس جهله، وأن حسنا بعده وأن الحسين من بعده، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم أنت يا سيدي من بعدهم. فقال أبو عبد الله عليه السلام: الترتر حمران. ثم قال: يا حمران مد المطمر بينك وبين العالم، قلت: يا سيدي وما المطمر ؟ فقال: أنتم تسمونه خيط البناء، فمن خالفك على هذا الامر فهو زنديق. فقال حمران: وإن كان علويا فاطميا ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: وإن كان محمديا علويا فاطميا. 2 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ليس بينكم وبين من خالفكم إلا المطمر. قلت: وأي شئ المطمر ؟ قال: الذي تسمونه التر فمن خالفكم وجازه فابرؤوا منه وإن كان علويا فاطميا (باب) * (معنى الباغى والعادي) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن البزنطي، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” فمن اضطر غير باغ ولا عاد (2) “


(1) آلى ايلاء: حلف. (2) البقرة: 168، والانعام: 146. (*)

[ 214 ]

قال: الباغي: الذي يخرج على الامام، والعادي: الذي يقطع الطريق، لا يحل لهما الميتة. وقد روي أن العادي اللص، والباغي الذي يبغي الصيد لا يجوز لهما التقصير في السفر ولا أكل الميتة في حال الاضطرار. (باب) * (معنى الاوقية والنش (1)) * أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما تزوج رسول الله صلى الله عليه واله شيئا من نسائه ولا زوج شيئا من بناته على أكثر من اثنى عشر أوقية ونش. والاوقية أربعون درهما، والنش عشرون درهما. (باب) * (معنى قول الصادق عليه السلام ” لا يحرم من الرضاع الا ما كان مجبورا “) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن هلال، عن ابن سنان، عن حريز، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يحرم من الرضاع إلا ما كان مجبورا. قال: قلت: وما المجبور ؟ قال: ام مربية، أو ظئر مستأجرة (2) أو خادم مشتراة. وما كان مثل ذلك موقوف عليه. (باب) * (معنى الاغناء والاقناء) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن


(1) النش. النصف والمراد به هنا نصف الاوقية. (2) الظئر – بكسر الظاء -: العاطفة على ولد غيرها والمرضعة له. والمراد هنا الثاني. (م) (*)

[ 215 ]

النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد [ عن أبيه ] عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وأنه هو أغنى وأقنى (1) ” قال: أغنى كل إنسان بمعيشته، وأرضاه بكسب يده. (باب) * (توبة الله عزوجل على الخلق) * 1 – أبي رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ثم تاب عليهم (2) ” قال: هي الاقالة. (3) (باب) * (معنى الورقة والحبة وظلمات الارض والرطب واليابس) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن – رحمه الله – قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أبي بصير، قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين (4) ” قال: فقال: الورقة السقط، والحبة الولد، وظلمات الارض الارحام، والرطب ما يحيى، واليابس ما يغيض (5). وكل ذلك في كتاب مبين.


(1) النجم: 48. (2) التوبة: 118. (3) الاقالة فسخ البيع، الموافقة عليه. والمراد هنا عفوه تعالى عنهم. (4) الانعام: 59. (5) الغيض: السقط الذى لم يتم خلقه، والقليل. (*)

[ 216 ]

(باب) * (معنى السهم من المال يوصى به الرجل) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن رجل يوصي بسهم من ماله. فقال: السهم واحد من ثمانية لقول الله عزوجل: ” إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل (1) “. 2 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، قال: سألت الرضا عليه السلام عن رجل يوصي بسهم من ماله ولا يدري السهم أي شئ هو ؟ فقال: ليس عندكم فيما بلغكم عن جعفر وأبي جعفر عليهما السلام فيها شئ ؟ فقلت له: جعلت فداك ما سمعنا أصحابنا يذكرون شيئا في هذا عن آبائك عليهم السلام. فقال: السهم واحد من ثمانية. فقلت: جعلت فداك، كيف صار واحدا من ثمانية ؟ فقال: أما تقرء كتاب الله عزوجل: فقلت: جعلت فداك، إني لاقرؤه ولكن لاأدري أين موضعه، فقال: قول الله عزوجل. ” إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل ” ثم عقد بيده ثمانية، قال: وكذلك قسمها رسول الله صلى الله عليه واله على ثمانية أسهم، والسهم واحد من الثمانية (2). وقد روي أن السهم واحد من ستة وذلك على حسب ما يفهم من مراد الموصي وعلى حسب ما يعلم من سهام ماله [ بينهم ].


(1) التوبة: 60. والغارمين هم الذين ركبتهم الديون في غير معصية ولا اسراف. (2) يدل على ان السهم ينصرف إلى الثمن كما هو المشهور بين الاصحاب وذهب الشيخ في أحد قوليه إلى انه السدس وقال المجلسي – رحمه الله -: لعل المراد انه لما ذكر الله تعالى هذه الاصناف الثمانية وجعل لكل منهم حصة واشتهر في ألسنة الناس التعبير عن حصصهم بالسهام فلذا ينصرف السهم عند الاطلاق إلى الثمن. (*)

[ 217 ]

(باب) * (معنى الشئ من المال يوصى به الرجل) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن علي بن السندي، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن جميل، عن أبان بن تغلب، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما، قال: قلت له: رجل أوصى بشئ من ماله ؟ فقال لي: في كتاب علي عليه السلام: الشئ من ماله واحد من ستة. (باب) * (معنى الجزء من المال يوصى به الرجل) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا أحمد ابن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن علي بن السندي، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن جميل، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال في الرجل يوصي بجزء من ماله إن الجزء واحد من عشرة، لان الله عزوجل يقول: ” ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا (1) وكانت الجبال عشرة والطير أربعة فجعل على كل جبل منهن جزءا. وروي أن الجزء واحد من سبعة لقول الله عزوجل: ” لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ” (2). 2 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان الاحمر، عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن امرأة أوصت بثلثها يقضي به دين ابن أخيها وجزء لفلان وفلانة فلم أعرف ذلك، فقدمنا إلى ابن أبي ليلى. قال: فما قال لك ؟ قلت: قال: ليس لهما شئ. فقال: كذب والله، لهما العشر من الثلث.


(1) البقرة: 262. (2) الحجر: 44. (*)

[ 218 ]

3 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، قال: حدثني أبو عبد الله الرازي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن رجل أوصى بجزء من ماله. فقال: سبع ثلثه. (باب) * (معنى الكثير من المال) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في رجل نذر أن يتصدق بمال كثير، فقال: الكثير ثمانون فما زاد لقول الله تبارك وتعالى: ” لقد نصركم الله في مواطن كثيرة (1) ” و كانت ثمانين موطنا. (باب) * (معنى القديم من المماليك) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن داود بن محمد النهدي، عن بعض أصحابنا قال: دخل ابن أبي سعيد المكاري (2) على الرضا صلوات الله عليه فقال له: أبلغ الله من قدرك أن تدعي ما ادعى أبوك ؟ ! فقال له: ما لك أطفأ الله نورك وأدخل الفقر بيتك ؟ أما علمت أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى عمران عليه السلام أني واهب لك ذكرا فوهب له مريم ووهب لمريم عيسى فعيسى من مريم ومريم من عيسى ومريم وعيسى شئ واحد، وأنا من أبي وأبي مني وأنا وأبي شئ واحد فقال له: ابن أبي سعيد فأسألك عن مسألة ؟ فقال: لا أخالك تقبل مني ولست من غنمي


(1) التوبة: 25. (2) اسمه الحسين وأبوه هاشم أبو سعيد واقفى وكان هو وابوه وجهين في الواقفة وكان الحسين ثقة في حديثه (النجاشي) وذكر الكشى روايات في ذمه. (*)

[ 219 ]

ولكن هلمها. فقال: رجل قال عند موته: كل مملوك لي قديم فهو حر لوجه الله. فقال: نعم، إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: ” حتى عاد كالعرجون القديم (1) ” فما كان من مماليكه أتى له ستة أشهر فهو قديم حر. قال: فخرج الرجل فافتقر حتى مات ولم يكن عنده مبيت ليلة – لعنه الله -. (باب) * (معنى الحبيس) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الرحمن الجعفي، قال: كنت أختلف إلى ابن أبي ليلى في مواريث وكان يدافعني فلما طال ذلك علي شكوته إلى جعفر ابن محمد عليهما السلام فقال: أو ما علم أن رسول الله صلى الله عليه واله أمر برد الحبيس (2) وإنفاذ المواريث ؟ قال: فأتيته ففعل كما كان يفعل، فقلت له: إني شكوتك إلى جعفر بن محمد عليهما السلام فقال لي: كيت وكيت، فحلفني ابن أبي ليلى أنه قال ذلك لك، فحلفت له فقضى لي بذلك. 2 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن أحمد، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الرازي، عن بكر بن صالح، عن ابن أبي عمير، عن ابن عيينة البصري قال: كنت شاهدا عند ابن أبي ليلى وقضى في رجل جعل لبعض قرابته غلة دار ولم يوقت لهم وقتا فمات الرجل فحضر ورثته ابن أبي ليلى وحضر قريبه الذي جعل له الدار، فقال ابن أبي ليلى: أرى أن أدعها على ما تركها صاحبها. فقال له محمد بن مسلم الثقفي: أما إن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قضى في هذا المسجد بخلاف ما قضيت. قال: وما علمك ؟ قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قضى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه برد الحبيس وإنفاذ المواريث. فقال ابن أبي ليلى: هو عندك في كتاب ؟ قال: نعم. قال: فأرسل إليه


(1) يس: 39. والعرجون: اصل العذق الذى يعوج ويبقى على النخل يابسا بعد أن تقطع عنه الشماريخ وفى اللغة: الشمروخ: العذق عليه بسر أو عنب. (2) الحبيس – فعيل بمعنى مفعول – أي المحبوس. ويأتى معناه من المؤلف – رحمه الله -. (*)

[ 220 ]

فائتني به، فقال محمد بن مسلم: على أن لا تنظر من الكتاب إلا في ذلك الحديث. قال: لك ذلك. قال: فأراه الحديث عن أبي جعفر عليه السلام في الكتاب فرد قضيته. والحبيس (1) هو كل وقف إلى وقت غير معلوم هو مردود على الورثة. (باب) * (معنى الصدود) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن اليعقوبي، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، عن أبيه، عن جده قال: قال النبي صلى الله عليه واله في قوله عز و جل: ” ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون (2) ” قال: الصدود في العربية الضحك. (باب) * (معنى التتبير) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عمن ذكره، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: ” وكلا تبرنا تتبيرا (3) ” قال: يعني كسرنا تكسيرا. قال: وهي بالنبطية. (باب) * (معنى الاحقاب) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن جعفر بن


(1) الظاهر ان هذا البيان من المؤلف – رحمه الله -. (م) (2) الزخرف: 57. (3) الفرقان: 41. (*)

[ 221 ]

محمد بن عقبة، عمن رواه، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” لا بثين فيها أحقابا (1) ” قال: الاحقاب ثمانية أحقاب والحقبة (2) ثمانون سنة، والسنة ثلاثمائة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون. (باب) * (معنى المشارق والمغارب) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن الحجال، عن عبد الله بن أبي حماد يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله عزوجل: ” قرب المشارق والمغارب (3) ” قال: لها ثلاث مائة وستون مشرقا، وثلاث مائة وستون مغربا، فيومها الذي تشرق فيه لا تعود فيه إلا من قابل (4)، ويومها الذي تغرب فيه لا تعود فيه إلا من قابل. (باب) * (معنى العضباء والجدعاء) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد الله ابن المغيرة، عن السكوني، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا يضحى بالعرجاء بين عرجها، ولا بالعوراء بين عورها (5)، ولا بالعجفاء، ولا بالجرباء (6)، ولا بالجرعاء، ولا بالعضباء وهي المكسورة القرن، و الجدعاء المقطوعة الاذن.


(1) النباء: 23. (2) في بعض النسخ [ الحقب ] وهو بضمتين بمعنى الدهر والمدة الطويلة من الزمان و ” الحقبة ” بالكسر ايضا مدة من الزمان. (3) المعارج: 40. (4) أي من سنة آتية. (5) العرجاء التى لا يجزئ هي المتفاحش البين بحيث منعها من السير مع الغنم ومشاركتهن في المرعى. (6) العجفاء: الشاة التى ضعفت وذهب سمنها. والجرباء: الشاة التى اصابتها داء الجرب. (*)

[ 222 ]

(باب) * (معنى الشرقاء والخرقاء والمقابلة والمدابرة) * 1 – حدثنا محمد بن موسى المتوكل قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، قال: حدثني أبو نصر البغدادي، عن أحمد بن يحيى المقري، عن عبد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن شريح بن هاني، عن علي عليه السلام قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه واله في الاضاحي أن نستشرف العين والاذن ونهانا عن الخرقاء والشرقاء والمقابلة والمدابرة، الخرقاء أن يكون في الاذن ثقب مستدير، والشرقاء في الغنم المشقوقة الاذن باثنين حتى ينفذ إلى الطرف (1)، والمقابلة أن يقطع من مقدم اذنها شئ يترك معلقا لا يبين كأنه زنمة (2) ويقال مثل ذلك من الابل: ” المزنم ” ويسمى ذلك المعلق ” الرعل ” والمدابرة أن يفعل ذلك بمؤخر اذن الشاة. (باب) * (معنى الفرار الى الله عزوجل) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام في قول الله تبارك وتعالى: ” ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ” قال: حجوا إلى الله (3). (باب) * (معنى المحصور والمصدود) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أيوب بن نوح قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، وصفوان بن يحيى جميعا رفعاه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال:


(1) بأن يشق اذنها طولا بحيث تصير شقين إلى طرفها من الرأس. (م) (2) أي لا ينقطع. والزنمة: ما يقطع من اذن البعير أو الشاة فيترك معلقا وذلك يفعل بكرام الابل فقط. (3) الذاريات: 50. وذلك بيان لبعض مصاديق ” الفرار إلى الله ” المناسب فهم الراوى. (م) (*)

[ 223 ]

المحصور غير المصدود، وقال: المحصور هو المريض، والمصدود هو الذي يرده المشركون كما ردوا رسول الله صلى الله عليه واله ليس من مرض، والمصدود تحل له النساء والمحصور لا تحل له النساء (1). (باب) * (معنى ما روى فيمن ركب زاملة (2) وسقط منها فمات أنه يدخل النار) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رضي الله عنه – قال. حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ركب زاملة ثم وقع منها فمات دخل النار. قال مصنف هذا الكتاب: معنى ذلك أن الناس كانوا يركبون الزوامل فإذا أراد أحدهم النزول وقع من زاملته من غير أن يتعلق بشئ من الرحل فنهوا عن ذلك لئلا يسقط أحدهم متعمدا فيموت فيكون قاتل نفسه ويستوجب بذلك دخول النار. وليس هذا الحديث بنهي عن ركوب الزوامل وإنما هو نهي عن الوقوع منها من غير أن يتعلق بالرحل، والحديث الذي روي ” أن من ركب زاملة فليوص ” فليس ذلك أيضا بنهي عن ركوب الزاملة، إنما هو الامر بالوصية كما قيل: ” من خرج في حج أو جهاد فليوص ” وليس ذلك بنهي عن الحج والجهاد، وما كان الناس يركبون إلا الزوامل وإنما المحامل محدثة، لم تعرف فيما مضى. (باب) * (معنى العج والثج) * 1 – حدثنا محمد بن أحمد الشيباني (3) – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن إسماعيل


(1) المراد بالمحصور من منعه مرض ونحوه عن اتمام الحج بعد الاحرام فلا تحل له النساء لانه محرم وهو الذى ذكر في قوله تعالى: ” وأتموا الحج والعمرة لله فان احصرتم فما استيسر من الهدى ” والمصدود من منعه المشركون من دخول المسجد الحرام كما منعوا النبي صلى الله عليه واله ومن معه قبل فتح مكة قال تعالى: ” وصدوكم عن المسجد الحرام ” (م) (2) الزاملة: الدابة من الابل وغيرها يحمل عليها. (3) مر الكلام فيه ص 131. (*)

[ 224 ]

ابن مسلم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: نزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه واله فقال: يا محمد مر أصحابك بالعج والثج. فالعج رفع الاصوات بالتلبية، والثج نحر البدن. (باب) * (معنى الدباء والمزفت والحنتم والنقير) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن ابن محبوب، عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل عن النرد والشطرنج، قال: لا تقربهما. قلت: فالغناء ؟ قال: لا خير فيه لا تفعلوا. قلت: فالنبيذ ؟ قال: نهى رسول الله صلى الله عليه واله عن كل مسكر وكل مسكر حرام. قلت: فالظروف التي يصنع فيها ؟ قال: نهى رسول الله صلى الله عليه واله عن الدباء والمزفت والحنتم والنقير. قلت: وما ذاك ؟ قال: الدباء: القرع، والمزفت: الدنان (1) والحنتم: جرارالاردن ويقال: إنها الجرار الخضر، والنقير: خشب كان أهل الجاهلية ينقرونها حتى يصير لها أجواف ينبذون فيها. (باب) * (معنى الضحك) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” فضحكت فبشرناها بإسحاق (2) ” قال: حاضت. (باب) * (معنى النافلة) * 1 – أبي رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن عيسى بن


(1) المزفت: الراقود. العظيم. وهو نوع من القار. (2) هود: 74. (*)

[ 225 ]

محمد (1)، عن علي بن مهزيار: عن أحمد بن محمد البزنطي، عن يحيى بن عمران، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله الله عزوجل: ” ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة (2) ” قال: ولد الولد نافلة. (باب) * (معنى القط) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن سلمة بن الخطاب، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن إبراهيم بن ميمون، عن مصعب، عن (3) سعد، عن الاصبغ، عن علي عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وقالوا ربنا الله عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب (4) ” قال: نصيبهم من العذاب. (باب) * (معنى الكواشف والدواعي والبغايا وذوات الازواج) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن داود بن إسحاق الحذاء، عن محمد بن الفيض قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المتعة، فقال: نعم، إذا كانت عارفة. قلت: جعلت فداك فإن لم تكن عارفة، قال: فاعرض عليهما وقل لها فإن قبلت فتزوجها وإن أبت أن ترضى بقولك فدعها، وإياكم والكواشف والدواعي و البغايا وذوات الازواج. فقلت: ما الكواشف ؟ قال: اللواتي يكاشفن وبيوتهن معلومة و يؤتين. قلت: فالدواعي ؟ قال: اللواتي يدعين إلى أنفسهن وقد عرفن بالفساد. قلت: فالبغايا ؟ قال: المعروفات بالزنا. قلت: فذوات الازواج ؟ قال: المطلقات على غير السنة (5).


(1) في بعض النسخ [ احمد بن محمد بن عيسى ]. (2) الانبياء: 71. (3) في بعض النسخ [ مصعب بن سعيد ]. (4) ص: 15. والقط: القسط أي قسطنا من العذاب الذى توعدنا به وهو من قط إذا قطعه. (5) أي من أهل مذهبنا فلا ينافى قاعدة الالزام في قولهم عليهم السلام: ” الزموهم باحكامهم “. (*)

[ 226 ]

(باب) * (معنى الفقيه حقا) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن خالد، عن بعض رجاله، عن داود الرقي، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا اخبركم بالفقيه حقا ؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين قال: من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره. ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه. (باب) * (معنى بلوغ الاشد والاستواء) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد ابن هلال، عن محمد بن سنان، عن محمد بن عبد الله بن رباط، عن محمد بن النعمان الاحول، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما و علما (1) ” قال: أشده ثمان عشر سنة، واستوى: التحى (2). (باب) * (معنى الخريف) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن زرق، عن يحيى بن أبي العلاء، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال: إن عبدا يمكث في النار سبعين خريفا – والخريف سبعون


(1) القصص: 13. (2) التحى أي نبتت لحيته. (*)

[ 227 ]

سنة – قال: ثم إنه سأل الله عزوجل بحق محمد وأهل بيته لما رحمتني، قال: فأوحى الله عزوجل إلى جبرئيل عليه السلام أن اهبط إلى عبدي فأخرجه. قال: يا رب كيف لي بالهبوط في النار ؟ قال: إني قد أمرتها أن تكون عيك بردا وسلاما. قال: يا رب فما علمي بموضعه ؟ قال: إنه في جب من سجين. قال: فهبط في النار فوجده معقولا على وجهه. قال: فأخرجه إلى الله عزوجل فقال: يا عبدي كم لبثت تناشدني في النار ؟ قال: ما احصي يا رب. قال: أما وعزتي لولا ما سألتني به لاطلت هوانك في النار ولكنه حتم على نفسي أن لا يسألني عبد بحق محمد وأهل بيته إلا غفرت له ما كان بيني وبينه، وقد غفرت لك اليوم. (باب) * (معنى الفلق) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن عثمان بن عيسى، عن معاوية بن وهب قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فقرأ رجل: ” قل أعوذ برب الفلق ” فقال الرجل: وما الفلق ؟ قال: صدع (1) في النار فيه سبعون ألف دار، في كل دار سبعون ألف بيت، في كل بيت سبعون ألف أسود (2)، في جوف كل أسود سبعون ألف جرة (3) سم لا بد لاهل النار أن يمروا عليها. (باب) * (معنى شر الحاسد إذا حسد) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن


(1) الصدع: الشق في الشئ. (2) الاسود: الحية. (3) الجرة – بفتح الجيم وشد الراء -: اناء من خزف له بطن كبير وعروتان وفم واسع. (*)

[ 228 ]

يزيد، عن ابن أبي عمير رفعه في قول الله عزوجل: ” ومن شر حاسد إذا حسد (1) ” قال: أما رأيته إذا فتح عينيه وهو ينظر إليك هو ذلك. (باب) * (معنى قول الصادق عليه السلام ” الشتاء ربيع المؤمن “) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: الشتاء ربيع المؤمن يطول فيه ليلة فيستعين به على قيامه ويقصر فيه نهاره فيستعين به على صيامه. (باب) * (معنى ربيع القرآن) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر الخزاز (2)، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لكل شئ ربيع وربيع القرآن شهر رمضان. (باب) * (معنى الافق المبين) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا موسى بن جعفر البغدادي، عن محمد بن جمهور، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن محمد بن أبي حمزة، عن


(1) الفلق: 5. (2) في بعض النسخ [ أحمد بن أبى نصر الخزاز ]. وهو تصحيف. (*)

[ 229 ]

أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال في كل يوم من شعبان سبعين مرة: ” أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، الحي القيوم وأتوب إليه ” كتب في الافق المبين. قال: قلت: وما الافق المبين ؟ قال: قاع (1) بين يدي العرش، فيه أنهار تطرد فيه من القدحان عدد النجوم. (باب) * (معنى الافق من الناس) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن سيف بن عميرة، عن سعيد بن الوليد، قال: دخلنا مع أبان بن تغلب على أبي عبد الله عليه السلام، فقال أبو عبد الله عليه السلام: لان اطعم مسلما حتى يشبع أحب الي من أن اطعم افقا من الناس. قلت: كم الافق ؟ قال: مائة ألف. (باب) * (معنى الاسودين) * 1 – أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب، قال: حدثنا أبو الفضل يعقوب بن يوسف، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن ضمضم، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه واله أمر بقتل الاسودين في الصلاة (2). قال: معمر: قلت ليحيى: وما معنى الاسودين (3) ؟ قال: الحية والعقرب. (باب) * (معنى تمام النعمة) * 1 – حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن تميم السرخسي الفقيه بها قال: حدثنا أبو لبيد


(1) القاع: الارض السهلة. (2) أي حتى في حال الصلاة. (3) في بعض النسخ [ وما يعنى بالاسودين ]. (*)

[ 230 ]

محمد بن إدريس الشامي، قال: حدثنا محمد بن مهاجر البغدادي، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثني الحريري، عن أبي الورد بن تمامة، عن اللجلاج، عن معاذ بن جبل، قال كنت مع النبي صلى الله عليه واله فمر برجل يدعو وهو يقول: ” اللهم إني أسالك الصبر ” فقال له النبي صلى الله عليه واله: سألت البلاء فاسئل الله العافية. ومر صلى الله عليه واله برجل وهو يقول: ” اللهم إنى أسألك تمام انعمة “. فقال: ابن آدم وهل تدري ما تمام النعمة ؟ الخلاص من النار ودخول الجنة. ومر صلى الله عليه واله برجل وهو يدعو ويقول: ” يا ذا الجلال والاكرام ” فقال له: قد استجيب لك فسل. (باب) * (معنى مطلوبات الناس) * 1 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا الحسن بن علي بن الحسين السكري، قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام،: مطلوبات الناس في الدنيا الفانية أربعة: الغنى والدعة (1) وقلة الاهتمام والعز. فأما الغنى فموجود في القناعة فمن طلبه في كثرة المال لم يجده، وأما الدعة فموجود في خفة الحمل فمن طلبها في ثقله لم يجدها، و أما قلة الاهتمام فموجود في قلة الشغل فمن طلبها مع كثرته لم يجدها، فأما العز فموجود في خدمة الخالق فمن طلبه في خدمة المخلوق لم يجده. (باب) * (معنى قول الناقوس) * 1 – حدثنا صالح بن عيسى العجلي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي الفقيه، قال: حدثنا أبو نصر الشعراني في مسجد حميد قال: حدثنا سلمة بن صالح الوضاح (2)


(1) الدعة: الراحة وخفض العيش. (2) الظاهر أنه سلمة بن صالح الاحمر الواسطي وهو مخلط كما نص عليه الشيخ في رجاله. (*)

[ 231 ]

عن أبيه، عن أبي إسرائيل، عن أبي إسحاق الهمداني، عن عاصم بن ضمرة، عن الحارث الاعور، قال: بينا أنا أسير مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في الحيرة إذا نحن بديراني يضرب بالناقوس، قال: فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: يا حارث أتدري ما يقول هذا الناقوس ؟ قلت: الله ورسوله وابن عم رسوله أعلم. قال: إنه يضرب الدنيا و خرابها ويقول: ” لا إله إلا الله حقا حقا، صدقا صدقا، إن الدنيا قد غرتنا وشغلتنا و استهوتنا واستغوتنا، يا ابن الدنيا مهلا مهلا، يا ابن الدنيا دقا دقا، يا ابن الدنيا جمعا جمعا، تفني الدنيا قرنا قرنا، ما من يوم يمضى عنا إلا وهن (1) منا ركنا، قد ضيعنا دارا تبقى، واستوطنا دارا تفنى لسنا ندري ما فرطنا فيها إلا لو قدمتنا. قال الحارث: يا أمير المؤمنين النصارى يعلمون ذلك ؟ قال: لو علموا ذلك لما اتخذوا المسيح إلها من دون الله عزوجل، قال: فذهبت إلى الديراني فقلت له: بحق المسيح عليك لما ضربت بالناقوس على الجهة التي تضربها. قال: فأخذ يضرب وأنا أقول حرفا حرفا حتى بلغ إلى قوله إلا لو قدمتنا. فقال: بحق نبيكم من أخبرك بهذا. قلت: قال الرجل الذي كان معي أمس، قال: وهل بينه وبين النبي من قرابة ؟ قلت: هو ابن عمه، قال: بحق نبيكم أسمع هذا من نبيكم ؟ قال: قلت: نعم. فأسلم، ثم قال لي: والله إني وجدت في التوراة أنه يكون في آخر الانبياء نبي وهو يفسر ما يقول الناقوس. (باب) * (معنى قول الانبياء عليهم السلام إذا قيل لهم يوم القيامة: ” ماذا) * * (اجبتم قالوا: لاعلم لنا “) * 1 – حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقري، قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المقري الجرجاني قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد، قال: حدثنا محمد بن عاصم الطريفي، قال: حدثنا أبو زيد عياش (2) بن يزيد بن الحسن بن علي الكحال مولى زيد بن علي قال: حدثني أبي، يزيد بن الحسن، قال: حدثني موسى بن جعفر عليهما السلام،


(1) في بعض النسخ ” أوهى ” وكلاهما بمعنى. (2) في بعض النسخ [ عباس ]. (*)

[ 232 ]

قال قال الصادق عليه السلام في قول الله عزوجل: ” يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم قالوا لاعلم لنا ” (1) قال: يقولون: لاعلم لنا بسواك. قال: وقال الصادق عليه السلام: القرآن كله تقريع وباطنه تقريب (2). قال مصنف هذا الكتاب: يعني بذلك أنه من وراء آيات التوبيخ والوعيد آيات الرحمة والغفران. (باب) * (معنى الاخلاء الثلاثة للمرء المسلم) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه – رضي الله عنه – قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم، قال: حدثنا هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال علي عليه السلام: إن للمرء المسلم ثلاثة أخلاء فخليل يقول له: ” أنا معك حيا وميتا ” وهو عمله، وخليل يقول له: ” أنا معك حتى تموت ” وهو ماله، فإذا مات صار للورثة، وخليل يقول له: ” أنا معك إلى باب قبرك ثم اخليك ” وهو ولده. (باب) * (معنى القرين الذى يدفن مع الانسان وهو حى والانسان ميت) * 1 – حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، قال: أخبرنا أبو حاتم، عن العتبي يعني محمد بن عبد الله (4)، عن


(1) المائدة: 108. (2) في بعض النسخ ” تقرير ” والتقريع هو العتاب الشديد وظاهر الرواية بل صريحها ان باطن ما يكون تقريعا بعينه تقريب فما ذكره المؤلف – رحمه الله – في غاية البعد ولعل المراد أن ظاهر كثير من الايات العتاب والتوبيخ والايعاد لكن الغرض منها انتهاء المخاطبين وانتباه الغافلين ورجوع العاصين فباطن هذه الخطابات المشتملة على الوعيد والتوبيخ هو الرأفة والرحمة وسوق الناس إلى السعادة وتقريبهم إلى غاية الخلقه وعلي هذا فقوله ” القرآن كله الخ ” من باب التغليب. (م) (3) في بعض النسخ [ محمد بن عبيد الله ]. (*)

[ 233 ]

أبيه، وأخبرنا محمد بن عبد الله بن شبيب البصري. قال: حدثنا زكريا بن يحيى المنقري (1)، قال: حدثنا العلاء بن فضيل، عن أبيه، عن جده، قال: قال قيس بن عاصم: وفدت مع جماعة من بني تميم إلى النبي صلى الله عليه واله فدخلت عليه وعنده الصلصال بن الدلهمس (2) فقلت: يا نبي الله عظنا موعظة ننتفع بها فإنا قوم نعير (3) بالبرية. فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا قيس إن مع العز ذلا، وإن مع الحياة موتا، وإن مع الدنيا آخرة، وإن لكل شئ حسيبا وعلى كل شئ رقيبا، وإن لكل حسنة ثوابا، ولكل سيئة عقابا، ولكل أجل كتابا، وإنه لابد لك يا قيس من قرين يدفن معك وهو حي وتدفن معه وأنت ميت فان كان كريما أكرمك وإن كان لئيما أسلمك. ثم لا يحشر إلا معك، ولا تبعث إلا معه، ولا تسأل إلا عنه، ولا تجعله إلا صالحا فإنه إن صلح آنست به وإن فسد لا تستوحش إلا منه وهو فعلك، فقلت: يا نبي الله احب أن يكون هذا الكلام في أبيات شعر (4) نفخر به على من يلقينا (5) من العرب وندخره فأمر النبي صلى الله عليه واله من يأيته بحسنان. قال: فأقبلت افكر فيما أشبه هذه العظة من الشعر فاستتب (6) لي القول قبل مجيئ حسان فقلت: يارسول الله قد حضرتني أبيات أحسبها توافق ما نريد [ فقال النبي صلى الله عليه واله: قل يا قيس ] فقلت: تخير قرينا من فعالك إنما * قرين الفتى في القبر ما كان يفعل ولابد بعد الموت من أن تعده * ليوم ينادى المرء فيه فيقبل فإن كنت مشغولا بشئ فلا تكن * بغير الذي يرضى به الله تشتغل فلن يصحب الانسان من بعد موته * ومن قبله إلا الذي كان يعمل ألا إنما الانسان ضيف لاهله * يقيم قليلا بينهم ثم يرحل


(1) في بعض النسخ [ المقرى ]. (2) في بعض النسخ [ الصلصال بن الدلهمش ]. (3) أي تذهب ونجئ ونتردد في البرية، وفى بعض النسخ [ نعبر ]. (4) في بعض النسخ [ من الشعر ]. (5) في بعض النسخ [ يلينا ]. (6) أي استقام، وفى بعض النسخ [ استبان ] أي ظهر. (*)

[ 234 ]

(باب) * (معنى عقول النساء وجمال الرجال) * 1 – حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء الجعابي الحافظ البغدادي، قال: حدثني أحمد بن عبيد الله الثقفي أبو العباس قال: حدثنا عيسى بن محمد الكاتب، قال: حدثني المدائني، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: عقول النساء في جمالهن، وجمال الرجال في عقولهم. (باب) * (معنى قول سلمان – رضى الله عنه – لما قال رسول الله صلى الله عليه وآله) * * (أيكم يصوم الدهر ؟ وايكم يحيى الليل ؟ وايكم يختم القرآن) * * (في كل يوم ؟ فقال في كل ذلك: أنا) * 1 – حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار – رضي الله عنه – قال حدثنا أبي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن نوح بن شعيب العقرقوفي، عن شعيب، عن أبي بصير، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، يحدث، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله يوما لاصحابه: أيكم يصوم الدهر ؟ فقال سلمان – رحمه الله عليه -: أنا يارسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه واله: فأيكم يحيي الليل ؟ قال سلمان أنا يا رسول الله. قال: فأيكم يختم القرآن في كل يوم ؟ فقال سلمان: أنا يا رسول الله. فغضب بعض أصحابه فقال: يا رسول الله إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا ! قلت: أيكم يصوم الدهر ؟ قال: أنا، وهو أكثر أيامه يأكل، وقلت أيكم يحيي الليل ؟ فقال: أنا، وهو أكثر ليله نائم، وقلت: أيكم يختم القرآن في كل يوم ؟ فقال: أنا، وهو أكثر أيامه صامت ! فقال رسول الله صلى الله عليه واله: مه يا فلان أنى لك بمثل لقمان الحيكم ! سله فإنه ينبئك. فقال الرجل لسلمان: يا عبد الله أليس زعمت أنك تصوم الدهر ؟ فقال، نعم. فقال: رأيتك في أكثر نهارك تأكل ؟ فقال: ليس حيث تذهب إني أصوم الثلاثة في الشهر وقال الله عزوجل:


[ 235 ]

” من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها (1) ” وأصل شعبان بشهر رمضان فذلك صوم الدهر. فقال: أليس زعمت أنك تحيي الليل ؟ فقال: نعم. فقال: إنك أكثر ليلك نائم. فقال: ليس جيث تذهب، ولكني سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه واله يقول: ” من بات على طهر فكأنما أحيا الليل ” فأنا أبيت على طهر. فقال: أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم ؟ قال: نعم، قال: فأنت أكثر أيامك صامت، فقال: ليس حيث تذهب، ولكني سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه واله يقول لعلي عليه السلام: ” يا أبا الحسن مثلك في امتي مثل قل هو الله أحد فمن قرأها مرة فقد قرأ ثلث القرآن ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن، فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الايمان، ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الايمان، ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الايمان. والذي بعثني بالحق يا علي لو أحبك أهل الارض كمحبة أهل السماء لك لما عذب أحد بالنار ” وأنا أقر أقل هو الله أحد في كل يوم ثلاث مرات. فقام فكأنه قد القم حجرا (2). (باب) * (معنى المنتقمة من البقاع) * 1 – حدثنا الحسين بن إبراهيم بن ناتانة – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن سلمة الاهوازي، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثني أبو الحسين علي بن معلى الاسدي قال: انبئت عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، أنه قال: إن لله عزوجل بقاعا تسمى ” المنتقمة ” فإذا أعطى الله عبدا مالا لم يخرج حق الله عزوجل منه سلطه الله على بقعة من تلك البقاع فأتلف ذلك المال فيها ثم مات وتركها. (باب) * (معنى القول الصالح والعمل الصالح) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي بن الحسين


(1) انعام: 160. (2) ألقمه حجرا: أسكته في الخصام. (*)

[ 236 ]

السعد آبادي، قال: حدثنا أحمد بن أبي البرقي، عن أبيه، عن محمد بن زياد، عن أبان، وغيره، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: من ختم صيامه بقول صالح وعمل صالح تقبل الله عزوجل منه صيامه. فقيل له: يا ابن رسول الله ما القول الصالح ؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، والعمل الصالح إخراج الفطرة. (باب) * (معنى ماروى أن من أحب لقاء الله تعالى احب الله تعالى لقاءه) * * (ومن أبغض لقاء الله أبغض الله عزوجل لقاءه) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن القاسم بن محمد، عن عبد الصمد بن بشير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أصلحك الله من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن أبغض لقاء الله أبغض الله لقاءه ؟ قال: نعم. فقلت: فوالله إنا لنكره الموت. فقال: ليس ذلك حيث تذهب، إنما ذلك عند المعاينة إذا رأى ما يحب فليس شئ أحب إليه من أن يتقدم والله يحب لقاءه وهو يحب لقاء الله حينئذ، وإذا رأى ما يكره فليس شئ أبغض إليه من لقاء الله والله عزوجل يبغض لقاءه. 2 – وبهذا الاسناد، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن معاوية بن وهب، عن يحيى بن سابور، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام في الميت تدمع عند الموت. فقال: ذاك عند معانية رسول الله صلى الله عليه واله فيرى ما يسره [ وما يحبه ]. قال: ثم قال: أما ترى الرجل يرى ما يسره وما يحب فتدمع عينه ويضحك ؟. (باب) * (معنى ماروى ان الصلاة حجزة الله في الارض) * 1 – حدثني محمد بن علي ماجيلويه – رضي الله عنه – عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن يونس بن


[ 237 ]

ظبيان، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اعلم أن الصلاة حجزة الله في الارض، فمن أحب أن يعلم ما أدرك من نفع صلاته فلينظر فإن كانت صلاته حجزته عن الفواحش والمنكر فإنما أدرك من نفعها بقدر ما احتجز، ومن أحب أن يعلم ماله عند الله فليعلم مالله عنده ومن خلا بعمل فلينظر فيه فإن كان حسنا جميلا فليمض عليه وإن كان سيئا قبيحا فليجتنبه فإن الله عزوجل أولى بالوفاء والزيادة، ومن عمل سيئة في السر فليعمل حسنة في السر ومن عمل سيئة في العلانية فليعمل حسنة في العلانية. (باب) * (معنى الحاقن والحاقب والحاذق) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن يحيى ابن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لاصلاة لحاقن ولا لحاقب ولا لحاذق. والحاقن الذي به البول، والحاقب الذي به الغائط. والحاذق الذي به ضغطة الخف. (باب) * (معنى المجنون) * 1 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني – رضي الله عنه – قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى البصري الجلودي بالبصرة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زكريا الجوهري، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام، قال: سمعت جابر بن عبد الله الانصاري يقول: مر رسول الله صلى الله عليه واله برجل مصروع وقد اجتمع عليه الناس ينظرون إليه فقال صلى الله عليه واله: على ما اجتمع هؤلاء ؟ فقيل له: على مجنون يصرع فنظر إليه. فقال: ما هذا بمجنون، ألا اخبركم بالمجنون حق المجنون ؟ قالوا: بلى يارسول الله، قال: إن المجنون حق المجنون


[ 238 ]

المتبختر في مشيته، الناظر في عطفيه، المحرك جنبيه بمنكبيه، فذاك المجنون وهذا المبتلى. 2 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن حمزة بن حمران قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن من أجاب في كل ما يسأل (1) عنه لمجنون. (باب) * (معنى الحمية) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار – رضي الله عنه – عن أحمد ابن محمد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن أحمد، عن إسماعيل، عن الخراساني – يعني الرضا عليه السلام – قال: ليس الحمية من الشئ تركه، إنما الحمية من الشئ الاقلال منه. (باب) * (معنى ” دبقا ” (2)) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم ابن إسحاق، عن عبد الله بن أحمد، عن علي بن جعفر بن الزبير، عن جعفر بن إسماعيل، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته كم يحمي المريض ؟ فقال: دبقا. فلم أدركم دبقا فسألته فقال: عشرة أيام. وفي حديث آخر: أحد عشر دبقا و ” دبق صباح ” بكلام الرومي أعني أحد عشر صباحا. (باب) * (معنى الخائف) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي


(1) في بعض النسخ [ ما سئل ]. (2) في بعض النسخ بالراء في جميع المواضع. (*)

[ 239 ]

ابن محمد القاساني، عمن ذكره، عن عبد الله بن القاسم الجعفي، (1) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: الخائف من لم يدع له الرهبة لسانا ينطق به. (باب) * (معنى الكفو) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني إبراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: حدثني جماعة من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكفو أن يكون عفيفا وعنده يسار. (باب) * (معنى المسلم والمؤمن والمهاجر والعربي والمولى) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: المسلم من سلم الناس من يده ولسانه، والمؤمن من ائتمنه الناس على أموالهم وأنفسهم. 2 – وروي في حديث آخر أن المؤمن من أمن جاره بوائقه (2). 3 – وروي أن الصادق عليه السلام قال: من ولد في الاسلام فهو عربي، ومن دخل فيه بعدما كبر فهو مهاجر، ومن سبي واعتق فهو مولى ومولى القوم من أنفسهم. (باب) * (معنى العقل) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عبد الجبار، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما


(1) في بعض النسخ [ عبد الله بن القاسم الجعفري ]. (2) بوائق جمع بائقة وهى الشر والداهية، ويقال: ” رفعت عنك بافقه فلان ” أي غائلته وشره. (*)

[ 240 ]

العقل ؟ قال: ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان (1). قال: قلت: فالذي كان في معاوية ؟ قال: تلك النكراء، تلك الشيطنة (2)، وهي شبيهة بالعقل وليست بعقل. وسئل الحسن ابن علي عليهما السلام فقيل له: ما العقل ؟ فقال: التجرع للغصة حتى تنال الفرصة. (باب) * (معنى اتقاء الله حق تقاته) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن النضر، عن أبي الحسين، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” اتقوا الله حق تقاته (3) ” قال: يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر. (باب) * (معنى العبادة) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله: عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عمن ذكره، عن خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي قال: سأل عيسى بن عبد الله القمي أبا عبد الله عليه السلام وأنا حاضر فقال: ما العبادة ؟ قال: حسن النية بالطاعة من الوجه الذي يطاع الله منه. (باب) * (معنى السائبة) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع الشامي، قال:


(1) يعنى ملكة وحالة في النفس تدعو إلى اختيار الخيرات والمنافع واجتناب الشرور ومضارها وهو احد معاني العقل. (2) النكراء: الدهاء والفطنة وهى جودة الرأى وحسن الفهم وإذا استعملت في مشتهيات جنود الجهل يقال لها: الشيطنة. (3) آل عمران: 102. (*)

[ 241 ]

سئل أبو عبد الله عليه السلام عن السائبة فقال: الرجل يعتق غلامه ويقول: اذهب حيث شئت ليس لي من ميراثك شئ وليس علي من جريرتك شئ [ قال ] ويشهد شاهدين. (باب) * (معنى الكبر) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي الكوفي، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن طلحة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لن يدخل الجنة عبد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، ولا يدخل النار عبد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان. قلت: جعلت فداك إن الرجل ليلبس الثوب أو يركب الدابة فيكاد يعرف منه الكبر. قال: ليس بذاك إنما الكبر إنكار الحق، والايمان الاقرار بالحق. 2 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما – يعني أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام – قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر. قال: قلت: إنا نلبس الثوب الحسن (1) فيدخلنا العجب ؟ فقال: إنما ذلك بينه وبين الله عزوجل. (2) 3 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضال، عن عبد الله بن مسكان، عن يزيد بن فرقد، عمن سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ولا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان. قال: فاسترجعت (3)


(1) في بعض النسخ [ الخشن ]. (2) يأتي معنى العجب عن قريب ان شاء الله تعالى. (3) الاسترجاع: قول الانسان عند المصيبة: ” انا لله وانا إليه راجعون “. (*)

[ 242 ]

فقال: مالك تسترجع ؟ فقلت: لما أسمع منك، فقال: ليس حيث تذهب إنما أعني الجحود إنما هو الجحود. 4 – وبهذا الاسناد، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أيوب بن حر، عن عبد الاعلى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكبر أن يغمص الناس ويسفه الحق (1). 5 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف (2) عن عبد الاعلى بن أعين قال: قال أبو عبد الله عن آبائه عليهم السلام قال رسول الله صلى الله عليه واله: إن أعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق. قلت: وما غمص الخلق وسفه الحق ؟ قال: يجهل الحق ويطعن على أهله ومن فعل ذلك فقد نازع الله عزوجل رداءه. 6 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه – رضي الله عنه – عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن ابن بقاح، عن سيف بن عميرة، عن عبد الملك، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من دخل مكة مبرءا عن الكبر غفر ذنبه. قلت: وما الكبر ؟ قال: غمص الخلق وسفه الحق. قلت: وكيف ذاك. قال: يجهل الحق ويطعن على أهله. قال مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه -: في كتاب الخليل بن أحمد يقول: فلان غمص الناس وغمص النعمة إذا تهاون بها وبحقوقهم، ويقال: إنه لمغموص عليه في دينه أي مطعون علبه، وقد غمص النعمة. والعافية إذا لم يشكرها. وقال أبو عبيد في قوله عليه السلام: ” سفه الحق ” أن يرى الحق سفها وجهلا وقال الله تبارك وتعالى: ” ومن يرعب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه (3) “. وقال بعض المفسرين: ” إلا من سفه نفسه ” يقول سفهها. وأما قوله: ” غمص الناس ” فإنه الاحتقار لهم والازدراء بهم وما أشبه ذلك. قال: وفيه


(1) رواه الكليني في الكافي ج 1 ص 310 وفيه ” الغمص ” بالغين المعجمة ثم الصاد المهملة وهو بمعنى الاحتقار والاستصغار. لكن في بعض النسخ التى بأيدينا من الكتاب بالغين والضاد المعجمتين ويأتى معناه من المؤلف عن قريب وأما قوله: ” يسفه الحق ” السفة الجهل واصله: الخفة والطيش ومعنى سفه الحق الاستخفاف به وان لا يراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة. (2) يعنى به سيف بن عميرة (3) البقرة: 130. (*)

[ 243 ]

لغة اخرى في غير هذا الحديث. وغمص بالصاد غير معجمة وهو معنى غمط، والغمص في العين، والقطعة سنة غمصة، والغميصاء: كوكب (1)، والغمص في المعاء: غلظة وتقطيع ووجع. (باب) * (معنى التزكية التى نهى [ الله ] عنها) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى (2) ” قال: قول الانسان: ” صليت البارحة ” و ” صمت أمس ” ونحو هذا. ثم قال عليه السلام: إن قوما كانوا يصبحون فيقولون صلينا البارحة، وصمنا أمس، فقال علي عليه السلام: لكني أنام الليل والنهار ولو أجد بينهما شيئا لنمته. (باب) * (معنى العجب الذى يفسد العمل) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن أحمد بن عمر الحلال عن علي بن سويد المديني، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال سألته عن العجب الذي يفسد العمل، فقال: العجب درجات، منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه ويحسب أنه يحسن صنعا، ومنها أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله تبارك وتعالى ولله


(1) الغميصاء – كحميراء -. (2) النجم: 33. أي لا تثنوا على انفسكم بزكاء العمل وزيادة الخير أو بالطهارة من المعاصي والرزائل. (*)

[ 244 ]

تعالى عليه فيه المن. (1) 2 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: من لايعرف لاحد الفضل فهو المعجب برأيه. (باب) * (معنى الحسد) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن الحسد فقال: لحم ودم يدور في الناس حتى إذا إنتهى إلينا يئس (2) وهو الشيطان. (باب) * (معنى الفقر) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض أصحابنا بلغ به سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن الحارث الاعور، قال: كان فيما سأل عنه علي بن أبي طالب ابنه الحسن عليهما السلام، أنه قال له: مالفقر ؟ قال: الحرص والشره.


(1) العجب: الزهو، ورجل معجب من هو بما يكون منه حسنا أو قبيحا يزهو وفى العبادة استعظام العمل الصالح واستكباره والابتهاج والادلال به وأن يرى نفسه خارجا عن حد التقصير و هذا هو العجب المفسد للعبادة لانه حجاب للقلب عن الرب تبارك وتعالى ومانع عن رؤية منه و احسانه ونعمه وفضله وتوفيقه ومعونته واما الكبر هو ان يرجح نفسه على غيره بعمله أو نسبه أو علمه أو قدرته وجماله. وان يرى لنفسه مرتبة ولغيره مرتبه ويرى مرتبته فوق مرتبة الغير. والعجب بين الانسان وربه والكبر بين الانسان وابناء نوعه. (2) في بعض النسخ [ يبس ]. (3) الشره ايضا بمعنى الحرص وشدة الميل إلى شئ وتمام الحديث رواه الحسن بن على بن شعبة الحرانى في تحف العقول باب ماروى عن الحسن بن على عليما السلام. (*)

[ 245 ]

(باب) * (معنى البخل والشح) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن الفضيل بن عياض، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أتدري من الشحيح ؟ فقلت: هو البخيل ؟ فقال: الشحيح أشد من البخيل إن البخيل يبخل بما في يديه وإن الشحيح يشح بما في أيدي الناس وعلى ما في يديه حتى لا يرى في أيدي الناس شيئا إلا تمنى أن يكون له بالحل والحرام، ولا يشبع ولا يقنع بما رزقه الله تعالى. 2 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن عبد الاعلى الارجاني، عن عبد الاعلى بن أعين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن البخيل من كسب مالا من غير حلة وأنفقه في غير حقه. 3 – حدثنا محمد بن علي ماجليويه – رضي الله عنه -، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض أصحابنا بلغ به سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن الحارث الاعور، قال: فيما سأل علي صلوات الله عليه ابنه الحسن عليه السلام أن قال له: ما الشح ؟ فقال: أن ترى ما في يدك شرفا وما أنفقت تلفا. 4 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ليس البخيل من يؤدي – أو الذي يؤدي – الزكاة المفروضة من ماله ويعطي البائنة في قومه (1) وإنما البخيل حق البخيل الذي يمنع الزكاة المفروضة من ماله ويمنع البائنة في قومه و هو في ما سوى ذلك يبذر.


(1) البائنة: العطية، سميت بها لانها ابنت من المال. وقال الجزرى. في حديث نحلة النعمان: ” هل ابنت كل واحد منهم مثل الذى ابنت هذا ” أي هل اعطيتهم مثله مالا تبينه به أي تفرده، و الاسم البائنة، يقال: طلب فلان البائنة إلى ابويه أو إلى احدهما ولا يكون من غيرهما. انتهى (*)

[ 246 ]

6 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إنما الشحيح من منع حق الله وأنفق في غير حق الله عزوجل. 7 – وبهذا الاسناد، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن أبي الجهم، عن موسى بن بكر عن أحمد بن سليمان (1)، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، قال: البخيل من بخل بما افترض الله عليه. 8 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: البخيل من بخل بالسلام. 9 – حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المقري، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن بندار بن المثنى التميمي الطبري، قال: حدثنا أبو نصر محمد بن الحجاج المقري الرقي، قال: حدثنا أحمد بن العلاء بن هلال، قال: حدثنا أبو زكريا، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن عمارة بن غزية، عن عبد الله بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: البخيل حقا من ذكرت عنده فلم يصل علي. (باب) * (معنى سوء الحساب) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لرجل: يا فلان مالك و لاخيك ؟ قال: جعلت فداك كان لي عليه شئ فاستقصيت في حقي، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أخبرني عن قول الله عزوجل: ” ويخافون سوء الحساب (2) ” أتريهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم ؟ لا، ولكنهم خافوا الاستقصاء والمداقة.


(1) في بعض نسخ الكافي [ أحمد بن سلمة ]. (2) تمام الاية في سورة الرعد: 21 هكذا ” والذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب “. (*)

[ 247 ]

(باب) * (معنى السفه) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا الحميري، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض أصحابنا بلغ به سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة،، عن الحارث الاعور الهمداني، قال: قال علي للحسن ابنه عليهما السلام، في مسائلة التي سأله عنها: يا بني ما السفه ؟ فقال: اتباع الدناة ومصاحبة الغواة. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله ” نعم العيد الحجامة “) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله بإسناده رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: نعم العيد الحجامة – يعني العادة – تجلو البصر وتذهب بالداء. (باب) * (معنى الحجامة النافعة والمغيثة والمنقذة) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله رفعه إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام، قال: احتجم النبي صلى الله عليه واله في رأسه وبين كتفيه و في قفاه ثلاثا، سمى واحدة ” النافعة ” والاخرى ” المغيثة ” والثالثة ” المنقذة “. 2 – وبهذا الاسناد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن بن علي، عن أحمد بن عائذ، عن ابن سلمة – وهو أبو خديجة واسمه سالم بن مكرم – عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحجامة على الرأس على شبر من طرف الانف وفتر بين الحاجبين (1)، فكان رسول الله صلى الله عليه واله يسميها


(1) الشبر – بكسر الشين وسكون الباء – ما بين طرف الابهام وطرف الخنصر ممتدين. والفتر ايضا – بكسر الفاء وسكون التاء -: ما بين طرف الابهام وطرف السبابة إذا فتحها. وفى بعض النسخ [ وفتر من الحاجبين ]. (*)

[ 248 ]

بالمنقذة. وفي حديث آخر قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله يحتجم على رأسه ويسميها المغيثة أو المنقذة. (باب) * (معنى الاحداث في الوضوء) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا عبد الله جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن منصور بن حازم، عن إبراهيم ابن معرض، قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: إن أهل الكوفة يروون، عن علي عليه السلام أنه كان بالكوفة فبال حتى رغا (1) ثم توضأ ثم مسح على نعليه ثم قال: هذا وضوء من لم يحدث. فقال: نعم، قد فعل ذلك. قال: فأي حدث أحدث من البول ؟ فقال: إنما يعني بذلك التعدي في الوضوء أن يزيد على حد الوضوء (2). (باب) * (معنى قول على بن الحسين عليهما السلام ” ويل لمن غلبت) * * (آحاده أعشاره “) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول: ويل لمن غلبت آحاده أعشار. فقلت له: وكيف هذا ؟ فقال: أما سمعت الله عزوجل يقول: ” من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها (3) ” فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرا، والسيئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة فنعوذ بالله ممن يرتكب في يوم واحد عشر سيئات ولا تكون له حسنة واحدة فتغلب حسناته سيئاته.


(1) رغا ورغى وارغى: صار ذارغوة أي زبد. (2) الخبر محمول على التقية راجع مصباح الفقيه ص 162. (3) انعام: 160. (*)

[ 249 ]

(باب) * (معنى الصاع والمد والفرق بين صاع الماء ومده وبين) * * (صاع الطعام ومده) * 1 – أبي ومحمد بن الحسن – رحمهما الله – قالا: حدثنا أحمد بن إدريس، ومحمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن علي بن محمد، عن رجل، عن سليمان بن حفص المروزي قال: قال أبو الحسن عليه السلام: الغسل صاع من ماء والوضوء مد من ماء وصاع النبي صلى الله عليه واله خمسة أمداد والمدوزن مائتي وثمانين درهما والدرهم وزن ستة دوانيق والدانق ستة حبات والحبة وزن حبتي شعير من أوساط الحب لامن صغاره ولا من كباره. 2 – وبهذا الاسناد، عن محمد بن أحمد، عن جعفر بن إبراهيم بن محمد الهمداني – قال: وكان معنا حاجا – قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام على يد أبي: جعلت فداك إن أصحابنا اختلفوا في الصاع، بعضهم يقول: الفطرة بصاع المدينة، وبعضهم يقول: بصاع العراق. فكتب إلي: الصاع ستة أرطال بالمدني وتسعة أرطال بالعراقي. قال: وأخبرني فقال: إنه بالوزن يكون ألفا ومائة وسبعين وزنا. 3 – وبهذا الاسناد، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الجبار، عن أبي القاسم الكوفي أنه جاء بمد وذكر أن ابن أبي عمير أعطاه ذلك المد وقال: أعطانيه فلان رجل من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام وقال: أعطانيه أبو عبد الله عليه السلام وقال: هذا مد النبي صلى الله عليه واله فعيرناه (1) فوجدناه أربعة أمداد وهو قفيز وربع بقفيزنا هذا. (باب) * (معنى النامصة والمنتمصة والواشرة والمستوشرة (2) و) * * (الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة) * 1 – حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي – رضي الله عنه – قال: حدثنا أحمد بن


(1) عير المكيال وشبهه وعايره: قايسه وامتحنه. (2) في بعض النسخ [ المتوشرة ] وكذا في متن الحديث ايضا. (*)

[ 250 ]

يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن علي بن غراب، قال: حدثني خير الجعافر جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: لعن رسول الله صلى الله عليه واله النامصة والمنتمصة والواشرة والمستوشرة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة. قال علي بن غراب: النامصة التي تنتف الشعر من الوجه، والمنتمصة التي يفعل ذلك بها، والواشرة التي تشرأسنان المرأة وتفلجها وتحددها، والمستوشرة التي يفعل ذلك بها، والواصلة التي تصل شعر المرأة بشعر امرأة غيرها، والمستوصلة التي يعفل ذلك بها، والواشمة التي تشم وشما في يد المرأة أو في شئ من بدنها وهو أن تغرز يديها (1) أو ظهر كفها أو شيئا من بدنها بإبرة حتى تؤثر فيه ثم تحشوه بالكحل أو بالنورة فيخضر، والمستوشمة التي يفعل ذلك بها (باب) * (معنى آخر للواصلة والمستوصلة) * 1 – حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب، قال حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن زياد الكرخي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن رسول الله صلى الله عليه واله الواصلة والمستوصلة يعني الزانية والقوادة. (باب) * (معنى اطابة الكلام، واطعام الطعام، وافشاء السلام، وادامة الصيام) * * (والصلاة بالليل والناس نيام) * 1 – حدثني أحمد بن محمد بن يحيى العطار – رضي الله عنه – قال: حدثنا سعد بن


(1) في بعض النسخ [ يدها ]. وغرزه بالابرة – بالغين المعجمة والراء المهملة ثم الزاى المعجمة – نخسه وغرز الابرة فيه أدخلها. (*)

[ 251 ]

عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها يسكنها من امتي من أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأفشا السلام، وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام، فقال علي عليه السلام: يا رسول الله ومن يطيق هذا من امتك ؟ فقال عليه السلام: يا علي أو ما تدري ما إطابه الكلام ؟ من قال إذا أصبح وأمسى: ” سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) – عشر مرات -، وإطعام الطعام نفقه الرجل على عياله، وأما إدامة الصيام فهو أن يصوم الرجل شهر رمضان وثلاثة أيام في كل شهر يكتب له صوم الدهر، وأما الصلاة بالليل والناس نيام فمن صلى المغرب وصلاة العشاء الاخرة وصلاة الغداة في المسجد في جماعة فكأنما أحيا الليل كله، وإفشاء السلام أن لا يبخل بالسلام على أحد من المسلمين. (باب) * (معنى الزهد) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: ما الزهد في الدنيا ؟ قال: تنكب حرامها (1). 2 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن مالك بن عطية الاحمسي، عن معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، قال: سمعت أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: الزهد في الدنيا قصر الامل. وشكر كل نعمة والورع عما حرم الله عليك. 3 – وبهذا الاسناد، عن أحمد بن أبي عبد الله، قال: حدثني الجهم بن الحكم، عن إسماعيل بن مسلم، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال ولا


(1) تنكبه: تجنبه واعتزله. (*)

[ 252 ]

بتحريم الحلال بل الزهد في الدنيا أن لا تكون بما في يدك أوثق منك بما في يد الله عز وجل. 4 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن علي بن هاشم البريد، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام أن رجلا سأله عن الزهد فقال: الزهد عشرة أشياء فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الورع، وأعلى درجات الورع أدنى درجات اليقين وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضا. ألا وإن الزهد في آية من كتاب الله عز و جل: ” لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتكم ” (1). 5 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن حديد، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال عيسى ابن مريم عليه السلام في خطبة قام بها في بني إسرائيل: أصبحت فيكم وإدامي الجوع، وطعامي ما تنبت الارض للوحوش والانعام، وسراجي القمر، وفراشي التراب، ووسادتي الحجر، ليس لي بيت يخرب ولا مال يتلف ولا ولد يموت ولا امرأة تحزن، أصبحت. وليس لي شئ وأمسيت (2) وليس لي شئ، وأنا أغنى ولد آدم. (باب) * (معنى الورع من الناس) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن فضيل بن عياض، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: من الورع من الناس ؟ فقال: الذي يتورع من محارم الله ويجتنب (3) هؤلاء. وإذا لم يتق الشبهات وقع في الحرام وهو لا يعرفه، وإذا رأى المنكر فلم ينكره وهو يقوى عليه فقد


(1) الحديد: 23. (2) في بعض النسخ: أصبح وامسي بدل أصبحت وأمسيت. (3) في بعض النسخ [ يتجنب ]. (*)

[ 253 ]

أحب أن يعصى الله، ومن أحب أن يعصى الله فقد بارز الله بالعداوة، ومن أحب بقاء الظالمين فقد أحب أن يعصى الله، إن الله تبارك وتعالى حمد نفسه على [ إ ] هلاك الظلمة فقال: ” فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ” (1). (باب) * (معنى حسن الخلق وحده) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن بعض أصحابنا قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ماحد حسن الخلق. قال: تلين جانبك وتطيب كلامك وتلقي أخاك ببشر حسن. (باب) * (معنى الخلاق والخلق) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال لقمان لابنه: يا بني صاحب مائة ولا تعاد واحدا، يا بني إنما هو خلاقك (2) وخلقك فخلاقك دينك وخلقك بينك وبين الناس فلا تتبغض إليهم وتعلم محاسن الاخلاق، يا بني كن عبد للاخيار ولا تكن ولدا للاشرار، يا بني أد الامانة تسلم لك دنياك وآخرتك، وكن أمينا تكن غنيا. (باب) * (معنى الشكاية من المرض) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ليست الشكاية أن يقول الرجل: مرضت البارحة أو وعكت البارحة (3) ولكن الشكاية أن يقول: بليت بما لم يبتل (4) به أحد.


(1) الانعام: 44. (2) الخلاق – بفتح الخاء المعجمة -: النصيب الوافر من الخير. (3) وعك الرجل يعك كوعد بعد: أصابه ألم من شدة المرض. (4) في أكثر النسخ [ لم يبل ] وقوله عليه السلام هذا من باب المثال كما هو غير خفى. (م) (*)

[ 254 ]

(باب) * (معنى قول العالم عليه السلام: ” من دخل الحمام فلير عليه أثره “) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه رفعه قال: نظر أبو عبد الله عليه السلام إلى رجل قد خرج من الحمام مخضوب اليدين فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أيسرك أن يكون الله عزوجل خلق يديك هكذا. قال: لا والله، وإنما فعلت ذلك لانه بلغني عنكم أنه من دخل الحمام فلير عليه أثره يعني الحناء. فقال: ليس حيث ذهبت، إنما معنى ذلك: إذا خرج أحدكم من الحمام وقد سلم فليصل ركعتين شكرا. قال سعد: وأخبرني أحمد بن أبي عبد الله ورواه نوح بن شعيب رفعه قال: فليحمد الله عزوجل. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله: ” الفرار من) * * (الطاعون كالفرار من الزحف ” (1)) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن فضالة، عن أبان الاحمر قال: سأل بعض أصحابنا أبا الحسن عليه السلام عن الطاعون يقع في بلدة وأنا فيها أتحول عنها ؟ قال: نعم. قال: ففي القرية وأنا فيها أتحول عنها ؟ قال: نعم. قال: ففي الدار وأنا فيها أتحول عنها ؟ قال: نعم. قلت: وأنا نتحدث أن رسول الله صلى الله عليه واله قال: الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف. قال: إن رسول الله صلى الله عليه واله إنما قال هذا في قوم كانوا يكونون في الثغور في نحو العدو فيقع الطاعون فيخلون أماكنهم ويفرون منها فقال رسول الله صلى الله عليه واله ذلك فيهم.


(1) الطاعون مرض معروف، والزحف: مشى العسكر إلى العدو للجهاد والفرار منه من الكبائر. (م) (*)

[ 255 ]

وروي أنه إذا وقع الطاعون في أهل مسجد فليس لهم أن يفروا منه إلى غيره. (باب) * (معنى قول العالم عليه السلام ” عورة المؤمن على المؤمن حرام “) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن مختار، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ” عورة المؤمن على المؤمن حرام ” قال: ليس هو أن ينكشف ويرى منه شيئا إنما هو أن يروي عليه. 2 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال له: عورة المؤمن على المؤمن حرام ؟ قال: نعم. قلت: يعني سفليه ؟ قال: ليس هو حيث تذهب (1) إنما هو إذاعة سره. 3 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن سنان: عن حذيفة بن منصور قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: شئ يقوله الناس: ” عورة المؤمن على المؤمن حرام ” قال: ليس حيث تذهب، إنما عورة المؤمن أن يراه يتكلم بكلام يعاب عليه فيحفظه عليه ليعيره به يوما إذا غضب. (باب) * (معنى السخاء وحده) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ماحد السخاء ؟ قال:


(1) الحصر في قوله: ” انما هو اذاعة سره ” باعتبار الاهمية أي قبح اذاعة السر الذى هو العورة الباطنة بمكان: لا يقاس به قبح كشف العورة الظاهرة والا فحرمة العورة الظاهرة أظهر من أن يخفى. (م) (*)

[ 256 ]

تخرج من مالك الحق الذي أوجبه الله عليك فتضعه في موضعه. وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبي عبد الله عليه السلام. 2 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: السخي الكريم، الذي ينفق ماله في حق. 3 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن علي بن عوف الازدي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: السخاء أن تسخو نفس العبد عن الحرام أن تطلبه فإذا ظفر بالحلال طابت نفسه أن ينفقه في طاعة الله عزوجل. 4 – وبهذا الاسناد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضال، عن رجل، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: السخاء شجرة في الجنة أصلها و هي مظلة على الدنيا، من تعلق بغصن من اجتره إلى الجنة. (باب) * (معنى السماحة) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، قال: حدثنا بعض أصحابنا بلغ به سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن الحارث الاعور، قال: قال أمير المؤمنين للحسن ابنه عليهما السلام في بعض ما سأله عنه: يا بني ما السماحة ؟ قال: البذل في العسر واليسر. (باب) (معنى الجواد) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أبي الجهم، عن موسى بن بكر، عن أحمد بن مسلم، قال: سأل رجل أبا الحسن


[ 257 ]

عليه السلام وهو في الطواف فقال له: أخبرني عن الجواد. فقال: إن لكلامك وجهين، فإن كنت تسأل عن المخلوق فإن الجواد: الذي يؤدي ما افترض الله عليه. وإن كنت تسأل عن الخالق فهو الجواد إن أعطى وهو الجواد إن منع لانه إن أعطاك أعطاك ما ليس لك وإن منعك منعك ما ليس لك. (باب) * (معنى المروءة) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله، قال: حدثنا عبد الرحمن بن العباس بن الفضل بن العباس ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، عن صباح بن خاقان، عن عمرو بن عثمان التميمي القاضي، قال: خرج أمير المؤمنين صلوات الله عليه على أصحابه وهم يتذاكرون المروءة. فقال: أين أنتم من كتاب الله ؟ قالوا: يا أمير المؤمنين في أي موضع ؟ فقال: في قوله عز و جل: ” إن الله يأمر بالعدل والاحسان (1) ” فالعدل الانصاف، والاحسان التفضل. 2 – قال عبد الرحمن بن العباس – ورفعه – قال: سأل معاوية الحسن بن علي عليهما السلام عن المروءة فقال: شح الرجل على دينه، وإصلاحه ماله، وقيامه بالحقوق. فقال معاوية: أحسنت يا أبا محمد أحسنت يا أبا محمد. قال: فكان معاوية يقول بعد ذلك: وددت أن يزيد قالها وإنه كان أعور. 3 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران، عن أيمن بن محرز، عن معاوية بن وهب، عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان الحسن بن علي عليهما السلام في نفر من أصحابه عند معاوية فقال له: يا أبا محمد أخبرني عن المروءة فقال: حفظ الرجل دينه، وقيامه في إصلاح ضيعته، وحسن منازعته، وإفشاء السلام، ولين الكلام، والكف، والتحبب إلى الناس. 4 – وبهذا الاسناد، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابنا رفعه إلى سعد بن طريف،


(1) النحل: 90. (*)

[ 258 ]

عن الاصبغ بن نباتة، عن الحارث الاعور، قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه للحسن ابنه عليه السلام: يا بني ما المروءة ؟ فقال: العفاف وإصلاح المال. 5 – وبهذا الاسناد، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حفص الجوهري ولقبه القرشي عن رجل من الكوفيين من أصحابنا يقال له: إبراهيم قال: سئل الحسن عليه السلام عن المروءة فقال: العفاف في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر على النائبة. (1) 6 – وبهذا الاسناد، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن مهران، عن صالح بن سعيد، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: المروءة استصلاح المال. 7 – وبهذا الاسناد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن عمر بن حماد الانصاري رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: تعاهد الرجل ضيعته من المروءة. 8 – وبهذا الاسناد، عن أحمد بن محمد، عن الهيثم بن عبد الله النهدي، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المروءة مروءتان: مروءة الحضر، ومروءة السفر فأما مروءة الحضر فتلاوة القرآن، وحضور المساجد، وصحبة أهل الخير، والنظر في الفقه. وأما مروءة السفر فبذل الزاد، والمزاح في غير ما يسخط الله، وقلة الخلاف على من صحبك، وترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم. 9 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ما المروءة ؟ فقلنا: لا نعلم. قال: المروءة أن يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروءة مروتان – فذكر نحو الحديث الذي تقدم -. (باب) * (معنى سبحة الحديث والتحريف) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إن أحب السبحة إلى الله عزوجل سبحة الحديث، وأبغض الكلام إلى الله عزوجل التحريف. قيل:


(1) النائبة: الداهيه والمصيبة. (*)

[ 259 ]

يا رسول الله وما سبحة الحديث ؟ قال: الرجل يسمع حرص الدنيا وباطلها فيغتم عند ذلك فيذكر الله عزوجل، وأما التحريف فكقول الرجل: إني لمجهود ومالي وما عندي. (باب) * (معنى ظهر القرآن وبطنه) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن خالد الاشعري، عن إبراهيم بن محمد الاشعري، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي خالد القماط، عن حمران بن أعين، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن ظهر القرآن و بطنه. فقال: ظهره الذين نزل فيهم القرآن، وبطنه الذين عملوا بمثل أعمالهم يجري فيهم ما نزل في اولئك (1). (باب) * (معنى الفقر الذى هو الموت الاحمر) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن صفوان بن يحيى، عن ذريح بن يزيد المحاربي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الفقر الموت الاحمر. فقيل: الفقر من الدنانير والدراهم ؟ قال: لا ولكن من الدين.


(1) لا ينحصر معنى الظهر والبطن بما في هذا الخبر فان هناك اخبارا جمة تدل على ان للقرآن معاني طولية حسب اختلاف الافهام ودرجات الايمان والمعرفة وفى بعضها ان لبطنه بطنا إلى سبعة ابطن أو سبعين بطنا. (م) أقول: الظاهر أن المراد بالبطن في هذا الخبر التأويل وكما أن المراد بالظاهر التنزيل فكذلك المراد بالباطن التأويل وهذا هو المصرح به في بعض الاخبار رواه العياشي وغيره و معنى التأويل هو ارادة بعض افراد معنى العام الذى يفهم من الاية وهو مما بطن عن الافهام الساذجة فعلى هذا لا ينافى الاخبار الذى روى: أن للقرآن بطنا ولبطنه بطنا. (*)

[ 260 ]

(باب) * (معنى الحديث الذى روى أنه إذا منعت الزكاة ساءت) * * (حال الفقير والغنى) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض من رواه يرفعه قال: إذا منعت الزكاة ساءت حال الفقير والغني. قلت: هذا الفقير تسوء حاله لما منع من حقه، فكيف تسوء حال الغني، قال: الغني المانع للزكاة تسوء حاله في الاخرة. (باب) * (معنى ما روى أن من رضى من الله عزوجل باليسير من الرزق) * * (رضى الله تعالى عنه باليسير من العمل) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه عن محمد بن عمر، عن أبيه، عن النصر بن قابوس، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن معنى الحديث ” من رضي من الله تعالى باليسير من الرزق رضي الله تعالى عنه باليسير من العمل ” قال: يطيعه في بعض ويعصيه في بعض. (باب) * (معنى التوكل على الله عزوجل والصبر والقناعة والرضا) * * (والزهد والاخلاص واليقين) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه في حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه واله قال: جاء جبرئيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحدا قبلك، قال رسول الله صلى الله عليه واله: قلت: وما هي ؟ قال: الصبر وأحسن منه، قلت: وما هو ؟ قال: الرضا و


[ 261 ]

أحسن منه، قلت: وما هو ؟ قال: الزهد وأحسن منه، قلت: وما هو ؟ قال: الاخلاص و أحسن منه، قلت: وما هو ؟ قال: اليقين وأحسن منه، قلت: وما هو يا جبرئيل ؟ قال: إن مدرجة ذلك التوكل على الله عزوجل، فقلت: وما التوكل على الله عزوجل ؟ فقال: العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع، واستعمال اليأس من الخلق، فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لاحد سوى الله ولم يرج ولم يخف سوى الله ولم يطمع في أحد سوى الله فهذا هو التوكل، قال: قلت: يا جبرئيل فما تفسير الصبر ؟ قال: تصبر في الضراء كما تصبر في السراء، وفي الفاقة كما تصبر في الغناء،، وفي البلاء كما تصبر في العافية، فلا يشكو حاله عن المخلوق (1) بما يصيبه من البلاء، قلت: وما تفسير القناعة ؟ قال: يقنع بما يصيب من الدنيا، يقنع بالقليل ويشكر اليسير. قلت: فما تفسير الرضا ؟ قال: الراضي لا يسخط على سيده أصاب من الدنيا أو لم يصب، ولا يرضى لنفسه باليسير من العمل. قلت: يا جبرئيل فما تفسير الزهد ؟ قال: الزاهد يحب من يحب خالقه ويبغض من يبغض خالقه ويتحرج (2) من حلال الدنيا ولا يلتفت إلى حرامها فإن حلالها حساب وحرامها عقاب (3) ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه، ويتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها، ويتحرج عن حطام الدنيا وزينتها كما يتجنب النار أن تغشاه، وأن يقصر أمله، وكان بين عينيه أجله، قلت: يا جبرئيل فما تفسير الاخلاص ؟ قال: المخلص الذي لا يسأل الناس شيئا حتى يجد، وإذا وجد رضي، وإذا بقي عنده شئ أعطاه في الله، فإن من لم يسأل المخلوق فقد أقر لله عزوجل بالعبودية وإذا وجد فرضي فهو عن الله راض والله تبارك وتعالى عنه راض، وإذا أعطى لله عزوجل فهو على حد الثقة بربه عز وجل، قلت: فما تفسير اليقين ؟ قال: الموقن يعمل لله كأنه يراه فإن لم يكن يرى الله فإن الله يراه وأن يعلم يقينا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وهذا كله أغصان التوكل ومدرجة الزهد.


(1) في بعض النسخ [ فلا يشكو خالقه عند المخلوق ]. (2) التحرج: التجنب. (3) في بعض النسخ [ وحرامها عذاب ]. (*)

[ 262 ]

(باب) * (معنى ما روى أن الصدقة لا تحل لغنى ولا لذى مرة سوى ولا) * * (لمحترف ولا لقوى) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي (1) ولا لمحترف ولا لقوي. قلنا: وما معنى هذا ؟ قال: لا يحل له أن يأخذها وهو يقدر على أن يكف نفسه عنها (2). 2 – وفي حديث آخر عن الصادق عليه السلام أنه قال: [ قد ] قال رسول الله صلى الله عليه واله: إن الصدقة لا تحل لغني – ولم يقل: ولا لذي مرة سوي -. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله ” كل محاسب معذب “) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن ابن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: كل محاسب معذب. فقال له قائل: يا رسول الله فأين قول الله عزوجل: ” فسوف يحاسب حسابا يسيرا (3) ” ؟ قال: ذلك العرض يعني التصفح. (باب) * (معنى الطين الذى حرم [ الله ] أكله) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني أحمد بن


(1) المرة – بكسر الميم -: قوة الخلق وشدته. والسوى هو المستوى الخلق الذى لا عيب فيه ولاداء. (2) هذا تفسير للقوى أو تحديد لمن يستحق الزكاة ويحل له الصدقة وهو أن يحتاج في معيشته إليها ولا يقدر ان يكف نفسه عنها أي لا يقدر ان يقضى حوائجه بدونها بأن يكون له غنى حاضر و ثروة مدخرة أو قوة بدنية يكسب بها ما لا حسب شأنه أو حرفة يحترفها ويحصل بها ما يغنيه فيخرج عنه الغنى والمحترف والسوى القوى. (م) (3) الانشقاق: 7. (*)

[ 263 ]

أبي عبد الله، قال حدثني المعاذي، عن معمر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قلت له: ما يروي الناس في الطين وكراهته ؟ قال: إنما ذاك المبلول وذاك المدر (1). 2 – وروي أن رسول الله صلى الله عليه واله نهى عن أكل المدر. حدثني بذلك محمد بن الحسن، – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله. (باب) * (معنى ما روى ” اياكم والمطلقات ثلاثا في مجلس واحد) * * (فانهن ذوات أزواج “) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا الحسين بن أحمد المالكي، قال: حدثنا عبد الله بن طاووس سنة إحدى وأربعين ومائتين قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: إن لي ابن أخ زوجته ابنتي وهو يشرب الشراب ويكثر ذكر الطلاق. فقال: إذا كان من إخوانك فلا شئ عليه وإن كان من هؤلاء فأبنها منه. – فإنه عنى الفراق – قال: قلت: جعلت فداك أليس روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إياكم والمطلقات ثلاثا في مجلس واحد فإنهن ذوات أزواج، فقال: ذاك من إخوانكم لا من هؤلاء لانه من دان بدين قوم لزمته أحكامهم. (2)


(1) استفادة الحرمة من الرواية مبنية على استعمال لفظة الكراهة في الحرمة وهو شائع في الاخبار. ثم اعلم ان معنى الرواية يحتمل وجوها: أحدها ان يكون المراد بيان فردين للطين المحرم وهما المبلول أي المخلوط بالماء، والمدر أي التراب الخالص والمراد بالحصر نفى ما عداهما مما يستهلك في الدبس ويقع على الثمار وسائر المطعومات فيكون قصر الافرادأو نفى الاختصاص بالمبلول فيكون قصر القلب. وثانيها ان يكون المراد حصر الحرمة في الطين دون التراب لقوله ” وذاك المدر ” حيث فصله عما قبله بتكرار اسم الاشارة وثالثها ان يكون الزاما للمخالفين حيث يعترضون على الشيعة بالاستشفاء بتربة الحسين عليه السلام مع حرمة اكل الطين فيقال في جوابهم ان الظاهر من الطين هو المبلول دون المدر والاولى بل المتعين هو الاول لان الثاني خلاف الاجماع والثالث خلاف الظاهر مع ان الاستشفاء لا يختص بالتراب اليابس. (م) اقول: وللعلامة المجلسي – رحمه الله – له بيان في البحار ج 14 ص 324. (2) يفهم من الخبر قاعدة فقهية وهى الزام غير الامامي باحكام نحلته وتوضيح ذلك يطلب من رسالة العقد للعلامة الشيخ محمد جواد البلاغى – رحمه الله – المطبوعة بطهران سنة 1378. (*)

[ 264 ]

(باب) * (معنى تثقل الرحم) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال:: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: صلة الرحم تزيد في العمر، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وإن قطيعة الرحم واليمين الكاذبة لتذران الديار بلاقع (1) من أهلها وتثقلان الرحم. وإن تثقل الرحم انقطاع النسل. (باب) * (معنى القاتل الذى لا يموت) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا يغرنكم رحب الذراعين (2) بالدم فإن له عند الله قاتلا لا يموت. قالوا: يا رسول الله [ و ] ما قاتلا (3) لا يموت ؟ قال: فقال: النار. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله: ” لعن الله من أحدث) * * (حدثا أو آوى محدثا “) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لعن رسول الله صلى الله عليه واله من أحدث في المدينة حدثنا أو آوى محدثا. قلت: وما ذلك الحدث ؟ قال: القتل.


(1) بلاقع جمع بلقع وهو الارض القفر. (2) أي شديد القوة. (3) في بعض النسخ [ قاتل ] بالرفع، والنصب على الحكاية. (*)

[ 265 ]

2 – حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن تميم السرخسي الفقيه بسرخس، قال: حدثنا أبو لبيد محمد بن إدريس الشامي، قال حدثنا إسحاق بن إسرائيل، قال: حدثنا سيف بن هارون البرجمي، عن عمرو بن قيس الملائي، عن امية بن يزيد القرشي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أحدث حدثنا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه عدل ولا صرف يوم القيامة. فقيل: يا رسول الله ما الحدث ؟ قال: من قتل نفسا بغير نفس، أو مثل مثلة بغير قود (1) أو ابتدع بدعة بغير سنة، أو انتهب نهبة ذات شرف. قال: فقيل: ما العدل يا رسول الله ؟ قال: الفدية. قال: فقيل: ما الصرف يا رسول الله ؟ قال التوبة. (باب) * (معنى التعرب بعد الهجرة) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن محمد ابن الحسين، عن ابن سنان، عن حذيفة بن منصور، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: المتعرب بعد الهجرة، التارك لهذا الامر بعد معرفته. (باب) * (معنى ساعة الغفلة) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن سليمان بن سماعة، عن عمه عاصم الكوزي (2)، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام قال: قال النبي صلى الله عليه واله: تنفلوا في ساعة الغفلة ولو بركعتين خفيفتين فإنهما تورثان دار الكرامة. قيل: يا رسول الله ومتى ساعة الغفلة ؟ قال: ما بين المغرب والعشاء.


(1) القود – بفتحتين -: القصاص. (2) الكوزى – بضم الكاف وسكون الواو والزاى المكسورة – نسبة إلى كوز أبى بطن من ضبة من العدنانية والرجل وثقه النجاشي وغيره. (*)

[ 266 ]

(باب) * (معنى الامعة) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه بإسناده يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لرجل من أصحابه: لا تكونن إمعة (1) تقول: أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس. (باب) * (معنى الخبر الذى روى عن الصادق عليه السلام انه قال:) * * (اسكنوا ما سكنت السماء والارض) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا سهل بن زياد، قال: حدثني علي بن الريان، قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الله الدهقان الواسطي عن الحسين بن خالد الكوفي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك حديث كان يرويه عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة. قال: فقال لي: وما هو ؟ قال: قلت: روي عن عبيد بن زرارة أنه لقي أبا عبد الله عليه السلام في السنة التي خرج فيها إبراهيم بن عبد الله ابن الحسن (2) فقال له: جعلت فداك إن هذا قد ألف الكلام وسارع الناس إليه فما الذي تأمر به ؟ قال: فقال: اتقوا الله واسكنوا ما سكنت السماء والارض. قال: وكان عبد الله ابن بكير (3) يقول: والله لئن كان عبيد بن زرارة صادقا فما من خروج وما من قائم. قال:


(1) مخفف انا معه. (2) هو ابراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن طالب عليهما السلام المعروف بقتيل باخمرى. الذى خرج ايام المنصور العباسي سنة 145 من الهجرة في البصرة وبايعه جماعة كثيرة بلغ عدتهم مائة الف فقاتلوا جيش المنصور في الارض المعروف بباخمرى راجع احواله مقاتل الطالبين ص 315 إلى 385 المطبوع بالقاهرة سنة 1368. (3) عبد الله بن بكير بن اعين الشيباني فطحى ثقة. (*)

[ 267 ]

فقال لي أبو الحسن عليه السلام: الحديث على ما رواه عبيد وليس على ما تأوله عبد الله بن بكير إنما عنى أبو عبد الله عليه السلام بقوله: ” ما سكنت السماء ” من النداء باسم صاحبك و ” ما سكنت الارض ” من الخسف بالجيش. (باب) * (معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام ” ليجتمع في قلبك) * * (الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم “) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن علي ابن معبد، قال: أخبرني أحمد بن عمر، عن يحيى بن عمران، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم يكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحسن بشرك، ويكون استغناؤك عنهم في نزاههة عرضك وبقاء عزك. (باب) * (معنى الخبر الذى روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ما) * * (بين قبري ومنبرى روضة من رياض الجنة ومنبرى على ترعة) * * (من ترع الجنة) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على ترعة من ترع الجنة لان قبر فاطمة صلوات الله عليها بين قبره ومنبره وقبرها روضة من رياض الجنة وإليه ترعة من ترع الجنة (1).


(1) الترعة – بضم المثناة الفوقانية ثم المهملتين – في الاصل هي الروضة على مكان المرتفع خاصة فإذا كانت بالمطمئن فهى روضة. وفى بعض النسخ [ نزعة ] وهكذا ضبطه العينى في عمدة القارى (شرح البخاري). (*)

[ 268 ]

قال مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه -: روي هذا الحديث هكذا وأوردته لما فيه من ذكر المعنى، والصحيح عندي في موضع قبر فاطمة عليها السلام ما حدثنا به أبي – رحمه الله – قال: حدثني محمد بن يحيى العطار، قال: حدثني سهل بن زياد الادمي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، قال: قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن قبر فاطمة صلوات الله عليها فقال: دفنت في بيتها فلما زادت بنو امية في المسجد صارت في المسجد. (باب) * (معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام: ” لا يأبى الكرامة الا حمار “) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن موسى بن القاسم، عن علي بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، قال: قال أبو الحسن عليه السلام: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: لا يأبى الكرامة إلا حمار. قلت: ما معنى ذلك ؟ قال: التوسعة في المجلس، والطيب يعرض عليه. 2 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن علي بن الجهم، قال: سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام يقول: لا يأبى الكرامة إلا حمار، قلت: أي شئ الكرامة ؟ قال: مثل الطيب وما يكرم به الرجل الرجل. 3 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي ابن ميسرة، عن أبي زيد المكي قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لا يأبى الكرامة إلا حمار يعني بذلك الطيب والوسادة. 4 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا الحميري، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الرجل يرد الطيب، قال: لا ينبغي له أن يرد الكرامة.


[ 269 ]

(باب) * (معنى قول جبرئيل عليه السلام لادم صلى الله عليه ” حياك) * * (الله وبياك “) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه – رضي الله عنه – قال: حدثنا عمي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن أبي نصر، عن أبان، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لقد طاف آدم عليه السلام بالبيت مائة عام ما ينظر إلى حواء ولقد بكى على الجنة حتى صار على خديه مثل النهرين العجاجين (1) العظيمين من الدموع، ثم أتاه جبرئيل عليه السلام فقال: حياك الله وبياك، فلما أن قال له: ” حياك الله ” تبلج وجهه فرحا وعلم أن الله قد رضي عنه، قال: ” وبياك ” فضحك – و ” بياك ” أضحك – قال: ولقد قام على باب الكعبة [ و ] ثيابه جلود الابل والبقر، فقال: اللهم أقلني عثرتي و اغفر لي ذنبي وأعدني إلى الدار التي أخرجتني منها، فقال الله عزوجل: قد أقلتك عثرتك وغفرت لك ذنبك وساعيدك إلى الدار التي أخرجتك منها. (باب) * (معنى الذنوب التى تغير النعم والتى تورث الندم والتى تنزل النقم والتى تدفع القسم) * * (والتى تهتك العصم ومعنى الذنوب التى تنزل البلاء والتى تديل الاعداء والتى تعجل) * * (الفناء والتى تقطع الرجاء والتى تظلم الهواء والتى تكشف الغطاء والتى ترد الدعاء) * * (والتى تحبس غيث السماء) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن المعلى بن محمد، قال: حدثنا العباس بن العلاء، عن مجاهد، عن أبيه، عن أبى عبد الله عليه السلام قال: الذنوب التي تغير النعم: البغي، (2) والذنوب التي تورث الندم: القتل، والذنوب التي تنزل النقم:


(1) العجاج – على بناء المبالغة -: الصياح. (2) قال العلامة المجلسي – رحمه الله -: حمل البغى على الذنوب باعتبار كثرة افراده وكذا نظائره. والبغى في اللغة تجاوز الحد ويطلق غالبا على التكبر والتطاول وعلى الظلم، قال الله تعالى ” تبغون في الارض بغير الحق ” وقال: ” انما بغيكم على انفسكم “. ” ومن بغى عليه = (*)

[ 270 ]

الظلم، والذنوب التي تهتك العصم – وهي الستور -: شرب الخمر، والتي تحبس الرزق: الزنا، والتي تعجل الفناء: قطيعة الرحم، والتي ترد الدعاء وتظلم الهواء: عقوق الوالدين. 2 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن عبد الله ابن الفضيل، عن أبيه، قال: سمعت أبا خالد الكابلي يقول: سمعت زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام يقول: الذنوب التي تغير النعم: البغي على الناس، والزوال عن العادة في الخير، واصطناع المعروف، وكفران النعم، وترك الشكر. قال الله عزوجل: ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (1) “. والذنوب التي تورث الندم: قتل النفس التي حرم الله. قال الله تعالى: ” ولا تقتلوا النفس التي حرم الله (2) “. وقال عزوجل في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله ” فأصبح من النادمين (3) “. وترك صلة القرابة حتى يستغنوا، وترك الصلاة حتى يخرج وقتها، وترك الوصية ورد المظالم، ومنع الزكاة حتى يحضر الموت وينغلق اللسان. والذنوب التي تنزل النقم: عصيان العارف بالبغي والتطاول على الناس والاستهزاء بهم


= لينصرنه الله “. ” ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم ” ” فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى ” وقد روى ان الحسن عليه السلام طلب المبارزة في صفين فنهاه أمير المؤمنين عن ذلك وقال: انه بغى ولو بغى جبل على جبل لهدالله الباغى ولما كان الظلم مذكورا بعد ذلك فالمراد به التطاول والتكبر فانهما موجبان لرفع النعمة وسلب العزة كما خسف الله بها قارون وقد مر أن التواضع سبب للرفعة والتكبر يوجب الذلة. أو المراد به البغى على الامام أو الفساد في الارض. والذنوب التى تورث الندامة القتل فانه يورث الندامة في الدنيا والاخرة كما قال تعالى في قابيل حين قتل اخاه ” فأصبح من النادمين ” والتى تنزل النقم الظلم كما يشاهد من احوال الظالمين وخراب ديارهم واستئصال اولادهم واموالهم كما هو معلوم من احوال فرعون وهامان وبنى امية وبنى العباس واضرابهم وقد قال الله تعالى: ” وتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ” وهتك الستور بشرب الخمر ظاهر وحبس الرزق بالزنا مجرب فان الزناة وان كانوا اكثر الناس اموالا عما قليل يصيرون اسوء الناس حالا وقد يقرء هنا ” الربا ” بالراء المهملة والباء الموحدة وهى تحبس الرزق لقوله تعالى ” يمحق الله الربا ويربى الصدقات ” واظلام الهواء اما كناية عن التحير في الاموال أو شدة البلية أو ظهور آثار غضب الله في الجو. اه‍. (1) الرعد: 12. (2) المائدة: 34. (3) الاسراء: 32. (*)

[ 271 ]

والسخرية منهم. والذنوب التي تدفع القسم: إظهار الافتقار، والنوم على العتمة، وعن صلاة الغداء، واستحقار النعم، وشكوى المعبود عزوجل، والذنوب التي تهتك العصم: شرب الخمر، واللعب بالقمار، وتعاطي ما يضحك الناس من اللغو والمزاح، وذكر عيوب الناس، ومجالسة أهل الريب. والذنوب التي تنزل البلاء: ترك إغاثة الملهوف، وترك معاونة المظلوم، وتضييع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. والذنوب التي تديل الاعداء (1): المجاهرة بالظلم، وإعلان الفجور، وإباحة المحظور، وعصيان الاخيار، و الانطباع (2) للاشرار، والذنوب التي تعجل الفناء: قطيعة الرحم، واليمين الفاجرة، والاقوال الكاذبة، والزنا، وسد طرق المسلمين، وادعاء الامامة بغير حق، والذنوب التي تقطع الرجاء: اليأس من روح الله، والقنوط من رحمة الله، والثقة بغير الله، والتكذيب بوعد الله عزوجل، والذنوب التي تظلم الهواء: السحر، والكهانة، والايمان بالنجوم، والتكذيب بالقدر، وعقوق الوالدين. والذنوب التي تكشف الغطاء: الاستدانة (3) بغير نية الاداء، والاسراف في النفقة على الباطل، والبخل على الاهل والولد وذوي الارحام وسوء الخلق، وقلة الصبر، واستعمال الضجر (4)، والكسل، والاستهانة بأهل الدين والذنوب التي ترد الدعاء: سوء النية، وخبث السريرة، والنفاق مع الاخوان، وترك التصديق بالاجابة، وتأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها، وترك التقرب إلى الله عزوجل بالبر والصدقة، واستعمال البذاء والفحش في القول. والذنوب التي تحبس غيث السماء: جور الحكام في القضاء، وشهادة الزور، وكتمان الشهادة، ومنع الزكاة و القرض والماعون، وقساوة القولب على أهل الفقر والفاقة، وظلم اليتيم والارملة، وانتهار السائل ورده بالليل.


(1) الادالة: اخذ الدولة منهم وايتاؤها اعدائهم. (2) الانطباع: الانقياد. (3) الاستدانة: أخذ الدين. (4) الضجر: القلق والاضطراب. (*)

[ 272 ]

(باب) * (معنى العرس والخرس والعذار والوكار والركاز) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن يحيى العطار، قال: حدثني محمد بن أحمد، قال: حدثني أبو عبد الله الرازي، عن سجادة، عن موسى بن بكر، قال: قال أبو الحسن الاول عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لاوليمة إلا في خمس في عرس، أو عذار، أووكار، أو ركاز. فأما العرس فالتزويج، والخرس النفاس بالولد، والعذار الختان، والوكار الذي يشتري الدار، والركاز الرجل يقدم من مكة. قال مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه – سمعت: بعض أهل اللغة يقول في معنى الوكار: يقال للطعام الذي يدعا إليه الناس عند بناء الدار أو شرائها: ” الوكيرة ” والوكار منه، والطعام الذي يتخذ للقدوم من السفر يقال له: ” النقيعة ” ويقال له: ” الوكار ” أيضا. والركاز الغنيمة كأنه يريد أن في اتخاذ الطعام للقدوم من مكة غنيمة لصاحبه من الثواب الجزيل ومنه قول النبي صلى الله عليه واله: ” الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة ” وقال أهل العراق: الركاز: المعادن كلها، وقال أهل الحجاز: الركاز: المال المدفون خاصة مما كنزه بنو آدم قبل الاسلام. كذلك ذكره أبو عبيد. ولا قوة إلا بالله. أخبرنا بذلك أبو الحسين محمد بن هارون الزنجاني فيما كتب إلي عن علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد القاسم بن سلام. (باب) * (معنى الكلالة) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكلالة ما لم يكن والد ولا ولد.


[ 273 ]

(باب) * (معنى الحميل) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن صفوان ابن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الحميل فقال: وأي شئ الحميل، فقلت: المرأة تسبى من أرضها معها الولد الصغير فتقول هو ابني والرجل يسبى ويلقي أخاه فيقول هو أخي ليس لهما بينة إلا قولهما. قال: فما يقول فيه الناس عندكم ؟ قلت: لا يورثونهم إذا لم يكن لهما على ولادتهما بينة إنما كانت ولادة في الشرك. فقال: سبحان الله إذا جاءت بابنها أو ابنتها لم تزل مقرة به وإذا عرف أخاه وكان ذلك في صحة منهما لم يزالوا مقرين بذلك ورث بعضهم بعضا. أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون الزنجاني، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد قال: في حديث النبي صلى الله عليه واله في قوم يخرجون من النار فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل. قال الاصمعي: الحميل ما حمله السيل من كل شئ وكل محمول فهو حميل كما يقال للمقتول: ” قتيل ” ومنه قول عمر في الحميل: ” لا يورث إلا ببينة ” وسمي حميلا لانه حمل من بلاده صغيرا ولم يولد في الاسلام. قال الاصمعي وأما الحبة فكل نبت له حب فاسم الحب منه الحبة. وقال الفراء: الحبة بزور البقل. وقال أبو عبيد: وفي الحميل تفسير آخر وهو أجود من هذا يقال: إنما سمي الحميل لانه مجهول النسب وهو أن يقول الرجل هذا أخي أو أبي أو ابني فلا يصدق إلا ببينة لانه يريد بذلك أن يدفع ميراث مولاه الذي أعتقه ولهذا قيل للدعي: ” حميل ” قال: الكميت يعاتب قضاعة في تحولهم إلى اليمن: على م نزلتم من غير فقر * ولا ضراء منزلة الحميل


[ 274 ]

(باب) * (معنى قول الصادق عليه السلام: ” لا جلب ولا جنب) * * (ولا شغار في الاسلام) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن رشيد، عن غياث، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا جلب ولا جنب ولا شغار في الاسلام، قال: الجلب الذي يجلب مع الخيل يركض معها، والجنب الذي يقوم في أعراض الخيل فيصيح بها، والشغار كان يزوج الرجل في الجاهلية ابنته باخته (1). قال محمد بن علي مصنف هذا الكتاب، يعني أنه كان الرجل في الجاهلية يزوج ابنته من رجل على أن يكون مهرها أن يزوجه ذلك الرجل اخته.


(1) الجلب يكون في شيئين أحدهما في الزكاة وهو أن يقدم المصدق على أهل الزكاة فينزل موضعا ثم يرسل من يجلب إليه الاموال من أماكنها ليأخذ صدقتها فنهى عن ذلك وامر أن تؤخذ صدقاتهم على مياههم وأماكنهم. الثاني أن يكون في السباق وهو أن يتبع الرجل فرسه فيزجره ويجلب عليه ويصيح حثا له على الجرى فنهى عن ذلك. والجنب – بالتحريك – في السباق أن يجنب فرسا إلى فرسه الذى يسابق عليه فإذا فتر المركوب تحول إلى المجنوب، وهو في الزكاة أن ينزل العامل باقصى مواضع أصحاب الصدقة ثم يأمر بالاموال أن تجنب إليه أي تحضر فنهوا عن ذلك. وقيل: هو أن يجنب رب المال بماله أي يبعده عن موضعه حتى يحتاج العال إلى الابعاد في اتباعه وطلبه. والشغار هو نكاح معروف في الجاهلية، كان يقول الرجل للرجل شاغرني أي زوجنى اختك أو بنتك أو من تلى أمرها حتى ازوجك اختى أو بنتى أو من ألى امرها ولا يكون بينهما مهر ويكون بضع كل واحدة منهما في مقابلة بضع الاخرى وقيل له: شغار لارتفاع المهر بينهما من شغر الكلب إذا رفع احدى رجليه ليبول، وقيل: الشغر: البعد، وقيل: الاتساع. (النهاية) (*)

[ 275 ]

(باب) * (معنى النهى عن البدل في النكاح) * 1 – حدثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن أحمد بن عبدويه السراج الزاهد الهمداني بهمدان، قال: حدثنا أبو عمرو أحمد بن الحسين بن عمرون، قال: حدثنا إبراهيم بن أحمد بن نعيس البغدادي، قال: حدثنا ابن الحماني، قال: حدثنا عبد السلام، عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي فروة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: كان البدل في الجاهلية أن يقول الرجل للرجل: بادلني بامرأتك وابادلك بامرأتي تنزل لي عن امرأتك فأنزل لك عن امرأتي فأنزل الله عزوجل: ” ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن (1) ” قال: فدخل عيينة بن حصن على النبي صلى الله عليه واله وعنده عائشة فدخل بغير إذن فقال له النبي صلى الله عليه واله: فأين الاستيذان ؟ قال: ما استأذنت على رجل مضر منذ أدركت، ثم قال: من هذه الحميراء إلى جنبك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: هذه عائشة ام المؤمنين، قال عيينة: أفلا أنزل لك عن أحسن الخلق وتنزل عنها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: إن الله عزوجل قد حرم ذلك علي، فما خرج قالت له عائشة: من هذا يا رسول الله ؟ قال: هذا أحمق مطاع، وإنه على ما ترين سيد قومه. (باب) * (معنى الاقيال العباهلة، ومعنى التيعة، والتيمة، والسيوب،) * * (والخلاط، والوراط، والشناق، والشغار، والاجباء) * 1 – حدثنا أبو الحسين محمد بن هارون الزنجاني، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز


(1) الاحزاب: 52. وتمام الاية هكذا ” لا يحل لك النساء من بعد ولا ان تبدل بهن من ازواج ولو اعجبك حسنهن الا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شئ رقيبا “. (*)

[ 276 ]

عن أبي عبيد القاسم بن سلام بإسناد متصل إلى النبي صلى الله عليه واله أنه كتب لوائل بن الحجر الحضرمي ولقومه ” من محمد رسول الله إلى الاقيال العباهله من أهل حضرموت بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وعلى التيعة شاة، والتيمة لصاحبها، وفي السيوب الخمس، لا خلاط، و لا وراط، ولا شناق، ولا شغار، ومن أجبى فقد أربى، وكل مسكر حرام “. قال أبو عبيد: الاقيال ملوك باليمن دون الملك الاعظم واحدهم ” قيل ” يكون ملكا على قومه، والعباهلة الذين قد اقروا على ملكهم لا يزالون عنه، وكل مهمل فهو معبهل وقال تأبط شرا: متى تبغني ما دمت حيا مسلما * تجدني مع المسترعل المتعبهل فالمسترعل الذي يخرج في الرعيل وهي الجماعة من الخيل وغيرها، والمتعبهل الذي لا يمنع من أدنى شئ. قال الراجز يذكر الابل أنها قد ارسلت على الماء ترده كيف شاءت: * عباهل عبهلها الوراد * يعني الابل ارسلت على الماء ترده كيف شاءت، و ” التيعة ” الاربعون من الغنم و ” التيمة ” يقال: إنها الشاة الزائدة على الاربعين حتى تبلغ الفريضة الاخرى، ويقال: إنها شاة تكون لصاحبها في منزله يحتلبها وليست بسائمة وهي الغنم الربائب التي يروى فيها عن إبراهيم أنه قال: ليس في الربائب صدقة. قال أبو عبيد وربما احتاج صاحبها إلى لحمها فيذبحها فيقال عند ذلك: ” قد أتام الرجل وأتامت المرأة ” قال الحطيئة يمدح آل لاي: فما تتام جارة آل لاي * ولكن يضمنون لها قراها يقول: لا تحتاج إلى أن تذبح تيمتها. قال: و ” السيوب ” الركاز ولا أراه اخذ إلا من السيب وهو العطية. تقول: ” من سيب الله وعطائه “. فأما قوله: ” لا خلاط ولا وراط ” فإنه يقال: إن الخلاط إذا كان بين الخليطين عشرون ومائة شاة لاحدهما ثمانون وللاخر أربعون فإذا جاء المصدق وأخذ منها شاتين رد صاحب الثمانين على صاحب الاربعين ثلث شاة فتكون عليه شاة وثلث شاة وعلى الاخر ثلثا شاة وإن أخذ المصدق من العشرين و


[ 277 ]

المائة شاة واحدة رد صاحب الثمانين على صاحب الاربعين ثلث شاة فيكون عليه ثلثا شاة وعلى الاخر ثلث شاة وهذا قوله: ” لا خلاط “، و ” الوراط ” الخديعة والغش ويقال: إن قوله: ” لا خلاط ولا وراط ” كقوله: ” لا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع “. قال مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه – وهذا أصح والاول ليس بشئ، و قوله: ” لا شناق ” فإن الشنق هو ما بين الفريضتين وهو ما زاد من الابل من الخمس إلى العشر، وما زاد على العشر إلى خمس عشرة يقول: ” لا يؤخذ من ذلك شئ ” وكذلك جميع الاشناق. قال الاخطل يمدح رجلا: قرم تعلق أشناق الديات به * إذا المئون امرت فوقه حملا وأما قوله: ” ولا شغار ” فإنه كان الرجل في الجاهلية يخطب إلى الرجل ابنته أو اخته ويمهرها أن يزوجه أيضا ابنته أو اخته فلا يكون مهر سوى ذلك فنهي عنه. وقوله: ” ومن أجبى فقد أربي ” فالاجباء بيع الحرث قبل أن يبدو صلاحه. (باب) * (معنى المحاقلة والمزابنة والعرايا والمخابرة والمخاضرة و) * * (المنابذة والملامسة وبيع الحصاة وغير ذلك من المناهى) * أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون الزنجاني، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد القاسم بن سلام بأسانيد متصلة إلى النبي صلى الله عليه واله في أخبار متفرقة أنه نهى عن المحاقلة والمزابنة، فالمحاقلة بيع الزرع وهو في سنبله بالبر وهو مأخوذ من الحقل، والحقل هو الذي تسميه أهل العراق: ” القراح ” ويقال في مثل: ” لا تنبت البقلة الا الحقلة ” والمزابنة بيع التمر في رؤوس النخل بالتمر، ورخص النبي صلى الله عليه واله في العرايا واحدها عرية وهي النخلة يعريها صاحبها رجلا محتاجا، والاعراء أن يجعل له ثمرة عامها يقول: رخص لرب النخل أن يبتاع من تلك النخلة من المعرا بتمر لموضع حاجته، قال: وكان النبي صلى الله عليه واله إذا بعث الخراص قال: خففوا في الخرص فإن في المال العرية والوصية.


[ 278 ]

قال: ونهى صلى الله عليه واله عن المخابرة، وهي المزارعة بالنصف والثلث والربع وأقل من ذلك وأكثر وهو الخبر أيضا وكان أبو عبيد يقول: لهذا سمي الاكار الخبير لانه يخبر (1) الارض والمخابرة: المواكرة، والخبرة: الفعل، والخبير: الرجل، ولهذا سمي الاكار لانه يؤاكر الارض أي يشقها. ونهى صلى الله عليه واله عن المحاضرة وهو أن تباع الثمار قبل أن يبدو صلاحها وهي خضر بعد، ويدخل في المخاضرة أيضا بيع الرطاب والبقول وأشباهما. ونهى عن بيع التمر قبل أن يزهو، وزهزه أن يحمر أو يصفر. وفي حديث آخر: نهى عن بيعه قبل أن يشقح. و يقال: ” يشقح ” والتشقيح هو الزهو أيضا وهو معنى قوله: ” حتى تأمن العاهة ” والعاهة الافة تصيبه. ونهى صلى الله عليه واله عن المنابذة والملامسة وبيع الحصاة. ففي كل واحدة منها قولان، أما المنابذة فيقال: إنها أن يقول الرجل لصاحبه: انبذ إلي الثوب أو غيره من المتاع أو أنبذه إليك وقد وجب البيع بكذا وكذا. ويقال: إنما هو أن يقول الرجل: إذا نبذت الحصاة فقد وجب البيع وهو معنى قوله أنه نهى عن بيع الحصاة. والملامسة أن تقول: إذا لمست ثوبي أو لمست ثوبك فقد وجب البيع بكذا وكذا. ويقال: بل هو أن يلمس المتاع من وراء الثوب ولا ينظر إليه فيقع البيع على ذلك وهذه بيوع كان أهل الجاهلية يتبايعونها فنهى رسول الله صلى الله عليه واله عنها لانها غرر كلها. ونهى صلى الله عليه واله عن المجر وهو أن يباع البعير أو غيره بما في بطن الناقة. ويقال: منه أمجرت في البيع إمجارا. ونهى صلى الله عليه واله عن الملاقيح والمضامين، فالملاقيح ما في البطون وهي الاجنة والواحدة منها ” ملقوحة ” وأما المضامين فمما في أصلاب الفحول وكانوا يبيعون الجنين في بطن الناقة وما يضرب الفحل في عامه أو في أعوام. ونهى صلى الله عليه واله عن بيع حبل الحبلة. فمعناه ولد ذلك الجنين الذي في بطن الناقة، و قال غيره: هو نتاج النتاج وذلك غرر.


(1) في بعض النسخ [ يختبر ] وفى بعضها [ يخابر ]. (*)

[ 279 ]

وقال صلى الله عليه واله: ليس منا من لم يتغن بالقرآن. ومعناه: ليس منا من لم يستغن به (1) ولا يذهب به إلى الصوت وقد روي أن من قرأ القرآن فهو غنى لافقر بعده. وروي أن من اعطى القرآن فظن أن أحدا اعطي أكثر مما اعطي فقد عظم صغيرا وصغر كبيرا، فلا ينبغي لحامل القرآن أن يرى أن أحدا من أهل الارض أغنى منه ولو ملك الدنيا برحبها. ولو كان كما يقوله أنه الترجيع بالقراءة وحسن الصوت لكانت العقوبة قد عظمت في ترك ذلك أن يكون من لم يرجع صوته بالقراءة فليس من النبي صلى الله عليه واله حين قال: ” ليس منا من لم يتغن القرآن “. وقال صلى الله عليه واله: إني قد نهيت عن القراءة في الركوع والسجود فأما الركوع فعظموا الله فيه، وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فإنه قمن أن يستجاب لكم، قوله صلى الله عليه واله ” قمن ” كقولك ” جدير وحري ” أن يستجاب لكم. وقال صلى الله عليه واله: استعيذوا بالله من طبع يهدي إلى طبع، والطبع الدنس والعيب، وكل شين في دين أو دنيا فهو طبع. واختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه واله في مواريث وأشياء قد درست، فقال النبي صلى الله عليه واله: لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فمن قضيت له بشئ من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار. فقال له كل واحد من الرجلين: يارسول الله حقي هذا لصاحبي فقال: ولكن اذهبا فتوخيا ثم استهما، ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه. فقوله: ” لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ” يعني أفطن لها وأجدل، واللحن الفطنة – بفتح الحاء – واللحن – بجزم الحاء -: الخطأ، وقوله: ” استهما ” أي اقترعا. وهذا حجة لمن قال بالقرعة في الاحكام، وقوله: ” اذهبا فتوخيا ” يقول: توخيا الحق فكأنه قد أمر الخصمين بالصلح. ونهى صلى الله عليه واله عن تقصيص القبور وهو التجصيص وذلك أن الجص يقال له: ” القصة ” يقال: منه قصصت القبور والبيوت إذا جصصتها. ونهى صلى الله عليه واله عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ونهى عن عقوق الامهات


(1) فيه نظر. (*)

[ 280 ]

ووأد البنات (1) ومنع [ ال‍ ] وهات. يقال: إن قوله: ” إضاعة المال ” يكون في وجهين: أما أحدهما وهو الاصل فما أنفق في معاصي الله عزوجل من قليل أو كثير وهو السرف الذي عابه الله تعالى ونهى عنه. والوجه الاخر: دفع المال إلى ربه وليس له بموضع. قال الله عزوجل: ” وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا – وهو العقل – فادفعوا إليهم أموالهم (2) ” وقد قيل: إن الرشد صلاح في الدين وحفظ المال وأما كثرة السؤال فإنه نهى عن مسألة الناس. أموالهم وقد يكون أيضا من السؤال عن الامور وكثرة البحث عنها كما قال عزوجل: ” لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم (3) “، وأما وأد البنات فإنهم كانوا يدفنون بناتهم أحياء ولهذا كانوا يسمون القبر ” صهرا “، وأما قوله: ” نهى عن قيل وقال ” القال: مصدر، ألا ترى أنه يقول: ” عن قيل وقال ” فكأنه قال: عن قيل وقول، يقال على هذا: قلت قولا وقيلا وقالا. وفي حرف عبد الله ” ذلك عيسى ابن مريم قال الحق (4) ” وهو من هذا فكأنه قال: قول الحق. ونهى صلى الله عليه واله عن التبقر في الاهل والمال. قال الاصمعي: أصل التبقر التوسع والتفتح، ومنه يقال: ” بقرت بطنه ” إنما هو شققته وفتحته. وسمي أبو جعفر ” الباقر ” لانه بقر العلم أي شقه وفتحه. ونهى رسول الله صلى الله عليه واله أن يدبح الرجل في الصلاة كما يدبح الحمار، ومعناه أن يطأطئ الرجل رأسه في الركوع حتى أخفض من ظهره. وكان صلى الله عليه واله إذا ركع لم يصوب رأسه ولم يقنعه. معناه أنه لم يرفعه حتى يكون أعلى من جسده ولكن بين ذلك، و ” الاقناع ” رفع الرأس وإشخاصه، قال الله تعالى: ” مهطعين مقنعي رؤسهم (5) ” والذي يستحب من هذا أن يستهوي ظهر الرجل وراسه في الركوع لان رسول الله صلى الله عليه واله كان إذا ركع لو صب على ظهره ماء لاستقر. وقال الصادق عليه السلام: لاصلاة لمن لم يقم صلبه في ركوعه وسجوده.


(1) في اللغة ” وأد البنت: دفنها في التراب وهى حية “. (2) النساء: 5 (3) المائدة: 101. (4) كذا. والاية في سورة مريم: 24 والمراد قراءة ابن مسعود ظاهرا. (5) ابراهيم: 44. والاهطاع: الاسراع أي مسرعين إلى الدعى والاقناع رفع الرأس أي رافعين رؤوسهم إلى السماء ولا يرون موضع قدمهم. (*)

[ 281 ]

ونهى صلى الله عليه واله عن اختناث الاسقية. ومعنى الاختناث أن يثني أفواهها ثم يشرب منها، وأصل الاختناث التكسر ومن هذا سمي المخنث لتكسره، وبه سميت المرأة خنثى. ومعنى الحديث في النهى عن اختناث الاسقية يفسر على وجهين: أحدهما أنه يخاف أن يكون فيه دابة، والذي دار عليه معنى الحديث أنه صلى الله عليه واله نهى عن أن يشرب من أفواهها. ونهى صلى الله عليه واله عن الجداد بالليل يعني جداد النخل، والجداد الصرم وإنما نهى عنه بالليل لان المساكين لا يحضرونه. وقال صلى الله عليه واله: لاتعضية في ميراث. ومعناه أن يموت الرجل ويدع شيئا أن قسم بين ورثته إذا أراد بعضهم القسمة كان في ذلك ضرر عليهم أو على بعضهم. يقول: فلا يقسم ذلك. وتلك التعضية وهي التفريق وهي مأخوذ من الاعضاء. يقال: عضيت اللحم إذا فرقته وقال الله عزوجل: ” الذين جعلوا القرآن عضين (1) ” أي آمنوا ببعضه وكفروا ببعض وهذا من التعضية أيضا أنهم فرقوه. والشئ الذي لا يحتمل القسمة مثل الحبة من الجوهر لانها إن فرقت لم ينتفع بها وكذلك الحمام إذا قسم وكذلك الطيلسان من الثياب وما أشبه ذلك من الاشياء وهذا باب جسيم من الحكم يدخل فيه الحديث الاخر ” لاضرر ولا ضرار في الاسلام ” فإن أراد بعض الورثة قسمة ذلك لم يجب إليه ولكنه يباع ثم يقسم ثمنه بينهم. ونهى صلى الله عليه واله عن لبستين: اشتمال الصماء، وأن يحتبي (2) الرجل بثوب ليس بين فرجه وبين السماء شئ. قال الاصمعي: اشتمال الصماء عند العرب أن يشتمل الرجل بثوبه فيجلل (3) به جسده كله ولا يرفع منه جانبا فيخرج منه يده، وأما الفقهاء فإنهم يقولون: هو أن يشتمل الرجل بثوب واحد ليس عليه غيره، ثم يرفعه من أحد جانبيه فيضعه على منكبه يبدو منه فرجه. وقال الصادق صلوات الله عليه: التحاف الصماء هو


(1) الحجر: 91، أي جزءا جزءا فقالوا: سحر وقالوا: أساطير الاولين. (2) احتبى بالثوب: اشتمل به. (3) أي يغطى. (*)

[ 282 ]

أن يدخل الرجل رداءه تحت إبطه ثم يجعل طرفيه على منكب واحد وهذا هو التأويل الصحيح دون ما خالفه. ونهى صلى الله عليه واله عن ذبائح الجن وذبائح الجن أن يشتري الدار أو يستخرج العين أو ما أشبه ذلك فيذبح له ذبيحة للطيرة. قال أبو عبيد: معناه أنهم كانوا يتطيرون إلى هذا الفعل مخافة إن لم يذبحوا أو يطعموا أن يصيبهم فيها شئ من الجن فأبطل النبي صلى الله عليه واله هذا نهى عنه. وقال صلى الله عليه واله: لايوردن ذو عاهة على مصح. يعني الرجل يصيب إبلة الجرب أو الداء فقال: لا يوردنها على مصح وهو الذي إبله وماشيته صحاح بريئة من العاهة. قال أبو عبيد: وجهه عندي – والله أعلم – أنه خاف أن ينزل بهذه الصحاح من الله عزوجل ما نزل بتلك فيظن المصح أن تلك أعدتها (1) فيأثم في ذلك. وقال رسول الله صلى الله عليه واله: لا تصروا (2) الابل والغنم. من اشترى مصراة فهو بآخر النظرين (3) إن شاء ردها ورد معها صاعا من تمر. المصراة يعني الناقة أو البقرة أو الشاة قد صرى اللبن في ضرعها يعني حبس فيه وجمع ولم يحلب أياما، وأصل التصريه حبس الماء وجمعه، يقال: منه صريت المال وصريته ويقال: ” ماء صرى ” مقصورا ويقال: منه سميت المصراة كأنها مياه اجتمعت. وفي حديث آخر ” من اشترى محفلة فردها فليرد معها صاعا ” وإنما سميت محفلة لان اللبن حفل في ضرعها واجتمع، وكل شئ كثرته فقد حفلته، ومنه قيل: ” قد أحفل القوم ” إذا اجتمعوا وكثروا، ولهذا سمي محفل القوم وجمع المحفل: محافل. وقوله صلى الله عليه واله: ” لاخلابة ” يعني الخداعة يقال: خلبته أخلبه خلابة إذا خدعته. وأتى عمر رسول الله صلى الله عليه واله فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا فترى أن نكتب بعضها ؟ فقال: أمتهو كون كما تهوكت اليهود والنصارى ؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي. قوله: ” متهوكون ” أي متحيرون، يقول:


(1) أعداه شرا: اصابه بشره. (2) صرى الشاة تصرية: لم يحلبها حتى يمتلئ ضرعها لبنا. (3) في النهاية ” بخير النظرين ” (*)

[ 283 ]

أمتحيرون أنتم في الاسلام لا تعرفون دينكم حتى تأخذوه من اليهود والنصارى ؟ ومعناه أنه كره أخذ العلم من أهل الكتاب. وأما قول: ” جئتكم بها بيضاء نقيه ” فإنه أراد الملة الحنيفية فلذلك جاء التأنيث كقول الله عزوجل: ” وذلك دين القيمة (1) ” إنما هي الملة الحنيفية. وقد قال صلى الله عليه واله: لقد هممت أن أنهي عن الغيلة. والغيلة هو الغيل وهو أن يجامع الرجل المرأة وهي مرضع. يقال منه: قد أغال الرجل وأغيل (2)، والولد مغال و مغيل. ونهى صلى الله عليه واله عن الارفاء وهي كثرة التدهن. (3) وقال صلى الله عليه واله: إياكم والقعود بالصعدات إلا من أدى حقها. الصعدات الطرق وهو مأخوذ من الصعيد والصعيد التراب وجمع الصعيد الصعد ثم الصعدات جمع الجمع كما يقال: طريق وطرق ثم طرقات. قال الله عزوجل: ” فتيمموا صعيد طيبا (4) ” فالتيمم التعمد للشئ، يقال منه: أمت فلانا [ فأنا ] أؤمه أما وتأممته وتيممته، كله تعمدته وقصدت له. وقد روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: الصعيد الموضع المرتفع، و الطيب [ الموضع ] الذي ينحدر عنه الماء. وقال صلى الله عليه واله: لاغرار في صلاة ولا تسليم. الغرار النقصان، أما في الصلاة ففي ترك إتمام ركوعها وسجودها ونقصان اللبث في ركعة عن اللبث في الركعة الاخرى، ومنه قول الصادق عليه السلام: ” الصلاة ميزان، من وفى استوفى ” ومنه قول النبي صلى الله عليه واله: ” الصلاة مكيال فمن وفى وفي له “. فهذا الغرار في الصلاة، وأما الغرار في التسليم فأن يقول الرجل: السلام عليك [ أ ] ويرده فيقول: وعليك، ولا يقول: وعليكم السلام. ويكره تجاوز الحد في الرد كما يكره الغرار، وذلك أن الصادق عليه السلام سلم على رجل فقال له الرجل: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ومغفرته ورضوانه. فقال: لا تجاوزوا بنا قول الملائكة لابينا إبراهيم عليه السلام:


(1) البينة: 5. (2) باعلال وعدمه. (3) كذا. (4) النساء: 43، والمائدة: 6. (*)

[ 284 ]

” رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ” (1). وقال صلى الله عليه واله: لاتناجشوا ولا تدابروا. معناه أن يزيد الرجل الرجل في ثمن السلعة وهو لا يريد شراءها ولكن ليسمعه غيره فيزيد لزيادته، والناجش الخائن. وأما التدابر فالمصارمة والهجران مأخوذ من أن يولي الرجل صاحبه دبره ويعرض عنه بوجهه. وإن رجلا حلب عند النبي صلى الله عليه واله ناقة فقال له النبي صلى الله عليه واله: دع داعي اللبن. يقول: أبق في الضرع شيئا لاتستوعبه كله في الحلب فإن الذي تبقيه به يدعو ما فوقه من اللبن وينزله (2) وإذا استقصى كلما في الضرع أبطأ عليه الدر بعد ذلك. وكره صلى الله عليه واله الشكال في الخيل. يعني أن يكون ثلاث قوائم منه محجلة (3) و واحدة مطلقة. وإنما اخذ هذا من الشكال الذى يشكل به الخيل شبه به لان الشكال إنما يكون في ثلاث قوائم وأن يكون الثلاث مطلقه ورجل محجلة وليس يكون الشكال إلا في الرجل ولا يكون في اليد. (باب) * (معنى السكينة) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن السندي بن محمد، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: السكينة الايمان. 2 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته فقلت: جعلت فداك ماكان تابوت موسى ؟ وكم


(1) هود: 73. (2) في بعض النسخ [ ويدرله ]. (3) أي مقيدة والفرس الذى حجل ثلاث قوائمه يقال له: حجيل. (*)

[ 285 ]

كان سعته ؟ قال ثلاث أذرع في ذراعين، قلت: ماكان فيه ؟ قال: عصى موسى والسكينة، قلت: وما السكينة. قال: روح الله يتكلم، كانوا إذا اختلفوا في شئ كلمهم وأخبرهم ببيان ما يريدون. 3 – أبي – رضي الله عنه – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد عيسى، قال: حدثنا أبو همام إسماعيل بن همام عن الرضا عليه السلام أنه قال لرجل: أي شئ السكينة عندكم ؟ فلم يدر القوم ماهي فقالوا: جعلنا الله فداك ماهي ؟ قال: ريح تخرج من الجنة طيبة لها صورة كصورة الانسان تكون مع الانبياء عليهم السلام وهي التي انزلت على إبراهيم عليه السلام حين بنى الكعبة فجعلت تأخذ كذاوكذا وبنى الاساس عليها. (باب) * (معنى اسلام أبى طالب بحساب الجمل وعقده بيده على) * * (ثلاثة وستين) * 1 – حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب، وعلي بن عبد الله الوراق، وأحمد بن زياد الهمداني، قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هشام، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أسلم أبو طالب – رضي الله عنه – بحساب الجمل – وعقد بيده ثلاثة وستين (1) – ثم قال عليه السلام: إن مثل أبي طالب مثل أصحاب


(1 عقود العدد وضبطها من الواحد إلى عشرة آلاف، فصورة الثلاثة والستين على القاعدة الممهدة أن يثنى الخنصر والبنصر والوسطى والاحاد وهى الثلاثة جاريا على منهج المتعارف من الناس في عد الواحد إلى الثلاثة لكن بوضع الانامل في هذه العقود قريبة من اصولها وأن يوضع لستين بابهام اليمنى على باطن العقدة الثانية من السبابة كما يفعله المرماة. ومخلص هذه القاعدة التى ذكرها القدماء هو ان الخنصر والبنصر والوسطى العقد الاحاد فقط والمسبحة والابهام الاعشار فقط فالواحد أن تضم الخنصر مع نشر الباقي، والاربعة نشر الخنصر وترك البنصر والوسطى مضمومتين والخمسة نشر البنصر مع الخنصر وترك الوسطى مضمومة، والستة نشر جميع الاصابع وضم البنصر = (*)

[ 286 ]

الكهف، أسروا الايمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين. 2 – حدثنا أبو الفرج محمد بن المظفر بن نفيس المصري الفقيه، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد الداودي، عن أبيه، قال: كنت عند أبي القاسم الحسين بن روح – قدس الله روحه – فسأله رجل ما معنى قول العباس للنبي صلى الله عليه واله: ” إن عمك أبا طالب قد أسلم بحساب الجمل – وعقد بيده ثلاثة وستين – ” ؟ فقال: عنى بذلك ” إله أحد جواد ” وتفسير ذلك أن الالف واحد، واللام وثلاثون، والهاء خمسة، والالف واحد و الحاء ثمانية، والدال أربعة، والجيم ثلاثة، والواو ستة، والالف واحد، والدال أربعة فذلك ثلاثة وستون.


= والسبعة: أن يجعل الخنصر فوق البنصر منشورة مع نشر الباقي أيضا والثمانية ضم الخنصر والبنصر فوقها. والتسعة ضم الوسطى اليهما. وهذه تسع صور جمعتها ثلاث أصابع: الخنصر والبنصر و الوسطى، هذه بالنسبة إلى الاحاد. واما الاعشار فالمسبحة والابهام فالعشرة أن يجعل ظفر المسبحة في مفصل الابهام من جنبها، و العشرون وضع رأس الابهام بين المسبحة والوسطى، والثلاثون ضم رأس المسبحة مع رأس الابهام والاربعون أن تضع الابهام معكوفة الرأس إلى ظاهر الكف، والخمسون أن تضع الابهام على باطن الكف معكوفة الانملة ملصقة بالكف، والستون أن تنشر الابهام، وتضم إلى جانب الكف أصل المسبحة، والسبعون عكف باطن المسبحة على باطن رأس الابهام، والثمانون ضم الابهام وعكف باطن المسبحة على ظاهر أنملة الابهام المضمومة. والتسعون ضم المسبحة إلى اصل الابهام ووضع الابهام عليها. وإذا أردت آحادا وأعشارا عقدت من الاحاد ما شئت مع ما شئت من الاعشار المذكورة وإذا اردت آحادا بغير اعشار عقدت في اصابع الاحاد من يد اليسرى مع نشر اصابع الاعشار. وأما المئات فهى عقد اصابع الاحاد من اليد اليسرى فالمائة كالواحد والمائتان كالاثنين وهكذا إلى التسعمائة. وأما الالوف وهى عقد اصابع عشرات منها، فالالف كالعشر والالفان كالعشرين إلى التسعة آلاف، هذا خلاصة القاعدة المذكورة فتدبر في هذه القاعدة فان لها نفعا عظيما والحمد لله رب العالمين. أقول. هذا الكلام نقلناه من هامش النسخة التى تفضل بها النسابة الكبير الاية الحجة السيد شهاب الدين النجفي المرعشي – مد ظله -. وفى مجمع البحرين قال: قوله: ” عقد بيده الخ ” أي عقد خنصره وبنصره والوسطى ووضع ابهامه عليها وأرسل السبابة. (*)

[ 287 ]

(باب) * (معنى الزاهد في الدنيا) * 1 – حدثنا محمد بن القاسم المفسر الجرجاني – رضي الله عنه – قال: حدثنا أحمد ابن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي الناصر [ ي ]، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السلام قال: سئل الصادق عليه السلام عن الزاهد في الدنيا، قال: الذي يترك حلالها مخافة حسابه ويترك حرامها مخافة عقابه. (باب) * (معنى الموت) * 1 – حدثنا محمد بن القاسم المفسر الجرحاني – رضي الله عنه – قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي الناصر [ ي ]، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السلام، قال: قيل للصادق عليه السلام: صف لنا الموت. فقال: للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس (1) لطيبه وينقطع التعب والالم كله عنه، و للكافر كلسع الافاعي ولدغ العقارب أو أشد. قيل: فإن قوما يقولون إنه أشد من نشر بالمناشير وقرض بالمقاريض ورضخ بالاحجار وتدوير قطب الارحية (2) في الاحداق. قال: فهو كذلك هو على بعض الكافرين والفاجرين. ألا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد فذاكم الذي هو أشد من هذا إلا من عذاب الاخرة فهذا أشد من عذاب الدنيا قيل: فما بالنانرى كافرا يسهل عليه النزع فينطفي وهو يتحدث ويضحك ويتكلم وفي المؤمنين أيضا من يكون كذلك وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد ؟ فقال: ماكان من راحة للمؤمن هناك فهو عاجل ثوابه وما كان من شديدة فتمحصيه من


(1) في بعض النسخ [ فيتنفس ]. (2) الرضخ: الرمى. والارحية: جمع الرحى وهى الطاحون. (*)

[ 288 ]

ذنوبه ليرد الاخرة نقيا نظيفا مستحقا لثواب الابد لامانع له دونه، وما كان سهولة هناك على الكافر فليوفى أجر حسناته في الدنيا ليرد الاخرة وليس له إلا ما يوجب عليه العقاب وما كان من شدة على الكافر هناك فهو ابتداء عقاب الله له بعد نفاد حسناته ذلكم بأن الله عدل لا يجوز. 2 – حدثنا محمد بن القاسم المفسر الجرجاني – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي الناصر [ ي ]، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين عليهم السلام قال: قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: صف لنا الموت. فقال: على الخبير سقطتم، هو أحد ثلاثة امور يرد عليه: إما بشارة بنعيم الابد، وإما بشارة بعذاب الابد، وإما تحزين وتهويل وأمر [ ه ] مبهم لا يدري من أي الفرق هو، فأما ولينا المطيع لامرنا فهو المبشر بنعيم الابد، وأما عدونا المخالف علينا فهو المبشر بعذاب الابد، وأما المبهم أمره الذي لا يدري ما حاله فهو المؤمن المسرف على نفسه لا يدري ما يؤول إليه حاله، يأتيه الخبر مبهما مخوفا ثم لن يسويه الله عزوجل بأعداءنا لكن يخرجه من النار بشفاعتنا، فاعملوا وأطيعوا، لا تتكلوا ولا تستصغروا عقوبة الله عزوجل فإن من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا إلا بعد عذاب ثلاثمائة ألف سنة. 3 – وسئل الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، ما الموت الذي جهلوه ؟ قال: أعظم سرور يرد على المؤمنين إذ نقلوا (1) عن دار النكد إلى نعيم الابد، وأعظم ثبور يرد على الكافرين إذ نقلوا عن جنتهم إلى نار لاتبيد ولا تنفد. وقال علي بن الحسين عليهما السلام،: لما اشتد الامر بالحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم لانهم كلما اشتد الامر تغيرت ألوانهم وارتعدت فرائصهم ووجبت (2) قلوبهم وكان الحسين عليه السلام وبعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم وتهدئ جوارحهم وتسكن نفوسهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا لا يبالي بالموت ! فقال


(1) في بعض النسخ [ إذا تقلبوا ] ههنا وما يأتي. (2) وجب القلب وجبا ووجيبا ووجبانا: رجف وخفق. وفى بعض النسخ ” وجلت “. (*)

[ 289 ]

لهم الحسين عليه السلام: صبرا بني الكرام، فما الموت إلا قنطرة تعبربكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر وما هو لاعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب. إن أبي حدثني عن رسول الله صلى الله عليه واله أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر والموت جسر هؤلاء إلى جناتهم وجسر هؤلاء إلى جحيمهم، ما كذبت ولا كذبت. 4 – وقال محمد بن علي عليهما السلام،: قيل لعلي بن الحسين عليهما السلام: ما لموت ؟ قال: للمؤمن كنزع ثياب وسخه قملة (1)، وفك قيود وأغلال ثقيلة، والاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح وأوطئ المراكب، وآنس المنازل وللكافر كخلع ثياب فاخرة، والنقل عن منازل أنيسة، والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها، وأوحش المنازل وأعظم العذاب. 5 – وقيل لمحمد بن علي عليهما السلام: ما لموت ؟ قال: هو النوم الذي يأتيكم كل ليلة إلا أنه طويل مدته لا ينتبه منه إلا يوم القيامة، فمن رأى في نومه من أصناف الفرح مالا يقادر قدره ومن أصناف الاهوال مالا يقادر قدره ؟ فكيف حال فرح في النوم ووجل فيه ؟ هذا هو الموت فاستعدوا له. 6 – حدثنا محمد بن القاسم المفسر، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه عليهم السلام قال: دخل موسى بن جعفر عليهما السلام، على رجل قد غرق في سكرات الموت وهو لا يجيب داعيا فقالوا له: يا ابن رسول الله وددنا لو عرفنا كيف الموت وكيف حال صاحبنا. فقال: الموت هو المصفاة يصفي المؤمنين من ذنوبهم فيكون آخر ألم يصيبهم كفارة آخر وزر بقي عليهم ويصفي الكافرين من حسناتهم فيكون آخر لذة أو راحة تلحقهم، وهو آخر ثواب حسنة تكون لهم وأما صاحبكم هذا فقد نحل من الذنوب نخلا، وصفي من الاثام تصفية، وخلص حتى نقي كما ينقى الثوب من الوسخ، وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الابد. 7 – وبهذا الاسناد عن محمد بن علي عليهما السلام، قال: مرض رجل من أصحاب الرضا


(1) ثوب وسخ: علاه الدرن لقلة تعهده بالماء. و ” قمل ” أي كثر فيه القمل وهو دويبة معروفة. (*)

[ 290 ]

عليه السلام فعاده فقال: كيف تجدك ؟ قال: لقيت الموت بعدك – يريد مالقيه من شدة مرضه – فقال: كيف لقيته ؟ فقال: أليما شديدا. فقال: ما لقيته إنما لقيت ما ينذرك به ويعرفك بعض حاله، إنما الناس رجلان: مستريح بالموت، ومستراح به منه، فجدد الايمان بالله بالولاية تكن مستريحا ففعل الرجل ذلك. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 8 – وبهذا الاسناد، عن علي بن محمد عليهما السلام، قال: قيل لمحمد بن علي بن موسى صلوات الله عليهم: ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت ؟ قال: لانهم جهلوه فكرهوه ولو عرفوه وكانوا من أولياء الله عزوجل لاحبوه ولعلموا أن الاخرة خير لهم من الدنيا، ثم قال عليه السلام: يا أبا عبد الله ما بال الصبي والمجنون يمتنع من الدواء المنقي لبدنه والنافي للالم عنه ؟ قال: لجهلهم بنفع الدواء. قال: والذي بعث محمدا بالحق نبيا إن من استعد للموت حق الاستعداد فهو أنفع له من هذا الدواء لهذا المتعالج، أما إنهم لو عرفوا ما يؤدي إليه الموت من النعيم لاستدعوه وأحبوه أشد ما يستدعي العاقل الحازم الدواء لدفع الافات واجتلاب السلامات. 9 – وبهدا الاسناد، عن الحسن بن علي عليهما السلام قال: دخل علي بن محمد عليهما السلام على مريض من أصحابه وهو يبكي ويجزع من الموت فقال له: يا عبد الله تخاف من الموت لانك لا تعرفه، أرأيتك إذا اتسخت وتقذرت وتأذيت من كثرة القذر والوسخ عليك و أصابك قروح وجرب وعلمت أن الغسل في حمام يزيل ذلك كله أما تريد أن تدخله فتغسل ذلك عنك أو ما تكره أن لا تذخله فيبقى ذلك عليك ؟ قال: بلى يا ابن رسول الله. قال: فذاك الموت هو ذلك الحمام وهو آخر ما بقي عليك من تمحيص ذنوبك وتنقيتك من سيئاتك فإذا أنت وردت عليه وجاوزته فقد نجوت من كل غم وهم وأذى، ووصلت إلى كل سرور وفرح، فسكن الرجل واستسلم ونشط وغمض عين نفسه ومضى لسبيله. 10 – وسئل الحسن بن علي بن محمد عليهم السلام عن الموت ما هو ؟ فقال: هو التصديق بما لا يكون. (1) حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن الصادق عليه السلام قال: إن المؤمن إذا مات


(1) أي هو أمر، التصديق به تصديق بما لا يكون إذ المؤمن لا يموت بالموت والكافر أيضا كذلك لانه كان ميتا قبله (قاله المجلسسي – رحمه الله -) ويأتى له معنى آخر بعد تمام الحديث. (*)

[ 291 ]

لم يكن ميتا فإن الميت هو الكفار، إن الله عزوجل يقول: ” يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي (1) ” يعني المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن (2). (باب) * (معنى المحبنطى) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن ابن رئاب، عن محمد بن مسلم أو غيره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: تزوجوا فإني مكاثربكم الامم غدا في القيامة حتى أن السقط ليجيئ محبنطيا على باب الجنة فيقال له: ادخل الجنة. فيقول: لا، حتى يذخل أبواي قبلي. قال أبو عبيدة: المحبنطي – بغير همز – المتغضب المستبطئ للشئ، والمحبنطئ – بالهمز – العظيم البطن المنتفخ. قال: ومنه قيل لعظيم البطن: ” حبنطأ ” ويقال: السقط والسقط. وقال أبو عبيد: يقال: سقط وسقط وسقط. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله ” حفوا الشوارب وأعفوا ” * * (اللحى ولا تتشبهوا بالمجوس “) * 1 – حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن جعفر الاسدي، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين ابن يزيد، قال: حدثني علي بن غراب، قال: حدثني خير الجعافر جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: حفوا الشوارب وأعفوا اللحى ولا تتشبهوا بالمجوس.


(1) الروم: 18. (2) قوله: ” التصديق بما لا يكون ” الظاهر أن المعنى أن التصديق بما لا يكون أي الامر المحال هو بمنزلة الموت وهو فعل الاحمق الذى لا عقل له وقد روى عن الصادق عليه السلام أنه قال: إذا اردت ان تختبر عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه في خلال حديثك بما لا يكون فان أنكره فهو عاقل وان صدقه فهو أحمق. وقال أمير المؤمنين عليه السلام: فقد العقل فقد الحياة ولا يقاس الا بالاموات ويؤيد هذا المعنى ذيل الخبر أيضا. وعلي هذا ذكر الخبر في هذا الباب غير مناسب. (*)

[ 292 ]

قال الكسائي: قوله ” تعفى ” يعني توفر وتكثر، قال أبو عبيد: يقال فيه: قد عفا الشعر وغيره إذا كثر يعفو فهو عاف، وقد عفوته وأعفيته لغتان إذا فعلت ذلك به قال الله عزوجل: ” حتى عفوا (1) ” يعني كثروا، ويقال في غير هذا الموضع: ” قد عفى الشئ ” إذا درس وانمحى، قال لبيد بن ربيعة العامري: عفت الديار محلها فمقامها * بمنى تأبد غولها فرجامها وعفى أيضا إذا أتى الرجل الرجل يطلب إليه حاجة أو رفدا فقد عفاه وهو يعفوه وهو عاف، ومنه الحديث المرفوع ” من أحيا أرضا ميتة فهي له وما أصابت (2) العافية منها فهو له صدقة ” والعافية ههنا كل طالب رزقا من إنسان أو دابة أو طائر أو غير ذلك وجمع العافي ” عفاة ” وقال الاعشي: تطوف العفاة بأبوابه * كطوف النصارى ببيت الوثن قال: والمعتفي مثل العافي. (باب) * (معنى السكة المأبورة والمهرة المأمورة) * 1 – حدثنا محمد بن علي بن بشار القزويني – رضي الله عنه – قال: حدثنا المظفر بن أحمد، قال: حدثني أبو الحسين محمد بن جعفر الكوفي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد الاحمري، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثنا ثابت بن دينار، عن علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خير المال سكة مأبورة ومهرة مأمورة. 2 – حدثنا أبو نصر محمد بن الحسين بن الحسن الديلمي الجوهري، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الاصم، قال: حدثنا محمد بن عبيد اله المنادي، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا أبو نعامة العدوي، عن مسلم بن بديل، عن إياس بن زهير، عن سويد بن


(1) الاعراف: 95 والاية هكذ ا ” ثم بدلنا السيئة الحسنة حتى عفوا “. (2) في بعض النسخ [ وما اصابه ]. (*)

[ 293 ]

هبيرة، عن النبي صلى الله عليه واله قال: خير مال المرء مهرة مأمورة أو سكة مأبورة. قوله ” سكة مأبورة ” يقال: هي (1) الطريقة المستقيمة المستوية المصطفه من النخل ويقال: إنما سميت الازقة سككا لاصطفاف الدور فيها كطرائق النخل، هذا في اللغة. وقد روي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال: لا تسموا الطريق السكة فإنه لا سكة إلا سكك الجنة. وأما ” المأبورة ” فهي التي قد لقحت. قال أبو عبيد (2): لقحت للواحدة خفيفة وللجمع بالتثقيل ” لقحت “. يقال: أبرت النخل آبرها أبرا وهي نخلة مأبورة ويقال: ” استأبرت (3) غيري ” إذا سألته أن يأبر لك نخلك وكذلك الزرع. والابر: العامل، والمؤتبر: رب الزرع، والمأبور: الزرع والنخل الذي قد لقح. وأما ” المهرة المأمورة ” فإنها الكثيرة النتاج، وفيها لغتان يقال: قد أمرها الله فهي مأمورة وآمرها – ممدودة – فهي مؤمرة. وقد قرأ بعضهم ” أمرنا مترفيا ” (4) غير ممدودة يكون هذا من الامر، وروي عن الحسن أنه فسرها فقال: أمرناهم بالطاعة فعصوا. وقد يكون ” أمرنا ” بمعنى أكثرنا على قوله ” مهرة مأمورة ” و ” فرس مأمورة ” ومن قرأها ” آمرنا ” فمدها فليس معناه إلا أكثرنا و من قرأها مشددة فقال: ” أمرنا ” فهذا من التسليط ويقال في الكلام: قد أمر القوم يأمرون إذا كثروا وهو من قوله: ” مهرة مأمورة “. (باب) * (معنى الاشهر المعلومات للحج) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى


(1) تفسير للفظة ” سكة ” يريد أن المراد بقوله: ” سكة مأبورة ” هي النخله الملقوحة اطلقت السكة عليها مجازا لعلاقة المجاورة أو نحوها وقيل: ان المراد بالسكة آلة الحرث وهى الحديدة التى تشق الارض للزرع اطلقت على نفس الزرع مجازا والزرع المابور هو الذى اصلح والقح. (م) (2) جملة معترضة تبين كيفية قراءة لفظة ” لقحت ” وانها مخففة لا مثقلة. (م) (3) في اكثر النسخ [ ائتبرت ]. (4) الاسراء: 17. (*)

[ 294 ]

عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن المثنى، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” الحج أشهر معلومات ” (1) قال: شوال، وذو القعدة، وذو الحجة. وفي حديث آخر: وشهر مفرد للعمرة رجب. (باب) * (معنى الرفث والفسوق والجدال) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن زيد الشحام، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرفث والفسوق والجدال. قال: أما الرفث فالجماع، وأما الفسوق فهو الكذب، ألا تسمع قول الله عزوجل: ” يا أيها االذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة ” (2) ؟ والجدال هو قول الرجل: لا والله، وبلى والله، وسباب الرجل الرجل. (باب) * (معنى ما اشترط الله عزوجل على الناس في الحج وما شرط لهم) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن عبد الله بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال في الحج: إن الله اشترط على الناس شرطا وشرط لهم شرطا فمن وفى وفى الله له، قلت: ما الذي اشترط عليهم وما الذي شرط لهم ؟ فقال: أما الذي اشترط عليهم فإنه قال: ” فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ” (3) وأما الذي شرط لهم قال: ” فمن تعجل


(1) البقرة: 197. (2) الحجرات: 6. (3) البقرة 197. (*)

[ 295 ]

في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى (1) ” قال: يرجع ولا ذنب له. قلت: أرأيت من ابتلى بالجماع ما عليه ؟ قال: عليه بدنة وإن كانت المرأة أعانت بشهوة مع شهوة الرجل فعليهما بدنتان ينحرانهما وإن كان استكرهها وليس بهوى منها فليس عليها شئ ويفرق بينهما حتى ينفر الناس وحتى (2) يرجعا إلى المكان الذي أصابا فيه ما أصابا. قلت: أرأيت إن أخذا في غير ذلك الطريق إلى أرض اخرى أيجتمعان ؟ قال: نعم. قلت أرأيت إن ابتلى بالفسوق ؟ فأعظم ذلك ولم يجعل له حدا قال: يستغفر الله ويلبي، قلت: أرأيت إن ابتلى بالجدال ؟ قال: فإذا جادل فوق مرتين فعلى المصيب دم يهريقه [ دم ] شاة، وعلى المخطئ دم يهريقه [ دم ] بقرة. (باب) * (معنى الحج الاكبر والحج الاصغر) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان بن يحيى، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحج الاكبر يوم النحر. 2 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمار، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن يوم الحج الاكبر فقال: هو يوم النحر، والاصغر العمرة. 3 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الله ابن المغيرة، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحج الاكبر يوم الاضحى. حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام مثل ذلك.


(1) البقرة: 202. (2) كذا في النسخ التى بأيدينا والظاهر أن الواو زائدة. (*)

[ 296 ]

4 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي، عن الحسين (1)، عن حماد بن عيسى، عن شعيب، عن أبي بصير، والنضر، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحج الاكبر يوم الاضحى. 5 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، قال: حدثنا فضيل بن عياض، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الحج الاكبر، فقال: أعندك فيه شئ ؟ فقلت: نعم، كان ابن عباس يقول: الحج الاكبر يوم عرفة يعني أنه من أدرك يوم عرفة إلى طلوع الفجر من يوم النحر فقد أدرك الحج ومن فاته ذلك فاته الحج فجعل ليلة عرفة لما قبلها ولما بعدها، والدليل على ذلك أنه من أدرك ليلة النحر إلى طلوع الفجر فقد أدرك الحج و أجزء عنه من عرفة. فقال أبو عبد الله عليه السلام: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الحج الاكبر يوم النحر واحتج بقول الله عزوجل: ” فسيحوا في الارض أربعة أشهر (2) ” فهي عشرون من ذي الحجة والمحرم والصفر وشهر ربيع الاول وعشر من شهر ربيع الاخر ولو كان الحج الاكبر يوم عرفة لكان السيح أربعة أشهر ويوما واحتج بقول الله عزوجل: ” وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر (2) ” وكنت أنا الاذان في الناس. فقلت له: ما معنى هذه اللفظة ” الحج الاكبر ” ؟ فقال: إنما سمي الاكبر لانها كانت سنة حج فيها المسلمون والمشركون ولم يحج المشركون بعد تلك السنة. (باب) * (معنى الايام المعلومات والايام المعدودات) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:


(1) في بعض النسخ [ الحسن ] والمراد منهما ابنا سعيد. (2) التوبة: 2. (*)

[ 297 ]

سمعته يقول: قال علي عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ويذكروا اسم الله في أيام معلومات (1) ” قال: أيام العشر (2). 2 – وبهذا الاسناد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد الفضيل، عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ” قال: هي أيام التشريق. 3 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن الصلت، عن عبد الله بن الصلت، عن يونس بن عبد الرحمن، عن المفضل بن صالح، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” واذكروا الله في أيام معدودات ” قال: المعلومات والمعدودات واحدة وهي أيام التشريق. (3) (باب) * (معنى المكاء والتصدية) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية (4) ” قال: التصفير والتصفيق. (5) (باب) * (معنى الاذان من الله ورسوله) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن


(1) الحج: 28. (2) في بعض النسخ [ أيام التشريق ]. (3) أيام التشريق: ثلاثة أيام بعد عيد الاضحى سميت بها لان لحوم الاضاحي تشرق فيها. (4) الانفال: 36. (5) التصفير: التصويت بالشفتين، والتصفيق: التصويت باليدين بضرب باطن الراحة على باطن الاخرى. (*)

[ 298 ]

سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن أبي الجارود، عن حكيم بن جبير، عن علي بن الحسين عليهما السلام في قول الله عزوجل: ” وأذان من الله ورسوله (1) ” قال: الاذان علي عليه السلام. 2 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن الحارث بن المغيرة بن النصري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر ” فقال: اسم نحله الله عزوجل عليا صلوات الله عليه من السماء لانه هو الذي أدى عن رسول الله صلى الله عليه واله براءة وقد كان بعث بها مع أبي بكر أولا فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إن الله يقول لك: إنه لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك فبعث رسول الله صلى الله عليه واله عند ذلك عليا عليه السلام فلحق أبا بكر وأخذ الصحيفة من يده ومضى بها إلى مكة فسماه الله تعالى أذانا من الله، إنه اسم نحله الله من السماء لعلي عليه السلام. (باب) * (معنى الشاهد والمشهود ومعنى اليوم المجموع له الناس) * 1 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى، ومحمد ابن علي بن محبوب، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن صفوان بن يحيى، عن إسماعيل بن جابر عن رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود (2) ” قال: المشهود يوم عرفة والمجموع له الناس يوم القيامة. 2 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد بن علي الحلبي، عن


(1) التوبة: 3. (2) هود: 103. (*)

[ 299 ]

أبي عبد الله عليه السلا م في قوله عزوجل: ” وشاهد ومشهود (1) ” قال: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة. 3 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد، عن موسى بن القاسم، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة والموعود يوم القيامة. 4 – حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين ابن سعيد، عن صفوان، عن يعقوب بن شعيب، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: ” وشاهد ومشهود ” قال: الشاهد يوم عرفة. 5 – وبهذا الاسناد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن محمد بن هاشم، عمن روى عن أبي جعفر عليه السلام قال: سأله الابرش الكلبي عن قول الله عزوجل: ” وشاهد ومشهود ” فقال أبو جعفر عليه السلام: ما قيل لك ؟ فقال: قالوا: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، فقال أبو جعفر عليه السلام: ليس كما قيل لك، الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم القيامة، أما تقرء القرآن ؟ قال الله عزوجل: ” ذلك يوم مجمع له الناس وذلك يوم مشهود “. – 6 وبهذا الاسناد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن أبان، عن أبي الجارود عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عزوجل: ” وشاهد ومشهود ” قال: الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة والموعود يوم القيامة. 7 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن عمران بن موسى، عن الحسن ابن موسى الخشاب، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى أبي جعفر محمد بن علي (2)، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وشاهد ومشهود ” قال: النبي صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلام.


(1) البروج: 3. (2) الظاهر أنه عبد الرحمن بن كثير مولى عباس بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس فصحف. (*)

[ 300 ]

(باب) * (معنى المكاعمة والمكامعة) * 1 – حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن هشام بن أحمد اليربوعي، عن عبد الله بن الفضل، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام، عن جابر بن عبد الله الانصاري، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه واله عن المكاعمة والمكامعة، فالمكاعمة أن يلثم (1) الرجل الرجل، والمكامعة أن يضاجعه ولا يكون بينهما ثوب من غير ضرورة. (باب) * (معنى البعال) * 1 – حدثنا علي بن عبد الله بن الوراق، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الاسدي الكوفي، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد، عن عمرو بن جميع، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: بعث رسول الله صلى الله عليه واله بديل بن ورقاء الخزاعي على جمل أورق (2) فأمره أن ينادي في الناس أيام منى ألا تصوموا هذه الايام فإنها أيام أكل وشرب وبعال. والبعال النكاح وملاعبة الرجل أهله. (باب) * (معنى الاقعاء) * 1 – حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هشام، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عمرو بن جميع، قال: قال أبو عبد الله


(1) لثمه: قبله. (2) الاورق: الذى لونه لون الرماد. (*)

[ 301 ]

عليه السلام: لا بأس بالاقعاء في الصلاة بين السجدتين وبين الركعة الاولى والثانية وبين الركعة الثالثة والرابعة وإذا أجلسك الامام في موضع يجب أن تقوم فيه فتجافي، ولا يجوز الاقعاء في موضع التشهدين إلا من علة لان المقعي ليس بجالس إنما جلس بعضه على بعض والاقعاء أن يضع الرجل أليتيه على عقبيه في تشهديه، فأما الاكل مقعيا فلا بأس به لان رسول الله صلى الله عليه واله قد أكل مقعيا. (باب) * (معنى المطيطاء) * 1 – حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عمرو بن جميع قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إذا مشت امتي المطيطاء (1) وخدمتهم فارس والروم كان بأسهم بينهم. والمطيطاء التبختر ومد اليدين في المشئ. (باب) * (معنى ثياب القسى) * 1 – حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام بقم في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، قال: أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع وثلاثمائة، قال: حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن عبد الله بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال علي عليه السلام: نهاني رسول الله صلى الله عليه واله – ولا أفول: نهاكم – عن التختم بالذهب وعن ثياب القسي وعن مياثر


(1) المطيطاء – بضم الميم مقصورا وممدودا وفتحها ممدودا – التبختر ومد اليدين في المشى. (*)

[ 302 ]

الارجوان وعن الملاحف المفدمة (1) وعن القراءة وأنا راكع. قال حمزة بن محمد: ” القسي ” ثياب يؤتى بها من مصر فيها حرير، وأصحاب الحديث يقولون: القسي – بكسر القاف – وأهل مصر يقولون: القسي تنسب إلى بلاد يقال لها: ” القس ” هكذا ذكره القاسم بن سلام وقال: قد رأيتها ولم يعرفها الاصمعي. (باب) * (معنى الشجنة (2)) * 1 – حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه محمد بن خالد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمرو بن جميع، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام مع نفر من أصحابه فسمعته وهو يقول: إن رحم الائمة عليهم السلام من آل محمد صلى الله عليه واله لتتعلق بالعرش يوم القيامة وتتعلق بها أرحام المؤمنين تقول: يا رب صل من وصلنا واقطع من قطعنا. قال: ويقول الله تبارك وتعالى: أنا الرحمن وأنت الرحم شققت اسمك من اسمي فمن وصلك وصلته ومن قطعك قطعته، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه واله: الرحم شجنة من الله عزوجل. أخبرنا أبو الحسين محمد بن هارون الزنجاني فيما كتب إلي قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: سمعت القاسم بن سلام يقول في معنى قول النبي صلى الله عليه واله: ” الرحم شجنة من الله عزوجل “: يعني أنه قرابة مشتبكة كاشتباك العروق. وقول القائل: ” الحديث ذو شجون ” إنما هو تمسك بعضه ببعض. وقال بعض أهل العلم: يقال: ” شجر متشجن ” إذا التف بعضه ببعض. ويقال: شجنة وشجنة (3) والشجن كالغصن يكون من


(1) الملاحف – جمع الملحف والملحفة -: ما يلبس فوق الالبسة ويتغطى به، والمقدمة: الحمرءا المشبعة حمرة. (2) الشجن – بفتحتين – والشجنة – بتثليت الشين المعجمة -: الغصن الملتف المشتبك و الشعبة من كل شئ. (3) بالفتح والكسر. (*)

[ 303 ]

الشجرة وقد قال النبي صلى الله عليه واله: إن فاطمة شجنة مني يؤذيني ما آذاها ويسرني ما يسرها صلوات الله عليها. – 2 حدثنا بذلك أحمد بن الحسن القطان: قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم، قال: أخبرنا المنذر بن محمد قراءة، قال: حدثنا جعفر بن سليمان التميمي قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، عن عباية، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه واله [ أنه ] قال: إن فاطمة شجنة مني يؤذيني ما آذاها ويسرني ما يسرها، وإن الله تبارك وتعالى ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها صلوات الله عليها. (باب) * (معنى الجبار (1)) * 1 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، قال: حدثنا الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: العجماء جبار، والبئر جبار والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس. والجبار الهدر الذي لا دية فيه ولا قود (2). أخبرنا أبو الحسين محمد بن هارون الزنجاني، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز عن القاسم بن سلام أنه قال: العجماء هي البهيمة وإنما سميت عجماء لانها لا تتكلم و كل من لا يقدر على الكلام فهو أعجم ومستعجم ومنه قول الحسن عليه السلام: ” صلاة النهار عجماء ” يقول: لا تسمع فيها قراءة، وأما الجبار فهو الهدر وإنما جعل جرح العجماء هدرا إذا كانت منفلتة ليس لها قائد ولا سائق ولا راكب، فإذا كان معها واحد من هؤلاء الثلاثة فهو ضامن لان الجناية حينئذ ليست للعجماء وإنما هي جناية صاحبها الذي أوطأها


(1) الجبار – بضم الجيم والباء الموحدة الخفيفة -. (2) القود – بفتحتين -: القصاص. (*)

[ 304 ]

الناس. وأما قوله: ” والبئر جبار ” فإن فيها غير قول (1)، يقال: إنها البئر يستأجر عليها صاحبها رجلا يحفرها في ملكه فينهار (2) على الحافر فليس على صاحبها ضمان. و يقال: إنها البئر تكون في ملك الرجل فيسقط فيها إنسان أو دابة فلا ضمان عليه لانها في ملكه. وقال القاسم بن سلام: هي عندي البئر العادية القديمة التي لا يعلم لها حافر ولا مالك تكون بالوادي فيقع فيها الانسان أو الدابة فذلك هدر بمنزلة الرجل يوجد قتيلا بفلاة من الارض لا يعلم له قاتل فليس فيه قسامة ولا دية. وأما قوله: ” المعدن جبار ” فإنها هذه المعادن التي يستخرج منها الذهب والفضة، فيجيئ قوم يحتفرونها لهم بشئ مسمى فربما انهار المعدن عليهم فيقتلهم فدماؤهم هدر لانهم إنما عملوا باجرة. وأما قوله: ” وفي الركاز الخمس ” فإن أهل العراق وأهل الحجاز اختلفوا في الركاز فقال أهل العراق: الركاز المعادن كلها، وقال أهل الحجاز الركاز المال المدفون خاصة مما كنزه بنو آدم قبل الاسلام. (باب) * (معنى الاسجاح) * 1 – أخبرنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن علي ببلخ، قال: حدثنا أبو عبد الله البخاري، قال: حدثنا سهل بن المتوكل، قال: حدثنا سليمان بن أبي شيخ، قال: حدثنا محمد بن الحكم، عن عوانة، قال: قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يوم الجمل لعائشة: كيف رأيت صنع الله بك يا حميراء ؟ فقالت له: ملكت فأسجح (3). يعني تكرم.


(1) أي ليس في معنى هذه الجملة قول واحد بن أقوال ثلاثة. (م) (2) انهار البناء: أو البئر انهدم وسقط. (3) اسجح الوالى: احسن العفو. (*)

[ 305 ]

(باب) * (معنى الحوأب والجمل الادبب) * 1 – أخبرنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن علي ببلخ، قال: حدثنا محمد بن العباس، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثني إبراهيم بن سعيد، قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا عصام بن قدامة، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال لنسائه: ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الادبب (1) التي تنبحها كلاب الحوأب (2) فيقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثيرة ثم تنجو بعد ما كادت. الحوأب: ماء لبني عامر، ” والجمل الا ذيب (3) ” يقال: إن الذئبة داء يأخد الدواب يقال: ” برذون مذؤوب ” وأظن الجمل الا ذيب مأخوذ من ذلك. وقوله: ” تنجو بعدما كادت ” أي تنجو بعد ما كادت تهلك. (باب) * (معنى الصائم المفطر) * 1 – حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن تميم السرخسي الفقيه بسرخس، قال: حدثنا أبو لبيد محمد بن إدريس الشامي، قال: حدثنا هاشم بن عبد العزيز المحرمي (4)، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير، عن نعيم بن قعنب، قال: أتيت الربذة ألتمس أبا ذر، فقالت لي امرأته: ذهب يمتهن (5). قال: فإذا أبو ذر قد أقبل يقود


(1) الادب – بادغام الباء وفكه -: الجمل الكثير الشعر أو الذى كثر وبر وجهه وفى بعض النسخ [ الا ذيب ]. (2) نبح الكلب: صات. والحوأب فسره المؤلف. (3) الظاهر أن المؤلف رحمه الله قرأ: ” الا ذيب ” بالذال المعجمة والياء أو الهمزة فاحتمل أن يكون مأخوذا من الذئبة وهى داء يكون في حلوق الدواب والاولى بل المتعين كما في اكثر النسخ التى عندنا قراءته بالدال المهملة والباء الموحدة ليكون مأخوذا من الدبب وهو كثرة شعر الجمل أو كثرة وبر وجهه (م) (4) في بعض النسخ [ المخرمى ]. (5) امتهن الرجل: استعمل للخدمة. (*)

[ 306 ]

بعيرين قد قطر (1) أحدهما بذنب الاخر قد علق في عنق كل واحد منهما قربة، قال: فقمت فسلمت عليه ثم جلست فدخل منزله وكلم امرأته بشئ فقال: اف أما تزيدين على ما قال رسول الله صلى الله عليه واله: ” إنما المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها وفيها بلغه ” ثم جاء بصحفة فيها مثل القطاة فقال: كل فإني صائم، ثم قام فصلى ركعتين ثم جاء فأكل. قال: فقلت: سبحان الله من (2) ظننت أن يكذبني من الناس فلم أظن أنك تكذبني. قال: وما ذاك ؟ قلت إنك قلت لي إنك صائم ثم جئت فأكلت ! قال: وأنا الان أقوله، إني صمت من هذا الشهر ثلاثا فوجب لي صومه وحل لي فطره. (3) (باب) * (معنى القميص والرداء والتاج والسراويل والتكة والنعل والعصا) * * (التى أكرم الله عزوجل بها نبيه محمدا صلى الله عليه وآله لما) * * (أخرجه من صلب عبد المطلب) * 1 – حدثنا الحاكم أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المروزي، قال: حدثنا أبو بكر محمد ابن إبراهيم الجرجاني، قال: حدثنا أبو بكر عبد الصمد بن يحيى الواسطي، قال: حدثنا الحسن بن علي المدني، عن عبد الله بن المبارك، عن سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال: إن اله تبارك وتعالى خلق نور محمد صلى الله عليه واله قبل أن يخلق السماوات والارض والعرش والكرسي واللوح و القلم والجنة والنار وقبل أن يخلق (4) آدم ونوحا وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق و


(1) قطر وقطر وأقطر الابل: قرب بعضها إلى بعض على نسق. (2) ” من ” شرطية وفى بعض النسخ ” ما ظننت ” والمعنى: ان ظننت ان يكذب احد من الناس لم اظن أنك تكذب. (م) (3) أي لما صمت من هذا الشهر ثلاثة ايام فقد ثبت لى صوم الشهر كله لقول رسول الله صلى الله عليه وآله، فأنا في هذا الشهر صائم مع انه يحل لى الافطار ولعله رضى الله عنه اراد بهذا العمل تعليم الراوى سنة النبي صلى الله عليه وآله. (م) (4) في بعض النسخ [ قبل أن خلق ] في الموضعين. (*)

[ 307 ]

يعقوب وموسى وعيسى وداود وسليمان وكل من قال الله عزوجل في قوله: ” ووهبنا له إسحاق ويعقوب – إلى قوله – وهديناهم إلى صراط مستقيم (1) ” وقبل أن خلق الانبياء كلهم بأربعمائة ألف سنة وأربع وعشرين ألف سنة (2) وخلق عزوجل معه اثنى عشر حجابا: حجاب القدرة، وحجاب العظمة، وحجاب المنة، وحجاب الرحمة، وحجاب السعادة وحجاب الكرامة، وحجاب المنزلة، وحجاب الهداية، وحجاب النبوة، وحجاب الرفعة، وحجاب الهيبة، وحجاب الشفاعة، ثم حبس نور محمد صلى الله عليه واله في حجاب القدرة اثنى عشر ألف سنة وهو يقول: ” سبحان ربي الاعلى [ وبحمده ] “. وفي حجاب العظمة إحدى عشر ألف سنه وهو يقول ” سبحان عالم السر “. وفي حجاب المنة عشرة آلاف سنة وهو يقول: ” سبحان من هو قائم لا يلهو “. وفي حجاب الرحمة تسعة آلاف سنة وهو يقول: ” سبحان الرفيع الاعلى “. وفي حجاب السعادة. ثمانية آلاف سنة وهو يقول: ” سبحان من هو دائم لا يسهو “. وفي حجاب الكرامة سبعة آلاف سنة وهو يقول: ” سبحان من هو غني لا يفتقر ” وفي حجاب المنزلة ستة آلاف سنة وهو يقول: ” سبحان العليم الكريم ” وفي حجاب الهداية خمسة آلاف سنة وهو يقول: ” سبحان ذي العرش العظيم “. وفي حجاب النبوة أربعة آلاف سنة وهو يقول: ” سبحان رب العزة عما يصفون ” وفي حجاب الرفعة ثلاثة آلاف سنة وهو يقول: ” سبحان ذي الملك والملكوت “. وفي حجاب الهيبة ألفي سنة وهو يقول: ” سبحان الله وبحمده “. وفي حجاب الشفاعة ألف سنة وهو يقول: ” سبحان ربي العظيم وبحمده “. (3) ثم أظهر اسمه على اللوح فكان على اللوح


(1) الانعام: 84 إلى 87. (2) من المعلوم انه لم يكن قبل خلق ما ذكره عليه السلام من العرش والكرسي والسماوات و الارض زمان ولا زماني البتة فتلك السنون التى ذكرها ليست مما نوقتها ونقدرها بايامنا وساعاتنا التى هي كلها مقدار الحركة كيف ولم يكن حركة ولا منحرك بعد، فهى من الايام والسنين الربوبية قال تعالى: ” وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ” فافهم. (م) (3) قال العلامة المجلسي – رحمه الله -: ليس الغرض ذكر جميع احواله صلى الله عليه وآله في الذر لعدم موافقة العدد، بل قد جرى على نوره احوال قبل تلك الاحوال أو بعدها أو بينها لم تذكر في الخبر. (*)

[ 308 ]

منورا أربعة آلاف سنة، ثم أظهره على العرش فكان على ساق العرش مثبتا سبعة آلاف سنة إلى أن وضعه الله عزوجل في صلب آدم عليه السلام ثم نقله من صلب آدم إلى صلب نوح عليه السلام ثم من صلب إلى صلب حتى أخرجه الله تعالى من صلب عبد الله بن عبد المطلب فأكرمه بست كرامات: ألبسه قميص الرضا، ورداه برداء الهيبة، وتوجه بتاج الهداية، وألبسه سراويل المعرفة، وجعل تكته تكة المحبة يشد بها سراويله، وجعل نعله نعل الخوف، وناوله عصا المنزلة، ثم قال له: يا محمد اذهب إلى الناس فقل لهم: قولوا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وكان أصل ذلك القميص من ستة أشياء: قامته من الياقوت، و كماه (1) من اللؤلؤ، ودخريصه (2) من البلور الاصفر، وإبطاه من الزبرجد، وجربانه (3) من المرجان الاحمر، وجيبه من نور الرب – جل جلاله – فقبل الله توبة آدم عليه السلام بذلك القميص، ورد خاتم سليمان به، ورد يوسف إلى يعقوب به، ونجى يونس من بطن الحوت به، وكذلك سائر الانبياء عليهم السلام أنجاهم من المحن به ولم يكن ذلك القميص إلا قميص محمد صلى الله عليه واله. (باب) * (معنى قول أمير المؤمنين عليه السلام لعثمان ” ان قلت لم) * * (أقل الا ما تكره وليس لك عندي الا ما تحب) * 1 – حدثنا أحمد بن يحيى المكتب، قال: حدثنا أحمد بن محمد الوراق، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبان بن مهران، قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعيد الوراق، قال: حدثنا فضيل بن عبد الوهاب، قال: حدثنا يونس بن أبي يعقوب (4) العبدي، عن أبيه، عن قنبر مولى علي عليه السلام قال: دخلت مع علي بن أبي طالب عليه السلام على عثمان بن عفان فأحبا


(1) الكم – بضم الكاف -: مدخل اليد ومخرجه من الثوب. (2) الدخريص – بالكسر -: لبنة القميص. (3) الجربان – بكسرتين أو ضمتين -: طوق القميص. (4) في بعض النسخ [ ابى يعفور ]. (*)

[ 309 ]

الخلوة فأومأ إلي علي عليه السلام بالتنحي فتنحيت غير بعيد فجعل عثمان يعاتب عليا عليه السلام وعلي مطرق (1)، فأقبل عليه عثمان فقال: ما لك لا تقول ؟ فقال: إن قلت لم أقل إلا ما تكره وليس لك عندي إلا ما تحب. قال المبرد: تأويل ذلك: إن قلت اعتددت عليك بمثل ما اعتددت به علي فيلذعك عتابي وعقدي أن لا أفعل وإن كنت عاتبا إلا ما تحب. (باب) * (معاني الالفاظ التى ذكرها أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته بالنخيلة) * * (حين بلغه قتل حسان بن حسان عامله بالانبار) * 1 – حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني – رضي الله عنه – قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي، قال: حدثنا هشام بن علي، ومحمد بن زكريا الجوهري، قالا: حدثنا ابن عائشة بإسناد ذكره أن عليا عليه السلام انتهى إليه (2) أن خيلا لمعاوية وردت الانبار فقتلوا عاملا له يقال له: ” حسان بن حسان ” فخرج مغضبا يجر ثوبه حتى أتى النخيلة وأتبعه الناس فرقى رباوة (3) من الارض فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه واله ثم قال: أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة [ فتحه الله لخاصة أوليائه وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة ] فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل وسيما (4) الخسف وديث الصغار (5) وقد دعوتكم إلى حرب هؤلاء القوم ليلا ونهار وسرا


(1) اطرق الرجل: سكت وأرخى عينيه ينظر إلى الارض. (2) انتهى إليه الخبر: بلغه. (3) الرباوة – بتثليث الراء المهملة -: ما ارتفع من الارض. (4) السيما – مقصورا وممدودا -: الهيئة والعلامة. (5) الخسف والصغار: الذل، وفى اكثر النسخ ” بالصغار ” وسيجئ تفسير الخطبة من المؤلف – رحمه الله -. (*)

[ 310 ]

وإعلانا وقلت لكم: اغزوهم من قبل أن يغزوكم فو الذي نفسي بيده ما غزى قوم قط في عقر ديارهم إلا ذ لوا، فتواكلتم وتخاذلتم وثقل عليكم قولي واتخذتموه وراءكم ظهريا حتى شنت عليكم الغارات، هذا أخو غامد قد وردت خيله الانبار وقتلوا حسان بن حسان ورجالا منهم كثيرا ونساء، والذي نفسي بيده لقد بلغني أنه كان يدخل على المرأة المسلمة والمعاهدة فتنتزع أحجالهما ورعثهما، ثم انصرفوا موفورين، لم يكلم أحد منهم كلما، فلو أن امرءا مسلما مات من دون هذا أسفا ما كان عندي فيه ملوما بل كان عندي به جديرا ! يا عجبا كل العجب من تظافر هؤلاء القوم على باطلهم وفشلكم عن حقكم ! إذا قلت لكم: اغزوهم في الشتاء قلتم: هذا أوان قروصر ! وإذا قلت لكم: اغزوهم في الصيف قلتم: هذه حمارة القيظ أنظرنا ينصرم الحر عنا ! فإذا كنتم من الحر والبرد تفرون فأنتم والله من السيف أفر. يا أشباه الرجال ولا رجال ويا طغام الاحلام (1) ويا عقول ربات الحجال (2) والله لقد أفسدتم علي رأيي بالعصيان، ولقد ملاتم جوفي غيظا حتى قالت قريش: إن ابن أبي طالب شجاع ولكن لا رأي له في الحرب. لله درهم ! ومن ذا يكون أعلم بها وأشد لها مراسا مني ؟ فو الله لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين ولقد نيفت اليوم على الستين ولكن لا رأي لمن لا يطاع – يقولها ثلاثا – فقام إليه رجل ومعه أخوه فقال: يا أمير المؤمنين أنا وأخي هذا كما قال الله عزوجل حكاية عن موسى: ” رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي ” (3) فمرنا بأمرك فوالله لننتهين إليه ولو حال بينا وبينه جمر الغضا (4) وشوك القتاد. فدعا له بخير، ثم قال: وأين تقعان مما اريد ؟ ! ثم نزل عليه السلام. تفسيره: قال المبرد: ” سيما الخسف ” تأويله علامة، قال الله عزوجل: ” سيماهم في وجوههم من أثر السجود ” (5) وقال الله عزوجل: ” يعرف المجرمون بسيماهم ” (6)


(1) أي ضعاف العقول. (2) كناية عن النساء. (3) المائدة: 25. (4) الجمر: النار المتقدة، والغضا: شجر من الاثل خشبه صلب جدا ويبقى جمره زمانا طويلا لا ينطفئ. (5) الفتح: 29. (6) الرحمن: 41. (*)

[ 311 ]

وقال الله عزوجل: ” يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ” (1) أي معلمين. قوله: ” وديث الصغار ” تأويل ذلك يقال للبعير إذا ذللته الدمامة: (2) ” بعير مديث ” أي مذلل وقوله: ” في عقر ديارهم ” أي في أصل ديارهم، والعقر الاصل ومن ثم قيل: ” لفلان عقار ” أي أصل مال. وقوله: ” تواكلتم ” هو مشتق من وكلت الامر إليك ووكلته إلي إذا لم يتوله أحد دون صاحبه ولكن أحال به كل واحد إلى الاخر ومن ذلك قول الحطيئة * أمون إذا واكلتها لا تواكل * وقوله: ” واتخذتموه وراءكم ظهريا ” (3) أي لم تلتفتوا إليه. يقال في المثل ” لا تجعل حاجتي منك بظهر ” أي لا تطرحها غير ناظر إليها. وقوله: ” حتى شنت عليكم الغارات ” يقول: صبت. يقال: ” شننت الماء على رأسه ” أي صببته. ومن كلام العرب ” فلما لقي فلان فلانا شنه بالسيف ” أي صبه عليه صبا. وقوله: ” هذا أخو غامد ” فهو رجل مشهور من أصحاب معاوية من بني غامد بن نضر من الازد. وقوله: ” فتنتزع أحجالهما ” يعني الخلاخيل واحدها ” حجل ” ومن ذلك قيل للدابة: ” محجلة ” ويقال للقيد: ” حجل ” لانه يقع في ذلك الموضع. وقوله: ” ورعثهما ” فهي الشنوف (4) واحدها ” رعثة ” وجمعها ” رعاث ” وجمع الجمع ” رعث “. وقوله: ” ثم انصرفوا موفورين ” من الوفر أي لم ينل أحد منهم بأن يرزأ في بدن ولا مال، يقال: ” فلان موفوروفلان ذو وفر ” أي ذو مال ويكون موفورا في بدنه. وقوله: ” لم يكلم أحد منهم كلما ” أي لم يخدش أحد منهم خدشا وكل جرح صغير أو كبير فهو كلم. وقوله: ” مات من دون هذا أسفا ” يقول: تحسرا وقد يكون الاسف الغضب، قال الله عزوجل: ” فلما آسفونا انتقمنا منهم ” (5) والاسيف يكون [ بمعنى ] الاجير ويكون [ بمعنى ] الاسير. وقوله: ” من تظافر هؤلاء القوم على باطلهم ” أي من تعاونهم وتظاهرهم [ فيه ]. وقوله: ” وفشلكم عن حقكم “


(1) آل عمران 121. (2) الدمامة – بالفتح – قبح المنظر. وفى بعض النسخ [ الرياضة ]. (3) هود: 92 (4) جمع الشنف وهو ما يعلق في الاذن من الحلى. (5) الزخرف: 55 (*)

[ 312 ]

يقال: فشل فلان عن كذا إذا هابه فنكل عنه وامتنع من المضي فيه. وقوله: ” قلتم: هذا أوان قر وصر ” فالصر: شدة البرد، قال الله عزوجل: ” كمثل ريح فيها صر ” (1) وقوله: هذه حمارة القيظ ” فالقيظ: الصيف وحمارته: اشتداد حره. [ (باب) (2) * (معنى قول الرسل عليهم السلام إذا قيل لهم يوم القيامة ماذا) * * (اجبتم قالوا لا علم لنا) * 1 – حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المروزي المقري، قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المقري الجرجاني، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد قال: حدثنا محمد بن عاصم الطريفي، قال: حدثنا أبو زيد عباس بن يزيد بن الحسين (3) بن علي الكحال مولى زيد بن علي، قال: أخبرني أبي يزيد بن الحسين قال: حدثني موسى بن جعفر قال: قال الصادق عليه السلام في قول الله عزوجل: ” يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم قالوا لا علم لنا ” (4) قال: يقولون لا علم لنا بسواك. قال: قال الصادق عليه السلام: القرآن كله تقريع وباطنه تقريب. قال مصنف هذا الكتاب: يعني بذلك أن من وراء آيات التوبيخ والوعيد آيات الرحمة والغفران ]. (باب) * (معنى نفس العقل وروحه ورأسه وعينيه ولسانه وفمه وقلبه) * * (وما قوى به) * 1 – حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المروزي المقري، قال: حدثنا أبو عمرو


(1) آل عمران: 117. واطلاق الصر للريح الباردة كالصرصر شايع وهو في الاصل مصدر نعت به. (2) قد تقدم هذا الباب بعينه مع بيانه ص 231 وكان موجودا في جميع النسخ التى عندنا إلا نسخة واحدة. (3) في بعض النسخ [ عياش بن يزيد بن الحسن ]. (4) المائدة: 108. (*)

[ 313 ]

محمد بن جعفر المقري الجرجاني، قال حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد، قال: حدثنا محمد بن عاصم الطريفي قال: حدثنا أبو زيد عباس بن يزيد بن الحسين الكحال، عن أبيه قال: حدثني موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق، عن أبيه، عن جده عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إن الله تبارك وتعالى خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه الذي لم يطلع عليه نبي مرسل ولا ملك مقرب فجعل العلم نفسه والفهم روحه والزهد رأسه والحياء عينيه والحكمة لسانه والرأفة فمه والرحمة قلبه، ثم حشاه وقواه بعشرة أشياء: باليقين، والايمان، والصدق والسكينة، والاخلاص، والرفق، والعطية، والقنوع، والتسليم، والشكر، ثم قال له: أدبر فأدبر ثم قال له: أقبل فأقبل ثم قال له: تكلم فقال: الحمد لله الذي ليس له ند ولا شبه ولا شبيه ولا كفو ولا عديل ولا مثل ولا مثال، الذي كل شئ لعظمته خاضع ذليل. فقال الرب تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي ماخلقت خلقا أحسن منك ولا أطوع لي منك ولا أرفع منك ولا أشرف منك ولا أعز منك بك أوحد وبك اعبد وبك ادعى وبك ارتجى وبك ابتغى وبك اخاف وبك احذر وبك الثواب وبك العقاب. فخر العقل عند ذلك ساجدا وكان في سجوده ألف عام، فقال الرب تبارك وتعالى بعد ذلك: ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع، فرفع العقل رأسه فقال: إلهى أسألك أن تشفعني فيمن خلقتني فيه. فقال الله عزوجل جلاله لملائكته: اشهدكم أني قد شفعته فيمن خلقته فيه. (باب) * (معنى ما جاء في لعن الذهب والفضة) * 1 – حدثنا أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي الحسيني – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد اميدوار، عن محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد الانباري، عن ابن أبي عمير، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لعن الله الذهب والفضة لا يحبهما إلا من كان جنسهما. قلت: جعلت فداك الذهب والفضة ؟ قال عليه السلام: ليس حيث تذهب إليه، إنما الذهب الذي ذهب بالدين والفضة التي أفاض الكفر.


[ 314 ]

قال مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه -: هذا حديث لم أسمعه إلا من الحسن ابن حمزة العلوي ولم أروه عن شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ولكنه صحيح عندي يؤيده الخبر المنقول عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: أنا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة والمال لا يروس إنما يراس به (1). فهو كناية عمن ذهب بالدين وأفاض الكفر، و إنما وقعت الكناية بهما لانهما أثمان كل شئ كما أن الذين كنى عنهم اصول كل كفر وظلم. (باب) * (معنى الدرجات والكفارات والموبقات والمنجيات) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن هارون ابن الجهم، عن المفضل بن صالح، عن سعد الاسكاف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ثلاث درجات، وثلاث كفارات، وثلاث موبقات (2)، وثلاث منجيات. فأما الدرجات فإفشاء السلام وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام. وأما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات، والمشي بالليل والنهار إلى الجماعات، والمحافظة على الصلوات. وأما الموبقات فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه. وأما المنجيات فخوف الله في السر والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة العدل في الرضا والسخط. قال مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه – روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: الشح المطاع سوء الظن بالله عزوجل وأما السبرات فجمع ” سبرة ” وهو شدة البرد وبهاسمي الرجل سبرة.


(1) راس يروس روسا: مشى متبخترا. (2) الموبق: المهلك والموبقات: المهالك والمعاصي. (*)

[ 315 ]

(باب) * (معنى رمضان) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن هشام بن سالم، عن سعد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كنا عنده ثمانية رجال فذكرنا رمضان، فقال: لا تقولوا: هذا رمضان، ولا ذهب رمضان، ولا جاء رمضان. فإن رمضان اسم من أسماء الله عزوجل لا يجيئ ولا يذهب و إنما يجيئ ويذهب الزائل ولكن قولوا: شهر ومضان فالشهر المضاف إلى الاسم والاسم اسم الله وهو الشهر الذي انزل فيه القرآن جعله الله تعالى مثلا وعيدا (1). 2 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، ومحمد بن الحسين عن محمد بن يحيى الخثعمي، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه، عن جده عليهما السلام، قال: قال علي صلوات الله عليه: لا تقولوا: رمضان ولكن قولوا: شهر رمضان فإنكم لا تدرون ما رمضان. (باب) * (معنى ليلة القدر) * 1 – حدثنا علي بن أحمد بن موسى – رضي الله عنه – قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا محمد بن العباس بن بسام، قال: حدثني محمد بن أبي السري قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، عن سعد بن طريف الكناني، عن الاصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه واله: يا علي أتدري ما معنى ليلة القدر ؟ فقلت: لا يارسول الله، فقال صلى الله عليه واله: إن الله تبارك وتعالى قدر فيها ما هو كائن إلى يوم القيامة فكان فيما قدر عزوجل ولايتك وولاية الائمة من ولدك إلى يوم القيامة. 2 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن


(1) أي الشهر أو القرآن مثلا أي حجة وعيدا أي محل سرور لاوليائه والمثل بالثاني أنسب كما أن العيد بالاول أنسب. (قاله المجلسي – رحمه الله -) *

[ 316 ]

الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن عبيد بن مهران، عن صالح بن عقبة، عن المفضل بن عمر، قال: ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام ” إنا أنزلناه في ليلة القدر ” قال: ما أبين فضلها على السور. قال: قلت: وأي شئ فضلها ؟ قال: نزلت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فيها. قلت: في ليلة القدر التي نرتجيها في شهر رمضان. قال: نعم، هي ليلة قدرت فيها السماوات والارض وقدرت ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فيها. (باب) * (معنى خضراء الدمن) * 1 – حدثنا محمد بن أحمد الشيباني، (1) قال: حدثني محمد بن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا سهل بن زياد، قال: حدثني أحمد بن بشير البرقي، (2) عن يحيى بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن أبي طلحة الصيرفي، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام، يقول: سمعت أبي يحدث، عن أبيه، عن جده عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه واله قال للناس: إياكم وخضراء الدمن قيل: يارسول الله وما خضراء الدمن ؟ قال: المرأة الحسناء في منبت سوء. قال مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه – قال أبو عبيد: نراه أراد فساد النسب إذا خيف أن يكون لغير رشدة. وإنما جعلها خضراء الدمن تشبيها بالشجرة الناضرة في دمنه البقرة، وأصل الدمن ماتدمنه الابل والغنم من أبعارها وأبوالها فربما ينبت فيها (3) النبات الحسن وأصله في (4) دمنة، يقول: فمنظرها حسن أنيق ومنبتها فاسد، قال الشاعر: وقد ينبت المرعى على دمن الثرى * وتبقى حزازات النفوس كما هيا ضربه مثلا للرجل الذي يظهر المودة وفي قلبه العداوة.


(1) مر الكلام فيه في ص 131 من الكتاب. (2) في بعض النسخ [ أحمد بن بشر الرقى ] والظاهر أنه احمد بن بشير البرقى كما عنونه العلامة في القسم الثاني من الخلاصة ويؤيده رواية سهل بن زياد عنه وفى الكافي ” سهل بن زياد عن أحمد بن بشر البرقى ” في باب الصفة بغير ما وصف به نفسه ج 1 ص 102. (3) في بعض النسخ [ فيه ]. (4) في بعض النسخ [ من ]. (*)

[ 317 ]

(باب) * (معنى جامع مجمع وربيع مربع وكرب مقمع وغل قمل) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام، عن رسول الله صلى الله عليه واله قال: النساء أربع: جامع مجمع، وربيع مربع، وكرب مقمع (1)، وغل قمل. قال أحمد بن أبي عبد الله البرقي، ” جامع مجمع ” أي كثيرة الخير مخصبة، و ” ربيع مربع ” التي في حجرها ولد وفي بطنها آخر، و ” كرب مقمع ” أي سيئة الخلق مع زوجها، و ” غل قمل ” أي هي عند زوجها كالغل القمل، وهو غل من جلد يقع فيه القمل فيأكله ولا يتهيأ أن يحل منه شئ وهو مثل للعرب. (باب) * (معنى الغنيمة والغرام والودود والولود والعقيم والصخابة) * * (والولاجة والهمازة) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رحمه الله – قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم الكرخي قال: قلت: لابي عبد الله عليه السلام: إن صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج فقال: انظر أين تضع نفسك، ومن تشركه في مالك، وتطلعه على دينك وسرك وأمانتك فإن كنت لابد فاعلا فبكرا تنسب إلى الخير وإلى حسن الخلق (2). ألا إن النساء خلقن شتى * فمنهن الغنيمة والغرام


(1) روى الكليني – رحمه الله – بسند آخر في الكافي ج 5 ص 324 وفيه ” وخرقاء مقمع ” بدل ” كرب مقمع ” وامراة خرقاء أي قليلة العقل. (2) رواه الكليني – رحمه الله – في الكافي ج 5 ص 323 وزاد بعد قوله: ” والى حسن الخلق ” واعلم أنهن كما قال. (*)

[ 318 ]

ومنهن الهلال إذا تجلى * لصاحبه ومنهن الظلام فمن يظفر بصالحن يسعد * ومن يغبن فليس له انتقام وهن ثلاث فامرأة ولود ودود تعين زوجها على دهره لدنيا ولاخرته ولا تعين الدهر عليه، وامرأة عقيم لا ذات جمال ولا خلق ولا تعين زوجها على خير، وامرأة صخابة ولاجة همازة (1) تستقل الكثير ولا تقبل اليسير. (باب) * (معنى الشهبرة واللهبرة والنهيرة والهيدرة واللفوت) * 1 – حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن بندار التميمي الطبري بأسفرايين (2) في مسجد الجامع، قال: حدثنا أبو نصر (3) محمد بن يوسف الطوسي بطبران قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا علي ابن خشرم المروزي، قال: حدثنا الفضل بن موسى السيناني المروزي، قال: قال لي أبو حنيفة النعمان بن ثابت افيدك حديثا طريفا لم تسمع أطرف منه ؟ قال: فقلت: نعم فقال أبو حنيفة أخبرني حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي، عن عبد الله بن بحية (4) عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا زيد تزوجت ؟ قلت: لا. قال: تزوج تستعف مع عفتك، ولا تزوجن خمسا. قال زيد: من هن يارسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: لاتزوجن شهبرة ولا لهبرة ولا نهبرة ولا هيدرة ولا لفوتا. قال زيد: يا رسول الله ما عرفت مما قلت شيئا وإني بآخرهن لجاهل. فقال رسول الله صلى الله عليه واله ألستم عربا ؟ أما الشهبرة فالزرقاء البذية، وأما اللهبرة فالطويلة المهزولة، وأما النهبرة فالقصيرة الدميمة، وأما الهيدرة فالعجوز المدبرة، وأما اللفوت فذات الولد من غيرك.


(1) الصخابة: شديدة الصياح. والولاجة: كثيرة الدخول والخروج، والهمازة هي العيابة الطعانة. (2) كذا ضبطه في المراصد. وفى القاموس إسفراين. (3) في بعض النسخ [ أبو منصور ]. (4) في بعض النسخ [ عبد الله بن نچية ]. (*)

[ 319 ]

(باب) * (معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله حين رأى من يحتجم) * * (في شهر رمضان: ” أفطر الحاجم والمحجوم “) * 1 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال، حدثنا تميم بن بهلول، قال: حدثنا أبو معاوية، عن سليمان بن مهران، عن عباية بن ربعي، قال: سألت ابن عباس عن الصائم يجوز له أن يحتجم ؟ قال: نعم، ما لم يخش ضعفا على نفسه. قلت: فهل تنقض الحجامة صومه ؟ فقال: لا، فقلت: فما معنى قول النبي صلى الله عليه واله حين رأى من يحتجم في شهر رمضان: ” أفطر الحاجم والمحجوم ” ؟ فقال: إنما أفطرا لانهما تسابا وكذبا في سبهما على رسول الله صلى الله عليه واله لا للحجامة. قال مصنف هذا الكتاب: وللحديث معنى آخر وهو أنه من احتجم فقد عرض نفسه للاحتياج إلى الافطار لضعف لا يؤمن أن يعرض له فيحوجه إلى ذلك وقد سمعت بعض المشايخ بنيسابور يذكر في معنى قول الصادق عليه السلام: ” أفطر الحاجم والمحجوم ” أي دخلا بذلك في فطرتي وسنتي لان الحجامة مما أمر عليه السلام به فاستعمله. (باب) * (معنى القواعد والبواسق والجون والخفو والوميض والرحا) * 1 – حدثنا الحاكم أبو الحسن عبد الحميد عبد الرحمن بن الحسين النيسابوري الفقيه، قال: حدثنا أبو سعيد قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن سليمان الهاشمي، (1) قال: حدثنا أبو عمرو الضرير، قال: حدثنا عباد بن عباد المهلبي، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التميمي، عن أبيه، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه واله فنشأت (2) سحابة فقالوا: يارسول الله


(1) في بعض النسخ ” عبد الله بن محمد بن سليمان ” وفى آخر ” عبيد الله بن سليمان “. (2) أي ارتفعت. (*)

[ 320 ]

هذه سحابة ناشئة. فقال: كيف ترون قواعدها ؟ قالوا: يارسول الله ما أحسنها وأشد تمكنها قال: كيف ترون بواسقها ؟ قالوا: يارسول الله ما أحسنها وأشد تراكمها. قال: كيف ترون جونها ؟ قالوا: يارسول الله ما أحسنه وأشد سواده. قال: فكيف ترون رحاها ؟ قالوا: يا رسول الله ما أحسنها وأشد استدارتها. قال: فكيف ترون برقها أخفوا أم وميضا أم يشق شقا ؟ قالوا: يا رسول الله بل يشق شقا، فقال رسول الله صلى الله عليه واله الحيا. (1) فقالوا: يا رسول الله ما أفصحك وما رأينا الذي هو أفصح منك. فقال: وما يمنعني من ذلك وبلساني نزل القرآن ” بلسان عربي مبين “. وحدثنا الحاكم، قال: حدثني أبي، قال: حدثني أبو علي الرياحي، عن أبي عمرو الضرير بهذا الحديث. أخبرني محمد بن هارون الزنجاني، قال حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد قال: القواعد هي اصولها المعترضة في آفاق السماء، وأحسبها تشبه بقواعد البيت وهي حيطانه والواحدة ” قاعدة ” قال الله عزوجل: ” وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل (2) ” وأما البواسق ففروعها المستطيلة إلى وسط السماء إلى الافق الاخر، وكذلك كل طويل فهو باسق، قال الله عزوجل: ” والنخل باسقات لها طلع نضيد (3) ” والجون هو الاسود اليحمومي وجمعه ” جون “، وأما قوله: ” فكيف ترون رحاها ” فإن رحاها استدارة السحابة في السماء ولهذا قيل: ” رحا الحرب ” وهو الموضع الذى يستدار فيه لها، والخفو الاعتراض من البرق في نواحي الغيم، وفيه الغتان: ويقال: خفا البرق يخفو خفوا، ويخفى خفيا. والوميض أن يلمع قليلا ثم يسكن وليس له اعتراض وأما الذي يشق شقا فاستطالته في الجو إلى وسط السماء من غير أن ياخذ يمينا ولا شمالا. قال مصنف هذا الكتاب: والحيا: المطر.


(1) الحيا – مقصورا -: المطر والخصب. (2) البقرة: 127 وقوله تعالى ” القواعد ” أي الاسس والجد. (3) ق: 10 – قوله: ” والنخل باسقات ” أي طوالا – حال مقدرة – وقوله. ” لها طلع نضيد ” أي متراكب بعضها على بعض. (*)

[ 321 ]

(باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله ” بادروا إلى رياض الجنة) ” * 1 – حدثنا محمد بن بكران النقاش – رضي الله عنه – بالكوفة، قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم، قال: حدثنا المنذر بن محمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثني محمد بن الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، قال: حدثني أبي عن أبيه عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: بادروا إلى رياض الجنة. فقالوا: وما رياض الجنة ؟ قال: حلق الذكر (باب) * (معنى ما جاء في الابل أنها أعنان الشياطين وأنها لا يجيئ) * * (خيرها الا من جانبها الاشأم) * 1 – حدثنا علي بن أحمد بن موسى – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله السكوني، عن صالح بن أبي حماد، قال: حدثنا إسماعيل بن مهران، عن أبيه، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الغنم إذا أقبلت أقبلت وإذا أدبرت أقبلت، والبقر إذا أقبلت أقبلت وإذا أدبرت أدبرت، والابل أعنان الشياطين إذا أقبلت أدبرت و إذا أدبرت أدبرت، ولا يجيئ خيرها إلا من جانبها الاشأم (1). قيل: يا رسول الله فمن يتخذها بعد ذا ؟ قال: فأين الاشقياء الفجرة (2) قال صالح: وأنشد إسماعيل بن مهران: هي المال لو لاقلة الخفض حولها * فمن شاء داراها ومن شاء باعها أخبرني محمد بن هارون الزنجاني قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد


(1) في بعض النسخ [ من الجانب الاشأم ]. (2) كذا. (*)

[ 322 ]

أنه قال: قوله: ” أعنان الشياطين ” أعنان كل شئ نواحيه وأما الذي يحكيه أبو عمرو فأعنان الشئ نواحيه قالها أبو عمرو وغيره فإن كانت الاعنان محفوظة فأراد أن الابل من نواحي الشيطان أي أنها على أخلاقها وطبائعها وقوله: ” لاتقبل إلا مولية ولا تدبر إلا مولية ” فهذا عندي كالمثل الذي يقال فيها: ” إنها إذا أقبلت أدبرت وإذا أدبرت أدبرت ” وذلك لكثرة آفاتها وسرعة فنائها وقوله: لا يأتي خيرها إلا من جانبها الاشأم ” يعني الشمال، يقال لليد الشمال: ” الشؤم ” ومنه قول الله عزوجل: وأصحاب المشأمة يريد أصحاب الشمال ومعنى قوله لا يأتي نفعها إلا من هناك يعني أنها لا تحلب ولا تركب إلا من شمالها وهو الجانب الذي يقال له: الوحشي في قول الاصمعي لانه الشمال. قال: والايمن هو الانسي (1)، وقال بعضهم: لا، ولكن الانسي (2) هو الذي يأتيه الناس في الاحتلاب و الركوب، والوحشي هو الايمن لان الدابة لا تؤتي من جانبها الايمن إنما تؤتى من الايسر. قال أبو عبيد: فهذا هو القول عندي وإنما الجانب الوحشي الايمن لان الخائف إنما يفر من موضع المخافة إلى موضع الامن. (3) (باب) * (معنى عاجل بشرى المؤمن) * 1 – حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي الاسدي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن المر زبان، قال: حدثنا علي بن الجعد، قال أخبرنا شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، قال: قال أبو ذر – رحمه الله عليه – قلت: يارسول الرجل يعمل لنفسه ويحبه الناس. قال: تلك عاجل بشرى المؤمن.


(1) و (2) في اكثر النسخ ” الايسر ” وهو تصحيف. (م) (3) قال الجزرى في نهايته: ” في صفة الابل ” ولا يأتي خيرها إلا من جانبها الاشأم يعنى الشمال ومنه قولهم لليد الشمال: الشؤمى تأنيث الاشام، يريد بخيرها لبنها لا نها تحلب وتركب من الجانب الايسر ومنه حديث عدى ” فينظر أيمن منه وأشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ” انتهى (*)

[ 323 ]

(باب) * (معنى عرفاء أهل الجنة) * 1 – حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي الاسدي، قال: حدثنا أبي، وعلي ابن العباس البجلي، والحسن بن علي بن النصر الطوسي قالوا: حدثنا محمد بن عبد الرحمن ابن غزوان قال: حدثنا أبو سنان العابدي قال: حدثنا صفوان بن سليم. عن عطاء بن بشار، عن أبي سعيد الخدري. قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: حملة القرآن عرفاء أهل الجنة. (باب) * (معنى الفرقة الواحدة الناجية) * 1 – حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد بن تميم السرخسي قال: حدثنا أبو لبيد محمد بن إدريس الشامي قال: حدثنا إسحاق بن إسرائيل قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي قال: حدثنا الافريقي، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله سيأتي على امتي ما أتى على بني اسرائيل مثل بمثل وإنهم تفرقوا على اثنين وسبعين ملة وستفرق امتي على ثلاث وسبعين ملة تزيد عليهم واحدة كلها في النار غير واحدة. قال: قيل: يا رسوال الله وما تلك الواحدة ؟ قال هو: ما نحن عليه اليوم أنا وأصحابي. (باب) * (معنى قول الصادق عليه السلام ” من اعطى اربعا لم يحرم اربعا) * 1 – حدثنا أبو أحمد (1) بن الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري قال: حدثنا


(1) كذا في جميع النسخ التى بأيدينا والظاهر أن لفظة ” ابن ” زائد والصحيح ” أبو أحمد الحسن ” كما سيأتي بعد روايتين وجميع النسخ هناك خالية عنها. (م) (*)

[ 324 ]

أبو القاسم بدر بن الهيثم القاضي قال: حدثنا علي بن المنذر الكوفي قال: حدثنا محمد بن الفضيل عن أبي الصباح قال: قال جعفر بن محمد عليهما السلام،: من اعطي أربعا لم يحرم أربعا: من اعطي الدعاء لم يحرم الاجابة: ومن اعطي الاستغفار لم يحرم التوبة: ومن اعطي الشكر لم يحرم الزيادة، ومن اعطي الصبر لم يحرم الاجر. (باب) * (معنى شئ أصله في الارض وفرعه في السماء) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رضى الله عنه – قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب: عمن ذكره: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله لاصحابه ذات يوم: أترون لو جمعتم ما عندكم من الانية (1) والمتاع أكنتم ترونه يبلغ السماء ؟ قالوا: لايا رسول الله: قال: أفلا أدلكم على شئ أصله في الارض وفرعه في السماء ؟ قالوا: بلى يارسول الله. قال: يقول أحدكم إذا فرغ من صلاته الفريضة: ” سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ” ثلاثين مرة. فإن أصلهن في الارض وفرعهن في السماء وهن يدفعن الحرق والغرق والهدم و التردي في البئر وميته السوء: وهن الباقيات الصالحات. (باب) * (معنى زينة الاخرة) * 1 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن علي الاصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد شيخ من أهل الري، قال: حدثنا منصور بن العباس، والحسن بن علي بن النضر، عن سعيد بن النضر، عن جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: المال والبنون زينة الحياة الدنيا، وثمان ركعات من آخر الليل والوتر زينة الاخرة وقد يجمعهما الله عزوجل لاقوام.


(1) في بعض النسخ، [ الابنية ]. (*)

[ 325 ]

(باب) * (معنى النصيب من الدنيا) * 1 – حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، قال: حدثنا محمد بن أحمد القشيري، (1) قال: حدثنا أبو الحويش أحمد بن عيسى الكوفي (2)، قال حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام في قول الله عزوجل: ” ولا تنس نصيبك من الدنيا (3) ” قال: لا تنس صحتك وقوتك وفراغك وشبابك ونشاتك أن تطلب بها الاخرة. (باب) * (معنى لكع) * 1 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبيه، عن حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يأتي على الناس زمان يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع خير الناس يؤمئذ مؤمن بين كريمين. اللكع: العبد اللئيم، وقد قيل: إن اللكع الصغير، وقد قيل: إنه الردي. و ” مؤمن بين كريمين ” أي بين أبوين مؤمنين كريمين، وقد قيل: بين الحج والجهاد، وقد قيل: بين الفرسين يغزو عليهما ؟ وقيل: بين بعيرين [ ل‍ ] يستقي عليهما ويعتزل الناس (4).


(1) في بعض النسخ [ محمد بن أحمد النسيرى ]. (2) في بعض النسخ [ أبو الحريش احمد بن عيسى الكوفى ]. (3) القصص 77. (4) قال الجزرى: اللكع عند العرب العبيد ثم استعمل في الحمق والذم يقال للرجل: لكع و للمرأة لكاع – بفتح اللام – وقد لكع الرجل – من باب علم – بلكع لكعا فهو ألكع وأكثر ما يقع في النداء وهو اللئيم وقيل: الوسخ وقد يطلق على الصغير. (*)

[ 326 ]

(باب) * (معنى الانواء) * 1 – حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهم السلام قال: ثلاثة من عمل الجاهلية: الفخر بالانساب، والطعن في الاحساب، والاستقساء بالانواء. (1) أخبرني محمد بن هارون الزنجاني قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد أنه قال: سمعت عدة من أهل العلم يقولون: إن الانواء ثمانية وعشرون نجما (2) معروفة المطالع في أزمنة السنة، كلها من الصيف والشتاء والربيع والخريف، يسقط منها في كل ثلاث عشر ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته وكلاهما معلوم مسمى وانقضاء هذه الثمانية والعشرين كلها مع انقضاء السنة ثم يرجع الامر إلى النجم الاول مع الاستئناف السنة المقبلة وكانت العرب في الجاهلية إذا سقط منها نجم وطلع نجم آخر قالوا: لابد أن يكون عند ذلك رياح ومطر فينسبون كل غيث يكون عند ذلك إلى ذلك النجم الذي يسقط حينئذ فيقولون: مطرنا بنوء الثريا والدبران والسماك وما كان من هذه النجوم. فعلى هذا فهذه هي الانواء، واحدها ” نوء ” وإنما سمي نوءا لانه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشرق بالطلوع وهو ينوء نوءا وذلك النهوض هو النوء فسمي النجم به وكذلك كل ناهض ينتقل بإبطاء فإنه ينوء عند نهوضه، قال تبارك وتعالى: ” لتنوء بالعصبة اولي القوة (3) “. (هامش) * (1) يأتي معناه من المؤلف. (2) الشرطان، البطين، النجم، الدبران، الهقعة، الهنعة، الذراع، النثرة، الطرف، الجبهة، الخراتان، الصرفة، العواء، السماك، الغفر، الزبانى، الاكليل، القلب، الشولة، النعائم البلدة، سعد الذابح ء، سعد بلع، سعد السعود، سعد الاخبية، فرغ الدلو المقدم، فرغ الدلو المؤخر، الحوت. وقال: ولا تستنئ العرب بها كلها إنما تذكر بالانواء بعضها وهى معروفة في اشعار هم و كلامهم (لسان العرب) (3) القصص: 76. (*)


[ 327 ]

(باب) * (معنى أسنان الابل التى تؤخذ في الزكاة) * 1 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، ومحمد بن مسلم، وأبي بصير، وبريد العجلي، والفضيل، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، قالا: في صدقة الابل في كل خمس شاة إلى أن تبلغ خمسة وعشرين، فإذا (1) بلغت ذلك ففيها ابنة مخاض (2) ثم ليس فيها شئ حتى تبلغ خمسة وثلاثين، فإذا بلغت خمسة وثلاثين ففيها ابنه لبون ثم ليس فيها شئ حتى تبلغ خمسة وأربعين فإذا بلغت خمسة واربعين ففيها حقة طر وقة الفحل ثم ليس فيها شئ حتى تبلغ ستين، فإذا بلغت ستين ففيها جذعة، ثم ليس فيها شئ حتى تبلغ خمسة وسبعين، فإذا بلغت خمسة وسبعين ففيها بنتا لبون، ثم ليس فيها شئ حتى تبلغ تسعين فإذا بلغت تسعين ففيها حقتان طروقتا الفحل، ثم ليس فيها شئ أكثر من ذلك حتى تبلغ عشرين ومائة فإذا بلغت عشرين ومائة ففيها حقتان طروقتا الفحل فإذا زادت واحدة على عشرين ومائة ففي كل خمسين حقة وفي كل أربعين ابنه لبون، ثم ترجع الابل


(1) المشهور بين الاصحاب أن في خمسة وعشرين خمس شياه فإذا زاد فابنه مخاض، و يعتبر في سائر النصب زيادة واحدة باجماع علماء الاسلام على ما نقل فيحتمل أن يكون المراد بقوله ” فإذا بلغت ” إذا زادت عليه ويمكن تأييده بذكر الحقتين تارة لتسعين واخرى لعشرين ومائة ولا معنى لجعل نصابين متحدين ولعله ترك التصريح باعتبار الزيادة كان للعلم بفهم الراوى وحكى أن في بعض نسخ الكتاب الصحيحة مكان فإذا بلغت ” فإذا زادت واحدة ” ولكن لم نظفر بها وفى الكافي ج 3 ص 531 مثل ما في المتن وكيف كان فسائر الروايات تصرح باعتبار الزيادة وعليه فتوى الاصحاب. (م) (2) قال الفيض – رحمه الله – في التهذيبين: قوله عليه السلام: ” فإذا بلغت ذلك ففيها ابنة مخاض ” اراد وزادت واحدة وانما لم يذكر في اللفظ لعلمه بفهم المخاطب قال: ولو لم يحتمل ذلك لجاز لنا أن نحمله على التقية كما صرح به في رواية البجلى بقوله هذا فرق بيننا وبين الناس اقول: الاول بعيد والثانى سديد. (*)

[ 328 ]

على أسنانها (1) وليس على النيف شئ ولا على الكسور شئ وليس على العوامل شئ، إنما ذلك على السائمة الراعية، قال: قلت: ما في البخت السائمة. قال: مثل ما في الابل العربية (2). قال مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه -: وجدت مثبتا بخط سعد بن عبد الله بن أبي خلف – رضي الله عنه – في أسنان الابل من أول ما تطرحه امه إلى تمام السنة ” حوار (3) ” فإذا دخل في السنة الثانية سمي ابن مخاض لان امه قد حملت، فإذا دخل في الثالثة سمي ابن لبون وذلك أن امه قد وضعت وصار لها لبن، فإذا دخل في الرابعة سمي حقا للذكر والانثى حقة لانه قد استحق أن يحمل عليه، فإذا دخل في الخامسة سمي جذعا، فإذا دخل في السادسة سمي ثنيا لانه قد ألقى ثنيته، فإذا دخل في السابع ألقى رباعيته وسمي رباعا، فإذا دخل في الثامنة ألقى السن الذي بعد الرباعية وسمي سديسا، فإذا دخل في التاسعة فطرنا به وسمي بازلا، فإذا دخل في العاشرة فهو مخلف وليس لها بعد هذا اسم، فالاسنان التي تؤخذ في الصدقة من ابن مخاض إلى الجذع.


(1) نقل الفيض – رحمه الله – عن استاذه في العلوم النقلية السيد ماجد بن هاشم البحراني – طاب ثراه – أنه قال: المراد برجوع الابل على أسنانها استيناف النصاب الكلى واسقاط اعتبار الاسنان السابقة كانه إذا اسقط اعتبار الاسنان واستؤنف النصاب الكلى تركت الابل على اسنانها ولم تعتبر كما يقال: رجعت الشئ على حاله أي تركته عليه ولم اغيره وهو وان كان بعيدا بحسب اللفظ الا أن السياق يقتضيه وتعقيب ذكر انصبة الغنم لقوله وسقط الامر الاول ثم تعقيبه بمثل ما عقب به نصب الابل والبقر من نفى الوجوب عن النيف يرشد إليه لانه جعل اسقاط الاعتبار بالاسنان السابقة في الغنم مقابلا لرجوع الابل على اسنانها واقعا موقعه وهو يقتضى اتحادهما في المؤدى وربما امكن جمله على استيناف النصب السابقة فيما تجدد ملكه في اثناء الحول كما اول به المرتضى – رضى الله عنه – ما رواه من استيناف الفريضة بعد المائة والعشرين وقد يقال: أراد برجوعها على اسنانها استيناف الفرائض السابقة بعد بلوغ المائة والعشرين بأن يؤخذ للخمس الزائدة بعد المائة والعشرين شاة وللعشر شاتان وهكذا إلى الخمس والعشرين فيؤخذ بنت مخاض وهكذا كما هو قول ابى حنيفة ويكون محمولا على التقية والوجه هو الاول لما ذكرنا انتهى كلام استادنا – رحمه الله -. (2) البخت – بالضم -: نوع من الابل غير العربية واحدها: بختى. (3) الحوار – بضم الحاء المهملة وكسرها -: ولد الناقة قبل أن يفصل عنها. (*)

[ 329 ]

(باب) * (معنى الموضحة والسمحاق والباضعة والمأمومة والجائفة والمنقلة) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا الحسين ابن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن عروة، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في الموضحة خمس من الابل، وفي السمحاق أربع من الابل، وفي الباضعة ثلاث من الابل، وفي المأمومة ثلاث وثلاثون من الابل، وفي الجائفة ثلاث وثلاثون (1) من الابل، وفي المنقلة خمس عشرة من الابل. قال مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه -: وجدت بخط سعد بن عبد الله – رحمه الله – مثبتا في الشجاج (2) وأسمائها: قال الاصمعي: أول الشجاج الحارصة وهي التي تحرص الجلد أي تشقه ومنه قيل: ” حرص القصار الثوب ” إذا شقه. ثم الباضعة وهي التي تشق اللحم بعد الجلد، ثم المتلاحمة وهي التي أخذت في اللحم ولم تبلغ السمحاق، ثم السمحاق وهي التي بينها وبين العظم قشيرة رقيقة فهي السمحاق، ومنه قيل: ” في السماء سماحيق من غيم، وعلى الشاة سماحيق من شحم ” ثم الموضحة وهي التي تبدي وضح العظم، ثم الهاشمة وهي التي تهشم العظم، ثم المنقلة وهي التي تخرج منها فراش العظام، و ” فراش ” قشرة تكون على العظم دون اللحم ومنه قول النابغة: * ويتبعها منه فراش الحواجب * ثم الامة وهي التي تبلغ ام الرأس وهي الجلدة التي تكون على الدماغ ومعنى العثم أن يجبر على غير استواء. (باب) * (معنى نهر الغوطة) * 1 – حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: حدثنا أبو محمد


(1) في بعض النسخ [ اربع وثلاثون ]. (2) الشجاج: جمع الشجة وهى الجراحة. (*)

[ 330 ]

يحيى بن محمد بن صاعد بمدينة السلام، قال: حدثنا أزهر بن كميل، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: قرأت على فضيل بن ميسرة، عن أبي جرير أن أبا بردة حدثه، عن أبي موسى الاشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن خمر، ومدمن سحر، وقاطع رحم. ومن مات مدمن خمر سقاه الله عزوجل من نهر الغوطة. قيل وما نهر الغوطة ؟ قال: نهر يجري من فروج المومسات (1) يؤذي أهل النار ريحهن. (باب) * (معنى الحيوف والزنوق والجواض والجعظري) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أخبرني جبرئيل عليه السلام أن ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام ما يجدها (2) عاق، ولا قاطع رحم: ولا شيخ زان، ولا جار إزاره خيلاء (3)، ولا فتان (4)، ولا منان ولا جعظري. قال: قلت: فما الجعظري ؟ قال: الذي لا يشبع من الدنيا. وفي حديث آخر: ولا حيوف وهو النباش، ولا زنوق (5) وهو المخنث، ولا جواض (6) [ وهو الجلف الجافي (7) ] ولا جعظري وهو الذي لا يشبع من الدنيا.


(1) أو مست المرأة فهى مومسة: جاهرت بالفجور. (2) في بعض النسخ [ ولا يجدها ]. (3) كانت العرب في الجاهلية تجعل أذيال الثياب طويلة تجرها على الارض تبخترا واختيالا فلما بعث النبي صلى الله عليه وآله أمر بتطهير الثياب وتقصيرها، وفى كلامه هذا يهدد من يجر ازاره وثوبه على الارض من الخيلاء وهو العجب والكبر، ويوعده بعدم وجدان ريح الجنة ويعده في عداد العاق وقاطع الرحم وأمثالهما. (م) (4) في بعض النسخ [ قتات ] والظاهر أنه تصحيف. (م) (5) في بعض النسخ [ زنوف ] ولعل الصحيح ” رنوف ” بالراء المهملة والفاء. (م) (6) كذا في النسخ التى بأيدينا لكن المضبوط في اللغة ” جواظ ” بالظاء وهو الجافي الغليظ (م). (7) الجلف – بكسر الجيم -: الجافي الغليظ. (*)

[ 331 ]

(باب) * (معنى الصلاة الوسطى) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي المغرا حميد بن المثنى العجلي، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: صلاة الوسطى صلاة الظهر وهي أول صلاة أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله. 2 – حدثنا علي بن عبد الله الوراق، وعلي بن محمد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف الاشعري، قال: حدثنا أحمد بن [ أبي ] الصباح، قال: حدثنا محمد بن عاصم الرازي، قال: أخبرنا أبو نعيم الفضل بن دكين، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي يونس، قال: كتبت لعائشة مصحفا فقالت: إذا مررت بآية الصلاة فلا تكتبها حتى امليها عليك، فلما مررت بها أملتها علي ” حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى (1) وصلاة العصر “. 3 – حدثنا علي بن عبد الله الوراق، وعلي بن محمد بن الحسن القزويني، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله [ قال: حدثنا أحمد ] بن أبي خلف الاشعري، قال: حدثنا سعد بن داود، عن أبي دهر (2)، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عمرو بن نافع، قال: كنت أكتب مصحف الحفصة زوجة النبي صلى الله عليه واله فقالت: إذا بلغت هذه الاية فاكتب ” حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وصلاة العصر “. 4 – حدثنا علي بن عبد الله الوراق، وعلي بن محمد بن الحسن القزويني، قالا حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثنا أحمد بن أبي خلف الاشعري، قال: حدثنا سعد بن داود، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي يونس مولى عائشة زوجة النبي صلى الله عليه واله قال: أمرتني عائشة أن اكتب لها مصحفا وقالت: إذا بلغت هذه الاية فاكتب ” حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى (وصلاة العصر) وقوموا لله قانتين ” ثم قالت عائشة: سمعتها والله من رسول الله صلى الله عليه واله.


(1) البقرة: 237. (2) في بعض النسخ [ أبي دمن ]. (*)

[ 332 ]

قال مصنف هذا الكتاب: فهذه الاخبار حجة لنا على المخالفين، وصلاة الوسطى (1) صلاة الظهر. 5 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، والحسين بن سعيد جميعا، عن حماد بن عيسى الجهني، عن حريز بن عبد الله السجستاني، عن زرارة بن أعين قال: سألته – يعني أبا جعفر عليه السلام – عما فرض الله عزوجل من الصلاة فقال: خمس صلوات في الليل والنهار. قلت: هل سماهن الله تعالى وبينهن في كتابه ؟ فقال: نعم، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله: ” أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل (2) ” ودلوكها زوالها ففيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سماهن وبينهن ووقتهن، وغسق الليل انتصافه، ثم قال: ” وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ” فهده الخامسة، وقال تبارك وتعالى في ذلك: ” أقم الصلوة طرفي النهار (3) ” وطرفاه صلاة المغرب والغداة. ” وزلفا من الليل ” فهي صلاة العشاء الاخرة. وقال عزوجل: ” حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى ” (4) وهي صلاة الظهر وهي أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه واله وهي وسط صلاتين بالنهار صلاة الغداة وصلاة العصر. ” وقوموا لله قانتين ” في صلاة الوسطى. (باب) * (معنى تحية المسجد ومعنى الصلاة وما يتصل بذلك من تمام الحديث) * 1 – حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الاسواري، قال: حدثنا أبو يوسف


(1) في بعض [ النسخ فصلاة الوسطى ]. (2) الاسراء: 75. و ” دلوكها ” زوالها وميلها. دلكت الشمس من باب ” قعد ” إذا زالت. والغسق: اول ظلمة الليل. وقيل: غسقه شدة ظلمته وذلك انما يكون في النصف منه (مجمع البحرين). (3) هود: 116. (4) البقرة: 237. (*)

[ 333 ]

أحمد بن محمد بن القيس السجزي المذكر، قال: حدثنا أبو الحسن عمرو بن حفص قال: حدثني أبو محمد عبيد الله بن محمد بن أسد (1) ببغداد، قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم أبو علي (2)، قال: حدثنا يحيى بن سعيد البصري، قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبي ذر – رحمه الله – قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه واله وهو في المسجد جالسا وحده، فاغتنمت خلوته، فقال لي: يا أبا ذر إن للمسجد تحية قلت: وما تحيته ؟ قال: ركعتان تركعهما، ثم التفت إليه فقلت: يا رسول الله إنك أمرتني بالصلاة فما الصلاة ؟ قال: خير موضوع فمن شاء أقل ومن شاء أكثر، قال: قلت: أي الاعمال أحب إلى الله عزوجل ؟ قال: إيمان بالله وجهاد في سبيله [ قلت: فأي المؤمنين أكمل إيمانا ؟ قال: أحسنهم خلقا. قلت: وأي المؤمنين أفضل ؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده ] قلت: فأي الليل أفضل ؟ قال: جوف الليل الغابر، قلت: فأي الصلاة أفضل ؟ قال: طول القنوت. قلت: فأي الصدقة أفضل ؟ قال: جهد من مقل إلى فقير في سر، قلت: فما الصوم ؟ قال: فرض مجزي وعند الله أضعاف كثيرة، قلت: فأي الرقاب أفضل ؟ قال: أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها، قلت: فأي الجهاد أفضل ؟ قال: من عقر جواده واهريق دمه. قلت: فأي آية أنزلها الله عليك أعظم ؟ قال: آية الكرسي. ثم قال: يا أبا ذر ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة. قلت: يا رسول الله كم النبيون ؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي. قلت: كم المرسلون منهم ؟ قال: ثلاث مائة وثلاثة عشر جما غفيرا. قلت: من كان أول الانبياء ؟ قال: آدم، قلت: وكان من الانبياء مرسلا ؟ قال: نعم، خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه، ثم قال: يا أبا ذر، أربعة من الانبياء سريانيون: آدم، وشيث، واخنوخ وهو إدريس عليه السلام وهو أول من خط بالقلم، ونوح. وأربعة من العرب: هود، وصالح، وشعيب، ونبيك محمد، وأول نبي من بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى وست مائة نبي. قلت: يا رسول كم أنزل الله تعالى من كتاب ؟ قال: مائة كتاب وأربعة كتب: أنزل


(1) في بعض النسخ [ أسعد ] (2) في بعض النسخ [ الحسن بن إبراهيم ] وفى بعضها [ أبو يعلي ]. (*)

[ 334 ]

الله تعالى على شيث عليه السلام خمسين صحيفة، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشرين صحيفة، وأنزل التوراة والانجيل والزبور والفرقان. قلت: يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم ؟ قال: كانت أمثالا كلها: أيها الملك المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها وإن كانت من كافر. وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه عزوجل وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيما صنع الله تعالى وساعة يخلو فيها بحظ نفسه من الحلال، وإن هذه الساعة عون لتلك الساعات واستجمام للقلوب (1) وتفريغ لها. وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، فإنه من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه. وعلى العاقل أن يكون طالبا لثلاث‍ [ ة ]: مرمة لمعاش، وتزود لمعاد، وتلذذ في غير محرم. قلت: يا رسول الله فما كانت صحف موسى ؟ قال: كانت عبرا كلها: عجبت لمن أيقن بالموت لم يفرح ؟ ! ولمن أيقن بالنار لم يضحك ؟ ! ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها لم يطمئن إليها ؟ ! ولمن أيقن بالقدر لم ينصب (2) ؟ ! ولمن أيقن بالحساب لم لا يعمل ؟ !. قلت: يا رسول الله هل في أيدينا مما أنزل الله تعالى عليك مما كان في صحف إبراهيم وموسى ؟ ! قال: يا أبا ذر اقرأ: ” قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى * بل تؤثرون الحيوة الدنيا * والاخرة خير وأبقى * إن هذالفي الصحف الاولى * صحف إبراهيم وموسى ” (3) قلت: يا رسول الله أوصني. قال: اوصيك بتقوى الله فإنه رأس الامر كله، قلت: زدني، قال: عليك بتلاوة القرآن وذكر الله كثيرا فإنه ذكر لك في السماء ونور لك


(1) أي تفريح لها يقال: انى لا ستجم قلبى بشئ من اللهو أي انى لاجعل قلبى يتفكه بشئ من اللهو. أي يتعب نفسه بالجد والجهد. وفى بعض النسخ [ لم يغضب ] ولعله الاصح. (3) الاعلى: 14 إلى 19. (*)

[ 335 ]

في الارض، قلت: زدني، قال: عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشياطين وعون لك على أمر دينك، قلت: زدني، قال: إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب [ ويذهب بنور الوجه، قلت: يا رسول الله زدني، قال: انظر إلى من هو تحتك ولا تنظر إلى من هو فوقك فانه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عليك، قلت: يا رسول الله زدني، قال: صل قرابتك وإن قطعوك ]، قلت: زدني، قال: عليك بحب المساكين ومجالستهم، قلت: زدني قال: قل الحق وإن كان مرا، قلت: زدني، قال: لا تخف في الله لومة لائم، قلت: زدني، قال: ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك ولا تجد عليهم فيما تأتي مثله. ثم قال: كفى بالمرء عيبا أن يكون فيه ثلاث خصال: يعرف من الناس ما يجهل من نفسه، ويستحي لهم مما هو فيه، ويؤذي جليسه فيما لا يعنيه. ثم قال: يا أبا ذر لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق. (باب) * (معنى القاع القرقر والشجاع الاقرع) * 1 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن خالد البرقي، عن خلف بن حماد، عن حريز، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما من ذي مال ذهب أو فضة يمنع زكاة ماله إلا حبسه الله عزوجل يوم القيامة بقاع قرقر، وسلط عليه شجاعا أقرع يريده وهو يحيد عنه، فإذا رأى أنه لا يتخلص منه أمكنه من يده فيقضمها (1) كما يقضم الفجل، ثم يصير طوقا في عنقه وذلك قوله عزوجل: ” سيطوقون ما بخلوا به يوم القيمة (2) ” وما من ذي مال إبل أو بقر أو غنم يمنع زكاة ماله إلا حبسه الله عزوجل يوم القيامة بقاع قرقر يطأه كل ذات ظلف (3) بظلفها وينهشه كل ذات ناب بنابها، وما من ذي مال نخل أو كرم (4) أو زرع يمنع زكاتها إلا طوقه الله ربقة أرضه إلى سبع أرضين إلى يوم القيامة.


(1) حدا يحيد حيدا وحيدانا عن الطريق مال وعدل. وقضم الشئ: كسره باطراف أسنانه وأكله. (2) آل عمران: 180. (3) الظلف من البقرة ونحوها بمنزلة الحافر من الفرس والقدم من الانسان. (4) الكرم – بفتح الكاف وسكون الراء -: العنب. (*)

[ 336 ]

قال الاصمعي: القاع المكان المستوي ليس فيه ارتفاع ولا انخفاض. قال أبو عبيد: وهو القيعة أيضا قال الله تبارك وتعالى ” كسراب بقيعة (1) ” وجمع قيعة قاع قال الله عز و جل: ” فيذرها قاعا صفصفا (2) ” والقرقر المستوي أيضا ويروى ” بقاع قفر ” ويروى ” بقاع قرق ” وهو مثل القرقر في المعني، قال الشاعر: كأن أيديهن بالقاع القرق * أيدي عذارى يتعاطين الورق والشجاع الاقرع (3) (باب) * (معنى العرق واللابتين) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن موسى بن الحسن، عن محمد بن عبد الحميد، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، قال: حدثني عبد المؤمن ابن القاسم الانصاري، قال: حدثنا أبو جعفر عليه السلام أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه واله فقال: هلكت، هلكت، فقال: وما أهلكك ؟ قال: أتيت امرأتي في شهر رمضان وأنا صائم، فقال له النبي: أعتق رقبة. فقال: لا أجد، قال: فصم شهرين متتابعين، فقال: لا اطيق، فقال تصدق على ستين مسكينا، قال: لا أجد، قال: فاتي النبي صلى الله عليه واله بعرق أو مكتل (4) فيه خمسة عشر صاعا من تمر. فقال له النبي صلى الله عليه واله: خذها وتصدق بها، فقال: والذي بعثك بالحق نبيا مابين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا، فقال: خذه وكله أنت وأهلك فإنه كفارة لك.


(1) النور: 39. (2) طه: 106. (3) كذا في النسخ التى بأيدينا والظاهر أنه سقط تفسير اللفظين، والشجاع ضرب من الحيات والاقرع ما سقط شعر رأسه منها لكثرة سمة. (م) (4) المكتل: زنبيل من خوص أي ورق النخل والنسيج منه قبل أن يجعل زنبيلا ” عرق ” لانه مصطف. (*)

[ 337 ]

قال سيف بن عميرة: وحدثني عمرو بن شمر، قال: أخبرني جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام مثله. قال الاصمعي:، أصل العرق السفيفة المنسوجة من الخوص (1) قبل أن يجعل منها زبيل، وسمي الزبيل عرقا لذلك ويقال له: ” العرقة ” أيضا وكذلك كل شئ، مصطف مثل الطير إذا صفت في السماء فهي ” عرقة “. 2 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، قال، حدثنا الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كنت عند زياد بن عبد الله وعنده ربيعة الرأي فقال له زياد: يا ربيعة ما الذي حرم رسول الله صلى الله عليه واله من المدينة ؟ فقال له: بريد في بريد، فقلت لربيعة: فكانت على عهد (2). رسول الله صلى الله عليه واله بريد ؟ فسكت ولم يجبني، قال: فأقبل علي زياد فقال: يا أبا عبد الله فما تقول أنت ؟ فقلت: حرم رسول الله صلى الله عليه واله من المدينة من الصيد ما بين لابتيها، قال: وما لابتاها ؟ قلت: ما أحاط به الحرار، قال: وقال لي: ما حرم رسول الله صلى الله عليه واله من الشجر ؟ قلت: من عير إلى وعير (3). قال صفوان: قال ابن مسكان: قال الحسن: فسأله إنسان وأنا جالس فقال له: وما لابتاها ؟ فقال: مابين الصورين إلى الثنية (4). 3 – وبهذا الاسناد عن الحسين سعيد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حرم رسول الله صلى الله عليه واله من المدينة من ذباب إلى واقم و العريض والنقب من قبل مكة (5).


(1) الخوص: ورق النخل. (2) في بعض النسخ [ وكانت في عهد ]. (3) لابتا المدينة حرتاها اللتان تكتنفان بها من الشرق والغرب. والحرار جمع حرة: أرض ذات حجارة سوداء والحرتان موضعان ادخل منها نحو المدينة وهما حرة واقم – بكسر القاف – وحرة ليلى. و ” عير ” و ” عير ” جبلان بالمدينة (المراصد). (4) الثنية – بتشديد الياء – هو اسم موضع ثنية مشرفة على المدينة (المراصد). (5) قال الفيض – رحمه الله -: الصور وهو جماعة النخل. والثنية: الطريق العالي والجبل، وقيل: كالعقبة فيه. والعريض – كزبير -: وادبها. والنقب – بالنون -: الطريق في الجبل. (*)

[ 338 ]

وقال ابن مسكان في حديثة: وفي حديث آخر من الصورين إلى الثنية. 4 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا الحسين ابن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى وفضالة، عن معاوية بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: مابين لابتي المدينة ظل عائر إلى ظل وعير حرم، قلت: طائره كطائر مكة ؟ قال: لا، ولا يعضد شجرها (1). وروي أنه يحرم من صيد المدينة ماصيد بن الحرتين. (باب) * (معنى التفث) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا الحسين ابن الحسن بن أبان (2)، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ثم ليقضوا تفثهم ” (3) قال: قص الشارب والاظفار. 2 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي، عن الحسين، عن النضر بن سويد، عن ابن سنان قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ثم ليقضوا تفثهم ” قال: هو الحلق وما في جلد الانسان. 3 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن أبان، عن زرارة، عن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزو جل: ” ثم ليقضوا تفثهم ” قال: التفث حفوف الرجل من الطيب فإذا قضى نسكه حل له الطيب.


(1) عضد الشجرة: قطعها بالمعضد وهو آلة قطع الشجر. والمراد بالظل في هذا الخبر أصل الجبل الذى يحصل منه الظل. (2) في بعض النسخ هكذا: [ حدثنا أبى – رضى الله عنه – قال حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان ]. (3) الحج: 29. والتفث في اللغة الوسخ، وقضى تفثه أي ازال الوسخ عن بدنه. أي ليزيلوا وسخهم بقص الاظفار والشارب وحلق الرأس. (*)

[ 339 ]

4 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: قال أبو الحسن عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم ” قال: التفث تقليم الاظفار وطرح الوسخ وطرح الاحرام عنه. 5 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن أبان بن عثمان، عن أبى بصير، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” ثم ليقضوا تفثهم ” فقال: ما يكون من الرجل في حال إحرامه فإذا دخل مكة طاف وتكلم بكلام طيب فإن ذلك كفارة لذلك الذي كان منه. 6 – حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي – رحمه الله – قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عبد الحميد، عن أبي جميلة، عن عمرو بن حنظلة، عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن التفث. قال: هو حفوف الرأس. 7 – حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي – رحمه الله – قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدثنا محمد بن نصير (1)، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن التفث فقال. هو الحلق وما في جلد الانسان. 8 – حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدثنا إبراهيم بن على، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن الحسن بن محبوب، عن معاوية بن عمار، عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ثم ليقضوا تفثهم ” قال: هو الحفوف والشعث، قال: ومن التفث أن تتكلم في إحرامك بكلام قبيح فإذا دخلت مكة فطفت بالبيت وتكلمت بكلام طيب كان ذلك كفارته. 9 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن أحمد، عن موسى بن عمر، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن إبراهيم بن مهزم، عمن يرويه


(1) في بعض النسخ [ محمد بن أبي بصير ]. (*)

[ 340 ]

عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إذا دخلت مكة فاشتر بدرهم تمرا فتصدق به لما كان منك في إحرامك للعمرة، فإذا فرغت من حجك فاشتر بدرهم تمرا فتصدق به، فإذا دخلت المدينة فاصنع مثل ذلك. 10 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن سهل بن زياد الادمي، عن علي بن سليمان، عن زياد القندي، عن عبد الله بن سنان. عن ذريح المحاربي، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إن الله أمرني في كتابه بأمر فاحب أن أعلمه. قال: وما ذلك ؟ قلت: قول الله عزوجل: ” ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم ” قال: ” ليقضوا تفثهم ” لقاء الامام ” وليوفوا نذورهم ” تلك المناسك. قال عبد الله بن سنان فأتيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت: جعلني الله فداك قول الله عز وجل: ” ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم ” قال: أخذ الشارب وقص الاظفار وما أشبه ذلك، قال: قلت: جعلت فداك فإن ذريح المحاربي حدثني عنك أنك قلت له: ” ثم ليقضوا تفثهم ” لقاء الامام ” وليوفوا نذروهم ” تلك المناسك ؟ فقال: صدق ذريح وصدقت أنت إن للقرآن ظاهرا وباطنا ومن يحتمل ما يحتمل ذريح ؟ (1) (باب) * (معنى جهد البلاء) * 1 – حدثنا أبي – رضى الله عنه – قال حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبى زياد السكوني، عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: جهد البلاء أن يقدم الرجل فيضرب عنقه صبرا والاسير مادام في وثاق العدو، والرجل يجد على بطن امرأته رجلا. (باب). * (معنى مخادعة الله عزوجل) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن


(1) جهة الاشتراك بين التفسير والتأويل هي الطهارة فظاهر الاية يقتضى تطهير البدن عن الاوساخ الظاهرة وباطنها يقتضى تطهير القب والسر عن الاوساخ الباطنة التى هي الجهل والضلال والعمى كما قاله الفيض – رحمه الله -. (*)

[ 341 ]

الحسن الصفار، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه سئل فيما النجاة غدا فقال: إنما النجاة في ألا تخادعوا الله فيخدعكم فانه من يخادع الله يخدعه ويخلع منه الايمان، ونفسه يخدع لو يشعر. فقيل له: فكيف يخادع الله ؟ فقال: يعمل بما أمره الله عزوجل به ثم يريد به غيره، فاتقوا الرياء فإنه شرك بالله عزوجل إن المرائي يدعي يوم القيامة بأربعة أسماء: يا كافر، يا فاجر، يا غادر، يا خاسر حبط عملك وبطل أجرك ولا خلاق لك اليوم فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له. (باب) * (معنى الهاوية) * 1 – حدثنا أبى – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا يعقوب ابن يزيد، عن محمد بن عمرو، عن صالح بن سعيد، عن أخيه سهل الحلواني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بينا عيسى ابن مريم عليه السلام في سياحته إذ مر بقرية فوجد أهلها موتى في الطريق والدور، قال: فقال: إن هؤلاء ماتوا بسخطة ولو ماتوا بغيرها لتدافنوا. قال: فقال: أصحابه: وددنا أنا عرفنا قصتهم. فقيل له: نادهم يا روح الله، قال: فقال: يا أهل القرية، قال: فأجابه مجيب منهم: لبيك يا روح الله، قال: ما حالكم وما قصتكم ؟ قالوا: أصحبنا في عافية وبتنا في الهاوية، قال: فقال: وما الهاوية ؟ فقال: بحار من نار، فيها جبال من النار. قال: وما بلغ بكم ما أرى ؟ قال: حب الدنيا وعبادة الطاغوت. قال: وما بلغ من حبكم الدنيا ؟ فقال: كحب الصبي لامه إذا أقبلت فرح، وإذا أدبرت حزن، قال: وما بلغ من عبادتكم الطواغيت ؟ قال: كانوا إذا أمرونا أطعناهم. قال: فكيف أنت أجبتني من بينهم ؟ قال: لانهم ملجمون بلجم من نار، عليهم ملائكة غلاط شداد وإني كنت فيهم ولم أكن منهم، فلما أصابهم العذاب أصابني معهم فأنا متعلق بشعرة على شفير جهنم أخاف أن اكبكب في النار. (1) قال: فقال عيسى لاصحابه: النوم على المزابل وأكل خبز الشعير خير كثير مع سلامة الدين.


(1) كبكب الشئ: صرعه وغلبه، أي أسقط فيها. (*)

[ 342 ]

(باب) * (معنى المغبون) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تدع قيام الليل فإن المغبون من غبن قيام الليل. 2 – أبي – رحمه الله – قال حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى ابن عمران الاشعري بإسناده المذكور في جامعة يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: المغبون من غبن عمره ساعة بعد ساعة. 3 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط، ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، ومن لم ير الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة. (باب) * (معنى الكفات) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه نظر إلى المقابر فقال: يا حماد هذه كفات الاموات (1) ونظر إلى البيوت فقال: هذه كفات الاحياء ثم تلا [ هذه الاية ] ” ألم نجعل الارض كفاتا * أحياء وأمواتا ” (2). وروي أنه دفن الشعر والظفر.


(1) الكفات: الموضع الذى يجمع فيه. (2) المرسلات: 25 و 26. (*)

[ 343 ]

(باب) * (معنى شئ يحق الزهد في أوله والخوف من آخره) * (1) 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث النخعي قال: سمعت موسى بن جعفر عليهما السلام عند قبر وهو يقول: إن شيئا هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله وإن شيئا هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره. (باب) * (معنى قاصمات الظهر) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الحميد عن عامر بن رياح، عن عمرو بن الوليد، عن الاسكاف، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: ثلاث هن قاصمات الظهر (2) رجل استكثر عمله ونسي ذنوبه وأعجب برأيه. (باب) * (معنى بوار الايم) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا علي بن الحسين السعد ابادي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن ابن سنان، عن عبد الملك بن عبد الله القمي قال: سأل أبا عبد الله عليه السلام الكاهلي – وأنا عنده – أكان علي عليه السلام يتعوذ من بوار الايم (3) ؟ فقال: نعم، وليس حيث تذهب، إنما كان يتعوذ من العاهات، والعامة يقولون: بوار الايم، وليس كما يقولون.


(1) في بعض النسخ [ في آخره ]. (2) قصم الشئ: كسره. (3) البوار: الهلاك، والايم: المرأة التى فقدت زوجها والرجل الذى فقد زوجه. (*)

[ 344 ]

(باب) * (معنى الخصال التى فيها الخير كله) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي أيوب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: جمع الخير كله في ثلاث خصال: النظر والسكوت والكلام. وكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفله، وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو، فطوبى لمن كان نظره عبرة وسكوته فكرة وكلامه ذكرا وبكى على خطيئته، وأمن الناس شره. (باب) * (معنى الزبر) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه قال: قال النبي صلى الله عليه واله: إن الله تبارك وتعالى ليبغض المؤمن الضعيف الذي لازبر له. وقال: هو الذي لا ينهى عن المنكر. وجدت بخط البرقي – رحمه الله – أن الزبر هو العقل فمعنى الخبر: أن الله عزوجل يبغض الذي لا عقل له وقد قال قوم: إنه عزوجل يبغض المؤمن الضعيف الذي لا دبر له وهو الذي لا يمتنع من إرسال الريح في كل موضع، والاول أصح. (باب) * (معنى النبر) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن عمرو بن جميع، عن


[ 345 ]

جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى عليه واله: تعلموا القرآن بعربيته وإياكم والنبر فيه. يعني الهمز،. وقال الصادق عليه السلام: الهمز زيادة في القرآن إلا الهمز الاصلي مثل قوله عزوجل: ” ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والارض (1) ” ومثل قوله عزوجل: ” وإذا قتلتم نفسا فادارءتم (2) “. (باب) * (معنى حقيقة السعادة والشقاء) * 1 – حدثنا محمد الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن وهب بن وهب القرشي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام أن عليا عليه السلام قال: إن حقيقة السعادة أن يختم للمرء عمله بالسعادة، و إن حقيقة الشقاء أن يختم للمرء عمله بالشقاء. (باب) * (معنى الاقيعس) * 1 – حدثنا الحسن بن إبراهيم بن أحمد بن المؤدب – رضي الله عنه – قال: حدثنا أحمد بن يحيى، عن بكر بن عبد الله، عن نصر بن عبيد [ الله ]، عن نصر بن مزاحم قال: حدثني عبد الغفار بن القاسم، عن الاعمش، عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: أقبل أبو سفيان – ومعاوية يتبعه – فقال رسول الله صلى الله عليه واله: اللهم العن التابع والمتبوع اللهم عليك بالاقيعس. قال ابن البراء لابيه: من الاقيعس قال: معاوية. قال مصنف هذا الكتاب: الاقيعس تصغير الاقعس وهو الملتوي العنق والقعاس التواء يأخذ في العنق من ريح كأنما يكسره إلى ما وراءه، والاقعس العزيز الممتنع، ويقال: ” عز


(1) النمل: 25. الخبء مصدر بمعنى المخبوء من المطر والنبات. (2) البقرة: 72. (*)

[ 346 ]

أقعس ” والقوعس الغليظ العنق، الشديد الظهر من كل شئ والقعوس الشيخ الكبير والقعس نقيض الحدب، والفعل: قعس يقعس قعسا والجمع قعساوات وقعس. والقعساء من النمل الرافعة صدرها وذنبها والاقعنساس شدة والتقاعس هو من ” تقاعس فلان ” إذا لم ينفذ (1) ولم يمض لما كلف، ومقاعس حي من تميم. (باب) * (معنى قول الصادق عليه السلام ” أنا وآل أبى سفيان أهل بيتين) * * (تعادينا في الله عزوجل) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن السياري عن الحكم بن سالم، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه قال: إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله، قلنا: صدق الله وقالوا: كذب الله. قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه واله وقاتل معاوية علي بن أبي طالب عليه السلام. وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليهما السلام، والسفياني يقاتل القائم عليه السلام. (باب) * (معنى استعانة النبي صلى الله عليه وآله بمعاوية في كتابة الوحى) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بمن المتوكل – رضي الله عنه – قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي: قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه واله – ومعاوية يكتب بين يديه، وأهوى بيده إلى خاسرته بالسيف -: من أدرك هذا يوما أميرا فليبقر خاصرته بالسيف، فرآه رجل ممن سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه واله يوما وهو يخطب بالشام على الناس فاخترط (2)


(1) كذا في النسخ التى بايدينا والاصوب ” لم ينقد ” من الانقياد. (م) (2) اخترط سيفه: اسلته. (*)

[ 347 ]

سيفه ثم مشي إليه فحال الناس بينه وبينه فقالوا: يا عبد الله مالك ؟ فقال: سمعت رسول الله عليه السلام يقول: من أدرك هذا يوما أميرا فليبقر خاصرته بالسيف، قال: فقال: أتدري من استعمله ؟ قال: لا، قالوا: أمير المؤمنين عمر. فقال الرجل: سمعنا وطاعة لأمير المؤمنين. قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه -: إن الناس يشبه عليهم أمر معاوية بأن يقولوا كان كاتب الوحي وليس ذلك بموجب له فضيلة، وذلك أنه قرن في ذلك إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح فكانا يكتبان له الوحي وهو الذي قال: ” سأنزل مثل ما أنزل الله ” وكان النبي صلى الله عليه واله يملي عليه ” والله غفور رحيم ” فيكتب ” والله عزيز حيكم ” ويملي عليه ” والله عزيز حكيم ” فيكتب ” والله عليم حكيم ” فيقول له النبي صلى الله عليه واله: هو واحد هو واحد، فقال عبد الله بن سعد: إن محمد لا يدري ما يقول ! إنه يقول وأنا أقول غير ما يقول، فيقول لي: هو واحد هو واحد. وإن جاز هذا فإني سأنزل مثل ما أنزل الله فأنزل الله تبارك وتعالى فيه ” ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ” (1) فهرب وهجا النبي صلى الله عليه واله فقال النبي صلى الله عليه واله: من وجد عبد الله بن سعد بن أبي سرح ولو كان متعلقا بأستار الكعبة فليقتله. وإنما كان النبي صلى الله عليه واله يقول له فيما يغيره: ” هو واحد هو واحد ” لانه لا ينكتب ما يريده عبد الله إنما كان ينكتب ما كان يمليه عليه السلام فقال: هو واحد غيرت أم لم تغير لم ينكتب ما تكتبه بل ينكتب ما امليه عن الوحي وجبرئيل عليه السلام يصلحه. وفي ذلك دلالة للنبي صلى الله عليه واله ووجه الحكمة في استكتاب النبي صلى الله عليه واله الوحي معاوية وعبد الله بن سعد وهما عدوان هو أن المشركين قالوا: إن محمدا يقول هذا القرآن من تلقاء نفسه ويأتي في كل حادثة بآية يزعم أنها انزلت عليه، وسبيل من يضع الكلام في حوادث تحدث في الاوقات أن يغير الالفاظ إذا استعيد ذلك الكلام ولا يأتي به في ثاني الامر وبعد مرور الاوقات عليه إلا مغيرا عن حاله الاولى لفظا ومعنى أو لفظا دون معنى، فاستعان في كتب ما ينزل عليه في الحوادث الواقعة بعدوين له في دينه، عدلين عند أدائه ليعلم الكفار والمشركون أن كلامه في ثاني الامر كلامه في الاول غير مغير ولا مزال عن جهته فيكون أبلغ للحجة عليهم، ولو استعان في ذلك بوليين مثل سلمان وأبي ذر وأشباههما لكان الامر عند أعدائه غير واقع هذا الموقع


(1) الانعام: 93. (*)

[ 348 ]

وكان يتخيل فيه التواطؤ والتطابق فهذا وجه الحكمة في استكتابهما واضح بين والحمد لله (1). (باب) * (معنى التخضير) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد الله بن المغيرة، عن يحيى بن عبادة، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سمعه يقول: إن رجلا مات من الانصار فشهده رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: خضروه. فما أقل المتخضرين يوم القيامة، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: وأي شئ التخضير ؟ قال: تؤخذ جريدة رطبة قدر ذراع فتوضع هنا – وأشار بيده إلى عند ترقوته – تلف مع ثيابه. قال مصنف هذا الكتاب – رضى الله عنه – جاء هذا الخبر هكذا والذي يجب استعماله أن يجعل للميت جريدتان من النخل خضراوين رطبتين طول كل واحدة قدر عظم الذراع، تجعل أحدههما من عند الترقوة تلصق بجلده وعليه القميص والاخرى عند وركه مابين القميص والازار فإن لم يقدر على جريدة من نخل فلا بأس أن تكون من غير بعد أن تكون رطبا. (باب) * (معنى قول المسيح عليه السلام: ” أن آخر حجر يضعه) * * (العامل هو الاساس) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا محمد ابن الحسين، قال: حدثني أحمد بن سهل الازدي العابد، قال: سمعت أبا فروة الانصاري – وكان من السائحين – يقول: قال عيسى ابن مريم: يا معشر الحواريين بحق أقول لكم إن الناس يقولون إن البناء بأساسه وأنا لا أقول لكم كذلك. قالوا: فماذا تقول يا روح الله ؟ قال: بحق أقول لكم إن آخر حجر يضعه العامل هو الاساس. قال أبو فروة: إنما أراد خاتمة الامر.


(1) قال بعض المتتبعين أن معاوية لم يكن كاتب الوحى أصلا إنما كان يكتب بعض الرسائل. (*)

[ 349 ]

(باب) * (تفسير آمين) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، قال: حدثني عمر بن على بن عمر بن يزيد، عن الحسين بن قارن (1) رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إن تفسير قولك: ” آمين ” رب افعل. وروي في حديث آخر آمين اسم من أسماء الله عزوجل. (باب) * (معنى ” فاجتنبوا الرجس من الاوثان ” وقول الزور) * * (ولهو الحديث) * 1 – حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي – رحمه الله – قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، قال حدثنا الحسين بن إشكيب، قال حدثنا محمد بن السري عن الحسين بن سعيد، عن أبي أحمد محمد بن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة، عن عبد الاعلي قال: سألت جعفر بن محمد عليهما السلام (2) عن قول الله عزوجل: ” فاجتنبوا الرجس من الاوثان واجتنبوا قول الزور (3) ” قال: الرجس من الاوثان الشطرنج، وقول الزور الغناء، قلت: قوله عز وجل ” ومن الناس من يشتري لهو الحديث (4) ” قال: منه الغناء. 2 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الزور، قال: منه قول الرجل للذي يغني ” أحسنت “. (باب) * (معنى الحنيفية) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن


(1) في بعض النسخ [ قارون ]. (2) في بعض النسخ [ حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد الله بن المغيرة، عن يحيى بن عبادة، عن أبي عبد الله عليه السلام… ] (3) الحج: 30. (4) لقمان: 5. (*)

[ 350 ]

محمد بن أبى عمير، عن عمر بن اذينة، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل ” حنفاء لله غير مشركين به ” (1) وقلت: ما الحنفية ؟ قال: هي الفطرة. (باب) * (معنى حمل النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام) * * (وعجز على عن حمله) * 1 – حدثنا أحمد بن عيسى المكتب، قال: حدثنا أحمد بن محمد الوراق، قال: حدثني بشر بن سعيد بن قيلويه (2) المعدل بالمرافقة (3) قال: حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني قال: سمعت محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة يقول: سألت جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت له: يا ابن رسول الله في نفسي مسألته اريد أن أسألك عنها. فقال: إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني وإن شئت فسل، قال: فقلت له: يا ابن رسول الله وبأي شئ تعرف ما في نفسي قبل سؤالي عنه ؟ قال: بالتوسم والتفرس: أما سمعت قول الله عزوجل: ” إن في ذلك لايات للمتوسمين ” (4) وقول رسول الله صلى الله عليه وآله: ” اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عزوجل ” ؟ قال: قلت له: يا ابن رسول الله فأخبرني بمسألتي. قال: أردت أن تسألني عن رسول الله صلى الله عليه وآله لم لم يطق حمله علي عليه السلام عند حطه الاصنام من سطح الكعبة مع قوته وشدته وما ظهر منه في قلع باب القموص بخيبر والرمي بها وراءه أربعين ذراعا وكان لا يطيق حمله أربعون رجلا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله ير كتب الناقة والفرس والبغلة والحمار وركب البراق ليلة المعراج وكل ذلك دون علي عليه السلام في القوة والشدة. قال: فقلت له:


(1) الحج: 31. (2) في بعض النسخ [ قليويه ]. وفى بعضها [ قبلويه ]. (3) النسخ في ضبط ” المرافقة ” مختلفة ففى بعضها ” المرافقة ” وفى بعضها ” الواقفة ” ولم يكن لاحد منها ذكر في معاجم اسماء الامكنة والبقاع ويمكن ان يكون ” المراقبة ” وهى الفتح والقاف المكسورة والياء المخففة. اول بلدة يلقاه قاصد الا فريقية من طريق الاسكندرية. أو تكون ” واقية ” وهى اسم جبل بناحية الديلم. أو تكون ” واقصة ” منزل في طريق مكة بعد القرعاء نحو مكة أود ” واعقة ” اسم موضع – ويمكن أن تقرء الرافقة وهى بلد على قرب الفرات. (4) الحجر: 75. (*)

[ 351 ]

عن هذا والله أردت أن أسألك يا ابن رسول الله فأخبرني. فقال: إن عليا عليه السلام برسول الله شرف، وبه ارتفع، وبه وصل إلى إطفاء نار الشرك وإبطال كل معبود دون الله عزوجل، ولو علا النبي صلى الله عليه وآله لحط الاصنام لكان بعلي عليه السلام مرتفعا وشريفا وواصلا إلى حط الاصنام، ولو كان ذلك كذلك لكان أفضل منه، ألا ترى أن عليا عليه السلام قال: لما علوت ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله شرفت وارتفعت حتى لو شئت أن أنال السماء لنلتها، أما علمت أن المصباح هو الذي يهتدي به في الظلمة وانبعاث فرعه من أصله، وقد قال علي عليه السلام: ” أنا من أحمد كالضوء من الضوء “، أما علمت أن محمدا وعليا صلوات الله عليهما كانا نورا بين يدي الله جل جلاله قبل خلق الخلق بألفي عام (1) وان الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلا قد انشعب فيه شعاع لامع، فقالت: إلهنا وسيدنا، ماهذا النور ! فأوحى الله عزوجل إليهم: هذا نور من نوري أصله نبوة وفرعه إمامه، أما النبوة فلمحمد عبدي ورسولي، وأما الامامة فلعلي حجتي ووليي ولولاهما ما خلقت خلقي، أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه واله رفع يدي علي عليه السلام بغدير خم حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما فجله مولى المسلمين وإمامهم، وقد احتمل صلى الله عليه وآله الحسن والحسين عليهما السلام يوم حظيرة بني النجار، فلما قال له بعض أصحابه: ناولني أحدهما يارسول الله. قال: نعم الحاملان ونعم الراكبان وأبوهما خير منهما، وروي في خبر آخر أن رسول الله صلى الله عليه وآله حمل الحسن وحمل جبريل الحسين فلهذا قال: نعم الحاملان. وإنه عليه السلام كان يصلى بأاصحابه فأطال سجدة من سجداته، فلما سلم قيل له: يارسول الله لقد أطلت هذه السجدة. فقال صلى الله عليه وآله: نعم، إن ابني ارتحلني (2) فكرهت أن اعجله حتى ينزل وإنما أراد عليه السلام بذلك رفعهم وتشريفهم، فالنبي صلى الله عليه وآله رسول بني آدم وعلي عليه السلام


(1) قد تقدم منا أن هذا النحو من التحديد بالايام والاعوام ليس على حد ما نحدد معاشر الناس الامور بالشهور والسنين التى ليست الا مقدار الحركة لان من البديهى أنه لم يكن قبل خلق الخلق زمان ولا حركة ولا يوم ولا سنة فهذا النحو من التقدم نوع آخر غير التقدم الزمانى الذى نعرفه فتذكر. اللهم الا ان يراد بالخلق بنو آدم لكن هذا التأويل مما لا تحتمله تلك الرواية فان فيها ان الله تبارك وتعالى خلق نور محمد قبل ان يخلق السماوات والارض والعرش والكرسي الخ (م). (2) ارتحله: ركبه. (*)

[ 352 ]

إمام ليس بنبي ولا رسول فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوة. قال محمد بن حرب الهلالي: قلت له: زدني يا ابن رسول الله. فقال: إنك لاهل للزيادة، إن رسول الله صلى الله عليه وآله حمل عليا على ظهره يريد بذلك أنه أبو ولده وإمام الائمة من صلبه، كما حول رداءه في صلاة الاستسقاء وأراد أن يعلم أصحابه بذلك أنه قد تحول الجدب خصبا (1). قال: فقلت له: زدني يا ابن رسول الله، فقال: احتمل رسول الله صلى الله عليه واله عليا يريد بذلك أن يعلم قومه أنه هو الذي يخفف عن ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله ما عليه من الدين والعدات والاداء عنه (2) من بعده. قال: فقلت له: يا ابن رسول الله زدني، فقال: إنه احتمله ليعلم بذلك أنه قد احتمله وما حمل، لانه معصوم لا يحتمل وزرا فتكون أفعاله عند الناس حكمة وصوابا، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي إن الله تبارك وتعالى حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي، وذلك قوله عزوجل: ” ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر (3) ” ولما أنزل الله تبارك وتعالى عليه ” يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم (4) ” قال النبي صلى الله عليه واله ” يا أيها الناس عليكم أنفسكم لا يضر كم من ضل إذا اهتديتم (5) ” وعلي نفسي وأخي، اطيعوا عليا فإنه مطهر معصوم لا يضل ولا يشقى، ثم تلا هذه الاية ” قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولو فإنما عليه ما حمل وعلكيم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين (6) “. قال محمد بن حرب الهلالي: ثم قال لي جعفر بن محمد عليهما السلام: أيها الامير لو أخبرتك بما في حمل النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام عند حط الاصنام من سطح الكعبة من المعاني التي أرادها به لقلت: إن جعفر بن محمد لمجنون، فحسبك من ذلك ما قد سمعته. فقمت إليه وقبلت رأسه وقلت: الله أعلم حيث يجعل رسالته.


(1) الجدب: الارض اليابسة التى لانبت فيها لانقطاع المطر عنها والخصب هي التى كثر فيها العشب والخير. (2) كذا ولعله سقط قبل لفظة ” الاداء ” فعل يدل على التصدى والتحمل. (م) (3) الفتح: 2. (4) المائدة: 104. (5) مأخوذ من الاية لا لفظها. (6) النور: 53. (*)

[ 353 ]

(باب) * (معنى قول سليمان عليه السلام ” رب اغفر لي وهب لى ملكا) * * (لا ينبغى لاحد من بعدى انك أنت الوهاب ” ومعنى قول رسول الله) * * (صلى الله عليه وآله: ” رحم الله أخى سليمان ما كان أبخله) * 1 – حدثنا أحمد بن يحيى المكتب، قال: حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الوراق، قال: حدثنا علي بن هارون الحميري، قال: حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي، قال: حدثني أبي، عن علي بن يقطين: قال: قلت لابي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: أيجوز أن يكون نبي الله عزوجل بخيلا ؟ فقال: لا فقلت له: فقول سليمان عليه السلام ” رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي (1) ” ما وجهه ؟ ومعناه ؟ فقال: الملك ملكان مأخوذ بالغلبة والجور واختيار الناس، وملك مأخوذ من قبل الله تبارك وتعالى كملك آل إبراهيم وملك طالوت وذي القرنين، فقال سليمان عليه السلام هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي أن يقول إنه مأخوذ بالغلبة والجور واختيار الناس، فسخر الله تبارك وتعالى له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب وجعل غدوها شهرا ورواحها شهرا، وسخر الله له الشياطين كل بناء و غواص، وعلم منطق الطير ومكن في الارض فعلم الناس في وقته وبعده أن ملكه لا يشبه ملك الملوك المختارين من قبل الناس والمالكين بالغلبة والجور. قال: فقلت له: فقول رسول الله صلى الله عليه وآله: ” رحم الله أخي سليمان ماكان أبخله ” ؟ فقال: لقوله وجهان: أحدهما ماكان أبخله بعرضه وسوء القول فيه، والوجه الاخر يقول ماكان أبخله ان كان أراد ما يذهب إليه الجهال. ثم قال: عليه السلام: قد والله اوتيناما اوتى سليمان وما لم يؤت سليمان وما لم يؤت أحد من العالمين، قال الله عزوجل في قصة سليمان: ” هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب (2) ” وقال في قصة محمد صلى الله عليه وآلة: ” ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا (3) “.


(1) ص: 35. (2) ص: 39. (3) الحشر: 7. (*)

[ 354 ]

(باب) * (معنى قول المريض آه) * (1) 1 – حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد العلوي، قال: حدثنا محمد بن همام، عن علي ابن الحسين، قال: حدثني جعفر بن يحيى الخزاعي، عن أبي إسحاق الخزاعي، عن أبيه، قال: دخلت مع أبي عبد الله عليه السلام على بعض مواليه يعوده فرأيت الرجل يكثر من قول ” آه ” فقلت له: يا أخي اذكر ربك واستغث به فقال أبو عبد الله: إن ” آه ” اسم من أسماء الله عزوجل فمن قال: ” آه ” فقد استغاث بالله تبارك وتعالى. (باب) * (معاني قول فاطمة عليها السلام لنساء المهاجرين) * * (والانصار في علتها) * 1 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني قال: حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد اللخمي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن المهلبي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن عبد الله بن الحسن، عن امه فاطمة بنت الحسين عليهما السلام قال: لما اشتدت علة فاطمة بنت رسول الله صلوات الله عليها اجمتع عندها نساء المهاجرين والانصار فقلن لها: يا بنت رسول الله كيف أصبحت، من علتك ؟ فقالت: أصبحت والله عائفة لدنياكم قالية لرجالكم (2)، لفظتهم قبل أن عجمتهم، وشنأتهم بعد أن سبرتهم، فقبحا لفلول الحد وخور القناة (3)، وخطل الرأي، وبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي


(1) في بعض النسخ أخر هذا الباب عن الباب الاتى. (2) في بعض النسخ ” عايفة لدنياكن، قالية لرجالكن ” وسيأتي تفسير كلامها عليها السلام في المتن. (3) الخور – بفتحتين والراء المهملة -: الضعف والانكسار، والقناة: الرمح. (*)

[ 355 ]

العذاب هم خالدون، لاجرم لقد قلدتهم ربقتها وشننت عليهم عارها (1) فجدعا وعقرا و سحقا للقوم الظالمين، ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة ومهبط الوحي الامين والطبين بأمر الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين، وما نقموا من أبي حسن، نقموا والله منه نكير سيفه، وشدة وطأته، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله عزوجل، والله لو تكافوا عن زمام نبذه رسول الله صلى الله عليه واله لاعتلقه، ولساربهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه ولا يتعتع راكبه، ولا وردهم منهلا نميرا فضفاضا تطفح ضفتاه، ولاصدرهم بطانا، قد تخير لهم الري (2) غير متحل منه بطائل إلا بغمر الماء وردعه سورة (3) الساغب ولفتحت عليهم بركات السماء والارض وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون، ألاهلم فاسمع (4) وما عشت أراك الدهر العجب وإن تعجب وقد أعجبك الحادث، إلى أي سناد استندوا ؟ وبأية عروة تمسكوا ؟ استبدلوا الذنابى والله بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي فمالكم كيف تحكمون ؟ أما لعمر إلهك لقد لقحت فنظرة ريثما ننتجوا، ثم اختلبوا طلاع القعب دما عبيطا وزعافا ممقرا، هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما أسس الاولون، ثم طيبوا عن أنفسكم [ أ ] نفسا، واطمأنوا للفتنة جأشا (5) وأبشروا بسيف صارم وهرج شامل واستبداد من الظالمين، يدع فيئكم زهيدا وزرعكم حصيدا. فيا حسرتي لكم وأنى بكم وقد عميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون وحدثنا بهذا الحديث أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني، قال: أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن حسن بن جعفر بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، قال: حدثني محمد بن علي الهاشمي، قال: حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن


(1) في بعض النسخ [ وشنت عليهم غارها ]. (2) في بعض النسخ [ قد تخير لهم الذى ]. (3) في بعض النسخ [ شرر ]. (4) في بعض النسخ [ فاستمع ]. (5) في الاحتجاج وامالي الشيخ [ ثم طيبوا عن دنياكم أنفسا واطمأنوا للفتنة جأشا ]. (*)

[ 356 ]

علي بن أبي طالب عليه السلام قال: لما حضرت فاطمة عليها السلام الوفاة دعتني فقالت: أمنفذ أنت وصيتي وعهدي ؟ قال: قلت: بلى، انفذها. فأوصت إلي وقالت: إذا أنامت فادفني ليلا ولا تؤذنن رجلين ذكرتهما. قال: فلما اشتدت علتها اجتمع إليها نساء المهاجرين والانصار فقلن: كيف أصبحت يا بنت رسول الله من علتك ؟ فقالت: أصبحت والله عائفة لدنياكم وذكر الحديث نحوه. قال مصنف هذا الكتاب – رحمه الله -: سألت أبا أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري عن معنى هذا الحديث فقال: أما قولها صلوات الله عليها: ” عائفة ” فالعائفة الكارهة يقال: ” عفت الشئ ” إذا كرهته ” أعافه “. و ” القالية ” المبغضة، يقال: ” قليت فلانا ” إذا أبغضته كما قال الله تبارك وتعالى: ” ما ودعك ربك وماقلى (1) ” وقولها عليها السلام: ” لفظتهم ” هو طرح الشئ من الفم كراهة له، تقول: ” عضضت على الطعام ثم لفظته ” إذا رميت به من فمك. وقولها: ” قبل أن عجمتهم ” يقال: ” عجمت الشئ ” إذا عضضت عليه، و ” عود معجوم ” إذا عض. و ” شناتهم ” أبغضتهم، والاسم منه ” الشنآن “. وقولها: ” سبرتهم ” أي امتحنتهم، يقال: ” سبرت الرجل ” اختبرته وخبرته. وقولها: ” فقبحا لفلول الحد ” يقال: ” سيف مفلول ” إذا انثلم حده. و ” الخور ” الضعف. و ” الخطل ” الاضطراب. وقولها: ” لقد قلدتهم ربقتها ” الربقة ما يكون في عنق الغنم وغيرها من الخيوط والجمع الربق، و ” شننت ” صببت، يقال: ” شننت الماء وشننته ” إذا صببته ” وجدعا ” شتم من جدع الانف. و ” عقرا ” من قولك: ” عقرت الشئ “. و ” سحقا ” أي بعدا. و ” زحزحوها ” أي نحوها. و ” الرواسي ” الاصول الثابتة وكذلك ” القواعد “. و ” الطبين ” العالمين،. و ” ما نقموا من أبي حسن ” أي ما الذي أنكروا عليه. و ” تنمره ” أي تغضبه يقال: ” تنمر الرجل ” إذا غضب وتشبه بالنمر. وقولها: ” تكافوا ” أي كفوا أيديهم عنه. و ” الزمام ” مثل في هذا. ” لاعتلقه ” لاخذه بيده. و ” السجح ” السير السهل. ” لا يكلم ” لا يجرح ولا يدمى (2). و ” الخشاش ” ما يكون في أنف البعير من الخشب. و ” لا يتعتع “


(1) الضحى: 3. (2) دمى الجرح: خرج منه الدم. (*)

[ 357 ]

أي لا يكره ولا يقلق و ” المنهل ” مورد الماء. و ” النمير ” (1) الماء النامي في الحشد (2). و ” الفضفاض ” الكثير. و ” الضفتان ” جانبا النهر. و ” البطان ” جمع ” بطين ” وهو الريان. غير متحل منه بطائل ” أي كان لا يأخذ من مالهم قليلا ولا كثيرا (3): ” إلا بغمر الماء ” كان يشرب بالغمر، و ” الغمر ” القدح الصغير. ” وردعه سورة الساغب ” أي كان يأكل من ذلك قدر ما يردع ثوران الجوع. و ” الذنابى ” ما يلي الذنب من الجناح. و ” القوادم ” ما تقدم منه و ” العجز ” معروف. و ” المعاطس “: الانوف. وقولها: ” فنظرة ” أي انتظروا ” ريثما تنتجوا ” تقول: حتى تلد. ” ثم احتلبوا طلاع القعب ” أي ملا القعب والعقب العس (4) من الخشب. و ” الدم العبيط ” الطرى. و ” الزعاف (5) ” السم. و ” الممقر ” المر و ” الهرج ” القتل. و ” الزهيد ” القليل. (باب) * (معنى الزبى والطبيين) * 1 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال، حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا


(1) قال الجوهرى: ماء نمير أي ناجع، عذبا كان أو غير عذب. (2) عين حشد – بالحاء المهملة والشين المعجمة المضمومتين -: مالا ينقطع ماؤها. وفى بعض النسخ [ الجسد ] والظاهر انه تصحيف. (م) (3) هذا تفسير لقولها عليه السلام ” قد تخير لهم الرى غير متحل منه بطائل الا بغمر الماء و ردعه سورة الساعب ” والذى اختلج بالخلد في توجيهه ان يقال: ” تخير ” بالخاء المعجمة بمعنى اختار والموصول مفعول له والرى ضد العطش و ” غير متحل منه ” أي غير مستفيد منه بكثير كما قاله الجوهرى فالمعنى انه قد اختار لهم الطيبات من كل شئ وخضرة الحياة ورغدة العيش ولا يختار لنفسه الا شبعة الكافل أو ما يردع به سورة الجائع فيكون ذلك كناية من عدم الاخذ من مالهم الا الصدقة المفروضة وفى بعض النسخ [ غير متحلى ] فيحتمل أن يكون من التحلى بمعنى التزين أي اختار لهم مالا يأخذ منه للزينة بل للضرورة فليتأمل. (م) (4) العس – بضم العين وتشديد السين المهملتين -: القدح والاناء الكبير. (5) الزعاف – بالزاى أو الذال المعجمتين -: السم الذى يقتل سريعا. ويحتمل ان يكون ” الزعاق ” بالزاى والقاف بمعنى الماء المر الذى لا يطاق شربه وهو انسب بقولها: ” ممقرا ” أي مرا. (م) (*)

[ 358 ]

القطان، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا حسان بن علي المدائني قال: حدثنا العباس بن مكرم، عن سعد الخفاف (1)، عن الاصبغ بن نباتة قال: كتب عثمان ابن عفان حين احيط به إلى علي بن أبي طالب عليه السلام: أما بعد، فقد جاوز الماء الزبى، وبلغ الحزام الطبيين، وتجاوز الامر بي قدره، وطمع في من لا يدفع عن نفسه. فإن كنت مأكولا فكن خيرآكل * وإلا فأدركني ولما امزق قال المبرد: قوله: ” قد جاوز الماء الزبى ” فالزبية مصيدة الاسد (2) ولا تتخذ إلا في قلة جبل وتقول العرب: ” قد بلغ الماء الزبى ” وذلك أشد ما يكون من السيل، ويقال في العظيم من الامر: ” قد علا الماء الزبى، وبلغ السكين العظم، وبلغ الحزام الطبيين، وقد انقطع السلى في البطن (3) “. قال العجاج، فقد علا الماء الزبى إلى غير، أي قد جل الامر عن أن يغير، أو يصلح، وقوله: ” بلغ الحزام الطبيين ” (4) فأن السباع والطير يقال لموضع الاخلاف منها (5) ” اطباء ” واحدها ” طبي ” كما يقال في الخف والظلف: خلف هذا مكان هذا، فإذا بلغ الحزام الطبيين فقد انتهى في المكروه، ومثل هذا من أمثالهم ” التقت حلقتا البطان (6) ” ويقال: ” التقت حلقة البطان والحقب (7) ” ويقال: ” حقب البعير ” إذا صار الحزام في الحقب منه.


(1) هو سعد بن طريف وفى نقد الرجال قال حمدويه: سعد الاسكاف وسعد الخفاف وسعد ابن طريف واحد وقال: كان ناو وسيا وقف على الصادق عليه السلام وضعفه ابن الغضائري و روى عن الاصبغ بن نباتة وروى عنه ابو جميلة وروى عن الباقر والصادق عليهما السلام وله كتاب رساله الباقر عليه السلام. والناووسية اتباع رجل يقال له ناووس قالوا: ان الصادق عليه السلام حى يظهر وهو القائم المهدى. (2) في بعض النسخ [ موضع الاسد ] (3) السلى: جلدة يكون ضمنها الولد في بطن امه إذا انقطع في البطن هلكت الام والولد. (4) الحزام – بسكر الجاء المهملة والزاى -: ما يشد به وسط الدابة. والطبيين تثنية الطبى بكسر الطاء وضمها: حلمات الضرع التى من خف وظلف. (5) الاخلاف – جمع ” الخف ” بكسر الخاء -: مكان مص الحليب من الضرع. (6) البطان: الحزام الذى يجعل تحت بطن الدابة. (7) الحقب – بفتحين – الحزام الذى يلى حقو البعير وهو فوق وركه. (*)

[ 359 ]

(باب) * (معنى الشفر وفيض النفس) * 1 – حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني – رضي الله عنه – بالري في رجب سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الانباري، قال: حدثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله أبو صالح الطويل التمار البصري جليس سليمان بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن قيس، عن مخرمة بن بكير، عن أبي حازم، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه قال: لما كان يوم احد بعثني رسول الله صلى الله عليه واله في طلب سعد بن الربيع وقال لي: إذا رأيته فأقرئه مني السلام وقل له: كيف تجدك ؟ قال: فجعلت أطلبه بين القتلى حتى وجدته بين ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه واله يقرء عليك السلام وهو يقول: كيف تجدك ؟ فقال: سلم على رسول الله عليه واله وقل لقومي الانصار: لا عذر لكم عند الله إن وصل إلى رسول الله صلى الله عليه واله وفيكم شفر يطرف. وفاضت نفسه. قال مصنف هذا الكتاب – رحمه الله -: سمعت أبا العباس يقول: قال أبو بكر محمد ابن القاسم الانباري: قوله: ” وفيكم شفر يطرف ” الشفر واحد أشفار العين وهي حروف الاجفان التي تلتقي عند التغميض، والاجفان أغطيه العينين من فوق ومن تحت، والهدب الشعر النابت في الاشفار، وشفر العين مضموم الشين. ويقال: ” ما في الدار شفر ” بفتح الشين يراد به أحد، قال الشاعر: فوالله ما تنفك منا عداوة * ولا منهم مادام من نسلناشفر وقوله: ” فاضت نفسه ” معناه: مات. قال أبو العباس: قال أبو بكر ابن الانباري. حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، قال: حدثنا نصر بن علي قال: أخبرنا الاصمعي، عن ابن عمرو بن العلاء، قال: يقال ” فاظ الرجل ” إذا مات ولا يقال: ” فاظت نفسه ” ولا ” فاضت نفسه “. وحدثنا أبو العباس، قال: حدثنا ابن الانباري، قال: حدثنا عبد الله بن خلف، قال: حدثنا صالح بن محمد بن دراج، قال: سمعت أبا عمرو الشيباني يقول: يقال: (*)


[ 360 ]

” فاظ الميت ” ولا يقال: ” فاظت نفسه “. ولا ” فاضت نفسه ” وحدثنا أبو العباس، قال: حدثنا أبو بكر، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن يحيى، عن سلمة بن عاصم، عن الفراء، قال: أهل الحجاز وطي يقولون: ” فاظت نفس الرجل ” وعكل وقيس وتميم يقولون: ” فاضت نفسه ” بالضاد، وأنشد: يريد رجال ينادونها * وأنفسهم دونها فائضة وحدثنا أبو العباس قال: حدثنا أبو بكر ابن الانباري، قال: حدثنا أبي قال: أخبرنا أبو الحسن الطوسي، عن أبي عبيد، عن الكسائي قال: يقال: ” فاضت نفسه ” و ” فاض الميت نفسه ” و ” أفاض الله نفسه “. وحدثنا أبو العباس، قال: حدثنا أبو بكر ابن الانباري، قال: حدثنا أبي قال: أخبرنا أبو الحسن الطوسي، عن أبي عبيد، عن الكسائي، وأبو جعفر محمد بن الحكم، عن الحسن اللحياني قال: يقال: ” فاظ الميت ” بالظاء و ” فاض الميت ” بالضاد. وحدثنا أبو العباس، قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد القمي (1)، قال: حدثنا يعقوب بن السكيت، قال: يقال: ” فاظ الميت يفوظ، وفاظ يفيظ “. وحدثنا أبو العباس، قال: حدثنا أبو بكر، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد ابن الجهم عن الفراء، قال: يقال: ” فاظ الميت نفسه ” بالظاء ونصب النفس. وحدثنا أبو العباس قال: أنشدنا أبو بكر، قال: أنشدني أبي، قال: أنشدنا أبو عكرمة الضبي: وفاظ ابن حصن عائبا في بيوتنا * يمارس قدا في ذراعيه مصحبا (باب) * (معاني خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام) * 1 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني – رضي الله عنه – قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي، قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عمار بن خالد، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال: حدثنا عيسى بن راشد، عن علي بن خزيمة،


(1) في بعض النسخ [ أبو محمد عبد الله بن محمد الرستمى ]. (*)

[ 361 ]

عن عكرمة، عن ابن عباس، وحدثنا محمد بن علي ماجليويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان ابن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ذكرت الخلافة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: والله لقد تقمصها أخوتيم وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عنه السيل، ولا يرتقي إليه الطير، فسدلت دونها ثوبا، وطويت عنها كشحا، وطفقت أرتئي [ ما ] بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء، يشيب فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى الله [ ربه ]. فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجى، أرى تراثي نهبا، حتى إذا مضى الاول لسبيله عقدها لاخي عدي بعده، فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لاخر بعد وفاته، فصيرها والله في حوزة خشناء، يخشن مسها، ويغلظ كلمها، ويكثر العثار والاعتذار [ منها ]، فصاحبها كراكب الصعبة إن عنف بها حرن، (1) وإن سلس بها غسق فمني الناس بتلون واعتراض وبلوا مع هن وهني. فصبرت على طول المدة وشدة المحنة حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أني منهم، فيالله لهم وللشورى، متى اعترض الريب في مع الاول منهم حتى صرت اقرن بهذه النظائر ؟ فمال رجل بضبعه، (2) وأصغى آخر لصهره، وقام ثالث القوم نافجا حضينه بين نثيله ومعتلفه، وقام معه بنو أمية يهضمون مال الله هضم الابل نبتة الربيع، حتى أجهز عليه عمله، فما راعني إلا والناس إلي كعرف الضبع، قد انثالوا علي من كل جانب، حتى لقد وطئ الحسنان وشق عطافي، حتى إذا نهضت بالامر نكثت طائفة وفسقت اخرى ومرق آخرون، كأنهم لم يسمعوا قول الله تبارك وتعالى. ” تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ” (3)


(1) بفتح المهملتين أي وقف. (2) كذا وفى النهج والعلل ” لضغنه ” أي لحقده وحسده. وهذا اشارة إلى سعد بن أبى وقاص ولكن يأتي من المؤلف معنى الضبع وقال: في رواية بضلعه. (3) القصص: 83. (*)

[ 362 ]

بلى والله لقد سمعوا ولكن احلولت الدنيا في أعينهم، وراقهم زبرجها، والذي فلق الحبه وبرأ لنسمة لولا حضور الناصر وقيام الحجة (1) وما أخذ الله تعالى على العلماء أن لا يقروا [ على ] كظة ظالم ولاسغب مظلوم لا لقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكاس أولها، ولا لفيتم دنياكم أزهد عندي من عفطة (2) عنز. قال: وناوله رجل من أهل السواد كتابا فقطع كلامه وتناول الكتاب فقلت: يا أمير المؤمنين لو اطردت مقالتك إلى حيث بلغت. فقال: ههيات يا ابن عباس ! تلك شقشقة هدرت ثم قرت. فما أسفت على كلام قط كأسفي على كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه إذ لم يبلغ حيث أراد. قال مصنف هذا الكتاب: سألت الحسن بن عبد الله بن سيعد العسكري عن تفسير هذا الخبر ففسره لي وقال: تفسير الخبر قوله عليه السلام: ” لقد تقمصها ” أي لبسها مثل القميص، يقال: تقمص الرجل أو تدرع وتردي وتمندل. وقوله: ” محل القطب من الرحي ” أي تدور علي كما تدور الرحى على قطبها. وقوله: ” ينحدر عنه السيل ولا يرتقي إليه الطير ” يريد أنها ممتنعة على غيري لا يتمكن منها ولا يصلح له. وقوله: ” فسدلت دونها ثوبا ” أي أعرضت عنها ولم أكشف وجوبها لى. و ” والكشح ” الجنب والخاصرة، فمعنى قوله: ” طويت عنها ” أي أعرضت عنها، و ” الكاشح ” الذي يوليك كشحه أي جنبه. وقوله: ” طفقت ” أي أقبلت وأخذت. ” ارتئي ” أي افكرو أستعمل الرأي وأنضر في ” أن أصول بيد جذاء ” وهي المقطوعة، وأراد قلة الناصر. وقوله: ” أو أصبر على طخية ” فللطخية موضعان أحدهما الظلمة والاخر الغم و


(1) في بعض النسخ [ حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر ] وهكذا في النهج (2) في بعض النسخ [ حبقة ]. (*)

[ 363 ]

الحزن، يقال: ” أجد على قلبي طخيا ” أي حزنا وغما، وهو ههنا يجمع الظلمة والغم والحزن. وقوله: ” يكدح مؤمن ” أي يدأب ويكسب لنفسه ولا يعطي حقه. وقوله: ” أحجي ” أي أولى، يقال: هذا أو حجي من هذا، وأخلق وأحرى وأوجب. كله قريب المعنى. وقوله: ” في حوزة ” أي في ناحية،، يقال: حزت الشئ أحوزه حوزا، إذا جمعته، والحوزة ناحية الدار وغيرها. وقوله: ” كراكب الصعبة ” يعنى الناقة التى لم ترض ان عنف بها، و ” العنف ” ضد الرفق. وقوله: ” حرن “: وقف ولم يمش، وإنما يستعمل الحران في الدواب، فأما في الابل فيقال: ” أخلت الناقة ” و ” بها خلا ” وهو مثل حران الدواب إلا أن العرب ربما تستعيره في الابل. وقوله: ” إن سلس غسق ” أي أدخله في الظلمة. وقوله: ” مع هن وهني ” يعني الادنياء من الناس: تقول العرب: ” فلان هني ” وهو تصغير ” هن ” أي هو دون من الناس، ويريدون بذلك تصغير أمره. وقوله: ” فمال رجل بضبعه ” ويروي ” بضلعه ” وهما قريب، وهو أن يميل بهواء و نفسه إلى رجل بعينه. وقوله: ” أصغى آخر لصهره ” والصغو: الميل، يقال: ” صغوك مع فلان ” أي ملك معه. وقوله: ” نافجا حضينه ” يقال في الطعام والشراب وما أشبههما، ” قد انتفج بطنه ” بالجيم ويقال في كل داء يعتري الانسان: ” قد انتفخ بطنه ” بالخاء، و ” الحضنان ” جانبا الصدر. وقوله: ” بين نثيله ومعتلفه ” فالنثيل قضيب الجمل وإنما استعاره الرجل ههنا و ” المعتلف ” الموضع الذي يعتلف فيه أي يأكل، ومعنى الكلام أنه بين مطعمه ومنكحه. وقوله: ” يهضمون ” أي يكسرون وينقضون، ومنه قولهم: ” هضمني الطعام ” أي نقضني.


[ 364 ]

وقوله: ” حتى أجهز ” أي أتى عليه وقتله، يقال: ” أجهزت على الجريح ” إذا كانت به جراحة فقتلته. وقوله: ” كعرف الضبع ” شبههم به لكثرته، والعرف الشعر الذي يكون على عنق الفرس فاستعاره للضبع. وقوله: ” قد انثالوا ” أي انصبوا على وكثروا: ويقال: ” انثلت ما في كنانتي من السهام ” إذا صببته. وقوله: ” وشق عطا في ” يعنى رداءه، والعرب تسمى الرداء ” العطاف “. وقوله: ” وراقهم زبرجها ” أي أعجبهم حسنها، وأصل الزبرج النقش وهو ههنا زهرة الدنيا وحسنها. وقوله: ” ألا يقروا [ على ] كظة ظالم ” فالكظة الامتلاء يعنى أنهم لا يصبرون على امتلاء الظالم من المال الحرام ولا يقاروه على ظلمه وقوله: ” ولا سغب مظلوم ” فالسغب الجوع ومعناه منعه من الحق الواجب له. وقوله: ” لالقيت حبلها على غاربها ” هذا مثل، تقول العرب ألقيت حبل البعير على غاربه ليرعى كيف شاء. ومعنى قوله: ” ولسقيت آخرها بكأس أولها ” أي لتركتهم في ضلالتهم وعماهم. وقوله: ” أزهد عندي ” فالزهيد القليل. وقوله: ” من حبقة عنز ” فالحبقة مايخرج من دبر العنز من الريح، و ” العفطة ” ما يخرج من أنفها. وقوله: ” تلك شقشقة ” فالشقشقة مايرخجه البعير من جانب فمه إذا هاج و سكر. (باب) * (معنى التين والزيتون وطور سينين والبلد الامين) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا


[ 365 ]

أحمد بن محمد بن خالد، قال: حدثني أبو عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تبارك وتعالى اختار من البلدان أربعة فقال عزوجل: ” والتين و الزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين ” التين المدينة، والزيتون بيت المقدس، و طور سينين الكوفة، وهذا البلد الامين مكة. (باب) * (معنى انواع السكر) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: السكر أربع سكرات: سكر الشراب، وسكر المال، وسكر النوم، وسكر الملك. (باب) * (معنى الناصب) * 1 – حدثنا محمد بن على ماجيلويه – رضى الله عنه – قال: حدثني عمى محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن على الكوفي، عن ابن فضال عن المعلى بن خنيس، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لانك لاتجد أحدا يقول: أنا ابغض محمدا وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا أو تتبرؤون من أعدائنا، وقال عليه السلام: من أشبع عدوا لنا فقد قتل وليا لنا. (باب) * (معنى ايام الله عزوجل) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري،، قال: حدثنا


[ 366 ]

إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن مثنى الحناط، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: أيام الله عزوجل ثلاثة، يوم يقوم القائم ويومالكرة (1) ويوم القيامة. (باب) * (معنى الاشد والاقوى) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضى الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا العباس بن معروف، قال: حدثنا محمد بن يحيى الخزاز، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله بقوم يرفعون حجرا، فقال: ماهذا ؟ قالوا: نعرف بذلك أشدنا وأقوانا فقال صلى الله عليه وآله: ألا اخبركم بأشدكم وأقواكم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أشدكم وأقواكم الذي إذا رضى لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له بحق. (2) (باب) * (معنى افضل اجزاء العبادة) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه عن * (هامش) (1) أي الرجعة. (2) هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعلم الناس بألين لسان، ويبين لهم المعارف بأحسن بيان، فقد بين في كلامه هذا أن على المرء المسلم أن يترك مالا يعنيه في أمر دينه وآخرته ولا يحوم حوم مالا يكون طريقا إلى سعادته ولادخل له في السير إلى مقصده من حياته وغاية خلقته بل يجب عليه أن يتعقب المعارف الدينية والكمالات الحقيقية والاخلاق الفاضلة ويطلبها بكل سعى واجتهاد واستقامة وسداد. ويطلب من الدنيا ما يتوسل به إلى سعادته وهنئ عيشه في المعاد. فإذا أراد أن يسبق الاقران ويبادر إلى نيل الكمال وأخذ السبقة فليرد في ميدان الايمان والمعرفة ومضمار العمل والمجاهدة ويسابق رجال العلم والحكمة ويذر ما يقر عيون الصبيان من لعب الدنيا ولهوها ويغرهم من بياضها وحمرتها والمفاخرة بزخارفها واوهامها فأين طالب الحق ورجل الحقيقة من مجالسة الجهال ومفاخرة الصبيان: وما لجليس الملك و نديم السلطان واللعب بالصولجان ؟ ! (م) (*)


[ 367 ]

الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن مسلم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: العبادة سبعون جزءا وأفضلها جزءا (1) طلب الحلال. (باب) * (معنى غريبتين يجب احتمالهما) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: غريبتان فاحتملوهما كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها. (باب) * (معنى داء الامم الذى دب إلى هذه الامة) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا الحسن ابن محمد بن إسماعيل القرشي، قال: حدثنا أحمد بن محمد [ بن عيسى ] عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: حدثني، أبي، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: دب إليكم داء الامم قبلكم: البغضاء والحسد. (باب) * (معنى الصلاة من الله عزوجل ومن الملائكة ومن المؤمنين) * * (على النبي صلى الله عليه وآله، ومعنى التسليم) * 1 – حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، قال حدثنا


(1) في بعض النسخ [ أفضلها جزءأ ]. (*)

[ 368 ]

المعلى بن محمد البصري، عن محمد بن جمهور العمي، عن أحمد بن حفص البزاز الكوفي، عن أبيه، عن ابن أبي حمزة، عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (1) ” فقال: الصلاة من الله عزوجل رحمة، ومن الملائكة تزكية، ومن الناس دعاء. وأما قوله عزوجل: ” وسلموا تسليما ” فإنه يعني التسليم له فيما ورد عنه. قال: فقلت له: فكيف نصلي على محمد وآله ؟ قال تقولون: صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته، قال: فقلت: فما ثواب من صلى على النبي وآله بهذه الصلاة ؟ قال: الخروج من الذنوب والله كهيئته يوم ولدته امه. (باب) * (معنى مواضع اللعن) * 1 – حدثنا محمد بن أحمد السناني – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن محمد بن حمران، عن أبيه، عن أبي خالد الكابلي، قال: قيل لعلي بن الحسين عليهما السلام: أين يتوضأ الغرباء ؟ قال: يتقون شطوط الانهار، والطرق النافذة، وتحت الاشجار المثمرة، ومواضع اللعن قيل له: وما مواضع اللعن ؟ فقال: أبواب الدور. (باب) * (معنى العروة الوثقى التى لا انفصام لها) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، قال: حدثني عمي محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد الاسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الاعمش عن عباية بن ربعي، عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أحب أن يتمسك (2)


(1) الاحزاب: 56. (2) في بعض النسخ [ يستمسك ]. (*)

[ 369 ]

بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليتمسك (1) بولاية أخي ووصيي علي بن أبي طالب فإنه لا يهلك من أحبه وتولاه ولا ينجو من أبغضه وعاداه. (باب) * (معنى الصبر والمصابرة والمرابطة) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ” يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا (2) ” فقال: اصبروا على المصائب، وصابروهم على التقية، ورابطوا على من تقتدون به، واتقوا الله لعلكم تفلحون. (باب) * (معنى الرغبة والرهبة والتبتل والابتهال والتضرع والبصبصة) * * (في الدعاء) * 1 – حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمر قندي – رضي الله عنه – قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه قال: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه في قول الله عزوجل: ” فما استكانوا لربهم وما يتضرعون (3) ” قال: التضرع رفع اليدين. 1 – حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي – رضي الله عنه – قال: حدثنا جعفر


(1) في بعض النسخ [ فليستمسك ]. (2) آل عمران: 200. (3) المؤمنون: 75. (*)

[ 370 ]

ابن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن جعفر بن أحمد (1)، قال: حدثني العمركي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام، قال: التبتل أن تقلب كفيك في الدعاء إذا دعوت، والابتهال أن تبسطهما وتقدمهما، والرغبة أن تستقل براحتيك السماء وتستقبل بهما وجهك، والرهبة أن تكفئ (2) كفيك فترفعهما إلى الوجه، والتضرع أن تحرك إصبعيك وتشير بهما. وفي حديث آخر: أن البصبصة، أن ترفع سبابتيك إلى السماء، وتحركهما وتدعو. (باب) * (معنى قول لا اله الا الله باخلاص) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال: ” لا آله إلا الله ” مخلصا دخل الجنة وإخلاصه أن يحجزه ” لا إله إلا الله ” عما حرم الله عزوجل. 2 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، والحسن بن علي الكوفي، وإبراهيم بن هاشم كلهم، عن الحسين بن يوسف، عن سليمان بن عمرو، عن مهاجر بن الحسن، عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه واله قال: من قال: ” لا إله إلا الله ” مخلصا دخل الجنه وإخلاصه أن يحجزه ” لا إله إلا الله ” عما حرم الله عزوجل. (باب) * (معنى حصن الله عزوجل) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رضي الله عنه – قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الاسدي، قال: حدثنا محمد بن حسين الصوفي، قال: حدثنا يوسف بن


(1) في بعض النسخ [ جعفر بن محمد ] وقد مر الكلام فيه. (2) أكفأ الاناء: قلبه ليصب ما فيه. (*)

[ 371 ]

عقيل، عن إسحاق بن راهويه قال: لما وافى أبو الحسن الرضا عليه السلام نيسابور وأرادأن يخرج منها إلى المأمون اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له: يا ابن رسول الله ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك ؟ وكان قد قعد في العمارية فأطلع رأسه وقال: سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن علي بن أبي طالب يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: سمعت جبرئيل عليه السلام يقول: سمعت الله عزوجل يقول: ” لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن [ من ] عذابي ” قال: فلما مرت الراحلة نادانا: بشروطها وأنا من شروطها وقد أخرجت ما رويته في هذا المعنى من الاخبار في كتاب التوحيد (1). (باب) * (معنى آخر لحصن الله عزوجل) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحسيني، قال: حدثني محمد بن إبراهيم بن محمد الفزاري، قال: حدثني عبد الله بن بحر الاهوازي، قال: حدثني أبو الحسن علي بن عمرو، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور، قال: حدثني علي بن بلال، عن علي بن موسى الرضا، عن موسى بن جعفر، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه واله، عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن اللوح، عن القلم، قال: يقول الله تبارك وتعالى: ” ولاية علي بن أبي طالب – صلوات الله عليه – حصني، فمن دخل حصني أمن ناري “.


(1) في التوحيد ص 25 بعد ذكر الخبر ” قال مصنف هذا الكتاب: من شروطها الاقرار للرضا عليه السلام بأنه امام من قبل الله عزوجل على العباد، مفترض الطاعة عليهم “. (*)

[ 372 ]

(باب) * (معنى وفاء العباد بعهد الله ومعنى وفاء الله عزوجل بعهد العباد) * 1 – حدثنا أبي – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي القرشي، قال: حدثنا أبو الربيع الزهراني (1)، قال: حدثنا حريز، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما أنزل الله تبارك و تعالى: ” وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم ” (2) والله لقد خرج آدم من الدنيا وقد عاهد [ قومه ] على الوفاء لولده شيث، فما وفي له، ولقد خرج نوح من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيه سام، فما وفت امته، ولقد خرج إبراهيم من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيه إسماعيل، فما وفت امته، ولقد خرج موسى من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيه يوشع بن نون فما وفت امته، ولقد رفع عيسى ابن مريم إلى السماء وقد عاهد قومه على الوفاء لوصيه شمعون بن حمون الصفا فما وفت امته، وإني مفارقكم عن قريب وخارج من بين أظهركم وقد عهدت إلى امتي في علي بن أبي طالب وإنها [ ا ] لراكبة (3) سنن من قبلها من الامم في مخالفة وصيي وعصيانه، ألا وإني مجدد عليكم عهدي في علي، فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد الله فسيؤتيه أجرا عظيما. أيها الناس إن عليا إمامكم من بعدي، وخليفتي عليكم، وهو وصيي، و وزيري، وأخي، وناصري، وزوج ابنتي، وأبو ولدي، وصاحب شفاعتي وحوضي ولوائي، من أنكره فقد أنكرني، ومن أنكرني فقد أنكر الله عزوجل، ومن أقر بإمامته فقد أقر بنبوتي، ومن أقر بنبوتي فقد أقر بواحدانية الله عزوجل. أيها الناس من عصى عليا فقد عصاني، ومن عصاني فقد عصى الله عزوجل،


(1) هو ابو الربيع سليمان بن داود الزهراني. (2) البقرة: 40. (3) الضمير في ” انها ” راجع إلى الامة. (م) (*)

[ 373 ]

ومن أطاع عليا فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله. أيها الناس من رد علي علي في قول أو فعل فقد رد علي، ومن علي فقد رد على الله فوق عرشه. أيها الناس من اختار منكم على علي إماما فقد اختار علي نبيا ومن اختار علي نبيا فقد اختار الله عزوجل ربا. أيها الناس إن عليا سيد الوصيين، وقائد الغر المحجلين، ومولى المؤمنين، وليه وليي، ووليي ولي الله، وعدوه عدوي، وعدوي عدو الله. أيها الناس أوفوا بعهد الله في علي يوف لكم في الجنة يوم القيامة. (باب) * (معنى الربوة والقرار والمعين) * 1 – حدثنا المظفر بن جعفر المظفر العلوي السمر قندي – رضي الله عنه – قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن الحسين بن إشكيب، عن عبد الرحمن بن حماد، عن أحمد بن الحسن، عن صدقة بن حسان، عن مهران بن أبي نصر، عن يعقوب ابن شعيب، عن سعد الاسكاف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله عزوجل: ” وآويتاهما إلى ربوة ذات قرار ومعين ” (1) قال: الربوة: الكوفة، والقرار: المسجد، والمعين: الفرات. (باب) * (معنى الصفح الجميل) * 1 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، قال: قال الرضا


(1) المؤمنون: 53. (*)

[ 374 ]

عليه السلام في قوله الله عزوجل: ” فاصفح الصفح الجميل ” (1) قال: العفو من غير عتاب. (باب) * (معنى الخوف والطمع) * 1 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق – رضي الله عنه – قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه قال: قال الرضا عليه السلام في قول الله عزوجل: ” هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا ” (2) قال: خوفا للمسافر، و طمعا للمقيم. (باب) * (معنى الحسنة التى تدخل العبد الجنة) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجليويه – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم، عن أبيه، عن داود بن سليمان، عن علي بن موسى الرضا، عن الصادق عليهم السلام قال: أوحى الله عزوجل إلى داود عليه السلام: أن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأدخله الجنة. قال: يا رب وما تلك الحسنة ؟ قال: يفرج عن المؤمن كربته ولو بتمرة، فقال داود عليه السلام: حق على من عرفك أن لا يقطع رجاءه منك. (باب) * (معنى قول النبي صلى الله عليه وآله ” اللهم ارحم خلفائي ” ثلاثا) * 1 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن داود اليعقوبي، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمربن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن علي [ بن أبي طالب ] عليه السلام قال:


(1) الحجر: 85. (2) الرعد: 12. (*)

[ 375 ]

قال رسول الله صلى الله عليه واله: اللهم ارحم خلفائي، اللهم ارحم خلفائي، اللهم ارحم خلفائي. قيل له: يا رسول الله ومن خلفاؤك ؟ قال: الذين يأتون من بعدي يروون حديثي و سنتي. (باب) * (معنى تمام الطعام) * 1 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رضي الله عنه – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الطعام إذا جمع أربع خصال فقد تم ؟ إذا كان من حلال، وكثرت الايدي عليه، وسمي الله تبارك وتعالى في أوله، وحمد في آخره. (باب) * (معنى ما كتبته ام سلمة إلى عائشة لما أردات الخروج إلى البصرة) * 1 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه – رضي الله عنه – قال: حدثني عمي [ محمد بن أبي القاسم ]، عن محمد بن علي الصيرفي القرشي الكوفي، قال: حدثنا نصر بن مزاحم المنقري، عن عمر بن سعد، عن أبي مخنف لوط بن يحيى، عن عقبة الازدي، عن أبي أخنس الارحبي (1) قال: لما أرادت عائشة الخروج إلى البصرة كتبت إليها ام سلمة – رضي الله عنها – زوجة النبي صلى الله عليه واله: أما بعد فإنك سدة بين رسول الله صلى الله عليه واله وبين امته وحجابه المضروب (2) على حرمته وقد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه، وسكن عقيراك فلا تصحريها، [ إن ] الله من وراء هذه الامة، قد علم رسول الله صلى الله عليه واله مكانك لو أراد أن يعهد إليك لفعل، ولقد عهد، فاحفظي ما


(1) في بعض النسخ [ ابى الحسن الازجى ] وفى بعضها [ أبى الحسن الارجنى ]. (2) في بعض النسخ [ حجابة مضروبة ]. (*)

[ 376 ]

عهد فلا تخالفي فيخالف بك، واذكري قوله عليه السلام في نباح الكلاب (1) بحوأب، وقوله ” ما للنساء والغزو ؟ ” وقوله صلى الله عليه واله: ” انظري يا حميراء ألا تكوني أنت علت علت بل قد نهاك عن الفرطة في البلاد وإن عمود الاسلام لن يثاب بالنساء إن مال، ولن يرأب بهن إن صدع، حماديات النساء غض الابصار، وخفر الاعراض، وقصر الوهازة، ما كنت قائله لو أن رسول الله صلى الله عليه واله عارضك ببعض الفلوات، ناصة قلوصا من منهل إلى آخر ؟ ! إن بعين الله مهواك، وعلى رسول الله تردين، قد وجهت سدافته، وتركت عهيداه، لو سرت مسيرك هذا ثم قيل لي: ” ادخلي الفردوس ” لا ستحييت أن ألقى رسول الله صلى الله عليه واله هاتكه حجابا قد ضربه علي، اجعلي حصنك بيتك ورباعة الستر قبرك، حتي تلقيه، وأنت على تلك الحال أطوع ما تكونين لله ما لزمته، وأنصر ما تكونين للدين ما جلست عنه، لو ذكرتك بقول تعرفينه لنهشتني نهش الرقشاء المطرق. فقالت عائشة: ما أقبلني لوعظك، وما أعرفني بنصحك، وليس الامر على ما تظنين ولنعم المسير ومسيرا فزعت إلي فيه فئتان متشاجرتان، إن أقعد ففي غير حرج، وإن أنهض فإلى مالابد من الا زياد منه. فقالت أم سلمة: لو كان معتصما من زلة أحد * كانت لعائشه العتبى على الناس كم سنة لرسول الله دارسة * وتلو آي من القرآن مدارس قد ينزع الله من قوم عقولهم * حتى يكون الذي يقضى على الراس تفسيره: قولها – رحمه الله عليها – ” إنك سدة بين رسول الله صلى الله عليه واله ” أي إنك باب بينه وبين امته في حريمه وحوزته فاستبيح ماحماه فلا تكوني أنت سبب ذلك بالخروج الذي لا يجب عليك لتحوجي الناس إلى أن يفعلوا مثل ذلك. وقولها: ” فلا تندحيه ” أي لا تفتحيه فتوسعيه بالحركة والخروج، يقال: ” ندحت الشئ ” إذا وسعته ومنه يقال: ” أنا في مندوحة عن كذا ” أي في سعة. وتريد بقولها: ” قد جمع القرآن ذيلك ” قول الله عزوجل: ” وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى ” (2).


(1) في بعض النسخ [ كلاب الحوأب ] وقد تقدم معنى الحوأب والجمل الاديب. (م) (2) الاحزاب: 33. (*)

[ 377 ]

وقولها: ” وسكن عقيراك ” من عقر الدار وهو أصلها وأهل الحجاز يضمون العين، و أهل نجد يفتحونها: فكانت ” عقيرا ” اسم مبني من ذاك على التصغير، ومثله ما جاء مصغرا ” الثريا ” و ” الحميا ” وهي سورة الشراب، ولم يسمع بعقيرا إلا في هذا الحديث. وقولها: ” فلا تصحريحها ” أي لا تبرزيها وتباعديها وتجعليها بالصحراء، يقال: ” أصحرنا ” إذا أتينا الصحراء كما يقال: ” أنجدها ” إذا أتينا نجدا. وقولها: ” علت علت ” أي ملت إلى غير الحق، والعول الميل والجور، قال الله عزوجل: ” ذلك أدنى ألا تعولوا ” (1) يقال: ” عال يعول ” إذا جاز. وقولها: ” بل قد نهاك عن الفرطة في البلاد ” أي عن التقدم والسبق في البلاد لان الفرطة اسم في الخروج والتقدم مثل غرفة وغرفة (2)، يقال: ” في فلان فرطة ” أي تقدم وسبق، يقال: ” فرطته في المال ” أي سبقته، وقولها: ” إن عمود الاسلام لن يثاب بالنساء إن مال ” أي لايرد بهن إلى استوائه، ” ثبت إلى كذا (3) ” أي عدت إليه. وقولها: ” لن يرأب بهن إن صدع (4) ” أي لا يسد بهن، يقال: ” رأبت الصدع ولامته فانضم “. وقولها: ” حمايات النساء ” هي جمع حمادى، ويقال: ” قصاراك أن تفعل ذلك وحماداك ” كأنها تقول: حمدك وغايتك. وقولها: ” غض الابصار ” معروف. وقولها: ” وخفر الاعراض ” الاعراض جماعة العرض وهو الجسد، و ” الخفر ” الحياء، أرادات أن محمدة النساء في غض الابصار وفي التستر للخفر الذي هو الحياء. و ” قصر الوهازة (5) ” وهو الخطو، تعني بها أن تقل خطوهن.


(1) النساء: 3. (2) كذا في ما عندنا من النسخ ولعل احدهما بضم الغين والاخر بفتحها. (3) ثبت – بالمثلثة المضمومة ثم الموحدة الساكنة – صيغة المتكلم وحده من ” ثاب أي عاد. (م) (4) صدع الشئ: شقه ولم يتفرق، ورأب الصدع: أصلحه. (م) (5) في بعض النسخ هنا وفى متن الحديث ” قصر الو هادة ” وهو تصحيف لان الوهادة بمعنى الموضوع = (*)

[ 378 ]

وقولها: ” ناصة قلوصا من منهل إلى آخر ” أي رافعة لها في السير، و ” النص ” سير مرفوع ومنه يقال: ” نصصت الحديث إلى فلان ” إذا رفعته إليه، ومنه الحديث ” كان رسول الله صلى الله عليه واله يسير العنق (1) فإذا وجد فجوة (2) نص ” تعني زاد في السير. وقولها ” إن بعين الله مهواك ” تعني مرادك لا يخفى عليه.. وقولها: ” وعلى رسول الله تردين ” فتخجلي من فعلك ” وقد وجهت سدافته ” إي هتكت الستر لان السدافة الحجاب والسترو هو اسم مبني من أسدف الليل إذا ستر بظلمته، ويجوز أن تكون أرادت ” وجهت سدافته ” تعني: أزلتها من مكانها الذي امرت أن تلزميه وجعلتها أمامك. وقولها: ” وتركت عهيداه ” تعني بالعهيدة التي تعاهده ويعاهدك، ويدل على ذلك قولها: ” لو قيل لي: ادخلي الفردوس لا ستحييت أن ألقى رسول الله صلى الله عليه واله هاتكة حجابا قد ضربه علي “. وقولها: ” اجعلي حصنك بيتك ورباعة الستر قبرك ” فالربع المنزل، والرباعة الستر ما وراء الستر، تعني: اجعلي ما وراء الستر من المنزل قبرك. ومعنى ما يروى ” ووقاعة السر قبرك ” هكذا رواه القتيبي وذكر أن معناه ووقاعة الستر موقعة من الارض إذا ارسلت. وفي رواية القتيبي: لو ذكرت قولا تعرفينه نهشتني نهش الرقشاء المطرق. فذكر أن الرقشاء سميت بذلك للرقش في ظهرها وهي النقط، وقال غير القتيبي: الرقشاء من الافاعي التي في لونها سواد وكدورة. قال: و ” المطرق ” المسترخي جفون العين.


= المنخفض ولا مناسبة له بهذا الكلام وفى (لسان العرب) مادة ” حمد ” حماديات النساء غض الطرف وقصر الوهادة ” بالدال بدل الزاى والظاهر أنه تصحيف لانه ذكره في مادة ” وهز ” ” حماديات النساء غض الاطراف وقصر الوهازة ” ويظهر من بيان المؤلف أنه بالزاى ونقل ابن ابى الحديد ج 2 ص 79 من شرح النهج طبع مصر هذا الموضوع بصورة المصاحبة والمكالمة وقال في بيانها: قال ابن قتيبة: سألت عن الوهازة فقال لى من سألته: سألت عنه اعرابيا فصيحا فقال: الوهازة الخطوة. يقال للرجل انه لمتوهز ومتوهز إذا وطئ وطأ ثقيلا. (1) العنق – بفتحتين -: اسم من ” أعنق ” أي سار سيرا واسعا سريعا. (م) (2) الفجوة: ما اتسع من الارض. (*)

[ 379 ]

(باب) * (نوادر المعاني) * 1 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الحميد بن أبي العلاء قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الشرك أخفى من دبيب (1) النمل. وقال: منه تحويل الخاتم ليذكر الحاجة وشبه هذا. 2 – حدثنا محمد بن الحسن – رحمه الله – قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن علي بن عقبة، عن أبي خالد القماط، عن حمران، قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: قول الله عزوجل: ” من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا (2) ” وإنما قتل واحدا ؟ فقال: يوضع في موضع من جهنم إليه منتهى شدة عذاب أهلها لو قتل الناس جميعا كان إنما يدخل ذلك المكان، ولو كان قتل واحدا كان إنما يدخل ذلك المكان، قلت: فإن قتل آخر ؟ قال: يضاعف عليه. 3 – وبهذا الاسناد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن أبان، عن إسحاق بن إبراهيم الصقيل، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: وجد في ذؤابة (3) سيف رسول الله صلى الله عليه واله صحيفة فإذا فيها [ مكتوب ]: بسم الله الرحمن الرحيم إن أعتى (4) الناس على الله يوم القيامة من قتل غير قاتله، ومن ضرب غير ضاربه، ومن تولى غير مواليه، فهو كافر بما أنزل الله تعالى على محمد صلى الله عليه واله. ومن أحدث (5) حدثا أو آوى محدثا لم يقبل الله تعالى منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا، قال: ثم قال: تدري ما يعني بقوله: ” من تولى غير مواليه ” ؟ قلت: ما يعني به ؟ قال: يعنى أهل الدين.


(1) الدبيب: مشى النمل والحية ونحوهما. (2) المائدة: 32. (3) ذؤابة كل شئ: أعلاه. (4) ” أعتى ” اسم تفضيل من عتاعتوا وعتيا أي استكبر وجاوز الحد. (م) (5) أحدث حدثا أاى ابدع بدعة. (*)

[ 380 ]

والصرف: التوبة في قول أبي جعفر عليه السلام، والعدل: الفداء في قول أبى عبد الله عليه السلام. 4 – وبهذا الاسناد، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” ومن قتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم (1) ” قال: من قتل مؤمنا على دينه فذاك المتعمد الذي قال الله عزوجل في كتابه: ” وأعد له عذابا أليما ” قلت: فالرجل يقع بينه وبين الرجل شئ فيضربه بسيفه فيقتله ؟ قال: ليس ذلك المتعمد الذي قال الله عزوجل. 5 – وبهذا الاسناد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن أبي السفاتج عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: ” ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم ” قال: جزاؤه جهنم إن جازاه. 6 – وبهذا الاسناد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن بنت إلياس، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لعن الله من أحدث حدثا أو آوى محدثا، قلت: وما الحدث ؟ قال: من قتل. 7 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، قال: حدثني العوني الجوهرى، عن إبراهيم الكوفي، عن رجل من أصحابنا رفعه، قال: سئل الحسن بن علي عليهما السلام (2) عن العقل فقال: التجرع للغصة، ومداهنة الاعداء (3). 8 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، قال: أبو عبد الله عليه السلام:


(1) النساء: 93. (2) في بعض النسخ [ سئل الحسين بن على عليهما السلام ]. (3) قال العلامة المجلسي – رحمه الله – الغصة: ما يتعرض في الحلق وتعسر اساغته، ويطلق مجازا على الشدائد التى يشق على الانسان تحملها وهو المراد هنا وتجرعه كناية عن تحمله وعدم القيام بالانتقام به وتداركه حتى تنال الفرصة فان التدارك قبل ذلك لا ينفع سوى الفضيحة وشدة البلاء وكثرة الهم. (*)

[ 381 ]

طوبى لعبد نومة (1) عرف الناس فصاحبهم ببذنه، ولم يصاحبهم في أعمالهم بقلبه، فعرفوه في الظاهر، وعرفهم في الباطن. 9 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبى عبد الله، عن آبائه عليهم السلام قال: إن من التواضع أن يرضى الرجل بالمجلس دون المجالس، وأن يسلم على من يلقى، وأن يترك المراءو إن كان محقا، ولا يحب أن يحمد على التقوى. 10 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن جعفر بن عثمان، عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال له رجل: أصلحك الله، إن بالكوفة قوما يقولون مقالة ينسبونها إليك، قال: وماهي ؟ قال: يقولون: إن الايمان غير الاسلام. فقال أبو جعفر عليه السلام: نعم، فقال له الرجل: صفه لي، قال: من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأقر بما جاء من عند الله فهو مسلم، قال: فالايمان ؟ قال: من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأقر بما جاء من عند الله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام شهر رمضان وحج البيت ولم يلق الله بذنب أوعد عليه النار فهو مؤمن. قال أبو بصير: (2) جعلت فداك وأينا لم يلق الله بذنب أو عد عليه النار ؟ فقال: ليس هو حيث تذهب، إنما هو من لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار ولم يتب منه. 11 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن المفضل ابن عمر، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إن من قبلنا يقولون: إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نوه به منوه (3) من السماء أن الله يجب فلانا فأحبوه، فتلقى له المحبة


(1) النومة – بضم النون وسكون الواو -: الذى لايؤبه له ولا يلتفت إليه و – بفتح الواو -: الخامل والمغفل الذى يعتد غافلا لافطنة له. (م) (2) كذا والظاهر أنه سقط لفظة ” قلت “. (م) (3) نوه تنويها الشئ: رفعه وبفلان: دعاه برفع الصوت، رفع ذكره، مدحه وعظمه. (*)

[ 382 ]

في قلوب العباد، فإذا أبغض الله تعالى عبدا نوه منوه من السماء أن الله يبغض فلانا فأبغضوه قال: فيلقي الله له البغضاء في قلوب العباد، قال: كان عليه السلام متكئا فاستوى جالسا فنفض يده ثلاث مرات يقول: لا، ليس كما يقولون. ولكن الله عزوجل إذا أحب عبدا أغرى به الناس في الارض ليقولوا فيه فيؤثمهم ويأجره. وإذا أبغض الله عبدا حببه إلى الناس ليقولوا فيه فيؤثمهم ويؤثمه. ثم قال عليه السلام. من كان أحب إلى الله من يحيى بن زكريا عليه السلام ؟ أغراهم به حتى قتلوه، ومن كان أحب إلى الله عزوجل من على بن أبي طالب عليه السلام ؟ فلقى من الناس ما قد علمتم، ومن كان أحب إلى الله تعالى من الحسين بن على صلوات الله عليه فأغراهم به حتى قتلوه. 12 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبى عبد الله، عن يحيى بن إبراهيم، عن أبى البلاد، عن أبيه، عن عبد الله بن عطاء، قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: إن الناس يقولون: إن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: إن أفضل الاحرام أن تحرم من دويرة أهلك. قال: فأنكر ذلك أبو جعفر عليه السلام فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان من أهل المدينة ووقته من ذي الحليفة، وإنما كان بينهما ستة أميال ولو كان فضلا لاحرم رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة ولكن عليا صلوات الله عليه كان يقول: تمتعوا من ثيابكم إلى وقتكم. 13 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن يحيى بن المبارك، عن على بن الصامت، عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كنا معه في جنازة فقال بعض القوم: بارك الله لي في الموت وفيما بعد الموت، فقال له أبو عبد الله عليه السلام، فيما بعد الموت فضل، إذا بورك لك في الموت فقد بورك لك فيما بعده. 14 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن يعقوب بن شعيب، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: إن الناس يروون أن رسول الله صلى الله عليه وآله ما صام شهر رمضان تسعة وعشرين أكثر مما صام ثلاثين، قال: كذبوا، ما صام رسول الله صلى الله عليه وآله إلا تاما ولا تكون الفرائض ناقصة، إن الله تبارك وتعالى خلق السنة ثلاث مائة وستين يوما


[ 383 ]

وخلق السماوات والارض في ستة أيام فحجزها من ثلاث مائة وستين، فالسنة ثلاث مائة وأربعة وخمسون يوما وشهر رمضان ثلاثون يوما لقول الله عزوجل: ” ولتكملوا العدة ” (1) والكامل تام، وشوال تسعة وعشرون يوما، وذو القعدة ثلاثون يوما لقول الله عزوجل ” وواعدنا موسى ثلاثين ليلة (2) ” فالشهر هكذا ثم على هذا شهر تام وشهر ناقص وشهر رمضان لا ينقص أبدا وشعبان لايتم أبدا (3) 15 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن على بن رئاب، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله


(1) البقرة: 185. (2) البقرة: 185. (3) عمل الصدوق في الفقيه بتلك الاخبار ومعظم الاصحاب على خلافه وردوا تلك الاخبار بضعف السند ومخالفة المحسوس والاخبار المستفيضة. وحملها جماعة على عدم النقص في الثواب و ان كان ناقصا في العدد وقال المجلسي – رحمه الله -: لا يبعد عندي حملها على التقية لموافقتها لاخبارهم وان لم توافق أقوالهم وفى الخبر اشكالات من جهات اخرى الاولى الثلاثمائة وستين لا يوافق السنة الشمسية ولا القمرية الثانية خلق الدنيا في ستة ايام كيف صار سببا لنقص الشهور القمرية. الثالثة الاستدلال بالاية كيف يتم. واجيب عنها بوجوه راجع مرآة العقول ج 3 ص 218. قال السيد بن طاووس – رحمه الله – في كتاب الاقبال ص 5: واعلم ان اختلاف اصحابنا في شهر رمضان هل يمكن أن يكون تسعة وعشرين يوما على اليقين أو أنه ثلاثون لا ينقص ابدا لآبدين فانهم كانوا قبل الان مختلفين وأما الان فلم اجد ممن شاهدته أو سمعت به في زماننا وان كنت ما رأيته أنهم يذهبون إلى أن شهر رمضان لا يصح عليه النقصان بل هو كسائر الشهور في سائر الازمان و لكننى أذكر بعض ما عرفته مما كان جماعة من علماء اصحابنا معتقدين له وعاملين عليه من أن شهر رمضان لا ينقص أبدا عن الثلاثين يوما فمن ذلك ما حكاه شيخنا المفيد محمد بن محمد بن النعمان في كتاب لمح البرهان فقال عقيب الطعن على من ادعى حدوث هذا القول وقلة القائلين به ماهذا لفظه المفيد: مما يدل على كذبه وعظم بهته أن فقهاء عصرنا هذا وهو سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ورواته وفضلاؤه وان كانوا اقل عددا منهم في كل عصر مجمعون عليه ويتدينون به ويفتون بصحته وداعون إلى صوابه كسيدنا وشيخنا الشريف الزكي أبى محمد الحسينى أدام الله عزه وشيخنا الثقة أبى القاسم جعفر بن محمد بن قولويه أيده الله وشيخنا الفقيه أبى جعفر محمد بن على بن الحسين بن باوبويه وشيخنا ابى عبد الله الحسين بن على بن الحسين ايدهما الله وشيخنا ابى محمد هارون بن موسى ايده الله. اقول انا: ومن ابلغ ما رأيته ورويته في كتاب الخصال للشيخ ابى جعفر بن محمد بن بابويه – رحمه الله – وقد أورد أحاديث بان شهر رمضان لا ينقص عن الثلاثين يوما وقال: ماهذا لفظة قال مصنف هذا الكتاب: خواص الشيعة واهل الاستبصار ومنهم في شهر رمضان أنه لا ينقص عن ثلاثين يوما أبدا والاخبار في ذلك موافقة للكتاب (*) =

[ 384 ]

عزوجل: ” وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير (1) ” أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته هو بما كسبت أيديهم وهم أهل بيته طهارة معصومون ؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه واله كان يتوب إلى الله عزوجل ويستغفره في كل يوم وليلة مائة مره من غير ذنب إن الله عزوجل يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب. 16 – حدثنا أبى – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن على بن مهزيار، عن محمد بن الحصين (2)، عن محمد بن الفضيل،


= ومخالفة للعامة فمن ذهب من ضعفة الشيعة إلى الاخبار التى وردت للتقية في انه ينقص ويصيبه ما يصيب الشهور من النقصان والتمام اتقى كما يتقى العامة ولم يكلم الا بما يكلم به العامة ولاحول ولاقوة الا بالله هذا آخر لفظه. اقول: ولعل عذر المتخلفين في ذلك وسبب ما اعتمد بعض اصحابنا قديما عليه بحسب ما أدتهم الاخبار المنقولة إليه ورأيت في الكتب أيضا ان الشيخ الصدوق المتفق على امانته جعفر بن محمد بن قولويه – تغمده الله برحمته – مع ما كان يذهب إلى أن شهر رمضان لا يجوز عليه النقصان فانه صنف في ذلك كتابا وقد ذكرنا كلام المفيد عن ابن قولويه ووجدت للشيخ محمد بن احمد بن داود القمى – رضوان الله جل جلاله عليه – كتابا قد نقض به كتاب جعفر بن قولويه واحتج بان شهر رمضان له اسوة بالشهور كلها، ووجدت كتابا للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان سماه (لمح البرهان) الذى قدمنا ذكره قد انتصر فيه لاستاده وشيخه جعفر بن قولويه ويرد على محمد بن احمد بن داود القمى وذكر فيه أن شهر رمضان لا ينقص عن ثلاثن وتأول اخبارا ذكرها تتضمن أنه يجوز أن يكون تسعا وعشرين ووجدت تصنيفا للشيخ محمد بن على الكراجكى يقتضى أنه قد كان في اول امره قائلا بقول جعفر بن قولويه في العمل على ان شهر الصيام لا يزال ثلاثين على التمام ثم رأيت له مصنفا آخر سماه (الكافي في لاستدلال) قد نقض فيه على من قال بأنه لا ينقص عن ثلاثين واعتذر عما كان يذهب إليه وذهب إلى انه يجوز أن يكون تسعا وعشرين ووجدت شيخنا المفيد قد رجع عن كتاب (لمح البرهان) وذكرانه قد صنف كتابا سماه (مصابيح النور) وأنه قد ذهب فيه إلى قول محمد ابن احمد بن داود في ان شهر رمضان له اسوة بالشهور في الزيادة والنقصان. اقول: وهذا امر يشهد به الوجدان والعيان وعمل اكثر من سلف وعمل من ادركناه من الاخوان وانما اردنا ان لا يخلو كتابنا من الاشارة إلى قول بعض من ذهب الاختلاف من اهل الفضل و الورع والانصاف وان الورع والدين حملهم على الرجوع إلى ما عادوا إليه من انه يجوز أن يكون ثلاثين وأن يكون تسعا وعشرين. (1) الشورى: 30. (2) محمد بن الحصين مجهول لا يعرف حاله. (*)

[ 385 ]

عن العرزمي (1) قال: كنت مع أبي عبد الله عليه السلام في الحجر جالسا تحت الميزاب ورجل يخاصم رجلا وأحدهما يقول لصاحبه: والله ما تدري من أين تهب الريح ؟ فلما أكثر عليه قال له أبو عبد الله عليه السلام: فهل تدري أنت من أين تهب الريح ؟ فقال: لا، ولكن أسمع الناس يقولون. فقلت أنا لابي عبد الله عليه السلام: من أين تهب الريح جعلت فداك ؟ قال: إن الريح مسجونة تحت هذا الركن الشامي فإذا أراد الله عزوجل أن يرسل منها شيئا أخرجه أما جنوب فجنوب، وأما شمال فشمال، وأما صبافصبا، وأما دبور فدبور، ثم قال: وآية ذلك أنك لا تزال ترى هذا الركن متحركا في الشتاء والصيف أبدا الليل مع النهار. 17 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال حدثنا عبد الله بن جعفر، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الرجل ليشرب الشربة فيدخله الله الجنة. قلت: وكيف ذاك ؟ قال: إن الرجل ليشرب الماء فيقطعه ثم ينحي الاناء وهو يشتهيه فيحمد الله، ثم يعود فيشرب، ثم ينحيه وهو يشتهيه فيحمد الله، ثم يعود فيشرب فيوجب الله عزوجل له بذلك الجنة. 18 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن السياري، عن ابن بقاح، عن عبد السلام رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: كفر بالنعم أن يقول الرجل: أكلت الطعام كذا وكذا فضرني. 19 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن حماد بن عثمان، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” الشعراء يتبعهم الغاوون (2) ” قال: هل رأيت شاعرا يتبعه أحد ؟ إنما هم قوم تفقهوا لغير الدين، فضلوا وأضلوا. 20 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا الحسن بن علي السكري، قال:


(1) محمد بن الفضيل من اصحاب الرضا عليه السلام صير في يرمى بالغلو وضعفه الشيخ في رجال. والعرزمى – بالعين المهملة والزاى المعجمة بعد الراء المهملة – عبد الرحمن بن محمد ثقة من اصحاب الصادق عليه السلام. (2) الشعراء: 224. (*)

[ 386 ]

حدثنا محمد بن، زكريا الجوهري، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن سفيان ابن سعيد، قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام – وكان والله صادقا كما سمي – يقول: يا سفيان، عليك بالتقية فإنها سنة إبراهيم الخليل عليه السلام وإن الله عزوجل قال لموسى وهارون: ” اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ” (1) يقول الله عزوجل: كنياه وقولا له: ” يا أبا مصعب ” وإن رسول الله صلى الله عليه واله كان إذا أراد سفرا وروى بغيره (2) وقال: أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض ولقد أدبه الله عزوجل بالتقية فقال: ” ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقيها إلا الذين صبروا وما يلقيها إلا ذو حظ عظيم (3) ” يا سفيان من استعمل التقية في دين الله فقد تسنم الذروة العليا من العز، إن عز المؤمن في حفظ لسانه ومن لم يملك لسانه ندم. قال سفيان: فقلت له: يا ابن رسول الله هل يجوز أن يطمع الله عز وجل عباده في كون مالا يكون ؟ قال: لا. فقلت: فكيف قال الله عزوجل لموسى وهارون عليهما السلام: ” لعله يتذكر أو يخشى ” وقد علم أن فرعون لا يتذكر ولا يخشى ؟ فقال: إن فرعون قد تذكر وخشي ولكن عند رؤية البأس حيث لم ينفعه الايمان، ألا تسمع الله عزوجل يقول: ” حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ” فلم يقبل الله عزوجل إيمانه وقال: ” الآن وقد عصيت قبل و كنت من المفسدين * فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية (4) ” يقول: نلقيك على نجوة من الارض لتكون لمن بعدك علامة وعبرة. حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني – رضى الله عنه – قال: حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الانباري، قال: حدثنا أبو العباس، عن أحمد بن يحيى، عن سلمة، عن الفراء قال: يقال: هي ذروة الجبل وذروته، وهو فرعون وفرعون (5)، وهو سفيان وسفيان، قال لى: أبو بكر وحكى يونس النحوي أنه سفيان، وروي عن غير الفراء أن


(1) طه 43 و 44. (2) أي ستره وكنى عنه واوهم أنه يريد غيره واصله من الوراء أي ألقى البيان وراء ظهره لئلا ينتهى خبره إلى مقصده فيستعد والقتاله. (3) فصلت: 34 و 35. (4) يونس: 90 و 91 و 92. (5) كذا ولعل وجه التكرار بيان جواز كسر الفاء وضمها. (م) (*)

[ 387 ]

سفيان يجوز أن يكون مأخوذا من السفن وهو قشور السمك التى تلزق على السيوف، ويجوز أن يكون مأخوذا من سفت الريح التراب تسفيه سفى (1) مقصورا – والسفاء – ممدودا: الجهل. 21 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبى عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اسري برسول الله صلى الله عليه وآله وحضرت الصلاة فأذن جبرئيل عليه السلام فما قال: الله أكبر، الله أكبر، قالت الملائكة الله أكبر، الله أكبر، فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قالت الملائكة: خلع الانداد: فلما قال: أشهد أن محمدا رسول الله، قالت الملائكة: نبى بعث، فلما قال: حي على الصلاة، قالت الملائكة: حث على عبادة ربه، فلما قال: حي على الفلاح، قالت الملائكة: أفلح من اتبعه. 22 – حدثنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم المكتب، قال: حدثنا محمد بن جعفر الاسدي أبو الحسين الكوفى، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا جعفر بن عبد الله المروزي، قال: حدثنا أبى، عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا ظلمت العيون العين (2) كان قتل العين على يد الرابع من العيون، فإذا كان ذلك استحق الخاذل له لعنة الله والملائكة والناس أجميعن، فقيل له: يارسول الله ما العين والعيون ؟ فقال: أما العين فأخي على بن أبى طالب، وأما العيون فأعداؤه، رابعهم قاتله ظلما وعدوانا. 23 – حدثنا أبو القاسم على بن أحمد بن موسى بن عمران الدقاق قال: حدثنا محمد بن أبى عبد الله الكوفي، قال: حدثنا سهل بن زياد الادمي، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، قال: حدثني سيدي علي بن محمد بن على الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسن بن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أبا بكر منى بمنزلة السمع وإن عمر منى بمنزلة البصر، وإن عثمان مني بمنزلة الفؤاد. قال: فلما كان من الغد دخلت إليه وعنده أمير المؤمنين عليه السلام وأبو بكر وعمر وعثمان، فقلت له: يا أبه سمعتك تقول في


(1) ” سفى ” مقصورا: التراب، ومصدر سفت الريح ” سفى ” بالياء. (2) في بعض النسخ في جميع المواضع بالعين والباء الموحدة. (*)

[ 388 ]

أصحابك هؤلاء قولا فما هو ؟ فقال عليه السلام: نعم ثم أشار بيده إليهم فقال: هم السمع و البصر والفؤاد وسيسألون عن ولاية وصيي هذا وأشار إلى علي بن أبى طالب عليه السلام، ثم قال: إن الله عزوجل يقول: ” إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا (1) ” ثم قال صلى الله عليه وآله: وعزة ربي إن جميع امتى لموقوفون يوم القيامة ومسؤولون عن ولايته وذلك قول الله عزوجل: ” وقفوهم إنهم مسؤولون (2) ” 24 – حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن على بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن على بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام أنه قال: إن الله تبارك وتعالى ليبغض البيت اللحم واللحم السمين، قال له بعض أصحابه: يا ابن رسول الله، إنا لنحب اللحم وما تخلو بيوتنا منه فكيف ذاك ؟ فقال: ليس حيث تذهب، إنما البيت اللحم البيت الذي يؤكل فيه لحوم الناس بالغيبة، وأما اللحم السمين فهو المتكبر المتبختر المختال في مشيه. 25 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقى، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن أبي بصير، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إن الناس يقولون: إن العرش اهتز لموت سعد بن معاذ، فقال: إنما هو السرير الذي كان عليه. 26 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبى عمير، عن بعض أصحابه، عن أبى عبد الله عليه السلام قال: قيل له: إن أبا الخطاب يذكر عنك أنك قلت له: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت فقال: لعن الله أبا الخطاب والله ما قلت له هكذا ولكني قلت: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير يقبل منك، إن الله عزوجل يقول: ” من عمل صالحا من ذكر أو أنثى


(1) الاسراء: 36. (2) الصافات: 24. (*)

[ 389 ]

وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب (1) ” ويقول تبارك وتعالى: ” من عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة (2) “. 27 – حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري، قال: حدثنا على بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن عبد السلاام بن صالح الهروي، قال: قلت للرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله قد روي عن آبائك عليهم السلام في من جامع في شهر رمضان أو أفطر فيه ثلاث كفارات وروي عنهم أيضا كفارة واحدة فبأي الخبرين نأخذ ؟ قال: بهما جميعا، متى جامع الرجل حراما أو أفطر على حرام في شهر رمضان فعليه ثلاث كفارات: عتق رقبة، وصيام شهرين متتابعين، وإطعام ستين مسكينا وقضاء ذلك اليوم. وإن كان نكح حلالا أو أفطر على حلال فعليه كفارة واحدة وقضاء ذلك اليوم، وإن كان نسايا فلا شئ عليه. 28 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان، قال: أبو عبد الله عليه السلام: لايمن في غضب، ولا في قطيعة رحم، ولافي جبر، ولا في إكراه. قال: قلت: أصلحك الله فما الفرق بين الاكراه والجبر ؟ قال: الجبر من السلطان يكون، والاكراه من الزوجة و الاب وليس ذلك بشئ. 29 – حدثنا محمد بن إبراهيم، عن أحمد بن يونس المعاذي، قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن سعيد الكوفي، قال: حدثنا محمد بن محمد بن الاشعث، عن موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: كان للحسن بن على عليهما السلام صديق وكان ماجنا (3) فتباطأ عليه أياما فجاءه يوما فقال له الحسن عليه السلام: كيف أصبحت ؟ فقال: يا ابن رسول الله أصبحت بخلاف ما احب ويحب الله ويحب الشيطان ! فضحك الحسن عليه السلام ثم قال: وكيف ذاك، قال: لان الله عزوجل يحب أن اطيعه ولا أعصيه ولست كذلك، والشيطان يحب أن أعصي الله ولا اطيعه ولست كذلك، وأنا احب أن لا أموت ولست كذلك فقام


(1) المؤمن: 40. (2) النحل: 97. (4) أي مازحا وتباطأ أي تأخر. (*)

[ 390 ]

إليه رجل فقال: يا ابن رسول الله ما بالنا نكره الموت ولانحبه ؟ قال: فقال الحسن عليه السلام: لانكم أخربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم وأنتم تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب. 30 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الكوفى، عن عبد الله الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا، هل عسى رجل يكذبني وهو على حشاياه (1) متكئ ؟ قالوا: يارسول الله ومن الذي يكذبك ؟ قال: الذي يبغله الحديث فيقول: ما قال هذا رسول الله قط، فما جاءكم عني من حديث موافق للحق فأنا قلته، وما أتاكم عني من حديث لا يوافق الحق فلم أقله ولن أقول إلا الحق. 31 – وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله. اتقوا تكذيب الله. قيل: يارسول الله وكيف ذاك ؟ قال: يقول أحدكم: قال الله، فيقول الله: كذبت لم أقله. أو يقول: لم يقل الله، فيقول الله عزوجل: كذبت قد قلته. 32 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إياك والتحاف الصماء. قال: قلت وما الصماء ؟ قال: أن تدخل الثوب من تحت جناحك فتجعله على منكب واحد. 33 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن راشد بن يحيى، عن على بن إسماعيل، عن عمرو بن أبى المقدام، قالت: سمعت أبا الحسن أو أبا جعفر عليهما السلام يقول في هذه الاية: ” ولا يعصينك في معروف (2) ” قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام: إذا أنا مت فلا تخمشي (3) علي وجها، ولا ترخى علي شعرا، ولا تنادي بالويل، ولا تقيمي علي نائحة. ثم قال: هذا المعروف الذي


(1) الحشايا – بفتح الحاء المهملة -: جمع الحشية بمعنى الفراش المحشو أي المملو قطنا أو نحوه. (2) الممتحنة: 12. (3) خمش الوجه: لطمه وخدشه. (*)

[ 391 ]

قال الله عزوجل في كتابه: ” ولا يعصينك في معروف “. 34 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن داود بن كثير الرقى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أيهما كان أكبر، إسماعيل أو إسحاق ؟ وأيهما كان الذبيح ؟ فقال: كان إسماعيل اكبر من إسحاق بخمس سنين، وكان الذبيح إسماعيل، وكانت مكة منزل إسماعيل، وإنما أراد إبراهيم أن يذبح إسماعيل أيام الموسم بمنى. قال: وكان بين بشارة الله لابراهيم بإسماعيل وبين بشارته بإسحاق خمس سنين، أما تسمع لقول إبراهيم عليه السلام حيث يقول: ” رب هب لي من الصحالين (1) ” إنما سأل الله عزوجل أن يرزقه غلاما من الصالحين، وقال في سورة الصافات: ” فبشرناه بغلام حليم (2) ” يعني إسماعيل من هاجر، فقال: ففدي إسماعيل بكبش عظيم. فقال أبو عبد الله عليه السلام: ثم قال: ” وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين * وباركنا عليه وعلى إسحاق (3) ” يعني بذلك إسماعيل قبل البشارة بإسحاق فمن زعم أن إسحاق أكبر من إسماعيل وأن الذبيح إسحاق فقد كذب بما أنزل الله عزوجل في القرآن من نبائهما. 35 – حدثنا أبى – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أحمد بن أشيم، عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك لم سموا العرب أولادهم بكلب ونمر وفهد وأشباه ذلك ؟ قال: كانت العرب أصحاب حرب، وكانت تهول على العدو بأسماء أولادهم ويسمون عبيدهم فرجا ومباركا وميمونا وأشباه ذلك (4) يتيمنون بها. 36 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن أبي مسروق عن علي بن أسباط يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى يبدء بالنظر إلى زوار قبر الحسين بن علي عليهما عشية عرفة. قال: قلت: قبل نظره إلى أهل


(1) الصافات: 100. (2) الصافات: 101. (3) الصافات: 112. (4) في بعض النسخ [ أشباه هذا ].

[ 392 ]

الموقف ؟ قال: نعم. قلت: وكيف ذاك ؟ قال: لان في أولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا. 37 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أبى سعيد الادمي، عن الحسن بن على بن أبى حمزة، عن أبيه، عن أبى بصير، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إن أبا الخطاب كان يقول: إن رسول الله تعرض عليه أعمال امته كل خميس، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ليس هكذا ولكن رسول الله تعرض عليه أعمال امته كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا، وهو قول الله عزوجل: ” وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون (1) ” وسكت. قال أبو بصير: إنما عنى الائمة عليهم السلام. 38 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب يزيد، عن محمد بن أبى عمير، عن أبى المغرا، عن أبى بصير، عن أبى جعفر عليه السلام قال: الهبة جائزة قبضت أولم تقبض، قسمت أولم تقسم، وإنما أراد الناس النحل فأخطؤوا والنحل لا تجوز حتى تقبض. 39 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، [ عن بعض أصحابنا ] عن أبي سعيد المكاري، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فذكر زيد ومن خرج معه، فهم بعض أصحاب المجلس أن يتناوله فانتهره (2) أبو عبد الله عليه السلام وقال: مهلا ؟ ليس لكم أن تدخلوا فيما بينا إلا بسبيل خير إنه لم تمت نفس منا إلا وتدركه السعادة قبل أن تخرج نفسه ولو بفواق ناقة. قال: قلت: وما فواق ناقة ؟ قال: حلابها. 40 – حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة، عن عمر بن أبان الرفاعي، عن الصباح بن سيابة، عن أبى عبد الله عليه السلام قال: إن الرجل ليحبكم وما يدري ما تقولون فيدخله الله الجنة، وإن الرجل ليبغضكم وما يدري ما تقولون فيدخله الله النار، وإن


(1) التوبة: 105. (2) أي أراد بعض الحضار أن يقول فيه قولا غير مرضى ويذمه على ما فعل فزجره أبو عبد الله عليه السلام ومنعه. ولعل التناول هنا بمعنى السب. (*)

[ 393 ]

الرجل منكم ليملا صحيفته من غير عمل، قلت: وكيف يكون ذاك ؟ قال يمر بالقوم ينالون منا فإذا رأوه قال بعضهم لبعض: إن هذا الرجل من شيعتهم، ويمر بهم الرجل من شيعتنا فينهزونه (1) ويقولون فيه فيكتب الله عزوجل بذلك حسنات حتى تملا صحيفته من غير عمل. 41 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن حفص الكناسي، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما أدنى ما يكون به العبد مؤمنا ؟ قال: يشهد أن لاإله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، ويقر بالطاعة و يعرف إمام زمانه، فإذا فعل ذلك فهو مؤمن. 42 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن ابن مسكان، عن أبي الربيع، قال: قلت: ما أدنى مايخرج به الرجل من الايمان ؟ قال: الرأي يراه مخالفا للحق فيقيم عليه. 43 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما أدنى ما يكون به العبد كافرا ؟ قال: أن يبتدع به شيئا فيتولى عليه ويتبرء (2) ممن خالفه. 44 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن بريد العجلي، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما أدنى ما يصير به العبد كافرا ؟ قال: فأخذ حصاة من الارض فقال: أن يقول لهذه الحصاة إنها نواة ويبرء ممن خالفه على ذلك، ويدين الله بالبراءة ممن قال بغير قوله، فهذا ناصب قد أشرك بالله وكفر من حيث لا يعلم.


(1) نهزه: ضربه ودفعه. وفى نسخة [ فينتهرونه ]. (2) في بعض النسخ [ يبرء ]. (*)

[ 394 ]

45 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن محمد بن أسلم، عن الحسن ابن محمد الهاشمي، عن عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قلت له: ما أدنى ما يكون به الرجل ضالا ؟ قال: أن لايعرف من أمر الله بطاعته، وفرض ولايته، وجعله حجته في أرضه، وشاهده على خلقه. قلت: فمن هم يا أمير المؤمنين ؟ فقال: الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه فقال: ” يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم (1) ” قال: فقبلت رأسه وقلت: أوضحت لي وفرجت عني وأذهبت كل شك كان في قلبي. 46 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى بإسناد متصل إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، أنه قال: أدنى ما يجزي من الدعاء بعد المكتوبة أن يقول: ” اللهم صلى على محمد وآل محمد، اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به علمك، وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك، اللهم إني أسألك عافيتك في اموري كلها وأعوذ بك من خزى الدنيا وعذاب الاخرة “. 47 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن حبيب بن حكيم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أدنى الالحاد فقال: الكبر منه. 48 – حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور – رحمه الله – قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أدنى مايخرج به الرجل من الايمان أن يواخي الرجل على دينه فيحصي عليه عثراته وزلاته ليعنفه (2) بها يوما [ ما ]. 49 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان عينة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام


(1) النساء: 59. (2) التعنيف التعيير وفى بعض النسخ [ ليعيره ]. (*)

[ 395 ]

يقول: وجدت علم الناس كلهم في أربعة: أولها أن تعرف ربك، والثاني أن تعرف ما صنع بك، والثالث أن تعرف ما أراد منك، والرابع أن تعرف ما يخرجك من دينك. 50 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: القلوب ثلاثة: قلب منكوس لا يعي (1) على شئ من الخير وهو قلب الكافر، وقلب فيه نكتة سوداء فالخير والشر فيه يعتلجان (2) فما كان منه أقوى غلب عليه، وقلب مفتوح فيه مصباح يزهر ولا يطفأ نوره إلى يوم القيامة وهو قلب المؤمن. 51 – حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا أبي، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمد بن اورمة، عن محمد بن خالد، عن هارون، عن المفضل، عن سعد الخفاف (3)، عن أبي جعفر عليه السلام قال: القلوب أربعة: قلب فيه نفاق وإيمان، وقلب منكوس، وقلب مطبوع، وقلب أزهر أنور (4). قلت: مالازهر. قال: فيه كهيئة السراج، وأما المطبوع فقلب المنافق، وأما الازهر فقلب المؤمن إن أعطاه الله عزوجل شكر، وإن ابتلاه صبر، وأما المنكوس فقلب المشرك ثم قرأ هذه الاية: ” أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم (5) ” أما القلب الذي فيه إيمان ونفاق فهم قوم كانوا بالطائف وإن أدرك أحدهم أجله على نفاقه هلك وإن أدركه على إيمانه نجا. (6) 52 – حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار قال: حدثنا علي


(1) أي لا يحفظ من وعاه يعيه أي حفظه وجمعه كأوعاه. (2) الاعتلاج: المصارعة وما يشابهها. (3) رواه الكليني – رحمه الله – في الكافي ج 2 ص 422 عن عدة من اصحابه، عن احمد بن محمد بن خالد، عن ابيه، عن هارون. والهارون هو ابن الجهم والمفضل هو ابن صالح ابو جميلة بقرينة روايته عن سعد الخفاف. (4) في الكافي ” أجرد ” مكان ” أنور “. (5) الملك: 23. (6) المراد بالذى فيه ايمان ونفاق هو قلب من آمن ببعض ما جاء به النبي صلى الله عليه و وآله وجهد بعضه أو الشاك الذى يعبد الله على حرف. (*)

[ 396 ]

ابن محمد بن قتيبة قال: حدثنا حمدان بن سليمان النيسابوري، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام، يقول: أفعال العباد مخلوقة. فقلت له: يا ابن رسول الله وما معنى ” مخلوقة ” ؟ قال: مقدرة. (1) 53 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل – رضي الله عنه – قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن يعقوب بن يزيد، قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن سدير الصيرفي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خلق نور فاطمة عليها السلام قبل أن تخلق الارض والسماء. فقال بعض الناس: يا نبي الله فليست هي إنسية ؟ فقال صلى الله عليه وآله: فاطمة حوراء إنسية قال: يا نبي الله وكيف هي حوراء إنسية ؟ قال: خلقها الله عزوجل من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الارواح فلما خلق الله عزوجل آدم عرضت على آدم. قيل: يا نبي الله وأين كانت فاطمة ؟ قال: كانت في حقة تحت ساق العرش، قالوا: يا نبي الله فما كان طعامها ؟ قال: التسبيح، والتهليل، والتحميد. فلما خلق الله عزوجل آدم و أخرجني من صلبه أحب الله عزوجل أن يخرجها من صلبي جعلها تفاحة في الجنة و أتاني بها جبرئيل عليه السلام فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا محمد، قلت: وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل. فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام. قلت: منه السلام وإليه يعود السلام. قال: يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عزوجل إليك من الجنة فأخذتها وضممتها إلى صدري. قال: يا محمد يقول الله جل جلاله: كلها. ففلقتها فرأيت نورا ساطعا ففزعت منه فقال: يا محمد مالك لا تأكل ؟ كلها ولا تخف، فإن ذلك النور المنصورة في السماء وهي في الارض فاطمة، قلت: حبيبي جبرئيل، ولم سميت في السماء ” المنصورة ” وفي الارض ” فاطمة ” ؟ قال: سميت في الارض ” فاطمة ” لانها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداءها عن حبها، وهي في السماء ” المنصورة ” وذلك قول الله


(1) وقال تعالى: ” الله خالق كل شئ ” وقال ” والله خلقكم وما تعملون ” ومخلوقية أفعال العباد للحق لا تنافى كونها باختيارهم ومستندة إلى ارادتهم، لان معنى المخلوقية انها من حيث هي امور ممكنة في حد نفسها تحتاج الى العلة وسلسلة العلل تنتهى إلى الحق تعالى لا محالة، وبنظر أدق (*) =

[ 397 ]

عزوجل: ” يومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء (1) ” يعني نصر فاطمة لمحبيها (2). 54 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب الخزاز قال: سمعت أبا عبد الله


= ينحصر الفاعل الذى منه الوجود به سبحانه كما برهن عليه في محله لكن الامور انما تستند إليه سبحانه بحدودها فما فرض اختياريا أي صادرا عن الانسان بعلم وارادة يستند إليه سبحانه بحدوده وقيوده أي بقيد كونه اختياريا للانسان وقد أشار عليه السلام إليه بقوله ” مقدرة ” وبعبارة اخرى الجزء الاخير من العلة التامة للافعال الاختيارية ارادة الفاعل ولن تنفك عنها ابدا لكن يتعلق بهذا الفعل بخصوصياته ارادة الحق سبحانه ولا تعارض بين الارادتين لكونهما طوليتين. وان شئت مزيد الوضوح فاعتبر ذلك من نفسك فان نسبة النفس إلى الصور العلمية التى توجدها في الذهن مثال جلى لذلك ” والله المثل الاعلى ” فإذا تصورت صورة انسان يتروى ويتردد في شرب كأس من خمر مثلا لم يختار الشرب على الترك ويشربها فانما اوجدت في ذهنك صورة انسان يعصى بسوء اختياره فهو وفعله يستندان في وجودهما اليك لانك أوجدت صورته وفعله من شئونه مع ان عصيانه لا يستند اليك ولا يوجب استناد وجوده اليك ان لا يكون مختارا في فعله كيف وقد تصورت وفرضت أنه مختار. وهذا مراد من قال: ” فالفعل فعل الله وهو فعلنا ” والله الهادى. (م) (1) الروم: 3 و 4. (2) اعلم أنه قد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام أخبار كثيرة جدا تربوا على مئين تفيد على اختلاف مضامينها وتعبيراتها ان بين وجود الواجب ووجود الممكنات مرتبة من الوجود شريفة منها ترشح وجودها وفيها جرى الفيض من مبدئه عليها وقد عبر في جلها انه تعالى خلق من نوره هذا النور – وقد تقدس نوره عن ظلمة المادة وغواشيها – ثم خلق من هذا النور انوارا اخر أو شقه فأوجدها منه ونحو هذا النهج من التعبير وفى بعضها ان القلم واللوح خلقا من هذا النور وقد مضى شطر يسير منها في هذا الكتاب وقد أنكر بعض من لم يرزق بصيرة في دينه تلك الروايات الجمة بل المتواترة وردها ونسبها إلى جعل الجاعلين وغلو الغالين واوهام المتصوفين ولورد علمها إلى اهله وسكت عن القول فيها بالاثبات والانكار لكان أحسن واحوط. فليس في وسع الباحث الحازم والمحقق المنصف أن يرسل عنان القلم واللسان في هذا الميدان بل عليه اعمال غاية التثبت وبذل نهاية الجهد وان لم ينل بعد بغيته ولم يظفر على ما يشفى علته ويروى غلته فلا يتركن الاحتياط ولا يدعن الحزم وليأخذ بالاحوط الاحزم فانه الطريق الاسلم فللعالم اسرار و لظواهره حقائق وللكل اهل وكل ميسر لما خلق له. وكيف كان فلا يسعنا معشر الاخذين بأذيال اهل البيت عليهم السلام الا الخضوع تجاه علومهم الذاخرة وحمكهم الغزيرة وكلماتهم المكنونة وبياناتهم الشافية فان وافق ظواهر كلماتهم الباهرة (*) =

[ 398 ]

عليه السلام يقول: لما انزلت هذه الاية على النبي صلى الله عليه وآله: ” من جاء بالحسنة فله خير منها (1) ” قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم زدني فأنزل الله تبارك وتعالى: ” من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها (2) ” فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم زدني، فأنزل الله عزوجل عليه ” من ذاالذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة (3) ” فعلم رسول الله صلى الله عليه وآله أن الكثير من الله عزوجل لا يحصى وليس له منتهى. 55 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضى الله عنه – قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن أبي الحسن على بن يحيى، عن علي بن مروك الطائي، عن أبى عبد الله، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أي عرى (4) الايمان أوثق ؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم، فقال بعضهم: ” الصلاة ” وقال بعضهم: ” الزكاة ” وقال بعضهم: ” الصوم ” وقال بعضهم: ” الحج والعمرة ” وقال بعضهم: ” الجهاد ” فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لكل ما قلتم فضل وليس به، ولكن أوثق عرى الايمان الحب في الله، والبغض


= البرهان موافقة ندركها وتصدقها الاجنان والا فالتوقف حتى يكشف القناع عن وجه الحق فيشاهد بالعيان. وقد تطابق العقل والنقل والبيان والبرهان كما ادعى عليه الكشف والعيان والشهود و الوجدان. على ان في باطن هذا العالم عالما اشرف واكمل وكذا في باطنه حتى ينتهى إلى الحق الاول وقد سميت تلك العوالم في الروايات بالغيب والنور والروح والذر وأشباهها وقد عبر عنها اصحاب الحكمة المتعالية بمراتب الوجود المشككة وكلما امعن في البطون وارتفع سنام الوجود اشتد وحدته وبساطته حتى يصل إلى الواحد الاحد جل شأنه وعلى هذا فما صدر عنه في طليعة الممكنات موجود واحد شريف في غاية النورية والبهجة وله ظهور في كل عالم بحسبه ولا غرو ان يكون مظهره في عالم الطبيعة جسم النبي صلى الله عليه وآله ثم الولى الذى نفسه وبنته التى هي بضعة منه والائمة المعصومين المولودين بواسطتها عنه وكلهم نور واحد فافهم ولعلك بما ذكر تقدر على حل ما اشكل عليك من تلك الاخبار الحاكية عن بعض ما في الوجود من الحقائق والاسرار والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم. (م) (1) النمل: 92. (2) الانعام: 161. (3) البقرة: 246. (4) العرى: جمع العروة وهى ما يتمسك ويؤخذ به. (*)

[ 399 ]

في الله، وتولى أولياء الله، والتبري من أعداء الله عزوجل. 56 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضى الله عنه – قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن هارون بن مسلم، عند مسعدة بن زياد، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال: من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن. 57 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن زياد قال: قال الصادق عليه السلام: كذب من زعم أنه يعرفنا وهو متمسك بعروة غيرنا. 58 – حدثنا محمد بن القاسم المفسر الجرجاني، قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد، وعلي بن محمد بن سنان، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لبعض أصحابه ذات يوم: يا عبد الله أحبب في الله، وأبغض في الله ووال في الله وعاد في الله، فإنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك، ولا يجد الرجل طعم الايمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك وقد صارت مؤاخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا، عليها يتوادون، وعليها يتباغضون، وذلك لا يغني عنهم من الله شيئا. فقال الرجل: يارسول الله فكيف لي أن أعلم أني قد واليت وعاديت في الله ؟ ومن ولي الله عزو جل حتى اواليه ؟ ومن عدوه حتى اعاديه ؟ فأشار له رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام فقال: أترى هذا ؟ قال: بلى، قال: ولي هذا ولي الله فواله، وعدو هذا عدو الله فعاده، ووال ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك، وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك وولدك. 59 – حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أبو العباس عبد الرحمن بن محمد بن حماد، قال: حدثنا أبو سعيد يحيى بن حكيم، قال: حدثنا أبو قتيبة، قال: حدثنا الاصبغ ابن زيد، عن سعيد بن رافع، عن زيد بن علي عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، عن فاطمة بنت النبي عليهما السلام قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وآله: إن في الجمعة لساعة لا يراقبها (1) رجل


(1) في بعض النسخ [ لا يوافقها ]. (*)

[ 400 ]

مسلم يسأل الله عزوجل فيها خيرا إلا أعطاه إياه. قالت: فقلت: يارسول الله أي ساعة هي ؟ قال: إذا تدلى نصف عين الشمس للغروب. قال: وكانت فاطمة عليها السلام تقول لغلامها: اصعد على الضراب (1) فإذا رأيت نصف عين الشمس قد تدلى للغروب فأعلمني حتى أدعو. 60 – حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور – رضي الله عنه – قال: حدثنا الحسين بن محمد ابن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن زياد، عن سيف بن عميرة، قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: من لم يبال ما قال وما قيل فيه فهو شرك (2) شيطان، ومن لم يبال أن يراه الناس [ مسيئا ] فهو شرك شيطان، ومن اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة بينها فهو شرك شيطان، ومن شغف بمحبة الحرام وشهوة الزنا فهو شرك شيطان. ثم قال عليه السلام: إن لولد الزنا علامات: أحدها بغضنا أهل البيت، وثانيها أن يحن إلى الحرام الذي خلق منه، وثالثها الاستخفاف بالدين، ورابعها سوء المحضر للناس ولا يسيئ محضر إخوانه إلا من ولد على غير فراش أبيه أو من حملت به امه في حيضها. 61 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني – رحمه الله – قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى (3)، قال: حدثنا عبد الله بن محمد الضبي، قال: حدثنا محمد بن هلال قال: حدثنا نائل بن نجيح، قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام، عن قول الله عزوجل: ” كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء * تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها (4) ” قال: أما الشجرة فرسول الله صلى الله عليه وآله وفرعها علي عليه السلام وغصن الشجرة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وثمرها أولادها عليهم السلام وورقها شيعتنا: ثم قال عليه السلام: إن المؤمن من شيعتنا ليموت فيسقط من الشجرة


(1) كذا، وفى نسخة ” الظراب ” ولعله جمع المظرب بمعنى الحجر الناتئ أي المرتفع. (2) الشرك – بكسر الشين وتسكين الراء -: المشارك وبفتحتين حبائل الصيد وعلى الكسر يحتمل ان يكون اشارة إلى قوله تعالى: ” وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الاغرورا “. (م) (3) في نسخة [ محمد بن عبد العزيز بن يحيى ]. (4) إبراهيم: 30. (*)

[ 401 ]

ورقة، وإن المولود من شيعتنا ليولد فتورق الشجرة ورقة. 62 – حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن سعيد بن يحيى البزوفري، قال: حدثنا إبراهيم الهيثم [ عن امية ] البلدي، قال: حدثنا أبي عن المعافا بن عمران، عن إسرائيل، عن المقدام بن شريج بن هانئ، عن أبيه شريج، قال: سأل أمير المؤمنين عليه السلام ابنه الحسن بن علي فقال: يا بني ما العقل ؟ قال: حفظ قلبك ما استودعته. قال: فما الحزم ؟ قال: أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما أمكنك. قال: فما المجد ؟ قال: حمل المغارم وابتناء المكارم. قال: فما السماحة ؟ قال: إجابة السائل وبذل النائل. قال: فما الشح ؟ قال: أن ترى القليل سرفا وما أنفقت تلفا. قال: فما الرقة ؟ قال: طلب اليسير ومنع الحقير. قال: فما الكلفة ؟ قال: التمسك بمن لا يؤمنك (1) والنظر فيما لا يعنيك. قال: فما الجهل ؟ قال: سرعة الوثوب على الفرصة قبل الاستمكان منها والامتناع عن الجواب، ونعم العون الصمت في مواطن كثيرة وإن كنت فصيحا. ثم أقبل صلوات الله عليه على الحسين ابنه عليه السلام فقال له: يا بني ما السؤدد ؟ قال: اصطناع العشيرة واحتمال الجريرة. قال: فما الغنا ؟ قال: قلة أمانيك والرضا بما يكفيك قال: فما الفقر ؟ قال: الطمع وشدة القنوط. قال: فما اللوم ؟ قال: إحراز المرء نفسه وإسلامه عرسه. قال: فما الخرق ؟ قال: معاداتك أميرك ومن يقدر على ضرك ونفعك. ثم التفت إلى الحارث الاعور فقال: يا حارث علموا هذه الحكم أولادكم فإنها زيادة في العقل والحزم والرأي. 63 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا الحسن بن متيل الدقاق، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن أبى عمير، عن عمر الكرابيسي عن أبى عبد الله عليه السلام قال: خير شبانكم من تشبه بكهولكم، وشر كهولكم من تشبه بشبانكم. 64 – حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن


(1) في بعض النسخ [ التمسك بمن لا يواتيك ]. (*)

[ 402 ]

أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن أبى الحسن العبدي، عن الاعمش عن عباية الاسدي، عن ابن عباس أنه قال: ستكون فتنة فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين: كتاب الله، وعلي بن أبى طالب عليه السلام. فإني سمعت نبى الله صلى الله عليه وآله يقول – و هو آخذ بيد علي عليه السلام -: هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، و هو فاروق هذه الامة يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة، وإنه لهو الصديق الاكبر، وهو بابي الذي أوتى منه، وهو خليفتي من بعدي. 65 – حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد – رضي الله عنهما – قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مقاتل بن سليمان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لما صعد موسى عليه السلام إلى الطور فناجي ربه عزوجل قال: يا رب أرني خزائنك، فقال: يا موسى إنما خزائني إذا أردت شيئا أن أقول له ” كن ” فيكون. 66 – حدثنا أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، قال: حدثنا محمد ابن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، قال: حدثنا محمد بن عبد الحميد، عمن حدثه، قال مات رجل من آل أبي طالب لم يكن حضره أبو الحسن عليه السلام فجاء قوم فلما جلس أمسك القوم كأن على رؤسهم الطير وكانوا في ذكر الفقر [ اء ] والموت: فلما جلس قال: ابتداء منه: قال رسول الله صلى الله عليه واله: مابين الستين إلى السبعين معترك المنايا. (1) ثم قال: عليه السلام: الفقر [ اء ] محن الاسلام. 67 – حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس (2) – رضي الله عنه – قال: حدثنا أبي، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن إبراهيم النوفلي، عن الحسين بن المختار بإسناده رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ملعون ملعون من أكمة أعمى، ملعون ملعون من عبد الدينار والدرهم، ملعون ملعون من نكح بهيمة.


(1) المعترك: موضع العراك والقتال. (2) في نسخة: [ حدثنا محمد بن يحيى بن أحمد بن إدريس ]. (*)

[ 403 ]

قال مصنف هذا الكتاب قوله عليه السلام: ” ملعون ملعون من أكمه أعمى ” يعني من أرشد متحيرا في دينه إلى الكفر وقرره في نفسه حتى اعتقده ومعنى قوله عليه السلام: ” ملعون ملعون من عبد الدنيار والدرهم ” فإنه يعني به من يمنع زكاة ماله ويبخل بمؤاساة إخوانه فيكون قد آثر عبادة الدنيار والدرهم على عبادة خالقه وأما نكاح البهيمة فمعروف. 68 – حدثنا علي بن أحمد بن موسى – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن يعقوب، عن الحسن بن محمد، عن محمد بن يحيى الفارسي، عن أبي حنيفة محمد بن يحيى، عن الوليد بن أبان، عن محمد بن عبد الله بن مسكان، عن أبيه، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن فاطمة بنت أسد – رحمها الله – جاءت إلى أبي طالب تبشره بمولد النبي صلى الله عليه واله فقال لها أبو طالب: اصبري لي سبتآ آتيك بمثله إلا النبوة فقال: السبت ثلاثون سنة وكان بين رسول الله صلى الله عليه واله و امير المؤمنين عليه السلام ثلاثون سنة. 69 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا محمد بن يونس، قال: حدثنا حماد بن عيسى، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام، قال: قال جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله صلى عليه واله يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام قبل موته بثلاث: سلام الله عليك يا أبا الريحانتين، اوصيك بريحانتي من الدنيا فعن قليل ينهد (1) ركناك والله خليفتي عليك. فلما قبض رسول الله صلى الله عليه واله قال علي: هذا أحد ركني الذي قال لي رسول الله، فلما ماتت فاطمة سلام الله عليها قال علي عليه السلام: هذا الركن الثاني الذي قال رسول الله صلى الله عليه واله. 70 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسن ابن يوسف، عن صالح بن عقبة، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: قال الناس ثلاثة عربي، ومولى، وعلج (2) فأما العرب فنحن، وأما المولى فمن والانا، وأما العلج فمن تبرأ منا وناصبنا. 71 – وبهذا الاسناد، عن الحسن بن يوسف، عن عثمان بن جبلة، عن ضريس


(1) في نسخة [ ينهدم ] وهو قريب المعنى منه أو مترادفان. (2) العلج – بسكر العين المهملة -: الرجل الضخم من كفار العجم أو مطلق الكافر. (*)

[ 404 ]

ابن عبد الملك قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: نحن قريش، وشيعتنا العرب، وعدونا العجم. 2 – وبهذا الاسناد، عن سلمة، عن عمر بن سعيد بن خثيم (1)، عن أخيه معمر، عن محمد بن علي عليهما السلام، قال: نحن العرب، وشيعتنا منا، وسائر الناس همج أوهبج. قال: قلت: وما الهمج ؟ قال، الذباب، قلت: وما الهبج ؟ قال: البق (2). 73 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن داود بن الحصين، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما يزال الرجل ممن ينتحل أمرنا يقول لمن من الله عليه بالاسلام: ” يا نبطي ” قال: فقال عليه السلام: نحن أهل البيت والنبطي من ذرية إبراهيم إنما هما نبطان من النبط الماء والطين وليس بضاره في ذريته شئ، فقوم استنبطوا العلم فنحن هم. 74 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيى، عن أخي دارم، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من ولد في الاسلام فهو عربي، ومن دخل فيه طوعا أفضل ممن دخل فيه كرها والمولى هو الذي يؤخذ أسيرا من أرضه ويسلم فذلك المولى. 75 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن يحيى، وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثمانية لاتقبل لهم صلاة: العبد الابق حتى يرجع إلى مولاه، والناشز عن زوجها وهو عليها ساخط، ومانع الزكاة، وتارك الوضوء، والجارية المدركة تصلي بغير خمار، وإمام قوم يصلى بهم وهم له كارهون، والزبين – قالوا: يارسول الله وما الزبين ؟ قال: الرجل يدافع الغائط والبول – والسكران، فهؤلاء الثمانية لاتقبل لهم صلاة.


(1) في نسخة [ سعد ] والصواب مافى المتن و ” خثيم ” بتقديم المثلثة على المثناة التحتانية و ” معمر ” أخو سعيد ابنا خثيم وكلاهما ضعيفان والسند على مافى المتن لا يخلو عن اضطراب. (2) البق: حيوان عدسي مفرطح خبيث الرائحة لذاع واحدته بقة. (*)

[ 405 ]

76 – حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الوليد بن العباس، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الحسب الفعال، والشرف المال، والكرم التقوى. 77 – حدثنا محمد بن علي، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد عن أبى سعيد الادمي، عن يعقوب بن يزيد، عن عبد ربه بن نافع، عن الحباب بن موسى، عن أبى جعفر عليه السلام قال: من ولد في الاسلام حرا فهو عربي، ومن كان له عهد فخفر (1) في عهده فهو مولى رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن دخل في الاسلام طوعا فهو مهاجر. 78 – وبهذا الاسناد، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن هارون، عن أبي يحيى الواسطي عمن ذكره قال: قال رجل لابي عبد الله عليه السلام: إن الناس يقولون: من لم يكن عربيا صلبا أو مولى صريحا فهو سفلي، فقال: وأي شئ المولى الصريح ؟ فقال له الرجل: من ملك أبواه، قال: ولم قالوا هذا ؟ قال: قالوا لقول رسول الله صلى الله عليه وآله: ” مولى القوم من أنفسهم ” فقال: سبحان الله أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ” أنا مولى من لامولى له، وأنا مولى كل مسلم عربيها وعجميها ” ؟ فمن والى رسول الله صلى الله عليه وآله أليس يكون من نفس رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ثم قال: أيهما أشرف من كان من نفس رسول الله صلى الله عليه وآله أو من كان من نفس أعرابي جلف بائل على عقبيه (2) ؟ ثم قال صلى الله عليه وآله: من دخل في الاسلام رغبة خير ممن دخل رهبة، ودخل المنافقون رهبة والموالي دخلوا رغبة. 79 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن علي بن السندي، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن أبيه، قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام حيث دخل عليه داود الرقي فقال له: جعلت فداك إن الناس يقولون: إذا مضى للحامل ستة أشهر فقد فرغ الله من خلقته. فقال أبو الحسن عليه السلام: يا داود ادع ولو بشق الصفا. فقلت: جعلت فداك وأي شئ الصفا ؟ قال: مايخرج مع الولد فإن الله يفعل ما يشاء.


(1) خفر في عهده وبه وفى. (2) البائل اسم فاعل من بال يبول بولا، وفى نسخة [ بائل على عقبه ]. (*).

[ 406 ]

80 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال عن ابن بكير، عن زرارة، قال: ذهبت أنا وبكير مع رجل من ولد علي إلى المشاهد حتى انتهينا إلى احد، فأرانا قبور الشهداء ثم دخل بنا الشعب فمضينا معه ساعة حتى مضينا إلى مسجد هناك فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى فيه فصلينا فيه، ثم أرانا مكانا في رأس جبل فقال: إن النبي صلى الله عليه وآله صعد إليه فكان يكون فيه ماء المطر. قال زرارة: فوقع في نفسي أن رسول الله صلى الله عليه واله لم يصعد إلى ماء ثم، فقلت أنا: فإني لا أجيئ معكم، أنا نائم ههنا حتى تجيئوا، فذهب هو وبكير، ثم انصرصوا وجاؤوا إلي فانصرفنا جميعا حتى إذا كان الغد أتينا أبا جعفر عليه السلام فقال لنا: أين كنتم أمس فإني لم أركم فأخبرناه و وصفنا له المسجد والموضع الذي زعم أن النبي صلى الله عليه وآله صعد إليه فغسل وجهه فيه، فقال أبو جعفر: ما أتى رسول الله ذلك المكان قط، فقلنا له: وروي لنا أنه كسرت رباعيته. فقال: لا، قبضه الله سليما ولكنه شج في وجهه فبعث عليا فأتاه بماء في حجفة فعافه رسول الله صلى الله عليه وآله أن يشرب منه وغسل وجهه. 81 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبى عبد الله، عن محمد بن على الكوفي، عن سفيان، عن فراس، عن الشعبي، قال: قال ابن الكواء لعلي عليه السلام: يا أمير المؤمنين أرأيت قولك: ” العجب بين جمادي ورجب ” قال عليه السلام: ويحك يا أعور هو جمع أشتات، ونشر أموات، وحصد نبات، وهنات (1) بعد هنات، مهلكات مبيرات، لست أنا ولا أنت هناك. 82 – حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار. قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى عن صالح بن ميثم، عن عباية الاسدي، قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام وهو مسجل (2) وأنا قائم عليه: لاتين بمصر مبيرا ولانقضن دمشق حجرا حجرا، ولاخرجن اليهود والنصارى من [ كل ] كور العرب، ولاسوقن العرب بعصاي هذه.


(1) هنات جمع ” هن ” يقال: ” في فلان هنات ” أي خصال شر ولا يقال في الخير. (2) هذه الرواية توجد في النسخ مختلفة في الغاية ففى بعضها ” مشتمل ” مكان ” مسجل ” وفى بعضها ” مشتكى ” مكانه، ثم في بعضها ” لابنين بمصر منبرا ” وفى بعضها ” لا نقصن ” بالصاد المهملة مكان ” لانقضن “، ثم في بعضها ” تجئ ” مكان ” تحيى ” و ” يفعله ” مكان ” يعقله “. (*)

[ 407 ]

قال: قلت له: يا أمير المؤمنين كأنك تخبرنا أنك تحيي بعد ما تموت ! فقال: هيهات يا عباية ذهبت في غير مذهب يعقله رجل مني. قال مصنف هذا الكتاب – رضي الله عنه -: إن أمير المؤمنين عليه السلام اتقى عباية الاسدي في هذا الحديث واتقى ابن الكواء في الحديث السابق لانهما كانا غير محتملين لاسرار آل محمد عليهم السلام. 83 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن ابن سنان، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن سدير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول أمير المؤمنين عليه السلام: ” إن أمرنا صعب مستصعب لا يقربه إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان ” فقال: لان في الملائكة مقربين وغير مقربين، ومن الانبياء مرسلين وغير مرسلين، ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين، فعرض أمركم هذا على الملائكة فلم يقربه إلا المقربون، وعرض على الانبياء فلم يقربه إلا المرسلون، و عرض على المؤمنين فلم يقربه إلا الممتحنون. قال: ثم قال لي: مر في حديثك. 84 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن أبى معاوية الاشتر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من شكا إلى مؤمن فقد شكا إلى الله عزوجل، ومن شكا إلى مخالف فقد شكا الله عزوجل. 85 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن كليب بن معاوية الاسدي، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: شيعتك تقول: الحاج أهله وماله في ضمان الله و [ قد ] يخلف في أهله، وقد أراه يخرج فيحدث [ على ] أهله الاحداث. فقال عليه السلام: إنما يخلفه فيهم بما كان يقوم به، فأما ما كان حاضرا لم يستطع دفعه فلا. 86 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام: هل سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن الاطفال. فقال: قد سئل فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين. ثم قال: يا زرارة هل تدري


[ 408 ]

ما قوله: ” الله أعلم بما كانوا عاملين ” ؟ قال: لاقال: الله (1) عزوجل فيهم المشيئة، إنه إذا كان يوم القيامة اتى بالاطفال، والشيخ الكبير الذي قد أدرك السن ولم يعقل من الكبر و الخرف، والذي مات في الفترة بين النبيين، والمجنون والابله الذي لا يعقل، فكل واحد [ منهم ] يحتج على الله عزوجل فيبعث الله تعالى إليهم ملكا من الملائكة فيؤجج (2) نارا فيقول: إن ربكم يأمركم أن تثبوا فيها فمن وثب فيها كانت عليه بردا وسلاما، ومن عصاه سيق إلى النار. 87 – أبى – رحمه الله – قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن صفوان بن الحكم الحناط، قال: حدثني زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: النعيم في الدنيا الامن، وصحة الجسم، وتمام النعمة في الاخرة دخول الجنة. وما تمت النعمة على عبد قط لم يدخل الجنة. حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد بن بابويه المذكر، قال: سمعت القاضي الكبير أبا الحسن علي بن أحمد الطبري يقول: حدثني أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا ابن زفر العدوي البصري (3)، قال: مررت بالبصرة بمحل (4) ” طحان ” وهي ناحية و إذا زحام على باب، وناس يدخلون دار، وناس يخرجون، فدخلت فإذا شيخ يقول: حدثني مولاي أنس بن مالك. – وهو ” خراش ” مولى ” أنس ” – قال أبو سعيد: ولم يكن معي ورق فاستعرت قلما وكتبت هذه الاربعة عشر حدثنا على ظهر نعلي: 88 – حدثنا أبو الحسن (5)، قال: حدثنا علي بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو سعيد قال: حدثني خزاش مولى أنس بن مالك، قال: حدثنا مولاي أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصوم جنة – يعني حجاب – من النار. وإنما قال ذلك لان


(1) كذا والصواب [ قلت: لا، قال: لله الخ ]. (2) اجج النار: الهبها، وفى بعض النسخ [ ويؤجج لهم نارا ]. (3) كذا والمضبوط [ البزوفرى العدوى ]. (4) في نسخة [ منحل طحان ] وفى اخرى [ منخل طحان ]. (5) قوله ” حدثنا أبو الحسن ” إلى قوله ” حدثنا أبو سعيد ” من كلام المؤلف وليس محكيا عن ابي سعيد كما لا يخفى. وكذا في سائر الروايات الآتية. (*)

[ 409 ]

الصوم نسك باطن ليس فيه نزعة شيطان ولا مرايات إنسان. 89 – حدثنا أبو الحسن، قال: حدثنا علي بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو سعيد، قال حدثنا خراش، قال: حدثنا مولاي أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: للصائم فرحتان فرحة عند إفطاره وفرحة يوم يلقى ربه. – يعني بفرحته عند إفطاره فرحة المسلم بتحصيل ذلك اليوم في ديوان حسناته وفواضل أعماله لا أن فرحته تلك بما ابيح من الطعام وقته ذلك. ذلك وليس الفرح بالاكل ولحاجة البطن من شرائف ما يمدح بن الصالحون، وأما فرحته عند لقاء ربه عزوجل فبما يفيض الله عليه من فضل عطائه الذى ليس لاحد من أهل القيامة مثله إلا لمن عمل مثل عمله -. 90 – حدثنا أبو الحسن، قال: حدثنا علي بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو سعيد قال: حدثنا خراش، قال: حدثني مولاي أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: إن للجنة بابا يدعى ” الريان ” لا يدخل منه إلا الصائمون. – وإنما سمي هذا الباب ” الريان ” لان الصائم يجهد العطش أكثر مما يجهده الجوع، فإذا دخل الصائم من هذا الباب يلقاه الري الذي لا يعطش بعده أبدا. 91 – حدثنا أبو الحسن، قال: حدثنا علي بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا خراش، قال: حدثنا مولاي أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من صام يوما تطوعا فلوا عطي ملء الارض ذهبا ما وفي أجره دون يوم الحساب. – يعني أن ثواب الصوم ليس بمقدر كما قدرت الحسنة بعشر أمثالها قال رسول الله صلى الله عليه واله: قال الله عزوجل: كل أعمال ابن آدم بعشرة أضعافها إلى سبع مائة ضعف إلا الصبر فإنه لي وأنا أجزي (1) به فثواب الصبر مخزون في علم الله عزوجل، والصبر الصوم -. 92 – حدثنا أبو الحسن، قال: حدثنا علي بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا خراش، قال: حدثنا مولاي أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الحياء خير كله. – يعني أن الحياء يكف ذاالدين ومن لا دين له عن القبيح فهو جماع كل جميل -.


(1) اجزى بالبناء للفاعل ظاهر وبالبناء للمفعول كناية عن ان اجر الصائم فوق اجر سائر الاعمال وهو القرب من الله تعالى (م) (*)

[ 410 ]

93 – حدثنا أبو الحسن، قال: حدثنا علي بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا خراش، قال: حدثنا مولاي أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: الحياء والايمان كله في قرن واحد فإذا سلب أحدهما أتبعه الاخرة – يعني أن من لم يكفه الحياء عن القبيح فيما بينه وبين الناس فهولا يكفه عن القبيح فيما بينه وبين ربه عز و جل، ومن لم يستح من الله عزوجل وجاهره بالقبيح فلا دين له -. 94 – حدثنا أبو الحسن، قال: حدثنا علي بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا خراش، قال: حدثنا مولاي أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما ينزع الله تعالى من العبد الحياء فيصير ما قتا ممقتا ثم ينزع منه الايمان (1) ثم ينزع منه الرحمة ثم يخلع دين الاسلام عن عنقه، فيصير شيطانا لعينا. – يعني أن ارتكاب القبيحة بعد القبيحة تنتهي إلى الشيطنة ومن تشيطن على الله لعنة الله -. 95 – حدثنا أبو الحسن، قال: حدثنا علي بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا خراش، قال: حدثنا أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من تأمل خلف امرأة حتى يتبين له حجم عظامها من وراء ثيابها وهو صائم فقد أفطره. – يعني فقد أشرط (2) نفسه للافطار بما ينبعث من دواعي نفسه ونوازع همته فيكون من مواقعة الذنب على خطر -. 96 – حدثنا أبو الحسن، قال: حدثنا علي بن أحمد الطبري قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا خراش، قال: حدثنا مولاي أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من قرأ مائة آية لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين، ومن قرأ ثلاث مائة آية لم يحاجة القرآن. – يعني من حفظ قدر ذلك من القرآن، يقال: ” قد قرأ الغلام القرآن ” إذا حفظه -. 97 – حدثنا أبو الحسن، قال: حدثنا علي بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا خراش، قال: حدثنا مولاي أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: حياتي خير


(1) في نسخة ” الامان ” وفى اخرى ” الامانة “. (2) أي اعد. (*)

[ 411 ]

لكم، ومماتي خير لكم، أما حياتي فتحدثوني واحدثكم، وأما موتي فتعرض علي أعمالكم عشية الاثنين والخميس، فما كان من عمل صالح حمدت الله عليه وما كان من عمل سيئ استغفرت الله لكم. 98 – حدثنا أبو الحسن، قال: حدثنا علي بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا خراش، قال: حدثنا مولاي أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من قال: ” سبحان الله وبحمده ” كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر غفر الله له. 99 – حدثنا أبو الحسن، قال: حدثنا علي بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا خراش قال: حدثنا مولاي أنس، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه واله على أصحابه فقال: من ضمن لي اثنين ضمنت له الجنة. فقال أبو هريرة: فداك أبي وامي يارسول الله أنا أضمنهما لك، ماهما ؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه واله: من ضمن لي مابين لحييه وما بين رجليه ضمنت له الجنة – يعني من ضمن لي لسانه وفرجه -. وأسباب البلايا تنفتح من هذين العضوين، وجناية اللسان الكفر بالله، وقول الزور، والبهتان، والالحاد في أسماء الله وصفاته، والغيبة، والنميمة، والتهمة وذلك من جنايات اللسان وجناية الفرج الوطئ حيث لا يحل بنكاح ولا ملك يمين، قال الله تبارك وتعالى: ” والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون (1) “. 100 – حدثنا أبو الحسن، قال: حدثنا علي بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا خراش، قال: حدثنا مولاي أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لذكر الله عزوجل بالغدو والاصال خير من حطم السيوف في سبيل الله عزوجل. – يعني فمن ذكر الله عزوجل بالغدو ويذكر ما كان منه في ليلة من سوء عمله واستغفر الله وتاب


(1) المؤمنون: 5. (*)

[ 412 ]

إليه فإذا انتشر في ابتغاء ما قسم الله له انتشر وقد حطت عنه سيئاته وغفرت له ذنوبه، وإذا ذكر الله عزوجل بالاصال وهي العشيات راجع نفسه فيما كان منه في يومه ذلك من سرف على نفسه وإضاعة لامر ربه فإذا ذكر الله عزوجل واستغفر الله تعالى وأناب راح إلى أهله وقد غفرت له ذنوبه يومه. وإنما تحمد (1) الشهادة أيضا إذا كانت من تائب إلى الله استغفر من معصية الله عزوجل. 101 – حدثنا أبو الحسن، قال: حدثنا علي بن أحمد الطبري، قال: حدثنا أبو سعيد قال: حدثنا خراش، قال: حدثنا مولاي أنس قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله يتجرون في البحر – يعني أن التجارة في البحر وركوبه وليس يهيج (2) ليس من المكروه وهو من الانتشار والابتغاء الذي أذن الله عزوجل فيه بقوله عزوجل: ” فإذا قضيت الصلوة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله (3) ” وقد روي في ركوب البحر والنهي عنه حديث -. 102 – حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن مفضل بن عمر، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام، عن معنى قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه لما نظر إلى الثاني وهو مسجى (4) بثوبه ” ما أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفة من هذا المسجى، فقال: عنى بها الصحيفة التي كتبت في الكعبه. 103 – حدثنا علي بن أحمد بن موسى – رضي الله عنه – قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن على ابن أبي حمزة، عن أبي بصيرة قال: سألته عما روي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال: ” إن ولد الزنا شر الثلاثة ” ما معناه ؟ قال: عنى به الاوسط أنه شر ممن تقدمه وممن تلاه. 104 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، قال: حدثنا أبو عبد الله الرازي، عن الحسن بن الحسين، عن ياسين الضرير [ أ ] وغيره، عن * (هامش) (1) في بعض النسخ [ تحمل ]. (2) أي في حال لا يكون البحر متحركا مضطربا. وفى بعض النسخ [ ليس بهائج ]. (3) الجمعة: 20. (4) اريد به المغطى. (*)


[ 413 ]

حماد بن عيسى، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام، قال: خطب رجل إلى قوم فقالوا: ما تجارتك ؟ قال: أبيع الدواب. فزوجوه فإذا هو يبيع السنانير، فاختصموا إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فأجاز نكاحه وقال: السنانير دواب (1). 105 – أبي – رحمه الله – قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا أبو سعيد الادمي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن الحسن بن زياد العطار، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إنهم يقولون لنا: أمؤمنون أنتم ؟ فنقول نعم، إن شاء الله تعالى. فيقولون: أليس المؤمنون في الجنة ؟ فنقول: بلى. فيقولون: أفأنتم في الجنة ؟ فإذا نظرنا إلى أنفسنا ضعفنا وانكسرنا عن الجواب. قال: فقال: إذا قالوا لكم: أمؤمنون أنتم ؟ فقولوا: نعم، إن شاء الله (2). قال قلت: وإنهم يقولون: إنما استثنيتم لانكم شكاك. قال: فقولوا: والله ما نحن بشكاك، ولكنا استثنينا كما قال الله عزوجل: ” لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين (3) ” وهو يعلم أنهم يدخلونه أولا وقد سمى الله عزوجل المؤمنين بالعمل الصالح ” مؤمنين ” ولم يسم من ركب الكبائر وما وعد الله عزوجل عليه النار في قرآن ولا أثر. ولا تسمهم (4) بالايمان بعد ذلك الفعل. تم الكتاب إلى أنفسنا ضعفنا وانكسرنا عن الجواب. قال: فقال: إذا قالوا لكم: أمؤمنون أنتم ؟ فقولوا: نعم، إن شاء الله (2). قال قلت: وإنهم يقولون: إنما استثنيتم لانكم شكاك. قال: فقولوا: والله ما نحن بشكاك، ولكنا استثنينا كما قال الله عزوجل: ” لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين (3) ” وهو يعلم أنهم يدخلونه أولا وقد سمى الله عزوجل المؤمنين بالعمل الصالح ” مؤمنين ” ولم يسم من ركب الكبائر وما وعد الله عزوجل عليه النار في قرآن ولا أثر. ولا تسمهم (4) بالايمان بعد ذلك الفعل. تم الكتاب


(1) ظاهر الرواية ان صحة النكاح تستند إلى صدق الدواب على السنانير – وهى جمع السنور بمعنى الهر – وهذا إذا كان النكاح مشروطا بكونه بياع الدواب دون ما إذا اخبر به حين المقاولة أو العقد لا على سبيل الاشتراط كما يستظهر من الصدر والبحث راجع إلى الفقه. (م) (2) كذا لكن الظاهر من قوله عليه السلام ” فقولوا نعم ان شاء الله ” وما بعده ان الامام عليه السلام علمه التعليق بمشيئة الله وما كان يعلمه ويعمله قبلا. (م) (3) الفتح: 27. (4) في بعض النسخ فلا نسميهم

اترك تعليقاً