الإمامة والتبصرة

علي بن بابويه


[ 1 ]

بسم الله الرحمن الرحيم الاحاديث قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الائمة من بعدي إثنا عشر، أولهم أنت يا علي، وآخرهم القائم الذي يفتح الله – تعالى ذكره – على يديه مشارق الارض و مغاربها (1). وقالت سيدة النساء عليها السلام: دخل إلي رسول الله صلى الله عليه وآله عند ولادتي الحسين… ثم قال: يا فاطمة، خذيه [ أي الحسين ” ع ” ] فإنه إمام، ابن إمام، وأبو الائمة، تسعة من صلبه، أئمة أبرار، والتاسع قائمهم (2). وقال أمير المؤمنين عليه السلام لابنه الحسين عليه السلام: التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق (3). وقالت الزهراء عليها السلام: أما والله لو تركوا الحق على أهله، واتبعوا عترة نبيه، لما اختلف في الله اثنان، ولورثها سلف عن سلف، وخلف بعد خلف، حتى يقوم قائمنا، التاسع من ولد الحسين (4). وقال الامام الحسن عليه السلام: ذاك التاسع من ولد أخي الحسين، ابن


1 – كمال الدين ج 1 / 282 ح 35، عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 / 53 ح 34، أمالي الصدوق ص 97 ح 9، عنها البحار 36 / 226 ح 1. 2 – كفاية الاثر ص 194 وعنه البحار 36 / 350 ح 21 9 3 – كمال الدين ج 1 / 304 ح 16 وعنه في البحار 51 / 110 ح 2. 4 – كفاية الاثر ص 198 وعنه البحار 36 / 352 ح 224.

[ 2 ]

سيدة الاماء، يطيل الله عمره في غيبته، ثم يظهره بقدرته (1). وقال الامام الحسين عليه السلام: منا إثنا عشر مهديا، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم التاسع من ولدي، وهو القائم بالحق (2). وقال الامام السجاد عليه السلام: فينا نزلت هذه الآية ” وجعلها كلمة باقية في عقبه ” والامامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) إلى يوم القيامة، وإن للقائم منا غيبتين (3). وقال الامام الباقر عليه السلام: منا إثنا عشر محدثا، السابع من ولدي القائم (4). وقال الامام جعفر الصادق عليه السلام: الامام من بعدي موسى، والخلف المأمول المنتظر م ح م د ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى (5). وقال الامام الكاظم عليه السلام: القائم الذي يطهر الارض من أعداء الله، ويملاها عدلا كما ملئت جورا، هو الخامس من ولدي (6). وقال الامام الرضا عليه السلام: القائم… ذاك الرابع من ولدي (7). وقال الامام الجواد عليه السلام: القائم… هو الثالث من ولدي (8). وقال الامام الهادي عليه السلام: إن الامام بعدي الحسن ابني، وبعد الحسن ابنه القائم (9). وقال الامام العسكري عليه السلام: إبني م ح م د هو الامام والحجة بعدي، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية (10).


1 – كمال الدين ج 1 / 315 ح 2 وعنه البحار 51 / 132 ح 1 2 – كمال الدين ج 1 / 317 ح 3 وعنه البحار 51 / 133 ح 4 3 – كمال الدين ج 1 / 323 ح 8 وعنه البحار 51 / 134 ح 1 4 – اثبات الوصية ص 259 وعنه منتخب الاثر ص 21 2 ح 3 5 – كمال الدين ج 2 / 4 334 وعنه البحار 51 / 143 ح 7 6 – كمال الدين ج 2 / 361 ح 5 وعنه البحار 51 / 151 ح 6 7 – كمال الدين ج 2 / 376 ح 7 وعنه البحار 52 / 322 ح 30 8 – كمال الدين ج 2 / 377 ح 1 وعنه البحار 51 / 156 ح 1 9 – كمال الدين ج 2 / 383 ح 10 وعنه البحار 50 / 339 ح 4 10 – كمال الدين ج 2 / 409 ح 9 وعنه البحار 51 / 160 ح 7

[ 3 ]

وقال الامام الغائب المنتظر عجل الله فرجه الشريف: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن جدي محمدا رسول الله، وأن أبي أمير المؤمنين، ثم عد إماما إماما إلى أن بلغ إلى نفسه، ثم قال: اللهم أنجز لي ما وعدتني، وأتمم لي أمري، وثبت وطأتي، واملا الارض بي عدلا وقسطا (1).


1 – كمال الدين ج 2 / 428 وعنه البحار 51 / 13

[ 4 ]

قال الله تعالى: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا… النور / 55 ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الارض… القصص / 5، 6 ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الارض يرثها عبادي الصالحون * إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين * وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين * الانبياء / 105 – 107


[ 5 ]

الامامة والتبصرة من الحيرة للفقيه المحدث أبي الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي والد الشيخ الصدوق (ره) المتوفى في سنة تناثر النجوم 329 ه‍ ق تحقيق ونشر مدرسة الامام المهدي عليه السلام قم المقدسة


[ 7 ]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أوجب الحمد على عباده بنعمه عندهم آنفا واستوجب منهم – بما وفقهم لذلك الحمد على تلك النعم – شكرا مستأنفا. وسبحان من ليس معه لاحد في الآنف من النعمة، والمستأنف من الشكر صنع في إحداث موهبة، ولا في إلهام شكر، بل برأفته أولى النعم، وبتحننه ألهم الشكر، وبتفضله بسط في ذلك كله التوفيق، وبحكمته أرشد إلى الهدى، وبعدل قضائه لم يجعل في الدين من حرج، ولم يدع إليه بسبيل غامض (ولو بان الدال) (1) عليه عن الكلام المتداول على الالسنة، بينونته – جل ثناؤه – عن عباده، لحارت الاسماع عن إصغائه، وتاهت الافئدة عن بلوغه، وغربت الافهام عن حمله غروبها عن كيفية الله – جلت أسماؤه -. والحمد لله الذي كان من لطيف صنعه وانفاذ حكمته أن لم يحمل علينا في ذلك إصرا، وجعل سفيره – فيما دعا إليه – خيرته من خلقه محمدا صلى الله عليه وآله، وبين منه – في أيام الدعوة، وقبل حدوث النبوة وإظهار الرسالة – عناصر طيبة وأعراقا طاهرة وشيما مرضية (2).


1 – ما بين المعقوفين زدناه تصحيحا للعبارة، وكان موضعه بياض في نسخة (ب)، أما نسخة (أ) ففيها: ولم يدع إليه سبيل غامض عليه من الكلام. 2 – في (ب): وسيما مرضية.

[ 8 ]

وجعله المقتدى به في مكارم الاخلاق، والمشار إليه بمجانبة الاعراض التي تمنع التقديم والتأخير، وتحجزت بالتقديس والتفضيل، حتى دعانا إلى الله جل جلاله بكلام مفهوم، وكتاب عزيز (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد) (3). فجعل الداعي منزها عن دنية تحجزه عن قول معروف، ومصونا بالعصمة عن أن ينهى عن خلق ويأتي بمثله، والرسالة مباينة عن أن يأتيها الباطل من بين يديها أو من خلفها. ومن على خلقه أن جعل الداعي معهودا بالمجاورة، والدعوة مشهورة بالمجاورة، وأوكد في ذلك على عباده الحجة أن دعا إلى حق لا يجمع مختلفين ولا يضم متفقين. وجعل عباده – على اختلاف هممهم واتساع خلائقهم – بمعزل عن السبيل التي ” لو اتبع الحق أهوائهم، لفسدت السموات والارض ومن فيهن ” (4) ومباينة من الحالة التي يملكون فيها لانفسهم نفعا أو ضرا، وأوكل عجزهم (5)، وضعف آرائهم إلى أئمة أصفياء، وحفظة أتقياء، عن الله يبلغون، واليه يدعون، وبما يأمرون به من الخيرات يعملون، وعما ينهون عنه ينتهون ” ولا يشفعون إلا لمن ارتضى، وهم من خشيته مشفقون ” (6). فالحمد لله على جميع هذه النعم الحسنة، حمدا يؤدى به الحق، ويستجلب به المزيد. وصلى الله على محمد وآله صلاة ترفع إليه وتزكو عنده، وتدل على اشتمال الثبات، واستقرار الطويات على أنهم لله علينا حجة، وإليه لنا قادة وعليه – تبارك اسمه – أدلة، وفي دينه القيم شريعة وسالفة، وأن كلمتهم لا تبطل وحجتهم لا تدحض، وعددهم لا يختلف، ونسبهم لا ينقطع، حتى يرث الله – جل جلاله –


3 – اقتباس من الاية (42) من سورة فضلت 41. 4 – اقتباس من الاية (71) من سورة المؤمنون 23. 5 – هذا هو الظاهر وكان في (أ): وأكل عجز لهم، وفي (ب): وأكل عجزهم وضعفهم. 6 – اقتباس من الآية (28) من سورة الانبياء 21.

[ 9 ]

الارض ومن عليها وهو خير الوارثين، ويظهرهم على الدين كله ولو كره المشركون. ” قال الشيخ ابو الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه رحمه الله ” (7) اني لما بذلت فيما أخلدت من الكتب وسعي، وأخرجت فيما لزمني من ذلك جهدي، وجدت الصلاة تجمع حدودا كثيرة، والصوم يشمل امورا وافرة والزكاة تضم معاني مختلفة، والحج يحوي مناسك جمة. ووجدت حمل هذه الاشياء الجليلة، وملابسة هذا الدين القيم، وتبصرة ما ذكرت من هذه الاحوال، لا تنال إلا بسابقة إليه وإمام يدل عليه، وأن من هداه الله لذلك ارتشد سبيله وانتفع بعلمه وعمله، ومن أضله أضل سبيله وحبط عمله، وخسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين. وعلمت أن الامامة حال بها يدرك حدود الصلاة، وشرائع الصوم، ومعاني الزكاة، ومناسك الحج. ورأيتها أجل عروة محكمة، وأوثق سبيل منهجة. ورأيت كثيرا ممن صح عقده، وثبتت على دين الله وطأته، وظهرت في الله خشيته، قد أحادته الغيبة، وطال عليه الامد حتى دخلته الوحشة، وأفكرته (8) الاخبار المختلفة، والآثار الواردة، فجمعت أخبارا تكشف الحيرة وتجسم النعمة (9) وتنبئ عن العدد، وتؤنس من وحشة طول الامد. وبالله للصواب أرتشد، وعلى صالح القول أستعين، واياه أسأل أن يحرس الحق ويحفظه على أهله، ويصون مستقره ومستودعه. ” أسباب اختلاف الروايات وموجبات الحيرة والاشتباه ” فلاجل الحاجة إلى الغيبة اتسعت الاخبار، ولمعاني التقية والمدافعة عن الانفس اختلفت الروايات ” وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم


7 – هذا السطر من راوي الكتاب كما هو الظاهر. 8 – في هامش (أ): وأنكرته. 9 – هذا ظاهر (أ) وفي (ب) تجسم الغمة.

[ 10 ]

ما يتقون ” (10). ولولا التقية والخوف، لما حار أحد، ولا اختلف اثنان، ولا خرج شئ من معالم دين الله – تعالى – إلا على كلمة لا تختلف وحرف لا يشتبه. ولكن الله – عظمت أسماؤه – عهد إلى أئمة الهدى في حفظ الامة، وجعلهم في زمن مأذون لهم باذاعة العلم، وفي آخر حلماء ” يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزى قوما بما كانوا يكسبون ” (11). عظم هذا من أمر وجل! ولامر ما وقع وحل!. وغير عجب أن يحدث في مثله من الاوقات خبر يحمي خيط الرقبة (12). ويحرس بفضل المداراة جمهور البيضة. وفي مثل هذا الزمن خولف الامر في العدد، حتى أوقع في الظاهر أمر ما لا خلاف في استبطانه، وكشف عن سبب لا شك في كتمانه. وليست إشارة مشهورة واذاعة بينة أن يقول ولي من أولياء الله وثقة من خزان أسرار الله أن صاحب هذا الامر أثبت (13) مني، وأخف ركابا. هذا، مع الروايات المشهورة والاحاديث الكثيرة: أن الوقت غير معلوم، والزمن غير معروف، ولولا كتمان الوقت والمساترة به، لما استدل عليه بالصيحة (14)، والآيات وخروج رايات أهل الضلالات، ولقيل: إنه فلان بن فلان، وإن يومه يوم معلوم بين الايام، ولكن الله – جل اسمه – جعله أمرا منتظرا في كل حين، وحالا مرجوة عند كل أهل عصر،


10 – من الآية (115) سورة التوبة 9. 11 – من الاية (14) سورة الجاثية 45. 12 – هذا هو الظاهر، وكان في النسختين: حيط، بالحاء المهملة. 13 – في (ب): أشب. 14 – هذا هو الظاهر وكان في النسختين: الصحة.

[ 11 ]

لئلا تقسو – بطول أجل يضربه الله – قلوب، ويستبطأ (15) في استعمال سيئة وفاحشة، موعدة عقاب، وليكون كل عامل على اهبة، ويكون من وراء أعمال الخيرات أمنية، ومن وراء أهل الخطايا والسيئات خشية وردعة، وليدفع الله بعضا ببعض، والسنة القديمة على هذا قول رسول الله صلى الله عليه وآله في أمر الساعة حين أنذر قومه: صبحتكم الساعة، مستكم الساعة، بعثت أنا والساعة كهذه من هذه (16). فلولا ما أراد من المدافعة وتقريب المدة على عامل الخير والشر والثواب والعقاب، لعلم (صلى الله عليه وآله) أن ما جرت إليه الامة الضالة دون وقوع الساعة، وأن ما وعده الله في أهل بيته من اظهارهم على الدين كله قبل حدوثها يكون. وعلى هذا مضت الرسل، ودرج الرسل، ودرج الاخيار، كل يقرب القيامة، ويدني الساعة، ويبشر بسرعة المجازاة على العقاب والثواب. ولو كان الخبر عن كل شئ بحقيقته مقدما، والاجل في كل مدة مضروبا ممهدا، لكان حق الرسالة وفرض البلاغة على عيسى عليه السلام أن يأمر من يعلم أنه يبلغ زمن رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقتصر على ما يعهده في أيامه، ثقة بأن شريعته تنسخ الشرايع، وعلما بأنه خير النبيين وسيد المرسلين. ولاقترف أهل كل فترة ذنوبا عظيمة وجرائح كثيرة، ولكنهم كانوا على اقتراب من انتظار عقاب أو ثواب وبذلك دفع الله الناس بعضهم ببعض. وهذه السنة في الائمة عليهم السلام مستعملة، وعلى أيامهم جارية، وفيهم قائمة. ولو كان أمرهم مهملا عن العدد وغفلا، لما وردت الاخبار الوافرة بأخذ الله


15 – فيهما: يستبطئ. 16 – اقتباس من البحار ج 2 ص 301 ح 3

[ 12 ]

ميثاقهم على الانبياء وسالف الصالحين من الامة. ويدلك على ذلك قول أبي عبد الله عليه السلام حين سئل عن نوح عليه السلام لما ذكر ” استوت سفينته على الجودي بهم “: هل عرف نوح عددهم؟ فقال: نعم، وآدم عليه السلام (17). وكيف يختلف عدد، يعرفه أبو البشر ومن درج من عترته والانبياء من عقبه، على شرذمة من ذريته وبقية يسيرة من ولده؟! وأي تأويل يدخل على حديث اللوح (18). وحديث الصحيفة المختومة (19)؟ والخبر الوارد عن جابر في صحيفة فاطمة عليها السلام (20)؟ وكيف لا يعلم: أن الذي قال [ – ه ] العالم عليه السلام: ستة أيام، أو ستة أشهر أو ست سنين، غير معلوم؟! (21)


17 – ومثله ما ورد عن منصور بن حازم أنه قال لابي عبد الله (ع): أكان رسول الله صلى الله عليه وآله يعرف الائمة (ع)؟ فقال نعم، ونوح البحار 38 / 45. 18 – حديث اللوح: حديث طويل، مضمونه أن جابر عبد الله الانصاري عاد الزهراء فاطمة عليها السلام فرأى في يدها لوحا فيه: أن الباري أهداء إلي النبي صلى الله عليه وآله وقد سجل فيه أسماء الرسول والزهراء والائمة الاثنى عشر من بعده. الكافي ج 1 ص 527 ح 3. رواه المؤلف بسنده وقد نقل الصدوق نصه الكامل برواية أبيه في الباب (28) من اكمال الدين: 308 ح 1، ورواه النعماني في الغيبة (ص 29) والمفيد في الاختصاص (ص 205). ونقل في بحار الانوار (ج 36) ص (195) عنهم وعن العيون 1 / 34 ح 2 وغيبة الطوسي: ص 93 و الاحتجاج: 1 / 84 ويأتي بتمامه عن هذه الكتب في المستدرك ص 93. 19 – حديث الصحيفة المختومة: رواه المؤلف في هذا الكتاب الباب (3) وقد ذكرنا له شواهد، فراجع الحديث (20) وتخريجاته. 20 – صحيفة فاطمة، أو مصحف فاطمة، أو كتاب فاطمة، ورد التعبير بكل ذلك عن كتاب ينسب إليها سلام الله عليها كان عنده الائمة، وردت فيه أسماء من يملك من الملوك وقد ورد ذكره في رواية للمؤلف في هذا الكتاب، الباب (3) فراجع الحديث (20) مع شواهده وتخريجاته. 21 – روى الكليني بسنده عن الاصبغ بن نباتة قال في حديث طويل عن المهدى =

[ 13 ]

ومن غير شك: يجوز أن أمرا لا يمتنع أن يجوز وقته من ستة أيام إلى ستة أشهر، ومن ستة أشهر إلى ست سنين، غير ممتنع أن يجوز إلى سنين. وهل هذا مفهوم؟ فان كان عليه السلام أراد تسمية الوقت، فقد علم أنه لم يسم. وإن أراد الاغماض منه (22) فغير عجب أن يغمضه بأشد ما يقدر عليه، ويستر عنه بأجهد ما يمكنه، لان أمرا يخبر عنه من يوثق بعلمه بالشك بين ستة أيام أو ست سنين، لا يراد به غير المغامضة والستر.


= قلت يا أمير المؤمنين، وكم تكون الحيرة والغيبة؟ قال: ستة أيام، أو ستة أشهر أوست سنين… أصول الكافي (1 / 338) واثبات الوصية ص 260، لكن رواه الصدوق بأسانيد عديدة منها عن أبيه (المؤلف)، ولم يرد فيه هذا السؤال والجواب، لاحظ اكمال الدين (288 ح 1). ورواه النعماني في الغيبة (29) عن الكليني بسنده إلى الاصبغ، إلا أن الجواب فيه هكذا قال سبت من الدهر وقول المؤلف فيما يليي ” لان أمر يخبر عنه… بالشك بين ستة ستة أيام أو ست سنين ” يدل علي أن روايته للحديث كانت محتوية على عبارة تقيد الشك والترديد، انما وقع الخلل في النقل عنه. هذا، وقد ورد هذا الترديد في رواية عن الامام السجاد عليه السلام: روى الصدوق في الاكمال قال: حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضى الله عنه، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال: حدثنا القاسم بن العلاء قال حدثنى إسماعيل بن علي القزويني، قال: حدثني علي بن إسماعيل، عن عاصم بن حميد الحناط، عن محمد بن قيس عن ثابت الثمالي: عن على بن الحسين بن على بن أبي طالب عليه السلام، انه قال: فينا نزلت هذه الآية: ” واولو الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ” الاحزاب آية / 6 وفينا نزلت هذه الاية: ” وجعلها كلمة باقية في عقبه ” الزخرف آية / 28 والامامة في عقب الحسين عليه السلام إلى يوم القيامة: وإن للقائم منا غيبتين، أحدهما أطول من الاخرى: أما الاولى: فستة أيام، أو ستة أشهر، أو ست سنين. أما الاخرى: فيطول أمدها، حتى يرجع عن هذا الامر أكثر من يقول به، فلا يثبت عليه إلا من قوى يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجا مما قضيناه، وسلم لنا أهل البيت. اكمال الدين ص 323 ح 8. 22 – في (ب): عنه.

[ 14 ]

ولولا إقحام السؤال عليهم في أوقات غير مسهلة للجواب، لما خرج حكم إلا على حقيقته، ولا كلام إلا على جهته. فأما قوله عليه السلام: إن صاحب هذا الامر ابن ثلاثين سنة، أو إحدى وثلاثين سنة، أو أربعين سنة، فان جاز الاربعين فليس بصاحب هذا الامر (23). فانه لمعنى المدافعة عن الانفس، وليتيقن (24) من لا يشك في إمامة من يحدث بهذا الحديث من أعدائه: أنه ليس بصاحب السيف فيلهو عنه ويشتغل عن طلبه. ويدلك على هذا قوله: يملك السابع من ولد الخامس، حتى يملاها عدلا كما ملئت جورا (25). ولو كان صاحب هذا الامر لا يجوز أن يجوز أربعين سنة، لما جاز لاحد من الائمة عليهم السلام أن تصلح له الامامة فوق الاربعين، لان الامامة شأن واحد في القيام بالعلم والسيف، وما كان الله ليجعل هذا الامر العظيم في رجل يختاره، ثم ينزعه عنه لمعنى السن. ولو طويت ما نطقت به من هذا التأويل على هذا الخبر، لكان فيما يتأوله من يتعلق به للرد أقنع حجة وأبلغ دفعا، لان الذي يروي هذا الحديث يتأول: أن امتناع القيام بعد الاربعين سنة من طريق النكير في العقول. وأعوذ بالله أن أقول: إنهم صلوات الله عليهم بمنزلة سائر الناس، وإن عقولهم مما يدخلها الفساد في الاربعين وما فوقها.


23 – 24 – في (أ): ليتبعن. 25 – قال الصادق (ع) في المهدي (ع): الخامس من ولد السابع رواه المؤلف بسنده وعنه ابنه في اكمال الدين ص 338 ح 12. وعن الكاظم قوله: إذا فقد الخامس من ولد السابع. رواه الكليني في الكافي ج 1 ص 336 والنعماني في الغيبة ص 78 والمؤلف بسنده كما في الاكمال ص 359 والمسعودي في اثبات الوصية ص 255 نعم روى المسعودي حديثا عن الباقر (ع) قال فيه: القائم: السابع بعدي، اثبات الوصية ص 259.

[ 15 ]

والاسوة برسول الله صلى الله عليه وآله حسنة، وهو سيد النبيين والائمة الراشدين، وحين أناف على الاربعين نبي، وبعدها بسنين أظهر الدعوة. فأما أمر موسى عليه السلام، وقوله: إنه لا يموت حتى يملاها عدلا كما ملئت جورا، فان ذلك قاله عند شدة الطلب وقسوة القلوب، ليقرب المدة، ويردع الظلمة. والحجة، فيمن قال بالوقف عليه، قد استقصيت بصحيح الاخبار في باب إمامته. وإنما أردت بذكر هذا الحديث ايراد قوله: ” بدا لله فيما قلت ” لانه خرج في أيام فلان حين اشتد الطلب والخوف، حتى وقع بعد هذا الحديث من الغيبة والاختفاء ما اتصل بهذا العهد وبلغ هذه المدة، وما كان الله ليبدو له في إمام تسمية ولا خروجا. وما أفرق – بعد قولي: إن الامامة أحد الشرائع الخمسة – بين من يقول بالبداء فيها بالعدد والتسمية، وبين من يقول بالبداء في الصلاة والصوم وسائر الشرائع الاربعة. لان مخرج الاربعة من الواحدة، وهي الامامة، فان جاز أن ينسخ الله أصل الشرائع، جاز أن ينسخ فرعها. وأعوذ بالله أن أقول بنسخ شريعة وتبديل ملة، بعد أن جعل الله محمدا صلى الله عليه وآله خاتم النبيين، وشريعته خاتمة الشرائع، وواصل القيام على دينه وشريعته بقيام الساعة، والانتقال منها إلى محشر القيامة فأما الوقت: فالسنة (26) فيه الكتمان، والشريعة فيه الامساك عن الاعلان. ومما يدل على التقية ويرشد إلى (27) أن الاخبار الكثيرة وردت لعلة ما: قوله عليه السلام: ” بدا لله في إسماعيل “. (28)


26 – كلمة (إلى) ليست في (أ) 27 – في (ب): فان السنة. 28 – رواه الصدوق في التوحيد (ص 336) مرسلا عن الصادق (ع) قال: (ما بدا لله بداء كما بدا في اسماعيل ابني) وقال بعده: وقد روى لي من طريق أبي الحسين الاسدي (رضى الله عنه) في ذلك شئ =

[ 16 ]

فكيف الحجة الآن في آدم عليه السلام أنه حفظ أسماءهم؟ وما القول في أمر نوح أنه علم عددهم؟ (29) وكيف يثبت أن الله – عزوجل – أخذ على الامة كلها عهدهم، وهو ينسخ أمرهم، ويبدو له في أسمائهم؟. وبأي دليل يدفع أمر اللوح؟ فأخبار الاظلة، والآثار الواردة أن الله خلقهم قبل الامم، وما كان الله ليأخذ مولى من أوليائه على قوم، ثم يبدو له في ذلك وقد قبض إليه منهم العدد الكثير، إذ هو الحق أن لا يحاسب إلا بحجة، ولا يعذب إلا بحقيقة بلاغ. وحاش لله أن يجعل خلفاء في عباده من ينقض أمرهم ويبدل سنتهم وتكون حكمته – سبحانه – بمحل يرشح رجلا لحفظ بيضة المسلمين فيكون بمنزلة ينحى عنها قبل انقضاء أجله وبلوغ مدته، أو يجعله بمحل من يحدث في عقله الفساد لبلوغه أقصى العمر وأبعد السن، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. والحجة على هذا القول، مثل الحجة على تسميته: فسمى إماما، ولما هو، وأظهر القول فيه بالبداء لمثله، أو جعل البداء لمعنى معارضة في موت أو غم أو رزق أو أجل. والامامة لا تغير، والنسب لا ينقطع، والعدد لا يزيد ولا ينقص. فان قال قائل: إن الذي انتهى إليه الوقت في الغيبة غاية عمر أهل الدهر، ونهاية سن خلق هذا العصر، وان الآيات قبله لم تظهر، والدلالات المذكورة بين يديه لم تحدث؟! فهلا يقول بالبداء في هذه الدلالات، ويحتج بنسخها، إذ؟ هو جائز عنده


= غريب، ثم ذكر الحديث ورواه عنه في البحار (4 ص 109) 29 – مر ذكر علم نوح عليه السلام عدد الائمة عليهم السلام.

[ 17 ]

أن يبدو لله في إمام، فان ذلك أولى وأحق. وستجده (30) أكثر من يمتنع من هذا، ويحتج بأنها من المحتوم! فكيف يجعل هذه الدلالات مما (لا) (31) يبدو لله فيها، لانها من المحتوم، ويقول بالبداء في الامامة ولا يشك أنها من المحتوم؟! وكيف لا يتخذ الحجة في ذلك: أن الله – جل اسمه – يعفو عن عباده فيما يتوعدهم به من عقاب وعذاب محتوما كان ذلك منه أو موقوفا. فلا يبدو له في وعد خير صغيرا كان أو كبيرا، حتى تسلم له المدة ويقرب الله عليه الوقت، ويكفيه أمر الوحشة لطول الغيبة. وإن (32) ترك هذه العلة في الوقت، وقال بالعمر: أنه لا يجوز عمر متأخر على عمر متقدم؟! فالخبر شائع أن عمر أبي عبد الله عليه السلام أوفى على عمر من تقدمه (33). وكلما جاز أن يكون في واحد، هو جائز أن يكون في آخر، لاسيما إذا لم يكن ذلك مما يفسد شريعة أو يبطل سنة. وعسى أن يعتصم بعد هذه الاحوال مقصر بالتسليم، فيقول: إنه واجب استعماله في الاخبار كلها، ويكره التفقه، ويرفض القصد فيقول: وردت الاخبار، ولزم القبول ووجب التسليم. ويجعل الولي في ذلك بمنزلة العدو، فيوجب على أولياء الله استعمال خبر خرج من العلماء عن تقية لاعداء الله. ولا يعلم أن المجتهد في العمل أفضل من المتكل على الاماني. ويجهل قول أمير المؤمنين عليه السلام: اللهم إنك تعلم انه ما ورد علي أمران أحدهما لك رضا، والآخر لي هوى، إلا آثرت رضاك على هواي. (34)


30 – في (أ). ستجدها، و (ب). ستجد. 31 – كلمة (لا) لم ترد في النسختين، لكن تصحيح المطلب يقتضيها. 32 – في (أ): وإلا. 33 – 34 –

[ 18 ]

وهذا بعيد من هذا النمط، وعميق من القول في هذا الموضع، لكن لطيف النظر يذهب إليه، ودقيق الفكر يوجب أنه إذا لزم الايثار في امرين كلاهما حق، لفضل رضا الله على هوى ولي من أوليائه. إن استعمال الايثار في خبر ورد لمكان حجة، واستعبار واجب على خبر وقع لمعنى تقية ومكان مدافعة. جعلنا الله ممن يبصر رشده، ويهتدي سننه، ويجتهد في الدين بلغته ويبذل فيه طاقته، ويخشاه حق خشيته، ويراقبه مراقبة أهل طاعته، ويرغب في ثوابه ويخاف معاده، وختم أعمالنا بالسعادة والزلفى الحسنة. وقد بينت الاخبار التي ذكرتها من طريق العدد، وكل ما وقع في عصر إمام من اشارة إلى رجل، أو دعاية (35) منه بغير حق، واستحالة مجاوزة العدد وتبديل الاسماء، بصحيح الاخبار عن الائمة الهادين عليهم السلام. متوكلا على الله تعالى، ومستغفرا من التقصير، ومستعيذا به سبحانه أن أريد – بما تكلفته – إلا الاصلاح وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب.


35 – كذا ظاهرا، والمراد أو إعادء منه، وكان في النسختين: أودعته.

[ 19 ]

الامامة والتبصرة


[ 21 ]

1 – باب الوصية من لدن آدم عليه السلام 1 – سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب السراد، عن مقاتل ابن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: أنا سيد النبيين، ووصيي سيد الوصيين وأوصياؤه سادة الاوصياء. إن آدم عليه السلام سأل الله تعالى أن يجعل له وصيا صالحا، فأوحى الله عزوجل إليه: إني أكرمت الانبياء بالنبوة، ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الاوصياء. فقال آدم عليه السلام: يا رب اجعل وصيي خير الاوصياء. فأوحى الله إليه: يا آدم، أوص إلى شيث فأوصى آدم إلى شيث، وهو هبة الله بن آدم. وأوصى شيث إلى ابنه شبان، وهو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله على آدم من الجنة، فزوجها ابنه شيثا (1).


1 – كذا في كافة المصادر التي اورد فيها هذا الحديث، وكان في النسختين: ابنه شبان.

[ 22 ]

وأوصى شبان إلى مخلث (2). وأوصى مخلث إلى محوق. وأوصى محوق إلى عثميثا (3). وأوصى عثميثا إلى أخنوخ، وهو إدريس النبي عليه السلام. وأوصى إدريس إلى ناحور. ودفعها ناحور (4) إلى نوح النبي عليه السلام. وأوصى نوح إلى سام. وأوصى سام إلى عثامر. وأوصى عثامر إلى برعثباشا (5). وأوصى برعثباشا إلى يافث. وأوصى يافث إلى بره. وأوصى بره إلى حفسه (6). وأوصى حفسه إلى عمران. ودفعها عمران إلى ابراهيم الخليل عليه السلام. وأوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل. وأوصى إسماعيل إلى إسحاق. وأوصى إسحاق إلى يعقوب. وأوصى يعقوب إلى يوسف. وأوصى يوسف إلى بثريا (7).


2 – في الاكمال: مجلث وفي البحار: محلث. 3 – في (ب): عتميشا، في الموضعين وفي الاكمال: عثميشا 4 – في الاكمال: ناخور. 5 – في الاكمال والبحار: عيثاشا. 6 – في الاكمال والبحار: جفيسه 7 – في الاكمال: بثرياء.

[ 23 ]

أوصى بثريا إلى شعيب. ودفعها شعيب إلى موسى بن عمران عليه السلام. وأوصى موسى إلى يوشع بن النون 8). وأوصى يوشع إلى داود النبي. وأوصى داود إلى سليمان. وأوصى سليمان إلى آصف بن برخيا. وأوصى آصف إلى زكريا. ودفعها زكريا إلى عيسى بن مريم عليه السلام. وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا. وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا. وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر. وأوصى منذر إلى سليمة. وأوصى سليمة إلى برده. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ودفعها إلي برده. وأنا أدفعها إليك يا علي. وأنت تدفعها إلى وصيك، ويدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحدا بعد واحد، حتى تدفع إلى خير أهل الارض بعدك. ولتكفرن بك الامة، ولتختلفن عليك اختلافا كثيرا شديدا. الثابت عليك كالمقيم معي، والشاذ عنك في النار ” والنار مثوى الكافرين ” (9).


8 – في الاكمال والبحار: ” نون ” 9 – روى هذا الحديث الشيخ الصدوق، في من لا يحضره الفقيه (ج 4 ص 174) عن الحسن بن محبوب وقد ذكر طريقه إليه في ” المشيخة ” بقوله: وما كان فيه الحسن بن محبوب، فقد رويته عن محمد بن موسى بن المتوكل – رضى الله عنه – عن عبد الله بن جعفر الحميري وسعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب، انظر: روضة المتقين (ج 14 ص 97). =

[ 24 ]


= ورواه الصدوق في أماليه (ص 328 ح 3) بهذا السند ايضا. ورواه في اكمال الدين (ج 1 ص 21 6) عن ابن الوليد، عن الصفار وسعد والحميري جميعا، عن ابن عيسى، و ابن ابى الخطاب والنهدي وابراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب. ورواه الطوسي في أماليه (ج 2 ص 57) عن الصدوق بسنده في الامالي. ورواه الطبري في بشارة المصطفى (ص 99) بسنده إلى الصدوق، و (ص 100) بسنده عن الطوسي. وأورده المجلسي في بحار الانوار (ج 23 ص 57) عن أمالي الصدوق واكماله، وأمالي الطوسي وفي (ج 11 ص 225) و (ج 17 ص 148) عن أمالي الصدوق ومن شواهد الحديث: ما رواه الخزاز في كفاية الاثر (ص 147) بسنده إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي عليه السلام مرفوعا، وقد ذكر فيه أسماء الائمة بعد علي والحسن والحسين واحدا واحدا إلى القائم عليهم السلام. وما رواه البرسي في مشارق الانوار (ص 58) بسنده إلى ابن عباس عن علي عليه السلام. وقد نقل الحر العاملي هذا الحديث عن كافة مصادره في اثبات الهداة (ج 2 ص 306). واعلم أن الاسماء المذكورة في الرواية تختلف من حيث رسم الحروف اهمالا واعجاما وتقديما وتأخيرا وزيادة ونقصانا بشكل فاحش حسب تعدد المصادر، بل في المصدر الواحد في نقوله المختلفة، فلابد من ملاحظتها.

[ 25 ]

2 – باب أن الارض لا تخلو من حجة 2 – محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن محمد بن ابراهيم، عن زيد الشحام، عن داود بن العلا، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال الباقر عليه السلام: ما خلت الدنيا – منذ خلق الله السماوات والارض – من إمام عدل إلى أن تقوم الساعة حجة لله فيها على خلقه (1). 3 – سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن نعمان الرازي، قال: كنت أنا وبشير الدهان، عند أبي عبد الله عليه السلام، فقال: لما انقضت نبوة آدم عليه السلام وانقطع أجله، أوحى الله عزوجل إليه أن يا


1 – رواه الصدوق في علل الشرائع (ص 197 ح 14) عن أبيه (المؤلف) مثله سندا ومتنا إلا أنه لم يرد فيه ذكر الباقر عليه السلام. وأورده عنه في بحار الانوار (ج 23 ص 23) واثبات الهداة (ج 1 ص 234). لكن روى الصدوق في العلل (ص 197 ح 11) عن أبيه (المؤلف) عن سعد، عن محمد بن عيسى رفعه إلى أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام، حديثا بهذا المضمون. وقد روى هذا الحديث في بصائر الدرجات للصفار (ص 485 ح 4) والكافي للكليني (ج 1 ص 178)، ودلائل الامامة للطبري ص 229. وقد روى سعد (شيخ المؤلف) في كتابه مختصر بصائر الدرجات (ص 8) بقوله: وعنهما (أي عن يعقوب بن يزيد، وإبراهيم بن هاشم) عن محمد بن الفضيل عن علي بن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام بنص الحديث العاشر الآتي فراجعه ولاحظ تخريجاته.

[ 26 ]

آدم، قد انقضت نبوتك، وانقطع أجلك، فانظر إلى ما عندك من العلم والايمان وميراث النبوة وأثرة (2) العلم والاسم الاعظم، فاجعله في العقب من ذريتك، عند هبة الله، فإني لن أدع الارض بغير عالم يعرف به طاعتي وديني، ويكون نجاة لمن أطاعه (3). 4 – وعنه، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي إسحاق الهمداني، قال: حدثني الثقة من أصحابنا: أنه سمع أمير المؤمنين عليه السلام، يقول: اللهم، لا تخل الارض من حجة لك على خلقك، ظاهر أو خاف مغمور، لئلا تبطل حجتك (4) وبيناتك (5).


2 – في (أ): وأثر العلم. 3 – رواه في علل الشرائع (ص 195) عن أبيه (المؤلف) مثله سندا. الا ان فيه: أكله واكلك، بدل أجله وأجلك. وأورده عنه في البحار (ج 23 ص 19). وروى البرقى في المحاسن (ج 1 ص 235) عن أبيه، عن محمد بن سفيان، عن النعمان الرازي: سمعت أبا عبد الله عليه السلام: وفيه أكله وأكلك. وفي آخره… نجاة لمن يولد ما بين قبض النبي إلى ظهور النبي الآخر. ونقله في اثبات الهداة (ح 1 ص 189) عن المصادر، ورواه الطبري في دلائل الامامة 231. 4 – في المصادر: حججك. 5 – رواه في علل الشرائع (ص 195) عن أبيه (المؤلف) مثله، وفي الاكمال (ج 1 ص 302) عن أبيه وابن الوليد معا: عن سعد عن ابن عيسى وابن أبى الخطاب والهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب. وأورده في البحار في (ج 23 ص 20) عن العلل وص 49 عن الاكمال ورواه في كمال الدين (ص 289) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد وماجيلويه جميعا عن محمد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمد بن علي الكوفي القرشي، عن نصر بن مزاحم المنقرى، عن عمر بن سعيد، عن فضيل بن خديج، عن كميل بن زياد عن علي عليه السلام نحوه متنا وفيه (ص 293) عن أبيه (المؤلف) عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن عبد الله بن الفضل بن عيسى عن عبد الله النوفلي، عن عبد الله بن عبد الرحمان، عن هشام الكلبي، عن أبي مخنف لوط بن يحيى، عن عبد الرحمان بن جندب، عن كميل، مثله، ونقلهما في البحار (ج 23 ص 48 و 49). وأورد الطوسي في الامالي (ج 1 ص 19) عن الصدوق عن أبيه بسنده عن فضيل، وروى الصدوق في الاكمال (ص 302) عن أبيه (المؤلف) عن سعد، عن هارون بن مسلم (عن سعدان) هكذا في الاكمال، عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عن علي عليه السلام بمعناه، وهذا ما وقفنا عليه من مصادر الحديث وشواهده ومتابعاته من طريق المؤلف وأما من غير طريقه، فان لهذه الرواية أكثر من عشرين =

[ 27 ]

5 – محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السراج، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: تبقى الارض بلا عالم حي ظاهر (6) يفزع إليه الناس في حلالهم وحرامهم؟ فقال لي: إذا، لا يعبد الله، يا أبا يوسف (7). 6 – وعنه، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن أبي العلا: عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: قلت له: تبقى الارض – يوما – بغير امام؟ (8) فقال: لا (9). 7 – وعنه، عن محمد بن عيسى، عن بعض الثقات، عن الحسن بن زياد:


= طريقا تنتهي إلى الامام علي عليه السلام برواية كميل عنه، وفي بعض الطرق برواية من يوثق به أصحابه، أو ثقة من أصحابنا، ويمكن أن يستأنس من ملاحظة جميع الطرق أن المراد به هو كميل. فلاحظ بعض الطرق في: الكافي (ج 1 ص 339 و 178) والغيبة للنعماني (ص 68) وانظر بحار الانوار (ج 23 ص 44 و 49) وأمالي المفيد (ص 154) وكمال الدين (289 و 294) والخصال (186) وبصائر الدرجات (486). 6 – كذا في (ب) والعلل، وفي (أ): حق، وفي هامشه، حي – ظ. 7 – رواه في علل الشرائع (ص 195) عن أبيه، مثله. ونقله عنه في البحار (ج 23 ص 21) واثبات الهداة (ج 1 ص 233). وروى سعد في مختصر بصائر الدرجات (ص 8) بقوله: وعنهما (اي يعقوب بن يزيد وابراهيم بن هاشم) عن الحسن بن محبوب، مثله. وفي بصائر الدرجات للصفار (ص 487): محمد بن عيسى واحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب عن يعقوب السراج، مثله. ونقله عن الاخيرة في البحار (ج 2 3 ص 51). 8 – كذا في (ب) والمصادر الاخرى، لكن في (أ): حجة، بدل امام. 9 – رواه الصدوق في الاكمال (ص 223) عن أبيه (المؤلف) عن سعد والحميري، عن ابراهيم بن مهزيار، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان عن ابن أبي عمير بسنده مثله، وفيه تكون، بدل تبقي، ونقله في البحار 25 ص 107 ويأتي تمامه في المستدرك من كتابنا هذا ح 29 رواه في البصائر (485) عن محمد بن عيسى بسنده مثله، ونقله في البحار (23 / 50) ورواه الكليني في الكافي (ج 1 ص 178 ح 4) عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي، عن الحسين، مثله، ونقله عنه النعماني في الغيبة (ص 68). وانظر الكافي (1 / 178 ح 1).

[ 28 ]

عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: الارض لا تكون الا وفيها عالم يصلحهم، ولا يصلح الناس الا ذلك (10). 8 – سعد، عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان عن الحسن بن زياد: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لا يصلح الناس إلا بإمام، ولا تصلح الارض الا بذلك (11). 9 – سعد، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي عمارة بن الطيار (12) قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: لو لم يبق في الارض إلا اثنان، لكان أحدهما الحجة (13).


10 – رواه في العلل (ص 196) عن أبيه (المؤلف) عن سعد، عن محمد بن عيسى، عن سعد بن أبي خلف عن الحسين بن زياد، مثله. وفي الكمال (ج 1 ص 203) عن أبيه، عن سعد والحميري، قالا حدثنا إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن محمد بن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف عن الحسن بن زياد، نحوه باختلاف يسير. ونقله عنهما في البحار (ج 23 ص 35 – 36). واثبات الهداة (ج 1 ص 203). وروى الصدوق في الاكمال (ص 223) عن أبيه (المؤلف) عن سعد والحميري، قالا حدثنا إبراهيم بن مهزيار، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان، عن الحسن بن زياد، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: هل تكون الارض إلا وفيها إمام؟ قال: لا تكون الا وفيها امام عالم بحلالهم وحرامهم وما يحتاجون إليه. ونقله في البحار (ج 23 ص 40). 11 – رواه في العلل (ص 196) عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسى، مثله، ونقله في البحار (23 / 22) واثبات الهداة (1 / 234). 12 – كذا في العلل والاكمال وكافة المصادر، وكان في النسختين: الطيان وهو غلط. 13 – رواه في العلل (ص 197) عن أبيه (المؤلف) مثله، وفيه: رجلان بدل اثنان ونقله في البحار (23 / 22). ورواه في الاكمال (ص 203) عن أبيه (المؤلف) ومحمد بن الحسن، عن سعد والحميري، عن محمد بن عيسى وابن أبي الخطاب جميعا عن محمد بن سنان عن حمزة الطيار، مثله، باضافة قوله: أو كان الثاني الحجة، الشك =

[ 29 ]

10 – وعنه، عن محمد بن عيسى، عن رجل، عن أبي حمزة: عن أبي جعفر عليه السلام، قال: والله، ما ترك الله الارض منذ قبض الله آدم، إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله، وهو حجة الله على عباده، ولا تبقى (14) الارض بغير إمام، حجة لله على عباده (15). 11 – سعد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن سنان وصفوان بن


= من محمد بن سنان. ونقله في البحار (ج 23 ص 36). وروى النعماني في الغيبة (ص 69) قال: حدثنا عبد الواحد بن عبد الله، قال حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنا محمد بن سنان عن ابي عمارة حمزة بن الطيار، مثله الا ان فيه: لكان الثاني منهما الحجة. ورواه في بصائر الدرجات (ص 488) عن محمد بن عيسى نحوه. وفي سند الحديث السابق عليه: أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن ابن سنان، عن أبي عمارة بن الطيار، باختلاف. وعنه في البحار (23 / 52) واثبات الهداة (1 / 153). وفي مختصر البصائر لسعد (ص 8): أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان عن حمزة بن حمران (كذا) وفيه: لكان أحدهما حجة على صاحبه. ورواه الكليني بعدة أسانيد تنتهي كلها إلى حمزة بن الطيار، الكافي (1 / 179 – 180) ونقله عنه النعماني في الغيبة (ص 69). 14 – في (أ) يبقي الارض. 15 – في العلل (ص 197) عن أبيه، عن سعد عن ابن عيسى، رفعه، إلى أبي حمزة، مثله. ونقله في البحار (23 / 22). ورواه سعد (شيخ المؤلف) في مختصر البصائر (ص 8) عنهما (اي عن يعقوب بن يزيد وابراهيم بن هاشم) عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، مثله. ونقله في البحار: 23 / 22 عن العلل، والبصائر: 485 عن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن ابي حمزة. وانظر الحديث (15) وتخريجه، فان المتن متحد. وروى الصدوق في الاكمال (228 ح 21) عن أبيه وعن ابن الوليد عن سعد بن عبد الله والحميري، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسن بن علي الخزاز عن عمر بن أبان، عن الحسين بن أبي حمزة عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال: يا أبا حمزة ان الارض لن تخلو الا وفيها عالم منا، ان زاد الناس قال: قد زادوا، وان نقصوا، قال: قد نقصوا، ولن يخرج الله ذلك العالم حتى يرى في ولده من يعلم مثل علمه، ونقله عن الكمال في البحار: 26 / 174 ح 47. ورواه في دلائل الامامية ص 230.

[ 30 ]

يحيى وعبد الله بن المغيرة و (16) علي بن النعمان، كلهم: عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن الله لم يدع الارض الا وفيها عالم يعلم الزيادة والنقصان فإذا زاد المؤمنون ردهم، وإن نقصوا أكمله لهم، فقال: خذوه كاملا، ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم، ولم يفرق بين الحق والباطل (17). 12 – وعنه، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل، عن ابي حمزة قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: تبقي الارض بغير إمام؟ قال: لو بقيت الارض بغير إمام، لساخت (18). 13 – أحمد بن ادريس، عن عبد الله بن محمد، عن الخشاب، عن جعفر بن محمد، عن كرام، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لو كان الناس رجلين، لكان أحدهما الامام. وقال: إن آخر من يموت الامام، لئلا يحتج أحد على الله أنه تركه بغير


16 – كان في النسختين: (عن) مكان الواو، والصواب ما أثبتناه. 17 – رواه في العلل (ص 195) عن أبيه (المؤلف) مثله، وعنه في البحار (23 / 21) ورواه في (ص 199) عن أبيه عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى وابن أبي الخطاب عن ابن سنان وابن النعمان عن ابن مسكان مثله، وعنه في البحار (23 / 24) ورواه في الكمال (ج 1 ص 203 ح 12) مثله، ونقله في البحار (23 / 36) ورواه في الكافي (ج 1 ص 178) عن علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان قريبا منه، وعنه في الغيبة للنعماني (ص 68). ورواه في دلائل الامامة ص 232. 18 – رواه في الاكمال (ج 1 ص 201) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد، عن سعد، عن محمد بن عيسى و ابن أبي الخطاب، عن محمد بن الفضيل، مثله، ونقله في البحار (23 / 21) وفي العلل (198) عن أبيه (المؤلف) عن سعد عن ابن أبي الخطاب، عن النضر، عن محمد بن الفضيل مثله، نقله في البحار (23 / 28) وفي غيبة الطوسي (ص 132) عن سعد مثله، وعنه في البحار (23 / 24) وفي البصائر للصفار (ص 488) عن محمد بن عيسى مثله، وفي العلل (196) عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى. وفي الكافي (ج 1 ص 179) عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى نحوه، ونقله عنه في غيبة النعماني (ص 69).

[ 31 ]

حجة (19). 14 – الحميري، عن السندي بن محمد، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم: عن أبي جعفر عليه السلام، قال: لا تبقى الارض بغير إمام ظاهر أو باطن (20). 15 – وعنه، عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن حفص، عن عيثم (21) بن أسلم عن ذريح المحاربي: عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: سمعته يقول: والله، ما ترك الله الارض – منذ قبض آدم – إلا وفيها إمام يهتدى به إلى الله، وهو حجة الله على العباد، من تركه هلك ومن لزمه نجا، حقا على الله تعالى (22). 16 – سعد، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عبد الكريم، وغيره: عن أبي عبد الله عليه السلام:


19 – رواه في العلل (198) عن الحسين بن أحمد عن أحمد بن ادريس (شيخ المؤلف) مثله، ونقله في البحار (23 / 21) وفي آخره: بغير حجة لله عليه. ورواه في الكافي (ج 1 ص 180) عن محمد بن يحيى، عمن ذكره، عن الخشاب. 20 – رواه في العلل (197) عن أبيه (المؤلف) كما هنا، نقله في البحار (23 / 23) ورواه في بصائر الدرجات (ص 486) عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب والحجال عن العلاء، مثله، لكن ليس فيه: ” أو باطن “، ونقله في البحار (23 / 51). 21 – كذا في (ب) وفي (أ): عثيم، وفي العلل: ميثم، وفي الاكمال: عثمان. 22 – رواه في العلل (ص 197) والاكمال (1 / 230) عن أبيه (المؤلف) مثله ونقله في البحار (23 / 23) وروى الكشي (372) عن أبي سعيد ابن سليمان، عن العبيدي، عن يونس بن عبد الرحمان، وصفوان بن يحيى وجعفر بن بشير، جميعا: عن ذريح المحاربي، نحوه وقطعة منه في ثواب الاعمال بسنده فيه: عن ذريح – عن أبي حمزة – عن أبي عبد الله عليه السلام فراجع ثواب الاعمال (ص 245) والمحاسن للبرقي (ص 92) نحوه. ونقله في اثبات الهداة (ج 1 ص 229 و 242). وروى الصدوق في الاكمال (ص 220)، عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد: عن سعد ومحمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الاول – يعني موسى بن جعفر عليه السلام – باختلاف يسير ورواه النعماني في الغيبة (ص 68) عن الكليني في الكافي (1 / 178).

[ 32 ]

إن جبرئيل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه وآله يخبر عن ربه، فقال له: يا محمد، إني لم أترك الارض إلا وفيها عالم يعرف طاعتي وهداي، ويكون نجاة فيما بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر، ولم أكن أترك إبليس يضل الناس وليس في الارض حجة لي، وداع إلي، وهاد إلى سبيلي، وعارف بأمري، وإني قد قضيت لكل قوم هاديا أهدي به السعداء ويكون حجة على الاشقياء (23).


23 – رواه في العلل (ص 196) عن أبيه (المؤلف) مثله، وفيه قضيت. ونقله في البحار (23 / 22) واثبات الهداة (1 / 223) ورواه في دلائل الامامة (ص 232).

[ 33 ]

… * (هامش 1) * وقد روى المؤلف حديثا مسندا إلى النبي صلى الله عليه وآله جاءت فيه جملة ” من مات… ” نوردها، قال: أ – حدثنا سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، جميعا: عن محمد بن عيسى، ويعقوب بن يزيد وابراهيم بن هاشم، جميعا: عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، أنه سمع من سلمان، ومن أبي ذر، ومن المقداد حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من مات وليس له امام، مات ميتة جاهلية. ثم عرضه على جابر وابن عباس، فقالا: صدقوا وبروا، وقد شهدنا ذلك وسمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله، وان سلمان قال: يا رسول الله انك قلت: من مات وليس له إمام، مات ميتة جاهلية، من هذا الامام يا رسول الله؟ قال: من أوصيائي، يا سلمان، فمن مات من امتي وليس له إمام منهم يعرفه فهى ميتة جاهلية، فان جهله وعاداه، فهو مشترك، وان جهله ولم يعاده ولم يوال له عدوا فهو جاهل وليس بمشرك (24) ب – سعد والحميري، عن ابراهيم بن مهزيار، عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: إن الارض لا تترك الا بعالم يعلم الحلال والحرام، وما يحتاج الناس إليه، ولا يحتاج إلى الناس. قلت: جعلت فداك، علم ما ذا؟ قال: وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلي عليه السلام (25). ج – سعد، عن ابن عيسى، ومحمد بن عبد الجبار، عن البرقي، عن فضالة بن أيوب، عن شعيب، عن أبي حمزة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لن تبقى الارض الا وفيها من يعرف الحق، فإذا زاد الناس فيه قال: قد زادوا وإذا نقصوا منه قال: قد نقصوا وإذا جاءوا به صدقهم، ولو لم يكن كذلك لم يعرف الحق من الباطل (26). د – سعد والحميري جميعا قالا: حدثنا اليقطيني، عن يونس، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: لم يترك الله عزوجل الارض بغير عالم يحتاج الناس إليه، ولا يحتاج إليهم، يعلم الحلال والحرام. قلت: جعلت فداك، بما ذا يعلم؟ = * (هامش 2) * 24 – رواه الصدوق في الاكمال (ص 431). 25 – رواه في الاكمال (ص 223) وعنه في البحار: 23 / 40 ح 72. 26 – العلل (199 ح 25) وعن البصائر ص 331 ح 4 والاختصاص 283 نقله في البحار (ج 23 ص 25) عنه.


[ 34 ]

… * (هامش 1) * = قال: بوراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله ومن علي بن أبي طالب عليه السلام (27). ه‍ – سعد، والحميري، عن اليقطيني وابن أبي الخطاب، عن أبي عبد الله المؤمن وابن فضال، عن أبي هراسة. عن أبي جعفر عليه السلام، قال: لو أن الامام رفع عن الارض ساعة، لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله (28). و – الحميري، عن محمد بن أحمد، عن أبي سعيد العصفري، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه: عن أبي جعفر عليه السلام: قال سمعته يقول: لو بقيت الارض يوما بلا إمام منا لساخت بأهلها، ولعذبهم الله بأشد عذابه، إن الله تبارك وتعالى جعلنا حجة في أرضه وأمانا في الارض لاهل الارض، لم يزالوا في أمان من أن تسيخ الارض بهم مادمنا بين أظهرهم، فإذا أراد الله أن يهلكهم، ثم لا يمهلهم، ولا ينظرهم ذهب بنا من بينهم ورفعنا إليه، ثم يفعل الله ما يشاء وأحب (29). ز – سعد، عن البرقي عن ابن مهران، عن رجل عن أبي المغرا، عن ذريح، عن أبي حمزة: عن أبي عليه السلام قال: منا الامام المفروض طاعته، من جحده مات يهوديا أو نصرانيا. والله، ما ترك الله الارض منذ قبض الله عزوجل آدم الا وفيها إمام يهتدى به إلى الله، حجة على العباد، ومن تركه هلك ومن لزمه نجا، حقا على الله (30). ح – سعد عن إبن عيسى وعلي بن اسماعيل بن عيسى، عن إبن معروف عن علي بن مهزيار، عن محمد بن القاسم عن محمد بن الفضيل: عن أبي الحسن الرضا عليه السلام: قال: قلت له: تكون الارض، ولا امام فيها؟ فقال: إذا لساخت بأهلها (31). ط – سعد والحميري، عن ابراهيم بن مهزيار، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن علي الخزاز، عن = * (هامش 2) * 27 – رواه الصدوق في الاكمال (ج 1 ص 224) والبحار (ج 23 ص 40) و (26 ص 173) ورواه بصائر الدرجات: 485 ح 8 ومختصر البصائر: ص 62. 28 – الاكمال ص 203 وعنه في البحار (ج 23 ص 34) ورواه في غيبة النعماني: 139 عن الكافي (1 ص 179 ح 12) والصفار في بصائر الدرجات ص 488 ورواه في دلائل الامامة: ص 230. 29 – رواه في الاكمال (ص 204) ونقله في البحار (ج 23 ص 37) ورواه في دلائل الامامة ص 231 وابي سعيد العصفري في كتابه ص 16. 30 – ثواب الاعمال (ص 245) وفي البحار (ج 23 ص 85) عنه وعن المحاسن: 1 / 92 ح 45. 31 – رواه في العلل (ج 1 ص 198) ونقله في البحار (ج 23 ص 27).


[ 35 ]

… * (هامش 1) * = أحمد بن عمر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام: أ تبقى الارض بغير إمام؟ قال: فقال: لا. قلت: فانا نروي انها لا تبقى الا أن يسخط الله على العباد؟ قال: لا تبقى، إذا لساخت (32). ي – عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن سعيد بن جناح، عن سليمان الجعفري قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، فقلت: أتخلو الارض من حجة؟ فقال: لو خلت من حجة طرفة عين لساخت بأهلها (33). ك – سعد بن عبد الله، قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن مهزيار، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن أبي علي البجلي عن أبان بن عثمان، عن زرارة بن أعين: عن أبي عبد الله، في حديث له في الحسين بن علي عليه السلام، انه قال في آخره: ولولا من على الارض من حجج الله لنفضت الارض بما فيها، وألقت ما عليها، إن الارض لا تخلو ساعة من الحجة (34). ل – سعد بن عبد الله والحميري، عن محمد بن عيسى، عن علي بن اسماعيل الميثمي، عن ثعلبة بن ميمون عن عبد الاعلى بن أعين [ مولى آل سام – بحار ]: عن أبي جعفر عليه السلام: قال سمعته يقول: ما يترك الله الارض بغير عالم، ينقص ما زادوا، ويزيد ما نقصوا، ولولا ذلك لاختلطت على الناس امورهم (35). م – الحسن بن أحمد المالكي، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قال الرضا عليه السلام: نحن حجج الله في أرضه، وخلفاؤه في عباده وامناؤه على سره، ونحن كلمة = * (هامش 2) * 32 – الاكمال (203 ح 8) وعنه في البحار (23 ص 34) وفي (ص 24 ح 29) عن العلل (ص 197 ح 15) عن أبيه عن سعد عن ابن أبي الخطاب والنهدي عن أبي داود المسترق عن أحمد بن عمر الخلال. وأخرجه في البحار (23 ص 28 ح 41) عن العلل (ص 198 ح 19) والعيون (1 / ص 212 ح 2) عن أبيه عن سعد عن عباد بن سليمان عن سعد بن سعد الاشعري عن أحمد بن عمر، وعن البصائر (ص 488 ح 1). 33 – الاكمال (ص 204) ورواه في العيون (ص 212) والعلل (ص 198) عن أبيه، عن سعد، عن الحسن ابن علي الدينوري، ومحمد بن أحمد بن ابي قتادة عن أحمد بن هلال، مثله والبصائر ص 489 ح 8 وعنهم في البحار: ج 23 ص 29 ح 43. 34 – رواه في الاكمال 1 ص 202 وعنه في البحار (ج 23 ص 34). 35 – الاكمال 1 ص 204 والعلل ص 201 نقله في البحار (ج 23 ص 27 ح 38) عنهما وعن البصائر ص 332.


[ 36 ]

… * (هامش 1) * = التقوى، والعروة الوثقى، ونحن شهداء الله، وأعلامه في بريته، بنا يمسك الله السماوات والارض أن تزولا، وبنا ينزل الغيث، وينشر الرحمة. لا تخلو الارض من قائم منا ظاهر أو خاف، ولو خلت يوما، بغير حجة، لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله (36). * (هامش 2) * 36 – رواه في الاكمال (ص 202 ح 6) ونقله في البحار (ج 23 ص 35).


[ 37 ]

3 – باب في أن الامامة عهد من الله تعالى 17 – سعد، عن علي بن إسماعيل، عن العباس بن معروف، عن علي ابن مهزيار، عن الحسن بن علي بن فضال، قال: سأل إسماعيل بن عمار أبا الحسن الاول عليه السلام، فقال له: فرض الله على الامام أن يوصي – قبل أن يخرج من الدنيا – ويعهد؟ فقال: نعم. فقال: فريضة من الله؟ قال: نعم (1). 18 – وعنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال وعلي بن أسباط، عن عبد الله بن بكير، عن عمرو بن الاشعث: عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: سمعته يقول – ونحن في البيت معه نحو من عشرين إنسانا -: لعلكم ترون أن هذا الامر إلى رجل منا يضعه حيث يشاء؟! لا، والله، إنه لعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله مسمى رجل فرجل،


1 – لم نعثر له على مصدر آخر

[ 38 ]

حتى ينتهي الامر إلى صاحبه (2). 19 – وعنه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن يحيى بن مالك: عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ” ان الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها ” (3). فقال: الامام يؤدي إلى الامام. ثم قال: يا يحيى إنه، والله، ليس منه، إنما هو أمر من الله (4). 20 – عبد الله بن جعفر، عن أبي القاسم الهاشمي، عن عبيد بن قيس الانصاري، قال: حدثنا الحسن بن سماعة، عن جعفر بن سماعة: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: نزل جبرئيل على النبي صلى الله عليه وآله بصحيفة من السماء، لم ينزل الله كتابا مثلها (5) قط قبله ولا بعده، فيه خواتيم من ذهب فقال له: يا محمد، هذه وصيتك إلى النجيب من أهلك، قال له: يا جبرئيل، من النجيب من أهلي؟


2 – رواه في الاكمال (1 / 222) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد قالا حدثنا سعد والحميري، جميعا، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن أسباط، عن ابن بكير، مثله سندا، وباختلاف يسير متنا، ونقله في البحار (23 / 70)، وفي ص 71 ح 12 عن بصائر الدرجات (ص 471 ح 5)، عن محمد بن الحسين عن ابن أسباط عن ابن بكير، وفي ص 72 ح 13 عن البصائر أيضا ص 471 ح 6 عن أيوب بن نوح، عن صفوان، عن ابن بكير، وفي ص 75 ح 25. عن غيبة النعماني (ص 51) عن ابن عقدة، عن ابن مستورد الاشجعي عن أبي جعفر محمد بن عبيد الله الحلبي، عن عبد الله بن بكير، مثله ورواه الكليني في الكافي 1 ص 277 ح 2. 3 – الآية (58) سورة النساء 4. 4 – رواه في البصائر (476) عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن مالك عن رجل من أصحابنا، قال: سألته عن قول الله… مثله متنا، وعنه البحار (23 / 277) والظاهر أن المراد بالرجل هو الامام الرضا عليه السلام المسؤول كما صرح به في رواية المتن. وقد سئل الرضا عليه السلام عن هذه الآية في حديث آخر، لاحظ الكافي (1 / 276 ح 2). 5 – كلمة (مثله) لابد منها في مثل هذا المقام.

[ 39 ]

قال: علي بن أبي طالب عليه السلام، مره إذا توفيت: أن يفك خاتما ثم يعمل بما فيه. فلما قبض النبي عليه السلام، فك علي خاتما ثم عمل بما فيه ما تعداه ثم دفعها إلى الحسن بن علي عليه السلام، ففك خاتما وعمل بما فيه ما تعداه ثم دفعها إلى الحسين بن علي عليه السلام، ففك خاتما، فوجد فيه: أخرج بقوم إلى الشهادة لهم معك، واشر (6) نفسك لله، فعمل بما فيها (7) ما تعداه ثم دفعها إلى رجل بعده، ففك خاتما، فوجد فيه: أطرق، واصمت والزم منزلك، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين. ثم دفعها إلى رجل بعده، ففك خاتما، فوجد فيه: أن حدث الناس وأفتهم، وانشر علم آبائك، ففعل بما فيه ما تعداه. ثم دفعها إلى رجل بعده، ففك خاتما، فوجد فيه: أن حدث الناس وأفتهم، وصدق أباك (8) ولا تخافن أحدا إلا الله، فانك في حرز من الله وضمان. وهو يدفعها إلى رجل من بعده. ويدفعها من بعده إلى من بعده، إلى يوم القيامة (9).


6 – كذا في العلل والاكمال، لكن في النسختين: واشتر بنفسك. 7 – كذا ورد الضمير المجرور مؤنثا، هنا، في النسختين. 8 – في (ب) آبائك 9 – رواه في العلل (ص 171) عن أبيه (المؤلف) مثله. وفي الاكمال (1 / 231) عن ابن الوليد عن الصفار وسعد والحميري جميعا عن اليقطيني عن الهاشمي. ونقله في البحار (ج 36 ص 203) والبحار (66 ص 535 ح 29). وقد ورد حديث الصحيفة المختومة في المصادر التالية: 1 – الصدوق في الاكمال 669 والامالي ص 328 ح 2 عن ابن الوليد عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحسين الكناني، عن جده عن الصادق وعنهما في البحار (36 / 192) وعن امالي الشيخ 2 ص 56. 2 – الكليني بأسانيد عديدة في الكافي (1 / 279 و 280) وفي (ص 281) في نص طويل مروي عن الكاظم عليه السلام. 3 – الصفار في بصائر الدرجات ص 146، كما في البحار (26 ص 33). 4 – النعماني في غيبته (ص 24). وانظر روايات الصحيفة في: البحار (ج 26 ص 18 باب (1) ما عندهم من الكتب) و (ج 36 ص 192 – 226) باب (40).

[ 40 ]

4 – باب أن الله عزوجل خص آل محمد عليهم السلام بالامامة دون غيرهم 21 – سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن ابن أذينة، قال: حدثني بريد (1) بن معاوية العجلي: عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى: ” أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ” (2). قال: فنحن المحسودون على ما آتانا الله من الامامة، دون خلقه جميعا، ” فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ” (3): فجعلنا منهم الرسل والانبياء والائمة، فكيف يقرون به في آل ابراهيم، وينكرونه في آل محمد عليهم السلام؟ ” فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا، إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا، كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما * والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا ” (4 و 5).


1 – كذا في مصادر الحديث كلها، وكان في النسختين: يزيد، وهو تصحيف. 2 – 3 – 4 – الآيات في سورة النساء: 54 – 57. 5 – روي قطعة منه في الكافي (1 / 206) عن علي بن ابراهيم، عن أبيه عن ابن أبي عمير، مثله وفيه =

[ 41 ]

22 – سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى والحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الرحيم القصير، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام، عن قول الله تعالى: ” فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ” (6). ما الملك العظيم؟ قال: فينا. قال: قلت: أي شئ؟ قال: افتراض (7). وليتول وليه، ويعاد عدوه، وليأتم بالاوصياء من بعده، فانهم عترتي من لحمي ودمي، أعطاهم الله فهمي وعلمي، إلى الله أشكو المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، وأيم الله ليقتلن ابني، لا أنالهم الله شفاعتي (8).


= (1 / 205) عن الحسين الاشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة مثله، وفي تأويل الآيات (42 ح 1) عن الكافي. وفي تقسير العياشي (1 / 247) عن بريد بن معاوية، وعنه في البرهان (1 / 377)، وفي البحار (23 / 289) عن الكافي والعياشي، وفي البصائر (ص 35) ح 5 و (36 ح 6). 6 – الآية (54) من سورة النساء: 4. 7 – كذا في النسختين، وظاهرا أن هنا سقطا، والكلام الذي يليه إنما هو من حديث النبي صلى الله عليه وآله، ولاحظ الروايات التالية، وخاصة الحديث (25 و 27). 8 – لم نعثر له على مصدر آخر لكن الاحاديث التالية (إلى 27) كلها من شواهد ذيله فلاحظ تخريجاتها، وراجع من مصادره وتخريجاته: – (1) امالي الشيخ الطوسي (ج 2 ص 190) عن أبي ذر. (2) فرائد السمطين (1 / 53) عن ابن عباس. (3) تاريخ دمشق ترجمة الامام علي (2 / 94) عن ابن عباس. (4) حلية الاولياء (1 / 86) عن حذيفة وابن عباس وزيد بن أرقم وله شواهد في تاريخ دمشق (2 / 96 – 102) وبصائر الدرجات (ص 41 – 52) الباب (22). (5) بشارة المصطفى (ص 186) عن ابن عباس. (6) مناقب الخوارزمي (ص 44 ط تبريز) عن الحسين عليه السلام.

[ 42 ]

23 – وعنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن يزيد بن إسحاق، عن هارون بن حمزة الغنوي، عن أبي عبد الله الحذاء، عن سعد بن طريف، عن محمد ابن علي بن (9) عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: من سره أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي ويدخل جنة ربي التي وعدني، جنة عدن منزلي، قضيب من قضبانه، غرسه ربي بيده، فقال له: كن جنة عدن فكان، فليتول علي بن أبي طالب عليه السلام والاوصياء من ذريتي، إنهم الائمة من بعدي، وهم عترتي ودمي ولحمي، رزقهم الله علمي وفهمي، ويل للمنكرين فضلهم من امتي، القاطعين صلتي، والله ليقتلن ابني، لا أنالهم الله شفاعتي (10).


9 – كذا في النسختين، والذي يظهر من ملاحظة مصادر هذا الحديث ومصادر الحديث الآتي برقم (27) سندا ومتنا، أن كلمة (بن) تصحيف لكلمة (عن) وأن المراد بمحمد بن علي هو الامام الباقر أبو جعفر عليه السلام وهو يروي عن عمر بن علي وعمر يروي عن أبيه الامام علي عليه السلام فراجع. 10 – في بصائر الدرجات (ص 50): محمد بن الحسين، عن يزيد بن شعر، عن هارون بن حمزة، عن أبي عبد الرحمان، عن سعد الاسكاف، عن محمد بن علي بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: * قال رسول الله صلى الله عليه وآله، وعنه البحار (44 / 258). وفيه (ص 48) عن محمد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر، مثله تماما متنا، وهذا السند هو للحديث (27) الآتي. وفيه (ص 48) عن محمد بن عيسى، عن أبي عبد الله المؤمن، عن أبي عبد الله الحذاء عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر عليه السلام قريبا منه، والبحار (23 / 136) وفيه (ص 52) عن محمد بن الحسين عمن رواه عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أسلم، عن إبراهيم بن يحيى المدني، عن أبيه، عن عمر بن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وذكر نحوه، وعنه في البحار (23 / 136) وفي كامل الزيارات لابن قولويه (ص 69) عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي عبد الله زكريا المؤمن عن أيوب بن عبد الرحمان وزيد بن الحسن أبي الحسن، وعباد، جميعا عن سعد الاسكاف: قال: قال أبو جعفر عليه السلام، قال رسول الله: وعنه في البحار (44 / 259 و 302) ولاحظ اثبات الهداة (2 / 252 وص 495) عن الصفار. وقد وردت الرواية به عن علي عليه السلام في البحار (23 / 123) نقلا عن تفسير العسكري (214). وروى الصدوق في الامالي (ص 237) عن أبيه (المؤلف) عن سعد عن ابن عيسى عن ابن معروف، عن =

[ 43 ]

24 – وعنه، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن عبد الرحمان بن أبي هاشم، قال: حدثنا سلام بن أبي عمرة (11) الخراساني، عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراد أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل جنة عدن غرسها ربي بيده، فليتول عليا عليه السلام وليعاد عدوه، وليأتم بالاوصياء من بعده، أعطاهم الله علمي وفهمي، وهم عترتي، من لحمي ودمي، إلى الله أشكو من امتي، المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، وأيم الله ليقتلن ابني بعدي الحسين عليه السلام لا أنالهم الله شفاعتي (12). 25 – وعنه عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي (13) عن عبد القاهر، عن جابر بن يزيد الجعفي: عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سره أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي ويدخل جنة وعدنيها ربي قضيبا (14) غرسه ربي بيده، فليتول علي بن أبي طالب


= الحسين بن زيد عن اليعقوبي عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سره ان يجوز على الصراط… وعنه في البحار (38 / 98). وانظر الحديث 27 وتخريجاته. 11 – كذا في (ب) واستظهار هامش (أ) لكن في متن هذه النسخة (حمزة)… 12 – لم نجده بهذا السند، وانما رواه الصفار في البصائر (49) عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن سالم عن أبان بن تغلب، مثله، وعنه في البحار (23 / 138) وفيه (ص 50) عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن أبي المعزا، عن محمد بن سالم مثله، وفي البحار (36 / 247) ورواه في الكافي (1 / 209) عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد بسنده السابق ونقله عن الكافي في اثبات الهداة (ج 2 ص 235). وفي أمالي الصدوق (ص 39) عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن محمد بن زياد الازدي، عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله،… مثله. وعنه في البحار (36 / 227) وفي بشارة المصطفى ص 186 باسناده عن عكرمة عن ابن عباس وانظر البصائر (52) ح 18. 13 – كذا وفي (أ) الخضرمي بالخاء المعجمة. 14 – كذا وفي (ب) قصبها.

[ 44 ]

عليه السلام وأوصياءه من بعده، فإنهم لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى، ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم، فاني سألت ربي ألا يفرق بيني وبينهم وبين الكتاب، حتى يردا علي الحوض هكذا – وضم بين اصبعيه – وعرض حوضي مابين صنعاء إلى أيلة (15) فيه قدحان فضة وذهب عدد النجوم (16). 26 – وعنه، عن ابراهيم بن محمد الثقفي، عن ابراهيم بن محمد بن ميمون، قال: حدثنا يحيى بن يعلى الاسدي (17) عن عمار بن رزيق (18) عن أبي اسحاق، عن زياد (19) بن مطرف، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراد أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي، وهو قضيب من قضبانه، غرسه بيده وهي جنة الخلد، فليتول عليا عليه السلام وذريته من بعده، فانهم لا يخرجونكم من باب هدى ولا يدخلونكم في باب ضلال (20).


15 – أيلة بالياء المثناة، وكان في النسختين بالباء الموحدة ورسمها في (أ): أبلة، راجع البحار: 8 / 21 و 28 في صفة الحوض: فيه: أيله إلى صنعاء، وفي البحار: 68 / 59 فيه: أبلة إلى صنعاء. 16 – رواه الصفار في بصائر الدرجات (ص 49) عن محمد بن الحسين مثله ونقله في البحار (23 / 138). ورواه الكليني في الكافي (1 / 209) عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين، مثله ونقله عنه في اثبات الهداة (2 / 254). 17 – كذا في النسختين، وهو: الاسلمي في البحار عن البصائر، والمحاربي عند الطبري. 18 – كذا بتقديم المهملة وفي (ب): زريق، بتقديم المعجمة، وفي البصائر: رزين بالنون، والصواب ما اثبتناه. 19 – كذا في كافة مصادر الحديث، وكان في النسختين: إسحاق بدل زياد. 20 – رواه الصفار في بصائر الدرجات (ص 51) عن محمد بن يعلى الاسلم، عن عمار بن رزيق، عن أبي اسحاق، عن زياد بن مطرف عن رسول الله صلى الله عليه وآله، مثله، نقله في البحار (ج 36 ص 248). ورواه الطبري في منتخب ذيل المذيل (ص 83) عن زكريا بن يحيى بن أبان المصري عن أحمد بن اشكاب قال حدثنا يحيى بن يعلى المحاربي، بالسند مثله، نقله عنه في احقاق الحق (ج 5 ص 107). وانظر كنز العمال (ج 6 ص 155 و 217). ورواه الطبري في بشارة المصطفى (ص 194) باسناده عن محمد الفارسي، عن محمد بن عبد الله بن يزداد، =

[ 45 ]

27 – وعنه، عن محمد بن عبد الحميد العطار، عن منصور بن يونس، عن سعد بن طريف: عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال النبي عليه وآله السلام: من أحب أن يحيى حياة تشبه حياة الانبياء عليهم السلام، ويموت ميتة تشبه ميتة الشهداء، ويسكن الجنان التي غرسها الرحمان، فليتول عليا عليه السلام وليوال وليه، وليقتد بالائمة من بعده، فانهم عترتي، خلقوا من طينتي، اللهم ارزقهم من فهمي وعلمي، ويل للمخالفين لهم من أمتي، اللهم لا تنلهم شفاعتي (21). 28 – وعنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن أبي سلمة، عن أمه أم سلمة، قالت: أقعد رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام في بيته، ثم دعا بجلد شاة، فكتب فيه حتى أكارعه (22) ثم دفعه إلي، من غير أن يعلم أحد فقال: من جاءك بعدي بآية كذا وكذا، فادفعيه إليه. قالت: فأقمت حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وآله، وولي أبو بكر أمر الناس.


= عن أبي صالح البزاز عن أبي حاتم، عن يحيى الحماني، عن يحيى بن يعلى، بالسند. نقله عنه في البحار (ج 39 ص 285). ونقله الاربلي في كشف الغمة (ص 96) عن أربعين الحافظ أبي بكر، عن زياد بن مطرف، نقله في البحار (39 / 275) عن زيد بن أرقم، وربما لم يذكر زيد بن أرقم – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله… 21 – في (أ): من شفاعتي، روى الصفار في بصائر الدرجات (ص 48) عن محمد بن عبد الحميد بسنده، هنا، لكن متنه كالحديث (23) السابق، وقد أشرنا إلى ذلك هناك. ورواه في الكافي (ج 1 ص 208) عن أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الحميد، مثله سندا، ومتنا الا أنه لم يذكر كلمة: بيني، ونقله في البحار (23 / 136) عنهما واثبات الهداة (2 / 252) عن الكافي، ولاحظ الحديث (23) السابق وتخريجاته. 22 – في بصائر الدرجات: حتى ملا أركاعه.

[ 46 ]

قال عمر: فبعثتني أمي، فقالت: اذهب، فانظر ما يصنع هذا الرجل؟ فجئت فجلست مع الناس، حتى خطب أبو بكر، ثم نزل فدخل بيته فجئت، فأخبرتها، فأقامت حتى ولي عمر، فبعثتني، فصنعت مثل ما صنعت، وصنع عمر مثل ما صنع صاحبه فجئت، فأخبرتها، فأقامت حتى ولي عثمان فبعثتني، فصنعت مثل ما صنعت، وصنع مثل ما صنع صاحباه، فجئت فأخبرتها فأقامت حتى ولي علي فأرسلتني، فقالت: انظر ما يصنع هذا الرجل؟ فجئت، فجلست في المسجد، فجاء علي عليه السلام، فصعد المنبر، فخطب، فلما خطب نزل، فرآني في الناس، فقال: اذهب فاستأذن لي على امك فخرجت حتى جئتها، فاخبرتها وقلت: قال لي: استأذن لي على امك وهو [ ذا هو ] (23) خلفي يريدك. قالت: أنا – والله – أدري (24). فأستأذن علي عليه السلام، فدخل، فقال: أعطيني الكتاب الذي دفعه إليك رسول الله صلى الله عليه وآله، بآية كذا وكذا. قال عمر: كأني – والله – أنظر إلى أمي، حين قامت إلى تابوت لها كبير، في جوفه تابوت لها صغير، فاستخرجت من جوفه كتابا، فدفعته إلى علي عليه السلام. ثم قالت لي أمي: يا بني، الزمه، فوالله ما رأيت بعد نبيك إماما غيره (25).


23 – ما بين المعقوفين ليس في البصائر والبحار. 24 – في البصائر: أريده، بدل (أدري). 25 – رواه الصفار في البصائر (ص 163) عن عمران بن موسى عن محمد بن الحسين، بسنده مثله، ونقله في البحار (22 / 223) و (26 / 49) و (38 / 132) عنه. ويشهد له ما في البصائر (ص 168) باسناده عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ام سلمة، نحوه ونقله في البحار (26 / 54).

[ 47 ]

5 – باب أن الامامة لا تصلح إلا في ولد الحسين من دون ولد الحسن عليهما وعلى أبيهما السلام 29 – سعد، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان الواسطي، عن عمه: عبد الرحمان بن كثير، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما عنى الله تعالى بقوله: ” إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ” (1)؟ قال: نزلت في النبي صلى الله عليه وآله، وأمير المؤمنين، والحسن، والحسين، (وفاطمة) (2) عليهم السلام. فلما قبض (الله) (3) نبيه، كان أمير المؤمنين، ثم الحسن، ثم الحسين عليهم السلام. ثم وقع تأويل هذه الآية: ” وأولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ” (4) فكان علي بن الحسين عليه السلام، ثم جرت في الائمة من ولده الاوصياء، فطاعتهم طاعة الله


1 – الآية (33) من سورة الاحزاب 33. 2 – ما بين المعقوفين، ورد في العلل فقط. 3 – كلمة الجلالة وردت في (ب) والعلل. 4 – الآية (6) من سورة الاحزاب 33.

[ 48 ]

ومعصيتهم معصية الله (5). 30 – وعنه، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن أبيهما، عن عبد الله ابن المغيرة، عن عبد الله بن مسكان، عن عبد الرحيم القصير: عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سألته عن قول الله تعالى: ” النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم، وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ” (6)، في من نزلت؟ [ قال: نزلت ] (7) في الامرة، إن هذه الآية جرت في ولد الحسين عليه السلام من بعده، فنحن أولى بالامر وبرسول الله صلى الله عليه وآله، من المؤمنين والمهاجرين. فقلت: الولد جعفر فيها نصيب؟ فقال: لا. فقلت: لولد العباس فيها نصيب؟ قال: لا. قال: فعددت عليه بطون بني عبد المطلب، كل ذلك يقول: لا. ونسيت ولد الحسن عليه السلام، فدخلت عليه بعد ذلك، فقلت: هل لولد الحسن فيها نصيب؟ فقال: لا، يا عبد الرحيم (8) ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا (9). 31 – سعد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن حماد بن عيسى، عن عبد الاعلى بن أعين، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول:


5 – رواه في العلل (205) عن أبيه (المؤلف) عن سعد مثله. ونقله في البحار (25 / 255) والبرهان (3 / 310) واثبات الهداة (2 / 447). 6 – الآية (6) من سورة الاحزاب 33. 7 – ما بين المعقوفين لم يرد في النسختين، لكن ورد في نقل الصدوق للرواية في العلل. 8 – في العلل: يا أبا عبد الرحمان. 9 – رواه في العلل (1 / 206) عن أبيه (المؤلف) عن سعد، مثله، ونقله في البحار (25 / 256) ورواه في الكافي (1 / 288) عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه بسنده. وعنه في البرهان (3 / 291) وتأويل الآيات (160).

[ 49 ]

إن الله عزوجل خص عليا عليه السلام بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وما نصبه له (10) فأقر الحسن والحسين له بذلك. ثم وصيته للحسن، وتسلم (11) الحسين إلى الحسن عليهما السلام ذلك حتى أفضي الامر إلى الحسين عليه السلام لا ينازعه فيها احد، له من السابقة مثل ما له (12). فاستحقها علي بن الحسين عليه السلام لقول الله تعالى: ” وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ” (13). فلا يكون بعد علي بن الحسين عليه السلام إلا في الاعقاب وأعقاب الاعقاب (14). 32 – عبد الله بن جعفر، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن أبي سلام، عن سورة بن كليب عن أبي بصير: عن أبي جعفر عليه السلام، في قول الله تعالى: ” وجعلها كلمة باقية في عقبه ” (15). قال: في عقب الحسين عليه السلام، فلم يزل هذا الامر – منذ أفضي إلى الحسين عليه السلام – ينتقل من والد إلى ولد، لا يرجع إلى أخ، ولا إلى عم ولا يعلم أن أحدا منهم إلا وله ولد. وان عبد الله خرج من الدنيا ولا ولد له، ولم يمكث بين ظهراني أصحابه إلا شهرا (16).


10 – في العلل: وما يصيبه له. 11 – كذا في النسختين: لكن في العلل: تسليم الحسين للحسن. 12 – في (أ) مثل ما قاله. 13 – من الآية (6) من سورة الاحزاب 33. 14 – رواه في العلل (1 / 207) عن أبيه (المؤلف) عن سعد، مثله مع اختلاف، وعنه في البحار (25 / 257) والبرهان (3 / 293). 15 – الآية (28) من سورة الزخرف 43. 16 – رواه في العلل (1 / 207) عن أبيه (المؤلف) عن الحميري، مثله، وفيه الحسن بن سعيد، نقله عنه في البحار (25 / 258) والبرهان (4 / 138). =

[ 50 ]

33 – عبد الله بن جعفر، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن إسماعيل عن سعدان، عن بعض رجاله: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لما علقت فاطمة عليها السلام، قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة، إن الله عزوجل قد وهب لك غلاما اسمه الحسين، تقتله أمتي. قالت: فلا حاجة لي فيه. قال: إن الله عزوجل قد وعدني فيه أن يجعل الائمة عليهم السلام من ولده. قالت: قد رضيت يا رسول الله (17). 34 – سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عبد الصمد بن بشير، عن فضيل سكرة، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، فقال: يا فضيل، أتدري في أي شئ كنت أنظر قبل؟ قلت: لا. قال: كنت أنظر في كتاب فاطمة عليها السلام، فليس ملك يملك الا وهو مكتوب باسمه واسم أبيه، فما وجدت لولد الحسن عليه السلام فيه شيئا (18).


= ورواه في الاكمال (ص 415) عن ابن الوليد، عن ابن أبان، عن الحسين بن سعيد الاهوازي، مثله، وعنه في البحار (25 / 253). ورواه في تأويل الآيات (198) عن محمد بن الحسين بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن سعيد، مثله. وعنه في البحار (24 / 179). 17 – رواه في العلل (1 / 205) عن أبيه (المؤلف) عن الحميري، مثله، الا انه لم يذكر في السند: محمد بن اسماعيل، وعنه في البحار (25 / 260). وروى في الاكمال (ج 2 ص 416) عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن عيسى عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، وأورد مثله، ونقله في البحار (44 / 221). وفي الاثبات (ج 2 ص 140) عن الاكمال و (ص 477) عن العلل. 18 – روى في العلل (1 / 207) عن ابن الوليد، عن ابن أبان عن (الحسين بن سعيد) بسنده، مثله، ونقله في البحار (25 / 259). وروى الصفار في البصائر (ص 169) عن أحمد بن محمد، عن (الحسين بن سعيد) بسنده، مثله باختلاف بسيط، نقله في البحار (26 / 155) و (47 / 272) وروى الكليني في الكافي (1 / 242) عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد عن (الحسين بن سعيد) مثله باختلاف يسير.

[ 51 ]

35 – وعنه، عن علي بن إسماعيل بن عيسى، وأيوب بن نوح، عن صفوان ابن يحيى، عن العيص بن القاسم، عن المعلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: مامن نبي ولا وصي، ولا ملك، الا وهو في كتاب عندي، لا والله ما لمحمد بن عبد الله بن الحسن فيه اسم (19). 36 – وعنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن الفضيل بن يسار وبريد (20) بن معاوية وزرارة: ان عبد الملك بن أعين (21) قال لابي عبد الله عليه السلام: ان الزيدية والمعتزلة قد أطافت لمحمد بن عبد الله بن الحسن، فهل له سلطان؟ فقال: والله، ان عندي لكتابا فيه (22) تسمية كل نبي، وكل ملك يملك، ولا والله، ما محمد بن عبد الله في واحد منهما (23). 37 – حمزة بن القاسم، قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي، عن عبد الرحمان بن كثير الهاشمي، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك، من أين جاء لولد الحسين عليه السلام الفضل على ولد الحسن عليه السلام، وهما يجريان في شرع واحد؟ فقال: لا أراكم تأخذون به، ان جبرئيل عليه السلام نزل على محمد صلى الله عليه وآله – وما ولد الحسين عليه السلام بعد (24) – فقال: يولد لك غلام تقتله أمتك


19 – روى في بصائر الدرجات (ص 169 ح 4) عن (علي بن اسماعيل) عن صفوان بن يحيى، مثله، وفي (ح 6) عن الحميري عن محمد بن عيسى عن (صفوان)، مثله، نقلهما عنه في البحار (26 / 156) و (47 / 273). 20 – كذا في الكافي، وكان في النسختين: يزيد. 21 – كذا في (ب) والكافي، وكان في (أ): عبد الملك بن الحسين. 22 – في الكافي لكتابين فيهما. 23 – روى في الكافي (1 / 242) عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، مثله. 24 – كذا في العلل، وكان في النسختين: بعد ما ولد الحسين.

[ 52 ]

من بعدك! فقال: يا جبرئيل، لا حاجة لي فيه. فخاطبه ثلاثا، ثم دعا عليا عليه السلام، فقال له: ان جبرئيل عليه السلام يخبرني عن الله تعالى أنه يولد لك غلام تقتله أمتك من بعدك، (فقلت: لا حاجة لي فيه) (25). فقال علي عليه السلام: لا حاجة لي فيه يا رسول الله، فخاطب عليا ثلاثا، ثم قال: إنه يكون فيه وفي ولده الامامة (26) والوراثة والخزانة. فأرسل إلى فاطمة عليها السلام: ان الله يبشرك بغلام تقتله أمتي من بعدي! قالت فاطمة عليها السلام: لا حاجة لي فيه. فخاطبها فيه ثلاثا، ثم أرسل إليها: لابد من أن يكون، ويكون فيه الامامة (27) والوراثة والخزانة. فقالت له: رضيت عن الله. فعلقت وحملت بالحسين عليه السلام، فحملته ستة أشهر، ثم وضعته، ولم يعش مولود – قط – لستة أشهر غير الحسين عليه السلام، وعيسى بن مريم، فكفلته أم سلمة. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يأتيه في كل يوم فيضع لسانه في فم الحسين، فيمصه حتى يروى، فأنبت الله لحمه من لحم رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يرضع من فاطمة عليها السلام ولا من غيرها لبنا قط. فأنزل الله تعالى فيه: ” وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي، وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح في ذريتي “. (28)


25 – ما بين القوسين ليس في العلل. 26، 27 – كذا في العلل، وكان في النسختين: الائمة بدل الامامة في الموضعين. 28 – الآية (15) من سورة الاحقاف 46.

[ 53 ]

فلو قال: ” أصلح لي ذريتي ” (29) لكانوا كلهم أئمة، ولكن خص هكذا (30).


29 – ما بين المعقوفين زيادة وردت في العلل، ووجودها ضروري. 30 – رواه الصدوق في العلل (ج 1 ص 205) عن أحمد بن الحسن، عن أحمد بن يحيى عن بكر بن عبد الله بن حبيب بسنده، مثله. ونقله في البرهان (4 / 173). ونقله في البحار (14 / 207) و (25 / 254) و (43 / 245) والملاحظ أن البحار أثبت اسم الرواي عن الامام بعنوان: عبد الرحمان بن المثنى الهاشمي، في الموارد الثلاثة.

[ 54 ]

6 – باب امامة الحسن والحسين عليهما السلام 38 – سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حماد ابن عيسى، عن ابراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل: عن أبي جعفر عليه السلام، (عن آبائه) (1) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، لامير المؤمنين عليه السلام: اكتب ما أملي عليك، فقال: يا نبي الله، وتخاف علي النسيان؟ فقال: لست أخاف عليك النسيان، وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك، ولكن اكتب لشركائك، قال: قلت: ومن شركائي يا نبي الله؟! قال: الائمة من ولدك، بهم تسقى امتي الغيث، وبهم يستجاب دعاؤهم، وبهم يصرف الله عنهم البلاء، وبهم ينزل الرحمة من السماء. وهذا أولهم، وأومى إلى الحسن، ثم أومى إلى الحسين عليهما السلام، ثم قال: الائمة من ولده عليهم السلام (2).


1 – ما بين المعقوفين لم يرد في النسختين، وانما ورد في ما نقله صاحب بشارة المصطفى، وكذا البحار. 2 – رواه الصدوق في الامالي (ص 327 ح 1) والاكمال (ج 1 ص 206 ح 21) عن أبيه (المؤلف) مثله. ورواه الطوسي في الامالي (2 / 56) بسنده إلى الصدوق، عن أبيه (المؤلف) والصفار في البصائر (ص 167) عن الحسن بن علي، عن أحمد بن هلال، عن امية بن علي، عن (حماد بن عيسى) مثله، وعنهم في البحار: 36 / 232 ح 14 ورواه الصدوق في العلل (ج 1 ص 208) والطبري في بشارة المصطفى (ص 96) بسنده إلى (المؤلف). ونقله في اثبات الهداة (ج 2 ص 363) عن الاكمال و (ص 497) عن الصفار.

[ 55 ]

7 – باب العلة في اجتماع الامامة في الحسن والحسين عليهما السلام 39 – محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن فضال، عن مروان، عن أيوب بن الحر، عن أبي بصير: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: نزل أمر الحسن والحسين عليهما السلام معا، فتقدمه الحسن بالكبر (1).


1 – لم نعثر له على مصدر.

[ 56 ]

8 – باب في أن الامامة لا تكون في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام. 40 – محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن علي بن محمد، عن القاسم ابن محمد عن سليمان بن داود المنقري: (و) عن محمد بن يحيى، عن محمد بن (1) الحسين الواسطي، عن يونس بن عبد الرحمان، عن (الحسين بن ثوير بن) (2) أبي فاختة: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لا تكون (3) الامامة في أخوين (4) بعد الحسن والحسين عليهما السلام وهي جارية


1 – وقع هنا اضطراب في السند، ففي نسختي كتابنا: سليمان بن داود المنقري عن محمد بن الحسين الواسطي، لكن في العلل:… المنقري عن محمد بن يحيى عن الحسين الواسطي. ولقد توصلنا بالتتبع ومقارنة أسانيد الحديث في المصادر المختلفة، أن هذا السند يحتوي على طريقين: الاولى تبدأ بمحمد بن يحيى، وتنتهي بسليمان بن داود المنقري عن أبي عبد الله (ع). والثانية تبدأ بمحمد بن يحيى، وتنتهي بالحسين بن ثوير بن أبي فاختة، الراوي عن أبي عبد الله (ع)، فلاحظ المصادر وطبقات الرواة في كل من الطريقين. 2 – مابين المعقوفين لم يرد في نسختي الكتاب ولا في العلل، لكن سائر المصادر تتفق على رواية يونس عن الحسين، وأما أبو فاختة – جد الحسين – فهو من أصحاب علي (ع) – فراجع: جامع الرواة (ج 2 ص 409) ومن لا يحضره الفقيه (ج 3 ص 300 ح 4075) فلاخظ سائر المصادر. 3 – في الكافي والغيبة: لا تعود. 4 – في (أ): لاخوين.

[ 57 ]

في الاعقاب، في عقب الحسين عليه السلام (5). 41 – سعد، عن محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب: عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سمعه يقول: أبى الله أن يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام (6). 42 – وعنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن حماد بن عيسى الجهني: عن أبي عبد الله أنه قال: لا تجتمع الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام، إنما هي في الاعقاب، وأعقاب الاعقاب (7).


5 – رواه الصدوق في العلل (1 / 208) عن أبيه (المؤلف)، باختلاف في السند أشرنا إليه في الهوامش، وعنه في البحار (25 / 259) واثبات الهداة (2 / 449). وروى الصدوق في الاكمال (ج 2 ص 414) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد، عن سعد والحميري، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمان، عن الحسين بن ثوير أبي فاختة، عن أبي عبد الله عليه السلام، ورواه الطوسي في الغنية (ص 118) عن سعد، مثله، ونقله في البحار (25 / 250). ورواه أيضا في الغنية (ص 136) عن الحميري عن محمد بن عيسى بن عبيد، مثله، ونقله في البحار (ج 25 ص 252). ورواه الكليني في الكافي (ج 1 ص 286) عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، مثله، ونقله في الاثبات (ج 1 ص 165). 6 – رواه الطوسي في الغيبة (ص 135) عن (سعد) مثله، وفيه: أن يجعل الامامة لاخوين ونقله عنه في اثبات الهداة (1 / 239 ح 197) ورواه في الكافي (ج 1 ص 286) عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن (محمد بن الوليد) مثله. وروى الصدوق في الاكمال (ج 2 ص 415) عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان عن (يونس بن يعقوب) مثله، وفيه: أن يجعلها – يعني الامامة – في أخوين ونقله عنه في البحار (25 ص 251 ح 6) وانظر الحديث (43) الآتي. 7 – أورده الطوسي في الغيبة (ص 136) عن (سعد) مثله، ونقله في البحار (25 / 251). ورواه في الكافي (1 / 286) عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن (الجعفري) مثله. ورواه الصدوق في الكمال (ج 2 ص 414 ح 2) عن ابن الوليد، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن الحسين بن الحسن الفارسي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، ونقله في البحار (25 / 251) والاثبات (2 / 408)، =

[ 58 ]

43 – عبد الله بن جعفر، عن محمد بن إسحاق البغدادي، عن عمه: محمد بن عبد الله ابن حارثة، عن يونس بن يعقوب، عن رجل: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: أبى الله أن يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام (8). 44 – وعنه، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن سليمان الجعفري، عن حماد بن عيسى، عن رجل: عن أبي جعفر عليه السلام، قال: لا تكون الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام، وإنها في الاعقاب وأعقاب الاعقاب (9). 45 – وعنه، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن بعض رجاله: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لا تكون الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام (10).


= ويشهد له ما رواه الصدوق في الاكمال (ج 2 ص 415 ح 5) عن أبيه (المؤلف) عن سعد والحميري، جميعا، عن إبراهيم بن هاشم، عن أبي جعفر محمد بن جعفر [ عن أبيه خ ] عن عبد الحميد بن نصر، عن أبي إسماعيل، عن أبي عبد الله عليه السلام: لا تكون الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام، أبدا أبدا، إنما هي في الاعقاب وأعقاب الاعقاب. وراجع الحديث (44) التالي. 8 – لم نعثر له على مصدر تخريج بهذا السند. ولكنه متحد متنا مع الحديث (41) السابق فلاحظ تخريجاته. 9 – لم نعثر له على مصدر تخريج بهذا السند، لكن الحديث (42) السابق يتحد معه متنا، وفي بعض الرواة، وإن كان مرويا عن الصادق عليه السلام، فلاحظ تخريجاته. 10 – لم نعثر له على مصدر تخريج.

[ 59 ]

9 – باب أن الامامة لا تكون في عم ولا خال ولا أخ. 46 – سعد، عن أحمد بن محمد، و (1) محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع: عن أبي الحسن الرضا عليه السلام: أنه سئل أو قيل له: أتكون الامامة في عم أو خال؟ فقال: لا، فقال: ففي أخ؟ قال: لا، قال: ففي من؟ قال: في ولدي، وهو يومئذ لا ولد له (2).


1 – كان في النسختين (أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين) لكن هذا الاسم (محمد بن الحسين) لم يرد في ما أثبته في الكافي في سند الرواية، مع ان رواية أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين، لم ترد في كتب الحديث إلا في مورد واحد، وهو في الكافي (3 / 149 ح 6) بينما رواية أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، بلا واسطة، كثيرة، وكذلك رواية محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل بن بزيع. فيحتمل على هذا أن تكون كلمة (عن) مصحفة من (الواو) ويكون السند هكذا: (أحمد بن محمد، ومحمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع) وقد أثبته الخزاز أيضا هكذا: سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع كفاية الاثر ص 274. 2 – رواه الكليني في الكافي (1 / 286) عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، مثله.

[ 60 ]

10 – باب إمامة علي بن الحسين عليه السلام وابطال إمامة محمد بن الحنفية 47 – أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن سدير، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن ابن الحنفية: هل كان إماما؟ قال: لا، ولكنه كان مهديا (1). 48 – محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما مات محمد بن الحنفية حتى آمن بعلي بن الحسين عليه السلام (2). 49 – وعنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة وزرارة: عن أبي جعفر عليه السلام، قال: لما قتل الحسين بن علي عليه السلام، أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن


1 – لم نعثر له على مصدر تخريج. 2 – لم نعثر له على مصدر تخريج. لكن ذكره الصدوق في الكمال (ج 1 ص 36) مرسلا انه قال: وقال الصادق عليه السلام، وأورد مثله، وعنه في البحار (42 / 81).

[ 61 ]

الحسين عليه السلام، فخلا به، ثم قال له: يابن أخي، قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان جعل الوصية والامامة من بعده لعلي بن أبي طالب عليه السلام، ثم إلى الحسن، ثم إلى الحسين عليهما السلام. وقد قتل أبوك عليه السلام، ولم يوص، وأنا عمك، وصنو أبيك وولادتي من علي عليه السلام، في سني وقدمي أحق بها منك في حداثتك، فلا تنازعني الوصية والامامة ولا تخالفني، فقال له علي بن الحسين عليه السلام: يا عم اتق الله، ولا تدع ما ليس لك بحق، إني أعظك أن تكون من الجاهلين. يا عم، إن أبي صلوات الله عليه أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق، وعهد إلي من (في / خ) ذلك قبل أن يستشهد بساعة، وهذا سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله عندي، فلا تعرض لهذا، فاني أخاف عليك نقص العمر، وتشتت الحال. إن الله – تعالى – لما صنع مع معاوية ما صنع، بدا لله فآلى أن لا يجعل الوصية والامامة إلا في عقب الحسين عليه السلام (3). فان أردت أن تعلم ذلك، فانطلق إلى الحجر الاسود حتى نتحاكم إليه، ونسأله عن ذلك. قال أبو جعفر عليه السلام: وكان الكلام بينهما وهما يومئذ بمكة، فانطلقا حتى أتيا الحجر. فقال علي عليه السلام لمحمد: إبدأ فابتهل إلى الله، وسله أن ينطق (الحجر) لك، ثم سله. فابتهل محمد في الدعاء، وسأل الله، ثم دعا الحجر، فلم يجبه. فقال علي عليه السلام: أما إنك – يا عم – لو كنت وصيا وإماما لاجابك.


3 – كذا وردت الفقرة الاخيرة في (أ)، وقريب منها في (ب) وكذلك أورده في الاحتجاج، الا انه لم يذكر فيه معاوية، وجاءت في كتاب مختصر بصائر الدرجات هكذا: ان الله – تبارك وتعالى – لما صنع الحسن مع معاوية ما صنع، أبي أن يجعل الوصية والامامة الا في عقب الحسين.

[ 62 ]

فقال له محمد: فادع أنت، يابن [ أخي ] (4) وسله. فدعا الله علي بن الحسين عليه السلام بما أراد، ثم قال: أسألك بالذي جعل فيك ميثاق العباد، وميثاق الانبياء والاوصياء، لما أخبرتنا بلسان عربي مبين: من الوصي والامام بعد الحسين بن علي عليه السلام؟! فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول من موضعه، ثم انطقه الله بلسان عربي مبين، فقال: اللهم إن الوصية والامامة بعد الحسين بن علي، إلى علي بن الحسين عليهما السلام، ابن فاطمة عليها السلام، ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله. فانصرف محمد بن علي – ابن الحنفية – وهو يتولى علي بن الحسين عليه السلام (5).


4 – في الاصل [ أخ ] 5 – رواه الصفار في البصائر (ص 502) عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب، مثله، ورواه في مختصر البصائر (ص 14) عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن (ابن محبوب) مثله مع اختلاف، وعنهما في البحار (ج 42 ص 77) و (ج 46 ص 112) ورواه الكليني في الكافي (1 / 348) عن (محمد بن يحيى)، عن أحمد بن محمد (عن ابن محبوب) مثله، ونقله عنه في مختصر البصائر (ص 170). وفي ذيل الكافي روى عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حرير؟ عن زرارة مثله. وأورد الحديث الطبرسي في اعلام الورى (ص 258 – 259) وقال: روى هذا الحديث محمد بن أحمد بن يحيى في كتابه (نوادر الحكمة) وقال في المناقب (3 / 288) نوادر الحكمة بالاسناد عن جابر وعن أبي جعفر (ع). ورواه الطبرسي في الاحتجاج (ج 2 ص 46) مرسلا.

[ 63 ]

11 – باب امامة الباقر: أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام 50 – سعد، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن حماد بن عيسى، عن إسماعيل بن جعفر: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: جاء رجل إلى أبي عبد الله عليه السلام، فسأله عن الائمة عليهم السلام، فسماهم حتى انتهى إلى ابنه، ثم قال: والامر هكذا يكون، والارض لا تصلح إلا بامام، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من مات لا يعرف إمامه، مات ميتة جاهلية) ثلاث مرات (1). 51 – أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود: عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إن حسينا عليه السلام لما حضره (الذي حضره) (2) دعا ابنته الكبرى فاطمة


1 – لم نعثر له على مصدر تجريج، ولكن قد وردت الرواية بحديث الرسول صلى الله عليه وآله، من كلام الامام أبي عبد الله عليه السلام في عدة نصوص، فراجع البحار (ج 23 ص 85) عن الصدوق في ثواب الاعمال (ص 244) عن أبيه (المؤلف) عن سعد بسنده، عن عيسى بن السري عن أبي عبد الله عليه السلام، ورواه البرقي في المحاسن (ج 1 ص 92 / 46 وص 154 / 79) والنعماني في الغيبة 130 بسنده، عن معاوية ابن وهب عنه عليه السلام. وروى حديث الرسول صلى الله عليه وآله من طريق سلمان وأبي ذر والمقداد، الصدوق في الاكمال (413) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد، عن سعد والحميري، عن محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد وابراهيم بن هاشم جميعا، عن حماد بن عيسى بسنده، فراجع. 2 – ما بين المعقوفين ورد في البصائر والكافي.

[ 64 ]

ابنة الحسين عليه السلام، فدفع إليها كتابا ملفوفا، ووصية ظاهرة، ووصية باطنة. وكان علي بن الحسين عليه السلام مبطونا معهم، لا يرون إلا أنه لما به. فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين عليه السلام. ثم صار ذلك الكتاب – والله – إلينا. فقلت: ما في ذلك الكتاب؟ جعلني الله فداك. فقال: فيه – والله – جميع ما احتاج إليه ولد آدم إلى أن تفنى الدنيا (3). 52 – الحسن بن أحمد المالكي، عن علي بن المؤمل: عن موسى بن جعفر عليه السلام، قال: اسم جدي أبي جعفر عليه السلام في التوراة: باقر (4). 53 – حدثني سعد بن عبد الله – يرفع الحديث – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا مضى الغلامان من ولدي، جعفر وأبو جعفر عليهما السلام طويت طنفسة العلم (5).


3 – رواه الصفار في البصائر (148) عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين، عن ابن سنان مثله، نقله في البحار (26 / 35) و (46 / 17) وفيه (ص 168) عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن عبد الجبار، عن عبد الرحمان بن أبي نجران جميعا عن محمد بن سنان قريبا منه، وفيه: كتاب مدرج. نقله في البحار (26 / 54) وانظر الكافي (1 / 304 ح 2)، وفيه (ص 163) عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن منصور، عن أبي الجارود مثله، وفيه (ص 164) عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف، عن منصور – أو – عن يونس (كذا) قال حدثني أبو الجارود نحوه مختصرا، ونقله عنه في البحار (26 / 50). ورواه في الكافي (1 / 303) عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، وأحمد بن عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن (أبي الجارود) مثله، وأضاف في آخره: – والله – إن فيه الحدود، حتى أرش الخدش. نقله عن الكافي في البحار (46 / 18) واعلام الورى (257) واثبات الهداة (5 / 213). 4 – لم نعثر له على مصدر تخريج، ولكن الصدوق: ابن المؤلف روى في الاكمال ص 253 ح 3 والخزاز في كفاية الاثر ص 54 – باسنادهما عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وآله – إلى أن – قال: هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين (من) بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم، محمد بن علي: المعروف في التوراة بالباقر و… ونقله في البحار ج 36 ص 249 ح 67 وأيضا في الاكمال ص 319 – 320 ح 2 باسناده عن علي بن الحسين عليهما السلام – إلى أن قال: – فمن الحجة والامام بعدك؟ قال: إبني محمد واسمه في التوراة: باقر، يبقر العلم بقرا، هو الحجة والامام من بعدي، نقله عنه في البحار ج 36 / 386 ح 1. 5 – لم نعثر له على مصدر تخريج.

[ 65 ]

12 – باب إمامة أبي عبد الله عليه السلام 54 – محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ما مضى أبو جعفر حتى صارت الكتب إلي (1). 55 – وعنه، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن فضيل، عن طاهر، قال: كنت قاعدا عند أبي جعفر (2) عليه السلام، فأقبل جعفر عليه السلام، فقال: هذا خير البرية (3).


1 – رواه في البصائر (ص 167) عن (محمد بن الحسين) مثله، ونقله في البحار (26 / 53). 2 – كذا في الكافي في حديث (طاهر) بأسانيده الثلاثة، وقد أثبته في نسخة (أ) مع الحرف (ظ)، وكان في النسختين هكذا: عند أبي عبد الله. 3 – رواه المسعودي في اثبات الوصية (ص 178) بقوله: روى عن فضيل بن يسار قال كنت عند أبي جعفر عليه السلام. وروى الكليني هذا الحديث بأسانيد ثلاثة عن (طاهر) عن أبي جعفر، هي: (1) عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن طاهر، (2) أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن يونس بن يعقوب، عن طاهر، (3) أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن فضيل بن عثمان، عن طاهر، الكافي 1 ص 307 وفيه 306. وفي ارشاد المفيد (ص 305) وكشف الغمة (2 / 167) عن علي بن الحكم عن طاهر صاحب أبي جعفر عليه السلام، ونقله عن الجمع في البحار (ج 47 ص 13)، وانظر اثبات الهداة (ج 5 ص 324) واعلام الورى (ص 247).

[ 66 ]

13 – باب امامة موسى بن جعفر عليه السلام 56 – محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن أبي جعفر الضرير، عن أبيه، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده إسماعيل ابنه، فسألته عن قبالة الارض، فأجابني فيها (1). فقال له إسماعيل: يا أبة، انك لم تفهم ما قال لك! قال: فشق ذلك علي، لانا كنا يومئذ نأتم به بعد أبيه، فقال: إني كثيرا ما أقول لك: (الزمني، وخذ مني) فلا تفعل. قال: فطفق إسماعيل وخرج، ودارت بي الارض، فقلت: إمام يقول لابيه: (انك لم تفهم) ويقول له أبوه: (إني كثيرا ما أقول لك أن تقعد عندي، وتأخذ مني، فلا تفعل!) قال: فقلت: بأبي أنت وأمي، وما على إسماعيل أن لا يلزمك ولا يأخذ عنك، إذا كان ذلك وأفضت الامور إليه، علم منها الذي علمته من أبيك حين كنت مثله؟! قال: فقال: إن إسماعيل ليس مني كأنا من أبي. قال: قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون، فمن


1 – ورد هذا السؤال، والجواب عنه، بصورة كاملة في الكافي (5 / 269) عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبي نجيح عن الفيض بن المختار، ورواه في تهذيب الاحكام (7 / 199) ووسائل الشيعة (13 / 208).

[ 67 ]

بعدك؟ – بأبي أنت وأمي – فقد كانت في يدي بقية من نفسي، وقد كبرت سني، ودق عظمي، وجاء أجلي، وأنا أخاف أن أبقى بعدك. قال: فرددت عليه هذا الكلام ثلاث مرات، وهو ساكت لا يجيبني، ثم نهض في الثالثة، وقال: لا تبرح. فدخل بيتا كان يخلو فيه، فصلى ركعتين، يطيل فيهما، ودعا فأطال الدعاء. ثم دعاني، فدخلت عليه، فبينا أنا عنده، إذ دخل عليه العبد الصالح، وهو غلام حدث، وبيده درة، وهو يبتسم ضاحكا. فقال له أبوه: بأبي أنت وأمي، ما هذه المخفقة التي أراها بيدك؟ فقال: كانت مع إسحاق يضرب بها بهيمة له، فأخذتها منه. فقال: أدن مني. فالتزمه، وقبله، وأقعده إلى جانبه، ثم قال: إني لاجد بابني هذا ما كان يعقوب يجد بيوسف. قال: فقلت: بأبي أنت وأمي، زدني. فقال: ما نشأ فينا – أهل البيت – ناشئ مثله. قال: فقلت: زدني. قال: فقال: ترى ابني هذا؟ إني لاجد به كما كان أبي يجد بي. قال: قلت: يا سيدي زدني. قال: إن أبي كان إذا دعا، فأحب أن يستجاب له، وقفني عن يمينه، ثم دعا وأمنت، واني لافعل ذلك بابني هذا، ولقد ذكرتك أمس في الموقف فدعوت لك – كما كان أبي يدعو لي – وابني هذا يؤمن، وإني لا أحتشم منه كما كان أبي لا يحتشم مني. قال: فقلت: يا سيدي زدني. قال: أترى ابني هذا؟ إني لائتمنه على ما كان أبي يأتمنني عليه. فقلت: يا مولاي، زدني. فقال: إن أبي كان إذا خرج إلى بعض أرضه، أخرجني معه فرآني انعس في


[ 68 ]

الطريق (2)، أمرني فأدنيت راحلتي من راحلته، ثم وسدني ذراعي (3)، وناقتانا (4) مقترنان ما يفترقان، فنكون كذلك الليلتين والثلاث، وإن ابني يصنع هذا، على ما ترى من حداثة سنه، كما كنت أصنع. قال: قلت: يا مولاي، زدني. قال: ان أبي كان يأتمنني على كتب رسول الله صلى الله عليه وآله بخط علي بن أبي طالب عليه السلام، واني لائتمن إبني هذا عليه، فهي عنده اليوم. قال: قلت: يا مولاي، زدني. قال: قم، فخذ بيده فسلم عليه، فهو مولاك وإمامك من بعدي، لا يدعيها – فيما بيني وبينه – أحد الا كان مفتريا. يا فلان، إن أخذ الناس يمينا وشمالا، فخذ معه، فانه مولاك وصاحبك، أما إنه لم يؤذن لي في أول ما كان منك. قال: فقمت إليه، فأخذت بيده، فقبلتها وقبلت رأسه، وسلمت عليه، وقلت: أشهد أنك مولاي وإمامي. قال: فقال لي: أجل، صدقت، وأصبت، وقد وفقت، أما إنه لم يؤذن لي في أول ما كان منك. قال: قلت له: بأبي أنت وأمي، أخبر بهذا؟ قال: نعم، فأخبر به من تثق به، وأخبر به فلانا وفلانا – رجلين من أهل الكوفة – وأرفق بالناس، ولا تلقين (5) بينهم أذى. قال: فقمت فأتيت فلانا وفلانا، وهما في الرحل، فأخبرتهما الخبر. وأما فلان: فسلم وقال: سلمت ورضيت، وأما فلان: فشق جيبه وقال: لا والله، لا أسمع ولا أطيع ولا أقر حتى أسمع منه.


2 – وفي الكشى: فنعس وهو على راحلته. 3 – كذا في النسختين، وفى الكشى: فوسدته ذراعي. 4 – هذا هو الصحيح، وكان في النسختين: وناقتان. 5 – هذا هو الظاهر، وكان في النسختين: لا تلقون.

[ 69 ]

ثم نهض مسرعا من فوره – وكانت فيه أعرابية – وتبعته، حتى انتهى إلى باب أبي عبد الله عليه السلام. قال: فاستأذنا، فأذن لي قبله، ثم أذن له، فدخل. فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يا فلان (أيريد كل امرئ منكم أن يؤتى صحفا منشرة) (6)؟ إن الذي أتاك به فلان الحق، فخذ به. قال: فقلت: بأبي أنت وأمي، أنا أحب أن أسمعه من فيك. فقال: ابني موسى (عليه السلام) إمامك ومولاك (من – خ) بعدي، لا يدعيها أحد فيما بيني وبينه إلا كاذب ومفتر. قال: فالتفت إلي – وكان رجلا (7) له قبالات يتقبل بها، وكان يحسن كلام النبطية – فالتفت إلي فقال: (رزقه) (8). قال: فقال أبو عبد الله: إن (رزقه) بالنبطية: خذ هذا، أجل خذها (9).


6 – مقتبس من الآية (52) من سورة المدثر. 7 – في النسختين: وكان رجل. 8 – كذا في البحار، في الموضعين، وكانت الكلمة مهملة في نسختي كتابنا وكأنها بالفاء. 9 – روى المسعودي في اثبات الوصية (ص 187) عن (ابراهيم بن مهزيار) بسنده مثله، وروى الصفار في البصائر (ص 336) عن محمد بن عبد الجبار، عن اللؤلؤي، عن أحمد بن الحسن، عن الفيض بن المختار، قطعة منه نحوه، ونقله عنه في البحار (47 / 83 و 48 / 14)، ورواه الكليني في الكافي (1 / 309) عن محمد بن يحيى و أحمد بن ادريس، عن محمد بن عبد الجبار بسنده كما في البصائر. وعن الكافي في اعلام الورى (297) واثبات الهداة (5 / 470)، وروى الكشي (ص 354 رقم 663) عن جعفر بن أحمد بن أيوب، عن الميثمي، عن ابن أبي نجيح، عن الفيض بن المختار، وعنه، عن علي بن اسماعيل، عن أبي نجيح عن الفيض، مثله، وعنه البحار (48 / 26) وروى في ارشاد المفيد (324) عن عبد الاعلى عن الفيض، قطعة منه. واعلم أن الكشي ذكر (في الموضع المذكور) أن الفيض هو أول من سمع من أبي عبد الله عليه السلام نصه على ابنه موسى بن جعفر عليه السلام، وبما أنا لا نحتمل التعدد في رواية هذا الحديث الطويل، فان من المحتمل قويا أن يكون (أبو جعفر الضرير) هو محمد بن الفيض بن المختار، راويا عن أبيه الفيض. وأما ما ذكره النجاشي في ترجمة الفيض من رجاله (ص 240) من أن الفيض بن المختار له كتاب يرويه ابنه جعفر، فنحتمل فيه التصحيف، وأن الصحيح: ابنه (أبو) جعفر. وذلك لانا لم نجد للفيض ابنا يروي الحديث غير (محمد) وقد جاءت روايته في الاقبال (ص 10) في زيارة =

[ 70 ]

57 – محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد (10)، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام يوما، ونحن عنده، لعبد الله: اذهب في حاجة كذا وكذا، فقال له: وجه فلانا، فانه لا يمكنني، ونحو ذلك، قال: فرأيت الغضب في وجه أبي عبد الله عليه السلام، وهو يقول: اللهم العنه، أبى الله أن لا يعبد، وان رغم أنفك، يا فاجر. ثم دعا أبا الحسن موسى عليه السلام، فقال لنا: عليكم بهذا بعدي، فهو – والله – صاحبكم (11). 58 – وعنه، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن حمزة القمي، عن محمد بن علي بن إبراهيم القرشي، عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام، يقول: لعن الله عبد الله، فلقد كذب على أبي عليه السلام، فادعى أمرا كان لله سخطا في السماء (12).


= الصادق عليه السلام نقله في البحار (ج 101 / ص 98) كما انا لا نجد لجعفر بن الفيض ذكرا في كتب الرجال، بل المذكور، هو محمد بن الفيض بن المختار، كما في رجال الشيخ (ص 298 رقم 287) مضافا إلى أن المسمى بمحمد يكنى بأبي جعفر عادة. 10 – لاحظ الحديث (65) المتحد مع هذا الحديث سندا في صفوان وما بعده، كما أن الهدف منهما واحد، وهو تحرز الامام عليه السلام من عبد الله، والسعي في ابعاده عن الحديث المتداول بين الامام وأصحابه. 11 – ورواه الكليني في الكافي (1 / 310) عن أحمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبار، عن (صفوان) بسنده، وأورد ذيله من قوله ثم دعا… – الخ – ونقله عنه في البحار: 48 ص 19 ح 25. 12 – لم نعثر له على مصدر تخريج.

[ 71 ]

14 – باب ابطال إمامة إسماعيل بن جعفر 59 – أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى: عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن أبي نجران، عن الحسين بن المختار، عن الوليد بن صبيح، قال: جاءني رجل فقال: تعال، حتى أريك أين الرجل، قال: فذهبت معه. قال: فجاء بي (1) إلى قوم يشربون، فيهم إسماعيل بن جعفر. قال: فخرجت مغموما، فجئت إلى الحجر، فإذا إسماعيل بن جعفر متعلق بالبيت، يبكي، قد بل أستار الكعبة بدموعه. قال: فرجعت، وأسندت (2) فإذا إسماعيل جالس مع القوم، فرجعت، فإذا هو آخذ بأستار الكعبة قد بلها بدموعه. قال: فذكرت ذلك لابي عبد الله عليه السلام، فقال: لقد ابتلي ابني بشيطان يتمثل في صورته (3).


1 – كذا في الاكمال، وكان في النسختين: فجاءني. 2 – كذا في النسختين، وفي الاكمال: فخرجت أشتد. 3 – رواه في الاكمال (ج 1 ص 70) عن ابن الوليد عن سعد، عن محمد بن عبد الجبار مثله متنا وسندا، ونقله في البحار (47 / 247)، وقال الصدوق في ذيل الرواية: وقد روي أن الشيطان لا يتمثل في صورة نبي ولا في صورة وصي نبي، فكيف يجوز أن ينص عليه بالامامة مع صحة هذا القول منه فيه.

[ 72 ]

15 – باب إبطال إمامة عبد الله بن جعفر 60 – علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران أو غيره: عن أبي الحسن موسى عليه السلام: قال: قلت له: أكان عبد الله إماما؟ فقال: لم يكن كذلك، ولا أهل لذلك، ولا موضع ذاك (1). 61 – وعنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: لما مضى أبو عبد الله عليه السلام، ارتحلت إلى المدينة، والناس يدخلون على عبد الله بن جعفر، فدخلت إليه، فقلت: أنت الامام بعد أبيك؟ فقال: نعم. فقلت: إن الناس قد كتبوا عن أبيك أحاديث كثيرة، ويسألونك؟ فقال لي: سل. فقلت: أخبرني كم في مائتي درهم من زكاة؟ قال: خمسة دراهم. فقلت: ففي مائة؟ فقال: درهمين (2) ونصف. فخرجت من عنده، ودخلت مسجد الرسول صلى الله عليه وآله، وأبو الحسن موسى عليه السلام جالس، فجلست مقابله، وأنا أقول في نفسي: إلى أين؟ إلى أين؟ إلى المرجئة؟ إلى القدرية؟ إلى الحرورية؟


1 – لم نعثر له على مصدر تخريج. 2 – كذا في النسختين وفيما نقله المسعودي: درهمان، ومقتضى موضع الكلمة من الاعراب هو (درهمان) بالرفع، فلعل ذلك من غلط عبد الله في اللفظ كما غلط الحكم والمعني!

[ 73 ]

فقال أبو الحسن عليه السلام: الي لا إلى المرجئة، ولا إلى القدرية، ولا إلى الحرورية. فقمت، وقبلت رأسه (3). 62 – وعنه، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، قال: قلت لعبد الله بن جعفر: أنت امام؟ فقال: نعم. فقلت: إن الشيعة تروي: أن صاحب هذا الامر يكون عنده سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله، فما عندك منه؟ فقال: عندي رمحه. ولم يعرف لرسول الله رمح (4). 63 – محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن فضيل، عن طاهر: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان يلوم عبد الله، ويعاتبه، ويعظه (5) ويقول: ما يمنعك أن تكون مثل أخيك؟ فوالله، إني لاعرف النور في وجهه. فقال عبد الله: أليس أبي وأبوه واحدا، وأمي وأمه واحدة؟ (6) فقال أبو عبد الله عليه السلام: إنه (7) من نفسي، وأنت ابني (8).


3 – روى صدره المسعودي في إثبات الوصية ص 188 بعنوان: روي ان عبد الله الافطح لما ادعى الامامة دخل إليه جماعة من الشيعة ليسألوه…، وروى ذيله في ص 191 بقوله: روي عن هشام بن سالم. 4 – لم نعثر له على مصدر تخريج. 5 – كذا في (ب)، لكن في (أ): ويعاطبه ويعطبه، بدل الكلمتين الاخيرتين. 6 – في ارشاد المفيد واعلام الورى والبحار: أصلي وأصله واحد. 7 – هكذا في المصادر والجوامع، وفي الاصل: إن إسماعيل. 8 – أورده الكليني في الكافي (1 / 310) عن (محمد بن يحيى) بسنده مثله ورواه المفيد في الارشاد (ص 325) عن الفضيل، عن طاهر بن محمد، مثله ونقله عنهما في البحار (48 / 18 و 19)، وانظر اثبات الهداة (5 / 471) واعلام الورى (298).

[ 74 ]

64 – وعنه، عن محمد بن الحسين، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، جالسا بمنى، فسألته عن مسألة، وعبد الله جالس عنده، فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا بصير، هيه الآن. فلما قام عبد الله، قال أبو عبد الله عليه السلام: تسألني، وعبد الله جالس؟! فقال أبو بصير: وما لعبد الله؟ قال: مرجئ صغير (7). 65 – وعنه، عن محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن صفوان، عن عبد الله بن مسكان، عن سليمان بن خالد (8)، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام، فقال: كفوا عما تسألون (9). فأمرنا بالسكوت، حتى قام عبد الله وخرج من عنده، فقال لنا أبو عبد الله عليه السلام: إنه ليس على شئ مما أنتم عليه، وإني لبرئ منه، برأ الله منه (10)!


9 – لم نعثر له على مصدر تخريج. 10 – راجع الحديث (57) وما أشرنا إليه في هامشه هناك. 11 – وكان في النسختين: تسألوا. 12 – لم نعثر له على مصدر تخريج.

[ 75 ]

16 – باب السبب الذي من أجله قيل بالوقف 66 – أحمد بن إدريس، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إبراهيم، عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمان، قال: مات أبو الحسن عليه السلام، وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير، فكان ذلك سبب وقوفهم وجحودهم موته، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار، وكان أحد القوام عثمان بن عيسى وكان يكون بمصر، وكان عنده مال كثير، وست من الجواري. قال: فبعث إليه أبو الحسن الرضا عليه السلام فيهن وفي المال. فكتب إليه: إن أباك لم يمت. فكتب إليه: ” إن أبي قد مات، وقد اقتسمنا ميراثه، وقد صحت الاخبار بموته ” واحتج عليه. فكتب إليه: إن لم يكن أبوك مات فليس لك من ذلك شئ، وان كان مات فلم يأمرني بدفع شئ اليك، وقد أعتقت الجواري وتزوجتهن (1).


1 – روى الصدوق في العلل (1 / 235) صدر هذا الحديث من أوله إلى قوله: ثلاثون ألف دينار، بروايته عن ابن الوليد، عن العطار، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن محمد بن جمهور عن أحمد بن الفضل مثله، وروى ذيله في (ص 236) بقوله: وبهذا الاسناد عن محمد بن جمهور عن أحمد بن حماد قال: أحد القوام عثمان بن =

[ 76 ]


= عيسى الرواسي… لكن أضاف في أول سند الذيل، روايته له عن (أبيه) وهو مؤلف كتابنا، وكذلك عمل الصدوق في العيون، فأورد الصدر في (ج 1 ص 91) والذيل في (ص 92) ورواه الكشي في رجاله (ص 493 برقم 946) صدرا، و (ص 598 رقم 1120) ذيلا وأول سنده: علي بن محمد، ومحمد بن أحمد (بن يحيى العطار) إلى آخر ما أورده الصدوق، ورواه في البحار: 48 / 253 عن الكتب المذكورة. ورواه الطوسي في الغنية (ص 42) صدرا فقط، عن الكليني عن العطار بسنده، وذكر الشيخ الطوسي في الغيبة (ص 43) ما يلي: روى محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار وسعد بن عبد الله الاشعري، جميعا عن يعقوب بن يزيد الانباري، عن بعض أصحابه، قال: مضى أبو إبراهيم عليه السلام وعند زياد القندي سبعون ألف دينار، وعند عثمان بن عيسى الرواسي ثلاثون ألف دينار وخمس جوار، ومسكنه بمصر، فبعث إليهم أبو الحسن الرضا عليه السلام أن: احملوا ما قبلكم من المال، وما كان اجتمع لابي عندكم من أثاث وجوار، فاني وارثه، وقائم مقامه، وقد اقتسمنا ميراثه، ولا عذر لكم في حبس ما قد اجتمع لي ولوارثه قبلكم، وكلام يشبه هذا. فأما ابن أبي حمزة، فانه أنكره، ولم يعترف بما عنده، وكذلك زياد القندي، وأما عثمان بن عيسى، فانه كتب إليه: إن أباك صلوات الله عليه لم يمت، وهو حي قائم، ومن ذكر أنه مات فهو مبطل. واعمل على أنه قد مضى، كما تقول، فلم يأمرني بدفع شئ اليك، وأما الجواري، فقد أعتقتهن، وتزوجت بهن.

[ 77 ]

17 – باب إمامة أبي الحسن علي بن موسى عليه السلام، 67 – أحمد بن ادريس، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن النجاشي الاسدي، قال: قلت للرضا عليه السلام: أنت صاحب هذا الامر؟ قال: إي – والله – على الانس والجن (1). 68 – محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد الشامي، عن الحسن بن موسى، عن علي بن أسباط، عن الحسن مولى أبي عبد الله، عن أبي الحكم، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري (2) عن يزيد بن سليط الزيدي، قال (3): لقينا أبا عبد الله عليه السلام في طريق مكة، ونحن جماعة، فقلت له: بأبي أنت وأمي، أنتم الائمة المطهرون، والموت لا يعرى منه أحد فأحدث الي


1 – اثبته في بحار الانوار (ج 49 ص 106 / 35) نقلا عن كتاب (الامامة والتبصرة، لعلي بن بابويه) (عن أحمد بن ادريس). ورواه الصدوق في العيون (1 / 21) عن أبيه (المؤلف) مثله، لكن لم يرد في ما أورده الصدوق في العيون، ذكر كلمة (بن) بين النجاشي وكلمة العباس. 2 – في الكافي: قال أبو الحكم: وأخبرني عبد الله بن محمد بن عمارة الجرمي، عن يزيد بن سليط. 3 – في الكافي: عن يزيد بن سليط، قال: لقيت أبا ابراهيم عليه السلام، ونحن نريد العمرة – في بعض الطريق، فقلت: جعلت فداك هل تثبت هذا الموضع الذي نحن فيه؟ قال: نعم، فهل تثبته أنت؟ قلت: نعم، إني أنا وأبي لقيناك هاهنا وأنت مع أبي عبد الله عليه السلام ومعه إخوتك، فقال له أبي: بأبي أنت وامي، أنتم كلكم أئمة مطهرون والموت لا يعرى منه أحد، فأحدث الي شيئا احدث به من يخلفني من بعدي فلا يضل. قال: نعم يا أبا عبد الله، هؤلاء ولدي، وهذا سيدهم – وأشار اليك – وقد علم الحكم والفهم… الخ.

[ 78 ]

شيئا ألقيه إلى من يخلفني. فقال لي: نعم هؤلاء ولدي، وهذا سيدهم – وأشار إلى موسى عليه السلام ابنه -، وفيه علم الحكم، والفهم، والسخاء، والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا – من أمر دينهم -، وفيه حسن الخلق، وحسن الجوار، وهو باب من أبواب الله، وفيه أخرى هي خير من هذا كله. فقال أبي: ما هي بأبي أنت وأمي؟ قال: يخرج الله منه غوث هذه الامة وغياثها، وعلمها، ونورها، وفهمها، و حكمتها، خير مولود، خير ناشئ، يحقن الله به الدماء، ويصلح به ذات البين، ويلم به الشعث، ويشعب به الصدع، ويكسو به العاري، ويشبع به الجائع، ويؤمن به الخائف، وينزل به القطر، ويؤمن به العباد (4). خير كهل، وخير ناشئ، تسر (5) به عشيرته قبل أوان حلمه، قوله حكم، وصمته علم، يبين للناس ما يختلفون فيه. قال: فقال أبي: بأبي أنت ولد بعد؟ (6). قال: نعم. ثم قطع الكلام (7). قال يزيد: ثم لقيت أبا الحسن عليه السلام بعد، فقلت له: بأبي أنت وأمي، إني أريد أن تخبرني بمثل ما أخبرني به أبوك. قال: فقال: كان أبي في زمن ليس هذا زمانه. قال يزيد: فقلت: من يرض (8) منك بهذا، فعليه لعنة الله! قال: فضحك، ثم قال: أخبرك يا باعمارة: إني خرجت من منزلي،


4 – في العيون: ويأتمر له العباد. 5 – في العيون: يبشر، وفي الكافي: يسود عشيرته من قبل… 6 – في العيون: فيكون له ولده بعده. 7 – في الكافي: قال يزيد: فجاءنا من لم نستطيع معه كلاما. 8 – كذا في (ب) وكان (أ): من لم يرض، وفي الكافي والعيون: فمن يرضى.

[ 79 ]

فأوصيت بالظاهر إلى بني، وأشركتهم مع علي ابني، وأفردته بوصيتي في الباطن. ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام، وأمير المؤمنين عليه السلام معه، ومعه خاتم وسيف وعصا وكتاب وعمامة. قلت له: ما هذا؟ فقال: أما العمامة: فسلطان الله. وأما السيف: فعزة الله. وأما الكتاب: فنور الله. وأما العصا: فقوة الله. وأما الخاتم: فجامع هذه الامور. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والامر يخرج إلى علي – عليه السلام – إبنك. قال: ثم قال: يا يزيد، إنها وديعة عندك، فلا تخبرها (9) إلا عاقلا، أو عبدا إمتحن الله قلبه، أو صادقا، ولا تكفر (10) نعم الله. وإن سئلت عن الشهادة، فأدها، فان الله – تبارك وتعالى – يقول: ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها ” (11) وقال: ” ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله “. (12) فقلت: والله ما كنت لافعل ذلك أبدا. قال: ثم قال أبو الحسن عليه السلام: ثم وصفه لي رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: علي إبنك الذي ينظر (13) بنور الله، ويسمع بفهمه (14) وينطق بحكمته،


9 – في العيون: فلا تخبر بها. 10 – وردت هذه الكلمة في (أ) بتشديد الفاء. 11 – الآية (58) من سورة النساء 4. 12 – الآية (140) من سورة البقرة 2. 13 – كذا في العيون، وكان في النسختين: ينطق. 14 – في العيون: بتفهيمه.

[ 80 ]

يصيب فلا يخطئ، ويعلم فلا يجهل، يعلم (15) حكما وعلما. وما أقل مقامك معه، إنما هو شئ كأن لم يكن (16)، فإذا رجعت من سفرك، فأوص واصلح أمرك، وافرغ مما أردت، فإنك منتقل عنه ومجاور غيره (17) فاجمع ولدك، وأشهد الله عليهم جميعا، وكفى بالله شهيدا. ثم قال: يا يزيد، إني أؤخذ في هذه السنة، والامر إلى إبني علي، سمي علي وعلي: أما علي الاول: فعلي بن أبي طالب. وأما علي الآخر: فعلي بن الحسين. أعطي فهم الاول، وحكمته، وبصره ووده، ودينه ومحنة الآخر، وصبره على ما يكره. وليس له أن يتكلم إلا بعد هارون بأربع سنين، فإذا مضت أربع سنين، فاسأله عما شئت يجبك، إن شاء الله تعالى. (18) ثم قال: يا يزيد، فإذا مررت بهذا الموضع، ولقيته، وستلقاه، فبشره: أنه سيولد له غلام أمره ميمون (19) مبارك. وسيعلمك: أنك لقيتني، فاخبره عند ذلك: أن الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية القبطية، جارية رسول الله صلى الله عليه وآله، وإن قدرت أن تبلغها عني السلام فافعل ذلك. قال يزيد: فلقيت بعد مضي أبي إبراهيم – عليا عليه السلام -، فبدأني، فقال لي: يا يزيد، ما تقول في العمرة؟


15 – في العيون: قد ملئ حلما وعلما. 16 – من هنا يبدأ النقص الاول في نسخة (ب)، وقد ترك له في المصورة أكثر من سبع صفحات من (57) إلى (65)، وانظر ما كتبناه في المقدمة بعنوان: عملنا في التحقيق. 17 – كتب فوق كلمتي (عنه وغيره): عنهم وغيرهم، عن نسخة، ولاحظ الكافي. 18 – إلى هنا ينتهي الحديث في العيون. 19 – كتب في الهامش: وأميره مأمون.

[ 81 ]

فقلت: فداك أبي وأمي، ذلك إليك، وما عندي نفقة. فقال: سبحان الله، ما كنا نكلفك ولا نكفيك. فخرجنا حتى إذا انتهينا إلى ذلك الموضع، إبتدأني فقال: يا يزيد، إن هذا الموضع لكثيرا ما لقيت فيه خيرا، فقلت: نعم، ثم قصصت عليه الخبر. فقال لي: أما الجارية فلم تجئ بعد، فإذا دخلت أبلغتها منك السلام. فانطلقت (20) إلى مكة واشتراها في تلك السنة، فلم تلبث إلا قليلا حتى حملت، فولدت ذلك الغلام. قال يزيد: وإن كان إخوة علي يرجون أن يرثوه (21) فعادوني من غير ذنب. فقال لهم إسحاق بن جعفر: والله، لقد رأيته (22) وانه ليقعد من أبي إبراهيم عليه السلام المجلس الذي لا أجلس فيه أنا (23).


20 – كذا في الاصل، ولكن في الكافي، فانطلقنا. 21 – كذا في الكافي، وكان في الاصل: يرشوه، بالشين. 22 – كذا في الكافي، وكان في الاصل: رأيت. 23 – من هنا يبدأ النقص الاول في نسخة (أ) وقد ترك له مقدار سطر واحد فقط. والحديث نقله المجلسي في البحار (ج 50 ص 28) عن كتابنا هذا، ورواه الصدوق في العيون (1 / 19) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد وابن المتوكل والعطار وابن ماجيلويه، جميعا عن محمد بن يحيى العطار إلى قوله (ع): (إلا بعد هارون بأربع سنين) وفيه: الحسين مولى أبي عبد الله بدل الحسن، ونقله عنه في البحار (ج 48 ص 12) و (ج 49 ص 11) ورواه في في الكافي (1 / 313) عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي، عن (أبي الحكم) الارمني [ وقطعة منه في إرشاد المفيد (ص 344) وغيبة الطوسي (ص 27) ] وعنه وعن ابن بابويه في إعلام الورى (ص 317) وفي البحار (ج 50 ص 25 ح 17) عن الاعلام. أقول: وفي باب إمامة الرضا (ع) وردت رواية بطريق المؤلف نوردها هنا حتى لا تفوتنا فيما لو كانت ساقطة ضمن النقص الحاصل: روى المؤلف، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، قال: حدثني جماعة من أصحابنا، عن بكر بن موسى الساباطي قال: كنت عند أبي ابراهيم عليه السلام، فقال: إن جعفرا كان يقول: سعد من لم يمت حتى يرى خلفه من نفسه، ثم أومى بيده إلى إبنه علي، فقال: وقد أراني الله خلفي من نفسي. أورده الخزاز في كفاية الاثر (ص 269) نقلا عن الصدوق عن أبيه.

[ 82 ]

18 – باب في أن من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية (1) 69 -… الحذاء (2) قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام، يقول: من مات لا يعرف إمامه، مات ميتة جاهلية كفر ونفاق وضلال. 70 – وعنه، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي جميلة، عن أبي بكر الحضرمي:


1 – هذا العنوان هو المناسب للاحاديث التالية برقم (69 و 70 و 71) وقد أدرج الكليني ما ورد بمضمونها تحت هذا العنوان أيضا، كما فعل صاحب بحار الانوار كذلك، ولاحظ ما ذكرناه في المقدمة عن (النقص في الكتاب). 2 – بهذه الكلمة تبدأ النسختان بعد النقص الذي وقع فيهما. ونجد رواية الحذاء لهذا الحديث ضمن ما وقع له مع سالم بن أبي حفصة فيما رواه سعد بن عبد الله (شيخ المؤلف) في مختصر البصائر (ص 60): عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن عبد الجبار، عن محمد بن خالد البرقي، عن فضالة بن أيوب، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء. وفيه (ص 61) عن يعقوب ابن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن فضيل الاعور، عن أبي عبيدة الحذاء. ورواه بالسند الثاني الصفار في البصائر (ص 259 و 510) وبالسند الاول في ص 509 ونقله عنه في البحار (23 ص 53 و 85) و (26 ص 176). وكذا رواه الكشي (ص 235 رقم 428) وعنه في البحار (ج 23 ص 80). وقد روى الصدوق في الاكمال (ص 412) عن أبيه المؤلف، وابن الوليد، عن سعد، عن اليقطيني عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة ابن ميمون، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية، ولا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم. ونقله في البحار (ج 23 ص 88).

[ 83 ]

عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من مات وليس له إمام، مات ميتة جاهلية (3). 71 – وعنه، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي سعيد المكاري، عن عمار: عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: سمعته يقول: من مات وليس له إمام، مات ميتة جاهلية كفر وشرك وضلال (4).


3 – لم نعثر له على مصدر تخريج. 4 – رواه الصدوق عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد، وابن المتوكل عن سعد والحميري، جميعا، عن (محمد بن عيسى) بسنده في إكمال الدين (ج 1 ص 412) ونقله في البحار (72 ص 134).

[ 84 ]

19 – باب معرفة الامام انتهاء (1) الامر إليه بعد مضي الاول 72 – محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط: عن بعض أصحاب (2) أبي عبد الله عليه السلام، قال: قلت: الامام متى (3) يعرف إمامته، وينتهي الامر إليه؟ قال: آخر دقيقة من حياة الاول (4). 73 – علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري: عن أبي عبد الله عليه السلام:


1 – هذا هو الظاهر، وكان في النسختين: وانتهاء. 2 – في الكافي والبصائر: عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (ع). 3 – كذا في الكافي، وكان في النسختين: شئ بدل متى، لكن في هامش (أ): (متى) ظ. 4 – رواه الصفار في البصائر (ص 477 و 478) بأسانيد: (1) عن يعقوب بن يزيد، عن (ابن أسباط) عن بعض أصحابه. (2) عن (محمد بن الحسين بن أبي الخطاب) عن (ابن أسباط)، عن الحكم بن مسكين، عن عبيد بن زرارة و جماعة معه، قالوا: سمعنا أبا عبد الله عليه السلام. (3) عن أحمد بن محمد، عن الاهوازي، عن (ابن أسباط) عن الحكم بن مسكين عن بعض أصحابه، قال: ” قلت لابي عبد الله ” ونقلها عنه في البحار (ج 27 ص 294) ورواها الكليني في الكافي (1 / 274 و 275 ح 1 و 2 و 3) عن (محمد بن يحيى) بسنده، إلا ان فيه: ابن أبي الخطاب، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أسباط.

[ 85 ]

قال: قلت له: إذا مضى الامام، يعلم الذي يكون من بعده، أنه قد مضى؟ فقال: نعم (5). 74 – محمد بن موسى، عن محمد بن قتيبة، عن مؤدب كان لابي جعفر عليه السلام، أنه قال: كان بين يدي يوما يقرأ في اللوح، إذ رمى اللوح من يده، وقام فزعا، وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، مضى – والله – أبي عليه السلام. فقلت: من أين علمت؟ قال: دخلني من إجلال الله وعظمته شئ لم أعهده. فقلت: وقد مضى؟! فقال: دع عنك ذا، إئذن لي أن أدخل البيت وأخرج اليك، واستعرضني أي القرآن شئت، أف لك بحفظه. فدخل البيت، فقمت، ودخلت في طلبه، إشفاقا مني عليه، فسألت عنه، فقيل: دخل هذا البيت ورد الباب دونه، وقال: لا تؤذنوا (6) علي أحدا حتى (7) أخرج اليكم. فخرج مغبرا، وهو يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، مضى – والله – أبي. فقلت: جعلت فداك، وقد مضى؟ فقال: نعم ووليت غسله وتكفينه، وما كان ذلك ليلي منه غيري. ثم قال لي: دع عنك هذا، استعرضني أي القرآن شئت، أف لك بحفظه. فقلت: الاعراف. فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم: ” وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم ” (8).


5 – لم نعثر له على مصدر تخريج. 6 – كذا رسمت الكلمة في النسختين. 7 – كلمة حتى لم ترد في (ب) ورسم فوقها الحرف (ظ) في (أ). 8 – الآية (171) من سورة الاعراف 7.

[ 86 ]

فقلت: ” المص ” (9) فقال: هذا أول السورة، وهذا ناسخ، وهذا منسوخ، وهذا محكم، وهذا متشابه، وهذا خاص، وهذا عام، وهذا ما غلط به الكتاب، وهذا ما اشتبه على الناس (10).


9 – أول سورة الاعراف 7. 10 – لم نعثر له على مصدر تخريج بهذا السند، لكن روى المسعودي في اثبات الوصية (ص 221) عن الحميري، عن محمد بن عيسى عن الحسين بن قارون عن رجل ذكر أنه كان رضيع أبي جعفر، قال: بينا أبو الحسن جالسا في الكتاب، وكان مؤدبه رجلا كرخيا من اهل بغداد يكنى أبا زكريا ” إلى آخره ” وأورد قريبا من حديثنا، ومثله في بصائر الصفار (ص 467) ورواه عن الصفار في البحار (ج 27 ص 291) وانظر (ج 50 ص 2).

[ 87 ]

20 – باب ما يلزم الناس عند مضي الامام عليه السلام 75 – عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي والحسين بن سعيد جميعا: عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بريد بن معاوية، عن محمد بن مسلم، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أصلحك الله، بلغنا شكواك، فأشفقنا، فلو أعلمتنا: من بعدك؟ فقال: إن عليا عليه السلام كان عالما، والعلم يتوارث، ولا يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله. قلت: أفيسع الناس (1) – إذا مات العالم – أن لا يعرفوا الذي بعده؟! فقال: أما أهل البلدة (2) فلا، – يعني المدينة – وأما غيرهم من البلدان فقدر مسيرهم، إن الله يقول: ” فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم، لعلهم يحذرون ” (3). قال: قلت: أرأيت من مات في ذلك؟ (4).


1 – كذا في (ب) والعلل، وكان في (أ): أيتسع. 2 – في العلل: أهل هذه البلدة. 3 – الآية (122) من سورة التوبة 9. 4 – في العلل: في طلب ذلك.

[ 88 ]

فقال: هو (5) بمنزلة: ” من يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت، فقد وقع أجره على الله ” (6). قال: قلت: فإذا قدموا، بأي شئ يعرفون صاحبهم؟ قال: يعطى السكينة والوقار والهيبة (7). 76 – وعنه، عن علي بن إسماعيل، وعبد الله بن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قلت له: إذا هلك الامام، فبلغ قوما بحضرتهم؟ (8). قال: يخرجون في الطلب، (فانهم لا يزالون في عذر ماداموا في الطلب) (9). قلت: يخرجون كلهم، أو يكفيهم أن يخرج بعضهم؟ (قال) (10): إن الله عزوجل يقول: ” فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم، لعلهم يحذرون ” (11). قال: فهؤلاء المقيمون في سعة، حتى يرجع إليهم أصحابهم (12).


5 – كلمة (هو) وردت في نقل الكافي للرواية. 6 – انظر الآية (100) من سورة النساء 4. 7 – رواه الصدوق في العلل (ص 591) عن أبيه (المؤلف) مثله، ونقله في البحار (27 / 259)، ورواه الكليني في الكافي (ج 1 ص 379) عن محمد بن يحيى، عن (أحمد بن محمد بن عيسى) مثله، وفي البرهان (2 / 171) عن العلل والكافي. وقطعة منه من قوله: إن عليا عليه السلام كان عالما… إلى قوله: مثل علمه أو ما شاء الله، وردت في عدة مصادر بعدة أسانيد، لاحظ منها: مختصر البصائر (ص 62)، والكافي (1 / 221)، والاكمال (ص 223) وانظر البحار (ج 23 ص 39). 8 – في علل الشرائع: فبلغ قوما ليس بحضرتهم، وفي نسخة منه: ليسوا بحضرته. 9 – ما بين المعقوفين زيادة وردت في العلل، والكافي. 10 – كلمة ” قال ” وردت هنا في العلل. 11 – الآية (122) من سورة التوبة 9. 12 – رواه الصدوق في العلل (ص 591) عن أبيه (المؤلف) مثله، وعنه في البحار (27 / 259) والبرهان =

[ 89 ]

77 – وعنه، عن محمد بن عبد الجبار، عمن ذكره، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الاعلى، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إن بلغنا وفاة الامام، كيف نصنع؟ قال: عليكم النفير، قلت: النفير جميعا؟ قال: إن الله يقول: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين) الآية (13) قلت: نفرنا، فمات بعضهم في الطريق؟ قال: فقال: إن الله يقول: ” ومن يخرج (14) من بيته مهاجرا (15) إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ” (16).


= (2 / 172). وروى الكليني في الكافي (ج 1 ص 378) عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن (صفوان) عن (يعقوب بن شعيب) قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إذا حدث على الامام حدث، كيف يصنع الناس؟ قال: أين قول الله عزوجل: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)؟ هم في عذر ما داموا في الطلب، وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم أصحابهم. 13 – من هنا يبدأ النقص الثاني في نسخة (أ) وقد ترك له مقدار سطرين كاملين فقط. 14 – من هنا يبدأ النقص الثاني في نسخة (ب) وقد ترك له أكثر من أربع صفحات من أواخر ص (68) إلى أول ص (73). 15 – الزيادة من رواية العلل، والآية (100) من سورة النساء 4. 16 – رواه في العلل (ص 591) عن أبيه (المؤلف) مثله، لكن في سنده الحميري ومحمد بن عبد الله بن جعفر، فلاحظه نقله عنه في البحار (27 / 296) والبرهان (2 / 172). وقد وردت عدة روايات عن (عبد الاعلى) ورد فيها مثل هذا السؤال. فلاحظ تفسير العياشي (ج 2 ص 118) والبحار (ج 27 ص 296). وراجع الكافي (1 / 378) في حديث طويل.

[ 90 ]

21 – باب في من أنكر واحدا من الائمة عليهم السلام (1). 78 – سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن اسماعيل بن مهران عن محمد بن سعيد، عن أبان بن تغلب، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: من عرف الائمة ولم يعرف الامام الذي في زمانه، أمؤمن هو؟ قال: لا، قلت: أمسلم؟ قال: مسلم (2). 79 – وعنه (3) عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: من أنكر واحدا من الاحياء، فقد أنكر الاموات (4).


1 – هذا العنوان غير موجود في المخطوطتين، وإنما وضعناه لمناسبته للحديثين التاليين: (78 و 79). 2 – وهذا الحديث سندا ومتنا أورده الصدوق ” إبن المؤلف ” في كتابه (إكمال الدين) بروايته عن أبيه (المؤلف)، عن سعد، إلى آخر ما أثبتنا من السند والمتن ولم يرد في النسختين من هذا الحديث سوى قوله: أمسلم؟ قال: مسلم. وقد ورد الذيل في الاكمال هكذا: أمسلم هو؟ قال: نعم. فلاحظ إكمال الدين (2 / 410) وعنه البحار (23 / ص 96) وإثبات الهداة (1 / 219). 3 – أشرنا في التعليقة على الحديث رقم (78) أن في النسختين بياضا والظاهر أن الضمير هنا يرجع إلى سعد ابن عبد الله للسند المذكور في الرواية السابقة، وسند هذه الرواية – نفسها – في كتاب الاكمال. 4 – رواه الصدوق في الاكمال (ج 2 ص 410) عن أبيه (المؤلف) عن سعد ونقله في البحار (ج 23 ص =

[ 91 ]

22 – باب من أشرك مع امام هدى إماما ليس من الله تعالى 80 – محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد: عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام، قال: من أشرك مع إمام – إمامته من عند الله – من ليس إمامته من عند الله كان مشركا بالله (1).


= 95) واثبات الهداة (1 / 219). ورواه في الكافي (1 / 373) عن الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن (صفوان) عن ابن مسكان قال: سألت الشيخ عن الائمة عليهم السلام؟ قال: من أنكر… ونقله عن (الكليني) النعماني في الغيبة (ص 130) والعاملي في الاثبات (1 / 167) وروى النعماني (ص 129) بسنده عن حمران بن أعين قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الائمة فقال: وأورد مثله ونقله في البحار. 1 – رواه الكليني في الكافي (1 / 373) مثله سندا ومتنا، إلا أنه ليس فيه (عن أبيه عليه السلام) وبدل كلمة ليس، في الكافي: ليست. ورواه النعماني في الغيبة (ص 130) عن الكليني، لكن فيه: ابن سنان، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام. ونقله في البحار (ج 23 ص 78) عنهما.

[ 92 ]

23 – باب النوادر 81 – عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن عبد الرحمان بن سليمان، عن أبيه: عن أبي جعفر عليه السلام: عن الحارث بن نوفل: قال: قال علي عليه السلام لرسول الله (1): يا رسول الله، أمنا الهداة؟ أو من غيرنا؟ قال: بل منا الهداة إلى يوم القيامة، بنا استنقذهم الله من ضلالة الشرك، وبنا استنقذهم الله من ضلالة الفتنة، وبنا يصبحون إخوانا بعد ضلالة الفتنة، كما أصبحوا إخوانا بعد ضلالة الشرك، وبنا يختم الله، كما بنا فتح الله (2). 82 – وعنه، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن جليس له (3)، عن أبي حمزة: عن أبي جعفر عليه السلام: قال: قلت له: قول الله تعالى: ” كل شئ هالك إلا وجهه ” (4)؟ قال: يا فلان، فيهلك كل شئ، ويبقى الوجه؟! الله أعظم من أن يوصف (5)


1 – كذا في الاكمال، وكان في النسختين: قال: قال لي علي يا رسول الله. 2 – رواه الصدوق في الاكمال (ج 1 ص 230) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد عن الحميري بسنده، باختلاف يسير. وعنه في البحار (23 ص 42) والاثبات (2 / 365). 3 – في التوحيد والمعاني والمحاسن: عن جليس لابي حمزة، وأضاف في المحاسن: الثمالي. 4 – الآية (88) من سورة القصص 28. 5 – في التوحيد والمعاني: أن يوصف بالوجه.

[ 93 ]

ولكن معناها: كل شئ هالك إلا دينه، ونحن (6) الوجه الذي يؤتى الله منه (7) لن يزال في عباد الله ما كانت له فيهم روية (8) فإذا لم تكن فيهم روية، رفعنا، فصنع ما أحب (9). 83 – وعنه، عن محمد بن (10) عمرو الكاتب، عن علي بن محمد الصيمري، عن علي بن مهزيار: قال: كتبت إلى أبي الحسن: (صاحب العسكر) (11) عليه السلام: أسأله عن الفرج؟ فكتب (12): إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين، فتوقعوا الفرج (13). 84 – وعنه، عن محمد بن عيسى، عن سليمان بن داود، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:


6 – كلمة (نحن) لم ترد في التوحيد والمعاني والمحاسن. 7 – هنا ينتهي الحديث في التوحيد والمعاني والمحاسن. 8 – في الاكمال والبصائر (ح 3) إضافة ما يلي: قلت: وما الروية؟ قال: الحاجة. 9 – رواه الصدوق في التوحيد (ص 149) والمعاني (ص 12) عن أبيه (المؤلف) عن (سعد) عن أحمد بن محمد بن عيسى، وفي الاكمال (1 / 231) عن العطار عن (سعد) مثله، ونقله عن هذه الكتب في البحار (ج 4 ص 5) و (ج 24 ص 200)، ورواه الصفار في البصائر (ص 66) عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن (محمد بن إسماعيل) وليس فيه: عن جليس له، وفي (ص 65) عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن (منصور) مثله، ورواه البرقي في المحاسن (1 / 218) عن (محمد بن اسماعيل بن بزيع) مثله، ونقله عنه في البحار (ج 68 ص 96) وانظر البرهان (3 / 241). وسيأتي حديث بمعناه – ذيلا – في المستدرك برقم (36). 10 – في الاكمال: عمر. 11 – ما بين المعقوفين، ورد في الاكمال واثبات الوصية. 12 – في إثبات الوصية: فوقع. 13 – رواه في البحار (ج 52 ص 150) عن كتابنا هذا بقوله: عن عبد الله بن جعفر الحميري… ورواه الصدوق في الاكمال (ج 1 ص 380) عن أبيه (المؤلف) عن سعد، مثله، وأورده بعده مباشرة: عن أبيه (المؤلف) عن سعد، عن ابراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن (علي بن محمد بن زياد) قال: كتبت… وأورد مثله، ونقله عنه في البحار (ج 52 ص 150) واثبات الهداة (ج 6 ص 422). ورواه المسعودي في إثبات الوصية (ص 259) عن (علي بن محمد بن زياد الصيمري).

[ 94 ]

في صاحب هذا الامر أربعة سنن من أربعة أنبياء: سنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من يوسف، وسنة من محمد صلى الله عليه وآله: فأما من موسى: فخائف يترقب، وأما من يوسف: فالسجن (14)، وأما من عيسى: فقيل: إنه مات، ولم يمت، وأما من محمد صلى الله عليه وآله: فالسيف (15). 85 – محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عمن ذكره، عن صفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبيدة الحذاء: قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذا الامر، متى يكون؟ قال: إن كنتم تؤملون أن يجيئكم من وجه، ثم جاءكم من وجه فلا تنكرونه (16). 86 – محمد بن يحيى، وأحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عمن ذكره، عن محمد بن الفضيل، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان في بني إسرائيل نبي وعده الله أن ينصره إلى خمس عشرة ليلة، فأخبر بذلك قومه. فقالوا: والله إذا كان، ليفعلن وليفعلن. فأخره الله إلى خمس عشرة سنة.


14 – في غيبة الطوسي: فالغيبة، وفي بعض نسخ الاكمال: فالحبس بدل: السجن. 15 – رواه البحار (ج 51 ص 217) عن كتابنا هذا، عن عبد الله بن جعفر بن الحميري، ورواه الصدوق في الاكمال (ج 1 ص 326 وص 152) عن أبيه (المؤلف) وابن الوليد، عن الحميري، مثله، ونقله عنه في البحار (ج 51 ص 216)، ورواه الطوسي في الغنية (ص 216) عن محمد الحميري عن (أبيه) عن محمد بن عيسى، ورواه المسعودي في اثبات الوصية (ص 257) باختلاف كبير. 16 – رواه في البحار (ج 52 ص 268) عن كتابنا هذا.

[ 95 ]

وكان فيهم من وعده الله النصرة إلى خمس عشرة سنة. فأخبر بذلك النبي عليه السلام قومه. فقالوا: ما شاء الله. فعجله الله لهم في خمس عشرة ليلة (17). 87 – محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كنت عنده، إذ دخل عليه مهزم، فقال له: جعلت فداك، أخبرني عن هذا الامر الذي ننتظره، متى هو؟ قال: يا مهزم، كذب الوقاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلمون، وإلينا يصيرون (18). تم كتاب الامامة، بحمد الله، وحسن توفيقه، ومعونته وصلى الله على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين.


17 – رواه في البحار (ج 4 ص 112) عن كتابنا هذا. 18 – رواه في البحار (ج 52 ص 104) عن كتابنا هذا. وفي غيبة الطوسي (ص 262) عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي نجران، عن (صفوان)، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم: عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: من وقت لك من الناس شيئا، فلا تهابن أن تكذبه، فلسنا نوقت لاحد وقتا، وفي الكافي (1 / 368) عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمان بن كثير قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام، إذ دخل عليه مهزم فقال:… وأورد مثله، ونقله الطوسي في الغيبة (ص 262) وفيه: مهزم الاسدي، وكذلك النعماني في الغيبة (ص 104). ولاحظ حديثا عن الوقت في غيبة النعماني (ص 157).

[ 97 ]

المستدرك. للامامة والتبصرة من الحيرة في ما رواه الصدوق عن والده (المؤلف ره) في تمام هذا الموضوع


[ 99 ]

24 – باب امامة أبي جعفر محمد بن علي الجواد وأبي الحسن علي الهادي لاحظ ح 46 من كتابنا في نص أبي الحسن الرضا عليه السلام في ولده. وح 94 ” حديث اللوح ” وفيه: ” وعلي وليي وناصري… لاقرن عينه بمحمد إبنه وخليفته من بعده فهو وارث علمي ومعدن حكمتي وموضع سري وحجتي على خلقي جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار. وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي، أخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين… الخ “. ولاحظ ح 93 ” حديث الخضر ” وفيه: ” وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى وأشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي وأشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد… الخ “. وح 103 وفيه: ” بعد الحسن والحسين في الاعقاب بعد الاعقاب “.


[ 100 ]

25 – باب إمامة أبي محمد الحسن بن علي العسكري (ع) 88 – عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن اسحاق، قال: دخلت على مولانا أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام، فقال: يا أحمد، ما كان حالكم فيما كان فيه الناس من الشك والارتياب؟ فقلت له: يا سيدي، لما ورد الكتاب لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم، إلا قال بالحق، فقال: – إحمد الله على ذلك – يا أحمد، أما علمتم أن الارض لا تخلو من حجة، وأنا ذلك الحجة، أو قال: أنا الحجة (1). 89 – سعد بن عبد الله قال: حدثنا من حضر موت الحسن بن علي بن محمد العسكري عليهم السلام ودفنه ممن لا يوقف على إحصاء عددهم ولا يجوز على مثلهم التواطؤ بالكذب (2).


1 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 222 ح 9 عن أبيه وعنه في البحار: 23 / 38 ح 67. 2 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 40 عن أبيه وعنه في البحار: 50 / 325 ح 1 وأورده في اعلام الورى: 376 وارشاد القلوب: 381

[ 101 ]

26 – باب إمامة القائم عليه السلام 90 – سعد والحميري معا، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن أبان بن عثمان، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قلت له: تكون الارض بغير إمام؟ قال: لا (1). قلت: أفيكون إمامان في وقت واحد؟ قال: لا، إلا وأحدهما صامت. قلت: فالامام يعرف الامام الذي من بعده؟ قال نعم. قال: قلت القائم إمام؟ قال: نعم، إمام إبن إمام، قد اؤتم به قبل ذلك (2). 91 – سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في قول الله عزوجل: ” يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ” (3).


1 – إلى هنا يتحد هذا الحديث مع ما أورده المؤلف في كتابنا هذا برقم (6) عن محمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن ابن أبي عمير، فلاحظ. 2 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 223 ح 17 عن أبيه وعنه في البحار: 25 / 107 ح 7، وذكر قطعة منه في البحار: 23 / 50 ح 97 عن بصائر الدرجات: ص 485 ح 5، وفي البحار: 23 / 55 ح 117 عن غيبة النعماني: 138 وأورد (قطعة) في الكافي: 1 / 178 ح 4 باسناده: عن الحسين بن أبي العلاء باختلاف يسير. 3 – آية 158 سورة الانعام 6.

[ 102 ]

فقال: الآيات هم الائمة، والآية المنتظرة هو القائم عليه السلام فيومئذ ” لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ” قيامه بالسيف، وان آمنت بمن تقدمه من آبائه عليهم السلام (4).


4 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 18 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 51 ح 25، وفي الاكمال: 2 / 336 ح 8 مرسلا (مثله).

[ 103 ]

27 – باب في ذكر حديث اللوح، وان الامام الثاني عشر هو الحجة ابن الحسن العسكري 92 – سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن أبي الحسن صالح بن أبي حماد، والحسن بن طريف جميعا: عن بكر بن صالح (1)، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال أبي عليه السلام لجابر بن عبد الله الانصاري: إن لي اليك حاجة، فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها؟ فقال له جابر: في أي الاوقات شئت، فخلى به أبو جعفر عليه السلام، قال له: يا جابر، أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد (ي) أمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وما أخبرتك به أنه في ذلك اللوح مكتوبا، فقال جابر: أشهد بالله، أني دخلت على أمك فاطمة عليها السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله أهنئها بولادة الحسين عليه السلام، فرأيت في يدها لوحا أخضر، ظننت أنه من زمرد، ورأيت فيه كتابة بيضاء شبيهة بنور الشمس، فقلت لها: بأبي أنت وأمي، يا بنت رسول الله ماهذا اللوح؟


1 – ورواه المؤلف أيضا عن علي بن إبراهيم عن أبيه ابراهيم بن هاشم عن بكر، فلاحظ السند في كمال الدين.

[ 104 ]

فقالت: هذا اللوح أهداه الله عزوجل إلى رسوله صلى الله عليه وآله فيه إسم أبي، واسم بعلي، واسم إبني، وأسماء الاوصياء من ولدي، فأعطانيه أبي ليسرني بذلك. قال جابر: فأعطتنيه أمك فاطمة عليها السلام، فقرأته وانتسخته، فقال له أبي عليه السلام: فهل لك – يا جابر – أن تعرضه علي؟ فقال: نعم، فمشى معه أبي عليه السلام، حتى انتهى إلى منزل جابر فأخرج إلى أبي صحيفة من رق، فقال: يا جابر، أنظر أنت في كتابك، لاقرأه أنا عليك. فنظر جابر في نسخته فقرأه عليه أبي عليه السلام، فوالله ما خالف حرف حرفا قال جابر: فاني اشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نوره و سفيره وحجابه ودليله، نزل به الروح الامين من عند رب العالمين عظم يا محمد أسمائي، واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي، إني أنا الله، لا إله إلا أنا، قاصم الجبارين (ومبير المتكبرين) ومذل الظالمين، وديان الدين، إني أنا الله، لا إله إلا أنا، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي، عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فاياي فاعبد، وعلي فتوكل، إني لم أبعث نبيا، فأكملت أيامه وانقضت مدته، إلا جعلت له وصيا، واني فضلتك على الانبياء، وفضلت وصيك على الاوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وبسبطيك الحسن والحسين، وجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه، وجعلت حسينا خازن وحيي، وأكرمته بالشهادة، وختمت له بالسعادة فهو أفضل من استشهد، وأرفع الشهداء درجة، جعلت كلمتي التامة معه، والحجة البالغة عنده، بعترته أثيب وأعاقب، أولهم علي سيد العابدين، وزين أوليائي الماضين، وابنه سمي (2) جده المحمود،


2 – في البحار: شبيه، وفي الاختصاص: شبه.

[ 105 ]

محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمتي، سيهلك المرتابون في جعفر، الراد عليه كالراد علي، حق القول مني لاكرمن مثوى جعفر، ولاسرنه في أوليائه وأشياعه وأنصاره، وانتجبت ” بعد ” (3) موسى ” فتنة ” (4) عمياء حندس، لان خيط فرضي لا ينقطع، وحجتي لا تخفى، وأن أوليائي لا يشقون أبدا، ألا ومن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي، ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي و خيرتي، ألا إن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي، وعلي وليي وناصري، ومن أضع عليه أعباء النبوة، وأمتحنه بالاضطلاع، يقتله عفريت مستكبر، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح ذو القرنين، إلى جنب شر خلقي، حق القول مني لاقرن عينه بمحمد إبنه وخليفته من بعده، فهو وارث علمي ومعدن حكمتي وموضع سري وحجتي على خلقي، جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار، وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري، والشاهد في خلقي، وأميني على وحيي، اخرج منه الداعي إلى سبيلي، والخازن لعلمي الحسن، ثم اكمل ذلك بابنه، رحمة للعالمين، عليه كمال موسى، وبهاء عيسى وصبر أيوب، ستذل أوليائي في زمانه، ويتهادون رؤوسهم كما تهادى رؤوس الترك والديلم، فيقتلون ويحرقون، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الارض من دمائهم، ويفشو الويل والرنين في نسائهم، أولئك أوليائي حقا، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل، وأرفع عنهم الآصار والاغلال ” أولئك


3 – 4 – في الاختصاص: بعده، واتيحت فتنة.

[ 106 ]

عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ” (5). قال عبد الرحمن بن سالم: قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك، فصنه إلا عن أهله (6). 93 – سعد بن عبد الله، وعبد الله بن جعفر الحميري، ومحمد بن يحيى العطار، وأحمد بن ادريس، جميعا قالوا: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي عليهما السلام قال: أقبل أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم ومعه الحسن بن علي وسلمان الفارسي رضي الله عنه، وأمير المؤمنين متكئ على يد سلمان، فدخل المسجد الحرام فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلم على أمير المؤمنين عليه السلام فرد عليه السلام فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم، وان تكن الاخرى علمت أنك وهم شرع سواء. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: سلني عما بدا لك؟ فقال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الاعمام والاخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد الحسن فقال: يا با محمد أجبه. فقال: أما ما سألت عنه من أمر الانسان إذا نام أين تذهب روحه، فان روحه متعلقة بالريح والريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فان أذن الله عزوجل برد تلك الروح إلى صاحبها جذبت تلك الروح الريح، وجذبت تلك


5 – آية 157 سورة البقرة 2. 6 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 308 ح 1 والعيون: 1 / 34 ح 2 عن أبيه وعنهما في البحار: 36 / 195 ح 3 وعن الاحتجاج: 1 / 84 والاختصاص: 205 وغيبة الطوسي: 93 وغيبة النعماني: 29، وأورده في الكافي: 1 / 527 ح 3 واعلام الورى: 392، وجامع الاخبار: 21، وقد تقدمت الاشارة إلى هذا الحديث في المقدمة تحت عنوان حديث اللوح.

[ 107 ]

الريح الهواء، فرجعت الروح فاسكنت في بدن صاحبها، وان لم يأذن الله عزوجل برد تلك الروح إلى صاحبها جذب الهواء الريح، وجذبت الريح الروح، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث، وأما ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان: فان قلب الرجل في حق، على الحق طبق فان صلى الرجل عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامة إنكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب وذكر الرجل ما كان نسيه، وان هو لم يصل على محمد وآل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكر. وأما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله، فان الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب فأسكنت تلك النطفة في جوف الرحم خرج الولد يشبه أباه وأمه، وان هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب، اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق فان وقعت على عرق من عروق الاخوال أشبه الرجل أخواله، فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله، ولم أزل أشهد بها، وأشهد أن محمدا رسول الله، ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته بعده – وأشار بيده إلى أمير المؤمنين عليه السلام – ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته – وأشار إلى الحسن عليه السلام – وأشهد أن الحسين بن علي وصي أبيك والقائم بحجته بعدك، وأشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين، وأشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، وأشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد، وأشهد على علي ابن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى، وأشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي، وأشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد، وأشهد على رجل من ولد الحسن ابن علي لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملا الارض عدلا كما ملئت جورا،


[ 108 ]

والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا أبا محمد اتبعه فأنظر أين يقصد؟ فخرج الحسن عليه السلام في أثره، قال: فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فأعلمته. فقال: يا أبا محمد أتعرفه؟: فقلت: الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم، فقال: هو الخضر عليه السلام (7).


7 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 313 ح 1 والعيون: 1 / 53 ح 35 والعلل: 1 / 96 ح 6 عن أبيه وعنهم في البحار: 36 / 414 ح 1 وعن غيبة الطوسي: 98 والاحتجاج: 1 / 395 والمحاسن: 2 / 332 ح 99 وغيبة النعماني: 27 وتفسير القمي: 578 و 405، واعلام الورى: 404 عن ابن بابويه ودلائل الامامية: 68.

[ 109 ]

28 – باب في ولادة المهدي عليه السلام 94 – سعد بن عبد الله، قال: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن اسحاق ابن محمد بن أيوب، قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى عليه السلام يقول: صاحب هذا الامر من يقول الناس: لم يولد بعد (1). 95 – سعد بن عبد الله، قال: حدثنا المعلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور وغيره (عن ” محمد ” بن أبي عمير) (2) عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: في القائم عليه السلام سنة من موسى بن عمران عليه السلام. فقلت: وما سنته من موسى بن عمران؟ قال: خفاء مولده، وغيبته عن قومه. فقلت: وكم غاب موسى عن أهله وقومه؟ فقال: ثماني وعشرين سنة (3).


1 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 381 ح 6 و 382 ح 7 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 159 ح 3 والاكمال: 2 / 360 ح 2 وعنه في البحار: 51 / 151 ح 3 2 – زيادة من الاكمال. 3 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 152 ح 14 و 340 ح 18 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 216 ح 2.

[ 110 ]

29 – باب أن المهدي من ولد الحسين عليه السلام 96 – سعد بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن مسكان، عن أبان بن تغلب، عن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله، فإذا الحسين بن علي على فخذه، وهو يقبل عينيه ويلثم فاه، ويقول: أنت سيد ابن سيد، أنت إمام ابن إمام أبو أئمة، أنت حجة الله ابن حجته، وأبو حجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم (1). 97 – سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، قال: سمعت عبد الله بن جعفر الطيار، يقول: كنا عند معاوية والحسن والحسين عليهما السلام، وعبد الله بن عباس، وعمر بن أبي سلمة، وأسامة بن زيد – فذكر حديثا جرى بينه وبينه، أنه قال لمعاوية بن أبي سفيان -: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم.


1 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 262 ح 9 والعيون: 1 / 41 ح 17 والخصال: 2 / 475 ح 38 وعنها في البحار: 36 / 241 ح 47 ورواه عن الصدوق بهذا السند في كفاية الاثر: 45، وذكر في الطرائف: ص 44.

[ 111 ]

ثم أخي علي بن أبي طالب عليه السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد، فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم، ثم إبني الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد، فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وستدركه يا علي، ثم ابنه محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وستدركه يا حسين، ثم تكمله إثنى عشر إماما، تسعة من ولد الحسين. قال عبد الله: ثم استشهدت الحسن والحسين صلوات الله عليهما، وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد، فشهدوا لي عند معاوية. قال سليم بن قيس: وقد كنت سمعت ذلك من سلمان وأبي ذر والمقداد وأسامة بن زيد، فحدثوني أنهم سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2). 98 – سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر الجعفي، عن جابر الجعفي عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا علي أنا وأنت وابناك: الحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين أركان الدين ودعائم الاسلام، من تبعنا نجا، ومن تخلف عنا فالى النار (3). 99 – سعد، عن ابن عيسى، عن موسى بن القاسم البجلي، عن جعفر بن محمد بن سماعة، عن عبد الله بن مسكان، عن الحكم بن الصلت، عن أبي جعفر الباقر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خذوا بحجزة هذا الانزع يعني عليا – فانه الصديق الاكبر، وهو الفاروق، يفرق بين الحق والباطل، من أحبه هداه الله،


2 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 270 ح 15 والخصال: 2 / 477 ح 41 والعيون: 1 / 38 ح 13 عن أبيه وعنها في البحار: 36 / 231 ح 13 وعن غيبة الطوسي: 91 وغيبة النعماني: 46، وأورده في كتاب سليم بن قيس: 232 واعلام الورى: 395 ح 16 وكشف الغمة: 2 / 508 والكافي: 1 / 529 ح 4. 3 – رواه المفيد في الامالي: ص 135 وعنه في البحار: 36 / 271 ح 93 واثبات الهداة: 3 ص 63 ح 743 (مثله).

[ 112 ]

ومن أبغضه أبغضه الله، ومن تخلف عنه محقه الله، ومنه سبطا أمتي: الحسن والحسين، هما إبناي، ومن الحسين أئمة هداة، أعطاهم الله علمي وفهمي، فتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم، فيحل عليكم غضب من ربكم ومن يحلل عليه غضب من ربه فقد هوى، ” وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ” (4 و 5).


4 – سورة آل عمران: آية 185. 5 – رواه الصدوق في الامالي: ص 180 ح 7 وص 536 ح 8 والبصائر: ص 53 ح 2 وعنها في البحار: 36 / 228 ح 7 و 23 / 129 ح 60 و 96 / 242 ح 5، ورواه ابن قولويه في كامل الزيارات: ص 10 بسند آخر (نحوه). وعنه في البحار: 36 / 258 ح 76

[ 113 ]

30 – باب أن المهدي هو الخامس من ولد السابع ونحو ذلك 100 – سعد بن عبد الله، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر عن أبيه، عن جده محمد بن علي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام، قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع، فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم أحد عنها يا بني: انه لابد لصاحب هذا الامر من غيبة حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به، إنما هي محنة من الله عزوجل إمتحن بها خلقه، ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا لاتبعوه. فقلت: يا سيدي، وما الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بني عقولكم تضعف عن ذلك وأحلامكم تضيق عن حمله ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه (1). 101 – سعد بن عبد الله عن الحسن بن علي الزيتوني، ومحمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي، عن أبي الهيثم بن أبي حية عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:


1 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 359 ح 1 والعلل: 1 / 244 ح 4 وعنهما في البحار: 51 / 150 ح 1 وعن غيبة الطوسي: 104 وغيبة النعماني: 78 وكفاية الاثر: 264، ورواه في بشارة الاسلام: 157 واعلام الورى: 433 والكافي: 1 / 336 ح 2.

[ 114 ]

إذا اجتمعت ثلاثة أسماء متوالية: محمد، وعلي، والحسن فالرابع القائم (2). 102 – عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن هلال العبرتائي، عن الحسن ابن محبوب، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: قال لي: لابد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي، يبكي عليه أهل السماء وأهل الارض، وكل حرى وحران، وكل حزين ولهفان، ثم قال عليه السلام: بأبي وأمي سمي جدي صلى الله عليه وآله وشبيه موسى بن عمران عليه السلام، عليه جيوب النور، يتوقد من شعاع ضياء القدس، كم من حرى مؤمنة، وكم من مؤمن متأسف حيران حزين عند فقدان الماء، المعين (3).


2 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 333 ح 2 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 143 ح 4 وعن غيبة الطوسي: 139 باسناده: محمد الحميري عن أبيه عن أحمد بن هلال عن امية بن علي عن سلم بن أبي حية (مثله) وأورده في اعلام الورى: 429. 3 – رواه في العيون: 2 ص 6 ح 14 وعنه في البحار: 51 ص 152 ح 3 وفيه ح 2 عن الاكمال ص 370 ح 3 وفيه هكذا: ضياء القدس (يحزن لموته أهل الارض والسماء) كم من حرى الخ، وأورده في دلائل الامامة: 245.

[ 115 ]

31 – باب في أوصاف المهدي عليه السلام 103 – محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثني حمدان بن منصور، عن سعد بن محمد، عن عيسى الخشاب قال: قلت للحسين بن علي عليه السلام: أنت صاحب هذا الامر؟ قال: لا، ولكن صاحب الامر الطريد الشريد، الموتور بأبيه، المكنى بعمه، يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر (1). 104 – سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، عن يعقوب بن يزيد، عن عبد الله الغفاري، عن جعفر بن ابراهيم والحسين بن زيد جميعا، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لا يزال في ولدي مأمون مأمول (2). 105 – سعد بن عبد الله قال: حدثني موسى بن عمر بن يزيد الصيقل، عن علي بن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: ” قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ” (3). فقال: هذه الآية نزلت في القائم، يقول: إن أصبح إمامكم غائبا عنكم


1 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 318 ح 5 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 133 ح 6. 2 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 228 ح 22 عن أبيه وعنه في البحار: 23 / 40 ح 76، وأورده في دلائل الامامة: ص 230. 3 – آية 30 سورة الملك 67.

[ 116 ]

لا تدرون أين هو، فمن يأتيكم بامام ظاهر، يأتيكم بأخبار السماء والارض وحلال الله عزوجل وحرامه. ثم قال عليه السلام: والله ما جاء تأويل هذه الآية، ولابد أن يجئ تأويلها (4). 106 – سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يبعث القائم وليس في عنقه بيعة لاحد (5). 107 – سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد والحسن بن ظريف جميعا، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: يقوم القائم عليه السلام وليس لاحد في عنقه بيعة (6). 108 – محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج البصري، عن مجاشع، عن معلى عن محمد بن الفيض، عن أبي جعفر، قال: كانت عصا موسى لآدم عليهما السلام، فصارت إلى شعيب، ثم صارت إلى موسى بن عمران، وانها لعندنا، وان عهدي بها آنفا، وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها وانها لتنطق إذا استنطقت أعدت لقائمنا عليه السلام يصنع بها ما كان يصنع بها موسى بن عمران عليه السلام، وانها تصنع ما تؤمر، وانها حيث ألقيت تلقف ما يأفكون بلسانها (7).


4 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 325 ح 3 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 52 ح 27 وعن غيبة الطوسي: ص 101. 5 – رواه في الاكمال: 2 / 479 ح 2 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 95 ح 12. 6 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 480 ح 3 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 95 ح 13. 7 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 673 ح 27 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 319 ح 19 وعن البصائر: ص 183 ح 35، ورواه الكليني في الكافي: 1 / 231 ح 1 والاختصاص: ص 263.

[ 117 ]

32 – باب في النهي عن تسميته عليه السلام 109 – سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: صاحب هذا الامر رجل لا يسميه باسمه إلا كافر (1). 110 – سعد بن عبد الله، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن علي بن الحسن بن فضال عن الريان بن الصلت، قال: سئل الرضا عليه السلام عن القائم عليه السلام فقال: لا يرى جسمه ولا يسمى باسمه (2). 111 – سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن اسماعيل بن أبان، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: سأل عمر أمير المؤمنين عليه السلام عن المهدي، فقال: يا ابن أبي طالب أخبرني عن المهدي ما اسمه؟ قال: أما إسمه فلا، إن حبيبي وخليلي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى


1 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 648 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 33 ح 11 وفي الوسائل: 11 / 486 ح 4 وعن الكافي: 1 / 333 ح 4. 2 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 648 ح 2 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 33 ح 12، وفي الوسائل: 11 / 486 ح 5 عنه وعن الكافي: 1 / 333 ح 3.

[ 118 ]

يبعثه الله عزوجل وهو مما استودع الله عزوجل رسوله في علمه (3). 112 – سعد بن عبد الله، عن محمد بن أحمد العلوي، عن أبي هاشم الجعفري، قال: سمعت أبا الحسن العسكري عليه السلام، يقول: الخلف (من بعدي إبني الحسن) (4) فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ قلت: ولم؟ جعلني الله فداك. قال: لانكم لا ترون شخصه، ولا يحل لكم ذكره باسمه. قلت: فكيف نذكره؟ فقال: قولوا الحجة من آل محمد صلوات الله عليه وسلامه (5).


3 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 648 ح 3 عن أبيه، وعنه في البحار: 51 / 33 ح 13 وعن غيبة الطوسي: ص 281 والارشاد: ص 410 واعلام الورى: ص 465 وكشف الغمة: 2 / 464 س 8. 4 – في الاكمال: من بعدي الحسن إبني وفي البحار: من بعد الحسن ابني. 5 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 648 ح 4 وص 381 ح 5 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 31 ح 2 وص 158 ح 1، و 50 / 240 ح 4 وعن غيبة الطوسي: ص 121 والكافي: 1 / 332 ح 1 والعلل: 1 / 245 ح 5 و اعلام الورى: 370 وكفاية الاثر: 248 والارشاد: 380؟، وفي الوسائل: 11 / 487 ح 6 عن الكافي والاكمال.

[ 119 ]

32 – باب في الغيبة 113 – سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، قالا: حدثنا أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد، عن الحسين بن الربيع المدائني قال: حدثنا محمد بن اسحاق، عن أسيد بن ثعلبة، عن ام هانئ، قالت: لقيت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فسألته عن هذه الآية: ” فلا أقسم بالخنس، الجوار الكنس ” (1). فقال: إمام يخنس في زمانه، عند انقضاء من علمه سنة ستين ومائتين، ثم يبدو كالشهاب الوقاد في ظلمة الليل، فان أدركت ذلك قرت عيناك (2). 114 – سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار جميعا، قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى وابراهيم بن هاشم وأحمد بن أبي عبد الله البرقي ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا قالوا: حدثنا أبو علي الحسن ابن محبوب السراد، عن داود بن الحصين، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:


1 – آية 15 و 16 سورة التكوير 81. 2 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 324 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 51 ح 26 وعن غيبة الطوسي: ص 101 وغيبة النعماني: 150 ح 7، ورواه في الكافي: 1 / 341 ح 22 و 23 باسناده عن ام هانئ. وفي البحار: 51 / 137 ح 6 عن غيبة النعماني: 149 ح 6

[ 120 ]

المهدي من ولدي، إسمه إسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا وخلقا، تكون له غيبة وحيرة حتى تضل الخلق عن أديانهم، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب، فيملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (3). 115 – سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد البرقي، وابراهيم بن هاشم جميعا، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله، عن عبد الله بن محمد الطيالسي عن منذر بن محمد ابن قابوس، عن النصر بن أبي السري، عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة النصري، عن الاصبغ بن نباتة، قال: أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فوجدته متفكرا ينكت في الارض، فقلت: يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكرا تنكت في الارض، أرغبت فيها؟! فقال: لا والله، ما رغبت فيها، ولا في الدنيا يوما قط، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي، يملاها عدلا كما ملئت جورا وظلما، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام، ويهتدي فيها آخرون. فقلت: يا أمير المؤمنين، وان هذا لكائن؟ فقال: نعم، كما إنه مخلوق، وانى لك بالعلم بهذا الامر، يا أصبغ، أولئك


3 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 287 ح 4 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 72 ح 16 وفي ص 71 ح 13 عن الاكمال: ص 286 ح 1 باسناده عن جابر بن عبد الله الانصاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأورده في كفاية الاثر: ص 66 وإعلام الورى 424 عن ابن بابويه.

[ 121 ]

خيار هذه الامة مع أبرار هذه العترة. قلت: وما يكون بعد ذلك؟ قال: ثم يفعل الله ما يشاء، فان له إرادات وغايات ونهايات (4). 116 – سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن ذا القرنين لم يكن نبيا، ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله، وناصح لله فناصحه الله، أمر قومه بتقوى الله، فضربوه على قرنه، فغاب عنهم زمانا، ثم رجع إليهم، فضربوه على قرنه الآخر، وفيكم من هو على سنته (5). 117 – عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن هلال، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن فضالة بن أيوب، عن سدير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن في القائم سنة من يوسف عليه السلام. قلت: كأنك تذكر خبره أو غيبته؟ فقال لي: وما تنكر من ذلك هذه الامة، أشباه الخنازير، إن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء، تاجروا يوسف وبايعوه، وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم: ” أنا يوسف “.


4 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 288 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 117 ح 18 وعن غيبة النعماني: ص 29 عن الكافي: 1 / 338 ح 7 عن علي بن محمد عن عبد الله بن محمد بن خالد عن منذر بن محمد بن قابوس عن منصور بن السندي عن أبي داود المسترق بسنده، والاختصاص: 204 عن ابن قولويه عن سعد مع اختلاف يسير، وفي الغيبة بعد قوله (ع): ويهتدي فيها آخرون فقلت: يا أمير المؤمنين فكم تكون تلك الحيرة والغيبة، فقال: سبت من الدهر، وفي الكافي، فقال: ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين، وعن غيبة الطوسي: ص 103 عن البرقي، وعن سعد بسند آخر، ونقله عنه في بشارة الاسلام: ص 39، ورواه عن الصدوق في كفاية الاثر: ص 219 ورواه الحسين بن حمدان الخصيبي في الهداية: ص 173 بسند ينتهي إلى سعيد بن المسيب عن الاصبغ، وفي اعلام الورى: ص 425. 5 – رواه في الاكمال: 2 / 393 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 12 / 194 ح 17 وعن قصص الانبياء (مخطوط): ص 71 والعياشي: 2 / 340 صدر حديث 72.

[ 122 ]

فما تنكر هذه الامة أن يكون الله عزوجل – في وقت من الاوقات – يريد أن يستر حجته؟! لقد كان يوسف عليه السلام إليه ملك مصر، وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد الله عزوجل أن يعرفه مكانه لقدر على ذلك، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر. فما تنكر هذه الامة أن يكون الله عزوجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم، ويطأ بسطهم، وهم لا يعرفونه؟ حتى يأذن الله عزوجل أن يعرفهم بنفسه كما أذن ليوسف حتى قال لهم: ” هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ انتم جاهلون، قالوا إنك لانت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي ” (6 و 7). 118 – سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن ابراهيم ابن هاشم، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: من مات منتظرا لهذا الامر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه، لا، بل كان كالضارب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف (8). 119 – علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن زياد المكفوف، عن عبد الله بن أبي عقبة (9) الشاعر، قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: كأني بكم تجولون جولان الابل تبتغون المرعى، فلا تجدونه يا معشر الشيعة. ورواه عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد


6 – آية (89) و (90) سورة يوسف 12. 7 – رواه الصدوق في الاكمال: ص 144 ح 11 و 341 ح 21 والعلل: 244 ح 3 عن أبيه وعنها في البحار: 51 / 142 ح 1 و 12 / 283 ح 61، وفي البحار: 52 / 154 ح 9 عن غيبة النعماني ص 84 و 85 ودلائل الامامة: ص 290، وأورده في اعلام الورى: ص 431. 8 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 338 ح 11 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 146 ح 69. 9 – في البحار: أبي عفيف الشاعر، وفي هامش الاكمال: أبي عقب، عفيف / خ.

[ 123 ]

سنان، عن أبي الجارود: زياد بن المنذر، عن عبد الله الشاعر مثله (10). 120 – سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا، عن ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: أقرب ما يكون العباد من الله عزوجل وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله عزوجل، فلم يظهر لهم، ولم يعلموا بمكانه، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله عنهم وبيناته، فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساءا، وان أشد ما يكون غضب الله تعالى على أعدائه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم وقد علم أن أولياءه لا يرتابون، ولو علم أنهم يرتابون لما غيب حجته طرفة عين، ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس (11). 121 – عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن المفضل بن عمر، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تفسير جابر؟ فقال: لا تحدث به السفل، فيذيعوه، أما تقرأ في كتاب الله عزوجل: ” فإذا نقر في الناقور ” (12). إن منا إماما مستترا، فإذا أراد الله عزوجل إظهار أمره نكت في قلبه نكتة، (فظهر وأمر بأمر الله عزوجل) (13 و 14).


10 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 304 ح 17 عن أبيه و 18 عن أبيه بسند آخر عن عبد الله بن أبي عقبة الشاعر وعنهما في البحار: 51 / 110 ح 3. 11 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 337 ح 10 وص 339 ح 16 مع اختلاف السند وعنهما في البحار: 52 / 145 ح 67 وعن غيبة النعماني: ص 83 وغيبة الطوسي: ص 276. وأورده في الكافي: 1 / 333 ح 1، واعلام الورى: ص 431 باختلاف يسير في المتن. 12 – آية 8 سورة المدثر 74. 13 – في البحار والمصادر الاخرى: فظهر فقام بأمر الله عزوجل. 14 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 349 ح 42 عن أبيه وفي البحار: 52 / 284 ح 11 عن غيبة الطوسي: =

[ 124 ]

35 – باب مايصنع الناس في الغيبة 122 – محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، ومحمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، جميعا، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن خاله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: قلت له: إن كان كون – لا أراني الله يومك – فبمن أئتم؟ فأومأ إلى موسى عليه السلام، فقلت: فان مضى موسى فالى من؟ قال: إلى ولده، قلت: فان مضى ولده، وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا، فبمن أئتم؟ قال: بولده، ثم قال: هكذا أبدا، قلت: فإن أنا لم أعرفه ولم أعرف موضعه، فما أصنع؟ قال: تقول: (اللهم إني أتولى من بقي من حججك من ولد الامام الماضي) فان ذلك يجزيك. ورواه عن سعد والحميري عن ابن أبي الخطاب وابن عبيد (1).


= 103 ورجال الكشي: 192 ح 338، وأخرجه في البحار: 2 / 70 ح 29 عن رجال الكشي: 103، وفي البحار: 51 / 57 ح 49 عن غيبة النعماني: ص 187 باختلاف يسير بأسانيد هم عن المفضل، وأورد الكليني في الكافي: 1 / 343 ح 30. 1 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 349 ح 43 عن أبيه وعنه في البحار: 48 / 16 ح 8 و 52 / 148 ح 72 و 27 / 279 ح 5، وفي الاكمال: 2 / 415 ح 7 عن أبيه وعنه في البحار: 48 / 16 ح 10 و 52 / 148 ذح 72. =

[ 125 ]

123 – عبد الله بن جعفر الحميري، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن زرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم. فقلت له: ما يصنع الناس في ذلك الزمان؟ قال: يتمسكون بالامر الذي هم عليه حتى يتبين لهم (2). 124 – سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى ابن القاسم، عن معاوية بن وهب البجلي، وأبي قتادة علي بن محمد بن حفص، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام، قال: قلت: ما تأويل قول الله عزوجل: ” قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ” (3). فقال: إذا فقدتم إمامكم فلم تروه، فماذا تصنعون؟ (4). 125 – سعد والحميري وابن ادريس، قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ومحمد بن عبد الجبار، وعبد الله بن عامر ابن سعد الاشعري، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن محمد بن المساور، عن المفضل ابن عمر الجعفي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول: إياكم والتنويه، أما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم، ولتمحصن حتى يقال: ” مات أو هلك، بأي واد سلك “، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر، ولا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه، وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه.


= وأخرجه في البحار: 48 / 16 ح 9 عن اعلام الورى: ص 297 والكافي: 1 / 309 ح 7 وفي البحار: 48 / 16 ح 11 عن إرشاد المفيد: ص 325. 2 – رواه في الاكمال: 2 / 350 ح 44 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 149 ح 75. 3 – آية 30 سورة الملك: 67. 4 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 360 ح 3 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 151 ح 5، وأخرجه في البحار: 24 / 100 ح 2 عن غيبة الطوسي: ص 101 باسناده: عن علي بن جعفر عن أخيه موسى (ع).

[ 126 ]

ولترفعن إثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي. قال: فبكيت، فقال لي: ما يبكيك، يا أبا عبد الله؟ فقلت: وكيف لا أبكي، وأنت تقول: إثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي، فكيف نصنع؟ قال: فنظر إلى شمس داخلة في الصفة، فقال: يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس؟ قلت: نعم. قال: والله لامرنا أبين من هذه الشمس (5). 126 – محمد بن يحيى العطار، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي، عن إسحاق بن محمد الصيرفي، عن يحيى بن المثنى العطار، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يفقد الناس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم ولا يرونه (6). 127 – عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن صالح بن محمد، عن هانئ * التمار، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن لصاحب هذا الامر غيبة، المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد، ثم قال – هكذا بيده – ثم قال: إن لصاحب هذا الامر غيبة، فليتق الله


5 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 347 ح 35 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 281 ح 9، وعن غيبة الطوسي: ص 205 وغيبة النعماني: 151 و 151؟ والكافي: 1 / 334 ح 3، وذكر في بشارة الاسلام: ص 151. 6 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 346 ح 33 وص 440 ح 7 وص 351 ح 49 وعنهم في البحار: 52 / 151 ح 2 وعن غيبة الطوسي: ص 102 وغيبة النعماني: ص 175 والكافي: 1 / 337 ح 6، وعن الاكمال في الوسائل: 8 / 96 ح 9 (مثله). وأخرجه في الوسائل: 8 / 96 ح 8 والبحار: 52 / 152 ح 8 عن الاكمال: 2 / 440 ح 8 (نحوه) بسند آخر. * في البحار وغيبة الطوسي والنعماني والكافي: يمان التمار.

[ 127 ]

عبد، وليتمسك بدينه (7). 128 – سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد جميعا، عن الحسن بن علي بن فضال، عن جعفر بن محمد بن منصور، عن رجل – واسمه عمر بن عبد العزيز – عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال: إذا اصبحت وأمسيت، لا ترى إماما تأتم به، فأحبب من كنت تحب، وابغض من كنت تبغض حتى يظهره الله عزوجل (8). 129 – محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن حماد بن عيسى، عن إسحاق بن جرير، عن عبد الله بن سنان، قال: دخلت أنا وأبي على أبي عبد الله عليه السلام، فقال: فكيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدى؟ ولا علما يرى؟ ولا ينجو منها إلا من دعا دعاء الغريق؟ فقال له أبي: إذا وقع هذا ليلا (9) فكيف نصنع؟ فقال: أما أنت فلا تدركه، فإذا كان ذلك، فتمسكوا بما في أيديكم، حتى يتضح لكم الامر (10).


7 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 346 ح 34 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 111 ح 21 وعن غيبة الطوسي: ص 275، وأخرجه في البحار: 52 / 135 ح 39 عن غيبة النعماني: 169 باختلاف يسير و 169 س 10 عن الكافي: 1 / 335 ح 1. 8 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 348 ح 37 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 148 ح 71. 9 – في البحار: البلاء. 10 – رواه في الاكمال: 2 / 348 ح 40 عن أبيه وفي البحار: 52 / 133 عن غيبة النعماني: ص 159 بسند آخر: عن عبد الله بن سنان.

[ 128 ]

35 – باب في آيات ظهوره 130 – سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام، أنه قال في قول الله عزوجل: ” يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ” (1). فقال عليه السلام: الآيات هم الائمة، والآية المنتظرة هو القائم عليه السلام، فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف، وان آمنت بمن تقدم من آبائه عليهم السلام (2). 131 – عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن محمد بن حكيم، عن ميمون البان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: خمس قبل قيام القائم: (خروج) (3) اليماني، والسفياني، والمنادي ينادي من السماء، وخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية (4).


1 – آية 158 سورة الانعام 6. 2 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 18 وص 30، و 2 / 336 ح 8 عن ابيه وعنهم في البحار: 51 / 50 ح 25، وفي البحار: 67 / 33 عن الاكمال (مختصرا). 3 – زيادة من الخصال. 4 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 649 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 203 ح 29 ورواه في الخصال: 1 / 303 ح 82 واعلام الورى: ص 455 وفي غيبة النعماني: ص 252 بسند آخر: عن أبي عبد الله عليه السلام، باختلاف يسير في المتن.

[ 129 ]

132 – عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن هلال، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، والعلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام: يقول: إن قدام القائم علامات تكون من الله عزوجل للمؤمنين. قلت: وما هي؟ جعلني الله فداك. قال: ذلك قول الله عز وجل: ” ولنبلونكم ” يعني المؤمنين قبل خروج القائم عليه السلام ” بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين ” (54). قال: يبلوهم (6) بشئ من الخوف، من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم والجوع بغلاء أسعارهم. ” ونقص من الاموال ” قال: كساد التجارات وقلة الفضل. ونقص من الانفس، قال: موت ذريع. ونقص من الثمرات، قال: قلة ريع ما يزرع. ” وبشر الصابرين ” عند ذلك بتعجيل خروج القائم عليه السلام. ثم قال لي: يا محمد، هذا تأويله، إن الله تعالى يقول: ” وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ” (7 و 8). 133 – سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر ابن بشير، عن هشام بن سالم، عن زرارة: عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ينادي مناد باسم القائم عليه السلام، قلت: خاص أو عام؟ قال: عام، كل قوم بلسانهم.


5 – آية 155 سورة البقرة 2. 6 – في البحار: نبلوهم. 7 – آية 7 سورة آل عمران 3. 8 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 649 ح 3 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 202 ح 28 وعن غيبة النعماني: ص 250 ورواه في اعلام الورى: 456 وبشارة الاسلام: ص 118 ودلائل الامامة: ص 259 و إرشاد المفيد: ص 408 وكشف الغمة: 2 / 462.

[ 130 ]

قلت: فمن يخالف القائم عليه السلام وقد نودي باسمه؟ قال: لا يدعهم إبليس حتى ينادي في آخر الليل (9) ويشكك الناس (10). 134 – حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه، عن محمد بن علي الكوفي، قال: حدثنا الحسين بن سفيان، عن قتيبة بن محمد، عن عبد الله بن أبي منصور البجلي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اسم السفياني؟ فقال: وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كور (11) الشام الخمس، دمشق، وحمص، وفلسطين، والاردن، وقنسرين، فتوقعوا عند ذلك الفرج. قلت: يملك تسعة أشهر؟ قال: لا، ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما (12). 135 – علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن الفضيل (13)، عن أبيه، عن منصور، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا منصور، إن هذا الامر لا يأتيكم إلا بعد [ إ ] يأس، لا والله، لا يأتيكم حتى تميزوا، لا والله لا يأتيكم حتى تمحصوا، ولا والله لا يأتيكم حتى يشقى من شقى، ويسعد من سعد (14). 136 – سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد ابن اسماعيل بن بزيع، عن عبد الله بن عبد الرحمن الاصم، عن الحسين بن المختار القلانسي، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى ولا علم؟ يتبرأ بعضكم من بعض؟ فعند ذلك تميزون وتمحصون وتغربلون، وعند ذلك اختلاف السيفين، وإمارة أول من النهار،


9 – في البحار: الظاهر: في آخر الليل، ولعله من النساخ ولم يكن في بعض النسخ: في آخر الليل، أصلا فالزيادة من النساخ. 10 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 650 ح 8 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 205 ح 35 وفي بشارة الاسلام: ص 128. 11 – في البحار: كنوز. 12 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 651 ح 11 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 206 ح 38 وفي اعلام الورى: ص 457 وبشارة الاسلام: ص 123. 13 – في البحار: الفضل. 14 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 346 ح 32 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 111 ح 20.

[ 131 ]

وقتل وخلع (15) من آخر النهار (16). 137 – سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي غانم القزويني، قال: حدثني ابراهيم بن محمد بن فارس، قال: كنت أنا [ ونوح ] وأيوب ابن نوح في طريق مكة فنزلنا على وادي زبالة، فجلسنا نتحدث فجرى ذكر ما نحن فيه، وبعد الامر علينا، فقال أيوب بن نوح: (17) كتبت في هذه السنة أذكر شيئا من هذا، فكتب الي: إذا رفع علمكم من بين أظهركم، فتوقعوا الفرج من تحت أقدامكم (18). 138 – سعد بن عبد الله، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن أبي هراسة، عن أبي اسحاق ابراهيم بن اسحاق، عن عبد الله بن حماد الانصاري، قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد: عن أبي جعفر عليه السلام، قال: كأني بأصحاب القائم عليه السلام وقد أحاطوا بما بين الخافقين، فليس من شئ إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الارض وسباع الطير، يطلب رضاهم في كل شئ، حتى تفخر الارض على الارض وتقول: مر بي اليوم رجل من أصحاب القائم عليه السلام (19). 139 – سعد بن عبد الله، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد جميعا، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن محمد بن


15 – في البحار: قطع. 16 – رواه في الاكمال: 2 / 347 ح 36 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 112 ح 22 ونقله في بشارة الاسلام: ص 150. 17 – النجاشي (ص 80): أيوب بن نوح بن دراج النخعي أبو الحسين، كان وكيلا لابي الحسن وأبي محمد عليهم السلام، عظيم المنزلة عندهما، مأمونا وكان شديد الورع، كثير العبادة، ثقة في رواياته. أقول: هذا مع علو شأنه ووكالته لهما يظهر أنه كتب إلى أحدهم، ولا دليل على وضعه الصدوق تحت عنوان ” باب ما روي عن أبي الحسن علي بن محمد الهادي على النص على القائم (ع) وغيبته “. 18 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 381 ح 4 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 159 ح 4. 19 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 673 ح 56 عن أبيه وعنه في البحار: 52 / 327 ح 43 ونقله في بشارة الاسلام: ص 241.

[ 132 ]

مسلم قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: في قول الله عزوجل: ” إنما انت منذر ولكل قوم هاد ” (20) فقال: كل إمام هاد لكل قوم في زمانهم (21). 140 – سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن بريد بن معاوية العجلي قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: ما معنى ” إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ” (22) فقال: المنذر رسول الله صلى الله عليه واله، وعلي الهادي، وفي كل وقت و زمان امام منا يهديهم إلى ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله (22). 141 – علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن عبيد بن كرب، قال: سمعت عليا يقول: إن لنا أهل البيت راية، من تقدمها مرق، ومن تأخر عنها محق، ومن تبعها لحق (23). 142 – سعد، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن أبان عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: إن لله عزوجل خلقا خلقهم من نوره ورحمته، فهم عين الله الناظرة، وأذنه السامعة، ولسانه الناطق في خلقه باذنه وأمناؤه على ما أنزل من عذر أو نذر أو حجة. فبهم يمحو الله السيئات، وبهم يدفع الضيم، وبهم ينزل الرحمة، وبهم يحيي ميتا، ويميت حيا، وبهم يبتلي خلقه، وبهم يقضي في خلقه قضية. قلت: جعلت فداك، من هؤلاء؟ قال: الاوصياء (24).


20 – آية (7) سورة الرعد 13. 21 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 667 ح 9 عن أبيه وعنه في البحار 18 ص 190 ح 26 وج 23 / 5 ح 8 22 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 667 ح 10 عن أبيه وعنه في البحار: 23 / 5 ح 9 وص 3 ح 3 عن البصائر: ص 29 (نحوه). وفي البحار: 16 / 358 ح 50 عن الكافي: 1 / 191 ح 2 (نحوه). 23 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 654 ح 23 عن أبيه. 24 – رواه في التوحيد: ص 167 ح 1 ومعاني الاخبار: 16 ح 10 وعنهما في البحار: 26 / 240 ح 2.

[ 133 ]

143 – سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن أسباط، عن البطائني، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام، أنه قال: يا أبا بصير، نحن شجرة العلم، ونحن أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، وفي دارنا مهبط جبرئيل، ونحن خزان علم الله، ونحن معادن وحي الله، من تبعنا نجا، ومن تخلف عنا هلك، حقا على الله عزوجل (25). 144 – محمد بن معقل القرميسيني، عن محمد بن زيد الجزري، عن ابراهيم ابن اسحاق النهاوندي، عن عبد الله بن حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: قلت: لم سميت فاطمة الزهراء، زهراء؟ فقال: لان الله عزوجل خلقها من نور عظمته، فلما أشرقت أضاءت السموات والارض بنورها، وغشيت أبصار الملائكة، وخرت الملائكة لله ساجدين، وقالوا: إلهنا وسيدنا، ماهذا النور؟ فأوحى الله إليهم: هذا نور من نوري، وأسكنته في سمائي، خلقته من عظمتي أخرجه من صلب نبي من أنبيائي، أفضله على جميع الانبياء وأخرج من ذلك النور أئمة يقومون بأمري، يهدون إلى حقي، وأجعلهم خلفائي في أرضي بعد انقضاء وحيي (26). 145 – الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، في قول الله عزوجل: ” يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم ” (27).


رواه في الامالي: ص 252 وعنه في البحار: 26 / 240 ح 1 ورواه في بشارة المصطفى: 65. 26 – رواه الصدوق في العلل: 1 / 179 ح 1 عن أبيه ونقله في البحار: 43 / 12 ح 5 وعن مصباح الانوار، وفيه: عن أبي جعفر (ع) مثله. 27 – آية (59) سورة النساء 4.

[ 134 ]

قال: الائمة من ولد علي وفاطمة عليهما السلام، إلى أن تقوم الساعة (28). 146 – سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إن الله تبارك وتعالى أرسل محمدا صلى الله عليه وآله إلى الجن والانس وجعل من بعده الاثني عشر وصيا منهم من مضى ومنهم من بقى، وكل وصي جرت فيه سنة من الاوصياء الذين بعد محمد صلى الله عليه وآله على سنة أوصياء عيسى عليه السلام، وكانوا إثني عشر. وكان أمير المؤمنين عليه السلام على سنة المسيح (29)، 147 – سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري، قالا: حدثنا يعقوب ابن يزيد، عن أحمد بن هلال – في حال استقامته – عن محمد بن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن زرارة، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: يمضي الامام وليس له عقب؟ قال: لا يكون ذلك، قلت: فيكون ماذا؟ قال: لا يكون ذلك إلا أن يغضب الله عزوجل على خلقه، فيعاجلهم (30). 148 – الحميري، عن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي يحيى المديني، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: جاء يهودي إلى عمر، يسأله عن مسائل فأرشده إلى علي عليه السلام ليسأله، فقال له علي عليه السلام: سل.


28 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 222 ح 8 عن أبيه وعنه في البحار: 23 / 228 ح 13 ودلائل الامامة: ص 231. 29 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 326 ح 4 عن أبيه وعنه في البحار: 36 / 392 ح 4 وعن العيون: ص 451 ح 21 والخصال: 2 / 478 ح 43 وغيبة الطوسي: ص 92 ورواه في الكافي: 1 / 532 ح 10 و الارشاد: ص 392 واعلام الورى: ص 386. 30 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 204 ح 13 عن أبيه وعنه في البحار: 23 / 36 ح 63، وفي دلائل الامامة: ص 230.

[ 135 ]

قال: أخبرني، كم بعد نبيكم من إمام عادل؟ وفي أي جنة هو؟ ومن يسكن معه في جنته؟ فقال له علي عليه السلام: يا هاروني! لمحمد صلى الله عليه وآله بعده إثنا عشر إماما عدلا، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ولا يستوحشون بخلاف من خالفهم، أثبت في دين الله من الجبال الرواسي. ومنزل محمد صلى الله عليه وآله جنة عدن، والذين يسكنون معه هؤلاء الاثنا عشر. فأسلم الرجل وقال: أنت أولى بهذا المجلس من هذا، أنت الذي تفوق ولا تفاق، وتعلو ولا تعلى (31). 149 – سعد، عن النهدي، عن محمد بن خالد البرقي، عن خلف بن حماد عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق (32). 150 – علي بن محمد بن قتيبة، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، قال: حدثنا إسحاق بن ابراهيم، عن جرير، عن الحسن بن عبيدالله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: إني تارك فيكم كتاب الله، وأهل بيتي، فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (33). 151 – سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن داود


31 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 300 ح 7 عن أبيه وعنه في البحار: 36 / 380 ح 7. 32 – رواه في الاكمال: 1 ص 221 ح 5 وعنه في البحار: 23 ص 38 ح 66 وعن الاكمال 232 ح 36 عن أبيه، عن الحميري عن الحسن بن علي الزيتوني، عن ابن هلال عن خلف بن حماد، عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام (مثله) ورواه في الاختصاص: ص 19 مرسلا، عن أبان، وليس فيه: وبعد الخلق، والكافي: 1 / 177 ح 4، والبصائر: 487 ح 1. 33 – رواه الصدوق في الاكمال: 1 / 240 ح 62 عن أبيه وعنه في البحار: 23 / 136 ح 77، والاكمال: 1 / 234 ح 44 عن أبيه وعنه في البحار 23 / 133 ح 69 وفي البحار: 23 / 118 ح 36 عن جامع الاصول لابن الاثير: عن زيد بن أرقم نحوه مفصلا ويرد في طرق اخرى عن النبي صلى الله عليه وآله هذا الحديث، فراجع.

[ 136 ]

بن فرقد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ادعى الامامة وليس بامام فقد افترى على الله وعلى رسوله وعلينا (34). 152 – سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن سنان، عن يحيى أخي أديم عن الوليد بن صبيح قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن هذا الامر لا يدعيه غير صاحبه، إلا بتر الله عمره (35).


34 – رواه في ثواب الاعمال: ص 255 ح 3؟ وعنه في البحار: 25 / 112 ح 8. 35 – رواه الصدوق في ثواب الاعمال: ص 255 ح 4 وعنه في البحار: 25 / 112 ح 9 ورواه في الكافي: 1 / 373 ح 5 بسنده عن ابن سنان (مثله).

[ 137 ]

36 – باب علامات الامام ودلائل معرفته 153 – محمد العطار، عن ابن أبي الخطاب، عن البزنطي قال: سئل أبو الحسن عليه السلام: الامام بأي شئ يعرف بعد الامام؟ قال: إن للامام علامات، أن يكون أكبر ولد أبيه بعده، ويكون فيه الفضل، وإذا قدم الراكب المدينة، قال: إلى من أوصى؟ قالوا: إلى فلان، والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل، يدور مع السلاح حيث كان (36). 154 – أحمد بن إدريس، عن ابن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن ابي جعفر عليه السلام، قال: قلت له: جعلت فداك، إذا مضى عالمكم أهل البيت، فبأي شئ يعرفون من يجئ بعده؟ قال: بالهدى، والاطراق، وإقرار آل محمد له بالفضل، ولا يسأل عن شئ مما بين صدفيها، إلا أجاب فيه (37). 155 – سعد، عن ابن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران عن الفضل بن السكن، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال:


36 – رواه الصدوق في الخصال: 1 / 116 ح 98 عن أبيه وعنه في البحار: 25 / 137 ح 7 وعن الكافي: 1 / 284 ح 1 بسند آخر (مثله). وأورده في مختصر البصائر: ص 8. 37 – رواه الصدوق في الخصال: 1 / 200 ح 13 عن أبيه وعنه في البحار: 25 / 139 ح 10 والبصائر: ص 489 ح 1 باسناده عن أبي الجارود.

[ 138 ]

قال أمير المؤمنين عليه السلام: إعرفوا الله بالله، والرسول بالرسالة وأولي الامر بالمعروف والعدل والاحسان (38). 156 – محمد العطار، عن الاشعري، عن عبد الصمد بن محمد، عن حنان ابن سدير، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه، قال: إن الامامة لا تصلح إلا لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن المحارم، وحلم يملك به غضبه، وحسن الخلافة على من ولي عليه حتى يكون له كالوالد الرحيم (39). 157 – محمد العطار، عن الاشعري، عن محمد بن الوليد، عن حماد بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة النصري، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام، بما يعرف صاحب هذا الامر؟ قال: بالسكينة والوقار، والعلم، والوصية (40). 158 – محمد العطار، عن الاشعري، عن الخشاب، عن يزيد بن اسحاق شعر، عن الغنوي، عن عبد الاعلى، قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما الحجة على المدعي لهذا الامر بغير حق؟ قال: ثلاثة من الحجة لم يجتمعن في رجل إلا كان صاحب هذا الامر: أن يكون أولى الناس بمن قبله. ويكون عنده سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله. ويكون صاحب الوصية الظاهرة، الذي إذا قدمت المدينة سألت العامة والصبيان: إلى من أوصى فلان؟ فيقولون: إلى فلان (41).


38 – رواه في التوحيد: 285 ح 3 وعنه في البحار: 25 / 141 ح 14، ورواه في الكافي: 1 / 85 ح 1 عن علي ابن محمد عمن ذكره عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن حمران. 39 – رواه في الخصال: 1 / 116 ح 97 عن أبيه وعنه في البحار: 25 / 137 ح 6. 40 – رواه في الخصال: 1 / 200 ح 12 عن أبيه وعنه في البحار: 25 / 138 ح 9 وعن البصائر: ص 489 ح 2. 41 – رواه في الخصال: 1 / 117 ح 99 عن أبيه وعنه في البحار: 25 / 138 ح 8، وعن الكافي: 1 / 284 ح 2 بسنده عن يزيد شعر.

[ 139 ]

37 – باب أن لديهم الكتب التي أنزلت على الانبياء 159 – أحمد بن ادريس، ومحمد العطار معا: عن الاشعري، عن ابن هاشم، عن محمد بن حماد، عن الحسن بن ابراهيم، عن يونس، عن هشام بن الحكم – في خبر طويل – قال: جاء (بريهة) جاثليق النصارى، فقال لابي الحسن عليه السلام: جعلت فداك، أنى لكم التوراة والانجيل وكتب الانبياء؟ قال: هي عندنا وراثة من عندهم، نقرأها كما قرأوها، ونقولها كما قالوها، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شئ؟ فيقول: لا أدري، الخبر (1). 160 – سعد، عن علي بن محمد، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن حسين بن علوان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن الله فضل أولي العزم من الرسل بالعلم على الانبياء. وورثنا علمهم، وفضلنا عليهم في فضلهم، وعلم رسول الله صلى الله عليه وآله ما لا يعلمون، وعلمنا علم رسول الله صلى الله عليه وآله فروينا لشيعتنا. فمن قبل منهم فهو أفضلهم، وأينما نكون فشيعتنا معنا (2).


1 – رواه الصدوق في التوحيد: ص 275 عن ابيه وعنه في البحار: 26 / 181 ح 7 وفي ج 10 / 234 بتمامه. 2 – الخرائج والجرائح المخطوط: 414 باسناده عن ابن بابويه عن أبيه ونقله في البحار: 26 / 199 ح 1، وفي البصائر: ص 227 ح 2 وص 229 ح 5 (نحوه).

[ 140 ]

38 – باب أنهم القرى الظاهرة 161 – عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثني محمد بن صالح الهمداني، قال: كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام: إن أهل بيتي يؤذونني ويقرعونني بالحديث الذي روي عن آبائك عليهم السلام أنهم قالوا: ” قوامنا وخدامنا شرار خلق الله “. فكتب عليه السلام: ويحكم أما تقرأون ما قال عزوجل: ” وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة ” (1). ونحن – والله – القرى التي بارك الله فيها، وأنتم القرى الظاهرة، قال عبد الله بن جعفر: وحدثنا بهذا الحديث علي بن محمد الكليني عن محمد بن صالح، عن صاحب الزمان عليه السلام (2). 162 – سعد بن عبد الله، عن اسحاق بن يعقوب، قال: سمعت الشيخ العمري رضي الله عنه يقول: صحبت رجلا من أهل السواد ومعه مال للغريم عليه السلام، فأنفذه، فرد عليه، وقيل له: ” أخرج حق ولد عمك منه، وهو أربعمائة درهم “.


1 – آية (18) سورة سبأ 34. 2 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 483 ح 2 عن ابيه وعنه في البحار: 53 / 184 ح 15 وعنه في 51 / 343 ح 1 وعن غيبة الطوسي: ص 209، وفي الوسائل: 18 / 110 ح 46 عن الاكمال وغيبة الطوسي، ورواه في إعلام الورى: ص 453.

[ 141 ]

فبقى الرجل متحيرا باهتا متعجبا، ونظر في حساب المال، وكانت في يده ضيعة لولد عمه، قد كان رد عليهم بعضها وزوى عنهم بعضها، فإذا الذي نص لهم من ذلك المال: أربعمائة درهم، كما قال عليه السلام، فأخرجه وأنفذ الباقي فقبل (3). 163 – سعد بن عبد الله، عن علي بن محمد الرازي، قال: حدثني جماعة من أصحابنا أنه بعث إلى أبي عبد الله بن الجنيد – وهو بواسط – غلاما وأمر ببيعه، فباعه، وقبض ثمنه، فلما عير الدنانير نقصت من التعيير ثمانية عشر قيراطا وحبة، فوزن من عنده ثمانية عشر قيراطا وحبة وأنفذها. فرد عليه دينارا وزنه ثمانية عشر قيراطا وحبة (4). 164 – سعد بن عبد الله، عن علي بن محمد الرازي، قال: حدثني نصر بن الصباح قال: أنفذ رجل من أهل بلخ خمسة دنانير إلى حاجز، وكتب رقعة، وغير فيها اسمه، فخرج إليه الوصول باسمه ونسبه والدعاء له (5). 165 – سعد بن عبد الله، عن أبي حامد المراغي، عن محمد بن شاذان بن نعيم، قال: بعث رجل من أهل بلخ بمال ورقعة ليس فيها كتابة، قد خط فيها باصبعه كما تدور من غير كتابة، وقال للرسول: احمل هذا المال، فمن أخبرك بقصته، وأجاب عن الرقعة، فأوصل إليه المال. فصار الرجل إلى العسكر، وقد قصد جعفرا، وأخبره الخبر، فقال له جعفر: تقر بالبداء؟ قال الرجل: نعم. قال له: فان صاحبك قد بدا له وأمرك أن تعطيني المال، فقال له الرسول: لا يقنعني هذا الجواب.


3 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 484 ح 6 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 326 ح 45 وعن ارشاد المفيد: 397 وأورده في اعلام الورى: ص 446 والكافي: 1 / 519 ح 8 ودلائل الامامة: ص 286. 4 – رواه في الاكمال: 2 / 486 ح 7 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 326 ح 46 وعن الخرائج (المخلوط): ص 368 وأورده في إعلام الورى: ص 450 عن ابن بابويه. 5 – رواه في الاكمال: 2 / 488 ح 10 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 327 ح 49.

[ 142 ]

فخرج من عنده، وجعل يدور على أصحابنا، فخرجت إليه رقعة قال: ” هذا مال قد كان غرر به “. وكان فوق صندوق فدخل اللصوص البيت وأخذوا ما في الصندوق وسلم المال وردت عليه الرقعة، وقد كتب فيها كما تدور، ” وسألت الدعاء فعل الله بك وفعل ” (6). 166 – سعد بن عبد الله، عن محمد بن الصالح قال: كتبت أسأله الدعاء لباداشاله (7) وقد حبسه ابن عبد العزيز، وأستأذن في جارية لي أستولدها، فخرج: ” استولدها، ويفعل الله ما يشاء، والمحبوس يخلصه الله “. فاستولدت الجارية فولدت فماتت، وخلي عن المحبوس يوم خرج الي التوقيع (8).


6 – رواه الصدوق في الاكمال: 2 / 488 ح 1 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 327 ح 50 وأورده في الخرائج (المخطوط): 543 عن إبن بابويه ودلائل الامامة: ص 287. 7 – في البحار: لباداشاكه. 8 – رواه في الاكمال: 2 / 489 ح 12 عن أبيه وعنه في البحار: 51 / 327 ح 51.

[ 143 ]

الامامة والتبصرة من الحيرة للفقيه المحدث أبي الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي والد الشيخ الصدوق (ره) المتوفى سنة تناثر النجوم 329 ه‍ ق تحقيق ونشر مدرسة الامام المهدي عليه السلام قم المقدسة


[ 144 ]

هوية الكتاب الكتاب: الامامة والتبصرة من الحيرة المؤلف: أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي ” والد الشيخ الصدوق ” التحقيق والنشر: في مدرسة الامام المهدي ” عج ” بالحوزة العلمية – قم الطبعة: الاولى تاريخ الطبع: 1404 ه‍ ق – 1363 ه‍ ش العدد: 3000 نسخة. حقوق الطبع كلها محفوظة لمدرسة الامام المهدي عليه السلام


[ 145 ]

إهداء ودعاء إلى محمد رسول الله وخاتم النبيين صلى الله عليه وآله. وإلى علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين. وإلى بضعة المصطفى سيدة نساء العالمين. وإلى سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين. وإلى التسعة المعصومين من ذرية الحسين. سيما بقية الله في الارضين. ووارث علوم الانبياء والمرسلين. المعد لقطع دابر الظالمين. والمدخر لاحياء معالم الدين. الحجة ابن الحسن عج فيا معز الاولياء، ويا مذل الاعداء، والسبب المتصل بين الارض والسماء، قد: ” مسنا وأهلنا الضر – في غيبتك – وجئنا ببضاعة مزجية – بولايتك – فأوف لنا الكيل – من فضلك – وتصدق علينا ” – بدعائك – إنا نراك من المحسنين.


[ 146 ]

شكر وثناء تتقدم (مدرسة الامام المهدي عليه السلام – مركز التحقيق) في قم المقدسة، بباقات من التبريكات أعطر من الرياحين، ومن الشكر والثناء آيات أسمى من أريج الياسمين. مع أخلص الدعوات الزاكيات، وأجمل الامنيات الخالصات، لجميع الاخوة الافاضل، العاملين المؤمنين، الذين ساهموا في إخراج هذا الكتاب الثمين، والدرة المصون، لعالم الوجود، بحلته القشيبة، وبالحرص والعمل الدؤوب، والتحقيق الدقيق والبحث العلمي الرصين العميق، فلهم من الله ثناء غير مجذوذ، وعطاء غير مردود، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، إنه نعم المولى ونعم النصير.


[ 147 ]

تقدمة للتحقيق بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله الذي فطر الخلائق وبرأ النسمات، وأقام على وجوده البراهين والدلالات، ومن لطفه لم يترك الخلق عبثا حائرين، بل أرسل إليهم مبشرين و منذرين، ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذكروهم منسي نعمته، وأيدهم بالمعجزات والآيات البينات. وصلى الله على خيرة خلقه محمد صلى الله عليه وآله، الذي ختم الله به الرسالات والنبوات، وعلى آله الاوصياء المصطفين، والحجج المنتجبين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين. أما بعد: فمما اتفق عليه علماء الطائفة الحقة أجمعون، وأيده الوجدان بالادلة والبراهين أن الارض لا تخلو من حجة أو إمام، ظاهر معلوم أو باطن مستور، من باب لطفه على العباد و (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)، (1) ولله الحجة البالغة، والاعلام الواضحة على الخلق أجمعين، ولو خليت الارض لساخت بأهلها، ولغارت غدرانها، ودرست أعلامها، ولاصبح أعاليها أسافلها. فصلاحها – من الله – بالامام، ولو لم يبق في الارض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة كما في الاخبار. ولذلك انتجب الجليل بحكمته أنبياءه ورسله، واختارهم أمناء على وحيه، وقواما على خلقه، وشهداء يوم حشره (لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول


1 – النساء: 165.

[ 148 ]

عليكم شهيدا) (1). فتعاهدهم من لدن آدم بالحجج والآيات، حتى خاتمهم محمد صلى الله عليه وآله سيد الكائنات، (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) (2). ولما كانت نبوات الانبياء السابقين مختصة بأزمانهم وأجيالهم، اقتضت الحكمة أن تكون معاجزهم مقصورة الامد، محدودة الاجل، لتكون حجة على من رآها، و حجة على من سمع بها بالتواتر، ولكن حيثما تبتعد المعجزة يصعب حصول العلم بصدقها، لانقطاع أخبارها، ويكون التكليف بالايمان بها عسيرا، وربما يكون ممتنعا على العباد، وحاش لله أن يكلف نفسا إلا وسعها. أما الرسالة الدائمة فلا بد لها من معجزة خالدة، كخلود القرآن الكريم، ليكون حجة على الخلف كما كان حجة على السلف، وما زال يسمع الاجيال، ويحتج على القرون، إلى أن يقوم الناس لرب العالمين. ولا بد للرسالة الخالدة أيضا من رسول خالد إلى يوم يبعثون، ليسير الثقلان جنبا لجنب، ولكن كيف يتحقق ذلك مع أن أمد الرسول صلى الله عليه وآله منقض مهما طال، وأجله معلوم مهما امتد. هذا، والنقطة الاخرى علمنا أن القرآن العظيم حمال ذو وجوه، وبه الغوامض والدقائق، وفيه (آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) (3)، فنشأت الخلافات، وكثرت الاشياع والاتباع للفرق، وبرزت قرون الشقاق، فأستغلها أهل الفسوق والنفاق، وأبدت عن نواجذها شقائق الشياطين، في فتن داستهم بأخفافها، ووطأتهم بأظلافها، فهم فيها تائهون حائرون، وكلهم يدعون أنهم بالقرآن يعملون، وبه يستدلون، وعليه يعولون. فما يكون حال الامة المرحومة في هذا الوقت العصيب، الذي ادلهمت به الفواجع والخطوب، وبفقدها محمد صلى الله عليه وآله سيد الكائنات، وأعز نجيب وحبيب، فيا لهول المصاب، الذي أورثهم الحيرة والذهول، وأفقد ذوي الالباب منهم الصواب،


1 – البقرة: 143. 2 – الرعد: 7. 3 – آل عمران: 7.

[ 149 ]

فقد أصبحوا بعد ارتحال الرسول الكريم، وما زالوا… كقطيع من الاغنام والشياه، في ليلة مطيرة شاتية، غاب عنها رعاتها، فعاث فيها عسلانها وذؤبانها، أو كفرخ صغير تقاذفته الرياح العاتية، والاعاصير الهوجاء، ذات اليمين وذات الشمال، وهو لا يزال غضا طريا، لم يقو له عود، ولما ينبت له ريش فينتصب كعمود. فيا أيتها الامة المتحيرة، التي مازالت تتخبط تخبط الغريق، وتتعثر تعثر من يعشو عن الطريق. ويا أيتها الامة الخائضة في بحر المتاهات، وتسربلت بجلابيب الشبهات. ويا أيتها الامة المرحومة التي أوجفت بها مطايا الاهواء والآمال، فبضعت أوصالها، وابتعدت عن دار الوصال. ويا أيتها الامة التي نأت وتنكبت عن قصد السبيل، فأصبحت تئن بالجراح، تحت حراب الجلادين والرماح. إليكم جميعا يا من ترغبون في الحق وإحقاقه، وتجانبون الباطل لازهاقه، ألا فمن المفزع إذا من شفا جرف الهلكات؟ ألا من المنقذ من الضلالات إلى جميع الخيرات؟ ألا من المفرق بعد وفاة الرسول بين المحكمات والمتشابهات؟ ألا من الذين اصطفاهم الله من العباد؟ غير (آل محمد صلى الله عليه وآله الذين خصهم الله سبحانه بقوله (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) (1)، ألا من يعلم الكتاب بالاصطفاء والايراث الالهي؟ غير (آل البيت (ع)) الذين خصهم الجليل في محكم التأويل، بقوله: (وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم (2)…) الذين عندهم علم الكتاب (3)، وفصل الخطاب، والذين ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، إلى قيام يوم الدين. وهم الذين قرنهم الرسول صلى الله عليه وآله بالكتاب، في قوله المتواتر المشهور: (إني تارك


1 – فاطر: 32. 2 – آل عمران: 7. 3 – إشاره إلى قوله سبحانه: (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) الرعد: 43.

[ 150 ]

فيكم الثقلين كتاب الله عزوجل، حبل ممدود من السماء إلى الارض، وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروني بم تخلفوني فيهما) (1) فأهل البيت هم القرآن الناطق، والثقل الصادق، لان القرآن لا ينطق بلسان، ولا بد له من ترجمان. فمن غير علي (ع) – سيد أهل البيت – كان من النبي صلى الله عليه وآله بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي من بعده، فاستجاب له ربه سبحانه بقوله: (قد أوتيت سؤلك يا موسى) (2). ومن غير علي – أمير المؤمنين – بعثه الرسول صلى الله عليه وآله في فتح حصن خيبر فلم يخزه الله أبدا، وفتح على يديه الحصون الاوابيا، وقلده الرسول صلى الله عليه وآله وساما إلهيا خالدا بقوله: يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فاستشرف لها من استشرف (3)؟ ومن غيره بعث في سورة التوبة فأخذها من الاول لقول الرسول صلى الله عليه وآله: لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه (4)؟ ومن غيره نزلت فيه وأهل البيت: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (5)؟ ومن غيره شرى نفسه فدى للرسول، فنام في فراشه يقيه حد السيوف (6)؟ ومن غيره أسكن في المسجد يوم سد النبي جميع الابواب إلا بابه، وقد قام الرسول خطيبا فقال: والله ما أخرجتهم وأسكنته، بل الله أخرجهم وأسكنه (7)؟ ومن غيره كان باب مدينة علم الرسول صلى الله عليه وآله، ومن قصد غير الباب عد سارقا (8)؟


1 – مسند الامام أحمد ج 3 ص 17، وأيضا في ص 14، ص 26، ص 59 باختلاف يسير، الفخر الرازي في ذيل تفسير الآية: واعتصموا بحبل الله – آل عمران -، المتقي في كنز العمال ج 1 ص 47 وفي أربعة مواضع اخرى، الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 163 وغيرهم. 2 – إشارة للآية (واجعل لي وزيرا من أهلي، هارون أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري) طه: 29 – 32. 3 – 6 – مضامين هذه الروايات ذكرت في عشرات المصادر منها: مسند احمد ج 1 ص 330، الحاكم في مستدركه ج 3 ص 123، النسائي في خصائصه ص 6. 7 – ينابيع المودة باب 17. 8 – أخرجه الطبراني في الكبير كما في الجامع الصغير للسيوطي ص 107، المستدرك للحاكم ج 3 ص 226.

[ 151 ]

ومن غيره قال فيه الرسول صلى الله عليه وآله: هذا إمام البررة، قاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله (1)؟ وهل في غيره قد أتت ” هل أتى ” (2)؟ ومن غيره – بعد رسول الله صلى الله عليه وآله – أول المؤمنين بالله، وأوفاهم بعهد الله، و أقومهم بأمر الله، وأرأفهم بالرعية، وأعلمهم بالقضية، وأعظمهم مزية (3)؟ إلى مئات ومئات من الاحاديث والروايات. ومن غير أهل البيت الذين ذكرهم الرسول صلى الله عليه وآله في حديثه كما ورد في كتب الفريقين: (لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة، أو يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلهم من قريش) (4)؟ وفي أخبار أخرى كثيرة جاءت في الحجج الائمة الاثني عشر وورد فيها: (… آخرهم المهدي) (5). أو (… آخرهم القائم المهدي) (6)، كما في مصادر أهل السنة. فبالله عليك أيها المنصف الحصيف: هل تجد غير مصابيح الهدى وسفن النجاة، الائمة الاثني عشر الهداة، تنطبق عليهم الاحاديث والاخبار، وتطبق عليهم السنن والآثار، وتجتمع بهم الصفات والخصال؟ فهل يوافق العدد الاثنا عشر غيرهم من الخلفاء، ولو قلبت الخافقين؟ ثم أين الطلقاء وأبناء الطلقاء من عترة الانبياء النجباء، الذين هم حبل الله المتين وصراطه المستقيم، ونور الله في السموات والارضين؟ وهل عصوا الله رمشة عين، في علن أو خفاء؟ فحاش لله أن يجعل الحجة ناقصا وهناك من هو أفضل منه في


1 – أخرجه الحاكم من حديث جابر في المستدرك ج 3 ص 129، كنز العمال ج 6 ص 153، و أخرجه الثعالبي في تفسير آية الولاية: إنما وليكم الله. 2 – اسد الغابة ج 5 ص 530، الواحدي في اسباب النزول ص 296، السيوطي في الدر المنثور في (و يطعمون)، نور الابصار ص 124 وغيرهم. 3 – حلية الاولياء ج 1 ص 66، كنز العمال ج 6 ص 156. 4 – صحيح مسلم: كتاب الامارة، باب: الناس تبع لقريش، احمد بن حنبل في مسنده ج 5 ص 89، صحيح الترمذي ج 2 ص 35، ويقاربه في البخاري في كتاب الاحكام. 5 – ينابيع المودة ص 447. 6 – ينابيع المودة ص 485.

[ 152 ]

العالمين، أو يكون عاصيا فيأمر الناس باتباعه الرحمن الرحيم، وقد نص البارئ: ” ولا ينال عهدي الظالمين ” وحينئذ يجب أن يكون عليه إمام، يقيه المزالق والمرديات، فينتج تسلسل وهذا محال. أما الطلقاء، فهل فارقت شفاههم الطلا كل صباح ومساء، وخلت دورهم من مزامير وأوتار، ورنة خلخال؟ فأين الثريا وأين الثرى؟ وأين الحصا من نجوم السما؟ فأين هؤلاء في بديعة أبي فراس الحمداني حيث أجاد: ليس الرشيد كموسى في القياس ولا * مأمونكم كالرضا إن أنصف الحكم يا باعة الخمر كفوا عن مفاخركم * لمعشر بيعهم يوم الهياج دم تنشى التلاوة في أبياتهم سحرا * وفي بيوتكم الاوتار والنغم منكم علية أم منهم؟ وكان لكم * شيخ المغنين إبراهيم (1) أم لهم إذا تلوا سورة غنى إمامكم * قف بالطلول التي لم يعفها القدم ما في بيوتهم للخمر معتصر * ولا بيوتكم للسوء معتصم ولا تبيت لهم خنثى (2) تنادمهم * ولا يرى لهم قرد ولا حشم الركن والبيت والاستار منزلهم * وزمزم والصفا والحجر والحرم (3) ثم أين مهديهم وقائمهم – كما مر في الحديثين الشريفين – من هؤلاء الخلفاء؟ وأين الامام – من هؤلاء – الذي يشعب به الله الصدع، ويرتق الفتق، وبه يموت الجور، ويظهر العدل، الذي تجب معرفته وطاعته، ويحرم جهله وعصيانه، وكانت ميتة الجاهل به ميتة جاهلية، كما ورد في الحديث الشريف: (من مات ولم يعرف إمام زمانه، مات ميتة جاهلية) (4).


1 – علية: اخت الرشيد، بنت المهدي بن المنصور كانت عوادة، وابراهيم أخوها كان مغنيا وعوادا، وقد عين خليفة عند ما عين المأمون الرضا (ع) وليا للعهد. 2 – الخنثى: هو عبادة نديم المتوكل، والقرد كان لزبيدة، وقد اشتهر لخلفاء بني امية أيضا كثرة الكلاب والقردة. راجع تاريخ الطبري. 3 – الغدير ج 3 ص 399 4 – الجواهر المضيئة لابن أبي الوفاء محيى الدين ج 2 ص 457، ط حيدر آباد الدكن نقلا عن صحيح مسلم.

[ 153 ]

فالامام المهدي يجب أن يكون موجودا، ليكون الحجة ولئلا تخلو الارض منه، بينما جميع الخلفاء السابقين، والملوك الحاكمين، قد أخنى عليهم الموت الذي لا مفر منه، ولم تقم الساعة التي واعدنا ربنا، في الحديث السالف: (لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش). ثم أين النهضة العملاقة للاسلام من جديد، وتأسيس الدولة العالمية، والحكومة المهدية، وتطبيق قوانين السماء على الارض، وإخراج الارض خيراتها، وإنزال السماء بركاتها؟ أين من يملا المعمورة كلها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا؟ كما في الحديث المتواتر المشهور: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم، حتى يبعث رجلا من ولدي اسمه اسمي) (1)، (ويملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا) (2). وأين وعد الله – والله لا يخلف الميعاد – في قوله سبحانه: ” ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون “؟ وهل بقي من الاثني عشر غير الحجة ابن الحسن وهو قائمهم ومهديهم؟ فأنى يزحزحوها عن موضعها، موطن الرسالة، وشجرة النبوة، ومختلف الملائكة، ومهبط الروح الامين، وكيف بغيره يعدلون، وعن مقامه السامي يصرفون، وهل تنطبق جميع الروايات على غيره؟ الذي يرضى به سكان السموات والارضين، ولولا وجوده الشريف، لما بقيت الارض رمشة عين، لانه الحجة على الخلائق من الانس والجن أجمعين. وهذا كتاب الامامة والتبصرة من الحيرة الذي بين يديك، لشيخ القميين، و ثقة المحدثين، والد الشيخ الصدوق – رضوان الله عليهما – قد تكفل إماطة اللثام عن هذا الموضوع الخطير، لانه يتوقف عليه قبول الاعمال، وانحطاط الاوزار الثقال، وبه تجمع الكلمة للعباد، وتعمر البلاد، وتصان الحرمات، وتقضى الحاجات. فكشف – أعلى الله مقامه – الغطاء، بأجلى بيان، عن الحجج الذين لولاهم لما خلق الله الاكوان، وأحسن اختيار الاخبار، عن الهداة الاطهار، وأبان الحجة، و أوضح المحجة، وجعل إمامة آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله أوضح من الشمس في رائعة النهار، ووجود الحجة الدائمة حق مثلما أنكم تنطقون، بالادلة الناصعات، والبراهين الساطعات، بطرقه وأسانيده عن المعصومين (ع)، ولم يدع عذرا لذوي الاهواء، و


1 – 2 – ينابيع المودة ص 490، ص 493.

[ 154 ]

شنشنات الآراء، بل يذعن كل منصف بما فيه، ويعترف كل ذي لب بما حواه، ويقر كل طالب حق بأدلته ومعانيه. فما أحرى الجميع أن يتلقفوه، ويمعنوا النظر في حقائقه، ويقتنصوا درره ولآليه، فيزيد المؤمن إيمانا واطمئنانا، ويهدي إلى الحق من كان حيرانا، فنرجع كما كنا بالاسلام إخوانا، ونعمر الارض بالايمان، ونزرعها بالاحسان والاسلام، ونرد مناهل (آل محمد) الروية، بقلوب راضية مرضية، ونفوس صافية ندية، عسى أن يكون الفرج قريبا، وينخذل من كان مريبا. فيا إله العالمين: يا من قرب من خواطر الظنون، وبعد عن ملاحظة العيون، وعلم بما كان قبل أن يكون: أرنا الطلعة الرشيدة، والغرة الحميدة، واكحل نواظرنا بنظرة منا إليه، و عجل فرجه، وسهل مخرجه. واجعله اللهم مفزعا لمظلوم عبادك، وناصرا لمن لا يجد له ناصرا غيرك، و مجددا لما عطل من أحكام كتابك، ومشيدا لما ورد من أعلام دينك وسنن نبيك صلى الله عليه وآله. وكن اللهم لوليك الحجة ابن الحسن – صلواتك عليه وعلى آبائه – في هذه الساعة، وفي كل ساعة، وليا وحافظا، وقائدا وناصرا، ودليلا وعينا، حتى تسكنه أرضك طوعا، وتمتعه فيها طويلا، (إنهم يرونه بعيدا، ونراه قريبا). وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


[ 155 ]

قالوا في الكتاب 1 – النجاشي في رجاله ص 198: علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي… له كتاب منها… كتاب الامامة والتبصرة من الحيرة. 2 – الطوسي في فهرسته ص 93: علي بن الحسين… له كتب كثيرة، منها كتاب الامامة والبصيرة من الحيرة. 3 – ابن شهراشوب في معالمه ص 65: علي بن الحسين… من كتبه الامامة والتبصرة. 4 – المجلسي في مقدمة بحاره ج 1 ص 7: كتاب الامامة والتبصرة من الحيرة للشيخ الاجل أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، والد الصدوق، (طيب الله تربتهما). ” وأصل آخر ” منه أو من غيره من القدماء المعاصرين له، ويظهر من بعض القرائن أنه تأليف الثقة الجليل هارون بن موسى التلعكبري رحمه الله. وقال أيضا في ج 1 ص 26: وكتاب الامامة، مؤلفه من أعاظم المحدثين والفقهاء، وعلماؤنا يعدون فتاواه من جملة الاخبار، ووصل إلينا منه نسخة قديمة مصححة، والاصل الآخر مشتمل على أخبار شريفة متينة، معتبرة الاسانيد، ويظهر منه جلالة مؤلفه.


[ 156 ]

5 – البحراني الاصفهاني – صاحب موسوعة العوالم – في هامش كتابه رياض العلماء ج 4 ص 5: ثم في كون كتاب التبصرة والامامة من مؤلفاته تأمل وإن صرح به ابن شهراشوب في معالم العلماء – كما سيأتي – لان مؤلفه على ما يظهر من مطاويه يروي عن هارون بن موسى، عن محمد بن علي، والظاهر أن هارون بن موسى هو التلعكبري، فكيف يروى عنه مع أن التلعكبري ممن يروي المفيد ونظراؤه عنه، فتأمل. ثم إنه يروي عن الحسن بن حمزة العلوي، وهو متأخر الطبقة عن علي بن بابويه، فإن الحسن ابن حمزة المذكور من مشايخ المفيد، وأيضا الظاهر أن الحسن بن حمزة هذا هو ابن حمزة العلوي، الذي يروي عنه الصدوق في كتبه، فكيف يروي والده عن ولده، فتأمل. 6 – النوري في مستدركه على الوسائل ج 3 ص 529 س 5: نعم قال في أول البحار في جملة ما كان عنده من المؤلفات: ” كتاب الامامة والتبصرة… ” ثم أورد نص البحار وعقب عليه بقوله: ونحن لم نعثر على هذا الكتاب، ونقلنا منه جملة الاخبار بتوسط البحار ونسبناه إلى أبي الحسن علي، تبعا للعلامة المجلسي، ولكن في النفس منه شئ. فإنه وإن عد النجاشي والشيخ وابن شهراشوب من مؤلفاته، كتاب الامامة والتبصرة من الحيرة، إلا أن في كون ما كان عنده هو الذي عد من مؤلفاته نظرا، فإنه يروي في هذا الكتاب عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري الذي هو من مشايخ المفيد والسيدين، وعن الحسن بن حمزة العلوي الذي هو أيضا من مشايخ المفيد والغضائري وابن عبدون، وعن أحمد بن علي، عن محمد بن الحسن، والظاهر أنه ابن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، وعن سهل بن أحمد الديباجي عن محمد بن محمد الاشعث إلى غير ذلك مما ينافي طبقته وإن أمكن التكلف في بعضها إلا أن ملاحظة الجميع تورث الظن القوي بعدم كونه منه، والله أعلم. 7 – الطهراني في ذريعته ج 2 ص 341: الامامة والتبصرة من الحيرة للصدوق الاول… وأما الامامة فلم نعثر عليه، وهو غير ما ينقل عنه في البحار كما يأتي، ” الامامة والتبصرة من الحيرة ” لبعض قدماء الاصحاب المعاصرين للشيخ الصدوق، كانت نسخة منه عند العلامة المجلسي، وهو من مآخذ البحار، ينقل عنه فيه، ولم يكن عند شيخنا العلامة النوري، ولذا صرح في أول خاتمة المستدرك (1) بأنه


1 – مستدرك الوسائل ج 3 ص 529.

[ 157 ]

مما ينقل عنه بالواسطة. وأكثر العلامة المجلسي من النقل عنه في مجلدي السادس عشر – السابع عشر (ج 74 – 78 الطبعة الحديثة) من البحار، ناسبا له إلى أبي الحسن علي بن الحسين والد الصدوق، الذي مر أنه نسب النجاشي كتاب الامامة والتبصرة إليه. ولكن بالرجوع إلى سند روايات هذا الكتاب التي نقلها العلامة المجلسي عنه في البحار يحصل الجزم بأنه ليس هذا الكتاب لوالد الصدوق، لانه يروي مؤلفه فيه: عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري المتوفى سنة 385. وعن أبي الفضل محمد بن عبد الله الشيباني المتوفى سنة 387. وعن الحسن بن حمزة العلوي. وعن سهل بن أحمد الديباجي المتوفى سنة 370. وعن أحمد بن علي الراوي عن محمد بن الحسن بن الوليد الذي توفي سنة 243. فكيف يكون من يروي عن هؤلاء المشايخ المتأخرين هو والد الصدوق الذي توفي سنة 329، فإن رواية المتقدم عصرا عن المتأخر وإن وقعت في أحاديثنا، لكن المقام ليس منها، بشهادة أن الشيخ الصدوق مع إكثاره في الرواية عن أبيه في جميع تصانيفه بل جل رواياته في تلك التصانيف الكثيرة عن والده، لم يذكر ولا رواية واحدة لابيه عن أحد من هؤلاء المشايخ الذين مر ذكرهم ممن يروي مؤلف الامامة والتبصرة عنهم غالبا فيه. 8 – مقالات الحنفاء ص 405 – 415 ط 2، ضمن مقالة فيما أفيد باسم الفقيه المحقق آية الله الحجة الكوهكمره إي جوابا لسؤال عن حياة المجلسيين وعن كتاب بحار الانوار ومنها هذا: (وأعجب من ذلك أن كتاب الامامة والتبصرة قد نسب فيه إلى والد الصدوق، مع أنه لا يساعد سند الكتاب – ولعله يشير إلى ما ذكره في الذريعة -، ثم قال: بل هو كتاب جامع الاحاديث لمؤلف كتاب العروس.) ونقول: إن من نعم الله على (مدرسة الامام المهدي – عج – بقم المشرفة) أن حصلت على نسختين مصورتين من كتاب الامامة والتبصرة وإليك بعض صورتيهما (ص 33 -). الاولى: نسخة العلامة شيخ الاسلام المجلسي (ره) وهي أول ما اطلعنا عليها والموجودة في مكتبة العلامة المحقق ثقة الاسلام والمسلمين السيد محمد علي الروضاتي


[ 158 ]

دامت بركاته، ويسر الله نشر مخطوطاته النفيسة النادرة. الثانية: ما وجدناه في كتاب عوالم العلوم – مخطوط – للمتبحر العلامة، المعاصر للمولى المجلسي، وتلميذه، الشيخ عبد الله بن نور الله البحراني، باسم كتاب الامامة والتبصرة لعلي بن الحسين بن بابويه. والنسخة الاولى تشتمل على قسمين: 1 – كتاب الامامة والتبصرة: وقد كتب في أول الكتاب ما نصه: ” كتاب الامامة والتبصرة من الحيرة تأليف الفقيه أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه “. وفي ذيل هذا العنوان على هذه الصفحة مكتوب: ” للحقير محمد باقر بن محمد تقي ” أي المجلسي، وفي آخره: ” تم كتاب الامامة بحمد الله وحسن توفيقه “. 2 – بعض كتاب ” جامع الاحاديث “: تأليف الشيخ الاقدم جعفر بن أحمد بن علي القمي – قدس سره – الذي ألفه على ترتيب: ألف، باء،… إلى الياء، وقد طبع بطهران سنة 1369 ه‍ ق في المطبعة الاسلامية بتحقيق العلامة المتتبع أبي الحسن الشعراني. توضيحات هامة حول (جامع الاحاديث) وهو القسم الثاني من النسخة الاولى 1 – كانت هذه النسخة المخطوطة ناقصة من حرف الالف حتى أوائل حرف الراء، وأول ما يشاهد فيها: ” الاشعث عن موسى بن اسماعيل ” وتجد هذا في ص 11 من الكتاب المطبوع، فلاحظ النسخة أو صورتها في الكتاب. 2 – إن الاخبار المودعة فيها لا تناسب عنوان ” الامامة والتبصرة ” بل هي تشتمل على معارف ومعان مختلفة: أخلاقية، وفقهية، وغيرهما. 3 – إنا قد استقصينا جميع الاخبار التي رواها المجلسي في كتابه ” بحار الانوار ” وما رواها المحقق النوري في المستدرك نقلا عن البحار باسم ” الامامة والتبصرة ” فكانت جميعها موجودة في القسمين الاول والثاني من النسخة الاولى


[ 159 ]

المباركة، المودعة في مجلد واحد، ولم يصرح في أخبار البحار باسم ” جامع الاحاديث ” أبدا. 4 – إن أسانيد الروايات التي استخرجت في البحار باسم الامامة والتبصرة على نوعين، فقسم منها يمكن أن يصدر عن والد الصدوق وقسم لا يمكن أن يصدر عنه قدس سره. ولهذا لاحظنا ما يلي: أ – إن سبب تسمية المجلسي طائفة من الاخبار التي استخرجها من نسخة الكتاب الناقص باسم (الامامة والتبصرة) وسبب الترديد منه قدس سره، هو أن كتاب ” جامع الاحاديث ” قد ألحق بكتاب (الامامة والتبصرة) وأودعا في مجلد واحد وضياع الصفحات الاولى من نسخة جامع الاحاديث وعدم اطلاعه على هذا الكتاب. وكان الاولى للمجلسي في باب الروايات أن لا يسند الرواية إلى كتاب إلا بما جزم بأنها منه دون ظنه، فلا يدرج جميع أحاديثه باسم الامامة والتبصرة، بل يقول: (في أصل من أصول القدماء) حتى لا يوقع الآخرين في اللبس والحيرة، فيحكم جهابذة التحقيق المنقبون والباحثون بعدم مساعدة الرواة في الاسانيد في نسبة الكتاب لوالد الصدوق، أمثال خاتمة المحدثين الشيخ النوري في مستدركه، والشيخ المتبحر النحرير الكبير الطهراني في ذريعته، والعلامة المحقق – آية الله الحجة – في مقالات الحنفاء كما مر. ب – ثم إن السبب في اشتباه الآخرين هو عدم وقوفهم على كيفية النسخة التي كانت عند العلامة المجلسي أولا، واسناده – قدس سره – جميع روايات النسخة إلى الامامة والتبصرة – كما أسلفنا – ثانيا، وعدم تطبيقهم روايات النسخة مع روايات جامع الاحاديث ثالثا. فكان السبب الوحيد في نفي نسبة كتاب الامامة والتبصرة لوالد الصدوق، النظر للقسم الثاني (جامع الاحاديث) مع اعتقادهم أن الكتاب كتاب واحد لظاهر نسبة المجلسي الكتابين إلى الامامة والتبصرة عند ذكر رواياتهما. ج – والعجب من شيخ الاسلام المجلسي – رضوان الله عليه – كيف ذهب عنه النظر في خاتمة القسم الاول من كتاب الامامة والتبصرة وقد سجل عليه (تم كتاب الامامة بحمد الله وحسن توفيقه)، وأعجب من ذلك أنه قال في مقدمة كتابه – قدس سره – عنه: وأصل آخر، إما منه، أو من غيره.


[ 160 ]

فهو جازم في نسبة الكتاب لوالد الصدوق ومتردد في الاصل الآخر في أنه كان منه أو من غيره. د – فالكتاب لوالد الصدوق دون أدنى شبهة، علما بأن التخريجات التي أوردناها وأثبتناها في كتابنا تحت كل حديث من أحاديث الامامة والتبصرة، و اتحادها مع إكمال الدين وغيره من كتب ابنه الصدوق عن أبيه، أو مع كتاب جامع الاحاديث يوجب اليقين بصحة النسبة للكتاب، وإن الاخبار الاخرى المروية باسمه في البحار هي من جامع الاحاديث لاننا فصلنا وميزنا أخبار الامامة عن أخبار جامع الاحاديث. ه‍ – أضف إلى ذلك أن المؤلف لم يكمل كتابه للامام الثاني عشر بل ينتهي الكتاب عند الامام الرضا – سلام الله عليه – ثم أكمل الكتاب – بأيدي رجال الفضل والتحقيق في هذه المدرسة – بمستدرك ألحق فيه، وبروايات عن كتب الصدوق عن أبيه. فشكرا لله على إلهامنا الصواب ووصولنا للحق واللباب، وذلك لان الاساس الوحيد في أسلوب تحقيقنا في المدرسة (الاتحاد بين الروايات في كل موضوع من جميع المصادر) فأورثنا القطع بنسبة الكتاب لمؤلفه والد الصدوق، وأن الروايات الاخرى المستخرجة في البحار باسم الامامة والتبصرة هي لجامع الاحاديث للقمي. ولو أن النسختين كانتا حاضرتين عند المحققين الاعاظم الاجلاء ونظروا فيها لما صدر منهم ما لا يناسب من دونهم. وختاما أرجو من الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى في نشر سائر تراث آل محمد (عليهم السلام) وعلومهم، وإحياء أمرهم، والتمسك بهديهم، إنه نعم المولى ونعم النصير.


[ 161 ]

ترجمة المؤلف وعائلته بنو بابويه: من كبار البيوتات العلمية – في قم المشرفة – التي أنجبت فطاحل المحدثين، ونوابغ العلماء والمحققين، وعباقرة العلم والدين، حيث زهت ارجاء مدينة قم بهم بأفذاذ مصلحين ومرشدين، خدموا الاسلام والمسلمين بأمانة وإخلاص، وروجوا علوم آل محمد صلى الله عليه وآله بعزم وثبات نادرين، طيلة عشرات السنين، فاستحقوا بذلك كل تعظيم وتبجيل، وثناء عاطر جميل، ما كر الجديدان، وتطاولت الايام والاعوام. فقد اتفقت كتب الرجال ومصادر التحقيق أن آل بابويه كانوا من كبار سدنة العلم، وحملة الحديث للطائفة، وقد ساهموا في نشر آثار بيت الرسول صلى الله عليه وآله بكتبهم وأحاديثهم، ومؤلفاتهم ومروياتهم، بكل بنان ولسان. وقال العلامة المامقاني في تنقيح المقال: وأولاد بابويه كثيرون جدا وأكثرهم علماء أجلة (1). وقد كتب المحقق البحراني في تعدادهم رسالة (2). وقد ذكر صاحب العوالم في رياض العلماء عنهم قائلا: كلهم كانوا من أكابر العلماء (3). ومن أبرز هذه العائلة المباركة الصدوقان الاول والثاني، فأما الاول فهو – مؤلف كتابنا الامامة والتبصرة -: أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي، الذي


1 – تنقيح المقال ج 3 ص 42 من الفصل الثاني باب الكنى. 2 – المصدر السابق، الكنى والالقاب ج 1 ص 213. 3 – رياض العلماء ج 2 ص 148.

[ 162 ]

قال عنه النجاشي: كان شيخ القميين في عصره، ومتقدمهم وفقيههم وثقتهم (1)، انتهى. وقد أطراه الشهيد الاول – في معرض حديثه عن الصدوق الثاني – في إجازته لزين الدين علي بن الخازن: بالامام ابن الامام (2)، أو كما قال المحقق الداماد: بالصدوق ابن الصدوق (3). وقال ابن النديم: ابن بابويه القمي… من فقهاء الشيعة وثقاتهم (4)، وله ترجمة في رجال الشيخ وفهرسته، والخلاصة، وسائر التراجم ولا نحتاج إلى الايعاز إليها بعد ما ورد من الامام الحسن العسكري (ع) في حقه وبتوقيعه الشريف: يا شيخي ومعتمدي وفقيهي. وقال الخوانساري يمدح ابن بابويه: كان من أجلاء فقهاء الاصحاب، والادلاء على صراط آل محمد الانجاب الاطياب، غيورا في أمر الدين، مدمرا أساس الملحدين، معظما من مشايخ الشيعة، مفخما من أركان الشريعة، صاحب كرامات ومقامات، ومساع وانتظامات (5). أما الشيخ النوري فقال في مستدرك؟: الشيخ الاقدم، والطود الاشم أبو الحسن… ابن بابويه القمي العالم الفقيه، المحدث الجليل، صاحب المقامات الباهرة، والدرجات العالية التي تنبئ عنها مكاتبة الامام العسكري وتوقيعه الشريف إليه (6). عاصر الامام الحادي عشر الحسن العسكري – سلام الله عليه – لخروج توقيعه الشريف إليه، وكفاه فخرا وعزا وشرفا أن يخاطبه المعصوم بهذه الكلمات القدسية الناصعة، التي تنبئ عن عظمة الصدوق الاول، وعلو مقامه، وسمو منزلته، وإليك نص التوقيع: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والجنة للموحدين، والنار للملحدين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ولا إله إلا الله أحسن


1 – رجال النجاشي ص 198. 2 – الاجازات ص 39. 3 – الرواشح السماوية ص 150، ص 159. 4 – الفهرست ص 246، وراجع جامع المقال ص 195. 5 – روضات الجنات ج 4 ص 273. 6 – مستدرك الوسائل ج 3 ص 527.

[ 163 ]

الخالقين، والصلاة على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين. أما بعد: أوصيك يا شيخي ومعتمدي أبا الحسن علي بن الحسين القمي – وفقك الله لمرضاته، وجعل من صلبك أولادا صالحين برحمته – بتقوى الله وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فإنه لا تقبل الصلاة من مانعي الزكاة. وأوصيك بمغفرة الذنب، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، ومواساة الاخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر، والحلم عند الجهل، والتفقه في الدين، والتثبت في الامور، والتعهد للقرآن، وحسن الخلق، والامر بالمعروف، والنهي عن المنكر، قال الله عزوجل: ” لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ” (1). واجتناب الفواحش كلها، وعليك بصلاة الليل، فإن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أوصى عليا عليه السلام فقال: يا علي عليك بصلاة الليل (ثلاث مرات) ومن استخف بصلاة الليل فليس منا، فاعمل بوصيتي، وأمر جميع شيعتي حتى يعملوا عليه، وعليك بالصبر وانتظار الفرج فان النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – قال: أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج، ولا يزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي – صلى الله عليه وآله – أنه يملا الارض عدلا وقسطا، كما ملئت ظلما وجورا. فاصبر يا شيخي وأمر جميع شيعتي بالصبر، فان الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة الله وبركاته، وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير (2).


1 – النساء: 114. 2 – أورد شطرا منها في المناقب لابن شهر اشوب ج 4 ص 425، وعنه في البحار ج 50 ص 317، و مجالس المؤمنين للقاضي نور الله الشوشتري ج 1 ص 453، وعنه في رياض العلماء ج 4 ص 7، و روضات الجنات ج 4 ص 273 عن الاحتجاج وغيره، ولؤلؤة البحرين ص 348، ومكاتيب الائمة ج 2 ص 265، والانوار، البهية ص 161، ومستدرك الوسائل ج 3 ص 527 عن الاحتجاج، ثم قال: و نقله القاضي في المجالس، وفي الرياض ونقل الشهيد والقطب الكيدري أيضا في كتاب الدرة الباهرة من الاصداف الطاهرة هذا المكتوب من جملة كلام الحسن العسكري عليه السلام ولم أجده فيه ولعل نسخه مختلفة. انتهى. وأقول لم أجده في الاحتجاج.

[ 164 ]

فهذا التوقيع لوحده يعكس شخصية الصدوق الاول بما تضمنه من الدعاء والسلام، وطلب التوفيق له لمرضاة الله، ورزقه أولادا صالحين من ذريته، فهو في غنى عن مدح العلماء والفضلاء، وثناء الباحثين والمحققين، ولهذا سنرى الذرية المباركة لهذه الدعوة المباركة. ميلاده لم تذكر كتب التراجم سنة ميلاده، إلا أنه ولد بقم، وقد افترض الشيخ النوري خروج التوقيع الشريف – آنف الذكر – سنة وفاة الامام العسكري عليه السلام وهي 260 ه‍ وقال: كانت مدة بقاء أبي الحسن علي بعد ذلك قريبة من سبعين سنة – من سنة 260 وحتى وفاته سنة 329 – فلو كان عند صدور التوقيع من الشيوخ سنا فهو من المعمرين، وإلا فخطاب الشيخ والفقيه والمعتمد منه عليه السلام إلى من هو في السن من الاحداث يدل على مقام عظيم (1). وهذه التفاتة دقيقة من الشيخ النوري – قدس سره -. لقاؤه مع نائب الامام (ع) قدم – قدس الله روحه – العراق واجتمع مع أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله، وسأله مسائل ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر بن الاسود (2) يسأله أن يوصل له رقعة إلى الصاحب عليه السلام ويسأله فيها الولد، فكتب – عليه السلام – إليه: قد دعونا (3) الله لك بذلك، وسترزق ولدين ذكرين خيرين، فولد له أبو جعفر وأبو عبد الله من أم ولد، وكان أبو عبد الله الحسين بن عبد الله يقول: سمعت أبا جعفر يقول: أنا ولدت بدعوة صاحب الامر – عليه السلام – ويفتخر بذلك (4). ويضيف الصدوق عن أبي جعفر محمد بن علي الاسود بقوله: وسألته في أمر


1 – المستدرك ج 3 ص 528 س 6. 2 – ذكر النجاشي أن الواسطة لايصال الكتاب للحسين بن روح (رض) علي بن الاسود، بينما في كمال الدين ج 2 ص 49 ح 26، وغيبة الطوسي 194 كان الواسطة أبو جعفر محمد بن علي الاسود، فلاحظ. 3 – قد تقدم في توقيع العسكري عليه السلام: ” وجعل من صلبك أولادا صالحين ” 4 – النجاشي ص 198، الخلاصة للعلامة ص 94، القطب في الخرائج ص 189، والشيخ في الغيبة ص 195 كل بتفاوت بسيط.

[ 165 ]

نفسي أن يدعو الله لي أن يرزقني ولدا ذكرا، فلم يجبني إليه، وقال: ليس إلى هذا سبيل فولد لعلي بن الحسين رضي الله عنه ابنه محمد بن علي وبعده أولاد ولم يولد لي شئ. قال مصنف هذا الكتاب: كان ابو جعفر محمد بن علي الاسود كثيرا ما يقول لي – إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رض) و أرغب في كتب العلم وحفظه -: ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم و أنت ولدت بدعاء الامام (ع) (1). أما الشيخ الطوسي، فيروي عن مشايخه عن ابن نوح باسناده عن مشايخ أهل قم أن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى بن بابويه، فلم يرزق منها ولدا، فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (رض) أن يسأل الحضرة أن يدعو الله أن يرزقه أولادا فقهاء، فجاء الجواب: (إنك لا ترزق من هذه وستملك جارية ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين). وقال ابن نوح: وقال لي أبو عبد الله بن سورة القمي حفظه الله: ولابي الحسن بن بابويه ثلاثة أولاد: محمد والحسين فقيهان ماهران في الحفظ ويحفظان مالا يحفظ غيرهما من أهل قم، ولهما أخ اسمه الحسن وهو الاوسط مشتغل بالعبادة والزهد لا يختلط بالناس ولا فقه له. قال ابن سورة: كلما روى أبو جعفر وأبو عبد الله إبنا علي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما، ويقولون لهما: هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة الامام (عج) لكما، وهذا أمر مستفيض في أهل قم (2). ولهذا كان الصدوق الثاني رحمه الله يقول: (أنا ولدت بدعوة صاحب الامر (عج)، ويفتخر بذلك (3) كما مر. وحق لهذا الطود العظيم الشامخ أن يفتخر، فهو البحر الطامي، ومفخرة كل شيعي إمامي، وهو الموج المتلاطم الزخار، والصدوق فيما يرويه عن الائمة الاطهار (ع)، شيخ المحدثين القميين، ورئيس المستحفظين المهديين، وحافظ علوم الملة والدين، الذي ولد – كما مر – بدعاء الامام صاحب الزمان (عج) فعمت بركته


1 – إكمال الدين ج 2 / 502. ومنتخب الاثر 384 ح 6 والبحار 51 / 335 ح 61 2 – الغيبة للشيخ الطوسي ص 187 السطر الاخير. 3 – النجاشي ص 199.

[ 166 ]

الانام، ونطقت بفضله الركبان، ولا زالت أنوار مداده تشع في قلوب المؤمنين، وتنير الطريق للسالكين، سيما كتابه الجليل (من لا يحضره الفقيه) أحد الكتب الاربعة عند الطائفة الحقة، والمعول عليها عند كل عالم وفقيه. مؤلفاته وللصدوق الاول كتب كثيرة قاربت المائتين في مختلف فنون العلم والفقه والدين، قال ابن النديم: قرأت بخط ابنه أبي جعفر محمد بن علي (الصدوق) على ظهر جزء: (قد أجزت لفلان بن فلان كتب أبي علي بن الحسين وهي مائتا كتاب) (1). مع أن ابن النديم لم يعطنا اسم أي كتاب بينما ذكر النجاشي والشيخ الطوسي ما يقارب عشرين كتابا فقط، وإليك أسماؤها: 1 – كتاب التوحيد. 2 – كتاب الوضوء. 3 – كتاب الصلاة. 4 – كتاب الجنائز. 5 – كتاب الامامة والتبصرة من الحيرة. 6 – كتاب الاملاء. 7 – كتاب نوادر كتاب المنطق (2). 8 – كتاب الاخوان. 9 – كتاب النساء والولدان. 10 – كتاب الشرائع – وهو الرسالة إلى ابنه (3). 11 – كتاب تفسير. 12 – كتاب النكاح. 13 – كتاب مناسك الحج. 14 – كتاب قرب الاسناد (4). 15 – كتاب التسليم (5). 16 – كتاب الطب. 17 – كتاب المواريث. 18 – كتاب المعراج (6). 19 – كتاب الحج، لم يتمه (7). 20 – رسالة الكر والفر.


1 – الفهرست لابن النديم ص 246. 2 – ابن شهر اشوب في معالم العلماء ص 65 عد النوادر كتابا والمنطق كتابا وسماه النطق، وكذا الطوسي في الفهرست ص 218. 3 – ابن شهر اشوب في معالم العلماء ص 65 فصل بين الشرائع والرسالة إلى محمد بن علي فجعلها كتابين، وكذا الطوسي في الفهرست ص 218. 4 – وقد صرح المدقق المقدس الاردبيلي في حديقة الشيعة بأن قرب الاسناد لعلي بن بابويه وقع بيده بعد تأليفه كتاب آيات الاحكام وكان بخط مؤلفه، وقد أخرج منه بعض الاخبار في الحديقة (المستدرك ج 3 ص 529). 5 – ذكر ابن شهر اشوب في معالم العلماء ص 65: كتاب التمييز، وذكر الطوسي في الفهرست ص 218: كتاب التسليم والتمييز، 6 – النجاشي ص 199. 7 – الفهرست للطوسي ص 218.

[ 167 ]

والرسالة الاخيرة مناظرة مع محمد بن مقاتل الرازي (1) في إثبات إمامة أمير المؤمنين في الري إلى أن صار محمد بن مقاتل شيعيا (2). مكانته عند العلماء وكانت للصدوق منزلة عظيمة عند الاصحاب لوثاقته وعدالته وكان العلماء يعدون فتاويه من الاخبار، قال الشهيد في ذكراه: وقد كان الاصحاب يتمسكون بما يجدونه من شرائع الشيخ أبي الحسن بن بابويه رحمه الله عند إعواز النصوص لحسن ظنهم به، وإن فتواه كروايته (3). وذكر المجلسي في الصدوقين: ولذا ينزل أكثر أصحابنا كلامه وكلام أبيه (رض) منزلة النص المنقول والخبر المأثور (4). لانه أول من ابتكر طرح الاسانيد وجمع بين النظائر وأتى بالخبر مع قرينه علي بن بابويه في رسالته إلى ابنه، وجميع من تأخر عنه يحمد طريقه فيها، ويعول عليه في مسائل لا يجد النص فيها لثقته وأمانته وموضعه من الدين والعلم (5). مشايخه وأساتذته تتلمذ شيخنا الصدوق على كثير من المشايخ العظام، وأساتذة علوم الفقه والحديث فجال في طلبهم البلدان، وترك في سبيل ملاقاة حملة العلم وأئمة الدين الاوطان، إلا أننا لا نستطيع حصر أسمائهم، لضياع أغلب كتبه ومؤلفاته، وقد جمعنا أسماء بعض مشايخه من خلال كتبه الموجودة بين أيدينا وهم: 1 – إبراهيم بن عبدوس الهمداني 2 – أحمد بن ادريس (7)


1 – راجع ترجمته في نوابغ الرواة ص 308. 2 – رياض العلماء ج 4 ص 6 ثم قال صاحب الرياض: ورأيت نسخة منها في كازرون في بعض المجاميع، وهي رسالة جليلة لطيفة محتوية على تلك المناظرة ولكن جمعها بعض تلاميذه. 3 – ذكرى الشيعة ص 4 السطر الاخير. 4 – البحار ج 10 ص 405. 5 – رياض العلماء ج 4 ص 6 عن ابي علي بن الطوسي، المستدرك ج 3 ص 528 عن مجموعة الشهيد عن ابن الطوسي ايضا، الروضات ج 4 ص 274. 6 – الامالي ص 16. 7 – العيون ص 21، ص 30.

[ 168 ]

3 – أحمد بن علي التفليسي (1) 4 – حبيب بن الحسين الكوفي التغلبي (2) 5 – الحسن بن احمد القمي الاسكيف (3) 6 – الحسن (الحسين خ. ل) بن احمد المالكي (4) 7 – حسن بن علي العاقولي (القاقولي) (5) 8 – الحسن بن علي بن الحسن (الحسين خ. ل) الدينوري العلوي (6) 9 – الحسن بن محمد بن عبد الله بن عيسى (7) 10 – الحسين بن محمد بن عامر (8) 11 – الحسين بن موسى (9) 12 – سعد بن عبد الله بن أبي خلف الاشعري القمي أبو القاسم المتوفى سنة 301 وقيل سنة 299 (10). 13 – عبد الله بن جعفر أبو العباس الحميري ” صاحب كتاب قرب الاسناد ” (11). 14 – عبد الله بن الحسن المؤدب (12). 15 – علي بن إبراهيم بن هاشم أبو الحسن القمي (13).


1 – الامالي ص 249. 2 – العلل ص 524، الامالي ص 120. 3 – الخصال ص 582 ح 7. 4 – العيون ص 236 والامالي ص 250، وقد ورد الحسن بن علي بن الحسين في معاني الاخبار والعيون أيضا. 5 – ثواب الاعمال ص 209. 6 – الفهرست للطوسي تسلسل 304، وفي رجاله فيمن لم يرو عنهم في ترجمة زيد، النجاشي ص 133 وفيه: الحسن بن علي بن (الحسين). 7 – العيون ص 18. 8 – العلل ص 289 وربما يكون: الحسين بن محمد بن (عمران) بن ابي بكر الاشعري شيخ الكليني و ابن بابويه. 9 – الامالي ص 532. 10 – العيون ص 19. 11 – العلل ص 509. 12 – العلل ص 182 ورجال الشيخ باب من لم يرو عنهم. 13 – فهرست الشيخ ص 89 والعيون ص 75.

[ 169 ]

16 – علي بن الحسين بن علي الكوفي (1). 17 – علي بن الحسين السعد آبادي (2). 18 – علي بن سليمان الرازي (3). 19 – علي بن محمد بن قتيبة (4). 20 – علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكميداني (5). 21 – القاسم بن محمد بن علي بن ابراهيم النهاوندي، وكيل الناحية (6). 22 – محمد بن أبي عبد الله (7). 23 – محمد بن أبي القاسم ماجيلويه (8). 24 – محمد بن أحمد الاسدي (9). 25 – محمد بن أحمد بن علي بن الصلت (10). 26 – محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري (11). 27 – محمد بن الحسن الصفار المتوفى سنة 290 بقم (12). 28 – أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقر (13). 29 – محمد بن معقل القرميسيني (14). 30 – محمد بن يحيى العطار (15).


1 – التوحيد ص 383. 2 – الامالي ص 262. 3 – العلل ص 429 وربما يكون الزراري كما في النجاشي. 4 – الامالي ص 90. 5 – العيون ص 202. 6 – العلل ص 578، العيون ص 225 ح 37. 7 – العلل ص 300. 8 – العلل ص 484. 9 – الخصال ص 28 ح 99. 10 – المعاني ص 32، الامالي ص 69. 11 – العلل ص 363. 12 – الاكمال ص 348. 13 – الفهرست للطوسي ص 146 تسلسل 616. 14 – العلل ص 179، والخصال ص 53. 15 – العيون ص 19.

[ 170 ]

31 – محمد بن أحمد بن هشام (1). 32 – زيد بن محمد بن جعفر المعروف بابن أبي الياس الكوفي (2). تلامذته ومن روى عنه يروي عنه جماعة من المشايخ منهم: 1 – أحمد بن داود بن علي القمي (3). 2 – ابو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي (4). 3 – الحسين بن الحسن بن محمد بن موسى بن بابويه (5). 4 – الحسين بن علي بن الحسين (ولده) (6). 5 – سلامة بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أبي الاكرم ابو الحسن الارزني، خال ابي الحسن بن داود (7). 6 – عباس بن عمر بن عباس بن محمد بن عبد الملك بن ابي مروان الكلوذاني (8). 7 – ولده الصدوق محمد بن علي بن الحسين (9). 8 – هارون بن موسى التلعكبري (10). وفاته روى الشيخ في الغيبة باسناده أنه: كان أبو الحسن علي بن محمد السمري (قده) يسألنا كل قريب عن خبر علي بن الحسين فنقول: قد ورد الكتاب باستقلاله، حتى كان اليوم الذي قبض فيه فسألنا عنه فذكرنا له مثل ذلك، فقال: آجركم


1 – ثواب الاعمال ص 47. 2 – رجال الشيخ: باب من لم يرو عنهم. باب (ز) رقم 3. 3 – التهذيب ج 6 ص 106. 4 – كامل الزيارات ص 19، ص 21. 5 – تنقيح المقال ج 1 ص 325. 6 – النجاشي ص 54، رجال الشيخ فيمن لم يرو عنهم ص 466. 7 – النجاشي ص 145. 8 – النجاشي ص 199. 9 – جميع كتبه مشحونة بروايته عن ابيه. 10 – رجال الشيخ: باب من لم يرو عنهم ص 516.

[ 171 ]

الله في علي بن الحسين فقد قبض في هذه الساعة، قالوا: فأثبتنا تاريخ الساعة واليوم والشهر، فلما كان بعد سبعة عشر يوما أو ثمانية عشر يوما، ورد الخبر أنه قبض في تلك الساعة التي ذكرها الشيخ أبو الحسن – قدس سره – (1). وما يقارب هذا الخبر ما نقله النجاشي قال: قال جماعة من أصحابنا: سمعت أصحابنا يقولون: كنا عند ابي الحسن علي بن محمد السمري رحمه الله، فقال: رحم الله علي بن الحسين (ابن) بابويه، فقيل له: هو حي، فقال: إنه مات في يومنا هذا، فكتب اليوم فجاء الخبر بأنه مات فيه (2). وقد اتفقت كتب الرجال على أن وفاته: سنة 329 سنة تناثر النجوم (3). إلا أن الشيخ الطريحي ينقل عن الشيخ البهائي أن سنة وفاته هي 310 وذلك عندما دخل القرامطة – لعنهم الله – مكة أيام الموسم، وأخذوا الحجر الاسود وبقي عندهم عشرين سنة، وقتلوا خلقا كثيرا، وممن قتلوا علي بن بابويه، وكان يطوف فما قطع طوافه فضربوه بالسيف فوقع إلى الارض وأنشد: ترى المحبين صرعى في ديارهم * كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا (4) والظاهر أن الشيخ البهائي قد أخذ هذا المعنى من كتاب ” الاعلام بأعلام بيت الله الحرام ” للقطب الحنفي الذي ألفه في سنة 985 في شرح دخول القرامطة، وقد ذكر فيه مقتل الحاج على أيديهم ومنهم ابن بابويه واستشهاده ببيت الشعر (5). وهذا القول مما يخالف المشهور بتاريخ الوفاة، ومحله، فالمتفق عليه أن قبره الشريف في قم وله مزار معروف، يزوره المؤمنون، ويتبارك به الوافدون. ولعل سبب الاشتباه في محل وتاريخ وفاته الخلط بينه وبين رجل آخر اشتهر بالتصوف يسمى علي بن بابويه ايضا، من الذين انكر عليهم ابن الجوزي في كتابه ” تلبيس ابليس “، ومما يرجح كونه هو المقتول في الحرم الشريف وجود طابع التصوف فيما أنشده عند قتله، راجع ما نقله المحقق القمي في الكنى (6).


1 – غيبة الطوسي ص 243 س 9. 2 – النجاشي ص 199. 3 – المصدر السابق ص 199. 4 – مجمع البحرين مادة قرمط ج 4 ص 267. 5 – هامش مستدرك الوسائل ج 3 ص 529. 6 – الكنى والالقاب 1 / 213

[ 172 ]

إضافة إلى أن خروج القرامطة كان في سنة تناثر النجوم التي توفي بها الصدوق الاول، لا في سنة 310. فقد روى الشيخ عن جماعة عن الحسين بن علي بن موسى بن بابويه، قال: حدثني جماعة من أهل بلدنا المقيمين (القميين – ظ) كانوا ببغداد في السنة التي خرجت القرامطة على الحاج وهي سنة تناثر الكواكب أن والدي (رض) كتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح – رضي الله عنه – يستأذن في الخروج إلى الحج، فخرج في الجواب: ” لا تخرج في هذه السنة ” فأعاد وقال: هو نذر واجب أفيجوز لي القعود عنه؟ فخرج في الجواب: ” إن كان لا بد فكن في القافلة الاخيرة ” فكان في القافلة الاخيرة فسلم بنفسه وقتل من تقدمه في القوافل (1). وقد نقل الشيخ يوسف البحراني تعليلا لتسمية تناثر النجوم والكواكب بقوله: وذكر بعض أصحابنا في علة تسمية تلك السنة بسنة تناثر النجوم، هو أنه رأى الناس فيها تساقط شهب كثيرة من السماء، وفسر ذلك بموت العلماء، وقد كان ذلك فإنه مات في تلك السنة جملة من العلماء، منهم الشيخ المذكور (الصدوق الاول)، ومنهم الشيخ الكليني…، وعلي بن محمد السمري – آخر السفراء – وغيرهم (2). كما ورد خبر تناثر النجوم في كتاب (تاريخ أخبار البشر) الذي هو من مصنفات اخواننا الجمهور، وقد ذكر وفاة جملة من العلماء ومنهم السمري والكليني (3). وأخيرا: فسنة الوفاة 329 ه‍. ق، وقد دفن بجوار الحضرة الفاطمية ولا زالت مهبطا للفيوضات السبحانية في بقعة كبيرة عليها قبة عالية يزار ويتبرك به (4). فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


1 – الغيبة للشيخ الطوسي ص 196 س 10. 2 – لؤلؤة البحرين ص 384 س 5. 3 – روضات الجنات للخوانساري 4 ص 278. 4 – الكنى والالقاب ص 213.

[ 173 ]

ضالتنا في سير الحديث منذ أمد بعيد كنت أدرس الفقه والحديث على الاستاذ الاكبر آية الله العظمى البروجردي ” ره “، فخضت لجج الجوامع الكبيرة لامهات الكتب، فأرقني عدم وجود كتاب جامع مانع يغني عن جميع الاصول، فيكون المرجع لكل علم وفن، وشاملا لكل باب وموضوع، وأن يكون شافيا كافيا، يستقصي جميع الروايات والاخبار، بجميع أسانيدها التي وردت عن المعصومين الاطهار، سلام الله عليهم أجمعين. ومر علي زمن، وأنا أعلل النفس بالآمال الطوال، وأتسأل هل يتحقق مثل هذا الحلم المنشود، فيأتي ذلك اليوم على الاسلام – وما ذلك على الله بعزيز – فيكون هذا الكتاب جامعا لجميع المسلمين، وذخرا لي عند عرضي على رب العالمين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. فأصبحت ضالتي البحث والتنقيب في المراجع والمصادر والاصول، والجوامع الاخيرة، أمثال الوافي والوسائل والبحار، حتى اشتغلت برهة مع رجال الفضل والعلم، بأمر الاستاذ الاكبر ” ره “، بجامع أحاديث الشيعة، في كتب الزكاة والخمس والصوم، وبعدها بجمع أخبار تفسير القرآن، ثم نظرت لاغلب الاصول، ناقدا ممحصا، وباحثا فاحصا، حتى انتهيت بعوالم العلوم، الذي لم أطلع – لحد اليوم – على نسخة كاملة له في مكتبة واحدة، بل وجدت المكتبات العظيمة خالية منه، فوفقني الله لجمعها، حتى تجاوز مائة جزء، وبقي منه ما يناهز العشرين، فالله أسأل أن يسهل اكتشاف الاجزاء الباقيات، فصرفت الاوقات العزيزة – مع تشتت البال، وتقلبات الاحوال – في تحقيقها واتحاد اخبارها، مع المصادر والجوامع، وإفراد كامل أسانيدها، مع ثلة من الافاضل، عسى أن ينجز الله المشروع، فيصبح قريب المنال،


[ 174 ]

بعد أن كان أقرب لخواطر الخيال. ثم شمرت عن جدي ساعدا، للبحث عن الاصول المفقودة للوسائل و مستدركه والبحار، والتي اعتمد عليها العاملي والنوري والمجلسي – رضوان الله عليهم – في كتبهم، أمثال: الامامة والتبصرة، وأعلام الدين للديلمي وغيرهما، والتي لم تصل لكبار العلماء المتتبعين، ولم يرها المحدثون المتأخرون، كالشيخ النوري والطهراني وأضرابهم. فخطرت لي بارقة أمل ورجاء بأن أطرق أبواب السماء، بالتوسل إلى الله سبحانه – عند مشهد المجلسي ” ره ” – بالدعاء، وهل يلتجئ العبد في الضراء والسراء إلا لمولاه، فعزمت الرحيل، من قم إلى إصبهان، لزيارة مرقد شيخ الاسلام الجليل، عسى أن ييسر الله كل عسير، ويفيض علي خيره الجزيل، وما إن بلغت مشهده ودخلته، وتوسلت إلى الله المتعال في تسهيل ما أملته، ولم يمض علي ساعات بل سويعات حتى وجدت كتاب الامامة والتبصرة، بآية ناصعة مبصرة، وذلك بألطاف وهداية منام، رؤي فيه المجلسي الثاني شيخ الاسلام، فاستيقنت لهذا الطود السامق عظيم المنزلة، والدرجة الرفيعة، والمقام المحمود عند الله سبحانه وتعالى، وما له من قوة روحية خفية، تتوجه لزوار مشهده، الوافدين إليه، بل الحافين به، المتوسلين إلى الله بفنائه. وختاما أقول: والحق عندي أن اكتشاف نسخة الكتاب ومعرفة مالكها في نفس ذلك اليوم – بعد الوفود لمشهده الشريف، وقولي له: (أريد تحقيق كتبك، فاسأل الله بحق مواليك العظام، النجباء الاصفياء الكرام، تحقيق طلبتي، وتسهيل بغيتي، وإني لك ضيف وزائر) – لا تخلو من كرامة لذوي البصائر، وللدلائل المختلفة أحسست سرعة استجابة الدعاء، عند مراقد الصلحاء والاولياء، ولكني صرفت وجهي – عن تفصيل المنام – كشحا، وأغضيت طرفي لحاجة في نفس يعقوب قضاها، استجابة لصاحب المكتبة الثمينة، ونزولا عند رغبته، فاستغنيت عن التصريح بالتلميح، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. السيد محمد باقر الموحد الابطحي ” الاصفهاني “


[ 175 ]

هذا كتاب (جامع الاحاديث) تأليف الشيخ الاجل الامجد ابي محمد جعفر بن احمد بن على القمي نزيل الري (قدس سره) وكان الطبع في شعبان المعظم من شهور سنة 1369 من الهجرة النبوية ” چاپخانه اسلاميه ” الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله اجمعين وبعد فقد سئلت ادام الله عزك ان اجمع لك طرفا مما سمعت مني في مجلس المذاكرة من الفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله على حروف المعجم، فاجبتك إلى ملتمسك تقربا إلى الله تعالى والى نبيه صلى الله عليه وآله وجعلته مختصرا وحذفت اسانيدها الا اسنادا لاول كل باب منه ليكون اقرب إلى الفهم وبالله استعين وعليه اتوكل واليه انيب: (الالف) قال الشيخ الفقيه ابو محمد جعفر بن احمد بن علي القمي نزيل الري حفظه الله تعالى حدثنا احمد بن علي رحمه الله قال حدثني محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن ابراهيم بن هاشم عن علي بن معبد عن عبد الله بن القاسم عن جميل بن دراج عن جعفر بن محمد عن ابيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اطلبوا العلم في يوم خميس فانه ميسر وقال رسول الله صلى الله عليه وآله اف لكل مسلم لا يجعل في كل جمعة يوما يتفقه فيه امر الله ويسئل عن دينه صورة الصفحتين (1، 3) من جامع الاحاديث المطبوع


[ 176 ]

هذه آخر صفحات كتاب جامع الاحاديث المطبوع. وكيف ذلك؟ قال: اما اللبن فيرغب طوائف امتي في الغنم وفي اللبن فيضربون بهما غدا واما الكتب فيقرئونها ثم يتاولونها على غير معانيها. وقال صلى الله عليه وآله يوافق الدين إذا وافق القلب. وقال صلى الله عليه وآله يبعث الله يوم القيمة المقنطين مغلسة وجوههم يعنى قد على السواد على البياض فيقال لهم هؤلاء المقنطون من رحمة الله. وقال صلى الله عليه وآله يعذب الله اللسان بعذاب لا يعذب به شيئا من الجوارح فيقول يا رب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا من الجوارح فيقال له خرجت منك كلمة بلغت مشارق الارض ومغاربها فسفك بها الدم الحرام واخذ بها المال الحرام وانتهك بها المحارم فو عزتي لاعذبنك بعذاب لا اعذب به شيئا من جوارحك. وقال صلى الله عليه وآله يرد مذمة السائل عنكم إذا وقف عليكم مثل رأس الطائر من الطعام. وقال صلى الله عليه وآله يوجر الرجل في كل نفقة ينفقها الا النفقة في التراب والبنيان. وقال صلى الله عليه وآله يد الله فوق ايدي المشتركين ما لم يخن احدهما صاحبه فإذا خان احدهما رفع الله يده عن ايديهما وذهبت البركة منهما. وقال صلى الله عليه وآله يحشر ابو طالب (ع) يوم القيمة في زى الملوك وسيما الانبياء (ع) وقال صلى الله عليه وآله يبصر احدكم القذاة في عين اخيه ويدع الجذع في عينه. وقال صلى الله عليه وآله يحنك المولود بالماء السخن. وقال صلى الله عليه وآله يمن الخيل في شقرها. وقال صلى الله عليه وآله اليد العليا خير من اليد السفلى وابدء بمن تعول. وقال صلى الله عليه وآله اليد العليا المعطية واليد السفلى السائلة. الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله اجمعين وسلم تسليما كثيرا فرغ من استنساخه لنفسه اقل الطلبة محمد الطهراني عصر يوم الاربعا الثالث والعشرين من محرم الحرام 1329 في سامراء


[ 177 ]

هذه صورة آخر صفحات النسخة المخطوطة الناقصة الملحقة بكتاب ” الامامة والتبصرة ” خ – أ، والمطابقة لصفحة ” 28 ” من كتاب جامع الاحاديث المطبوع. وقال صلى الله عليه وآله ويل لمن علم ولم ينفعه علمه سبع مرات وويل لمن لم يعلم ولو شآء لعلمه ثلث مرات. وقال (ص) ولد الزنا شر الثلثة. وقال صلى الله عليه وآله ويل للرجال. وقال صلى الله عليه وآله الولاء لحمة كلحمة النسب لا يباع ولا يوهب. الهاء – حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا ابراهيم بن هاشم عن النوفلي عن السكوني عن جعفر بن محمد عن ابيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هاجروا تورثوا ابنائكم مجدا. وقال صلى الله عليه وآله هلك المقتدرون. وقال صلى الله عليه وآله الهدية على ثلثة اوجه هدية مكافاة وهدية مصانعة وهدية الله عزوجل. وقال صلى الله عليه وآله هجر الرجل اخاه سنة كسفك دمه. صورة الصفحة ” 28 ” من كتاب جامع الاحاديث المطبوع.


[ 178 ]

هذه صورة أول صفحات ” الاصل ” الموجود في ملحقات ” الامامة والتبصرة “، خ – أ المطابقة لصفحة ” 11 ” من كتاب جامع الاحاديث للقمي


[ 179 ]

صورة الصفحة ” 11 ” من جامع الاحاديث المطبوع وقال صلى الله عليه وآله الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين وزين ما بين السموات والارض. وقال صلى الله عليه وآله الداعي والمؤمن في الاجر شريكان الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر. الذال – قال حدثنا هرون بن موسى بن اسمعيل عن ابيه عن آبآئه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الذرع امانة. وقال صلى الله عليه وآله ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل عن الفارين في الجنة. وقال صلى الله عليه وآله الذاكر بلا عمل كالرامي بلا وتر. وقال صلى الله عليه وآله ذكر الله ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ابلغ في طلب الرزق من الضرب في الارش. وقال صلى الله عليه وآله ذم الرجل نفسه في المجلس تزكية. الراء – حدثنا محمد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن محمد بن الاشعث عن موسى بن اسمعيل بن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: راحة الثوب طيه و راحة البيت كنسه. وقال صلى الله عليه وآله الرفق كرم والحلم زين والصبر خير مركب. وقال صلى الله عليه وآله الرهن يركب إذا كان مرهونا وعلى الذي يركب الظهر نفقته. وقال صلى الله عليه وآله رب حامل فقه ليس بفقيه إلى من هو افقه منه. وقال صلى الله عليه وآله الرجل احق بصدر داره وبصدر فرسه وان يؤم في بيته وان يبدا في صفحته. وقال صلى الله عليه وآله الرفق يمن والخرق شوم. وقال صلى الله عليه وآله الراشي والمرتشي والرايش بينهما ملعونون. وقال صلى الله عليه وآله رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر. وقال صلى الله عليه وآله رحم الله من اعان ولده على بره. وقال صلى الله عليه وآله رخص لاهل القاصيه في جمل يحدو به. وقال صلى الله عليه وآله رحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو سكت عن سوء فسلم. وقال صلى الله عليه وآله الرجل الصالح يجئ بخبر صالح والرجل السوء يجئ بخبر سوء.


[ 180 ]

النسخة التي كانت عند العلامة المجلسي ” ره ” وعليها توقيعه. صورة ما كان في الاصل كتاب الامامة والتبصرة من الحيرة تأليف الشيخ الفقيه ابي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله وبيض وجهه الحقير؟ محمد باقر بن محمد تقي مقدمه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي اوجب الحمد على عباده بنعمه عندهم انفا واستوجب منهم بما وفقهم لذلك الحمد على تلك النعم شكرا مستأنفا وسبحان من ليس معه لاحد في الانف من النعمة والمستانف من الشكر صنع في احداث موهبه ولا في الهام شكر بل للشيوخ رحمهم الله من اراد؟ اخذه من هناك ان شاء الله وقد ذكرنا نحن مستوفى في كتاب فهرسة الشيعة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم ثم الحمد لله على حسن توفيقه كتاب الامامة والتبصرة لعلي بن بابويه رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي اوجب الحمد على عباده بنعمه عندهم انفا واستوجب منهم بما وفقهم لذلك الحمد على تلك النعم شكرا مستانفا وسبحان من ليس معه لاحد في الانف من النعمة والمستانف من الشكر صنع في احداث موهبة ولا في الهام شكر بل برأفته النسخة التي استخرجت من كتاب ” عوالم العلوم “.


[ 181 ]

الصفحة الاخيرة من نسخة المجلسي ” ره “. قال كنت عنده إذ دخل عليه مهزم فقال له جعلت فداك اخبرني عن هذا الامر الذي ننتظره متى هو فقال يا مهزم كذب الوقاتون هلك المستعجلون ونجا المسلمون والينا يصيرون تم كتاب الامامة بحمد الله وحسن توفيقه ومعونته وصلى الله على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين وكتب الحسين بن علي بن الحسين الحميري في شهر المحرم سنة تسع وسبعين واربعمائة هجرية (479 ه‍) وفرغ من تحرير هذا الكتاب اقل العباد علما وعملا و اكثرهم جهلا وزللا الراجي عفو ربه الراحم ابن محمد رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم ثم الحمد لله على حسن توفيقه كتاب الامامة والتبصرة لعلي بن بابويه رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي اوجب الحمد على عباده بنعمه عندهم انفا واستوجب منهم بما وفقهم لذلك الحمد على تلك النعم شكرا مستانفا وسبحان من ليس معه لاحد في الانف من النعمة والمستانف من الشكر صنع في احداث موهبة ولا في الهام شكر بل برأفته النسخة التي استخرجت من كتاب ” عوالم العلوم “.


[ 181 ]

الصفحة الاخيرة من نسخة المجلسي ” ره “. قال كنت عنده إذ دخل عليه مهزم فقال له جعلت فداك اخبرني عن هذا الامر الذي ننتظره متى هو فقال يا مهزم كذب الوقاتون هلك المستعجلون ونجا المسلمون والينا يصيرون تم كتاب الامامة بحمد الله وحسن توفيقه ومعونته وصلى الله على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين وكتب الحسين بن علي بن الحسين الحميري في شهر المحرم سنة تسع وسبعين واربعمائة هجرية (479 ه‍) وفرغ من تحرير هذا الكتاب اقل العباد علما وعملا و اكثرهم جهلا وزللا الراجي عفو ربه الراحم ابن محمد رضا محمد يدعى قاسم عفى الله عز وعلا عن سيئاتهما وحشرهما مع النبي والولي وذريتهما حامدا مصليا مستغفرا وكان ذلك في شهر رجب المرجب لسنة السبع وتسعين بعد الف الهجرية (1097 ه‍)

اترك تعليقاً