اختيار معرفة الرجال

الشيخ الطوسي ج 2


[ 417 ]

اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى لشيخ الطائفة ابى جعفر الطوسى (قده) تصحيح وتعليق المعلم الثالث مير داماد الاسترابادي تحقيق السيد مهدى الرجائى مؤسسة آل البيت عليهم السلام


[ 418 ]

الجزء الثالث من الاختيار بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله الاكرمين وسلم تسليما 313 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد ابن أحمد، عن محمد بن موسى الهمداني، عن منصور بن العباس، عن مروك بن عبيد، عمن رواه، عن زيد الشحام، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما وجدت أحدا اخذ بقولي وأطاع أمري وحذا حذو أصحاب آبائي غير رجلين رحمهما الله: عبد الله ابن ابي يعفور وحمران بن أعين، اما انهما مؤمنان خالصان من شيعتنا، أسماؤهم عندنا في كتاب أصحاب اليمين الذي أعطى الله محمدا. 314 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن موسى، عن محمد بن خالد، عن مروك بن عبيد، عمن أخبره عن هشام بن الحكم، قال: سمعته يقول: حمران مؤمن لا يرتد أبدا، ثم قال: نعم الشفيع أنا وآبائي لحمران بن أعين يوم القيامة، نأخذ بيده ولانزايله حتى ندخل الجنة جميعا.


[ 419 ]

[ في بكير بن أعين 315 – حدثني حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن الفضيل وابراهيم ابني محمد الاشعريين، قالا: ان أبا عبد الله عليه السلام لما بلغه وفاة بكير بن أعين، قال: أما والله لقد أنزله الله بين رسول الله وبين امير المؤمنين صلوات الله عليهما. 316 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن أبيه، عن ابراهيم بن محمد الاشعري، عن عبيد بن زرارة. والحسن بن جهم بن بكير، عن عمه عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكر بكير بن أعين فقال: رحم الله بكيرا وقد فعل فنظرت إليه وكنت يومئذ حديث السن، فقال: اني اقول انشاء الله. ] في بكير بن أعين قوله: فذكر بكير بن أعين فذكر على صيغة المعلوم، أي فذكر أبو عبد الله عليه السلام بكير بن أعين فقال: رحم الله بكيرا. أو على ما لم يسم فاعله، أي فذكر عند أبي عبد الله عليه السلام بكير فقال عليه السلام رحم الله بكيرا وقد فعل، أي وقد رحمه فانه مرحوم مغفور لا محالة بايمان وايقانه وهداه وتقواه. أو هو شهادة منه عليه السلام بأن الله تعالى قد رحم بكيرا بما عنده عليه السلام من العلم الذي ورثه عن آبائه الصادقين باذن الله سبحانه. قوله (ع): فقال اني أقول ” فقال ” كلام أبي عبد الله عليه السلام والقائل بكير، وقوله ” أني أقول انشاء الله “


[ 420 ]

[ في بني أعين: مالك وقعنب 317 – قال علي بن الحسن بن فضال: قعنب بن أعين أخو حمران مرجئ. 318 – حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن ابن علي بن يقطين، قال: كان لهم غير زرارة واخوته أخوان ليسا في شئ من هذا الامر، مالك وقعنب. في قيس بن رمانة 319 – حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثني علي بن أسباط، عن قيس بن رمانة، قال: أتيت أبا جعفر عليه السلام فشكوت إليه الدين وخفة المال، قال، فقال: أيت قبر النبي صلى الله عليه وآله فاشكو إليه وعد الي. قال: فذهبت ففعلت الذي أمرني، ثم رجعت إليه، فقال لي: ارفع المصلى ] يعني عليه السلام فنظرت ذات يوم الى بكير وكنت يومئذ حديث السن، فقال لي اني أقول انشاء الله أي اني سأقول بك وبامامتك وأدين الله بولايتك واتباعك انشاء الله تعالى. قلت: وانما قال ذلك لما قد كان مولانا الباقر عليه السلام أخبره بأن الامام بعده ابنه جعفر عليه السلام، وأنه يدرك زمانه ويقول با مامته ويدين الله تعالى بولايته واتباعه. في بنى أعين: مالك وقعنب قوله: قعنب بن أعين أخو حمران مرجئ ” مرجئ ” على صيغة المفعول: اما من المهموز، أو من الناقص، يعني أن قعنب بن أعين ليس هو من الموقنين والمتقنين والمستيقنين الذين يستوجبون الجنة بايقانهم واستيقانهم، بل أنه من الذين ذكرهم الله بقوله ” وآخرون مرجون لامر الله اما أن يعذبهم واما أن يتوب عليهم (1) “


1) سورة التوبة: 106 (*)

[ 421 ]

[ وخذ الذي تحته، قال: فرفعته فإذا تحته دنانير، فقلت: لا والله جعلت فداك ما شكوت اليك لتعطيني شيئا، قال، فقال لي: خذها ولا تخبر أحد بحاجتك فيستخف بك، فأخذتها فإذا هي ثلاث مائة دينار. في مفضل بن قيس بن رمانة 320 – محمد بن ابراهيم العبيدي، عن مفضل بن قيس بن رمانة، قال دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فذكرت له بعض حالي، فقال يا جارية هاتي ذلك الكيس ! هذه أربعمائة دينار وصلني أبو جعفر أبو الدوانيق بها، خذها فتفرج بها، قال: قلت جعلت فداك ما هذا دهري، ولكني أحببت أن تدعو الله تعالى لي، قال، فقال: اني سأفعل، ولكن اياك أن تعلم الناس بكل حالك فتهون عليهم. 321 – محمد بن بشير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن أبي أحمد وهو ابن أبي عمير، عن مفضل بن قيس بن رمانة، وكان خيارا. 322 – حدثني طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: أخبرني العباس بن عامر، عن مفضل بن قيس بن رمانة، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فشكوت إليه بعض حالي وسألته ] في مفضل بن قيس بن رمانة قوله: ما هذا دهري أي ماهذا عادتي، أو ما هو قصدي وهمتي. فقد ذكر في القاموس: الدهر بمعنى العادة، وبمعنى الهمة، وبمعنى الغاية (1) وفي النهاية الاثيرية: ما ذاك دهري، وما دهري بكذا، أي همتي وارادتي (2) وفي مجمل اللغة: ما دهري كذا أي ماهمتي.


1) القاموس: 2 / 33 2) نهاية ابن الاثير: 2 / 144 (*)

[ 422 ]

[ الدعاء، فقال: يا جارية هاتي الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر، فجائت بكيس، فقال: هذا كيس فيه أربع مائة دينار فاستعن به. قال قلت: لا والله جعلت فداك ما أردت هذا، ولكن اردت الدعاء لي، فقال لي ولا ادع الدعاء، ولكن لا تخبر الناس بكل ما انت فيه فتهون عليهم. 323 – حمدويه، قال: حدثنا محمد عيسى، عن ابن أبي عمير، عن مفضل بن قيس بن رمانة، قال: وكان خيرا، قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: أن اصحابنا يختلفون في شئ، واقول: قولي فيها قول جعفر بن محمد، فقال: بهذا نزل جبريل. قال أبو أحمد: لو كان شاطرا ما أخبرني على هذا الا بحقيقة. في أبي جعفر الاحول محمد بن على بن النعمان مؤمن الطاق 324 – مولى بجيلة ولقبه الناس شيطان الطاق، وذلك أنهم شكوا في درهم فعرضوه عليه وكان صيرفيا فقال لهم: ستوق، فقالوا: ما هو الا شيطان الطاق. ] قوله: قال أبو أحمد لو كان شاطرا من الشطارة بمعنى الضلاعة والجلادة. والشاطر في أصل اللغة من أعيى أهله سوءا وخبثا ورداءة، فشاع تجريده عن ذلك واستعماله في كل متضلع بالامر متجلد فيه قد أعيى شركائه في الصناعة بضلاعته وجلادته. يعني قال أبو أحمد – وهو ابن أبي عمير -: لو كان مفضل بن قيس شاطرا لاخبرني بالامر على التعيين وعلى الحقيقة، فكان يقول في مسألة كذا أقول كذا وأقول أنه قول جعفر بن محمد الصادق عليه السلام. في أبي جعفر الاحول قوله: فقال لهم: ستوق الستوق باهمال السين المفتوحة وتشديد التاء المثناة من فوق المضمومة


[ 423 ]

[ 325 – حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن النضر بن شعيب، عن أبان بن عثمان، عن عمربن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: زرارة وبريد بن معاوية ومحمد بن مسلم والاحول أحب الناس الي أحياءا و أمواتا، ولكنهم يجيؤني فيقولونني لي فلا أجد بدا من أن أقول. 326 – حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، ويعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن أبي العباس البقباق، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: أربعة أحب الناس الي أحياءا وأمواتا، بريد بن معاوية العجلي، وزرارة بن أعين، ومحمد ابن مسلم، وأبو جعفر الاحول، أحب الناس إلى أحياءا وأمواتا. ] والقاف أخيرا. قال في المغرب: ارداء من البهرج (1). وفي القاموس: الستوق كتنور وقدوس، وتستوق بضم التائين زيف مبهرج ملبس بالفضة (2). قوله (ع): ولكنهم يجيؤنى فيقولوننى أي ولكن الاربعة المذكورين يجيؤني بأقاويل استنكرها فيقولوني، بالتشديد من التقويل من باب التفعل للتعدية. أي يحملونني على القول لهم أو فيهم، فلا أجد بدا من أن أقول. أو الضمير للناس لا لهم وهذا أظهر، أي ولكن الناس يجيؤني عنهم بمناكير فيقولونني ويحملونني على القول فيهم بما يسوئهم فلا أجد بدا من أن أقول. وفي كثير من النسخ ” فيقولون لي ” (3) مكان ” فيقولونني ” وهو تحريف.


1) المغرب: 1 / 242 2) القاموس: 3 / 244 3) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد. (*)

[ 424 ]

[ 327 – حدثني محمد بن الحسن، قال: حدثني الحسن بن خرزاذ، عن موسى بن القاسم البجلي، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي خالد الكابلي، قال رأيت أبا جعفر صاحب الطاق وهو قاعد في الروضة قد قطع أهل المدينة ازراره وهو دائب يجيبهم ويسألونة، فدنوت منه فقلت ان أبا عبد الله نهانا عن الكلام فقال: أمرك أن تقول لي ؟ فقلت: لا ولكنه أمرني أن لا اكلم أحدا. قال: فاذهب فأطعه فيما أمرك، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته بقصة صاحب الطاق وما قلت له وقوله لي اذهب وأطعه فيما أمرك، فتبسم أبو عبد الله عليه السلام وقال: يا أبا خالد ان صاحب الطاق يكلم الناس فيطير وينقض، وأنت ان قصوك لن تطير. 328 – حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس عن اسماعيل بن عبد الخالق، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ليلا فدخل عليه الاحول فدخل به من التذلل والا ستكانة أمر عظيم، فقال له أبو عبد الله عليه السلام مالك ؟ وجعل يكلمه حتى سكن، ثم قال له: بما تخاصم الناس ؟ قال: فأخبره بما يخاصم الناس، ] قوله: قد قطع أهل المدينة ازراره ” الازرار ” بالفتح جمع زر القميص والجبرية وغيرهما، بكسر الزاي وتشديد الراء. وقطع ازراه كناية عن اتعاب السؤال والمناظرين اياه لكثرتهم وتهجمهم عليه، ومنهم من جذبه عن اليمين، ومنهم من جذبه عن الشمال يسئلونه ويجيبهم. ” وهو دائب ” مشدودة بالمناظرة والمجادلة والسؤال والجواب، يقال: دأب في علمه يد أب من باب منع، دؤب بالضم فهو دائب، أي جد وتعب، فهو مجد تعبان. ومنه في التنزيل الكريم ” وسخر لكم الشمس والقمر دائبين ” (2) اي مجدين في المسير غير منقطعين عن السير لتدبير الكائنات في عالم الكون والفساد. ]


1) سورة ابراهيم: 33 (*)

[ 425 ]

[ ولم أحفظ منه ذلك، فقال أبو عبد الله عليه السلام خاصمهم بكذا وكذا. وذكر أن مؤمن الطاق قيل له: ما الذي جرى بينك وبين زيد بن علي في محضر أبي عبد الله ؟ قال: قال زيد بن علي: يا محمد بن علي بلغني أنك تزعم أن في آل محمد اماما مفترض الطاعة ؟ قال: قلت نعم وكان أبوك علي بن الحسين أحدهم، فقال: وكيف وقد كان يؤتى بلقمة وهي حارة فيبردها بيده ثم يلقمنيها، أفترى أنه كان يشفق علي من حر اللقمه ولا يشفق علي من حر النار ؟ قال: قلت له كره أن يخبرك فتكفر، فلا يكون له فيك الشفاعة لا ولله فيك المشية، فقال أبو عبد الله عليه السلام أخذته من بين يديه ومن خلفه فما تركت له مخرجا. 329 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني أحمد بن صدقة الكاتب الانباري، عن أبي مالك الاحمسي، قال: حدثني مؤمن الطاق واسمه محمد بن علي بن النعمان أبو جعفر الاحول، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل زيد بن علي فقال لي: يا محمد أنت الذي تزعم أن في آل محمد اماما مفترض الطاعة معروفا بعينه ؟ قال: قلت نعم كان أبوك أحدهم. قال: ويحك فما كان يمنعه من أن يقول لي فوالله لقد كان يؤتى بالطعام الحار فيقعدني على فخذه ويتناول البضعة فيبردها ثم يلقمنيها، ] قوله: ثم يلقمنيها يلقمنيها القاما من باب الافعال، أو يلقمنيها تلقيما من باب التفعيل. قوله رضى الله تعالى عنه: أفترى على صيغة المجهول، أي أفتظن. قوله: رحمه الله لا ولله فيك المشية أي ولا لله يصح فيك مشية في ادخالك الجنة. قوله رضى الله تعالى عنه: ويتناول البضعة بكسر الباء أي الشئ اليسير من الطعام، وكذلك كل قطعة يسيرة من الشئ


[ 426 ]

[ أفتراه كان يشفق علي من حر الطعام ولا يشفق علي من حر النار ؟ قال: قلت كره أن يقول لك فتكفر، فيجب من الله عليك الوعيد، ولا يكون له فيك شفاعة، فتركك مرجئ فيك لله المشية وله فيك الشفاعة. قال: وقال أبو حنيفة لمؤمن الطاق: وقد مات جعفر بن محمد عليه السلام: يا أبا جعفر ان امامك قد مات فقال أبو جعفر: لكن امامك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم. 330 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو يعقوب اسحاق بن محمد البصري، قال: أخبرني أحمد بن صدقه، عن أبي مالك الاحمسي، قال: خرج ] فهي بضعة منه، وفي العدد ما بين الثلاث والتسع بضع، واما القطعة من اللحم فهي بضعة بالفتح. قال ابن الاثير في النهاية: وفي الحديث ” فاطمة بضعة مني ” البضعة بالفتح القطعة من اللحم، ومنه الحديث ” صلاة الجماعة تفضل صلاة الواحدة ببضع وعشرين درجة ” البضع في العدد بالكسر، وقد يفتح، مابين الثلاث الى التسع، وقيل: ما بين الواحد الى العشرة، لانه قطعة من العدد (1). وقال الجوهري: تقول بضع سنين وبضعة عشر رجلا، فإذا جاوزت لفظ العشر [ ذهب البضع ] لا تقول بضع وعشرون (2). وهذا يخالف ما جاء في الحديث. قوله رضى الله تعالى عنه: أفتراه افتراه على ما لم يسم فاعله بمعنى الظن، ومفعولاه الضمير والجملة الفعلية بعده، والمعنى أفتظنه كان الخ.


1) نهاية ابن الاثير: 1 / 133 2) الصحاح: 3 / 1186 (*)

[ 427 ]

[ الضحاك الشاري بالكوفة، فحكم وتسمى بأمرة المؤمنين: ودعا الناس الى نفسه، فأتاه مؤمن الطاق، فلما رأته الشراة وثبوا في وجهه، فقال لهم: جاع ! قال: فأتى به صاحبهم، فقال لهم مؤمن الطاق: أنا رجل على بصيره من ديني وسمعتك تصف ] قوله: الضحاك الشاري الشاري واحد الشراة – بضم المعجمة وتخفيف الراء – وهم الخوارج لعنهم الله تعالى، سمعوا بذلك لقولهم: انا شرينا أنفسنا في طاعة الله، أي بعناها بالجنة. عنوا بذلك قتل أنفسهم بكفرهم وبغيهم وخروجهم على أمير المؤمنين عليه السلام وعتوهم في المقاتلة، فتسميتهم بهذا الاسم من باب التهكم، كما في ” فبشرهم بعذاب أليم ” (1) ثبتنا الله تعالى على جادة الحق في صراط المستقيم. قوله: فحكم بالتخفيف من الحكومة. قوله: فقال لهم جاع (2) بالجيم والعين المهملة المشددة وربما يخفف. وفي طائفة من النسخ ” جاخ ” بتشديد الخاء المعجمة مكان العين، وقد يخفف والجعجعة بالقوم الصياح بهم والتضيق عليهم. في القاموس: جع فلانا رماه بالطين، والجعجاع معركة الحرب ومناخ سوء لايقر فيه صاحبه والفحل الشديد الرغاء، والجعجعة صوت الرحى ونحر الجزور وأصوات الجمال إذا اجتمعت، وتحريك الابل للاناخة، أو للنهوض والقعود على غير طمأ نينة، وأسمع جعجعة ولا أرى طحنا يضرب للجبان يوعد ولا يوقع، وللبخيل يعد ولا ينجز، وتجعجع ضرب بنفسه الارض من وجع (3).


1) سورة آل عمران: 21 وسورة التوبة: 34 وسورة الانشقاق: 24. 2) وفى المطبوع من الرجال: جانح 3) القاموس: 3 / 13 (*)

[ 428 ]

[ العدل فأحببت الدخول معك ! فقال الضحاك لاصحابه: ان دخل هذا معكم نفعكم. قال: ثم أقبل مؤمن الطاق على الضحاك، فقال: لم تبرأتم من علي بن أبي طالب واستحللتم قتله وقتاله ؟ قال: لانه حكم في دين الله، قال: وكل من حكم في دين الله ] وفيه: جخ تحرك من مكان الى آخر، وبرجله نسف بها التراب، وجخجخ كتم ما في نفسه ونادى وصاح وقال جخ جخ ودخل في معظم الشئ وفلانا صرعه والليل تراكم ظلامه وجخ بمعنى بخ (1). وفي مجمل اللغة: جخجخ الرجل إذا كتم ما في نفسه، ويقال: بل الجخجخة أن يهمر ولا يكون لكلامه جهة، وجخ الرجل إذا تحرك من مكان إلى مكان، وفي الحديث ” كان إذا صلى جخ ” والجخجخة الصياح والنداء، وجخجخ فيهم أي صح بهم وناد فيهم وتحول إليهم، وجخ إذا اضطجع ولزم الارض، وجخجخ جبن. والجعجعة صوت الرحى تقول: أسمع جعجعة ولا أرى طحنا، والجعجاع مناخ السوء، ويقال: جعجعتة إذا أزعجتة، ومنه كتاب ابن زياد الى ابن سعد لعنهما الله تعالى أن جعجع بالحسين صلوات الله عليه. وفي النهاية الاثيرية: والجعجاع أيضا المكان الضيق الخشن، ومنه كتاب عبيدالله بن زياد الى عمر بن سعد: أن جعجع بالحسين وأصحابه، أي ضيق عليهم المكان (2). وفي صحاح الجوهري: يعني أحبسه وقال ابن الاعرابي: يعني ضيق عليه قال: والجعجع والجعجاع الموضع الضيق الخشن، والجعجعة التضييق على الغريم في المطالبة (3). قوله: لانه حكم بالتشديد من التحكيم.


1) القاموس: 1 / 258 2) نهاية ابن الاثير: 1 / 274 3) الصحاح: 3 / 1196 (*)

[ 429 ]

[ استحللم قتله وقتاله والبرائة منه ؟ قال. نعم، قال: فأخبرني عن الدين الذي جئت أنا ظرك عليه لا دخل معك فيه ان غلبت حجتي حجتك أو حجتك حجتي من يوقف المخطئ على خطائه ويحكم للمصيب بصوابه ؟ فلابد لنا من انسان يحكم بيننا. قال: فاشار الضحاك الى رجل من أصحابه، فقال: هذا الحكم بيننا فهو عالم بالدين، قال: وقد حكمت هذا في الدين الذي جئت أنا أناظرك فيه ؟ قال: نعم فاقبل مؤمن الطاق على اصحابه، فقال: ان هذا صاحبكم قد حكم في دين الله فشانكم به ! فضربوا الضحاك بأسيافهم حتى سكت. 331 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني اسحاق بن محمد البصري قال: حدثني أحمد بن صدقة، عن ابي مالك الاحمسي، قال: كان رجل من الشراة يقدم المدينة في كل سنة، فكان يأتي أبا عبد الله عليه السلام فيودعه ما يحتاج إليه، فأتاه سنة من تلك السنين وعنده مؤمن الطاق والمجلس غاص باهله. فقال الشاري: وددت اني رايت رجلا من اصحابك اكلمه ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام لمؤمن الطاق: كلمه يا محمد فكلمه فقطعه سائلا ومجيبا، فقال الشاري لابي ] قوله: حتى سكت يعني حتى مات. قال في القاموس: سكت مات (1). قلت: وأصل ذلك أن السكوت يستعار للسكون، ويعبر عن الموت بالكسون لانه أقرب لوازمه، كما يعبر بالحركة عن الحياة، لكونها أقرب لوازمها، وفي التنزيل الكريم ” ولما سكت عن موسى الغضب (2) ” أي سكن. قال في الاساس: ومن المجاز ضربته حتى أسكته وأسكت حركته (3).


1) القاموس: 1 / 150 2) سورة الاعراف: 154 3) أساس البلاغة: 302 (*)

[ 430 ]

[ عبد الله: ما ظننت ان في اصحابك احدا يحسن هكذا، فقال أبو عبد الله: ان في اصحابي من هو اكثر من هذا، قال: فأعجبت مؤمن الطاق نفسه، فقال: يا سيدي سررتك ؟ قال: والله لقد سررتني والله لقد قطعته والله لقد حصرته، والله ما قلت من الحق حرفا واحدا، قال وكيف ؟ قال لانك تكلم على القياس، والقياس ليس من ديني. 332 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن اشكيب، قال: حدثني الحسن بن الحسين، عن يونس بن عبد الرحمن، عن ابي جعفر الاحول، قال، قال ابن أبي العوجاء مرة: أليس من صنع شيئا وأحدثه حتى يعلم أنه من صنعته فهو خالقه ؟ قال: بلى، فأجلني شهرا أو شهرين ثم تعال حتى أريك، قال: فحججت فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال: أما انه قد هيأ لك شأنين ] قوله: يحسن هكذا من الاحسان بمعنى العلم، كما في ” والله يحب المحسنين ” (1) وفي: قيمة كل امرء ما يحسنه. قوله: فاعجبت مؤمن الطاق نفسه مؤمن الطاق بالنصب على المفعولية، ونفسه بالرفع على الفاعلية. قوله: وهو خالقه في بعض النسخ ” فهو خالفه ” بالفاء، وذلك هو الاصح الا ظهر. وأما ” وهو ” بالواو كما في نسخ عديدة فللعطف. وتقدير الكلام أن من صنع شيئا وأحدثه حتى يكون ذلك من المعلوم المستبين أليس يصح أن ذلك الشئ من صنعته ؟ وأليس هو خالقه ؟. قوله (ع): قد هيأ لك شأنين (2) بتسكين الهمزة بين الشين المعجمة المفتوحة والنون على تثنية الشأن، والشأن


1) سورة آل عمران: 134 2) وفى المطبوع من رجال الكشى: شانين. (*)

[ 431 ]

[ وهو جاء به معه بعدة من اصحابه ثم يخرج لك الشانين قد امتلئا دودا، ويقول لك هذا الدود يحدث من فعلى، فقل له: ان كان من صنعك وانت احدثته فميز ذكوره من الاناث ! فقال: هذه والله ليست من ابزارك ] ملتقى قبائل الرأس والعروق التى منها يجري الدمع الى العين قاله في مجمل اللغة. ويعني بهما هنا جمجمتي الرأس. قال في المغرب: شؤن الرأس هو أصل القبائل وهي قطع الجمجمة، الواحد شان (1). وقال: الجمجمة – بالضم – غطام الرأس، ويعبر بها عن الجملة (2). قوله (ع): وهو جاء به معه (3) ضمير هو المنفصل المرفوع، وضمير معه المتصل المجور لابن أبي العوجاء والباء في ” به ” للتعدية والعائد لما قد هيأه، وباء ” بعدة ” بمعنى في للظريفة، أو بمعنى مع يعني: وهو – أي ابن أبي العوجاء – جاء اليك بما قد هيأه لك معه في عدة من أصحابه أو معهم. قوله: من ابزارك بفتح الهمزة وتسكين الموحدة قبل الزاي والراء أخيرا جمع البزر، يقال: بزرت القدر أي ألقيت فيها الابزار والتوابل والا فاويه، وأبزار القول وأبا زيره استعارة من توابل الطعام وأفاويه الناطف لبدائع الكلام وطرائفه ولطائفه. قال في القاموس: البزر كل حب يبذر للنبات ج بزور والتابل ويكسر فيهما جمع أبزار وأبازير، والقاء الا بازير في القدر، والا بزاريون من المحدثين جماعة


1) المغرب: 1 / 273 2) المغرب: 1 / 94 3) وفى المطبوع من الرجال: وهو جاه معه. (*)

[ 432 ]

[ هذه التي حملتها الابل من الحجاز، ثم قال عليه السلام: ويقول لك أليس تزعم انه غني ؟ فقل بلى، فيقول: أيكون الغني عندك من المعقول في وقت من الاوقات ليس عنده ذهب ولا فضة ؟ فقل له نعم ] منهم محمد بن يحيى (1). وفي المغرب: البزر من الحب ماكان للبقل، وأما الناطف المبرز فهو الذي فيه الا بازير وهي التوابل جمع أبزار بالفتح عن الجوهري (2). وفي أساس البلاغة: بزربرمتك وألق فيها الابزار والا بازير، وتقول: اللحم المبزر أشهى، والنفس عليه أشرة والا فهو بجزر السباع أشبه. ومن المجاز مثلي لا يخفى عليه أبا زيرك أي زياداتك في القول ووشاياتك، وقد بزر فلان كلامه وتوبله، ومنه قيل للرجل المريب: البازور (3) انتهى قوله: هذه التي حملتها الابل من الحجاز ترشيح للاستعارة، فحيث انه استعار لهذه الخرائد المونقات في الكلام لا بزارو التوابل، اورد شيئا من ملايمات الشبه بها، وهو حمل الابل اياها ترشيحا للمجاز. قوله: من المعقول المعقول هنا بمعنى العقل المصدر أو الاسم، كالمعسور والميسور في معنى العسر واليسر. وفي الحديث ” لا يسقط الميسور بالمعسور ” المصدران استعملا واريد بهما معنى الفاعل اي اليسير والعسير على الفعيل بمعنى الفاعل. يعني أيكون في طريق العقل عندك ان الغني في وقت من الاوقات من ليس


1) القاموس: 1 / 371 2) المغرب: 1 / 36 والصحاح: 2 / 589. 3) أساس البلاغة: 38 (*)

[ 433 ]

[ فانه سيقول لك كيف يكون هذا غنيا ؟ فقل له ان كان الغني عندك أن يكون الغني غنيا من فضته وذهبه وتجارته فهذا كله مما يتعامل الناس به، فأي القياس أكثر واولى بأن يقال غني من احدث الغنى فأغنى به الناس قبل ان يكون شئ وهو وحده ؟ أو من افاد مالا من هبة أو صدقة أو تجارة ؟ قال، فقلت له ذلك، قال فقال وهذه والله ليست من ابزارك هذه والله مما تحملها الابل. وقيل: انه دخل على ابي حنيفة يوما، فقال له أبو حنيفة: بلغني عنكم معشر ] عنده ذهب ولا فضة، والمصادر على صيغة اسم المفعول معدودة عندهم بالسماع. قال المطرزي صاحب المعرب والمغرب في شرح مقامات الحريري: المعقول اسم للعقل كالمجلود والميسور للجلادة واليسر، وهي من جملة المصادر التي وردت على مثال اسم المفعول، وفي المثل ماله حول ولا معقول، ويقولون: علم معقولا وعدم معقولا، وينشد للراعي حتى إذا لم يتركوا لعظامه لحما ولا لفؤاده معقولا. وقال الفيروز آبادي في القاموس: عقل يعقل عقلا ومعقولا وعقل فهو عاقل (1). وقال أحمد بن فارس في مجمل اللغة: العقل نقيض الجهل ورجل عاقل وعقول والمعقول العقل. وأما الجوهري فقد قال في الصحاح: وقد عقل يعقل عقلا ومعقولا أيضا وهو مصدر، وقال سيبويه: هو صفة وكان يقول: ان المصدر لا يأتي على وزن مفعول البتة ويتأول المعقول فيقول: كانه عقل له شئ، أو حبس وأيد وشدد قال: ويستغنى بهذا عن العقل الذي يكون مصدرا (2). قوله: أو من أفاد مالا من أفاده بمعنى اغتناه واستفاده يقال: أفدته علما أو مالا، أي أعطيته وأنلته وناولته اياه، وأفدت منه علما أو مالا، أي تناولته وأخذته واستفدته منه.


1) القاموس: 4 / 18 2) الصحاح: 5 / 1769 (*)

[ 434 ]

[ الشيعة شئ ؟ فقال: فما هو ؟ قال: بلغني ان الميت منكم إذا مات كسرتم يده اليسرى لكي يعطى كتابه بيمينه، فقال: مكذوب علينا يا نعمان ! ولكني بلغني عنكم معشر المرجئة ان الميت منكم إذا مات قمعتم في دبره قمعا فصببتم فيه جرة من ماء لكي لا يعطش يوم القيامة فقال: أبو حنيفة مكذوب علينا وعليكم. ما روي فيه من الذم. 333 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن فضيل بن عثمان، قال: دخلت على ابي عبد الله عليه السلام في جماعة من اصحابنا فلما اجلسني قال: ما فعل صاحب الطاق ؟ قلت: صالح، قال: اما انه بلغني انه جدل وانه يتكلم في تيم قذر ؟ قلت: اجل هو جدل، قال: اما انه لو شاء ظريف من مخاصميه ان يخصمه ] وقد فصلنا ذلك في المعلقات على الصحيفة الكريمة السجادية تفصيلا (1). قوله: قمعتم في دبره قمعا. قمعة قمعا ضربه بالمقمعة بكسر الميم الاولى وفتح الثانية، العمود من الحديد، أو آلة كالمحجن يضرب بها على رأس الفيل، وخشبة غليظة يضرب بها الانسان على رأسه الجمع المقامع قاله في القاموس (2). ومثل ذلك في الصحاح وغيره (3). والقمع بالفتح وبالكسر وكعنب ما يوضع في فم الاناء فيصب فيه الدهن وغيره قاله في القاموس (4). قوله (ع): في تيم قذر النسخ في هاتين اللفظين مختلفة، ففي عدة منها ” في تيم قذر ” بالتاء المثناة


1) التعليقة على الصحيفة السجادية المطبوع على هامش نور الانوار: 42. 2) القاموس: 3 / 74 3) الصحاح: 3 / 1272 4) القاموس: 3 / 75 (*)

[ 435 ]

[ فعل ؟ قلت: كيف ذاك. فقال: يقول أخبرني عن كلامك هذا من كلام امامك ؟ فان قال نعم: كذب علينا وان قال لا: قال له كيف تتكلم بكلام لم يتكلم به امامك. ثم قال انهم يتكلمون بكلام ان أنا أقررت به ورضيت به أقمت على الضلالة، وان برئت منهم شق علي، نحن قليل وعدونا كثير، قلت: جعلت فداك فأبلغه عنك ذلك ؟ قال: أما أنهم قد دخلوا في أمر ما يمنعهم عن الرجوع عنه الا الحمية، قال: فأبلغت أبا جعفر الاحول ذاك فقال: صدق بأبي وامي ما يمنعني من الرجوع عنه الا الحمية. 334 – علي، قال: حدثنا محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن مروك ابن عبيد، عن أحمد بن النضر، عن المفضل بن عمر، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أيت الاحول فمره لا يتكلم، فأتيته في منزله، فأشرف علي، فقلت له: يقول لك أبو عبد الله عليه السلام لاتكلم، قال: فأخاف ألا أصبر. ] من فوق والياء المثناه من تحت والميم، والقاف والذال المعجمة والراء. و ” التيمة ” بكسر التاء واسكان الياء المنقلبة عن الهمزة الشاة التي تذبح في المجاعة والتي تكون للمرأة تحلبها في المنزل وليست بسائمة. و ” القذر ” بالتحريك النجاسة، وبكسر الذال النجس، أي أنه جدل يجادل في كل شئ، ويتكلم في الشاة الميتة هل جلدها المدبوغ طاهر. وفي طائفة منها ” في هم قدر ” بفتح الهاء وتشديد الميم بمعنى القصد والهمامة والارادة، و ” قدر ” بضم القاف وكسر الدال المهملة المشددة على صيغة ما لم يسم فاعله. أي أنه يتكلم ويجادل في قصد الانسان وأرادته لفعله ويقول: انه إذا كان ذلك مقدرا واقعا بقضاء الله وقدره، لزم أن يكون الانسان غير مختار في قصده وارادته لفعله،


[ 436 ]

[ في جابر بن يزيد الجعفي 335 – حدثني حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى عن علي بن الحكم، عن ابن بكير، عن زرارة، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أحاديث جابر ؟ فقال: ما رأيته عند أبي قط الامرة واحدة وما دخل علي قط. 336 – حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم عن زياد بن أبي الحلال، قال: اختلف أصحابنا في أحاديث جابر الجعفي، فقلت لهم: أسأل أبا عبد الله عليه السلام، فلما دخلت ابتدأني، فقال: رحم الله جابر الجعفي كان يصدق علينا، لعن الله المغيرة بن سعيد كان يكذب علينا. ] فيلزم أن يكون مجبورا في فعله، وهو قول الجبرية وذلك باطل، فيتعين المصير الى القول بالاستطاعة. وهذه شبهة عويصة لاسبيل الى المخرج عنها الا مما سلكناه في كتاب الايقاضات، وفي كتاب القبسات بفضل الله سبحانه. في جابر بن يزيد الجعفي قال في الصحاح: جعفي أبو قبيلة من اليمين، وهو جعفي بن سعد العشيرة ابن مذحج، والنسبة إليه كذلك، ومنهم عبيدالله بن الحر الجعفي وجابر الجعفي (1) وفي القاموس: جعفي ككرسي ابن سعد العشيرة أبوحي باليمن والنسبة جعفي أيضا (2). وفي مجمل اللغة لاحمد بن فارس: جعفي قبيلة والنسبة إليهم جعفي. قلت: جعفى على فعلى بالضم وبالقصر موضع بالكوفة، أو بالسواد قريبا من الكوفة.


1) الصحاح: 4 / 1337 2) القاموس: 3 / 123 (*)

[ 437 ]

[ 337 – حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الحميد بن ابي العلا، قال: دخلت المسجد حين قتل الوليد، فإذا الناس مجتمعون قال: فأتيتهم فإذا جابر الجعفي عليه عمامة خز حمراء وإذا هو يقول: حدثني وصي الاوصياء ووارث علم الانبياء محمد بن علي عليه السلام، قال: فقال الناس: جن جابر جن جابر. 338 – آدم بن محمد البلخي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن هارون الدقاق قال: حدثنا علي بن أحمد، قال: حدثني علي بن سليمان، قال: حدثني الحسن ابن علي بن فضال، عن علي بن حسان، عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تفسير جابر ؟ فقال: لا تحدث به السفلة فيذيعونه، أما تقرأ في كتاب الله عزوجل ” فإذا نقر في الناقور (1) ” ان منا اماما مستترا فإذا أراد الله أظهار أمره نكت في قلبه، فظهر فقام بأمر الله. ] قال النجاشي في ترجمة محمد بن الحسين بن سعيد الصائغ: انه كوفي مات سنة تسع وستين ومأتين، وصلى عليه جعفر المحدث المحمدي ودفن في جعفى (2) قوله (ع): لاتحدث به السفلة السفلة بفتح السين وكسر الفاء جمع وليس بواحد، يقال: قوم سفلة وفلان من السفلة، ولا يقال هو سفلة. قال في المغرب: السفل خلاف العلو بالضم والكسر فيهما، وقوله قلب الرداء أن يجعل سفلاه وأعلاه الصواب أسفله، وسفل سفولا خلاف علا من باب طلب، ومنه بنت بنت بنت وان سفلت، وضم الفاء خطا لانه من السفالة الخساسة. ومنه السفلة لخساس الناس وأراذلهم، وقيل: استعيرت من سفلة البعير وهي


1) المدثر: 8 2) رجال النجاشي: 259 – 260 ط طهران. (*)

[ 438 ]

[ 339 – جبريل بن أحمد، حدثني الشجاعي، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، قال: دخلت على ابي جعفر عليه السلام وأنا شاب، فقال: من أنت ؟ قلت: من أهل الكوفة، قال ممن ؟ قلت: من جعفى، قال: ما أقدمك الى هيهنا ؟ قلت: طلب العلم، قال: ممن ؟ قلت: منك، قال: فإذا سألك أحد من أين أنت ؟ فقل من أهل المدينة، قال، قلت: أسألك قبل كل شئ عن هذا، أيحل لي ان اكذب ؟ قال: ليس هذا بكذب من كان في مدينة فهو من اهلها حتى يخرج. قال ودفع الي كتابا وقال لي: ان انت حدثت به حتى تهلك بنو امية فعليك لعنتي ولعنة آبائي، وإذا أنت كتمت منه شيئا بعد هلاك بني أمية فعليك لعنتي ولعنة آبائي، ثم دفع الي كتابا آخر، ثم قال وهاك هذا فان حدثت بشئ منه أبدا فعليك لعنتي ولعنة آبائي. 340 – جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عيسى، عن عبد الله بن جبلة الكناني، عن ذريح المحاربي، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن جابر الجعفي وما ] قوائمه، ومن قال السفلة – بكسر السين وسكون الفاء – فهو على وجهين: أن يكون تخفيف السفلة كاللبنة، وجمع سفيل كعليه في جمع علي، والعامة تقول: هو سفلة من قوم سفل وقد انكروا قوله. ووجه الله وأمانة الله من ايمان السفلة يعني الجهلة الذين يذكرونه وقال أبو حنيفة يعني الخارجة (1) انتهى كلام المغرب. قيل: وسئل أبو حنيفة عن السفلة فقال: هو كافر النعمة، وعن أبي يوسف من باع دينه بدنياه، وعن الا سمعي: من لا يبالي بما قال وقيل فيه.


1) المغرب: 1 / 254 (*)

[ 439 ]

[ روى ؟ فلم يجبني، وأظنه قال: سألته بجمع فلم يجبني فسألته الثالثة ؟ فقال لي: يا ذريح دع ذكر جابر فان السفلة إذا سمعوا بأحاديثه شنعوا، أو قال: اذاعوا. 341 – جبريل بن أحمد الفاريابي، حدثني محمد بن عيسى العبيدي، عن علي بن حسان الهاشمي، قال: حدثني عبد الرحمن بن كثير، عن جابر بن يزيد قال قال أبو جعفر عليه السلام: يا جابر حديثنا صعب مستصعب، أمرد ذكوار وعر أجرد لا يحتمله والله الا نبي مرسل، أو ملك مقرب، أو مؤمن ممتحن، فإذا ورد عليك يا جابر شئ من أمرنا فلان له قلبك فأحمد الله، وان أنكرته فرده الينا أهل البيت، ولا تقل كيف جاء هذا، وكيف كان وكيف هو، فان هذا والله الشرك بالله العظيم. ] قوله: سألته بجمع كأنه كان السؤال يجمع وهو المزد لفة مرة ثانية بعد المرة الاولى، فلذلك قال: فسألته الثالثة، وفي نسخة ” الثانية ” مكان ” الثالثة ” فيكون السؤال أولا بجمع. قوله (ع): حديثنا صعب مستصعب أمرد ذكوار وعر أجرد ” مستصعب ” بكسر العين المهملة من استصعب عليه الامر أي صعب. و ” أمرد ” بالراء واهمال الدال على أفعل الصفة من المرودة والمرادة، بمعنى الشرود والشدة، والمارد من الرجال العاتي الشديد، والمتمرد هو الشارد الشديد الشرود، والامرد من لا لحية له. وفي أساس البلاغة: من المجاز جبل متمرد وجبال متمردات وشجرة مرداء لاورق لها (1). والامرد من الحديث كناية عن التمام المحض والصعب العويص المعتاص المتشرد معناه على الاذهان الضيقة القاصرة، والمتباذخ المتمرد مغزاه على الفطن الكليلة الخامدة.


1) أساس البلاغة: 588 (*)

[ 440 ]

[ 342 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن عمرو بن عثمان، عن أبي جميلة، عن جابر، قال: رويت خمسين الف حديث ما سمعه أحد مني. ] و ” ذكوار ” على فعوال بزيادة الواو والالف من الذكارة، باعجام الذال قبل الكاف والراء بعد الالف من الذكورة، أو من الذكر بالكسر والذكرة بالضم بمعنى الصيت والشرف والشدة والصعوبة. قال ابن الاثير في النهاية: الذكارة بالكسر من الطيب ما يصلح للرجل كالمسك والعنبر والعود، وهي جمع ذكر والذكورة مثله، ومنه الحديث ” وكانوا يكرهون المؤنث من الطيب ولا يرون بذكورته بأسا ” هو ما لا لون له ينفض كالعود والكافور والعنبر، والمؤنث طيب النساء كالخلوق والزعفران (1). وفي أساس البلاغة: له ذكر في الناس، أي صيت وشرف، وذكور الطيب ما لا ردع له (2). وفي القاموس: الذكر بالكسر الصيت كالذكرة بالضم الشرف، والمذكر من السيف ذو الماء، ومن الايام الشديد الصعب (3). وفي طائفة من نسخ الكتاب ” ذكوان ” (4) على فعلان بزيادة الالف والنون من الذكا بالقصر أو الذكاء بالمد، وهو سطوح رائحة المسك وتمام تضوعها وارتفاع لهيب النار واشتعال ضؤها. قال في القاموس: ذكت النار ذكوا وذكاءا بالمد، عن الزمخشري، واستذكت


1) نهاية ابن الاثير: 2 / 164 2) أساس البلاغة: 205 3) القاموس: 2 / 35 4) كما في المطبوع من رجال الكشى. (*)

[ 441 ]

[ 343 – جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عيسى، عن اسماعيل بن مهران عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: حدثني أبو ] اشتدت لهبها، وبالضم غير مصروفة الشمس، وابن ذكاء بالمد الصبح ومسك ذاك وذكية ساطع ريحه (1). وفي المغرب: وأصل التركيب يدل على التمام، ومنه ذكاء السن بالمد لنهاية الشباب، وذكا النار بالقصر لتمام اشتعالها (2). وفي النهاية الاثيرية: الذكاء شدة وهج النار يقال: ذكيت النار إذا اتممت اشتعالها ورفعتها، وذكت النار تذكوذكا – مقصور – أي أشتعلت وقيل: هما لغتان (3). و ” وعر ” بفتح الواو وتسكين العين المهملة والراء، أي صعب عسر النيل. في الصحاح: جبل وعر – بالتسكين – ومطلب وعر قال الاصمعي: ولا تقل وعر (4). و ” أجرد ” بالجيم قبل الراء والدال المهملة بعدها على أفعل، الصفة من الجرد بالتحريك. في أساس البلاغة: أرض جرداء متجردة عن النبات، وقد جردت جردا، ونزلنا في جرد في فضاء بلا نبات، وهي تسمية بالمصدر، وسنة جرداء كاملة متجردة عن النقصان (5). وفي الصحاح: ورجل أجرد بين الجرد لا شعر عليه، وفرس أجرد، وذلك إذا رقت شعرته وقصرت وهو مدح، وكل شئ قشرته عن شئ فقد جردته عنه،


1) القاموس: 4 / 330 2) المغرب: 1 / 192 3) النهاية: 2 / 165 4) الصحاح: 2 / 846 5) أساس البلاغة: 88 (*)

[ 442 ]

[ جعفر عليه السلام بسبعين ألف حديث لم أحدث بها أحدا قط، ولا احدث بها أحدا أبدا، قال جابر: فقلت لابي جعفر عليه السلام جعلت فداك انك قد حملتني وقرا عظيما بما حدثتني به من سركم الذي لا أحدث به أحدا، فربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون، قال: يا جابر فإذا كان ذلك فاخرج الى الجبان فاحفر حفيرة ودل رأسك فيها، ثم قل: حدثني محمد بن علي بكذا وكذا. ] والمقشور مجرود وما قشر عنه جرادة (1). ومنه في الحديث ” الجنة جرد مرد ” أي أجارد عن النقصان أما رد عما يشوبهم من الشوائب. قوله رحمه الله: فربما جاش في صدري يقال: جاش القدر جيوشا وجيشانا إذا غلا وفار، وجاشت العين إذا فاضت وجاش الوادي أو البحر إذا زخر وطما. قوله (ع): ودل رأسك بفتح الدال المهملة وتشديد اللام المكسورة على فعل الامر من التدلية، بمعنى الادلاء أي الارسال والالقاء والانزال. في النهاية الاثيرية: في حديث الاسراء ” تدلى فكان قاب قوسين ” التدلى: النزول من العلو، وقاب قوسين قدره، والضمير في تدلى لجبرئيل عليه السلام، يقال: أدليت الدلو ودليتها إذا أرسلتها في البئر ودلوتها أدلوها فأنا دال إذا أخرجتها (2). وفي المغرب: أدليت الدلو أرسلتها في البئر، ومنه أدلى بالحجة أحضرها، وفي التنزيل ” وتدلوا بها الى الحكام ” أي لا تلقوا أمرها والحكومة فيها، ودلاه من سطح بحبل أي أرسله فتدلى ودلى رجليه من السرير (3).


1) الصحاح: 1 / 452 2) نهاية ابن الاثير: 2 / 131 3) المغرب: 1 / 183 (*)

[ 443 ]

[ 344 – نصر بن الصباح، قال: حدثنا أبو يعقوب اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: خرج جابر ذات يوم وعلى رأسه قوصرة راكبا قصبة حتى مر على سكك الكوفة، فجعل الناس يقولون: جن جابر جن جابر ! فلبثنا بعد ذلك أياما، فإذا كتاب هشام قد جاء بحمله إليه. قال: فسأل عنه الامير فشهدوا عنده أنه قد اختلط، وكتب بذلك الى هشام فلم يتعرض له، ثم رجع الى ما كان من حاله الاول. 345 – نصر بن الصباح، قال: حدثنا اسحاق بن محمد، قال: حدثنا فضيل عن زيد الحامض، عن موسى بن عبد الله، عن عمرو بن شمر، قال جاء قوم الى جابر الجعفي فسألوه أن يعينهم في بناء مسجدهم ؟ قال: ما كنت بالذي أعين في بناء شئ يقع منه رجل مؤمن فيموت، فخرجوا من عنده وهم ينحلونه ويكذبونه، فلما كان من الغد اتموا الدراهم ووضعوا أيديهم في البناء، فلما كان عند العصر زلت قدم البناء فوقع فمات. ] قلت: ومن المشهور أن الادلاء هو الاهباط والارسال في جهة السفل، والتدلية هي الاصعاد والاخراج الى جهة العلو. كما قال في القاموس: دلوت وأدليت أرسلتها في البئر ودلاها جذبها ليخرجها (1) ولكن التعويل على ما في النهاية والمغرب. قوله: وهم ينحلونه (2) بفتح النون وتشديد الحاء المهملة من باب التفعيل للنسبة، من النحلة بالكسر بمعنى الدعوى، أي ينسبونه الى الادعاء لنفسه ما ليس له. يقال: نحله القول ينحله بالفتح فيهما نحلا إذا أضفته إليه وادعيته عليه وليس


1) القاموس: 4 / 328 2) وفى المطبوع من الرجال: ينخلونه. (*)

[ 444 ]

[ 346 – نصر، قال: حدثنا اسحاق، قال: حدثنا علي بن عبيد، ومحمد بن منصور الكوفي، عن محمد بن اسماعيل عن صدقة، عن عمرو بن شمر، قال: جاء العلاء بن يزيد رجل من جعفى، قال: خرجت مع جابر لما طلبه هشام حتى انتهى الى السواد، قال: فبينا نحن قعود وراع قريب منا: إذ لفتت نعجة من شائه الى حمل، فضحك جابر، فقلت له: ما يضحكك أبا محمد ؟ قال: ان هذه النعجة دعت حملها فلم يجئ، فقالت له: تنح عن ذلك الموضع فان الذئب عاما أول أخذ أخاك منه ] هو من قوله، والمنحول هو ذلك المضاف إليه اختلاقا وتقولا وادعاءا عليه، وانتحل فلان شعرا أو كلاما. وكذلك تنحله إذا ادعاه لنفسه وهو ليس له بل لغيره. وهذا مما قد اتفق عليه الصحاح والقاموس وأساس البلاغة ومجمل اللعة (1). وقال قوم: انتحلت الشئ إذا ادعيته أنت محق، وتنحلته إذا ادعيته مبطلا وبيت الاعشى يدل على خلاف هذا وهو: فكيف أنا وانتحالي للقوافي * بعد المشيب كفى ذاك عارا قوله: إذ لفتت نعجة أي لفتت وجهها والتفتت إليه، يقال: لفته عن كذا إذا صرفه عنه، والى كذا إذا صرفه إليه. قوله: فان الذئب عاما أول أول أصله على أوأل على أفعل مهموز الوسط على ما هو مذهب الاكثر، لاووأل على فوعل كما ذهب إليه بعض، وهو بفتح اللام منصوبا غير مصروف على أفعل التفضيل، أو أفعل الصفة ملحوظا فيه اعتبار الوصفية.


1) القاموس: 4 / 55 وأساس البلاغة: 623 والصحاح 5 / 1826 (*)

[ 445 ]

[ فقلت: لا علمن حقيقة هذا أو كذبه، فجئت الى الراعي فقلت له: يا راعي تبيعني هذا الحمل ؟ قال، فقال: لا، فقلت: ولم ؟ قال: لان أمه أفره شاة في الغنم وأغزرها درة، وكان الذئب أخذ حملا لها عند عام الاول من ذلك الموضع، فما رجع لبنها حتى وضعت هذا فدرت، فقلت: صدق. ] وفي عضة من النسخ ” عام أول ” بالتنوين مجرورا باضافة العام إليه على مجرد وزن أفعل الصفة منسلخا عن اعتبار معنى الوصفية فيه مطلقا في اللهجة والطية رأسا. وانما معناه الملحوظ البداءة والابتداء والمبدأ فيكون مصروفا، وكذلك إذا كان في محل النصب، كما إذا قلت جئتك أو لا أي ابتداء. أو في محل الرفع كما إذا قلت: ليس له أول أي مبدأ، فقولك مثلا فعلت كذا أولا وآخرا معناه ابتداءا وانتهاءا، والنصب على التميز. أو على أنه منزوع الخافض لا على الظرف كما ينساق إليه وهم غير المحصل. والمتمهر المتثبت يعلم أن الانتصاب على المفعول فيه وعلى نزع الخافض وراء الانتصاب على الظرفية، ففي قولك سكنت دارا انتصاب على نزع الخافض وفي قولك جئت قبلك انتصاب على الظرف، والظرف برأسه أحد المنصوبات. وربما تستعمل أولا بمعنى قديما فينصرف أيضا، تقول: أنعمت علي أولا وآخرا، أي قديما وحديثا. فان قلت: هلا اعتبرت فيه الوصفية الاصلية فلم تصرفه أصلا ؟ قلت: اعتبار الوصفية الاصلية انما يتأتي في المنقول وهذا من قبيل المشترك فهذا حق القول الفصل. وفاضل تفتازان في التلويح وفي حاشية الكشاف قد زل هنالك في تفسير كلام الجوهري وتحرير مرامه، فنحن قد رددنا عليه وأوردنا مر الحق في المعلقات على انجيل أهل البيت (1) عليهما السلام.


1) التعليقة على الصحيفة السجادية المطبوع على هامش نور الانوار: 28. (*)

[ 446 ]

[ ثم أقبلت فلما صرت على جسر الكوفة نظر الى رجل معه خاتم ياقوت، فقال له: يا فلان خاتمك هذا البراق أرنيه، قال: فخلعه فأعطاه، فلما صار في يده رمى به في الفرات، قال الاخر: ما صنعت، قال: تحب أن تأخذه ؟ قال: نعم، قال، فقال بيده الى الماء، فأقبل الماء يعلو بعضه على بعض حتى إذا قرب تناوله وأخذه. وروى عن سفيان الثوري: أنه قال جابر الجعفي صدوق في الحديث الا أنه كان يتشيع، وحكي عنه أنه قال: ما رأيت أورع بالحديث من جابر. ] ثم في بعض نسخ الكتاب ” عام الاول ” بانتصاب العالم على الظرف واضافته الى الاول، بادخال الالف واللام عليه. قال في المغرب: فعلت هذا عاما أول على الوصف وعام الاول على الاضافة وأي رجل دخل أول فله كذا مبني على الضم، كما في من قبل ومن بعد. ومثله في المفردات (1) والفايق وغيرهما. وحكى في الصحاح عن ابن سكيت المنع من ذلك (2)، وفي القاموس جوازه على القلة (3). قوله رحمة الله: انه قال جابر الجعفي صدوق في الحديث الا انه كان يتشيع. قال أبو عبد الله الذهبي في ميزان الاعتدال: جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي الكوفي أحد علماء الشيعة، له عن أبي الطفيل والشعبي وخلق، وعنه شعبه وأبو عرانة وعدة. قال ابن المهدي عن سفيان: كان جابر الجعفي ورعا في الحديث ما رأيت


1) مفردات الراغب ص 31. 2) الصحاح: 5 / 1838 3) القاموس: 4 / 62 (*)

[ 447 ]

[ 347 – نصر بن الصباح، قال: حدثني اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثنا محمد بن منصور، عن محمد بن اسماعيل، عن عمرو بن شمر، قال، قال: أتى رجل جابر بن يزيد فقال له جابر: تريد أن ترى أبا جعفر ؟ قال: نعم، قال: فمسح على عيني فمررت وأنا أسبق الريح حتى صرت الى المدينة. ] أورع منه في الحديث، وقال شعبة: صدوق، وقال يحيى بن بكير عن شعبه: كان جابرا إذا قال أنا وثنا وسمعت فهو من أوثق الناس، وقال وكيع: ما شككتم في شئ فلا تشكوا ان جابر الجعفي ثقة. وقال ابن عبد الكريم: سمعت الشافعي يقول: قال سفيان الثوري لشعبة لان تكلمت في جابر الجعفي لا تكلمن فيك، زهير بن معاويه قال، سمعت جابر بن يزيد يقول: عندي خمسون ألف حديث ما حدثت منها بحديث. ثم قال: وذكر شهاب أنه سمع ابن عيينة يقول: تركت جابرا الجعفي وما سمعت منه قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا فعلمه مما تعلم، ثم دعا علي الحسن فعلمه مما تعلم، ثم دعا الحسن الحسين فعلمه مما تعلم، ثم دعا الحسين ولده حتى بلغ جعفر بن محمد، قال سفيان: فتركته لذلك. ابن عدي بالاسناد عن الحميدي سمعت سفيان سمعت جابرا الجعفي يقول: انتقل العلم الذي كان في النبي صلى الله عليه وآله الى علي، ثم انتقل من علي الى الحسن، ثم لم يزل حتى بلغ جعفرا. الجراح بن مليح يقول: سمعت جابرا يقول: عندي سبعون ألف حديث عن جعفر عن النبي صلى الله عليه وآله كلها. العقيلي بالاسناد عن زائدة يقول: جابر الجعفي رافضي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله الحميدي سمعت رجلا يسأل سفيان: أرأيت يا أبا محمد الذين عابوا على جابر الجعفي ؟ قوله حدثني وصي الاوصياء ؟ فقال سفيان: هذا أهونه.


[ 448 ]

[ قال: فبينا أنا كذلك متعجب إذ فكرت فقلت: ما أحوجني الى وتداوتده فإذا حججت عاما قابلا نظرت هيهنا هو أم لا، فلم أعلم الا وجابر بين يدي يعطيني وتدا، قال: ففزعت، فقال: هذا عمل العبد باذن الله فكيف لو رأيت السيد الاكبر ! قال: ثم لم أره. قال: فمضيت حتى صرت الى باب أبي جعفر عليه السلام فإذا هو يصيح بي أدخل لا بأس عليك، فدخلت فإذا جابر عنده، قال، فقال لجابر: يا نوح غرقتهم أولا بالماء وغرقتهم آخرا بالعلم فإذا كسرت فاجبر. قال: ثم قال من أطاع الله أطيع، أي البلاد أحب اليك ؟ قال: قلت الكوفة قال: بالكوفة فكن، قال: سمعت أخا النون بالكوفة، قال فبقيت متعجبا من قول جابر فجئت فإذا به في موضعه الذي كان فيه قاعدا، قال: فسألت القوم هل قام أو تنحى ؟ قال: فقالوا لا، وكان سبب توحيدي ان سمعت قوله بالالهية وفي الائمة هذا حديث موضوع لاشك في كذبه ورواته كلهم متهمون بالغلو والتفويض. ] عن ابن عيينة قال: جابر الجعفي يقول: دابة الارض علي. انتهى ما في ميزان الاعتدال. قوله (ع): بالكوفة فكن فكن على صيغة الامر بالكينونة، أي فبالكوفة كن قال: فإذا قال عليه السلام ذلك فلم ألبث وإذا أنا بالكوفة. وقوله ” سمعت أخا النون بالكوفة ” يحتمل أن يكون معناه قال الرجل فإذا أنا سمعت بالكوفة صوت جابر يناديني باسقاط حرف النداء ويقول: أخا النون، وانما سماه أخا النون لسباحته في بحر الحيرة والتعجب كما يسبح الحوت في البحر. أو أنه قال الرجل: سمعت أبا جعفر عليه السلام بعد قوله بالكوفة فكن يقول: أخا النون بالكوفة، أي أخا النون كن بالكوفة تأكيدا لقوله بالكوفة فكن، فيكون عليه السلام


[ 449 ]

[ 348 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى. وحمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عروة بن موسى، قال: كنت جالسا مع أبي مريم الحناط وجابر عنده جالس، فقام أبو مريم فجاء بدورق من ماء بئر منازل ابن عكرمة، فقال له جابر: ويحك يا أبا مريم كاني بك قد استغنيت عن هذه البئر واغترفت من هيهنا من ماء الفرات، فقال له أبو مريم: ما ألوم الناس أن يسمونا كذابين – وكان مولى لجعفر عليه السلام – كيف يجئ ماء الفرات الى هيهنا. قال: ويحك يحتفر هيهنا نهر أوله عذاب على الناس وآخره رحمة يجرى فيه ماء الفرات، فتخرج المرأة الضعيفة والصبي فيغترف منه، ويجعل له أبواب في بني رواس وفي بني موهبة وعند بئر بني كندة وفي بني فزارة حتى تتغامس فيه الصبيان. قال علي: انه قد كان ذلك وان الذي حدث علي وعمر لعل أنه قد سمع بهذا الحديث قبل أن يكون. ] قد سماه أخا النون لكونه سابحا كالنون في بحر التحير. وهذا أظهر لقوله عليه السلام أولا يا نوح غرقتهم أولا بالماء وغرقتهم آخرا بالعلم (1). قوله: قال على: انه قد كان ذلك قال علي كلام محمد بن عيسى، وأن الذي حدث الى آخر كلام أبي عمرو الكشي، والمعنى قال علي بن الحكم: قد كان ذلك أي ما قد أخبر به جابر من احتفار النهر هنا وجريان ماء الفرات فيه، فكأنه – أي علي بن الحكم – قد أدرك ذلك ورآه


1) هذه الزيادة في ” ن ” فقط. (*)

[ 450 ]

[ في اسماعيل بن جابر الجعفي 349 – حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثني ابن أورمة، عن عثمان بن عيسى، عن اسماعيل بن جابر، قال: أصابني لقوة في وجهي، فلما قدمنا المدينة دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما الذي أرى بوجهك ؟ قال: قلت فاسدة ريح. قال: فقال لي: ائت قبر النبي صلى الله عليه وآله فصل عنده ركعتين، ثم ضع يدك على وجهك، ثم قل: بسم الله وبالله هذا أحرج عليك من عين انس أو عين جن، أو وجع ] وعلي بن الحكم هو الذي حدث بهذا الحديث ورواه، وهو قد عمر عمرا طويلا، فلعله قد سمع بهذا الحديث قبل أن يكون ذلك، فبقي الى أن كان فأدرك كينونته، فلا يتوهمن أنه انما سمع هذا الحديث بعد كينونة الامر. وفي بعض النسخ ” وعهده (1) ” بكسر الهاء من باب لبس مكان وعمر، أي علي بن الحكم هو الذي حدث بهذا الحديث وأدرك عصر كينونة النهر. قال في المغرب: عهدته بمكان كذا لقيته، ويقال: متى عهدك بفلان أي متى عهدتة، ومنه متى عهدك بالخف أي يلبسه، يعني متى لبسته. في اسماعيل بن جابر قوله (ع): هذا أحرج بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء قبل الجيم على صيغة المتكلم من التحريج بمعنى التضييق تفعيلا من الحرج وهو الضيق والشدة والمشار إليه بهذا، وهو المقصود بتوجيه الخطاب نحوه. تبينه من التبيينية الاستغراقية في من عين: انس أوجن أو وجع.


1) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد وفى المطبوع بالنجف: عروة بعلانية. (*)

[ 451 ]

[ أحرج عليك، بالذي اتخذ ابراهيم خليلا وكلم موسى تكليما، وخلق عيسى من روح القدس، لما هدأت وطفيت، كما طفيت نار ابراهيم، اطفئ باذن الله اطفئ باذن الله قال: فما عاودته الامرتين حتى رجع وجهي، فما عاد الي الساعة. ] ومعنى الكلام ومغزاه: يا هذا الذي غير هذا الوجه وأصابه وألم به أيا ما كنت من عين انس أو عين جن، أو مادة مرض وموجب وجع، أحرج وأضيق عليك باسم الله وبالله احرج عليك بالله الذي اتخذ ابراهيم خليلا. و ” لما ” بمعنى ” الا ” أي أحرج عليك ولا أدعك ولا أذر التحريج والتضييق عليك، الا إذا هدأت بالهمز اي سكنت وطفئت، والنار الهادئة الطافئة هي الساكنة الخامدة. والتحريج أيضا بمعنى التحيير تفعيلا من الحيرة، يقال: حرجت العين تحرج من باب لبس يلبس إذا حارت، وبمعنى الزام التحرج وايجابه، والتحرج المجانبة والتجنب والتجافي والتباعد، يقال: تحرج من كذا أي جانبه وتجنبه وتجافى عنه، وحرجه منه إذا اضطره الى أن يتحرج. قال في المغرب: وحقيقته جانب الحرج فيكون حقيقة التحريج اذن الجاؤه الى ان يجانب الحرج. وفي شرح أبي عبد الله المازري لصحيح مسلم: تحنث الرجل إذا فعل فعلا خرج به من الحنث، والحنث الذنب، وكذلك تأثم إذا ألقى الاثم عن نفسة، ومثله تحرج وتحوب إذا فعل فعلا يخرجه من الحرج والحوب، وفلان يتهجد إذا كان يخرج من الهجود، ويتنجس إذا فعل فعلا يخرج به من النجاسة. قوله (ع): لما هدأت وطفيت ” لما ” في هذا الباب من الكلام بمعنى ” الا ” للاستثناء، والمعنى أحرج عليك ولا أدع تحريجي وتضييقي عليك الا إذا هدات.


[ 452 ]

[ 350 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد ابن عيسى، عن يونس، عن أبي الصباح، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: هلك المتريسون في أديانهم، منهم: زرارة، وبريد، ومحمد بن مسلم، واسماعيل الجعفي، وذكر آخر لم أحفظه. في علباء بن دراع الاسدي وأبى بصير 351 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن منصور، قال: حدثني أحمد بن الفضل، ابن أبي عمير، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير ] وطفئت، كما طفئت نار ابراهيم عليه السلام، يقال: هدأت النار إذا سكنت وخمدت ونار هادئة بالهمز أي ساكنة لينة خامدة، وفي دعاء القنوت في صلاة الغفيلة ” لما قضيتها ” أي أسألك وأسألك ولا أقطع السؤال والالحاح الا إذا قضيت لي حاجتي. وكذلك في التنزيل الكريم ” حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به الا أن يحاط بكم ” (1) أي الا أن تغلبوا فلا تطيقوا ذلك، أو الا تهلكوا جميعا، فهو استثناء مفرغ من أعم الاحوال، لتأتنني به على كل حال الا حال الا حاطة بكم، أو من أعم العلل على أن يكون لتأتنني به في تأويل النفي، والتقدير لا تمتنعون من الاتيان به الا للاحاطة بكم. ومنه قولهم: أقسمت عليك بالله الا فعلت، أي أقسمت عليك وأقسمت عليك الا إذا فعلت ولا تركت الاقسام عليك بالله الا إذا فعلت. فتثبت ولا تتخبط فامثل القاصرين طريقة من أهل العصر قدتاه به وهمه فذهب فيه حيث شاء. في علباء بن دراع الاسدي علباء – باهمال العين المفتوحة واسكان اللام والباء الموحدة والالف الممدودة –


1) سورة يوسف: 66 (*)

[ 453 ]

[ قال: حضرت – يعني علباء الاسدي – عند موته فقال لي: ان أبا جعفر عليه السلام قد ضمن لي الجنة فأذكره ذلك. قال: فدخلت على أبي جعفر عليه السلام فقال: حضرت علباء عند موته ؟ قال: قلت نعم، فأخبرني أنك ضمنت له الجنة وسألني أن اذكرك ذلك، قال: صدق. قال: فبكيت، ثم قلت: جعلت فداك ألست الكبير السن الضرير البصر فاضمنها لي قال: قد فعلت، قلت: اضمنها لي على آبائك وسميتهم واحدا واحدا، قال: قد فعلت، قلت: فاضمنها لي على رسول الله صلى الله عليه وآله قال: قد فعلت، قلت: اضمنها لي على الله، قال: قد فعلت. 352 – محمد بن مسعود، قال: حدثني ابراهيم بن محمد بن فارس، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن شهاب بن عبد ربه، عن أبي بصير، قال: ان علباء الاسدي ولي البحرين فافاد سبعمائة ألف دينار ودواب ورقيقا، قال: فحمل ذلك كله حتى وضعه بين يدي أبي عبد الله عليه السلام. ] ابن دراع – بفتح الدال المهملة وتشديد الراء – الاسدي. قوله: ان علباء الاسدي ولى البحرين الشيخ رحمه الله تعالى في الاستبصار وفي التهذيب روى هذا الحديث بأسناده عن ابن أبي عمير، عن الحكم بن علباء الاسدي (1). فقلت في المعلقات على الاستبصار: الحكم بن علباء لم يجر له ذكر في كتاب الرجال، والذي ولي البحرين وجرت له الواقعة هو علباء لا ابنه. والظاهر المستبين أن الحكم بن علباء مصحف الحكم عن علبا، بتصحيف العين بالباء، والحكم هو الحكم بن أخي ولاد أبو خلاد الصيرفي الثقة يروي عنه ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى، أو الحكم بن أيمن يروي عنه أيضا ابن أبي عمير.


1) الاستبصار: 2 / 58 وفيه الحكم بن عليا الاسدي فتدبر (*)

[ 454 ]

[ ثم قال: اني وليت البحرين لبني أمية، وأفدت كذا وكذا، وقد حملته كله اليك وعلمت أن الله عزوجل لم يجعل لهم من ذلك شيئا وأنه كله لك. فقال له أبو عبد الله عليه السلام: هاته، فوضع بين يديه، فقال له: قد قبلنا منك وو هبناه لك واحللناك منه وضمنا لك على الله الجنة، قال أبو بصير: فقلنا ما بالي وذكر مثل حديث شعيب العقرقوفي. ] قوله (ع): قد قبلنا منك نص صريح في أنه عليه السلام قد قبل ذلك منه وقبضه أولا، ثم من بعد القبول والقبض وهب له ما قبله منه وقبضه، فهذا تنصيص على عدم سقوط حصة الامام من الخمس في أبواب المناكح والمساكن والمتاجر فليفقه. قوله (ع) وأحللناك منه أحاديث هذا الباب كلها وردت بلفظة الحلال والاباحة وما في معناهما، وانما مفاد ذلك مجرد اباحة التصرف قبل اخراج الخمس، لا سقوط حصة الامام من الخمس في أبواب المناكح والمساكن والمتاجر في زمان الغيبة، كما قد أعلن بالتصريح به الشيخ في كتابيه التهذيب والاستبصار وشيخه الشيخ المفيد في كتبه، ويتوهم من ظواهر عبارات العلامة والمحقق الشهيد وجدي المحقق الحكم هناك بالسقوط. فنحن قد أوضحنا مرامهم وحققنا القول المعتمد عليه في المذهب في المعلقات على الاستبصار فليتقن.


[ 455 ]

[ في أبى حمزة الثمالى ثابت بن دينار أبى صفية عربي أزدى 353 – حدثني محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن بن فضال، عن الحديث الذي روى عن عبد الملك بن أعين وتسمية ابنه الضريس ؟ قال، فقال: انما رواه أبو حمزة، وأصيبع من عبد الملك، خير من أبي حمزة، وكان أبو حمزة يشرب النبيد ومتهم به، الا أنه قال: ترك قبل موته، وزعم أن أبا حمزة وزرارة ومحمد بن مسلم ماتوا سنة واحدة بعد أبي عبد الله عليه السلام بسنة أو بنحو منه، وكان أبو حمزة كوفيا. ] في أبى حمزة الثمالى ثابت بن دينار قوله: وأصيبع من عبد الملك (1) ” أصيبع ” بضم الهمزة وفتح الصاد المهملة واسكان الياء المثناة من تحت قبل الباء الموحدة واهمال العين أخيرا على تصغير أصبع. وفي نسخة ” أصبع ” من غير التصغير. والمعنى: سألت علي بن الحسن بن فضال عن حديث عبد الملك بن أعين في تسمية ابنه ضريسا، وما فيه من اساءة الادب بالنسبة الى مولانا الصادق عليه السلام، فقال: هذا الحديث انما رواه أبو حمزة الثمالي، وأن أصيبعا من أصيبعات عبد الملك ابن أعين، أوان اصبعا من أصابع عبد الملك على ما في نسخة خير من أبي حمزة الثمالي بتمامه، فلا يسوغ القدح في مثل عبد الملك بن أعين برواية أبي حمزة الثمالي. قال أبو عمرو الكشي: وكان أبو حمزة يشرب النبيذ ويتهم به، يعني ان ابن فضال انما قال ذلك في أبي حمزة لانه كان يشرب النبيذ أو كان يتهم به، الا انه – أي ابن فضال – قال: ان أبا حمزة ترك شرب النبيذ قبل موته. قلت: أبو حمزة الثمالي من الثقاة الاجلة، وان كان عبد الملك بن أعين أجل


1) وفى المطبوع من رجال الكشي: أصبغ بن عبد الملك. (*)

[ 456 ]

[ 354 – حدثني علي بن محمد بن قتيبة أبو محمد، ومحمد بن موسى الهمداني قالا: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: كنت أنا وعامر ابن عبد الله بن جذاعة الازدي وحجر بن زائدة جلوسا على باب الفيل إذ دخل علينا أبو حمزة الثمالي ثابت بن دينار فقال لعامر بن عبد الله: يا عامر أنت حرشت علي أبا عبد الله عليه السلام فقلت أبو حمزة يشرب النبيذ. فقال له عامر: ما حرشت عليك أبا عبد الله عليه السلام ولكن سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المسكر، فقال: كل مسكر حرام، وقال: لكن أبا حمزة يشرب، قال، فقال أبو حمزة: أستغفر الله منه الان وأتوب إليه. 355 – حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي حمزة، قال: كانت بنية لي سقطت فانكسرت يدها، فأتيت بها التيمي فأخذها فنظر الى يدها فقال: منكسرة، فدخل يخرج الجباير ] منه وأوثق، ولعل النبيذ الذي كان يتهم بشربه من بعض الانبذة ولم يكن يعرف تحريمها جميعا، فلما سمع أن أبا عبد الله عليه السلام قال: كل مسكر حرام نبيذا كان أو غير نبيذ استغفر الله وتاب إليه من جميع الانبذة. وما تضمنه الحديث الذي رواه لا يوجب قدحا في عبد الملك، فانه من باب كمال القرب وشدة الاختصاص لا من سوء الادب. قوله: كانت بنية لى سقطت فانكسرت يدها السيد المكرم رضي الدين علي بن طاوس الحسيني قدس الله تعالى روحه أورد الحديث والدعاء في كتاب مهج الدعوات فقال: قال أبو حمزة الثمالي رحمه الله تعالى انكسرت يد ابني مرة، فأتيت به يحيى ابن عبد الله المجبر، فنظر إليه فقال: أرى كسرا قبيحا، ثم صعد غرفته ليجيئ بعصابة ورفادة، فذكرت في ساعتي تلك دعا علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام، فأخذت


[ 457 ]

[ وأنا على الباب فدخلتني رقة على الصبية فبكيت ودعوت، فخرج بالجباير فتناول بيد الصبية فلم ير بها شيئا، ثم نظر الى الاخرى فقال: ما بها شئ، قال: فذكرت ذلك لابي عبد الله عليه السلام فقال: يا أبا حمزة وافق الدعاء الرضاء فاستجيب لك في أسرع من طرفة عين. ] يد ابني فقرأت عليه ومسحت الكسر، فاستوى الكسر باذن الله. فنزل يحيى بن عبد الله ولم ير شيئا فقال: ناولني اليد الاخرى فلم ير كسرا، فقال: سبحان الله أليس عهدي به كسرا قبيحا فما هذا ؟ أما أنه ليس بعجب من سحركم معاشر الشيعة ! فقلت: ثكلتك أمك ليس هذا بسحر، بل اني ذكرت دعاء سمعته من مولاي علي بن الحسين عليهما السلام فدعوت به فقال: علمنيه فقلت: ابعد ما سمعت ما قلت لا ولا نعمة عين لست من أهله. قال حمران بن أعين فقلت لابي حمزة نشدتك بالله الا ما أوردتناه فقال: سبحان الله ما ذكرت ما قلت الا أنا أفيدكم اكتبوا: بسم الله الرحمن الرحيم يا حي قبل كل حي، يا حي بعد كل حي الدعا بطوله الى آخره (1). قلت: ونحن في المعلقات على مهج الدعوات أوردنا لهذا الدعاء اعتصاما يقرء قبله فليؤخذ من هناك. قوله (ع): وافق الدعاء الرضاء أي وافق الدعاء ارادة الله تعالى ومشيته لطلبتك، ورضاه عزوجل بها لخيريتها التي تتوضاها العناية الاولى في انساق نظام الكل، وموافاتها حد سلسلة الاسباب المترتبة المتأدية إليها في ترتيب نظام الوجود، فاستجيب لك في أسرع من طرفة عين.


1) مهج الدعوات: 165 (*)

[ 458 ]

[ 356 – حدثني محمد بن اسماعيل، قال: حدثنا الفضل، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال: ما فعل أبو حمزة الثمالي ؟ قلت: خلفته عليلا، قال: إذا رجعت إليه فاقرأه مني السلام واعلمه أنه يموت في شهر كذا في يوم كذا. قال أبو بصير: قلت جعلت فداك والله لقد كان فيه انس وكان لكم شيعة، قال: صدقت ما عندنا خير لكم من شيعتكم معكم قال: ان هو خاف الله وراقب نبيه وتوقى الذنوب، فإذا هو فعل كان معنا في درجتنا، قال علي: فرجعنا تلك السنة فما لبث أبو حمزة الا يسيرا حتى توفي. 357 – وجدت بخط أبي عبد الله محمد بن نعيم الشاذاني، قال: سمعت الفضل ابن شاذان، قال: سمعت الثقة، يقول: سمعت الرضا عليه السلام يقول: أبو حمزة الثمالي في زمانه كلقمان في زمانه، وذلك أنه قدم أربعة منا، علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وبرهة من عصر موسى بن جعفر عليه السلام، ويونس بن عبد الرحمان كذلك هو سلمان في زمانه. ] وهذا اشارة منه عليه السلام الى كنه مسألة استجابة الدعاء، وذلك من غامضات المسائل في علم ما فوق الطبيعة، والقبس العاشر من كتابنا القبسات، حيز البحث عن مر الحق في ذلك على السبيل القويم والصراط المستقيم، وأنه بتحقيق حق القول هنالك لزعيم. قوله (ع): قال صدقت ما عندنا خير لكم من شيعتكم يعني ما عندنا خير لكم وأصلح لشأنكم من أن يكون معكم شيعتكم، اي أصحابكم ومشاركوكم في دين التشيع، ولا يكون معكم أحد من مخالفيكم في الدين ثم قال عليه السلام: ان هو خاف الله وراقبه ونبيه، يعني ان كان الذي معكم من شيعتكم ممن قد خاف الله وراقبه وراقب نبيه وتوقى الذنوب، أي وذكر الله تعالى ورآه


[ 459 ]

[ في عقبة بن بشير الاسدي 358 – حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا ايوب بن نوح، قال: اخبرنا حنان ابن عقبة بن بشير الاسدي، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له: اني في الحسب الضخم من قومي، وان قومي كان لهم عريف فهلك فأرادوا ان يعرفوني عليهم فما ترى لي ؟ قال، فقال أبو جعفر عليه السلام: تمن علينا بحسبك أن الله تعالى رفع بالايمان من كان الناس سموه وضيعا إذا كان مؤمنا، ووضع بالكفر من كان يسمونه شريفا إذا كان كافرا، فليس لاحد على أحد فضل الا بتقوى الله. واما قولك ان قومي كان لهم عريف فهلك فأرادوا أن يعرفوني عليهم: فان كنت تكره الجنة وتبغضها فتعرف على قومك ياخذ سلطان جاير بأمرئ مسلم يسفك دمه فتشركهم في دمه، وعسى ان لا تنال من دنياهم شيئا. في اسلم المكى مولى محمد بن الحنفية (ع) 359 – حدثني حمدويه، قال: حدثني أيوب بن نوح، قال: حدثنا صفوان ابن يحيى، عن عاصم بن حميد، عن سلام بن سعيد الجمحي، قال: حدثنا أسلم مولى محمد بن الحنفية، قال: كنت مع أبي جعفر عليه السلام جالسا مسندا ظهري الى زمزم، فمر علينا محمد بن عبد الله بن الحسن وهو يطوف بالبيت، فقال أبو جعفر: يا أسلم أتعرف هذا الشاب ؟ قلت: نعم هذا محمد بن عبد الله بن الحسن. ] رقيبا عليه وكذلك نبيه عليه السلام، كما قد ورد في الحديث ان أعمال الامة تعرض عليه صلى الله عليه وآله وفي المغرب: رقبه رقبة انتظره من باب طلب وراقبه مثله، ومنه راقب الله إذا خافه، لان الخائف يرقب العقاب ويتوقعه (1). وفي بعض النسخ وان هو خاف الله وراقب نبيه، والاصح الاول.


1) المغرب: 1 / 215 (*)

[ 460 ]

[ قال: أما أنه سيظهر ويقتل في حال مضيعة، ثم قال: يا أسلم لا تحدث بهذا الحديث أحدا فانه عندك أمانة، قال: فحدثت به معروف بن خربوذ وأخذت عليه مثل ما أخذ علي. قال: وكنا عند أبي جعفر عليه السلام غدوة وعشية أربعة من أهل مكة فسأله معروف عن هذا الحديث، فقال: أخبرني عن هذا الحديث الذي حدثنيه فأني أحب أن أسمعه منك، قال: فالتفت الى أسلم، فقال له أسلم: جعلت فداك أني أخذت عليه مثل الذي أخذته علي، قال، فقال أبو جعفر عليه السلام: لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكا، والربع الاخر أحمق. 360 – حمدويه، قال: حدثني محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب قال: سئل أسلم المكي، عن قول محمد بن الحنفية، لعامر بن واثلة: لا تبرح مكة حتى تلقاني أوصار أمرك أن تأكل القضة ؟ فقال أسلم تعجبا: مما روى عن محمد يا نظر الخياط وهو معهم. وقال: ألست شاهدنا حين حدثنا عامر بن واثلة أن محمد بن الحنفية قال له يا عامر ان الذي ترجو انما خروجه بمكة، فلا تبرحن مكة حتى تلقي الذي تحب، وان صار أمرك الى أن تأكل القضة، ولم يكن على ما روي أن محمدا قال لا تبرح حتى تلقاني. ] في اسلم المكى مولى محمد بن الحنفية قوله: أن تأكل القضة القضة بكسر القاف وتخفيف الضاد المعجمة كعضة من أضعف النبات. قال في الصحاح: قضة مخففة نبت ينبت في السهل (1).


1) الصحاح: 6 / 2464 (*)

[ 461 ]

[ في الكميت بن زيد 361 – حدثني حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عبد الحميد العطار، عن أبي جميلة، عن الحارث بن المغيرة، عن الورد بن زيد، قال قلت لابي جعفر عليه السلام: جعلني الله فداك قدم الكميت، فقال: أدخله، فسأله الكميت عن الشيخين ؟ فقال له أبو جعفر عليه السلام: ما أهريق دم ولا حكم يحكم غير موافق لحكم الله وحكم النبي صلى الله عليه وآله وحكم علي عليه السلام الا وهو في أعناقهما، فقال الكميت: ألله اكبر ألله اكبر حسبي حسبي. 362 – طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني أبو الحسين صالح بن أبي حماد الرازي، قال: حدثنا محمد بن الوليد الخراز، عن يونس بن يعقوب، قال: أنشد الكميت أبا عبد الله شعره: أخلص الله في هواى فما أغر * ق نزعا وما تطيش سهامي ] وفي القاموس: القضة كعدة نبتة (1). واما تفسيرها بصغار الحصى فلست أجد له مأخذا، وما جاء بمعنى الصغار من الحصى، فبالتشديد من المضاعف. في القاموس: القضة بالكسر عذرة الجارية، وأرض ذات حصى، أو منخفضة وترابها رمل، والى جانبها متن مرتفع، والحصى الصغار وتفتح في الكل (2). وفي النهاية: القض كبار الحصى والقضيض صغارها (3). في الكميت بن زيد قوله: فما أغرق نزعا الخ اغراق النازع وتغريقه في القوس بمعنى، وهو استيفاء مدها.


1) القاموس: 4 / 379 2) القاموس: 2 / 342 3) نهاية ابن الاثير: 4 / 76 (*)

[ 462 ]

في مجمل اللغة: أغرقت النبل مددته غاية المد. وفي القاموس: أغرق النازع في القوس اغراقا استوفي مدها كغرق فيها تغريقا، ونزع في القوس نزعا ونزوعا مدها، وعاد السهم الى النزعة رجع الحق الى أهله. والطيش النزق والخفة وذهاب العقل وجواز السهم الهدف ومجاوزته اياه يقال: طاش يطيش فهو طايش وطياش قاله صاحب القاموس وغيره (1). ثم في أكثر النسخ أخلص الله في هواي فما أغرق نزعا وما تطيش سهامي، على صيغة الماضي بفتح همزة القطع من باب الافعال ورفع ” الله ” على الفاعلية، وادخال الهمزة المضمومة والغين الساكنة من صيغة أغرق للمتكلم من الاغراق، في المصراع الاول وابتداء المصراع الثاني من الراء المكسورة والقاف. فاعترض عليه أبو عبد الله عليه السلام وقال له: لا تقل هكذا، بل قل قد مكان ” ما ” وأما أن ” قد ” التحقيقية انما يكون مدخولها الماضي دون المضارع، فاكثري لا تأتي على اللزوم والوجوب. وفي طائفة من النسخ ” أخلص لله ” على المتكلم من خلص يخلص خالصة وخلوصا، فيتغير تقطيع الوزن من فاعلاتن الى مفتعلاتن. وفي التنزيل الكريم ” والنازعات غرقا ” (2) صفة ملائكة الموت، فانهم ينزعون أرواح الكفار والفجار من أعماق أبدانهم وأقاصيها وأنا ملها وأظفارها غرقا، أي اغراقا شديدا في النزع، لشدة توغلهم في علائق الاجساد وغواشي الا بدان، أو صفة النفوس الفاضلة حال المفارقة، فانها تنزع علاقتها عن الابدان بالارادة والطبيعة غرقا أي نزعا شديدا لشدة اعتلاقها بعالم الملكوت، وكمال تبالغها في النشاط بالسباق


1) القاموس: 3 / 271 و 88 و 2 / 277. 2) أول سورة النازعات. (*)

[ 463 ]

[ فقال أبو عبد الله عليه السلام: لا تقل هكذا ولكن قل – قد أغرق نزعا وما تطيش سهامي. 363 – نصر بن صباح، قال: حدثني اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن جمهور العمي، قال: حدثنا موسى بن بشار الوشاء عن داود بن النعمان، قال: دخل الكميت فأنشده، وذكر نحوه ثم قال في آخره: ان الله عزوجل ] الى حظاير القدس. أو صفة النجوم وسائر المتحركات بحركة الفلك الاقصى، فانها تنزع من المشرق الى المغرب غرقا شديدا في النزع من كمال السرعة، فانها تقطع من مقعر الفلك الاقصى من مقدار ما يقول الانسان واحده باسكان الدال، ألفا وسبعمائة واثنتين وثلاثين فرسخا، والله سبحانه يعلم ما يقطعه من محدبه وقتئذ. وقد أوردنا برهان ذلك في كتاب قبسات الحق اليقين، وفي المعلقات على زبور آل محمد عليه وعليهم السلام والتسليم. قوله: محمد بن جمهور العمى (1) في كتاب النجاشي: محمد بن جمهور العمي (2). وفي الفهرست: محمد بن الحسن بن جمهور العمي البصري، له كتب جماعة قد عدها وعد منها الرسالة المذهبة عن الرضا عليه السلام، وهي الرسالة المكرمة الرضوية المعروفة بالذهبية في الطب (3)، عملها عليه السلام للمأمون اجابة لا لتماسه (4). والعمي باهمال العين المفتوحة وتشديد الميم، نسبة الى قبيلة بني العم. قال في جامع الاصول: العمي بفتح العين وتشديد الميم منسوب الى مرة بن


1) وفى المطبوع من الرجال: القمى 2) رجال النجاشي: 260 3) توجد نسخة خطية منها في مكتبتنا. 4) الفهرست: 172 (*)

[ 464 ]

[ يحب معالي الامور ويكره سفسافها. فقال الكميت: يا سيدي أسألك عن مسألة وكان متكئا فاستوى جالسا وكسر في صدره وسادة ثم قال: سل، فقال: أسألك عن الرجلين ؟ فقال: يا كميت بن زيد ما أهريق في الاسلام محجمة من دم، ولا اكتسب مال من غير حله، ولا نكح فرج حرام الا وذلك في أعناقهما الى يوم يقوم قائمنا، ونحن معاشر بني هاشم نأمر ] وائل بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس، ويقال لولده مرة: بنو العم والنسب إليهم العمي. قوله: ان الله عزوجل يحب معالى الامور ويكره سفسافها وفي كلام الحكماء خير الامور في عالم المحسوس أو سطها، وفي عالم المعقول أعلاها. قال ابن الاثير في النهاية: في الحديث ” ان الله يحب معالي الامور ويبغض سفسافها ” وفي حديث آخر ” ان الله رضي لكم مكارم الاخلاق وكره لكم سفسافها “. السفسات: الامر الحقير والردي من كل شئ، وهو ضد المعالي والمكارم وأصله ما يطير من غبار الدقيق إذا نخل والتراب إذا اثير. وفي حديث فاطمة بنت قيس ” اني أخاف عليك سفاسفه ” هكذا أخرجه أبو موسى في السين والفاء ولم يفسره، وقال: ذكره العسكري بالفاء والقاف ولم يورده أيضا في السين والقاف. والمشهور المحفوظ في حديث فاطمة انما هو ” اني أخاف عليك قسقاسته ” بالقافين قبل السينين، فأما سفاسقه بالفاء فلا أعرفه (1). قوله (ع): ما أهريق في الاسلام محجمة من دم ” أهريق ” بضم الهمزة وفتح الهاء على ما لم يسم فاعله من باب الافعال، و


1) نهاية ابن الاثير: 2 / 373 – 374. (*)

[ 465 ]

[ كبارنا بسبهما والبرائة منهما. 364 – نصر بن الصباح، قال: حدثني أبو يعقوب اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني جعفر بن محمد بن الفضيل، قال: حدثني جعفر بن علي الهمداني، قال: حدثني درست بن أبي منصور، قال: كنت عند أبي الحسن موسى عليه السلام وعنده الكميت ابن زيد، فقال للكميت أنت الذي تقول: فالان صرت على أمية والامور الى مصائر ؟ قال: قد قلت ذاك فوالله ما رجعت عن أيمان واني لكم لموال ولعدوكم لقال ولكني قلته على التقية، قال: أما لئن قلت ذلك أن التقية تجوز في شرب الخمر. ] الجمع بين العوض وهي الهاء والمعوض عنها وهي الهمزة واسكان الهاء لغة نقلها الجوهري (1) وغيره. و ” محجمة من دم ” مرفوعة على الاقامة مقام الفاعل. وهنا لك تفصيل أوردناه في المعلقات على الفقيه، وفي المعلقات على الاستبصار. قوله (ع): ان التقية تجوز في شرب الخمر روايات أصحابنا وأقوالهم في جواز التقية في شرب الخمر وعدمها مختلفة، فالصدوقان رضوان الله تعالى عليها قالا: بالمنع، فعندهما لاتقية في شرب الخمر، ولا في المسح على الخفين، ولا في متعة الحج، كما لاتقية في الدماء، والشيخ و أتباعه رحمهم الله تعالى قالوا بالجواز عند مخافة القتل. قال شيخنا الشهيد في الذكرى: قال الصدوقان: عن العالم عليه السلام ثلاث لا أتقي فيهن أحدا، شرب المسكر والمسح على الخفين ومتعة الحج، وهو في الكافي و التهذيب بسند صحيح عن زرارة قال: قلت له: أفي مسح الخفين تقية ؟ قال: ثلاث لا أتقي فيهن أحدا: شرب المسكر ومسح الخفين ومتعة الحج، وتأوله زرارة – رحمه الله – بنسبته الى نفسه عليه السلام، ولم يقل الواجب عليكم أن لا تتقوا فيهن أحدا، وتأوله


1) الصحاح: 4 / 1570 (*)

[ 466 ]

[ 365 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن العباس ابن عامر القصباني، وجعفر بن محمد بن حكيم، قال: حدثنا ابان بن عثمان، عن عقبة بن بشير الاسدي، عن كميت بن زيد الاسدي، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقال: والله يا كميت لو أن عندنا مالا أعطيناك منه، ولكن لك ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله لحسان: لا يزال معك روح القدس ما ذببت عنا. ] الشيخ بالتقية لاجل مشقة يسيرة لا تبلغ الى الخوف على النفس أو المال، لما مر من جواز ذلك للتقية. قلت: ويمكن أن يقال: ان هذه الثلاث لا يقع الانكار فيها من العامة غالبا، لانهم لا ينكرون متعة الحج وأكثرهم يحرم المسكر، ومن خلع خفه وغسل رجليه فلا انكار عليه، والغسل أولى منه عند انحصار الحال فيهما، وعلى هذا يكون نسبته الى غيره كنسبته الى نفسه عليه السلام في أنه لاتقية فيه، وإذا قدر خوف ضرر نادر جازت التقية انتهى كلام الذكرى (1). قلت: فاذن قول أبي الحسن عليه السلام للكميت يحتمل أن يكون على وجوه ثلاثة: الاول: على مذهب الصدوقين أنه عليه السلام قال له: انك إذا قلت ذلك على التقية وجازت التقية في زعمك في ذلك فيلزمك أن يكون عندك أنه تجوز التقية في شرب الخمر فان ذلك أكبر اثما عند الله وأعظم مفسدة في الدين من شرب الخمر. الثاني: على مسلك الذكرى كأنه عليه السلام يقول: كما لا يصح أن التقية يجوز في شرب الخمر، إذ من المعلوم أنه ليس يقتل أحد أحدا على اجتناب شرب الخمر كذلك لا يصح جواز التقية فيما قلت، فانك لو كنت لم تقل ما قلت ولم تمدح بني أمية بما مدحت لم يكن أحد يقتلك على ذلك أو يأخذ منك مالا، فقوله عليه السلام ” ان التقية تجوز في شرب الخمر ” على هذين الوجهين مصبوب في قالب الانكار، أو الاستفهام الانكاري.


1) الذكرى: 90 (*)

[ 467 ]

[ 366 – حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن حنان، عن عبيد بن زرارة، عن أبيه، قال: دخل الكميت بن زيد على أبي جعفر عليه السلام وأنا عنده، فأنشده: من لقب متيم مستهام، فلما فرغ منها قال للكميت: لا تزال مؤيدا بروح القدس ما دمت تقول فينا. ] الثالث: على قول الشيخ وأتباعه يعني عليه السلام: انك إذ قلت ذلك على التقية فلا جناح عليك، فان التقية تجوز في شرب الخمر إذا ما خيف على النفس أو المال وكذلك تجوز فيما قلته، وعلى هذا فالكلام في سياق الاثبات والتقرير دون الانكار والتعيير، وهذا أبعد الوجوه فيلعرف. قوله: من لقلب متيم مستهام هذا اول مصراعي المطلع ووزن تقطيعه فاعلاتن مفاعلن، فتجب مراعاتها في سائر الابيات على ما قد وقعت فيه من الزحافات. و ” المتيم ” بفتح التاء المثناه من فوق وتشديد الياء المثناة من تحت على اسم المفعول من باب التفعيل، يقال: تيمه الحب وتامه أيضا. قال في الصحاح: معنى تيم الله عبد الله، وأصله من قولهم تيمه الحب أي عبده وذلله، فهو متيم ويقال: أيضا تامته (1). وفي أساس البلاغة: هو تيم الله أي عبد الله، ومن المجاز تامت فلانة قلبه وتيمته وهو متيم، وقرأت شعر المتيمين (2). و ” المستهام ” اسم المفعول من باب الاستفعال من هام يهيم هيما وهيمانا إذا تحير من الحب والعشق. في القاموس: والهيام بالضم كالجنون من العشق وقلب مستهام هايم (3).


1) الصحاح: 5 / 1879 2) أساس البلاغة: 66 3) القاموس: 4 / 193 (*)

[ 468 ]

[ 367 – علي بن محمد بن قتيبة، قال. حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان، قال: حدثنا أبو الشيخ عبد الله بن مروان الجواري، قال: كان عندنا رجل من عباد الله الصالحين، وكان راوية شعر الكميت يعني الهاشميات، وكان سمع ذلك منه، وكان عالما بها، فتركه خمسا وعشرين سنة لا يستحل روايته وانشاده ثم عاد فيه، فقيل له: ألم تكن زهدت فيها وتركتها ؟ فقال: نعم ولكني رأيت رؤيا دعتني الى العود فيه. فقيل له: وما رأيت ؟ قال: رأيت كأن القيامة قد قامت، وكانما أنا في المحشر فدفعت الي مجلة، قال أبو محمد: فقلت لابي الشيخ: وما المجلة ؟ قال: الصحيفة، قال: فنشرتها فإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم أسماء من يدخل الجنة من محبي علي بن أبي طالب، قال: فنظرت في السطر الاول فإذا أسماء قوم لم أعرفهم، ونظرت في السطر الثاني فإذا هو كذلك، ونظرت في السطر الثالث أو الرابع فإذا فيه والكميت ابن زيد الاسدي، قال: فذلك دعاني الى العود فيه. في الحكم بن عيينة 368 – حدثني أبو الحسن وأبو إسحاق حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب الكوفي، عن جعفر بن محمد بن حكيم، عن ابراهيم بن عبد الحميد، عن عيسى بن أبي منصور، وأبي أسامة، ويعقوب الاحمر قالوا: كنا جلوسا عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل زرارة بن أعين، فقال له: ان الحكم ابن عيينة روى عن أبيك أنه قال له: صل المغرب دون المزدلفة، فقال له أبو عبد الله عليه السلام بأيمان ثلاثة: ما قال أبي هذا قط، كذب الحكم بن عيينة على أبي عليه السلام. ] وفي الاساس: رجل هيمان عطشان وقوم هيمي، وقد هام يهيم، وابل هيام عطاش وبها هيام، ومن المجاز وهو هايم بفلانه ومستهام، وقد هام بها وتهيمته، وبه هيام وهو الجنون من العشق (1).


1) أساس البلاغة: 709 (*)

[ 469 ]

[ 369 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن فيروزان القمي، قال: أخبرني محمد بن أحمد بن يحيي، عن العباس بن معروف، عن الحجال، عن أبي مريم الانصاري، قال، قال لي أبو جعفر عليه السلام: قل لسلمة بن كهيل والحكم ابن عيينة شرقا أو غربا لن تجدا علما صحيحا الا شيئا خرج من عندنا أهل البيت. 370 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، قال: حدثني العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن شهادة ولد الزنا أتجوز ؟ قال: لا، فقلت: ان الحكم بن عيينة يزعم أنها تجوز، فقال: اللهم لا تغفر ذنبه، قال الله للحكم ” انه لذكر لك ولقومك ” (1) فليذهب الحكم يمينا وشمالا، فوالله لا يوجد العلم الا في أهل بيت نزل عليهم جبريل عليه السلام. وحكي عن علي بن الحسن بن فضال أنه قال: كان الحكم من فقهاء العامة، وكان أستاذ زرارة وحمران والطيار قبل أن يروا هذا الامر، وقيل: انه كان مرجيا. في أبى الفضل سدير بن حكيم وعبد السلام بن عبد الرحمن 371 – حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن محمد بن فيروزان، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن ابراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ذكر عنده سدير فقال: سدير عصيدة بكل لون. ] في أبى الفضل سدير بن حكيم وعبد السلام بن عبد الرحمن قوله: سدير عصيدة بكل لون يحتمل الحمل على المدح وعلى الذم، والعصيدة في الاصل رقيق يلت بالسمن ويطبخ قاله ابن الاثير في النهاية (2).


1) سورة الزخرف: 44 2) نهاية ابن الاثير: 3 / 246 (*)

[ 470 ]

[ 372 – حدثنا علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد الازدي، قال: وزعم لي زيد الشحام، قال: اني لاطوف حول الكعبة وكفي في كف أبي عبد الله عليه السلام فقال: ودموعه تجري على خديه، فقال: يا شحام ما رأيت ما صنع ربي الي، ثم بكى ودعا، ثم قال لي: يا شحام اني طلبت الى الهي في سدير وعبد السلام بن عبد الرحمن وكانا في السجن فوهبهما لي وخلي سبيلهما. ] وقال ابن فارس في مجمل اللغة: وسميت بذلك لانها تعصد أي تلفت وتلوي، ومنه قيل: للذي يلوي رأسه عاصد. قوله: وزعم لى زيد الشحام من الزعامة بمعنى الضمان والكفالة، أي وضمن وتكفل لي صحة ما يرويه ومنه في حديث علي عليه السلام ” زمتي رهينة وأنا به زعيم ” أي كفيل. أو من الزعم بمعنى التكلم والتحدث على سبيل الظن أو الشك دون الجزم واليقين، أي وحدثني به وهو شاك في أنه في سدير وعبد السلام أو في حق غيرهما، أو يعلم أن أحدهما سدير وليس يستيقن أن الاخر منهما عبد السلام بن عبد الرحمن أو غيره.


[ 471 ]

[ في معروف بن خربوذ المكى 373 – ذكر أبو القاسم نصربن الصباح، عن الفضل بن شاذان، قال: دخلت على محمد بن أبي عمير، وهو ساجد فأطال السجود، فلما رفع رأسه وذكر له طول سجوده، قال: كيف ولو رأيت جميل بن دراج ؟ ثم حدثه أنه دخل على جميل بن دراج فوجده ساجدا فأطال السجود جدا فلما رفع رأسه: قال محمد بن أبي عمير أطلت السجود، فقال: لو رأيت معروف بن خربوذ. 374 – طاهر بن عيسى، قال: وجدت في بعض الكتب عن محمد بن الحسن، عن اسماعيل بن قتيبة، عن أبي العلاء الخفاف، عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا وجه الله أنا جنب الله، وأنا الاول، وأنا الاخر، وأنا الظاهر، وأنا الباطن، وأنا وارث الارض، وأنا سبيل الله وبه عزمت عليه، فقال معروف بن خربوذ: ولها تفسير غير ما يذهب فيها أهل الغلو. 375 – جعفر بن معروف، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن جعفر بن ] في معروف بن خربوذ المكى قوله: جعفر بن معروف الطريق صحي بعبدالله بن بكير، فانه وان كان فطحيا فهو من اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم، فما قاله السيد بن طاوس من القداح في الطريق بابن بكير لفطحيته وبجعفر بن معروف، لطعن ابن الغضائري فيه لا تعويل عليه. وقد أسمعناك فيما سلف أن جعفر بن معروف الذي قال ابن الغضائري أن في مذهبه ارتفاعا، هو أبو الفضل السمرقندي يروي عنه العياشي، وجعفر بن معروف هذا الذي يروي عنه أبو عمرو الكشي، هو أبو محمد من أهل كش كان وكيلا مكاتبا، وهو من المشيخة الاجلاء لاغميزة فيه اصلا.


[ 472 ]

[ بشير، عن ابن بكير، عن محمد بن مروان، قال: كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليه السلام أنا ومعروف بن خربوذ، فكان ينشدني الشعر وأنشده ويسألني وأسأله وأبو عبد الله عليه السلام يسمع، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لان يمتلي جوف الرجل قيحا خير له من أن يمتلي شعرا، فقال معروف: انما يعني بذلك الذي يقول الشعر فقال: ويلك أو ويحك قد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله. 376 – طاهر قال: حدثني جعفر، قال: حدثني الشجاعي، عن محمد بن الحسين، عن سلام بن بشير الرياني، وعلي بن ابراهيم التيمي، عن محمد الاصبهاني، قال: كنت قاعدا مع معروف بن خربوذ بمكة ونحن جماعة، فمر بنا قوم على حمير معتمرون من أهل المدينة، فقال لنا معروف: سلوهم هل كان بها خبر ؟ فسألناهم فقالوا: مات عبد الله بن الحسن، فأخبرناه بما قالوا. قال، فلما جاوزوا مر بنا قوم آخرون، فقال لنا معروف: فسئلوهم هل كان بها خبر فسألناهم فقالوا: كان عبد الله بن الحسن أصابته غشية وقد أفاق، فاخبرناه بما قالوا. فقال: ما أدري ما يقول هؤلاء وأولئك، أخبرني ابن المكرمة – يعني أبا عبد الله عليه السلام – ان قبر عبد الله بن الحسن وأهل بيته على شاطئ الفرات، قال فحملهم أبو الدوانيق فقبروا على شاطئ الفرات. في الفضيل بن يسار 377 – حدثنا حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابراهيم ابن عبد الله، قال: كان أبو عبد الله عليه السلام إذا رأى الفضيل بن يسار قال: بشر المخبتين ] قوله: عن محمد بن مروان هو محمد بن مروان البصري من ولد أبي الاسود الدؤلي على ما ستعرفه في ترجمته من ذي قبل.


[ 473 ]

[ من أحب أن ينظر رجلا من أهل الجنة فلينظر الى هذا. 378 – ابراهيم بن محمد بن عباس، قال: حدثني أحمد بن ادريس المعلم القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى قال: حدثني الحسن بن علي بن النعمان، عن العباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن فضيل بن عثمان، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الارض لتسكن الى الفضيل بن يسار. 379 – الحسين، عن محمد بن خالد البرقي، عن ابن أبي عمير، عن هشام ابن سالم، عن فضيل بن يسار، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما يمنعني من لقائك الا اني ما أدري ما يوافقك من ذلك ؟ قال، فقال: ذلك خير لك. 380 – عبد الله بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن خلف بن حماد عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان أبو جعفر عليه السلام إذا دخل عليه الفضيل ابن يسار يقول: بخ بخ بشر المخبتين، مرحبا بمن تأنس به الارض. حدثني علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، ومحمد بن مسعود، قال: كتب الي الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن عدة من أصحابنا، قال: كان أبو عبد الله عليه السلام إذا نظر الى الفضيل بن يسار مقبلا قال: بشر المخبتين. وكان يقول: ان فضيلا من أصحاب أبي، وأني لاحب الرجل أن يحب أصحاب أبيه. 381 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن علي الهمداني، عن علي بن اسماعيل التيمي، قال: حدثني ربعي بن عبد الله، قال: حدثني غاسل الفضيل بن يسار، قال: اني لاغسل الفضيل بن يسار وأن يده لتسبقني الى عورته، فخبرت بذلك أبا عبد الله عليه السلام فقال لي: رحم الله الفضيل بن يسار، وهو منا أهل البيت. 382 – حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن اسماعيل البصري، عن أبي غيلان، قال: أتيت الفضيل بن يسار، فأخبرته أن محمدا وابراهيم ابني عبد الله بن الحسن قد خرجا، فقال لي: ليس أمرهما بشئ قال: ]


[ 474 ]

[ فصنعت ذلك مرارا، كل ذلك يرد علي مثل هذا الرد. قال، قلت: رحمك الله قد أتيتك غير مرة أخبرك فتقول ليس أمرهما بشئ أفبر أيك تقول هذا ؟ قال، فقال: لا والله، ولكن سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان خرجا قتلا. في محمد بن مروان البصري 383 – حكى العباسي عن علي بن الحسن بن فضال، قال: كان محمد بن مروان يسكن البصرة وكان أصله الكوفة، وليس هو الذي روى تفسير الكلبي، ذلك يسمى محمد بن مروان السدي. وقال حمدويه: حدثني بعض من رأيته قال: محمد بن مروان من ولد أبي الاسود الدؤلي. ] في محمد بن مروان البصري محمد بن مروان البصري ذكره الشيخ في أصحاب أبي جعفر الباقر، وفي أصحاب أبي عبد الله الصادق عليهما السلام وقال: حدث عنه أسيد بن زيد (1). والذهبي في مختصره قال: محمد بن مروان الذهلي الكوفي، أبو جعفر عن أبى حازم الاشجعي، وعنه أبو أحمد الزبيري وأبو نعيم، وذكر أيضا محمد بن مروان بن قدامة أبو بكر العقيلي العجلي البصري، عن يونس بن عبيد. قوله: من ولد أبى الاسود الدؤلى الدؤلي – بضم الدال وفتح الهمزة – نسبة الى دئل بضم الدال وكسر الهمزة وفتحها في النسبة من تغييرات النسب، وأسم أبي الاسود الدئلي في الاشهر عند الاكثر ظالم بن عمرو الدؤلي المنسوب الى الدؤل بن عبد مناة بن كنانة.


1) رجال الشيخ: 136 و 301 (*)

[ 475 ]

قال في المغرب: أبو حاتم سمعت الاخفش يقول: الدؤل بضم الدال وكسر الواو المهموزة، دويبة صغيرة شبيهة بابن عروس، قال: ولم أسمع بفعل في الاسماء والصفات غيره، وبه سميت قبيلة أبي الاسود الدؤلي، وانما فتحت الهمزة استثقالا للكسرة مع ياءي النسب كالنمري في نمر. والدول بسكون الواو غير مهموز الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب، واليهم ينسب الدولي. والديل بكسر الدال في تغلب وفي عبد القيس أيضا، واليهم ينسب ثور بن يزيد الديلي، وسنان بن أبي سنان الديلي، وكلاهما في السير. وفي نفي الارتياب سنان بن أبي سنان الدولي، وفي متفق الجوزقي كذلك، وفي كتاب الكني للحنظلي أبو سنان الدولي ويقال الديلي (1) انتهى كلام المغرب. وفي جامع الاصول: هو أبو الأسود ظالم بن عمرو بن سفيان، وقيل: ظالم ابن عمرو بن جندل بن سفيان، وقيل: ظالم بن سارق، وقيل: سارق بن ظالم، وقيل: عمرو بن ظالم الدؤلي، وقيل: الديلي، من سادات التابعين وأعيانهم، سمع عمرو عليا، روى عنه ابنه أبو حرب وعبد الله بن بريدة، شهد مع علي بن أبي طالب صفين وولي البصرة لابن عباس، وهو أول من تكلم في النحو بعد علي، مات بالبصرة في الطاعون الجارف سنة سبع وستين، وكان قد أسن. وفي الصحاح: ولا نعلم اسما جاء على فعل غير هذا، والى المسمى بهذا الاسم نسب أبو الأسود الدؤلي، الا أنهم فتحوا الهمزة على مذهبهم في النسبة، استثقالا لتوالي الكسرتين مع ياءي النسب، كما قالوا في النسبة الى نمر نمري. وربما قالوا: أبو الأسود الدولي قلبوا الهمزة واوا، لان الهمزه إذا انفتحت


1) المغرب: 1 / 173 (*)

[ 476 ]

[ في سعد الاسكاف 384 – حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، ومحمد ابن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني الحسن بن علي بن يقطين، عن حفص بن محمد المؤذن، عن سعد الاسكاف قال: قلت لابي جعفر عليه السلام اني أجلس فأقص وأذكر حقكم وفضلكم، قال: وددت أن على كل ثلاثين ذراعا قاصا مثلك. قال حمدويه: سعد الاسكاف وسعد الخفاف وسعد بن طريف واحدا. قال نصر: وقد أدرك علي بن الحسين، قال حمدويه: وكان ناووسيا وفد على أبي عبد الله عليه السلام. ] وكانت قبلها ضمة فتخفيفها أن تقلبها واوا محضة، كما قالوا في جؤن جون وفي مؤن مون. وقال ابن الكلبي هو أبو الأسود الديلي فقلب الهمزة ياءا حين انكسرت الدال لتسلم الياء، كما تقول: قيل وبيع. قال: واسمه ظالم بن عمرو بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن كنانة، قال الاصمعي: أخبرني عيسى بن عمر قال: الديل بن بكر الكناني انما هو الدئل فترك أهل الحجاز الهمزة انتهى كلامه (1). وبالجملة أبو الأسود الدؤلي من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين والسبطين والسجاد عليهم السلام وأجلائهم. في سعد الاسكاف الاسكاف بالكسر في أساس البلاغة: هو اسكاف من الاساكفة وهو الخراز وقيل: كل صانع (2).


1) الصحاح: 4 / 1694 2) أساس البلاغة: 303 (*)

[ 477 ]

[ في عبد الله وعبد الملك ابني عطاء 385 – قال نصر بن صباح: وولد عطاء بن أبي رياح تلميذ ابن عباس عبد الملك وعبد الله وعريفا، نجباء من اصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله عليه السلام. 386 – حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن ابراهيم بن عبد الحميد عن هارون بن خارجة، عن زيد الشحام، عن عبد الله بن عطاء، قال: أرسل الي أبو عبد الله عليه السلام وقد أسرج له بغل وحمار، فقال لي: هل لك أن تركب معنا الى مالنا ؟ قال، قلت: نعم. قال: أيهما أحب اليك أن تركب ؟ قلت: الحمار، قال: فان الحمار أوفقهما لي، قلت: انما كرهت أن أركب البغل وأن تركب أنت الحمار قال: فركب الحمار وركبت البغل، ثم سرنا حتى خرجنا من المدينة، فبينا هو يحدثني إذا نكب على السرج مليا، فظننت أن السرج آذاه أو ضغطه، ثم رفع رأسه. قلت: جعلت فداك ما أرى السرج الا وقد ضاق عنك، فلو تحولت على البغل فقال: كلا ولكن الحمار اختال، فصنعت كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله ركب حمارا يقال له: عفير، فاختال فوضع رأسه على القربوس ما شاء الله ثم رفع رأسه ثم قال: يا رب هذا عمل عفير ليس هو عملي. في عكرمة مولى ابن عباس 387 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني ابن ازداد ابن المغيرة، قال: حدثني الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن ] وفي القاموس: أو الاسكاف كل صانع سوى الخفاف فانه الا سكف بالفتح، أو الاسكاف النجار وكل صانع بحديدة، وموضعان أعلى وأسفل بنواحي النهروان من عمل بغداد نسب اليهما علماء والحاذق بالامر (1).


1) القاموس: 3 / 153 (*)

[ 478 ]

[ زرارة، قال، قال أبو جعفر عليه السلام: لو أدركت عكرمة عند الموت لنفعته، قيل لابي عبد الله عليه السلام: بم ذا ينفعه ؟ قال: كان يلقنه ما انتم عليه، فلم يدركه أبو جعفر عليه السلام ولم ينفعه. قال الكشي: وهذا نحو ما يروى لو اتخذت خليلا لاتخذت فلانا خليلا، لم يوجب لعكرمة مدحا بل أوجب ضده. في مالك بن أعين الجهنى 388 – حمدويه بن نصير، قال: سمعت علي بن محمد بن فيروزان القمي، يقول: مالك بن أعين الجهنى هو ابن أعين، وليس من أخوة زرارة وهو بصري. في ناجية بن عمارة الصيداوي 389 – حدثني محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن بن فضال، عن لجية ؟ قال: هو نجية واسم آخر أيضا ناجية بن أبي عمارة الصيداوي، قال: ] في ناجية بن عمارة الصيداوي الشيخ – رحمه الله تعالى – في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام قال. ناجية بن أبي عمارة (1). والحسن بن داود أيضا نقل عن خط الشيخ ناجية بن أبي عمارة الصيداوي (2). وهو يكنى أبا حبيب واياه يعنون حيث يقولون في الاسانيد عن أبي حبيب الاسدي، قد اسندت ذلك من الصدوق أبي جعفر بن بابويه – رضوان الله تعالى عليه – في مسندة الفقيه (3) والرجل معروف عندهم بجلالة القدر. وقد حققنا حاله في المعلقات على الاستبصار (4) في باب الرعاف ينقض الوضوء


1) رجال الشيخ: 138 2) رجال ابن داود: 358 3) مشيخة الفقيه: 4 / 62 4) التعليقة على الاستبصار المطبوع في اثنى عشر رسالة للسيد: 7. (*)

[ 479 ]

[ وأخبرني بعض ولده أن أبا عبد الله عليه السلام كان يقول: انج نجية فسمي بهذا الاسم. ] أم لا. والذين أدركوا عصرنا جميعا كانوا عن ذلك من الغافلين، فإذا تلي عليهم أبو حبيب الاسدي وقيل: من هو، ظلوا فيه من الجاهلين. قوله (ع): انج نجية انج بهمزة الوصل المضمومة من نجى ينجو نجاءا بالمد، بمعنى أسرع يسرع اسراعا، أو بهمزة القطع المفتوحة من باب الافعال للصيروة والدخول وفي نسخة ” نج ” بالتشديد من باب التفعيل للمبالغة لا للتعدية، أي كن سريعا مسرعا ذا اسراع ومسارعة شديدة ومسابقة تامة الى الخير، ويقال للبعير السريع: ناج، وللناقة السريعة: نجية. قال في الصحاح: نجوت نجاءا ممدودا، أي أسرعت وسبقت، والناجية والنجية الناقة السريعة تنجو بمن ركبها والبعير ناج، وبنو ناجية قوم من العرب، والنسبة إليهم ناجية، تحذف منه الهاء والياء، ونجوت فلانا إذا استنكهته (1). أو من نجوت من كذا أنجو نجاءا بالمد ونجاة بالقصر بمعنى خلصت منه خلاصا والصدق منجاة ومخلص، ومنه نوح عليه السلام ” نجى الله ” فعيل بمعنى مفعول، ومعناه من أنجاه الله، أي كن ناجيا من الناجين وفائزا من الفائزين يا نجية، والتاء فيه للمبالغة. فهذا الحديث يدل على حسن حال ناجية الصيداوي أبي حبيب الاسدي وارتفاع منزلته، وأيضا من المقرر عندهم أن أبا عمرو الكشي إذا ذكر أحدا من الرجال ولم يرو فيه ذما ولانقل فيه طعنا، فذلك آية جلالة الرجل ودليل تزكيته، قاله شيخنا الشهيد في الذكرى في الحكم بن مسكين وقد أوردناه فيما قد سلف.


1) الصحاح: 6 / 2501 (*)

[ 480 ]

[ حمدويه بن نصير: قال: الصيدا بطن من بني أسد، قال: وكان رجل من أصحابنا يقال له: نجية القواس، وليس هو بمعروف. ] قوله: كان رجل من أصحابنا يقال له نجية القواس يعني أن نجية القواس على أن يكون رجلا آخر غير ناجية بن عمارة الصيداوي ليس هو بمعروف، كيف وقد قال فيما سيأتي من بعد في ترجمة نجية بن الحارث طي أصحاب الكاظم عليه السلام، حمدويه قال محمد بن عيسى: نجية بن الحارث شيخ صادق كوفي صديق على بن يقطين (1). وفي التهذيب وغيره من أصول كتب الاخبار في باب العمرة: نجية عن أبي جعفر عليه السلام (2)، وفي باب الخمس نجية القواس قد استأذن عليه – أي على أبي جعفر عليه السلام – فاذن له فدخل فجثا علي ركبتيه ثم قال: جعلت فداك اني أريد أن أسألك عن مسألة، والله ما أريد بها الافكاك رقبتي من النار فكأنه رق له، فاستوى جالسا فقال: يا نجية سلني فلا تسألني اليوم عن شئ الا أخبرتك به الحديث (3). وقد أخرجه متنا جدي المحقق أعلى الله مقامه في رسالته الخراجية، وفي باب الخمس أيضا في الكافي والتهذيب وسائر الاصول عن ابن أبي عمارة وهو ناجية ابن أبي عمارة الصيداوي الاسدي عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله عليه السلام. وبالجملة هو معروف الرواية مكثار الحديث عن أبي جعفر وعن أبي عبد الله عليه السلام، وعن عبيد بن زرارة وعمن في طبقته عن أبي عبد الله عليه السلام. فقد استبان من أصول الحديث ومن كتب الرجال أن ناجية الصيداوي أبا حبيب الاسدي ونجية القواس ونجية بن الحارس القواس جميعا رجل واحد، روى عن أبي جعفر وعن أبي عبد الله عليه السلام وعن غير واحد من رجالهما، وأنه هو الشيخ الكوفي


1) رجال الكشى: 452 ط جامعة مشهد و 384 ط النجف الاشرف 2) الاستبصار: 2 / 325 3) التهذيب 4 / 145 (*)

[ 481 ]

[ في عبد الله بن شريك العامري 390 – حدثنا أبو صالح خلف بن حماد الكشي، قال: حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الادمي الرازي، قال: حدثني علي بن الحكم، عن علي بن المغيرة، عن ابي جعفر عليه السلام قال: كاني بعبدالله بن شريك العامري عليه عمامة سوداء وذوابتاها بين كتفيه مصعدا في لحف الجبل بين يدي قائمنا اهل البيت في أربعة آلاف مكرون ومكرورون. 391 – عبد الله بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد ابن عائذ، عن أبي خديجة الجمال، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اني سألت الله في اسماعيل أن يبقيه بعدي فأبى، ولكنه قد أعطاني فيه منزلة أخرى، انه يكون ] الصادق صديق علي بن يقطين. وقد ذكره الشيخ أيضا في أصحاب أبي الحسن الكاظم عليه السلام (1) وفاقا لابي عمرو الكشي في كتابه. فاما قول الحسن بن داود: نجبة – بالنون والجيم المفتوحتين والباء المفردة – ابن الحارث ” لم – كش ” كوفي صادق صديق علي بن يقطين (2). فمن باب الغلط في الضبط والتغبيب في الفحص. ونحن قد فصلنا حق القول في المعلقات على الفقيه، وفي المعلقات على الا ستبصار، فليتثبت. في عبد الله بن شريك العامري قوله (ع): في لحف الجبل اللحف – بالكسر – أصل الجبل قاله في القاموس (3).


1) رجال الشيخ: 362 2) رجال ابن داود: 358 3) القاموس: 3 / 195 (*)

[ 482 ]

[ أول منشور في عشرة من أصحابه، ومنهم عبد الله بن شريك وهو صاحب لوائه. 392 – طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي المعروف بابن التاجر، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، قال: حدثني محمد بن علي الصيرفي، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر، عن عقبة بن بشير، عن عبد الله بن شريك، عن أبيه، قال: لما هزم أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليه السلام الناس يوم الجمل، قال: لا تتبعوا مدبرا، ولا تجهزوا على جرحى، ومن أغلق بابه فهو آمن. فلما كان يوم صفين قتل المدبر واجهز على الجرحى، قال أبان بن تغلب: قلت لعبدالله بن شريك: ما هاتان السيرتان المختلفتان ؟ فقال: ان أهل الجمل قتل طلحة والزبير وان معاوية كان قائما بعينه وكان قائدهم. في اسماعيل بن الفضل الهاشمي 393 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال، أن اسماعيل بن الفضل الهاشمي كان من ولد نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وكان ثقة، وكان من أهل البصرة. ] قوله (ع): ولا تجهزوا على جرحى في المغرب: أجهز على الجريح إذا أسرع قتله وجرحه رجل، وأجهز عليه آخر عبارة عن اتمام القتل (1). وفي القاموس: جهز على الجريح كمنع، وأجهز أثبت قتله وأسرعه وتمم عليه (2).


1) المغرب: 1 / 101 2) القاموس: 2 / 171 (*)

[ 483 ]

[ في ثوير بن ابى فاختة 394 – حدثني محمد بن قولويه القمي، قال حدثني محمد بن عباد بن بشير، عن ثوير بن أبي فاختة قال: خرجت حاجا فصحبني عمرو بن ذر القاص، وابن قيس الماصر، والصلت بن بهرام، وكانوا إذا نزلوا منزلا قالوا: أنظر الان فقد حزرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر عليه السلام عنها، عن ثلاثين كل يوم، وقد قلدناك ذلك. ] وفى بعض النسخ ” فلا تجيزوا ” و ” أجاز ” (1) مكان ولا تجهزوا وأجهز والمعنى واحد. في ثوير بن أبى فاخته قوله رحمه الله: عمرو بن ذر القاص (2) في مختصر الذهبي: عمرو بن ذر الهمداني، عن أبيه وسعيد بن جبير ومعاذ، وعنه ابن مهدي وأبو نعيم والفريابي، ثقة بليغ واعظ صالح، لكنه مرجئ مات سنة 156. و ” ابن قيس ” اسمه عطية ذكره الذهبي أيضا. وفي جامع الاصول: الصلت بن زييد بن أخي كثير بن الصلت الكندي، روى عن سليمان بن يسار، وروى عنه مالك بن أنس وعبد العزيز بن أبي سلمة. الصلت بفتح الصاد وسكون اللام وبتاء فوفها نقطتان، وزييد بضم الزاي وفتح الياء تحتها نقطتان وسكون ياء أخرى مثلها، وكثير ضد قليل ويسار بالسين المهملة. قوله: فقد حزرنا (3) باهمال الحاء المفتوحة وتخفيف الزاي والراء أخيرا من الحزر وهو التقدير


1) كما في المطبوع من رجال الكشى بجامعة مشهد. 2) وفى المطبوع من الرجال: القاضى. 3) وفى المطبوع من الرجال: حررنا باهمال الرائين.

[ 484 ]

[ قال ثوير: فغمني ذلك حتى إذا دخلنا المدينة فافترقنا، فنزلت أنا على أبي جعفر عليه السلام، فقلت له: جعلت فداك ابن ذر، وابن قيس الماصر، والصلت صحبوني، وكنت أسمعهم يقولون: قد حزرنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر عليه السلام عنها فغمني ذلك. فقال أبو جعفر عليه السلام: ما يغمك من ذلك فإذا جاؤا فاذن لهم، فلما كان من غد دخل مولى لابي جعفر عليه السلام فقال: جعلت فداك بالباب ابن ذر ومعه قوم، فقال أبو جعفر عليه السلام: يا ثوير قم فأذن لهم، فقمت فأدخلتهم، فلما دخلوا سلموا وقعدوا ولم يتكلموا، فلما طال ذلك أقبل أبو جعفر عليه السلام يستفتيهم الا حاديث واقبلوا لا يتكلمون. فلما رأى ذلك أبو جعفر عليه السلام قال لجارية له يقال لها سرحة: هاتي الخوان، فلما جائت به فوضعته، فقال أبو جعفر عليه السلام: الحمدالله الذي جعل لكل شئ حدا ينتهي إليه حتى أن لهذا الخوان حدا ينتهي إليه، فقال ابن ذر: وما حده ؟ قال: إذا وضع ذكر الله وإذا رفع حمدالله. قال: ثم اكلوا، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: اسقيني فجائته بكوز من أدم فلما صار في يده، قال: الحمدلله الذي جعل لكل شئ حدا ينتهي إليه حتى أن لهذا الكوز حدا ينتهي إليه، فقال ابن ذر: وما حده ؟ قال يذكر اسم الله عليه إذا شرب ويحمد لله إذا فرغ، ولا يشرب من عند عروته ولامن كسران كان فيه. قال: فلما فرغوا أقبل عليهم يستفتيهم الاحاديث فلا يتكلمون، فلما رأى ذلك أبو جعفر عليه السلام قال: يا ابن ذر ألا تحدثنا ببعض ما سقط اليكم من حديثنا ؟ قال: بلى يا ابن رسول الله، قال: أني تارك فيكم الثقلين أحدهما اكبر من الاخر كتاب الله وأهل بيتي ان تمسكتم بهما لن تضلوا. ] والتخمين، أي أربعة آلاف على التخمين. قوله (ع): هاتى الخوان الخوان بالكسر ككتاب ما يؤكل عليه الطعام، والجمع خون واخونة.


[ 485 ]

[ فقال أبو جعفر عليه السلام: يا ابن ذر فإذا لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ما خلفتني في الثقلين فماذا تقول له ؟ قال: فبكي ابن ذر حتى رأيت دموعه تسيل على لحيته، ثم قال: أما الاكبر فمزقناه وأما الاصغر فقتلناه. فقال أبو جعفر عليه السلام: اذن تصدقه يا ابن ذر، لا والله لاتزول قدم يوم القيامة حتى يسأله عن ثلاث: عن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما انفقه، وعن حبنا أهل البيت. قال: فقاموا وخرجوا، فقال أبو جعفر عليه السلام لمولى له أتبعهم فانظر ما يقولون، قال: فتبعهم ثم رجع، فقال: جعلت فداك سمعتهم يقولون لابن ذر: على هذا خرجنا معك ؟ فقال: ويلكم ما أقول، ان رجلا يزعم أن الله يسألني عن ولايته، وكيف اسأل رجلا يعلم حد الخوان وحد الكوز. ] قاله في المغرب وفي القاموس (1)، وبالضم أيضا كغراب. قوله (ع): ما خلفتني في الثقيلن باللام المخففة بعد الخاء المعجمة، أي كيف كنت خلافي وبعدي في رعاية التمسك بهما وتأدية حقوقهما ؟ أكنت لي فيهما خلفا بالتحريك أو خلفا بالتسكين ؟ وفي حديث: اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، قال صلى الله عليه وآله: فانظروا كيف تخلفوني فيهما (2). قال شارح المشكاة: ومعنى التمسك بالقرآن العمل بما فيه وهو الايتمار بأوامره والانتهاء عن نواهيه، والتمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهداهم وسيرتهم، وفي قوله ” اني تارك فيكم ” اشارة الى أنهما بمنزلة التوأمين الخليفين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأنه يوصي الامة بحسن المخالقة معهما وايثار حقهما على أنفسهم، كما يوصي الاب المشفق الناس في حق أولاده.


1) القاموس: 4 / 220 2) رواه أحمد في مسنده: 5 / 181 والترمذي في صحيحه 13 / 200 والطرائف: 113 (*)

[ 486 ]

[ في أبى هارون شيخ من أصحاب أبي جعفر عليه السلام. 395 – حدثني جعفر بن محمد، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: حدثني أبو هارون، قال: كنت ساكنا دار الحسن بن الحسين، فلما علم انقطاعي الى أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام أخرجني من داره. قال: فمر بي أبو عبد الله عليه السلام فقال لي: يا أبا هارون بلغني أن هذا أخرجك من داره ؟ قال: قلت نعم، جعلت فداك، قال: بلغني أنك كنت تكثر فيها تلاوة كتاب الله تعالى، والدار إذا تلي فيها، كتاب الله تعالى كان لها نور ساطع في السماء تعرف من بين الدور. ] ويعضده الحديث السابق في الفصل الاول: أذكر كم الله في أهل بيتي، كما يقول الاب المشفق: الله الله في حق أولادي، ومعنى كون أحدهما أعظم من الاخر أن القرآن هو أسوة للعترة وعليهم الاقتداء به، وهم أولى الناس بالعمل بما فيه. ولعل السر في هذه التوصية واقتران العترة بالقرآن وايجاب محبتهم لائح من معنى قوله تعالى ” قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى ” (1) فانه تعالى جعل شكر انعامه واحسانه بالقرآن منوطا بمحبتهم على سبيل الحصر، فكأنه صلوات الله عليه يوصي الامة بقيام الشكر، وقيد تلك النعمة به ويحذرهم عن الكفران. فمن أقام العمل بالوصية وشكر تلك الصنيعة بحسن الخلافة فيهما لن يفترقا فلا يفارقانه في مواطن القيامة ومشاهدها حتى يردا الحوض، فيشكرا صنيعه عند رسول الله صلى الله عليه وآله فحينئذ هو بنفسه يكافيه، والله تعالى يجازيه بالجزاء الاوفى. ومن أضاع الوصية وكفر النعمة فحكمه على العكس، وعلى هذا التأويل


1) سورة الشورى: 23 (*)

[ 487 ]

[ في محمد بن فرات 396 – وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه حدثني الحسن ابن احمد المالكي، عن جعفر بن فضيل، قال: قلت لمحمد بن فرات، لقيت أنت الاصبغ ؟ قال: نعم لقيته مع أبي فرأيته شيخا أبيض الرأس واللحية طوالا، قال له أبي: حدثنا بحديث سمعتة من أمير المؤمنين عليه السلام ؟ قال: سمعته يقول: على المنبر: أنا سيد الشيب وفي سنة من ايوب وليجمعن الله لي شملي كما جمعه لايوب، قال: فسمعت هذا الحديث أنا وأبي من الاصبغ بن نباتة، قال: فما مضى بعد ذلك الا قليل حتى توفي رحمة الله عليه. ] حسن موقع قوله ” فانظروا كيف تخلفوني فيهما ” والنظر بمعنى التأمل والتفكر أي تأملوا واستعملوا الروية في استخلافي اياكم هل تكونون خلف صدق أو خلف سوء انتهى كلام شرح المشكاة بألفاظه. في محمد بن فرات قوله: طوالا طال طولا بالضم امتد فهو طويل، وطوالا أيضا بالضم كغراب قاله في القاموس (1). قوله (ع): أنا سيد الشيب الشيب بكسر الشين واسكان الياء المثناة من تحت والباء الموحدة أخيرا على الجمع. قال في المغرب: الشيب بياض الشعر عن الاصمعي وغيره، والرجل أشيب على غير قياس والجمع شيب (2).


1) القاموس: 4 / 9 2) المغرب: 1 / 294 (*)

[ 488 ]

[ قال: محمد بن فرات: رأيت عباية بن ربعي، وهو يحدث قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: أنا قسيم النار، أقول هذا لك وهذا لي، قال، قلت لمحمد ابن فرات: ابن كم كنت ذلك اليوم ؟ قال: كنت غلاما ألعب بالكرة مع الصبيان. 397 – محمد بن الحسن، قال: حدثني الحسين بن أحمد المالكي، وعلي ابن ابراهيم بن هاشم، وعلي بن الحسين بن موسى، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الوليد، عن محمد بن فرات، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزو جل ” وتقلبك في الساجدين ” (1) قال: في اصلاب النبيين، وفي رواية الحسن ابن أحمد قال: من صلب نبي الى صلب نبي. في ابى هارون المكفوف 398 – حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن أبي عمير قال: حدثنا بعض اصحابنا، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام زعم أبو هارون المكفوف أنك قلت له ان كنت تريد القديم فذاك لا يدركه أحد، وان كنت تريد الذي خلق ورزق فذاك محمد بن علي، فقال: كذب علي عليه لعنة الله، والله مامن خالق الا الله وحده لا شريك له، حق ] وفي الاساس: شيبه الحزن وأشابه وبدأ فيه الشيب والمشيب وشاب شيبة ورجل أشيب وقوم شيب ويقال: شيب شائب، ومن المجاز شابت رؤس الا كام، ورأيت الجبال شيبا، يريد بياض الصقيع (2) والثلج (3). وفي التنزيل الكريم ” فكيف تتقون ان كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا ” (4).


1) سورة الشعراء: 219 2) الصقيع البرد الشديد المحرق للنبات ” منه قدس سره “. 3) أساس البلاغة: 342 4) سورة المزمل: 17 (*)

[ 489 ]

[ على الله أن يذيقنا الموت، والذي لا يهلك هو الله خالق وبارئ البرية. في المغيرة بن سعيد 399 – حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى زكريا بن يحيى الواسطي. حدثنا محمد ابن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر بن عيسى وأبو يحيى الواسطي، قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: كان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد. 400 – سعد، قال: حدثنا محمد بن الحسن، والحسن بن موسى، قالا: حدثنا صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لعن الله المغيرة بن سعيد أنه كان يكذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد، لعن الله من قال فينا مالا نقوله في أنفسنا ولعن الله من ازالنا عن العبودية لله الذي خلقنا واليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا. 401 – حدثني محمد بن قولويه، والحسين بن الحسن بن بندار القمي، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، ان بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر، فقال له: يا أبا محمد ما أشدك في الحديث، وأكثر انكارك لما يرويه أصحابنا، فما الذي يحملك على رد الاحاديث ؟ فقال: حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا تقبلوا علينا حديثا الا ما وافق القرآن والسنة، أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة، فان المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وآله فانا إذا حدثنا، قلنا قال الله عزوجل، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله. قال يونس: وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر عليه السلام ووجدت أصحاب أبي عبد الله عليه السلام متوافرين، فسمعت منهم وأخذت كتبهم، فعرضتها ]


[ 490 ]

[ من بعد على أبي الحسن الرضا عليه السلام فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد الله عليه السلام. وقال لي: ان أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله عليه السلام لعن الله ابا الخطاب، وكذلك اصحاب ابي الخطاب يدسون هذه الا حديث الى يومنا هذا في كتب اصحاب ابي عبد الله عليه السلام، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن فانا ان تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة، انا عن الله وعن رسوله نحدث، ولا نقول قال فلان وفلان، فيتناقض كلامنا، ان كلام آخرنا مثل كلام أولنا، وكلام أولنا مصادق لكلام آخرنا، فإذا اتاكم من يحدثكم بخلاف ذلك فردوه عليه وقولوا انت اعلم وما جئت به، فان مع ] في المغيرة بن سعيد قوله (ع): يدسون الدس الدفن والاخفاء يقال: دس الشئ في التراب، كل شئ أخفيته تحت شئ وأدرجته في مطاويه فقد دسسته فيه، واندس الشئ اندفن واختفى. قوله (ع) فيتناقض كلامنا كماقد قال عز من قائل في تنزيله الكريم ” ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ” (1). قوله (ع): ان كلام آخرنا مثل كلام أولنا فهم صلوات الله عليهم جميعا في منزلة نفس واحدة وأحاديثهم وخطبهم وادعيتهم على سبيل واحد، سيروي الكشي رحمه الله في الجزء السادس توقيعا خرج من أبي محمد عليه السلام لاسحاق بن اسماعيل من مدارج البلاغة في أقصاها، ومن مراتب الحكمة على قصياها، كأنه بعينه كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي هو دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق.


1) سورة النساء: 82 (*)

[ 491 ]

[ كل قول منا حقيقة وعليه نورا، فما لاحقيقة معه ولانور عليه فذلك من قول الشيطان. 402 – وعنه عن يونس، عن هشام بن الحكم، انه سمع ابا عبد الله عليه السلام يقول: كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي، ويأخذ كتب أصحابه وكان اصحابه المستترون بأصحاب ابي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها الى المغيرة، فكان يدس فيها الكفر والزندقة، ويسندها الى ابي ثم يدفها الى اصحابه ويامرهم ان يبثوها في الشيعة، فكلما كان في كتب اصحاب أبي من الغلو فذاك مادسه المغيرة ابن سعيد في كتبهم. 403 – وبهذا الاسناد: عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن الحسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام يوما لاصحابه: لعن الله المغيرة ابن سعيد، ولعن يهودية كان يختلف إليها يتعلم منها السحر والشعبذة والمخاريق. ان المغيرة كذب على أبي عليه السلام، فسلبه الله الايمان، وأن قوما كذبوا علي، مالهم أذاقهم الله حر الحديد، فوالله ما نحن الا عبيد الذي خلقنا واصطفانا، ما نقدر على ضر ولانفع وان رحمنا فبرحمته، وأن عذبنا فبذنوبنا، والله مالنا على الله من حجة، ولا معنا من الله برائة، وانا لميتون، ومقبورون، ومنشرون، ومبعوثون، وموقوفون، ومسئولون، ويلهم مالهم لعنهم الله فلقد آذوا الله وآذوا رسوله صلى الله عليه وآله في قبره وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي (صلوات الله عليهم). ] قوله (ع): ويأمرهم أن يبثوها بفتح ياء المضارعة وضم الباء الموحدة وتشديد الثاء المثلثة من البث: النشر والتفريق. قوله (ع): ولا معنا من الله برائة برائة بالمد أي خط وسند وصك للنجاة والفوز، ومنه في كتب الفروع بيع البراآت أي الخطوط والتوقيعات الديوانية للوظائف والارتزاقات، وتقال لليلة


[ 492 ]

[ وها انا ذا بين أظهر كم لحم رسول الله وجلد رسول الله، أبيت على فراشي خائفا وجلا مرعوبا، يأمنون وأفزع، وينامون على فرشهم، وأنا خائف ساهر وجل أتقلقل بين الجبال والبراري، أبرأ الى الله مما قال في الا جدع البراد عبد بني أسد أبو الخطاب لعنه الله، والله لو ابتلوبنا وأمرناهم بذلك لكان الواجب ألا يقبلوه فكيف ؟ وهم يروني خائفا وجلا، استعدي الله عليهم وأتبرأ الى الله منهم. أشهدكم اني امرؤ ولدني رسول الله صلى الله عليه وآله وما معي برائة من الله، ان أطعته رحمني وان عصيته عذبني عذابا شديدا أو أشد عذابه. 404 – محمد بن الحسن، عن عثمان بن حامد، قال: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن المزخرف، عن حبيب الخثعمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان للحسن عليه السلام كذاب يكذب عليه ولم يسمه، وكان للحسين عليه السلام كذاب يكذب عليه ولم يسمه، وكان المختار يكذب على علي بن الحسين عليه السلام، وكان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي. ] النصف من الشعبان: ليلة البرائة، إذ فيها تكتب الاجال والارزاق. قال في المغرب: بري من الدين والعيب برائة، ومنها البرائة لخط الابراء والجمع البراآت بالمد، والبروات عامي، وابرأته جعلته بريئا من حق لي عليه، وبرأه الله من كذا أي صحح وأظهر برائته منه. قوله (ع): أبرء الى الله قول القائل: برئت اليك من كذا، مطوية فيه من الابتدائية، فكأنه مصبوب في قالبه، بدأت البرائة من كذا مني وانتهت اليك، ونحوه أحمد الله اليك أي أنهي اليك حمدالله، وكذلك أبرأ الى الله من كل حول وقوة غير حول الله وقوته. قوله (ع): لو ابتلوا بنا بضمات ثلاث في همزة الوصل وتاء الافتعال واللام لصيغة الجمع على ما لم يسم فاعله.


[ 493 ]

[ 405 – حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني علي بن النعمان عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المغيرة وهو بالبقيع ومعه رجل ممن يقول: ان الارواح تتناسخ، فكرهت أن أسأله وكرهت أن أمشي فيتعلق بي، فرجعت الى أبي ولم أمض، فقال: يا بني لقد أسرعت، فقلت: يا أبة اني رأيت المغيرة مع فلان. فقال أبي: لعن الله المغيرة قد حلفت أن لايدخل علي ابدا. وذكرت ان رجلا من اصحابه تكلم عندي ببعض الكلام ؟ فقال هو: اشهد الله ان الذي حدثك لمن الكاذبين، واشهد الله ان المغيرة عند الله لمن المدحضين. ثم ذكر صاحبهم الذي بالمدينة: فقال: والله ما رأه ابي، وقال: والله ما صاحبكم بمهدي ولا بمهتدي، وذكرت لهم ان فيهم غلمانا أحداثا لو سمعوا كلامك لرجوت أن يرجعوا، قال، ثم قال: ألا يأتوني فأخبرهم. ] والمعنى: انا لو أمرناهم بمثل ذلك – على فرض المحال – فكانوا هم مبتلون بذلك ممنوين، اما بمخالفتنا والرد علينا، واما بقبوله منا والوقوع في البدعه وفي ادخال ما ليس من السنة في السنة، لكان من الواجب عليهم أن لا يقبلوه منا. فكيف ؟ وانا نحن لفي استعاذة بالله تعالى من أمثال ذلك، وفي تبرئ الى الله سبحانه من أمثالهم وأشباههم، وهم يروننا خائفين وجلين مرعوبين من الله عزوجل مستعدين الله عليهم فيما يكذبون علينا ويسندون الينا من الاستعداء بمعنى طلب الانتقام والاعانة. قال في المغرب: استعدى فلان الامير على من ظلمه، أي استعان به، فاعداه الامير عليه أي أعانه ونصره، ومنه فمن رجل يعديني، والعدوى اسم من الاستعداء والاعداء، فعلى الاول طلب المعونة والانتقام، وعلى الثاني المعونة نفسها. وفي المغرب: ونستعدي الامير إذا ظلمنا * فمن يعدي إذا ظلم الامير


[ 494 ]

[ 406 – حمدويه، قال: حدثنا أيوب، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي خالد القماط، عن سليمان الكناني، قال قال لي أبو جعفر عليه السلام: هل تدري ما مثل المغيرة ؟ قال، قلت: لا، قال: مثله مثل بلعم، قلت: ومن بلعم ؟ قال: الذي قال الله عزوجل ” الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ” (1). 407 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا ابن المغيرة، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، قال قال، يعني أبا عبد الله عليه السلام: ان أهل الكوفة قد نزل فيهم كذاب. أما المغيرة: فانه يكذب على أبي – يعني أبا جعفر عليه السلام – قال: حدثه أن نساء آل محمد إذا حضن قضين الصلوة، وكذب والله، عليه لعنة الله: ماكان من ذلك شئ ولاحدثه. وأما أبو الخطاب: فكذب علي، وقال اني أمرته أن لا يصلي هو وأصحابه المغرب حتى يروا كوكب كذا يقال له: القنداني، والله أن ذلك لكوكب ما أعرفه. 408 – قال الكشي: كتب الي محمد بن أحمد بن شاذان، قال: حدثني الفضل، قال حدثني أبي، عن علي بن اسحاق القمي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن محمد بن الصباح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لايدخل المغيرة وأبو الخطاب الجنة الا بعد ركضات في النار. في الزيدية 409 – حمدويه قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، قال: حدثنا محمد بن عمر، عن محمد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية ؟ فقال: لا تتصدق عليهم بشئ، ولا تسقهم من الماء ان استطعت، وقال لي: الزيدية هم النصاب.


1) سورة الاعراف: 175 (*)

[ 495 ]

[ 410 – محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي الفارسي، قال: حكى منصور، عن الصادق علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام أن الزيدية والواقفة والنصاب بمنزلة عنده سواء. 411 – محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عمن حدثه قال: سألت محمد بن علي الرضا عليه السلام عن هذه الاية ” وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة ” (1) قال: نزلت في النصاب والزيدية والواقفة من النصاب. 412 – حمدويه، قال: حدثنا أيوب بن نوح، قال: حدثنا صفوان، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أحد أجهل منهم يعني العجلية، ان في المرجئة فتيا وعلما، وفي الخوارج فتيا وعلما، وما أحد أجهل منهم. في أبى الجارود زياد بن المنذر الاعمى السرحوب 413 – حكي أن أبا الجارود سمي سرحوبا، ونسبت إليه السرحوبية من الزيدية، سماه بذلك أبو جعفر عليه السلام، وذكر أن سرحوبا اسم شيطان أعمى يسكن البحر، وكان أبو الجارود مكفوفا أعمى أعمى القلب. 414 – اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن جمهور، قال: حدثني موسى بن بشار الوشاء، عن أبي بصير، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فمرت بنا جارية معها قمقم فقلبته، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله عزوجل ان كان قلب قلب ابالجارود، كما قلبت هذه الجارية هذا القمقم فما ذنبي. 415 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن علي بن اسماعيل عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي أسامة، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما فعل أبو الجارود ! أما والله لا يموت الا تائها. 416 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف،


1) سورة الغاشية: 3 (*)

[ 496 ]

[ عن أبي القاسم الكوفي، عن الحسين بن محمد بن عمران، عن زرعة، عن سماعة، عن أبي بصير، قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام كثير النواء، وسالم بن أبي حفصة، وأبا الجارود، فقال: كذابون مكذبون كفار عليهم لعنة الله، قال قلت: جعلت فداك كذابون قد عرفتهم فما معنى مكذبون ؟ قال: كذابون يأتونا فيخبرونا أنهم يصدقونا وليسوا كذلك، ويسمعون حديثنا فكيذبون به. ] في أبى الجارود زياد بن المنذر الاعمى قوله: عن أبى القاسم الكوفى حيثما أطلق أبو القاسم الكوفي في الاسانيد، فهو سعيد بن أحمد بن موسى الغراء الصدوق الثقة، وقد يقال: أبو القاسم الكوفي ويرادبه حميد بن زياد، ولكن لا يكاد يسعهما هذا الاسناد، لتقدم العباس بن معروف عليهما في الطبقة جدا. فقد ذكره الشيخ في أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام وقال: العباس بن معروف قمي ثقة صحيح الحديث مولى جعفر بن عمران بن عبد الله الاشعري (1). وكثيرا ما يقول أبو عمرو الكشي في هذا الكتاب أبو القاسم الكوفي، ويعني به معاوية بن عمار الدهني البجلي، وبه تستقيم هذه الطبقة فهو المتعين في هذا الاسناد. والشايع في الكافي والتهذيب والاستبصار في التعبير عنه بالتكنية أبو القاسم البجلي أو أبو القاسم مجردا عن التوصيف والتقييد. و ” الحسين بن محمد بن عمران ” هذا ليس هو الحسين بن محمد بن عامر ابن عمران الاشعري القمي الثقة الذي هو أحد أشياخ أبي جعفر الكليني رضوان الله تعالى عليه، يروي عنه ويجعله صدر السند في جامعة الكافي كثيرا، وذلك أمر ظاهر وان كان يخفى على غير الممارس، ويلتبس على غير المتمهر. بل هو الحسين بن محمد بن عمران الكوفي، ذكره الشيخ رحمه الله تعالى


1) رجال الشيخ: 382 (*)

[ 497 ]

[ 417 – حدثني محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد الكشيان، قالا: حدثنا محمد بن زياد، عن محمد بن الحسين، عن عبد الله المزخرف، عن أبي سليمان الحمار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لابي الجارود بمنى في فسطاطه رافعا صوته يا أبا الجارود وكان والله أبي امام أهل الارض حيث مات لا يجهله الا ضال، ثم رأيته في العام المقبل قال له مثل ذلك. قال: فلقيت أبا الجارود بعد ذلك بالكوفة فقلت له أليس قد سمعت ما قال أبو عبد الله عليه السلام مرتين ؟ قال: انما يعني أباه علي بن أبي طالب عليه السلام. في هارون بن سعد العجلى ومحمد بن سالم بياع القصب 418 – محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثني الحسن بن علي الخزار، عن علي بن عقبة، قال: حدثني داود بن فرقد قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: عرضت لي الى ربي تعالى حاجة، فهجرت فيها الى المسجد، وكذلك كنت أفعل إذا عرضت لي الحاجة، فبيناها أنا أصلي في الروضة إذا رجل على رأسي، فقلت: ممن الرجل ؟ قال: من اهل الكوفة، قال، فقلت ممن الرجل ؟ فقال: من أسلم، قال، قلت: ممن الرجل ؟ قال: من الزيدية. قلت يا أخا أسلم من تعرف منهم ؟ قال: أعرف خيرهم وسيدهم وأفضلهم هارون بن سعد، قال، قلت: يا أخا اسلم رأس العجلية، اما سمعت الله عزوجل يقول ” ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا ” (1) ] في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام (2). قوله: عن أبى سليمان الحمار باهمال الحاء المفتوحة وتشديد الميم، اسمه داود بن سليمان، ذكرناه سابقا


1) سورة الاعراف: 152 2) رجال الشيخ: 170 (*)

[ 498 ]

[ وانما الزيدي حقا محمد بن سالم بياع القصب. 419 – محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو عبد الله الشاذاني وكتب به الي، قال: حدثني الفضل، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو يعقوب المقري وكان من كبار الزيدية، قال: أخبرنا عمرو بن خالد وكان من رؤساء الزيدية، عن ابي الجارود وكان رأس الزيدية، قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام جالسا إذ أقبل زيد بن علي عليه السلام فلما نظر إليه أبو جعفر عليه السلام قال: هذا سيد أهل بيتي والطالب بأوتارهم، ومنزل عمرو ابن خالد كان عند مسجد سماك، وذكر ابن فضال أنه ثقة. ] في ترجمة عوف العقيلي. في هارون بن سعد قوله (ع): بأوتارهم جمع الوتر بتاء المثناة من فوق بين الواو والراء بمعنى الموتور، وهو من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه، تقول منه: وتره يتره وترا وترة، ويقال أيضا: وتره حقه بمعنى نقصه، وفي التنزيل الكريم ” ولن يتركم ” (1) أي لن ينقصكم في أعمالكم قاله في الصحاح والقاموس (2). وفي المغرب: وترته قتلت حميمه وأفردته منه. ويقال: وتره حقه إذا نقصه ومنه من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله بالنصب. وبالمعنين في زيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام يوم عاشورا ” والوتر الموتور ” والمراد من الطلب بأوتارهم المطالبة بدمائهم وبحقوقهم والقيام بثاراتهم، أي يقتل قتلتهم.


1) سورة محمد (ص): 35 2) الصحاح: 2 / 843 والقاموس: 2 / 152. (*)

[ 499 ]

[ في سعيد بن منصور 420 – حمدويه، قال: حدثنا أيوب، قال: حدثنا حنان بن سدير، قال: كنت جالسا عند الحسن بن الحسين، فجاء سعيد بن منصور وكان من رؤساء الزيدية، فقال: ما ترى في النبيذ فان زيدا كان يشربه عندنا ؟ قال: ما أصدق على زيد أنه يشرب مسكرا، قال: بلى قد شربه قال: فان كان فعل فان زيدا ليس بنبي، ولا وصي نبي، انما هو رجل من آل محمد يخطي ويصيب. في أبى الضبار 421 – حدثني محمد بن مسعود، قال حدثني حمدان بن أحمد القلانسي، عن معاوية بن حكيم، عن عاصم بن عمار، عن نوح بن دراج، عن أبي الضبار، وكان من أصحاب زيد بن علي عليهما السلام. في البترية 422 – حدثني سعد بن صباح الكشي، قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن محمد بن فضيل، عن أبي عمر سعد الحلاب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو أن البترية صف واحد ما بين المشرق الى المغرب، ما أعز الله بهم دينا. والبترية هم أصحاب كثير النوا، والحسن بن صالح بن حي، وسالم بن أبي حفصة، والحكم بن عيينة، وسلمة بن كهيل، وأبو المقدام ثابت الحداد. وهم الذين دعوا الى ولاية علي عليه السلام، ثم خلطوها بولاية أبي بكر وعمر، ويثبتون لهما امامتهما، وينتقصون عثمان وطلحة والزبير، ويرون الخروج مع بطون ولد علي ابن أبي طالب، يذهبون في ذلك الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويثبتون لكل من خرج من ولد علي عليه السلام عند خروجه الامامة. ]


[ 500 ]

[ في سالم بن أبى حفصة 423 – محمد بن ابراهيم، قال: حدثني محمد بن علي القمي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام، عن زرارة، عن سالم ابن أبي حفصة، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: عند الله يحتسب مصابنا برجل كان إذا حدث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال أبو عبد الله عليه السلام قال الله تعالى: ما ] في سالم بن أبى حفصه قوله: عند الله يحتسب مصابنا اما بياء المضارعة المضمومة على البناء لما لم يسم فاعله، أو بنون المتكلم مع الغير من الاحتساب بمعنى الاعتداد به في الاجر، وجعله مما يدخر أجره ومثوبته، وكأنه عني بالرجل الذي إذا حدث قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله أبا جعفر الباقر عليه السلام. قال في المغرب: احتسب بالشئ اعتد به وجعله في الحساب، ومنه احتسب عند الله خيرا إذا قدمه، ومعناه اعتده فيما يدخر عند الله. ومن صام رمضان ايمانا واحتسابا اي صام وهو مؤمن بالله ورسوله ويحتسب صومه عند الله (1). وكلام أبي عبد الله وذكره عليه السلام الحديث القدسي مغزاه أن الصدقة التي يتلقفها تعالى بيده تلقفا، أعم من الصدقة القولية أو الفعلية أو المالية، ومما في العلم والدين أو في العمل والدنيا. ومنه في الحديث عنه صلى الله عليه وآله لمن كان يصلى منفردا ” من يتصدق عليه ” يعني بالايتمام به في صلاته، بل ان أعظم الصدقة وأفضلها ما يكون في العلم والدين. فالعالم الذي ينشر العلم والحديث ويحدث ويقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله هو أكرم المتصدقين عند الله عزوجل، فيكون المصاب به والدعاء له من أفضل ما يحتسب عند الله فليعرف.


1) المغرب: 1 / 122 (*)

[ 501 ]

[ من شئ الا وقد وكلت به غيري الا الصدقة فاني اتلقفها بيدي لقفا، حتى أن الرجل والمرأة ليتصدق بتمرة أو بشق تمرة فأربيها له كما يربي الرجل فلوه أو فصيله، فيلقاه يوم القيامة وهو مثل أحد وأعظم من أحد. 424 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن ابن أبي بصير، عن الحسن بن موسى، عن زرارة، قال: لقيت سالم بن أبي حفصة، فقال لي: ويحك يا زرارة ان أبا جعفر قال لي: أخبرني عن النخل عندكم بالعراق ينبت قائما أو معترضا ؟ قال: فأخبرته أنه ينبت قائما. قال: فأخبرني عن ثمر كم حلو هو ؟ وسألني عن حمل النخل كيف يحمل ؟ فأخبرته. ] قوله تعالى: فانى اتلقفها بيدي لقفا لقفه كسمعه، ولقفا بالتسكين ولقفانا محركة تناوله بسرعة قاله في القاموس (1) والتلقف تفعل منه. وفي المغرب: تلقفت الشئ إذا أخذته من يدرام رماك به، ومنه تلقف من فيه كذا إذا حفظه. قوله تعالى: كما يربي الرجل فلوه في المغرب: الفلو المهر والجمع أفلاء، كعدو وأعداء وفي الصحاح: الفلو بتشديد الواو المهر، لانه يفتلي أي يفطم، وقد قالوا للانثى: فلوة كما قالوا عدو وعدوة، والجمع أفلاء مثل عدو وأعداء، وفلاوي أيضا مثل خطايا وأصله فعائل وقد ذكرناه في الهمزة، ويقال أيضا فلوته إذا ربيته (2). وربما يقال للصبي أيضا فلو كما قال في القاموس: فلا الصبي والمهر فلوا وفلاءا عزله عن الرضاع أو فطمه كافلاه وافتلاه، والفلو بالكسر كعدو وسمو


1) القاموس: 3 / 196 2) الصحاح: 6 / 2456 (*)

[ 502 ]

[ وسألني عن السفن تسير في الماء أو في البر ؟ قال: فوصفت له انها تسير في البحر ويمدونها الرجال بصدورهم، فأتم بامام لايعرف هذا، قال: فدخلت الطواف وأنا ] الجحش والمهر فطما أو بالغا السنة، جمع افلاء وفلاوي (1) والفصيل ولد الناقة إذا فصل عن أمه، والجمع فصلان بالضم وفصال بالكسر (2). قوله: فأتم في طائفة من النسخ ” تأتم ” على المضارع للخطاب من الايتمام، وفي عضة منها ” أتأتم ” بهمزة الاستفهام قبل الفعل، وفي بعضها ” فأتم ” على صيغة الامر منه وادخال الفاء عليها. قلت: ولعمر الحبيب أن سالم بن أبي حفصة في البلادة وكلال الفطانة لعريض القفا، لم يحم حول سر كلام أبي جعفر عليه السلام ومعناه، ولم يهتد لسمت سبيله ومغزاه. ” فالنخل عندكم بالعراق ” تعبير عن أهل العراق، لما بين الانسان والنخل من كمال المناسبة وشدة المشابهة. ومن هناك في الحديث: أكرموا عمتكم النخلة. و ” نباتة قائما أو معترضا ” كناية عن نشو المرء مستقيما في الدين أو معوجا في الاعتقاد. وثمركم، عبارة عن أبنائكم وأولادكم، كما قد ورد في تفسير قوله عز من قائل ” ونقص من الاولاد والانفس والثمرات ” (3). و ” حلو ” هو سؤال عن حلاوة المذهب والسلامة عن مرارة فاكهة السيرة وبشاعة طعم العقيدة.


1) القاموس: 4 / 375 2) القاموس: 4 / 30 3) سورة البقرة: 155 (*)

[ 503 ]

[ مغتم لما سمعت منه، فلقيت أبا جعفر عليه السلام فأخبرته بما قال لي، فلما حاذينا الحجر الاسود، قال: اله عن ذكره فانه والله لا يؤل الى خير أبدا. ] و ” السفن ” بضمتين أو باسكان الفاء بعد السين المضمومة جمع السفينة، المراد الائمة الحجج صلوات الله عليهم، لقوله صلى الله عليه وآله: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح (1). والسؤال عن ” سيرها في الماء أو في البر ” معناه أنهم عليهم السلام عندكم أهل العراق مطاعون في الحكم، أو معطلون عن الاتباع والاطاعة. قوله: وأنا مغتم لما سمعت منه كان زرارة رحمه الله تعالى أيضا كان طفيف القسط من توقد الفطنة والتفطن لدخلة الاسرار والا فما وجه الاغتمام لذلك. قوله (ع): اله بكسر همزة الوصل وسكون اللام وفتح الهاء على صيغة الامر، من لهي عن الشئ يلهي عنه، كرضي يرضي، لهيا ولهيانا، إذا غفل عنه وسلا وترك ذكره، وألهاه عن كذا شغله عنه، ولهي بالشئ يلهي به كرضي به يرضي، إذا أحبه وشده به عن غيره. قال في الصحاح: تقول: اله عن الشئ أي اتركه، وفي الحديث في البلل بعد الوضوء اله عنه، وكان ابن الزبير إذا سمع صوت الرعد لهى عن حديثه أي تركه وأعرض عنه، الاصمعي: اله عنه ومنه بمعنى، وأما لهوت بالشئ ألهو لهوا فمعناه لعبت به وتلهيت به مثله، وفلان لهو بتشديد الواو على فعول (2). وقوله عليه السلام ” والله لا يأول ” أي لا يرجع سالم الي خير أبدا، من آل الى كذا أولا إذا رجع والمال المرجع.


1) رواه ابن المغازلى في المناقب 132 وراجع كتاب الطرائف: 132. 2) الصحاح: 6 / 2487 (*)

[ 504 ]

[ 425 – ابن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثني العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، قال، قيل لابي عبد الله عليه السلام وأنا عنده، ان سالم بن أبي حفصة يروي عنك أنك تكلم على سبعين وجها لك من كلها المخرج ؟ قال، فقال: ما يريد سالم مني أيريد أن أجئ بالملئكة فوالله ما جاء بها النبيون، ولقد قال ابراهيم اني سقيم، والله ما كان سقيما وما كذب، ولقد قال ابراهيم: بل فعله كبيرهم هذا وما فعله وما كذب ولقد قال يوسف: انكم لسارقون، والله ما كانوا سارقين وما كذب. 426 – ابن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن جعفر بن محمد بن حكيم، وعباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، قال: سالم بن أبي حفصة كان مرجيا 427 – وجدت بخط جبريل بن أحمد: حدثني العبيدي، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن فضيل الاعور، قال: حدثني أبو عبيدة الحذاء، قال: أخبرت أبا جعفر عليه السلام بما قال سالم بن أبي حفصة في الامام، فقال: ويل سالم ياويل سالم ما يدري سالم ما منزلة الامام، ان منزلة الامام أعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون. 428 – حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان، قال: حدثني فضيل الاعور، عن أبي عبيدة الحذاء، قال قلت لابي جعفر عليه السلام: ان سالم ابن أبي حفصة يقول لي: ما بلغك أنه من مات وليس له امام كانت ميتته ميتة جاهلية ؟ فأقول بلي. فيقول من امامك ؟ فأقول ائمتي آل محمد عليه وعليهم السلام. فيقول: والله ما اسمعك عرفت اماما، قال أبو جعفر عليه السلام: ويح سالم وما يدري سالم ما منزلة الامام، منزلة الامام يا زياد أعظم وأفضل مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون. وحكي عن سالم: أنه كان مختفيا من بني أمية بالكوفة، فلما بويع لابي العباس خرج من الكوفة محرما فلم يزل يلبي: لبيك قاصم بني امية لبيك، حتى أناخ بالبيت. في سلمة بن كهيل وأبى المقدام وسالم بن أبى حفصة وكثير النواء 429 – سعد بن جناح الكشي، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي ]


[ 505 ]

[ عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن عثمان الرواسي، عن سدير، قال: دخلت على ابي جعفر عليه السلام ومعي سلمة بن كهيل، وأبو المقدام ثابت الحداد، وسالم بن أبي حفصة، وكثير النواء، وجماعة معهم، وعند أبي جعفر عليه السلام أخوه زيد بن علي عليهم السلام فقالوا لابي جعفر عليه السلام نتولي عليا وحسنا وحسينا ونتبرأ من أعداهم ! قال: نعم. قالوا: نتولي ابا بكر وعمر ونتبرأ من اعدائهم ! قال: فالتفت إليهم زيد بن علي قال: لهم اتتبرؤن من فاطمة بترتم أمرنا بتركم الله، فيومئذ سموا البترية. في عمر بن رياح 430 – عمر قيل، انه كان أولا يقول بامامة أبي جعفر عليه السلام ثم انه فارق هذا القول وخالف أصحابه، مع عدة يسيرة بايعوه على ضلالته، فانه زعم أنه سأل أبا جعفر عليه السلام عن مسألة فأجابه فيها بجواب، ثم عاد الية في عام آخر وزعم أنه سأله عن تلك المسألة بعينها فأجابه فيها بخلاف الجواب الاول. فقال لابي جعفر عليه السلام: هذا خلاف ما أجبتني في هذه المسألة عامك الماضي، فذكر انه قال له ان جوابنا خرج على وجه التقية، فشك في امره وامامته. فلقى رجلا من اصحاب ابي جعفر عليه السلام يقال له: محمد بن قيس، فقال اني سألت ابا جعفر عليه السلام عن مسألة فأجابني فيها بجواب، ثم سألت عنها في عام آخر فأجابني فيها بخلاف الجواب الاول، فقلت له: لم فعلت ذلك ؟ قال: فعلته للتقية وقد علم الله أني ما سألته الا وأنا صحيح العزم على التدين بما يفتيني فيه وقبوله والعمل به، ولا وجه لاتقائه اياي، وهذه حاله. فقال له محمد بن قيس: فلعله حضرك من اتقاه، فقال: ما حضر مجلسه في واحدة من الحالين غيري، لا، ولكن كان جوابه جميعا على وجه التبخيت ولم يحفظ ما ] في عمر بن رياح قوله: على وجه التبخيت على التفعيل من البخت بتوحيد الباء واعجام الخاء وتثنية التاء من فوق،


[ 506 ]

[ أجاب به في العام الماضي فيجيب بمثله، فرجع عن امامته. وقال: لا يكون امام يفتي بالباطل على شئ من الوجوه ولا في حال من الاحوال، ولا يكون اماما يفتي بتقية من غير ما يجب عند الله، ولا هو مرخى ستره ويغلق بابه، ولا يسع الامام الا الخروج والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمال الى سنته بقول البترية ومال معه نفر يسير. ] بمعنى الجد بفتح الجيم وتشديد الدال وهو الحظ والاقبال في الدنيا والغناء والعظمة. قال في المغرب: البخت الجد والتبخيت والتبكيت، وان تكلم خصمك حتى تنقطع حجته عن صاحب التكملة، وأما قول بعض الشافعية في اشتباه القبلة إذا لم يمكنه الاجتهاد صلى على التبخيت فهو من عبارات المتكلمين، ويعنون به الاجتهاد [ الاعتقاد ] الواقع على سبيل الابتداء من غير نظر في شئء (1). وفي الاساس: رجل مبخوت وبخيت مجدود (2) ورجل مجدود وجد ذوجد وهو أجد من فلان، ويقال: أعطي فلان جدا، فلو بال لجد ببوله أي لكان الجد في بوله أيضا، وجد في عيني عظم (3). وفي القاموس: البخت الجد معرب والبخيت والمبخوت المجدود (4). قلت: ويقال للحاصل لاعن منشأ معلوم وسبب ظاهر: الكائن بالبخت والاتفاق، والتبخيت أي التبكيت على الخرص والتخمين من غير أصل يقيني وقانون برهاني تفعيل منه، وأما التحنيت بالتاء المثناة من فوق والنون والحاء المهملة على التفعيل من النحت فاحتمال تصحيفي وتحامل تحريفي فليعلم.


1) المغرب: 1 / 27 2) أساس البلاغة: 30 3) أساس البلاغة: 84 4) القاموس: 1 / 141 (*)

[ 507 ]

[ في تسمية الفقهاء من اصحاب ابي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام. 431 – قال الكشي: اجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الاولين من اصحاب أبي جعفر عليه السلام وأبي عبد الله عليه السلام وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الاولين ستة: زرارة، ومعروف بن خربوذ، وبريد، وأبو بصير الاسدي، والفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم الطائفي، قالوا: وأفقه الستة زرارة، وقال بعضهم مكان أبي بصير الاسدي أبو بصير المرادي وهو ليث بن البختري. في بريد بن معاوية 432 – حدثنا الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن عبد الله المسمعي، قال: حدثني علي بن حديد، وعلي بن أسباط، عن جميل بن دراج، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أوتاد الارض، وأعلام الدين أربعة: محمد بن مسلم، وبريد بن معاوية، وليث بن البختري المرادي، وزرارة بن أعين. 433 – وبهذا الاسناد: عن محمد بن عبد الله المسمعي، عن علي بن أسباط ] في تسمية الفقهاء قوله: اجتمعت العصابة هذا الاجماع الذي نقله أبو عمرو الكشي رحمه الله تعالى هو الحجة المعول عليها عند الاصحاب في استصحاح هؤلاء الستة والحكم بثقتهم وجلالتهم، والمتعين فيه أبو بصير الاسدي يحيى بن أبي القاسم المكفوف. وانما بعضهم قال مكان أبي بصير الاسدي أبو بصير المرادي ليث بن البختري فليتني أشعر ما بال فرق من المتأخرين يعتكسون في باب الاسدي ويقولون فيه بالتضعيف من غير مستند يركن إليه، فلا تكونن من المتعنتين.


[ 508 ]

[ عن محمد بن سنان، عن داود بن سرحان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اني لا حدث الرجل بحديث وأنهاه عن الجدال والمراء في دين الله تعالى، وأنهاه عن القياس، فيخرج من عندي فيتأول حديثي على غير تأويله، اني أمرت قوما، أن يتكلموا ونهيت قوما، فكل يتأول لنفسه يريد المعصية لله تعالى ولرسوله، فلو سمعوا وأطاعوا لاودعتهم ما أودع أبي عليه السلام أصحابه. ان أصحاب أبي عليه السلام كانوا زينا أحياءا وأمواتا، أعني زرارة، ومحمد بن مسلم، ومنهم ليث المرادي، وبريد العجلي، هؤلاء القوامون بالقسط، هؤلاء القائلون بالصدق، هؤلاء السابقون السابقون أولئك المقربون. 434 – حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن أبي محمد القاسم بن عروة، عن أبي العباس البقباق، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: زرارة بن أعين، ومحمد بن مسلم، وبريد بن معاوية، والاحول، أحب الناس الي أحياءا وأمواتا، ولكن الناس يكثرون علي فيهم فلا أجد بدا من متابعتهم. قال: فلما كان من قابل، قال: أنت الذي تروي علي ما تروي في زرارة وبريد ومحمد بن مسلم والاحول ؟ قال، قلت: نعم، فكذبت عليك ؟ قال: انما ذلك إذا كانوا صالحين، قلت: هم صالحون. 435 – حدثني محمد بن مسعود، عن جبريل بن احمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الصباح، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يا أبا الصباح هلك المتريسون في أديانهم، منهم: زرارة، وبريد، ومحمد بن مسلم، واسماعيل الجعفي وذكر آخر لم أحفظه. 436 – بهذا الاسناد: عن يونس، عن مسمع كردين أبي سيار، قال: سمعت ] في بريد بن معاوية قوله (ع) هلك المتريسون المتريسون على التفعل من الرياسة، وفي بعض النسخ ” المتربسون ” على التفاعل.


[ 509 ]

[ أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله بريدا ولعن زرارة. 437 – جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عمربن أبان عن عبد الرحيم القصير، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: أئت زرارة وبريدا، وقل لهما ما هذه البدعة اما علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: كل بدعة ضلالة ؟ فقلت له: اني أخاف منهما فأرسل معى ليثا المرادي، فاتينا زرارة فقلنا له ما قال أبو عبد الله عليه السلام. فقال: والله لقد أعطاني الاستطاعة، وما شعروا ما يريد، فقال: والله لا أرجع عنها أبدا. 438 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير، عن أبي العباس البقباق، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: أربعة أحب الناس الي أحياءا وأمواتا، بريد العجلي، وزرارة، ومحمد بن مسلم، والاحول. في أم خالد وكثير النواء وأبى المقدام 439 – علي بن الحسن، قال: حدثني العباس بن عامر، وجعفر بن محمد عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان الحكم ابن عيينة وسلمة وكثيرا وابا المقدام والتمار يعني سالما، أضلوا كثيرا ممن ضل من هؤلاء، وانهم ممن قال الله عزوجل: ” ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الاخر وما هم بمؤمنين ” (1). 440 – علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: اللهم اني اليك من كثير النواء برئ في الدنيا والاخرة. 441 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر، وجعفر بن محمد بن حكيم، عن أبان بن عثمان الاحمر، عن أبي بصير، قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله عليه السلام إذ جاءت أم خالد التي كان قطعها


1) سورة البقرة: 8 (*)

[ 510 ]

[ يوسف تستأذن عليه، قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أيسرك أن تشهد كلامها ؟ قال، فقلت: نعم جعلت فداك، فقال: اما لا فأدن، قال: فأجلسني على الطنفسة، ثم دخلت فتكلمت فإذا هي أمرأة بليغة، فسألته عن فلان وفلان، فقال لها: توليهما ! قالت: ] في أم خالد وكثير النواء وأبى المقدام قوله (ع): أما لا من باب الحذف للاختصار، أي أما أنا فلا يسرني مخاطبتها ومكالمتها، أو أما إذا كان لابد من ذلك فادن مني. وانما مثل هذا الحذف لكون سياق الكلام متضمنا للدلالة عليه، لان اما فيها معنى الشرط والتفصيل، ولذلك وجب التزام الفاء في جوابها. قوله: الطنفسة في النهاية الاثيرية: قد تكرر في الحديث ذكر ” الطنفسة ” وهي بكسر الطاء والفاء وبضمهما وبكسر الطاء وفتح الفاء، البساط الذي له حمل رقيق، وجمعه طنافس (1). وفي القاموس: والطنفسة مثلثة الطاء والفاء وبكسر الطاء وفتح الفاء وبالعكس واحدة الطنافس، للبسط والثياب ولحصير من سعف عرضه ذراع (2). قوله (ع): توليهما قوله عليه السلام ” توليهما ” كانه من تولى بمعنى ولي أي أدبر، يقال: تولاه وولاه وتولى عنه وولي عنه، إذا أدبر وأعرض عنه وتركه وتخلاه، ومنه في التنزيل الكريم ” أفرايت الذي تولى ” (3) يعني به عثمان بن عفان.


1) نهاية ابن الاثير: 3 / 140 2) القاموس: 2 / 227 3) سورة النجم: 33 (*)

[ 511 ]

[ فأقول لربي إذا لقيته انك أمرتني بولايتهما، قال: نعم. قالت: فان هذا الذي معك على الطنفسة يأمرني بالبراءة منهما، وكثير النواء يأمرني بولايتهما فأيهما أحب اليك ؟ قال: هذا والله وأصحابه أحب الي من كثير النواء وأصحابه، ان هذا يخاصم فيقول من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون، فلما خرجت، قال: اني خشيت أن تذهب فتخبر كثير النواء فيشهرني بالكوفة، اللهم اني اليك من كثير النوا برئ في الدنيا والاخرة. 442 – حدثني محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن، قال: يوسف بن عمر هو الذي قتل زيدا، وكان على العراق، وقطع يد أم خالد وهي امرأة صالحة على التشيع، وكانت مائلة الى زيد بن على عليهما السلام. وروي عن محمد بن يحيى، قال، قلت لكثير النواء: ما أشد استخفافك بأبي جعفر عليه السلام قال: لاني سمعت منه شيئا لا أحبه أبدا، سمعته يقول: ان الارض السبع تفتح بمحمد وعترته. ] قال في الكشاف: تولى المركز يوم أحد (1). وفي الاساس: ولي عني وتولى (2). وفي القاموس: ولى تولية أدبر كتولي والشئ، وعنه أعرض أو نأى (3). قوله: قالت فان هذا الذي معك يظهر من اعادته السؤال وقولها فان هذا الذي معك الى قولها فأيهما أحب اليك، أنها تشككت في قوله عليه السلام توليهما أنه بمعنى ولايتهما ومحبتهما، أو بمعنى التخلي والاعراض عنهما.


1) الكشاف: 4 / 33 2) أساس البلاغة: 689 3) القاموس: 4 / 402 (*)

[ 512 ]

[ في ميسر وعبد الله بن عجلان 443 – جعفر بن محمد، قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، عن أخويه: محمد وأحمد. عن أبيهم، عن ابن بكير، عن ميسر بن عبد العزيز، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: رأيت كأني على جبل، فيجئ الناس فيركبونه، فإذا كثروا عليه تصاعد بهم الجبل، فينتثرون عنه فيسقطون، فلم يبق معي الا عصابة يسيرة أنت منهم وصاحبك الاحمر، يعني عبد الله بن عجلان. 444 – حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن الحلبي، عن ابن مسكان، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: رأيت كاني على رأس جبل، والناس يصعدون عليه من كل جانب، حتى إذا كثروا عليه تطاول بهم في السماء، وجعل الناس يتساقطون عنه من كل جانب حتى لم يبق عليه منهم الاعصابة يسيرة، يفعل ذلك خمس مرات، وكل ذلك يتساقط الناس عنه وتبقي تلك العصابة عليه، أما أن ميسر بن عبد العزيز وعبد الله بن عجلان في تلك العصابة، فما مكث بعد ذلك الا نحوا من سنتين حتى هلك صلوات الله عليه. 445 – حدثني خالد بن حامد الكشي، قال: حدثني أبو سعيد سهل بن زياد الادمي الرازي، قال: حدثني ابن أبي عمير، قال: حدثني يحيي بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر، عن بشير، عن أبي عبد الله عليه السلام. وحدثني ابن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، عن العباس ابن عامر، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قالا: قلنا لابي عبد الله عليه السلام ان عبد الله بن عجلان مرض مرضه الذي مات فيه، وكان يقول: اني لا أموت من مرضي هذا، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أيهات أيهات ان ذهب ابن عجلان لا عرفه الله قبيحا من علمه، ان موسى بن عمران اختار قومه سبعين رجلا، ] ثم قوله عليه السلام في الجواب ثانيا هذا والله وأصحابه أحب الي من كثير النوا وأصحابه كالتنصيص على المعنى المقصود فليعلم.


[ 513 ]

[ فلما أخذتهم الرجفة كان موسى أول من قام منها، فقال: يا رب أصحابي قال: يا موسى اني أبدلك بهم خيرا، قال: رب اني وجدت ريحهم وعرفت أسمائهم، قال ذلك ثلاثا فبعثهم الله أنبياء. 446 – وقال علي بن الحسن: ان ميسر بن عبد العزيز كان كوفيا وكان ثقة. 447 – ابن مسعود، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثني الوشاء، عن بعض أصحابنا، عن ميسر، عن أحدهما، قال، قال لي: يا ميسر اني لا ظنك وصولا لقرابتك، قلت: نعم جعلت فداك لقد كنت في السوق وأنا غلام وأجرتي درهمان، وكنت أعطى واحدا عمتي وواحدا خالتي، فقال: أما والله لقد حضر أجلك مرتين كل ذلك يؤخر. 448 – ابراهيم بن علي الكوفي، قال: حدثنا اسحاق بن ابراهيم الموصلي عن يونس، عن حنان وابن مسكان، عن ميسر، قال، دخلنا على أبي جعفر عليه السلام ونحن جماعة فذكروا صلة الرحم والقرابة، فقال أبو جعفر عليه السلام أما أنه قد حضر أجلك غير مرة ولا مرتين، كل ذلك يؤخر بصلتك قرابتك. في بسام 449 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن سعيد، عن علي بن حديد، قال: حدثني عنبسة ] في ميسر وعبد الله بن عجلان قوله: فذكروا صلة الرحم هذا الحديث والذي قبله وما في معناهما من أحاديث باب البداء، وتحقيق القول هنالك في كتاب نبراس الضياء وفي قبسات حق اليقين وفي الرواشح السماوية وشرح أصول كتاب الكافي (1).


1) التعليقة على كتاب الكافي: 359 المطبوع أخيرا بتحقيقنا وتعاليقنا عليه. (*)

[ 514 ]

[ العابد، قال: كنت مع جعفر بن محمد عليه السلام بباب الخليفة أبي جعفر بالحيرة، حين أتي ببسام واسماعيل بن جعفر بن محمد، فادخلا على أبي جعفر قال: فأخرج بسام مقتولا، وأخرج اسماعيل بن جعفر بن محمد قال، فرفع جعفر رأسه إليه، قال: افعلتها يا فاسق أبشر بالنار. في محمد بن اسماعيل بن بزيع 450 – علي بن محمد، قال: حدثني بنان بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام أن يأمر لي بقميص من قمصه أعده لكفني، فبعث به الي، قال، فقلت له: كيف أصنع به جعلت فداك ؟ قال: انزع ازرارة. في ابى طالب القمى 451 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن عبد الجبار، عن أبي طالب القمي، قال: كتبت الى أبي جعفر عليه السلام بأبيات شعر، وذكرت فيها أباه، وسألته أن يأذن لي في أن أقول فيه، فقطع الشعر وحبسه، وكتب في صدر ما بقي من القرطاس: قد احسنت فجزاك الله خيرا. في عبد الله بن ميمون القداح المكى 452 – حدثني حمدويه، عن ايوب بن نوح، عن صفوان بن يحيي، عن أبي خالد، عن عبد الله بن ميمون، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا بن ميمون كم انتم بمكة ؟ قلت: نحن أربعة، قال: انكم نور في ظلمات الارض. في عبد الله بن أبى يعفور 453 – حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدثنا أبو محمد الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن عدة من أصحابنا، قال: كان أبو عبد الله عليه السلام يقول: ما وجدت أحدا يقبل وصيتي ويطيع أمري، الا عبد الله بن أبي يعفور.


[ 515 ]

[ 454 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن: ان ابن أبي يعفور ثقة، مات في حياة أبي عبد الله عليه السلام سنة الطاعون. 455 – محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن، عن علي بن أسباط، عن شيخ من أصحابنا لم يسمه، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكر عبد الله بن أبي يعفور رجل من أصحابنا فنال منه، فقال: مه، قال: فتركه وأقبل علينا. فقال: هذا الذي يزعم أن له ورعا، وهو يذكر أخاه بما يذكره قال: ثم تناول بيده اليسري عارضة فنتف من لحيته حتى رأينا الشعر في يده، وقال: انها لشيبة سوء ان كنت، انما أتولي بقولكم وأبرئ منهم بقولكم. 456 – محمد بن الحسن البراثي وعثمان، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن أبي مالك الحضرمي، عن أبي العباس البقباق، قال: تدارء ابن أبي يعفور ومعلى بن خنيس، فقال ابن أبي يعفور: الاوصياء علماء أبرار أتقياء، وقال ابن خنيس: الاوصياء أنبياء، قال: فدخلا على أبي عبد الله عليه السلام قال: فلما استقر مجلسهما، قال: فبداهما أبو عبد الله عليه السلام فقال: يا ابا عبد الله أبرأ ممن قال أنا أنبياء. ] في عبد الله بن أبى يعفور قوله: فنال منه من النيل بفتح النون واسكان الياء المثناة من تحت، يقال: نال من فلان نيلا إذا وقع فيه وعابه وذكر بعض مساويه ومثالبه. وفي المغرب: نال من عدوه أضربه ومنه قوله تعالى ” ولا ينالون من عدو نيلا (1) “. قوله: تدارأ بالهمز على التفاعل من الدرء بمعنى الدفع، أي أنهما تناظراو تدافعا في المناظرة.


1) سورة التوبة: 120 (*)

[ 516 ]

[ 457 – حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن صفوان، عن حماد الناب، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام عبد الله بن أبي يعفور يقرئك السلام، قال: وعليه السلام. 458 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني الحسن الوشاء عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: شهدت جنازة عبد الله بن أبي يعفور ؟ قلت: نعم، وكان فيها ناس كثير قال: أما أنك سترى فيها من مرجئة الشيعة كثيرا. 459 – ووجدت في بعض كتبي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن ابن أبي يعفور، قال: كان إذا أصابته هذه الارواح فإذا اشتدت به شرب الحسو من النبيذ فسكن عنه، فدخل على أبي عبد الله عليه السلام فأخبره بوجعه، وانه إذا شرب الحسو من النبيذ سكن عنه، فقال له: لا تشربه، فلما أن رجع الى الكوفة هاج وجعه، فأقبل أهله فلم يزالوا به حتى شرب، فساعة شرب ] قال في المغرب: الدرء الدفع، ومنه كان بين عمر ومعاذ بن عفراء درء أي خصومة وتدافع (1). وفي أساس البلاغة: دارأه دافعه وتدارؤا تدافعوا وتدارؤا في الخصومة وادارؤا (2). وأما تدارا بالف منقلبة عن الياء من التداري، فتفاعل من الدراية بمعنى العلم وهو هاهنا تصحيف. قوله: الحسو بفتح الاولى المهملتين وتشديد الواو اسم لما يتحساه الانسان من الماء والشراب والمرق ونحوها، والحسوة الشئ القليل قاله في القاموس (3).


1) المغرب: 1 / 176 2) أساس البلاغة: 185 3) القاموس: 4 / 317 (*)

[ 517 ]

[ منه سكن عنه. فعاد الى أبي عبد الله عليه السلام فأخبره بوجعه وشربه، فقال له: يابن أبي يعفور لا تشربه فانه حرام، انما هذا شيطان موكل بك فلو قد يئس منك ذهب. فلما أن رجع الى الكوفة هاج به وجعه أشد ما كان، فأقبل أهله عليه، فقال لهم: لا والله لا أذوق منه قطرة أبدا، فآيسوا منه، وكان يهم على شئ ولا يحلف، فلما سمعوا أيسوا منه، واشتد به الوجع أياما ثم أذهب الله به عنه، فما عاد إليه حتى مات رحمة الله عليه. 460 – حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، ومحمد ابن مسعود، قال: حدثنا محمد نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن عدة من أصحابنا. وقال العبيدي: حدثني به أيضا عن ابن عمير أن ابن ابي يعفور ومعلى بن خنيس كانا بالنيل على عهد أبي عبد الله عليه السلام فاختلفا في ذبايح ] وفي الصحاح: حسوت المرق حسوا، ويوم كحسو الطير أي قصير، والحسو على فعول طعام معروف، وكذلك الحساء بالفتح والمد، تقول: شربت حساءا وحسوا ويقال أيضا: رجل حسو للكثير الحسو، وقد حسوت حسوة بالضم أي قدر ما يحسي مرة واحدة (1). قوله: كانا بالنيل كان النهر بالكوفة يسمى بالنيل، لانه كان يمر على قرية يقال لها النيل. قال في المغرب: النيل نهر مصر وبالكوفة نهر يقال له النيل أيضا. وفي القاموس: النيل بالكسر نهر مصر وقرية بالكوفة وأخرى بيزد وبلد بين بغداد وواسط (2).


1) الصحاح: 6 / 2312 2) القاموس: 4 / 62 (*)

[ 518 ]

[ اليهود، فأكل معلى ولم يأكل ابن أبي يعفور، فلما صارا الى أبي عبد الله عليه السلام أخبره، فرضي بفعل ابن أبي يعفور وخطأ المعلى في أكله اياه. 461 – حمدويه، عن الحسن بن موسى، عن علي بن حسان الواسطي الخزاز قال: حدثنا على بن الحسين العبيدي، قال: كتب أبو عبد الله عليه السلام الى المفضل بن عمر الجعفي حين مضى عبد الله بن أبي يعفور: يا مفضل عهدت اليك عهدي كان الى عبد الله بن أبي يعفور صلوات الله عليه، فمضى صلوات الله عليه موفيا لله عزوجل ولرسوله ولامامه بالعهد المعهود لله، وقبض صلوات الله على روحه محمود الاثر مشكور السعي مغفورا له مرحوما برضا الله ورسوله وامامه عنه، فولادتي من رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان في عصرنا أحد أطوع لله ولرسوله ولامامه منه. فما زال كذلك حتى قبضه الله إليه برحمته وصيره الى جنته، مساكنا فيها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام أنزله الله بين المسكنين مسكن محمد وامير المؤمنين (صلوات الله عليهما) وان كانت المساكن واحدة فزاده الله رضى من عنده ومغفرة من فضلة برضاي عنه. 462 – حمدويه، قال: حدثنا محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين الثقفي، قال: حدثني أبو حمزة معقل العجلي، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: والله لو فلقت رمانة بنصفين، فقلت هذا حرام وهذا حلال، لشهدت أن الذي قلت حلال حلال، وان الذي قلت حرام حرام، فقال: رحمك الله ] قوله (ع): مساكنا فيها مع رسول الله (ص) ” مساكنا ” بضم الميم على اسم الفاعل من باب المفاعلة تقول: ساكنتك إذا شاركته في المأوى والمسكن. قال في أساس البلاغة: وساكنه في دار واحدة وتساكنوا فيها (1).


1) أساس البلاغة: 304 (*)

[ 519 ]

[ رحمك الله. 463 – أبو محمد الشامي الدمشقي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما احد أدى الينا ما افترض الله عليه فينا الا عبد الله بن أبي يعفور. 464 – حمدويه، قال: حدثنا ايوب بن نوح، عن محمد بن الفضيل، عن ابي اسامة، قال: دخلت على ابي عبد الله عليه السلام لا ودعه، فقال لي: يا زيد مالكم وللناس قد حملتم الناس على ابي، والله ما وجدت احدا يطيعني ويأخذ بقولي الا رجلا واحدا رحمه الله عبد الله بن ابي يعفور، فاني امرته واوصيه بوصيته فاتبع امري واخذ بقولي. في معتب قال الشيخ: هو مولى الصادق عليه السلام. 465 – حدثني حمدويه وابراهيم، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، عن عبد العزيز بن نافع، انه سمع ابا عبد الله عليه السلام يقول: هم عشرة يعني مواليه، فخيرهم وافضلهم معتب، وفيهم خائن فاحذروه وهو صغير. 466 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن احمد، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن الحسن بن محبوب، لا اعلمه الاعن اسحاق بن عمار، عن ابي عبد الله عليه السلام قال: موالي عشرة، خيرهم معتب، وما يظن معتب الا اني اسحر من الناس. ]


[ 520 ]

في جميل بن دراج ونوح أخيه 467 – حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا أيوب بن نوح، عن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا محمد بن حسان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يتلوا هذه الاية ” فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ” (1) ثم أهوى بيده الينا، ونحن جماعة فينا جميل بن دراج وغيره، فقلنا: أجل والله جعلت فداك لا نكفر بها. 468 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد ابن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد ] في جميل بن دراج قوله: ثم أهوى الينا بيده أي مد يده أو رفعها مشيرا الينا، فكأنه عليه السلام قال لنا: أنتم ذلك القوم وكلكم الله بها ولستم بكافرين، وهؤلاء الذين يكفرون بها هم عامة النابذين أهل بيت رسول الله عليه وعليهم السلام وراء ظهورهم. قال في المغرب: هوى من الجبل وفي البئر سقط هويا بالفتح من باب ضرب، ومنه فأقبل يهوي حتى وقع في الحصن أي يذهب في انحدار، والاهواء التناول باليد، ومنه أهوى بيده أي جافى يده ورفعها الى الهواء، أو مدها حتى بقي بينها وبين الجنب هواء أي خلاء، ومثله أهوى بخشبة فضربها. وفي الصحاح: وأهوى بيده إليه ليأخذه قال الاصمعي: أهويت بالشئ إذا أو مأت به ويقال: أهويت له بالسيف (2).


1) سورة الانعام: 89 2) الصحاح: 6 / 2538 (*)

[ 521 ]

[ الله عليه السلام قال، قال لي: يا جميل لا تحدث أصحابنا بما لم يجمعوا عليه فيكذبوك. قال محمد بن مسعود: سألت أبا جعفر حمدان بن احمد الكوفي، عن نوح ابن دراج ؟ فقال: كان من الشيعة وكان قاضي الكوفة، فقيل له: لم دخلت في أعمالهم فقال: لم أدخل في أعمال هؤلاء حتى سألت أخي جميلا يوما، فقلت له: لم لا تحضر المسجد ؟ فقال: ليس لي ازار. وقال حمدان: مات جميل عن مائة الف. وقال حمدان: كان دراج بقالا وكان نوح مخارجه من الذين يقتتلون في العصبية التي تقع بين المجالس، قال: وكان يكتب الحديث وكان أبوه يقول: ] قوله: فقال لم أدخل في أعمال هؤلاء حتى سألت أخى يعني فدخلت في أعمال هؤلاء لتكون لي مقدرة فأصل أخي جميلا، أو لئلا أفتقر كما افتقر أخي جميل. قوله: فقال ليس لى ازار وذلك يتضمن الدلالة على مدح جميل، فانه لم يتول القضاء ولم يدخل في أعمال هؤلاء مع شدة احتياجه وفقره، وأغناه الله تعالى من خزائن فضله وجوده حتى مات عن مائة ألف. قوله: وكان نوح مخارجه مخارجه بضم الميم على اسم الفاعل من باب المفاعلة، أي كان نوح مخارج أبيه دراج في الذين. وفي طائفة من النسخ ” من الذين يقتتلون ” أي يتعاركون ويتشاجرون في العصبية التي تقع بين الشركاء والخصماء في المجالس، فيعارضهم ويساهمهم ويصالحهم على المساهمة من قبل أبيه.


[ 522 ]

[ لو ترك القضاء لنوح أي رجل كان ثقة. 469 – نصر بن الصباح، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: دخلت على محمد بن أبي عمير، وهو ساجد فأطال السجود، فلما رفع رأسه ذكر له الفضل طول سجوده، فقال: كيف لو رأيت جميل بن دراج، ثم حدثه انه دخل على جميل فوجده ساجدا فأطال السجود جدا، فلما رفع رأسه قال له محمد بن أبي عمير: أطلت السجود فقال: كيف لو رأيت معروف بن خربوذ. في معاذ بن مسلم الهراء النحوي 470 – حدثني حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا يعقوب بن يزيد، ] وأصل المخارجة في اللغة: المناهدة، أي المناهضة بالحرب والمناهدة أي المساهمة بالاصابع، وذلك أن يخرج هذا من أصابعة ما يشاء والاخر أيضا ما يشاء. والتخارج التناهد وهو اخراج كل واحد من الفرقة نفقة على قدر نفقة صاحبه قاله في الصحاح والقاموس (1). وفي المغرب: عبد مخارج وقد خارجه سيده إذا اتفقا على ضريبة يردها عليه عند انقضاء كل شهر (2). قوله: لو ترك القضاء لنوح أي رجل كان أي لو فوض إليه القضاء وترك له أي كارجل كان، بالانتصاب على خبر كان أي كان أي رجل، يعني لكان نعم الرجل في القضاء والحكومة والمحاكمة بين الناس. ثم قوله ” ثقة ” من كلام حمدان، فكأنه قال: كان نوح من الشيعة، وكان قاضي الكوفة، وهو مع ذلك ثقة. في معاذ بن مسلم الهراء النحوي معاذ بن مسلم الهراء بفتح الهاء وتشديد الراء وبالمد النحوي، ذكره الشيخ


1) الصحاح: 1 / 310 والقاموس: 1 / 185 2) المغرب: 1 / 154 (*)

[ 523 ]

[ عن ابن ابي عمير، عن حسين بن معاذ، عن أبيه معاذ بن مسلم النحوي، عن أبي ] في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام (1). ثم في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: معاذ بن مسلم الهراء الانصاري النحوي الكوفي أسند عنه (2)، وذكر أيضا معاذ بن مسلم الفراء النحوي. وفي الكشاف: في قوله سبحانه وتعالى في سورة مريم ” أيهم أشد على الرحمن عتيا (3) “: وأيهم أشد بالنصب، عن طلحة بن مصرف وعن معاذ بن مسلم الهراء استاذ الفراء (4). قال صاحب الكشف: قيل له الهراء لانه كان يبيع الثياب الهروية، ونقل عن الانباري أنه كان من موالي محمد بن كعب القرطي، أخذ عنه الكسائي وأخذ الفراء عن الكسائي. وفي الصحاح: وانما قيل معاذ الهراء لانه كان يبيع الثياب الهروية (5). وفي القاموس: هراة بلد بخراسان، وقرية بفارس، والنسبة هروي محركة، ومعاذ الهراء لبيعه الثياب الهروية (6). وقال صاحب المغرب في كتابيه: وتوب هروي بالتحريك ومروي بالسكون منسوب الى هراة ومرو، وهما قريتان معروفتان بخراسان، وعن خواهر زاده هما على شط الفرات، ولم يسمع ذلك لغيره، وفي الاشكال سوى هراة خراسان هراة أخرى هي بنواحي اصطخر من بلاد فارس انتهى كلامه.


1) رجال الشيخ: 137 2) رجال الشيخ: 314 3) سورة مريم: 69 4) الكشاف: 2 / 520 5) الصحاح: 6 / 2535 6) القاموس: 4 / 403 (*)

[ 524 ]

[ عبد الله عليه السلام قال لي: بلغني أنك تقعد في الجامع فتفتي الناس، قال، قلت: نعم وقد أردت أن أسألك عن ذلك قبل أن أخرج، أني أقعد في المسجد فيجئ الرجل يسألني عن الشئ، فإذا عرفته بالخلاف لكم أخبرته بما يفعلون، ويجئ الرجل أعرفه بحبكم أو مودتكم فأخبره بما جاء عنكم، ويجئ الرجل لا أعرفه ولا أدري من هو فأقول جاء عن فلان كذا وجاء عن فلان كذا، فادخل قولكم فيما بين ذلك، قال، فقال لي: اصنع كذا فاني كذا أصنع. معاذ وعمر ابنا مسلم كوفيان. في عمار بن موسى الساباطى 471 – كان فطحيا، وروى عن أبي الحسن موسى عليه السلام أنه قال: استوهبت عمارا من ربي تعالى فوهبه لي. نصربن الصباح، قال: حدثني الحسن بن علي بن ابي عثمان السجادة، قال: حدثني قاسم الصحاف، عن رجل من أهل المدائن يعرفه القاسم، عن عمار الساباطي، قال، قلت لابي عبد الله عليه السلام جعلت فداك أحب أن تخبرني باسم الله تعالى الاعظم. فقال لي: انك لا تقوى على ذلك، قال، فلما الححت قال: فمكانك إذا، ثم قام فدخل البيت هنيهة، ثم صاح بي أدخل، فدخلت، فقال لي: ما ذلك ؟ فقلت: أخبرني به جعلت فداك، قال: فوضع يده على الارض فنظرت الى البيت يدور بي وأخذني أمر عظيم كدت أهلك، فضحكت، فقلت: جعلت فداك حسبي لا أريد ذا. الفطحية 472 – هم القائلون بامامة عبد الله بن جعفر بن محمد، وسموا بذلك: لانه قيل انه كان أفطح الرأس، وقال بعضهم: كان أفطح الرجلين، وقال بعضهم: انهم نسبوا الى رئيس من أهل الكوفة يقال له: عبد الله بن فطيح. ]


[ 525 ]

[ والذين قالوا بامامته عامة مشايخ العصابة وفقهاؤها مالوا الى هذه المقالة، فدخلت عليهم الشبهة لما روي عنهم عليه السلام أنهم قالوا: الامامة في الاكبر من ولد الامام إذا مضى، ثم منهم من رجع عن القول بامامته لما امتحنه بمسائل من الحلال والحرام لم يكن عنده فيها جواب، ولما ظهر منه من الاشياء التي لا ينبغي أن يظهر من الامام. ثم ان عبد الله مات بعد أبيه بسبعين يوما، فرجع الباقون الاشذاذا منهم عن القول بامامته الى القول بامامة أبي الحسن موسى عليه السلام ورجعوا الى الخبر الذي روي: أن الامامة لا تكون في الاخوين بعد الحسن والحسين عليه السلام، وبقي شذاذ منهم على القول بامامته، وبعد أن مات قال بامامة أبي الحسن موسى عليه السلام. وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لموسى يا بني: ان أخاك سيجلس مجلسي ويدعي الامامة بعدي، فلا تنازعه بكلمة فانه أول اهلي لحوقا بي. 473 – حمدويه بن نصير، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى عن داود بن فرقد، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان أصحابي أولو النهى والتقى فمن لم يكن من أهل النهى والتقى فليس من أصحابي. 474 – ابن مسعود، قال حدثني عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، عن الحسن بن علي الوشاء، عن محمد بن حمران، عن أبي الصباح الكناني، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: انا نعير بالكوفة فيقال لنا: جعفرية ! قال: فغضب أبو عبد الله عليه السلام ثم قال: ان أصحاب جعفر منكم لقليل، انما أصحاب جعفر من اشتد ورعه وعمل لخالقه. ]


[ 526 ]

[ في أبى محمد هشام بن الحكم 475 – قال الفضل بن شاذان: هشام بن الحكم أصله كوفي، ومولده ومنشؤه بواسط، وقد رأيت داره بواسط، وتجارتة ببغداد في الكرخ، وداره عند قصر وضاح في الطريق الذي يأخذ في بركة بني زرزر حيث تباع الطرايف والخلنج، وعلي بن منصور من أهل الكوفة، وهشام مولى كندة، مات سنة تسع وسبعين ومائة بالكوفة في أيام الرشيد. ] في أبى محمد هشام بن الحكم قوله: عند قصر وضاح في القاموس والصحاح: الوضاح بالتشديد ككتان الابيض اللون الحسنة والنهار، ولقب جذيمة الابرش ومولى بربري لبني أميه، واليه نسبت الوضاحية (1) جذيمة الابرش هو جذيمة بن مالك بن فهم بن دوس من الازد كان ملك الحيرة. قوله: في بركة بني زرزر في أكثر النسخ ” بني زرزر “، وفي بعضها ابن زرزر (2)، وهو بزاي مضمومة قبل راء ساكنة ثم راء أخرى مضمومة أيضا قبل الراء. في القاموس: زرزر بن صهيب بالضم محدث، والزرازرة البطارقة: جمع زرزار وزربران قرية ببغداد، والزرزار أيضا نبات يصبغ به، والزرزور طائر، وزرزر صوت والرجل دام على أكله (3). قوله: والخلنج ” الخلنج ” باسكان اللام بين الخاء المعجمعة والنون والجيم أخيرا.


1) القاموس: 1 / 255 والصحاح: 1 / 416 2) وفى المطبوع من الرجال بالنجف: بنى ذر. 3) القاموس: 2 / 38 – 39. (*)

[ 527 ]

[ 476 – وقال أبو عمرو الكشي: روي عن عمر بن يزيد: كان ابن أخي هشام يذهب في الدين مذهب الجهمية خبيثا فيهم، فسألني أن دخله على أبي عبد الله عليه السلام ليناظره، فأعلمته أني لا أفعل ما لم أستأذنه فيه، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فاستأذنته في ادخال هشام عليه، فاذن لي فيه. فقمت من عنده وخطوت خطوات فذكرت ردائته وخبثه، فانصرفت الى أبي عبد الله عليه السلام فحدثته ردائته وخبثه، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا عمر تتخوف علي، فخجلت من قولي وعلمت أني قد عثرت، فخرجت مستحيا الى هشام، فسألته تأخير ] في الصحاح شجر فارسي معرب قال الشاعر: ” لبن البخت في قصاع الخلنج ” والجمع الخلانج ومثله في القاموس (1). وفي جامع البغدادي: خلنج شجر عظيم وديسيقور يدوس، وعلماء المغرب يقولون: انه كالطرفاء عظما، وصغيرة بقدر القامة، وكأنه يعظم في بلاد الصين والروس وبلغار، بحيث يعمل منه أواني وجفان وتحمل الى البلاد، والنشاب المعمول منه في غاية الجودة. ويسمى الخلنج باليوناني أريقي، وأوراقة، كورق الطرفاء هدبي (2) معتدلة بين الخشونة والليونة، ولها زهر صغير أحمر وأغبر، يخلف حبا كالخردل، ومنه صنف له زهر أبيض، وبالجملة فالشجرة حارة محللة يابسة، ثم ذكر مالها من الخواص والمنافع. قوله: كان ابن أخى هذا قول عمر بن يزيد وهو عم هشام يقول: وكان ابن أخي هشام يذهب في الدين مذهب الجهمية.


1) الصحاح: 1 / 312 والقاموس: 1 / 186. 2) الهدب بالتحريك كل ورق ليس له عرض كورق السرو، والطرفاء وهدب الشجر كفرح طالت أغصانه وأوراقه وتدلت وكذلك أهدبت فهى هدباء ” منه “. (*)

[ 528 ]

[ دخوله وأعلمته أنه قد أذن له بالدخول عليه. فبادر هشام فاستأذن ودخل فدخلت معه، فلما تمكن في مجلسه سأله أبو عبد الله عن مسألة فحار فيها هشام وبقي، فسألة هشام أن يؤجله فيها، فاجله أبو عبد الله عليه السلام فذهب هشام فاضطرب في طلب الجواب أيامه فلم يقف عليه، فرجع الى أبي عبد الله عليه السلام فأخبره أبو عبد الله عليه السلام بها، وسأله عن مسالة أخرى فيها فساد أصله وعقر مذهبه، فخرج هشام من عنده مغتما متحيرا، قال، فبقيت أياما لا أفيق من حيرتي. قال عمر بن يزيد: فسألني هشام أن أستاذن له على أبي عبد الله عليه السلام ثالثا، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فاستأذنت له، فقال أبو عبد الله عليه السلام: لينتظرني في موضع سماه بالحيرة لالتقى معه فيه غدا انشاء الله إذا راح النهار، قال عمر: فخرجت الى هشام فأخبرته بمقالته وأمره، فسر بذلك هشام واستبشر وسبقه الى الموضع الذى سماه. ] قوله: وسأله عن مسألة أخرى أي فسأل عليه السلام هشاما عن مسألة أخرى فيها فساد أصل هشام وعقر مذهبه. باسكان القاف بين المهملة المفتوحة والراء، بمعنى قطعه وهدمه وابطاله ونقضه. وفي نسخة ” فسأل أجله وعقد مذهبه ” (1) أي فهشام سأله عليه السلام أجله الذي أجله اياه في المسألة الاولى، وعقد مذهبه وعدم نقضه وابطاله الى ذلك الاجل، وكأنه تصحيف فاسد. قوله (ع): إذا راح النهار أي إذا زالت الشمس. في القاموس: الرواح العشي أو من الزوال الى الليل (2). وأكثر النسخ (3) مصحفة النون بالياء والراء بالواو تسقيما وتحريفا.


1) وفى المطبوع من الرجال: فساد أصله وعقد مذهبه. 2) القاموس: 1 / 225 3) كما في المطبوع من الرجال. (*)

[ 529 ]

[ ثم رأيت هشاما بعد ذلك فسألته عما كان بينهما ؟ فأخبرني أنه سبق أبا عبد الله عليه السلام الى الموضع الذي كان سماه له فبينا هو، إذا بأبي عبد الله عليه السلام قد أقبل على بغلة له، فلما بصرت به وقرب مني: هالني منظره وأرعبني حتى بقيت لا أجد شيئا اتفوه به، ولا انطلق لساني لما أردت من مناطقته. ووقف علي أبو عبد الله عليه السلام مليا ينتظر ما أكلمه، وكان وقوفه علي لا يزيدني الا تهيبا وتحيرا، فلما رأى ذلك مني ضرب بغلته وسارحتى دخل بعض السكك في الحيرة. وتيقنت أن ما أصابني من هيبته لم يكن الا من قبل الله عزوجل من عظم موقعه ومكانه من الرب الجليل. قال عمر: فانصرف هشام الى أبي عبد الله عليه السلام وترك مذهبه ودان بدين الحق، وفاق أصحاب أبي عبد الله عليه السلام كلهم، والحمد الله. ] قوله: هالنى منظره من الهول يقال: أمر هائل، وقد هالني يهولني هولا وهولني تهويلا، وهول الامر عندي جعله هائلا، وفلان ركب أهوال البحر وتهاويله وأرعبني بهمزة القطع افعال من الرعب، وهو الخوف والفزع والدهش. قوله: مليا أي زمانا طويلا غير قصير. قوله: وتيقنت أن ما أصابني من هيبته ويقرب من ذلك أن أبا عبد الله الذهبي مع شدة عناده وكمال تبالغه في العتو والعصبية قال في ميزان الاعتدال وفي مختصره: جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الهاشمي الصادق أبو عبد الله، احد الائمة الاعلام، بر صادق كبير الشأن، أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد.


[ 530 ]

[ قال: فاعتل هشام بن الحكم علته التي قبض فيها، فامتنع من الاستعانة بالاطباء، فسألوه أن يفعل ذلك، فأجابهم إليه، فادخل عليه جماعة من الاطباء، فكان إذا دخل الطبيب عليه وأمره بشئ: سأله فقال يا هذا هل وقفت على علتي ؟ فمن بين قائل يقول لا، وبين قائل يقول: نعم، فان استوصف ممن يقول نعم وصفها، فإذا أخبره كذبه ويقول علتي غير هذه، فيسأل عن علته، فيقول: علتي قرح القلب مما أصابني من الخوف، وقد كان قدم ليضرب عنقه فأقرح قلبه ذلك حتى مات رحمه الله. 477 – أبو عمرو الكشي قال: أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد الخالدي، قال: أخبرني محمد بن همام البغدادي أبو علي، عن اسحاق بن أحمد النخعي، قال: حدثني أبو حفص الحداد وغيره، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: كان يحيى بن خالد البرمكي قد وجد على هشام بن الحكم شيئا من طعنه على الفلاسفة، وأحب أن يغري به هارون ويضريه على القتل. ] قال أبو حنيفة: ما رايت أفقه منه وقد دخلني له من الهيبة ما لم يدخلني للمنصور في موكبه، مات ” 148 ” وله ثمان وستون سنة انتهى كلامه. قوله: قد وجد على هشام بن الحكم شيئا أي غضب عليه يقال: وجد على فلان موجدة ووجدانا أيضا بمعنى غضب واشتد عليه في الغضب. و ” شيئا ” مفعول مطلق لامن بابه، أي شيئا من الموجدة غير طفيف، و ” من ” الابتدائية بمدخولها متعلقة بقد وجد. أي كانت موجدتة على هشام من جهة أن هشاما كان يطعن على الفلاسفة. قوله: ويضريه باعجام الضاد من باب الافعال، أو من باب التفعيل، يقال: أضراه بكذا أو عليه اضراءا، وكذلك ضراه به أو عليه تضرية، إذا أغراه به أشد الاغراء، أي أولعه


[ 531 ]

[ قال: وكان هارون لما بلغه عن هشام مال إليه، وذلك أن هشاما تكلم يوما بكلام عند يحيى بن خالد في أرث النبي صلى الله عليه وآله فنقل الى هارون فأعجبه، وقد كان قبل ذلك يحيى يشرف امره عند هارون ويرده عن أشياء كان يعزم عليها من آذائه، ] به غاية الولوع، ويقال: سبع ضار وقد ضري الكلب بالصيد وعلى الصيد ضراوة تعوده، وأضراه صاحبه اضراءا وضراه تضرية. قال في أساس البلاغة: ومن المجاز ضري فلان بكذا أو على كذا لهج به، وأضريته به وضريته عليه (1). وروى الصدوق أبو جعفر بن بابويه في الفقيه في باب ركوب بدنة الهدي وحلابها عن أبي عبد الله عليه السلام ان عليا عليه السلام قال: ان ضلت راحلة رجل ومعه بدنة ركبها غير مضر ولا مثقل (2). بتسكين الضاد المعجمة وتخفيف الراء من الاضراء، أو بالضاد المفتوحة والراء المشددة من التضرية. وقد فصلنا القول فيه في المعلقات على الفقيه وفي المعلقات على الدورس. قوله: يشرف أمره بالراء المشددة والفاء على التفعيل من الشرف، وهو الرفعة والعلو أي يرفعه ويعليه ويفخمه ويعظمه، أو بالقاف من الشروق بمعنى الظهور والطلوع والاضاءة والانارة، أي يظهره ويكشفه ويجليه ويبينه. قوله: يعزم عليها من اذائه مدخول ” من ” المبينة أو المبعضة أو الاتصالية إذا تعلقت بالاشياء المعزوم عليها أو الابتدائية إذا تعلقت بالعزم عليها.


1) أساس البلاغة: 376 2) من لا يحضره الفقيه: 2 / 300 (*)

[ 532 ]

[ فكان ميل هارون الى هشام أحد ما غير قلب يحيى على هشام ] أما ” أذاته ” بفتح الهمزة قبل الذال المعجمة وتثنية التاء من فوق بعد الالف على المصدر أو على الاسم كالانائة، يقال: اذاه يؤذيه أذى وأذاة وأذية. قال في القاموس: ولا تقل ايذاء (1). وأما أذائه بالهمزة مكان التاء والمد أولا وأخيرا على افعال في جمع أذى بالفتح، كما الامعاء في جمع معى، والاناء في جمع أنى، بالفتح عند الاخفش. قال في المغرب: الاذى ما يؤذيك وأصله المصدر، وقوله تعالى ” عن المحيض قل هو أذى ” (2) أي هو شئ يستقذر (3)، كأنه يؤذي من يقربه نفرة وكراهة، والتأذي أن يؤثر فيه الاذى (4). وفي الصحاح: وآناء الليل ساعاته، قال الاخفش: واحدها انى مثال معى قال: وقال بعضهم: واحدها اني وانو، يقال: مضى انيان من الليل وانوان (5). وفي القاموس: المعا بالفتح وكالي من أعناج البطن، وقد يؤنث، جمع أمعاء. (6). قوله: وكان ميل هارون الى هشام يعني أن ميل هارون الى هشام وانعطاف قلبه إليه أحد الامور التي غيرت قلب يحيى على هشام، حسدا عليه مخافة أن يستعمله هارون في الوزارة وتعدية ” غيرت ” ب‍ ” على ” لتضمين معنى الحقد والضغن اياه.


1) القاموس: 4 / 298 2) سورة البقرة: 222 3) في المصدر: مستقذر 4) المغرب: 1 / 12 5) الصحاح: 6 / 2273 6) القاموس: 4 / 391. (*)

[ 533 ]

[ فشيعه عنده، وقال له: يا أمير المؤمنين اني قد استبطنت أمر هشام فإذا هو يزعم ] قوله: فشيعه (1) باعجام الشين وتشديد الياء واهمال العين من باب التفعيل والتشديد للنسبة، أي نسبه الى التشيع ورماه بالرفض عند هارون. وفي طائفة من النسخ ” فشيئه ” بالهمزة مكان العين، يقال: شيأ الله وجهه إذا دعوت عليه بالقبح، قاله في مجمل اللغة. وفي أساس البلاغة: غلام مشيأ مختلف الخلق كان فيه من كل شئ شيئا، وشيأ الله خلقه (2). وأما شيأ الله كذا فمن تشئ الشئ، أي أبدعه وخلقه وجعله شيئا، وقولهم شيأه على كذا معناه حمله على الاقدام به. في القاموس: المشيأ كمعظم المختلف الخلق المختلة، وشيأته على الامر حملته عليه، والله وجهه قبحه (3). وفي نسخة عتيقة ” فسيئه ” باهمال السين تفعيلا من السئ على ظاهر اللفظ، وان كان أصله سيوءا على فيعل كما في حيز وصيب، لا فعلا كبيع وخير. قوله: قد استبطنت أمر هشام أي تعرفت باطن أمره واستكشفت دخلة سره، ويقال: بطنت هذا الامر عرفت باطنه، واستبطنت بمعناه، وفي أسماء الله الحسنى ” الباطن ” قيل: هو العالم بما بطن، وقيل: المحتجب بكبرياء عزه وجلاله عن أبصار الخلائق وأوهامهم، فلا يدركه البصر ولا يحيط به عقل ولا يبلغ الى طوار جنابه وهم وفطانة.


1) وفى المطبوع من الرجال بجامعة مشهد: فسبه، وبالنجف: فشنعه. 2) أساس البلاغة: 342 3) القاموس: 1 / 20 (*)

[ 534 ]

[ أن لله في أرضه اماما غيرك مفروض الطاعة، قال: سبحان الله، قال: نعم، ويزعم أنه لو أمره بالخروج لخرج، وانما كنا نرى أنه ممن يرى الالباد بالارض. فقال هارون ليحيى: فاجمع عندك المتكلمين وأكون أنا من وراء الستر بيني وبينهم، لا يفطنون بي، ولا يمتنع كل واحد منهم أن يأتي بأصله لهيبتي، قال: فوجه يحيى فاشحن المجلس من المتكلمين، وكان فيهم ضرار بن عمرو، وسليمان بن جرير، وعبد الله بن يزيد الاباضي، وموبذان موبذ، ورأس الجالوت. قال، فتسألوا وتكافوا وتناظروا وتناهوا الى شاذ من مشاذ الكلام، كل يقول لصاحبه لم تجب ويقول قد أجبت، وكان ذلك من يحيى حيلة على هشام، إذ لم يعلم بذلك المجلس واغتنم ذلك لعله كان أصابها هشام بن الحكم. ] قوله: وانما كنا نرى أنه ممن يرى الخ أي كنا نظن أن هشاما ممن رأيه الالباد بالارض، يقال: ألبد بالمكان البادا أقام، وألبد الرجل لا يفارق منزله، وكذلك لبد بالارض لبودا، قاله في مجمل اللغة. وفي القاموس: لبد كنصر وفرح لبودا ولبدا أقام ولزق كالبد (1). والمراد هنا القعود عن الخروج والمجاهدة ولزاق المقام ولزامه وأما الباد البصر في الصلاة فمعناه الزامه موضع السجود من الارض، فان ذلك امارة خشوع القلب. قوله: وتناهوا الى شاذ من مشاذ الكلام مشاذ الكلام بفتح الميم واعجام الشين وتشديد الذال المعجمة، تقال: لشواذ الاقوال ونوادرها، كما تقال: مداق النكات لدقايقها وغوامضها. تقول: كلمة شاذة وقول شاذ ورواية شاذة، إذا كانت مخالفة لما تقتضيه الاصول والقوانين، ويذهب إليه السواد الاعظم من العلماء المراجيح.


1) القاموس: 1 / 334 (*)

[ 535 ]

[ فلما أن تناهوا الى هذا الموضع، قال لهم يحيى بن خالد: ترضون فيما بينكم هشاما حكما ؟ قالوا: قد رضينا أيها الوزير فانى لنا به وهو عليل، قال يحيى: فأنا أوجه إليه فأسأله أن يتجشم المجيئ، فوجه إليه فأخبره بحضورهم، وأنه انما منعه أن يحضره أول المجلس اتقاء عليه من العلة، فان القوم قد اختلفوا في المسائل والاجوبة، وتراضوا بك حكما بينهم، فان رأيت أن تتفضل وتحمل على نفسك فافعل. فلما صار الرسول الى هشام: قال لي: يا يونس قلبي ينكر هذا القول، ولست آمن أن يكون هيهنا أمر لا أقف عليه، لان هذا الملعون يحيى بن خالد قد تغير علي لامور شتى، وقد كنت عزمت ان من الله علي بالخروج من هذه العلة أن أشخص الى الكوفة وأحرم الكلام بتة وألزم المسجد، ليقطع عني مشاهدة هذا الملعون – يعني يحيى بن خالد -. قال: فقلت: جعلت فداك لا يكون الا خيرا، فتحرز ما أمكنك، فقال لي: يا يونس أترى أتحرز من أمر يريد الله أظهاره على لساني أنى يكون ذلك، ولكن قم بنا على حول الله وقوته. فركب هشام بغلا كان مع رسوله، وركبت أنا حمارا كان لهشام، قال: فدخلنا المجلس فإذا هو مشحون بالمتكلمين، قال: فمضى هشام نحو يحيى فسلم عليه وسلم على القوم وجلس قريبا منه، وجلست أنا حيث انتهى بي المجلس. قال: فأقبل يحيى على هشام بعد ساعة، فقال: ان القوم حضروا وكنا مع حضورهم نحب أن تحضر، لا لان تناظر بل لان نأنس بحضورك إذ كانت العلة تقطعك عن المناظرة وأنت بحمد الله صالح ليست علتك بقاطعة عن المناظرة، وهؤلاء القوم قد تراضوا بك حكما بينهم. ] وفي عضة من النسخ ” مقال الكلام ” (1) بتشديد اللام من القل بالكسر، بمعنى النواة التي تنبت ضعيفة منفردة، والاقلال بمعنى قلة الجدوى والجدة.


1) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد. (*)

[ 536 ]

[ قال: فقال هشام للقوم: ما الموضع الذي تناهيتم به في المناظرة ؟ فأخبره كل فريق منهم بموضع مقطعه، فكان من ذلك أن حكم لبعض على بعض، فكان من المحكومين عليه سليمان بن جرير فحقدها على هشام. قال: ثم ان يحيى بن خالد قال لهشام: انا قد غرضنا من المناظرة والمجادلة منذ اليوم، ولكن ان رأيت أن تبين عن فساد اختيار الناس لامام، وان الامامة في آل الرسول دون غيرهم ؟ قال هشام: أيها الوزير العلة تقطعني عن ذلك، ولعل معترضا يعترض فيكتسب المناظرة والخصومة. ] قوله: انا قد غرضنا من المناظرة باعجام الغين المفتوحة وكسر الراء قبل الضاد المعجمة من باب فرح، من الغرض بالتحريك بمعنى القلق والضجر والملال أي تضجرنا ومللنا وتبرمنا من المناظرة والمجادلة. ومن لم يعلم ذلك صحفها باهمال العين، ثم حرفها بادخال همزة القطع عليها فضبطها ” أعرضنا ” (1) من باب الافعال، فغشي هذا التسقيم في طائفة من النسخ. قال في المغرب: وأما ما في المنتقى، رجل قالت له أمرأته أبغضتك وعرضت منك، فالصواب غرضت بالغين المعجمة وكسر الراء، من قولهم: غرض فلان من كذا، إذا مله وضجر منه، قال أبو العلاء: اني غرضت من الدنيا فهل زمني * معط حياتي لغر بعد ما غرضا والجوهري في الصحاح والفيروز آبادي في القاموس حسبا أنه قد جاء الغرض بمعنى الشوق أيضا، فيقال غرضت إليه بمعنى اشتقت إليه، كما يقال: غرض بالمقام يغرض غرضا، إذا مل وتضجر وقلق (2).


1) كما في الرجال المطبوع بالنجف الاشرف. 2) الصحاح: 3 / 1093 والقاموس: 2 / 338. (*)

[ 537 ]

[ فقال: ان اعترض معترض قبل أن تبلغ مرادك وغرضك فليس ذلك له، بل عليه أن يتحفظ المواضع التي له فيها مطعن فيقفها الى فراغك ولا يقطع عليك كلامك، فبدأ هشام وساق الذكر لذلك وأطال، واختصرنا منه موضع الحاجة. فلما فرغ مما قد ابتدأ فيه من الكلام في فساد اختيار الناس للامام، قال يحيى لسليمان بن جرير: سل أبا محمد عن شئ من هذا الباب، فقال سليمان لهشام: أخبرني عن علي بن أبي طالب مفروض الطاعة ؟ فقال هشام: نعم. قال: فان أمرك الذي بعده بالخروج بالسيف معه تفعل وتطيعه ؟ فقال هشام: لا يأمرني. قال: ولم إذا كانت طاعته مفروضه عليك وعليك أن تطيعه ؟ قال هشام: عد عن هذا فقد تبين فيه الجواب. قال سليمان: فلم يأمرك في حال تطيعه وفي حال لا تطيعه ؟ فقال هشام: ويحك لم أقل لك أني لا أطيعه فتقول ان طاعته مفروضة، انما قلت لك لا يامرني. قال سليمان: ليس أسألك الا على سبيل سلطان الجدل ليس على الواجب أنه لا يأمرك، فقال هشام: كم تحول حول الحمى، هل هو الا أن أقول لك ان أمرني فعلت، فينقطع أقبح الانقطاع، ولايكون عندك زيادة، وأنا أعلم بما تحت قولي ] قلت: وليس بصحيح بل الصواب ماقاله علامة زمخشر في أساس البلاغة: غرضت الى لقائك عدي ب‍ ” الى ” لتضمينه معنى اشتقت وحننت (1). والتقدير ضجرت وقلقت مشتاقا الى لقائك. قوله: فلم يأمرك في حال تطيعه الظرف اما متعلق ب‍ ” لم “، أي لم هو يأمرك وأنت في حال تطيعه وفي حال لا تطيعه، أي مرة تطيعه ومرة لا تطيعه، وهو عندك مفروض الطاعة في الحالين جميعا. أو بيأمرك أي لم يأمرك في الحالين وما فائدة الامر في حال لا تطيعه.


1) أساس البلاغة: 448 (*)

[ 538 ]

[ وما إليه يؤل جوابي، قال، فتمعر هارون، وقال هارون: قد أفصح. وقام الناس، واغتنمها هشام فخرج على وجهه الى المدائن. قال: فبلغنا أن هارون قال ليحيى: شد يدك بهذا وأصحابه، وبعث الى أبي الحسن موسى عليه السلام فحبسه، فكان هذا سبب حبسه مع غيره من الاسباب، وانما اراد يحيى ان يهرب هشام، فيموت مختفيا مادام لهارون سلطان، قال: ثم صار هشام الى الكوفة وهو بعقب علته، ومات في دار ابن شرف بالكوفة رحمه الله. قال، فبلغ هذا المجلس محمد بن سليمان النوفلي وابن ميثم وهما في حبس هارون، فقال النوفلي: ترى هشاما ما استطاع أن يعتل ؟ فقال ابن ميثم: بأي شئ ] قوله: فتمعر هارون وفي نسخة ” فتمغر وجه هارون ” وهو اما باهمال العين يقال معر وجهه كذا غيظا فتمعر قاله في القاموس والصحاح (1) ومجمل اللغة تمعر لونه عند الغضب تغير. واما بالغين المعجمة أي احمر وجهه غضبا وغيظا، والمغرة بالتسكين وبالتحريك الطين الاحمر، والامغر الاحمر الشعر، والجلد على لون المغرة والذي في وجهه حمرة في بياض. وفي القاموس: المغرة محركة والمغرة بالضم لون ليس بناصح الحمرة أو شقرة بكدرة (2). قوله: ما استطاع أن يفتك [ أن يعتل خ ل ] يفتك بالفاء والكاف المشددة افتعالا من الفك، أي ما استطاع الى الافتكاك عن عقدة الاعضال سبيلا. أو ” يعتل ” باهمال العين وتشديد اللام على الافتعال من العلة والاعتلال بالامر،


1) الصحاح: 2 / 818 2) القاموس: 2 / 135 وفيه ليس بناصع. (*)

[ 539 ]

[ يستطيع أن يعتل وقد أوجب أن طاعته مفروضة من الله ؟ قال: يعتل بان يقول الشرط علي في امامته أن لا يدعو أحدا الى الخروج حتى ينادي مناد من السماء، فمن دعاني ممن يدعي الامامة قبل ذلك الوقت علمت أنه ليس بامام، وطلبت من اهل هذا البيت ممن لا يقول أنه يخرج ولا يأمر بذلك حتى ينادي مناد من السماء فأعلم انه صادق. فقال ابن ميثم: هذا من حديث الخرافة، ومتى كان هذا في عقد الامامة، انما يروي هذا في صفة القائم عليه السلام وهشام اجدل من ان يحتج بهذا، على انه لم يفصح بهذا الافصاح الذي قد شرطته انت، انما قال: ان امرني المفروض الطاعة بعد علي عليه السلام فعلت، ولم يسم فلانا دون فلان، كما تقول: ان قال لي طلبت غيره فلو قال هارون له وكان المناظر له: من المفروض الطاعة ؟ فقال له انت، لم يمكن ان يقول له فان أمرتك بالخروج بالسيف تقاتل اعدائي تطلب غيري وتنتظر المنادي من السماء، هذا لا يتكلم به مثل هذا، لعلك لو كنت انت تكلمت به. ] والتعلل به، عبارة عن اتخاذه علة لتحقيق المطلب المقصود اثباته، أو لابطال القول المطلوب نقضه فليعرف. قوله: وطلبت من أهل هذا البيت ” من ” مبعضة، أي وطلبت بعض أهل هذا البيت ممن لا يقول الخ. قوله: هذا من حديث الخرافة اما بفتح الخاء المعجمة وتشديد الراء على الجمع كالحطابه والحمارة، أي حديث أصحاب الخرف، وهو فساد العقل من الهرم أو من علة وآفة. أو بضمها والراء المخففة قالوا: خرافة كثمامة اسم رجل من عذرة، وهي قبيلة في اليمن كان في عهد النبي صلى الله عليه وآله قد استهوته الجن، كما تزعم العرب، فلما رجع كان يحدث بما رأى منها، فكذبوه حتى قالوا لمالا يمكن حديث خرافة، واتخذوه مثلا من الامثال.


[ 540 ]

[ قال: ثم قال علي بن اسماعيل الميثمي: انا لله وانا إليه راجعون على ما يمضي من العلم ان قتل، فلقد كان عضدنا وشيخنا والمنظور إليه فينا. 478 – حدثني أبو جعفر محمد بن قولويه القمي قال: حدثني بعض المشايخ ولم يذكر اسمه، عن علي بن جعفر بن محمد عليه السلام، قال: جاءني محمد بن اسماعيل بن جعفر يسألني أن اسال أبا الحسن موسى عليه السلام أن ياذن له في الخروج الى العراق، وأن يرضى عنه ويوصيه بوصية، قال: فتجنبت حتى دخل المتوضأ وخرج، وهو وقت كان يتهيا لي أن أخلوا به واكلمه. قال: فلما خرج قلت له: ان ابن اخيك محمد بن اسماعيل يسألك أن تأذن له في الخروج الى العراق وأن توصيه، فاذن له عليه السلام فلما رجع الى مجلسه: قام محمد بن اسماعيل وقال: يا عم احب أن توصيني فقال: أوصيك أن تتقي الله في دمي، فقال: لعن الله من يسعى في دمك. ويروى عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: ” وخرافة حق ” يعني ما يحدث ويخبر به عن الجن. قلت: وهاهنا ليس يتأتى الوجه الاخير، بل المتعين هو الاول لمكان الالف واللام. قال في الصحاح: والراء فيه مخففة، ولا تدخله الالف واللام لانه معرفة، الا أن تريد به الخرافات الموضوعة من حديث الليل (1). قوله: انا الله وانا إليه راجعون على ما يمضى من العلم ان قتل يعني ان قتل هشام يمضي معه العلم ويموت بموته، فانا لله وانا إليه راجعون على ما يمضي معه من العلم ويفوت بفواته ان قتل أو مات، فلقد كان عضدنا وشيخنا واستاذنا. وذلك لان علي بن اسماعيل الميثمي كان تلميذ هشام بن الحكم وخريجه، كما كان يونس بن عبد الرحمن أيضا خريجه وتلميذه.


1) الصحاح: 4 / 1349 (*)

[ 541 ]

[ ثم قال: يا عم أوصني، فقال: أوصيك أن تتقي الله في دمي، قال، ثم ناوله أبو الحسن عليه السلام صرة فيها مائة وخمسون دينارا، فقبضها محمد ثم ناوله أخرى فيها مائة وخمسون دينارا، فقبضها، ثم اعطاه صرة اخرى فيها مائة وخمسون دينارا فقبضها ثم أمر له بألف وخمسمائة درهم كانت عنده، فقلت له في ذلك واستكثرته فقال: هذا ليكون أوكد لحجتي إذا قطعني ووصلته. قال: فخرج الى العراق، فلما ورد حضرة هارون أتى باب هارون بثياب طريقه قبل أن ينزل، واستأذن على هارون، وقال للحاجب، قل لامير المؤمنين أن محمد بن اسماعيل بن جعفر بن محمد بالباب، فقال الحاجب: انزل أولا وغير ثياب طريقك وعد لادخلك إليه بغير أذن، فقد نام أمير المؤمنين في هذا الوقت، فقال: أعلم امير المؤمنين اني حضرت ولم تأذن لي. فدخل الحاجب واعلم هارون قول محمد بن اسماعيل فأمر بدخوله، فدخل، وقال، يا امير المؤمنين خليفتان في الارض موسى بن جعفر بالمدينة يجبى له الخراج وأنت بالعراق يجبى لك الخراج، فقال: والله، فقال: والله، قال: فأمر له بمائة ألف درهم، فلما قبضها وحمل الى منزلة، أخذته الذبحة في جوف ليلته فمات، وحول من الغد المال الذي حمل إليه. ] قوله: أخذته الذبحة هي باعجام الذال المضومة وفتح الباء الموحدة واهمال الحاء، داء أو ورم في الحلق من الدم يهلك سريعا. وفي النهاية الاثيرية: الذبحة بفتح الباء، وقد تسكن، وجع يعرض في الحلق من الدم، وقيل: هي قرحة تظهر فيه فينسد معها وينقطع النفس فتقتل (1). وفي القاموس: الذبحة كهمزة وعنبة وجع في الحلق أو دم يخنق فيقل (2).


1) نهاية ابن الاثير: 2 / 154 2) القاموس: 1 / 220 (*)

[ 542 ]

[ وروى موسى بن القاسم البجلي: عن علي بن جعفر، قال: سمعت أخي موسى عليه السلام قال: قال أبي لعبدالله: أخي، اليك ابني أخيك فقد ملآني بالسفه فانهما شرك شيطان يعني: محمد بن اسماعيل بن جعفر، وعلي بن اسماعيل، وكان عبد الله أخاه لابيه وأمه. 479 – وحدثني محمد بن مسعود العياشي، قال: حدثنا جبريل بن أحمد الفاريابي، قال: حدثني محمد بن عيسى العبيدي، عن يونس، قال: قلت لهشام انهم يزعمون أن أبا الحسن عليه السلام بعث اليك عبد الرحمن بن الحجاج يأمرك أن تسكت ولا تتكلم، فابيت أن تقبل رسالته، فأخبرني كيف كان سبب هذا ؟ وهل أرسل اليك ينهاك عن الكلام أولا ؟ وهل تكلمت بعد نهيه أياك ؟ فقال هشام: انه لما كان أيام المهدي شدد على أصحاب الاهواء، وكتب له ابن المفضل صنوف الفرق صنفا صنفا، ثم قرأ الكتاب على الناس، فقال يونس: قد سمعت هذا الكتاب يقرأ على الناس على باب الذهب بالمدينة، ومرة أخرى بمدينة الوضاح. فقال ان ابن المقعد صنف لهم صنوف الفرق فرقة فرقة، حتى قال في كتابه: وفرقة منهم يقال لهم الزرارية، وفرقة منهم يقال لهم العمارية أصحاب عمار الساباطي، وفرقة يقال لها اليعفورية، ومنهم فرقة اصحاب سليمان الاقطع، وفرقة يقال لها الجواليقية. قال يونس: ولم يذكر يومئذ هشام بن الحكم ولا أصحابه، فزعم هشام ليونس ان أبا الحسن عليه السلام بعث إليه فقال له: كف هذه الايام عن الكلام فان الامر شديد، قال هشام: فكففت عن الكلام حتى مات المهدي وسكن الامر، فهذا الذي كان من أمره وانتهائي الى قوله. 480 – وبهذا الاسناد: قال: وحدثني يونس، قال: كنت مع هشام بن الحكم في مسجده بالعشي، حيث أتاه سالم صاحب بيت الحكمة، فقال له: ان يحيى ابن خالد يقول: قد أفسدت على الرافضة دينهم، لانهم يزعمون أن الدين لا يقوم الا ]


[ 543 ]

[ بامام حي، وهم لا يدرون أن امامهم اليوم حي أو ميت، فقال هشام عند ذلك: انما علينا أن ندين بحياة الامام انه حي حاضرا كان عندنا، أو متواريا عنا حتى يأتينا موته، فما لم يأتنا موته فنحن مقيمون على حياته، ومثل مثالا. فقال: الرجل إذا جامع أهله أو سافر الى مكة أو توارى عنه ببعض الحيطان فعلينا أن نقيم على حياته حتى يأتينا خلاف ذلك، فانصرف سالم ابن عم يونس بهذا الكلام، فقصه على يحيى بن خالد، فقال يحيى: ما ترانا صنعنا شيئا، فدخل يحيى على هارون فأخبره، فأرسل من الغد في طلبه، فطلب في منزله فلم يوجد، وبلغه الخبر فلم يلبث الاشهرين أو أكثر، حتى مات في منزل محمد وحسين الحناطين. فهذا تفسير أمر هشام، وزعم يونس: ان دخول هشام على يحيى بن خالد وكلامه مع سليمان بن جرير بعد أن أخذ أبو الحسن عليه السلام بدهر، إذ كان في زمن المهدي، ودخوله الى يحيى بن خالد في زمن الرشيد. 481 – حدثني ابراهيم الوراق السمرقندي، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال، قال أبو الحسن عليه السلام: قولوا لهشام يكتب الي بما يرد به القدرية، قال: فكتب إليه يسأل القدرية أعصى الله من عصى لشئ من الله، أو لشئ كان من الناس، أو لشئ لم يكن من الله ولا من الناس ؟ ؟. قال: فلما دفع الكتاب إليه، قال لهم: ادفعوه الى الجرمي، فدفعوه إليه، فنظر فيه ثم قال: ما صنع شيئا، فقال أبو الحسن عليه السلام: ما ترك شيئا. قال أبو أحمد: وأخبرني أنه كان الرسول بهذا الى الصادق عليه السلام. ] قوله: إذا جامع أهله أو سافر عطف على جامع، أي إذا كان الرجل مجتمعا مع أهله أو سافر الى مكة أو توارى عنا ببعض الحيطان.


[ 544 ]

[ 482 – حدثني حمدويه، قال، حدثني محمد بن عيسى، عن جعفر بن عيسى عن علي بن يونس بن بهمن، قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك ان أصحابنا قد اختلفوا ! فقال: في أي شئ اختلفوا فيه احك لي من ذلك شيئا ؟ قال: فلم يحضرني الا ما قلت، جعلت فداك من ذلك ما اختلف فيه زرارة وهشام بن الحكم، فقال زرارة: ان الهواء ليس بشئ وليس بمخلوق، وقال هشام: ان الهواء شئ مخلوق، قال، فقال لي: قل في هذا بقول هشام، ولا تقل بقول زرارة. 483 – وحدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى العبيدي، قال: حدثني جعفر بن عيسى، قال: قال موسى بن الرقي لابي الحسن الثاني عليه السلام: ] قوله: قال موسى بن الرقى قال ابن الاثير في جامع الاصول: موسى بن مروان الرقي البغدادي، نزل الرقة وحدث بها عن المعافي بن عمران الموصلي وأبي معاوية الضرير، روى عنه عبد الله بن يزيد القطان الرقي وغيره، مات بالرقة سنة ست وأربعين ومأتين. وفي مختصر الذهبي: موسى بن مروان البغدادي، عن أبي المليح والمعافي ابن عمران، وعنه الفريابي، صدوق مات ” 246 “. وفي القاموس: الرقة كل أرض الى جنب واد ينبسط الماء عليها أيام المد، ثم ينضب، جمع رقاق، وبلد على الفرات، واسطة ديار ربيعة وأخرى غربي بغداد، وقرية أسفل منها بفرسخ، وبلد بقوهستان وموضعان آخران (1). وفي بعض نسخ الكتاب ” المرقي ” مكان رقي (2). في القاموس: المرق بالتحريك قرية بالموصل (3). وفي أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام في الجزء السادس من الكتاب جرى


1) القاموس: 3 / 237 2) كما في المطبوع من الرجال بجامعة مشهد. 3) القاموس: 3 / 283 (*)

[ 545 ]

[ جعلت فداك روى عنك… وأبو الاسد انهما سألاك عن هشام بن الحكم ؟ فقلت: ضال مضل شرك في دم أبي الحسن عليه السلام فما تقول فيه يا سيدي نتولاه ؟ قال: نعم فأعاد عليه نتولاه على جهة الاستقطاع ؟ قال: نعم تولوه نعم تولوه، إذا قلت لك فاعمل به ولا ] ذكر موسى بن صالح وأبي الاسد خصي علي بن يقطين، والموسوم في أصحاب مولانا الرضا عليه السلام جماعة، ولكن الرقي هو موسى بن مروان البغدادي فليعلم. قوله: روى عنك البياض ها هنا في عامة النسخ مكان صالح، لما في الجزء السادس من ذي قبل ان صالحا وأبا الاسد سألا أبا الحسن الرضا عليه السلام. قوله: وأبو الاسود سيرد عليك في الجزء السادس من الكتاب أبو الأسد خصي علي بن يقطين من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام (1). الخصي بفتح المعجمة وكسر المهملة وتشديد الياء على فعيل، والمخصي بفتح الميم واسكان المعجمة على اسم المفعول معناهما واحد، أي أحد خصيان على بن يقطين وعبيده ومواليه. وختن مكان خصي تصحيف بعض الجاهلين. قال في المغرب: الخصية واحدة الخصى، وتثنيتها خصيان بغير تاء، وقد جاء خصيتان وخصاه، نزع خصيته يخصيه خصاءا على فعال، والا خصاء في معناه خطأ، وأما الخصي في حديث الشعبي على فعل فقياس وان لم نسمعه، والمفعول خصي على فعيل والجمع خصيان (2). وفي القاموس: خصاه خصاءا سل خصيته فهو خصي ومخصي جمع خصية وخصيان (3).


1) رجال الكشى: 498 ط جامعة مشهد 2) المغرب: 1 / 159 3) القاموس: 4 / 324 (*)

[ 546 ]

[ تريد أن تغالب به، اخرج الان فقل لهم قد امرني بولاية هشام بن الحكم، فقال المشرقي لنا بين يديه وهو يسمع: ألم أخبركم أن هذا رأية في هشام بن الحكم غير مرة. 484 – حدثنا حمدويه بن نصير، قال: محمد بن عيسى، قال: حدثني الحسن بن علي بن يقطين، قال: كان أبو الحسن عليه السلام إذا اراد شيئا من الحوائج لنفسه أو مما يعني به أموره، كتب الى أبي يعني عليا: اشتر لي كذا وكذا واتخذ لي كذا وكذا، وليتول ذلك لك هشام بن الحكم، فإذا كان غير ذلك من أموره كتب إليه: اشتر لي كذا وكذا، ولم يذكر هشاما الا فيما يعني به من امره. وذكر انه بلغ من عنايته به وحاله عنده، انه سرح إليه خمسة عشر ألف درهم وقال له: اعمل بها وكل أرباحها ورد الينا رأس المال، ففعل ذلك هشام رحمه الله ] قوله: فقال المشرقي لنا بين يديه المشرقي هذا هو هشام بن ابراهيم العباسي من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام يقال له: المشرقي، على ماقاله الكشي رحمه الله تعالى في الجزء السادس. وذكر النجاشي ان اسمه هاشم، ويقال له: المشرقي (1). وليس هو بعباسي وانما قيل له عباسي لما ستطلع عليه في الجزء السادس (2). وقال رئيس المحدثين أبو جعفر الكليني – رضوان الله تعالى عليه – في كتاب التوحيد من كتاب الكافي في ذيل باب الارادة: ان حمزة بن الربيع يقال له: المشرقي (3). وبعض القاصرين من أهل العصر صحف الربيع بالمرتفع وأياما كان فالذي هنا ليس هو اياه ولا هو غير هشام بن ابراهيم الخلتي.


1) رجال النجاشي: 340 ط طهران 2) رجال الكشى: 500 ط جامعة مشهد 3) اصول الكافي: 1 / 86 وفيه المرتفع مكان الربيع (*)

[ 547 ]

[ وصلى على أبي الحسن. 485 – حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس، قال، قلت لهشام: أصحابك يحكون أن أبا الحسن عليه السلام سرح اليك مع عبد الرحمن ابن الحجاج، أن أمسك عن الكلام والى هشام بن سالم ؟ قال: اتاني عبد الرحمن بن الحجاج، وقال لي يقول لك أبو الحسن عليه السلام امسك عن الكلام هذه الايام، وكان المهدي قد صنف له مقالات الناس، وفيه مقالة الجواليقية هشام بن سالم، وقرأ ذلك الكتاب في الشرقية، ولم يذكر كلام هشام، وزعم يونس أن هشام بن الحكم قال له: فأمسكت عن الكلام أصلا حتى مات المهدي، وانما قال لي هذه الايام فأمسك حتى مات المهدي. 486 – حدثنا حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني زحل عمر بن عبد العزيز بن أبي بشار، عن سليمان بن جعفر الجعفري، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن هشام بن الحكم ؟ قال، فقال لي: رحمه الله كان عبدا ناصحا أوذي من قبل أصحابه حسدا منهم له. ] قوله: زحل عمر بن عبد العزيز عمر بن عبد العزيز بن أبي بشار بفتح الموحدة وتشديد المعجمة، لقبه زحل بضم الزاي وفتح المهملة واللام، على اسم سابع السيارات، وكنيته أبو حفص. ذكره أبو عمرو الكشي رحمه الله في أصحاب ابي الحسن الاول عليه السلام، وروى بسنده عن الفضل بن شاذان أنه قال: أبو حفص زحل عمر بن عبد العزيز يروي المناكير وليس بغال (1). قال الشيخ في الفهرست: عمر بن عبد العزيز الملقب بزحل له كتب، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، عن ابن بطه، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،


1) رجال الكشى: 451 ط جامعة مشهد (*)

[ 548 ]

[ 487 – حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني زحل، عن اسد بن أبي العلاء، قال: كتب أبو الحسن الاول عليه السلام الى من وافى الموسم من شيعته في بعض السنين في حاجة له، فما قام بها غير هشام ابن الحكم، قال: فإذا هو قد كتب صلى الله عليه، جعل الله ثوابك الجنة، يعني هشام بن الحكم. 488 – جعفر بن معروف، قال: حدثني الحسن بن النعمان، عن أبي يحيى وهو اسماعيل بن زياد الواسطي، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: سمعته يؤدي الى هشام بن الحكم رسالة أبي الحسن عليه السلام قال: لا تتكلم فانه قد أمرني أن آمرك أن لا تتكلم، قال: فما بال هشام يتكلم وأنا لا أتكلم، قال، أمرني أن آمرك أن لا تتكلم ] عن عمر بن عبد العزيز (1). وقال في كتاب الرجال في باب لم: عمر بن عبد العزيز الملقب بزحل، روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى، وأبو عبد الله البرقي (2). وقال أبو العباس النجاشي رحمه الله تعالى: عمر بن عبد العزيز عرني بصري مختلط، له كتاب أخبرنا ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن عن أحمد بن محمد بن عيسى عنه بكتابه (3). ولقد تكرر ذكر زحل هذا في الاسانيد فيما سبق. وفي طائفة من نسخ الكتاب ” سنان ” بالمهملة والنون مكان بشار بالموحدة والمعجمة. فأما ما في بعض النسخ المسقمه ” رجل ” بالراء والجيم ” عن عمر بن عبد العزيز ” فمن أغلاط الجهلة السفلة فليعلم.


1) الفهرست: 141 ط نجف 2) رجال الشيخ: 486 3) رجال النجاشي: 218 والمحمدان هما الاول منهما ابن الوليد والثانى ابن الصفار (*)

[ 549 ]

[ وأنا رسوله اليك. قال أبو يحيى: أمسك هشام بن الحكم عن الكلام شهرا لم يتكلم ثم تكلم فأتاه عبد الرحمن بن الحجاج، فقال له: سبحان الله يا أبا محمد تكلمت وقد نهيت عن الكلام، قال: مثلي لا ينهى عن الكلام. قال أبويحيى: فلما كان من قابل، أتاه عبد الرحمن بن الحجاج، فقال له يا هشام قال لك أيسرك أن تشرك في دم امرء مسلم ؟ قال: لا، قال: وكيف تشرك في دمي، فان سكت والا فهو الذبح ؟ فما سكت حتى كان من أمره ما كان (صلى الله عليه). 489 – حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن هشام بن الحكم، قال: كنت في طريق مكة قائما أريد شراء بعير، فمر بي أبو الحسن عليه السلام فلما نظرت إليه تناولت رقعة فكتبت إليه: جعلت فداك اني أريد شراء هذا البعير فما ترى ؟. فنظر إليه، ثم قال: لا أرى في شراه بأسا فان خفت عليه ضعفا فالقمه، فاشتريته وحملت عليه، فلم أر منكرا حتى إذا كنت قريبا من الكوفة في بعض المنازل عليه حمل ثقيل، رمى بنفسه واضطرب للموت، فذهب الغلمان ينزعون عنه، فذكرت الحديث فدعوت بلقم، فما ألقموه الا سبعا حتى قام بحمله. 490 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد الفيروزاني القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن أبي اسحاق، قال: حدثني محمد بن حماد، عن الحسن بن ابراهيم، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن يونس بن يعقوب، قال: كان عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة من أصحابه فيهم حمران بن أعين ومؤمن الطاق وهشام بن سالم والطيار وجماعة فيهم هشام بن الحكم وهو شاب، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا هشام ! قال: لبيك يابن رسول الله، قال: ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد ؟ وكيف سألته ؟ فقال هشام: اني أجلك وأستحيي منك، فلا يعمل لساني بين يديك، قال ]


[ 550 ]

[ أبو عبد الله عليه السلام: إذا أمرتكم بشئ فافعله، قال هشام: بلغني ما كان فيه عمر بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة، وعظم ذلك علي، فخرجت إليه فدخلت البصرة يوم الجمعة، فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة، وإذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء من صوف متزربها وشملة مرتدي بها، والناس يسألونه فاستفرجت الناس فافرجوا لي، ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي. ثم قلت: ايها العالم انا رجل غريب فأذن لي فأسألك عن مسألة ؟ قال، فقال نعم. قال، قلت له: ألك عين ؟ قال: يا بني أي شئ هذا من السؤال ارايتك شيئا كيف تسأل ؟ فقلت: هكذا مسألتي، فقال: يا بني سل وأن كان مسألتك حمقا. قلت: أجبني فيها، قال، فقال لي: سل، قال، قلت ألك عين ؟ قال: نعم قلت فما ترى بها ؟ قال: الالوان والاشخاص، قال، قلت: فلك أنف ؟ قال: نعم، قال، قلت: فما تصنع به ؟ قال: اشتم به الرائحة، قال: قلت فلك فم ؟ قال: نعم قال، قلت فما تصنع به ؟ أذوق به الطعم. قال: قلت ألك قلب ؟ قال: نعم. قال، قلت فما تصنع به ؟ قال: أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح، قال: قلت أليس في هذه الجوارج غنى عن القلب ؟ قال: لا، قلت: وكيف ذاك وهي صحيحة سليمة ؟ قال: يا بني الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقتة ردته الى القلب فيتيقن اليقين ويبطل الشك، قال، قلت: وانما أقام الله القلب لشك الجوارح ؟ قال: نعم، قال: قلت: فلابد من القلب والا لم تستيقن الجوارح ؟ قال: نعم. قال: قلت يا أبا مروان ان الله لم يترك جوارحك حتى جعل لها أماما يصحح لها الصحيح ويتيقن لها ماشكت فيه، ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافاتهم لا يقيم لهم اماما يردون إليه شكهم وحيرتهم، ويقيم لك اماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك. قال: فسكت ولم يقل لي شيئا، ثم التفت الي فقال لي: أنت هشام ؟ قال: ]


[ 551 ]

[ قلت لا، فقال: أجالسته ؟ قال: قلت لا، قال فمن أين أنت ! قلت: من أهل الكوفة قال: فأنت اذن هو، قال: ثم ضمني إليه وأقعدني في مجلسه وما نطق حتى قمت. فضحك أبو عبد الله عليه السلام ثم قال: يا هشام من علمك هذا ؟ قال: قلت يابن رسول الله جرى على لساني، فقال: يا هشام هذا والله مكتوب في صحف ابراهيم وموسى. 491 – حدثني محمد بن مسعود، حدثني علي بن محمد، عن محمد بن أحمد ابن يحيى، عن أبي اسحاق، عن علي بن معبد، عن هشام بن الحكم، قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام بمنى عن خمسمائة حرف من الكلام، فأقبلت أقول يقولون كذا، قال: فيقول لي قل كذا، فقلت: هذا الحلال والحرام، والقرآن أعلم أنك صاحبه وأعلم الناس به فهذا الكلام من أين ؟ فقال: يحتج الله على خلقه بحجة لا تكون عنده كلما يحتاجون إليه ؟ 492 – محمد بن مسعود بن مزيد الكشي، ومحمد ابن أبي عوف البخاري، قالا: حدثنا أبو علي المحمودي، قال: حدثني أبي، عن يونس، ان هشام بن الحكم كان يقول: اللهم ما عملت وأعمل من خير مفترض وغير مفترض فجميعه عن رسول الله وأهل بيته الصادقين صلواتك عليه وعليهم حسب منازلهم عندك فتقبل ذلك كله مني وعنهم، وأعطني من جزيل جزاك به حسب ما أنت أهله. ] قوله (ع): بحجة لا تكون عنده كل ما يحتاجون إليه الحجة هنا بمعنى الامام، أي يسوغ في حكمة الله التامة وعنايته البالغة أن يقيم على خلقه اماما لا يكون عنده كل ما يحتاجون إليه في علوم الدين أصولا وفروعا. قوله: محمد بن مسعود هاهنا من قلم الناسخ تحريف أو سقط منه سقط، والصحيح محمد بن سعيد مكان محمد بن مسعود أو محمد بن مسعود، عن محمد بن سعيد بن مزيد الكشي، كما مر ذلك مرارا كثيرة.


[ 552 ]

[ 493 – علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدثني أبو زكريا يحيى بن أبي بكر، قال، قال النظام لهشام بن الحكم: ان أهل الجنة لا يبقون في الجنة بقاء الابد فيكون بقاؤهم كبقاء الله ومحال أن يبقوا كذلك، فقال هشام: ان أهل الجنة يبقوا بمبق لهم والله يبقي بلامبق أو ليس هو كذلك، فقال: محال أن يبقوا للابد، قال، قال: ما يصيرون ؟ قال يدركهم الخمود. قال: فبلغك أن في الجنة ما تشتهي الانفس ؟ قال: نعم، قال: فان اشتهوا وسألوا ربهم بقاء الابد ؟ قال: ان الله تعالى لا يلهمهم ذلك، قال: فلو ان رجلا من أهل الجنة نظر الى ثمرة على شجرة، فمد يده ليأخذها فتدلت إليه الشجرة والثمار ثم كانت منه لفتة فنظر الى ثمرة أخرى أحسن منها، فمد يده اليسرى ليأخذها فأدركه الخمود، ويداه متعلقة بشجرتين، فارتفعت الاشجار وبقي هو مصلوبا، فبلغك أن في الجنة مصلوبين ؟ قال هذا محال، قال: فالذي أتيت به أمحل منه، أن يكون قوم قد خلقوا وعاشوا فأدخلوا الجنان تموتهم فيها يا جاهل. تم الجزء الثالث ويتلوه في الجزء الرابع حدثني محمد بن مسعود قال حدثني علي بن محمد. والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين وحسبنا الله ونعم الوكيل. ] قوله: أو ليس هو كذلك بفتح الواو لزينة الكلام بعد همزة الاستفهام. قوله رحمه الله: تموتهم فيها يا جاهل بتشديد الواو على التفعيل للنسبة، أي وأنت تنسبهم الى الموت في النشأة الخالدة وتثبت لهم الممات في جنة الخلد يا جاهل.


[ 553 ]

اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى لشيخ الطائفة ابى جعفر الطوسى (قده) تصحيح وتعليق المعلم الثالث مير داماد الاسترابادي تحقيق السيد مهدى الرجائى مؤسسة آل البيت عليهم السلام


[ 554 ]

[ بسم الله الرحمن الرحيم وحسبنا الله ونعم الوكيل 494 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، قال: حدثني أبو اسحاق ابراهيم بن هاشم قال: حدثني محمد بن حماد، عن الحسن بن ابراهيم، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن يونس بن يعقوب، عن هشام بن سالم، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة من أصحابه، فورد رجل من أهل الشام فاستأذن فأذن له، فلما دخل سلم فأمره أبو عبد الله عليه السلام بالجلوس، ثم قال له: حاجتك أيها الرجل ؟ قال: بلغني أنك عالم بكل ما تسأل عنه فصرت اليك لا ناظرك. فقال أبو عبد الله عليه السلام فيماذا ؟ قال في القرآن وقطعه واسكانه وخفضه ونصبه ورفعه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا حمران دونك الرجل، فقال الرجل. انما أريدك أنت لا حمران، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان غلبت حمران فقد غلبتني. فأقبل الشامي يسأل حمران حتى غرض وحمران يجيبه، فقال أبو عبد الله عليه السلام ] قوله: غرض بالغين المعجمة والراء المكسورة واعجام الضاد أخيرا، أي ضجر من السؤال ومل.


[ 555 ]

[ كيف رأيت يا شامي ؟ قال رأيته حاذقا ما سألته عن شئ الا أجابني فيه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا حمران سل الشامي فما تركه يكشر. فقال الشامي: أريد يا أبا عبد الله أناظرك في العربية، فالتفت أبو عبد الله عليه السلام فقال: يا أبان بن تغلب ناظره، فناظره فما ترك الشامي يكشر. فقال: أريد أن أناظرك في الفقه فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا زرارة ناظره، فناظره فما ترك الشامي يكشر. قال: أريد أن أناظرك في الكلام قال: يا مؤمن الطاق ناظره، فناظره فسجل الكلام بينهما ثم تكلم مؤمن الطاق بكلامه فغلبه به. ] قوله: فسجل الكلام النسخ مختلفة بالجيم والحاء المهملة. فبالجيم معناه دار الكلام بينهما مرة لذا ومرة لذاك. في النهاية الاثيرية: الحرب بيننا سجال، أي مرة لنا ومرة علينا، وأصله أن المستقين بالسجل يكون لكل واحد منهم سجل. وفي حديث ابن مسعود ” افتتح سورة النساء فسجلها ” أي قرأها قراءة متصلة من السجل: الصب، يقال: سجلت الماء سجلا إذا صببته صبا متصلا (1). وبالحاء من السحل بمعنى السيح والجري والانبساط والصب. في الصحاح وغيره: المسحل بكسر الميم على اسم الالة اللسان والخطيب وأصل السحل القشر، كأنه قشر جلدة، وسحلت الرياح الارض تسحلها بالفتح كشطت أدمتها، وباتت السماء تسحل ليلتها أي تصب. ويقال للخطيب: انسحل بالكلام إذا جرى به، وركب مسحله إذا مضى في


1) نهاية ابن الاثير: 2 / 344 (*)

[ 556 ]

[ فقال: أريد أن أناظرك في الاستطاعة فقال للطيار: كلمه فيها قال: فكلمه فما تركه يكشر. ثم قال أريد أكلمك في التوحيد، فقال لهشام بن سالم: كلمه، فسجل الكلام بينهما ثم خصمه هشام. فقال أريد أن أتكلم في الامامة، فقال لهشام بن الحكم: كلمه يا أبا الحكم، فكلمه فما تركه يريم ولايحلى ولا يمري، قال: ] خطبته، والسحيل والسحال بالضم الصوت الذي يدور في صدر الحمار. وقد سحل يسحل وسحل سورة يسحلها بالفتح قرأها كلها متتابعة متصلة، والساحل شاطي البحر (1). قال في مجمل اللغة: قال ابن دريد: ساحل البحر مقلوب وانما الماء سحله. وفي مفردات الراغب: قيل: أصله أن يكون مسحولا لكن جاء على لفظ الفاعل كقولهم هم ناصب، وقيل: بل تصور أنه يسحل الماء أي يفرقه (2). وقلت: وكذلك كلام ساحل، اما على القلب اي مسحول منصب مصبوب أو على أنه صاب على الاسماع على الاتصال والتتابع فليعرف. قوله: فما تركه يريم يريم بفتح حرف المضارعة من الريم. قال في المغرب: رام مكانه يريمه زال منه وفارقه. وفي القاموس: مارمت المكان ما برحت منه، ومنه ريم به إذا قطع (3).


1) الصحاح: 5 / 1726 2) مفردات الراغب: 227 3) القاموس: 4 / 123 (*)

[ 557 ]

[ فبقي يضحك أبو عبد الله عليه السلام حتى بدت نواجذه. ] وفي الصحاح: مارمت فلانا، ومارمت من عند فلان بمعنى (1). ” ولا يحلى ” بضم ياء المضارعة من باب الافعال من الحلاوة. وكذلك ” ولا يمري ” بضم الياء واسكان الميم والياء بعد الراء افعالا من المرارة، وأصله لا يمر بكسر الميم وتشديد الراء، فابدلت أخيرة الرائين ياءا واسكنت الميم تحفظا لصنعة الازدواج والمشاكلة. قال في القاموس: ما يمر وما يحلي ما يتكلم بمر ولا حلو ولا يفعل مرا ولا حلوا، فان نفيت عنه أن يكون مرا مرة وحلوا أخرى (2). قلت: ما يمر ولا يحلو يعني تفتح فيهما حرف المضارعة، وبكسر الميم في الاولى وتضم اللام في الثانية. فاذن معنى الكلام: كلمه أبو الحكم هشام بن الحكم، فأفحمه وتركه بحيث لا يرضى أن يدع المناظرة ويريم ويبرح عنها، ولا يستطيع أن يتكلم بحلو ولا بمر أصلا، فظل مخصوما، مغلوبا متحيرا مبهوتا، فهنالك حصحص الحق فليعلم. قوله: فبقى اما بالباء الموحدة والقاف المفتوحة من بقاه يبقيه، بمعنى انتظره وترصده وترقبه، أو نظر إليه ورصده ورقبه، ومنه في الحديث ” بقينا رسول الله ” بفتح القاف أي انتظرناه ورقبناه. وفي حديث ابن عباس وصلاة الليل ” فبقيت كيف يصلي النبي صلى الله عليه وآله ” وفي رواية ” كراهة أن يرى أني كنت أبقيه ” بفتح همزة المتكلم أي أنظر إليه وأرصده قاله ابن الاثير وغيره (3).


1) الصحاح: 5 / 1939 2) القاموس: 4 / 319 3) نهاية ابن الاثير: 1 / 147 (*)

[ 558 ]

[ فقال الشامي: كأنك أردت أن تخبرني أن في شيعتك مثل هؤلاء الرجال ؟ قال: هو ذاك، ثم قال: يا أخا أهل الشام أما حمران: فحزقك فحرت له فغلبك بلسانه ] فالمعنى: فانتظر أبا عبد الله عليه السلام وترصده وترقبه ما يقول. واما بالتاء المثناة من فوق والغين المعجمة، أي فأراد الشامي أن يضحك من التعجب فضبط نفسه وأخفى ضحكه، فغلبه الضحك فضحك أبو عبد الله عليه السلام. قال في القاموس: تغت الجارية الضحك إذا أرادت أن تخفيه ويغالبها والتغا ك‍ ” الى ” الضحك العالي (1). قوله (ع): أما حمران فحزقك فحرت له اما بالحاء المهملة والقاف من حاشيتي الزاء، أي شدك بحبل الجدل في المناظرة وضغتك وقطعك وضيق عليك المخرج. قال في الصحاح: حزقته بالحبل أحزقه حزقا شددته، والحازق الذي ضاق عليه خفه (2). وفي القاموس: حزق الرجل عصبه والشئ عصره وضغطه وشده، والحازق من ضاق عليه خفه فحزق رجله أي ضغطها فاعل بمعنى مفعول (3). واما باعجام الخاء قبل الراء والقاف بعدها من الخرق بالتحريك يعني بهتك وأعجزك. في القاموس: الخرق محركة الدهش من خوف أو حياء، أو أن يبهت فاتحا عينيه ينظر، وأن يفرق الغزال فيعجز عن النهوض، والطائر فلا يقدر على الطيران (4).


1) القاموس: 4 / 306 2) الصحاح: 4 / 1459 3) القاموس: 2 / 221 4) القاموس: 3 / 226 (*)

[ 559 ]

[ وسألك عن حرف من الحق فلم تعرفه، وأما أبان بن تغلب: فمغث حقا بباطل فغلبك وأما زرارة: فقاسك فغلب قياسه قياسك، واما الطيار: فكان كالطير يقع ويقوم، وأنت كالطير المقصوص لانهوض لك، وأما هشام بن سالم: فاحس أن يقع ويطير وأما هشام بن الحكم: فتكلم بالحق فما سوغك بريقك يا أخا أهل الشام ان الله أخذ ضغثا من الحق وضغثا من الباطل فمغثهما ثم أخرجهما الى الناس، ثم بعث أنبياء يفرقون بينهما ففرقها الانبياء والاوصياء، وبعث ] ” فحرت له ” بضم الحاء المهملة واسكان الراء وفتح التاء للخطاب، من الحور بمعنى الرجوع، والمحاورة والحوار مراجعة النطق والمجاوبة، والتحاور التجاوب وتحاوروا تراجعوا الكلام، والمحار المرجع، وكلمته فما أحار الي جوابا أي ما أرجع الي. أو بكسر الحاء من الحيرة والتحير. قال في المغرب: وفعلها من باب لبس. قوله (ع): فمغث حقا بباطل باعجام الغين بين الميم والثاء المثلثة. قال في مجمل اللغة: مغثت الدواء مثل مرثته، وكذلك مرسته والامتراس الدنو من الشئ واللزوق به، وامترست الالسن في الخصومات إذا أخذ بعضها بعضا، وتمرس بالشئ احتك به، ومرس الصبي ثدي أمه يمرسه. قوله (ع): فأحس أن يقع ويطير بفتح الهمزة على صيغة المعلوم، أي أحس من نفسه ذلك، أو بضمها على البناء للمجهول، أي أحس ذلك منه، وفي التنزيل الكريم ” لما أحس عيسى منهم الكفر ” (1).


1) سورة آل عمران: 52 (*)

[ 560 ]

[ الله الانبياء ليعرفوا ذلك، وجعل الانبياء قبل الاوصياء ليعلم الناس من يفضل الله ومن يختص. ولو كان الحق على حدة والباطل على حدة كل واحد منهما قائم بشأنه ما احتاج الناس الى نبي ولا وصي، ولكن الله خلطهما وجعل تفريقهما الى الانبياء والائمة عليهم السلام من عباده، فقال الشامي: قد أفلح من جالسك، فقال: أبو عبد الله عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يجالسه جبرائيل وميكائيل واسرافيل يصعد الى السماء فيأتيه بالخبر من عند الجبار فان كان ذلك كذلك فهو كذلك. فقال الشامي: اجعلني من شيعتك وعلمني ! فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا هشام علمه فاني أحب أن يكون تلماذا لك. قال علي بن منصور وأبو مالك الحضرمي: رأينا الشامي عند هشام بعد موت أبي عبد الله عليه السلام، ويأتي الشامي بهدايا أهل الشام وهشام يزوده هدايا أهل العراق. قال علي بن منصور: وكان الشامي ذكي القلب. 495 – محمد بن مسعود العياشي، قال: حدثني جعفر، قال: حدثني العمركي قال: حدثني الحسين بن أبي لبابة، عن داود أبي هشام الجعفري، قال، قلت لابي جعفر عليه السلام: ما تقول في هشام بن الحكم ؟ فقال: رحمه الله ما كان أذبه عن هذه الناحية. ] قوله: الحسين بن أبى لبابه بخط السيد جمال الدين أحمد بن طاوس نور الله مرقده ” أبي لبابه ” باللام وبائين موحدتين من حاشيتي الالف. وكذلك حكاه بعض الشهداء المتأخرين في حاشية الخلاصة عن خطه. والذي يقوى به الظن أن الحسين بن أبي لبابة هو الحسين بن اسكيب بالسين المهملة أو المعجمة بين الهمزة والكاف، العالم الفاضل المتكلم المصنف الخراساني المروزي خادم القبر، وهو من أصحاب مولانا العسكري عليه السلام.


[ 561 ]

[ 496 – محمد بن نصير، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين ابن سعيد، عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: أما كان لكم في أبي الحسن عليه السلام عظة ما ترى حال هشام بن الحكم ؟ فهو الذي صنع بأبي الحسن ما صنع وقال لهم وأخبرهم، أترى الله يغفر له ما ركب منا. 497 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف عن أبي محمد الحجال، عن بعض أصحابنا، عن الرضا عليه السلام قال: ذكر الرضا عليه السلام العباسي، فقال: هو من غلمان أبي الحارث يعني يونس بن عبد الرحمن، وأبو الحارث من غلمان هشام، وهشام من غلمان أبي شاكر الديصاني، وأبو شاكر زنديق. ] قوله: العباسي واسمه هشام أو هاشم بن ابراهيم على ما قد أسلفناه في الحواشي. قوله (ع): وهشام من غلمان أبى شاكر الديصانى وحكى السيد جمال الدين بن طاوس رحمه الله تعالى أيضا عن كتاب أحمد ابن أبي عبد الله البرقي، أنه قال: هشام بن الحكم مولى بني شيبان، كوفي تحول من الكوفة الى بغداد، وكنيته أبو محمد، وفي كتاب سعد له كتاب، وكان من غلمان أبي شاكر الزنديق، وهو جسمي ردي. قلت: كون أبي شاكر زنديقا وهو من تلاميذه لا يوجب غمزا فيه، ” فان الحكمة ضالة المؤمن تؤخذ حيث وجدت ” كما أورده الحسن بن داود رحمه الله في كتابه (1) ونسبة القول بالتجسيم إليه مما ليس هو بثابت. قال السيد الشريف المرتضى علم الهدى ذو المجدين رضوان الله تعالى عليه في كتابه الشافي، ذابا عن هشام بن الحكم ماهذا أليفاظه. فأما ما رمي به هشام بن الحكم رحمه الله من القول بالتجسيم، فالظاهر من


1) رجال ابن داود ص 367 (*)

[ 562 ]

[ 498 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال، قال أبو الحسن عليه السلام: ايت هشام بن الحكم فقل له: يقول لك أبو الحسن: أيسرك أن تشرك في دم امرء مسلم فإذا قال لا، فقل له: ما بالك شركت في دمي ؟ ] الحكاية عنه القول بجسم لا كالاجسام، ولا خلاف في أن هذا القول ليس بتشبيه ولا ناقض لاصل ولا معترض على فرع، وأنه غلط في عبارة يرجع في اثباتها ونفيها الى اللغة. وأكثر أصحابنا يقولون أورد ذلك على سبيل المعارضة للمعتزلة، فقال لهم: إذا قلتم ان القديم تعالى شئ لا كالاشياء، فقولوا أنه جسم لا كالاجسام، وليس كل من عارض بشئ وسأل عنه يكون معتقدا له ومتدينا به، وقد يجوز أن يكون قصد به الى استخراج جوابهم عن هذه المسألة ومعرفة ما عندهم فيها، أو الى أن يبين قصورهم عن ايراد المرضى في جوابها الى غير ذلك مما يتسع ذكره انتهى قوله بألفاظه. ثم ذكر رضوان الله عليه عدة روايات يتضمن ثناء الصادق عليه السلام عليه، ثم بعد ذلك قال. وما قدمناه من الاخبار المروية عن الصادق عليه السلام، وما كان يظهر من اختصاصه به وتقريبه أياه واجتبائه من بين صحابته، يبطل كل ذلك ويزيف ثقافة راويه انتهى. وكذلك علامة الاقوام من علماء العامة محمد بن عبد الكريم الشهرستاني قال في كتاب الملل والنحل بهذه العبارة: الهشامية أصحاب هشام بن الحكم صاحب المقالة في التشبيه، وهشام بن سالم الجواليقي الذي نسيح على منواله في التشبيه. وكان هشام بن الحكم من متكلمي الشيعة، وجرت بينه وبين أبي الهذيل مناظرات في علم الكلام، منها في التشبيه، ومنها في تعلق علم الباري تعالى. حكى ابن الراوندي عن هشام أنه قال: ان بين معبوده وبين الاجسام تشابها


[ 563 ]

[ 499 – علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن أبي علي بن راشد، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال، قلت: جعلت فداك قد اختلف أصحابنا، فأصلي خلف أصحاب هشام بن الحكم ؟ قال: عليك بعلي بن حديد، قلت: فآخذ بقوله ؟ قال: نعم فلقيت علي بن حديد فقلت له: نصلي خلف أصحاب هشام بن الحكم ؟ قال: لا. ] ما بوجه من الوجوه، ولو لا ذلك لما دلت عليه الدلائل. وحكى الكعبي أنه قال: هو ذو جسم (1)، له قدر من الاقدار ولكن لا يشبه شيئا من المخلوقات ولا يشبهه شئ. ومن مذهب هشام أنه تعالى لم يزل عالما بنفسه، ويعلم الاشياء بعد كونها بعلم، لا يقال فيه: محدث أو قديم لانه صفة والصفة لا توصف، ولا يقال فيه: هو هو أو غيره أو بعضه. وليس قوله في القدرة والحياة كقوله في العلم، لانه لا يقول بحدوثهما، قال: ويريد الاشياء وارادته حركة ليست عين الله ولا هي غيره. وقال في كلام الباري تعالى: أنه صفة لله تعالى لا يجوز ان يقال: هو مخلوق ولا غير مخلوق. ثم قال: وهشام بن الحكم هذا صاحب غور في الاصول، لا يجوز ان يغفل عن الزاماته على المعتزلة، فان الرجل وراء ما يلزم به على الخصم ودون ما يظهره من التشبيه. وذلك أنه ألزم على العلاف فقال: انك تقول الباري تعالى عالم بعلم وعلمه ذاته، فيشارك المحدثات في أنه عالم بعلم، ويباينها في أن علمه ذاته، فيكون عالما لا كالعالمين فلم لا تقول: هو جسم لا كالاجسام، وصورة لا كالصور، وله قدر لا كالاقدار الى غير ذلك انتهى كلامه (2).


1) وفى المصدر: هو جسم ذو أبماض. 2) الملل والنحل: 185 – 186. (*)

[ 564 ]

[ 500 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن موسى الهمداني، عن الحسن ابن موسى الخشاب، عن غيره، عن جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي، قال: اجتمع هشام بن سالم، وهشام بن الحكم، وجميل بن دراج، وعبد الرحمن بن الحجاج، ومحمد بن حمران، وسعيد بن غزوان، ونحو من خمسة عشر رجلا من أصحابنا، فسألوا هشام بن الحكم أن يناظر هشام بن سالم فيما اختلفوا فيه من التوحيد وصفة الله عزوجل وغير ذلك لينظروا أيهما أقوى حجة. فرضي هشام بن سالم أن يتكلم عند محمد بن أبي عمير، ورضي هشام بن الحكم أن يتكلم عند محمد بن هشام، فتكالما وساق ما جرى بينهما. وقال، قال عبد الرحمن بن الحجاج لهشام بن الحكم: كفرت والله بالله العظيم وألحدت فيه، ويحك ما قدرت أن تشبه بكلام ربك الا العود يضرب به ! قال جعفر ابن محمد بن حكيم، فكتب الى أبي الحسن موسى عليه السلام يحكي له مخاطبتهم وكلامهم ويسأله أن يعلمه ما القول الذي ينبغى ندين الله به من صفه الجبار ؟ فأجابه في عرض كتابه. فهمت رحمك الله واعلم رحمك الله ان الله أجل وأعلى وأعظم من أن يبلغ كنه صفته فصفوه بما وصف به نفسه، وكفوا عما سوى ذلك. ] قوله: ما القول الذى ينبغى ندين الله به ” ندين ” بفتح النون للمتكلم مع الغير وكسر الدال، من دان بكذا يدين به ديانة، إذا اعتقده واختاره واتخذه دينا ” وملة ومذهبا ” لنفسه من بين الاديان والملل. ونصب ” الله ” على المفعولية أو على نزع الخافض، اي ما القول الذي ينبغي أن نتخذه لنا دينا نعبد الله به من صفة الجبار، أو الذي ينبغي لنا أن نخلصه ونجعله دينا خالصا لله وحده في صفة الجبار. ف‍ ” من ” تبيينية، أو بمعنى في، أو عند، أو للغاية، أو للبدل.


[ 565 ]

[ في هشام بن سالم 501 – مولى بشر بن مروان، وكان من سبي الجوزجان كوفي، ويقال له: الجواليقي، ثم صار علافا. محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد الكشيان، قالا: حدثنا محمد ابن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن هشام بن سالم، قال: كلمت رجلا بالمدينة من بني مخزوم في الامامة، قال، فقال: فمن الامام اليوم ؟ قال، قلت: جعفر بن محمد. قال، فقال: والله لاقولنها له، قال: فغمني بذلك غما شديدا خوفا أن يلعني أبو عبد الله أو يتبرأ مني. قال: فأتاه المخزومي فدخل عليه، فجرى الحديث، قال: فقال له مقالة هشام، قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أفلا نظرت في قوله ؟ فنحن لذلك أهل، قال: فبقي الرجل لا يدري أيش يقول، وقطع به. قال، فبلغ هشاما قول أبي عبد الله عليه السلام ففرح بذلك وانجلت غمته. 502 – جعفر بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي بن النعمان، قال: حدثني أبويحيى، عن هشام بن سالم، قال، كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله عليه السلام أنا ومؤمن الطاق أبو جعفر، قال، والناس مجتمعون على أن عبد الله صاحب الامر بعد أبيه، فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق والناس مجتمعون عند عبد الله، وذلك أنهم رووا عن أبي عبد الله عليه السلام أن الأمر في الكبير ما لم يكن به عاهة. فدخلنا نسأله عما كنا نسأل عنه أباه، فسألناه عن الزكاة في كم تجب ؟ قال: في مائتين خمسة، قلنا: ففي مائة ؟ قال: درهمان ونصف درهم، قال، قلنا له: والله ما تقول المرجئة هذا، فرفع يديه الى السماء، فقال: لا والله ما ادري ما تقول المرجئة. قال فخرجنا من عنده ضلالا لا ندري الى أين نتوجه أنا وأبو جعفر الاحول، فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى لا ندري الى من نقصد والى من نتوجه، ]


[ 566 ]

[ نقول الى المرجئة، الى القدرية، الى الزيدية، الى المعتزلة، الى الخوارج. قال: فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا اعرفه يومي الي بيده، فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر، وذاك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون على من اتفق شيعة جعفر فيضربون عنقه، فخفت أن يكون منهم. فقلت لابي جعفر: تنح فاني خائف على نفسي وعليك، وانما يريدني ليس يريدك، فتنح عني لا تهلك وتعين على نفسك، فتنحى غير بعيد وتبعت الشيخ، وذاك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه. فما زلت أتبعه حتى ورد بي على باب أبي الحسن موسى عليه السلام ثم خلاني ومضى، فإذا خادم بالباب فقال لي: ادخل رحمك الله ! قال: فدخلت فإذا أبو الحسن عليه السلام فقال لي ابتداءا: لا الى المرجئة، ولا الى القدرية، ولا الى الزيدية، ولا الى الخوارج، الي الي الي. قال: فقلت له جعلت فداك مضى أبوك ؟ قال: نعم، قال، قلت: جعلت فداك مضى في موت ؟ قال: نعم، قلت: جعلت فداك فمن لنا بعده ؟ فقال: انشاء الله يهديك هداك، قلت جعلت فداك أن عبد الله يزعم أنه من بعد أبيه، فقال: يريد عبد الله أن لا يعبد الله، قال قلت له: جعلت فداك فمن لنا من بعده ؟ فقال انشاء الله أن يهديك هداك أيضا. قلت: جعلت فداك أنت هو ؟ قال: ما اقول ذلك، قلت في نفسي: لم أصب طريق المسألة، قال، قلت: جعلت فداك عليك امام، قال: لا، فدخلني شئ لا يعلمه الا الله اعظاما له وهيبة أكثر ما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه. قلت: جعلت فداك اسألك عما كان يسأل أبوك ؟ قال: سل تخبر ولا تذع، فان اذعت فهو الذبح، قال، فسألته فإذا هو بحر، قال، قلت: جعلت فداك شيعتك وشيعة أبيك ضلال فالقي إليهم وأدعوهم اليك فقد أخذت علي بالكتمان ؟ قال: من آنست منهم رشدا فألق إليهم وخذ عليهم بالكتمان، فان اذاعوا فهو الذبح وأشار ]


[ 567 ]

[ بيده الى حلقه. قال: فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر، فقال لي ما وراك ؟ قال: قلت الهدى، قال، فحدثته بالقصة، قال: ثم لقيت المفضل بن عمر وأبا بصير، قال: فدخلوا عليه، فسمعوا كلامه وسألوه، قال ثم قطعوا عليه عليه السلام ثم قال: ثم لقينا الناس أفواجا، قال: فكان كل من دخل عليه قطع عليه الا طائفة مثل عمار وأصحابه، فبقي عبد الله لا يدخل عليه أحد الا قليل من الناس. قال: فلما رأي ذلك وسأل عن حال الناس، قال: فأخبر أن هشام بن سالم صد عنه الناس، قال: فقال هشام: فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني. 503 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبي عبد الله محمد بن موسى بن عيسى من أهل همدان، قال: حدثني أشكيب بن عبدك الكسائي، قال: حدثني عبد الملك ابن هشام الحناط، قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام اسألك جعلني الله فداك ؟ قال: سل يا جبلي عما ذا تسألني ؟ فقلت: جعلت فداك زعم هشام بن سالم أن الله عزوجل صورة، وأن آدم خلق على مثال الرب، ويصف هذا ويصف هذا وأو ميت الى جانبي وشعر رأسي، وزعم يونس مولى آل يقطين وهشام بن الحكم: أن الله شئ لا كالاشياء بائنة منه وهو بائن من الاشياء. وزعما أن اثبات الشئ ان يقال: جسم فهو جسم لا كالاجسام، شئ لا كالاشياء ] في هشام بن سالم قوله: وزعما أن اثبات الشئ أن يقال جسم يعني: وزعما أن الاثبات الذي هو الخروج عن حد الابطال والتعطيل في صفة الله تعالى، مقتضاه أن يقال: انه تعالى جسم، والسلب الذي هو الخروج عن


[ 568 ]

[ ثابت موجود غير مفقود ولا معدوم، خارج من الحدين حد الابطال وحد التشبيه، فبأي القولين أقول ؟ قال: فقال عليه السلام: أراد هذا الاثبات، وهذا شبه ربه تعالى بمخلوق، تعالى الله الذي ليس له شبيه ولا عدل ولامثل ولا نظير ولا هو بصفة المخلوقين، لا تقل بمثل ما قال هشام بن سالم، وقل بما قال مولى آل يقطين وصاحبه، قال، قلت: فنعطي الزكاة من خالف هشاما في التوحيد ؟ فقال برأسه: لا. 504 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد ابن محمد، عن محمد بن عيسى، عن حماد بن عيسى، رفع الحديث قال: كان أصحابنا يروون ويتحدثون انه كان يكسر خمسين ألف درهم. ] حدا التشبيه في وصفه سبحانه، مقتضاه أن يقال: لا كالاجسام، وكذلك في جميع الاوصاف والصفات. فبذلك تستتم المعرفة الخارجة عن الحدين اللذين هما الابطال والتشبيه، على ما ورد في أحاديثهم صلوات الله عليهم، وقام عليه البرهان في العلم الا على الذي هو الحكمة الالهية. ولم يعلما أنه انما ذلك في صفات الكمال والالفاظ الكمالية، ونعني بها الكمالات المطلقة، أي كل ما هو كمال مطلق للموجود بما هو موجود على الاطلاق وليس شئ من الجسمية والحركة ونظائرهما كمالا مطلقا للمتقرر بما هو متقرر والموجود بما هو موجود، على ما أدريناك سابقا. وتمام تحقيق ذلك على ذمة التقديسات، وتقويم الايمان، والرواشح السماوية. قوله: انه كان يكسر خمسين ألف درهم يقال كسر طسقه إذا استقله واستحقره، وكسر الرجل إذا قل تعهد لماله،


[ 569 ]

[ في السيد بن محمد الحميرى 505 – حدثني نصر بن الصباح، قال: حدثنا اسحاق بن محمد البصري، ] والكسر – بالكسر – القطعة من الشئ المكسور، والعظم الذي ليس عليه لحم، والكسرة من كل شئ الطفيف الحقير منه، وكسر الطائر جناحيه كسرا وكسورا ضمهما للوقوع والسقوط، وربما يطلق من غير ذكر المفعول، ومنه عقاب كاسر. قال في اساس البلاغة: وقد كسر كسورا إذا لم تذكر الجناحين، وهذا يدل على أن الفعل إذا نسي مفعوله وقصد الحدث نفسه جرى مجرى الفعل غير المتعدي (1). قلت: نعم ولكن لا يعلم هل ذلك قياس مطردا، أو مقصورا على السماع. في السيد بن محمد الحميرى اسمه اسماعيل ذكره الشيخ رحمه الله تعالى في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: اسماعيل بن محمد الحميري السيد الشاعر يكنى أبا عامر (2). وقال العلامة في الخلاصة: اسماعيل بن محمد الحميري بالحاء غير المعجمة المكسورة والميم الساكنة المنقطة تحتها نقطتين بعدها راء، ثقة جليل القدر عظيم الشأن والمنزلة رحمه الله تعالى (3). وزعم الحسن بن داود أن اسمه السيد بن محمد (4)، كما يعلم من كلام الكشي ويظهر من قول الصادق عليه السلام. وحمير كدرهم أبو قبيلة قاله في القاموس (5).


1) أساس البلاغة: 543 2) رجال الشيخ: 148 3) الخلاصة: 10 4) رجال ابن داود: 182 5) القاموس: 2 / 14 (*)

[ 570 ]

[ قال: حدثني علي بن اسماعيل، قال: أخبرني فضيل الرسان، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام بعد ما قتل زيد بن علي رحمة الله عليه، فأدخلت بيتا جوف بيت فقال لي: يا فضيل قتل عمي زيد ؟ قلت: نعم جعلت فداك. قال: رحمه الله أنه كان مؤمنا وكان عارفا وكان عالما وكان صادقا، أما أنه لو ظفر لوفى، أما أنه لو ملك لعرف كيف يضعها، قلت: يا سيدي ألا أنشدك شعرا ! قال: أمهل، ثم أمر بستور فسدلت وبأبواب ففتحت، ثم قال أنشد، فأنشدته: لام عمرو باللوى مربع * طامسة أعلامه بلقع لما وقفت العيس في رسمه * والعين من عرفانه تدمع ذكرت من قد كنت أهوى به * فبت والقلب شج موجع عجبت من قوم أتوا أحمدا * بخطة ليس لها مدفع قالوا له لو شئت أخبرتنا * الى من الغاية والمفزع إذا توليت وفارقتنا * ومنهم في الملك من يطمع فقال لو أخبرتكم مفزعا * ماذا عسيتم فيه أن تصنعوا صنيع أهل العجل إذ فارقوا * هارون فالترك له أودع فالناس يوم البعث راياتهم * خمس فمنها هالك أربع قائدها العجل وفرعونها * وسامري الامة المفظع ومخدع من دينه مارق * أخدع عبد لكع أوكع وراية قائدها وجهه * كأنه الشمس إذا تطلع قال: فسمعت نحيبا من وراء الستر، فقال: من قال هذا الشعر ؟ قلت: السيد ابن محمد الحميري، فقال: رحمه الله، قلت: اني رأيته يشرب النبيذ، فقال: رحمه الله، قلت: اني رأيته يشرب نبيذ الرستاق، قال: تعني الخمر ؟ قلت: نعم، قال: رحمه الله وما ذلك على الله أن يغفر لمحب علي. 506 – حدثني أبو سعيد محمد بن رشيد الهروي، قال: حدثني السيد وسماه، ]


[ 571 ]

وذكر أنه خير، قال: سألته عن الخبر الذي يروي أن السيد أسود وجهه عند موته ؟ فقال ذلك الشعر الذي يروى له في ذلك: ما حدثني أبو الحسين بن أبي أيوب المروزي قال: روى أن السيد بن محمد الشاعر أسود وجهه عند الموت، فقال: هكذا يفعل بأوليائكم يا أمير المؤمنين، قال: فأبيض وجهه كأنه القمر ليلة البدر، فأنشأ يقول: أحب الذي من مات من أهل وده * تلقاه بالبشرى لدى الموت يضحك ومن مات يهوي غيره من عدوه * فليس له الا الى النار مسلك أبا حسن تفديك نفسي وأسرتي * ومالي وما أصبحت في الارض أملك أبا حسن اني بفضلك عارف * واني بحبل من هواك لممسك وأنت وصي المصطفى وابن عمه * فانا نعادي مبغضيك ونترك مواليك ناج مؤمن بين الهدى * وقاليك معروف الضلالة مشرك ولاح لحاني في علي وحزبه * فقلت لحاك الله أنك أعفك ] قوله: ولاح لحاني أي ولايم شاتم لامني وشتمني على محبة علي وحزبه وعترته وأهل بيته. في الصحاح: لحيت الرجل ألحاه لحيا إذا لمته فهو ملحي، ولاحيته ملاحاة ولحاءا إذا نازعته، وفي المثل من لاحاك فقد عاداك، وتلاحوا أي تنازعوا، وقولهم لحاه الله أي قبحه ولعنه (1). وفي القاموس: لحاه يلحوه شتمه (2). و ” أعفك ” أفعل الصفة من العفك بالتحريك وهو الحمق والجهل يقال: رجل أعفك أي أحمق بين العفك والاعسر للفطانة، ومن لا يحسن العمل قاله الصحاح


1) الصحاح: 6 / 2481 2) القاموس: 4 / 385 (*)

[ 572 ]

[ 507 – وحدثني نصر بن الصباح، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عبد الله بن بكير، عن محمد بن النعمان، قال: دخلت على السيد بن محمد وهو لما به قد اسود وجهه، وذرفت عيناه وعطش كبده وهو يؤمئذ يقول بمحمد بن الحنفية وهو من حشمه، وكان ممن يشرب المسكر، فجئت وكان أبو عبد الله عليه السلام قدم الكوفة، لانه كان انصرف من عند أبي جعفر المنصور. فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك اني فارقت السيد بن محمد الحميري لما به قد اسود وجهه واذرفت عيناه، وعطش كبده، وسلب الكلام، وانه كان يشرب المسكر. ] والقاموس وغيرهما (1). قوله: وهو لما به أي متفرغ عن كل شئ لما قد ألم وحل به من الحمام أو المرض. قوله: ذرفت بالذال المعجمة والفاء من حاشيتي الراء المفتوحة، يقال: ذرفت العين إذا سال منها الدمع، وذرف الدمع من العين أي سال. وفي نسخة ” زرقت ” بالزاي مكان الذال والقاف مكان الفاء، من قولهم زرقت عينه نحوي أي انقلبت بحيث ظهر بياضها. قوله: واذرفت النسخ مختلفة هنا أيضا بالذال والفاء بمعنى سال منهما الدمع، والهمزة على هذا للوصل والفاء مشددة من باب الافعلال، يقال: اذرف اذرفافا احمرا حمرارا.


1) الصحاح: 4 / 1600 (*)

[ 573 ]

[ فقال أبو عبد الله عليه السلام: اسرجوا حماري، فاسرج له وركب ومضى، ومضيت معه حتى دخلنا على السيد، وأن جماعة محدقون به، فقعد أبو عبد الله عليه السلام عند رأسه وقال: يا سيد ! ففتح عينه ينظر الى أبي عبد الله عليه السلام ولا يمكنه الكلام، وقد اسود وجهه، فجعل يبكي وعينه الى أبي عبد الله عليه السلام ولا يمكنه الكلام، وانا لنتبين فيه أنه يريد الكلام ولا يمكنه. فرأينا أبا عبد الله عليه السلام حرك شفتيه، فنطق السيد فقال: جعلني الله فداك أباوليائك يفعل هذا ! فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا سيد قل بالحق يكشف الله ما بك ويرحمك ويدخلك جنته التي وعد أوليائه، فقال في ذلك: (تجعفرت بسم الله والله اكبر). فلم يبرح أبو عبد الله عليه السلام حتى قعد السيد على استه. وروى أن أبا عبد الله عليه السلام لقى السيد بن محمد الحميري، فقال: سمتك أمك ] أو بالزاي والقاف بمعنى انقلبتا ودارتا فظهر بياظهما مكان السواد، إذا انقلبتا نحونا شاخصتين الينا. وعلى هذا فالهمزة تحتمل القطع من باب الافعال والوصل بتشديد القاف من باب الافعلال يقال: زرقت عينه نحوي بالفتح زرقا وأزرقت ازراقا وأزرقت ازرقاقا وأزراقت ازريقاقا، انقلبت واشتد انقلابها. وأما زرقت عينه من الزرقة فصار أزرق العين فذاك من باب فعل – بكسر العين – وهو غير متات في هذا المقام فليعلم. قوله: وانا لنتبين فيه أي انا لنتعرف في وجهه أنه يريد الكلام. يقال: تبين الشئ وأبان واستبان بمعنى ظهر واتضح. وبينته وأبنته واستبنته أيضا بمعنى تعرفته واستوضحته وأظهرته وأوضحته، كلها جاءت لازمة ومتعدية. اتفق على ذلك أئمة اللغة جميعا.


[ 574 ]

[ سيدا ووفقت في ذلك وأنت سيد الشعراء، ثم أنشد السيد في ذلك: ولقد عجبت لقائل لي مرة * علامة فهم من الفقهاء سماك قومك سيدا صدقوا به * أنت الموفق سيد الشعراء ما أنت حين تخص آل محمد * بالمدح منك وشاعر بسواء مدح الملوك ذووالغنا لعطائهم * والمدح منك لهم لغير عطاء أبشر فانك فائز في حبهم * لو قد وردت عليهم بجزاء ما تعدل الدنيا جميعا كلها * من حوض أحمد شربة من ماء في جعفر بن عفان الطائى 508 – حدثني نصر بن الصباح، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن يحيى بن عمران، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن زيد الشحام، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام ونحن جماعة من الكوفيين، فدخل جعفر بن عفان على أبي عبد الله عليه السلام فقربه وأدناه ثم قال: يا جعفر، قال: لبيك جعلني الله فداك، قال: بلغني أنك تقول الشعر في الحسين عليه السلام وتجيد، فقال له: نعم، جعلني الله فداك، فقال: قل فأنشده عليه السلام ومن حوله حتى صارت له الدموع على وجهه ولحيته. ] قوله: علامة فهم ” علامة فهم ” بكسر الهاء واعرابهما الجر على الصفة لقائل، والمراد به أبو عبد الله عليه السلام. قوله: مدح الملوك ذوو (1) الغنا بالفتح على صيغة المعلوم ونصب ” الملوك ” على المفعولية والفاعل شاعر في المصراع الاول، أو بالضم على ما لم يسم فاعله، ورفع الملوك للاقامة مقام الفاعل. ” وذوو ” بواوين رفعا على صفة الملوك وهذا أظهر.


1) وفى المطبوع من الرجال ذوى (*)

[ 575 ]

[ ثم قال: يا جعفر والله لقد شهدك ملائكة الله المقربون هيهنا يسمعون قولك في الحسين عليه السلام وقد بكوا كما بكينا أو أكثر، ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعته الجنة بأسرها وغفر الله لك، فقال: يا جعفر ألا أزيدك ! قال: نعم يا سيدي، قال: ما من أحد قال في الحسين شعرا فبكي وأبكي به ألا أوجب الله له الجنة وغفر له. ماروى في محمد بن أبى زينب اسمه مقلاص بن الخطاب البراد الاخدع الاسدي ويكنى أبا اسماعيل ويكنى أيضا أبا الخطاب وابا الظبيات 409 – حمدويه وابراهيم أبنا نصير، قالا: حدثنا الحسين بن موسى، عن ابراهيم بن عبد الحميد، عن عيسى بن أبي منصور، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام ] في محمد بن أبى زينب قد اختلف في اسم أبي الخطاب باهمال الطاء المشددة بعد الخاء المعجمة، وفي اسم أبيه أيضا. فالصدوق أبو جعفر بن بابويه رضوان الله تعالى عليه قال: اسم أبي الخطاب زيد. والمشهور أن اسمه محمد، وأبوه أبو زينب اسمه في المشهور ” مقلاص ” بكسر الميم واسكان القاف واهمال الصاد أخيرا. والشيخ أبو جعفر الطوسي (1) رحمه الله اختار السين المهملة مكان الصاد. وفي المغرب: الخطابية طائفة من الرافضية نسبوا الى أبي الخطاب محمد ابن أبي وهب الاخدع بالواو والهاء. وعلى كل حال فهو الغالي الملعون ولقد كانت له حالة استقامة أولا، والاصحاب ربما يروون ما قد رواه في حالة الاستقامة.


1) رجال الشيخ: 302 (*)

[ 576 ]

[ وذكر أبا الخطاب فقال: اللهم العن أبا الخطاب فانه خوفني قائما وقاعدا وعلى فراشي، اللهم أذقه حر الحديد. 510 – وبهذا الاسناد عن ابراهيم، عن أبي اسامة، قال: قال، رجل لابي عبد الله عليه السلام: اؤخر المغرب حتى تستبين النجوم ؟ قال، فقال: خطابية، ان جبريل أنزلها على رسول الله صلى الله عليه وآله حين سقط القرص. ] قال أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضايري في كتابه المعروف في الضعفاء وأرى ترك ما يقول أصحابنا: حدثنا أبو الخطاب في أيام استقامته (1). قوله: البراد الاخدع وفي طائفة من النسخ ” الزراد ” بالزاي المفتوحة مكان الباء الموحدة قبل الراء المشددة والدال أخيرا بعد الالف، وفي نسخة بالسين المهملة مكان الزاي أو الباء. و ” الاخدع ” باعجام الخاء واهمال الدال والعين بمعنى الاحمق، وربما يضبط بالجيم (2) مكان الخاء. قوله: أبا الضبيات (3) بتحريك الظاء المعجمة والباء الموحدة والياء المثناة من تحت والتاء المثناة من فوق بعد الالف، وقيل: أبو الظبيان باسكان الموحدة بعد المعجمة المفتوحة وقبل المثناة من تحت قبل الالف والنون بعدها. قوله (ع): خطابية أي هذه تشريعة خطابية وبدعة اختلاقية، افتعلها واختلقها أبو الخطاب افتراءا على الله عزوجل واختلافا علينا.


1) الخلاصة: 250 2) كما في المطبوع من الرجال. 3) وفى المطبوع من الرجال بجامعة مشهد: أبا الخطاب. (*)

[ 577 ]

[ 511 – أبو علي خلف بن حامد، قال: حدثني أبو محمد الحسن بن طلحة، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن بريد العجلي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم فمحت قريش ستة وتركوا أبا لهب. وسألت عن قول الله عزوجل ” هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل افاك أثيم ” (1) قال: هم سبعة: المغيرة بن سعيد، وبيان، وصائد النهدي، والحارث الشامي، وعبد الله بن الحارث، وحمزة بن عمارة البربري، وأبو الخطاب. 512 – حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كتب أبو عبد الله عليه السلام الى أبي الخطاب بلغني أنك تزعم أن الزنا رجل، وان الخمر رجل، وان الصلاة رجل، وأن الصيام رجل وان الفواحش رجل، وليس هو كما تقول انا أصل الحق وفروع الحق طاعة الله ] قوله (ع): طاعة الله فيه وجهان: الاول أن تكون الطاعة جمع طائع أو طيع، كما السادة جمع سيد والقادة جمع قائد، والصاغة جمع صائغ، والغاصة جمع غائص، والغاغة جمع غائغ، وعلى هذا ففروع الحق الشيعة. ومعنى الكلام: انا نحن أصل الحق وفروع الحق من شيعتنا، انما هم الطيعون الطائعون المطيعون لله عزوجل. الثاني: أن تكون هي اسم الجنس فيعنى بها جنس الطاعات والحسنات، أو المصدر أي اطاعة الله والتعبد له عزوجل فيما أمر به من العبادات، ونهى عنه من المعاصي، فحينئذ يقدر حذف المضاف الى الضمير في اسم ان. والتقدير أن معرفة حقنا والدخول في ولايتنا أصل الحق وأس الدين وفروع الحق ومتممات الدين، هي ضروب الطاعات والعبادات والامتثال في أوامر الله


1) سورة الشعراء: 222 (*)

[ 578 ]

[ وعدونا أصل الشر وفروعهم الفواحش، وكيف يطاع من لا يعرف، وكيف يعرف من لا يطاع. 513 – طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن احمد، قال: حدثني الشجاعي عن الحمادي، رفعه الى أبي عبد الله عليه السلام انه قيل له: روي عنكم ان الخمر والميسر وألانصاب وألازلام رجال ؟ فقال: ما كان الله عزوجل ليخاطب خلقه بما لا يعلمون. 514 – طاهر، قال: حدثني جعفر، قال: حدثنا الشجاعي، عن الحمادي رفعه الى أبي عبد الله عليه السلام سأل عن التناسخ ؟ قال: فمن نسخ الاول. ] تعالى والانتهاء عند نواهيه. وكذلك ” الفواحش ” على قياس ما ذكر، اما بمعنى الطواغي على جمع الفاحشة والطاغية بالهاء للمبالغة لا بالتاء للتأنيث، فكل فاحش جاوز الحدفي الفحش وطاغ تعدى الحد في الطغيان والعتو، فهو فاحشة وطاغية من باب المبالغة. فالمعنى: عدونا أصل الشر وأساس الضلال، وفروعهم الفواحش الطواغي من أصحاب الغواية والضلالة. واما بمعنى الفاحشات من الاثام والسيئات من المعاصي، بمعنى أن الدخول في حزب عدونا والانخراط في سلكهم أصل الشر والضلال في الدين وفروع ذلك فواحش الاعمال وموبقات المعاصي. قوله (ع): وكيف يطاع من لايعرف على صيغة المجهول يعني عليه السلام: أن معرفة الله تعالى وطاعته سبحانه لا تتم احداهما من دون الاخرى، فكما لا يطاع من لايعرف عزه وجلاله لايعرف كبرياؤه ومجده من لا يطاع. قوله (ع): فمن نسخ الاول قوله عليه السلام فمن نسخ الاول اشارة الى برهان ابطال التناسخ على القوانين الحكمية


[ 579 ]

[ 515 – أحمد بن علي القمي السلولي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان، عن عنبسة بن مصعب، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أي شئ سمعت من أبي الخطاب ؟ قال: سمعته يقول: انك وضعت على صدره وقلت له عه ولا تنس ! وانك تعلم الغيب، وانك قلت له: هو عيبة علمنا، وموضع سرنا، امين على أحيائنا وأمواتنا. ] والاصول البرهانية، تقريره. ان القول بالتناسخ انما يستتب لو قيل بأزلية النفس المدبرة للاجساد المختلفة المتعاقبة على التناقل والتناسخ، وبلا تناهي تلك الاجساد المتناسخة بالعدد في جهة الازل، كما هو المشهور من مذهب الذاهبين إليه، والبراهين الناهضة على استحالة اللانهاية العددية بالفعل مع تحقق الترتب، والاجتماع في الوجود قائمة هناك بالقسط بحسب متن الواقع المعبر عنه بوعاء الزمان، أعني الدهر وان لم يتصحح الا الحصول التعاقبي بحسب ظرف السيلان والتدريج والفوت واللحوق، أعني الزمان. وقد استبان ذلك في الافق المبين، والصراط المستقيم، وتقويم الايمان، وقبسات حق اليقين، وغيرها من كتبنا وصحفنا. فاذن لا محيص لسلسلة الاجساد المترتبة من مبدء متعين هو الجسد الاول في جهة الازل، يستحق باستعداده المزاجي أن يتعلق به نفس مجرده تعلق التدبير والتصرف فيكون ذلك مناط حدوث فيضانها عن جود المفيض الفياض الحق جل سلطانه. وإذا انكشف ذلك فقد انصرح أن كل جسد هيولاني بخصوصية مزاجه الجسماني واستحقاقه الاستعدادي يكون مستحقا لجوهر مجرد بخصوصه يدبره ويتعلق به ويتصرف فيه ويتسلطن عليه فليتثبت. قوله: عه الاظهر أن تكون الهاء هنا ضميرا عايدا الى ما يلقى إليه كما في ” وتعيها اذن


[ 580 ]

[ قال: لا والله ما مس شئ من جسدي جسده الايده، وأما قوله اني قلت اعلم الغيب: فوالله الذي لا اله الا هو ما أعلم الغيب، ولا آجرني الله في أمواتي، ولا بارك لي في احيائي ان كنت قلت له، قال: وقدامه جويرية سوداء تدرج. ] واعية ” (1) لاهاء السكت. قوله (ع): ولا آجرنى الله في أمواتي من باب نصر أي لا أعطاني في أمواتي أجرا. في الاساس: آجرك الله على ما فعلت وأنت مأجور عليه، ومنه قوله تعالى ” على أن تأجرني ثماني حجج (2) ” أي تجعلها أجري في التزويج، يريد المهر من قوله تعالى ” وآتوهن أجورهن ” (3) كأنه قال: على أن تمهرني عمل هذه المدة، وآجر فلان ولده إذا ماتوا وكانوا له أجرا (4). وفي المغرب: أجره إذا أعطاه أجرته من باب طلب وضرب، فهو آجر، وذلك مأجور. وقال الراغب في المفردات: يقال: آجر زيد عمرا يأجره أجرا أعطاه الشئ بأجرة، وآجر عمرو زيدا أعطاه الاجرة، وآجر كذلك، والفرق بينهما أن أجرته يقال إذا اعتبر فعل أحدهما، وأجرته إذا اعتبر فعلاهما وكلاهما يرجعان الى معنى (5). قوله: وجويرية سوداء تدرج أي تمشي قال في أساس البلاغة: درج الشيخ والصبي درجانا، وهو مشيهما (6).


1) سورة الحاقة: 12 2) سورة القصص: 27 3) سورة النساء: 25 4) أساس البلاغة: 12 5) مفردات الراغب: 11 6) أساس البلاغة: 185 (*)

[ 581 ]

[ قال: لقد كان مني الى أم هذه، أو الى هذه كخطة القلم فأتتني هذه، فلو كنت أعلم الغيب ما كانت تأتيني. ولقد قاسمت مع عبد الله بن الحسن حائطا بيني وبينه، فأصابه السهل والشرب واصابني الجبل، فلو كنت أعلم الغيب لاصابني السهل والشرب وأصابه الجبل. وأما قوله أني قلت له هو عيبة علمنا، وموضع سرنا، أمين على أحيائنا وأمواتنا: فلا آجرني الله في امواتي ولا بارك لي في احيائي ان كنت قلت له شيئا من هذا، قط. 516 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نصر، عن علي بن عقبة، عن أبيه، قال دخلت على ابي عبد الله عليه السلام قال: فسلمت وجلست، فقال لي: كان في مجلسك هذا أبو الخطاب، ومعه سبعون، رجلا كلهم إليه ينالهم منهم شئ رحمتهم، فقلت لهم: ألا أخبركم بفضائل المسلم، فلا احسب أصغرهم الا قال: بلى جعلت فداك. قلت: من فضائل المسلم أن يقال: فلان قاري لكتاب الله عزوجل، وفلان ذو حظ من ورع، وفلان يجتهد في عبادته لربه، فهذه فضائل المسلم، مالكم ] والاشهر ما في ساير كتب اللغة وهو اختصاص ذلك بالصبي والصبية. قوله (ع): كلهم إليه ينالهم (1) منهم شئ أي كلهم منقطعون إليه ينالهم منهم شئ، بالنون من النيل، أي تصيبهم من تلقاء أنفسهم مصيبة. وفي نسخة ” يثالم ” بالمثلثة مكان ينالهم على المفاعلة من الثلمة. و ” منهم ” للتعدية، أو بمعنى فيهم أو من زائدة للدعامة، والمعنى: يثالمهم شئ ويوقع فيهم ثلمة.


1) وفى المطبوع من الرجال: يتألم (*)

[ 582 ]

[ وللرياسات ؟ انما المسلمون رأس واحد، اياكم والرجال فان الرجال للرجال مهلكة. فاني سمعت أبي يقول: ان شيطانا يقال له المذهب يأتي في كل صورة، الا أنه لا يأتي في صورة نبي ولا وصي نبي، ولا أحسبه الا وقد تراءى لصاحبكم فاحذروه، فبلغني انهم قتلوا معه فأبعدهم الله وأسحقهم أنه لا يهلك على الله الا هالك. 517 – حمدويه ومحمد، قالا: حدثنا الحميدي وهو محمد بن عبد الحميد العطار الكوفي، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الله بن بكير الرجاني، قال: ذكرت أبا الخطاب ومقتله عند أبي عبد الله عليه السلام، قال، فرققت عند ذلك فبكيت، فقال: أتأسي عليهم ؟ فقلت: لا وقد سمعتك تذكر أن عليا عليه السلام قتل أصحاب النهر فأصبح أصحاب علي عليه السلام يبكون عليهم، فقال علي عليه السلام لهم: أتأسون عليهم ؟ قالوا: لا الا انا ذكرنا الالفة التي كنا عليها والبلية التي أوقعتهم، فلذلك رفقنا عليهم، قال: لا بأس. 518 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن معمر بن خلاد، قال، قال أبو الحسن عليه السلام: ان أبا الخطاب أفسد أهل الكوفة فصاروا لا يصلون المغرب حتى يغيب الشفق، ولم يكن ذلك انما ذاك للمسافر وصاحب العلة. ] قوله (ع): انما المسلمون رأس واحد أي انما هم في حكم رأس واحد فلا ينبغي لهم الا رئيس واحد. وفي بعض النسخ ” انما للمسلمين (1) ” رأس واحد، أي انما لهم جميعا رئيس واحد ومطاع واحد. قوله (ع): لا يهلك على الله الا هالك أي لايرد على الله هالكا الامن هو هالك بحسب استعداده الفطري واستحقاقه الجبلي في فطرته الاولى المفطورة، ثم في فطرته الثانية المكسوبة.


1) كما في المطبوع من الرجال بالنجف الاشرف (*)

[ 583 ]

[ وقال: ان رجلا سأل أبا الحسن عليه السلام فقال: كيف قال أبو عبد الله عليه السلام في أبي الخطاب ما قال ثم جاءت البراءة منه ؟ فقال له: أكان لابي عبد الله عليه السلام أن يستعمل وليس له أن يعزل. 519 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد، قال حدثني معاوية بن حكيم. وحدثني محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد ابن يزداد، قال: حدثنا معاوية بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال بلغني عن أبي الخطاب أشياء، فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فدخل أبو الخطاب وأنا عنده، أو دخلت وهو عنده، فلما أن بقيت أنا وهو في المجلس: قلت لابي عبد الله عليه السلام ان أبا الخطاب روى عنك كذا وكذا، قال: كذب. قال: فأقبلت أروي ماروي شيئا شيئا مما سمعناه وأنكرناه الا سألت عنه، فجعل يقول: كذب، وزحف أبو الخطاب حتى ضرب بيده الى لحية أبي عبد الله عليه السلام فضربت يده وقلت خذ يدك عن لحيته، فقال أبو الخطاب: يا أبا القاسم لا تقوم ؟ قال أبو عبد الله عليه السلام له حاجة، حتى قال ثلاث مرات كل ذلك يقول أبو عبد الله عليه السلام له حاجة، فخرج. فقال أبو عبد الله عليه السلام انما أراد أن يقول لك يخبرني ويكتمك فأبلغ أصحابي كذا وأبلغهم كذا وكذا، قال: قلت اني أحفظ هذا فأقول ما حفظت وما لم أحفظ قلت أحسن ما يحضرني، قال: نعم فان المصلح ليس بكذاب. قال أبو عمرو الكشي: هذا غلط ووهم في الحديث ان شاء الله، لقد أتى معاوية بشئ منكر لا تقبله العقول، وذلك أن مثل أبي الخطاب لا يحدث نفسه بضرب يده الى لحية أقل عبد لابي عبد الله عليه السلام فكيف هو صلى الله عليه. 520 – حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن العباس القصباني ابن عامر الكوفي، عن المفضل، قال: سمعت أبا عبد الله يقول: اتق السفلة، واحذر السفلة، فاني نهيت أبا الخطاب فلم يقبل مني.


[ 584 ]

[ 521 – حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبيه عمران بن علي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله أبا الخطاب، ولعن من قتل معه، ولعن من بقي منهم، ولعن الله من دخل قلبه رحمة لهم. 522 – محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن رجل، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبو الخطاب أحمق فكنت أحدثه فكان لا يحفظ، وكان يزيد من عنده. 523 – حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن ابن مسكان، عن عيسى شلقان، قال: قلت لابي الحسن عليه السلام وهو يومئذ غلام قبل أوان بلوغه: جعلت فداك ما هذا الذي يسمع من أبيك أنه أمرنا بولاية أبي الخطاب ثم أمرنا بالبراءة منه ؟ قال، فقال أبو الحسن عليه السلام من تلقاء نفسه: ان الله خلق الانبياء على النبوة فلا يكونون الا أنبياء، وخلق المؤمنين على الايمان فلا يكونون الا مؤمنين، واستودع قوما ايمانا، فان شاء أتمه لهم، وان شاء سلبهم اياه، وان أبا الخطاب كان ممن أعاره الله الايمان: فلما كذب على أبي سلبه الله الايمان. قال: فعرضت هذا الكلام على أبي عبد الله عليه السلام، قال، فقال: لو سألتنا عن ذلك ما كان ليكون عندنا غير ما قال. 524 – حمدويه، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله عليه السلام وميسر عنده، ونحن في سنة ثمان وثلاثين ومائة، فقال ميسر بياع الزطى: جعلت فداك عجبت لقوم كانوا يأتون ] قوله: بياع الزطى الزطي بضم الزاي واهمال الطاء المشددة نوع من الثياب.


[ 585 ]

[ معنا الى هذا الموضع، فانقطعت آثارهم وفنيت آجالهم، قال: ومن هم ؟ قلت: أبو الخطاب وأصحابه. وكان متكئا فجلس فرفع أصبعه الى السماء ثم قال: على أبي الخطاب لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فأشهد بالله أنه كافر فاسق مشرك، وأنه يحشر مع ] قال في المغرب: الزط جيل من الهند إليهم تنسب ثياب الزطية. وفي الصحاح: الزط جيل من الناس الواحد زطي مثل الزنج وزنجي والروم ورومي (1). وفي القاموس: الزط بالضم جيل من الهند معرب جت بالفتح والقياس يقتضي معربه أيضا، الواحد زطي والازط الاذط والمستوي الوجه والكوسج، وزط الذباب صوت (2). فأما قول العلامة في الايضاح: بياع الزطي بكسر الطاء المهملة المخففة وتشديد الياء، وسمعت من السيد السعيد جمال الدين أحمد بن طاوس، رحمه الله بضم الزاي وفتح الطاء المهملة المخففة مقصورا. فلا مساق له الى الصحة الا إذا قيل بتخفيف الطاء المكسورة وتشديد الياء للنسبة الى زوطي من بلاد العراق، ومنه ما ربما يقال: الزطي خشب يشبه الغرب منسوب الى زوطة قرية بأرض واسط. قال في القاموس: زواط كغراب موضع، وزواطي كسكارى بلد بين واسط والبصرة، وزوطي كسلمي جد الامام أبي حنيفة، وزوط تزويطا عظم اللقمة (3).


1) الصحاح: 3 / 1129 2 – 3) القاموس: 2 / 362 (*)

[ 586 ]

[ فرعون في أشد العذاب غدوا وعشيا، ثم قال: أما والله اني لانفس على أجساد أصليت معه النار. 525 – حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن المفضل بن مزيد، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: وذكر أصحاب أبي الخطاب والغلاة، فقال لي: يا مفضل لا تقاعدوهم ولا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا تؤاثروهم. ] قوله (ع): انى لانفس على أجساد أصليت (1) معه النار لانفس بفتح الفاء على صيغة المتكلم من النفاسة تقول: نفست به بالكسر من باب فرح، أي نجلت وضننت، ونفست عليه الشئ نفاسة إذا لم تره له أهلا، قاله في القاموس والنهاية (2) وغيرهما. و ” على أجساد ” أي على أشخاص، أو على نفوس تجسدت وتجسمت لفرط تعلقها بالجسد، وتوغلها في المحسوسات والجسمانيات. و ” أصليت معه النار ” على ما لم يسم فاعله من أصليته في النار إذا ألقيته فيها، ونصب ” النار ” على نزع الخافض. وفي نسخة ” أصيبت ” مكان أصليت. قوله (ع): ولا تؤاثروهم بالهمز على المفاعلة من الاثر، بمعنى الخبر أي لا تحادثوهم ولا تعاوضوهم بالاثار والاخبار. وفي نسخة ” ولا توارثوهم ” (3) على المفاعلة من الوراثة، أي لا تواصلوهم


1) وفى المطبوع من الرجال: أصيبت. 2) القاموس: 2 / 255 ونهاية ابن الاثير: 5 / 94. 3) كما في المطبوع من الرجال. (*)

[ 587 ]

[ 526 – وقالا: حدثنا العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله وذكر الغلاة، فقال: ان فيهم من يكذب حتى أن الشيطان ليحتاج الى كذبه. 527 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد ابن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن مرازم قال، قال أبو عبد الله عليه السلام للغالية: توبوا الى الله فانكم فساق كفار مشركون. 528 – حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن ابراهيم الكرخي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان ممن ينتحل هذا الامر لمن هو شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا. 529 – حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن جعفر ابن عثمان، عن أبي بصير، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا محمد أبرأ ممن يزعم انا أرباب قلت: برئ الله منه، قال: أبرء ممن يزعم انا أنبياء قلت: برئ الله منه. 530 – حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن ابن المغيرة، قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام أنا ويحيى بن عبد الله بن الحسن عليه السلام فقال يحيى: جعلت فداك انهم يزعمون انك تعلم الغيب ؟ فقال: سبحان الله سبحان الله ضع يدك على رأسي، فوالله ما بقيت في جسدي شعرة ولا في رأسي الا قامت. قال، ثم قال: لا والله ما هي الا وراثة عن رسول الله صلى الله عليه وآله. 531 – حمدويه، قال: حدثنا يعقوب، عن ابن أبي عمير، عن عبد الصمد ] بالمصاهرة الموجبة للتوارث. قوله: حدثنا العبيدي هو محمد بن عيسى العبيدي اليقطيني كما اسلفنا بيانه مرارا.


[ 588 ]

[ ابن بشير، عن مصادف، قال لما أتى القوم الذين أتوا بالكوفة: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته بذلك، فخر ساجدا وألزق جوجؤه بالارض وبكى، وأقبل يلوذ بأصبعه ويقول: بل عبد الله قن داخر مرارا كثيرة، ثم رفع رأسه ودموعه تسيل على لحيته، فندمت على أخباري اياه. فقلت: جعلت فداك وما عليك أنت من ذا ؟ فقال: يا مصادف ان عيسى لو سكت عما قالت النصارى فيه لكان حقا على الله أن يصم سمعه ويعمى بصره، ولو سكت عما قال في أبو الخطاب لكان حقا على الله أن يصم سمعي ويعمي بصري. 532 – حمدويه، قال: حدثنا يعقوب، عن ابن أبي عمير، عن شعيب، عن أبي بصير، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: انهم يقولون، قال: وما يقولون ؟ قلت: يقولون تعلم قطر المطر وعدد النجوم وورق الشجر ووزن ما في البحر وعدد التراب، فرفع يده الى السماء، وقال: سبحان الله سبحان الله لا والله ما يعلم هذا الا الله ! ! ] قوله: لما اتي القوم الذين اتوا بضم الهمزة وكسر المثناة من فوق على بناء ما لم يسم فاعله من الاتيان، أي أصابتهم الداهية ودخلت عليهم البلية. قال في المغرب: وقولهم من هنا اتت، أي من هنا دخل عليك البلاء، ومنه قول الاعرابي وهو سلمة بن صخر البياضي وهل اتيت الا من الصوم، ومن روي وهل أو تيت ما أو تيت الا من الصوم، فقد أخطأ من غير وجه واحد، على أن رواية الحديث عن ابن مندة وأبي نعيم وهل أصابني ما أصابني الا من الصيام. وفي نسخ عديدة ” لبي ولبو ” (1) باللام الموحدة المشددة مكان أتي وأتو من التلبية بمعنى الاجابة للدعوة، أو الاقامة بالمكان، على ابدال أخيرة الموحدتين الاصليتين ياءا كما في التظني والتقضي، وذلك تصحيف وتحريف من أقلام الناسخين فليعرف.


1) كما في الرجال المطبوع بجامعة مشهد والنجف والاشرف. (*)

[ 589 ]

[ 533 – حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن يحيى الحلبي، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لو قام قائمنا بدأ بكذابي الشيعة فقتلهم. 534 – حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة، قال أبو جعفر محمد بن عيسى: ولقد لقيت محمدا رفعه الى أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: السلام عليك يا ربي ! فقال: مالك لعنك الله، ربي وربك الله، أما والله لكنت ما علمت لجبانا في الحرب لئيما في السلم. 535 – خالد بن حماد، قال: حدثني الحسن بن طلحة، رفعه عن محمد بن اسماعيل، عن علي بن يزيد الشامي، قال. قال أبو الحسن عليه السلام: قال أبو عبد الله عليه السلام ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين الا وهي فيمن ينتحل التشيع. 536 – محمد بن مسعود، قال: حدثني على بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن مياح، عن عيسى، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: اياك ومخالطة السفلة فان السفلة لا يؤل الى خير. 537 – وجدت بخط جبريل بن أحمد: حدثني محمد بن عيسى، عن علي ابن الحكم، عن حماد بن عثمان، عن زرارة، قال قال أبو عبد الله عليه السلام: أخبرني عن حمزة أيزعم ان أبي آتيه ؟ قلت: نعم. قال: كذب والله ما يأتيه الا المتكون، ان ابليس سلط شيطانا يقال له المتكون يأتي الناس في أي صورة شاء، ان شاء في صورة صغيرة، وان شاء في صورة كبيرة ولا والله ما يستطيع أن يجئ في صورة أبي عليه السلام. 538 – محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، عن علي ابن حسان عن بعض اصحابنا رفعه الى ابي عبد الله عليه السلام قال: ذكر عنده جعفر بن واقد ونفر من أصحاب أبي الخطاب، فقيل: انه صار الى نمرود، وقال فيهم: وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله، قال، هو الامام. ]


[ 590 ]

[ فقال أبو عبد الله عليه السلام لا والله لا يأويني واياه سقف بيت أبدا، هم شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا، والله ما صغر عظمة الله تصغيرهم شئ قط، ان عزيرا جال في صدره ما قالت فيه اليهود فمحى الله اسمه من النبوة. والله لو أن عيسى أقر بما قالت النصارى لا ورثه الله صمما الى يوم القيامة، والله لو أقررت بما يقول في أهل الكوفة لاخذتني الارض، وما أنا الا عبد مملوك لا أقدر على شئ ضر ولا نفع. 539 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد ابن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن زكريا، عن ابن مسكان، عن قاسم الصيرفي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قوم يزعمون أني لهم امام، والله ما أنا لهم بامام، مالهم لعنهم الله، كلما سترت سترا هتكوه، هتك الله ستورهم، أقول كذا، يقولون انما يعني كذا، انما أنا أمام من أطاعني. 540 – محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثني الحسن الوشاء، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال انا أنبياء فعليه لعنة الله، ومن شك في ذلك فعليه لعنة الله. 541 – قال: حدثني الحسين بن الحسن بن بندار، ومحمد بن قولويه القميان، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد ابن أبي عمير، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول لعن الله بنان البيان، وان بنانا لعنه الله كان يكذب على أبي، أشهد أن أبي علي بن الحسين كان عبدا صالحا. 542 – سعد، قال: حدثنا محمد بن الحسين، والحسن بن موسى، قال: حدثنا صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لعن الله المغيرة بن سعيد، انه كان يكذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد، لعن الله من قال فينا مالا نقوله في أنفسنا، ولعن الله من أزالنا عن العبودية ]


[ 591 ]

[ لله الذي خلقنا واليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا. 543 – سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن الحسن بن فضال، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ويعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن داود بن أبي يزيد العطار، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل ” هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم ” (1). قال: هم سبعة: المغيرة بن سعيد، وبنان، وصائد، وحمزة بن عمارة الزبيدي، والحارث الشامي، وعبد الله بن عمرو بن الحارث، وأبو الخطاب. 544 – سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى سهل ابن زياد الواسطي، ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر وأبي يحيى الواسطي، قال، قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: كان بنان يكذب على علي بن الحسين عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد. وكان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد، وكان محمد بن بشير يكذب على أبي الحسن موسى عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد، وكان أبو الخطاب يكذب على أبي عبد الله عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد، والذي يكذب علي محمد بن فرات. قال أبويحيى: وكان محمد بن فرات من الكتاب، فقتله أبراهيم بن شكله. 545 – سعد، قال: حدثني الاشعري عبد الله بن علي بن عامر، بأسناد له عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال: تراءى والله أبليس لابي الخطاب على سور المدينة أو المسجد، فكأني أنظر إليه وهو يقول له ايها تطفر الان أيها تطفر الان. ] قوله (ع): أيها تطفر بكسر الهمزة واسكان المثناة من تحت وبالتنوين على النصب، كلمة أمر


1) سورة الشعراء: 222 (*)

[ 592 ]

[ 546 – سعد، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، ويعقوب بن يزيد، والحسين ابن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن ابراهيم بن عبد الحميد، عن حفص بن عمرو النخعي، قال، كنت جالسا عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له رجل: جعلت فداك ان أبا منصور حدثني أنه رفع الى ربه وتمسح على رأسه وقال له بالفارسية ” ياپسر “. فقال له أبو عبد الله عليه السلام: حدثني: أبي عن جدي أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ان ابليس اتخذ عرشا فيما بين السماء والارض، واتخذ زبانية كعدد الملائكة فإذا دعا رجلا فأجابه ووطئ عقبه وتخطت إليه الاقدام، تراءى له ابليس ورفع إليه، وان أبا منصور كان رسول ابليس، لعن الله أبا منصور، لعن الله أبا منصور ثلاثا. 547 – سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان بنانا والسري وبزيعا لعنهم الله تراءى لهم الشيطان في أحسن ما يكون صورة آدمي من قرنه الى سرته. قال، فقلت ان بنانا يتأول هذه الاية ” وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله ” (1) ان الذي في الارض غير اله السماء، واله السماء غير اله الارض، وان اله السماء أعظم من اله الارض، وان أهل الارض يعرفون فضل اله السماء ويعظمونه فقال: والله ما هو الا الله وحده لا شريك له اله من في السموات واله من في الارضين، كذب بنان عليه لعنة الله، لقد صغر الله عزوجل وصغر عظمته. ] بالسكوت والكف عن الشئ والانتهاء عنه. و ” تطفر ” باهمال الطاء وكسر الفاء، وقيل: بضمها أيضا من طفر يطفر طفرة أي وثب وثبة، سواء كان من فوق أو الى فوق، كما يطفر الانسان حايطا أو من حايط. قال في المغرب: وقيل: الوثبة من فوق والطفرة الى فوق.


1) سورة الزخرف: 84 (*)

[ 593 ]

[ 548 – سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن ابيه والحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير. وحدثني محمد بن عيسى، عن يونس ومحمد بن أبي عمير، عن محمد بن عمر بن أذينة، عن بريد بن معاوية العجلي، قال: كان حمزة بن عمارة الزبيدي لعنه الله يقول لاصحابه: ان أبا جعفر عليه السلام يأتيني في كل ليلة، ولا يزال انسان يزعم أنه قد أراه أياه، فقدر لي أني لقيت أبا جعفر عليه السلام فحدثته بما يقول حمزة، فقال: كذب عليه لعنة الله ما يقدر الشيطان أن يتمثل في صورة نبي ولا وصي نبي. 549 – سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن خالد الطيالسي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن ابن سنان، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: انا أهل بيت صادقون، لا نخلو من كذاب يكذب علينا، فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول الله صلى الله عليه وآله أصدق البرية لهجة، وكان مسيلمة يكذب عليه. وكان أمير المؤمنين عليه السلام أصدق من برأ الله من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبد الله بن سبا لعنه الله، وكان أبو عبد الله الحسين بن علي عليه السلام قد ابتلي بالمختار. ثم ذكر أبو عبد الله: الحارث الشامي وبنان، فقال، كانا يكذبان على علي ابن الحسين عليهما السلام. ثم ذكر المغيرة بن سعيد، وبزيعا، والسري، وأبا الخطاب، ومعمرا، وبشارا الاشعري، وحمزة الزبيدي، وصائد النهدي، فقال: لعنهم الله انا لا نخلو من كذاب يكذب علينا أو عاجز الرأي، كفانا الله مؤنة كل كذاب وأذاقهم الله حر الحديد. 550 – سعد، قال: حدثني العبيدي، عن يونس، عن العباس بن عامر القصباني. وحدثني أيوب بن نوح، والحسن بن موسى الخشاب، والحسن بن عبد الله ابن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن حماد بن أبي طلحة، عن ابن أبي يعفور ]


[ 594 ]

[ قال، دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال: ما فعل بزيع ؟ فقلت له: قتل، فقال: الحمد لله، أما أنه ليس لهؤلاء المغيرية شئ خيرا من القتل لانهم لا يتوبون أبدا. 551 – محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن أشكيب، قال: حدثني محمد بن أورمه، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي طالب القمي، عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال، قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان قوما يزعمون أنكم آلهة يتلون علينا بذلك قرآنا يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم. قال: ياسدير سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براء برء الله منهم ورسوله، ما هؤلاء على ديني ودين آبائي، والله لا يجمعني واياهم يوم القيامة الا وهو عليهم ساخط. قال، قلت: فما أنتم جعلت فداك ؟ قال: خزان علم الله وتراجمة وحي الله ونحن قوم معصومون أمر الله بطاعتنا ونهى عن معصيتنا، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الارض. قال الحسين بن أشكيب: وسمعت من أبي طالب عن سدير ان شاء الله. 552 – ابراهيم بن علي الكوفي، قال: حدثنا ابراهيم بن اسحاق الموصلي عن يونس بن عبد الرحمن، عن العلاء بن رزين، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: اياك والسفلة، انما شيعة جعفر من عف بطنه وفرجه واشتد جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه. 553 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سلام، عن حبيب الخثعمي، عن ابن أبي يعفور، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأستأذن عليه ]


[ 595 ]

[ رجل حسن الهيئة، فقال: اتق السفلة، فما تقارت في الارض حتى خرجت، فسألت عنه فوجدته غاليا. 554 – علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن هارون بن خارجة قال: كنت أنا ومراد أخي عند أبي عبد الله عليه السلام فقال له مراد: جعلت فداك خف المسجد قال: ومم ذلك ؟ قال: بهؤلاء الذين ] قوله: فما تقارت بالفاء أو بالقاف وتشديد الهمزة قبل الراء من باب التفعل، وأصله ليس من المهموز بل من الاجوف. و ” خرجت ” بالتشديد من التخريج بمعنى استبطان الامر واستكشافه واستنباطه واستخراجه من مظانه ومآنه ومن مداركه ودلايله، يعني ما انتشرت وما مشيت وما ذهبت وما ضربت في الارض حتى استكشفت أمر الرجل واستعلمت حاله واختبرته وفتشت عن دخلته وسألت الاقوام واستخبرتهم عنه، فوجدته غاليا. فظهر أن مولانا الصادق عليه السلام كان قد ألهمه الله تعالى ذلك وأطلعه عليه، فعلم خبث باطنه وعقيدته. يقال: فار – بالفاء – فوارا بالضم وفوارانا بالتحريك، أي انتشر وهاج، والفائر المنتشر والهايج. وقار – بالقاف – أي مشى على أطراف قدميه لئلا يسمع صوتهما، وقار أيضا إذا نفر وذهب في الارض، وقار القصيد إذا خيله وحدث به نفسه، واقتور الشئ إذا قطعه مستديرا قال ذلك كله القاموس (1) وغيره. وفي بعض النسخ ” فما تقاررت حتى خرجت ” بالقاف على التفاعل من القرار وتخفيف خرجت من الخروج.


1) القاموس: 2 / 112 و 123 (*)

[ 596 ]

[ قتلوا يعني اصحاب أبي الخطاب، قال: فأكب على الارض مليا ثم رفع رأسه فقال كلا زعم القوم انهم لا يصلون. 555 – ابراهيم بن محمد بن العباس، قال: حدثني أحمد بن ادريس القمي عن حمدان بن سليمان، عن محمد بن الحسين، عن ابن فضال، عن أبي المغرا، عن عنبسة، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: لقد أمسينا وما أحد أعدى لنا ممن ينتحل مودتنا. 556 – محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين عن موسى بن يسار، عن عبد الله بن شريك، عن أبيه، قال، بينا علي عليه السلام عند امرأة من عنزة وهي أم عمر واذ أتاه قنبر، فقال: ان عشرة نفر بالباب يزعمون أنك ربهم، قال: ادخلهم، قال: فدخلوا عليه. فقال: ما تقولون ؟ فقالوا: انك ربنا، وأنت الذي خلقتنا، وأنت الذي ترزقنا فقال لهم: ويلكم لا تفعلوا انما انا مخلوق مثلكم، فأبوا أن يقلعوا، فقال لهم: ويلكم ربي وربكم الله ويلكم توبوا وارجعوا، فقالوا: لا نرجع عن مقالتنا أنت ربنا ترزقنا وأنت خلقتنا. فقال يا قنبر آتني بالفعلة، فخرج قنبر فأتاه بعشر رجال مع الزبل والمرور، فأمرهم أن يحفروا لهم في الارض، فلما حفروا خدا أمرنا بالحطب والنار فطرح فيه حتى صار نارا تتوقد قال لهم: ويلكم توبوا وارجعوا ! فأبوا وقالوا: لا نرجع، فقذف علي عليه السلام بعضهم ثم قذف بقيتهم في النار، ثم قال علي عليه السلام. اني إذا أبصرت شيئا منكرا * أو قدت نارى ودعوت قنبرا في معاوية بن عمار وذكر عمره 557 – قال أبو عمرو الكشي: هو مولى بني دهن وهم حي من بجيلة، وكان يبيع السابري، وعاش مائة وخمسا وسبعين سنة. ]


[ 597 ]

[ في أبى البخترى وهب بن وهب 558 – ذكر أبو الحسن علي بن قتيبة بن محمد بن قتيبة، عن علي بن سلمة الكوفي: أبوالبختري اسمه وهب بن وهب بن كثير بن زمعة بن الاسود صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله. وقال علي أيضا: قال أبو محمد الفضل بن شاذان: كان أبوالبختري من أكذب البرية. 559 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا محمد بن الوليد البجلي، قال: حدثنا العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال العباس، سمعت رجلا يخبر ان أبا البختري كان يحدث: ان النار تستأمر في قرشي سبع مرات، قال، فقال له أبو الحسن، قد قال الله عزوجل: ” عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ” (1). قال العباس، وذكر رجل لابي الحسن عليه السلام ان أبا البختري وحديثه عن جعفر وكان الرجل يكذبه، فقال له أبو الحسن عليه السلام: لقد كذب على الله وملائكته ورسله. ثم ذكر أبو الحسن عن أبيه انه خرج مع أبي عبد الله جعفر جده عليه السلام الى ] في أبى البخترى وهب بن وهب كان قاضي القضاة ببغداد لهارون الرشيد، كان عامي المذهب وكان كذابا له أحاديث واقاصيص مع الرشيد في الكذب قاله النجاشي (2). وله كتاب رواه أبو جعفر بن بابويه عن أبيه، والصفار عن ابراهيم بن هاشم والسندي بن محمد عنه، وله كتاب مولد أمير المؤمنين عليه السلام، رواه أبو محمد الحسن ابن طاهر العلوي وغيره.


1) سورة التحريم: 6 2) رجال النجاشي: 336 (*)

[ 598 ]

[ نخله، حتى إذا كان ببعض الطريق لقيته أم أبي البختري، فوقف وعدل بوجه دابته فأرسلت إليه بالسلام فرد عليها السلام، فلما انصرف أبوه وجده الى المدينة، أتى قوم جعفرا فذكروا له خطبته أم أبي البختري ؟ فقال لهم: لم أفعل. ما روى في مسمع بن مالك كردين أبى سيار 560 – قال محمد بن مسعود: سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضال عن مسمع كردين ؟ فقال: هو ابن مالك من أهل البصرة، وكان ثقة. ما روى في أبى موسى البناء 561 – حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم، قال، دخل أبو موسى البناء على أبي عبد الله عليه السلام مع نفر من أصحابه، فقال لهم أبو عبد الله عليه السلام: احتفظوا بهذا الشيخ ! قال، فذهب على وجهه في طريق مكة، فذهب من قرح فلم ير بعد ذلك. ] قوله لم أفعل وقال النجاشي رحمه الله تعالى: قال سعد: تزوج أبو عبد الله عليه السلام بأمه (1). نقله العلامة في الخلاصة (2). وقطع به الحسن بن داود في كتابه (3)، والتعويل على ما رواه أبو عمرو الكشي رحمه الله. قوله: فذهب من قرح بضم القاف واسكان الراء واهمال الحاء. قال ابن الاثير: وقد تحرك الراء في في الشعر، وهو سوق وادي القرى،


1) رجال النجاشي: 336 2) الخلاصة: 262 3) رجال ابن داود: 523 (*)

[ 599 ]

[ ما روى في عبد الرحمن بن أبى عبد الله 562 – قال أبو عمرو: سألت محمد بن مسعود، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ؟ فذكر عن علي بن الحسن بن فضال، أنه عبد الرحمن بن ميمون الذي في الحديث وأبو عبد الله رجل من أهل البصرة اسمه ميمون، وعبد الرحمن هو ختن فضيل بن يسار. ما روى في بشر بن طرخان النخاس 563 – حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا الحسن الوشاء، عن بشر بن طرخان، قال، لما قدم أبو عبد الله عليه السلام الحيرة اتيته، فسألني عن صناعتي ؟ فقلت: نخاس، فقال: نخاس الدواب ؟ فقلت: نعم، وكنت رث الحال، فقال: أطلب لي بغلة فضحاء بيضاء الاعفاج بيضاء البطن فقلت: ما رأيت هذه الصفة قط، فقال: بلى. فخرجت من عنده فلقيت غلاما تحته بغلة بهذه الصفة، فسألته عنها ؟ فدلني على مولاه، فأتيته فلم ابرح حتى اشتريتها، ثم اتيت أبا عبد الله عليه السلام بها، فقال: نعم هذه الصفة طلبت. ثم دعا لي فقال: أنمى الله ولدك وكثر مالك ! فرزقت من ذلك ببركة دعائه ونشبت من الاولاد ما قصرت عنه الامنية. ] صلى به رسول الله صلى الله عليه وآله وبني به مسجدا (1). وأما ” قزح ” (2) بالزاء المفتوحة مكان الراء الساكنة فجبل بالمزدلفة واسم شيطان، ولا محل ولا مدخل في هذا المقام.


1) نهاية ابن الاثير: 4 / 36 2) كما في المطبوع من رجال الكشى. (*)

[ 600 ]

[ ما روى في داود بن زربى وكان أخص الناس بالرشيد. 564 – حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا محمد بن اسماعيل الرازي، قال: حدثني احمد بن سليمان، قال: حدثني داود الرقي، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: جعلت فداك كم عدة الطهارة ؟ فقال: ما أوجبه الله فواحدة، وأضاف إليها رسول الله صلى الله عليه وآله واحدة لضعف الناس، ومن توضأ ثلاثا ثلاثا فلا صلاة له. أنا معه في ذا حتى جاء داود بن زربي، فاخذ زواية من البيت فسأله عما سألته في عدة الطهارة ؟ فقال له: ثلاثا ثلاثا من نقص عنه فلا صلاة له. قال فارتعدت فرائصي وكاد أن يدخلني الشيطان، فأبصر أبو عبد الله عليه السلام الي وقد تغير لوني، فقال: أسكن يا داود هذا هو الكفر أو ضرب الاعناق، قال، فخرجنا من عنده. وكان بيت ابن زربي الى جوار بستان أبي جعفر المنصور، وكان قد القي الى أبي جعفر أمر داود بن زربي، وأنه رافضي يختلف الى جعفر بن محمد. فقال أبو جعفر: اني مطلع على طهارته فان هو توضأ وضوء جعفر بن محمد فاني لا عرف طهارته، حققت عليه القول وقتلته، فاطلع وداود يتهيأ للصلاة من حيث لا يراه، فاسبغ داود بن زربي الوضوء ثلاثا ثلاثا كما أمره أبو عبد الله عليه السلام، فما تم وضوئه حتى بعث إليه أبو جعفر فدعاه. قال، فقال داود: فلما ان دخلت عليه رحب بي، وقال: يا داود قيل فيك شئ باطل وما أنت كذلك، قال: قد اطلعت على طهارتك، وليست طهارتك طهارة الرافضة فاجعلني في حل، فأمر له بمائة الف درهم. قال، فقال داود الرقي: التقيت انا وداود بن زربي عند أبي عبد الله عليه السلام، فقال له داود بن زربي: جعلني الله فداك حقنت دمائنا في دار الدنيا، ونرجو أن ندخل ]


[ 601 ]

بيمنك وبركتك الجنة، فقال أبو عبد الله عليه السلام فعل الله ذلك بك وباخوانك من جميع المؤمنين. فقال أبو عبد الله عليه السلام لداود بن زربي: حدث داود الرقي بمامر عليكم حتى تسكن روعته، قال، فحدثه بالامر كله، قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: لهذا أفتيته لانه كان أشرف على القتل من يد هذا العدو. ثم قال: يا داود بن زربي توضأ مثنى مثنى ولا تزيدن عليه، وانك ان زدت عليه فلا صلاة لك. 565 – حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه، عن علي بن عقبة، أو غيره، عن الضحاك بن الاشعث قال: أخبرني داود بن زربي، قال، حملت الى أبي الحسن موسى عليه السلام مالا، فأخذ بعضه وترك بعضه، فقلت: لم لا تأخذ الباقي ؟ قال ان صاحب هذا الامر يطلبه منك، فلما مضى: بعث الي أبو الحسن الرضا عليه السلام فأخذه مني. ماروى في ضريس بن عبد الملك بن أعين الشيباني 566 – حمدويه، قال، سمعت أشياخي يقولون: ضريس انما سمي الكناسي لان تجارته بالكناسة، وكانت تحته بنت حمران، وهو خير فاضل ثقة. في على بن حزور الكناسى 567 – قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن فضال، عن علي ابن حزور قال: كان يقول بمحمد بن الحنفية الا أنه كان من رواة الناس. ماروى في حيان السراج واحتجاج أبى عبد الله (ع) عليه في محمد بن الحنفية 568 – حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثني محمد بن أصبغ، عن مروان بن مسلم، عن بريد العجلي، قال، دخلت على أبي عبد الله عليه السلام ]


[ 602 ]

فقال لي: لو كنت سبقت قليلا أدركت حيان السراج، قال، وأشار الى موضع في البيت، فقال: وكان هيهنا جالسا فذكر محمد بن الحنفية وذكر حياته وجعل يطريه ويقرظه. فقلت له: يا حيان أليس تزعم ويزعمون وتروي ويروون لم يكن في بني اسرائيل شئ الا هو في هذه الامة مثله ؟ قال: بلي، قال، فقلت: فهل رأينا ورأيتهم أو سمعنا وسمعتهم بعالم مات على أعين الناس فنكح نساؤه وقسمت أمواله وهو حي لا يموت ؟ فقال ولم يرد علي شيئا. 569 – حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: روى أصحابنا، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: أتاني ابن عم لي يسألني أن آذن لحيان السراج فأذنت له، فقال لي: يا أبا عبد الله اني أريد أن أسألك عن شئ أنا به عالم الا أني أحب أن أسألك عنه. أخبرني عن عمك محمد بن علي مات ؟ قال، قلت: أخبرني أبي أنه كان في ضيعة له فأتى فقيل له: أدرك عمك ! قال، فأتيته وقد كانت أصابته غشية فأفاق، فقال لي: ارجع الى ضيعتك قال، فأبيت، فقال: لترجعن. قال: فانصرفت فما بلغت الضيعة حتى أتوني فقالوا: ادركه، فأتيته فوجدته قد اعتقل لسانه، فدعا بطست، وجعل يكتب وصيتة فما برحت حتى غمضته وغسلته وكفنته وصليت عليه ودفنته، فان كان هذا موتا فقد والله مات، قال، فقال لي: رحمك الله شبه على أبيك، قال، قلت: يا سبحان الله أنت تصدف على قلبك، قال، فقال لي: وما الصدف على القلب ؟ قال، قلت: الكذب. 570 – حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثني سعد بن ]


[ 603 ]

[ عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن عبد الجبار الذهلي، عن العباسي بن معروف، عن عبد الله بن الصلت أبي طالب، عن حماد بن عيسى. ] ما روى في حيان السراج قوله: ومحمد بن عبد الجبار الذهلى ” الذهل ” باعجام الذال المضمومة من بني شيبان. قال في الصحاح: ذهل حي من بكر وهما ذهلان كلاهما من ربيعة، أحدهما ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابه، والاخر ذهل بن ثعلبة بن عكابة (1). وفي القاموس: بلا لام ذهل بن شيبان قبيلة منها يحيى الحافظ والامام أحمد على الصحيح (2). ومحمد بن عبد الجبار هذا هو محمد بن أبي الصهبان، كان عبد الجبار يكنى أبا الصبهان، قمي ثقة. ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الثاني، وفي أصحاب أبي الحسن الثالث، وفي أصحاب أبي محمد العسكري عليه السلام، ووثقه لا في موضع واحدا (3). روى عنه سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، ومحمد بن يحيى العطار، وأحمد بن ادريس وغيرهم من المشيخة الافاخم الاجلاء. وسيأتي في كلام أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالى أنه روي عن عبد الله بن بكير.


1) الصحاح: 4 / 1702 2) القاموس: 3 / 379 3) رجال الشيخ: 407 و 423 و 435 (*)

[ 604 ]

[ قال: وحدثني علي بن اسماعيل، ويعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار القلانسي، عن عبد الله بن مسكان، قال، دخل حيان السراج على أبي عبد الله عليه السلام فقال له: يا حيان ما يقول أصحابك في محمد بن علي الحنفية ؟ قال: يقولون هو حي يرزق. فقال أبو عبد الله عليه السلام: حدثني أبي أنه كان فيمن عاده في مرضه، وفيمن أغمضه وفيمن أدخله حفرته، وزوج نساؤه، وقسم ميراثه. قال، فقال حيان: انما مثل محمد بن الحنفية في هذه الامة مثل عيسى بن مريم، فقال: ويحك يا حيان شبه على أعدائه فقال: بلى شبه على أعدائه. قال: فتزعم أن أبا جعفر عدو محمد بن علي ! لا ولكنك تصدف يا حيان، وقد قال الله عزوجل في كتابه ” سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون ” (1) فقال أبو عبد الله عليه السلام: فتبت الى الله من كلام حيان ثلاثين يوما. ما روى في حماد بن عيسى الجهنى البصري ودعوة أبى الحسن (ع) له، وكم عاش 571 – حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن حماد بن عيسى البصري، قال، سمعت انا وعباد بن صهيب البصري من أبي عبد الله عليه السلام، فحفظ عباد مائتي حديث، وقد كان يحدث بها عنه عباد، وحفظت أنا سبعين حديثا قال حماد: فلم أزل أشكك نفسي حتى اقتصرت على هذه العشرين حديثا التي لم تدخلني فيها الشكوك. 572 – حمدويه، قال: حدثني العبيدي، عن حماد بن عيسى، قال، دخلت على أبي الحسن الاول عليه السلام فقلت له: جعلت فداك أدع الله لي أن يرزقني دارا وزوجة وولدا وخادما والحج في كل سنة، فقال: اللهم صل على محمد وآل محمد ]


1) سورة الانعام: 157 (*)

[ 605 ]

[ وارزقه دارا وزوجة وولدا وخادما والحج خمسين سنة. قال حماد: فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أحج من خمسين سنة، قال حماد: وحججت ثمانيا وأربعين سنة، وهذه داري قد رزقتها، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي، وهذا ابني، وهذا خادمي قد رزقت كل ذلك، فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين. ثم خرج بعد الخمسين حاجا، فزامل أبا العباس النوفلي القصير، فلما صار في موضع الاحرام دخل يغتسل: فجاء الوادي فحمله فغرقه الماء رحمنا الله واياه، قبل أن يحج زيادة على الخمسين، عاش الى وقت الرضا عليه السلام وتوفى سنة تسع ومأتين. وكان من جهينة وكان أصله كوفيا ومسكنه البصرة، وعاش نيفا وسبعين سنة ومات بوادي قناة بالمدينة، وهو وادى يسيل من الشجرة الى المدينة. ما روى في عبد الله بن بكير الرجانى 573 – قال أبو الحسن حمدويه بن نصير: عبد الله بن بكير ليس هو من ولد أعين، له ابن اسمه الحسين. وجدت في كتاب جبريل بن أحمد الفاريابي بخطة: حدثنا أبو جعفر محمد بن اسحاق، عن أحمد بن عبد الله الكرخي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن يونس بن يعقوب عن عبد الله الرجاني قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام وأنا غلام فبكيت، فقال، ما يبكيك يا بني ماكل من طلب هذا الامر أصابه ؟ ثم دخلت على جعفر عليه السلام بعد أبي جعفر عليه السلام فلما رآني وأنا مقبل قال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته. ما روى في شعيب بن أعين 574 – قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن فضال، عن شعيب يروي عنه سيف بن عميرة ؟ فقال: هو ثقة. ]


[ 606 ]

ما روى في أبى حنيفة سابق الحاج 575 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن عمرو بن عثمان عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى قنبر أمير المؤمنين عليه السلام فقال هذا سابق الحاج وقد أتى وهو في الرحبة فقال: لا قرب الله دياره: هذا خاسر الحاج يتعب البهيمة وينقر الصلاة، أخرج إليه فاطرده. 576 – حدثني محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن المزخرف، عن عبد الله بن عثمان، قال، ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام أبو حنيفة السابق، وأنه يسير في أربع عشرة فقال: لا صلاة له. ما روى في أبى داود المسترق 577 – قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن ] ما روى في أبى داود المسترق ابو داود المسترق هو الذي يجعله رئيس المحدثين أبو جعفر الكليني في جامعه الكافي صدر السند من باب التعليق، ويروي عنه كثيرا في طبقة الاسناد بتوسط العدة وبواسطة واحدة، وهو يروي عن الحسين بن سعيد من غير واسطة. ومن ذلك في باب مقدار الماء الذي يجزي للوضوء وللغسل، عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وأبي داود جميعا، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة الحديث بتمامه (1). وكذلك أورده الشيخ في التهذيب. والامر هنالك ملتبس على غير المتمهرين من أهل هذا العصر، قال: بعضهم قد روى محمد بن يعقوب، عن أبي داود، عن الحسين بن سعيد، وليس بالمسترق


1) الكافي: 3 / 21 (*)

[ 607 ]

قطعا، والى الان لم يتبين ولم يتضح لي من هو من أصحابنا، والظاهر أنه أبو داود السجستاني سليمان بن الاشعث من أئمة الحديث للعامة الذي يناسبه التاريخ فتأمل وتدبر (1). قلت هذا من تعاجيب الاوهام وعجائب التوهمات، ومما ليس يستحق الاصاخة له والاصغاء إليه، وحسبان أنه ليس بالمسترق قطعا قطع على الوهم وحسبان على الباطل، والتاريخ ليس كما قد ظن، على ما قد أوضحناه في التعليقات والمعلقات. أليس الشيخ رحمه الله تعالى قال في الفهرست: أبو داود المسترق له كتاب أخبرنا به أحمد بن عبدون، عن ابن الزبير عن على بن الحسن [ عن أبيه ]، عن الحسن بن محبوب، عن أبي داود، وأنبأ به ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن أبي داود، ورواه عبد الرحمن بن نجران عنه (2)، فاذن نقول: محمد بن الحسن الصفار يروي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أبي داود المسترق، كما ذكر في الفهرست، ومحمد بن الحسن الصفار في طبقة أبي جعفر الكليني، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب في طبقة العدة الذين يروي عنهم الكليني. فقد استقام رواية الكليني عن أبي داود المسترق بتوسط العدة، وأيضا من الصحيح الثابت أن الصفار مات سنة تسعين ومائتين، ومحمد بن الحسين أبي الخطاب سنة اثنتين وستين ومائتين، وقد توفي أبو داود المسترق وهو سليمان بن سفيان سنة احدى وثلاثين ومائتين، على ما أورده النجاشي رحمه الله في كتابه (3)، وهو


1) منهج المقال المعروف بالرجال الكبير للسيد ميرزا محمد: 387 وكثيرا ما يتعرض السيد الداماد لارائه في هذا الكتاب ويناقش فيها. 2) الفهرست: 214 ط النجف الاشرف 3) رجال النجاشي: 139 (*)

[ 608 ]

[ أبي داود المسترق ؟ قال: اسمه سليمان بن سفيان المسترق وهو المنشد، وكان ثقة. قال حمدويه: هو سليمان بن سفيان بن السمط المسترق كوفي، يروى عنه الفضل بن شاذان، أبو داود المسترق مشددة مولى بني أعين من كنده وانما سمي المسترق لانه كان راوية لشعر السيد، وكان يستخفه الناس لانشاده، يسترق: أي ] الصواب لاسنة ثلاثين ومائة كما في كتاب الحسن بن داود، (1) وبعض نسخ كتاب الاختيار، (2) هذا وهو خطأ واضح فليتبصر. قوله: وهو المنشد، وكان ثقة وكان ثقة قول أبي عمرو الكشي على ما هو الظاهر، وعلى ما أورده السيد جمال الدين بن طاوس في اختياره، فهو المستند المعول عليه في توثيق أبي داود المسترق، ولذلك جزم به العلامة في الخلاصة. وربما يقال (3): انه من جملة كلام على بن الحسن بن فضال فلا يصلح مستندا للحكم بتوثيق الرجل على الجزم. وليس بذاك فان علي بن فضال مقبول الشهادة عند الاصحاب في الجرح والتعديل، وان كان هو فتحيا لثقته وجلالته، كما هو المستبين. قوله رحمه الله: المسترق مشددة أي مشددة القاف من الاسترقاق على الاستفعال من الرقة، كان ينشد شعر السيد فيرقق القلوب ويسترق الافئدة. قوله رحمه الله تعالى: وكان يستخفه الناس ” يستخفه ” اما باهمال الحاء قبل الفاء المشددة بمعنى يجتمعون ويستديرون


1) رجال ابن داود: 176 2) كما في نسخ المطبوع من رجال الكشى. 3) والقائل هو الشيخ حسن صاحب المعالم والمنتقى. (*)

[ 609 ]

[ يرق على أفئدتهم وكان يسمى المنشد، وعاش تسعين سنة، ومات سنة ثلاثين ومائة. ] حوله ويحتفون به من جميع جوانبه، أو بمعنى أنهم كانوا يستوفون منه انشاد كل ما عنده من شعر السيد جميعا. وذلك من قولهم: استحف فلان أموال القوم أي أخذها بأسرها قاله في القاموس (1) وغيره. واما باعجام الخاء، أي يطلبون منه الخفة والرفق معهم والملاينة والتأني بهم ومنه في التنزيل الكريم ” فاستخف قومه ” (2) قاله الراغب في المفردات (3). قوله: ومات سنه ثلاثين ومائة هكذا في أكثر نسخ هذا الكتاب، وكذا نقله الحسن بن داود وغيره، وهو غلط صريح يدافعه قوله أولا يروي عنه الفضل بن شاذان، فان الفضل بن شاذان من أصحاب أبي الحسن الهادي وأبي محمد العسكري عليهما السلام، وابوه شاذان بن جبريل من اصحاب يونس بن عبد الرحمن، وولادته بعد ثلاثين ومائة بأزيد من اربعين سنة. وفي بعض النسخ العتيقة سنة ثلاثين ومائتين مكان مائة وذلك هو الصحيح الصواب، وهو المطابق لما أورده النجاشي في كتابه فقال: سليمان بن سفيان أبو داود المسترق المنشد مولى كندة ثم بني عدي منهم، روى عن سفيان بن مصعب عن جعفر بن محمد عليه السلام، وعمر الى سنة ثلاثين ومائتين. ثم قال: قال أبو الفرج محمد بن موسى بن علي القزويني رحمه الله: حدثنا اسماعيل بن علي الدعبلي قال: حدثنا أبي قال: رأيت ابا داود المسترق – وانما سمى المسترق لانه كان يسترق الناس بشعر السيد – في سنة خمس وعشرين ومائتين


1) القاموس: 3 / 129 2) سورة الزخرف: 54 3) مفردات الراغب: 152 (*)

[ 610 ]

[ ماروى في عبد الاعلى مولى أولاد سام 578 – حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن علي بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن عبد الاعلى، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان الناس يعتبون علي بالكلام وأنا أكلم الناس، فقال: أما مثلك من يقع ثم يطير فنعم، وأما من يقع ثم لا يطير فلا. ماروى في الوليد بن صبيح 579 – حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن ابراهيم بن هاشم، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن اسماعيل ابن عبد العزيز، عن أبيه، قال: دخلت أنا وابو بصير على أبي عبد الله عليه السلام، فقال له أبو بصير: جعلني الله فداك ان لنا صديقا وهو رجل صدق يدين الله بما ندين به، فقال: من هذا يا أبا محمد الذي تزكيه ؟ فقال: العباس بن الوليد بن صبيح، فقال: يرحم الله الوليد بن صبيح. ماروى في أبى نجران أبى عبد الرحمن بن أبى نجران 580 – وجدت في كتاب أبي عبد الله محمد بن نعيم الشاذاني بخطه: حدثني جعفر بن محمد المدايني، عن موسى بن القاسم البجلي، عن حنان بن سدير، عن أبي نجران قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان لي قرابة يحبكم الا أنه يشرب هذا النبيذ قال حنان: وأبو نجران هو الذي كان يشرب، غير أنه كنى عن نفسه. قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: فهل كان يسكر ؟ قال، قلت: أي والله جعلت فداك أنه ليسكر، قال: فيترك الصلاة ؟ قال: ربما قال للجارية: صليت البارحة ؟ ] يحدث عن سفيان بن مصعب، عن جعفر بن محمد عليه السلام، ومات سليمان سنة احدى وثلاثين ومائتين انتهى كلام النجاشي (1) فليعرف.


1) رجال النجاشي: 138 (*)

[ 611 ]

[ فربما قالت له: نعم قد صليت ثلاث مرات، وربما قال للجارية: يا فلانة صليت البارحة العتمة، فتقول: لا والله ما صليت ولقد أيقظناك وجهدنا بك. فأمسك أبو عبد الله عليه السلام يده على جبهته طويلا، ثم نحى يده، ثم قال: قل له يتركه فان زلت به قدم فان له قدما ثابتا بمودتنا أهل البيت. ] في ابى نجران قوله رحمه الله: صليت البارحة العتمة في القاموس: العتمة محركة ثلث الليل الاول بعد غيبوية الشفق، أو وقت صلاة العشاء الاخرة (1). وتقال أيضا: العتمة بضم العين واسكان التاء، وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وآله نهى عن تسمية العشاء الاخرة صلاة العتمة. قال ابن الاثير في النهاية، وجامع الاصول، ان الاعراب كانوا يسمون صلاة العشاء صلاة العتمة ؟ تسمية لها باسم وقتها، فنهى عليه وآله الصلاة والتسليم عن الاقتداء بهم في ذلك، وأمر باستعمال الاسم الناطق به لسان الشريعة البيضاء (2).


1) القاموس: 4 / 147 2) نهاية ابن الاثير: 3 / 180 (*)

[ 612 ]

[ ما روى في المفضل بن عمر 581 – جبريل بن احمد، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس، عن حماد بن عثمان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول للمفضل بن عمر الجعفي: يا كافر يا مشرك مالك ولا بني، يعني اسماعيل بن جعفر، وكان منقطعا إليه يقول فيه مع الخطابية، ثم رجع بعد. 582 – محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خلف، قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي، قال: حدثني موسى بن بكر، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لما اتاه موت المفضل بن عمر، قال: رحمه الله كان الوالد بعد الوالد، أما أنه قد استراح. 583 – محمد بن مسعود، عن اسحاق بن محمد البصري، قال: أخبرنا محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن بشير الدهان، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام لمحمد بن كثير الثقفي، ما تقول في المفضل بن عمر ؟ قال: ما عسيت أن أقول فيه، لو رأيت في عنقه صليبا وفي وسطه كستيجا لعلمت على انه على الحق، بعد ما سمعتك تقول فيه ما تقول. ] ما روى في المفضل بن عمر قوله: وفى وسطه كستيجا بضم الكاف واسكان السين المهملة قبل التاء المثناة من فوق المكسورة ثم الياء المثناة من تحت الساكنة قبل الجيم. قال في المغرب: الكستيج عن ابي يوسف خيط غليظ بقدر الاصبع يشده الذمي فوق ثيابه دون ما يتزينون به من الزنانير المتخذة من الابريسم، ومنه أمر عمر أهل الذمة باظهار الكستيجات. وفي القاموس: الكستيج – بالضم – خيط غليظ يشده الذمي فوق ثيابة دون


[ 613 ]

[ قال، رحمه الله لكن حجر بن زائدة، وعامر بن جذاعة أتياني فشتماه عندي، فقلت لهما: لا تفعلا فاني أهواه، فلم يقبلا فسألتهما وأخبرتهما أن الكف عنه حاجتي فلم يفعلا، فلا غفر الله لهما، اما اني لو كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم علي، ولقد كان كثير عزة في مودته لها أصدق منهما في مودتهما لي، حيث يقول: لقد علمت بالغيب أني أخونها * إذا هو لم يكرم علي كريمها أما أني لو كرمت عليهما لكرم عليهما من يكرم كريمهما. 584 – حدثني أبو القاسم نصر بن الصباح وكان غاليا: قال: حدثني أبو يعقوب بن محمد البصري، وهو غال ركن من أركانهم أيضا، قال: حدثني محمد ابن الحسن بن شمون، وهو أيضا منهم، قال حدثني محمد بن سنان وهو كذلك، عن بشير النبال، أنه قال، قال أبو عبد الله عليه السلام لمحمد بن كثير الثقفي وهو من أصحاب ] الزنار معرب كستي والكستج، كالحزمة من الليف معرب (1). قوله (ع): كان كثير عزة عزة بالكسر في القاموس (2) وبالفتح في الصحاح (3). وهي في الاصل نبت الظبية فجعلت اسم امرأة. و ” كثير ” بضم الكاف وفتح المثلثة وتشديد المثناة من تحت هو الذي يتشبب بها ويعشقها. في القاموس: كثير بالتصغير صاحب عزة (4). قوله محمد بن الحسن بن شمون محمد بن الحسن بن شمون البصري باعجام الشين وتشديد الميم واقف فاسد


1) القاموس: 1 / 205 2) القاموس: 2 / 182 3) الصحاح: 2 / 883 4) القاموس: 2 / 125 (*)

[ 614 ]

[ المفضل بن عمر أيضا، ما تقول في المفضل بن عمر، وذكر مثل حديث اسحاق ابن محمد البصري سواء. 585 – حدثني ابراهيم بن محمد، قال: حدثني سعيد بن عبد الله القمي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن أحمد عن أسد بن أبي العلا، عن هشام بن أحمر، قال، دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وأنا أريد أن اسأله عن المفضل بن عمر، وهو في ضبيعة له في يوم شديد الحر والعرق يسيل على صدره. فابتداني فقال: نعم والله الذي لا اله الا هو، المفضل بن عمر الجعفي، حتى أحصيت نيفا وثلاثين مرة يقولها ويكررها، قال: انما هو والد بعد والد. قال الكشي: أسد بن أبي العلا يروي المناكير، لعل هذا الخبر انما روى في حال استقامة المفضل قبل أن يصير خطابيا. 586 – حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، وحماد بن عثمان، عن اسماعيل بن جابر، قال، قال حية، قال، كنت عند أبي عبد الله عليه السلام في خدمته، فلما أردت أن أفارقه ودعته 587 – حدثني الحسين بن الحسين بن بندار القمي، قال: حدثني سعد ابن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ] المذهب غال، من رجال أبي جعفر الجواد وأبي الحسن الهادي، وأبي محمد العسكري عليهم السلام، وقف أولا ثم غلا أخيرا، عاش مائة وأربع عشرة سنة، واضيفت إليه احاديث كثيرة مناكير مخاليط لا يلتفت لفتها. قوله: عن الحسين بن أحمد هو الحسين بن احمد المنقري، كما قاله السيد جمال الدين بن طاوس في اختياره، وهو ضعيف ضعفه النجاشي والشيخ رحمهما الله تعالى.


[ 615 ]

[ والحسن بن موسى، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، قال، دخل حجر بن زائدة، وعامر بن جذاعة الازدي على أبي عبد الله عليه السلام فقالا له: جعلنا فداك، ان المفضل بن عمر يقول انكم تقد رون أرزاق العباد. فقال: والله ما يقدر ارزاقنا الا الله، ولقد احتجت الى طعام لعيالي فضاق صدري وأبلغت الى الفكرة في ذلك حتى أحرزت قوتهم فعندها طابت نفسي، لعنه الله وبرئ منه، قالا: افتلعنه وتتبرأ منه ؟ قال: نعم فالعناه وابرءا منه برئ الله ورسوله منه. 588 – حدثني حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن المفضل بن عمر، أنه كان يشير انكما لمن المرسلين. قال الكشى: وذكرت الطيارة الغالية في بعض كتبها عن المفضل: أنه قال لقد قتل مع أبي اسماعيل يعني أبا الخطاب سبعون نبيا كلهم رأى وهلل بنباوته: وأن المفضل قال: أدخلنا على أبي عبد الله عليه السلام ونحن اثنى عشر رجلا، قال: فجعل أبو عبد الله عليه السلام يسلم على رجل رجل منا ويسمي كل رجل منا باسم نبي، وقال لبعضنا: السلام عليك يا نوح، وقال لبعضنا: السلام عليك يا ابراهيم، وكان آخر من سلم عليه وقال: السلام عليك يا يونس، ثم قال: لاتخاير بين الانبياء. ] قوله: كلهم رأى وهلل بنباوته (1) قال العلامة الزمخشري في الفائق: النباوة والنبوة الارتفاع والشرف و ” كلهم ” كلا افراديا بالرفع على الابتداء. أي كل واحد منهم رأي وهلل على صيغة المعلوم، أي رأي معبوده بالمنظر الاعلى في الكبرياء والربوبية، ونفسه في الدرجة الرفيعة من النباوة والنباءة، وجرى على لسانه كلمة التهليل فقال: لا اله الا الله تدهشا وتحيرا واستعظاما وتعجبا. أو على صيغه المجهول أي إذا رأي قيل: لا اله الا الله تعجبا من نباوته واستعظاما لها، إذ كل من يرى شيئا عظيما يتعجب منه ويقول: لا اله الا الله.


1) وفى المطبوع من الرجال: كلهم رأى وهلك نبينا فيه. (*)

[ 616 ]

[ قال أبو عمرو الكشي: قال يحيى بن عبد الحميد الحماني، في كتابه – المؤلف في اثبات امامة أمير المؤمنين عليه السلام، قلت لشريك ان أقواما يزعمون أن جعفر بن محمد ضعيف في الحديث فقال: أخبرك القصة. كان جعفر بن محمد رجلا صالحا مسلما ورعا، فاكتنفه قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ويقولون حدثنا جعفر بن محمد، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة على جعفر، يستأكلون الناس بذلك ويأخذون منهم الدراهم فكانوا يأتون من ذلك بكل منكر، فسمعت العوام بذلك منهم، فمنهم من هلك ومنهم من أنكر. ] قال ابن الاثير في النهاية وفي جامح الاصول: في حديث عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله النظر الى وجه علي عبادة، قيل: معناه أن عليا عليه السلام كان إذا برز قال الناس: لا اله الا الله، ما أشرف هذا الفتى ! لا اله الا الله، ما أعلم هذا الفتى لا اله الا الله، ما اذكر هذا الفتى ! أي ما اتقى، لا اله الا الله، ما اشجع هذا الفتى ! فكانت رويته تحملهم على كلمة التوحيد انتهي كلام النهاية (1). وصاحب الكشاف في الفائق ذكر الحديث النظر الى وجه على عبادة وقال: قال ابن الاعرابي: تأويله أن عليا كان إذا برز قال الناس: لا اله الا الله ما أشرف هذا الفتى الى آخر ما في النهاية. قلت: نعم ما ذكره كذلك، ولكن لاريب أن النظر الى وجه علي عليه السلام في نفسه عبادة ومن أعظم العبادات، كما النظر الى وجه النبي صلى الله عليه وآله عبادة، والنظر الى الكعبة زادها الله تعالى شرفا وتعظيما عبادة. والنبي عليه الصلاة والتسليم قد نص على ذلك فقال: النظر الى الكعبة عبادة، والنظر الى المصحف من غير قرائة عبادة، والنظر الى علي عبادة، والنظر الى وجه العالم عبادة.


1) نهاية ابن الاثير: 5 / 77 (*)

[ 617 ]

[ وهؤلاء مثل المفضل بن عمر، وبنان، وعمر والنبطي وغيرهم، ذكروا أن جعفرا حدثهم أن معرفة الامام تكفي من الصوم والصلاة، وحدثهم عن أبيه عن جده وانه حدثهم ع ه قبل القيامة، وأن عليا عليه السلام في الحساب يطير مع الريح، وأنه كان يتكلم بعد الموت، وانه كان يتحرك على المغتسل، وأن اله السماء واله الارض الامام، فجعلوا الله شريكا، جهال ضلال. والله ما قال جعفر شيئا من هذا قط، كان جعفر أتقى لله وأورع من ذلك، فسمع الناس ذلك فضعفوه ولو رأيت جعفرا لعلمت أنه واحد الناس. 589 – وجدت بخط جبريل بن أحمد الفاريابي في كتابه: حدثني محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب واسحاق بن عمار قالا: خرجنا نريد زيارة الحسين عليه السلام، فقلنا لو مررنا بأبي عبد الله المفضل بن عمر فعساه يجئ معنا، فأتينا الباب فاستفتحنا فخرج إلينا فأخبرنا، فقال: استخرج الحمار وأخرج فخرج الينا وركب وركبنا، فطلع لنا الفجر على أربعة فراسخ من الكوفة فنزلنا فصلينا، والمفضل واقف لم ينزل يصلي، فقلنا يا أبا عبد الله ألا تصلي ؟ فقال: قد صليت قبل أن أخرج من منزلي. 590 – حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن ابن ابي عمير ] قوله: ع ه ” ع ه ” رمز عن الرجعة، أي حدثهم عن أبية عن جده بالرجعة عند ظهور القائم من آل محمد قبل يوم القيامة. قوله: لعلمت أنه واحد الناس أي أوحدي وحيد فريد لا ثاني له في الجلالة ولا نظير له في الناس. قال في الصحاح: فلان واحد دهره لا نظير له وقال: استأحد الرجل أنفرد (1).


1) الصحاح: 1 / 437 (*)

[ 618 ]

[ عن حماد بن عثمان، عن اسماعيل بن عامر، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فوصفت له الائمة حتى انتهيت إليه، قلت: واسماعيل من بعدك، فقال: اما ذا فلا، قال حماد فقلت لاسماعيل: وما دعاك الى ان تقول واسماعيل من بعدك ؟ قال: أمرني المفضل بن عمر. 591 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني عبد الله بن القاسم، عن خالد الجوان، قال: كنت أنا والمفضل بن عمر وناس من أصحابنا بالمدينة، وقد تكلمنا في الربوبية، قال: فقلنا مروا الى باب ] قوله: عن خالد الجوان بفتح الجيم وتشديد الواو قبل الالف والنون بعدها على ما ضبطه العلامة في الايضاح، أي بياع الجون. واسم أبيه نجيح بفتح النون وكسر الجيم واهمال الحاء أخيرا بعد الياء المثناة من تحت. في القاموس: الجون النبات يضرب الى سواد من خضرته والاحمر والابيض والاسود، الجمع جون بالضم ومن الابل والخيل الادهم (1). وفي الصحاح: الجونة الخابية المطلية بالقار (2). والمضبوط في نسخ كتاب الرجال للشيخ في باب أصحاب الصادق عليه السلام الزاي أو الراء مكان النون (3)، وليس بصحيح. قال الحسن بن داود في كتابه: ورأيت في تصنيف بعض الاصحاب – يعني به خلاصة العلامة – خالد الجواز وهو غلط (4).


1) القاموس: 4 / 211 2) الصحاح: 5 / 2096 3) راجع رجال الشيخ: 186 4) رجال ابن داود: 139 (*)

[ 619 ]

[ أبي عبد الله عليه السلام حتى نسأله، قال: فقمنا بالباب، قال: فخرج الينا وهو يقول: بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. قال الكشي: اسحاق وعبد الله وخالد من أهل الارتفاع. 592 – قال نصر بن الصباح، رفعه، عن محمد بن سنان، أن عدة من أهل الكوفة كتبوا الى الصادق عليه السلام فقالوا: ان المفضل يجالس الشطار وأصحاب الحمام وقوما يشربون الشراب، فينبغي أن تكتب إليه وتأمره الا يجالسهم، فكتب الى المفضل كتابا وختم ودفع إليهم، وأمرهم أن يدفعوا الكتاب من أيديهم الى يد المفضل. فجاؤا بالكتاب الى المفضل، منهم زرارة، وعبد الله بن بكير، ومحمد بن مسلم. وأبو بصير، وحجر بن زائدة، ودفعوا الكتاب، الى المفضل ففكه وقرأه، فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم اشتر كذا وكذا واشتر كذا، ولم يذكر قليلا ولا كثيرا مما قالوا فيه، فلما قرأ الكتاب دفعه الى زرارة، ودفع زرارة الى محمد بن مسلم حتى ار الكتاب الى الكل، فقال المفضل: ما تقولون ؟ قالوا: هذا مال عظيم حتى ننظر ونجمع ونحمل اليك لم ندرك الانراك بعد ننظر في ذلك. وارادوا الانصراف، فقال المفضل: حتى تغدوا عندي، فحبسهم لغدائه، ووجه المفضل الى أصحابه الذين سعوا بهم، فجائوا فقرأ عليهم كتاب أبي عبد الله عليه السلام، فرجعوا من عنده وحبس المفضل هؤلاء ليتغدوا عنده، فرجع الفتيان وحمل كل واحد منهم على قدر قوته ألفا وألفين وأقل وأكثر، فحضروا أو احضروا الفي دينار وعشرة آلاف درهم قبل أن يفرغ هؤلاء من الغداء. فقال لهم المفضل: تأمروني أن أطرد هؤلاء من عندي، تظنون ان الله تعالى ] قوله: وخالد من أهل الارتفاع سيأتي ما يدل على صحة عقيدة خالد بن نجيح الجوان وحسن حاله، فالاصح سلامته عن الارتفاع.


[ 620 ]

[ يحتاج الى صلاتكم وصومكم. وحكى نصر بن الصباح: عن ابن أبي عمير بأسناده أن الشيعة حين أحدث أبو الخطاب ما أحدث: خرجوا الى أبي عبد الله عليه السلام فقالوا اقم لنا رجلا نفزع إليه في أمر ديننا وما نحتاج إليه من الاحكام ؟ قال: لا تحتاجون الى ذلك متى ما احتاج أحدكم عرج الي وسمع مني وينصرف، فقالوا: لابد: فقال: قد أقمت عليكم المفضل اسمعوا منه وأقبلوا عنه، فانه لا يقول على الله وعلي الا الحق، فلم يأت عليه كثير شئ حتى شنعوا عليه وعلى أصحابه، وقالوا: اصحابه لا يصلون ويشربون النبيذ وهم اصحاب الحمام ويقطعون الطريق، والمفضل يقربهم ويدنيهم. 593 – حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن محمد بن عمر بن سعيد الزيات، عن محمد بن حبيب، قال: حدثني بعض أصحابنا، من كان عند أبي الحسن عليه السلام جالسا، فلما نهضوا قال لهم: ألقوا أبا جعفر عليه السلام فسلموا عليه وأحدثوا به عهدا، فلما نهض القوم التفت الي وقال: يرحم الله المفضل ان كان ليكتفي بدون هذا. 594 – وحدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح الجوان، قال، قال لي أبو الحسن عليه السلام: ما يقولون في المفضل بن عمر ؟ قلت: يقولون فيه هبه يهوديا أو نصرانيا وهو يقوم بأمر صاحبكم، قال: ويلهم ما أخبث ما أنزلوه، ما عندي كذلك ومالي فيهم مثله. 595 – علي بن محمد، قال: حدثني سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان ] قوله (ع): ان كان ليكتفي ان بالكسر على المخففة من المثقلة، أي انه كان، أو بالفتح على التعليل أي لانه كان.


[ 621 ]

[ عن موسى بن بكر، قال، كنت في خدمة أبي الحسن عليه السلام ولم أكن أرى شيئا يصل إليه الا من ناحية المفضل بن عمر، ولربما رأيت الرجل يجئ بالشئ فلا يقبله منه ويقول أوصله الى المفضل. 596 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أحمد بن كليب، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، قال، بلغ من شفقة المفضل أنه كان يشتري لابي الحسن عليه السلام الحيتان، فيأخذ رؤوسها ويبيعها ويشتري لها حيتانا شفقة عليه. 597 – حدثني نصر بن الصباح، قال: حدثني اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني الحسن بن علي بن يقطين، عن عيسى بن سليمان، عن أبي ابراهيم عليه السلام، قال، قلت: جعلني الله فداك خلفت مولاك المفضل عليلا فلو دعوت له، قال: رحم الله المفضل قد استراح، قال: فخرجت الى أصحابنا فقلت لهم، قد والله مات المفضل، قال: ثم دخلت الكوفة وإذا هو قد مات قبل ذلك بثلاثة أيام. 598 – علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن بعض أصحابنا، عن يونس بن ظبيان، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام جعلت فداك، لو كتبت الى هذين الرجلين بالكف عن هذا الرجل فانهما له موذيان، فقال: اذن أغريهما به، كان كثير عزة في مودتها أصدق منهما في مودتي حيث يقول: لقد علمت بالغيب الا أحبها * إذا هو لم يكرم علي كريمها أما والله لو كرمت عليهما لكرم عليهما من أقرب وأوثر. ما روى في عيسى بن أبى منصور شلقان 599 – محمد بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابراهيم بن علي قال، كان أبو عبد الله عليه السلام إذا رأى عيسى بن أبي منصور، قال: من أحب أن يري رجلا من أهل الجنة فلينظر الى هذا. 600 – كتب الي أبو محمد الفضل بن شاذان، يذكر عن ابن أبي عمير، عن ]


[ 622 ]

[ ابراهيم بن عبد الحميد، عن سعد بن يسار، عن عبد الله بن أبي يعفور، قال، كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ أقبل عيسى بن أبي منصور، فقال: إذا اردت أن تنظر الى خيار في الدنيا وخيار في الاخرة فانظر إليه. قال أبو عمرو الكشي: سألت حمدويه بن نصير، عن عيسى ؟ فقال: خير فاضل هو المعروف بشلقان، وهو ابن أبي منصور، واسم أبي منصور صبيح. ما روى في ابان بن تغلب 601 – حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكرنا أبان بن تغلب عند أبي عبد الله عليه السلام، فقال: رحمه الله أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان. 602 – حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن علي بن اسماعيل بن عمار، عن ابن مسكان، عن أبان بن تغلب، قال، قلت لابي عبد الله عليه السلام اني اقعد في المسجد فيجئ الناس فيسألوني، فان لم أجبهم لم يقبلوا مني، وأكره أن اجيبهم بقولكم وما جاء عنكم فقال لي: انظر ما علمت أنه من قولهم فأخبرهم بذلك. 603 – حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير، عن أبان ابن تغلب، قال، قال لى أبو عبد الله عليه السلام: جالس أهل المدينة فاني أحب أن يرى في شيعتنا مثلك. 604 – وروى عن صالح بن السندي، عن أمية بن علي، عن مسلم بن أبي ] ماروى في أبان بن تغلب قوله: عمر بن عبد العزيز هذا هو الذي لقبه في المعروف عند الاصحاب زحل وقد تقدم ذكره مرارا.


[ 623 ]

[ حية قال، كنت عند أبي عبد الله عليه السلام في خدمته، فلما أردت أن أفارقه ودعته وقلت له أحب أن تزودني، قال: ائت أبان بن تغلب فانه قد سمع مني حديثا كثيرا فما روى لك عني فأرو عني. ماروى في عمر بن يزيد بياع السابرى مولى ثقيف 605 – حدثني جعفر بن معروف، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن محمد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا بن يزيد أنت والله منا أهل البيت، قلت له: جعلت فداك من آل محمد ؟ قال: أي والله من انفسهم، قلت: من أنفسهم ؟ قال: أي والله من أنفسهم يا عمر، أما تقرأ كتاب الله عزوجل ” ان أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين (1) “. ما روى في عمران وعيسى ابني عبد الله القميين 606 – حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن طلحة، عن بعض الكوفيين رفعه قال، كنت بمنى إذ أقبل عمران بن عبد الله القمي، ومعه مضارب للرجال والنساء فيها كنف، فضربها في مضرب أبي عبد الله عليه السلام، إذ أقبل أبو عبد الله عليه السلام ومعه نسأوه. قال، فقال ما هذا ؟ قالوا: جعلنا الله فداك هذه مضارب ضربها لك عمران بن عبد الله، قال، فنزل، ثم قال يا غلام، عمران بن عبد الله، قال، فأقبل: جعلت فداك هذه المضارب التي أمرتني بها أن أعملها لك، فقال: بكم ارتفعت ؟ فقال له: جعلت فداك أن الكرابيس من صنعتي وعملتها لك، فأنا أحب جعلت فداك أن تقبلها مني هدية، فاني رددت المال الذي أعطيتنيه. قال: فقبض أبو عبد الله عليه السلام على يده ثم قال: أسأل الله أن يصلي على محمد ]


1) سورة آل عمران: 68 (*)

[ 624 ]

[ وآل محمد، وأن يظلك وعترتك يوم لاظل الا ظله. 607 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن موسى بن طلحة، عن أبي محمد أخي يونس بن يعقوب، عنه، قال: كنت بالمدينة فاستقبل جعفر بن محمد عليهما السلام في بعض أزقتها، قال، فقال: اذهب يا يونس فان بالباب رجلا منا أهل البيت. قال: فجئت الى الباب فإذا عيسى بن عبد الله القمي جالس، قال: فقلت له من أنت ؟ فقال له: أنا رجل من أهل قم، قال: فلم يكن بأسرع من أن أقبل أبو عبد الله عليه السلام، قال: فدخل على الحمار الدار، ثم التفت الينا فقال: أدخلا. ثم قال: يا يونس بن يعقوب أحسبك أنكرت قولي لك أن عيسى بن عبد الله منا أهل البيت ! قال قلت: أي والله جعلت فداك لان عيسى بن عبد الله رجل من أهل قم، فقال يا يونس عيسى بن عبد الله هو منا حي وهو منا ميت. 608 – محمد بن مسعود، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا الحسين بن عبد الله عن عبد الله بن علي، عن أحمد بن حمزة، عن عمران القمي، عن حماد الناب، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام ونحن جماعة إذ دخل عليه عمران بن عبد الله القمي فسأله وبره وبشه، فلما أن قام، قلت لابي عبد الله عليه السلام: من هذا الذي بررته هذا البر ؟ فقال: هذا من أهل بيت النجباء، ما أرادهم جبار من الجبابرة الا قصمه الله. 609 – محمد بن مسعود، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا الحسين بن عبيدالله عن عبد الله بن علي، عن أحمد بن حمزة، عن المرزبان بن عمران، عن أبان بن عثمان، قال: دخل عمران بن عبد الله القمي على أبي عبد الله عليه السلام، فقربه أبو عبد الله، فقال له: كيف أنت وكيف ولدك وكيف أهلك وكيف بنو عمك وكيف أهل بيتك ؟ ] ما روى في عمران وعيسى ابني عبد الله القميين قوله (ع): وهو مناحى أي هو حي من أحيائنا، وهو ميت من أمواتنا.


[ 625 ]

[ ثم حدثه مليا فلما خرج، قيل لابي عبد الله عليه السلام: من هذا ؟ قال: هذا نجيب قوم نجباء ما نصب لهم جبار الا قصمه الله. قال حسين: عرضت هذين الحديثين على أحمد بن حمزة، فقال أعرفهما ولا أحفظ من رواهما لي. 610 – حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن يونس بن يعقوب. قال: وحدثني محمد بن عيسى بن عبيدالله عن يونس بن يعقوب، قال: دخل عيسى بن عبد الله القمي على أبي عبد الله عليه السلام، فأوصاه بأشياء ثم ودعه وخرج عنه، فقال لخادمه: أدعه، فانصرف إليه فخرج إليه فأوصاه بأشياء، ثم ودعه وخرج عنه، فقال لخادمه: أدعه، فانصرف إليه فأوصاه بأشياء. ثم قال له: يا عيسى بن عبد الله ان الله عزوجل يقول ” وأمر أهلك بالصلاة ” (1) وأنك منا أهل البيت، فإذا كانت الشمس من هيهنا مقدارها من هيهنا من العصر، فصل ست ركعات، قال: ثم ودعه وقبل ما بين عيني عيسى فانصرف. قال يونس بن يعقوب: فما تركت الست ركعات منذ سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ذلك لعيسى بن عبد الله. ما روى في يزيد بن خليفة الحارثى 611 – حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى. ] قوله: حدثنى حمدويه هذا الحديث صحيح الطريق على الاصح في يونس بن يعقوب عالى الاسناد بالمعنيين المصطلح عليهما، وهو من ثلاثيات حمدويه عن أبي عبد الله عليه السلام، ومن رباعيات أبي عمرو الكشى رحمه الله.


1) سورة طه: 132 (*)

[ 626 ]

[ ومحمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن النضر بن سويد، رفعه قال: دخل على أبي عبد الله عليه السلام رجل يقال له يزيد بن خليفة، فقال له: من أنت ؟ فقال: من بلحارث ابن كعب، قال، أبو عبد الله عليه السلام: ليس من أهل بيت الا وفيهم نجيب أو نجيبان، وأنت نجيب بلحارث بن كعب. ما روى في عمر بن أذينة وسبب خروجه الى الموضع الذى مات فيه 612 – حمدويه بن نصير، قال: سمعت أشياخي منهم العبيدي وغيره، ان ابن أذينة كوفي، وكان هرب من المهدي، ومات باليمن، فلذلك لم يرو عنه كثير، ويقال: اسمه محمد بن عمر بن أذينة، غلب عليه اسم أبيه، وهو كوفي مولى لعبد القيس. ما روى في جابر المكفوف 613 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، عن العباس بن عامر، عن جابر المكفوف، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخلت عليه فقال: أما يصلونك ؟ قلت: بلى ربما فعلوا، قال: فوصلني بثلاثين دينارا، قال: يا جابر كم من عبد ان غاب لم يفقدوه وان شهد لم يعرفوه في أطمار لو أقسم على الله لابرقسمه. ما روى في زكريا بن سابور 614 – محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب، قال: حدثني العمركي، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن سعيد بن يسار، أنه حضر أحد ابني سابور، وكان لهما ورع واخبات، فمرض أحدهما، ولا أحسبه الا زكريا ابن سابور، قال: فحضرته عند موته، قال: فبسط يده ثم قال: ابيضت يدي يا علي. قال: فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام وعند محمد بن مسلم، فلما قمت من عنده ظننت أن محمد بن مسلم أخبره بخبر الرجل، فاتبعني رسول فرجعت إليه، فقال: ]


[ 627 ]

[ أخبرني خبر الرجل الذي حضرته عند الموت أي شئ سمعته يقول ؟ قلت: بسط يده فقال: ابيضت يدي يا علي، فقال أبو عبد الله عليه السلام رآه والله رآه والله رآه. ما روى في حريز وفضل بن عبد الملك البقباق وحذيفة بن منصور 615 – حمدويه ومحمد، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: سأل أبو العباس فضل البقباق لحريز الاذن على أبي عبد الله عليه السلام فلم يأذن له، فعاوده فلم يأذن له، فقال: أي شئ للرجل أن يبلغ من عقوبة غلامه ؟ قال، قال: على قدر ذنوبه، فقال: قد عاقبت والله حريزا بأعظم مما صنع، قال: ويحك اني فعلت ذلك أن حريزا جرد السيف، ثم قال: أما لو كان حذيفة بن منصور ما عاودني فيه بعد أن قلت لا. 616 – محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني يونس ابن عبد الرحمن، قال: قلت لحريز يوما: يا أبا عبد الله كم يجزيك أن تمسح من شعر رأسك في وضوئك للصلاة ؟ قال: بقدر ثلاث أصابع وأومأ بالسبابة والوسطى والثالثة، وكان يونس يذكر عنه فقها كثيرا. 617 – محمد بن مسعود، قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثني أبو داود المسترق، عن عبد الله بن راشد، عن عبيد بن زرارة قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وعنده البقباق، فقلت له: جعلت فداك رجل أحب بني أمية أهو معهم ؟ قال: نعم، قلت رجل أحبكم أهو معكم ؟ قال: نعم، قلت: وان زنى وان سرق ؟ قال: فنظر الى البقباق فوجد منه غفلة، ثم أومى برأسه نعم. ما روى في زيد الشحام والحارث بن المغيرة النصرى 618 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد ابن أحمد، عن محمد بن موسى الهمداني، عن منصور بن العباس، عن مروك بن ]


[ 628 ]

[ عبيد، عمن رواه، عن زيد الشحام، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: اسمي في تلك الاسامي يعني في كتاب أصحاب اليمين ؟ قال: نعم. 619 – نصر بن الصباح، قال: حدثنا الحسن بن علي بن أبي عثمان سجادة قال: حدثنا محمد بن الوضاح، عن زيد الشحام، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: يا زيد جدد التوبة وأحدث عبادة، قال: قلت: نعيت الي نفسي. قال: فقال لي: يا زيد ما عندنا لك خير، وأنت من شيعتنا، الينا الصراط والينا الميزان، والينا حساب شيعتنا، والله لانا لكم أرحم من أحدكم بنفسه، يا زيد كأني أنظر اليك في درجتك من الجنة ورفيقك فيها الحارث ابن المغيرة النصري. 620 – وحدثني محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال عن يونس بن يعقوب، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فقال: أما لكم من مفزع أما لكم من مستراح تستر يحون إليه، ما يمنعكم من الحارث بن المغيرة النصري. ما روى في الفضيل بن الزبير الرسان وأخويه 621 – قال محمد بن مسعود: وسألت علي بن الحسن، عن فضيل الرسان ؟ قال: هو فضيل بن الزبير وكانوا ثلاثة اخوة عبد الله وآخر. 622 – ابراهيم بن محمد بن العباس الختلي قال: حدثني أحمد بن ادريس القمي، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي ] ما روى في الفضيل بن الزبير الرسان وأخويه قوله: ابراهيم بن محمد بن العباس الختلى ” الختلي ” باعجام الخاء المضمومة وتشديد المثناة من فوق المفتوحة قبل اللام.


[ 629 ]

[ عمير، عن عبد الرحمن بن سيابة، قال: دفع الي أبو عبد الله عليه السلام دنانير، وأمرني أن أقسمها في عيالات من أصيب مع عمه زيد، فقسمتها، قال: فأصاب عيال عبد الله ابن الزبير الرسان أربعة دنانير. ما روى في سلام ومثنى بن الوليد والمثنى بن عبد السلام 623 – قال أبو النضر محمد بن مسعود: قال علي بن الحسن: سلام والمثنى ابن الوليد والمثنى بن عبد السلام كلهم حناطون كوفيون لا بأس بهم. ما روى في مسلم مولى أبي عبد الله عليه السلام 624 – محمد بن مسعود، قال: حدثنا علي بن الحسن، قال: حدثنا محمد ابن الوليد البجلي، عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن عليه السلام قال، ذكر أن مسلما مولى جعفر بن محمد سندي، وأن جعفرا قال له: أرجو أن تكون قد وفقت الاسم ] في القاموس: ختل كسكر كورة بما وراء النهر (1). والرجل من أشياخ أبي عمرو الكشي وغيره من المشيخة، قد أسلفنا مدحه فيما قد سلف. قال الشيخ في كتاب الرجال في باب ” لم “: ابراهيم بن محمد بن العباس الختلي، يروي عن سعد بن عبد الله وغيره من القميين، وعن علي بن الحسن بن فضال، وكان رجلا صالحا (2). ما روى في مسلم مولى أبى عبد الله (ع) قوله: أن تكون قد وفقت بفتح الواو وتخفيف الفاء المكسورة واسكان القاف وفتح الطاء للخطاب


1) القاموس: 3 / 366 2) رجال الشيخ: 438 (*)

[ 630 ]

[ وأنه علم القرآن في النوم فأصبح وقد علمه، قال محمد بن الوليد: كان من أولاد السند. 625 – محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، عن الوشاء عن الرضا عليه السلام مثله. ما روى في عبد الله بن غالب الشاعر 626 – قال نصربن الصباح البلخي: عبد الله بن غالب الشاعر الذي قال له أبو عبد الله عليه السلام أن ملكا يلقي عليه الشعر، واني لاعرف ذلك الملك. ما روى في كليب الصيداوي 627 – علي بن اسماعيل، عن حماد بن عيسى، عن حسين بن مختار، عن أبي اسامة، قال، قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان عندنا رجلا يسمى كليبا، فلا يجئ ] أي وجدتك في نفسك وفقا لاسمك وصادفت حالك في أمر دينك موافقا لمعنى اسمك. قال في أساس البلاغة: وفق الامر يفق كان صوابا موافقا للمراد، ووفقت أمرك صادفته موافقا لارادتك، وجاء القوم وفقا أي متوافقين، وفلان حلوبته وفق عياله أي لبنها يكفيهم (1). وربما يضبط بالتشديد من باب التفعيل على صيغة المعلوم أو المجهول، أي جعلت نفسك أو جعلت في نفسك بحسب سلامة دينك وفقا لك بحسب مدلول اسمك والاصح الاصوب هو الاول. قال في الصحاح: يقال: وفقت أمرك تفق بالكسر فيهما أي صادفته موافقا وهو من التوفيق، كما يقال: رشدت أمرك، والرفق من الموافقة بين الشيئين كالالتحام يقال: حلوبته وفق عياله، أي لها لبن قدر كفايتهم لافضل فيه (2).


1) أساس البلاغة: 684 2) الصحاح: 4 / 1567 (*)

[ 631 ]

[ عنكم شئ الا قال أنا أسلم، فسميناه كليبا بتسليمه قال: فترحم عليه أبو عبد الله عليه السلام وقال: أتدرون ما التسليم ؟ فسكتنا، فقال: هو والله الاخبات، قول الله عزوجل ” الذين آمنوا وعملوا الصالحات واخبتوا الى ربهم (1) “. 628 – أيوب بن نوح: عن صفوان بن يحيى، عن كليب بن معاويه الاسدي قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: والله انكم لعلى دين الله ودين ملائكته فأعينوني بورع واجتهاد، فوالله ما يتقبل الا منكم، فاتقوا الله وكفوا ألسنتكم وصلوا في مساجدهم، فإذا تميز القوم فتميزوا. 629 – روي عن محمد بن معلي النيلي، عن الحسين بن حماد الخراز عن كليب، قال، قال رجل لابي عبد الله عليه السلام: أيحب الرجل الرجل ولم يره ؟ قال: ها هو ذا انا أحب كليبا الصيداوي ولم أره. وهو كليب بن معاوية الصيداوي الاسدي، والصيدا بطن من بني أسد. ما روى في محمد بن قيس 630 – روى محمد بن غالب، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن زياد، عن فضيل بن عثمان، عن مرزوق، قال، قلت لابي عبد الله عليه السلام: محمد بن قيس يقرئك السلام ! فقال لي: محمد بن القيس الذي بينه وبين عبد الرحمن القصير قرابة ؟ قلت: نعم، قال: قل له أ عبد الله، ولا تشرك به شيئا وآمن برسوله خاتم النبيين لا نبي بعده، وانه كان لرسول الله الطاعة المفروضة وعلي ابن عمه، واياك والسمع من فلان وفلان. ما روى في عبد الواحد بن المختار الانصاري 631 – روى محمد بن غالب، عن محمد بن الوليد الخزاز، عن ابن بكير عن عبد الواحد بن المختار الانصاري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الشطرنج فقال


1) سورة هود: 23 (*)

[ 632 ]

[ ان عبد الواحد لفي شغل عن اللعب، قال ابن بكير: عبد الواحد ما كان عندي يذكر اللعب حتى يسأل عنه أبا عبد الله عليه السلام. ما روى في صالح بن سهل 632 – روى عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي الصيرفي، عن صالح بن سهل، قال، كنت أقول في ابي عبد الله عليه السلام بالربوبية، فدخلت عليه، فلما نظر الي قال: يا صالح انا والله عبيد مخلوقون لنا رب نعبده وان لم نعبده عذبنا. ما روى في رزام مولى خالد القسرى 633 – محمد بن الحسين، قال: حدثني الحسين بن خرزاد، عن يونس ابن القاسم البلخي، قال: حدثني رزام مولى خالد القسري، قال: كنت أعذب، بالمدينة بعد ما خرج منها محمد بن خالد، فكان صاحب العذاب يعلقني بالسقف، ويرجع الى أهله، ويغلق على الباب، وكان أهل البيت إذ انصرف الى أهله حلوا الحبل عني حتى يريحوني، وأقعد على الارض حتى إذا دني مجيئه علقوني. فوالله اني كذلك ذات يوم إذا رقعة وقعت من الكوة الي من الطريق، فأخذتها فإذا هي مشدودة بحصاة، فنظرت فيها فإذا خط أبي عبد الله عليه السلام وإذا فيها بسم الله الرحمن الرحيم قل يا رزام: يا كائنا قبل كل شئ، ويا كائنا بعد كل شئ، ويا مكون كل شئ ألبسني درعك الحصينة من شر جميع خلقك. قال رزام: فقلت ذلك فما عاد الي شئ من العذاب بعد ذلك. ما روى في أبى بحير عبد الله بن النجاشي 634 – حدثني محمد بن الحسن، قال: حدثني الحسن بن خرزاد، عن موسى ابن القاسم البجلي، عن ابراهيم بن أبي البلاد، عن عمار السجستاني، قال: زاملت أبا بحير عبد الله بن النجاشي من سجستان الى مكة، وكان يرى رأي الزيدية، فلما صرنا الى المدينة مضيت أنا الى أبي عبد الله عليه السلام ومضى هو الى عبد الله بن الحسن. ]


[ 633 ]

[ فلما انصرف رأيته منكسرا يتقلب على فراشه ويتأوه، قلت: مالك ابا بحير ؟ فقال: استأذن لي على صاحبك إذا اصبحت انشاء الله، فلما أصبحنا دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت: هذا عبد الله بن النجاشي سألني أن أستأذن له عليك وهو يرى رأي الزيدية فقال ائذن له. فلما دخل عليه قربه أبو عبد الله عليه السلام، فقال له أبو بحير: جعلت فداك أني لم أزل مقرا بفضلكم أرى الحق فيكم لا في غيركم، وأني قتلت ثلاثة عشر رجلا من الخوارج كلهم سمعتهم يتبرأ من علي بن أبي طالب عليه السلام. فقال له أبو عبد الله عليه السلام: سألت عن هذا المسألة أحدا غيري ؟ فقال: نعم سألت عنها عبد الله بن الحسن فلم يكن عنده فيها جواب وعظم عليه، وقال لي أنت مأخوذ في الدنيا والاخرة، فقلت: أصلحك الله فعلى ماذا عادينا الناس في علي عليه السلام ؟ فقال له أبو عبد الله عليه السلام: وكيف قتلتهم يا أبا بحير ؟ فقال: منهم من كنت أصعد سطحه بسلم حتى أقتله، ومنهم من دعوته بالليل على بابه فإذا خرج علي قتلته، ومنهم من كنت أصحبه في الطريق فإذا خلالي قتله، وقد استتر ذلك كله علي. فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا بحير لو كنت قتلتهم بأمر الامام لم يكن عليك في قتلهم شئ ولكنك سبقت الامام، فعليك ثلاث عشرة شاة تذبحها بمنى والتصدق بلحمها لسبقك الامام، وليس عليك غير ذلك. ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا بحير أخبرني حين أصابك الميزاب وعليك الصدرة من فراء، فدخلت النهر فخرجت وتبعك الصبيان يعيطون بك، أي شئ صيرك على هذا. فقال عمار، فالتفت الي أبو بحير فقال: أي شئ كان هذا من الحديث حتى تحدثه أبا عبد الله عليه السلام ! فقلت: لا والله ما ذكرت له ولا لغيره وهذا هو يسمع كلامي. فقال: له أبو عبد الله عليه السلام: لم يخبرني بشئ يا أبا بحير، فلما خرجنا من عنده، ]


[ 634 ]

[ قال لي أبو بحير يا عمار أشهد أن هذا عالم آل محمد، وأن الذي كنت عليه باطل وأن هذا صاحب الامر. ما روى في حماد السمندرى 635 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن أحمد النهدي الكوفي عن معاوية بن حكيم الدهني، عن شريف بن سابق التفليسي، عن حماد السمندري قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام اني أدخل الى بلاد الشرك وأن من عندنا يقولون أن مت ثم حشرت معهم، قال: فقال: يا حماد إذا كنت ثم تذكر أمرنا وتدعو إليه ؟ قلت: بلى، قال: فإذا كنت في هذه المدن مدن الاسلام تذكر أمرنا وتدعو إليه ؟ قال، قلت: لا، قال، فقال لي: انك ان مت ثم حشرت أمة وحدك وسعى نورك بين يديك. في عقبة بن خالد 636 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، عن الوشاء، قال: حدثنا علي بن عقبة، عن أبيه، قال، قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان لنا خادما لا تعرف ما نحن عليه، فإذا أذنبت ذنبا وأرادت أن تحلف بيمين: قالت لا وحق الذي إذا ذكرتموه بكيتم، قال، فقال: رحمكم الله من أهل البيت. ما روى في اسماعيل بن حقيبة وقيل جفينة 637 – قال محمد بن مسعود: وسألت علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن اسماعيل بن حقيبة ؟ قال: صالح، وهو قليل الرواية. ما روى في موسى بن أشيم وحفص بن ميمون وجعفر بن ميمون 638 – حمدويه بن نصير، قال: حدثنا أيوب بن نوح: عن حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اني لانفس على أجساد أصليت معه يعني أبا الخطاب النار ثم ذكر ابن الاشيم، فقال: كان يأتيني فيدخل علي هو وصاحبه وحفص بن ميمون ]


[ 635 ]

ويسألوني، فأخبرهم بالحق، ثم يخرجون من عندي الى أبي الخطاب، فيخبرهم بخلاف قولي، فيأخذون بقوله ويذرون قولي. ما روى في عبد الله بن بكير بن أعين 639 – قال محمد بن مسعود: عبد الله بن بكير وجماعة من الفطحية هم فقهاء أصحابنا، منهم ابن بكير، وابن فضال يعني الحسن بن علي، وعمار الساباطي، وعلي بن أسباط، وبنو الحسن بن علي بن فضال علي واخواه، ويونس بن يعقوب ومعاوية بن حكيم، وعد عدة من أجلة العلماء. ما روى في داود بن فرقد 640 – محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني الوشاء، عن علي بن عقبة، عن داود بن فرقد، قال، قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك كنت أصلي عند القبر وإذا رجل خلفي يقول ” أتريدون أن تهدوا من أضل الله والله أركسهم بما كسبوا ” (1). قال، فالتفت إليه وقد تأول علي هذه الاية، وما ادري من هو وأنا اقول ” وأن الشياطين ليوحون الى أوليائهم ليجادلوكم وان أطعتموهم انكم لمشركون ” (2). فإذا هو هارون بن سعد، قال، فضحك أبو عبد الله عليه السلام ثم قال: إذا أصبت الجواب، قل الكلام باذن الله. ] ما روى في عبد الله بن بكير بن أعين قوله: على وأخواه وهما أحمد ومحمد ابنا الحسن بن علي بن فضال.


1) سورة النساء: 88 2) سورة الانعام: 121 (*)

[ 636 ]

[ 641 – حمدويه، قال: حدثنا أيوب، قال: حدثني صفوان، عن داود بن فرقد، قال، قلت لابي عبد الله عليه السلام: أن رجلا خلفي حين صليت المغرب في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ” مالكم في المنافقين فئيتين والله اركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ” (1) فعملت أنه يعنيني، فالتفت إليه فقلت: ” وان الشياطين ليوحون الى أوليائهم ليجادلوكم ” (2) وذكر مثله سواء الى آخر الحديث. وقال في آخره: قلت جعلت فداك لاجرم والله ما تكلم بكلمة، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما أحد أجهل منهم ان في المرجئة فتيا وعلما وفي الخوارج فتيا وعلما، وما أحد أجهل منهم. ما روى في خالد بن جرير البجلى 642 – محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن، عن خالد بن جرير الذي يروى عنه الحسن بن محبوب ؟ فقال: كان من بجيلة، وكان صالحا. ما روى في وهب بن جميع مولى اسحاق بن عمار 643 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، وسألته عن وهب ابن جميع ؟ فقال: ما سمعت فيه الا خيرا. ما روى في على بن خليد المكفوف 644 – محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن، عن علي بن خليد وكان يعرف بأبي الحسن المكفوف، وهو بغدادي، قال: ليس به بأس. ما روى في اديم بن الحر أبى الحر الحذاء 645 – قال نصر بن الصباح: أبو الحر اسمه أديم بن الحر وهو حذاء صاحب أبي عبد الله عليه السلام روى نيفا وأربعين حديثا عن أبي عبد الله عليه السلام. ]


1) سورة النساء: 88 2) سورة الانعام: 121 (*)

[ 637 ]

[ ما روى في حبيب السجستاني 646 – محمد بن مسعود، قال: حبيب السجستاني كان أولا شاريا، ثم دخل في هذا المذهب، وكان من أصحاب أبي جعفر وابي عبد الله عليهما السلام منقطعا اليهما. ما روى في زياد بن أبى رجاء 647 – قال محمد بن مسعود: سألت ابن فضال، عن زياد بن أبي رجاء ؟ فقال: ثقة. ما روى في الطيار وابنه 648 – قال محمد بن مسعود: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد ابن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن ابن بكير، عن حمزة الطيار. قال، سألني أبو عبد الله عليه السلام عن قراءة القرآن ؟ فقلت: ما أنا بذلك، قال: لكن أبوك، قال، فسألني عن الفرائض ؟ فقلت: أنا وما أنا بذلك، فقال: لكن ابوك قال. ثم قال: ان رجلا من قريش كان لي صديقا وكان عالما قاريا، فاجتمع هو وأبوك عند أبي جعفر عليه السلام، فقال: ليقبل كل واحد منكما على صاحبه ويسأل كل واحد منكما صاحبه، ففعلا، فقال القرشي. لابي جعفر عليه السلام: قد علمت ما أردت ! أردت أن تعلمني أن في أصحابك مثل هذا، قال: هو ذاك كيف رأيت ؟. 649 – طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني الشجاعي، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن حمزة بن الطيار، عن أبيه محمد قال، جئت الى باب أبي جعفر عليه السلام، استأذن عليه فلم يأذن لي وأذن لغيري. فرجعت الى منزلي وأنا مغموم، فطرحت نفسي على سرير في الدار وذهب عني النوم، فجعلت افكر وأقول أليس المرجئة تقول كذا، والقدرية تقول كذا، والحرورية تقول كذا، والزيدية تقول كذا، فيفسد عليهم قولهم، وأنا أفكر في هذا حتى نادى المنادي فإذا الباب تدق، فقلت: من هذا ؟ فقال رسول أبي جعفر عليه السلام ]


[ 638 ]

[ يقول لك أبو جعفر عليه السلام أجب. فأخذت ثيابي ومضيت معه فدخلت عليه، فلما رآني قال: يا محمد لا الى المرجئة، ولا الى القدرية، ولا الى الحرورية، ولا الى الزيدية، ولكن الينا. كما حجبتك لكذا وكذا، فقبلت وقلت به. 650 – حمدويه ومحمد ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبان الاحمر، عن الطيار قال، قلت لابي عبد الله عليه السلام بلغني أنك كرهت منا مناظرة الناس وكرهت الخصومة ؟ فقال: أما كلام مثلك للناس فلا نكرهه، من إذا طار أحسن أن يقع وان وقع يحسن أن يطير، فمن كان هكذا فلا نكره كلامه. 651 – حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما فعل ابن الطيار ؟ قال، قلت: مات، قال: رحمه الله ولقاه نضرة وسرورا، فقد كان شديد الخصومة عنا أهل البيت. 652 – حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابي جعفر الاحول، عن أبي عبد الله عليه السلام فقال: ما فعل ابن الطيار ؟ فقلت: توفى، فقال: رحمه الله أدخل عليه الرحمة ونضره، فانه كان يخاصم عنا أهل البيت. 653 – فضالة بن جعفر، عن أبان، عن حمزة بن الطيار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، أخذ أبو عبد الله عليه السلام بيدي ثم عد الائمة عليهم السلام اماما اماما يحسبهم ] ما روى في الطيار وابنه قوله: فضالة بن جعفر الصواب عن جعفر، وهو قفة العلم جعفر بن بشير البجلي الوشاء، من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام، يروي عنه فضالة بن أيوب وغيره من الثقاة الاجلاء. وتصحيف العين بالباء الموحدة من النساخ.


[ 639 ]

[ بيده حتى انتهى الى أبي جعفر عليه السلام فكف. فقلت: جعلني الله فداك لو فلقت رمانة فأحللت بعضها وحرمت بعضها لشهدت أن ما حرمت حرام وما أحللت حلال، فقال: فحسبك أن تقول بقوله، وما أنا الا مثلهم لي مالهم وعلي ما عليهم، فان أردت ان تجئ يوم القيامة مع الذين قال الله تعالى ” يوم ندعو كل اناس بامامهم ” (1) فقل بقوله. ما روى في أبي الصباح الكنانى ابراهيم بن نعيم 654 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد ابن محمد، عن الوشاء، عن بعض أصحابنا قال، قال أبو عبد الله عليه السلام لابي الصباح الكناني: أنت ميزان ! فقال له: جعلت فداك ان الميزان ربما كان فيه عين قال: أنت ميزان ليس فيه عين. 655 – بهذا الاسناد عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن بريد العجلي، قال: كنت أنا وأبو الصباح الكناني عند أبي عبد الله عليه السلام فقال: كان أصحاب أبي والله خيرا منكم، كان أصحاب أبي ورقا لاشوك فيه وأنتم اليوم شوك لاورق فيه، فقال أبو الصباح الكناني: جعلت فداك فنحن أصحاب أبيك قال: كنتم يومئذ خيرا منكم اليوم. 656 – محمد بن مسعود، قال: كتب الي الشاذاني، قال: حدثنا الفضل، قال حدثني علي بن الحكم وغيره، عن أبي الصباح الكناني قال: جاءني سدير فقال لي: ان زيدا تبرأ منك، قال، فأخذت علي ثيابي، قال: وكان أبو الصباح رجلا ضاريا، قال: فأتيته فدخلت عليه وسلمت عليه، فقلت له يا أبا الحسين بلغني أنك قلت الائمة أربعة ثلاثة مضوا والرابع هو القائم. قال زيد هكذا قلت. قال، فقلت لزيد: هل تذكر قولك لي بالمدينة في حياة أبي جعفر عليه السلام ]


1) سورة الاسراء: 71 (*)

[ 640 ]

[ وأنت تقول أن الله تعالى قضى في كتابه ” أن من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا () ” وانما الائمة ولاة الدم وأهل الباب وهذا أبو جعفر الامام فان حدث به حدث فان فينا خلفا. وقال: كان يسمع مني خطب أمير المؤمنين عليه السلام وأنا أقول: فلا تعلموهم فهم أعلم منكم، فقال لي: أما تذكر هذا القول ؟ فقلت: بلى فان منكم من هو كذلك. قال: ثم خرجت من عنده فتهيأت وهيأت راحلة ومضيت الى أبي عبد الله عليه السلام ودخلت عليه، وقصصت عليه ما جرى بيني وبين زيد. فقال: أرأيت لو أن الله تعالى ابتلى زيدا فخرج منا سيفان آخران بأي شئ يعرف أي السيوف سيف الحق ؟ والله ما هو كما قال، لئن خرج ليقتلن، قال: فرجعت فانتهيت الى القادسية فاستقبلني الخبر بقتله رحمه الله. 657 – علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثنا أبو محمد الفضل بن شاذان، قال: حدثني علي بن الحكم، بأسناده، هذا الحديث بعينه. 658 – محمد بن مسعود، قال، قال علي بن الحسن: أبو الصباح الكناني ثقة وكان كوفيا، وانما سمي الكناني لان منزله في كنانه فعرف به، وكان عبديا. في ابان بن عثمان الاحمر 659 – محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير وحمدويه، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن ابراهيم بن أبي البلاد قال: كنت أقود أبي وقد كان كف بصره، حتى صرنا الى حلقة فيها ابان الاحمر، فقال لي: عمن تحدث ؟ قلت: عن أبي عبد الله عليه السلام، فقال: ويحه سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أما أن منكم الكذابين ومن غيركم المكذبين. 660 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: كان أبان من أهل البصرة، وكان مولى بجيلة، وكان يسكن الكوفة، وكان من الناووسية. ]


1) سورة الاسراء: 33 وليس ” ان ” من الاية. (*)

[ 641 ]

[ ما روى في أبى خديجة سالم بن مكرم 661 – محمد بن مسعود، قال: سألت أبا الحسن علي بن الحسن، عن اسم أبي خديجة ؟ قال: سالم بن مكرم، فقلت له: ثقة ؟ فقال: صالح وكان من أهل الكوفة، وكان جمالا، وذكر انه حمل أبا عبد الله عليه السلام من مكة الى المدينة، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تكتن بأبي خديجة، قلت فبم اكتني ؟ فقال: بأبي سلمة. وكان سالم من أصحاب أبي الخطاب، وكان في المسجد يوم بعث عيسى ابن موسى بن علي بن عبد الله بن العباس وكان عامل المنصور على الكوفة الى أبي الخطاب: لما بلغه انهم قد أظهروا الاباحات، ودعوا الناس الى نبوة أبي الخطاب، وانهم يجتمعون في المسجد ولزموا الاساطين يورون الناس انهم قد لزموها للعبادة، وبعث إليهم رجلا فقتلهم جميعا لم يفلت منهم الا رجل واحد أصابته جراحات فسقط بين القتلى يعد فيهم، فما جنه الليل خرج من بينهم فتخلص، وهو أبو سلمة سالم بن مكرم الجمال الملقب بأبي خديجة، فذكر بعد ذلك أنه تاب وكان ممن يروي الحديث. ما روى في فيض بن المختار وسليمان بن خالد وعبد السلام بن عبد الرحمن 662 – حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير. ومحمد ابن مسعود، قال: حدثني أحمد بن المنصور الخزاعي، عن أحمد بن الفضل الخزاعي، عن ابن أبي عمير، قال: حدثنا حماد بن عيسى، عن عبد الحميد بن أبي الديلم، قال، كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأتاه كتاب عبد السلام بن عبد الرحمن بن نعيم وكتاب الفيض بن المختار وسليمان بن خالد، يخبرونه أن الكوفة شاغرة برجلها وانه ان أمرهم أن يأخذوها، أخذوها، فلما قرأ كتابهم رمى به، ثم قال: ما انا لهؤلاء ]


[ 642 ]

[ بامام اما علموا ان صاحبهم السفياني. ما روى في الفيض ويونس بن ظبيان 663 – وان الفيض أول من سمع عن أبي عبد الله عليه السلام نصه على ابنه موسى ابن جعفر عليه السلام. جعفر بن أحمد بن أيوب، عن أحمد ابن الحسن التيمي، عن أبي نجيح، عن الفيض بن المختار. وعنه عن علي بن اسماعيل، عن أبي نجيح، عن الفيض، قال: قلت لابي عبد الله جعلت فداك، ما تقول في الارض أتقبلها من السلطان ثم أو اجرها آخرين على أن ما أخرج الله منها من شئ كان من ذلك النصف أو الثلث أو أقل من ذلك أو أكثر ؟ قال: لا بأس به، فقال له اسماعيل ابنه: يا أبه لم تحفظ. قال، فقال: يا بني أو ليس كذلك أعامل أكرتي ! ان كثيرا ما أقول لك الزمني فلا تفعل، فقام اسماعيل فخرج، فقلت جعلت فداك وما على اسماعيل الا يلزمك إذا كنت أفضيت إليه الاشياء من بعدك كما افضيت اليك بعد أبيك. قال، فقال: يا فيض ان اسماعيل ليس كأنا من أبي، قلت: جعلت فداك فقد كنا لانشك أن الرحال ستحط إليه من بعدك، وقد قلت فيه ما قلت، فان كان ما نخاف وأسأل الله العافية فالى من ؟ قال: فأمسك عني، فقبلت ركبته وقلت أرحم سيدي فانما هي النار، وأني والله لو طمعت اني أموت قبلك ما باليت، ولكني أخاف البقاء بعدك، فقال لي: مكانك. ثم قام الى ستر في البيت فرفعه ودخل، ثم مكث قليلا ثم صاح يا فيض أدخل ! فدخلت فإذا هو في المسجد قد صلى فيه، وانحرف عن القبلة فجلست بين يديه ودخل إليه أبو الحسن عليه السلام وهو يومئذ خماسي وفي يده درة فاقعده على فخذه، فقال له: بأبي أنت وأمي ما هذه المخفقة بيدك ؟ قال: مررت بعلي أخي وهي في يده يضرب بها بهيمة فانتزعتها من يده. ]


[ 643 ]

[ فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا فيض ان رسول الله صلى الله عليه وآله أفضيت إليه صحف ابراهيم وموسى عليهما السلام فائتمن عليها رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام، واتمن عليها علي الحسن عليه السلام، واتمن عليها الحسن الحسين عليه السلام واتمن عليها الحسين علي بن الحسين، واتمن عليها علي بن الحسين محمد بن علي، واتمنني عليها ابي، وكانت عندي، ولقد اتمنت عليها ابني هذا على حداثته وهي عنده، فعرفت ما اراد، فقلت له: جعلت فداك زدني. قال: يا فيض ان أبي كان إذا أراد ألا ترد له دعوة أقعدني على يمينه فدعا وامنت فلا ترد له دعوة، وكذلك أصنع بأبني هذا، ولقد ذكرناك أمس بالموقف فذكرناك بخير. فقلت له: يا سيدي زدني، قال: يا فيض ان أبي كان إذا سافر وأنا معه فنعس، وهو على راحلته أدنيت راحلتي من راحلته فوسدته ذراعي الميل والميلين حتى يقضي وطره من النوم، وكذلك يصنع بي أبني هذا. قال: قلت جعلت فداك زدني، قال: اني لاجد بابني هذا ما كان يجد يعقوب بيوسف، قلت: يا سيدي زدني، قال: هو صاحبك الذي سألت عنه فأقر له بحقه فقمت حتى قبلت رأسه ودعوت الله له. فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما أنه لم يؤذن لي في أمرك منك، قلت: جعلت فداك أخبر به أحدا ؟ قال: نعم أهلك وولدك ورفقاءك وكان معي أهلي وولدي ويونس بن ظبيان من رفقائي، فلما أخبرتهم حمدوا الله على ذلك كثيرا، وقال يونس: لا والله حتى أسمع ذلك منه، وكانت فيه عجلة، فخرج واتبعته فلما انتهيت الى الباب سمعت أبا عبد الله عليه السلام قد سبقني وقال: الامر كما قال لك الفيض، قال: سمعت واطعت. ]


[ 644 ]

[ ما روى في سليمان بن خالد 664 – وسؤاله لابي جعفر عليه السلام عن الامام هل يعلم ما في يومه ؟ فاجابه بما رأى بيان ذلك، ] ما روى في سليمان بن خالد هو أبو الربيع الاقطع الهلالي مولاهم الكوفي، سليمان بن خالد بن دهقان نافلة مولى عفيف بن معدي كرب، عم الاشعث بن قيس، وأخوه لامه. كان ثقة فقيها قاريا وجها صاحب قرآن، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه السلام. وكان خرج مع زيد، ولم يخرج معه من أصحاب أبي جعفر عليه السلام غيره فقطعت يده – أي أصابعها – وكان الذي قطعها يوسف بن عمر بنفسه، ومات في حياة أبي عبد الله عليه السلام فتوجع لفقده ودعى لولده وأوصى بهم أصحابه قاله النجاشي (1). والشيخ في كتاب الرجال (2). وفي كتاب سعد: أنه تاب من خروجه مع زيد، ورجع الى الحق، ورضي عنه أبو عبد الله عليه السلام بعد سخطه، وتوجع لموته وفقده (3). قوله: وسؤاله لابي جعفر (ع) اللام لدعامة المعني لا للتعدية، ونظم الكلام وسؤاله أبا جعفر عليه السلام أو للتعدية باعتبار تضمين القول في السؤال. قوله: فأجابه بما رأى بيان ذلك رأى على صيغة المعلوم، وفي نسخه ” أرى ” على ما لم يسم فاعله. والفاعل


1) رجال النجاشي: 138 2) رجال الشيخ: 207 3) الخلاصة: 77 (*)

[ 645 ]

[ والدليل على صدق أبي جعفر عليه السلام ما خبر به، وشاهده منه من الدلالة على امامته (صلوات الله عليه) واحتجاج سليمان بن خالد على الحسن بن الحسن. حمدويه، قال: سألت أبا الحسين أيوب بن نوح بن دراج النخعي، عن سليمان بن خالد النخعي، أثقة هو ؟ فقال: كما يكون الثقة. ] أو القائم مقام الفاعل سليمان. و ” بيان وكذلك الدليل (1) ” بالنصب على المفعول واسم الاشاره والضمير المجرور المتصل لما. و ” صدق أبي جعفر عليه السلام ” منصوب على المفعول الثاني. و ” ما خبربه ” بالتشديد من باب التعليل. وفي نسخة ” أخبر ” من باب الافعال محله النصب على أنه مفعول صدق وهو من المتعدي، كما في صدق وعده وعهده أي أنجزه ووفى به، ومنه ” لقد صدق الله رسوله الرؤيا (2) ” و ” رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه (3) ” لامن اللازم كما في صدق فلان في قوله. قوله: ما خبر به وفي نسخة ” بما ” أي فيما على أن يكون صدق من اللازم لامن المتعدي. قولة: عن سليمان بن خالد النخعي قد عد من الفرق أصحاب سليمان الاقطع، وهو أبو الربيع سليمان بن خالد هذا وقد تقدم في الكتاب في ترجمة أبي محمد هشام بن الحكم أنه قال ليونس بن عبد الرحمن: انه لما كان أيام المهدي العباسي كتب له ابن المفضل صنوف الفرق صنفا صنفا وفرقة فرقة.


1) كذا في النسخ. 2) سورة الفتح: 27 3) سورة الاحزاب: 23 (*)

[ 646 ]

[ قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني أبي، عن اسماعيل بن أبي حمزة قال: ركب أبو جعفر عليه السلام يوما الي حائط له من حيطان المدينة، فركبت معه الى ذلك الحائط ومعنا سليمان بن خالد، فقال له سليمان بن خالد: جعلت فداك يعلم الامام ما في يومه ؟ فقال: يا سليمان والذي بعث محمدا بالنبوة واصطفاه بالرسالة، انه ليعلم ما في يومه وفي شهره وفي سنته. ثم قال: يا سليمان أما علمت أن روحا تنزل عليه في ليلة القدر فيعلم ما في تلك السنة الى مثلها من قابل وعلم ما يحدث في الليل والنهار، والساعة ترى ما يطمئن به قلبك. ] حتى قال في كتابه: وفرقة منهم تقال لهم: الزرارية، وفرقة منهم تقال لهم: العمارية أصحاب عمار الساباطي، وفرقة منهم تقال لهم: يعفورية، ومنهم فرقة أصحاب سليمان الاقطع، وفرقة تقال لهم: الجواليقية (1). وكذلك عدهم صاحب الملل والنحل. قوله رحمه الله: حدثنى عبد الله بن محمد عبد الله بن محمد هو أبو خالد الطيالسي ثقه لامرية فيه. وأبوه أبو عبد الله محمد بن خالد الطيالسي أيضا حسن الحال، روى عن حميد بن زياد أكثر الاصول. وأما اسماعيل بن أبي حمزة فلست أحصل حاله، لكنه معلوم الاختصاص بأبي جعفر الباقر عليه السلام. والذي يستبين أنه ابن ابي حمزة الثمالي أخو محمد وعلي والحسين وكلهم ثقاة فاضلون والله سبحانه أعلم. قوله (ع) والساعة ترى والساعة بالنصب على الظرف


1) رجال الكشى: 265 ط جامعة مشهد تحت رقم 479 فراجع. (*)

[ 647 ]

[ قال، فوالله ما سرنا الا ميلا أو نحو ذلك، حتى قال: الساعة يستقبلك رجلان قد سرقا سرقة قد اضمرا عليها، فوالله ما سرنا الا ميلا حتى استقبلنا الرجلان، فقال ابو جعفر عليه السلام لغلمانه: عليكم بالسارقين ! فأخذا حتى أتي بهما. فقال: سرقتما، فحلفا له بالله أنهما ما سرقا، فقال: والله لئن أنتما لم تخرجا ما سرقتما لابعثن الى الموضع الذي وضعتما فيه سرقتكما، ولابعثن الى صاحبكما الذي سرقتماه حتى يأخذكما ويرفعكما الى والي المدينة، فرأيكما ؟ فأبيا أن يرد الذي سرقاه، فأمر أبو جعفر عليه السلام غلمانه أن يستوثقوا منهما. قال، فانطلق أنت يا سليمان الى ذلك الجبل وأشار بيده الى ناحية من الطريق، فاصعد أنت وهؤلاء الغلمان فان في قلة الجبل كهفا، فادخل أنت فيه بنفسك، حتى تستخرج ما فيه وتدفعه الى مولى هذا، فان فيه سرقة لرجل آخر ولم يأت وسوف يأتي. فانطلقت وفي قلبي أمر عظيم مما سمعت حتى انتهيت الى الجبل، فصعدت الى الكهف الذي وصفه لي، فاستخرجت منه عيبتين وقر رحلين، حتى أتيت بهما أبا جعفر عليه السلام، فقال: يا سليمان ان بقيت الى غد رأيت العجب بالمدينة مما يظلم كثير من الناس. فرجعنا الى المدينة، فلما أصبحنا أخذ أبو جعفر عليه السلام بأيدينا فدخلنا معه على والى المدينة، وقد دخل المسروق منه برجال براء فقال هؤلاء سرقوها، وإذا الوالي يتفرسهم، فقال أبو جعفر عليه السلام: ان هؤلاء براء، وليس هم سراقه وسراقه عندي. ثم قال لرجل: ما ذهب لك ؟ قال: عيبة فيها كذاو كذا، فادعى ما ليس له وما لم يذهب منه، فقال أبو جعفر عليه السلام: لم تكذب ؟ فقال: أنت أعلم بما ذهب مني فهم الوالى يبطش به حتى كفه أبو جعفر عليه السلام: ثم قال للغلام: ائتني بعيبة كذاو كذا فأتى بها، ثم قال للوالي: ان ادعى فوق هذا فهو كاذب مبطل في جميع ما ادعى. وعندي عيبة أخرى لرجل آخر وهو ياتيك الى أيام وهو رجل من بربر، فإذا ]


[ 648 ]

[ أتاك فأرشده الي فان عيبته عندي، وأما هذان السارقان فلست ببارح من هيهنا حتى تقطعهما، فأتي بالسارقين فكانا يريان أنه لا يقطعهما بقول أبي جعفر عليه السلام، فقال أحدهما: لم تقطعنا ولم نقر على أنفسنا بشئ قال: ويلكما شهد عليكما من لو شهد على أهل المدينة لاجزت شهادته. فلما قطعهما قال أحدهما: والله يا أبا جعفر لقد قطعتني بحق، وما سرني أن الله عز وعلا أجرى توبتي على يد غيرك، وأن لي ما حازته المدينة، وأني لا علم أنك لا تعلم الغيب، ولكنكم أهل بيت النبوة، وعليكم نزلت الملائكة وأنتم معدن الرحمة فرق له أبو جعفر عليه السلام وقال: له أنت على خير ثم التفت الى الوالي وجماعة الناس فقال: والله لقد سبقته الى الجنة بعشرين سنة. ] قوله: وما سرنى أن الله جل وعلا أي ما يسرني أن يكون لي ما حازته وجمعته المدينة، ويكون توبتي قد أجراها الله جل وعلا على يد غيرك. قوله (ع) والله لقد سبقته الى الجنة بعشرين سنة سبقته على صيغة المتكلم وحده، وبتقدير الباء للتعدية على الحذف والايصال والتقدير لقد سبقت به الى الجنة بعشرين سنة من سني عمره. وذلك اخبار منه عليه السلام بان الرجل كان قد تشيع ودان بولاية أهل البيت عليهم السلام منذ عشرين سنة من عمره. وربما تقرء على صيغة الماضي وتجعل يد الرجل هي الفاعل، والمعني: لقد سبقته يده المقطوعة الى الجنة بعشرين سنة اخبارا منه عليه السلام، بان الاقطع يعيش بعد القطع عشرين سنة، وان يده المقطوعة دخلت الجنه من حين القطع، والا قطع يدخلها من حين موته. ويدافع ذلك أمران أحدهما: أن كلام سليمان بن خالد في ذيل الحديث


[ 649 ]

[ فقال سليمان بن خالد لابي حمزة: يا أبا حمزة رأيت دلالة أعجب من هذا، فقال أبو حمزة العجيبة في العيبة الاخرى، فوالله ما لبثنا الا ثلاثا حتى جاء البربري الى الوالي فأخبره بقصتها، فأرشده الوالي الى أبي جعفر عليه السلام فأتاه. ] كالصريح في أن الرجل الاقطع قد عاش بعد القطع عشر سنين، وكان تلك المدة من أصحاب أبي جعفر عليه السلام. والاخر: أن ولوج الجنة ودخولها لا يصح الا بعد الحشر وانقضاء الحساب وغير ذلك من عقبات يوم الموقف، فكيف يتصحح ولوج اليد المقطوعة في الجنة من حين القطع ؟ ودخول الرجل الاقطع فيها من حين موته. فان قلت: الحديث المشهور عن النبي صلى الله عليه وآله: من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من الجنة الا الموت (1)، يفيد أنه يدخل الجنة من حين ما يموت. كلا بل انما معناه ومغزاه: أن الذي يمنعه من ولوج الجنة انما هو اجل الموت ومدة البرزخ من الموت الى البعث، لا شئ مما اكتسبه من الذنوب والاثام، فانها كلها مغفورة له. واما الاستشكال بأن الموت اذن هو سبب دخوله الجنة وهو عليه السلام قد جعله مانعا اياه من ذلك، فجوابه انه إذا جاء الحمام وطرء الموت استيقن المرء أنه من أهل الجنة وروحها وريحانها، فكان ملتذا متبهجا بذلت مدة زمان البرزخ. ولذلك كان القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران، ولا يكون ذلك الاستيقان والابتهاج قبل الموت أصلا فهذا الاستيقان والابتهاج في حكم ولوج الجنة، ولا مانع عن ذلك الا انتظار حضور الحمام. وهو المعني لقوله صلى الله عليه وآله لا يمنعه من الجنة الا الموت. ولقد أوردنا في المعلقات والوسائل وجوها عديدة في الجواب غير هذا الوجه.


1) مجمع البيان: 1 / 360 (*)

[ 650 ]

[ فقال له أبو جعفر عليه السلام: ألا أخبرك بما في عيبتك قبل أن تخبرني ؟ فقال له البربري: ان أنت أخبرتني بما فيها علمت أنك امام فرض الله طاعتك، فقال أبو جعفر عليه السلام: الف دينار لك، وألف دينار لغيرك، ومن الثياب كذا وكذا، قال فما اسم الرجل الذي له الالف ؟ قال: محمد بن عبد الرحمن، وهو على الباب ينتظرك أتراني أخبرك ألا بالحق ؟ فقال البربري: آمنت بالله وحده لا شريك له وبمحمد عليه السلام، وأشهد أنكم أهل بيت الرحمة الذين أذهب الله عنكم الرجس وطهركم تطيهرا، فقال أبو جعفر عليه السلام: رحمك الله فخر يشكر، فقال سليمان بن خالد حججت بعد ذلك عشر سنين وكنت أرى الاقطع من أصحاب أبي جعفر عليه السلام. 665 – حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال حدثني يونس، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، قال لقيت الحسن بن الحسن، فقال: أما لنا حق أما لنا حرمه، إذا اخترتم منا رجلا واحد كفاكم، فلم يكن له عندي جواب، فلقيت أبا عبد الله عليه السلام فأخبرته بما كان من قوله لي، فقال لي: ألقه فقل له أتيناكم فقلنا ] ومنها لعله صلى الله عليه وآله عبر عن حياة هذه النشأة البائدة الباطلة بالموت، فانها حياة ظاهرية وهي الموت على الحقيقة، والموت الجسداني انما حقيقته الا نتقال من أرض الممات الى دار الحياة الحقة الحقيقية. وهذه الحقيقة متكررة الورود جدا في التنزيل الكريم الالهى، وفي الاحاديث الشريفة عنهم صلوات الله عليهم. والحكماء الالهيون يقولون: تولد الانسان بمنزلة تكون النطفة في قرار الرحم وحياته في هذه النشأة بمنزلة مكث الجنين وموت جسده بمنزلة الولادة للحياة الحقيقة الابدية فليتبصر. قوله: فخر يشكر باعجام الخاء قبل الراء المشددة أي سجد للشكر.


[ 651 ]

[ هل عند كم ما ليس عند غيركم: فقلتم: لا، فصدقناكم وكنتم أهل ذلك، وآتينا بني عمكم فقلنا هل عندكم ما ليس عند الناس ؟ فقالوا: نعم، فصدقناهم وكانوا أهل ذلك. قال: فلقيته فقلت له ما قال لي، فقال لي الحسن فان عندنا ما ليس عند الناس فلم يكن عندي شئ، فاتيت أبا عبد الله عليه السلام فأخبرته، فقال لي: القه وقل ان الله عزوجل يقول في كتابه ” ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم ان كنتم صادقين ” (1) فاقعدوا لنا حتى نسألكم: قال: فلقيته فحاججته بذلك، فقال لي أفما عندكم شئ ألا تعيبونا، ان كان فلان تفرغ وشغلنا فذاك الذي يذهب بحقنا. 666 – علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، قال: حدثني أبي، عن عدة من أصحابنا، عن سليمان بن خالد، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: رحم الله عمي زيدا ما قدر أن يسير بكتاب الله ساعة من نهار، ثم قال: يا سليمان بن خالد ماكان عدوكم عندكم ؟ قلنا: كفار. قال: فان الله عزوجل يقول: ” حتى إذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد ] قوله: ان كان فلان تفرغ وشغلنا أن بالفتح للتعليل على المخففة من المثقلة. و ” فلان ” كناية عن أبي عبد الله الصادق وأبيه أبي جعفر الباقر عليهم السلام. ومعنى الكلام حاججته وأفحمته بذلك فقال: أفما عندكم معشر الشيعة غير ان تعيبونا، وانما سبب ذلك أن فلانا قد تفرغ من امر الجهاد والقيام بطلب حق الخلافة، ونحن قد شغلنا أنفسنا وأصحابنا بذلك. وهذا نظير قول يحيى بن زيد انهما يعني بهما الباقر والصادق عليهما السلام دعوا الناس الى الحياة، ودعوناهم الى الموت.


1) الاحقاف: 4 (*)

[ 652 ]

[ واما فداءا ” (1) فجعل المن بعد الاثخان، وأسرتم قوما ثم خليتم سبيلهم قبل الاثخان، فمننتم قبل الاثخان، وانما جعل الله المن بعد الاثخان، حتى خرجوا عليكم من وجه آخر فقاتلوكم. 667 – محمد بن مسعود، ومحمد بن الحسن البراثي، قالا: حدثنا ابراهيم ابن محمد بن فارس، عن أحمد بن الحسن، عن علي بن يعقوب، عن مروان بن مسلم، عن عمار الساباطي، قال: قال سليمان بن خالد لابي عبد الله عليه السلام وأنا جالس: اني منذ عرفت هذا الامر أصلي في كل يوم صلاتين أقضي ما فاتني قبل معرفته، قال: لا تفعل فان الحال التي كنت عليها أعظم من ترك ما تركت من الصلاة. 668 – محمد بن الحسن، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي بن فضال، عن مروان بن مسلم، عن عمار الساباطي، قال: كان سليمان بن خالد خرج مع زيد بن علي حين خرج، قال، فقال له رجل ونحن وقوف في ناحية وزيد واقف في ناحية: ما تقول في زيد هو خير أم جعفر ؟ قال سليمان: قلت والله ليوم من جعفر خير من زيد أيام الدنيا، قال: فحرك دابته وأتى زيدا وقص عليه القصة، قال: ومضيت نحوه فانتهيت الى زيد وهو يقول جعفر امامنا في الحلال والحرام. ماروى في العيص بن القاسم وكلامه لخاله 669 – حدثني صدقة بن حماد، عن أبي سعيد الادمي، عن موسى بن سلام، عن الحكم بن مسكين، عن عيص بن القاسم قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام ] ما روى في العيص بن قاسم العيص بن القاسم وأخوه الربيع بن القاسم ابنا اخت سليمان بن خالد الاقطع، رويا عن أبي عبد الله عليه السلام، وابي الحسن موسى عليهما السلام قاله النجاشي (2).


1) سورة محمد: 4 2) رجال النجاشي: 232 (*)

[ 653 ]

[ مع خالي سليمان بن خالد، فقال لخالي: من هذا الفتى ؟ قال: هذا ابن اختي، قال فيعرف أمركم ؟ فقال له: نعم، فقال: الحمدلله الذي لم يجعله شيطانا، ثم قال ياليتني واياكم بالطائف أحدثكم وتونسوني، وتضمن لهم الا يحرج عليهم أبدا. ما روى في ربعى بن عبد الله أبو نعيم 670 – قال محمد بن مسعود: سألت أبا محمد عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، عن ربعي بن عبد الله ؟ فقال: هو بصري، هو ابن الجارود، ثقة. ما روى في احمد بن عائذ 671 – قال محمد بن مسعود: سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضال، عن أحمد بن عائذ كيف هو ؟ فقال: صالح، وكان يسكن بغداد، وقال أبو الحسن: أنا لم ألقه. تم الجزء الرابع من كتاب أبي عمر والكشي في أخبار الرجال ويتلوه في الجزء الخامس: ماروي في يونس بن ظبيان. والحمد لله رب العالمين، والصلاة على محمد وآله الطيبين الطاهرين، والسلام كثيرا ] وذكر الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام الربيع ابن القاسم البجلي مولاهم الكوفي (1).


1) رجال الشيخ: 192 (*)

[ 655 ]

اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى لشيخ الطائفة ابى جعفر الطوسى (قده) تصحيح وتعليق المعلم الثالث ميرداماد الاسترابادي تحقيق السيد مهدى الرجائى مؤسسة آل البيت عليهم السلام


[ 657 ]

[ الجزء الخامس من الاختيار من كتاب أبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي في معرفة الرجال بسم الله الرحمن الرحيم ماروى في يونس بن ظبيان 672 – قال محمد بن مسعود: يونس بن ظبيان متهم غال، وذكر أن عبد الله ابن محمد بن خالد الطيالسي، قال: كان الحسن بن علي الوشاء بن بنت الياس، يحدثنا بأحاديثه، إذ مر علينا حديث النبي يرويه يونس بن ظبيان، حديث العمود، فقال: تحدثوا عني هذا الحديث لاروي لكم، ثم رواه. 673 – حدثني محمد بن قولويه القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس، قال: سمعت رجلا من الطيارة يحدث أبا الحسن الرضا عليه السلام عن يونس بن ظبيان، أنه قال: كنت في بعض الليالى وأنا في الطواف فإذا نداء من فوق رأسي: يا يونس اني أنا الله لا اله الا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري، فرفعت رأسي فاذاج. ] ماروى في يونس بن ظبيان قوله فرفعت رأسي فاذاج ” إذا ” للمفاجاة، و ” ج ” كناية عن جبرئيل عليه السلام.


[ 658 ]

[ فغضب أبو الحسن عليه السلام غضبا لم يملك نفسه، ثم قال للرجل: أخرج عني لعنك الله، ولعن من حدثك، ولعن يونس بن ظبيان ألف لعنة يتبعها ألف لعنة كل لعنة منها تبلغك قعر جهنم، أشهد ما ناداه الا شيطان، أما أن يونس مع أبي الخطاب في أشد العذاب مقرونان، وأصحابهما الى ذلك الشيطان مع فرعون وآل فرعون في أشد العذاب، سمعت ذلك من أبي عليه السلام. قال يونس: فقام الرجل من عنده فما بلغ الباب الا عشر خطا حتى صرع مغشيا عليه وقد قاء رجيعه وحمل ميتا. فقال أبو الحسن عليه السلام: أتاه ملك بيده عمود فضرب على هامته ضربة قلب فيها مثانته حتى قاء رجيعه وعجل الله بروحه الى الهاوية، وألحقه بصاحبه الذي حدثه، بيونس بن ظبيان، ورأى الشيطان الذي كان يترائى له. 674 – حدثني أحمد بن علي، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن حماد، عن ابن فضال، عن غالب بن عثمان، عن عمار ابن أبي عنبسة، قال: هلكت بنت لابي الخطاب، فلما دفنها اطلع يونس بن ظبيان في قبرها، فقال: السلام عليك يا بنت رسول الله. 675 – حدثني محمد بن قولويه، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، عن الحسن بن علي الزيتوني، عن أبي محمد القاسم بن الهروي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن يونس بن ظبيان ؟ فقال: رحمه الله وبنى له بيتا في الجنة، كان والله مأمونا على الحديث: قال أبو عمرو الكشي ابن الهروي مجهول، وهذا حديث غير صحيح، مع ما قد روى في يونس بن ظبيان. ]


[ 659 ]

[ ما روى في عنبسة بن مصعب 676 – قال حمدويه. عنبسة بن مصعب ناووسي، واقفي على أبي عبد الله عليه السلام، وانما سميت الناووسية برئيس كان لهم يقال له: فلان بن فلان الناووس. 677 – علي بن الحكم، عن منصور بن يونس، عن عنبسة بن مصعب، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أشكو الى الله وحدتي وتقلقلي من أهل المدينة حتى تقدموا وأراكم وأسربكم، فليت هذا الطاغية أذن لي فاتخذت قصرا فسكنته وأسكنتكم معي، وأضمن له الا يجي من ناحيتنا مكروه أبدا. ما روى في الحسين بن أبى العلاء 678 – قال محمد بن مسعود، عن علي بن الحسن: الحسين بن أبي العلاء الخفاف وكان أعور. ] ما روى في الحسين بن ابى العلاء أبو العلاء ثلاثة، خالد بن بكار أبو العلاء الخفاف الكوفي. وخالد بن طهمان أبو العلاء الخفاف الكوفي السلولي، بفتح السين نسبة الى سلول قبيلة من هوازن، وهذان قد ذكرهما الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام في باب الاسماء (1). وأبو العلاء الخفاف بن عبد الملك الازدي، وذكره الشيخ أيضا في أصحاب الباقر عليه السلام في باب الكنى (2)، وهذا والد الحسين وعلي وعبد الحميد. وأما خالد بن طهمان فوالد الحسين وعبد الله. والقاصرون يلبس عليهم الامر فليعلم.


1) رجال الشيخ: 118 2) رجال الشيخ: 141 (*)

[ 660 ]

[ قال حمدويه: الحسين هو أزدي وهو الحسين بن خالد بن طهمان الخفاف، وكنية خالد أبو العلاء، أخوه عبد الله بن أبي العلاء. ] قوله وهو الحسين بن خالد بن طهمان الخفاف خالد بن طهمان أبو العلاء الخفاف الكوفي السلولي الازدي، ذكره البخاري ومسلم صاحبا صحيحي العامة واسندا عنه الحديث في صحيحيهما. وقال شيخنا أبو العباس النجاشي رحمه الله في كتابه: قال البخاري: روى عن عطية وحبيب بن أبي حبيب، سمع منه وكيع، ومحمد بن يوسف. وقال مسلم بن الحجاج: أبو العلاء الخفاف له نسخة أحاديث رواها عن أبي جعفر – يعني به مولانا الباقر عليه السلام – كان من العامة (1). قلت: رام رحمه الله تعالى بذلك أنه كان من رجال الحديث عند العامة، لا أنه كان عامي المذهب، كما توهمه الحسن بن داود رحمه الله تعالى (2)، وقلده في التوهم من لم يتمهر من أهل هذا العصر (3)، كيف ؟ وعلماء العامة قد ضعفوه، وتركوا أحاديثه للتشيع، مع اعترافهم بجلالته. قال أبو عبد الله الذهبي في مختصره وفي ميزان الاعتدال: خالد بن طهمان أبو العلاء الكوفي الخفاف، عن أنس وعدة، وعنه الفريابي وأحمد بن يونس، صدوق شيعي، وضعفه ابن معين لذلك. ومثل ذلك في شرح صحيح البخاري فلا تكن من الغافلين. قوله رحمه الله تعالى: أخوه عبد الله بن أبى العلاء وأما الحسين بن أبي العلاء بن عبد الملك الازدي الخفاف، فأخواه على ]


1) رجال النجاشي: 116 2) رجال ابن داود: 451 3) منهج المقال للسيد ميرزا: 130 (*)

[ 661 ]

[ أبو أيوب ابراهيم بن عيسى الخزاز 679 – قال محمد بن مسعود: عن علي بن الحسن، أبو أيوب كوفي، اسمه ابراهيم بن عيسى، ثقة. على بن ميمون الصائغ 680 – محمد بن مسعود:، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد ابن الحسن، عن جعفر بن بشير، عن علي بن ميمون الصائغ، قال: دخلت عليه يعني أبا عبد الله عليه السلام ليلة، فقلت اني أدين الله بولايتك وولاية آبائك وأجدادك عليهم السلام فادع الله أن يثبتني فقال: رحمك الله رحمك الله. ] وعبد الحميد وهم ثلاثتهم ابنا ابي العلاء الخفاف ابن عبد الملك قال النجاشي: الحسين بن أبي العلاء الخفاف أبو علي الاعور مولى بني أسد، ذكر ذلك ابن عقده، وعثمان بن حاتم، وقال أحمد بن الحسين – رحمه الله تعالى – هو مولى بني عامر، وأخواه علي وعبد الحميد، روى الجميع عن أبي عبد الله عليه السلام وكان الحسين أوجههم له كتب (1). وقال في ترجمة أخيه: عبد الحميد بن أبي العلاء بن عبد الملك الازدي ثقة روى عن أبي عبد الله عليه السلام له كتاب (2). والسيد المكرم جمال الدين أحمد بن طاوس في البشرى ذكر تزكية الحسين. وحكاه عنه الحسن بن داود في كتابه وقال: فيه نظر عندي لتهافت الاقوال فيه (3). ونحن قد حققنا حق المقال هناك في المعلقات على الاستبصار وفي حواشي الفقيه فيلتقن.


1) رجال النجاشي: 42 2) رجال النجاشي: 185 3) رجال ابن داود: 120 (*)

[ 662 ]

[ سعيدة مولاة جعفر (ع) 681 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثني محمد بن الوليد، عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، ذكر أن سعيدة مولاة جعفر عليه السلام كانت من أهل الفضل، كانت تعلم كلما سمعت من أبي عبد الله عليه السلام، وأنه كان عندها وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وأن جعفرا قال لها: أسأل الله الذي عرفنيك في الدنيا أن يزوجنيك في الجنة. وأنها كانت في قرب دار جعفر عليه السلام، لم تكن ترى في المسجد الا مسلمة على النبي صلى الله عليه وآله خارجة الى مكة، أو قادمة من مكة. وذكر أنه كان آخر قولها: قد رضينا الثواب وآمنا العقاب. عاصم بن حميد الحناط 682 – عاصم بن حميد الحناط مولى بني حنيفة، مات بالكوفة. على بن السرى الكرخي 683 – محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثني محمد ابن عيسى. وحمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا القاسم الصيقل، رفع الحديث الى أبي عبد الله عليه السلام، قال، كنا جلوسا عنده فتذاكرنا رجلا من أصحابنا فقال بعضنا: ذلك ضعيف، فقال أبو عبد الله عليه السلام ان كان لا يقبل ممن دونكم حتى يكون مثلكم لم يقبل منكم حتى تكونوا مثلنا. قال أبو جعفر العبيدي، قال الحسن بن علي بن يقطين، أظن الرجل علي ابن السري الكرخي. ]


[ 663 ]

ما روى في أبى ناب الدغشى الحسن بن عطية وأخويه على ومالك ابني عطية 684 – قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن، عن أبي ناب الدغشي قال: هو الحسن بن عطية، وعلي بن عطية، ومالك بن عطية أخوة كوفيون، وليسوا بالاحمسية، فان في الحديث مالك الاحمسي، والاحمس بطن من بجيلة. ما روى في بنى رباط 685 – قال نصر بن الصباح. كانوا اربعة اخوة الحسن والحسين وعلي ويونس، كلهم أصحاب أبي عبد الله عليه السلام ولهم أولاد كثير من حملة الحديث. ] ما روى في بنى رباط قوله: كانوا اربعة اخوة صريح هذا الكلام أن علي بن رباط أخو يونس والحسن والحسين، وانهم أربعتهم ابناء رباط، وكلهم أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام. وذكر النجاشي فيهم اسحاق وعبد الله ابني رباط (1). والشيخ رحمه الله في كتاب الرجال أورد في أصحاب الصادق عليه السلام عبد الله بن رباط وعلي بن رباط، وكذلك الحسن بن رباط والحسين بن رباط ويونس بن رباط (2). وذكر في أصحاب ابي الحسن الرضا عليه السلام علي بن الحسن بن رباط (3).


1) رجال النجاشي: 37 في الحسن. 2) رجال الشيخ على ترتيب الاسماء: 225 و 265 و 167 و 337 وليس فيه على والحسين ابنا رباط. 3) رجال الشيخ: 384 والموجود فيه على بن رباط. (*)

[ 664 ]

[ في المنخل بن جميل الكوفى بياع الجوارى 686 – قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن، عن المنخل بن جميل فقال: هو لا شئ متهم بالغلو. ] وسيأتي أيضا في كتاب أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالى في أصحاب الرضا عليه السلام فاذن من المنصرح ان علي بن رباط من أصحاب الصادق عليه السلام هو عم علي ابن الحسن بن رباط من أصحاب الرضا عليه السلام. وفي المتحذلقين في علم الرجال من أهل هذا العصر من التبس عليه الامر التباسا ثخينا، واشتبه عليه الحق اشتباها متراكما، فحسب أن علي بن رباط وعلي ابن الحسن بن رباط واحد، متشبثا بأن الشيخ في الفهرست ذكر علي بن الحسن بن الرباط، ثم أخيرا في ايراد الاستناد عنه قال. عن علي بن رباط فعلم الاتحاد (1). قلت: ما أوهن هذا المتشبث وما أسخفه، فان الاختصار أخيرا على نسبته الى رباط وهو جده، ليس يستلزم الاتحاد بين على بن رباط وابن أخيه على بن الحسن بن رباط أصلا، بل انما مقتضاه أن على بن رباط المذكور أخيرا في ذكر الطريق إليه هو علي بن الحسن بن رباط المذكور أولا في العنوان. على أن في عامة نسخ الفهرست التي وقعت الي اثبات الحسن في البين أخيرا أيضا كما في العنوان أولا، وربما كان في بعض النسخ عنه بالضمير أخيرا، فلا تكونن من الخالطين. في المنخل بن جميل الكوفى المنخل – بالنون والخاء المعجمة المشددة المفتوحتين بين الميم واللام – ابن جميل الاسدي الكوفي بياع الجواري، روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام. قال النجاشي: انه ضعيف فاسد الرواية (2).


1) منهج المقال: 229 2) رجال النجاشي: 330 (*)

[ 665 ]

[ أبو عبيدة زياد الحذاء 687 – حدثني أحمد بن محمد بن يعقوب، قال: أخبرني عبد الله بن حمدويه قال: حدثنى محمد بن عيسى، عن بشير، عن الارقط، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال لما دفن أبو عبيدة الحذاء، قال، قال: انطلق بنا حتى نصلي على أبي عبيدة. قال: فانطلقنا فلما انتهينا الى قبره لم يزد على أن دعا له، فقال: اللهم برد على أبي عبيدة، اللهم نور له قبره، اللهم ألحقه بنبيه، ولم يصل عليه، فقلت له: هل على الميت صلاة بعد الدفن ؟ قال: لا، انما هو الدعاء له. 688 – حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثني جعفر بن بشير، عن داود بن سرحان، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام لي في كفن أبي عبيدة الحذاء: انما الحنوط الكافور، ولكن اذهب فاصنع كما صنع الناس. في بشير النبال وشجرة أخيه ومحمد بن زيد الشحام 689 – طاهر بن عيسى الوراق، قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن أيوب، قال: حدثني أبو الحسن صالح بن أبي حماد الرازي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن محمد بن زيد الشحام، قال رآني أبو عبد الله عليه السلام وأنا أصلي فأرسل الي ودعاني، فقال لي: من أين أنت ؟ قلت: من مواليك، قال: فأي موالي ؟ قلت: من الكوفة، فقال: من تعرف من الكوفة، قال، قلت: بشير النبال وشجرة. ] وقال أحمد بن الحسين الغضائري: الغلاة أضافوا إليه أحاديث كثيرة منكرة فكان متهما بالغلو. في بشير النبال وشجرة أخوه بشير النبال على الاضافة لا على التوصيف، فان النبال هو أبو أراكه جد بشير وشجرة لابشير، وآل النبال كلهم ثقاة أجلاء، وبشير أوجههم وأعرفهم.


[ 666 ]

[ قال: وكيف صنيعتهما ؟ فقال ما أحسن صنيعتهما الي، قال: خير المسلمين من وصل وأعان ونفع، مابت ليلة قط ولله في مالي حق يسألنيه. ثم قال: أي شئ معكم من النفقة ؟ قلت: عندي مائتا درهم، قال: أرنيها ] والعلامة ومن قلده من المتأخرين عن ذلك من الذاهلين، فلذلك في الخلاصة كان في بشير النبال من المتوقفين (1). أي في تعديله واستصحاح حديثه لا في مدحه واستقامة عقيدته، والتمسك في أحكام الحلال والحرام بروايته إذا تكن معارضة برواية على خلافها صحيحة. لانه لم يظفر في ترجمة بشير النبال بالنص عليه بالتوثيق لاحد من الاصحاب ولم يكن يستشعر أنه من آل النبال أبي أراكه المنصوص عليهم بالثقة والجلالة، وهم بشير وشجرة ابنا ميمون والحسن بن شجرة وأخوه علي بن شجرة وغيرهم، وأبو أراكه البجلي الهمداني الكوفي الكندي من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام. قال النجاشي رحمه الله تعالى: علي بن شجرة بن ميمون بن أبي أراكه النبال مولى كنده، روى أبوه عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، وأخوه الحسن بن شجرة روى، وهم كلهم ثقات وجوه جلة (2). والشيخ رحمه الله تعالى ذكر انهم بيت الثقة والجلالة، وذكر بشر النبال بكسر الموحدة واسكان المعجمة واسقاط المثناة من تحت، وقال: أبوه ميمون هو أبو اراكه لاابن أبي اراكه. قال في كتاب الرجال في باب الباء من أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام: بشر ابن ميمون الوابشي الهمداني النبال الكوفي، وأخوه شجرة، وهما ابنا ابي أراكه واسمه ميمون مولى بني وابش وهو ميمون بن سنجار.


1) الخلاصة: 25 2) رجال النجاشي: 211 (*)

[ 667 ]

[ فأتيته بها فزادني فيها ثلاثين درهما ودينارين، ثم قال: تعش عندي ! فجئت فتعشيت عنده. قال: فلما كان من القابلة لم أذهب إليه، فأرسل الي فدعاني من عنده، فقال: مالك لم تأتني البارحة قد شفقت علي ؟ فقلت: لم يجئني رسولك، قال: فأنا رسول نفسي اليك مادمت مقيما في هذه البلدة، أي شئ تشتهي من الطعام ؟ قلت: اللبن، قال، فاشترى من أجلي شاة لبونا. قال، فقلت له: علمني دعاءا، قال: اكتب – بسم الله الرحمن الرحيم، يا من أرجوه لكل خير وآمن سخطه عند كل عثرة، يا من يعطي الكثير بالقليل، ويا من أعطى من سأله، تحننا منه ورحمة، يامن أعطى من لم يسأله ولم يعرفه صل على محمد وأهل بيته، وأعطني بمسألتي اياك جميع خير الدنيا وجميع خير الاخرة، فانه غير منقوص لما أعطيت وزدني من سعة فضلك يا كريم. ] وقال: في باب الشين شجرة أخو بشير النبال باثبات الياء بين الشين والراء على فعيل. وفي باب الباء من أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: بشر بن ميمون الوابشي النبال كوفي. وقال في باب الشين: شجرة بن ميمون بن أبي أراكه الوابشي مولاهم الكوفي. وقال في باب الكنى من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: أبواراكة البجلي كوفي (2). قلت: ما قاله الشيخ لعله هو المستبين. قوله (ع): فانه غير منقوص لما أعطيت اللام اما مفتوحة للتأكيد وضمير فانه للشأن، والمعنى: لعطاؤك عطاءا غير منقوص.


1) رجال الشيخ على ترتيب: 108 و 125 و 156 و 218 و 63. (*)

[ 668 ]

[ ثم رفع يديه، فقال: يا ذا المن والطول يا ذا الجلال والاكرام يا ذا النعماء والجود ارحم شيبتي من النار، ثم وضع يده على لحيته ولم يرفعها الا وقد امتلا ظهر كفه دموعا. في عمر أخى عذافر 690 – محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن أشكيب، عن ابن أورمة، عن القاسم بن محمد، عن حبيب الخثعمي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول وذكر أبا الخطاب، فقال: اتقوا الكذابين، قال، وقال أبو عبد الله عليه السلام: اني أرسلت مع عمر أخي عذافر لام فروة بمتعة لها عندكم، فزعم أني استودعته علما. في سكبن النخعي 691 – محمد بن مسعود قال: كتب الي الفضل بن شاذان، يذكر عن ابن أبي عمير، عن ابراهيم بن عبد الحميد، قال، حججت وسكين النخعي، فتعبد وترك النساء والطيب والثياب والطعام الطيب، وكان لا يرفع رأسه داخل المسجد الى السماء، فلما قدم المدينة دنا من أبي اسحاق فصلى الى جانبه، فقال جعلت فداك اني أريد أن أسألك عن مسائل ؟ قال: اذهب فاكتبها وأرسل بها الي. فكتب جعلت فداك رجل دخله الخوف من الله عزوجل حتى ترك النساء والطعام الطيب، ولا يقدر أن يرفع رأسه الى السماء، وأما الثياب فشك فيها. فكتب: أما قولك في ترك النساء: فقد علمت ما كان لرسول الله من النساء، وأما قولك في ترك الطعام الطيب: فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل اللحم والعسل، وأما قولك أنه دخله الخوف حتى لا يستطيع أن يرفع رأسه الى السماء: فليكثر من تلاوة هذه الايات: الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالاسحار. ] أو مكسورة للتعليل والضمير لخير الدنيا والاخرة، أي أنه غير منقوص في خزائنك بسبب كثرة عطيتك.


[ 669 ]

[ في عروة القتات 692 – محمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل الكناسي، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أي شئ بلغني عنكم ؟ قلت: ما هو ؟ قال: بلغني أنكم أقعدتم قاضيا بالكناسة، قال، قلت: نعم جعلت فداك ذاك رجل يقال له عروة القتات، وهو رجل له حظ من عقل، يجتمع عنده فيتكلم ويتسائل ثم يرد ذلك اليكم، قال: لا بأس. في الحسين بن المنذر 693 – حمدويه قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن المنذر، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام جالسا ] في عروة القتات القتات بفتح القاف والتاء والمثناة من فوق المشددة على فعال، وأصل معناه في اللغة النمام من القت بمعني النم، أو الذي يستمع أحاديث الناس من حيث لا يعلمون نمها أولم ينمها، أو الذي يجمع العلم أو المال قليلا قليلا. وعروة القتات وفي كتاب الحسن بن داود: عروة بن القتات حسن الذكر ممدوح الحال (1). وما قيل: ألاحمدان المذكوران في الطريق مجهولان، ساقط على ما أدريناك سالفا غير مرة واحدة. قوله: يجتمع عنده يجتمع على ما لم يسم فاعله، أي يجتمع الناس عنده، أو نجتمع بنون المتكلم مع الغير أي نجتمع نحن معشر شيعة الكوفة عنده.


1) رجال ابن داود: 234 وحذف المصحح الابن من البين. (*)

[ 670 ]

[ فقال لي معتب: خفف عن أبي عبد الله عليه السلام: فقال أبو عبد الله عليه السلام: دعه فانه من قراح الشيعة. في حماد الناب وجعفر والحسين أخويه 694 – حمدويه، قال: سمعت أشياخي يذكرون: أن حمادا وجعفرا والحسين بني عثمان بن زياد الرواسي، وحماد يلقب بالناب، وكلهم فاضلون خيار ثقات. حماد بن عثمان مولى عني مات سنة تسعين ومائة بالكوفة. في القاسم بن عروة 695 – مولى أبي أيوب الخوزي، وزير أبي جعفر المنصور. في أبى مسروق وابنه الهيثم 696 – حمدويه، قال: لابي مسروق ابن يقال له الهيثم، سمعت أصحابي يذكرونهما بخير، كلاهما فاضلان. في عنبسة بن بجاد العابد 697 – حمدويه، قال: قال: سمعت أشياخي يقولون: عنبسة بن بجاد كان خيرا فاضلا. في ذريح المحاربي 698 – روى أبو سعيد بن سليمان، قال: حدثنا العبيدي، قال: حدثنا يونس ابن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى، وجعفر بن بشير جميعا، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما ترك الله الارض بغير امام قط منذ قبض آدم عليه السلام يهتدي ] في الحسين بن المنذر قوله عليه السلام: من قراح الشيعة بالقاف والراء واهمال الحاء أخيرا، أي من خالصتهم وخلصهم.


[ 671 ]

[ به الى الله تبارك وتعالى، وهو الحجة على العباد، من تركه هلك ومن لزمه نجا حقا على الله تعالى. 699 – روي عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن جبلة الكناني، عن ذريح المحاربي قال، قلت لابي عبد الله عليه السلام بالمدينة: ما تقول في أحاديث جابر ؟ قال تلقاني بمكة قال: فلقيته بمكة، فقال: تلقاني بمنى، قال: فلقيته بمنى فقال لي: ما تصنع بأحاديث جابر ! اله عن أحاديث جابر فانها إذا وقعت الى السفلة أذاعوها. قال عبد الله بن جبلة: فأحتسبت ذريحا سفلة. 700 – حدثني خلف بن حماد، قال: حدثني أبو سعيد، قال: حدثني الحسن بن محمد بن أبي طلحة، عن داود الرقي، قال، قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك انه والله ما يلج في صدري من أمرك شئ الا حديثا سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر عليه السلام، قال لي: وما هو ؟ قال سمعته يقول: سابعنا قائمنا ان شاء الله، قال: صدقت وصدق ذريح وصدق أبو جعفر عليه السلام، ] في ذريح المحاربي قوله: فاحتسبت ذريحا سفلة بل ظاهر سياق الكلام أن ذريحا ليس من السفلة، وأنه عليه السلام انما نهاه وألهاه عن أحاديث جابر، لئلا تقع الى السفلة الجهلة فيذيعوها، وهي صعبة المسلك عسرة المأخذ، لا تحتملها المدارك القاصرة والاذهان الضيقة. قوله عليه السلام: سابعنا قائمنا انشاء الله. لعل المروم بقول أبي جعفر عليه السلام سابعنا سابع من بعده من الائمة الاثنى عشر الطاهرين. وأما كلام أبي الحسن الرضا عليه السلام فمغزاه: أنه ولو كان المراد سابع الاثنى عشر المعصومين صلوات الله عليهم، فانما سبيل قوله عليه السلام قائمنا انشاء الله سبيل


[ 672 ]

[ فازددت والله شكا، ثم قال يا داود بن أبي خالد: أما والله لولا أن موسى قال للعالم ستجدني ان شاء الله صابرا ما سأله عن شئ، وكذلك أبو جعفر عليه السلام لولا أن قال انشاء الله لكان كما قال، قال: فقطعت عليه. في مفضل بن مزيد أخى شعيب الكاتب 701 – محمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، عن محمد بن زياد، عن المفضل بن مزيد أخي شعيب الكاتب، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: انظر ما اصبت فعدبه على اخوانك، فان الله عزوجل يقول ” ان الحسنات يذهبن السيئات ” (1) قال مفضل: كنت خليفة أخي على الديوان، قال، وقد قلت: وقد ترى مكاني من هؤلاء القوم فما ترى، قال: لو لم تكن كنت. 702 – محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني العمركي عن محمد بن علي وغيره عن ابن أبي عمير، عن مفضل بن مزيد أخي شعيب الكاتب قال: دخل علي أبو عبد الله عليه السلام وقد امرت أن اخرج لبني هاشم جوائز، فلم أعلم ] قول موسى على نبينا وعليه السلام ” ستجدني انشاء الله صابرا ” (2) فليفقه. في مفضل بن مزيد قوله عليه السلام: فعد به من العائدة وهي العارفة والمعروف لامن العود. قوله عليه السلام: لو لم تكن كنت أي لو لم تكن في مكانك الذي أنت فيه من هؤلاء، ولا ناظرا في ديوانهم، لكنت من السعداء الاخيار، وكما يرتضيه الاولياء الابرار، فلا نقيصة فيك الا من جهة هذه المنقصة.


1) سورة هود: 114 2) سورة الكهف: 69 (*)

[ 673 ]

[ الا وهو على رأسي وأنا مستخلي، فوثبت إليه، فسألني عما أمر لهم، فناولته الكتاب، قال: ما أرى لاسماعيل هيهنا شيئا فقلت: هذا الذي خرج الينا. ثم قلت له: جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء القوم فقال لي: انظر ما أصبت فعد به على أصحابك، فان الله جل وعلا يقول ” ان الحسنات يذهبن السيئات ” (1) في على بن حماد الازدي 703 – محمد بن مسعود قال: علي بن حماد متهم، وهو الذي يروي كتاب الاظلة. سليمان الديلمى 704 – محمد بن مسعود، قال، قال علي بن محمد: سليمان الديلمي من الغلاة الكبار. تسمية الفقهاء من أصحاب أبى عبد الله (ع) 705 – أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح من هؤلاء وتصديقهم لما يقولون وأقروا لهم بالفقه، من دون أولئك الستة الذين عددناهم وسميناهم، ستة نفر: جميل بن دراج. وعبد الله بن مسكان، وعبد الله بن بكير، وحماد بن عيسى، وحماد ابن عثمان، وأبان بن عثمان. قالوا: وزعم أبو إسحاق الفقيه يعنى ثعلبة بن ميمون: أن أفقه هؤلاء جميل ابن دراج وهم أحداث أصحاب أبي عبد الله عليه السلام. في سورة بن كليب 706 – محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن أشكيب، عن عبد الرحمن ] في سليمان الديلمى قوله: قال على بن محمد هو علي بن محمد فيروزان المقيم بكش، وقد سلف ذكره مرارا.


1) سورة هود: 114 (*)

[ 674 ]

[ ابن حماد، عن محمد بن اسماعيل الميثمي، عن حذيفة بن منصور، عن سورة بن كليب، قال، قال لي زيد بن علي: يا سورة كيف علمتم أن صاحبكم على ما تذكرونه ؟ قال: فقلت له: على الخبير سقطت، قال، فقال: هات. فقلت له: كنا نأتي أخاك محمد بن علي عليه السلام نسأله، فيقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وقال الله عزوجل في كتابه، حتى مضى أخوك فأتيناكم آل محمد وأنت فيمن آتيناه فتخبرونا ببعض ولا تخبرونا بكل الذي نسألكم عنه. حتى أتينا ابن أخيك جعفرا فقال لنا كما قال أبوه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وقال تعالى، فتبسم وقال أما والله ان قلت هذا فان كتب علي عليه السلام عنده. في المعلى بن خنيس 707 – حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: حدثني اسماعيل بن جابر، قال: كنت مع أبي عبد الله عليه السلام مجاورا بمكة، فقال لي: يا اسماعيل أخرج حتى تأتي مرا أو عسفان، ] في المعلى بن خنيس قوله عليه السلام: حتى تأتى مرا وعسفان في المغرب: المر بالفتح الذي يعمل به في الطين، وبطن مر موضع من مكة على مرحلة. وفي النهاية الاثيرية (1): قد تكرر ذكر مر الظهران في الحديث وهو واد بين مكة وعسفان واسم القرية المضافة إليه. مر بفتح الميم وتشديد الراء، وفيه: بطن مر ومر الظهران هما بفتح الميم وتشديد الراء موضع بقرب مكة. وفي القاموس: عسفان كعثمان موضع من مكة على مرحلتين (2).


1) نهاية ابن الاثير: 4 / 318 2) القاموس: 3 / 175 (*)

[ 675 ]

[ فسل هل حدث بالمدينة حدث، قال: فخرجت حتى أتيت مرا فلم ألق أحدا، ثم مضيت حتى أتيت عسفان فلم يلقني أحد. فارتحلت من عسفان فلما خرجت منها لقيني عير تحمل زيتا من عسفان، فقلت لهم: هل حدث بالمدينة حدث ؟ قالوا لا، الا قتل هذا العراقي الذي يقال له المعلى ابن خنيس. قال: فانصرفت الى أبي عبد الله عليه السلام فلما رآني قال لي: يا اسماعيل قتل المعلى بن خنيس ؟ فقلت: نعم، قال، فقال: أما والله لقد دخل الجنة. 708 – عن ابن أبي نجران، عن حماد الناب، عن المسمعي، قال: لما أخذ داود بن علي المعلى بن خنيس حبسه وأراد قتله، فقال له معلى أخرجني الى الناس فان لي دينا كثيرا وما لا حتى أشهد بذلك ؟ فأخرجه الى السوق فلما اجتمع الناس. قال: يا أيها الناس أنا معلى بن خنيس من عرفني فقد عرفني، اشهدوا أن ما تركت من مال عين أو دين أو أمة أو عبد أو دار أو قليل أو كثير فهو لجعفر بن محمد قال: فشد عليه صاحب شرطة داود فقتله. قال: فلما بلغ ذلك أبا عبد الله عليه السلام خرج يجر ذيله حتى دخل على داود بن علي، واسماعيل ابنه خلفه، فقال: يا داود قتلت مولاي وأخذت مالي قال: ما أنا قتلته ولا أخذت مالك، قال: والله لادعون الله على من قتل مولاي وأخذ مالي قال: ما قتلته ولكن قتله صاحب شرطتي، فقال باذنك أو بغير اذنك ؟ قال: بغير اذني، قال يا اسماعيل شأنك به قال: فخرج اسماعيل والسيف معه حتى قتله في مجلسه. قال حماد: وأخبرني المسمعي عن معتب، قال: فلم يزل أبو عبد الله عليه السلام ليلته ساجدا وقائما قال: فسمعته في آخر الليل وهو ساجد ينادي. اللهم أني أسألك بقوتك القوية وبمحالك الشديد وبعزتك التي خلقك لها ذليل أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تأخذه الساعة، قال: فوالله ما رفع رأسه ]


[ 676 ]

[ من سجوده حتى سمعنا الصايحة، فقالوا: مات داود بن علي فقال أبو عبد الله عليه السلام اني دعوت الله عليه بدعوة بعث الله إليه ملكا، فضرب رأسه بمرزبة انشقت منها مثانته. 709 – ابراهيم بن محمد بن العباس الختلي، قال: حدثني أحمد بن ادريس القمي المعلم، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن حفص الابيض التمار، قال دخلت على أبي عبد الله عليه السلام ايام طلب المعلى بن خنيس رحمه الله، فقال لي يا حفص اني أمرت المعلى فخالفني فابتلي بالحديد. ] قوله عليه السلام: فضرب الله رأسه بمرزبة المرزبة بالراء بعد الميم ثم الزاي قبل الباء الموحدة على اسم الالة بالتخفيف وقيل: بالتشديد. قال ابن الاثير في النهاية: في حديث أبي جهل: فإذا رجل أسود يضر به بمرزبة فيغيب في الارض، المرزبة بالتخفيف المطرقة الكبيرة التي تكون للحداد، وفي حديث الملك: وبيده مرزبة، وتقال لها الارزبة أيضا بالهمزة والتشديد (1). وفي المغرب المرزبة الميتدة، وعن الكسائي تشديد الباء. وفي القاموس: الارزبة والمرزبة مشددتان، أو الاولى فقط عصية من حديد (2) قوله: عن حفص الابيض حفص الابيض التمار الكوفي معروف في كتب الرجال. ذكره الشيخ في أصحاب أبي عبد الله عليه السلام (3)، وفي الاخبار من طريق أبي جعفر الكليني ومن طريق أبي عمرو الكشي ما يعلم منه شدة اختصاصه به عليه السلام.


1) نهاية ابن الاثير: 2 / 219 2) القاموس: 1 / 73 3) رجال الشيخ: 176 (*)

[ 677 ]

[ اني نظرت إليه يوما وهو كئيب حزين، فقلت: يا معلى كأنك ذكرت أهلك وعيالك قال: أجل قلت: ادن مني فدنى مني، فمسحت وجهه فقلت أين تراك ؟ فقال: أراني في أهل بيتي وهو ذا زوجتي وهذا ولدي، فتركته حتى تملا منهم واستترت منهم حتى نال ما ينال الرجل من أهله. ثم قلت ادن مني، فدنى مني، فمسحت وجه فقلت أين تراك ؟ فقال: أراني معك في المدينة، قال: قلت يا معلى ان لنا حديثا من حفظه علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه. يا معلى لا تكونوا اسراء في أيدي الناس بحديثنا ان شاؤا منوا عليكم وان شاؤا قتلوكم، يا معلى أنه من كتم الصعب من حديثنا جعله الله نورا بين عينيه وزوده القوة في الناس ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت بخبل يا معلى أنت مقتول فاستعد. 710 – حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى. ومحمد بن مسعود، قال: حدثنا جبريل بن أحمد، قال حدثنا محمد بن عيسى، عن ابراهيم بن عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح، قال، قال داود بن على لابي عبد الله عليه السلام: ما أنا قتلته يعني معلى، قال: فمن قتله ؟ قال السيرافي وكان صاحب شرطته، قال: اقدنا منه، قال: قد أقدتك، قال: فلما أخذ السيرافي وقدم ليقتل، جعل يقول: يا معشر المسلمين، يأمروني بقتل الناس فأقتلهم لهم ثم يقتلوني، فقتل السيرافي. 711 – محمد بن مسعود، قال: كتب الي الفضل، قال: حدثنا ابن أبي عمير عن ابراهيم بن عبد الحميد، عن اسماعيل بن جابر، قال: قدم أبو إسحاق عليه السلام من ] قوله عليه السلام: أو يموت بخبل الخبل بالتحريك وبالتسكين الجنون وفساد العقل، وبالتسكين فقط فساد الاعضاء قاله علامة زمخشر وأبو الحسين أحمد بن فارس وغيرهما.


[ 678 ]

[ مكة، فذكر له قتل المعلى بن خنيس: قال، فقام مغضبا يجر ثوبه، فقال له اسماعيل ابنه: يا أبه أين تذهب ؟ قال: لو كانت نازلة لاقدمت عليها فجاء حتى دخل على داود بن علي. فقال له: يا داود لقد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك قال: وما ذاك الذنب ؟ قال: قتلت رجلا من أهل الجنة ثم مكث ساعة ثم قال: ان شاء الله. فقال له داود: وأنت قد أتيت ذنبا لا يغفره الله لك قال: وما ذاك الذنب ؟ قال زوجت ابنتك فلانا الاموي، قال: ان كنت زوجت فلانا الاموي فقد زوج رسول الله صلى الله عليه وآله عثمان، ولي برسول الله أسوة. قال: ما أنا قتلته، قال: فمن قتله ؟ قال قتله السيرافى، قال فأقدنامنه قال، فلما كان من الغد غدا الى السيرافى فأخذه فقتله، فجعل يصيح: يا عباد الله يأمروني أن أقتل لهم الناس ويقتلوني. 712 – أبو علي أحمد بن علي السلولي المعروف بشقران، قال: حدثنا الحسين بن عبيدالله القمي، عن محمد بن أورمة، عن يعقوب بن يزيد، عن سيف ابن عميرة، عن المفضل بن عمر الجعفي قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام يوم صلب فيه المعلى، فقلت له يا بن رسول الله ألا ترى هذا الخطب الجليل الذي نزل بالشيعة في هذا اليوم قال: وما هو ؟ قلت قتل المعلى بن خنيس. قال: رحم الله معلي قد كنت أتوقع ذلك لانه أذاع سرنا، وليس الناصب لنا حربا بأعظم مؤنة علينا من المذيع علينا سرنا فمن أذاع سرنا الى غير أهله لم يفارق الدنيا حتى يعضه السلاح أو يموت بخبل. 713 – وجدت بخط جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، قال حدثني محمد بن علي الصيرفي، عن الحسن، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي العلاء، وأبي المغرا، عن أبي بصير، قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، وجرى ذكر المعلى بن خنيس، فقال: يا أبا محمد أكتم علي ما أقول لك في المعلى ]


[ 679 ]

[ قلت: أفعل، فقال: أما أنه ما كان ينال درجتنا الا بما ينال منه داود بن علي، قلت: وما الذي يصيبه من داود ؟ قال: يدعو به فيأمر به فيضرب عنقه ويصلبه، قلت: ” انا لله وانا إليه راجعون ” قال: ذاك قابل. قال، فلما كان قابل، ولي المدينة فقصد قصد المعلى فدعاه وسأله عن شيعة أبى عبد الله، وأن يكتبهم له، فقال: ما أعرف من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام أحدا وانما أنا رجل اختلف في حوايجه وما أعرف له صحابا، فقال: تكتمني أما أنك ان كتمتني قتلتك فقال له المعلى: بالقتل تهددني والله لو كانوا تحت قدمي ما رفعت قدمي عنهم، وان انت قتلتني لتسعدني واشقيك، فكان كما قال أبو عبد الله عليه السلام لم يغادر منه قليلا ولا كثيرا. 714 – أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل، عن محمد بن زياد، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن اسماعيل بن جابر، قال، دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال لي: يا اسماعيل قتل المعلى ؟ قلت: نعم، قال: أما والله لقد دخل الجنة. 715 – أبو جعفر أحمد بن ابراهيم القرشى، قال: أخبرني بعض أصحابنا، قال، كان المعلى بن خنيس رحمه الله إذا كان يوم العيد خرج الى الصحراء شعثا مغبرا في زي ملهوف، فإذا صعد الخطيب المنبر مد يده نحو السماء. ثم قال: اللهم هذا مقام خلفائك وأصفيائك، وموضع أمنائك الذين خصصتهم بها ابتزوها، وانت المقدر للاشياء لا يغلب قضاؤك، ولا يجاوز المحتوم من تدبيرك كيف شئت وأنى شئت، علمك في ارادتك كعلمك في خلقك، حتى عاد صفوتك وخلفائك مغلوبين مقهورين مبترين، يرون حكمك مبدلا وكتابك منبوذا، وفرايضك محرفة عن جهات شرايعك، وسنن نبيك صلواتك عليه متروكة. اللهم العن أعدائهم من الاولين والاخرين والغادين والرايحين والماضين والغابرين، اللهم والعن جبابرة زماننا وأشياعهم وأتباعهم وأحزابهم وأعوانهم، انك على كل شئ قدير. ]


[ 680 ]

[ في ابن مسكان وحريز بن عبد الله السجستاني 716 – محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد ابن عيسى، عن يونس، قال، لم يسمع حريز بن عبد الله من أبي عبد الله عليه السلام الا حديثا أو حديثين، وكذلك عبد الله بن مسكان لم يسمع الا حديثة: من أدرك المشعر فقد أدرك الحج، وكان من أروى أصحاب أبي عبد الله عليه السلام، وكان أصحابنا يقولون من أدرك المشعر قبل طلوع الشمس فقد أدرك الحج. فحدثني ابن أبي عمير، وأحسبه أنه رواه له: من أدركه قبل الزوال من يوم النحر فقد أدرك الحج. وزعم يونس ان ابن مسكان سرح بمسائل الى أبي عبد الله عليه السلام يسأله عنها وأجابه عليها، من ذلك ما خرج إليه مع ابراهيم بن ميمون كتب إليه يسأله عن خصي دلس نفسه على امرأة ؟ قال: يفرق بينهما ويوجع ظهره، وذاك ان ابن مسكان كان رجلا موسرا، وكان يتلقى أصحابه إذا قدموا فيأخذ ما عندهم. وزعم أبو النضر محمد بن مسعود: ان ابن مسكان كان لايدخل على أبي عبد الله عليه السلام شفقة ألا يوفيه حق اجلاله، فكان يسمع من اصحابه، ويأبى أن يدخل عليه اجلالا واعظاما له عليه السلام. في حريز 717 – حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن صفوان، عن عبد الرحمن ابن الحجاج، قال: استأذن فضل البقباق لحريز على أبي عبد الله عليه السلام فلم يأذن له، فعاوده فلم ياذن له، فقال له: أي شئ للرجل أن يبلغ من عقوبة غلامه ؟ قال: على قدر جريرته، فقال: قد عاقبت والله حريزا بأعظم مما صنع فقال: ويحك أنا فعلت ذاك أن حريزا جرد السيف، قال، ثم قال: لو كان حذيفة، ما عاودني فيه بعد أن قلت له لا. ]


[ 681 ]

[ 718 – محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب، قال حدثني العمركي، قال: حدثني أحمد بن شيبة، عن يحيى بن المثني، عن علي بن الحسن بن رباط، عن حريز، قال: دخلت على أبي حنيفة وعنده كتب كادت تحول فيما بيننا وبينه، فقال لي: هذه الكتب كلها في الطلاق وأنتم ! وأقبل يقلب بيده. قال، قلت: نحن نجمع هذا كله في حرف، قال: وما هو ؟ قال قلت: قوله تعالى: ” يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة ” (1)، فقال لي: فأنت لاتعلم شيئا الا برواية ؟ قلت: أجل. فقال لي ما تقول في مكاتب كاتب مكاتبته ألف درهم فأدى تسعمائة وتسعة وتسعين درهما، ثم أحدث يعني الزنا، كيف نحده ؟ فقلت: عندي بعينها حديث حدثني محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام: أن عليا عليه السلام كان يضرب بالسوط وبثلثه وبنصفه وببعضه بقدر أدائه، فقال لي: مالي أسألك عن مسألة لا يكون فيها شئ. فما تقول في جمل اخرج من البحر ؟ فقلت: انشاء الله فليكن جملاوان شاء فليكن بقرة، ان كانت عليه فلوس أكلناه، والا فلا. 719 – حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس، قال قلت لحريز يوما: يا أبا عبد الله كم يجزيك أن تمسح على شعر رأسك في وضوء الصلاة قال: بقدر ثلاث أصابع، وأومأ بالسبابة والوسطى والثالثة، وزعم حريز أن ذاك برواية، وكان يونس يذكر عنه فقها كثيرا. حريز بن عبد الله الازدي عربي كوفي، انتقل الى سجستان فقتل بها رحمه الله. ]


1) سورة الطلاق: 1 (*)

[ 682 ]

[ في يونس بن يعقوب 720 – حدثني حمدويه، ذكره عن بعض أصحابنا، أن يونس بن يعقوب فطحي كوفي، مات بالمدينة وكفنه الرضا عليه السلام، وانما سمي فطحيا لان عبد الله بن جعفر كان أفطح الراس، وقد قيل أنه كان أفطح الرجلين، وقيل انهم نسبوا الى رجل يقال له: عبد الله بن فطيح. ] في يونس بن يعقوب صراح كلام أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالى أولا وآخرا سبيله أن كون يونس بن يعقوب فطحيا، انما ذكره حمدويه عن بعض أصحابه وليس بمتحقق الثبوت. والحق الصريح أن الرجل صحيح الحديث، مستقيم العقيدة، كريم المنزلة كبير الجلالة جدا، على ما قد تضافرت عليه الاخبار الجمة الصبة المتظافرة، ولذلك كان ديدني في مصنفاتي استصحاح حديثه والتعويل على روايته. وكذلك العلامة في القسم الاول من الخلاصة قال: الحق قبول روايته (1). يعني بذلك عد حديثه صحيحا، فانه المعنى بقبول الرواية في هذا القسم المعمول لذكر المعدلين والممدوحين، أي رواة الصحاح والحسان من الاخبار، على ما أوضحناه في معلقات الخلاصة وأبطلنا مؤاخذات المعترضين على العلامة فليتقن. قوله رحمه الله: ذكره عن بعض أصحابه أن يونس بن يعقوب فطحى من ذكر فطحيته قد اعترف بأنه قد كان قال بعبدالله الافطح، ثم تاب ورجع الى أبي الحسن موسى عليه السلام، فكان من خواص أصحابه، ثم من خواص أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام. ]


1) الخلاصة: 185

[ 683 ]

[ 721 – علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب، قال: دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلام، قال، فقلت له: جعلت فداك ان أباك كان يرق علي ويرحمني، فان رأيت أن تنزلني بتلك المنزلة فعلت قال، فقال لي: يا يونس اني دخلت على أبي وبين يديه حيس أو هريسة، فقال: ادن يا بني فكل من هذا، هذا بعث به الينا يونس أنه من شيعتنا القدماء، فنحن لك حافظون. ] قال النجاشي رحمه الله تعالى: يونس بن يعقوب بن قيس أبو علي الجلاب البجلي الدهني، أمه منية بنت عمار بن أبي معاوية الدهني أخت معاوية بن عمار، اختص بأبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، وكان يتوكل لابي الحسن ومات بالمدينة في أيام الرضا عليه السلام فتولى أمره، وكان حظيا عندهم موثقا، وكان قد قال بعبدالله ورجع (1). والشيخ لم يذكر ذلك أصلا، بل انما أورده في كتاب الرجال في أصحاب الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام وقطع بتوثيقه في موضعين. قال في أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام: يونس بن يعقوب البجلي الدهني الكوفي. وقال في أصحاب أبي الحسن الكاظم عليه السلام: يونس بن يعقوب مولى له كتب ثقة. وقال في أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام: يونس بن يعقوب ثقة، له كتاب من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام (2). قوله عليه السلام: بين يديه حيس بالياء المثناة من تحت بين الحاء والسين المهملتين تمر يخلط بسمن وأقط ثم يدلك حتى يختلط قاله في المغرب.


1) رجال النجاشي: 348 2) رجال الشيخ: 335 و 363 و 394 (*)

[ 684 ]

[ قال أبو النضر: سمعت علي بن الحسن، يقول: مات يونس بن يعقوب بالمدينة فبعث إليه أبو الحسن الرضا عليه السلام بحنوطه وكفنه وجميع ما يحتاج إليه، وأمر مواليه وموالي أبيه وجده أن يحضروا جنازته، وقال لهم: هذا مولى لابي عبد الله عليه السلام كان يسكن العراق. وقال لهم: احفروا له في البقيع فان قال لكم أهل المدينة أنه عراقي ولا ندفنه في البقيع: فقولوا لهم هذا مولي لابي عبد الله عليه السلام وكان يسكن العراق، فان منعتمونا أن ندفنه بالبقيع منعناكم أن تدفنوا مواليكم في البقيع، ووجه أبو الحسن علي بن موسى عليهما السلام الى زميله محمد بن الحباب، وكان رجلا من أهل الكوفة: صل عليه أنت. ] وفي النهاية الاثيرية: الحيس الطعام المتخذ من التمر والاقط والسمن وقد يجعل عوض الاقط الدقيق (1). والحيس في الاصل بمعنى الخلط ثم جعل اسما. قوله: الى زميله محمد بن حباب محمد بن حباب باهمال الحاء أو اعجام الخاء وتشديد الموحدة بعدها ثم موحدة أخرى أخيرا بعد الالف. ذكره الشيخ في كتاب الرجال فقال في أصحاب أبي عبد الله عليه السلام: محمد بن الحباب الجلاب كوفي (2). وما رواه أبو عمرو الكشي أن أبا الحسن الرضا علي بن موسى عليهما السلام وجه الى زميله محمد بن الحباب، فأمره بالصلاة على يونس بن يعقوب يتضمن مدحه والتنويه بجلالته، سواء كان ضمير زميله عائدا الى أبي الحسن الرضا عليه السلام، أو الى يونس بن يعقوب، فلا تكن من الغافلين.


1) نهاية ابن الاثير: 1 / 467 2) رجال الشيخ: 286 (*)

[ 685 ]

[ 722 – علي بن الحسن، قال: حدثني محمد بن الوليد، قال: رآني صاحب المقبرة وأنا عند القبر بعد ذلك فقال لي: من هذا الرجل صاحب القبر ؟ فان أبا الحسن علي بن موسى عليهما السلام أوصاني به، وأمرني أن أرش قبره أربعين شهرا: أو أربعين يوما في كل يوم، قال أبو الحسن: الشك مني. قال، وقال لي صاحب المقبرة: أن السرير عندي يعني سرير النبي صلى الله عليه وآله فإذا مات رجل من بني هاشم صر السرير، فأقول أيهم مات حتى أعلم بالغداة، فصر السرير في الليلة التي مات فيها هذا الرجل، فقلت: لا أعرف أحدا منهم مريضا فمن الذي مات، فلما كان من الغد جاءوا فأخذوا مني السرير، وقالوا: مولى لابي عبد الله عليه السلام كان يسكن العراق. وقال علي بن الحسن: كانت أمه أخت معاوية بن عمار وكانت تدخل على أبي عبد الله عليه السلام، وأمراته كانت مضرية وكانت تدخل أبي عبد الله عليه السلام. 723 – علي بن الحسن، قال: حدثني محمد بن الوليد، عن صفوان بن يحيى، قال، قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك سرني ما فعلت بيونس قال، فقال لي: أليس مما صنع الله ليونس ان نقله من العراق الى جوار نبيه صلى الله عليه وآله. 724 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، قال، قال لي يونس: ذكر لي أبو عبد الله عليه السلام أو أبو الحسن شيئا أستربه، قال، فقال لي: لا والله ما أنت عندنا متهم، انما أنت رجل منا أهل البيت، فجعلك الله مع رسوله وأهل بيته، والله فاعل ذلك ان شاء الله. ] قوله: استر به استر به بفتح الهمزة للمتكلم من المضارع واهمال السين وضم الراء المشددة افتعالا من السرور، واستررت به بضم التاء على صيغة المتكلم من الفعل الماضي. وربما يضبط ” استر به ” أو ” استريته ” أي اختاره واخترته من الاستراء بمعنى الاختيار والاصطفاء.


[ 686 ]

[ وذكر أنه قال: انظروا الى ما ختم الله به ليونس قبضه مجاورا لرسوله صلى الله عليه وآله. 725 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب، قال: كتبت الى أبي الحسن عليه السلام في شئ كتبت إليه فيه يا سيدي، فقال للرسول: قل له أنك أخي. 726 – علي بن الحسن، عن عباس بن عامر، عن يونس بن يعقوب، قال: كتبت الى أبي عبد الله عليه السلام أسأله أن يدعوا الله لي أن يجعلني ممن ينتصر به لدينه فلم يجبني، فاغتممت لذلك، قال يونس فأخبرني بعض أصحابنا، أنه كتب إليه بمثل ما كتبت، فاجابه وكتب في أسفل كتابه: يرحمك الله انما ينتصر الله لدينه بشر خلقه. 727 – وروي عن أبي سعيد الادمي، قال: حدثني محمد بن الوليد، قال: حضرت جنازة معاويه بن عمار ويونس بن يعقوب حاضر، فصلى بأصحابنا وأذن وأقام هذا. 728 – حمدويه، قال: حدثني أيوب، عن محمد بن سنان، عن يونس بن يعقوب، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا يونس قل لهم يا مؤلفة قد رأيت ما تصنعون إذا سمعتم الاذان أخذتم نعالكم وخرجتم من المسجد. ] وفي طائفة من النسخ ” اشتريه ” أو ” اشتريته ” باعجام الشين يعني أمرني بأن أشتري شيئا، ثم قال لي هذا القول. والصحيح هو الاول وما عداه فتصحيف. قوله: فصلى بأصحابنا وأذن وأقام يعني أنه قدم الصلاة المكتوبة اليومية بوظايفها وسننها على صلاة الجنازة، فصلى بنا المكتوبة وأذن لها وأقام، ثم بعد الفراغ صلى صلاة الجنازة، مع أن الجنازة كانت لخاله معاوية بن عمار، لا أنه أذن وأقام لصلاة الجنازة.


[ 687 ]

[ في محمد بن سنان 729 – قال حمدويه: كتبت أحاديث محمد بن سنان، عن أيوب بن نوح وقال: لا أستحل أن أروي أحاديث محمد بن سنان. ماروى في عبد الملك بن عمرو 730 – حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن عبد الملك بن عمرو، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: اني لادعو الله لك حتى اسمي دابتك أو قال: أدعو لدابتك. في عبد الله بن ميمون القداح المكى 731 – حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني أيوب بن نوح، قال حدثنا صفوان بن يحيى، عن أبي خالد صالح القماط، عن عبد الله بن ميمون، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا بن ميمون كم انتم بمكة ؟ قلت: نحن أربعة، قال: أما أنكم نور في ظلمات الارض. 732 – جبريل بن أحمد، قال: سمعت محمد بن عيسى يقول: كان عبد الله ابن ميمون يقول بالتزيد. في محمد بن اسحاق صاحب المغازى وغيره 733 – محمد بن اسحاق ومحمد بن المكندر، وعمرو بن خالد الواسطي، وعبد الملك بن جريح، والحسين بن علوان، والكلبي، هؤلاء من رجال العامة الا أن لهم ميلا ومحبه شديدة. وقد قيل: أن الكلبي كان مستورا ولم يكن مخالفا، وقيس بن الربيع بتري كانت له محبة. فأما مسعده بن صدقة بتري وعباد بن صهيب عامي، وثابت أبو المقدام بتري ]


[ 688 ]

[ وكثير النواء بتري، وعمرو بن جميع بتري، وحفص بن غياث عامي، وعمرو بن قيس الماصر بتري، ومقاتل بن سليمان البجلي. وقيل البلخي بتري، وأبو نصر بن يوسف ابن الحارث بتري. في عبد الرحمن بن سيابة 734 – أحمد بن منصور، عن أحمد بن الفضل الخزاعي، عن محمد بن زياد، عن علي بن عطية صاحب الطعام، قال: كتب عبد الرحمن بن سيابة الى أبي عبد الله عليه السلام: قد كنت احذرك اسمعيل. جانيك من يجني عليك وقد * يعدي الصحاح مبارك الجرب ] في عبد الرحمن بن سيابة قوله: قد كنت أحذرك اسماعيل كتب ذلك ابن سيابة الى أبي عبد الله عليه السلام حيث تجنى اسماعيل في أمر معلى ابن خنيس، على من هو برئ من ذلك وتعرض له وتحرش به. قوله: جانيك من يجنى عليك وقد يقال: جنى عليه يجنى من باب ضرب أي ارتكب الجناية فيه، أو فيمن هو من أهله، فهو عليه جان، وتجنى عليه من باب التفعل إذا أسند إليه جناية لم يجنها وكان بريئا منها، والجناية ما تجنيه من شر أي تحدثه تسمية بالمصدر من جنى عليه شرا. أو هو عام الا أنه خص بما يحرم من الفعل وأصله من جنى الثمر وهو أخذه من الشجر، قاله المغرب والاساس وغيرهما (1). قوله: يعدى الصحاح مبارك الجرب يعدي أول ثاني مصراعي البيت من الشعر، وهو بضم ياء المضارعة واسكان


1) أساس البلاغة: 103 (*)

[ 689 ]

[ فكتب إليه أبو عبد الله عليه السلام قول الله أصدق: ولا تزر وازرة وزر أخرى، والله ما علمت ولا أمرت ولارضيت. في سفيان بن عيينة 735 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: حدثنا محمد ابن الوليد، قال: حدثنا العباس بن هلال، قال، ذكر أبو الحسن الرضا عليه السلام: أن سفيان بن عيينة لقي أبا عبد الله عليه السلام، فقال له: يا أبا عبد الله الى متى هذه التقية وقد بلغت هذه السن ؟ فقال: والذي بعث محمدا بالحق لو أن رجلا صلى مابين الركن والمقام عمره، ثم لقي الله بغير ولايتنا أهل البيت للقي الله بميتة جاهلية. في عباد بن صهيب 736 – محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن ابن سنان، قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: بينا أنا في الطواف إذا رجل يجذب ثوبي، فالتفت فإذا عباد البصري، قال، يا جعفر بن محمد تلبس مثل هذا الثوب وانت في الموضع الذي أنت فيه من علي – صلوات الله عليه -. قال، قلت: ويلك هذا ثوب قوهي اشتريته بدينار وكسر، وكان علي عليه السلام ] العين المهملة وكسر الدال من الاعداء. و ” الصحاح ” بكسر الصاد جمع صحيح، وأما الذي بمعنى الطريق وبمعنى الارض الصلبة الشديدة فبالفتح، ونصبه على المفعولية، أو على نزع الخافض. و ” مبارك الجرب ” بالرفع على الفاعلية، والجرب يضمتين جمع الاجرب أي الذي به الجرب. في عباد بن صهيب قوله عليه السلام: ثوب قوهى في أساس البلاغة: ثوب قوهي منسوب الى قوهستان كورة من كور فارس،


[ 690 ]

[ في زمان يستقيم له ما لبس فيه، ولو لبست مثل ذلك اللباس في زماننا لقال الناس هذا مراء مثل عباد. قال نصر: عباد بتري. 737 – محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن اشكيب، قال، أخبرنا الحسن بن الحسين، عن يونس، عن حسين بن المختار، قال، دخل عباد بن كثير البصري على أبي عبد الله عليه السلام، وعليه ثياب شهرة غلاظ، فقال: يا عباد ما هذه الثياب فقال: يا أبا عبد الله تعيب هذا علي، قال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله من لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثياب الذل يوم القيامة قال عباد: من حدثك بهذا، قال: يا عباد تتهمني حدثني آبائي عليهم السلام عن رسوله صلى الله عليه وآله. في عمرو بن أبى المقدام 738 – حدثني حمدويه بن نصير، قال حدثني محمد بن الحسين، عن أحمد ابن الحسن الميثمي، عن أبي العرندس الكندي، عن رجل من قريش قال، كنا بفناء الكعبة وأبو عبد الله عليه السلام قاعد، فقيل له: ما اكثر الحاج ! فقال عليه السلام: ما أقل الحاج ! فمر عمرو بن أبي المقدام، فقال: هذا من الحاج. في سفيان الثوري 739 – حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن علي بن أسباط قال، قال سفيان بن عيينة لابي عبد الله عليه السلام: انه يروي أن علي بن أبن طالب عليه السلام كان يلبس الخشن من الثياب، وانت تلبس القوهي المروي، قال: ويحك أن ] وكل ثوب أشبهه وان لم يكن منها يقال له: قوهي (1). وفي القاموس. القوهي ثياب بيض وقوهستان كورة بين نيسابور وهراة، وقصبتها قاين وطبس، وموضع، وبلد بكرمان (2).


1) أساس البلاغة: 529 2) القاموس: 4 / 291 (*)

[ 691 ]

[ عليا عليه السلام كان في زمان ضيق، فإذا اتسع الزمان فأبرار الزمان أولى به. 740 – محمد بن مسعود، قال: حدثني الحسين بن اشكيب، قال: حدثني الحسن بن الحسين المروزي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أحمد بن عمر، قال، سمعت بعض أصحاب أبي عبد الله عليه السلام يحدث: أن سفيان الثوري دخل على أبي عبد الله عليه السلام وعليه ثياب جياد، فقال: يا أبا عبد الله ان آبائك لم يكونوا يلبسون مثل هذه الثياب ! فقال له ان آبائي عليهم السلام كانوا في زمان مقفر مقتر، وهذا ] في سفيان الثوري قوله عليه السلام: في زمان ضيق اضافة الزمان الى ضيق بفتح الضاد المعجمة أو كسرها تلبسية. قوله عليه السلام: في زمان مقفر مقتر ” مقفر ” بالقاف الساكنة قبل الفاء المكسورة، و ” مقتر ” بالتاء المثناة من فوق المكسورة بعد القاف الساكنة. في أساس البلاغة: أقفرت الارض إذا خلت من النبات والماء، وأرض مقفرة وقفر وقفرة، وأرضون وبلاد قفر وقفار، وبتنا بقفرة، وأقفر فلان من أهله إذا تفرد عنهم وبقي وحده. وأقفر جسده من اللحم ورأسه من الشعر، وانه لقفر الجسد والرأس، وأقفر الرجل إذا أكل خبزا قفارا بلا ادام، ومنه ما أقفر بيت فيه خل (1). وفي الصحاح والنهاية الاثيرية: أقتر الرجل أقتر وضاقت عليه المعيشة، واقتر الله عليه رزقه واقتر هو على عياله اقتارا، أي ضيق وقلل، وكذلك قتر عليه تقتيرا وقتر قترا وقتورا ثلاث لغات (2).


1) أساس البلاغة: 517 2) الصحاح: 2 / 786 (*)

[ 692 ]

[ زمان قد أرخت الدنيا عزاليها، فأحق أهلها بها أبرارهم. 741 – وجدت في كتاب أبي محمد جبريل بن أحمد الفاريابي بخطه، حدثني محمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل الكوفي، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن الهيثم بن واقد، عن ميمون بن عبد الله، قال، أتى قوم أبا عبد الله عليه السلام يسألونه الحديث من الامصار، وأنا عنده، فقال لي: أتعرف أحدا من القوم ؟ قلت: لا، فقال: فكيف دخلوا علي ؟ قلت: هؤلاء قوم يطلبون الحديث من كل وجه لا يبالون ممن أخذوا الحديث. ] وقال العزيزي في غريب القران: مقتر أي مقل فقير. قوله (ع): قد أرخت الدنيا عزاليها بالزاي المعجمة والعين المهملة المفتوحة واللام بعد الالف ثم الياء المثناة من تحت، وهي جمع العزلاء، اما مفتوحة اللام على هيئة التثنية، كما حواليها وحوالينا وحواليكم. واما مكسورتها على هيئة صيغة الجمع، كالعوالي في جمع العالية، واللآلي في جمع اللؤلؤة. قال في مجمل اللغة: عزلاء القربة مستخرج مائها. وفي المغرب: العزلاء فم المزادة الاسفل، والجمع عزالي وعزالي والسحابة أرخت عزاليها إذا أرسلت دفعها، مجاز والدفعة بالضم المطرة الشديدة الصب. وقال ابن الاثير في النهاية: في حديث الاستسقاء: دفاق العزايل يحم حم البعاق، العزايل أصله العزالي مثل الشبايك والشباكي، والعزالي جمع العزلاء، وهو فم المزادة الاسفل، فشبه اتساع المطر واندفاقه بالذي يخرج من فم المزادة. ومنه الحديث: أرسلت السماء عزاليها، وقال: الدفاق المطر الواسع الكثير والعزايل مقلوب العزالي، وهي مخارج الماء من المزادة (1).


1) نهاية ابن الاثير: 3 / 231 (*)

[ 693 ]

[ فقال لرجل منهم: هل سمعت من غيري من الحديث ؟ قال: نعم، قال: فحدثني ببعض ما سمعت ؟ قال انما جئت لاسمع منك لم أجئ أحدثك، وقال للاخر ذاك ما يمنعه ان يحدثني ما سمعت، قال: وتتفضل أن تحدثني بما سمعت، اجعل الذي حدثك حديثه أمانة لاتحدث به أحدا ؟ قال: لا، قال فاسمعنا بعض ] قوله: ذاك ما يمنعه أن يحدثنى ما سمعت ” ما ” للموصول وفي محل الرفع بالابتداء، والخبر ما سمعت. أي ذاك الذي أبى ان يحدثني انما الذي يمنعه أن يحدثني ما سمعت من قوله. جئت لاسمع منك لم أجي أحدثك. قوله عليه السلام: وتتفضل من التفضل بمعنى التوشح بالثوب، تفعلا من الفضل بضمتين وهو الثوب، وربما يقال: لا يقال فضل – بضمتين – الا لثوب واحد، وقد جعل ذلك كناية عن الاستنكاف من التحديث. قال في المغرب: ثوب فضل وامرأة فضل أي على ثوب واحد ملحفة، أو نحوها تتوشح به. وقال في مجمل اللغة: المتفضل المتوشح بثوبه. وفي أساس البلاغة: وتفضل الرجل أو المرأة إذا توشح بثوب واحد مخالف بين طرفيه على عاتقه (1). أي وأنت أيضا تتوشح بثوبك، كراهة أن تحدثني بما سمعت من الحديث. قوله عليه السلام: اجعل الذى حدثك ” اجعل ” بهمزة الاستفهام، و ” حديثه ” منصوب على أنه أول مفعوليه، و ” أمانة ” المفعول الثاني.


1) أساس البلاغة: 476 (*)

[ 694 ]

[ ما اقتبست من العلم حتى نفيد بك انشاء الله. قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد قال: النبيذ كله حلال الا الخمر، ثم سكت. فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا، قال: حدثني سفيان عمن حدثه عن محمد بن علي أنه قال: من لا يمسح على خفيه فهو صاحب بدعة، ومن لم يشرب النبيذ فهو مبتدع ومن لم يأكل الجريث وطعام أهل الذمة وذبايحهم فهو ضال، أما النبيذ: فقد شربه عمر نبيذ زبيب فرشحه بالماء، وأما المسح على الخفين: فقد مسح عمر على الخفين ثلاثا في السفر ويوما وليلة في الحضر، وأما الذبايح: فقد اكلها علي عليه السلام فقال كلوها فان الله تعالى يقول ” أليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم ” (1) ثم سكت. فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا، فقال: قد حدثتك بما سمعت، قال: اكل الذي سمعت هذا ؟ قال: لا، قال: زدنا، قال: حدثنا عمرو بن عبيد، عن الحسن قال: أشياء صدق الناس بها وأخذوا بما ليس في الكتاب لها أصل، منها عذاب القبر، ومنها الميزان، ومنها الحوض ومنها الشفاعة، ومنها النية ينوي الرجل من الخير والشر فلا يعمله فيثاب عليه، ولا يثاب الرجل الا بما عمل ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا. قال: فضحكت من حديثه، فغمزني أبو عبد الله عليه السلام أن كف حتى نسمع قال فرفع رأسه الي فقال: ما يضحكك من الحق أو من الباطل ؟ قلت له: أصلحك الله وأبكى وانما يضحكني منك تعجبا كيف حفظت هذه الاحاديث فسكت. ] قوله عليه السلام: حتى نفيد بك في طائفة من النسخ ” حتى نفيدك ” من الافادة الاعطاء والانالة، وفي أكثرها ” نفيد بك ” أي من جهتك وبسببك من الافادة بمعنى الاعتناء والاخذ والاستفادة.


1) سورة المائدة: 5 (*)

[ 695 ]

[ فقال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، أنه رأى عليا عليه السلام على منبر الكوفة وهو يقول: لئن اتيت برجل يفضلني على أبي بكر وعمر لا جلدنه حد المفتري. فقال أبو عبد الله عليه السلام: زدنا فقال: حدثني سفيان، عن جعفر، أنه قال حب أبي بكر وعمر ايمان وبغضهما كفر. قال أبو عبد الله عليه السلام زدنا فقال: حدثني يونس بن عبيد، عن الحسن، أن عليا عليه السلام أبطأ عن بيعة أبي بكر، فقال له عتيق: ما خلفك يا علي عن البيعة، والله لقد هممت أن أضرب عنقك فقال له علي عليه السلام: يا خليفة رسول الله لاتثريب، قال: لاتثريب. قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن الحسن، ان أبا بكر أمر خالد بن الوليد أن يضرب عنق علي عليه السلام إذا سلم من صلاة الصبح، وأن أبا بكر سلم بينه وبين نفسه، ثم قال: يا خالد لا تفعل ما أمرتك. قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني نعيم بن عبد الله، عن جعفر بن محمد، أنه قال ود علي بن أبي طالب أنه بنخيلات تينع يستظل بظلهن ويأكل من حشفهن ولم يشهد يوم الجمل ولا النهروان، وحدثني به سفيان. ] قوله: بنخيلات تينع بنخيلات بضم النون وفتح الخاء المعجمة على تصغير النخلة. و ” تينع ” بفتح التاء المضارعة واسكان الياء بعدها نون مفتوحة. في صحاح الجوهري: ينع الثمر أي نضج، والينيع واليانع مثل النضيج والناضج، وجمع اليانع ينع (1). وفي غريب القرآن للعزيزي: في قوله سبحانه ” ينعه ” أي مدركه، واحده يانع مثل تاجر وتجر، يقال: ينعت الثمرة والفاكهة وأينعت إذا أدركت.


1) الصحاح: 3 / 1310 (*)

[ 696 ]

[ قال أبو عبد الله عليه السلام زدنا، قال: حدثنا عباد، عن جعفر بن محمد، أنه قال: لما رأى علي بن أبي طالب يوم الجمل كثرة الدماء، قال لابنه الحسن: يا بني هلكت، قال له الحسن يا أبه أليس قد نهيتك عن هذا الخروج فقال علي عليه السلام: يا بني لم أدر أن الامر يبلغ هذا المبلغ. قال له أبو عبد الله عليه السلام: زدنا قال: حدثني سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد أن عليا عليه السلام لما قتل أهل صفين، بكى عليهم ثم قال: جمع الله بيني وبينهم في الجنة. قال، فضاق بي البيت وعرقت وكدت أن أخرج من مسكي، فاردت أن أقوم إليه وأتوطأه، ثم ذكرت غمزة أبي عبد الله عليه السلام فكففت. فقال له أبو عبد الله عليه السلام: من أي البلاد أنت ؟ قال: من أهل البصرة، قال فهذا الذي تحدث عنه وتذكر اسمه جعفر بن محمد، تعرفه ؟ قال. لا، قال فهل سمعت منه شيا قط ؟ قال: لا، قال: فهذه الاحاديث عندك حق ؟ قال نعم، قال: فمتى سمعتها ؟ قال: لا أحفظ، قال: الا أنها أحاديث أهل مصرنا منذ دهر لا يمترون فيها. قال له أبو عبد الله عليه السلام: لو رأيت هذا الرجل الذي تحدث عنه، فقال لك هذه التي ترويها عني كذب لا أعرفها ولم أحدث بها هل كنت تصدقه ؟ قال: لا، قال: لم، قال: لانه شهد على قوله رجال ولو شهد أحدهم على عنق رجل لجاز قوله. ] قوله: من مسكى المسك بفتح الميم واسكان السين المهملة الجلد، أي من جلدي وجسدي. وفي نسخة ” من مسكتي ” بضم الميم وفتح الكاف وهي الحلم والعقل. قال في المغرب: المسكة التماسك، ومنه قولهم: زوال مسكة اليقظة. أي من عقلي الذي به يتماسك به الانسان نفسه ويتمالك أمره ويضبط جوارحه وأعضائه.


[ 697 ]

[ قال: اكتب – بسم الله الرحمن الرحيم حدثني أبي عن جدي، قال: ما اسمك ؟ قال: ما تسأل عن اسمي ؟ ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: خلق الله الارواح قبل الاجساد بألفي عام، ] قوله (ص): خلق الله الارواح قبل الاجساد بألفى عام أي مقام واعتبار وحيثية ومرتبة، كما في قوله عز وعلا ” وذكرهم بأيام الله ” (1) أي بوقايعه وبدايعه ومراتب أفاعيله وصنايعه. فالمعنى بالارواح عالم الامر. وبألفي عام مجموع مراتب ضربيه اللذين هما عالما العقل والنفس، وهما المرتبتان الاولتان من المراتب الخمس في طول سلسلة البدو. وذكر عدد الالف في كل منهما بحسب المراتب العرضية المختلفة بالحقيقة النوعية وبالكمالية والنقصية في التجرد والنورية، اما على الحقيقة أو على الكناية، عن تكثير الانواع وسعة عرض المراتب. ” وما يعلم جنود ربك الاهو ” (2) والاجساد جملة عوالم الخلق بمراتبها الطولية والعرضية والقبلية أي القبلية الذاتية في المرتبة العقلية. وحيث أن النفوس الناطقة الانسانية بحسب جوهر الذات وسنخ الحقيقة، من صقع عالم الامر ومن جنبة اقليم القدس، واختلافها بالكمال والنقص ظل اشتباك الجهات والحيثيات وتشابكها وتلامع الانوار والاضواء وتعاكسها في ذلك العالم، فلا محالة ايتلافها واختلافها هاهنا أي في عالم الحس من تلقاء تعارفها وتناكر ثم أي في عالم العقل. وأيضا ربما يكون الاختلاف في عالم الاجساد من تلقاء العلة من غير مدخلية للمادة واستعدادها في ذلك، كما اختلاف جرم المتمم والتدوير في الثخن، إذ ليس ذلك في الفلكيات من جهة استعداد المادة، وربما يكون الاختلاف من جهة المبادي


1) سورة ابراهيم: 5 2) المدثر: 31 (*)

[ 698 ]

والعلل بحسب اختلاف استعدادات المادة، وبذلك يستتب اختلاف مراتب النفوس في التعارف والتناكر بحسب اختلاف المناسبة بالكمال والنقص. ومن سبيل آخر: انما عالم الامر من العقول والنفوس ألواح مراتب القضاء والقدر، على ما قد فصلناه في كتاب القبسات، وما في الوجود هاهنا بحسب ما في العلم هناك. فاذن النفوس الانسانية انما تعارفها وتناكرها ثم ملاك ايتلافها واختلافها هاهنا. وبالجملة النفوس المجردة الانسانية بمراتبها العقلية في سلسلة العود هي في ازاء العقول والنفوس المفارقة النورية في سلسلة البدو، فهي منخرطة في سلك عالم الامر وصايرة الى طوار اقليم القدس ومندرجة بذلك الاعتبار في عالم الارواح، التي فطرها البارئ الفاطر الحق قبل عوالم الاجساد بألفي عام على وجه لا يصادم القوانين العقلية والبراهين اليقينية. فسبيل الاعوام في مثل هذا الحديث سبيل الايام في مثل قول عز من قائل ” ان ربكم الله الذى خلق السماوات والارض في ستة أيام ” (1). قال المفسر النيسابوري في تفسيره: نقول: يمكن أن تحمل الايام الستة على الاطوار الستة التي للاجسام الهيولي، والصورة والجسم البسيط ثم المركب المعدني والنباتي والحيواني، والله تعالى أعلم بمراده. وقال بعض المفسرين: في ستة أيام أي في ست جهات، فالمراد بالايام في هذا الموضع الجهات. وقال بعض آخر منهم: أي في المرتبة التامة من كمال النظام وغاية الاحكام، فان الستة عدد تام هو أول الاعداد التامة.


1) سورة يونس: 3 (*)

[ 699 ]

[ ثم أسكنها الهواء فما تعارف منها ائتلف هيهنا، وما تناكر منها ثم اختلف هيهنا، ومن كذب علينا أهل البيت حشره الله يوم القيامة أعمى يهوديا، وان ادرك الدجال آمن به وان لم يدركه آمن به في قبره. يا غلام ضع لى ماءا، وغمزني فقال: لا تبرح، وقام القوم فانصرفوا وقد كتبوا الحديث الذي سمعوا منه. ثم انه خرج ووجهه منقبض، قال: أما سمعت ما يحدث به هؤلاء ؟ قلت: أصلحك الله ما هؤلاء وما حديثهم ؟ قال: عجب حديثهم كان عندي الكذب علي والحكاية عني ما لم أقل ولم يسمعه عني أحد، وقولهم لو أنكر الاحاديث ما صدقناه ما لهؤلاء لا أمهل الله لهم ولا أملى لهم. ] وامامهم العلامة الرازي قال في التفسير الكبير: قال بعضهم: لعدد السبعة شرف عظيم وهو العدد الكامل، فالايام الستة في تخليق نظام العالم واليوم السابع في حصول كمال الملك والملكوت، وبهذا الطريق حصل الكمال في الايام السبعة (1). قوله (ص): ثم أسكنها الهواء الضمير للارواح المجردة العاقلة الانسانية على ضرب من الاستخدام، أي ثم جعل منزل تدبيرها وتعلقها ومحل تصرفها وسلطانها ومسكن عنايتها وعلاقتها عالم الروح البخاري، المتولد في القلب من لطيف بخار صفو الاخلاط اللطيفة، وغذاؤه الهواء المستنشق وملاكه الحار الغريزي، وهو جوهر لطيف سماوي حامله الرطوبة الغريزية. فهذا الجوهر الجمساني اللطيف السماوي شبكة اقتناص انصراف النفس العاقلة الناطقة الملكوتية عن عالمها القدسي النوري الالهي، وانجذابها الى دار غربتها الظلمانية الداثرة الجسدانية، وانما عالمه واقليمه عنصر الهواء الذي طباع جوهر مبدء الحرارة والرطوبة واللطافة، فليتعرف.


1) التفسير الكبير: 14 / 100 (*)

[ 700 ]

[ ثم قال لنا: ان عليا عليه السلام لما أراد الخروج من البصرة قام على أطرافها، ثم قال: لعنك الله يا أنتن الارض ترابا وأسرعها خرابا وأشهدها عذابا فيك الداء الدوي قيل: وما هو يا أمير المؤمنين ؟ قال: كلام القدر الذي فيه الفرية على الله، وبغضنا أهل البيت، وفيه سخط الله نبيه عليه السلام، وكذبهم علينا أهل البيت واستحلالهم الكذب علينا. في جويرية بن أسماء 742 – محمد بن مسعود، قال: حدثني اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني علي بن داود الحديد، عن حريز بن عبد الله، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه حمران بن أعين وجويرية بن أسماء، قال، فتكلم أبو عبد الله عليه السلام بكلام فوقع عند جويرية أنه لحن، قال فقال له: أنت سيد بني هاشم والمؤمل للامور الجسام تلحن في كلامك. قال، فقال: دعنا من تيهك هذا، فلما خرجا، أما حمران فمؤمن لا يرجع أبدا، وأما جويرية فزنديق لا يفلح أبدا، فقتله هارون بعد ذلك. ] في جويرية بن أسماء قوله: دعنا من تيهك في أكثر النسخ ” من تيهك ” بالتاء المثناة من فوق قبل الياء المثناة من تحت ثم الهاء، بمعنى الصلف والتصلف والكبر والتكبر من العلم أو المال، قاله في القاموس وغيره (1). وفي نسخة ” تنهيك ” على التفعل من النهية والنهى بضمهما بمعنى العقل والمعرفة. وفي نسخة أخرى عندي عتيقة على الهامش ” تهتك ” تفعلا من الهتكة، ولست أستصوبها.


1) القاموس: 4 / 282 (*)

[ 701 ]

[ في بشار الشعيرى 743 – حمدويه، قال: حدثنا يعقوب، عن ابن أبي عمير، عن علي بن يقطين، عن المدايني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال لي: يامرازم من بشار ؟ قلت بياع الشعير، قال: لعن الله بشارا، قال، ثم قال لي: يا مرازم قل لهم ويلكم توبوا الى الله فانكم كافرون مشركون. 744 – حمدويه وابراهيم ابنا نصير، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، عن صفوان، عن مرازم، قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام: تعرف مبشر بشر، بتوهم الاسم قال: الشعيري، فقلت: بشار ؟ قال بشار، قلت: نعم جار لي، قال: ان اليهود قالوا ووحدوا الله، وان النصارى قالوا ووحدوا الله، وأن بشارا قال قولا عظيما، إذا قدمت الكوفة فأته وقل له: يقول لك جعفر يا كافر يا فاسق يا مشرك أنا برئ منك. قال مرازم: فلما قدمت الكوفة فوضعت متاعي وجئت إليه فدعوت الجارية، فقلت قولي لابي اسماعيل هذا مرازم فخرج الي فقلت له: يقول لك جعفر بن محمد يا كافر يا فاسق يا مشرك أنا برئ منك، فقال لي وقد ذكرني سيدي، قال، قلت: نعم ذكرك بهذا الذي قلت لك، فقال: جزاك الله خيرا وفعل بك وأقبل يدعو لي، ومقالة بشار هي مقالة العلياوية، يقولون ان عليا عليه السلام هرب وظهر بالعلوية الهاشمية، وأظهر أنه عبده ورسوله بالمحمدية، فوافق أصحاب أبي الخطاب في أربعة أشخاص علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وأن معنى الاشخاص الثلاثة فاطمة والحسن والحسين تلبيس، والحقيقة شخص علي، لانه أول هذه الاشخاص في الامة. وأنكروا شخص محمد عليه السلام وزعموا أن محمدا عبد ع وع ب وأقاموا محمدا ] في بشار الشعيرى قوله رحمه الله: ع وع ب ” ع ” رمز كناية عن علي عليه السلام و ” ب ” عن الرب.


[ 702 ]

[ مقام ما أقامت المخمسة سلمان وجعلوه رسولا لمحمد صلوات الله عليه، فوافقوهم في الاباحات والتعطيل والتناسخ، والعليائية سمتها المخمسة العليائية، وزعموا أن بشارا الشعيري لما أنكر ربوبية محمد وجعلها في علي وجعل محمدا عبد علي وأنكر رسالة سلمان: مسخ في صدره ظير يقال له علياء يكون في البحر، فلذلك سموهم العليائية. 745 – وحدثني الحسين بن الحسن بن بندار، قال: حدثني سعد بن عبد الله ابن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، والحسن ابن موسى الخشاب، عن صفوان بن يحيى، عن اسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله عليه السلام: ان بشار الشعيري شيطان بن شيطان خرج من البحر فأغوى أصحابي. 746 – سعد، قال حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن اسحاق ابن عمار، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام لبشار الشعيري: اخرج عني لعنك الله، لا والله لا يظلني واياك سقف بيت أبدا، فلما خرج قال:: ويله ألا قال بما قالت اليهود، ألا قال بما قالت النصارى، ألا قال بما قالت المجوس، أو بما قالت الصابية، والله ما صغر الله تصغير هذا الفاجر أحد، أنه شيطان ابن شيطان خرج من البحر ليغوي ] قوله رحمه الله: سمتها المخمسة المخمسة طائفة من الغلاة يقولون بالتخميس، ومعناه عندهم لعنهم الله أن سلمان وأبا ذر والمقداد وعمارا وعمرو بن أمية الضميري، هم الخمسة الموكلون لمصالح العالم. وأبو القاسم علي بن أحمد الكوفي المخمس الغالى صنف في ذلك كتابا وأظهر فيه بدعا ومقالات فاسدة. قوله: ألا بفتح الهمزة وتشديد اللام بمعنى هلا.


[ 703 ]

[ أصحابي وشيعتي، فاحذروه وليبلغ الشاهد الغائب، أني عبد ابن عبد، قن ابن أمة ضمتني الاصلاب والارحام، وأني لميت وأني لمبعوث ثم موقوف، ثم مسئول والله لاسألن عما قال في هذا الكذاب، وادعاه علي يا ويله ماله أرعبه الله، فلقد أمن على ] قوله عليه السلام: عبد ابن عبد عبد وقن مرفوعان للخبرية بالتنوين على التوصيف لا بالضم على الاضافة، والقن بالقاف المكسورة والنون المشددة وهو المتمحض في العبودة والرق. قال في المغرب: القن من العبيد الذي ملك هو وأبواه، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، وقد جاء قنان أقنان أقنة، أما أمة قنة فلم نسمعه، وعن ابن الاعرابي عبد قن أي خالص العبودة. وعلى هذا صح قول الفقهاء لانهم يعنون به خلاف المدبر والمكاتب. قوله عليه السلام: يا ويله ” الويل ” الحزن والنكال والهلاك. والهاء هنا للضمير لا للسكت. والمعنى: يا ويل بشار احضر فقد حان حينك وآن ابانك وجاء أوانك. وقد يستعمل باللام فيقال له: الويل ويكون في معنى الشتم والدعاء عليه بالهلاك. قال صاحب الكشاف في الفائق: ويح وويب وويس ثلاثتها في معنى الترحم، وأما ويل فشتم ودعاء بالهلكة، وعن الفراء أن الويل كلمة شتم ودعاء سوء، وقد استعملتها العرب استعمال قاتله الله في موضع الاستعجاب، ثم استعظموه فكنوا منها بويح وويب وويس، كما كنوا عن جوع له بجوسا وجودا. قوله عليه السلام: أرعبه الله الارعاب افعال من الرعب، أي أوقعه الله في الرعب والخوف والفزع والقلق.


[ 704 ]

[ فراشه وافزعني وأقلقني عن رقادي، أو تدرون اني لم أقول ذلك ؟ أقول ذلك لكي استقر في قبري. في سفيان بن مصعب العبدى أبى محمد 747 – محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد الكوفي، قال: حدثني أبو داود سليمان بن سفيان المسترق، عن سيف بن مصعب العبدي، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: قل شعرا تنوح به النساء. 748 – نصر بن الصباح، قال: حدثنا اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن جمهور، قال: حدثني أبو داود المسترق، عن علي بن النعمان، عن سماعة، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: يا معشر الشيعة علموا أولادكم شعر العبدي فانه على دين الله. قال أبو عمرو: في أشعاره ما يدل على أنه كان من الطيارة. في عبد الله بن يحيى الكاهلى 749 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: زعم ابن أخي الكاهلي أن أبا الحسن الاول عليه السلام قال لعلي: اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك الجنة. ماروى في داود الرقى 750 – حدثني حمدويه وابراهيم ومحمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير قالوا: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انزلوا داود الرقي مني بمنزلة المقداد من رسول الله صلى الله عليه وآله. 751 – علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن أبي عبد الله البرقي ] قوله عليه السلام: أو تدرون بواو الزينة المفتوحة بعد همزة الاستفهام. وفي نسخة ” أتدرون ” باسقاط الواو. ونسخة أخرى ” وتدرون ” باسقاط الهمزة.


[ 705 ]

[ رفعه، قال، نظر أبو عبد الله عليه السلام الى داود الرقي وقد ولي، فقال: من سره أن ينظر الى رجل من أصحاب القائم عليه السلام فلينظر الى هذا. وقال في موضع آخر: أنزلوه فيكم بمنزلة المقداد رحمه الله. في اسحاق واسماعيل ابني عمار 752 – محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد ابن عيسى، عن زياد القندي، قال، كان أبو عبد الله عليه السلام إذا رأى اسحاق بن عمار واسماعيل بن عمار، قال: وقد يجمعهما لاقوام، يعني الدنيا والاخرة. في الحسن بن خنيس 753 – محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدويه، قال: حدثني الحسين بن موسى، عن جعفر بن محمد الخثعمي، عن ابراهيم بن عبد الحميد الصنعاني، عن أبي أسامة الشحام، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ مر الحسن بن خنيس، فقال أبو عبد الله عليه السلام: نحب هذا ؟ هذا من أصحاب أبي عليه السلام. وبهذا الاسناد عن ابراهيم، عن رجل، عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام قالا: ينبغي للرجل أن يحفظ أصحاب أبيه، فان بره بهم بره بوالديه. في على بن أبى حمزة البطايني 754 – محمد بن مسعود، قال: حدثني على بن الحسن، قال: حدثني أبو داود المسترق، عن علي بن أبي حمزة، قال، قال أبو الحسن موسى عليه السلام: يا علي أنت وأصحابك شبه الحمير. 755 – قال ابن مسعود، قال أبو الحسن علي بن الحسن بن فضال: علي بن أبي حمزة كذاب متهم. وروى أصحابنا أن أبا الحسن الرضا عليه السلام قال بعد موت ابن أبي حمزة: انه أقعد في قبره فسئل عن الائمة عليهم السلام بأسمائهم حتى انتهى الي فسئل فوقف، ]


[ 706 ]

[ فضرب على رأسه ضربة امتلاء قبره نارا. 756 – قال ابن مسعود: سمعت علي بن الحسن بن أبي حمزة كذاب ملعون، قد رويت عنه أحاديث كثيرة، وكتبت تفسير القرآن كله من أوله الى آخره، الا أني لا أستحل أن أروي عنه حديثا واحدا. 757 – حمدان بن أحمد قال: حدثنا معاوية بن حكيم، عن أبي داود المسترق، عن عقبة بياع القصب، عن علي بن أبي حمزة، قال، قال أبو الحسن يعني الاول عليه السلام: يا علي أنت وأصحابك أشباه الحمير. 758 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن محمد، عن محمد بن علي الهمداني، عن رجل، عن علي بن أبي حمزة، قال: شكوت الى أبي الحسن عليه السلام وحدثته بالحديث عن أبيه وعن جده، فقال: يا علي هكذا قال أبي وجدي عليهما السلام قال: فبكيت، ثم قال: أو قد سألت الله لك أو أسأله لك في العلانية أن يغفر لك. 759 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: مات أبو الحسن عليه السلام وليس من قوامه أحد الا وعنده المال الكثير، وكان ذلك سبب وقفهم وجهودهم موته، وكان عند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار. 760 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام قال، قلت: جعلت فداك اني خلفت ابن أبي حمزة وابن مهران وابن أبي سعيد أشد أهل الدنيا عداوة لله تعالى. قال، فقال: ما ضرك من ضل إذا اهتديت، انهم كذبوا رسول الله صلى الله عليه وآله وكذبوا أمير المؤمنين وكذبوا فلانا وفلانا وكذبوا جعفرا وموسى، ولي بآبائي عليهم السلام أسوة. قلت جعلت فداك انا نروي أنك قلت لابن مهران أذهب الله نور قلبك وأدخل ]


[ 707 ]

[ الفقر بيتك. فقال: كيف حاله وحال بزه ؟ قلت: يا سيدي أشد حال هم مكروبون وببغداد لم يقدر الحسين أن يخرج الى العمرة، فسكت، وسمعته يقول في ابن أبي حمزة: أما استبان لكم كذبه ؟ أليس هو الذى يروي أن رأس المهدي يهدى الى عيسى بن موسى وهو صاحب السفياني ؟ وقال: ان أبا الحسن يعود الى ثمانية أشهر ؟ في ابن أبى حمزة الثمالى والحسين ومحمد أخويه وابنه 761 – قال أبو عمرو: سألت أبا الحسن حمدويه بن نصير، عن علي بن أبي حمزة الثمالي والحسين بن أبي حمزة ومحمد أخويه وابنه ؟ فقال: كلهم ثقات فاضلون. في عبد الخالق 762 – عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، قال: حدثني أبي، عن اسماعيل ابن عبد الخالق، قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام أبي فقال صلى الله على أبيك ثلاثا في عمار الساباطى 763 – علي بن محمد، قال حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن ابراهيم ابن هاشم، عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن مروك، قال، قال لي أبو الحسن ] في على بن أبى حمزة قوله (ع): وحال بزه بفتح الموحدة وتشديد الزاي، يعني حال تجارته وامتعته التي يتجر بها. في المغرب: عن ابن دريد البز متاع البيت من الثياب خاصة، وعن الليث ضرب من الثياب، ومنه ابتز جاريته إذا جردها من ثيابها، وعن ابن الانباري رجل حسن البز اي الثياب، وعن الجوهري هو من الثياب امتعة البزاز والبزازة حرفته وقال محمد: في السير البزعند أهل الكوفة ثياب الكتان والقطن لا الصوف والخز.


[ 708 ]

[ الاول عليه السلام اني استوهبت عمار الساباطي من ربي، فوهبه لي. في عامر بن جذاعة وحجر بن زائدة 764 – علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين ابن سعيد، يرفعه، عن عبد الله بن الوليد، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما تقول في المفضل ؟ قلت: وما عسيت أن أقول فيه بعد ما سمعت منك، فقال: رحمه الله لكن عامر بن جذاعة وحجر بن زائدة أتياني فعاباه عندي، فسألتهما الكف عنه فلم يفعلا، ثم سألتهما أن يكفا عنه وأخبرتهما بسروري بذلك فلم يفعلا فلا غفر الله لهما. في داود بن كثير الرقى أيضا 765 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن عيسى عن عمر بن عبد العزيز، عن بعض أصحابنا، عن داود بن كثير الرقي، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا داود إذا حدثت عنا بالحديث فاشتهرت به فأنكره. قال نصر بن صباح: عاش داود بن كثير الرقي الى وقت الرضا عليه السلام. 766 – طاهر بن عيسى، قال: حدثني الشجاعي، عن الحسين بن بشار، عن داود الرقي، قال: قال لي داود: ترى ما تقول الغلاة الطيارة وما يذكرون عن شرطة الخميس عن أمير المؤمنين عليه السلام وما يحكي أصحابه عنه فذلك والله أراني أكبر منه، ولكن أمرني أن لا أذكره لاحد. قال: وقلت له اني قد كبرت ودق عظمي أحب أن يختم عمري بقتل فيكم فقال: وما من هذا بد ان لم يكن في العاجلة يكون في الاجلة. ذكر أبو سعيد بن رشيد الهجري، ان داود دخل على أبي عبد الله عليه السلام فقال: يا داود كذب والله أبو سعيد. قال أبو عمرو: يذكر الغلاة أنه من أركانهم، وقد يروي عنه المناكير من الغلو، وينسب إليه أقاويلهم ولم أسمع أحدا من مشايخ العصابة يطعن فيه ولا عثرت من الرواية على شئ غير ما أثبته في هذا الباب. ]


[ 709 ]

[ في اسحاق واسماعيل ابني عمار أيضا 767 – حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا أيوب، عن ابن المغيرة، عن علي ابن اسماعيل بن عمار، عن اسحاق، قال، قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان لنا أموالا ونحن نعامل الناس، وأخاف أن حدث أن تغرق أموالنا ؟ قال، فقال له: أجمع مالك في كل شهر ربيع، قال علي بن اسماعيل: فمات اسحاق في شهر ربيع. 768 – نصربن الصباح، قال: حدثني سجادة، قال: حدثنا محمد بن وضاح، عن اسحاق بن عمار، قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام جالسا حتى دخل عليه رجل من الشيعة، فقال له يا فلان جدد التوبة، أو أحدث عبادة فانه لم يبق من أجلك الا شهر، قال اسحاق، فقلت في نفسي واعجباه كأنه يخبرنا أنه يعلم آجال شيعته أو قال آجالنا. قال: فالتفت الي مغضبا، فقال: يا اسحاق وما تنكر من ذلك، وقد كان الهجري مستضعفا، وكان عنده علم المنايا، والامام أولى بذلك من رشيد الهجري، يا اسحاق اما أنه قد بقي من عمرك سنتان، أما أنه يتشتت أهل بيتك تشتتا قبيحا، ويفلس عيالك أفلاسا شديدا. 769 – جعفر بن معروف، قال: حدثني أبو الحسن الرازي، قال: حدثني اسماعيل بن مهران، قال: حدثني محمد بن سليمان الديلمي، قال قال اسحاق بن عمار، لما كثر مالي أجلست على بابي بوابا يرد عني فقراء الشيعة، قال فخرجت الى مكة في تلك السنة فسلمت على أبي عبد الله عليه السلام فرد علي بوجه قاطب غير مسرور، فقلت: جعلت فداك ما الذي غير حالي عندك قال: الذي غيرك للمؤمنين، قلت: جعلت فداك والله انى لاعلم أنهم على دين الله، ولكن خشيت الشهرة على نفسي. قال: يا اسحاق أما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا بين أبهاميهما مائة رحمة، تسعة وتسعون منها لاشدهما حبا لصاحبه، فإذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا التثما لا يريدان بذلك الا وجه الله قيل لهما غفرا لكما، فإذا جلسا يتساءلان قالت ]


[ 710 ]

[ الحفظة بعضها لبعض اعتزلوا بنا عنهما فان لهما سرا وقد ستره الله عليهما. قلت: جعلت فداك وتسمع الحفظة قولهما ولا تكتبه، وقد قال الله عزوجل ” ما يلفظ من قول الالديه رقيب عتيد ” (1) قال فنكس رأسه طويلا ثم رفعه وقد فاضت دموعه على لحيته وهو يقول: يا اسحاق ان كانت الحفظة لا تسمعه ولا تكتبه فقد يسمعه ويعلمه الذي يعلم السر وأخفى، يا اسحاق فخف الله كأنك تراه فان شككت في أنه يراك فقد كفرت، وان أيقنت أنه يراك. ثم برزت له بالمعصية فقد جعلت في حد أهون الناظرين اليك. في سنان وعبد الله ابنه 770 – أبو الحسن بن أبي طاهر، قال: حدثني محمد بن يحيى الفارسي قال: حدثني مكرم بن بشر، عن الفضل بن شاذان، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، وكان رحمه الله من ثقات رجال أبي عبد الله عليه السلام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخلت عليه أنا مع أبي، فقال: يا عبد الله الزم أباك فان أباك لا يزداد على الكبر الا كبرا. 771 – حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله أبي خلف، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عمن ذكره، عن عمربن يزيد، قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، وذكر عبد الله بن سنان، فقال: أما أنه يزيد على السن خيرا، وكان عبد الله بن سنان مولى قريش على خزائن المنصور والمهدي. في عجلان أبى صالح 772 – محمد بن مسعود، قال: سمعت علي بن الحسن بن علي بن فضال يقول: يا عجلان أبو صالح ثقة، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: يا عجلان كأني أنظر اليك الى جنبي والناس يعرضون علي.


1) سورة ق: 18 (*)

[ 711 ]

[ في يسار بن بشار 773 – أبو عمرو: قال حدثني محمد بن مسعود، قال سألت علي بن الحسن، عن يسار بن بشار الذي يروي عنه أبان بن عثمان ؟ قال: هو خير من أبان وليس به بأس. في أبى خالد القماط 774 – قال أبو عمرو: حدثني محمد بن مسعود، قال، كتب الي أبو عبد الله، يذكر عن الفضل، قال: حدثني محمد بن جمهور القمي، عن يونس بن عبد الرحمن عن علي بن رئاب، عن أبي خالد القماط، قال، قال لي رجل من الزيدية أيام زيد: ما منعك أن تخرج مع زيد ؟ قال، قلت له: ان كان أحد في الارض مفروض الطاعة فالخارج قبله هالك، وان كان ليس في الارض مفروض الطاعة، فالخارج والجالس موسع لهما، فلم يرد علي شيئا. قال فمضيت من فوري الى أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته بما قال لي الزيدي، وبما قلت له، وكان متكئا فجلس، ثم قال أخذته من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وشماله ومن فوقه ومن تحته، ثم لم تجعل له مخرجا. قال حمدويه: واسم أبي خالد القماط: يزيد. 775 – حدثني علي بن محمد بن قتيبة النيشابوري، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، قال: حدثني أبي، قال: حدثني محمد بن جمهور القمي، عن يونس بن عبد الرحمن عن على بن رئاب، عن أبي خالد القماط، وذكر مثل ماروى محمد بن مسعود عن أبي عبد الله بن نعيم الشاذاني، مثله سواء. في ثعلبة بن ميمون 776 – ذكر حمدويه، عن محمد بن عيسى، أن ثعلبة بن ميمون مولى محمد ابن قيس الانصاري، وهو ثقة خير فاضل مقدم معلوم في العلماء والفقهاء الاجلة من هذه العصابة. ]


[ 712 ]

[ في الاشاعثة 777 – محمد بن الحسن، ابن عثمان بن حماد، قال: حدثنا محمد بن يزداد، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن بعض أصحابنا، ان رجلين من ولد الاشعث استأذنا على أبي عبد الله فلم يأذن لهما، فقلت: ان لهما ميلا ومودة لكم، فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله لعن أقواما، فجرى اللعن فيهم وفي أعقابهم الى يوم القيامة. ماروى في شهاب بن عبد ربه وعبد الخالق وأخويه 778 – قال أبو عمر: شهاب وعبد الرحيم وعبد الخالق ووهب ولد عبد ربه من موالي بني أسد من صلحاء الموالي. 779 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني أبي، عن اسماعيل بن عبد الخالق، قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام أبي فقال: صلى الله على أبيك ثلاثا. 780 – محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمد ابن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن مسمع كردين أبي سيار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وأما شهاب فانه شر من الميتة والدم ولحم الخنزير. حمدويه بن نصير، ذكر عن بعض مشايخه قال: شهاب بن عبد ربه خير فاضل. 781 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن فضيل، عن شهاب، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: كيف أنت إذا نعاني اليك محمد بن سليمان، فانى يوما بالبصرة عند محمد بن سليمان، إذ القي الي كتابا وقال أعظم الله أجرك في جعفر بن محمد، فذكرت الكلام فخنقتني العبرة. ]


[ 713 ]

[ 782 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني الوشاء، عن محمد بن الفضيل، عن شهاب، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: يا شهاب كيف أنت إذا نعاني اليك محمد بن سليمان، فمكثت ما شاء الله، ثم ان محمد بن سليمان لقيني، فقال: يا شهاب عظم الله أجرك في أبي عبد الله عليه السلام فكان سبب اقامة الناووسية على أبا عبد الله عليه السلام بهذا الحديث. في وهب بن عبد ربه وعبد الرحمن أخيه واسماعيل بن عبد الخالق 783 – حدثني أبو الحسن حمدويه بن نصير، قال: سمعت بعض المشايخ يقول وسألته عن وهب وشهاب وعبد الرحمن بني عبد ربه اسماعيل بن عبد الخالق ابن عبد ربه ؟ قال: كلهم خيار فاضلون كوفيون. 784 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، عن الحسن ابن علي الوشاء، عن اسماعيل بن عبد الخالق، قال، قال لي حسين بن زيد، أرسلني محمد بن عبد الله بن الحسن الى أبي عبد الله عليه السلام يطلب منه راية رسول الله صلى الله عليه وآله العقاب، فقال: يا جارية هاتي. في شهاب بن عبدربه 785 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن هشام عن شهاب بن عبد ربه، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا شهاب يكثر المقيل في أهل بيت من قريش حتى يدعى الرجل منهم الى الخلافة فيأباها، ثم قال: يا شهاب ولا تقل اني عنيت بني عمي هؤلاء فقال شهاب، أشهد أنه عناهم. 786 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن الحسن بن الحسين، عن محمد بن اسماعيل، عن الحسين بن بشار ]


[ 714 ]

[ الواسطي، عن داود الرقي، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فذكر شهاب بن عبد ربه، فقال: والله الذي لا اله الا هو لاصلنه، والله الذي لا اله الا هو لاخبرنه. 787 – محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثني العباس بن عامر، عن أبي جميلة، عن شهاب بن عبد ربه، أنه ضربه محمد بن عبد الله بن الحسن نحوا من سبعين سوطا. في أبى بكر الحضرمي وعلقمة 788 – حدثني علي بن محمد بن قتيبة القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، قال حدثني أبي، عن محمد بن جمهور، عن بكار بن أبي بكر الحضرمي قال: دخل أبو بكر وعلقمة على زيد بن علي، وكان علقمة أكبر من أبي، فجلس أحدهما عن يمينه والاخر عن يساره، وكان بلغهما أنه قال ليس الامام منا من أرخى عليه ستره، انما الامام من شهر سيفه. ] في أبى بكر الحضرمي أبو بكر هذا عبد الله بن محمد الحضرمي وأخوه علقمة بن محمد أكبر منه، كما ذكر في الحديث، ويستبين أنه في صحة الحديث واستقامة الاعتقاد كأخيه عبد الله الاصغر منه، وهما من أصحاب أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق عليهما السلام. وقد ذكرهما الشيخ في كتاب الرجال فقال في أصحاب الباقر صلوات الله عليه: علقمة بن محمد الحضرمي أخو أبي بكر الحضرمي. وقال في أصحاب الصادق عليه السلام: عبد الله بن محمد أبو بكر الحضرمي الكوفي سمع من أبي الطفيل، تابعي روى عنهما عليهما السلام (1). قلت: وهو معروف الجلالة صحيح الحديث، وأما أخوه علقمة فممدوح حسن الحديث، ولنا في الرجال علقمة بن قيس من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، وكان فقيها في دينه قاريا لكتاب الله عالما بالفرائض.


1) رجال الشيخ: 129 و 224 (*)

[ 715 ]

[ فقال له أبو بكر وكان أجرأهما: يا أبا الحسين أخبرني عن علي بن أبي طالب عليه السلام أكان أماما وهو مرخى عليه ستره أولم يكن اماما حتى خرج وشهر سفيه ؟ قال وكان زيد تبصر الكلام، قال: فسكت فلم يجبه، فرد عليه الكلام ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبه بشئ. ] وقد ذكر الحسن بن داود أنه قتل هو وأخوه أبي بن قيس بصفين (1)، وهو خطأ. والصواب ما رواه أبو عمرو الكشي فيما قد سبق في أنه شهد صفين وأصيبت احدى رجليه فعرج منها، وأما أخوه فقد قتل بصفين. قال في جامع الاصول: الحضرمي بفتح الحاء المهملة وسكون الضاد المعجمة منسوب الى حضرموت بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن حمير، والى حضرموت اسم صقع المعروف، وقد جاء النسب إليه مركبا مثل نظائره مثل عبشمي وعبقسي وعبدري في النسب الى عبد شمس وعبد قيس وعبد دار. قوله: وكان زيد تبصر تبصر بفتح التاء المثناة من فوق والباء الموحدة واهمال الصاد المشددة على صيغة الماضي. وفي بعض النسخ ” تبصر ” على صيغة المضارع تفعلا من البصر أو من البصيرة. أي كان يطلب المباحثة ويحاور المحاورة والمناظرة، ويحب أن يرى مجلس الكلام والبحث، أو أنه كان يريد التبصر والتعرف في البحث والبصيرة في الكلام. قال في المغرب: أبصر الشئ رآه وتبصره طلب أن يراه. والصواب عندي في ضبط هذه اللفظ ” ينضر ” بضم ياء المضارعة وفتح النون واعجام الضاد المشددة المكسورة على التفعيل من النضرة والنضارة، أي كان يحبر الكلام تحبيرا ويحسنه تحسينا، فان النضرة في اللغة غير مقصورة الاطلاق على حسن الوجه.


1) رجال ابن داود: 236 (*)

[ 716 ]

[ فقال له أبو بكر: ان كان علي بن أبي طالب اماما فقد يجوز أن يكون بعده امام مرخى عليه ستره، وان كان علي عليه السلام لم يكن اماما وهو مرخى عليه ستره فأنت ما جاء بك هيهنا، قا: فطلب الى علقمة أن يكف عنه، فكف. محمد بن مسعود، قال: كتب الي الشاذاني أبو عبد الله، يذكر عن الفضل عن أبيه، مثله سواء. 789 – حدثني محمد بن مسعود: قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، قال: حدثني الوشاء، عمن يثق به يعني أمه، عن خاله، قال، يقال له: عمرو بن الياس، قال، دخلت أنا وأبي الياس بن عمرو، على أبي بكر الحضرمي وهو يجود بنفسه، قال: يا عمرو ليست هذه بساعة الكذب أشهد على جعفر بن محمد أني سمعته يقول بهذا الامر. 790 – أبو جعفر محمد بن علي بن القاسم بن أبي حمزة القمي، قال، قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار المعروف بمموله، قال: حدثني عبد الله بن محمد ابن خالد ؟ قال حدثني الحسن ابن بنت الياس قال، دخلت على أبي بكر الحضرمي وهو يجود بنفسه، فقال لي: اشهد على جعفر بن محمد أنه قال: لايدخل النار منكم أحد. في حبى أخت مسير 791 – حدثني أبو محمد الدمشقي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن ميسر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أقامت حبى أخت ميسر بمكة ثلاثين سنة أو أكثر حتى ذهب أهل بيتها وفنوا أجمعين الا قليلا، قال: فقال ميسر لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك أن أختى حبى قد أقامت بمكة حتى ذهب أهلها، ] قال في المغرب: النضرة الحسن ونضر وجهه حسن ونضره الله، يتعدى ولا يتعدى، وعليه الحديث: نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها، وعن الازدي ليس هذا من الحسن في الوجه، بل انما هو في الجاه والقدر، وعن الاصمعي بالتشديد أي نعمه.


[ 717 ]

[ وقرابتها تحزن عليها وقد بقي منهم بقية يخافون أن يذهبوا كما ذهب من مضي ولا يرونها، فلو قلت لها فانها تقبل منك. قال: يا ميسر دعها فانه ما يدفع عنكم الا بدعائها، قال، فالح على أبي عبد الله عليه السلام قال لها: يا حبي ما يمنعك من مصلى علي صلى الله عليه وآله الذي كان يصلي فيه علي عليه السلام قال: فانصرفت. في عمرو بن حريث 792 – جعفر بن أحمد بن أيوب، روى صفوان، عن عمرو بن حريث، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخلت عليه وهو في منزل أخيه عبد الله بن محمد، فقلت له: جعلت فداك ما حولك الى هذا المنزل ؟ قال: طلب النزهة، قال، قلت: جعلت فداك الا أقص عليك ديني الذي أدين به ؟ قال: بلي يا عمرو. قلت: اني أدين الله بشهادة أن لا اله الا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الساعة آتية لاريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، واقام الصلاة، وايتاء الزكاة وصوم شهر رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا، والولاية لعلي بن أبيطالب أمير المؤمنين بعد رسول الله صلى الله عليهما، والولاية للحسن والحسين، والولاية لعلي بن الحسين، والولاية لمحمد بن علي، ولك من بعده، وأنتم أئمتي عليه أحيى وعليه أموت وأدين الله به. قال: يا عمرو وهذا والله ديني ودين آبائي الذى ندين الله به في السر والعلانية فاتق الله وكف لسانك الا من خير، ولا تقل اني هديت نفسي بل الله هداك، فاد شكر ما أنعم الله عليك، ولا تكن ممن إذا أقبل طعن في عينيه وأذا أدبر طعن في قفاه، ولا تحمل الناس علي كاهلك فانه يوشك ان حملت الناس على كاهلك أن يصدعوا شعب كاهلك. في زكريا بن سابق أيضا 793 – جعفر وفضالة، عن أبي الصباح، عن زكريا بن سابق، قال، وصفت الائمة لابي عبد الله عليه السلام حتى انتهيت الى أبي جعفر عليه السلام، فقال: حسبك قد ثبت ]


[ 718 ]

[ الله لسانك وهدي قلبك. في ابراهيم المخارقى 794 – جعفر بن أحمد، عن نوح بن ابراهيم المخارقي، قال، وصفت الائمة لابي عبد الله عليه السلام، فقلت: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا رسول الله، وأن عليا امام، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم أنت، فقال: رحمك الله، ثم قال: اتقوا الله اتقوا الله، عليكم بالورع وصدق الحديث وأداء الامانة وعفة البطن والفرج. في منصور بن حازم 795 – جعفر بن أحمد بن أيوب، عن صفوان، عن منصور بن حازم، قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: ان الله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه، بل الخلق يعرفون بالله، قال: صدقت. قال، قلت: ان من عرف أن له ربا فقد ينبغي أن يعرف أن لذلك الرب رضا وسخطا وأنه لايعرف رضاه وسخطه الا برسول لمن لم يأته الوحي، فينبغي أن يطلب الرسل فإذا لقيهم عرف أنهم الحجة، وأن لهم الطاعة المفترضة، فقلت للناس: أليس يعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان هو الحجة من الله على خلقه ؟ قالوا: بلى. قلت: فحين مضى رسول الله صلى الله عليه وآله من كان الحجة، قالوا: القرآن، فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجى والقدري والزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته فعرفت أن القرآن لا يكون حجة الا بقيم، ما قال فيه من شئ كان حقا. فقلت لهم: من قيم القرآن ؟ فقالوا: ابن مسعود قد كان يعلم وعمر يعلم وحذيفة، قلت: كله ؟ قالوا: لا: فلم أجد أحدا، فقالوا: انه ماكان يعرف ذلك كله الا علي عليه السلام، وإذا كان الشئ بين القوم وقال هذا لا أدري وقال هذا لا أدري وقال هذا لا أدري، وقال هذا أدري ولم ينكر عليه، كان القول قوله. وأشهد أن عليا عليه السلام كان قيم القرآن وكانت طاعته مفترضة، وكان حجة على ]


[ 719 ]

[ الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنه ما قال في القرآن فهو حق، فقال رحمك الله. فقلت: ان عليا عليه السلام لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وأن الحجة بعد علي الحسن بن علي، وأشهد على الحسن أنه كان حجة، وأن طاعته مفروضة، فقال، رحمك الله، وقبلت رأسه وقلت، أشهد على الحسن أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده، كما ترك أبوه وجده، وأن الحجة بعد الحسن الحسين، وكانت طاعته مفروضة، فقال: رحمك الله وقبلت رأسه. وقلت: أشهد على الحسين أنه لم يذهب حتى ترك حجة من بعده، وأن الحجة من بعده علي بن الحسين، وكانت طاعته مفروضة، فقال رحمك الله وقبلت رأسه. وقلت: وأشهد أن علي بن الحسين لم يذهب حتى ترك حجة من بعده، وأن الحجة من بعده محمد بن علي أبو جعفر، وكانت طاعته مفترضة، فقال: رحمك الله. فقلت: أعطني رأسك أقبله، فضحك فقلت: أصلحك الله، وقد علمت أن أباك لم يذهب حتى ترك حجة من بعده كما ترك أبوه، وأشهد بالله أنك أنت الحجة وأن طاعتك مفترضه، فقال: كف رحمك الله قلت أعطني رأسك أقبله فقبلت رأسه، فضحك، ثم قال: سلني عما شئت فلا أنكرك بعد اليوم أبدا. في خالد البجلى 796 – جعفر بن أحمد، عن جعفر بن بشير، عن أبى سلمة الجمال، قال دخل خالد البجلي على أبي عبد الله عليه السلام وأنا عنده، فقال له: جعلت فداك أني أريد أن أصف لك ديني الذي أدين الله به، وقد قال له قبل ذلك: اني أريد أن أسألك ؟ فقال له: سلني فوالله لا تسألني عن شئ الا حدثتك به على حده لا أكتمك. قال: ان أول ما أبدء أني أشهد أن لا اله الا الله وحده ليس اله غيره، قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: كذلك ربنا ليس معه اله غيره، ثم قال وأشهد أن محمدا ]


[ 720 ]

[ عبده ورسوله، قال، فقال أبو عبد الله: كذلك محمد عبد الله مقر له بالعبودية ورسوله الى خلقه. ثم قال: وأشهد أن عليا عليه السلام كان له من الطاعة المفروضة على العباد مثل ما كان لمحمد صلى الله عليه وآله على الناس قال: كذلك كان عليه السلام. قال: وأشهد أنه كان للحسن بن علي بعد علي عليه السلام من الطاعة الواجبة على الخلق مثل ما كان لمحمد وعلي صلوات الله عليهما، فقال: كذلك كان الحسن. قال: وأشهد أنه كان للحسين من الطاعة الواجبة على الخلق بعد الحسن ما كان لمحمد وعلي والحسن عليهم السلام قال: فكذلك كان الحسين، قال: وأشهد أن علي ابن الحسين كان له من الطاعة الواجبة على جميع الخلق كما كان للحسين عليه السلام قال: فقال: كذلك كان علي بن الحسين. قال: وأشهد أن محمد بن علي كان له من الطاعة الواجبة على الخلق مثل ماكان لعلي بن الحسين، قال فقال: كذلك كان محمد بن علي قال: وأشهد أنك أورثك الله ذلك كله. قال، فقال أبو عبد الله عليه السلام: حسبك أسكت الان فقد قلت حقا، فسكت، فحمد الله وأثنى عليه. ثم قال: ما بعث الله نبيا له عقب وذرية الا أجرى لاخرهم مثل ما أجرى لاولهم، وانا لحق ذرية محمد صلى الله عليه وآله أجرى لاخرنا مثل ما أجرى لاولنا، ونحن على منهاج نبينا عليه السلام لنا مثل ماله من الطاعة الواجبة. ماروى في يوسف 797 – جعفر بن أحمد بن الحسن، ] ماروى في يوسف قوله رحمه الله جعفر بن أحمد بن الحسن السند في اختيار ابن طاوس على هذه الصورة بعينها، والذي يغلب على


[ 721 ]

[ عن داود، عن يوسف، قال، قلت لابي عبد الله عليه السلام: أصف لك ديني الذي أدين الله به، فان أكن على حق فثبتني وان أكن على غير الحق فردني الى الحق، قال: هات قال قلت: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله ] الظن عندي أن في هذا الاسناد تركا في الطبقة، والصواب عن جعفر بن أحمد عن أحمد بن الحسن عن داود. وجعفر بن أحمد هو الذي يعرف بابن التاجر، ويروي عنه محمد بن مسعود العياشي. وأحمد بن الحسن هو أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، يروي عنه أخوه علي بن الحسن بن علي بن فضال وغيره. وقد ذكر النجاشي أن محمد بن مسعود العياشي هو يروي عن أصحاب علي ابن الحسن بن فضال (1). وذكر أن أحمد بن الحسن بن فضال مات سنة ستين ومائتين (2). وذكر أيضا أن داود الرقي مات بعد المائتين بقليل بعد وفات الرضا عليه السلام (3). وأنه روى عن أبي الحسن موسى، وأبي الحسن الرضا عليهما السلام، وهو من أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام. وبالجملة الامر لا يكاد يخفى بعد ملاحظة التاريخ وطبقة الاسناد في الرواية والله سبحانه أعلم. قوله: عن داود عن يوسف قال السيد المكرم جمال الدين أحمد بن طاوس في اختياره: أني لا أعرف من داود هذا، ثم قال: مع أني لا أعرف أيضا يوسف من هو ؟.


1) رجال النجاشي: 270 2) رجال النجاشي: 63 3) رجال النجاشي: 119 (*)

[ 722 ]

[ صلى الله عليه وآله، وأن عليا كان امامي، وأن الحسن كان امامي، وأن الحسين كان امامي، وأن علي بن الحسين كان امامي، وأن محمد بن علي كان امامي، وأنت جعلت فداك على منهاج آبائك، قال: فقال عند ذلك مرارا رحمك الله. ثم قال: هذا والله دين الله ودين ملائكته وديني ودين آبائي لا يقبل الله غيره. ماروى في الحسن بن زياد العطار 798 – جعفر وفضالة، عن أبان، عن الحسن بن زياد العطار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قلت: اني أريد أن أعرض عليك ديني وان كنت في حسباني ممن قد فرغ من هذا، قال: فاته. ] قلت: من العجب عدم معرفته بهما، أما يوسف هذا الذي نحن في ترجمته فهو أبو أمية الكوفي يوسف بن ثابت، الثقة الجليل المعروف من أصحاب الصادق عليه السلام، يروي عنه أبو إسحاق الفقيه ثعلبة بن ميمون وغيره ممن في طبقته، وله كتاب معتمد عليه يرويه ثعلبة. وإذا اطلق في أسانيد الاخبار يوسف عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام فهو منصرف إليه، وهذا الحديث الذي رواه أبو عمرو الكشي رحمه الله تعالى ليس يطابق حال غيره من اليوسفين. وأما داود الذي أورده في السند فهو الرقي، كما هو المستبين من الطبقة فليعرف. ماروى في الحسن بن زياد العطار قوله: حسبانى بكسر الحاء المهملة وأهمال السين الساكنة قبل الباء الموحدة والنون بعد الالف وهو الظن، واما المصدر بمعنى الحساب فحسبان مضموم الحاء. والمعنى: وان كنت في ظني ممن قد فرغ عن الحاجة الى العرض عليك


[ 723 ]

[ قال، قلت: فاني أشهد أن لا اله الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأقر بما جاء من عند الله، فقال لي مثل ما قلت، وأن عليا امام فرض الله طاعته، من عرفه كان مؤمنا، ومن جهله كان ضالا ومن رد عليه كان كافرا. ثم وصفت الائمة عليهم السلام حتى انتهيت إليه، فقال: ما الذي تريد ؟ أتريد أني أتولاك على هذا، فانى أتولاك على هذا. في أبى اليسع عيسى بن السرى 799 – جعفر بن أحمد، عن صفوان، عن أبي اليسع، قال، قلت لابي عبد الله عليه السلام: حدثني عن دعائم الاسلام التي بني عليها، ولا يسع أحدا من الناس تقصير عن شئ منها، الذي من قصر عن معرفة شئ منها كبت عليه دينه ولم يقبل منه عمله، ومن عرفها وعمل بها صلح دينه وقبل منه عمله، ولم يضق به ما فيه بجهل شئ من الامور جهله. قال: فقال شهادة الا اله الا الله والايمان برسول الله صلى الله عليه وآله، والاقرار بما جاء به من عند الله، ثم قال الزكاة والولاية شئ دون شئ، فضل يعرف لمن أخذ به، ] فان من الثابت المعلوم المتيقن عندي أن ذلك المعروض هو الدين الحق الذي ما بعده الا الضلال. في أبى اليسع عيسى بن السرى أبو اليسع عيسى بن السري ثقة لا مطعن فيه، وقد وثقه النجاشي (1) وغيره وهو من أجلاء أصحاب الصادق عليه السلام. قوله (ع) شئ دون شئ شئ بالرفع على الخبرية: اما متعلق بالولاية على ما هو الاعذب الاظهر، أو بكل من المذكورات، أو بالمجموع بما هو المجموع.


1) رجال النجاشي: 227 (*)

[ 724 ]

[ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات لايعرف امامه مات ميتة جاهلية. وقال الله عزوجل ” يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم (1) ” وكان علي عليه السلام وقال الاخرون: لابل معاوية. وكان حسن ثم كان حسين، وقال الاخرون هو يزيد بن معاوية لاسواء، ثم قال أزيدك ؟ قال بعض القوم: زده جعلت فداك. قال: ثم كان علي بن الحسين، ثم كان أبو جعفر، وكانت الشيعة قبله لا يعرفون ما يحتاجون إليه من حلال ولا حرام الا ما تعلموا من الناس. حتى كان أبو جعفر عليه السلام ففتح لهم وبين لهم وعلمهم، فصاروا يعلمون الناس بعد ما كانوا يتعلمون منهم، والامر هكذا يكون، والارض لا تصلح الا بامام، ومن مات لايعرف امامه مات ميتة جاهلية، وأحوج ما تكون الى هذا إذا بلغت نفسك هذا المكان، وأشار بيده الى حلقه، وانقطعت من الدنيا تقول: لقد كنت على رأي حسن. قال أبو اليسع عيسى بن السري: وكان أبو حمزة وكان حاضر المجلس أنه قال: لك فما تقول كان أبو جعفر اماما حق الامام. في المغيرة بن توبة المخزومى 800 – جعفر بن أحمد، قال: حدثني محمد بن أبي عمير عن حماد بن ] و ” دون ” المضاف الى شئ بمعنى غير و ” فضل ” اما مجرور على الصفة للمضاف إليه، أو مرفوع على الخبر لضمير محذوف منفصل مرفوع على الابتداء والتقدير هو فضل. والمعنى: أن الولاية أو جميع ما ذكر شئ غير شئ يكون من الفضائل والمزايا المعروفة لمن أخذ بها وواظب عليها من المسلمين، فان ما ذكر هي الدعائم المبني عليها أصل بناء الاسلام بخلاف غيرها من المكملات والمتممات والزوائد والمحسنات فليفقه.


1) سورة النساء: 59 (*)

[ 725 ]

[ عثمان، عن المغيرة بن توبة المخزومي قال، قلت لابي الحسن عليه السلام: قد حملت هذا الذي في أمورك، فقال: اني حملته ما حملنيه أبي عليه السلام. في الحسين بن عمر 801 – جعفر بن أحمد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسين بن عمر قال، قلت له: ان أبي أخبرني أنه دخل على أبيك، فقال له: اني أحتج عليك عند الجبار أنك أمرتني بترك عبد الله، وأنك قلت أنا امام فقال: نعم فما كان من أثم ففي عنقي. ] الحسين بن عمر وهو الحسين بن عمر بن يزيد من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام وهو ثقة وثقه الشيخ وغيره، لم يكن يعتريه الوقف ولا فيه غميزة أصلا، ويدل على ذلك ما رواه الكشي رحمه الله تعالى. وما في حواشي الخلاصة لبعض شهداء المتأخرين فيه ما يفهم منه خلاف التوثيق من باب سوء الفهم لمدلول هذه الرواية لاغير. قوله: قال قلت له ان أبى ضمير له أولا لابي الحسن الثاني عليه السلام، وثانيا لابي الحسن الاول عليه السلام. يعني قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: أن أبي عمربن يزيد أخبرني أنه دخل على أبيك أبي الحسن موسى عليه السلام قال: اني احتج عليك عند الله الجبار بأنك أمرتني أن أترك عبد الله الافطح وأتمسك بك، وقلت: أنا الامام بعد أبي جعفر بن محمد عليهما السلام. فقال عليه السلام: نعم قد كان ذلك فما كان فيه من اثم ففي عنقي، واني أيضا أحتج عليك بمثل ما احتج أبي علي أبيك، فانك أخبرتني ان أباك موسى عليه السلام قد مات وأنك صاحب هذا الامر من بعده.


[ 726 ]

[ فقال: واني أحتج عليك بمثل حجة أبي على أبيك فانك أخبرتني بأن أباك قد مضى. وأنك صاحب هذا الامر من بعده فقال: نعم. ] فقال عليه السلام: نعم كذلك هو، فقلت له: تمسكت بك وما خرجت من مكة حتى كاد الامر من الوضوح يتبين لي ويظهر غاية التبين والظهور. وذلك أن فلانا من أصحابك أقرأني كتابك تذكر أنت فيه – على صيغة الخطاب أو يذكر هو عنك على صيغة الغيبة – أن تركة صاحبنا أبي الحسن موسى عليه السلام من العلم والدين والهدى والرشاد وما يتعلق بوصاية رسول الله وامامة الخلق عندك. فقال عليه السلام: صدقت أنت وصدق فلان، فالكتاب كتابي، والقول قولي، أما أني والله ما فعلت في ذلك ولا أظهرت الامر حتى رأيت أني لست أجد في الدين من ذلك بدا. ولقد قلت ما قلت، وأظهرت ما أظهرت، كمايقال على جدع أنفي، كناية عن أشد السوء ومثلا يضرب لاقصى الضرر، وذلك من جهة المخافة من نصوص الخلافة كهارون والمأمون. ولكني خفت انتشار الضلال في هذة الامة واستحواذ الفرقة عن دين الله، فتحملت ذلك وفعلت ما فعلت. فهذا شرح متن هذه الرواية على صراح معناها، وهو صريح في جلالة الحسين ابن عمر، وقوة ايمانه وتمسكه بأبي الحسن الرضا عليه السلام، وشدة اختصاصه به عليه السلام وعدم قوله بالوقف أصلا. ومحشي الخلاصة إذ لم يستطع الى نيل مغزاه سبيلا، فحيث قال العلامة: الحسين بن عمر بن يزيد من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام ثقة (1). توهم أنه مستدرك عليه فقال في الحاشية: ذكره الشيخ، ووثقه، ولكن في كتاب


1) الخلاصة: 49 (*)

[ 727 ]

[ فقلت له: اني لم أخرج من مكة حتى كاد يتبين لي الامر، وذلك أن فلانا أقرأني كتابك يذكر أن تركة صاحبنا عندك فقال: صدقت وصدق، أما والله ما فعلت ذلك حتى لم أجد بدا، ولقد قلته على مثل جدع أنفي، ولكني خفت الضلال والفرقة. في سعيد الاعرج 802 – جعفر، عن فضالة بن أيوب وغير واحد، عن معاوية بن عمار، عن سعيد الاعرج، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فاستاذن له رجلان، فأذن لهما، فقال أحدهما: أفيكم امام مفترض الطاعة ؟ قال: ما أعرف ذلك فينا، قال بالكوفة قوم يزعمون أن فيكم اماما مفترض الطاعة، وهم لا يكذبون أصحاب ورع واجتهاد وتسمير، فهم عبد الله بن أبي يعفور وفلان وفلان. فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما أمرتهم بذلك ولا قلت لهم أن يقولوه، قال: فما ذنبي واحمر وجهه وغضب غضبا شديدا، قال: فلما رأيا الغضب في وجهه قاما فخرجا. قال: أتعرفون الرجلين ؟ قلنا: نعم هما رجلان من الزيدية، وهما يزعمان أن سيف رسول الله صلى الله عليه وآله عند عبد الله بن الحسين. فقال: كذبوا عليهم لعنة الله ثلاث مرات، لا والله ما رأه عبد الله ولا أبوه الذي ولده بواحدة من عينيه قط، ثم قال: اللهم الا أن يكون رآه على علي بن الحسين وهو متقلده، فان كانوا صادقين فاسألوهم ما علامته ؟ فان في ميمنته علامة وفي ميسرته علامة. وقال: والله ان عندي لسيف رسول الله صلى الله عليه وآله ولامته: والله أن عندي لراية رسول الله صلى الله عليه وآله، والله أن عندي لا لواح موسى عليه السلام وعصاه، والله أن عندي لخاتم ] الكشي رواية عن الحسين بن عمر تدل على خلاف التوثيق (1).


1) الحاشية على الخلاصة للخلاصة للشهيد الثاني غير مطبوع (*)

[ 728 ]

[ سليمان بن داود، والله أن عندي الطست التي كان موسى يقرب فيها القربان، والله أن عندي لمثل الذي جائت به الملائكة تحمله والله أن عندي للشئ الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله يضعه بين المسلمين والمشركين فلا يصل الى المسليمن نشابة. ثم قال: ان الله عزو جل أوحى الى طالوت أنه لن يقتل جالوت الا من لبس درعك ملاها. فدعى طالوت جنده رجلا رجلا فألبسهم الدرع فلم يملاها أحد منهم الا داود فقال: يا داود أنك أنت تقتل جالوت فأبرز إليه فبرز إليه فقتله. فان قائمنا انشاء الله من إذا لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله يملاها، وقد لبسها أبو جعفر فخطت عليه، ولبستها أنا فكانت وكانت. في على بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب (عليهم السلام) 803 – حمدويه بن نصير، قال: حدثنا الحسين بن موسى الخشاب، عن علي بن أسباط وغيره، عن علي بن جعفر بن محمد، قال، قال لي رجل أحسبه من الواقفة: ما فعل أخوك أبو الحسن ؟ قلت: قد مات، قال: وما يدريك بذاك ؟ قلت: أقتسمت أمواله وأنكحت نساؤه ونطق الناطق من بعده. قال: ومن الناطق من بعده ؟ قلت: ابنه علي، قال: فما فعل ؟ قلت له: مات، قال: وما يدريك أنه مات ؟ قلت: قسمت أمواله ونكحت نسائه ونطق الناطق من بعده. قال: ومن الناطق من بعده ؟ قلت: أبو جعفر ابنه، قال، فقال له: أنت في سنك وقدرك وابن جعفر بن محمد تقول هذا القول في هذا الغلام. قال، قلت: ما أراك الا شيطانا، قال: ثم أخذ بلحيته فرفعها الى السماء ثم قال: فما حيلتي ان كان الله رآه أهلا لهذا ولم ير هذه الشيبة لهذا أهلا. 804 – حدثني نصر بن الصباح البلخي، قال: حدثني اسحاق بن محمد البصري أبو يعقوب، قال: حدثني أبو عبد الله الحسن بن موسى بن جعفر، قال: كنت ]


[ 729 ]

[ عند أبي عليه السلام بالمدينة وعنده علي بن جعفر وأعرابي من أهل المدينة جالس، فقال لي الاعرابي: من هذا الفتى ؟ وأشار بيده الى أبي جعفر عليه السلام. قلت: هذا وصي رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: يا سبحان الله رسول الله قد مات منذ مائتي سنة وكذا وكذا سنه، وهذا حدث كيف يكون هذا. قلت: هذا وصي علي بن موسي، وعلي وصي موسى بن جعفر، وموسى وصي جعفر بن محمد، وجعفر وصي محمد بن علي، ومحمد وصي علي بن الحسين، وعلي وصي الحسين، والحسين وصي الحسن، والحسن وصي علي بن أبي طالب، وعلي وصي رسول الله (صلوات الله عليهم أجمعين). قال: ودنى الطبيب ليقطع له العرق، فقام علي بن جعفر، فقال: يا سيدي يبدأني ليكون حدة الحديد بي قبلك، قال، قلت: يهنئك، هذا عم أبيه، قال، فقطع له العرق، ثم أراد أبو جعفر عليه السلام النهوض فقام علي بن جعفر عليها السلام فسوى له نعليه حتى لبسهما. في على بن يقطين واخوته 805 – قال أبو عمرو: علي بن يقطين مولى بني أسد، وكان قبل يبيع الابزار وهي التوابل، ومات في زمن أبي الحسن موسى عليه السلام، وأبو الحسن محبوس سنة ثمانين ومائة، وبقي أبو الحسن عليه السلام في الحبس أربع سنين، وكان حبسه هارون. 806 – حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا العبيدي، عن زياد القندي، عن علي بن يقطين، أن أبا الحسن عليه السلام قد ضمن له الجنة. 807 – محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: ان علي بن يقطين أرسلني اليك برسالة أسألك الدعاء له فقال: في أمر الاخرة، قلت: نعم، قال: فوضع يده على صدره، ثم قال: ضمنت ]


[ 730 ]

[ لعلي بن يقطين ألا تمسه النار أبدا. 808 – محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال خرجت عاما من الاعوام ومعي مال كثير لابي ابراهيم عليه السلام، وأودعني علي بن يقطين رسالة سأله الدعاء، فلما فرغت من حوائجي وأوصلت المال إليه، قلت: جعلت فداك سألني علي بن يقطين أن تدعو الله له، فقال: للاخرة ؟ قلت: نعم، قال: فوضع يده على صدره ثم قال: ضمنت لعلي بن يقطين ألا تمسه النار. 809 – محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، وجبريل بن أحمد قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني يعقوب بن يقطين، قال سمعت أبا الحسن الخراساني عليه السلام يقول: أما أن علي بن يقطين مضى وصاحبه عنه راض، يعني أبا الحسن عليه السلام. 810 – محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير. وحدثني حمدويه وابراهيم، قالوا: حدثنا محمد بن عيسى، عن عبيدالله بن عبد الله، عن درست، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، قال كنت عند أبي ابراهيم عليه السلام إذا أقبل علي بن يقطين، فالتفت أبو الحسن عليه السلام الى أصحابه، فقال: من سره أن يرى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فلينظر الى هذا المقبل فقال له رجل من القوم: هو اذن من أهل الجنة ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: أما أنا فأشهد أنه من أهل الجنة. 811 – حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى. ومحمد بن مسعود، عن محمد بن نصير، عن محمد بن عيسى، عن عبيدالله ابن عبد الله، عن درست، عن الكاهلي، قال كنت عند أبي ابراهيم عليه السلام إذ أقبل علي ابن يقطين، وذكر مثله سواء. 812 – محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، عن محمد بن ]


[ 731 ]

[ عيسى، قال سمعت مشايخ أهل بيتي يحكون أن عليا وعبيدا ابني يقطين أدخلا على أبي عبد الله عليه السلام فقال: قربوا مني صاحب الذوابتين، وكان عليا، فقرب منه، فضمه إليه ودعا له بخير. 813 – قال محمد بن قولويه: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثنا محمد بن اسماعيل، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن داود الرقي قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام يوم النحر، فقال مبتدئا: ما عرض في قلبي أحد وأنا على الموقف الا علي بن يقطين، فانه ما زال معي وما فارقني حتى أفضت. 814 – حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني حفص أبو محمد مؤذن علي بن يقطين، عن علي بن يقطين، قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام في الروضة وعليه جبة خز سفرجلية. 815 – محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال، قال العبيدي قال يونس: انهم أحصوا لعلي بن يقطين سنة في الموقف مائة وخمسين ملبيا. 816 – حدثني حمدويه: قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، قال، قال أبو الحسن عليه السلام: من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في الموقف. 817 – محمد بن اسماعيل، عن اسماعيل بن مرار، عن بعض أصحابنا، أنه لما قدم أبو ابراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام العراق، قال علي بن يقطين: أما ترى حالي وما أنا فيه، فقال: يا علي ان لله تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه، وأنت منهم يا علي. 818 – محمد بن مسعود، عن علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد عن السندي بن الربيع، عن الحسين بن عبد الرحيم، قال، قال أبو الحسن عليه السلام لعلي بن يقطين: اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثا فقال علي: جعلت فداك وما الخصلة التي أضمنها لك ؟ وما الثلاث اللواتي تضمنهن لي. ]


[ 732 ]

[ قال، فقال أبو الحسن عليه السلام: الثلاث اللواتي أضمنهن لك: أن لا يصيبك حر الحديد أبدا بقتل، ولافاقة، ولاسجن حبس، قال، فقال علي: وما الخصلة التي أضمنها لك ؟ قال، فقال: تضمن أن لا يأتيك ولي أبدا الا أكرمته، قال فضمن علي الخصلة وضمن له أبو الحسن الثلاث. 819 – محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: روى بكر بن محمد الاشعري، ان أبا الحسن الاول عليه السلام قال: اني استوهبت علي بن يقطين من ربي عزوجل البارحة، فوهبه لي، ان علي ابن يقطين بذل ماله ومودته، فكان لذلك منا مستوجبا. ويقال: ان علي بن يقطين ربما حمل مائة ألف الي ثلاثمائة ألف درهم، وأن أبا الحسن عليه السلام زوج ثلاثة بنين أو أربعة، منهم أبو الحسن الثاني، فكتب الى علي ابن يقطين: اني قد صيرت مهورهن اليك. قال محمد بن عيسى: فحدثني الحسن بن علي أن أباه علي بن يقطين رحمه الله وجه الى جواريه حتى حمل حبايهن ممن باعه، فوجه إليه بما فرض عليه من مهورهن وزاد ثلاثة آلاف دينار للوليمة، فبلغ ذلك ثلاثة عشر ألف دينار في دفعة واحدة. حدثني حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا أبو جعفر، عن الحسن بن علي وذكر مثله. ] على بن يقطين واخوته قوله، جواريه حتى حمل الضمير في جواريه وباعه لعلي بن يقطين، وحمل على صيغة المجهول، وحباء ككتاب بكسر الحاء المهلمة قبل الباء الموحدة العطاء وهو اسم لا مصدر قاله القاموس (1).


1) القاموس: 4 / 315 (*)

[ 733 ]

[ 820 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثنا محمد ابن عيسى، قال: زعم الحسين بن علي أنه أحصى لعلي بن يقطين بعض السنين ثلاث مائة ملب، أو مأتين وخمسين ملبيا، وان لم يكن يفوته من يحج عنه. ] وفي نسخة ” حبايتهن ” والحباية والحباوة أيضا بالكسر العطاء والعطية قاله الفايق والاساس وكذلك الحبوة مثلثة والحبية بالكسر اسم من الاحتباء. والمعنى: وجه أي أرسل علي بن يقطين الى جواريه، فحمل إليه كل ما عليهن ولهن من الزينة والمال حتى حباهن وحبايتهن، أي عطيتهن ممن كان باع علي بن يقطين اياهن واشتراهن هو منه. فوجه علي بن يقطين الى أبي الحسن موسى عليه السلام بما فرض عليه وصير إليه من مهور أزواج بنيه، وزاد على ذلك ثلاثة الاف دينار للوليمة، فبلغ المجموع ثلاثة عشر الف دينار. وكان ذلك المبلغ – وهو في عصرنا هذا ألفا تومان تقريبا – أحد ما قد أرسله إليه عليه السلام في دفعة واحدة، حفه الله تعالى بفضله وخصه برحمته. قوله: وان لم يكن يفوته من يحج عنه يعني: كان يستنيب من يحج عنه مندوبا في كل سنة، ولا يفوته ذلك أصلا، ومع ذلك كان يستنيب كل سنة لمجرد التلبية عنه، وقد أحصي له بعض السنين ثلاثمائة ملبي عنه، أو مائتان وخمسون ملبيا عنه، وكان يعطي الكاهلي وعبد الرحمن ابن الحجاج وغيرهما من أمثالهما من الدراهم للحج عنه كل سنة عشرة الاف، ويعطي الملبي عنه عشرين الفا. وقال شيخنا الشهيد في الدروس: تجوز الاستنابة في الحج ندبا للحي، وفيه فضل كثير، فقد أحصى في عام واحد خمسمائة وخمسون رجلا يحجون عن علي ابن يقطين صاحب الكاظم عليه السلام أقلهم بتسعمائة دينار وأكثرهم عشرة آلاف (1). كأنه يعني عشرة آلاف درهم.


1) الدروس: 87 (*)

[ 734 ]

[ وكان يعطي بعضهم عشرة آلاف في كل سنة للحج، مثل الكاهلي، وعبد الرحمن بن الحجاج وغيرهما، ويعطي أدناهم ألف درهم، وسمعت من يحكى في أدناهم خمسمائه درهم، وكان أمره بالدخول في أعمالهم. فقال: ان كنت لابد فاعلا فانظر كيف يكون لاصحابك فزعم أمية كاتبه وغيره أنه كان يأمر بحبايتهم في العلانية، ويرد عليهم في السر، وزعمت رحيمة أنها قالت لابي الحسن الثاني عليه السلام: ادع لعلي بن يقطين، فقال: قد كفي علي بن يقطين. وقال أبو الحسن عليه السلام: من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في الموقف. وزعم ابن أخي الكاهلي أن أبا الحسن عليه السلام قال لعلي بن يقطين اضمن لي الكاهلي وعياله وأضمن لك الجنة. فزعم ابن اخيه أن عليا لم يزل يجري عليهم الطعام والدراهم وجميع أبواب النفقات، مسبغين في ذلك، حتى مات أهل الكاهلي كلهم وقراباته وجيرانه. وقال أبو الحسن عليه السلام أن لله مع كل طاغية وزيرا من أوليائه يدفع به عنهم ] قوله: مسبغين بالباء الموحدة بين السين المهملة والغين المعجمة على صيغة الفاعل من الاسباغ بمعني الاكمال والتوفير. وفي بعض النسخ: بالتاء المثناة من فوق مكان الباء الموحدة والنون بعد الغين من الاستغناء و ” حتى ” اما انها بمدخولها الى جيرانه متعلقة بقوله ” لم يزل يجري عليهم ” واما ان حتى مات اي الكاهلي او علي بن يقطين متعلقة بذلك. ثم أهل الكاهلي كلهم وقراباته وجيرانه بيان للمسبغين أو المستغنين في ذلك المجري عليهم الطعام والدراهم وجميع أبواب النفقات فليعلم.


[ 735 ]

[ دعوة أبي عبد الله عليه السلام علي بن يقطين وما ولد، قال، فقال: ليس حيث يذهب أما علمت أن المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة تكون في الليلة، يصيبها المطر فيغسلها ولا يضر الحصاة شيئا. 821 – محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو عبد الله الحسين بن أشكيب، قال أخبرنا بكر بن صالح الرازي، عن اسماعيل بن عباد القصري قصر ابن هبيرة، عن اسماعيل بن سلام، وفلان بن حميد، قالا، بعث الينا علي بن يقطين، فقال: اشتريا راحلتين وتجنبا الطريق، ودفع الينا مالا وكتبا حتى توصلا ما معكما من المال والكتب الى أبي الحسن موسى عليه السلام ولا يعلم بكما أحد. قالا: فأتينا الكوفة فاشترينا راحلتين وتزودنا زادا وخرجنا نتجنب الطريق حتى إذا صرنا ببطن الرمة شددنا راحلتنا ووضعنا لهما العلف وقعدنا نأكل، فبينا نحن ] قوله رحمه الله: دعوة أبى عبد الله (ع) على بن يقطين وما ولد يعني: كان أبو عبد الله قد جرى على لسانه في دعوته علي بن يقطين وما ولد أي من ولده، فقال للراوي: انه ليس الامر حيث تذهب بوهمك، اني قد قصدته بالدعوة، بل انما ذلك من حيث كان في صلبه علي بن يقطين، وليس يستضر المؤمن من حيث كينونته في صلب الكافر. هذا من طريق أبي عمرو الكشي رحمه الله تعالى في عامة النسخ. ومن طريق أبي جعفر الكليني رضوان الله تعالى عليه في الكافي عن ابن أبي عمير عن علي بن يقطين عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: قلت له: اني قد أشفقت من دعوة أبي عبد الله عليه السلام على يقطين وما ولد. فقال يا أبا أحمد [ أبا الحسن ] ليس حيث تذهب انما المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة في اللبنة يجئ المطر فيغسل اللبنة، ولا يضر الحصاة شيئا (1).


1) أصول الكافي: 2 / 11 (*)

[ 736 ]

[ كذلك إذا راكب قد أقبل ومعه شاكري. فلما قرب منا فإذا هو أبو الحسن موسى عليه السلام فقمنا إليه وسلمنا عليه ودفعنا إليه الكتب وما كان معنا فأخرج من كمه كتبا فناولنا اياها، فقال: هذه جوابات كتبكم. قال، قلنا: ان زادنا قد فنى، فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة فزرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وتزودنا زادا ؟ فقال: هاتا ما معكما من الزاد فأخرجنا الزاد إليه فقلبه بيده، فقال: هذا يبلغكما الى الكوفة، وأما رسول الله صلى الله عليه وآله فقد رأيتماه، انى صليت معهم الفجر وأنا أريد أن أصلي معهم الظهر، انصرفا في حفظ الله. 822 – حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني يحيى بن محمد، عن سيبويه الرازي، عن بكر بن صالح، بأسناده مثله. علي وخزيمة ويعقوب وعبيد بنو يقطين كلهم من أصحاب أبي الحسن عليه السلام. 823 – طاهر بن عيسى، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن القاسم بن حمزة ابن موسى العلوي، قال: سمعت اسماعيل بن موسى عمي، قال، رأيت العبد الصالح عليه السلام على الصفا، يقول: الهى في أعلى عليين اغفر لعلي بن يقطين. ] قوله: ومعه شاكري الشاكري الركابي والشاطر والاجير والمستخدم، أو الناقة السمينة الممتلا صرعها من اللبن، وكل دابة سمينة فهي شاكري. قوله (ع): فقد رأيتماه يعني عليه السلام: انكما حيث رأيتماني فكأنما قد رأيتما رسول الله صلى الله عليه وآله، انصرفا في حفظ الله لا يشعرن بكما أحد من المخالفين، واني قد صليت معهما الفجر وأنا أريد أن أصلي معهما الظهر، كيلا يطلع أحد منهم على ذلك.


[ 737 ]

[ 824 – جعفر بن معروف، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن سليمان بن الحسين كاتب علي بن يقطين، قال: أحصيت لعلي بن يقطين من وافى عنه في عام واحد مائة وخمسين، رجلا، أقل من أعطاه منهم سبعمائة درهم، وأكثر من أعطاه عشرة آلاف درهم. في موسى بن بكر الواسطي 825 – جعفر بن أحمد، عن خلف بن حماد، عن موسى بن بكر الواسطي، قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: قال أبي عليه السلام: سعد امرئ لم يمت حتى يرى منه خلفا تقربه عينه، وقد أراني الله عزوجل من ابني هذا خلفا، وأشار بيده الى العبد الصالح عليه السلام، ما تقربه عيني. 826 – حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد ابن سنان، عن موسى بن بكر الواسطي، قال: أرسل الي أبو الحسن عليه السلام فأتيته، فقال لي: مالي أراك مصفرا ؟ وقال لي: آمرك بأكل اللحم قال فقلت: ما أكلت غيره منذ أمرتني. فقال: كيف تأكله ؟ قلت، طبيخا، قال: كله كبابا، فأكلت، فأرسل الي بعد جمعة فإذا الدم قد عاد في وجهي فقال لي: نعم. ثم قال لي: يخف عليك أن نبعثك في بعض حوائجنا ؟ فقلت: أنا عبدك فمرني بم شئت فوجهني في بعض حوائجه الى الشام. في هند بن الحجاج 827 – أبو الحسن محمد بن بحر بن أحمد الفارسي، قال: ] في هند بن الحجاج قوله: أبو الحسن محمد بن بحر أبو الحسن مكبرا، وفي بعض النسخ ” أبو الحسين ” بالتصغير، فأبو الحسن


[ 738 ]

[ حدثني أبو القاسم الحليسمي، قال: حدثنا عيسى بن هواذ، عن الحسن بن ظريف بن ناصح، فقال: قد جئتك بحديث من يأتيك حدثني فلان ونسى الحليسي اسمه عن ] هو محمد بن بحر ويقال: محمد بن يحيى الفارسي، طاف الدنيا، وروى عن خلق وجمع كثير من الاخبار. ذكره الشيخ في باب لم من كتاب الرجال (1). وأبو الحسين هو محمد بن بحر ويقال: محمد بن يحيى الشيباني الرهني، بالراء والنون من حاشيتي الهاء، والرهن بالضم قرية بكرمان قاله في القاموس (2). وهو أهل سجستان سكن ترماشير من أرض كرمان ولذلك قيل له: الفارسي وكان من المتكلمين وكان فقيها عالما بالاخبار، له نحو من خمسمائة مصنف الا أنه ربما يتهم بالغلو ويرمى بالتفويض. أورده الشيخ في كتاب الرجال في باب لم (3)، ولقد ذكرنا حاله فيما قد مضى وحققنا القول فيه. قوله: أبو القاسم الحليسى الحليسي بالضم على هيئة التصغير اما باعجام الخاء نسبة الى التابعي المحدث. قال في القاموس: عباس بن خليس كزبير محدث تابعي (4). أو باهمال الحاء نسبة الى بني الحليس. في القاموس: الحليس كزبير الحمصي وابن زيد الصيفي صحابيان، وابن علقمة سيد الاحابيش، وابن يزيد من كنانة، والحليسية ماء لبني الحليس (5).


1) رجال الشيخ: 495 2) القاموس: 4 / 230 3) رجال الشيخ: 510 4) القاموس: 2 / 211 5) القاموس: 2 / 207، والى هنا تم مافى نسخة ” ن “. (*)

[ 739 ]

[ بشار مولى السندي بن شاهك، قال: كنت من أشد الناس بغضا لآل أبي طالب، فدعاني السندي بن شاهك يوما، فقال لي: يا بشار اني أريد أن ائتمنك على ما ائتمنني عليه هارون، قلت: اذن لا أبقى فيه غاية. قال: هذا موسى بن جفعر عليه السلام قد دفعه الي. وقد وكلتك بحفظه، فجعله في دار جوف دور حرمه ووكلني عليه، وكنت أقفل عليه عدة أقفال، فإذا مضيت في حاجة وكلت أمرأتي بالباب فلا تفارقه حتى أرجع، قال بشار: فحول الله ماكان في قلبي من البغض حبا. قال: فدعاني عليه السلام يوما فقال لي: يا بشار امض الى سجن المقنطرة فادع لي هند بن الحجاج، وقل له أبو الحسن يأمرك بالمصير إليه، فانه سينتهرك ويصيح عليك. فإذا فعل ذلك: فقل أنا قد قلت لك وأبلغت رسالته فان شئت فافعل وان شئت فلا تفعل، واتركه وانصرف. قال ففعلت ما أمرني وأقفلت الابواب كما كنت أفعل، وأقعدت امرأتي على الباب وقلت لها: لا تبرحي حتى آتيك، وقصدت الى سجن المقنطرة فدخلت على هند بن الحجاج، فقلت له أبو الحسن يأمرك بالمصير إليه، قال: فصاح علي وانتهرني، فقلت له: أنا قد أبلغتك وقلت لك فان شئت فافعل وان شئت فلا تفعل. وانصرفت وتركته، وجئت الى أبي الحسن عليه السلام فوجدت امرأتي قاعدة على الباب والابواب مقفلة، فلم أزل أفتح واحدا واحدا منها، حتى انتهيت إليه فوجدته وأعلمته الخبر، قال: نعم قد جاءني، وانصرفت فخرجت الى امرأتي، فقلت لها جاء أحد بعدي فدخل هذا الباب ؟ فقالت: لا والله ما فارقت الباب ولا فتحت الاقفال حتى جئت. قال: ورواني علي بن محمد بن الحسن الانباري أخو صندل، قال: بلغني من جهة أخرى أنه لما صار إليه هند بن الحجاج، قال له العبد الصالح عليه السلام عند انصرافه: ان شئت رجعت الى موضعك ولك الجنة، وان شئت انصرفت الى منزلك، فقال: أرجع ]


[ 740 ]

[ الى موضعي الى السجن ” رحمه الله “. قال: وحدثني علي بن محمد بن صالح الصيمري، ان هند بن الحجاج رضي الله عنه كان من أهل الصميرة، وأن قصره لبين، قال أبو عمرو: هذا الخبر من جهة أبي الحسن محمد بن بحر بن أحمد الفارسي يقول: حدثني أبو القاسم الحليسي. في صفوان بن مهران الجمال 828 – حمدويه، قال: حدثني محمد بن اسماعيل الرازي، قال: حدثني الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثني صفوان بن مهران الجمال، قال: دخلت على أبي الحسن الاول عليه السلام فقال لي: يا صفوان كل شئ منك حسن جميل ماخلا شيئا واحدا قلت: جعلت فداك أي شئ ؟ قال: اكراؤك جمالك من هذا الرجل يعني هارون، قلت: والله ما أكريته أشرا ولا بطرا ولالصيد ولا للهو ولكني أكريه لهذا الطريق يعني طريق مكة، ولا أتولاه بنفسي ولكن أنصب غلماني. فقال لي: يا صفوان أيقع كراؤك عليهم ؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: فقال لي: أتحب بقائهم حتى يخرج كراؤك ؟ قلت: نعم، قال: فمن أحب بقائهم فهو منهم، ومن كان منهم كان ورد النار. قال صفوان: فذهبت وبعت جمالي عن آخرها، فبلغ ذلك الى هارون، فدعاني فقال لي: يا صفوان بلغني أنك بعت جمالك ؟ قلت: نعم، فقال: لم ؟ قلت: أنا شيخ كبير وأن الغلمان لايفون بالاعمال. فقال: هيهات ايهات أني لاعلم من أشار عليك بهذا موسى بن جعفر، قلت: مالي ولموسى بن جعفر، فقال: دع هذا عنك فوالله لولا حسن صحبتك لقتلتك. في أبى على عبد الرحمن بن حجاج 829 – حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن الحسين، عن عثمان بن عدس، عن حسين بن ناجية، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام وذكر عبد الرحمن بن ]


[ 741 ]

[ حجاج، فقال: أنه لثقيل على الفؤاد. 830 – أبو القاسم نصر بن الصباح، قال: عبد الرحمن بن الحجاج شهد له أبو الحسن عليه السلام بالجنة، وكان أبو عبد الله عليه السلام يقول لعبد الرحمن: يا عبد الرحمن كلم أهل المدينة فاني أحب أن يرى في رجال الشيعة مثلك. شعيب العقرقوفى 831 – وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران عن محمد بن علي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: أخبرني شعيب العقرقوفي، قال، قال لي أبو الحسن عليه السلام مبتدئا من غير أن أسأله عن شئ: يا شعيب يلقاك غدا رجل من أهل المغرب يسألك عني، فقل هو والله الامام الذي قال لنا أبو عبد الله عليه السلام، فإذا سألك عن الحلال والحرام فأجبه: مني. فقلت: جعلت فداك فما علامته ؟ فقال: رجل طويل جسيم يقال له: يعقوب، فإذا أتاك فلا عليك أن تجيبه عن جميع ما سألك فانه واحد قومه، وان أحب أن تدخله الي فأدخله. قال: فوالله اني لفي طوافي إذ أقبل الي رجل طويل من أجسم ما يكون من الرجال، فقال لي: أريد أن أسألك عن صاحبك ؟ فقلت: عن أي صاحب ؟ قال: عن فلان بن فلان، فقلت ما أسمك ؟ فقال: يعقوب، فقلت: ومن أين أنت ؟ فقال: رجل من أهل المغرب. قلت: فمن أين عرفتني ؟ قال: أتاني آت في منامي: الق شعيبا فسله عن جميع ما تحتاج إليه، فسألت عنك فدللت عليك، فقلت اجلس في هذا الموضع حتى أفرغ من طوافي وآتيك انشاء الله، فطفت ثم أتيته فكلمت رجلا عاقلا. ثم طلب الي أن أدخله علي أبي الحسن عليه السلام، فأخذت بيده فاستأذنت على أبي الحسن عليه السلام، فأذن لي، فلما رآه أبو الحسن عليه السلام قال له: يا يعقوب قدمت أمس ]


[ 742 ]

[ ووقع بينك وبين أخيك شر في موضع كذاوكذا، حتى شتم بعضكم بعضا، وليس هذا ديني ولادين آبائي، ولا نأمر بهذا أحدا من الناس، فاتق الله وحده لا شريك له، فانكما ستفترقان بموت. اما أن أخاك سيموت في سفره قبل أن يصل إلى أهله، وستندم أنت على ماكان منك، وذلك أنكما تقاطعتما فبتر الله أعماركما، فقال له الرجل: فانا جعلت فداك متى أجلي ؟ فقال: اما ان اجلك قد حضر حتى وصلت عمتك بما وصلتها به في منزل كذا وكذا، فزيد في أجلك عشرون، قال، فأخبرني الرجل ولقيته حاجا: ان أخاه لم يقبل الى أهله حتى دفنه في الطريق. قال أبو عمرو: محمد بن عبد الله بن مهران غال، والحسن بن علي بن أبي حمزة كذاب غال، قال: ولم أسمع في شعيب الاخيرا، وأولياؤه أعلم بهذه الرواية على بن أبى حمزة البطائني 832 – قال محمد بن مسعود: حدثني حمدان بن احمد القلانسي، قال: حدثني معاوية بن حكيم، قال: حدثني أبو داود المسترق، عن عتيبة بياع القصب، عن علي بن أبي حمزة البطائني عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال، قال لي: يا علي أنت وأصحابك أشباه الحمير. 833 – محمد بن الحسين، قال: حدثني ابن علي الفارسي، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: دخلت على الرضا عليه السلام فقال لي: مات علي بن أبي حمزة ؟ قلت: نعم، قال: قد دخل النار، قال: ففزعت من ذلك، قال: أما أنه سئل عن الامام بعد موسى أبي فقال: لا اعرف اماما بعده، فقيل: لافضرب في قبره ضربة اشتعل قبره نارا. 834 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: علي بن أبي حمزة كذاب متهم. قال: روى أصحابنا ان الرضا عليه السلام قال بعد موته: أقعد علي بن ]


[ 743 ]

[ أبي حمزة في قبره، فسئل عن الائمة ؟ فأخبر بأسمائهم حتى انتهي الي فسئل ؟ فوقف فضرب على راسه ضربة امتلاء قبره نارا. 835 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو الحسن، قال: حدثني أبو داود المسترق، عن علي بن أبي حمزة، قال قال أبو الحسن موسى عليه السلام: يا علي أنت وأصحابك أشباه الحمير. 836 – حدثنا حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسى، عن أبي داود، قال: كنت أنا وعتيبة بياع القصب، عند علي بن ابي حمزة، قال، فسمعته يقول: قال لي أبو الحسن موسى عليه السلام: انما انت يا علي واصحابك اشباه الحمير. قال، فقال عتيبة: أسمعت ؟ قال، قلت: أي والله، قال، فقال: لقد سمعت، والله لا أنقل قدمي إليه ماحييت. 837 – قال: حدثني حمدويه، قال، قال: حدثني الحسن بن موسى، عن داود بن محمد، عن أحمد بن محمد، قال: وقف علي أبو الحسن عليه السلام في بني زريق، فقال لي وهو رافع صوته: يا أحمد قلت لبيك: قال: انه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله جهد الناس في اطفاء نور الله فأبى الله الا أن يتم نوره بأمير المؤمنين عليه السلام. فلما توفى أبو الحسن عليه السلام جهد علي بن أبي حمزة وأصحابه في اطفاء نور الله فأبى الله الا أن يتم نوره، وأن أهل الحق إذا دخل فيهم داخل سروا به، وإذا خرج منهم خارج لم يجزعوا عليه، وذلك أنهم على يقين من أمرهم. وأن أهل الباطل إذا دخل فيهم داخل سروا به، وإذا خرج منهم خارج جزعوا عليه، وذلك أنهم على شك من أمرهم، ان الله جل جلاله يقول ” فمستقر ومستودع ” (1) قال، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام المستقر الثابت، والمستودع المعاد. 838 – وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران عن محمد بن علي الصيرفي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، قال، ]


1) سورة الانعام: 98 (*)

[ 744 ]

[ دخلت المدينة وأنا مريض شديد المرض، فكان أصحابنا يدخلون ولا أعقل بهم، وذاك أنه أصابني حمى فذهب عقلي. وأخبرني اسحاق بن عمار أنه أقام علي بالمدينة ثلاثة أيام لا يشك أنه لا يخرج منها حتى يدفنني ويصلي علي، وخرج اسحاق بن عمار، وأفقت بعد ما خرج اسحاق فقلت لاصحابي: افتحوا كيسي واخرجوا منه مائة دينار فأقسموها في أصحابنا. وأرسل الي أبو الحسن عليه السلام بقدح فيه ماء، فقال الرسول يقول لك أبو الحسن عليه السلام: اشرب هذا الماء، فان فيه شفاء ان شاء الله ففعلت، فأسهل بطني، فأخرج الله ماكنت أجده في بطني من الاذى، ودخلت على أبي الحسن عليه السلام، فقال: يا علي أما أن أجلك قد حضر مرة بعد مرة. فخرجت الى مكة فلقيت اسحاق بن عمار، فقال: والله لقد أقمت بالمدينة ثلاثة أيام ما شككت الا أنك ستموت، فأخبرني بقصتك ؟ فأخبرته بما صنعت، وما قال لي أبو الحسن: مما انسأ الله في عمري مرة بعد مرة من الموت، وأصابني مثل ما أصاب، فقلت: يا اسحاق انه امام ابن امام وبهذا يعرف الامام. في ابراهيم بن عبد الحميد الصنعانى 839 – ذكر الفضل بن شاذان، أنه صالح. قال نصر بن الحجاج: ابراهيم يروي عن أبي الحسن موسى، وعن الرضا وعن أبي جعفر محمد بن علي عليهم السلام، وهو واقف على أبي الحسن عليه السلام، وقد كان يذكر في الاحاديث التي يرويها عن أبي عبد الله عليه السلام في مسجد الكوفة: وكان يجلس فيه ويقول أخبرني أبو إسحاق كذا، وقال أبو إسحاق كذا، وفعل أبو إسحاق كذا، يعني بأبي اسحاق أبا عبد الله عليه السلام. كما كان غيره يقول: حدثني الصادق وسمعت الصادق عليه السلام وحدثني العالم وقال العالم، وحدثني الشيخ وقال الشيخ، وحدثني أبو عبد الله وقال أبو عبد الله، وحدثني جعفر بن محمد وقال جعفر بن محمد. ]


[ 745 ]

[ وكان في مسجد الكوفة خلق كثير من أهل الكوفة من أصحابنا، فكل واحد منهم يكني عن أبي عبد الله عليه السلام باسم، فبعضهم يسميه ويكنيه بكنيته عليه السلام. في أبى خداش عبد الله بن خداش 840 – محمد بن مسعود. قال: أبو محمد عبد الله بن محمد بن خالد أبوخداش عبد الله بن خداش المهري، ومهرة محلة بالبصرة، وهو ثقة. قال محمد بن مسعود، وحدثني يوسف بن السخت، قال: سمعت أبا خداش يقول: ما صافحت ذميا قط، ولا دخلت بيت ذمي، ولا شربت داواءا قط، ولا افتصدت ولا تركت غسل يوم الجمعه قط، ولا دخلت على وال قط، ولا دخلت على قاض قط. في عبد الله بن يحيى الكاهلى أيضا بعد باب قد مضى 841 – حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال زعم الكاهلي أن أبا الحسن عليه السلام قال لعلي بن يقطين اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك الجنة، فزعم ابن أخيه: أن عليا رحمه الله لم يزل يجري عليهم الطعام والدراهم وجميع النفقات مستغنين حتى مات الكاهلي، وأن سعتهم كانت تعم عيال الكاهلي وقراباته، والكاهلي يروي عن أبي عبد الله عليه السلام. 842 – وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أخطل الكاهلي، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، قال: حججت قدخلت على أبي الحسن عليه السلام فقال لي: اعمل خيرا في سنتك هذه فان أجلك قد دني، قال: فبكيت، فقال لي وما يبكيك قلت: جعلت فداك نعيت الي نفسي، قال: أبشر فانك من شيعتنا وأنت الى خير قال أخطل: فما لبث عبد الله بعد ذلك الا يسيرا حتى مات. ]


[ 746 ]

[ في محمد بن حكيم 843 – حدثني حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم، قال: ذكر لابي الحسن عليه السلام أصحاب الكلام، فقال: أما ابن حكيم فدعوه. 844 – حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمن، عن حماد، قال: كان أبو الحسن عليه السلام يأمر محمد بن حكيم أن يجالس أهل المدينة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وأن يكلمهم ويخاصمهم حتى كلمهم في صاحب القبر، فكان إذا انصرف إليه، قال له: قلت لهم وما قالوا لك ؟ ويرضى بذلك منه. 845 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن ابراهيم بن هاشم، عن يحيى بن عمران الهمداني، عن يونس، عن محمد بن حكيم، وقد كان أبو الحسن عليه السلام وذكر مثله. في مصادف 846 – محمد بن مسعود، قال: حدثني أحمد بن منصور الخزاعي، قال حدثني أحمد بن الفضل الخزاعي، عن ابن أبي عمير، عن علي بن عطية، عن مصادف قال: اشترى أبو الحسن ضيعة بالمدينة أو قال قرب المدينة. قال ثم قال لي: انما اشتريتها للصبية، يعني ولد مصادف وذلك قبل أن يكون من أمر مصادف ماكان. في الحسين بن بشار 847 – حدثني خلف بن حامد، قال: حدثنا أبو سعيد الادمي، قال حدثني الحسين بن بشار، قال: لما مات موسى بن جعفر عليهما السلام خرجت الى علي بن موسى عليهما السلام غير مؤمن بموت موسى عليه السلام ولا مقر بامامة علي عليه السلام الا أن في نفسي أن أسأله وأصدقه، ]


[ 747 ]

[ فلما صرت الى المدينة انتهيت إليه وهو بالصراء، فاستأذنت عليه ودخلت، فأدناني وألطفني، وأردت أن أسأله عن أبيه عليه السلام فبادرني. فقال: يا حسين ان أردت أن ينظر الله اليك من غير حجاب وتنظر الى الله من غير حجاب فوال آل محمد عليهم السلام ووال ولي الامر منهم، قال، قلت: أنظر الى الله عزوجل ؟ قال: أي والله، قال حسين: فعزمت على موت أبيه وامامته. ثم قال لي: ما أردت أن آذن لك لشدة الامر وضيقه، ولكني علمت الامر الذي أنت عليه، ثم سكت قليلا ثم قال: خبرت بأمرك ؟ قلت له: أجل. فدل هذا الحديث على تركه الوقف وقوله بالحق. في نصر بن قابوس 848 – حدثني حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسى، عن سليمان الصيدي، عن نصر بن قابوس، قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام في منزله فأخذ بيدي فوقفني علي بيت من الدار، فدفع الباب فإذا علي ابنه عليه السلام وفي يده كتاب ينظر فيه، فقال لي يانصر تعرف هذا ؟ قلت: نعم هذا علي ابنك قال: يانصر أتدري ماهذا الكتاب الذي ينظر فيه ؟ قلت: لا، قال: هذا الجفر الذي لا ينظر فيه الا نبي أو وصي. قال الحسن بن موسى: فلعمري ما شك نصر ولا ارتاه حتى أتاه وفاة أبي الحسن عليه السلام. 849 – حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسى، قال: حدثنا أحمد بن محمد ابن أبي نصر، عن سعيد بن أبي الجهم، عن نصر بن قابوس، قال: قلت لابي الحسن الاول عليه السلام اني سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الامام من بعده، فأخبرني أنك أنت هو فلما توفى ذهب الناس عنك يمينا وشمالا، وقلت فيك أنا وأصحابي فأخبرني عن الامام من ولدك ؟ قال: ابني علي عليه السلام. فدل هذا الحديث على منزلة الرجل من عقله واهتمامه بأمر دينه ان شاء الله. ]


[ 748 ]

[ في أبى حفص عمربن عبد العزيز أبى بشار المعروف بزحل 850 – محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن حمدويه البيهقي، قال: سمعت الفضل بن شاذان، يقول: زحل أبو حفص يروي المناكير، وليس بغال. في على بن حسان الواسطي وعلى بن حسان الهاشمي 851 – قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن حسان ؟ قال: عن أيهما سألت ؟ أما الواسطي: فهو ثقة، وأما الذي عندنا: يروي عن عمه عبد الرحمن بن كثير، فهو كذاب، وهو واقفي أيضا لم يدرك أبا الحسن موسى عليه السلام. في نجية بن الحارث 852 – قال حمدويه: قال محمد بن عيسى: نجية بن الحارث شيخ صادق كوفي صديق علي بن يقطين. في القاسم بن محمد الجوهرى 853 – قال نصر بن الصباح: القاسم بن محمد الجوهري لم يلق أبا عبد الله عليه السلام وهو مثل ابن أبي غراب، وقالوا: انه كان واقفيا. يزيد بن سليط الزيدى 854 – حديثه طويل. في نشيط بن صالح وخالد الجواز 855 – حدثنا حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال، كان نشيط وخالد يخدمانه يعني أبا الحسن عليه السلام، قال: فذكر الحسن عن يحيى بن ابراهيم، عن نشيط، عن خالد الجواز، قال: لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن عليه السلام، ]


[ 749 ]

[ قلت لخالد: أما ترى ما قد وقعنا فيه من اختلاف الناس ؟ فقال لي خالد، قال لي أبو الحسن عليه السلام: عهدي الى ابني علي أكبر ولدي وخيرهم وأفضلهم. 856 – قال الكشي وحدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن، قال: نشيط قرابة لمروك بن عبيد بن سالم بن أبي حفصة. في أسامة بن حفص 857 – حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى قال أسامة بن حفص كان قيما لابي الحسن موسى عليه السلام. قد تم الجزء الخامس من كتاب أبي عمرو الكشي في معرفة الرجال، ويتلوه في الجزء السادس ماروي عن رهم الانصاري، والحمد لله رب العالمين، والصلاة على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وهو حسبنا ونعم الوكيل. ]


[ 751 ]

اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشى لشيخ الطائفة ابى جعفر الطوسى (قده) تصحيح وتعليق المعلم الثالث ميرداماد الاسترابادي تحقيق السيد مهدى الرجائى مؤسسة آل البيت عليهم السلام


[ 753 ]

[ بسم الله الرحمن الرحيم في رهم الانصاري 858 – حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن رهم، قال، أبو الحسن حمدويه: فسألته عنه ؟ فقال: شيخ من الانصار كان يقول بقولنا. في على بن سويد السايى 859 – حدثني حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى. عن اسماعيل بن ] في رهم الانصاري قوله: قال أبو الحسن حمدويه فسألته عنه ضمير سألته لمحمد بن عيسى، وضمير ” عنه ” لرهم، والقائل حمدويه. يعني: قال حمدويه: لما وصل محمد بن عيسى في أسناد هذا الحديث الى رهم، سألته عن رهم من هو ؟ وما حقيقة أمره ؟ فقال: هو شيخ من الانصار كان يقول بقولنا في طريقة الاستقامة، ويسير مسيرنا في صحة العقيدة. في على بن سويد السايى باهمال السين قبل الالف والياء المثناة من تحت بعدها، نسبة الى ساية قرية


[ 754 ]

[ مهران، عن محمد بن منصور الخزاعي، عن علي بن سويد السائي، قال: كتبت الى أبي الحسن عليه السلام وهو في الحبس أسأله فيه عن حاله وعن جواب مسائل كتبت بها إليه. فكتب الي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدالله العلي العظيم الذي بعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون وبعظمته ابتغي إليه الوسيلة بالاعمال المختلفة والاديان الشتى، فمصيب ومخطئ وضال ومهتد وسميع وأصم وبصير وأعمى حيران، فالحمد الله الذي عرف وصف دينه بمحمد صلى الله عليه وآله. أما بعد: فانك امرئ انزلك الله من آل محمد بمنزلة خاصة مودة، بما ألهمك من رشدك، ونصرك من أمر دينك، بفضلهم ورد الامور إليهم والرضا بما قالوا، في كلام طويل. ] من قرى المدينة وهو ثقة، من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام، كما قدذكرناه في أول الكتاب فليتذكر. قوله (ع): وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون وذلك لان كمال شدة النور يوجب شدة خفائه على الابصار العمشة، وغروب بهائه عن الاحداق المؤفة، ومن هناك ورد يا نور النور وياخفيا من فرط الظهور. وأيضا من المستبين أن الشئ إذا جاوز حده انعكس ضده، ومن هناك مااذا تمحض الكمال المطلق تعافقت الاضداد في الصفات والاسماء الكمالية فليعلم. قوله (ع): وبعظمته ابتغى إليه الوسيلة أبتغي بالضم على ما لم يسم فاعله، والوسيلة بالرفع على الاقامه مقام الفاعل. والمعنى: أن ابتغاء الوسيلة إليه بالاعمال المختلفة والاديان الشتى انما هو لعز عظمته وجلال كبريائه وقصور السالكين عن سلوك السبيل المستبين إليه.


[ 755 ]

[ وقال: وادع الى صراط ربك فينا من رجوت اجابته، فلا يحضر حضرنا، ووال آل محمد، ولا تقل لما بلغك عنا أو نسب الينا هذا باطل وان كنت تعرف خلافه، فانك لا تدري لم قلناه وعلى أي وجه وضعناه، آمن بما أخبرتك، ولا تفش ما استكتمتك، أخبرك أن من أوجب حق أخيك أن لا تكتمه شيئا ينفعه لامن دنياه ولامن آخرته. في الواقفة 860 – حدثني محمد بن مسعود، ومحمد بن الحسن البراثي، قالا: حدثنا محمد بن ابراهيم بن محمد بن فارس، قال: حدثني أبو جعفر أحمد بن عبدوس الخلنجي، أو غيره، عن علي بن عبد الله الزبيري، قال، كتبت الى أبي الحسن ] قوله (ع): ولا يحضر حضرنا اما باعجام الضاد بعد الحاء المهملة، وحضرنا بالتحريك بمعنى حضرتنا أي وادع الى صراط ربك في حقنا أهل البيت من رجوت اجابته لدعوة الحق وهو غائب عنالايحضر حضرتنا ولا يستطيع الوصول الينا. قال في القاموس: حضر كنصر وعلم حضورا وحضارة ضد غاب وكان بحضرته مثلثة، وحضرة وحضرته محركتين، ومحضرة بمعنى (1). واما بالصاد والحاد المهملتين من الحصر بالتسكين، بمعنى التضييق والحبس والمنع من أي شئ كان، ويحصر على صيغة المجهول. وحصرنا بالنصب على المفعول المطلق، أو على نزع الخافض أي وهو غير محصور ومحبوس عن الحق كحصرنا. أو على صيغة المعلوم أي وهو غير حاصر أحدا عن الحق وسبيله، يعني غير متعنت ولاعات في ضلالته فليعرف.


1) القاموس: 2 / 10 (*)

[ 756 ]

[ عليه السلام أساله عن الواقفة. فكتب: الواقف عاند عن الحق، ومقيم على سيئة ان مات بها كانت جهنم مأواه وبئس المصير. 861 – جعفر بن معروف، قال: حدثني سهل بن بحر، قال: حدثني الفضل ابن شاذان، رفعه عن الرضا عليه السلام قال: سئل عن الواقفة ؟ فقال: يعيشون حيارى ويموتون زنادقة. 862 – وجدت بخط جبريل بن أحمد في كتابه، حدثني سهل بن زياد الادمي قال: حدثني محمد بن أحمد بن الربيع الاقرع، قال: حدثني جعفر بن بكير، قال: حدثني يونس بن يعقوب، قال قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: أعطى هؤلاء الذين يزعمون أن أباك حي من الزكاة شيئا ؟ قال: لا تعطهم فانهم كفار مشركون زنادقة. قال: حدثني عدة من أصحابنا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعناه يقول: يعيشون شكاكا ويموتون زنادقة قال فقال بعضنا: أما الشكاك فقد علمناه، ] في الواقفة قوله (ع): يعيشون حيارى بالفتح، قيل: وبالضم أيضا جمع حيران من الحيرة، كما سكارى بالفتح وقيل بالضم أيضا جمع سكران. قال في القاموس: حار يحار حيرة فهو حيران وحايروهي حيراء وهم حيارى ويضم. وكذلك قال: سكارى وسكارى بالفتح وبالضم جمع سكران (1). قوله (ع): يعيشون شكاكا الشكاك بالضم والتشديد على جمع الشاك.


1) القاموس: 2 / 16 و 50 (*)

[ 757 ]

[ فكيف يموتون زنادقة ؟ قال، فقال: حضرت رجلا منهم وقد احتضر، فسمعته يقول: هو كافر ان مات موسى بن جعفر عليهما السلام قال فقلت: هذا هو. 863 – أبو صالح خلف بن حامد الكشي، عن الحسن بن طلحة، عن بكر ابن صالح، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: ما يقول الناس في هذه الاية ؟ قلت: جعلت فداك وأي آية ؟ قال: قول الله عزوجل ” وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ” (1) قلت: اختلفوا فيها. قال أبو الحسن عليه السلام: ولكني أقول نزلت في الواقفة أنهم قالوا: لا امام بعد موسى عليه السلام فرد الله عليهم بل يداه مبسوطتان، واليد هو الامام في باطن الكتاب وانما عني بقولهم لا امام بعد موسى عليه السلام. 864 – خلف، عن الحسن بن طلحة المروزي، عن محمد بن عاصم، قال سمعت الرضا عليه السلام يقول: يا محمد بن عاصم، بلغني أنك تجالس الواقفة ؟ قلت: ] قوله: وقد احتضر احتضر بالضم على صيغة المجهول. قال في المغرب احتضر مات، لان الوفاة حضرته أو ملائكة الموت، ويقال: فلان محتضر أي قريب من الموت، ومنه إذا احتضر الانسان وجه كما يوجه في القبر أي يستقبل به القبلة، وان كان نحو الاستقبال في الاحتضار على خلاف نحو الاستقبال في القبر. وقوله ” قلت هذا هو ” يعني به ماكنت أعرف كيف يموتون زنادقة حتى حضرت رجلا منهم وقت احتضاره، فسمعته في تلك الحالة يحلف بالكفر على حياة موسى ابن جعفر عليهما السلام ويقول: أنا كافر ان مات موسى بن جعفر، فقلت هذا هو، أي هذا حقيقة مماتهم زنادقة ومعنى قوله عليه السلام ويموتون زنادقة.


1) سورة المائدة: 64 (*)

[ 758 ]

[ نعم جعلت فداك أجالسهم وأنا مخالف لهم، قال: لا تجالسهم فان الله عزوجل يقول ” وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزئ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم إذا مثلهم (1) ” يعني بالايات الاوصياء الذين كفروا بها الواقفة. 865 – خلف، قال: حدثني الحسن، عن سليمان الجعفري، قال كنت عند أبي الحسن عليه السلام بالمدينة، إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة فسأله عن الواقفة ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا (2)، والله أن الله لا يبدلها حتى يقتلوا عن آخرهم. 866 – محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي الفارسي، قال: حدثني عبدوس الكوفي، عمن حدثه، عن الحكم بن مسكين. قال: وحدثني بذلك اسماعيل بن محمد بن موسى بن سلام، عن الحكم ابن عيص، قال: دخلت مع خالي سليمان بن خالد على أبي عبد الله عليه السلام فقال: يا سليمان من هذا الغلام ؟ فقال: ابن اختي، فقال: هل يعرف هذا الامر ؟ فقال: نعم، فقال: الحمد الله الذي لم يخلقه شيطانا. ثم قال: يا سليمان عوذ بالله ولدك من فتنة شيعتنا فقلت: جعلت فداك وما تلك الفتنة ؟ قال: انكارهم الائمة وغرضهم على ابني موسى عليه السلام، قال: ينكرون موته ويزعمون أن لا امام بعده أولئك شر الخلق. ] قوله (ع): وغرضهم على ابني موسى غرضهم بفتح الغين المعجمة واسكان الراء واعجام الضاد من الغرض بمعنى شدة النزوع نحو الشئ والشوق إليه والملال من غيره، والفعل منه غرض يغرض كفرح يفرح، وتعديته بعلى لتضمينه معنى العكوف والوقوف.


1) سورة النساء: 140 2) سورة الاحزاب: 61 (*)

[ 759 ]

[ 867 – محمد بن الحسن البراثى، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير الا ما رويت لك ولكن حدثني ابن أبي عمير عن رجل من أصحابنا قال، قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك قوم قد وقفوا على أبيك يزعمون أنه لم يمت، قال، قال: كذبوا وهم كفار بما أنزل الله عزوجل على محمد صلى الله عليه وآله، ولو كان الله يمد في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق إليه لمد الله في أجل رسول الله صلى الله عليه وآله. 868 – محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي الفارسي، قال: حدثني ميمون النخاس، عن محمد بن الفضيل، قال قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك ما حال قوم قد وقفوا على أبيك موسى عليه السلام ؟ فقال: لعنهم الله ما أشد كذبهم أما أنهم يزعمون أني عقيم وينكرون من يلي هذا الامر من ولدي. 869 – محمد بن الحسن البراثى، قال: حدثني أبو علي قال: حدثني أبو القاسم الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد، عن عمه، عن جده عمربن يزيد، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فحدثني مليا في فضائل الشيعة. ثم قال: ان من الشيعة بعدنا من هم شر من النصاب، قلت: جعلت فداك أليس ينتحلون حبكم ويتولونكم ويتبرؤن من عدوكم ؟ قال: نعم، قال، قلت: جعلت فداك بين لنا نعرفهم فعلنا منهم قال: كلا يا عمر ما أنت منهم انما هم قوم يفتنون بزيد ويفتنون بموسى عليه السلام. ] أو من غرض الاناء من الماء وغيره يغرض بالكسر من باب ضرب بمعنى ملاه منه بحيث لم يبق فيه مكان لغيره أصلا، أو بمعنى نقصه وأسقط منه شيئا مما يسعه. قوله: فعلنا منهم باهمال العين وتشديد اللام المفتوحتين أي فعلنا منهم.


[ 760 ]

[ 870 – محمد بن الحسن البراثى، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثنى محمد ابن اسماعيل، عن موسى بن القاسم البجلي، عن علي بن جعفر عليهما السلام، قال: جاء رجل الى أخي عليه السلام فقال له: جعلت فداك من صاحب هذا الامر ؟ فقال: أما أنهم يفتنون بعد موتي فيقولون هو القائم، وما القائم الا بعدي بسنين. 871 – محمد بن الحسن البراثى، قال: حدثني أبو علي الفارسي، قال حدثني أبو القاسم الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد، عن عمه، قال: كان بدؤ الواقفة أنه كان اجتمع ثلاثون ألف دينار عند الاشاعثة زكاة أموالهم وما كان يجب عليهم فيها، فحملوا الى وكيلين لموسى عليه السلام بالكوفة أحدهما حيان السراج، والاخر كان معه، وكان موسى عليه السلام في الحبس، فاتخذا بذلك دورا وعقدا العقود واشتريا الغلات. فلما مات موسى عليه السلام وانتهى الخبر اليهما أنكرا موته، وأذاعا في الشيعة أنه لا يموت لانه هو القائم فاعتمدت عليه طائفة من الشيعة وانتشر قولهما في الناس، حتى كان عند موتهما أوصيا بدفع ذلك المال الى ورثة موسى عليه السلام، واستبان للشيعة أنهما قالا ذلك حرصا على المال. ] قال في القاموس: عل وتزاد في أولها لام كلمة طمع واشفاق (1). وفي الصحاح: عل ولعل لغتان بمعنى، يقال: علك تفعل وعلي أفعل ولعلي أفعل، وربما قالوا: علني ولعلني. ويقال: أصله عل وانما زيدت اللام توكيدا، ومعناه التوقع لمرجو أو مخوف وفيه طمع واشفاق. وهو حرف مثل أن وليت وكان ولكن، الا أنها تعمل عمل الفعل لشبههن به فتنصب الاسم وترفع الخبر، كما تعمل كان وأخواتها، وبعضهم يخفض ما بعدها فيقول: عل زيد قائم (2).


1) القاموس: 4 / 21 2) الصحاح: 5 / 1774 (*)

[ 761 ]

[ 872 – محمد بن الحسن البراثي، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثني محمد بن رجا الحناط، عن محمد بن علي الرضا عليهما السلام أنه قال: الواقفة هم حمير الشيعة، ثم تلا هذه الاية: ان هم الا كالانعام بل هم أضل سبيلا. 873 – محمد بن الحسن البراثى، قال: حدثني أبو علي، قال: حكى منصور عن الصادق محمد بن علي الرضا عليهما السلام: أن الزيدية والواقفة والنصاب عنده بمنزلة واحدة. 874 – محمد بن الحسن، قال: حدثني الفارسي يعني أبا علي، عن يعقوب ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عمن حدثه قال، قال: سألت محمد بن علي الرضا عليهما السلام عن هذه الاية ” وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة ” (1) قال: نزلت في النصاب والزيدية والواقفة من النصاب. 875 – محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثني ابراهيم بن عقبة، قال: كتبت الى العسكري عليه السلام: جعلت فداك قد عرفت هؤلاء الممطورة فأقنت عليهم في صلاتي ؟ قال: نعم أقنت عليهم في صلاتك. 876 – محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي الفارسي، عن محمد بن الحسين الكوفي، عن محمد بن عبد الجبار، عن عمر بن فرات، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الواقفة ؟ قال: يعيشون حيارى ويموتون زنادقة. 877 – بهذا الاسناد، عن أحمد بن محمد البرقي، عن جعفر بن محمد بن يونس، قال: جاءني جماعة من أصحابنا معهم رقاع فيها جوابات المسائل الا رقعة الواقف قد رجعت على حالها لم يوقع فيها شئ. 878 – ابراهيم بن محمد بن العباس الختلي، قال: حدثني أحمد بن ادريس القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، قال: حدثني العباس بن معروف عن الحجال، عن ابراهيم بن أبي البلاد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ذكرت ]


1) سورة الغاشية: 3 (*)

[ 762 ]

[ الممطورة وشكهم، فقال: يعيشون ما عاشوا على شك، ثم يموتون زنادقة. 879 – حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن ابراهيم بن عقبة قال: كتبت إليه يعني أبا الحسن عليه السلام جعلت فداك قد عرفت بغض هذه الممطورة أفأقنت عليهم في صلاتي ؟ قال: نعم أقنت عليهم في صلاتك. 880 – خلف بن حامد الكشي، قال: أخبرني الحسن بن طلحة المروزي عن يحيى بن المبارك، قال: كتبت الى الرضا عليه السلام بمسائل فأجابني وكنت ذكرت في آخر الكتاب قول الله عزوجل ” مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ” (1) فقال: نزلت في الواقفة. ووجدت الجواب كله بخطه: ليس هم من المؤمنين ولا من المسلمين هم من كذب بآيات الله، ونحن أشهر معلومات فلا جدال فينا ولا رفث ولافسوق فينا، أنصب لهم من العداوة يا يحيى ما استطعت. 881 – محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا اسماعيل بن عامر، عن أبان، عن حبيب الخثعمي، عن ابن أبي يعفور، قال: كنت عند الصادق عليه السلام إذ دخل موسى عليه السلام فجلس، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا ابن أبي يعفور هذا خير ولدي وأحبهم الي، غير أن الله عزوجل يضل به قوما من شيعتنا، فاعلم أنهم قوم لاخلاق لهم في الاخرة، ولا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم. قلت: جعلت فداك قد أرغبت قلبي عن هؤلاء قال: يضل به قوم من شيعتنا بعد موته جزعا عليه فيقولون لم يمت، وينكرون الائمة من بعده ويدعون الشيعة الى ضلالهم وفي ذلك ابطال حقوقنا وهدم دين الله، يابن أبي يعفور فالله ورسوله منهم برئ ونحن منهم براء. 882 – وبهذا الاسناد، قال: حدثني أيوب بن نوح، عن سعيد العطار عن ]


1) سورة النساء: 143 (*)

[ 763 ]

[ حمزة الزيات، قال: سمعت حمران بن أعين، يقول، قلت لابي جعفر عليه السلام أمن شيعتكم أنا ؟ قال: أي والله في الدنيا والاخرة، وما أحد من شيعتنا الا وهو مكتوب عندنا اسمه واسم أبيه الا من يتولى منهم عنا. قال، قلت: جعلت فداك أو من شيعتكم من يتولى عنكم بعد المعرفة ؟ قال: يا حمران نعم وأنت لا تدركهم. قال حمزة: فتناظرنا في هذا الحديث، فكتبنا به الى الرضا عليه السلام نسأله عمن استثنى به أبو جعفر ؟ فكتب هم الواقفة على موسى بن جعفر عليهما السلام. في ابن السراج وابن المكارى وعلى بن أبى حمزة 883 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن أحمد ابن سليمان، عن منصور بن العباس البغدادي، قال: حدثنا اسماعيل بن سهل، قال حدثني بعض أصحابنا وسألني أن أكتم اسمه، قال: كنت عند الرضا عليه السلام فدخل عليه علي بن أبي حمزة وابن السراج وابن المكاري، فقال له، ابن أبي حمزة: ما فعل أبوك ؟ قال: مضى، قال مضى موتا ؟ قال: نعم. قال، فقال: الى من عهد، قال: الي، قال: فأنت امام مفترض طاعته من الله قال: نعم. قال ابن السراج وابن المكاري قد والله أمكنك من نفسه، قال: ويلك وبما أمكنت أتريد أن آتي بغداد وأقول لهارون أنا امام مفترض طاعتي والله ما ذاك علي وانما قلت ذلك لكم عند ما بلغني من اختلاف كلمتكم وتشتت أمركم لئلا يصير سركم في يد عدوكم. قال له ابن أبي حمزة: لقد أظهرت شيئا ماكان يظهره أحد من آبائك ولا يتكلم به، قال: بلي والله لقد تكلم به خير آبائي رسول الله صلى الله عليه وآله لما أمره الله تعالى أن ينذر عشيرته الاقربين، جمع من أهل بيته أربعين رجلا وقال لهم اني رسول الله ]


[ 764 ]

[ اليكم، وكان أشدهم تكذيبا له وتأليبا عليه عمه أبو لهب فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله: ان خدشني خدش فلست بنبي فهذا أول ما أبدع لكم من آية النبوة، وأنا أقول ان خدشني هارون خدشا فلست بامام فهذا ما أبدع لكم من آية الامامة. قال له علي: انا روينا عن آبائك أن الامام لايلي أمره الا امام مثله ؟ فقال له أبو الحسن عليه السلام: فأخبرني عن الحسين بن علي عليهما السلام كان اماما أو كان غير امام ؟ قال: كان اماما، قال: فمن ولي أمره ؟ قال: علي بن الحسين، قال: وأين كان علي بن الحسين عليهما السلام ؟ قال: كان محبوسا بالكوفة في يد عبيدالله بن زياد، قال: خرج وهم لا يعلمون حتى ولي أمر أبيه ثم انصرف. فقال له أبو الحسن عليه السلام: ان هذا أمكن علي بن الحسين عليه السلام ان يأتي كربلا فيلي أمر أبيه، فهو يمكن صاحب هذا الامر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ثم ينصرف وليس في حبس ولافي اسار. قال له علي: انا روينا ان الامام لا يمضي حتى يري عقبه ؟ قال: فقال أبو الحسن عليه السلام: أما رويتم في هذا الحديث غير هذا ؟ قال: لا، قال: بلى والله لقد رويتم فيه الا القائم وأنتم لا تدرون ما معناه ولم قيل، قال له علي: بلي والله ان هذا لفي الحديث، قال له أبو الحسن عليه السلام: ويلك كيف اجترات علي بشئ تدع بعضه. ثم قال: يا شيخ اتق الله ولا تكن من الصادين عن دين الله تعالى. ] في ابن السراج وابن المكارى وعلى بن أبى حمزة قوله (ع): فهذا أول ما أبدع لكم من آية النبوة أي ان اظهاره صلى الله عليه وآله نبوته واخباره عن الغيب انه لا يخدشه في ذلك خدش، وليس عليه منه بأس، كان أول ما أبدع لكم من آية النبوة، فكذلك اظهاري لدعوة الامامة واخباري أنه لا يخدشني شئ، وليس علي فيه من هارون بأس هو ما أبدع لكم من آية الامامة ومعجزتها فليستيقن.


[ 765 ]

[ في ابن أبى سعيد المكارى 884 – حدثني حمدويه، قال: حدثنا الحسن، قال: كان ابن ابي سعيد المكاري واقفيا. حدثني حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسى، قال: رواه علي بن عمر الزيات، عن ابن ابي سعيد المكاري، قال، دخل علي الرضا عليه السلام فقال له: فتحت بابك وقعدت للناس تفتيهم ولم يكن أبوك يفعل هذا، قال، فقال: ليس علي من هارون بأس، وقال له: أطفأ الله نور قلبك وأدخل الفقر بيتك، ويلك أما علمت أن الله تعالى أوحى الى مريم أن في بطنك نبيا فولدت مريم عيسى عليه السلام فمريم من عيسى وعيسى من مريم، وأنا من أبي وأبي مني. قال، فقال له: أسألك عن مسألة ؟ فقال له: ما أخالك تسمع مني ولست من ] في ابن أبى سعيد المكارى قوله (ع): ان الله تعالى أوحى الى مريم يعني عليه السلام: ان الله سبحانه أوحى الى عمران اني واهب لك ولدا ذكرا، فولدت له مريم وولدت عيسى، فهو سبحانه عني بالذكر مريم من حيث أنها ولدت عيسى، فمريم من عيسى وعيسى من مريم كأنهما شئ واحد ونفس واحدة لافرق بينهما، فكذلك أنا من أبي وأبي مني كاننا شئ واحد ونفس واحدة لافرق بيننا فليعلم. قوله (ع): ما أخالك تسمع منى ما أخالك تفعل كذا أي لا أظنك تفعله وكسر الهمزة فيه أفصح وأشهر. قال في القاموس: خال الشئ خيلولة ظنة وتقول في مستقبله: اخال بكسر الهمزة وتفتح في لغية (1).


1) القاموس: 3 / 372 (*)

[ 766 ]

[ غنمي، سل، قال: فقال له رجل حضرته الوفاة فقال: ما ملكته قديما فهو حر وما لم يملكه بقديم فليس بحر. فقال: ويلك أما تقرأ هذا الاية ” والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم (1) ” فما ملك الرجل قبل الستة الاشهر فهو قديم، وما ملك بعد الستة الاشهر فليس بقديم قال، فقام فخرج من عنده فنزل به من الفقر والبلاء ما الله به عليم. 885 – ابراهيم بن محمد بن العباس، قال: حدثني أحمد بن ادريس القمي قال: حدثني محمد بن أحمد، عن ابراهيم بن هاشم، عن داود بن محمد النهدي، عن بعض أصحابنا، قال: دخل ابن المكاري على الرضا عليه السلام فقال له: أبلغ الله بك من قدرك أن تدعي ما أدعي أبوك. قال، فقال له: مالك أطفأ الله نورك وأدخل الفقر بيتك، أما علمت أن الله جل وعلا أوحى الى عمران اني واهب لك ذكرا، فوهب له مريم، فوهب لمريم عيسى فعيسى من مريم، وذكر مثله، وذكر فيه: أنا وأبي شئ واحد. في زياد بن مروان القندى 886 – حدثني حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: زياد، هو أحد ] قوله: وذكر مثله أي وذكر الراوي مثل ما في رواية علي بن عمر الزيات السابقة بعينه وهو عيسى من مريم وأنا من أبي وأبي مني، ثم ذكر فيه زيادة وزاد فيه شيئا وهو أنا وأبي شئ واحد (2).


1) سورة يس: 39 2) الى هنا تم التعليقة على كتاب رجال الكشى وبه تم تحقيقنا وتصحيحنا والتعليقة عليها على يد الفقير السيد مهدى الرجائى عفى عنه في أول يوم من ذى الحجة سنة ألف وأربعمائة واثنان. (*)

[ 767 ]

[ أركان الوقف. وقال أبو الحسن حمدويه: هو زياد بن مروان القندي بغدادي. 887 – حدثني حمدويه عن محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي الفارسي عن محمد بن عيسى، ومحمد بن مهران، عن محمد بن اسماعيل بن أبي سعيد الزيات قال: كنت مع زياد القندي حاجا، ولم نكن نفترق ليلا ولانهارا في طريق مكة وبمكة وفي الطواف. ثم قصدته ذات ليلة فلم أره حتى طلع الفجر، فقلت له: غمني ابطائك فأي شئ كانت الحال ؟ قال لي: مازلت بالابطح مع أبي الحسن يعني أبا ابراهيم وعلي ابنه عليهما السلام عن يمينه، فقال: يا أبا الفضل أو يا زياد هذا ابني علي قوله قولي وفعله فعلي فان كانت لك حاجه فأنزلها به وأقبل قوله، فانه لا يقول على الله الا الحق. قال ابن ابي سعيد: فمكثنا ما شاء الله حتى حدث من أمر البرامكة ما حدث فكتب زياد الى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام يسأله عن ظهور هذا الامر الحديث أو الاستتار. فكتب إليه أبو الحسن عليه السلام: أظهر فلا بأس عليك منهم. فظهر زياد فلما حدث الحديث قلت له: يا أبا الفضل أي شئ يعدل بهذا الامر فقال لي: ليس هذا أوان الكلام فيه، قال، فألححت عليه بالكلام بالكوفة وببغداد كل ذلك يقول لي مثل ذلك، الى ان قال لي آخر كلامه: ويحك فتبطل هذه الاحاديث التي رويناها. 888 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال حدثني محمد ابن أحمد، عن أحمد بن الحسين، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل عن يونس بن عبد الرحمن، قال، مات أبو الحسن عليه السلام وليس عنده من قوامه أحد الا وعنده المال الكثير، وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار. ]


[ 768 ]

[ في بكر بن محمد بن جناح 889 – قال حمدويه عن بعض أشياخه: أن بكر بن جناح، واقفي. في أحمد بن الحسن الميثمى 890 – قال حمدويه، عن الحسن بن موسى، قال: أحمد بن الحسن الميثمي كان واقفيا. في على بن وهبان 891 – قال حمدويه: حدثني الحسن بن موسى، قال: علي بن وهبان كان واقفيا. في أحمد بن الحارث الانماطى 892 – حمدويه، قال، قال: حدثني الحسن بن موسى، قال: أحمد بن الحارث الانماطي كان واقفيا. في منصور بن يونس بزرج 893 – حدثني حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثني محمد بن أصبغ، عن ابراهيم، عن عثمان بن القاسم، قال، قال لي منصور بزرج قال لي أبو الحسن عليه السلام ودخلت عليه يوما: يا منصور أما علمت ما أحدثت في يومي هذا ؟ قلت: لا، قال: قد صيرت عليا ابني وصيي والخلف من بعدي، فادخل عليه فهنئه بذلك وأعلمه أني أمرتك بهذا قال: فدخلت عليه فهنأته بذلك وأعلمته أن أباه أمرني بذلك. قال الحسن بن موسى. ثم جحد منصور هذا بعد ذلك لاموال كانت في يده فكسرها وكان منصور أدرك أبا عبد الله عليه السلام. في الحسن بن محمد بن سماعه والحسن بن سماعة بن مهران 894 – حدثني حمدويه، ذكره عن الحسن بن موسى، قال: كان ابن سماعة ]


[ 769 ]

[ واقفيا، وذكر: أن محمد بن سماعة ليس من ولد سماعة بن مهران، له ابن يقال له: الحسن بن سماعة واقفي. في على بن خطاب وابراهيم بن شعيب 895 – حدثني حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا علي ابن خطاب، وكان واقفيا، قال: كنت في الموقف يوم عرفه فجاء أبو الحسن الرضا عليه السلام ومعه بعض بني عمه، فوقف أمامي وكنت محموما شديد الحمى وقد أصابني عطش شديد. قال، فقال الرضا عليه السلام لغلام له شيئا لم أعرفه، فنزل الغلام فجاء بماء في مشربة فتناوله فشرب وصب الفضلة على رأسه من الحر، ثم قال: املاء فملاء المشربة. ثم قال: اذهب فأسق ذلك الشيخ قال، فجائني بالماء، فقال لي: أنت موعوك قلت: نعم، قال: اشرب فشربت قال، فذهبت والله الحمى، فقال لي يزيد بن اسحاق: ويحك يا علي فما تريد بعد هذا ما تنتظر ؟ قال: يا أخي دعنا. قال له يزيد: فحدثت بحديث ابراهيم بن شعيب، وكان واقفيا مثله، قال: كنت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله والى جنبي انسان ضخم آدم، فقلت له: ممن الرجل ؟ فقال: مولى لبني هاشم، قلت: فمن أعلم بني هاشم ؟ قال: الرضا عليه السلام قلت: فما باله لا يجئ عنه كما يجئ عن آبائه. قال، فقال لي: ما أدري ما تقول، ونهض وتركني فلم ألبث الا يسيرا حتى جاءني بكتاب فدفعه الي، فقرأته فإذا خط ليس بجيد، فإذا فيه: يا ابراهيم انك نجل من آبائك، وأن لك من الولد كذا وكذا، من الذكور فلان وفلان حتى عدهم بأسمائهم، ولك من البنات فلانة وفلانة حتى عد جميع البنات بأسمائهن. قال: وكانت بنت تلقب بالجعفرية، قال فخط على اسمها، فلما قرأت الكتاب قال لي: هاته قلت: دعه قال: لا، أمرت أن آخذه منك، قال فدفعته إليه، قال الحسن: وأجدهما ماتا على شكهما. ]


[ 770 ]

[ 896 – نصر بن الصباح، قال: حدثني اسحاق بن محمد، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن أحمد بن محمد بن مطر، وزكريا اللؤلؤي، قالا، قال ابراهيم بن شعيب: كنت جالسا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله والى جانبي رجل من أهل المدينة، فحادثته مليا، وسألني من أين أنا ؟ فأخبرته أني رجل من أهل العراق قلت له: ممن أنت ؟ قال: مولى لابي الحسن الرضا عليه السلام، فقلت له: لي اليك حاجة قال: وماهي ؟ قلت: توصل لي إليه رقعة، قال: نعم إذا شئت. فخرجت وأخذت قرطاسا وكتبت فيه: بسم الله الرحمن الرحيم أن من كان قبلك من آبائك يخبرنا بأشياء فيها دلالات وبراهين، وقد أحببت أن تخبرني باسمي واسم أبي وولدي، قال: ثم ختمت الكتاب ودفعته إليه. فلما كان من الغد أتاني بكتاب مختوم، ففضضته وقرأته فإذا أسفل من الكتاب بخط ردي: بسم الله الرحمن الرحيم يا ابراهيم ان من آبائك شعيبا وصالحا وأن من أبنائك محمدا وعليا وفلانة وفلانة، غير أنه زاد اسما لا نعرفها. قال: فقال له بعض أهل المجلس: أعلم أن كما صدقك في غيرها فقد صدقك فيها فأبحث عنها. في ابراهيم واسماعيل ابني أبى سمال 897 – حدثني حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسى، قال: حدثني أحمد بن محمد البرار، قال: لقيني مرة ابراهيم بن أبي سمال قال: فقال لي: يا أبا حفص ما قولك ؟ قال، قلت: قولي الذي تعرف، قال، فقال: يا أبا جعفر أنه ليأتي علي تارة ما أشك في حياة أبي الحسن عليه السلام وتارة علي وقت ما أشك في مضيه ولئن كان قد مضى فما لهذا الامر أحد الا صاحبكم. قال الحسن: فمات على شكه. 898 – وبهذا الاسناد، قال: حدثني محمد بن أحمد بن أسيد، قال: لما كان ]


[ 771 ]

[ من أمر أبي الحسن عليه السلام ماكان، قال ابراهيم واسماعيل ابنا أبي سمال فنأتي أحمد ابنه، قال: فاختلفا إليه زمانا، فلما خرج أبو السرايا، خرج أحمد بن أبي الحسن عليه السلام معه فأتينا ابراهيم واسماعيل فقلنا لهما أن هذا الرجل خرج مع أبي السرايا فما تقولان ؟ قال: فانكرا ذلك من فعله ورجعا عنه، وقالا: أبو الحسن حي نثبت على الوقف. قال أبو الحسن: وأحسب هذا يعني اسماعيل مات على شكه. 899 – حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى. ومحمد بن مسعود، قالا: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، قال: حدثنا صفوان، عن أبي الحسن عليه السلام قال صفوان: أدخلت على ابراهيم واسماعيل ابنا أبي سمال، فسلما عليه فأخبراه بحالهما وحال أهل بيتهما في هذا الامر وسألاه عن أبي الحسن ؟ فخبرهما بأنه قد توفى، قالا: فأوصى ؟ قال: نعم، قالا: اليك ؟ قال: نعم، قالا: وصية مفردة ؟ قال: نعم. قالا: فان الناس قد اختلفوا علينا، فنحن ندين الله بطاعة أبي الحسن ان كان حيا فانه امامنا، وان كان مات فوصيه الذي أوصي إليه امامنا، فما حال من كان هذا مؤمن هو ؟ قال: قد جاء كم أنه من مات ولا يعرف امامه مات ميتة جاهلية، قالا: وهو كافر ؟ قال: فلم يكفره، قالا: فما حاله ؟ قال: أتريدون أن أضلكم. قالا: فبأي شئ تستدل على أهل الارض ؟ قال: كان جعفر عليه السلام يقول: تأتي الى المدينة فتقول الى من أوصى فلان ؟ فيقولون: الى فلان، والسلاح عندنا بمنزلة التابوت في بني اسرائيل حيثما دار دار الامر، قالا: والسلاح من يعرفه. ثم قالا: جعلنا الله فداك فأخبرنا بشئ نستدل به ؟ فقد كان الرجل يأتي أبا الحسن عليه السلام يريد أن يسأله عن شئ فيبتدء به. ويأتي أبا عبد الله عليه السلام فيبتدء قبل أن يسأله، قال: فهكذا كنتم تطلبون من جعفر عليه السلام وأبي الحسن عليه السلام. قال له ابراهيم: جعفر لم ندركه وقد مات والشيعة مجمعون عليه وعلى أبي ]


[ 772 ]

[ الحسن عليهما السلام، وهم اليوم مختلفون، قال: ما كانوا مجتمعين عليه، كيف يكونون مجتمعين عليه وكان مشيختكم وكبراؤكم يقولون في اسماعيل وهم يرونه يشرب كذا وكذا، فيقولون هذا أجود، قالوا: اسماعيل لم يكن أدخله في الوصية ؟ فقال: قد كان أدخله في كتاب الصدقة وكان اماما. فقال له اسماعيل بن أبي سمال: وهو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة الكذا والكذا، واستقصى يمينه، ما يسرني أني زعمت أنك لست هكذا ولي ما طلعت عليه الشمس، أو قال الدنيا بما فيها، وقد أخبرناك بحالنا، فقال له ابراهيم: قد أخبرناك بحالنا، فما حال من كان هكذا ؟ مسلم هو ؟ قال: أمسك، فسكت. في سليمان بن جعفر الجعفري 900 – الحسن بن علي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، قال، قال العبد الصالح عليه السلام لسليمان بن جعفر: يا سليمان ولدك رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال: نعم، قال وولدك على عليه السلام مرتين ؟ قال: نعم، قال: وأنت لجعفر رحمه الله تعالى ؟ قال: نعم، قال: ولولا الذي أنت عليه ما انتفعت بهذا. في يحيى بن أبى القاسم أبى بصير ويحيى بن القاسم الحذاء 901 – حمدويه، ذكره عن بعض أشياخه: يحيى بن القاسم الحذاء الازدي واقفي. وجدت في بعض روايات الواقفة: علي اسماعيل بن يزيد، قال: شهدنا محمد بن عمران الباقري، في منزل علي بن أبي حمزة، وعنده أبو بصير. قال محمد بن عمران: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: منا ثمانية محدثون سابعهم القائم، فقام أبو بصير بن أبي القاسم فقبل رأسه، وقال: سمعته من أبي جعفر عليه السلام منذ أربعين سنة، فقال له أبو بصير: سمعته من أبي جعفر عليه السلام وانى كنت خماسيا جاء بهذا قال: أسكت يا صبي ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم، يعني القائم عليه السلام ]


[ 773 ]

[ ولم يقل ابني هذا. 902 – حدثني علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي، ومحمد بن يونس، قالا: حدثنا الحسن ابن قياما الصيرفي، قال: حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائة، وسألت أبا الحسن الرضا عليه السلام فقلت: جعلت فداك ما فعل أبوك ؟ قال: مضى كما مضى آباؤه، قلت: فكيف أصنع بحديث حدثني به يعقوب بن شعيب، عن أبي بصير: ان أبا عبد الله عليه السلام قال: ان جاء كم من يخبركم ان ابني هذا مات وكفن ولبن وقبر ونفضوا أيديهم من تراب قبره فلا تصدقوا به ؟ فقال: كذب أبو بصير ليس هكذا حدثه، انما قال ان جاءكم عن صاحب هذا الامر. 903 – حدثني أحمد بن محمد بن يعقوب البيهقي، قال: حدثنا عبد الله بن حمدويه البيهقي، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن اسماعيل بن عباد البصري، عن علي بن محمد بن القاسم الحذاء الكوفي، قال خرجت من المدينة فلما جزت حيطانها مقبلا نحو العراق، إذا أنا برجل على بغل أشهب يعترض الطريق فقلت لبعض من كان معي: من هذا ؟ فقال: هذا ابن الرضا عليه السلام. قال، فقصدت قصده، فلما رآني أريده وقف لي، فانتهيت إليه لاسلم عليه فمد يده الي فسلمت عليه وقبلتها، فقال: من أنت ؟ قلت: بعض مواليك جعلت فداك أنا محمد بن علي بن القاسم الحذاء، فقال لي: أما أن عمك كان ملتويا على الرضا عليه السلام قال، قلت: جعلت فداك رجع عن ذلك، فقال ان كان رجع فلا بأس. واسم عمه يحيى بن القاسم الحذاء. وأبو بصير هذا يحيى بن القاسم يكنى أبا محمد. قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي بصير هذا هل كان متهما بالغلو فقال: أما الغلو فلا، ولكن كان مخلطا. ]


[ 774 ]

[ في زرعة بن محمد الحضرمي 904 – أبو عمرو قال: سمعت حمدويه، قال: زرعة بن محمد الحضرمي، واقفي. حدثني علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني الفضل، قال: حدثنا محمد ابن الحسن الواسطي، ومحمد بن يونس، قالا: حدثنا الحسن بن قياما الصيرفي قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام فقلت: جعلت فداك ما فعل أبوك ؟ قال: مضى كما مضى آباؤه عليهم السلام. قلت: فكيف أصنع بحديث حدثني به زرعة بن محمد الحضرمي، عن سماعة ابن مهران، ان أبا عبد الله عليه السلام قال: ان ابني هذا فيه شبه من خمسة أنبياء يحسد كما حسد يوسف عليه السلام ويغيب كما غاب يونس وذكر ثلاثة أخر. قال: كذب زرعة ليس هكذا حديث سماعة، انما قال: صاحب هذا الامر يعني القائم عليه السلام فيه شبه من خمسة أنبياء، ولم يقل ابني. في جعفر بن خلف 905 – جعفر بن أحمد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن جعفر بن خلف، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: سعد امرئ لم يمت حتى يرى منه خلفا، وقد أرآني الله ابني هذا خلفا، وأشار إليه، دلالة على خصوصيته. في محمد بن بشير وهو نادر طريف من اعتقاده في موسى بن جعفر عليهما السلام. 906 – قال أبو عمرو: قالوا: ان محمد بن بشير لما مضى أبو الحسن عليه السلام ووقف عليه الواقفة، جاء محمد بن بشير، وكان صاحب شعبذة ومخاريق معروفا بذلك، فادعى أنه يقول بالوقف على موسى بن جعفر عليه السلام، وأن موسى عليه السلام هو ]


[ 775 ]

[ كان ظاهرا بين الخلق يرونه جميعا، يتراءى لاهل النور بالنور، ولاهل الكدورة بالكدورة في مثل خلقهم بالانسانية والبشرية اللحمانية، ثم حجب الخلق جميعا عن ادراكه. وهو قائم بينهم موجود كما كان، غير أنهم محجوبون عنه وعن ادراكه كالذي كانوا يدركونه. وكان محمد بن بشير هذا من أهل الكوفة من موالي بني أسد، وله أصحاب قالوا بان موسى بن جعفر لم يمت ولم يحبس وأنه غاب واستتر وهو القائم المهدي وأنه في وقت غيبته استخلف على الامة محمد بن بشير، وجعله وصيه وأعطاه خاتمه وعلمه وجميع ما تحتاج إليه رعيته من أمر دينهم ودنياهم، وفوض إليه جميع أمره وأقامه مقام نفسه، فمحمد بن بشير الامام بعده. 907 – حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، قال حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن عثمان بن عيسى الكلابي، أنه سمع محمد ابن بشير، يقول: الظاهر من الانسان آدم، والباطن أزلي، وقال انه كان يقول بالاثنين، وأن هشام بن سالم ناظره عليه فأقر به ولم ينكره. وأن محمد بن بشير لما مات أوصى الى ابنه سميع بن محمد، فهو الامام ومن أوصى إليه سميع فهو امام مفترض الطاعة على الامة الى وقت خروج موسى ابن جعفر عليه السلام وظهوره، فما يلزم الناس من حقوق في أموالهم وغير ذلك مما يتقربون به الى الله تعالى، فالفرض عليه أداؤه الى أوصياء محمد بن بشير الى قيام القائم. وزعموا أن علي بن موسى عليه السلام وكل من ادعى الامامة من ولده وولد موسى عليه السلام فمبطلون كاذبون غير طيبي الولادة، فنفوهم عن أنسابهم وكفروهم لدعواهم الامامة، وكفروا القائلين بامامتهم واستحلوا دماءهم وأموالهم. وزعموا أن الفرض عليهم من الله تعالى اقامة الصلوات الخمس وصوم شهر رمضان، وأنكروا الزكاة والحج وسائر الفرائض، وقالوا باباحة المحارم والفروج ]


[ 776 ]

[ والغلمان، واعتلوا في ذلك بقول الله تعالى ” أو يزوجهم ذكرانا واناثا ” (1) وقالوا بالتناسخ. والائمة عندهم واحدا واحدا انما هم منتقلون من قرن الى قرن، والمواسات بينهم واجبة في كل ما ملكوه من مال أو خراج أو غير ذلك، وكلما أوصى به رجل في سبيل الله فهو لسميع بن محمد وأوصيائه من بعده، ومذاهبهم في التفويض مذاهب الغلاة من الواقفة، وهم أيضا قالوا بالحلال. وزعموا أن كل من انتسب الى محمد فهم بيوت وظروف، وأن محمدا هورب حل في كل من انتسب إليه، وأنه لم يلد ولم يولد، وأنه محتجب في هذه الحجب. وزعمت هذه الفرقة والمخمسة والعلياوية وأصحاب أبي الخطاب أن كل من انتسب الى أنه من آل محمد فهو مبطل في نسبه مفتر على الله كاذب، وأنهم الذي قال الله تعالى فيهم: انهم يهود ونصارى، في قوله ” وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق ” (2). محمد، في مذهب الخطابية، وعلي في مذهب العلياوية فهم ممن خلق هذان كاذبون فيما ادعوا من النسب، إذا كان محمد عندهم وعلي هورب لايلد ولا يولد ولا يستولد، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. وكان سبب قتل محمد بن بشير لعنه الله لانه كان معه شعبذة ومخاريق فكان يظهر الواقفة أنه ممن وقف على علي بن موسى عليه السلام، وكان يقول في موسى بالربوبية، ويدعي لنفسه أنه نبي. وكان عنده صورة قد عملها وأقامها شخصا كأنه صورة أبي الحسن عليه السلام في ثياب حرير وقد طلاها بالادوية وعالجها بحيل عملها فيها حتى صارت شبيها بصورة انسان وكان يطويها فإذا أراد الشعبذة نفخ فيها فأقامها. ]


1) سورة الشورى: 50 2) سورة المائدة: 18 (*)

[ 777 ]

[ وكان يقول لاصحابه ان أبا الحسن عليه السلام عندي فان أحببتم أن تروه وتعلموا أني نبي فهلموا أعرضه عليكم فكان يدخلهم البيت والصورة مطوية معه. فيقول لهم: هل ترون في البيت مقيما أوترون فيه غيري وغيركم ؟ فيقولون: لا، وليس في البيت أحد، فيقول: أخرجوا فيخرجون من البيت فيصير هو وراء الستر ويسبل الستر بينه وبينهم ثم يقدم تلك الصورة، ثم يرفع الستر بينه وبينهم. فينظرون الى صورة قائمة وشخص كأنه شخص أبي الحسن لا ينكرون منه شيئا ويقف هو منه بالقرب فيريهم من طريق الشعبذة انه يكلمه ويناجيه ويدنو منه كأنه يساره، ثم يغمزهم أن يتنحوا فيتنحون. ويسبل الستر بينه وبينهم فلا يرون شيئا. وكانت معه أشياء عجيبة من صنوف الشعبذة ما لم يروا مثلها، فهلكوا بها، فكانت هذه حاله مدة، حتى رفع خبره الى بعض الخلفاء أحسبه هارون أو غيره ممن كان بعده من الخلفاء وأنه زنديق، فأخذه وأراد ضرب عنقه فقال: يا أمير المؤمنين استبقني فاني أتخذ لك أشياء يرغب الملوك فيها فأطلقه. فكان أول ما اتخذ له الدوالي، فانه عمد الى الدوالي فسواها وعلقها وجعل الزيبق بين تلك الالواح، فكانت الدوالي تمتلى من الماء وتميل الالواح وينقلب الزيبق من تلك الالواح فيتبع الدوالي لهذا، فكانت تعمل من غير مستعمل لها وتصب الماء في البستان، فأعجبه ذلك مع أشياء عملها يضاهي الله بها في خلقه الجنة. فقوده وجعل له مرتبة، ثم انه يوما من الايام انكسر بعض تلك الالواح فخرج منها الزيبق، فتعطلت فاستراب أمره وظهر عليه التعطيل والاباحات. وقد كان أبو عبد الله وأبو الحسن عليهما السلام يدعوان الله عليه ويسئلانه أن يذيقه حر الحديد فأذاقه الله حر الحديد بعد أن عذب بأنواع العذاب. قال أبو عمرو: وحدث بهذه الحكاية محمد بن عيسى العبيدي، رواية له، وبعضها عن يونس بن عبد الرحمن. ]


[ 778 ]

[ وكان هاشم بن أبي هاشم قد تعلم معه بعض تلك المخاريق، فصار داعية إليه من بعده. 908 – حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي قال: حدثني محمد بن عبد الله المسمعي، قال: حدثني علي بن حديد المدايني قال: سمعت من سأل أبا الحسن الاول عليه السلام فقال: اني سمعت محمد بن بشير يقول: انك لست موسى بن جعفر الذي أنت امامنا وحجتنا فيما بيننا وبين الله تعالى. قال، فقال: لعنه الله ثلاثا أذاقه الله حرالحديد قتله الله أخبث ما يكون من قتلة فقلت له: جعلت فداك إذا أنا سمعت ذلك منه أو ليس حلال لي دمه مباح، كما أبيح دم الساب لرسول صلى الله عليه وآله وللامام عليه السلام ؟ فقال: نعم حل والله دمه وأباحة لك ولمن سمع ذلك منه. قلت: أو ليس هذا بساب لك ؟ قال: هذا ساب لله وساب لرسول الله وساب لابائي وسابي، وأي سب ليس يقصر عن هذا ولا يفوقه هذا القول. فقلت: أرأيت إذا أتاني لم أخف أن أغمز بذلك بريئا ثم لم أفعل ولم أقتله ما علي من الوزر ؟ فقال: يكون عليك وزره أضعافا مضاعفة من غير أن ينتقص من وزره شئ، أما علمت أن أفضل الشهداء درجة يوم القيامة من نصر الله ورسوله بظهر الغيب ورد عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وآله. 909 – وبهذا الاسناد، عن سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن خالد الطيالسي، قال: حدثني علي بن أبي حمزة البطايني، قال. سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام يقول: لعن الله محمد بن بشير وأذاقه حر الحديد، أنه يكذب علي، برء الله منه وبرئت الى الله منه، اللهم اني أبرء اليك مما يدعي في ابن بشير، اللهم أرحني منه. ثم قال: يا علي ما أحد اجترء أن يتعمد الكذب علينا الا أذاقه الله حر الحديد، وان بنانا كذب على علي بن الحسين عليهما السلام فأذاقه الله حر الحديد، وأن المغيرة بن ]


[ 779 ]

[ سعيد كذب على أبي جعفر عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد، وأن أبا الخطاب كذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد وأن محمد بن بشير لعنه الله يكذب علي برئت الى الله منه، اللهم اني أبرء اليك مما يدعيه في محمد بن بشير، اللهم أرحني منه، اللهم اني أسألك أن تخلصني من هذا الرجس النجس محمد بن بشير، فقد شارك الشيطان أباه في رحم أمه. قال علي بن أبي حمزة، فما رأيت أحدا قتل بأسوء قتلة من محمد بن بشير لعنه الله. أصحاب الرضا (ع) في يونس بن عبد الرحمن أبى محمد صاحب آل يقطين 910 – حدثني علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان قال: حدثني عبد العزيز بن المهتدي، وكان خير قمي رأيته، وكان وكيل الرضا عليه السلام وخاصته، قال: سألت الرضا عليه السلام فقلت: اني لا ألقاك في كل وقت فعن من آخذ معالم ديني ؟ قال: خذ من يونس بن عبد الرحمن. 911 – علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: حدثني محمد بن الحسن الواسطي، وجعفر بن عيسى، ومحمد بن يونس، أن الرضا عليه السلام ضمن ليونس الجنة ثلاث مرات. 912 – علي بن محمد القتيبي. عن الفضل، قال: حدثني جعفر بن عيسى اليقطيني، ومحمد بن الحسن جميعا، أن أبا جعفر عليه السلام ضمن ليونس بن عبد الرحمن الجنة على نفسه وآبائه عليهم السلام. 913 – جعفر بن معروف، قال: حدثني سهل بن بحر، قال: حدثني الفضل ابن شاذان، قال: حدثني أبي الجليل الملقب بشاذان، قال: حدثني أحمد بن أبي خلف ظئر أبي جعفر عليه السلام، قال: كنت مريضا، فدخل علي أبو جعفر عليه السلام يعودني ]


[ 780 ]

[ في مرضي، فإذا عند رأسي كتاب يوم وليلة، فجعل يتصفحه ورقة ورقة، حتى أتى عليه من أوله الى آخره، وجعل يقول: رحم الله يونس رحم الله يونس رحم الله يونس. 914 – جعفر بن معروف، قال: حدثني سهل بن بحر، قال: سمعت الفضل ابن شاذان، يقول: مانشأ في الاسلام رجل من سائر الناس كان أفقه من سلمان الفارسي، ولا نشأ رجل بعده أفقه من يونس بن عبد الرحمن رحمه الله. 915 – روي عن أبي بصير حماد بن عبيدالله بن أسيد الهروي، عن داود بن القاسم، أن أبا جعفر الجعفري قال: أدخلت كتاب يوم وليله الذي ألفه يونس بن عبد الرحمن على أبي الحسن العسكري عليه السلام فنظر فيه وتصفحه كله، ثم قال: هذا ديني ودين آبائي وهو الحق كله. 916 – وحدثني ابراهيم بن المختار بن محمد بن العباس، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام مثله. 917 – وجدت بخط محمد بن شاذان بن نعيم في كتابه، سمعت أبا محمد القماص الحسن بن علوية الثقة، يقول: سمعت الفضل بن شاذان، يقول: حج يونس بن عبد الرحمن أربعا وخمسين حجة، واعتمر أربعا وخمسين عمرة، وألف ألف جلد ردا على المخالفين. ويقال: انتهى علم الائمة عليهم السلام الى أربعة نفر: أولهم سلمان الفارسي، والثاني جابر، والثالث السيد، والرابع يونس بن عبد الرحمن. 918 – وقال العبيدي: سمعت يونس بن عبد الرحمن يقول: رأيت أبا عبد الله عليه السلام يصلي في الروضة بين القبر والمنبر ولم يمكنني أن أسأله عن شئ، قال: وكان ليونس بن عبد الرحمن أربعون أخا يدور عليهم في كل يوم مسلما، ثم يرجع الى منزله فيأكل ويتهيأ للصلاة، ثم يجلس للتصنيف وتاليف الكتب، وقال يونس: صمت عشرين سنة وسألت عشرين سنة ثم أجبت. ]


[ 781 ]

[ 919 – وقال الفضل بن شاذان: سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا عليه السلام يقول: أبو حمزة الثمالي في زمانه كسلمان في زمانه، وذلك أنه خدم أربعة منا علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وبرهة من عصر موسى بن جعفر عليهم السلام، ويونس في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه. 920 – علي بن محمد القتيبي، قال: سألت الفضل بن شاذان، عن الحديث الذي روى في يونس أنه لقيط آل يقطين ؟ فقال: كذب، ولد يونس في آخر زمن هشام بن عبد الملك، ويقطين لم يكن في ذلك الزمان انما كان ولد في زمن ولد العباس. 921 – قال محمد بن يحيى الفارسي: حدثني عبد الله بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عيسى الاموي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: انظروا الى ما ختم الله ليونس، قبضه بالمدينة مجاور الرسول الله صلى الله عليه وآله. 922 – حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني العمركى، قال: حدثني الحسن بن أبي قتادة، عن داود بن القاسم، قال، قلت لابي جعفر عليه السلام: ما تقول في يونس ؟ قال: من يونس ؟ قلت: ابن عبد الرحمن، قال: لعلك تريد مولى بني يقطين ؟ قلت: نعم، فقال: رحمه الله فانه كان على ما نحب. 923 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أبو العباس الحميري عبد الله بن جعفر، عن أبي هاشم الجعفري قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن يونس ؟ قال: رحمه الله. 924 – حدثني آدم بن محمد، قال: حدثني علي بن محمد الدقاق النيسابوري قال: حدثني محمد بن موسى السمان، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر بن عيسى، قال: كنا عند أبي الحسن الرضا عليه السلام وعنده يونس بن عبد الرحمن، إذ استأذن عليه قوم من أهل البصرة، فأومى أبو الحسن عليه السلام الى يونس: أدخل البيت، فإذا بيت مسبل عليه ستر، واياك أن تتحرك حتى تؤذن لك. ]


[ 782 ]

[ فدخل البصريون وأكثروا من الوقيعة والقول في يونس، وأبو الحسن عليه السلام مطرق، حتى لما أكثروا وقاموا فودعوا وخرجوا: فأذن ليونس بالخروج، فخرج باكيا فقال: جعلني الله فداك أني أحامي عن هذه المقالة، وهذه حالي عند أصحابي فقال له أبو الحسن عليه السلام: يا يونس وما عليك مما يقولون إذا كان امامك عنك راضيا، يا يونس حدث الناس بما يعرفون، واتركهم مما لا يعرفون، كأنك تريد أن تكذب على الله في عرشه. يا يونس وما عليك أن لو كان في يدك اليمنى درة ثم قال الناس بعرة، أو قال الناس درة، أو بعرة فقال الناس درة، هل ينفعك ذلك شيئا ؟ فقلت: لا. فقال: هكذا أنت يا يونس، إذ كنت على الصواب وكان امامك عنك راضيا لم يضرك ما قال الناس. 925 – حدثني علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان، عن أبي هاشم الجعفري، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام عن يونس ؟ فقال: من يونس ؟ فقلت: مولى علي بن يقطين، فقال: لعلك تريد يونس بن عبد الرحمن ؟ فقلت: لا والله لا أدري ابن من هو ؟ قال: بل هو ابن عبد الرحمن، ثم قال: رحم الله يونس رحم الله يونس نعم العبد كان لله عزوجل. 926 – حدثني علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال: سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا عليه السلام يقول: يونس بن عبد الرحمن في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه. قال الفضل: ولقد حج يونس احدى وخمسين حجة آخرها عن الرضا عليه السلام. 927 – قال نصربن الصباح: لم يرو يونس عن عبيدالله ومحمد ابني الحلبي قط ولارآهما، وماتا في حياة أبي عبد الله عليه السلام. 928 – حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن ]


[ 783 ]

[ يونس بن عبد الرحمن، قال، قال العبد الصالح: يا يونس ارفق بهم فان كلامك يدق عليهم قال، قلت: انهم يقولون لي زنديق، قال لي: وما يضرك أن يكون في يدك لؤلؤة يقول الناس هي حصاة، وما كان ينفعك أن يكون في يدك حصاة فيقول الناس لؤلؤة. 929 – علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان، قال: حدثني أبو جعفر البصري، وكان ثقة فاضلا صالحا، قال: دخلت مع يونس ابن عبد الرحمن على الرضا عليه السلام فشكى إليه ما يلقى من أصحابه من الوقيعة، فقال الرضا عليه السلام: دارهم فان عقولهم لا تبلغ. 930 – علي بن محمد، قال: حدثني الفضل، قال: حدثني عدة من أصحابنا أن يونس بن عبد الرحمن قيل له: ان كثيرا من هذه العصابة يقعون فيك ويذكرونك بغير الجميل، فقال: أشهدكم أن كل من له في أمير المؤمنين عليه السلام نصيب فهو في حل مما قال. 931 – حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن اسماعيل الرازي، قال حدثني عبد العزيز بن المهتدي، قال، كتبت الى أبي جعفر عليه السلام ما تقول في يونس ابن عبد الرحمن ؟ فكتب الي بخطه أحبه وترحم عليه وان كان يخالفك أهل بلدك. 932 – حمدويه، قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: روى أبو هاشم داود ابن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر بن الرضا عليه السلام قال: سألته عن يونس ؟ فقال: مولى آل يقطين ؟ قلت: نعم، فقال لي: رحمه الله كان عبدا صالحا. قال حمدويه قال محمد بن عيسى: وكان يونس أدرك أبا عبد الله عليه السلام ولم يسمع منه. 933 – وجدت بخط جبريل بن أحمد في كتابه، حدثني أبو سعيد الادمي قال: حدثني أحمد بن محمد بن الربيع الاقرع، عن محمد بن الحسن البصري، عن عثمان بن رشيد البصري، قال: أحمد بن محمد الاقرع ثم لقيت محمد بن ]


[ 784 ]

[ الحسن فحدثني بهذا الحديث، قال: كنا في مجلس عيسى بن سليمان ببغداد، فجاء رجل الى عيسى، فقال: أردت أن أكتب الى أبي الحسن الاول عليه السلام في مسألة أسأله عنها: جعلت فداك عندنا قوم يقولون بمقالة يونس فأعطيهم من الزكاة شيئا ؟ قال فكتب الي: نعم أعطهم فان يونس أول من يجيب عليا إذا دعى. قال كنا جلوسا بعد ذلك فدخل علينا رجل، فقال: قد مات أبو الحسن موسى عليه السلام، وكان يونس في المجلس، فقال يونس: يا معشر أهل المجلس أنه ليس بيني وبين الله امام الا علي بن موسى عليه السلام، فهو امامي عليه السلام. 934 – حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني هشام المشرقي، أنه دخل على أبي الحسن الخراساني عليه السلام فقال: ان أهل البصرة سألوا عن الكلام، فقالوا: ان يونس يقول ان الكلام ليس بمخلوق، فقلت لهم: صدق يونس ان الكلام ليس بمخلوق. أما بلغكم قول أبي جعفر عليه السلام حين سئل عن القرآن أخالق هو أو مخلوق ؟ فقال لهم: ليس بخالق ولا مخلوق انما هو كلام الخالق، فقويت أمر يونس. وقالوا، ان يونس يقول: ان من السنة أن يصلي الانسان ركعتين وهو جالس بعد العتمة ؟ فقلت: صدق يونس. 935 – محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثنا محمد ابن عيسى، قال: حدثني عبد العزيز بن المهتدي القمي، قال محمد بن نصير: قال محمد بن عيسى، وحدث الحسن بن علي بن يقطين، بذلك أيضا، قال، قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك اني لا أكاد أصل اليك أسألك عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني، أفيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما احتاج إليه من معالم ديني ؟ فقال: نعم. 936 – محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد ابن عيسى، قال: أخبرني يونس أن أبا الحسن عليه السلام ضمن لي الجنة من النار. ]


[ 785 ]

[ 937 – علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثني مروك بن عبيد، عن محمد بن عيسى القمي، قال: توجهت الى أبي الحسن الرضا عليه السلام فاستقبلني يونس مولى ابن يقطين، قال، فقال لي: أين تذهب ؟ فقلت: أريد أبا الحسن، قال، فقال لي: أسأله عن هذه المسألة، قل له خلقت الجنة بعد فاني أزعم أنها لم تخلق. قال: فدخلت على أبي الحسن عليه السلام، قال: فجلست عنده، وقلت له: ان يونس مولى ابن يقطين أودعني اليك رسالة، قال: وماهي ؟ قال، قلت: قال أخبرني عن الجنة خلقت بعد فاني أزعم أنها لم تخلق ؟ فقال: كذب فأين جنة آدم عليه السلام. 938 – جبريل بن أحمد، قال: سمعت محمد بن عيسى، عن عبد العزيز بن المهتدي، قال، قلت للرضا عليه السلام: ان شقتي بعيدة فلست أصل اليك في كل وقت، فآخذ معالم ديني من يونس مولى ابن يقطين ؟ قال: نعم. 939 – حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، قال، قال ياسر الخادم: ان أبا الحسن الثاني عليه السلام أصبح في بعض الايام، قال، فقال لي: رأيت البارحة مولى لعلي بن يقطين وبين عينيه غرة بيضاء ؟ فتأولت ذلك على الدين. 940 – علي قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن مروك ابن عبيد، عن يزيد بن حماد، عن ابن سنان، قال، قلت لابي الحسن عليه السلام ان يونس يقول: ان الجنة والنار لم يخلقا، قال، فقال: ماله لعنه الله فأين جنة آدم. 941 – علي قال: حدثني محمد بن يعقوب، عن الحسن بن راشد، عن محمد بن باديه، قال كتبت الى أبي الحسن عليه السلام في يونس ؟ فكتب: لعنه الله ولعن أصحابه، أو برئ الله منه ومن أصحابه. 942 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد عن الحسين بن بشار الواسطي، عن يونس بن بهمن، قال، قال لي يونس: اكتب الى أبي الحسن عليه السلام فاسأله عن آدم هل فيه من جوهرية الله شئ قال: فكتب إليه ]


[ 786 ]

[ فأجابه: هذه المسألة مسألة رجل على غير السنة، فقلت ليونس، فقال: لا يسمع ذا أصحابنا فيبرؤن منك، قال، قلت ليونس: يبرؤن مني أو منك. 943 – علي، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب، عن الحسين، عن ابن راشد، قال: لما ارتحل أبو الحسن عليه السلام الى خراسان، قال، قلنا ليونس: هذا أبو الحسن حمل الى خراسان، فقال: ان دخل في هذا الامر طايعا أو مكرها فهو طاغوت. 944 – علي، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب، عن علي بن مهزيار عن الحضيني، أنه قال: ان دخل في هذا الامر طايعا أو مكرها انتقضت النبوة من لدن آدم. 945 – جعفر بن معروف، قال: سمعت يعقوب بن يزيد، يقع في يونس ويقول: كان يروي الاحاديث من غير سماع. 946 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: مات أبو الحسن عليه السلام وليس من قوامه أحد الا وعنده المال الكثير، وكان ذلك سبب وقوفهم وجحودهم موته، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار. قال فلما رأيت ذلك وتبين علي الحق، وعرفت من أمر أبي الحسن الرضا عليه السلام ما علمت: تكلمت ودعوت الناس إليه، قال، فبعثا الي وقالا: ما تدعو الى هذا ان كنت تريد المال فنحن نغنيك، وضمنا لي عشرة آلاف دينار، وقالا لي: كف. قال يونس: فقلت لهما أما روينا عن الصادقين عليهم السلام أنهم قالوا: إذ ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه فان لم يفعل سلب نور الايمان وما كنت لادع الجهاد وأمر الله على كل حال، فناصباني وأظهرا لي العداوة. 947 – علي، قال: حدثنا محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا عن محمد ]


[ 787 ]

[ ابن الحسن بن سياح، عن أبيه، قال قلت ليونس: أخبرني دلالة أنك قلت: لو علمت أن أبا الحسن الرضا عليه السلام لا يقدم بالكتاب الذي كتبته إليه لوجهت إليه بخمسمائة مامدرومى ؟ قال، قلت: ويحك فأي شئ أردت بذلك ؟ قال: أردت أن أغنيه عن دفاينكم، فقلت: أردت أن تعير الله في عرشه. 948 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا عن علي بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال، قال: كنت عند الرضا عليه السلام ومعه كتاب يقرؤه في بابه، حتى ضرب به الارض، فقال: كتاب ولد زنا للزانية فكان كتاب يونس. 949 – طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد، قال: حدثني الشجاعى، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن بشار، عن الحسن بن بنت الياس عن يونس بن بهمن، قال، قال يونس بن عبد الرحمن: كتبت الى أبي الحسن الرضا عليه السلام سألته عن آدم عليه السلام هل كان فيه من جوهرية الرب شئ. قال، فكتب الي جواب كتابي: ليس صاحب هذه المسألة على شئ من السنة زنديق. 950 – آدم بن محمد القلانسي البلخي، قال: حدثني علي بن محمد القمي قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى القمي، عن يعقوب بن يزيد، عن أبيه يزيد ابن حماد، عن أبي الحسن عليه السلام قال، قلت له: أصلي خلف من لا أعرف ؟ فقال: لا تصل الا خلف من تثق بدينه، فقلت له: أصلي خلف يونس وأصحابه ؟ فقال: يأبى ذلك عليكم علي بن حديد، قلت: آخذ بذلك في قوله ؟ قال: نعم، قال: فسألت علي بن حديد عن ذلك ؟ فقال: لا تصل خلفه ولاخلف أصحابه. 951 – علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان قال: كان أحمد ابن محمد بن عيسى تاب واستغفر الله من وقيعته في يونس لرؤيا رآها، وقد كان علي بن حديد يظهر في الباطن الميل الى يونس وهشام. ]


[ 788 ]

[ 952 – آدم، قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن ابراهيم الحضيني الاهوازي، قال: لما حمل أبو الحسن الى خراسان قال يونس بن عبد الرحمن: ان دخل في هذا الامر طايعا أو كارها انتقضت النبوة من لدن آدم. 953 – آدم بن محمد، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال، قال: كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السلام: إذ ورد عليه كتاب يقرؤه، فقرءه ثم ضرب به الارض، فقال: هذا كتاب ابن زان لزانية هذا كتاب زنديق لغير رشده، فنظرت إليه فإذا كتاب يونس. 954 – قال أبو عمرو: فلينظر الناظر فيتعجب من هذه الاخبار التي رواها القيمون في يونس، وليعلم أنها لا تصح في العقل، وذلك أن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن حديد قد ذكر الفضل من رجوعهما عن الوقيعة في يونس، ولعل هذه الروايات كانت من أحمد قبل رجوعه، ومن علي مداراة لاصحابه. فأما يونس بن بهمن: فممن كان أخذ عن يونس بن عبد الرحمن ان يظهر له مثلبة فيحكيها عنه، والعقل ينفي مثل هذا، إذ ليس في طباع الناس اظهار مساويهم بألسنتهم على نفوسهم. وأما حديث الحجال الذي رواه أحمد بن محمد: فان أبا الحسن عليه السلام أجل خطرا وأعظم قدرا من أن يسب أحدا صراحا، وكذلك آباؤه عليهم السلام من قبله وولده من بعده، لان الرواية عنهم بخلاف هذا: إذ كانوا نهوا عن مثله، وحثوا على غيره مما فيه الزين للدين والدنيا. وروى علي بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين عليه السلام أنه كان يقول لبنيه: جالسوا أهل الدين والمعرفة، فان لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس وأسلم، فان أبيتم الا مجالسة الناس: فجالسوا أهل المروات فانهم لا يرفثون في مجالسهم. فما حكاه هذا الرجل عن الامام عليه السلام في باب الكتاب لا يليق به، إذ كانوا عليهم السلام منزهين عن البذاء والرفث والسفه، وتكلم عن الاحاديث الاخر بما يشاكل هذا. ]


[ 789 ]

[ ماروى في يونس بن عبد الرحمن وهشام بن ابراهيم المشرقي وجعفر بن عيسى بن يقطين وموسى بن صالح وأبى الاسد خصى على بن يقطين 955 – حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسى العبيدي قال: سمعت هشام بن ابراهيم الجبلي وهو المشرقي، يقول: استأذنت لجماعة على أبي الحسن عليه السلام في سنة تسع وتسعين ومائة، فحضروا وحضرنا ستة عشر رجلا على باب أبي الحسن الثاني عليه السلام، فخرج مسافر فقال: آل يقطين ويونس بن عبد الرحمن ويدخل الباقون رجلا رجلا، فلما دخلوا وخرجوا خرج مسافر فدعاني وموسى وجعفر بن عيسى ويونس. فادخلنا جميعا عليه والعباس قائم ناحية بلا حذاء ولارداء، وذلك في سنة أبي السرايا، فسلمنا ثم أمرنا بالجلوس، فلما جلسنا، قال له جعفر بن عيسى: يا سيدي نشكو الى الله واليك ما نحن فيه من أصحابنا فقال: وما أنتم فيه منهم ؟ فقال جعفر هم والله يا سيدي يزندقونا ويكفرونا ويتبرؤن منا. فقال: هكذا كان أصحاب علي بن الحسين ومحمد بن علي وأصحاب جعفر وموسى (صلوات الله عليهم) ولقد كان أصحاب زرارة يكفرون غيرهم، وكذلك غيرهم كانوا يكفرونهم. فقلت له: يا سيدي نستعين بك على هذين الشيخين يونس وهشام وهما حاضران، فهما أدبانا وعلمانا الكلام، فان كنا يا سيدي على هدى ففزنا، وان كنا على ضلال فهذان أضلانا، فمرنا، بتركه ونتوب الى الله منه، يا سيدي فادعنا الى دين الله نتبعك. فقال عليه السلام: ما أعلمكم الاعلى هدى، جزاكم الله عن النصيحة القديمة والحديثة خيرا، فتأولوا القديمة علي بن يقطين، والحديثة خدمتنا له، والله أعلم. ]


[ 790 ]

[ فقال جعفر: جعلت فداك، ان صالحا وأبا الاسد خصي علي بن يقطين حكيا عنك: أنهما حكيا لك شيئا من كلامنا، فقلت لهما: مالكما والكلام يثنيكم الى الزندقة فقال عليه السلام: ما قلت لهما ذلك. أنا قلت ذلك والله ما قلت لهما. وقال يونس: جعلت فداك أنهم يزعمون انا زنادقة وكان جالسا الى جنب رجل وهو متربع رجلا على رجل وهو ساعة بعد ساعة يمرغ وجهه وخديه على باطن قدمه الايسر فقال له: أرأيتك لو كنت زنديقا فقال لك هو مؤمن ماكان ينفعك من ذلك، ولو كنت مؤمنا فقالوا هو زنديق ماكان يضرك منه. وقال المشرقي له: والله ما تقول الا ما يقول آبائك عليهم السلام: عندنا كتاب سميناه كتاب الجامع فيه جميع ما تكلم الناس فيه عن آبائك عليهم السلام وانما نتكلم عليه، فقال له جعفر شبيها بهذا الكلام، فأقبل على جعفر فقال: فإذا كنت لا تتكلمون بكلام آبائي عليهم السلام فبكلام أبي بكر وعمر تريدون أن تتكلموا. قال حمدويه: هشام المشرقي هو ابن ابراهيم البغدادي، فسألته عنه وقلت: ثقة هو ؟ فقال: ثقة، قال: ورأيت ابنه ببغداد. ماروى في هشام بن ابراهيم العباسي 956 – وجدت بخط محمد بن الحسن بن بندار القمي في كتابه، حدثني علي بن ابراهيم بن هشام، عن محمد بن سالم، قال: لما حمل سيدي موسى بن جعفر عليهما السلام الى هارون، جاء إليه هشام بن ابراهيم العباسي فقال له: يا سيدي قد كتبت لي صك الى الفضل بن يونس، فسله أن يروج أمري قال: فركب إليه أبو الحسن عليه السلام. فدخل إليه حاجبه، فقال: يا سيدي أبو الحسن موسى عليه السلام بالباب، فقال: ان كنت صادقا فأنت حر ولك كذا وكذا. فخرج الفضل بن يونس حافيا يعدو، حتى خرج إليه فوقع على قدميه يقبلهما ثم سأله أن يدخل فدخل، فقال له: اقض حاجة هشام فقضاها. ]


[ 791 ]

ثم قال: يا سيدي قد حضر الغذاء فتكرمني أن تتغدي عندي، فقال هات فجاء بالمائدة وعليها البوارد، فأجال أبو الحسن عليه السلام يده في البارد وقال: البارد تجال اليد فيه، فلما رفعوا البارد وجاءوا بالحار، فقال أبو الحسن عليه السلام: الحار حمى. 957 – محمد بن الحسن قال: حدثني علي بن ابراهيم بن هشام، عن الريان ابن الصلت، قال، قلت لابي الحسن عليه السلام: ان هشام بن ابراهيم العباسي زعم أنك أحللت له الغناء ؟ فقال: كذب الزنديق، انما سألني عنه ؟ فقلت له: سأل رجل أبا جعفر عليه السلام ؟ فقال له أبو جعفر عليه السلام: إذا فرق الله بين الحق والباطل فأين يكون الغناء ؟ فقال الرجل: مع الباطل، فقال له أبو جعفر عليه السلام: قد قضيت. 958 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد ابن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن رجل من أصحابنا عن صفوان بن يحيى وابن سنان، أنهما سمعا أبا الحسن عليه السلام يقول: لعن الله العباسي فانه زنديق، وصاحبه يونس فانهما يقولان بالحسن والحسين. 959 – وعنه، قال: حدثني علي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي طالب، عن معمر بن خلاد، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: ان العباسي زنديق، وكان أبوه زنديقا. 960 – وعنه، قال: حدثني علي، قال: حدثني أحمد، عن أبي طالب، قال: حدثني العباسي، أنه قال للرضا عليه السلام: لم لا تدخل فيما سألك أمير المؤمنين قال فقال: فأنت أيضا علي يا عباسي فقال: نعم ولتجيبه الى ما سألك أو لاعطينك القاضية يعني السيف. قال أبو النضر: سألنا الحسين بن أشكيب، عن العباسي هشام بن ابراهيم وقلنا له أكان من ولد العباس ؟ قال: لا، كان من الشيعة، فطلبه فكتب كتب الزيدية وكتب آيات امامة العباس، ثم دس الى من تغمز به واختفى، واطلع السلطان على كتبه، فقال: هذا عباسي، فآمنه وخلى سبيله. ]


[ 792 ]

[ ماروى في صفوان بن يحيى واسماعيل بن الخطاب 961 – حدثني محمد بن قولويه، عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن جعفر ابن محمد بن اسماعيل، قال: أخبرني معمر بن خلاد، قال: رفعت ما خرج من غلة اسماعيل بن الخطاب، بما أوصى به الى صفوان بن يحيى، فقال: رحم الله اسماعيل ابن الخطاب بما أوصى به الى صفوان بن يحيى ورحم صفوان فانهما من حزب آبائي عليه السلام، ومن كان من حزبنا أدخله الله الجنة. صفوان بن يحيى مات في سنة عشر ومأتين بالمدينة وبعث إليه أبو جعفر عليه السلام بحنوطه وكفنه وأمر اسماعيل بن موسى بالصلاة عليه. ماروى في صفوان بن يحيى بياع السابرى ومحمد بن سنان وزكريا ابن آدم وسعد بن سعد القمى 962 – حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى، عن رجل، عن علي بن الحسين بن داود القمي قال: سمعت أبا جعفر الثاني عليه السلام يذكر صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان بخير، وقال: رضي الله عنهما برضاي عنهما فما خالفاني قط، هذا بعد ما جاء عنه فيهما ما قد سمعته من أصحابنا. 963 – عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السلام في آخر عمره فسمعته يقول: جزى الله صفوان بن يحيى ومحمد ابن سنان وزكريا بن آدم عني خيرا فقد وفوا لي ولم يذكر سعد بن سعد. قال: فخرجت فلقيت موفقا، فقلت له: ان مولاي ذكر صفوان ومحمد بن سنان وزكريا بن آدم وجزاهم خيرا، ولم يذكر سعد بن سعد. قال: فعدت إليه، فقال: جزى الله صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وزكريا ابن آدم وسعد بن سعد عني خيرا فقد وفوا لي. ]


[ 793 ]

[ 964 – حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن اسماعيل بن بزيع، أن أبا جعفر عليه السلام كان لعن صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان، فقال: انهما خالفا أمري، قال، فلما كان من قابل، قال أبو جعفر عليه السلام لمحمد بن سهل البحراني: تول صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان فقد رضيت عنهما. 965 – وعنه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن معمر بن خلاد، قال، قال أبو الحسن عليه السلام: ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها بأضر في دين المسلم من حب الرياسة، ثم قال: لكن صفوان لا يحب الرياسة. 966 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد ابن محمد، عن رجل، عن علي بن الحسين بن داود القمي، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يذكر صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان بخير، وقال: رضي الله عنهما برضاي عنهما، فما خالفاني وما خالفا أبي عليه السلام قط، بعد ما جاء فيهما ما قد سمعه غير واحد. في عمار الساباطى 967 – محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله القمي، عن عبد الرحمن بن حماد الكوفي، عن مروك بن عبيد، عن رجل، قال، قال أبو الحسن عليه السلام: استوهبت عمارا من ربي فوهبه لي. ماروى في ابراهيم بن أبى البلاد 968 – حدثني الحسين بن الحسن، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، قال، قال لي أبو الحسن عليه السلام ابتداءا منه: ابراهيم بن أبي البلاد على ما تحبون. ماروى في دعبل بن على الخزاعى الشاعر 969 – قال أبو عمرو: بلغني أن دعبل بن علي وفد على أبي الحسن الرضا ]


[ 794 ]

[ عليه السلام بخراسان فلما دخل عليه، قال له: اني قد قلت قصيدة وجعلت في نفسي أن لا أنشدها أحدا أولى منك، فقال: هاتها، فأنشده قصيدته التي يقول فيها. ألم تر أني مذ ثلاثين حجة * أروح واغدو دائم الحسرات أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات قال: فلما فرغ من انشادها: قام أبو الحسن عليه السلام فدخل منزله، وبعث إليه بخرقة خز فيها ستمائة دينار، وقال للجارية: قولي له يقول لك مولاي استعن بهذه على سفرك واعذرنا. فقال له دعبل: لا والله ماهذا أردت ولاله خرجت، ولكن قولي له هب لي ثوبا من ثيابك، فردها عليه أبو الحسن عليه السلام وقال له خذها وبعث إليه بجبة من ثيابه. فخرج دعبل حتى ورد قم، فنظروا الى الجبة وأعطوه بها ألف دينار، فأبى عليهم، وقال: لا والله ولا خرقة منها بألف دينار. ثم خرج من قم فأتبعوه قد جمعوا وأخذوا الجبة، فرجع الى قم وكلمهم فيها، فقالوا: ليس إليها سبيل، ولكن ان شئت فهذه الالف دينار، فقال: نعم وخرقة منها، فأعطوه ألف دينار وخرقة منها. ماروى في المرزبان بن عمران القمى الاشعري 970 – ابراهيم بن محمد بن العباسي الختلي، قال: حدثني أحمد بن ادريس قال: حدثني الحسين بن أحمد بن يحيى بن عمران، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن الحسين بن علي، عن المرزبان بن عمران القمي الاشعري، قال، قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: أسألك عن أهم الامور الي، أمن شيعتك أنا ؟ فقال: نعم، قال، قلت: اسمي مكتوب عندك ؟ قال: نعم. في مسافر مولى أبى الحسن (ع) 971 – حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسى، قال: ]


[ 795 ]

[ أخبرني مسافر، قال: أمرني أبو الحسن عليه السلام بخراسان فقال: ألحق بأبي جعفر فانه صاحبك. ماروى في الجوانى 972 – عن حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسى، قال: كان الجواني خرج مع أبي الحسن عليه السلام الى خراسان، وكان من قرابته. في عبد العزيز بن المهتدى القمى 973 – جعفر بن معروف، قال: حدثني الفضل بن شاذان، بحديث عبد العزيز ابن المهتدي فقال الفضل: ما رأيت قميا يشبهه في زمانه. 974 – على بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل، قال: حدثني عبد العزيز وكان خير قمي في من رأيته، وكان وكيل الرضا عليه السلام. 975 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد ابن محمد، عن عبد العزيز، أو من رواه عنه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كتبت إليه أن لك معي شيئا فمرني بأمرك فيه الى من أدفعه. فكتب: اني قبضت ما في هذه الرقعة والحمد لله، وغفر الله ذنبك ورحمنا واياك ورضى الله عنك برضاي عنك. ماروى في محمد بن سنان 976 – ذكر حمدويه بن نصير، أن أيوب بن نوح، دفع إليه دفترا فيه أحاديث محمد بن سنان، فقال لنا: ان شئتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا، فاني كتبت عن محمد ابن سنان ولكن لا أروي لك أنا عنه شيئا، فانه قال قبل موته: كلما حدثتكم به لم يكن لي سماع ولا رواية انما وجدته. 977 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، قال: كنا عند صفوان بن يحيى، فذكر محمد بن سنان فقال: ]


[ 796 ]

[ ان محمد بن سنان كان من الطيارة فقصصناه. 978 – قال محمد بن مسعود، قال عبد الله بن حمدويه: سمعت الفضل بن شاذان، يقول: لا أستحل أن أروي أحاديث محمد بن سنان، وذكر الفضل في بعض كتبه: أن من الكاذبين المشهورين ابن سنان وليس بعبدالله. 979 – أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال قال أبو محمد الفضل بن شاذان: ردوا أحاديث محمد بن سنان وقال: لا أحل لكم أن ترووا أحاديث محمد بن سنان عني مادمت حيا، وأذن في الرواية بعد موته. قال أبو عمرو: قد روى عنه الفضل، وأبوه، ويونس، ومحمد بن عيسى العبيدي، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، والحسن والحسين ابنا سعيد الاهوازيان، وابنا دندان، وأيوب بن نوح وغيرهم، من العدول والثقات من أهل العلم، وكان محمد بن سنان مكفوف البصر أعمى فيما بلغني. 980 – وجدت بخط أبي عبد الله الشاذاني، اني سمعت العاصمي، يقول: ان عبد الله بن محمد بن عيسى الاسدي الملقب ببنان، قال: كنت مع صفوان بن يحيى بالكوفة في منزل، إذ دخل علينا محمد بن سنان، فقال صفوان: هذا ابن سنان لقد هم أن يطير غير مرة فقصصناه حتى ثبت معنا. 981 – وعنه قال: سمعت أيضا قال: كنا ندخل مسجد الكوفة، فكان ينظر الينا محمد بن سنان، ويقول: من أراد المعضلات فالي، ومن أراد الحلال والحرام فعليه بالشيخ، يعني صفوان بن يحيى. 982 – حدثني حمدويه، قال: حدثني الحسن بن موسى، قال: حدثني محمد بن سنان، قال: دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلام قبل أن يحمل الى العراق بسنة، وعلي ابنه عليه السلام بين يديه، فقال لي: يا محمد، قلت: لبيك، قال: انه سيكون في هذه السنة حركة ولا تخرج منها، ثم أطرق ونكت الارض بيده ثم رفع رأسه الي وهو يقول: ويضل الله الظالمين ويفعل ما يشاء. ]


[ 797 ]

[ قلت: وما ذاك جعلت فداك ؟ قال: من ظلم ابني هذا حقه وجحد امامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب حقه وامامته من بعد محمد صلى الله عليه وآله، فعلمت أنه قد نعي الي نفسه ودل على ابنه، فقلت: والله لئن مد الله في عمري لاسلمن إليه حقه ولاقرن له بالامامة، أشهد أنه من بعدك حجة الله على خلقه والداعي الى دينه. فقال لي: يا محمد يمد الله في عمرك وتدعوا الى امامته وامامة من يقول مقامه من بعده ؟ فقلت: ومن ذاك جعلت فداك ؟ قال: محمد ابنه، قلت: بالرضى والتسليم، فقال: كذلك قد وجدتك في صحيفة أمير المؤمنين عليه السلام أما أنك في شيعتنا أبين من البرق في الليلة الظلماء. ثم قال: يا محمد ان المفضل أنسي ومستراحي، وأنت أنسهما ومستراحهما، حرام على النار أن تمسك أبدا، يعنى أبا الحسن وأبا جعفر عليهما السلام. ومن كتاب له (ع) الى عبد الله حمدويه البيهقى وبعد: فقد نصبت لكم ابراهيم بن عبده، ليدفع إليه النواحي وأهل ناحيتك حقوقي الواجبة عليكم، وجعلته ثقتي وأميني عند موالي هناك فليتقوا الله جل جلاله وليراقبوا وليؤدوا الحقوق، فليس لهم عذر في ترك ذلك ولا تأخيره، لا أشقاكم الله بعصيان أوليائه، ورحمهم واياك معهم برحمتي لهم، ان الله واسع كريم. ماروى في على بن الحسين بن عبد الله 984 – حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى. قال حدثنا علي بن الحسين بن عبد الله، قال: سألته أن ينسئ في أجلي فقال: أو يكفيك ربك ليغفر لك خيرا لك، فحدث بذلك علي بن الحسين أخوانه بمكة، ثم مات بالخزيمية في المنصرف من سنته، وهذا في سنة تسع وعشرين ومأتين رحمه الله، فقال: وقد نعى الي نفسي، قال: وكان وكيل الرجل عليه السلام قبل أبي علي بن راشد. ]


[ 798 ]

[ 985 – محمد بن مسعود، قال: حدثنا محمد بن نصير، قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسى قال: كتب إليه علي بن الحسين بن عبد الله يسأله الدعاء في زيادة عمره حتى يرى ما يحب. فكتب إليه في جوابه: تصير الى رحمة الله خير لك، فتوفى الرجل بالخزيمية. في أبى على محمد بن أحمد بن حماد المروزى المحمودى 986 – ابن مسعود، قال حدثني أبو علي المحمودي، قال كتب أبو جعفر عليه السلام الي بعد وفاة أبي: قد مضى أبوك رضي الله عنه وعنك، وهو عندنا على حال محمودة ولم يتعد من تلك الحال. 987 – وجدت بخط أبي عبد الله الشاذاني في كتابه، سمعت الفضل بن هشام الهروي، يقول: ذكر لي كثرة ما يحج المحمودي، فسألته عن مبلغ حجاته ؟ فلم يخبرني بمبلغها، وقال: رزقت خيرا كثيرا والحمد لله. فقلت له: فتحج عن نفسك أو عن غيرك ؟ فقال: عن غيري بعد حجة الاسلام أحج عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وأجعل ما أجازني الله عليه لاولياء الله، وأهب ما أثاب على ذلك للمؤمنين والمؤمنات، فقلت: فما تقول في حجك. فقال أقول: اللهم اني أهللت لرسولك محمد صلى الله عليه وآله وجعلت جزائي منك ومنه لاوليائك الطاهرين عليهم السلام، ووهبت ثوابي لعبادك المؤمنين والمؤمنات بكتابك وسنة نبيك، الى آخر الدعاء. 988 – ذكر أبو عبد الله الشاذاني مما قد وجدت في كتابه بخطه، قال: سمعت المحمودي، يقول: انما لقبت بالخير: لاني وهبت للحق غلاما اسمه خير، فحمد أمره فلقبني باسمه. وقال: وجهت الى الناحية بجارية، فكانت عندهم سنين ثم اعتقوها، فتزوجتها فأخبرتني أن مولاها ولاني وكالة المدينة وأمر بذلك، ولم أعلم حسدا. ]


[ 799 ]

[ في أحمد بن محمد بن عيسى وأخيه بنان 989 – قال نصر بن الصباح: أحمد بن محمد بن عيسى لا يروي عن ابن محبوب، من أجل أن أصحابنا يتهمون ابن محبوب في روايته عن أبي حمزة، ثم تاب أحمد بن محمد فرجع قبل ما مات، وكان يروي عمن كان أصغر سنا منه، وأحمد لم يرزق، ويروي عن محمد القاسم النوفلي عن ابن محبوب حديث الرؤيا. وحماد بن عيسى، وحماد بن المغيرة، وابراهيم بن اسحاق النهاوندي يروي عنهم أحمد بن محمد بن عيسى في وقت العسكري، وما روى أحمد قط عن عبد الله بن المغيرة، ولاعن حسن بن خرزاذ، وعبد الله بن محمد بن عيسى الملقب ببنان أخو أحمد بن محمد بن عيسى. في الحسين بن عبيدالله المحرر 990 – قال أبو عمرو: ذكره أبو علي أحمد بن علي السلولي شقران، قرابة الحسن بن خرزاذ وختنه على أخته: أن الحسين بن عبيدالله القمي أخرج، من قم في وقت كانوا يخرجون منها من اتهموه بالغلو. في أبى على بن بلال وأبى على بن راشد 991 – وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عيسى اليقطيني قال: كتب عليه السلام الى علي بن بلال في سنة اثنتين وثلاثين ومأتين. بسم الله الرحمن الرحيم أحمد الله اليك وأشكر طوله وعوده، وأصلي على النبي محمد وآله صلوات الله ورحمته عليهم، ثم اني أقمت أبا علي مقام الحسين ابن عبد ربه وائتمنته على ذلك بالمعرفة بما عنده الذي لا يتقدمه أحد، وقد أعلم أنك شيخ ناحيتك، فأحببت افرادك واكرامك بالكتاب بذلك. فعليك بالطاعة له والتسليم إليه جميع الحق قبلك، وأن تخص موالي على ]


[ 800 ]

ذلك، وتعرفهم من ذلك ما يصير سببا الى عونه وكفايته، فذلك توفير علينا ومحبوب لدينا، ولك به جزاء من الله وأجر، فان الله يعطي من يشاء، ذو الاعطاء والجزاء برحمته، وأنت في وديعة الله، وكتبت بخطي، وأحمد الله كثيرا. 992 – محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني أحمد ابن محمد بن عيسى، قال: نسخة الكتاب مع ابن راشد الى جماعة الموالي الذين هم ببغداد المقيمين بها والمدائن والسواد وما يليها. أحمد الله اليكم ما أنا عليه من عافيته وحسن عادته، وأصلي على نبيه وآله أفضل صلواته وأكمل رحمته ورأفته، واني أقمت أبا علي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربه ومن كان قبله من وكلائي، وصار في منزلته عندي، ووليته ماكان يتولاه غيره من وكلائي قبلكم، ليقبض حقي، وارتضيته لكم وقدمته على غيره في ذلك، وهو أهله وموضعه. فصيروا رحمكم الله الى الدفع إليه ذلك والي، وأن لا تجعلوا له على أنفسكم علة، فعليكم بالخروج عن ذلك والتسرع الى طاعة الله، وتحليل أموالكم، والحقن لدمائكم، وتعاونوا على البر والتقوى واتقوا الله لعلكم ترحمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تموتن الا وأنتم مسلمون. فقد أوجبت في طاعته طاعتي والخروج الى عصيانه الخروج الى عصياني فالزموا الطريق يأجركم الله ويزيدكم من فضله، فان الله بما عنده واسع كريم، متطول على عباده رحيم، نحن وأنتم في وديعة الله وحفظه، وكتبته بخطي، والحمد لله كثيرا. وفي كتاب آخر: وأنا آمرك يا أيوب بن نوح أن تقطع الاكثار بينك وبين أبي علي، وأن يلزم كل واحد منكما ما وكل به وأمر بالقيام فيه بأمر ناحيته، فانكم إذا انتهيتم الى كل ما أمرتم به استغنيتم بذلك عن معاودتي. وآمرك يا أبا علي بمثل ما أمرك يا أيوب، أن لاتقبل من أحد من أهل بغداد ]


[ 801 ]

[ والمدائن شيئا يحملونه، ولاتلي لهم استيذانا علي، ومر من أتاك بشئ من غير أهل ناحيتك أن يصيره الى الموكل بناحيته. وآمرك يا أبا علي في ذلك بمثل ما أمرت به أيوب، وليقبل كل واحد منكما قبل ما أمرته به. في الحسن بن على بن فضال الكوفى 993 – قال أبو عمرو: قال الفضل بن شاذان: اني كنت في قطيعة الربيع في مسجد الزيتونة أقرأ على مقرئ يقال له: اسماعيل بن عباد، فرأيت يوما في المسجد نفرا يتناجون. فقال أحدهم: ان بالجبل رجلا يقال له: ابن فضال، أعبد من رأيت أو سمعت به، قال: وانه ليخرج الى الصحراء فيسجد السجدة فيجئ الطير فيقع عليه، فما يظن الا أنه ثوب أو خرقة، وأن الوحش ليرعى حوله فما ينفر منه لما قد آنست به وأن عسكر الصعاليك ليجيؤن يريدون الغارة، أو قتال قوم: فإذا رأوا شخصه طاروا في الدنيا فذهبوا حيث لا يريهم ولا يرونه. قال أبو محمد: فظننت ان هذا رجل كان في الزمان الاول، فبينا أنا بعد ذلك بسنين قاعد في قطيعة الربيع مع أبي رحمه الله: إذ جاء شيخ حلو الوجه حسن الشمائل عليه قميص نرسي، ورداء نرسي، وفي رجله نعل مخصر فسلم على أبي فقام إليه أبي فرحب به وبجله. فلما أن مضى يريد ابن أبي عمير: قلت لشيخي هذا رجل حسن الشمائل، من هذا الشيخ ؟ فقال: هذا الحسن بن علي بن فضال، قلت له: هذا ذاك العابد الفاضل قال: هو ذاك، قلت: ليس هو ذاك، قال: هو ذاك، قلت: أليس ذاك بالجبل ؟ قال: هو ذاك كان يكون بالجبل، قلت: ليس ذاك، قال: ما أقل عقلك من غلام فأخبرته ما سمعته من أولئك القوم فيه، قال: هو ذاك، فكان بعد ذلك يختلف الى أبي. ثم خرجت إليه بعد الى الكوفة، فسمعت منه كتاب ابن بكير وغيره من ]


[ 802 ]

[ الاحاديث، وكان يحمل كتابه ويجئ الى حجرتي فيقرأه علي، فلما حج سد وشب ختن طاهر بن الحسين، وعظمه الناس لقدره وحاله ومكانه من السلطان، وقد كان وصف له فلم يصر إليه الحسن. فأرسل إليه أحب أن تصير الي فانه لا يمكنني المصير اليك، فأبى، وكلمه أصحابنا في ذلك، فقال: مالي ولطاهر وآل طاهر. لا أقربهم ليس بيني وبينهم عمل فعلمت بعدها أن مجيئه الي وأنا حدث غلام وهو شيخ لم يكن الا لجودة النية. وكان مصلاه بالكوفة في المسجد عند الاسطوانة التي يقال لها: السابعة، ويقال لها: اسطوانة ابراهيم عليه السلام، وكان يجتمع هو وأبو محمد عبد الله الحجال، وعلي بن أسباط. وكان الحجال يدعي الكلام وكان من أجدل الناس، فكان ابن فضال يغري بيني وبينه في الكلام في المعرفة، وكان يحبني حبا شديدا. في الغلات في وقت أبى محمد العسكري (ع) منهم على بن مسعود حسكة والقاسم بن يقطين القميان 994 – محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن نصير، قال: حدثنا أحمد ابن محمد بن عيسى، كتب إليه في قوم يتكلمون ويقرئون أحاديث ينسبونها اليك والى آبائك فيها ما تشمأز فيها القلوب، ولايجوز لنا ردها إذا كانوا يروون عن آبائك عليهم السلام، ولا قبولها لما فيها، وينسبون الارض الى قوم يذكرون أنهم من مواليك وهو رجل يقال له: علي بن حسكة، وآخر يقال له: القاسم اليقطيني. من أقاويلهم: انهم يقولون ان قول الله تعالى: ” ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ” (1) معناها رجل. لا سجود ولا ركوع، وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لاعدد درهم ولا اخراج مال، وأشياء من الفرائض والسنن والمعاصي تأولوها ]


1) سورة العنكبوت: 45 (*)

[ 803 ]

[ وصيروها على هذا الحد الذي ذكرت. فان رأيت أن تبين لنا وأن تمن على مواليك بما فيه السلامة لمواليك ونجاتهم من هذه الاقاويل التي تخرجهم الى الهلاك. فكتب عليه السلام: ليس هذا ديننا فاعتزله. 995 – وجدت بخط جبريل بن أحمد الفاريابي، حدثني موسى بن جعفر ابن وهب، عن ابراهيم بن شيبة، قال كتبت إليه جعلت فداك أن عندنا قوما يختلفون في معرفة فضلكم بأقاويل مختلفة تشمئز منها القلوب، وتضيق لها الصدور، ويروون في ذلك الاحاديث، لا يجوز لنا الاقرار بها لما فيها من القول العظيم، ولايجوز ردها ولا الجحود لها إذا نسبت الى آبائك، فنحن وقوف عليها. من ذلك أنهم يقولون ويتأولون في معنى قول الله عزوجل: ” ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر “، وقوله عزوجل: ” وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ” (1) معناها رجل لا ركوع ولا سجود، وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لا عدد دراهم ولا اخراج مال. وأشياء تشبهها من الفرائض والسنن والمعاصي تأولوها وصيروها على هذا الحد الذي ذكرت لك، فان رأيت أن تمن على مواليك بما فيه سلامتهم ونجاتهم من الاقاويل التي تصيرهم الى العطب والهلاك ؟ والذين ادعوا هذه الاشياء ادعوا أنهم أولياء، ودعوا الى طاعتهم، منهم علي بن حسكة والقاسم اليقطيني، فما تقول في القبول منهم جميعا. فكتب عليه السلام: ليس هذا ديننا فأعتزله. قال نصر بن الصباح: علي بن حسكة الحوار كان استاد القاسم الشعراني اليقطيني من الغلات الكبار ملعون. ]


1) سورة البقرة: 43 (*)

[ 804 ]

[ 996 – سعد، قال: حدثني سهل بن زياد الادمي، عن محمد بن عيسى، قال كتب الي أبو الحسن العسكري ابتداء منه: لعن الله القاسم اليقطيني ولعن الله علي بن حسكة القمي، ان شيطانا ترائى للقاسم فيوحي إليه زخرف القول غرورا. 997 – حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال: حدثنا سهل بن زياد الادمي، قال: كتب بعض أصحابنا الى أبي الحسن العسكري عليه السلام: جعلت فداك يا سيدي ان علي بن حسكة يدعي أنه من أوليائك، وأنك أنت الاول القديم، وأنه بابك ونبيك أمرته أن يدعو الى ذلك، ويزعم أن الصلاة والزكاة والحج والصوم كل ذلك معرفتك ومعرفة من كان في مثل حال ابن حسكة فيما يدعى من البابية والنبوة فهو مؤمن كامل سقط عنه الاستعباد بالصلاة والصوم والحج، وذكر جميع شرائع الدين أن معنى ذلك كله ما ثبت لك، ومال الناس إليه كثيرا، فان رأيت أن تمن على مواليك بجواب في ذلك تنجيهم من الهلكة. قال: فكتب عليه السلام: كذب ابن حسكة عليه لعنة الله وبحسبك أني لا أعرفه في موالي ماله لعنه الله، فوالله ما بعث الله محمدا والانبياء قبله الا بالحنيفية والصلاة والزكاة والصيام والحج والولاية، وما دعى محمد صلى الله عليه وآله الا الى الله وحده لا شريك له. وكذلك نحن الاوصياء من ولده عبيدالله لانشرك به شيئا، ان أطعناه رحمنا، وان عصيناه عذبنا، مالنا على الله من حجة، بل الحجة لله عزوجل علينا وعلى جميع خلقه أبرء الى الله ممن يقول ذلك وانتفى الى الله من هذا القول، فاهجروهم لعنهم الله والجؤوهم الى ضيق الطريق فان وجدت من أحد منهم خلوة فاشدخ رأسه بالصخر. في الحسين بن على الخواتيمى وهو منهم 998 – قال نصربن الصباح: ان الحسين بن علي الخواتيمي كان غاليا ملعونا، وكان أدرك الرضا عليه السلام. ]


[ 805 ]

[ في الحسن بن محمد بن بابا القمى والفهري ومحمد بن نصير النميري وفارس بن حاتم القزويني 999 – قال نصر بن الصباح: الحسن بن محمد المعروف بابن بابا ومحمد ابن نصير النميري، وفارس بن حاتم القزويني لعن هؤلاء الثلاثة علي بن محمد العسكري عليه السلام. وذكر أبو محمد الفضل بن شاذان في بعض كتبه أن من الكذابين المشهورين ابن بابا القمي. قال سعد: حدثني العبيدي، قال: كتب الي العسكري ابتداءا منه: أبرء الى الله من الفهري، والحسن بن محمد بن بابا القمي، فأبرء منهما، فانى محذرك وجميع موالي وأني ألعنهما عليهما لعنة الله، مستأكلين يأكلان بنا الناس، فتانين مؤذيين آذاهما الله وأركسهما في الفتنة ركسا. يزعم ابن بابا اني بعثته نبيا وأنه باب عليه لعنة الله، سخر منه الشيطان فأغواه، فلعن الله من قبل منه ذلك، يا محمد ان قدرت أن تشدخ رأسه بالحجر فأفعل فانه قد آذاني آذاه الله في الدنيا والاخرة. 1000 – قال أبو عمرو: وقالت فرقة بنبوة محمد بن نصير النميري، وذلك أنه ادعى أنه نبي رسول، وأن علي بن محمد العسكري عليه السلام أرسله، وكان يقول بالتناسخ والغلو في أبي الحسن عليه السلام، ويقول فيه بالربوبية ويقول: باباحة المحارم، ويحلل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم ويقول أنه من الفاعل والمفعول به أحد الشهوات والطيبات، وأن الله لم يحرم شيئا من ذلك. وكان محمد بن موسى بن الحسن بن فرات يقوي أسبابه ويعضده، وذكر أنه رأى بعض الناس محمد بن نصير عيانا، وغلام له على ظهره، وأنه عاتبه على ذلك، فقال: ان هذا من اللذات وهو من التواضع لله وترك التجبر، وافترق الناس فيه وبعده فرقا. ]


[ 806 ]

[ في موسى السواق ومحمد بن موسى الشريقى وعلى بن حسكة 1001 – قال نصربن الصباح: موسى السواق له أصحاب علياوية يقعون في السيد محمد رسول الله، وعلي بن حسكة الحوار قمي كان استاد القاسم الشعراني اليقطيني، وابن بابا ومحمد بن موسى الشريقي كانا من تلامذة علي بن حسكة، ملعونون لعنهم الله. وذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه: أن من الكذابين المشهورين علي بن حسكة. في العباس بن صدقة وأبى العباس الطرنانى وأبى عبد الرحمن الكندى المعروف بشاه رئيس منهم أيضا 1002 – قال نصر بن الصباح: العباس بن صدقة، وأبو العباس الطرناني وأبو عبد الله الكندي المعروف بشاه رئيس كانوا من الغلاة الكبار الملعونين. في فارس بن حاتم القزويني وهو منهم 1003 – وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني موسى بن جعفر بن وهب، عن محمد بن ابراهيم، عن ابراهيم بن داود اليعقوبي، قال: كتبت إليه يعني أبا الحسن عليه السلام أعلمته أمر فارس بن حاتم فكتب: لاتحفلن به وان أتاك فاسخف به. 1004 – وبهذا الاسناد، عن موسى، قال: كتب عروة الى أبي الحسن عليه السلام في أمر فارس بن حاتم، فكتب: كذبوه وهتكوه أبعد الله وأخزاه فهو كاذب في جميع ما يدعي ويصف، ولكن صونوا أنفسكم عن الخوض والكلام في ذلك، وتوقوا مشاورته ولا تجعلوا له السبيل الى طلب الشر كفانا الله مؤنته ومؤنة من كان مثله. ]


[ 807 ]

[ 1005 – وبهذا الاسناد: قال موسى بن جعفر بن ابراهيم بن محمد أنه قال: كتبت إليه جعلت فداك قبلنا أشياء يحكى عن فارس والخلاف بينه وبين علي بن جعفر، حتى صار يبرء بعضهم من بعض فان رأيت أن تمن علي بما عندك فيهما وأيهما يتولى حوائجي قبلك حتى لا أعدوه الى غيره فقد احتجت الى ذلك، فعلت متفضلا ان شاء الله. فكتب: ليس عن مثل هذا يسأل ولافي مثله يشك، قد عظم الله قدر علي بن جعفر، منعنا الله تعالى عن أن يقاس إليه. فاقصد علي بن جعفر بحوائجك، واجتنبوا فارسا وامتنعوا من ادخاله في شئ من أموركم أو حوائجكم، تفعل ذلك أنت ومن أطاعك من أهل بلادك، فانه قد بلغني ماتموه به على الناس، فلا تلتفتوا إليه ان شاء الله وذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه: أن من الكذابين المشهورين الفاجر فارس بن حاتم القزويني. 1006 – حدثني الحسين بن الحسن بن بندار القمي، قال. حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، أن أبا الحسن العسكري عليه السلام أمر بقتل فارس بن حاتم القزويني وضمن لمن قتله الجنة فقتله جنيد. وكان فارس فتانا يفتن الناس، ويدعو الى البدعة، فخرج من أبي الحسن عليه السلام هذا فارس لعنه الله يعمل من قبلي فتانا داعيا الى البدعة ودمه هدر لكل من قتله، فمن هذا الذي يريحني منه ويقتله، وأنا ضامن له على الله الجنة. قال سعد: وحدثني جماعة من أصحابنا من العراقيين وغيرهم بهذا الحديث عن جنيد ثم سمعته أنا بعد ذلك من جنيد: أرسل الي أبو الحسن العسكري عليه السلام يأمرني بقتل فارس بن حاتم القزويني لعنه الله، فقلت: لا حتى أسمعه منه يقول لي ذلك يشافهني به. قال: فبعث الي فدعاني فصرت إليه فقال: آمرك بقتل فارس بن حاتم فناولني دراهم من عنده، وقال: اشتر بهذه سلاحا فأعرضه علي، فذهبت فاشتريت سيفا ]


[ 808 ]

[ فعرضته عليه، فقال: رد هذا وخذ غيره، قال، فرددته وأخذت مكانه ساطورا فعرضته عليه، فقال: هذا نعم. فجئت الى فارس وقد خرج من المسجد بين الصلاتين المغرب والعشاء فضربته على رأسه فصرعته وثنيت عليه فسقط ميتا، ووقعت الضجة فرميت الساطور بين يدي واجتمع الناس وأخذت اذلم يوجد هناك أحد غيري، فلم يروا معي سلاحا ولاسكينا وطلبوا الزقاق والدور فلم يجدوا شيئا، ولم ير أثر الساطور بعد ذلك. 1007 – قال سعد: وحدثني محمد بن عيسى بن عبيد، أنه كتب الى أيوب بن نوح يسأله عما خرج إليه في الملعون فارس بن حاتم، في جواب كتاب الجبلي علي بن عبيدالله الدينوري ؟ فكتب إليه أيوب: سألتني أن أكتب اليك بخبر ما كتب به الي في أمر القزويني فارس، وقد نسخت لك في كتابي هذا أمره، وكان سبب خيانته ثم صرفته الى أخيه. فلما كان في سنتنا هذه أتاني، وسألني وطلب الي في حاجة وفي الكتاب الى أبي الحسن أعزه الله، فدفعت ذلك عن نفسي، فلم يزل يلح علي في ذلك حتى قبلت ذلك منه، وأنفذت الكتاب ومضيت الى الحج، ثم قدمت فلم يأت جوابات الكتب التي أنفذتها قبل خروجي، فوجهت رسولا في ذلك. فكتب الي ما قد كتبت به اليك، ولو لا ذلك لم أكن أنا ممن يتعرض لذلك حتى كتب به الي: كتب الي الجبلي يذكر أنه وجه بأشياء على يدي فارس الخائن لعنه الله متقدمة ومتجددة، لها قدر، فأعلمناه أنه لم يصل الينا أصلا، وأمرناه أن لا يوصل الى الملعون شيئا أبدا، وأن يصرف حوائجه اليك. ووجه بتوقيع من فارس بخطه له بالوصول، لعنه الله وضاعف عليه العذاب، فما أعظم ما اجترى على الله عزوجل وعلينا في الكذب علينا واختيان أموال موالينا وكفى به معاقبا ومنتقما، فأشهر فعل فارس في أصحابنا الجبليين وغيرهم من موالينا ولا تتجاوز بذلك الى غيرهم من المخالفين، كيما تحذر ناحية فارس لعنه الله ويتجنبوه ]


[ 809 ]

[ ويحترسوا منه، كفى الله مؤنته، ونحن نسأل الله السلامة في الدين والدنيا، وأن يمتعنا بها، والسلام. 1008 – قال أبو النضر: سمعت أبا يعقوب يوسف بن السخت، قال: كنت بسر من رأي اتنفل في وقت الزوال، إذ جاء الي علي بن عبد الغفار، فقال لي: أتاني العمري رحمه الله، فقال لي يأمرك مولاك أن توجه رجلا ثقة في طلب رجل يقال له: علي بن عمرو العطار قدم من قزوين، وهو ينزل في جنبات دار أحمد بن الخضيب فقلت: سماني ؟ فقال: لا، ولكن لم اجد أوثق منك. فدفعت الى الدرب الذي فيه علي فوقفت على منزله، فإذا هو عند فارس، فأتيت عليا فأخبرته، فركب وركبت معه فدخل على فارس فقام وعانقه، وقال: كيف أشكر هذا البر. فقال: تشكرني فاني لم أتك انما بلغني أن علي بن عمرو قدم يشكو ولد سنان، وأنا أضمن له مصيره الي ما يحب، فدله عليه، فأخذ بيده فأعلمه أني رسول أبي الحسن عليه السلام وأمره أن لا يحدث في المال الذي معه حدثا وأعلمه أن لعن فارس قد خرج، ووعده أن يصير إليه من غد، ففعل، فأوصل العمري، وسأله عما أراد، وأمر بلعن فارس وحمل ما معه. 1009 – ابن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن أبي محمد الرازي، قال: ورد علينا رسول من من قبل الرجل: أما القزويني فارس: فانه فاسق منحرف، وتكلم بكلام خبيث فلعنه الله وكتب ابراهيم بن محمد الهمداني، مع جعفر ابنه، في سنة ثمان وأربعين ومأتين يسأل عن العليل وعن القزويني أيهما يقصد بحوائجه وحوائج غيره، فقد اضطرب الناس فيهما، وصار يبرء بعضهم من بعض. فكتب إليه: ليس عن مثل هذا يسأل، ولافي مثل هذا يشك، وقد عظم الله من حرمة العليل أن يقاس إليه القزويني، سمي بأسمهما جميعا، فاقصد إليه بحوائجك ]


[ 810 ]

[ ومن أطاعك من أهل بلادك أن يقصدوا الى العليل بحوائجهم. وأن تجتنبوا القزويني أن تدخلوه في شئ من أموركم، فانه قد بلغني مايموه به عند الناس، فلا تلتفتوا إليه ان شاء الله. وقد قرء منصور بن عباس هذا الكتاب وبعض أهل الكوفة. 1010 – محمد بن مسعود: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، قال: قرأنا في كتاب الدهقان وخط الرجل في القزويني، وكان كتب إليه الدهقان يخبره باضطراب الناس في هذا الامر، وأن الموادعين قد أمسكوا عن بعض ما كانوا فيه لهذه العلة من الاختلاف. فكتب: كذبوه وهتكوه أبعده الله وأخزاه، فهو كاذب في جميع ما يدعي ويصف، ولكن صونوا أنفسكم عن الخوض والكلام في ذلك، وتوقوا مشاورته ولا تجعلوا له السبيل الى طلب الشر، كفى الله مؤنته ومؤنة من كان مثله. 1011 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد عن محمد بن موسى، عن سهل بن خلف، عن سهيل بن محمد، وقد اشتبه يا سيدي على جماعة من مواليك أمر الحسن بن محمد بن بابا، فما الذي تأمرنا يا سيدي في أمره نتولاه أم نتبرء عنه أم نمسك عنه فقد كثر القول فيه. فكتب بخطه وقرأته: ملعون هو وفارس تبرؤا منهما لعنهما الله، وضاعف ذلك على فارس. في هاشم بن أبى هاشم وأبى السمهرى وابن أبى الزرقاء وجعفر بن واقد وأبى الغمر 1012 – حدثني محمد بن قولويه، والحسين بن الحسن بن بندار القمي، قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني ابراهيم بن مهزيار، ومحمد بن عيسى ابن عبيد، عن علي بن مهزيار، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول وقد ذكر عنده ]


[ 811 ]

[ أبو الخطاب: لعن الله أبا الخطاب، ولعن أصحابه، ولعن الشاكين في لعنه، ولعن من قد وقف في ذلك وشك فيه. ثم قال: هذا أبو الغمرو جعفر بن واقد وهاشم بن أبي هاشم استأكلوا بنا الناس، وصاروا دعاة يدعون الناس الى ما دعى إليه أبو الخطاب، لعنه الله ولعنهم معه، ولعن من قبل ذلك منهم، يا علي لاتتحرجن من لعنهم لعنهم الله فان الله قد لعنهم، ثم قال، قال رسول الله: من تأثم أن يلعن من لعنه الله فعليه لعنة الله. 1013 – قال سعد: وحدثني محمد بن عيسى بن عبيد، قال: حدثني اسحاق الانباري، قال، قال لي أبو جعفر الثاني عليه السلام: ما فعل أبو السمهري لعنه الله يكذب علينا، ويزعم أنه وابن أبي الزرقاء دعاة الينا، أشهدكم أني أتبرء الى الله عزوجل منهما، انهما فتانان ملعونان، يا اسحاق أرحني منهما يرح الله عزوجل بعيشك في الجنة. فقلت له: جعلت فداك يحل لي قتلهما ؟ فقال: انهما فتانان يفتنان الناس، ويعملان في خيط رقبتي ورقبة موالي، فدماؤهما هدر للمسلمين، واياك والفتك، فان الاسلام قد قيد الفتك وأشفق أن قتلته ظاهرا أن تسأل لم قتلته، ولا تجد السبيل الى تثبيت حجة، ولا يمكنك ادلاء الحجة فتدفع ذلك عن نفسك، فيسفك دم مؤمن من أوليائنا بدم كافر، عليكم بالاغتيال. قال محمد بن عيسى: فما زال اسحاق يطلب ذلك أن يجد السبيل الى أن يغتالهما بقتل، وكانا قد حذراه لعنهما الله. ]


[ 812 ]

[ في على وأحمد ابني الحسن بن على بن فضال الكوفيين، وعبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي كوفى، والقاسم بن هشام اللؤلؤي كوفى، ومحمد ابن أحمد وهو حمدان النهدي كوفى، وعلى بن عبد الله بن مروان بغدادي، وابراهيم بن محمد بن فارس، ومحمد بن يزداد الرازي، واسحاق بن محمد البصري 1014 – قال أبو عمرو: سألت أبا النضر محمد بن مسعود، عن جميع هؤلاء ؟ فقال: أما علي بن الحسن بن علي بن فضال: فما رأيت فيمن لقيت بالعراق وناحية خراسان أفقه ولا أفضل من علي بن الحسن بالكوفة، ولم يكن كتاب عن الائمة عليهم السلام من كل صنف الا وقد كان عنده، وكان أحفظ الناس، غير أنه كان فطحيا يقول بعبدالله بن جعفر، ثم بأبي الحسن موسى عليه السلام، وكان من الثقات وذكر: أن أحمد بن الحسن كان فطحيا أيضا. وأما عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي: فما علمته الا خيرا ثقة. وأما القاسم بن هشام: فقد رأيته فاضلا خيرا، وكان يروي عن الحسن بن محبوب. وأما محمد بن أحمد النهدي: وهو حمدان القلانسي كوفي فقيه ثقة خير. وأما علي بن عبد الله بن مروان: فان القوم يعني الغلاة يمتحن في أوقات الصلوات، ولم أحضره في وقت صلاة، ولم أسمع فيه الاخيرا. وأما ابراهيم بن محمد بن فارس: فهو في نفسه لا بأس به، ولكن بعض من يروي هو عنه. وأما محمد بن يزداد الرازي، فلا بأس به. ]


[ 813 ]

[ وأما أبو يعقوب اسحاق بن محمد البصري: فانه كان غاليا. وصرت إليه الى بغداد لاكتب عنه، وسألته كتابا أنسخه ؟ فأخرج الي من أحاديث المفضل بن عمر في التفويض، فلم أرغب فيه، فأخرج الي أحاديث منتسخة من الثقات، ورأيته مولعا بالحمامات المراعيش ويمسكها، ويروي في فضل امساكها أحاديث، قال: وهو أحفظ من لقيته. في حفص بن عمرو المعروف بالعمرى وابراهيم بن مهزيار وابنه محمد 1015 – أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي، وكان من القوم، وكان مأمونا على الحديث، حدثني اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن ابراهيم ابن مهزيار قال: ان أبي لما حضرته الوفاة دفع الي مالا وأعطاني علامة، ولم يعلم بتلك العلامة أحد الا الله عزوجل، وقال: من أتاك بهذه العلامة فادفع إليه المال. قال: فخرجت الى بغداد ونزلت في خان، فلما كان اليوم الثاني إذ جاء شيخ ودق الباب، فقلت للغلام: انظر من هذا، فقال: شيخ بالباب، فقلت: أدخل، فدخل وجلس، فقال: أنا العمري، هات المال الذي عندك وهو كذا وكذا ومعه العلامة، قال فدفعت إليه المال. وحفص بن عمرو كان وكيل أبي محمد عليه السلام، وأما أبو جعفر محمد بن حفص ابن عمرو فهو ابن العمري وكان وكيل الناحية، وكان الامر يدور عليه. في أبى يحيى الجرجاني 1016 – قال أبو عمرو: وأبو يحيى الجرجاني اسمه أحمد بن داود بن سعيد الفزاري، وكان من أجلة أصحاب الحديث، ورزقه الله هذا الامر، وصنف في الرد على أصحاب الحشو تصنيفات كثيرة، وألف من فنون الاحتجاجات كتبا ملاحا. ]


[ 814 ]

وذكر محمد بن اسماعيل بنيسابور: أنه هجم عليه محمد بن طاهر، فأمر بقطع لسانه ويديه ورجليه وبضرب ألف سوط وبصلبه، سعى بذلك محمد بن يحيى الرازي وابن البغوي وابراهيم بن صالح بحديث روى محمد بن يحيى لعمر بن الخطاب، فقال أبو يحيى: ليس هو عمر بن الخطاب هو عمر بن شاكر. فجمع الفقهاء: فشهد مسلم أنه على ما قال وهو عمر بن شاكر، وعرف أبو عبد الله المروزي ذلك وكتمه بسبب محمد بن يحيى، وكان أبو يحيى قال هما يشهدان لي، فلما شهد مسلم قال غير هذا شاهدان لم يشهد، فشهد بعد ذلك المجلس عنده، وخلى عنه ولم يصبه ببلية. وسنذكر بعض مصنفاته فانها ملاح، ذكرناها نحن في كتاب الفهرست ونقلناها من كتابه. في أبى عبد الله محمد بن أحمد بن نعيم الشاذانى 1017 – آدم بن محمد، قال: سمعت محمد بن شاذان بن نعيم يقول جمع عندي مال للغريم فأنفذت به إليه، وألقيت فيه شيئا من صلب مالي قال: فورد من الجواب: قد وصل الي ما أنفذت من خاصة مالك فيها كذا وكذا، فقبل الله منك. ما روى في أبى الحسن محمد بن ميمون 1018 – أبو علي أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي، قال: حدثني اسحاق ابن محمد بن أبان البصري، قال: حدثني محمد بن الحسن بن ميمون، أنه قال: كتبت الى أبي محمد عليه السلام أشكو إليه الفقر، ثم قلت في نفسي: أليس قال أبو عبد الله عليه السلام الفقر معنا خير من الغنى مع عدونا، والقتل معنا خير من الحياة مع عدونا. فرجع الجواب: ان الله عزوجل يمحض أوليائنا إذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر، وقد يعفو عن كثير، وهو كما حدثت نفسك: الفقر معنا خير من الغنى مع عدونا، ونحن كهف لمن التجأ الينا ونور لمن استضاء بنا وعصمة لمن اعتصم بنا، من


[ 815 ]

أحبنا كان معنا في السنام الاعلى ومن انحرف عنا فالى النار، قال، قال أبو عبد الله: تشهدون على عدوكم بالنار ولا تشهدون لوليكم بالجنة، ما يمنعكم من ذلك الا الضعف. وقال محمد بن الحسن: لقيت من علة عيني شدة، فكتبت الى أبي محمد عليه السلام أسأله أن يدعو لي فلما نفذ الكتاب: قلت في نفسي ليتني كنت سألته أن يصف لي كحلا أكحلها. فوقع بخطه: يدعو لي بسلامتها، إذا كانت احداهما ذاهبة. وكتب بعده: أردت أن أصف لك كحلا، عليك بصبر مع الاثمد وكافورا وتوتيا، فانه يجلو ما فيها من الغشاء وييبس الرطوبة، قال، فاستعملت ما أمرني به، فصحت والحمد لله. في أحمد بن ابراهيم أبى حامد المراغى والحسن بن النضر 1019 – علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني أبو حامد أحمد بن ابراهيم المراغي، قال: كتب أبو جعفر محمد بن أحمد بن جعفر القمي العطار، وليس له ثالث في الارض في القرب من الاصل، يصفنا لصاحب الناحية عليه السلام. فخرج: وقفت على ما وصفت به أبا حامد، أعزه الله بطاعته، وفهمت ما هو عليه تمم الله ذلك له بأحسنه ولا أخلاه من تفضله عليه وكان الله وليه، اكثر السلام وأخصه. قال أبو حامد: هذا في رقعة طويلة، فيها أمر ونهى الى ابن أخي كثير، وفي الرقعة مواضع قد قرضت، فدفعت الرقعة كهيئتها الى علاء بن الحسن الرازي. وكتب رجل من أجلة اخواننا يسمى الحسن بن النضر بما خرج في أبي حامد وأنفذه الى أبيه من مجلسنا يبشره بما خرج، قال أبو حامد: فأمسكت الرقعة أريدها. فقال أبو جعفر: اكتب ما خرج فيك ففيها معان تحتاج الى أحكامها قال: وفي الرقعة أمر ونهى منه عليه السلام الى كابل وغيرها.


[ 816 ]

في أحمد بن هلال العبرتائي والدهقان عروة 1020 – علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثني أبو حامد أحمد بن ابراهيم المراغي، قال: ورد على القاسم بن العلاء نسخة ما خرج من لعن ابن هلال وكان ابتداء ذلك، أن كتب عليه السلام الى قوامه بالعراق: احذروا الصوفي المتصنع، قال: وكان من شأن أحمد بن هلال أنه قد كان حج أربعا وخمسين حجة، عشرون منها على قدميه. قال: وكان رواة أصحابنا بالعراق لقوه وكتبوا منه، وأنكروا ما ورد في مذمته، فحملوا القاسم بن العلا على أن يراجع في أمره. فخرج إليه: قد كان أمرنا نفذ اليك في المتصنع ابن هلال لا رحمه الله، بما قد علمت لم يزل، لا غفر الله له ذنبه، ولا أقاله عثرته يداخل في أمرنا بلا اذن منا ولا رضى يستبد برأيه، فيتحامي من ديوننا، لا يمضي من أمرنا الا بما يهواه ويريد، أراده الله بذلك في نار جهنم، فصبرنا عليه حتى تبرالله بدعوتنا عمره. وكنا قد عرفنا خبره قوما من موالينا في أيامه لا رحمه الله، وأمرناهم بالقاء ذلك الى الخاص من موالينا، ونحن نبرء الى الله من ابن هلال لا رحمه الله، وممن لا يبرء منه. واعلم الاسحاقي سلمه الله وأهل بيته مما أعلمناك من حال هذا الفاجر، وجميع من كان سألك ويسألك عنه من أهل بلده والخارجين، ومن كان يستحق أن يطلع على ذلك، فانه لا عذر لاحد من موالينا في التشكيك فيما يؤديه عنا ثقاتنا، قد عرفوا بأننا نفاوضهم سرنا، ونحمله اياه إليهم وعرفنا ما يكون من ذلك انشاء الله تعالى. وقال أبو حامد: فثبت قوم على انكار ما خرج فيه، فعاودوه فيه فخرج: لاشكر الله قدره لم يدع المرء ربه بأن لا يزيغ قلبه بعد أن هداه وأن يجعل ما من به عليه مستقرا ولا يجعله مستودعا. وقد علمتم ما كان من أمر الدهقان عليه لعنة الله وخدمته وطول صحبته، فأبدله


[ 817 ]

الله بالايمان كفرا حين فعل ما فعل، فعاجله الله بالنقمة ولا يمهله، والحمد الله لا شريك له، وصلى الله على محمد وآله وسلم. في أبي جعفر محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين 1021 – قال نصربن الصباح: ان محمد بن عيسى بن عبيد، من صغار من يروي عن ابن محبوب في السن. علي بن محمد القتيبي، قال: كان الفضل يحب العبيدي ويثني عليه ويمدحه ويميل إليه، ويقول: ليس في أقرانه مثله. 1022 – جعفر بن معروف، قال: صرت الى محمد بن عيسى لا كتب عنه فرأيته يتقلنس بالسوداء، فخرجت من عنده ولم أعد إليه، ثم اشتدت ندامتي لما تركت من الاستكثار منه لما رجعت، وعلمت أني قد غلطت. في أبى محمد الفضل بن شاذان رحمه الله 1023 – سعد بن جناح الكشي، قال: سمعت محمد بن ابراهيم الوراق السمرقندي، يقول: خرجت الى الحج، فأردت أن أمر على رجل كان من أصحابنا معروف بالصدق والصلاح والورع والخير، يقال له: بورق البوسنجاني، قرية من قرى هراة، وأزوره وأحدث عهدي به قال: فاتيته فجرى ذكر الفضل بن شاذان رحمه الله، فقال بورق: كان الفضل به بطن شديد العلة، ويختلف في الليلة مائة مرة الى مائة وخمسين مرة. فقال له بورق: خرجت حاجا فأتيت محمد بن عيسى العبيدي، ورأيته شيخا فاضلا في أنفه عوج وهو القنا، ومعه عدة رأيتهم مغتمين محزونين، فقلت لهم: ما لكم قالوا: ان أبا محمد عليه السلام قد حبس. قال بورق: فحججت ورجعت ثم أتيت محمد بن عيسى، ووجدته قد انجلى عنه ما كنت رأيت به، فقلت: ما الخبر ؟ قال: قد خلي عنه.


[ 818 ]

قال بورق: فخرجت الى سر من رأي ومعى كتاب يوم وليلة، فدخلت على أبي محمد عليه السلام وأريته ذلك الكتاب، فقلت له: جعلت فداك ان رأيت أن تنظر فيه فلما نظر فيه وتصفحه ورقة ورقة قال: هذا صحيح ينبغي أن يعمل به. فقلت له: الفضل بن شاذان شديد العلة، ويقولون انها من دعوتك بموجدتك عليه، لما ذكروا عنه: أنه قال أن وصي ابراهيم خير من وصي محمد صلى الله عليه وآله، ولم يقل جعلت فداك هكذا كذبوا عليه، فقال: نعم رحم الله الفضل. قال بورق: فرجعت فوجدت الفضل قد توفى في الايام التي قال أبو محمد عليه السلام رحم الله الفضل. 1024 – ذكر أبو الحسن محمد بن اسماعيل البندقي النيسابوري: ان الفضل ابن شاذان بن الخليل نفاه عبد الله بن طاهر عن نيسابور، بعد أن دعى به واستعلم كتبه وأمره أن يكتبها، قال فكتب تحته: الاسلام الشهادتان وما يتلوهما، فذكر: أنه يحب أن يقف على قوله في السلف. فقال أبو محمد: أتولي أبا بكر وأتبرء من عمر، فقال له: ولم تتبرء من عمر ؟ فقال: لاخراجه العباس من الشورى، فتخلص منه بذلك. 1025 – جعفر بن معروف، قال حدثني سهل بن بحر الفارسي، قال: سمعت الفضل بن شاذان آخر عهدي به، يقول: أنا خلف لمن مضى، أدركت محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى وغيرهما، وحملت عنهم منذ خمسين سنة. ومضى هشام بن الحكم رحمه الله وكان يونس بن عبد الرحمن رحمه الله خلفه كان يرد على المخالفين. ثم مضى يونس بن عبد الرحمن ولم يخلف خلفا غير السكاك، فرد على المخالفين حتى مضى رحمه الله، وأنا خلف لهم من بعدهم رحمهم الله. 1026 – وقال أبو الحسن علي بن محمد بن قتيبة، ومما رقع عبد الله بن حمدويه البيهقي، وكتبته عن رقعته: أن أهل نيسابور قد اختلفوا في دينهم، وخالف


[ 819 ]

[ بعضهم بعضا ويكفر بعضهم بعضا، وبها قوم يقولون أن النبي صلى الله عليه وآله عرف جميع لغات أهل الارض ولغات الطيور وجميع ما خلق الله، وكذلك لابد أن يكون في كل زمان من يعرف ذلك، ويعلم ما يضمر الانسان، ويعلم ما يعمل أهل كل بلاد في بلادهم ومنازلهم، وإذا لقى طفلين يعلم أيهما مؤمن وأيهما يكون منافقا، وأنه يعرف أسماء جميع من يتولاه في الدنيا وأسماء آبائهم، وإذا رأى أحدهم عرفه باسمه من قبل أن يكلمه. ويزعمون جعلت فداك أن الوحى لا ينقطع، والنبي صلى الله عليه وآله لم يكن عنده كمال العلم ولاكان عند أحد من بعد، وإذا حدث الشئ في أي زمان كان ولم يكن علم ذلك عند صاحب الزمان: أوحى الله إليه واليهم. فقال: كذبوا لعنهم الله وافتروا اثما عظيما. وبها شيخ يقال له الفضل بن شاذان، يخالفهم في هذه الاشياء وينكر عليهم أكثرها، وقوله: شهادة أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله، وأن الله عزوجل، في السماء السابعة فوق العرش، كما وصف نفسه عزوجل وأنه جسم، فوصفه بخلاف المخلوقين في جميع المعاني، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير. وأن من قوله: أن النبي صلى الله عليه وآله قد أتى بكمال الدين، وقد بلغ عن الله عزوجل ما أمره به، وجاهد في سبيله وعبده حتى أتاه اليقين، وأنه صلى الله عليه وآله أقام رجلا يقوم مقامه من بعده، فعلمه من العلم الذي أوحى الله إليه، يعرف ذلك الرجل الذي عنده من العلم الحلال والحرام وتأويل الكتاب وفصل الخطاب. وكذلك في كل زمان لابد من أن يكون واحد يعرف هذا، وهو ميراث من رسول الله صلى الله عليه وآله يتوارثونه، وليس يعلم أحد منهم شيئا من أمر الدين الا بالعلم الذي ورثوه عن النبي صلى الله عليه وآله وهو ينكر الوحي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال: قد صدق في بعض وكذب في بعض. وفي آخر الورقة: قد فهمنا رحمك الله كلما ذكرت، ويأبى الله عزوجل أن يرشد أحدكم وأن نرضى عنكم ]


[ 820 ]

[ وأنتم مخالفون معطلون، الذين لا يعرفون اماما ولا يتولون وليا، كلما تلاقاكم الله عزوجل برحمته، وأذن لنا في دعائكم الى الحق، وكتبنا اليكم بذلك، وأرسلنا اليكم رسولا: لم تصدقوه، فاتقوا الله عباد الله، ولا تلجوا في الضلالة من بعد المعرفة. واعلموا ان الحجة قد لزمت أعناقكم، فأقبلوا نعمته عليكم تدم لكم بذلك سعادة الدارين عن الله عزوجل انشاء الله. وهذا الفضل بن شاذان مالنا وله، يفسد علينا موالينا، ويزين لهم الا باطيل، وكلما كتبنا إليهم كتابا اعترض علينا في ذلك، وأنا أتقدم إليه أن يكف عنا، والا والله سألت الله أن يرميه بمرض لا يندمل جرحه منه في الدنيا ولا في الاخرة، أبلغ موالينا هداهم الله سلامي، وأقرأهم بهذه الرقعة انشاء الله. 1027 – محمد بن الحسين بن محمد الهروي، عن حامد بن محمد العلجردى البوسنجي، عن الملقب بفورا، من أهل البوزجان من نيسابور أن أبا محمد الفضل بن شاذان رحمه الله كان وجهه الى العراق الى حيث به أبو محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما. فذكر أنه دخل أبي محمد عليه السلام، فلما أراد أن يخرج: سقط منه كتاب في حضنه ملفوف في رداء له، فتناوله أبو محمد عليه السلام ونظر فيه، وكان الكتاب من تصنيف الفضل وترحم عليه، وذكر أنه قال: أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان وكونه بين أظهرهم. 1028 – محمد بن الحسين، عن عدة أخبروه، أحدهم أبو سعيد ابن محمود الهروي، وذكر أنه سمعه أيضا أبو عبد الله الشاذاني النيسابوري، وذكر له: أن أبا محمد عليه السلام ترحم عليه ثلاثا ولاءا. قال أحمد بن يعقوب أبو علي البيهقي رحمه الله: أما ما سألت من ذكر التوقيع الذي خرج في الفضل بن شاذان، أن مولانا عليه السلام لعنه بسبب قوله بالجسم: فاني أخبرك أن ذلك باطل، وانما كان مولانا عليه السلام أنفذ الى نيسابور وكيلا من العراق، ]


[ 821 ]

[ كان يسمى أيوب بن الناب، يقبض حقوقه، فنزل بنيسابور عند قوم من الشيعة ممن يذهب مذهب الارتفاع والغلو والتفويض، كرهت أن أسميهم. فكتب هذا الوكيل: يشكو الفضل بن شاذان، بأنه يزعم أني لست من الاصل ويمنع الناس من اخراج حقوقه، وكتب هؤلاء النفر أيضا الى الاصل، الشكاية للفضل، ولم يكن ذكروا الجسم ولاغيره، وذلك التوقيع خرج من يد المعروف بالدهقان ببغداد في كتاب عبد الله بن حمدويه البيهقي، وقد قرأته بخط مولانا عليه السلام. والتوقيع هذا: الفضل بن شاذان ماله ولموالي يؤذيهم ويكذبهم، وأني لاحلف بحق آبائي لئن لم ينته الفضل بن شاذان عن هذا لارمينه بمرماة لا يندمل جرحه منها في الدنيا ولا في الاخرة. وكان هذا التوقيع بعد موت الفضل بن شاذان بشهرين في سنة ستين ومأتين قال أبو علي: والفضل بن شاذان كان برستاق بيهق فورد خبر الخوارج فهرب منهم فأصابه التعب من خشونة السفر فاعتل ومات منه، وصليت عليه. 1029 – والفضل بن شاذان رحمه الله كان يروي عن جماعة، منهم: محمد ابن أبي عمير، وصفوان بن يحيى، والحسن بن محبوب، والحسن بن علي بن فضال، ومحمد بن اسماعيل بن بزيع، ومحمد بن الحسن الواسطي، ومحمد بن سنان، واسماعيل بن سهل، وعن أبيه شاذان بن الخليل، وأبي داود المسترق، وعمار بن المبارك، وعثمان بن عيسى، وفضالة بن أيوب، وعلي بن الحكم، وابراهيم بن عاصم، وأبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، والقاسم بن عروة وابن أبي نجران. وقف بعض من يخالف ليونس والفضل، وهشاما قبلهم، في أشياء، واستشعر في نفسه بغضهم وعداوتهم وشنأتهم، على هذه الرقعة، فطابت نفسه وفتح عينيه، وقال: ينكر طعننا على الفضل وهذا امامه قد أوعده وهدده، وكذب بعض ما وصف ]


[ 822 ]

[ ما وصف، وقد نور الصبح لذي عينين. فقلت له: أما الرقعة: فقد عاتب الجميع وعاتب الفضل خاصة وأدبه، ليرجع عما عسى قد أتاه من لا يكون معصوما. وأوعده، ولم يفعل شيئا من ذلك، بل ترحم عليه في حكاية بورق. وقد علمت أن أبا الحسن الثاني وأبا جعفر عليهما السلام ابنه بعده قد أقر أحدهما وكلاهما صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وغيرهما، ولم يرض بعد عنهما ومدحهما وأبو محمد الفضل رحمه الله من قوم لم يعرض له بمكروه بعد العتاب. على أنه قد ذكر أن هذه الرقعة وجميع ما كتب الى ابراهيم بن عبده، كان مخرجهما من العمري وناحيته، والله المستعان. وقيل: ان للفضل مائة وستين مصنفا، ذكرنا بعضها في كتاب الفهرست. في محمد بن سعيد بن كلثوم المروزى 1030 – قال نصربن الصباح: كان محمد بن سعيد بن كلثوم مروزيا من أجله المتكلمين بنيسابور، قال غيره: وهجم عبد الله بن طاهر على محمد بن سعيد، بسبب خبثه، فحاجه محمد بن سعيد، فخلى سبيله. قال أبو عبد الله الجرجاني: ان محمد بن سعيد كان خارجيا ثم رجع الى التشيع بعد أن كان بايع على الخروج واظهار السيف. في جعفر بن محمد بن حكيم 1031 – سمعت حمدويه بن نصير، يقول: كنت عند الحسن بن موسى، أكتب عنه أحاديث جعفر بن محمد بن حكيم، إذ لقيني رجل من أهل الكوفة سماه لي حمدويه، وفي يدي كتاب فيه أحاديث جعفر بن محمد بن حكيم، فقال: هذا كتاب من ؟ فقلت: كتاب الحسن بن موسى عن جعفر بن محمد بن حكيم، فقال: أما الحسن فقل فيه ما شئت، وأما جعفر بن محمد بن حكيم فليس بشئ. ]


[ 823 ]

[ في ابى سمينة محمد بن على الصيرفى 1032 – قال حمدويه، عن بعض مشيخته: محمد بن علي رمى بالغلو. قال نصربن الصباح: محمد بن علي الطاحي هو أبو سمينة. 1033 – وذكر علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان، أنه قال: كدت أن أقنت على أبي سمينة محمد بن علي الصيرفي، قال، فقلت له: ولم استوجب القنوت من بين أمثاله ؟ قال: اني لاعرف منه ما لا تعرفه. وذكر الفضل في بعض كتبه: الكذابون المشهورون أبو الخطاب ويونس بن ظبيان ويزيد الصايغ ومحمد بن سنان وأبو سمينة أشهرهم. في أبى عبد الله محمد بن خالد البرقى 1034 – قال نصر بن الصباح: لم يلق البرقي أبا بصير، بينهما القاسم بن حمزة ولا اسحاق بن عمار، وينبغي أن يكون صفوان قد لقيه. ماروى في ريان بن الصلت الخراساني 1035 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسين، قال: حدثني معمر ابن خلاد، قال: سألني رجل أن أستاذن له عليه يعني الرضا عليه السلام وأسأله أن يكسوه قميصا ويهب له من دراهمه ؟ فلما رجعت من عند الرجل: أصبت رسوله يطلبني، فلما دخلت عليه، قال: أين كنت ؟ قلت: كنت عند فلان، قال: يشتهي أن يدخل علي ؟ فقلت: نعم جعلت فداك، قال: سبحت، فقال: مالك تسبح ؟ فقلت له: كنت عنده الان في هذا، فقال: ان المؤمن موفق ثم قال: له يأتيك فاعلمه. قال: فلما دخل عليه جلس قدامه، وقمت أنا في ناحية، فدعاني فقال، اجلس، فجلست، فسأله الدعاء ؟ ففعل، ثم دعا بقميص ؟ فلما قام وضع في يده شيئا، فنظرت فإذا هي دراهم من دراهمه. ]


[ 824 ]

[ قال محمد بن مسعود، قال علي بن الحسين عليه السلام: والرجل الذي سأل الدعاء والكسوة هو الريان بن الصلت، وقال: حدثني الريان بهذا الحديث. 1036 – طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن احمد، عن علي بن شجاع، عن محمد بن الحسن، عن معمر بن خلاد، قال، قال لي الريان بن الصلت وكان الفضل بن سهل بعثه الى بعض كور خراسان، قال: أحب أن تستأذن لي على أبي الحسن عليه السلام، فاسلم عليه وأودعه، وأحب أن يكسوني من ثيابه وأن يهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه. قال: فدخلت عليه، فقال لي مبتدئا: يا معمر ريان يحب أن يدخل علينا واكسوه من ثيابي وأعطيه من دراهمي ؟ قال، قلت: سبحان الله والله ما سألني الا أن أسالك ذلك له. فقال لي: يا معمر ان المؤمن موفق قل له فليجئ، قال: فأمرته فدخل عليه فسلم عليه، فدعا بثوب من ثيابه، فلما خرج: قلت: أي شئ أعطاك ؟ وإذا في يده ثلاثون درهما. 1037 – علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني أبو عبد الله الشاذاني، قال: سألت الريان بن الصلت فقلت له: أنا محرم وربما احتلمت، فاغتسل وليس معي من الثياب ما استدفئ به الا الثياب المخاطة ؟ فقال لي: سألت هذه المشيخة الذين معنا في القافلة عن هذه المسألة يعني أبا عبد الله الجرجاني ويحيى بن حماد وغيرهما ؟ فقلت: بلى قد سالت، قال: فما وجدت عندهم ؟ قلت: لا شئ. قال الريان لابنه محمد: لو شغلوا بطلب العلم لكان خيرا لهم، واشتغالهم بما لا يعنيهم يعني من طريق الغلو. ثم قال لابنه: قد حدث بهذا ما حدث وهم ينتمونه الى القيل، وليس عندهم ما يرشدون به الى الحق. يا بني إذا أصابك ما ذكرت فالبس ثياب احرامك، فان لم تستدفئ به فغير ثيابك المخيطة وتدثر، فقلت: كيف أغير ؟ قال: ألق ثيابك على نفسك فاجعل جلبابه من ]


[ 825 ]

[ ناحية ذيلك وذيله من ناحية وجهك. في على بن مهزيار 1038 – محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو يعقوب يوسف بن السخت البصري، قال: كان علي بن مهزيار نصرانيا فهداه الله، وكان من أهل هند كان قرية من قرى فارس، ثم سكن الاهواز فأقام بها، قال: كان إذا طلعت الشمس سجد، وكان لا يرفع رأسه حتى يدعو لالف من اخوانه بمثل ما دعا لنفسه، وكان على جبهته سجادة مثل ركبة البعير. قال حمدويه بن نصير: لما مات عبد الله بن جندب قام علي بن مهزيار مقامه ولعلي بن مهزيار مصنفات كثيرة زيادة على ثلاثين كتابا. 1039 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار، قال بينا أنا بالقرعاء في سنة ست وعشرين ومأتين منصرفي عن الكوفة، وقد خرجت في آخر الليل أتوضأ أنا وأستاك، وقد انفردت من رحلي ومن الناس، فإذا أنا بنار في أسفل مسواكي، يلتهب لها شعاع مثل شعاع الشمس أو غير ذلك، فلم أفزغ منها وبقيت أتعجب، ومسستها فلم أجد لها حرارة، فقلت: الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون (1). فبقيت أتفكر في مثل هذا، وأطالت النار المكث طويلا، حتى رجعت الى أهلي، وقد كانت السماء رشت وكان غلماني يطلبون نارا، ومعي رجل بصري في الرحل. فلما أقبلت قال الغلمان قد جاء أبو الحسن ومعه نار، وقال البصري مثل ذلك، حتى دنوت، فلمس البصري النار فلم يجد لها حرارة ولا غلماني، ثم طفيت بعد طول، ثم التهبت فلبثت قليلا ثم طفيت، ثم التهبت ثم طفيت الثالثة فلم تعد، فنظرنا الى السواك: فإذا ليس فيه أثر نار ولا حر ولا شعث ولا سواد ولا شئ يدل على أنه حرق، فأخذت السواك فخبأته. ]


1) سورة يس: 80 (*)

[ 826 ]

[ وعدت به الى الهادي عليه السلام ودرست وعشرين بعد موت الجواد عليه السلام فيحم الغلط في السارع قابلا، وكشفت له أسفله وباقيه مغطى وحدثته بالحديث، فأخذ السواك من يدي وكشفه كله وتأمله ونظر إليه، ثم قال: هذا نور، فقلت له نور جعلت فداك ؟ فقال: بميلك الى أهل هذا البيت وبطاعتك لي ولابي ولابائي، أو بطاعتك لي ولابائي أراكه الله. 1040 – علي قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن علي بن مهزيار، مثله. وفي كتاب لابي جعفر عليه السلام إليه ببغداد: قد وصل الي كتابك، وقد فهمت ما ذكرت فيه، وملاتني سرورا، فسرك الله، وأنا أرجو من الكافي الدافع أن يكفي كيد كل كائد ان شاء الله تعالى. وفي كتاب آخر: وقد فهمت ما ذكرت من أمر القميين، خلصهم الله وفرج عنهم، وسررتني بما ذكرت من ذلك، ولم تزل تفعل، سرك الله بالجنة ورضي عنك برضائي عنك، وأنا أرجوا من الله حسن العون والرأفه، وأقول حسبنا الله ونعم الوكيل. وفي كتاب آخر بالمدينة: فاشخص الى منزلك، صيرك الله الى خير منزل في دنياك وآخرتك. وفي كتاب آخر: وأسأل الله أن يحفظك من بين يديك ومن خلفك وفي كل حالاتك، فأبشر فاني أرجوا أن يدفع الله عنك، وأسأل الله أن يجعل لك الخيرة فيما عزم لك به عليه من الشخوص في يوم الاحد، فأخر ذلك الى يوم الاثنين انشاء الله صحبك الله في سفرك وخلفك في أهلك وأدي غيبتك وسلمت بقدرته. وكتبت إليه: أسأله التوسع علي والتحليل لما في يدي ؟ فكتب: وسع الله عليك، ولمن سألت به التوسعة في أهلك، ولاهل بيتك ولك يا علي عندي من أكبر ]


[ 827 ]

[ التوسعة، وأنا أسأل الله أن يصحبك بالعافية ويقدمك على العافية ويسترك بالعافية انه سميع الدعاء. وسألته الدعاء ؟ فكتب الي: وأما ما سألت من الدعاء فأنك بعد لست تدري كيف جعلك الله عندي، وربما سميتك باسمك ونسبك، مع كثرة عنايتي بك ومحبتي لك ومعرفتي بما أنت إليه، فأدام الله لك أفضل ما رزقك من ذلك، ورضي عنك برضائي، وبلغك أفضل نيتك، وأنزلك الفردوس الاعلى برحمته، انه سميع الدعاء حفظك الله وتولاك ودفع الشر عنك برحمته، وكتبت بخطي. في الحسن والحسين الاهوازيين 1041 – الحسن والحسين ابنا سعيد بن حمادبن سعيد موالي علي بن الحسين صلوات الله عليهما. وكان الحسن بن سعيد هو الذي أوصل اسحاق بن ابراهيم الحضيني وعلي ابن الريان بعد اسحاق الى الرضا عليه السلام، وكان سبب معرفتهم لهذا الامر، ومنه سمعوا الحديث وبه عرفوا، وكذلك فعل بعبدالله بن محمد الحضيني، وغيرهم، حتى جرت الخدمة على أيديهم، وصنفا الكتب الكثيرة. ويقال: ان الحسن صنف خمسين تصنيفا، وسعيد كان يعرف بدندان. ماروى في الحسن بن على بن أبى حمزة البطائني 1042 – محمد بن مسعود، قال سألت علي بن الحسن بن فضال، عن الحسن ابن علي بن أبي حمزة البطائني ؟ فقال: كذاب ملعون رويت عنه أحاديث كثيرة وكتبت عنه تفسير القرآن كله من أوله الى آخره، الا أني لا أستحل أن أروي عنه حديثا واحدا. وحكى لي أبو الحسن حمدويه بن نصير، عن بعض أشياخه أنه قال: الحسن ابن علي بن أبي حمزة رجل سوء. ]


[ 828 ]

[ في أحمد بن سابق 1043 – نصر بن صباح، قال: حدثني أبو يعقوب اسحاق بن محمد البصري، عن محمد بن عبد الله بن مهران، قال: حدثني سليمان بن جعفر الجعفري، قال: كتب أبو الحسن الرضا عليه السلام الى يحيى بن أبي عمران وأصحابه قال، وقرأ يحيى بن أبي عمران الكتاب، فإذا فيه: عافانا الله واياكم انظروا أحمد بن سابق لعنه الله الاعثم الاشج واحذروه. قال أبو جعفر: ولم يكن أصحابنا يعرفون أنه أشج، أوبه شجة حتى كشف رأسه فإذا به شجة. قال أبو جعفر محمد بن عبد الله: وكان أحمد قبل ذلك يظهر القول بهذه المقالة، قال: فما مضت الايام حتى شرب الخمر ودخل في البلايا. في الحسين بن قياما 1044 – حمدويه بن نصير، قال: حدثنا الحسن بن موسى، عن عبد الرحمن ابن أبي نجران، عن الحسين بن بشار، قال: استأذنت أنا والحسين بن قياما، على الرضا عليه السلام في صريا فأذن لنا قال: أفرغوا من حاجتكم. قال له الحسين: تخلو الارض من أن يكون فيها امام ؟ فقال: لا، قال، فيكون فيها اثنان ؟ قال: لا الا واحد صامت لا يتكلم. قال، فقد علمت أنك لست بامام، قال: ومن أين علمت ؟ قال: انه ليس لك ولد وانما هي في العقب قال، فقال له: فوالله أنه لا تمضي الايام والليالي حتى يولد لي ذكر من صلبي يقوم بمثل مقامي، يحيى الحق ويمحق الباطل. 1045 – أبو صالح خلف بن حماد، قال: حدثني أبو سعيد سهل بن زياد الادمي، عن علي بن بن أسباط، عن الحسين بن الحسن، قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام اني تركت ابن قياما من أعدى خلق الله لك قال: ذلك شر له، قلت: ما أعجب ]


[ 829 ]

[ ما أسمع منك جعلت فداك. قال: أعجب من ذلك ابليس، كان في جوار الله عزوجل في القرب منه، فأمره فأبى وتعزز فكان من الكافرين، فأملى الله له، والله ما عذب الله بشئ أشد من الاملاء، والله يا حسين ما عذبهم الله بشئ أشد من الاملاء. في محمد بن الفرات 1046 – وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران قال: حدثني بعض أصحابنا، عن محمد بن فرات، قال: كان يغلو في القول وكان يشرب الخمر، فبعث إليه الرضا عليه السلام خمرة وتمرا، فقال محمد: انما بعث بالخمرة لاصلي عليها وحثني عليها، والتمر: نهاني عن الانبذة. قال نصربن صباح: محمد بن فرات كان بغداديا. 1047 – حدثني الحسين بن الحسن القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني العبيدي، عن يونس، قال، قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام: يا يونس أما ترى الى محمد بن الفرات وما يكذب علي ؟ فقلت: أبعده الله وأسحقه وأشقاه، فقال: قد فعل الله ذلك به، أذاقه الله حر الحديد كما أذاق من كان قبله ممن كذب علينا، يا يونس انما قلت ذلك لتحذر عنه أصحابي وتأمرهم بلعنه والبراءة منه فان الله برئ منه. 1048 – قال سعد: وحدثني ابن العبيدي قال: حدثني أخي جعفر بن عيسى وعلي بن اسماعيل الميثمي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: آذاني محمد بن الفرات آذاه الله وأذاقه الله حرالحديد، آذاني لعنه الله أذى ما آذى أبو الخطاب لعنه الله جعفر بن محمد عليهما السلام بمثله، وما كذب علينا خطابي مثل ما كذب محمد بن الفرات، والله مامن أحد يكذب علينا الا ويذيقه الله حر الحديد. قال محمد بن عيسى: فأخبراني وغيرهما أنه ما لبث محمد بن فرات الا قليلا حتى قتله ابراهيم بن شكلة أخبث قتلة، وكان محمد بن فرات يدعي أنه باب وأنه نبى ]


[ 830 ]

[ وكان القاسم اليقطيني وعلي بن حسكة القمي كذلك يدعيان لعنهما الله. ماروى في أصحاب موسى بن جعفر وعلى بن موسى صلوات الله عليهما 1049 – منهم حنان بن سدير: سمعت حمدويه، ذكر عن أشياخه: ان حنان ابن سدير واقفي، أدرك أبا عبد الله عليه السلام ولم يدرك أبا جعفر عليه السلام وكان يرتضى به سدرا. ثم كرام بن عمرو عبد الكريم: حمدويه، قال: سمعت أشياخي يقولون: ان كراما هو عبد الكريم بن عمرو واقفي. ثم درست بن أبي منصور: حمدويه، قال: حدثني بعض أشياخي، قال: درست بن أبي منصور واسطي واقفي. ثم أحمد بن فضل الخزاعي: حمدويه، قال: ذكرت بعض أشياخي: أن أحمد بن الفضل الخزاعي واقفي. ثم عبد الله بن عثمان الحناط: حمدويه، قال: سمعت الحسن بن موسى يقول: عبد الله بن عثمان واقفي. تسمية الفقهاء من أصحاب أبى ابراهيم وأبى الحسن الرضا عليهما السلام 1050 – أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عن هؤلاء وتصديقهم وأقروا لهم بالفقه والعلم: وهم ستة نفر آخر دون الستة نفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله عليه السلام، منهم يونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى بياع السابري، ومحمد بن أبي عمير، وعبد الله بن المغيرة، والحسن بن محبوب، وأحمد بن محمد بن أبي نصر. ]


[ 831 ]

[ وقال بعضهم: مكان الحسن بن محبوب الحسن بن علي بن فضال وفضالة بن أيوب، وقال بعضهم، مكان ابن فضال عثمان بن عيسى، وأفقه هؤلاء يونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى. ماروى في أحمد بن اسحاق القمى وكان صالحا وأيوب بن نوح 1051 – قال: حدثنا محمد بن على بن القاسم القمي، قال: حدثني أحمد بن الحسين القمي الابي أبو علي، قال: كتب محمد بن أحمد بن الصلت القمي الابي أبو علي الى الدار كتابا ذكر فيه قصة أحمد بن اسحاق القمي وصحبته، وأنه يريد الحج واحتاج الى ألف دينار، فان رأى سيدي أن يأمر باقراضه اياه ويسترجع منه في البلد إذا انصر فنا فافعل. فوقع عليه السلام هي له مناصلة، وإذا رجع فله عندنا سواها، وكان أحمد لضعفه لا يطمع نفسه في أن يبلغ الكوفة وفي هذه من الدلالة. 1052 – جعفر بن معروف الكشي، قال: كتب أبو عبد الله البلخي الي يذكر عن الحسين بن روح القمي، أن أحمد بن اسحاق كتب إليه يستأذنه في الحج: فأذن له، وبعث إليه بثوب، فقال أحمد بن اسحاق: نعى الي نفسي، فانصرف من الحج فمات بحلوان. أحمد بن اسحاق بن سعد القمي عاش بعد وفاة أبي محمد عليه السلام، وأتيت بهذا الخبر ليكون أصح لصلاحه وما ختم له به. 1053 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد ابن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن أبي محمد الرازي، قال: كنت أنا وأحمد بن أبي عبد الله البرقي بالعسكر فورد علينا رسول من الرجل فقال لنا: الغائب العليل ثقة، وأيوب بن نوح، وابراهيم بن محمد الهمداني، وأحمد بن حمزة، وأحمد ابن اسحاق ثقات جميعا. في محمد بن الحسن الواسطي 1054 – حدثني علي بن محمد القتيبي، قال الفضل بن شاذان: محمد بن ]


[ 832 ]

[ الحسن كان كريما على أبي جعفر عليه السلام، وأن أبا الحسن عليه السلام أنفذ نفقته في مرضه وأكفنه وأقام مأتمه عند موته. في أبى جعفر البصري 1055 – حدثني علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان قال: حدثني أبو جعفر البصري، وكان ثقة فاضلا صالحا. في نوح بن صالح البغدادي 1056 – سأل أبو عبد الله الشاذاني: أبا محمد الفضل بن شاذان، قال: انا ربما صلينا مع هؤلاء صلاة المغرب، فلا نحب أن ندخل البيت عند خروجنا من المسجد فيتوهموا علينا أن دخولنا المنزل ليس الا لاعادة الصلاة التي صلينا معهم، فنتدافع بصلاة المغرب الى صلاة العتمة. فقال: لا تفعلوا هذا من ضيق صدوركم، ما عليكم لو صليتم معهم فتكبروا في مرة واحدة ثلاثا أو خمس تكبيرات، وتقرءوا في كل ركعة الحمد وسورة أية سورة شئتم بعد أن تتموها عند ما يتم امامهم. وتقولوا في الركوع سبحان ربي العظيم وبحمده بقدر ما يتأتي لكم معهم، وفي السجود كمثل ذلك، وتسلموا معهم، وقد تمت صلاتكم لانفسكم، وليكن الامام عندكم والحائط بمنزل واحدة، فإذا فرغ من الفريضة فقوموا معهم فصلوا السنة بعدها أربع ركعات. فقال: يا أبا محمد أفليس يجوز إذا فعلت ما ذكرت ؟ قال: نعم فهل سمعت أحدا من أصحابنا يفعل هذه الفعله ؟ قال: نعم كنت بالعراق وكان يضيق صدري عن الصلاة معهم كضيق صدوركم، فشكوت ذلك الى فقيه هناك يقال له، نوح بن شعيب، فأمرني بمثل الذي أمرتكم به. فقلت هل يقول هذا غيرك ؟ قال: نعم، فاجتمعت معه في مجلس فيه نحو من عشرين رجلا من مشايخ أصحابنا، فسألته يعني نوح بن شعيب أن يجري بحضرتهم ذكرا مما سألته من هذا. ]


[ 833 ]

[ فقال نوح بن شعيب: يا معشر من حضر ألا تعجبون من هذا الخراساني الغمر يظن في نفسه أنه أكبر من هشام بن الحكم، ويسألني هل يجوز الصلاة مع المرجئة في جماعتهم ؟ فقال جميع من كان حاضرا من المشايخ: كقول نوح بن شعيب، فعندها طابت نفسي وفعلته. في أحمد بن حماد المروزى 1057 – محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو علي المحمودي محمد بن أحمد ابن حماد المروزي، قال: كتب أبو جعفر عليه السلام الى أبي في فصل من كتابه فكأن قد في يوم أو غد: ثم وفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون، أما الدنيا فنحن فيها متفرجون في البلاد، ولكن من هوى هوى صاحبه، فان بدينه فهو معه وان كان نائيا عنه، وأما الاخرة فهي دار القرار. وقال المحمودي: وكتب الي الماضي عليه السلام بعد وفاة أبي: قد مضى أبوك رضي الله عنه وعنك وهو عندنا على حالة محمودة ولن تبعد من تلك الحال. 1058 – محمد بن مسعود، قال: حدثني المحمودي، أنه دخل على ابن أبي داود وهو في مجلسه وحوله أصحابه، فقال لهم ابن أبي داود: يا هؤلاء ما تقولون في شئ قاله الخليفة البارحة ؟ فقالوا: وما ذلك ؟ قال: قال الخليفة ما ترى العلائية تصنع ان أخرجنا إليهم أبا جعفر عليه السلام سكران ينشى مضمخا بالخلوق، قالوا: إذا تبطل حجتهم ويبطل مقالهم. قلت: ان العلائية يخالطوني كثيرا ويفضون الي بسر مقالتهم، وليس يلزمهم هذا الذي جرى، فقال: ومن أين قلت ؟ قلت: انهم يقولون لابد في كل زمان وعلى كل حال لله في أرضه من حجة يقطع العذر بينه وبين خلقه. قلت: فان كان في زمان الحجة من هو مثله، أو فوقه في النسب والشرف كان أدل الدلائل على الحجة، لصلة السطان من بين أهله وولوعه به، قال: فعرض ]


[ 834 ]

[ ابن أبي داود هذا الكلام على الخليفة، فقال: ليس الى هؤلاء القوم حيلة لا تؤذوا أبا جعفر. وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني بخطه، سمعت الفضل بن شاذان يقول: التقيت مع أحمد بن حماد المتشيع، وكان ظهر له منه الكذب فكيف غيره، فقال: أما والله لو تغرغت عداوته لما صرت عنه، فقال الفضل: هكذا والله قال لي كما ذكر. 1059 – علي بن محمد القتيبي، عن الزفري بكر بن زفر الفارسي، عن الحسن بن الحسين، أنه قال: استحل أحمد بن حماد مني مالا له خطر فكتبت رقعة الي أبي الحسن عليه السلام وشكوت فيها أحمد بن حماد، فوقع فيها خوفه بالله، ففعلت ولم ينفع، فعاودته برقعة أخرى أعلمته أني قد فعلت ما أمرتني به فلم أنتفع، فوقع: إذا لم يحل فيه التخويف بالله فكيف تخوفه بأنفسنا. 1060 – محمد بن مسعود، قال حدثني أبو علي المحمودي، قال: حدثني أبي، قال، قلت لابي الهذيل العلاف: اني أتيتك سائلا، فقال أبو الهذيل: سل فاسأل الله العصمة والتوفيق، فقال أبي: أليس من دينك أن العصمة والتوفيق لا يكونان من الله لك الا بعمل تستحقه به ؟ قال أبو الهذيل: نعم، قال: فما معني دعائي، أعمل وآخذ. قال له أبو الهذيل: هات مسائلك، فقال له شيخي أخبرني عن قول الله عزوجل ” اليوم أكملت لكم دينكم ” (1) قال أبو الهذيل قد أكمل لنا الدين، فقال شيخي: فخبرني ان سألتك عن مسألة لا تجدها في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ولا في قول الصحابة ولا في حيلة فقهائهم ما أنت صانع ؟ فقال: هات. فقال شيخي: خبرني عن عشرة كلهم عنين وقعوا في طهر واحد بامرأة وهم مختلفوا الامة، فمنهم من وصل الى بعض حاجته ومنهم من قارب حسب الامكان منه، هل في خلق الله اليوم من يعرف حد الله في كل رجل منهم مقدار ما ارتكب من الخطيئة ]


1) سورة المائدة: 3 (*)

[ 835 ]

[ فيقيم عليه الحد في الدنيا ويطهره منه في الاخرة، ولنعلم ما يقول في أن الدين قد أكمل لك ؟ فقال: هيهات خرج آخرها في الامامة. ما روى في على بن أسباط الكوفى 1061 – كان علي بن أسباط فطحيا، ولعلي بن مهزيار إليه رسالة في النقض عليه مقدار جزء صغير، قالوا: فلم ينجع ذلك فيه ومات على مذهبه، في محمد بن الوليد الخزاز ومعاوية بن حكيم ومصدق بن صدقة ومحمد بن سالم بن عبد الحميد 1062 – قال أبو عمرو: هؤلاء كلهم فطحية، وهم من أجلة العلماء والفقهاء والعدول، وبعضهم أدرك الرضا عليه السلام، وكلهم كوفيون. في مروك بن عبيد 1063 – قال محمد بن مسعود: سألت علي بن الحسن عن مروك بن عبيد ابن سالم بن أبي حفصة ؟ فقال: ثقة شيخ صدوق. في محمد بن ابراهيم الحضينى الاهوازي 1064 – ابن مسعود، قال: حدثنى حمدان بن أحمد القلانسي، قال: حدثني معاوية بن حكيم، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حمدان الحضيني قال، قلت لابي جعفر عليه السلام: ان أخي مات، فقال لي: رحم الله أخاك، فانه كان من خصيص شيعتي. قال محمد بن مسعود: حمدان بن أحمد من الخصيص ؟ قال الخاصة الخاصة. في محمد بن اسماعيل بن بزيع وأحمد بن حمزة بن بزيع 1065 – قال حمدويه، عن أشياخه أن محمد بن اسماعيل بن بزيع وأحمد ]


[ 836 ]

[ ابن حمزة بن بزيع، كانا في عداد الوزراء، وكان علي بن النعمان أوصى بكتبه لمحمد بن اسماعيل. 1066 – وجدت في كتاب محمد بن الحسين بن بندار القمي بخطه، حدثني محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى، قال: كنت بعيد فقال لي محمد بن علي بن بلال: قربنا الى قبر محمد بن اسماعيل بن بزيع لنزوره. فلما أتيناه جلس عند رأسه مستقبل القبلة والقبر أمامه، ثم قال: أخبرني صاحب هذا القبر، يعني محمد بن اسماعيل بن بزيع، أنه سمع أبا جعفر عليه السلام يقول: من زار قبر أخيه المؤمن فجلس عند قبره واستقبل القبلة ووضع يده على القبر وقرأ انا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات أمن من الفزع الاكبر. ومحمد بن اسماعيل أدرك موسى بن جعفر عليهما السلام. قال نصر بن الصباح: محمد بن اسماعيل روى عن ابن بكير. ما روى في محمد بن عبد الجبار ومحمد بن أبى خنيس وابن فضال رووا جميعا عن ابن بكير. في الحسن بن على بن فضال الكوفى 1067 – حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله القمي، عن علي بن الريان، عن محمد بن عبد الله بن زرارة بن أعين، قال: كنا في جنازة الحسن بن علي بن فضال فالتفت الي والى محمد بن الهيثم التميمي، فقال لنا: ألا أبشركما فقلنا له: وما ذاك. قال: حضرت الحسن بن علي بن فضال قبل وفاته وهو في تلك الغمرات وعنده محمد بن الحسن بن الجهم، فسمعته يقول له: يا أبا محمد تشهد، فتشهد ]


[ 837 ]

[ الله فسكت عنه، فقال له الثانية: تشهد، فتشهد فصار الى أبي الحسن عليه السلام، فقال له محمد بن الحسن فأين عبد الله ؟ فقال له الحسن بن علي قد نظرنا في الكتب فلم نجد لعبدالله شيئا. وكان الحسن بن علي بن فضال فطحيا يقول بعبدالله بن جعفر قبل أبي الحسن عليه السلام فرجع فيما حكى عنه في هذا الحديث انشاء الله تعالى. في أبى الخير صالح بن أبى حماد الرازي 1068 – قال علي بن محمد القتيبي، سمعت الفضل بن شاذان، يقول في أبى الخير: وهو صالح بن سلمة أبي حماد الرازي كما كنى، وقال علي: كان أبو محمد الفضل يرتضيه ويمدحه ولا يرتضي أبا سعيد الادمي ويقول: هو الاحمق. في سهل بن زياد الادمى أبى سعيد 1069 – قال نصر بن الصباح: سهل بن زياد الرازي أبو سعيد الادمي يروى عن أبي جعفر وأبي الحسن وأبي محمد صلوات الله عليهم. في منذر بن قابوس 1070 – محمد بن مسعود، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثنا منذر بن قابوس، وكان ثقة. في أحمد بن عبد الله الكرخي 1071 – علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني أبو طاهر محمد بن علي بن بلال، وسألته عن أحمد بن عبد الله الكرخي إذ رأيته يروي كتبا كثيرة عنه ؟ فقال: كان كاتب اسحاق بن ابراهيم فتاب وأقبل على تصنيف الكتب، وكان أحد غلمان يونس بن عبد الرحمن رحمه الله ويعرف به، وهو يعرف بابن خانبه وكان من العجم. ]


[ 838 ]

ما روى في ابراهيم بن ابى محمود 1072 – قال نصر بن الصباح: ابراهيم بن أبي محمود كان مكفوفا، روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى مسائل موسى عليه السلام قدر خمس وعشرين ورقة، وعاش بعد الرضا عليه السلام. 1073 – حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب قال: حدثنا ابراهيم بن أبي محمود، قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام ومعي كتب إليه من أبيه، فجعل يقرءها ويضع كتابا كثيرا على عينيه، ويقول: خط أبي والله، ويبكي حتى سالت دموعه على خديه. فقلت له: جعلت فداك قد كان أبوك ربما قال لي في المجلس الواحد مرات أسكنك الله الجنة أدخلك الله الجنة، قال، فقال: وأنا أقول أدخلك الله الجنة، فقلت: جعلت فداك تضمن لي على ربك أن يدخلني الجنة، قال: نعم، قال: فأخذت رجله فقبلتها. ماروى في أبى طالب القمى 1074 – واسمه عبد الله بن الصلت، قال محمد بن مسعود: أبو طالب لم يدرك سديرا. محمد بن مسعود، قال: حدثنى حمدان بن أحمد النهدي، قال: حدثنا أبو طالب القمي، قال: كتبت الى أبي جعفر بن الرضا عليه السلام: فأذن لي أن أرثي أبا الحسن أعني أباه، قال: فكتب الي اندبني واندب أبي. 1075 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن عبد الجبار، عن أبي طالب القمي، قال، كتبت الى أبى جعفر عليه السلام بأبيات شعر وذكرت فيها أباه، وسألته أن يأذن لي في أن أقول فيه، فقطع الشعر وحبسه، وكتب في صدر ما بقي من القرطاس: قد أحسنت جزاك الله خيرا. ]


[ 839 ]

[ في عبد الجبار بن المبارك النهاوندي 1076 – أبو صالح خالد بن حامد، قال: حدثني ابو سعيد الادمي، قال: حدثني بكر بن صالح، عن عبد الجبار بن المبارك النهاوندي، قال: أتيت سيدي سنة تسع ومأتين، فقلت له: جعلت فداك اني رويت عن آبائك أن كل فتح فتح بضلال فهو للامام، فقال: نعم. قلت جعلت فداك فانه أتوا أبي في بعض الفتوح التي فتحت على الضلال، وقد تخلصت من الذين ملكوني بسبب من الاسباب، وقد أتيك مسترقا مستعبدا، فقال: قد قبلت. قال فلما حضر خروجي الى مكة قلت له: جعلت فداك اني قد حججت وتزوجت ومكسبي مما يعطف علي اخواني لا شئ لي غيره، فمرني بأمرك، فقال لي: انصرف الى بلادك وأنت من حجك وتزويجك وكسبك في حل. فلما كانت سنة ثلاث عشرة ومأتين أتيته وذكرت العبودية التي الزمتها فقال: أنت حر لوجه الله. قلت له: جعلت فداك اكتب لي عهدك، فقال: تخرج اليك غدا فخرج الي مع كتبي كتاب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد بن علي الهاشمي العلوي لعبدالله بن المبارك فتاه، اني أعتقك لوجه الله والدار الاخرة، لا رب لك الا الله، وليس عليك سبيل، وأنت مولاي ومولى عقبي من بعدي وكتب في المحرم سنة ثلاث عشرة ومأتين، ووقع فيه محمد بن علي بخط يده وختمه بخاتمه صلوات الله وسلامه عليه. في أحكم بن بشار المروزى الكلثومى 1077 – غال لا شئ. أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي قال: رأيت رجلا من أصحابنا يعرف ]


[ 840 ]

[ بابن زينبة فسألني عن أحكم بن بشار المروزي ؟ وسألني عن قصته ؟ وعن الاثر الذي في حلقه ؟ وقد كنت رأيت في بعض حلقه شبه الخيط، كأنه أثر الذبح، فقلت له قد سألته مرارا فلم يخبرني. قال، فقال: كنا سبعة نفر في حجرة واحدة ببغداد في زمان أبي جعفر الثاني عليه السلام، فغاب عنا أحكم من عند العصر ولم يرجع في تلك الليلة، فلما كان جوف الليل جائنا توقيع من أبي جعفر عليه السلام: ان صاحبكم الخراساني مذبوح مطروح في لبد في مزبلة كذا وكذا فاذهبوا فداووه بكذا وكذا، فذهبنا فوجدناه مذبوحا مطروحا كما قال، فحملناه وداويناه بما أمر به فبرء من ذلك. قال أحمد بن علي: كان قصته أنه تمتع ببغداد في دار قوم، فعلموا به واتخذوه وذبحوه وأدرجوه في لبد وطرحوه في مزبلة. قال أحمد: وكان أحكم إذا ذكر عنده الرجعة فأنكرها أحد، فيقول أنا أحد المكرورين وحكى لي بعض الكذابين أيضا بهراة هذه القصة فأعجب وامتنع بذكر تلك الحالة كما يستنكره الناس. ماروى في على بن حديد بن حكيم 1078 – قال نصربن الصباح: علي بن حديد بن حكيم فطحي من أهل الكوفة، وكان أدرك الرضا عليه السلام. في على بن الحكم الانباري 1079 – حمدويه، عن محمد بن عيسى: أن علي بن الحكم هو ابن اخت داود بن النعمان بياع الانماط، وهو نسيب بني الزبير الصيارفة، وعلي بن الحكم تلميذ ابن أبي عمير لقى من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام الكثير، وهو مثل ابن فضال وابن بكير. ]


[ 841 ]

[ في أبى هاشم داود بن القاسم الجعفري 1080 – قال أبو عمرو: له منزلة عالية عند أبي جعفر وأبي الحسن وأبي محمد عليهم السلام وموقع جليل، على ما يستدل بما روي عنهم في نفسه وروايته، وتدل روايته على ارتفاع في القول. في محمد بن عبد الله بن مهران 1081 – قال محمد بن مسعود: محمد بن عبد الله بن مهران متهم وهو غال. في الحسن بن على بن أبى عثمان سجادة 1082 – قال نصربن الصباح: قال لي السجادة الحسن بن علي بن أبي عثمان يوما ما تقول في محمد بن أبي زينب ومحمد بن عبد الله بن عبد المطلب (صلى الله عليه وآله) أيهما أفضل ؟ قلت له: قل أنت، فقال: بل محمد بن أبي زينب الاسدي ان الله جل وعز عاتب في القران محمد بن عبد الله في مواضع ولم يعاتب محمد بن أبي زينب. فقال لمحمد بن أبي عبد الله: ” ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ” (1)، ” ولئن أشركت ليحبطن عملك ” (2) الايه، وفي غيرهما، ولم يعاتب محمد ابن أبي زينب بشئ من أشباه ذلك. قال أبو عمرو: على السجادة لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين، فلقد كان من العليائية الذين يقعون في رسول الله صلى الله عليه وآله وليس لهم في الاسلام نصيب. في أيوب بن نوح بن دراج 1083 – محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد النهدي كوفي وهو حمدان القلانسي، وذكر أيوب بن نوح وقال: كان في الصالحين وكان حين مات ولم ]


1) سورة الاسراء: 74 2) سورة الزمر: 65 (*)

[ 842 ]

[ يخلف الا مقدار مائة وخمسين دينارا، وكان عند الناس أن عنده مالا لانه كان وكيلا لهم، وكان يقع في يونس رحمه الله في ما يذكر عنه. في أبى عون الابرش 1084 – أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي، قال: حدثني أبو يعقوب اسحاق بن محمد البصري، قال: حدثني محمد بن الحسن بن شمون، وغيره قال: خرج أبو محمد عليه السلام في جنازة أبي الحسن عليه السلام وقميصه مشقوق، فكتب إليه أبو عون الابرش قرابة نجاح بن سلمة: من رأيت أو بلغت من الائمة شق ثوبه في مثل هذا. فكتب إليه أبو محمد عليه السلام: يا أحمق وما يدريك ما هذا قد شق موسى على هارون عليهما السلام. 1085 – أحمد بن علي، قال حدثني اسحاق قال: حدثني ابراهيم بن الخضيب الانباري، قال: كتب أبو عون الابرش قرابة نجاح بن سلمة الى أبي محمد عليه السلام أن الناس قد استوحشوا من شقك ثوبك على أبي الحسن عليه السلام. فقال: يا أحمق ما أنت وذاك قد شق موسى على هارون عليهما السلام، ان من الناس من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا ويموت مؤمنا، ومنهم من يولد كافرا ويحيى كافرا ويموت كافرا، ومنهم من يولد مؤمنا ويحيى مؤمنا ويموت كافرا، وأنك لا تموت حتى تكفر وتغير عقلك. فما مات حتى حجبه ولده عن الناس وحبسوه في منزله، في ذهاب العقل والوسوسة، ولكثرة التخليط، ويرد على أهل الامامه، وانكشف عما كان عليه. في عروة بن يحيى الدهقان 1086 – حدثني محمد بن قولويه الجمال، عن محمد بن موسى الهمداني: أن عروة بن يحيى البغدادي المعروف بالدهقان لعنه الله وكان يكذب على أبي الحسن ]


[ 843 ]

[ علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام وعلى أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بعده، وكان يقطع أمواله لنفسه دونه ويكذب عليه، حتى لعنه أبو محمد عليه السلام وأمر شيعته بلعنه، والدعاء عليه لقطع الاموال، لعنه الله. قال علي بن سلمان بن رشيد العطار البغدادي فلعنه أبو محمد عليه السلام وذلك أنه كانت لابي محمد عليه السلام خزانة، وكان يليها أبو علي بن راشد رضي الله عنه، فسلمت الى عروة، فأخذ منها لنفسه ثم أحرق باقي ما فيها، يغايظ بذلك أبا محمد عليه السلام فلعنه وبرئ منه ودعا عليه، فما أمهل يومه ذلك وليلته حتى قبضه الله الى النار. فقال عليه السلام: جلست لربي ليلتي هذه كذا وكذا جلسة فما انفجر عمود الصبح ولا انطفى ذلك النار حتى قتل الله عدوه لعنه الله. في الفضل بن الحارث 1087 – أحمد بن علي بن كلثوم، قال: حدثني اسحاق بن محمد البصري قال: حدثني الفضل بن الحارث، قال، كنت بسر من رأى وقت خروج سيدي أبي الحسن عليه السلام، فرأينا أبا محمد ماشيا قد شق ثيابه، فجعلت أتعجب من جلالته وما هو له أهل ومن شدة اللون والادمة، وأشفق عليه من التعب. فلما كان الليل رأيته عليه السلام في منامي، فقال: اللون الذي تعجبت منه اختيار من الله لخلقه يجريه كيف يشاء، وأنها هي لعبرة لاولي الابصار، لا يقع فيه على المختبر ذم، ولسنا كالناس فنتعب كما يتعبون، نسأل الله الثبات ونتفكر في خلق الله فان فيه متسعا واعلم أن كلامنا في النوم مثل كلامنا في اليقظة. قال أبو عمرو: فدل هذا الخبر على أن الفضل يؤتمن في القول، والله أعلم. ]


[ 844 ]

[ ماروى في اسحاق بن اسماعيل النيسابوري وابراهيم بن عبده والمحودى والعمرى والبلالى والرازي 1088 – حكى بعض الثقات بنيسابور أنه خرج لاسحاق بن اسماعيل من أبي محمد عليه السلام توقيع: يا اسحاق بن اسماعيل سترنا الله واياك بستره، وتولاك في جميع أمورك بصنعه، قد فهمت كتابك يرحمك الله، ونحن بحمد الله ونعمته أهل بيت نرق على موالينا، ونسر بتتابع احسان الله إليهم وفضله لديهم، ونعتد بكل نعمة ينعمها الله عزوجل عليهم. فأتم الله عليكم بالحق ومن كان مثلك ممن قد رحمه الله، وبصره بصيرتك ونزع عن الباطل ولم يعم في طغيانه نعمه. فان تمام النعمة دخولك الجنة، وليس من نعمة وأن جل أمرها وعظم خطرها الا والحمد لله تقدست أسماؤه عليها مؤدى شكرها. وأنا أقول الحمد لله مثل ما حمد الله به حامد الى أبد الابد، بما من عليك من نعمة، ونجاك من الهلكة وسهل سبيلك على العقبة، وايم الله أنها لعقبة كؤود شديد أمرها صعب، مسلكها عظيم، بلاؤها طويل، عذابها قديم في الزبر الاولى ذكرها. ولقد كانت منكم أمور في أيام الماضي عليه السلام الى أن مضى لسبيله، صلى الله على روحه، وفي أيامي هذه كنتم بها غير محمودي الشأن ولا مسددي التوفيق. واعلم يقينا يا اسحاق أن من خرج من هذه الحياة أعمى فهو في الاخرة أعمى وأضل سبيلا، انها يا ابن اسماعيل ليس تعمى الابصار لكن تعمى القلوب التي في الصدور، وذلك قول الله عزوجل في محكم كتابه للظالم ” رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا ” (1) قال الله عزوجل ” كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ” (2). ]


1) سورة طه: 125 2) سورة طه: 126 (*)

[ 845 ]

[ وأية آية يا اسحاق أعظم من حجة الله عزوجل على خلقه وأمينه في بلاده وشاهده على عباده، من بعد ما سلف من آبائه الاولين من النبيين وآبائه الاخرين من الوصيين عليهم أجمعين رحمة الله وبركاته. فأين يتاه بكم وأين تذهبون كالانعام على وجوهكم عن الحق تصدفون، وبالباطل تؤمنون، وبنعمة الله تكفرون، أو تكذبون، ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض، فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غير كم الاخزي في الحياة الدنيا الفانية، وطول عذاب الاخرة الباقية، وذلك والله الخزي العظيم. ان الله بفضله ومنه لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض عليكم لحاجة منه اليكم، بل برحمة منه لا اله الا هو عليكم، ليميز الخبيث من الطيب، وليبتلي ما في صدور كم، وليمحص ما في قلوبكم، ولتتسابقون الى رحمته، وتتفاضل منازلكم في جنته. ففرض عليكم الحج والعمرة واقام الصلاه وايتاء الزكاة والصوم والولاية، وكفاهم لكم بابا، لتفتحوا أبواب الفرائض، ومفتاحا الى سبيله، ولو لا محمد صلى الله عليه وآله والاوصياء من بعده: لكنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض، وهل تدخل قرية الا من بابها ؟ فلما من عليكم باقامة الاولياء بعد نبيه صلى الله عليه وآله قال الله عزوجل لنبيه ” أليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ” (1) وفرض عليكم لاوليائه حقوقا أمركم بأدائها إليهم، ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومآكلكم ومشاربكم ومعرفتكم بذلك النماء والبركة والثروة وليعلم من يطيعه منكم بالغيب قال الله عزوجل ” قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى ” (2). ]


1) سورة المائدة: 3 2) سورة الشورى: 23 (*)

[ 846 ]

[ واعلموا أن من يبخل فانما يبخل على نفسه، وأن الله هو الغني وأنتم الفقراء إليه، لا اله الا هو، ولقد طالت المخاطبة فيما بيننا وبينكم فيما هو لكم وعليكم، ولو لا ما يجب من تمام النعمة من الله عزوجل عليكم: لما أريتكم لي خطا ولا سمعتم مني حرفا من بعد الماضي عليه السلام، أنتم في غفلة عما إليه معادكم، ومن بعد الثاني رسولي وما ناله منكم حين أكرمه الله بمصيره اليكم، ومن بعد اقامتي لكم ابراهيم بن عبده، وفقه الله لمرضاته، وأعانه على طاعته، وكتابي الذي حمله محمد بن موسى النيسابوري، والله المستعان على كل حال. واني أراكم تفرطون في جنب الله فتكونون من الخاسرين، فبعدا وسحقا لمن رغب عن طاعة الله ولم يقبل مواعظ أوليائه، وقد أمركم الله جل وعلا بطاعته، لا اله الا هو، وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله وبطاعة أولي الامر عليهم السلام، فرحم الله ضعفكم وقلة صبركم عما أمامكم. فما أغر الانسان بربه الكريم، واستجاب الله دعائي فيكم وأصلح أموركم على يدي، فقد قال الله جل جلاله ” يوم ندعو كل أناس بامامهم ” (1) وقال جل جلاله ” وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ” (2) وقال الله جل جلاله ” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ” (3). فما أحب أن يدعوا الله جل جلاله بي ولا بمن هو في امامي الاحسب رقتي عليكم، وما انطوى لكم عليه من حب بلوغ الامل في الدارين جميعا، والكينونة معنا في الدنيا والاخرة. فقد يا اسحاق يرحمك الله ويرحم من هو وراءك بينت لك بيانا وفسرت لك تفسيرا، وفعلت بكم فعل من لم يفهم هذا الامر قط ولم يدخل فيه طرفة عين، ولو ]


1) سورة الاسراء: 71 2) سورة البقرة: 143 3) سورة آل عمران: 110 (*)

[ 847 ]

[ فهمت الصم الصلاب بعض ما في هذا الكتاب لتصدعت قلقا خوفا من خشية الله ورجوعا الى طاعة الله عزوجل. فاعملوا من بعد ما شئتم، فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون والعاقبة للمتقين والحمد لله كثيرا رب العالمين. وأنت رسولي يا اسحاق الى ابراهيم بن عبده وفقه الله، أن يعمل بما ورد عليه في كتابي مع محمد بن موسى النيسابوري انشاء الله، ورسولي الى نفسك، والى كل من خلفك ببلدك، أن يعملوا بما ورد عليكم في كتابي مع محمد بن موسى انشاء الله، ويقرأ ابراهيم بن عبده كتابي هذا ومن خلفه ببلده، حتى لا يسألوني، وبطاعة الله يعتصمون، والشيطان بالله عن أنفسهم يجتنبون ولا يطيعون. وعلى ابراهيم بن عبده سلام الله ورحمته، وعليك يا اسحاق وعلى جميع موالي السلام كثيرا، سدد كم الله جميعا بتوفيقه، وكل من قرأ كتابنا هذا من موالي من أهل بلدك، ومن هو بناحيتكم، ونزع عما هو عليه من الانحراف عن الحق: فليؤد حقوقنا الى ابراهيم بن عبده، وليحمل ذلك ابراهيم بن عبده الى الرازي رضي الله عنه، أو الى من يسمي له الرازي، فان ذلك عن أمري ورأيي انشاء الله. ويا اسحاق اقرأ كتابنا على البلالي رضي الله عنه، فانه الثقة المأمون العارف بما يجب عليه، واقرأه على المحمودي عافاه الله، فما أحمدنا له لطاعته، فإذا وردت بغداد فاقرأه على الدهقان وكلينا وثقتنا والذي يقبض من موالينا، وكل من أمكنك من موالينا فاقرأهم هذا الكتاب، وينسخه من أراد منهم نسخة انشاء الله تعالى. ولا يكتم أمر هذا عمن يشاهده من موالينا، الا من شيطان مخالف لكم، فلا تنثرن الدر بين أظلاف الخنازير، ولا كرامة لهم، وقد وقعنا في كتابك بالوصول والدعاء لك ولمن شئت، وقد أجبنا شيعتنا عن مسألته والحمد لله فما بعد الحق الا الضلال. ]


[ 848 ]

[ فلا تخرجن من البلدة حتى تلقي العمري رضى الله عنه برضاي عنه، وتسلم عليه وتعرفه ويعرفك فانه الطاهر الامين العفيف القريب منا والينا، فكل ما يحمل الينا من شئ من النواحي فإليه المسير آخر عمره، ليوصل ذلك الينا. والحمد لله كثيرا، سترنا الله واياكم يا اسحاق بستره، وتولاك في جميع أمورك بصنعه، والسلام عليك وعلى جميع موالي ورحمة الله وبركاته، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله وسلم كثيرا. ماروى في عبد الله بن حمدويه البيهقى وابراهيم بن عبده النيسابوري رحمهما لله 1089 – قال أبو عمرو: حكى بعض الثقات، أن أبا محمد صلوات الله عليه كتب الى ابراهيم بن عبده: وكتابي الذي ورد على ابراهيم بن عبده بتوكيلى اياه لقبض حقوقي من موالينا هناك: نعم هو كتابي بخطي إليه أعني ابراهيم بن عبده لهم ببلدهم حقا غير باطل، فليتقوا الله حق تقاته وليخرجوا من حقوقي وليدفعوها إليه، فقد جوزت له ما يعمل به فيها، وفقه الله ومن عليه بالسلامة من التقصير برحمته. ومن كتاب له عليه السلام الى عبد الله بن حمدويه البيهقي: وبعد، فقد نصبت لكم ابراهيم بن عبده ليدفع النواحي وأهل ناحيتك حقوقي الواجبة عليكم إليه، وجعلته ثقتي وأميني عند موالي هناك، فليتقوا الله وليراقبوا وليؤدوا الحقوق، فليس لهم عذر في ترك ذلك ولا تأخيره، ولا أشقاهم الله بعصيان أوليائه، ورحمهم الله و اياك معهم برحمتي لهم، ان الله واسع كريم. في محمد بن سنان 1090 – وجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، قال: أخبرني عبد الله بن عامر، عن شاذويه بن الحسين بن داود القمي، قال: دخلت ]


[ 849 ]

[ على أبي جعفر عليه السلام وبأهلي حبل، فقلت جعلت فداك ادع الله ان يرزقني ولدا ذكرا، فأطرق مليا ثم رفع رأسه، فقال: اذهب فان الله يرزقك غلاما ذكرا، ثلاث مرات. قال: وقدمت مكة فصرت الى المسجد، فأتى محمد بن الحسن بن صباح برسالة من جماعة من أصحابنا، منهم صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وابن أبي عمير وغيرهم، فأتيتهم، فسألوني ؟ فخبرتهم بما قال، فقالوا لي فهمت عنه ذكى أو زكي ؟ فقلت: ذكي قد فهمته. قال ابن سنان: أما أنت سترزق ولدا ذكرا أما أنه يموت على المكان أو يكون ميتا، فقال أصحابنا لمحمد بن سنان: أسأت قد علمنا الذي علمت، فأتى غلام في المسجد، فقال: أدرك فقد مات أهلك، فذهبت مسرعا فوجدتها على شرف الموت، ثم لم تلبث أن ولدت غلاما ذكرا ميتا. 1091 – ورأيت في بعض كتب الغلاة وهو كتاب الدور: عن الحسن بن علي، عن الحسن بن شعيب، عن محمد بن سنان، قال: دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السلام فقال لي: يا محمد كيف أنت إذا لعنتك وبرئت منك وجعلتك محنة للعالمين أهدي بك من أشاء وأضل بك من أشاء ؟ قال، قلت له: تفعل بعبدك ما تشاء يا سيدي أنت على كل شئ قدير. ثم قال: يا محمد أنت عبد قد أخلصت لله اني ناجيت الله فيك، فأبى الا أن يضل بك كثيرا ويهدي بك كثيرا. 1092 – حمدويه، قال: حدثنا أبو سعيد الادمي، عن محمد بن مرزبان، عن محمد بن سنان، قال: شكوت الى الرضا عليه السلام وجع العين، فأخذ قرطاسا فكتب الى أبي جعفر عليه السلام، وهو أقل من نيتي، فدفع الكتاب الى الخادم وأمرني أن أذهب معه وقال: أكتم، فأتيناه وخادم قد حمله، قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر عليه السلام، فجعل أبو جعفر عليه السلام ينظر في الكتاب ويرفع رأسه الى السماء، ويقول: ناج، ففعل ذلك مرارا، فذهب كل وجع في عيني، وأبصرت بصرا لا يبصره أحد. ]


[ 850 ]

[ قال: فقلت لابي جعفر عليه السلام: جعلك الله شيخا على هذه الامة، كما جعل عيسى ابن مريم شيخا على بني اسرائيل، قال، ثم قلت له: يا شبيه صاحب فطرس، قال: وانصرفت وقد أمرني الرضا عليه السلام أن أكتم، فما زلت صحيح البصر حتى أذعت ما كان من أبي جعفر عليه السلام في أمر عيني، فعاودني الوجع. قال، قلت لمحمد بن سنان: ما عنيت بقولك يا شبيه صاحب فطرس ؟ فقال: ان الله تعالى غضب على ملك من الملائكة يدعى فطرس، فدق جناحه ورمي في جزيرة من جزائر البحر، فلما ولد الحسين عليه السلام بعث الله عزوجل جبريل الى محمد صلى الله عليه وآله ليهنئه بولادة الحسين عليه السلام، وكان جبريل صديقا لفطرس فمر به وهو في الجزيرة مطروح، فخبره بولادة الحسين عليه السلام وما أمر الله به، فقال له: هل لك أن أحملك على جناح من أجنحتي وأمضي بك الى محمد صلى الله عليه وآله ليشفع لك ؟ قال، فقال فطرس: نعم. فحمله على جناح من أجنحته حتى أتى به محمدا صلى الله عليه وآله، فبلغه تهنية ربه تعالى ثم حدثه بقصة فطرس، فقال محمد صلى الله عليه واله لفطرس: امسح جناحك على مهد الحسين وتمسح به، ففعل ذلك فطرس، فجبر الله جناحه ورده الى منزله مع الملائكة. 1093 – ووجدت بخط جبريل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، ومحمد بن سنان، جميعا قالا: كنا بمكة وأبو الحسن الرضا عليه السلام بها، فقلنا له جعلنا فداك نحن خارجون وأنت مقيم، فان رأيت أن تكتب لنا الى أبي جعفر عليه السلام كتابا نلم به فكتب إليه، فقدمنا فقلنا للموفق أخرجه الينا، قال: فأخرجه الينا وهو في صدر موفق، فأقبل يقرؤه ويطويه وينظر فيه ويتبسم حتى أتى على آخره، ويطويه من أعلاه وينشره من أسفله. قال محمد بن سنان: فلما فرغ من قراءته حرك رجله وقال: ناج ناج، فقال أحمد: ثم قال ابن سنان عند ذلك: فطرسية فطرسية. ]


[ 851 ]

[ ماروى في الحسن بن محبوب 1094 – علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني جعفر بن محمد بن الحسن ابن محبوب، نسبة جده الحسن بن محبوب: أن الحسن بن محبوب، ابن وهب ابن جعفر بن وهب، وكان وهب عبدا سنديا مملوكا لجرير بن عبد الله البجلي وكان زرادا فصار الى أمير المؤمنين عليه السلام، وسأله أن يبتاعه عن جرير، فكره جرير أن يخرجه من يده، فقال: الغلام حر قد أعتقته فلما صح عتقه صار في خدمة أمير المؤمنين عليه السلام. ومات الحسن بن محبوب في آخر سنة أربع وعشرين ومأتين، وكان من أبناء خمس وسبعين سنة، وكان آدم شديد الادمة أنزع سناطا خفيف العارضين ربعة من الرجال يخمع من وركه الايمن. 1095 – أحمد بن علي القمي السلولي، قال: حدثني الحسن بن خرزاذ، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: ان الحسن بن محبوب الزراد أتانا عنك برسالة، قال: صدق، لا تقل الزراد، بل قل السراد ان الله تعالى يقول ” وقدر في السرد (1) “. قال نصر بن الصباح: ابن محبوب لم يكن يروي عن ابن فضال، بل هو أقدم من ابن فضال وأسن، وأصحابنا يتهمون ابن محبوب في روايته عن ابن أبي حمزة، وسمت أصحابنا أن محبوبا أبا حسن كان يعطي الحسن بكل حديث يكتبه عن علي بن رئاب درهما واحدا. ماروى في عبد الله بن جندب 1096 – حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن بعض أصحابنا، قال، قال عبد الله بن جندب لابي الحسن عليه السلام: ألست عني راضيا قال: أي والله ورسول الله والله عنك راض. ]


1) سورة سبأ: 34 (*)

[ 852 ]

[ قال: ونظر أبو الحسن عليه السلام يوما إليه وهو مول، فقال: هذا يقاس. 1097 – محمد بن سعد بن مزيد أبو الحسن، ومحمد بن أحمد بن حماد المروزي، قال: روى أبي رحمه الله، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: رأيت عبد الله ابن جندب وقد أفاض من عرفة، وكان عبد الله أحد المتهجدين قال يونس: فقلت له قد رأى الله اجتهادك منذ اليوم. فقال لي عبد الله: والله الذي لا اله الا هو، لقد وقفت موقفي هذا وأفضت، ما سمعني الله دعوت لنفسي بحرف واحد، لاني سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: الداعي لاخيه المؤمن بظهر الغيب ينادي من أعنان السماء، لك بكل واحدة مائة ألف، فكرهت مضمونة لواحدة لا أدري أجاب إليها أم لا. 1098 – حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن يقطين، وكان سيئ الرأى في يونس رحمه الله، قال، قيل لابي الحسن عليه السلام وأنا أسمع، ان يونس مولى آل يقطين يزعم أن موليكم والمتمسك بطاعتكم عبد الله بن جندب يعبد الله على سبعين حرفا، ويقول انه شاك، قال، فسمعته يقول: هو والله أولى بأن يعبد الله على حرف ماله ولعبدالله بن جندب، ان عبد الله بن جندب لمن المخبتين. في أحمد بن محمد بن أبى نصر البزنطى 1099 – وجدت بخط جبريل بن أحمد الفاريابي، حدثني محمد بن عبد الله ابن مهران، قال: أخبرني أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام أنا وصفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وأظنه، قال: عبد الله بن المغيرة أو عبد الله ابن جندب وهو بصري. قال: فجلسنا عنده ساعة ثم قمنا، فقال لي: أما أنت يا أحمد فاجلس، فجلست فأقبل يحدثني فأسأله فيجيبني، حتى ذهب عامة الليل، فلما أردت الانصراف، قال ]


[ 853 ]

[ لي: يا أحمد تنصرف أو تبيت ؟ قلت: جعلت فداك ذاك اليك ان أمرت بالانصراف انصرفت وان أمرت بالقيام أقمت قال: أقم فهذا الحر وقد هدأ الليل وناموا، فقام وانصرف. فلما ظننت أنه قد دخل: خررت لله ساجدا، فقلت الحمد لله حجة الله ووارث علم النبيين أنس بي من بين اخواني وحببني فأنا في سجدتي وشكري فما علمت الا وقد رفسني برجله، ثم قمت فأخذ بيدي فغمزها ثم قال: يا أحمد ان أمير المؤمنين عليه السلام عاد صعصعة بن صوحان في مرضه، فلما قام من عنده قال له: يا صعصعة لا تفتخرن على اخوانك بعيادتي اياك واتق الله، ثم انصرف عني. 1100 – محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد الكشيان، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، قال: حدثنا أبو زكريا، عن اسماعيل بن مهران، قال محمد بن يزداد: وحدثنا الحسن بن علي بن نعمان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: كنت عند الرضا عليه السلام، قال: فأمسيت عنده، قال، فقلت: انصرف فقال لي: لا تنصرف فقد أمسيت، قال فاقمت عنده، قال، فقال لجاريته: هاتي مضربتي ووسادتي فافرشي لاحمد في ذلك البيت. قال: فلما صرت في البيت دخلني شئ فجعل يخطر ببالي: من مثلي في بيت ولي الله وعلى مهاده فناداني يا أحمد ان أمير المؤمنين عليه السلام عاد صعصعة بن صوحان، فقال: يا صعصعة لا تجعل عيادتي اياك فخرا على قومك، وتواضع لله يرفعك الله. 1101 – محمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن يزداد، قال: حدثني أبو زكريا يحيى بن محمد الرازي، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: لما أتي بأبي الحسن عليه السلام أخذ به على القادسية ولم يدخل الكوفة، وأخذ به على البر الى البصرة. قال: فبعث الي مصحفا وأنا بالقادسية، ففتحته فوقعت بين يدي سورة لم تكن ]


[ 854 ]

[ فإذا هي أطول وأكثر مما يقرأها الناس، قال: فحفظت منه أشياء قال، فأتاني مسافر ومعه منديل وطين وخاتم، فقال: هات، فدفعتة إليه، فجعله في المنديل ووضع عليه الطين وختمه، فذهب عني ما كنت حفظت منه، فجهدت أن أذكر منه حرفا واحدا فلم أذكره. ماروى في اسماعيل بن مهران 1102 – حدثني محمد بن مسعود، قال: سألت علي بن الحسن، عن اسماعيل بن مهران، قال: رمي بالغلو. قال محمد بن مسعود: يكذبون عليه كان تقيا ثقة خيرا فاضلا. اسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي نصر، وأحمد بن محمد بن عمرو بن أبي نصر كان من ولد السكون. في محمد بن أبى عمير الازدي 1103 – قال أبو عمرو: قال محمد بن مسعود: حدثني علي بن الحسن قال: ابن أبي عمير أفقه من يونس وأصلح وأفضل. قال نصر بن الصباح: ابن أبي عمير أسن من يونس. وقال نصر أيضا: ابن أبي عمير روى عن ابن بكير، وذكر أن محمد بن أبي عمير أخذ وحبس وأصابه من الجهد والضيق والضرب أمر عظيم، وأخذ كل شئ كان له وصاحبه المأمون، وذلك بعد موت الرضا عليه السلام، وذهبت كتب ابن أبي عمير فلم يخلص كتب أحاديثه، فكان يحفظ أربعين جلدا فسماه نوادر، فلذلك يوجد أحاديث متقطعة الاسانيد. 1104 – محمد بن مسعود، قال: حدثنا أبو العباس بن عبد الله بن سهل البغدادي الواضحي، قال: حدثنا الريان بن الصلت، قال: حدثا يونس بن عبد الرحمن: ان ابن أبي عمير بحر طارس بالموقف والمذهب. ]


[ 855 ]

[ 1105 – علي بن محمد القتيبي، قال، قال أبو محمد الفضل بن شاذان سأل أبي رضي الله عنه، محمد بن أبي عمير، فقال له: انك قد لقيت مشايخ العامة فكيف لم تسمع منهم ؟ فقال: قد سمعت منهم، غير أني رأيت كثيرا من أصحابنا قد سمعوا علم العامة وعلم الخاصة، فاختلط عليهم حتى كانوا يروون حديث العامة عن الخاصة وحديث الخاصة عن العامة، فكرهت أن يختلط علي، فتركت ذلك وأقبلت على هذا. وجدت بخط أبي عبد الله الشاذاني، سمعت أبا محمد الفضل بن شاذان، يقول: سعي بمحمد بن أبى عمير واسم أبي عمير زياد الى السلطان: أنه يعرف أسامي عامة الشيعة بالعراق، فأمره السلطان أن يسميهم، فامتنع، فجرد وعلق بين العقارين وضرب مائة سوط. قال الفضل: فسمعت ابن أبي عمير يقول: لما ضربت فبلغ الضرب مائة سوط أبلغ الضرب الا لم الي، فكدت أن أسمي، فسمعت نداء محمد بن يونس بن عبد الرحمن يقول: يا محمد بن أبي عمير اذكر موقفك بين يدي الله تعالى، فتقويت بقوله فصبرت ولم أخبر، والحمد لله، قال الفضل: فاضربه في هذا الشأن أكثر من مائة ألف درهم. 1106 – قال محمد بن مسعود: سمعت علي بن الحسن بن فضال، يقول: كان محمد بن أبي عمير أفقه من يونس وأصلح وأفضل. وجدت في كتاب أبي عبد الله الشاذاني بخطه، سمعت أبا محمد الفضل بن شاذان، يقول: دخلت العراق فرأيت واحدا يعاتب صاحبه، ويقول له: أنت رجل عليك عيال وتحتاج أن تكتسب عليهم، وما آمن أن تذهب عيناك لطول سجودك، فلما أكثر عليه، قال: أكثرت علي ويحك، لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت عين ابن أبي عمير، ما ظنك برجل سجد سجدة الشكر بعد صلاة الفجر فما رفع رأسه الا عند زوال الشمس. وسمعته يقول: أخذ يوما شيخي بيدي وذهب بي الى ابن أبي عمير، فصعدنا ]


[ 856 ]

[ إليه في غرفة وحوله مشايخ له يعظمونه ويبجلونه، فقلت لابي: من هذا ؟ قال: هذا ابن أبي عمير، قلت: الرجل الصالح العابد ؟ قال: نعم. وسمعته يقول: ضرب ابن أبي عمير مائة خشبة وعشرين خشبة أيام هارون لعنه الله، تولى ضربه السندي بن شاهك على التشيع وحبس، فأدى مائة وأحدا وعشرين ألفا حتى خلي عنه، فقلت: وكان متمولا ؟ قال: نعم كان رب خمسمائة ألف درهم. ماروى في بكر بن محمد الازدي 1107 – قال حمدويه: ذكر محمد بن عيسى العبيدي: أن بكر بن محمد الازدي خير فاضل، وبكر بن محمد كان ابن أخي سدير الصيرفي. 1108 – علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا أبو محمد الفضل بن شاذان، قال: حدثنا ابن أبي عمير، عن بكر بن محمد، قال: حدثني عمي سدير. ماروى في على بن عبيدالله بن الحسين بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام 1109 – قرأت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار بخطه، حدثني محمد ابن يحيى العطار، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سليمان بن جعفر، قال: قال لي علي بن عبيدالله بن الحسين بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام: أشتهي أن أدخل على أبي الحسن الرضا عليه السلام أسلم عليه، قلت: فما يمنعك من ذلك ؟ قال: الا جلال والهيبة له وأتقي عليه. قال: فاعتل أبو الحسن عليه السلام علة خفيفة وقد عاده الناس، فلقيت علي بن عبيدالله، فقلت: قد جاتك ما تريد، قد اعتل أبو الحسن عليه السلام علة خفيفة وقد عاده الناس، فان أردت الدخول عليه فاليوم. ]


[ 857 ]

[ قال: فجاء الى أبي الحسن عليه السلام عائدا فلقيه أبو الحسن عليه السلام بكل ما يحب من التكرمة والتعظيم، ففرح بذلك علي بن عبيدالله فرحا شديدا. ثم مرض علي بن عبيدالله، فعاده أبو الحسن عليه السلام وأنا معه، فجلس حتى خرج من كان في البيت، فلما خرجنا أخبرتني مولاة لنا أن أم سلمة امرأة علي بن عبيدالله كانت من وراء الستر تنظر إليه، فلما خرج: خرجت وانكبت على الموضع الذي كان أبو الحسن عليه السلام فيه جالسا تقبله وتتمسح به. قال سليمان: ثم دخلت على علي بن عبيدالله، فأخبرني بما فعلت أم سلمة، فخبرت به أبا الحسن عليه السلام، فقال: يا سليمان ان علي بن عبيدالله وامرأته وولده من أهل الجنة، يا سليمان ان ولد علي وفاطمة عليهما السلام إذا عرفهم الله هذا الامر لم يكونوا كالناس. ماروى في عبد الله بن المغيرة وهو كوفى 1110 – وجدت بخط أبي عبد الله محمد بن شاذان، قال العبيدي محمد بن عيسى: حدثني الحسن بن علي بن فضال، قال قال عبد الله بن المغيرة: كنت واقفا فحججت على تلك الحالة، فلما صرت بمكة خلج في صدري شئ، فتعلقت بالملتزم ثم قلت: اللهم قد علمت طلبتي وارادتي فارشدني الى خير الاديان. فوقع في نفسي أن آتي الرضا عليه السلام، فأتيت المدينة فوقفت ببابه، فقلت للغلام: قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب، فسمعت نداءه أدخل يا عبد الله بن المغيرة، فدخلت، فلما نظر الي قال: قد أجاب الله دعوتك وهداك لدينك، فقلت: أشهد أنك حجة الله وأمينه على خلقه. ماروى في زكريا بن آدم القمى 1111 – حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن محمد بن حمزة، عن زكريا بن آدم، قال، قلت للرضا عليه السلام: اني أريد الخروج ]


[ 858 ]

[ عن أهل بيتي فقد كثر السفهاء فيهم، فقال: لا تفعل فان أهل بيتك يدفع عنهم بك، كما يدفع عن أهل بغداد بابي الحسن الكاظم عليه السلام. 1112 – وعنه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن أحمد بن الوليد، عن علي بن المسيب، قال: قلت للرضا عليه السلام شقتي بعيدة ولست أصل اليك في كل وقت، فممن آخذ معالم ديني ؟ فقال: من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا، قال علي بن المسيب، فلما انصرفت قدمت على زكريا بن آدم فسألته عما احتجت إليه. أحمد بن الوليد، عن علي بن المسيب، قال: قلت للرضا شقتي بعيدة، وذكر مثله. 1113 – علي بن محمد، قال: حدثنا بنان بن محمد، عن علي بن مهزيار، عن بعض القميين، بكتابه ودعائه لزكريا بن آدم. 1114 – عن محمد بن اسحاق والحسن بن محمد قالا: خرجنا بعد وفاة زكريا بن آدم بثلاثة أشهر نحو الحج، فتلقانا كتابه عليه السلام في بعض الطريق، فإذا فيه: ذكرت ما جرى من قضاء الله تعالى في الرجل المتوفى رحمه الله عليه يوم ولد ويوم قبض ويوم يبعث حيا، فقد عاش أيام حياته عارفا بالحق قائلا به صابرا محتسبا للحق، قائما بما يجب لله عليه ولرسوله. ومضى رحمة الله عليه غير ناكث ولا مبدل، فجزاه الله أجر نيته وأعطاه خير أمنيته، وذكرت الرجل الموصى إليه، ولم تعرف فيه رأينا وعندنا من المعرفة به أكثر مما وصفت، يعني الحسن بن محمد بن عمران. 1115 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى القمي، قال: بعث الي أبو جعفر عليه السلام غلامه ومعه كتابه، فأمرني أن أصير إليه، فأتيته فهو بالمدينة نازل في دار بزيع، فدخلت عليه وسلمت عليه، فذكر في صفوان ومحمد بن سنان وغيرهما مما قد سمعه غير واحد، فقلت ]


[ 859 ]

[ في نفسي استعطفه على زكريا بن آدم لعله أن يسلم مما قال في هؤلاء، ثم رجعت الى نفسي فقلت من أنا ان أتعرض في هذا وفي شبهه، مولاي هو أعلم بما يصنع. فقال لي: يا أبا علي ليس على مثل أبي يحيى يعجل وقد كان من خدمته لابي عليه السلام ومنزلته عنده وعندي من بعده، غير أني احتجت الى المال الذي عنده، فقلت جعلت فداك هو باعث اليك بالمال. وقال لي: ان وصلت إليه فاعلمه أن الذي منعني من بعث المال اختلاف ميمون ومسافر، فقال: احمل كتابي إليه ومره أن يبعث الي بالمال، فحملت كتابه الى زكريا فوجه إليه بالمال، قال، فقال لي أبو جعفر عليه السلام ابتداءا منه: ذهبت الشبهة ما لابي ولد غيري فقلت: صدقت جعلت فداك. ما روى في أحمد بن عمر الحلبي 1116 – خلف بن حماد، قال: حدثني أبو سعيد الادمي، قال: حدثني أحمد ابن عمر الحلبي، قال: دخلت على الرضا عليه السلام بمنى، فقلت له: جعلت فداك كنا أهل بيت غبطة وسرور ونعمة، وأن الله قد أذهب بذلك كله حتى احتجنا الى من كان يحتاج الينا، فقال لي: يا أحمد ما أحسن حالك يا أحمد بن عمر فقلت له: جعلت فداك حالي ما أخبرتك. فقال لي: يا أحمد أيسرك أنك على بعض ما عليه هؤلاء الجبارون ولك الدنيا مملوة ذهبا ؟ فقلت له: لا والله يابن رسول الله، فضحك ثم قال: ترجع من هيهنا الى خلف، فمن أحسن حالا منك وبيدك صناعة لا تبيعها بملاء الدنيا ذهبا، ألا أبشرك فقد سرني الله بك وبآبائك. فقال لي أبو جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل ” وكان تحته كنز لهما (1) ” لوح من ذهب فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم لا اله الا الله محمد رسول الله، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، ومن يرى الدنيا وتغيرها بأهلها كيف يركن إليها، ]


1) سورة الكهف: 82 (*)

[ 860 ]

[ وينبغي لمن غفل عن الله أن لا يستبطئ الله في رزقه ولا يتهمه في قضائه. ثم قال: رضيت يا أحمد ؟ قال، قلت: عن الله تعالى وعنكم أهل البيت. ما روى في عثمان بن عيسى الرواسى الكوفى 1117 – ذكر نصر بن الصباح: أن عثمان بن عيسى كان واقفيا، وكان وكيل أبي الحسن موسى عليه السلام، وفي يده مال فسخط عليه الرضا عليه السلام. قال: ثم تاب عثمان وبعث إليه بالمال، وكان شيخا عمر ستين سنة، وكان يروي عن أبي حمزة الثمالى ولا يتهمون عثمان بن عيسى. 1118 – حمدويه، قال قال محمد بن عيسى: ان عثمان بن عيسى رأى في منامه أنه يموت بالحير فيدفن بالحير، فرفض الكوفة ومنزله، وخرج الحير وابناه معه، فقال: لا أبرح منه حتى يمضي الله مقاديره، وأقام يعبد ربه جل وعز حتى مات ودفن فيه، وصرف ابنيه الى الكوفة. في على بن اسماعيل 1119 – نصر بن الصباح، قال: علي بن اسماعيل ثقة، وهو علي بن السدي لقب اسماعيل بالسدي. في عثمان بن عيسى أيضا 1120 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد ابن الحسين، عن محمد بن الجمهور، عن أحمد بن محمد، قال: أحد القوم عثمان ابن عيسى، وكان يكون بمصر، وكان عنده مال كثير وست جوار، فبعث إليه أبو الحسن عليه السلام فيهن وفي المال، وكتب إليه: ان أبي قد مات وقد اقتسمنا ميراثه، وقد صحت الاخبار بموته، واحتج عليه. قال، فكتب إليه: ان لم يكن أبوك مات فليس من ذلك شئ وان كان قد مات على ما تحكي فلم يأمرني بدفع شئ اليك، وقد أعتقت الجواري. ]


[ 861 ]

[ في الحسين بن مهران 1121 – حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنا اسماعيل ابن مهران، عن أحمد بن محمد، قال: كتب الحسين بن مهران الى أبي الحسن الرضا عليه السلام، كتابا، قال: فكان يمشي شاكا في وقوفه، قال: فكتب الى أبي الحسن عليه السلام يأمره وينهاه، فأجابه أبو الحسن عليه السلام بجواب، وبعث به الى أصحابه فنسخوه ورد إليه لئلا يستره حسين بن مهران، وكذلك كان يفعل إذا سأل عن شئ فأحب ستر الكتاب. وهذه نسخة الكتاب الذي أجابه به: بسم الله الرحمن الرحيم، عافانا الله واياك، جاءني كتابك تذكر فيه الرجل الذي عليه الخيانة والعين تقول أخذته، وتذكر ما تلقاني به وتبعث الي بغيره، واحتججت فيه فأكثرت وعبت عليه أمرا وأردت الدخول في مثله، تقول: انه عمل في أمري بعقله وحيلته، نظرا منه لنفسه وارادة أن تميل إليه قلوب الناس، ليكون الامر بيده واليه، يعمل فيه برأيه يزعم أني طاوعته فيما أشار به علي، وهذا أنت تشير علي فيما يستقيم عندك في العقل والحيلة بعدك، لا يستقيم الامر الا بأحد أمرين. اما قبلت الامر على ما كان يكون عليه، واما أعطيت القوم ما طلبوا وقطعت عليهم والا فالامر عندنا معوج، والناس غير مسلمين ما في أيديهم من مال وذاهبون به، فالامر ليس بعقلك ولا بحيلتك يكون ولا تفعل الذي تجيله بالرأي والمشورة، ولكن الامر الى الله عزوجل وحده لا شريك له، يفعل في خلقه ما يشاء من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له، ولن تجد له مرشدا. فقلت: وأعمل في أمرهم وأحتل فيه، وكيف لك الحيلة، والله يقول ” وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل، الى قوله عزوجل، وليقترفوا ما هم مقترفون (1) ” فلو تجيبهم فيما سألوا عنه استقاموا وسلموا، وقد كان مني ما أنكرت وأنكروا من بعدي ومد لي لقائي. ]


1) سورة الانعام: 113 (*)

[ 862 ]

[ وما كان ذلك مني الا رجاء الاصلاح، لقول أمير المؤمنين صلوات الله عليه: اقتربوا اقتربوا وسلوا وسلوا فان العلم يفيض فيضا، وجعل يمسح بطنه ويقول: ما ملئ طعام ولكن ملاءه علم، والله ما آية نزلت في بر ولا بحر ولا سهل ولا جبل الا أنا أعلمها وأعلم فيمن نزلت. وقول أبي عبد الله عليه السلام: الى الله أشكو أهل المدينة انما أنا فيهم كالشعر أتنقل يريدونني على أن لا أقول الحق. والله لا أزال أقول الحق حتى أموت، فلما قلت حقا أريد به حقن دمائكم، وجمع أمركم على ما كنتم عليه، أن يكون سركم مكنونا عندكم غير فاش في غيركم. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سرا أسره الله الى جبريل، وأسره جبريل الى محمد، وأسره محمد الى علي صلوات الله عليهم، وأسره علي الى من شاء. ثم قال، قال أبو جعفر عليه السلام: ثم أنتم تحدثون به في الطريق، فأردت حيث مضى صاحبكم أن ألف أمركم عليكم، لئلا تضيعوه في غير موضعه، ولا تسألوا عنه غير أهله فتكونوا في مسألتكم اياهم هلكتم، فكم دعي الى نفسه ولم يكن داخله. ثم قلتم: لابد إذا كان ذلك منه: يثبت على ذلك ولا يتحول عنه الى غيره، قلت: لانه كان من التقية والكف أولا، وأما إذا تكلم فقد لزمه الجواب فيما يسأل عنه، فصار الذي كنتم تزعمون أنكم تذمون به، فان الامر مردود الى غيركم، وأن الفرض عليكم أتباعهم فيه اليكم. فصيرتم ما استقام في عقولكم وآرائكم، وصح به القياس عندكم بذلك لازما، لما زعمتم من أن لا يصح أمرنا، زعمتم حتى يكون ذلك علي لكم، فان قلتم ان لم يكن كذلك لصاحبكم فصار الامر ان وقع اليكم: نبذتم أمر ربكم وراء ظهوركم، فلا أتبع أهوائكم، قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين. وما كان بد من أن تكونوا كما كان من قبلكم، قد أخبرتم أنها السنن والامثال ]


[ 863 ]

[ القذة بالقذة، وما كان يكون ما طلبتم من الكف أولا ومن الجواب آخرا شفاء لصدوركم ولا ذهاب شككم، وما كان من أن يكون ما قد كان منكم، ولا يذهب عن قلوبكم حتى يذهبه الله عنكم، ولو قدر الناس كلهم على أن يحبونا ويعرفوا حقنا ويسلموا لامرنا: فعلوا ولكن الله يفعل ما يشاء ويهدي إليه من أناب. فقد أجبتك في مسائل كثيرة، فانظر أنت ومن أراد المسائل منها وتدبرها، فان لم يكن في المسائل شفاء فقد مضى اليكم مني ما فيه حجة ومعتبر، وكثرة المسائل معيبة عندنا مكروهة، انما يريد أصحاب المسائل المحنة ليجدوا سبيلا الى الشبهة والضلالة ومن أراد لبسا لبس الله عليه ووكله الى نفسه، ولا ترى أنت وأصحابك اني أجبت بذلك، وان شئت صمت، فذاك الي لا ما تقوله أنت وأصحابك، لا تدرون كذا وكذا، بل لا بد من ذلك، إذ نحن منه على يقين وأنتم منه في شك. ما روى في عيسى بن جعفر بن عاصم وأبى على بن راشد وابن بند 1122 – حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن محمد بن الفرج، قال: كتبت الى أبي الحسن عليه السلام أسأله عن أبي علي بن راشد وعن عيسى بن جعفر بن عاصم وابن بند. فكتب الي: ذكرت ابن راشد رحمه الله فانه عاش سعيدا ومات شهيدا ودعا لابن بند والعاصمي، وابن بند ضرب بالعمود حتى قتل، وأبو جعفر ضرب ثلاثمائة سوط ورمي به في دجلة. ما روى في عبد الله بن طاووس 1123 – وكان عمره مائة سنة، وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه، حدثني الحسن بن أحمد المالكي، قال: حدثني عبد الله بن طاووس، في سنة ثمان وثلاثين ومأتين، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام وقلت له: ان لي ابن أخ قد زوجته ابنتي وهو يشرب الشراب ويكثر ذكر الطلاق ؟ فقال له: ان كان ]


[ 864 ]

[ من اخوانك فلا شئ عليه، وان كان من هؤلاء فانتزعها منه فانما عني الفراق. فقلت له أروي عن آبائك عليهم السلام: اياكم والطلقات ثلاثا في مجلس فانهن ذوات أزواج ؟ فقال: هذا من اخونكم لامنهم، انه من دان بدين قوم لزمته أحكامهم. قال: قلت له: ان يحيى بن خالد سم أباك موسى بن جعفر صلوات الله عليهما ؟ قال: نعم سمه في ثلاثين رطبة، قلت له: فما كان يعلم أنها مسمومة ؟ قال: غاب عنه المحدث. قلت: ومن المحدث ؟ قال: ملك أعظم من جبريل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مع الائمة صلوات الله عليهم، وليس كل ما طلب وجد، ثم قال: انك ستعمر فعاش مائة سنة. ما روى في أبى العباس الحميرى. 1124 – قال نصر بن الصباح: أبو العباس الحميري اسمه عبد الله بن جعفر كان استاد أبي الحسن. ما روى في جعفر بن بشير العجلى 1125 – قال نصر: أخذ جعفر بن بشير رحمه الله فضرب ولقى شدة حتى خلصه الله، ومات في طريق مكة، وصاحبه المأمون بعد موت الرضا عليه السلام جعفر بن بشير مولى بجيلة كوفي، مات بالابواء سنة ثمان ومأتين. ما روى في يزيد ومحمد ابني اسحاق شعر 1126 – حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثني يزيد بن اسحاق شعر وكان من أرفع الناس لهذا الامر، قال: خاصمني مرة أخي محمد وكان مستويا فقلت له لما طال الكلام بيني وبينه: ان كان صاحبك بالمنزلة التي تقول فاسأله أن يدعو الله لي حتى أرجع الى قولكم. ]


[ 865 ]

[ قال، قال لي محمد: فدخلت على الرضا عليه السلام فقلت له: جعلت فداك ان لي أخا وهو أسن مني، وهو يقول بحياة أبيك وأنا كثيرا ما أناظره، فقال لي يوما من الايام: سل صاحبك ان كان بالمنزل الذي ذكرت أن يدعو الله لي حتى أصير الى قولكم ! فاني أحب أن تدعو الله له. قال: فالتفت أبو الحسن عليه السلام نحو القبلة فذكر ما شاء الله أن يذكر، ثم قال: اللهم خذ بسمعه وبصره ومجامع قلبه حتى ترده الى الحق، قال: وكان يقول هذا وهو رافع يده اليمني، قال: فلما قدم أخبرني بما كان، فوالله ما لثبت الا يسيرا حتى قلت بالحق. ما روى في أبى يحيى الموصلي ولقبه كوكب الدم 1127 – قال حمدويه، عن العبيدي، عن يونس، قال: أبو يحيى الموصلي ولقبه كوكب الدم كان شيخا من الاخيار. قال العبيدي: أخبرني الحسن بن علي بن يقطين: أنه كان يعرفه أيام أبيه له فضل ودين. في أبى عبد الله أحمد بن محمد السيارى، اصفهاني ويقال بصرى 1128 – طاهر بن عيسى الوراق، قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب قال: حدثني الشجاعي، قال: حدثني ابراهيم بن محمد بن حاحب، قال: قرأت في رقعة مع الجواد عليه السلام يعلم من سأل عن السياري: انه ليس في المكان الذي ادعاه لنفسه والا تدفعوا إليه شيئا. قال نصر بن الصباح: السياري أحمد بن محمد أبو عبد الله من ولد سيار، وكان من كبار الطاهرية في وقت أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام. في على بن جعفر 1129 – محمد بن مسعود، قال: قال يوسف بن السخت: كان علي بن جعفر وكيلا لابي الحسن عليه السلام، وكان رجلا من أهل همينيا، قرية من قرى سواد ]


[ 866 ]

[ بغداد، فسعى به الى المتوكل، فحبسه فطال حبسه واحتال من قبل عبيد الله، فعرض ابن خاقان بمال ضمنه عنه ثلاثة آلاف دينار، وكلمه عبيد الله بن خاقان بمال ضمنه عنه ثلاثة آلاف دينار، وكلمه عبيد الله، فعرض جامعه على المتوكل، فقال: يا عبيد الله لو شككت فيك لقلت أنك رافضي هذا وكيل فلان وأنا على قتله. قال فتأدى الخبر الى علي بن جعفر، فكتب الى أبي الحسن عليه السلام يا سيدي الله الله في، فقد والله خفت أن أرتاب، فوقع في رقعته: أما إذا بلغ بك الامر ما أرى فساقصد الله فيك، وكان هذا في ليلة الجمعة. فأصبح المتوكل محموما فازدادت علته حتى صرخ عليه يوم الاثنين، فأمر بتخلية كل محبوس عرض عليه اسمه، حتى ذكر هو علي بن جعفر. فقال لعبيد الله: لم لم تعرض على أمره ؟ فقال: لا أعود الى ذكره أبدا قال: خل سبيله الساعة وسله أن يجعلني في حل، فخلي سبيله، وصار الى مكة بأمر أبي الحسن عليه السلام فجاور بها، وبرأ المتوكل من علته. 1130 – محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن أبي يعقوب يوسف بن السخت، قال: حدثني العباس، عن علي بن جعفر قال: عرضت أمري على المتوكل فأقبل على عبيد الله بن يحيى بن خاقان فقال له: لا تتعبن نفسك بعرض قصة هذا وأشباهه، فان عمه أخبرني أنه رافضي، وأنه وكيل علي بن محمد، وحلف أن لا يخرج من الحبس الا بعد موته، فكتبت الى مولانا: أن نفسي قد ضاقت واني أخاف الزيغ. فكتب الي: أما إذا بلغ الامر منك ما أرى فسأقصد الله فيك، فما عادت الجمعة حتى أخرجت من السجن. في محمد بن ابراهيم بن محمد الهمداني 1131 – محمد بن سعد بن مزيد أبو الحسن، قال: حدثنا محمد بن جعفر ]


[ 867 ]

[ ابن ابراهيم الهمداني وكان ابراهيم وكيلا وكان حج أربعين حجة، قال: أدركت بنتا لمحمد بن ابراهيم بن محمد، فوصف جمالها وكمالها، وخطبها أجلة الناس فأبى أن يزوجها من أحد، فأخرجها معه الى الحج، فحملها الى أبي الحسن عليه السلام ووصف له هيأتها وجمالها. وقال: اني انما حبستها عليك تخدمك، قال: قد قبلتها فاحملها معك الى الحج وارجع من طريق المدينة فلما بلغ المدينة راجعا ماتت، فقال له أبو الحسن صلوات الله عليه: بنتك زوجتي في الجنة يا بن ابراهيم. في خيران الخادم القراطيسى 1132 – وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار القمي بخطه. حدثني الحسين بن محمد بن عامر، قال: حدثني خيران الخادم القراطيسي قال: حججت أيام أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام، وسألته عن بعض الخدم وكانت له منزلة من أبي جعفر عليه السلام، فسألته أن يوصلني إليه، فلما صرنا الى المدينة، قال لي: تهيأ فاني أريد أن أمضي الى أبي جعفر عليه السلام. فمضيت معه، فلما أن وافينا الباب قال: ساكن في حانوت فاستأذن ودخل فلما أبطأ علي رسوله: خرجت الى الباب فسألته عنه ؟ فأخبرني أنه قد خرج ومضى. فبقيت متحيرا، فإذا أنا كذلك: إذ خرج خادم من الدار، فقال أنت خيران ؟ فقلت: نعم، قال لي: ادخل، فدخلت، وإذا أبو جعفر عليه السلام قائم على دكان لم يكن فرش له ما يقعد عليه، فجاء غلام بمصلى فألقاه له، فجلس فلما نظرت إليه تهيبت ودهشت. فذهبت لا صعد الدكان من غير درجة فأشار الى موضع الدرجة. فصعدت وسلمت، فرد السلام ومد يده الي فأخذتها وقبلتها ووضعتها على وجهي، فأقعدني بيده، فأمسكت يده مما داخلني من الدهش، فتركها في يده صلوات الله عليه. ]


[ 868 ]

[ فلما سكنت خليتها فسائلني، وكان الريان بن شبيب قال لي ان وصلت الى أبي جعفر عليه السلام وقلت له مولاك الريان بن شبيب يقرأ عليك السلام، ويسألك الدعاء له ولولده ؟ فذكرت له ذلك، فدعا له ولم يدع لولده، فأعدت عليه فدعا له ولم يدع لولده، فأعدت عليه ثلاثا فدعا له ولم يدع لولده. فودعته وقمت، فلما مضيت نحو الباب سمعت كلامه ولم أفهم ما قال، وخرج الخادم في أثري، فقلت له: ما قال سيدي لما قمت ؟ فقال لي قال: من هذا الذي يرى أن يهدي لنفسه ؟ هذا ولد في بلاد الشرك فلما أخرج منها صار الى من هو شر منهم، فلما أراد الله أن يهديه هداه. 1133 – محمد بن مسعود، قال: حدثني سليمان بن حفص، عن أبي بصير حماد بن عبد الله القندي، عن ابراهيم بن مهزيار، قال: كتب الى خيران: قد وجهت اليك ثمانية دراهم، كانت أهديت الي من طرسوس، دراهم منهم، وكرهت أن أردها على صاحبها أو أحدث فيها حدثا دون أمرك، فهل تأمرني في قبول مثلها أم لا لاعرفها انشاء الله وانتهي الى أمرك ؟ فكتب وقرأته: أقبل منهم إذا أهدى اليك دراهم أو غيرها، فان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يرد هدية على يهودي ولا نصراني. 1134 – حمدويه وابراهيم، قالا حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني خيران الخادم، قال: وجهت الى سيدي ثمانية دراهم، وذكر مثله سواء، وقال: قلت جعلت فداك انه ربما أتاني الرجل لك قبله الحق، أو يعرف موضع الحق لك، فيسألني عما يعمل به ؟ فيكون مذهبي آخذ ما يتبرع في سر، قال: اعمل في ذلك برأيك فان رأيك رأيي، ومن أطاعك فقد أطاعني. قال أبو عمرو: هذا يدل على أنه كان وكيله، ولخيران هذا مسائل يرويها عنه وعن أبي الحسن عليه السلام ]


[ 869 ]

[ في ابراهيم بن محمد الهمداني 1135 – علي بن محمد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن ابراهيم بن محمد الهمداني، قال: كتبت الى أبي جعفر عليه السلام أصف له صنع السبع بي. فكتب بخطه: عجل الله نصرتك ممن ظلمك وكفاك مؤنته، وأبشر بنصر الله عاجلا وبالاجر آجلا، وأكثر من حمد الله. 1136 – علي بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد: عن عمر بن علي ابن عمر بن يزيد، عن ابراهيم بن محمد الهمداني، قال وكتب الي: قد وصل الحساب تقبل الله منك ورضي عنهم وجعلهم معنا في الدنيا والاخرة وقد بعثت اليك من الدنانير بكذا ومن الكسوة كذا، فبارك لك فيه وفي جميع نعمة الله عليك. وقد كتبت الى النضر أمرته أن ينتهي عنك، وعن التعرض لك وبخلافك، وأعلمته موضعك عندي، وكتبت الى أيوب أمرته بذلك أيضا، وكتبت الى موالي بهمدان كتابا أمرتهم بطاعتك والمصير الى أمرك وأن لا وكيل لي سواك. في عمرو بن سعيد المدائني 1137 – قال نصر بن الصباح: عمرو بن سعيد فطحي. في يعقوب بن يزيد الكاتب الانباري ويعرف بالقمى 1138 – ابن مسعود، قال: سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن فضال، عن يعقوب بن يزيد ؟ قال: كان كاتبا لابي دلف القاسم. ما روى في أبى خالد السجستاني 1139 – حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا محمد بن عثمان: قال: حدثنا أبو خالد السجستاني، أنه لما مضى أبو الحسن عليه السلام وقف عليه، ثم نظر في نجومه فزعم أنه قد مات فقطع على موته وخالف أصحابه. ]


[ 870 ]

[ ما روى في أبى محمد الانصاري من أصحاب الرضا (ع) 1140 – قال أبو عمر وقال نصر بن الصباح: أبو محمد الانصاري الذي يروي عنه محمد بن عيسى العبيدي، وعبد الله بن ابراهيم، مجهول لا يعرف. ما روى في داود بن النعمان 1141 – قال حمدويه، عن أشياخه قالوا: داود بن النعمان خير فاضل، وهو عم الحسن بن علي بن النعمان، وأوصى بكتبه لمحمد بن اسماعيل بن بزيع. ما روى في الحسين بن أبى الخطاب 1142 – ذكر عن محمد بن يحيى الغطار، أن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ذكر أنه يحفظ مولد الحسين بن أبي الخطاب وأنه ولد سنة أربعين ومائة، وأهل قم يذكرون الحسين بن أبي الخطاب وسائر الناس يذكرون الحسين بن الخطاب. ما روى في الحسن بن القاسم من أصحاب الرضا (ع) 1143 – حمدويه، قال: حدثنا الحسن بن موسى، قال: حدثنى الحسن بن القاسم، قال: حضر بعض ولد جعفر عليه السلام الموت، فأبطأ عليه الرضا عليه السلام، قال: فغمني ذلك لابطائه عن عمه، قال: ثم جاء فلم يلبث أن قام، قال الحسن: فقمت معه فقلت: جعلت فداك عمك في الحال التي هو فيها وتقوم وتدعه، فقال عمي يدفن فلانا يعني الذي هو عندهم، قال: فوالله ما لبثنا أن تمايل المريض ودفن أخاه الذي كان عندهم صحيحا. قال الحسن الخشاب: فكان الحسن بن القاسم يعرف الحق بعد ذلك ويقول به. ]


[ 871 ]

[ ما روى في واصل وأبى الفضل الخراساني 1144 – محمد بن مسعود، قال: حدثني أبو علي المحمودي، قال: حدثني واصل، قال: طليت أبا الحسن عليه السلام بالنورة، فسددت مخرج الماء من الحمام الى البئر ثم جمعت ذلك الماء وتلك النورة وذلك الشعر فشربته كله. 1145 – محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد القلانسي، قال: حدثنا معاوية بن حكيم، قال: حدثني أبو الفضل الخراساني، وكان له انقطاع الى أبي الحسن الثاني عليه السلام وكان يخالط القراء ثم انقطع الى أبي جعفر عليه السلام. في مقاتل بن مقاتل 1146 – نصر بن الصباح، قال: حدثني اسحاق بن محمد البصري عن القاسم بن يحيى، عن حسين بن عمر بن يزيد قال: دخلت على الرضا عليه السلام وأنا شاك في امامته، وكان زميلي في طريقي رجل يقال له: مقاتل بن مقاتل، وكان قد مضى على امامته بالكوفة، فقلت له: عجلت ؟ فقال: عندي في ذلك برهان وعلم. قال الحسين، فقلت للرضا عليه السلام: قد مضى أبوك ؟ فقال: أي والله، واني لفي الدرجة التي فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله، ومن كان أسعد ببقاء أبي مني، ثم قال: ان الله تبارك وتعالى يقول: ” السابقون السابقون أولئك المقربون ” (1) العارف للامامة حين يظهر الامام. ثم قال: ما فعل صاحبك ؟ فقلت: من ؟ قال: مقاتل بن مقاتل المسنون الوجه الطويل اللحية الاقنى الانف، وقال: أما أني ما رأيته ولا دخل علي، ولكنه آمن وصدق فاستوص به قال: فانصرفت من عنده الى رحلي فإذا مقاتل راقد، فحركته ثم قلت لك بشارة عندي لا أخبرك بها حتى تحمد الله مائة مرة ففعل، ثم أخبرته بما كان. ]


1) سورة الواقعة: 11 (*)

[ 872 ]

[ في حمزة بن بزيع 1147 – روى أصحابنا عن الفضل بن كثير، عن علي بن عبد الغفار المكفوف عن الحسن بن الحسين بن صالح الخثعمي، قال، ذكر بين يدي أبي الحسن الرضا عليه السلام حمزة بن بزيع، فترحم عليه فقيل له: انه كان يقول بموسى ويقف عليه، فترحم عليه ساعة ثم قال: من جحد حقي كمن جحد حق آبائي. في أبى الصلت عبد السلام بن صالح الهروي 1148 – حدثني أبو بكر أحمد بن ابراهيم السنسني، رحمه الله، قال: حدثني أبو أحمد محمد بن سليمان، من العامة، قال: حدثني العباس الدوري، قال: سمعت يحيى بن نعيم، يقول: أبو الصلت نقي الحديث ورأيناه يسمع ولكن كان شديد التشيع ولم ير منه الكذب. 1149 – قال أبو بكر: حدثني أبو القاسم طاهر بن علي بن أحمد، ذكر أن مولده بالمدينة، قال: سمعت بركة بن الحسن الاسفرائني، يقول: سمعت أحمد فترحم عليه ساعة ثم قال: من جحد حقي كمن جحد حق آبائي. في أبى الصلت عبد السلام بن صالح الهروي 1148 – حدثني أبو بكر أحمد بن ابراهيم السنسني، رحمه الله، قال: حدثني أبو أحمد محمد بن سليمان، من العامة، قال: حدثني العباس الدوري، قال: سمعت يحيى بن نعيم، يقول: أبو الصلت نقي الحديث ورأيناه يسمع ولكن كان شديد التشيع ولم ير منه الكذب. 1149 – قال أبو بكر: حدثني أبو القاسم طاهر بن علي بن أحمد، ذكر أن مولده بالمدينة، قال: سمعت بركة بن الحسن الاسفرائني، يقول: سمعت أحمد ابن سعيد الرازي، يقول: ان أبا الصلت الهروي ثقة مأمون على الحديث الا أنه يحب آل رسول الله صلى الله عليه وآله وكان دينه ومذهبه (1). ]


1) الى هنا تم نسخة السيد وقال في آخره: تمت يتلوه في الجزء السابع ما روى في أبى جرير القمى والحمد لله رب العالمين، كتبه العبد الضعيف الفقير…. في عاشر جمادى الاخرة سنة أربع وستين وتسعمائة. وبه تم مقابلة الكتاب على نسخة السيد في يوم مولد النبي ” ص ” سنة 1404 على يد العبد الفقير السيد مهدى الرجائى. (*)

[ 873 ]

[ في أبى جرير القمى 1150 – محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن حمزة بن اليسع، عن زكريا بن آدم، قال: دخلت على الرضا عليه السلام من أول الليل في حدثان موت أبي جرير فسألني عنه وترحم عليه، ولم يزل يحدثني وأحدثه حتى طلع الفجر، فقام عليه السلام فصلى الفجر. في على بن جعفر بن العباس الخزاعى المروزى 1151 – قال محمد بن مسعود: علي بن جعفر بن العباس الخزاعي كان واقفيا

اترك تعليقاً