أم الكتاب – برواية عن جابر الجعفي

أم الكتاب

برواية عن جابر بن يزيد الجعفي


[ 1 ]

أم الكتاب, من أقوال الإمام الباقر (عليه السلام) رواه جابر بن يزيد الجعفي, باقر العلم


[ 2 ]

الباقر في مكتبته (خزانته) وذكر له الإمام كتابا أعطي له كتاب الدقائق أو (الأسرار الخفية): إني أنا حكيم معطيكم مما أعطاني (الله) فلا يكشفه إلا لملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن (بحسب القرآن, الممتحنة: ١٠) وعلمنا دقيق عميق صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو صديق أو موحد (بالله) ممتحن مطمئن في الملكوت والناسوت وهو آية مكنونة في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة (القرآن, عبس: ١٣١٦) وعلمه رفيع عظيم في العالمين ومنه إلى ربها ناظرة (القرآن, القيامة: ٢٣) وللشيطان قاهرة وتكشف الأسرار الهاشمية بقطب الأرض والله واسع بغير علم والله العلي العظيم [ثم يبدأ النص الفارسي]: يسمى هذا الكتاب بأم الكتاب لأنه نبع الكتب كلها ولأنه يحتوي على كل العلم الموجود في العالم هذا الكتاب اسمه أم الكتاب بمعنى أن كل من يقرؤه لن يحتاج بعد لنشود علم (آخر) هذا الكتاب يسمى بروح الكتاب لأنه الروح والمعنى لكل الكتاب وموجودة في هذا الكتاب كذلك صفات الرؤية هذا الكتاب يسمى بنور الكتاب لأنه يحتوي على نور السماء ونور الأرض هذا الكتاب يسمى بالمقالات السبع لأنه يكشف سبع مقالات إلهية (هفت) هذا الكتاب يسمى بالسبع مجادلات لأنه يحتوي على المجادلات السبع بين إبليس وآدم هذا الكتاب يسمى برفيع الدرجات (القرآن, غافر: ١٥) لأنه يكشف عن درجة وعلم المؤمنين والكافرين وكذلك روحها وأرواحها هذا الكتاب يسمى ببشير المبشرات لأن المرء يحصل منه على بشارة المؤمنين ونجاتهم وخلاصهم. هذا الكتاب يسمى بالمقالات العشر لأن المرء يعرف منه وصف الديوانات العشر (كذا) وضروب مخلوقات الأرواح العشرة. هذا الكتاب يسمى بالظهورات السبعة لأنه يحتوي على وصف الأدوار الجسدية والروحانية السبعة بالمعنى والحقيقة هذا الكتاب يسمى بكتاب المجازات لأنه يتكلم عن مجازات ومكافآت الكافرين والمؤمنين في العالم الأصغر والعالم الأكبر (عالم كوچک وعالم بزرگ) هذا الكتاب يسمى بكتاب الأمهات لأنه يتكلم عن أصل وماهية التوراة


[ 3 ]

والإنجيل والزبور والفرقان (أي القرآن) وكل الكتب الموجودة في هذا العالم قيلت فيه من جديد. لقد أملي هذا الكتاب في مدينة مكة في محلة قريش بن هاشم في بيت عبد مناف وكان متواجدا في مكتبة (خزانة) الباقر عليه السلام أخرجه جعفر الجعفي وأحضر (در کوفه آ ورده اند) إلى الكوفة إلى أن أورده في عهد هارون علي بن عبد العظيم إلى العراق وعندما توفي سلمه للمؤمنين والمرسلين وأخذ عليهم به عهد الحذر والأمانة أن لا يعطي المؤمنون والموحدون والرؤساء هذا الكتاب لمعترض فهذا علم يقع خارج لأي مخلوق على أن يشع العلم في هذا البريق على المؤمنين كلهم فهذا علم يقع خارج فهمنا وخيالنا خلا أنه يحتمله مؤمن موحد (بالله) أو نبي مرسل أو ملاك مقرب ممتلئ قلبهم بنور الوحدانية الإلهية ولا يقدر الآخرون غير المؤمنين على احتمال علم عالم الأسرار من دون أن يقصروا من أعمارهم وينقصوا من حياتهم. من هذا الكتاب يعرف المرء صفة وحدانية الباري جل جلاله وحقيقة أن الحق (الله) صنع الحجاب العالي وحجاب المؤمنين وصفة العرش والكرسي واللوح والقلم وحجاب أرواح المؤمنين والكافرين والمتعرضين والاكيفية وعدم الوضوح (بيچونى وبيچگونگي) ويعرف المرء معرفة الملك تعالى جلت عظمته والملائكة الخمسة مع الأدوار السبعة الإلهية والأدوار السبعة البشرية ومجادلات إبليس وآدم السبع وخلق كل ما يحيط به الفهم والوهم وفكر القلب وما لا يحيط به كل هذا مدلول عليه في هذا الكتاب حسب مقالات الباقر علينا منه السلام (که) هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات (القرآن, آل عمران: ٧) هذا الكتاب سماه الباقر بأم الكتاب وكان كتاب باقر العلم علينا منه السلام فهو ذا الباقر ولد من أمه وجاء من أم المؤمنين آمنة إلى الدنيا قال: آيات محكمات هن أم الكتاب. باقر يفسر الأبجدية عندما أرسلوه (أي الإمام الباقر) إلى الكتاب (المدرسة) بان عليه (فرا ايزدى) إلاهي وحكمة وعلم مؤيدات (من الله) لم يشهد مثلهما أي كتاب هكذا روى جابر بن عبد الله الأنصاري أنه عندما كان باقر العلم علينا منه السلام طفلا ابن خمسة أعوام أرسلوه إلى مدرسة عبد الله بن سبأ وكعادة الكتاب (المعلمين) كتب عبد


[ 4 ]

الله الحروف التسع والعشرين على لوح من الفضة الصافية وسلمه لباقر العلم باليد وطلب منه: قل ألف فقال الباقر: ألف فقال عبد الله: قل باء لكن الباقر قال: إذا لم تقل لي معنى الألف فلن أقول باء فقال عبد الله: يا قرة عيون المؤمنين فقل ألف يا باقر فقال: الألف الله لا إله إلا هو الحي القيوم وأكمل يا عبد الله الألف هي الله واللام المكتوبة بعدها هي محمد ومعنى الألف روح محمد وتتكون الألف من ثلاثة حروف ونقطة واحدة: ألف ولام وفاء ونقطة ألف محمد ولام علي وفاء فاطمة ونون (أي أول حرف في مفردة نقطة) الحسن والحسين إذ أن آخر حسن وحسين نون وفي آخر الألف نقطة. فتعجب عبد الله وقال: يا ضياء عيون المؤمنين هذا الذي ذكرته عن طبيعة وضفة الألف لمعجزة غير مكتوبة في أي كتاب مخلوق وقال الباقر: كان كتابنا نحن أهل البيت هكذا في كل دور وزمان يا عبد الله ألف كرسي وعرش الله عز وجل واسمه روح الحياة الناطقة وهو موجود على عقل المؤمنين ولام روح الضياء (روح روشنى) وفاء روح الجبروت ونون روح الفكر وعلى الألف روح صورتها (بيکرى حجاب) حجاب علي علينا منه السلام وألف روح علي ولام لؤلؤتان لتلألؤ علي فاء فكر روح وحي علي ونقطة نطق علي و(هو) النورانية التي على الحروف الثلاثين. لكن عبد الله بن سبأ استغرب وقال: يا ابن رسول الله والله بوالله العلي العظيم (هذا) توجيه إلهي فأنا لم أسمع مثل هذا العلم من أي معلم قط يا للروعة أنك ارسلت إلى مدرستي ولم تجلس في مدرسة أخرى قط ولم تقرأ كتابا ولم تر متعلمها يا فاكهة قلب المؤمنين ما معنى أن (چگونه حال است) يعلم واحد الناس العلم وهو نفسه لا يملكه أردت أن أعلمك الألف وأنا لا أعرفها حتى أني الآن تعلمتها منك يا عيني محمد وعلي أكلم الرحمة واقرا كذلك الباء والتاء ليرحمن والدك ووالدتك. فقال الباقر: يا معلم باء باب الألف فالألف محمد وباء علي والنقطة تحت الـ ب ء نطق علي. [ألف هي روح البريق وباء هي روح حياة العقل البشري والنقطة هي النطق] يا معلم قل أيهما الأول من هذين الحرفين فقال عبد الله: ألف فقال الباقر: يا عب الله وما الدليل فقال عبد الله: يا عيني المؤمنين لا علم لي أكثر فقال الباقر: يا عبد الله كل هؤلاء المعلمين يعلمون بلا علم ولا يفقهون إذا كات الألف أول أم باء


[ 5 ]

إن أول هذه الحروف هو الباء ثم ألف فالباء علي وألف محمد ومحمد يتقدم ظاهرا. علي هو باب محمد ومن الباب يدخل المرء إلى القصر (در سراى) ومن علي يصل المرء إلى محمد. محمد وعلي هما واحد ونقطة ألف المحجوبة هي نطق محمد المحجوب ونقطة ب الجلية هي نطق علي الجلي الذي هو جلي بعلم (غنوص) النور. الكفار الذين أصلهم من صدر أهريمن (الشيطان) متعارفون على شريعة محمد ويعلمون بها ومن شريعة علي ليس عندهم خبر فمحمد هو الدنيا وعلي الآخرة تصديقا لقوله تعالى: يعلمون ظاهرا من الحيواة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون (القرآن, الروم: ٧) يا عبد والآن ما هو الأول من هذا الحرف النقطة أم الـ ب. أجاب عبد الله: يا عيني محمد لا أعلمه إذ لم أسمع منك فقال الباقر: أول هذه الحروف هو النقطة والنقطة نطق المؤمنين فبالنطق أبلغ وب روح بين الحاجبين وألف الوعاء النقطة أولا ثم الـ ب ومن ثم ألف. [يقطع شرح الباء بإضافة طويلة أك ٢٠٢٤ تعد في عداد الطبقة الحديثة يؤؤل في هذه الفقرة حرف الميم سابقا لأوانه في هذا الموقع بمعنى مذهب الأرواح للطبقة الأحداث ثم يلي النص القديم: باقر يقول بأن العالم كله سماء الإله المتعالي الخارجية وتجلياتها الخمس وكذلك السبعة والاثنا عشر موجود في الحرف ب:] يا عبد الله هل النقطة أكبر أم الألف فقال عبد الله: يا نور عيني محمد وعلي أتريد أن تقول بأن النقطة أكبر فأجاب الباقر: نعم فالسموات السبع والأرض متواجدات في هذه النقطة. – يا فاكهة قلب المؤمنين ما معنى هذا؟ فقال الباقر: يا عبد الله حسب حقائق الحق (الله) فإن النقطة تحت الباء هي ديوان الغاية الأزلية فهكذا يمكنك القول إن النقطة تتكون من خمس نقاط تتكون نقطة من ثلاثة حروف ساكنة والنقاط الخمس من المختصون من الملك تعالى: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والحروف الثلاثة من ديوانات سلمان ومقداد وبا (أبي) ذر وتتكون النون في نقطة من ثلاثة حروف والقاف من ثلاث والطاء من اثنين ومجموع هذا ثمانية وثمانية هم الملائكة ذوو السبعة ألوان وثمانهم هو الملك تعالى جلت عظمته [هذه النقاط الخمس هي سمع أي أذني وبصر أي عيني الملك تعالى ومعاينته جل جلا] يا عبد الله إذا شرحت هذه النقاط شرحا تاما فسيتجاوز هذا كل حد وبعد. تنطوي


[ 6 ]

هذه النقطة على سبعة واثني عشر دويانات (في الحجاب) فقال عبد الله: يا مولاي ومولى المؤمنين كيف يمكن أن تكون هذه السبعة والاثنا عشر في نقطة واحدة فقال الباقر: تتكون نقطة من ثلاثة حروف والنون في حساب الجمل خمسون أو خمسة والقاف مائة أو عشرة والتاء أربعة ومجموع هذا تسعة عشر إذا سبعة واثنا عشر تلكما السبعة والاثنا عشر المضيئات للعالم واللواتي يبقينه نيرا [تعد الفقرة الطويلة التي تلي العدد ٢٧ أك من ٢٧ إلى ٣٧ في عداد الطبقة الحديثة ب كليا إذ تفسر السبعة والاثنا عشر بمعنى مذهبهم الروحاني وتعتقد فيها الصلة بين الأرواح وأعضاء الله الاثني عشر وحجب السموات السبع عنوا ثم يلي النص القديم مع نداء تعجب عبد الله بن سبأ:] فقبل عبد الله بن سبأ رأس ووجه باقر العلم وقفر على الأقدام ودعا وحمد وقال: سبوح قدوس قدوس وسبوح محمد وعلي حقا حقا علي ومحمد بآلائه ونعمائه انصتوا يا مؤمنين ويا مسلمين يا رحمان يا رب يا رحيم أشهد أنك إله المؤمنين كلهم وخالق الأرض والسماء انصتوا يا رب ويا خالق لتكن سبوحا وقدوسا هكذا قال وسقط على الأرض. الباقر يتجلى بالخاموس الإلهي عندما رجع إلى وعيه لم ير محمد الباقر إنما محمد المصطفى وكان يشع من وجهه نور براق وسقطت خلصتان منيرتان وقال: أنا سبحان الله يعني أنا الله الطاهر الطهور والمنزه عن كل صفة ووصف ولما رأى عبد الله هذا سقط عدة مرات على الأرض. عندما رجع إلى وعيه رأى أمير المؤمنين علي وقال: أنا الحمد لله يعني أنا ذلك الإله الذي تحمده السماء والأرض والتثنيان عليه: وإن من شيء إلا يسبحه بحمده (القرآن, الإسراء: ٤٤) فسقط عبد الله عدة مرات على الأرض ولما رفع رأسه لم ير عليا إنما فاطمة ساترة رأسها بحجاب أخضر ومرتدية لباسا من: سندس واستبرق (القرآن, الكهف: ٣١) يشع بألف ألف نور وشعاع وقالت: لا إله إلا أنا الله يعني لا يوجد سواي أنا إله في أي مكان لا في الألوهية ولا في البشرية لا في السماء ولا على الأرض إلا أنا, أنا فاطمة الفاطر وخالق أرواح المؤمنين أنا. إني الخالق الباري له الأسماء الحسنى (القرآن, الحشر: ٢٤) وعندما رجع إلى وعيه لم ير فاطمة إنما الحسن بن علي كبدر في ليلته الرابعة عشرة يرمي


[ 7 ]

ببريقه وأشعته وقال: أنا الله أكبر يعني أنا الله أكبر من السموات والأرض أنا الأكبر: أنا الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى (القرآن, الحشر: ٢٣ و٢٤) وعندما رجع عبد الله إلى وعيه لم ير الحسن إنما الحسين بن علي ينير من شفتاه وأسنانه البدر والمشتري وتشع من وجهه شمس, شمس العالم الأكبر وتشير الجزع كأنها ستحرف عبد الله وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم يعني لا إله غيري فأنا معذب الكافرين ومخلص المؤمنين, أنا الحسين بن علي وأنا الحسن بن علي وأنا فاطمة الزهراء وأنا علي الأعلى وأنا محمد المصطفى. وسقط عبد الله مرة أخرى على الأرض ولما رجع إلى وعيه لم يعد يرى الحسن بن علي إنما رأى باقر العلم علينا منه السلام تماما مثلما رآه أول ما رآه ينافس الضياء والشمس وتخرج الكلمات من بين أسنانه كأنها النجوم اللامعة ولما رأى عبد الله هذه المعجزة فقد وعيه. وعندما عاد إلى وعيه قال: أشهد: أشهده سبوح وقدوس محمد وعلي حقا حقا, الله المحمود المصطفى, وواليه السلسبيل (سلمان الفارسي) [وأبو الخطاب] هذا هو (اين است) [نص عربي:] أنت الأول وأنت الآخر أنت الظاهر وأنت الباطن وأنت بكل شيء عليم. شهادة عبد الله بن سبأ وقربان موته فترك الباقر وخرج إلى مدينة مكة وقال: أيا أهل مكة والمدينة أيا أهل العراق العربي والعجمي أيا أهل فارس وكرمان أيا أهل البصرة والكوفة, كونوا شهدائي أن لا إله لي في السماء وعلى الأرض إلا محمد الباقر ابن زين العابدين الصغير أشهد أنه هو إله الثمانية عشر ألف عالم (نص عربي) هو الأول وهو الآخر هو الظاهر هو الباطن وهو بكل شيء عليم. (نص فارسي: ) فسار الناس جماعات جماعات مع بعضهم البعض وقام فيما بينهم الخلاف وقالوا: خرف عبد الله بن سبأ أصبح رجلا ضالا ممسوسا. فأمر علي زين العابدين وابنه الصغير باقر العلم بقتل عبد الله بن سبأ وحرقه بالنار فقالا: جن هذا الرجل كي لا ينشب انقسام ولا تكونن غوغاء ولا لغط في الخلق (الأمة). ولما رجع باقر العلم إلى البيت أحاط به أولئك المستنيرون الذين شاطروه قدره وعمره مثل جابر بن عبد الله الأنصاري وجابر الجعفي وجعفر


[ 8 ]

الجعفي وصعصعة بن صوحان ترحموا وحمدوا وقالوا للباقر: يا ولي الزمان, إن عبد الله بن سبأ قال الحقيقة, لكنك أمرت بقتله وحرقه بالنار, ولم يستحق هذا لقوله, فنحن نشهد بنفس الشهادة التي شهدها ولا ندري ما هو معنى هذا. فقال باقر العلم: يا مستنيرون, إن إناطة الحجاب سنة من دور الشريعة ولم يتحدث علنا إلى أن يظهر القائم. فسينطق حينها بمعنى أن الملك تعالى سيظهر كالقائم. أما أن تشهد الشهادة اليوم فهذا تقصير. عبد الله أناط الحجاب عنا. وكل من ينيط عنا الحجاب ننيط عنه الحجاب. يا مستنيرون ولا إخوان, أنتم تعلمون أن في أيام مولانا أمير المؤمنين علي لما يظهر ومعه الولاية وتسقط له الخلافة ستسجد له الماذنة في مدينة الكوفة ولن تقدر على القيام ثانية وستبقى هكذا وسيشهد الناس كلهم سرا أو علانية من يقين القلب بإقرار قاطع. لقد بشر أبو الخطاب وحده علنا بهذا النور وهذا البيان: يا أيها اعرب والعجم, كونوا شهدائي أنه لا إله في الثمانية عشر ألف عالم إلا علي بن أبي طالب, حتى أمر مولانا جدي بقتل أبي الخطاب وحرقه. يا مستنيرون لو لم يقتل جدنا أبا الخطاب ولم يحرقه فكان سيقول ما يجب أن يقال بعد تسع مائة وأربعين سنة. فطلب المؤمنون كلهم العفو, وقام جابر بن يزيد الأنصاري وقال: (نص عربي: ) ما شاء الله ولم يكن إلا أن يشاء (نص فارسي: ) إن أمر الله حق, كل ما يشاؤه يكون. فعفا الباقر عنهم وذكر الآية: فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن: سبحوا بكرة وعشيا. يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا (القرآن, مريم: ١١١٢) ولما تلا باقر العلم هذه الآية خرج شخص ليس بميت ولا بحي: لا يموت فيها ولا يحيا (القرآن, طه: ٧٤) من جدار حجرة فاطمة. نفخ الباقر العلم عليه نفسا, ولما صارت الروح ظاهرة بين شفتي وأسنان الطفل الشبيه بالقمر (المقصود هو الباقر) دخلت إلى حلقوم الشخص وقام بمظهر عبد الله بن سبأ وتلا من جديد: عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال (القرآن, الرعد: ٩) وشهد بألوهية الباقر أمام كل المستنيرين فقال باقر: يا عبد الله ماذا رأيت وما أصابك فقال عبد الله: يا إله جميع الآلهة ونور كل الأنوار, رأيت نفسي في الحلم في الجنة بين الحور, جالسا في قصور, في خيام نورانية وروحانية مع ولدان وغلمان (القرآن, الواقعة: ١٧) و: حور مقصورات في الخيام (القرآن, الرحمن: ٧٢) ورأيت محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين يشهد كل أهل الجنة بألوهيتهم وأنا أيضا شهدت عدة مرات


[ 9 ]

وقلت: شهد الله أنه لا إله إلا هو الحي القيوم (القرآن, آل عمران: ١٨, والبقرة: ٢٥٥) ورأيتك يا مولاي, كيف خرج مائة ألف قمر وشمس من بين شفتيك وأسنانك ولما صحوت من النوم لم أر شيئا من ذلك إنما رأيتك تنفخ لي في فمي نفسا وكان بدني كله ينطق ويشهد. فقام طالب بن عبد الله وقال: أنا أريد أن أفدي نفس لله باقر (بفداى خداوند مى کنم) كي أرى الشيء عينه الذي رآه والدي وهذا المذهب الفدائي والطالبي (واين مزهب فدائى وطالبى) في دمشق والشام هو المذهب الذي أسسه طالب [المذهب الإسماعيلي هو ذاك الذي أسسه أبناء أبي الخطاب الذين فدوا أبدانهم لأبناء جعفر الصادق وإسماعيل] الذي استمر على مدار كل الأدوار: والسلام على من اتبع الهدى (القرآن, طه: ٤٧) تنقسم الطبيعة في مؤمنين وجاحجين روى جابر بن عبد الله الأنصاري: سألت مولى الزمان المولى باقر العلم: ما معنى أن المئذنة سجدت في مدينة الكوفة مصلية لعلي بن أبي طالب, ما أمرها وهو لا يوجد فيها حياة تسجد فقال الباقر: يا جابر لقد كان ذلك هو الظهور الإلهي الذي ظهر للمئذنة إبان ولاية علي وأخذت (المئذنة) الظهور الإلهي إبان ولاية علي, سجدت وأطاعت, يا جابر, ي ذلك اليوم, لما ظهر أمير المؤمنين علي بكرامة المولى والخليفة عرض ظهوره على كل الكون, على السماء والأرض والجبال والبحر والنبات وكل ما يشبه ذلك, وعرضت هذه الظهورات كذلك على الملائكة الموكلين على جبرئيل وميكائيل وعزازيل وإسرافيل, وكل من قل بالظهور الإلهي لولاية علي له خير راحة وكل من لم يقبل به له عذاب وعقوبة. أول ما عرض الظهور الإلهي إبان ولاي علي, عرض على السماوات, وقد قبلت به كلها ومنه خرجت كل النجوم النيرة الجميلة والشمس والقمر والملائكة. ثم عرض الظهور الإلهي إبان ولاية علي على الجبال ويوجد على كل الجبال التي قبلت به شياه وثمار من كل الضرةب وأعشاب يأكلها الإنسان, وأعشاب طيبة من كل الضروب, وأحجار كريمة قيمة, ودواب وطيور يستنفع بها الإنسان. بينما كل الجبال التي لم تقبل حالت إلى جبل وصخرة وغطيت بأعشاب شوكية ووحوش ضارة


[ 10 ]

ثم عرض الظهور الإلهي إبان ولاية علي على البحار وكل البحار التي قبلت به لها ماء جيد أي عذب وصيد نافع والعديد مما ينفع الناس مثل الحيتان (حرفيا: حيتان العنبر) وأحجار كريمة قيمة في قعر البحر, والدر والصدق واللؤلؤ والكثير مما يشبه ذلك, ولكن كل البحار الني لم تقبل به مياها مالحة ومرة مضجرة ونتنة وما يصطاد فيها هو ضار مثل التماسيح والأفاعي والتنانين والكثير مما يشبه ذلك. ثم عرض الظهور الإلهي إبان ولاية علي على الصحاري, وملئت كل التي قبلت به بنباتات وأعشاب من كل الضروب, بخضار جميل وأزهار غناء, ولكن كل الصحاري التي لم تقبل به أصبحت صحاري مالحة ومستنقعات مالحة ذات نباتات ليس بها منفعة. ثم عرض الظهور الإلهي إبان ولاية علي على الجيوانات البرية والبهائم كل التي أقرت به هي التي يمكن الإنسان أكلها, ولكن التي لم تقر به ليست ذوات أي منفعة, فهي كلها من آكلي الجيف مثل الفهد والضبع والخنزير والدب والقرد والكثير مما يشبه ذلك لا يصلح لحمها كطعام الإنسان. ثم عرض الظهور الإلهي إبان ولاية علي على معادن الأرض. وكل التي قبلت به هي كريمة وثمينة مثل الذهب والفضة والياقوت والفيروز الزبرجد والأحجار الكريمة الأخرى, ولكن كل التي لم تقر به حالت إلى أشياء مثل الخبث والكلس والكثير مما يشبه ذلك. ثم عرض الظهور الإلهي إبان والاية علي على المدن والقرى, إن كل المدن والقرى التي قبلت بهذه الولاية ممتلئة بأناس أتقياء, ولكن كل التي أنرتها سكانها كافرون وضالون ومنحرفون عن سواء السبيل. يا جابر بهذا تنطق الآية قوله تعالى: ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم (القرآن, الحج: ١٨). أم الكتاب: رؤيا جابر, تفسير البسملة فقام جابر الجعفي وقال: يا مولاي, ما هو معنى: بسم الله الرحمن الرحيم المكتوبة في بداية سور القرآن والتي يقولها كل من يشرع بعمل ما والتي يعتبرها الكل عزيزة


[ 11 ]

كريمة فقال الباقر: إن تفسير بسم الله الرحمن الرحيم كالتالي: لقد كتبها الملك تعالى على سطر غاية الغايات الأعلى من كل العلو فهي تعني تلك السبع والاثني عشر اللواتي جعلهن الملك تعالى جوارحه. لقد خلق على نفسه بحرا من ألف لون وخلق تحته بحرا آخر اسمه ألوهية ووضع الملك تعالى بينهما النوار السبعة والاثني عشر القديمة اللامخلوقة اللافريدة كسمعه وبصره تصديقا لقوله تعالى: مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان (القرآن, الرحمن: ١٩٢٠) يا جابر الجعفي البحران الكبيران هما البحران المذكوران والبرزخ هو الملك تعالى واللؤلؤ والمرجان فيهما هم الملكان والملائكة والنقباء والمنيرة النيرة والقناديل المربوطة من ديوان إلى ديوان بقلوب المؤمنين. ووالله بالله العلي العظيم إن هذا لهو ذلك العلم (الغنوص) الذي يسيل من جنة إلى جنة ومن جهنم إلى جهنم والذي لم تقل عنه أي كلمة في أي كتاب. [يا جابر تماما مثل السبعة والاثني عشر المشعة على شخصنا وهيكلنا هذا فبهذا يعني العقل (مغز) بحر البيضاء والروح الناطقة تعنى الملك تعالى المتواجدة في نخاع العقل والعينان والأذنان والمنخران والفم تعني تلك السبعة التي هي جوارح الملك تعالى واليدان مع الأصابع العشرة تعني تلك الاثني عشر التي في وسط بحر البيضاء وقبة غاية الأزلي وقبة غاية الأزلي هي قبة الملك تعالى على رؤوسنا هذه القبة هي الروح الأعظم ذات الألف لون والعقل كأنه هو الأرض البيضاء التي على السموات السبع كمثل بحر البيضاء على ديوانات القصر السماوي السبعة تصديقا لقوله تعالى: تنزيلا ممن خلق الأرض والسمات العلى الرحمن على العرش استوى له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى (القرآن, طه: ٤٦) يعني أن الله على بحر البيضاء وبحر البيضاء هو عرش الملك تعالى جلت عظمته أنبت في القبة البيضاء الحور والقصور والمشعل والسراج والغلمان: وولدان مخلدون لؤلؤ منثورا (القرآن, الإنسان: ١٩).] يا جابر إن بسم الله الرحمن الرحيم على القرآن هي قصر إلهي الباء والسين والميم والنقطة تحت الباء تعني أربعة ملائكة يسمون باللسان البشري سلمان والمقداد وأبا ذر وعمار وتعنيان اللام والهاء وهما دليل وتصديق للملائكة الثلاثة الآخرين أبو كميل وأبو هريرة وأبو جندب وتعني الألف في وسط الحروف السبعة هذه الملك تعالى جلت عظمته. [وخلقت القسمات على رأسنا البشري دليلا وحجة لذلك فالأذن اليمنى والعين اليمنى والمنخر الأيمن والنطق تعني الباء والسين والميم بينما يعني النطق النقطة تحت الباء والأذن اليسرى والعين اليسرى والمنخر الأيسر تعني اللام والميم والياء ومكتوبة روح الحياة على الجبهة كدليل وحجة للألف في الوسط فهذه الجوارح على رأسنا كلها أدوات هذه الروح


[ 12 ]

والأذنان موجودتان لكل زمان إزاء بعضهما لكي تعلما روح الحياة عندما يسمع المرء أسرع من إغلاقه الرموش والعيون والأنف والفم مثلهم كمثل سلمان القدرة والمقداد وعمار وأبي ذر وجندب وأبي هريرة وأبي كميل مطيعين للملك تعالى وخاشعين له وواقفين أمامه مقلدين: الذين يحملون العرش(القرآن, غافر: ٧).] يا جابر الجعفي إن بسم الله الرحمن الرحيم هذه أكبر مما يقوله الناس أي أن هذا هو اسم الإله بل هو عرش الله تلك الألوهية التي لا يدركها لا فهم ولا وهم ولا فكر القلب. إنها جملة كل صفات عظمة الملك تعالى ففي حروف بسم الله الرحمن الرحيم تظهر خاصيات الملك تعالى الخاصة السبع والاثنا عشر وتحجب في حجابها والثمانية والعشرون نور النجيب ونور الملائكة الأربعة الذين بمنحون السماء والأرض حياة ويأخذون حياة محجوبون في حجاب حروف الرحمن الرحيم الاثني عشر بنما بسم الله هو عرش الله والرحمن الرحيم عرش بسم الله. وعلى ذلك قال باقر العلم: إن هذه الكلمة بهذا المثال مكتوبة على لوح الفضة الصافية بسم الله الرحمن الرحيم. فقال جابر الجعفي: يا مولاي اشرح هذا لعبدك الضعيف لتفدين ألف حياة وكل مال وملك لحياة الإله. فقال باقر العلم: علي الحرس لرقبتك, الأمان الأمان, الحذر يا جابر الجعفي, بسم الله تعني ديوان غاية الغايات والرحمن والرحيم تعني القبة البيضاء وبسم الله تسعة عشر حرفا: باء حرفان سين ثلاثة حروف ميم ثلاثة حروف ألف ثلاثة حروف لام ثلاثة حروف واللام الثانية ثلاثة حروف وهاء حرفان وجملة ذلك تسعة عشر حرفا [السبعة هي جوارح الملك تعالى: محمود المحمود وعلي الأعلى وفاطمة الفاطر وحسن الأحسن وحسين الرفيع الأعلى وعبد الله العالي وأبو طالب الأطلاب. هؤلاء السبعة هم الذين لا شيء عليهم (ولا شيء معهم) ويظهر هذا السابوع بمئة ألف نور وشعاع ووهيج من كل لون وضرب في بحر البيضاء والاثنا عشر الأخرى في الأنوار الاثنا عشر لأهل البيت المصفوفين مع بعضهم البعض والذين هم جوارح هذا الديوان من دون مثل: ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما (القرآن, الفتح: ٧).] إن هؤلاء السبعة والاثني عشر هم المحجوبون في حجاب الملائكة السبعة الذين يعنون حروف بسم الله السبعة يعني سلمان والمقداد وأبو ذر وعمار وأبو هريرة وأبو جندب وأبو كميل, والحجب السبعة والأغطية (پرده: أغطية السماوات السبعة) أصلهم من تلك السبعة والاثنا عشر مثل أصل بسم الله من تلك السبعة والاثنا عشر وإن الحروف السرية السبعة والاثنا عشر محجوبات في هؤلاء السبعة ولا أحد في شرق أو غرب العالم يقدر


[ 13 ]

على احتمال درجتهم إلا الذي يقرأ هذا الكتاب أو الذي تعرف عليه من حديث المؤمنين وهذه الرحمن الرحيم تعني نقباء بحر البيضاء الاثني عشر المحجوب في بينهم النجباء الثمانية وعشرين والكلائكة الأربعة المقربون وهم الآن محجوبون في الحكمة فإن أخذت في بسم الله الحروف على حدة فستحصل على أربعة وثلاثين حرفا: الثمانية والعشرون نجيبا واليتيمان والملائكة الأربعة المقربون. ومفاد معنى الحروف الاثني عشر المحجوبة بسم الله ومثلما بسم الله مكتوبة قبل الرحمن الرحيم فهكذا يتواجد ديوان غاية الغايات ذاك كقبة الملك تعالى على بحر البيضاء والنقباء الاثنا عشر خاصيون حاضر الملك تعالى هم حملة بحر البيضاء لقوله تعالى: ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية (القرآن, الحاقة: ١٧) يعني هذه أركان عرش الألوهية الأربعة والعشرون هم النقباء الاثنا عشر وملائكة العرش السبعة والخمسة السبعة الخاصيون. [من محمد إلى أبي طالب اللذين هما السابوعان مثلما قد ذكر: ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم (القرآن, الحج: ٨٧) والاثنا عشر هم نحن أهل البيت (بعد) ملائكة العرش السبعة هذه سبعة واثنا عشر قوله: في ستة أيام ثم استوى على العرش (القرآن, الأعراف: ٥٤) يا جابر إن هذا العالم الأصغر (عالم کوچک) محسوب تماما كذلك. فقال جابر الجعفي: يا مولاي اشرح هذا فقال باقر العلم: إن هذه السبعة أنوار التي ذكرتها تدور على وجه المؤمنين وأئمة الزمان محجوب فيهم سبع واثنا عشر خاصية فإذا نقصت واحدة فقط يصبح الهيكل والقالب غير تامين تسمع الأذن اليمنى كلمات العلم (غنوص) الثلاث وترى العين اليمنى الآلات الثلاث البيضاء والصفراء والسوداء ويشم المنخر الأيمن الروائح الجيدة والسيئة والممتزجة والأذن اليسرى والمنخر الأيسر محسوبان كذلك وأخيرا اللسان الذي ينطق بكلمات العلم (الغنوص) الثلاث فجملة ذلك تسعة عشر قوله: لواحة للبشر عليها تسعة عشر (القرآن, المدثر, ٢٩٣٠) والنجباء الثمانية وعشرون المحجوبون في الأصابع العشرة واليدين الاثنتين يصدقون كذلك على الثمانية والعشرين لبحر البيضاء.] هذا هو تفسير بسم الله الرحمن الرحيم يا جابر إن هذا لهو العلم (الغنوص) الذي لا تقدر لا السماء ولا الأرض على إدراكه والذي لا يوجد له في أي كتاب شرح


[ 14 ]

شخص الإله الأعلى وجوارحه الخمس فقام جابر الجعفي ومسح بيده على وجهه وقال: يا مولاي هل الخالق في السماء أم على الأرض كيف هو ومن أي نوع كيف [هو] وصفه وصفته وكيف وجد من ماذا طلع وماذا خرج منه فقال باقر العلم علينا منه السلام: يا جابر إن هذا السؤال صعب لتتخطاه وتنساه إذ لا يليق إناطة الحجاب عن الملك تعالى فإن هذه فتنة عظيمة ولم ينط لا رسول ولا ظهور الحجاب عن الملك تعالى ولو حتى قليلا وهذا المقال غير مكتوبة في أي كتاب ائتمن عليه فقط لك ولأولئك المؤمنين الذين يؤول هذا الكتاب لهم كإرث فصمت جابر برهة وثم قام ودعا وأثنى على الله وقال: يا مولاي ومولى كل الموالي لتأتمن به لعبدك هذا الضعيف المستغيث ولا ترفض الإجابة على سؤال طرحته وكذلك قام الأمناء (خاصيگان) المخصوصون وطلبوا الشفاعة عدة مرات فقال لهم باقر العلم: يا جابر أيليق رفع الستار والحجاب عن الملك تعالى جلت عظمته سيما وأن روح كل من يفضي بهذه الكلمات إلى منافق غير أهل بها ستغادر مع كلماته في الوقت ذاته قالبه وستحل في ذلك الشخص الذي يتلقى هذا المقال يا جابر لا يجوز لامريء نطق هذه الكلمات ولا حتى تلفظها باللسان فهذه مخاطرة عظيمة يا جابر الأمان الأمان سأكتب هذه الكلمات على لوح برعاية الله والرسول ومحمد وعلي وسلمان والمقداد وأبي ذر والنقباء والنجباء أودعه في مسؤوليتك على أن تقرأه لنفسك ولا تنطقه بلسانك كي يتناقله كذلك المؤمنون الذين يملكون هذا الكتاب ويقرؤونه حذرين لأنفسهم فلا يشيعونه في اللازمن فكتبه باقر العلم علينا منه السلام على لوح وسلمه جابر باليد. كتب أولا: مولانا وخالقنا جل جلاله هو في السماء وعلى الأرض. [يعني أنه في الديوانات العليا (السموات) وكذلك هو في العالم الأصغر لحجاب المؤمنين وأئمة الزمان (أي على الأرض).] وقبل أن يكون هناك سماء وأرض أو أي مخلوق موجودا كان هناك خمسة أنوار قديمة ذات خمسة ألوان كمثل قوس قزح يخرج من أشعتها شيء مثل شمس في الهواء فكان لما كانت السماء والأرض سواء لطيفا وكانت هذه الأنوار الخمسة في هذا الهواء وظهر من وسطها لكل الأزمنة نور غاية الغايات جلت عظمته كشخص نور وكانت الألوان الخمسة جوارحهم: السمع والبصر والشم والذوق والنطق جل جلاله. هذه


[ 15 ]

الأنوار الخمسة هي من يسميهم البشر محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين فهم خرجوا من اللاشيء تصديقا لقوله تعالى: قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد (القرآن, الإخلاص: ١٤) فهكذا إذا تدور هذه الأنوار الخمسة حول العرش الإلهي بسر المؤمنين. [وتجلس الروح الناطقة تحتهم وهو إله الحقيقة وهي التي خلقت الخليقة والتي تظهر في كل اسم من أعلى العليين إلى أسفل السافلين يا جابر إن المولى جل جلاله مثلما قد ذكر هو بقدرة ألويته وبقدرة نورانيته هو الشمس وبروحانية اسمه الناطقة يجلس في البحر الأبيض (بحر البيضاء) على عقل المؤمنين ولون لون البرق والغيمة والقمر. هكذا هو منظر شخص المولى جل جلاله: يده اليمنى هي روح الحفظ نقبض ولونها لون الشمس ويده اليسرى هي روح الفكر منها أصل وفرة وانبعاث كل الأنوار: بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء (القرآن, المائدة: ٦٤) هذه الروح لونها لون بنفسجي ورأس المولى هو الروح الأعظم له من كل ضروب الألوان عددها ألف لا يوجد ما هو أعلى منه لا في السماوات ولا على الأرض: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (القرآن, الشورىٹ ١١) وعينه اليمنى هي الروح الكبرى لونها لون البلور الأبيض وعينه اليسرى هي روح العقل لونها لون النار الشقراء الروحان يريان كل السماء والأرض والدنيا والآخرة قوله: والله بصير بما يعلمون (القرآن, البقرة: ٩٦) هكذا مثلما يقول في موقع آخر: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار (القرآن, الأنعام: ١٠٣) وأذناه هما غاية المزج واللمعان الإلهي لهما لون الحجاب الإلهي وتسمعان أصوات كل الكائنات وتحضرانها من كل الديوانات والقصور إلى هذه الروح التي هي شخص الله تصديقا لقوله الله عز وجل: وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون (القرآن, الأحقاف: ٢٦) ومنخرا المولى هما روح العلم لونهما لون العقيق الأحمر الذي يظهر في كل مكان هناك حيث يعبق عطر العلم الإلهي والمنخر الآخر هو روح الجبروت لونه مخضر ومرتبط بالطريق (براه) ومنه أصل نفس ولمعان الألوهية ولسانه الناطق هو الروح القدس لونه لون الياقوت الأحمر ومنه حدث كل الخلق قوله: فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون (القرآن, يس: ٨٣) وقلب المولى جل جلاله هو روح الإيمان الذي اسمه موحد والذي له لون قبة القمر ومن خلاله يتألف إيمان كل المؤمنين وعليه يكون تولي وتوكل كل المؤمنين قوله: ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا (القرآن, الطلاق: ٣) وقدم المولى هو الظهور الإلهي ونظر المؤمنين (نگاه مؤمنى) في بيت النطق هذا وهو مرتبط من هذا البيت بالقلب وبروح الحياة الجسمية هكذا يقال أن المولى سيضع القدم يوم


[ 16 ]

القيامة على جهنم لتغدو باردة يعني أن القلب لا يقوم على علم (معرفة) ولا يشهد بشهادة قاطعة إلى أن يظهر الظهور الإلهي ونظر المؤمنين فيه ويشهد بشهادة حقة وحاضرة وموجودة للمولى (نص عربي: ) قائم الليل وصائم الدهر: شهد الله أن لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط (القرآن, آل عمران: ١٨) وعرش المولى جل جلاله هذا السرير الإلهي يعني الدماغ البشري الذي في نصفه الأيمن الروح الذكية (روح الخرد, كذا) وفي نصفه الآخر روح الذخر (السمن) ويجلس المولى بهذه العظمة عليه تصديقا لقوله عز وجل: الرحمن على العرش استوى (القرآن, طه: ٥٠) وتكون هذه الأنوار الخمسة التي تغدو ظاهرة في ثماني نواح واللتي تنعكس على وجوه المؤمنين عرش المولى جل جلاله: العينان والأذنان والمنخران والروح التي تحس بالطعم.] والله وبالله العلي العظيم نحن لم نكتب هذه الكلمات بعد في أي كتاب آخر يا جابر الأمان الأمان الحذر الحذر يا جابر إن كل من ينطق بهذه الكلمات علنا تنتقل روحه من قالبه. فقرأ جابر اللوح وسقط على الأرض وخر ساجدا وقال: أشهد به سبوح قدوس قدوس سبوح محمد وعلي رب الملائكة والروح محمد والمصطفى وواليه السلسل [وأبا الخطاب] فقال باقر: يا جابر يجب على المؤمنين الذين يتلقون هذا الكتاب كإرث ويرد إليهم الحذر أن يقرؤه لأنفسهم وغي الليل فقط لكن في النهار التالي أن يحترسوا فكل مؤمن يعرف مولاه ويعرف عنه ويشهد له بشهادة يحظى بالإخلاص من سجن القلب يا جابر وخاصة المؤمن الذي يعرف مولاه بتلك الجلالة ويشهد له بشهادة ويفدي الحياة والمال والملك. ناكرو النعوت الإلهية [قال جابر الجعفي: يا مولاي ما معنى أن الخلائق المكنوسة تقول إن الله لا يصف ذاته بصفة وليس له صفات فأجاب باقر: يا جابر إن هذه كلمة سخط الله فالملك تعالى قريب ويسمى عن كشب لأنه لم يقبل بعبادة إبليس اللعين: إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا (القرآن, المعراج: ٦٧) يا جابر احترس فأنا أقول أن الآية القرآنية: قل هو الله أحد (الإخلاص: ١) هي قول الكفار فما تقولون في ذلك فقال جابر: يا مولى كل الموالي أنت أفضل من يعرف ذلك فقال باقر: هكذا هو الله مثلما وصفناه إذ ظهر لإبليس قال له إبليس اللعين بكل نفور: أنت لست مولانا لكن ثمة إله وألوهية (حق است) لكن في السماء وليس له مثيل وتشبيه إلا أن هذا التفسير الظاهر فقط للآية


[ 17 ]

قل هو الله أحد إلا أنه يعني سخط عظيم اللهم أبعده عنكم وعن المؤمنين والمسلمين يا جابر لكنه للكافرين بعيد وصعب وللمؤمنين قريب وسهل والمؤمنون يشهدون بشيء موجود لكن الكافرين يشهدون بشيء معدوم ومهما عبدت المعدوم فإنه لا يتلقى العبادة فلدى المعدوم لا يكون قبول قوله تعالى: لا يقبل التوبة عن الكافرين (القرآن, التوبة: ١٠٤ وردت محرفة م. المتجرم) يا جابر لا يوجد لنا مكان في المعدوم ونحن لا نرى إله آخرا مع الإله الذي وصفناه فالملك تعالى هو تلك الروح التي في الألوهية والنورانة الشمس التي أصلها من الله مرتبط من ديوان إلى ديوان نور بنور نزولا إلى مقعد دماغ المؤمنين الإلهي مثل حبل أو طريق وفي كل وقت لما يغيبها الروح والنور يتوحد المؤمن من خلال هذه الأنوار مع معدن الحقيقة وثم يعود إلى القالب. الديوانات (القبب) السماوية السبع ثم قال جابر الجعفي: يا مولاي إذا لم يبد لك الأمر صعبا جدا فأوضح واشرح لعبدك هذا صفة وشرح وعظمة الديوانات الألوهية والأنوار التي تتوالى من ديوان إلى ديوان فقال باقر: في البدء ستار غاية الأزل الذي هو فوق بحر البيضاء وشخص الملك تعالى إن محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين هم جوارح هذا الديوان [بإتمام أبي طالب وعبد الله العلي] إن الأنوار الخمسة للملائكة الخمسة هؤلاء متحدون في بح البيضاء مثل أشجار الجنة. [التي ننبعث فروعها وأوراقها من نور البريق الإلهي] ويجلس في قمم هذه الأشجار الخمس: الأسد والبراق والباز الأبيض والعنقاء الملكية (هماى همايون) وذاك الدلدل كدليل على الألوهية ينادون من قمم الأشجار حمدا وتسبيحا وتهليلا وتعظيما: يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم (القرآن, الجمعة: ١) أصل البراق من نور محمد والدلدل من نور علي والأسد من نور فاطمة والباز الأبيض من نور الحسن والعنقاء الملكية من نور الحسين وزين بهم بحر البيضاء فيه كل الكبر الذي هو في القبة البيضاء التي عرضها ألف مرة وأكثر بكثير من عرض الديوانات الأخرى: وجنة عرضها كعرض السماء والأرض (القرآن, الحديد: ٢١) والدلدل العالي هو دليل (حجة) المؤمنين والنقيب والنجيب للمكل تعالى وهذا البراق يقدم في هذا البحر إلى الألوهية نورا ووهيجا بحت الملائكة السبعة وللأسد وللباز مائة ألف لون من نور موضوعات على بعضها البعض wifوينير


[ 18 ]

وأربع وعشرون ألف قنديل وشمع منير بلون أخضر وتصطف في هذا الديوان الأنوار الخمسة الكبيرة من الديوان العقيقي اللون ومائة ألف طير متعددة وطواويس منيرة خلابة صفوا الريش على الريش ويشعون ويسبحون ويهللون الملك تعالى بألف صفير ونفير وبألف نوع (وبهزار گونه) تصديقا لقول الله تعالى: أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكن إلا الرحمن (القرآن, الملك: ١٩) وتحتها قبة بنفسجية تسمى بجنات الفردوس وعشرة آلاف نهر مضيء ورياحين ذات أنهار وقصور هذه الجنة التي تجري من تحتها أربعة أنهار خمر وحليب وعسل وماء صاف يسمى بماء الحياة وأنوار هذا الديوان الخمسة الكبيرة التي تسمى حوري معلقة على هذه القصور قوله تعالى: حور مقصورات في الخيام (القرآن, الرحمان: ٧٢) وماء الحياة هو نطقهم في حمد الملك تعالى جلت عظمته ونهر الخمر هو علمهم النافع ونهر الحليب علمهم الباطن ونهر العسل علم وحيهم من ديوان غاية الغايات الأزلي قوله تعالى: مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى (القرآن, محمد: ١٥) ويشع في هذا الحجاب مائة وأربع وعشرون ألف قنديل براق وتحت هذا الديوان حجاب لونه لون الشمس وظهر مائة وأربع وعشرون ألف شمعة باهرة وأنوار من هذا الحجاب البنفسجي في هذا الحجاب الشمسي اللون وخمسة أنوار أخرى هي في هذا الديوان رؤوس وأمراء هذا النور: فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب (القرآن, النور: ٣٥) هذا الديوان مثل بحر وجوهر من النور الإلهي وصبت في هذا البحر مائة وأربع وعشرون ألف شمس بحيث أن الدنيا لا تستطيع تحتمل ظهور حرارتهن قوله تعالى: ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه إلينا قبضا وهو الذي جعل لكم الليل لباسا (القرآن, الفرقان: ٤٥٤٧) ونزلت من هذا الحجاب خمسة ألوان إلى الحجاب التالي ذي لون القمر ومعلق مائة وأربعة وعشرون ألف نور مثل قوس قزح بسلسلة نورانية وهالات شمسية على هذا الحجاب الذي لونه من لون القمر وصف في هذا الحجاب مائة ألف قمر وأربعة وعشرون ألف بدر في ليلتها الرابعة عشر وكلها تسبح بهذه الأنوار الخمسة تصديقا لقول الله عز وجل: أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون (القرآن, يس: ٤٠( ورضوان ملاك الجنة هذه هي الأنوار الخمسة


[ 19 ]

التوهج الألوهي القبة البيضاء ومدت العنقاء الملكية بظل على رؤوس النقباء والنجباء ويجري جدول ماء الحياة (آب حيات): وظل ممدود وماء مكسوب (القرآن, الواقعة: ٣٠٣١) وتحت هذه القبة البيضاء ستار ياقوتي أحمر اللون وإن في هذا الستار الخمسة أشخاص ظاهرون في الخمسة أشجار الطوبى ومن خلال ذلك يصدق ديوان غاية الغايات ذاك في الحجاب الياقوتي الأحمر وكان مائة وأربع وعشرون ألف ضوء بألوان متعددة كمثل قوس قزح ظاهرين من ديوان غاية الغايات في بحر البيضاء ومنهم نزل مائة وأربع وعشرون ألف نور أبيض في هذا الحجاب الذي لونه كلون الياقوت الأحمر قوله تعالى: ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا والله أنبتكم من الأرض نباتا (القرآن, نوح: ١٥١٧) يعني أن الملك تعالى خلق في هذا الديوان بهذا القدرا أنوار وأرواح فيه وضع الشمس والقمر والأشجار المضيئة كزينة. وتحت هذا الحجاب حجاب آخر لونه لون النار وظهر في هذا الحجاب من الحجاب ذي اللون الياقوتي الأحمر الشخوص الخمسة الذين يسمون جبرائيل وميكلائيل وإسرافيل وعزازئيل وصورائيل وظهرت الأنوار المائة وأربع وعشرون ألف لمرة أخرى من الحجاب الأحمر الياقوتي في هذا الديوان قوله تعالى: نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس (القرآن, النور: ٣٥) ووصف هذا النور بأنه ذا لون ناري والبحر الناري اللون مثل محيط يتوهج فيه شعاع هذه النار في بلور أبيض لا يوصف وليس له وصف إزاء جماله وفي هذا الديوان الكثير من الأنوار والأرواح لا تدع إلى الحديث وتحت هذا الديوان حجاب لونه لون العقيق ظهرت من الديوان الناري اللون الأنوار الخمسة والملائكة الخمسة في هذا الديوان العقيقي اللون وما زالوا في هذا الديوان كصور باهرة خمس يسميها الناس عقل ونفس وفتح وجد وخيال: والملك صفا صفا (القرآن, الفجر: ٢٢) وخلطت تلك الهالات النورانية المائة وأربع وعشرين ألف في هذا الديوان وكذلك المنيرة والنيرة مثل عشرة آلاف شمس وقمر بالأحمر [والظهور الإلهي غذاؤها وطعامها قوله تعالى: عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا (القرآن, الإنسان: ٦)] وتحت هذا الديوان ديوان لونه لون الزبرجد الأخضر وظهر كذلك في هذا الديوان مائة


[ 20 ]

وتسبح عليها الألوان الخمسة لأولئك الملائكة تصديقا لقول الله عز وجل: ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم (القرآن, التوبة: ٧٢) وكذلك ظهرت من الحجاب (چادر) القمري اللون الأنوار الخمسة في الديوان التالي ذي اللون اللازوردي ومائة ألف نور وروح وأرواح يهتفون بتسبيحها وتهليلها وتطوف هذه النجوم والكواكب المنيرة كلها حول هؤلاء الخمسة وظهر مائة وأربع وعشرون ألف نور من الحجاب الأزرق في هذه الدنيا وتواصلت مع أفئدة الأنبياء والأولياء والأوصياء وأنيرت أفئدتهم من هذه الأنوار حتى أنيط الحجاب بهم فهم قادرون على كل ما يريدون ويتمنون. [إن الله يا جابر الجعفي هو النور المتواصل مع أفئدة أئمة الزمان الموصول من قبة غاية الغايات الأزلي من ديوان بديوان والموصول من عقل القبة الزرقاء إلى روح الحياة الناطقة ومن العقل نشر ظلا على الفؤاد الأسود إلا أن المترفين يقولون إن ظل الله لا يسقط على الأرض الأرض هي الفؤاد والله هو الضوء الموصول بالفؤاد والروح الناطقة التي تعني الملك تعالى هي من هذا النور وإن شاء رجع إلى الفؤاد وإن شاء رجع إلى قبة الملك تعالى ورجع إلى قبة غاية الغايات إن الأنوار الخمسة لهذه القبة الزرقاء موصولات مع الروح الناطقة ويسموا بغاية المزج ونفس الله (دمشى الهى) وبريق الشمس (تابشى خورشيدى) والوصال الإلهي (وصلت ايزادى) ونظرة المؤمنين (نگاه مؤمنى) إن كل خاموس (پينجى) موجود في هذا الكون أصله من هذا النور تحديدا محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين الذين يسقط ظلهم على الأرض هؤلاء الأنوار الخمسة هم المرتبطون بالروح الناطقة والروح الناطقة التي هي الله رمت ظلا على هذه الأرض التي تسمى فؤاد (دل: قلب) وإن الروح الحسية التي في بيت الماء والروح المعترضة التي في بيت الهواء النقي متزينتان بهذا النور هما موصولتان من القصور والديوانات والسموات السبعة نزولا إلى الفؤاد بمثل حبل بسلسلة نورانية وأمرت الآن الروح الناطقة هاتان الروحان البشريتان لما هذا الزنجير الإلهي واتخذا بالمعراج مجلسا تصديقا لقول الله عز وجل: فقد امتسك بالعروة الوثقى (القرآن, البقرة: ٢٥٦) والفؤاد يعني الأرض أي مقر المعترضين نصفه كفر وظلمة ونصفه الآخر نور ورحمة ومعنى الروح الحسية كفر وآدم المذموم هو الظلمة والروح المعترضة في دار (أي بطين القلب) الريح والشمس والروح الحسية في دار الماء والقمر قوله تعالى: الشمس بازغة والقمر بازغا (القرآن, الأنعام: ٧٨ وما يليها) والمعراج من المقر موصول بهذه الروح مثلما كان محمد موصولا بعلي تماما مثلما تتكون عروة من الحجاب الأزرق صعودا إلى روح المؤمنين الناطقة هكذا هم كلهم موصولون بعضهم ببعض بتصاعد إلى الألوهية وهذا يعني أنه يقال أن الپادشاه هو ظل الله وهي روح حياة العقل التي ترمي بظل على الفؤاد (نص عربي: ) وكان الله على


[ 21 ]

العرش وظل الله في الأرض والمخصوصون الخمسة يرمون ديوان بديوان ظلا على الروح الممتحنة.] ولا يغيب أولاء الخمسة قط وفي كل ديوان يسمون محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ومن فوق العرش حتى إلى تحت الثرى لا يوجد شيء ولا أحد منهم حر وكل خاموس موجود في العالم أصله من نور وبريق هؤلاء الخمسة والأنوار الخمسة التي تتكون في وجه الإنسان هي دليل ذلك مثلما أن اليد لها خمس أصابع وطبقات العين الخمسة وفرائض محمد الخمسة هي كلها مثلما يقال, قوله تعالى: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا وبشر المؤمنين (القرآن, الأحزاب: ٤٥٤٧) إن هذا هو شرح الديوانات الإلهية. بداية الخلق وتكبر عزازئيل فقام جابر بن عبد الله الأنصاري ودعى وقال: يا مولاي كيف عمل الملك تعالى الخلق وهذه الديوانات والقصور ومما خلق الأرواح وما هو سبب الخلق فقال باقر العلم علينا منه السلام: إن خلق هذه الديوانات صعب وليس كل طالب يستطيع لهذا العلم سبيلا الأمان الأمان كم هو مستور هذا السر, يا جابر في بداية البدء كان الله الأزلي (خداوند جاود) ولا شيء غيره قط مع تلك الأنوار الخمسة الخاصة التي ظهر الملك تعالى في وسطهم مثلما روي في أول الكتاب وكان كل هذا الذي هو الآن السماء والأرض ليس إلا هواء نقي وصافي ولطيف وروحاني فخرجت من هذه الخواص الخاصة الخمس الألوان الخمسة لديوان غاية الغايات الأزلي مع مائة وأربعة وعشرين ألف لون آخر فكان في كل لحظة لون آخر وكانت تلك الخواص الخاصة قبة غاية الغايات وخرج مائة ألف قنديل منير وشموع وأنار من خاص الملك تعالى إلى تلك القبة بحيث أنهم دخلوا من اللاكينونة إلى الكينونة كلمح البصر قوله تعالى: وما أمر الساعة إلا كلمح البصر (القرآن, النحل: ٧٧) فلا يدري أحد من الملائكة و(فرشتگان) والمخلوقات صفتها وعظمتها ولو تحولت البحار إلى حبر والأشجار إلى أقلام والسموات السبع إلى قرطاس ولو أخذت الأرواح والمخلوقات النورانية والجن والإنس تكتب وتكتب وصف وعظمة قبة غاية الغايات فهذه ستفنى ولن تكتب حتى واحد


[ 22 ]

وبشجرة الطوبا (ودرخت طوبا) على ضفة الجدوال وكانت العنقاء الملكية تجلس على قممها وكانت تظل بظلها ولدانا وغلمانا وكذلك كان الباز الأبيض والدلدل والبراق والأسد زينة في ديوان البيضاء هذا وخلق على الأغصان الطيور مثل حمام الطوق والحمام الساجع وقمري [وهزار داستان م. المترجم] فريدة من نوعها قصية عن كل صفة ووصف: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير (القرآن, الشورى: ١١) ولما أخرج الملك تعالى قبة البيضاء على هذه الزينة والجمال قال لعزازئيل: اخلق كذلك الآن بحرا آخر بذات الحجم كما خلقته أنا ولما قال الملك تعالى ذلك ارتبك عزازئيل حريجا إذ لم يكن قادرا على مثل هذا الخلق قوله تعالى: فحبطت الذين كفروا (إشارة إلى القرآن, الكهف: ١٠٥) وأن الله لا يهدي القوم الكافرين (القرآن, النحل: ١٠٧) المنازل الخمس تقر بالله خالقا ثم كان الملك تعالى يريد أن يخلق مخلوقات أخرى (قوم ديگر بيآ فريند) ولتصديق ذلك أدوى هتافا في الأسفل وهتافا في الأعلى كذلك مثلما اتجه نحو آفاق الألوهية (أي نحو القبة التي تحيط بديوان غاية غايات الألوهية) فعكس الكل صدى أولاء الدويين وخرج منهما ستة منازل أرواح أظهر وأطهر بألف مرة ومزينة بدر ومرجان وبياقوت وإلخ وبرق ذاك عضو نور وتوهجت شمس من كل جوارح الـ … وأرسل قمر بدلا عن الصرة ببريقه وبدلا عن كل عضو أشعت الشمس والقمر فسبح الملك تعالى ذاته وتعلموا كلهم التسبيح من الملك تعالى وأصبحوا مسبحين وكان شيخ هذه المنازل سلمان فقالوا جميعهم: ما أجمل المقام وما أجمل الصورة التي أعطانا إياها الله آه لو ترينا هذه الألوهية (آن خدائيکه) التي خلقتنا شكلها على أن نشهد بأنه وهبنا هذه الجنة على أن يبقى هذا القالب الندي لنا حتى أبد الزمان (بما ندى تاجا ويد زمان) فتوجه الملك تعالى إليهم وقال: أنا الله أكبر أنا الله أكبر فتحيرت هذه الأرواح كلها ولم يعرف إذا ما قد تكلم الملك تعالى عن نفسه أم عن أحد آخر ولما انصرم زمان قال الملك تعالى عدة مرات: أنا الله أكبر أنا الله أكبر يعني أنا الإله الكبير وأنا خالقكم ففهم بعد ساعة سلمان القدرة واتجه للملك تعالى وقال: (نص عربي: ) أنا أشهد أن لا إله إلا الله (نص فارسي: ) أشهد أنك إلهنا وأن لا أحد في أي مقام حاضر وموجود سواك لكن لم تستطع روح أخرى إدراك ذلك فكرر هذه


[ 23 ]

بالألف تصديقا لقول الله عز وجل: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر الآية (القرآن, الكهف: ١٠٩) فأدوى الملك تعالى هتافا في الجانب الأيمن وهتافا في الجانب الأيسر وتحول الهتافان إلى أشعة وأصل الشعاعين روح وأرواح كثيرة لم تكن لتجد مكانا لا في عدد ولا في رقم وكل روح من هذه الأرواح أصلها من سبعة ألوان وكل لون تحول إلى ألف ألف لون مثل الياقوت الأحمر من البدخشان والعقيق والمرجان والفيروز والزبرجد والجوهر (وگوهر ومراريد) وينير من كل مفصل نورها مثل نجوم نيرة ومثلما الآن أظافرنا ظهر عليهم قمر أو شمس من كل ظفر وقد اصطفوا في ستة دوائر وكان لدى كل جمع رأس واحد (يکى سالار قائد) وشيخ واحد (يکى مهتر: طاعن في السن) وأكبرهم كان يسمى عزازئيل وثم كان هنا شيخ ثاني وثالث ورابع وخامس وسادس لهذه المنازل وعزازئيل خصل من الملك تعالى على نور أعاره إياه وخلق بقوة هذا النور خلقا خاصا وخلق أرواحا على صورته (مثل خويش) هكذا مثلما أدوى الملك تعالى هتاف الخلق صنع من صراخ عزازئيل الشيء عنه فنشأ كثير من الأماكن والأزمان وخرج من صراخ عزازئيل روح وأرواح كثيرة لا يعرف أحد عددها إلا الملك تعالى فقال الملك تعلى لعزازئيل: يا شيخ أخبروني ماذا أنت وما أنا وما هذه المخلوقات (گوهران) كلها فقال عزازئيل: أنت إله (تو خداوندى) وأنا كذلك إله وهذه الأرواح الأخرى هي مخلوقاتي ومخلوقاتك (آفريدهء من وتواند) لكن الملك تعالى قال: لا يمكن أن يكون ثمة إلهان اثنان أنت مخلوقي وأنا خلقت هذه الأرواح, تصديقا لقوله تعالى: إني خالق بشرا من طين (القرآن, ص: ٧١) فقال عزازئيل: إن مخلوقاتي أكثر عددا من مخلوقاتك لقد خلقت أرواحا بعشر أضعاف ما خلقت أنت كيف يمكنك أن تدعي الألوهية (تو دعوى خداوندى کنى) لكن الملك تعالى قال: إن هذه المخلوقات التي خلقتها أنت هي كذلك من خلقي أنا لو جردتك الآن من عاريتي كيف لك أن تخلق هذه المخلوقات, وجرد عزازئيل من ذاك النور المعار الذي خلقت به هذه المخلوقات وخلق منها قبة بحر البيضاء وأكبر ألف مرة من هذه القبة الزرقاء (أي السماء الدنيا) وأظهر مائة وأربع وعشرين ألف قنديل منير وشمعا براقا وأنوار مشعة باهرة ورسم قصورا وصروحا مثل البلور الأبيض في مائة ألف لون وزينها بأنهر جارية بماء الحياة


[ 24 ]

الكلمة (نص عربي: ) أشهد أن لا إله إلا الله وأدركه مقداد الكبير وقال (نص عربي: ) أنا أشهد أن محمدا رسول الله يعني (نص فارسي: ): أشهد أنك أنت الله وأن هذا الذي حمد وسبح وسبق هو سلمان القدرة وهو نبيك الذي سبق وجعل نداءك يصل إلى أذننا لكن لم تشهد أي روح أخرى وكرر هذه الكلمة عدة مرات: أنا أشهد أن محمدا رسول الله. فأدرك أبو ذر القدرة وقام والتفت إلى اليمين واليسار وقال (نص عربي): حي على الصلواة (نص فارسي): يا أيها الأرواح والإخوان هلموا بسرعة واشهدوا بخالقكم وبأوصيائه (داور) الذين أشهد بهم بأن ذاك هو إلهنا وأن هذا سلمان وصيه وبأن مقداد وصيه (أي وصي سلمان) ثم ردد أبو ذر هذه الكلمة عدة مرات: حي على الصلاة اثنا عشر روح يسمون نقباء قالوا في ذات الوقت (نص عربي): حي على الفلاح (نص فارسي: ) هلموا بسرعة واسمعوا واشهدوا حتى تنالوا الخلاص (رستگارى) مثلما شهدنا بما شهد به سلمان ومقداد وأبو ذر انصتوا برهة لكن لم يجبهم أحد فرددوا هذه الكلمة: حي على الصلاة. فاتجهت ثمانية وعشرون روحا (نجيب) طاهرة نقية إلى الملك تعالى وقالت (نص عربي): الله أكبر الله أكبر (نص فارسي: ) أنت الإله الأكبر ولا ألوهية سواك وقوى هذا من هذه المنازل الخمس بلا أدنى شك قوله تعالى: والسابقون السابقون الائك المقربون (القرآن, الواقعة: ١٠١١) وكان المقربون للملك تعالى هم هذه المنازل الخمس وبعد مضي زمان قالت الأرواح المعترضة المائة وأربع وعشرون ألف في ذات الوقت يعني التي أدبرت ووقعت في الشبهة: من الممكن أننا تعلمنا التسبيح والتهليل منه وأننا تمكنا من الكلام والنطق من خلاله لكنهم قالوا في ذات الوقت: لا يليق أن يكون واحد مثلنا إلهنا, قوله تعالى: مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء (القرآن, النساء: ١٤٣) ولعاقبة الأمر الحسنة شهدوا كذلك من دون شك ولا شبهة وقالوا هذه الكلمة (نص عربي): لا إله إلا الله وقاموا وقالوا جميعهم كعادة الأذان هذه الكلمة تسببت في وقوفهم وأن المنازل صارت ستا: المنزلة الأولى سلمان والمنزلة الثانية مقداد والمنزلة الثالثة أبي ذر والمنزلة الرابعة النقباء والمنزلة الخامسة النجباء ويسمى السابقون بالمنازل الخمس الخاصة وكانت السادسة في منزلة المعترضين وهكذا أقر الخاصون بالباري تعالى إقرارا قاطعا


[ 25 ]

عصيان عزازئيل وهبوطه فقال الملك تعالى لعزازئيل: يا عزازئيل لتسجدن لسلمان ولتسجد كل جماعاتك هذه للسابقين الذين شهدوا من بعد سلمان أو لأنزلنكم من هذا المكان خارجا قوله تعالى: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين (القرآن, البقرة: ٣٤) فاتجه عزازئيل نحو الملك تعالى واتركب حماقة إذ ادعى الألوهية وقام مخلوق ثان وثالث وأتيا لمساعدة عزازئيل وادعى الثلاثة كلهم الألوهية وسموا الملك تعالى كذابا حقيرا وطرارا ومكارا (را نجار وکذاب وطرار ومکار) وقالوا: إن الله ثالث ثلاثة (القرآن, المائدة: ٧٣) واتجهت المنازل المنكرة ضد سلمان وجاءته بمجادلة صعبة عظيمة وقابلوه بالاستكبار فقال الملك تعالى جلت عظمته: يا أيها الكافرين والنجسين والشياطين والعصاة أنتم تريدون حكن هذه الديوانات وحكم بحر غاية الغايات الأزلي هذا وبحر البيضاء ولا تستطيعون الحكم إلا بشهادتكم لي ولأوصيائي تصديقا لقول الله عز وجل: يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذوا إلا بسلطان (القرآن, الرحمن: ٣٣) ثم أمر الملك تعالى سلمان القدرة: لا يجوز ترك هؤلاء هكذا على هذا الحال خذ من الأنوار السبعة الموجودة في هيكل هؤلاء الكافرين التي خلقتها أنا النور الأحمر الياقوتي اللون واصنع منه حجابا (پرد) أحمر ياقوتي اللون وكذلك خذ النور الناري اللون واخلق منه حجابا ناري اللون واسجن كل أولاء المخلوقات ما بين الحجابين واحجب بحير البيضاء هذا وبحر غاية الغايات الأزلي بهذا الحجاب الأحمر الياقوتي اللون قوله تعالى: قلنا اهبطوا منها جميعا (القرآن, البقرة: ٣٨) وفي الحال أهابهم سلمان القدرة وسلخ النور الأحمر الياقوتي اللون عنهم وبسط قبة ذات لون ياقوتي أحمر عليهم وغطى بحر البيضاء وقبة غاية الغايات وانتزع منهم النور الناري اللون وبسطه من تحتهم وبقوا ما بين هؤلاء الحجابين ألف سنة. ظهور الملك من جديد هبوط الكافرين والعصاة وظهر في نهاية هذه الألفية الملك تعالى جل جلاله من حجاب سلمان مع كل الخاصين والخالصين والنقباء والنجباء والمعترضين وتكلم إليهم (أي إلى الكفار المنبوذين)ـ


[ 26 ]

بصوت مرتفع: إن هؤلاء هم مخلوقاتي اسجدوا لهم آمركم إنني مولاكم ومولاهم: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم (القرآن, الأعراف: ١٧٢) فشهد الخاصون والخالصون للملك تعالى: آمنا وصدقنا وشهدت فرقة من المعترضين شهادة قاطعة: وأشهدهم على أنفسهم (القرآن, الأعراف: ١٧٢) وكان كل الآخرين متشككين وعنصت منازل الكافرين الست سلمان العظيم ووقفوا في مواجهة الملك تعالى مرة أخرى واشعلوا الحرب من جديد والجدال الذي كانوا قد خاضوه من قبل ذلك تصديقا لقول الله عز وجل: ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدمة فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين (القرآن, الأعراف: ١١) فأمر الملك تعالى سلمان: أنزل هؤلاء المخلوقات من البحر النار اللون وانزع عنهم النور العقيقي اللون وابسطه من تحتهم فأهابهم سلمان القدرة وقذف بهم إلى تحت الحجاب الناري اللون وانتزع منهم النور العقيقي اللون وكذلك بقدر ما قد بكوا وبسطه كأرض من تحتهم وجعل القبة النارية اللون سماء وحجب علهم القبة الياقوتية الحمراء اللون وبقيت هذه المخلوقات ما بين الحجابين ألف سنة أخرى. وفي ذات السنة والشهر الذي حدث فيه هذا نسوا في هذا الديوان الجديد كل ما فعلوا في الديوان الناري اللون وتلاشت الحرب والجدال من حرمهم يعني من ذاكرتهم حتى أنهم هبطوا كل ألف سنة من ديوان إلى ديوان إلى أن هبطوا أخيرا في هذه الدينا الغدارة من دون أن يعرفوا أين قد كانوا فجأة قوله تعالى: قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى (القرآن, طه: ١٢٦) فظهر الملك تعالى مع كل من شهدوا من حجاب سلمان في الديوان العقيقي اللون وطلب الإقرار بألوهيته وقال: لتسجدوا كلكم لوصيي الذي هو يدي اليمنى شهد بعض من المعترضين لسلمان وقد نجوا إلا إبليس الكافر عصى مع الثاني والثالث ومع كل أتباعه وكفر وتهور مائة ألف مرة في ذاك اليوم إنكار هذا الديوان هو ذلك الذي ذكره في سورة الحجر قوله تعالى: ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمإ مسنون (القرآن, الحجر: ٢٦) إلى آخر الآية فقال الملك تعالى لسلمان: جرد هؤلاء الكفار وغير المنصفين وكل جماعاتهم اللباس الزبرجدي اللون الصافي واجعله أرضهم لكن هذا الديوان العقيقي اللون الذي هو أرضهم الآن اجعله سماءهم واسجن هذه المخلوقات البائسة هناك فأهابهم سلمان


[ 27 ]

القدرة وجردهم من النور الصافي الأخضر مرى أخرى وخلق من ذلك حجابا أخضر زبرجدي اللون وسجنم هناك وحجب (محتجب گشت) الديوان النار اللون. ولما انقضت ألفيتهم من السنين ظهر الباري تعالى إبان ذاك التصديق الأول وطلب الإقرار بألوهيته ولكن عزازئيل قال: لن أفعلن هذا قط فأنت مثلي لا يمكنك أن تكون إلهنا ثمة إله حق ولكنه في ذاك الديوان العالي. [هو من دون متى وكيف وراء كل وصف وصفة لا يخرج من أحد ولا يخرج منه أحد وهذه السورة قل هو الله أحد (القرآن, الإخلاص) قول عزازئيل. المعنى الظاهر في ذلك الديوان الزبرجدي اللون ولذلك فإن صلاة المقرين بالعدميات تقوم على قل هو الله أحد وأن الـقل هو الله تصلح لكل العدمين لكن كذلك تقوم صلاة الموحدين والموجودين على الـقل هو الله وقل هو الله تصلح لكل الموجودين. فقال جابر بن عبد الله الأنصاري: يا مولاي اشرح ما معنى هذا كي ننجو نحن العبيد من الشك والشبهة فقال باقر العلم علينا منه السلام: يا جابر إن قل هو الله الموجودة هي الملائكة الخمسة الذين ذكروا عدة مرات: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين كقبلة المؤمنين يعني يظهرون على وجوه المؤمنين. إنهم الأنوار الخمسة الموصولة بروح المؤمنين الناطقة وقل هو الله أحد المعدومة هي الظهورات (عنكوري) بعلم العلماء الظاهر بمعنى أنه لا إله في أي مكان ومقام لا في السماء ولا على الأرض إلا هذا الإله الموجود والحاضر الذي ذكر في هذا الكتاب ولكن الكافرين يرون بعيونهم أن السموات السب والأرض خرجت منه. يقول (خداوند) تبارك وتعالى: لم يلد ولم يولد (القرآن, الإخلاص: ٣) أنه لم يخرج من أحد ولا يخرج منه أحد فلا يجب عليهم أن يتولهو بأنفسهم أنه خرج من ذلة أو تذوق (چاشنى) طعام أو من نطفة قذرة (پليد) وأنه صور ذاته من تلك هو موجود في السماء والأرض والنطفة هي ذلك الماء الضار الذي أخرجه من المخلوقات التي أحالها كلها إلى ماء وطين وذرات تراب وأخرج السموات السبع والأرض من ذلك. يا جابر صحيح أن هذا يخالف الحقيقة. قال جابر: يا مولاي اشرح الآن هذا قصة إبليس وأتم قصة المخلوقات قال باقر: يا جابر لقد قال أقدم المخلوقات للألوهية جل جلالها: إن الله حق لكنه في ذلك الديوان العالي.] كون الآخرون الجماعة تلو جماعة واصطفوا في ست منازل سموا الملك تعالى مراوغا وأتت كل منزلة بشتيمة أخرى (لوم) للملك تعالى فاتسحوذ الغضب على الملك تعالى وأمر سلمان أن يرمي المخلوقات من البحر الأخضر وانتزع منهم اللباس البنفجي اللون وبسطه من تحتهم أرضا تحت أقدامهم وخلق منه البحر البنفجي


[ 28 ]

وزينه بألف ألف روح ونور بجبال من البلور وأنهر متدفقة وسماه الفردوس (بهشت فردوس) وهو الجنة الرابعة ثلاثة ديوانات من فوقهم: البحر الياقوطي اللون, جنة دار الجلال والبحر الناري اللون وجنة دار الملك والبحر الزبرجدي الأخضر كجنة دار الخلد. وتسمى الديوانات الثلاثة التي من تحتهم بدار الملك (كذا) وجنات عدن وجنات المأوى والبحر الشمسي اللون هو دار الملك والبحر القمري اللون هو جنة جنات المأوى والبحر الأزرق هو جنات عدن وكانت هذه الديوانات جميعها سماوات تلك المخلوقات ومن ثم أمست أرضهم ولكن جنة الملك تعالى هي التي ليس لها لا حد ولا نهاية تصديقا لقول لله عز وجل: وجنة عرضها كعرض السماء والأرض (القرآن, الحديد: ٢١) وبقي عزازئيل مع مجموعات المخلوقات الستة تلك ألف عام في هذه الجنة جنة الفردوس وظهر الباري تعالى في نهاية الألفية من حجاب سلمان القدرة وقال في وضوح: أنا الله (من خدايم) لكن أنكر عزازئيل كعادته وجازف مجازفة ويرد هذا الإنكار في سورة بني إسرائيل قوله تعالى: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا إن عبادي ليس لك عليهم سلطان (القرآن, الإسراء: ٦١ ٦٥) وجادلو الملك تعالى مجادلة صعبة وعظيمة لكن الباري تعال أمر سلمان القدرة: لا ستفيدن أولئك من هذه الجنة انتزع عنهم الشمسي اللون وابسطه تحتهم. سلمان القدرة أهابهم ونزع عنهم النور والشمسي اللون وخلق منه بحرا شمسي اللون وبسطه من تحتهم وزينه بألف ألف نور ولون بقمر وشمس. وسجن هناك عزازئيل مع كل المخلوقات ولكنه حجب الديوان البنفجي اللون بالديوان الشمسي اللون وبقيت هذه المخلوقات ألف سنة في هذا الحجاب الشمسي اللون. ثم ظهر الملك تعالى من تحتهم: أنا إلهكم وهذا سلمان وصيي وحجابي (من خداوند شما ام وسلمان داور است وحجاب من است). فأنكر عزازئيل والمخلوقات وبدأوا كلهم مجادلة من جديد وقالوا: إن سلمان هذا ليس وصي الملك تعالى ولا هو الله خالقنا في تلك القبة العالية. قوله تعالى: إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا (القرآن, المعراج: ٦٧) وظلوا على الإنكار والكفر. والمجادلة في هذا الديوان


[ 29 ]

هي تلك التي ترد في سورة الكهف حيث يقال: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا (القرآن, الكهف: ٥٠) فأهابهم سلمان القدرة بإجازة الباري تعالى وصاح بهم ورماهم وخلع عنهم النور القمري اللون وبسط منه حجابا وجره من تحتهم إلى أن انقضت ألفية زمان هذا الديوان. فظهر الملك تعالى عدة مرات طالبا الإقرار بألوهيته وقال: أنا إلهكم اشهدوا بي فشهد البعض متضرعين وأصبحوا طهورين وأنقياء (وصافى ببودند) ونجا بعض المعترضين القويين في كل ديوان من الشك الذي كان موجودا فيهم إلا أن إنكار الكافرين كان يشتد في هذا الديوان وقصة إنكار هذا الديوان القمري اللون هي تلك التي ترد في سورة طه تصديقا لقول الله عز وجل: ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى (القرآن, طه: ١١٥١١٦ و١٢٠) فأمر الملك تعالى سلمان: انزع عنهم اللباس الفيروزي اللون واجعله مكان إقامتهم. نظر إليهم سلمان بسخط شديد ونزع اللباس الفيروزي اللون عنهم وجلب عليهم تلك الحال الأولى وأحوال الديوانات الأخرى تصديقا لقول الله عز وجل: كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى (القرآن, طه: ١٢٦) إلى أن كانت الألف سنة من هذا الدور قد مضت. فظهر الملك تعالى من حجاب سلمان مع كل الخاصين والمخلصين في هذا الديوان وقال في وسطهم وبوضوح: إني أنا إلهكم إنني قد طلبت منكم في كل ديوان وقصر الإخلاص. الله ربكم ورب آبائكم الأولين (القرآن, الصافات: ١٢٦) اشهدوا بألوهيتي على أن لا تهبطوا أسفل من هذا الديوان. فلقد أزلت عنكم ستة ألوان ولم يتبقى لكم إلا هذا اللون الأزرق. إذا نزعته عنكم فستهبطون من أعلى العليين إلى أسفل السافلين. هكذا تكلم أمير المؤمنين وخرجت روح من سلمان الكبير وسميت بسلمان الأصغر وفي ذات الساعة أجاب الملك تعالى وقال: آمنا به وصدقناه أشهد أنك إلهنا وأن لا إله غيرك في أي مقام حاضر وموجود وأشهد حقا حقا محمد وعلي المحمود والمصطفى وواليه السلسل والخيرات النور الأكبر (نص عربي) إني


[ 30 ]

أشهد أن لا إله إلا هو العلي العظيم. لما شهد سلمان الصغير شهد كذلك مقداد وأبو ذر (با ذر) والنقباء والنجباء المخلصون وبعض من المعترضين شهادة قاطعة. وبالخشوع (وتهتك) قد نجت هذه المجموعة من المعترضين. فأمسى عزازئيل وكل من خرجوا منه كافرين سوية مع الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس. وأثبتت منازل المنكرين الست جميعها ككافرين وضالين وسموا الملك تعالى ساحرا وكذابا وهؤلاء المنكرون والجاحدون هم المذكورون في سورة صاد والقرآن تصديقا لقول لله تعالى: إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعين إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين (القرآن, ص: ٧١٧٤) وقد أنكر قديم الكفار سبع مرات أكثر مما قد فعل في الديوانات الأخرى وتلك الألوان السبعة المتوهجة التي يتكون كل لون منها من ألف ألف لون نزعها سلمان عنه في كل الديوانات السبعة واحدا تلو الآخر واحدا في ديوان الألوهية. واحدا في ديوان وحجاب ظهور الملكية وواحدا في حجاب الربوبية وواحدا في بحر الجبروتية وواحدا في بحار اللاهويت وواحدا ببساط النورانية وواحدا في ظهور الروحانية. إذ أن عزازئيل الملعون والذين خرجوا من صراخه قد أهبطوا من الملك تعالى جل عظمته إلى الحجاب وهبطوا سبعة آلاف سنة لسبب من الجحود والإنكار السبعة المذكورة في السور القرآنية السبعة: إنكار الألوهية في سورة البقرة وإنكار الملكوتية في سورة الأعراف وإنكار الربوبية في سورة الحجر وإنكار الجبروتية في سورة بني إسرائيل وإنكار اللاهوتية في سورة الكهف وإنكار النورانية في سورة طه وإنكار الروحانية في سورة ص في القرآن. والملك تعالى أعطى ذرة نوره الخاص تلك للملعون الذي خلق بها خلقه وخلقا من الصراخ الذي أطلقاه معا روحا وأرواحا مثلما كانوا يخلقون كذلك الآن من الكفر والضلال والمنكر والمعصية والكذب (دروغ) والفساد والشهوة. وكان اسم هذا الملعون في كل ديوان اسم آخر: سمي في ديوان الألوهية بعزازئيل وفي زمان البشرية حارث وزمن آدم أهريمن وزمن نوح وداوود سواع وفي زمن إبراهيم نمرود وفي زمن موسى فرعون وكان يسمى في زمن ظهور عيسى بالوسواس (وردت: سحر) وبدور محمد أبو جهل ويسمى في زماننا بالشيطان. إن أصل كل هؤلاء من الملعون وقد خرجوا منه, هو ينكر وكل قومه في هذا الديوان الفيروزي اللون (في ديواننا) في حين أقر أولئك السابقون الذين رأسهم هو سلمان بظهور الملك تعالى


[ 31 ]

خلق الأرض فقال جابر: يا مولاي ما قولك في تفسير الآية: إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا (القرآن, الأحزاب: ٧٢) قال باقر: يا جابر يقول الملك تعالى في هذه الآية: إنا وضعنا الأمانة في السموات وقبلت بها ووضعناها على الأراضي وقبلت بها ووضعناها على الجبال وقبلت بها وكل ما هو بينهما (السموات والأرض) قبل وكان مشفق وهارب بسبب من تحذير الباري تعالى إلا بنو البشر قبلوا مشقة وهؤلاء الآخرون الكافرون والمنافقون والمشركون لم يقبلوا بتحذير الملك تعالى إذ قذفهم الملك تعالى في العذاب الذي جاء منه طيلة أربعة آلاف سنة وإذا نطق بنو البشر من جديد ورجعوا إلى الملك تعالى حيث سيعفوا عنهم برحمته إن هذا لهو التحذير والأمانة التي أودعت لنا. يا جابر لقد حدر ظهور أمير المؤمنين في مقام الألوهية إذ اضاف لذاتها التأليه (خداوندى) وكانت السموات سلمان وأبا ذر وعمار وجندب وهريرة وكميل الذين قبلوا به وكانت الأرض النقباء الذين أسفل درجة من هؤلاء الملائكة السبعة وكانت الجبال النجباء وبضعة من المعترضين الذين كانوا للإنسان مثالا لقد قبلوا كلهم بذاك الظهور. والست منازل الكافرين مع قائدهم عليهم اللعنة والعذاب لم يقبلوا بالظهور الإلهي لذا جعلهم كلهم يظهرون على شكل جبال وصخور وأحالهم إلى حيوانات ونسخهم بحيث لا يجدون خلاصا قط. لكن عندما يلتزم المؤمنون والمعترضون الذين تبقوا في هذه الدنيا بعهد الملك تعالى ويقبلون بالظهور الإلهي فلسوف يجدون الخلاص من العذاب إن هذا تفسير الآية. ولما هذه المخلوقات وكل الكفار أنكروا وحاربوا وجادلوا الملك تعالى مرة أخرى أهابهم: يا أيها الكافرون والنجسون (پليدان) والجاحدون (ناسپسان) إن مرادكم هو الاستيلاء على هذه الديوانات الإلهية وحكمها والتسلط عليها إلا أنكم لا تقدروت ذلك إذا ما لم تشهدوا شهادة قاطعة بإيمان تام لي أنا المولى. قوله تعالى: يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذوا إلا بسلطان (القرآن, الرحمن: ٣٣) هذه هي الحجة البينة والشهادة القاطعة. ثم خاطب الملك تعالى جلت عظمته سلمان القدرة: يا سلمان أنت بابي وكتابي القرآن كلام الله وأنت يدي اليمنى (نص عربي) أنت يد الله (فارسي) في كل قصوري وديواناتي


[ 32 ]

وحجبي ورسلي أنت وعرشي أنت. أنا هو المولى. أنت الأمانة وأمانة أمانتي. روحي ظهرت من حجابك ومنك (من خلالك, از جانب تو) أنا مولاك وأنت مولى كل المؤمنين ووضعت حكم السماء والأرض في يدك. أنا مولاك وأنت مولى كل السموات والأرضين وألاء الكافرون الذين تصرفوا إزائي من دون أدب ومن دون حياء وحاربوني وجادلوني لتجعلم منهم كلهم جبالا وصخورا وأنهارا لتخلق حيوانات ووحوشا وطيورا. أنت الذي هو أنت سلمان سوية مع مقداد وأبي ذر وعمار وجندب وهريرة [كذا] وكميل لتخلقوا منهم سبعة اقاليم. وأمر النقباء: لتخرجوا من أطرافهم ثماني وعشرين جزيرة. وفي الحال اباهم سلمان العظيم وقذف بصراخ عليهم وخرج منهم عويل وكأنما قد تلاطمت ألف طاسة وقدر ذهب (طشت زرين) وطار منهم النور كله والروح وبسط الحجاب الأزرق منها وفي عين الوقت لأن المعترضين طلبوا من الملك تعالى معجزات ذهبت هذه الأنوار عن الكافرين وجعل يخرج منها لجمهرة المعترضين هذا الحجاب تصديقا لقوله تعالى: يوم تأتي السماء بدخان مبين (القرآن, الدخان: ١٠) وكل المخلوقات حالت إلى ماء بهيبة سلمان القدرة والماء إلى بحر. والذرات الصغير إلى صلصال وخلق من جوهر الملائكة السبعة أقاليم الأرض السبعة. أولا أخرج سلمان القدرة من منازل الذين آمنوا في البدء إقليم زنگ وزنگيان مع كل الجبال والأنهار الموجودة هناك. وخلق مقداد من المنزلة الثانية هندوستان وخلق أبو ذر من المنزلة الثالثة تركستان وخلق عمار من المنزلة الرابعة خرسان وجندب خلق إقليم العراق من المنزلة الخامسة وخلق أبو هريرة إقليم مصر من المنزلة السادسة وأخرج أبو كميل إقليم الروم من المنزلة السابعة وبأبي كميل أتم خلق الدنيا وأكمل. والنقباء الاثنا عشر خلقوا البلدان الاثنا عشر: السند والهند والتبت والبربروروس والحشبة والخزر وتركستان والبحرين وكوهستان وأرمينيا وپارس والمغرب وأقلان وخلق النجباء الثمانية وعشرون منهم (از آن کل وتول ايشان) الجزر الثماني وعشرين في وسط البحر العظيم مثل جزيرة الهند والسند وجزيرة سيلان (سرنديب) وإسكندرية وقسطنطينية وبرقيوس وفراغنة وأراجن والسواد وماچين وبرقة وجزيرة يونان وگيلان وأفريقية وعسقلان ونصبين وملطية وسغود وأنطاكية وطرطوس وكيش وعمان وجزيرة كرك (خارك في


[ 33 ]

الخليج الفارسي) ومسقط وخلق (سلمان) منهم كذلك حول الجبال البحار السبعة الكبيرة ومن أجزائهم أخرج النفط والكربيات والقطران والقير والظاعون والزاك والملح والجير وكل جبل وصخرة وحصى وكل معدن (گوهرى) موجود في هذه الدنيا أخرجه من اللذين لم يراعوا الملك تعالى والذين جادلوا أوصياءه (داور) علينا منه السلام قوله تعالى: وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم (القرآن, طه: ١٢٧ وما يليها) وكل الماء الموجود في الدنيا هو مصنوع من أجزائهم الرئيسة وإن لم تكن المياه الموجودة في العالم ليست تلك التي خلقها أوصياء الملك تعالى من تلك المخلوقات مثلما يدعي أتباع الظاهر أن الماء يمطر من السماء لو أنها أمطرت ألف سنة بهذا القدر من السماء فلكانت الدنيا قد أمتلأت بماء منذ عهد بعيد إلا أن الماء هو الماء الذي خلقه سلمان القدرة من الكافرين وصبه في الدنيا ووضعه في بحار الأرض لكن شرايين الأرض تنشره وبواسطة الطبائع الأربعة (وبيارى چهار طبع) يتصاعد في الهواء ثم يمطر مرة ثانية على الأرض ويقيها رطبة يانعة. إن كل هذا هو ما قد خلقه سلمان وكل ما هو موجود على الأرض من جبال وصخور وحيوانات من كل الضروب ونباتات ومزروعات. [وكل من جادل الباري تعالى مرة أخرى أظهرهم باذلال وكل الذين أخذوا على الملك تعالى مآخذ جعلهم صلصلا دقيقا (گل ذره کرد) وكل من انقلبوا على الملك تعالى أخرج منهم البرونز وكل من تداولوا العراف (کاهنى) معه أحالهم إلى حديد (بآهن) وجعل كل من سموا الملك تعالى بمكار جبالا وصخورا وكل من سموا الملك تعالى بساحر أخرج منهم صحراء العالم وجعل كل من سموا الملك تعالى بجاهل (نادان) نارا وكل من رموا الملك تعالى بوفرة (شتائم) في الطريق جعلهم كلهم ذهبا إذ يضربون في هذا العالم (قطعا نقدية) وكل من انقلبوا عليه في الديوانات الستة أخرج منهم الدينار (دينارى) في ستة دانگ وكل من اعتبروا الملك تعالى مشعوذا (سيميائى) جعل منهم فضة (سيم) وكل من طرحوا الملك تعالى سؤالا (مسئل) جعل منهم نحاسا (مس) وكل من اعتبروا الملك تعالى … جعل منهم رصاصا وكل من حاسبوه (دارارى کردند) جعلهم جذوعا (دار) وشجرا وكل من جاروا على الملك تعالى جعلهم معادن (جواهر) ذات ألوان مختلفة وكل من ضحكوا عليه (بشاد ديهاى) جعلهم بهائم وسباعا وحيوانات متوحشة وكل من سموا الله تعالى بغشاش (طرار) جعلهم طيورا وكل من كانوا وقحين إزاء المولى جعلهم دويا وكل من لم يأخذوا كلمة الملك تعالى مأخذ جد (بماريدند) جعلهم أفاعي (مار) وكل من سموا الملك تعالى بمباهي جعلهم أمساكا


[ 34 ]

ـ(ماهى) وكل من قالوا عنه شناعة جعلهم حشرات (بارزه کرد) وكل من تقدموا باستهزاء لاذغ جعلهم ذئابا وضباعا وكل مسوه بسوء (ناخوبى) جعلهم خنازير (خوک) ودببة (خرس) وكل من جعلوا الشر إزاء الملك تعالى حلوا (شيرين) لأنفسهم جعل منهم أسودا (شير) وكل من قالوا عنه أية مقولات جعلهم طبقا لأقوالهم أو ما يشبه وإذا عددنا كل شيء فلسوف يجتاز هذا الكتاب كل حد ومقدار.] هكذا خلق هذه الدنيا مثلما هي بجبالها المرعبة وصحار واسعة ممتدة وبحار عميقة وحيوانات ووحوش وطيور من جواهر المنازل الكافرة الست. وأخذ اللون من هذه الدنيا فانقضى زمان طويل في هذه الدنيا من دون أن يكون ثمة ضياء ولا ظلمة إلا أنه لم يكن ثمة وقت ولا اسم ولا نفس على الأرض وكانت جافة وذابلة. أرسل الملك تعالى بعضا من تلك الأرواح المنكرة التي كانت في كفر شديد والتي كانت قد بقيت في الملكوت الأعلى إلى الأرض ونفخها مثل روح العالم وصارت أحياء وخرجت النباتات والمزروعات من الأرض وبقوته طلعت النباتات والمزروعات كلها من جوهر الملعونين الذين كانوا قد خرجوا من صراخ عزازئيل وانتشرت هذه الروح النباتية (روح ناميه) على الأرض بجملتها رأى الملك تعالى أنه ضروري أن يحرج الجوهر الذي نزعه من عزازئيل في سبعة ألوان مجددا: أحمر وأسود وأزرق وبنفجي وأزرق نيلي وأصفر وأبيض وسماها غيمة على أن تجلب الماء إلى الأنهار وينشروها على الأرض لتبقي الأرض رطبة وطرية. أما البخار فهو في عالم روحانية أولئك الملائكة الذي أوكل به الملك تعالى للغيمة. تصديقا لقوله تعالى: سبحان من ويسبح الرعد بحمده والملائكة (القرآن, الرعد: ١٣) وإلا أن اصل هذه الحيوانات والوحوش والجبال والصخور والنباتات والمزروعات والأبدان كلها من قدر (کندو) أهريمن وكذلك ظهر الآن أهريمن مع غيمة ورعد ويرزق مخلوقاته بأمر الملك تعالى الخبز اليومي. فقال جابر يا مولاي ما هو الدليل على ما يقال بأن الغيمة هي الأمر الأعلى فقال باقر: ما يقال هو الحقيقة إن ذرة النور الإلهي المرسلة بواسطة هذه الغيمة على صراط هذا العالم الروحاني هي ذلك الأمر الأعلى والغيمة بذاتها هي جوهر عزازئيل. يا جابر لو لم تكن هذه الغيمة من جوهر عزازئيل لكان القمر والشمس على صراط الديوانين غير محجوبين عن المعترضين إنه (عزازئيل) يظهر في العالم الأصغر بسبعة وجوه: الظن الشرير, والطمع, والشهوة, والشك, والشبهة … وجمر روح الإيمان والشمس العقلية محجوبتان عن روح القلوب وغيمة العالم الأكبر مرتبطة على نفس النحو بنور الملك تعالى مثلما الجسم الجسيم (کثيف) مرتبط بالروح وأما الغيمة الأخرى التي هي الأمر الأعلى


[ 35 ]

فهي روح الحياة الناطقة من لون الغيمة والرعد والبرق والقمر ومطرها علم (غنوص) النور وأرضه التي ينزل عليها هو القلب وسماؤه التي ينزل منها هي روح الإيمان وفلكه هو نطق: وكل في فلك يسبحون (القرآن, يس: ٤٠) جابر قال: لا مولاي ارو الآن مرة أخرى رواية معنى العالم الأكبر حتى النهاية الرواية التي لم نتممها. قال باقر: يا جابر خلق الإنس والجن, العهد مع الله لما كانت هذه الغيمة تبقي على العلم رطبا وطريا وصار أخضرا وأصفرا وأخرجت النباتات والرزع لم يكن من يأكل هذا الزرع [الذي كان مرتبطا بالقوة النباتية, وذاك المخلوق الذي عصى الملك تعالى للمرة الثانية, استولى على القوة النباتية وجلس في قلوب البهائم وكل ما أخرجته هذه الأرض أكلته الروح الحسية فقامتا, الروح الحسية والروح المعترضة, بهوى (شهوة) روح المنكرين] والمعترضون الذين كانوا في الحجاب الأزرق وسبحوا للملك تعالى لم يكن من الجائز لعدل الملك تعالى أن يكون الخالصون والمخلصون مع الشكاكين والمعترضين على بساط القدرة ذاك في عين المكان. فقال الباري تعالى للمعترضين: إني خالق في هذا العالم بشرا ومانحهم السلطان على هذا العالم. تصديقا لقوله تعالى: وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويفسك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك (القرآن, البقرة: ٣٠) فقال سلمان الكبير وأبو ذر الكبير ومقداد وعمار وجندب وأبو هريرة وأبو كميل والنقباء والنجباء: الله يفعل ما يشاء (القرآن, آل عمران: ٤٠) يحكم ما يريد (القرآن, المائدة: ١) [يلي إعادة التعبير بالفارسية]. وظل المعترضون السبعة الذين شهد بعضهم في كل حجاب كلهم صامتين. وقد لاقى أولاء الفلاح (نص عربي: ) قال النبي عليه السلام: من صمت نجا. لكن قال المعترضون الآخرون: يا مولانا ليس من الصلاح أن تخلق في هذا العالم من يرتكبون الرذيلة والفساد وسفك الدماء إذا كان الغرض ذلك التسبيح فلسوف نسبح ونهلل ونقدس بحيث تكتفي. فقال الملك تعالى: لا زال (م. المترجم) إثمكم بعد بعيدا يجب أن تقذفوا من الحجاب الأزرق إلى أسفل. إني أعلم حالكم وكذلك إن لم تعلموه: إني أعلم ما لا تعلمون فصرخ المعترضون آه وويلاه: لما


[ 36 ]

أعطينا هذه النصيحة التي تبينت كمعصية. وأترعت جماعة منهم ندما وتوبة وطلبوا الشفاعة وتحسروا للملك تعالى: لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبرا كثيرا (القرآن, الفرقان: ١٤) الملك تعالى عفا عنهم ونزع الشك عنهم وخلق منه الجان (جان وتن) ونشرهم على الأرض كلها قوله تعالى: وخلق الجان من مارج من نار (القرآن, الرحمن: ١٥) ونال هؤلاء المعترضون الاسم موحدين ومنهم خلق الذل وكان عددهم أربع مائة وكانوا أقل درجة من النجباء. أما المعترضون الآخرون الذين تبقوا فلم يتحسروا وشكوا كذلك لم يطلبوا الشفاعة ولكن سبحوا الملك تعالى إلى أن اتجهوا بعد بعض الزمن إلى الملك تعالى: ربنا ماذا ترضى لنا, نحن الذين ظلمنا أنفسنا, أن نفعل: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين (القرآن, الأعراف: ٢٣) يا خالقنا لتكونن هكذا حتى نرجع واعفو عنا بعفوك أو سيكونن جزاؤنا كذلك. من ذاته السموحة قال الملك تعالى لسلمان: ارم أولاء المعترضين من هذه القبة الزرقاء في هيكل سماوي وهوائي. وشكلوا كل اثنين واثنين أزواجا وأخرجوا مماثليهم بضروب فاقت الحد والمقدار. ظهر الله تعالى مسبحا ذاته فيهم لذاك التصديق الذي قدمه في الملكوت الأعلى لكي يتعلموا التسبيح فقالوا للملك تعالى: أنت ناطقنا وقديمنا لترينا ذلك الإله الذي أنت مسبحه. قال الملك تعالى: سأريينكم مولاكم بشرط أن تعقدوا عهدا معي على أن ترونه جلت عظمته وتشهدوا له لينلقنكم إلى مكان الخالصين لكن من يشك وينكر فعليه الهبوط على الأرض. فعقد أولاء المعترضون معه جلت عظمته عهدا وكانوا راضين. فقال الملك تعالى: أنا الله أكبر ذاك الإله الكبير الذي تطلبونه هو أنا. فتقدمت تسع مائة وتسعون روحا وشهدت للإله تعالى وقالت: آمنا وصدقنا نشهد أنك الإله الرحمن الرحيم وأنك أنت الذي كان ظاهرا في الديوانات السبعة والقصور آمنا وصدقنا وشهدنا. ولقد نجت بهذا الإقرار عدة مرات. (نص عربي: ) من قال لا إله إلا الله خالصا مخلصا دخل الجنة. وأما الذل الذي كان موجودا فيهم, نزعه عنهم وخلق منه جماعة من العفاريت (ديو) والجنيات. (نص عربي: ) خلق الله الكافرين من ذلة المؤمنين


[ 37 ]

ـ[وخلق الـ … جان بن الجان من ذلة المؤمنين والعفاريت (ديو) من ذلة الممتحنين] وثلة من الأولين وثلة من الآخرين وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم (القرآن, الواقعة: ٣٩٤٣) وهؤلاء سموا بالممتحنين [نالوا الاسم ممتحنون] وحبسهم دون منزلة الموحدين وعلى هذه الصورة صار السابقون سبعة منازل الأولى منزلة سلمان والثانية منزلة مقداد والثالثة أبي ذر والرابعة منزلة النقباء والخامسة منزلة النجباء والسادسة منزلة الموحدين والسابعة منزلة الممتحنين تصديقا لقوله تعالى: الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار (القرآن, آل عمران: ١٧) أما فيما يخض أولئك المعترضين الذين تبقوا. فقد أمر الملك تعالى سلمان القدرة: لتهبطن هؤلاء ولتسجننهم على الأرض: قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى (القرآن, البقرة: ٣٨) وفي الحال بكى ثلاثمائة وثلاثة عشر منهم وصرخوا الآه والويلاه, هكذا مثل من يبكي في السجن (زندان) هكذا بكوا بأعلى ما كانوا عليه قادرين وعفى الإله تعالى عنهم مرارا وتكرارا وفصل عنهم الشك والشبهة سبعين ألف ملاك خلق منهم وهؤلاء المعترضون الذين غدوا أنقياء نالوا الاسم “ مرسل “ وصاروا برحمة الملك تعالى ومغفرته وعفوه وقورين: ففررت منكم لما خفتم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين (القرآن, الشعراء: ٢١) [وظهر في وسط هؤلاء الذليلين الذين قد نالوا الاسم “ ملاك “ إبليس اللعين فهو من أولائك أصحاب الذلة إلا أن مشيئته تعالى قضت أن تقع الأرواح والجان بن الجان في يده فأمر الملك تعالى المذلولين أن يذهبوا أسفلا على الأرض وبعد زمن طويل أمر إبليسا أن يهلك جان بن الجان فتحارب إبليس وكل الملائكة والمذلولون والجان بن الجان. وصبوا أنفسهم كلهم في البحار. صار البعض حيوانات بحرية والبعض حيتانا وحيات وأسماكا والبعض وحوشا وطيورا والبعض يأجوجا ومأجوجا والبعض صدفا وخنازيرا وجيرا (کلک) وكل ما هو في البحار من ذلك الجوهر وتقدم إبليس في وسط الملائكة ورسم كل قوالبه وهياكله بكل الألوان التي في السموات السبعة والأرض وعرضها] وكان هيكل وقوالب الملائكة كمثل نار وكانوا مفتخرين ومتكبرين بهذا القالب ولكن كان عزازئيل مفتخرا أكثر منهم بألف مرة


[ 38 ]

إغواء المرسلين, نشوء الأبدان فقال الملك تعالى لهم: إني خالق على الأرض قوما ومعطيه الولاية على العالم: وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة (القرآن, البقرة: ٣٠) فصاروا ثلاثة جماعات. جماعة قالت: يفعل الله ما يشاء يحكم ما يريد (القرآن, آل عمران: ٤٠ والمائدة: ١) [تلي إعادة التعبير بالفارسية] وما تشاؤن إلا ما أن يشاء الله (القرآن, الإنسان: ٣٠) وقال القوم الآخر: وما الحاجة في خلق أحد في هذه الدنيا يسفك الدماء من غير حق ويفسد فيها. وعزازئيل عصى وقام الآخرون بهوى بلوته وقالوا: إذا أخجرت في هذا العالم أحدا آخر فلن نسجدن له. الملك تعالى قال: لتسبقوا المعترضين. كل ما هو أفضل منكم وليتقدمن علم السموات والأرض والزرع والنباتات, إنكم له لساجدين. فلم يكن لهؤلاء الملائكة أي علم. ولكن المعترضون بينوا علم السماوات والأرض وأسماء الزرع والنبات والجالب وكل ما هو على الأرض قوله تعالى: وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة (القرآن, البقرة: ٣١) فعصى إبليس وقومه الذي كان قالبهم مثل النار وكفروا: لن نسجد لهؤلاء نحن خير منهم: خلقتني من نار وخلقته من طين (القرآن, الأعراف: ١٢) فامتعض الملك تعالى منهم وقال: اهبطوا كلكم من هذه الهياكل وهذا هو الجحيم كي لا تتصرفوا بفخر واسكنوا في ذلك القالب الأسود والضيق (سياه وتنگ) والكثيف المظلم. فقال إبليس وقومه: إنا كنا لك مسبحين كيف تضيعن تعب أحد بها فقال الملك تعالى: أنا لا أعوض أجركم إن جاعلكم نساء جميلات في وسط الشكاكين والأذلاء كي تفتنوهم ولا تدعوهم على السراط المستقيم وعليكم أن تظهروا عن جبنهم اليمين والشمال ومن ثم سأرسلنكم لإثمكم هذا إلى الجحيم وستبقون سبعة آلاف سنة في قوالب من لحم ودم ومن كل ضروب الحيوانات. قوله تعالى: ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين قال: ما منعك ألا تسجد إذا أمرتك قال: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال: فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيهما فاخرج إنك من الصاغرين قال: أنظرني إلى يوم يبعثون قال: إنك من المنظرين قال: فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين قال: اخرج منها مذموما مدحورا (القرآن, الأعراف: ١١١٨) فنقل الملك تعالى جماعات إبليس


[ 39 ]

في قوالب الأظلة وأصل جحيم الأظلة أنه حبسهم فيها. وأما المعترضون فقد نقلهم في قوالب الأشباح قوله تعالى: فريق في الجنة وفريق في السعير (القرآن, الشورى: ٧) [وتعني الجنة (فردوس) في هذا الموقع قوالب الأشباح أما جهنم فقوالب الأظلة وهي مخلوقة من ذل المؤمنين وهي عذابهم لو لم يكن قالب الأظلة موجودا فما وجد هؤلاء مكانا لو لم تكن الأرض موجودة فما وجد الأشباحيون مكانا في هذه الدنيا وكذلك لو لم يكن في هذه الأبدان قلب (دل) فما استطاعت الروح المعترضة أن تأخذ مكانا في هذا القالب ولو لم يكن بيت الدم في هذا القلب لما وجد آدم المذموم مكانا] فقال الملك تعالى للجواهر المعترضة: ها أنتم في جنة الأشباح ذا وكلوا من كل شيء آمركم به إلا من هذه الشجرة لا تأكلوا يعني لا ترتكبوا الزنى وعقد معهم عهدا: إني لكم مرسلا جبرائيل يعني الهداية الإلهية: فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون (القرآن, البقرة: ٣٨) وأنتم تبقون في هذه الفردوس أي في قوالب الأشباح لكن إذا ما تحول هؤلاء الذين لهم قالب الأظلة إلى نساء جميلات فلا تقربوهن قوله تعالى: ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين (القرآن, البقرة: ٣٥) ثم هداهم جبرائيل روح الوحي إلى موقعهم في الفردوس وقد شاهدوا صورة مرسومة بألف ألف لون جالسة على ذلك العشر وتاجا على الرأس وحلقتين في الأضنين وسيفا معلقا على الحمالة كجنة الفردوس أشعت من ظهور نور هذه الصورة وما أشد ما أراد المعترضون لو يعرفوا ما هي هذه الصورة روح الوحي ظهرت لهم: إن أصل هذه الصورة من ديوان غاية الغايات الأزلي, وإن صورة فاطمة من هذه العظمة العليا التي ظهرت في هذه الجنة, وتاجها هو محمد وحلقاها الحسن والحسين وهذا السيف المحمول هو أمير المؤمنين علي وعرشها مكان القدرة الذي يجلس عليه الملك تعالى جلت عظمته. فسبحوا وهللوا كلهم هذه الصورة. ولما كان زمن طويل مضى تحول إبليس إلى امرأة جميلة وكل من تعصبوا له تحولوا كذلك إلى نساء جميلات وظهروا للمعترضين ففتن جميع هؤلاء فلا يعذبن الرجل أكثر من أن يضع يده على امرأة. وتهيجت فيهم الشهوة الشهوانية لتمد الأيدي إليهم ولتلمسهم. ولما انقضت تسعة شهور خرج منهم مخلوق آخر. وكانت الحية والطاووس في جنة الثاني والثالث الذين اتبعوا هوى إبليس وبظهور … الملك تعالى صرخ بهم صرخة: قلنا اهبطوا منها جميعا (القرآن, البقرة: ٣٨) [نص فارسي:] أخرجوا كلكم الآن من هذه الجنة إذ يجب عليكم الآن أخذ قوالب الأظلة الضيقة والمظلمة. فقذفهم من قالب الأظلة ذلك


[ 40 ]

وظهر عليهم الفرج ونهدان ولما كان المعترضون هابطين في هيكل الأظلة بكوا الليل والنهار وظهر أمير المؤمنين مرة أخرى في وسطهم كامرأة جميلة وغواهم ومدوا اليد إلى الفساد الملك تعالى صاح بهم الصيحة ذاتها: فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين (القرآن, ص: ٧٧٧٨) يعني أن عليكم الخروج من قوالب الأظلة هذه إلى قوالب من لحم ودم وجلد وشعر. شروط الخلاص من الأبدان فبكى كل المعترضون وقال: يا مولانا لو أنك تتكرم بالأمر فلسوف نتطهر من هذه المعصية وحتى في (من) هذا الهيكل والقالب قال المولى تعالى: لا يقبل التكفير عن مثل هذا المعصية في هذا القالب إن الشك لا يزال موجودا فيكم فقالوا: ماذا يجب أن نصنع كي نتطهر من جديد في هذا القالب فقال الملك تعالى: يجب عليكم أن تؤدوا أربعة شروط لي لكي لا تكونوا بعيدين عني الشرط الأول هو أن تشهدوا لي في كل صورة وقالب ترونني فيه ظاهرا, في كل لغة وبكل لسان موجود في العربي والفارسي واليوناني والهندي والسندي والجورجي (گرجى) والسلاقي (سقلانى) أو السرياني (صورتى) بلا شك وشبهة وأن تقدموا حجة وأن تصدقوا والشرط الثاني هو أن تقروا بأئمة الزمان وبالغانصين (عالمان) الربانيين والمتنورين وأن تتعلموا منهم غنوصي (علم) وصفتي ووصفي وأن تشهدوا للألوهية في نطقهم وروحهم. الشرط الثالث هو أن تكونوا كلكم إخوة بعضكم للآخر ولا تمنعوا المال والحياة بعضكم عن بعض وأن تفدوا (بفداى) الدين وإخوتكم بالدين (دينيان) بملككم وبمالكم وأن تحافظوا على الدين والحياة الدنيا ولا تأخذوا سبيل السيئين والظالمين على أي نحو ولا تقاسموا هم في الظاهر والباطن لا طعاما ولا غذاءا ولا تعاشروهم, اشهدوا بالألوهية وبالروح بعض ببعض وكونوا سموحين قدر استطاعتكم حتى تغدو الآخرة مأثرة في اللحظة إذ تشهدوا: إنما المؤمنون (القرآن, الحجرات: ١٠) إخوة وهذه الشروط الثلاثة في الشهادة ثلاث مرات إزاء الملك تعالى: واحدة إزاء النبي وواحدة إزاء أئمة الزمان وواحدة إزاء الإخوة المؤمنين والشرط الرابع هو ألا تعيشوا في لذة وكسب هذه الدنيا ولا تتمتعوا بكل ما تشتهون. وإذا أديتم هذه الشهادات الثلاثة التي أوردتها لكم كثلاثة شروط كذلك سوف أحل لكم هذه المتعة الأخيرة وسأغفر لكم وأعيد لكم جنة


[ 41 ]

الخلد قوله تعالى: والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا (القرآن, النساء: ٥٧) وموقع آخر يقول: فليعمل عملا صالحا (القرآن, الكهف: ١١٠) وفي موقع آخر: أحسن عملا (القرآن, الكهف: ٣٠) إذا بقيتهم على عهدي هذا فكذلك سأحافظ على عهدي: وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم (القرآن, البقرة: ٤٠) أم الكتاب: خلاص العالم الأصغر [تنتهي رؤيا باقر وجابر الأصلية بوعد الخلاص من سجن البدن يتعلق الأمر في النص التالي بتوسيع أحداث تعلقا واضحا يبدأ الملحق بتكرار واضح الدلالة إذ تعاد رواية الهبوط على الأرض والخطيئة والحجز في أبدان من لحم للمرة الثانية ويتم إبدال وعد الخلاص الذي تنتهي معه رؤيا جابر بعملية تنوير وخلاص شاذة ومعقدة ليست مفهومة جيدا على الدوام تدور في العالم الأصغر تعطى فيها الرحلة السماوية للأرواح عبر قبب السموات السبع (ديوانات) تفسيرا آخر في معراج الروح المتعرضة أو روح القلب من بطين القلب إلى اللسان]. وبعد أن أخذوا على أنفسهم هذا العهد تملك عليهم النسيان وهبطوا كلهم على الأرض في وسط هذه الدنيا ولما كانت أربعين سنة قد انقضت ترك بعضهم الشروط وبأمر أهرمين حادوا عن السبيل ومدوا اليد إلى الشجرة وأكلوا وتلذذوا منها فأثرت حلاوة الشهوة فيهم وظهر على كل من كانوا في الأشباح قالب من لحم ودم ذو سبع آلات وكل آلة لها لون ديواني (سماوي) العظم ذو (الديوان) الألوهي والدم ذو الملكوتية واللحم ذو الربوبية والشرايين ذات اللاهوتية والجلد ذو النورانية والشعر ذو الروحانية ولكن ظهر على كل الذين كان لهم قالب الأظلة وصاروا نساء الفرج والنهدين وأنبت القلب في وسط هذه القوالب كمثل الأرض التي حضرت من أربعة عناصر وأنبت في القلب أربع حجر ووضع روح المعترضين المطمئنة والنفس المطمئنة (القرآن, الفجر: ٢٧) في حجرة الريح ووضع الروح التي جعلها تخرج من ذلة المرسلين في الوسط اليسار من القلب في حجرة الدم وتسمى هذه الروح في الوسط اليسار عفريت (ديو) وشيطان وروح حسية والروح التي من أولئك المعترضين الذين شهدوا عند سر قبة الزرقاء بالباري تعالى والذين يسمون بالسابقين أرسلهم في وسط القلب الأيمن في حجرة الماء ليكونوا مرتبطين بالروح الحسية وأبعد ظهور الشهوة والذلة عن المعترضين مثل السد الذي شيد في وجه يأجوج ومأجوج وحبس روح المذنبين المنتظرة في وسط القلب الأيسر حجرة ماء الدم (خونابه) وهذه الروح من أولئك المعترضين الذين جنحهم إبليس عن السبيل وضنع كل هذا لكي يتوافق قلب


[ 42 ]

العالم الأصغر وأرض العالم الأكبر مع بعضهما البعض ويتجانسا. ثم تصورت الروح الحسية التي خرجت من ذلة المعترضين بصورة عروس شابة وحادت بظهور الشهوة تلك الروح التي خرجت من ديوان السابقين عن السبيل فليس أسهل من إغواء رجل بالنساء وخاصة إذا كن عفيفات ودؤوبات (عف ورف بخويشتن) ويمارس العابهن مع الرجال وفي الحال يجنحن الرجال عن السبيل وهؤلاء يمدون أيديهم نحوهن وتركت هذه الروح الحسية بدنها تظهر في كل لون وصورة موجودة في هذه الدنيا لتوقظ اللهفة والشهوة لهذه الروح الحسية ولتجنح بلذة الشهوة الروح المعترضة قوله تعالى: هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى (القرآن, طه: ١٢٠) إذ كانت الروح الحسية تدري أنها سوف تجنحه إليها بالهوى عن السبيل وأن الروح المعترضة التي فيها حجرة الريح ممتلئة بالشهوة رغبت أم لا وستتوحد معها الروح الحسية ولأن هذه الروح لم تتوحد معها فقد بقيت في حجرة الريح إلى أن انقضت ألف سنة على المعترضين. واللذة والطعم في الشهوة ظهرا على عضو الذكر وراح هذا يطلب النساء, فلا بد من أن ينزل المطر على الأرض مثلما هي الغيمة التي وصفناها في العالم الأكبر فاللذة والطعم هما تلك القوة التي في الغيمة ولو لم تكن هذه القوة لما استطاع أي رجل على معاشرة النساء وما سجدت بذور التولد في هذه الدنيا. ولو لم تكن هذه القوة في الغيمة لما هطل ثلج ولا نزل مطر ولأمست الدنيا خرابا. فقال جابر بن عبد الله الأنصاري: يا مولاي أتم الوصف فقال باقر العلم علينا منه السلام: ثمة غيمتان الأول من عنصر نقي في الهواء اللطيف وغيمة ثانية أخرى من عنصر عزازئيل يا جابر لما جعل سلمان القدرة بأمر ويطلب الملك تعالى كل هؤلاء المنكرين جبالا وصخورا خلق من نفس جوهر عزازئيل حرارة روحانية ذات سبعة الوان وأرسل له سلمان بخار الأرض ليساعده ليسحب من كل الأراضي والبحار الجمال والظرافة فأخرج الماء الذي أصله من جوهر المنكرين من البحار وجعله بقوة الطبيعات الأربع يمطر على الأرض فتلقى كل المخلوقات من جوهر المنكرين إن هذه المياه من جوهر المنكرين وكل من طلعوا من صراخ الملعون وحولهم سلمان القدرة إلى جبال وصخور وزرع ونباتات وتبقي الغيمة هؤلاء كلهم رطبين ومنتعشين وتجلب لهم الخبز اليومي من جوهرها ذاته لقد منحهم الملك تعالى الأمان حتى يوم القيامة. وكذلك أصل لذة وطعم الشهوة من الروح الحسية من مثل روح الشهوة والأخيرة هي قالب تلك اللذة والطعم والشهوة مثل الجسم والجسد الذي هو قالب الروح مثل الغيمة التي هي قالب النور الروحاني مثل الجوهر الخلاق الذي أعطاه الملك تعالى في الملكوت الأعلى لعزازئيل كذلك أعطاه (أي الجوهر) لروح الشهوة هذه وهذه اللذة وطعم الشهوة تساعد حجر القلب الأربعة لنتزع عن كل الجسد جمالا وظرافا وهتان الروحان في منتصف القلب الأيمن والأيسر تجلبان لنفس المعترضة الحسية مساعدة ولو لم يكونا


[ 43 ]

ممنوحتان فما استطاع هذا الماء المخلوط أن يجري في العمود الفقري. وإذا نشأ بهواه فيجري بقوة لذة وطعم هذا الماء من الظهر الذكوري الذي هو السماء إلى الأرض حتى يخرج بطلب النساء جسما وجسدا آخران و يا جابر, إن كل مرة تطلع بها الغيمة تغطي القمر والشمس والنجوم ذرات الهواء النوراني التي تأتي لمساعدته لتسحبه إلى أعلى, هي ذلك الملاك الذي يطرده الغيمة وسوطه هو البرق: ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته (القرآن, الرعد: ١٣) يعني أن نار حرارة الشهوة هي برق هذه الغيمة والألوان السبعة: الأسود والأبيض والأحمر والأزرق والأصفر والبنفسجي والأخضر هي ذات الألوان التي رآها عزازئيل على تلك الديوانات السبعة وعلى نفسه. وما زالت تلك العلامة علامة أصله السماوي عليه. يا جابر لو أن هذه الغيمة محتجبة في الحجاب فما رئيت في أي مكان ولأنار القمر والشمس في العالم لكان العالم منيرا ومضيئا ونورانيا ثم تخرج الغيمة من الحجاب وتغطي السماء والشمس والقمر ويدخل برد قاص ليغدو هلاك البشرية متوقعا مثلما تظهر العوالم الربانية وأئمة الزمان ومثلما تظهر الكلمات كالشمس والقمر منها ولكن إذا ظهر واحد من صفوف المقصرين ينيط المؤمن الحجاب ويظهر في فلك الكلام (فلک گويائى) غضب شديد وفي كل وقت لما تكون روح الحياة في القلب (درهاى اين روح تاب کند که بزرگ ما هتاب بالاى روح الحياة مغز استوا راست. كذا غير مفهومة) فتأتي روح الفكر للمساعدة على أن يظهر الغنوصي الإلهي (علم إلهي) منه ومن غاية المزج (مزاج غايتى) لكن عزازئيل الذي يسمى كذلك بالروح الحسية يقذف في هذا القلب ظنا وتمنيا وكأنه يجر بحجاب ما بين روح القلوب وبين روح الإيمان ويحجب هذا الوحي الإلهي عن روح القلوب ويسبب السعي لتحقيق الشهوة ويغلي القطب فتمسي الأرواح الأربعة كلها والقلب واحدة ويمضي ظهور الشهوة مثل غيمة من على القلب. قوله تعالى: أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض (القرآن, النور: ٤٠) فقال جابر بن عبد الله: يا مولاي متى ستخلص هذه الروح وهذا القلب قال باقر: إن هذه الروح المطمئنة القاعدة في القلب تشهد لألوهيتها ذاتها وتنتقل من القلب إلى مقام الدماغ بشرط أن يشهد هذه الشهادة القاطعة وكذلك إذا قدم حتى السماء العليا وعلى طول الأرض عبادة فلن يقبل (أي الله) منه أي شيء إلا هذه الشهادة القاطعة التي وصفها محمد في القرآن بالعمل الصالح: فليعمل عملا صالحا (القرآن, الكهف: ١١٠) يعني أن يشهد شهادة قاطعة لأئمة الزمان الذين وجههم جنة الملك تعالى ونطقهم هو باب للجنة ومقر سلمان ومكان سجود اليتيمين وحيث يقيم الملائكة السبعة صلاتهم وديوان النقباء ودار ملك (قصر) النجباء وقبة آدم وسفينة نوح وحلة إبراهيم وسفر موسى وجناح قلعة عيسى (وکنگرهء در عيسى است) وعرش محمد


[ 44 ]

المصطفى. والكرسي ذو الثلاثين قدما لأمير المؤمنين علي وحديقة (بوستان) فاطمة وجنة الحسن والحسين وصراط المؤمنين ومأوى الكروبيم (ومأواى کروبيان) وأفلاك النورانيين وقبلة الروحانيين. ويقول الملك تعال: ليس ما أرغبه وأقدره هو أن تتجه صوب الشرق والغرب وتقيم الصلاة, إنما ما يحبه الملك تعالى هو أن تتجه إلى أئمة الزمان وتؤمن بنورهم النبوي وفي كل ظهور نوراني وكل قصر وديوان وكور ودور في كل مقام الألوهية والملكوتية والجبروتية والربوبية والأزلية واللاهوتية والنورانية والروحانية والناسوتية والبشرية والإمامية يجب عليك في كل ظهور أن تشهد به (أي بالله) وأن تقدم مالك ودمك وملكك فدية له (در فداى وکنى) أن تقيم أمام متعاب هذه الدنيا سدا أمام الموت والمصيبة والقحط والفقر والأمراض العضال وكوارث هذه الدنيا. وكن صبورا مهما يحدث لك من أي نوع كان وكن طويل الاحتمال في كل الحساب المتقى وتقرب إلى الله وصر في هذه الدنيا الغدارة أمينا ومطمئنا تصديقا لقوله تعالى: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين (القرآن, البقرة: ١٧٧) الآخرة هي يوم كبير, يعني آمنوا بهذا القول (نطق) وبنور أوصياء الملك تعالى بسلمان القدرة كتاب الله فكل ما يرد في السماء والأرض يرد كذلك في كتاب الله ولا يوجد شيء على البحر والبر ليس في هذا النطق: ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين (القرآن, الأنعام: ٥٩) فقال جابر بن عبد الله الأنصاري: يا مولاي أتحدث الشهادة القاطعة بنا أم بإرادة وبريق الملك تعالى يعني في أي وقت سيجلس الغنوصيون النورانيون (عالمان نورانى) على بساط القدرة وسيرفع حجاب النور وسيستطيع متعلموهم إدلاء هذه الشهادة ثم من أين نزل هذا المعنى السري قال باقر: تجنبوا عدم إتمام المتعلمين وكذلك بخل العالمين (الغنوصيين) قال جابر: يا مولاي اشرح لهذا العبد الضعيف ما معنى ذلك قال باقر: الأمان الأمان الحذر, كم هي صعبة هذه الكلمة. بحمد المحمود وبعلي الأعلى, إن هذه الكلمة ليست في أي كتاب يجب إبقاؤها سرا يا جابر, إذا قال إمام الزمان والعالم النوراني (الغنوصي المستنير) كلمة الحق للمتعلم فلن يقبل بها المتعلم ولن تستوعبها روح القلوب خاصته فروح حياته الناطقة منفردة جدا. لكن يأمر الملك تعالى وبإرادة ونية إمام الزمان تنزل من القبة الزرقاء روح لونها لون البرق في دماغ المتعلم على روح القلوب خاصته. وروح القلوب تعتبر كلام وقول عالمها (غنوصيها) حقيقي وتشهد بصدق ويقين حتى أن تأتي الروح المنيرة (روح روشنى) بإرادة الملك تعالى من الحجاب القمري اللون وتجلس على الروح الممتحنة التي هي نطق المعلم. وتسمع روح قلوب المتعلم هذه الكلمة وتشهد بألوهية العالم (الغنوصي) ولكن لا تقدر درجته (أي المتعلم) على حفظ هذه الكلمة في ديره وحرمه


[ 45 ]

ومن ثم تنزل بمشيئة العالم (الغنوصي) روح الحفظ من الحجاب الشمسي اللون وتجلس على روح الإيمان خاصته. وتبقى الكلمة في ديره ولكن قوتها لا تكفي للفكر. والآن تنزل بمشيئة الملك تعالى روح الفكر من الحجاب البنفسجي اللون وتجلس فوق على روح الحفظ. أما روح القلوب تفكر الآن هذا التفكير وتدرك تماما ما هي كلمة العالم ولكن لا تكفي قوتها للمتكلم في حضرة العالم (الغنوصي). ومن ثم تنزل روح الجبروت من الحجاب الزبرجدي اللون وتجلس على روح الفكر. تطير روح القلوب خاصة المتعلم في الجوارح هائمة وتحدث وضوحا في ديوان الألوهية إلى أن تتضح هذه الكلمة في هذه الروح. ولكن لا تخرج من الحجاب حتى ينزل بريق روح العلم بمشيئة العالم (الغنوصي) من الديوان العقيقي اللون وتحط على روح الجبروت. وتوهب هذه الروح اللغة ويتحدث نور العلم (الغنوصي) في حضرة العالم (الغنوصي). ولكن لم يتم بعد ولا يرتضيه العالم (الغنوصي). ثم تنزل روح العقل من الديوان الناري اللون وتجلس على روح العلم. تتضح روح المتعلم لبرهة وتنجلي وتغدو تامة وكاملة وتسمع كلمة العالم (الغنوصي). ولكن لا تكون قد صارت على هذا الخلق بعد بحيث تستطيع إخضاع النفس الحسية وروح الشهوة وآدم المذموم حتى تظهر الروح القدس من القبة الياقوتية اللون وتأخذ لها مقاما على هذه الروح. وتخضع الآن روح قلوب المتعلم النفوس الثلاثة الأمارات بالمعصية اللواتي في القلب وتهلكها وتهلك السبعة أجزاء: القلب والرأس والرئة والكبد والطحال والكليتين وال الكافرين السبعة الذين مقامهم فيهم تلك الأجزاء وينتهي دور إبليس. يعني أن الشهوة تموت في الذكر وفي الخصيتين وتصبح روح القلوب قائمة الليل وصائمة النهار. ولكن لا تكون قد صارت على هذا الخلق بحيث تستطيع العروج إلى السماء. فهي لا تصل إلى هناك حتى تنزل روح الأكبر الكلي بمشيئة الملك تعالى وبتوهج العالم (الغنوصي) وبهمة المتعلم من قبة البيضاء وتحط على روح قدس المتعلم. وتصعد روح قلوب المتعلم من بيت الريح بعض الدرجات وتبقى في حبل الوريد في الصدر. ويصبح الجسم والجسد بنور الألوهية نيران ومنيران. يعني بالظهور الإلهي. قوله تعالى: أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه (القرآن, الزمر: ٢٢) لكن لا تستطيع روح القلوب أن تصل إلى الدماغ. ثم يأمر ومشيئة الملك تعالى بإرادة إمام الزمان تنزل الروح الأعظم من ديوان غاية الغايات لقبة الملك تعالى ويحط على روح الأكبر الكلي. ثم تصل روح القلوب من الصدر إلى الشفة إلى اللسان والفيه (فم) وتحط على هذا العرش الإلهي. فعندئذ يقوم العالم (الغنوصي) ويشهد لها ويكون ذلك هكذا تماما وكأنما قد شهد هو لنفسه فيصير المتعلم تاما بالأرواح العشرة التي نتحدث عنها. قوله تعالى: تلك عشرة كاملة (القرآن, البقرة: ١٩٦) وآيات القرآن العشرة ترمز إلى هذه العشرة. والدرجات الإسلامية (السلمانية) العشرة والعشرة أيام من عاشوراء والعد والحساب الذي لا يتعدى العشرة وإذا وصل إلى عشرة


[ 46 ]

يبدء من جديد, وكل عاشور على الدنيا ترمز كذلك. لذا نسمي هذا الكتاب كذلك بالمقامات العشر فهذا الوصف موجود فيه فقط وليس في آخر. فقال جابر: أشهده (بس جابر گفت سجدهء) سبوح قدوس محمد وعلي حقا حقا. محمد المصطفى وواليه السلسل وأبو الخطاب

اترك تعليقاً