كتاب التمحيص

ابن شعبة الحراني

محمد بن همام الاسكافي


[ 1 ]

التمحيص للشيخ الثقة الجليل أبي علي محمد بن همام الاسكافي من أصحاب سفراء الامام الحجة ” عج ” المتوفى سنة 336 ه‍ ق تحقيق ونشر مدرسة الامام المهدي عليه السلام قم المقدسة


[ 2 ]

بسم الله الرحمن الرحيم التمحيص والابتلاء في كتاب الله تبارك.. الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا 1. يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين 2. ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات 3. يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشئ من الصيد.. ليعلم الله من يخافه بالغيب 4… وليعلم الذين نافقوا 5… أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين 6. أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء 7… أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم، فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين 8. وتلك الايام نداولها بين الناس، وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء.. وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين. وليبتلي الله ما في صدوركم، وليمحص ما في قلوبكم، والله عليم بذات الصدور 9.


(1) الملك 67: 1، 2 (2) الصابرين: الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا الله وإنا إليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون. البقرة 155 – 157. (3) البقرة 2: 153، 155 (4) المائدة 5: 94 (5) آل عمران 3: 167 (6) آل عمران 3: 142 (7) البقرة 2: 214 (8) العنكبوت 29: 2، 3 (9) آل عمران 3: 140، 141، 154

[ 3 ]

المقدمة الحمد لله الذي جعل البلايا تمييزا للطيبين عن الخبيثين 1، ونكا لا للظالمين، وجعل تقلبات الاحوال، اختبارا لطويات الرجال، فمن دار فناء وزوال، قد ملئت بالهموم والغموم، وعجت بالمحن والآلام، إلى ارتحال وانتقال، ” وتلك الايام نداولها بين الناس ” 2، فالشقي من غرته ولم يعتبر بمن سكنها قبله من الماضين، كانوا أطول أعمارا، وأبقى آثار، وأبعد آمالا، والسعيد من اعتبر بها، واستفاد من تجاربها، فصغرت في عينه وهانت عليه، وأحب مجاورة الجليل في داره، وسكنى الفردوس في جواره، وصلى الله على أشد الناس ابتلاء، وأكثر هم صبرا على إيذاء، وأوفرهم شكرا على ما جرى به القضاء، محمد وآله الاوصياء الاصفياء، الحجج على العباد، والهادين للرشاد، والعدة للمعاد ” اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ” 3، واللعنة الدائمة على أعدائهم الاخسرين ” الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ” 4، وفي الآخرة ” تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ” 5. عبر تاريخ الانسانية الطويل، ومنذ فجر النبوات، بدأ الصراع المرير، بين الحق وجيوش الاباطيل، بين الخير وقوى الشر والضلال، بين النور وجحافل الظلام، فعاش الانسان طوال آلاف السنين، تحت سياط الجلادين، وفي دياجير السجون، قد اثقلت كواهل المساكين والمستضعفين، بالحروب والويلات، والخراب والدمار، فابيدت امم وشعوب، واستعبدت أجيال تلو أجيال، فضجت الارض تستصرخ بارئها بما تئن من جراح، وتستغيث من مباضع الحراب والسيوف والرماح، ولولا بوارق أمل و ومضات، تشع بين الحين والحين من هدي السماء عبر الرسالات، وإمداد التابعين بالصبر والايمان وسيل الشحنات، لما كان للحياة مذاق فتطاق، ولا للعيش طعم واشتياق. فأصحاب الشرائع كانوا دوما محاربين، وأتباعهم مضطهدين مسحوقين، إلا


(1) إشارة للآية الشريفة ” ماكان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ” آل عمران 3 / 179. (2) آل عمران 3 / 140 (3) البقرة 2 / 157 (4) الكهف 18 / 104 (5) المؤمنون 23 / 104

[ 4 ]

أنهم لما يصابون من مصائب صابرون، وبما يرميهم الاعداء من نوائب قانعون، بل فرحون بما آتاهم الله من فضله وهم يستبشرون، وللجنة يشتاقون، لما تكشفت في قلوبهم حقائق الايمان، وتجلت لهم بدائع آيات الرحمن، وما أعدلهم من الخيرات في الجنان، فالدنيا للمؤمنين ليست بدار بقاء ومقام، إنما دار تمحيص وامتحان ” أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ” 1. فكلما كانت البلوى والاختبار أعظم، كانت المثوبة والجزاء أجزل، ألم يأت عن الرسول صلى الله عليه وآله: ” ما اوذي أحد مثل ما اوذيت ” 2 وورد عن الصادق عليه السلام: ” إن أشد الناس بلاء الانبياء ثم الذين يلونهم ثم الامثل فالامثل ” 3 من الاوصياء والاولياء، الذين نزلت أنفسهم منهم في البلاء، كما نزلت في الرخاء، فهم بالغنى غير فرحين، وبالفقر غير مغتمين. ثم إن البلاء على أنواع وأحوال، فمرة يكون للعقاب والنكال لما اقترفه المرء من الموبقات، فيبتلى بالامراض والعاهات، أو تلف اأإهل والاولاد، وجار سوء وتنغيص اللذات، أو تسلط سلطان فيفرق الاحباب ويشتت الجماعات، قال أمير المؤمنين عليه السلام: ” إن الله يبتلي عباده عند الاعمال السيئة بنقص الثمرات، وحبس البركات، وإغلاق خزائن الخيرات… ” 4 مشيرا إلى ما ورد في الذكر الحكيم: ” ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات.. ” 5 أوفي قوله سبحانه: ” ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات.. ” 6 وهذا ديدن الدنيا، فكم جمحت بطالبها وأردت راكبها، وخانت الواثق بها، وازعجت المطمئن إليها، فلا تدوم أحوالها، ولا يسلم نزالها، فجمعها إلى انصداع، ووصلها إلى انقطاع. ومرة يكون البلاء تمحيصا للذنوب ورفعا للدرجات ” وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ” 7 وقد قال الامام علي عليه السلام: ” الحمد لله الذي جعل تمحيص


(1) العنكبوت 29 / 2، 3 (2) كنز العمال ح 5818 (3) الكافي 2 / 252 ح 1، البحار 67 / 200 ح 3 (4) نهج البلاغة ص 199 ط 144، تفسير نور الثقلين 1 / 120 ح 448 (5) البقرة 2 / 155 (6) الاعراف 7 / 130

[ 5 ]

ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنتهم، لتسلم بها طاعاتهم ويستحقوا عليها ثوابها ” 1. وقال أيضا: ” ولكن الله يختبر عباده بأنواع الشدائد، ويتعبدهم بأنواع المجاهد، ويبتليهم بضروب المكاره، إخراجا للتكبر من قلوبهم، وإسكانا للتذلل في نفوسهم، وليجعل ذلك أبوابا إلى فضله ” 2. ولهذا استخلص الجليل سبحانه المؤمنين للآخرة، واختار لهم الجزيل مما لديه من النعيم المقيم، الذي لا زوال له ولا اضمحلال، لصبرهم على البلاء، ورضاهم بالقضاء، وشكرهم النعماء، إذا أن الصبر أول درجات الايمان، فإذا ترقى العبد في إيمانه بلغ منزلة الرضا بالقضاء، وإذا ازداد في سلم الايمان علوا وسموا وصعودا، أصبح شاكرا لربه على البلاء، فالاولياء الصالحون لن يكونوا مؤمنين إلا كما وصفهم الامام الكاظم عليه السلام مخاطبا: ” حتى تعدوا البلاء نعمة، والرخاء مصيبة، وذلك أن الصبر عند البلاء أعظم من الغفلة عند الرخاء ” 3، وهذه منزلة من خبر الدنيا وعرف أحوالها، فعلم أنها سوق، ربح فيها قوم يبتغون فيما آتاهم الله الدار الآخرة، وخسر آخرون ممن كانوا ” يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ” ف‍ ” لما الدنيا والآخرة إلا ككفتي ميزان، فأيهما رجح ذهب بالآخر ” 5 أو كما جاء عن الهداة عليهم السلام ” إن الدنيا والآخرة عدوان متفاوتان، وسبيلان مختلفان فمن أحب الدنيا وتولاها أبغض الآخرة وعاداها، وهما بمنزلة المشرق والمغرب… كلما قرب من واحد بعد عن الآخر ” 6 فلا يستقيم حبهما في قلب مؤمن كما لا يستقيم الماء والنار في إناء واحد. ولهذا كان الامام الباقر عليه السلام يدعو بهذا الدعاء: ” ولا تجعل الدنيا علي سجنا، ولا تجعل فراقها علي حزنا ” 7. فكان الائمة الميامين سلام الله عليهم أجمعين، دائما يرشدونا – بهديهم وسنتهم وأقوالهم وأفعالهم – لواضح الطريق لئلا نزل بأوزار المسير، فنسقط في رمضاء الهجير


(1) البحار 67 / 232 ح 48 (2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 13 / 157 (3) البحار 67 / 237، ج 82 / 145 ح 30 وفيه (أفضل من الغفلة) (4) الروم 30 / 7 (5) البحار 73 / 92 ح 69 (6) البحار 73 / 129 ح 133 (7) البحار 97 / 379

[ 6 ]

أو لهب السعير، ويحذرونا صولة الدهر، وفحش تقب الليالي والايام، فلا نركن إليها أبدا، ولا تغتر منها بمحالات الاحلام والآمال، ولا نخدع بزور الاماني الطوال، ثم إنهم – عليهم الصلاة والسلام – أناروا القلوب، وشرحوا الصدور، وأوضحوا بأن من لم يبتل فهو عند الله مبغوض، فقد جاء عنهم عليهم السلام ” إذا رأيت ربك يوالي عليك البلاء فاشكره، وإذا رأيته يتابع عليك النعم فاحذره ” 1، والله سبحانه يتعاهد عباده المؤمنين بالبلاء، كما يتعاهد المسافر عياله بأنواع الهدايا والطرف – كما جاء في الخبر – 2، ولولا أن يرتاب بعض ضعاف النفوس لجعل الله ” لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون ” 3 ولهذا خص الآخرة خالصة للمؤمنين ” قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة ” 4، وأما الدنيا فهم فيها مبتلون، ليسمع دعاء أحبائه حين يمسون وحين يصبحون، وفي خلواتهم – مع حبيبهم – يتناجون، وبالاسحار هم يستغفرون، ولذا جعل سبحانه الفقر – مثلا – بمنزلة الشهادة، كما ورد عن أهل بيت العصمة عليهم السلام: ” ولا يعطيه من عباده إلا من أحب ” 5 ثم ” إن الرجل منهم ليشفع لمثل ربيعة ومضر ” 6 لما صبروا وشكروا، لما زرعوا للآخرة من الباقيات الصالحات فحصدوا ما بذروا ” أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا.. ” 7. وفي الخبر 8 أن النبي صلى الله عليه وآله رأى فاطمة الزهراء عليها السلام ” وعليها كساء من أجلة الابل، وهي تطحن بيديها، وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الآخرة، فقالت: يا رسول الله، الحمد لله على نعمائه، والشكر لله على آلائه، فأنزل الله سبحانه: ” ولسوف يعطيك ربك فترضى ” 9. فمن جعلت الدنيا سجنه، كانت الآخرة جنته، ولهذا ورد في الخبر أن آخر من يدخل الجنة من الانبياء سليمان، لما اعطي في الدنيا من النعيم والملك العظيم 10، بينما


(1) غرر الحكم ص 140 س 15، البحار 67 / 199 (2) الكافي 2 / 258 ح 28، البحار 67 / 221 ح 28 (3) الزخرف 43 / 33 وبدايتها ” ولولا أن يكون الناس امة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن… ” (4) الاعراف 7 / 32 (5) يأتي ص 47 ح 64 (6) يأتي ص 47 ح 68 (7) البقرة 2 / 214 (8) مناقب ابن شهراشوب 3 / 120، نور الثقلين 5 / 594 ح 10 (9) الضحى 93 / 5 (10) يأتي ص 49 ح 80

[ 7 ]

جاء في الحديث عن المبتلين: ” إذا نشرت الدواوين، ونصبت الموازين، لم ينصب لاهل البلاء ميزان، ولم ينشر لهم ديوان ” 1 ” إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ” 2. فالصبر مطية النجاة، وقد ذهب الصابرون المتقون بعاجل الدنيا وآجل الآخرة ” تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا ” 3، والعكس صحيح كما جاء في حديث أمير المؤمنين عليه السلام: ” ان جعلت دينك تبعا لدنياك، أهلكت دينك ودنياك وكنت في الآخرة من الخاسرين ” 4، فما قدمت فلا تجازى إلا به، وما أخرت فللوارثين، ولا تخرج من دنياك إلا صفر اليدين، قد أثقلت ظهرك بالاوزار الثقال، التي تنوء بها كالجبال. وكتاب التمحيص هذا يكشف لك آفاقا روحية جديدة، تزيدك إيمانا واطمئنانا، بأن الدار الآخرة لهي الحيوان، وقد استقى مؤلفه أخباره من عين صافية، لا شوب فيها ولا لاغية، إنما هي من معين الرسول صلى الله عليه وآله، ومنهل أبناء فاطمة البتول عليهم السلام، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فأقوالهم كقلائد العقيان، على جيد الزمان، بل كأقراط الحسان، تقلدتها القيان، فتبصرنا لآليهم حقيقة الوجود، وما يمنح الموجود، وما أعد الله للمؤمنين الصابرين في دار الخلود، فطوبى لمن نال من الله الرضوان، وهرب من لهيب النيران، بالصبر والقناعة وإطاعة الديان، وطوبى لمن لبى دعوة ربه، واستيقن بلقاء محمد وحزبه، فطابت نفسه وقرت عينه بهذا الاطمئنان، ” يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ” 5.


(1) مجمع البيان ج 8 / 492، البحار 82 / 145 ح 31 (2) الزمر 39 / 10 (3) مريم 19 / 63 (4) غرر الحكم ص 123 س 19. (5) الفجر 89 / 27 – 30

[ 8 ]

قالوا في الكتاب 1 – الشيخ إبراهيم القطيفي 1: الحديث الاول ما رواه الشيخ العالم الفاضل العامل الفقيه النبيه أبو محمد الحسن بن علي بن شعبة الحراني قدس الله روحه في الكتاب المسمى ب‍ (التمحيص)، عن أمير المؤمنين عليه السلام:.. الحديث. 2 – الشيخ الحر العاملي 2: الشيخ أبو محمد الحسن بن علي بن شعبة، له كتاب ” تحف العقول عن آل الرسول ” حسن كثير الفوائد مشهور، وكتاب (التمحيص) ذكره صاحب ” مجالس المؤمنين “. 3 – الشيخ المجلسي 3: كتاب (التمحيص) لبعض قدمائنا، ويظهر من القرائن الجلية أنه من مؤلفات الشيخ الثقة أبي علي محمد بن همام. وقال أيضا 4: كتاب (التمحيص متانته تدل على فضل مؤلفه، وإن كان مؤلفه أبا علي كما هو الظاهر ففضله وتوثيقه مشهوران. 4 – المولي عبد الله صاحب ” الرياض ” 5 – عند ذكره ابن شعبة -: الفاضل العالم الفقيه المحدث المعروف صاحب كتاب ” تحف العقول عن آل الرسول “، وكتاب (التمحيص)، وقد اعتمد على كتاب ” التمحيص ” الاستاذ الاستناد 6 – أيده الله في ” البحار “، والمولى الفاضل الكاشاني في ” الوافي ” – ثم يذكر قول المجلسي المذكور آنفا – ويقول 7: وأما قول الاستاذ الاستناد بأن كتاب التمحيص من مؤلفات غيره، فهو عندي محل تأمل فلاحظ، لان الشيخ إبراهيم أقرب وأعرف، مع أن عدم ذكر كتاب التمحيص في جملة مؤلفاته – أي محمد بن همام – التي أوردها أصحاب الرجال في كتبهم مع قربهم منه يدل على أنه ليس له فتأمل.


(1) الوافية في تعيين الفرقة الناجية / مخطوط ص 91 س 5. (2) أمل الآمل ج 2 / 74 رقم 198. (3) بحار الانوار ج 1 / 17. (4) المصدر السابق ص 34. (5) رياض العلماء ج 1 / 244. (6) يعبر صاحب ” الرياض ” في كتبه عن المجلسي: بالاستاذ الاستناد، وعن المحقق الآغا حسين الخونساري: بالاستاذ المحقق، وعن المولى محمد باقر السبزواري بالاستاذ الفاضل، وعن المدقق الشيرواني الميرزا محمد بن حسن: باستاذنا العلامة، (هامش الكنى والالقاب ج 2 / 42). (7) بحار الانوار ج 1 / 245.

[ 9 ]

5 – السيد الخوانساري 1 قال – بعد أن نقل قول المجلسي -: أقول: وكان عندنا كتاب (التمحيص) وهو فيما يعدل ألف بيت تقريبا، وقد جمع فيه أحاديث شدة بلاء المؤمن وأنه تمحيص لذنوبه، وفي مفتتحه على رسم قدماء الاصحاب في إملاءاتهم نسبة التحديث إلى هذا الرجل باسمه ونسبه. وعندي أيضا أنه من جملة مصنفات نفس الرجل أي محمد بن همام – دون غيره فليتفطن. 6 – الشيخ النوري 2: – ذكر بعد قول المجلسي -، قلت: ولم يشر إلى القرائن، والذي يظهر منها من الكتاب قوله في أول الكتاب بعد الديباجة ” باب سرعة البلاء إلى المؤمنين “: حدثنا 3 أبو علي محمد بن همام، وقال حدثني عبد الله بن جعفر.. إلخ، وهذا هو المرسوم في غالب كتب المحدثين من القدماء، أن الرواة عنهم وتلاميذهم يخبرون عن روايتهم في صدر كتبهم، فراجع الكافي وكتب الصدوق وغيرها تجدها على ما وصفناه، وبهذا يظن أن ” التمحيص ” له. ولكن الشيخ الجليل النبيل الشيخ إبراهيم القطيفي قال في خاتمة كتاب ” الفرقة الناجية “: – وذكر نص ما في كتاب ” الفرقة الناجية ” وأردفه بما في ” الرياض ” آنف الذكر، ثم قال -: ووافقهما على ذلك الشيخ الجليل في ” أمل الآمل ” إلا أنه نسبه إلى القاضي في ” المجالس ” وفيه سهو ظاهر، فإن القاضي نقل في ترجمة القطيفي ما أخرجه من كتاب ” التمحيص ” بعبارته ولا يظهر منه اختياره ما اختاره من النسبة. ثم إني إلى الآن ما تحققت طبقة صاحب ” تحف العقول ” حتى أستظهر منها ملاءمتها للرواية عن أبي علي محمد بن همام وعدمها، والقطيفي من العلماء المتبحرين إلا أنه لم يعلم أعرفيته في هذه الامور من العلامة المجلسي ” ره ” وهو في طبقة المحقق الكركي. وهذا المقدار من التقدم غير نافع في المقام، نعم ما ذكره صاحب ” الرياض ” أخيرا يورث الشك في النسبة إلا أنه يرتفع بملاحظة ما ذكرنا ومع الغض عنه فالكتاب مردد بين العالمين الجليلين الثقتين فلا يضر الترديد في اعتباره والاعتماد عليه. 7 – الشيخ الطهراني الرازي 4: وهو – أي ابن شعبة الحراني – يروي عن


(1) روضات الجنان ج 6 / 151 (2) مستدرك الوسائل ج 3 / 326 (3) في الاصل: حدثني (4) الذريعة ج 3 / 400

[ 10 ]

الشيخ أبي علي محمد بن همام الذي توفي سنة 336 كما في أول كتاب التمحيص 1، حتى أن روايته عن ابن همام في أول التمحيص صارت منشأ تخيل بعض في نسبة ” التمحيص ” إلى ابن همام مع أنه لصاحب تحف العقول. وقال أيضا 2 – بعد أن نقل كلام القطيفي والقاضي والحر العاملي -: (التمحيص) قد يقال [ إنه ] للشيخ أبي علي محمد بن أبي بكر همام بن سهيل الكاتب المولود سنة 258 والمتوفى سنة 336 مؤلف كتاب ” الانوار “. – ثم ينقل قول المجلسي ويرده باستظهار القطيفي والقاضي والحر العاملي بأن نسبة الكتاب لابن شعبة -، ثم يقول: فالظاهر أنه تأليف ابن شعبة ويروي فيه عن شيخه محمد بن همام، والله أعلم. 8 – السيد حسن الصدر 3: ابن شعبة الحراني… وله كتاب (التمحيص) نسبه إليه الشيخ العلامة المتبحر إبراهيم القطيفي.. والمولى عبد الله في ” رياض العلماء “، والشيح محمد بن الحسن الحر العاملي في ” أمل الآمل “:.. وقد قيل: إن كتاب (التمحيص) يحتمل أن يكون لنفس ابن همام بقرينة ذكره في أول سند أول حديث في الكتاب، وهي عادات القدماء، وفيه تأمل بل منع. ثم قال: وكيف كان فلا ريب في تقدم الشيخ حسن بن شعبة على الشيخ المفيد فهو على كل حال في طبقة ابن همام رضي الله عنهما. 9 – السيد محسن الامين 4، قال تحت عنوان (التمحيص): وفي روضات الجنات أنه مختصر في ذكر أخبار ابتلاء المؤمن، وهو له بلا ريب – أي لابن شعبة – كما صرح به القطيفي في ” الوافية “، وصاحب ” الرياض “، والكفعمي في ” مجموع الغرائب ” ونقل عنه كثيرا، وغيرهم، ولم نجد من توقف في ذلك قبل صاحب ” البحار “، – ثم نقل عن ” الرياض ” قول المجلسي ومعارضته -. والخلاصة: إن العلماء المحققين الكبار اختلفوا في نسبة الكتاب على قسمين:


(1) في أوله هكذا: ” حدثني أبو علي محمد بن همام ” وهو محل الكلام والبحث، فكيف يستند إليه؟! (2) الذريعة ج 4 / 431. (3) تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام ص 413. (4) أعيان الشيعة ج 22 / 320.

[ 11 ]

فمن جعله لابن شعبة: 1 الشيخ القطيفي (المعاصر للمحق الكركي) كما مر وأرسله إرسال المسلمات بلا ذكر دليل، واعتمد الآخرون عليه. 2 – القاضي نور الله التستري، أخذ منه. 3 – الشيخ الحر العاملي، نقل عن ” المجالس ” للقاضي التستري. 4 – الشيخ المولى عبد الله صاحب ” الرياض ” يؤكد النسبة اعتمادا على القطيفي أيضا. 5 – السيد حسن الصدر، يتبع سابقيه في النسبة لابن شعبة اعتمادا على القطيفي ويمنعه لغيره. 6 – السيد محسن الامين، يجزم بلا ريب أنه لابن شعبة كما صرح به القطيفي وغيره. وأما من شكك في هذه النسبة، ورجح القول لابن همام: 1 – الشيخ المجلسي. 2 – السيد الخونساري، بل عنده من دون شك أنه من مصنفات ابن همام دون غيره. 3 – الميرزا النوري، وقد مرت ملاحظته على الشيخ الحر العاملي في ” أمل الآمل “. ولو راجعنا أقوال الطائفة الاولى الذين نسبوا ” التمحيص ” لابن شعبة نرى أدلة بعضهم باختصار كما يلي: أ – قدم زمان القطيفي على زمان المجلسي. ب – أعلميته بهذا الفن من المجلسي وأنه أعرف. ج‍ – عدم ذكر الكتاب ضمن ترجمة ابن همام في كتب الرجال مع قربهم منه. د – شهادة مجموعة من العلماء بذلك. ولكن لو راجعنا هذه الادلة ودققنا النظر فيها لرأيناها لا ترفع شكا، ولا تورث يقينا بموجب ما يلي: أ – أما الاول، ففراغ الشيخ إبراهيم القطيفي من تأليف كتابه ” الوافية في الفرقة الناجية ” كان سنة 945 ه‍ 1، وكانت وفاة العلامة المجلسي في سنة 1111 ه‍ كما في مقدمة البحار، بينما كانت وفاة ابن همام سنة 336 ه‍ 2، و


(1) الذريعة ج 16 / 177. (2) رجال النجاشي ص 294.

[ 12 ]

ابن شعبة من طبقته كما هو مشهور 1، فهذا المقدار من القدم بين القطيفي والمجلسي مع بعدهما كثيرا عن ابن همام وابن شعبة لا ينفع في هذا المقام ولا يورث اطمئنا نا، إن لم يكن هناك دليل آخر. ب – وأما الثاني، فمع تبحر الشيخ إبراهيم القطيفي وتعمقه، لم يثبت أنه أعلم وأعرف من المجلسي في هذا المضمار كما ذكره الميرزا النوري. ج‍ – وأما عدم ذكر الكتاب ضمن ترجمته في كتب الرجال 2، فمردود بأن أرباب التراجم نفسهم لم يذكروه كذلك من مؤلفات ابن شعبة 3، ثم إن عدم ذكر كتاب لشخص ما في كتب التراجم لا يدل على نفيه عنه، وفي كتب التراجم أمثلة كثيرة على ذلك، منها ما أحصاه الشيخ فضل الله الزنجاني 4 لاربعة عشر كتابا ورسالة للشيخ المفيد فات عن الشيخين النجاشي والطوسي وحتى ابن شهراشوب ومن تبعهم أن يذكروها في فهارسهم. د – وأما شهادة العلماء 5 فالمقصود بهم رجال الطائفة الاولى، فلو راجعناها لوجدناها تنتهي إلى الشيخ القطيفي، ولم يسبقه غيره بحسب ما اطلعنا عليه من المصادر والمراجع التي بين أيدينا، ولم يذكر الشيخ القطيفي الدليل الذي تفرد به، وأما التابعون له: فإما قد نقلوا عنه دون تعليق بسلب أو إيجاب 6، وإما اعتمدوا عليه وساروا على خطاه مؤكدين هذه النسبة. وربما اعتمد القطيفي في هذه النسبة على ما ذكر – كما هو رأي


(1) لم تتضح طبقة ابن شعبة يقينا عندنا. (2) وقد أخذ بهذا الرأي بعض المحققين الفضلاء المعاصرين. (3) المقصود بأرباب التراجم: القدماء كالنجاشي والشيخ والكشي وابن شهر اشوب، والانكي من ذلك أنه لم يرد لابن شعبة ترجمة قط في هذه المصادر. (4) مقدمة كتاب ” أوائل المقالات ” ص (مد) الاختصاص ص 19. (5) كما ذكره بعض المحققين لتحف العقول. (6) راجع ملحوظة الميرزا النوري على ما أكده الحر العاملي باختيار القاضي في مجالسه ما اختاره القطيفي من نسبة الكتاب لابن شعبة فيقول: ” إلا أنه نسبه إلى القاضي في ” المجالس ” وفيه سهو ظاهر، فإن القاضي نقل في ترجمة القطيفي ما أخرجه من كتاب ” التمحيص ” بعبارته ولا يظهر منه اختياره ما اختاره من النسبة “، فلاحظ.

[ 13 ]

المتأخرين – في مقدمة كتاب تحف العقول لابن شعبة 1 أنه رواه عن ابن همام بعد ما وجد في كتاب التمحيص أنه قال: حدثني أبو علي محمد بن همام، حملا لظاهر قوله: حدثني، على أنه غير ابن همام، فاعتبر الكتاب أيضا لابن شعبة. أما الطائفة الثانية التي رجحت الكتاب لابن همام، أو أكدته له، كالمجلسي والخوانساري والنوري فقد اعتمدوا في أدلتهم على ما يلي: – 1 – إن طريقة التأليف عند المشايخ في تلك العصور كانت تنسب الكتاب لنفس المؤلف فيجعل المؤلف نفسه بمنزلة المحدث، فربما يقع اللبس حينئذ في نسبة الكتاب للمحدث أو لمن أملى عليه من تلامذته الذين ينقلون عنه كما وقع في كتاب ” التمحيص “. وهذه الطريقة تجدها في كثير من كتب الكليني والصدوق والشيخ المفيد وغيرهم. ولو راجعت كتاب ” كامل الزيارات ” لابن قولويه لوجدت نفس هذا النسق، فيقول: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي الفقيه 2، علما بأن ابن قولويه ومحمد بن همام من عصر واحد، بل إن ابن همام من مشايخ ابن قولويه 3. 2 – عدم تحقق طبقة صاحب ” تحف العقول ” لديهم حتى يستظهروا ملاءمتها الرواية عن أبي علي محمد بن همام أو عدمها 4. وحقا فقد راجعنا كتب الرجال في تحقيق ما قالوا ولم يتحقق لنا ما نعتمد عليه 5. نعم، إن الشيخ علي بن الحسين بن صادق البحراني ذكر في رسالة في الاخلاق أن الشيخ المفيد نقل عنه 6، إلا أنه لم يحدد الكتاب الذي كان فيه النقل، ومن هذه العبارة استفاد الشيخ الطهراني فعده من مشايخ الشيخ المفيد اعتمادا على رسالة الاخلاق 7، وقد راجعنا مشايخ الشيخ


(1) مع أنا لم نجد دليلا لهذه الشهرة في روايته عن ابن همام حتى في كتاب ” تحف العقول “، فتأمل. (2) كامل الزيارات ص 10 (3) المصدر السابق باب 73 ح 1 في ثواب من زار الحسين عليه السلام في رجب. (4) راجع ملاحظة الميرزا النوري في المستدرك ج 3 / 326 (5) ولهذا أفردنا بابا فيمن روى عنه ابن همام ومن روى عن ابن همام، فراجعه.

[ 14 ]

المفيد في كتب الرجال فلم نجد لابن شعبة ذكرا ولا خبرا، في الوقت الحاضر. 3 – ومن أدلة الطائفة الثانية في ترجيح كتاب التمحيص لابن همام دون ابن شعبة، انتهاء أقوال العلماء إلى الشيخ القطيفي، وقد مرت هذه الملاحظة في جوابنا لشهادة العلماء وأن عهد القطيفي متأخر بقرون كثيرة عن عصر ابن همام أو ابن شعبة، فلا ينفع قوله في المقام. ثم إن حقيقة البحث ليس في أن روايات الكتاب لابن شعبة أو لابن همام حتى يقال: بأن كليهما ثقتان كما صرح بعضهم، بل في أن الكتاب – تأليفا وإملاء – لابي علي محمد بن همام أو كان تأليفا لغيره مثل ابن شعبة بروايته عن ابن همام. وعلى أي حال فالاصل في كتاب التمحيص أنه لابي علي محمد بن همام، وإنما الشك في أن الكتاب قد رواه غيره عنه فتكون رواياته بالواسطة، أو بإملاء ابن همام فيكون الكتاب كأمالي مشايخ الحديث العظام: المفيد والمرتضى والطوسي، وغيرهم. ولعله كان هذا هو السبب الذي دعا المجلسي إلى أن يسند الكتاب هذا إلي ابن همام. نعم، تبقى ملاحظة أخيرة حول الكتاب هي أن المؤلف – حسب الظاهر – قد ذكر سند أول حديث في الكتاب كاملا حتى الامام عليه السلام، وذكر في بقية الاحاديث إسم الراوي عن الامام عليه السلام فقط، مثل ما اتبعه الشيخ جعفر بن أحمد القمي في كتابه ” جامع الاحاديث ” في كل باب، فراجعه، ولاحظ هامش الحديث الاول من كتابنا هذا ص 30، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


[ 15 ]

ترجمة ابن همام هو أبو علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب الاسكافي، ترجمة النجاشي بقوله 1: شيخ أصحابنا ومتقدمهم، له منزلة عظيمة، كثير الحديث. وقد ذكره في موضع آخر 2 في ترجمة جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى بن سابور، فنقل قول أحمد بن الحسين بن الغضائري عن المترجم جعفر بن محمد، قال ما نصه: كان يضع الحديث وضعا، ويروي عن المجاهيل، وسمعت من قال: كان أيضا فاسد الرواية، ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي ابن همام وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الزراري رحمهما الله؟! قال الشيخ في فهرسه 3 أنه: جليل القدر ثقة، له روايات كثيرة أخبرنا بها عدة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عنه. وعده في رجاله 4 فيمن لم يرو عنهم، وقال: جليل القدر ثقة، روى عنه التلعكبري، وسمع منه أولا سنة 323 وله منه إجازة. وقد ترجمه ووثقه العلامة 5 بما ترجمه ووثقه الاولان. وقال الخطيب البغدادي في تاريخه أنه: أحد شيوخ الشيعة، توفي في جمادي الثانية سنة 332، وكان يسكن في سوق العطش، ودفن في مقابر قريش 6. وقد روى أبو محمد هارون بن موسى رحمه الله عن محمد بن همام، قال: حدثنا أحمد بن ما بنداذ قال: أسلم أبي أول من أسلم من أهله، وخرج عن دين المجوسية، وهداه الله إلى الحق، وكان يدعو أخاه سهيلا إلى مذهبه، فيقول له: يا أخي إعلم أنك لا تألوني نصحا ولكن الناس مختلفون وكل يدعي أن الحق فيه ولست أختار أن أدخل في شئ إلا على يقين، فمضت لذلك مدة وحج سهيل. فلما صدر من الحج قال لاخيه: الذي كنت تدعوني إليه هو الحق، قال: و كيف ذلك؟ قال: لقيت في حجي عبد الرزاق بن همام الصنعاني، وما رأيت أحدا


(1) رجال النجاشي ص 294 (2) المصدر السابق ص 94 (3) ص 141 ح 602 (4) ص 494 تسلسل 20 (5) خلاصة الرجال ص 145

[ 16 ]

مثله، فقلت له على خلوة: نحن قوم من أولاد الاعاجم وعهدنا بالدخول في الاسلام قريب، وأرى أهله مختلفين في مذاهبهم، وقد جعلك الله من العلم بما لا نظير لك فيه في عصرك، واريد أن أجعلك حجة فيما بيني وبين الله عزوجل فإن رأيت أن تبين لي ما ترضاه لنفسك من الدين لاتبعك فيه واقلدك، فأظهر لي محبة آل رسول الله صلى الله عليه وآله وتعظيمهم والبرائة من عدوهم والقول بإمامتهم. قال أبو علي: أخذ أبي هذا المذهب عن أبيه، عن عمه، وأخذته عن أبي 1. وينقل أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري أيضا عن أبي محمد علي بن محمد بن همام، قال، كتب أبي إلى أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام يعرفه أنه ما صح له حملا بولد، ويعرفه أن له حملا، ويسأله أن يدعو الله في تصحيحه وسلامته، وأن يجعله ذكرا نجيا من مواليهم، فوقع على رأس الرقعة بخط يده: ” قد فعل الله ذلك ” 2، فصح الحمل ذكرا، قال هارون بن موسى: أراني أبو علي بن همام الرقعة والخط 3. ويظهر من الاخبار أنه كانت للمترجم له صحبة من نواب الامام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف، وهذه منزلة ليس فوقها رتبة، فقد نال بها القدح المعلى وحاز قصب السبق. ومما يدل على علو منزلته، وسمو مرتبته بين الاصحاب، ما ذكره السيد ابن طاووس في ” جمال الاسبوع ” 4، قال: أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري: أن أبا علي محمد بن همام أخبره بهذا الدعاء، وذكر أن الشيخ أبا عمر والعمري – قدس الله روحه – أملاه عليه، وأمره أن يدعو به، وهو الدعاء في غيبة القائم من آل محمد عليه وعليهم السلام، وهو: ” اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرفك ولم أعرف رسولك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني… إلخ “، ولفظة ” أملاه عليه ” فيها


(1) رجال النجاشي ص 294. (2) أما في رجال ابن داود ح 1492، فيقول: فوقع على رأسها بخط يده: ” قد وقع ذلك “. (3) رجال النجاشي ص 295. (4) ص 521.

[ 17 ]

دلالات فوق مرتبة الصحبة لا تخفى. وفي إكمال الدين 1، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ” رض “، قال: سمعت أبا علي محمد بن همام يقول: سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول: خرج توقيع بخط أعرفه: ” من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله “. قال أبو علي محمد بن همام: وكتبت أسأله عن الفرج متى يكون؟ فخرج إلي: ” كذب الوقاتون “. وينقل الطوسي في غيبته 2: قال ابن نوح: وحدثنا أبو الفتح أحمد بن دكا – مولى علي بن محمد بن الفرات – رحمه الله، قال: أخبرنا أبو علي بن همام بن سهيل بتوقيع خرج في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. وفي جامع الرواة 3، يذكر المترجم ابن همام أولا فيمن حضر وفاة الشيخ الخلاني – ثاني سفراء الامام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف مع آخرين، ويطريهم بوجوه الشيعة الاكابر، بقوله: فلما حضرت أبا جعفر محمد بن عثمان الوفاة، واشتدت حاله، حضر عنده من وجوه الشيعة، منهم: أبو علي بن همام، وأبو عبد الله (بن / خ) محمد الكاتب، وأبو عبد الله الناقطاني، وأبو سهل بن إسماعيل بن علي النوبختي، وأبو عبد الله ابن أبوجنا، وغيرهم من الوجوه الاكابر، فقالوا له، إن حدث أمر فمن يكون؟ فقال لهم: أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي، القائم مقامي، والسفير بينكم وبين صاحب الامر (عج) والوكيل والثقة والامين.. إلخ. ومن مؤلفاته كتاب ” الانوار في تاريخ الائمة ” 4، وقد نقل عنه مؤلف كتاب ” عيون المعجزات ” الشيخ حسين بن عبد الوهاب، المعاصر للسيد للمرتضى 5، ونقل عنه السيد ابن طاووس في كتابه ” فرحة الغري ” 6، ويظهر أن المجلسي لم ير الكتاب المذكور وإنما كون عنده ” منتخب الانوار ” 7، وعن السيد هاشم البحراني في


(1) ج 2 / 483 ح 3 (2) ص 252 (3) ج 2 / 467 الفائدة الخامسة. (4) رجال النجاشي ص 294 معالم العلماء ص 90. (5) عيون المعجزات ص 6، 10، 13، 36. (5) فرحة الغري ص 86، 88، 91، 94. (7) الذريعة ج 2 / 413 س 10.

[ 18 ]

كتاب ” مدينة المعاجز “، أن السيد المرتضى يروي عن كتاب ” الانوار ” 1، وينقل الزنوزي في كتابه ” جواهر الاخبار ” عن ” منتخب الانوار ” 2. وكان مولده يوم الاثنين لست خلون من ذي الحجة، سنة ثمان وخمسين ومائتين. وقد توفي هذا الرجل العظيم في يوم الخميس لاحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة 3. فجزاه الله عن الاسلام خير الجزاء، وجعل روحه مع أرواح السعداء، وحشره في زمرة محمد وآله الاصفياء، إن ربي سميع الدعاء. السيد محمد باقر الموحد الابطحي ” الاصفهاني “


(1) رياض العلماء ج 5 / 483 (2) الذريعة ج 22 / 375. (3) رجال النجاشي ص 295، وفي ” مجمع الرجال ” ج 5 / 103 ما نصه ” وكان مولده لست خلون من ذي الحجة سنة خمس ومائتين “، والنجاشي أصح لانه أقدم، وربما كان هناك سقط.

[ 19 ]

محمد بن همام الاسكافي روى عن ابراهيم بن صالح النخعي: دلائل الامامة: 259 ابراهيم بن هاشم: دلائل الامامة: 290 أبو عمرو العمري (عثمان بن سعيد) جمال الاسبوع: 521، 522. أبيه (همام بن سهيل): غيبة النعماني: 67 ح 7 أحمد بن ادريس: أمالي الطوسي: 2 / 29، أمالي المفيد: 59 ح 4، رجال النجاشي: 221، 229 أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم: دلائل الامامة: 78، 125 (اربع روايات)، 126، 128 (ثلاث روايات) 129، 192، 195 (روايتان)، 230، 320. – أحمد بن علي القصيري: دلائل الامامة: 257 أبو جعفر أحمد بن ما بندار ” 1 ” (خال محمد بن همام الاسكافي – اقبال): أمالي المفيد: 354 ح 7، التهذيب: 6 / 82 ح 5، كامل الزيارات: 185 ح 5، فلاح السائل، 233، دلائل الامامة: 245، غيبة النعماني: 150 ح 8، 176 ح 17، 179 ح 26، 180 ح 28، 185 ح 36، 249 ح 4، 307 ح 1، 322 ح 2، 323 ح 4، اقبال الاعمال: 322: أمالي الطوسي: 1 / 125، رجال النجاشي 215، 294، 324، كمال الدين: 252 ح 2، 334 ح 3، كفاية الاثر: 152، عيون أخبار الرضا: 1 / 47 ح 27، أحمد بن محمد بن رياح: فهرست الشيخ: رقم 358، رجال النجاشي: 163. أحمد بن محمد بن سعيد: نوادر الاثر: 43 أحمد بن محمد بن موسى النوفلي: أمالي الطوسي: 1 / 49، فهرست الشيخ: رقم 508،


[ 20 ]

رجال النجاشي: 191، 228. أحمد بن هلال العبرتائي الكرخي: دلائل الامامة 189، غيبة الطوسي: 245. أبو عبد الله جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي: الاستبصار: 2 / 335 ح 2، التهذيب: 5 / 430 ح 141، 6 / 37 ح 19، 48 ح 23، 53 ح 3، 73 ح 8، دلائل الامامة: 78، 135، 173، 245، 247، 248، 250، 252، 257، 258، 269، 273، 293، 298، فلاح السائل: 283، 286، أمالي الطوسي: 2 / 29، غيبة النعماني: 140 ح 1، 152 ح 10، 155 ح 16، 166 ح 6، 169 ح 10، 174 ح 11، 175 ح 13، 178 ح 22، 181 ح 29، 183 ح 32، 184 ح 35، 189 ح 44، 197 ح 7، 199 ح 14، 252 ح 9 و 10، 253 ح 12، 271 ح 44، 272 ح 48، 276 ح 56، 302 ح 7، و 9، 306 ح 17، 319 ح 7، غيبة الطوسي: 158، 259، تفسير القمي: 456، 457، 458، 465، 620، 689، 699، كامل الزيارات: 137 ح 3، 173 ح 2، 182 ح 1، 186 ح 7، رجال النجاشي: 94، 100، 171، 232، 254، فهرست الشيخ: رقم 136، 147، كمال الدين: 328 ح 10، أبو عبد الله جعفر بن محمد الحسني: غيبة النعماني: 41 ح 2، خصائص أمير المؤمنين (ع) للسيد الرضي: 81. أبو عبد الله جعفر بن محمد الحميري: دلائل الامامة: 144، 241 (ثلاث روايات) 242، 243 (روايتان)، 292. جعفر بن محمد العلوي: أمالي الطوسي: 2 / 29 حبيب بن الحسين: دلائل الامامة: 244 الحسن بن حليم: عيون المعجزات: 46 أبو سعيد الحسن بن زكريا البصري: أمالي الطوسي 1 / 93 بشارة المصطفى: 27، 149، أمالي المفيد: 328 ح 12. الحسن بن علي القوهستاني: غيبة الطوسي: 90 غيبة النعماني: 92 ح 23. أبو محمد الحسن بن محمد بن جمهور العمي: كنز الكراجكي: 81، 82، 106، فلاح السائل: 201 غيبة النعماني: 28، 67 ذ ح 7، 141 ح 2، 195 ح 4، 198 ح 10، 229 ح 11، 238 ح 29، 242 ح 41، التهذيب: 6 / 93 ح 3، البحار: 102 / 6 ح 27 عن كتاب العتيق الغروي وح 28 عن قبس المصباح


[ 21 ]

الحسين ” 2 ” بن أحمد المالكي: أمالي الطوسي: 1 / 321 (روايتان)، فلاح السائل: 13، رجال النجاشي: 191. الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح: غيبة الطوسي: 252 الحسين بن محمد بن مصعب: فهرست الشيخ: رقم 724 الحسين بن هارون بن حدور المدائني (حدود المديني): فلاح المسائل: 281، 222. ” 3 ” حمزة بن أبي جمة الجرجراني الكاتب: أمالي الطوسي: 1 / 189 حميد بن زياد الكوفي (الدهقان): قد أثبتناه في ذيل ب 1 من كتابنا هذا: أمالي الطوسي: 1 / 238، التهذيب: 4 / 165 ح 41، فلاح المسائل: 228، غيبة النعماني: 24، 154 ح 13، 157 ح 20، 204 ح 5، 243 ح 42، 277 ح 59، 297 ح 3، 311 ح 1، 324 ح 2، 327 ح 5، فهرست الشيخ، رقم 18، 277، 358، 500، 736، 869، 873، الاصول الستة عشر: 2، 60، 83، 93 (روايتان)، 94، 95 (روايتان)، رجال النجاشي: 158، 188، 208، (موردين)، 211، 240، 331، 335، كمال الدين: 321 ح 2. سعدان بن مسلم: دلائل الامامة: 260 سعد بن محمد: تفسير القمي: 606 سلمان بن صالح: دلائل الامة: 260 الشاكري: دلائل الامامة: 226، غيبة الطوسي: 128 شعيب بن أحمد المالكي: جمال الاسبوع: 513 العاصمي (أحمد بن محمد الكوفي): فهرست الشيخ: رقم 319 عباد بن يعقوب: دلائل الامامة: 258، 261 (الظاهر ان هنا سقط بينه وبين محمد بن همام) العباس بن محمد بن الحسين: رجال النجاشي: 247 عبد الله بن أحمد: دلائل الامامة: 231 (الظاهر ان هنا سقط بينه وبين ابن همام). عبد الله بن جعفر الحميري: (في كتابنا هذا ح 1) تأويل الايات خطي نسخة النجفي: 106، 194، 205، 262، تأويل الايات خطي نسخة الخوانساري: 65، 147، 175، أمالي الطوسي: 1 / 76، 84، 106، 244، 2 / 33، 257، 308 (عشرة أحاديث)، بشارة المصطفى: 18، 117، أمالي المفيد: 137 ح 6، 150 ح 8، 279 ح 5، 310 ح 1،


[ 22 ]

فلاح السائل: 231، 283، غيبة الطوسي: 220، 215 (روايتان)، غيبة النعماني: 67 ح 7، 155 ح 16، 159 ح 4، 169 ح 10، 180 ح 27 و 28، 250 ح 5، دلائل الامامة: 189 (3 روايات)، 229 (روايتان)، 230 (أربع روايات) 240، 245، 259، 289، 291، العيون: 1 / 53 ح 33، رجال النجاشي: 7، 39، 111، 127، 240، 335، كمال الدين: 281 ح 34. عبد الله بن العلاء المذاري: أمالي الطوسي: 1 / 65، 71، أمالي المفيد: 291 ح 9، 300 ح 11 تأويل الايات خطي: 224، 262، دلائل الامامة: 90، رجال النجاشي: 62، 65، 162، 168، 259، غيبة النعماني: 37 ح 11. فلاح السائل: 96، 130، عبد الله بن كثير التمار: مهج الدعوات: 175 عبد الله بن محمد: جمال الاسبوع: 440 عبد الله بن محمد بن خالد التميمي: دلائل الامامة: 261 عبيد بن كثير: رجال النجاشي: 285 عبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن أحمد المصعبي: أمالي الطوسي: 2 / 64 علي بن الحسين الهمداني: أمالي الطوسي: 1 / 307، 311 (روايتان)، 2 / 312 (روايتان)، رجال النجاشي: 209، 315. علي بن سليمان الرازي (الزراري – رجال السيد الخوئي): اقبال الاعمال: 11 علي بن عبد الله بن كوشيد الاصبهاني: التهذيب: 3 / 87 ح 17. علي بن محمد بن رياح: التهذيب: 6 / 45 ح 12، غيبة الطوسي: 45 (علي بن رباح)، فهرست الشيخ: رقم 404 ” 4 ” علي بن محمد بن مسعدة: أمالي الطوسي: 1 / 166، بشارة المصطفى: 112. علي بن محمد الرازي: دلائل الامامة: 261. أبو الحسن علي بن محمد القمي الاشعري: كنز الكراجكي: 80 علي السوري: الاحتجاج: 1 / 67 القاسم بن اسماعيل: فهرست الشيخ: رقم 265 القاسم بن وهيب: دلائل الامامة: 261 المالكي: فهرست الشيخ: رقم 448 محمد بن أحمد بن ثابت: فهرست الشيخ: رقم 319، 325،


[ 23 ]

أبو جعفر محمد بن أحمد بن خاقان النهدي: رجال النجاشي: 225، 226، 235، فهرست الشيخ: رقم 120، 530، الاصول الستة عشر: 15. محمد بن أحمد بن عبد الله الخالنجي: غيبة النعماني: 302 ح 10. محمد بن أحمد الترمذي: أمالي المفيد: 131 ح 1 محمد بن اسماعيل العلوي: تأويل الايات (نسخة الخوانساري) 62، 68. (نسخة النجفي) 102، 104، 105، 107، 108، 110، 114، 115، 116، 117 (روايتان)، 118، 120 (روايتان) 121، 122 (روايتان)، 123 (روايتان) 124، 125، 126 (روايتان)، 127، (روايتان)، 128 (3 روايات)، 129 (روايتان)، 132، 134، 135، 214. محمد بن جرير: نوادر الاثر: 42 محمد بن جعفر الرزاز: فهرست الشيخ: رقم 147، 742 رجال النجاشي: 333 محمد بن حمويه بن عبد العزيز الرازي: غيبة الطوسي: 220 محمد بن عبد الله الحميري: دلائل الامامة: 289 أبو جعفر محمد بن عثمان العمري: غيبة الطوسي 226 كمال الدين: 483 ح 3 أبو عبد الله محمد بن عصام: غيبة النعماني: 186 ح 37 محمد بن علي العزاقري الشلمغاني: غيبة الشيخ: 251 (روايتان) محمد بن القاسم المحاربي: أمالي المفيد: 94 ح 4 محمد بن المثنى: (الظاهر أن هنا سقط بينه وبين ابن همام) دلائل الامامة: 93 محمد بن محمد بن مسعود الربعي السمرقندي: دلائل الامامة: 188 محمد بن يحيى الفارسي: وسائل: 17 / 93 ح 1 (عن الدروع الواقية ولكن لم نجد السند في المصدر) المنذر بن زياد: رجال النجاشي: 237


1 – في البحار: 47 / 337 عن أمالي الطوسي وفي فلاح السائل والاقبال: مابنداد، ولكن في الامالي المطبوع (الحجري) وفي طبع النجف الاشرف: ما بداز و في النجاشي والنعماني: ما بنداذ 2 – في البحار: 84 / 173 والمستدرك: 1 / 254 ح 1 ب 33: الحسن، عن فلاح السائل ص 227 وليس فيه. 3 – فيه: حمدون المدائني. 4 – في الفهرست للشيخ ورجال السيد الخوئي: علي بن همام والظاهر أنه اشتباه.

[ 24 ]

من روى عن محمد بن همام ابراهيم بن محمد بن معروف أبو إسحاق المرادي (المزاري): رجال النجاشي: 16 أحمد بن ابراهيم بن أبي رافع: رجال النجاشي: 94 أحمد بن محمد البرقي: دلائل الامامة: 10، 45 (الظاهر أن هنا بينه وبين ابن همام سقط) أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى ابن الجراح الجندي: رجال النجاشي: 7، 39، 65، 100، 111، 119، 127، 162، 163، 168، 171، 188، 191، 208 (موردان)، 209، 211، 215، 221، 225، 226، 228، 229، 232، 237، 240، (موردان)، 247، 254، 259، 285، 295، 324، 325 (موردان)، 331، 333، 335 (موردان)، 351، البحار: 102 / 6 ح 28 عن قبس المصباح. أحمد بن محمد بن المستنشق: رجال النجاشي: 158 أبو الحسين اسحاق بن الحسن (العلوي / خ) العفراني: جمال الاسبوع: 513 أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي: نزيل الري: نوادر الاثر: 42، 43. أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه: أمالي الطوسي: 1 / 49، 65، 71، 84، 166، 238، 2 / 29، 33، أمالي المفيد: 291 ح 9، 300 ح 11، التهذيب: 4 / 165 ح 41، 5 / 430 ح 141، 6 / 48 ح 23، كامل الزيارات: 137 ح 3، 173 ح 2، 182 ح 1، 186 ح 7، الاستبصار: 2 / 335 ح 2، بشارة المصطفى: 18، 117.


[ 25 ]

أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب: جمال الاسبوع: 522 أبو محمد الحسن بن محمد العطشي: أمالي الطوسي: 1 / 189 الصفواني: غيبة الطوسي: 251. أبو الحسن علي بن ابراهيم بن هاشم القمي: تفسير القمي: 456، 457، 458، 465، 606، 620، 689، 699. أبو الحسن (علي بن) أحمد بن ابراهيم الكاتب: أمالي المفيد: 131 ح 8، 137 ح 6. أبو الحسن علي بن محمد النحوي: أمالي الطوسي: 2 / 29 أبو حفص عمر بن محمد المعروف با بن الزيات الصيرفي (الصوفي): أمالي الطوسي: 1 / 106، 2 / 28، أمالي المفيد: 59 ح 4، 94 ح 4، 150 ح 8، 279 ح 5، رجال النجاشي: 335. محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني: كمال الدين: 133 ح 2، 252 ح 2، 281 ح 34، 328 ح 10، 334 ح 3، 483 ح 3، عيون أخبار الرضا: 1 / 47 ح 27، 53 ح 33، كفاية الاثر: 152 أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن جعفر الكاتب النعماني يعرف بابن أبي زينب: غيبة النعماني: 24، 28، 37 ح 11، 41 ح 2، 67 ح 7، 68 ح 8، 92 ح 23، 140 ح 1، 141 ح 2، 150 ح 8، 152 ح 10، 154 ح 13، 155 ح 16، 157 ح 20، 159 ح 4 و 6، 161 ح 1، 166 ح 6، 167 ح 7، 169 ح 10 و 11، 174 ح 11، 175 ح 13، 176 ح 17، 178 ح 22، 179 ح 26، 180 ح 27 و 28، 181 ح 29، 183 ح 32، 184 ح 35، 185 ح 36، 186 ح 37، 189 ح 44، 195 ح 4، 197 ح 7، 198 ح 10، 199 ح 14، 204 ح 5، 229 ح 11، 238 ح 29، 242 ح 41، 243 ح 42، 249 ح 4، 250 ح 5، 252 ح 9 و 10، 253 ح 12، 271 ح 44، 272 ح 48، 276 ح 56، 277 ح 59، 297 ح 3، 302 ح 7 و 9 و 10، 306 ح 17، 307 ح 1، 311 ح 1، 319 ح 7، 322 ح 2، 323 ح 4، 324 ح 2، 327 ح 5. محمد بن أحمد بن داود القمي: التهذيب: 6 / 37 ح 19، 45 ح 12، 53 ح 3، 73 ح 8، 82 ح 5. محمد بن العباس بن الماهيار: تأويل الايات (نسخة الخوانساري) 62، 65، 68، 147، 175، (نسخة النجفي) 102، 104، 105، 106، 107، 108، 110، 114، 115، 116، 117 (روايتان)، 118، 120 (روايتان)، 121، 122 (روايتان) 123 (روايتان)، 124، 125، 126، (روايتان)، 127 (روايتان)، 128، (3 روايات)، 129 (روايتان)، 132، 134، 135، 194، 205، 214، 224، 262 (3 روايات).


[ 26 ]

أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني: دلائل الامامة: 9، 45، 194، 229، 245، 248، 250، 252، أمالي الطوسي: 2 / 64، اقبال الاعمال: 322، فهرست الشيخ: رقم 602. المظفر بن محمد بن أحمد أبو الجيش البلخي: الخراساني الوراق: أمالي المفيد: 310 ح 1، 328 ح 12، 354 ح 7، أمالي الطوسي: 1 / 76، 93، 125، 244، بشارة المصطفى: 27، 149. أبو محمد بن هارون بن موسى التلعكبري: دلائل الامامة: 45، 78 (روايتان)، 90، 93، 95، 125، (3 روايات)، 126، 127، 128 (روايتان)، 129، 135، 144، 173، 188، 189، (4 روايات)، 192، 195، 226، 229، 230 (4 روايات)، 231، 240، 241 (3 روايات)، 242، 243، (روايتان)، 244، 245، 247، 257 (روايتان)، 258 (روايتان)، 259 (روايتان)، 260 (روايتان)، 261 (4 روايات)، 269، 273، 289، (3 روايات)، 290، 291، 292 (روايتان)، 293، 298، 320، أمالي الطوسي: 1 / 307، 311 (روايتان)، 312 (روايتان)، 2 / 257، 308 (10 روايات)، 312 (روايتان)، الاحتجاج: 1 / 66، التهذيب: 3 / 87 ح 17، كامل الزيارات: 185 ح 5، كنز الكراجكي: 80، 81، 82، 106، فلاح السائل: 13، 96، 130، 201، 222، 228، 231، 233، 281، 283 (روايتان)، 286 البحار:: 84 / 173 ح 1، والمستدرك: 1 / 254 ب 33 ح 1 عن فلاح السائل: 227 ولم يذكر فيه، اقبال الاعمال: 11، 322، رجال النجاشي: 62، 225، 294، خصائص أمير المؤمنين للسيد الرضي: 81، الاصول الستة عشر: 2، 15، 60، 83، 93 (روايتان)، 94، 95 (روايتان)، فهرست الشيخ: رقم 18، 136، 147، 265، 277، 319، 325، 358، 404، 448، 500، 508، 530، 724، 736، 742، 869، 873، 874، الوسائل: 17 / 93 ح 1، عن الدروع الواقية ولم يذكر السند فيه. مهج الدعوات: 175، جمال الاسبوع: 440، 521، غيبة الشيخ: 90، 128، 158، 180، 215 (روايتان)، 220 (روايتان)، 226، 244، 251، 252.


[ 27 ]

.


[ 28 ]

بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي الحمد لله المتفرد بآلائه، المتفضل بنعمائه العدل في قضائه، الذي محص بالاختيار عن أوليائه، وأملى 1 بالاستدراج لاعدائه، وجعل امتحانه لمن عرفه أدبا، ولمن أنكره غضبا. وصلى الله على ساداتنا وأئمتنا: محمد نبيه وصفيه وآله المصطفين الاخيار، المعصومين الابرار، وسلم عليهم تسليما. ولما رأيت ما شملني والعصابة المهدية 2 من الاختبار واللاواء والتمحيص و الابتلاء في باب معيشتها، وتصرف أحوال الدنيا بها، والامتحان 3، رافعا من الله الكريم بها، وحسن نظر منه 4 لها. وكرهت أن يخرج ذلك دين من لم يعرف موقع الفضل والعدل فيه، والمنة عليه به، ويقدح في اعتقاد من لم يتصل به ما اتصل بي. وعلمت بغمز 5 ما قاله النبي والوصي والائمة – صلوات الله عليهم أجمعين – في هذا المعنى، وما ذكروه من أحوال شيعتهم [ و ] مسارعة البلاء إليهم تمحيصا عنهم، وكفارات 6 لذنوبهم، وما بشروهم به من حميد العواقب فيه، ونبهوا


(1) املاء / خ. (2) المهتدية / خ. (3) الامتحان فيها / خ. (4) عنه / خ. (5) بعموم، بقمر / خ. (6) كفارة / خ.

[ 29 ]

عليه من تفضل 1 الله عليهم بذلك منا منه ورحمة، علمت هذا الكتاب وترجمته: * (كتاب التمحيص) * واشتققت ترجمته من معناه، وذكرت فيه وجوه الاختيار 2 من الله جل ثناؤه لعباده المؤمنين، وتمحيصه عن أوليائه الموحدين. وأضفت إليه ما جانسه، وضممت إليه ما شاكله من الصبر، والرضا، و الزهد فيما يفنى 3 لتكمل الفائدة، ويعم النفع فيكون ذلك درسا لعالمينا، وفائدة لمتعلمينا، ومقويا يقين من ضعف يقينه منا، ومسليا عن حطام الدنيا، ومبشرا بسرور الاخرى، وكاشفا عمن اتصل غمه، وملكه همه ليرجع إلى ربه، ويثق بوعد إمامه 4، فيكمل الله أجره، ويجزل ذخره. فمن نظر فيه من إخواننا – كثرهم الله وحرسهم – ورأى فيه خللا أصلحه، أو نقصا تممه متوخيا 5 بذلك جزيل الثواب في وقت الاياب إنشاء الله، وبه الثقة، وعليه توكلت، وهو حسبي ونعم الوكيل.


(1) تفضيل / خ (2) الاخبار / خ ل. (3) يعنى / خ ل. (4) أمانة / خ. (5) مستوجبا / خ.

[ 30 ]

(1) باب سرعة البلاء إلى المؤمن (المؤمنين / خ) 1 – حدثني أبو علي محمد بن همام *، قال: حدثني عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد وعبد الله إبنا محمد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، وكرام، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي عليه السلام يقول: إن البلاء أسرع إلى شيعتنا من السيل إلى قرار الوادي 1. 2 – عن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الجوع، والخوف أسرع إلى شيعتنا من ركض البراذين 2. 3 – عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو أن مؤمنا على لوح لقيض الله له منافقا يؤذيه 3. 4 – عن إسحاق بن عمار، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما كان، و لا يكون، وليس بكائن مؤمن إلا وله جار يؤذيه، ولو أن مؤمنا في جزيرة من جزائر


ح 12 من كتابنا موجود في كتاب الحضرمي: ص 85 وهذا سنده: حدثنا الشيخ أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري عن أبى علي محمد بن همام عن حميد بن زياد الدهقان قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن زياد بن جعفر الأزدي البزازقال حدثنا محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي قال حدثنا جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي عن ذريح المحاربي عن أبي عبد الله (ع). (1) عنه في البحار: 67 / 239 ح 59 والمستدرك: 1 / 141 ح 7. (2) عنه في البحار: 67 / 239 ح 60 وأخرج في المستدرك: 1 / 141 ح 1 عن المؤمن: ص 8 ذح 4 مرسلا نحوه، البراذين: جمع برذون، وهو نوع من الخيول. (3) عنه في البحار: 67 / 240 ح 61 وعن جامع الاخبار: ص 150 مرسلا، وفي جامع الاخبار: شيطانا بدل منافقا.

[ 31 ]

البحر 1 لابتعث الله من يؤذيه 2. 5 – عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا زياد إن الله يتعهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعهد الغائب أهله بالهدية، ويحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض 3. 6 – عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نعم الجرعة الغيظ لمن صبر عليها، وإن عظيم الاجر مع عظيم البلاء، وما أحب الله قوما إلا ابتلاهم 4. 7 – عن يونس بن يعقوب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ملعون كل بدن لا يصاب في كل أربعين يوما، قلت: ملعون؟! قال: ملعون، قلت: ملعون؟! قال: ملعون، فلما رآني قد عظم ذلك علي قال: يا يونس إن من البلية الخدشة، واللطمة، والعثرة، والنكبة، والهفوة، و انقطاع الشسع، واختلاج العين، وأشباه ذلك، إن المؤمن أكرم على الله من أن يمر عليه أربعون يوما لا يمحصه فيها [ من ] ذنوبه، ولو بغم يصيبه لا يدري ما وجهه. والله إن أحدكم ليضع الدراهم بين يديه فيزنها فيجدها ناقصة، فيغتم بذلك ثم يعيد وزنها، فيجدها سواء فيكون ذلك حطا لبعض ذنوبه 5. 8 – عن علي بن أبي حمزة، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: المؤمن مثل كفتي الميزان، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه 6.


(1) العرب / خ. (2) في البحار، 68 / 223 ح 14 عنه وعن الكافي: 2 / 251 ح 11 مسندا مثله، وفي الوسائل: 6 / 485 ح 4 عن الكافي، وهذا الحديث سقط من – أ -. (3) عنه في البحار: 67 / 240 ح 62 وأخرج في الوسائل: 2 / 909 ح 18 والبحار: 67 / 221 ذ ح 28 عن الكافي: 2 / 258 ذ ح 28 بإسناده عن الحلبي عن أبي عبد الله (ع) باختلاف يسير. (4) عنه في البحار: 67 / 240 ح 63 وأخرج في الوسائل: 2 / 908 ح 10 والبحار: 71 / 408 ح 21 عن الكافي: 2 / 109 ح 2 بإسناده عن زيد الشحام مثله، وفيه: لمن عظيم البلاء، بدل مع عظيم البلاء. (5) أخرجه في الوسائل: 11 / 518 ح 7 والبحار: 76 / 354 ح 21 عن كنز الكراجكي: ص 63 بإسناده عن يونس بن يعقوب باختلاف يسير. (6) عنه في المستدرك: 1 / 141 ح 9 وفي البحار: 67 / 243 ح 82 عنه وعن جامع الاخبار: ص 134 مرسلا وأمالي الشيخ: 2 / 244 ح 1 بإسناده عن علي بن أبي حمزة مثله.

[ 32 ]

9 – عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الله جعل المؤمنين في دار الدنيا غرضا لعدوهم. 1 10 – عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا حمزة ما كان ولن يكون مؤمن إلا وله بلايا أربع: إما أن يكون جار يؤذيه، أو منافق يقفو أثره، أو مخالف يرى قتاله جهارا، أو من (مؤمن / خ) يحسده، ثم قال: أما إنه أشد الاربعة عليه، لانه يقول فيصدق عليه، ويقال: هذا رجل من إخوانه فما بقاء (مانعا / خ) المؤمن بعد هذا (هذه / خ) 2. 11 – عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يبقى المؤمن أربعين صباحا لا يتعهده الرب بوجع في جسده، أو ذهاب مال، أو مصيبة يأجره الله عليها 3. 12 – عن ذريح قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: ما أحب للمؤمن معافا في الدنيا، وفي نفسه وماله (ولا يصاب بشئ) 4 من المصائب 5. 13 – عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: لو يعلم المؤمن ماله في المصائب من الاجر لتمنى أن يقرض بالمقاريض 6. 14 – عن عبد الله بن المبارك قال: سمعت جعفر بن محمد عليه السلام يقول: إذا اضيف البلاء إلى البلاء كان من البلاء عافيه 7.


(1) عنه في البحار: 67 / 240 ح 64. (2) عنه في البحار: 67 / 240 ح 65 وصدره في المستدرك: 2 / 78 ح 8، وفي البحار منافق بدل مخالف، وجهادا بدل جهارا. (3) أورد في المؤمن: ص 15 ح 28 مرسلا نحوه. (4) وما / خ. (5) أورد في الكافي: 2 / 256 ح 19 بإسناده عن ذريح المحاربي نحوه، وكتاب محمد بن المثنى الحضرمي: ص 85 بالسند المتقدم ذيل ح 1. (6) أخرج في البحار: 67 / 212 ح 17 والوسائل: 2 / 908 ذح 13 عن الكافي: 2 / 255 ح 15 بإسناده عن عبد الله بن أبي يعفور نحوه، وأخرج في البحار: 71 / 160 عن المؤمن: ص 7 ح 3 مرسلا مثله، وأورد في تنبيه الخواطر: 2 / 204 نحوه. (7) عنه في البحار: 67 / 240 ح 67.

[ 33 ]

15 – عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أصابكم تمحيص فاصبروا، فإن الله يبتلي المؤمنين 1، ولم يزل إخوانكم قليلا: ألا 2 وإن أقل أهل المحشر المؤمنون 3. 16 – عن معاوية بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما من مؤمن إلا وهو يذكر البلاء 4 يصيبه في كل أربعين يوما أو بشئ من ماله وولده، ليأجره الله عليه، أو بهم لا يدري من أين هو؟ 5 17 عن أبي الحسن الاحمسي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله ليتعهد عبده المؤمن بأنواع البلاء كما يتعهد أهل البيت سيدهم بطرف الطعام. ثم قال: (ويقول الله جل جلاله): وعزتي وجلالي وعظمتي وبهائي إني لاحمي وليي أن 6 اعطيه في دار الدنيا شيئا يشغله عن ذكري حتى يدعوني فأسمع صوته. وإني لاعطي الكافر منيته حتى لا يدعوني فأسمع صوته بغضا له 7. 18 – عن أبي سيار 8 رواه عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا ابتلي المؤمن كان كفارة (له) لما مضى من ذنوبه، ويستغيث 9 فيما بقي 10. 19 – عن ابن مسكان عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: من عرض بنفسه أعان عليها ومن ابتلى – وهو مار 11 مقر لم يحدث ولم يجرم جرما – كان تمحيصا له في الدنيا، وأثابه الله تعالى في الآخرة أحسن ثواب 12. 20 – عن الحسن بن محبوب، عن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إن عظيم البلاء يكافأبه عظيم الجزاء)، 13 وإذا أحب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء،


(1) المؤمن / خ. (2) مالا / خ. (3) عنه في البحار: 67 / 240 ذح 67. (4) في البحار: لبلاء وفي جامع الاخبار: ببلاء. (5) عنه في البحار: 67 / 241 ح 68، وفي ص 237 س 2 عن جامع الاخبار: 133 نحوه، وفي المؤمن ح 27 نحوه أيضا. (6) إني لا / خ. (7) عنه في البحار: 93 / 371 ح 10، والبحار: 67 / 241 ح 69 ذكر صدره. (8) ابن سنان / خ. (9) الظاهر: يستأنف. (10) (11) ماد / خ، ومار الرجل: مرمعه لعل المقصود انه يماشي الناس تقية. (12) (13) إن عظيم الجزاء مع عظيم البلاء / خ.

[ 34 ]

فمن رضي فله عند الله الرضا، ومن سخط له السخط 1. 21 – (قال / خ) عن يونس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أكل ما يشتهي، ولبس ما يشتهي لم ينظر الله إليه حتى ينزع أو يترك 2. 22 – عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وآله قال: مثل المؤمن (مثل السنبلة تخرمرة وتستقيم اخرى) 3 ومثل الكافر مثل الارزة لا يزال مستقيما 4. 23 – قيل عن أبي سعيد الخدري: أنه وضع يده على رسول الله صلى الله عليه وآله وعليه حمى فوجدها من فوق اللحاف، فقال: ما أشدها عليك يا رسول الله؟! قال: إنا كذلك يشتد علينا البلاء ويضعف لنا الاجر. قال: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: الانبياء، قال: ثم من؟ قال: ثم الصالحون، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة 5، إن كان أحدهم ليبتلى بالقمل حتى يقتله، وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء 6. 24 – عن عمار بن مروان عن بعض ولد أبي عبد الله عليه السلام [ أنه قال: لن تكونوا مؤمنين حتى تعدوا البلاء نعمة، والرخاء مصيبة 7. 25 – عن سدير، عن أبي جعفر عليه السلام ] 8 قال: إن الله إذا أحب عبدا [ غته بالبلاء غتا، وثجه به عليه ثجا ] 9، فإذا دعاه قال: لبيك عبدي لبيك، لئن


(1) عنه في البحار: 67 / 209 ح 11 وعن الكافي: 2 / 253 ح 8 بإسناده عن زيد الزراد و الخصال: ص 18 ح 64 بإسناده عن زيد الشحام وأخرج في البحار: 81 / 207 ح 21 عن الخصال و الوسائل: 2 / 900 ح 10 عن الكافي والخصال مثله. (2) عنه في البحار: 70 / 78 ح 10، وأسقط منه: (ولبس ما يشتهي). (3) (كمثل السنبلة تحن مرة وتستقيم مرة / خ). (4) عنه في المستدرك: 1 / 141 ح 14. (5) العبادة، العياه / خ. (6) عنه في البحار: 16 / 275 ح. 11 والمستدرك: 1 / 141 ح 15. (7) عنه في المستدرك: 1 / 141 ح 16. (8) مابين المعقوفين ليس في (ب)، وقد نتج عن ذلك أن المجلسي نقل في البحار سند ح 24 مع متن ح 25. (9) غثه بالبلاء غثا وثجه بالبلاء عليه ثجا (شجا / خ) في (ج)، وكلمة (عليه) غير موجودة في بقية المصادر، وغته: غمره، وثجه: أساله.

[ 35 ]

عجلت ما سألت إني على ذلك لقادر، ولئن أخرت فما ادخرت 1 لك عندي خير لك 2. 26 – عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لله عبادا في الارض من خالص عباده ليس ينزل من السماء تحفة للدنيا إلا صرفها عنهم إلى غيرهم، ولا ينزل من السماء بلاء للآخرة إلا صرفه إليهم، وهم شيعة علي وأهل بيته 3. 27 – عن محمد بن عجلان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن لله في خلقه عبادا ما من بلية تنزل من السماء ولا تقتير من رزق إلا صرفه إليهم ولا عافية ولا سعة في رزق إلا صرفه عنهم، (و) لو أن نور أحدهم قسم بين أهل الارض جميعا لاكتفوابه 4. 28 – وعن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما افلت المؤمن من واحدة من ثلاث، وربما إجتمعت الثلاث عليه: إما أن يكون معه في الدار من يغلق عليه الباب يؤذيه، أو جار يؤذيه، أو شئ في طريقه 5 وحوائجه يؤذيه، ولو أن مؤمنا على قلة جبل ليبعث الله عليه شيطانا 6 ويجعل له من إيمانه انسا لا يستوحش إلى أحد 7. 29 – وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ساعات المؤمن ساعات كفارات 8. 30 – عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أشد الناس


(1) ذخرت / خ. (2) عنه في البحار: 93 / 371 ح 11، وأخرجه في الوسائل: 2 / 908 ح 15 عن الكافي: 2 / 253 ح 7 بإسناده عن حماد عن أبيه عن أبي جعفر (ع) والظاهر أن نسخة التمحيص هي الصحيحة لانه لم يرو حماد عن أبيه في غير هذا المورد، ويحتمل حنان فقد روى عن أبيه كثيرا، وفي البحار: 67 / 208 ح 10 عن الكافي وجامع الاخبار: ص 134 مرسلا مثله. وفي المؤمن ح 39 مثله. (3) أخرجه في الوسائل: 2 / 908 ح 14 والبحار: 67 / 207 ح 8 عن الكافي: 2 / 253 ح 5 بإسناده عن أبي بصير وفي البحار عن تنبيه الخواطر: 2 / 204 عن أبي بصير أيضا نحوه. (4) أخرجه في المستدرك: 1 / 141 ح 2 عن المؤمن 14 ح 23 عن محمد بن عجلان باختلاف يسير. (5) في كتاب المؤمن: إلى. (6) في كتاب المؤمن: يؤذيه، وفي البحار: لبعث الله إليه شيطانا. (7) عنه في البحار: 67 / 241 ح 70 وفي المستدرك: 2 / 78 ح 7 عنه وعن المؤمن ص 15 ح 29 مرسلا. (8)

[ 36 ]

بلاء الانبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم 1.


(1) عنه في البحار: 67 / 241 ح 71 وأخرجه في الوسائل: 2 / 907 والبحار: 67 / 200 ح 3 عن الكافي: 2 / 252 ح 1 وفي البحار: 67 / 231 ح 45 عن قصص الانبياء: 266 ح 27 وأمالي الشيخ: 2 / 273 بأسانيد هم عن هشام بن سالم، وفي البحار: 11 / 69 ح 29 عن أمالي الشيخ مثله.

[ 37 ]

(2) باب تعجيل التمحيص عن المؤمن (المؤمنين / خ) 31 – عن معاوية بن عمار قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وقد كانت الريح حملت العمامة عن رأسي في البدو، فقال: يا معاوية، فقلت: لبيك جعلت فداك يا بن رسول الله، قال: حملت الريح العمامة عن رأسك؟ قلت: نعم، قال: هذا جزاء من أطعم الاعراب 1. 32 – عن عبد الله بن سنان قال: سمعت معتبا يحدث أن اسماعيل بن أبي عبد الله عليه السلام حم حمى شديدة فأعلموا أبا عبد الله بحماه فقال لي: إئته فاسأله: أي شئ عملت اليوم من سوء فجعل الله عليك العقوبة؟ قال: فأتيته فإذا هو موعوك فسألته عما عمل، فسكت. وقيل لي: إنه ضرب بنت زلفى اليوم بيده فوقعت على دراعة الباب فعقر وجهها، فأتيت أبا عبد الله عليه السلام فأخبرته بما قالوا، فقال: الحمد لله، إنا أهل البيت يعجل الله لاولادنا العقوبة في الدنيا، ثم دعا بالجارية، فقال: إجعلي إسماعيل في حل مما ضربك، فقالت: هو في حل. فوهب لها أبو عبد الله عليه السلام شيئا، ثم قال لي: إذهب فانظر ما حاله؟ قال: فأتيته وقد تركته الحمى 2. 33 – عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: توقوا الذنوب فما من بلية ولا نقص رزق إلا بذنب حتى الخدش و النكبة 3 والمصيبة فإن الله تعالى يقول: ” وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت


(1) عنه في البحار: 73 / 362 ح 91 والمستدرك: 1 / 537 ح 2. (2) عنه في البحار: 47 / 268 ح 39 وفيه ” فسله ” بدل ” فأساله “. (3) البكة / خ، وفي البحار: الكبوة.

[ 38 ]

أيديكم ويعفو عن كثير ” 1. 34 – عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ما من شيعتنا أحد يقارف أمرا نهيناه عنه فيموت حتى يبتلى ببلية تمحص بها ذنوبه، إما في مال أو ولد واما في نفسه حتى يلقى الله مخبتا وماله من ذنب، وانه ليبقى عليه شئ من ذنوبه فيشدد عليه عند موته فيمحص ذنوبه. 2 35 – عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله إذا كان من أمره أن يكرم عبدا وله ذنب ابتلاه بالسقم، فإن لم يفعل ذلك ابتلاه بالحاجة، فإن لم يفعل ذلك شدد عليه الموت ليكافئه بذلك الذنب، وإذا كان من أمره أن يهين عبدا وله عنده حسنة صحح بدنه، فإن لم يفعل ذلك به وسع له في معاشه، فإن [ هو ] 3 لم يفعل هون عليه الموت ليكافئه بتلك الحسنة 4. 36 – (قيل / خ) عن منصور بن معاوية، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله تعالى: ما من عبد [ لله ] 5 اريد أن ادخله الجنة إلا ابتليته في جسده، فإن كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا سلطت عليه سلطانا، فإن كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا ضيقت عليه في رزقه، فإن كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا شددت عليه عند الموت حتى يأتيني ولا ذنب له ثم ادخله الجنة، وما من عبد اريد أن ادخله النار إلا صححت له جسمه، فإن كان ذلك تمام طلبته 6 عندي وإلا آمنت خوفه من سلطانه، فإذا كان ذلك تمام طلبته وإلا وسعت عليه رزقه، فإن كان ذلك تمام طلبته عندي وإلا يسرت عليه عند الموت حتى يأتيني ولا حسنة له ثم ادخله النار 7.


(1) الشورى: 30، عنه في البحار: 73 / 362 ح 92 وأخرج في البحار: 73 / 350 ح 47 عن الخصال: 2 / 616 في حديث الاربعمائة مثله. (2) أخرجه في البحار: 73 / 350 ذ ح 47 عن الخصال: 2 / 435 في حديث الاربعمائة باختلاف يسير. (3) ليس في النسخة – أ -. (4) أخرج صدره في المستدرك: 2 / 311 ح 7 عن المؤمن: ح 11، وأورده في الكافي: 2 / 444 ح 1 بإسناده عن حمزة بن حمران عن ربيع باختلاف يسير. (5) هكذا في النسخة – أ – والظاهر أنها تصحيف: لي. (6) طلبه / خ، وفي البحار: تماما لطلبته عندي. (7) عنه في البحار: 6 / 172 ح 49 وفيه منصور عن معاوية، وأخرجه في البحار: 67 / 236 عن – >

[ 39 ]

37 – عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال الله تعالى: إن العبد المؤمن من عبادي ليذنب الذنب العظيم مما يستوجب به عقوبتي في الدنيا والآخرة فأنظر له فيما فيه صلاحه في آخرته فاعجل له العقوبة في الدنيا لاجازيه بذلك الذنب 1. 38 – عن عمر صاحب السابري قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: إني لارى من أصحابنا من يرتكب الذنوب الموبقة فقال لي: يا عمر لا تشنع على أولياء الله، إن ولينا ليرتكب ذنوبا يستحق (بها / خ) من الله العذاب فيبتليه الله في بدنه بالسقم حتى يمحص عنه الذنوب، فإن عافاه في بدنه ابتلاه في ماله، فإن عافاه في ماله ابتلاه في ولده، فإن عافاه في ولده ابتلاه في أهله، فإن عافاه في أهله ابتلاه بجار سوء يؤذيه، فإن عافاه من بوائق الدهور 2 شدد عليه خروج نفسه حتى يلقى الله حين يلقاه، وهو عنه راض، قد أوجب له الجنة 3. 39 – عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: ذكر (عند / خ) أبي عبد الله عليه السلام البلاء وما يختص [ الله ] به المؤمنين فقال أبو عبد الله عليه السلام: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله: من أشد الناس بلاء في الدنيا؟ فقال: النبيون، ثم الامثل فالامثل، يبتلى المؤمن على قدر إيمانه وحسن عمله، فمن صح إيمانه وحسن عمله إشتد بلاؤه، ومن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه 4. 40 – عن فرات بن أحنف قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه رجل من هؤلاء الملاعين فقال: والله لاسوءنه من شيعته، فقال: يا أبا عبد الله أقبل إلي، فلم يقبل إليه، فأعاد فلم يقبل إليه، ثم أعاد الثالثة، فقال: ها أنا ذا مقبل، فقل ولن تقول خيرا، فقال:


– > جامع الاخبار: ص 133 مرسلا، وأورده في الكافي: 2 / 446 ح 10 بإسناده عن معاوية بن وهب باختلاف يسير. (1) أورد في الكافي: 2 / 449 صدر ح 1 بإسناده عن ابن أبي يعفور مثله. (2) الدهر / خ. (3) عنه في البحار: 68 / 200 ح 6 وعن رياض الجنان بإسناده عن عمر السابري مثله. (4) عنه في البحار: 67 / 207 ح 6 وعن الكافي: 2 / 252 ح 2 بإسناده عن عبد الرحمان بن الحجاج نحوه، وأخرج في الوسائل: 2 / 906 ح 1 عن الكافي مثله.

[ 40 ]

إن شيعتك يشربون النبيذ، فقال: وما بأس بالنبيذ أخبرني أبي عن جابر بن عبد الله أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله كانوا يشربون النبيذ، فقال: ليس أعنيك النبيذ، إنما أعنيك المسكر فقال: شيعتنا أزكى وأطهر من أن يجري للشيطان في أمعائهم رسيس 1، وإن فعل ذلك المخذول منهم فيجد ربا رؤوفا، ونبيا بالاستغفار له عطوفا، ووليا له عند الحوض ولوفا، وتكون وأصحابك ببرهوت 2 ملهوفا 3، قال: فافحم الرجل وسكت. ثم قال: ليس أعنيك المسكر، إنما أعنيك الخمر، فقال أبو عبد الله عليه السلام: – سلبك الله لسانك – ما لك تؤذينا في شيعتنا منذ اليوم؟ أخبرني أبي عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، عن جبرئيل عن الله تعالى، أنه قال: يا محمد إني حظرت الفردوس على جميع النبيين حتى تدخلها أنت وعلي وشيعتكما إلا من اقترف منهم كبيرة، فإني أبلوه في ماله، أو بخوف من سلطانه، حتى تلقاه الملائكة بالروح و الريحان، وأنا عليه غير غضبان، فيكون ذلك حلا 4 لما كان منه، فهل عند أصحابك (هؤلاء) شئ من هذا؟ فلم 5 أو دع 6. 41 – قال: عن أبي الصباح الكناني قال: كنت أنا وزرارة عند أبي عبد الله عليه السلام فقال: لا تطعم النار أحدا وصف هذا الامر، فقال زرارة: إن ممن يصف هذا الامر يعمل بالكبائر؟! فقال: أو ما تدري ماكان أبي يقول في ذلك؟! إنه كان يقول: إذا ما أصاب


(1) الرسيس: من الرس، أول مس الحمى. (2) اسم وادباليمن، قيل: هو بقرب حضر موت، جاء أن فيه أرواح الكفار، وقيل بئر بحضر موت وقيل: هو اسم البلد الذي فيه البئر، رائحتها منتنة فظيعة جدا، المراصد: 1 / 190. (3) سقط من النسخة – أ -، وفي نسخة – ج‍ – عطوفا. (4) جزاء / خ. (5) ف‍ (لم): فعل أمر من لام يلوم. (6) عنه في البحار: 68 / 144 ح 92 وعن رياض الجنان، وفي البحار: 47 / 381 ح 102 و البحار: 79 / 153 ح 66 عنه وعن مشارق الانوار: ص 182 عن أبي الحسن الثاني (ع) مثله.

[ 41 ]

المؤمن من تلك الموبقات 1 شيئا ابتلاه الله ببلية في جسده، أو بخوف يدخله الله عليه، حتى يخرج من الدنيا وقد خرج من ذنوبه 2. 42 – عن زكريا بن آدم قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال: زكريا بن آدم شيعة علي رفع عنهم القلم، قلت: جعلت فداك فما العلة في ذلك؟ قال: لانهم اخروا في دولة الباطل يخافون على أنفسهم، وبحذرون؟؟ على إمامهم، يا زكريا بن آدم ما أحد 3 من شيعة علي أصبح صبيحة أتى بسيئة، أو ارتكب ذنبا، إلا أمسى وقد ناله غم حط عنه سيئة فكيف يجري عليه القلم؟! 4


(1) أثبتناها من البحار، وفي الاصل: الموجبات. (2) عنه في البحار: 68 / 146 ح 93. (3) (أجد / خ). (4) عنه في البحار: 68 / 146 ح 94.

[ 42 ]

(3) باب التمحيص بالعلل والامراض 43 – عن سدير قال: قلت لابي جعفر عليه السلام، هل يبتلي الله المؤمن؟ فقال: وهل يبتلي إلا المؤمن؟ حتى أن صاحب (يس) الذي قال: (يا ليت قومي يعلمون) كان مكتعا 1، قلت: وما المكتع؟ قال: كان به جذام 2. 44 – عن عمر بن يزيد 3، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن إلا وبه وجع في شئ من بدنه، لا يفارقه حتى يموت، يكون ذلك كفارة لذنوبه 4. 45 – عن العلا، عن أبي الحسن عليه السلام قال: حمى ليلة كفارة سنة 5. 46 – عن جابر بن عبد الله: إن علي بن الحسين عليه السلام كان إذا رأى المريض قد برأ قال له: يهنيك الطهور من الذنوب 6. 47 – عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا أحب الله عبدا نظر إليه، فإذا نظر إليه أتحفه من ثلاث بواحدة: إما صداع، وإما حمى، وإما رمد 7. 48 – عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يكتب للمؤمن في سقمه


(1) هكذا في الاصل، وفي البحار: (مكنعا، قلت: وما المكنع؟) والمكنع: هو الذي قد وقعت أصابعه، وأما المكتع: فهو الذي قد عقفت أصابعه. (2) الآية 26 من سورة يس، عنه في البحار: 67 / 241 ح 72 وصدره في المستدرك: 1 / 141 ح 18. (3) زيد / خ. (4) (لذنبه / خ)، عنه في البحار: 67 / 242 ح 73. (5) أخرج في البحار: 81 / 186 والوسائل: 2 / 625 ح 22 عن طب الائمة: ص 34 بإسناده عن محمد بن سنان مثله وفيه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله. وعنه في المستدرك: 1 / 80 ح 40. (6) أخرجه في البحار: 81 / 244 عن دعوات الراوندي عن أمير المؤمنين (ع) وأورد في العيون: 2 / 44 ح 163 بأسانيده الثلاثة وصحيفة الرضا: ص 37 مرسلا مثله. وعنه في المستدرك: 1 / 80 ح 41. (7) عنه في البحار: 67 / 246 ح 87.

[ 43 ]

من العمل الصالح مثل ما كان يكتب له (في حقه) في صحته، ويكتب للكافر من العمل السئ مثل ما كان يكتب له في صحته، ثم قال: يا جابر ما أشد هذا من حديث؟! 1 49 – عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الحمى رائد الموت، وهي سجن الله في أرضه، وهي حظ 2 المؤمن من النار 3. 50 – عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمين عليه السلام: الحمى رائد الموت، وسجن الله في الارض، يحبس بها من يشاء من عباده وهي تحت الذنوب كما يحات الوبر عن سنام البعير 4، 51 – عن أبي سلمة قال: قال النبي صلى الله عليه وآله لاعرابي: هل أخذ تك ام ملدم قط؟ قال: وما ام ملدم؟ قال: حربين الجلد واللحم قال: لا، قال: فأخذك الصداع قط؟ قال: وما الصداع؟ قال: عرق يضرب الانسان في رأسه، قال: ما وجدت هذا قط، فلما ولى، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا 5. 52 – عن جابر بن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة إلا حط الله به من خطاياه 6.


(1) عنه في المستدرك: 1 / 81 ح 42. (2) حفظ / خ. (3) عنه في المستدرك: 1 / 81 ح 43 وأخرج في الوسائل: 2 / 622 ح 4 عن الكافي: 3 / 111 ح 3 بإسناده عن عبد الله بن سنان مثله. (4) عنه في المستدرك: 1 / 81 ح 44. (5) عنه في المستدرك: 1 / 81 ح 45. (6) عنه في المستدرك: 1 / 81 ح 46.

[ 44 ]

(4) باب التمحيص بالحزن والهم 53 – عن الاحمسي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تزال الغموم و الهموم بالمؤمن حتى لا تدع له ذنبا 1. 54 – عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يمضي على المؤمن أربعون ليلة إلا عرض له أمر يحزنه يذكره ربه 2. 55 – عن رفاعة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قرأت في كتاب علي عليه السلام: إن المؤمن يمسي حزينا، ويصبح حزينا، ولا يصلح له إلا ذلك 3. 56 – عن الحكم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يكن عنده من العمل ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها 4. 57 – عن الحارث بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن العبد المؤمن ليهم في الدنيا حتى يخرج منها ولا ذنب له 5.


(1) عنه في البحار: 67 / 242 ح 74 وروى في الكافي: 2 / 445 ح 7 و 9 بإسناده عن الاحمسي عن رجل عنه (ع) نحوه. (2) عنه في البحار: 67 / 242 ذح 74 وأخرج في الوسائل: 2 / 907 ح 7 والبحار: 67 / 211 ح 14 عن الكافي: 2 / 254 ح 11 بإسناده عن محمد بن مسلم مثله وأورد في المؤمن: ح 30 عن محمد بن مسلم مثله، والمشكاة: ص 293 مرسلا مثله، وفيهما: يذكر به بدل يذكره ربه. (3) عنه في البحار: 72 / 71 ح 3. (4) عنه في البحار: 67 / 234 ح 50 وعن أمالي المفيد: ص 22 وأورد في الكافي: 2 / 444 ح 2 بإسنادهما عن الحكم بن عتيبة مثله. (5) عنه في البحار: 67 / 242 ح 75 وأورد في الكافي: 2 / 445 ح 8 بإسناده عن الحارث بن بهرام عن عمرو بن جميع مثله.

[ 45 ]

(5) باب التمحيص بذهاب المال ومدح الفقر وأن الله اختار الآخرة للمؤمنين 58 – عن المفضل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كلما ازداد العبد إيمانا ازداد ضيقا في معيشته 1. 59 – عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الرب ليلي حساب المؤمن فيقول: تعرف هذا الحساب؟ فيقول: لا، يا رب فيقول: دعوتني في ليلة كذا وكذا في ساعة كذا وكذا، فذخرتها (إدخرتها / خ) لك، قال: فما ترى من عطية 2 ثواب الله؟ يقول: يا رب ليت أنك لم تكن عجلت لي شيئا، وادخرته لي 3. 60 – عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أكرم ما يكون العبد إلى الله أن يطلب درهما فلا يقدر عليه. قال عبد الله بن سنان، قال أبو عبد الله عليه السلام هذا الكلام وعندي مائة ألف، وأنا اليوم ما أملك درهما 4. 61 – عن عباد بن صهيب قال: سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: قال الله تعالى: لولا أنني أستحيي من عبدي المؤمن ما تركت له خرقة يتوارى بها، لان العبد إذا تكامل الايمان ابتليته في قوته فإن جزع رددت عليه قوته وإن صبر باهيت به ملائكتي، فذاك الذي تشير إليه الملائكة بالاصابع 5.


(1) عنه في البحار: 72 / 49 ح 59. (2) (عظمة / خ). (3) عنه في البحار: 93 / 371 ح 12. (4) عنه في البحار: 72 / 49 ح 60. (5) عنه في البحار: 72 / 50 ح 61 وأخرج في البحار: 67 / 226 ح 35 عن أمالي الشيخ: 1 / 312 بإسناده عن أبي خالد البرقي نحوه.

[ 46 ]

62 – عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: وكل الله الرزق بالحمق، ووكل الله الحرمان بالعقل، ووكل الله البلاء بالصبر 1. 63 – عن محمد 2 بن سليمان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من استذل مؤمنا لقلة ذات يده شهره الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق لا محالة 3. 64 – عن ابن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المصائب منح من الله، والفقر عند الله مثل الشهادة، ولا يعطيه من عباده إلا من أحب 4. 65 – عن علي بن عفان 5، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله ليتعذر 6 إلى عبده المؤمن المحتاج – كان في الدنيا – كما يتعذر 7 الاخ إلى أخيه فيقول: لا وعزتي ما أفقرتك لهوان بك علي، فارفع هذا الغطاء فانظر ما عوضتك من الدنيا، فيكشف الغطاء فينظر إلى ما عوضه الله من الدنيا، فيقول: ما يضرني ما منعتني عما (مع ما / خ) عوضتني 8. 66 – عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: والله ما اعتذر الله إلى ملك مقرب، ولا نبي مرسل إلا إلى فقراء شيعتنا، قيل له: وكيف يعتذر لهم 9؟ قال: ينادي مناد: أين فقراء المؤمنين؟ فيقوم عنق من الناس فيتجلي لهم الرب فيقول: وعزتي وجلالي وآلائي وارتفاع مكاني ما حسبت عنكم شهواتكم في دار الدنيا [ هو انا بكم علي ولكن ذخرته لكم لهذا اليوم، أما ترى قوله: ما حبست عنكم شهواتكم في دار الدنيا ] 10 اعتذارا؟! 11 قوموا اليوم فتصفحوا وجوه خلائقي فمن وجدتم له عليكم [ منة ] بشربة من ماء فكافوه عني بالجنة 12.


(1) عنه في البحار: 72 / 50 ح 62. (2) (عبد الله / خ). (3) عنه في البحار: 72 / 50 ح 63. (4) عنه في البحار: 72 / 50 ح 64. (5) هكذا في نسخة (ب) والبحار، وفي النسختين الباقيتين: عبد الله بن سنان (علي بن سنان / خ). (6) (ليعتذر / خ). (7) (يعتذر / خ). (8) عنه في البحار: 72 / 50 ح 65 وج 7 / 181 ح 25 وأخرج في البحار: 72 / 55 عن عدة الداعي: ص 106 مرسلا مثله. (9) (إليهم / خ). (10) ما بين المعقوفين سقط من النسختين: (أ – ج‍). (11) سقط من النسخة (ب). (12) عنه في البحار: 72 / 50 ح 66 وج 7 / 182 ح 26.

[ 47 ]

67 – وعن أبي عبد الله عليه السلام، قال لمصاص (لمصاحبي / خ) شيعتنا: غربوا أو شرقوا لن ترزقوا إلا القوت 1. 68 – عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا تستخفوا بفقراء شيعة علي وعترته من بعده، فإن الرجل منهم ليشفع لمثل ربيعة ومضر 2 و 69 – عن مبارك قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال الله: إني لم اغن الغني لكرامة به علي، ولم افقر الفقير لهوان به علي، وهو مما ابتليت به الاغنياء بالفقراء، ولولا الفقراء لم يتسوحب الاغنياء الجنة 3. 70 – عن أبي جرير 4، عن أبي جعفر عليه السلام قال: الفقير هدية الله إلى الغني، فإن قضى حاجته فقد قبل هدية الله، وإن لم يقض حاجته فقد رد هدية الله عزوجل عليه 5. 71 – عن صفوان قال: ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام ضعفاء أصحابنا و محاويجهم، فقال: أني لاحب نفعهم واحب من نفعهم 6. 72 – عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن العبد المؤمن الفقير ليقول: يا رب ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه الخير، فإذا علم الله ذلك منه كتب له من الاجر مثل ما يكتبه، لو عمله، إن الله واسع كريم 7. 73 – وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: يقول الله: لولا عبدي المؤمن لعصبت رأس الكافر بعصابة من جوهر 8.


(1) عنه في البحار: 72 / 50 ذ 66 وفي ص 10 ح 10 عن الكافي: 2 / 261 ح 7 مسندا عنه (ع) نحوه، المصاص من الشئ: خالصه. (2) عنه في البحار: 8 / 59 ح 80. (3) عنه في البحار: 72 / 51 ح 67. (4) ابن جرير، ابن حريز / خ. (5) عنه في البحار: 96 / 170 ح 3. (6) عنه في البحار: 96 / 131 ح 60 والمستدرك: 2 / 403 ح 12. (7) عنه في البحار: 72 / 51 ح 68. (8) عنه في البحار: 72 / 51 ح 69 وأورد نحوه في علل الشرائع: ص 604 ح 74 مسندا عنه (ع).

[ 48 ]

74 – عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال الله تعالى لولا أن يجد عبدي المؤمن في نفسه لعصبت المنافق عصابة لا يجد ألما حتى يموت 1. 75 – وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: من ضيق عليه في ذات يده فلم يظن أن ذلك حسن نظر من الله له فقد ضيع مأمولا، ومن وسع عليه في ذات يده فلم يظن أن ذلك استدراج من الله فقد أمن مخوفا 2. 76 – وعن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، وأما المؤمن فيروع فيها وأما الكافر فمتع منها 3. 77 – عن محمد بن عجلان قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فشكا إليه رجل الحاجة فقال: إصبر إن الله سيجعل لك فرجا، ثم سكت ساعة، ثم أقبل على الرجل فقال: أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو؟ قال: – أصلحك الله – فيه أصحابه بأسوء حال، فقال: إنما أنت في سجن تريد أن تكون في سعة؟! أما علمت أن الدنيا سجن المؤمن 4. 78 – عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إنا لا نحب المال، وأن لا نؤتى منه خير لنا، إن عليا أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول: أنا يعسوب الدين، وأمير المؤمنين، وإن كثرة المال عدو للمؤمنين ويعسوب المنافقين 5. 79 – عن عبد الله بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن رجلا من الانصار أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله صاعا من رطب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للخادم التي جاءت به: ادخلي فانظري هل تجدين في البيت قصعة أو طبقا فتأتيني به؟ فدخلت ثم خرجت إليه فقالت: ما أصبت قصعة و


(1) عنه في البحار: 67 / 242 ح 76. (2) عنه في البحار: 72 / 51 ح 70. (3) عنه في البحار: 67 / 242 ح 77، وفيه: فيمتع فيها. (4) عنه في البحار: 68 / 219 ح 9 وعن الكافي: 2 / 250 ح 6 بإسناده عن محمد بن عجلان و أورده في المؤمن: ص 18 ح 43 ومستطرفات السرائر: ح 428 عن محمد بن عجلان مثله، وتنبيه الخواطر: 2 / 203 مرسلا باختلاف يسير. (5) عنه في البحار: 72 / 51 ح 71.

[ 49 ]

لا طبقا، فكنس رسول الله صلى الله عليه وآله بثوبه مكانا من الارض، ثم قال لها: ضعيه ههنا على الحضيض ثم قال: والذى نفسي بيده لو كانت الدنيا تعدل عند الله مثقال جناح بعوضة ما أعطى كافرا ولا منافقا منها شيئا 1. 80 – عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الفقر أزين على المؤمن من العذار على خد الفرس، وإن آخر الانبياء دخولا إلى الجنة سليمان، و ذلك لما اعطي من الدنيا 2. 81 – عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يقول الله عزوجل: يا دنيا تمرري 3 على عبدي المؤمن بأنواع البلاء وضيقي عليه في معيشته، ولا تحلولي (تحولي / خ) فيركن إليك 4. 82 – عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: مياسير شيعتنا امنا على محاويجهم، فاحفظونا فيهم يحفظكم الله 5. 83 – عن (ابن) 6 أبي العلا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لولا كثرة إلحاح المؤمن في الرزق لضيق عليه من الرزق أكثر مما هو فيه 7. 84 – عن المفضل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لولا إلحاح هذه الشيعة على الله في طلب الرزق لنقلهم من الحال التي هم عليها الى ما هو أضيق 8. 85 – وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: الفقر خير للمؤمن من الغني إلا من حمل كلا وأعطى في نائبة. قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أحد يوم القيامة غني ولا فقير إلا يود أنه لم يؤت من هذه الدنيا إلا القوت 9.


(1) عنه في البحار: 72 / 51 ح 72 و 16 / 283 ح 133 والمستدرك: 3 / 83 ح 2. (2) عنه في البحار: 72 / 52 ح 76. (3) تمرري: أي صيري مرة، ولا تحلولي: أي لا تصيري حلوة. (4) عنه في البحار: 72 / 52 ح 73. (5) عنه في البحار: 96 / 131 ح 61. (6) ليس في النسخة – أ -. (7) عنه في البحار: 72 / 52 ح 74. (8) عنه في البحار: 72 / 52 ح 75 والمستدرك: 1 / 365 ح 4. (9) عنه في البحار: 72 / 66 ح 22 وصدره في المستدرك: 2 / 416 ح 8.

[ 50 ]

86 – عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما سد الله على مؤمن باب رزق إلا فتح الله خيرا منه. قال ابن أبي عمير: ليس يعني بخير منه أكثر منه، ولكن يعني: إن كان أقل فهو خير له 1. 87 – عن إبراهيم بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أعطى الله عبدا ثلاثين ألفا وهو يريد (به) 2 خيرا. وقال: ما جمع رجل قط عشرة آلاف من حل، وقد جمعها الله لاقوام إذا أعطوا القريب ورزقوا العمل الصالح، وقد جمع الله لقوم الدنيا والآخرة 3. 88 – عن المفضل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المال أربعة آلاف، و اثنا عشر ألف كنز، ولم يجتمع عشرون ألفا من حلال، وصاحب الثلاثين ألفا هالك وليس من شيعتنا من يملك مائة ألف 4. 89 – وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: من حقر مؤمنا مسكينا لم يزل الله له حاقرا ماقتا حتى يرجع عن محقرته إياه 5. 90 – عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من اعطي في هذه الدنيا شيئا كثيرا ثم دخل الجنة كان أقل لحظه فيها 6. 91 – عن أبي جميلة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن العبد ليكرم على الله [ حتى أنه لو سأله الجنة أعطاه إياها ولم ينقصه ذلك شيئا، ولو سأله شبرا من الارض حرمه. وإن العبد ليهون على الله ] 7 حتى أنه لو سأله الدنيا وما فيها أعطاه إياها ولم ينقصه ذلك، ولو سأله من الجنة شبرا حرمه. وإن الله يتعهد المؤمن بالبلاء كما يتعهد الغائب أهله بالهدية ويحميه الدنيا


(1) عنه في البحار: 72 / 52 ح 77، وفيه: فتح الله له. (2) ليس في النسخة – أ -. (3) عنه في البحار: 72 / 66 ح 23 والمستدرك: 2 / 417 ح 3. (4) عنه في البحار: 72 / 67 ح 24 والمستدرك: 2 / 417 ح 4. (5) عنه في البحار: 72 / 52 ح 78. (6) عنه في البحار: 72 / 67 ح 25. (7) ما بين المعقوفين سقط من البحار.

[ 51 ]

كما يحمي الطبيب المريض 1. 92 – عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله ليعطي الدنيا من يحب ويبغض، ولا يعطي الآخرة إلا من يحب، وإن المؤمن ليسأل ربه موضع سوط في الدنيا فلا يعطيه، ويسأله الآخرة فيعطيه ما شاء، ويعطي الكافر في الدنيا قبل أن يسأله ما شاء، ويسأل موضع سوط في الآخرة فلا يعطيه شيئا 2. 93 – عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله يعطي المال البار والفاجر، ولا يعطي الايمان إلا من أحب 3. 94 – عن مالك بن أعين قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: يا مالك إن الله يعطي الدنيا من يحب ويبغض، ولا يعطي دينه إلا من يحب 4. 95 – عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن هذه الدنيا يعطاها البر والفاجر، وإن هذا الدين لا يعطيه الله إلا خاصته 5. 96 – عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الفقر مخزون عند الله، لا يبتلي به إلا من أحب من المؤمنين، ثم قال: إن الله يعطي الدنيا من أحب ومن أبغض، ولا يعطي دينه إلا من أحب 6.


(1) عنه في البحار: 67 / 242 ح 78. (2) عنه في البحار: 72 / 52 ح 79 ورواه في مشكاة الانوار: 290 والمؤمن: ح 47 مع اختلاف يسير. (3) عنه في البحار: 72 / 67 ح 26. (4) عنه في البحار: 73 / 127 ح 129. (5) عنه في البحار: 72 / 52 ح 80. (6) عنه في البحار: 72 / 52 ح 81.

[ 52 ]

(6) باب وجوب الارزاق والاجمال في الطلب 97 – عن عبد الله بن سنان، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: ماسد الله على مؤمن رزقا يأتيه من وجه إلا فتح له من وجه آخر فأتاه وإن لم يكن له في حساب 1. 98 – عن جابر قال: قال الحسن بن علي عليهما السلام لرجل: يا هذا لا تجاهد الطلب جهاد العدو، ولا تتكل على القدر اتكال المستسلم، فإن إنشاء الفضل من السنة، والاجمال في الطلب من العفة، وليست العفة بدافعة رزقا، ولا الحرص بجالب فضلا، فإن الرزق مقسوم، واستعمال الحرص استعمال المآثم 2. 99 – عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن من صحة يقين المرء المسلم ألا يرضي الناس بسخط الله، ولا يحمد هم على ما رزق الله، و لا يلومهم على ما لم يؤته الله، فإن رزق الله لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كره كاره، ولو أن أحدكم فر من رزقه كما يفر من الموت لادركه رزقه قبل موته كما يدركه الموت 3. 100 – عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع: ألا إن الروح الامين نفث في روعي أنه: لا تموت نفس حتى تستكمل


(1) عنه في البحار: 103 / 34 ح 65. (2) عنه في البحار: 103 / 35 ح 66 وفي المستدرك 2 / 420 ح 8 عنه وعن البحار: 103 / 27 ح 41 عن أعلام الدين للديلمي (مخطوط): ص 264 عن الحسين (ع)، وأخرجه في البحار: 78 / 106 ح 4 عن تحف العقول: ص 233 مرسلا باختلاف يسير. (3) عنه في البحار: 103 / 35 ح 67.

[ 53 ]

رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء شئ من الرزق أن تطلبوه بشئ من معصية الله، فإن الله لا ينال ما عنده إلا بطاعته، قد قسم الارزاق بين خلقه [ حلالا، ولم يقسمها حراما، فمن اتقى الله عزوجل وصبر آتاه برزقه (من) حله ]. ومن هتك حجاب الستر وعجل فأخذه من غير حله قص به من رزقه الحلال وحوسب عليه يوم القيامة 1. 101 – عن سهل بن زياد (رفعه) قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: كم من متعب نفسه، مقتر عليه، ومقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير 2. 102 – عن عبد الله بن سليمان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله وسع في أرزاق الحمقى ليعتبر العقلاء، ويعلموا أن الدنيا ليس ينال ما فيها بعمل ولا حيلة 3. 103 – عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو كان العبد في جحر لاتاه رزقه، فأجملوا في الطلب 4. 104 – عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أبى الله أن يجعل أرزاق المؤمنين إلا من حيث لا يحتسبون 5. 105 – عن علي بن السندي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله جعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون، وذلك أن العبد إذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه 6. 106 – عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و


(1) عنه في البحار: 103 / 35 ح 68 والمستدرك: 2 / 418 ح 4 وما بين المعقوفين سقط من نسخة (ج‍) والبحار والمستدرك. (2) عنه في البحار: 103 / 35 ح 69. (3) عنه في البحار: 103 / 35 ح 70. (4) عنه في البحار: 103 / 35 ح 71، وفي نسخة أ في حجرة. (5) عنه في البحار: 103 / 35 ح 72. (6) عنه في البحار: 103 / 36 ح 73.

[ 54 ]

آله: الدنيا دول، فما كان لك منها أتاك على ضعفك، وما كان منها عليك لم تدفعه بقوتك ومن انقطع رجاؤه مما فات استراح بدنه، ومن رضي بما رزقه الله قرت عينه 1. 107 – عن ابن فضال (رفعه) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع ودون طلب الحريص، الراضي بدنياه، المطمئن إليها، وأنزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف المتعفف، ترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف، وتكتسب ما لابد للمؤمن منه، إن الذين اعطوا المال ثم لم يشكروا لا مال لهم 2.


(1) عنه في البحار: 103 / 36 ح 74. (2) عنه في البحار: 103 / 36 ح 75.

[ 55 ]

(7) باب حسن اختيار الله للمؤمنين ونظره لهم وإن كانوا كارهين 108 – عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران: ما خلقت خلقا أحب إلى من عبدي المؤمن، إني إنما أبتليه لما هو خير له، وأزوي عنه لما هو خير له، واعطيه لما هو خير له وأنا أعلم بما يصلح عليه حال عبدي المؤمن، فليرض بقضائي، وليشكر نعمائي، وليصبر على بلائي، أكتبه في الصديقين إذا عمل برضائي، وأطاع لامري 1. 109 – عن أبي الحسن عليه السلام قال: المؤمن بعرض 2 كل خير لو قطع أنملة أنملة كان خيرا له، ولو ولي شرقها وغربها كان خيرا له 3. 110 – عن عيسى بن أبي منصور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله يذود المؤمن عما يشتهيه كما يذود أحدكم الغريب عن إبله، ليس منها 4. 111 – عن سفيان بن السمط، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله


(1) عنه في البحار: 71 / 94 ح 49 وأخرجه في الوسائل: 2 / 900 ح 9 والبحار: 72 / 331 ح 14 عن الكافي: 2 / 61 ح 7 وفي البحار: 71 / 139 ح 30 وج 13 / 348 ح 36 عن أمالي ابن الشيخ: 1 / 243 مثله وفي البحار: 67 / 235 ح 52 وج 82 / 130 ح 10 عن أمالي المفيد: ص 63 باختلاف يسير بأسانيدهم عن داود بن فرقد، والبحار: 71 / 160 ح 77 عن المؤمن: ح 9 مرسلا مثله، ورواه في التوحيد: ص 405 ح 13 بإسناده عن داود بن فرقد، وفي عدة الداعي: ص 31 مرسلا مثله، وفيهم: واعافيه بدل واعطيه. (2) هكذا في البحار، ومعناها: بمعرض كل خير، وفي النسختين (أ – ج‍): يعرض. (3) عنه في البحار: 67 / 242 ح 79. (4) عنه في البحار: 67 / 243 ح 80 وأورد في المؤمن: ح 25 مرسلا مثله، ونحوه في مشكاة الانوار: ص 289.

[ 56 ]

إذا أحب عبدا ابتلاه وتعهده بالبلاء، كما يتعهد المريض أهله بالطرف ووكل به ملكين فقال لهما: إسقما بدنه وضيقا معيشته وعوقا عليه مطلبه حتى يدعوني فإني أحب صوته، فإذادعا قال: اكتبا لعبدي ثواب ما سألني فضاعفاه له حتى يأتيني، و ما عندي خير له. وإذا أبغض عبدا وكل به ملكين فقال: أصحا بدنه، ووسعا عليه في رزقه، وسهلا له مطلبه وأنسياه ذكري فإني أبغض صوته حتى يأتيني وما عندي شئ له 1. 112 – عن الفضيل، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في مرضة له لم يبق منه إلا رأسه: يا فضيل إنني كثيرا ما أقول: ما على من عرفه الله هذا الامر لو كان على قلة الجبل [ حتى يأتيه الموت، يا فضيل بن يسار ] إن الناس أخذوا يمينا وشمالا و إنا وشيعتنا هدينا الصراط المستقيم، يا فضيل: إن المؤمن لو أصبح له ملك ما بين المشرق والمغرب كان ذلك خيرا له، ولو أصبح وقد قطعت أعضاؤه كان ذلك خيرا له، إن الله عزوجل لا يصنع بالمؤمن إلا ما هو خير له، [ يا فضيل بن يسار: لو عدل الدنيا عند الله جناح بعوضة ما سقى عدوه منها شربة ماء ]، يا فضيل: إنه من يكن همه هما واحدا كفاه الله ما أهمه ومن كان همه في كل واد لم يبال الله بأي واد هلك 2. 113 – عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن العبد المؤمن ليطلب الامارة والتجارة، حتى إذا أشرف من ذلك على ما كان يهوى بعث الله ملكا، وقال له: عق عبدي وصده عن أمر لو استمكن منه أدخله النار، فيقبل الملك فيصده بلطف الله فيصبح وهو يقول: لقد دهيت ومن دهاني فعل


(1) عنه في البحار: 93 / 371 ح 13. (2) عنه في البحار: 67 / 150 ح 11 وعن الكافي: 2 / 246 ح 5 بإسناده عن الفضيل بن يسار مع اختلاف يسير، وما بين المعقوفين زيادة من البحار والكافي وليس في الاصل.

[ 57 ]

الله به، وقال: ما يدري أن الله الناظر له في ذلك ولو ظفر به أدخله النار 1. 114 – عن سعيد به الحسن قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ما ابالي أصبحت فقيرا أو مريضا أو غنيا، لان الله يقول: لا أفعل بالمؤمن إلا ما هو خير له 2. 115 – عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جفعر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عزوجل: إن من عبادي المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى والسعة والصحة في البدن فأبلوهم بالغنى والسعة وصحة البدن، فيصلح لهم عليه امور دينهم. وإن من عبادي المؤمنين لعبادا لا ليصلح أمر دينهم إلا بالفاقة والمسكنة و السقم في أبدانهم فأبلوهم بالفاقة والمسكنة والسقم فيصلح لهم عليه أمر دينهم قال: و قال الله تعالى: وأنا أعلم بما يصلح عليه أمر دين عبادي. وإن من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي فيقوم من رقاده ولذيذ وساده فيتجهد لي الليالي فيتعب نفسه في عبادتي فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظرا مني له وابقاء عليه فينام حتى يصبح فيقوم وهو ماقت لنفسه زار عليها، ولو اخلي بينه و بين ما يريد من عبادتي لدخله من ذلك العجب فيصيره العجب إلى الفتنة بأعماله، فيتأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله، ورضاه عن نفسه عند حد التقصير حتى يظن أنه فاق العابدين، وجاز في عبادته حد التقصير، فيتباعد مني عند ذلك وهو يظن أنه يتقرب إلي، فلا يتكل العاملون (المؤمنون / خ) على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنهم لو اجتهدوا وأتبعوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي، والنعيم في جناني، و لكن برحمتي فليثقوا ولفضلي فليرجوا والى حسن الظن بي فليطمئنوا، فإن رحمتي عند ذلك تداركهم، ومني يبلغهم رضواني، ومغفرتي تلبسهم عفوي، فإني أنا الله الرحمن الرحيم بذلك تسميت 3.


(1) عنه في البحار: 67 / 243 ح 81 ورواه في مشكاة الانوار: ص 297 عن الباقر (ع) عن علي ابن الحسين (ع) عن رسول الله صلى الله عليه وآله مرسلا باختلاف يسير. (2) عنه في البحار: 71 / 151 ح 52. (3) عنه في البحار: 71 / 151 ح 53.

[ 58 ]

116 – عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عجبا للمؤمن لا يقضي الله قضاء إلا كان خيرا له – سره أو ساءه – وان ابتلاه كان كفارة لذنبه، وإن أعطاه وأكرمه كان قد حباه 1. 117 – عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كم من نعمة الله على عبده في غير أمله وكم من مؤمل أملا الخيار 2 في غيره، وكم من ساع في حتفه وهو مبطئ عن حظه 3. 118 – عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: في قضاء الله كل خير للمؤمن 4. 119 – عن ظريف، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن العبد الولي لله يدعو في الامر ينوبه 5 فيقول الله للملك الموكل بذلك الامر: إقض حاجة عبدي و لا تعجلها، فإني أشتهي أن أسمع صوته ودعاءه، وإن العبد المخالف ليدعو في الامر يريده فيقول الله للملك الموكل بذلك الامر: إقض حاجته وعجلها، فإني أبغض أن أسمع نداءه وصوته. قال: فيقول الناس: ما أعطي هذا حاجته وحرم هذا إلا لكرامة هذا على الله، وهوان هذا عليه 6. 120 – عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن العبد المؤمن ليكون له عند الله الدرجة – لا يبلغها بعمله – فيبتليه الله في جسده، أو يصاب بماله، أو يصاب في ولده، فإن هو صبر بلغه الله إياها 7.


(1) عنه في البحار: 71 / 152 ح 54. (2) خيار الشئ: أفضله. (3) عنه في البحار: 71 / 152 ح 55 وأخرج في البحار: 78 / 191 ح 4 عن قرب الاسناد: ص 19 وأمالى الشيخ: 1 / 132 بإسنادهما عن بكر بن محمد الازدي مثله. (4) عنه في البحار: 71 / 152 ح 56 عن أبي عبد الله (ع) بدل أبي جعفر (ع). (5) ينوب إلى الامر: يرجع إليه، وفي المستدرك: يريده، وفي الوسائل: ينويه، وفي هامش الكافي: في بعض النسخ: ينويه. (6) عنه في البحار: 71 / 152 ذح 56 والمستدرك 1 / 365 ح 5، وأخرجه في الوسائل: 4 / 1112 ح 4 عن الكافي: 2 / 490 ح 7 بإسناده عن أبي عبد الله (ع). (7) عنه في البحار: 17 / 94 ح 50.

[ 59 ]

(8) باب مدح الصبر وترك الشكوى واليقين والرضى بالبلوى 121 – عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن إلا و هو مبتلى ببلاء، منتظر به ما هو أشد منه، فإن صبر على البلية التي هو فيها عافاه الله من البلاء الذي ينتظر به، وإن لم يصبر وجزع نزل من البلاء المنتظر أبدا حتى يحسن صبره وعزاؤه 1. 122 – عن محمد بن سنان، عن أبي الحسن عليه السلام قال: من اغتم 2 كان للغم أهلا، فينبغي للمؤمن أن يكون بالله وبما صنع راضيا 3. 123 – عن أبي خليفة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما قضى الله لمؤمن قضاء، فرضي به إلا جعل الله له الخيرة فيما يقضي 4. 124 – عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله – بعدله وحكمته وعلمه – جعل الروح والفرح في اليقين والرضا عن الله وجعل الهم والحزن في الشك والسخط فارضوا عن الله، وسلموا لامره 5. 125 – عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ابتلي من شيعتنا فصبر عليه كان له أجر ألف شهيد 6.


(1) عنه في البحار: 71 / 94 ح 51 والمستدرك: 1 / 139 ح 12. (2) (من غم، ما أغم / خ). (3) عنه في البحار: 71 / 152 ح 57 والمستدرك: 1 / 138 ح 15. (4) عنه في البحار: 71 / 152 ح 58 وص 158 عن المؤمن: ح 24 عن يزيد بن خليفة مع اختلاف يسير، وروى في مشكاة الانوار: ص 33 مرسلا مثله. (5) (فأسلموا / خ)، عنه في البحار: 71 / 152 ح 59. (6) عنه في البحار: 71 / 94 ح 52 وأخرجه في الوسائل 2 / 902 ح 1 والبحار: 71 / 78 ح 14

[ 60 ]

126 – عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تعدن مصيبة اعطيت عليها الصبر واستوجبت عليها من الله ثوابا بمصيبة، إنما المصيبة التي يحرم صاحبها أجرها وثوابها إذا لم يصبر عند نزولها 1. 127 – روى أحمد بن محمد البرقي في كتابه الكبير، عن أبي عبد لله عليه السلام قال: قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا، ولكل نعمة شكرا، ولكل عسر يسرا، أصبر نفسك عند كل بلية ورزية – في ولد أوفي مال – فإن الله إنما يفيض جاريته (يقيض عاريته / خ) وهبته ليبلو شكرك وصبرك 2. 128 – عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله أنعم على قوم فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا، وابتلى قوما بالمصائب فصبروا، فصارت عليهم نعمة 3. 129 – وعنه عليه السلام أنه قال: لم يستزد في محبوب بمثل الشكر ولم يستنقص من مكروه بمثل بالصبر 4. 130 – عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله 5. 131 – وقال علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام: الرضا بمكروه القضاء من أعلى درجات اليقين 6. 132 – وقال عليه السلام: من صبر ورضي الله فيما قضى عليه فيما


عن الكافي: 2 / 92 ح 17 بإسناده عن أبي حمزة الثمالي، وفي البحار: 71 / 93 عن جامع الاخبار: ص 26 مرسلا عن النبي صلى الله عليه وآله مثله، وفيها: المؤمنين بدل شيعتنا، وفيها: مثل أجر ألف شهيد. (1) عنه في البحار: 71 / 94 ح 53 والمستدرك: 1 / 139 ح 13. (2) عنه في البحار: 71 / 94 ح 54 والمستدرك: 1 / 139 ح 14. (3) عنه في البحار: 71 / 94 ح 55 وص 41 ح 31 عن أمالي الصدوق: ص 249 ح 4، وص 81 ح 18 والوسائل: 2 / 905 ح 18 عن الكافي: 2 / 92 ح 18 بإسنادهما عن سماعة عنه (ع)، وأورد في روضة الواعظين: ص 545 ومشكاة الانوار: ص 26 مرسلا مثله. (4) عنه في البحار: 71 / 94 ذ ح 55. (5) أخرج في البحار: 71 / 158 عن مشكاة الانوار: ص 33 مرسلا مثله. (6) عنه في البحار: 71 / 152 ح 60، وفيه عن ابن مسكان عن أبي عبد الله (ع) والظاهر أنه اشتباه نتج عن سقط في نسخة المجلسي (ره) لمتن ح 130 وسند ح 131.

[ 61 ]

أحب وكره، لم يقض الله عليه فيما أحب أو كره إلا ما هو خير له 1. 133 – عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من شئ إلا وله حد 2، قلت: فما حد اليقين؟ قال: ألا يخاف شيئا 3. 134 – عن يونس بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أيما مؤمن شكا حاجته وضره إلى كافر أو [ إلى من ] 4 يخافه على دينه فإنما شكا (الله / خ) إلى عدو من أعداء الله، وأيما مؤمن شكا حاجته وضره وحاله إلى مؤمن مثله وكانت شكواه إلى الله عزوجل 5. 135 – عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كفى باليقين غنى، وبالعبادة شغلا 6. 136 – عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنه قال: أيها الناس سلو الله اليقين وارغبوا إليه في العافية، فإن أجل النعم العافية، وخير مادام في القلب اليقين، و المغبون من غبن دينه، والمغبوط من حسن يقينه 7. 137 – عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام أنه قال: رفع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قوم في بعض غزواته فقال: من القوم؟ قالوا: مؤمنون يا رسول الله، قال: ما بلغ من إيمانكم؟ قالوا: الصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء والرضا بالقضاء. فقال (رسول الله صلى الله عليه وآله) 8: حلماء، علماء، كادوا من الفقه أن


(1) عنه في البحار: 71 / 153 ذح 60. (2) هنا في الكافي: قال: قلت: جعلت فداك فما حد التوكل؟ قال: اليقين… (3) عنه في البحار: 70 / 180 ح 46 وفي ص 182 عن مشكاة الانوار: ص 13 مرسلا وأخرج في الوسائل: 11 / 158 ح 4 والبحار: 70 / 142 ح 6 عن الكافي: 2 / 57 ح 1 بإسناده عن أبي بصير، نحوه، وفيه: ألا تخاف مع الله شيئا. (4) ليس في النسخة – أ -. (5) عنه في البحار: 72 / 327 ح 10 والمستدرك: 1 / 82 ح 2. (6) عنه في البحار: 70 / 176 ح 32 وعن المحاسن: 1 / 247 ح 251 وأخرج في المستدرك: 2 / 284 ح 1 عن المحاسن بإسناده عن عبد الله بن سنان مثله. (7) عنه في البحار: 70 / 176 ح 33 وعن المحاسن: 1 / 248 ح 254 عن أبيه مرفوعا، وأخرج في المستدرك: 2 / 284 ح 2 عن المحاسن مثله، وفيه: غبط يقينه بدل حسن يقينه. (8) (ويقول الله / خ).

[ 62 ]

يكونوا أنبياء، إن كنتم كما تقولون فلا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تجمعوا مالا تأكلون و اتقوا الله الذي إليه ترجعون 1. 138 – عن جابر الجعفي، عن أبي عبد الله عليه السلام، أنه قال: يا أخا جعفي، إن اليقين أفضل من الايمان، وما من شئ أعز من اليقين 2. 139 – وعن أمير المؤمنين عليه السلام، أنه قال: لا يجد رجل طعم الايمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه 3. 140 – عن علي بن سويد، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) 4، فقال: التوكل على الله درجات، فمنها أن تثق به في امورك كلها، فما فعل بك كنت عنه راضيا، تعلم أنه لم يؤتك إلا خيرا وفضلا، وتعلم أن الحكم في ذلك له، فتوكلت على الله بتفويض ذلك إليه، ووثقت به فيها وفي غيرها 5. 141 – وعن أبي جعفر عليه السلام قال: أحق من خلق الله بالتسليم 6 لما قضى الله من عرف الله، ومن رضي بالقضاء أتي عليه القضاء وعظم عليه أجره ومن سخط القضاء مضى عليه القضاء وأحبط الله أجره 7. 142 – عن صفوان الجمال، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال:


(1) عنه في البحار: 71 / 153 ح 61 وج 22 / 144 ح 132 وأخرج في البحار: 67 / 286 ح 8 عن الكافي: 2 / 52 ح 1 والتوحيد: ص 371 ح 12 ومعاني الاخبار: ص 187 ح 6 والخصال: 1 / 146 ح 175 وعن مشكاة الانوار: ص 19 نقلا عن المحاسن: 1 / 226 ح 151 بأسانيدهم عن محمد بن عذافر نحوه. (2) عنه في المستدرك: 2 / 284 ح 11. (3) عنه في البحار: 70 / 180 ح 47 عن جابر الجعفي عن أبي عبد الله (ع)، والظاهر أنه اشتباه نتج عن سقط في نسخة المجلسي – ره – لمتن ح 138 وسند ح 139 وعن مشكاة الانوار ص 12 مرسلا عن أبي جعفر (ع) عن علي (ع) مثله، وأخرج في البحار: 70 / 147 ح 9 عن الكافي: 2 / 57 ح 4 مثله وص 154 ح 12 والوسائل: 11 / 157 ح 1 عن الكافي: 2 / 58 ح 7 مثله مع زيادة وفيهما عن أبي عبد الله (ع) عن أمير المؤمنين (ع). (4) سورة الطلاق: آية 3. (5) عنه في البحار: 71 / 153 ح 62 وأخرج في الوسائل: 11 / 166 ح 3 والبحار: 71 / 129 ح 5 عن الكافي: 2 / 65 ح 5 بإسناده عن علي بن سويد نحوه، وفي البحار: 78 / 336 ح 18 عن تحف العقول: ص 443 مرسلا نحوه زيادة، وأورد في مشكاة الانوار: ص 16 مرسلا نحوه. (6) (للتسليم / خ). (7) عنه في البحار: 71 / 153 ح 63، وعن مشكاة الانوار: ص 17 مثله.

[ 63 ]

ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه في رزقه، ولا يتهمه في قضائه 1. 143 – عن جابر قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: ما الصبر الجميل؟ قال: ذلك صبر ليس فيه شكوى إلى أحد من الناس. إن إبراهيم بعث يعقوب إلى راهب من الرهبان، عابد من العباد في حاجة، فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم فوثب إليه فاعتنقه، ثم قال له: مرحبا بخليل الرحمن، فقال له يعقوب: إني لست بخليل الرحمن، ولكن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، قال له الراهب: فما الذي بلغ بك ما أرى من الكبر؟ قال: الهم والحزن والسقم، قال: فما جاز عتبه الباب حى أوحى الله إليه: يا يعقوب شكوتني إلى العباد؟! فخر ساجدا عند عتبه الباب يقول: رب لا أعود، فأوحى الله إليه: إني قد غفرت لك فلا تعد إلى مثلها، فما شكا شيئا مما أصابه من نوائب الدنيا إلا أنه قال يوما: ” إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ” 2. 144 – عن ربعي بن عبد الله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الصبر والبلاء ليستبقان إلى المؤمن فيأتيه البلاء وهو صبور، وإن الجزع والبلاء ليستبقان إلى الكافر فيأتيه البلاء وهو جزوع 3. 145 – عن يونس قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الايمان والاسلام، فقال: قال أبو جعفر: إنما هو الاسلام والايمان فوقه بدرجة، والتقوي فوق الايمان بدرجة، واليقين فوق التقوى بدرجة، ولم يقسم بين الناس شئ أقل من اليقين، قال: قلت: فأي شئ اليقين؟ قال: التوكل على الله والتسليم لله، والرضى بقضاء الله، والتفويض إلى الله، قلت: ما تفسير ذلك؟ قال: هكذا قال أبو جعفر


(1) عنه في البحار: 71 / 154 ح 64. (2) سورة يوسف: آية 86، عنه في البحار: 71 / 93 ح 47 وعن سعد السعود: ص 120 عن تفسير ابن عقدة عن عثمان بن عيسى عن المفضل عن جابر مع اختلاف يسير، وأخرجه في البحار: 12 / 310 ح 123 عن العياشي: 2 / 188 ح 57 عن جابر مع اختلاف يسير، وفي البحار: 71 / 93 ح 47 عن سعد السعود: ص 20 بإسناده عن جابر عن أبي عبد الله (ع) باختلاف يسير. (3) عنه في البحار: 71 / 95 ح 56.

[ 64 ]

عليه السلام 1. 146 – عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الايمان في القلب: واليقين خطرات 2. 147 – وقال أمير المؤمنين عليه السلام: إن للنكبات غايات لابد أن تنتهي إليها، فإذا احكم على أحدكم لها فليطأطئ لها 3 ويصبر حتى تجوز، فإن إعمال الحيلة فيها عند إقبالها زائد في مكروهها 4. 148 – وكان يقول: الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد، فمن لا صبر له لا إيمان له 5. 149 – وكان يقول: الصبر ثلاثة: الصبر على المصيبة، والصبر على الطاعة، والصبر على المعصية 6. 150 – وقال أبو عبد الله عليه السلام: الصبر صبران: الصبر على البلاء حسن جميل، وأفضل منه الصبر على المحارم 7. 151 – عن سيف بن عميرة، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اتقوا الله و اصبروا، فإنه من لم يصبر أهلكه الجزع، وإنما (أما / خ) هلاكه في الجزع أنه إذا جزع لم يؤجر 8.


(1) عنه في البحار: 70 / 180 ح 48 وأخرج في البحار: 70 / 138 ح 4 عن الكافي: 2 / 52 ح 5 بإسناده عن يونس مثله وروى في مشكاة الانوار: ص 11 عن يونس بن عبد الرحمن مثله. (2) عنه في البحار: 70 / 180 ح 49 وأخرج في البحار: 70 / 178 ح 38 عن المحاسن: 1 / 249 ح 260 بإسناده عن عبد الله بن سنان مثله. (3) في البحار: فإذا حكم على أحدكم بها فليتطأطأ لها. وفي النسخة – أ – فليطأ حالها. (4) عنه في البحار: 71 / 95 ح 57. (5) عنه في البحار: 71 / 95 ذح 57. (6) (عن المعصية / خ)، عنه في البحار: 71 / 95 ذح 57 وأخرجه في الوسائل: 11 / 187 صدر ح 6 والبحار: 71 / 77 ح 12 عن الكافي: 2 / 91 ح 15 بإسناده عن عمرو بن شمر اليماني مرفوعا عن علي (ع) وفي البحار: 71 / 92 عن جامع الاخبار: ص 135 مرسلا عن أمير المؤمنين (ع) عن النبي صلى الله عليه وآله مثله. (7) عنه في البحار: 71 / 95 ذح 57. (8) عنه في البحار: 71 / 95 ح 58.

[ 65 ]

152 – عن ميمون القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال علي صلوات الله عليه: ما احب أن لي بالرضا في موضع القضاء حمر النعم 1.


(1) عنه في البحار: 71 / 154 ح 65.

[ 66 ]

(9) باب في أخلاق المؤمنين وعلامات الموحدين 153 – عن جابر بن عبد الله، أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: من كنوز الجنة البر، وإخفاء العمل، والصبر على الرزايا، وكتمان المصائب 1. 154 – عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وقور عند الهزاهز، صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه الله، لا يظلم الاعداء، ولا يتحامل الاصدقاء 2، بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة، إن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والصبر أمير جنوده، والرفق أخوه، واللين والده 3. 155 – عن عباد بن صهيب 4 قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا يجمع الله المنافق ولا لفاسق حسن السمت والفقر وحسن الخلق أبدا 5. 156 – عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن شيعة علي عليه السلام كانوا خمص البطون، ذبل الشفاء، أهل رأفة و (علم وحلم) 6 يعرفون بالرهبانية، فأعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد والصبر 7.


(1) عنه في البحار: 71 / 95 ح 59 وفي البحار: 70 / 251 ح 3 وعن صحيفة الرضا: ص 21 مرسلا وأورد في العيون: 2 / 37 ح 105 بأسانيده الثلاثة مثله. (3) في الفقيه: على الاصدقاء. (3) أخرجه في البحار: 67 / 268 ح 1 عنه وعن الكافي: 2 ص 47 ح 1 وص 230 ح 2 والخصال: ص 406 ح 1 وأمالي الصدوق: 474 ح 17 وفي الوسائل: 11 / 143 ح 9 عن الكافي وأمالي الصدوق مثله والفقيه: 4 / 354 نحوه كل بأسانيدهم عنه (ع) وفي البحار والوسائل والكافي: العقل بدل الصبر، والبر بدل اللين. (4) (وهب / خ). (5) عنه في البحار: 72 / 176 ح 5. (6) (رحمة / خ). (7) عنه في البحار: 68 / 188 ح 63 وعن الكافي: 2 / 233 ح 10 بإسناده عن ابن أبي يعفور، وعن صفات الشيعة: 51 ح 18 بإسناده عن أحمد بن محمد مرفوعا عنه (ع) وأخرجه في

[ 67 ]

157 – عن أبي جعفر عليه السلام، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ما ابتلي المؤمن بشئ هو أشد عليه من خصال ثلاث يحرمهن، قيل: وما هن؟ قال: المواساة في ذات يده، والانصاف من نفسه، وذكر الله كثيرا، أما إني لا أقول لكم: سبحان الله والحمد الله، ولكن ذكر الله عندما أحل له، وذكر الله عندما حرم عليه 1. 158 – وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع من كن فيه اكمل إيمانه وإن كان من قرنه إلى قدمه خطايا: الصدق، وأداء الامانة، والحياء والحسن الخلق 2. 159 – عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربه، وسنة من نبيه، وسنة من وليه، فأما سنة من ربه: فكتمان السر، وأما السنة من نبيه: فمداراة الناس، وأما السنة من وليه: فالصبر في البأساء والضراء 3. 160 – عن الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: أما والله إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأكتمهم لحديثنا وإن أسوأهم عندي حالا وأمقتهم إلي الذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروي عنا، فلم يعقله ولم يقبله قلبه، اشمأز منه وجحده وكفر بمن دان به، وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا أسند، فيكون بذلك خارجا عن ولايتنا 4. 161 – عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال علي عليه


الوسائل: 11 / 147 ح 16 وج 1 / 64 ح 8 عن الكافي، وروى صدره في مشكاة الانوار: ص 62 مرسلا مثله. (1) أخرجه في البحار: 93 / 151 ح 5 عن الخصال: 1 / 128 ح 13 ومعاني الاخبار: ص 192 ح 1 وفي البحار: 75 / 35 ح 30 عن الكافي: 2 / 145 ح 9 وفي الوسائل: 11 / 202 ح 9 عن المعاني والكافي بأسانيدهما عن أبي عبد الله (ع) باختلاف يسير، وفي البحار: 93 / 164 عن مشكاة الانوار: ص 57 عن أبي عبد الله (ع). (2) عنه في البحار: 67 / 295 ح 19 وعن أمالي ابن الشيخ: 1 / 43 والكافي: 2 / 99 ح 3 مسندا عن أبي عبد الله (ع) وأخرجه في البحار: 71 / 374 ح 3 والوسائل: 8 / 503 ح 2 عن الكافي، وفي الوسائل: 13 / 220 ح 9 عن التهذيب: 6 / 350 ح 11 مسندا عن أبي عبد الله (ع) مثله. (3) عنه في المستدرك: 1 / 139 ح 20 وج 2 / 92 ح 5. (4) عنه في البحار: 68 / 176 ح 33 والمستدرك – >

[ 68 ]

السلام: إن لاهل الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث، وأداء الامانة، والوفاء بالعهد، وصلة للارحام، ورحمة للضعفاء، وقلة موافاة 1 النساء، وبذل المعروف، وحسن الخلق، وسعة الحلم، واتباع العلم، وما يقرب إلى الله زلفي، وطوبى لهم وحسن مآب 2. 162 – عن ابن بكير 3، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنا لنحب من كان عاقلا، فهما، فقيها حليما، مداريا، صبورا، صدوقا، وفيا. إن الله خص الانبياء بمكارم الاخلاق، فمن كان فيه فليحمد الله على ذلك ومن لم يكن فيه فليفزع 4 إلى الله، وليسأله إياها. قال: قلت: جعلت فداك ماهي؟ قال: الورع والقناعة والصبر والشكر والحلم والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة وصدق الحديث والبر وأداء الامانة 5. 163 – عن أبي عبد الله عليه السلام، قيل له: من أكرم الخلق على الله؟ قال: من إذا اعطي شكر، وإذا ابتلي صبر 6. 164 – وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يصلح المؤمن إلا على ثلاث خصال: التفقة في الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر على النائبة 7. 165 – وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن لا يغلبه فرجه، ولا يفضحه بطنه 8. 166 – عن الحلبي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أي الخصال بالبر 9


< -: 1 / 6 ح 10. (1) (مواتاة / خ)، وفي جميع المصادر الاخرى: وصلة الارحام (أو الرحم) ورحمة الضعفاء. (2) أخرج في البحار: 67 / 289 ح 11 و 12 عن أمالي الصدوق: ص 183 ح 7 مثله والخصال: 483 ح 56 وعن مشكاة الانوار: ص 45 نحوه وفي البحار: 69 / 364 ح 1 عن الكافي: 2 / 239 ح 30 والبحار: 103 / 223 ح 2 عن أمالي الصدوق والوسائل: 11 / 148 ح 21 عن الكافي وصفات الشيعة: ص 88 ح 66 كل بأسانيدهم عن أبي بصير مثله وفي البحار: 70 / 282 ح 2 عن روضة الواعظين: ص 500 والعياشي: 2 / 213 ح 5 عن أبي بصير مثله. (3) (أبي بكير / خ) (4) (فليتضرع / خ). (5) عنه في البحار: 69 / 397 ح 86 وعن أمالي المفيد: ص 121 بإسناده عن بكير مثله. (6) عنه في البحار: 71 / 53 ح 82 وأورد في مشكاة الانوار: ص 22 مرسلا مثله. (7) عنه في المستدرك: 2 / 283 ح 8 وأخرج في البحار: 1 / 221 ح 62 عن كتاب حسين بن عثمان: ص 108 عمن ذكره وغير واحد عنه (ع) مثله. (8) عنه في البحار: 67 / 310 ح 44. (9) في بقية المصادر: بالمرء أجمل.

[ 69 ]

أكمل، قال: وقار بلا مهابة، وسماحة بلا طلب مكافاة، وتشاغل بغير متاع الدينا. 1 167 – عن المفضل 2، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله عزوجل: إفترضت على عبادي عشرة 3 فرائض، إذا عرفوها أسكنتهم ملكوتي وأبحتهم جناني، أولها: معرفتي، والثانية: معرفة رسولي إلى خلفي، والاقرار به، والتصديق له، والثالثة: معرفة أوليائي وأنهم الحجج على خلقي، من والاهم فقد والاني، ومن عاداهم فقد عاداني، وهم العلم فيما بيني وبين خلقي، ومن أنكرهم أصليته (أدخلته / خ) ناري وضاعفت عليه عذابي. والرابعة: معرفة الاشخاص الذين اقيموا من ضياء قدسي، وهم قوام قسطي. والخامسة: معرفة القوام بفضلهم والتصديق لهم. والسادسة: معرفة عدوي إبليس وما كان من ذاته وأعوانه. والسابعة: قبول أمري والتصديق لرسلي. والثامنة: كتمان سري وسر أوليائي. والتاسعة: تعظيم أهل صفوتي والقبول عنهم والرد إليهم فيما اختلفتم فيه حتى يخرج الشرع 4 منهم. والعاشرة: أن يكون هو وأخوه في الدين شرعا سواء، فإذا كانوا كذلك أدخلتهم ملكوتي وآمنتهم من الفزع الاكبر وكانوا عندي 5 في عليين 6. 168 – عن أبي المقدام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا أبا المقدام إنما شيعة على المنازلون (المتباذلون / خ) في ولايتنا، المتحابون في مودتنا، المتزاورون لاحياء أمرنا، الذين إذا غضبوا لم يظلموا، وإذا رضوا لم يسرفوا، بركة على من جاوروا، سلم لمن خالطوا 7.


(1) عنه في البحار: 69 / 369 ح 7 وعن أمالي الصدوق: ص 238 ح 8 والخصال: ص 92 ح 36 بإسناده عن أحمد بن عمر الحلبي عنه (ع) وعن فقه الرضا: ص 48 مرسلا وفي ص 367 ح 2 عن الكافي: 2 / 240 ح 33 بإسناده عن يحيى بن عمران الحلبي، وأخرج في البحار: 71 / 337 ح 1 عن أمالي الصدوق والخصال مثله. (2) (الفضل / خ). (3) هكذا في جميع النسخ والمصادر والظاهر انه: عشر. (4) (الشرع / خ) (5) (عبيدي / خ) (6) عنه في البحار: 69 / 13 ح 13. (7) أخرج في البحار: 68 / 190 ح 46 عن الكافي: 2 / 236 ح 24 والخصال: ص 397 ح 104 بإسنادهما عن أبي المقدام ومشكاة الانوار: ص 61 مرسلا مثله وفي الوسائل: 11 / 147 ح 19 عن الكافي باختلاف يسير.

[ 70 ]

169 – وعن مهزم الاسدي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن من شيعتنا من لا يعدو صوته سمعه ولا (شحمة اذنه) 1 ولا يمتدح بنا معلنا، ولا يواصل لنا مبغضا، ولا يخاصم لنا وليا، ولا يجالس لنا عائبا، قال: قلت: فكيف أصنع بهؤلاء المتشيعة؟ قال: فيهم التمحيص وفيهم التمييز وفيهم التبديل، تأتي 2 عليهم سنون تفنيهم، وطاعون يقتلهم، واختلاف يبددهم. شيعتنا من لا يهر هرير الكلب، ولا يطمع طمع الغراب، ولا يسأل وإن مات جوعا، قلت: وأين أطلب هؤلاء؟ قال: اطلبهم في أطراف الارض، أولئك الخفيض 3 عيشهم، المنتقل دارهم، إذا شهدوا لم يعرفوا، وإذا غابوا لم يفتقدوا، وإن مرضوا لم يعادوا 4، وإن خطبوا لم يزوجوا، وإن رأوا منكرا ينكروا، وإن يخاطبهم جاهل سلموا، وإن لجأ إليهم ذو حاجة منهم رحموا، وعند الموت هم لا يحزنون، وفي القبور يتزاورون، لم تختلف قلوبهم وإن رأيتهم اختلف بهم البلدان 5. 170 – وروي أن صاحبا لامير المؤمنين عليه السلام يقال له همام وكان رجلا عابدا، فقام إليه وقال له: يا أمير المؤمنين صف لي المتقين كأني أنظر إليهم. فتثاقل 6 عليه السلام عن جوابه، ثم قال: يا همام اتق الله وأحسن، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، فلم يقنع همام بذلك القول حتى عزم عليه، فقال له: أسألك بالذي أكرمك وخصك وحباك وفضلك بما آتاك لما وصفتهم لي. فقام أمير المؤمنين: فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله، ثم قال: أما بعد فإن الله سبحانه خلق الخلق حين خلقهم غنيا عن طاعتهم، آمنا عن 7 معصيتهم، لانه لا يضره معصية من عصاه منهم، ولا ينفعه طاعة من أطاعه منهم، فقسم


(1) (سحناءة يديه / خ) (2) (التنزيل مالي / خ). (3) (الحضيض، الخفي / خ). (4) (يعودوا / خ)، وفي البحار: يعادوا. (5) عنه في البحار: 69 / 402 ح 104 وفي 68 / 180 ح 39 عن الكافي: 2 / 239 ح 27 وفي ص 179 ح 37 عن المشكاة ص 61 نحوه. (6) (فتشاغل / خ). (7) (من / خ).

[ 71 ]

بينهم معيشتهم، ووضعهم في الدنيا مواضعهم، فالمتقون فيها هم أهل الفضائل، منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع، خصوا الله عزوجل بالطاعة فخصوا، غاضين أبصارهم عما حرم الله عليهم، واقفين أسماعهم على العلم النافع لهم، نزلت أنفسهم منهم في البلاء كالذي نزل في الرخاء، رضا عن الله بالقضاء [ و ] 1 لولا الآجال التي كتب الله لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقا إلى الثواب وخوفا من العقاب، عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم، فهم والجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون، هم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون، قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة، وأجسادهم نحيفة، وحوائجهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة، ومعونتهم في الاسلام عظيمة، صبروا إياما قصيرة، أعقبتهم راحة طويلة، وتجارة مربحة يسرها لهم رب كريم، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها، وطلبتهم فأعجزوها، وأسرتهم ففدوا أنفسهم منها، أما الليل فصافون أقدامهم تالين 2 لاجزاء القرآن يرتلون 3 به ترتيلا، يحزنون به أنفسهم، ويستثيرون 4 به دواء دائهم ويهيج أحزانهم بكاء على ذنوبهم ووجع 5 كلوم حوائجهم 6، فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا، وتطلعت إليها أنفسهم شوقا، و ظنوا أنها نصب أعينهم، وإذ مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وأبصارهم، واقشعرت منها جلودهم، ووجلت منا قلوبهم، وظنوا أن صهيل جهنم وزفيرها وشهيقها في اصول آذانهم، فهم حانون 7 على أوساطهم، يمجدون جبارا عظيما، مفترشون جباههم وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم، تجري دموعهم على خدودهم، يجأرون إلى الله في فكاك رقابهم. وأما النهار فحلماء علماء بررة أتقياء، قد براهم الخوف بري القداح، ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض، ويقول: قد خولطوا، ولقد خالطهم أمر عظيم إذا هم ذكروا عظمة الله وشدة سلطانه مع ما يخالطهم من ذكر الموت وأهوال


(1) هكذا في نهج البلاغة. (2) قارين / خ. (3) (يرتلونه / خ) (4) (يسترون، يستبشرون / خ) (5) ورجع / خ (6) (جرائحهم / خ) (7) (حافون، حافظون / خ)

[ 72 ]

القيامة، فوضح ذلك قلوبهم، وطاشت له حلومهم، وذهلت عنه قولهم، واقشعرت منها جلودهم. وإذا استقالوا من ذلك بادروا إلى الله بالاعمال الزاكية، لا يرضون لله من أعمالهم بالقليل، ولا يستكثرون له الجزيل، فهم لانفسهم متهمون، ومن أعمالهم مشفقون، إن زكي أحدهم خاف مما يقال له، فيقول: أنا أعلم بنفسي من غيري، وربي أعلم مني بنفسي، اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واجعلني خيرا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، فإنك علام الغيوب، وستار العيوب. فمن علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دين، وحزما في لين، وإيمانا في يقين وحرصا في علم، وفهما في فقه، وعلما في حلم، وشفقة في نفقة، وكسبا 1 في رفق، وقصدا في غنى، وخشوعا في عبادة، وتجملا في فاقة، وصبرا في شدة، ورحمة للمجهود، وإعطاء في حق، ورفقا في كسب، وطلبا في حلال، ونشاطا في هدى، وتحرجا عن طمع، وبرا في استقامة، واعتصاما عند شهوة، لا يغتره 3 ثناء من جهله، ولا يدع إحصاء عمله، مستبطئ لنفسه في العمل، يعمل الاعمال الصالحة وهو على وجل، يمسي وهمه الشكر، ويصبح وشغله الذكر، يبيت حذرا ويصبح فرحا، حذرا من الغفلة، وفرحا لما أصاب من الفضل والرحمة، إن استصعبت عليه نفسه فيما يذكره 3، لم يعطها سؤلها فيما يحب، فرحه فيما يخلد ويطول وقرة عينه فيما لا يزول، ورغبة فيما يبقى، وزهادته فيما يفنى، يمزج الحلم بالعلم، والعلم بالعقل، والقول بالعمل. تراه بعيدا كسله، دائما نشاطه، قريبا أمله، قليلا زلله، متوقعا أجله، خاشعا قلبه، ذاكرا ربه، قانعة نفسه، منزورا أكله، مستغيبا 4 جهله، سهلا أمره، حريزا دينه، ميتة شهوته، مكظوما غيظه، صافيا خلقه، آمنا فيه جاره، ضعيفا كبره، قانعا بالذي قدر له، متينا صبره، محكما أمره، كثيرا ذكره، لا يحدث بما يؤتمن عليه الاصدقاء ولا يكتم شهادة الاعداء، ولا يعمل شيئا من الحق رياء ولا يتركه حياء. الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، إن كان في الغافلين كتب


(1) (كيسا / خ) (2) (يغره / خ). (3) (نكره، يكره / خ). (4) (مغيبا، متغيبا / خ).

[ 73 ]

في (من / خ) الذاكرين، وإن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين، يعفو عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، لا يعزب حلمه، ولا يعجل فيما يريبه، و يصفح عما قد تبين له، بعيدا فحشه، لينا قوله، غائبا شكوه 1، حاضرا معروفه، صادقا قوله، حسنا فعله، مقبلا خيره، مدبرا شره، فهو في الزلازل وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور، لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، ولا يدعي ما ليس له، ولا يجحد حقا هو عليه، يعترف بالحق قبل أن يشهد به عليه، لا يضيع ما استحفظ، ولا ينسى ما ذكر، ولا يتنابز 2 بالالقاب، ولا يبغي على أحد، ولايهم 3 بالحسد، ولا يضار بالجار، ولا يشمت بالمصاب، مؤد للامانات، سريع إلى الصلوات، بطئ عن المنكرات، يأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر، لايدخل في الامور بجهل، ولا يخرج من الحق بعجز. إن صمت لم يغمه 4 الصمت، وإن نطق لم يقل خطأ، وإن ضحك لم يعل صوته، قانع بالذي قدر له، لا يجمع 5 به الغيظ، ولا يغلبه الهوى، ولا يقهره الشح، ولا يطمع فيما ليس له، يخالط الناس ليعلم، ويصمت ليسلم، ويسأل ليفهم، ويتجر ليغنم، لا ينتصب للخير ليفجر به، ولا يتكلم به ليتجبر على من سواه، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته، وأراح الناس من نفسه. إن بغي 6 عليه صبر حتى يكون الله هو المنتقم له، بعده عمن يتباعد منه زهد و نزاهة، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده بكبر ولا عظمة، ولا دنوه بمكر ولا خديعة. قال: فصعق همام صعقة كانت نفسه فيها، فقال أمير المؤمنين: أما والله لقد كنت أخافه عليه، ثم قال: هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها 7.


(1) (منكره / خ). (2) (ينابز / خ). (3) (يتهم / خ). (4) (يفهه / خ). (5) الظاهر: يجمح. (6) (نعي / خ). (7) أخرج في البحار: 67 / 315 ح 50 عن نهج البلاغة: ص 303 خطبة 193 مثله وتحف العقول: ص 159 مختصرا باختلاف يسير، وفي ص 341 ح 51 عن أمالي الصدوق: ص 457 ح 2 مسندا وكتاب سليم بن قيس: ص 238 عنه (ع) ورواه في كتاب صفات الشيعة: ص 60 ح 35 مسندا وكنز الكراجكي: ص 31 باختلاف يسير.

[ 74 ]

171 – وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يحتوي على مائة وثلاث خصال: فعل وعمل ونية وباطن وظاهر. فقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: يا رسول الله ما يكون المائة وثلاث خصال؟ فقال: يا علي من صفات المؤمن أن يكون جوال الفكر، جوهري الذكر، كثيرا علمه، عظيما حلمه، جميل المنازعة، كريم المراجعة، أوسع الناس صدرا، وأذلهم نفسا، ضحكه تبسما، واجتماعه 1 تعلما، مذكر الغافل، معلم الجاهل، لا يؤذي من يؤذيه، ولا يخوض فيما لا يعنيه، ولا يشمت بمصيبة ولا يذكر أحدا بغيبة، بريا من المحرمات، واقفا عند الشبهات، كثير العطاء، قليل الاذى، عونا للغريب، وأبا لليتيم، بشره في وجهه، وخوفه 2 في قلبه، مستبشرا بفقره، أحلى من الشهد، وأصلد من الصلد، لا يشكف سرا، ولا يهتك سترا، لطيف الجهات، 3 حلو المشاهدة، كثير العبادة، حسن الوقار، لين الجانب، طويل الصمت، حليما إذا جهل عليه، صبورا على من أساء إليه، يجل الكبير، ويرحم الصغير، أمينا على الامانات، بعيد ا من الخيانات، إلفه التقى، وخلقه الحياء، كثير الحذر، قليل الزلل، حركاته أدب، وكلامه عجب، مقيل العثرة، ولا يتبع العورة، وقورا، صبورا، رضيا، شكورا، قليل الكلام، صدوق اللسان، برا مصونا، حليما، رفيقا، عفيفا، شريفا. لا لعان ولا نمام، ولا كذاب ولا مغتاب، ولا سباب، ولا حسود، ولا بخيل، هشاشا بشاشا، لا حساس ولا جساس. يطلب من الامور أعلاها، ومن الاخلاق أسناها، مشمولا لحفظ الله، مؤيدا بتوفيق الله، ذاقوة في لين، وعزمه في يقين، لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، صبور في الشدائد، لا يجور ولا يعتدي، ولا يأتي بما يشتهي. الفقر شعاره، والصبر ثاره 4، قليل المؤونة، كثير المعونة، كثير الصيام، طويل القيام، قليل المنام، قلبه تقي، وعلمه زكي، إذا قدر عفا، وإذا وعد وفى، يصوم رغبا ويصلي رهبا، ويحسن في عمله كأنه ينظر إليه، غض المطوف 6، سخي الكف، لا يرد


(1) كذا في البحار وفي الاصل: وأفهماه (2) (حزنه / خ). (3) (الحركات / خ). (4) (دثاره / خ). (5) (ناظره / خ). (6) (الطرف / خ).

[ 75 ]

سائلا ولا يبخل بنائل، متواصلا إلى الاخوان، مترادفا للاحسان، يزن كلامه، ويخرس لسانه، لا يغرق في بغضه، ولا يهلك في محبته 1، لا يقبل الباطل من صديقه، ولا يرد الحق من عدوه، لا يتعلم إلا ليعلم، ولا يعلم إلا ليعمل. قليلا حقده، كثيرا شكره، يطلب النهار معيشته، ويبكي الليل على خطيئته، إن سلك مع أهل الدنيا كان أكيسهم، وإن سلك مع أهل الآخرة كان أورعهم، لا يرضى في كسبه بشبهة، ولا يعمل في دينه برخصة، لطيف (يعطف / خ) على أخيه بزلته، ويرعى ما مضى من قديم صحبته 2. الحمد لله، قد تم استنساخ كتاب (التمحيص) ومقابلته وتخريجاته مراعيا لا تحاد أحاديثه مع سائر الاصول والجوامع في 2 جمادى الاولى سنة 1403. وأما النسخ الثلاث النفسية التي اعتمدنا عليها في التصحيح والمقابلة: ففي آخر نسخة (أ) بخط الفاضل الثقة السيد محمد بن المصطفى الموحد المحمدي الاصفهاني كتب في ربيع الثاني سنة 1382 في النجف الاشرف: عدوه، لا يتعلم إلا ليعلم، ولا يعلم إلا ليعمل. قليلا حقده، كثيرا شكره، يطلب النهار معيشته، ويبكي الليل على خطيئته، إن سلك مع أهل الدنيا كان أكيسهم، وإن سلك مع أهل الآخرة كان أورعهم، لا يرضى في كسبه بشبهة، ولا يعمل في دينه برخصة، لطيف (يعطف / خ) على أخيه بزلته، ويرعى ما مضى من قديم صحبته 2. الحمد لله، قد تم استنساخ كتاب (التمحيص) ومقابلته وتخريجاته مراعيا لا تحاد أحاديثه مع سائر الاصول والجوامع في 2 جمادى الاولى سنة 1403. وأما النسخ الثلاث النفسية التي اعتمدنا عليها في التصحيح والمقابلة: ففي آخر نسخة (أ) بخط الفاضل الثقة السيد محمد بن المصطفى الموحد المحمدي الاصفهاني كتب في ربيع الثاني سنة 1382 في النجف الاشرف: هذا تمام ما في النسخة التي نسخت منها وهي نسخة العالم الثقة الشيخ (شيرمحمد) الهمداني التي كتبها بيده الشريفة سنة 1353 بمشهد مولانا أبي عبد الله الحسين عليه السلام. وفي آخر نسخة (ب) بخط آية الله الصفائي الخونساري: لقد تمت مقابلة هذا الكتاب المسمي (بالتمحيص) مع نسخة شريفة كانت في آخرها بخط شريف خاتمة المحدثين العظام ثقة الاسلام والمسلمين الحاج ميرزا محمد حسين النوري الطبرسي (ره) وقد كتبه في محرم الحرام سنة 1280، وأنا الاحقر مصطفى الحسيني الصفائي الخونساري في جمادي الثانية من عام 1367. وفي آخر نسخة (ج) بخط العلامة الحجة السيد عبد العزيز الطباطبائي اليزدي: إنتهى استنساخه في يوم الثلاثاء الثاني عشر من ربيع الثاني سنة 1380 ه‍ في مكتبة الامام المهدي عليه السلام العامة، والحمد الله.


(1) حبه / خ. (2) عنه في البحار: 67 / 310 ح 45 والمستدرك: 2 / 280 ح 22. * ((تم الكتاب)) *

اترك تعليقاً