اليقين

السيد ابن طاووس الحسني


[ 1 ]

اليقين باختصاص مولانا على (عليه السلام) بامرة المؤمنين ويتلوه التحصين لأسرار ما زاد من أخبار كتاب اليقين تأليف الورع التقي السيد رضى الدين علي بن الطاووس الحلي 589 – 664 ه‍ ق مؤسسة الثقلين لاحياء التراث الاسلامي مؤسسة دار الكتاب (الجزائري) للطباعة والنشر شارع ارم – قم – ايران – تليفون 24568 تحقيق: الأنصاري


[ 2 ]

بسم الله الرحمن الرحيم مؤسسة الثقلين لاحياء التراث الاسلامي كافة الحقوق محفوظة ومسجلة اسم الكتاب: اليقين والتحصين المؤلف: السيد رضي الدين علي بن الطاووس المحقق: الانصاري الناشر: مؤسسة دار الكتاب (الجزائري) تاريخ النشر: الأولى ربيع الثاني 1413 ه‍. ق العدد: 2000 نسخه المطبعة: نمونه مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر شارع ارم – قم – ايران – تليفون 24568


[ 3 ]

كلمة المؤسسة منذ أن اكشتف الإنسان موهبة الكتابة واصبح قادرا على تسجيل أفكاره وأمنياته وضبطها عن الضياع والنسيان، حدثت انعطافة أساسية في حياته، إذ تمكن بعدئذ من نقل أفكاره وتجاربه وآماله إلى الأجيال المتعاقبة من بني نوعه بكل اطمئنان وثقة.. فكل هذه التطورات الحضارية والمبادلات الثقافية – التي حصلت على مر العصور – لم تحدث إلا بفضل ما تناقلته الكتب في الأوساط الإجتماعية حتى اعطت الإنسان وعيا في فكره وحركة في جوارحه وأثمرت له تقدما ورقيا وحضارة رفيعة.. ولا زال الكتاب اليوم يحتل الصدارة في لائمة وسائل الاعلام وعوامل التربية والتثقيف في المجتمعات الإنسانية.. وإذا كان للكتاب أهميته بحيث لولاه لما وصل الإنسان إلى حضارته اليوم، فانه ينبغي لنا أن نهتم بالكتب التراثية إذ أنها المرآة التي تعكس لنا حياة اولئك الماضين وتمكننا من قراءة أفكارهم والتعرف على آمالهم وآلامهم والإستفادة من تجاربهم ومن ثم نقل هذه الآراء والتجارب إلى الأجيال القادمة.. من هذا المنطلق كانت فكرة تأسيس مركز يهتم بقضايا تتعلق بالكتاب


[ 4 ]

التراثي تحقيقا ودراسة.. وإخراجه إلى عالم النور بحلة قشيبة تليق به.. وبما أن الكتب التراثية – كما وكيفا – عالم شاسع، قد ارتأى المركز الذي يحمل عنوان (مؤسسة الثقلين – لأحياء التراث الإسلامي) ان رسالة هذه المؤسسة تختص بكتب التراث الإسلامي، وبالتحديد فهي تهدف إلى إحياء التراث الدفين في رفوف المكتبات مما كتب عن القرآن وعلومه وعن العترة الطاهرة من أهل بيت الرسول صلى الله عليهم أجمعين. والمؤسسة تتقبل أي كتاب تراث تمس الحاجة الإجتماعية الحاضرة لأحيائه.. وان هذه المبادرة الخيرة من أصحاب الفكر والعلم هي باقة تشجيعية تقدم منهم إلى مؤسستهم هذه.. والجدير بالذكر أن هناك مراكز ومؤسسات عديدة، وشخصيات علمية قديرة، سبق لها أن فتحت هذا الطريق وتقدمت في مسيرتها الفنية العلمية حتى أنتجت – بإخلاص – أعمالا قيمة تقدر لأصحابها، ونما أن العمل التحقيقي شاق وصعب فان الكثير من كبت التراث التي خرجت محققة هي بحاجة إلى إعادة تحقيق ثانية.. من هنا، فان هذا العمل – الذي يعتبر من الأعمال الأساسية في عالم الثقافة والمعرفة – بحاجة ماسة إلى التعاون وتبادل الآراء والمعلومات، وكذا النقد البناء حتى يضمن التقدم والرقي بإستمرار. وإذ تقدم المؤسسة إلى قرائها الكرام النتاج التحقيقي لكتابي (اليقين…) و (التحصين..) والذي يمثل أول خطوة لها في هذا الطريق، ترجو العلي القدير التوفيق والقبول، انهم نعم المجيب. 1409 ه‍ مؤسسة الثقلين لأحياء التراث الإسلامي


[ 5 ]

الإهداء ما أحق كتابنا هذا أن نقدمه هدية إلى من ألف باسمه وصدر لأجله وحقق في ولائه: أمير المؤمنين وإمام المتقين ويعسوب الدين متضرعين إلى مقام قدسه، قائلين: (يا أيها العزير، مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة، فاوف لنا الكيل، وتصدق علينا، ان الله يجزي المتصدقين). المحققان


[ 7 ]

تمهيد بسم الله الرحمن الرحيم نحمدك اللهم على ما مننت علينا من نور الهدى والمنجى من الردى، محمد سيد المرسلين صلى الله عليه وآله، وانعمت علينا اليقين بالتحصين بولاية أمير المؤمنين وعترته الأنوار الباهرة الطاهرين صلواتك عليهم اجمعين، وألهمتنا البراءة من اعدائهم بالحجج القاهرة إلى يوم الدين. وبعد، فإن من أهم المسؤوليات التي خص الله تعالى بها العلماء الربانيين هي الدفاع عن حريم دينه والذب عن الوجهة العلمية الدينية المتمثلة في القرآن العظيم وكلمات الرسول الكريم وائمة الدين الاثني عشر صلوات الله عليهم أجمعين، والقيام أمام كل من يريد إلقاء الشبهة أو إيجاد البدعة في دين الله. واختيار الله جل جلاله العلماء لهذه المسؤولية الباهضة يرجع إلى إقتدائهم بأنبياء الله ورسله الذين جعلوا هذا الواجب نصب أعينهم وصرفوا أعمارهم في سبيله. فالعلماء ورثة الأنبياء في ذلك، فيما لو عقدوا العزم على القيام بهذه المهمة، وهم المصابيح في ظلمات عصر الغيبة حينما يغتنم اعداء الإسلام الفرصة للقضاء على كيان الدين واستئصال جذوره، فانهم عند ذلك يستضاء بانوار علماء الدين ويفر الخفافيش من وهج أنوارهم وبهم ينفي عن دين الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين. يقول الإمام أبو جعفر محمد الباقر عليه السلام: (العالم كمن معه


[ 8 ]

شمعة تضئ للناس، فكل من أبصر شمعته دعا له بخير…) (1). وبما أن الأمر الذي يدافعون عنه يرجع إلى أهم ما يتصور من الأمور وهو سعددة الدنيا والآخرة وما هو غاية الخلقة والشريعة، فلا يقاس التسامح فيها بالتسامح في الدفاع عن الأموال والأنفس فإن هذا دفاع عن دنياهم وذلك دفاع عن دنياهم وآخرتهم معا. كما أنه لا يقاس الدفاع عن العقائد الدينية بالدفاع عن الآراء والنظريات العلمية الدنيوية، فإن نهاية البحث في مسائل الدين تنجر إلى الآخرة والسعادة الأبدية على العكس مما في الآراء الملقاة في العلوم الدنيوية في مثل الطب والكيميا وامثالهما. وحينئذ لا يبقى مجال السكوت للعلماء قبال المضلين والمبتدعين، وهذه هي مسيرة علمائنا الأبرار منذ العصور الأولى من تاريخ ديننا كمثل سلمان وأبي ذر والمقداد واضرابهم ممن قاوموا كل من أراد هدم الإسلام أو النيل من مبادئه وأحكامه. فهم بعد ما كانوا مشتغلين ببسط معارف الدين كانوا بمرصد من المهاجمين على معالمه وكانوا من قبل يستعدون لهذه المهمة. يقول الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام: (علماء شيعتنا مرابطون بالثغر الذي يلي إبليس وعفاريته، ويمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شعيتنا وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته النواصب. ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة، لأنه يدفع عن أديان محبينا وذلك يدفع عن ابدانهم) (2). ويقول الإمام أبو جعفر الجواد عليه السلام: (من تكفل بأيتام آل محمد


(1) البحار: ج 2 ص 4 ب 8 ح 7. (2) البحار: ج 2 ص 5 ب 8 ح 8.

[ 9 ]

المنقطعين عن إمامهم المتحيرين في جهلهم، الأسرار في أيدي شياطينهم وفي أيدي النواصب من اعدائنا فاستنقذهم منهم وأخرجهم من حيرتهم وقهر الشياطين برد وساوسهم وقهر الناصبين بحجج ربهم ودليل أئمتهم ليفضلون عند الله تعالى على العباد بأفضل المواقع بأكثر من فضل السماء على الأرض والعرش والكرسي والحجب على السماء….) (3). ويقول الإمام الصادق عليه السلام: (من كان همه في كسر النواصب عن المساكين من شيعتنا الموالين لنا أهل البيت، يكسرهم عنهم ويكشف عن مخازيهم ويبين عوراتهم ويفخم أمر آل محمد صلوات الله عليهم، جعل الله همه املاك الجنان في بناء قصوره….) (4). ويقول الإمام أبو الحسن موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام: (من أعان محبا لنا على عدو لنا فقواه وشجعه حتى يخرج الحق الدال على فضلنا بأحسن صورة ويخرج الباطل الذي يروم به اعدائنا في دفع حقنا على أقبح صورة حتى يتنبه الغافلون ويستبصر المتعلمون ويزداد في بصائرهم العالمون بعثه الله يوم القيامة في أعلى منازل الجنان) (5). * * * الجهات الإيجابية في التبليغ. وفي هذا المضمار، ربما يتصدى العلماء والمحدثون للجهة الإيجابية، فيعرضون ثروات الإسلام العلمية الدينية أمام الرأي العام العالمي عامة ليعلم عند الموازنة منزلة ديننا وعلو شأنه بالإضافة إلى ساير الأديان. فترى كل عالم من علمائنا المجاهدين في ميادين العلم والمعرفة يستفرغ وسعه ويبذل قصارى جهوده لملأ الفراغ الموجود في هذا المجال ونشر معارف أهل البيت عليهم السلام التي تقدر أن تملأ الكون بمفاخرها.


(3) البحار: ج 2 ص 6 ب 8 ح 11. (4) البحار: ج 2 ص 10 ب 8 ح 19. (5) البحار: ج 7 ص 226 ب 8 ح 143.

[ 10 ]

فهذا شيخ المحدثين المتقدمين الشيخ أبو جعفر الكليني وشيخ المحدثين المتأخرين العلامة المجلسي، لما رأوا أحاديث الأئمة المعصومين عليهم السلام في معرض الزوال لعروض الحوادث وصعوبة جمعها وتحصيلها لتفرقها في الأصول وغيرها، شمرا عن ساق الجد والإجتهاد وجمعها كل منهما في كتاب واحد: (الكافي) الذي هو كاف للشيعة و (بحار الأنوار) الذي هو مدينة الحكم والآثار. وهذا الشيخ الصدوق الذي جمع الأخبار وصنفها اصنافا لطيفة ألف في كل موضوع كتابا مثل (من لا يحضره الفقيه) و (علل الشرايع) و (ثواب الأعمال) و (اكمال الدين) و (عيون الأخبار). وكذلك ساير علمائنا رضوان الله عليهم أجمعين كانوا حريصين على أداء وظيفتهم في الجهة الإيجابية من تبليغ دين الله القويم. * * * الإتجاهات الدفاعية في التبليغ. ثم أن اداء المسؤولية الدينية للعالم قد يكون بالإتجاه الدفاعي أمام ما يصادم كيان وما يتعرض لأصوله ومبادئه الشريفة على حد قول الله تعالى: * (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب فاؤلئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) * (6)، وعلى حد قول رسول الله صلى الله عليه وآله: (إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، فان لم يفعل فعليه لعنة الله) (7). فالعالم الديني يدافع حينئذ عن حوزة الدين ويذب عن ثغوره اشد الذب ويعرض نفسه للخطر تجاه السهام الواردة نحو الاسلام، فيجاهد بعلمه في سبيل العقيدة والدفاع عن مبادئ الإسلام ورد المهاجمين عليه. ولذلك نماذج كثيرة في التاريخ الإسلامي كسلمان وأبي ذر والمقداد وميثم التمار ورشيد الهجري


(6) سورة البقرة: الآية 159. (7) البحار: ج 2 ص 72 ب 12 ح 35.

[ 11 ]

والحجر بن عدي وسليم بن قيس وزرارة ومحمد بن مسلم وابن أبي عمير وفضل بن شاذن وكالشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي وسيدنا المؤلف والشهيدان الأول والثاني والعلامة الحلي والمجلسي وغيرهم ممن جاء ذكر تضحياتهم في هذا الصعيد في كتب التاريخ. فهؤلاء وأمثالهم جعلوا نفوسهم وأموالهم وكل كيانهم غرضا لمرامي اعداء الدين فأصابهم من سهامهم ما خلد اسمائهم في كتب العلم وعند الله في كتاب محفوظ. * * * المناظرات ثم أن أكثر ما استخدموه في طريق هذا الدفاع هو المناظرات وتأليف الكتب. أما المناظرات فهي من أقدم الأساليب المستعملة منذ عصور الأئمة عليهم السلام وإلى زمان الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي والعلامة الحلي، ومنها مناظرته المعروفة في مجلس السلطان التي أدت إلى هداية بلاد ايران إلى مدرسة أهل البيت عليهم السلام والتمسك بهم وصار التشيع مذهبا رسميا في البلاد. والمناظرة طريقة مأخوذة عن كتاب الله الكريم وعن سيرة الرسول والأئمة المعصومين عليهم السلام فانظر كتاب (الاحتجاج) للشيخ الطبرسي، فقد جمع فيه احتجاجات رسول الله وفاطمة الزهراء وأمير المؤمنين والأئمة الاحد عشر من ولدهما صلوات الله عليهم أجمعين. ويكفينا أن نذكر كلام الشيخ المفيد في كتابه (العيون والمحاسن) في ذلك حيث يقول: (أخطأت المعتزلة والحشوية فيما ادعوه علينا من خلاف أهل مذهبنا في استعمال المناظرة، وأخطأ من ادعى ذلك من الامامية أيضا وتجاهل، لأن فقهاء


[ 12 ]

الامامية ورؤسائهم في علم الدين كانوا يستعملون المناظرة ويدينون بصحتها وتلقى ذلك عنهم الخلف ودانوا به. وقد أشبعت القول في هذا الباب وذكرت اسماء المعروفين بالنظر وكتبهم ومدائح الأئمة عليهم السلام لهم، في كتابي (الكامل في علوم الدين) وكتاب (الاركان في دعائهم الدين) (8). * * * تأليف الكتب وأما تأليف الكتب تجاه المضلين والمبتدعين والمشبهين، فلما لم تكن ظروف المناظرة في كل الأزمان مهيأة، فان أكثر علمائنا كتبوا كتبا في الرد على فرقة ضالة أو شخص مضل، وحتى في الرد على شخص مجهول عسى أن يوجد فيفق شبهة. فهناك كتب كثيرة ألفت على سبيل المناظرة، وخوطب به شخص مجهول واعدت الأجوبة فيه ليوم ما. ولعل أول من أقدم على ذلك هو الفضل بن شاذان من أصحاب الرضا والجواد والعسكريين عليهم السلام في كتابه (الإيضاح) وساير كتبه. وتبعه الشيخ المفيد في كتابه (أوائل المقالات) و (المسائل الصاغانية)، إلى غير ذلك من كتب علمائنا رحمهم الله. الدفاع عن جميع مسائل الدين وبما أن الأمر الذي يدافعون عنه يرجع إلى الدفاع عن الله تعالى، فقد ترى علمائنا يقدمون بالمهمة عندما يواجهون من يريد القاء شبهة على الاعتقادات الدينية أو يطعن في مسائله أو يكتب شيئا في إبطال مسائله بزعمه أو من يعلن عن تحديه في المناظرات. وتراهم يحسون بواجبهم بمجرد أن سمعوا كلاما أو مقالا أو رأوا كتابا في الرد على التوحيد أو تحريفه بمعنى غير مستقيم أو سمعوا شيئا في مسألة النبوة والإمامة أو ساير أمور الشريعة التى يرجع انكاره إلى تكذيب المعصوم وبالتالي


(8) العيون والمحاسن: ص 133. وقد انعقد العلامة البياضي في كتابه (الصراط المستقيم): ج 3 ص 53 ب 13، بابا في المجادلة لنصرة دين الله.

[ 13 ]

يرجع إلى تكذيب الله تعالى. وبما أن أمور الدين كسلسلة متلاحقة لا يتصور التفريق بينها فالواجب الذي يتحسسه علمائنا في الدفاع عن دين الله تجاه هجمات الأعداء علميا أو عمليا أو اعلاميا على شئ من ثغور الدين لا يفرقون فيه بين المسائل، فقد عرفوا مثلا أن من تسامح في مسألة علم الغيب أو إيمان أبي طالب أو أمثالهما فقد تسامح في الجميع، فان دين الله مجموعة واحدة بأى جانب منه أصابت سهام اعداء الإسلام فقد أضر بكيان جمعيه. فقد قاموا تجاه الملحدين أو اليهود أو النصارى أو الخوارج أو المبتدعين الذين لبسوا لباس الإسلام والتبسوا الأمر على الناس. فهناك الأشاعرة والمعتزلة، فان علمائنا كانوا يذبون عن كيان الاسلام قبال هؤلاء المتحرفين، فهذه كتب الشيخين المفيد والطوسي والسيد المرتضى والعلامة الحلي في الرد عليهم. ولقد قاسوا جهدهم حتى جروهم إلى زواية الخمول وبقوا لا يعبأ بآرائهم من قبل جمهور المسلمين. وهناك الصوفية الذين قام المقدس الأردبيلي والعلامة المجلسي في وجوههم في أوج قدرتهم، فخذلاهم وسقطا إسمهم عن ديوان الإسلام. * * * نتائج الدفاع والدافع الذاتي لعلمائنا في ذلك كله هو الحب والبغض في الله الذين هما مخ الدين واصله. فهذا هو الذي كان يدفع علمائنا إلى الإجابة على شبهات المنحرفين والرد على مغالطات المبتدعين والمضلين. 1 – سد باب الضلال والإضلال لئلا يغتر الجهال أو من لا يتمكن من الرد والجواب فينخدع بهذه الشبهات، أو يرجع عنها ويتوب لو افتتن بها. 2 – عودة معتنقي الشبهة من غير أهل الحق إلى الحق، ويكون ذلك سببا


[ 14 ]

لتنبه المستضعفين إذا لم يكونوا معاندين، كما قال صلى الله عليه وآلة: (يا علي، لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس…) (9). 3 – سد طريق العدو المهاجم وحسم مادة الفساد، لئلا يجرأ على التكشيك في بقية المعتقدات. 4 – التحفظ على كرامة الدين الإجتماعية وعرضه على المجتمعات البشرية والمحافل العملية المختلفة كدين جامع صلب الأركان قوي البرهان خاليا عن أي شبهة قادرا على الرد على الأعداء، كما قال صلى الله عليه وآله: (الإسلام يعلو ولا يعلى عليه). 5 – قطع مادة البدعإ والضلال والمنع عن سرايتها إلى الأجيال الآتية. وهذه الجهة مهمة جدا، فان كثيرا من الحقائق صارت عرضة للإضمحلال والإندراس بسبب استصغار العلماء بشأنه أو بشأن الاعداء في حقه أو التساهل والتسامح في رد المهاجمين وأهل البدع. نذكر من ذلك مسألة (الشعائر الحسينية)، فلو لم يكن الإهتمام بها لزالت ولسري الشك في كل ما يرجع إليه حتى أصل وجود الإمام الحسين عليه السلام في قبال يزيد لعنه الله، و ما جرى من المصيبة في كربلاء على يد هذا الفاجر، فان الاعداء كانوا يرمون محو هذا الشعار الذي هو الركن في بقاء الإسلام. ولولا اهتمام علمائنا بمسألة (الغدير) وتأليف الكتب والردود ودوام الإحتجاجات المستمرة طيلة القرون لما كان يبقى من المسألة أثر كما يشهد التاريخ بانكار المسالة في أوان امر الإسلام. ولولا الأوامر الأكيدة الصادرة عن الأئمة عليهم السلام وحثهم وتحريصهم للشيعة على (زيارة قبورهم عليهم السلام)، وقيام الشيعة اثر


(9) سفينة البحار: ج 2 ص 700.

[ 15 ]

علمائنا بهذا الشعار المقدس أحسن قيام طول التاريخ (10)، لزال هذا الشعار وانقلب إلى أمر ممنوع لاهتمام اعداء الاسلام على محاربته بكل أنواع الحرب العلمية والإعلامية والعملية. * * * كلمات العلماء في الإتجاهات الدفاعية وليعلم المسلم أن أعداء الإسلام يبدؤن أمرهم بالسؤال فيتدرجون إلى الشك ثم إلى الاعتراض، وينتي إلى الهجوم العنيف إذا رأوا ضعفا أو تساهلا من جانب أهل الحق. وذلك من طبيعة النفس البشرية حيث يمكن إيقاع الحقيقة القطعية تحت السؤال بالقاء شبهة واحدة، ثم يتكلم في الشبهة ويضخمها حتى تصير إشكالا، فيتحول اليقين ظنا ثم يتنازل إلى الشك. ولقد علم علمائنا ذلك واجتهدوا بحسب امكانهم في الرد على الشبهة في أول المراحل كي لا تنمو مادته فيضل عدة من الخلق. وفي هذا المجال نرى أن نذكر نماذج من مسيرة العلماء في هذا الميدان وليكن تذكرتنا بذلك شكرا منا تجاه سعيهم المشكور من عند الله ورسوله ومن عند الأئمة الطاهرين عليهم السلام. قال الشيخ الصدوق في كتابه (اكمال الدين): (إن الذي دعاني إلى تصنيفي هذا أني لما قضيت وطرى من زيارة مولانا الإمام أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه رجعت إلى نيشابور وأقمت فيها، فوجدت أكثر المختلفين إلى من الشيعة قد حيرتهم الغيبة ودخلت عليهم في أمر القائم عليه السلام الشبهة وعدلوا عن طريق الحق…) (11).


(10) انظر كتاب (تاريخ النياحة) للشهرستاني. (11) اكمال الدين: ص 3.

[ 16 ]

وقال الشيخ المفيد في كتابه (أوائل المقالات): (فاني بتوفيق الله ومشيته مثبت في هذا الكتاب ما آثر اثباته من فرق بين الشيعة والمتزلة، وفصل مابين العدلية من الشيعة ومن ذهب إلى العدل من المعتزلة، والفرق ما بينهم وما بين الإمامية فيما اتفقوا عليه من خلافهم فيه من الاصول… ليكون أصلا معتمدا فيما يمتحن للإعتقاد) (12) وقال في كتاب (الجمل): (سئلت أن أورد لك ذكر الإختلاف بين أهل القبلة بالبصرة… فإن كل كتاب صنف في هذا الفن قد تضمن اخبار تلتبس معانيها على جمهور الناس…) (13). وقال في رسالته (الفصول العشرة في اثبات الحجة عليه السلام): (… وبعد فإني قد حللت من الكلام في وجوب الإمامة وتخصيص مستحقيها عليهم السلام بالعصمة…. واوضحت عن فساد مذهب المخالفين في ذلك) (14). وقال السيد المرتضى علم الهدى في كتابه (الشافي): (سئلت ايدك الله تتبع ما انطوى عليه الكتاب المعروف بالمغنى من الحجاجح في الإمامية، واملاء الكلام على الشبهة بغاية الاختصار….. وقد كنت عزمت عند وقوع الكتاب في يدي على نقض ما اختص منه بالامامة على سبيل الإستقصاء…) (15). وقال في كتاب (الإنتصار):


(12) أوائل المقالات: ص 2. (13) كتاب الجمل: ص 18. (14) الفصول العشرة: ص 2. (15) الشافي: ص 1.

[ 17 ]

(اني ممتثل ما رسمته…. من بيان المسائل الفقهية التي شنع بها على الشيعة الامامية وادعى عليهم مخالفة الإجماع) (16). وقال الشيخ الطوسي في (التهذيب): (ذاكرني بعض الاصدقاء باحاديث من أصحابنا أيدهم الله وما وقع فيها من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد حتى جعل مخالفونا ذلك من أعظم الطعون على مذهبنا وتطرقوا بذلك إلى إبطال معتقدنا… حتى دخل على جماعة ممن ليس لهم قوة قي العلم ولا بصيرة بوجوه النظر ومعاني الألفاظ شبهة، فالاشتغال بشرح كتاب يحتوي على… من أعظم المهمات في الدين ومن أقرب القربات إلى الله) (17). وقال في كتاب (المبسوط): (فاني لا أزال اسمع معاشر مخالفينا من المتفقهة والمنتسبين إلى علم الفروع يستحقرون اصحابنا الامامية… وينسبونهم إلى قلة الفروع وقلة المسائل، وان من ينفي القياس والاجتهاد لا طريق له إلى كثرة المسائل…. وهذا جهل منهم بمذاهبنا وقلة تأمل لأصولنا….) (18). وقال الشيخ أبو العباس النجاشي في (الفهرست): (أما بعد فاني وقفت على ما ذكره السيد الشريف من تعيير قوم من مخالفينا أنه لا سلف لكم ولا مصنف، وهذا قول من لا علم له بالناس… وقد جمعت من ذلك ما استطعته) (19). وهذا هو الذي دعا صاحب (الذريعة)، العلامة الشيخ آغا بزرگ الطهراني إلى تصنيفه هذه الموسوعة القيمة لبيان تصانيف الشيعة. يقول العلامة


(16) الانتصار: ص 2. (17) تهذيب الأحكام: ج 1 ص 2. (18) المبسوط: ص 1. (19) رجال النجاشي: ص 1

[ 18 ]

الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء في مقدمة الذريعة: (كان من المؤسف أن مآثر علماء الامامية لا تزال مجهولة حتى لأهل العلم من ابنائها فضلا عن عوامها وعامة أخيارها من سائر الملل والمذاهب…. إلى أن بعث الله روح الهمة والنشاط…. فجاء بكتاب جمع فاوعى بعد أن تكلف مشقة الاسفار وجاب الأقطار وصرف كثيرا من عمره الشريف في الفحص والتنقيب في المكتبات المشهورة) (20). وقال العلامة الحلي في كتابه (الألفين): (أوردت فيه من الأدلة اليقينية والبراهين العقلية والنقلية ألف دليل على إمامة سيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام وألف دليل أخرى على إبطال شبه الطاعنين) (21). وقال في اول كتابه إثبات الوصية: (… وبعد فانه ذكر لي بعض الفضلاء الصالحين والعلماء الورعين ان جماعة من الجهلاء تحلوا بحلى العارفين وتسربلوا بسربال العالمين وتظاهروا بكلمات المتفقهين وتصنعوا بصنايع المكلفين ويا ليتهم قنعوا بجهلهم واعترفوا بصور عقلهم ونقلهم حتى انكروا وصية سيد المرسلين وأظهروا ذلك للمطيعين والمريدين. هذا ولم يتنبهوا إلى ان وصيته (ص) قد تواترت بها الاخبار وتقررت في الكتب والآثار ودونت فيها الأشعار ولم يتفطنوا إلى أن ذلك من صفات المخالفين وعلامات الجاحدين. فدعاني ذلك إلى أن أكتب شيئا يظهر فساد ما أنكروه وبطلان ما أظهروه).


(20) الذريعة: ج 1 ص 1. (21) الألفين: ص 1.

[ 19 ]

وقال في كتابه (نهج الحق): (لما كان ابناء هذا الزمان ممن استغواهم الشيطان الا الشاذ القليل الفائز بالتحصيل، حتى انكروا كثيرا من الضروريات واخطأوا في معظم المحسوسات وجب بيان خطأهم لئلا يقتدي غيرهم بهم فتعم البلية جميع الخلق…. وانما وضعنا هذا الكتاب خشية لله ورجاء ثوابه وطلبا للإخلاص من اليم عقابه بكتمان الحق وترك ارشاد الخلق) (22). وقال القاضي نور الله التستري الشهيد في (احقاق الحق) الذي هو شرح لكتاب (نهج الحق): (لما وصل ذلك الكتاب (أي نهج الحق) الذي لا ريب فيه إلى نظر الفضول السفيه المعدود في خفافيش ظلمة العمى وخوافيه (فضل بن روزبهان) خلع العذار… وها أنا بتوفيق الله أنبه على بطلان ما أورده على المصنف العلامة… وأبين أنه من الجهل في بحر عميق) (23). وقال القاضي الشهيد في كتابه (الصوارم المهرقة) الذي صنفه ردا على (الصواعق المحرقة): (ان الشيخ الجاهل الجامد الحامل الزجاج الكامل في نقص الفطرة وسوء المزاج، أبو المدر بن الحجر الثاني، الذي نشأ في حجر رخام الإنحراف وبرام الإعوجاج وراج بمشاركة اسم الحافظ العسقلاني بعض الرواج، قد اظهر في مقام إيراد الشبهة والإحتجاج غاية الحماقة واللجاج…. وسيكشف لك ضوء ما قابلناه به من الصوارم المهرقة…) (24). وقال مير حامد حسين الهندي في كتاب (عبقات الإنوار) الذي صنفه في الرد على (التحفة الاثني عشرية):


(22) نهج الحق: ص 37. (23) أحقاق الحق: ج 1 ص 16. (24) الصوارم المهرقة: ص 2.

[ 20 ]

(إن هذا هو المنهج الثاني من كتابي المسمى بعبقات الأنوار في اثبات الائمة الاطهار عليهم السلام الذى نقضت فيه على الباب السابع من التحفة العزيزية وبالغت في الذب عن ذمار الطريقة الحقة العلمية) (25). وقال في اول كتابه استقصاء الافحام: (الحمد لله الذي سددنا لاصابة خصل السبق في استقصاء افحام المعاندين الحائدين عن الدين المجترحين ذلا وخسارا، ووفقنا لحيازة قصب الشف في نقض منتهى كلام المخالفين الزائغين عن الحق واليقين المقترفين قماءة وصغارا، وصيرنا نستأصل شأفة الماردين بارهاف شبى الحجج والبراهين اللامعة انوارا ونلحب المنهج الابلج ونزهق الباطل اللجلج الجالب على المبطلين خزيا وبوارا وننضر غصون عساليج الحق الابهج وننكس هوادي الخائضين في ديماس العصب الاسمع الاعوج المورث اياهم خسفا وشنارا ونؤيد بالبيان الفصيح الحق الصريح ونصير هفواء الناكبين كرماد اشتدت به الريح ونرجو بذلك امنا وقرارا). وقال الشيخ محمد حسن المظفر في كتابه (دلائل الصدق) الذي صنفه جوابا عن ابطال الباطل الذي صنفه فضل بن روزبهان: (وبعد فاني لما سعدت بالنظر الى كتاب (نهج الحق وكشف الصدق)… وقد رد عليه فاضل الأشاعرة…. الفضل بن روزبهان، وأجاب عنه سيدنا الشريف الحاوي لمرتبة السعادة والعلم والشهادة، السيد نور الله الحسيني، فجاء وافيا شافيا… لكني احببت أن اقتدي به واصنف غيره عسى أن أفوز مثله بالأجر والشهادة) (26).


(25) عبقات الأنوار: ج 1 ص 2. (26) دلائل الصدق: ج 1 ص 3.

[ 21 ]

وقال العلامة السيد شرف الدين في كتابه (النص والإجتهاد). (رأيت بكل أسف بعض ساسة السلف وكبرائهم يؤثرون اجتهادهم في ابتغاء المصالح على التعبد بظواهر الكتاب والسنة ونصوصها الصريحة… وإليك في كتابنا هذا (النص والإجتهاد) من موارد تأولهم للنصوص واجتهادهم في إثار المصلحة عليها) (27). وقال السيد محسن الأمين العاملي في كتابه (نقض الوشيعة): (فمن ذلك كتاب اطلعنا عليه في هذه الأيام يسمى (الوشيعة) في نقض عقائد الشيعة، ليس في اسمه مناسبة سوى مراعاة السجع…. ولقد كان بالاعراض عنها أحق لولا انتشارها واضرارها، فاضطرتنا الحال إلى نقضها وبيان ما فيها من الخلل والفساد) (28). وقال الشيخ عبد الجليل القزويني في كتابه المعروف ب‍ (بعض مثالب النواصب): (أنه ألف كتاب جديد سموه ب‍ (بعض فضائح الروافض) يقرء في محافل الكبار وبمحضر من الصغار على طريق التشنيع… إلى أن وصل إلي نسخة من ذلك الكتاب فتأملت فيه و…) (29). وهذا كتاب (الغدير) للعلامة الاميني العظيم، الذي صنفه في مسألة (الغدير) وابطل كل شبهة حوله، وهو رحمه الله مع جهده المشكور في ذلك حينما يصل إلى أي موضوع شنع بها على أهل الدين أو أي بدعة أبتدعوها في دين الله أقدم في المطلب بكل ما عنده ويخرج منه فاتحا لم يدع شيئا حول المطلب. شكر الله مساعيه الجملية التي افنى عمره الشريف في سبيلها وفدى بكل ما عنده في طريقها.


(27) النص والاجتهاد: ص 83. (28) نقض الوشيعة: ص 2. (29) مثالب النواصب: ص 2.

[ 22 ]

هذه نماذج ذكرناها ليعلم أن من سيرة علمائنا الأبرار وفي رأس وظائفهم الذب عن حريم الدين والقيام امام كل من يريد تضعيف الإسلام والقاء الشبهة أو البدعة فيه. * * * سيدنا المؤلف في إتجاهاته الدفاعية وفي هذا المضمار فان سيدنا المؤلف من أشد المدافعين عن حريم الدين في شءى الجهات ومن المجاهدين في سبيل إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام كما سيأتي بيانه في ترجمته انشاء الله. ويكفي في اهتمامه بهذا الشأن تأليفه هذين الكتابين الممثلين أمام القارئ بالإضافة إلى كتاب مفقود سنبحث عنها، كلها جوابا عما قرع سمعه من شبهة واحدة ألقاها بعض المخالفين وانكر تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام ب‍ (أمير المؤمنين) في حياته. فالسيد – بعد ما تجاوز عمره السبعين وخلال السنين الثلاثة الأخيرة من عمره الشريف – لما سمع ما ادعاه الرجل احس بالتكليف الواجب ورآه في أهم وظائفه التى كانت تحيط به، وهو المرجع الكبير للشيعة والزعيم لعلمائها في زمانه، فقدمه على ساير ما يهم عند غيره واشتغل بتأليف هذه الكتب الثلاثة لرد تشنيع الرجل على أمر ربما لا يدرك أهميته كثير ممن لا يعرف أسس الدين وأوصل الإسلام. والذي دعا السيد إلى هذا الإهتمام هو الدفاع عن مذهب الشيعة الذين هم تلاميذ مدرسة أهل البيت عليهم السلام والدفاع عن الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، بل الدفاع عن الرسول الأعظم حيث كذب الرجل نبي الله فانه انكر تسميته صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام ب‍ (أمير المؤمنين).


[ 23 ]

والظاهر أن المنكر هو ابن ابي الحديد المعاصر للسيد المؤلف حيث صرح بذلك في شرح نهج البلاغة: ج 1 ص 12. وله مزيد الشكر حيث أقام في وجه الشبهة في أول مرحلة من القائها، فحسم مادته الفاسدة في بدء أمرها وختم على فم كل من كان يريد ابتاعه. فلله الحمد على نصرة دينه ونصرة أمير المؤمنين عليه السلام حيث لم تفش هذه الشبهة بجهد سيدنا المؤلف الجليل في هذا الصعيد. ومما نلفت نظر القارئ إليه أن صاحب الشبهة شكل في صدور التسمية والتلقيب بهذا اللقب من عند رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته، ولكن المؤلف قدم أتم البحث حول الموضوع فأثبت تسميته عليه السلام بذلك من الله تعالى عند ابتداء الخلق وانه تعالى أخذ مواثيق الأنبياء على أنه عليه السلام (أمير المؤمنين)، واثبت أن الله عز وجل سماه بذلك ليلة الإسراء وسماه بذلك جبرئيل. وان رسول الله صلى الله عليه وآله أمر من حضره من الصحابة المسلمين بالتسليم على علي عليه السلام بامرة المؤمنين، بل اثبت أن الشمس وبعض الحيوانات بل الجمادات خاطبته بهذا اللقب بأمر الله تعالى. ثم أضاف ما يدل على إختصاصه عليه السلام بهذا اللقبب وحرمة تسمية غيره به وخطابه بذلك، حتى أن رسول الله وساير الأئمة الأحد عشر عليهم السلام من خلفائه لم يجز تسميتهم بخصوص هذا اللقب وان كانوا جميعهم امراء الخلق. وبالجملة فقد أدى سيدنا المؤلف حق المطلب واتهى فيه منتهى مداه. ومن الجدير بالذكر أن الشيخ المحدث الجليل أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري المتوفي 411 ه‍ كان قد ألف كتابا سماه (كتاب التسليم على أمير المؤمنين عليه السلام بإمرة المؤمنين)، ذكره النجاشي في رجاله: 51. كما أن أكثر مؤلفي الكتب المؤلفة في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وإثبات إمامته خصوا بابا بالموضوع نفسه. بحوث حول كلمة امير المؤمنين ونحن نغتنم الفرصة ونقتفي أثر هذا السيد العظيم ونتبرك بذكر بعض ماله دخل في الموضوع فنقول: ان لمولانا علي بن أبي طالب عليه السلام شؤون ومقامات وفضائل فوق مستوى العقول، وكونه عليه السلام اميرا للمؤمنين مما من الله به على المؤمنين فاختصهم بأمير مثل علي بن أبي طالب صلوات الله عليه. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث: (والله ما سمي المؤمن مومنا إلا كرامة لأمير المؤمنين عليه السلام). [ نفحات: ص 74 ]. وجه تخصيص هذا اللقب بعلي بن أبي طالب عليه السلام والله تعالى أعلم بعلة اختصاص هذا اللقب به عليه السلام، ولكن يحتمل على ما يستفاد من الأحاديث أن يكون من وجوه هذا الاختصاص: (أنه كان في علم الله تعالى أن غاصبي منصب علي بن أبي طالب عليه السلام يسندون هذا المنصب إلى أنفسهم ويسمون أنفسهم بذلك ويستفيدون من قداسة هذا اللقب، فاختصه تعالى به وحكم بكفر من لقب


[ 24 ]

نفسه به قبل أن يجئ هؤلاء. ولعل الغاصبين أيضا تعرضوا لنفس هذا الإسم لما عرفوا من القداسة والمعنى التام الذي يستفاد من هذا اللقب على لسان الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله). ونكتفي هنا بكلام العلامة المجلسي رحمه الله، يقول: (لا شك منصف في تواتر الأخبار المنقولة من طرق الخاصة والعامة باسنيد جمة مختلفة… ولا في كونها نصا في إمامته وخلافته لأنه إذا كان (أمير المؤمنين) في حياة الرسول (ص) وبعد وفاته من قبل الله ورسوله فيجب على الخلق اطاعته في كل ما يأمرهم به وينهاهم عنه. وذلك عام لجميع المؤمنين لدلالة الجمع المحلي باللام على العموم، وهذا هو معنى الإمامة الكبرى والرياسة العظمى، لا سيما مع انضمامه في أكثر الأخبار إلى نصوص أخرى صريحة وقرائن ظاهرة لا تحتمل غير ما ذكرنا. فمن هداه الله إلى الحق فهذا عنده من أوضح الأمور ومن لم يجعل الله له نور فماله من نور) (1). * * * عدم جواز تسمية غير على بن أبي طالب عليه السلام بأمير المؤمنين وحيث لم يكن تبويب الكتاب حسب الموضوع فقد أورد السيد المؤلف الروايات الدالة على اختصاص هذا اللقب بمولانا علي بن أبي طالب عليه السلام وحرمة تسمية غيره به في أبواب شتى، فلنذكر بعض ما ذكره وبعض ما لم يذكره من أحاديث الباب ليتم البحث حول الموضوع: 1 – الفحام عن المنصوري عن عم أبيه عن أبي الحسن الثالث عن آبائه


(1) البحار: ج 37 ص 339 آخر الباب 54.

[ 25 ]

عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (لما اسرى بي إلى السماء كنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلي ربي ما أوحى، ثم قال: يا محمد، اقرء (علي بن أبي طالب أمير المؤمنين) فما سميت به أحدا قبله ولا أسمى بهذا أحدا بعده) (2). 2 – قال النبي صلى الله عليه وآله: لما أسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى سدرة المنتهي قال الله تعالى: (قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا ونحلته علمي وحلمي وهو أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد قبله وليست لأحد بعده) (3). 3 – عن إبن عباس قال: كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وآله إذ دخل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: السلام عليك يا رسول الله. فقال: وعليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ! فقال علي عليه السلام: تدعوني بأمير المؤمنين وأنت حي يا رسول الله ؟ ! فقال: نعم وانا حي، وإنك – يا علي – مررت بنا أمس وأنا وجبرئيل في حديث ولم تسلم، فقال جبرئيل: ما بال أم ير المؤمنين مر بنا ولم يسلم ؟ ! أما والله لو سلم لسررنا وردنا عليه… فقلت: يا جبرئيل، كيف سميته أمير المؤمنين ؟ فقال: كان الله تعالى أوحى إلى في غزوة بدر (أن أهبط إلى محمد ومره أن يأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن يجول بين الصفين، فإن الملائكة يحبون أن ينظروا إليه وهو يجول بين الصفين). فسماه الله تعالى من السماء أمير المؤمنين ذلك اليوم. فأنت – يا علي – أمير من في السماء وأمير من في الأرض وأمير من مضى وأمير من بقي. فلا أمير قبلك ولا أمير بعدك، لأنه لا يجوز أن يسمى بهذا الإسم من لم يسمه الله تعالى به. [ مائة منقبة لابن شاذان: المنقبة 26 ]. 4 – قال رسول الله صلى الله عليه وآله في خطبة حجة الوداع: (الا


(2) البحار: ج 37 ص 290 عن أمالي الشيخ ص 185. (3) اليقين: الباب 22.

[ 26 ]

وان الله تعالى قال وإني أقول عن الله: (انه ليس أمير المؤمنين غير أخي ولا تحل إمرة المؤمنين لاحد بعدي غيره) (4). 5 – دخل إبن عدي الطائي على الحسن بن علي عليهما السلام فقال: (بالله يا أمير المؤمنين يسعك ترك معاوية). فغضب عليه السلام غضبا شديدا حتى احمرت عيناه ودرت أوداجه وسكبت دموعه، فقال: (ويحك يا حجر، تسميني بإمرة المؤمنين ؟ ! وما جعلها لي ولا لأخي ولا لأحد ممن يأتي إلا أمير المؤمنين وحده خاصة. أوما سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله قال لأبي: إن الله سماك بإمرة المؤمنين ولا يشرك معك في هذا الإسم أحد. فما يتسمى به غيرك وإلا فهو مأفون في عقله ومأفون (خ ل: مأبون) في ذاته. فانصرف حجر وهو يستغفر الله. فمكث أياما ثم عاد عليه فقال: (السلام عليك يا مذل المؤمنين) ! فضحك عليه السلام في وجهه وقال له: (والله يا حجر، إن هذه الكلمة أسهل علي وأسر إلى قلبي من كلمتك الأولى) ! [ الهداية الكبرى للحسين بن حمدان الحضيني (مخطوط): ص 40 ]. 6 – عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في حديث: (… لم يسم بها والله بعد علي أمير المؤمنين إلا مفتر كذاب إلى يوم الناس هذا) (5). 7 – عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام في حديث ذكر أنه صلى الله عليه وآله أمر قوما – منهم أبو بكر وعمر وعثمان – أن يسلموا على علي عليه السلام بامرة المؤمنين، ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: (ان هذا اسم نحله الله عليا عليه السلام ليس هو إلا له) (6). 8 – قال رجل للصادق عليه السلام (أمير المؤمنين). فقال: مه ! فانه لا يرضى بهذه التسمية أحد إلا ابتلاه الله ببلاء أبي جهل (7).


(4) اليقين: الباب 127. (5) اليقين: الباب 110. (6) اليقين: الباب 117. (7) البحار: ج 37 ص 334.

[ 27 ]

أورد في البحار: ج 19 ص 224 عن سيرة ابن هشام في ذكر ا جرى في غزوة بدر: أن عتبة بن ربيعة خطب خطبة فغاظ أبا جهل قوله وقال له: (جبنت وانتفخ سحرك…) فقال (له عتبة): (يا مصفرا إسته…) ! قال إبن الأثير في النهاية: في حديث بدر قال عتبة لأبي جهل: (يا مصفرا إسته) رماه بالابنة وانه كان يزعفر إسته ! ! 9 – عن محمد بن إسماعيل الرازي، عن رجل سماه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخل رجل على أبى عبد الله عليه السلام فقال: (السلام عليك يا أمير المؤمنين) فقام على قدميه فقال: مه ! هذا اسم لا يصلح إلا لأمير المؤمنين سماه به، ولم يسم به أحد غيره فرضي به إلا كان منكوحا وان لم يكن به ابتلى وهو قول الله في كتابه (إن يدعون من دونه إلا إناثا وان يدعون الا شيطانا مريدا) (8). قال: قلت: فماذا يدعي به قائمكم ؟ قال: يقال له: (السلام عليك يا بقية الله، السلام عليك يابن رسول الله) (9). 10 – قال رجل لجعفر بن محمد عليهما السلام: تسلم على القائم بإمرة المؤمنين ؟ قال: لا، ذلك إسم سماه الله أمير المؤمنين، لا يسمي به أحد قبله ولا بعده إلا كافر. قال: وكيف نسلم عليه، قال: تقول (السلام عليك يا بقية الله. [ تفسير فرات: ص 64 ]. 11 – عن سلام بن المستنير عن أبي عبد الله عليه السلام: (لقد ستموا بإسم ما سمي الله به أحدا إلا علي بن أبي طالب عليه السلام وما جاء تأويله…). [ تفسير العياشي: ج 1 ص 181 ]. * * *


(8) سورة النساء: الآية 117. (9) البحار: ج 37 ص 331.

[ 28 ]

أول من تسمى بامير المؤمنين. والآن نذكر أول من تسمى بهذا الإسم ثم تبعه عليها من خلفه: ألف – أول من لقب به نفسه هو أبو بكر، حيث أرسل إلى علي بن أبي طالب عليه السلام للبيعة، وإليك نص الحديث: (فارسل إليه أبو بكر: أجب خليفة رسول الله. فاتاه الرسول فقال له ذلك. فقال له علي عليه السلام: سبحان الله ما اسرع ما كذبتم على رسول الله، إنه ليعلم ويعلم الذين حوله أن الله ورسوله لم يستخلفا غيري. وذهب الرسول فاخبره بما قال له. قال: إذهب فقل له أجب (أمير المؤمنين أبا بكر) ! فاتاه فاخبره بما قال. قال له علي عليه السلام: (سبحان الله، ما والله طال العهد فينسى، فوالله انه ليعلم ان هذا الإسم لا يصلح الا لي، ولقد أمره رسول الله وهو سابع سبعة فسلموا علي بامرة المؤمنين. فاستفهم هو وصاحبه عمر من بين السبعة فقالوا: أحق من الله ورسوله ؟ فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وآله: نعم حقا من الله ورسوله أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وصاحب لواء الغر المحجلين، يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أوليائه الجنة واعدائه النار. فانطلق الرسول فاخبره بما قال. قال: فسكتوا عنه يومهم ذلك…) (10). وفى حديث آخر قال عليه السلام في الجواب: (كذب والله، انطلق إليه فقل له: لقد تسميت باسم ليس لك، فقد علمت أن أمير المؤمنين غيرك) (11).


(10) البحار: ج 28 ص 261، ب 4 ح 45. الإمامة والسياسة لإبن قتيبة: ص 13. (11) البحار: ج 28 ص 297 ب 4 ح 48.

[ 29 ]

ب – أول من لقب به عند الناس عامة وجعل له كلب رسمي هو عمر بن الخطاب وإليك النصوص في ذلك: 1 – اخرج الطبري في تاريخه بالإسناد عن حسان الكوفي، قال: لما ولي عمر قيل: يا خليفة خليفة رسول الله. فقال عمر: هذا أمر يطول، كل ما جاء خليفة قالوا: يا خليفة خليفة خليفة رسول الله. بل أنتم المؤمنون وانا أميركم، فسمي أمير المؤمنين (12). 2 – قال ابن خلدون في مقدمة تاريخه 6 اتفق ان دعا بعض الصحابة عمر (يا أمير المؤمنين)، فاستحسنه الناس واستصوبوه ودعوه به. يقال: ان أول من دعا بذلك عبد الله بن جحش، وقيل: عمرو بن العاصي والمغيرة بن شعبة. وقيل: بريد جاء بالفتح من بعض البعوث ودخل المدينة وهو يسأل عن عمر ويقول: أين أمير المؤمنين ؟ وسمعها اصحابه فاستحسنوه وقالوا: أصبت والله اسمه، انه والله أمير المؤمنين حقا ! فدعوه بذك وذهب لقبا له في الناس وتوارثه الخلفاء من بعده سمة لا يشاركهم فيها أحد سواهم إلا ساير دولة بني أمية…) (13). 3 – اخرج الحاكم في مستدركه من طريق ابن شهاب، قال: ان عمر بن عبد العزيز سأل أبا بكر بن سليمان بن أبي خيثمة: لأي شئ كان يكتب (من خليفة رسول الله) في عهد أبي بكر ؟ ثم كان عمر يكتب أولا (من خليفة أبي بكر)، فمن أول من كتب (من أمير المؤمنين) ؟. فقال: حدثتني الشفا، وكانت من المهاجرات الأول: ان عمر بن الخطاب كتب إلى عامل العراق بأن يبعث إليه رجلين جلدين يسألهما عن العراق وأهله. فبعث عامل العراق بلبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم. فلما قدما المدينة أناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا المسجد فإذا هما بعمرو بن العاص


(12) الغدير: ج 8 ص 86 عن تاريخ الطبري: ج 5 ص 22. (13) الغدير: ج 8 ص 86 عن مقدمة ابن خلدون: ص 227.

[ 30 ]

فقالا: استأذن لنا يا عمرو على أمير المؤمنين. فقال عمرو: انتما والله أصبتما إسمه، هو الأمير ونحن المؤمنون ! فوثب عمرو فدخل على أمير المؤمنين (أي عمر) فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ! فقال عمر: ما بدا لك في هذا الاسم يا بن العاص ؟ ربي يعلم لتخرجن مما قلت ! قال: ان لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم قدما فاناخا راحلتيهما بفناء المسجد، ثم دخلا علي فقالا لي: استأذن لنا يا عمر على أمير المؤمنين، فهما والله أصابا اسمك، نحن المؤمنين وانت أميرنا ! قال: فمضى به الكتاب من يومئذ (14). قال العلامة الأميني: (فصريح هذه النقول أن عمر نفسه ما كانت له سابقة علم بهذا اللقب، لا عن رسول الله صلى الله عليه وآله ولا عن غيره، ولذلك استغربه وقال: ربي يعلم لتخرجن مما قلت، ولا كان عمرو بن العاصي يعلم ذلك ولذلك نسب الإصابة بالتسمية إلى الرجلين ونحت لهما من عنده ما يبررهما) (15). روى الطبرسي ما كتبه سلمان من المدائن إلى عمر الخطاب، يقول فيه: (… لو كانت هذه الامة من الله خائفين ولقول نبيها متبعين وبالحق عالمين ما سموك أمير المؤمنين، فاقض ما أنت قاض) [ الاحتجاج: ص 71 ]. ج – ثم ان عثمان ومعاوية وجميع خلفاء بني امية وبني العباس تسموا بهذا الاسم وكانوا يخاطبون بها في جميع مخاطباتهم وحتى لو لم يسمهم أحد بذلك اسخطوا عليه واسجنوه وقد يضربون عنقه وقضوا على حياته، ولذلك نرى ائمتنا عليهم السلام واصحابهم الكرام يخاطبونهم بهذا الإسم اتقاء شرهم وحقنا لدمائهم.


(14) الغدير: ج 8 ص 86، وذكر القصة في تاريخ الخلفاء: ص 94. (15) الغدير: ج 8 ص 87.

[ 31 ]

ونكتفي هنا بذكر ما رواه الديلمي: قال رجل لعبد الملك بن مروان: أنا اناظرك وأنا آمن ؟ قال نعم… قال: فبأي شئ سميت (أمير المؤمنين) ؟ ولم يؤمرك الله ولا رسوله ولا المسلمون ؟ قال له: اخرج عن بلادي وإلا قتلتك ! قال: ليس هذا جواب أهل اعدل والإنصاف، ثم خرج عنه. [ أعلام الدين: ص 329 ]. وكان ذلك مستمرا إلى آخر الخلافة العثمانية، وهم في ذلك كله خلفوا من أسس لهم البنيان وسن لهم هذه السنة وأجادوا في إتباعه. ولقد صدق عليهم ما ذكرنا من قول رسول الله والائمة الطاهرين عليهم السلام. * * * هذا ما أردنا الإقتصار عليه تميدا لما اراده السيد رحمه الله من تأليف كتابه وتتميما لما اورده من الأحاديث، لعل الله يهدي به من ضل عن السبيل ويقوي الإيمان في قلوب من آمن من قبل، إنشاء الله.


[ 1 ]

ان السيد المؤلف يمتاز في تآليفه القيمة – على اختلاف موضوعاتها – بميزات هامة وهي تتجلى في كتابه هذا كما يلي: 1 – انه قدس سره بثاقب نظره وحدة فكره وتدبره العميق في مطاوي القرآن العظيم وكلام المعصومين عليهم السلام جمع منها كل ما يدل على موضوع البحث ولو كانت بدلالة رمزية أو إيمائية. وذلك لأن كلام الله المجيد وأحاديث أهل البيت عليهم السلام مضافا إلى مصبها الأصلي ودلالتها المطابقية، لها دلالات أخرى تضمنية والتزامية ودلالات بالإشارة والفحوي. فقد أورد المصنف كل حديث فيه دلالة أو إشارة إلى موضوع بحثنا وهو كلمة (أمير المؤمنين). فبينما الراوي يروي مثلا معجزة من معجزاته عليه السلام يذكر فيه أن الجمل خاطب عليا عليه السلام بأمير المؤمنين، فيورده المصنف في الكتاب. 2 – حيث أن كلام المعصومين عليهم السلام بما هو معصومون حجة – على ما قرر في محله – فان السيد كرس جهده في جمع النصوص الصادرة عنهم عليهم السلام المحتوية على تسمية الامام عليه السلام بلقب (أمير المؤمنين) واكثر ذلك بلسان الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وفي عصره.


[ 2 ]

فهو رحمه الله انتخب أقرب الطرق لإثبات المهمة وابعدها عن اللجاج والإنكار. فإذا كان الصادع بالوحي الذي لا ينطق عن الهوى قد خصه بهذا اللقب الذي يلازم الخلافة فكيف يجوز لأحد أن يتقمصها دونه أو يحولها إلى غيره ؟ ! 3 – وان من ميزاته انتقائه الجيد من مختلف المؤلفات التي ألفت قبله في الموضوع، وخاصة الكتب التي هي من عيون التراث ونفائس التصانيف وجلائل الآثار التي كان أكثرها محفوظا في مكتبته القيمة فاستخدمها كمصادر لبحثه. فإن كتابنا مضافا إلى ما فيه من الأحاديث حول تسمية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بأمير المؤمنين، فهو في نفس الوقت مجموعة من المعجزات والإخبارات عن أحوال القيامة وشئ من تاريخ النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، وربما يتفرد بنقل الكثير من ذلك سيدنا المؤلف رحمه الله. 4 – إنه رحمه الله لشدة حرصه على إحكام اسناد الروايات وتقوية اعتبارها قد وصف كل كتاب إستفاد منه بدقة، بتعيين اسم الكتاب واسم مؤلفه والمكتبة الموجودة فيها تلك النسخة وخصوصيات النسخة المنقولة عنها بما فيها من الاجازات وبلاغات الأقراء والانهاء وما عليها من خطوط العلماء والأفاضل المشاهير، كل ذلك توثيقا للنص وتحقيقا بمزيد من العناية به والإعتماد عليه. كما يهتم بتعيين مواضع النقل من الأجزاء والملازم والصفحات والأسطر وحتى حجم النسخة وقالبها أحيانا، بما يقصر عنه أحدث الأساليب في الإستفادة من المصادر في العصر الحاضر. 5 – إن كثيرا من المصادر والمؤلفات التي اعتمد عليها السيد، هي اليوم مفقودة العين بل الأثر وغير متداولة وغير مذكورة إلا في مؤلفات هذا السيد العظيم، فتكون شهادته قدس سره بوجود تلك النسخ خاصة مع ذكره لأوصافها وانه رأى بعضها بخط مؤلفيها ثروة علمية ضخمة لأهل التحقيق واستحكامها لأسناد كثير من الأحاديث. فنعم الشاهد ونعمت الشهادة.


[ 3 ]

وقد تفحصنا عن وجود تلك المصادر فعثرنا على نسخ مخطوطة من بعضها ذكرنا تفصيلها في الباب الذي ورد فيه ذكرها. وسنورد اسم المصادر المستفاد منها في هذا الكتاب في فهرس خاص آخر الكتاب. 6 – انه رحمه الله أحسن التبويب وأجمل الترتيب بالإضافة إلى ما هو عليه من جمال العرض وقوة الاستدلال وروعة المواضيع التي انتخبها للبحث والتأليف. وبعد ذلك كله يعلم ما لمؤلفات السيد من مقام جليل وخطير في الأوساط العلمية والتراثية، ولا بد أن تحظى بتقدير فائق من العلماء والمحققين. * * * ولنقف على وصف لمحتويات هذين الكتابين (اليقين) و (التحصين)، بالإضافة إلى الكتاب المفقود الذي نفس الموضوع وهو (الأنوار الباهرة) وكذلك كتاب (نور الهدى) الذي هو مصدر لكتاب التحصين في جميع أبوابه. 1 – الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة بالحجج القاهرة. هكذا سماه السيد في خطبة كتابي (اليقين) ما يوهم بأنه كان قد سماه أولا كتاب (التصريح بالنص الصحيح من رب العالمين وسيد المرسلين علي على بن أبي طالب عليه السلام بأمير المؤمنين). وهذا الكتاب من آثار المؤلف المفقودة اليوم، فلنذكر ما وجدناه حول الكتاب: قال السيد في خطبة كتابه (التحصين): (وكان من أواخر ما صنفته – وقد تجاوز عمري عن السبعين ومفارقتي


[ 4 ]

للدنيا الداثرة ومجاوزتي لسعادتي في الآخرة – كاب (الانوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرإة بالحجج القاهرة) وكتاب (اليقين في اختصاص مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين)، وسبق هذا الكتاب في منهاجه من لم يدكره من الماضين…. وقد ضمنته ثلثمائة حديث وتسعة أحاديث في تسمية مولانا علي صلوات الله عليه (أمير المؤمنين)…. وذكرت فيه أحدا وخمسين حديثا في تسميته عليه السلام (امام المتقين) ما يفهم منه الخلافة على المسلمين، وأحدا وأربعين حديثا في تسميته عليه السلام (يعسوب المؤمنين)…. وكنت قد وجدت نحو خمسين حديثا في معاني أبواب كتاب (اليقين) مصنفها غير من ذكرنا….). أقول: يمكن أن تكون عدة الأحاديث المذكورة هنا التي تبلغ واحدا واربعمائة حديث هي عدد أحاديث كتاب (الأنوار الباهرة) أو المجموع منه ومن كتاب (اليقين) يحتوى على 220 بابا. ولا يخفى اجمال الكلام. وقال في خطبة كتاب (اليقين) بعدما ذكر وصف الكتاب وما تضمنه من المطالب: (وهذا آن الابتداء في الكتاب الذي كنا رتبناه في ذلك الباب من كتاب (الانوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة) نحكي كل حديث بالفاطة ومعانيه ونجعل ما يليق به فيه… وهذا عدد أبواب كتاب اليقين…). وقال بعد ذلك بأسطر: (وحيث قد تكملت أبواب كتاب (اليقين) وبلغت إلى مائة وأحد وتسعين) فنحن الآن ذاكرون بيان ما كشفناه في كتاب (الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة بالحجج القاهرة) وسميناه هناك (كتاب التصريح بالنص الصحيح من رب العالمين وسيد المرسلين على علي بن أبي طالب بأمير المؤمنين) وخطبة ذلك الكتاب على ما تضمنه من الصواب). أقول: لا يوجد على الحديث 191 من كتاب (اليقين) علامات الختم ولا شئ يوجب ذكر خطبة كتاب الأنوار عندما وصل الكتاب إلى هذا الباب.


[ 5 ]

وقال في خطبة كتاب (الأنوار) التي أوردها بعينها في أول كتاب (اليقين): (وبعد فانني كنت قد سمعت – وقد تجاوز عمري عن السبعين – ان بعض المخالفين قد ذكر في شئ من مصنفاته ان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله ما سميم مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين في حياته، ولا اعلم هل قال ذلك عن عناد أو قصور في المعرفة والإجتهاد. فاستخرت الله تعالى في كشف بطلان هذه الدعوى وإيضاح الغلط فيها لأهل التقوى، فأذن الله جل جلاله في كشف مراده وأمدنا باسعاده وإنجاده في إظهار ما نذكره من الأنوار الظاهرة والحجج القاهرة وانتصار العترة الطاهرة، ومفكرون مالا ينكره إلا معاند لآيات الله جل جلاله الباهرة). وقال في الباب 27 من الفصل الثاني من كتابه (الملاحم والفتن): (فذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ وهو من علماء الجمهور وقد ذكرت ثنائهم عليه في كتاب (الأنوار الباهرة) (1). وقال في خاتمة كتاب اليقين: (وقد أوضحنا في كتاب الأنوار الباهرة في انتصار عترته الطاهرة من الأحاديث المتظاهرة التي رواها رجالهم حتى صارت في حكم المتواترة ومن الحجج التي من وقف بها وعرفها على التحقيق لم يبق عنده شك فيما كشفناه من صحيح الطريق وسبيل التوفيق). أقول: وهذا الكلام كما ترى صريح في ما التزمه في كتابه هذا من كون الاسانيد عامية كما التزم ذلك في كتابه اليقين دون التحصين. هذا ما عثرنا عليه من نصوص المصنف حول الكتاب، رأينا أن نذكرها أولا.


(1) الملاحم والفتن: ص 81.

[ 6 ]

قال العلامة الطهراني في الذريعة: (وذكر في اول كتابه اليقين أنه لما كان كتاب اليقين وكتاب الأنوار الباهرة في موضوع واحد وهو اختصاصه عليه السلام بإمرة امؤمنين فلم يكتب له خطبة مستقلة بل أورد عين خطبة الأنوار) (2). أقول: في النسخ الموجودة ذكر خطبة مستقلة لكتاب اليقين ثم أورد بعدها خطبة الأنوار، لما فيها من الأشارة إلى سبب التأليف وبعض الفوائد الأخر. مع أن ما ذكره من قول السيد في اتحاد موضوع الكتابين لم نجده في خطبة اليقين. ويظهر من قوله رحمه الله (وقد تجاوز عمري عن السبعين) ان تأليفه كان حدود سنة 660 ه‍ ق. هذا منتهى ما وجدناه حول الكتاب، ومما يحتمل في شأن الكتاب أنه كان كتابا كبيرا في مختلف المسائل التي ترتبط بالأئمة الطاهرين عليهم السلام ونصرتهم وكان من جملة أبوابه باب حول (امرة أمير المؤمنين عليه السلام) ويدل على ذلك أمور: 1 – اسمه الذي لا يبدو منه إختصاصه بمسألة (امرة أمير المؤمنين) ولا بأمير المؤمنين عليه السلام نفسه، بل الظهر انه في (انتصار العترة الطاهرة) كلهم. 2 – قوله (فنحن الآن ذاكرون بيان ما كشفناه في كتاب الأنوار الباهرة… وسميناه هناك كتاب التصريح…) فان لفظة (في) تدل على جزئية ما كشفه لكتاب الأنوار. 3 – قوله: (وهذا آن الابتداء في الكتاب الذي كنا رتبناه في ذلك الباب من كتاب الأنوار الباهرة). فان في هذا الكلام إشارة إلى أن (باب إمرة أمير المؤمنين) كان بابا في كتاب الأنوار ووافقه كتاب اليقين في موضوعه.


(2) الذريعة: ج 2 ص 418 رقم 1656.

[ 7 ]

4 – ومما يؤيد ما ذكرناه أن هذا الكتاب لم يعلم من مصيره شئ ولا جاء ذكره في كتب الأصحاب ولا أشاروا إليه بينما صرحوا باسماء كتابي (اليقين) و (التحصين) وساير مصنفات المؤلف. فلعله كان كتابا كبيرا مشتملا على اجزاء منها كتاب (التصريح) ومنها كتابا (اليقين) و (التحصين). هذا ولسنا على يقين من قصة الكتاب أبدا، وقد ذكرنا ما وجدنا من الأسانيد حول الكتاب وما خطر بالبال، وعلى القارئ النظر. * * * 2 – اليقين باختصاص مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام بامرة المؤمنين. ولنبحث حول الكتاب من جهات: ألف – اسم الكتاب. سماه المؤلف في خطبة الكتاب بما ذكرناه في العنوان، وأورد اسمه في خطبة كتاب التحصين باسم (اليقين في اختصاص مولانا علي عليه السلام بامرة المؤمنين). قال الشيخ الحر في إثبات الهداة: ج 1 ص 29: (كتاب اليقين بإختصاص مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين). وقال في امل الآمل: ج 2 ص 206: قد رأيت من مصنفاته كتاب اليقين بإختصاص مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين). قال العلامة النوري في مستدرك الوسائل: (كتاب اليقين أو كشف اليقين باختصاص مولانا أمير المؤمنين عليه السلام بامرة المؤمنين) (3). كما توجد على ظهر نسخة المشكاة المخطوطة من كتاب اليقين بخطه رحمه الله تسميته كذلك مرددا بين الاسمين وترى صورة خطه بعد صفحات.


(3) مستدرك الوسائل: ج 3 ص 370.

[ 8 ]

وقال العلامة الاميني في الغدير: (اليقين في أن عليا أمير المؤمنين) (4)، كما سماه الكنتوري في (كشف الحجب والاستار) بهذا الاسم (5). وقال في كشف الظنون: (اليقين بامرة المؤمنين) (6) وفي هدية العارفين (7) وإيضاح المكنون (8): (اليقين باختصاص علي عليه السلام بامرة المؤمنين). قال الكثنوي في هداية الأسماء: (كتاب اليقين في تسمية مولانا أمير المؤمنين عليه السلام). قال العلامة الطهراني في الذريعة: (وليعلم أن المجلسي أورد كثيرا من أحاديث هذا الكتاب بعنوان (كشف اليقين) وجعل زمره في بحار الأنوار (شف). لكلن تخيل بعض أن هذا رمز لكشف اليقين للعلامة الحلي، مع أنه لم يجعل لهذا الكتاب رمزا بل صرح باسمه عند النقل عنه. وعند ذكر الرموز قال: (شف: لكتاب اليقين لانا وجدنا في بعض النسخ كشف اليقين) (9). أقول: قال في البحار المطبوع عند ذكر المصادر: (وكتاب كشف اليقين في تسمية مولانا أمير المؤمنين عليه السلام) (10). وقال في الرموز: (شف لكشف اليقين) (11). فما ذكره في الذريعة من قول المجلسي (لانا وجدنا بعض النسخ كشف اليقين) ليس موجودا في البحار المطبوع. ثم إن ممن اشتبه عليه الأمر، المحدث القمى رحمه الله في مقدمة سفينة البحار وفي كتابه بيت الأحزان ص 70 حيث عبر عنه بكشف اليقين.


(4) الغدير: ج 4 ص 405. (5) كشف الحجب والأستار: ص 606 رقم 3410. (7) هدية العارفين: ج 1 ص 710. (8) ايضاح المكنون: ج 2 ص 731. (9) الذريعة: ج 25 ص 279 رقم 115. (10) البحار: ج 1 ص 12 وقال مثل ذلك البحراني في اول عوالم العلوم. (11) البحار: ج 1 ص 47.

[ 9 ]

ب – وجه التسمية. لقد سمى السيد كتابه باسم طابق المسمى فان ما ذكره من الأحاديث يوصل إلى اليقين بالمقصد الذي أراده. يقول في خطبة الكتاب: (وسوف نذكر ما رويته ورأيته في كتب الرواة و المصنفين… مما لا يبقى فيه شك عمن وقف وعرفه من المصنفين). يقول في خاتمة الكتاب: (وإياك أن تقول: فكيف تهنأ مخالفة سيد المرسلين وخاتم النبيين في مثل هذه النصوص الصريحة التي قد بلغت حدود اليقين). ج – كلمات حول الكتاب. قال العلامة الطهراني في الذريعة: (انتهى فيه إلى 220 بابا وبعد ذكر فهرسها ذكر أنه لما وصل إلى الباب 191 أراد أن يكتب خطبة له، لكن لما كان كتاب اليقين وكتاب الأنوار الباهرة في موضوع واحد وهو اختصاصه بامرة المؤمنين، ما كتب له خطبة مستقلة بل أورد خطبة كتابه الأنوار الباهرة) (12). أقول: الفهرس لم يكن موجودا في النسخ التي كانت في متناول أيدينا في الطبعة الأولى وعثرنا بعد ذلك على نسخة مكتبة آية الله المرعشي قدس سره ووجدناها مشتملة على الفهرس فادرجناه في موضعه من متن الكتاب. ثم ان ما في الذريعة من جعل خطبة الأنوار خطبة لكتاب اليقين فليس بذلك تصريح في خطبة اليقين مع ما هو الموجود في أول كتاب اليقين من الخطبة التي لا يتقصر عن خطبة الأنوار، ولا مجال لتوهم زيادة الخطبة من الناسخين لأن المتن يوافق سياق كلام السيد، ولأنه صرح في خاتمة الكتاب بوضع خطبة لكتاب اليقين حيث يقول: (وقد قدمنا في خطبة الكتاب ما بلغت إليه…). وقد عرفت فيما اشرنا إليه من كلامه في أول كتاب التحصين ما يوهم أن


(12) الذريعة: ج 25 ص 279 رقم 115.

[ 10 ]

كتاب اليقين كان مشتملا على 401 بابا بينما الموجود منه يحتوي على 220 بابا، وكلا الأمرين معارضان لتصريحه في خطبة كتاب اليقين باشتمال الكتاب على 191 بابا. هذا وقد ذكر الكنتوري في كشف الحجب والاستار: (ان السيد قد نقل فيه إختصاص علي عليه السلام بامرة المؤمنين مما يزيد على ثلاثمائة طريق) (13). وأعجب من ذلك كله كلام تلميذ المنصف علي بن عيسى الإربلي في كشف الغمة ج 1 ص 340 حيث قال: (قد كان السعيد رضى الدين علي بن موسى بن طاووس رحمه الله وألحقه بسلفه جمع في ذلك كتابا سماه كتاب اليقين بإختصاص مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين ونقل ذلك مما يزيد على ثلاثمائة طريق). وقال في ج 1 ص 347: (قد أورد السيد السعيد هذه الأحاديث من ثلاثمائة طريق وزيادة). وقال العلامة الحلي – وهو أيضا من تلاميذ المصنف – في كتابه (كشف اليقين): ص 58: (البحث العاشر في مخاطبته عليه السلام بإمرة المؤمنين… وهذه الأحاديث وردت من أزيد من ثلاثمائة طريق). والظاهر أنه إشارة إلى كتاب اليقين. أقول: لعل جميع ذلك مستندة إلى قوله رحمه الله في مقدمة كتاب (التصحين): (وكان قد ضمنته ثلاثمائة حديث وتسعة أحاديث). د – منهج تأليف الكتاب: الأنسب بالمنهج العلمي أن نقف على ما ذكره المصنف في مقدمة الكتاب نفسه من بيان موضوعه ومنهج تأليفه وتاريخه وما تضمنه الكتاب ومصادره، ونحن نوضح أحيانا بعض كلامه: قال في الخطبة: (وسوف نذكر ما رويته ورأيته في كتب الرواة والمصنفين


(13) كشف الحجب والأستار: ص 606.

[ 11 ]

والعلماء الماضين برجال المخالفين الذين لا يتهمون فيما يروونه وينقلونه، من التعبير على مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام بامير المؤمنين، مما لا يبقى شك فيه عمن وقف عليه وعرفه من المصنفين… وقد سبقنا إلى ذكر تخصيصه ما اشرنا إليه خلق من أهل الاصطفاء حتى مدح به على لسان الشعراء… وربما تكلمت الأحاديث بتسمية مولانا علي عليه السلام بامير المؤمنين وبإمام المتقين وبسيد المسلمين وبيعسوب الدين ما يكشف عنها عدد الأبواب في هذا الكتاب. لانا نذكر في كل باب حديثا واحدا ومن أي كتاب نقل منه وما نجده من مصنف أو راو أخذ ذلك عنه. وهذا آن الابتداء في الكتاب الذي كنا رتبناه في ذلك الباب من كتاب (الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة) نحكي كل حديث بالفاظه ومعانيه ونجعل ما يليق به فيه. وهذا عدد أبواب كتاب اليقين نذكرنا أولا على التعيين ليعلم الناظر لها ما اشتمل الكتاب عليه فيقصد منه الموضع الذي يحتاج إليه انشاء الله تعالى). أقول: الفهرس موجود في نسخة مكتبة المرعشي ومكتبة مجلس الشورى ولم نجده في ساير النسخ التي بأيدينا وفي نسخة (المشكاة) تجد هنا بياضا بقدر سطر يوهم وجود كلام هيهنا، وفى نسخة (ملك) هنا كلمتان لم تقرأ. نعم زاد في أول نسخة المشكاة قبل الشروع في الكتاب فهرسا في 16 صفحة ذكر عدد الأبواب إلى الباب 129، وليس عليه أي علامة يدل على جزئيته للكتاب. ونحن وضعنا فهرسا يتضمن بيان عدد الأبواب ومحتواها تراه آخر الكتاب في الفهارس الموضوعة هناك. ثم قال: (وحيث قد تكملت أبواب كتاب اليقين وبلغت إلى مائة وأحد وتسعين فنحن الآن ذاكرون بيان ما كشفناه في الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة بالحجج القاهرة… وخطبة ذلك الكتاب على ما تضمنه من الصواب).


[ 12 ]

أقول: هذا الكلام صريح في أن ابواب كتاب اليقين استكملت 191 بابا بينما الموجود من النسخ يحتوي على 220 بابا، بالإضافة إلى ما ذكره في خطبة كتاب التحصين مما يوهم اشتماله بنفسه أو هو مع كتاب الأنواب على 401 بابا. ونحن نحتمل قويا أنه لم يرد ختم الكتاب، بل حيث بلغت الأبواب 191 بابا أورد خطبة الأنوار ثم وجد أحاديث أخرى فزادها، كما ترى ذلك في آخر القسم الأول من كتاب (التحصين) حيث يقول: (وحيث قد ذكرنا ما حضرنا من الأخبار المتضمنة لتسمية مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أمير المؤمنين، وجعلنا بعده أوراقا بياضا لأجل ما عساه يحضرني من هذه الاخبار اتفاقا من غير كشف ولا اعتبار لكتب المصنفين، لأنني عازم على أننى ما بقيت اطلب الزيادة…). ه‍ – سبب التأليف. ثم ذكر خطبة كتاب الأنوار وبين فيها السبب في تأليف الكتب الثلاثة وقال: (وبعد، فإنني كنت قد سمعت – وقد تجاوز عمري عن السبعين – ان بعض المخالفين قد ذكر في شئ من مصنفاته: ان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله ما سمى مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين في حياته، ولا أعلم هل قال ذلك عن عناد أو عن قصور في المعرفة والإجتهاد. فاستخرت الله تعالى في كشف بطلان هذه الدعوى وايضاح الغلط فيها لأهل التقوى فأذن الله جل جلاله في كشف مراده وأمدنا باسعاده…). أقول: المحتمل قويا أن مراده ببعض المخالفين إبن أبي الحديد المعتزلي المتولد 568 والمتوفي 656 الذي كان معاصرا للسيد المؤلف وتوفي قبله بثمان سنين. فقد نص على هذا المدعى في شرحه على نهج البلاغة: ج 1 ص 12:


[ 13 ]

(وتزعم الشيعة أنه خوطب في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين خاطبه بذلك جملة المهاجرين والانصار، ولم يثبت ذلك في أخبار المحدثين) ! و – الاسانيد عامية. التزحم رحمه الله في كتاب اليقين ان تكون الاسانيد عامية وهذا ما لم يلتزمه في كتابه (التحصين)، يقول في خطبة الكتاب: (واعلم أننا نذكر في كتابنا هذا تسمية الله جل جلاله مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين، فيما رويناه عن رجالهم وشيوخهم وعلمائهم ومن كتبهم وتصانيفهم وان اتفق ان بعض من نروي عنه أو كتاب ننقل منه يكون منسوبا إلى الشيعة الامامية، فيكون بعض رجال الحديث الذي نرويه من رجال العامة… وجميع ذلك رويناه من طرقهم وعن علمائهم الممدوحين). ويقول في خاتمة الكتاب: (ورواتها من جهات متفرقات وفي أوقات مختلفات، وما هم ممن يتعصب لمولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه) أقول: وذكر في صدر الأبواب ما ورد من المدح في ناقل الحديث على لسان العامة ليكون آكد في الحجة، فتراه مثلا يقول في الباب 1: (عن الحافظ أحمد بن مردويه المسمى ملك الحفاظ وطراز المحدثين من كتاب المناقب الذي صنفه واعتمد عليه). كما يقول في الباب 17: (وانما قدمنا رواية هذا ابن سماك علي من سواه لأنه مجمع على عدالته عندهم، واعتمادهم على ما رواه وقد ذكر الخطيب في تاريخ بغداد عند ذكره لترجمة اسمه عدة روايات بانه من الثقات وانه كان ثبتا وانه كان صدوقا صالحا). وقال في الباب 20: (عن موفق بن أحمد المكي الخوارزمي…. الذي مدحه محمد بن النجار وزكاه). وقال في الباب 26: (اعلم أن هذا اخطب خطباء خوارزم موفق بن


[ 14 ]

أحمد المكي من أعظم علماء المذاهب الأربعة وقد أثنوا عليه في ترجمته وذكروا ما كان عليه من المناقب…). وقال في الباب 27: (وهذا (أي الحافظ السجستاني) من أفاضل علماء الأربعة المذاهب، ومن وقف على تصنيفه عرف من فضله وعلمه ما يغني عن شرح ما يوصف من المناقب). وقال في الباب 31: (وقد أثنى محمد بن النجار في تذييله على تاريخ الخطيب على هذا محمد بن علي الأصفهاني النطنزي فقال: كان نادرة الفلك ويافعة الدهر وفاق أهل زمانه في بعض فضائله). إلى غير ذلك مما ذكره في صدر الأبواب من مدح الراوين للأحاديث. ثم إن قوله: (واتفق ان بعض من نروي عنه أو كتاب ننقل منه يكون منسوبا إلى الشيعة الامامية) اشارة إلى: 1 – كتاب (مولد مولانا علي عليه السلام بالبيت)، للصدوق، في الباب 43. 2 – كتاب (الدلائل) لأبي جعفر الطبري الامامي، في الأبواب 65 و 66 و 67. 3 – (المائة حديث)، لابن شاذان، في الأبواب: 76 وإلى 86. 4 – كتاب (البهار)، للحسين بن سعيد الأهوازي) في الأبواب: 117 – 114 5 – كتاب (الاستنصار) للكراجكي، في البا 133. 6 – كتاب (أخبار الزهراء عليها السلام) للصدوق، في الباب 158. 7 – كتاب (الأنوار)، للصاحب بن عباد، في البابين 174 و 175. 8 – كتاب (سنة الأربعين)، للراوندي، في البابين 179 و 214. 9 – مجموعة ورام، في الباب 189. ولا بأس أن نشير إلى أن السيد المؤلف ذكر رواية في الباب 22 من القسم


[ 15 ]

الأول من كتاب التحصين وقال بعده: (وقد رويناه في كتاب اليقين من كتاب كنز الفوائد تصنيف الكراجكي). مع انا لم نجد في الكتاب رواية عن الكنز، نعم هناك رواية واحدة عن الاستنصار للكراجكي في الباب 133 وهو غير ما ذكره. لفت نظر قال في الذريعة: (ولما كان صريح كلامه اقتصاره على ذكر أحاديث العامة فلذلك اعتذر في الباب 174 عما نقله من (الأنوار) تأليف الصاحب بن عباد من الأحاديث في أن أول الائمة علي عليه السلام له اسماء كثيرة… فقال: (الصاحب الفاضل إسماعيل بن عباد وان كان في تصانيفه ما يقتضي موافقته للشيعة في الاعتقاد إلا أننا وجدنا شيخ الامامية في زمانه المفيد محمد بن محمد بن النعمان قد نسبه إلى جائب المعتزلة في خطبه نهج الحق وكذلك رأينا المرتضى قد ينسب إسماعيل هذا الى جانب المعتزلة في كتابه الإنصاف الذي رد فيه على ابن عباد وتعصب للجاحظ). نقلت كلامه بلفظه لغرابته وتعجبي منه (14). أقول: ميل الصاحب بن عباد إلى المتعزلة في بعض المسائل ورد الشيخ المفيد والسيد المرتضى عليه من بعض الجهات لا ينافي الاتفاق على أنه من أعاظم علماء الشيعة (15). ز – مصادر الكتاب لقد مر عليك أن من أهم ما يستفاد من كتب السيد رحمه الله، ان أكثر المصادر والمؤلفات التي استفاد منها هي اليوم مفقودة العين بل الأثر وبعضها غير متداولة وغير مذكورة الا في مؤلفات هذا السيد العظيم، مع ما هو دأبه من ذكر خصوصيات الكتاب.


(14) الذريعة: ج 25 ص 282، أنظر عن كتاب (الأنوار) الذريعة: ج 2 ص 411. (15) انظر عن الصاحب بن عباد: الغدير: ج 4 ص 80 – 40.

[ 16 ]

ويكفينا في الاستناد إليها، شهادة هذا السيد العظيم بوجودها وان لم نرها ولم نجدها فيما بعده من السنين بل تكون كنسخ صحيحة لما سوف يوجد منها بعد قرون ينبغي المقابلة عليها للتصحيح. يقول رحمه الله في خاتمة (اليقين): (وجميع الكتب التي روينا منها هذة الأحاديث المذكورة أو رأيناها فيها مسطورة في خزانة كتبنا التي وقفناها على اولادنا الذكور وقفا صحيحا شرعيا على اختلاف الأعصار والدهور). ومما ينبغي لفت النظر إليه قوله رحمه الله بعد ذلك: (ولم نعتبرها جميعها (أي جميع كتب الخزانة) على التفصيل، وانما نظرنا ما وقع في خاطرنا انه يتضمن ذكر تسمية مولانا علي عليه السلام بهذه الاسماء بحسب ما هدانا إليه وجود الله جل جلاله وعنايته لهذا المقام الجليل. فكيف لو نظرنا جميع ما وقفناه أو طلبنا من خزائن كتب المدارس والربط وغيرها ما يمكن أن يوجد فيها مما ذكرنا أو ضممنا إليها ما روته الشيعة باسنادها الذي لا يبلغ الاجتهاد إلى اقصاه، فكم عسى كان يبلغ تعداد الأبواب وكشفها لحجج رب الأرباب في هذا الباب). أقول: كان ينبغي – كما كان يرجوه – أن يؤلف مستدركا لما فات عنه رحمه الله، ولو كان وفق لذلك لكان مجلدا ضخما أكبر من الكتب الثلثة. نرجو من الله التوفيق لذلك انشاء الله. ج – تبويب الكتاب والسيد يخبرنا عن عدم تبويبه للكتاب حسب الموضوعات ويقول في آخر الخطبة: (وإذا فكر الناظر في تسليم كل من سلم عليه بإمرة المؤمنين ممن ذكرناهم عرف أن الجميع عن رب العالمين. ولما كان الأمر على ذلك عند أهل اليقين ما رتبنا التسمية منهم بأمير المؤمنين على ترتيب رواياتهم ومقاماتهم، بل أردنا أن يكون ما رواه كل عالم ومصنف في ترجمته ومذكورا في روايته).


[ 17 ]

أقول: يعني أن المراد من نقل هذه الأحاديث هو الإبانة عن تسمية مولانا بأمير المؤمنين، ولا خصوصية فيما ورد في الأبواب غير هذه الجهة، وعليه فلا يحتاج إلى التبويب حسب الموضوع. ط – ترتيب الكتاب جعل المصنف كتابه هذا في ثلاثة أقسام: فالقسم الأول في تسمية الامام عليه السلام بأمير المؤمنين، ذكر فيه 174 حديثا في 174، وفي الباب 175 ذكر كلاما مجملا يحتمل أن يكون من كلام الصاحب بن عباد وليس بعنوان الحديث. ثم زاد حديثين في بابين يستفاد منهما إمرة المؤمنين، يقول بعد الباب 175. (وحيث قد انتهينا إلى ما شرفنا الله جل جلاله بالاطلاع عليه، وهدانا إليه من جميع الأحاديث والآثار التي تضمنت التصريح بتسمية مولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين…. فقد رأينا في خاطرنا وفي الاستخارة اننا نلحق بعض الأحاديث التي وردت بما معناه: (أنه ما أنزلت في القرآن آية * (يا أيها الذين آمنوا) * الا وعلي أميرها). وذكر انه رحمه الله روى هذا الحديث باكثر من 34 طريقا واقتصر هنا على هذين الطرفين. وبهذين الحديثين ينتهي القسم الأول من الكتاب. ومن الباب 178 يبدأ بالقسم الثاني من الكتاب، الخاص بما ورد في تسمية الامام عليه السلام بامام المتقين. يقول: (وبندأ الآن بالأحاديث المتضمنة بتسمية مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بامام المتقين، متصلا ذلك بعدد الأبواب…). ويذكر في هذا القسم 24 حديثا في 24 باب، وقد يذكر في هذه الأبواب ما يتضمن تسميته عليه السلام بمثل (أمير الغر المحجلين) و (إمام الأمة). وفي الباب 201 ينتهي القسم الثاني من الكتاب.


[ 18 ]

ثم يبدأ بالقسم الثالث فيقول: (ولما رأينا من فضل الله جل جلاله علينا تأهيلنا لاستخراج هذه الأحاديث من معادنها…. ووجدنا تسمية مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام (يعسوب الدين) مشابهة لتسميته عليه السلام بأمير المؤمنين إقتضى ذلك إثباتها في هذا الكتاب اليقين). وهذا القسم خاص بما ورد في تسميته عليه السلام ب‍ (يعسوب المؤمنين) وان جعل العنوان (يعسوب الدين)، يذكر فيه 19 حديثا في 19 بابا، وفي الباب 220 ينتهي الأبواب ويقول عند ذلك: (هذا ما أردنا الاقتصار عليه من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وامام المتقين ويعسوب المؤمنين، مع ما اشتملت عليه أبوابها من زيادة المعاني المقتضية لرياسة مولانا علي عليه السلام على المسلمين في أمور الدين والدنيا). وذكر بعده كلاما مفصلا هو خاتمة الكتاب. ولا بأس أن نشير إلى أن الأحاديث المذكور في الأبواب 87 و 88 و 89 و 92 و 93 تكرر بعينه في الأبواب 146 و 143 و 145 و 147 و 144، ولم نعرف وجه ذلك فليراجع. ي – الغاية الملحوظة في تأليف الكتاب. وفي خاتمة الكتاب ساق كلامه نحو ما ذكره في أول الكتاب، وكأنه رحمه الله يهدف في ذلك ان لا ينسى أخذ النتيجة مما أجهد نفسه فيه ورد ما قد يتوهم من أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه ولاله والتابعين ومن جاء بعدهم كيف خالفوا سيد المرسلين في مثل هذه النصوص الصريحة التى بلغت حدود اليقين. وملخص كلامه في ذلك: (ان كل عاقل قد يترك العمل بالعقل الواضح الراجح، ويعدل عنه إلى فعل متكبر أو فاضح أو جارح، وانه في تلك الحال يكون قد كابر الحق والصدق. ومتى نظرت في التواريخ لا تجد عصرا من الأعصار ولا أمة من الامم إلا وقد ترك فرقة منهم أو أكثرهم المعلوم اليقين من الصواب في كثير من الأسباب وعدلوا إلى ما يضرهم في الدنيا ويوم الحساب).


[ 19 ]

ثم استشهد بحديثين من صحيحي مسلم والبخاري حول قضية الكتف. وأن النبي صلى الله عليه وآله أراد أن يكتب لهم كتابا لا يضلون بعده أبدا، فقال عمر: ما شأنه هجر ! فقال رحمه الله بعد نقله هذا الحديث بطوله: (اعترفوا أن الحاضرين ما قبلوا نص النبي صلى الله عليه وآله على هذا الكتاب الذي أراد أن يكتبه لئلا يضلوا بعده أبدا، وانهم ما قبلوا هذه السعادة التى هلك باهمالها اثنان وسبعون فرقة). ثم ذكر إمارة أسامة بن زيد بنص الرسول صلى الله عليه وآله وعدم قبولهم تلك الأمارة بعده صلى الله عليه وآله، مثالا لما فعلوه في شأن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، وأشار إلى أن العلة في جميع ذلك انهم يرون مصلحة أنفسهم لا مصلحة الإسلام. ثم أورد حديثين أولهما كلام ابن عباس مع عمر، والثاني كلام العباس مع عمر واقرار عمر على نفسه ان الأحق بالأمر هو مولانا أمير المؤمنين عليه السلام. وفي نهاية المطاف يذكر أن ما أورده من الروايات في هذا الكتاب وكذلك كتاب (الأنوار) صارت في حكم المتواترة بحيث لا يبقى شك عند من وقف بها وعرفها على التحقيق. ك – نسخ الكتاب كان الكتاب متداولا بين السف والنسخ الخطية منه كانت كثيرة. وقد عثرنا على ذكر 15 نسخة خطية منه والموجود منها ثلاث نسخ. ولنذكر اجمالها أولا ثم نورد النصوص وتفصيل النسخ الموجودة: 1 – نسخة بخط الملا محمد كاظم بن محمد زمان الجابري سنة 1044، ذكرها في الذريعة. 2 – نسخة الملا علي الخياباني، ذكرها في الذريعة ومجلة لغة العرب.


[ 20 ]

3 – نسخة العلامة الطهراني بسامراء، التى طبع الكتاب عليها سنة 1369 وذكرها في الذريعة. 4 – نسخة شير محمد الهمداني، ذكرها في الذريعة. 5 – نسخة السيد أبو القاسم الاصفهاني المحرر، ذكرها في الذريعة. 6 – نسخة مكتبة الشيخ علي بن محمد رضا كاشف الغطاء. 7 – نسخة أخرى منضمة إلى منية المريد في مكتبة الشيخ علي بن محمد رضا كاشف الغطاء، ذكرها في الذريعة. 8 – نسخة خزانة الصدر، ذكرها في الذريعة. 9 – نسخة السيد محمد علي الروضاتي، ذكرها في الذريعة ورأيتها. 10 – نسخة مجموعة بوهار في المكتبة الوطنية بمدينة كلكته – الهند رقمها 304، ذكرها في برو كلما الآلمانية. 11 – نسخة الشيخ حسين الحلي النجفي، التي قوبل المطبوع من الكتاب سنخ 1369 عليها. 12 – النسخة المنتزعة من بحار الأنوار. 13 – نسخة مكتبة (آستان قدس) بالمشهد الرضوي رقمها 8160. 14 – نسخة المكتبة المركزية بجامعة طهران في مجموعة (المشكاة)، وهي نسخة العلامة النوري صاحب مستدرك الوسائل. 15 – نسخة مكتبة ملك بطهران رقمها 946. 16 – نسخة العلامة الأميني، ذكرها في مقدمة (الغدير). 17 – نسخة مكتبة آية الله المرعشي بقم المقدسة، رقمها 6682. 18 – نسخة مكتبة صابح العبقات بلكنهوء، ذكرت في فهرست مكتبته الموجود في مخطوطات مكتبة السيد المرعشي بقم ص 95. 19 – نسخة مكتبة مجلس الشورى القديم بطهران في مجموعة الطباطبائى. واليك النصوص في ذلك. ألف – قال في الذريعة: (توجد نسخة منه بخط الملا محمد كاظم بن


[ 21 ]

محمد زمان الجابري الأنصاري في 1044 عند الشيخ هادي كاشف الغطاء، ونسخ أخرى عند الملا علي الخياباني والطهراني بسامراء وشير محمد الهمداني والسيد أبي القاسم الأصفهاني المحرر، لكنها كلها جديدة الخط، ونسختان في مكتبة الشيخ علي بن محمد رضا كاشف الغطاء، إحداهما مستقلة والأخرى منضمة إلى منية المريد للشهيد، ونسخة في خزانة الصدر، وأخرى عند السيد محمد علي الروضاتي بخط جده السيد جلال الدين) (16). أقول: النسخة الأولى مما ذكر في الذريعة وهي نسخة الجابري الأنصاري هي التي كتبت نسخة مكتبة (آستان قدس) عليها كما سيجئ تفصيله والنسخة الأخيرة للسيد الروصاتي رأيتها وسأذكر وصفها. واما نسخة الشيخ محمد الهمداني فهي موجودة في مكتبة الامام امير المؤمنين (عليه السلام) العامة في النجف الاشرف في مجموعة رقمها 3229 وقد تم تحريرها في سنة 1347 (ه‍. ق) على نسخة الجابري الانصاري. ب – جاء ذكر الكتاب في مجلة (لغة العرب) وذكر له نسخة خطية في خزانة الحاج الملا علي آقا الخياباني صاحب وقايع الأيام بتبريز، التي فهرسها محمد مهدي العلوي وهو تحت الرقم 97 من ذلك الفهرس (17). أقول: هي النسخة الثانية مما ذكره في الذريعة. ج – جاء ذكره في بروكلمان الآلمانية، عند ذكر سيدنا المؤلف وعداد كتبه وذكر له نسخة خطية في مكتبة (بوهار) بمدينة كلكته بالهند، تحت الرقم 304 (18). أقول: (مكتبة بوهار) مجموعة مخطوطات تنسب إلى قرية (بوهار) حيث مصدرها، وقد الحقت بالمكتبة الوطنية في مدينة كلكته بالهند، وصدرت عنها فهرس بوهار في سنة 1923 م.


(16) الذريعة: ج 25 ص 282. (17) مجلة لغة الغرب، السنة، 7، ج 3 ص 226، طبع بغداد سنة 1928 م. (18) بروكلمان، الذيل الاول: ص 912، انظر عن مكتبة (بوهار) كتاب (فهرس المخطوطات العربية في العالم) لسزگين: ج 2 ص 326.

[ 22 ]

د – قد نص في الصفحة الأخيرة من طبعة الكتاب في سنة 1369، على وجود نسختين خطيتين طبع الكتاب عليها، واليك نص ذلك: (طبع على نسخة العلامة الحجة آية الله الشيخ ميرزا محمد الطهراني نزيل سامراء، وقد تفضل بها ايده الله تسهيلا للوقوف عليها، وهذه عادته الطيبة،… وقوبلت على نسخة شيخنا حجة الاسلام الشيخ حسين الحلي النجفي أدام الله تعالى تأييده وكثر أمثاله في العلماء العاملين) (19). أقول: نسخة العلامة الطهراني هي ثالثة المخطوطات في الذريعة. ثم أن النسخة المطبوعة وان كانت كثيرة الاغلاط إلا أنا اعتبرناها كنسخة بل كنسختين من الكتاب. ه‍ – جاء ذكر الكتاب في كتاب (آشنائي باچند نسخهء خطى)، تأليف: رضا استادى، فيما ذكره العلامة النوري نفسه في عداد كتب مكتبته بهذا العنوان: (كشف اليقين في اختصاص مولانا علي عليه السلام بامير المؤمنين للسيد الجليل علي بن طاووس) (20). أقول: النسخة المذكورة هنا هي الموجودة في مجموعة مشكاة بالمكتبة المركزية بجامعة طهران، وعليها خط العلامة النوري كما سنذكرها. و – جاء ذكر (اليقين) في مقدمة الغدير (ج 1 ص 80) حيث قال: (… فجد (العلامة الأميني) بالقيام باستنساخ جملة من الكتب التي كان بحاجة إليها آنذاك، وبذل قصارى جهده في كتابتها بخطه الرائع الجميل، وكان مما استنسخه… (اليقين في إمرة المؤمنين عليه السلام)…. وكتب بحثا شافيا حول محتوياته وأسنادا حاديثه). وأما الموجود من النسخ التي بايدينا فهي ستة عثرنا عليها بعد الفحص عنها في مظانها، بالإضافة إلى كتاب (البحار) الذي أورد أكثر أحاديث كتاب


(19) اليقين، الطبعة القديمة: ص 207. (20) آشنائي باچند نسخة خطى: الدفتر الأول ص 147.

[ 23 ]

اليقين. الاول: نسخة مكتبة (آستان قدس) وهي مكتبة الإمام الرضا عليه السلام بمشهد تحت الرقم 8160 والنسخة تقع في مجموعة تحتوي عليها وعلى كتاب (الزام النواصب). ويوجد الميكرو فيلم منه في نفس المكتبة. جاء ذكرها في فهرس المكتبة هكذا: (كتبت بالنسخ في 25 من جميدي الأولى سنة 1347 ه‍ ق في 89 ورقة، كاتبها محمد حسين بن زين العابدين الأرموي، استنسخها عن نسخة تاريخها يوم السبت 24 صفر سنة 1044 ه‍ ق، كاتبها محمد كاظم بن محمد زمان الجابري الأنصاري). وقد مر ذكر النسخة التي كتبها الجابري الأنصاري أول النسخ في الذريعة وهي عند الشيخ هادي كاشف الغطاء. وقد تمت المقابلة على هذه النسخة ورمزنا إليها بحرف (ق). الثاني: نسخة المكتبة المركزية بجامعة طهران من الكتب المهداة من قبل السيد محمد المشكاة. جاء ذكرها في المجلد الخامس من فهرس كتب المشكاة في عداد كتب الاخبار في ص 1486، تحت الرقم 912، وفيما يلي معربه مختصرا: (تحتوي على 220 بابا، كتبت بالنسخ في 56 ورقة، وفي الورقة الاولى منها شهادة العلامة النوري انه استكتبها لنفسه. زاد في أوله 16 ورقة وأورد فيها بنفس الخط فهرس الكتاب إلى الباب 129). أقول: ليس على هذه النسخة تاريخ التحرير إلا ما كتبه العلامة النوري على ظهر الصفحة الأولى، وقد مر أن هذه النسخة نفس نسخة العلامة النوري ونقل عنه في مؤلفاته كالمستدرك: ج 3 ص 247، ونفس الرحمان: ص 78، 102، وفصل الخطاب: ص 50، 125، 260. وإليك نص ما كتبه رحمه الله بخطه على الصفحة الاولى من الكتاب،


[ 24 ]

وهي هذه: (كتاب اليقين أو كشف اليقين في اختصاص مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين، للسيد السند المؤيد المسدد صاحب الكرامات الباهرة الجلية فخر الشيعة، تاج الشريعة، رضى الملة والاسلام والدين، أبي القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس قدس الله ترتبه الزكية. استكتبه لنفسه، وأنا المذنب المسئ حسين بن محمد تقي بن على (؟) محمد تقي النوري الطبرسي، في مشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام سنة 1281 قمري). ثم إنه لم يتيسر لنا المقابلة على هذه النسخة باجمعها، نعم راجعناها في بعض العبارات المغلقة والكلمات التي لم تقرء في سائر النسخ، ورمزنا إليها بكلمة (المشكاة). الثالث: نسخة مكتبة (ملك) بطهران التابعة لمكتبة (آستان قدس) بالمشهد الرضوي ويوجد الميكرو فيلم منها في مكتبة (آستان قدس). جاء ذكرها في المجلد الأول من فهرس مكتبة ملك في عداد الكتب العربية في ص 594، وفيما يلي معربه مختصرا: (كتبت بالنسخ في القرن الثالث عشر في 152 ورقة، تقع آخر ورقة منها على الباب 170 وسقط باقي الكتاب من النسخة). وقد تمت المقابلة على الميكرو فيلم من هذه النسخة ورمزنا إليها بحرف (م). الرابع: نسخة العلامة السيد محمد على الروضاتي بإصفهان. تفضل سماحته حفظه الله بإرسال النسخة إلينا من مكتبته الخاصة في إصفهان ورأيتها في سنة 1410 ه‍. وهي مجموعة تتضمن ثلاثة كتب: بغية الطالب، الرسالة الصومية للشيخ جعفر كاشف الغطاء وكتاب اليقين وهذا وصف النسخة: كتب بخط النسخ، استكتبها السيد ميرزا جلال الدين الچهار سوقي ابن ابن صاحب روضات الجنات، يبدء بالكتابين الاول والثاني ويختم في الورقة 80 وكتب في آخره صورة تاريخ المنتسخ هكذا: (… اول نهار الجمعة ثامن


[ 25 ]

عشر شهر محمر الحرام سنة 1203 من الهجرة في محروسة إصفهان وقد كتبه لى ملا حسين على بن آقازمان في ربيع الثاني سنة 1266 وانا محمد كاظم بن الحاج محمد صادق). ثم يبدء كتاب اليقين من الورقة 82 إلى الورقة 192 وبقي النسخة ناقصة على الباب 181 وبعده أوراق بياض ليس فيها علامات الختم ولا التاريخ). الخامس: نسخة مكتبة آية الله المرعشي قدس سره بقم المقدسمة، رقمها 6682 جاء ذكرها في الملجد 17 من فهرس المكتبة ص 243، وفيما يلي معربه مختصرا: كتبه بخط النسخ هداية الله بن عناية الله الدزفولي في 136 ورقة في 4 رجب 1016. وقوبل بنسخة اخرى). ويوجد الميكرو فيلم منه في نفس المكتبة. أقول: تحتوي النسخة في أوله بعد الخطبة على فهرس وضعه المؤلف للكتاب في 22 ورقة وإتماما للعمل نورده في هذه الطبعة. السادس: نسخة مكتبة مجلس الشورى القديم بطهران، وهى في مجموعة مخطوطات الطباطبائى برقم 432 وولم يطبع الفهرس الذي يتضمن ذكرها. وفيما يلي وصف النسخة: (كتبه بخط النسخ حسين بن محمد الگلپايگانى في يوم الاحد، الرابع من شهر رجب سنة 1281، وهي في القطع المتوسط 5 / 13 / 22 في 112 ورقة وتتضمن النسخة الفهرس الذي وضعه المؤلف. السابع: أورد العلامة المجلسي أكثر أحاديث كتاب اليقين في (0 بحار الأنوار)، حتى الأحاديث المذكورة آخر الكتاب بعد الأبواب، وما لم يذكره في البحار إنما هو المتكرر منها في الأغلب. ولذلك استخرجنا منها جميع ما أورده من أحاديث اليقين وكتبنا موضعها من البحار في الهامش، واستقصينا تلك في جميع مجلدات البحار ال‍ 110. وحيث أن النسخة الموجودة من الكتاب عند العلامة المجلسي كان أقدم النسخ الموجودة. أشرنا في الهامش إلى ما اختلف بينها وبين النسخ الأخرى، ورمزنا إليها بكلمة (البحار).


[ 26 ]

قال رحمه الله في البحار ج 52 ص 219: (إعلم أن النسخة كانت سقيمة). ل – طبعة الكتاب. 1 – طبع الكتاب مرة بدون التحقيق في 214 صفحة في النجف الاشرف بالمطبعة الحيدرية سنة 1369 (21)، وقد طبع عليها بالأوفست مرات عديدة في النجف الاشرف وفي قم المقدسة. 2 – وطبع محققا في 720 صفحة في بيروت بإهتمام مؤسسة الثقلين لإحياء التراث الاسلامي، أصدرها دار العلوم في سنة 1410 ه‍. 3 – وهذه طبعه ثانية بالأوفست على الطبعة الاولى المحققة، اضيف إليها بعض ما وجده المحققات حول الكتاب بعد الطبعة الاولى مع إعادة النظر فيها بكاملها وقد قام قاصدارها مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر بقم في سنة 1413. 3 – التحصين لاسرار ما زاد من أخبار كتاب اليقين. هكذا سماه المؤلف في خطبة الكتاب، وأورد صاحب الرياض اسمه هكذا: (كتاب التحصين لأسرار ما زاد عن كتاب اليقين في فضائل أمير المؤمنين) (22). وذكره الكنتوري في كشف الحجب والاستار تحت الرقم 465 وسماه: (التحصين في أسرار ما زاد على كتاب اليقين). قال العلامة الطهراني في الذريعة: (عده العلامة المجلسي في أول (البحار) من مصادره، وينقل عنه الأمير محمد أشرف (سبط المحقق الداماد) في (فضائل السادات)، وحكي عنه شيخنا في خاتمة المستدرك ما نقله فيه عن كتاب (نور الهدى والمنجي من الردى)، فيظهر وجود النسخة عندهم، وصرح صاحب الرياض بأن جميع


(21) انظر فهرست كتب چاپى عربي، تأليف: خانبابا مشار: ص 1013، حرف الياء. (22) رياض العلماء: ج 1 ص 156.

[ 27 ]

اخباره مقصورة على ما في كتاب (نور الهدى) إلا قليلا مما أورده في أواخر الكتاب. فظهر منه أنه لما فرغ من كتاب (اليقين باختصاص مولانا على عليه السلام بامرة المؤمنين) ظفر بكتاب (نور الهدى) ووجد فيه الأخبار التي تصلح لادراجها في كتاب (اليقين)،. وبما أنه ألف كتاب (اليقين) بعد كتابه (الأنوار الباهرة)…. يكون استدراك اليقين قريبا من وفاته سنة 664 ه‍ ق ولعله آخر تصانيفه) (23). ولنذكر ملاحظات حول الكتاب: الأولى: قول صاحب الذريعة (فألف كتبا التحصين من هذه الأخبار (أي أخبار كتاب نور الهدى) وقليل من غيرها) لعله استفاده هذا من كلام صاحب الرياض، فلنورد نص كلامه ونوضح مراده: قال في الرياض: (وجميع أخبار كتاب التحصين المذكورة منحصرة في الأحاديث المنقولة عن كتاب نور الهدى المزبور إلا ما أورده في أواخر الكتاب وهو قليل) (26). أقول: يعني أن السيد المؤلف لم يذكر في التحصين قليلا مما أورده مؤلف (نور الهدى) في أواخر كتابه، لا ان قليلا من آخر التحصين لم يؤخذ من نور الهدى.


(23) الذريعة: ج 3 ص 398. (24) البحار: ج 13 وعده البحراني ايضا من مصادرة في اول كتاب عوالم العلوم. (25) فضائل السادات: ص 323، السند 96. (26) رياض العلماء: ج 1 ص 156.

[ 28 ]

والحق أن كتاب (التحصين) ينطبق تماما على كتاب (نور الهدى) ويشهد لذلك امران: 1 – نص كلامه رحمه الله في نهاية الباب 17 من القسم الأول من كتاب التحصين، حيث يقول: (وهذا الحديث ذكرناه في كتاب اليقين بهذا الطريق، لكننا حيث ذكرنا ما تضمنه كتاب (نور الهدى) من أحاديثه رأينا أن يذكر في جملتها لئلا يتفرق بعضها عن بعض). ويؤيد ذلك أن الحديثين الأخيرين من الكتاب ليس فيهما تسميته عليه السلام بأمير المؤمنين ولا إمام المتقين، وانما أورده لئلا يفوته شئ من كتاب نور الهدى. 2 – إن النسخة الوحيدة الموجودة التي هي الأصل في طبعتنا، جميع أخبارها منقولة عن نور الهدى بلا استثناء. ولعل الأمر اشتبه على صاحب الرياض، ولكن حسن الظن بخبير مثله يلجئنا إلى القول بأن نسخة نور الهدى أو التحصين الموجودة عنده كانت مغايرة للأصل بالزيادة والنقصان. الثانية: إن المولف ذكر في مقدمة الكتاب أنه وجد في كتاب (نور الهدى) نحوا من خمسين حديثا، بينما الموجود في كتاب (التحصين) وهو المنقول عن (نور الهدى) يبلغ 56 حديثا. ولعل السيد اعتبر الأحاديث الستة داخلة في كلمة (نحو). الثالثة: الذي يبدو من أسانيد روايات التحصين، انها جلها بل كلها اسانيد شيعية اما جميعا أو في صدر السند على الاقل، وهذا بعكس ما التزمه في كتاب (الأنوار) و (اليقين) تماما حيث التزم هناك أن تكون الروايات من طريق العامة، فليراجع. الرابعة: أوردنا كلاما مختصرا حول كتاب (نور الهدى) ومؤلفه فيما بعد، فليلاحظ.


[ 29 ]

منهج تأليف الكتاب ولنذكر نصوص ما ذكره المؤلف في خطبة الكتاب نفسه من بيان موضوعه ومنهج تأليفه وتاريخه: قال رحمه الله: (وكنت قد وجدت نحو خمسين حديثا في معاني أبواب كتاب اليقين، مصنفها غير من ذكرناه، إذ طرقها غير ما تضمنه ما رويناه فيه عن المخالفين أو الموافقين. وأشفقت أن تضيع باهمالها، وأن لا يظفر غيرنا بمحالها، وان أكون يوم القيامة مطالبا بجمع شتاتها ونفع مهماتها. فصل: واقتضت الاستخارة انني أفردها، وما عساه فات في كتاب واصف لما أستر من اسرارها وكاشف لأنوارها، وان أجلو على أهل الجهالة وجوه جمالها، وان أدعو إلى أهل بيت الرسالة بلسان حالها. فصل: وان يكون زيادة في الحجج البالغة والآيات القاطعة الدامغة، وقد سميته (كتاب التحصين لأسرار ما زاد من أخبار كتاب اليقين). أقول: جعل السيد تابه هذا في قسمين، فالقسم الأول في تسمية الامام عليه السلام بأمير المؤمنين، ذكر فيه 29 حديثا في 29 بابا. وفي بعض أبوابه جاء تسميته عليه السلام ب‍ (إمام كل مؤمن) و (سيد المؤمنين) و (أمير الغر المحجلين). وفي الباب 29 ذكر خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم بطولها. وبهذا الحديث ينتهي القسم الاول وقال في نهايته: (يقول على بن موسى بن جعفر بن محمد الطاووس: وحيث قد ذكرنا ما حضرنا من الأخبار المتضممنة لتسمية مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه (أمير المؤمنين) وجعلنا بعده أوراقا بياضا لاجل ما عساه يحضرني من هذه الأخبار اتفاقا من غير كشف ولا اعتبار لكتب المصنفين، لأنني عازم على أنني – ما بقيت – اطلب


[ 30 ]

الزيادة على ما صنفته، ففيه كفاية وحجة على المقرين والجاحدين). وهذا الكلام يدل على مدى اصرار السيد على تكميل البحث وسعيه في تقديم الأكمل والافضل، بالرغم من تأليفه ثلاثة كتب في الموضوع ذاته. ثم يبدأ بالقسم الثاني الخاص بما ورد في تسميته عليه السلام ب‍ (امام المتقين) يذكر فيه 27 حديثا في 27 بابا. وقد يورد ما يتضمن تسميته عليه السلام ب‍ (إمام كل مسلم بعده) و (إمام المرحومين) و (أمير المؤمنين) و (إمام الخلق) و (إمام الأمة) و (إمام الأولياء) و (الإمام بعده) و (إمام الهدى) و (أمير الامة) و (أمير البررة). وفي الباب الأخير (27) ذكر حديثا طويلا جاء فيه ما دار بين جمع من الاحبار وعمر، وفيه عجز عمر عن إجابة الاحبار. ثم قام الامام عليه السلام بالحق في ردهم، وفيه ذكر قصة أصحاب الكهف بطولها. وينتهي الكتاب في هذه الصفحة. نسخ الكتاب يظهر من كلام العلامة المجلسي وصاحب فضائل السادات وصاحب المستدرك حيث عدوه من مصادرهم أن نسخا من الكتاب كانت عندهم وكذلك صاحب الرياض حيث صرح بذلك حيث يقول: (وقد رأيتها (أي كتاب الامامة)…. والآن موجودة عند المولى بهاء الدين الهندي في مجموعة فيها كتاب التحصين لابن طاووس) (27). قال في الذريعة: (والمولى بهاء الدين الهندي هو صاحب كشف اللثام) (28). والنسخة الوحيدة الموجودة من الكتاب هي المخطوطة التي توجد في مكتبة آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي قدس سره بقم المقدسة في مجموعة


(27) رياض العلماء: ج 4 ص 269. (28) الذريعة: ج 2 ص 331 رقم 1316.

[ 31 ]

برقم 4636، ويقع كتابنا في الصفحات من 33 و، إلى 109 ظ) وتحتوي المجموعة على: 1 – كتاب مائة منقبة لابن شاذان. 2 – كتاب التحصين الذي تقدم له. 3 – كلمات حكمية. جاء وصف المجموعة في فهرس مخطوطات مكتبة السيد المرعشي: ج 12 ص 202، وفيما يلي معربه مختصرا: (كتب بخط النسخ، كاتبه نعمة الله بن محمد أمير حسني لاريجاني، يوم السبت آخر ربيع الأول سنة 1108، في المدرسة الكافورية باصفهان). وقد تمت المقابلة على هذه النسخة، وإليك صوره الصفحتين الأولى والأخيرة منها فيما سيأتي. 4 – نور الهدى والمنجي من الردى، ومؤلفه: قال صاحب الرياض: (الشيخ الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الجاوابي، له كتاب نور الهدى والمنجي من الردى في فضائل علي عليه السلام. وكان من قدماء الأصحاب، إذ يروى بقوله (حدثنا) عن جماعة من القدماء، منهم علي بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه، ويروي عن مشايخ الصدوق والمفيد والشيخ وأضرابهم أيضا من دون التصدير ب‍ (حدثنا)…. ويروي السيد ابن الطاووس عن كتابه هذا في كتاب التحصين لأسرار ما زاد عن كتاب اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام…. والجاوابي بالجيم المفتوحة والألف الساكنة ثم الواو وبعدها ألف أخرى ثم باء موحدة، على ما وجد مضبوطا بخط ابن طاووس في كتابه التحصين (29) ولم اعلم النسبة فلاحظ) (30).


(29) كما هو كذلك في نسختنا. (30) رياض العلماء: ج ج 1 ص 156.

[ 32 ]

وقال في هامش الرياض: (في الحلة محلة معروفة باسم (الجاوبيين) ولعل المترجم له منسوب إلى هذه المحلة فهو حلى. وقال العلامة الطهراني في الذريعة: (نور الهدى والمنجي من الردى في فضائل علي عليه السلام)، للحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الجاواني من الجاونيين اكراد الحلة الذين ذكرنا بعضهم في الأنوار الساطعة: ص 29) (31). وقال في الثقات العيون: (الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسين الجاوابي صاحب كتاب نور الهدى والمنجي من الردى، الذي ينقل عنه ابن الطاووس في كتابه التحصين لأسرار ما زاد عن كتاب اليقين) (32). وقال السيد المؤلف في الباب الأول من القسم الأول من كتاب التحصين: (رأينا ذلك في كتاب نور الهدى والمنجي من الردى… وعليه خط الشيخ السعيد الحافظ محمد بن محمد المعروف بابن الكامل بن هارون وانهما قد اتفقا على تحقيق ما فيه وتصديق معانيه). وقال في الباب الأول من القسم الثاني: (ومن كتاب نور الهدى والمنجى من الردى… وعليه كما ذكرناه خط المقري الصالح محمد بن هارون بن كامل بانه قد اتفق مع مصنفه على تحقيق ما تضمنه كتابه من تحقيق الأخبار والأحوال). قال العلامة الطهراني في الثقات العيون (يظهر منه أن المصنف كان معاصرا لابن الكال الذي كتب ما يشبه التقريظ لكتابه. وابن الكال من مشايخ محمد بن المشهدي، ويروي مصنف نور الهدى… في كتابه المذكور عن محمد بن أحمد بن شهريار الخازن، تلميذ شيخ الطائفة الذي كان حيا إلى (سنة) 514) (33).


(31) الذريعة: ج 26 ص 387. (32) الثقات العيون: ص 54. (33) الثقات العيون: ص 54.

[ 33 ]

لكن صاحب الرياض تعجب من كلام السيد وقال: (وفي المقام شئ وهو أنه كيف يصح حينئذ أن يروي عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن، مع أن ابن شهريار الخازن يروي عن الشيخ الطوسي فتأمل) (34). * * * ثم أن الظاهر من كلام صاحب الرياض أنه رأى نسخة كتاب (نور الهدى) حيث أخبر أن جميع أخبار كتاب التحصين منحصرة في أحاديث نور الهدى إلا قليلا مما أورده في أواخر الكتاب (35). وقد تفحصنا عن الكتاب فحصا تاما ولم نظفر به. فهو إذا من الكتب المفقودة اليوم، وعلى هذا ففي إحياء كتاب (التحصين) إحياء الأصله المأخوذ منه وهو كتاب (نور الهدى)، وتلك خدمة مزدوجة في طريق احياء تراث اهل البيت عليهم السلام. * * * * * *


(34) و (35) رياض العلماء: ج 1 ص 156.

[ 34 ]

منهج التحقيق ألف – تمت مقابلة كتاب اليقين على أربع نسخ كما يلي: 1 – نسخة (آستان قدس) ورمزنا إليها ب‍ (ق) وهى أصح من النسخ الأخرى. 2 – نسخة (ملك) الناقصة، ورمزنا إليها ب (م) وهي وان كانت كثيرة الأغلاط إلا إنا استفدنا منها في تصحيح كثير من الغات والجمل المبهمة والمشطوب عليها. 3 – النسخة المنتزعة من البحار وقد ذكرنا اسم (البحار) عند الاشارة إليها. 4 – النسخة المطبوعة سنة 1369 التي قوبلت بنسختين وقد اشرنا إليها بكلمة (المطبوع). ولم يتيسر لنا المقابلة على نسختي مكتبة آية الله المرعشي ومكتبة جامعة طهران تماما إلا مراجعات في بعض الموارد مع الاشارة الى اسمهما في الهامش. كما تم الاستنساخ عن النسخة الوحيدة من كتاب (التحصين) والمقابلة عليها. وإليك في الصفحات الآتية صورا من هذه النسخ. ب – عثرنا على بعض مصادر الكتاب المخطوطة كما تمكنا من المطبوعة منها، فاستخرجنا الأحاديث منها، واشرنا إلى خصوصيات النسخ الخطية.


[ 35 ]

ج – استخرجنا الآيات وأشرنا إلى مواضعها من المصحف الشريف واشرنا إلى اختلاف القراءة الموجودة بين نسخنا والمصحف وذلك لقدمة الكتاب د – ولا بأس بالإشارة إلى الرموز المستعملة في الكتاب: ب = الباب ج = المجلد. ح = الحديث. خ ل = في بعض النسخ. ص = الصفحة. ق = نسخة آستان قدس. م = نسخة ملك. ه‍ – جمعت لدينا طيلة سنتين – ين الطبعة الأولى والثانية – حقايق عن الكتاب واطلعنا على مخطوطتين منها كما عثرنا على مصادر لبعض أحاديثها، وأعدنا النظر فيها بكاملها مرة أخرى. فرأينا أن نضيف تلك الإطلاعات إلى الكتاب في هذه الطبعة، فخرجت إلى عالم النور كما تريها بين يديك. * * * هذا ما ساعدنا عليه التوفيق الإلهى من نصرة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، ونرجو أن نكون من مصاديق (اللهم انصر من نصره)، وحيث لم نكن في ذلك الزمان فننصره في ذلك الرهط القليل فلننصره الآن. وكل ذلك ببركة من تمسكنا بحبل ولائه، وشرفنا الله بمحبته ومحبة أولاده المعصومين، صاحب الولاية الكبرى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.


[ 36 ]

ولا ننسى ما هدانا الله إليه ببركة ولي نعمتنا الامام أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه آلاف التحية والثناء، واخته كريمة أهل البيت فاطمة المعصومة سلام الله عليها، حيث كنا أيام تحيقنا حول الكتاب مشرفين بزيارتهما ومجاورتهما وحصل لنا ببركتهما ما لم نكن نرجوه. ومن الواجب أن نقدم مزيد الشكر والتقدير إلى من أعاننا في هذا الطريق، بتقديم المعونة والإرشاد إلى الصواب، وإلى كل من كان له سهم في تطوير العمل وانجازه بهذا الشكل. نسأل الله جميعا التوفيق والتأييد والتسديد في القول والعمل، إنه حميد مجيد. اللهم أحينا حياة محمد وآل محمد وأمتنا مماتهم، واحشرنا في زمرتهم وارزقنا شفاعتهم وصل عليهم أجمعين، والعن اللهم اعدائهم من الأولين والآخرين إلى يوم الدين. محمد باقر الانصاري محمد صادق الانصاري عيد الغدير المبارك / 1412 ه‍ ق


[ 37 ]

نماذج مصورة من نسخ الكتاب


[ 38 ]

نموذج (1): الصفحة الأولى من نسخة (اليقين) لمكتبة آستان قدس (مكتبة الامام الرضا (ع) بمشهد المقدسة.


[ 39 ]

نموذج (2): الصفحة الأخيرة من نسخة (اليقين) لمكتبة آستان قدس (مكتبة الامام الرضا (ع) بمشهد المقدسة.


[ 40 ]

نموذج (3): الصفحة الأولى من نسخة (اليقين) لمكتبة جامعة طهران


[ 41 ]

نموذج (4): الصفحة الأخيرة من نسخة (اليقين) لمكتبة جامعة طهران.


[ 42 ]

نموذج (5): الصفحة الأولى من نسخة (اليقين) لمكتبة (ملك) بطهران.


[ 43 ]

نموذج (6): الصفحة الأخيرة من نسخة (اليقين) لمكتبة (ملك) بطهران.


[ 44 ]

نموذج (7): الصفحة الأولى من كتاب (اليقين) لمكتبة آية الله المرعشي قدس سره بقيم


[ 45 ]

نموذج (8): الصفحة الأخيرة من كتاب (اليقين) لمكتبة آية الله المرعشي قدس سره بقم


[ 46 ]

نموذج (9): الصفحة الأولى من كتاب (اليقين) لمكتبة العلامة الروضاني بإصفهان


[ 47 ]

نموذج (10): الصفحة الأخيرة من كتاب (اليقين) لمكتبة العلامة الروضاتي بإصفهان


[ 48 ]

نموذج: الصفحة الاولى من نسخة كتاب (اليقين) لمكتبة مجلس الشورى القديم بطهران.


[ 49 ]

نموذج (12): الصفحة الاخيرة من نسخة كتاب (اليقين) لمكتبة مجلس الشورى القديم بطهران.


[ 50 ]

نموذج (13): الصفحة الأخيرة من كتاب (اليقين) المبطوع سنة 1369 ه‍ ق.


[ 51 ]

نموذج (14): الصفحة الأولى من كتاب (التحصين) لمكتبة آية الله المرعشي بقم المقدسة.


[ 52 ]

نموذج (15): الصفحة الأخيرة من كتاب (التحصين) لمكتبة آية الله المرعشي بقم المقدسة. (الف) استدراك نسخة كتاب (اليقين) في مكتبة آستان قدس بمشهد ظفرنا على نسخة مخطوطة من الكتاب في مكتبة آستان قدس بمشهد وذلك في سنة 1413. وحيث لم يمكن ادراجها في هذه الطبعة الجديدة وضعناها بصورة الاستدراك في هذه الورقة، ففى أحد وجهى الورقة أذكر توصيف النسخة بكاملها وفي الوجه الاخر اورد صورة عن الصفحة الاولى والاخيرة من المخطوطة. وعلى هذا يبلغ عدد مخطوطات كتاب اليقين الى 20 نسخة. فاليك وصف النسخة: مخطوطة في مكتبة آستان قدس رقمها 17593، كتبه بخط النسخ عبد العلى بن سلطان محمد وقابلها عبد الكريم بن سلطان محمد على نسخة غير مصححة بأمر السيد حسين بن الشيخ حيد الكركي العاملي، وفرغ منها في يوم الغدير من سنة 1080. والنسخة في 157 ورقة 24 / 17 سم، كل صفحة 18 سطرا. كانت النسخة في المدرسة السميعية (الباقرية) في مشهد ثم نقلت الى مكتبة آستان قدس. من ميزات هذه النسخة انها تضمنت الفهرست الذى وضعه المؤلف نفسه في أول الكتاب والذى كان موجودا في مكتبة السيد المرعشي أيضا. * * * (ب)


[ 53 ]

ترجمة المؤلف نسبه أولاده أنساب آل طاووس حياته إجمالا نشأته العلمية حياته بالتفصيل النقابة اسفاره التصدي للفتيا قصة المغول الثناء عليه شيوخه في العلم والرواية تلامذته والراوون عنه تآليفه وآثاره العلمية خزانة كتبه نظمه وشعره وفاته ومدفنه مصادر الترجمة


[ 54 ]

آل ظاووس أسرة علمية علوية جليلة وبيت كبير في الحلة، وقد أخرجت هذه الأسرة جملة الاعلام في المائتين السابعة والثامنة، تولوا شؤون الزعامة الروحية في أواخر عصور الدولة العباسية ثم في الدولة الإيلخانية المغولية، ومارسوا الكتابة والتأليف في علوم الدين والفقه والشريعة وما شاكلها من المواضيع. وكان أبرز اعلام هذه الأسرة السيد النقيب رضي الدين علي بن طاووس رحمه الله عليه. نسبه هو رضي الدين أبو القاسم (وأبو الحسن) علي بن السيد الزاهد سعد الدين أبي إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد الطاووس ابن اسحاق بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن ابي طالب عليهما السلام (1). كان جده صهر الشيخ الطوسي على بنته (2)، وكان جده السادس أبو


(1) البحار: ج 107 ص 44، مستدرك الوسائل: ج 3 ص 467، عمدة الطالب: ص 178. (2) الاقبال: ص 334، وللعلامة النوري في المستدرك ملاحظة دقيقة حول الموضوع، انظر: ج 3 ص 472 و 481. والفوائد الرضوية للمحدث القمي: ص 386.

[ 55 ]

عبد الله محمد رائع الحسن جميل الوجه، ولم تكن قدماه مناسبتين لحسن صورته فلقب بالطاووس. وكان إسحاق جده السابع يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، خمسمائة عن نفسه وخمسمائة عن والده، كما عن مجموعة الشهيد. وكانت أمه بنت الشيخ ورام بن أبي فراس المالكي النخعي المتوفي سنة 605 ه‍ ق، وكانت أم والده موسى حفيدة الشيخ أبو جعفر الطوسي المتوفي 460 ه‍. وكان داود جده الحادى عشر، رضيع الامام الصادق عليه السلام، حبسه المنصور وأراد قتله، ففرج الله عنه بالدعاء الذي علمه الصادق عليه السلام لأمه ويعرف بدعاء (أم داود) يدعي به في النصف من رجب، مذكور في الإقبال وغيره. أولاده: خلف رضي الدين أربعة من الأولاد: ابنين هما محمد و علي، وبنتين هما شرف الاشراف وفاطمة. 1 – ابنه النقيب جلال الدين محمد. ولد في الثالث من المحرم سنة 643 ه‍ ق ببلد الحلة (3). وقد كتب والده كتاب (كشف المحجة) وصية إليه وهو صغير، وصرح فيه بالإجازة له ولاخيه الأصغر منه. وقد ذكر في (سعد السعود) أنه أوقف عليه مصحفا كما أوقف مصحفا آخر على أخيه الأصغر منه (4). تولى النقابة بعد والده سنة 664 إلى أن توفي سنة 680 (5).


(3) كشف المحجة: ص 4 و 151. (4) سعد السعود: ص 25 و 26. (5) الأنوار الساطعة: ص 164، تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي: ج 5 ص 547.

[ 56 ]

وقبره مشهور بالحلة يقع في الشارع العام الذي يخترق البلد من باب النجف جنوبا إلى الشط، وقد أنشئت حوله حسينية كبيرة تقام بها ذكريات أهل البيت عليهم السلام. ويحتمل كونه قبر ابن عمه محمد بن عز الدين الحسن بن موسى بن جعفر الذي خرج إلى هلاكو وصنف له (البشارة) وكان السبب في سلامة النيل والمشهدين من القتل والنهب (6). 2 – ابنه الثاني المرتضى رضى الدين أبو القاسم علي. الموافق لأبيه إسما وكنية ولقبا. ولد في الثامن من المحرم سنة 647 ه‍ ق بالنجف الأشرف (7). تولى النقابة بعد وفاة أخيه محمد سنة 680. وله كتاب (زوائد الفوائد) (8)، صرح فيه بالنقل عن والده من كتبه (9). وهو من مصادر بحار الأنوار (10) كما نقل عنه المجلسي في زاد المعاد أيضا. توفي رحمه الله في شهر رمضان سنة 711 ه‍ ق، وحمل إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام (11). 3 – بنته شرف الأشراف. كانت حافظة لكتاب الله المجيد، حفظته وعمرها اثنتا عشرة سنة. وقد اوقف عليها رضى الدين مصحفا في أربعة أجزاء (12).


(6) البابليات: ج 1 ص 64. راجع كشف اليقين للعلامة الحلي: ص 18. (7) كشف المحجة: ص 4. (8) لصاحب الرياض تحقيق تحقيق لطيف حول الكتاب، راجع الرياض: ج 4 ص 161. وقال المحدث القمي في الفوائد الرضوية ص 338: رأيت نسخة منه في المشهد الغروى عليه السلام. وتوجد نسخة منه في المكتبة المركزية بجامعة طهران. (9) الأنوار الساطعة: ص 107. (10) انظر البحار: ج 1 ص 13 قال: (وكتاب زوائد الفوائد لولده الشريف). (11) تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي: ج 5 ص 489 رقم 1028. (12) سعد السعود: ص 26.

[ 57 ]

4 – ابنته الثانية فاطمة. وكانت أيضا حافظة للقرآن الكريم، حفظته وعمرها دون تسع سنين. وقد اوقف عليها أيضا مصحفا في أربعة أجزاء (13). ولا بأس هاهنا أن نذكر مشجرة أنساب آل طاووس نقلا عن عمدة الطالب (14). انساب آل طاووس السيد الزاهد سعد الدين أبو إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد الطاووس، كان له أربع بنين:


(13) سعد السعود: 27. (14) عمدة الطالب: 178. (*)

[ 58 ]

حياته اجمالا ولد قبل ظهر يوم الخميس منتصف المحرم سنة 589 (15) ه‍ ق. أصله من مدينة سوراء بالقرب من حلة من اعمال بابل (16) وكانت ولادته بالحلة (17) ونشأ بها وترعرع. هاجر في شبابه إلى بغداد وأقام بها نحوا من خمس عشرة سنة، وأسكنه المستنصر العباسي دارا في الجانب الشرقي منها (18). ثم رجع إلى الحلة حدود ع أم 640 ه‍ ق في أواخر عهد المستنصر (19) وولد له فيها ابنه محمد سنة 643 (20). ثم انتقل منها إلى النجف الأشرف فبقي فيها ثلاث سنين (21) وولد له هناك ولده علي سنة 647 (22). ثم انتقل إلى كربلاء وكان ينوي الإقامة فيها ثلاث سنين (23) ولا ندري هل تحققت نيته أم لا. ثم عاد إلى بغداد سنة 652 وبقي فيها إلى حين إحتلال المغول بغداد، فعاش أهوالها وشملته آلامها (24). وفي سنة 661 ولى نقابة الطالبيين (25)


(15) كشف المحجة: ص 4. (16) معجم البلدان: ج 5 ص 168. (17) كشف المحجة: ص 4. (18) البحار: ج 107 ص 45، اليقين: الباب 98. (19) كشف المحجة: ص 115. (20) كشف المحجة: ص 4 و 151. (21) كشف المحجة: ص 118. (22) كشف المحجة: ص 4. (23) كشف المحجة: ص 118. (24) الاقبال: ص 589. (25) الاقبال: ص 586، والحوادث الجامعة: ص 350.

[ 59 ]

وبقي نقيبا إلى أن توفي يوم الاثنين خامس ذي القعدة سنة 664، رحمه الله ورضوانه عليه (26). نشأته العلمية تحدث هو في كتابه كشف المحجة عن تاريخ نشأته ودراسته، فقال: (أول ما نشأت بين يدي جدي ورام ووالدي…. وتعلمت الخط والعربية وقرأت في علم الشريعة المحمدية…. وقرأت كتبا في أصول الدين…. واشتغلت بعلم الفقه، وقد سبقني جماعة إلى التعليم بعدة سنين، فحفظت في نحو سنة ما كان عندهم وفضلت عليهم….. وابتدأت بحفظ الجمل والعقود…. وكان الذين سبقوني ما لأحدهم إلا الكتاب الذي يشتغل فيه، وكان لي عدة كتب في الفقه من كتب جدي ورام، أنتقلت إلي من والدتي (رض) بأسباب شرعية في حياتها…. فصرت أطالع بالليل كل شئ يقرء فيه الجماعة الذين تقدموني بالسنين، وأنظر كل ما قاله مصنف عندي وأعرف ما بينهم من الخلاف على عادة المصنفين، وإذا حضرت مع التلامذة بالنهار أعرف مالا يعرفون وأناظرهم….. وفرغت من الجمل والعقود وقرأت النهاية. فلما فرغت من الجزء الأول منها استظهرت على العلم بالفقه حتى كتب شيخي محمد بن نما خطه لي على الجزء الأول وهو عندي الآن….. فقرأت الجزء الثاني من النهاية أيضا ومن كتاب المبسوط، وقد استغنيت عن القراءة بالكلية. وقرأت بعد ذلك كتبا لجماعة بغير شرح، بل للرواية المرضية…. وسمعت ما يطول ذكر تفصيله) (27).


(26) الحوادث الجامعة: ص 356. (27) كشف المحجة: ص 109، 129، 130.

[ 60 ]

حياته بالتفصيل إن كل من درس حياة سيدنا المترجم له يعرف أن له مقاما شامخا في قداسة النفس ووفور العلم وشدة الاحتياط والورع الكثير والحذر عما يسخط المولى سبحانه مضافا إلى ما تحمله من الجهد في إسعاف الأمة بما يهذبها ويسلك بها الين أوج النزاهة. إما بنصائحه البالغة وارشاداته القيمة كما يدل عليه رسالته إلى ولده التي سماها كشف المحجة. وإما بادلاء الحجج والبراهين لمعرفة الدين ومن هم الوسائط الى الله كما يرشد إليه كتابه (اليقين) وكتاب (الطرف) وكتاب (الطرائف). وإما بالزامهم بالغاية من الخلقة وهي العبادة لله جل شأنه والزلفى لديه، ويدل عليه كتاب (الاقبال) وكتاب (فلاح السائل) و (جمال الاسبوع) و (مهج الدعوات). وإما بلفت الأنظار إلى صحيح التاريخ الذي هو العبرة للمعتبر والدعى الى السير وراء آثار السلف الصالح والتحذر عما أوجب تدهور الماضين الى الضياع، وينبئ عنه كتابه (الاصطفاء الى تاريخ الخلفاء). واما بالهداية الى فقه الشريعة والارشاد الى كيفية استنباط الاحكام من أحاديث آل الرسول عليهم السلام ويدل عليه كتابه (غياث سلطان الورى لسكان الثرى) في المواسعة والمضايقة (1). الى غير ذلك من تآليفه القيمة التى بها اصبح شاخصا أمام أعين القراء ماثلا بين العلماء له مكانة في القلوب خالدة على امتداد الأيام. وهذا كله بعد أن تحلى بالملكات الفاضلة التي جعلته فائقا بين أفراد نوعه وأهلته التشرف بمشافهة حجة الله الامام المنتظر عجل الله فرجه ولنيل كرامات


(1) للسيد رحمه الله كلام حول عدم دخوله في الفتوى سيجئ.

[ 61 ]

اثبتها الجوامع وتحدثت بها الثقات وحدث بجملة منها هو نفسه أعلى الله مقامه (2)، امتثالا لقوله سبحانه وتعالى * (وأما بنعمة ربك فحدث) *. وفي ذلك يقول العلامة الحلي في اجازته الكبيرة لبني زهرة: (كان رضي الدين على بن طاووس صاحب كرامات، حكي لى بعضها وروي لي والدى رحمه الله البعض الآخر) (3). وفي (أمان الأخطار) و (مهج الدعوات) و (غياث سلطان الورى) شئ كثير منها. فان تفق الانام وأنت منهم * * * فان المسك بعض دم الغزال النقابة وهي تولي شؤون العلويين وتدبير أمورهم ورفع ما ينالهم من العدوان، ولقد تولاها من هذا البيت جد المترجم له (أبو عبد الله محمد الملقب بالطاووس) فكان أول نقيب بسوراء (4). كما تولاها أخو المترجم له (أحمد) في هذا البلد وتولاها ابن أخ المترجم له (مجد الدين محمد بن عز الدين) فانه خرج إلى السلطان (هلاكو) وصنف له كتاب (البشارة) وأصبح سببا في تخليص الحلة والنيل والمشهدين من القتل والنهب وعين نقيبا في بلاد الفرات. وتولاها ابن أخ المترجم له وهو (عبد الكريم بن جمال الدين كما تولاها حفيد المترجم له (أحمد) وولده (عبد الله). وتولاها في نصيبين من أهل هذا البيت (أبو يعلى محمد بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى) وكان أديبا شجاعا كريما فاضلا. وحيث أن سيدنا المترجم أغرق نزعا في مقام التجرد عن عالم المادة


(2) انظر النجم الثاقب للعلامة النوري: ص 254 – 245، والفوائد الرضوية: ص 336 – 333. (3) البحار: ج 107 ص 63. (4) الفوائد الرضوية: ص 334.

[ 62 ]

واتجه صوب الزهد والقداسة لم يقبل تولي النقابة في زمان المستنصر العباسي، غير أنه في الآونة الأخيرة ترجح في نظره أن ينهض بصالح العلويين ويدرء عنهم الهوان ويسير بهم في خطة سلفهم الطاهرين سيرا سجحا، فتقلدها من قبل العلامة نصير الدين الطوسي عن (هلاكو خان) مدة ثلاث سنين وأحد عشر شهرا وحصل له ما أراد من الغاية المتوخاة له (5). قال ابن الفوطي: (إنه ولى نقابة الطالبيين بالعراق سنة 661 وتوفي سنة 664) (6). أسفاره هاجر رضي الدين في شبابه الى بغداد وأقام بها نحوا من خمس عشرة سنة، ويحدثنا عن سبب الهجرة فيقول: (ثم اتفق لوالدي قدس الله روحيهما ونور ضريحيهما تزويجي…. وكنت كارها لذلك…. فادى ذلك إلى التوجه الى مشهد مولانا الكاظم عليه السلام، وأقمت به حتى اقتضت الاستخارة التزويج بصاحبتي (زهراء خاتون بنت الوزير ناصر بن مهدي) رضوان الله عليها وعليه، وأوجب ذلك طول الاستيطان ببغداد) (7). ولقي ببغداد من ضروب الحفاوة الشئ الكثير، وكان من جملتها صلاته الوثقى بفقهاء النظامية والمستنصرية ومناقشاته ومحاوراته معهم وصلاته الوثقى أيضا بالوزير القمي وولده والوزير مؤيد لادين محمد بن أحمد بن العلقمي وأخيه وولده عز الدين أبى الفضل محمد بن صاحب المخزن. التصدي للفتيا وطلبه الخليفة المستنصر للفتوى على عادة الخلفاء ولكنه رفض ذلك


(5) البحار: ج 107 ص 208، الفائدة 24. (6) الحوادث الجامعة: ص 350. (7) كشف المحجة: ص 111.

[ 63 ]

المنصب، ثم طلب منه تولي نقابة جميع الطالبيين فامتنع من ذلك عدة سنين، فهدده إن لم يقبل، ولكنه لم يعتن بالتهديد. ثم إن بعض أعلام عصره طلب منه التصدى للفتيا والقضاء الشرعي، اعتمادا على فقهه العميق وورعه الذى لا يتسرب إليه الشك، ومن ذلك يحدثنا فيقول: (وأراد بعض شيوخي أن أدرس وأعلم الناس وأفتيهم وأسلك سبيل الرؤساء المتقدمين، فوجدت الله جل جلاله يقول في القرآن الشريف: * (ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين، فما منكم من أحد عنه حاجزين) * (8)، فرأيت أن هذا تهديد من رب العالمين فكرهت وخفت من الدخول في الفتوى حذرا من أن يكون فيها تقول عليه وطلب رئاسة لا أريد بها التقرب إليه فاعتزلت) (9). ثم اجتمع عندي من أشار الى أن أكون حاكما بين المختلفين على عادة الفقهاء والعلماء من السلف الماضين ومصلحا لأمور المتحاكمين، فاعتزلت) (10). قصة المغول ولما تغلب التتار على بلاد خراسان وطمعوا في بلاد العراق خاف السيد على بيضة الاسلام وقام باصلاح الأمر، وهو يخبرنا عن ذلك فيقول: (انه كان قد غلب التتار على بلاد خراسان وطمعوا في هذه البلاد ووصلت سراياه الى نحو مقاتلة بغداد في زمن الخليفة المستنصر – جزاه الله عني بما هو أهله – كتبت الى الأمير (قشتمر)، وكان إذ ذاك مقدم العساكر خارج بلد بغداد، وهم مبرزون بالخيم والعدد والاستظهار ويخافون أن تأتيهم عساكر التتار وقد نودي في باطن البلد بالخروج الى الجهاد، فقلت له بالمكاتبة:


(8) سورة الحاقة: الآية 44. (9) كشف المحجة: ص 109. (10) كشف المحجة: ص 110.

[ 64 ]

(استأذن لي الخليفة واعرض رقعتي عليه في أن يأذن في التدبير، ويكونون حيث أقول يقولون وحيث أسكت يسكتون، حتى اصلح الحال بالكلام، فقد خيف على بيضة الاسلام وما يعذر الله جل جلاله من يترك الصلح بين الأنام) (11). وذكرت في المكاتبة: (أنني ما أسير بدرع ولا عدة إلا بعادتي من ثيابي، ولكني أقصد الصلح ولا أبخل بشئ لابد منه، وما أرجع بدون الصلح فانه مما يريده الله عز وجل ويقربني منه) (12). ولكن الحاكمين اعتذروا وأرادوا غير ما أراد رضوان الله تعالى عليه. قال رحمه الله: (ثم حضرت عند صديق لنا – وكان استاذ دار – وقلت له: تستأذن لي الخليفة في أن أخرج أنا وآخرون ونأخذ معنا من يعرف لغة التتار ونلقاهم ونحدثهم…. لعل الله جل جلاله يدفعهم بقوله أو فعل أو حيلة عن هذه الديار. فقال: نخاف تكسرون حرمة الديوان ويعتقدون أنكم رسل من عندنا. فقلت: أرسلوا معنا من تختارون ومتى ذكرناكم أو قلنا أننا عنكم حملوا رؤسنا إليكم وانجاكم ذلك وأنتم معذورون ونحن إنما نقول: (أننا اولاد هذه الدعوة النبوية والمملكة المحمدية وقد جئنا نحدثكم عن ملتنا وديننا، فإن قبلتم وإلا فقد اعذرنا). فقام وأجلسني في موضع منفرد أشار إليه، وظاهر الحال أنه أنهى ذلك الى المستنصر…. ثم أطال وطلبني من الموضع المنفرد وقال ما معناه: (إذا دعت الحاجة إلى مثل هذا اذنا لكن لان القوم الذين قد أغاروا مالهم متقدم تقصدونه وتخاطبونه، وهؤلاء سرايا متفرقة وغارات غير متفقة) (13).


(11) كشف المحجة: ص 146. (12) كشف المحجة: ص 147. (13) كشف المحجة: ص 148.

[ 65 ]

بقي السيد في بغداد إلى حين احتلال المغول فاصابته أهوال الاحتلال وشملته آلامه، وفى ذلك يقول: (تم احتلال بغداد من قبل التتر في يوم الاثنين، 18 محرم سنة 656، وبتنا في ليلة هائلة من المخاوف الدنيوية فسلمنا الله جل جلاله من تلك الأهوال) (14). ولما تم احتلال بغداد أمر هلاكو أن يستفتي العلماء: (أيما أفضل، السلطان الكافر العادل أم السلطان المسلم الجائر ؟) ثم جمع العلماء بالمستنصرية لذلك. فلما وقفوا على الفتيا أحجموا عن الجواب، وكان رضي الدين على بن طاووس حاضرا هذا المجلس وكان مقدما محترما، فلما رآى إحجامهم تناول الفتيا ووضع خطه فيها بتفضيل العادل الكافر على المسلم الجائر، فوضع الناس خطوطهم بعده (15). وقد سببت فتياه هذه خيرا عميما للأمة، وكان من فوائد ذلك ما أشار إليه بقوله: (ظفرت بالأمان والإحسان وحقنت فيه دمائنا وحفظت فيه حرمنا وأطفالنا ونساؤنا وسلم على أيدينا خلق كثير) (16). قال المحدث القمي: رأيت في كتاب من كبت الانساب: (أنه لما تولى السيد رضي الدين النقابة وجلس على مرتبة خضراء، وكان الناس عقيب واقعة بغداد قد رفعوا السواد (الشعار العباسي) ولبسوا لباس الخضرة، قال علي بن حمزة العلوي الشاعر: فذاك علي نجل موسى بن جعفر * * * شبيه علي نجل موسى بن جعفر فذاك بدست للإمامة أخضر * * * وهذا بدست للنقابة أخضر (17) لأن المأمون لما عهد الى الامام الرضا عليه السلام ألبسه لباسا أخضر


(14) الاقبال: ص. 586 (15) تاريخ الفخري: ص 13. (16) الاقبال: ص 588. (17) الكنى والألقاب: ج 1 ص 327، والدست هو الثياب. (*)

[ 66 ]

وأجلسه على وسادتين خضراوين وغير السواد الذي هو شعار الدولة العباسية (18). الثناء عليه 1 – روى في البحار عن خط الشهيد قوله: (صاحب الكرامات… لم يزل على قدم الخير والآداب والعبادات والتنزه عن الدنيات إلى أن توفي) (19). 2 – قال تلميذه العلامة في منهاج الصلاح: (… وكان أعبد من رأيناه من أهل زمانه) (20). 3 – قال العلامة الحلي في إجازته لبني زهرة: (ومن ذلك جميع ما صنفه السيدان الكبيران السعيدان رضي الدين علي وجمال احمد ابنا موسى بن طاووس الحسنيان قدس الله روحهما وروياه وأجيز لهما روايته عني عنهما، وهذان السيدان زاهدان عابدان ورعان، وكان رضي الدين علي صاحب كرامات حكي لى بعضها وروى لي والدي البعض الآخر) (21). 4 – قال في جامع الرواة: (من اجلاء هذه الطائفة وثقاتها، جليل القدر عظيم المنزلة كثير الحفظ نقي الكلام، حاله في العبادة والزهد أشهر من أن يذكر، له كتب حسنة رضي الله عنه) (22). 5 – قال العلامة المجلسي في أول البحار: (السيد النقيب الثقة الزاهد جمال العارفين). 6 – قال الشيخ الحر في أمل الآمل: (حاله في الفضل والعلم والزهد


(18) البابليات: ج 1 ص 65 من غاية الاختصار. (19) البحار: ج 107 ص 208، الفائدة 24. (20) الكنى والألقاب: ج 1 ص 327، المستدرك: ج 3 ص 469. (21) لؤلؤة البحرين: ص 235، البحار: ج 107 ص 63. (22) جامع الرواة: ج 1 ص 63.

[ 67 ]

والعبادة والثقة الفقه والجلالة والورع أشهر من أن يذكر، وكان أيضا شاعرا أديبا ومنشئا بليغا) (23). 7 – قال في روضات الجنات: (من جمله العبدة الزهدة المستجابي الدعوة بنص الموافقين لنا والمخالفين، ومنها كونه في فصاحة المنطق وبلاغة الكلام بحيث تشتبه كثيرا ما عبارات دعواته الملهمة وزياراته الملقمة بعبارات أهل بيت العصمة عليهم السلام) (24). 8 – قال في حاشية باب الكنى من البلغة: (أنه صاحب الكرامات والمقامات ليس في أصحابنا أعبد منه ولا أورع) (25). 9 – قال السيد في النقد: (إنه من اجلاء هذه الطائفة وثقاتها، جليل القدر عظيم المنزلة كثير الحفظ نقي الكلام، حاله في العبادة والزهد أشهر من أن يذكر، له كتب حسنة) (26). 10 – قال في ريحانة الأدب: (من أعاظم علماء الشيعة الامامية وفحولها، عالم فقيه جليل القدر عظيم المنزلة، أديب شاعر، منشئ بليغ عابد زاهد متقي، جامع الفضائل والكمالات العالية، المتخلى من الصفات الرذيلة، المتحلي بالأخلاق الفاضلة، المتجلي باتيان الوظائف الشرعية، أورع أهل زمانه وأتقيها وأزهدها واعبدها، الموصوف في كلمات أجله العلماء (بقدوة العارفين ومصباح المتهجدين). تنسب إليه الكرامات الباهرة كثيرا، ونقل أنه كان مستجاب الدعوة وواقفا على الاسم الاعظم، ويستظهر من بعض تآليفه أن باب ملاقاة الحجة (عج) كان مفتوحا عليه. ومن كثرة ورعه وتقواه كان ممتنعا من الافتاء في الأحكام الشرعية ولم يصنف في الفقه إلا كتاب (غياث سلطان الورى). وبالجملة


(23) امل الآمل: ج 2 ص 205. (24) روضات الجنات: ج 4 ص 330. (25) تنقيح المقال: ج 2 ص 310، منتها المقال: ص 357. (26) تنقيح المقال: ج 2 ص 310، نقد الرجال: ص 244.

[ 68 ]

فجلاله العلمية والعملية واضحة كالشمس في رابعة النهار، لا تحتاج الى إقامة بينة وبرهان) (27). 11 – قال العلامة النوري في المستدرك: (السيد الأجل الأكمل الأسعد الأورع الأزهد صاحب الكرامات الباهرة…. الذي ما اتفقت كلمة الاصحاب على اختلاف مشاربهم وطريقهم على صدور الكرامات عن أحد ممن تقدمه أو تأخر عنه غيره) (28). 12 – وقال المحدث القمي في الكنى والألقاب: (السيد الأجل الأورع الأزهد، قدوة العارفين…. وكان رحمه الله من عظماء المعظمين لشعائر الله تعالى، لا يذكر في أحد تصانيفه الاسم المبارك (الله) إلا ويعقبه بقوله (جل جلاله)…. وكان رأيه في زكاة غلاته كما ذكره في كتاب كشف المحجة أن يأخذ العشر منها ويعطى الفقراء الباقي منها) (29). 13 – قال الشيخ اسد الله التستري في المقابيس: (السيد السند المعظم المعتمد العالم العابد الزاهد الطيب الطاهر، مالك أزمة المناقب والمفاخر، صاحب الدعوات والمقامات والمكاشفات والكرامات، مظهر الفيض السني واللطف الخفي والجلي) (30). شيوخه في العلم والرواية كان له شيوخ كثيرون لا يتسع المجال لذكر جميعهم، نذكر منهم (31):


(27) ريحانة الادب: ص 76. (28) المستدرك: ج 3 ص 467 (29) الكنى والألقاب: ج 1 ص 327. (30) المقابيس: ص 12. (31) انظر عن مشايخ السيد: المستدرك: ج 3 ص 472، الأنوار الساطعة: ص 116 ومصفى المقال: ص 301.

[ 69 ]

1 – الشيخ ورام بن أبي فراس (1). 2 – الشيخ حسين بن أحمد السوراوي عن الشيخ عماد الدين الطبري صاحب (بشارة المصطفى) (2). 3 – أبو الحسن علي بن يحيى بن علي الخياط الفقيه الجليل عن جماعة ذكرهم في المستدرك (3). 4 – الشيخ اسعد بن عبد القاهر بن اسعد بن سفرويه الأصفهاني أبو السعادات صاحب كتاب (رشح الولاء في شرح دعاء صنمي قريش) (4). 5 – الشيخ نجيب الدين محمد بنما (5). 6 – السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي. 7 – الشيخ تاج الدين الحسن بن الدربي يروي عنه صحيح مسلم (6). 8 – الشيخ صفي الدين محمد بن معد الموسوي. 9 – الشيخ سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة بن وشاح السوراوي صاحب (المنهاج) في الكلام (7). 10 – السيد أبو حامد محيى الدين محمد بن عبد الله بن زهرة الحسينى الاسحاقي، ابن أخي ابن زهرة الحلبي. 11 – نجيب الدين محمد السوراوي.


(1) كشف المحجة: ص 109. (2) جمال الاسبوع: ص 23 وفى المستدرك: ج 3 ص 472: حسين بن محمد، انظر كتاب اليقين: الباب 98. (3) المستدرك: ج 3 ص 472، وفيه: الحناط أو الخياط. (4) جمال الاسبوع: ص 169، سعد السعود: ص 233، اليقين: الباب 184، روضات الجنات: ج 1 ص 155، والفوائد الرضوية: ص 43. (5) كشف المحجة: ص 129. (6) الفوائد الرضوية: ص 109. (7) البحار: ج 107 ص 43، الفوائد الرضوية: ص 199.

[ 70 ]

12 – محب الدين أبو عبد الله محمد بن محمود المعروف بابن النجار مؤلف (ذيل تاريخ بغداد) (8). 13 – كمال الدين حيدر بن محمد بن زيد بن محمد بن عبد الله الحسيني، قرء عليه أياما كثيرة (9). 14 – يحيى بن محمد السوراوي. 15 – يروى عن ابن شيرويه الإصفهاني. تلامذته والراوون عنه تخرج عليه فطاحل العلماء واستجازوه في الرواية وقرؤوا عليه، نص عليهم العلامة النوري في خاتمة مستدرك الوسائل والعلامة الطهراني في الأنوار الساطعة (10)، وإليك اسمائهم: 1 – الشيخ علي بن عيسى الأربلي صاحب كشف الغمة. 2 – الشيخ سديد الدين يوسف بن على المطهر والد العلامة الحلي. 3 – الشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي. 4 – آية الله العلامة الحلي جمال الدين حسن بن يوسف. 5 – السيد غياث الدين عبد الكريم بن أحمد بن طاووس ابن أخي المترجم له. 6 – الشيخ تقي الدين الحسن بن داود الحلي. 7 – الشيخ محمد بن أحمد بن صالح القسيني. 8 و 9 و 10 – أبناء الشيخ القسيني المذكور وهم الشيخ إبراهيم والشيخ جعفر والشيخ علي. 11 – السيد أحمد بن محمد العلوي. 12 – السيد نجم الدين محمد بن الموسوي.


(8) الاقبال: 585، الامان: 107، سعد السعود: 73. (9) اليقين: الباب 191. (10) المستدرك: ج 3 ص 472، الأنوار الساطعة: ص 117.

[ 71 ]

13 – الشيخ محمد بن بشير (1). وشارك هؤلاء الثلاثة مع المذكورين في تلك الإجازة. 14 – وقد كتب (كشف المحجة) إجازة لولديه محمد وعلي وأختيهما. تآليفه وآثاره العلمية خلف رضي الدين من بعده من المؤلفات مجموعة قيمة في بابها، بلغت حسب إحصائنا 57 كتابا. وتعتبر هذه المؤلفات – بما فيها من الفوائد ومن النقول عن بعض المصادر المفقودة حاليا – على جانب كبير من الأهمية. قال العلامة الطهراني في الذريعة: (السيد رضي الدين علي بن طاووس بتأليفه أجزاء كتاب التتمات وجمعها من تلك الكتب حق عظيم على جميع الشيعة وكل من ألف بعده كتابا في الدعاء فهو عيال عليه مغترف من حياضه متناول من موائده ويحق علينا تقدير علمه) (2). وقد ذكر فهرس بعض تآليفه في كتاب (الإجازات لكشف طرق المفازات)، طبع بعضه في مجلد (الإجازات) من البحار (3). وذكر بعض تصانيفه في (أمل الآمل) وبعضها في (الذريعة)، ونحن نورد فيما يلي جدولا بأسمائها على حروف المعجم: 1 – الإبانة في معرفة اسماء كتب الخزانة، ذكره مؤلفه في سعد السعود: ص 24 و 25. 2 – الإجازات لما يخصني من الإجازات، هكذا سماه مؤلفه في الإقبال: ص 542 و 658. وفي كتاب اليقين: ب 37 ومواضع أخرى منه، وطبع بعضه في


(1) مقدمة كشف المحجة: ه‍. (2) الذريعة: ج 2 ص 265. (3) البحار: ج 107 ص 45 – 27، الفائدة 9.

[ 72 ]

البحار: ج 107 ص 45 – 37، نقله المجلسي عن مجموعة الشيخ شمس الدين محمد الجبعي جد البهائي عن خط الشهيد الأول محمد بن مكي، وسماه الطهراني في الذريعة: ج 1 ص 127، (الاجازات لكشف طرق المفازات فيما يخصني من الاجازات)، وذكره في مصفى المقال ص 298 وقال في كتابه (المشيخة) ص 64: (ويظهر من الشهيد الثاني في إجازته الكبيرة أن تمام هذا الكتاب كان موجودا في عصره فأحال معرفة تفاصيل الطرق والمشايخ إليه). أقول: صرح الشيخ الحر العاملي برؤية الكتاب حيث قال في أمل الآمل: ج 2 ص 206: قد رأيت من مصنفاته… كتاب الإجازات السابق ذكره الذي ذكر فيه من مؤلفاته. 3 – الاختيارات من كتاب أبي عمرو الزاهد، في الحديث، ذكره المؤلف في اجازته. 4 – الأسرار المودعة في ساعات الليل والنهار، ذكره المؤلف في الأمان: ص 76، 89، 130، وسماه الطهراني في الذريعة: ج 1 ص 396 (ادعية الساعات). 5 – اسرار الصلوة، ذكره الطهراني في الذريعة: ج ص 49، واشار إلى وجود كراسة من أوله بخط عتيق في مكتبة السيد حسن الصدر. قال مؤلفه: (اننى أصونه مدة حياتي عن كل أحد إلا أن يأذن من له الاذن في نبأه احدا قبل وفاتي). 6 – الاصطفاه، هكذا سماه في كشف المحجة: ص 3 و 112 و 114 ومواضع أخرى، ولكنه عاد فسماه (الاصطفاء والبشارات) في كشف المحجة أيضا: ص 34، و (كتاب البشارات) في الاقبال: ص 469، و (الاصطفاء في تاريخ الملوك والخلفاء) في كشف المحجة: ص 138. 7 – إغاثة الداعي وإعانة الساعي، ذكره في الإقبال: ص 187، ومهج الدعوات: ص 129 و 177 و 366. 8 – الاقبال بالأعمال الحسنة، فيما يعمل مرة في السنة، طبع في إيران.


[ 73 ]

9 – الأمان من أخطار الاسفار والأزمان، طبع في النجف في 181 صفحة سنة 1370 ه‍ ق وجدد طبعه بالأوفست سنة 1400 ه‍ ق. ومنه نسخ خطية في مكتبات إيران والعراق والهند كما طبع في بيروت سنة 1407. 10 – الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة، ذكره مؤلفه في الملاحم والفتن: ص 80 وفي خطبة كتابي اليقين والتحصين، وسماه فيهما: (التصريح بالنص الصحيح من رب العالمين وسيد المرسلين على علي بن أبي طالب عليه السلام بأمير المؤمنين) أيضا، وقد مر الكلام حول الكتاب. 11 – اسرار الدعوات القضاء الحاجات وما لا يستغنى عنه. 12 – البهجة لثمرة المهجة في مهمات الأولاد، وهي غير كشف المحجة، ذكره في سعد السعود: ص 79 وكشف المحجة: ص 17 و 86 و 111 و 138 وقال عنه: (يتضمن حال بدايتى ومعرفتي وطلبي الأولاد). 13 – التحصيل من التذييل، تذيشيخه ابن النجار على تاريخ بغداد، ذكره مؤلفه في الاقبال: ص 685 و 701، وفي محاسبة النفس: ص 11، وفى الملاحم والفتن: ص 111 و 144 و 150. 14 – التحصين في أسرار ما زاد على كتاب اليقين وهو كمستدرك لكتاب اليقين، وقد مر الكلام حول الكتاب. 15 – التراجم فيما نذكره عن الحاكم، ذكره في الأمان: ص 30، وأشار إلى جزءه الثاني. 16 – التشريف بتعريف وقت التكليف، كانت نسخته موجودة عند الشيخ حر العاملي، انظر الفوائد الرضوية: ص 331. 17 – التعريف للمولد الشريف، ذكره في الاقبال: ص 598 و 599 و 603 ومواضع أخرى منه. 18 – التمام لمهام شهر الصيام، ذكره المؤلف في الأمان: ص 77.


[ 74 ]

19 – التوفيق للوفاء بعد التفريق في دار الفناء، ذكره المؤلف في كشف المحجة: ص 139. 20 – جمال الاسبوع بكمال العمل المشروع، ذكره في الاقبال: ص 623، وفي الأمان: ص 77، وفى محاسبة النفس: ص 11، طبع في إيران سنة 1303 ه‍ ق وجدد طبعه بالأوفست سنة 1405 ه‍ ق، كما طبع مع ترجمته بالفارسية في 541 صفحة في إيران سنة 1330 ه‍ ق. 21 – الدروع الواقية من الأخطار فيما يعمل مثله في أيام كل شهر على التكرار، ذكره مؤلفه في الأمان: ص 77، وذكر الطهراني في الذريعة: ج 8 ص 146 عدة نسخ خطية منه. 22 – ربيع الألباب، قال في كشف المحجة ص 125 و 138: (قد خرج منه ست مجلدات تشتمل على روايات وحكايات من آثار الاخيار وفوائد الاتقياء وهو في ستة أجزاء). ولكن لم نظفر بها حتى اليوم، وقد نقل عنه في البحار (1). 23 – ربيع الشيعة، هذا الكتاب متحد مع كتاب (اعلام الورى) لأمين الإسلام الطبرسي المفسر (2). 24 – روح الأسرار وروح الأسمار، ذكره المؤلف في اجازاته المطبوعة في البحار: ج 107 وقال: (مختصر التمسه مني الشيخ العالم محمد بن علي بن زهرة الحلبي رضوان الله عليه حين ورد إلى الحج وكان ضيفا لنا ببلد الحلة…. وهو كتاب لطيف أمليته وأنفذته إليه). 25 – ري الظمآن من مروي محمد بن عبد الله بن سليمان، ذكره في اليقين: الباب 188.


(1) الفوائد الرضوية: ص 312. (2) الذريعة: ج 2 ص 340، المستدرك: ج 3 ص 469، ومقدمة البحار.

[ 75 ]

26 – زهرة الربيع في أدعية الأسابيع، ذكره في الأمان: ص 77، مهج الدعوات: ص 321 و 340. 27 – السالك إلى خدمة المالك، ذكره المحدث القمي في الفوائد الرضوية: ص 332 نقلا عن الشيخ محمد أمين الكاظمي في هداية المحدثين. 28 – السعادات بالعبادات، هكذا سماه المؤلف في الاقبال: ص 592 والأمان: ص 69 و 75، وسعد السعود: ص 137 وسماه في مهج الدعوات: ص 129 بكتاب (السعادة). 29 – سعد السعود، طبع في النجف الأشرف سنة 1369 ه‍ ق، وقد أعيد طبعه عدة مرات، وجدد طبعه بالأوفست سنة 1406 ه‍ ق. قال المؤلف في آخر ص 298 أنه الجزء الأول وقال في مقدمته: (وجدت في خاطري يوم الأحد في ذي القعدة سنة 651 في أن أصنف كتابا اسميه سعد السعود أذكر فيه من كل كتاب وقفته على ذكور أولادي وذكور، أولادهم). وقد جمع فيه فوائد من تلك الكتب لينتفع بها بعد ضياعها. 30 – شفاء العقول من داء الفضول، قال في الاجازات: (أنه مقدمة في علم الكلام كتبتها ارتجالا) (1). كما ذكره في اجازته لجمال الدين يوسف بن حاتم الشامي المطبوعة في البحار: ج 107 ص 46. 31 – شرح نهج البلاغة وتوجد منه نسخ خطية. 32 – صلوات ومهمات للأسبوع. 33 – الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، ذكره المؤلف في اجازاته المطبوعة في البحار: ج 107 ص 37، والاقبال: ص 467 و 595، وسعد السعود: ص 69 و 91 ومواضع أخرى منه، وكشف المحجة: ص 36 و 41، وطرف الانباء: ص 4. طبع الكتاب في إيران على الحجر سنة


(1) البحار: ج 107 ص 45 – 37.

[ 76 ]

1320 ه‍ ق 176 صفحة كما طبع في 568 صفحة سنة 1400 ه‍ ق. سمى المؤلف نفسه في هذا الكتاب (عبد المحمود بن داود) وافترض انه رجل من أهل الذمة يريد البحث في المذاهب الإسلامية بحرية رأي وتجرد. وقد ترجم الكتاب بالفارسية. 34 – طرف من الانباء والمناقب، ذكره المؤلف في الاجازات المطبوعة في البحار وكشف المحجة: ص 139، طبع في النجف الأشرف سنة 1369 في 50 صفحة. 35 – عمل ليلة الجمعة ويومها. 36 – غياث السلطان الورى لسكان الثرى، ذكره مؤلفه في اجازاته المبطوعة في البحار، وفي فرج المهموم: ص 42 وكشف المحجة: ص 138، والملهوف: ص 11 وقال: (إنه في قضاء الصلاة الفائتة عن الأموات وانه لم يؤلف غيره في الفقه لأنه لا يريد الدخول في الفتوى.). ذكر في مجلة لغة العرب أنه توجد نسخة خطية منه في مكتبة صاحب ريحانة الأدب بتبريز كما طبع أخيرا شطرا منه في قم. 37 – فتح الأبواب بين ذوي الألباب ورب الأرباب في الاستخارات، ذكره المؤلف في اجازاته في البحار، وفي الأمان: ص 9 و 84 وكشف المحجة: ص 121. 38 – فتح الجواب الباهر، هكذا سماه في كشف المحجة: ص 131 و 138، وسماه في اجازاته: (فتح محجوب الجواب الباهر في شرح وجوب خلق الكافر. 39 – فرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من النجوم، ذكره مؤلفه في الأمان: ص 89، طبع الكتاب بالنجف سنة 1368 ه‍ ق في 220 صفحة وجدد طبعه بالأوفست في إيران سنة 1405، جاء في آخره: (كان الفراغ من تأليفه يوم الثلثاء، العشرين من شهر المحرم سنة 650 هلالية بمشهد مولانا الشهيد المعظم الحسين عليه السلام).


[ 77 ]

40 – فرحة الناظر وبهجة الخواطر، قال في الاجازات: (مما رواه والدي موسى بن جعفر بن محمد طاووس…. ونقله في أوراق وأدراج وانتقل إلى الله… فجمعته بعد وفاته… ويكمل أربع مجلدات لكل مجلد خطبة، وسميته بهذا الاسم المذكور). 41 – فلاح السائل ونجاح المسائل، ذكره في الامان: ص 76 و 79 و 128 و 130، وفي جمال الأسبوع: ص 190 و 224، وفي محاسبة النفس: ص 17 وفي مهج الدعوات: ص 340. والكتاب في مجلدين لم نظفر بالمجلد الثاني منه، وقد طبع المجلد الأول مرتين. 42 – القبس الواضح من كتاب الجليس الصالح، ذكره في الاجازات، وهو مختصر كتاب (الجليس الصالح الكافي والانيس الناصح الشافي للمعافى بن زكريا المذكور في كشف الظنون: ج 1 ص 593. 43 – الكرامات، ذكره المؤلف في الامان: ص 115، في موضعين. 44 – كشف المحجة لثمرة المهجة، ذكره مؤلفه في كتاب اجازاته وقال: (وجعلت له اسما آخر: اسعاد ثمرة الفؤاد على سعادة الدنيا والمعاد). ألفه في سنة 649 وكان آنذاك في كربلاء. طبع في النجف سنة 1370 ه‍ ق في 196 صفحة وطبع عدة مرات في إيران وقد ترجم بالفارسية. والكتاب مؤلف على شكل رسالة يوجهها رضي الدين لولديه محمد وعلي وكانا حين التأليف طفلين. 45 – لباب المسرة من كتاب (مزار) ابن أبى قرة، ذكره مؤلفه في الاقبال: ص 470، كما ذكره ابن أخيه ناسبا أياه لعمه في فرحة الغرى: ص 40 و 77. 46 – المجتنى من الأدعية، ذكره المجلسي في مقدمة البحار، والخوانساري في روضات الجنات: ج 4 ص 330، طبع في بومياي الهند سنة 1317 ه‍ ق. 47 – محاسبة الملائكة الكرام آخر كل يوم من الذنوب والآثام.


[ 78 ]

48 – محاسبة النفس، ذكرها العاملي في أمل الآمل والمجلسي في مقدمة البحار، طبعت في النجف في 23 صفحة ومعها رسالة تنبيه الراقدين لمحمد طاهر بن محمد، وطبع في إيران سنة 1317، وطبع أيضا مع كشف الريبة للشهيد الثاني. 49 – مسلك المحتاج إلى مناسك الحاج، ذكره المؤلف في الاجازات، وفي الاقبال: ص 360 وكشف المحجة: ص 145. 50 – مصباح الزائر وجناح المسافر، ذكره المؤلف في الاقبال: ص 274 ومواضع أخرى منه، والامان: ص 33 و 121 و 125، وجمال الأسبوع: ص 180 و 232 وكشف المحجة: ص 139، والملهوف: ص 5، وصرح انه من أول مؤلفاته. 51 – المضمار، هكذا سماه مؤلفه في الاقبال: ص 554 و 635، والامان: ص 22 و 77، وكشف المحجة: ص 144 ولكنه في الإجازات: (مضمار السبق في ميدان السبق). 52 – الملاحم والفتن، طبع بهذا الاسم في النجف الأشرف سنة 1368 ه‍ ق في 165 صفحة ولكن المؤلف يذكر في اثناء كتابه ص 165، ان اسمه (كتاب التشريف بالمنن في الملاحم والفتن)، وهو عبارة عن تلخيص ثلاثة كتب: كتاب الفتن لنعيم بن حماد الخزاعي، وكتاب الفتن لابي صالح السليلي، وكتاب الفتن لزكريا بن يحيى البزاز. 53 – المهلوف على قتلى الطفوف، وقذ يذكر باسم اللهوف، ذكره مؤلفه في الاقبال: ص 562، وكشف المحجة: ص 138، وطبع في النجف وإيران غير مرة. وقد ترجم الكتاب بالفارسية مرتين. 54 – المنتقي، ذكره مؤلفه في الامان: ص 71 و 77، وكشف المحجة: ص 136. 55 – مهج الدعوات ومنهج العبادات، ذكره مؤلفه في سعد السعود:


[ 79 ]

ص 175، وقد في بومياي الهند سنة 1299 ه‍ ق وفي إيران سنة 1318 ه‍ ق في 450 صفحة كما جدد طبعه بعد ذلك. 56 – مهمات في صلاح المتعبد وتتمات بصلاح المتهجد في تتميم مصباح المتهجد، للشيخ الطوسي، في سبعة مجلدات، وهو مجموعة من الكتب قد مر ذكرها ونعيدها مرة أخرى: اسرار الصلوة، الاقبال، جمال الأسبوع، الدروع الواقية، زهرة الربيع، فلاح السائل، كتاب السالك. 57 – اليقين باختصاص مولانا علي عليه السلام بامرة المؤمنين، ذكره مؤلفه في الملاحم والفتن: ص 125، وقد مر الكلام حول الكتاب وهو هذا الكتاب الموجود بين يدي القارئ. خزانة كتبه كان رضي الدين رضوان الله عليه يمتلك خزانة كتب غنية بالذخائر والنفائس مما لم يكن لها وجود غالبا في ساير الخزانات. وقد بلغ عدد كتبها في سنة 650 عند تأليفه الإقبال – كما تحدثنا الروايات – 1500 كتابا (1). وكان صاحب الخزانة كثير الإهتمام والشغف بها، حتى أنه وضع فهرسا لها سماه (الإبانة في معرفة أسماء كتب الخزانة) وهو من الكتب المفقودة اليوم مع مزيد الأسف. كما وضع فها فهرسا آخر سماه (سعد السعود) فهرس فيه كتب خزانته بتسجيل مختارات مما ضمته تلك الكتب من معلومات وفوائد، وقد طبع الموجود منه وهو الأول من اجزاءه – وقد اختص بالكتب السماوية وعلوم القرآن – ولا ندري هل فقد الباقي منه أو أن المؤلف لم يتمه. ولقد أشار رضي الدين في اثناء مؤلفاته بهذه الخزانة كثيرا ولكن باختصار وإيجاز. فهو مثلا يقول: (في خزانة كتبنا في هذه الأوقات أكثر من سبعين


(1) الذريعة: ج 1 ص 58. جاء ذكر خزانة المؤلف في كتاب (خزائن الكتب القديمة في العراق): ص 270.

[ 80 ]

مجلدا في الدعوات) (2). ويقول: (ان عنده كتبا جليلة في تفسير القرآن) (3) وكذلك الانساب (4) وفى الطب (5) وفي النجوم وغيرها من العلوم (6) وفي اللغة والأشعار (7) وفي الكيميا (8) والطلسمات والعوذ والرقي والرمل (9)، وفي النبوة والإمامة، والزهد وتواريخ الخلفاء والملوك وغيرهم (10) وكتب كثيرة في كل فن من الفنون (11). وفي أواخر أيام حياته وقف هذه الخزانة على ذكور أولاده وذكور أولادهم وطبقات ذكرها بعد نفادهم (12). ثم انقطعت عنا أخبارهم بعد وفاة صاحبها فلم نعد نقرء لها ذكرا أو نسمع لها اسما فيما روى الرواة وألف المؤلفون. وبالنظر إلى أهمية هذه الخزانة ونفاسة كتبها، جرد في كتاب (السيد علي آل طاووس) فهرسا لمحتوياتها آخذا ذلك من مؤلفات السيد وكتبه، يقع الفهرس في 35 صفحة يتضمن ذكر 488 كتابا فمن أراد الاطلاع فليراجع هناك. نظمه وشعره ذكر ابن أخيه السيد عبد الكريم غياث الدين، ان لعمه نظما ونثرا (1).


(2) مهج الدعوات: ص 423. (3) كشف المحجة: ص 130. (4) كشف المحجة: ص 131. (5) كشف المحجة: ص 132. (6) كشف المحجة: ص 137. (7) كشف المحجة: ص 134. (8) كشف المحجة: ص 135. (9) كشف المحجة: ص 136. (10) كشف المحجة: ص 125. (11) كشف المحجة: ص 127. (12) سعد السعود: ص 3. (1) البحار: ج 25 ص 100 ط قديم.

[ 81 ]

وقال العلامة في منهاج الصلاح: (وكان مجمع الكمالات السامية حتى الشعر والأدب والإنشاء) (2). وقال الشيخ الحر العاملي في ترجمته: (وكان أيضا شاعرا أديبا منشئا بليغا) (3). ولم نعثر على شعر له سوى ما رواه الشيخ الشهيد شمس الدين محمد بن مكي حيث قال: (كتبت من خط رضي الدين بن طاووس قدس الله روحيهما (4): خبت نار العلى بعد اشتعال * * * ونادى الخير حي على الزوال عدمنا الجود إلا في الأماني * * * وإلا في الدفاتر والعوالي (5) فياليت الدفاتر كن قوما * * * فأثرى الناس من كرم الخصال ولو أني جعلت أمير جيش * * * لما حاربت إلا بالسؤال لأن الناس ينهزمون منه * * * وقد ثبتوا لأطراف العوالي ولم يثبت أنها للسيد لأن مجرد النقل عن خطه لا يثبت ذلك. قال في البابليات: والبيتان الأخيران تضمين في أبيات السيد فقد أوردهما الحموي في ترجمة أبي هلال الحسن العسكري من أعلام الأدب في القرن الرابع، عند ذكره في المعجم (6). وفاته ومدفنه توفي رحمه الله ببغداد صباح الخامس من ذي القعدة سنة 664، وحمل


(2) البابليات: ج 1 ص 65. (3) امل الآمل: ص 70، ط قديم. (4) البحار: ج 107 ص 34. (5) خ ل: الأمالي. (6) البابليات: ج 1 ص 65.

[ 82 ]

إلى مشهد جده علي بن أبي طالب عليه السلام (1). ذكر رحمه الله في أحكام الأموات من فلاح السائل، بعدما ذكر كيفية الغسل والكفن وفضل تهيأته على الوجه الحسن: أنه كيف بارك كفنه بالمواضع المحترمة، من حين وقوفه بعرفات، برفعه ثمة على كيفية إلى غروب عرفة، ثم بسطه على الكعبة المعظمة والحجر الأسود، ثم على حجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وروضة أئمة البقيع عليهم السلام بالمدينة الطيبة. ثم بضريح سيدنا أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف الأشرف، ثم بالضريح الحسيني بكربلاء، ثم بالكاظمي بدار السلام ثم بمشهد العسكريين عليهما السلام ومحلة غيبة الامام الحجة عليه السلام، وجعله كل ذلك وسيلة إلى نيل شفاعتهم والنجاة من أفزاع الآخرة بحرمتهم. ثم قال: (وهو عندي الآن ومن قلبي في أعز مكان). ثم قال: (وأنا أخرج كفني وانظره في كل وقت أستصوب النظر إليه وكأنه أشاد عرضي على الله جل جلاله وأنا لابسه وقائم بين يديه). (… وقد كنت مضيت بنفسي وأشرت إلى من حفر لي قبرا كما اخترته في جوار جدي ومولاي علي بن أبي طالب عليه السلام متضيفا ومستجيرا ووافدا وسائلا وآملا ومتوسلا بكل ما توسل به أحد من الخلائق إليه. وجعلته تحت فدمي والدي رضوان الله جل جلاله عليهما، لأني وجدت الله جل جلاله يأمرني بخفض الجناح لهما ويوصيني بالإحسان فأردت أن يكون رأسي مهما بقيت في القبور تحت قدميهما). (وكان جدي ورام بن أبي فراس – قدس الله جل جلاله روحه – وهو ممن يقتدي بفعله، قد أوصى أن يجعل في فمه بعد وفاته فص عقيق عليه أسماء الائمة عليهم السلام. وفنقشت أنا فصا عقيقا عليه: (الله ربي ومحمد نبيي وعلي إمامي وسميت الأئمة عليهم السلام إلى آخرهم ائمتي ووسيلتي)،


(1) الحوادث الجامعة لابن الفوطي: ص 356، مستدرك الوسائل: ج 3 ص 472.

[ 83 ]

وأوصيت أن يجعل في فمي بعد الموت ليكون جواب الملكين عند المسألة في القبر انشاء الله تعالى) (2). وكلامه رحمه الله في حفر القبر لنفسه يقتضي أنه أوصى بحمله إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام ودفنه فيه كما ذكره ابن الفوطي، لكن في الحلة خارج البلد في آخر بساتين (الجامعين) مشهد يعرف بقبر (السيد علي بن طاووس) يزوره الناس، كما أن هناك مزارا بمقربة من بناية سجن الحلة المركزي الحالي تنسب إليه وبقربه من الجهة الخلفية مرقد ابن أخيه غياث الدين (3). ولا يخفى بعد هذه النسبة لو كانت الوفاة ببغداد. وقال بعضهم: انه دفن بالكاظمية فمن الممكن أنه نقل بعد دفنه في الحلة أو الكاظمية إلى النجف الأشرف، والأثر الموجود في الحلة هو موضع تربته كما اتفق ذلك للشريف الرضي رحمه الله. وإذا تحقق نقل رضي الدين إلى مشهد جده على قول ابن الفوطي، فالقبر الموجود في الحلة هو قبر ولده أبي القاسم رضي الدين علي بن طاووس المتحد مع أبيه اسما ولقبا وكنية وكان يلقب به في حياته (4). * * * إلى هنا نختتم الكلام حول المؤلف الجليل السيد علي بن طاووس، وفي الختام نحمد الله ونصلي على رسوله وأهل بيته الطاهرين.


(2) فلاح السائل: ص 5، 6، 68، 72. (3) فقهاء الفيحاء: ج 1 ص 148. (4) البابليات: ج 1 ص 66.

[ 84 ]

مصادر الترجمة كان المصدر الرئيسي لنا في هذه الترجمة كتاب (السيد علي آل طاووس) تأليف الشيخ محمد حسن آل ياسين، كما وقد استفدنا من مصادر أخرى من مؤلفات السيد المؤلف وغيرها، وإليك اسمائها: 1 – الاقبال، للمؤلف. 2 – أمل الآمل، للشيخ حر العاملي. 3 – الأنوار الساطعة للعلامة الطهراني. 4 – البابليات. 5 – بحار الأنوار. 6 – تاريخ الفخري لابن الطقطقي. 7 – تلخيص مجمع الآداب لابن الفوطي. 8 – تنقيح المقال للمامقاني. 9 – جامع الرواة للأردبيلي. 10 – جمال الأسبوع للمؤلف. 11 – الحوادث الجامعة لابن الفوطي. 12 – الذريعة للعلامة الطهراني. 13 – رياض العلماء. 14 – روضات الجنات، للخوانساري. 15 – ريحانة الأدب للخياباني. 16 – سعد السعود، للمؤلف. 17 – عمدة الطالب. 18 – فقهاء الفيحاء. 19 – فلاح السائل للمؤلف. 20 – الفوائد الرضوية للمحدث القمي. 21 – كشف المحجة، للمؤلف. 22 – الكنى والألقاب، للمحدث القمي. 23 – لؤلؤة البحرين. 24 – مستدرك الوسائل، للعلامة النوري. 25 – مصفى المقال، للعلامة الطهراني. 26 – معجم البلدان. 27 – المقابيس، للتستري. 28 – منتهى المقال. 29 – مهج الدعوات، للمؤلف. 30 – النجم الثاقب، للعلامة النوري. 31 – نقد الرجال، للتفريشي. 32 – اليقين، للمؤلف.


[ 85 ]

اليقين باختصاص مولانا علي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين


[ 86 ]

مقدمة المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم يقول مولانا، المولى الصاحب، المصنف الكبير، العالم العادل الفاضل الفقيه الكامل العلامة، النقيب الطاهر، ذو المناقب والمفاخر والفضائل والماثر، الزاهد العابد الورع المجاهد، رضي الدين ركن الإسلام والمسلمين، انموذج سلفه الطاهرين، جمال العارفين، افتخار السادة عمدة أهل بيت النبوة، مجد آل الرسول، شرف العترة الطاهرة، ذو الحسبين، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي: أحمد الله جل جلاله الذي سبق في علمه جل جلاله ما يجري حال عباده عليه، فبدأهم من الرحمة والجود بما لم تبلغ آمالهم إليه، وأمدهم جل جلاله بالنعم السابغة وعرفهم بلسان الحال ما في ذلك من حجته البالغة وقدرته الدامغة، وبعث إليهم العقول بالأنوار الساطعة والشموس الطالعة والبروق اللامعة، وعضدها بالأربعين من الجنود (1) ليدفع عن عبده الاربعين من جنود الجهل الموجود ويكون وقفا على طاعة المعبود. فاختار قوم نصرة العقل وجنوده والظفر بخلع سعوده، واستبصروا به عند ظلم الجهالة وتحصنوا به من الضلالة، ورأوا في مرآته ما احتمله حالهم من


(1) اشارة إلى ما في اصول الكافي: ج 1 ص 20، كتاب العقل والجهل، ح 14.

[ 87 ]

معرفة مالك الجلالة ومسالك صاحب الرسالة وظفروا بالسعادة فيما كان ويكون، * (أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون) * (2). واختبار قوم من رعايا الألباب مساعدة جنود الجهل رغبة في عاجل الداردار الفناء والذهاب، فزالت عنهم لذاتهم وحياتهم وكانت كالسراب * (يحسبه الظمان ماء حتى إذا جائه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب) * (3)، وانتهى أمرهم إلى دوام دار العذاب. وعرف جل جلاله من تشرف بتصديقه بنطق القرآن أن في عباده من يجحد الحق لعناده، مع علمه بالحجة والبرهان، في قوله جل جلاله – زيد كلامه المقدس شرفا وسموا -: * (وجحدوا واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا) * (4). وكشف جل جلاله بلفظ كتابه الواضح المبين جحود بعض أهل الذمة ما عرفوه من صدق خاتم النبيين، فقال جل جلاله: * (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جائهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين) * (5). وزاد جل جلاله في الكشف لقوم يؤمنون عمن عاين العذاب ووعد بالرجوع إلى الصواب، ثم يجحد ما عاين ويكفر بما آمن وهم يوقنون، في قوله جل جلاله: * (ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين، بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) * (6).


(2) سورة الاحقاف: الآية 16، وفي النسخ: يتقبل ويتجاوز. (3) سورة النور: الآية 39، وفي النسخ: فإذا جائه. (4) سورة النمل: الآية 14. (5) سورة البقرة: الآية 89. (6) سورة الأنعام: الآيات 27 و 28. (*)

[ 88 ]

وقال جل جلاله في وصف تبهت بعض عباده له بالكذب يوم يحاسبون في قوله جل جلاله: * (قالوا والله ربنا ما كنا مشركين أنظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون) * (7). وأظهر جل جلاله من مكابدتهم (8) للعيان في اليوم الموعود حيث لا ينفع فيه الجحود لما شهدت عليهم الجلود معروفا (9) لنا ما يبلغ بعضنا في مقابلة احسانه إلينا وتركيب الحجة علينا، * (وقالوا لجلودهم لم شهدتهم علينا) * (10). فهل بعد هذا التشريف والتكشيف شك عند من آمن بالله والقرآن الشريف، إن كشف الدلايل [ لا يمنع ] من الضلال الهائل ومن جحود رب العالمين ومخالفة سيد المرسلين، ويكفي عند أهل العقل والفضل ان الله جل جلاله كشف عن المعرفة بمقدس ذاته وصفاته بجميع ما اختص به من مقدوراته وكمال دلالاته. وما منع كمال ذلك الإيضاح والإفصاح المشاهد في ساعات الصباح والمساء من جحود كثير من ذوي الألباب لله جل جلاله وتعوضهم عنه جل جلاله بما اختاروه من الأصنام والأحجار والأخشاب، التي لا تنفع [ ولا تضر ] (12)، ولا يرضى بعبادتها لسان حل الدواب. فلا عجب إذا من جحود دلائل الله سبحانه (13) ونصوص رسوله صلى الله عليه وآله سيد المرسلين على مولانا علي بن أبي طالب بإمرة المؤمنين، فإن


(7) سورة الأنعام: الآيات 23 و 24. (8) م والمطبوع: مكايدتهم. (9) م: معرفا. وفي العبارة اغلاق ولعل المراد انه بين الله تعالى ما يصل إليه حالهم من جهتين: الأول – سماجتهم وعنادهم للحق الواضح بعد ظهوره بشهادة الأعضاء. الثاني – الحالة التي تحصل فيهم بعد بيان الله تعالى نعمه عليهم وتكميل حجته عليهم. (10) سورة فصلت: الآية 21. (11) و (12) الزيادتين من (م). (13) (م): جل جلاله.

[ 89 ]

المعاداة لأهل الفضل والعز والعلم والجاه مما جرت عليه عوائد الحاسدين والجاهلين، والذين يقلدون السواد الكثير وان لم يكونوا مهتدين. ومن وقف على أخبار الأمم الماضية والقرون الخالية عرف أن الضلال كان الأكثرون داخلين فيه، وان الأقل هم الذين ظفروا بطاعة الله جل جلاله ومراضيه. وقد صدق القرآن في كثير من الآيات: إن الهالك الأكثر وإن الناجي الأقل الأصبر، حتى قال جل جلاله في ذم الأكثر ممن ذكره من القرون: * (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) * (14). وأخبر جل جلاله أن الآيات والنذر لا تنفع مع قوم ينكرون في قوله جل جلاله: * (وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) * (15). وقال صاحب الرسالة النبوية في ضلال الأكثر من أمته فيما تظاهر من الأخبار: (إن أمته تفترق [ على ] (16) ثلاث وسبعين فرقة، واحدة [ منها ] (17) ناجية واثنان وسبعون في النار) (18). فصل وكان مولانا علي بن أبى طالب عليه السلام على صفات من الكمال يحسد مثله عليها، ومعاداة الرجال في الله جل جلاله يقتضي ما انتهت حاله إليها، حتى قيل في مدحه: بلغت في الفضل نهايات المدى * * * من ذا يضاهيك بما فيك كمل فلا عجيب حاسد فيك انزوى * * * غيظا ولا ذا قدم فيك تزل (19)


(14) سورة يوسف: الآية: 106. (15) سورة يونس: الآية 101. (16) و (17) الزيادتين من (ق). (18) بحار الأنوار: ج 28 ص 2 ب 1، باب افتراق الأمة. (19) الغدير: ج 4 ص 255، أورده هكذا: اين يحسدوك فلفرط عجزهم * * * في المشكلات ولما فيك كمل فما الوم حاسدا عنك انزوى * * * غيظا ولا ذا قدم فيك تزل

[ 90 ]

وأما معاداته عليه السلام في الله جل جلاله، وكان معه صلوات الله عليه كما كان مهيار معه – رحمة الله عليه – في مدحه له حيث قال: عاديت فيك الناس لم أحفل بهم * * * حيث رمونى عن يد ألا تشل عدلت أن ترضى وأن يسخط من * * * تقله الأرض على فاعتدل (20) وسوف نذكر ما رويته ورأيته في كتب الرواة والمصنفين والعلماء الماضين، برجال المخالفين الذين لا يتهمون فيما يروونه وينقلونه، من التعبير على مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام بأمير المؤمنين، مما لا يبقى شك فيه عمن وقف وعرفه من المصنفين، وقد سميته: (كتاب اليقين باختصاص مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام بإمرة المؤمنين). وقد سبقنا إلى ذكر تخصيصه ما أشرنا إليه خلق من أهل الاصطفاء، حتى مدح به على لسان الشعراء، فقال مهيار في قصيدته اللامية: سمعا أمير المؤمنين إنها * * * كناية غيرك فيها منتحل (21) وربما تكلمت (22) الأحاديث بتسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وبإمام المتقين وبسيد المسلمين وبيعسوب الدين، ما يكشف عنها عدد الأبواب في هذا الكتاب، لأنا نذكر في كل باب حديثا واحدا ومن أي كتاب نقل منه، وما نجده من مصنف أو راو أخذ ذلك عنه. وهي حجة على من رواها وبلغ حالها إليه، ولا ينفع جحودها الآن لمن


(20) الغدير: ج 4 ص 256، أورده هكذا: عاديت فيك الناس لم احفل بهم * * * حتى رموني عن يد إلا الاقل عدلت ان ترضى بأن يسخط من * * * تقله الأرض على فاعتدل (21) الغدير: ج 4 ص 253، أورده هكذا: سمعا أمير المؤمنين انها * * * كناية لم تك فيها منتحل (22) خ ل: تكملت.

[ 91 ]

صارت حجة عليه، والخصم فيها الله جل جلاله يوم القدوم عليه ومحمد صلوات الله عليه وآله. وهذا آن (23) الابتداء في الكتاب الذي كنا رتبناه في ذلك الباب من كتاب (الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة)، نحكي كل حديث بألفاظه ومعانيه ونجعل ما يليق به فيه. جعل الله جل جلاله ذلك موافقا لطاعته والتشريف بمقدس مراضيه. وهذا عدد أبواب (كتاب اليقين)، نذكرها أولا على التعيين ليعلم الناظر لها ما اشتمل الكتاب عليه فيقصد منه الموضع الذي يحتاج إليه انشاء الله تعالى (24). الباب الأول: فيما نذكره عن الحافظ أحمد بن مردويه المسمى ملك الحفاظ وطراز المحدثين، من كتاب المناقب الذي صنفه واعتمد عليه من تسمية جبرئيل عليه السلام لمولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام بحضرة سيد المرسلين بأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين. الباب الثاني: فيما نذكره من كتاب المناقب أيضا للحافظ أحمد بن مردويه في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وخاتم الوصيين وإمام الغر المحجلين. الباب الثالث: فيما رويناه بأسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه من كتاب المناقب ايضا في أمر النبي صلى الله عليه وآله أن يسلم على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين في حياته.


(23) م: أول. (24) لم نورد الفهرس في الطبعة الأولى لعدم عثورنا عليها في المخطوطات الثلاث التي كانت لدينا آنذاك. وفي الطبعة الثانية عثرنا على نسختي مكتبة المرعشي بقم ومكتبة مجلس الشورى بطهران وكانتا مشتملتان على الفهرس الذي وضعه السيد المؤلف رحمه الله فأوردناه هنا.

[ 92 ]

الباب الرابع: فيما رويناه بأسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه من كتاب المناقب أيضا في تسمية مولانا علي عليه السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين بشهادة أبي بكر وعمر. الباب الخامس: فيما رويناه أيضا بأسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه من كتاب المناقب الذي أشرنا إليه في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المرسلين وقائد الغر المحجلين بحضور عايشة. الباب السادس: فيما رويناه بأسانيدنا إلى الحافظ احمد بن مردويه من كتاب المناقب الذي أشرنا إليه في تسمية رسول الله صلى الله عليه وله لمولانا علي بن أبي طالب عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين وأولى الناس بالناس، بمحضر أم حبيب اخت معاوية بن أبي سفيان. الباب السابع: فيما رويناه أيضا من كتاب المناقب للحافظ أحمد بن مردويه في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وأولى الناب بالمؤمنين وقائد الغر المحجلين. الباب الثامن: فيما نذكره من تسمية النبي صلوات الله عليه لمولانا علي عليه السلام بسيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين من كتاب المناقب لإبن مردوية. الباب التاسع: فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بسيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين من كتاب المناقب لإبن مردوية. الباب التاسع: فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين من كتاب المناقب ايضا للحافظ ابن مردويه. الباب العاشر: فما نذكره من كتاب المناقب أيضا للحافظ ابن مردويه: أن النبي صلى الله عليه وآله قال عن مولانا علي عليه السلام (انه سيد المسلمين وخير الوصيين واولى الناس بالنبيين). الباب الحادي عشر: فيما نذكره من إشارة حذيفة بن اليمان (أن مولانا


[ 93 ]

عليا عليه السلام أمير المؤمنين حقا حقا. الباب الثاني عشر: فيما نذكره من زيادة حديث أبي ذر رضوان الله عليه بأن مولانا عليا صلوات الله عليه أمير المؤمنين حقا أمير المؤمنين، روينا ذلك بأسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه في كتاب المناقب أيضا. الباب الثالث عشر: فيما نذكره من حديث أبي ذر بطريق آخر فيه زيادة عن مولانا علي عليه السلام أنه أمير المؤمنين حقا حقا، سماه أبو ذر بذلك في حياة عمر. وفيه إشارة من أبي ذر رضوان الله عليه (أن هذه التسمية لمولانا على عليه السلام عن الله جل جلاله وعن رسوله صلوات الله عليه، وليست من تسمية الناس. الباب الرابع عشر: فيما نذكره من طريق آخر من أبي ذر رضى الله عنه بتسمية مولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين حقا أمير المؤمنين سماه أبو ذر بذلك في ولاية عثمان من كتاب المناقب للحافظ إبن مردويه أيضا. الباب الخامس عشر: فيما نذكره من تسمية جبرئيل عليه السلام لعلى علي بن أبى طالب عليه السلام بمناد ينادي من بطنان العرش: (هذا علي بن ابي طالب أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين إلى جنات رب العالمين، وأفلح من صدقه وخاب من كذبه). الباب السابع عشر: فيما نذكره من رواية عثمان بن أحمد بن السماك أن في اللوح المحفوظ تحت العرش: (علي بن أبي طالب أمير المؤمنين). الباب الثامن عشر: [ فيما نذكره ] من رواية عثمان بن السماك أيضا في تسمية مولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين حقا. الباب التاسع عشر: فيما نذكره من رواية أبي بكر الخوارزمي بتسمية جبرئيل عليه السلام مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين في حياة النبي صلى


[ 94 ]

الله عليه وآله. الباب العشرون: فيما نذكره عن موفق بن أحمد المكي الخوارزمي – أخطب خطباء خوارزم الذي مدحه محمد بن النجار وزكاه – من تسمية جبرئيل عليه السلام لعلي عليه السلام بأمير المؤمنين. الباب الحادى والعشرون: فيما نذكره عن الخوارزمي عن النبي صلى الله عليه وآله أن مناديا ينادي من بطنان العرش: (هذا علي بن أبي طالب وصي [ نبي ] رب العالمين وأمير المؤم نين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم). الباب الثاني والعشرون: فيما نذكره عن أحمد بن موفق المكي الخوارزمي – الذي أثنى عليه محمد بن النجار شيخ المحدثين ببغداد – من كتاب المناقب بتسمية الله جل جلاله لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد قبله وليست لأحد بعد. الباب الثالث والعشرون: فيما نذكره من موفق بن أحمد المكي الخوارزمي – الذي أثنى عليه شيخ المحدثين ببغداد – من كتاب المناقب بتسمية النبي صلى الله عليه وآله: (هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي اوتى منه). الباب الرابع والعشرون: فيما نذكره من حديث آخر عن الخوارزمي أن جبرئيل عليه السلام خاطب مولانا عليا عليه السلام: (أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، أنت سيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين). الباب الخامس والعشرون: فيما نذكره عن الحافظ موفق بن أحمد المكي أخطب خطباء خوارزم الذي أثنى عليه محمد بن النجار ومصنف خريدة القصر في فضلاء العصر من كتابه الذي أشرنا إليه أن الشمس سلمت على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين بأمر الله رب العالمين وبحضرة سيد المرسلين عن رجالهم برواية الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.


[ 95 ]

الباب السادس والعشرون: فيما نذكره ونرويه عن أخطب خطباء خوارزم عن أبي العلاء الهمداني في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. الباب السابع والعشرون: فيما نذكره من رواية الشيخ العالم أبي سعيد مسعود بن الناصر بن أبي زيد الحافظ السجستاني في كتاب (الولاية) عن النبي صلى الله عليه وآله: أوحى إلي في علي ثلاث: أنه أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين. الباب الثامن والعشرون: فيما نذكره من رواية القاضي الفاضل بفرغانة أبي نصر منصور بن محمد بن محمد الحربي في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين وأولى الناس بالناس. الباب التاسع والعشرون: فيما نذكره من رواية الحاكم بفرغانة أيضا ان رسول الله صلى الله عليه وآله سمى مولانا عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين. الباب الثلاثون: فيما نذكره من كتاب (ذكر منقبة المطهرين ومرتبة المطيبين أهل بيت محمد سيد الاولين والآخرين)، جمع الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الإصفهاني في تسمية مولانا علي عليه السلام في حياة سيد المرسلين أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي اوتى منه. الباب الحادي والثلاثون: فيما نذكره من رواية أبي الفتح محمد بن علي الكاتب الإصفهاني النطنزي في تسمية الله جل جلاله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين – وقد أثنى محمد بن النجار في تذييله على تاريخ الخطيب على هذا محمد بن علي الإصفهاني النظنزي فقال: (كان نادرة الفلك ويافعه


[ 96 ]

الدهر، فاق أهل زمانه في بعض فضائله) – من كتاب (كتاب الخصائص العلوية على جميع البرية والماثر العلوية لسيد الذرية). الباب الثاني والثلاثون: فيما نذكره من رواية الثقة الذي فاق اهل زمانه في بعض فضائله أبي الفتح محمد بن علي الإصفهاني النطنزي من كتابه الذي قدمنا ذكره بلفظه (ولقبه المصطفى صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين). الباب الثالث والثلاثون: فيما نذكره من رواية هذا الذي فاق أهل زمانه في بعض فضائله أبي الفتح محمد بن علي الإصفهاني النطنزي من كتابه الذي أشرنا إليه من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. الباب الرابع والثلاثون: فيما نذكره من رواية هذا الذي فاق أهل زمانه في بعض فضائله أبى الفتح محمد بن علي الكاتب النطنزي من كتابه الذي اعتمد عليه بطريق آخر أن رسول الله صلى الله عليه وآله سمى مولانا عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين وأمير الغر المحجلين. الباب الخامس والثلاثون: فيما نذكره من (الجزء من فضائل مولانا علي عليه السلام) جمع أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة – الذي زكاه الخطيب في تاريخه وبالغ في الثناء عليه – من تسمية مناد من بطنان العرش: (هذا علي بن أبي طالب وصي رسول الله رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم). الباب السادس والثلاثون: فيما نذكره عن أبي العباس أحمد بن عقدة الحافظ ايضا في تفسير قوله جل جلاله * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) * باسمه تسمون أمير المؤمنين. الباب السابع والثلاثون: فيما نرويه ونذكره عن الحافظ أبي العباس أحمد بن عقدة فيما ذكره في كتابه الذي سماه (حديث الولاية) أن النبي صلى الله


[ 97 ]

عليه وآله قال: اوحى إلى في علي أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين. الباب الثامن والثلاثون: فيما نذكره عن الحافظ ملك المحدثين أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الأنصاري ثم الجبائي، في قول رسول الله صلى الله عليه وآله (هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبه علمي وبابي الذي اوتي منه والوصي على الأموات من أهل بيتي). الباب التاسع والثلاثون: فيما نذكره عن النبي صلى الله عليه وآله من تسمية علي عليه السلام أمير المؤمنين وخير الوصيين وأقدم الناس سلما وأكثر الناس علما برواية القاضي علي بن محمد القزويني. الباب الأربعون: فيما نذكره أيضا من كتاب القزويني في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. الباب الحادي والأربعون: فيما نذكره من كتاب القزويني أيضا في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. الباب الثاني والأربعون: فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين سماه سيد المرسلين برجال الجمهور. الباب الرابع والأربعون: فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين في حياة سيد المرسلين صلى الله عليهم أجمعين. رينا ذلك من كتاب (المعرفة) تأليف أبي إسحاق إبراهيم الثقفي. الباب الخامس والأربعون: فيما نذكره عن إبراهيم الثقفي أيضا من كتاب (المعرفة) بتسمية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير الغر المحجلين. الباب السادس والأربعون: فيما نذكره من كتاب المعرفة أيضا


[ 98 ]

للثقفي الإصفهاني في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. الباب السابع والأربعون: فيما نذكره أيضا من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الإصفهاني في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين وأمير الغر المحجلين. الباب الثامن والأربعون: فيما نذكره أيضا من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الإصفهاني من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين. سماه بن رسول رب العالمين صلوات الله عليه وآله. الباب التاسع والأربعون: فيما نذكره ايضا من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الإصفهاني في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين سماه به النبي صلى الله عليه وآله. الباب الخمسون: فيما نذكره ايضا من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الإصفهاني في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين في حياة النبي صلى الله عليه وآله. الباب الحادي والخمسون: فيما نذكره من كتاب (المعرفة) ايضا لابراهيم الثقفي الاصفهاني من تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير الغر المحجلين، يقعده الله غدا يوم القيامة على الصراط. الباب الثاني والخمسون: فيما نذكره من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الإصفهاني في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير الغر المحجلين. الباب الثالث والخمسون بعد المائة: فيما نذكره أيضا من كتاب (المعرفة) للثقفي الإصفهاني أن النبي صلى الله عليه وآله أمرهم أن يسلموا على


[ 99 ]

علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. قال: رسول الله، وأنت حي ؟ قال: وأنا حي. الباب الرابع والخمسون: فيما نذكره من كتاب المعرفة للثقفي الإصفهاني أيضا في أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم على علي عليه السلام بأمير المؤمنين الباب الخامس والخمسون: فيما نذكره من كتاب المعرفة أيضا من أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم على علي عليه السلام بأمير المؤمنين. الباب السادس والخمسون: فيما نذكره من كتاب المعرفة أيضا من أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرهم أن يسلموا على مولانا على عليه السلام بإمرة المؤمنين. الباب السابع والخمسون: فيما نذكره من كتاب (التنزيل في النص على أمير المؤمنين عليه السلام)، تأليف الكاتب الثقة محمد بن أحمد بن أبي الثلج – وقد مدحه النجاشي في كتاب الفهرست فأثنى عليه – في تسمية النبي صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام إمام المتقين وسيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وقائد الغر المحجلين. الباب الثامن والخمسون: فيما نذكره من كتاب الكاتب الثقة أبي بكر محمد بن أبى الثلج في قوله الله عز وجل: (رضيت لكم الإسلام دينا) بعلي أمير المؤمنين. الباب التاسع والخمسون: فيما نذكره م كتاب (التنزيل) تأليف الكاتب الثقة محمد بن أبي الثلج في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. الباب الستون: فيما نذكره من كتاب (التنزيل) تأليف الكاتب الثقة محمد بن أبي الثلج في أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين.


[ 100 ]

الباب الحادي والستون: فيما نذكره من كتاب (المناقب لأهل البيت عليهم السلام) تأليف محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ من تسمية ذي الفقار لعلي عليه السلام بأمير المؤمنين. الباب الثاني والستون: فيما نذكره عن أبي جعفر إبن جرير الطبري برجالهم في تسمية علي عليه السلام يوم القيامة بأمير المؤمنين الباب الثالث والستون: فيما نذكره عن أبي جعفر إبن جرير الطبري برواية رجالهم أن جبرئيل عليه السلام خاطب عليا عليه السلام في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسماه أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين. الباب الرابع والستون: فيما نذكره من كتاب أسماء مولانا علي صلوات الله عليه جل جلاله عهد إلى النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام أنه أمير المؤمنين وسيد الوصيين وأولى الناس بالناس والكلمة التي ألزمها أهل التقوى. الباب الخامس والستون: فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب (الدلائل) تأليف الشيخ الثقة أبي جعفر محمد بن جرير الطبري بتقديم تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. الباب السادس والستون: فيما نذكره من كتاب (الدلائل) من الجزء الأول برواية أبي جعفر محمد بن جرير الطبري بما يقتضي أن عليا عليه السلام كان يسمى في حياة النبي صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين. الباب السابع والستون: فيما نذكره من كتاب (الدلائل) لمحمد بن جرير الطبري في تسمية جبرئيل عليه السلام مولانا عليا عليه السلام في حياة النبي صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين وسيد الوصيين. الباب الثامن والستون: فيما نذكره من كتاب (الإمامة) من الأخبار والروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن الصحابة والتابعين بالأسانيد


[ 101 ]

الصحاح في أن الله تعالى بعث جبرئيل أن يشهد لعلى عليه السلام بالولاية في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ويسميه أمير المؤمنين. الباب التاسع والستون: فيما نذكره من أحاديث آخر من كتاب (الامامة) بالأسانيد الصحاح من ثلاثة طرق في أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أن يسلم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. الباب السبعون: فيما نذكره من كتاب (الامامة) من الأخبار والروايات بالأسانيد الصحاح في أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. الباب الحادي والسبعون: فيما نذكره من كتاب (الامامة) بالأسانيد الصحاح في أن عليا عليه السلام سمى بأمير المؤمنى عند ابتداء الخلق. الباب الثاني والسبعون: فيما نذكره من كتاب (الامامة) بالأسانيد الصحاح في شهادة ملكين بأن عليا عليه السلام أمير المؤمنين عند خلق العرش. الباب الثالث والسبعون: فيما نذكره من كتاب (الإمامة) بالأسانيد الصحاح أن حول العرش كتاب فيه (إني أنا الله لا إله إلا أنا، محمد رسول الله، علي أمير المؤمين). الباب الرابع والسبعون: فيما نذكره من كتاب (الإمامة) المذكور بالأسانيد الصحاح أن على العرش مكتوب: (محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين). الباب الخامس والسبعون: فيما نذكره من كتاب (الإمامة) المذكور بالأسانيد الصحاح في تسمية علي عليه السلام أمير المؤمنين عند ابتداء الخلائق. الباب السادس والسبعون: فيما نذكره بأسانيد رجال الأربعة المذاهب قول النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام (أنت أمير


[ 102 ]

المؤمنين وإمام المتقين وسيد الوصيين ووارث علم النبيين وخير الصديقين وأفضل السابقين وخليفة خير المرسلين ومولى المؤمنين). الباب السابع والسبعون: فيما نذكره بطريقهم وهو الحديث السادس عشر من جملة (المائة حديث) في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين. الباب الثامن والسبعون: فيما نذكره من (المائة حديث) بطريقهم، وهو الحديث الرابع والعشرون بأن الله جل جلاله كتب على الكرسي والعرش والفلك: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين)، وأن الله تعالى جعل عليا عليه السلام أمير المؤمنين وإمام المسلمين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين وحجته على الخلق أجمعين. الباب التاسع والسبعون: فيما نذكره برجالهم وهو الحديث السادس والعشرون في تسليم النبي صلى الله عليه وآله على علي عليه السلام بأمير المؤمنين وتسمية جبرئيل عليه السلام [ له ] بأمير المؤمنين وتسمية الله جل جلاله [ له ] في السماء بأمير المؤمنين. الباب الثمانون: فيما نذكره من (المائة حديث) وهو الثاني والثلاثون، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين وقائد الغر المحجلين. الباب الحادي والثمانون: فيما نذكره من (المائة حديث) بطريقهم وهو الحديث الحادي والأربعون من تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام سيد الوصيين وأخو رسول الله رب العالمين وخليفته على الناس أجمعين. الباب الثاني والثمانون: فيما نذكره من المائة حديث) بطريقهم وهو الحديث الثالث والأربعون في تسمية النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين.


[ 103 ]

الباب الثالث والثمانون: فيما نذكر من المائة حديث برجالهم وهو الستون في تسمية جبرئيل عليه السلام لعلي عليه السلام بأمير المؤمنين. الباب الرابع والثمانون: فيما نذكره من (المائة حديث) برجالهم وهو الحديث التاسع والستون في تسمية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين. الباب الخامس والثمانون: فيما نذكره من (المائة حديث) بطريقهم وهو الحديث الحادي والثمانون في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد الوصيين ومولى المسلمين. الباب السادس والثمانون: فيما نذكره من (المائة حديث) بطريقهم وهو الحديث السادس والتسعون في تسمية جبرئيل عليه السلام لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. الباب السابع والثمانون: فيما نذكره من روايتهم في كتاب (الأربعين) وأصله في خزانة النظامية العتيقة وعليه ما هذا لفظه: (جمعها الشيخ العالم الصالح أبو عبد الله محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي ورواها عن الرجل الثقات) مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام في إقرار اليهود أن عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد الوصيين وحجة الله في أرضه لمعجزة اقترنت بذلك. الباب الثامن والثمانون: فيما نذكره من روايتهم في كتاب (الأربعين) من إطلاق الله جل جلاله للسبع في مخاطبة مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وخير الوصيين ووارث علم النبيين ومفرق بين الحق والباطل وهو من معجزات سيد الوصيين. الباب التاسع والثمانون: فيما نذكره من كتاب (الأربعون) جمع الشيخ العالم محمد بن ابن مسلم بن أبي الفوارس الرازي المشار إليه وذكر أنه رواها عن الثقات وأهل الورع والديانات. وهذا الكتاب أصله وجدناه


[ 104 ]

بالنظامية العتيقة ببغداد كما أشرنا إليه. نذكر منه ما يختص بتسمية رسول الله صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام أمير المؤمنين. وهذا الحديث الثاني عشر من الأصل وفيه رجال من المخالفين. الباب التسعون: فيما نذكره عن العالم محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس المذكور من كتابه الذي أصله وجدناه بالنظامية العتيقة، وفيه تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وهو الحديث السادس والعشرون. الباب الحادي والتسعون: فيما نذكره عن الشيخ العالم محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس من حديثه وتسمية سعد بن أبي وقاص – بما يفهم به أنه في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله – لعلي عليه السلام بأمير المؤمنين وهو الحديث السابع والعشرون. الباب الثاني والتسعون: فيما نذكره من كتاب الأربعين المذكور وهو الحديث الرابع والثلاثون مما رواه من تسليم ادراج على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. الباب الثالث والتسعون: فيما نذكره من كتاب (الأربعين) رواه الملقب منتجب الدين محمد بن أبى الفوارس الرازي الذى ذكرنا من كلام جمل لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وخير الوصيين. الباب الرابع والتسعون: فيما نذكره عن جابر بن عبد الله الأنصاري برواية الملقب منتجب الدين محمد بن أبي مسلم الرازي وتسميته لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين ومحنة المنافقين وبوار سيفة على القاسطين والناكثين والمارقين. الباب الخامس والتسعون: فيما نذكره من الرواية عن رجالهم في كتاب (المعرفة) تأليف أبي سعيد عباد بن يعقوب الرواجني من أمر النبي صلى الله عليه وآله لهم بالتسليم على علي عليه السلام بإمرة المومنين. الباب السادس والتسعون: فيما نذكره من كتاب (المعرفة) تأليف


[ 105 ]

عباد بن يعقوب الرواجني برجالهم في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين. الباب السابع والتسعون: فيما نذكره من كتاب (المعرفة) تأليف عباد بن يعقوب الموصوف بأنه من رجاله الأربعة المذاهب، مما رواه عن النبي صلى الله عليه وآله أن أهل السماوات يسمون عليا عليه السلام أمير المؤمنين. الباب الثامن والتسعون: فيما نذكره من كتاب (تأويل ما نزل من الشيخ العالم محمد بن العباس بن علي بن مروان في تسمية النبي صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين. الباب التاسع والتسعون: فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان من كتابه الذي اشرنا إليه في تفسير قوله عز وجله * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) * قال: وعلي أمير المؤمنين. الباب المائة: فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان من كتابه أيضا في تسمية علي عليه السلام أمير المؤمنين من تفسير الآية المقدم ذكرها. الباب الحادي بعد المائة: فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان من كتابه الذي ذكرناه في تسمية علي عليه السلام أمير المؤمنين بطريق آخر عند تفسير الآية المقدم ذكرها. الباب الثاني بعد المائة: فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان أيضا من كتابه الذي ذكرناه في تفسير قوله عز وجل * (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون) * في أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم على علي عليه السلام بأمير المؤمنين. الباب الثالث بعد المائة: فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان


[ 106 ]

من كتابه المشار إليه في تفسير هذه الآية المقدم ذكرها في تسمية علي عليه السلام بأمير المؤمنين لما أمرهم النبي صلى الله عليه وآله بالسلام عليه. الباب الرابع بعد المائة: فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان الثقة من كتابه المقدم ذكره في تسمية جبرئيل وبعض أنبيائه جل جلاله عليا عليه السلام أمير المؤمنين وقائد المحجلين وسيد المسلمين من تفسير سورة * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) *. الباب الخامس بعد المائة: فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان الثقة من كتابه فيما نزل من القرآن في النبي وآله صلى الله عليهم الذي أشرنا إليه من تفسير * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) * في أخذ عهود الانبياء بالوحدانية والرسالة المحمدية وأن عليا عليه السلام امير المؤمنين وسيد الوصيين. الباب السادس بعد المائة: فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان من كتابه الذي قدمنا ذكره من التسمية لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. الباب السابع بعد المائة: فيما نذكره من المجلد الثاني من كتاب (ما نزل من القرآن في النبي وآله صلى الله عليهم) تأليف محمد بن العباس بن مروان الثقة في تسمية الله جل جلاله لعلي عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأولى الناس بالناس والكلمة التي ألزمتها المتقين من تفسير قوله عز وجل * (وألزمهم كلمة التقوى) *. الباب الثامن من المائة: فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان الثقة من كتابه المذكور في تسمية الله جل جلاله لعلي عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم، من تفسير قوله عز وجل * (ثم دنى فتدلى).


[ 107 ]

الباب التاسع بعد المائة: فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان الثقة أن النبي صلى الله عليه وآله عرف أصحابه أمير المؤمنين عليه السلام في تفسير بعض سورة التحريم. الباب العاشر بعد المائة: فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان المذكور من تفسير قوله جل وعز جلاله * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا) * من كتابه الذي أشرنا إليه في تسمية مولانا أمير المؤمنين. الباب الحادي عشر بعد المائة: فيما نذكره من كتاب (مطالب السؤال في مناقب آل الرسول) تأليف العلامة في زمانه المعظم في شأنه محمد بن طلحة الحلبي من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. الباب الثاني عشر بعد المائة: فيما نذكره من كتاب (الحلية) لأبي نعيم الحافظ عند ترجمة إسم علي بن أبي طالب عليه السلام، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. الباب الثالث عشر بعد المائة: فيما نذكره من الرواية بتسمية مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين مما ذكره الحسين بن سعيد الأهوازي المجمع على عدالته وثقته عند أهل ملته في كتابه المسمى (كتاب البهار). الباب الرابع عشر بعد المائة: فيما نذكره من رواية الحسين بن سعيد بتسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام بأمير المؤمنين برجالهم. الباب الخامس عشر بعد المائة: فيما نذكره أيضا عن الحسين بن سعيد من كتاب (البهار)، بموافقة بريدة لأبي بكر وإذكاره بما سمع من رسول رب العالمين من أمره لهم بالتسليم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. الباب السادس عشر بعد المائة: فيما نذكره عن الحسين بن سعيد من كتابه (كتاب البهار) في إذكار أسامة بن زيد لأبي بكر بأمر رسول الله صلى


[ 108 ]

الله عليه وآله لهم أن يسلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. الباب السابع عشر بعد المائة: فيما نذكره عن الحسين بن سعيد الثقة المجمع عليه من كتاب (البهار) يتضمن أمر رسول الله صلى الله عليه وآله لجماعة من الصحابة بالتسليم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. الباب الثامن عشر بعد المائة: فيما نذكره من رواية إسماعيل بن أحمد البستي من علمائهم وأعيان رجالهم من كتابه الذي سماه (فضائل علي بن أبي طالب ومراتب أمير المؤمنين عليه السلام)، في تسمية جبرئيل عليه السلام لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين وإمام المتقين. الباب التاسع عشر بعد المائة: فيما نذكره ايضا من رواية إسماعيل بن أحمد البستي (فضائل علي عليه السلام) في أمر النبي صلى الله عليه وآله أصحابه أن يسلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. الباب العشرون بعد المائة: فيما نذكره من كتاب لبعض علمائهم صنفه برجالهم في فضائل علي عليه السلام نذكر منه ما يختص بتسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. الباب الحادي والعشرون بعد المائة: فيما نذكره عن كتاب أحمد بن محمد الطبري من كتابه الذي أشرنا إليه في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين ووصي [ رسول ] رب العالمين. الباب الثاني والعشرون بعد المائة: فيما نذكره عن أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي المقدم ذكره من كتابه المشار إليه في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين في حياة النبي صلى الله عليه وآله وأمرهم بالتسليم عليه بذلك. الباب الثالث والعشرون بعد المائة: فيما نذكره عن أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي من كتابه الذي أشرنا إليه في أهل السماوات


[ 109 ]

يسمون عليا عليه السلام أمير المؤمنين. الباب الرابع والعشرون بعد المائة: فيما نذكره عن هذا أحمد بن محمد الطبري من كتابه برجالهم في حديث الخمس رايات وذكر تسمية مولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. الباب الخامس والعشرون بعد المائة: فيما نذكره عن هذا أحمد بن محمد الطبري من كتابه المقدم ذكره في تسمية سيد المرسلين صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي اوتي منه والوصي على الأموات من أهل بيتي والخليفة على الأحياء من امتي. الباب السادس والعشرون بعد المائة: فيما نذكره عن هذا أحمد بن محمد الطبري المعرف بالخليلي من رواتهم ورجالهم فيما رواه من إنكار إثني عشر نفسا على أبي بكر بصريح مثالهم عقيب ولايته على المسلمين، وأذكره بعضهم بما عرف من رسول الله صلى الله عليه وآله أن عليا عليه السلام أمير المؤمنين. الباب السابع والعشرون بعد المائة: فيما نذكره عن هذا أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي من روايته للكتاب الذي أشرنا بذكره إليه في حديث يوم الغدير وتسمية مولانا علي عليه السلام فيه مرارا بلفظ أمير المؤمنين نرويه برجالهم الذين ينقلون لهم ما ينقلونه من حرامهم وحلالهم، والدرك فيما نذكره عليهم. وفيه ذكر المهدي عليه السلام وتعظيم دولته. الباب الثامن والعشرون بعد المائة: فيما نذكره من كتاب (الرسالة الموضحة) تأليف المظفر بن جعفر بن الحسين في أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم على مولانا علي عليه السلام بامرة المؤمنين في حياة سيد المرسلين وهو ممن يروي عنه محمد بن جرير الطبري. ننقل ذلك من خط مصنفه من الخزانة العتيقة بالنظامية ببغداد. الباب التاسع والعشرون بعد المائة: فيما نذكره عن المظفر بن


[ 110 ]

جعفر بن الحسن المذكور من كتابه الذي أشرنا إليه بالخزانة العتيقة بالنظامية من حديث الخمس رايات وتسمية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين صلوات الله عليهم أجمعين. الباب الثلاثون بعد المائة: فيما نذكره عن المظفر بن جعفر بن الحسن من كتابه بخطه في النظامية العتيقة ببغداد وتسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين. الباب الحادي والثلاثون بعد المائة: فيما نذكره عن المظفر بن جعفر بن الحسن من كتابه بخطه بالنظامية العتيقة ببغداد وتسمية رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي اوتي منه. الباب الثاني والثلاثون بعد المائة: فيما نذكره عن المظفر بن جعفر بن الحسن من كتابه بخطه من النظامية العتيقة كما قدمناه وهو حديث يوم الغدير على نحو ما قدمناه عن أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي. نذكر منه الأسناد بلفظه لأجل اختلاف روايته ونقتصر على ما لابد منه من ذكر لفظ التسمية لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وإمامهم وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين. الباب الثالث والثلاثون بعد المائة: فيما نذكره ونرويه من كتاب (الاستبصار في النص على الائمة الأطهار) تأليف الفقيه الفاضل محمد بن علي بن عثمان الكراجكي وجدنا فيه حديثا واحدا قد رواه من طريق العامة فنذكره عنه في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام سيد الوصيين وأمير المؤمنين وأخو رسول رب العالمين وخليفته على الناس أجمعين. الباب الرابع والثلاثون بعد المائة: فيما نذكره من حديث البساط


[ 111 ]

وأهل الكهف، رويناه من عدة طرق ورأينا من طريقهم وتصانيفهم في مواضع من جماعة ويزيد بعض الرواة على بعض. ونحن نذكر الآن ما رأيناه في نسخة فيها ذكر أسماء علي صلوات الله عليه. اول خطبة النسخة: (الحمد لله المستحق الحمد بآلائه المستوجب للشكر على نعمائه). وفيها تسمية مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. الباب الخامس والثلاثون بعد المائة: فيما نذكره من رواية الخليفة الناصر من بني العباس رضوان الله عليه في كتاب يشتمل على فضائل للعباس وفضائل لمولانا علي عليه السلام وفيها تسميته بأمير المؤمنين في اللوح المحفوظ. الباب السادس والثلاثون بعد المائة: فيما نرويه ايضا عن السيد النسابة فخار بن معد الموسوي عن الخليفة الناصر رضوان الله عليه في كتابه الذي أشرنا إليه في تسمية علي عليه السلام عند ابتداء الخلائق أمير المؤمنين. الباب السابع والثلاثون بعد المائة: فيما نذكره بأسنادنا إلى الخليفة الناصر رضى الله عنه من كتابه المشار إليه في تسمية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وآله مولانا عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين. الباب الثامن والثلاثون بعد المائة: فيما نذكره من الكتاب المسمى (حجة التفصيل وشرح حذيفة بن اليمان) تسمية مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين في زمان صابح الرسالة صلوات الله عليه وإليه زيادة في التفصيل. الباب التاسع والثلاثون بعد المائة: فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين من رواية أبي عمر محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي من طريق الجمهور. الباب الأربعون بعد المائة: فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وخير الوصيين. وجدناه في كتاب (نهج النجاة في فضائل أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين من ذريته صلوات الله عليهم أجمعين) تأليف الحسين بن محمد بن الحسن بن نصر الحلواني.


[ 112 ]

الباب الحادي والأربعون بعد المائة: فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين عن ديك في السماء ليلة الأسرى. رأيت ذلك في جزء فيه إثنى عشر حديثا في فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، تخريج الشيخ الفاضل أبي الحسن علي بن الحسن بن علي بن عمار. الباب الثاني والأربعون بعد المائة: فيما نذكره من تسمية الله جل جلاله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. الباب الثالث والأربعون بعد المائة: فيما نذكره من حديث السبع الذي قدمنا ذكره وتسليمه على مولانا علي عليه عليه السلام بأمير المؤمنين. رأيناه بروايتهم في أربعين حديثا وهو في هذه الرواية الحديث الأربعون برواية الملقب منتجب الدين. الباب الرابع والأربعون بعد المائة: فيما نذكره برجالهم من كلام جمل لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمين وخير الوصيين من كتاب (الأربعون) برواية الملقب منتجب الدين محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس. الباب الخامس والأربعون بعد المائة: فيما نذكره لما رواه عن رسول الله صلى الله عليه وآله من تسليم السبعين ملكا على قبره الشريف وقبر أمير المؤمنين صلوات الله عليهما وجدته قد رواه الملقب منتجب الدين محمد بن أبي مسلم في أربعين حديثا اختارها وهو في روايته الحديث السابع. الباب السادس والأربعون بعد المائة: فيما نذكره من حديث الصخرة الذي قدمناه عن اليهود وشهادتهم أنه أمير المؤمنين وسيد الوصيين وحجة الله في أرضه بأسناد هذا الحديث عن الملقب منتجب الدين أبي عبد الله محمد بن أبي الرازي بماردين في جامعها. الباب السابع والأربعون بعد المائة: فيما نذكره من حديث تسليم الدراج على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين برواية اخرى برجالهم رأيناه


[ 113 ]

في الأربعين حديثا التي ذكرها الملقب منتجب الدين أيضا. الباب الثامن والأربعون بعد المائة: فيما نذكره من قضايا مولانا علي عليه السلام رواية أبي الحسن بكر بن محمد الشامي من شهادة بعض النبيين بأن عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد الوصيين. الباب التاسع والأربعون بعد المائة: فيما نذكره من أمر النبي صلى الله عليه وآله لمن حضره من الصحابة بالتسليم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين بغير الطرق التي ذكرنا فيما تقدم. الباب الخمسون بعد المائة: فيما نذكره من كتاب أسماء مولانا علي عليه السلام) في حديث الخمس رايات وتسمية النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام بأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين. الباب الحادي والخمسون بعد المائة: فيما نذكره في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين من تفسير الحافظ محمد بن مؤمن النيشابوري في تفسير قوله تعالى * (عم يتسائلون عن النبإ العظيم الذي هم فيه مختلفون) *. الباب الثاني والخمسون بعد المائة: فيما نذكره أيضا من كتاب تفسير الحافظ محمد بن مؤمن المذكور في تفسير عند ذكر قوله تعالى * (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) * وتسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. الباب الثالث والخمسون بعد المائة: فيما نذكره من رواية الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي المذكور في تسمية علي عليه السلام أمير المؤمنين. الباب الرابع والخمسون بعد المائة: فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين من الكتاب العتيق الذي فيه خطبته عليه السلام القاصعة، تاريخه ثمان ومائتين. الباب الخامس والخمسون بعد المائة: [ فيما نذكره ] من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين بلسان حيوان الماء، ومما رواه الشريف


[ 114 ]

الجليل أبو يعلي محمد بن الشريف أبي القاسم حسين الأقسامي برواية الجمهور في تفسير قصيدة الشاعر محمد بن عبيد الله المخزومي المعروف بالسلامي التي مدح بها مولانا عليا عليه السلام وزاره بها. الباب السادس والخمسون بعد المائة: فيما نذكره من تفسير قصيدة السلامي من النسخة المقدم ذكره بتسليم الذئب على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. الباب السابع والخمسون بعد المائة: فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين حقا حقا على لسان العلماء والأخبار من بني اسرائيل برواية الأعمش عن جابر بن عبد الله الأنصاري. الباب الثامن والخمسون بعد المائة: فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام عن رب العالمين بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين ووارث النبيين ووصي رسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين من شيعته وأهل ولايته إلى جنات النعيم بأمر رب العالمين مما ريناه عن أبي جعفر ابن بابويه برجال المخالفين. الباب التاسع والخمسون بعد المائة: فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين في حياة المرسلين برجال المخالفين. الباب الستون بعد المائة: فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين من الكتاب العتيق المذكور. الباب الحادي والستون بعد المائة: فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وخاتم الوصيين وإمام الغر المحجلين من الكتاب العتيق المشار إليه. الباب الثاني والستون بعد المائة: فيما نذكره في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين ننقله من نسخة فيها ذكر أسماء علي صلوات الله عليه.


[ 115 ]

الثالث والستون بعد المائة: فيما نذكره من الكتاب المسمى (كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب) تأليف محدث الشام صدر الحفاظ محمد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي من الباب السادس منه في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام أمير المؤمنين وامام الغر المحجلين. الباب الرابع والستون بعد المائة: فيما نذكره من (كفاية الطالب) الذي قدمنا ذكره فيما ذكره في الباب الثاني والأربعين في تسمية مناد من بطنان العرش لمولانا علي عليه السلام أنه وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم. الباب الخامس والستون بعد المائة: فيما نذكره من كتاب (كفاية الطالب) أيضا الذي أشرنا إليه فيما ذكره في الباب الرابع والخمسين منه في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. الباب السادس والستون بعد المائة: فيما نذكره من كتاب (كفاية الطالب) الذي أشرنا إليه فيما ذكره في الباب التاسع والثمانين منه في تسمية جبرئيل عليه السلام لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين. الباب السابع والستون بعد المائة: فيما نذكره من جزء فيه أخبار ملاح منتقاة من نسخة عتيقة في تسمية جبرئيل عليه السلام لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين. الباب الثامن والستون بعد المائة: من جزء عليه رواية أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي في تسمية مناد من بطن العرش لمولانا علي عليه السلام أنه وصي رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين. الباب التاسع والستون بعد المائة: فيما نذكره من جزء عتيق عليه


[ 116 ]

مكتوب: (في هذا الجزء حديث الرايات وخطبة أبي بن كعب) وعليه سماع تاريخه (في جمادي الآخرة سنة اثنين واربعمائة) في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله وآله لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين. الباب السبعون بعد المائة: فيما نذكره من الجزء الذي فيه حديث الرايات الذي أشرنا إليه، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بسيد الصديقين وأفضل المتقين وأطوع الأمة لرب العالمين وأمره بالتسليم عليه بخلافة المؤمنين. الباب الحادي والسبعون بعد المائة: فيما نذكره من الجزء الذي فيه حديث الرايات المذكور في أمر النبي صلى الله عليه وآله للصحابة بالتسليم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين، نذكره من حديث المنكرين على أبي بكر خلافته وقد تقدم ذكره بغير هذا الأسناد ونذكره منه ما يليق بهذا الكتاب. الباب الثاني والسبعون بعد المائة: فيما نذكره من جزء في المجلدة المذكورة عليه من فضائل أمير المؤمنين رواية جعفر بن الحسين بن جعفر بن عدلوية في تسمية بعض اليهود لمولانا علي عليه السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين. الباب الثالث والسبعون بعد المائة: فيما نذكره من جزء فيه أخبار ملاح منتقاة من نسخة عتيقة، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمن وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين. الباب الرابع والسبعون بعد المائة: فيما نذكره من أمر النبي صلى الله عليه وآله من حضر من صحابته بالتسليم على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين من كتاب (الأنوار)، تأليف الصاحب الفاضل اسماعيل بن عباد. الباب الخامس والسبعون بعد المائة: فيما نذكره من تخصيص مولانا علي عليه السلام بسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم وقسيم النار والوصي، فيما صنفه عبد الله بن


[ 117 ]

أحمد بن أحمد بن الخشاب في كتابه المسمى (مواليد ووفيات أهل البيت عليهم السلام واين دفنوا). الباب السادس والسبعون بعد المائة: فيما نذكره من قول النبي صلى الله عليه وآله: (ما أنزل الله عز وجل آية * (يا أيها الذين آمنوا) * إلا وعلي عليه السلام رأسها وأميرها) من كتاب نادرة الفلك محمد بن علي الطبري. الباب السابع والسبعون بعد المائة: فيما نذكره من كتاب (المناقب) تأليف موفق بن أحمد المكي الخوارزمي، وقد قدمنا الثناء عليه، فيما رواه عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: ما أنزل الله آية فيها * (يا أيها الذين آمنوا) * إلا وعلي رأسها وأميرها، بروايته عن أبي العلاء الحافظ المتفق على أمانته وعدالته. الباب الثامن والسبعون بعد المائة: فيما نذكره من كتاب (كفاية الطالب) الذي قدمنا ذكره من الباب الخامس والأربعون فيما أوحى الله إلى النبي صلى الله عليه وآله في علي أنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. الباب التاسع والسبعون بعد المائة: فيما نذكره من كتاب (الأربعين) رواية السعيد فضل الله بن علي الراوندي، وفي أسناده من رجال الجمهور في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي صلوات الله عليه أنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين. الباب الثمانون بعد المائة: فيما نذكره من تسمية الله جل جلاله بالوحي إلى النبي صلى الله عليه وآله ليلة الأسراء بتسمية مولانا علي عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. ننقله من كتاب (الخصايص العلوية) تأليف محمد بن علي النطنزي لأنه من أفضل علمائهم ورواتهم للأحاديث النبوية. الباب الحادي والثمانون بعد المائة: فيما نذكره عن الحافظ محمد بن


[ 118 ]

علي الكاتب المعروف بالنطنزي من كتاب الخصائص بطريق آخر من رجالهم أن عليا سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. الباب الثاني والثمانون بعد المائة: فيما نذكره عن الحافظ المذكور محمد بن علي الكاتب المعروف بالنطنزي المعتمد عليه من كتابه (كتاب الخصائص) المشار إليه في أن عليا عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين. الباب الثالث والثمانون بعد المائة: فيما رواه عثمان بن عبد الله المعروف بأبي عمرو السماك عن النبي صلى الله عليه وآله في كتاب له في فضائل علي عليه السلام أن عليا عليه السلام خير الوصيين وأمير الغر المحجلين. الباب الرابع والثمانون بعد المائة: فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام إمام المتقين وفيه إشارة إلى ضلال من خالفه بعد النبي صلى الله عليه وآله. رويناه من كتاب (رشح الولاء في شرح الدعاء) تأليف الحافظ أسعد بن عبد القاهر الإصفهاني. الباب الخامس والثمانون بعد المائة: فيما نذكره من روايات الحافظ إبن مردويه، وقد قدمنا أن يسمى (الإمام الحافظ الناقد، ملك الحفاظ طراز المحدثين أحمد بن موسى بن مردويه). روى في كتابه (كتاب المناقب) المشار إليه أن عليا عليه السلام إمام المتقين وضلال من خالفه بعد سيد المرسلين صلوات الله عليهما. الباب السادس والثمانون بعد المائة: فيما نذكره عن الحافظ أحمد بن مردويه من كتابه أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله أن عليا عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. الباب السابع والثمانون بعد المائة: فيما نذكره عن الحافظ محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ، من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام إمام المتقين وقائد الغر المحجلين وهو الأمير بعدي. الباب الثامن والثمانون بعد المائة: فيما نذكره عن محمد بن عبد الله


[ 119 ]

بن سليمان الحضرمي الذي مدحه الدارقطني وقال عنه: (انه جبل لوثاقته)، في أن عليا عليه السلام إمام المتقين وسيد المرسلين وخير الوصيين. الباب التاسع والثمانون بعد المائة: فيما نذكره من خط جدي السعيد ورام بن أبي فراس قدس الله روحه ونور ضريحه في تسمية مولانا علي عليه السلام وصي رسول رب العالمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. الباب التسعون بعد المائة: فيما نذكره من كتاب (مناقب أهل البيت عليهم السلام) تأليف القاضي علي بن محمد بن محمد بن الطيب الجلابي الشافعي في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. الباب الحادي والتسعون بعد المائة: فيما نذكره من طريق آخر عن القاضي علي بن محمد بن الطيب المغازلي المذكور في تسمية النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام إمام المتقين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين. الباب الثاني والتسعون بعد المائة: فيما نذكره من كتاب (الحلية) لأبي نعيم الحافظ في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام سيد المسلمين وامام المتقين. الباب الثالث والتسعون بعد المائة: فيما نذكره أيضا من روايتهم أن عليا عليه السلام إمام المتقين وقائد الغر المحجلين من كتاب (رتبة أبي طالب في قريش ومراتب ولده في بني هاشم) صنفه أبو الحسين النسابة. الباب الرابع والتسعون بعد المائة: فيما نذكره من رواية أبي العلاء الهمداني من تسميته مولانا علي عليه السلام ولي الله وإمام المتقين ووصي رسول رب العالمين من الجزء الذي فيه مولد أمير المؤمنين عليه السلام. الباب الخامس والتسعين بعد المائة: فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام يعسوب المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين والحامل غدا لواء رب العالمين. رواه أبو جعفر محمد بن جرير


[ 120 ]

الطبري صاحب التاريخ وهو من أعظم وأزهد علماء الأربعة المذاهب في (كتابه مناقب أهل البيت عليهم السلام). الباب السادس والتسعون بعد المائة: فيما نذكره عن الثقة محمد بن العباس بن مروان بن كتاب (ما نزل من القرآن في النبي صلى الله عليه وآله) أن عليا عليه السلام يعسوب المؤمنين وغاية السابقين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. الباب السابع والتسعون بعد المائة: فيما نذكره من رواية العدل علي بن محمد بن الطيب الجلابي من كتاب (المناقب) بطريق آخر في أن عليا عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين. الباب الثامن والتسعون بعد المائة: فيما نذكره من رواية الحافظ أحمد بن مردويه من كتابه المشار إليه في تسمية النبي صلى الله عليه لمولانا علي عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين. الباب التاسع والتسعون بعد المائة: فيما نذكره من كتاب (مختصر الأربعين في مناقب أهل البيت الطاهرين) تخريج الشيخ الجليل يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن محمد البغدادي في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام سيد المسلمين ويعسوب المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. الباب المائتين: فيما نذكره من كتاب (أسماء مولانا علي عليه السلام) من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين. الباب الحادي بعد المائتين: فيما نذكره مما رواه الحافظ محمد بن علي الطبري في كتابه الذي قدمنا الإشارة إليه عن النبي صلى الله عليه وآله أن عليا وصيه وإمام امته وخليفته عليها وأن من ولده القائم صلوات الله عليه.


[ 121 ]

الباب الثاني بعد المائيتن: فيما نذكره من رواية الحافظ أحمد بن مردويه من كتابه المشار إليه في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين. الباب الثالث بعد المائتين: في تسمية مولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين برواية الحافظ إبن مردويه أيضا. الباب الرابع بعد المائتين: فيما نذكره من رواية عبد الله بن العباس عن النبي صلى الله عليه وآله أن عليا يعسوب المؤمنين. الباب الخامس بعد المائتين: فيما نذكره أيضا من طريق آخر عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله أن عليا عليه السلام يعسوب الدين، روينا ذلك بأسنادنا إلى الحافظ إبن مردويه من كتابه. الباب السادس بعد المائتين: فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين برواية رجال الجمهور من كتاب ترجمته: (ذكر رتبة أبي طالب في قريش ومراتب ولده في بني هاشم). الباب السابع المائتين: فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين من كتاب (الأربعين في المنتفى في مناقب أمير المؤمنين علي المرتضى) تأليف: أحمد بن إسماعيل القزويني. الباب الثامن بعد المائتين: فيما نذكره من تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام يعسوب المؤمنين بغير الطرق المتقدمة. الباب التاسع بعد المائتين: فيما نذكره من كتاب (الأربعين)، تأليف أبي الخير أحمد بن يوسف القزويني، وأصله في مدرسة الخليفة الناصر وهو الحديث الحادي والعشرون. الباب العاشر بعد المائتين: فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين من كتاب (الأربعين عن الأربعين) تأليف أبي سعيد محمد بن الحسين النيشابوري وهو الحديث الثلاثون.


[ 122 ]

الباب الحادى عشر بعد المائتين: فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين من النسخة العتيقة التي قدمنا ذكرها أن أولها: ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله لعلي عليه السلام: (أنت أخي في الدنيا والآخرة). الباب الثاني عشر بعد المائتين: فيما نذكره من كتاب (كفاية الطالب) الذي قدمنا ذكره من الباب الرابع والأربعين في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام أنه فاروق هذه الامة، يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب الدين. الباب الثالث عشر بعد المائتين: فيما نذكره من كتاب (كفاية الطالب) أيضا الذي قدمناه في أن النبي صلى الله عليه وآله قال: (علي يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين) من الباب السادس والخمسين. الباب الرابع عشر بعد المائتين: فيما نذكره من كتاب (سنة الأربعين) للسعيد فضل الله الراوندي من الحديث الرابع والعشرين وفيه رجال الجمهور، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين. الباب الخامس عشر بعد المائتين: فيما نذكره من الجزء الثاني من (فضائل أمير المؤمنين) تأليف عثمان بن أحمد المعروف بابن السماك الذي أثنى عليه الخطيب في تاريخه في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا أمير المؤمنين علي يعسوب المؤمنين. الباب السادس عشر بعد المائتين: فيما نذكره من كتاب (مناقب علي بن أبي طالب وفضائل بني هاشم) من نسخة عتيقة يقارب تاريخها بثلاثمائة سنة، رواها محمد بن يوسف الفراء المقري في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفار، وفيه من رجال الجمهور.


[ 123 ]

الباب السابع عشر بعد المائتين: فيما نذكره من كتاب المناقب العتيق الذي أشرنا إليه في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام أنه يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين. الباب الثامن عشر بعد المائتين: فيما نذكره من كتاب (المناقب) العتيق ايضا في تسمية النبي لمولانا علي صلوات الله عليهما أنه يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين الباب التاسع عشر بعد المائتين: فيما نذكره من كتاب (المناقب) العتيق ايضا في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام أنه يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفرة. الباب العشرون بعد المائتين: فيما نذكره من تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام يعسوب المؤمنين ننقله من كتاب الشيخ العالم الحافظ إسماعيل بن أحمد البستي في فضل مولانا علي صلوات الله عليه. * * * يقول مولانا، المولى الصاحب الصدر الكبير، العالم الفقيه العلامة الكامل الفاضل، الزاهد العابد الورع النقيب الطاهر، ذو المناقب والماثر والعنصر الفاخر، نقيب نقباء آل أبي طالب في الأقارب والأجانب، رضي الدين والدنيا، ركن الإسلام والمسلمين، انموذج سلفه الطاهرين، افتخار السادة، عمدة أهل بيت النبوة، مجد آل الرسول، شرف العترة، ذو الحسبين، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي، حر سالله تعالى مجده، واسعد في عمره المديد حده: وحيث قد تكملت أبواب كتاب اليقين وبلغت إلى مائة واحد وتسعين، فنحن الآن ذاكرون بيان ما كشفناه في (كتاب الأنوار الباهرة في انتصار العترة الطاهرة بالحجج القاهرة)، وسميناه هناك (كتاب التصريح بالنص الصحيح من رب العالمين وسيد المرسلين على علي بن أبي طالب عليه السلام بأمير المؤمنين)، وخطبة ذلك الكتاب على ما تضمنه من الصواب. فنقول:


[ 124 ]

بسم الله الرحمن الرحيم وصلاته على سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين. يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي: أحمد الله جل جلاله، الذي أراني بنور الألباب من مسالك الصواب ما زاد على أمانى جواهر التراب، وشرفني بما عرفني من رياسة العقول بتقديم الفاضل على المفضول، وأذكرني بما أقدرني من النظر أن الرياسة شرط في صلاح أمور البشر، لتقديمه جل جلاله خلق العقل قبل ما ولى عليه، وخلق آدم قبل ولادته لذريته ورعيته الذين حدهم إليه. وأكد جل جلاله بما أظهر من ولاية القلب على الجوارح أنه لابد للإنسان من رئيس صالح عارف بالمصالح، مدلول على النصائح، لأنه إذا كان الإنسان الواحد ما استقام حاله في المصادر والموارد إلا بأمير ورياسة فكيف يستقيم أمر الأمة بغير قادر على السياسة. أشهد أن لا إله إلا هو، شهادة جاءت إلينا مع الفطرة ونحلت لنا من باب الفكرة وصحبت (25) معها ذخائر النصرة وجبرتنا بعد الكسرة. واشهد أن جدي محمدا صلوات الله عليه وآله الذي جلا علينا وجوه جلالها، ومشى بين يدينا حتى ظفرنا بوصالها، وخلع اقبالها وما وعدنا به لبيان حالها. واشهد أنه صلوات الله عليه وآله اهتدى واقتدى بمولاه جل جلاله الذي والاه على ما اعطاه وأولاه، في حفظ امته ورعيته في حياته، وما كان ينفذ جيشا إلا وله رئيس يصلح لذلك الجيش اليسير في مهماته، ولا كان يسافر من المدينة النبوية إلا ويجعل فيها من يقوم مقامه مدة سفره اليسيرة الرضية. وأنه صلوات الله عليه وآله عرف أن الإنسان لا يملك حفظ بقائه وسلامة أنفاسه، فأمر أن لا يبيت أحد من المكلفين إلا ووصيته تحت رأسه. وانه جل جلاله اطلعه على اختلاف أمته إلى ثلث وسبعين فرقة، وحذرهم من هذه الفرقة، وذكر أن واحدة [ منها ] (26) ناجية واثنان وسبعون في النار، وكان شفيقا عليهم ومجتهدا في سلامتهم من الاخطار. وأنه قال لهم فيما رويناه من اخبارهم الربانية: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) (27)، فلزم في حكم العقل والنقل وما خصه الله جل جلاله به


(25) م: صبحت. (26) الزيادة من ق. (27) البحار: ج 23 ص 76 ب 4.

[ 125 ]

من العدل والفضل: أن يعين لنا على رئيس نحتج به لله جل جلاله ولنبوته يوم حساب الله جل جلاله وما يليه، لأن لا تقول أمته يوم القيامة: لو عينت لنا على أحد كامل كنا قد سلمنا من التفريق والندامة، واطعناك في القبول ونجونا مما جرى من اختلاف القاتل والمقتول، ومن كثرة المذاهب في المنقول. فاقتضت حكمته ورياسته وكماله أنه عين على من يقوم مقامه ويكرر وصيته ومقاله، لتكون الحجة لله جل جلاله وله علينا يوم حضورنا بين يديه، لأن حصر مخالفتنا له في قبول نصه على من عين عليه أليف بحكمه من ارسله وبكماله من أن يكون الحجة لنا عليه، وأن نقول له: لو عينت لنا على إمام ما خالفناك ولا وقعنا أو بعضنا فيما حصلنا فيه بعدك من الهلاك ولا فيما عجزنا فيه من الاستدراك. واشهد أن النواب عنه يجب أن يكونوا على صفات الكمال والتمام، قد استمرت ولايتهم عنه وقبولهم بلسان الحال وبيان المقال منه، منذ شرف بالإنشاء والإبتداء وإلى غايات الإنتهاء. وقد سلموا من العزل في مدة هذه الأزمان، لسلامتهم من العصيان ومن النقصان بالإمتحان ومن الحدود العقلية والشرعية المتقضية للهوان، وما ترددوا مع الله جلاله بين الصفا والجفا، وإلا كانوا تارة من الأولياء وتارة من الأعداء. وقد أقرت لهم العقول عند ابتدائها بالرياسة عليها، وأقرت لهم الأرواح عند انشائها أنها [ من ] (28) رعاياهم بالوحي إليها، وأقرت جواهر الأجسام بالحكم النافذ على مؤلفاتها، وشهدت الملائكة الحفظة بدوام الموافقة والمرافقة لمن جعلهم عنه نوابا، وزكاهم اللوح المحفوظ أنهم ما خالفوا سنة ولا كتابا، وشهد لهم لسان الأرض أنهم سكنوها بالطاعة، والسماء أنهم استظلوا بها بكمال العبودية وإخلاص الضراعة، وشهد لهم كلما تقلبوا فيه بالصيانة عن الإضاعة، لأن لا يختلف الشهود لهم وعليهم، ويكونوا تارة حكاما وتارة محكوما عليهم. ولئلا تتناقض صفات الكمال بصفات النقص في الأقوال والأفعال فيكون لهم شغل شاغل بالخجل والوجل والخوف من المؤاخذة على الخلل والزلل، عن الرياسة على أهل العلم والعمل.


(28) الزيادة من م.

[ 126 ]

وبعد، فإنني كنت قد سمعت – وقد تجاوز عمري عن السبعين – أن بعض المخالفين قد ذكر في شئ من مصنفاته: (إن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله ما سمى مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين في حياته). (29) ولا أعلم هل قال ذلك عن عناد أو عن قصور في المعرفة والإجتهاد. فاستخرت الله تعالى في كشف بطلان هذه الدعوي وإيضاح الغلط فيها لأهل التقوى، فاذن الله جل جلاله في كشف مراده وأمدنا بإسعاده وإنجاده في إظهار ما نذكره من الأنوار الزاهرة والحجج القاهرة وانتصار العترة الطاهرة ومفكرون ما لا ينكره إلا معاند لآيات الله جل جلاله الباهرة. فصل واعلم انا نذكره في كتابنا هذا تسمية الله جل جلاله مولانا على بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين، فيما رويناه عن رجالهم وشيوخهم وعلمائهم ومن كتبهم وتصانيفهم، وإن اتفق أن بعض من نروي عنه أو كتاب ننقل منه يكون منسوبا إلى الشيعة الامامية، فيكون بعض رجال الحديث الذي نرويه من رجال العامة. فإننا روينا عنهم: إن الله تعالى سمي عليا عليه السلام بأمير المؤمنين عند ابتداء الخلائق أجمعين، وأخذ مواثيق الأنياء والمرسلين على الشهادة له جل جلاله بالربوبية والوحدانية ولمحمد رسوله صلوات الله عليه وآله بالرسالة ولعلي عليه السلام بأمير المؤمنين. وسماه الله عز وجل بذلك لما أسري بالنبي صلى الله عليه وآله إلى السماء، وانطق بذلك أرواح الأنبياء. وسماه بهذا الإسم جبرئيل عليه السلام وسماه أمير المؤمنين، تارات قال عليه السلام بالوحي إليه وتارات سماه أمير


(29) الظاهر أنه يشير بذلك إلى إبن أبي الحديد شارح نهج البلاغة المعاصر للمؤلف حيث صرح بذلك في شرح النهج (ج 1 ص 12) فقال: (وتزعم الشيعة أنه خوطب في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين، خاطبه بذلك جملة المهاجرين والأنصار، ولم يثبت ذلك في أخبار المحدثين) !

[ 127 ]

المؤمنين ولم يقل عليه السلام (أنه أوحى إليه). وان النبي صلوات الله عليه وآله، أمر من حضره من الصحابة والمسلمين بالتسليم على علي عليه السلام بأمير المؤمنين، وانه عليه السلام قال: (قد أذن للشمس أن تكلمك وأن تسلم عليك)، وأن عليا عليه السلام لما سلم عليها خاطبته وسمته (أمير المؤمنين). وأن ذا الفقار سماه باذن الله (أمير المؤمنين)، وان بعض السباع سماه بأمر الله (أمير المؤمنين). وجميع ذلك رويناه من طرقهم وعن علمائهم الممدوحين. وإذا فكر الناظر في تسليم كل من سلم عليه بأمير المؤمنين منن ذكرناهم عرف أن الجميع عن رب العالمين. ولما كان الأمر على ذلك عند أهل اليقين ما رتبنا التسمية منهم بأمير المؤمنين على ترتيب رواياتهم ومقاماتهم، بل أردنا أن يكون ما رواه كل عالم ومصنف في ترجمته ومذكورا في روايته.


[ 128 ]

القسم الاول من كتاب اليقين: الأحاديث المتضمنة لتسمية مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام بأمير المؤمنين


[ 129 ]

فيما نذكره عن الحافظ أحمد بن مردويه المسمى ملك الحفاظ وطراز المحدثين، من كتاب (المناقب) (1) الذي صنفه واعتمد عليه، من تسمية جبرئيل عليه السلام لمولانا علي عليه السلام في حضرة سيد المرسلين بأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين. فقال ما هذا لفظه: حدثني عبد الله بن محمد بن يزيد (2) قال: حدثني محمد بن أبي يعلى قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا زكريا بن يحيى أبو علي الخزاز قال: حدثنا مندل بن علي بن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في صحن الدار، فإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي. فدخل علي عليه السلام فقال: كيف أصبح رسول الله ؟ فقال: بخير. قال له دحية: اني لأحبك وإن لك مدحة أزفها (3) إليك: أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، أنت سيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين، لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزف أنت وشيعتك مع محمد وحزبه إلى الجنان زنا زفا. قد أفلح من تولاك وخسر من تخلاك. محبو محمد محبوك ومبغضو محمد مبغضوك، لن تنالهم شفاعة محمد، ادن مني يا صفوة الله.


(1) من الكتب المفقودة اليوم وذكر ابن شهر آشوب طريقه إلى مناقب ابن مردويه هكذا: عن الأديب أبي العلاء عن أبيه أبي الفضل الحسن بن زيد عن أبي بكر بن مردويه الأصفهاني. انظر البحار: ج 1 ص 65. (2) ق: بريد. (3) أي اهديها.

[ 130 ]

فأخذ رأس النبي صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره. فقال صلى الله عليه وآله: ما هذه الهمهمة ؟ فاخبره الحديث. قال صلى الله عليه وآله: لم يكن دحية الكلبي، كان جبرئيل سماك باسم سماك الله به وهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين (4). فصل قلت أنا: إن من ينقل هذا عن الله جل جلاله وعن جبرئيل بتقدم الله جل جلاله إليه، وعن محمد صلوات الله عليه وآله لمحجوج يوم القيامة بنقله إذا حضر بين يدى رسول الله صلى الله عليه وآله، وسئله يوم القيامة عن مخالفته لما نقله واعتمد عليه.


(4) أورده في البحار: ج 37 ص 295 ب 54 ح 12، وبشارة المصطفى ص 120 وأمالى الشيخ ص 31. كما أورده في الغدير: ج 8 ص 87 عن ابن مردويه.

[ 131 ]

فيما نذكره من كتاب (المناقب) أيضا للحافظ أحمد بن مردويه، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وخاتم الوصيين وإمام الغر المحجلين، ما هذا لفظه: حدثنا محمد بن علي بن دحيم (1) قال: حدثنا الحسين بن الحكم الحبري (2) قال: حدثنا إسماعيل بن ابان قال: حدثنا صباح بن يحيى المزني عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن جندب عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أنس، اسكب لي وضوء أو ماء. فتوضأ وصلى، ثم انصرف فقال: يا أنس، أول من يدخل علي اليوم أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخاتم الوصيين وإمام الغر المحجلين. فجاء علي عليه السلام حتى ضرب الباب. فقال صلى الله عليه وآله: من هذا، يا أنس ؟ قلت: هذا علي. قال: إفتح له، فدخل (3).


(1) م والمطبوع: رحيم. (2) ق: البختري. (3) أورده في البحار: ج 3 ص 296 ب 54 ح 13، وفي مناقب ابن شهرآشوب: ج 1 ص 547. كما أورده في الغدير: ج 8 ص 78 عن حلية الأولياء: ج 1 ص 63.

[ 132 ]

فيما رويناه باسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه من كتاب (المناقب) أيضا، في أمر النبي صلى الله عليه وآله أن يسلم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين في حياته. وهذا لفظ الحافظ ابن مردويه: حدثنا محمد بن المظفر بن موسى قال: حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال: حدثنا يحيى بن سالم قال: حدثنا صباح المزني عن العلاء بن المسيب عن أبي داود عن بريدة قال: أمرنا رسول الله (1) صلى الله عليه وآله أن نسلم على علي عليه السلام بأمير المؤمنين (2).


(1) في البحار: النبي. (2) أورده في البحار: ج 37 ص 290 ب 54 ذيل ح 3. وفي أمالي الشيخ: ص 211.

[ 133 ]

فيما رويناه باسانيدنا إلى الحفاظ أحمد بن مردويه من كتاب (المناقب) أيضا، في تسمية مولانا علي عليه السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين، بشهادة أبي بكر وعمر. فقال ما هذا لفظه: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي دارم قال: حدثنا المنذر (1) بن محمد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي قال: حدثني أبي عن ابان بن تغلب عن أبي عيلان قال: حدثني أبو سعيد، وهو رجل ممن شهد صفين، قال: حدثني سالم المنتوف (2) مولى علي قال: كنت مع علي عليه السلام في أرض له وهو يحرثها، حتى جاء أبو بكر وعمر فقالا (3): سلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فقيل: كنتم تقولون في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ! فقال عمر: هو أمرنا بذلك (4).


(4) ق وم: المظفر. (2) خ ل: المشوق. (3) في البحار: فقالا: ننشدك الله سلام عليك. (4) أورده في البحار: ج 37 ص 297 ب 54 ح 14.

[ 134 ]

فيما رويناه أيضا باسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه من كتاب (المناقب) الذي أشرنا إليه، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين بحضور عائشة، ماهذا لفظه: حدثنا أحمد بن محمد بن السري الكوفي قال: حدثنا المنذر بن محمد قال: حدثني أبي قال: حدثني عمي (1) قال: حدثني أبي عن ابان بن تغلب عن جابر بن إبراهيم عن اسحاق بن عبد الله، قال: دخل علي عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده عائشة، فجلس بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين عائشة. فقالت عائشة: ما كان لك مجلس غير فخذي ؟ فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله على ظهرها فقال: مه، لا تؤذيني في أخي، فإنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين يوم القيامة، يقعد على الصراط يدخل أوليائه الجنة ويدخل اعدائه النار (2).


(1) م: عمير. (2) أورده في البحار: ج 37 ص 297 ب 54 ح 15.

[ 135 ]

فيما رويناه أيضا باسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه من كتاب (المناقب) الذي أشرنا إليه، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي بن أبي طالب عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين وأولي الناس بالناس، بمحضر أم حبيبة أخت معاوية بن أبي سفيان، نذكر ذلك باللفظ المذكور: حدثنا شيخنا الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن السري قال: حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر قال: حدثنا أبي قال: حثنا عمي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم قال: حدثني أبان بن تغلب عن ينبع (1) بن الحارث عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيت أم حبيبة بنت أبي سفيان، فقال: يا أم حبيبة، اعتزلينا فإنا (2) على حاجة. ثم دعا بوضوء فاحسن الوضوء. ثم قال: [ ان ] (3) أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين وأولى الناس بالناس. فقال أنس: فجعلت أقول: اللهم اجعله رجلا من الأنصار. قال: فدخل علي عليه السلام فجاء يمشي حتى جلس إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله. فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يمسح وجهه بيده ثم مسح بها وجه علي بن أبي طالب عليه السلام. فقال علي عليه السلام: وماذاك يا


(1) في البحار: منيع، وفي ق: يسع (2) ق وم: فاني. (3) الزيادة من م والبحار.

[ 136 ]

رسول الله ؟ قال: إنك تبلغ رسالتي من بعدي وتؤدى عني وتسمع الناس صوتي وتعلم الناس من كتاب الله مالا يعلمون (4).


(4) أورده في البحار: ج 37 ص 297 ب 54 ح 16.

[ 137 ]

فيما رويناه أيضا من كتاب (المناقب) للحافظ أحمد بن مردويه، في تسمية مولانا علي عليه السلام في حياة النبي صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وأولى الناس بالمؤمنين وقائد الغر المحجلين. وهذا لفظه (1): حدثنا أحمد بن القاسم بن صدقة المصري قال: حدثنا أحمد بن رشدين المصري (2) قال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثنا عبد الكريم الجعفي قال: سمعت جابر الجعفي يذكر عن أبي الطفيل عن أنس بن مالك، قال: كنت خادما لرسول الله صلى الله عليه وآله، فبينا انا يوما أوضيه إذ قال: يدخل رجل وهو أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأولى الناس بالمؤمنين (3) وقائد الغر المحجلين. قال أنس: فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار. فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام (4).


(1) ق: وما هذا لفظه (2) في البحار: رشيد. (3) ق خ له: بالناس. (4) أورده في البحار: ج 37 ص 298 ب 54 ح 17.

[ 138 ]

فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بسيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين. روينا ذلك باسانيدنا المقدم ذكرها إلى الحافظ أحمد بن مردويه، بما هذا لفظه: في كتابي (1) عن أحمد بن محمد بن عثمان الصيدلانى قال: حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر قال: حدثنا أحمد بن موسى الخزاز قال: حدثنا تليد (2) بن سليمان أبو إدريس عن جابر عن محمد بن علي عن أنس بن مالك قال: بينا أنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله [ إذ ] (3) قال: الآن يدخل سيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين، إذ (4) طلع علي بن أبي طالب عليه السلام. فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله يمسح العرق من وجهه ويمسح به وجه علي بن أبى طالب عليه السلام، ويمسح العرق من وجه علي عليه السلام ويمسح به وجهه. فقال له علي عليه السلام: يا رسول الله، نزل في شئ ؟ قال: أم ا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي ؟ أنت أخي ووزيري وخير من أخلف بعدي، تقضي ديني وتنجز وعدي وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي وتعلمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا وتجاهدهم على التأويل كما جاهدتهم على التنزيل (5).


(1) في المطبوع: في كتاب. (2) ق وم والمطبوع: بليد. (3) الزيادة من البحار. (4) البحار: إذا (5) أورده في البحار: ج 38 ص 134 ب 61 ح 87.

[ 139 ]

فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين، من كتاب (المناقب) أيضا. روينا ذلك باسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه بما هذا لفظه: حدثني محمد بن القاسم بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان الباغندي (1) قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف قال: حدثنا محمد بن القيم (2) الكوفي عن إسماعيل بن زياد البزاز عن أبي إدريس عن رافع (3) مولى عائشة، قال: كنت غلاما أخدمها، فكنت إذ كان رسول الله صلى الله عليه وآله عندها أكون قريبا اعاطيها. قال: فبينما رسول الله صلى الله عليه وآله عندها ذات يوم إذ جاء جاء فدق الباب. قال: فخرجت إليه فإذا جارية معها إناء مغطي. قال: فرجعت إلى عائشة فأخبرتها. قالت: أدخلها. فدخلت فوضعته بين يدي عائشة، فوضعته عائشة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله. فجعل يأكل وخرجت الجارية. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليت أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين عندي يأكل معي. فجاء جاء فدق الباب، فخرجت إليه فإذا هو علي بن أبي طالب.


(1) ق وم: أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان الباغندري. (2) في البحار: القاسم. (3) كذا في النسخ، والظاهر: نافع.

[ 140 ]

قال: فرجعت فقلت: هذا علي [ بن أبي طالب ] (4). فقال النبي صلى الله عليه وآله: أدخله. فلما دخل قال النبي صلى الله عليه وآله: مرحبا [ بك ] (5) وأهلا، لقد تمنيتك مرتين حتى لو ابطأت على لسئلت الله عز وجل أن يأتي بك، إجلس فكل معي (6).


(4) و (5) الزيادتان من ق. (6) أورده في البحار: ج 38 ص 351 ب 69 ح 3، وفي كشف الغمة: ج 1 ص 342. (*)

[ 141 ]

فيما نذكره من كتاب (المناقب) أيضا للحافظ ابن مردويه، أن النبي صلى الله عليه وآله قال عن مولانا علي عليه السلام أنه (سيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين. رويناه باسانيدنا عن الحافظ أحمد بن مردويه بما هذا لفظه: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد العلوي قال: حدثنا محمد بن الحسين العلكي (1) قال: حدثنا أحمد بن موسى الخزار الدورقي (2) قال: حدثنا تليد بن سليمان عن جابر الجعفي عن محمد بن علي عن أنس بن مالك، قال: بينما أنا عند النبي صلى الله عليه وآله إذ قال: يطلع الآن. قلت: فداك أبي وأمي، من ذا ؟ قال: سيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين. قال: فطلع علي عليه السلام. ثم قال لعلي عليه السلام: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى (3).


(1) في البحار: المعلكي. (2) في المطبوع: الدوقي. (3) أورده في البحار: ج 37 ص 257 ب 53 ح 13.

[ 142 ]

فيما نذكره من إشارة حذيفة بن اليمان أن مولانا عليا عليه السلام (أمير المؤمنين حقا حقا). اعلم أن المفهوم من قول حذيفة بن اليمان الإشارة إلى أن تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين كانت من الله ورسوله صلى الله عليه وآله خلاف من سماه من الناس. روينا ذلك بأسانيدنا إلى الحافظ ابن مردويه بما هذا لفظه: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن إسحاق العطار قال: حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل قال: حدثنا جعفر الأحمر قال: حدثنا مهلهل العبدي عن كريرة (1) الهجري قال: لما أمر علي بن أبي طالب عليه السلام قام حذيفة بن اليمان فتعصب مريضا (2)، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، من سره أن يلحق بأمير المؤمنين حقا حقا فليلحق بعلي بن أبي طالب. فأخذ الناس براو بحرا. فما جاءت الجمعة حتى مات حذيفة (3).


(1) في البحار: كريزة. (2) في البحار: قام حذيفة بن اليمان مريضا. (3) أورده في البحار: ج 37 ص 298 ب 54 ح 18. وجاء تفصيل القصة في البحار ج 28 ص 90 الباب 3 عن ارشاد القلوب للديلمي وارود مثله في امالي الطوسي ج 2 ص 101.

[ 143 ]

فيما نذكره من زيادة حديث أبي ذر رضوان الله عليه بأن مولانا عليا صلوات الله عليه (أمير المؤمنين حقا أمير المؤمنين). اعلم أن قول أبي ذر رضي الله عنه ذلك، كما أشرنا (1) إليه، في زمان الصحابة من غير تقية دلالة على أن مولانا عليا عليه السلام قد كان يسمى بأمير المؤمنين في حياة النبي صلوات الله وسلامه عليه وآله، لأنه قال ذلك في حياة عمر بن الخطاب ومولانا علي عليه السلام ما بايعوه بهذا الخطاب (2). روينا ذلك باسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه بما هذا لفظه: [ حدثنا محمد بن علي بن دحيم قال ]: (3) حدثنا الحسين بن الحكم الحبري (4) قال: حدثنا سعد بن عثمان الخزاز قال: حدثنا أبو مريم قال: حدثني داود بن أبي عوف قال: حدثني معاوية بن ثعلبة الليثي قال: ألا أحدثك بحديث لم يختلط ؟ قلت: بلى. قال: مرض أبو ذر فأوصى إلى علي عليه السلام. فقال بعض من يعوده: لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر كان أجمل لوصيتك من علي عليه السلام ! قال: والله لقد أوصيت إلى أمير المؤمنين حق أمير المؤمنين. والله، انه للربيع الذي يسكن إليه، ولو قد فارقكم لقد أنكرتم الناس وأنكرتم الأرض.


(1) ق: أشير. (2) أي ما بايعوا عليا عليه السلام في زمن عمر على انه أمير المؤمنين. (3) الزيادة من ق وم. (4) م: الحنري وق والبحار: الخيري، والصحيح ما أوردناه.

[ 144 ]

قال: قلت: يا أبا ذر، انا لنعلم أن أحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله احبهم إليك. قال: أجل: فأيهم أحب إليك ؟ قال: هذا الشيخ، المظلوم المضطهد حقه يعني [ أمير المؤمنين ] (5) علي بن أبي طالب عليه السلام.


(5) الزيادة من ق.

[ 145 ]

فيما نذكره من حديث أبي ذر بطريق آخر، وفيه زيادة عن مولانا علي عليه السلام انه (أمير المؤمنين حقا حقا)، سماه أبو ذر بذلك في حياة عمر. وفيه إشارة من أبي ذر رضي الله عنه أن هذه التسمية لمولانا علي عليه السلام عن الله جل جلاله وعن رسوله صلوات الله عليه وآله، وليست من تسمية الناس. روينا ذلك باسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه ما هذا لفظه: حدثنا أحمد بن إسحاق الطيبي قال: حدثنا إبراهيم بن…. (1) قال: حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال: حدثنا تليد بن سليمان عن أبى الجحاف (2) عن معاوية بن ثعلبة الليثي قال: مرض أبو ذر رضي الله عنه مرضا شديدا حتى أشرف على الموت، فأوصى إلى علي بن أبي طالب عليه السلام. فقيل له: لو أوصيت إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان أجمل لوصيتك من على. فقال أبو ذر: أوصيت والله إلى أمير المؤمنى حقا حقا، وانه لربي (3) الأرض الذي يسكن إليها وتسكن إليه، ولو قد فارقتموه لانكرتم الأرض وانكروكم (4) (5).


(1) كذا بياض في النسخ، وفي البحار: عن ابراهيم عن يحيى. (2) في النسخ: أبي الحجاف. (3) الربي منسوب إلى الرب كالرباني ولعله مأخوذة من التربية. انظر البحار: ج 37 ص 299. (4) في البحار: انكرتكم. (5) أورده في البحار: ج 37 ص 298 ب 4 ح 19.

[ 146 ]

فيما نذكره من طريق آخر عن أبي ذر رضي الله عنه بتسمية مولانا علي عليه السلام (أمير المؤمنين حقا أمير المؤمنين)، سماه أبو ذر بذلك في ولاية عثمان. اعلم أنا قد روينا فيما تقدم مرض أبي ذر في زمان عمر بن الخطاب، وقوله عن مولانا علي عليه السلام أنه أمير المؤمنين حقا حقا، مما يقتضي أن تسمية مولانا علي عليه السلام بذلك كان من الله ورسوله صلوات الله عليه وآله، وأنه ليس كمن سماه الناس بهذا، ونذكر الآن مرض أبي ذر في زمان عثمان وما شهد به أبو ذر أيضا رضي الله عنه من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين حقا، لأنه الذي شهد له رسول الله صلوات الله عليه وآله: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر. روينا ذلك باسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه بما هذا لفظه: حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم قال: حدثنا عمران بن عبد الرحيم (1) قال: حدثنا أبو الصلت الهروي قال: حدثنا يحيى بن يمان قال: حدثنا سفيان الثوري قال: حدثنا داود بن أبي عوف قال: حدثنا معاوية بن ثعلبة قال: دخلنا على أبي ذر رضي الله عنه نعوده في مرضه الذي مات فيه. فقلنا: أوص يا أبا ذر. قال: قد أوصيت إلى أمير المؤمنين. قال: قلنا: عثمان ؟ قال: لا، ولكن إلى أمير المؤمنين حقا أمير المؤمنين، والله انه لربي (2) الأرض وانه لرباني هذه الأمة، ولو قد فقدتموه لانكرتم الأرض ومن عليها.


(1) ق وم وهامش المطبوع: عمران عبد الرحيم وفي البحار: عمر بن عبد الرحيم والصحيح ما ذكرنا. (2) قد مر في الباب 13، الهامش 3.

[ 147 ]

فيما نذكره من تسمية جبرئيل عليه السلام لعلي عليه السلام أنه أمير المؤمنين. روينا ذلك باسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه من أحاديثه (إن الجنة مشتاقة إلى أربعة) فقال ما هذا لفظه: حدثنا أحمد بن محمد الخياط المقري الكوفي قلا: حدثنا الخضر بن ابان الهاشمي قال: حدثنا أبو هدية إبراهيم قال: حدثني أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الجنة مشتاقة إلى أربعة من أمتي. فهبت أن أسئله من هم ؟ فأتيت أبا بكر فقلت له: إن النبي صلى الله عليه وآله قال: (ان الجنة تشتاق إلى أربعة من أمتي) (1)، فسله من هم ؟ فقال: أخاف أن لا أكون منهم فيعيرني به بنو تيم. فاتيت عمر فقلت له مثل ذلك، فقلا: أخاف أن لا أكون منهم فيعيرني به بنو عدي. فاتيت عثمان فقلت له مثل ذلك، فقال: أخاف أن لا أكون منهم فيعيرني به بنو أمية. فأتيت عليا عليه السلام – وهو في ناضح له – فقلت [ له ] (2): إن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الجنة مشتاقة إلى أربعة من أمتي فاسئله من هم ؟ فقلا: والله لاسئلنه، فان كنت منهم لاحمدن الله عز وجل وان لم أكن منهم لأسئلن الله أن يجعلني منهم وأودهم (3).


(1) أورده في الغدير: ج 9 ص 26. (2) الزيادة من ق. (3) ق: أو اودهم.

[ 148 ]

فجاء وجئت معه إلى النبي صلى الله عليه وآله، فدخلنا على النبي ورأسه في حجر دحية الكبي. فلما رآه دحية قام إليه وسلم عليه فقال: خذ برأس ابن عمك يا أمير المؤمنين، فأنت أحق به. فاستيقظ النبي صلى الله عليه وآله وراسه في حجر علي عليه السلام. فقال له: يا أبا الحسن، ما جئتنا إلا في حاجة. قال: بابي أنت وأمي يا رسول الله، دخلت ورأسك في حجر دحية الكلبي، فقام إلي وسلم علي وقال: خذ برأس ابن عمك إليك فأنت أحق به مني [ يا أمير المؤمنين ] (4). فقال له النبي صلى الله عليه وآله: فهل عرفته ؟ فقال: هو دحية الكلبي. فقال له: ذاك جبرئيل. فقال: بابي وأمي يا رسول الله، أعلمني أنس أنك قلت (ان الجنة مشتاقة إلى أربعة من أمتي) فمن هم ؟ فأومئ إليه بيده فقال: أنت والله أولهم، أنت والله أولهم، أنت والله أولهم، ثلاثا. فقال له: بابي وأمي، فمن الثلاثة ؟ فقال له: المقداد وسلمان وأبو ذر (5).


(4) الزيادة من م. (5) أورده في البحار: ج 40 ص 11 ب 91 ح 26.

[ 149 ]

فيما نذكره ونرويه من تاريخ الخطيب من تسمية مولانا علي عليه السلام بمناد ينادي من بطنان العرش: (هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين إلى جنات رب العالمين، أفلح من صدقه وخاب من كذبه) فقال ما هذا لفظه: أخبر به أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي الراوندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارا، حدثنا محمد بن منصور بن خلف وخلف بن محمد بن إسماعيل قالا: حدثنا أبو عثمان سعيد بن سليمان بن داود السرعى قال: حدثنا أبو الطيب خاتم بن منصور الحنظلي قال: حدثنا الفضل (1) بن سالم – لقيته ببغداد – عن الأعمش عن عباية الأسدي عن الأصبغ بن نباتة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة: قال: فقام عمه العباس فقال: فداك أبي وأمي، أنت ومن ؟ قال: أما أنا فعلى دابة الله البراق، وأما أخي صالح فعلى ناقة الله التي عقرت، وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي وابن عمي (2) علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الظهر، رجلها (3) من زمرد أخضر، مضيت (4) بالذهب الأحمر، رأسها من الكافور الأبيض، وذنبها من العنبر الأشهب، وقوائمها من المسك الأذفر، وعرفها (5) من لؤلؤ، عليها قبة


(1) في البحار: المفضل. (2) في المصدر: ابن عمي وصهري. (3) في المصدر: رحلها. (4) في المصدر: مضبب. (5) في المصدر: عنقها.

[ 150 ]

من نور، باطنها عفو الله وظاهرها رحمة الله، بيده لواء الحمد. فلا يمر بملأ من الملائكة إلا قالوا: هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش رب العالمين ؟ فينادي من مناد من لدن العرش – أو قال من بطنان العرش -: (ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حاملا عرش الله رب العالمين. هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين إلى جنات رب العالمين، أفلح من صدقه وخاب من كذبه). ولو أن عابدا عبد الله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتى يكون كالشن البالي ولقي الله مبغضا لآل محمد اكبه الله على منخريه في [ النار ] (6) جهنم (7). قلت انا: قد نقلنا هذا الحديث في فصول تسمية مولانا على عليه السلام (إمام المتقين) (8)، فيما كتبه جدي ورام رضوان الله جل جلاله عليه عن ابن الحداد، وكان حنبليا. وما ندري من أي نسخة نقله فإنه مختصر. ونحن ذكرنا هذا الحديث من أصل وجدناه محررا عليه إجازات، وهو اتم من رواية ابن الحداد وابلغ في موافقه الروايات.


(6) الزيادة من المصدر. (7) تاريخ بغداد: ج 13 ص 122 رقم 7106. والسند هكذا: أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي الدربندي، أخبرنا محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ ببخارا، أخبرنا محمد بن نصر بن خلف وخلف بن محمد بن إسماعيل قالا: حدثنا أبو عثمان سعد بن سليمان بن داود الشرغي، وحدثنا أبو الطيب حاتم بن منصور الحنظلي، حدثنا المفضل بن سلم – لقيته ببغداد – عن الأعمش… الخ. وفي متنه زيادة واختلاف. وأورده في البحار: ج 7 ص 134 ب 8 ح 5، وفي هذا الباب من البحار أورد هذا الحديث بطرق كثيرة. (8) الباب 164 و 168 من هذا الكتاب.

[ 151 ]

فيما نذكره من رواية عثمان بن أحمد بن السماك، ان في اللوح المحفوظ تحت العرش (علي بن أبي طالب أمير المؤمنين). اعلم أن الذي وقفنا عليه أو رويناه عمن نعتمد عليه من غير كتاب الحافظ (أحمد بن مردويه) في أن الله جل جلاله وجبرئيل عليه السلام والنبي صلى الله عليه وآله سموا مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين بحضرة النبي صلى الله عليه وآله في حياته (1) من طرق العلماء الأربعة المذاهب يحتاج إلى مجلد، حتى يحتوي على تفصيل رواياته. ونحن ذاكرون الآن ما يتحمله هذا الكتاب من تسميته عليه السلام بأمير المؤمنين، وهو في عدة أبواب كل باب باسم من رواه. أقول: وإنما قدمنا رواية هذا ابن السماك على من سواه لأنه مجمع على عدالته عندهم واعتمادهم على ما رواه، وقد ذكر الخطيب في تاريخ بغداد عند ذكره لترجمة اسمه عدة روايات بانه من الثقات وانه كان ثبتا وانه كان صدوقا صالحا (2) وغير ذلك. فذكر هذا عثمان بن أحمد بن السماك في نسخة عتيقة روى فيها فضائل لمولانا (3) على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وعلى بعض اجزائها خطه، وتاريخه: (ذو الحجة سنة أربعين وثلاثمائة). قال ما هذا لفظه:


(1) كذا في النسخ، والظاهر: والصحابة سموا مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين بحضرة النبي صلى الله عليه وآله. (2) تاريخ بغداد: ج 11 ص 302 رقم 6092. (3) م: مولانا.

[ 152 ]

حدثنا الحسين قال: حدثنى أحمد بن الحسين قال: حدثني محمد بن علي الكوفي قال: حدثنا عبيد بن يحيى الثوري عن محمد بن الحسن (4) بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: في اللوح المحفوظ تحت العرش: علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (5).


(4) والمطبوع محمد بن الحسين، وفي البحار: محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام. (5) أورده في البحار: ج 37 ص 299 ب 54 ح 17، وتكرر الرقم في البحار سهوا.

[ 153 ]

فيما نذكره من رواية عثمان السماك أيضا في تسمية مولانا علي عليه السلام (أمير المؤمنين حقا)، فقال له ما هذا لفظه: حدثنا الحسين قال: حدثني أحمد بن الحسن (1) قال: وحدثني محمد بن علي قال: حدثنا عبيد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن أبيه عن جده عليه السلام قال: قال لي عمر بن الخطاب ذات يوم: أنت والله أمير المؤمنين حقا. قلت: عندك أو عند الله ؟ قال: عندي وعند الله تبارك وتعالى (2).


(1) م: حدثني أحمد بن الحسن قال: حدثني أحمد بن الحسن. وفي البحار: أحمد بن الحسين عن أحمد بن الحسن والصحيح (أحمد بن الحسين) كما مر في السند السابق. (2) أورده في البحار: ج 37 ص 299 ب 54 ح 18، وتكرر الرقم في البحار سهوا.

[ 154 ]

فيما نذكره من رواية أبي بكر الخوارزمي تسمية جبرئيل عليه السلام مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين في حياة النبي صلى الله عليه وآله. فقال الخوارزمي ما هذا لفظه: ذكر الإمام محمد بن أحمد بن شاذان هذا: حدثنا طلحة بن أحمد بن محمد أبو زكريا النيشابوري عن شابور بن عبد الرحمان عن علي بن عبد الله بن عبد الحميد عن هشيم بن بشير عن شعبة بن الحجاج عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ليلة أسري بي إلى السماء أدخلت (1) الجنة فرأيت نورا ضرب به وجهي. فقلت لجبرئيل: ما هذا النور الذي رأيته ؟ قال: يا محمد، ليس هذا نور الشمس ولا نور القمر، ولكن جارية من جواري علي بن أبي طالب طلعت (2) من قصورها فنظرت إليك فضحكت، فهذا النور خرج من فيها (3)، وهي تدور في الجنة إلى أن يدخلها أمير المؤمنين [ علي بن أبي طالب ] (4) عليه السلام (5).


(1) في المصدر: دخلت. (2) في المصدر: اطلعت. (3) خ ل: فمها. (4) الزيادة من ق والمصدر. (5) مناقب الخوارزمي ص 227، الفصل 19، وأورده في البحار: ج 39 ص 236 ب 86 ح 21.

[ 155 ]

فيما نذكره عن موفق بن أحمد المكي الخوارزمي اخطب خطباء خوارزم، الذي مدحه محمد بن النجار وزكاه (1)، من تسمية جبرئيل عليه السلام لعلي عليه السلام بأمير المؤمنين، من كتابه الذي ذكرناه. نذكر حديثه بلفظه: قال: وذكر محمد بن أحمد [ بن حسن ] (2) بن شاذان هذا: قال: حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن أيوب عن علي بن محمد بن عتية (3) بن رويدة عن بكر بن أحمد (4)، وحدثنا أحمد بن محمد الجراح قال: حدثنا أحمد بن الفضل الأهوازي قال: حدثنا بكر بن أحمد [ بن محمد بن علي عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه ] (5) عن (6) محمد بن علي عليه السلام عن فاطمة بنت الحسين عليه السلام عن أبيها (7) وعمها الحسن بن علي عليهم السلام قال: أخبرنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما دخلت (8) الجنة رأيت شجرة تحمل الحلي والحلل، أسفلها خيل بلق، وأوسطها حور العين، وفي أعلاها


(1) انظر الباب 26، الهامش 1 من هذا الكتاب. (2) ق والمطبوع: محمد بن أحمد بن شاذان، انظر البحار: ج 18 ص 401، الهامش. (3) في المصدر وكتاب التحصين ب 4 من القسم الأول: عيينة، وفى ق وم: عتبة، وفي البحار: أحمد بن محمد بن أيوب عن علي بن عنبسة عن بكر بن أحمد. (4) في النسخ زيادة (ح) بعد قوله (أحمد)، وليس في المصدر والبحار شئ. (5) الزيادة من البحار. (6) في البحار: حدثنا. (7) في البحار: عن أبيها الحسين بن علي عليهما السلام. (8) م والمصدر: أدخلت.

[ 156 ]

الرضوان. قلت: يا جبرئيل، لمن هذه الشجرة ؟ قال: هذه لابن عمك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، إذا أمر الله الخليقة بالدخول إلى الجنة يؤتى بشيعة علي عليه السلام حتى ينتهي بهم إلى هذه الشجرة فيلبسون الحلي والحلل ويركبون الخيل البلق، وينادي مناد: هؤلاء شيعة علي عليه السلام صبروا في الدنيا على الأذى فحبوا (9) هذا اليوم (10).


(9) في المصدر: فحبوا اليوم، وفي البحار: فحبوا في هذا اليوم بهذا. (10) مناقب الخوارزمي: ص 32، الفصل 6، وأورده في البحار: ج 18 ص 401 ب 3 ح 102، وفي العيون أخبار الرضا عليه السلام: ص 199.

[ 157 ]

فيما نذكره عن الخوارزمي عن النبي صلى الله عليه وآله أن مناديا ينادي من بطنان العرش: (هذا علي بن أبي طالب وصي نبي رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم. نذكره بلفظه: وأنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن عمر المقري، أخبرنا عاصم بن الحسين بن محمد، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله، أخبرنا أحمد بن سعيد (1)، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين، حدثنا خزيمة بن ماهان المروزي، حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يأتي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن الأربعة. فقال العباس بن عبد المطلب عمه: فداك أبي وأمي، من هؤلاء الأربعة ؟ قال: أنا علي البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي حمزة أسد الله على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمان، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ألف ركن، على كل ركن ياقوتة حمراء تضئ للراكب مسيرة ثلاثة أيام، وبيده لواء الحمد ينادي (لا إله إلا الله محمد رسول الله). فتقول الخلائق: من هذا ؟ نبي مرسل ؟ ملك مقرب ؟ حامل عرش ؟


(1) في المصدر: أحمد بن محمد بن سعيد.

[ 158 ]

فينادي مناد من بطنان العرش: ليس [ هذا ] (2) بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصى رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم (3).


(2) الزيادة من المصدر والمطبوع. (3) مناقب الخوارزمي: ص 259، الفصل 22، وأورده في البحار: ج 40 ص 12 ب 91 ح 27.

[ 159 ]

فيما نذكره عن موفق بن أحمد المكي الخوارزمي، الذي أثنى عليه محمد بن النجار شيخ المحدثين ببغداد (1)، من كتاب (المناقب) بتسمية الله جل جلاله لمولانا علي عليه السلام (أمير المؤمنين) حقا حقا لم ينلها أحد قبله وليست لأحد بعده. وقال ما هذا لفظه: وأنبأني مهذب الأئمة هذا: أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن على أخبرني (2) محمد بن محمد بن عبد العزيز أبو منصور العدل، اخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار (3)، حدثنا محمد بن عمر، حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون الهاشمي، حدثنا محمد بن زياد النخعي، حدثنا محمد بن فضل بن غزوان، حدثنا غالب الجهني عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده قال: قال [ علي ] (4) عليه السلام: قال النبي صلى الله عليه وآله: لما أسرى بى إلى السماء ثم من السماء إلى سدرة المنتهي وقفت بين يدي ربي عز وجل، فقال لي: يا محمد، قلت: لبيك وسعديك. قال: قد بلوت خلقي فأيهم رأيت (5) أطوع لك ؟ قال: قلت: رب عليا. قال: صدقت يا محمد، فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي مالا يعلمون ؟ * (هاموش) * (1) انظر الباب 26، الهامش 1 من هذا الكتاب. (2) في النسخ: (عن أخي)، مكان (أخبرني). (3) في المصدر: الحداد (4) الزيادة من المصدر وم. (5) في البحار: وجدت.


[ 160 ]

قال: قلت: إختر لي فإن خيرتك خيرتي (6). قال: قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا. ونحلته علمي وحلمي، وهو أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد قبله وليست لأحد بعده. يا محمد، علي راية الهدى وإمام من اطاعني ونور أوليائي وهي الكلمة التي الزمتها المتقين. من أحبه فقد احبني ومن أبغضه فقد أبغضي. فبشره بذلك يا محمد. قلت: ربي فقد بشرته. فقال علي عليه السلام: أنا عبد الله وفي قبضته، ان يعاقبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا وان تمم (7) لي وعدي فالله مولاي. قال: [ اللهم ] (8) اجل [ قلبه ] (9) واجعل ربيعه الإيمان به (10). قال: قد فعلت ذلك به يا محمد، غير أني مخصه (11) بشئ من البلاء لم اخص به أحدا من أوليائي. قال: قلت: ربي أخي وصاحبي ! قال: قد سبق في عملي أنه مبتلي، لولا علي لم يعرف حزبي ولا أوليائي ولا أولياء رسلي (12).


(6) م: فإن جبرئيل خبرني. (7) في البحار: يتم. (8) و (9) الزيادتين من البحار. (10) في المصدر: قال: اجل. قلت: يا رب واجعل ربيعه الإيمان. (11) في المصدر: مختص له، وفي البحار: مختصه، وفي المبطوع: محصته. (12) مناقب الخوارزمي، ص 215، الفصل 19، وأورده في البحار: ج 40 ص 13 ب 91 ح 28. كما أورده في الغدير: ج 3 ص 118 عن حلية الأولياء: ج 1 ص 67، والرياض النضرة: ج 2 ص 449، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ج 2 ص 449، وفرائد السمطين: ب 30 و 50 بطريقين، وكفاية الكنجي: ص 95، ونزهة المجالس: ج 2 ص 241. ورواه الشيخ الطوسي بعين الأسناد في أماليه: ج 1 ص 364 (الجزء 12).

[ 161 ]

فيما نذكره عن موفق بن أحمد المكي الخوارزمي الذي اثنى عليه شيخ المحدثين ببغداد من كتاب (المناقب) بتسمية النبي صلى الله عليه وآله (هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي أوتي منه). فقال ما هذا لفظه: وأنبأني أبو العلاء هذا: أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي (1)، حدثنا محمد بن جرير (2)، حدثنا عبد الله بن داهر بن يحيى الرازي، حدثنا أبو داهر [ بن ] (3) يحيى المقري، حدثنا الأعمش عن عباية عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذ علي بن أبي طالب، لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. وقال صلى الله عليه وآله: يا أم سلمة، اشهدي واسمعي (4)، هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين، وعيبة علمي وبابي الذي أوتي منه، أخي في الدين (5) وخدني (6) في الآخرة ومعي في السنام الأعلى (7).


(1) في النسخ: الشامي، صححناه من المصدر. (2) في النسخ وفي البحار: حريز، صححناه من المصدر. (3) الزيادة من المصدر. (4) في المصدر: اشهدي واعلمي واسمعي. (5) في البحار: في الدنيا. (6) هو الخليل الذي يتخل به. (7) مناقب الخوارزمي: ص 86، الفصل 14، وأورده في البحار: ج 40 ص 14 ب 91 ح 29، كما أورده في الغدير: ج 6 ص 80 عن أبي نعيم، والرافعي في التدوين، والكنجي في المناقب والحموئي في فرائد السمطين وحسام الدين في المحلى، وشهاب الدين في توضيح الدلائل والشيخ محمد الحفني في شرح الجامع الصغير. (*)

[ 162 ]

فيما نذكره من حديث آخر عن الخوارزمي، ان جبرئيل عليه السلام خاطب مولانا عليا عليه السلام (أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، أنت سيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين)، نذكره بلفظه: وأخبرنا شهردار هذا اجازة عن الشريف أبي طالب المفضل (1) بن محمد بن طاهر الجعفري باصفهان، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الأصفهاني، حدثني عبد الله بن محمد بن يزيد، حدثنا محمد بن أبي يعلي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا زكريا بن يحيى أبو علي الخزاز البصري، حدثنا مندل بن علي عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيته فغدا عليه علي بن أبي طالب عليه السلام بالغداة (2)، وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد، فدخل فإذا النبي صلى الله عليه وآله في صحن الدار وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي. فقال: السلام عليك (3)، كيف أصبح رسول الله ؟ فقال: بخير، يا أخا رسول الله. قال: فقال (4): جزاك الله عنا أهل البيت خيرا. قال له


(1) في المصدر: الفضل محمد بن طاهر. (2) في البحار: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يغدو إليه علي عليه السلام في الغداة. (3) في المصدر: عليك. (5) في المصدر: قال له علي عليه السلام.

[ 163 ]

دحية: أني أحبك، وان لك عندي مدحة أزفها (5) إليك: أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، أنت سيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين. لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزف أنت وشعيتك مع محمد وحزبه إلى الجنان زفا (6). قد أفلح من تولاك وخسر من تخلاك (7). محب محمد محبك ومبغض محمد مبغضك، لن ينال شفاعة محمد صلى الله عليه وآله، أدن مني صفوة الله. فأخذ رأس النبي صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره. فانتبه صلى الله عليه وآله فقال: ما هذا الهمهمة ؟ فاخبره الحديث. فقال: لم يكن هو دحية الكلبي، كان جبرئيل سماك باسم سماك الله به، وهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين (8).


(5) أي أهديها. (6) في المصدر: إلى الجنة زفا زفا. (7) في المصدر: عاداك. (8) مناقب الخوارزمي: ص 231، الفصل 19، وأورده في البحار: ج 37 ص 296 ب 54 ذيل ح 12، كما أورده في البحار أيضا: ج 39 ص 96 ب 76 ح 8. وكذا في أمالي الشيخ: ص 31 وبشارة المصطفى: ص 120.

[ 164 ]

فيما نذكره عن الحافظ موفق بن أحمد المكي أخطب خطباء خوارزم الذي أثنى عليه محمد بن النجار (1) [ و ] (2) مصنف خريدة القصر في فضلاء العصر (3)، من كتابه الذي أشرنا إليه بروايته بلفظها (ان الشمس سلمت على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين بامر الله رب العالمين وبحضرة سيد المرسلين) عن رجالهم برواية الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، فقال: واخبرني شهردار هذا إجازة: أخبرنا عبدوس هذا كتابه: حدثنا الشيخ أبو الفرج بن سهل (4)، حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن بركان (5)، حدثنا زكريا الغلابي (6)، حدثنا الحسن بن موسى بن محمد بن عباد الخزاز (7)، حدثنا عبد الرحمان بن القاسم الهمداني، حدثنا أبو حازممحمد بن محمد الطالقاني أبو مسلم عن الخالص الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن الناصح علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن


(1) انظر الباب 26، الهامش 1. (2) الزيادة منا، انظر الباب 26. (3) لم يطبع قسم شعراء العجم منه. (4) في المصدر: محمد بن سهل. (5) في المصدر: تركان. (6) في المصدر: حدثني زكريا بن عثمان أبو القاسم ببغداد، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، وفي البحار: العلائي، وفي المطبوع: البغدادي. (7) في المصدر: الجزار. (8) في المصدر: أبو حاتم.

[ 165 ]

الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن الثقة (9) محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، [ عن الأمين موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ] (10)، عن الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، [ عن الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ] (11) عن الزكي زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن البر الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن المرتضى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، عن المصطفى محمد الأمين سيد الأولين والآخرين صلى الله عليهم أجمعين: انه قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام: يا أبا الحسين، كلم الشمس فانها تكلمك. قال علي عليه السلام: السلام عليك أيها العبد المطيع لله (12). فقال الشمس: وعليك السلام يا أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. يا علي، أنت وشيعتك في الجنة. يا علي، أول من تنشق عنه الأرض محمد ثم أنت، وأول من يحيى محمد ثم أنت، وأول من يكسى محمد ثم أنت. ثم انكب علي عليه السلام ساجدا وعيناه تذرفان بالدموع، فانكب عليه النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا أخي وحبيبي، ارفع رأسك فقد باهى الله بك أهل سبع سماوات (13).


(9) في المطبوع: التقي. (10) و (11) الزيادتين من المصدر. (12) في المصدر: أيتها العبدة الصالحة المطيعة لله. (13) مناقب الخوارزمي: ص 63، الفصل 9، وأورده في البحار: ج 41 ص 169 ب 109، ح 5، وفي كشف الغمة: ص 44. كما أورده في الغدير: ج 3 ص 392 عن الحموئي في فرائد السمطين: ب 38 والقندوزي في الينابيع: ص 140.

[ 166 ]

فيما نذكره من أخطب خطباء خوارزم عن أبي العلاء الهمداني، في تسمية النبي صلوات الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. أعلم أن هذا أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد المكي، من أعظم علماء المذاهب الأربعة، وقد اثنوا عليه في ترجمته وذكروا ما كان عليه من المناقب. وروينا هذا من الكتاب الذي صنفه في فضائل مولانا علي عليه السلام. وممن اثنى عليه محمد بن النجار شيخ المحدثين ببغداد في تذييله على تاريخ الخطيب، قال عن موفق بن أحمد المكي: (كان خطيب خوارزم وكان فيها فاضلا أدبيا شاعرا بليغا من تلامذة الزمخشري) (1). وقال مصنف خريدة القصر في فضلاء العصر ما هذا لفظه: (خطيب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي من الأفاضل الأكابر بها فقها وأدبيا، والأماثل الأكارم سببا ونسبا) (2). وقد ذكرنا من احاديثه في كتابه ما نقلناه بلفظه منه ونذكر منه أيضا ما نسنده عنه في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. رواه موفق بن أحمد [ بن محمد ] (3) المكي عن أبي العلاء الهمداني،


(1) من الكتب المفقودة اليوم، وإنما وجد حرف العين منه وطبع بحيدر آباد – الهند. (2) لم يطبع قسم شعراء العجم منه. (3) الزيادة ليست في ق.

[ 167 ]

ونحن نروي م ا يرويه أبي العلاء الهمداني عن شيخنا محمد بن النجار شيخ المحدثين ببغداد، عن المبارك بن أبي الأزهر عن أبي العلاء [ الهمداني ] (4)، وعن عبد الوهاب بن علي عن أبي العلاء، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد (5)، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، حدثنا علي بن عباس عن الحارث بن الحصين (6) عن القاسم بن حيدر (7) عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أنس، اسكب لي وضوء. ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: يا أنس، أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. قال: قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار – وكتمته – إذ جاء علي عليه السلام. فقال صلى الله عليه وآله: من هذا يا أنس ؟ فقلت: علي عليه السلام (8). فقام مستبشرا فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه ويمسح عرق وجه علي عليه السلام على وجهه. فقال: يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل. قال: وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدى (9).


(4) الزيادة من البحار. (5) في المصدر: محمد بن علي بن مخلد. (6) في النسخ والبحار: الحصيرة، صححناه من المصدر. (7) في المصدر: جندب. (8) في المصدر: جاء علي عليه السلام. (9) مناقب الخوارزمي: ص 42، الفصل 7، وأورده في البحار: ج 40 ص 15 ب 91 ح 30.

[ 168 ]

فيما نذكره من رواية الشيخ العالم أبي سعيد مسعود بن الناصر بن أبي زيد الحافظ السجستاني (1) في كتاب (الولاية) (2)، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أوحى إلي في علي ثلاث: أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين. وهذا من أفاضل علماء الأربعة المذاهب، ومن وقف على تصنيفه عرف من فضله وعلمه ما يغني عن شرح ما يوصف من المناقب. فقال ما هذا لفظه: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد [ بن أحمد البزار فيما قرء عليه من بغداد قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون بن محمد ] (3) الصيني املاء في صفر سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، قال: حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الحافظ سنة ثلاثين وثلاثمائة. وأخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن علي الشروطي قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن عمر بن بهته (4) وأبو عبد الله الحسين بن هارون (5) بن محمد القاضي الصيني وأبو محمد عبد الله بن محمد بن الألعاني (6) القاصي، قالوا: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن الفضل بن إبراهيم


(1) انظر عن الحافظ السجستاني: الغدير ج 1 ص 212. (2) جاء ذكره في اجازة العلامة لبنى زهرة، انظر البحار: ج 107 ص 84، كما ذكر كلاما مفصلا حول الكتاب في الغدير: ج 1 ص 155. (3) الزيادة من ق. (4) خ ل: بهتة. (5) في النسخ: مروان. (6) في الغدير: الاكفاني. (*)

[ 169 ]

الأشعري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا المثنى بن القاسم الحضرمي عن هلال بن أيوب الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلي مولاه. فهذا آخر حديث البزاز (7)، وزاد الشروطى في رواياته (8): وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوحى إلى في علي ثلاث: أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين (9).


(7) م والمطبوع: زرارة. (8) م: روايته. (9) أورده في البحار: ج 40 ص 15 ب 91 ح 31، كما أورده في الغدير: ج 1 ص 17.

[ 170 ]

فيما نذكره من تسمية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين وأولى الناس بالناس. من رواية القاضي بفرغانة الفاضل أبي نصر منصور بن محمد بن محمد الحربي. وحدثنا ذلك في نسخة ظاهرها أنها كتبت في حياة مصنفها، عليها (أدام الله عزه)، واسم النسخة ما هذا لفظه: (كتاب التحقيق لما احتج به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه على النجباء من الصحابة يوم الشورى). وقد روي حديث مولانا على عليه السلام واحتجاجه من ثلاث طرق، ثم روي كل معنى من كلام مولانا على عليه السلام باسانيد واضحة وطرق راجحة وكشفها بانوار الحجج الراجحة. تاريخ كتابته (1) ما هذا لفظه: (فرغ أبو القاسم الليث بن محمد السنجري الكاتب من كتابه هذا الكتاب بكورة باب أحد أعمال فرغانه عشية يوم الجمعة الثاني عشر من جمادي الأولى سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة غفر الله له ذنوبه). فقال الحاكم بفرغانة أبو نصر بن محمد الحربي (2)، ما هذا لفظه: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة بالكوفة، قال:


(1) في النسخ: كتابه. (2) ق: أبو نصر محمد بن منصور بن محمد.

[ 171 ]

حدثني المنذر بن محمد بن سعيد بن أبي الجهم عن ابان بن تغلب عن مقنع (3) بن الحارث عن أبن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في بيت أم حبيبة (4)، فقال: يا أم حبيبة، اعتزليبنا فانا على حاجة، ثم دعا بوضوء فاحسن الوضوء ثم قال: إن أول من يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد العرب وخير الوصيين وأولى الناس بالناس. [ قال أنس ] (5): فجعلت أقول: اللهم اجعله رجلا من الأنصار. قال: فدخل علي بن أبي طالب عليه السلام. وذكر الحديث إلى آخره (6).


(3) في البحار: منيع. في السند سقط ظاهرا. (4) زاد في البحار: بنت أبى سفيان. (5) الزيادة من البحار. (6) أورده في البحار: ج 37 ص 298 ب 54 ذيل ح 16، وأورده في الغدير: ج 7 ص 176، عن مستدرك الحاكم: ج 3 ص 138. (*)

[ 172 ]

فيما نذكره من رواية [ الحاكم ] (1) بفرغانة أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وآله سمى مولانا عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين، بما هذا لفظه: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عقدة بالكوفة قال: حدثنا محمد بن الفضل بن إبراهيم قال: حدثنا أبي قال: حدثنا مثنى بن القاسم الحضرمي عن هلال بن أيوب الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد (2) بن زرارة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوحي إلي في علي أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين. أقول: إن من العجائب من المسلمين رواية مثل هذه الأحاديث عن سيد المسلمين ويجري الأمر على ما جرى من التقدم على أمير المؤمنين عليه السلام ! (3).


(1) الزيادة منا بقرينة ما في فهرست المؤلف. (2) في النسخ: سعيد. (3) أورده في البحار: ج 37 ص 299 ب 54 ح 19.

[ 173 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي صلوات الله عليه في حياة سيد المرسلين أنه (أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي أوتي منه، من كتاب (ذكر منقبة المطهرين أهل بيت محمد سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وعليهم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين)، جمع الحافظ أبى نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصفهاني، فقال ما هذا لفظه: حدثنا أبو الفرج النسائي قال: حدثنا محمد بن جرير قال: حدثنا عبد الله بن داهر الرازي قال: حدثني أبي داهر بن يحيى الأحمري المقري قال: حدثنا الأعمش عن عباية عن ابن عباس قال. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وقال: يا أم سلمة، اشهدي واسمعي، هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي أوتي منه، والوصي على الأموات من أهل بيتي، أخي في الدنيا وخديني (1) في الآخرة ومعي في السنام الأعلى (2).


أي صديقي. (2) أورده في البحار: ج 37 ص 257 ب 53 ح 14.

[ 174 ]

فيما نذكره من رواية أبي الفتح محمد بن علي الكاتب الاصفهاني النطنزي من تسمية الله جل جلاله لمولانا على عليه السلام بأمير المؤمنين. وقد أثنى محمد بن النجار في تذييله على تاريخ الخطيب على هذا محمد بن علي الأصفهاني النطنزي فقال: (كان نادرة الفلك ويافعة (1) الدهر وفاق أهل زمانه في بعض فضائله) (2)، من كتابه (كتاب الخصائص العلوية على جميع البرية والماثر العلوية لسيد الذرية) (3). فقال ما هذا لفظه: أخبرني علي بن إبراهيم القاضي بفرات قال: أخبرني والدي قال: حدثنا جدي قال: حدثنا أبو أحمد الجرجاني القاضي قال: حدثنا عبد الله بن محمد الدهقان قال: حدثنا إسحاق بن إسرائيل قال: حدثنا حجاج عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما خلق الله تعالى آدم ونفخ فيه من روحه عطس، فالهمه الله: (الحمد لله رب العالمين). فقال له ربه: يرحمك ربك. فلما أجسد له الملائكة تداخله العجب فقال: يا رب، خلقت خلقا أحب إليك مني ؟ فلم يجب. ثم قال الثانية فلم يجب. ثم قال الثالثة فلم يجب. ثم قال الله عز وجل له: نعم ولولاهم ما خلقتك ! فقال: يا رب فأرنيهم. فأوحى الله عز وجل إلى ملائكة الحجب ان ارفعوا الحجب. فلما رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدام العرش، فقال: يا رب من


(1) خ ل: نابغة. (2) انظر الباب 26، الهامش 1. (3) انظر كشف الظنون: ج 3 ص 430، وجاء ذكره في البحار: ج 107 ص 132.

[ 175 ]

هؤلاء ؟ قلا: يا آدم، هذا محمد نبيي، وهذا علي أمير المؤمنين ابن عم نبيي ووصيه، وهذه فاطمة ابنة نبيي، وهذان الحسن والحسين ابنا علي وولدا نبيي، ثم قال: يا آدم، هم ولدك. ففرح بذلك. فلما اقترف الخطيئة قال: يا رب، اسئلك بمحمد (4) وعلي وفاطمة والحسن والحسين لما غفرت لي. فغفر الله له بهذا. فهذا الذي قال الله عز وجل: * (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه) * (5). فلما هبط إلى الأرض صاغ خاتما فنقش عليه: (محمد رسول الله وعلي أمير المؤمنين). ويكني آدم بأبي محمد ! (6).


(4) في البحار: بحق محمد. (5) سورة البقرة: الآية 37. (6) أورده في البحار: ج 11 ص 175 ب 3 ح 20، كما أورده في الغدير: ج 7 ص 301. (*)

[ 176 ]

فيما نذكره من رواية الثقة الذي فاق أهل زمانه في بعض فضائله، أبي الفتح محمد بن علي الأصفهاني النطنزي، من كتابه الذي قدمنا ذكره بلفظه: ولقبه المصطفى صلوات الله عليه بأمير المؤمنين. اخبرنا الأستاذ الإمام أحمد بن الفضل الخواص قال: أخبرنا شجاع بن علي المصقلي قال: حدثنا أحمد بن موسى الحافظ قال: حدثني محمد بن المظفر قال: حدثنا محمد بن حفص الخثعمي قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال: حدثنا يحيى بن سالم قال: حدثنا صباح المزني عن العلاء بن المسيب عن أبي داود عن بريدة قال: أمرنا رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم ان نسلم على علي بيننا بأمير المؤمنين. وكذا فسر كلما في القرآن * (يا أيها الذين آمنوا) *: إن عليا عليه السلام أميرها (1).


(1) أورده في البحار: ج 37 ص 300 ب 54 ح 20. ورواه الشيخ الطوسي في أماليه: ج 1 ص 340 (الجزء 12) بأسناد آخر عن يحيى بن سالم.

[ 177 ]

فيما نذكره من رواية هذا الذي فاق أهل زمانه في بعض فضائله، أبي الفتح محمد بن علي الأصفهاني النطنزي، من كتابه الذي أشرنا إليه، من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. وهذا لفظه ما رواه النطنزي: قرأت على المقري أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن المقري باصفهان من أصل سماعه، قلت له: حدثكم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أح مد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا علي بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون قال: حكي عن ابن عباس (1) عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن محمد بن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أنس، اسكب لي وضوء. ثم قام فصلى ركعتين ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أنس، أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. قال أنس: قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار – وكتمته – إذا جاء (2) علي عليه السلام فقال: من هذا يا أنس ؟ فقلت: علي. فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه، ويمسح عرق وجه علي بوجهه.


(1) م: حكى علي بن عباس. (2) في البحار: إذ جاء.

[ 178 ]

فقال علي عليه السلام: صنعت شيئا ما صنعت بي قبل ! قال: وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي. رواه جابر عن أبي الطفيل عن أنس نحوه. في هذا الحديث أربع من المناقب، لم يشاركه فيها أحد. هذا آخر لفظة رواية النطنزى (3).


(3) أورده في البحار: ج 37 ص 300 ب 54 ح 21، كما أورده في الغدير: ج 8 ص 87 عن حلية الأولياء: ج 1 ص 63.

[ 179 ]

فيما نذكره من رواية هذا الذي فاق أهل زمانه في بعض فضائله أبي الفتح محمد بن بن علي الكاتب الأصفهاني النطنزي، من كتابه الذي اعتمد عليه، بطريق آخر: إن رسول الله صلوات الله عليه وآله سمى مولانا عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين وأمير الغر المحجلين، بما هذا لفظة رواية النطنزي: حدثنا أبو عبد الله محمد بن المنذر سكر (1) الهروي قال: حدثنا الحسين بن الحكم بن مسلم الكوفي قال: حدثنا الحسن بن الحسن العرني، حدثنا أبو يعقوب الجعفي عن جابر عن أبي الطفيل عن أنس بن مالك قال: كنت خادم رسول الله صلى الله عليه وآله، فبينا أنا أوضيه فقال: يدخل داخل هو أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين وأمير الغر المحجلين. فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار. فإذا علي عليه السلام قد دخل. فعرق وجه رسول الله صلى الله عليه وآله عرقا شديدا فجعل يمسح عرق وجهه بوجه علي. فقال: يا رسول الله، مالي ؟ أنزل في شي ؟ قال: أنت مني، تؤدي عني وتبرئ ذمتي وتبلغ عني رسالتي. قال: يا رسول الله، أو لم تبلغ الرسالة ؟ قال: بلى، ولكن تعلم الناس من بعدي من تأويل القرآن ما لم يعلموا أو تخبر (2) (3).


(1) في البحار: شكر. (2) في البحار: وتخبرهم. (3) أورده في البحار: ج 92 ص 91 ب 8 ح 38.

[ 180 ]

فيما نذكره من الجزء من فضائل مولانا على عليه السلام، جمع أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة (1)، الذي زكاه الخطيب في تاريخه (2) وبالغ في الثناء عليه، مما رواه عنه عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن المهدي الفارسي، من تسمية مناد من بطنان العرش (هذا علي بن أبي طالب وصى رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم). وفي أول الجزء: إن عبد الواحد الفارسي قرئه يوم السبت لليلتين خلتا من ذو الحجة سنة ست واربعمائة. نرويه ونذكره بالفاظه: حدثنا أحمد قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن (3) قال: حدثنا خزيمة بن ماهان المروزي قال: حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة. فقال له العباس بن عبد المطلب عمه: فداك أبي وأمي، ومن هؤلاء الأربعة ؟. قال: أنا علي البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمان، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا، على كل ركن


(1) جاء ذكره في إجازة العلامة لبني زهرة، انظر البحار: ج 107 ص 116. (2) تاريخ بغداد: ج 5 ص 14 رقم 2365. (3) في المطبوع: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسن.

[ 181 ]

ياقوتة حمراء تضئ للراكب (4) مسيرة ثلاثة أيام، وبيده لواء الحمد ينادي (لا إله إلا الله محمد رسول الله). فيقول الخلائق: من هذا ؟ ملك مقرب ؟ نبي مرسل ؟ حامل عرش ؟ فينادي مناد من بطنان العرش: ليس هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم (5).


(4) م: الكواكب. (5) أورده في البحار: ج 37 ص 301 ب 54 ح 22.

[ 182 ]

فيما نذكره عن أبي العباس أحمد بن عقدة الحافظ أيضا من تفسير قوله جل جلاله * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) * (1) أي باسمه تسمون أمير المؤمنين، بلفظه: حدثنا يونس بن عبد الرحمان عن أبي يعقوب رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام في قوله * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) *، قال: لما رأى فلان وفلان منزلة علي عليه السلام يوم القيامة إذا دفع (2) الله تبارك وتعالى لواء الحمد إلى محمد صلى الله عليه وآله تحته (3) كل ملك مقرب وكل نبي مرسل فدفعه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام * (سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون) * أي باسمه تسمون أمير المؤمنين (4).


(1) سورة الملك: الآية 27. (2) هكذا في البحار، وفي النسخ: رفع. (3) في البحار: يجيئه. (4) أورده في البحار: ج 37 ص 302 ب 54 ح 23. (*)

[ 183 ]

فيما نرويه ونذكره عن الحافظ أبي العباس أحمد بن عقدة فيما ذكره في كتابه الذى سماه (حديث الولاية) (1)، ان النبي صلى الله عليه وآله قال: أوحي إلي في علي عليه السلام انه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين. رويناه من طرق كثيرة قد ذكرناها في كتاب (الاجازات لما يخصني من الإجازات) (2)، منها: عن السيد السعيد فخار بن معد الموسوي عن السيد الكبير علي بن محمد بن عدنان بن عبد الله بن المختار، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق السلمي قراءة (3) عليه وانا اسمع بمدينة السلام في جمادي الآخرة سنة ست وستين وخمسمائة، قال: أخبرنا الحافظ العدل أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي الكوفي في رجب سنة سبع وخمسمائة، قال: أخبرنا أبو المنى دارم بن محمد بن زيد بن أحمد بن بيان بن عثمان بن عيسى النهشلي قراءة في الجامع في شهر رمضان سنة سبع وأربعين وأربعمائة، قال: حدثنا أبو حكيم محمد بن إبراهيم بن السري التميمي، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ المعروف بابن عقدة، قال:


(1) قال ابن الحجر في تهذيب التهذيب: ج 7 ص 337، بعد ذكر حديث الغدير: صححه واعتنى بجمع طرقه أبو العباس بن عقدة فأخرجه من حديث سبعين صحابيا أو أكثر. وقال في فتح الباري: أما حديث (من كنت مولاه فعلي مولاه) فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جدا، وقد استودعها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحيح وحسان. انظر الغدير: ج 1 ص 153. (2) هو من الكتب المفقودة اليوم، ذكر المجلسي بعضه الموجود عنده في مجلد الاجازات من البحار: ج 107 ص 45 – 37، الفائدة 9. (3) م: قرأت.

[ 184 ]

حدثنا محمد بن بن الفضل بن إبراهيم الأشعري، قال: حدثنا أبي (4)، قال: حدثنا مثنى بن القاسم الحضرمي عن هلال بن أيوب الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلي مولاه، أوحي إلي في علي أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين (5).


(4) م: محمد بن أبي. (5) انظر الغدير: ج 1 ص 17.

[ 185 ]

فيما نذكره عن الحافظ ملك المحدثين أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الأنصاري ثم الجبائي، في قول رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي أوتي منه والوصي على الأموات من أهل بيتي. ما هذا لفظه: حدثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي، حدثنا محمد بن جرير، حدثنا عبد الله بن داهر، حدثنا أبي داهر الأحمري المقري (1)، حدثنا الأعمش عن عباية عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. وقال: يا أم سلمة اشهدي واسمعي، هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي أوتي منه والوصي على الأموات من أهل بيتي، أخي في الدنيا وخديني (2) في [ الدنيا ] (3) والآخرة ومعي في السنام الأعلى (4).


(1) ق: أبي داهر بن يحيى المقري، وفي البحار: أبي داهر يحيى المقري. (2) أي صديقي. (3) الزيادة من ق. (4) أورده في البحار: ج 40 ص 14 ب 91 ذيل ح 29.

[ 186 ]

فيما نذكره عن النبي صلى الله عليه وآله من تسمية مولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين وخير الوصيين، أقدم الناس سلما وأكثر الناس علما، برواية القاضي أبي الحسن علي بن محمد القزويني من رجالهم. رأينا ذلك في نسخة عتيقة عليها ما يقتضي أنها في حياة مصنفها، بما هذا لفظة كتابه: قال: حدثنا محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبى إسحاق عن أبي ذر الغفاري (1) عن أنس بن مالك، قال: كنت خادما لرسول الله صلى الله عليه وآله، وكانت ليلة أم حبيبة بنت أبي سفيان. فأتيت رسول الله صلى الله عليه وآله بوضوء، فقال: يا أنس، يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وخير الوصيين، أقدم الناس سلما (2) وأكثر الناس علما وأرجح الناس حلما. قلت: اللهم اجعله رجلا من قومي. فلم ألبث أن دخل علي بن أبي طالب عليه السلام من الباب ورسول الله صلى الله عليه وآله يتوضا ويرد الماء على وجه علي عليه السلام حتى امتلأت عيناه من الماء. فقال علي عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله: هل حدث في حدث ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما حدث فيك يا علي إلا خير، يا علي أنا منك وأنت مني، تؤدي عني وتفي بذمتي وتغسلني وتواريني في لحدي


(1) في البحار: أبي بشر الغفاري. وفي م: أبي يسر الغفاري. (2) في المطبوع: اسلاما.

[ 187 ]

وتسمع الناس عني وتبين لهم من بعدي: فقال له علي عليه السلام: يا رسول الله، أوما بلغت ؟ قال: بلى، تبين لهم ما يختلفون فيه بعدي (3).


(3) أورده في البحار: ج 40 ص 16 ب 91 ح 32.

[ 188 ]

فيما نذكره أيضا من كتاب (القزويني)، في تسمية مولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين. وهذا القاضي القزويني يقتضي روايته أنه كان يروي عن هارون التلعكبري الذي قال فيه الشيخ الطوسي رضي الله عليه ما هذا لفظه: (هارون بن موسى التلعكبري يكنى أبا محمد جليل القدر عظيم المنزلة واسع الرواية عديم النظير ثقة، روى جميع الأصول والمصنفات، مات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، أخبرنا عنه جماعة من أصحابنا) (1). قال في الكتاب المذكور ما هذا لفظه: أخبرني هارون بن موسى أبو محمد قال: حدثنا محمد بن سهل قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنى يعقوب بن يزيد عن على بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير مولى أبي جعفر: عن أبى عبد الله عليه السلام في قوله الله عز وجل: * (فطرة الله التي فطر الناس عليها) * (2). قال: هي التوحيد وأن محمدا رسول الله وأن عليا ولي الله أمير المؤمنين.


(1) رجال الطوسي: باب الهاء من أبواب من لم يرو عنهم عليهم السلام، ص 516. (2) سورة الروم: الآية 30.

[ 189 ]

فيما نذكره من كتاب (القاضي القزويني) أيضا في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. قال في كتابه بلفظه: الحسن بن علي بن فضال وإبراهيم بن مهزيار، روي عن عقبة (1) بن خالد عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حول العرض كتاب خلق مسطورا: (أني أنا الله، لا إله إلا أنا، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين) (2).


(1) في هامش المطبوع: عنبسة. (2) أورده في البحار: ج 37 ص 302 ب 54 ح 24.

[ 190 ]

فيما نذكره من كتاب (القاضي القزويني) أيضا في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. قال في كتابه بلفظه: أخبرني هارون بن موسى عن محمد بن سهل عن الحميري رفعه قال: قال آدم عليه السلام: يا رب، بحق محمد وعلي والحسن والحسين إلا تبت على. فأوحى الله إليه: يا آدم، وما علمك بمحمد ؟ قال: حين خلقتني رفعت رأسي فرأيت في العرش مكتوبا: (محمد رسول الله، على أمير المؤمنين).


[ 191 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين سماه سيد المرسلين، برجال الجمهور. رأيت ذلك ورويته من كتاب (مولد مولانا علي عليه السلام بالبيت) تأليف أبي جعفر محمد بن بابويه، قد رواه عن رجال الجمهور، فلذلك أذكره واقتصر على المراد منه لأنه نحو خمس قوائم. فقال: حدثني محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رحمه الله قال: حدثنا الحسين بن عطا قال: حدثنا شاذان بن العلاء قال: حدثنا يحيى بن أبى يحيى قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد قال: حدثني مسلم بن خالد المكي قال: حدثنا جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سئلت رسول الله صلى الله عليه وآله عن ميلاد أمير المؤمين عليه السلام. فقال: آه آه، لقد سئلتني عن خير مولود بعدي على سنة المسيح عليه السلام. وذكره من اصطفاء الله جل جلاله لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله ولمولانا علي عليه السلام شيئا عظيما (1). ثم قال: ومن قبل أن يقع في بطن أمه كان في زمانه رجل راهب عابد يقال له (المبرم بن دعيت) وكان مذكورا في العبادة، قد عبد الله عز وجل مائة وسبعين سنة، وذكر في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله: إن المبرم (2) الراهب بشر بولادة علي أمير المؤمنين عليه السلام.


(1) ق وم: وذكره من اصطفاء الله جل جلاله لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا على عليه السلام شيئا عظيما. (2) في النسخ: اليوم، والظاهر ما ذكرناه.

[ 192 ]

وضمن الحديث أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله: إن عليا عليه السلام سمي إمام المتقين وأمير المؤمنين وناصر الدين وقامع المشركين ومغيظ المنافقين وزين العابدين ووصي رسول رب العالمين قبل ولادته. صلى الله على رسوله وعلى وصيه وعلى من يرضاه الصلاة عليه من الأولين والآخرين.


[ 193 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين، سماه به سيد المرسلين صلوات الله عليهم أجمعيه. روينا ذلك من كتاب (المعرفة) تأليف أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي. وقد أثنى عليه محمد بن إسحاق النديم في كتاب الفهرست في الرابع فقال ما هذا لفظه: (أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأصفهاني من ثقات العلماء المصنفين) (1). فقال (2): إن هذا أبا إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي كان من الكوفة ومذهبه مذهب الزيدية ثم رجع إلى اعتقاد الإمامية، وصنف هذا الكتاب المعرفة، فقال له الكوفيون: تتركه ولا تخرجه لأجل ما فيه من كشف الأمور. فقال لهم: أي البلاد أبعد من مذهب الشيعة ؟ فقالوا: إصفهان. فرحل من الكوفة إليها وحلف انه لا يرويه إلا بها. فانتقل إلى اصفهان ورواه بها ثقة منه بصحة ما رواه فيه. وكانت وفاته سنة ثلاث وثمانين ومائتين. والذي ننقله عنه من الاحاديث رواها برجال المذاهب الأربعة ليكون أبلغ في الحجة. ووجدنا هذا الكتاب أربعة أجزاء ظاهرا أنها كتبت في حياة أبي إسحاق إبراهيم الثقفي الأصفهاني. ونرويها بطرقنا التي ذكرناها في كتاب (الاجازات لما يخصني من الاجازات) (3). وننقل ما ذكره (4) في تلك النسخة. فقال إبراهيم الثقفي الاصفهاني في كتاب (المعرفة) ما هذا لفظه:


(1) الفهرست لابن النديم: ص 279، الفن الخامس من المقالة السادسة. (2) مقول القول ليس من كلام ابن النديم، بل نقل لما في النسخة من كتاب الثقفي. (3) انظر الباب 37، الهاش 2. (4) ق وم: نذكره.

[ 194 ]

في تسمية على عليه السلام بأمير المؤمنين على عهد النبي صلى الله عليه وآله: حدثنا إبراهيم قال: واخبرنا إسماعيل بن أمية (4) المقري قال: حدثنا عبد الغفار بن القاسم الأنصاري عن عبد الله بن شريك العامري عن جندب الأزدي عن علي عليه السلام. قال: وحدثنا سفيان بن إبراهيم عن عبد المؤمن بن القاسم عن عبد الله بن شريك عن جندب عن علي عليه السلام قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أناس، قبل أن يحجب النساء. فأشار بيده أن أجلس بيني وبين عائشة. فجلست، فقال: تنح عني (5). فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ماذا تريدين إلى أمير المؤمنين ؟ ! (6).


(4) كذا في البحار، وفي ق وم: أمير، وفى المطبوع: اتبر، وفي ق خ ل: أمية. (5) في م والبحار والمطبوع: تنح كذا. (6) أورده في البحار: ج 37 ص 302 ب 54 ح 25، كما أورده في البحار أيضا: ج 22 ص 243 ب 4 ح 10.

[ 195 ]

فيما نذكره عن إبراهيم الثقفي أيضا من كتاب (المعرفة) بتسمية مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير المحجلين. فقال إبراهيم الثقفي الأصفهاني في كتاب (المعرفة)، ويحتمل أن يكون في مجلس آخر غير الأول، ما هذا لفظه: حدثنا إبراهيم قال: وأخبرنا إسماعيل بن ابان الأزدي قلا: حدثنا صباح المزني قال: حدثني جابر عن إبراهيم عن إسحاق بن عبد الله عن عبد الله بن الحارث (1): عن علي عليه السلام انه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أبو بكر وعمر، فجلس بين رسول الله وعائشة. فقالت: ما وجدت لأستك مجلسا غير فخذي أو فخذ رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: مهلا، لا تؤذيني في أخي فإنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير الغر المحجلين يوم القيامة، يقعده الله على الصراط فيدخل أوليائه الجنة واعدائه النار (2).


(1) م والمطبوع: إسحاق بن عبد الله بن الحارث. (2) أورده في البحار: ج 37 ص 303 ب 54 ح 26، كما أورده في البحار أيضا: ج 22 ص 242 ب 4 ح 6 مع الفرق في متن الحديث.

[ 196 ]

فيما نذكره من كتاب (المعرفة) أيضا للثقفي الأصفهاني في تسمية رسول الله صلوات الله عليه وآله لعلي عليه السلام بأمير المؤمين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجحلين وخاتم الوصيين، ما هذا لفظه: حدثنا إبراهيم قال: وأخبرني إبراهيم بن محمد بن ميمون وعمار بن سعد، قالا (1): حدثنا علي بن عباس عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن جندب (2) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أنس، اسكب لي وضوء أتوضأ. ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: يا أنس، يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار – وكتمته – إذ دخل علي بن أبي طالب. فقلا: من هذا يا أنس ؟ فقلت: علي. فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجه علي وعرق وجه علي بوجهه. فقلا على عليه السلام: يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت بي اليوم شيئا ما صنعته بي قط ! قال: وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم الذي اختلفوا فيه من بعدى (3).


(1) في النسخ: قال. (2) في البحار: حيدر. (3) أورده في البحار: ج 40 ص 15 ب 91 ذيل ح 30.

[ 197 ]

فيما نذكره أيضا من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الأصفهاني، في تسمية رسلو الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين وأمير الغر المحجلين، فقال ما هذا لفظه: حدثنا إبراهيم قال: واخبرني إبراهيم بن منصور وعثمان بن سعيد قالا: حدثنا عبد الكريم بن يعقوب الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس بن مالك قال: يدخل داخل هو أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين وأمير الغر المحجلين. فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار حتى قرع الباب فإذا علي (1) عليه السلام فلما دخل عرق وجه رسول الله صلى الله عليه وآله عرقا شديدا، فمسح رسول الله من وجهه بوجه على. فقلا: مالي يا رسول الله، أنزل في شئ ؟ فقال: أنت مني وتؤدي عني وتبرء ذمتي رسالتي. قال: يارسول الله، أو لم تبلغ الرسالة ؟ قال: بلى، ولكن تعلم الناس من بعدي من تأويل القرآن ما لم يعلموا أو تخبرهم (2).


(1) في المطبوع: حتى قرع الباب علي. (2) أورده في البحار: ج 92 ص 92 ب 8 ذيل ح 38.

[ 198 ]

فيما نذكره أيضا من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الأصفهاني، من تسمية مولانا على عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين، سماه به رسول رب العالمين صلى الله عليه وآله، فقال فيه ما هذا لفظه: حدثنا إبراهيم قال: وحدثنا الحسن بن محبوب قال: حدثنا ثابت الثمالى عن أبي إسحاق عن أنس بنا مالك عن نبي الله صلوات الله عليه وآله بنحوه (1).


(1) أورده في البحار: ج 92 ص 92 ب 8 ذيل ح 38.

[ 199 ]

فيما نذكره أيضا من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الأصفهاني، من تسمية مولانا على عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين، سماه به رسول الله صلى الله عليه وآله. ننقله من كتاب (المعرفة) المشار إليه بما هذا لفظه: حدثنا إبراهيم قال: واخبرني عثمان بن سعيد قال: حدثنا محمد بن كثير عن إسماعيل بن زياد عن أبي إدريس عن نافع مولى عائشة قال: كنت خادما لعائشة وانا غلام اعاطيهم (1) إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله عندها. فبينا رسول الله صلى الله عليه وآله عند عائشة إذ جاء جاء فدق الباب. فخرجت إليه فإذا جارية معها إناء مغطي، فرجعت إلى عائشة فاخبرتها، فقالت: أدخلها. فدخلت فوضعته بين يدي عائشة، فوضعته عائشة بين يدي رسلو الله صلى الله عليه وآله، فمد يده يأكل. ثم قال: ليت أمير المؤمنين وسيد المسلمين يأكل معي. قال عائشة: ومن أمير المؤمنين ؟ فسكت، ثم أعاد فسألت فسكت. ثم جاء جاء فدق الباب فخرجت إليه فإذا علي بن أبي طالب، فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وآله واخبرته. فقال: أدخله، فدخل علي عليه السلام. فقال: مرحبا وأهلا لقد تمنيتك حتى لو ابطأت على لسئلت الله أن يجئ بك، اجلس فكل فجلس فأكل، فقال رسول الله صلى الله عليه


(1) في البحار: اغاطيهم.

[ 200 ]

وآله: قاتل الله من يقاتلك ومن يعاديك. قالت عائشة: ومن يعاديه ؟ قال: أنت ومن معك ! أنت ومن معك (2) !


(1) أورده في البحار: ج 32 ص 282 ب 6 ح 229، نقلا عن كافية المفيد.

[ 201 ]

فيما نذكره أيضا من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الأصفهاني في تسمية مولانا على عليه السلام بأمير المؤمنين في حياة النبي صلى الله عليه وآله، نذكره بلفظه: حدثنا إبراهيم، قال: واخبرني محمد بن مروان قال: حدثنا إسماعيل بن ابان قال: حدثنا ناصح أبو عبد الله، وقد وثقه اصحابنا، عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: كان على عليه السلام يقلو: أرأيتم لو أن نبى صلى الله عليه وآله قبض من كان يكون أمير المؤمنين إلا أنا ؟ وربما قيل له (يا أمير المؤمنين) والنبي صلى الله عليه وآله ينظر إليه وهو يتبسم (1).


(1) أورده في البحار: ج 37 ص 303 ب 54 ح 27. (*)

[ 202 ]

فيما نذكره أيضا من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الأصفهاني في تسمية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا على عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير المؤمين وسيد المسلمين وأمير الغر المحجلين، يقعده الله غدا يوم القيامة على الصراط. حدثنا إبراهيم قال: وأخبرني مخول بن إبراهيم قال: حدثنا عمر بن شيبة المبتلي قال: سمعت جابر الجعفي يقول: أخبرني وصي الأوصياء قال: دخل على عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وعنده عائشة، فجلس قريبا منها. فقالت: ما وجدت يابن أبي طالب مقعدا إلا فخذي ؟ فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله على ظهرها فقلا: يا عائشة، لا تؤذيني في أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير الغر المحجلين، يقعده الله غدا يوم القيامة على الصراط فيدخل اوليائه الجنة واعدائه النار (1).


(1) أورده في البحار: ج 39 ص 200 ب 84 ح 21.

[ 203 ]

فيما نذكره من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الأصفهاني، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير الغر المحجلين. فقال ما هذا لفظه: حدثنا إبراهيم قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا الحكم بن زهير عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله قاعدا مع اصحابه فرأى عليا فقال: هذا أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأمير الغر المحجلين. فجلس بين النبي صلى الله عليه وآله وبين عائشة. فقالت: يا بن أبي طالب، ما وجدت مقعدا غير فخذي ؟ فضربها رسول الله صلى الله عليه وآله بيده من خلفها ثم قال: لا تؤذيني في حبيبي فإه لا يبغضه إلا ثلاثة: لزنية أو منافق أو من لغته الله في بعض حيضتها (1). أقول: كذا الأصل (لغته الله)، ولعلها كانت (حملته أمه) (3).


(1) في البحار: أو من حملته أمه في بعض حيضتها. (2) م: لغته أمه. (3) أورده في البحار: ج 27 ص 155 ب 5 ح 27.

[ 204 ]

فيما نذكره أيضا من كتاب (المعرفة) لإبراهيم الثقفي الأصفهاني، ان البي صلى الله عليه وآله أمرهم أن يسلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. قال: يا رسول الله، وأنت حي ؟ قال: وأنا حي. وهذا الباب يشتمل على ثلاثة أحاديث بثلاثة طرق نذكرها كما ذكرها. قال ما هذا لفظه: حدثنا إبراهيم قال: أخبرنا إسماعيل بن صبيح قال: حدثنا زياد [ بن ] (1) المنذر الهمداني عن أبي داود عن بريدة الأسلمي قال: كنا إذا سافرنا مع النبي صلى الله عليه وآله كان علي عليه السلام صاحب متاعه يضمه إليه. فإذا نزلنا يتعاهد متاعه، فإن رأى شيئا يرمه رمه (2) وان كان نعل خصفها. فنزلنا منزلا، فاقبل علي عليه السلام يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله. فدخل أبو بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذهب فسلم على أمير المؤمنين. قال: يا رسلو الله، وأنت حي ؟ قال: وأنا حي. قال: من ذلك ؟ قال: خاصف النعل. ثم جاء عمر فقلا له رسول الله صلى الله عليه وآله: اذهب فسلم على أمير المؤمنين. فقال بريدة: وكنت أنا فيمن دخل معهم، فأمرني أن أسلم على علي عليه السلام. فسلمت عليه كما سلموا.


(1) الزيادة من البحار. (2) أي إن رأى شيئا يحتاج إلى الإصلاح أصلحه.

[ 205 ]

فقال إسماعيل: وأخبرنا أبو الجارود قال: حدثني حبيب بن يسار وعثمان بن بسط بمثله (3). حدثنا إبراهيم قال: وحدثني عثمان بن سعيد قلا: حدثنا أبو حفص الأعشى قال: حدثنا أبو الجارود عن أبي داود الحازمي (4) عن عبد الله بن بريدة قال: أخبرني أبي عن نبي الله بمثله (5).


(3) في البحار: بسيط. (4) خ ل: الخوارزمي. (5) أورده في البحار: ج 37 ص 303 ب 54 ح 28.

[ 206 ]

فيما نذكره من كتاب (المعرفة) أيضا للثقفي الأصفهاني في أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم علي عليه السلام بأمير المؤمنين. وفيه حديثان من طريقين بلفظ واحد. حدثنا إبراهيم قال: واخبرني المسعودي قال: حدثنا يحيى بن سالم العبدي عن العلاء بن المسيب عن أبي داود عن بريدة قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن نسلم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين ونحن سبعة وانا أصغر القوم. وذكر هذا الحديث (1) من طريق آخر فقال: وحدثنا المسعودي قال: حدثنا يحيى بن سالم عن أبي داود عن بريدة بمثله (2).


(1) في النسخ: وذكره لهذا الحديث. (2) أورده في البحار: ج 37 ص 304 ب 54 ح 29. (*)

[ 207 ]

فيما نذكره من كتاب (المعرفة) أيضا للثقفي الأصفهاني من أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم على علي عليه السلام بأمير المؤمنين. حدثنا إبراهيم قال: وأخبرني عباد بن يعقوب ومحرز بن هشام قال: حدثنا السدي بن عبد الله السلمي عن علي بن حزور قال: حدثنا أبو داود عن بريدة: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرهم (1) أن يسلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، أمن الله أم من رسوله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بل من الله ورسوله (2).


(1) في المطبوع: كان يأمرهم. (2) أورده في البحار: ج 37 ص 304 ب 54 ح 30.

[ 208 ]

فيما نذكره من كتاب (المعرفة) أيضا من أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرهم أن يسلموا على مولانا على عليه السلام بإمرة المؤمنين. فقال ما هذا لفظه: قال: واخبرني إبراهيم عن مخول بن إبراهيم قلا: سئلت موسى بن عبد الله بن الحسن عن حديث أبي العلاء (1) عن أبي داود عن بريدة: إن النبي صلى الله عليه وآله أمرهم أن يسلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. فقال موسى: يحق له، يحق له ! قال: قلت: وما يحق له (2) ؟ قال: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) و (من كنت مولاه فعلي مولاه). وقال إبراهيم: قال مخول: سئلت جعفر بن عبد الله بن الحسن بن علي – وكان فاضلا – عن ذلك، فقال لي قول مثل موسى (3) بن عبد الله: يحق له، يحق له (4). يقول مولانا الصاحب الصدر الكبير، العالم الفقيه الكامل العلامة الفاضل، الزاهد العابد الورع المجاهد النقيب الطاهر، ذو المناقب والمخافر، نقيب نقباء آل أبي طالب في الأقارب والأجانب، رضي الدين، ركن الإسلام والمسلمين، جمال العارفين، افتخار السادة، عمدة أهل بيت النبوة، مجد


(1) ق وم: ابن العلاء. (2) أي يحق له هذا القول من رسول الله صلى الله عليه وآله. (3) ق: فقال مثل قول موسى. (4) أورده في البحار: ج 37 ص 304 ب 54 ح 31.

[ 209 ]

آل الرسول، شرف العترة الطاهرة، ذو الحسبين، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس، ابلغه الله أمانيه وكبت اعاديه: هذه خمسة عشر حديثا (5) من رجال الأربعة المذاهب من كتاب (المعرفة) الذي باهل مؤلفه به علماء اصفهان (6)، واحتج به على الأقارب والأجانب وما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله عذرا لأحد يعتذر به يوم القيامة إليه.


(5) المجموع 13 حديثا، لكن كل من البابين 44 و 54 يشتملان على طريقين والباب 53 على ثلاثة طرق فيكون 17 حديثا. (6) انظر أول الباب 44.

[ 210 ]

في تسمية النبي صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام إمام المتقين وسيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وقائد الغر المحجلين. نذكره من كتاب (التنزيل في النص على أمير المؤمنين عليه السلام) تأليف الكاتب الثقة محمد بن أحمد بن أبي الثلج، وقد مدحه وأثنى عليه أبو العباس أحمد بن علي النجاشي في كتاب، (الفهرست)، فقال ما هذا لفظه: (محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي بكر يعرف بابن أبي الثلج، هو عبد الله بن إسماعيل الكاتب، ثقة عين كثير الحديث، له كتب منها (كتاب ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين عليه السلام) (1). ونحن نروي هذا من عدة طرق قد ذكرناها في (كتاب الإجازات) (2)، ووجدنا في نسخة عتيقة عسى أن تكون كتابتها في حياة مؤلفها، بأسانيده إلى أبي الجارود في عدة أحاديث. فمنها ما يأتي لفظه في تأويل قوله تعالى * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) * (3). رواه أبو الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال في قوله عز وجل * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) * الآية، قال النبي صلى الله عليه وآله: تحشر أمتي يوم القيامة حتى يردوا علي الحوض، فترد راية إمام المتقين وسيد المسلمين وأمير المؤمنين وخير الوصيين وقائد الغر المحجلين وهو علي بن أبي طالب عليه السلام فاقول: ما فعلتم بالثقلين بعدي ؟ فيقولون: اما الأكبر فاتبعنا وصدقنا


(1) رجال النجاشي: ص 296 (2) انظر الباب 37، الهامش 2 (3) سورة آل عمران: الآية 106.

[ 211 ]

واطعنا، واما الأصغر فأحببنا ووالينا حتى هرقت دمائنا. فأقول: ردوا روآء مرويين مبيضة وجوهكم الحوض، وهو تفسير الآية (4).


(4) أورده في البحار: ج 8 ص 24 ب 20 ح 18.

[ 212 ]

فيما نذكره من كتاب (الثقة أبي بكر محمد بن أبي الثلج) في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين، نذكر المراد منه بلفظه: وقال أبو عبد الله جعفر الصادق عليه السلام: لم يمض بعد كمال الدين وتمام النعمة ورضى الرب إلا أنزل الله (1) تبارك وتعالى على نبيه صلى الله عليه وآله بكراع الغميم (2): * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك – في علي – وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * (3). فذكر قيام رسول الله صلى الله عليه وآله بالولاية بغدير خم قال: ونزل جبرئيل عليه السلام بقول الله عز وجل: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) * (4). بعلى أمير المؤمنين في هذا اليوم أكمل لكم معاشر المهاجرين والأنصار دينكم وأتم عليكم نعمته ورضي لكم الإسلام دينا. فاسمعوا له واطيعوا تفوزوا واتغنموا (5).


(1) م والمطبوع: لم يمض إلا بعد كمال الدين وتمام النعمة ورضي الرب أنزل الله. (2) ق وم: الغيم والصحيح ما في البحار. (3) سورة المائدة: الآية 67، وفي النسخ: بلغ ما أنزل الله إليك (4) سورة المائدة: الآية 3. (4) أورده في البحار: ج 37 ص 137 ب 52 ح 26.

[ 213 ]

فيما نذكره من كتاب (التنزيل) تأليف الكاتب الثقة محمد بن أبي الثلج، في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين ما هذا لفظه: وقوله تعالى: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على انفسهم ألست بربكم قالوا بلى) * (1). حدث الحسن بن محبوب عن أبي زكريا الموصلي عن جابر الجعفي (2) عن أبي جعفر عن أبيه عن جده عليهم السلام: إن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: أنت الذي احتج الله به ابتداء الخلق حيث أقامهم. فقال: ألست بربكم ؟ قالوا جميعا: بلى. فقال: محمد رسولي ؟ فقالوا جميعا: بلى. فقال: وعلي أمير المؤمنين ؟ فقالوا جميعا (3): لا، استكبارا وعتوا عن ولايتك إلا نفر قليل وهم أقل القليل وهم أصحاب اليمين (4).


(1) سوره الأعراف: الآية 172، وفى النسخ (ذرياتهم). (2) في البحار: عن جبير الجعفي، وفى م وق خ ل: خبير. (3) في البحار وم وق خ ل: فقال الخلق جميعا. (4) أورده في البحار: ج 26 ص 285 ب 6 ح 43.

[ 214 ]

فيما نذكره من كتاب (التنزيل) تأليف الكاتب الثقة محمد بن أبي الثلج، في أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. قال ما هذا لفظه: القول في قول الله عز وجل * (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) * (1). روي الفضل بن رمز (2) عن أخي بريدة عن النبي صلى الله عليه وآله: قال صلى الله عليه وآله لبعض أصحابه: سلموا على علي عليه السلام بامرة المؤمنين. فقال رجل من القوم: لا والله لا تجمع (3) النبوة والخلافة في أهل بيت أبدا. فأنزل الله تعالى هذه الآية: * (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم) * (4).


(1) سوره الزخرف: الآية 81. (2) م: زمر، وق خ ل: زبير. (3) خ ل: تجتمع. (4) أورده في البحار: ج 37 ص 305 ب 54 ح 32.

[ 215 ]

فيما نذكره من كتاب (المناقب لأهل البيت عليهم السلام) تأليف محمد بن جرير الطبري صالح التاريخ، من تسمية ذي الفقار لعلي عليه السلام بأمير المؤمنين. قال في خطبته ما هذا لفظه: (حدثنا الشيخ الموفق (1) محمد بن جرير الطبري ببغداد في مسجد الرصافة، قال: هذا ما ألفته من جميع الروايات من الكوفيين والبصريين والمكيين والشاميين وأهل الفضل كلهم (2) واختلافهم في أهل البيت عليهم السلام، فجمعته وألفته أبوابا ومناقب ذكرت فيه بابا بابا، وفصلت بينهم وبين فضائل غيرهم، وخصصت أهل هذا البيت بما خصهم الله به من الفضل). قلت انا: وقال أبو بكر أحمد بن ثابت خطيب بغداد في تاريخه في مدح محمد بن جرير الطبري ما هذا لفظه: (استوطن الطبري ببغداد وأقام بها إلى حين وفاته. وكان أحد أئمة العلماء يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضيلته (3)، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد، وكان حافظا لكتاب الله عارفا بالقراءت (4) بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها وصحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين من بعدهم من الخالفين) ثم ذكر أنه بقي أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة. وذكر عن محمد بن إسحاق بن خزيمة أنه قال: ما اعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير الطبري، ولقد ظلمته الحنابلة (5). وذكر أنه مات يوم


(1) م، وق خ ل: المدقق. (2) ق وم: أهل كلهم. (3) في المصدر: فضله. (4) ق وم: بالقرآن. (5) في المطبوع: الخائنة.

[ 216 ]

السبت ودفن يوم الأحد في داره لأربع [ بقين ] (6) من شوال سنة ست عشر وثلاثمائة. ثم ذكر أنه صلى عليه من لا يحصيهم إلا الله وصلى على قبره شهورا ليلا ونهارا (7). وسيأتي من الثناء على هذا محمد بن جرير الطبري في أواخر هذا الكتاب (8) ما يدل على الاعتماد عليه فيما أسندناه إليه. أقول: وقد ذكرنا هذا الثناء والمدح من الخطيب على محمد بن جرير الطبري ليكون ما ننقله عن حجة لله جل جلاله ولرسوله صلوات الله عليه وآله. وقد ذكر في كتاب المناقب المشار إليه من تسمية مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام بأمير المؤمنين ثلاثة أحاديث نذكرها في ثلاثة أبواب. فقال ما هذا لفظه: أبو جعفر قال: حدثنا داود بن عمر بن عبد الله بن إسحاق [ قال: وحدثني مسدد بن مسرهد (9) الأسدي ] (10)، قال: حدثني روح بن عبد الله الجرجاني قال: أخبرني أبو الأخوص (11) عبد الله بن يسار قال: أخبرنا زرارة بن أعين عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أعطاني ربي ذا الفقار (12)، قال يا محمد، خذه وأعطه خير أهل الأرض. فقلت: من ذلك يا رب ؟ قال: خليفتي في الأرض علي بن ألي طالب عليه السلام. وان ذا الفقار كان ينطق مع علي عليه السلام ويحدثه حتى أنه هم يوما


(6) الزيادة من المصدر. (7) تاريخ بغداد: ج 2 ص 162، الرقم 589. (8) انظر الباب 187. (9) الصحيح ما ذكرنا وفي النسخ: (مسرد بن مستر هذا الأسدي). (10) ما بين المعكوفتين ليست في البحار. (11) في البحار: الأحوص. (12) في البحار وم: ان الله تبارك وتعالى اعطاني ذا الفقار.

[ 217 ]

بكسره (13) فقال: مه يا أمير المؤمنين، إني مأمور وقد بقي في أجل المشرك (13) تأخير. أقول أنا: يمكن أن يكون قد سقط بعد قوله (هم يوما بكسره): (وقد ضرب به مشركا فلم يقتله) (15).


(13) في البحار: يكسره. (14) في المطبوع: أجل الشرك. (15) أورده في البحار: ج 42 ص 67 ب 118 ح 13.

[ 218 ]

فيما نذكره عن أبي جعفر ابن جرير الطبري برجالهم، في تسمية علي عليه السلام يوم القيامة بأمير المؤمنين، فقال ما هذا لفظه: أبو جعفر قال: حدثني زريق بن محمد الكوفي قال: أخبرنا محمد بن اليسع عن أبي اليماني عن محمد بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس في قول الله تبارك وتعالى * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * (1). فقال: ينادي يوم القيامة: (أين أمير المؤمنين) ؟ فلا يجيب أحد له أحدا (2) ولا يقوم إلا علي بن أبي طالب عليه السلام ومن معه، وساير الأمم كلهم يدعون إلى النار (3). فصل أقول: كذا رأيت هذا الحديث: (وساير الأمم)، ولعله كان (وساير الائمة)، يعني الذين سماهم الله في كتابه بقوله * (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون) * (4)، والله أعلم، أو كان (سائر الفرق).


(1) سورة بني إسرائيل: الآية 71. (2) في البحار: فلا يجيب أحدا أحدا. (3) أورده في البحار: ج 37 ص 305 ب 54 ح 33. (4) سورة القصص: الآية 41.

[ 219 ]

فيما نذكره عن أبي جعفر ابن جرير الطبري برواية رجالهم، ان جبرئيل عليه السلام خاطب عليا عليه السلام في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسماه (أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين) وهذا لفظه: أبو جعفر قال: حدثنا ناقد بن إبراهيم بن عبد الواحد عن زكريا بن يحيى عن الهيثم بن جابر قال: سمعت أبا سلمان أيوب بن يونس قال: حدثنا الحصين بن سالم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله عليلا وكان علي بن أبي طالب عليه السلام يحب أن لا يسبقه إليه أحد. فغدا إليه ذات يوم وهو في صحن داره فإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي. فسلم عليه فرد عليه السلام ثم قال: يا حبيبي، أذن مني، لك عندي مدحة نزفها إليك: أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين. لواء الحمد بيدك وتزف أنت وشعيتك معي زنا، قد أفلح من تولاك وخاب وخسر من تخلاك، محبو محمد محبوك ومبغضو محمد مبغضوك، لن تنالهم شفاعتي (1). أدن منى. قال: فاخذ رأس النبي صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره. أقول: كان في الأصل (محبو محمد أحبوك) (2).


(1) كذا في النسخ والبحار، ولكن الظاهر (شفاعتك) أو (شفاعة محمد صلى الله عليه وآله). (2) أورده في البحار: ج 40 ص 16 ب 91 ح 33.

[ 220 ]

فصل فقد ذكرنا هذا الحديث فيما تقدم (3) بغير هذا الطريق، وذلك اتم في اللفظ والمعنى وأوضح في التوفيق فمن أراد نظره على التمام فلينظره من هناك.


(3) انظر الباب 1 و 24.

[ 221 ]

فيما نذكره من كتاب (اسماء مولانا علي صلوات الله عليه)، ان الله جل جلاله عهد إلى النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام أنه أمير المؤمنين وسيد الوصيين وأولى بالنبيين والكلمة التي الزمها التقوى. وهذا الكتاب رواية أبي طالب عبيد الله بن أح مد بن يعقوب الأنباري برجالهم من نسخة عتيقة يوشك أن تكون في حياة مؤلفها. فقال ما هذا لفظه: حدثنا علي بن عباس عن علي بن المنذر الطريقي عن سكين (1) الرحال عن فضيل الرسان عن أبي داود الهمداني عن أبي نذرة (2) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن الله عز وجل عهد إلى في علي عهدا. فقلت: اللهم بين لي. قال: إسمع. قلت: اللهم قد سمعت. قال: أخبرنا عليا انه أمير المؤمنين وسيد الوصيين وأولى الناس بالناس والكلمة التي ألزمتها المتقين (3).


(1) كذا في البحار، وفي النسخ: سلين. (2) في البحار: أبي برزة، وفي ق والمطبوع: خ ل: أبي بردة. (3) أورده في البحار: ج 37 ص 306 ب 54 ح 34.

[ 222 ]

فيما نذكره من المجلد الأول من كتاب (الدلائل) (1) تأليف الشيخ الثقة أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، بتقديم تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين، فقال ما هذا لفظه: وأخبرني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله البزاز قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ البزاز قال: حدثنا أبو سهيل (2) أحمد بن عبد الله بن زياد قال: حدثني أبو العباس عيسى بن إسحاق قال: سئلت إبراهيم بن هراسة عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام: لو علم الناس متى سمي علي (أمير المؤمنين) ما انكروا ولايته. قلت: رحمك الله، متى سمي علي (أمير المؤمنين)، قال: كان ربك عز وجل حيث أخذ من بني آدم * (من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم) * (3) ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين. (4)


(1) الموجود في كتاب (الدلائل) هو الجزء الثاني وأما الجزء الأول فلم يصل إلى العلامة المجلسي أيضا. (2) في المطبوع وق خ ل: سهل. (3) سورة الأعراف: الآية 172. (4) أورده في البحار: ج 37 ص 306 ب 54 ح 35، وأورده ابن شهر آشوب في المناقب: ج 1 ص 548.

[ 223 ]

فيما نذكره من كتاب (الدلائل) من الجزء الأول برواية أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، بما يقتضي أن عليا عليه السلام كان يسمي في حياة النبي صلى الله عليه وآله (أمير المؤمنين). نذكره بلفظه لتعلموا (1) أنه رواية من رجالهم. حدثني القاضي أبو الفرج المعافى قال: حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي قال: حدثنا القاسم بن هاشم بن يونس النهشلي قال: قال الحسن بن الحسين، قال: حدثنا معاذ بن مسلم عن عطاء بن سائب عن سعيد بن جبير عن ابن عامر (2) عن قول الله عز وجل: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * (3)، قال: اجتاز عبد الله بن سلام ورهط (4) معه برسول الله صلى الله عليه وآله. فقالوا: يا رسول الله، بيوتنا قاصية ولا نجد متحدثا دون المسجد. إن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا لنا العداوة والبغضاء واقسموا أن لا يخالطوا ولا يكلمونا، فشق ذلك علينا. فبيناهم يشكون إلى النبي صلى الله عليه وآله إذ نزلت هذه الآية: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * فلما قرئها عليهم قالوا: قد رضينا بما رضي الله ورسوله ورضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين.


(1) م: ليعلم (2) في البحار وق خ ل: ابن عباس. (3) سورة المائدة: الآية 55. (4) في البحار وق خ ل: رهطه.

[ 224 ]

واذن بلال العصر وخرج النبي صلى الله عليه وآله فدخل والناس يصلون ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأله (5). فقال النبي صلى الله عليه وآله: هل أعطاك أحد شيئا ؟ فقال: نعم. قال: ماذا ؟ قال: خاتم فضة. قال: من أعطاك ؟ قال: ذاك الرجل القائم. قال النبي صلى الله عليه وآله. على أي حال اعطاكه ؟ قال: اعطانيه وهو راكع، فنظرنا فإذا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (6).


(5) ق: يسأل. (6) أورده في البحار: ج 35 ص 186 ب 4 ح 6.

[ 225 ]

فيما نذكره من كتاب (الدلائل) لمحمد بن جرير الطبري، في تسمية جبرئيل عليه السلام لمولانا علي عليه السلام في حياة النبي صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين وسيد الوصيين. فقال ما هذا لفظه: حدثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله قال: حدثنا عمران (1) بن محسن بن محمد بن عمران بن طاووس مولى الصادق عليه السلام قال: حدثنا يونس بن زياد الخياط (2) الكفرثوثي (3) قال: حدثنا الربيع بن كامل ابن عم الفضل بن الربيع عن الفضل بن الربيع: إن المنصور كان قبل الدولة كالمنقطع إلى جعفر بن محمد عليه السلام. قال: سئلت جعفر بن محمد بن علي عليهم السلام على عهد مروان الحمار عن سجدة الشكر التي سجدها أمير المؤمنين صلوات الله عليه، ما كان سببها ؟ فحدثني عن أبيه محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وجهه في أمر من أموره فحسن فيه بلائه وعظم عناؤه. فلما قدم من وجهه ذلك أقبل إلى المسجد ورسول الله صلى الله عليه وآله قد خرج يصلي الصلاة، فصلى معه. فلما انصرف من الصلاة أقبل على رسول الله صلى الله عليه وآله، فاعتنقه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم سأله عن مسيرة ذلك وما صنع فيه.


(1) م: عمر (2) في البحار والمطبوع: الحناط. (3) م وق: التكبربرني.

[ 226 ]

فجعل علي عليه السلام يحدثه وأسارير رسول الله صلى الله عليه وآله تلمع سرورا بما حدثه. فلما أتى صلوات الله عليه على [ آخر ] (4) حديثه قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا أبشرك يا أبا الحسن ؟ قال (5): فداك أبي وأمي، فكم من خير بشرت به. قال: إن جبرئيل عليه السلام هبط علي في وقت الزوال فقال لي: يا محمد، هذا ابن عمك علي وارد عليك وان الله عز وجل ابلى المسلمين به بلاء حسنا، وأنه كان من صنعه كذا وكذا، فحدثني بما أنبأتني به. فقال لي: يا محمد، انه نجا من ذرية آدم من تولى شيث بن آدم وصي أبيه آدم بشيث، ونجا شيث بأبيه آدم ونجا آدم بالله. يا محمد، ونجا من تولى سام بن نوح وصي أبيه نوح بسام، ونجا سام بنوح ونجا نوح الله. يا محمد، ونجا من تولى إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمان وصي أبيه إبراهيم بإسماعيل، ونجا إسماعيل بإبراهيم، ونجا إبراهيم بالله. يا محمد، ونجا من تولى يوشع بن نون وصي موسى بيوشع ونجا يوشع بموسى، ونجا موسى بالله. يا محمد، ونجا من تولى شمعون الصفا وصي عيسى بشمعون، ونجا شمعون بعيسى، ونجا عيسى بالله. يا محمد، ونجا من تولى عليا وزيرك في حياتك ووصيك عند وفاتك بعلي، ونجا علي بك، ونجوت أنت بالله عز وجل.


(4) الزيادة من ق. (5) ق خ ل: فقال علي عليه السلام.

[ 227 ]

يا محمد، ان الله جعلك سيد الأنبياء وجعل عليا سيد الأوصياء وخيرهم، وجعل الأئمة من ذريتكما إلى أن يرث الأرض ومن عليها. فسجد علي صلوات الله عليه، وجعل يقبل الأرض شكرا لله تعالى. وإن الله جل اسمه خلق محمد وعليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام اشباحا، يسبحون ويهللونه بين يدي عرشه قبل أن يخلق آدم باربعة عشر ألف عام، فجعلهم نوار ينقلهم من ظهور الأخيار من الرجال وأرحام الخيرات المطهرات والمهذبات من النساء من عصر إلى عصر. فلما أراد الله [ عز وجل ] (6) أن يبين لنا فضلهم ويعرفنا منزلتهم ويوجب علينا حقهم أخذ ذلك النور وقسمه قسمين، جعل قسما في عبد الله بن عبد المطلب فكان منه محمد سيد النبيين وخاتم المرسلين وجعل فيه النبوة، وجعل القسم الثاني في عبد مناف وهو أبو طالب بن عبد مناف (7) فكان منه علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين، وجعله رسول الله صلى الله عليه وآله وليه ووصيه وخليفته وزوج ابنته وقاضي دينه وكاشف كربته ومنجز وعده وناصر دينه (8).


(6) الزيادة من ق. (7) في البحار: وهو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. (8) أورده في البحار: ج 35 ص 26 ب 1 ح 22.

[ 228 ]

فيما نذكره من كتاب (الإمامة) من الأخبار والروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن الصحابة والتابعين بالأسانيد الصحاح، في أن الله تعالى بعث جبرئيل ان يشهد لعلي عليه السلام بالولاية في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وتسميته أمير المؤمنين. رأينا ذلك في نسخة عتيقة جدا، تاريخ كتابتها شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائتين. فقال ما هذا لفظه: حدثنا عبد الله بن جبلة قال: حدثنا ذريح المحاربي عن أبي حمزة الثمالي أنه سمع جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: إن الله بعث جبرئيل أن يشهد لعلى بالولاية في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وتسميته أمير المؤمنين. فدعا نبي الله صلى الله عليه وآله تسعة رهط فقال: انما دعوتكم لتكونوا من شهداء الله، أقمتم أم كتمتم. قوموا فسلموا على علي عليه السلام بامرة المؤمنين. فقالوا: عن أمر الله وأمر رسوله سميته أمير المؤمنين ؟ قال: نعم، فقاموا فسلموا عليه. ثم سمي التسعة (1).


(1) انظر تفسير العياشي: ج 2 ص 268، وتفسير البرهان: ج 2 ص 383.

[ 229 ]

فيما نذكره من أحاديث آخر من كتاب (الإمامة)، بالأسانيد الصحاح عن ثلاثة طرق، في أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أن يسلم على علي عليه السلام بامرة المؤمنين، ما هذا لفظه: حدثنا أبو سفيان كليب المسعودي قال: حدثنا يحيى بن سالم العبدي عن العلاء بن المسيب عن أبي داود الهمداني عن بريدة بن خصيب الأسلمي قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن نسلم على علي عليه السلام بامرة المؤمنين ونحن سبعة وانا اصغر القوم. قال يحيى بن سالم: وحدثنا زياد بن المنذر عن أبي داود عن بريدة عن رسول الله صلى الله عليه وآله بمثله. قال: وحدثنا أبو العلاء عن أبي داود عن بريدة عن نبي الله صلى الله عليه وآله بمثله (1).


(1) أورده في البحار: ج 37 ص 304 ب 54 ذيل ح 29.

[ 230 ]

فيما نذكره من كتاب (الإمامة) من الأخبار والروايات (1) بالأسانيد الصحاح، في أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم على علي عليه السلام بامرة المؤمنين فقال ما هذا لفظه: حدثنا محرز (2) بن هشام المرادي وعباد بن يعقوب قالا: حدثنا السري بن عبد الله السلمي عن علي بن حزور قال: حدثني أبو داود الهمداني عن بريدة قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله أن نسلم على علي عليه السلام بامرة المؤمنين. فقال فلان لرسول الله صلى الله عليه وآله: أمن الله أم من رسوله ؟ فقال صلى الله عليه وآله: بل من الله ومن رسوله (3).


(1) في النسخ: كتاب الامامة والأخبار والروايات. (2) في النسخ: محذر، وفي ق خ ل محمد. (3) أورده في البحار: ج 37 ص 304 ب 54 ذيل ح 30.

[ 231 ]

فيما نذكره من كتاب (الإمامة) بالأسانيد الصحاح، في ان عليا عليه السلام سمي بأمير المؤمنين عند ابتداء الخلائق. فقال ما هذا لفظه: حدثنا العرني الحسن بن الحسين قال: حدثني ابن أبي العلاء (1) عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي جعفر عليه السلام قال: لو يعلم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين لم ينكروا حقه. فقيل له: متى سمي أمير المؤمنين ؟ فقرء: * (وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا) * (2)، قال: محمد رسول الله وعلي أمير المؤمنين (3).


(1) في البحار: يحيى بن أبي العلاء. (2) سورة الأعراف: الآية 172. (3) أورده في البحار: ج 26 ص 285 ب 6 ح 44، كما أورده في البحار أيضا: ج 37 ص 306 ب 54 ذيل ح 35.

[ 232 ]

فيما نذكره من كتاب (الإمامة) بالأسانيد الصحاح، في شهادة ملكين بان عليا عليه السلام أمير المؤمنين عند خلق العرش، فقال ما هذا لفظه: عن بندار (1) بن عاصم عمن حدث (2) عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما خلق الله العرش خلق ملكين فاكتفاه فقلا: إشهد ان لا إله إلا أنا، فشهدا. ثم قال: إشهدوا أن محمدا رسول الله، فشهدا. ثم قال: أشهدا أن عليا أمير المؤمنين فشهدا (3).


(1) م والبحار ج 16 بيدار. (2) في البحار: عمن حدثه. (3) أورده في البحار: ج 16 ص 364 ب 11 ح 67، كما أورده أيضا في البحار: ج 26 ص 142 ب 8 ح 14.

[ 233 ]

فيما نذكره من كتاب (الإمامة) بالأسانيد الصحاح، ان حول العرش كتابا فيه (انى أنا الله لا إله إلا أنا، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين)، نذكر الحديث بلفظه: وعن هشام بن سالم عن الحارث بن المغيرة النصري (1) قال: حول العرش كتاب جليل [ فيه ] (2) مسطور: (إني أنا الله لا إله إلا أنا، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين (3).


كذا في م، وفي النسخ (النضري) والصحيح ما في م كما صرح به النجاشي وقال: انه من بني نصر بن معاوية. (2) الزيادة من ق. (3) أورده في البحار: ج 16 ص 365 ب 11 ح 70، كما أورده في البحار أيضا: ج 27 ص 7 ب 10 ح 14، وفي الغدير: ج 2 ص 50. (*)

[ 234 ]

فيما نذكره من كتاب (الإمامة) المذكور بالأسانيد الصحاح، ان على العرش مكتوبا: (محمد رسول الله علي أمير المؤمنين). وهذا لفظه: وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اخطا آدم عليه السلام خطيئته توجه بمحمد وأهل بيته. فأوحى الله إليه: يا آدم، ما علمك بمحمد ؟ قال: حين خلقتني رفعت رأسي فرأيت في العرش مكتوبا (1): (محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين) (2).


(1) في النسخ: مكتوب. (2) أورده في البحار: ج 27 ص 7 ب 10 ح 15.

[ 235 ]

فيما نذكره من كتاب (الإمامة) المذكور بالأسانيد الصحاح في تسمية علي عليه السلام أمير المؤمنين عند ابتداء الخلائق. فقال ما هذا لفظه: أخبرنا الحسن بن الحسين الأنصاري قال: حدثنا يحيى بن العلاء عن معروف بن خربوذ المكي عن أبي جعفر عليه السلام قال: لو يعلم الناس متى سمي عليا أمير المؤمنين لم ينكروا حقه. فقيل له: متى سمي ؟ فقرأ: * (وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) * الآية (1) قال: محمد رسول الله وعلي أمير المؤمنين (2).


(1) سورة الأعراف: الآية 172. (2) أورده في البحار: ج 26 ص 285 ب 6 ح 44.

[ 236 ]

فيما نذكره باسانيد رجال الأربعة المذاهب. قول النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام: (أنت أمير المؤمنين وإمام المتقين وسيد الوصيين ووارث علم النبيين وخير الصديقين وأفضل السابقين وخليفة [ خير ] المرسلين). روينا ذلك باسانيدنا التي ذكرناها في كتاب (الاجازات لما يخصني من الإجازات) (1) بطرقنا إلى السعيد أبي عبد الله محمد بن شهريار الخازن إلى محمد بن هارون بن موسى التعلكبري عن والده هارون من (المائة حديث) (2) التى جمعها أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن بن شاذان في فضائل مولانا علي عليه السلام. وهذا محمد بن أحمد بن [ على بن ] (3) حسن بن شاذان من شيوخ موفق بن أحمد المكي الخوارزمي، سماه في حديثه عنه بالإمام، وهو في أعيان رجالهم. فقال في المنقبة التاسعة ما هذا لفظه: حدثني نوح بن أحمد بن الحسن (4) عن إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين قال: حدثني جدي عن يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنى ميسرة بن الربيع عن سليمان الأعمش عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن


(1) انظر الباب 37، الهامش 2 من هذا الكتاب. (2) طبع الكتاب مرة في بيروت بحذف الأسانيد. ومرة أخرى في قم طبعها مدرسة الامام المهدي عجل الله فرجه، وأخيرا طبع في بيروت بتحقيق الشيخ رضا نبيل علوان. (3) الزيادة من ق. (4) في كتاب التحصين: الحسين.

[ 237 ]

الحسين عن أبيه الحسين عليهم السلام قلا: حدثني أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي، أنت أمير المؤمنين وإمام المتقين. يا علي، أنت سيد الوصيين ووارث علم النبيين وخير الصديقين وأفضل السابقين. يا علي، أنت زوج سيدة نساء العالمين وخليفة خير المرسلين. يا علي، أنت مولى المؤمنين والحجة بعدي على الناس أجمعين، استوجب الجنة من تولاك واستحق دخول النار من عاداك. يا على، والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية، لو أن عبدا عبد الله ألف عام ما قبل ذلك منه إلا بولايتك وولاية الائمة من ولدك (4). بذلك أخبرني جبرئيل، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر (5).


(4) زاد في المصدر هنا: وان ولايتك لا تقبل إلا بالبراءة من أعداءك وأعداء الأئمة من ولدك. (5) المائة منقبة: ص 54 وأورده في البحار: ج 38 ص 134 ب 61 ح 88.

[ 238 ]

فيما نذكره بطريقهم، وهو الحديث السادس عشر من جملة (المائة حديث) في تسمية رسول الله صلوات الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين، بما هذا لفظه: حدثنا أبو عبد الله محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم [ عن الحسين بن عبد الله الزعفراني عن إبراهيم ] (1) بن محمد الثقفي عن يحيى بن عبد القدوس عن علي بن محمد الطيالسي عن محمد بن وكيع الجراح (2) عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبى سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إذا كان يوم القيامة أمر الله ملكين يقعدان على الصراط فلا يجوز أحد إلا ببراءة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ومن لم يكن له براءة أمير المؤمنين اكبه الله على منخريه (3) في لنار (4). وذلك قوله تعالى * (وقفوهم إنهم مسئولون) * (5). قلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله، ما تعني ببراءة أمير المؤمنين ؟ قال: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أمير المؤمنين وصي رسول الله) صلوات الله عليه وآله (6).


(1) الزيادة من المصدر. (2) في النسخ: وكيع بن الجراح، صححناه من المصدر. (3) ق: منخرة. (4) في البحار: (وإلا أكبه الله على منخريه في النار)، وفي المصدر: (ومن لم تكن له براءة أمر الله تعالى الملكين الموكلين على الجواز أن يوقفاه ويسألاه فلما عجز عن جوابهما فيكباه على منخريه في النار). (5) سورة الصافات: الآية 24. (6) المائة منقبة: ص 62، وأورده في البحار: ج 39 ص 201 ب 84 ح 22.

[ 239 ]

فيما نذكره من (المائة حديث) بطريقهم وهو الحديث الرابع والعشرون بان الله جل جلاله كتب على الكرسي والعرش والفلك: (لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين وإمام المسلمين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين وحجة الله على الخلق أجمعين. نذكره بلفظه: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد الله عن محمد بن القاسم عن عباد بن يعقوب عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق بشيرا، ما استقر الكرسي والعرش ولا دار الفلك ولا قامت السماوات والأرض إلا بان كتب الله عليها (1) (لا إله إلا الله، محمد رسول الله علي أمير المؤمنين). وان الله تعالى لما عرج بي إلى السماء واختصني بطيف ندائه (2) قال: يا محمد، قلت: لبيك ربي وسعديك. قال: أنا المحمود وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي وفضلتك على جميع بريتي، فانصب أخاك عليا علما لعبادي يهديهم إلى ديني. يا محمد، انى قد جعلت عليا أمير المؤمنين فمن تأمر عليه لعنته ومن خالفه عذبته ومن اطاعه قربته. يا محمد، انى جعلت عليا إمام المسلمين فمن تقدم عليه أخزيته ومن


(1) م والبحار: كتب عليها. (2) ق: لطيف ندائه. وفي البحار: واختصني اللطيف بندائه، وفي م: اللطيف بذاته، وفي المصدر: واختصني باللطيف ندائه.

[ 240 ]

عصاه سجنته (3). إن عليا سيد الوصيين وقائد الغر المحجلين وحجتي على الخليقة (4) أجمعين (5).


(3) ق: انتحيته، وفي البحار: اشجنته، وفي المصدر: استجفيته. (4) في المطبوع: الخلق. (5) أورده في البحار: ج 27 ص 8 ب 10 ح 16، كما أورده في البحار أيضا: ج 38 ص 121 ب 61 ح 69. المائة منقبة: ص 74.

[ 241 ]

فيما نذكره من (المائة حديث) برجالهم وهو الحديث السادس والعشرون في تسليم النبي صلى الله عليه وآله على علي عليه السلام بأمير المؤمنين وتسمية الله جل جلاله له في السماء بأمير المؤمنين. نذكره بلفظه: حدثنا سهل بن [ أحمد بن ] (1) عبد الله عن علي بن عبد الله عن إسحاق بن إبراهيم الدبري (2) عن عبد الرزاق بن همان عن معمر عن عبد الله بن طاووس عن أبيه عن ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وآله إذ دخل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: السلام عليك يا رسول الله. قال: وعليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فقال علي عليه السلام: وأنت حي يا رسول الله ؟ ! قال: نعم وانا حى يا علي. مررت بنا أمس يومنا، وأنا جبرئيل في حديث ولم تسلم فقال جبرئيل عليه السلام: ما بال أمير المؤمنين مر بنا ولم يسلم، أما والله لو سلم لسررنا ورددنا عليه. فقال علي عليه السلام: يا رسول الله، رأيتك ودحية الكلبي استخليتما في حديث فكرهت أن أقطع عليكما. فقال له النبي صلى الله عليه وآله: انه لم يكن دحية الكلبي، وإنما كان جبرئيل عليه السلام. فقلت: يا جبرئيل، كيف سميته أمير المؤمنين ؟ فقال: كان الله أوحى


(1) الزيادة من المصدر. (2) في النسخ: الديري، والصحيح ما ذكرنا، انظر ميزان الاعتدال: ج 1 ص 349 رقم 1084.

[ 242 ]

إلي في غزوة بدر: (أن أهبط إلى (3) محمد فأمره أن يأمر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أن يجول بين الصفين). فسماه الله أمير المؤمنين في السماء (4). فأنت يا علي، أمير المؤمين في السماء وأمير المؤمنين في الأرض (5). لا يتقدمك بعدي إلا كافر ولا يتخلف عنك بعدي إلا كافر، وإن أهل السماوات يسمونك أمير المؤمنين (6).


(3) م والبحار: اهبط علي. (4) في المصدر: فأنت يا علي أمير المؤمنين في السماء وأمير من في الأرض وأمير من مضى وأمير من بقي، فلا أمير قبلك ولا أمير بعدك لأنه لا يجوز أن يسمى بهذا الاسم من لم يسم الله تعالى به. (5) في البحار: (فأنت يا علي أمير المؤمنين في الأرض) ولم يذكر السماء. (6) أورده في البحار: ج 37 ص 307 ب 54 ح 36. وبين المصدر والمنقول هنا فرق يسير. المائة منقبة: ص 77.

[ 243 ]

فيما نذكره من (المائة حديث) وهو الثاني والثلاثون، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين وقائد الغر المحجلين. نذكره بلفظه: حدثني محمد بن حماد بن بشير عن محمد بن الحسين بن بن محمد بن جمهور قال: حدثني أبي عن الحسين بن عبد الكريم عن إبراهيم بن ميمون وعثمان بن سعيد عن عبد الكريم عن يعقوب عن جابر الجعفي عن أنس بن مالك (1) قال: كنت خادما لرسول الله صلى الله عليه وآله. فبينما أوضيه إذ قال: يدخل داخل هو أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين وأولى الناس بالنبيين وقائد الغر المحجلين. قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار. حتى إذا فرغ فإذا هو بعلي بن أبي طالب عليه السلام. فلما دخل عرق وجه النبي صلى الله عليه وآله عرقا شديدا، فمسح النبي العرق من وجهه بوجه علي عليه السلام. فقال [ علي عليه السلام ]: يا رسول الله، أنزل في شئ ؟ قال: أنت منى، تؤدي عني وتبرء ذمتي وتبلغ رسالتي. فقال علي عليه السلام: يا رسول الله، أو لم تبلغ ؟ فقال: بلى ولكن تعلم الناس من بعدي من تأويل القرآن ما لم يعلموا وتخبرهم (2).


(1) السند في المصدر هكذا: حدثنا محمد بن حما بن بشير قال: حدثني محمد بن الحسن بن عبد الكريم قال: حدثني إبراهيم بن ميمون وعثمان بن سعيد قالا: حدثنا عبد الكريم بن يعقوب عن ضياء الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس بن مالك. (2) المائة منقبة: ص 83، وأورده في البحار: ج 92 ص 92 ب 8 ذيل ح 38.

[ 244 ]

فيما نذكره من (المائة حديث) بطرقهم وهو الحديث الحادي والأربعون، من تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام سيد الوصيين وأمير المؤمنين وأخو رسول رب العالمين وخليفته على الناس أجمعين. فقال ماهذا لفظه: حدثنا محمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر (1)، عن محمد بن الحسين (3) عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعد بن طريف عن الأصبغ عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: معاشر الناس، اعلموا أن لله بابا من دخله أمن من النار. فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال: يا رسول الله، اهدنا إلى هذا الباب حتى نعرفه. قال: هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين وأمير المؤمنين وأخو رسول رب العالمين وخليفته على الناس أجمعين. معاشر الناس، من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها فليستمسك بولاية علي بن أبي طالب فان ولايته ولايتي وطاعته طاعتي. معاشر الناس، من أحب أن يعرف الحجة بعدى فليعرف علي أبي طالب. معاشر الناس، من سره أن يتولى ولاية الله فليقتد بعلي بن أبي طالب


(1) كذا في النسخ، وفي المصدر: محمد بن الحسن بن أحمد. وهو الأقوى، راجع رجال السيد الخوئي: ج 15 ص 286. (2) قال في هامش المصدر: الصحيح عندي (محمد بن الحسن) أي الصفار.

[ 245 ]

والائمة من ذريتي، فانهم خزان علمي. فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله، وما عدة الائمة ؟ فقال: يا جابر، سألتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه، عدتهم عدة الشهور وهي * (عند الله إثنى عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض) * (3)، وعدتهم عدة العيون التي انفجرت لموسى بن عمران عليه السلام حين ضرب بعصاه الحجر * (فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا) * (4)، وعدتهم عدة نقباء بني إسرائيل، قال الله تعالى: * (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا) * (5). فالائمة يا جابر، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم (6).


(3) سورة التوبة: الآية 36. (4) سورة البقرة: الآية 60. (5) سورة المائدة: الآية 12. (6) أورده في البحار: ج 36 ص 263 ب 41 ح 84، كما أورده الكراجكي في الاستنصار: ص 20 المائة منقبة: ص 97.

[ 246 ]

فيما نذكره من (المائة حديث) بطريقهم وهو الحديث الثالث والأربعون في تسمية النبي صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين. نذكره بلفظه: حدثني الشريف أبو جعفر محمد بن أحمد بن [ محمد بن ] (1) عيسى العلوي عن محمد بن أحمد المكتب عن حميد بن مهران (2) عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن محمد بن علي عن محمد بن كثير عن إسماعيل بن زياد البزاز عن أبي إدريس عن نافع مولى عائشة قال: كنت غلاما أخدم عائشة وكنت إذا كان النبي صلى الله عليه وآله عندها قريبا اعاطيهم. فبينما النبي صلى الله عليه وآله عندها ذات يوم وإذا داق يدق الباب، فخرجت وإذا جارية معها طبق مغطى. قال: فرجعت إلى عائشة فاخبرتها. فقالت: أدخلها، فدخلت فوضعته بين يدي عائشة فوضعته عائشة بين يدي النبي صلى الله عليه وآله، فجعل يتناول منه ويأكل. ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: ليت أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين يأكل معي. فقالت عائشة: ومن أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين ؟ فسكت ثم أعاد الكلام مرة أخرى، فقالت عائشة مثل ذلك فسكت. فإذا داق يدق الباب فخرجت إليه فإذا علي بن أبي طالب عليه السلام فرجعت فقلت: هذا علي بن أبي طالب. فقلا النبي صلى الله عليه وآله:


(1) الزيادة من المصدر. (2) في المصدر: حماد، والظاهر: (أحمد). راجع رجال السيد الخوئي: ج 1 ص 48.

[ 247 ]

مرحبا وأهلا، لقد تمنيتك مرتين حتى لو ابطأت علي لسألت الله أن يأتيني بك، اجلس فكل. قال: فجلس فأكل معه. ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: قاتل الله من قاتلك وعادى من عاداك. فقالت عائشة: ومن يقاتله ومن يعاديه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنت ومن معك ! – مرتين -، ايدى أيديهم معك ! – مرتين – ولا ترضين بذلك (3) ولا تنكرينه (4). أقول: كذا وجدت الأصل ومعناه ما يخفي.


(3) في المطبوع: وترضين بذلك وهو الصحيح، حيث لا يوافق (لا ترضين) مع (لا تنكرينه) ولعل المعنى: لا ترضين بذلك بل تريد أكثر منه. (4) أورده في البحار: ج 32 ص 282 ب 6 ح 230. المائة منقبة: ص 101.

[ 248 ]

فيما نذكره من (المائة حديث) برجالهم وهو الحديث الخامس والستون، في تسمية جبرئيل عليه السلام لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. نذكره بلفظه: حدثنا [ أحمد بن ] (1) طلحة بن أحمد بن محمد بن زكريا النيشابوري عن شابور (2) بن عبد الرحمان عن علي بن عبد الله بن عبد الحميد (3) عن الهشيم (4) بن بشير عن شعبة بن الحجاج عن عدي (5) بن ثابت عن سعيد بن جبير (6) عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ليلة اسري بي إلى السماء أدخلت الجنة فرأيت نورا ضرب به وجهى، فقلت لجبرائيل: ما هذا النور الذي رأيته ؟ فقال: يا محمد، ليس هذا نور الشمس ولا نور القمر، ولكن حورية من حواري علي بن طالب عليه السلام طلعت من قصرها فنظرت إليك وضحكت، فهذا النور خرج من فيها. وهي تدور في الجنة إلى أن يدخلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (7).


(1) الزيادة ليس في المصدر. (2) في المصدر: سناه، وفي موضع آخر منه: (أبو معاد شاه). (3) في ق وم: علي بن عبد الله عن الحميد. (4) في النسخ: الهيثم، وما ذكرنا هو الصحيح. (5) في النسخ: عبدي، وفي المصدر: علي بن ثابت. (6) في المصدر: أبي سعيد الخدري. (7) أورده في البحار: ج 39 ص 326 ب 86 ذيل ح 21. المائة منقبة: ص 125.

[ 249 ]

فيما نذكره من (المائة حديث) برجالهم وهو الحديث التاسع والستون، في تسمية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله [ لمولانا ] (1) علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين. نذكره بلفظه: حدثنا أبو القاسم جعفر بن مسرور اللحام (2) عن الحسين بن محمد عن إبراهيم بن محمد بن بلال عن إبراهيم بن صالح الانماطي عن عبد الصمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عليهم السلام قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله عن قوله تعالى * (طوبى لهم وحسن مآب) * (3) ؟ قال: نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. و (طوبى) شجرة في دار أمير المؤمنين عليه السلام في الجنة ليس في الجنة شئ إلا هو فيها (4).


(1) الزيادة من المطبوع. (2) في البحار: أحمد بن ميسور الخادم، وفى النسخ: جعفر بن ميسور الخادم وكلاهما تصحيف. (3) سورة الرعد: الآية 29. (4) أورده في البحار: ج 39 ص 23 ب 86 ح 20. المائة منقبة: ص 129.

[ 250 ]

فيما نذكره من (المائة حديث) بطريقهم وهو الحديث الحادي والثمانون، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد الوصيين ومولى المسلمين. نذكره بلفظه: حدثني قاضي القضاة أبو عبد الله الحسين بن هارون (1) الضبي عن أحمد بن محمد عن علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن موسى (2) عن أبيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه [ عن ] (3) علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سيكون بعدي فتنة مظلمة، الناجي فيها من تمسك بعروة الله الوثقى. فقيل: يا رسول الله، وما العروة الوثقى ؟ قال: ولاية سيد الوصيين. قيل: يا رسول الله، ومن سيد الوصيين ؟ قال: أمير المؤمنين. قيل: ومن أمير المؤمنين ؟ قال: مولى المسلمين وإمامهم بعدي. قيل: ومن مولى المسلمين ؟ قال: أخي علي بن أبي طالب عليه السلام (4).


(1) في النسخ: مروان. (2) في المصدر: أحمد بن محمد قال: حدثني علي بن الحسين عن أبيه قال: حدثني علي بن موسى… الخ. (3) الزيادة منا، وفي ق وم: عن علي بن الحسين عن أبيه عليهم الصلاة والسلام. (4) أورده في البحار: ج 37 ص 307 ب 54 ح 37. المائة منقبة: ص 142.

[ 251 ]

فيما نذكره من (المائة حديث) بطريقهم وهو الحديث السادس والتسعون، في تسمية جبرئيل عليه السلام لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. نذكره بلفظه: حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمد بن أيوب عن علي بن عنبسة (1) عن بكر بن أحمد، وحدثنا أحمد بن محمد [ بن ] (2) الجراح قال: حدثنا أحمد بن الفضل الأهوازي قال: حدثنا بكر بن أحمد عن محمد بن علي عن أبيه [ عن ] (3) موسى بن جعفر عن أبيه عن محمد بن علي عليهم السلام عن فاطمة بنت الحسين عليه السلام عن أبيها وعمها الحسن بن علي عليهم السلام قالا: حدثنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما دخلت الجنة رأيت فيها شجرة تحمل الحلي والحلل اسفلها خيل بلق واوسطها حور العين وفي اعلاها الرضوان. قلت: يا جبرئيل، لمن هذه الشجرة ؟ قال: هذه لابن عمك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فإذا أمر الله بدخول الجنة يؤتى بشيعة علي بن أبي طالب حتى ينتهى بهم إلى هذه الشجرة فيلبسون الحلي والحلل ويركبون الخيل البلق، وينادي مناد: هؤلاء شيعة علي عليه السلام صبروا في الدنيا على الأذى فحبوا في هذا اليوم (4) بهذا (5).


(1) في المصدر: علي بن محمد بن عيينة بن رويدة. (2) الزيادة من المصدر. (3) الزيادة منا بقرينة ما في المصدر. (4) في المصدر: فاكرموهم اليوم. (5) أورده في البحار: ج 18 ص 401 ب 3 ص 102، وفي عيون أخبار الرضا عليه السلام: ص 199. المائة منقبة: ص 158.

[ 252 ]

فيما نذكره من رواياتهم في كتاب (الأربعين) (1)، واصله في الخزانة النظامية العتيقة، وعليه ما هذا لفظه: (جمعها الشيخ العالم الصالح أبو عبد الله محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي ورواها عن الرجال الثقات)، مرفوعة (2) إلى النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام في اقرار اليهود: إن عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد الوصيين وحجة الله في ارضه لمعجزة اقترنت بذلك، فقال ما هذا لفظه: الحديث الثالث والثلاثون: حدثنا الشيخ الإمام زكي الدين أحمد بن محمد بن محمود قال: أخبرنا القاضي شرف الدين أبي بكر النيشابوري ببغداد قال: حدثنا الحسن بن أبي الحسن العلوي قال: حدثنا جبير بن الرضا عن عبد مسهر (3) عن سلمة بن الأصهب عن كيسان بن أبي عصام عن مرة بن سعد عن أبي محمد بن جعديان (4) عن القائد أبي نصر بن منصور التستري عن أبي عبد الله المهاطي عن أبي القاسم القواس عن سليم النجار عن حامد بن سعيد عن خالص بن ثعلبة عن عبد الله بن خالد بن سعيد بن العاص، قال: كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام وقد خرج من الكوفة إذ عبر بالصعيد


(1) جاء ذكره في البحار: ج 107 ص 169. وتوجد منه مخطوطة في مكتبة آستان قدس بمشهد الامام الرضا عليه السلام بخراسان، الرقم 8443، سقط من وسطه ورقات من الحديث 18 وإلى 29، تاريخ كتابتها 26 جمادي الأولى سنة 1349 ه‍ ق، ناسخه: محمد حسين بن زين العابدين الأرموي، كتبه بالنجف الأشرف، وقد استنسخه عن نسخة تاريخ كتابتها أول المحرم سنة 947 ه‍ ق، وأشار في الهامش إلى أن تلك النسخة أيضا كانت ناقصة. وفيما وجدناه من الروايات مرفوعة يختلف الأرقام مع ما ذكره السيد المؤلف هنا. (2) أي فيما نذكره مرفوعة يختلف الأرقام مع ما ذكره السيد المؤلف هنا. (3) في بعض نسخ البحار: عبد بن مسهر. (4) في البحار: عن محمد بن جعديان. (*)

[ 253 ]

التي يقال لها (النخلة) على فرسخين من الكوفة، فخرج منها خمسون رجلا من اليهود وقالوا: أنت علي بن أبي طالب الإمام ؟ فقلا: أنا ذا. فقالوا: لنا صخرة مذكورة في كتبنا عليها اسم ستة من الأنبياء وهو ذا نطلب الصخرة فلا نجدها، فان كنت إماما وجدنا (5) الصخرة. فقال علي عليه السلام: اتبعوني. قال عبد الله بن خالد: فسار القوم خلف أمير المؤمنين إلى أن استبطن فيهم البر، وإذا بجبل من رمل عظيم، فقال عليه السلام: ايتها الريح، إنسفي الرمل عن الصخرة بحق اسم الله الأعظم. فما كان إلا ساعة حتى نسفت الرمل وظهرت الصخرة. فقال علي عليه السلام هذه صخرتكم. فقالوا: عليها اسم ستة من الأنبياء على ما سمعنا وقرأنا في كتبنا، ولسنا نرى عليها الاسماء ! فقال عليه السلام: الأسماء التي عليها فهي في وجهها الذي على الأرض فاقلبوها. فاعصوصب (6) عليها ألف رجل حضروا (7) في هذا المكان فما قدروا على قلبها. فقال علي عليه السلام: تنحوا عنها. فمد يده إليها فقلبها، فوجدوا عليها اسم ستة من الأنبياء أصحاب الشرائع: آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام. فقال النفر اليهود: نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وانك أمير المؤمنين وسيد الوصيين وحجة الله في أرضه، من عرفك سعد ونجى ومن خالفك ضل وغوى وإلى الحميم هوى. جلت مناقبك عن التحديد وكثرت آثار نعتك عن التعديد (8)


(5) في البحار والمطبوع: اوجدنا. (6) أي جد وسعى. (7) م والمطبوع: احضروا (8) الأربعين الخطوطة: ح 29، والسند هكذا: حدثنا أحمد بن محمد بن الشاهوردي بمدينة يزدجرد في عاشر شعبان سنة…، قال: أخبرنا القاضي الحسين بن أبي النيسابوري ببغداد يرفعه عن جماعة من الصادقين يرفعون ذلك إلى عبد الله بن سعيد بن العاص. وأورده في البحار: ج 41 ص 257 ب 112 ح 18. وفي روضة الكافي: ص 36، الفضائل: ص 77.

[ 254 ]

فيما نذكره من رواياتهم في كتاب (الأربعين) المذكورة من انطاق اله جل جلاله للسبع في مخاطبة مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وخير الوصيين ووارث علم النبيين ومفرق بين الحق والباطل، وهو من معجزات سيد المسلمين (1). فقال ما هذا لفظه: الحديث الثامن والثلاثون، وحدثني الصدر إمام الكبير العالم صدر الدين نظام الإسلام سلطان العماء أبو بكر محمد بن عبد اللطيف الخجندي (2) قدس الله روحه العزيز بشيراز في مدرسة الخاتون الزاهدة، قال: اخبرني الكيادار بن يوسف مراد الديلمي في قلعة اصطخر قال: حدثني الشيخ الأديب محمود بن محمد التبريزي في تبريز قال: أخبرنا الشيخ المقرى دانيال بن إبراهيم التبريزي قال: أخبرنا أبو الرايات بن أحمد البزاز الغندجاني قال: أخبرنا أبو عبد الله السيرافى عن أبى عبد الله المهر وقانى (3) المؤدب عن شبيب بن سليمان الغنوي عن العامون بن محمد الصيني عن مسلم بن أحمد عن ابن أبي مسلم (4) السمان عن حبة بنت زريق (5) عن بعض حشم الخليفة (6) قالت: حدثني زوجي منقذ بن الأبقع الأسدي أحد خواص علي عليه السلام قال: كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام في النصف من شعبان، وهو يريد موضعا له كان يأوي فيه بالليل وأنا معه، حتى أتى الموضع فنزل عن بغلته


(1) في النسخ: سيد المرسلين. (2) ق وم: الجحدني. (3) في البحار: المهر وقاني. (4) في المصدر الخطوط: مسلم بن أحمد بن أبي مسلم. (5) في المطبوع وم خ ل: رزيق. (6) ق: الحنفية، وم والبحار: الحفية، وفى المصدر الخطوط: من خدم وحنتم الحنفية.

[ 255 ]

[ وحمحمت البغلة ] (7) ورفعت أذنيها وجذبتني. فحس بذلك أمير المؤمنين عليه السلام فقلا: ما وراءك ؟ فقلت: فداك أبي وأمى، البغلة تنظر شيئا وقد شخصت إليه وتحمحم ولا أدرى ماذا دهاها ؟ فنظر أمير المؤمنين عليه السلام [ إلى ] (8) سواد فقلا: سبع ورب الكعبة ! فقام من محرابه متقلدا سيفه فجعل يخطو، ثم قال صائحا به: قف. فخف السبع ووقف. فعندها استقرت البلغة. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا ليث، أما علمت أني الليث وأني الضرغام والقسور والحيدر ؟ ! صم قال: ما جاء بك أيها الليث ؟ ثم قال: الله انطق لسانه. فقال السبع: يا أمير المؤمنين ويا خير الوصيين ويا وارث علم النبيين ويا مفرق بين الحق والباطل، ما افترست منذ سبع شيئا وقد اضر بي الجوع ورأيتكم من مسافة فرسخين فدنوت منكم وقلت: أذهب وأنظر ما هؤلاء القوم ومن هم، فان كان لي بهم مقدرة ويكون لي فيهم فريسة. فقال أمير المؤمنين عليه السلام مجيبا له: أيها الليث، أما علمت أني علي أبو الأشبال الأحد عشر، براثنى أمثل من مخالبك وان أحببت أريتك. ثم امتد السبع بين يديه وجعل يمسح يده على هامته ويقول: ما جاء بك يا ليث ؟ أنت كلب الله في أرضه. قال [ يا ] (9) أمير المؤمنين، الجوع ! الجوع ! قال: فقال: اللهم ارزقه برزق بقدر محمد وأهل بيته (10). قال: فالتفت فإذا بالأسد يأكل شيئا كهيئة الجمل حتى أتى عليه (11). ثم قال: يا أمير المؤمنين، والله ما نأكل نحن


(7) ما بين المعكوفتين ليست في البحار. (8) الزيادة من البحار. (9) الزيادة منا. (10) م والبحار: اللهم انه يرزق بقدر محمد وأهل بيته، وفي ق: اللهم آته برزق بقدر محمد وأهل بيته. (11) خ ل: أتى على آخره.

[ 256 ]

معاشر السباع رجلا يحبك ويحب عترتك (12)، فإن خالي أكل فلانا ونحن أهل بيت ننتحل محبة الهاشمي وعترته. ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: أيها السبع، أين تأوى (13) وأين تكون ؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إني مسلط على كلاب أهل الشام وكذلك أهل بيتي وهم فريستنا، ونحن نأوي النيل. قال: فما جاء بك إلى الكوفة، قال: يا أمير المؤمنين، أتيت الحجاز فلم أصادف شيئا وأنا في هذه البرية والفيافي التي لا ماء فيها ولا خير. موضعي هذا (14) واني لمنصرف من ليلتي هذه إلى رجل يقال له (سنان بن وائل) (15) فيمن أفلت من حرب صفين ينزل القادسية، وهو رزقي في ليلتي هذه وانه من أهل الشام وأنا إليه متوجه. ثم قام من بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام وذهب. فتعجبت من ذلك. فقال لي: مم تعجبت ؟ هذا أعجب من الشمس أم العين أم الكواكب أم سائر ذلك ؟ فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة، لو أحببت أن أري الناس مما علمني رسول الله صلى الله عليه وآله من الآيات والعجائب لكاد (16) يرجعون كفارا. ثم رجع أمير المؤمنين عليه السلام إلى مستقره ووجهني إلى القادسية. فركبت من ليلتي فوافيت القادسية قبل أن يقيم المؤذن الإقامة، فسمعت الناس يقولون: (افترس سنانا السبع) ! فأتيته فمن اتاه ينظر إليه فما ترك الأسد إلا رأسه وبعض اعضائه مثل


(12) م خ ل: عشيرتك. (13) ق وم: أين تأوون. (14) قوله (موضعي هذا) ليس في ق. وقد أورث إغلاقا في العبارة. (15) ق والبحار: وابل. (16) في البحار: لكانوا، وفي ق م ل: لكان.

[ 257 ]

اطراف الأصابع، وإني على بابه يحمل رأسه إلى الكوفة (17) إلى أمير المؤمنين عليه السلام. فبقيت متعجبا (18) فحدثت الناس ما كان من حديث أمير المؤمنين عليه السلام والسبع. فجعل الناس يتبركون بتراب تحت قدمي أمير المؤمنين عليه السلام ويستشفون به. فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر الناس، ما احبنا رجل فدخل النار وما ابغضنا رجل فدخل الجنة. أنا قسيم الجنة والنار، أقسم بين الجنة والنار، هذه إلى الجنة يمينا وهذه إلى النار شمالا. أقول لجهنم يوم القيامة: (هذا لى وهذا لك)، حتى تجوز شيعتي على الصراط كالبرق الخاطف والرعد العاصف وكالطير المسرع وكالجواد السابق. فقام الناس إليه باجمعهم عنقا واحدا وهم يقولون: الحمد لله الذي فضلك على كثير من خلقك. قال: ثم تلا أمير المؤمنين عليه السلام هذه الآية: * (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) * (19) (20).


(17) في المطبوع: واتى على ما به، فحمل رأسه إلى الكوفة. (18) ق: فبقى الناس متعجبا. (19) سورة آل عمران: الآيات 173 و 174. (20) الأربعين المخطوطة: ح 34، وأورده في البحار: ج 41 ص 232 ب 111 بلا رقم. كما روي في روضة الكافي: ص 40 والفضائل: ص 179.

[ 258 ]

فيما نذكره من كتاب (الأربعين) من جمع الشيخ العالم محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي المشار إليه، وذكر أنه رواها من الثقات وأهل الورع والديانات، وهذا الكتاب أصله وجدناه بالنظامية العتيقة ببغداد كما أشرنا إليه. نذكر منه ما يختص بتسمية رسول الله صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام (أمير المؤمنين). وهو الحديث الثاني عشر من الأصل وفيه رجال المخالفين. نكتبه بألفاظه: قال: حدثني الصدر الكبير الإمام العالم الزاهد الأنور المرتضى، عز الملة والدين، ضياء الإسلام والمسلمين، وسيد الائمة من العالمين ووارث الأنبياء والأولياء المرسلين، ملك العلماء، علم الهدى، قدوة الحق، نقيب النقباء والسادة سيد العترة الطاهرة، علي بن الصدر الإمام السعيد الشهيد ضياء الدين فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسيني، أدام الله علاه وكبت اعداءه، قال: حدثني أبي المولى ضياء الدين المذكور رضي الله عنه وارضاه وجعل الجنة منقلبه ومثواه، قال: أخبرنا السيد الإمام الصفي أبو تراب المرتضى بن الداعي الحسيني قال: حدثني الشيخ الحافظ أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي الموسوي، قال: حدثنا محمد بن علي بن شاذان القزويني قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن وهب بن وهب عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ما خلق الله تعالى خلقا أكثر من الملائكة، وانه لينزل من السماء كل مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت ليلتهم حتى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله فيسلمون عليه. ثم يأتون إلى قبر أمير المؤمنين


[ 259 ]

عليه السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون [ إلى ] (1) قبر الحسين بن علي عليه السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون [ إلى ] (2) قبر الحسين عليه السلام فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس. ثم ينزل ملائكة النهار سبعون ألف [ ملك ] (3) فيطوفون بالبيت الحرام نهارهم حتى إذا غربت الشمس انصرفوا إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين عليه السلام فيسلمون عليه [ ثم يأتون قبر الحسن عليه السلام فيسلمون عليه ] (4)، ثم يأتون قبر الحسين عليه السلام فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تغيب الشمس. والذي نفسي بيده، ان حول قبره أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيامة. وفي رواية: قد وكل الله تعالى بالحسين عليه السلام سبعين ألف ملك شعثا غبرا يصلون عليه كل يوم ويدعون لمن زاره، ورئيسهم ملك يقال له (منصور)، فلا يزوره زائر إلا استقبلوه ولا ودعه مودع إلا شيعوه ولا يمرض إلا عادوه ولا يموت (5) إلا صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته (6).


(1) و (2) و (3) الزيادات من البحار. (4) ما بين المعكوفتين ليست في المصدر المخطوط. (5) في البحار: ولا ميت. (6) الأربعين المخطوطة: ح 12، والسند هكذا: علي بن فضل الله بن علي بن عبد الله الحسيني أدام الله علاه يروى عن الثقات عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن وهب عن جعفر بن محمد الصادق عن ابيه عن آبائه عليهم السلام. وأورده في البحار: ج 101 ص 62 ب 26 ح 40.

[ 260 ]

فيما نذكره عن العالم محمد بن أبى مسلم بن أبي الفوارس المذكور من كتابه الذي أصله بالنظامية العتيقة، وفيه تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. وهو الحديث السادس والعشرون، ننقله بألفاظه: قال: أخبرنا الشيخ الإمام العالم جمال الدين علي بن الحسين الطوسي قال: أخبرنا الشيخ الإمام تاج الدين مسعود بن محمد الغزنوي ببخارا قال: حدثنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا الطبراني قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري قال: حدثنا تليد (1) بن سليمان عن أبي الجحاف عن عطية عن أبي سعيد الخدري رضي الله عليه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله ذات يوم جالسا بالأبطح وعنده جماعة من أصحابه وهو مقبل علينا بالحديث، إذ نظر إلى زوبعة (2) قد ارتفعت فأثارت الغبار وما زالت تدنو والغبار يعلو، إلى أن وقعت بحذاء النبي صلى الله عليه وآله، فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله شخص فيها. ثم قال: يا رسول الله، اني وافد قومي وقد استجرنا بك فاجرنا وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا، فان بعضهم قد بغوا علينا ليحكم بيننا وبينهم بحكم الله وكتابه. وخذ علي العهود والمواثيق المؤكدة اني أرده إليك سالما في غداة إلا أن يحدث علي حادثة من قبل الله.


(1) في النسخ: تلميذ، والصحيح ما ذكرنا. (2) زوبعة بالباء بمعنى الجن كما في مجمع البحرين.

[ 261 ]

فقال [ له ] (3) النبي صلى الله عليه وآله: من أنت ومن قومك ؟ قال: أنا (عرفطة بن سمراخ) أحد بني كاخ من الجن المؤمنين. انا وجماعة من أهلي كنا نسترق السمع، فلما منعنا ذلك وبعثك الله نبيا آمنا بك وصدقنا قولك، وقد خلفنا بعض القوم مؤمنين وبعضهم أقاموا على ما كانوا عليه (4). فوقع بيننا وبينهم الخلاف وهم أكثر منا عددا وقوة وقد غلبوا على الماء والمراعى واضروا بنا وبدوا بنا، فابعث معي من يحكم بيننا بالحق. فقال له النبي صلى الله عليه وآله: اكشف لنا وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها، فكشف لنا عن صورته فنظرنا إلى شخص عليه شعر كثير وإذا رأسه طويل، طويل العينين، عيناه في طول رأسه، صغير الحدقتين، في فيه أسنان كأسنان السبع (5). ثم إن النبي صلى الله عليه وآله أخذ عليه العهد والميثاق على أن يرد عليه في غد من يبعث معه به. فلما فرغ من ذلك التفت إلى أبي بكر وقال: سر مع أخينا عرفطة وتشرف على قومه وتنظر إلى ما هم عليه فاحكم بينهم بالحق. فقال: يا رسول الله وأين هم ؟ قال: هم تحت الأرض. فقال أبو بكر: وكيف أطيق النزول في الأرض وكيف أحكم بينهم ولا أحسن كلامهم ! فالتفت إلى عمر بن الخطاب وقال له مثل قول أبي بكر، فأجاب بمثل جواب أبي بكر ! ثم استدعى بعلي عليه السلام فقال له: يا على، سر مع أخينا عرفطة وتشرف على قومه وتنظر إلى ما هم عليه وتحكم بينهم بالحق. فقام علي


(3) الزيادة من البحار. (4) في البحار: قد خالفنا بعض القوم فاقاموا على ما كانوا عليه. (5) في البحار: السباع.

[ 262 ]

عليه السلام مع عرفطة وقد تقلد بسيفه وتبعه أبو سعيد الخدري وسلمان الفارسي رضي الله عنهم. قالا: نحن اتبعناها إلى أن صارا إلى واد، فلما توسطاه نظر إلينا علي عليه السلام فقال: قد شكر الله سعيكما فارجعا. فقمنا ننظر إليهما، فانشقت الأرض ودخلا فيها وعادت إلى ما كانت. ورجعنا وقد تداخلنا من الحسرة والندامة ما الله اعلم به كل ذلك تأسفا على علي عليه السلام. واصبح النبي صلى الله عليه وآله وصلى بالناس الغداة ثم جاء وجلس على الصفا وحف به اصحابه وتأخر علي عليه السلام وارتفع النهار واكثر الناس الكلام، إلى أن زالت الشمس وقالوا: إن الجن احتال على النبي صلى الله عليه وآله وقد اراحنا الله من أبي تراب وذهب عنا افتخاره بابن عمه علينا واكثروا الكلام إلى أن صلى النبي صلى الله عليه وآله صلاة الأولى وعاد إلى مكانه وجلس على الصفا وما زال أصحابه في الحديث إلى أن وجبت صلاة العصر وأكثر القوم الكلام واظهروا اليأس من أمير المؤمنين عليه السلام وصلى بنا النبي صلى الله عليه وآله صلاة العصر وجاء وجلس على الصفاء واظهر الفكر في علي عليه السلام وظهرت شماتة المنافقين بعلي عليه السلام. فكادت الشمس تغرب وتيقن القوم أنه هلك، إذ انشق الصفا وطلع علي عليه السلام منه وسيفه يقطر دما ومعه عرفطة. فقام النبي صلى الله عليه وآله فقبل ما بين عينيه وجبينه فقال له: ما الذي حبسك عني إلى هذا الوقت ؟ فقال: صرت إلى خلق كثير قد بغوا على عرفطة وقومه الموافقين، ودعوتهم إلى ثلاث خصال فأبوا علي ذلك: دعوتهم إلى الإيمان بالله تعالى والإقرار بنبوتك ورسالتك فأبوا، فدعوتهم إلى الجزية فأبوا، وسئلتهم أن يصالحوا عرفطة وقومه فيكون بعض المرعى لعرفطة وقومه وكذلك الماء فأبوا. فوضعت سيفي فيهم وقتلت منهم رهطا ثمانين الفا. فلما نظر القوم إلى ما حل


[ 263 ]

بهم طلبوا الأمان والصلح. ثم آمنوا وصاروا إخوانا وزال الخلاف [ بينهم ] (6) ومازلت معهم إلى الساعة. فقال عرفطة: (يا رسول الله، جزاك الله وعليا خيرا)، وانصرف (7).


(6) الزيادة من ق. (7) أورده في البحار: ج 39 ص 168 ب 83 ح 9 عن الفضائل: ص 63. ولم نجده في المصدر المخطوط ولعله من القدر الساقط منه.

[ 264 ]

فيما نذكره عن الشيخ العالم محمد بن أبي الفوارس من حديثه، وتسمية سعد بن أبي وقاص – بما يفهم به أنه في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله – لعلي عليه السلام بأمير المؤمنين وهو الحديث السابع والعشرون نذكره بلفظه: قال: أخبرنا الإمام السعيد نجيب الدين أبو المكارم سعد بن أبي طالب الرازي قدس الله روحه قال: أخبرني عمي الإمام زين الدين عبد الجليل بن عيسى قال: حدثنا الشيخ الفقيه أبو عبد الوهاب (1) قال: حدثنا الشيخ محمد بن مردك (2) القزويني قال: أخبرنا الشيخ مسعود بن إبراهيم الواسطي المقيم بسمنان قال: أخبرنا يحيى بن يوسف البغدادي بمدينة بسطام قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد الأنباري عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن سعد بن أبي وقاص قال: بينما نحن بفناء الكعبة ورسول الله صلى الله عليه وآله معنا إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شئ عظيم كأعظم ما يكون من الفيلة ! فتفل رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: (لعنت) أو (خزيت). فشك سعد (3). فقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وقال: ما هذا يا رسول الله ؟ قال: أوما تعرفه يا علي ؟ قال: الله ورسوله اعلم. قال: هذا إبليس.


(1) في البحار: عن عبد الوهاب. (2) في البحار: مروك. (3) ق وم: نسل، وفي المطبوع: فشل. صححناه من البحار، ولعل المعنى: ان الترديد من سعد في قوله صلى الله عليه وآله. لعنت أو خزيت.

[ 265 ]

فوثب علي عليه السلام من مكانه وأخذ بناصيته وجذبه عن مكانه، ثم قال: أقتله يا رسول الله، قال: أو ما علمت يا علي. انه قد أجل إلى يوم الوقت المعلوم ؟ فجذبه من يده ووقف وقال: مالي ولك (4) يابن أبي طالب، والله ما يبغضك أحد إلا وقد شاركت اباه فيه (5).


(4) في المطبوع: مالي ومالك. (5) لم نجده في المصدر المخطوط، ولعله من القدر الساقط. وأورده في البحار: ج 39 ص 171 ب 83 ح 10.

[ 266 ]

فيما نذكره من كتاب (الأربعين) وهو الحديث الرابع والثلاثون مما رواه من تسليم دراج على مولانا على عليه السلام بأمير المؤمنين. اعلم إن هذا لو كان برجال الشيعة ما نقلته، ولكن رأيتهم قد رووا لمشايخهم (1) وزهادهم من الكرامات ما يشهد عليهم تصديق مثل هذه الروايات. ونحن نذكر ما ننقله بلفظه: قال: أخبرنا الشيخ الإمام مجاهد الدين أبو الفتوح علي بن أحمد البغدادي بمدينة السلام قال: أخبرنا القاضي ركن الدين أبو الفضل بن محمد بن علي بدمشق قال: أخبرنا أبو نصر بن اسفنديار الحلبي قال: حدثنا داود بن سليمان العسقلاني قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن علي بن محمد بن جمهور عن أبيه عن جعفر بن بشير عن أبيه عن موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام قال: إن أمير المؤمين عليا عليه السلام كان يسعى على الصفا بمكة، فإذا هو بدراج يتدرج على وجه الأرض فوقع بإزاء أمير المؤمنين عليه السلام. فقال: السلام عليك أيها الدراج. فقال الدراج: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، يا أمير المؤمنين. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الدراج، ما تصنع في هذا المكان ؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إني في هذا المكان منذ كذا وكذا عام، أسبح الله وأقدسه وامجده واعبده حق عبادته. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الدراج، إنه لصفا نقي لا مطعم فيه ولا مشرب، فمن أين لك المطعم والمشرب ؟


(1) في النسخ: مشايخهم، والتصحيح منا.

[ 267 ]

فأجابه الدراج وهو يقول: وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله يا أمير المؤمنين، اني كلما جعت دعوت الله لشيعتك ومحبيك فاشبع، وإذا عطشت دعوت الله على مبغضيك ومنتقصيك فاروي (2).


(2) الأربعين المخطوط: ح 30، رواه مرفوعا. وأورده في البحار: ج 41 ص 235 ب 111 ح 6، عن الفضائل: ص 117.

[ 268 ]

فيما نذكره من كتاب (الأربعين) رواية الملقب بمنتجب الدين محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي الذي ذكرناه برجالهم، من كلام الجمل لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وخير الوصيين. فقال ما هذا لفظه: حدثني الشيخ الأجل الإمام العالم منتجب الدين مرشد الإسلام، كمال العلماء، أبو جعفر محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي رحمة الله عليه بمدينة السلام في داره بدرب البصريين في منتصف ربيع الأول سنة احدى وثمانين وخمسمائة، قلا: حدثنا الإمام الكبير السيد الأمير، كمال الدين، عز الإسلام، فخر العترة، علم الهدى، شرف آل الرسول صى الله عليه وآله، أبو محمد إبراهيم بن علي بن محمد بن علي بن محمد العلوي الحسيني الموسوي بكازرون في التاسع عشر من رجب المرجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة [ قال: حدثني الشيخ العارف شهريار بن تارج الفارسي ] (1) قال: حدثني القاضي أبو القاسم أحمد بن طاهر السوري قال: حدثنا الشيخ الإمام شرف العارفين أبو المختار الحسن بن عبد الوهاب قال: حدثني أبو النجيب علي بن محمد بن إبراهيم عن الأشعث بن مرة عن المثنى بن سعيد (2) عن هلال بن كيسان عن الطيب القواصري عن عبد الله بن سلمة المنتجي عن سفارة بن الأصميد البغدادي عن ابن حريز عن أبي الفتح المغازلي عن عمار بن ياسر قال:


(1) ما بين المعكوفتين ليست في البحار. (2) في النسخ: الليثي عن سعيد، صححناه من الباب 144، وهناك فروق أخرى بين السندين في هذا لاباب والباب 144 فليراجع.

[ 269 ]

كنت بين يدي مولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام، وإذا بصوت قد أخذ جامع الكوفة. فقال: يا عمار، إئت بذي الفقار الباتر الأعمار (3)، فجئته بذي الفقار. فقال: أخرج يا عمار وامنع الرجل عن ظلامة هذه المرأة، فان انتهى وإلا منعته بذي الفقار. قال: فخرجت وإذا أنا برجل وامرأة قد تعلقوا بزمام جمل، والمرأة تقول: الجمل لي، والرجل يقول: الجمل لي. فقلت: إن أمير المؤمنين ينهاك عن ظلم هذه المرأة. فقال: يشتغل علي بشغله ويغسل يده من دماء المسلمين الذين قتلهم بالبصرة، ويريد أن يأخذ جملي ويدفعه إلى هذه المرأة الكاذبة ؟ ! فقال عمار رضي الله عنه. فرجعت لأخبر مولاي وإذا به قد خرج ولاح الغضب في وجهه وقال: ويلك، خل جمل المرأة. فقال: هو لي ! فقال أمير المؤمنين عليه السلام: كذبت يالعين. قال: فمن يشهد أنه للمرأة، يا علي ؟ فقلا: الشاهد الذي لا يكذبه أحد من [ أهل ] (4) الكوفة. فقال الرجل: إذا شهد شاهد وكان صادقا سلمته إلى المرأة، فقال عليه السلام: تكلم أيها الجمل، لمن أنت ؟ فقال بلسان فصيح: يا أمير المؤمنين وخير الوصيين، أنا لهذه المرأة منذ بضع عشرة سنة. فقال علي عليه السلام: خذي جملك. وعارض الرجل بضربة قسمه نصفين (5).


(3) في البحار: للأعمار. (4) الزيادة من ق. (5) لم نجده في الأربعين المخطوط، ولعله من القدر الساقط، وأورده في البحار: ج 41 ص 236 ب 111 ح 7.

[ 270 ]

فيما نذكره عن جابر بن عبد الله الأنصاري برواية الملقب منتجب الدين محمد بن أبى مسلم بن أبي الفوارس الرازي بتسميته لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين ومحنة المنافقين وبوار سيفه على القاسطين والمارقين والناكثين، فقال ما هذا لفظه: الحديث الحادي والثلاثون: املاء سيدنا الشيخ الامام منتجب الدين محمد بن أبي مسلم الرازي بماردين، يرفعه إلى محمد بن علي الباقر عليه السلام أنه قال: سئل جابر بن عبد الله الأنصاري عن علي عليه السلام فقال: ذاك والله أمير المؤمنين ومحنة المنافقين وبوار سيفه على القاسطين والناكثين والمارقين. سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله بأذني هاتين يقول، وإلا فصمتا: (علي بعدي خير البشر من أبي فقد كفر) (1).


(1) لم نجده في الاربعين المخطوط ولعله من القدر الساقط من النسخة. وأورد قوله صلى الله عليه وآله علي خير البشر…) في الغدير: ج 3 ص 22 عن تاريخ الخطيب وكنوز الحقايق هامش الجامع الصغير: ج 2 ص 16 وكنز العمال: ج 6 ص 159

[ 271 ]

فيما نذكره من الرواية عن رجالهم من كتاب (المعرفة) تأليف أبي سعيد عباد بن يعقوب الرواجني من أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم على علي عليه السلام بامرة المؤمنين. ذكر جدي أبو جعفر الطوسي في كتاب (الفهرست) عن هذا عباد بن يعقوب ما هذا لفظه: (عباد بن يعقوب الرواجني عامي المذهب، له كتاب أخبار المهدي) (1)، أخبرنا أحمد بن عبدون عن أبي بكر الدوري عن أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب قال: حدثنا علي بن العباس المقانعي قال: حدثنا عباد بن يعقوب عن مشيخته) (2). أقول أنا: إذا كان عباد بن يعقوب عامي المذهب فهو ابلغ في الحجة فيما نرويه عنه. وأنا أروي كلما يرويه جدي أبو جعفر الطوسي رضي الله بطرق كثيرة وقد ذكرناها في كتاب (الاجازات لما يخصني من الاجازات) (3). ونحن ذاكرون من هذا الكتاب (المعرفة) للرواجني في مناظرة أبي بكر ومعاتبته على تعديه على مولانا علي عليه السلام بعدما كان قد عرفه من أمر النبي صلى الله عليه وآله [ لهم ] (4) بالتسليم عليه بامرة المؤمنين، باسناده ماهذا لفظه:


(1) في النسخ: أخبار الهدى، صححناه من المصدر. (2) الفهرست: ص 120 رقم 529. (3) انظر الباب 37، الهامش 2 من هذا الكتاب. (4) الزيادة من المطبوع.

[ 272 ]

حدثنا أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري وأبو المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المطلب الشيباني رضي الله عنهما قالا: حدثنا أبو عبد الله محمد بن القاسم بن زكريا بن يحيى المحاربي (5) المعروف بالسوراني قدل: حدثنا أبو سعيد عباد بن يعقوب الأسدي. وحدثنا أبو المفضل قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن العباس بن الوليد البجلي المقانعي إجازة قال: حدثنا أبو سعيد عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني قال: قال أخبرني السري بن عبد الله السلمي قال: أخبرنا علي بن خرور قال: دخلت أنا والعلاء بن هلال الخفاف علي أبي إسحاق السبيعي حين قدم من خراسان، فجرى الحديث فقلت: يا أبا إسحاق، أحدثك بحديث حدثنيه أخوك أبو داود عن عمران بن حصين الخزاعي وبريدة بن حصيب الأسلمي ؟ قال: نعم. فقلت: حدثني أبو داود أن بريدة أتى عمران بن حصين فدخل (6) عليه في منزله حين بايع الناس أبا بكر فقال: يا عمران، ترى القوم نسوا ما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وآله في حائط بني فلان – أهل بيت من الأنصار – فجعل لا يدخل عليه أحد من المسلمين فيسلم عليه إلا رد عليه السلام ثم قال له: سلم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. فلم يرد على رسول الله صلى الله عليه وآله يومئذ أحد من الناس إلا عمر فإنه قال: عن أمر الله أو عن أمر رسول الله ؟ (7) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بل من الله ومن رسوله (8). قال عمران: قد أذكر ذا (9). فقال بريدة: فانطلق بنا إلى أبي بكر


(5) ق: المجاز في. (6) في البحار: يدخل. (7) في البحار: من أمر الله أو من أمر رسوله. (8) ق 6 عن الله وعن رسوله. (9) ق والبحار: قد ذكرنا.

[ 273 ]

فنسأله عن هذا الأمر، فان كان عنده عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله عهده إليه بعد هذا الأمر أو أمر أمر به، فإنه لا يخبرنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله بكذب ولا يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله. فانطلقنا فدخلنا على أبي بكر فذكرنا ذلك اليوم وقلنا له: فلم يدخل أحد من المسلمين فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله إلا قال له: (سلم على أمير المؤمنين علي)، وكنت أنت ممن سلم عليه بإمرة المؤمنين ؟ فقال أبو بكر: قد أذكر ذلك. فقال له بريدة: لا ينبغي لأحد من المسلمين أن يتأمر على أمير المؤمنين علي عليه السلام بعد أن سماه رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين. فإن كان عندك عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله عهده إليك أو أمرك به بعد هذا فأنت عندنا مصدق. فقال أبو بكر: لا والله، ما عندي عهد من رسول الله ولا أمر أمرني به، ولكن المسلمين رأوا رأيا فتابعتهم [ به ] (10) على رأيهم. فقال له بريدة: والله (11) ما ذلك لك ولا للمسلمين خلاف رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال أبو بكر: أرسل لكم عمر. فجاءه، فقال له أبو بكر: إن هذين سألاني عن أمر قد شهدته وقص عليه كلامهما. فقال عمر: قد سمعت ذلك، ولكن عندي المخرج من ذلك. فقال له بريدة: عندك ؟ ! قال: عندي. قال: فما هو ؟ قال: لا تجتمع النبوة والملك في أهل بيت واحد. قال: فاغتنمها بريدة – وكان رجلا مفوها (12) جريا على


(10) الزيادة من البحار. (11) في المطبوع: لا والله. (12) في البحار: مفهما.

[ 274 ]

الكلام – فقال: يا عمر، ان الله عز وجل قد أبى ذلك عليك، أما سمعت الله في كتابه يقول: * (أم يحسدون النا على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) * (13)، فقد جمع الله لهم النبوة والملك. قال: فغضب عمر حتى رأيت عينيه توقدان، ثم قال: (ما جئتما إلا لتفرقا جماعة هذه الأمة وتشتتا أمرها). فما زلنا نعرف منه الغضب حتى هلك (14). فصل أول أنا: فهل ترى إلا أن الذي جرى من التقدم على مولانا علي عليه السلام ما كان لبيان النص عليه بالخلافة، وإنما كان لأجل ما قاله عمر في حديث عبد الله بن عباس عنه الذي يأتي ذكره في الكتاب (15)، فيما رويناه عن الحافظ أحمد بن مردويه أن عمر قال لعبد الله بن العباس: إن عليا عليه السلام أحق بالأمر من أبي بكر ومنه، واعتذر عمر في التقدم على علي عليه السلام بأنهم خافوا أن العرب لا تجتمع عليه لأجل ما وترهم في حياة النبي صلى الله عليه ولاله ومجاهدته لهم وإيثاره برضا الله ورضا رسوله على رضاهم، ولأمور قد ذكر مولانا علي عليه السلام في خطبه (16) وكشف عن حججه ودعواهم.


(13) سورة النساء: الآية 54. (14) أورده في البحار: ج 37 ص 308 ب 54 ح 39. (15) انظر خاتمة الكتاب ص 523، 524. (16) م: خطبة.

[ 275 ]

فيما نذكره من كتاب (المعرفة) تأليف عباد بن يعقوب الرواجني برجالهم في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين. نذكر منه بلفظه ما يحتمله هذا الكتاب ويليق ذكره بالصواب من حديث الخمس رايات: فيقول عباد: قد حدثنا أبو عبد الرحمان المسعودي قال: حدثنا الحارث بن حصيرة عن صخر بن الحكم الفزاري عن حنان (1) بن الحارث الأزدي عن الربيع بن جميل الصيني (2) عن مالك بن ضمرة الرواسي عن أبي ذر رضي الله عنه. قال: لما ان سير أبو ذر رضي الله عنه اجتمع هو وعلي أمير المؤمنين والمقداد بن الأسود [ الكندي ] (3)، قال: ألستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله (4) قال: أمتي ترد علي الحوض على خمس رايات: أولها راية العجل، فأقوم فآخذ بيده، فإذا أخذت بيده أسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت احشائه، ومن فعل ذلك يتبعه. فأقول: ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الأكبر ومزقناه واضطهدنا الأصغر وابتزيناه حقه. فأقول: اسلكوا ذات الشمال، فيصرفون ظمآن مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة.


(1) في خصال الصدوق: حيان. (2) في خصال الصدوق: الضبي. (3) الزيادة من المطبوع والبحار. (4) أورد هذا الحديث في الخصال وذكر في صدر شيئا كثيرا ليس هيهنا.

[ 276 ]

ثم ترد علي رأيه فرعون أمتي، فمنهم أكثر الناس وهم المبهرجون (5). فقلت: يا رسول الله، وما المبهرجون ؟ أبهرجوا الطريق ؟ قال: لا ولكنهم بهرجوا دينهم، وهم الذين يغضبون للدنيا ولها يرضون ولها يسخطون ولها ينصبون. فآخذ بيد صاحبهم فإذا أخذت بيده أسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت احشائه ومن فعل ذلك تبعه. فأقول: ما خلفتموني في الثقلين. بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الأكبر ومزقناه وقاتلنا الأصغر وقتلناه. فأقول: اسلكوا طريق أصحابكم، فينصرفون ظمآن مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطره. ثم ترد علي راية فلان (6) وهو امام خمسين ألفا من أمتي، فأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده أسود وجهه ورفجت قدماه وخفقت احشائه ومن فعل ذلك تبعه. فأقول: ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الأكبر وعصيناه وخذلنا الأصغر وخذلنا عنه. فأقول: اسلكوا سبيل أصحابكم، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة. ثم يرد علي المخدج برايته وهو إمام سبعين ألفا من أمتي، فآخذ بيده فإذا أخذت بيده أسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت احشائه ومن فعل ذلك تبعه. فأقول: ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الأكبر وعصيناه وقاتلنا الأصغر فقتلناه. فأقول: اسلكوا سبيل أصحابكم، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة. ثم ترد على راية أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين. فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه. فأقول: ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: ابتعنا الاكبر وصدقناه ووازرنا الأصغر فنصرناه وقتلنا معه. فأقول: ردوا (7) رواء مرويين، فيشربون شربة لا يظمئون بعدها أبدا، وجه إمامهم


(5) في المنجد: بهرج بهم الدليل: عدل بهم الجادة إلى غيرها. (6) ذكر هنا في الخصال (راية هامان أمتي) وذكر بعده (راية عبد الله بن قيس). (7) ق: رووا.

[ 277 ]

كالشمس الطالعة ووجوههم كالقمر ليلة البدر وكاضوء نجم في السماء. ثم قال: ألستم تشهدون على ذلك ؟ قالوا: نعم، وانا على ذلك من الشاهدين. قال الحارث: اشهدوا علي بهذا عند الله، إن صخر بن الحكم حدثني به. قال صخر: اشهدوا على بهذا عند الله، إن الربيع بن جميل حدثني به. وقال الربيع: اشهدوا علي بهذا عند الله أن مالك بن ضمرة حدثني به. وقال مالك: اشهدوا علي بهذا عند الله أن أبا ذر حدثني به. وقال أبو ذر رضي الله عنه: اشهدوا علي بهذا عند الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثنى به. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر: إشهد أن جبرئيل حدثنى به عن الله تعالى. وقال عبد الرحمان: اشهدوا على بهذا عند الله أن الحارث حدثنى به. وقال عباد: إشهدوا على بهذا عند الله أن عبد الرحمان حدثني به. قال عباد: وإسم أبي عبد الله، عبد الله بن عبد الملك بن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود. قال علي بن العباس (8): اشهدوا على بهذا عند الله أن عبادا حدثني به. قال أبو علي عمر: اشهدوا على بهذا عند الله أن علي بن عباس حدثني به (9).


(8) لا يوجد اسم (علي بن العباس وأبو علي عمر) في سند الحديث. (9) أورده في البحار: ج 8 ص 14 ب 19 ح 19 كما أورده في البحار أيضا: ج 37 ص 344 ب 55 ذيل ح 1، وأورده الصدوق في الخصال بسند آخر: ج 2 ص 65.

[ 278 ]

فيما نذكره من كتاب (المعرفة) تأليف عباد بن يعقوب الرواجني الموصوف بأنه من رجال المذاهب الأربعة، مما رواه عن النبي صلى الله عليه وآله أن أهل السماوات يسمون عليا عليه السلام (أمير المؤمنين)، رويناه باسنادنا كما أشرنا إليه، ولولا أنه من رجالهم ما كنا ننقل هذا الحديث الذي يأتي ذكره، لكن دركه عليه. فقال ما هذا لفظه: حدثنا عباد قال: أخبرنا محمد بن يحيى التميمي قال: حدثني أبو قتادة الحراني عن أبيه عن الحارث بن الخزرج صاحب راية الأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وآله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: يا علي، لا يتقدمك بعدي إلا كافر، وإن أهل السماوات ليسمونك (أمير المؤمنين) (1). فصل وقد روينا في كتاب (الطرائف) (2) نحو هذا من طرق من خالف أهل بيت النبوة من الطوائف. قد تقدم (3) ذكره أيضا من طريقهم نحوه.


(1) أورده في البحار: ج 37 ص 310 ب 54 ح 40، كما أورده ابن شهر آشوب في المناقب: ج 1 ص 548. (2) لم نجده في الطرائف المطبوع بعد الفحص. (3) انظر الباب 79.

[ 279 ]

فيما نذكره من كتاب (تأويل ما نزل من القرآن الكريم في النبي وآله صلى الله عليه وعليهم) من المجلد الأول منه، تأليف الشيخ العالم محمد بن العباس بن على بن مروان، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام (أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين). اعلم أن هذا محمد بن العباس قد تقدم (1) مما ذكرناه عن أبي العباس أحمد بن علي النجاشي أنه ذكر عنه رضي الله عنه: (أنه ثقة ثقة عين)، وذكر أيضا أن جماعة من أصحابه ذكروا (إن هذا الكتاب الذي ننقل ونروي عنه لم يصنف في معناه مثله) وقيل: (انه ألف ورقة) (2). وقد روي أحاديثه عن رجال العامة لتكون أبلغ في الحجة وأوضح في المحجة وهو عشرة أجزاء. والنسخة التي عندنا الآن قالب ونصف الورقة مجلدان ضخمان، قد نسخت من أصل عليه خط أحمد بن الحاجب الخراساني، فيه (3) أجازة تاريخها (في صفر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة) وإجازة بخط الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي وتاريخها في جمادي الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. وهذا الكتاب أرويه بعدة طرق، منها عن الشيخ الفاضل أسعد بن عبد القاهر المعروف جده بسفرويه الأصفهاني، حدثني بذلك لما ورد إلى بغداد في صفر سنة خمس وثلاثين وستمائة بدارى بالجانب الشرقي من بغداد التي أنعم بها علينا


(1) لم يتقدم في هذا الكتاب شئ في ذلك. (2) رجال النجاشي: ص 268. (3) المطبوع وم خ ل: في.

[ 280 ]

الخليفة المستنصر – جزاه الله خير الجزاء – عند المأمونية في الدرب المعروف بدرب الحوبة (4)، عن الشيخ العالم أبي الفرج على بن العبد (5) أبي الحسين الراوندي [ عن أبيه ] (6) عن الشيخ أبي جعفر محمد بن على بن المحسن الحلبي (7) عن السعيد أبي جعفر الطوسي رضي الله عنهم. وأخبرني بذلك الشيخ الصالح حسين بن أحمد السوراوي إجازة في جمادي الآخرة سنة سبع وستمائة عن الشيخ السعيد محمد بن القاسم الطبري عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمد الطوسي عن والده السعيد محمد بن الحسن الطوسي. وأخبرني بذلك أيضا الشيخ علي بن يحيى الحافظ إجازة، تاريخها شهر ربيع الأول سنة تسع وستمائة عن الشيخ السعيد عربي بن مسافر العبادي عن الشيخ محمد بن القاسم الطبري عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمد الطوسي. وغير هؤلاء – يطول ذكرهم – عن السعيد الفاضل في علوم كثيرة من علوم الإسلام والده أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال: (أخبرنا بكتب هذا الشيخ العالم أبي عبد الله بن محمد بن العباس بن مروان ورواياته، جماعة من أصحابنا عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبرى عن أبي عبد الله محمد بن العباس بن مروان المذكور). فقال في كتابه الذي قدمنا ذكره في تفسير قوله جل جلاله * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) * (8) ماهذا لفظه: حدثنا محمد بن القاسم المحاربي قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال:


(4) م وق خ ل: حربة. (5) في المطبوع: السعيد. (6) الزيادة من المطبوع. (7) في المطبوع: أبي جعفر محمد بن الحسن الحلبي. (8) سورة آل عمران: الآية 106.

[ 281 ]

أخبرنا أبو عبد الرحمان المسعودي عبد الله بن عبد الملك (9) بن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن الحارث بن حصيرة عن صخر بن الحكم الفزاري عن حباب (10) بن الحارث الأزدي عن الربيع بن جميل الصيني عن مالك بن ضمرة الرواسي (11) عن أبي ذر الغفاري: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ترد علي أمتي على خمس رايات. فذكر الحديث إلى أن قال: ثم ترد علي راية أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: بما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: اتبعنا الأكبر وصدقناه ووازرنا الأصغر ونصرناه وقتلنا معه. فأقول: ردوا (12) رواء مرويين، فيشربون شربة لا يظمئون بعدها، وجهه امامهم كالشمس الطالعة ووجههم كالقمر ليلة الدر أو كاضوء نجم في السماء. قال أبو ذر لعلي والمقدار وعمار وحذيفة وابن مسعود – وكانوا شيعوه لما سير -: ألستم تشهدون علي ذلك ؟ قالوا: بلى، قال: وانا على ذلك من الشاهدين (13).


(9) في البحار: وهو عبد الله بن عبد الملك. (10) في البحار: حنان، وفى ق خ ل: حنان أو جناب. (11) في البحار: الدوسي. (12) ق: رووا. (13) روى مثله في البحار: ج 8 ص 24 ب 20 ح 19 عن كفاية الطالب.

[ 282 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان من كتابه الذي أشرنا إليه في تفسير قوله جل وعز: * (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) * (1) وعلي أمير المؤمنين، ماهذا لفظه: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى قال: حدثنا محمد بن عبد الله الرازي عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن أبي زكريا الموصلي المعروف بكوكب الدم، عن جابر الجعفي قال: حدثني وصي الوصيين ووارث علم النبيين وابن سيد المرسلين أبو جعفر محمد بن علي باقر علم النبيين عن أبيه عن جده عليهم السلام، قال: إن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلى عليه لاسلام: أنت الذي احتج الله بك في ابتداء الخلق حيث اقامهم فقال: (الست بربكم) ؟ فقالوا: بلى. فقال: ومحمد رسول الله ؟ فقالوا جميعا: بلى. فقال: وعلي أمير المؤمنين ؟ فقال الخلق جميعا: لا، استكبارا وعتوا عن ولايتك إلا نفر قليل، وهم أقل القليل وهم أصحاب اليمين (2).


(1) سورة الاعراف: الآية 172، وفي النسخ: (ذرياتهم). (2) أورده في البحار: ج 37 ص 310 ب 54 ح 41.

[ 283 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان من كتابه أيضا في تسمية علي عليه السلام أمير المؤمنين، من تفسير الآية المقدم ذكرها، ما هذا لفظه: حدثنا أحمد بن هوذة الباهلي قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري عن عمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: لو علم الناس متى سمي أمير المؤمنين ما انكروا ولايته. قلت: ومتى سمي أمير المؤمنين ؟ قال: يوم أخذ الله ميثاق بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ؟ قالوا: بلى. [ قال ] (1): وان محمد رسولي وان عليا أمير المؤمنين ؟ [ قالوا: بلى. ثم قال أبو جعفر عليه السلام: ولقد سماه الله باسم ما سمي به أحدا قبله ] (2) (3).


(1) الزيادة منا. (2) الزيادة من البحار والمطبوع. (3) أورده في البحار: ج 37 ص 306 ب 54 ذيل ح 35.

[ 284 ]

فيما نذكره أيضا عن محمد بن العباس بن مروان من كتابه الذي ذكرناه في تسمية علي عليه السلام أمير المؤمنين، بطريق آخر عند تفسير الآية المقدم ذكرها، بما هذا لفظه: حدثنا على بن العباس البجلي قال: حدثنا محمد بن مروان الغزال قال: حدثنا زيد بن المعدل عن ابان بن عثمان عن خالد بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال: لو أن جهال هذه الأمة يعلمون متى سمي على أمير المؤمنين لم ينكروا ولايته وطاعته. قلت: متى سمي أمير المؤمنين ؟ قال: حيث أخذ الله ميثاق ذرية آدم عليه السلام. كذا نزل به جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على أنفسهم الست بربكم وان محمدا رسولي وأن عليا أمير المؤمنين ؟ قالوا: بلى. ثم قال أبو جعفر عليه السلام: والله لقد سماه الله باسم ما سمي به أحدا قبله (1).


(1) أورده في البحار: ج 37 ص 311 ب 54 ح 42.

[ 285 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان أيضا من كتابه الذي ذكرناه في تفسير قوله جل وعز * (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون) * (1). في أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم على علي عليه السلام بامرة المؤمنين، فقال ما هذا لفظه: حدثنا أحمد بن إدريس، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حديد ومحمد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس بن بزرج عن زيد بن الجهم عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته وهو يقول: لما سلموا على علي عليه السلام بامرة المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي بكر: قم فسلم على علي بامرة المؤمنين. فقال: من الله ومن رسوله يا رسول الله ؟ قال: نعم من الله ومن رسوله. ثم قال لعمر: ثم فسلم على علي بامرة المؤمنين. قال: من الله ومن رسوله ؟ قال: نعم من الله ومن رسوله. ثم قال: يا مقداد، ثم فسلم على علي بامرة المؤمنين. فلم يقل شيئا ثم قام فسلم. ثم قال: قم يا سليمان، فسلم على علي بامرة المؤمنين، فقام فسلم. ثم قال: قم يا أبا ذر فسلم على علي بامرة المؤمنين، فقام ولم يقل شيئا ثم قام فسلم. ثم قال: قم يا حذيفة فقام ولم يقل شيئا وسلم. ثم قال: قم يابن مسعود فقام فسلم. ثم قال: قم يا عمار، فقام عمار وسلم. ثم قال: قم يا بريدة الأسلمي، فقام فسلم.


(1) سورة النحل: الآية 91.

[ 286 ]

حتى إذا خرج الرجلان وهما يقولان (2): لا نسلم له ما قال أبدا ! فانزل الله عز وجل * (ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون) * (3).


(2) في البحار وم: حتى إذا خرجا وهما يقولان. (3) أورده في البحار: ج 37 ص 311 ب 54 ح 43.

[ 287 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان من كتابه المشار إليه، في تفسير هذه الآية المقدم ذكرها من تسمية علي عليه السلام بأمير المؤمنين لما أمرهم النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم عليه، فقال ما هذا لفظه: حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا أبي عن أبيه عن محمد بن إسماعيل (1) عن منصور بن يونس عن زيد بن الجهم الهلالي قال: سمعت أبا عبد الله عليهم السلام يقول في قول الله عز وجل * (ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون) * (2)، يعني به قول رسول الله صلى الله عليه وآله حين قال: قوموا فسلموا على علي بامرة المؤمنين. فقالوا: من الله ومن رسوله ؟ (3).


(1) في البحار: محمد بن الحسن عن أبيه محمد بن إسماعيل. (2) سورة النحل: الآية 91. (3) أورده في البحار: ج 37 ص 321 ب 54 ح 44.

[ 288 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان الثقة الثقة من كتابه المقدم ذكره، في تسمية جبرئيل وبعض انبياء الله جل جلاله عليا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد المسلمين من تفسير سورة * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) * (1). روينا ذلك باسنادنا المقدم ذكرها (2) عن محمد بن العباس بن مروان المذكور، فقال في كتابه المعتمد عليه المشار إليه ما هذا لفظه: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد بن أبي القاسم المعروف بماجيلويه قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: وحدثنا محمد بن حماد الكوفي قال: حدثنا نصر بن مزاحم عن أبي داود الطهوي (3) عن ثابت بن أبي صخرة عن الرعلي عن علي بن أبي طالب عليه السلام. وإسماعيل بن ابان عن محمد بن عجلان عن زيد بن علي، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كنت نائما (4) في الحجر إذ أتانى جبرئيل فحركني تحريكا لطيفا ثم قال لي: عفا الله عنك يا محمد، قم واركب فافد (5) إلى ربك. فأتاني بدابة دون البغل وفوق الحمار، خطوها مد البصر، له جناحان من جوهر، يدعى البراق. قال: فركبت حتى طعنت في الثنية (6)، إذا أنا برجل قائم متصل شعره


(1) سورة الاسراء: الآية 1. (2) انظر الباب: 98. (3) في النسخ: الطهري. (4) ق: قائما. (5) في البحار: ففد. (6) أي ذهبت فيها.

[ 289 ]

إلى كتفيه، فلما نظر إلى قال: السلام عليك يا أول، السلام عليك يا آخر، السلام عليك يا حاشر. قال: فقال لي جبرئيل: رد عليه يا محمد. قال: فقلت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. قال: فلما ان جزت الرجل فطعنت في وسط الثنية إذا انا برجل أبيض الوجه جعد الشعر، فلما نظر إلي قال: السلام عليك، مثل تسليم الأول (7)، فقال جبرئيل: رد عليه يا محمد. فقلت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. قال فقال لي: يا محمد، احتفظ بالوصي – ثلاث مرات – على بن أبي طالب عليه السلام المقرب من ربه. قال: فلما جزت الرجل وانتهيت إلى بيت المقدس إذ أنا برجل أحسن الناس وجها وأتم الناس جسما واحسن الناس بشرة. قال: فلما نظر إلي قال: السلام عليك يا نبي، والسلام عليك يا أول – مثل تسليم الأول – قال: فقال لي جبرئيل: يا محمد، رد عليه. فقت: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. قال: فقال: يا محمد، احتفظ بالوصي – ثلاث مرات – علي بن أبي طالب المقرب من ربه الأمين على حوضك صاحب شفاعة الجنة. قال: فنزلت عن دابتي عمدا. قال: فأخذ جبرئيل بيدي فأدخلني المسجد، فخرق بي الصفوف والمسجد غاص باهله. قال: فإذا بيد (8) من فوقي: (تقدم يا محمد). قال: فقدمني جبرئيل فصليت بهم. قال: ثم وضع لنا منه سلم إلى السماء الدنيا من لؤلؤ فأخذ بيدي جبرئيل فخرق به إلى السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا. قال: فقرع جبرئيل الباب، فقالوا له: من هذا ؟ قال: أنا جبرئيل. قالوا: من معك ؟ قال: معي أخي محمد. قالوا: وقد أرسل إليه ؟ قال نعم. [ قال ] (9): ففتحوا


(7) م والبحار: السلام مثل تسليم الأول. (8) في البحار: بنداء. (9) الزيادة من م.

[ 290 ]

لنا. ثم قالوا: مرحبا بك من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المختار خاتم النبيين لا نبي بعده. ثم وضع لنا منها سلم من ياقوت موشح بالزبرجد الأخضر. قال: فصعدنا إلى السماء الثانية، فقرع جبرئيل الباب، فقالوا مثل القول الأول وقال جبرئيل مثل القول الأول، ففتح لنا. ثم وضع لنا سلم من نور محفوف حوله بالنور، قال: فقال لي جبرئيل: يا محمد، تثبت واهتد هديت. ثم ارتفعنا إلى الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة باذن الله. فإذا بصوت وصيحة شديدة. قال: قلت: يا جبرئيل، ما هذا الصوت ؟ فقال لي: يا محمد، هذا صوت طوبى قد اشتاقت إليك. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فغشيني عند ذلك مخافة شديدة. قال: ثم قال لي جبرئيل: يا محمد، تقرب إلى ربك، فقد وطئت اليوم مكانا بكرامتك على الله عز وجل ما وطئته قط، ولولا كرامتك لأحرقني هذا النور الذي بين يدي. قال: فتقدمت فكشف لى عن سبعين حجابا. قال: فقال لي: يا محمد، فخررت ساجدا وقلت: لبيك رب العزة لبيك. قال: فقيل لي: يا محمد، ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع. يا محمد، أإت حبيبي وصفيي ورسولي إلى خلقي وأميني في عبادي، من خلفت في قومك حين وفدت إلي ؟ قال: فقلت: من أنت أعلم به مني، أخي وابن عمي وناصري ووزيري وعيبة علمي ومنجز وعداتي (10). فقال لي ربي: وعزتي وجلالي وجودي ومجدي وقدرتي على خلقي، لا أقبل الإيمان بي ولا بأنك نبي إلا بالولاية له. يا محمد، أتحب أن تراه في ملكوت السماء ؟ قال: فقلت: ربي وكيف


(10) خ ل: وعدي، عداتي.

[ 291 ]

لي به وقد خلفته في الأرض ؟ ! قال: فقال لي: يا محمد ارفع رأسك. قال: فرفعت رأسي وإذا انا به مع الملائكة المقربين، مما يلي السماء الأعلى. قال: فضحكت حتى بدت نواجدي. قال: فقلت: يا رب، اليوم قرت عيني. قال: ثم قيل لي: يا محمد، قلت: لبيك ذا العزة لبيك. قال: اني أعهد إليك في علي عهدا فاسمعه. قال: قلت: ما هو، يا رب ؟ قال: علي ارية الهدى وإمام الأبرار وقاتل الفجار وإمام من اطاعني وهو الكلمة التي الزمتها المتقين، أورثته علمي وفهمي، فمن أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني. إنه مبتلى ومبتلى به، فبشره بذلك يا محمد. قال: ثم أتاني جبرئيل. قال: فقال لي: يقول الله لك: يا محمد، * (وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها) * (11) ولاية علي بن أبي طالب. تقدم بين يدي يا محمد. فتقدمت، فإذا أنا بنهر حافتاه قباب الدرر (12) واليواقيت، أشد بياضا من الفضة وأحلى من العسل وأطيب ريحا من المسك الأذفر. قال: فضربت بيدي فإذا طينه مسكة ذفرة. قال: فأتاني جبرئيل فقال لي: يا محمد، أي نهر هذا ؟ قال: قلت: أي نهر هذا يا جبرئيل ؟ قال: هذا نهرك وهو الذي يقول الله عز وجل: * (إنا أعطيناك الكوثر) * (13) إلى موضع (الأبتر)، عمرو بن العاص هو الأبتر. قال: ثم التفت فإذا أنا برجال يقذف بهم في نار جهنم. قال: فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل ؟ فقال لي: هؤلاء المرجئة والقدرية والحرورية وبنو أمية والناصب لذريتك العداوة، هؤلاء الخمسة لا سهم لهم في الاسلام. قال: ثم قال لي: أرضيت عن ربك ما قسم لك ؟ قال: فقلت:


(11) سوة الفتح: الآية 26. (12) في البحار: الدر. (13) سورة الكوثر: الآيات 3 – 1.

[ 292 ]

سبحان ربي، إتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما وأعطى سليمان ملكا عظيما، وكلمني ربي واتخذني خليلا وأعطاني في علي عليه السلام أمرا عظيما. يا جبرئيل، من الذي لقيت في أول الثنية ؟ قال: ذاك أخوك موسى بن عمران. قال: السلام عليك يا أول فأنت مبشر (14) أول البشر، والسلام عليك يا آخر فأنت تبعث آخر النبيين، والسلام عليك يا حاشر فأنت على حشر هذه الأمة. قال: فمن الذي لقيت في وسط الثنية ؟ قال: ذاك أخوك عيسى بن مريم يوصيك باخيك علي بن أبي طالب عليه السلام، فإنه قائد الغر المحجلين وأمير المؤمنين وأنت سيد ولد آدم. قال: فمن الذي لقيت عند الباب باب المقدس (15) ؟ قال: ذاك أبوك آدم، يوصيك بوصيك، ابنه علي بن أبي طالب خيرا ويخبرك أنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين. قال: فمن الذي صليت بهم ؟ قال: أولئك الأنبياء والملائكة، كرامة من الله أكرمك بها، يا محمد. ثم هبط بي الأرض (16). قال: فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله بعث إلى أنس بن مالك فدعاه، فلما جاءه قال له رسول إليه صلى الله عليه وآله: أدع [ لي ] (17) عليا، فأتاه. فقال: يا علي ؟ أبشرك ؟ قال: بماذا ؟ قال: [ لقيت ] (18) أخاك موسى وأخاك عيسى وأباك آدم صلى الله عليهم، فكلهم يوصي بك. قال: فبكي علي عليه السلام وقال: الحمد لله الذي لم يجعلني عنده منسيا.


(14) في البحار: تنشر. (15) كذا في النسخ والبحار. (16) م والبحار: إلى الأرض. (17) الزيادة من ق. (18) الزيادة من البحار.

[ 293 ]

ثم قال: يا علي، الا أبشرك ؟ قال: قلت: بشرني يا رسول الله، قال: يا علي، صوبت (19) بعيني إلى عرش ربي جل وعز، فرأيت مثلك في السماء الأعلى، وعهد إلي فيك عهدا. قال: بابي [ أنت ] (20) وأمى يا رسول الله، أوكل ذلك كانوا يذكرون إليك ؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الملأ الأعلى ليدعون لك، وان المصطفين الأخيار ليرغبون إلى ربهم جل وعز أن يجعل لهم السبيل إلى النظر (21) إليك، وأنت تشفع يوم القيامة، وان الأمم كلهم موقوفون على جرف جهنم. قال: فقال علي عليه السلام: يا رسول الله، فمن الذين كانوا يقذف بهم في نار جهنم ؟ قال: أولئك المرجئة والحرورية والقدرية وبنو أمية ومناصبيك (22) العداوة. يا علي، هؤلاء الخمسة ليس لهم في الإسلام نصيب (23). فصل أقول: إن هذا الحديث رويناه كما نقلناه من هذه الطرق عن هذا الشيخ الذي شهد بثقته من ذكرناه. ولا يستعظم لله جل جلاله أن يكون يكرم محمدا صلى الله عليه وآله بما أوردناه، فإن الله تعالى يقول له في صريح الآيات: * (أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات) * (24).


(19) ق وم: صونت. وفي البحار: نظرت إلى، وخ ل: صوبت (20) الزيادة من البحار. (21) في المطبوع: أن ينظروا. (22) في البحار: ناصبك، وفي م والمطبوع: مناصبك. (23) أورده في البحار: ج 18 ص 390 ب 3 ح 98، كما أورده في البحار أيضا: ج 37 ص 312 ب 54 ح 46. (24) سورة الزخرف: الآية 32، وفي النسخ: على بعض.

[ 294 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان الثقة الثقة من كتابه (فيما نزل من القرآن في النبي وآله عليهم السلام) والذي أشرنا إليه، من تفسير * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) * (1)، في أخذ عهود الأنبياء بالوحدانبية والرسالة المحمدية وإن عليا أمير المؤمنين وسيد الوصيين، بما هذا لفظه: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى رجل إلى أمير المؤمنين وهو في مسجد الكوفة وقد احتبى بحمائل سيفه. فقال: يا أمير المؤمنين، إن في القرآن آية قد افسدت علي ديني وشككتني في ديني ! قال: وما ذاك ؟ قال: قول الله عز وجل * (واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا، أجعلنا من دون الرحمان آلهة يعبدون) * (2)، فهل في ذلك الزمان نبي غير محمد صلى الله عليه وآله فيسأله عنه ؟. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: إجلس اخبرك إنشاء الله، إن الله عز وجل يقول في كتابه: * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا) *، فكان من آيات الله التي أريها محمد صلى الله عليه وآله أنه انتهى جبرئيل إلى البيت المعمور وهو المسجد الأقصى، فلما دنا منه أتى جبرئيل عينا فتضوأ منها، ثم قال يا محمد، توضأ.


(1) سورة الأسراء: الآية 1. (2) سورة الزخرف: الآية 45، وفي النسخ: (من أرسلنا قبلك).

[ 295 ]

ثم قام جبرئيل فأذن ثم قال للنبي صلى الله عليه ولاله: تقدم فصل واجهر بالقراءة، فإن خلفك افقا من الملائكة لا يعلم عدتهم إلا الله جل وعز. وفي الصف الأول: آدم ونوح وإبراهيم وهو وموسى وعيسى، وكل نبي بعث الله تبارك وتعالى منذخ لق الله السماوات والأرض إلى أن بعث محمدا صلى الله عليه وآله. فتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله فصلى بهم غير هائب ولا محتشم. فلما انصرف أوحى الله إليه كلمح البصر: سل يا محمد * (من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمان آلهة يعبدون) *. فالتفت إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله بجميعه فقال: بم تشهدون ؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنت رسول الله وأن عليا أمير المؤمنين وصيك، وأنت (3) رسول الله سيد النبيين وإن عليا سيد الوصيين، أخذت على ذلك مواثيقنا (4) لكما بالشهادة. فقال الرجل: أحييت قلبي وفرجت عني يا أمير المؤمنين (5).


(3) في البحار: انك. (4) م: مواثيقا. (5) أورده في البحار: ج 18 ص 394 ب 3 ح 99، كما أورده أيضا في البحار: ج 37 ص 316 ب 54 ح 47.

[ 296 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان الذي قدمنا ذكره من التسمية لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين، روينا ذلك بالاسانيد المقدم ذكرها عن محمد بن العباس بن مروان المذكور ما هذا لفظه: حدثنا محمد بن هشام بن سهيل عن محمد بن إسماعيل العسكري، قال: حدثني عيسى بن داود (1) النجار عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عليهما السلام، في قوله الله عز وجل: * (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم) * (1)، قال: (العهد) ما أخذ النبي صلى الله عليه وآله على الناس من مودتنا وطاعة أمير المؤمنين أن لا يخالفوه ولا يتقدموه ولا يقطعوا رحمه، وأعلمهم أنهم مسئولون عنه وعن كتاب الله جل وعز. وأما القسطاس، فهو الإمام، وهو العدل من الخلق أجمعين وهو حكم الأئمة، قال الله عز وجل: * (ذلك خير وأحسن تأويلا) * (3). قال: هو أعرف بتأويل القرآن وما يحكم ويقضي (4).


(1) في البحار: محمد بن هشام بن سهيل العسكري عن عيسى بن داود ولعله محمد بن همان بن سهيل. (2) (3) سورة الاسراء: الآيات 34 و 35. (4) أورده في البحار: ج 24 ص 187 ب 52 ح 1.

[ 297 ]

فيما نذكره من المجلد الثاني من كتاب (ما نزل من القرآن في النبي وآله عليهم السلام) تأليف محمد بن العباس بن مروان الثقة الثقة، في تسمية الله جل جلاله لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأولي الناس بالناس والكلمة التي الزمتها المتقين، من تفسير قوله جل وعز * (وألزمهم كلمة التقوى) * (1). روينا ذلك بأسانيدنا المقدم ذكرها بما هذا لفظه: حدثنا فضيل الرسان عن أبي داود عن أبي برزة (3)، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن الله عهد إلي في علي عهدا. فقلت: اللهم بين لي. فقلا لي: اسمع. فقلت: اللهم قد سمعت. فقال الله جل وعز: أخبر عليا بأنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأولي الناس بالناس والكلمة التي الزمتها المتقين (3).


(1) سورة الفتح: الآية 26، وفي النسخ: (الزمها). (2) خ ل: بردة. (3) أورده في البحار: ج 37 ص 306 ب 54 ذيل ح 34.

[ 298 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان الثقة الثقة من كتاه المذكور، في تسمية الله جل جلاله لعلي عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم، من تفسير قوله جل وعز * (ثم دنى فتدلى) * إلى قوله * (إذ يغشى السدرة ما يغشى) * (2)، فإن النبي صلى الله عليه وآله، لما أسرى به إلى ربه (3) جل وعز قال: وقف بي (4) جبرئيل عند شجرة عظيمة لم أر مثلها، على كل غصن منها ملك وعلى كل ورقة منها ملك وعلى كل ثمرة منها ملك، وقد كللها نور من نور الله جل وعز. فقال جبرئيل: هذه السدرة المنتهى (5)، كان ينتهى الأنبياء من قبلك إليها ثم لا يجاوزونها، وأنت تجوزها إنشاء الله ليريك من آياته الكبرى، فاطمئن أيدك الله بالثبات حتى تستكمل كرامات الله وتصير إلى جواره. ثم صعد بي حتى صرت تحت العرش، فدنى لي (6) رفرف أخضر ما


(1) في البحار والمطبوع: إسماعيل العلوي. (2) سورة النجم: الآيات 16 – 6. (3) ق: قال: قال النبي النبي صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى ربي. (4) في البحار: وقف جبرئيل، وفي المطبوع: وقف به جبرئيل. (5) في البحار: هذه سدرة المنتهى. (6) في البحار وق خ ل: فدلى، أي جذب. (*)

[ 299 ]

أحسن أصفه، فرفعني الرفرف بإذن الله إلى ربي فصرت عنده وانقطع عني أصوات الملائكة ودويهم وذهبت عني المخاوف والنزعات (7) وهدأت نفسي واستبشرت وظننت أن جميع الخلائق قد ماتوا أجمعين، ولم أر عندي أحدا من خلقه. فتركني ما شاء الله ثم رد علي روحي فأفقت فكان توفيقا من ربي عز وجل أن غمضت عيني وكل بصري وغشيني عن النظر (8)، فجعلت أبصر بقلبي كما أبصر بعيني بل أبعد وأبلغ، فذلك قوله عز وجل: * (ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى) * (9). وإنما كنت أرى في مثل مخيط الإبرة ونور بين يدي ربي لا تطيقه الأبصار. فناداني ربي جل وعز فقال تبارك وتعالى: يا محمد، قلت: لبيك ربي وسيدي وإلهي، لبيك. قال: هل عرفت قدرك عندي ومنزلتك وموضعك ؟ قلت: نعم يا سيدي. قال: يا محمد، هل عرفت موقفك مني وموضع ذريتك ؟ قلت: نعم يا سيدي. قال: فهل تعلم يا محمد، فيم اختصم الملأ الأعلى ؟ فقلت: يا رب، أنت أعلم وأحكم وأنت علام الغيوب. قال: اختصموا في الدرجات والحسنات، فهل تدري ما الدرجات والحسنات ؟ قلت: أنت أعلم يا سيدي وأحكم. قال: إسباغ الوضوء في المكروهات والمشي على الأقدام إلى الجمعات (10) معك ومع الأئمة من ولدك وإنتظار الصلاة بعد الصلاة وإفشاء السلام وإطعام الطعام والتهجد بالليل والناس نيام.


(7) في البحار وق خ ل: الروعات. (8) في البحار وم: غشى عن النظر، وفي ق: غشي عني النظر. (9) سورة النجم: الآيات 18 – 17. (10) ق خ ل: الجهادات.

[ 300 ]

قال: * (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه) * (11) ؟ قلت: نعم يا رب، * (والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) * (12). قال: صدقت يا محمد، * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) * (13) وأغفر لهم. فقلت: * (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو اخطأنا) * إلى آخر السورة (14). قال: ذلك لك ولذريتك يا محمد. قلت: ربي وسيدي وإلهي، قال: اسئلك عما أنا أعلم به منك. من خلفت في الأرض بعدك، قلت: خير أهلها لها، أخي وابن عمي وناصر دينك، يا رب والغاضب لمحارمك إذا استحلت، ولنبيك غضب غضب النمر إذا جدل (15)، علي بن أبي طالب. قال: صدقت يا محمد، إني اصطفيتك بالنبوة وبعثتك بالرسالة وامتحنت عليا بالبلاغ والشهادة إلى أمتك وجعلته حجة في الأرض معك وبعدك، وهو نور أوليائي ولي من أطاعني وهو الكلمة التي الزمتها المتقين. يا محمد، وزوجته فاطمة وإنه وصيك ووارثك ووزيرك وغاسل عورتك وناصر دينك والمقتول على سنتي يقتله شقي هذه الأمة. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثم أمرنى ربي بأمور وأشياء أمرني أن أكتمها ولم يأذن لي في اخبار أصحابي بها. ثم هوى بي الرفرف، أنا بجبرئيل. فتناقلني (16) منه حتى صرت إلى سدرة المنتهى فوقف بي تحتها، ثم أدخلني إلى جنة المأوى فرأيت مسكني ومسكنك يا علي فيها. فبينا جبرئيل يكلمني إذ تجلى لي نور من نور الله جل وعز فنظرت إلى مثل مخيط الإبرة إلى مثل ما كنت نظرت إليه في المرة الأولى. فناداني ربي جل وعز: يا محمد. قلت: لبيك ربي وسيدي وإلهي.


(11) و (12) و (13) و (14) سورة البقرة: الآيات 285 و 286. (15) في المطبوع، وم: (وعصت عصت اللهم إذا جل)، وفي ق: (ولنبيك غضب النمر إذا غضب اللهم إذا جدل)، صححناه من البحار. وفي الكنز: والغاضب لمحارمك إذا استحلت وهتكت غضب النمر إذا اغضب. (16) في البحار وم: فتناولني.

[ 301 ]

قال: سبقت رحمتي غضبي لك ولذريتك، أنت مقربي من خلقي وأنت أميني وحبيبي ورسولي، وعزتي وجلالي لو لقيني جميع خلقي يشكون فيك طرفة عين أو يبغضون (17) صفوتي من ذريتك لأدخلنهم ناري ولا أبالي. يا محمد، علي أمير االمؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم، أبو السبطين سيدي شباب أهل جنتي المقتولين ظلما. ثم حرض (18) على الصلاة وما أراد تبارك وتعالى. وقد كنت قريبا منه في المرة الأولى مثل ما بين كبد القوس إلى سنيه (9 19، فذك قوله (20) جل وعز: * (قاب قوسين أو أدنى) * (21) من ذلك، ثم ذكر سدرة المنتهى فقلا: * (ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى) * (22)، يعني [ يغشى ] (23) ما غشي السدرة من نور الله وعظمته (24).


(17) ق وم والمطبوع: يبغضوا. (18) م خ ل: حرص. (19) في البحار: سيته، وفي ق: سيئته، وفي م: سنته. (20) ق: قوله الله. (21) سورة النجم: الآية 8. (22) سورة النجم الآيات: 17 – 13. (23) الزيادة من المطبوع. (24) أورده في البحار: ج 18 ص 395 ب 3 ح 100، كما أورده في البحار أيضا: ج 37 ص 319 ب 54 ح 52. وفي البحار: ج 89 ص 196 ب 94 ح 41، ورواه في البحار: ج 36 ص 162 ح 144 عن كنز الفوائد للنجفي بعين الأسانيد.

[ 302 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان الثقة الثقة أن النبي صلى الله عليه وآله عرف أصحابه أمير المؤمنين في تفسير [ بعض ] (1) سورة التحريم. روينا ذلك بأسانيدنا من كتابه الذي قدمنا ذكره بما هذا لفظه: حدثنا أحمد بن إدريس، حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، حدثنا ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الكلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله عرف أصحابه أمير المؤمنين مرتين. إهه قال لهم: أتدرون من وليكم بعدي ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن الله عز وجل قد قال: * (فإن الله هو موليه وجبريل وصالح المؤمنين) * (3)، يعني أمير المؤمين عليه السلام. والمرة الثانية يوم غدير خم (3).


(1) الزيادة من م. (2) سوره التحريم: الآية 4. (3) أورده في البحار: ج 37 ص 317 ب 54 ح 48. (*)

[ 303 ]

فيما نذكره عن محمد بن العباس بن مروان المذكور من تفسير قوله عز وجل * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا) * (1)، في تسمية مولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين من كتابه الذي أشرنا إليه بأسانيدنا إليه بما هذا لفظه: حدثنا الحسن بن زياد قال: حدثنا الحسن بن محمد، حدثنا صالح بن خالد وعبيس بن هشام (2) عن منصور عن حرير (3) عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام. قال: تلا هذه الآية * (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا) *، قال: تدرون ما رأوا ؟ رأوا والله عليا عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه عليه وآله. * (الذي كنتم به تدعون) *، تسمون به أمير المؤمنين. يا فضيل، لم يسم بها والله بعد على أمير المؤمنين إلا مفتر كذاب إلى يوم الناس هذا (4).


(1) سورة الملك: الآية 27. (2) م والمطبوع: عيسى بن هشام. قال في جامع الرواة ج 1 ص 654: الظاهر ان عيسى بن هشام هذا هو عبيس بن هشام، وقد أورد ترجمة عبيس بن هشام في ج 1 ص 531. (3) في البحار: جرير. (4) أورده في البحار: ج 37 ص 318 ب 54 ح 49.

[ 304 ]

فيما نذكره من كتاب (مطالب السؤال في مناقب آل الرسول) تأليف العلامة في زمانه المعظم في شأنه محمد بن طلحة الحلبي، من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين، فقال فيما ذكره عن الحافظ أبي نعيم من كتابه (حلية الأولياء) ما هذا لفظه: روى الإمام الحافظ المذكور بسنده في حليته (1) عن أنس بن مالك قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أنس (2)، أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. قال أنس: قلت: اللهم أجعله رجلا من الأنصار – وكتمته – إذ جاء علي عليه السلام. فقال: من هذا يا أنس ؟ فقلت: علي عليه السلام. فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه وعرق وجه علي عليه السلام بوجهه. فقال علي عليه السلام: يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت بي شيئا ما صنعت بي قبل ذلك ! قال: وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي (3).


(1) حليه الألياء: ج 1 ص 63 عند ذكر أمير المؤمنين عليه السلام. (2) زاد في المصدر الحديث: يا أنس، اسكب لي وضوء ثم قام فصلى ركعتين ثم قال… الخ. (3) مطالب السؤل: الباب 1، الفصل 6، وأورده في البحار: ج 37 ص 300 ب 54 ذيل ح 21.

[ 305 ]

فيما نذكره من كتاب الحلية لأبي نعيم الحافظ، عند ترجمة إسم علي بن أبي طالب عليه السلام في تسمية النبي صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب (أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين). روينا ذلك من كتاب الحلية المذكور بعدة طرق: منها عن شيخ المحدثين ببغداد محمد بن النجار وقد قدمنا (1) إسناده إلى الحافظ أبي نعيم في كتاب الحلية ما هذا لفظه: حدثنا محمد بن أحمد بن علي قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون قال: حدثنا علي بن عابس (2) عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن حرب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أنس، اسكب لي وضوء، ثم قام فصلى ركعتين، ثم قال: يا أنس، أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. قال أنس: قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار – وكتمته – إذ جاء علي عليه السلام فقال: من هذا يا أنس ؟ فقلت: علي عليه السلام. فقام مستبشرا فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق وجه علي عليه السلام بوجهه. فقال علي عليه السلام: يا رسلو الله، لقد رأيتك صنعت شيئا ما


(1) لم نجده في هذا الكتاب. (2) في المصدر خ ل: عياش.

[ 306 ]

صنعت بي قبل ! قال: وما ينعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي. قال أبو نعيم: رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس نحوه (3).


(3) حلية الأولياء: ج 1 ص 63 عند ذكر اسم أمير المؤمنين عليه السلام، وأورده في البحار: ج 37 ص 300 ب 54 ذيل ح 21.

[ 307 ]

فيما نذكره من الرواية بتسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين، مما ذكره الحسين بن سعيد الأهوازي المجمع على عدالته وثقته عند أهل ملته، في كتابه المسمى (كتاب البهار). والأصل منقول من نسخة عتيقة، وكان على ظهرها: (قرأه وأجازه في صفر سنة تسع وثلاثين وأربعمائة). وهذا الحسين بن سعيد من موالي مولانا علي بن الحسين عليه السلام (1)، ونحن نروي كتبه بعدة طرق قد ذكرنا بعضها في كتاب (الإجازات فيما يخصني من الإجازات) (2). ورواه برواية فيها من رجالهم، فقال ما هذا لفظه: أبو أحمد عن منصور بن بزرج (3) عن سليمان بن هارون (4) عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما سلم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين خرج الرجلان وهما يقولان: والله، لا نسلم له ما قال أبدا (5).


(1) هو الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران الأهوازي من أصحاب الرضا والجواد والهادي عليهم السلام، وجده مهران كان مو موالي علي بن الحسين عليهما السلام. (2) انظر الباب 37، الهامش 2. (3) ق: منصور بزرج. (4) في البحار: الحسين بن سعيد عن منصور بن يونس عن سليمان بن هارون. (5) أورده في البحار: ج 37 ص 312 ب 54 ح 45.

[ 308 ]

فيما نذكره من (كتاب البهار) من رواية الحسين بن سعيد بتسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي علي عليه السلام بأمير المؤمنين برجالهم. نذكر من الحديث ما نحتاج إليه فإنه طويل وفيه مالا ضرورة إلى الوقوف عليه، وهذا لفظه ما يذكره: الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن علي بن حزور عن عبد الرحمان بن مسعود العبدي عن مالك بن ضمرة الرواسي عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم ذكر ما معناه إنه سأله صلى الله عليه وآله عما يتجدد بعده من الأمور فأخبره. ثم ذكر ما جرى لعثمان. فقال: يا رسول الله، ثم يكون ماذا ؟ قال: ثم يبايع الناس أمير المؤمنين، حتى إذا وجبت له الصفقة على من صلى القبلة وأدى الجزية انطلق فلان وفلان فحملا امرأة من أمهات المسلمين. ثم ذكر ما جرى من طلحة والزبير وعايشة (1).


(1) أورده في البحار: إ ج 37 ص 318 ب 54 ح 50.

[ 309 ]

فيما نذكره أيضا عن الحسين بن سعيد من (كتاب الهار) لموافقة (1) بريدة لأبي بكر وإذكاره بما سمع من رسول الله رب العالمين من أمره لهم بالتسليم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. نذكر من الحديث ما نحتاج إليه بلفظه الذي يعتمد عليه ونترك منه مالا ضرورة إليه. فنقول: إن الحسين بن سعيد رفع الحديث إلى سليم بن قيس الهلالي، وذكر ما جرى عند بيعة أبي بكر وقال ما هذا لفظه: وأقبل بريدة حتى انتهى إلى أبي بكر، فقال له: يا أبا بكر، ألست الذي قال رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته: انطلق إلى عليه السلام فسلم عليه بإمرة المؤمنين فقلت: عن أمر الله وأمر رسوله ؟ فقال لك: نعم، فانطلقت وسلمت عليه ؟ والله لا أسكن بلدة أنت فيها (2).


(1) من قولهم: وافقه في الطريق أي صادفه كما قال في المتن: واقبل بريدة حتى انتهى إلى أبي بكر. (2) كتاب سليم بن قيس: ص 251، وأورده في البحار: ج 37 ص 319 ب 54 ح 51.

[ 310 ]

فيما نذكره عن الحسين بن سعيد من كتابه (كتاب البهار) في إذكار اسامة بن زيد لأبي بكر بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله لهم أن يسلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. نذكر ما نحتاج إليه بلفظه المعتمد عليه ونترك مالا ضرورة إليه، فنقول عن رجال الحسين بن سعيد ما هذا لفظه: محمد بن أبي عمير عن علي بن رئاب (1) عن فضيل الرسان والحسن بن سكن العرار عمن أخبره عن أبي امامة قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله كتب أبو بكر إلى أسامة بن زيد: (من أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته إلى أسامة بن زيد، أما بعد، فإن المسلمين اجتمعوا علي لما ان قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، فإذا أتاك كتابي هذا فأقبل). قال: فكتب إليه أسامة بن زيد: (أما بعد فإنه جائني كتاب لك، ينقض آخره أوله ! كتبت إلي: من أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته، ثم أخبرتني أن المسلمين اجتمعوا عليك) ! قال: فلما قدم أسامة عليه قال له: يا أبا بكر، أما تذكر رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته (2) حين أمرنا أن نسلم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. فقلت: أمن الله ومن رسوله ؟ فقال لك: نعم. ثم قام عمر فقال: أمن الله ومن رسوله ؟ فقال: نعم. ثم قام القوم فسلموا عليه،


(1) ق والمطبوع: الزيات، صححناه من البحار. (2) ق: قال اسامة: يا أبا بكر، أنسيت قول رسول الله صلى الله عليه وآله.

[ 311 ]

فكنت أصغركم سنا، فقمت فسلمت بإمرة المؤمنين ؟ فقال (3): إن الله لم يكن يجمع (4) لهم النبوة والخلافة (5).


(3) أي قال أبو بكر. (4) في البحار وق خ ل: ليجمع. (5) أورده في البحار، الطبعة القديمة: ج 8 ص 88 ب 8 ح 4.

[ 312 ]

فيما نذكره عن الحسين بن سعيد الثقة المجمع عليه من (كتاب البهار)، يتضمن أمر رسول الله صلى الله عليه وآله لجماعة من الصحابة بالتسليم على علي عليه لاسلام بإمرة المؤمنين. نذكر منه ما نحتاج إليه بلفظه ونترك مالا ضرورة إلى الوقوف عليه، فقال في إسناده ما هذا لفظه: عن الحسين عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام، ثم قال بعد كلام لا ضرورة إليه: إن عليا عليه السلام مرض، فعاده رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته، وأمر هؤلاء فعادوه وقال لهم: سلموا عليه بإمرة المؤمنين فقام أبو بكر وعمر وعثمان فقالوا: أمن الله ومن رسوله ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: من الله ومن رسوله. قال: فانطلقوا فسلموا عليه بإمرة المؤمنين. فدخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته وهم عنده، فقال له: يا علي، ما قالوا لك ؟ فقال: سلموا علي بإمرة المؤمنين. قال: فقال لهم: إن هذا اسم نحله الله عليا عليه السلام ليس هو إلا له. ثم ذكر تمام الحديث (1). فصل أقول: قوله في الحديث (إن رسول الله صلى الله عليه وآله عاد عليا


(1) أورده في البحار: ج 37 ص 322 ب 54 ح 53.

[ 313 ]

عليه السلام) يعني إنه عاده وخرج من عنده وأمر الجماعة المشار إليهم بالعيادة لعلي عليه السلام والتسليم عليه بإمرة المؤمنين، ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وآله ودخل إليهم فسأله عما قالوا له وعرفهم ما ذكره في الحديث المشار إليه.


[ 314 ]

فيما نذكره من رواية إسماعيل بن أحمد البستي من علمائهم وأعيان رجالهم في كتابه الذي سماه (فضائل علي بن أبى طالب ومراتب أمير المؤمنين عليه السلام (1)، في تسمية جبرئيل عليه السلام لمولانا علي عليه السلام (أمير المؤمنين وفارس المسلمين وقائد الغر المحجلين وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين وإمام المتقين). فقال فيه ما هذا لفظه: ومن أسمائه ما سماه جبرئيل عليه السلام بها على ما رواه الخلف (2) عن علي عليه السلام، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله، فوجدته ورأسه في حجر دحية الكلبي فسلمت عليه، فقال لي دحية: وعليك السلام يا أمير المؤمنين وفارس المسلمين وقائد الغر المحجلين وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين – وقال (وإمام المتقين) في بعض الروايات – ثم قال له: تعالى خذ رأس ابن عمك في حجرك، فانت احق بذلك. فلما دنوت من رسول الله صلى الله عليه وآله ووضعت رأسه في حجري لم أر دحية وفتح رسول الله صلى الله عليه وآله عينه وقال: يا على، من كنت تكلم ؟ قلت: دحية الكلبي، وقصصت عيه القصة. قال (3): لم يكن دحية وإنما كان ذلك جبرئيل أتاك ليعرفك إن الله تعالى سماك بهذه الأسماء (4).


(1) توجد نسخة منه بالمكتبة الناصرية العامة بلكنهو – الهند. راجع الغدير): ج 1 ص 100. (2) في البحار: الخلق. (3) في البحار وق خ ل: فقال لي. (4) أورده في البحار: ج 37 ص 322 ب 54 ح 54.

[ 315 ]

فيما نذكره أيضا من رواية إسماعيل بن أحمد البستي في كتابه (فضائل على عليه السلام) في أمر النبي صلى الله عليه وآله أصحابه أن يسلموا عى علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. فقال ما هذا لفظه: وفى الحديث إنه صلى الله عليه وآله أمر أصحابه أن يسلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. فقال له عمر: رأى رأيته أو وحي نزل ؟ قال: بلى وحى نزل. فقال: سمعا وطاعة. والقصة مشهورة. فصل أقول أنا: وجدت في آخر النسخة التي نقلت منها هذين الحديثين ما هذا لفظه: عن كتاب (مراتب أمير المؤمنين علي بن أبى طالب عليه السلام) من إملاء الشيخ الإمام أبي القسام إسماعيل بن أحمد البستي رحمه الله، انتسخ هذه النسخة من نسخة مصححه، طالعها الكبار من العلماء، وتلك النسخة موضوعة في ذار الكتب التي بناها في المسجد الجامع العتيق بهمدان الصدر السعيد الكبير ضياء الدين أبو محمد عبد الملك بن محمد. هذا ما وجدناه ونقلناه كما رأيناه والحمد لله.


[ 316 ]

فيما نذكره من كتاب لبعض علمائهم صنفه برجالهم في فضائل علي عليه السلام نذكر منه ما يختص بتسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. أول أسانيد هذا الكتاب: (حدثنا أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي)، وقال في آخره: (وكان الفراغ من نسخة في ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وأربعمائة بالقاهرة المعزية) (1). فقال فيه ما هذا لفظه: حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي العدل وعلي بن العباس البجلي (2) وعلي بن أحمد بن الحكم التميمي العدل وجعفر بن محمد بن مالك وعلي بن أحمد بن الحسين العجلي والحسين بن السكن الأسدي الكوفيون، قالوا: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدى قال: أخبرنا السري بن عبد الله السلمى عن علي بن حرور قال: دخلت أنا والعلاء بن هلال علي أبى إسحاق السبيعي حيث قدم من خراسان، فقال: حدثنى أخوك أبو داود السبيعي عن بريدة بن خصيب الأسلمي، قال: كنت عند رسول الله صلى اله عليه وآله فدخل علينا أبو بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قم يا أبا بكر فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقال أبو بكر: أمن الله أم من رسوله ؟ فقال صلى الله عليه وآله: من الله ومن رسوله. ثم جاء عمر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: سلم على علي بإمرة المؤمنين. فقال عمر: من


(1) ق وم: القوية أو القرية. (2) ق وم: النحلي.

[ 317 ]

الله أو من رسوله ؟ فقال صلى الله عليه وآله: من الله ومن رسوله. ثم جاء سلمان كرم الله وجهه فسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: سلم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين، فسلم. ثم جاء عمار فسلم ثم جلس. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: قم يا عمار فسلم على علي أمير المؤمنين، فقام فسلم ثم دنا فجلس. فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله بوجهه فقال: إني قد أخذت ميثاقكم على ذلك كما أخذ الله ميثاق بني آدم (3) فقال لهم: ألست بربكم ؟ قالوا: بلى، وسألتموني أنتم: (أمن الله أو من رسوله ؟) فقلت: بلى. أما والله لئن نقضتموه لتكفرون (4). فخرجوا من عند رسول الله صلى الله عليه وآله، ورجل من القوم يضرب بإحدى يديه على الأخرى. ثم قال: كلا ورب الكعبة ! فقلت: من ذلك الرجل ؟ قال: لا تتحمله، وجابر من خلفي يغمزني أن سله. فألححت عليه فقال: الإعرابي يعني عمر بن الخطاب (5). فصل أقول أنا: هذا لفظه الحديث ذكرناه كما وجدناه، ومصنفه ورجاله ما هم من رجال الإمامية، فدرك ذلك عليهم وهم أعرف بأحاديثهم النبوية.


(3) م والمطبوع: بني إسرائيل. (4) في البحار: لتكفرن. (5) أورده في البحار: ج 37 ص 323 ب 54 ح 55. (*)

[ 318 ]

فيما نذكره عن أحمد بن محمد الطبري من كتابه الذي أشرنا إليه، في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وولي المؤمنين ووصي رسول رب العالمين. فقال ما هذا لفظه: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الكوفي الدلال قال: أخبرنا (1) الحسن بن عبد الواحد الخزاز قال: حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات القرار (2) قال: حدثنا عامر بن كثير السراج قال: وحدثنا الحسن بن سعيد قال: حدثنا زياد بن المنذر قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام وهو يقول: شجرة أصلها رسول الله صلى الله عليه وآله وفرعها أمير المؤمنين علي عليه السلام، وأغصانها فاطمة بنت محمد وثمرتها الحسن والحسين عليهما السلام فإنها شجرة النبوة ونبت الرحمة (3) ومفتاح الحكمة ومعدن العلم وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وموضع سر الله ووديعته والأمانة التى عرضت على السماوات والأرض وحرم الله الأكبر وبيت الله العتيق وحرمه. عندنا (4) علم المنايا والوصايا وفصل الخطاب ومولد الإسلام وأنساب العرب. كانوا نورا مشرقا حول عرش ربهم فأمرهم فسبحوا فسبح أهل السماوات بتسبيحهم، ثم اهبطوا إلى الأرض فأمرهم فسبحوا فسبح أهل الأرض


(1) م وق خ ل: حدثنا. (2) م: الفرار، والمطبوع: الفراء. والظاهر: القزاز. (3) في البحار وق خ ل: بيت الرحمة. (4) كذا في النسخ، والظاهر: عندهم.

[ 319 ]

بتسبيحهم، فإنهم لهم الصافون (5) وإنهم لهم المسبحون. فمن أوفى بذمتهم فقد أوفى بذمة الله ومن عرف حقهم فقد عرف حق الله. هم ولاة أمر الله وخزان وحي الله وورثة كتاب الله، وهم المصطفون بسر الله والأمناء على وحي الله. وهؤلاء أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة والمستأنسون بخفق أجنحة الملائكة بمن كان يغدوهم (6) جبرئيل [ من ] (7) الملك الجليل بخير التنزيل وبرهان التأويل. هؤلاء أهل بيت أكرمهم الله بسره وشرفهم بكرامته وأعزهم بالهدى وثبتهم بالوحى، وجعلهم أئمة هدى ونورا في الظلم للنجاة، واختصهم لدينه وفضلهم بعلمه وأتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين، وجعلهم عمادا لدينه ومستودعا لمكنون سره وأمناء على وحيه، نجباء من خلقه وشهداء على بريته، إختارهم وجعلهم للبلاد والعباد عمارا (8)، وأدلاء للأمة على الصراط. فهم ائمة الهدى والدعاة إلى التقوى وكلمة الله العليا وحجة الله العظمى، وهم النجاة والزلفى، هم الخيرة الكرام، هم الأصفياء الحكام، هم النجوم الأعلام، هم الصراط المستقيم، هم السبيل الأقوم. الراغب عنهم مارق والمقصر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق. نور الله في قلوب المؤمنين، والبحار السايغة (9) للشاربين، أمن لمن التجأ إليهم، وأمان لمن تمسك بهم. إلى الله يدعون وله يسلمون وبأمره يعملون وبكتابه يحكمون.


(5) م: الصادقون. (6) في البحار: يغذوهم. (7) الزيادة من البحار. (8) خ ل: عمادا. (9) م: السابغة.

[ 320 ]

منهم بعث الله رسوله، وعليهم هبطت ملائكته، وفيهم نزلت سكينته، وإليهم بعث الروح الأمين منا من الله عليهم، فضلهم به وخصهم. وأصول مباركة، مستقر قرار الرحمة، خزان العلم وورثة الحلم، وأولوا التقى والنهى والنور والضياء، وورثة الأنبياء وبقية الأوصياء. منهم الطيب ذكره والمبارك اسمه محمد صلى الله عليه وآله، والمصطفى المرتضى ورسوله النبي الأمي، ومنهم الملك الأزهر والأسد المرسل حمزة، ومنهم المستسقى به يوم الزيارة (10) العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وصنو أبيه (11) وذو الجناحين وذو الهجرتين والقبلتين والبيعتين من الشجرة المباركة صحيح الأديم وواضح البرهان. ومنهم حبيب محمد وأخوه والمبلغ عنه من بعده البرهان والتأويل ومحكم التفسير، أمير المؤمنين وولي المؤمنين ووصي [ رسول ] (12) رب العالمين على بن أبي طالب، عليه من الله الصلوات الزكية والبركات السنية. فهؤلاء الذين افترض الله مودتهم وولايتهم على كل مسلم ومسلمة، فقال في محكم كتابه لنبيه صلى الله عليه وآله: * (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا، إن الله غفور شكور) * (13). فقال أبو جعفر محمد بن علي عليه السلام: (إقتراف الحسنة) مودتنا أهل البيت (14).


(10) م: الزيادة. (11) ق: صنوانه، بمعنى المتجاوزان. (12) الزيادة من ق خ ل. (13) سورة الشورى: الآية 23. (14) أورده في البحار: ج 26 ص 250 ب 5 ح 22.

[ 321 ]

فيما نذكره عن أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي المقدم ذكره من كتابه المشار إليه، من تسمية مولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين في حياه النبي صلى الله عليه وآله وأمره بالتسليم عليه بذلك. فقال ما هذا لفظه: أخبرنا أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن ثعلبة الحمانى (1) قال: حدثنا مخول بن إبراهيم النهدي، قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال ابن عباس: كنت أتتبع (2) غضب أمير المؤمنين عليه السلام إذا ذكر شيئا أو هاجه خبر. فلما كان ذات يوم كتب إليه بعض شيعته من الشام يذكر في كتابه: (أن معاوية وعمر بن العاص وعتبة بن أبي سفيان والوليد بن عقبة ومروان إنه ينقص اصحاب رسول الله صلى الله عليه، ويذكر كل واحد منهم ما هو أهله) (3). وذلك لما أمر أصحابه (4) بالإنتظار له بالنخلية، فدخلوا الكوفة وتركوه. فغلظ ذلك عليه وجاء هذا الخبر.


(1) ق خ ل: الحمامي. (2) ق وم: اتبع. (3) أي يذكر كل واحد من معاوية وأصحابه ما يليق بهم، أو المعنى: ان عليا عليه السلام يذكر كل واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله بما هو أهله (4) ق وم والمطبوع: أمره اخوانه، صححناه من البحار.

[ 322 ]

فأتيت بابه في الليل فقلت: يا قنبر، أي شئ خبر أمير المؤمنين ؟ قال: هو نائم. فسمع كلامي (5)، فقال: من هذا ؟ فقال (6): ابن عباس، يا أمير المؤمنين. قال: أدخل. فدخلت فإذا هو قاعد ناحية عن فراشه في ثوب جالس كهيئة المهموم. فقلت: مالك يا أمير المؤمنين الليلة ؟ فقال: ويحكم يا بن عباس، وكيف تنام عينا قلب مشغول، يا بن عباس، ملك جوارحك قلبك فإذا أدهاه (7) أمر طار النوم عنه، ها أنا ذا ترى من (8) أول الليل اعترانى الفكر والسهر لما تقدم من نقض عهد أول هذه الأمة المقدر عليها نقض عهدها. إن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر من أمر من أصحابه بالسلام علي في حياته بإمرة المؤمنين، فكنت أؤكد أن أكون كذلك بعد وفاته. يا بن عباس، أنا أولى الناس بالناس بعده، ولكن أمور اجتمعت على رغبة الناس في الدنيا وأمرها ونهيها وصرف قلوب أهلها عني. وأصل ذلك ما قال الله عز وجل في كتابه: * (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) * (9). فلو لم يكن ثواب ولا عقاب لكان بتبليغ (10) الرسول صلى الله عليه وآله فرض على الناس إتباعه، والله عز وجل يقول: * (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) * (11). أتراهم نهوا عني فأطاعوا (12). والذي فلق الحبة وبرء النسمة وغدا بروح أبي القاسم صلى الله عليه وآله


(5) ق والمطبوع: كلامه. (6) أي قال قنبر. (7) في البحار: ارهبه. وفي النسخ: أدهاه. (8) في البحار: مذاول الليل. (9) سورة النساء: الآية 54. (10) ق والمطبوع: لكان تبليغ. (11) سورة الحشر: الآية 7. (12) في البحار: فاطاعوه.

[ 323 ]

إلى الجنة لقد قرنت برسول الله صلى الله عليه وآله حيث يقول عز وجل: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) * (13). ولقد أطال يا بن عباس فكري وهمي وتجرعي غصة بعد غصة ورود قوم على معاصي الله (14) وحاجتهم إلي في حكم الحلال والحرام حتى إذا أتاهم أمن (15) الدنيا أظهروا الغنى عني ! كأن لم يسمعوا الله عز وجل يقول: * (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) * الآية 16). ولقد علموا أنهم احتاجوا إلي ولقد غنيت عنهم * (أم على قلوب أقفالها) * (17). فمضى من مضى قال علي (18) بغضن (19) القلوب وأورثها (20) الحقد علي، وما ذلك إلا من أجل طاعته في قتل الأقارب المشركين فامتلئوا (21) غيظا وإعتراضا، ولو صبروا في ذات الله [ لكان خيرا لهم ] (22). قال الله عز وجل: * (لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم والآخر يوادون من حاد الله ورسوله) * الآية. (23). فأبطنوا من ترك الرضا بأمر الله ما أورثهم النفاق وألزمهم بقلة الرضا الشقاق. وقال الله عز وجل: * (فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا) * (24).


(13) سورة الأحزاب: الآية 33. (14) ق وم والمطبوع: (ولقد طال يا بن عباس فكري وهمي دور قوم على معاصي الله وتجرعي غصة بعد غصة)، صححناه من البحار. (15) ق وم: اتاهم من الدنيا. (16) سورة النساء: الآية 83. (17) سوة محمد (ص): الآية 24. (18) أي مبغض. (19) ق: ظعن، م: طعن. (20) ق والمطبوع: أوريها. (21) ق والمطبوع: استطلوا. (22) الزيادة من البحار. (23) سورة المجادلة: الآية 22. (24) سورة مريم: الآية 84.

[ 324 ]

فالآن يا بن عباس قرنت بابن آكلة الأكباد وعمر وعتبة والوليد ومروان وأتباعهم. [ وصار معهم في حديث ] (25)، فمتى اختلج في صدري وألقي في روعي: إن الأمر ينقاد إلى دنيا يكون هؤلاء فيها رؤساء يطاعون فيهم في ذكر أولياء الرحمان، يسلبونهم ويرمونهم بعظائهم الأمور من أنك (26) مختلق (27)، وحقد قد سبق. ولقد علم المستحفظون (28) ممن بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: (إن عامة أعدائي من أجاب (29) الشيطان علي وزهد الناس في وأطاع هواه في ما يضره في آخرته) وبالله عز وجل الغني وهو الموفق للرشاد والسداد. يابن عباس، ويل لمن ظلمني ودفع حقى وأذهب [ عني ] (30) عظيم منزلتي. أين كانوا اولئك وأنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وآله صغيرا لم يكتب علي صلاة، وهم عبدة الأوثان وعصاة الرحمان ولهم يوقد (31) النيران ؟ ! فلما قرب إصعار الخدود وإتعاس (32) الحدود أسلموا كرها وأبطنوا غير ما أظهروا طمعا في أن يطفئوا نور الله [ بأفواههم ] (33) وتربصوا (34) إنقضاء أمر (35) الرسول وفناء مدته لما أطمعوا أنفسهم في قتله ومشورتهم في دار


(25) ما بين المعكوفتين ليست في البحار. (26) ق وم: إفك. (27) م: مختلف. (28) ق وم: والمطبوع: المحفوظون، صححناه من البحار. (29) ق وم والمطبوع: حارب. (30) الزيادة من ق. (31) في البحار: بهم توقد. (32) في المطبوع وق خ ل: اصغار. (33) الزيادة من المطبوع. (34) ق وم: يرتضوا. (35) في المطبوع: عمر.

[ 325 ]

ندوتهم. قال الله عز وجل: * (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين) * (36)، و * (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) * (37). يا بن عباس، هديهم (38) رسول الله صلى الله عليه وآله في حياته بوحي من الله يأمرهم بموالاتي فحمل القوم ما حملهم مما حقد على أبينا آدم من حسد اللعين له، فخرج من روح الله ورضوانه وألزم اللعنة لحسده لولي الله، وما ذاك بضاري إنشاء الله شيئا. يا بن عباس، أراد كل أمرئ أن يكون رأسا مطاعا تميل إليه الدنيا وإلى أقاربه، فحمله هواه ولذة دنياه واتباع الناس إليه أن يغصب (39) ما جعل لي. ولولا إتقائي على الثقل الأصغر أن يبيد (40) فينقطع شجرة العلم وزهرة الدنيا وحبل الله المتين وحصنه الأمين، ولد رسول الله رب العالمين، لكان طلب الموت والخروج إلى الله عز وجل ألذ عندي من شربة ظمآن ونوم وسنان، ولكني صبرت وفي الصدر (41) بلابل وفي النفس وساوس. * (فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون) * (42)، ولقديما ظلم الأنبياء وقتل الأولياء، قديما في الأمم الماضية والقرون الخالية، فتربصوا حتى يأتي الله بأمره. والله أحلف يا بن عباس، إنه كما فتح بنا يختم بنا وما أقول لك إلا حقا. يا بن عباس، إن الظلم يتسق لهذه الأمة ويطول الظلم ويظهر الفسق


(36) سورة آل عمران: الآية 54. (37) سورة التوبة: الآية 32، وفى النسخ: المشركون. (38) ق وم: مد بهم، وفي البحار: ندبهم. (39) ق وم والمطبوع: نوزعت. (40) م والبحار: ينبذ. (41) في المطبوع: الصدور. (42) سورة يوسف: الآية 18.

[ 326 ]

وتعلوا كلمة الظالمين، ولقد أخذ الله على أولياء الدين أن لا يقاروا (43) اعدائه. بذلك أمر الله في كتابه على لسان الصادق رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: * (تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) * (44). يا بن عباس، ذهب الأنبياء فلا ترى نبيا والأوصياء ورثتهم عنهم علم الكتاب وتحقيق الأسباب، قال الله عز وجل: * (كيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله) * (45)، فلا يزال الرسول باقيا ما نفدت أحكامه وعمل بسنته ودار أحوال أمره ونهيه. وبالله أحلف يا بن عباس، لقد نبذ الكتاب وترك قول الرسول إلا ما لا يطيقون تركه من حلال وحرام ولم يصبروا على كل أمر نبيهم (46)، * (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) * (48). فبيننا وبينهم المرجع إلى الله * (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) * (49). يا بن عباس، عامل الله في سره وعلانيته تكن من الفائزين، ودع من اتبع هواه وكان أمره فرطا. ويحسب معاوية ما عمل وما يعمل به من بعده وليمده ابن العاص في غيه فكأن عمره قد انقضى وكيده قد هوسى وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار.


(43) أي لا يحلوا عليهم. (44) سورة المائدة: الآية 2. (45) سورة آل عمران:: الآية 101. (46) في المطبوع: أمر بينهم. (47) سورة العنكبوت: الآية 43. (48) سورة المؤمنون: الآية 115. (49) سورة الشعراء: الآية 227. (*)

[ 327 ]

وأذن المؤذن فقال عليه السلام: الصلاة يا بن عباس لا تفت، أستغفر الله لي ولك وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. قال ابن عباس: فغمني انقطاع الليل وتلهفت على ذهابه (50).


(50) أورده في البحار: الطبعة القديمة، ج 8 ص 161 ب 14 ح 5.

[ 328 ]

فيما نذكره عن أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي من كتابه الذي أشرنا إليه في أه أهل السماوات يسمون عليا أمير المؤمنين، نذكره بلفظه: حدثنا علي بن أحمد بن حاتم وجعفر بن محمد الأزدي وجعفر بن مالك الفزارى الكوفيون، قالوا: حدثنا عباد بن يعقوب قال: أخبرنا محمد بن يحيى التميمي قال: حدثنا أبو قتادة الحراني عن أبيه عن الحارث بن الخزرج صاحب راية الأنصار مع رسول الله صلى الله عليه وآله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: يا علي، لا يتقدمك بعدي إلا كافر، وإن أهل السماوات يسمونك (1) أمير المؤمنين (2).


(1) زاد في م: وسيد المسلمين وامام المتقين. (2) أورده في البحار: ج 37 ص 310 ب 54 ذيل ح 40.

[ 329 ]

فيما نذكره عن هذا أحمد بن محمد الطبري من كتابه برجالهم في حديث الخمس رايات، وذكر فيها تسمية مولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. فقال: حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي العدل وعلي بن أحمد بن حاتم التميمي وعلي بن العباس البجلي وعلى بن الحسين العجلي وجعفر بن محمد بن مالك الفزارى والحسن بن السكن الأسدي الكوفيون، قالوا: حدثنا عبابد بن يعقوب، قال: أخبرنا علي بن هاشم بن زيد (1) عن أبي الجارود، وزياد بن المنذر عن عمران بن ميثم الكيال عن مالك بن ضمرة الرؤاسي عن أبي ذر الغفاري، قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله: * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) * (2)، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ترد أمتي يوم القيامة على خمس رايات: فأولها مع عجل هذه الأمة، فآخذ بيده فترجف قدماه ويسود وجهه وجوه أصحابه. فأقول: ما فعلتم بالثقلين ؟ فيقولون: أما الأكبر فحرقناه ومزقناه (3)، وأما الأصغر فعاديناه وأبغضناه، فأقول: ردوا ظماء مظمئين مسودة وجوهكم. فيؤخذ بهم ذات الشمال لا يسقون قطرة. ثم ترد علي راية فرعون هذه الأمة، فأقوم فآخذ بيده ثم ترجف قدماه


(1) في البحار: يزيد، والظاهر: بريد. (2) سورة آل عمران: الآية 106. (3) في البحار: فخرقنا ومزقنا ولعله: حرفنا.

[ 330 ]

ويسود وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: ما فعلتم بالثقلين [ بعدي ] (4) ؟ فيقولون: أما الأكبر فمزقناه (5) وأما الأصغر فبرئنا منه (6) ولعناه. فأقول: ردوا طمآء مظمئين مسودة وجوهكم، فيؤخذ بهم ذات الشمال لا يسقون قطرة. ثم ترد علي راية ذي الثدية معها أول خارجة وآخرها، فأقوم فآخذ بيده فترجف قدماه وتسود وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: ما فعلتم بالثقلين بعدى ؟ فيقولون: أما الأكبر فمرقنا منه، وأما الأصغر فبرئنا منه ولعناه. فأقول: ردوا ظماء مظمئين مسودة وجوهكم فيؤخذ بهم ذات الشمال لا يسقون قطرة. ثم ترد علي راية أمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: ما فعلتم بالثقلين بعدي ؟ فيقولون: أما الأكبر فاتبعناه وأطعناه وأما الأصغر فقاتلنا معه حتى قتلنا. فأقول: ردوا روآء مرويين مبيضة وجوهكم فيؤخذ بهم ذات اليمين، وهو قول الله عز وجل: * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففى رحمة الله هم فيها خالدون) * (7) (8).


(4) الزيادة من البحار. (5) في البحار: مرقنا منه. (6) في البحار والمطبوع: فتبرئنا منه. (7) سورة آل عمران: الآية 106. (8) انظر البحار، الطبعة القديمة: ج 8 ص 207. ولا يخفى أن المذكور في الحديث: أربع رايات.

[ 331 ]

فيما نذكره عن أحمد بن محمد الطبري من كتابه المقدم ذكره في تسمية سيد المرسلين عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابى الذي أوتى منه والوصي على الأموات من أهل بيتي والخليفة على الأحياء من أمتي. نذكره بألفاظه: حدثنا أبو بكر أحمد بن هشام الطبري بطبرستان قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن نسيم القرشي قال: حدثنا الحسن بن الحسين عن يحيى بن يعلى عن الأعمش، وحدثني أيضا جعفر بن محمد الكوفي قال: حدثنا عبد الله بن داهر الرازي قال: حدثني أبي (1) داهر بن يحيى عن الأعمش عن عباية الأسدي، قال: بينما ابن عباس يحدث الناس بمكة على شفير زمزم، فلما قضى حديثه نهض إليه رجل من الملأ فقال: يا بن عباس، إني رجل من أهل الشام. فقال: أعوان كل ظالم إلا من عصمه الله منهم، فسل عما بدالك ؟ قال: يا بن عباس، إنما جئتك لأسألك عن علي عليه السلام وقتاله أهل لا إله إلا الله، لم يكفروا بقبلة ولا قرآن ولا بحج ولا بصيام شهر رمضان ؟ ! قال ابن عباس: ثكلتك أمك، سل عما يعنيك ولا تسئل عما لا يعنيك. فقال: يا بن عباس، ما جئت أضرب إليك من (حمص) لحج ولا لعمرة، ولكني جئتك لأسئلك لتشرح لي أمر علي عليه السلام وقتاله أهل لا إله إلا الله. فقال: ويحكم إن علم العالم صعب ولا يحتمل ولا تقبله القلوب إلا قلب


(1) في البحار: أبيه.

[ 332 ]

من عصمه (2) الله، إن مثل على في هذه الأمة كمثل موسى والعالم، وذلك إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: * (إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين) * (3). قال: * (وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ) * (4). فكان موسى عليه السلام يرى أن جميع الأشياء قد أثبتت له كما ترون أنتم أن علمائكم أثبتوا لكم جميع الأشياء. فلما انتهى موسى إلى ساحل البحر لقي العالم فاستنطقه، فأقر له بفضل علمه ولم يحسده كما حسدتم أنتم عليا في علمه. فقال له موسى: * (هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا) * (5) ؟ فعلم العالم أن موسى لا يطيق صحبته ولا يصبر على علمه. فقال له العالم: * (إنك لن تستطيع معي صبرا، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) *. فعلم أن موسى لم يصبر على علمه، فقال له: * (فإن اتبعتني فلا تسئلني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا) *. فركبا في السفينة فخرقها العالم، وكان [ في ] (6) خرقها لله رضي ولموسى سخطا، ولقى الغلام فقتله وكان قتله لله رضي ولموسى سخطا. ثم أقام الحائط فكان إقامته لله رضي ولموسى سخطا. كذلك علي بن أبي طالب عليه السلام لم يقتل إلا من كان قتله لله رضي ولأهل الجهالة من الناس سخطا. إجلس أخبرك الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وعاينته. أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج زينب بنت جحش فأولم،


(2) ق: عصم. (3) و (4) سورة الأعراف: الآيات 145 و 144. (5) سورة الكهف: الآية 66 وما بعدها. (6) الزيادة من ق.

[ 333 ]

وكانت وليمته الحيس (7)، فكان يدعو عشرة عشرة من المؤمنين فكانوا إذا اصابوا طعام النبي (8) صلى الله عليه وآله استأنسوا إلى حديثه واشتهوا النظر إلى وجهه. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يشتهي أن يخففوا عنه يفخلوا له المنزل، لأنه كان حديث عهد بعرس وكان محبا لزينب وكان يكره أذى المؤمنين. فأنزل الله تبارك وتعالى فيه قرآنا، قوله عز وجل: * (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستانسين لحديث، إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سئلتموهن متاعا فاسئلوهن من وراء حجاب) * الآية (9). فكانوا إذا أصابوا طعاما لم يلبثوا أن يخرجوا. قال: فمكث رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة أيام ولياليهن، ثم تحول إلى أم سلمة بنت أبي أمية وكانت ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وصبيحة يومها. فلما تعالى النهار انتهى علي بن أبي طالب إلى الباب فدقه دقا خفيفا عرف رسول الله صلى الله عليه وآله دقه وأنكرت أم سلمة. قال يا أم سلمة، قومي فافتحي الباب، قالت: يا رسول الله، من هذا الذي بلغ من خطره أن أفتح له الباب ؟ وقد نزل فينا بالأمس حيث يقول: * (وإذا سئلتموهن متاعا فاسئلوهن من وراء حجاب) *، من الذي بلغ من خطره أن ينظر إلى محاسني ومعاصمي ؟ فقال لها نبي الله صلى الله عليه وآله كهيئة المغضب: من يطع الرسول فقد أطاع الله، قومي وافتحي له الباب، فإن بالباب رجلا ليس بالخرق ولا


(7) الطعام المتخذ من التمر والاقط والسمن. (8) ق: رسول الله، م: نبي الله. (9) سورة الاحزاب: الآية 53، وفى النسخ: (وإذا طعمتم). (*)

[ 334 ]

بالنزق ولا بالعجل في أمره، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. يا أم سلمة، إنه آخذ بعضادتي الباب فليس بفاتحه حتى تتوارى (10) ولا داخل البيت (11) حتى تغيب عنه الوطئ إنشاء الله. فقامت أم سلمت وهي لا تدري من بالباب غير أنها قد حفظت المدح، فمشت نحو الباب وهي تقول: بخ بخ لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، ففتحت وأمسك علي عليه السلام بعضادتي الباب فلم يزل قائما حتى غاب عنه الوطئ ودخلت أم سلمخ خدرها، ففتح الباب ودخل، فسلم على النبي صلى الله عليه وآله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أم سلمة، هل تعرفينه ؟ فقالت: نعم فهنيئا لم. هذا علي بن أبي طالب. قال: صدقت يا أم سلمة، هو علي بن أبي طالب، لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. يا أم سلمة، اسمعي واشهدي: هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين، وعيبة علمي وبابي الذي أوتي منه والوصي على الأموات من أهل بيتي والخليفة على الأحياء من أمتي، أخي في الدنيا وقريني في الآخرة ومعي في السنام الأعلى، إشهدي يا أم سلمة، إنه يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين. فقال الشامي: فرجت عني فرج الله عنك (12).


(10) ق خ ل: تتوارى عنه. (12) م: ولا وطئ داخل البيت. (12) أورده في البحار: ج 32 ص 348 ب 9 ح 331، ورواه في علل الشرايع: ج 1 ص 64 ب 54 ح 3. (*)

[ 335 ]

فيما نذكره عن هذا أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي من رواتهم ورجالهم فيما رواه من إنكار إثني عشر نفسا على أبي بكر بصريح مقالهم عقيب ولايته على المسلمين، وأذكره (1) بعضهم بما عرف من رسول الله صلى الله عليه وآله إن عليا أمير المؤمنين. ورواه أيضا محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ في كتاب (مناقب أهل البيت عليهم السلام). ويزيد بعضهم على بعض في روايته. إعلم إن هذا الحديث روته الشيعة متواترين (2)، ولو كانت هذه الرواية برجال الشيعة ما نقلناه لأنهم عند مخالفيهم في مقام متهمين (3)، ولكن نذكره حيث هو من طريقهم الذي يعتمدن عليه ودرك ذلك على من رواه وصنفه في كتابه المشار إليه. فقال أحمد بن محمد الطبري ما هذا لفظه: خبر الإثني عشر الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في مجلس (4) رسول الله صلى الله عليه وآله: حدثنا أبو علي الحسن بن علي النحاس (5) الكوفي العدل الأسدي، قال: حدثنا أحمد بن أبي الحسين العامري قال: حدثني عمي أبو معمر سعيد بن


(1) أي أذكر بعضهم أبا بكر، وفي البحار: وما ذكره. (2) أنظر البحار: ج 28 ص 214. (3) في البحار: عند مخالفيهم متهمين. (4) م: مسجد. (5) في البحار: أبو الحسن بن علي بن النحاس.

[ 336 ]

خيثم (6) الأسدي قال: حدثني عثمان الأعشى عن زيد بن وهب قال: كان الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله إثني عشر رجلا من المهاجرين والأنصار: عمرو بن سعيد العاص والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي وبريدة بن حصيب الأسلمي. وكان من الانصار: خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وسهل وعثمان ابنا حنيف وأبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري وأبو الهيثم بن التيهان وأبي بن كعب، وناس من إخوانهم من المهاجرين والأنصار. فلما صعد أبو بكر منبر رسول الله صلى الله عليه وآله تشاجروا بينهم في أمره. فقال بعضهم: هلا نأتيه فنزيله (7) عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ وقال آخرون: إنكم إن أتيتموه لتزيلوه (8) عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله أعنتم على أنفسكم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه)، ولكن إمضوا بنا إلى على عليه السلام نستشيره ونطلع (9) رأيه. فأتوا عليا عليه السلام فقالوا له: يا أمير المؤمنين، ضيعت نفسك وأضعت حقك لمن أنت أولى بالأمر منه، وقد أردنا أن نأتي الرجل فنزيله عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ونعلمه أن الحق حقك وأنت أولى بالأمر منه. فكرهنا أن نركب أمرا دون مشاورتك. فقال لهم علي عليه السلام: لو فعلتم ذلك ما كنتم وهم إلا كالكحل في العين والملح في الزاد، وقد أضيعت الأمة الناكبة التاركة قول نبيها صلى الله عليه وآله، والكاذبة على ربها ببيعته. ولقد شاورت في ذلك أهل بيتي وصالح المؤمنين فأبوا إلا السكوت بما يعلمون من وغرة (10) صدور القوم وبغضهم لله


(6) في البحار: شعبة بن خيثم. (7) في البحار: ننزله. (8) في البحار: لننزله. (9) في الخصال: نستطلع. (10) ق وم: وغير، وخ ل: وغر.

[ 337 ]

ولأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله، يطلبونهم بالتبول (11) وتراث (12) الجاهلية. وإيم الله لو فعلتم ذلك لكنتم كأنا إذ أتوني وقد شهروا سيوفهم مستعدين للحرب والقتال حتى قهروني على نفسي وقالوا: (بايع وإلا قتلناك، فلم أجد (13) إلا أن أدفع القوم عن نفسي. وذاك أني ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي، إن القوم نقضوا أمرك واستبدوا بها دونك وعصوني فيك، فعليك بالصبر حتى ينزل الأمر، فإنهم سيغدرون بك لا محالة فلا تجعل لهم سبيلا على نفسك لإذلالك، فإن الأمة ستغدر بك من بعدي، كذلك أخبرني به جبرئيل عليه السلام. ولكن إيتو الرجل فأخبروه بما سمعتم من قول نبيكم صلى الله عليه وآله ولا تدعوه في شبهة من أمره ليكون ذلك أعظم للحجة عليه، وأبلغ [ فيه ] (14) في عقوبته إذا أتى ربه وقد عصى نبيه وخالف أمره. فانطلقوا في يوم جمعة حتى حفوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: يا معشر المهاجرين، إن الله عز وجل قد قدمكم فقال: * (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه) * (15)، وقال: * (السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم) * (16). فكان أول من تكلم عمرو بن سعيد بن العصاص، فقال: يا أبا بكر، إتق الله، فقد علمت ما تقدم لعلي عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه


(11) جمع التبل بمعنى العداوة. (12) في الخصال: ثارات. ولعله: ترات. (13) في الخصال: فلم أجد حيلة. (14) الزيادة من ق وم. (15) سورة التوبة: الآية 117. واختلط في النسخ بين هذه الآية والآية اللاحقة فجاء في آخر هذه الآية: * (والذين اتبعوهم باحسان) *، وفي أخر الآية الآتية: * (والذين اتبعوه) *. (16) سورة التوبة: الآية 100.

[ 338 ]

وآله وقال لنا ونحن محتوشوه بيوم بني قريضة إذ فتح الله على رسول الله صلى الله عليه ولاله وقد قتل علي عليه السلام عشرة من رجالهم وأولى النجدة منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا معشر المهاجرين والأنصار، إني أوصيكم بوصية فاحفظوها وموعز إليكم أمرا فاحفظوه: ألا وإن علي بن أبي طالب أميركم من بعدي وخليفتي فيكم، أوصاني بذلك ربي. على (17) إنكم إن لم تحفظوا فيه وتوازروه ولم تنصروه اختلفتم في أحكامكم واضطرب عليكم أمر دينكم، وولاكم شراركم. ألا إن أهل بيتي هم الوارثون لأمري، القائمون بأمر أمتي من بعدي. اللهم فمن أطاعهم من أمتي وحفظ فيهم وصيتي فاحشره في زمرتي، وأجعل له من مرافقتي نصيبا يدرك به فوزه الآخرة. اللهم من أساء خلافتي فيهم فاحرمه الجنة التي عرضها السماوات والأرض. قال عمر: اسكت يا عمرو، فسلت من أهل المشورة ولا ممن يرضي بقوله. فقال له عمرو: اسكت يا بن الخطاب، فوالله إنك لتعلم إنك تنطق بغير لسانك وتعتصم بغير أركانك. والله إن قريشا لتعلم إنك ألأمها حسبا وأدناها منصبا (18) وأخملها ذكرا وأقلها غني عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وآله، وإنك لجبان عند الحرب وأنت لئيم العنصر، مالك في قريش من مفخر. قال: فسكت عمر وجعل يقرع سنه بأنامله. ثم قام أبو ذر الغفاري رحمه الله، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي


(17) كذا في النسخ ولعله: ألا. (18) ق خ ل: نسبا.

[ 339 ]

وآله ثم قال: أما بعد، يا معشر قريش، ويا معشر المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان، لقد علمتم وعلم خياركم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: الأمر من بعدي لعلي ثم في أهل بيتي من ولد إبني الحسين (19). فأطرحتم قول نبيكم ونسيتم ما أوعز إليكم واتبعتم الدنيا الفانية، وبعتم الآخرة الباقية التي لا يهرم شبابها (20) ولا يزو نعيمها ولا يحزن أهلها ولا يموت ساكنها بقليل من الدنيا فإن، وكذلك الأمم من قبلكم كفرت بعد أنبيائها وبدلت وغيرت واختلفت، فحاذيتموهم حذو القذة بالقذة والنعل بالنعل، عما قليل تذوقوا وبال أمركم وما قدمت أيديكم وما الله بظلام للعبيد. ثم قام سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال: يا أبا بكر، إلى من تسند امرك إذا نزل بك الموت وإلى من تفزع إذا سئلت عما لا تعلم وفي القوم من هو أعلم منك، وأكثر في الخير إعلاما منك، وأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قرابة منك، قد قدمه في حياته وأوعز إليكم عند وفاته. فنبذتم قوله وتناسيتم وصيته فعما قليل يصفو لك الأمر وتزور القبور وقد أثقلت الأوزار وحملت معك إلى قبرك ما قدمت يداك. فإن راجعت الحق وأنصفت أهله كان ذلك نجاة لك يوم تحتاج إلى عملك وتفرد في الآخرة بذنوبك. وقد سمعت كما سمعنا ورأيت كما رأينا، فلم يردعك ذلك عما أنت فاعل، فالله الله في نفسك فقد أعذر من أنذر وما الله بظلام للعبيد. ثم قام المقداد بن الأسود رضي الله عنه وقال: يا أبا بكر، إربع على ضلعك (21) وقس على شبرك بفترك وألزم بيتك وابك على خطيئتك، فإن ذلك أسلم لك في حياتك ومماتك، وترد هذا الأمر حيث جعله الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله ولا تركن إلى الدنيا ولا يغرنك من قريش أوغادها (22)، فعما


(19) في النسخ: الحسن والحسين. (20) في المطبوع: شأنها. (21) في الخصال: نفسك. (22) جمع الوغدة أي الضعيف العقل والأحمق، وبمعنى الدني.

[ 340 ]

قليل يضمحل عنك دنياك ثم تصير إلى ربك فيجزيك بعملك، وقد علمت أن عليا عليه السلام صاحب هذا الأمر من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، فاجعلنه له فإن ذلك أسلم لك وأحسن لذكرك وأعظم لأجرك، وقد نصحت لك إن قبلت نصحي، وإلى الله ترجع بخير كان أو بشر. ثم قام بريدة بن حصيب الأسلمي فقال: يا أبا بكر، أنسيت أم تناسيت أم خدعتك نفسك، أما تذكر إذا أمرنا رسلو الله صلى الله عليه وآله فسلمنا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين ونبينا بين أظهرنا. فاتق الله وتدارك نفسك قبل أن لا تداركها، وادفع هذا الأمر إلى من هو أحق به منك من أهله، ولا تماد في إغتصابه (23) وأرجع وأنت مستطيع أن ترجع، فقد محضت نصحك وبينت لك ما عندي ما إن فعلته وفقت ورشدت. ثم قام عمار بن ياسر رضي الله عنه فقال: يا معاشر قريش، قد علمتم أن أهل بيت نبيكم أحق بهذا الامر منكم، فمروا صاحبكم فليرد الحق إلى أهله قبل أن يضطرب حبلكم (24) ويضعف مسلككم وتخلفون فيما بينكم، فقد علمتم إن بني هاشم أولى بهذا الأمر منكم وأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله. وإن قلتم: إن السابقة لنا فأهل بيت نبيكم أقدم منكم سابقة وأعظم غني من صاحبكم. وعلي بن أبي طالب صاحب هذا الأمر من بعد نبيكم، فأعطوه ما جعله الله له، ولا تردوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين. ثم قام سهل بن حنيف الأنصاري فقلا: يا أبا بكر، لا تحجد حقا ما جعله الله لك ولا تكن أول من عصى رسول الله صلى الله وآله في أهل بيته، وأد الحق إلى أهله تخفف عن ظهرك ثقل وزرك (25) وتلقى رسول الله صلى الله عليه وآله راضيا، ولا تخص به نفسك، فعما قليل ينقضي عنك ما


(23) في الخصال: في غيك. (24) م: حيلكم. (25) في البحار وق خ ل: يخف ظهرك ويقل وزرك.

[ 341 ]

أنت فيه ثم تصير إلى الملك الرحمان فيحاسبك بعملك ويسئلك عما جئت له، وما الله بظلام للعبيد. ثم قام خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين فقال: يا أبا بكر، ألست تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قبل شهادتي وحدي ولم يرد معي غيري ؟ قال: نعم، قال: فأشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقلو: علي إمامكم بعدي. [ قال ]: (26) وقام أبي بن كعب الأنصاري فقال: أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أهل بيتي يفرقون بين الحق والباطل، وهم الأئمة الذين يقتدى بهم. وقام أبو الهيثم بن التيهان قال: وأنا أشهد على نبينا صلى الله عليه وآله إنه أقام عليا علينا لنسلم، فقال: بعضهم: ما أقامه إلا للخلافة، وقال بعضهم: إلا ليعلم الناس إنه مولى من كان رسول الله صلى الله عليه وآله مولاه. فتشاجروا في ذلك فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا يسأله عن ذلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هو وليكم بعدي، وأنصح الناس لكم بعد وفاتي. وقام عثمان بن حنيف الأنصاري فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أهل بيتي نجوم الأرض ونور الأرض فلا تقدموهم فهم الولاة بعدي. فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله، وأي أهل بيتك أولى بذلك ؟ فقال: علي وولده. وقام أبو أيوب الأنصاري فقال: اتقوا الله في أهل بيت نبيكم وردوا إليهم حقهم الذي جعله اللهم لهم، فقد سمعنا مثل ما سمع إخواننا في مقام بعد مقام لنبينا صلى الله عليه وآله، ومجلس بعد مجلس يقول: (أهل بيتي أئمتكم بعدي).


(26) الزيادة من المطبوع.

[ 342 ]

قال: فجلس أبو بكر في بيته ثلاثة أيام، فأتاه عمر وعثمان وطلحة وعبد الرحمان بن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح وسعيد بن عمرو بن نفيل، فأتاه كل منهم متسلحا في قومه حتى أخرجوه من بيته ثم أصعدوه على المنبر وقد سلوا سيوفهم فقال قائل منهم: والله لإن عاد أحد منكم بمثل ما تكلم به رعاع منكم بالأمس لتملئن سيوفنا منه. فأحجم والله القوم وكرهوا الموت (27).


(27) أورده في البحار: ج 28 ص 214 ب 4 ح 8، مع بيانات شافية فليراجع. وأورده الطبرسي في الاحتياج: ج 1 ص 97 باب ما جرى بعد الرسول بسنده عن أبان بن تغلب عن الصادق عليه السلام، وأورده الصدوق في الخصال: ص 461.

[ 343 ]

فيما نذكره عن هذا أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي من روايته للكتاب الذي أشرنا إليه في حديث يوم الغدير، وتسمية مولانا علي عليه السلام فيه مرارا بلفظ (أمير المؤمنين). نرويه برجالهم الذين ينقلون لهم ما ينقلونه من حرامهم وحلالهم، والدرك فيما نذكره عليهم، وفيه ذكر (المهدي) عليه السلام وتعظيم دولته، وهذا لفظ الحديث المشار إليه: خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله: حدثنا أحمد بن محمد الطبري قال: أخبرني محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن قال: حدثني الحسن بن علي أبو محمد الدينوري قال: حدثنا محمد بن [ موسى ] (1) الهمداني قال: حدثنا محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثنا سيف بن عميرة عن عقبة عن قيس بن سمعان (2) عن علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال: حج رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة وقد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج والولاية، فأتاه جبرئيل فقال: يا محمد، إن الله يقرؤك السلام ويقول لك: إي لم أقبض نبيا من أنبيائي ورسولا من رسلي إلا من بعد كمال ديني وتمام حجتي، وقد بقي عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج أن تبلغ قومك فريضة الحج وفريضة الولاية والخليفة من بعدك، فإني لم أخل أرضى من حجة ولن أخليها أبدا. وإن الله عز وجل يأمرك أن تبلغ قومك الحج، وليحج معك من استطاع السبيل من أهل الحض والأطراف والأعراب فتعلمهم من حجهم


(1) الزيادة من البحار. (2) راجع معجم رجال الحديث: ج 9 ص 78. جميعا عن قيس بن سمعان. الصحيح ما في البحار.

[ 344 ]

مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، وتوقفهم من ذلك على مثل الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرايع. فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وآله: إن رسول الله يريد الحج وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم ويوقفكم من ذلك على مثل ما أوقفكم. قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وخرج معه ناس وصفوا له لينظروا ما يصنع، وكان جميع من حج مع رسول الله صلى الله عليه وآله من أهل المدينة والأعراب سبعين ألفا أو يزيدون، على نحو عدد أصحاب موسى السبعين ألفا الذين أخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا أو اتبعوا السامري والعجل وكذلك أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله البيعة لعلي عليه السلام بالخلافة على نحود عدد أصحاب موسى عليه السلام سبعين ألف، فنكثوا البيعة واتبعوا العجل سنة بسنة ومثلا بمثل [ لم يخرم منه شئ ] (3). واتصلت التلبية ما بين مكة والمدينة. فلما وقف رسول الله صلى الله عليه وآله بالموقف أتاه جبرئيل عليه السلام عن أمر الله عز وجل فقال: يا محمد، إن الله يقرء عليك السلام ويقول لك: إنه قد دنا أجلك ومدتك وإني استقدمك على ما لابد منه ولا عنه محيص، إعهد عهدك وتقدم في وصيتك، وأعهد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الأنبياء، فسلمه إلى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب. فأقمه للناس وجدد عهدك وميثاقك وبيعته، وذكرهم ما في الذر من بيعتي وميثاقي الذي أوثقتهم به وعهدي الذي عهدت إليهم من الولاية لمولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب. فإني لم أقبض نبيا إلا بعد إكمال ديني وتمام نعمتي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي، وذلك كمال توحيدي وتمام


(3) الزيادة من ق خ ل.

[ 345 ]

نعمتي على خلقي بإتباع وليي وطاعته طاعتي. وذلك إني لا أترك أرضي بغير قيم ليكون حجة لي على خلقي. * (فاليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) * (4) بوليي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، علي عبدى (5) ووصي نبيي والخليفة من بعده، وحجتي البالغة على خلقي، مقرون طاعته بطاعة محمد نبيي ومقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي، من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني. جعلته علما بيني وبين خلقي، من عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا ومن أشرك معه كان مشركا. من لقيني بولايته دخل الجنة ومن لقيني بعداوته دخل النار. فأقم يا محمد عليا وخذ عليه البيعة، وجدد عهدي وميثاقي لهم الذي أوثقتهم عليه، فإني قابضك الي ومستقدمك. قال: فخشي رسول الله صلى الله عليه وآله قومه وأهل النفاق والشقاق بأن يتفرقوا أو يرجعوا جاهلية، لما عرف من عداوتهم وما تنطوي على ذلك أنفسهم لعلي عليه السلام من البغضاء، وسأل جبرئيل عليه السلام أن يسأل ربه العصمة. إلى أن بلغ مسجد الخيف، فأمره أن يعهد عهده ويقيم عليا عليه السلام للناس وليا وأوعده بالعصمة من الناس بالذي أراد. حتى إذا أتى (كراع الغميم) (6) بين مكة والمدينة، فأتاه جبرئيل فأمره بالذي أتاه به من قبل ولم يأته بالعصمة. فقال: يا جبرئيل إني أخشى قومي يكذبوني ولا يقبلون قولي في علي ! فدفع حتى بلغ (غدير خم) قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرئيل على


(4) سورة المائدة: الآية 3. (5) ق خ ل: ولي عهدي. (6) في النسخ: الغيم، والصحيح هو الغميم، انظر مراصد الاطلاع: ج 3 ص 1153.

[ 346 ]

خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والإنتهار والعصمة من الناس. فكان أولهم قرب الجحفة، فأمر أن يرد من تقدم منهم وحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان وأن يقيمه للناس ويبلغهم ما أنزل إليه في علي عليه السلام وأخبره ان قد عصمه الله من الناس. فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله مناديه ينادي في الناس: (الصلاة جامعة) وتنحى إلى ذلك الموضع وفيه سلمات (7). فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقم (8) ما تحتهن، وأن ينصب له أحجار كهيئة منبر يشرف على الناس، فرجع أوائل الناس واحتبس أواخرهم. فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فوق تلك الأحجار فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي علا بتوحيده ودنا بتفريده وجل في سلطانه وعظم في برهانه. مجيدا لم يزل ومحمودا لا يزال، بارئ المسموكان وداحي المدحوات وجبار السماوات، سبوح قدوس، رب الملائكة والروح، متفضل على جميع من برأه ومتطاول من أدناه (9)، يلحظ كل عين والعيون لا تراه. كريم حليم ذو أناة، قد وسع كل شئ رحمته (10) ومن عليهم بنعمته، لا يعجل عليهم بإنتقام ولا يبادر إليهم بما استحقوا من عذابه. قد فهم السرائر وعلم الضمائر ولم يخف (11) عليه المكنونات ولا اشتبهت عليه الخفيات. له الإحاطة بكل شئ والغلبة لكل شئ والقوة بكل شئ والقدرة على


(7) شجرة يدبغ به. (8) أي يستأصل. (9) ق خ ل: متطول على جميع من انشأه. (10) ق خ ل: برحمته. (11) م: لم يختف. ق خ ل: لم يختلف.

[ 347 ]

كل شئ، ليس كمثله شئ وهو منشئ الشئ حين لا شئ ودائم غني وقائم بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم. جل أن تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير. لا يلحق أحد وصفه من معانيه ولا يجد أحد كيف هو من سر وعلانية إلا بما دل عز وجل على نفسه. وأشهد أنه الله الذي ملأ الدهر قدسه والذي يغشى الأبد نوره، والذي ينفذ أمره بلا مشاورة مشير، ولا معه شريك في تقديره ولا تفاوت في تدبيره. صور ما ابتدع على غير مثال وخلق ما خلق بلا معونة من أح د ولا تكلف ولا إحتيال. أنشأها فكانت وبرأها فبانت. فهو الله لا إله إلا هو المتقن الصنعة والحسن المنعة، العدل الذي لا يجوز والأكرم الذي ترجع إليه الأمور. أشهد أنه الذي تواضع كل شئ لعظمته وذل كل شئ لعزته واستسلم كل شئ لقدرته، وخضع كل شئ لهيبته. مالك الأملاك ومفلك الأفلاك ومسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى، يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل يطلبه حثيثا. قاصم كل جبار عنيد ومهلك كل شيطان مريد. لم يكن له ضد ولا ند، أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. إله واحد ورب ماجد. يشاء فيمضى ويريد فيقضي، ويعلم ويحصى ويميت ويحيى، ويفقر ويغنى ويضحك ويبكى، ويدني ويقصى ويمنع ويثرى، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير. يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل، لا إله إلا الله العزيز الغفار، مستجيب الدعاء ومجزل العطاء ومحصى الأنفاس، ورب الجنة والناس، الذي لا يشكل عليه شئ ولا يضجره صراخ المستصرخين، ولا يبرمه الملحين، العاصم للصالحين الموفق للمفلحين ومولى المؤمنين ورب العالمين


[ 348 ]

الذي استحق من كل خلق أن يشكره ويحمده على السراء والضراء والشدة والرخاء. فأومن به وملائكته وكتبه ورسله، أسمع لأمره وأطيع وأبادر إلى كل ما يرضاه وأستسلم لما قضاه رغبة في طاعته وخوفا من عقوبته، لأنه الله الذي لا يؤمن مكره ولا يخاف جوره. أقر له على نفسي بالعبودية وأشهد له بالربوبية، وأؤدي ما أوحي إلي به، حذرا أن لا أفعل فتحل بي قارعة لا يدفعها عني أحد وإن عظمت حيلته وصفة حيلته لا إله إلا هو، لأنه أعلمني عز وجل إني إن لم أبلغ ما أنزل إلي في حق علي فما بلغت رسالته، وقد ضمن لي العصمة من الناس وهو الله الكافي الكريم. وأوحى إلي: بسم الله الرحمان الرحيم * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك – في علي – وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * (12). معاشر الناس، ما قصرت في تبليغ ما أنزل الله إلي، وأنا أبين لكم سبب هذه الآية: إن جبرئيل هبط علي مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام رب السلام أن أقوم في هذا المشهد فاعلم كل أبيض وأسود إن علي بن أبي طالب أخى ووصي وخليفتي على أمتي والإمام من بعدي. محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وهو وليكم بعد الله ورسوله. وقد أنزل الله علي بذلك آية هي في كتابه: * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) * (13). فعلي بن أبي طالب الذي أقام الصلاة وآتي الزكوة وهو راكع يريد وجه الله، يريده الله في كل حال.


(12) سورة المائدة: الآية 67. (13) سورة المائدة: الآية 54.

[ 349 ]

فسألت جبرئيل أن يستعفى لي السلام عن تبليغ ذلك إليكم، أيها الناس، لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين وإدعاء اللائمين وحيل المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم (14)، وكثرة أذاهم لي غير مرة حتى سموني (أذنا) وزعموا أني كذلك لكثرة ملازمته أياي وإقبالي عليه (15) حتى أنزل الله في ذلك قرآنا، فقال عز من قائل: * (ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله) * (16) إلى آخر الآية. ولو شئت أن أسمي القائلين بذلك بأسمائهم لسميت وأن أومي إلى أعيانهم لأومأت وأن أدل عليهم لدللت، ولكني والله في أمورهم قد تكرمت. وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما أنزل الله إلي في حق علي، ثم تلا صلى الله عليه وآله: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك – في حق علي – وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * (17). فأعلموا معاشر الناس ذلك فيه فإن الله قد نصبه لكم وليا وإماما مفروضا طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين بإحسان، وعلى البادي والحاضر وعلى الأعجمي والعربي، والحر والعبد والصغير والكبير، وعلى الأبيض والأسود وعلى كل موحد (17) ماض حكمه جائز قوله نافذ أمره. ملعون من خالفه مأجور من تبعه، ومن صدقه وأطاعه فقد غفر الله له ولمن سمع وأطاع له. معاشر الناس، إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد، فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لأمر الله ربكم، فإن الله هو موليكم ثم رسوله المخاطب لكم، ثم


(14) اشارة إلى قوله تعالى في سورة النور: الآية 15. (15) م وق خ ل: لكثرة ملازمتهم إياي وقبولي عليهم. (16) سورة التوبة: الآية 61. (17) سورة المائدة: الآية 67. (18) ق خ ل: موجود.

[ 350 ]

علي بعدي وليكم وإمامكم بأمر ربكم، والإمامة في ذريتي من ولده إلى يوم تلقون الله ورسوله. لا حلال إلا ما أحله الله ورسوله وهم، ولا حرام إلا ما حرمه الله ورسوله وهم، والله عز وجل عرفني الحلال والحرام، وأنا عرفت عليا. معاشر الناس، ما من علم إلا وقد أحصاه الله في، وكل علم علمنيه قد علمته عليا والمتقين من ولده. وهو الامام المبين الذي ذكره الله في سورة يس: * (وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) * (19). معاشر الناس، فلا تضلوا عنه ولا تنفروا منه ولا تستنكفوا من ولايته، فإنه يهدي إلى الحق ويعمل به، ويزهق الباطل وينهي عنه ولا تأخذه في الله لومة لائم. إنه أول من آمن بالله ورسوله، لم يسبقه إلى الإيمان بي أحد [ والذي فدا رسول الله بنفسه، والذي كان مع رسول الله ولا أحد يعبد الله مع رسول الله من الرجال غيره. معاشر الناس ] (20) بعث (21) ملك مقرب ولا نبي مرسل، أول الناس صلاة وأول من عبد الله معي. أمرته عن الله أن ينام في مضجعي ففعل فاديا لي بنفسه، ففضلوه فقد فضله الله واقبلوه فقد نصبه الله. معاشر الناس، إنه إمامكم بأمر الله، لا يتوب الله على أحد أنكر ولايته (22) ولا يغفر له، حتما على الله تبارك اسمه أن يعذب من يجحده ويعانده معي عذابا نكرا أبد الآبدين ودهر الداهرين. واحذروا أن تخالفوه فتصلوا بنار


(19) سورة يس: الآية 12. (20) الزيادة من ق خ ل. (21) ق: بعثت، وهذه الجملة كما ترى مذكورة في النسخ ولم يفهم معناه، ولم يذكر في رواية الاحتجاج. (22) ق خ ل: على من يكرهه.

[ 351 ]

وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين. معاشر الناس، بي والله بشر الأولون من النبيين والمرسلين، وأنا خاتم النبيين والمرسلين والحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات والأرضين. فمن شك في ذلك فقد كفر كفر الجاهلية الأولى، ومن شك في شئ من قولي هذا فقد شك في كل ما أنزل علي، ومن شك في واحد من الأئمة فقد شك في الكل منهم والشاك فينا في النار. معاشر الناس، إن الله عز وجل حباني بهذه حباني بهذه الفضيلة منه علي وإحسانا منه إلي، فلا إله إلا هو أبد الآبدين ودهر الداهرين وعلى كل حال. معاشر الناس، إن الله قد فضل علي بن أبي طالب على الناس كلهم، وهو أفضل الناس بعدي من ذكر أو أنثى ما أنزل الرزق وبقي واحد من الخلق. معلون ملعون من خالف قولي هذا ولم يوافقه. ألا إن جبرئيل يخبرني عن الله بذلك ويقول: من عادى عليا ولم يتوالاه فعليه لعنتي وغضبي، فلتنظر كل نفس ما قدمت لغد واتقوا الله أن تزل (23) قدم بعد ثبوتها، إن الله خبير بما تعملون. معاشر الناس، تدبروا القرآن وافهموا آياته وانظروا في محكماته ولا تتبعوا متشابهه، فوالله لن يبين لكم زواجره ولا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده وشائل بعضده ورافعه بيدي ومعلمكم: (إن من كنت مولاه فعلي مولاه) وهو أخي ووصي، وموالاته من الله أنزلها علي. معاشر الناس، إن عليا والطاهرين من ذريتي وولدي وولده هم الثقل


(23) ق خ ل: ان تخالفوه فتزل. (24) سورة الزمر: الآية 56.

[ 352 ]

الاصغر والقرآن الثقل الأكبر، وكل واحد منهما منبئ عن صاحبه (25) وموافق له، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ألا إنهم أمناء الله في خلقه وحكامه في أرضه. ألا وقد أديت، ألا وقد أسمعت، ألا وقد بلغت، ألا وقد أوضحت. ألا وإن الله تعالى قال وإني أقول عن الله: (إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي، ولا تحل إمرة المؤمنين لأحد بعدي غيره). ثم ضرب بيده على عضد علي عليه السلام فرفعها، وكان أمير المؤمنين مذ أول ما صعد رسول الله صلى الله عليه وآله على درجة دون مقامه فبسط يده نحو وجه رسول الله صلى الله عليه وآله بيده حتى استكمل بسطهما إلى السماء، وشال عليا عليه السلام حتى صارت رجلاه مع ركبتي رسول الله صلى الله عليه وآله. ثم قال: معاشر الناس، هذا علي أخي ووصي وواعي علمي وخليفتي في أمتي على من آمن بي. ألا إن تنزيل القرآن علي وتأويله وتفسيره بعدي عليه، والعمل بما يرضى الله ومحاربة أعدائه والدال على طاعته والناهي عن معصتيه. إنه خليفة رسلو الله وأمير المؤمنين والإمام الهادي وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بأمر الله. أقول: ما يبدل القول لدي، بأمرك يا ربي أقول: اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه والعن من أنكره وأغضب على من جحد حقه. اللهم إنك أنزلت علي أن الإمامة لعلى، وإنك عند بياني ذلك ونصبي إياه، لما أكملت لهم دينهم وأتممت عليهم نعمتك ورضيت لهم الإسلام دينا وقلت: * (إن الدين عند الله الإسلام) * (26) وقلت: * (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) * (27). اللهم إني أشهدك إني قد بلغت.


(25) ق خ ل: مبني على صاحبه. (26) سورة آل عمران: الآية 19. (27) سورة آل عمران: الآية 85.

[ 353 ]

معاشر الناس، إنه قد أكمل الله دينكم بإمامته، فمن لم يأتم به وبمن يقوم بولدي من صلبه إلى يوم العرض على * (فأولئك الذن حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة) * (28). وفي النار هم خالدون، * (فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون) * (29). معاشر الناس، هذا علي أنصركم لي، وأحقكم وأقربكم وأعزكم علي، والله وأنا عنه راضيان. ما نزلت آية رضي في القرآن إلا فيه، ولا خاطب الله الذين آمنوا إلا بدء به، ولا شهد الله بالجنة في * (هل أتى على الإنسان) * (30) إلا له، ولا أنزلها في سواه ولا مدح بها غيره. معاشر الناس، هو قاضي ديني والمجادل عني والتقى النقي الهادي المهدى، نبيه خير الأنبياء وهو خير الأوصياء. ذرية كل نبي من صلبه وذريته من صلب علي. معاشر الناس، إن إبليس لعنه الله أخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم، فإن آدم أهبط إلى الأرض بذنبه وخطيئته وإن المعلون حسده على الشجرة وهو صفوة الله، فكيف بكم وأنتم أنتم وقد كثر أعداء الله. ألا وإنه لا يبغض عليا إلا شقي ولا يتولاه إلا تقي ولا يؤمن به إلا مؤمن مخلص، فيه نزلت سورة العصر: * (بسم الله الرحمان الرحيم والعصر إن الإنسان لفي خسر) * السورة (31). معاشر الناس، قد أشهدت الله وبلغتكم رسالتي وما علي إلا البلاغ. معاشر الناس، اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.


(28) سورة آل عمران: الآية 22. (29) سورة البقرة: الآية 86. (30) سورة الدهر: الآية 1. (31) سورة العصر: الآيات 3 – 1.

[ 354 ]

معاشر الناس، آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزل معه * (من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها ونلعنهم كما لعنا أصحاب السبت) * (32)، بالله ما عنى بهذه الآية إلا قوما من أصحابي، أعرفهم بأسمائهم وأنسابهم، وقد أمرت بالصفح عنهم، فليعمل كل أمرئ على ماى جد لعلي في قلبه من الحب والبغض معاشر النسا، النور من الله مسبوك في ثم في علي بن أبي طالب ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله وبكل حق هو لنا. ألا وإن الله قد جعلنا حجة على المعاندين وعلى المقصرين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين والغاصبين من جميع العالمين. معاشر الناس، أنذركم أنى رسول الله، قد خلت من قبلي الرسل، أفإن مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم ؟ * (ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) * (33). ألا وأن عليا الموصوف بالصبر والشكر، ثم من بعده في ولدي من صلبه. معاشر الناس، لا تمنوا علي بإسلامكم، بل لا تمنوا على الله فيحبط عملكم ويسخط عليكم ويبتليكم بشواظ من نار ونحاس، إن ربكم لبالمرصاد. معاشر الناس، سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون. معاشر الناس، إن الله وأنا بريئان منهم ومن أشياعهم وأنصارهم، وجميعهم في الدرك الأسفل من النار وبئس مثوى المتكبرين. ألا إنهم أصحاب


(32) سورة النساء: الآية 47. (33) سورة آل عمران: الآية 144.

[ 355 ]

الصحيفة. معاشر الناس، فلينظر أحدكم في صحيفة. قال: فذهب على الناس إلا شرذمة منهم أمر الصحيفة. معاشر الناس، إنى ادعها إمامة ووراثة في عقبي إلى يوم القيامة، وقد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغائب، وعلى من شهد ومن لم يشهد، وولد أم لم يولد، فليبلغ حاضركم غائبكم (34) إلى يوم القيامة. وسيجعلون (35) الإمامة بعدي ملكا وإغتصابا. ألا لعن الله الغاصبين والمغتصبين، وعندها * (يفرغ لكم أيها الثقلان) * من يفرغ فيرسل * (عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران) * (36). معاشر الناس، إن الله عز وجل لم يكن ليذركم * (على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب) * (37). معاشر الناس، إنه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها، وكذلك يهلك قريتكم. وهو المواعد كما ذكر الله في كتابه، وهو مني ومن صلبي والله منجز وعده. معاشر الناس، * (قد ضل قبلكم أكثر الأولين) * (38) فأهلكهم الله وهو مهلك الآخرين، ثم تلا الآية إلى آخرها ثم قال: إن الله أمرني ونهاني وقد أمرت عليا ونهيته بأمره، فعلم الأمر والنهي لديه. فاسمعوا الأمر منه تسلموا وأطيعوه تهتدوا، وانتهوا عما ينهاكم عنه ترشدوا، ولا تتفرق بكم السبيل عن سبيله. معاشر الناس، أنا الصراط المستقيم الذي أمركم أن تسئلوا الهدي إليه،


(34) ق خ ل: الحاضر الغائب والوالد الولد. (35) خ ل: ستجعلون. (36) سورة الرحمان: الآية 35 و 31. (37) سورة آل عمران: الآية 179. (38) سورة الصافات: الآية 71 والفقرة اللاحقة ليست من القرآن.

[ 356 ]

ثم علي بعدي – وقرء سورة الحمد – وقال: فيهم نزلت، فيهم ذكرت، لهم شملت، إياهم خصت وعمت. اولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. ألا إن حزب الله هم المفلحون. ألا إن أعدائهم هم السفهاء الغاوون (39) إخوان الشياطين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، ألا إن أوليائهم الذين ذكر الله في كتابه: * (لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) * الآية (40). ألا إن أوليائهم المؤمون الذين وصفهم الله فقال: * (لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) * (41). ألا إن أوليائهم الذين آمنوا ولم يرتابوا. ألا إن أوليائهم الذين يدخلون الجنة آمنين وتلقاهم الملائكة بالتسليم،: * (سلام عليكم طبتم فأدخلوا خالدين) * (42) وهم الذين الجنة بغير حساب. ألا إن أعدائهم الذين * (يصلون سعيرا) * (43). ألا إن أعدائهم * (الذين يسمعون لجنهم شهيقا وهي تفور) * (44) ويرون لها زفيرا * (كلما دخلت أمة لعنت أختها) *. ألا إن أعدائهم الذين قال الله عز وجل: * (كلما ألقي فيها فوج سئلهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جائنا نذير) * إلى قوله * (فسحقا لإصحاب السعير) * (46). ألا إن أوليائهم * (الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير) * (47). معاشر الناس قد بينا ما بين السعير والأجر الكبير. عدونا من


(39) م وق خ ل: العادون. (40) سورة المجادلة: الآية 22. (41) سورة الانعام: الآية 82. (42) سورة الزمر: الآية 73. (43) اشارة إلى الآية 6 من سورة المالك. (44) اشارة إلى الآية 7 من سورة الملك. (45) سورة الأعراف: الآية 38. (46) و (47) سورة الملك: الآية 8 و 12.

[ 357 ]

ذمه الله ولعنه، وولينا من أحبه الله ومدحه. معاشر الناس، ألا إني النذير وعلي البشير، ألا إني المنذر وعلي الهادي، ألا إني النبي وعلي الوصي، ألا إني الرسول وعلي الإمام والوصي من بعدي. ألا إن الامام المهدي منا، ألا إنه الظاهر على الأديان، ألا إنه المنتقم من الظالمين، ألا إنه فاتح الحصون وهادمها وقاتل كل قبيلة من الشرك، المدرك لكل ثار لأولياء الله. ألا إنه ناصر دين الله، ألا إنه المجتاز (48) من بحر عميق. ألا إنه المجازي كل ذي فضل بفضله ولك ذي جهل بجهله. ألا إنه خيرة الله ومختاره، ألا إنه وارث كل علم والمحيط به. ألا إنه المخبر عن ربه السديد، ألا إنه المفوض إليه. ألا إنه قد بشر به من سلف من القرون بين يديه. ألا إنه باقى حجج الحجيج (49) ولا حق إلا معه. ألا وإنه ولى الله في أرضه وحكمه في خلقه وأمينه في علانيته وسره. معاشر الناش، إنى قد بينت لكم وفهمتكم، وهذا علي يفهمكم بعدي. ألا إني أدعوكم عند إنقضاء خطبتي إلى مصافقتي إلى (50) بيعته والإقرار به ثم مصافقته بعدي. ألا إنى قد بايعت الله وعلي قد بايعني، وأنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل: * (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فيسؤتيه أجرا عظيما) * (51). معاشر الناس، إن الحج والعمرة من شعائر الله * (فمن حج البيت أو


(48) م: المجتاح، ق خ ل: متاج أو ممتاح. (49) ق خ ل: انه الباقي حجة ولا حجة بعده، ألا انه لا غالب له ولا منصور عليه. (50) م: على. (51) سورة الفتح: الآية 10، وفي النسخ: (إن الذين يبايعون الله ورسوله يد الله فوق أيديهم).

[ 358 ]

اعتمر فلا جناح عليه) * إلى آخر الآية (52)، فما ورده أهل بيت إلا أستغنوا وأبشروا (53)، ولا تخلفوا عنه إلا بتروا وافتقروا وما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر له ما سلف من ذنبه، فإذا قضى حجة استأنف به. معاشر الناس، الحاج معانون ونفقاتهم مخلفة، والالاه لا يضيع أجر المحسنين. معاشر الناس، حجوا البيت بكمال في الدين والتفقه، ولا تنصرفوا من المشاهد إلا بتوبة، وأقيموا الصلاة وآتوا الزكوة كما أمركم الله فإذا طال عليكم الأمد فقصرتم أو نسيتم فعلي وليكم الذين قد نصبه الله لكم بعدي أمين خلقه، إنه مني وأنا منه، وهو ومن تخلف من ذريتي يخبرونكم بما تسئلون منه ويبينون لكم إليهم، فيه ترجعون مما لا تعلمون. ألا وإن الحلال والحرام أكثر من أن أحصيهما وأعدهما، فأمر بالحلال وأنهي عن الحرام في مقام واحد، وقد أمرت فيه أن آخذ عليكم بالبيعة والصفقة بقبول ما جئت به من الله في علي أمير المؤمنين، والأوصياء الذين هم مني ومنه، الإمامة فيهم قائمة، خاتمها المهدي إلى يوم يلقى الله الذى (54) يقدر ويقضي. كل حلال دللتكم عليه وحرام نهيتكم عنه فإني لم أرجع عن ذلك ولم أبدله. ألا فأذكروا وأحفظوا ولا تبدلوه ولا تغيروه، وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر. ألا وإن رأس أعمالكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعرفوا من لم


(52) سورة البقرة: الآية 158، كذا في النسخ وفى الاحتجاج، وفي القرآن: (ان الصفاء والمروة من شعائر الله). (53) في النسخ: يسئلوا. (54) في النسخ: النبي.

[ 359 ]

يحضر مقامي ويسمع مقالي هذا، فإنه بأمر الله ربي وربكم ولا أمر بمعروف ولا نهى عن منكر إلا مع إمام معصوم. معاشر الناس، إني أخلف فيكم القرآن، وصيي علي والأئمة من ولده بعدي، قد عرفتم إنهم مني (55)، فإن تمسكتم بهم لن تضلوا. ألا إن خير زادكم التقوى واحذروا الساعة، إن زلزلة الساعة شئ عظيم، واذكروا الموت والمعاد والحساب بين يدي الله عز وجل والميزان والثواب والعقاب، فمن جاء بالحسنة أثيب عليها ومن جاء بالسيئة فليس له في الجنة من نصيب. معاشر الناس، إنكم أكثر من أن تصافقوني بكف واحد في وقت واحد، وقد أمرني الله أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعلي من إمرة المؤمنين ولمن جاء بعده من ولده الأئمة من ذريتي. فقولوا بأجمعكم: (بأنا سامعون راضون، منقادون لما بلغت عن ربنا وربك في إمامنا وأئمتنا من ولده (56). نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا، على ذلك نحيي وعليه نموت وعليه نبعث، لا نغير ولا نبدل ولا نشك ولا نجحد ولا نرتاب عن العهد ولا ننقض الميثاق. وعظتنا بوعظ الله في علي أمير المؤمنين والأئمة التي ذكرت من ذريتك من ولده بعده الحسن والحسن ومن نصبه الله بعدهما، فالعهد والميثاق لهم مأخوذ منا من قلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وضمايرنا وأيدينا. من أدركها بيده وإلا فقد أقر بها بلسانه ولا نبتغ بذلك بدلا ولا يرى الله من أنفسنا حولا، نحن نؤدى ذلك عنك الدانى والقاصي من أولادنا وأهالينا، نشهد الله بذلك وكفى بالله شهيدا وأنت علينا به شهيد). معاشر الناس، ما تقولون فإن الله يعلم كل صوت وخائنة الأعين وما تخفى الصدور، فمن اهتدى فلنفسه (57) ومن ضل فإنما يضل عليها ومن بايع


(55) ق خ ل: انهم مني وأنا منهم (56) ق خ ل: في حق علي وأمر ولده من الأئمة. (57) ق خ ل: فإنما يهتدي لنفسه.

[ 360 ]

فإنما يبايع الله. يد الله فوق أيديكم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، فبايعوا الله وبايعوني وبايعوا عليا والحسن والحسين والأئمة منهم في الدنيا والآخرة بكلمة باقية. معاشر الناس، لقنوا ما لقنتكم وقولوا ما قلته، وسلموا على أميركم (58) وقولوا: * (سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) * (59) و * (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) * (60). معاشر الناس، إن فضائل علي وما خصه الله به في القرآن أكثر من أن أذكرها في مقام واحد، فمن أنبأكم بها فصدقوه بها. معاشر الناس، من يطع الله ورسوله واولي الأمر فقد فاز فوزا عظيما. السابقون السابقون إلى بيعته، والتسليم عليه بإمرة المؤمنين، * (أولئك المقربون في جنات النعيم) * (61). فقولوا ما يرضى الله عنكم، وإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا. اللهم أغفر للمؤمنين بما أديت وأمرت، وأغضب على الجاحدين والكافرين والحمد لله رب العالمين. قال: فتبادر الناس إلى بيعته وقالوا: (سمعنا وأطعنا لما أمرنا الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجميع جوارحنا)، ثم انكبوا على رسول الله وعلى علي صلوات الله عليهما بأيديهم. وكان أول من صافق رسول الله صلى الله عليه وآله أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير ثم باقي المهاجرين والأنصار والناس على طبقاتهم ومقدار منازلهم، إلى أن صليت الظهر والعصر في وقت واحد، والمغرب والعشاء الآخرة في وقت واحد.


(58) ق خ ل: سلموا على علي بإمرة المؤمنين. (59) سورة البقرة: الآية 285. (60) سورة الأعراف: الآية 43. (61) سورة الواقعة: الآية 11.

[ 361 ]

ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلاثا، ورسول الله صلى الله عليه وآله كلما بايعه فوج بعد فوج يقول: (الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين). وصارت المصافقة سنة ورسما واستعملها من ليس له حق فيها (62).


(62) أورده في البحار: ج 37 ص 218 ب 52 ذيل ح 86، كما رواه الطبرسي في الاحتجاج: ج 1 ص 66، وأورده المصنف في كتاب التحصين: القسم الأول، الباب 29.

[ 362 ]

فيما نذكره من كتاب (الرسالة الموضحة) تأليف المظفر بن جعفر بن الحسن، في أمر النبي صلى الله عليه وآله بالتسليم على مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين في حياة سيد المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين. وهو ممن يروى عنه محمد بن جرير الطبري. ننقل ذلك من خط مصنفه من الخزانة العتيقة بالنظامية ببغداد. فقال ما هذا لفظه: وعنه قال: حدثنا محمد بن همام عن علي بن العباس ومحمد بن الحسين بن حفص قالا: حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا يحيى بن سالم عن صباح بن يحيى المزني عن العلاء بن محمد المسيب عن أبي داود عن بريدة الأسلمي قال: كنا نسلم على علي بن أبي طالب عليه السلام بحضرة رسول الله صلى الله عليه وآله بإمرة المؤمنين، نقول: (السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته)، ويرد علينا (1).


(1) أورده في البحار: ج 37 ص 323 ب 54 ح 56.

[ 363 ]

فيما نذكره عن المظفر بن جعفر بن الحسن المذكور من كتابه الذي أشرنا إليه بالخزانة العتيقة بالنظامية، من حديث الخمس رايات، وتسمية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين صلوات الله عليهم أجمعين. فقال ما هذا لفظه: وعنه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثني أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن نوح بن دراج من أصل كتابه قال: حدثني أبي، قال: حدثني محمد بن أيوب بن دراج عن نوح بن أبي النعمان الأزدي عن صخر بن الحكم الفزاري عن حنان (1) بن الحرب الأزدي عن ربيع بن حميد الضبي عن مالك بن ضمرة الرواسي عن أبي ذر الغفاري، قال: لما سير أبو ذر اجتمع هو وعلي بن أبي طالب عليه السلام وسلمان الفارسي وعبد الله بن مسعود والمقداد بن الأسود وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر. فقال أبو ذر: حدثوا (2) بحديث نذكر فيه رسول الله صلى الله عليه وآله فنشهد له وندعو له ونصدقه. قالوا: حدثنا يا علي. قال: لقد علمتم ما هذا زمان حديثي. قالوا: صدقت. قالوا: حدثنا يا حذيفة. قال: لقد علمتم إنى سئلت عن المعضلات فحدثتهن. قالوا: يابن مسعود، حدثنا. قال: لقد علمتم إني


(1) ق: حسان. (2) في النسخ: وحدثوا.

[ 364 ]

قرأت القرآن لم اسئل عن غيره. قالوا: حدثنا يا عمار. قال: لقد علمتم إنى نسئ إلا إن أذكر قال: فقال أبو ذر: أنا أحدثكم بحديث سمعتموه، أو من سمعه منكم تشهدون إنه حق. ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله وإن الساعة آتية لا ريب فيها وإن الله يبعث من في القبور وأن البعث حق والنار حق ؟ قالوا: نشهد على ذلك. قال: وأنا معكم من الشاهدين. قال: الستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثنا إن شرار الأولين والآخرين إثنا عشر، ستة من الأولين وستة من الآخرين ؟ ثم سمى الأولين: ابن آدم الذي قتل أخاه وفرعون وهامان وقارون والسامري والدجال – اسمه في الأولين ويخرج في الآخرين -، وسمى الآخرين ستة: العجل وفرعون وهامان وقارون والسامري والأبتر ؟ قالوا: نشهد على ذلك. قال: وأنا على ذلك من الشاهدين. قال: ألستم تشهدون إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من أمتي من يرد علي الحوض على خمس رايات وهي: راية العجل، فأقوم فآخذ بيده، فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشائه وفعل ذلك بمن تبعه. فأقول: ماذا خلفتموني في الثقلين من بعدى ؟ فيقولون: كذبنا الأكبر ومزقناه واضطهدنا الأصغر وابتززناه. فأقول: أسلكوا ذات الشمال. فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم، لا يطعمون منه قطرة. ثم ترد علي راية فرعون أمتي وهم أكثر الناس ومنهم البهارجيون (3). قيل: يا رسول الله، أبهرجوا الطريق ؟ قال: لا ولكنهم بهرجوا دينهم، وهم


(3) ق: البهارجون، وفي الخصال: المبهرجون. وفي المنجد: بهرج بهم الدليل: عدل بهم عن الجادة إلى غيرها.

[ 365 ]

الذين يصنعون للدنيا (4) ولها يرضون ولها يسخطون ولها ينصبون. أفأقوم فآخذ بيد صاحبهم وذكر مثل الأول فيقولون: كذبنا الأكبر ومزقناه وقاتلنا الأصغر وقتلناه. فأقول: اسلكوا طريق أصحابكم، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يسقون (5) منه قطرة. ثم ترد علي راية فلان – وسماه – وهو إمام خمسين ألفا من أمتي، فآخذ بيده وذكر مثل الأول فيقولن: كذبنا الأكبر وخذلنا الأصغر وعدلنا عنه (6)، فيكون سبيلهم سبيل من تقدمهم. ثم ترد علي راية فلان – وسماه – برايته وهو إمام سبعين ألفا من أمتي فأقوم فآخذ بيده وذكر مثل ذلك، فيقولون: كذبنا الأكبر وعصيناه وقاتلنا الأصغر وقتلناه. فيكون سبيلهم سبيل من تقدمهم. ثم ترد علي راية أمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه. فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: تبعنا الأكبر وصدقناه ووازرنا الأصغر ونصرناه وقتلنا معه. فأقول: رووا، فيشربون شربة لا يظمئون بعدها (7) ولا ينصبون ولا يفزعون. وجه إمامهم كالشمس الطالعة ووجوههم كالقمر ليلة البدر أو كاضوء نجم في السماء، فقال أبو ذر: وهو أنت يا علي. قال [ ابن ] (8) أبو النعمان: قال لي صخر: إشهد بهذا علي عند الله، إني حدثتك به عن حنان. قال حنان لصخر: إشهد بهذا علي عند الله إني حدثتك به عن ربيع بن حميد. قال: وقال ربيع الحنان: إشهد بهذا علي عند الله إني حدثتك بهذا عن مالك بن ضمرة، وقال مالك بن ضمرة لربيع: أشهد


(4) في الخصال: يغضبون للدنيا. (5) ق خ ل: لا يطعمون. (6) في المطبوع: حدثنا عنه وفي م: خذلنا عنه. (7) م: بعدها أبدا. (8) الزيادة منا بقرينة السند.

[ 366 ]

بهذا علي عند الله إنى حدثتك بهذا عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي ذر: وإشهد بهذا علي عند الله إني حدثتك بهذا ليس بينى وبين أبي ذر وبين الله أحد (9).


(9) أورده في البحار: ج 37 ص 344 ب 55 ذيل ح 1.

[ 367 ]

فيما نذكره عن المظفر بن جعفر بن الحسن من كتابه بخطه في النظامية العتيقة ببغداد، وتسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين. نذكره بلفظه: وعنه قال: حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي أبو جعفر قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق بن راشد الراشدي قال: حدثنا يحيى بن سالم الفراء عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن جندب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يدخل الآن ! قيل: يا رسول الله، من يدخل الآن ؟ قال: أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين. قال: قلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار. فدخل علي عليه السلام، فقام النبي صلى الله عليه وآله مستبشرا فجعل يمسح عرق وجهه بوجه علي عليه السلام. فقال: يا رسول الله، إنك تصنع بي شيئا ما صنعته بي ؟ ! قال: ولم لا أصنع وأنت تؤدي عني وتنجز عداتي وتقضي ديني وتبين لهم الذي اختلفوا فيه بعدى (1).


(1) أورده في البحار: ج 37 ص 324 ب 54 ح 57، ورواه في الخصال: ج 2 ص 65.

[ 368 ]

فيما نذكره عن المظفر بن جعفر بن الحسن من كتابه بخطه بالنظامية العتيقة ببغداد بتسمية النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي أوتى منه. ومن رجال الحديث محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ الذي روى الخطيب في تاريخه (إنه ما كان تحت أديم السماء مثله) (1)، فقال ما هذا لفظه: فمنها ما حدثنا الشيخ أبو المفضل محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الشيباني رحمه الله، قال: وجدت في كتابي عن محمد بن جرير الطبري قال: (وجدت في كتابي عن محمد بن حمدى الرازي قال: حدثنا داهر بن يحيى الأحمري المقري [ عن الأعمش ] (2) عن عباية الأسدي قال: بينا ابن عباس (3) بمكة يحدث الناس على شفير زمزم، فلما قضى حديثه نهض إليه رجل من الملأ فقال: يا بن عباس، إني رجل من أهل الشام. فقال: أعوان كل ظالم إلا من عصمه الله منكم، فسل عما بدالك. قال: يابن عباس، إنما جئتك لأسئلك عن علي وقتاله أهل لا إله إلا الله لم يكفروا بصلاة ولا حج ولا صيام شهر رمضان. فقال ابن عباس: ثكلتك أمك، سل عما يعنيك. فقال: يابن عباس، ما جئت أضرب عليك (4) من (حمص) (5) لحج ولا لعمرة، ولكن جئت اسئلك لتشرح لي أمر علي وقتاله.


(1) تاريخ بغداد: ج 2 ص 162، الرقم 589. (2) الزيادة من البحار. (3) كذا في النسخ والظاهر: كان ابن عباس. (4) ق خ ل: أضرب الأرض. (5) بلدة معروفة بالشام على شمالى دمشق.

[ 369 ]

قال: ويحك، إن علم العالم صعب لا تحتمله ولا تقبله القلوب، إن مثل على عليه السلام في هذه الأمة كمثل موسى والعالم، وذلك إن الله تعالى يقول لموسى في كتابه: * (إنى اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ) * (6)، فكان موسى عليه السلام يرى إن جميع الأشياء قد أثبتت (7) له كما ترون إن علمائكم قد أثبتوا لكم جميع الأشياء ولما يثبتوه. فلما انتهى موسى إلى ساحل البحر لقى العالم فاستنطقه فأقر له بفضل علمه ولم يحسده كما حسدتم أنتم عليا في فعله. فقال له موسى – ورغب إليه: * (هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا) * ؟ (8) فعلم العالم إن موسى لا يطيق صحبته ولا يصبر على علمه. فقال [ له ] (9) العالم: * (إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) *. قال موسى – وهو يعتذر -: * (ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا) *. فعلم أن موسى لم يصبر على علمه، فقال له: * (إن اتبعتني فلا تسئلني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا) *. فركبا في السفينة فخرقها العالم، وكان خرقها لله رضى ولموسى سخطا، كذلك علي بن أبي طالب عليه السلام لم يقتل إلا من كان قتله لله رضي ولأهل الجهالة من الناس سخطا. إجلس فأخبرك بالذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وعاينته منه. أخبرك: إن رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج زينب بنت جحش فأولم فكانت وليمته الحيس وكان يدعو عشرة عشرة من المؤمنين. فكانوا إذا أصابوا


(6) سورة الأعراف: الآية 143 و 144. (7) في البحار وم: أبينت. (8) سورة الكهف: الآيات 70 – 66. (9) الزيادة من ق خ ل.

[ 370 ]

طعام رسول الله صلى الله عليه وآله يشتهي أن يخففوا عنه فيخلوا له المنزل، لأنه كان حديث عهد بعرس، وكان محبا لزينب وكان يكره أذى المؤمنين. فأنزل الله عز وجل: * (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه وإذا دعيتم فأدخلوا فإذا طعمتم فانتشروا) * (10) إلى آخر الآية. فلما نزلت هذه الآية كانوا إذا أصابوا طعاما لم يلبثوا أن يخرجوا. قال: فمكث رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة أيام ولياليهن، ثم تحول إلى أم سلمة ابنة (11) أبي أمية وكانت ليلتها من رسول الله وصحبته يوما (12). فلما تعالى النهار انتهى علي عليه السلام إلى الباب فدق دقا خفيفا عرف رسول الله دقه وأنكرت أم سلمة. قال: يا أم سلمة، قومي فافتحي الباب. قالت: يا رسول الله، من هذا الذي قد بلغ من خطره أن أفتح له الباب، وقد نزل فينا بالأمس ما نزل حيث يقول الله تعالى: * (فإذا سألتموهن متاعا فاسئلوهن من وراء حجاب) * (13). من الذى بلغ من خطره أن ينظر إلى محاسني ومعاصمي ؟ فقال لها نبي الله صلى الله عليه وآله كهيئة المغضب: يا أم سلمة، من يطع الرسول فقد أطاع الله، قومي فافتحي له الباب، فإن بالباب رجلا ليس بالخرق ولا بالنزق ولا بالعجل في أمره، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. يا أم سلمة، إنه آخذ بعضادتى الباب فليس بفاتحه حتى تتوارى عنه، ولا داخل الدار حتى تغيب الوطئ عنه إنشاء الله. فقامت (14) أم سلمة وهي لا تدري من بالباب غير إنها قد حفظت


(10) سورة الأحزاب: الآية 53. (11) م: بنت. (12) في المطبوع: صبيحة يومها. (13) سورة الأحزاب: الآية 54. (14) ق وم والمطبوع: فقالت، صححناه من البحار.

[ 371 ]

المدح، فمشت نحو الباب وهي تقول: بخ بخ لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. ففتحت وأمسك علي صلوات الله عليه بعضادتي الباب، فلم يزل قائما حتى غاب عنه الوطئ فدخلت أم سلمة في خدرها. ففتح علي الباب فدخل وسلم على نبي الله صلى الله عليه وآله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أم سلمة، هل تعرفينه ؟ فقالت: نعم، فهنيئا له. فقال صلى الله عليه وآله: هذا علي بن أبي طالب، لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبى بعدي يا أم سلمة، هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي أوتى منه والوصي على الأموات من أهل بيتي والخليفة على الأحياء من أمتي، أخي في الدنيا وقريني في الآخرة ومعي في السنام الأعلى. إشهدي يا أم سلمة، إنه يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين. فقال الشامي: فرجت عني يا بن عباس، أشهد أن عليا مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة (15).


(15) أورده في البحار: ج 32 ص 349 ب 9 ح 332، كما رواه في علل الشرايع: ج 1 ص 64 ب 54 ح 3.

[ 372 ]

فيما نذكره عن المظفر بن جعفر بن الحسن من كتابه بخطه في النظامية العتيقة كما قدمناه، وهو حديث يوم الغدير على نحو ما قدمناه (1) عن أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي. نذكر منه الإسناد بلفظه لأجل اختلاف روايته، ونذكر مالابد منه من ذكر لفظه في التسمية لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وإمامهم وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين. فنقول: قال: وعن أبي الحسين محمد بن معمر الكوفي قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن المعافي (2) قال: حدثني علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده جعفر عليهم السلام قال: يوم غدير خم يوم شريف عظيم، أخذ الله الميثاق لأمير المؤمنين عليه السلام، أمر محمد صلى الله عليه وآله أن ينصبه للناس علما – وشرح الحال وقال ما هذا لفظه -: ثم هبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد، إن الله يأمرك أن تعلم أمتك ولاية من فرضت طاعته ومن يقوم بأمرك من بعدك، وأكد ذلك في كتابه فقال: * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * (3). فقال: أي رب، ومن ولي أمرهم بعدي ؟ فقال: من هو لم يشرك بي طرفة عين ولم يعبد وثنا ولا أقسم بزلم (4)، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمامهم وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين، فهو الكلمة التي الزمتها المتقين والباب الذي أوتى منه،


(1) انظر الباب 127 من هذا الكتاب. (2) م: محمد بن المعافي، وفي البحار: حمدان بن المعافي. (3) سورة النساء: الآية 59. (4) انظر قوله تعالى: * (وان تستقسموا بالازلام) * سورة المائدة: الآية 3.

[ 373 ]

من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أي رب إني أخاف قريشا والناس على نفسي وعلي. فأنزل الله تبارك وتعالى وعيدا وتهديدا: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك – في علي – وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * (5). ثم ذكر صورة ما جرى بغدير خم من ولاية علي عليه السلام (6).


(5) سورة المائدة: الآية 67. وفي النسخ لم يذكر (من ربك). (6) أورده في البحار: ج 37 ص 324 ب 54 ح 58، وأورده في الغدير: ج 1 ص 283 عن فرات بن إبراهيم الكوفي.

[ 374 ]

فيما نذكره ونرويه من كتاب (الإستنصار في النص على الأئمة الأظهار) تأليف الفقيه الفاضل محمد بن علي بن عثمان الكراجكي، وجدنا فيه حديثا واحدا رواه من طرق العامة في تسميته صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام بسيد المسلمين وأمير المؤمنين وأخو رسول رب العالمين وخليفته على الناس أجمعين. فنذكر عنه رضي الله عنه بلفظه. فقال: باب من روايات العامة في النص على الأئمة صلوات الله عليهم وسلامه، فمن ذلك ما سمعناه عن الشيخ الفقيه أبى الحسن محمد بن أحمد بن علي بن شاذان القمي رضي الله عنه من كتابه المعروف بإيضاح دفائن النواصب (1)، بمكة في المسجد الحرام سنة إثنتي عشرة وأربعمائة، حدثني الشيخ أبو الحسن قال حدثنا محمد بن الحسين بن أحمد (2) قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا إبراهيم بن هاشم قال: حدثنا محمد بن سنان قال: حدثني زياد بن المنذر قال: حدثني سعد (3) بن طريف (4) عن الاصبغ عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: معاشر الناس، اعلموا أن لله تعالى بابا من دخله أمن من النار ومن الفزغ الأكبر.


(1) وهو كتابه المعروف بمائة منقبة أو المائة حديث في فضائل أمير المؤمنين (ع)، هذا حديث 41 منه. انظر الباب 81 من هذا الكتاب. (2) في المصدر: محمد بن الحسين بن أحمد قال: حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم… الخ. (3) في البحار: سعد، والظاهر ان (سعد) سهو لعدم روايته عن اصبغ بن نباته. (4) في المصدر: ظريف.

[ 375 ]

فقام إليه أبو سعيد الخدري فقال: يا رسول الله، إهدنا إلى هذا الباب حتى نعرفه. فقال: هو علي بن أبي طالب سيد الوصيين وأمير المؤمنين وأخو رسول رب العالمين وخليفته على الناس أجمعين. معاشر الناس، من أحب أن يستمسك بالعروة الوثقى التي لا إنفصام لها فليستمسك بولاية علي بن أبي طالب (5)، فإن ولايته ولايتي وطاعته طاعتي. معاشر الناس، من أحب أن يعرف الحجة بعدي فليعرف علي بن أبي طالب (6) والأئمة من ذريتي، فإنهم خزان علمي. فقام جابر بن عبد الله الأنصاري فقال: يا رسول الله، وما عدة الأئمة ؟ فقال: يا جابر، سئلتني رحمك الله عن الإسلام بأجمعه، عدتهم عدة الشهور وهي * (عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض) * (7)، وعدتهم عدة العيون التي تفجرت (8) لموسى بن عمران عليه السلام حين ضرب بعصاه الحجر * (فانفجرت منه إثنتا عشرة عينا) * (9)، وعدتهم عدة نقباء بني إسرائيل، قال الله تعالى: * (ولقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم إثني عشر نقيبا) * (10)، فالأئمة يا جابر إثني عشر، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم (11).


(5) في المصدر: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. (6) في البحار كما في المصدر: من سره أن يتولي ولاية الله فليقتد بعلي بن أبي طالب والأئمة من ذريتي. (7) سورة التوبة: الآية 36. (8) في البحار: انفجرت. (9) سورة البقرة: الآية 60. (10) سورة المائدة: الآية 12. (11) الاستنصار للكراجكي: ص 20، وأورده في البحار: ج 36 ص 264 ب 41 ذيل ح 84.

[ 376 ]

فيما نذكره من حديث البساط وأهل الكهف روينا من عدة طرق ورأينا من عدة طرقهم وتصانيفهم في مواضع من جماعة ويزيد بعض الرواة (1) على بعض ونحن نذكر الآن ما رأيناه في نسخة فيها ذكر اسماء علي صلوات الله عليه. أول خطبة النسخة (الحمد لله المستحق الحمد بآلائه المستوجب للشكر على نعمائه)، وفيه تسمية مولانا علي بإمرة المؤمنين. وهذا لفظها (2): حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن الحسين قال: حدثنا الحسن بن دينار عن عبد الله بن موسى عن أبيه عن جده جعفر بن محمد الصادق عن أبيه محمد بن علي عن أبيه عليهم السلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري رحمة الله عليه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله يوما ونحن في مسجده، فقال: من هيهنا ؟ فقلت: أنا يا رسول الله وسلمان الفارسي. فقال: يا سلمان، اذهب فادع لي مولاك علي بن أبي طالب، قال جابر: فذهب سلمان ينبدر (3) حتى أخر عليا عليه السلام من منزله. فلما دنى من رسول الله صلى الله عليه وآله قام فخلا به وأطال مناجاته، ورسول الله صلى الله عليه وآله يقطر عرقا كهيئة اللؤلؤ ويتهلل حسنا، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله من مناجاته وجلس. فقال له: أسمعت يا علي ووعيت ؟ قال: نعم يا رسول الله.


(1) ق خ ل: الروايات. (2) ق: الفاظها. (3) ق: يعدو به. م والبحار: يبتدر به.

[ 377 ]

قال جابر: ثم التفت إلي وقال: يا جابر، أدع لي أبا بكر وعمر وعبد الرحمان بن عوف الزهري. قال جابر: فذهبت مسرعا فدعوتهم. فلما حضروا قال: يا سلمان إذهب إلى منزل أمك أم سلمة فاتني ببساط الشعر الخيبري. قال جابر: فذهب سلمان فلم يلبث إن جاء بالبساط. فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله سلمان فبسطه، ثم قال لأبي بكر وعمر وعبد الرحمان: إجلسوا على البساط. فجلسوا كما أمرهم. ثم خلا رسول الله صلى الله عليه وآله سلمان، فلما جائه أسر إليه شيئا ثم قال له: إجلس في الزاوية الرابعة: فجلس سلمان ثم أمر عليا عليه السلام أن يجلس في وسطه. ثم قال له: قل ما أمرتك، فوالذي بعثني بالحق نبيا لو شئت قلت على الجبل لسار. فحرك علي عليه السلام شفتيه. قال جابر: فاختلج البساط فمر بهم. قال جابر: فسألت سلمان فقلت: أين مر بكم البساط ؟ قال: والله ما شعرنا بشئ حتى انقض بنا البساط في ذروة جبل شاهق، وصرنا إلى باب كهف. قال سلمان: فقمت وقلت لأبي بكر: يا أبا بكر، أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن نصرخ في هذا الكهف بالفتية الذين ذكرهم الله في محكم كتابه. فقام أبو بكر فصرخ بهم بأعلى صوته فلم يجبه أحد. ثم قلت لعمر أن تصرخ بهم (4) فقام فصرخ بأعلى صوته فلم يجبه أحد. ثم قلت لعبد الرحمان: قم فاصرخ بهم (5) كما صرخ أبو بكر وعمر، فقام وصرخ فلم يجبه أحد، ثم قمت أنا وصرخت بهم بأعلى صوتي فلم يجبني أحد.


(4) ق: قم أنت يا عمر، فقام وصرخ بهم. وفي البحار: قم فاصرخ في هذا الكهف كما صرخ أبو بكر فصرخ عمر فلم يجبه أحد. (5) م والبحار: به، ق خ ل: فيهم.

[ 378 ]

ثم قلت لعلي بن أبي طالب عليه السلام: قم يا أبا الحسن واصرخ في هذا الكهف فإنه أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن آمرك كما أمرتهم. فقام علي عليه السلام فصاح بهم بصوت خفى، فانفتح باب الكهف ونظرنا إلى داخله يتوقد نورا ويأتلق (6) إشراقا، وسمعنا صيحة (7) ووجبة شديدة. فملئنا رعبا وولى القوم هاربين ! فناداهم: مهلا يا قوم، ارجعوا، فرجعوا وقالوا: ما هذا يا سلمان ؟ قلت: هذا الكهف الذي وصفه الله جل وعز في كتابه، والذين (8) نراهم هم الفتية الذين ذكرهم الله عز وجل، وهم الفتية المؤمنون – وعلي عليه السلام واقف يكلمهم – فعادوا إلى موضعهم. قال سلمان: وأعاد علي عليه السلام فسلم عليهم، فقالوا كلهم: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته وعلى محمد رسول الله خاتم النبوة منا السلام. أبلغه منا السلام وقل له: (قد شهدوا لك بالنبوة التي امرنا قبل وقت مبعثك بأعوام كثيرة، ولك يا علي بالوصية). فأعاد علي عليه السلام سلامه عليهم. فقالوا كلهم: وعليك وعلى محمد منا السلام، نشهد بأنك مولانا ومولى كل من آمن بمحمد. قال سلمان: فلما سمع القوم أخذوا بالبكاء وفزعوا، واعتذروا إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام، وقاموا كلهم إليه يقبلون رأسه ويقولون: قد علمنا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله ومدوا أيديهم وبايعوه بإمرة المؤمنين وشهدوا له بالولاية بعد محمد صلى الله عليه وآله. ثم جلس كل واحد مكانه من البساط وجلس علي عليه السلام في وسطه. ثم حرك شفتيه فاختلج البساط فلم ندر كيف مر بنا في البر أم في البحر، حتى انقض بنا على باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله.


(6) ق خ ل: يتألق أي يلمع. (7) في البحار: ضجة. (8) في النسخ: الذي.

[ 379 ]

قال: فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: كيف رأيتم يا أبا بكر ؟ قالوا: نشهد يا رسول الله، كما شهد أهل الكهف ونؤمن كما آمنوا. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اله أكبر، لا تقولوا: * (سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون) * (9) ولا تقولوا: * (يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) * (10). والله لئن فعلتم لتهتدون * (وما على الرسول إلا البلاغ المبين) * (11)، وإن لم تفعلوا تختلفوا، ومن وفى وفى الله له ومن يكتم ما سمعه فعلى عقبيه ينقلب ولن يضر الله شيئا. أفبعد الحجة والمعرفة والبينة خلف. والذي بعثني بالحق نبيا لقد أمرت أن آمركم ببيعته وطاعته، فبايعوه وأطيعوه بعدي، ثم تلا هذه الآية: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) * (12) يعني علي بن أبي طالب. قالوا: يا رسول الله، قد بايعناه وشهد علينا أهل الكهف. فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن صدقتم فقد اسقيتم ماء غدقا وأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم * (أو يلبسكم شيعا) * (13) وتسلكون طرق (14) بني إسرائيل. فمن تمسك بولاية علي عليه السلام لقيني يوم القيامة وأنا عنه راض. قال سلمان: والقوم ينظر بعضهم إلى بعض، فأنزل الله هذه الآية في ذلك اليوم: * (ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب) * (15)، قال سلمان: فاصفرت وجوههم ينظر كل واحد إلى صاحبه،


(9) سورة الحجر: الآية 15. (10) سورة الأعراف: الآية 172. (11) سورة النور: الآية 54. (12) سورة النساء: الآية 59. (13) سورة الانعام: الآية 65. (14) م وق خ ل: طريق. (15) سورة التوبة: الآية 78.

[ 380 ]

فأنزل الله هذه الآية: * (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والله يقضي بالحق) * (16). فكان ذهابهم إلى الكهف ومجيئهم من زوال الشمس إلى وقت العصر (17).


(16) سورة المؤمن: الآيات 20 – 19. (17) أورده في البحار: ج 39 ص 138 ب 8 ح 5، وفي ارشاد القلوب: ج 2 ص 78، كما رواه في البحار عن السيد المرتضى في عيون المعجزات وعن الراوندي في الخرائج، وأورده المصنف في كتابه سعد السعود: ص 116 – 112. كما أورد في الأربعين لمحمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس، المخطوطة: الحديث 3 بهذا السند: عن الشيخ محمود بن محمد البغدادي، حدثنا بالرحبة عن جبة الشامي في منتصف شعبان سنة…. في جامعها قال: أخبرنا عبد الله بن يوسف الشيرازي، قال إسحاق بن محمد بن إبراهيم الزرار: قال أبو تميم بن خالد: قال الحسن بن عرفة: قال المبارك بن سعيد أبو سفيان الثوري عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال: حضرت مجلس أنس بن مالك بالبصرة وهو يحدث الناس.. ثم ذكر من حديث أنس ما مر من قصة البساط.

[ 381 ]

فيما نذكره من رواية الخليفة الناصر من بني العباس وفضائل لمولانا علي صلوات الله عليه، وفيها تسميته بأمير المؤمنين في اللوح المحفوظ. روينا هذا الكتاب وكلما رواه الخليفة الناصر عن السيد فخار بن معد الموسوي فيما أجازه له فقال ما هذا لفظه: القول فيمن جحد عليا عليه السلام إمرة المؤمنين. قال: أخبرنا أبو الحسين (1) عبد الحق بن أبي الفرج الأمين إجازة، أنبأنا محمد بن علي بن ميمون الخطيب، أنبأنا الشريف أبو عبد الله محمد بن علي عبد الرحمان الحسني العلوي، حدثنا محمد بن جعفر التميمي، أنبأنا أبو العباس بن سعيد، حدثنا المنذر القابوسي، حدثنا محمد بن علي [ عن عبيد بن يحيى العطار عن محمد بن الحسين بن علي ] (2) بن الحسين عن أبيه عن جده عليهم السلام، قال: إن في اللوح المحفوظ تحت العرش: (علي بن أبي طالب أمير المؤمنين) (3).


(1) ق خ ل: أبو الحسن. (2) الزيادة من البحار. (3) أورده في البحار: ج 37 ص 325 ب 54 ح 59.

[ 382 ]

فيما نرويه عن السيد النسابة فخار بن معد الموسوي عن الخليفة الناصر من كتابه الذي أشرنا إليه، في تسمية علي عليه السلام عند ابتداء الخلائق (1) أمير المؤمنين. فقال ما هذا لفظه: أنبأنا أبو جعفر أحمد بن أحمد بن القصاص إجازة، أنبأنا ابن تيهان، أنبأنا ابن شاذان، أنبأنا أحمد بن زياد، حدثنا عيسى بن إسحاق الأنصاري، حدثنا أبو موسى المؤدب، حدثنا إبراهيم بن هراسة عن عمرو بن شمر عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: لو علم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين ما أنكروا ولايته. قلت: ومتى سمي ؟ قال: إن ربك عز وجل حين أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم، واشهدهم على أنفسهم، قال: ألست بربكم ومحمد رسولي إليكم وعلي أمير المؤمنين (2).


(1) ق خ ل: الخلق. (2) أورده في البحار: ج 37 ص 306 ب 54 ذيل ح 35، كما رواه ابن شهر آشوب في المناقب: ج 1 ص 548.

[ 383 ]

فيما نذكره بإسنادنا إلى الخليفة الناصر من كتابه المشار إليه، في تسمية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين. فقال ما هذا لفظه: قال: أخبرنا أبو لاحق بن علي بن منصور بن إبراهيم بن داود (1) المقري إجازة، أنبأنا أبو علي محمد بن أبى الغنائم الكاتب قراءة عليه، أنبأنا الحسن بن أبي زكريا البزاز، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستوريه النحوي، حدثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي، حدثنا محمد بن نسيم الحضرمي، حدثنا الحسن بن الحسين العرني (2)، حدثنا يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأم سلمة: هذا علي [ بن أبي طالب ] (3) أمير المؤمنين ووعاء علمي، وبابي الذي أوتى منه، أخي في الدنيا والآخرة ومعي في السنام الأعلي، يقتل الناكثين والقاسطين والمارقين.


(1) ق وم: دارة. (2) م: الغربي وفي ق: العربي. (3) الزيادة من م.

[ 384 ]

فيما نذكره من الكتاب المسمى (حجة التفصيل) وشرح حذيفة بن اليمان بتسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين في زمان صاحب الرسالة صلوات الله عليه وآله، بزيادة في التفصيل، تأليف ابن الأثير (1). نذكر ذلك من نسخة عتيقة تاريخ كتابتها سنة تسع وستين وأربعمائة، وعلى ظهرها بخط السعيد الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي رضي الله عنهما ما هذا لفظه: (نظرت في أصول هذا الكتاب فوجدته قد اشتمل على أشياء لم تسبق مصنفه أحسن الله توفيقه إليها من حسن اللفظ وغزارة المعنى ولطيف المناظرة والأدلة المستخرجة من كتاب الله عز وجل. وهذا يدل على فضل كبير وعقل غزير، والله تعالى ينفعه به ويجازيه أفضل ما يجازي مثله ممن سلك سبيله وتوخى طريقه وجرى في ميدانه. وكتب الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي حامدا لله ومصليا على رسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم في رجب من سنة إثنتين وسبعين وأربعمائة). وعلى المجلد أيضا خطوط ثلاثة من العمالء بالثناء على مصنفه. فقال ما هذا لفظه: خبر حذيفة بن اليمان: محمد بن الحسين الواسطي قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد قال: حدثنا الحسن بن زيادا الأنماطي قال: حدثنا محمد بن عبيد الأنصاري عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي (2) قال: كان حذيفة واليا لعثمان على المدائن، فلما صار علي أمير المؤمنين كتب لحذيفة عهدا يخبره بما كان من أمره وبيعة الناس إياه. فستوى حذيفة جالسا وكان عليلا فقال: قد والله وليكم أمير المؤمين حقا – قالها ثلاثا -.


(1) ق وم: تأليف الأثير. ق خ ل: الأثر. (2) ق خ ل: الأسدي.

[ 385 ]

فقام إليه شاب من الفرس متقلدا سيفه، فقال: أيها الأمير، أتأذن لي في الكلام ؟ قال: نعم. قال: اليوم صار أمير المؤمنين أو لم يزل [ أمير المؤمنين ؟ فقال حذيفة: بل لم يزل ] (3) والله أمير المؤمنين. قال: وكيف لنا بما تقول ؟ قال: بيني وبينك [ كتاب الله عز وجل، وإن شئت حدثتك ذلك لعهد علي بيني وبينك ] (4). فقال الشاب: حدثنا يا أبا عبد الرحمان. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لأصحابه: إذا رأيتم دحية الكلبي عندي فلا يدخلن علي أحد. وإني أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله يوما في حاجة، فرأيت شملة مرخاة على الباب. قال: فرفعت الشملة فإذا أنا بدحية الكلبي فرجعت. قال: فقال علي عليه السلام: ارجع يا حذيفة، فإني أرجو أن يكون هذا اليوم حجة على هذا الخلق. قال: فرجعت مع علي عليه السلام فوقفت على الباب ودخل علي عليه السلام فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [ ورد دحية ] (5) فقال: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، يا أمير المؤمنين، من أنا ؟ قال: أظنك دحية الكلبي. قال: أجل خذ رأس ابن عمك فأنت أحق به. فما كان بأسرع من أن رفع النبي صلى الله عليه وآله رأسه فقال: يا علي، من حجر من أخذت رأسي ؟ – وغاب دحية – فقال: أظنه من حجر دحية الكلبي. قال: أجل، فأي شئ قلت وأي شئ قال لك ؟ (6) قال: قلت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فرد علي وقال: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين. فقال النبي صلى الله عليه وآله: طوبى لك يا علي، سلمت عليك الملائكة بإمرة المؤمنين من عند رب العالمين. قال: فخرج علي عليه السلام: فقال: يا حذيفة، أسمعت ؟ قلت: نعم. قال:


(3) و (4) و (5) الزيادات من البحار. (6) م والبحار: قيل لك.

[ 386 ]

فكيف سمعت ؟ قلت: كالذي سمعت. قال: فقال الفارسي: فأين كانت أسيافكم ذلك اليوم – يعني يوم بيعة أبى بكر – ؟ قال: ويحك، تلك قلوب ضرب عليها بالغفلة، لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون. فصل ورأيت هذا حديث حذيفة أبسط وأكثر من هذا في تسمية علي عليه السلام بأمير المؤمنين. وهو بإسناد هذا لفظه: حدثني عمي السعيد الموفق أبو طالب حمزة بن محمد بن أحمد بن شهريار الخازن رحمه الله بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في شهر الله الأصم رجب من سنة أربع وخمسين وخمسمائة قال: حدثني خالي السعيد أبو علي الحسن بن محمد بن علي (7) عن والده السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المصنف رضي الله عنهما، عن الحسين بن عبيد الله (8) وأحمد بن عبدون وأبي طالب بن عزور وأبي الحسن الصقال، عن أبي المفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الشيباني (9) قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن زكريا المحاربي قال: حدثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الحضرمي قال: حدثنا علي بن إسباط عن إبراهيم بن أبي البلاد عن فرات (10) بن أحنف عن عبد الله بن هند الجملي عن عبيد الله بن سلمة. ومقدار هذه الرواية أكثر من خمس وثلاثين قائمة بقالب اليمن (11)، يتضمن أيضا أمر النبي صلى الله عليه وآله من حضر من المسلمين بالتسليم على


(7) ق خ ل: الحسن. (8) في البحار: عبيد الله. في النسخ: عبد الله. (9) في البحار: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب. (10) م و ق خ ل: قراط، والمطبوع: فراط. (11) في البحار: الثمن.

[ 387 ]

علي بإمرة المؤمنين. وفيه: أن حذيفة بن اليمان اعتذر إلى الشاب في سكوتهم عن الإنكار المتقدم على مولانا علي عليه السلام بما هذا لفظه أيضا: فقال: أيها الفتى، إنه أخذ والله بأسماعنا وأبصارنا وكرهنا الموت وزينت عندنا الحياة، وسبق علم الله، ونحن نسأل الله الغتمد لذنوبنا والعصمة فيما بقى من آجالنا فإنه مالك ذلك (12).


(12) أورده في البحار: ج 37 ص 325 ب 54 ح 60. وروى في البحار: ج 22 ص 110 حدثنا عن أمالي الشيخ الطوسي: ص 310، قال حذيفة: (ألا ومن أراد – والذي لا إله غيره – أن ينظر إلى أمير المؤمنى حقا حقا فلينظر إلى علي بن أبي طالب…).

[ 388 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين من رواية أبي عمر ومحمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي عن طريق الجمهور، وفي الحديث بعض رجالهم الذين رووا عنهم وصدقهم. أنقله من خط جدي أبي جعفر الطوسي، قال: حدثنا محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال قال: حدثني العباس بن عامر وجعفر بن محمد بن حكيم عن ابان بن عثمان الأحمر عن فضيل الرسان عن أبي داود قال: حضرته عند الموت وجابر الجعفي عند رأسه. قال: فهم أن يحدث فلم يقدر. قال: قال محمد بن جابر: إسئله. قال: فقلت: يا أبا داود، حدثنا الحديث الذي أردت. قال: حدثني عمران بن حصين الخزاعي. إن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر فلانا وفلانا أن يسلما على علي بأمرة المؤمنين. فقالا: من الله ومن رسوله ؟ فقال: من الله ومن رسوله. ثم أمر حذيفة وسلمان فسلما ثم أمر المقداد فسلم، وأمر بريدة أخي – وكان أخاه لأمه – فقال: إنكم سئلتموني من وليكم بعدي وقد أخبرتكم به وأخذت عليكم الميثاق، كما أخذ الله تعالى على بني آدم * (ألست بربكم قالوا بلى) * (1). وإيم الله لئن نقضتموها لتكفرون (2).


(1) سورة الأعراف: الآية 172. (2) رجال الكشي: ج 1 ص ص 308 رقم 148، وأورده في البحار: ج 37 ص 337 ب 54 ذيل ح 76.

[ 389 ]

فيما نذكره أيضا من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا على عليه السلام بأمير المؤمنين وخير الوصيين. وجدناه في كتاب (نهج النجاة (1) في فضائل أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين من ذريته صلوات الله عليهم أجمعين)، تأليف الحسين بن محمد بن الحسن بن مصر (2) الحلواني، من نسخة تاريخ كتابتها جمادي الأولى سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وظاهر حالها إنه كتب في زمان مصنفه ولعله بخطه. في الحديث المذكور بعض رجال الجمهور فلذلك نقلناه وجعلناه حجة عليهم فيما أوردناه، وهذا لفظ ما وجدناه: وعنه – يعني ما قدمه وهو حدثنا أبو القاسم المفيد – [ قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد الثقفي ] (3) قال: حدثنا الحسن بن على بن راشد الواسطي قال: حدثنا سربيل (4) بن عبد الله عن أبي ربيعة الصيرفي قال: لقيت حمزة بن أنس بن مالك بواسطة القصب، وذلك في إمرة حجاج، فحدثني عن أنس بن مالك إنه حدثه في مرضه الذي قبض فيه، قال: كنت خادم النبي صلى الله عليه وآله فجلست بباب أم حبيب بنت أبي سفيان وفي الحجرة رجال من أهله وذلك في يوم أم حبيب بنت أبي سفيان. فأقبل النبي صلى الله عليه وآله عليهم وقال: سيدخل عليكم الساعة من هذا الباب أمير المؤمنين وخير الوصيين، أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما. فلم


(1) ق خ ل: تاريخ نهج النجاة. (2) الظاهر: نصر، وفي البحار: الحسين بن محمد بن الحسن الحلواني. (3) الزيادة من البحار. (4) ق وم: سريل، وفي البحار: إسرائيل.

[ 390 ]

يلبث أن دخل علي بن أبي طالب عليه السلام، والنبي على ظهوره يتوضأ. فرد من ماء يده على وجه علي عليه السلام حتى امتلأت عيناه من الماء. فاشفق علي عليه السلام فقال: يا رسول الله، هل حدث في شئ ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وآله: ما حدث فيك يا علي إلا خير، يا علي أنت مني وأنا منك، تغسل جدسي وتواري (5) لحدي وتبلغ الناس عني. فقال علي عليه السلام: يا رسول الله، أو ليس قد بلغتهم ؟ قال: بلى، ولكن تبين لهم ما يختلفون فيه بعدي (6).


(5) في البحار: تواريني (6) أورده في البحار: ج 37 ص 327 ب 54 ح 61، كما أورده المفيد في الارشاد: ص 20.

[ 391 ]

فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين عن ديك في السماء ليلة الإسراء. رأيت ذلك في جزء، وفيه إثنا عشر حديثنا في فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، تخريج الشيخ الفاضل أبي علي الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمار بروايته عن آبائه رحمه الله سماعا، كاتب الجزء: علي بن أحمد بن أبي الحبيس البواريحي (1) منقول من خط مؤلفه، وهذا لفظ الحديث الثاني عشر منه: قال الحسن بن علي: وأخبرني والدي الإمام أبو البركات يقرأ عليه، قال: أخبرني أبو إسحاق إبراهيم يقرأ (2) عليه والدي بإجازته لي، قالا: أخبرنا أبونا أبو البركات علي بن الحسن بن عمار قراءة عليه في سابع شوال سنة إحدى وخمسمائة قال: أخبرنا الشيخ العدل أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق في يوم الجمعة ثامن شهر ربيع الآخر من سنة أربع وأربعين وأربعمائة قال: حدثنا أو الفتح عبد الملك بن عيسى العسكري قال: أخبرنا أبو الحسن بن على بن عثمان بن سعدويه الرازي قال: أخبرنا أحمد بن بسر (3) قال: حدثنا عبد الله بن مسلم قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن موسى اللؤلؤي قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنه قال:


(1) في المطبوع: أني الحسن، وفى م وق خ ل: أبي الحيس البوازيحي. (2) في النسخ: بقرائتي عليه. (3) م وق: أحمد بن ياسين، وفي البحار أحمد بن إدريس عن محمد بن موسى اللؤلؤي عن عبد الله بن مسلم عن الأزهري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس.

[ 392 ]

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رأيت ليلة أسري بي في السماء (4) الرابعة ديكا من زبرجدة بيضاء (5) وعيناه ياقوتتان حمراوان ورجلاه من الزبرجد الأخضر، وهو ينادي (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ولي الله، فاطمة وولداها الحسن والحسين صفوة الله، يا غافلين أذكروا الله، على مبغضيهم لعنة الله) (6).


(4) في البحار: إلى السماء. (5) ق وم: ديكا برزده بيضاء ولم نجده معناه، وفي البحار: ديكا بدنه ردة بيضاء. (6) أورده في البحار: ج 37 ص 47 ب 50 ح 24.

[ 393 ]

فيما نذكره من تسمية الله جل جلاله لمولانا على عليه السلام بأمير المؤمنين، رأيت في مجموع عتيق قد كان للخزانة الظافرية لعل تاريخ نسخة منذ مائتين من السنين. أوله حديث هذا لفظه: (روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من زارني متعمدا وسلم علي مرة واحدة سلم الله وملائكته عليه إثنى عشر سنة). وفي هذا المجموع العتيق في رأس ابتداء عشرين قائمة من آخره في تسمية الله جل جلاله لمولانا على صلوات الله عليه ما هذا لفظه: سار بعض السراة إلى عبد الله بن عباس، فقال له: كيف كان علي بن أبي طالب ؟ قال: وليك ولم لم تؤمره بالإسم الذي أمره (1) الله به من إمرته للمؤمنين ؟ كان والله علي شبيه القمر الزاهر والأسد الخادر والفرات الزاخر والربيع الباكر، فشبهه من القمر ضيائه وبهائه، ومن الأسد شجاته ومضائه ومن الفرات جوده وسخائه، ومن الربيع خصبه وحبائه. قال: فإني قد كنت أقول قولا وأنا استغفر الله منه.


(1) ق وم: ومره.

[ 394 ]

فيما نذكره من حديث السبع الذي قدمنا ذكره (1) وتسليمه على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. رأيناه برواياتهم في أربعين حديثا، وهو في هذه الرواية الحديث الأربعون بما هذا لفظه: حدثنا الإمام الزاهد العالم الملقب منتجب الدين كمال العلماء أبو جعفر محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي رحمة الله عليه بمدينة السلام في درب البصريين غرة ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وخمسمائة – بعد رجوعي من مكة حرسها الله – قال: أخبرنا أبو الصلت الإمام الرئيس صدر الدين نظام الإسلام أبو جعفر محمد بن عبد اللطيف الخجندي تغمده الله برحمته بشيراز في مدرسة خاتون الزاهدة (2) سلخ محرم سنة أربعين وخمسمائة قال: حدثني الكيادار بن يوسف بن داري الديلمي بقلعة اصطخر قال: حدثنا الشيخ أبو البركات دانيال بن إبراهيم التبريزي (3) قال: حدثنا أبو البركات ابن أحمد البزاز الغندجاني قال: أخبرنا أبو عبد الله السيرافي عن أبي عبد الله الميروني المؤدب عن شبيب (4) بن سليمان الغنوي (5) عن الهابوت بن محمد الصيني عن مسلم بن أحمد بن مسلم السمان عن حبة بنت زريق عن بعض الحنيفة قالت: حدثني زوجي منقض بن الابقع الأسدى احد خواص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال:


(1) انظر الباب 88 من هذا الكتاب. (2) في ق وم: جاوز الزاهد. (3) ق وم: الزيري. ((4) ق: سبيب، م: سبب. (5) ق وم: العنوي.

[ 395 ]

كنت مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في النصف من شعبان وهو يريد موضعا له كان يأوي فيه بالليل، وأنا معه حتى أتى الموضع فنزل عن بغلته وحمحمت البغلة ورفع أذنيها وجذبتني. فحس بذلك أمير المؤمين فقال: ما وراك ؟ فقلت: بأبي وأمي، البغلة تنظر شيئا وقد شخصت فلا أدري ماذا دهاها. فنظر أمير المؤمنين عليه السلام سوادا فقال: سبع ورب الكعبة. فقام من محرابه متقلدا بسيفه فجعل يخطو نحو السبع، ثم قال صائحا له: قف ! فخف السبع ووقف فعندها استقرت البغلة فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا ليث، أما علمت إني ليث وإني الضرغام الهصور والقسور والحيدر. ثم قال: ما جاء بك أيها الليث ؟ ثم قال: اللهم انطق لسانه. فقال السبع: يا أمير المؤمنين ويا خير الوصيين ويا وارث علم النبيين و [ يا ] (6) مفرقا بين الحق والباطل، ما افترست منذ سبع شيئا وقد أضر بي الجوع، ورأيتكم من مسافة فرسخين، فدنوت منكم وقلت: أذهب وأنظر هؤلاء القوم ومن هم، فإن كان لي [ بهم ] (7) مقدرة يكون لي فريسة. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: [ أيها الليث ] (8)، أما علمت إني علي أبو الأشبال (9) الأحد عشر (10). ثم امتد السبع بين يديه وجعل يمسح يده على هامته ويقول: ما جاء بك أيها الليث ؟ أنت كلب الله في أرضه. قال: يا أمير المؤمنين، الجوع الجوع. فقال: اللهم ارزقه بقدر محمد وأهل بيته. قال: فالتفت فإذا الأسد يأكل شيئا كهيئة الجمل حتى أتى عليه. ثم قال: يا أمير المؤمنين، والله ما نأكل نحن معاشر السباع رجلا يحبك


(6) و (8) الزيادتين من م. (7) الزيادة من البحار. (9) م: الاشباح. (10) في ق وم والمطبوع: اثني عشر، صححناه من البحار والمصدر المخطوط.

[ 396 ]

ويحب عترتك، ونحن أهل بيت ننتحل محبة الهاشمي وعترته. ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: أيها السبع، أين تأوي وأين تكون ؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إني مسلط على كلاب أهل الشام وكذلك أهل بيتي وهم فريستنا، ونحن نأوي النيل. قال: فما جاء بك إلى الكوفة ؟ قال: يا أمير المؤمنين، أتيت الحجاز فلم أصادف شئيا، وأنا في هذه البرية والفيافي التي لا ماء فيها ولا خير، وإني لمنصرف من ليلتي هذه إلى رجل يقال له (سنان بن وائل) (11) ممن أفلت من حرب صفين ينزل القادسية وهو رزقي في ليلتي هذه، وإنه من أهل الشام وأنا متوجه إليه. ثم قام بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام. فقال عليه السلام لي: مم تعجبت ؟ هذا أعجب أم الشمس أم العين أو الكواكب أم ساير ذلك ؟ فوالذي فلق الحبة وبرء النسمة، لو أحببت أن أري الناس مما علمني رسول الله صلى الله عليه وآله من الآيات والعجائب لكانوا (12) يرجعون كفارا. ثم رجع أمير المؤمنين عليه السلام إلى مستقره ووجهني إلى القادسية. فركبت ووافيت القادسية قبل أن يقيم المؤذن الإقامة. فسمعت الناس يقولون: إفترس سنانا السبع. فأتيت فيمن أتاه ننظر إليه فما ترك السبع إلا رأسه وبعض أعضائه مثل أطراف الأصابع وأتى على باقيه (13). فحمل رأسه إلى الكوفة إلى أمير المؤمنين. فبقيت (14) متعجبا، فحدثت (15) الناس بما كان من حديث أمير المؤمنين والسبع، فجعل الناس


(11) م وق خ ل: وابل. (12) ق وم: لكاد. (13) ق وم: بابه. (14) م والبحار: فبقي. (15) م وق خ ل: حدث.

[ 397 ]

يتبركون بتراب تحت قدم أمير المؤمنين ويستشفون به. فقام فحمد الله وأثنى عليه فقال: معاشر الناس ما أحبنا رجل فدخل الناس، وما أبغضنا رجل فدخل الجنة، وأنا قسيم الجنة والنار، أقسم بين الجنة، هذا إلى الجنة يمينا وهذا إلى النار شمالا. أقول لجهنم يوم القيامة: هذه لي وهذه لك، حتى تجوز شيعتي على الصراط كالبرق الخاطف، وكالرعد القاصف وكالطير المسرع وكالجواد السابق. فقام إليه الناس بأجمعهم عنقا واحدا وهم يقولون: الحمد الله الذي فضلك على كثير من خلقه. ثم تلا هذه الآية أمير المؤمنين عليه السلام: * (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقبلوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم (16)) * (17).


(16) سورة آل عمران: الآية 173 و 174. (17) الأربعين المخطوطة: ح 34، انظر الباب 88 من هذا الكتاب، وأورده في البحار: ج 41 ص 232 ب 111 ح 5.

[ 398 ]

فيما نذكره برجالهم من كلام الجمل لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وخير الوصيين، من كتاب (الأربعين) رواية الملقب منتجب الدين محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس، وهذا لفظه: حدثنى الشيخ الأجل الإمام العالم منتجب الدين، مرشد الاسلام، كمال العلماء، أبو جعفر محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس الرازي رحمة الله عليه بمدينة السلام في داره بدرب البصريين في منتصف ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، قال: حدثنا الإمام الكبير السيد الأمير الأشرف، جمال الدين، عز الإسلام، فخر العترة، علم الهدى، شرف آل الرسول صلى الله عليهم، أبو محمد إبراهيم بن علي بن محمد بن [ علي بن محمد ] (1) العلوي الحسيني الموسوي بكازرون في السابع عشر من رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة [ قال: حدثنا الشيخ العارف شهريار بن تارج الفارسي ] (2) قال: حدثنى القاضي أبو القاسم أحمد بن طاهر الثوري قال: حدثنا الشيخ الإمام شرف العارفين أبو المختار الحسن بن عبد الوهاب قال: حدثني أبو التحف (3) علي بن محمد بن إبراهيم عن الأشعث بن مرة عن المثنى بن سعيد عن هلال بن كيسان عن الطبيب القواصيري عن عبد الله بن سلمة المنتجي عن صفار بن الأصيمد (4) البغدادي عن ابن جرير عن أبي الفتح المغازلي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال:


(1) الزيادة منا بقرينة ما في الباب 93 من هذا الكتاب. (2) ما بين المعكوفتين ليست في البحار. (3) ق وم: أبو البخت. (4) ق وم: إلا صميد.

[ 399 ]

كنت بين يدي مولانا أمير المؤمنين عليه السلام فإذا بصوت قد أخذ جامع الكوفة، فقال. يا عمار. إيت بذي الفقار الباتر الأعمار، فجئته بذي الفقار. وقال: أخرج يا عمار وامنع الرجل عن ظلامة المرأة، فإن انتهى وإلا منعته بذي الفقار. قال عمار: فخرجت وإذا برجل ومرأة قد تعلقا بزمام جمل، والمرأة تقول: الجمل لي، والرجل يقول: الجمل لي. فقلت: إن أمير المؤمنين عليه السلام ينهاك عن ظلامة هذه المرأة. قال: يشتغل علي بشغله ويغسل يده من دماء المسلمين الذين قتلهم بالبصرة، ويريد أن يأخذ جملي ويدفعه إلى هذه المرأة الكاذبة. فقال عمار بن ياسر رضي الله عنه: فرجعت لأخبر مولاي وإذا به قد خرج ولاح الغضب في وجهه وقال: ويلك خل جمل المرأة. فقال: هو لي. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: كذبت يا لعين. قال: فمن يشهد إنه للمرأة يا علي ؟ قال عليه السلام: الشاهد الذي لا يكذبه أحد من أهل الكوفة. فقال الرجل: إذا شهد شاهد وكان صادقا سلمته إلى المرأة. فقال علي عليه السلام: أيها الجمل، لمن أنت ؟ فقال بلسان فصيح: يا أمير المؤمنين وسيد الوصيين، أنا لهذه المرأة بضع عشرة سنة. فقال عليه السلام: خذي جملك وعارض الرجل بضربة قسمته نصفين (5).


(5) أورده في البحار: ج 41 ص 236 ب 111 ح 7. انظر الباب 93 من هذا الكتاب.

[ 400 ]

فيما نذكره لما رووه عن رسول الله صلى الله عليه وآله من تسليم سبعين ألف ملك على قبره الشريف وقبر أمير المؤمنين وقبر الحسين عليهم السلام. وجدته قد رواه الملقب منتجب الدين محمد بن أبي مسلم في أربعين حديثا أختارها، وهو في روايته الحديث السابع. رواه برجاله وإسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وإنه قال: ما خلق الله تعالى خلقا أكثر من الملائكة، وإنه لينزل من السماء كل مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت ليلتهم، حتى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله فيسلمون عليه، ثم يأتون إلى قبر أمير المؤمنين عليه السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسين بن علي عليه السلام فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس. ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت الحرام نهارهم حتى إذا غربت الشمس إنصرفوا إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر أمير المؤمنين عليه السلام فيسلمون عليه. ثم يأتون قبر الحسين بن علي عليه السلام فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تغيب الشمس. والذي نفسي بيده، إن حول قبره أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيامة. وفي رواية: قد وكل الله تعالى بالحسين عليه السلام سبعين ألف ملك شعثا غبرا، يصلون عليه كل يوم ويدعون لمن زاره، ورئيسهم ملك يقال له


[ 401 ]

(منصور). فلا يزوره زائر إلا استقلبوه، ولا ودعه مودع إلا شيعوه ولا يمرض إلا عادوه ولا يموت إلا يموت إلا صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته (1).


(1) الأربعين المخطوطة: ح 12، وأورده في البحار: ج 101 ص 26 ح 40.

[ 402 ]

فيما نذكره من حديث الصخرة الذي قدمناه (1) عن اليهود وشهادتهم أنه أمير المؤمنين وسيد الوصيين وحجة الله في أرضه. رأينا هذا الحديث عن الملقب منتجب الدين أبي عبد الله محمد بن أبي مسلم الرازي [ رواه ] (2) بماردين في جامعها، فقال بإسناده إلى عبد الله بن خالد بن سعيد بن العاص، قال: كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام وقد خرج من الكوفة إذ عبر بالصعيد الذي يقال له (النخيلة) (3) على فرسخين من الكوفة. فخرج منها خمسون رجلا وقالوا: أنت علي بن أبي طالب الإمام ؟ فقال: أنا ذا. فقالوا: إن صخرة (4) مذكورة في كتبنا عليه اسم ستة من الأنبياء وهوذا نطلب الصخرة فلا نجدها، فإن كنت إماما فاوجدنا (5) الصخرة. فقال علي عليه السلام: اتبعوني. قال عبد الله بن خالد: فسار القوم خلف أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن استبطن بهم البر وإذا بجبل من رمل عظيم. فقال عليه السلام: أيتها الريح، إنسفي الرمل عن الصخرة بحق إسم الله الأعظم. فما كان إلا ساعة حتى نسفت الرمل وظهرت الصخرة. قال علي عليه السلام: هذه صخرتكم.


(1) الباب 87 من هذا الكتاب. (2) الزيادة من المطبوع. (3) م: النخلة. (4) ق: فقالوا: لنا صخرة. (5) م: وجدنا.

[ 403 ]

فقالوا: إن عليها اسم ستة من الأنبياء على ما سمعناه وقرأناه في كتبنا، ولسنا نرى عليها الأسماء. فقال عليه السلام: الأسماء التي عليها فهي على وجهها الذي على الأرض فاقلبوها. فاعصوصب عليها ألف رجل احضروا في هذا المكان فما قدروا على قلبها، فقال عليه السلام: (تنحوا عنها) فمد يده إليها فقلبها فوجودوا عليها اسم ستة من الأنبياء أصحاب الشرايع: آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام. فقال النفر اليهود: نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله وأنك أمير المؤمنين وسيد الوصيين وحجة الله في أرضه. من عرفك سعد ونجا، ومن خالفك ضل وغوى وإلى الجحيم هوى، جلت مناقبك عن التحديد وكثرت آثار نعتك عن التعديد (6).


(6) أورده في البحار: ج 41 ص 257 ب 112 ح 18. وفي المصدر المخطوط: ح 29.

[ 404 ]

فيما نذكره من حديث الدراج وتسليمه على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. برواية أخرى برجالهم، رأيناه في (الأربعين حديثا) التي ذكرها الملقب منتجب الدين أيضا محمد بن أبي مسلم الرازي روه بماردين في جامعها في شهر ربيع الأول سنة ست وثمانين وخمسمائة، وهو الحديث الثاني والثلاثون من أخباره الأربعين. فقال بإسناده: إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يسعى على الصفا بمكة، وإذا هو بدراج يتدرج على وجه الأرض، فوقع بإزاء أمير المؤمنين عليه السلام. فقال عليه السلام: السلام عليك أيها الدراج، ما تصنع في هذا المكان ؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إني في هذا المكان من اربعمائة عام، أسبح الله وأقدسه وأمجده واعبده حق عبادته. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أيها الدراج، إنه لصفا نقي لا مطعم فيه ولا مشرب، فمن أين لك المطعم والمشرب ؟ فأجابه الدراج وهو يقول: وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله، يا أمير المؤمنين، إني كلما جعت دعوت الله لشيعتك ومحبيك فاشبع، وإذا ظمأت (1) دعوت الله على مبغضيك وغاصبيك فاروى (2).


ق وم: عطشت. (2) لم نجده في الأربعين المخطوطة تحت هذا الرقم، نعم توجد تحد الرقم 30 مر عليك في الباب 92 من هذا الكتاب، وأورده في البحار: ج 41 ص 235 ب 111 ح 6.

[ 405 ]

فيما نذكره من قضايا مولانا علي عليه السلام من رواية أبي الحسن بكر بن محمد الشامي من شهادة بعض النبيين بأن عليا أمير المؤمنين وسيد الوصيين، بما هذا لفظه: قال: حدثنا أبو عمرو (1) محمد بن صالح التمار قال: حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا زهير بن محمد، وحدثنا محمد بن الحسين الطائي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد عن ابن رئاب عن محمد بن فضيل عن أبي الصباح الطائي (2) عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: أتى رجل أمير المؤمنين عليه السلام وهو في مسجد الكوفة قد احتبى (3) بسيفه، فقال: يا أمير المؤمين، إن في القرآن آية قد أفسدت قلبي وشككتني في دينى. قال على عليه السلام: وما هي ؟ قال: قوله عز وجل: * (واسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) * (4)، هل كان في ذلك الزمان غيره ؟ فقال له علي عليه السلام: اجلس اخبرك إنشاء الله، إن الله عز وجل يقول في كتابه: * (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا) * (5)، فكان من آيات الله عز وجل التى أراها محمدا صلى الله عليه وآله أنه أتاه جبرئيل عليه السلام فاحتمله من مكة فوافى به بيت المقدس في ساعة من الليل، ثم أتاه بالبراق


(1) م: أبو عمر. (2) في البحار: الكناني وهو الظاهر. (3) أي اشتمل به. (4) سورة الزخرف: الآية 45، وفى النسخ: (من أرسلنا قبلك). (5) سورة الأسراء: الآية 1.

[ 406 ]

فرفعه إلى السماء ثم إلى البيت المعمور. فتوضأ جبرئيل وتوضأ النبي صلى الله عليه وآله كوضوه، وأذن جبرئيل عليه السلام وأقام مثنى مثنى، وقال للنبي صلى الله عليه وآله: تقدم وصل واجهر بصلاتك، فإن خلفك صفوفا (6) من الملائكة لا يعلم عددهم إلا الله وفي الصف الأول: أبوك آدم ونوح وهود وإبراهيم وموسى وكل نبي ارسله الله مذ خلق السماوات والأرض إلى أن بعثك يا محمد. فتقدم النبي صلى الله عليه وآله فصلى بهم غير هائب ولا محتشم ركعتين. فلما انصرف من صلاته أوحى الله إليه * (إسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) * الآية (7). فالتفت إليهم النبي صلى الله عليه ولاله فقال: بم تشهدون ؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله حده لا شريك له وأنك رسول الله وأن عليا أمير المؤمنين ووصيك، وكل نبي مات خلف وصيا من عصبته غير هذا – وأشار إلى عيسى بن مريم – فإنه لا عصبة له، وكان وصيه شمعون الصفا بن حمون بن عامة (8). ونشهد أنك رسول الله سيد النبيين وأن علي بن أبي طالب سيد الوصيين أخذت على ذلك مواثيقنا لكما بالشهادة. فقال الرجل: احييت قلبي وفرجت عني يا أمير المؤمنين (9).


(6) ق وم: وقف، وفي البحار: أفقا. (7) سورة الزخرف: الآية 45، وفي النسخ: (من أرسلنا قبلك). (8) في البحار: عمامة. (9) أورده في البحار: ج 26 ص 285 ب 6 ح 45.

[ 407 ]

فيما نذكره من أمر النبي صلى الله عليه وآله لمن حضره من الصحابة بالتسليم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين، بغير الطرق التي ذكرناها فيما تقدم. نذكرها من (الاصل المتضمن أسماء مولانا علي عليه السلام) تاريخه سنة تسع وسبعين وثلاثمائة، من ترجمة أربعة وخمسين ومائة أمير المؤمنين (1) ما هذا لفظه: حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال: حدثنا محمد بن معدان [ عن محمد بن عمران بن أبى ليلى ] (2) قال: حدثنا عاصم بن الفضل الخياط عن محمد بن مسلم عن ابن دراج عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية * (بل يريد الإنسان ليفجر أمامه) * (3)، دخل أبو بكر على النبي صلى الله عليه وآله فقال له: سلم على علي بإمرة المؤمنين. فقال: من الله ومن رسوله ؟ [ قال: من الله ومن رسوله. ثم دخل عمر، قال: سليم على علي بإمرة المؤمنين. فقال: من الله ومن رسوله ؟ ] (4) فقال: من الله ومن رسوله. [ فقال: ] (5) ثم نزلت * (ينبا الإنسان يومئذ بما قدم وأخر) * (6) مما لم يفعله لما أمر به من السلام على علي بإمرة المؤمنين (7).


(1) لعل المعنى: فقال في ترجمة الاسم 154 من أسماء أمير المؤمنين (ع) ما هذا لفظه (2) و (4) و (5) الزيادات من البحار. (3) سورة القيامة: الآية 5. (6) سورة القيامة: الآية 13. (7) أورده في البحار: ج 37 ص 328 ب 54 ح 62.

[ 408 ]

فيما نذكره من كتاب (أسماء مولانا علي عليه السلام) من تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين. قد قدمنا في هذا الكتاب (1) رواية بذلك بغير بعض الرجال الذين نذكرهم الآن، وحيث تختلف الطرق في الروايات فهو أبلغ في الدلالات. فقال في ترجمة الخمسين وثلاثمائة (2) ما هذا لفظه: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا قال: حدثني الحسن بن الأسد قال: حدثني عبد الله بن عبد الملك عن الحارث بن حصيرة عن صخر [ بن الحكم عن حنان بن الحارث عن الربيع بن جميل ] (3) عن مالك بن ضمرة عن أبي الحسين قال: لما سير أبو ذر اجتمع هو وعلي بن أبي طالب عليه السلام والمقداد وحذيفة وعمار وعبد الله بن مسعود، قال أبو ذر: ألستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن أمتي ترد علي الحوض على خمس رايات: أولها راية العجل، فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشائه وفعل ذلك بتبعه (4). [ ثم ترد علي راية فرعون أمتي، فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشائه وفعل ذلك بتبعه ] (5).


(1) انظر البابين: 96 و 129 من هذا الكتاب. (2) لعله كان كذلك: في ترجمة ثلاث والخمسين ومائة. (3) الزيادة من البحار، وفي م وق خ ل والمطبوع: صخر بن مالك بن ضمرة. (4) في المطبوع: بمن يتبعه. (5) الزيادة من البحار.

[ 409 ]

ثم ترد علي راية المخدج، فإذا أخذت بيده اسود وجهه وارتعدت قدماه وخفقت أحشائه وفعل ذلك بتبعه. فأقول لهم: اسلكوا سبيل أصحابكم، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطمعون منه قطرة، ولم يذكر الراية الثالثة والرابعة (6). ثم قال ما هذا لفظه: ثم يرد علي أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: بماذا خلفتموني بعدي ؟ فيقولون: إتبعنا الأكبر وصدقناه، ووازرنا الأصغر ونصرناه وقتلنا معه. فأقول: ردوا، فيشربون منه شربة لا يظمئون بعدها أبدا، فينصرفون رواء مرويين. ترى وجه إمامهم كالشمس الطالعة ووجوههم كالقمر ليلة البدر، وعلى اضوء نجم في السماء (7). قال أبو ذر لعلي عليه السلام والمقداد وعمار وحذيفة وابن مسعود: ألستم تشهدون على ذلك ؟ قالوا: بلى. قال: وأنا على ذلك من الشاهدين. وذلك تأويل قوله عز وجل: * (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه (8)) * (9).


(6) في البحار: (ولم يذكر الراية الرابعة)، ولم يورد (الثالثة) في البحار لذكر الطائفة الثالثة هناك. (7) في البحار: كأضواء نجم في السماء. (8) سورة آل عمران: الآية 106. (9) أورده في البحار: ج 37 ص 328 ب 54 ح 63.

[ 410 ]

فيما نذكره في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين من تفسير الحافظ محمد بن مؤمن النيشابوري (1)، وقد ذكر أنه استخرجه من التفاسير الإثنى عشر في تفسير قوله تعالى * (عم يتسائلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) * (2) وبإسناد الحافظ المذكور يرفعه، قال: أقبل صخر بن حرب حتى جلس إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد، هذا الأمر لنا من بعدك أم لمن ؟ قال: يا صخر، الأمر من بعدي لمن هو مني بمنزلة هارون من موسى. فأنزل الله تعالى * (عم يتسائلون) * يعني: يسئلك أهل مكة عن خلافة علي بن أبي طالب. * (عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) *: منهم المصدق بولايته وخلافته. * (كلا) * [ ردع ] (3) ورد عليهم. * (سيعلمون) *: سيعرفون خلافته بعدك إنها حق يكون. * (ثم كلا سيعلمون) *: سيعرفون خلافته وولايته إذ يسئلون عنها في قبورهم. فلا يبقى ميت في شرق ولا في غرب ولا في بر ولا في بحر إلا ومنكر ونكير يسئلانه عن ولاية علي أمير المؤمنين بعد الموت، يقولان للميت: من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ ومن إمامك ؟ (4).


(1) في البحار: الشيرازي. (2) سورة النبأ: الآيات 3 – 1. (3) الزيادة من البحار. (4) أورده في البحار: ج 6 ص 216 ب 8 ح 6، كما أورده في البحار أيضا: ج 37 ص 258 ب 53 ح 16.

[ 411 ]

فيما نذكره أيضا من تفسير الحافظ محمد بن مؤمن المذكور في تفسيره عند ذكر قوله تعالى: * (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) * (1) وتسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. بإسناده عن علقمة عن ابن مسعود قال: وقعت الخلافة من الله عز وجل في القرآن لثلاثة نفر: لآدم عليه السلام، لقول الله تعالى: * (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) * يعني: بيت المقدس. والخليفة الثالث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لقول الله تعالى في السورة التى يذكر فيها النور: * (وعد الله الذين آمنوا منكم [ وعملوا الصالحات ] – يعني علي بن أبي طالب عليه السلام – ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم – آدم وداود – وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم – من أهل مكة – أمنا – يعني بالمدينة – يعبدونني –


(1) سورة البقرة: الآية 30. (2) في البحار: (ثم قال في الحديث المذكور: والخليفة الثاني داود عليه السلام). (3) سورة ص: الآية 26.

[ 412 ]

ويوحدنني – لا يشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك – بولاية علي بن أبي طالب – فاولئك هم الفاسقون) * (4) – يعني العاصين لله ولرسوله – (5).


(4) سورة النور: الآية 55، مابين المعكوفتين غير مذكورة في النسخ. (5) أورده في البحار: ج 36 ص 96 ب 39 ح 32، كما أورده العلامة في كشف الحق: ج 1 ص 100، وذكره المصنف في الطرائف: ص 23.

[ 413 ]

فيما نذكره من رواية الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي المذكور في تسمية علي عليه السلام بأمير المؤمنين. فقال في تفسير قوله تعالى: * (والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم) * (1) بإسناده عن قتادة عن الحسن عن ابن عباس: * (والذين آمنوا) * يعني صدقوا بالله إنه واحد، علي وحمزة بن عبد المطلب وجعفر الطيار. * (أولئك هم الصديقون) * قال: صديق هذه الأمة أمير المؤمنين، وهو الصديق الأكبر والفاروق الأعظم، الخبر (2).


(1) سورة الحديد: الآية 19، وفي النسخ: (بالله ورسوله). (2) أورده في البحار: ج 38 ص 213 ب 65 ح 16.

[ 414 ]

فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين، من الكتاب العتيق الذي فيه خطبته عليه السلام القاصعة، تاريخه: سنة ثمان ومائتين، وقد قدمنا وصفه (1) أن أول إسناده (عن عبد الله بن جعفر الزهري)، بغير الأسانيد المتقدمة في روايته. فقال فيه عن مولانا علي عليه السلام ما هذا لفظه: هاتوا من سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ما أو قول لكم، وكأني معه الآن وهو يقول في بيت أم سلمة ذلك ؟ فقال لها رسلو الله صلى الله عليه وآله: قومي فافتحي الباب. فقالت: يا رسول الله، من هذا الذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب ؟ وقد نزل فينا قرآن بالأمس، يقول الله عز وجل: * (وإذا سئلتموهن متاعا فاسئلوهن من وراء حجاب) * (2). فمن هذا الذي بلغ من خطره أن استقبله بمحاسني ومعاصمي ؟ فقال صلى الله عليه وآله كهيئة المغضب: يا أم سلمة، من يطع الرسول فقد أطاع الله، قومي فافتحي الباب فإن بالباب رجلا ليس بالخرق ولا بالنزق، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. يا أم سلمة، إنه آخذ بعضادتي الباب ليس بفاتح الباب (3) ولا بداخل الدار حتى يغيب عنه الوطئ إنشاء الله تعالى.


(1) يحتمل قويا أن يكون مراده الكتاب المذكور في الباب 142. (2) سوره الأحزاب: الاية 53. (3) في البحار: بفتاح الباب.

[ 415 ]

فقامت أم سلمة تمشي نحو الباب وهي لا تثبت من في الباب غير إنها قد حفظت النعت والوصف وهي تقول: بخ بخ لرجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. ففتحت الباب، فأخذت بعضادتي الباب فلم أزل قائما حتى غاب الوطئ. فدخلت أم سلمة خدرها ودخلت فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أم سلمة، هل تعرفينه ؟ قالت: نعم، هذا علي بن أبي طالب عليه السلام وهنيئا له. قال: صدقت يا أم سلمة، بلى (4) هنيئا له، هذا لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو بمنزلة هارون من موسى، شد به أزري، إلا إنه لا نبي بعدى، يا أم سلمة، إسمعي وإشهدي: هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيد المسلمين، وعنده علم الدين، وهو الوصي على الأموات من أهل بيتي والخليفة على الأحياء من أمتي، أخي في الدنيا وقريني في الآخرة ومعي في الملأ الأعلى. إشهدي علي يا أم سلمة، إنه صاحب حوض يذود عني كما يذود الراعي عن الحوض. إشهدي يا أم سلمة، إنه قريني في الآخرة وقرة عيني وثمرة قلبي. إشهدي إن زوجته سيدة نساء العالمين. يا أم سلمة، إني على الميزان يوم القيامة وإنه على ناقة من نوق الجنة تسمى (محتوية)، تزاحمني بركابها لا يزاحمني غيرها. إشهدي يا أم سلمة، إنه سيقاتل بعدي الناكثين والمارقين والقاسطين، وإنه يقتل الشيطان الردة (5)، وإنه يقتل شهيدا ويقدم علي حيا طريا (6). أقول: هذا لفظ ما وجدناه نقلناه تأكيدا لما قدمناه أيضا.


(4) في النسخ: بل، صححناه من المطبوع. (5) في البحار: الردهة. (6) أورده في البحار: ج 38 ص 121 ب 61 ح 70.

[ 416 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين بلسان حيوان الماء. مما رواه الشريف الجليل أبو يعلى محمد بن الشريف أبو القاسم الحسن الأقسامي برواية الجمهور في تفسير قصيدة الشاعر محمد بن عبيد الله المخزومي (1) المعروف بالسلامي التي مدح بها مولانا عليا عليه السلام وزارة بها. وأولها: * (سلام على زمرم والصفا) * (2). أنقل الرواية بإسنادها من نسخة بخط السلامي، تاريخها: في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. وهذا لفظ ما وجدناه: حدثني الشريف أبو الحسن محمد بن جعفر المحمدي قراءة عليه فأقر به، قال: أخبرنا محمد بن وهبان الهنائي، قال: أخبرنا أحمد بن أبي دجانة الرزاز قال: أخبرنا الحسن بن علي الزعفراني قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله عن أبي سمينة عن علي بن عبد الله الخياط عن الحسن بن علي الأسدي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مد الفرات عندكم على عهد علي عليه السلام، فأقبل إليه الناس فقالوا: يا أمير المؤمنين نحن نخاف الغرق لأن [ في ] (3) الفرات قد جاء من الماء ما لم ير مثله وقد امتلأت جنبتاه، فالله الله ! فركب أمير المؤمنين عليه السلام والناس معه وحوله يمينا وشمالا. فمر


(1) من مقدمي شعراء العراق ولد سنة 336 وتوفي 393. انظر الغدير: ج 5 ص 6. (2) أورد ذكره في الغدير: ج 5 ص 7، نقلا عن هذا الكتاب. (3) الزيادة من البحار.

[ 417 ]

بمسجد ثقيف (4) فغمزه بعض شبانهم. فالتفت إليهم مغضبا فقال: صغار (5) الخدود، لئام الجدود، بقية ثمود، من يشتري مني هؤلاء الأعبد ؟ ! فقام إليه مشايخهم فقالوا له: يا أمير المؤمنين، إن هؤلاء شبان لا يعقولن ما هم فيه فلا تؤاخذنا بهم، فوالله إننا كنا لهذا كارهين (6) وما منا أحد يرضى هذا الكلام لك، فاعف عنا عفى الله عنك. قال: فكأنه عليه السلام استحى، فقال: لست أعفو عنكم إلا على أن لا أرجع حتى تهدموا مجلسكم، وكل كوة وميزاب وبالوعة إلى طريق المسلمين، فإن هذا أذى للمسلمين. فقالوا: نحن نفعل ذلك. فمضى وتركهم. فكسروا مجلسهم وجميع ما أمر به. حتى انتهى إلى الفرات [ وهو يزخر بأمواجه، فوقف والناس ينظرون، فتكلم بالعبرانية كلاما ] (7) [ فضربه بقضيب كان معه وزجره ] (8) ونزل (9) الفرات ذراعا. فقال: حسبكم ؟ قالوا: زدنا. فضربه بقضيب كان معه، وإذا بالحيتان فاغرة (10) أفواهها، فقالت: يا أمير المؤمنين، عرضت ولايتك علينا فقبلنا ما خلا الجري والمار ماهي والزمار. فقال عليه السلام: إن بني إسرائيل لما تفرقوا عن المائدة، فمن كان أخذ منهم برا كان منهم القردة والخنازير ومن أخذ بحرا كان الجري والمار ماهي والزمار. ثم أقبل الناس عليه فقالوا: هذه رمانة ما رأينا مثلها قط جاء بها الماء،


(4) في البحار: سقيف. (5) في البحار: صعار. (6) ق: ان كنا، م والبحار: إن كنا لهذا الكارهين. (7) الزيادة من البحار. (8) مابين المعكوفتين ليست في ق والبحار. (9) في البحار: نقص. (10) أي فاتحة.

[ 418 ]

وقد أحبست الجسر من عظمها وكبرها. فقال: هذه رمانة من رمان الجنة ! فدعا بالرجال والحبال فأخرجوها (11). فما بقي بيت بالكوفة إلا دخله منها شئ (12) !


(11) ق خ ل: فاجرحوها. (12) أورده في البحار: ج 41 ص 236 ب 111 ح 8.

[ 419 ]

فيما نذكره من تفسير (قصيدة السلامي) من النسخة المقدم ذكرها بتسليم (1) الذئب على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. وهذا لفظ الحديث وفيه رواة الجمهور، قال: أخبرني الشريف أبو الحسن قال: حدثنا أبو عبد الله الحسن بن جعفر القرشي المجاور بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله، قال: حدثنا علي بن محمد بن المغيرة الملاح قال: أخبرنا الحسن بن سنان قال: حدثنا أبو يعقوب يوسف بن حمدان المدني (2) قال: حدثنا شعبة عن قتادة عن الحسين (3) عن عمار بن ياسر قال: تبعت أمير المؤمنين عليه السلام في بعض طرفات المدينة، فإذا أنا بذئب أدرع أزب قد أقبل يهرول حتى أتى المكان الذي فيه أمير المؤمنين وولداه الحسن الحسين عليهم السلام. فجعل الذئب يعفر خديه على الأرض ويومى بيديه إلى أمير المؤمنين عليه السلام. فقال علي عليه السلام: اللهم أطلق لسان الذئب فيكلمني، فأطلق الله لسان الذئب. فإذا الذئب يقول بلسان طلق ذلق: السلام عليك يا أمير المؤمنين. قال: وعليك [ السلام ] (4)، من أين أقبلت ؟ قال: من بلد الفجار الكفرة. قال: وأين تريد ؟ قال: بلد الأنبياء البررة. قال: وفيماذا ؟ قال: لأدخل في


(1) خ ل: بتسليمة. (2) م وق خ ل: المديني. (3) في البحار: الحسن. (4) الزيادة من البحار.

[ 420 ]

بيعتك مرة أخرى. قال: كانكم قد بايعتمونا ؟ قال: بنا صائح من السماء أن اجتمعوا، فاجتمعنا إلى بيت (5) من بني إسرائيل فنشر فيها اعلام بيض ورايات خضر، ونصب فيها منبر من ذهب أحمر، وعلا عليه جبرئيل عليه السلام، فخطب خطبة بليغة وجل منها القلوب وأبكى منها العيون. ثم قال: يا معشر الوحوش، إن الله عز وجل قد دعا محمد فأجابه واستخلف على عباده من بعده علي بن أبي طالب عليه السلام وأمركم أن تبايعوه. فقالوا: (سمعنا واطعنا)، ما خلا الذئب فإنه جحد حقك وانكر معرفتك. فقال علي عليه السلام: ويحك أيها الذئب. كأنك من الجن ؟ فقال: ما أنا من الجنة ولا من الإنس، أنا ذئب شريف. قال: وكيف تكون شريفا وأنت ذئب ؟ قال: شريف لأني من شيعتك، وآخر اني من ولد ذلك الذئب (6) الذي اصطاده أولاد يعقوب فقالوا: (هذا أكل أخانا بالأمس)، وأنا (7) منهم (8).


(5) في البحار: ثنية. (6) ق: أخبر أبي أني من ولد ذلك الذئب، وفي م: واخرني اني من ولد ذلك الذئب. (7) في البحار: وانه متهم. (8) أورده في البحار: ج 41 ص 238 ب 111 ح 9.

[ 421 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين حقا حقا على لسان العلماء والأحبار من بني إسرائيل. برواية الأعمش عن جابر بن عبد الله الأنصاري. [ وجدنا ذلك بخط المحدث الأخباري محمد بن المشهدي. بأسناده عن محمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن مشايخه عن سليمان الأعمش عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: ] (1) حدثني أنس بن مالك وكان خادم رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: لما رجع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من قتال أهل النهروان نزل (براثا) (2)، وكان بها راهب في قلايته (3) وكان اسمه الحباب. فلما سمع الراهب الصيحة والعسكر أشرف من قلايته إلى الأرض، فنظر إلى عسكر أمير المؤمنين عليه السلام. فاستفظع ذلك ونزل مبادرا، قال: من هذا ومن رئيس هذا العسكر ؟ فقيل له: هذا أمير المؤمنين عليه السلام وقد رجع من قتال أهل النهروان. فجاء الحباب مبادرا يتخطى الناس حتى وقف على أمير المؤمنين عليه السلام فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين حقا حقا. فقال له: وما علمك بأني أمير المؤمنين حقا حقا ؟ قال له: بذلك أخبرنا علمائنا واحبارنا. فقال له: يا حباب. فقال له الراهب: وما علمك بإسمي ؟ فقال: اعلمني بذلك حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال له الحباب مد يدك


(1) الزيادة من نسخة مكتبة آية الله المرعشي والبحار. (2) قال في مراصد الإطلاع: براثا – بالمثلثة والقصر – محلة كانت في طرف بغداد في قبلي الكرخ وبني بها جامع كانت تجتمع فيه الشيعة ويسبون الصحابة فيه. فأخذ الراضي من وجد فيه وهدمه، ثم أعاده بحلم وسعة. وكتب أسم الراضي في صدره واقيمت به الجمعة إلى ما بعد سنة الخمسين وأربعمائة. ثم قطعت منه وخرب وآثاره إلى الآن باقية. (3) قال المجلسي رحمه الله: قلاية معرب كلاية من بيوت عبادة النصارى.

[ 422 ]

[ لأبايعك ] (3)، فانا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، وإنك علي بن أبي طالب وصيه. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: وأين تأوي ؟ فقال: أكون في قلابة لي هيهنا. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: بعد يومك هذا لا تسكن فيها ولكن ابن هيهنا مسجدا وسمه باسم بانيه. فبناه رجل اسمه (براثا) فسمي المسجد ببراثا باسم الباني له. ثم قال: ومن أن تشرب يا حباب ؟ فقال: يا أمير المؤمنين، من دجلة هيهنا. قال: فلم لا تحفر هيهنا عينا أو بئرا ؟ فقال له: يا أمير المؤمنين، كلما حفرنا بئرا وجدناها مالحة (4) غير عذبة. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: إحفر هيهنا بئرا. فحفر فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها. فقلعها أمير المؤمنين، فانقلعت عن عين أحلى من الشهد وألذ من الزبد. فقال له: يا حباب، [ يكون شربك من هذه العين. أما أنه يا حباب ] (5) ستبني إلى جنب مسجدك هذا مدينة، وتكثر الجبابرة فيها ويعظم البلاء حتى أنه ليركب فيها كل ليلة جمعة سبعون ألف فرج حرام (6). فإذا عظم بلائهم سدوا على مسجدك بقنطرة (7) ثم وابنه مرتين ثم وابنه لا يهدمه إلا كافر (8) فإذا فعلوا ذلك منعوا الحج ثلاث سنين واحترقت خضرهم


(3) الزيادة من ق. (4) م: صامحة مالحة. (5) الزيادة من البحار. (6) إلى هنا أورد في البحار: ج 102 ص 26 ب 52 ح 1. (7) ق وم والبحار: فطوة، وق خ ل: فطرة، وفي المطبوع فطرة، صححناه من نسخة المشكاة. (8) في العبارة اغلاق في جميع النسخ: ففي نسخة ق: ثم وابنه بنين وابنه لا يهدمه إلا كافر ثم بنيا. وفي نسخة م: ثم رأيته نبين ثم وابنه لا يهدمه إلا كافر ثم بيتا. وفي البحار: ثم وابنه بنين ثم وابنه لا يهدمه إلا كافر بيتا. صححناه من نسخة المشكاة.

[ 423 ]

وسلط الله عليهم رجلا من أهل السفح لا يدخل بلدا إلا أهلكه وأهلك أهله. ثم ليعد عليهم مرة أخرى، ثم يأخذهم القحط والغلا ثلاث سنين حتى يبلغ بهم الجهد. ثم يعود عليهم، ثم يدخل البصرة فلا يدع فيها قائمة إلا سخطها وأهلكها واهلك أهلها، وذلك إذا عمرت الخربة وبنى فيها مسجد جامع فعند ذلك يكون هلاك أهل البصرة. ثم يدخل مدينة بناها الحجاج يقال لها (واسط) فيفعل مثل ذلك، ثم يتوجه نحو بغداد فيدخلها عفوا. ثم يلتجئ الناس إلى الكوفة، ولا يكون بلد من الكوفة إلا تشوش له الأمر (9). ثم يخرج هو والذي أدخله بغداد نحو قبري لينبشه فيتلقاهما السفياني فيهزمهما (10) ثم يقتلهما. ويتوجه جيش نحو الكوفة فيستعبد بعض أهلها. ويجئ رجل من أهل الكوفة فيلجئهم إلى سور فيمن لجأ إليها أمن. ويدخل جيش السفياني إلى الكوفة فلا يدعون أحدا إلا قتلوه، وإن الرجل منهم ليمر بالدرة المطروحة العظيمة فلا يتعرض لها ويرى الصبي الصغير فيلحقه فيقتله. فعند ذلك يا حباب يتوقع بعدها، هيهات هيهات، وأمور عظام وفتن كقطع الليل المظلم، فاحفظ عني ما أقول لك يا حباب (11).


(9) في العبارة أغلاق وفي البحار: ولا يكون بلدا من الكوفة تشوش الأمر له. وفي نسخة ق وم: وستوسق له الأمر وفي نسخة المشكاة: إلا توشوش له الأمر وفي البحار خ ل: إلا تستوثق له الأمر. (10) في نسخة المشكاة: فيهن حيا. (11) أورده بتمامه في البحار: ج 52 ص 217 ب 25 ح 80. ووجدته في الأربعين لمحمد بن أبي مسلم بن أبى الفوارس، المخطوطة: ح 18، بهذه الإسناد: عن محمد بن علي بن أحمد التبريزي بساوة: قال عبد الله بن نصر بن محمد بن خميس الموصلي أبو بكر في العشر الأخير من ربيع الأول سنة… بمدينة السلام بجانبها الأيسر مسجد الرباط: أحمد بن الحسين العطار عن أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني صاحب كتاب الكافي قال: علي بن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن المفضل بن يسار عن محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده الحسين بن علي عليهم السلام قال:…. الخ. كما أورد مثله في البحار: ج 38 ص 50 عن مناقب ابن شهر آشوب. (*)

[ 424 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين من شيعته وأهل بيته (1) إلى جنات النعيم بأمر رب العالمين، عن أبي جعفر بن بابويه برجال المخالفين، رويناه من كتابه كتاب (أخبار الزهراء فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله) (2). فقال ما هذا لفظه. حدثنا محمد بن الحسن بن سعيد (3) الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدثنا محمد بن علي الهمداني قال: حدثنا بو الحسن بن خلف بن موسى بن الحسن الواسطي بواسط (4) قال: حدثنا عبد الأعلى الصنعاني (5) قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما زوج رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام فاطمة عليها السلام تحدثن نساء قريش وغيرهن وعيرنها وقلن: زوجك رسول الله صلى الله عليه وآله من عائل لا مال له. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة، أما ترضين أن الله تبارك وتعالى اطلع اطلاعة إلى الأرض فاختار منها رجلين أحدهما أبوك والآخر


(1) م: أهل بيته وولايته. (2) من الكتب المفقودة اليوم، وقد روى عنه في سادس البحار كما قال في الذريعة. (3) في البحار ج 18: حسن بن محمد بن سعيد. (4) في البحار: أبو الحسن خلف بن موسى. (5) قال في هامش البحار: (في النسخة المخطوطة: محمد بن عبد الأعلى).

[ 425 ]

بعلك. يا فاطمة، كنت أنا وعلي نورين (6) بين يدي الله عز وجل مطيعين من قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق آدم قسم ذلك النور جزئين: جزءانا وجزء علي. ثم أن قريشا تكلمت في ذلك وفشى الخبر فبلغ النبي صلى الله عليه وآله فأمر بلالا فجمع الناس وخرج إلى مسجده ورقي منبره يحدث الناس بما خصه الله تعالى من الكرامة وبما خص به عليا وفاطمة عليهما السلام، فقال: يا معشر الناس، [ إنه ] (7) بلغني مقالتكم، واني محدثكم حديثا فعوه واحفظوه مني واسمعوه، فإني مخبركم بما خص به أهل البيت وبما خص به عليا من الفضل والكرامة وفضله عليكم، فلا تخالفوه فتنقلبوا على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين. معاشر الناس، إن الله قد اختارني من خلقه فبعثني إليكم رسولا، واختار لي عليا خليفة ووصيا. معاشر الناس، إني لما اسرى بي إلى السماء وتخلف عنى جميع من كان معي من ملائكة السماوات وجبرئيل والملائكة المقربين ووصلت إلى حجب ربي دخلت سبعين ألف حجاب، بين كل حجاب إلى حجاب، من حجب العزة والقدرة والبهاء والكرامة والكبرياء والعظمة والنور والظلمة والوقار، حتى وصلت إلى حجاب الجلال، فناجيت ربي تبارك وتعالى وقمت بين يديه وتقدم إلي عز ذكره بما احبه وأمرني بما أراد، لم اسئله لنفسي شيئا في علي عليه السلام إلا أعطاني، ووعدني الشفاعة في شيعته وأوليائه، ثم قال لي لجليل جل جلاله: يا محمد، من تحب من خلقي ؟ قلت: أحب الذي تحبه أنت، يا ربي. قال لي جل جلاله: فاحب عليا فاني احبه وأحب من يحبه. فخررت لله ساجدا مسبحا شاكرا لربي تبارك وتعالى. فقال لى:


(6) في البحار: نورا. (7) الزيادة من البحار.

[ 426 ]

يا محمد، علي وليي وخيرتي بعدك من خلقي، إخترته لك أخا ووصيا ووزيرا وصفيا وخليفة وناصرا لك على اعدائي. يا محمد، وعزتي وجلالي، لا يناوي عليا جبار إلا قصمته، ولا يقاتل عليا عدو من اعدائي إلا هزمته (9) وأبدته. يا محمد، انى اطلعت على قلوب عبادي فوجدت عليا انصح خلقي لك واطوعهم لك، فاتخذه أخا وخليفة ووصيا وزوجه ابنتك (10)، فانى سأهب لهما غلامين طيبين طاهرين تقيين نقيين. فبي حلفت وعلى نفسي حتمت، انه لا يتولين عليا وزوجته وذريتهما احد من خلقي إلا رفعت لوائه إلى قائمة عرشي وجنتي وبحبوحة كرامتي، وسقيته من حظيرة قدسي ولا يعاديهم أحد ويعدل عن ولايتهم يا محمد إلا سبلته ودي وباعدته من قربي وضاعفت عليهم عذابي ولعنتي. يا محمد، إنك رسولي إلى جمعى خلقي وإن عليا وليي وأمير المؤمنين، وعلى ذلك أخذت ميثاق ملائكتي وانبيائي [ وجميع خلقي من قبل أن أخلق خلقا في سمائي ] (11) وأرضي محبة مني لك يا محمد، ولعلي ولولدكما ولمن أحبكما وكان من شيعتكما ولذلك خلقتهم (12) من خليقتكما. فقلت: إلهي وسيدي، فاجمع الأمة عليه. فأبى علي وقال: يا محمد، انه المبتلي والمبتلى به، واني جعلتكم محنة لخلقي، امتحن بكم جميع عبادي وخلقي في سمائي وأرضي وما فيهن لأكمل الثواب لمن أطاعني فيكم. وأحل عذابي ولعنتي على من خالفني فيكم وعصاني، وبكم أمير الخبيث من الطيب. يا محمد، وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت آدم، ولولا على ما خلقت الجنة لأنى بكم أجزى العباد يوم المعاد بالثواب والعقاب، وبعلي وبالأئمة من


(9) ق خ ل: خرمته. (10) في البحار: زوج ابنتك. (11) الزيادة من البحار. (12) في النسخ: خلقته.

[ 427 ]

ولده انتقم من اعدائي في دار الدنيا. ثم إلى المصير للعباد والمعاد وأحكمكما في جنتي وناري، فلا يدخل الجنة لكما عدو ولا يدخل النار لكما ولي، وبذلك أقسمت على نفسي. ثم انصرفت فجعلت لا أخرج من حجاب من حجب ربي ذي الجلال والإكرام إلا سمعت في النداء ورائي: يا محمد قدم عليا، يا محمدا استخلف عليا، يا محمد أوص إلى علي، يا محمد واخ عليا، يا محمد أحب من يحب عليا، يا محمد استوص بعلي وشيعته خيرا. فلما وصلت إلى الملائكة جعلوا يهنئونني في السماء ويقولون: هنيئا لك يا رسول الله بكرامة لك ولعلي. معاشر الناس، علي أخي في الدنيا والآخرة ووصيي وأميني على سرى وسر رب العالمين ووزيري وخليفتي عليكم في حياتي وبعد وفاتي. لا يتقدمه أحد غيري وخير من أخلف بعدي. ولقد أعلمني ربى تبارك وتعالى أنه سيد المسلمين وإمام المتقين وأمير المؤمنين ووارثي ووارث النبيين ووصي رسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين من شيعته وأهل ولايته إلى جنات النعيم بأمر رب العالمين. يبعثه الله يوم القيامة مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون، بيده لوائي لواء الحمد يسير به أمامي، وتحته آدم وجميع من ولد من النبيين والشهداء والصالحين إلى جنات النعيم حتما من الله محتوما من رب العالمين، وعد وعدنيه ربي فيه ولن يخلف الله وعده وأنا على ذلك من الشاهدين (13).


(13) أورده في البحار: ج 18 ص 397 ب 3 ح 101، كما أورده في البحار أيضا: ج 40 ص 18 ب 91 ح 36.

[ 428 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين في حياة سيد المرسلين برجال المخالفين. وجدنا ذلك في مجلد عندنا عتيق، أوله: (كتاب روح النفوس (1) في تصحيح الأسانيد المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه)، وهو في آخر المجلد في كراريس توشك أن تكون مكتوبة من مئات من السنين وفي آخره ما كان قد كتب بعد تاريخه (المحرم سنة ثمان وثلاثمائة). أولها حديث المؤاخاة بين سيدنا رسول الله وبين مولانا علي عليه السلام. فقال ما هذا لفظه: ما جاء أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يقال له (أمير المؤمنين) في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله: حدثنا علي بن كعب الكوفي قال: حدثنا إسماعيل بن ابان الوراق قال: حدثنا ناصح أبو عبد الله عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: كنا نقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام (أمير المؤمنين) ورسول الله صلى الله عليه وآله [ حاضر ] (2) فلا ينكر (3) ويتبسم (4).


(1) خ ل: روح قدس النفوس. (2) الزيادة من المطبوع. (3) في البحار: ورسول الله صلى الله عليه وآله لا ينكر ويتبسم. (4) أورده في البحار: ج 37 ص 329 ب 54 ح 64.

[ 429 ]

فيما نذكره من تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين من الكتاب العتيق المذكور بهذا الإسناد. حدثنا الحسن بن علي بن عثمان قال: حدثنا الحسن بن عطية قال: حدثنا سعاد بن سليمان عن جابر عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن أبيه عن علي عليه السلام قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وعنده أبو بكر وعمر وعائشة، فجلست بينه وبين عائشة. فقالت عائشة: مالك مجلس (1) إلا على فخذي يا علي ؟ فضرب النبي صلى الله عليه وآله ظهرها وقال: لا تؤذيني في أخي فإنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين، يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيدخل اوليائه الجنة واعدائه النار (2).


(1) في البحار: لا تجلس. (2) أورده في البحار: ج 37 ص 329 ب 54 ح 65.

[ 430 ]

فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وسيد المسلمين وخاتم الوصيين وامام الغر المحجلين من الكتاب العتيق المشار إليه. حدثنا الحسين بن الحكم الحبرى قال: حدثنا إسماعيل بن ابان الأزدي قال: حدثنا الصباح بن يحيى المزني عن الحارث بن حصيرة الأزدي، قال: حدثنا القاسم بن جندب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أسكب لي وضوء وماء قال: فتوضأ ثم صلى ثم انصرف ثم قال: يا أنس، أول من يدخل علي اليوم أمير المؤمنين وسيد المسلمين وخاتم الوصيين وامام الغر المحجلين. قال: فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار، ولم أبدها له. فجاء علي عليه السلام فضرب الباب، فقال: من هذا يا أنس ؟ فقلت: هذا علي عليه السلام قال: افتح. فدخل. فقام إليه حتى اعتنقه فجعل يمسح عرق وجهه فيمسح وجهه. قال علي عليه السلام: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد صنعت بي اليوم ما لم تصنعه بي قط ؟ قال: وما يمنعنى أو قال: ولم لا أفعل وأنت تؤدى ديني وتسمعهم صوتي وتبين لهم الذي اختلفوا فيه بعدى (1). (1) أورده في البحار: ج 37 ص 301، ب 54، ذيل ح 21.


[ 431 ]

في تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. ننقله من نسخة فيها ذكر اسماء علي عليه السلام أول خطبة النسخة: (الحمد لله المستحق للحمد بآلائه المستوجب الشكر على نعمائه). فقال ما هذا لفظه: قال أبو عبد الله عليه السلام في قوله * (فطرة الله التي فطر الناس عليها) * (1). قال: التوحيد، ومحمد رسول الله، وعلي أمير المؤمنين.


(1) سورة الروم: الآية 30.

[ 432 ]

فيما نذكره من الكتاب المسمى (كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام) تأليف محدث الشام صدر الحفاظ محمد بن يوسف القرشي الكنجي الشافعي من الباب السادس منه في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله عليا أمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين. فقال ما هذا لفظه: أخبرنا محمد بن عبد الواحد بن أحمد المتوكل على الله ببغداد عن محمد بن عبد الله (1)، حدثنا عبد الحميد بن عبد الرحمان، حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا الحسين بن محمد الفرزدق، حدثنا الحسين بن علي بن بزيع، حدثنا يحيى بن الحسين بن الفرات (2)، حدثنا أبو عبد الرحمان المسعودي وهو عبد الله بن عبد الملك عن الحارث بن حصيرة عن صخر بن الحكم الفزاري عن حنان (3) بن الحارث الأزدي عن الربيع بن جميل الضبي عن مالك بن ضمرة الدوسي (4) عن أبي ذر الغفاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ترد علي الحوض راية أمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين (5)، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون تبعنا الأكبر وصدقناه، ووازرنا الأصغر ونصرناه وقاتلنا معه. فأقول: ردوا (6) رواء مرويين، فيشربون


(1) في المصدر: عبيد الله. (2) في المصدر: يحيى بن الحسن بن الحسن بن الفرات. (3) في المصدر: حبان. (4) ق خ ل: الرواسي. (5) في البحار: امام المتقين وقائد الغر المجلين. (6) ق: رووا.

[ 433 ]

شربة لا يظمئون بعدها أبدا، وجه إمامهم كالشمس الطالعة ووجوههم كالقمر ليلة البدر و (7) كاضوء نجم في السماء (8).


(7) في المصدر: أو. (8) كفاية الطالب: ص 76 ب 6. وأورده في البحار: ج 8 ص 24 ب 20 ح 19 كما أورده في البحار أيضا: ج 37 ص 347 ب 55 ح 4، ذكره مرفوعا.

[ 434 ]

فيما نذكره من (كفاية الطالب) الذي قدمنا ذكره فيما ذكره في الباب الثاني والأربعين في تسمية مناد من بطنان العرش لمولانا علي عليه السلام انه وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم. فقال ما هذا لفظه: الباب الثاني والأربعون في تخصيص علي عليه السلام بالنداء من بطنان العرش يوم القيامة. أخبرني المقري عتيق بن أبي الفضل السلماني، أخبرنا محدث الشام أبو القاسم علي، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، أخبرنا أبو الحسن عاصم بن الحسن بن محمد العاصمي، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني، حدثنا خزيمة بن ماهان المروزي، حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يأتي على الناس يوم ما فيه راكب إلا نحن أربعة: فقال له العباس بن عبد المطلب عمه: فداك أبي وأمى، من هؤلاء الأربعة ؟ فقال: أنا علي البراق، وأخي صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين (1)، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمان، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا، على كل ركن ياقوتة حمراء تضئ للراكب من مسيرة ثلاثة أيام، وبيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا الله محمد رسول الله.


(1) في المصدر: الحسن.

[ 435 ]

فتقول الخلائق من هذا ؟ ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش (2) ؟ فينادي مناد من بطنان العرش: ليس بملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم (3).


(2) في المصدر: أملك مقرب ؟ أنبى مرسل ؟ أحامل عرش ؟ (3) كفاية الطالب: ص 184 ب 43، وأورده في البحار عن ابن عقدة من أمالي الشيخ: ص 162.

[ 436 ]

فيما نذكره من كتاب (كفاية الطالب) أيضا الذي أشرنا إليه في ما ذكره في الباب الرابع والخمسين منه في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي بن أبي طالب عليه السلام أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين، نذكره بلفظه: أخبرنا إبراهيم بن محمود بن سالم بن مهدي ببغداد وعبد الملك بن أبي البركات بن القاسم بن قينا بن محمد بن عبد الباقي (1) وأخبرنا أبو طالب بن محمد بن على الجوهري وعلي بن محمد بن عبد السميع بن الواثق بالله، قال (2): أخبرنا ابن البطن، أخبرنا أبو الفضلين (3) بن أحمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن أحمد بن علي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا إبراهيم بن محمود بن ميمون، حدثنا علي بن عابس عن الحارث بن حصيرة عن القاسم بن العيني (4) عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا نس، أسكب لي وضوء يعينني، فتوضأ ثم قام وصلى ركعتين، ثم قال: يا أنس، أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. قال أنس: فقلت: اللهم اجعله رجلا من الأنصار وكتمته، إذ جاء علي عليه السلام، فقال: من هذا يا أنس ؟ فقلت: علي بن أبي طالب


(1) في المصدر: عبد الملك بن أبي البركات بن أبي القاسم بن قيبا عن محمد بن عبد الباقي. (2) في المصدر: قالا. (3) في المصدر: أبو الفضل. (4) ق والمصدر: القاسم بن جندب.

[ 437 ]

عليه السلام، فقام النبي صلى الله عليه وآله مستبشرا فاعتنقه، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق وجه علي عليه السلام بوجهه. قال علي عليه السلام: يا رسول الله، لقد رأيتك صنعت بي شيئا ما صنعت بي قبل. قال: وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي (5).


(5) كفاية الطالب: ص 211 ب 54، وأورده في البحار: ج 37 ص 301 ب 54، ذيل ح 21.

[ 438 ]

فيما نذكره من (كفاية الطالب) الذي اشرنا إليه فيما ذكره في الباب التاسع والثمانين منه في تسمية جبرئيل عليه السلام لمولانا علي عليه السلام (أمير المؤمنين): فقال ما هذا لفظه: أخبرنا العدل محمد بن طرخان (1) الدمشقي بها عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار (2)، حدثنا نور الهدى أبو طالب الحسن بن محمد بن علي الوشاء (3) عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان، حدثنا طلحة بن أحمد بن محمد، حدثنا أبو زكريا النيشابوري عن شابور بن عبد الرحمان عن علي بن عبد الله بن عبد الحميد عن هيثم (4) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (5) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ليلة أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت نورا ضرب به وجهي، فقلت لجبرئيل: ما هذا النور الذي رأيته ؟ ! قال: يا محمد، ليس هذا نور الشمس ولا نور القمر ولكن جارية من جواري علي بن أبي طالب عليه السلام طلعت (6)


(1) في النسخ: طرجان. (2) في النسخ: أبي العلاء بن الحسن، صححناه من المصدر. (3) الصحيح: أبو علي الحسن بن محمد بن عنبر البغدادي الوشاء المتوفي 308، انظر تذكرة الحفاظ: ج 2 ص 756. (4) في المصدر: هشيم. (5) أورد السند في البحار هكذا: محمد بن طرحان الدمشقي عن الحسن بن أحمد العطار عن الحسن بن محمد بن علي الوشاء عن محمد بن أحمد عن علي بن حسن بن شاذان عن طلحة بن أحمد عن شابور بن عبد الرحمن عن علي بن عبد الله بن عبد الحميد عن هيثم بن بشير عن شعبة بن الحجاج عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. (6) ق والمصدر: اطلعت.

[ 439 ]

من قصرها فنظرت إليك وضحكت، وهذا النور خرج من فيها، وهي تدور في الجنة إلى أن يدخلها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (7).


(7) كفاية الطالب: ص 321 ب 89 وأورده في البحار: ج 39 ص 236 ب 86 ذيل ح 21.

[ 440 ]

فيما نذكره من جزء فيه أخبار ملاح منتقاة من نسخة عتيقة في تسمية جبرئيل عليه السلام لمولانا علي عليه السلام إنه أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، وسيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين فقال في الجزء المذكور ما هذا لفظه: حدثنا عبد الله بن سليمان الأشعث السجستاني، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيد النهشلي شاذان، قال: حدثنا زكريا بن يحيى الخزار، قال: حدثنا مندل بن علي العنزي عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يغدو إليه علي عليه السلام في الغداة وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد، فإذا النبي صلى الله عليه وآله في صحن الدار وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي فقال: السلام عليك، كيف أصبح رسول الله ؟ قال: بخير يا أخا رسول الله. فقال على عليه السلام: جزاك الله عنا أهل البيت خيرا ؟ قال دحية: إني أحبك، وإن لك عندي مديحة أهديها إليك: أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، وسيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين، لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزف أنت وشيعتك مع محمد وحزبه إلى الجنان، وقد أفلح من والاك، وخاب وخسر من تولاك، من يحب محمدا أحبوك، ومن يبغضه أبغضوك (1) لن تنالهم شافعة محمد صلى الله عليه وآله، أذن مني صفوة الله فأخذ رأس النبي صلى الله عليه وآله فوضعه في حجره فانتبه النبي صلى الله


(1) خ ل: بحب محمد احبوك وببغضه أبغضوك.

[ 441 ]

عليه وآله فقال: ما هذا الهمهمة ؟ فأخبره الحديث، فقال: لم يكن دحية، كان جبرئيل عليه السلام سماك باسم سماك الله به، وهو الذي القى محبتك في قلوب المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين.


[ 442 ]

فيما نذكره من جزء عليه رواية أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي (1)، في تسمية مناد ينادي من بطنان العرش لمولانا علي عليه السلام: إنه وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين. وقال ما هذا لفظه: حدثنا أبو الحسن، قال: حدثني ابن عقدة، قال: حدثني محمد بن أحمد بن الحسن، قال حدثنا خزيمة بن ما هان المروزي، قال حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يأتي علي الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة. فقال له العباس بن عبد المطلب: فداك أبي وأمي، ومن هؤلاء الأربعة ؟ قال: أنا علي البراق، وأخى صالح على ناقة الله التي عقرها قومه، وعمي حمزة اسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين، عليه حلتان خضراوان من كسوة الرحمان على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا على كل ركن ياقوتة حمراء تضئ للراكب مسيرة ثلاثة أيام، وبيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا الله محمد رسول الله. فتقول الخلائق: من هذا ؟ ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش ؟ فينادي مناد من بطنان العرش: ليس بملك مقرب لا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين في جنات النعيم (2).


(1) في النسخ: القطيفي، والصحيح ما ذكرنا. (2) أورده في البحار: ج 7 ص 233 ب 8 ح 4، عن أمالي الشيخ. ص 162.

[ 443 ]

فيما نذكره من جزء عتيق عليه مكتوب: (في هذا الجزء حديث الرايات وخطبة أبي بن كعب) وعليه سماع تاريخه: في جمادي الآخرة سنة اثنين وأربعمائة، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام بأمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين فقد تقدم هذا الحديث بغير هذا الاسناد، فقال ما هذا لفظه: حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحسين الجعفي قراءة عليه فاقر به، قال: أخبرنا أبو عبد [ الله ] (1) الحسين بن محمد الفرزدق القطعي الفزاري (2) قال: حدثنا الحسين بن علي بن بزيع، قال: حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات الفزاري (3) قال: حدثنا أبو عبد الرحمان المسعودي عبد الله بن عبد الملك عن الحارث بن حصيرة [ عن صخر ] (4) بن الحكم الفزاري عن حيان (5) بن الحارث الأزدي يكنى أبا عقيل عن الربيع بن جميل الضبى عن مالك بن ضمرة الرواسى عن أبي ذر الغفاري، إنه اجتمع هو وعلى بن أبى طالب وعبد الله بن مسعود والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان. قال: فقال أبو ذر: حدثونا حديثا نذكر به رسول الله صلى الله عليه وآله فنشهد له وندعو له ونصدقه. فقالوا: حدثنا يا علي. فقال علي عليه السلام: لقد علمتم ما هذا زمان حديثي. قالوا: صدقت. قال: فقالوا


(1) الزيادة من (ق). (2) ق خ ل: الحسين بن محمد بن الفرزدق القطعي القماري. (3) ق وم: الفزاز. (4) الزيادة منا بقرينة ذيل الحديث. (5) م: جنان ق خ ل: حنان. (6) م: عن الربيع عن جميل الضبي.

[ 444 ]

حدثنا يا حذيفة. قال: لقد علمتم اني سئلت عن المعضلات فحذرتهن. فقالوا: صدقت. قال: فاقلوا: حدثنا يابن مسعود. قال: لقد علمتم اني قرأت القرآن لم أسأل عن غيره. قالوا: صدقت. قال: فقالوا: حدثنا يا مقداد. قال: لقد علمتم انما كنت فارسا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله أقاتل (7) ولكن أنتم أصحاب الحديث. فقالوا: صدقت. قال: فقالوا: حدثنا يا عمار. قال: فقال: لقد علمتم إني إنسان أنسى (8) إلا أن أذكر فاذكر. قالوا: صدقت. قال: فقال أبو ذر رحمة الله عليه: إنما أحدثكم بحديث سمعتموه أو من سمعه منكم بلغ، تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأن البعث حق، وأن الجنة حق، وأن النار حق. قالوا: نشهد. قال: وأنا معكم من الشاهدين. قال: ألستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثنا [ أن ] (9) شر الأولين والآخرين إثنا عشر، ستة من الأولين، وستة من الآخرين، ثم سمي من الأولين ابن آدم النبي الذي قتل أخاه، وفرعون وهامان، وقارون [ و ] السامري، والدجال اسمه في الأولين ويخرج في الآخرين وسمي من الآخرين ستة العجل وهو عثمان وفرعون وهو معاوية وهامان وهو زياد بن أبي سفيان وقارون وهو سعد بن أبي وقاص والسامري وهو عبد الله بن قيس أبو موسى. قيل: وما السامري ؟ قال: لا مساس. قال: يقولون: لا قتال، والأبتر وهو عمرو بن العاص. قالوا: وما ابترها ؟ بعينها (10)، لا دين ولا نسب ؟ قال: قالوا: نشهد على ذلك قال: وأنا على ذلك من الشاهدين. ثم قال: الستم تشهدون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن


(7) في الخصال: لقد علمتم اني كنت صاحب الفتن لم أسئل من غيرها. (8) ق وم: النساء. (9) الزيادة من (م). (10) كذا في النسخ.

[ 445 ]

من أمتي من يرد علي الحوض على خمس رايات: أولهن راية العجل، فأقوم فأخذ بيده فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشائه وفعل ذلك بمن معه (11)، فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الأكبر ومزقناه واضطهدناه وأما الأصغر فابتززنا (12) حقه. فأقول: اسلكوا ذات الشمال، فينصرفون (13) ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة. ثم ترد علي راية فرعون أمتي، وهم أكثر الناس البهرجيون. فقلت: يا رسول الله، وما البهرجيون، أبهرجوا الطريق ؟ قال: لا، ولكن بهرجوا دينهم، وهم الذين يغضبون للدنيا. لها يرضون ولها يسخطون ولها ينصبون، فأقوم فآخذ بيد صاحبهم، فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت احشائه وفعل ذلك بمن تبعه (14). فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الأكبر ومزقناه، قاتلنا الأصغر وقتلناه. فأقول: اسلكوا طريق أصحابكم، فينصرفون ظماء مظمئين، مسودة وجوههم، لا يطعمون منه قطرة. ثم ترد علي راية عبد الله بن قيس وهو إمام خمسين ألفا من أمتي، فأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماء وخفقت أحشاؤه وفعل ذلك بمن تبعه (15) فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الأكبر وعصيناه، وخذلنا الأصغر وخذلنا عنه. فأقول: اسلكوا سبيل أصحابكم، فينصرون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة. ثم ترد علي راية المخدج وهو امام سبعين ألفا من الناس، فأقوم فأخذ بيده فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه، وفعل ذلك من تبعه (16) فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون: كذبنا الأكبر


(11) و (14) ق وم: فعل ذلك تبعه. (12) ق وم: ابترنا. (13) فيفرقون. (15) و (16) ق وم: فعل ذلك تبعه.

[ 446 ]

وعصيناه، وقاتلنا الأصغر وقتلناه. فأقول: اسلكوا سبيل أصحابكم، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة. ثم ترد علي راية علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه ووجوه أصحابه، فأقول: ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولن: تبعنا الأكبر وصدقناه، ووازرنا الأصغر ونصرناه وقاتلنا معه، فأقول: ردوا رواء مرويين، فيشربون شربة لا يظمئون بعدها أبدا وجه امامهم كالشمس الطالعة، ووجوههم كالقمر ليلة البدر أو كاضوء نجم في السماء. ثم قال: ألستم تشهدون على ذلك ؟ قالوا: بلى. قال: وأنا على ذلك من الشاهدين. قال لنا القاضي محمد بن عبد الله: اشهدوا علي عند الله، إن الحسين بن محمد بن الفرزدق حدثني بهذا، وقال الحسين بن محمد: اشهدوا علي بهذا عند الله، إن الحسين (17) بن علي بن بزيع حدثني بهذا، وقال الحسين بن علي بن بزيع: اشهدوا علي بهذا عند الله، إن يحيي بن الحسن حدثني بهذا، وقال يحيى بن الحسن: اشهدوا علي بهذا عند اللن أن أبا عبد الرحمان حدثني بهذا، وقال عبد الله بن عبد الملك (18): اشهدوا علي عند الله، إن الحارث بن حصيرة حدثني بهذا عن صخر بن الحكم وقال الحارث بن حصيرة: إشهدوا علي عند الله أن صخر بن الحكم


(17) م: الحسن. (18) ق وم: أبو عبد الرحمن، مكان عبد الله بن عبد الملك. وكلا الاسمين لرجل واحد.

[ 447 ]

حدثني بهذا عن حيان بن الحارث، وقال صخر بن الحكم: اشهدوا علي بهذا عند الله، إن حيان بن الحارث حدثني بهذا عن الربيع بن جميل الضبي، وقال: ربيع بن جميل الضبي: اشهدوا علي بهذا عند الله، ان مالك بن ضمرة حدثني بهذا عن أبي ذر الغفاري، وقال مالك بن ضمرة: اشهدوا علي بهذا عند الله، ان أبا ذر الغفاري حدثني بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال أبو ذر: اشهدوا علي بهذا عند الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثني بهذا عن جبرئيل، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إشهدوا علي بهذا عند الله أن جبرئيل حدثني عن الله جل جلاله وتقدست اسمائه. وقال يوسف بن كليب ومحمد بن حنبل (19) أن أبا عبد الرحمان (20) حدثه بهذا الحديث بهذا الإسناد، وبهذا الكلام. قال الحسن بن علي بن بزيع: وزعم إسماعيل بن ابان أنه سمع هذا الحديث حديث الرايات من أبي عبد الرحمان المسعودي (21).


(19) هذه الأشخاص الثلاثة كثلاثة أسانيد للحديث. (20) ق وم: عن أبي عبد الرحمن. (21) أورده في البحار: ج 37 ص 344 ب 55، ذيل ح 1 وفي الخصال: ج 2 ص 65.

[ 448 ]

فيما نذكره من الجزء الذي فيه حديث الرايات الذي أشرنا إليه، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بسيد الصديقين وافضل المتقين وأطوع الأمة لرب العالمين وأمره بالتسليم عليه بخلافة المؤمنين. فقال ما هذا لفظه: حدثنا الحسن بن محمد بن الفرزدق الفزاري، قال: حدثنا محمد بن أبي هارون المقري العلاف، قال: حدثنا مخول بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن الحسن عن جده عن علي عليه السلام قال: لما خطب أبو بكر، قام أبي بن كعب يوم جمعة وكان أول يوم من شهر رمضان فقال: يا معشر المهاجرين الذين هارجوا واتبعوا مرضات الرحمان، واثنى الله عليهم في القرآن، ويا معشر الأنصار الذين تبوأوا الدار والإيمان ويا من أثنى الله عليهم في القرآن، تناسيتم (1) أم نسيتم أم بدلتم أم غيرتم أم خذلتم أم عجزتم، ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قام فينا مقاما أقام لنا عليا عليه السلام فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه ومن كنت أنا نبيه فهذا أميره، ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يا علي، أنت مني بمنزلة هارون من موسى طاعتك واجبة على من بعدي. أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أوصيكم بأهل بيتي خيرا فقدموهم ولا تقدموهم، وأمروهم ولا تؤمروا عليهم. أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أهل بيتي الأئمة من بعدي.


(1) م والبحار: تعاشيتم.

[ 449 ]

أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أهل بيتي منار الهدى والمدلون (2) على الله. أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يا علي أنت (3) الهادي لمن ضل. أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: علي المحيي لسنتي ومعلم أمتي والقائم بحجتي وخير من أخلف بعدي وسيد أهل بيتي وأحب الناس إلي، طاعته من بعدي كطاعتي على أمتي. أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يول على علي أحدا منكم، وولاه في كل غيبة عليكم. أو لستم تعلمون أنهما كان منزلتهما واحدا وأمرهما واحدا. أو لستم تعلمون أنه قال: إذا غبت عنكم خلفت فيكم عليا، فقد خلفت فيكم رجلا كنفسي. أو لستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله جمعنا قبل موته في بيت إبنته فاطمة عليها السلام، فقال لنا: إن الله أوحى إلى موسى أن اتخذ أخا من أهلك واجعله نبيا، واجعل أهله لك ولدا واطهرهم من الآفات، واخلعهم من الذنوب. فأتخذ موسى هارون وولده وكانوا أئمة بني إسرائيل من بعده، والذين يحل لهم من مساجدهم ما يحل لموسى، الا وإن الله تعالى أوحى إلي أن اتخذ عليا أخا كموسى اتخذ هارون أخا واتخذ ولدا كما اتخذ موسى ولد هارون ولدا فقد طهرتهم كما طهرت ولد هارون، ألا وأني ختمت بك النبيين فلا نبي بعدك فهم الأئمة (4). (2) م والبحار: مدلولون. (3) هنا آخر النسخ ة المخطوطة الناقصة من الكتاب الموجودة في مكتبة ملك بطهران التي رمزنا إليها بعلامة (م). (4) أي فولد علي عليه السلام هم الأئمة.


[ 450 ]

أفما تعمهون (5)، أما تبصرون، أما تسمعون، ضربت عليكم الشبهات فكان مثلكم كمثل رجل في سفر اصابه عطش شديد حتى خشى أن يهلك، فلقى رجلا هاديا بالطريق فسئله عن الماء، فقال: أمامك عينان إحديهما مالحة والأخرى عذبة، فان أصبت من المالحة ضللت وهلكت وان اصت العذبة هديت ورويت، فهذا مثلك أيتها الأمة المهملة كما زعمت. وايم الله ما أهملت (6)، لقد نصب لكم علما يحل لكم الحلال ويحرم عليكم الحرام، ولو اطعتموه لما خلفتم ولا تدابرتم ولا تعللتم ولا برء بعضكم من بعض. فوالله انكم بعده لمختلفون في أحكامكم، وانكم بعده لناقضون عهد رسول الله صلى الله عليه وآله، وانكم على عترته لمختلفون وتباغضون. إن سئل هذا عن غير ما علم أفتى برأيه وان سئل هذا عما يعلم أفتى برأيه. فقد تحاربتم (7) وزعمتم أن الإحتلاف رحمة. هيهات، أبى كتاب الله ذلك عليكم يقول الله تبارك وتعالى * (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءهم البيات وأولئك لهم عذاب عظيم) * (8)، واخبرنا باختلافهم فقال: * (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) * (9) ولذلك خلقهم للرحمة وهم آل محمد وشيعتهم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يا علي، أنت وشيعتك على الفطرة والناس منها براء، فهلا قبلتم من نبيكم وهو يخبركم (10)


(5) ق: تفهمون. (6) ق: اهملتم. (7) في البحار: تحاريتم. (8) سورة آل عمران: الآية 105، وفي النسخ: جائتهم. (9) سورة هود: الآية 118. (10) في البحار: كيف وهو يخبركم.

[ 451 ]

بانتكاصكم (11) ونهاكم عن خلاف وصية (12) وأمينه ووزيره وأخيه ووليه أطهركم قلبا وأعلمكم علما وأقدمكم إسلاما وعظمكم عناء (13) عن رسول الله صلى الله عليه وآله. اعطاه تراثه وأوصاه بعداته واستخلفه على أمته ووضع عنده سره (14) فهو وليه دونكم أجمعين واحق به منكم أكتعين. سيد الوصيين وأفضل المتقين وأطوع الأمة لرب العالمين، وسلم عليه بخلافة المؤمنين في حياة سيد النبيين وخاتم المرسلين، قد أعذر من أنذر، وأدى النصيحة من وعط وبصر من عمى، وتغاشى (15) وردى، فقد سمعتم كما سمعنا ورأيتم كما رأينا وشهدتم كما شهدنا. فقام عبد الرحمان بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل، فقالوا: أقعد يا أبي، أصابك خبل أم بك جنة (16). فقال: بل الخبل فيكم، كنت عند رسول الله صلى الله عليه وآله فالفيته يكلم رجلا أسمع كلامه ولا أرى وجهه. فقال فيما يخاطبه: يا محمد، ما أنصحه لك ولأمتك، وأعلمه لسنتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفترى أمتي تنقاد له بعد وفاتي ؟ فقال: يا محمد، يتبعه من أمتك أبرارها، ويخالف عليه من أمتك فجارها، وكذلك أوصياء النبيين من قبل (17). يا محمد، إن موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون، وكان أعلم بني إسرائيل وأطوعهم له (18) فأمره الله أن يتخذه وصيا كما اتخذت عليا وصيا، وكما يأمره خيرة أهل بيت نبيك (19)


(11) ق: انكاصكم. (12) في المطبوع: عن صدكم عن خلاف وصيه. (13) ق: غني. (14) في البحار: ووضع عنده رأسه. (15) في البحار: تعاشي. (16) في البحار وق خ ل: أم أصابتك جنة. (17) في البحار: من قبلك. (18) زاد في البحار: واخوهم لله. (19) في البحار: كما أمرت بذلك.

[ 452 ]

فسخط (20) بنو إسرائيل سبط موسى خاصة فلعنوه وشتموه وعنفوه ووضعوا أمره فإن أخذت امتك سنن (21) بني إسرائيل كذبوا وصيك وجعلوا أمره ونبذوا خلافته، وغالطوه في علمه. فقلت: يا رسول الله صلى الله من هذا ؟ قال: هذا ملك من ملائكة ربي، ينبئ أن أمتي تختلف على أخي ووصيي علي بن أبي طالب، وإني أوصيك يا أبي بوصية إن أنت حفظتها لم تزل بخير: يا أبي عليك بعلي فإنه الهادي المهدي، الناصح لأمتي، المحيي لسنتي، وهو إمامكم بعدي، فمن رضي بذلك لقيني على ما فارقته عليه، ومن غير وبدل (22) لقيني ناكثا لبيعتي عاصيا لأمري جاهدا لنبوتي لا أشفع له عند ربي ولا أسقيه من حوضي. فقامت إليه رجال الأنصار (23) فقالوا: أقعد رحمك الله فقد أديت ما سمعت، ووفيت بعهدك (24).


(20) في البحار: فحسده. (21) في البحار: ووضعوا منه فإن أخذت امتك كسنن بني إسرائيل كذبوا وصيك وجحدوا أمره. (22) في البحار: يا أبي، ومن غير وبدل. (23) في البحار: من الأنصار. (24) أورده في البحار: ح 28 ص 221، كما أورده في البحار أيضا: ج 38 ص 123 ب 61 ح 71.

[ 453 ]

فيما نذكره من الجزء الذي فيه حديث الرايات المذكور في أمر النبي صلى الله عليه وآله للصحابة بالتسليم على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين. نذكره من حديث المنكرين على أبي بكر خلافته، وقد تقدم ذكره واسناده بغير هذا الإسناد، فنذكر منه ما يليق بهذا الكتاب مما هذا لفظه: قال: ثم قام بريدة الأسلمي، فقال: يا أبا بكر، أنسيت أم تناسيت (1) أم خادعتك نفسك، أما تذكر إذ أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله فسلمنا على علي بامرة المؤمنين وهو بين أظهرنا ؟ فاتق الله وتدارك نفسك قبل أن لا تداركها وانقذها من هلكتها، وادفع هذا الأمر إلى من هو أحق به منك من أهله، ولا تماد في اغتصابه وارجع وأنت تستطيع أن ترجع، فقد محضت نصيحتك وبذلك لك ما عندي ما إن فعلته وفقت ورشدت (2).


(1) في البحار وق خ ل: تعاشيت. (2) أورده في البحار: ج 28 ص 221 ب 4 ح 12.

[ 454 ]

فيما نذكره من جزء في المجلد المذكور عليه من فضائل أمير المؤمنين رواية جعفر بن الحسين بن عبد (1) ربه في تسمية بعض اليهود لمولانا أمير المؤمنين علي عليه السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين. فقال ما هذا لفظه: وحدثني أيد الله تمكينه أيضا، فقال: حدثني في مشهد النيل صلوات الله على صاحبه مؤدب كان بالنعمانية من أهل السنه والجماعة وكان حافظا متأدبا قد بلغ من العمر ثمانين سنة، فقال: حدثني والدي فقد كان على مثل صورته في [ العلم و ] (2) الأدب والحفظ والمعرفة، فقال: حدثني الرياحي بالبصرة عن شيوخه، فقال: إن أمير المؤمنين عليه السلام دخل يوما إلى منزله فالتمس شيئا من الطعام فأجابته الزهراء فاطمة عليها السلام، فقالت: ما عندنا شئ وإنني منذ يومين أعلل الحسن والحسين، فقال: أعدونا مرطا نضعه عند بعض الناس على شئ فأعطى فخرج [ له ] (3) إلى يهودي كان [ في ] (4) جيرانه، فقال له: أخا تبع اليهود أعطنا على هذا المراط صاعا من شعير. فأخرج إليه اليهودي الشعير فطرحه في كمه ومشى عليه السلام خطوات. فناده اليهودي: أقسمت عليك يا أمير المؤمنين إلا وقفت لأشافهك، فجلس ولحقه اليهودي، فقال له: إن ابن عمك يزعم أنه حبيب الله وخاصته وخالصته وأنه أشرف الرسل على الله تعالى، فقل له: أفلا سئل الله تعالى أن يغنيك عن هذه الفاقة التى انتم


(1) ق: عبد الويه وفي نسخة: عدلويه. (2) الزيادة من البحار. (3) و (4) الزيادات من البحار.

[ 455 ]

عليها. فامسك عليه السلام ساعة ونكت باصبعه الأرض، وقال له: يا أخا تبع اليهود، والله إن لله عبادا لو أقسموا عليه أن يحول هذا الجدار ذهبا لفعل، قال: فاتقد (5) الجدار ذهبا، فقال له عليه السلام: ما أعنيك إنما ضربتك مثلا. فاسلم اليهودي (6).


(5) أي تلألأ. (6) أورده في البحار: ج 41 ص 258 ب 112 ح 19.

[ 456 ]

فيما نذكره من جزء فيه أخبار ملاح منتقاة من نسخة عتيقة، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين. فقال فيه ما هذا لفظه: قال: حدثنا محمد بن جعفر بن الحسن الرزاز أبو العباس، قال: حدثني أبو أمي محمد بن عيسى بن جعفر القيسي، قال: حدثنا إسحاق بن زيد الطائي عن عبد الغفار بن القاسم عن عبد الله بن شريك العامري عن جندب بن عبد الله البجلي، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله قبل أن يضرب الحجاب، وهو في منزل عائشة فجلست بينه وبينها، فقالت: يابن أبي طالب ما وجدت مكانا لإستك غير فخذي، أمط (1) عني. فضرب رسول الله صلى الله عليه وآله بين كتفيها، ثم قال لها: ويك (2) ما تريدين من أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين (3).


(1) أي أبعد. (2) ق خ ل: ويلك. (3) أورده في البحار: ج 22 ص 244 ب 4 ح 11.

[ 457 ]

فيما نذكره من أمر النبي صلى الله عليه وآله من حضر من أصحابه بالتسليم على مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين. من كتاب (الأنوار) تأليف الصاحب الفاضل إسماعيل بن عباد، وان كان في تصانيفه ما يقتضي موافقة الشيعة (1) في الإعتقاد، لأننا وجدنا شيخ الإمامية في زمانه المفيد محمد بن النعمان قدس الله روحه قد نسب إسماعيل بن عباد إلى جانب المعتزلة (2) في خطبة كتاب (نهج الحق)، وكذلك رأينا المرتضى نور الله ضريحه قد نسب إسماعيل بن عباد إلى جانب المعتزلة في كتاب (الانصاف) الذي رد فيه علي ابن عباد الذي يتعصب للجاحظ. فقال إسماعيل بن عباد في كتاب (الأنوار) الذي ذكرناه ما هذا لفظه: الإمام الاول: اسمه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي. ويكنى أبا الحسن، ولقبه رسول الله صلى الله عليه وآله (أمير المؤمنين، خاصا له حين قال لأصحابه: (قوموا وسلموا عليه بإمرة المؤمنين). روى ذلك أبو بردة وغيره في قصة طويلة. ويقال له المرتضى والوصي والولي، ولقبه النبي صلى الله عليه وآله بالوزير.


(1) نقل كلام المصنف هذا في الغدير: ج 4 ص 62 و 63. (2) انظر عن الصاحب بن عباد: الغدير ج 4 ص 80 – 40، كما مر الكلام في ذلك في مقدمة هذا الكتاب. (*)

[ 458 ]

فيما نذكره من [ ما ] (1) يختص به مولانا علي عليه السلام من الألقاب، فقال ما هذا لفظه: لقبه: سيد الوصيين، وقائد الغر المحجلين، وأمير المؤمنين، والصديق الأكبر والفاروق الأعظم، قسيم الجنة والنار والوصي وحيدرة وأبو تراب (2).


(1) الزيادة منا وفي ق: من تخصيص مولانا علي عليه السلام الخ. (2) راجع الباب 179 الهامش 5.

[ 459 ]

ملحق


[ 460 ]

يقول مولانا المولى الصاحب، الصدر الكبير العالم العامل الفقيه الكامل، العلامة الفاضل الزاهد العابد الورع المجاهد، النقيب الطاهر، ذو المناقب والمراتب، نقيب نقباء آل أبي طالب في الأقارب والأجانب رضي الدين، ركن الإسلام والمسلمين، جمال العارفين، أنموذج سلفه الطاهرين، افتخار السادة، عمدة أهل بيت النبوة، مجد آل الرسول، شرف العترة الطاهرة، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي اعز الله انصاره وكبت اعدائه: وحيث قد انتهينا إلى ما شرفنا الله جل جلاله بالإطلاع عليه وهدانا إليه من جميع الاحاديث والآثار التى تضمنت التصريح بتسمية مولانا على أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وبلغنا الله جل جلاله من ذلك برجمته ما لم يبلغ آمنال إليه فقد رأينا في خاطرنا وفي الإستخارة أننا نلحق بعض الأحاديث التي وردت بما معناه (إنه ما أنزلت في القرآن آيه * (يا أيها الذين آمنوا) * إلا وعلي أميرها، لأننا رأينا في كتاب (الواحدة) (1) لمحمد بن جمهور العمي عن مولانا موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله عليه أنه احتج على الرشيد بان تسمية أمير المؤمنين يختص بها أمير المؤمنين مولانا على بن أبي طالب صلوات الله عليه بهذه


(1) جاء ذكره في اجازة العلامة لبنى زهرة. انظر البحار: ج 107، ص 132.

[ 461 ]

الرواية ووافقه هارون الرشيد عليها. وكانت في زماننا (2) مشهورة كالدراية. فنقول: إننا روينا للأحاديث في هذا المعنى باسنادنا إلى الحافظ محمد بن أحمد بن علي النطنزي المشهور بعدالته عند الجمهور في كتابه المسمى بالخصائص من ثلاث طرق، ورويناه من كتاب (المناقب) للحافظ ابن مردويه طراز المحدثين من أكثر من عشر طرق، ورويناه من كتاب (ما نزل من القرآن في النبي وآله صلى الله عليه وعليهم) تأليف محمد بن العباس بن مروان المشهور بثقته وتزكيته أكثر من عشرين طريقا، ورويناه من كتاب (المناقب) تأليف أخطب خطباء خوارزم موفق بن أحمد المكي الذي أثنى عليه محمد بن النجار شيخ المحدثين ببغداد (3) وغير هؤلاء. ونحن نذكر من هذه الروايات حديثين مسندين في بابين، فنقول:


(2) ق: زمانهما. (3) انظر الباب 26، الهامش 1 من هذا الكتاب.

[ 462 ]

فيما نذكره من قول النبي صلى الله عليه وآله: ما أنزل الله عز وجل آية * (يا أيها الذين آمنوا) * إلا وعلى رأسها وأميرها. من كتاب نادرة الفلك محمد بن علي النطنزي. فقال ما هذا لفظه: أخبرنا الحسن بن أحمد [ المقري عن أحمد بن ] (1) عبد الله قال: حدثنا محمد بن عمر بن غالب قال: حدثنا محمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا عباد بن يعقوب الرواجني يقال: كان من أصحابنا أو من الزيدية، قال: حدثنا محمد بن موسى بن عثمان الحضرمي عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أنزل الله عز وجل آية: * (يا أيها الذين آمنوا) * إلا وعلي رأسها وأميرها (2).


(1) الزيادة من البحار، وفي ق: الحسن بن أحمد بن عبد الله. (2) أورده في البحار: ج 40 ص 21 ب 91 ح 37.

[ 463 ]

فيما نذكره من كتاب (المناقب) تأليف موفق بن أحمد المكي الخوارزمي وقدنا قدمنا الثناء عليه، فيما رواه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ما أنزل آية فيها * (يا أيها الذين آمنوا) * إلا وعلي عليه السلام رأسها وأميرها. برواية عن أبي العلاء الحافظ المتفق على أمانته وعدالته، فقال ما هذا لفظه: وأنبأني أبو العلاء الحافظ الحسن بن [ أحمد ] (1) العطار الهمداني اجازة، أخبرني الحسن بن أحمد [ ابن الحسين ] (2) الحداد أخبرنا أحمد بن عبد الله بن أحمد الحافظ، حدثنا محمد بن عمر بن غالب، حدثنا محمد [ بن أحمد ] (3) بن أبي خيثمة (4)، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا موسى بن عثمان [ الحضرمي ] (5) عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وله: ما أنزل آية فيها * (يا أيها الذين آمنوا) * إلا وعلي رأسها وأميرها (6).


(1) الزيادة من المصدر والبحار. (2) الزيادة من البحار. (3) الزيادة من المصدر وق. (4) في البحار: محمد بن أحمد بن خيثمة. (5) الزيادة من المصدر وق خ ل. (6) مناقب الخوارزمي: ص 188، الفصل 17. وأورده في البحار: ج 40 ص 21 ب 91، ذيل ح 37. وأورده في الغدير: ج 8 ص 88: عن حلية الأولياء ج 1 ص 64 والرياض النضرة ج 2 ص 206 وكفاية الكنجي: ص 54 وتذكرة السبط: ص 8 ودرر السمطين لجمال الدين الزرندي والصواعق لابن حجر: ص 76 وكنز العمال: ج 6 ص 29 وتاريخ الخلفاء: ص 115.

[ 464 ]

القسم الثاني من كتاب اليقين: الأحاديث المتضمنة لتسميته عليه السلام بإمام المتقين


[ 465 ]

فصل ونبدأ الآن بالآحاديث المتضمنة بتسمية مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بامام المتقين، متصلا ذلك بعدد الأبواب، لأجل ما رجونا أن يكون أقرب إلى الصواب إن شاء الله تعالى:


[ 466 ]

فيما نذكره من كتاب (كفاية الطالب) الذي قدمنا ذكره من الباب الخامس والأربعين منه، فيما أوحى إلى النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام أنه سيد المسلمن وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، فقال ما هذا لفظه: الباب الخامس والأربعون في تخصيص علي عليه السلام بثلاث خصال، خصه النبي صلى الله عليه ولاله بها: أخبرنا عبد العزيز بن محمد الصاحلى بجامع دمشق، أخبرنا الحافظ أبو القاسم بن الحسن بن هبة الله الشافعي، أخبرنا أبو الفتح (1) يوسف بن عبد الواحد بن محمد بن ماهان (2)، أخبرنا أبو منصرو شجاع بن علي بن شجاع، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق الحافظ، أخبرنا محمد بن الحسين بن الحسن القطان، حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا يحيى بن كثير (3)، حدثنا جعفر بن الأقمر عن هلال الصدفي، حدثنا أبو كثير الأنصاري عن عبد اللن بن أسعد بن زرارة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما أسرى بي إلى السماء انتهى بى إلى قصر من لؤلؤ، فراشه من آذهب يتلألأ، وأوحى الله إلي وأمرني في علي بثلاث خصال: بأنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد لغر المحجلين (4).


(1) في المطبوع: (آخر نهار الفتح) مكان (أخبرنا أبو الفتح) ! (2) في المطبوع وم: أخ برنا أبو الفتح عن يوسف بن عبد الواحد بن ماهان. (3) في المصدر: أبي كثير. (4) كفاية الطالب: ص 189 ب 45، وأورده في البحار: ج 40 ص 21 ب 91 ح 38.

[ 467 ]

فيما نذكره من كتاب (سنة الأربعين في سنة الاربعين) (1) رواية السعيد الكامل فضل الله بن علي الراوندي، وفى اسناده من رجال الجمهور، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام أنه سيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب الدين. فقال ما هذا لفظه: الحديث السادس والعشرون: أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد، قال: أخبرنا السيد أبو الحسين على بن أحمد بن القاسم الحسيني، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إبراهيم الخطيب، قال: أخبرنا على بن مهرويه القزويني، قال: أخبرنا داود بن سيليمان الغازي (2) عن الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه أمير المؤمنين عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي، إنك سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب الدين وأمير المؤمنين (3). والصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، وقسيم الجنة والنار (4). والوصي فيما وصفه عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب في كتابه المسمى (مواليد ووفيات أهل البيت عليهم السلام واين دفنوا) (5).


(1) جاء ذكره في البحار: ج 107 ص 166. (2) م: القارى. (3) ق: يعسوب المؤمنين. (4) أورده في البحار: ج 40 ص 22 ب 91 ح 39. (5) في البعارة أغلاق وسقط في جميع النسخ. وفي نسخة (ق) هكذا: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي انك سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين… (بياض بقدر سطر)… مولانا على عليه السلام بسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين وأمير المؤمنين والصديق الأكبر والفاروق الأعظم وقسيم النار

[ 468 ]

روينا ذلك عن الفقيه الصفي محمد بن معد في العشر الأخير من صفر سنة عشرة وستمائة بما تضمنه إسناده من رجال الجمهور، فقال: أخبرنا السيد العالم الفقيه صفي الدين أبو جعفر محمد بن معد الموسوي أطال الله في الصلاح بقاءه ودام بالفلاح ارتقائه في العشر الأخير من صفر سنة ستة عشر وستمائة، قال: أخبرنا الأجل السيد العالم الكبير الجليل زين الدين أبو العز أحمد بن سعيد جلال الدين أبو المظفر محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر أحسن الله له الخاتمة وأعانة على أمور الدنيا والآخرة قراءة عليه فأقر به، وذلك في آخر نهار الخميس ثامن صفر من السنة المذكورة بمدينة السلام بدرب الدواب قال: أخبرنا الشيخ الإمام العالم الأوحد حجة الإسلام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد أطال الله بقاءه قال: قرأت على الشيخ أبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسين بن خيرون (6) المقري يوم السبت الخامس والعشرين من محرم سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، من أصله بخطه بخط عمه في يوم الجمعة سادس عشر شعبان من سنة أربع وثمانين وأربعمائة، أخبركم أبو الفضل أحمد بن الحسن فأقر به، قال: أخبرنا أبو على الحسن بن الحسين بن العباس بن الفضل بن روما (7) قراءة عليه وأنا أسمع في نسة خمس وستين وثلثمائة قال: حدثنا حرب بن محمد المؤدب، قال: حدثنا الحسن بن محمد العمي البصري، قال: حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام. وأخبرنا الزارع قال: حدثنا صدقة بن موسى أبو العباس، قال: حدثنا أبي عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر محمد بن على عليهما السلام وذكر ما يختص (8).


والوصي فيما صنفه عبد الله بن أحمد… وهه القطعة محذوفة من نسخة مكتبة اية الله المرعشي من قوله (والوصي فيما وصفه…) الى آخر الحديث. ولكن يظهر من الفهرس الذي وضعه المؤلف أنه بقيه الباب 175 ويؤيد ذلك ان الباب 175 خال عن ذكر المصدر المنقول عنه فراجع. وقد طبع هذا الكتاب بتحقيق السيد الجلالى دام ظله بعنوان (تاريخ اهل البيت عليهم السلام) ويوجد الحديث في ص 129 منه بهذا اللفظ: (لقب علي بن أبي طالب عليه السلام: سيد الأوصياء، قائد الغر المحجلين، الصديق الأكبر، الفاروق الأعظم، قسيم الجنة والنار، الوصي). (6) م والمطبوع: جيرون. (7) ق: ح دوما. (8) كذا في النسخ.

[ 469 ]

فيما نذكره من تسمة الله جل جلاله بالوحى إلى النبي صلى الله عليه وآله ليلة الاسرى بتسمية مولانا علي عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. ننقله من كتاب (الخصائص بالنطنزي لأنه من أفضل علمائهم ورواتهم للأحاديث النبوية. قال ما هذا لفظه: أخبرنا الأستاذ الإمام شيخ الإسلام أحمد بن الفضل بن أحمد الخواص قراءة عليه وأنا أسمع سنة إحدى وخمسمائة، قال: حدثني عمر بن عبدويه، قال: حدثنا أبو عسيد محمد بن علي بن عمرو قال: حدثنا [ أبو محمد علي بن ] (1) محمد بن جعفر بن مخلد، قال: حدثنا محمد بن جرير (2) قال: حدثنا هارون بن حاتم، قال: حدثنا رياح بن خالد الأسدي عن جعفر الأحمر عن هلال بن مقلاص عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه، قال: قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: ليلة أسرى بي إلى السماء أوحى إلي في علي بن أبى طالب عليه السلام بثلاث خصال: إنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين (3).


(1) ما بين المعكوفتين في البحار. وفي ق: أبو علي محمد بن جعفر بن مخلد. (2) في البحار: حريز. (3) أورده في البحار: ج 40 ص 23 ب 91 ح 40 والغدير ج 8 ص 88 عن البراني في معجمه.

[ 470 ]

فيما نذكره عن الحافظ المذكور محمد بن على الكاتب المعروف بالنطنزي من كاب (الخصائص) بطريق آخر برجالهم، إن عليا عليه السلام سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين. فقال ما هذا لفظه: حدثنا الإمام أبو القسام إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، قال: حدثنا أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله [ بن مندة ] (1)، قال: أخبرني محمد بن الحسن القطان، قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا جعفر الأحمر عن هلال الصيرفي، قال: أخبرنا أبو كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرراة عن أبيه، قال: قال رسول صلى الله عليه وآله: لما أسرى بي إلى السماء انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ فراشه من ذهب يتلألأ، فأوحى إلي أنه لعلي عليه السلام وأوحى إلى في على بثلاث خصال: إنه سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين (2).


(1) الزيادة من (ق) (2) أورده في البحار ج 40 ص 23 ب 91 ح 41.

[ 471 ]

فيما نذكره عن الحفاظ المذكور محمد بن علي الكاتب المعروف بالنطنزي المعتمد عليه من كتابه (كتاب الخصائص) المشار إليه في أن عليا عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين. فقال ما هذا لفظه: أخبرنا أبو على الحداد، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القصباني (1) القاضي، قال: حدثنا علي بن العباس البجلي (2) قال: حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا الحسن بن الحسين، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن الشعبي، قال: حدثنا علي عليه السلام قال: قال رسول اله صلى الله عليه وآله: مرحبا بسيد المسلمين، وامام المتقين. فقيل لعلي عليه السلام: فأي شئ كان من شكرك ؟ قال: حمدت الله على ما آتاني، وسئلته الشكر على ما أولاني. وان يزيد فيما أعطاني (3)


(1) في البحار: القضاني وفي ق: الغضباني وفي م والمطبوع: القضباني، والصحيح ما ذكرناه. (2) ق: النحلي. (3) أورده في البحار: ج 40 ص 23 ب 91 ح 41.

[ 472 ]

فيما رواه عثمان بن أحمد المعروف (1) بأبي عمرو بن السماك عن النبي صلى الله عليه وآله في كتاب له في فضائل علي عليه السلام أن عليا عليه السلام خير الوصيين وإمام الغر المحجلين. ذكر الخطيب في تاريخه في مدح هذا عثمان بن سماك: (إنه كان ثقة ثبتا وكان يسمى النار الأبيض وروى أنه الثقة المأمون) وقال: (كان صدوقا صالحا) (2) فقال من نسخة عليها خطه تاريخ سنة أربعين وثلاثمائة ما هذا لفظه: قال عثمان بن سماك: حدثنا الحسين، قال: حدثنا الحسن بن علي عن يحيى بن هلال عن [ حسن ] (3) بن الحسين عن الحكم بن عبد الرحمان عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان قاعدا مع أصحابه فرأى عليا عليه السلام فقال: هذا خبر الوصيين، وأمير الغر المحجلين (4).


(1) في النسخ: عثمان بن أحمد بن عبد المعروف. (2) تاريخ بغداد: ج 11 ص 302، الرقم 6092. (3) الزيادة من البحار. (4) أورده في البحار: ج 38 ص 16 ب 56 ح 28.

[ 473 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا على عليه السلام إمام المتقين، وفيه إشاره إلى ضلال من خالفه بعد النبي صلى الله عليه وآله. رويناه من كتاب (رشح الولاء في شرح الدعاء) تأليف الحافظ أسعد بن عبد القاهر الأصبهاني، وهو أحد الشيوخ الذين روينا عنهم، وصل إلى بغداد في سنة خمس وثلاثين وحضر عندي في داري في الجانب الشرقي عند المأمونية في درب البدريين. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله (1): تفترق أمتي بعدي ثلاث فرق: فرقة أهل حق لا يشوبون بباطل، مثلهم كمثل الذهب كلما صهرته بالنار ازاداد (2) جمالا وحسنا وإمامهم الهادي، هذا لأحد الثلاثة (3). وفرقة أهل باطل لا يشوبون بحق مثلهم كمثل خبث الحديد كلما فتنته بالنار ازداد خبثا ونتنا وإمامهم هذا لأحد الثلاثة، وفرقة أهل ضلالة وفرقة، مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء إمامهم هذا لأحد الثلاثة. فسألته (4) عن أهل الحق وإمامهم. فقلا: هذا علي بن أبي طالب إمام المتقين، وامسك عن الاثنين فجهدت أن يسمهيم فلم يفعل. وكذلك بالإسناد السابق عن الشيخ الإمام أبى بكر أحمد بن مردويه: انبأنا


(1) كذا في النسخ بحذف الأسناد. (2) في النسخ: ازدادوا. (3) ق: كلما فتنته بالنار ازادا حسنا وضياء. وفي البحار: كلما فتنته بالنار ازداد جودة وطيبا وامامهم هذا لأحد الثلاثة وهو الذي أمر الله به في كتابه إماما ورحمة. (4) في النسخ: فسألتهم.

[ 474 ]

الطبراني سليمان بن أحمد رحمه الله، أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا جندل بن واثق (5)، حدثنا محمد بن حبيب عن زياد بن المنذر عن عبد الرحمان بن مسعود عن عليم عن سلمان (6) رضي الله عنه. وبالإسناد السابق عن صدر الائمة أخطب خوارزم رحمه الله قال: أخبرنا قاضي القضاة نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن بن محمد البغدادي فيما كتب إلى من همدان، أخبرنا، أخبرنا الإمام الشريف نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي رحمهم الله عن الإمام الحافظ محمد بن بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان، حدثنا محمد بن محمد بن مرة عن الحسن بن علي العاصمي (7) عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب عن جعفر بن سليمان الضبعي (8) عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباته عن سلمان (9) رضي الله عنه (10).


(5) في البحار: والق. (6) ق والمطبوع: سليمان. (7) ق: العاصي. (8) ق: الصنيعي. (9) ق والمطبوع: سليمان. (10) أورده في البحار: ج 28 ص 10 ب 1 ح 16.

[ 475 ]

فيما نذكره من روايات الحافظ ابن مردويه وقد قدمنا أنه يسمى الإمام الحافظ الناقد ملك الحفاظ طراز المحدثين أحمد بن موسى بن مردويه، روى في كتابه كتاب (المناقب) المشار إيه، أن عليا عليه السلام إمام المتقين وضلال من خالفه بعد سيد المسلمين صلوات الله عليهم. رواه من أربع طرق في ترجمة ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: علي امام المتقين، نذكر منها طريقين. قال: حدثني إسماعيل بن علي بن رزين الواسطي قال: حدثنا الهيثم بن عدي الطائي قال: حدثنا حماد بن عيسى، قال: حدثنا علي بن هاشم، قال: حدثنى أبي هاشم بن البريد وابن أذينة عن ابان بن تغلب عن مسلم، قال: سمعت أبا ذر والمقدار بن الأسود وسلمان رضي الله عنهم قالوا: كنا قعودا عند رسول الله صلى الله عليه وآله ما معنا غيرنا إذ أقبل ثلاثة رهط من المهاجرين البدريين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: تفترق أمتى ثلاث فرق: فرقة أهل حق لا يشوبون بباطل مثلهم كمثل الذهب كلما فتنته بالنار ازداد حسنا وثناءا إمامهم هذا لأحد الثلاثة. وفرقة أهل باطل لا يشوبون بحث مثلهم كمثل الحديد كلما فتنته بالنار ازادا خبثا ونتنا وامامهم هذا لأحد الثلاثة، وفرقة أهل ضلالة مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هولاء إمامهم، هذا لأحد الثلثة. قال: فسألته عن أهل الحق وإمامهم فقال: علي بن أبي طالب إمام المتقين. وامسك عن الاثنين، فجهدت أن يفعل (1) فلم يفعل.


(1) ق خ ل: أن يسميهما.

[ 476 ]

فيما نذكره من الحديث الآخر عن الحافظ أحمد بن مردويه من كتابه أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أوحي إلي في علي ثلاث خصال انه سيد المسلمين، وامام المتقين وقائد الغر المحجلين. فقال ما هذا لفظه: حدثنا محمد بن عبد الرحمان بن الحسين الأسدى قال: حدثنا يحيى بن العلاء الرازي قال: حدثنا هلال بن أبي الحميد الوزان عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوحي إلي في علي ثلاث: إنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين (1). (1) أورده في البحار: ج 8 (طبع قديم) ص 208 ح 12. والسند هكذا: محمد بن عبد الرحمن عن محمد بن أيوب عن عمر بن الحصين العقيلي عن يحيى بن العلاء عن هلال بن أبي حميد الوزان عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه. وأورده في الغدير: ج 7 ص 176 عن مستدرك الحاكم: ج 3 ص 138.


[ 477 ]

فيما نذكره عن الحافظ محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ، من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وهو الأمير بعدي. قد قدمنا في هذا الكتاب (1) بعض ما ذكره الخطيب في تاريخ بغداد من مدح محمد بن جرير الطبري وأنه ما كان تحت أديم السماء مثله، وبعض ما ذكره ابن الأثير من تاريخه عنه انه كان لا يأخذه في الله لومة لائم، فقال: محمد بن جرير الطبري المذكور في كتاب (مناقب أهل البيت) عليهم السلام في باب الهاء من حديث نذكر اسناده والمراد منه بلفظه: أبو جعفر، قال: حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب، ثم ذكر فيه عن سلمان الفارسي ما هذا لفظه: وقام سلمان رحمة الله عليه فقال: يا معاشر المسلمين، أنشدكم (2) بالله وبحق رسول الله صلى الله عليه وآله، ألستم تشهدون أن النبي صلى الله عليه وآله قال: سلمان منا أهل البيت. فقالوا: بلى والله نشهد بذلك. قال: فأنا أشهد به اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: علي إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين وهو الأمير من بعدي (3).


(1) انظر الباب 61 من هذا الكتاب. (2) في البحار: نشدتكم. (3) أورده في البحار: ج 37 ص 331 ب 54 ج 69.

[ 478 ]

فيما نذكره عن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الذي مدحه الدارقطني (1) وقال عنه (إنه أصل (2) لوثاقته)، في أن عليا عليه السلام أمام المتقين وسيد المسلمين وخير الوصيين. وقد ذكرنا تفصيل المدح له والثناء عليه في كتابنا المسمى بري الظمآن (3) من مروي محمد بن عبد الله بن سليمان، فقال ما هذا لفظه: أخبرنا محمد، حدثنا الحسن بن عثمان الصيرفي، حدثنا محمد بن سعيد الزجاجي، حدثنا عبد الكريم بن يعفور الجعفي عن جابر عن أبي الطفيل عن أنس بن مالك، قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وآله فقال لي: يا أنس بن مالك، يدخل علي رجل أمام المؤمنين وسيد المسلمين وخير الوصيين فضرب الباب فإذا علي بن أبي طالب، عليه السلام فدخل يعرق (4) فجعل النبي صلى الله عليه وآله يمسح العرق عن وجهه، ويقول: أنت تؤدي عني أو تبلغ عنى. فقال: يا رسول الله، أو لم تبلغ رسالات ربك ؟ ! قال: بلى، ولكن أنت تعلم الناس (5).


(1) انظر عن محمد بن عبد الله بن سليمان: ميزان الاعتدال: ج 3 ص 607. (2) ق: جبل. (3) قال في الذريعة: ج 11 ص 342 رقم 2038: ري الظمآن من روي محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي الذي مات 297 وكانت ولادته 202… هذا الكتاب مما لم يذكره (السيد) في اجازته الموجودة. (4) ق: بعرق. (5) أورده في البحار: ج 38 ص 17 ب 56 ح 29.

[ 479 ]

فيما نذكره من خط جدي السعيد ورام بن أبي فراس قدس الله روحه ونور ضريحه في تسمية مولانا علي عليه السلام وصي رسول رب العالمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. مما حكاه في مجموعه اللطيف عن ناظر الحلة ابن الحداد مما انتقاه من تاريخ الخطيب وكان ابن الحداد حنبليا ولعله اختصر الحديث، فقال ما يأتي لفظه: فيما كتبه جدي ورام عنه رضي الله عنه مما انتقاه ابن الحداد من تاريخ الخطيب، يرفعه عن جعفر بن ربيعة عن عكرمة عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما في القيامة راكب غيرنا أربعة. فقال له عمه العباس: ومن هم يا رسول الله ؟ فقال: أما أنا فعلى البراق، ووصفها فقال: وجهها كوجه الإنسان، وخدها كخد الفرس، وعرفها من لؤلؤ مسموط، وأذناها زبرجدتان خضراوان وعيناها مثل كوكب الزهرة، ووصفها صلى الله عليه وآله بوصف طويل. قال العباس: ومن يا رسول الله ؟ قال: وأخي صالح على ناقة الله وسقياها التي عقرها قومه. قال العباس: ومن يا رسول الله ؟ قال: وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله على ناقتي العضباء. قال العباس: ومن يا رسول الله ؟ قال: وأخي علي عليه السلام على ناقة من نوق الجنة، زمامها من لؤلؤ ربط، عليها محمل من ياقوت أحمر، نصابها (1) من الدر الأبيض، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا، ما من ركن إلا وفيه ياقوتة حمراء تضئ للراكب المحث ثلاثة أيام، عليه حلتان خضراوان، وبيده لواء الحمد،


(1) في البحار: قضبانها.

[ 480 ]

وهو ينادي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. يقول الخلايق: ما هذا إلا نبي مرسل أو ملك مقرب، أو حامل عرش. فينادي مناد: ما هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين (2).


(2) لم نجده في تنبيه الخواطر المعروف بمجموعة ورام. وأورده في البحار: ج 40 ص 23 ب 91 ح 43.

[ 481 ]

فيما نذكره من كتاب (مناقب أهل البيت) عليهم السلام تأليف القاضي علي بن محمد بن الطيب الجلابي (1) الشافعي، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، فقال ما هذا لفظه: أنبأنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، قال: أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه (2) الخزاز إجازة، قال: حدثنا ابن أبي داود، قال حدثنا إبراهيم بن عباد الكرماني، قال حدثنا يحيى بن أبي بكر، أنبأنا معد (3) بن زياد عن هلال الوزان عن أبي كثير الأسدي عن عبد الله بن أسعد بن زرارة (4) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنتهيت ليلة أسري بي إلى سدرة المنتهى وأوحى إلي في علي ثلاث: إنه إمام المتقين، وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم (5).


(1) خ ل: المغازلي. (2) في النسخ: (جودة، صححناه على المصدر). (3) في المصدر: جعفر. (4) الظاهر أن لفظة (عن أبيه) سقطت. (5) المناقب لابن المغازلي: ص 105 ح 147، وأورده في البحار: ج 18 ص 402 ب 3 ح 104.

[ 482 ]

فيما نذكره من طريق آخر عن القاضي علي بن محمد بن محمد الطيب المغازلي المذكور، من تسمية النبي صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام إمام المتقين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين. بإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما كان ليلة أسري بى إلى السماء إذا قصر أحمر من ياقوت يتلألأ، فأوحى إلي في علي: إنه سيد المسلمين، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين (1).


(1) المناقب لابن المغازلي: ص 104 ح 147، وأورده في البحار: ج 18 ص 402 ب 3 ح 105 وأيضا: ج 40 ص 22 ب 91، ذيل ح 38. والسند في المصدر هكذا: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد البيع البغدادي فيما كتب به إلي يخبرني أن أبا أحمد عبيد الله بن أبي مسلم الفرضي حدثهم، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ، حدثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق، حدثنا محمد بن عديس، حدثنا جعفر الأحمر حدثنا هلال الصواف عن عبد الله بن كثير – أو كثير بن عبد الله – عن ابن أخطب عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة الأنصاري عن أبيه.

[ 483 ]

فيما نذكره من كتاب (الحلية) لأبي نعيم الحافظ، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين. فقال ما هذا لفظه: حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي القصباني (1)، قال: حدثنا علي بن العباس البجلي (2)، قال: حدثنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا الحسن بن الحسين، قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق (3) السبيعى عن أبيه عن الشعبي، قال: قال علي عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله مرحبا بسيد المسلمين وإمام المتقين. فقيل لعلي: فأي شئ كان من شكرك ؟ فقال: حمدت الله عز وجل على ما أتاني، وسألته الشكر على ما أولاني وأن يزيدني فيما أعطاني (4).


(1) في النسخ: الغضباني، صححناه على المصدر. (2) ق: النحلي. (3) ق: إبراهيم بن يوسف بن إسحاق. (4) حلية الأولياء: ج 1 ص 66 عند ذكر اسم علي بن أبي طالب عليه السلام. وأورده في البحار: ح 40 ص 23 ب 91 ذيل ح 41.

[ 484 ]

فيما نذكره أيضا من روايتهم، أن عليا عليه السلام إمام المتقين وقائد الغر المحجلين. من كتاب رتبة أبي طالب في قريش ومراتب ولده في نبي هاشم، صنفه أبو الحسن (1) النسابة من نسخة عتيقة ذكر في أولها أن تأليفها في شوال سنة عشرة وثلثمائة فقال ما هذا لفظه: حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال: حدثنا إسحاق بن بشر، [ قال: حدثنا كادح بن رحمة (2) ] قال: حدثنا عبد الله بن لهيعة عن عبد الرحمان بن زياد عن مسلم بن يسار عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: أنت إمام المتقين وقائد الغر المحجلين (3).


(1) في البحار: أبو الحسين. (2) ما بين المعكوفتين ليست في البحار. (3) أورد في البحار ج 40 ص 24 ب 91 ح 44.

[ 485 ]

فيما نذكره من رواية أبي العلا الهمداني من تسمية مولانا علي عليه السلام ولي الله وإمام المتقين ووصي رسول رب العالمين من الجزء الذي فيه مولد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وهو أكثر من سبع قوائم. وقد مدح شيخ المحدثين محمد بن النجار في تذييله على تاريخ الخطيب هذا أبا العلاء الهمداني أبلغ المدايح، حتى قال فيه: (إنه تعذر وجود مثله في اعصار كثيرة فائق على أهل زمانه) (1). نذكر منه موضع الحاجة إليه بلفظه ونبدأ بإسناده، قال: أخبرني السيد الإمام العالم الزاهد العابد، كما الدين شرف الإسلام، رب الفصاحة سيد العلماء، حيدر بن محمد بن زيد بن محمد بن عبد الله الحسيني قدس الله روحه ونور ضريحه قراءة عليه في السبت سادس عشر جمادي الآخرة من سنة عشرين وستمائة، قال: أخبره الإمام المحدث كمال الدين أبو الفضل محمد بن عبد الرشيد بن محمد الأصفهاني قراءة عليه في العاشر من رجب سنة ثلاث عشر وستمائة، قال: أخبرنا الشيخ الإمام البارع الناقد قطب الدين شيخ الإسلام أبو العلا الحسن بن أحمد بن الحسن العطار الهمداني قدس الله روحه إجازة، قال: حدثنا الإمام ركن الدين أحمد بن محمد بن إسماعيل الفارسي، قال: حدثنا فاروق الخطابي، قال: حدثنا حجاج بن منهال عن الحسن بن عمران القسري عن شاذان بن العلاء، حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد عن مسلم بن خالد المكي عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن ميلاد علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: آه آه، لقد سألت يا جابر عن خير مولود في شبه المسيح، إن


(1) أنظر الباب 36. الهامش 1 من هذا الكتاب.

[ 486 ]

الله تبارك وتعالى خلق عليا نورا من نوري، وخلقني نورا من نوره، وكلانا من نور واحد. ثم شرح صلى الله عليه وآله مبدأ ولادة علي عليه السلام، وان رجلا كان يسمى (المبرم) في ذلك الزمان قد عبد الله مائتي سنة وسبعين سنة، أسكن الله عز وجل في قلبه الحكمة وألهمه بحسن طاعة ربه وإنه بشر أبا طالب بما هذا لفظه: أبشر يا هذا، بأن لعلي الأعلى ألهمني إلهاما فيه بشارتك. قال أبو طالب: وما هو ؟ قال: يولد من ظهرك [ من ] (1) هو ولي الله عز وجل وإمام المتقين ووصي رسول رب العالمين، فإن أنت أدركت ذلك المولد فاقرئه مني السلام، وقل له: إن المبرم يقرأ عليك السلام، ويقول (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وبه تتم النبوة وبعلي تتم الوصية). ثم ذكر الحديث إلى آخره، وهذا ما أردنا منه (2).


(1) الزيادة منا. (2) أورده في البحار: ج 38 ص 135 ب 1 ح 72، وأورده في الغدير: ج 7 ص 347 عن كفاية الطالب: ص 260.

[ 487 ]

فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام يعسوب الدين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين والحامل غدا لواء رب العالمين ن ننقله مما رواه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ وهو من أعظم وأزهد علماء الأربعة المدأهب في كتابه كتاب (مناقب أهل البيت عليهم السلام)، لأجل ما قدمنا (1) ذكره من ثناء الخطيب عليه وإنه ما كان تحت أديم السماء مثله. وذكر أيضا أحمد بن كامل بن شجرة في كتابه الملحق بتاريخ الطبري عن محمد بن جرير الطبري: (إنه بقى قبره شهورا يصلي الناس عليه). روى ابن الاثير في تاريخ سنة عشر وثلثمائة في مدح محمد بن جرير الطبري: إنه كان ممن لا تأخذه في الله لومة لائم وأن أهل الورع والدين غير منكرين علمه وفضله وزهده وتركه للدنيا مع إقبالها عليه وقناعته بما كان يرد عليه من قرية خلفها له أبوه بطبرستان يسيرة (2)، قال: (ومناقبه كثيرة). فقال: هذا محمد بن جرير الطبري في كتابه مناقب أهل البيت عليهم السلام مما لم يذكر فيه لفظه أمير المؤمنين عليه السلام وفيه تصريح بالنص الصحيح على علي بن أبي طالب وعترته الطاهرين عليهم السلام ما هذا لفظه: أبو جعفر قال: حدثنا زرات بن يعلى بن أحمد البغدادي قال: أخبرنا أبو قتادة عن جعفر بن محمد عن محمد بن بكير عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن سلمان الفارسي، قال: قلنا يوما: يا رسول الله، من الخليفة بعدك حتى نعلمه ؟ قال لي: [ يا ] (3) سلمان، ادخل علي أبا ذر والمقداد وأبا أيوب الأنصاري،


(1) أنظر الباب 61 من هذا الكتاب. (2) الكامل في التاريخ: ج 3 ص 135، وفي النسخ: بما كان يرد عليه من قوته. (3) الزيادة من البحار.

[ 488 ]

وأم سلمة زوجة النبي من وراء الباب ثم قال: إشهدوا وافهموا عني: إن علي بن أبي طالب عليه السلام وصيي ووارثي وقاضي ديني وعدتي وهو الفاروق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، والحامل غدا لواء رب العالمين. هو وولده من بعده، ثم من الحسين (4) ابني أئمة تسعة هداة مهديون إلى يوم القيامة. أشكو إلى الله اجحود أمتي لأخي وتظاهرهم عليه وظلمهم له وأخذهم حقه. قال: فقلنا له: يا رسول الله، ويكون ذلك ؟ قال: نعم، يقتل مظلوما من بعد أن يملأ غيظا، ويوجد عند ذلك صابرا. قال: فلما سمعت ذلك فاطمة عليها السلام أقبلت حتى دخلت من وراء الحجاب، وهي باكية. فقال [ لها ] (5) رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يبكيك يا بنية ؟ قالت: سمعتك تقول في ابن عمك (6) وولدي ما تقول. قال: وأنت تظلمين وعن حقك تدفعين، وأنت أول أهل بيتي لاحق بي (7) بعد أربعين. يا فاطمة، أنا سلم لمن سالمك وحرب لمن حاربك، أستودعك الله تعالى وجبرئيل وصالح المؤمنين. قال: قلت: يا رسول الله، من صالح المؤمنين ؟ قال: علي بن أبي طالب (8). فصل: أقول: فهل ترى ترك النبي صلى الله عليه وآله حجة أو عذرا لأحد على الله جل جلاله، وعليه ولو لم يرد في الإسلام إلا هذا الحديث المعتمد عليه لكان حجة كافية لعلي عليه السلام وللنبي صلى الله عليه وآله الذي نص عليه بالخلافة وعلى الأئمة من ذريته وقد ذكرنا ما مدحوه به لمحمد بن جرير الطبري وشهدوا له من علمه وثقته.


(4) في البحار: ولد له ثم من ولد الحسين عليه السلام. (5) الزيادة من البحار. (6) في البحار: ابن عمي. (7) في البحار: لحوقا بي. (8) أورده في البحار: ج 36، ص 264، ب 41 ح 85.

[ 489 ]

فيما نذكره عن الثقة محمد بن العباس بن مروان من كتاب (ما نزل من القرآن في النبي صلى الله عليه وآله) وأن عليا يعسوب المؤمنين وغاية السابقين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصين. روينا ذلك بأسانيدنا إليه ما هذا لفظه: حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان، حدثنا أبي، حدثنا إسحاق بن بريد عن سهل بن سليمان عن محمد بن سعد (1) عن الأصبغ بن نباتة، قال: خطب علي عليه السلام الناس فحمد اله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس، سلوني قبل أن تفقدوني، أنا يعسوب الممنين وغاية السابقين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين ووارث الوراث. أنا قسيم النار وخازن الجنان وصاحب الحوض، وليس منا أحد إلا وهو عالم بجميع أهل ولايته، وذلك قوله جل وعز * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد (2)) * (3).


(1) في البحار: سعيد. (2) سورة الرعد: الآية 7. (3) أورده البحار: ج 39 ص 346 ب 90 ح 18. (*)

[ 490 ]

فيما نذكره من رواية العدل علي بن محمد بن محمد الطيب الجلابي من كتاب (المناقب) بطريق آخر في أإ عليا عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين. فقال ما هذا لفظه: أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن غسان البصري أجازة، أن أبا علي الحسن (1) بن أحمد بن محمد بن أبي زيد حدثهم، قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن عامر (2) الطائى، قال: حدثنا أحمد (3) بن عامر، قال: حدثنى [ علي بن موسى الرضا قال: حدثني ] (4) أبي موسى بن جعفر، حدثنى أبي جعفر بن محمد، حدثني أب ي محمد بن على، حدثني أبي على بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي، إنك سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين (5). قال أبو القاسم الطائي: سألت أحمد بن يحيى بن ثعلب (6) عن اليعسوب، قال: هو الذكر من النحل الذي يقدمها (7).


(1) في المصدر: الحسين. (2) في المصدر: أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر. وفي ق: ابن أبي عامر. (3) في المصدر: أبي احمد. (4) الزيادة من البحار. (5) في المصدر: يعسوب المؤمنين. (6) في المصدر: أحمد بن يحيى ثعلب، وهو أبو العباس أحمد بن يحيى بن يسار الشيباني المعروف بثعلب إمام الكوفيين في النحو واللغة والحديث ولد سنة مائتين وعاش دهرا طويلا ما بين سنتي 200 – 201 وما نقل عنه في معنى اليعسوب مذكور في مواضع من كتابه (مجالس ثعلب) راجع القسم الأول ص 87 و 129 و 277. (7) المناقب لابن المغازلي: ج 40 ص 24 ب 91 كما ورد في صحيفة الرضا عليه السلام: ص 6.

[ 491 ]

فيما نذكره من رواية الحافظ أحمد بن مردويه من كتابه المشار إليه، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام بسيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين. فقال ما هذا لفظه: حدثنا محمد بن عبد الله بن الحسين، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، قال: حدثني أبي، قال: حدثنى علي بن موسى الرضا، قال: حدثنى أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني ابي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي إنك سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين (1).


(1) أورده في البحار: ج 28 ص 126 ب 61 ح 72.

[ 492 ]

فيما نذكره من كتاب (مختصر الأربعين في مناقب أهل البيت الطاهرين) تخريج الشيخ الجليل يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن محمد البغدادي باسناده في كتابه، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي بسيد المسلمين ويعسوب المؤمنين وقائد الغر المحجلين. في الحديث الرابع، فقال ما هذا لفظه: وبالإسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا على إنك سيد المسلمين، ويعسوب المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين. قال أبو القاسم الطائي: سألت أحمد بن يحيى بن ثعلب (1) عن اليعسوب، فقال: هو الذكر من النحل الذي يقدمها ويحامي عنها (2).


(1) أحمد بن يحيى ثعلبا، أنظر الباب 197، وفي النسخ: أحمد بن يحيى بن تغلب. (2) أورده في البحار: ج 28 ص 126 ب 61 ح 74.

[ 493 ]

فيما نذكره من تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين. نذكره من كتاب (أسماء مولانا علي صلوات الله عليه) من نسخة تاريخها سنة تسع وسبعين وثلثمائة، فقال ما هذا لفظه: حدثنا أبو حمزة وجعفر بن سليمان ومسلمة بن عبد الملك وأحمد بن عبد الله وعلى بن محمد، قالوا: حدثنا داود بن سليمان، قال: حدثنى الرضا عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله الله عز وجل * (يوم ندعو كل أناس بإمامهم) * (1) قال: يدعون بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم. وقال: يا علي، إنك سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين (2).


(1) سورة بني إسرائيل: الآية 71. (2) أورده في البحار: ج 38 ص 126 ب 61 ح 75.

[ 494 ]

فيما نذكره مما رواه الحافظ المسمى بنادرة الفلك محمد بن أحمد بن علي النطنزي في كتابه الذى قدمنا الإشارة إليه (1) عن النبي صلى الله عليه وآله أن عليا عليه السلام وصيه وإمام أمته وخليفته عليها، وإن من ولده القائم صلوات الله عليه وذكر أمته وطول غيبته. وقد زكاة محمد بن النجار في تذييله كما قدمناه (2) وقال: إنه كان نادرة الفلك وفاق أهل زمانه في بعض فضائله، فقال فيه ما هذا لفظه: فقرأت على أبي الحسن (3) بن أحمد بن الحسين المقرى، قلت له: أخبركم علي بن شجاع بن علي الصيقلى، قال: حدثني الشريف أبو القاسم علي بن محمد بن على بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسين بن عبد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب عليه السلام [ بجلولا ] (4)، قال: أخبرنا الحسن بن إبراهيم بن محمد بن هشام، قال: حدثنا محمد بن جعفر الكوفي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي عن على بن عثمان عن محمد بن الفرات عن ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن علي بن أبي طالب وصيى وإمام أمتي وخليفتي عليها بعدي ومن ولده القائم المنتظر الذي يملأ الله به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما،


(1) وهو كتاب (الخصائص العلوية على جميع البرية والماثر العلوية لسيد البرية)، أنظر الباب 21 من هذا الكتاب. (2) أنظر الباب 31 من هذا الكتاب. (3) في البحار: فقرأت على الحسن. (4) الزيادة من (ق).

[ 495 ]

والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر. فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري. فقال: يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة ؟ قال: أي وربي وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (5). يا جابر، إن هذا أمر من أمر الله عز وجل وسر من سر الله علمه مطوى عن عباد الله، إياك والشك فيه فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر (6). فصل: أقول: ومن نظر في هذا الحديث المعظم الذي هو حجة على من وصل إليه عرف أن النبي صلى الله عليه وآله ما ترك لأحد حجة عليه في علي سلام الله عليه، وفي ولده المهدي صلوات الله عليه وطول غيبته، وكان ذك من آيات الله جل جلاله، وحجج محمد رسوله صلى الله عليه وآله، أخبر بولادة آباء المهدى صلوات اله عليهم وولادته قبل وجوده وأخبر بتكامل صفاتهم في العلم والعمل كما كانوا عليه بعد وجودهم، ثم أخبر بطول غيبة المهدي عليه السلام قبل أن يعلم بما انتهت إليه حال المهدي عليه السلام في الغيبة إليه فلله جل جلاله ولمحمد صلى الله عليه وآله الحجة البالغة على من أرسل إليه في دار الفناء ويوم الجزاء.


(5) سورة آل عمران، آية 141. (6) أورده في البحار ج 38 ص 126 ب 61 ح 76.

[ 496 ]

القسم الثالث من كتاب اليقين: الأحاديث المتضمنة لتسميته عليه السلام بيعسوب المؤمنين


[ 497 ]

فصل: يقول مولانا، المولى الصاحب الصدر الكبير، العالم العامل، الفقيه الكامل، العلامة الفاضل، الزاهد العابد، الورع المجاهد، النقيب الطاهر، ذو المناقب والمراتب، نقيب نقباء آل أبي طالب في الأقارب والأجانب، رضي الدين، ركن الإسلام والمسلمين، جمال العارفين، أفضل السادة عمدة أهل بيت النبوة، مجد آل الرسول، شرف العترة الطاهرة، ذو الحسبين، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي سرف الله قدره وقدس في الملأ الأعلى ذكره: ولما رأينا من فضل الله جل جلاله علينا تأهلينا لاستخراج هذه الأحاديث من معادنها واظهارها من مواطنها، وكشف أسرارها وظهور أنوارها، ووجدنا تسمية مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام يعسوب الدين (1) مشابهة لتسميته بأمير المؤمنين اقتضى ذلك اثباتها في هذا الكتاب اليقين. وقد ذكر الجوهري في كتاب الصحاح في اللغة في تفسير اليعسوب ما هذا لفظه: واليعسوب سلطان النحل ومنه قيل: السيد يعسوب قومه.


(1) جعل (ره) العنوان (يعسوب الدين) مع أن المذكور في جميع أحاديث الأبواب (يعسوب المؤمنين).

[ 498 ]

فيما نذكره من رواية الحافظ أحمد بن مردويه من كتابه المشار إليه في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام يعسوب المؤمنين. فقال ما هذا لفظه: حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن الضحاك، حدثنا محمد بن ضريس، قال: حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر قال: حدثنا أبي عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال: قال رسول صلى الله عليه وآله: علي يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين (1).


(1) أورده في البحار: ج 40 ص 25 ب 91 ح 47 وأورده في الغدير ج 8 ص 89 عن الدميري في حيوة الحيوان ج 2 ص 412 وابن حجر في الصواعق: ص 75.

[ 499 ]

في تسمية مولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين برواية الحافظ ابن مردويه أيضا، روينا ذلك بأسانيدنا إليه من كتابه المشار إليه بلفظه: حدثنا محمد بن إبراهيم بن الفضل [ عن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق ] (1) قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا علي بن هاشم، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي رافع [ عن أبي رافع ] (2) عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام. أنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق الأعظم تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفرة (3).


(1) الزيادة من البحار. (2) الزيادة من ق. (3) أورده في البحار: ج 38 ص 213 ب 65 ح 17.

[ 500 ]

فيما نذكره من رواية عبد الله بن العباس عن النبي صلى الله عليه وآله أن عليا عليه السلام يعسوب المؤمنين، من كتاب الحافظ ابن مردويه بلفظه: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا عبد الله بن داهر، قال: حدثني أبي عن الأعمش عن عباية الأسدي عن ابن عباس، قال: ستكون فتنة فإن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين: كتاب الله وعلي بن أبي طالب عليه السلام فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول وهو آخذ بيد علي بن ابي طالب عليه السلام: هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة وهو الصديق الأكبر، وهو بابي الذي اوتى منه (1).


(1) أورده في البحار: ج 38 ص 214 ب 65 ح 18.

[ 501 ]

فيما نذكره أيضا عن طريق آخر عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وآله أن عليا عليه السلام يعسوب المؤمنين روينا ذلك بأسانيدنا إلى الحافظ أحمد بن مردويه من كتابه، فقال ما هذا لفظه: حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم، قال: حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال: حدثنا عبد السلام بن صالح أبو الصلت (1) قال: حدثنا علي بن هاشم بن البريد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع [ الرافعي ] (2) مولى النبي صلى الله عليه وآله، قال: حدثني أبي عن جدي عن أبي رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: أنت أول من آمن بي وصدقني، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة (3).


(1) في م والمطبوع: عبد السلام بن صالح بن أبي الصلت. (2) الزيادة من ق. (3) أورده في البحار: ج 38، ص 227 ب 65 ح 33 وكما أورده في البحار أيضا ج 38 ص 213 ب 65 ذيل ح 17.

[ 502 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين برواية رجال الجمهور من كتاب ترجمته كما قدمناه (1) ما هذا لفظه: (ذكر رتبة أبي طالب في قريش ومراتب ولده من بني هاشم صنفه أبو الحسن النسابة، من نسخة عتيقة ذكر أن تاريخها في شوال سنة عشر وثلثمائة). ما هذا لفظه: أخبرنا محمد بن صالح قال: حدثنا عبد السلام بن صالح القرشي قال: حدثنا علي بن هاشم قال: أخبرنا محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، قال حدثني أبي عن جدى عن أبي ذر قال: سمعت النبي صلى الله على وآله يقول لعلي عليه السلام: أنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت يعسوب المؤمنين (2).


(1) انظر الباب 193 من هذا الكتاب. (2) أورده في البحار: ج 40 ص 25 ب 19 ح 48.

[ 503 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين من كتاب (الأربعين في المنتفى من مناقب أمير المؤمنين علي المرتضى عليه السلام) تأليف أحمد بن إسماعيل القزويني، فقال ما هذا لفظه: الباب الحادي والعشرون في أسماء كريمة وأوصاف جليلة لعلي المرتضى عليه السلام [ قال: أخبرنا داهر ] (1) قال: أخبرنا البيهقي، (2) قال: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثنا محمد بن علي الأسفرائيني (3) حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل السيوطي، حدثنا مذكور بن سليمان (4) حدثنا أبو الصلت الهروي، حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي ذر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: أنت أول من آمن بى وصدقني، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق [ الأعظم ] (5) تفرق بين الحق والباطل وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة (6).


(1) ما بين المعكوفتين ليست في ق. (2) زاد في ق: (إذنا) وكلمة لم تقرء. (3) في البحار: البيهقي عن محمد بن علي الإسفرائيني. (4) في البحار: مذكور بن سليمان عن عبد السلام بن صالح. (5) ما بين المعكوفتين ليست في ق. (6) أورده في البحار: ج 38 ص 227 ب 65 ذيل ح 33.

[ 504 ]

فيما نذكره من تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله مولانا عليا عليه السلام يعسوب المؤمنين بغير الطرق (1) المتقدمة ووجدت ذلك في كتاب عتيق تاريخه سنة ثمان ومائتين (2) هجرية، ترجمته: كتاب فيه خطبة [ أمير المؤمنين ] (3) علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، وهي التي تسمى القاصعة، وأخبار حسان لأهل البيت صلوات الله عليهم، بإسناد في أوله ما هذا لفظه: حدثنا عبد الله بن جعفر الزهري عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام. ثم قال ما هذا لفظه: أنا كنت معه يوم، قال: يأتي تسع نفر من حضرموت فيسلم منهم ستة ولا يسلم منهم ثلاثة. فوقع في قلوب كثير من كلامه ما شاء الله أن يقع. فقلت أنا: صدق الله ورسوله، هو كما قلت يا رسول الله. فقال: أنت الصديق الأكبر ويعسوب المؤمنين، وأمامهم وترى ما أرى وتعلم ما أعلم، وأنت أول المؤمنين إيمانا وكذلك خلقك الله، ونزع منك الشك والضلاك، فأنت الهادي الثاني، والوزير الصادق. فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وآله وقعد في مجلسه ذلك، وأنا عن يمينه أقل التسعة رهط من حضرموت حتى دنوا من النبي صلى الله عليه وآله وسلموا (4)


(1) في النسخ: الطريق. (2) في البحار: والمطبوع: ثمان وثمانين، واستظهر المجلسي (ره): إن الصحيح ثمان وثمانين ومائة، لكن الصحيح ما ذكرناه من نسخة (ق). وقد صحف مائتين بثمانين. انظر الباب 142، و 154 من هذا الكتاب. (3) الزيادة من المطبوع. (4) ق: وسلم وسلموا.

[ 505 ]

فرد عليهم السلام. وقالوا: يا محمد، أعرض علينا الإسلام، فأسلم منهم ستة ولم يسلم الثلاثة، فانصرفوا. فقال: النبي صلى الله عليه وآله للثلاثة: أما أنت يا فلان فستمون بصاعقة من السماء وأنت يا فلان فسيضربك أفعى في موضع كذا وكذا، وأما أنت يا فلان تخرج من طلب ماشية وإبل لك فيستقبلك ناس من كذا فيقتلونك. فوقع في قلوب الذين أسلموا، فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لهم: ما فعل أصحابكم الثلاثة الذين تولوا عن الإسلام ولم يسلموا ؟ فقالوا: والذي بعثك بالحق نبيا، ما جاوزوا ما قلت وكل مات بما قلت، وإنا جئناك لنجدد الإسلام، ونشهد أنك رسول الله صلى الله عليك أنك (5) الأمين على الأحياء والأموات، بعد هذا وهذه (6).


(5) في المطبوع: أنت. (6) أورده في البحار: ج 18 ص 121 ب 9 ح 35 كما أورده أيضا: ج 38 ص 214 ب 65 ح 19. (*)

[ 506 ]

فيما نذكره من كتاب (الأربعين) تأليف أبى الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني وأصله من مدرسة أم الخليفة الناصر، وهو الحديث الحادي والعشرون، نذكره بإسناده ولفظه: قال: أخبرنا داهر، قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي إذنا، قال: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو الصلت الهروي، حدثنا علي بن هاشم، حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي ذر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: لعلي عليه السلام: أنت أول من آمن بي وصدقني، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة (1).


(1) أورده في الغدير: ج 2 ص 312، عن الطبراني عن سلمان وأبي ذر، وعن البيهقي والعدني عن حذيفة وعن الهيثمي في المجمع: ج 9 ص 102، والحافظ الكنجي في الكفاية: ص 79 من طريق الحافظ ابن عساكر. والمتقي الهندي في كنزل العمال: ج 6 ص 56.

[ 507 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين من كتاب (الأربعين عن الأربعين) تأليف أبى سعيد محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري (1) وهو الحديث الثلاثون، نذكره بلفظه: وعنه رضي الله عنه، قال: أخبرنا الشيخ أبو سعيد (2) قال: أخبرنا أبو رشيق العدل، حدثنا محمد بن زريق بن جامع المزني، حدثنا أبو حسين بن سفيان بن بشر (3) الأسدي الكوفي، حدثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي بن أبي طالب عليه السلام: أنت أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الذي تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب (4) الظلمة (5).


(1) جاء ذكره في البحار: ج 107 ص 167، وفي الذريعة: ج 1 ص 432، وتوجد منه نسخة مخطوطة في مكتبة آستان قدس بمشهد الرضا عليه السلام بخراسان، رقم 7875 ونسخة أخرى بمكتبة آية الله المرعشي بقم المقدسة تقع في مجموعة رقمها 990. (2) في البحار: عبد الرزاق بن محمد بن مردك، مكان (أبو سعيد). (3) في البحار: أبو حسين سفيان بن بشر. (4) في المصدر المخطوط: والمال يعسوب الكفار. (5) المصدر المخطوط، الحديث الثلاثون، والسند هكذا: أخبرنا عبد الرزاق أحمد بن مردك أبو الفتح بقرائتي عليه بعدما كتبه لي بخطه، قال: حدثنا محمد بن أبي جعفر بن الفضل المقري بفسطاط مصر، قال: حدثنا ابن دستور رجل رشيق العدل، قال: حدثنا محمد بن زريق أبو جامع المدني (خ ل: ابن لجامع المزني)، قال: حدثنا أبو الحسن سفيان بن بشر الأسدى الكوفي، قال: حدثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي رافع عن أبي ذر (ره). وأورده في البحار: ج 38 ص 227 ب 56 ذيل ح 33.

[ 508 ]

فيما نذكره من تسمية مولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين من النسخة العتيقة التي قدمنا ذكرها. أن أولها (ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: أنت أخي في الدنيا والآخرة) نذكره بلفظه: وعن أبي إسحاق الهمداني عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود، أنه قال: بينما نحن جلوس ذات يوم بباب رسول الله صلى الله عليه وآله ننتظر خروجه إلينا، إذ خرج فقمنا له تفخيما وتعظيما وفينا علي بن أبي طالب، فقام فيمن قام، فأخذ النبي صلى الله عليه وآله بيده فقال: يا علي، إني [ أحاجك ! فدمعت عيناه وقال: يا رسول الله، فيم ] (1) تحاجني، وقد تعلم أني لم أعاتبك في شئ قط. قال: أحاجك بالنبوة، وتحاج الناس من بعدي باقام الصلوة وإيتاء الزكوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقسمة بالسوية وإقامة الحدود. ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: هذا أول من آمن بي، وأول من صدقني وهو الصديق الأكبر وهو الفاروق الأكبر الذي يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، وضياء في ظلمة الضلال (2).


(1) الزيادة من البحار. (2) أورده في البحار: ج 38 ص 215 ب 65 ح 20.

[ 509 ]

فيما نذكره من كتاب (كفاية الطالب) الذي قدمنا ذكره من الباب الرابع والأربعين في تسمية النبي صلى الله عليه وآله أنه فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل وهو يعسوب المؤمنين، فقال ما هذا لفظه: أخبرنا العلامة مفتي الشام أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي، أخبرنا أبو القاسم الحافظ، أخبرنا أبو القاسم [ بن ] (1) السمرقندي، أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة، أخبرنا عبد الرحمان بن عمرو الفارسي، أخبرنا أبو أحمد بن عدي، حدثنا علي بن سعيد بن بشير، حدثنا عبد الله بن داهر الرازي، حدثنا أبي عن الأعمش عن عباية عن ابن عباس، قال: ستكون فتنة فمن أدركها منكم فعليه بخصلتين: كتاب الله تعالى وعلي بن أبي طالب فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو آخذ بيد علي عليه السلام وهو يقول: هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمين والمال يعسوب الظلمة، وهو الصديق الأكبر، وهو بابي الذي أوتى منه، وهو خليفتي من بعدي (2).


(1) الزيادة من المصدر وق. (2) كفاية الطالب: ص 187، ب 44. وأورده في البحار: ج 38 ص 127 ب 61 ح 77. وفي الغدير: ج 10 ص 49 عن الاستيعاب ج 2 ص 657 والإصابة: ج 4 ص 171.

[ 510 ]

فيما نذكره من كتاب (كفاية الطالب) أيضا الذي قدمنا ذكره في أن النبي صلى الله عليه وآله قال: علي يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين من الباب السادس والخمسين بما هذا لفظه: أخبرنا بقية السلف عبد العزيز بن محمد بن الحسين (1) الصالحي، أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي، أخبرنا أبو القاسم الإسماعيلي (2)، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا عبد الله بن عدي، حدثنا محمد بن أحمد بن هلال، حدثنا محمد بن يحيى بن ضريس، حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن هلال [ العلوي ] (3)، حدثنا أبي عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: علي يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين (4).


(1) في المصدر والبحار: الحسن. (2) في المصدر: أبو القاسم علي بن حسن الشافعي، أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أخبرنا أبو القاسم الاسماعيلي. (3) الزيادة من البحار، وفي المصدر وق: عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام، حدثني أبي عبد أبيه… الخ. (4) كفاية الطالب: ص 216 ب 56. وأورده في البحار: ج 40 ص 24 ب 91 ح 45. (*)

[ 511 ]

فيما نذكره من كتاب (سنة الأربعين) للسعيد الكامل فضل الله الراوندي من الحديث الرابع والعشرين وفيه من رجال الجمهور، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين. فقال ما هذا لفظه: الحديث الرابع والعشرون: أخبرنا أبو النور (1) الباقي قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد [ الرزاز ] (2) قال: أخبرنا أبو بكر بن مردويه، قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن الفضل قال: أخبرنا أحمد بن عمرو بن [ عبد ] (3) الخالق، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن أبي رافع عن أبي ذر، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: أنت أول من يصافحني يوم القيامة وأنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفار (4).


(1) في البحار: أبو الثور. (2) الزيادة من (ق). (3) الزيادة من البحار. (4) أورده في البحار: ج 38 ص 213 ب 65 ذيل ح 17.

[ 512 ]

فيما نذكره من الجزء الثاني من (فضايل أمير المؤمنين) تأليف عثمان بن أحمد المعروف بابن السماك الذي أثنى عليه الخطيب في تاريخه، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين. فقال ما هذا لفظه: حدثنا الحسين، قال: وجدت في كتابي: حدثنا أبو حاتم الرازي [ عن بلال بن محمد الأشعري ] (1) قال: حدثنا عيسى بن محمد القرشي عن سعيد بن جمال عن أبي أسيد الأسدي عن أبي سخيلة النميري، قال: خرجنا حجاجا مع سليمان (2) فلما انتهينا إلى الرخمة (3) ملت إلى أبي ذر فقعدنا إليه. فبينما هو يحدث إذ قال: انه ستكون فتنة فإن أدركتماها (4) فعليكما بإثنين: كتاب الله عز وجل وعلي بن أبي طالب عليه السلام (5) وإنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله آخذ بيده وهو يقول: هذا أول من آمن بي وصدقني وهو أول من يصافحني يوم القيامة، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة، وهو الصديق الأكبر، وهو الفاروق بين الحق والباطل (6).


(1) الزيادة من البحار. (2) في البحار: سلمان الفارسي. (3) في البحار: الرحبة، وفي ق: الرحمة ولعله (الربذة). (4) في البحار: أدركتما. (5) في النسخ وفي البحار: رضوان الله عليه. (6) أورده في البحار: ج 38 ص 210 ب 65 ح 10 كما ورد في ارشاد المفيد: ص 14 وكشف الغمة: ص 26. ورواه في البحار: ج 22 ص 424 ح 34 عن أمالي الشيخ الطوسي.

[ 513 ]

فيما نذكره من كتاب (مناقب علي بن أبي طالب وفضائل بني هاشم) من نسخة عتيقة يقارب تاريخها ثلاثمائة سنة، رواية محمد بن يوسف القراء المقرى، في تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفار وفيه من رجال الجمهور، فقال ما هذا لفظه: أخبرني محمد بن علي بن أبي جعفر (1) المقرى، قال: حدثنا الحسين بن الحسن الأشعري (2)، قال: حدثنا علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده علي بن أبي رافع عن أبي ذر، أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: أنت أول من آمن بي، وأنت الفاروق الذي تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفار (3).


(1) ق: محمد بن علي أبو جعفر. (2) ق: لعله (الأشقر) أو (الأشعر). (3) أورده في البحار: ج 38 ص 227 ب 65 ح 34.

[ 514 ]

فيانذكره من كتاب (المناقب) العتيق أيضا الذي أشرنا إليه، في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام أنه يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين، فقال ما هذا لفظه: أخبرنا الحكم بن سليمان، قال: أخبرنا يحيى بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن علي عن أبيه عن جده عن أبي ذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: علي أول من آمن بي. وأخبرني إبراهيم بن ميمون الأزدي، قال: حدثنا علي بن هاشم عن أبي رافع عن أبيه عن جده علي بن أبي رافع، أنه سمع أبا ذر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: أنت أول من آمن بى، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق الأعظم تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين.


[ 515 ]

فيما نذكره من كتاب (المناقب) العتيق أيضا في تسمية النبي صلى الله عليه وآله لمولانا علي عليه السلام أنه يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين فقال ما هذا لفظه: أخبرني أبو زكريا يحيى بن صالح الحريري (1) قال حدثنا الحسين الأشقر عن علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن أبي ذر، أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام: أنت أول من آمن بى وأنت أول من يصافحني يوم القيامة وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين (2).


(1) في البحار: الجريري. (2) أورده في البحار: ج 38 ص 227 ب 65 ذيل ح 34.

[ 516 ]

فيما نذكره من كتاب (المناقب) العتيق أيضا، في تسمية النبي لعلي صلوات الله عليهما أنه يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكافرين. فقال ما هذا لفظه: أخبرني مخول بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الرحمان بن أبي رافع عن أبيه عن أبى ذر قال: لما سير عثمان أبا ذر إلى الربذة أتيته أسلم عليه فقال أبو ذر لي ولأناس معي عدة: (1) إنها ستكون فتنة ولست أدركها فمن أدركها ولعلكم تدركونها، فاتقوا الله وعليكم الشيخ علي بن أبي طالب عليه السلام فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول له: أنت أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكفرة (2).


(1) أي وعدة من الناس معي. (2) أورد في الغدير: ج 2 ص 313 عن الحموئي في الفرائد في الباب الرابع والعشرين. وعن ابن أبي الحديد عن أبي رافع في شرح النهج: ج 3 ص 257، وعن القاضي الايجى في المواقف: ج 3 ص 276 وعن الصفوري في نزهة المجالس: ج 2 ص 205.

[ 517 ]

فيما نذكره من تسمية رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام يعسوب المؤمنين. ننقله من كتاب الشيخ العالم الحافظ إسماعيل بن أحمد البستي في فضل مولانا علي عليه السلام وقدمنا ذكر هذا الكتاب (1) وأن مصنفه من علماء الجمهور: فقال في الفصل السابع من كتابه المذكور في شرف مولانا علي عليه السلام في أسمائه ما هذا لفظه: ومن أسمائه يعسوب المؤمنين. قال له الرسول صلى الله عليه وآله: اليعسوب أمير النحل وأنت امير المؤمنين.


(1) أنظر البابين: 118 و 119 من هذا الكتاب.

[ 518 ]

كلام المصنف ختاما لكتاب اليقين


[ 519 ]

يقول مولانا الصاحب، الصدر الكبير، العالم العامل، الفقيه الكامل، العلامة الفاضل، الزاهد العابد، الورع المجاهد، النقيب الطاهر، ذو المناقب والمفاخر، نقيب نقباء آل أبي طالب في الأقارب والأجانب، رضي الدين، ركن الإسلام والمسلمين، ملك العلماء والسادات في العالمين، جمال العارفين، أنموذج سلفه الطاهرين، افتخار السادة، عمدة أهل بيت النبوة، مجد آل الرسول، شرف العترة الطاهرة، ذو الأعراق الزكية والأخلاق النبوية، أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الفاطمي أسبغ الله عليه نعمه الباطنة والظاهرة، وجمع له بين سعادة الدنيا والآخرة. هذا ما أردنا الإقتصار عليه من تسمية مولانا علي عليه السلام بأمير المؤمنين وإمام المتقين ويعسوب المؤمنين، مع ما اشتملت عليه أبوابها من زيادة المعاني المقتضية لرياسة مولانا علي عليه السلام على المسلمين في امرو الدنيا والدين. وجميع الكتب التي روينا منها هذه الأحاديث المذكورة أو رأيناها فيها، مسطورة في خزانة كتبنا التي وقفناها على أولادنا الذكور وقفا صحيحا شرعيا على اختلاف الأعصار والدهور.


[ 520 ]

ولم نعتبرها جميعها على التفصيل وإنما نظرنا ما وقع في خاطرنا أنه يتضمن ذكر تسمية مولانا على عليه السلام بهذه الأسماء بحسب ما هدانا إليه جود الله جل جلاله وعنايته لهذا المقام الجليل، فكيف لو نظرنا جميع ما وقفناه أو طلبنا من خزائن كتب المدارس والربط وغيرها ما يمكن أن يوجد فيها مما ذكرنا أو ضممنا إليها ما روته الشيعة بأسنادها التي لا يبلغ الإجتهاد إلى أقصاه فكم عسى كان يبلغ تعداد الأبواب وكشفها لحجج رب الأرباب في هذا الباب. فصل: وإياك أن تقول: فكيف تهنأ مخالفة سيد المرسلين وخاتم النبيين صلى الله عليه وآله في مثل هذه النصوص الصريحة التي قد بلغت حدود اليقين، فإننا قد قدمنا في خطبة هذا الكتاب ما بلغت إليه مكابرة ذوي الألباب والعدول عن المعلوم من الصواب في الدنيا ويوم الحساب. فصل: وقد عرفت من بعد، كل عاقبل يترك العمل بالعقل الواضح الراجح، ويعدل عنه إلى فعل متكبر أو فاضح أو جارح، وإنه في تلك الحال قد كابر الحق والصدق، وعدل عنه وترك نص الله جل جلاله على اتباع العقل وتعوض بالجهل وبما نصره بما لابد منه. فصل: ومتى نظرت في التواريخ والأديان من لدن آدم عليه السلام إلى الآن عساك أن لا تجد عصر من الأعصار، ولا أمة من الأمم إلا وقد ترك فرقة منهم أو أكثرهم المعلوم اليقين من الصواب في كثير من الأسباب، وعدلوا إلى ما يضر منهم في الدنيا ويوم الحساب. وقد روينا من الكتابين المعروفين بالصحيحين الذين سماههما الجمهور صحيح البخاري وصحيح مسلم، وهذان الكتابان عندهم حجة فيما تضمناه من الأمور، من الحديث الرابع من مسند عبد الله بن عبد الله من المتفق على


[ 521 ]

صحته والمعلوم بينهم بثبوت روايته من كتاب الجمع بين الصحيحين جمع الحافظ محمد بن أبي نصر بن عبد الله الحميدي من نسخة عليها عدة سماعات وإجازات تاريخ بعضها سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ما هذا لفظه: قال: قال ابن عباس: يوم الخميس – في رواية: ثم بكى حتى بل دمعه الحصى – فقلت: يابن عباس، وما يوم الخميس ؟ قال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وآله وجعه، فقال: إيتوني بكتف اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا، فقال: لا ينبغي عندي التنازع، فقالوا: ما شأنه هجر استفهموه ! فذهبوا يرددون عليه، فقال: ذروني [ دعوني ] (1) فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه (2). وفي رواية من الحديث الرابع من الصحيحين: فكان ابن عباس يقول: ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين كتابه (3). وروى حديث الكتاب الذي أراد أن يكتبه رسول الله صلى الله عليه وآله لأمته لامانهم من الضلال عن رسالة جابر بن عبد الله الأنصاري في المتفق عليه من صحيح مسلم، فقال في الحديث السادس والتسعين من افراد مسلم من مسند جابر بن عبد الله ما هذا لفظه: قال: ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله بصحيفة عند موته فأراد أن يكتب لهم كتابا لا يضلون بعده وكثر اللغط وتكلم عمر فرفضها صلى الله عليه وآله (4). أقول: فإذا [ كان قد ] (5) شهدوا ان النبي صلى الله عليه وآله سئلهم ان يكتب لهم كتابا لا يضلون بعده ابدا، فقالوا: ما شأنه هجر. وفي هذا المجلد.


(1) الزيادة من المطبوع. (2 و 3) صحيح البخاري: ج 5 ص 127 و 128. وأورده الشيخ أبو الحسن المرندى في مجمع النورين نقلا عن هذا الكتاب. (4) صحيح مسلم: ج 11 ص 89 كتاب الوصية باب الوقف. (5) الزيادة من المطبوع.

[ 522 ]

الثاني من صحيح مسلم فقالوا: إن رسول الله هجر. ومعنى الهجر: الهذيان، كما ذكره مصنف كتاب اللغة في الصحاح وغيره، واعترفوا ان الحاضرين ما قبلوا نص النبي صلى الله عليه وآله على هذا الكتاب الذي أراد أن يكتبه لئلا يضلوا بعده ابدا، ومع كونهم ما قبلوا هذه السعادة التي هلك باهمالها اثنان وسبعون فرقة ممن ضل عن الايجاب، وكان في قبولها اعظم النفع لجميع الأديان حتى قالوا في وجهه الشريف انه يهجر ونسبوه – وحاشاه – الى الهذيان وقد نزهه من اصطفاه عما اقدموا عليه من البهتان، فقال جل جلاله: * (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) * (6) بشهادة القرآن، ولقد توعدهم جل جلاله متى خاطبوه كبعضهم انهم هالكون في قوله جل جلاله: * (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط اعمالكم وانت لا تشعرون) * (7). فكيف بقي نستبعد ترك النصوص على علي بن أبي طالب عليه السلام وقد عادى في الله جل جلاله كل قبيلة قتل من اهلها من قتله (8) في حياة النبي عليه افضل الصلاة وهم أصحاب القوة والكثرة في تلك الأوقات. فصل: وقد كان النبي صلى الله عليه وآله بلا خلاف بين أهل الاسلام نص قبل وفاته صلوات الله عليه على أسامة بن زيد بامارة معلومة وعلى رعيته الذين يتوجهون في صحبته، ثم توفي النبي صلى الله عليه وآله فلم يستقر امارة اسامة بن زيد ولا لزوم رعيته حكم الامتثال لرعايته ورأوا المصلحة في أن يكون اسامة بن زيد رعيتة ومأمورا وبعض رعيته حاكما عليه وأميرا (9). وما كان الجماعة الذين تقدموا على مولانا علي صلوات الله عليه يخفى


(6) سوره الحجرات: الآية 2. (7) سورة النجم: الآيات 4 – 3. (8) ق: قتل. (9) أنظر الباب 16 من هذا الكتاب. (*)

[ 523 ]

عنهم استحقاقه للتقدم عليهم والنصوص عليه، ولكنهم قالوا ان العرب وقريش وكل من عادى مولانا عليا صلات الله عليه لا يوافقوان على تقدمه عليهم، وانه لا مصلحة لهم في العمل بالنصوص عليه، كما رأوا انه لا مصلحة في الكتاب الذي اراد النبي صلى الله عليه وآله أن يكتب لهم ليسلموا من الاختلاف الذي انتهيت حال المسلمين إليه. فصل: وقد ذكر الحافظ المسمى طراز المحدثين أبو بكر احمد بن موسى بن مردويه في كتاب (مناقب مولانا علي صلوات الله عليه) فيما جرت الحال عليه من كتاب محرر عليه ما يقتضى الاعتماد عليه، فقال، ما هذا لفظه: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف، قال: حدثنا عمران بن عبد الرحيم، قال: حدثنا يحيى الحماني، قال: حدثنا الحكم بن ظهير عن عبد الله بن محمد بن علي عن أبيه عن ابن عباس قال: كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة وعمر على بغل وأنا على فرس فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: ام والله يا بني عبد المطلب لقد كان صاحبكم أولى بهذا الامر مني ومن أبي بكر. فقلت في نفسي: لا اقالني الله ان اقلتك. فقلت: أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين، وأنت وصاحبك الذان وثبتما وانتزعتما منا الأمر، دون الناس ؟ فقال: اليكم يا بني عبد المطلب، أما انكم أصحاب عمر بن الخطاب – وتأخرت وتقدم هنيئة – فقال: سر لا سرت، فقال: اعد على كلامك. فقلت: إنما ذكرت شيئا فرددت جوابه، ولو سكت سكتنا. فقال والله إنا ما فعلنا ما فعلنا عداوة، ولكن استصغرناه وخشينا ان لا تجتمع عليه العرب وقريش لما قد وترها. فاردت ان اقول: كان رسول اله صلى الله عليه وآله يبعثه في الكتيبة فينطح كبشها فلم يستصغره فتستصغره انت وصاحبك، فقال: لا جرم فكيف ترى، والله ما نقطع امرا دونه ولا نعمل شيئا حتى نستأذنه (10).


(10) أورده في البحار الطبعة القديمة: ج 8، ص 209.

[ 524 ]

أقول: هذا لفظ ما ذكره ورواه الحافظ احمد بن موسى بن مردويه من كتاب المناقب الذي اشرنا إليه واعتمد [ نا ] (11) عليه والدرك عليه. فصل: وروى ايضا الحافظ أبو بكر احمد بن موسى بن مردويه في كتاب (مناقب مولانا علي صلوات الله عليه) في المعنى الذي اشرنا إليه ما هذا لفظه: حدثنا احمد بن ابراهيم بن يوسف، قال: حدثنا محمد بن سعد أبو الحسين عن الحسن بن عمارة عن الحكيم بن عتبة عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله (12)، قال: خرج عمر بن الخطاب الى الشام واخرج معه العباس بن عبد المطلب، قال: فجعل الناس يتلقون العباس ويقولون: (السلام عليك يا أمير المؤمنين)، فكان العباس رجلا جميلا، فيقول: هذأ صاحبكم فلما كثر عليه التفت إلى عمر، فقال: ترى أنا، والله احق بهذا الأمر منى ومنك رجل خلفته أنا وأنت بالمدينة على بن أبي طالب عليه السلام (13) فصل: وها إنا قد أوضحنا أحاديث هذه النصوص الصريحة التى لا تحتمل تأويل المتأولين ولا اعتذار المعتذرين، ورواتها من جهات متفرقات وفي أوقات مختلفات وما هم ممن يتهم بالتعصب على مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه. وقد اراد الله جل جلاله اخراجها على ايدينا في هذا الوقت الذي اختاره لها المتأولين ولا اعتذار المعتذرين، ورواتها من جهات متفرقات وفي أوقات مختلفات وما هم ممن يتهم بالتعصب على مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه. وقد اراد الله جل جلاله اخراجها على ايدينا في هذا الوقت الذي اختاره لها فهدانا لاستخراج هذه الأحاديث كما اشرنا إليه، وكان ذلك من رحمته لنا وعنايته بنا وفضله علينا الذي نعجز عن الشكر عليه. اللهم وقد تقربنا بذلك اليك ونحن نعرضه عليك، فاجعله من الوسائل لديك في كل ما يقتضيه كامل جودك ومقدس وعودك، وبلغ سيدنا رسولك صلواتك وسلامك عليه وآله


(11) الزيادة من المطبوع. (12) ف خ ل: عبد الله. (13) أورده في البحار، الطبعة القديمة، ج 8 ص 209.

[ 525 ]

ومولانا عليا سلامك جل جلالك عليه وعترتهما الطاهرين صلواتك عليهم أجمعين. إننا اجتهدنا فيما نعتقد برأينا الى رضاك، ومدخلا لنا في حماك وأمانا ليوم نلقاك وإننا ما قد قصدنا تعصبا على مذهب من المذاهب إلا تأدية لاداء الحق الواجب، وقد اوضحنا في كتاب (الأنوار الباهرة في انتصار عترته الطاهرة) من الأحاديث المتظاهرة التي رواها رجالهم حتى صارت في حكم المتواترة، ومن الحجج التي من وقف بها وعرفها على التحقيق لم يبق عنده شك فيما كشفناه من صحيح الطريق وسبيل التوفيق، وصلى الله عليه سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين وسلم تسليما [ كثيرا ] (14) و [ الحمد لله رب العالمين ] (15).


(14) الزيادة من ق. (15) الزيادة من نسخة المشكاة. (*)

اترك تعليقاً