كشف اليقين – الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي

كشف اليقين

العلامة الحلي


[ 1 ]

بسم الله الرحمن الرحيم


[ 2 ]

كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين


[ 3 ]

كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين تأليف الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي 648 ه‍ 726 ه‍ تحقيق حسين الدرگاهي ابا محمد حسن حسين آبادي


[ 4 ]

حقوق الطبع محفوظة للناشر الطبعة الاولى 1411 ه‍ – 1991 م. طهران – ايران


[ 5 ]

بسمه تعالى شأنه إلى بضعة رسول الله الاعظم – صلى الله عليه واله وسلم. إلى سليلة النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، أم الائمة وأولياء الامة. إلى عقيلة أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب – عليه وعلى أبنائه الكرام البررة أفضل ما صلى وسلم الاله على أحد من أوليائه. إلى فاطمة الزهراء، سيدة نساء العالمين، سلام الله عليها – أقدم هذه البضاعة المزجاة، عسى أن تحظى منها بالقبول – إن شاء آلله – فتجعلنا من السعداء في الدارين – آمين يا رب العالمين. عبيدها المقر بالرق – حسين 11 / 9 / 1369 = 13 / 5 / 1411 (يوم استشهادها – صلوات الله عليها -) ابا محمد حسن حسين آبادي


[ 7 ]

مقدمة المحقق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين، سيما بقية الله في الارضين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين. 1 – إستقل العقل السليم لاجل دوام الدين ونفي التحريف عنه وقوام الامة وطرد الانحراف عنها، بنصب الخليفة وجعل الوصي وكونه معصوما من الذنوب في العلم والعمل، ولولا تلك العصمة لكان الوصي أو الخليفة ظالما، لقوله – تعالى -: ” ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون “، (القرة / 229) وقد قال – سبحانه -: ” لا ينال عهدي الظالمين “. (البقرة / 124) إذا فالمستفاد من الاية، أن الامامة عهد من الله، يخبر نبيه عمن عهد الله إليه كما يخبر عن سائر أوامر الله وأحكامه كما تقوله مدرسة أهل البيت – عليهم السلام. لقد قال الله – تبارك وتعالى – في حق رسوله: ” وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي “، (النجم / 3 – 4). وفي حق أهل البيت: ” إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ” (الاحزاب / 33) روي عبد الله بن عجفر بن أبي طالب، قال: لما نظر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم – إلى الرحمة ابطة، قال: ” ادعوا لي، ادعوا لي ” فقالت صفية: من يا رسول الله ؟ قال: ” أهل بيتي عليا وفاطمة والحسن والحسين “، فجئ بهم فألقي عليهم النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – كساءه ثم رفع يديه ثم قال: ” اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد وآل محمد ” وأنزل الله


[ 8 ]

– عزوجل – ” إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ” (1). وفي رواية اخرى، قالت أم سلمة: قلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ قال: ” إنك إلى خير، إنك من أزواج النبي ” (2)، فظهر أن الله – تعالى – عصم النبي وأهل بيته عليهم السلام – من الرجس وطهرهم تطهيرا. 2 – ورسوله الله صلى الله عليه وآله – عين خليفته ووصيه من بعده وذلك في أول يوم دعا الاقربين إليه للاسلام بعد نزول قوله – تعالى -، ” وأنذر عشيرتك الاقربين “، (الشعراء / 214) كما رواه الطبري وغيره عن علي بن أبي طالب – عليه السلام -، قال: لما نزلت هذه الاية على رسول الله – صلى الله عليه واله – ” وأنذر عشيرتك الاقربين ” دعاني رسول الله – صلى الله عليه وآله – فقال لي: يا علي ان الله أمرني أن أنذر عشيرتي الاقربين فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أني متي بادءتهم بهذا الامر أري ما أكره فصمت عليه حتى جاءني جبرئيل فقال يا محمد إن لا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك، فاصنع لنا صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملاء لنا عسا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به، ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه، فيهم أعمامه أبو طالب، وحمزة، والعباس، وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله – صلى الله عليه وآله – حذيفة (اي قطعة) من اللحم فشقها باسنانه، ثم القاها في نواحي الصفحة، ثم قال: خذوا بسم الله، فأكل القوم حتى ما لهم بشئ من حاجة، وما أري الا موضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس علي بيده ان كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم، ثم قال: اسق القوم فجئتهم بذلك العس فشربوا منه


(1) مستدرك الصحيحن 3 / 147 وروايعة أخرى في صحيح الترمذي 13 / 248، ومسند أحمد 6 / 306، واسد الغابة 4 / 29 و ج 2 / 297، وتهذيب التهذيب 2 / 297، وغيره. كما ذكره مفصلا في معالم المدرستين 1 / 198 – 199. 2 – تفسير السيوطي 5 / 198 و 199. (*)

[ 9 ]

حتى رووا منه جميعا، وأيم الله ان كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما اراد رسول الله – صلى الله عليه وآله، ان يكلمهم بدره أبو لهب الى الكلام فقال: لشد ما سحركم صاحبكم، فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله – صلى الله عليه وآله – فقال: الغد يا علي إن هذا الرجل سبقني الى ما قد سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن اكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم الي، قال ففعلت ثم جمعتم، ثم دعاني بالطعام فقربته لم، ففعل كما فعل بالامس فاكلوا حتى ما لهم بشئ حاجة، ثم قال: اسقهم فجئتهم بذاك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا، ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: يا بني عبد المطلب اني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به، اني قد جئتكم بخير الدنيا والاخرة، وقد أمرني الله تعالى ان ادعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الامر على ان يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا وقلت – واني لاحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا – أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي ثم قال: ان هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا، قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب قد أمرك ان تسمع لابنك وتطيع (1). إن أمر الامامة بعد الرسول – صلى الله عليه وآله – كان من الامور الهامة التي كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – يفكر فيها، ويهتم بها من بداية تبليغه – كما تقدم آنفا – إلى قبيل مماته. روى ابن عباس وقال: لما حضر النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال: ” هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده “، قال عمر: ان النبي غلبه الوجع


(1) تاريخ الطبري ط اروبا 1 / 1171 – 1172، وتاريخ ابن الاثير 2 / 222، شرح ابن أبي الحديد 3 / 263، والسيرة الحلبية 1 / 285، وتفسير الطبري 19 / 72 – 75، والبداية والنهاية 3 / 39 – 40، ومسند أحمد 2 / 352، ح 1371، والدر المنثور للسيوطي 5 / 97، والنور المشتعل للحافظ أبي نعيم الاصبهاني / 155 – 160 وخصائص وحي المبين لابن بطريق / 89 – 90، وكنز العمال 6 / 397. (*)

[ 10 ]

وعندكم كتاب الله، فحبسنا كتاب الله، واختلف أهل البيت فمنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال: ” قوموا عني، لا ينبغي عندي التنازع ” (1). وفي رواية بكي ابن عباس حتى خضب دمعه الحصباء فقال: اشتد برسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم -، وجعه، فقال: ” آتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا “، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي التنازع فقالوا هجر رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم.. (2). وفي رواية فكان ابن عباس يقول، أن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول اللن – صلى الله عليه وآله وسلم، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم (3). 3 – بالاضافة إلى ما ذكرنا من منع القوم أن يكلمهم الرسول – صلى الله عليه وآله – وإحجامهم عن دعوته في يوم الدار، ومنعهم كتابة وصيته في آخر ساعات حياته: 1 – 3 – نشطوا – أيضا – لمنع كتابة حديث الرسول بعد رحلته، والظاهر من بعض الاحاديث أنه كان كذلك في زمان صحته – أيضا – سبحان الله ! قال عبد الله بن عمرو بن العاص: ” كنت أكتب كل شئ أسمعه من


(1) البخاري / 1 كتاب العلم، باب كتابة العلم / 22، وطبقات ابن سعد 2 / 244، ومسند أحمد، الحديث 2992 – 2 – البخاري / 2، كتاب الجهاد، باب جوائز الوفد / 120، وكتاب الجزية، باب إخراج اليهود من جزيرة العرب / 136، وصحيح مسلم 5، كتاب الوصية، باب ترك الوصية / 75، ومسند أحمد، الحديث 1935، وطبقات ابن سعد 2 / 244، وتاريخ الطبري 3 / 193. 3 – البخاري / 4، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب كراهية الاخلاف / 180، وكتاب المرضي، باب ” قول المريض قوموا عني ” / 5، وج 3 كتاب المغازي، باب مرض النبي / 62، وصحيح مسلم 5، كتاب الوصية، آخر باب ترك الوصية / 76 ومسند أحمد، الحديث 3111، وتاريخ ابن كثيرة 5 / 227 – 228، وتيسير الوصول 4 / 194، وتاريخ الذهبي 1 / 311، وتاريخ الخميس 1 / 182، والبدء والتاريخ 5 / 95، وتاريخ أبي الفداء 1 / 151، (*)

[ 11 ]

رسول الله – صلى الله عليه وآله – فهنتني قريش، وقالوا: تكتب كل شئ سمعته من رسول الله – صلى الله عليه وآله، ورسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضا ؟ فأمسكت عن الكتابة فذكرت ذلك لرسول الله فأومأ بإصبعه إلى فيه، وقال: ” اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق ” (1). روي الذهبي أن أبا بكر جمع الناس بعد وفاة نبيهم، فقال: ” إنكم تحدثون عن رسول الله – صلى الله عليه وآله، أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد أختلافا، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه ” (2). وروي عن قرظة بن كعب أنه قال: ” لما سرنا عمر إلى العراق مشي معنا عمر إلا صرار، ثم قال: أتدرون لم شيعتكم ؟ قلنا أردت أن تشيعنا وتكرمنا، قال: إن مع ذلك لحاجة، إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل، فلا تصدوهم بالاحاديث عن رسول الله وأنا شريككم، قال قرضة: فما حدثت بعده حديثا عن رسول الله – صلى الله عليه واله. ” وفي رواية أخرى: فلما قدم قرظة بن كعب، قالوا: حدثنا، فقال: نهانا عمر (3)، وأما عثمان فقد أقر ذلك حيث قال على المنبر: ” لا يحل لاحد يروي حديثا لم يسمع به في عهد أبي بكر ولا في عهد عمر ” (4).


(1) سنن الدارمي / 1، باب من رخص في الكتابة من المقدمة / 125، وسنن أبي داود / *، باب كتابة العلم / 126، ومسند أحمد 2 / 16 *، و 207، 216، ومستدرك الحاكم 1 / 105 – 106، وجامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 1 / 85 ط. الثانية – ط العاصمة بالقاهرة سنة 1388. 2 – تذكرة الحفاظ بترجمة أبي بكر 1 / 2 – 3 – 3 – نفس المصدر 1 / 4 – 5، وجامع بيان العلم وفضله 2، باب ذكر من ذم إلا كثار من الحديث دون التفهم له / 147. 4 – منتخب الكنز بهامش مسند أحمد 4 / 64، فانظر تفصيل منع كتابة الحديث على عهد الخلفاء الثلاثة: طبقات ابن سعد 5 / 140، تذكرة الحفاظ 1 / 7، كنز العمال، ط الاولى 5 / 239، ومتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 4 / 61، تاريخ ابن كثير 8 / 107. (*)

[ 12 ]

2 – 3 – واستمر ذاك المنع نافذا حتى ولي الحكم عمر بن عبد العزيز الاموي، فإنه كتب إلى أهل المدينة: ” أن انظروا حديث رسول الله فاكتبوه فإني قد خفت دروس العلم وذهاب أهله “. وكان ابن شهاب الزهري أول من دون الحديث على رأس المائة بأمر عمر بن عبد العزيز ثم كثر التدوين والتصنيف (1). 3 – 3 – وفي سبيل المنع خنقوا أنفاس نقلة الحديث والصحابة والتابعين، كأبي ذر فإنه كان جالسا عند الجمرة الوسطى وقد اجتمع الناس يستفتوته فأتاه رجل فوقف عليه، ثم قال: ألم تنه عن الفتيا ؟ فرفع رأسه إليه، فقال: إرقيب أنت علي ؟ ! لو وضعتم الصمصامة على هذه – وأشار إلى قفاه – ثم ظننت اني أنفذ كلمة سمعت من رسول الله – صلى الله عليه وآله – قبل أن تجيزوا علي لانفذته (2). ومن أجل مخالفته لاوامر السلطة نفي من بلد إلى بلد حتى لقي حتفه طريدا فريدا بالربذة. وقتل حجر بن عدي وإصحابه صبرا (3) وقتل وصلب رشيد الهجري (4) وميثم التمار (5). 4 – 3 – وحين أغلقوا على المسلمين باب التحدث عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – فتحوا لهم باب وضع الحديث فانتشر حديث كثير موضوع في تفخيم أنفسهم وتكريمهم، مثل ما قال – صلى الله عليه واله – بالنسبة إلى وصيه وخليفته (6)، وأوردوها في أبواب مجامعهم الروائية المعنونة بالفضائل وجعلوها في جنب أحاديث رسول الله – صلى الله عليه واله – الصحيحة في فضائل وصيه علي بن أبي طالب – عليه


(1) فتح الباري / 1، باب كتابة العلم / 218. (2) سنن الدارمي 1 / 132، وطبقات ابن سعد 2 / 354. (3) عبد الله بن سبأ 2 / فصل حقيقة ابن سبأ والسبئية. (4) رجال الكشي / 131. (5) نفس المصدر / 134. (6) الغدير 5 / 297 – 378، وأضواء على السنة المحمدية / 118. (*)

[ 13 ]

السلام، وخصائصه وإن كان ما يتعلق به أكثر جدا، ولكن لم يتعرضوا بمقدماتها ولوازمها ونتائجها العقلية واكتفوا بأن يقال: ” كرم الله وجهه ” فحسب، بل قال بعضهم: ” الحمد لله الذي تفرد بالكمال… وقدم المفضول على الافضل إقتضاها التكليف ” (1). 5 – 3 – وهو خليفة رسول الله – صلى الله عليه وآله – بل نفسه كما دلت عليه آية المباهلة في قوله – تعالى -: ” فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناك كم ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ” (آل عمران / 61)، فإنه أجمع المفسرون ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ” (آل عمران / 61) – فإنه أجمع المفسرون كالزمخشري، والطبري، والثعلبي، وفخر الدين الرازي، والبياضوي، والنسفي، والسيوطي، و… على أن ” إبنائنا ” إشارة إلى الحسن والحسين، عليهما السلام – و (نساءنا ” إشارة إلى فاطمة – عليها السلام -، و ” إنفسنا ” إشارة إلى علي، عليه السلام – فجعله الله – تعالى – نفس محمد – صلى الله عليه وآله. (2). قال الزمخشري: روي أنهم لما دعاهم إلى المباهلة قالوا حتى نرجع وننظر – الى أن قال. فأتو رسول الله – صلى الله عليه وآله وسمل – وقد غدا محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول: إذا أنا دعوت فأمنوا فقال أسقف نجران: يا معشر النصاري، إني لاري وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لازاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقي على وجه الارض نصراني إلى يوم القيامة… ” (3) أضف إلى ذلك أن الرسول – صلى الله عليه واله، نص على أن عليا كنفسه (4)، وعديله ونظيره وأخوه (5). 6 – 3 – ومن هنا يظهر وجه قياس رسول الله صلى الله علهى وآله – إياه على


(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 / 3. (2) راجع: إحقاق الحق 3 / 46 – 61. (3) الكشاف 1 / 434. 4 – أنظر: إحقاق الحق 6 / 449 – 458، وج 17 / 15 – 20. 5 – أنظر: نفس المصدر 6 / 458 – 486. (*)

[ 14 ]

الانبياء والرسل – عليهم السلام – كقوله – صلى الله عليه وآله وسلم -: ” من أراد أن ينظر إلى علم آدم آدم وفقه نوح فلينظر إلى علي بن أبي طالب ” (1)، و ” يا علي، إنما مثلك في هذه الامة كمثل عيسى بن مريم ” (2). ويظهر – أيضا، وجه عدم قياسه – صلى الله لعيه وآله – إياه على أحد من الناس، حيث قال في حديث تزويج الزهراء، عليها السلام -: ” بعلك لا يقاس عليه أحد من الناس ” (3)، وقال – عليه السلام: ” لا يقاس بآل محمد – صلى الله عليه واله – من هذه الامة أحد ” (4). 4 – فأما فضائله عليه السلام، فكثيرة وعظيمة، حتى قال ابن أبي الحديد: ” ما أقول في رجل أقر له أعدؤه وخصومه بالفضل، ولم يمكنهم جحد مناقبه، ولا كتمان فضائله، فقد علمت أنه استولى بنو امية على سلطان الاسلام في شرق الارض وغربها، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره، والتحريض عليه، ووضع المعايب، والمثالب له، ولعنوه على جمعى المنابر، وتوعدوا ما دحيه، بل حبسوهم وقتلوهم، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة، أو يرفع له ذكرا، حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه، فما زاده ذلك، إلا رفعة وسموا، وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه، وكلما كتم تضوع نشره، وكالشمس لا تستر بالراح، وكضوء النهار إن حجب عنه عين واحدة، أدركته عيون كثيرة ” (5). 1 – 4 – فإليك في هذا المجال شطرا من النعوت والاوصاف التي نص بها رسول الله – صلى الله عليه وآله – في حقه – عليه السلام – من كتب العامة (6). (1) علي سيد المسلمين.


(1) مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي / 212، وإحقاق الحق 4 / 392 – 405. 2 – إحقاق الحق 7 / 292. 3 – إحقاق الحق 7 / 3. 4 – نهج البلاغة / 47، الخطبة 2. 5 – شرح نهج البلاغة 1 / 16 – 17. 6 – إن شئت تعيين محل كل واحدة من تلك فانظر: إحقاق الحق 4 / 3 – 389. (*)

[ 15 ]

(2) علي امام المتقين. (3) علي قائد الغر المحجلين (4) علي يعسوب المؤمنين (5) علي ولي المتقين (6) علي يعسوب الدين (7) علي أمير المؤمنين ” أمير كل مؤمن ” (8) علي سيد ولد آدم ” ما خلا النبيين ” (9) علي خاتم الوصيين (10) علي اول من يرى رسول الله يوم القيامة (11) علي اول من يصافح النبي يوم القيامة (12) علي الصديق الاكبر (13) علي فاروق هذه الامة (14) علي الفاروق بين الحق والباطل (15) علي اول من صدق رسول الله ” آمن رسول الله ” (16) علي اول من آمن بالله (17) علي يعسوب المسلمين (18) علي خليفة رسول الله ” في امته من بعده ” (19) علي يعسوب قريش (20) علي خير من تركه رسول الله (21) علي سيد العرب (22) علي سيد في الدنيا والاخرة (23) علي سيد المؤمنين (24) علي وزير رسول الله (25) علي صاحب رسول الله (26) علي اول من وحد الله مع رسوله


[ 16 ]

(27) علي منجز وعد رسول الله (28) علي موضع سر رسول الله (29) علي خير من تركه (اخلفه) رسول الله من بعده (30) علي قاضي دين رسول الله (31) علي أخو رسول الله ” في الدنيا والاخرة ” (32) علي عيبة علم رسول الله (33) علي باب رسول الله الذي يؤتي منه (34) علي وصي رسول الله (35) علي القائم بامر رسول الله (36) علي الامام على امة رسول الله ” امام الامة ” (37) علي خليفة الله في أرضه ” بعد رسوله ” (38) علي امام خلق الله ” البرية ” (39) علي مولى البرية (40) علي وارث علم رسول الله (41) علي أبو ذرية النبي ” ولد النبي ” (42) علي عضد ” عاضد رسول الله ” (43) علي أمين رسول الله على وحيه (44) علي مولى من كان رسول الله مولاه (45) علي صاحب لواء رسول الله في المحشر (46) علي قاضي عداة رسول الله (47) علي الذائد عن حوض رسول الله (48) علي أبو هذه الامة (49) علي صاحب حوض رسول الله (50) علي قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين (51) علي ولي المؤمنين ” كل مؤمن ” بعد رسول الله


[ 17 ]

(52) علي صفي رسول الله (53) علي حبيب رسول الله (54) علي سيد الاوصياء ” الوصيين ” (55) علي أفضل الوصيين (56) علي خاتم الاوصياء (57) علي خير الاوصياء ” الوصيين ” (58) علي امام الاتقياء (59) علي وارث النبي (60) علي سيف الله (61) علي الهادي (62) علي أبو الائمة الطاهرين (63) علي أقدم الناس سلما (64) علي وزير رسول الله ” في السماء والارض ” (65) علي أحب الاوصياء إلى الله (66) علي أعظم ” اشرف ” الناس حسبا (67) علي أكرم الناس منصبا (68) علي أرحم الناس بالرعية (69) علي أعدل الناس بالسوية ” في الرعية ” (70) علي أبصر الناس بالقضية (71) علي ولي الله (72) علي ولي رسول الله ” في الدنيا والاخرة ” (73) علي ولي المؤمنين بعد رسول الله (74) علي المؤدي عن رسول الله (75) علي امام كل مؤمن ومؤمنة (76) علي ولي كل مؤمن ومؤمنة


[ 18 ]

(77) علي الاخذ بسنة رسول الله (78) علي الذاب عن ملة رسول الله (79) علي أولى الناس بعد رسول الله (80) علي أول الناس ” المؤمنين ” ايمانا (81) علي أوفي الناس ” المؤمنين ” بعهد الله (82) علي أقوم الناس بعهد الله (83) علي أقسم الناس ” المؤمنين ” بالسوية (84) علي أرأف الناس ” المؤمنين ” بالرعية (85) علي أعدل الناس في الرعية (85) علي أعدل الناس في الرعية (86) علي أمين الناس علي سره (87) علي أعظم الناس عند الله مزية (88) علي سيد الاولين والاخرين ما خلا النبيين (89) علي قبلة العارفين (90) علي اول المسلمين (الاصحاب) إسلاا (91) علي أكثر الامة علما (93) علي أعظم الامة ” أفضل الامة ” ” اوفر الامة ” حلما ” احلم الناس ” (94) علي أحسن الناس خلقا (95) علي أعلم الامة بالله (96) علي أول الناس ورودا على الحوض (97) علي آخر الناس عهدا برسول الله (98) علي أول الناس لقيا برسول الله (99) علي أشجع الناس قلبا (100) علي اسخى ” اسمح ” الناس كفا (101) علي قسيم الجنة والنار


[ 19 ]

(102) علي أصح الناس دينا (103) علي أفضل الناس يقينا (104) علي أكمل الناس حلما (105) علي راية الهدى (106) علي منار الايمان (107) علي إمام اولياء الله (108) علي نور جميع من أطاع الله (109) علي صاحب راية رسول الله يوم القيامة. (110) علي امين رسول الله ” ثقة رسول الله ” على مفاتيح خزائن رحمة الله (111) علي كبير الناس (112) علي نور أولياء الله (113) علي امام من أطاع الله (114) علي أمين رسول الله في القيامة (115) علي صاحب حوض رسول الله (117) علي متودع مواريث الانبياء (118) علي أمين الله على أرضه (119) علي حجة الله على بريته (120) علي ركن الايمان (121) علي عمود الاسلام (122) علي مصباح الدجي (123) علي منار الهدى (124) علي العلم المرفوع لاهل الدنيا (125) علي الطريق الواضح (126) علي الصرطا المستقيم


[ 20 ]

(127) علي الكلمة التي الزمها الله المتقين (128) علي أعلم المؤمنين بايام الله (129) علي أعظم المؤمنين رزية (130) علي غاسل رسول الله (131) علي دافن رسول الله (132) علي المتقدم إلى كل شديدة وكريهة (133) علي أقوم الناس بأمر الله (134) علي الرؤوف بالناس (135) علي الاواه (136) علي الحليم (137) علي أفضل الناس منزلة (138) على أقرب الناس قرابة (139) علي أعظم الناس غنى (140) علي حجة رسول الله (141) علي باب الله (142) علي خليل الله (143) علي خليل رسول الله (144) علي سيف رسول الله (145) علي الطريق إلى الله (146) علي النبأ العظيم (147) علي المثل الاعلى (148) علي إمام المسلمين (149) علي سيد الصديقين (150) علي قائد المسلمين إلى الجنة (151) علي أتقي الناس


[ 21 ]

(152) علي أفضل الناس ” هذه الامة ” (153) علي أعلم الناس (154) علي صالح المؤمنين (155) علي عالم الناس (156) علي الدال (157) علي العابد (158) علي الهادي (159) علي المهدي (160) علي الفتي (161) علي المجتبى للامامة (162) علي صاحب رسول الله في المقام المحمود (163) علي الملك في الاخرة (164) علي صاحب سر رسول الله (165) علي الامين في أهل الارض (166) علي الامين في أهل السماء (167) علي محيي سنة رسول الله (168) علي ممسوس في ذات الله (169) علي أكمل الامة يقينا (170) علي مقيم الحجة (171) علي حجة النبي علي امته يوم القيامة (172) علي شيخ المهاجرين والانصار (173) علي لحم رسول الله ودمه وشعره (174) علي أبو السبطين (175) علي أبو الريحانتين (176) علي مفرج الكرب عن رسول الله


[ 22 ]

(177) علي أسد الله في أرضه (178) علي سيف الله ” على أعدائه ” (179) علي حبيب الله (180) علي حامل راية رسول الله (181) علي صاحب لواء الحمد (182 علي اول من يدخل الجنة (183) علي اول من يقرع باب الجنة (184) علي رباني هذه الامة (185) علي ديان العرب (186) علي ديان هذه الامة (187) علي ذوقرني الجنة (188) علي عبقري أصحاب رسول الله (189) علي أمير البررة (190) علي قاتل الفجرة (191) علي قاتل الكفرة (192) علي الاخيشن ” الاخشن ” ” المخشوشن ” ” الاخشي ” في ذات الله. و 193) علي صهر رسول الله (194) علي خير البشر (195) علي خير الناس (196) علي خير الرجال (197) علي خير هذه الامة بعد نبيها (198) علي خير البرية (199) علي خير من طلعت عليه الشمس وغربت بعد النبي (200) علي صاحب رسول الله في الجنة (201) على اب الامة


[ 23 ]

(203) علي أمير آيات القرآن (203) علي صاحب لواء رسول الله في الدنيا والاخرة (204) علي إمام البررة (205) علي رفيق رسول الله في الجنة (206) علي أحب الخلق إلى الله ورسوله (207) علي باب العلم (208) علي أحب الرجال إلى النبي (209) علي أقرب الناس من رسول الله (210) علي أجود الناس منزلة (211) علي أعظم الناس عند الله عناء (212) علي أعظم الناس على الله (213) علي قائد الامة إلى الجنة (214) علي حجة الله على الناس بعد رسول الله (215) علي امين رسول الله (216) علي الصديق (217) علي الشاهد (218) علي أقرب الناس إلى الجنة (219) علي قائد المؤمنين إلى الجنة (220) علي المهتدي (221) علي المهتدي (221) علي أبو اليتامي والمساكين (222) علي زوج الارامل (223) علي ملجأ كل ضعيف (224) علي مأمن كل خائف (225) علي حبل الله المتين (226) علي العروة الوثقي


[ 24 ]

(227) علي كلمة التقوى (228) علي عين الله (229) علي لسان الله الصادق (230) علي جنب الله (231) علي يد الله المبسوطة على عباده بالمغفرة والرحمة (232) علي باب حطة (233) علي اول من صدق رسول الله (234) علي اول من وحد الله (235) علي باب علم رسول الله (236) علي باب مدينة العلم (237) علي أبو العترة الطاهرة الهادية (238) علي وارث علم النبيين (239) علي احكم الناس حكما (240) علي حجة الله في أرضه بعد النبي (241) علي أمين رسول الله على حوضه (242) علي ولي كل مؤمن ومؤمنة ” كل مسلم ومسلمة ” (243) علي ولي من كان رسول الله وليه (244) علي خليفة الله على عباده (245) علي المبلغ من الله ورسوله (246) علي قاصم عداة رسول الله (247) علي خدن رسول الله 2 – 4 – وعلى الباحث المتتبع أن يستكشف السبب في كثرة أحاديث فضائل علي – عليه السلام – ويستنتج الحكم الالهي منها. يظهر له بأدنى تأمل أن السبب في تلك، شدة عناية الرسول – صلى الله عليه وآله – بإبلاغ الدين، وإكامله وإتمامه وعلمه باختلاف الامة بعد رحلته كما نقل ابن حجر الهيثمي عن بعض المتأخرين من ذرية


[ 25 ]

أهل البيت النبوي ما نصه: ” وسبب ذلك – والله أعلم – إن الله تعالى اطلع نبيه على ما يكون بعده مما ابتلى به علي وما وقع من اختلاف لما آل إليه أمر الخلافة، فاقتضى ذلك نصح الامة بإشهاره بتلك الفضائل لتحصل النجاة لمن تمسك به ممن بلغته، ثم لما وقع ذلك الاختلاف والخروج عليه نشر من سمع من الصحابة تلك الفضائل، وبثها نصحا للامة أيضا ثم لما اشتد الخطب واشتغلت طائفة من بني امية بتنقيصه وسبه على المنابر، ووافقهم الخوارج، بل قالوا بكفره اشتغلت جهابذة الحفاظ من أهل السنة ببث فضائله حتى كثرت نصحا للامة ونصرة للحق ” (1) 5 – وأما القوم فرووا أحاديث فضائل علي – عليه السلام – وأودعوها كتبهم ولكن لم يستعرضوا مؤدي تلك الاحاديث ولوازمها العقلية ونتائجها العرفية تجاهلا وتغافلا عن أن كل صفة فضيلة كانت أو رذيلة آية من خصائص صاحبها وعلامة في معرفة مالكها بل سعوا في تحريف معاني النعوت والاوصاف التي نص بها رسول الله – صلى الله عليه واله – في حقه – عليه السلام – وإحيانا كتمانها، وحذفها. كمناقشاتهم في كلمة ” المولى ” في حديث الغدير (2) وكتمان لفظ (ووصيي وخليفتي) في حق الامام علي وتبديلها ب‍ (كذا وكذا) (3). وجدير بالذكر أنهم لم يكتفوا بالتحريف والكتمان بل هاجموا الشيعة ونقصوا عليها في كتبهم ” فظهر في النصف الاول من القرن الثالث كتاب ” العثمانية ” للجاحظ يهاجم فيه الشيعة، وينكر الضروريات، ويجحد البديهيات، كمحاولته لجحود شجاعة أمير المؤمنين – عليه السلام – ” (4) ! واستمرت الهجمات في كل القرون إلى زماننا هذا حتى قال العلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي: وأما استيعاب ذلك فيملا مجلدات، وربما كان ما يخص قرننا الذي نعيش فيه بشكل بمفردة مجلدا ! إذ صدر أخيرا في الباكستاني وحدها زهاء


(1) الصواعق المحرقة / 121. (2) أنظر: الغدير 1 / 350. (3) أنظر: معالم المدرستين 1 / 243 – 290. 4 – تراثنا، العدد الاولى، السنة الثانية / 34.

[ 26 ]

مائتي كتاب يهاجم الشيعة ! وإلى الله المشتكي (1). ويهمنا في هذا المجال أن نعلم أن أكثر تلك الهجمات تتوجه إلى الاستنتاجات العقلية الفطرية من أحاديث الفضائل التي استدل بها علماء مدرسة أهل البيت – عليهم السلام – على إمامة علي وأولاده المعصومين ووصياتهم – عليهم السلام -. فتأمل. 6 – وموقف الامامية كان من كل ذلك موقف الدفاع وصد الهجمات وتشييد أمر إمامة علي – عليه السلام – بعد رسول الله – صلى الله عليه واله – بلا فصل ونشر فضائله ومناقبه الباهرة، فظهرت الكتب القيمة من جهابذة الشيعة يردون فيها على المهاجمين ويعرضون للروايات الصحيحة ويستنتجون إمامة آل الرسول – صلى الله عليه وآله – منها ويدافعون عن حقهم وكيان مدرستهم – جزاهم الله خير الجزاء -. وإليك نماذج من علمائهم وتصانيفهم في ذلك: منهم: السيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد التوبلي الكتكاني البحراني المتوفي 1107 في موسوعته الرائعة ” غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الامام من طريق الخاص والعام “. قال العلامة الطهراني: فيه أحاديث الفريقين في فضائل أمير المؤمنين والائمة الطاهرين – عليهم السلام – وإمامتهم في قرب ثمانين ألف بيت مرتب على مقصدين أولهما في تعيين الامام والنص عليه، وفيه سبع وستون بابا، والمقصد الثاني في وصف الامام بالنص وفيه مأتان وست وأربعون بابا وفي آخره فصل في فضائل أمير المؤمنين – عليه السلام – بالطريقين في مأة وأربع وأربعين بابا ” (2)). ومنهم: السيد مير حامد حسين بن السيد محمد قلي الموسوي الهندي الكهنوي المتوفي 1306 في كتابه الكبير ” عبقات الانوار في إمامة الائمة الاطهار “. ولقد جعل المؤلف – رضي الله تعالى عنه – كتابه في منهجين: ” الاول: في الايات المثبتة إمامة أمير المؤمنين – عليه السلام – بعد رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – بلا فصل، معتمدا في ذلك كله على كتب القوم وتفاسيرهم.


(1) نفس المصدر / 36. (2) الذريعة 16 / 21. (*)

[ 27 ]

الثاني: في الاحاديث المثبتة إمامة أمير المؤمنين – عليه السلام – الواضحة الدلالة والمتواترة سندا، وهي اثنا عشر حديثا ” (1). ومنهم: القاضي السيد السعيد نور الله الحسيني المرعشي التستري المستشهد 1019 في سفره الخالد ” إحقاق الحق وإزهاق الباطل “. ” تعرض فيه لرد كلمات القاضي فضل بن روزبهان في كتابه إبطال نهج الباطل الذي كتبه في الرد على كتاب نهج الحق لاية الله العلامة الحلي فأظهر الصواب ونال أعظم الاجر والثواب ” (2). ولقد علق عليه العلامة الحجة آية الله العظمى السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي – قدس سره – تعليقات نفيسة هامة، وطبع معها في مجلدات ضخمة – شكر الله مساعيه الجميلة -. ومنهم: العلامة الشيخ عبد الحسين الاميني المتوفى 1390 ق، في موسوعة القيمة ” الغدير في الكتاب والسنة والادب ” يبحث فيه عن حديث الغدير كتابا وسنة وأدبا ويستعرض فيه الشعراء والكتاب الذين ذكروا في شعرهم ونثرهم الغدير قرنا فقرنا من قرون الاسلام حتى يومنا هذا. ولم يقتصر عليها بل حقق في موسوعته أبحاثا علمية ودينية وتاريخية حول فضائل علي – عليه السلام – وإمامته بلار فصل، لاغني لكل باحث عن الحقيقة الخالصة عن الالمام بها ودراستها. ومنهم مؤلفنا العلامة المتوفى 726 من أعلام علماء الشيعة في قرنه بل في كل القرون في السفر الماثل بين يديك ” كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين – عليه السلام ” أودعه فضائل الامام علي من مصادر العامة. 7 – وأما مؤلف كشف اليقين – كما تقدم – هو الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي (648 ق – 726 ق)). وصفه علام العلوم السيد محمد مهدي بحر العلوم – رحمه الله – في رجاله بأنه علامة العالم، وفخر نوع بني آدم، أعظم العلماء شأنا، وأعلاهم برهانا سحاب الفضل الهاطل، وبحر العلم الذي ليس له ساحل، جمع من العلوم ما تفرق


(1) مقدمة العبقات للسيد علي الحسيني الميلاني / 16 – 17. (2) الذريعة 1 / 290. (*)

[ 28 ]

في جميع الناس، وأحاط من الفنون بما لا يحيط به القياس، مروج الذهب والشريعة في المائة السابعة، ورئيس علماء الشيعة من غير مدافعة، صنف في كل علم كتبا، وآتاه الله من كل شئ سببا، أما الفقه، فهو أبو عذره، وخواض بحره… وأم ا الاصول والرجل، فإليه فيهما تشد الرحال، وبه تبلغ الامال وهو ابن بجدتها ومالك أزمتها…. وأما المنطق والكلام، فهو الشيخ الرئيس فيهما والامام (1). 8 – ذكر أصحاب التراجم في كتبهم أحواله وآثاره مثل: 1 – 8 – نفس المؤلف، خلاصة الاقوال / 45 – 49، تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم افسيت منشورات الرضي قم. 2 – 8 – الشيخ عباس القمي، هدية الاحباب / 201، مكتبة الصدوق، طهران. 3 – 8 – عبد الرحيم الرباني الشيرازي، مقدمة بحار الانوار للمولى محمد باقر المجلسي، دار الكتب الاسلامية، طهران. 4 – 8 – السيد محمد صادق بحر العلوم، مقدمة خلاصة الاقوال 4 – 40، افسيت منشورات الرضي، قم. 5 – 8 – ابن داود، الرجال / 78، تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم، افسيت منشورات الرضي، قم. 6 – 8 – عبد الله المامقاني، تنقيح المقال 1 / 314، انتشارات جهان، طهران. 7 – 8 – التفرشي، نقد الرجال / 99، طبع عبد الغفار، طهران. 8 – 8 – محمد باقر الخوانساري، روضات الجنات 2 / 269، 286، افسيت دار المعرفة بيروت. 9 – 8 – ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان 6 / 319، مؤسسة الاعلمي، بيروت. 10 – 8 – ابن العسقلاني، الدرر الكامنة، الدرر الكامنة 2 / 158، تحقيق محمد سيد


(1) رجال السيد بحر العلوم 2 / 257. (*)

[ 29 ]

جاد الحق دار الكتب، مصر، قاهرة 11 – 8 – عبد الله افندي الاصبهاني، رياض العلماء 1 / 358، 390، تحقيق السيد أحمد الحسيني، مكتبة آية الله النجفي المرعشي. 12 – 8 – الشيخ يوسف البحراني، لؤلؤة البحرين / 210، مؤسسة آل البيت – عليهم السلام -، قم. 13 – 8 – القاضي نور الله التستري، مجالس المؤمنين 1 / 570 – 578، المكتبة الاسلامية، طهران. 14 – 8 – أبو علي محمد بن إسماعيل الحائري، منتهى المقال / 105. 15 – 8 – المرجع الديني السيد شهاب الدين المرعشي النجفي، مقدمة إحقاق الحق 1 / 35 – 70، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم، 16 – 8 – نفس المؤلف، أجوبة المسائل المهنائية / 138 – 139، الخيام، قم. 17 – 8 – الشيخ الحر العاملي، أمل الامل 2 / 81 – 85، تحقيق السيد أحمد الحسيني مكتبة الاندلس، بغداد. 18 – 8 – الشيخ محمد رضا الحكيمي، تاريخ العلماء / 159 – 164، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بيروت. 19 – 8 – السيد محسن الامين، أعيان الشيعة 5 / 396 – 408، تحقيق حسن الامين دار التعارف، بيروت. 20 – 8 – عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين 3 / 303، المكتبة العربية، دمشق. 21 – 8 – الزركلي، الاعلام 2 / 244، الطبعة الثانية. 22 – 8 – الدكتور أبو الفتح حكيميان، فهرست مشاهير ايران / 246، انتشارات جامعة الوطن في ايران. 23 – 8 – المولى محمد باقر المجلسي، الوجيز / 150 المطبوع لحاقا بخلاصة الاقوال للعلامة الحلي، ايران. 24 – 8 – محمد علي مدرسي، ريحانة الادب 4 / 167 – 179، خيام، تبريز.


[ 30 ]

25 – الشيخ آغا بزرگ الطهراني، طبقات إعلام الشيعة 5 / 52، تحقيق علي نقي منزوي دار الكتاب العربي، بيروت. 26 – 8 – السيد محمد مهدي بحر العلوم، الفوائد الرجالية 2 / 257 – 317، تحقيق محمد صادق بحر العلوم وحسين بحر العلوم، افسيت دار الزهراء، بيروت. 27 – 8 – يوسف الاتابكي، النجوم الزاهرة 9 / 267، افسيت وزارة الثقافة والارشاد القومي، مصر. 28 – 8 – محمد بن علي الاردبيلي، جامع الرواة 1 / 230، افسيت مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم. 29 – 8 – الشيخ عباس القمي، سفينة البحار 2 / 228، مكتبة سنائي، طهران. 31 – 8 – الميرزا حسين النووي، مستدرك الوسائل 3 / 459، افسيت إسماعيليان. 31 – 8 – الشيخ عباس القمي، الكنتي والالقاب 2 / 477 – 480، منشورات مكتبة الصدر، طهران. 32 – 8 – اليافعي – مرآة الجنان 4 / 276، افسيت مؤسسة الاعلمي، بيروت. 33 – 8 – السيد أحمد الحسيني والشيخ هادي اليوسفي، مقدمة نهج المسترشدين في اصول الدين / 5، مجمع الذخائر الاسلامية، قم. 34 – 8 – إسماعيل باشا البغدادي، هدية العارفين 5 / 284، افسيت المكتبة الاسلامية والجعفرية، طهران. 35 – 8 – العلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي، مكتبة العلامة الحلي، مخطوطة. 36 – 8 – الشيخ آغا بزرگ الطهراني، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، دار الاضواء، بيروت. 37 – 7 – الميرزا محمد الاسترآبادي، منهج المقال / 109.


[ 31 ]

38 – 8 – صلاح الدين خليل الصفدي، الوافي بالوفيات 13 / 85، جميعة المستشرقين الالمانية. 39 – 8 – أبو الفداء ابن كثير، البداية والنهاية 14 / 125، مكتبة المعارف، بيروت. 40 – 8 – الشيخ فخر الدين الطريحي، مجمع البحرين 6 / 124، المكتبة المرتضوية، طهران. 41 – 8 – الشيخ فارس الحسون، مقدمة إرشاد الاذهان للعلامة الحلي 23 – 210، جماعة المدرسين، قم. 42 – 8 – السيد أحمد الحسيني الخوانساري، كشف الاستار عن وجه الكتب والاسفار، 1 / 342 – 343، مؤسسة آل البيت. 43 – 8 – محمد علي البقال، عبد الحسين، مقدمة الرسالة السعدية / 11 – 19 – مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي العامة، قم. 44 – 8 – افندي الاصفهاني، الميرزا عبد الله، تعليقه أمل الامل، تدوين وتحقيق السيد أحمد الحسيني 123 / 131، مكتبة آية الله العظمي المرعشي النجفي العامة، قم. 9 – تصانيف مؤلفنا العلامة (1): قال السيد بحر العلوم بعد ذكر مؤلفات المترجم له: وأنت إذا تأملت تصنيف العلامة لهذه الكتب الكثيرة في جميع العلوم من المعقول والمنقول، الفروع منها والاصول، وفيها الكتب الكبار المشتملة على دقائق الانصار، علمت أن هذا الرجل كان مؤيدا من عند الله، بل آية من آيات الله، وقد قيل: إن تصانيفه وزعت على أيام عمره – من ولادته وفاته، فكان قسط كل يوم منها كراسا (2).


(1) إن شئت فهرس تصانيفه التفصيلي فانظر: مقدمة الشيخ فارس الحسون على كتاب إرشاد الاذهان إلى أحكام الايمان 1 / 66 – 126 – فإنه احسن وأجاد فيه واعتمد على مصادر كثيرة سيما ” مكتبة العلامة الحلي “، للعلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي المخطوطة – جزاهما الله خيرا. 2 – رجال السيد بحر العلوم 2 / 288. (*)

[ 32 ]

ومن آثاره الرائعة – كما تقدم آنفا – كشف اليقين رتب فيه الاحاديث على فصول بديعة وهي: الفصل الاول – في فضائله الثابتة له قبل وجوده وولادته. الفصل الثاني – في الفضال الثابته له حال خلقه وولادته. الفصل الثالث – في فضائله الثابته له حال كما له وبلوغه. الفصل الرابع – في فضائله الثابتة بعد وفاته – عليه الصلاة، والسلام. وكتابنا هذا من مصادر العلامة المجلسي – رحمه الله – في بحار الانوار حيث قال: ” كتاب كشف اليقين وقد نعبر عنه بكتاب اليقين ” (1). ثم أعلم أن هذا الكتاب قد طبع طبعتين: الاولى – سنة 1298 ق في تبريز بالطبع الحجري. الثانية – سنة 1371 ق في النجف بالطبع الحروفي. وترجمة بعض العلماء بالفارسية وتوجد من نسخة الخطية في بعض المكتبات، منهم: 1 – محمد اسماعيل بن محمد باقر الادباء الخراساني الذي ترجمه في زمن القاجار (ق 13) وسماه ب‍ ” رشف المعين “، توجسد نسخة منه في طهران، المكتبة الوطنية، تحت رقم 971 / ف، مذكور في فهرسها 2 / 520. 2 – أيضا ترجمة أخرى من مترجم مجهول توجد في نفس المكتبة تحت رقم 732 / ف، مذكور فهرسا 2 / 255، والنسخة ن اقصة الاولى والاخرى. والظاهر أنه – أيضا – ترجم في قرن 13. 10 – وفي نهاية المطاف التعريف بالنسخ ومنهجية التحقيق: اعتمدنا في تحقيق الكتاب وتقويم نصه على خمس نسخ، هي: 1 – النسخة القيمة المحفوظة في المكتبة المركزية في جامعة طهران المرقمة (1796) كتبت بخط محمد الجبعي (الجد الاعلى للشيخ بهاء الدين محمد العاملي) وفرغ من استنساخها في يوم الثلاثاء 21 / شعبان / 852 وقوبلت مع النسخة المكتوبة بخط


(1) البحار 1 / 17. (*)

[ 33 ]

العلامة – قدس سره – رمزناها ب‍ ” ج “. 2 – النسخة المحفوظة في المكتبة المركزية في جامعة طهران، الكتاب الاول من المجموعة المرقمة (503)، المجهولة التأريخ والكاتب، ويوجود في هامش آخرها: بلغ القبال بعون الله الملك المتعال وصلى الله على محمد وآله خير آل. وقد رمزت لهذه النسخة ب‍ ” د ” 3 – النسخة المحفوظة في المكتبة المركزية في جامعة طهران المرقمة (1627) وقع النسخة ب‍ ” أ “. 4 – النسخة المحفوظة ب‍ ” مكتبة آية الله العظمى المرعشي العامة ” الكتاب الثاني من المجموعة المرقمة (980) تم كتابتها يوم الاثنين 11 / جمادي الثانية / 1086 وقد رمزت لهذه النسخة ب‍ ” ش “. 5 – النسخة المطبوعة بالحجرية قوبلت مقابلة كاملة. وفرغ من استنساخها في يوم الثلاثاء شهر ربيع الاول من شهور 1298. وقد رمزنا لهذه النسخة ب‍ ” م “. ثم استخرجنا جميع النصوص الحديثية من مصادرها الاصلية بكل ما لدينا من جهد وطاقة، واستقصينا كل ما نقله العلامة المجلسي في بحار الانوار عنه ذاكرين محلها في الهامش مشيرين إلى الاختلاف اللفظية الضرورية واستعرضنا بيانات العلماء واستفاداتهم العقلية من الاحاديث في الهامش وم ثم يجدر بنا أن نسميه ب‍ ” كشف الدلائل عن إحاديث الفضائل “. وأخيرا أتقدم بالشكر الجزيل إلى الاخوة الاعزاء الافاضل الذين ساعدوني في إخراج هذه المشروع وهم سماحة السيد حسن القمي، وصباح صالح الهنداوي، وعبد الحسين وعبد الحسن الطالعي، وعلي رضا حبيب اللهي – وفقهم الله تعالى لاقتصاص آثار الائمة الاطهار – معترفا لكل جوارحي بالتقصير ولله الكمال والكبرياء وله الحمد أولا وآخرا. حسين الدرگاهي


[ 34 ]

بداية نسخة ” ج “


[ 35 ]

نهاية نسخة ” ج “


[ 36 ]

بداية نسخة ” د “


[ 37 ]

نهاية نسخة ” د “


[ 38 ]

بداية نسخة ” أ “


[ 39 ]

نهاية نسخة ” أ “


[ 40 ]

بداية نسخة ” ش “


[ 41 ]

نهاية نسخة ” ش “


[ 42 ]

بداية نسخة ” م “


[ 43 ]

نهاية نسخة ” م “


[ 1 ]

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله القديم القاهر، العظيم القادر، الحليم الغافر، الكريم الساتر، الاول الاخر، الباطن الظاهر، العالم بمكنونات السرائر، الخبير بمستودعات الضمائر المبدع (1) لاجناس الموجودات من غير احتياج الى شريك ومؤازر (2) المخترع لانواع الممكنات من غير افتقار معين ومظاهر. احمده على انعامه الغامر واشكره فضله الزائد الزاخر. والصلاة على سيد الاوائل والاواخر محمد المصطفى وعترته الاماجد الاكابر المعصومين (3) من الصغائر والكبائر المؤيدين في الموارد والمصادر. أما بعد: فإن مرسوم السلطان الاعظم مالك رقاب الامم ملك ملوك طوائف العرب والعجم شاهنشاه المعظم راحم العباد ولطف الله في البلاد رحمة الله – تعالى – في العالمين وظل الله على الخلائق (4) اجمعين محيي سنن الانبياء والمرسلين باسط العدل وناشره ومميت الجور ومدمره المؤيد من [ عند ] (5) الله – تعالى – بالعنايات الربانية والممدود


1 – هكذا في د وم. وفي سائر النسخ: المبتدع. 2 – د: موازين. 3 – هكذا في د وم. وفي سائر النسخ: عن. 4 – هكذا في د وم. وفي سائر النسخ: الخلق. 5 – من م. (*)

[ 2 ]

منه – تعالى – بالالطاف الالهية ذى النفس القدسية والرئاسة الانسية (1) الواصل بفكره الثاقب الى اسنى المراتب المرتقي (2) براية الصائب اوج الشهب الثواقب المتميز على جميع البرية بجودة القريحه وصدق الروية (اولجايتو خدابندة) محمد سلطان وجه الارض خلد الله ملكه الى يوم العرض ولا زالت الويته محفوفة بالظفر والنصر ودولته محروسه من الغير الى يوم الحشر والنشر رسم (3) بوضع رسالة تشتمل على ذكر فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – عليه افضل الصلاة والسلام -. فامتثلت (4) ما رسمه وسارعت الى ما حتمه ووضعت هذا الكتاب الموسوم ب‍ (كشف اليقين) في فضائل أمير المؤمنين – عليه السلام – على سبيل الايجاز والاختصار من غير تطويل ولا اكثار. فإن فتح باب ذلك يؤدى الى الملال إذ لا حصر لفضائله – عليه السلام – كما رواه اخطب خوارزم (6) عن ابن عباس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: لو ان الرياض (7) اقلام والبحر مداد والجن حساب والانس كتاب ما احصوا فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام


1 – أ: الالهية. 2 – هكذا في د. وفي سائر النسخ: المترقي. 3 – هكذا في د وم. وفي سائر النسخ: برز. 4 – د: كما. 5 – ليس في د وم. 6 – مناقب الخوارزمي / 2. وورد مثله عن ابن عباس، أيضا، في ص 235. 7 – المصدر: الفياض. (*)

[ 3 ]

ومن يصفه النبي – عليه السلام (1) – بمثل ذلك كيف يمكن التعبير عن وصف فضائله ؟ ! وقال بعض الشعراء وقد لاموه في ترك مدح على – عليه السلام -: لا تلمني (2) في ترك (3) مدح علي انا ادرى بالامر (4) منك واخبر


1 – م: رسول الله – صلى الله عليه وآله -. 2 – م: لا تسلني. 3 – أ: تبرك. 4 – م: بالامر. (*)

[ 4 ]

ان أهل السماء والأرض في العجز سواء عن حصر اوصاف قنبر وقال بعض الفضلاء وقد سئل عنه (1) – عليه السلام – فقال: ما اقول في شخص اخفى اعداؤه فضائله حسدا (2) واخفى اولياؤه فضائله خوفا وحذرا فظهر في ما (3) بين هذين فضائل طبقت الشرق والغرب. لكن نحن نشير في هذا المختصر الى يسير من فضائله – عليه السلام – طاعة لرسم السلطان (4) ولما رواه اخطب خوارزم (5). قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – ان الله – تعالى – جعل لاخي علي فضائل لا تحصى كثرة. فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن كتب فضيلة فضائله لم تزل الملائكه تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة (6) رسم. ومن استمع الى فضيلة من فضائلة غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع (7) ومن نظر الى كتاب (8) من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر. ثم قال: النظر الي اخي (9) علي بن أبي طالب عبادة وذكره عبادة. ولا يقبل الله ايمان عبد إلا بولايته والبراءة من اعدائه. وقد رتبتها على فصول:


1 – م: عن فضائله. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: حدا له. 3 – هكذا في أ. وفي سائر النسخ: وظهر من. 4 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: للرسم السلطاني. 5 – مناقب الخوارزمي / 2. 6 – المصدر: (لذلك الكتاب) بدل (لتلك الكتابة). 7 – م: بالسمع. 8 – م: فضيلة. 9 – من المصدر. (*)

[ 5 ]

الفصل الاول في الفضائل (1) الثابتة له قبل وجوده وولادته وهي خمسة: الاولى (2): ما ورد في التوراة من ذكره – عليه السلام -: قال الله – تعالى – لابراهيم – عليه السلام -: وأما اسماعيل فقد سمعت دعاءك فيه وقد باركته وساثمره واكثره جدا جدا واجعل منه اثني عشر شريفا يولد (3) واجعله حزبا (4) عظيما. ولا شك في ان (5) عليا – عليه السلام – أحد الاثني عشر وهذه فضيله لم يلحقه غيره فيها.


1 – هكذا في م، وفي سائر النسخ: فضائله. 2 – جميع النسخ: الاول. 3 – أ: بمولده. 4 – هكذا في م وأ. وفي سائر النسخ: حربا. 5 – (ولا شك في أن) غير مقرؤة في النسخ. وما أثبتناه في المتن من م. (*)

[ 6 ]

الثانية (1): روى اخطب خوارزم (2) عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – يا عبد الله اتاني ملك فقال: يا محمد سل من ارسلنا قبلك من رسلنا على ما بعثوا ؟ [ قال: قلت: على ما بعثوا ؟ ] (3) قال (4): على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب – عليه السلام -.


1 – جميع النسخ: الثاني. 2 – مناقب الخوارزمي: / 221. 3 – ليس في م. 4 – م: قالوا. (*)

[ 7 ]

الثالثة (1): ان اسمه مكتوب على العرش: روى اخطب خوارزم (2) عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: لما (3) خلق الله – تعالى – آدم ونفخ فيه من روحه عطس آدم فقال: الحمد لله.


1 – هكذا في م وفي سائر النسخ: الثالث. 2 – مناقب الخوارزمي: 227. 3 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: لما أن. (*)

[ 8 ]

فأوحى الله – تعالى – إليه (1): حمدتني (2) عبدى وعزتي وجلالى لولا عبدان اريد ان اخلقهما في دار الدنيا ما خلقتك. قال: الهي فيكونان مني ؟ قال: نعم يا آدم ارفع راسك وانظر. فرفع راسه فإذا هو (3) مكتوب على العرش لا اله الله محمد (4) نبي الرحمة على (5) مقيم الحجة. (6) ومن عرف حق علي زكا وطاب. ومن انكر حقه لعن وخاب. اقسمت بعزتي ادخل الجنة من اطاعه وان عصاني. واقسمت بعزتي ادخل النار من عصاه وان اطاعني.


1 – من المصدر. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: حمدني. 3 – من المصدر. 4 – المصدر: محمد رسول الله. 5 – م: وعلي. 6 – من المصدر. (*)

[ 9 ]

ومن (1) كتاب المناقب (2): عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – مكتوب باب الجنة: [ لا اله إلا الله ] (3) محمد رسول الله علي بن أبي طالب اخو رسول الله – صلى الله عليه وآله – قبل ان يخلق الله (4) السماوات والأرض بالفي عام.


1 – هكذا في م وفي سائر النسخ: وفي. 2 – مناقب الخوارزمي / 88. 3 – من المصدر. 4 – من المصدر. (*)

[ 10 ]

ومن المناقب (1): قال: قال (2) رسول الله – صلى الله عليه وآله -: اتانى جبرئيل وقد نشر جناحيه وإذا على (3) احدهما (4) مكتوب: لا اله إلا الله محمد النبي وعلى الاخر مكتوب (5) لا اله إلا الله علي الوصي. ومن مسند أحمد (6): عن جابر قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: مكتوب على باب الجنة: محمد رسول الله اخو رسول الله قبل ان تخلق السماوات بالفى عام.


1 – مناقب الخوارزمي / 90. 2 – من المصدر. 3 – المصدر: في. 4 – م: (فإذا فيهما) بدل (وإذا على أحدهما). 5 – ليس في م. 6 – م: (مسند أحمد بن حنبل). والحديث ليس فيه بل في مناقب أحمد بن حنبل / 43، وأخرجه العلامة المجلسي في البحار نقلا عن كشف اليقين. (*)

[ 11 ]

الرابعة (1) ما روى ان رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: انا وعلي بن أبي طالب من نور واحد. روى صاحب المناقب (2) عن سلمان قال: سمعت حبيبي المصطفى – صلى الله عليه وآله – يقول: كنت انا وعلى نورا بين يدى الله – عز وجل – [ مطبقا (3) يسبح الله ذلك النور ويقدسه ] (4) قبل ان يخلق الله (5) آدم باربعة عشر الف عام فلما خلق الله – تعالى – آدم ركب ذلك النور في صلبه. فلم نزل (6) في شئ واحد حتى افترقنا (2) في صلب عبد المطلب. فجزء انا وجزء علي (8). وفيه (9): قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: كنت انا وعلي نورا بين يدى الله – عز وجل – قبل (10) ان يخلق الله (11) آدم باربعة عشر الف سنة (12). فلما خلق الله – تعالى – أبي (13) آدم سلك ذلك النور


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: الرابع. 2 – مناقب الخوارزمي / 88. 3 – د: مطيعا. 4 – ليس في البحار. 5 – أود والمصدر: يخلق. 6 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: فلم يزل. 7 – المصدر والبحار: افترقا. د، أ: أقرهما. ج، ش: أفرقهما. وما أثبتناه في المتن موافق م. 8 – البحار: (ففي النبوة وفي علي الخلافة) بدل (فجزء أنا، علي). 9 – هكذا في م ود. وفي سائر النسخ: ومنه. والحديث في مناقب الخوارزمي / 88. 10 – هكذا في م ود. وفي سائر النسخ: من قبل. 11 – م، د: يخلق. 12 – المصدر: عام. 13 – من المصدر. (*)

[ 12 ]

في صلبه. فلم يزل الله (1) ينقله من صلب الى صلب حتى اقره في صلب عبد المطلب. [ ثم اخرجه من صلب عبد المطلب ] (2) فقسمه قسمين: قسما في صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب فعلي مني وانا منه لحمه لحمي ودمه دمي. فمن احبه فيحبني (3) احبه ومن ابغضه فيبغضني (4) ابغضه


1 – ليس في د. 2 – ليس في المصدر، م ود. 3 – هكذا في م، ود أ. وفي سائر النسخ: فبحبي. 4 – هكذا في م، ود أ. وفي سائر النسخ: فيبغضي. (*)

[ 13 ]

الخامسة (1): توسل آدم به (2) في التوبة (3):


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: الخامس. 2 – من م ود. 3 – م: التوراة. (*)

[ 14 ]

روى الخوارزمي (1) باسناده عن ابن عباس قال: سئل النبي – صلى الله عليه وآله – عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه.


1 – بل ابن المغازلي في مناقبه / 63، ح 89. أخرجه العلامة المجلسي في البحار 35 / 17، عن ارشاد المفيد واعلام الورى للطبرسي ثم قال: (أقول العلامة في كشف اليقين نحوه). (*)

[ 15 ]

فقال: ساله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي فتاب عليه


[ 17 ]

الفصل الثاني في الفضائل الثابتة له حال خلقه وولادته أبا محمد حسن حسين آبادي ولد أمير المؤمنين – عليه السلام – الجمعة الثالث عشر من شهر رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة في الكعبة ولم يولد أحد سواه فيها لا قبله ولا بعده (1). روى صاحب كتاب (بشائر المصطفى) (2) عن يزيد بن قعنب (3) قال: كنت جالسا مع العباس عبد المطلب وفريق من بني (4) عبد العزى بازاء بيت الله الحرام إذ اقبلت فاطمة بنت اسد ام أمير المؤمنين – عليه


1 – أخرج الفقرة السابقة العلامة المجلسي في البحار 35 / 16 – 17، عن ارشاد المفيد واعلام الورى الطبرسي، ببعض الاختلاف والزيادات، ثم قال: أقول: ذكر العلامة في كشف اليقين نحوه). 2 – الحصيح: (بشارة المصطفى) لشيعة المرتضي، للشيخ عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم علي بن محمد بن علي بن رستم بن نردبان الطبري الاملي الكحي، من أجلاء العلماء في القرن السادس، وقال العلامة المتتبع الشيخ آقا بزرك الطهراني، وفي الذريعة إلى تصانيف الشيعة، 3 / 118، بعد ذكر كتابه هذا: كانت عند شيخنا العلامة النوري نسخة توجد اليوم عند الشيخ محمد السماوي وليست فيها الخطبة التي خطبها – صلى الله عليه وآله وسلم – في آخر شعبان، مع أن السيد علي بن طاووس في أعمال شهر رمضان من كتابه (الاقبال) نقل تلك الخطبة عن كتاب (بشارة المصطفى). فيظهر أن الموجود ليس تمام الكتاب. 3 – م: قعيب. أخرجه العلامة المجلسي في البحار 35 / 9 عن كشف اليقين وكشف الحق ويوجد في بشارة المصطفى / 7 – 8، من دون الفقرة النهائية التي سنشير إليها – إن شاء الله وبيان الاخير من قبل العلامة الطهراني في النسخة الموجودة من بشارة المصطفى كاف لتوضيح هذا الاختلاف. 4 – ليس في البحار. (*)

[ 18 ]

السلام -. وكانت حاملا (1) به (2) لتسعة اشهر وقد اخذها الطلق. فقالت: يا ربي (3) اني مؤمنة بك (4) وبما جاء من عندك من رسل وكتب. واني مصدقة بكلام جدى إبراهيم الخليل – عليه السلام – وانه بنى بيتك (5) العتيق. فبحق الذي (6) بني هذا البيت وبحق (7) المولود الذي في بطني إلا ما (8) يسرت على ولادتي. قال يزيد بن قعنب (9): فرايت (10) البيت قد انشق (11) عن ظهره ودخلت فاطمة فيه (12) وغابت عن ابصارنا (13) وعاد البيت (14) الى حاله (15). فرمنا ان ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح. فعلمنا ان ذلك من أمر (16) الله – تعالى -. ثم خرجت في اليوم الرابع وعلى يدها (17) أمير


1 – البحار حاملا. 2 – من م والمصدر. 3 – هكذا في م والمصدر. وفي سائر النسخ: يا رب. 4 – هكذا في م والمصدر. وفي سائر النسخ: بك مؤمنة. 5 – هكذا في المصدر، وفي سائر النسخ: البيت. 6 – هكذا في المصدر، وفي سائر النسخ: هذا الذي. 7 – من المصدر. 8 – المصدر والبحار: لما. 9 – م: قعيب. 10 – المصدر والبحار: فرأينا. 11 – المصدر والبحار: انفتح. 12 – ليس في المصدر. 13 – المصدر: أبصارنا فيه. 14 – من م. 15 – البحار والمصدر: (والتزق الحائط) بدل: (وعاد البيت إلى حاله). 16 – المصدر والبحار: أمر من أمر. 17 – البحار: (بعد الرابع وبيدها) بدل: (في اليوم الرابع وعلى يدها). (*)

[ 19 ]

المؤمنين علي بن أبي طالب – عليه السلام – فقالت (1): قد فضلت على من تقدمني من النساء لأن آسية بنت مزاحم عبدت الله سرا في موضع لا يحب الله ان يعبد (2) فيه إلا اضطرارا وان مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى اكلت منها رطبا جنيا وانى دخلت بيت الله الحرام فاكلت (3) من ثمار الجنة وارزاقها (4). فلما اردت اخرج هتف بي هاتف: يا فاطمة سميه عليا فهو علي. والله العلي الاعلى يقول: اني (5) شققت اسمه من اسمي وادبته بادبي واوقفته (6) على غامض علمي وهو الذي يكسر الاصنام في بيتي وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدسني ويمجدني. فطوبى لمن احبه واطاعه وويل لمن ابغضه وعصاه. [ قالت (7) فولدت عليا ولرسول الله – صلى الله عليه وآله – ثلاثون سنة. فاحبه (8) رسول الله – صلى الله عليه وآله – حبا شديدا


1 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: ثم قالت. 2 – المصدر والبحار: لا يحب أن يعبد الله. 3 – هكذا في المصدر، م ود. وفي سائر النسخ: وأكلت. 4 – البحار: أوراقها. 5 – من المصدر. 6 – من البحار: وقفة. أ: واقفة. 7 – هكذا في البحار ود. وفي سائر النسخ: قال. 8 – م والبحار: وأحبه. (*)

[ 20 ]

وقال لي (1): اجعلي مهده بقرب فراشي وكان – صلى الله عليه وآله – (2) يلي اكثر تربيته وكان يطهر عليا في وقت غسله ويجره اللبن (3) عند شربه ويحرك مهده عند نومه ويناغيه في يقظته ويحمله على صدره


1 – هكذا في (خ ل) وفي متنه سائر النسخ: لهما. 2 – البحار: رسول الله – صلى الله عليه وآله -. 3 – أي: يجعل اللبن في فيه. (*)

[ 21 ]

ويقول: هذا اخي ووليي وناصري وصفيي وذخري وكهفي وصهري (1) ووصيي وزوج كريمتي واميني وصيتي وخليفتي. وكان يحمله دائما ويطوف به جبال مكة وشعابها واوديتها ] (2).


1 – البحار: (وظهري وظهيري) ولعله الاظهر. 2 – ليس في المصدر. (*)

[ 23 ]

الفصل الثالث في الفضائل (1) الثابتة له حال كماله وبلوغه ان الفضائل أما ان تكون حاصلة للشخص باعتبار افعاله وآثاره وأما ان لا تكون حاصلة بهذا الاعتبار بل باسباب (2) خارجه عنه. فهنا بابان: الباب الاول: في الفضائل المكتسبة من الفعل (3) والاثر (4): هذه الفضائل ان تكون نفسانية أو بدنية. فهنا مطلبان: المطلب الاول: في الفضائل النفسانية:


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: فضائله. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: لاسباب. 3 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: النقل. 4 – من م. (*)

[ 24 ]

وننظمها (1) مباحث: المبحث (2) الاول: الايمان (3): وهذه الفضيلة لا يوازنها شئ من الفضائل إذ باعتبارها يحصل للمكلف النعيم المخلد والخلاص من العذاب (4) السرمد كما قال – تعالى – (5): (ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء). وقد اجمع المسلمون كافة على ان أمير المؤمنين – عليه السلام – سبق الى الاسلام قبل كل أحد ولم يشرك بالله – تعالى – طرفة عين ولم يسجد لصنم بل هو الذي تولى تكسير (6) الاصنام لما صعد على كتف النبي – صلى الله عليه وآله -. روى أحمد بن حنبل في مسنده (7) عن أبي مريم (8) عن علي – عليه السلام – (9) قال: انطلقت انا والنبي – صلى الله عليه وآله – حتى اتينا الكعبة. فقال لي رسول الله – صلى الله عليه وآله – اجلس. فجلست (10) وصعد على منكبي. فذهبت لانهض (11) فلم اطق. فراى منى ضعفا فنزل.


1 – يتضمنها. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: البحث. 3 – أ: في الايمان. 4 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: العقاب. 5 – النساء / 48. 6 – م: بكسر. 7 – مسند أحمد بن حنبل 1 / 84. 8 – د (خ. ل.): أبي هريرة. 9 – أ: عن أمير المؤمنين – عليه السلام -. 10 – من م. 11 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: لانهض به. (*)

[ 25 ]

وجلس (1) نبي الله – صلى الله عليه وآله – وقال: اصعد على منكبي. فصعدت على منكبيه. قال: فنهض (2). قال: فانه تخيل الي (3) اني لو شئت لنلت افق السماء حتى صعدت على البيت وعليه تمثال صفر أو نحاس. فجعلت ازاوله عن يمينه وشماله ومن (4) بين يديه وخلفه حتى إذا استمكنت منه قال لي رسول الله – صلى الله عليه وآله -: اقذف به. فقذفت (5) به فتكسر كما تتكسر (6) القوارير. ثم نزلت وانطلقت انا ورسول الله – صلى الله عليه وآله – نستبق حتى توارينا بالبيوت (7) خشيه ان يلقانا أحد من الناس. وروى الطبري صاحب (الخصائص) (8) عن النبي – صلى الله عليه وآله – قال: صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين. وذلك لانه (9) لم ترتفع شهادة ان لا (10) اله إلا الله الى (11) السماء إلا مني


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: جلس لي. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: فنهض بي. 3 – هكذا في المصدر، م ود. وفي سائر النسخ: يخيل لي. 4 – من م. 5 – أ: فقذفته. 6 – يتكسر. 7 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: البيوت. 8 – لم نعثر عليه ولكن أخرجه في احقاق الحق 7 / 363 – 364، عن مناقب الخوارزمي / 19 وعن مناقب ابن المغازلي / 14، وعن ميزان الاعتدال ولسان الميزان وينابيع المودة. ويوجد، إيضا، في الاصابة، القسم الاول، 8 / 183. 9 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: أنه. 10 – هكذا في د وأ. وفي سائر النسخ: ألا. 11 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: في. (*)

[ 26 ]

ومنه (1). ومن كتاب (اليواقيت) لابي عمر الزاهد: عن ليلى الغفارية عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – ان علي بن أبي طالب اول الناس ايمانا واول الناس لقاء بي (2) يوم القيامة وآخر الناس بي (3) عهدا عند الموت. ومن كتاب مسند أحمد (4): عن ابن عباس قال: اول من صلى مع النبي – صلى الله عليه وآله – بعد خديجة علي – عليها السلام -. وروى أبو المؤيد (5) عن سلمان قال: سمعت النبي – صلى الله عليه وآله – يقول: اول الناس ورودا علي الحوض يوم القيامة اولهم اسلاما (6) وهو (7) علي بن أبي طالب. ومن كتاب مسند أحمد بن حنبل (8): عن عمرو بن ميمون قال اني لجالس (9) الى ابن عباس إذ اتاه (10) تسعة رهط. فقالوا (11): يا ابن عباس (12) إما ان تقوم معنا وإما ان تخلو بنا عن


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: منه ومني. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: لي. 3 – لبس في م. وفي أ: لي. 4 – مسند أحمد بن حنبل / 373. 5 – مناقب الخوارزمي / 17. 6 – م: ايمانا. 7 – من د. 8 – مسند أحمد بن حنبل 1 / 330 – 331. 9 – م: جالس. 10 – د: أتوا. 11 – هكذا في المصدر وم. وفي سائر النسخ: قالوا. 12 – المصدر: يا أبا عباس. (*)

[ 27 ]

هؤلاء (1). قال: فقال ابن عباس: بل اقوم معكم. قال: وهو يومئذ صحيح لم يعم (2). قال: فانطلقوا فتحدثوا (3) فلا ندرى ما قالوا. قال (4): فجاء ينفض ثوبه وهو (5) يقول: اف وتف (6) وقعوا في رجل قال له النبي – صلى الله عليه وآله – لابعثن رجلا لا يخزيه الله ابدا يحب الله ورسوله [ ويحبه الله ورسوله ] (7).


1 – هكذا في حاشية م. وفي متنه وفي سائر النسخ: (أن تخلونا هؤلاء) بدل (أن تخولينا عن هؤلاء). 2 – المصدر: قبل أن يعمى. 3 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: (فابتدؤوا وتحدثوا) وفي المصدر: (فابتدؤوا) بدل: (فانطلقوا وتحدثوا). 4 – من المصدر. 5 – ليس في المصدر. 6 – هكذا في م ود. وفي سائر النسخ: أف وتف وقعوا في رجل له عشر. 7 – من م. (*)

[ 28 ]

قال فاستشرف لها (1) من استشرف. قال: اين علي. قالوا هو في الرحى (2) يطحن. قال: وما كان احدكم يطحن عنه (3). قال: فجاء وهو ارمد لا يكاد ان (4) ان يبصر (5). فتفل (6) في عينيه (7) ثم هز (8) الراية ثلاثا فاعطاها اياه فجاء بصفية بنت حيي. قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبه فبعث عليا خلفه فاخذها منه. قال: لا يذهب بها إلا رجل مني وانا منه. قال: وقال (9) لبني عمه: ايكم يواليني (10) في الدنيا والاخرة ؟ قال: وعلي جالس معهم فابوا. فقال علي: انا اواليك في الدنيا والاخرة. فقال: أنت وليي في الدنيا والاخرة (11). قال: وكان اول من اسلم من الناس بعد خديجة.


1 – ليس في أ. 2 – هكذا في م ود. وفي سائر النسخ: الرجل. 3 – هكذا في د. وفي سائر النسخ: (يطحن). وفي المصدر (ليطحن). 4 – ليس في المصدر. 5 – أ: ينظر. 6 – م: قالت فنفث. المصدر: فنفث. 7 – هكذا في المصدر. وفي سائر النسخ: عينه. 8 – أ: مد. 9 – (وقال) ليس في د وش. 10 – م: تواليني. 11 – المصدر: (قال أنت ولي في الدنيا والاخرة. قال: فتركه. ثم أقبل علي رجل منهم. فقال: أيكم يواليني في الدنيا والاخرة ؟ فأبوا. قال: فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والاخرة) بدل: (وقال لبني عمه… أنت وليي في الدنيا والاخرة). (*)

[ 29 ]

قال واخذ رسول الله – صلى الله عليه وآله – ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال (1): (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).


1 – الاحزاب / 33. (*)

[ 30 ]

قال: وشرى علي نفسه لبس ثوب رسول الله – صلى الله (1) عليه وآله -. ثم نام مكانه.


1 – م والمصدر: النبي. (*)

[ 31 ]

قال وكان المشركون يريدون (1) رسول الله – صلى الله عليه وآله – فجاء أبو بكر وعلى نائم. قال (2): وأبو بكر يحسب أنه نبي الله. [ قال: فقال: يا نبي الله. ] (3) قال: فقال له علي: ان نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فادركه. قال (4) فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار. قال: وجعل علي يرمي بالحجارة كما كان يرمي رسول الله وهو يتضور (5) قد لف راسه بالثوب (6) لا يخرجه حتى اصبح. ثم كشف عن


1 – هكذا في د وش (خ. ل.) وفي متنه وسائر النسخ: يريدون. 2 و 3 و 4 – من المصدر. 5 – هكذا في المصدر وم. وفي سائر النسخ: يتصور. 6 – هكذا في م ود. وفي سائر النسخ: في الثوب. (*)

[ 32 ]

راسه الثوب (1) فقالوا (2): كان صاحبك نرميه (3) فلا يتضور (4) [ وانت تتضور (5) ] (6) وقد استنكرنا ذلك. قال: وخرج بالناس (7) في غزاة (8) تبوك فقال له علي: اخرج معك ؟ فقال (9) له نبي الله: لا.


1 – من م. 2 – المصدر: فقالوا إنك للئيم. 3 – المصدر: نراميه. 4 و 5 – هكذا في المصدر وم. وفي سائر النسخ: يتصور. 6 – ليس في ش. 7 – هكذا في المصدر. وفي سائر النسخ: الناس. 8 – أ: غزوة. 9 – المصدر: قال فقال. (*)

[ 33 ]

فبكى علي. فقال له: اما ترضى ان تكون مني (1) بمنزله هارون من موسى إلا انك لست بنبي. انه لا ينبغي ان اذهب إلا وأنت خليفتي. قال: وقال له رسول الله – صلى الله عليه وآله -: أنت ولي كل مؤمن بعدى (2). قال: وسدوا (3) ابواب المسجد غير باب علي فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره. قال: وقال: من كنت مولاة فعلي مولاه (4). قال: واخبرنا الله – عز وجل – [ في القرآن ] (5) انه قد رضي (6) عن اصحاب الشجرة (فعلم ما في قلوبهم) (7) هل حدثنا أحد انه سخط عليهم بعد. ومن كتاب مسند أحمد (8): عن عفيف الكندى (9) قال: كنت


1 – ليس في ج. 2 – هكذا في م. ش: أنت ولي كل مؤمن ومؤمنة من بعدي. د: أنت ولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي. ج وأ: أنت ولي في كل مؤمن بعدي. 3 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: سد. 4 – هكذا في ش ود (خ. ل) وفي سائر النسخ: (فإن مولاه علي) بدل: (فعلي مولاه). 5 – من المصدر. 6 – المصدر: رضي عنهم. 7 – الفتح / 18. 8 – مسند أحمد بن حنبل 1 / 290. 9 – م ود: الكنهل. (*)

[ 34 ]

تاجرا (1) فقدمت (2) الحج فاتيت العباس بن عبد المطلب لابتاع منه بعض التجاره وكان تاجرا (3) فو الله اني لعنده بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه فنظر الى الشمس فلما رآها قد مالت (4) قام يصلي. قال: ثم خرجت امرأة من ذلك (5) الخباء الذي خرج منه (6) ذلك الرجل (7) فقامت خلفه تصلي (8). ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخباء فقام معه يصلي (9). قال: فقلت للعباس: من هذا يا عباس ؟ قال: هذا محمد بن عبد الله ابن اخي. فقلت (10): من هذه المرأة ؟ قال: هذه (11) امرأته خديجة بنت خويلد. فقلت (12): من هذا الفتى ؟


1 – المصدر: امرء تاجرا. 2 – م: (مكة) وبعد وجودها، الظاهر: (للحج). 3 – المصدر: امرء تاجرا. 4 – المصدر: (مالت يعني) بدل: (قد مالت). 5 – من المصدر. 6 – من المصدر. 7 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: الرجل منه. 8 – هكذا في المصدر. وفي ج: (فصلت) وليس في سائر النسخ. 9 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: فصلي. 10 – المصدر: قال فقلت. 11 – من المصدر. 12 – قال قلت. (*)

[ 35 ]

فقال (1): هذا علي بن أبي طالب ابن عمه. فقلت: فما هذا الذي يصنع ؟ قال: يصلي وهو يزعم انه نبي ولم يتبعه على امره إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى وهو يزعم انه ستفتح (3) عليه كنوز كسرى وقيصر. قال: فكان (4) عفيف [ وهو ] (5) ابن عم الاشعث (6) يقول بعد ذلك وقد اسلم (7): لو كان الله رزقني الاسلام يومئذ فاكون ثالثا مع علي – عليه السلام – (8). ومن كتاب المناقب (9): عن زيد بن ارقم قال: اول من صلى مع النبي – صلى الله عليه وآله – علي بن أبي طالب – عليه السلام -. ومن مسند أحمد (10): ان النبي – صلى الله عليه وآله – قال لفاطمة – (ع ا) – أوما (11) ترضين اني زوجتك اقدم امتي سلما واكثرهم علما واعظمهم حلما.


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: قال. 2 – من المصدر. 3 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: سيفتح. 4 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: (وكان) بدل (قال فكان). 5 – من المصدر. 6 – المصدر: الاشعث بن قيس. 7 – المصدر: (وأسلم بعد ذلك فحس إسلامه) بدل (بعد ذلك وقد أسلم). 8 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: ثانيا. 9 – مناقب أحمد بن حنبل / 25. ومثله أيضا في / 18. 10 – مسند أحمد بن حنبل 5 / 26. 11 – هكذا في المصدر، وفي النسخ: ألا. (*)

[ 36 ]

وقال الثعلبي (1) في تفسير قوله – تعالى -: (والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار) (2) اتفقت العلماء على ان اول من آمن بعد خديجة من الذكور برسول الله – صلى الله عليه وآله – علي بن أبي طالب عليه السلام -. ومن كتاب الخصائص للطبري (3): عن أبي ذر وسلمان قالا: اخذ رسول الله – صلى الله عليه وآله – بيد علي فقال: ان هذا اول من


1 – مجمع البيان 5 / 65، نقلا عن تفسير الثعلبي. 2 – التوبة / 100. 3 – إحقاق الحق 4 / 34، نقل عن أرجح المطالب / 447. ثم قال: أخرجه الطبري والديلمي. (*)

[ 37 ]

آمن بي وهذا فاروق هذه الامة وهذا يعسوب واول من


[ 38 ]

يصافحني يوم القيامة وهذا الصديق الاكبر.


[ 39 ]

وفيه (1): عن العباس بن عبد المطلب قال: سمعت عمر بن الخطاب وهو يقول: كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب فاني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وآله – يقول في علي ثلاث خصال وددت ان لي واحدة منهن فواحدة منهن احب الي مما طلعت عليه الشمس كنت انا وأبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح ونفر من اصحاب رسول الله – صلى الله عليه وآله – [ إذ ضرب النبي – صلى الله عليه وآله – ] (2) كتف علي بن أبي طالب – عليه السلام – فقال: يا علي أنت اول المسلمين اسلاما وأنت اول المؤمنين ايمانا وأنت منى بمنزلة هارون من موسى كذب يا


1 – أنظر كنز العمال 6 / 395. 2 – ليس في م. (*)

[ 40 ]

على من زعم انه يحبني ويبغضك (1). ولما نزل قوله – تعالى -: (وانذر عشيرتك الاقربين) (2) جمع رسول الله – صلى الله عليه وآله – بني عبد المطلب في دار أبي طالب وهم اربعون رجلا وأمر ان يصنع لهم فخذ شاة مع مد من طعام (3) البر ويعد لهم صاعا من اللبن وكان الرجل ياكل الجذعة في مقام واحد ويشرب


1 – ر. كنز العمال 6 / 395. 2 – الشعراء / 214. 3 – من أ. (*)

[ 41 ]

الزق (1) من الشراب (2) فاكلوا من اليسير ما كفاهم اظهارا لمعجزته. ثم قال لهم: يا بني عبد المطلب ان الله – تعالى – بعثني الى الخلق كافة وبعثنى اليكم خاصة فقال: (وانذر عشيرتك الاقربين.) وانا ادعوكم كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان تملكون بهما العرب والعجم وتنقاد لكم بها الامم وتدخلون بهما الجنة وتنجون (3) بهما من النار: (شهادة ألا اله إلا الله وأني رسول الله). فمن يجيبني (4) الى هذا الامر ويؤازرني علي القيام به يكن اخي ووصيي ووزيرى ووارثي وخليفتي من بعدى. فلم يجبه أحد منهم. فقال أمير المؤمنين – عليه السلام -: فقمت بين يديه وانا إذ ذاك اصغرهم سنا فقلت: أنا يا رسول الله اؤازرك على هذا (5) الامر. فقال: اجلس. ثم اعاد على القوم (6) القول ثانية فصمتوا (7) وقمت فقلت مثل (8) مقالتي الاولي.


1 – هكذا في م وش. وفي سائر النسخ: الفرق. 2 – م: اليسر. 3 – ش: تخرجون. وهكذا في د (خ. ل). 4 – هكذا في جميع النسخ. والظاهر: يجبني. 5 – ليس في م. 6 – م: (فأعاد) بدل: (ثم أعاد على القوم). 7 – ج: فاصمتوا. 8 – ليس في م. (*)

[ 42 ]

فقال: اجلس. ثم اعاد على القوم مقالته (1) ثالثة فلم ينطق أحد منهم بحرف فقمت وقلت: انا يا رسول الله انا اؤازرك على هذا الامر. فقال: اجلس فانت اخي ووصيي ووزيرى ووارثي وخليفتي من بعدى. فنهض القوم وهم يقولون لابي طالب: ليهنئك اليوم ان دخلت اليوم (2) في دين ابن اخيك فقد جعل ابنك اميرا عليك (3). والاخبار في ذلك كثيرة لا تحصى. المبحث (4) الثاني: العلم: وقد اجمع الناس كافة على ان على بن أبي طالب – عليه السلام – كان اعلم أهل زمانه ومنه استفاد الناس جميع العلوم العقلية والنقلية ويدل على ذلك وجوه:


1 – م: (القول) بدل (على القوم مقالته). 2 – من م. 3 – راجع: تاريخ الطبري 2 / 62، كنز العمال 6 / 392، خصائص النسائي / 86، مسند أحمد بن حنبل 1 / 195 وكفاية الطالب / 206. 4 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: البحث. (*)

[ 43 ]

الاول: ان علي بن أبي طالب – عليه السلام – كان في غايه الذكاء والفطنة شديد الحرص على التعلم (1) عظيم الملازمة لرسول الله – صلى الله عليه وآله – ليلا ونهارا من صغر سنه (2) الى حين مفارقته وهو اكمل اشخاص البشر علما وفضلا. ومن المعلوم بالضرورة ان مثل هذا التلميذ الملازم لهذه الملازمة لهذا المعلم (3) الكامل مع شدة حرص المعلم على التعليم وحرص المتعلم على التعلم فإن التلميذ في غاية الكمال ونهاية الفضل والعلم (4).


1 – هكذا في ش ود. وفي ج وأ: (العلم). وفي م التعليم. 2 – ج وأ: صغره. 3 – ش ود: العلم. 4 – ش ود: والعلم في حقه. (*)

[ 44 ]

وهذا برهان قطعي لمي (1) لا خلاف فيه. الثاني قال الله – تعالى – في حقه: (وتعيها اذن واعية) (2). روى الثعلبي في تفسيره (3) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – سالت الله – عز وجل – ان يجعلها اذنك يا علي. وروى أبو نعيم الحافظ الشافعي (4) باسناده قال: قال رسول الله


1 – ليس في م. 2 – الحاقة / 12. 3 – تفسير الثعلبي، مخطوط، ص 202. 4 – حلية الاولياء / 1 / 67. (*)

[ 45 ]

– صلى الله عليه وآله -: يا علي ان الله – عز وجل – امرني ان ادنيك واعلمك فانزلت هذه الاية (وتعيها اذن واعية) فانت اذن واعية لعلمي (1). الثالث: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: اقضاكم علي (2). والقضاء يستلزم العلم والدين. فإذا كان اقضي من غيره وجب ان يكون اعلم منه. وروى البيهقي عن علي – عليه السلام – (3) قال: بعثني رسول


1 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: للعلم. 2 – مجمع الزوائد 9 / 114 + الاستيعاب في هامش الاصابة 3 / 38 + حلية الاولياء 1 / 65 / 66. 3 – ليس في سنن البيهقي حديثا بهذا النص. ولكن يوجد فيه (ص 86) ثلاث أحاديث بهذا المعنى. فراجع. (*)

[ 46 ]

الله – صلى الله عليه وآله – الى اليمن فقلت: بعثتني وانا شاب اقضي بينهم ولا ادرى ما القضاء.


[ 47 ]

فضرب في صدري وقال: اللهم اهدي قلبه وثبت لسانه. قال: فو الذي فلق الحبة ما شككت بعدها في قضاء بين اثنين.


[ 48 ]

وروى النسائي في صحيحه (1) وأحمد بن حنبل في مسنده (2) قال: قال علي – عليه السلام -: بعثنى رسول الله – صل الله عليه وآله – الى اليمن وانا حديث (3) السن.


1 – بل في خصائصه / 69 و 11. 2 – مسند أحمد بن حنبل 1 / 83 و 84 و 11 و 136 و 149 + صحيح ابن ماجة، باب ذكر القضاء / 168 + حلية الاولياء 4 / 381. 3 – النسخ: (حديث). وما أثبتناه في المتن من المصادر. (*)

[ 49 ]

قال: قلت: يا رسول الله (1) تبعثني (2) الى قوم يكون بينهم احداث ولا علم لي بالقضاء. قال: ان الله سيهدي قلبك (3) ويثبت لسانك (4). فما شككت في قضاء بين اثنين بعده.


1 – من م، ش ود. 2 – ج وأ: بعثتني. 3 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: لسانك. 4 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: قلبك. (*)

[ 50 ]

الرابع روى سلمان الفارسي (1) قال: قال رسول – صلى الله عليه وآله -: اعلم امتي بعدى علي بن أبي طالب.


1 – مناقب الخوارزمي 40. (*)

[ 51 ]

الخامس: روى اخطب خوارزم (1) عن عبد الله مسعود (2) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: قسمت الحكمة على عشرة اجزاء فاعطي علي [ بن أبي طالب منها ] (3) تسعة والناس جزءا واحدا. السادس روى الترمذي في صحيحه (4) ان رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: انا مدينة العلم (5) وعلي بابها. وذكر البغوي في الصحاح (6) ان النبي – صلى الله عليه وآله – قال: انا دار الحكمة وعلي بابها. وعن ابن عباس (7) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: انا مدينة العلم (8) وعلي بابها. فمن اراد العلم (9) فليات الباب. وروى الخوارزمي (10) عن ابن عباس قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: انا مدينه الحكمة وعلي بابها. فمن اراد الحكمة فليات الباب.


1 – نفس المصدر والمواضع. 2 – هذا في النسخ زيادة وهي: باسناده. 3 – من المصدر. 4 – سنن الترمذي ج 5 باب 87، ص 301 ج 3807. 5 – المصدر: (دار الحكمة) بدل (مدينة العلم). 6 – لم نعثر على الصحاح للبغوي. ولكن يوجد في صحيح الترمذي 2 / 299 + حلية الاولياء 1 / 64 + تاريخ بغداد 11 / 204، عن مجاهد ز عن ابن عباس. 7 – راجع: تاريخ بغداد 4 / 348 و 7 / 172 + أسد الغابة 4 / 22 + تهذيب التهذيب 6 / 320 و 7 / 427 + الصواعق المحرقة / 73. 8 و 9 – أ: الحكمة. 10 – بل ابن مغازلي في مناقبه / 86 / ج 128. وما في مناقب الخوارزمي، ص 40: أنا مدينة العلم = (*)

[ 52 ]

السابع: روى البغوي في الصحاح (1) عن أبي الحمراء قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: من اراد ان ينظر إلى آدم في علمه والى نوح في فهمه والى يحيى بن زكريا في زهده والى موسى بن عمران في بطشه فلينظر الى علي بن أبي طالب.


= وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب. 1 – لم نعثر على نسخة منه. ولكن يوجد في ميزان الاعتدال 4 / 99، مناقب ابن مغازلي / 212 وذخائر العقبى / 93. (*)

[ 53 ]

وروى البيهقي (1) باسناده الى رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: من اراد ان ينظر الى آدم في علمه والى نوح في تقواه والى إبراهيم في حلمه (2) والى موسى في هيبته والى عيسى في عبادته فلينظر علي بن أبي طالب.


1 – في فضائل الصحابة للبيهقي، كما أشار إليه في احقاق الحق 4 / 394، ج 3. 2 – ج وأ: خلته. (*)

[ 54 ]

ومن كتاب المناقب (1): عن [ الحارث الاعور صاحب راية علي بن أبي طالب ] قال: بلغنا ان النبي – صلى الله عليه وآله – كان في جمع من اصحابه فقال: اريكم آدم في علمه ونوحا في فهمه وإبراهيم في حكمته (2). فلم يكن باسرع من ان طلع علي بن أبي طالب – عليه السلام -.


1 – مناقب الخوارزمي 45. 2 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: خلته. (*)

[ 55 ]

فقال أبو بكر: يا رسول الله اقست رجلا بثلاثة من الرسل (1) ؟ ! بخ بخ لهذا الرجل من هو يا رسول الله ؟ قال النبي – صلى الله عليه وآله -: الا تعرفه يا أبا بكر ؟ قال: الله ورسوله اعلم. قال النبي (2): هو (3) أبو الحسن علي بن أبي طالب. فقال أبو بكر: بخ بخ لك يا أبا الحسن واين مثلك (4). ومنه (5): عن علي – عليه السلام -: قال: والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم انزلت (6) واين انزلت (7). وان ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا سؤولا. ومنه (8): عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: والله ما رايت قرشيا أقرأ لكتاب الله – عز وجل – من علي. ومنه (9): عن أبي البخترى قال: رايت عليا – عليه السلام – صعد المنبر بالكوفة وعليه مدرعة لرسول الله – صلى الله عليه وآله – متقلدا (10) بسيف رسول الله – صلى الله عليه وآله – متعمما بعمامة رسول الله – صلى الله عليه وآله – وفي اصبعه خاتم رسول الله


1 – ج، ش وأ: الانبياء. 2 – من م. 3 – من المصدر. 4 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: وأين مثلك يا أبا الحسن. 5 – نفس المصدر / 46. وفيه في نفس الصفحة حديث آخر مثله. 6 و 7 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: نزلت. 8 – لم نعثر عليه في مناقب الخوارزمي. ولكن يوجد في الاستيعاب 2 / 334. 9 – مناقب الخوارزمي / 47. 10 – م: مقلدا. (*)

[ 56 ]

– صلى الله عليه وآله – فقعد (1) على المنبر وكشف عن بطنه فقال: سلوني قبل ان تفقدوني فانما بين الجوانح مني علم جم هذا سفط العلم هذا لعاب رسول الله – صلى الله عليه وآله – هذا ما زقني رسول الله – صلى الله عليه وآله – زقا من غير وحي اوحي الي. فو الله لو ثنيت لي الوسادة فجلست عليها لافتيت لاهل التوراة بتوراتهم ولاهل الانجيل بانجيلهم [ ولاهل الزبور بزبورهم ] (2) حتى ينطق الله التوراة والانجيل [ والزبور ] (3) فيقول: صدق علي قد افتاكم بما انزل الله في وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون. وقال يوما (4). اسالوني من قبل ان تفقدوني سلوني عن طرق السماء فاني اعرف بها من طرق الأرض.


1 – ج، ش وأ: فصعد. 2 و 3 – من ش ود. 4 – نهج البلاغة، ط 189. وفيه: أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني. فلانا بطرق السماء أعلم مني بطرق الارض. (*)

[ 57 ]

ومن مسند أحمد بن حنبل (1) ان النبي – صلى الله عليه وآله – قال لفاطمة: اوما ترضين اني زوجتك اقدم امتي سلما واكثرهم علما واعظمهم حلما. وروى عن ابن عباس (2) قال: لقد اعطي علي بن أبي طالب تسعة اعشار العلم. وايم الله لقد شاركهم في العشر العاشر. وعن عائشة (3) قالت: علي – عليه السلام – اعلم الناس بالسنه. ومن مناقب أبي المؤيد (4): عن ابن عباس قال: خطبنا عمر فقال: علي اقضانا. الثامن: أن مبادئ العلوم (5) مستنده (6) إليه وهو الذي مهد قواعد


1 – مسند أحمد بن حنبل 5 / 26. 2 – الاستيعاب 3 / 1104، مع اختلاف قليل + كفاية الطالب / 197. 3 – الاستيعاب 3 / 1104، ضمن حديث. 4 – مناقب الخوارزمي / 47. 5 – د وأ: العلم. 6 – ج: مسندة. (*)

[ 58 ]

الدين وبين احكام الشريعة وقرر مطالب العلوم العقليه والنقلية (1). أما الفقه (2): فالفقهاء كلهم يرجعون إليه فيه (3). وأما الامامية فانتسابهم إليه معلوم ومنه اخذوا علومهم. واحكامهم كلها مستنده إليه والى اولاده المعصومين – عليهم السلام -. وأما الحنفية: فإن اصحاب أبي حنيفة كابى يوسف ومحمد وزفر فانهم اخذوا عن أبي حنيفه وهو تلميذ الصادق – عليه السلام – والصادق تلميذ الباقر والباقر تلميذ زين العابدين وزين العابدين قرأ علي الحسين والحسين – عليه وعليهم السلام – قرأ على أبيه أمير المؤمنين – عليه السلام -. وأما الشافعية: فاخذوا عن الشافعي وهو قرأ على محمد بن الحسن تلميذ أبي حنيفة وعلى مالك فرجع فقهه اليهما. وأما أحمد بن حنبل فقرأ على الشافعي فرجع فقهه إليه. وأما مالك فقرأ على ربيعة الرأى وقرأ ربيعة على عكرمة وقرأ عكرمة على عبد الله بن عباس وعبد الله بن عباس تلميذ علي – عليه السلام – (4). وأما الخوارج: فاكابرهم ورؤساؤهم تلامذة له. وأما النحو: فهو واضعة. قال لابي الاسود الدؤلي: الكلام كله ثلاثة اشياء: اسم وفعل وحرف. وبين له وجوه الاعراب. وأما علم التفسير فانه مستند إليه لأن ابن عباس كان تلميذ علي


1 – بحث المعتزلي في شرحه على النهج عن هذا الوجه. أنظر نفس المصدر 1 / 17 – 20. 2 – م، ش ود: العقيلة. 3 – م: فيها. 4 – أ: الكتاب. (*)

[ 59 ]

– عليه السلام – فيه. وقال: حدثني أمير المؤمنين – عليه السلام – في تفسير (الباء) من (بسم الله الرحمن الرحيم) من اول الليل الى آخره. وأما علم الكلام: فهو الذي قرر قواعده واوضح براهينه ومن خطبه استفاد الناس كافة ومرجعهم كلهم إليه فإن القيم بعلم الكلام اربعة: المعتزلة والاشاعره والشيعة والخوارج. أما الشيعة: فانتسابهم إليه معلوم. وأما الخوارج: فإن فضلاءهم رجعوا إليه واخذوا العلم عنه. وأما المعتزلة: فانهم انتسبوا الى واصل بن عطاء وهو كبيرهم وكان تلميذ أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية وأبو هاشم تلميذ ابيه وابوه تلميذ والده علي بن أبي طالب. واما الاشاعرة: فانهم تلامذه أبي الحسن علي (1) بن أبي بشر (2) الاشعري وهو تلميذ أبي علي الجبائي وهو من مشائخ المعتزلة. وأما علم الطريقة: فإن جميع الصوفية يسندون الخرقة (3) إليه


1 – ليس في ج وأ. 2 – ش: أبي بشير. 3 – م: لحوقه. (*)

[ 60 ]

واصحاب الفتوة يرجعون إليه لأن جبريل – عليه السلام – نزل يوم أحد (1) من السماء وهو يقول: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي (2). وخرج رسول الله – صلى الله عليه وآله – يوما فرحا مسرورا وقال: انا الفتى ابن الفتى اخو الفتى. أما انه الفتى فلانه سيد العرب. وأما ابن الفتى فلانه ابن إبراهيم خليل الرحمن الذي نزل في حقه (فتى يذكرهم يقال له إبراهيم) (3) واما انه اخو الفتى فلانه اخو علي – عليه السلام – الذي قال جبريل عنه انه: انه لا فتى إلا علي. وأما علم الفصاحة: فهو منبعه واصله قد بلغ فيه الغاية وتجاوز النهاية حتى قيل في كلامه بانه: فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق. وكل الخطباء تعلموا منه. (4). التاسع: ان جميع الصحابة كانوا يرجعون إليه في الاحكام (5)


1 – ج وأ: بدر. 2 – مناقب ابن الغزالي / 197 + ميزان الاعتدال 2 / 317 + كفاية الطالب / 277 + ذخائر العقبى / 74. وفي بعض المصادر (يوم بدر) بدل: (يوم أحد). 3 – الانبياء / 60. 4 – أنظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 / 24. 5 – م وش: الكلام. (*)

[ 61 ]

ويتعلمون الفتاوى منه ويلتجئون إليه في حل المشكلات (1). ورد علي (2) عمر في قضايا كثيرة فانه أمر برجم امرأة حامل


1 – م: الكلام. 2 – من م وش. (*)

[ 62 ]

كانت قد زنت فنهاه علي – عليه السلام – وقال له: ان كان لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل امهلها الى ان تضع وترضع. فامتثل عمر وقال: لولا علي لهلك عمر (1). واتى عمر بامرأة كانت قد وضعت لستة اشهر فامر برجمها فنهاه علي – صلى الله عليه وآله – عن ذلك فسأله السبب. فقال على – عليه السلام -: الله – تعالى – يقول: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا). ثم قال: (والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين.) فبقي مدة الحمل ستة اشهر. فخلى عمر عنها وقال: لولا علي لهلك عمر (2). واتى عمر بامراة مجنونة حبلى قد زنت فامر برجمها. فقال له علي – عليه السلام – اما سمعت ما قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – ؟ قال: وما قال ؟ قال: قد قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون حتى يبرا وعن الغلام حتى يدرك وعن النائم حتى يستيقظ. قال: فخلى (3) عنها [ وقال لولا على لهلك عمر. ] (4) وخطب عمر يوما فقال: من غالى في مهر ابنته فقد جعلته في بيت المال فقامت امرأة إليه وقالت: كيف تمنعنا ما منحنا الله – تعالى –


1 – ذخائر العقبى / 18. 2 – مناقب الخوارزمي / 57. 3 – نفس المصدر / 48. 4 – من ش. 5 – هكذا في م. وباقي النسخ: فقامت إليه امرأة. (*)

[ 63 ]

به في كتابه في قوله تعالى (1): (وآتيتم احديهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا) ؟ فقال: كل الناس (2) افقه من عمر حتى المخدرات في البيوت (3). واتى عمر – ايضا – بامرأة نسب إليها الزنا فامر برجمها فلقيها علي – عليه السلام – فقال: ما بال هذه ؟ فقالوا: أمر بها ان ترجم. فردها علي – عليه السلام – فقال له: امرت برجمها ؟ فقال: نعم لانها اعترفت عندي بالفجور. فقال: فلعلك انتهرتها (4) أو اخفتها [ أو تهددتها ؟ ] (5) فقال قد كان ذاك. فقال: أو ما سمعت رسول الله – صلى الله عليه وآله – يقول: (لا حد على معترف بعد بلاء) ؟ انه من قيدت أو حبست أو تهددت فلا اقرار له. فخلى عمر سبيلها ثم قال: عجزت النساء ان تلد مثل علي بن أبي طالب لولا علي لهلك عمر (6). ومن مناقب أبي المؤيد (7): ان عمر خطب الناس فقال: لو


1 – النساء / 20. 2 – ليس في د وج. 3 – شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 1 / 61 + التفسير الكبير 10 / 13 + الدر المنثور 2 / 133. 4 – ش: أشهرتها. أ: أقهرتها. 5 – من ش. 6 – مناقب الخوارزمي / 38. 7 – نفس المصدر / 52. (*)

[ 64 ]

صرفناكم عما تعرفون الى ما تنكرون ما كنتم صانعين ؟ فسكتوا. قال (1) ذلك ثلاثا. فقال له (2) علي – عليه السلام -: إذا كنا نستتيبك فإن تبت قبلناك. قال فإن لم اتب ؟ قال: إذا نضرب الذي فيه عيناك. فقال: الحمد لله الذي جعل في هذه الامة من إذا اعوججنا اقام اودنا. وقال سعيد المسيب: سمعت عمر يقول: اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها علي بن أبي طالب حيا (3). وعن جابر قال: قال عمر: كانت لاصحاب محمد – صلى الله عليه وآله – ثمان عشره سابقة فخص علي منها بثلاث عشرة (4) وشركنا في الخمس (5). وقال [ ابن عباس ] (6): العلم سته اسداس لعلي [ بن أبي طالب ] (7) من ذلك خمسة اسداس وللناس سدس (8) ولقد شاركنا (9) في


1 – المصدر: قال محمد فسكتوا فقال. (ومحمد هذا وهو راوي الحديث). 2 – المصدر: (فقام) بدل: (فقال له). 3 – مناقب الخوارزمي / 51. 4 – ش: بثلاث عشر سابقة. 5 – مناقب الخوارزمي / 52، ومثله أيضا في ص 238. 6 – من المصدر، ش وم. 7 – من المصدر. 8 – المصدر: سدس واحد. 9 – المصدر: شركنا. (*)

[ 65 ]

السدس حتى لهو اعلم به منا (1) والاخبار في ذلك اكثر من ان تحصى. العاشر: انه اشتغل بجمع القرآن بعد موت النبي – صلى الله عليه وآله – قبل كل أحد. روى أبو المؤيد (2) باسناده الى علي – عليه السلام – قال: لما قبض رسول الله – صلى الله عليه وآله – اقسمت (3) لا اضع ردائي عن (4) ظهرى اجمع ما بين اللوحين فما وضعت ردائي عن (5) ظهرى حتى جمعت القرآن (6). وعلم الناس تفسيره وكان اخصهم به في ذلك ابن عباس. الحادى عشر: قضاياه العجيبه الدالة على كمال علمه وغزارة فضله. منها: انه جاءه شخصان كانا سائرين في طريق مع احدهما خمسة ارغفه ومع الاخر ثلاثة فجلسا ياكلان فقدم عليهما ثالث فاكل معهما فلما فرغوا رمى لهما ثمانية دراهم عوضا عن اكله فطلب صاحب الاكثر خمسة فامتنع عليه صاحب الاقل فترافعا الى علي – عليه السلام -. فقال لصاحب الاقل: قد انصفك. فقال له: ما آخذ الا حقى وهو اكثر من ثلاثة وانا اريد مر الحق. فقال له علي – عليه السلام -: إذا كان كذلك فلك درهم واحد كل واحد منكم قد اكل رغيفين وثلثي رغيف فبقي لك من


1 – مناقب الخوارزمي / 48. ويوجد حديث آخر مشابه له في نفس الصفحة، أيضا. 2 – مناقب الخوارزمي / 49. 3 – هنا زيادة في المصدر. وهي: أو حلفت أن. 4 و 5 – المصدر: (على). وذكر في الهامش بأن في نسخة بدل (عن). 6 – إلى هنا يوجد في المصدر. (*)

[ 66 ]

خبزك ثلث رغيف اكله الثالث واكل من خبز صاحبك رغيفين وثلث رغيف فلكل ثلث درهم (1). ومنها: ان امرأة ركبت اخرى فجاءت ثالثة فنخست المركوبة فوقعت (2) الراكبة فماتت. فقضى بثلثي ديتها على الناخسة والمركوبة لأن التلف وقع منهما واسقط الثلث لركوبها عبثا. فصوبه النبي – صلى الله عليه وآله – (3). ومنها: انه كانت جارية بين اثنين وطئاها في طهر واحد فحملت. فاشكل الحال فترافعا إليه فحكم – عليه السلام – بالقرعة. فصوبه رسول الله – صلى الله عليه وآله – وقال: الحمد لله الذي جعل فينا أهل البيت من يقضي على سنن داود – عليه السلام – يعني به: القضاء بالالهام (4). ومنها: ان بقرة قتلت حمارا فترافع المالكان الى أبي بكر. فقال: بهيمة قتلت بهيمة لا شئ على ربها (5). ثم مضيا الى عمر فقضى بما قضى صاحبه (6). ثم مضيا الى على – عليه السلام – فقال: ان كانت البقرة دخلت الحمار في منامه فعلى ربها قيمه الحمار لصاحبه. وان كان


1 – الاستيعاب 2 / 462. 2 – م: فقست. 3 – أخرجه في (قضاء أمير المؤمنين) للتستري / 33، عن الارشاد المفيد – رحمه الله – والتهذيب والفقيه، وفي (إحقاق الحق) 8 / 86، عن السنن الكبرى وغيرها. 4 – مسند أحمد بن حنبل 4 / 373، احقاق الحق 8 / 49 وقضاء أمير المؤمنين للتستري / 165. وفيهم: جارية بين ثلاثة بدل اثنين. فراجع. 5 – ش ود: ربهما. 6 – هكذا في ش ود. وفي سائر النسخ: (فقضى أيضا) بدل: (فقضى بما قضى صاحبه). (*)

[ 67 ]

الحمار دخل على البقرة في منامها فقتلته فلا غرم على صاحبها. فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله – لقد قضى علي أبي طالب (1) بينكما بقضاء الله – عز وجل (2) -. ومنها: ان امرأتين جاءتا إليه ومعهما طفل ادعته كل منهما. فوعظهما فلم ترجعا. فقال: يا قنبر ائتنى بالسيف. فقالتا له: ما تصنع به ؟ فقال: اشقه نصفين واعطي كل واحدة منكما نصفه. فرضيت احديهما وصاحت الاخرى وقالت: يا أمير المؤمنين ان كنت لا بد فاعلا فاعطها اياه. فعرف (3) انه ولدها ولا شئ للراضية فسلمه إليها فرجعت مدعية الباطل الى الحق (4). ومنها: انه وقعت دار على قوم وخرج منها صبيان ادعى كل واحد


1 – ش ود (خ. ل): بينهما. 2 – ينابيع المودة / 76، إنه لحض صدر الحديث. 3 – هنا في ش زيادة وهي: أنها أمة و. 4 – أخرجه في (قضاء أمير المؤمنين) / 13، عن الارشاد. (*)

[ 68 ]

منهما انه مالك الاخر. فامر باخراج رأسيهما من روزنة ثم قال يا قنبر [ جرد السيف واشار إليه لا تفعل الا ما آمرك. ثم قال: يا قنبر ] (1) اضرب رقبة العبد. فهرب احدهما وبقي الاخر ورجع الهارب الى الحق واعترف بانه العبد. ومنها: ان رجلا رفع الى أبي بكر وقد شرب الخمر فاراد ان يقيم عليه الحد. فقال له: انني شربتها ولا علم لي بتحريمها لاني نشات بين قوم يستحلونها. فارتج أبي بكر الامر (2) بالحكم (3) عليه ولم يعلم وجه القضاء فيه فاستخبر عليا – عليه السلام – عن الحكم في ذلك. فقال: ابعث ثقتين من رجال المسلمين يطوفان على مجالس المهاجرين والانصار ويناشدانهم (4): هل فيهم أحد تلا عليه آية التحريم من رجلين ثقتين من المسلمين أو اخبراه بذلك عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – ؟ فإن شهد بذلك رجلان منهم فاقم الحد عليه. وان لم يشهد أحد (5) بذلك فاستتبه وخل سبيله. ففعل ذلك أبو بكر فلم يشهد عليه أحد من المهاجرين والانصار انه تلا آيه التحريم عليه ولا اخبره عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – فاستتابه وخلى سبيله.


1 – من أ. 2 – ليس في ج وأ. 3 – أ، ج ود: الحكم. 4 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: يناشدونهم. 5 – ش ود: أحد من المهاجرين والانصار. (*)

[ 69 ]

ومنها: ان أبا بكر سئل (1) عن قوله – تعالى -: (وفاكهة وأبا) (2) ما معنى الاب ؟ فقال: أي سماء تظلني ام اي ارض تقلني ان قلت في كتاب الله بما لا اعلم. أما الفاكهة فنعرفها وأما الاب فالله اعلم به. فبلغ أمير المؤمنين – عليه السلام – مقالته (3) فقال – عليه السلام يا سبحان الله ! اما علم ان الاب: هو الكلا والمرعى ؟ وان الله – تعالى – ذكر ذلك (4) تعريفا لعباده ما انعم به عليهم وعلى انعامهم مما يحيي به انفسهم وتقوم به اجسادهم (5). ومنها: ان أبا بكر سئل عن الكلالة. فقال: اقول فيها برايي. فإن اصبت فمن الله. وان اخطات فمنى ومن الشيطان. فبلغ أمير المؤمنين – عليه السلام – ذلك فقال: ما اغناه عن الراى في هذا المكان. اما علم ان الكلالة: هم الاخوه والاخوات من قبل الام والاب ومن قبل الاب على انفراده ومن قبل الام – ايضا – على انفرادها (6)


1 – أخرجه في (قضاء أمير المؤمنين) / 47، عن الكافي. 2 – عبس / 31. 3 – ج: مقالة. 4 – ج: ذكره. 5 – أخرجه في (قضاء أمير المؤمنين) / 115، عن ارشاد المفيد / 107. 6 – أخرجه في (قضاء أمير المؤمنين) / 115، عن ارشاد المفيد. (*)

[ 70 ]

ومنها: ان رجلا من احبار اليهود جاء الى أبي بكر فقال له أنت خليفة نبي هذه الامة ؟ قال: نعم. قال: انا نجد في التوراة ان خلفاء الانبياء اعلم اممهم فاخبرني (1) عن الله اين هو افي السماء ام في الارض ؟ فقال أبو بكر: هو في السماء على العرش. فقال: اليهودي فارى الأرض خالية منه واراه على هذا القول في مكان دون مكان. فقال له أبو بكر: هذا كلام الزنادقة اغرب عني وإلا قتلتك. فولى الحبر متعجبا يستهزئ بالاسلام فاستقبله أمير المؤمنين – عليه السلام – فقال: يا يهودى قد عرفت ما سالت عنه وما اجبت به وانا نقول: ان الله – جل جلاله – اين الاين فلا اين له وجل عن ان يحويه (2) مكان وهو في كل مكان بغير مماسة ولا مجاوره يحيط علما بما فيها ولا يخلو شئ منها تدبيره – تعالى – واني مخبرك (3) بما جاء في


1 – ج، م وأ: فخبرني. 2 – أ: يخلو منه. 3 – د وش (خ. ل): أخبرك. (*)

[ 71 ]

كتاب (1) من كتبكم يصدق (2) ما ذكرته لك فإن عرفته أتؤمن به ؟ قال اليهودي: نعم. قال – عليه السلام – تجدون (3) في بعض (4) كتبكم ان موسى بن عمران – عليه السلام – كان ذات يوم جالسا إذ جاءه ملك من المشرق فقال له موسي – عليه السلام – من اين اقبلت ؟ فقال من عند الله – عز وجل – ثم جاءه ملك من المغرب فقال له: من اين جئت ؟ فقال: من عند الله – عز وجل -. ثم جاءه ملك آخر (5) [ فقال له: من اين جئت ؟ ] (6) [ فقال: قد جئتك من السماء السابعة (7) من عند الله – تعالى – ثم جاءه ملك آخر ] (8) فقال: قد جئتك من الأرض السفلى (9) السابعة من عند الله – عز وجل -. فقال موسى: سبحان من (10) لا يخلو منه مكان ولا يكون الى مكان اقرب من مكان. فقال اليهودي: اشهد أن هذا هو الحق وانك احق بمقام (11) نبيك ممن استولى عليه (12).


1 – ش: كتاب الله. 2 – تصديق. 3 – ج وأ: ألستم تجدون. 4 – ليس في ج وأ. 5 – ليس في ج. 6 – من م. 7 – ش: الرابعة. 8 – ليس في م. 9 – ليس في أ. 10 – ش وأ: الله. 11 – م: بمكان. 12 – الارشاد المفيد / 108. (*)

[ 72 ]

ومنها: ان قدامة بن مظعون شرب الخمر فاراد عمر ان يحده. فقال له قدامة: لا يجب على الحد لقوله – تعالى -: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا [ إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات (1)) ] (2). فدرا عمر عنه الحد. فبلغ ذلك أمير المؤمنين – عليه السلام – فمشى الى عمر وانكر عليه في ترك اقامه الحد فاعتذر بالاية. فقال أمير المؤمنين – عليه السلام – ليس قدامة من أهل هذه الاية. ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات لا يستحلون حراما. فاردده واستتبه مما قال. فإن تاب فاقم عليه الحد. وان لم يتب فاقتله فقد خرج عن الاسلام (3). فاستيقظ عمر ولم يدر كم يحده. فقال لامير المؤمنين – عليه السلام -: عرفني الحد ؟ فقال: حده ثمانين. ان شارب الخمر إذا شربها سكر وإذا سكر هذى وإذا هذى افترى. فحده عمر ثمانين (4). ومنها: ان عمر استدعى امرأة كانت تتحدث الرجال عندها. فلما جاءها رسوله (5) فزعت وخافت (6) فاسقطت (7) فوقع ولدها إلى الأرض


1 – المائدة / 93. 2 – ليس في م. 3 – ج وأ: الملة. 4 – الارشاد المفيد / 109. 5 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: رسله. 6 – هنا زيادة في ج وأ. وهي: وخرجت معهم. 7 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: فأملصت. (*)

[ 73 ]

مستهلا ثم مات. فجمع (1) الصحابة وسالهم عن الحكم. فقالوا له: نراك مؤدبا ولا شئ عليك. فقال لامير المؤمنين – عليه السلام – ما عندك يا أبا الحسن ؟ فقال – عليه السلام – ان كان القوم قاربوك (2) فقد غشوك وان كانوا ارتاوا فقد قصروا. والدية على عاقلتك لأن قتل الصبي خطا تعلق بك. فقال: أنت والله نصحتني من بينهم والله لا ابرح (3) حتى تجزئ الدية على بني عدى. ففعل أمير المؤمنين – عليه السلام – (5). ومنها: ان امرأة نكحها شيخ كبير (6) فزعم الشيخ انه لم يصل إليها وانكر حملها في خلافه عثمان. فاشتبه الحكم وسال المرأة هل افتضك الشيخ وكانت بكرا ؟ فقالت: لا. فامر عثمان باقامة الحد عليها. فانكر أمير المؤمنين – عليه السلام – ذلك وقال: لعل الشيخ كان ينال منها ويسيل الماء في قبلها من غير افتضاض فسال الشيخ. فقال كنت (7) انزل الماء في قبلها من غير وصول إليها بالافتضاض.


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: فجمع عمر. 2 – م: راغبوك. 3 – ج وأ: لا تبرح. 4 – م: تجدي. 5 – الارشاد المفيد / 110. 6 – لبس في ج وأ. 7 – ج وأ: كيف. (*)

[ 74 ]

فقال أمير المؤمنين – عليه السلام – الحمل له والولد ولده وارى عقوبته على الانكار (1). ومنها: ان امرأة ولدت ولدا له راسان وبدنان على حقو واحد. فالتبس الامر عليهم. فالتجاوا الى أمير المؤمنين – عليه السلام -. فقال: اعتبروه إذا نام ثم انبهوا أحد البدنين والراسين. فإن انتبها جميعا معا في حاله واحدة فهما انسان واحد. وان استيقظ احدهما والاخر نائم فهما اثنان. وحقهما من الميراث حق اثنين (2). ومنها: استخراج حكم ذى الفرجين بعد (3) الاضلاع (4). ومنها: احكام البغاة. قال الشافعي: عرفنا من رسول الله – صلى الله عليه وآله – احكام المشركين ومن علي بن أبي طالب – عليه السلام – احكام البغاة. والقضايا الغريبة كثيرة لا تحصى. الثاني عشر: انه – عليه السلام – تحدى العلماء في زمانه وامرهم بسؤاله. فقال في غير موطن: سلوني ان تفقدوني (6). وقال لكميل بن زياد متاوها: آه ان هنا لعلما جما – واشار بيده الى صدره – لو اصبت له حمله. بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجه على عباده أما ظاهر مشهور أو خائف مغمور لئلا تبطل حجج الله


1 – الارشاد للمفيد / 113. 2 – نفس المصدر / 114. 3 – هكذا في أ: وفي سائر النسخ: وعد. 4 – الارشاد المفيد / 115. 5 – كتاب الام 4 / 233، باب الخلاف في قتال أهل البغي. 6 – نهج البلاغة / 280، ط / 189. (*)

[ 75 ]

وبيناته (1). وقال في بعض خطبه: ايها الناس عليكم بالطاعة والمعرفة لمن لا تعذرون بجهالته. فان العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلت به النبيون الى محمد خاتم النبيين في عترة محمد – صلى الله عليه وآله – فاين يتاه بكم بل اين تذهبون ؟ المبحث (2) الثالث: الاخبار بالغيب: وكان من جملة فضائله النفسانية اخباره بالمغيبات ولم يحصل لاحد من امه محمد – صلى الله عليه وآله – من ذلك. [ فمن ذلك ] (3) انه – عليه السلام – خطب يوما فقال في خطبته: سلوني ان تفقدوني فو الله لا تسألوني عن فئة تضل مائة وتهدى مائه إلا انباتكم بناعقها وسائقها الى يوم القيامة. فقام إليه رجل فقال: اخبرني كم على راسي ولحيتي من طاقة شعر ؟ فقال – عليه السلام – والله لقد حدثني خليلي رسول الله – صلى الله عليه وآله – بما سالت عنه. وان على كل طاقة شعر من راسك ملكا يلعنك وان على كل طاقة شعر من لحيتك شيطانا يستفزك وان في بيتك لسخلا يقتل ابن رسول الله. ولولا ان الذي سالت عنه يعسر برهانه لاخبرت ولكن آية ذلك ما نباتك (4) به من نفسك (5) وسخلك الملعون.


1 – نهج البلاغة / 497، ومن كلامه لكميل بن زياد النخعي، رقمه 147. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: البحث. 3 – لبس في م. 4 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: نبأت. 5 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: لغتك. (*)

[ 76 ]

وكان ابنه في ذلك الوقت صبيا صغيرا. فلما كان من الحسين – عليه السلام – ما كان تولى ابنه قتله (1). ومن ذلك: قوله لطلحة والزبير لما استاذناه في الخروج العمرة: [ لا والله ما يريدان العمرة ] (2) إنما يريدان البصرة وان الله – تعالى – سيرد كيدهما ويظفرني بهما (3). وكان الامر كما قال. ومن ذلك قوله – عليه السلام – وقد جلس لاخذ البيعة: يأتيكم من قبل الكوفة الف رجل لا يزيدون واحدا ولا ينقصون واحدا يبايعوني على الموت. قال ابن عباس: فجزعت لذلك وخشيت (4) ان ينقص القوم عن العدد أو يزيدوا (5) عليه فلم ازل مهموما فجعلت احصيهم فاستوفيت تسع مائة وتسعة وتسعين رجلا ثم انقطع مجئ القوم فبينا مفكر في ذلك إذ رايت شخصا قد اقبل فإذا هو اويس القرني تمام العدد (6). ومن ذلك اخباره بقتل ذى الثدية من الخوارج. فلما قتلوا جعل يطلبه في القتلى ويقول: والله ما كذبت ولا كذبت. حتى وجده في القوم فشق قميصه وكان على كتفه سلعة (7) كثدي المرأة عليها شعرات إذا جذبت انجذبت كتفه معها وإذا تركت رجعت كتفه إلى موضعها.


1 – الارشاد للمفيد / 174 + شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد 10 / 14. 2 – ليس في م. 3 – الارشاد للمفيد / 131 + تذكرة الخواص ابن الجوزي / 62. 4 – م، ش ود: خفت. 5 – ج وأ: يزيدون. 6 – ارشاد المفيد / 166. 7 – السلعة: ورم غليظ غير ملتزق باللحم يتحرك عند تحريكه، وله غلاف، ويقبل الزيادة لانه خارج عن اللحم. و: زيادة تحدث في الجسم في العنق وغيره، تكون قدر الحمصة أو أكبر. (*)

[ 77 ]

ومن ذلك: ما رواه جندب بن عبيد الله الازدي قال: جاء فارس الى أمير المؤمنين – عليه السلام – فقال: ان القوم قد عبروا النهر. فقال: كلا ما عبروه. فقال: بلى والله لقد فعلوا. فقال: كلا ما فعلوا (1). فجاء آخر فاخبر بعبورهم وقال: ما جئت حتى رايت الرايات في ذلك الجانب والاثقال (2). فقال: والله ما فعلوا وانه لمصرعهم. فحلفت في نفسي ان كان الامر كما اخبر اولئك لاكونن اول من يقاتله وان لم يكن بقيت على المحاربة معه. ثم مضيت معه الى الصفوف فوجدت الامر كما قال أمير المؤمنين – عليه السلام – (3). ومن ذلك: اخباره عن قتل نفسه فقال: والله لتخضبن هذه من هذا ووضع يده راسه ولحيته (4). ومن ذلك: اخباره (5) بصلب (6) جويرية بن مسهر بعد قطع يديه ورجليه. فقطع زياد في ايام معاوية يديه ورجليه وصلبه (7). ومن ذلك: اخباره بصلب ميثم التمار وطعنه بحربة عاشر عشره


1 – ش ود: فعلوه. 2 – ش ود: والاثقال في ذلك الجانب. 3 – أخرجه في احقاق 8 / 88 و 92، عن كامل ابن الاثير 3 / 174 والفخري، للطقطقي / 79 ويوجد أيضا في مروج الذهب 2 / 405 – 406. 4 – الارشاد للمفيد / 168 + مقاتل الطالبين / 31 + أسد الغابة 4 / 35. 5 – ج وأ: أنه أخبر. 6 – ش ود: عن. 7 – الارشاد للمفيد / 170 + شرح البلاغة ابن أبي الحديد 2 / 291. (*)

[ 78 ]

على باب دار عمرو بن حريث. واراه النخلة التي يصلب على جذعها فكان ميثم ياتيها ويصلي عندها ويقول لعمرو بن حريث: اني مجاورك فاحسن جواري (1) فصلبه عبيد الله بن زياد في ذلك الموضع وطعنه بحربة. ومن ذلك: اخباره بقطع يدى رشيد الهجرى ورجليه وصلبه ففعل به ذلك (2). ومن ذلك: اخباره بان الحجاج يقتل كميل بن زياد وكان الامر كذلك (3). ومن ذلك: اخباره بقتله (4) قنبر. وكان الحجاج قال يوما: احب ان اصيب رجلا من اصحاب أبي تراب فاتقرب الى الله – تعالى – بدمه. فقيل له: ما نعلم احدا كان اطول صحبه لابي تراب من قنبر مولاه. فاحضره وقال: ابرأ من دينه. قال: فإذا برئت من دينه تدلني على دين غيره افضل منه ؟ قال: اني قاتلك فاختر (5) أي قتله احب اليك. قال: قد صيرت ذلك اليك. قال: ولم ؟ قال: لانك لا تقتلني قتله قتلتك مثلها وبهذا (6) اخبرني أمير المؤمنين – عليه السلام – ان منيتي تكون ذبحا ظلما بغير حق.


1 – الارشاد للمفيد / 170 + شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد 2 / 292. 2 – الارشاد للمفيد / 171 + شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد 2 / 294. 3 – الارشاد للمفيد / 172 + شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد 17 / 149. 4 – هكذا في م. وفي النسخ: يقتل. والهاء في (بقتله) تعود إلى الحجاج. 5 – م: فأخبرني. 6 – ج وأ: لقد. (*)

[ 79 ]

فامر به فذبح (1). ومن ذلك: ان رجلا جاء الى أمير المؤمنين – عليه السلام – فقال: يا أمير المؤمنين انى مررت بوادي القرى فرايت خالد بن عرفطه قد مات بها فاستغفر له. فقال أمير المؤمنين – عليه السلام -: انه لم يمت ولا يموت حتى يقود جيش ضلالة صاحب لوائه حبيب بن حمار (2). فقام رجل من تحت المنبر فقال يا أمير المؤمنين اني لك شيعة وإني لك محب. فقال: ومن أنت ؟ قال: انا حبيب بن حمار. قال: اياك ان تحملها ولتحملنها فتدخل بها هذا الباب – واوما بيده الى باب الفيل. فلما مضى أمير المؤمنين – عليه السلام – ومضى الحسن بن علي – عليهما السلام – من بعده وكان من أمر الحسين – عليه السلام – ما كان بعث ابن زياد بعمر بن سعد – عليهم اللعنة – الى الحسين – عليه السلام – وجعل خالد بن عرفطه على مقدمته وحبيب بن حمار صاحب رايته فسار بها حتى دخل المسجد من باب الفيل (3). ومن ذلك: قوله للبراء بن عازب: يقتل ابني الحسين وأنت حي لا تنصره.


1 – الارشاد للمفيد / 173 + إحقاق الحق + 8 / 162، ثقلا باختصار عن المناقب المرتضوية / 251، ط بمبئي. 2 – م: (حجاز). وفي نهج الحق / 243: جمار. 3 – الارشاد للمفيد / 173 + شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد / 287. (*)

[ 80 ]

فلما قتل الحسين – عليه السلام – كان البراء يقول: حدثني والله علي بن أبي طالب – عليه السلام – بقتل الحسين – عليه السلام – ولم انصره. ثم (1) يظهر الحسرة والندم (2) (3). ومن ذلك: ما رواه (4) جويرية بن مسهر العبدى قال: لما توجهنا الى صفين مع أمير المؤمنين – عليه السلام – فبلغنا طفوف كربلاء وقف – عليه السلام – ناحية من العسكر ثم نظر يمينا وشمالا واستعبر ثم قال: هذا والله مناخ ركابهم وموضع منيتهم. فقيل له: يا أمير المؤمنين ما هذا الموضع ؟ فقال: هذا كربلاء يقتل فيه قوم (5) يدخلون الجنة بغير حساب. ثم سار وكان الناس لا يعلمون (6) تأويل ما قال حتى كان من أمر الحسين – عليه السلام – ما كان (7). ومن ذلك: اخباره بعمارة بغداد وملك بني العباس وذكر احوالهم واخذ المغول الملك منهم. رواه والدى – رحمه الله تعالى -. وكان ذلك سبب سلامة أهل الحلة والكوفة والمشهدين الشريفين من القتل. لانه لما وصل السلطان هولاكو الى بغداد وقبل ان يفتحها هرب اكثر أهل الحلة الى البطائح إلا القليل. فكان من جملة القليل والدى – رحمه الله – والسيد مجد الدين بن طاووس والفقيه ابن أبي العز. فاجمع رأيهم على مكاتبة


1 – م: يوم. 2 – م ود: الندامة. 3 – الارشاد للمفيد / 174 + شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد 10 / 15. 4 – م: أخبر به. 5 – أ: جماعة. 6 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: لا يعرفون. 7 – الارشاد للمفيد / 175 + بحار الانوار 41 / 286. (*)

[ 81 ]

السلطان بانهم مطيعون داخلون تحت الايلية (1). وانفذوا به شخصا اعجميا. فانفذ السلطان إليهم فرمانا مع شخصين: احدهما يقال له: تكلم. والاخر يقال له: علاء الدين. وقال لهما ان كانت قلوبهم (2) كما وردت به كتبهم فيحضرون (4) الينا. فجاء الاميران فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه. فقال والدى – رحمه الله -: ان جئت وحدي كفى ؟ فقالا: نعم. فاصعد معهما. فلما حضر بين يديه وكان ذلك قبل فتح بغداد وقبل قتل الخليفة قال له: كيف اقدمتم مكاتبتي والحضور عندي قبل ان تعلموا ما ينتهي إليه امرى وأمر صاحبكم وكيف تأمنون ان صالحني ورحلت عنه (5). فقال له والدى – إنما اقدمنا على ذلك لانا روينا عن امامنا (6) علي بن أبي طالب – عليه السلام – انه قال في بعض خطبه: الزوراء وما ادراك ما الزوراء ارض ذات اثل يشتد فيها البنيان ويكثر فيها السكان ويكون فيها قهازم (7) وخزان يتخذها ولد العباس موطنا ولزخرفهم مسكنا


1 – أ: الامنية. 2 – م: قلوبكم. 3 – م: كتبكم. 4 – م: تحضرون. 5 – ج: رحلت نقمته. أ: دخلت بهيئته. 6 – م ود: أمير المؤمنين. 7 – كذا في النسخ. والظاهر (قهارم)، مأخوذة من (القهرمان). وهو أمين الملك ووكيله الخاص بتدبير دخله وخرجه، فارسية. (*)

[ 82 ]

تكون لهم دار لهو ولعب يكون بها الجور الجائر والخوف (1) المخيف والائمة الفجرة والقراء الفسقة والوزراء (2) الخونة يخدمهم ابناء فارس والروم لا ياتمرون (3) بمعروف إذا عرفوه ولا يتناهون عن منكر إذا انكروه يكتفى الرجال منهم بالرجال والنساء بالنساء فعند ذلك الغم الغميم والبكاء الطويل والويل والعويل لاهل الزوراء من سطوات الترك وما هم الترك قوم صغار الحدق وجوههم كالمجان المطرقة (4) لباسهم الحديد جرد مرد يقدمهم ملك ياتي من حيث بدا ملكهم جهورى الصوت قوى الصولة عالي الهمة لا يمر بمدينة إلا فتحها ولا ترفع له راية إلا نكسها الويل الويل لمن ناوأه فلا يزال كذلك حتى يظفر. فلما وصف لنا ذلك ووجدنا الصفات فيكم رجوناك فقصدناك. فطيب قلوبهم وكتب لهم فرمانا باسم والدى – رحمه الله – يطيب فيه قلوب أهل الحلة واعمالها. والاخبار الواردة في ذلك كثيرة.


1 – ج وأ: الحيف. 2 – ليس في أ. 3 – هكذا في م ود. وفي سائر النسخ: يأتمرون بينهم. 4 – م: المطرفة. أ: المطوقة. (*)

[ 83 ]

المبحث (1) الرابع: في الشجاعة: ولا خلاف بين الامة ان عليا – عليه السلام – كان اشجع الناس بعد رسول الله – (ص) – واعظمهم بلاء في الحروب تتعجب (2) من حملاته ملائكة السماء. وجعل رسول الله – (ص) – يقول (3): قتله لعمرو بن عبد ود العامري افضل من عبادة الثقلين (4). ونزل جبرئيل في يوم أحد (5) وهو يقول ويسمعه المسلمون كافة: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي (6). ونقل أحمد بن حنبل في مسنده (7) قال خطب الحسن – عليه السلام – فقال: لقد فارقكم رجل بالامس لم يسبقه الاولون بعلم (8)


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: البحث. 2 – ج وأ: تعجب. 3 – ليس في ج ود وأ. 4 – ش ودوم: المسلمين. 5 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: بدر. 6 – الارشاد المفيد / 47. 7 – مسند أحمد بن حنبل 1 / 199. 8 – م: بعمل. (*)

[ 84 ]

ولا يدركه (1) الاخرون كان رسول الله – (ص) – يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله (2) لا ينصرف يفتح له. وروى الخوارزمي (3) قال: حدثنا عبيد الله بن عائشة عن أبيه قال: كان المشركون إذا ابصروا (4) عليا (5) في الحرب عهد بعضهم الى بعض. ومقاماته في الغزوات مشهورة وبسيفه قام الدين واعتدل واضمحل الكفر وبطل (6) وسيأتي في باب الجهاد نبذ من غزواته – (ص) -.


1 – ج: ولم يدركه. 2 – م: يساره. 3 – بل ابن المغازلي في مناقبه / 72، 106. 4 – المصدر: بصروا. 5 – ج وأ بعلي. 6 – ليس في د. (*)

[ 85 ]

المبحث (1) الخامس: في الورع والزهد: وقد اجمع الناس كافة على انه ازهد الناس [ في الدنيا ] (2) بعد رسول الله – (ص) – واكثرهم تركا لها (3) طلق الدنيا ثلاثا. روى الخوارزمي في مناقبه (4) عن (5) عمار ياسر قال: سمعت رسول الله – (ص) – يقول: يا علي ان الله – تعالى – زينك بزينة لم يزين العباد بزينه احب إليه (6) منها زهدك فيها وبغضها (7) اليك وحبب اليك الفقراء فرضيت بهم اتباعا ورضوا بك اماما يا علي طوبى لمن احبك وصدق بك (8) والويل لمن ابغضك وكذب عليك أما من احبك وصدق بك (9) فاخوانك في دينك وشركاؤك جنتك وأما من ابغضك وكذب عليك فحقيق على الله – تعالى – ان يقيمه يوم القيامة مقام الكذابين (10). قال عبد الله بن أبي الهذيل (11): رايت علي علي – عليه السلام –


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: البحث. 2 و 3 – من م. 4 – مناقب الخوارزمي / 66. 5 – م، ش ود: قال سمعت. 6 – أ: إلى الله. 7 – م: بغضك. 8 و 9 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: عليك. 10 – المصدر: الكاذبين. 11 – ش، د وم: الهذملي. والحديث في نفس المصدر والموضع. (*)

[ 86 ]

قميصا (زريا) (1) إذا مده بلغ الظفر وإذا ارسله كان مع نصف الذراع. وقال عمر بن عبد العزيز (2): ما علمنا ان احدا كان في هذه الامة بعد النبي – (ص) – ازهد من علي بن أبي طالب – عليه السلام -. وقال قبيصة بن جابر (3): ما رايت في الدنيا ازهد (4) من علي بن أبي طالب. وقال سويد بن غفلة (5): دخلت على علي بن أبي طالب – عليه السلام – فوجدته جالسا بين يديه صحيفة فيها لبن (6) اجد ريحه من شدة حموضته (7) وفي يده رغيف ارى آثار (8) قشار الشعير في وجهه وهو يكسره (9) بيده احيانا اعيى عليه كسره بركبته وطرحه في اللبن (10). فقال ادن فاصب من طعامنا هذا. فقلت: اني صائم. فقال: سمعت رسول الله – (ص) – يقول: (من منعه الصيام من طعام يشتهيه كان حقا على الله ان يطعمه من طعام الجنة ويسقيه من شرابها).


1 – المصدر وأ: داريا. 2 – نفس المصدر / 67. 3 – نفس المصدر / 71. 4 – ش، ج وأ: أزهد في الدنيا. 5 – نفس المصدر / 67 – 68. 6 – المصدر: لبن حازر. 7 – هكذا في المصدر، وفي النسخ: (أجد ريح حموضة) بدل: (أجد ريحه من شدة موضته). 8 – من المصدر. 9 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: يكسر. 10 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: (ويطرحه فيه) بدل: (احيانا… وطرحه في اللبن). (*)

[ 87 ]

فقلت لجاريته وهي قائمة [ بقرب منه: ] (1) ويحك يا فضة الا تتقين الله في هذا الشيخ الا تنخلين (2) له طعاما مما ارى فيه من النخالة ؟ فقالت لقد تقد الينا لا ننخل له طعاما. قال لي (3): ما قلت لها ؟ فاخبرته. فقال: بابي وامي من لم ينخل له طعام ولم يشبع من خبز البر ثلاثة ايام حتى قبضه الله – عز وجل (4) -. واجتاز يوما في السوق فاشترى قميصا بثلاثة دراهم ولبسه ما بين الرسغين الى الكعبين وقال حين لبسه: الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما اتجمل به الناس (5). وقال – عليه السلام – يا صفراء غرى غيرى. يا بيضاء غرى غيرى (6). وخرج – عليه السلام – يوما إلى السوق ومعه سيفه (7) ليبيعه فقال: من يشترى مني هذا السيف ؟ فو الذي فلق الحبة لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول اللة – (ص) – ولو كان عندي من ازار (8) لما بعته (9).


1 – من المصدر. 2 – هكذا في أ. وفي م: (تتخابن). وفي سائر النسخ: تنخلون. 3 – من المصدر. 4 – راجع كشف الغمة 1 / 163 ذيل الخبر كلام الاملي. 5 – نفس المصدر / 70. 6 – مناقب أحمد بن حنبل، ح 7. 7 – م: سيفه. 8 – ش وم: أداتي. 9 – مناقب أحمد بن حنبل، ح 20. (*)

[ 88 ]

وخرج – عليه السلام – يوما وعليه ازار مرقوع فعوتب. فقال يخشع القلب بلبسه (1) ويقتدى به المؤمن إذا رآه علي (2). واشترى يوما ثوبين غليظين فخير قنبرا فيهما فاخذ واحدا ولبس هو الاخر فراى في كمه طولا عن اصابعه فقطعه (3). وكان – عليه السلام – قد ولى على عكبر رجلا من ثقيف فقال له – عليه السلام -: إذا صليت الظهر غدا فعد الى. قال: فعدت إليه فلم اجد عنه حاجبا يحجبني (4) دونه فوجدته جالسا وعنده قدح وكوز ماء فدعا بوعاء مسدودا (5) مختوم فقلت في نفسي: لقد امنني حتى يخرج الى جواهر (6) فكسر الختم وحله فإذا فيه سويق فاخرج منه قبضة (7) في القدح وصب ماء فشرب وسقاني. فلم اصبر فقلت: يا أمير المؤمنين اتصنع هذا في العراق وطعامه كما ترى في كثرته ؟ ! فقال – عليه السلام – أما والله ما اختم عليه بخلا به ولكني ابتاع قدر ما يكفيني فاخاف ان ينفض (8) فيوضع فيه من غيره وأنا اكره ان ادخل بطني إلا طيبا فلذلك احترز كما ترى فاياك وتناول ما لا تعلم


1 – ش ود: بلبسة. 2 – نفس المصدر، ح 16. 3 – أسد ا لغابة 4 / 24. 4 – ج: يحسبني. 5 – هكذا في ش ود. وفي سائر النسخ: مشدود. 6 – هكذا في ش ود. وفي سائر النسخ: جوهرا. 7 – هكذا في ش ود. وفي سائر النسخ: فصبه. 8 – م: ينقص. (*)

[ 89 ]

حلة (1). والاخبار في ذلك اكثر من ان تحصى. المبحث (2) السادس: في السخاء والكرم: لا خلاف في ان أمير المؤمنين – عليه السلام – اسخى الناس بعد رسول الله – صلى الله عليه وآله – واكرمهم واشرفهم جاد بنفسه حين بات على فراش رسول الله – (ص) -. قال ابن الاثير (3) (4): ان قوله – تعالى -: (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله) (5) نزل في علي – عليه السلام -. ذلك لأن


1 – كتاب الورع، لاحمد بن حنبل / 43 + حلية الاولياء 1 / 82. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: البحث. 3 – أسد الغابة، لابن الاثير 4 / 25 ولكن باختلاف في الالفاظ + تذكرة الخواص / 41. 4 – م: ابن الكثير. 5 – البقرة / 207. (*)

[ 90 ]

النبي – (ص) – لما هاجر وترك عليا – عليه السلام – في بيته بمكة وامره ان ينام على فراشه ليوصل إذا اصبح ودائع إليهم. فقال الله – عز وجل – لجبرئيل وميكائيل: إني قد آخيت بينكما وجعلت عمر احدكما اطول من عمر الاخر فايكما يؤثر اخاه ؟ فاختار كل منهما الحياة. فأوحى الله – تعالى – اليهما: الا كنتما مثل علي آخيت بينه وبين محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ؟ اهبطا إليه فاحفظاه من عدوه فنزلا إليه فحفظاه جبريل عند راسه وميكائيل عند رجليه وجبريل يقول: بخ بخ يا بن أبي طالب من مثلك وقد باهى الله بك الملائكة.


[ 91 ]

……..


[ 92 ]

وكان عند (1) أمير المؤمنين – عليه السلام – اربعة دراهم لم يملك (2) سواها فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم (3) نهارا وبدرهم (4) سرا وبدرهم (5) علانية فنزل قوله – تعالى (6) -: (الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانيه فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون). ومن تفسير الثعلبي وغيره من المفسرين (7) ان الحسن والحسين – عليهما السلام – مرضا فعادهما جدهما رسول الله – (ص) –


1 – أ، ش وج: ند علي. 2 – أ، ش وج: لا يملك. 3 و 4 و 5 – ش ود: وتصدق بدرهم. 6 – البقرة / 274. 7 – تفسير الثعلبي، مخطوط، ص 220. (*)

[ 93 ]

[ ومعه أبو بكر وعمر ] (1) وعادهما عامة العرب. فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا وكل نذر لا يكون له وفاء فليس بشئ. فقال علي – عليه السلام -: ان برئ ولداى مما بهما صمت لله (2) ثلاثة ايام شكرا. وقالت فاطمة – عليها السلام -: ان برئ ولداى مما بهما صمت لله ثلاثة ايام شكرا. وقالت جاريتهما فضة: ان برئ سيداى مما بهما صمت لله ثلاثة ايام شكرا. فالبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير. فانطلق أمير المؤمنين (3) – عليه السلام – الى شمعون [ بن حابا ] (4) الخيبرى [ وكان يهوديا ] (5) فاقترض (6) منه ثلاثة اصوع من شعير (7). فقامت فاطمة – عليها السلام – الى صاع فطحنته واختبزت منه خمسة اقراص لكل واحد منهم قرص. وصلى أمير المؤمنين (8) – عليه السلام – المغرب [ مع


1 – من المصدر. 2 – ليس في ج وأ. 3 – المصدر: علي. 4 و 5 – من المصدر. 6 – ج وأ: فاستقرض. 7 – هنا زيادة في المصدر وهي: في حديث المزني عن ابن مهران الباهلي فانطلق علي إلى جار له من اليهود يعالج الصوف يقال له شمعون بن جابي فقال هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد – صلى الله عليه وآله – بثلاثة أصوع من شعير قال نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة بذلك فقبلت وأطاعت. قالوا. 8 – المصدر: وصلى علي مع النبي. (*)

[ 94 ]

رسول الله صلى الله عليه وآله ] (1) ثم اتى المنزل فوضع الطعام يديه إذ اتاهم (2) مسكين [ من مساكين المسلمين ] (3) فوقف بالباب وقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد مسكين من مساكين المسلمين اطعموني اطعمكم الله من موائد الجنة فسمعه علي – عليه السلام – [ فقال: اعطوه حصتي. فقالت فاطمة – عليها السلام – والباقون كذلك. ] (4) فاعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلا الماء القراح (5). فلما كان اليوم الثاني [ طحنت فاطمة – عليها السلام – صاعا واختبزته واتى أمير المؤمنين – عليه السلام – من صلاة المغرب مع رسول الله


1 – ليس في المصدر. 2 – م: أتاه. 3 – ليس في المصدر، ج وأ. 4 – ليس في المصدر وفيه بدلا منه: فأنشأ يقول: فاطم ذات ا لمجد واليقين * يا ابنة خير الناس أجمعين أما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له أنين يشكو إلى الله ويستكين * يشكو إلينا جائع حزين كل امرئ بكسبه رهين * وفاعل الخيرات يستبين موعده جنة عليين * حرمها الله على الضنين وللبخيل موقف مهين * يهوي به الرب الى سجين شرابه الجحيم والغسلين فأنشأت فاطمة: أمرك يا ابن عم سمع طاعة * ما بي من لؤم ولا إضاعة غديت في الخبز برصاعة * أطعمه ولا أبالي الساعة أرجو إذا أشبعت ذا مجاعة * أن ألحق الاخيار والجماعة وأدخل الخلد ولي شفاعة. 5 – من م والمصدر. (*)

[ 95 ]

– صلى الله عليه وآله – ووضع ] (1) الطعام بين يديه إذ اتاهم يتيم (2) فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد يتيم من اولاد المهاجرين استشهد والدى يوم العقبة اطعموني اطعمكم الله من موائد الجنة فسمعه علي [ وفاطمة – عليها السلام – والباقون (3) ] (4) فاعطوه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا إلا الماء القراح. فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة – عليها السلام – الى الصاع الباقي فطحنته واختبزته (5) وصلى علي – عليه السلام – مع النبي – صلى الله عليه وآله – المغرب ثم اتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ اتاهم اسير فوقف على الباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد تأسروننا (6) ولا


1 – في المصدر بدلا منه. قامت فاطمة إلى صاء فطحنته فاختبزته وصلى علي مع النبي عليه السلام ثم أتى المنزل فوضع. 2 – هنا في المصدر أ زيادة. وهي: فوقف بالباب. 3 – من ش ود. 4 – ليس في المصدر بدلا منه: فأنشأ يقول: فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالزنيم قد جانا الله بذا اليتيم * من يرحم اليوم فهو رحيم يقول موعده في الجنة النعيم * قد حرم الخلد على اللئيم فذاك في النار إلى الجحيم * شرابه الصديد والحميم فأنشأت فاطمة: إني لاعطيه ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي أمسوا جياعا ولهم أشبالي * أصغرهم يقتل في القتال بكربلا يقتل باغتيال * للقاتل الويل مع الوبال تهوى به النار إلى السفال * مصفد اليدين بالاغلال كأن كبوله زادت على الاكبال 5 – ش ود: واختبرت منه خمسة أقراص أيضا. 6 – المصدر: تأسروننا وتشدوننا. (*)

[ 96 ]

تطعموننا اطعموني فاني اسير محمد اطعمكم الله من موائد الجنة. فسمعه علي – عليه السلام – (1) فاثره وآثروه معه (2) ومكثوا ثلاثة ايام بلياليها لم يذوقوا سوى الماء القراح (3). فلما كان اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم اخذ علي الحسن بيده اليمنى والحسين باليسرى واقبل نحو رسول الله – (ص) – وهما يرتعشان (4) كالفراخ من شدة الجوع. فلما بصر بهم النبي – صلى اله عليه وآله – قال يا أبا الحسن ما اشد ما يسوءني مما ارى بكم انطلق الى ابنتي فاطمة. فانطلقوا (5) إليها وهي في محرابها (6) لقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها فلما رآها النبي – صلى الله عليه وآله قال: واغوثاه يا لله أهل بيت محمد تموتون جوعا فهبط جبريل


1 – هنا زيادة في المصدر وهي: فأنشأ يقول: فاطم يابنة النبي أحمد * بنت نبي سيد مسود هذا أسير للنبي المهتدي * مكيل في غلة مقيد يشكو إلينا الجوع قد تمدد * من يطعم اليوم يجده من غد عن العلي الواحد الموحد * ما يزرع الزارع سوف يحصد فاطعمي من غير من اتكد * حتى تجازي بالذي لا ينفذ فأنشأت تقول: مما جئت غير صاع * قد دميت كفي من الذراع ابناي والله من الجياع * أبوهما للخير ذو اصطناع يصطنع المعروف بابتداع * عبل الذراعين طويل الباع وما على رأسي من قناع * إلا قناع نسجه نساع 2 – المصدر: (قال فأعطوه الطعام) بدل (فآثره وآثروه معه). 3 – ليس في م، وأ. وفي المصدر (شيئا إلا) بدل: (سوى) 4 – ج وأ: يرتعشون. 5 – م: فانطلق. 6 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: في محرابها تصلي. (*)

[ 97 ]

– عليه السلام – وقال: يا محمد خذها (1) هنأك الله في أهل بيتك. قال وماذا آخذ يا جبريل. فاقراه: (هل اتى على الانسان) (2)


1 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: خذ يا محمد. 2 – الانسان / 1. (*)

[ 98 ]

ومن تفسير الثعلبي: عن غباية (1) بن الربعي قال: بينا عبد الله بن عباس جالس على شفير زمزم يقول: قال رسول الله – (ص) – إذا اقبل رجل متعمم (2) بعمامة. فجعل ابن عباس لا يقول: قال رسول الله


1 – د وم: عباية. 2 – ج وأ: معتم. (*)

[ 99 ]

[ إلا وقال الرجل قال رسول الله. ] (1). فقال ابن عباس: سألتك بالله [ ان تكشف عن وجهك. ] (2). فكشف العمامة وجهه وقال: يا ايها الناس من عرفني فقد عرفني. ومن لم يعرفني فانا [ اعرفه بنفسي. انا ] (3) جندب بن جنادة البدرى أبو ذر الغفاري سمعت رسول الله – (ص) – بهاتين والا فصمتا ورأيته بهاتين وإلا فعميتا يقول: علي قائد البررة وقاتل الكفره منصور من نصره مخذول من خذله. أما إني صليت مع رسول الله – (ص) – يوما من الايام صلاة الظهر. فسال سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا. فرفع السائل يده الى السماء وقال: اللهم اشهد اني سالت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئا. وكان علي – عليه السلام – راكعا فاوما إليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها فاقبل السائل حتى اخذ الخاتم من خنصره وذلك بعين النبي – (ص) – فلما فرغ من صلاته رفع راسه السماء وقال: اللهم ان موسى سالك قال: (رب اشرح لي صدري ويسر لي امرى واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولى واجعل لي وزيرا من اهلي هارون اخي اشدد ازرى واشركه في امرى) (4) فانزلت عليه قرآنا ناطقا (سنشد عضدك باخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون اليكما بآياتنا.) (5) اللهم وانا محمد نبيك وصفيك فاشرح لي صدري


1 – ليس في م. 2 – من د. وفي سائر النسخ: من أنت. 3 – ليس في ج وأ. 4 – طه / 32. 5 – القصص / 35. (*)

[ 100 ]

ويسر لي امرى واجعل لي وزيرا من اهلي عليا اخي (1) اشدد به ظهرى. قال أبو ذر: فما استتم رسول الله – (ص) – الكلمة حتى نزل عليه جبريل – عليه السلام – من عند الله – تعالى – فقال يا محمد اقرأ.


1 – ليس في ج وأ. (*)

[ 101 ]

قال: وما اقرأ ؟ قال: اقرأ (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (1).


1 – طه / 55. (*)

[ 102 ]

………….


[ 103 ]

ومن تفسير الثعلبي (1) ونقل في الجمع بين الصحاح الستة نحوه


1 – تفسير الثعلبي، مخطوط، ص 254. (*)

[ 104 ]

قال مجاهد: نهى الله – تعالى (1) – عن مناجاة النبي – صلى الله عليه وآله – حتى يتصدقوا. فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب قدم دينارا فتصدق به ثم نزلت الرخصة. وقال أمير المؤمنين (2) – عليه السلام – ان في كتاب الله – عز وجل – لاية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدى (يا ايها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجويكم صدقة). (3). وقال أمير المؤمنين (4) – عليه السلام – بي خفف الله – عز وجل – عن هذه الامة [ أمر هذه الاية ] (5) فلم تنزل في أحد قبلي ولم تنزل في أحد بعدى.


1 – المصدر: نهوا. 2 – المصدر: علي بن أبي طالب. 3 – المجادلة / 13. 4 – المصدر: علي. 5 – ليس في المصدر. (*)

[ 105 ]

قال ابن عمر (1) كان لعلي بن أبي طالب ثلاثة لو كانت لي واحدة منهن كانت احب الى من حمر النعم تزويجه فاطمة – صلى الله عليها – واعطاؤه الراية يوم خيبر وآية النجوى.


1 – نفس المصدر والموضع. (*)

[ 106 ]

وكان – عليه السلام – يعمر بيده الشريفة حديقة يتصدق ولم يخلف دينارا ولا درهما. المبحث (1) السابع: في الورع والدين واستجابة الدعاء: لا خلاف ان أمير المؤمنين – عليه السلام – شديد الورع عظيم الدين رسخ الايمان في قلبه ولشدة دينه وورعه كان مستجاب الدعوة. توسل به رسول الله – (ص) – في المباهلة ولو كان أحد من اصحابه (2) يقاربه لاخرجه النبي – (ص) – لانه وقت الحاجة الى الدعاء والاستعانة فيه بمستجاب الدعاء. وقال رسول الله – (ص) – لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه بالايمان (3) يضرب رقابكم على الدين.


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: الحث. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: الصحابة. 3 – م: للايمان. (*)

[ 107 ]

قيل: يا رسول الله [ اهو ] (1) أبو بكر ؟ قال: لا. فقيل: فعمر ؟ قال: لا ولكنه خاصف النعل (2) الذي في الحجرة (3). ومن كتاب المناقب (4) قال رسول – (ص) – يوم فتح خيبر لعلي: لولا ان تقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر على ملا من المسلمين إلا اخذوا من تراب نعليك (5) وفضل طهورك يستشفون (6) به. ولكن حسبك


1 – من م. 2 – م: صاحب خاصف النعل. 3 – تذكرة الخواص / 45. 4 – مناقب ابن المغازلي / 237. 5 – م: رجلك. 6 – ش ود: يستنشقون. (*)

[ 108 ]

ان تكون مني وانا منك ترثني وارثك وأنت (1) مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدى أنت تؤدى عني ديني وتقاتل (2) على سنتي وأنت في الاخرة اقرب الناس مني وأنت (3) غدا علي الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين واول من يرد على الحوض وأنت اول داخل الجنة من امتي. وان شيعتك على منابر من نور رواء مرويون مبيضة (4) وجوههم حولي اشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني. وان اعداءك غدا ظماء مظمئون مسودة وجوههم مقمحون. حربك حربي وسلمك سلمي [ وسرك سرى ] (5) وعلانيتك علانيتي وسريرة صدرك كسريرة صدري وأنت


1 – م: إلا وأنت. 2 – أ: تعمل. 3 – ج وأ: إنك. 4 – م: بيضة. 5 – ليس في د وم. (*)

[ 109 ]

باب علمي وان ولدك ولدى ولحمك لحمي ودمك دمي. وان الحق معك والحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك والايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي. وان الله – عز وجل – امرني ان ابشرك انك وعترتك في الجنة وان عدوك في النار لا يرد علي الحوض مبغض لك ولا يغيب عنه محب لك. قال علي – عليه السلام – فخررت لله – سبحانه – ساجدا وحمدته على ما انعم به على من الاسلام والقرآن وحببني الى خاتم النبيين وسيد المرسلين – (ص) -. ومن المناقب (1) عن الزمخشري قال: جاء رجلان الى عمر فقالا له: ما ترى في طلاق الامة ؟ فقام الى حلقة فيها رجل (2) اصلع فقال: ما ترى في طلاقه الامة ؟ فقال: اثنتان.


1 – رياض النضرة / 2 / 226. 2 – ش ود: (فالتفت إلى جل) بدل: (فقام إلى حلقة فيها رجل). (*)

[ 110 ]

فالتفت اليهما فقال: اثنتان. فقال له احدهما: جئناك وانت أمير المؤمنين فسألناك عن طلاق الامة فجئت رجل فسألته فو الله ما كلمك. فقال عمر: ويلك اتدرى من هذا ؟ هذا علي بن أبي طالب. سمعت رسول الله – (ص) – يقول: لو ان السماوات والارض وضعت في كفه ووزن مع ايمان علي لرجح ايمان علي. ومن المناقب (1): عن ام سلمة قالت: بينا رسول الله – صلى الله عليه وآله – عندي إذ اتاه جبريل فناداه فتبسم رسول الله – صلى الله عليه وآله – ضاحكا. فلما سرى عنه قلت: بابي أنت وامي يا رسول الله ما اضحكك ؟ فقال: اخبرني جبريل انه مر بعلي – عليه السلام – وهو يرعى ذودا (2) وهو نائم قد ابدى بعض جسده قال: فرددت عليه ثوبه فوجدت برد ايمانه قد وصل الى قلبي. واستشهد أمير المؤمنين – عليه السلام – جماعة من (3) المسلمين في قول النبي – (ص) – (من كنت مولاه فعلي مولاه) فشهدوا له وانس بن مالك حاضر لم يشهد. فقال له أمير المؤمنين – عليه السلام – ما يمنعك ان تشهد فقد سمعت ما سمعوا ؟ فقال يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت. فقال أمير المؤمنين – عليه السلام – اللهم ان كان كاذبا


1 – مناقب الخوارزمي / 76 – 77. 2 – الذود: ا لقطيع من الابل بين الثلاث إلى العشر. 3 – ليس في ج. (*)

[ 111 ]

فاضربه ببياض لا تواريه العمامة. قال طلحة بن عمر. فاشهد بالله لقد رايتها بيضاء بين عينيه (1). ودعا على العيزار (2) وقد اتهم برفع (3) اخباره الى معاويه فجحد واحلف (4). فقال: ان كنت كاذبا فاعمى الله بصرك. فما دارت الجمعة حتى خرج اعمى يقاد قد اذهب الله بصره (5). وخطب على المنبر فقال: انا عبد الله واخو رسوله ورثت نبي الرحمه ونكحت سيدة نساء أهل الجنة وانا سيد المؤمنين وآخر اوصياء النبيين لا يدعي ذلك غيرى (6) إلا اصابه الله بسوء. فقال رجل من عبس كان جالسا بين يدى القوم: ومن لا يحسن ان يقول هذا انا عبد الله واخو رسوله فلم يبرح مكانه حتى تخبط الشيطان. فجر برجله الى باب المسجد (7). ودعا فردت عليه الشمس مرتين: احداهما: زمن الرسول – صلى الله عليه وآله – روت اسماء بنت عميس وام سلمة وجابر بن عبد الله


1 – حلية الاولياء 5 / 26 + كنز العمال 6 / 403 + ارشاد المفيد / 185. وأنظر أيضا احقاق الحق 8 / 741، نقلا عن مصادر كثيرة، وراجع: الغدير 1 / 191 – 195. 2 – هكذا في ج. وفي أ: الغبراء. م: الغيرار. ش: الضرار. نهج البلاغة / 246: البراء. المصدر: الغرار. 2 – هكذا في ج وأ. وفي سائر النسخ: (اتهمه برد) بدل: (اتهم برفع). 4 – هكذا في ج وأ. وفي سائر النسخ: حلف. 5 – أخرجه في احقاق الحق 8 / 739 عن أرجح / 681، نقلا عن مطالب السؤول، وفي البحار 41 / 198 – 199 عن الخرائج والارشاد. 6 – أ: عبد. 7 – أخرجه في البحار 41 / 205، عن الارشاد وفي آخره زيادة وهي: فسألنا قومه هل تعرفون به عارضا قبل هذا ؟ قالوا لا. (*)

[ 112 ]

الانصاري وأبو سعيد الخدرى وجماعه من الصحابة: ان النبي – صلى الله عليه وآله – كان ذات يوم في منزله وعلي – عليه السلام – بين يديه إذ جاءه جبريل – عليه السلام – يناجيه عن الله – عز وجل – فلما تغشاه الوحي توسد فخذ أمير المؤمنين – عليه السلام (1). فلم يرفع راسه حتى غابت الشمس. فاضطر أمير المؤمنين – عليه السلام – لذلك الى صلاة العصر جالسا يومئ بركوعه وسجوده ايماء. فلما افاق من غشيته قال لامير المؤمنين – عليه السلام -: افاتتك صلاة العصر ؟ قال له لم استطع ان اصليها قائما لمكانك يا رسول الله والحالة التي كنت عليها في استماع الوحي. فقال له ادع الله – تعالى – حتى يرد (2) عليك الشمس حتى تصليها قائما في وقتها كما فاتتك فإن الله يجيبك لطاعتك لله ولرسوله. فسال أمير المؤمنين – عليه السلام – الله – عز وجل – في رد الشمس فردت عليه حتى صارت في موضعها من السماء وقت صلاة العصر. فصلى أمير المؤمنين – عليه السلام – صلاة العصر في وقتها ثم غربت. والثانية بعد النبي – (ص) -. لما اراد ان يعبر الفرات ببابل اشتغل كثير من الصحابة بتعبير دوابهم ورحالهم وصلى – عليه السلام – بنفسه في طائفة معه العصر. فلم يفرغ الناس من عبورهم حتى غربت الشمس ففاتت الصلاة كثيرا منهم وفات الجمهور فضل الاجتماع معه فتكلموا في ذلك. فلما سمع كلامهم فيه سال الله – تعالى – رد الشمس عليه ليجمع كافة اصحابه على صلاة العصر في وقتها. فاجابه الله تعالى الى ردها عليه [ وكانت في الافق على الحال التي تكون عليها ]


1 – هنا زيادة في م. وهي: رأسه فجعله في حجره. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: ليرد. (*)

[ 113 ]

وقت العصر. فلما سلم القوم غابت الشمس فسمع لها وجيب شديد ] (1) فهال الناس ذلك واكثروا من التسبيح والتقديس والتهليل والاستغفار (2). ولما زاد الماء في الكوفة وخاف اهلها من الغرق فزعوا الى أمير المؤمنين – عليه السلام -. فركب بغله رسول الله – (ص) – وخرج والناس معه حتى اتى شاطئ الفرات فنزل عليه فاسبغ الوضوء وصلى منفردا بنفسه والناس يرونه. ثم دعا الله بدعوات سمعها اكثرهم. ثم تقدم الى الفرات فتوكا (3) على قضيب بيده حتى ضرب به صفحة الماء


1 – من م. 2 – الارشاد، للمفيد / 182 + المناقب، للخوارزمي / 217 + مناقب ابن المغازلي / 96 – 99 + تذكرة الخواص / 53. 3 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: متوكئا. (*)

[ 114 ]

وقال انقص (1) باذن الله [ ومشيته ] (2). فغاض الماء حتى بدت الحيتان في قعر الفرات. فنطق كثير منها بالسلام عليه بامرة المؤمنين ولم ينطق منها اصناف من السموك وهي الجرى والمارماهي والزمار. فتعجب الناس لذلك وسالوه علة نطق ما نطق وصمت (3) ما صمت. فقال انطق لي ما طهر من السموك واصمت عني ما حرمه ونجسه (4) وبعده (5). المبحث (6) الثامن: في حسن الخلق: لا خلاف بين العقلاء في ان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – عليه السلام – اشرف الناس خلقا.


1 – م: اغض. 2 – ليس في م. 3 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: صموت. 4 – م: نحاه. 5 – الارشاد، للمفيد / 183. 6 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: البحث (*)

[ 115 ]

حتى انه – عليه السلام – نسب الى الدعابة لطيب اخلاقه ولطف سيرته (1) مع اصحابه. روى انه – عليه السلام – اجتاز ليلة على امرأة مسكينة لها اطفال صغار يبكون من الجوع وهي تشاغلهم وتلهيهم حتى يناموا وكانت قد اشعلت نارا تحت قدر فيها ماء لا غير واوهمتهم ان فيها طعاما تطبخه لهم. فعرف أمير المؤمنين – عليه السلام – حالها فمشى ومعه قنبر الى منزله فاخرج قوصرة تمر وجراب دقيق وشيئا من الشحم والارز والخبز وحمله (2) على كتفه الشريف. فطلب قنبر حمله فلم يفعل. فلما وصل الى باب المرأه استاذن عليها فاذنت له في الدخول. فرمى (3) شيئا من الارز [ في القدر ] (4) ومعه شئ من الشحم فلما فرغ من نضجه (5) غرف (6) للصغار وامرهم باكله. فلما شبعوا اخذ يطوف في البيت ويبعبع لهم فاخذوا في الضحك. فلما خرج – عليه السلام – قال له قنبر: يا مولاى رايت الليلة شيئا عجيبا قد علمت سبب بعضه وهو حملك الزاد (7) طلبا للثواب أما طوافك في البيت على يديك ورجليك والبعبعة فما ادرى سبب ذلك. فقال – عليه السلام -: يا قنبر اني دخلت على هؤلاء الاطفال وهم يبكون من شدة الجوع فاحببت ان اخرج عنهم وهم يضحكون مع


1 – د: ولطف اخلاقه وسيرته. 2 – ش ود: حمل ذلك. 3 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: فأرمى. 4 – ليس في م. 5 – م: طبخه. 6 – م: قربه. 7 – م وأ: للزاد. (*)

[ 116 ]

الشبع فلم اجد سببا سوى (1) ما فعلت (2). وقال ضرار بن ضمرة (3): دخلت على معاوية بعد قتل أمير المؤمنين – عليه السلام -. فقال: صف لي عليا. فقلت: اعفني. فقال: لا بد ان تصفه. فقلت: أما إذ لا بد من ذلك فانه كان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويانس بالليل ووحشته (4) غزير العبرة طويل الفكرة [ يقلب كفه ويخاطب نفسه ويناجي ربه ] (5) يعجبه من اللباس ما خشن ومن الطعام ما جشب وكان (6) فينا كاحدنا يجيبنا سألناه وياتينا إذا دعوناه ونحن والله مع تقربه (7) لنا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له يعظم أهل الدين ويقرب المساكين لا يطمع القوى في باطله ولا يياس الضعيف من عدله. فاشهد لقد رايته في بعض مواقفه وقد ارخى الليل سدوله وغارت نجومه [ وهو قائم في محرابه ] (8) قابضا


1 – ج وش: دون. 2 – قال المصنف في كشف المراد / 413: وحينئذ فيكون أفضل من غيره حيث جمع بين المتضادات من حسن الخلق وطلاقة الوجه وعظم شجاعته وشدة بأسه وكثرة حروبه. 3 – ارشاد الديلمي 2 / 218. وفي م: ضرار ابن حمرة. وأخرجه في احقاق الحق 8 / 598 عن مصادر كثيرة وفي البحار 41 / 14 – 15 نقلا عن أمالي الصدوق / 371. 4 – هنا زيادة في المصدر. وهي: كان والله. 5 – من المصدر وأ. 6 – المصدر: كان والله. 7 – هكذا في أ ز وفي سائر النسخ: تقريبه. 8 – من المصدر وأ. (*)

[ 117 ]

على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ويقول: يا دنيا غرى غيرى ابي تعرضت ام الى تشوقت هيهات هيهات قد تبتك (1) ثلاثا لا رجعة فيها فعمرك قصير وخطرك كثير (2) وعيشك حقير. آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق. فبكى معاوية وقال: رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك. فما حزنك عليه يا ضرار ؟ قال: حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقا عبرتها ولا يسكن حزنها. المبحث (3) التاسع: في الحلم: لا خلاف في ان عليا – عليه السلام – كان احلم الناس. فانه اخذ حقه وقهر عليه ومنع من مرتبته وصبر على ذلك وكظم الغيظ وحلم. وروى صاحب المناقب (4) عن أبي ايوب الانصاري: ان النبي – (ص) – مرض (5) مرضه فأتته فاطمة – عليها السلام – تعوده. فلما رات ما برسول الله – (ص) – من الجهد والضعف استعبرت فبكت حتى سالت الدموع (6) على خديها. فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وآله -: يا فاطمه ان لكرامة الله اياك زوجتك من اقدمهم سلما واكثرهم علما واعظمهم حلما. ان الله


1 – هكذا في ج. وفي أ: (ابنك). وفي م (بتتك). وفي ش ود: (مشيتك) 2 – م: كبير. 3 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: البحث. 4 – مناقب الخوارزمي / 63. 5 – ليس في م. 6 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: سال الدمع. (*)

[ 118 ]

– تعالى – اطلع الى أهل الأرض اطلاعة فاختارني منهم فبعثني نبيا مرسلا. ثم اطلع اطلاعة فاختار منهم بعلك فأوحى الى ان ازوجه اياك (1) واتخذه وصيا (2) [ واخا ]. المطلب الثاني: في الفضائل البدنية: وننظمها مباحث: الاول في العبادة: ومن المعلوم عند كل أحد ان عليا – عليه السلام – كان اعبد أهل زمانه ومنه تعلم الناس صلاة الليل والادعية المأثورة فيها والمناجاة والادعية في الاوقات الشريفة والاماكن المقدسة. وبلغ في العبادة الى انه إذا توجه الى الله – تعالى – [ في صلاته ] (3) توجه بكليته وينقطع نظره عن الدنيا [ حتى انه ] (4) لا يدرك الالم لأن النشاب إذا اريد اخراجه من جسده الشريف يترك (5) حتى يصلي فإذا اشتغل بالصلاة واقبل على الله – تعالى – اخرجوا الحديد من جسده (6). وكان مولانا زين العابدين – صلوات الله عليه – يصلي في اليوم والليلة الف ركعة ويدعو بصحيفة أمير المؤمنين – عليه السلام – ثم يرمي بها كالمتضجر ويقول: أني لي بعبادة علي (7).


1 – المصدر: أزوجك إياه. 2 – من المصدر. 3 – ليس في م. 4 – ليس في م. 5 – ج وأ: ترك. 6 – أخرجه في احقاق الحق 8 / 602 عن المناقب المرتضوية / 364. 7 – شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 1 / 27 + ينابيع المودة 150 (*)

[ 119 ]

وكان طويل الركوع والسجود كثير الخضوع والتذلل فيهما. وقد روى عن مولانا موسى بن جعفر الكاظم – عليهما السلام – ان قوله – تعالى (1) -: (تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود) نزل في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – عليه السلام (2) -.


1 – الفتح / 29. 2 – أخرجه في احقاق الحق 3 / 416 و 14 / 345 عن المصادر العامة. فراجع إن شئت. (*)

[ 120 ]

[ وعن ابن عباس: ان قوله – تعالى (1) – ويقولون آمنا بالله وبالرسول واطعنا) انها نزلت في علي عليه السلام ] (2). وعن الباقر – عليه السلام -: ان قوله – تعالى (3) – والذي جاء بالصدق) نزل في محمد – عليه السلام -. وقوله: (وصدق به) نزل في علي – عليه السلام -. وعن مجاهد ان قوله – تعالى – (والذي جاء بالصدق وصدق به) نزلت في علي – عليه السلام (4) -.


1 – النور / 47. 2 – ليس في ش ود. 3 – الزمر / 33. 4 – كفاية الطالب / 233 + مناقب ابن المغازلي / 269. وأنظر – إيضا – احقاق الحق و 14 / 242 – 24:. 3 / 177 – 178 نقلا عن كثير من المصادر العامة. (*)

[ 121 ]

وعن ابن عباس (1) ان قوله: تعالى: (واركعوا مع الراكعين) نزل في رسول الله – صلى الله عليه وآله – وعلي – عليه افضل


1 – كشف الغمة، بحار الانوار 36 / 120، نقلا عن كشف الغمة. (*)

[ 122 ]

الصلاة والسلام – خاصة. وهما اول من صلى وركع. ولم يترك صلاة الليل قط حتى ليلة الهرير (1). وكان يوما في حرب صفين مشتغلا بالحرب والقتال وكان مع ذلك بين الصفين يراقب الشمس. فقال له ابن عباس: يا أمير المؤمنين ما هذا الفعل ؟ فقال: انظر الى الزوال حتى نصلي. فقال له ابن عباس: هل هذا وقت صلاة ؟ ان عندنا لشغلا بالقتال [ عن الصلاة. ] (2) فقال له علي – عليه السلام -: فعلى ما نقاتلهم ؟ إنما نقاتلهم على الصلاة (3). المبحث (4) الثاني: في الجهاد: لا خلاف بين المسلمين كافة ان الدين انما تمهدت (5) قواعده وتشيدت اركانه بسيف مولانا أمير المؤمنين – عليه افضل الصلاة والسلام – لم يسبقه في ذلك سابق ولا لحقه لاحق. كان رابط الجاش قوى الباس سيف الله وكاشف الكرب عن وجه رسول الله تعجبت الملائكة من حملاته على المشركين وابتلي بجهاد الكفار والمارقين والقاسطين والناكثين. روى أحمد بن حنبل في مسنده (6) قال: خطب الحسن بن على


1 – أخرجه في البحار 41 / 17 عن مناقب ابن شهر آشوب وهو أخرجه عن مسند أبو يعلي وفي إحقاق الحق 3 / 300، 14 / 276 – 277 عن جماعة من أعلام العامة. 2 – ليس في م. 3 – أخرجه في نهج الحق وكشف الصدق / 247 – 248، عن ارشاد الديلمي من دون رقم صفحة. 4 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: البحث. 5 – ش ود: مهدت. 6 – مسند أحمد بن حنبل 1 / 199. (*)

[ 123 ]

– عليهما السلام – فقال: لقد فارقكم بالامس رجل لم يسبقه الاولون بعلم (1) ولا يدركه (2) الاخرون. كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له. ونقل الواحدى (3) قال: ان عليا والعباس وطلحة افتخروا. فقال طلحة: انا صاحب البيت بيدى مفتاحه (4). وقال العباس: انا صاحب السقاية والقائم عليها. وقال علي – عليه السلام -: ما ادرى ما تقولان لقد صليت ستة اشهر قبل الناس وانا صاحب الجهاد. فانزل الله – تعالى -: (اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدى القوم الظالمين * الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وانفسهم اعظم درجه عند الله واولئك هم الفائزون) (5) الى قوله: (اجر عظيم) فصدق الله عليا – عليه السلام – في دعواه وشهد له


1 – م: بعمل. 2 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: لم يدركه. 3 – أسباب النزول / 139. وفيه: (نزلت في علي والعباس وطلحة بن شيبة وذلك أنهم افتخروا) بدل: (إن عليا والعباس وطلحة افتخروا). 4 – في المصدر زيادة هنا وهي: وإلي تياب بيته. 5 – التوبة / 19 – 20. 6 – المصدر: (هذة الاية) بدل الايتين المذكورتين. (*)

[ 124 ]

بالايمان والمهاجرة والجهاد. وغزواته مشهورة. ففي غزاة بدر قال أبو اليقظان: انه (1) رجل من غفار رهط أبي ذر الغفاري. وقال الشعبي: (بدر) بئر كانت لرجل يسمى:


1 – الهاء في (إنه) تعود إلى (بدر). (*)

[ 125 ]

بدرا. وهذه الغزاة هي الداهية العظمى واول حرب كان به الامتحان حيث قال الله – تعالى (1) -: (كما اخرجك ربك من بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهون * يجادلونك في الحق بعد ما تبين كانما يساقون الى الموت وهم ينظرون). كانت على راس ثمانية عشر شهرا من قدومه المدينة وعمر علي – عليه السلام – سبع عشرة (2) سنة. وكان المشركون قد اصروا على القتال لكثرتهم وقلة المسلمين ومنهم من خرج كارها. فتحدتهم قريش بالبراز واقترحت الاكفاء. فمنعهم النبي – صلى الله عليه وآله – وقال ان القوم طلبوا (3) الاكفاء. ثم أمر عليا – عليه السلام – يبرز (4) إليهم فبارزه الوليد بن عتبة وكان شجاعا جريئا فقتله وقتل العاص بن سعيد العاص بعد ان احجم عنه الناس لانه كان هولا عظيما. وبرز إليه حنظلة بن أبي سفيان فقتله. طعن ابن عدى ثم نوفل بن خويلد وكان من شياطين قريش وكانت تقدمه وتعظمه وتطيعه وكان قد قرن أبا بكر وطلحة قبل الهجرة بمكة واوثقهما بحبل وعذبهما (5) يوما حتى سئل في امرهما. وقال رسول الله – صلى الله عليه وآله – لما علم (6) بحضور نوفل بدرا قال: اللهم اكفني نوفلا. فلما قتله أمير المؤمنين – عليه السلام – قال رسول الله – صلى الله عليه وآلة وسلم -: من له علم بنوفل ؟


1 – الانفال / 5 – 6. 2 – ج وأ: سبعة وعشرون. 3 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: دعوا. 4 – ج وأ: بالبروز. 5 – م: غديهما. 6 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: عرق. (*)

[ 126 ]

قال: انا قتلته يا رسول الله. فكبر وقال: الحمد لله الذي اجاب دعوتي فيه. ولم يزل يقتل (1) واحدا بعد واحد حتى قتل نصف المقتولين وكانوا سبعين (2) وقتل المسلمون كافة وثلاثة آلاف من الملائكة المسومين النصف الاخر ثم رمى (3) رسول الله – صلى الله عليه وآله – بكف من الحصا وقال: شاهت الوجوه. فانهزموا جميعا (4). وفي غزاة أحد: وكانت في شوال ولم يبلغ عمر أمير المؤمنين – عليه السلام – تسع عشرة سنة. وسببها ان قريشا لما كسروا يوم بدر وقتل رؤساؤهم بذلوا الاموال لاستئصال المؤمنين. وتولى ذلك أبو سفيان ليقصدوا النبي – صلى الله عليه وآله – والمؤمنين بالمدينة. وخرج النبي – عليه السلام – في جماعة من المسلمين فرجع قريب من ثلثهم الى المدينة وبقي – عليه السلام – في سبعمائة من المسلمين وقد قال الله – تعالى (5) -: (واذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال…) الايات. وكان النبي – صلى الله عليه وآله – صف المسلمين صفا طويلا وجعل على الشعب خمسين رجلا من الانصار وأمر عليهم رجلا منهم يقال له: عبد الله بن عمر بن خرم (6). وقال: لا تبرحوا من مكانكم وان قتلنا عن


1 – م: يقاتل. 2 – ش ود: سبعين ألف. 3 – م: أخذ. 4 – تاريخ الطبري 2 / 131 + مناقب ابن شهر آشوب 1 / 187. 5 – آل عمران / 121. 6 – م: خرم. (*)

[ 127 ]

آخرنا فانما نؤتى (1) من موضعكم هذا. وجعل لواء المسلمين بيد أمير المؤمنين – عليه السلام – ولواء الكفار بيد طلحة بن أبي طلحة وكان يسمى: كبش الكتيبة. ضربه علي – عليه السلام – فندرت عينه وصاح صيحة عظيمة وسقط اللواء من يده. فاخذه اخوه مصعب فرماه عاصم بن ثابت فقتله. فاخذه عبد لهم اسمه صواب وكان من اشد الناس فقطع أمير المؤمنين – عليه السلام – يده اليمنى (2) فاخذ اللواء باليسرى فقطعها أمير المؤمنين – عليه السلام – فاخذ اللواء على صدره وجمع عليه يديه وهما مقطوعتان فضربه أمير المؤمنين – عليه السلام – على ام راسه فسقط صريعا فانهزم القوم. واكب المسلمون على الغنائم. وراى اصحاب الشعب الناس يغتنمون (3) فخافوا فوت الغنيمة فاستاذنوا رئيسهم عبد الله بن عمر بن خرم (4) في اخذ الغنائم. فقال: إن رسول الله – صلى الله عليه وآله – امرني إلا ابرح من موضعي. فقالوا: إنه قال ذلك وهو لا يدرى ان الامر يبلغ ما ترى. ومالوا الى الغنائم وتركوه. فحمل عليه خالد بن الوليد فقتله. وجاء من ظهر النبي – صلى الله عليه وآله – وقال لاصحابه: دونكم هذا الذي تطلبون. فحملوا عليه حمله رجل واحد ضربا بالسيوف (5) وطعنا


1 – م: نوفي. 2 – من م. 3 – ج: يغنمون. 4 – م: خرم. 5 – م: بالسيف. (*)

[ 128 ]

بالرماح (1) ورميا بالنبال ورضخا بالحجارة. وجعل اصحاب رسول الله – صلى الله عليه وآله – يقاتلون عنه حتى قتل منهم سبعون رجلا. وثبت أمير المؤمنين – صلوات الله عليه – يدفع عن النبي – صلى الله عليه وآله -. ففتح عينه وكان قد اغمى عليه فنظر الى علي – عليه السلام – وقال: يا علي ما فعل الناس ؟ فقال: نقضوا العهد وولوا الدبر. فقال: فاكفني هؤلاء الذين قصدوا نحوى. فحمل عليهم فكشفهم (2). ثم عاد إليه وقد قصدوه من جهة اخرى فكشفهم (3). ورجع من المنهزمين (4) اربعة عشر رجلا وصعد الباقون الجبل. وصاح صائح بالمدينة: قتل رسول الله – صلى الله عليه وآله -. فانخلعت القلوب. وجعلت هند بنت عتبة لوحشي جعلا على ان يقتل رسول الله – صلى الله عليه وآله – أو عليا أو حمزة. فقال: أما محمد فلا حيلة فيه لأن اصحابه يطوفون (5) به. وأما علي فانه إذا قاتل احذر من الذئب. وأما حمزة فاطمع فيه لانه إذا غضب لا يبصر ما بين يديه. فقتله وحشي. وجاءت هند فأمرت بشق بطنه وقطع كبده والتمثيل به فجدعوا انفه واذنيه. وقال جبريل: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى الا علي. وسمعوا


1 – م: بالرمح. 2 و 3 – ش ود: فكشهم. 4 – م، د وش: المسلمين. 5 – ج: يطيفون. (*)

[ 129 ]

الناس كلهم ذلك. وقال جبريل: يا رسول الله قد عجبت الملائكة من حسن مواساة علي لك بنفسه. فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله – ما يمنعه من ذلك وهو مني وانا منه. فقال جبريل – عليه السلام -: وانا منكما.


[ 130 ]

………


[ 131 ]

وكان جمهور قتلى أحد مقتولين بسيف أمير المؤمنين – عليه السلام -. وكان الفتح ورجوع الناس الى النبي – صلى الله عليه وآله – بثبات أمير المؤمنين – عليه السلام (1) -. وفي غزاة الخندق: لما فرغ رسول الله – صلى الله عليه وآله – من حفر الخندق اقبلت قريش واتباعها من كنانة وأهل تهامة في عشرة آلاف واقبلت غطفان ومن يتبعها من أهل نجد فنزلوا من فوق المسلمين ومن اسفل


1 – تاريخ الطبري 2 / 187 + الارشاد، للمفيد / 43 + مناقب ابن شهر آشوب 1 / 191. (*)

[ 132 ]

منهم كما قال – تعالى (1) -: (إذ جاؤوكم من فوقكم ومن اسفل منكم). فخرج النبي – صلى الله عليه وآله – بالمسلمين وهم ثلاثة آلاف وجعلوا الخندق بينهم. واتفق المشركون مع اليهود واشتد الامر على المسلمين. وركب فوارس من قريش منهم عمرو بن عبد ود وعكرمة بن أبي جهل. فقال عمرو: من يبارز ؟ فقال علي – عليه السلام -: انا. فقال له النبي – صلى الله عليه وآله -: انه عمرو. فسكت. فقال عمرو: هل من مبارز اين جنتكم التي تزعمون انه من قتل منكم دخلها افلا يبرز الى رجل ؟ فقال علي: انا له يا رسول الله. فقال – صلى الله عليه وآله -: انه عمرو. فسكت. فنادى ثالثة. فقال له علي – عليه السلام – انا له يا رسول الله. فقال: انه عمرو. فقال: وان كان. فاذن له وقال: خرج الاسلام كله الى الشرك كله.


1 – الاحزاب / 10. (*)

[ 133 ]

فخرج إليه. ثم قال: يا عمرو انك قد عاهدت الله تعالى ألا يدعوك رجل من قريش الى احدى خلتين اخذتها منه. فقال له اجل. فقال له علي – عليه السلام – فاني ادعوك الى الله ورسوله والاسلام. فقال: لا حاجة لي بذلك. فقال: اني ادعوك الى النزال (1). فقال له: يا ابن اخى فو الله اني لا احب ان اقتلك وأنت كريم وابوك لي نديم. فقال له علي: ولكني والله احب ان اقتلك. فحمى عمرو ونزل عن فرسه ثم تجاولا ساعة. فضربه علي – عليه السلام – فقتله وقتل ولده ايضا. وانهزم عكرمة بن أبي جهل وباقي المشركين وردهم الله (بغيظهم لم ينالوا خيرا [ وكفى الله المؤمنين القتال (2)). ] (3) وقال عمر بن الخطاب لعلي – عليه السلام – هلا سلبته درعه فما


1 – أ: النزول. 2 – الاحزاب: 25. 3 – ليس في ج، م وأ. (*)

[ 134 ]

لاحد درع مثلها. فقال علي – عليه السلام – اني استحييت أن اكشف عن سوءة ابن عمي. وكان ابن مسعود (يقرأ وكفى الله المؤمنين القتال بعلي وكان الله قويا عزيزا) (1). قال ربيعه السعدى: اتيت حذيفة اليمان فقلت: يا أبا عبد الله (2) انا لنحدث (3) عن علي ومناقبه فيقول لنا أهل البصرة: انكم لتفرطون في علي فهل أنت محدثني (4) فيه بحديث ؟ فقال حذيفة: يا ربيعة وما تسألني عن علي – عليه السلام -. والذي نفسي (5) بيده لو وضع جميع اعمال اصحاب محمد – عليه وآله السلام – في كفة الميزان منذ بعث الله محمدا الى يوم القيامة ووضع عمل علي في الكفه الاخرى لرجح عمل علي – عليه السلام – على جميع اعمالهم. فقال ربيعة: هذا الذي لا يقام له ولا يقعد. فقال حذيفة: يا لكع وكيف لا يحمل واين كان أبو بكر وعمر وحذيفة وجميع اصحاب محمد يوم عمرو بن عبد ود وقد دعا الى البراز (6) فاحجم (7) الناس كلهم ما خلا عليا فانه برز إليه فقتله ؟ والذي نفس


1 – الاحزاب / 25. 2 – ج: عبد الله. 3 – هكذا في أ. وفي سائر النسخ: لنتحدث. 4 – م وأ: تحدثني. 5 – م: نفس حذيفة. 6 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: المبارزة. 7 – أ: فاقحم. (*)

[ 135 ]

حذيفة بيده لعمله ذلك اليوم اعظم اجرا (1) من عمل اصحاب محمد الى يوم القيامة (2). ولما انهزم الاحزاب قصد رسول الله – صلى الله عليه وآله – بني قريظة وانفذ عليا – عليه السلام – في ثلاثين من الخزرج وقال: انظر بني قريظة هل نزلوا (3) حصونهم ؟ فلما شارفها سمع منهم الهجر. فرجع الى النبي – صلى الله عليه وآله – فاخبره. وسار علي – عليه السلام – حتى دنا من سورهم فابصره شخص فنادى: قد جاءكم قاتل عمرو. وقال آخر كذلك فانهزموا. وركز (4) أمير المؤمنين – عليه السلام – الراية في اصل الحصن واستقبلوه يسبون النبي – صلى الله عليه وآله -. فناداهم رسول الله – صلى الله عليه وآله -: يا اخوة القردة والخنازير انا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. فقالوا: يا أبا القاسم ما كنت جهولا ولا سبابا. فاستحيى – صلى الله عليه وآله – ورجع القهقرى وحاصرهم خمسا وعشرين ليلة حتى سألوه النزول على حكم سعد بن معاذ (5). فحكم سعد بقتل الرجال وسبى الذرارى والنساء وقسمة الاموال. فامر النبي بانزال الرجال في المدينة في بعض دور بني النجار وكانوا تسعمائة وخرج النبي – صلى الله عليه وآله – من بعض الدروب وأمر باخراجهم وتقدم الى أمير المؤمنين – عليه السلام – بقتلهم في الخندق ففعل – عليه


1 – م: (أفضل) بدل: (أعظم أجرا). 2 – الارشاد، للمفيد / 53 + شرح النهج، للمعتزلي 19 / 60 – 61. 3 – ج وأ: تركوا. 4 – ج: وكز. 5 – ش ود: عبادة. (*)

[ 136 ]

السلام – ما أمر به (1). وفي غزاة بني المصطلق: كان الفتح له. وقتل أمير المؤمنين – عليه السلام – مالكا وابنه وسبى جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار فاصطفاها النبي – صلى الله عليه وآله – لنفسه. فجاء ابوها بعد ذلك وقال: يا رسول الله ان ابنتي لا تسبي انها امرأة كريمة. قال: اذهب وخيرها. قال: لقد احسنت واجملت. فاختارت (2) الله ورسوله فاعتقها رسول الله – صلى الله عليه وآله – وجعلها في جملة ازواجه (3). وفي غزاة الحديبية: كان أمير المؤمنين – عليه السلام – هو الذي كتب بين النبي – صلى الله عليه وآله – وبين سهيل عمرو حين طلب الصلح عندما راى توجه الامر عليهم. وله في هذه الغزاة فضيلتان: احداهما: انه لما خرج النبي – صلى الله عليه وآله – الى غزاة (4) الحديبية نزل الجحفة فلم يجد بها ماء فبعث سعد بن مالك بالروايا فغاب قريبا وعاد وقال: لم اقدر على المضي خوفا من القوم. فبعث آخر. ففعل كذلك فبعث عليا – عليه السلام – بالروايا فورد واستسقى وجاء بها الى النبي – صلى الله عليه وآله – فدعا له بخير. والثانية: اقبل سهيل بن عمرو فقال: يا محمد ان ارقاءنا لحقوا بك فارددهم علينا.


1 – تاريخ الطبري 2 / 233 – 245 + الارشاد، للمفيد / 57 + مناقب ابن شهر آشوب 1 / 197. 2 – هكذا في م. وفي أ: (ثم قال: يا بنيي لا تفضحي قومك. فقالت: أخترت الله). وفي سائر النسخ (واختارت). 3 – تاريخ الطبري 2 / 260 + مناقب ابن شهر آشوب 1 / 201. 4 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: في عمرة. (*)

[ 137 ]

فغضب النبي – صلى الله عليه وآله – حتى ظهر الغضب على وجهه ثم قال: لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعثن الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه بالايمان يضرب رقابكم على الدين. فقال بعض الحاضرين: من هو يا رسول الله ؟ قال: خاصف النعل في الحجرة. فتبادروا إليها ليعرفوا هو فإذا هو أمير المؤمنين – عليه السلام – وكان قد انقطع شسع نعل رسول الله – صلى الله عليه وآله – فدفعها الى على يصلحها. ثم مشى في نعل واحد غلوة سهم. ثم اقبل رسول الله – صلى الله عليه وآله – على اصحابه فقال: إن بينكم من يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل ؟


[ 138 ]

فقال أبو بكر: انا يا رسول الله ؟ فقال: لا. فقال عمر: فانا ؟ فقال: لا. فامسكوا ونظر بعضهم الى بعض.


[ 139 ]

فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله – لكنه خاصف النعل واومأ الى علي عليه السلام فانه يقاتل على التأويل إذا تركت سنتي ونبذت وحرف كتاب الله وتكلم في الدين من ليس له ذلك فيقاتلهم على احياء دين الله (1). وفي غزاة خيبر: وكانت في سنه سبع من الهجرة الفتح فيها لامير المؤمنين – عليه السلام – حاصرهم رسول الله – صلى الله عليه


1 – الارشاد، للمفيد / 63. (*)

[ 140 ]

وآله – بضعا وعشرين ليلة. ففي بعض الايام فتحوا الباب وكانوا قد خندقوا على انفسهم خندقا وخرج مرحب باصحابه يتعرض للحرب. فدعا النبي – صلى الله عليه وآله – أبا بكر واعطاه الراية في جمع من المهاجرين فانهزم فلما كان من الغد اعطاها عمر فسار غير بعيد ثم انهزم. فقال – صلى الله عليه وآله – ائتوني بعلي. فقيل: إنه ارمد. فقال لاوتينه (1) تروني (2) رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار ياخذها بحقها. فجاؤا بعلي – عليه السلام – يقودونه إليه. فقال: يا علي ما تشتكي ؟ قال: رمدا ما ابصر (3) معه وصداعا برأسي. فقال: اجلس وضع راسك على فخذي ثم تفل في يده ومسح بها على عينيه وراسه ودعا له فانفتحت عيناه وسكن الصداع. واعطاه الراية وكانت بيضاء وقال: امض بها فجبرئيل معك والنصر امامك والرعب


1 – من م. 2 – هكذا في ج وأ. وفي سائر النسخ: أرونية. 3 – م: فقال: رمدة لا أبصر. (*)

[ 141 ]

مبثوث في صدور القوم واعلم يا علي انهم يجدون في كتابهم ان الذي يدمر عليهم رجل (1) اسمه اليا (2) فإذا لقيتهم فقل: انا علي بن أبي طالب. فانهم يخذلون إن شاء الله. فمضى علي – عليه السلام – حتى اتى الحصن فخرج مرحب وعليه درع ومغفرة وحجر قد ثقبه (3) مثل البيضة على رأسه فاختلفا بضربتين فبدر به علي – عليه السلام – [ بضربة هاشمية ] (4) فقد الحجر والمغفر وراسه حتى وقع السيف على اضراسه وخر صريعا. وقال حبر منهم: لما قال أمير المؤمنين – عليه السلام – انا علي بن أبي طالب خامرهم (5) رعب شديد وانهزم من كان تبع (6) مرحبا واغلقوا باب الحصن. فعالجه أمير المؤمنين – عليه السلام – ففتحه واخذ الباب وجعله جسرا على الخندق حتى عبر (7) عليه المسلمون فظفروا بالحصن واخذوا الغنائم. ولما انصرفوا رمى به بيمناه اذرعا وكان يغلقه عشرون رجلا. ورام المسلمون حمل ذلك الباب فلم ينقله (8) إلا سبعون رجلا. وقال – عليه السلام -: وما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية


1 – من م. 2 – قال العلامة ا لبياض في الصراط المستقيم 2 / 36: وعلي ذكر اسمه في الكتب السالفة كما ذكر اسم النبي – صلى الله عليه وآله – فيها، كما قال الرب الجليل: (يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل (الاعراف / 157). 3 – ج وأ: نصبه. 4 – ليس في م، ج وأ. 5 – أ: ضامرهم. ش: جازهم. 6 – ش وأ. مع. 7 – ج وأ: تمر: تمر. 8 – هكذا في م. وفي ج ود: (فلم يقله). وفي ش وأ: (فلم يغلقه). (*)

[ 142 ]

ولكن بقوة ربانية (1). وفي غزاة الفتح: التي وعد الله – تعالى – نبيه بنصره فقال (2): (إذا جاء نصر الله والفتح) كانت الراية مع علي – عليه السلام – وكان عهد رسول الله – صلى الله عليه وآله – ان لا يقاتلوا بمكة إلا من قاتلهم (3) سوى نفر كانوا يؤذونه. فقتل أمير المؤمنين الحارث بن نفيل بن كعب وكان يؤذى رسول الله – صلى الله عليه وآله – بمكة. ولما دخل النبي – صلى الله عليه وآله – [ مكة، دخل ] (4) المسجد فوجد فيه ثلاثمائة وستين صنما


1 – الارشاد، للمفيد / 66. 2 – نصر / 1. 3 – م: قاتلكم. 4 – ليس في ج وأ. (*)

[ 143 ]

بعضها مشدود ببعض بالرصاص فقال: يا علي أعطني كفا من الحصا فناوله كفا [ من الحصى ] (1) فرماها به وهو يقول: (قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا) (2) فلم يبق فيها صنم إلا خر لوجهه واخرجت من المسجد وكسرت (3). وفي غزاة حنين: استظهر رسول الله – صلى الله عليه وآله – بكثرة الجمع فخرج في عشرة آلاف من المسلمين فاعجب أبا بكر الكثرة وقال: لن نغلب (4) اليوم من قلة فعالهم (5). فلما التقوا انهزموا جميعا ولم يبق مع رسول الله – صلى الله عليه وآله – من المسلمين (6) سوى تسعة نفر [ من بني هاشم ] (7) وعاشرهم ايمن بن ام ايمن فقتل وبقيت (8) التسعة. فانزل الله


1 – ليس في ج. 2 – الاسراء / 81. 3 – الارشاد، للمفيد / 72. 4 – م: لن يغلب. 5 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: فعانهم. 6 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: بني هاشم. 7 – من م. 8 – م: وقتل وبقى. (*)

[ 144 ]

– تعالى (1) – (ثم وليتم مدبرين * ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين.) يريد عليا – عليه السلام – ومن ثبت معه. وكان علي – عليه السلام – قائما بالسيف بين يديه. والعباس عن يمينه (2) والفضل بن العباس عن يساره وأبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه ونوفل وربيعة ابنا الحارث وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب وعتبة ومعتب (3) ابنا أبي لهب حوله. فقال النبي – صلى الله عليه وآله – للعباس وكان جهورى الصوت: ناد في الناس وذكرهم العهد. فنادى: يا أهل بيعة الشجرة يا اصحاب سورة البقرة الى اين تفرون ؟ اذكروا العهد الذي عاهدتم (4) عليه رسول الله والقوم قد ولوا مدبرين وكانت ليله ظلماء ورسول الله – (ص) – في الوادي والمشركون قد خرجوا عليه من شعاب الوادي بسيوفهم فنظر الى الناس ببعض وجهه فاضاء كأنه القمر ثم نادى: اين ما عاهدتم الله عليه ؟ فاسمع (5) اولهم وآخرهم فلم يسمعها رجل إلا رمى نفسه الى الأرض فانحدروا حتى لحقوا العدو. وجاء رجل من هوازن اسمه أبو جزول ومعه راية سوداء فقتله أمير المؤمنين – عليه السلام – وكانت هزيمة المشركين بقتل أبي جزول. وقتل أمير المؤمنين – صلوات الله عليه –


1 – التوبة / 25 – 26. 2 – م، ج وأ: يمين رسول الله. 3 – ش ود: (عقبة وعقب) بدل: (عتبة ومعتب). 4 – هكذا في م وأ. وفي سائر النسخ: عاهدكم. 5 – ج وأ: فاستمع. (*)

[ 145 ]

بعد ذلك اربعين رجلا فكملت (1) الهزيمة وحصل الاسر (2). وفي غزاة تبوك: اوحى الله – تعالى – الى نبيه انه لا يحتاج الى القتال وكلفه المسير بنفسه واستنفار (3) الناس معه. فاستنفرهم (4) النبي – صلى الله عليه وآله – الى بلاد الروم وقد اينعت ثمارهم واشتد الحر فأبطأ اكثرهم عن طاعته حرصا على المعيشة وخوفا من الحر ولقاء العدو ونهض بعضهم. واستخلف أمير المؤمنين – عليه السلام – على المدينة وعلى اهله بها وحريمه. وقال – صلى الله عليه وآله -: ان المدينة لا تصلح إلا بي أو بك. لانه – عليه السلام – علم ما عليه الاعراب الذين حول مكة وغزاهم وسفك دماءهم فاشفق أن يطأوا (5) على المدينة عند نأيه عنها فمتى لم يقم فيها من يماثله وقع الفساد فيها. ولما علم المنافقون استخلافه له حسدوه وعلموا ان المدينة تتحفظ به وينقطع (6) [ طمعهم و ] (7) طمع العدو فيها (8) وغبطوه على الدعة عند اهله فارجفوا به وقالوا: انه لم يستخلفه اكراما له واجلالا بل [ استقلالا به و ] (9) استثقالا به. مع علمهم بانه احب الناس إليه. فلحق بالنبي – صلى الله عليه وآله – وقال (10): ان المنافقين زعموا انك خلفتني استثقالا بي.


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: فتكملت. 2 – تاريخ الطبري 2 / 344 + ارشاد المفيد / 74 + مناقب ابن شهر آشوب 1 / 210. 3 – م: استفزاز. أ: يستنفر. 4 – م: فاستفزهم. 5 – ج وأ: يطلوا. 6 – هكذا في م وأ. وفي سائر النسخ: يتقطع. 7 و 8 و 9 – من م. 10 – ش: قالوا له. (*)

[ 146 ]

فقال: ارجع يا اخي الى مكانك. فإن المدينة لا تصلح الا بي أو بك. فأنت خليفتي في اهلي ودار هجرتي وقومي. اما ترضى ان تكون منى بمنزلة هارون من موسي. إلا انه لا نبي بعدى. ولما رجع النبي – صلى الله عليه وآله – من تبوك [ الى المدينة ] (1)


1 – ليس في م. (*)

[ 147 ]

…..


[ 148 ]

……


[ 149 ]

ورد عليه عمرو بن معدى كرب الزبيدى (1) فوعظه النبي – صلى الله عليه وآله – فاسلم (2) هو وقومه. ونظر الى ابن عثعث (3) الخثعمي فاخذ برقبته ثم جاء به الى النبي – صلى الله عليه وآله – وقال: هذا قتل والدي. فقال النبي – صلى الله عليه وآله -: اهدر الاسلام ما كان في الجاهلية.


1 – من م. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: فآمن. 3 – هكذا في ج وأ. وفي د وش: (أبي عثعث). وفي م: (أبي غشغث). (*)

[ 150 ]

فارتد عمرو. فانفذ رسول الله – صلى الله عليه وآله – أمير المؤمنين – عليه السلام – الى بني زبيد فلما رأوه قالوا لعمرو: كيف أنت يا أبا ثور إذا لقيك هذا الغلام القرشى فاخذ منك الاتاوة (1) ؟ فقال: سيعلم أني إن لقيني. وخرج عمرو وقال: من يبارز ؟ فخرج علي – عليه السلام – وصاح به فانهزم فقتل اخاه وابن اخيه واخذ امرأته وسبى منهم نسوان كثيرة. وانصرف أمير المؤمنين – عليه السلام – وخلف على بني زبيد خالد بن سعيد ليقبض صدقاتهم ويؤمن من يعود إليه مسلما. فرجع عمرو بن معدى كرب الى خالد واسلم وكلمه في امرأته واولاده فوهبهم له. وكان أمير المؤمنين – عليه السلام – قد اصطفى من السبي جارية. فبعث خالد بن الوليد بريدة الاسلمي الى النبي – صلى الله عليه وآله – قبل الجيش وقال: اعلمه بالاصطفاء. فلما وصل الى باب النبي – صلى الله عليه وآله – لقيه عمر بن الخطاب فحكى له (2) فقال له: امض لما جئت له فإن النبي – صلى الله عليه وآله – سيغضب لابنته. فدخل بريدة الى النبي – صلى الله عليه وآله – بكتاب خالد بن الوليد فجعل بريده يقرأه ووجه النبي يتغير. وقال بريدة: يا رسول الله ان رخصت للناس في مثل هذا ذهب فيهم. فقال له النبي – صلى الله عليه وآله – ويحك يا بريده


1 – ش: الاثارة. أ: الاوتارة. 2 – م: فحكى له، قال له قال. (*)

[ 151 ]

احدثت نفاقا ان علي بن أبي طالب [ يحل له من الفئ ما يحل لي ان علي بن أبي طالب ] (1) خير الناس لك ولقومك وخير من اخلفه بعدى لكافة امتي. يا بريدة احذر ان تبغض عليا فيبغضك الله فاستغفر بريدة (2). وفي غزاة السلسلة: جاء اعرابي الى النبي – صلى الله عليه وآله – وقال: ان جماعة من العرب قد اجتمعوا بوادي الرمل على ان يبيتوك بالمدينة. فقال النبي – عليه السلام – لاصحابه: من لهؤلاء ؟ فقام جماعه من أهل الصفة وقالوا: نحن فول علينا من شئت. فاقرع بينهم فخرجت القرعة على ثمانين رجلا منهم ومن غيرهم. فامر أبا بكر ان ياخذ اللواء ويمضي (3) الى بني سليم وهم ببطن الوادي فهزموه وقتلوا جمعا كثيرا من المسلمين وانهزم أبو بكر. فعقد لعمر وبعثه فهزموه فساء رسول الله – صلى الله عليه وآله – ذلك. فقال عمرو بن العاص: ابعثني يا رسول الله. فانفذه فهزموه وقتلوا جماعه من اصحابه وبقي النبي – صلى الله عليه وآله – اياما يدعو عليهم. ثم دعا بأمير المؤمنين – عليه السلام – وبعثه إليهم ودعا له وخرج معه مشيعا الى مسجد الاحزاب وانفذ جماعة معه منهم أبو بكر وعمر وعمرو بن العاص. فسار الليل وكمن النهار حتى استقبل من فمه. فلم يشك عمرو بن العاص في الفتح له فقال لابي بكر: ان هذه ارض ذات ضباع (4) وذئاب وهي اشد علينا من بني سليم والمصلحة أن نعلو الوادي. واراد إفساد الحال وامره بان يقول ذلك لامير المؤمنين


1 – ليس في م. 2 – ارشاد المفيد / 81. 3 – ج: المعنى. 4 – هكذا في ج. وفي سائر النسخ: سباع. (*)

[ 152 ]

– عليه السلام – فقال له أبو بكر فلم يجبه أمير المؤمنين – عليه السلام – بحرف واحد. فرجع إليهم وقال: والله ما اجابني حرفا واحدا. فقال عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب: امض أنت إليه فخاطبه. ففعل فلم يجب أمير المؤمنين – عليه السلام – بشئ. فلما طلع الفجر كبس (1) على القوم. ونزل جبرئيل (2) على النبي – صلى الله عليه وآله – بالحلف بخيله فقال: (والعاديات ضبحا) (3). فاستبشر النبي – صلى الله عليه وآله – واستقبل عليا – عليه السلام – [ فنزل علي عليه السلام، ] (4) وقال له النبي: لولا ان اشفق ان تقول فيك طوائف من امتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك اليوم مقالا لا تمر بملا منهم إلا اخذوا التراب من تحت قدميك اركب فإن الله ورسوله عنك راضيان (5). وأما بعد وفاة الرسول – صلى الله عليه وآله – فانه ابتلي اكثر عمره بالحروب – ايضا. ففي وقعة الجمل نكث طلحة والزبير بيعتهما لامير المؤمنين – عليه السلام -. وكانت عائشة بالمدينة تحرض الناس على قتل عثمان وتقول: اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا فلقد ابلى سنه رسول الله – صلى الله عليه وآله – وهذه ثيابه لم تبل (6). وخرجت الى مكة وقتل عثمان وعادت الى بعض الطريق فسمعت بقتله وانهم بايعوا عليا – عليه السلام – فرجعت


1 – م: لبس. 2 – ليس في ج وأ. 3 – العاديات / 1. 4 – ليس في م. 5 – الارشاد، للمفيد / 86. 6 – شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 6 / 215 + تذكرة الخواص / 64 و 66. (*)

[ 153 ]

وقالت: لاطلبن بدمه. وخرج طلحة والزبير من المدينة فاظهرا ارادة العمرة واستاذنا أمير المؤمنين – عليه السلام -. فقال: والله ما تريدان العمرة بل الغدرة (1). فلما وصلا مكه الى عائشة [ اخرجاها الى البصرة. وترحل (2) أمير المؤمنين – عليه السلام – بطلبهم وكتب اليهما وإلى عائشة ] (3) بالرجوع عما يكرهه الله – تعالى – والدخول عاهداه به فامتنعوا. فرفع يديه الى السماء وقال: اللهم ان طلحة بن عبيد الله اعطاني صفقة يمينه طائعا ثم نكث بيعتي اللهم فعاجله ولا تمهله وان الزبير بن العوام قطع قرابتي ونكث عهدي وظاهر عدوى ونصب الحرب لي وهو يعلم انه ظالم اللهم فاكفنيه كيف شئت وأنى شئت. ثم تصافوا وتقاربوا لابسي (4) الاسلحة وأمير المؤمنين – عليه السلام – بين الصفين عليه قميص ورداء وعلى رأسه عمامة سوداء. فلما راى انه لا بد من الحرب نادى بأعلى صوته: اين الزبير بن العوام فليخرج إلي ؟ فخرج إليه ودنى منه. فقال له: يا أبا عبد الله ما حملك على ما صنعت ؟ فقال: الطلب بدم عثمان فقال: أنت واصحابك قتلتموه فيجب عليك ان تقيد (5) من نفسك. ولكن انشدك الله الذي لا اله الا هو اما


1 – الارشاد، للمفيد / 130. 2 – ج: ورحل. أ: ودخل. 3 – ليس في م. 4 – م: وألقى. ش ود: ولا قتنى. 5 – ج وأ: تفتد. (*)

[ 154 ]

تذكر يوما قال لك رسول الله – صلى الله عليه وآله -: يا زبير اتحب عليا ؟ فقلت: وما يمنعني من حبه وهو ابن خالي فقال لك أما انك (1) لتخرج (2) عليه يوما وأنت ظالم له. فقال الزبير: اللهم بلى. فقد كان ذلك. فقال – عليه السلام – فانشدك الله اما تذكر يوما جاء رسول الله – صلى الله عليه وآله – من عند عبد الرحمن بن عوف وأنت معه وهو آخذ بيدك فاستقبلته انا فسلمت فضحك في وجهى وضحكت انا له (3) فقلت أنت لا يدع ابن أبي طالب زهوه ابدا. فقال لك النبي – صلى الله عليه وآله -: مهلا يا زبير فليس به زهو ولتخرجن (4) عليه يوما وأنت ظالم له. فقال الزبير: اللهم بلى و [ لكنى انسيت وأما إذا ] (5) ذكرتني ذلك فلانصرفن عنك ولو ذكرت هذا لما خرجت عليك. ثم رجع الى عائشة. فقال له ابنه: ما رد بك ؟ فقال: اذكرني حديثا من رسول الله – صلى الله عليه وآله – في حقه كنت انسيته. فقال له: بل [ جبنت ] (6) وخفت من سيوف ابن أبي طالب. فرجع (7) مغضبا إلى صف علي – عليه السلام – للقتال فقال أمير


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: أنت. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: فستخرج. 3 – ج وأ: إليه. 4 – م: تخرج. 5 – ليس في م. وفيه: (ولكن إذا) بدلا منه. 6 – ليس في م. 7 – ش، د وم: فخرج. (*)

[ 155 ]

المؤمنين – عليه السلام -: افرجوا له فانه محرج (1) فدخل في الصف وخرج وقال لولده: رايت ما صنعت. لو خائفا ما فعلت ذلك ؟ ثم شق الصفوف وخرج من بينهم ونزل على قوم من بني تميم فقام إليه عمرو (2) بن جرموز المجاشعي فقتله حين نومه (3) وكان في ضيافته (4). فنفذت فيه دعوة أمير المؤمنين – عليه السلام -. وأما طلحة فجاءه سهم وهو قائم للقتال فقتله. ثم التحم القتال فتقدم رجل يقال له: عبد الله من اصحاب الجمل فجال بين الصفوف وقال: اين أبو الحسن ؟ فخرج إليه على – عليه السلام – وشد عليه وضربه بالسيف فاسقط عاتقه ووقع قتيلا. ثم خرج رجل وتعرض لعلي – عليه السلام – فخرج إليه وضربه على وجهه فسقط نصف قحف راسه. ثم خرج (5) ابن أبي خلف الخزاعي وقال: هل لك يا علي في المبارزة ؟ فقال علي: ما اكره ذلك ولكن ويحك يا ابن أبي خلف ما راحتك [ في القتل ] (6) وقد علمت من أنا ؟ فقال: ذرني يا ابن أبي طالب من كبرك وادن مني لترى اينا يقتل صاحبه.


1 – م: (فخرج) بدل: (فانه محرج). 2 – م: عمر. 3 – م: (من يومه) بدل: (حين نومه). 4 – أ: مناقبه. ش: ضيافة. 5 – م: أتى. 6 – ليس في أ. (*)

[ 156 ]

فثنى علي – عليه السلام – عنان فرسه إليه فبدره ابن أبي خلف بضربة فاخذها أمير المؤمنين – عليه السلام – في الجحفة ثم عطف عليه فقطع يمينه ثم ثنى فاطار قحف راسه. واستعرت الحرب حتى عقر الجمل وسقط. وكان عدة من قتل من جند الجمل ستة عشر الفا وستمائة وتسعين وكانوا ثلاثين الفا. ومن اصحاب أمير المؤمنين – عليه السلام – الف وسبعون رجلا (1) وكانوا عشرين الفا (2). وفي وقعة صفين خرج من عسكر معاوية المخراق بن عبد الرحمن وطلب البراز فخرج إليه من عسكر علي – عليه السلام – المؤمل بن عبيد الله المرادى (3) فقتله الشامي فخرج فتى من الازد فقتله الشامي فتنكر أمير المؤمنين – عليه السلام – وخرج والشامي يطلب البراز فقتله. ثم خرج فارس فقتله وهكذا حتى قتل سبعة فاحجم عنه الناس ولم يعرفوه. فقال معاوية لعبد له يقال له حرب وكان شجاعا: اخرج الى هذا الفارس فاكفني امره. فقال انا اعلم (4) أنه سيقتلني فإن شئت خرجت إليه وان شئت فاستبقني (5) لغيره. فقال له: لا تخرج. ثم رجع أمير المؤمنين – عليه السلام – حيث لم يخرج إليه أحد الى


1 – ش، د وم: ألف وتسعمائة رجلا. 2 – شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 6 / 215 + الارشاد المفيد / 131 + تذكرة الخواص / 66. 3 – ش ود: المؤمل عبد الله المرادي. م: المؤمل بن عبد الله المرادي. 4 – م: عالم. 5 – م: فأبقى ستبقني. (*)

[ 157 ]

عسكره فخرج رجل من ابطال الشام اسمه كريب (1) بن الصباح يطلب البراز فخرج إليه المبرقع الجولاني (2) فقتله الشامي. وخرج إليه آخر فقتله – ايضا. فخرج إليه علي – عليه السلام – وقال له: اتق الله واحفظ نفسك. قال: من انت ؟ قال: انا علي بن أبي طالب. قال: ادن مني. فمشى إليه فاختلفا بضربتين فبدره على – عليه السلام – فقتله. فخرج إليه آخر فقتله حتى قتله اربعة من الابطال. ثم قال: يا معاوية هلم الى مبارزتي ولا تقتل العرب بيننا. فقال معاوية: لا حاجة لي في ذلك (3) فخرج عروة بن داود فقال: يا علي ان كان معاوية قد كره مبارزتك فهلم إلى مبارزتي. فضربه علي – عليه السلام – فوقع قتيلا (4). ثم جاء الليل. وخرج أمير المؤمنين – عليه السلام – يوما آخر متنكرا وطلب البراز فخرج إليه عمرو بن العاص وهو لا يعلم انه علي وعرفه علي – عليه السلام – فاطرد بين يديه ليبعده عن عسكره فتبعه عمرو ثم عرفه فولى ركضا فلحقه علي – عليه السلام – فطعنه فوقع الرمح في فضول درعه فسقط وخشى ان يقتله فرفع رجليه فبدت سوءته فصرف أمير


1 – أ: كرب. 2 – أ: الخولاني. م: الحولاني. 3 – وقعة صفين / 316. 4 – نفس المصدر / 458. (*)

[ 158 ]

المؤمنين – عليه السلام – عنه وجهه (1) وانصرف الى عسكره وجاء عمرو الى معاوية فضحك منه. قال: مم تضحك ؟ والله لو بدا لعلي من صفحتك ما بدا له من صفحتي إذا لاوجع قذالك وايتم عيالك وانتهب (2) مالك. فقال معاوية: لكن حصلت لك فضيحة الابد. وكان بسر بن ارطاة من اصحاب معاوية من شر الناس واقدمهم على معاصي الله لما سمع طلب علي – عليه السلام – مبارزة معاوية قال: أنا اخرج إليه. فخرج فحمل علي – عليه السلام – عليه فسقط بسر عن فرسه على قفاه ورفع رجليه فانكشفت سوءته (3) فرجع أمير المؤمنين – عليه السلام – عنه وضحك معاوية وصاح فتى من أهل الكوفة: ويلكم يا أهل الشام اما تستحون لقد علمكم ابن العاص كشف الاستاه الحروب. وفي ليلة الهرير باشر الحرب بنفسه خاصة وكان كلما قتل قتيلا كبر فعد تكبيره فبلغ خمسمائة وثلاثا وعشرين تكبيرة وعد قتلى الفريقين في صبيحة تلك الليلة فبلغت ستة وثلاثين الف قتيل. واستظهر حينئذ اصحاب أمير المؤمنين – عليه السلام – وزحف مالك الاشتر حتى الجأهم (4) الى معسكرهم. فلما راى عمرو بن العاص الحال قال لمعاوية (5): نرفع المصاحف وندعوهم الى كتاب الله – تعالى -.


1 – نفس المصدر / 407. 2 – ج وأ: أنهب. 3 – نفس المصدر / 461. 4 – م – (ألجانهم). وفي سائر النسخ: (أنجاهم). 5 – ليس في د وم. (*)

[ 159 ]

فقال معاوية: اصبت. ورفعوها فرجع القراء عن القتال. فقال أمير المؤمنين – عليه السلام -: انها خديعة عمرو العاص ليسوا من رجال القرآن. فلم يقبلوا وقالوا: لا بد ان ترد الاشتر وإلا قتلناك أو سلمناك إليهم. فانفذ يطلب الاشتر فقال: قد اشرفت على الفتح وليس وقت طلبي. فعرفه اختلال اصحابه وانه ان لم يرجع قتلوه (1) أو سلموه الى معاوية فرجع وعنف القراء (2) وضرب وجه دوابهم فلم يرجعوا فوضعت الحرب اوزارها. فقال علي – عليه السلام – لماذا (3) رفعتم المصاحف ؟ فقالوا: للدعاء الى العمل بمضمونها وان نقيم حكما وتقيموا حكما ينظران في هذا الامر ويقران الحق مقره. فعرفهم أمير المؤمنين – عليه السلام – ما اشتمل طلبهم من الخداع فلم يسمعوا والزموه بالتحكيم. فعين معاوية عمرو بن العاص وعين أمير المؤمنين – عليه السلام – عبد الله بن العباس فلم يوافقوا قال: فأبو الاسود. فأبوا واختاروا أبا موسى الاشعري. فقال: أبو موسى مستضعف وهواه مع غيرنا.


1 – ج وأ: (لم ترجع قتلوني أو سلموني) بدل: (لم يرجع قتلوه أو سلموه). 2 – هنا زيادة في المصدر. وهي: وسبهم. 3 – ج وأ: ماذا. ش، د وم: بماذا. (*)

[ 160 ]

فقالوا: لا بد منه. وحكموه فخدع عمرو بن العاص أبا موسى وحمله على خلع أمير المؤمنين وأنه يخلع معاوية وامره بالتقدم (1) حيث هو اكبر سنا ففعل أبو موسى ذلك ثم قال: يا عمرو قم فافعل كذلك. فقام (2) واقرها في معاوية فشتمه أبو موسى وتلاعنا. وفي هذه الحرب قتل أبو اليقظان عمار بن ياسر. وقد قال النبي – صلى الله عليه وآله -: عمار جلدة بين عيني تقتلة الفئة الباغية. قتله أبو عاديه المزني طعنه برمح فسقط واحتز (3) رأسه ابن جونى السكسكي وكان لعمار يومئذ اربع وتسعون سنة. قال أبو سعيد الخدرى: كنا نعمر المسجد فنحمل لبنه وعمار لبنتين لبنتين (4) فرآه النبي – صلى الله عليه وآله – فجعل ينفض التراب عن راس عمار ويقول: يا عمار الا تحمل كما يحمل اصحابك ؟ قال: اني اريد الاجر من الله – تعالى -. فجعل ينفض التراب عنه ويقول: ويحك تقتلك الفئة الباغية تدعوهم الى الجنة ويدعونك إلى النار.


1 – م: (أمر بالتقديم) بدل (أمره بالتقدم). 2 – ج: فأقام. 3 – ش ود: فاجتز. 4 – ش ود: اثنين اثنتين. (*)

[ 161 ]

قال علقمة والاسود: اتينا أبا ايوب الانصاري فقلنا: يا أبا ايوب ان الله اكرمك بنبيه إذ اوحى الى راحلته فنزلت على بابك فكان رسول – صلى الله عليه وآله (2) – ضيفا لك فضيله فضلك الله بها اخبرنا عن مخرجك مع علي – عليه السلام -. قال: فاني اقسم لكما انه كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – في هذا البيت الذي انتما فيه وليس في البيت غير رسول الله وعلي جالس عن يمينه وانا عن يساره وانس قائم بين يديه إذ تحرك الباب [ فقال – عليه السلام -: انظر من بالباب. ] (3) فخرج انس قال: هذا عمار بن ياسر. فقال: افتح لعمار الطيب المطيب. ففتح انس لعمار (4) ودخل عمار فسلم على رسول الله – صلى الله عليه وآله -. فرحب به وقال: انه سيكون من بعدى في امتي هنات حتى يختلف السيف فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضا وقد تبرأ (5) بعضهم من بعض. فإذا رايت ذلك فعليك بهذا الاصلع عن يميني علي بن أبي طالب. فإن سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا فاسلك وادى


1 – أ: أدنى. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ هنا زيادة. وهي: في هذا البيت. 3 – ليس في ش ود. 4 – من م. 5 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: حتى يبرأ. (*)

[ 162 ]

علي وخل عن الناس. ان عليا لا يردك عن هدى ولا يدلك على ردى (1). يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله (2). وأما الخوارج فانهم مرقوا من الدين مرق السهام. فانه لما عاد أمير المؤمنين – عليه السلام – من صفين واقامة الحكمين الى الكوفة اقام ينتظر انقضاء المدة التي بينه وبين معاوية ليرجع الى المقاتلة. فانعزل اربعة آلاف فارس من اصحابه وهم العباد وخرجوا الكوفة وخالفوا عليا – عليه السلام – وقالوا: لا حكم إلا لله ولا طاعة لمن عصى الله. وانحاز إليهم نيف عن ثمانية آلاف وساروا الى ان نزلوا بحروراء وامروا عليهم الله بن الكواء. فارسل علي – عليه السلام – إليهم عبد الله بن عباس يردهم عن معصيتهم فلم يرجعوا. فركب علي – عليه السلام – [ ومضى إليهم فركب ابن الكواء في جماعة منهم. فقال له علي – عليه السلام – ] (3) يا بن الكواء ابرز الي من


1 – م: ريب. 2 – شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 2 / 206 و 4 / 13 وما بعدهما + تذكرة الخواص / 80. 3 – ليس في م. وفيه: (فقال) بدلا منه. (*)

[ 163 ]

اصحابك لاكلمك. فقال: وانا آمن من سيفك ؟ قال: نعم. فخرج في عشرة من اصحابه. فقال له علي – عليه السلام – الم اقل لكم: ان أهل الشام يخدعونكم برفع المصاحف وأمر الحكمين وان الحرب قد عضتهم فذروني (1) اناجزهم فابيتم. ألم أرد ان انصب ابن عمي حكما وقلت: انه لا ينخدع فابيتم الا أبا موسى وقلتم: رضينا به حكما فاجبتكم (2) كارها ولو وجدت في ذلك الوقت اعوانا غيركم لما اجبتكم. وشرطت على الحكمين بحضوركم ان يحكما بما انزل الله من فاتحته الى خاتمته والسنة الجامعة وانهما لم يفعلا فلا طاعة لهما علي ؟ قال ابن الكواء: صدقت فلم لا ترجع الى حرب القوم ؟ قال: حتى تنقضي المدة التي بيننا وبينهم. قال ابن الكواء [ والعشرة الذين معه ] (3): وأنت مجمع على ذلك ؟ قال: نعم ولا يسعني غيره. فعاد ابن الكواء والعشرة الذين معه الى اصحاب على راجعين عن دين الخوارج وتفرق الباقون وهم يقولون: لا حكم إلا لله [ ولا طاعة لمن عصاه. ] (4) وامروا عليهم عبد الله بن وهب الراسبي وحرقوص بن زهير البجلى المعروف بذى الثدية وعسكروا بالنهروان. فسار إليهم أمير المؤمنين – عليه السلام – حتى بقي على فرسخين منهم فكاتبهم فلم يقبلوا.


1 – ش: قد رأوني. 2 – م: فأجبتم. 3 – 4 – ليس في م. (*)

[ 164 ]

فارسل إليهم ابن عباس وقال: سلهم ما الذي نقموا وانا ردفك (1) فلا تخف منهم. قالوا: نقمنا اشياء. فقال علي – عليه السلام -: ايها الناس انا علي بن طالب ما تلك الاشياء ؟ قالوا: اولا انا قاتلنا بين يديك بالبصره فابحتنا (2) الاموال دون النساء والذرية. فقال – عليه السلام -: بدؤونا بالقتال فلما ظفرتم اقتسمتم سلب من قاتلكم والنساء لم يقاتلن والذرية ولدوا على الفطرة ولم ينكثوا ولا ذنب لهم. وقد رايت رسول الله – صلى الله عليه وآله – من علي المشركين فلا تعجبوا لو مننت على المسلمين. قالوا: ونقمنا يوم صفين كونك محوت اسمك (3) من إمرة المؤمنين. فقال: اقتديت برسول الله – صلى الله عليه وآله – حين صالح سهيل بن عمرو ولم يرض حتى محا رسالة النبي – صلى الله عليه وآله -. قالوا: ونقمنا قولك للحكمين: انظروا كتاب الله فإن كنت افضل من معاوية فاثبتاني في الخلافة وهذا شك ؟ فقال – عليه السلام -: انه ليس بشك بل نصفه كما قال – تعالى -: (فنجعل لعنة الله على الكاذبين) (4). ولو قال: عليكم لم يرضوا.


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: رفدك. 2 – م: فانتخبنا. 3 – م: نفسك. 4 – آل عمران / 60. (*)

[ 165 ]

قالوا: ونقمنا انك حكمت حكما في حق هو لك. قال: اسوة (1) برسول الله حيث حكم سعد بن معاذ في بني قريظة ولو شاء لم يفعل فهل بقي شئ (2) ؟ فسكتوا فصاح جماعة من كل ناحية: التوبة التوبة. واستامن (3) إليه ثمانية آلاف وبقي على حربه اربعة آلاف. وتقدم عبد الله وهب وذو الثدية وقالوا: ما نريد بقتالك الا وجه الله والدار الاخرة. [ فقال – عليه السلام -: ] (4) (قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا). ثم التحم القتال. فحمل الاخفش الطائي وكان شهد صفين مع أمير المؤمنين – عليه السلام – وشق الصفوف يطلب عليا – عليه السلام – فبدره علي – عليه السلام – فقتله. فحمل ذو الثدية ليقتل عليا – عليه السلام – فسبقه علي – عليه السلام – وضربه ففلق البيضة وراسه [ فحمله فرسه ] (5) فألقاه في آخر المعركة في جرف داليه على شط النهروان. وخرج مالك بن الوضاح ابن عم ذى الثدية وحمل على علي – عليه السلام – فقتله علي – عليه السلام -. وتقدم عبد الله بن وهب الراسبي فصاح يا ابن أبي طالب والله لا نبرح من هذه المعركة أو تأتي علي انفسنا أو ناتي على نفسك فابرز الى وابرز اليك وذر الناس جانبا. فلما سمع علي – عليه السلام – [ تبسم و ] (6) قال: قاتله الله ما


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: ولي أسوة. 2 – ش ود: شك. 3 – ش: استأمر. 4 – ليس في م. 5 – 6 – ليس في م. (*)

[ 166 ]

اقل حياءه ! أما إنه ليعلم اني حليف السيف وخدين الرمح ولكنه قد يئس من الحياة و (1) انه ليطمع طمعا كاذبا. ثم حمل على علي – عليه السلام – فقتله علي – عليه السلام -. ولم تبق إلا ساعة حتى قتلوا عن اجمعهم (2) إلا تسعة انفس رجلان هربا إلى سجستان وبها نسلهما ورجلان [ هربا الى كرمان ورجلان ] (3) صارا (4) الى عمان وبها نسلهما [ ورجلان صارا اليمن وبها نسلهما ] (5) وهم الاباضية (6) ورجلان صارا إلى البوازيج (7) وصار آخر الى تل موزن (8). وقتل من اصحاب علي – عليه السلام – تسعة عدد من سلم من الخوارج وكان – عليه السلام – قال: نقتلهم ولا يقتل منا عشرة ولا يسلم منهم عشرة. ثم مع كثرة حروبه – عليه السلام – وشدة بلائه في الجهاد ودخوله في صفوف المشركين لم يصبه جرح شانه ولا عابه – صلى الله عليه وآله – ولم يول ظهره قط ولا انهزم ولا تزحزح مكانه ولا هاب احدا من اقرانه (9). المبحث الثالث: في سبقه الى التصديق: قال الفقيه ابن المغازلي


1 – ج: أو. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: بأجمعهم. 3 – من م. 4 – م: هربا. 5 – ليس في م. 6 – أ: الاباحية. 7 – ج: البوازيح. أ: البوارنج. ش، د وم: التواريخ. 8 – هكذا ضبط في معجم البلدان، وفي ج وأ: (مورن). وفي ش، د وم: (موزون). 9 – شرح النهج للمعتزلي 2 / 206 وما بعدها + تذكرة الخواص / 95 + تاريخ الطبري 4 / 62. (*)

[ 167 ]

الشافعي في مناقبه (1) عن ابن عباس في قوله – تعالى -: (والسابقون السابقون) (2) الاولون (3) قال: سبق يوشع بن نون الى موسى وسبق صاحب (آل ياسين) (4) الى عيسى وسبق علي (بن أبي طالب) الى محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وآله وعليهم اجمعين -. ومن كتاب مسند أحمد بن حنبل (5) عن عبد الله بن عباس قال: سمعت علي بن أبي طالب – عليه السلام – يقول: انا عبد الله واخو رسوله وانا الصديق الاكبر لا يقولها غيرى (6) إلا كاذب مفتر ولقد صليت قبل الناس بسبع سنين.


1 – مناقب ابن المغازلي / 320، ح 365. 2 – الواقعة / 10. 3 – من ش ود. 4 – المصدر. يس. 5 – بل في مناقب أحمد بن حنبل / 17. 6 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: بعدي. (*)

[ 168 ]

ومن مسند أحمد (1): عن ابن أبي ليلى قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل ياسين الذي قال: (يا قوم اتبعوا المرسلين) (2). وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال:


1 – نفس المصدر / 39. وفيه: ابن أبي ليلى عن أبيه أبي ليلى. 2 – يس / 20. (*)

[ 169 ]

(اتقتلون رجلا ان يقول ربي الله) وعلي بن أبي طالب وهو افضلهم. وعن الرضا – عليه السلام (2) – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: يا علي (3) ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن اربعة. [ فقام إليه رجل من الانصار فقال: فداك أبي وامي أنت ومن ؟ قال: ] (4) انا علي البراق (5) واخي صالح على ناقة الله التي


1 – غافر / 28. 2 – مناقب الخوارزمي / 209. 3 و 4 – من المصدر. 5 – المصدر: دابة الله تعالى البراق. (*)

[ 170 ]

عقرت وعمي حمزة على ناقتي العضباء واخي علي بن أبي طالب – عليه السلام – على ناقة من نوق الجنة وبيده لواء الحمد [ بين يدى العرش يقول: ] (1) لا اله إلا الله محمد رسول الله.


1 – ليس في المصدر. وفيه: (ينادي) بدلا منه. (*)

[ 171 ]

قال: فيقول الادميون: ما هذا إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش [ رب العالمين. قال: ] (1) فيجيبهم ملك من بطنان العرش: معاشر الادميين ماهذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل العرش (2) [ بل هذا الصديق


1 – ليس في المصدر. 2 – المصدر: عرش هذا. (*)

[ 172 ]

الاكبر ] (1) علي بن أبي طالب – صلى الله عليه وآله – المبحث (2) الرابع: في حمل براءة الى مكة: كان النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – بعث أبا بكر ببراءة الى مكة: إلا يحج بعد العام مشرك ويطوف بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ومن كان بينه وبين رسول الله – صلى الله عليه وآله – مدة فاجله مدته والله برئ من المشركين ورسوله


1 – ليس في المصدر. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: البحث. (*)

[ 173 ]

فسار بها ثلاثة ايام فنزل جبريل – عليه السلام – وقال: ان الله يقرئك السلام ويقول لك: لا يؤدى عنك إلا أنت أو رجل منك. فاستدعى رسول الله – صلى الله عليه وآله – عليا – عليه السلام – وقال له: اركب ناقتي العضباء (1) والحق أبا ابكر فخذ براءة من يده وامض بها الى مكة فانبذ عهد المشركين إليهم وخير أبا بكر بين ان يسير مع ركابك أو يرجع. فركب أمير المؤمنين – عليه السلام – ناقة رسول الله – صلى الله عليه وآله – العضباء (2) وسار حتى لحق أبا بكر. فلما رآه جزع من لحوقه واستقبله وقال: فيما جئت يا أبا الحسن ؟ اسائر أنت معي أو لغير ذلك ؟


1 و 2 – أ: الغضباء. (*)

[ 174 ]

فقال له أمير المؤمنين – عليه السلام – ان رسول الله – صلى الله عليه وآله – امرني ان الحقك واقبض منك الايات من براءة وانبذ بها عهد المشركين إليهم وامرني أن اخيرك بين ان تسير معي أو ترجع إليه. فقال: بل ارجع إليه. وعاد الى النبي – صلى الله عليه وآله – فلما دخل عليه قال: يا رسول الله انك اهلتني لامر طالت الاعناق فيه إلي فلما توجهت إليه رددتني عنه انزل في القرآن ؟ فقال النبي – صلى الله عليه وآله – لا ولكن الامين هبط الي


[ 175 ]

عن الله – عز وجل – بانه لا يؤدى عنك إلا أنت أو رجل منك وعلي مني ولا يؤدى عني إلا علي (1). حدث الزبير بن بكار بن الزبير بن العوام (2) وكان من بني امية عن ابن عباس قال: اني لاماشي عمر بن الخطاب في سكة من سكك المدينة إذ قال لي: يا ابن عباس ما اظن صاحبك إلا مظلوما. قلت: فاردد ظلامته. فانتزع يده من يدى ومضي وهو يهمهم ساعة ثم وقف فلحقته فقال: يا بن عباس ما اظنهم منعها منه إلا لأن استصغروه. فقلت والله ما استصغره الله حين امره ان ياخذ سورة براءة من


1 – الارشاد، للمفيد / 37 + تذكرة الخواص / 42 وأنظر الفضائل الخمس ينقلها عن مصادر مختلفة. 2 – ليس في م. (*)

[ 176 ]

صاحبك. قال: فاعرض عني. المبحث الخامس: جمعه بين الفضائل المتضادات: لا خلاف بين الناس ان أمير المؤمنين – عليه السلام – كان ازهد أهل زمانه طلق الدنيا ثلاثا وكان يصوم النهار ويقوم الليل ويفطر على جريش الشعير من غير ادام وختمه لئلا يأدمه الحسنان بسمن أو زيت. ومن يكون بهذه الحال يكون ضعيف القوة في اغلب الاحوال وأمير المؤمنين – عليه السلام – كان اشد الناس قوه فانه قلع باب خيبر وقد عجز عنها سبعون نفرا من المسلمين ودحا بها اذرعا كثيرة ثم اعادها الى مكانها بعد ان وضعها جسرا على الخندق. وكان اكثر وقته في الحروب يباشر قتل النفوس ومن هذه حالته يكون شديد القلب (1) عبوس الوجه وأمير المؤمنين – عليه السلام – كان رحيما رقيق القلب حسن الخلق ولهذا نسبه المنافقون الى الدعابة لشرف اخلاقه – صلى الله عليه وآله -.


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: القسوة. (*)

[ 177 ]

……


[ 178 ]

……


[ 179 ]

المبحث السادس: في نبذ يسيرة من كلامه: كان – عليه السلام – سيد الفصحاء وامام البلغاء حتى قيل في كلامه: انه فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق ومنه تعلم الخطباء. قال – عليه السلام – خذوا رحمكم الله من ممركم لمقركم ولا تهتكوا استاركم عند من لا تخفى عليه (1) اسراركم واخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل (2) ان تخرج منها ابدانكم فللاخره خلقتم وفي الدنيا حبستم (3). ان المرء إذا هلك قالت الملائكة: ما قدم ؟ وقال الناس: ما خلف ؟ فلله إياكم (4) قدموا بعضا يكن لكم (5) ولا تخلفوا (6) كلا فيكون عليكم (7)


1 – المصدر: (يعلم) بدل: (لا تخفى عليه). 2 – المصدر. من قبل. 3 – المصدر: ففيها اختبرتم ولغيرها خلقتم. 4 – المصدر: قال الناس: ما ترك ؟ وقالت الملائكة: ما قدم لله آباؤكم ؟ 5 – المصدر: لكم قرضا. 6 – ج وأ: لا تواخروا. 7 – نهج البلاغة / 320، ط 203. (*)

[ 180 ]

فانما مثل الدنيا مثل السم ياكله من لا يعرفه. وقال – عليه السلام -: ايها الناس شقوا امواج الفتن بسفن النجاة وضعوا تيجان المفاخرة ونكبوا (1) عن طريق المنافرة افلح (2) من نهض بجناح أو استسلم فاراح (3). ماء آجن ولقمة يغص بها آكلها. ومجتني الثمرة لغير وقت ايناعها كالزارع بغير ارضه. فإن اقل يقولوا: حرص على الملك. وان اسكت يقولوا: جزع من الموت ! هيهات بعد اللتيا واللتي ! والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدى امه لكن اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الارشية في الطوي البعيدة (4). وقال – عليه السلام – لا حياة إلا بالدين ولا موت إلا بجحود اليقين. فاشربوا العذب الفرات ينبهكم من يوم السبات (5) واياكم والسمائم المهلكات. وقال – عليه السلام – وقد سمع رجلا يذم الدنيا: ان الدنيا دار صدق لمن صدقها ودار عافية لمن فهم عنها ودار غنى لمن تزود منها. مسجد انبياء (6) الله ومهبط وحيه ومصلى ملائكته ومتجر اوليائه. اكتسبوا فيها الرحمة وربحوا فيها الجنة. فمن ذا يذمها وقد آذنت ببنيها ونادت بفراقها


1 – المصدر: عرجوا. 2 – ش ود: يفلح. 3 – ش ود: فاستراح. 4 – نفس المصدر / 52، ط 5. 5 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: نومة الشتات. 6 – المصدر: احباء. (*)

[ 181 ]

ونعت نفسها واهلها (1) فشوقت (2) بسرورها الى السرور وببلائها الى البلاء ؟ ! تخويفا وتحذيرا وترغيبا وترهيبا. فيا ايها الذام للدنيا والمعتل بتغريرها (3) متى غرتك ابمصارع آبائك في البلى ام بمضاجع امهاتك تحت الثرى ؟ كم عللت بكفيك ومرضت بيديك ! تبتغي لهم الشفاء وتستوصف لهم الاطباء وتلتمس لهم الدواء لم تنفعهم بطلبتك ولم تشفهم بشفاعتك مثلت لك الدنيا بهم مصرعك ومضجعك حيث لا ينفعك بكاؤك ولا تغني عنك احباؤك (4). وقال – عليه السلام -: لا يرجون أحد إلا ربه ولا يخافن إلا ذنبه ولا يستحين العالم إذا سئل عما لا يعلم ان يقول: الله اعلم (5) والصبر من الايمان بمنزله الراس من الجسد ولا ايمان لمن لا صبر له (6). كل قول ليس فيه (7) ذكر فلغو وكل صمت ليس فيه فكر فسهو وكل نظر فيه اعتبار فلهو. ليس من ابتاع نفسه فاعتقها كمن باع نفسه فاوبقها (8). حسن الادب ينوب الحسب.


1 – من المصدر وم. 2 – المصدر: وشوقتهم. 3 – المصدر: (والمغتر بغرورها) بدل: (والمعتل بتغريرها). 4 – نفس المصدر / 492، ح 131، لكن في نهج البلاغة ضبط صبحي الصالح تقديم وتأخير في العبارات. 5 – المصدر: (لا أعلم) بدل: (الله أعلم). 6 – نفس المصدر، ح 82. 7 – المصدر: لله فيه. 8 – نفس المصدر، ح 133. (*)

[ 182 ]

الزاهد (1) في الدنيا كلما ازدادت له (2) تحليا ازداد (3) عنها توليا. المودة اشبك الانساب والعلم اشرف الاحساب. من احب المكارم اجتنب المحارم. غاية الجود ان تعطي من نفسك المجهود. جهل المرء بعيوبه من اكبر ذنوبه. تمام العفاف الرضا بالكفاف. احتمل زلة وليك لوقت وثبة عدوك (4). حسن الاعتراف يهدم الاقتراف. شر الزاد الى المعاد احتقاب ظلم العباد. الدهر يومان: يوم لك ويوم عليك. فإن كان لك فلا تبطر وان كان عليك فاصبر (5). لو عرف الاجل قصر الامل. رب عزيز اذله خلقه وذليل اعزه خلقه. قيمة كل امرئ ما يحسن. الناس ابناء ما يحسنون (6). من شاور ذوى الالباب دل على الصواب (7). من قنع باليسير استغنى عن الكثير ومن يستغن بالكثير افتقر الى


1 – م: الزاهدون. 2 – م: لهم. 3 – م: ازدادوا. 4 – مستدرك نهج البلاغة 1 / 59، باختلاف في الالفاظ، ب. 5 – نهج البلاغة / 546، ح 396. 6 – م: يحبون باختلاف بسيط. 7 – مستدرك نهج البلاغة 7 / 276، باختلاف بسيط. (*)

[ 183 ]

الحقير. تذل الامور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير (1). المؤمن من نفسه (2) في تعب والناس منه في راحة (3). افضل العبادة الصبر والصمت وانتظار الفرج. الحلم وزير المؤمن والعلم خليله والرفق اخوه والبر والده والصبر أمير جنوده. ثلاثة من كنوز الجنة: كتمان الصدقة وكتمان المصيبة وكتمان المرض. احتج الى من شئت تكن اسيره واستغن عمن شئت تكن نظيره وافضل على من شئت تكن اميره. لا غنى مع فجور ولا راحة لحسود ولا مودة لملول. الجود من كرم الطبيعة والمن مفسدة للصنيعه وترك التعاهد للصديق داعية القطيعة. اربعة لا ترد لهم دعوة: الامام العادل لرعيته والوالد البار بولده والولد البار بوالده والمظلوم (4) يقول الله – عز وجل -: وعزتي وجلالي لانتصرن لك ولو بعد حين. ضاحك معترف بذنبه افضل من باك مدل على ربه. من امل انسانا هابه ومن قصر عن معرفه شئ عابه. اعجب ما في الانسان قلبه وله مواد الحكمة واضدادها. فإن سنح له الرجاء اذله الطمع وان هاج به الطمع اهلكه الحرص وان ملكه


1 – نهج البلاغة، ح 16. 2 – المصدر وم: نفسه منه. 3 – نفس المصدر، ط 193. 4 – المظلوم على ظالمه. (*)

[ 184 ]

الياس قتله الاسف وان عرض له الغضب اشتد به الغيظ وان اسعف (1) بالرضا نسي التحفظ وان ناله الخوف شغله الحذر وان اتسع له الامن استولت عليه العزة (2) وان جددت نعمه اخذته العزة وان اصابته مصيبه فضحه الجزع وإن افاد مالا اطغاه الغنى وان عضته فاقة شغله البلاء وإن اجهده الجوع (3) قعد به الضعف وان افرط به الشبع كظته البطنة. فكل تقصير به مضر وكل افراط مفسد (4). المعروف عصمه من البوار والرفق تنقيه من العثار. وقال – عليه السلام – لكميل بن زياد (5): يا كميل ان هذه القلوب اوعية فخيرها اوعاها. احفظ عنى ما اقول لك: الناس ثلاثة: عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا الى ركن وثيق. يا كميل: محبه العالم دين يدان به وبه يكسب العالم الطاعه لربه في حياته وجميل الاحدوثة بعد وفاته. يا كميل بن زياد: العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت تحرس المال والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالانفاق والعلم حاكم والمال محكوم عليه. يا كميل: مات خزان الاموال وهم احياء. والعلماء باقون ما بقي


1 – المصدر: أسعده. م: استعقب. 2 – المصدر: (الامر استلبته الغرة) بدل: (الامن استولت عليه العزة). 3 – ج: (الجزع) وفي هامشه: (الجوع). 4 – نهج البلاغة، ح 108. 5 – في م زيادة هنا وهي: وقد أخذ بيده. (*)

[ 185 ]

الدهر اعيانهم مفقودة وامثالهم في القلوب موجودة هاه هاه (1) ان ههنا لعلما جما – واشار بيده الشريفة الى صدره المكرم – لو اصبت له حمله ! بلى اصبت لقنا غير مأمون عليه يستعمل آلة الدين للدنيا ويستظهر بحجج الله على اولياءه وبنعمه على عباده (2) أو منقادا (3) لحملة الحق (4) لا بصيرة له في احنائه (5) يقدح الشك في قلبه باول عارض شبهة. إلا لا ذا ولا ذاك ! أو منهوما (6) باللذات سلس القياد للشهوات أو مغرما بالجمع والادخار (7) ليسا من رعاة الدين اقرب شئ (8) شبها بهما الانعام (9) السائمة ! كذلك يموت العلم بموت حامليه. اللهم بلى ! لا يخلي الله الأرض من حجة له على خلقه أما ظاهر مشهور (10) أو خائف مغمور (11) لئلا تبطل حجج الله وبيناته. واين اولئك ؟ اولئك والله (12) الاقلون عددا والاعظمون قدرا. بهم يحفظ الله حججه حتى يودعوها (13) نظراءهم


1 – م: آه، آه. 2 – هكذا في م. وفي ج: (لقائه). وفي سائر النسخ: (آثامه). 3 – هكذا في ج. وفي سائر النسخ: وينقاد. 4 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: (للحكمة) بدل (لحملة الحق). 5 – هكذا في ج. وفي س م: (إحسانه). وفي أ: (إخفائه). وفي ش ود: (إحيائه). 6 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: (فمنهوما) بدل: (أو منهوما). 7 – هكذا في المصدر. وفي لنسخ: الاذخار. 8 – من م. 9 – هكذا في ج. وفي سائر النسخ: بالانعام. 10 – هكذا في م. وفي ج: (ظاهرا مغلوبا). وفي سائر النسخ: (مغلوب) بدل: (ظاهر مشهور). 11 – ج: خائفا مغمورا. 12 – من م. 13 – هكذا في ج، وفي سائر النسخ: يودعها. (*)

[ 186 ]

ويزرعوها (1) في قلوب اشباههم. هجم بهم العلم على حقائق الايمان (2) فاستاذنوا (3) روح اليقين واستسهلوا ما استوعره المترفون وآنسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا الدنيا بابدان ارواحها معلقه (4) بالمحل الاعلى. اولئك امناء الله في ارضه وحججه على عباده. ثم تنفس الصعداء وقال: آه آه واشوقاه الى رؤيتهم. ونزع يده من يدى وقال: انصرف إذا شئت (5). وقال – عليه السلام -: ذمتي بما اقول رهينه وانا به زعيم. [ ان الخير كله فيمن عرف قدره ] (6) وكفى بالمرء جهلا إلا يعرف قدره (7). وان ابغض الخلائق الى الله – تعالى – رجلان: رجل وكله الله الى نفسه فهو (8) جائر عن قصد السبيل مشغوف بكلام بدعة [ ودعاء ضلالة ] (9) فهو فتنة لمن افتتن به ضال عن هدي من كان قبله مضل لمن اقتدى به [ في حياته وبعد وفاته ] (10) حمال خطايا غيره رهن بخطيئته.


1 – هكذا في ج. وفي م: (يزرعوا) وفي سائر النسخ: (يزرعها). 2 – المصدر: (حقيقة البصيرة) بدل: (حقائق الايمان). 3 – ج: فاستلانوا. المصدر: وباشروا. 4 – ش ود: مطبقة. م: مطبعة. 5 – نهج البلاغة صبحي صالح، حكمة 147. 6 – ليس في المصدر. 7 – نفس المصدر، خطبة 16. 8 و 9 – من م والمصدر. 10 – ليس في ش، د وج. (*)

[ 187 ]

ورجل (1) قمش جهلا موضع (3) في جهال [ الامه عاد في اغباش ] (3) الفتنة عم عن الهدى (4) قد سماه اشباه الناس عالما وليس به بكر (5) فاستكثر [ من جمع ما ] (6) قل (7) منه خير مما كثر حتى إذا ارتوى من آجن واستكثر (8) من غير طائل جلس بين الناس (9) قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره. وان نزلت به احدى المبهمات (10) هيأ لها حشوا رثا (11) من رأيه ثم قطع عليه فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت ولا يدرى أصاب أم أخطأ ولا يرى (12) ان من وراء ما بلغ منه (13) مذهبا لغيره (14). ان قاس شيئا بشئ لم يكذب رأيه وإن اظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل (15) نفسه (16) كي لا يقال: انه لا يعلم. ثم


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: (قد) بدل: (ورجل). 2 – ليس في ش ود. 3 – من المصدر وم. وهذه الفقرة في سائر النسخ مشوش جدا. 4 – المصدر وم: (بما في عقد الهدنة و) بدل: (عن الهدى). 5 – أ، ش ود: تكبر. 6 – من المصدر، وفي ج، ش، دوأ: (بهما) وليس في م. 7 – م: بأقل. 8 – أ: أكثر. 9 – م: اكتنز. 9 – هكذا في أ. وفي سائر النسخ: للناس. 10 – ج وأ: الشبهات. 11 – هكذا في ج وم. وفي سائر النسخ: رؤيا. 12 – م: لا يدري. 13 و 14 و 15 – من م. 16 – هكذا في المصدر. وهنا في النسخ زيادة وهي: من الجهل. (*)

[ 188 ]

اقدم بغير علم فهو خائض عشوات ركاب شهوات (1) خباط (2) جهالات لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ولا يعض في العلم (3) بضرس قاطع فيغنم (4) يذرو (5) الروايات ذرو (6) الريح الهشيم تبكي (7) منه المواريث وتصرخ منه الدماء (8) ويستحل بقضائه الفرج الحرام ويحرم به الحلال لا يسلم باصدار ما عليه ورد ولا يندم على ما منه فرط. أيها الناس عليكم بالطاعة والمعرفة بمن لا تعذرون بجهالته. فإن العلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلت به النبيون الى محمد خاتم النبيين في عترة نبيكم محمد – صلى الله عليه وآله -. فاين يتاه بكم بل اين تذهبون ؟ يا من نجى من اصلاب اصحاب السفينة هذه مثلها فيكم فاركبوها فكما نجا في هاتيك من نجا فكذلك ينجو في هذه من دخلها انا رهين بذلك قسما حقا وما انا من المتكلفين. والويل لمن تخلف ثم الويل لمن تخلف أما بلغكم ما قال فيهم نبيكم – (ص) وسلم – حيث يقول في حجة الوداع: اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي. وانهما لن يفترقا يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. ألا هذا عذب فرات فاشربوا وهذا ملح اجاج فاجتنبوا (9).


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: شبهات. 2 – ش، د وم: خابط. 3 – المصدر: (لم يعض على العلم) بدل: (ولا يعض في العلم). 4 – ليس في المصدر وم. 5 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: يذري. 6 – م: زق. 7 – المصدر: وتعج. 8 – نهج البلاغة صبحي صالح، خطبة 17. وفيه تقديم وتأخير في العبارات. 9 – نهج البلاغة في مستدرك نهج البلاغة 1 / 528 – 533، باختلاف كثير فيها. (*)

[ 189 ]

وقال – عليه السلام -: ترد على احدهم القضية في حكم من الاحكام فيحكم فيها برايه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله ثم يجتمع القضاة بذلك عند الامام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا وإلههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد. أفأمرهم الله سبحانه – بالاختلاف فاطاعوه ام نهاهم عنه فعصوه ام انزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه ام كانوا شركاء له فلهم ان يقولوا وعليه ان يرضى ام انزل الله دينا تاما فقصر الرسول – (ص) وسلم – عن تبليغه وادائه ؟ والله – سبحانه – يقول: (ما فرطنا في الكتاب من شئ) (1) وفيه تبيان كل شئ. وذكر ان الكتاب يصدق بعضه بعضا وانه لا اختلاف فيه فقال – سبحانه -: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) (2). وان القرآن ظاهره انيق وباطنه عميق لا تفنى


1 – الانعام / 38. 2 – النساء / 82. (*)

[ 190 ]

عجائبه ولا تنقضي غرائبه ولا تكشف الظلمات (1) إلا به (2). وقال – عليه السلام -: يا ابن آدم لا يكن اكثر همك يومك الذي ان فاتك لم يكن من اجلك فإن كان يوما تحضره ياتي الله فيه برزقك (3). واعلم انك لن تكسب شيئا فوق قوتك إلا كنت فيه خازنا لغيرك (4) يكثر في الدنيا به نصيبك (5) ويحظى به وارثك ويطول معه يوم القيامة حسابك. فاسعد بما لك في حياتك وقدم ليوم معادك زادا يكون أمامك (6) فإن السفر بعيد والموعد القيامة والمورد الجنة أو النار (7). وكلامه ومواعظه وحكمه اكثر من أن تحصى فلا نطول الكتاب حذرا من الاضجار إذ هو موضوع لغير ذلك. الباب الثاني: في الفضائل الحاصلة له – عليه السلام – من خارج: وفيه مباحث: الاول: في نسبه: لا شك ان النسب والقرب من رسول الله – صلى الله عليه وآله – مزية وفضيلة على غيرهم ولهذا شرفهم الله – تعالى – بسهم ذوى القربى فقال – تعالى -: (وانذر عشيرتك الاقربين) (8). وقال


1 – د وم: الظلماء. 2 – نهج البلاغة صبحي صالح، خطبة 18. 3 – نهج البلاغة صبحي صالح، ص 522، قصار الحكم، رقم 267، وفيه هكذا: يا بن آدم، لا تحمل هم يومك الذي لم يأتك على يومك الذي قد أتاك. فإنه إن يك من عمرك يأت الله فيه برزقك. 4 – نفس المصدر، ص 503، قصار الحكم، رقم 192، مع اختلاف. 5 – م: (فيه تصبك) بدل: (به نصيبك). 6 – م: لك إماما. 7 – نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة 8 / 235 – 236. 8 – الشعراء / 214. (*)

[ 191 ]

– تعالى -: (وانه لذكر لك ولقومك) (1). وحرم عليهم الصدقات تشريفا وتعظيما. وكل من كان من الرسول – (ص) – اقرب كان ارفع. وقال أمير المؤمنين – عليه السلام -: نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد (2). قال الجاحظ – وهو عدو أمير المؤمنين عليه السلام -: صدق


1 – الزخرف / 44. 2 – نهج البلاغة صبحي صالح، خطبة 2 + إحقاق الحق 7 / 3، نقلا عن روضة الاحباب / 214 + علل الشرائع / 177. (*)

[ 192 ]

علي (1) – عليه السلام – كيف يقاس بقوم منهم رسول الله – والاطيبان علي وفاطمة والسبطان الحسن والحسين والشهيدان اسد الله حمزة وذو الجناحين جعفر وسيد الوادي (3) عبد المطلب وساقي الحجيج (4) العباس وحكيم (5) البطحاء والنجدة أبو طالب (6) والخير فيهم والانصار انصارهم (7) والمهاجر (8) من هاجر إليهم ومعهم والصديق من صدقهم والفاروق من فرق بين الحق والباطل فيهم والحواري حواريهم وذو الشهادتين لانه شهد لهم ولا خير إلا فيهم ولهم ومنهم ومعهم ؟ وابان رسول الله – (ص) – أهل بيته بقوله: اني تارك فيكم الخليفتين احدهما اكبر من الاخر كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي. نبأني اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (9). ولو كانوا كغيرهم لما قال عمر لما طلب مصاهرة علي – عليه السلام -: اني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وآله – يقول: (كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي) (10).


1 – من م. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: فيهم. 3 – م: الورى. 4 – ش وأ: الحجاج. 5 – م ود: (حليم). وهكذا في نهج الحق / 253. 6 – من. 7 – نهج الحق / 253: (من نصرهم) بدل: (أنصارهم). 8 – هكذا في م. وفي سائر النسخ (المهاجرين) وفي نهج الحق: (المهاجرون). 9 – صحيح الترمذي 2 / 308. 10 – مستدرك الحاكم 3 / 158 + حلية الاولياء 7 / 314 + مناقب ابن المغازلي / 108. (*)

[ 193 ]

فاما علي – عليه السلام – فلو افردنا لاياته (1) الشريفة ومقاماته الكريمة [ ومناقبه السنية ] (2) كتابا (3) لافنينا في ذلك الطوامير الطوال العرق صحيح والمنشأ كريم والشأن عظيم والعمل جسيم والعلم كثير والبيان عجيب واللسان خطيب والصدر رحيب واخلاقه وفق اعراقه وحديثه (4) يشهد بقديمه هذا قول عدوه منه – (ص) -. وامه: فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف. ربت رسول الله – (ص) – في حجرها وكانت كالام له وسبقت الى الايمان وهاجرت معه الى المدينة ولما ماتت تولى رسول الله – صلى الله عليه وآله – امرها وكفنها بقميصه (5). ولما بلغ الحفر الى اللحد حفره رسول الله – (ص) – بيده واخرج ترابه بيده ونام في قبرها ثم قال: الله (6) الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت اغفر لامي فاطمة بنت اسد ولقنها حجتها ووسع عليها قبرها (7) ومدخلها بحق نبيك محمد والانبياء الذين من قبلي فانك ارحم الراحمين (8). ولقنها فسمع منه: ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل. فقيل لة: يا رسول الله رأيناك قد صنعت مع ام علي – عليه السلام – صنعا لم تصنعه بغيرها كفنتها في قميصك وتوسدت لحدها وقلت لها: ابنك ابنك لا جعفر


1 – ج وأ: لايامه. 2 – ليس في م. 3 – من م. 4 – ش ود: حدوثه. 5 – تذكرة الخواص / 20 + مناقب ابن المغازلي / 6. 6 – م: يا الله. 7 – ليس في م. 8 – شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 1 / 14. (*)

[ 194 ]

ولا عقيل فما سبب ذلك ؟ فقال: اني ذكرت لها يوما ان الناس يحشرون يوم القيامة عراة حفاة (1) فقالت: (واسوأتاه يومئذ) فقلت: اني اكفنك بقميصي ليسترك في ذلك اليوم. ففعلت وتوسدت قبرها لتأمن من ضغطة القبر. ونزل عليها الملكان فقالا لها: من ربك ؟ فقالت: الله ربي. فقالا لها: من نبيك ؟ فقالت: محمد نبيي. فقالا: من امامك ؟ فارتج عليها فقلت: ابنك ابنك لا جعفر وعقيل وهو أول هاشمي من هاشميين واول من ولده هاشم مرتين. وابوه: أبو طالب عبد مناف بن المطلب – شيبة الحمد وعنده يجتمع نسبه ونسب رسول الله (ص) – بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان (2) بن مبدع بن منيع (3) بن أدد (4) بن كعب بن يشجب (5) بن يعرب (6) بن الهميسع بن قيدار (7) بن اسماعيل بن إبراهيم الخليل – عليه السلام -.


1 – من م. 2 – إلى هنا ليس اختلاف في المصادر وأما ما بعدها على نحو الاتي: (ابن أدبن أددبن الهميسع بن يشحب – وقيل: اسحب أو يشجب – بن نبت بن قيدار بن اسماعيل بن ابراهيم خليل الله.) (أنظر: عمدة ابن بطريق / 23 + كفاية الطالب / 408 – 407). 3 – هكذا في ج وأ. وفي م: (مشبع). وفي سائر النسخ: (متبع). 4 – أ: أ ود. 5 – م: يشخب. 6 – أ: العرب. 7 – هكذا في م. وفي ش وأ: (قيدر). وفي سائر النسخ: (قيذر). (*)

[ 195 ]

وهو ابن عم رسول الله – (ص) – لابيه وامه وعماه حمزه والعباس واخوته (1) جعفر وعقيل وابناه الحسن والحسين وزوجته سيدة نساء العالمين. فهو واسطة عقد (2) الكمال المخصوص عند الله (3) بالكمال (4) والافضال. المبحث (5) الثاني: في تزويجه بفاطمة – عليها السلام -: قال ابن عباس: كانت فاطمة بنت رسول الله – صلى الله عليه وآله – تذكر فلا يذكرها أحد لرسول الله – صلى الله عليه وآله – إلا اعرض عنه وقال: اتوقع الامر من السماء ان امرها إلى الله – تعالى -. فقال سعد بن معاذ الانصاري لعلي بن أبي طالب – عليه السلام -: اني والله ما ارى النبي – عليه السلام – يريد بها غيرك. فقال له علي – عليه السلام -: ما أنا بذي دنيا يلتمس ما عندي وقد علم – صلى الله عليه وآله – انه ما لي حمراء ولا بيضاء. فقال له سعد: اعزم عليك لتفعلن. فقال له علي – عليه السلام -: ماذا اقول ؟ قال له: تقول له جئتك خاطبا الى الله – تعالى – والى رسوله فاطمة بنت محمد. فانطلق علي – عليه السلام – [ وتعرض للنبي – صلى الله عليه وآله – فقال له رسول الله – صلى الله عليه وآله -: ] (6) كأن لك حاجة ؟


1 – ش، وم: اخواه. 2 – ج وأ: عند. 3 – ج وأ: من. 4 – من م. 5 – النسخ: البحث. 6 – ليس في م. (*)

[ 196 ]

قال: اجل. فقال: هات. فقال: جئتك خاطبا الى الله وإلى رسوله فاطمة بنت محمد. فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: مرحبا وحبا (1). فقال: ذلك لسعد. فقال: لقد انكحتك ابنته إنه لا يخلف ولا يكذب. فدعا رسول الله – صلى الله عليه وآله – تلك الليلة بلالا فقال: اني قد زوجت فاطمة ابنتي بابن عمي وأنا احب ان يكون من اخلاق أمتي الطعام عند النكاح اذهب يا بلال الى الغنم فخذ شاة وخمسة امداد شعير (2) فاجعل قصعة (3) فلعلي اجمع عليها المهاجرين والانصار. ففعل ثم دعا الناس فاكل (4) الجميع. ثم قال: يا بلال احملها الى امهاتك فقل لهن كلن (5) واطعمن من عيشكن (6) ففعل. ثم أن النبي – صلى الله عليه وآله – دخل على النساء وقال: إني قد زوجت ابنتي بابن (7) عمي واني دافعها إليه فدونكن ابنتكن. فقمن الى الفتاة فعلقن عليها من حليهن وطيبنها وجعلن في بيتها فراشا حشوه ليف ووسادة وكساء خيبريا ومركنا وجرارا ومطهرة


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: حيا. 2 – م، ش ود: خبز. 3 – هكذا في أ. وفي سائر النسخ: قطعة. 4 – ش ود: فأكلوا. 5 – ش ود: كلين. 6 – ج وأ: عشيكن. 7 – ج وأ: لابن. (*)

[ 197 ]

للماء وستر صوف رقيق. وكان – عليه السلام – قد بعث سلمان وبلالا ليشتريا لها (1) ذلك كله. فلما وضع بين يديه بكى وجرت دموعه ثم رفع راسه الى السماء وقال: اللهم بارك للقوم جل آنيتهم الخزف. واتخذن ام ايمن بوابه. ثم ان رسول الله – صلى الله عليه وآله – هتف بفاطمة فلما رات زوجها مع رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – بكت فاخذ النبي – صلى الله عليه وآله – بيدها ويد علي فلما أراد ان يجعل كفها في كف علي بكت. فقال النبي – صلى الله عليه وآله -: ما زوجتك نفسي بل الله تولى تزويجك في السماء كان جبرئيل خاطبا (2) والله – تعالى – الولى (3) وأمر شجرة طوبى فحملت الحلي والحلل والدر والياقوت ثم نثرته وأمر الحور العين فاجتمعن فلقطن فهن يتهادينه الى يوم القيامة ويقلن: هذا نثار فاطمة. وقد زوجتك خير أهلي لقد زوجتك سيدا في الدنيا وسيدا في الاخرة من الصالحين. وامكنه من كفها وقال لهما: اذهبا الى بيتكما جمع الله بينكما واصلح بالكما ولا تهيجا شيئا حتى آتيكما. فامتثلا (4) حتى جلسا مجلسهما وعندهما امهات المؤمنين (5) وبينهن وبين علي حجاب وفاطمة مع النساء. ثم اقبل النبي – صلى الله عليه


1 – ج وأ: إشتريا له. 2 – ج، م وأ: الخاطب. 3 – أ: المولى. 4 – ج وأ: (آتينكما فأقبلا) بدل: (آتيكما فامتثلا). 5 – ش ود: المسلمين. (*)

[ 198 ]

وآله – فدخل وخرج النساء مسرعات سوى اسماء بنت عميس وكانت قد حضرت وفاة خديجة – عليها السلام – فبكت فقالت (1): أتبكين وأنت سيدة نساء العالمين وأنت زوجة النبي – صلى الله عليه وآله – ومبشرة على لسانه بالجنة. فقالت: ما لهذا بكيت ولكن المرأة ليلة زفافها لا بد لها من امرأة ت فضي إليها بسرها وتستعين بها على حوائجها وفاطمة حديثة عهد بصبا واخاف ألا يكون لها من يتولى امورها حينئذ. فقلت (2): يا سيدتي لك عهد الله اني ان بقيت الى ذلك الوقت ان اقوم مقامك في هذا الامر. فلما كان تلك الليلة وأمر النبي – صلى الله عليه وآله – النساء بالخروج فخرجن وبقيت. فلما اراد الخروج رأى سوادي فقال: من أنت ؟ فقلت (3): اسماء بنت عميس. فقال: ألم آمرك أن تخرجي ؟ فقلت: بلى يا رسول الله وما قصدت بذلك خلافك ولكني اعطيت خديجة – رضي الله عنها – عهدا فحدثته فبكي وقال فأسأل الله ان يحرسك من فوقك ومن تحتك ومن بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم ناوليني المركن واملئيه (4) ماء فملاته فملا فاه ثم مجه فيه ثم قال: اللهم انهما مني وأنا منهما. اللهم


1 – ج وأ: فقلت. 2 – م: قالت أسماء بنت عميس: فقلت. 3 – م: فقالت. 4 – م: أمكنه. (*)

[ 199 ]

كما اذهبت عني الرجس وطهرتني تطهيرا فاذهب عنهما الرجس وطهرهما تطهيرا. ثم دعا فاطمة فضرب كفا بين يديها واخرى بين عاتقيها (1) واخرى على هامتها ثم نفخ (2) جلدها وخديها (3) ثم التزمها (4) وقال: اللهم انهما مني وانا منهما. اللهم فكما اذهبت عني الرجس وطهرتني تطهيرا فطهرهما. ثم امرها ان تشرب منه وتتمضمض وتستنشق وتتوضأ (5) ثم دعا بمركن آخر فصنع به كالاول. ثم اغلق عليهما الباب وانطلق ولم يزل يدعو لهما حتى توارى في حجرته لم يشرك احدا معهما في الدعاء (6). قال ابن عباس: لما ان كانت ليلة زفت فيها فاطمة الى علي – عليهما السلام – كان النبي – صلى الله عليه وآله – قدامها وجبريل عن يمينها وميكائيل عن يسارها وسبعون الف ملك من ورائها يسبحون الله ويقدسونه حتى طلع الفجر (7). والاخبار شائعة بهذا ونحوه وهو من اعظم الفضائل [ الحمد لله على ولايذ أهل البيت – عليه السلام -. ] (8)


1 – ش ود: عاتقها. 2 – هكذا في أ. وفي سائر النسخ: نضج. 3 – هكذا في ش. وفي سائر النسخ: جذبه. 4 – ش ود: التزمهما. 5 – ش ود: توضأ. 6 – كشف الغمة 1 / 350. 7 – نفس المصدر 1 / 353. 8 – ليس في ج، م وأ. (*)

[ 200 ]

المبحث (1) الثالث: في مؤاخاته للنبي – عليهما السلام -: من كتاب مسند أحمد بن حنبل (2): عن زيد بن أدمي قال: دخلت على رسول الله – صلى الله عليه وآله – فذكر علي – عليه السلام – قصة مؤاخاة رسول الله – صلى الله عليه وآله (3) – بين الصحابة. فقال: قال علي – عليه السلام -: لقد ذهبت روحي وانقطع ظهرى حين رايتك فعلت باصحابك ما فعلت. فإن كان هذا من سخطك (4) علي فلك العتبى والكرامة. فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: والذي بعثنى بالحق نبيا ما أخرتك (5) إلا لنفسي. فانت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي


1 – النسخ: البحث. 2 – بل مناقب أحمد بن حنبل / 42. 3 – هكذا في ج، أ. أما في سائر النسخ: (قصة المؤاخاة بين الصحابة). 4 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: سخط. 5 – ج: أخترتك. (*)

[ 201 ]

بعدى وأنت اخي ووارثي. قال: قال: وما أرث منك يا رسول الله ؟ قال: ما ورث الانبياء [ من قبلي (1). قال: وما ورث الانبياء من ] قبلك (2) ؟


1 – من المصدر. 2 – م: قبلي. (*)

[ 202 ]

….


[ 203 ]

….


[ 204 ]

قال (1): كتاب الله وسنتهم (2) وأنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة وأنت اخي ورفيقي.


1 – من المصدر. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: وسنة نبيهم. (*)

[ 205 ]

ثم تلا رسول الله – صلى الله عليه وآله -: (إخوانا على سرر متقابلين) المتحابون في الله ينظر بعضهم الى بعض.


[ 206 ]

وروى الفقيه ابن المغازلي الشافعي (1) عن انس قال: لما كان


1 – لم نعثر عليه في مناقب ابن المغازلي، ولكن نقل عنه في احقاق الحق 5 / 79. (*)

[ 207 ]

يوم المباهلة وآخى النبي – صلى الله عليه وآله – بين المهاجرين والانصار (1) وعلي واقف يراه ويعرف مكانه ولم يؤاخ بينه وبين أحد فانصرف علي باكي العينين (2). فافتقده النبي – صلى الله عليه وآله – فقال: ما فعل أبو الحسن ؟ قالوا: انصرف باكي العينين (3) يا رسول الله. قال: يا بلال اذهب فأتني به. فمضى بلال الى علي – عليه السلام – وقد دخل منزله باكي العينين (4). فقالت فاطمة: ما يبكيك ؟ لا ابكى الله عينيك (5). قال: يا فاطمة آخى النبي – صلى الله عليه وآله – [ بين المهاجرين والانصار ] (6) وانا واقف يراني ويعرف مكاني لم يوأخ بيني وبين أحد. قالت: لا يحزنك الله (7) لعله إنما اخرك (8) لنفسه. فقال بلال: يا علي اجب النبي – صلى الله عليه وآله -. فأتى علي النبي – صلى الله عليه وآله – فقال النبي – صلى الله عليه وآله -: ما يبكيك يا أبا الحسن ؟ فقال: آخيت بين المهاجرين والانصار يا رسول الله وانا واقف تراني وتعرف مكاني ولم تواخ بيني وبين أحد.


1 – ليس في المصدر. 2 و 3 و 4 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: العين. 5 – هكذا في المصدر وأ. وفي سائر النسخ: عينك. 6 – ليس في م. 7 – ليس في المصدر. 8 – م وش: (ذخرك). وفي سائر النسخ: (ادخرك) وما أثبتناه في المتن موافق المصدر. (*)

[ 208 ]

قال – صلى الله عليه وآله – إنما ادخرتك لنفسي (1) ألا يسرك ان تكون اخا نبيك ؟ قال: بلى يا رسول الله اني لي بذلك ؟ فأخذ بيده وأرقاه المنبر فقال: اللهم ان هذا مني وأنا منه ألا انه بمنزلة هارون من موسى [ إلا أنه لا نبي بعدي ] (2) ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه. فانصرف علي قرير العين فاتبعه عمر بن الخطاب فقال: بخ بخ يا أبا الحسن اصبحت مولاي ومولى كل مسلم (3). قال حذيفة بن اليمان (4) آخى رسول الله – صلى الله عليه وآله – بين المهاجرين والانصار وكان يؤاخى بين الرجل ونظيره. ثم اخذ بيد علي بن أبي طالب – عليه السلام – فقال: هذا اخي. قال حذيفة: فرسول الله – صلى الله عليه وآله – سيد المرسلين (6) وامام المتقين ورسول رب العالمين الذي ليس له [ في الانام ] (7) شبيه (8) ولا نظير [ وعلي اخوه ] (9). والاخبار في ذلك كثيرة وهذه منزلة شريفة ومقام (10) عظيم [ لم


1 – هكذا في المصدر وأ. وفي سائر النسخ: ذخرتك. 2 – ليس في المصدر، ج وم. 3 – ش ود: مؤمن ومؤمنة. 4 – مناقب ابن المغازلي / 38، ح 60. 5 – ليس في ج وأ. 6 – المصدر: المسلمين. 7 – من المصدر. 8 – هكذا في المصدر وم. وفي سائر النسخ: شبه. 9 – من ج وأ. وهنا في أ زيادة وهي: ليس له شبه ولا نظير. 10 – ج: سنام. أ: شأن. (*)

[ 209 ]

يحصل لاحد مثله. ] (1) المبحث (2) الرابع: في سد الابواب: خصص النبي – صلى الله عليه وآله – أمير المؤمنين – عليه السلام – بفضيلة لم يشركه (3) فيها سواه. روى أحمد بن حنبل في مسنده (4) عن زيد بن ارقم قال: كان لنفر من اصحاب رسول الله – صلى الله عليه وآله – ابواب شارعة في المسجد. فقال يوما: سدوا هذه الابواب إلا باب علي. فتكلم في ذلك اناس (5). قال: فقام رسول الله – صلى الله عليه وآله – فحمد الله واثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني امرت بسد هذه الابواب غير باب علي فقال فيه قائلكم. والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني امرت بشئ فاتبعته. ومن كتاب مناقب ابن المغازلي الشافعي (6): عن عدي بن ثابت قال: خرج رسول الله – صلى الله عليه وآله – الى المسجد فقال: ان الله أوحى الى نبيه موسى: أن ابن لي مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا موسى وهارون وابنا هارون. وإن الله اوحى إلي: أن ابن (7) مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا أنا وعلي وابنا علي. وعن حذيفة بن الاسيد الغفاري (8) قال: لما قدم اصحاب النبي


1 – ليس في م. 2 – النسخ: البحث. 3 – م: لم يشترك. 4 – مسند أحمد بن حنبل 4 / 369. 5 – المصدر: الناس. 6 – مناقب ابن المغازلي / 252، ح 301. 7 – م: ابن لي. 8 – نفس المصدر / 253 – 255، ح 303. (*)

[ 210 ]

– صلى الله عليه وآله – المدينة لم يكن لهم بيوت (1) فكانوا يبيتون في المسجد. فقال لهم النبي: لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا. ثم ان القوم بنوا بيوتا (2) حول المسجد وجعلوا (3) ابوابها الى المسجد وان النبي – صلى الله عليه وآله – بعث إليهم معاذ بن جبل فنادى أبا بكر فقال: ان رسول الله – (ص) – يأمرك ان تخرج من المسجد [ وتسد بابك. ] (4) فقال: سمعا وطاعة. فسد بابه وخرج من المسجد. ثم ارسل الى عمر فقال: ان رسول الله – (ص) – يامرك ان تسد بابك الذي في المسجد وتخرج منه. فقال: سمعا وطاعة لله ولرسوله غير اني ارغب الى الله في خوخة (5) في المسجد. فأبلغه معاذ ما قال عمر. ثم ارسل الى عثمان وعنده رقية فقال: سمعا وطاعة. فسد بابه وخرج من المسجد. ثم ارسل الى حمزة فسد بابه وقال: سمعا وطاعة لله ولرسوله (6). وعلي – عليه السلام – في ذلك متردد (7) لا يدرى اهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج. وكان النبي – (ص) – قد بني له في المسجد بيتا بين ابياته فقال له النبي – (ص) – اسكن طاهرا مطهرا. فبلغ حمزة قول النبي – (ص) – لعلي – عليه السلام – فقال: يا محمد تخرجنا وتمسك غلمان بني عبد المطلب.


1 – هنا زيادة في المصدر. وهي يبيتون فيها. 2 – م: سوقا. 3 – ليس في م. 4 – ليس في المصدر. 5 – د: فرصة. 6 – م: (فسد بابه وخرج من المسجد) بدل: (لله ولرسوله). 7 – المصدر: يتردد. (*)

[ 211 ]

فقال له نبي الله: لو كان (1) الامر لي ما جعلت دونكم من أحد. والله ما اعطاه إياه (2) إلا الله وانك لعلي خير من الله ورسوله ابشر. فبشره النبي – (ص) – فقتل يوم أحد شهيدا. ونفس ذلك رجال (3) على علي فوجدوا انفسهم وتبين فضله عليهم وعلى غيرهم من اصحاب رسول الله – (ص) -. فبلغ ذلك النبي – (ص) – فقام خطيبا فقال: ان رجالا يجدون في انفسهم من أن أسكن (4) عليا في المسجد. والله ما اخرجتهم ولا اسكنته. إن الله – عز وجل – أوحى إلى موسى وأخيه: ان تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبله واقيموا الصلاة. وأمر موسى ان لا يسكن مسجده (5) ولا ينكح فيه ولا يدخله إلا هارون وذريته. وإن عليا مني بمنزلة هارون من موسى وهو أخي دون أهلي ولا يحل مسجدي لاحد ينكح فيه النساء إلا علي وذريته. فمن ساءه ذلك فهاهنا وأومأ بيده نحو الشام.


1 – المصدر: لا لو كان. 2 و 3 – ليس في م. 4 – ج: في أن أسكن. المصدر: في إني أسكنت، بدل: (من أن أسكن). 5 – ش: مسجدا. (*)

[ 212 ]

….


[ 213 ]

المبحث (1) الخامس: في المباهلة: قضية (2) المباهلة تدل على فضل تام وورع كامل لمولانا أمير المؤمنين – عليه السلام – وافضل الصلوات واكمل التحيات – ولولديه وزوجته – صلى الله عليهم. حيث استعان بهم رسول الله – (ص) – في الدعاء الى الله والتامين على دعائه لتحصل له الاجابة فيه. ولما انتشر الاسلام بعد الفتح وقوى سلطانه وفد الى النبي – (ص) وسلم – الوفود. منهم من اسلم ومنهم من استامن ليعود الى قومه برايه – عليه السلام – فيهم. وكان ممن وفد عليه أبو حارثة اسقف نجران في ثلاثين رجلا من النصارى منهم العاقب والسيد وعبد المسيح فقدموا المدينة عند صلاة العصر وعليهم لباس الديباج والصلب فصار إليهم اليهود وتساءلوا (3) بينهم. فقالت النصارى لهم: لستم على شئ. وقالت لهم اليهود: لستم على شئ كما حكى الله – تعالى – عنهم. فلما صلى النبي – (ص) – العصر توجهوا إليه يقدمهم الاسقف فقال: يا محمد ما تقول في السيد المسيح ؟ فقال: عبد الله اصطفاه وانتجبه. فقال الاسقف: أتعرف له أبا ؟ فقال النبي – (ص) -: لم يكن عن نكاح فيكون له اب. قال: فكيف قلت: انه عبد مخلوق وأنت لم تر عبدا مخلوقا إلا عن نكاح وله والد ؟


1 – النسخ: البحث. 2 – م: قصة. 3 – ش: تساكوا. (*)

[ 214 ]

فانزل الله – تعالى – الايات من قوله – تعالى -: (ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم) (1) إلى قوله: (فنجعل لعنة الله على الكاذبين.) (2) فتلاها على النصارى ودعاهم الى المباهلة وقال: ان الله اخبرني ان العذاب ينزل على المبطل عقيب المباهلة ويتبين (3) الحق من الباطل. فاجتمع الاسقف واصحابه وتشاوروا فاتفق رأيهم على استنظاره الى صبيحة غد. فلما رجعوا الى رحالهم (4) قال الاسقف: انظروا محمدا فإن غدا باهله وولده فاحذروا مباهلته وان غدا باصحابه فباهلوه فانه على غير شئ. وقال العاقب: والله لقد علمتم (5) يا معشر النصارى ان محمدا نبي مرسل ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم. والله ما باهل قوم نبيا قط. فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ولئن فعلتم لتهلكن. فإن ابيتم إلا الف دينكم والاقامه على ما انتم عليه فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم. فاتوا رسول الله – (ص) – من الغد وقد جاء آخذا بيد علي – عليه السلام – والحسن والحسين يمشيان بين يديه وفاطمة – عليها السلام – تمشي خلفه فسأل الاسقف عنهم. فقالوا: هذا ابن عمه وصهره وأبو ولده واحب الخلق إليه علي بن أبي طالب. وهذان الطفلان ابنا ابنته من علي وهما من احب الخلق إليه. وهذه الجارية فاطمه ابنته وهي اعز الناس عنده واقربهم إلى قلبه.


1 – آل عمران / 59. 2 – نفس السورة / 61. 3 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: تبين. 4 – م: رجالهم. 5 – ج وأ: عرفتم. (*)

[ 215 ]

فنظر الاسقف الى العاقب والسيد وعبد المسيح وقال لهم: انظروا قد جاء بخاصته من ولده واهله ليباهل بهم (1) واثقا بحقه (2). والله ما جاء بهم وهو يتخوف الحجة عليه فاحذروا مباهلته. والله لو لا مكانة قيصر لاسلمت له ولكن صالحوه على ما يتفق بينكم (3) وارجعوا الى بلادكم وارتؤوا (4) لانفسكم. يا معشر النصارى اني لارى (5) وجوها شاء الله ان يزيل جبلا من مكانه لازاله بها فلا تباهلوه (6) فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني الى يوم القيامة. فقالوا: يا أبا القاسم رأينا ان (7) لا نباهلك وأن نقرك (8) على دينك ونثبت على ديننا. قال فإذ ابيتم المباهلة فاسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم. فأبوا. قال (9): فإني أناجزكم. فقالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة ولكن نصالحك على ان لا تغزونا (10) ولا تخيفنا (11) ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدى اليك كل عام


1 و 2 – ليس في م. 3 – م: (سبق نبيكم) بدل: (ما يتفق بينكم). 4 – م: ارتادوا. 5 – م، ش ود: لارى والله. 6 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: تباهلوا. 7 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: أنا. 8 – ش، د وم: نقر. 9 – م: فقال النبي – صلى الله عليه وآله -. 10 – ش: لا تغزو علينا. 11 – هكذا في ش وم. وفي سائر النسخ: لا تجيبنا. (*)

[ 216 ]

الفي حلة قيمة كل حلة اربعون درهما فما زاد أو نقص فبالحساب الف في صفر والف في رجب وثلاثين درعا عارية (1) من حديد. فصالحهم على ذلك وقال: والذي نفسي بيده الهلاك قد بدا (2) على أهل نجران ولولا عنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم الوادي عليهم نارا ولاستاصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى هلكوا (3). وقد جعل الله – تعالى – في هذه الاية نفس محمد هي نفس علي – عليه السلام – حيث قال: (وأنفسنا وأنفسكم).


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: عادية. 2 – م: تدلى. 3 – أخرج مدارك نزول آية المباهلة في شأن أمير المؤمنين وسائر أهل البيت – عليهم السلام – من كتب العامة في إحقاق الحق 3 / 46 – 62 و 9 / 70 – 91. (*)

[ 217 ]

……


[ 218 ]

….


[ 219 ]

…..


[ 220 ]

المبحث (1) السادس: في وجوب محبته ومودته: قال الله – تعالى -: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى.) (2) وأمير المؤمنين سيد ذوي القربى.


1 – النسخ: البحث. 2 – الشورى / 23. (*)

[ 221 ]

وروى أحمد في مسنده (1) ان رسول الله – صلى الله عليه وآله – اخذ بيد الحسن والحسين وقال: من احبني واحب هذين واباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة. ومن المسند (2): عن زيد بن حبيش قال: قال علي: والله [ انه مما عهد إلي رسول الله – صلى الله عليه وآله – ] (3) لا يبغضني إلا منافق ولا يحبني إلا مؤمن. وفيه (4): عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا (5) ليس بفرار. فتشرف (6) لها اصحاب النبي – صلى


1 – مسند أحمد بن حنبل 1 / 77. 2 – نفس المصدر 1 / 84. 3 – ليس في د، ش وم. 4 – نفس المصدر 1 / 99، ومثله في 1 / 133، مع زيادة في أوله. 5 – ليس في المصدر. 6 – ش ود: فيشرف. م: فتشرق. (*)

[ 222 ]

الله عليه واله – فأعطاها عليا – عليه السلام -.


1 – المصدر: (فأعطانيهما) بدل: (فأعطاها عليا – عليه السلام -). (*)

[ 223 ]

وعن حذيفة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: من احب ان يتمسك بقصبة الياقوت التي خلقها الله – تعالى – بيده ثم قال لها كوني فكانت فليتول علي بن أبي طالب من بعدي (1). ومن كتاب ابن خالويه وكتاب مناقب الخوارزمي (2): عن عبد الله بن مسعود قال: خرج رسول الله – صلى الله عليه وآله – من بيت


1 – لم نعثر عليه في مسند أحمد ولكن في حلية الاولياء 1 / 86 وفيه: من سره أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله تعالى… 2 – لم نعثر على نسخة من كتاب ابن خاليوية. وأما الرواية في مناقب الخوارزمي / 43. (*)

[ 224 ]

زينب بنت جحش حتى أتى بيت أم سلمة فجاء داق فدق الباب. فقال: يا ام سلمة قومي وافتحي له. قالت: فقلت: ومن هذا يا رسول الله الذي بلغ من خطره ان افتح الباب وأتلقاه بمعاصمي وقد نزلت في بالامس آيات كتاب الله – تعالى – ؟ فقال: يا ام سلمة ان طاعه الرسول طاعة الله وان معصيه الرسول معصية الله – عز وجل -. وان بالباب لرجلا ليس بنزق و لا خرق (1) وما كان ليدخل منزلا حتى لا يسمع حسا وهو يحب الله ورسوله [ ويحبه الله ورسوله ] (2). قالت: ففتحت الباب فأخذ بعضادتي الباب ثم جئت حتى دخلت الخدر. فلما يسمع وطئا (3) دخل ثم سلم على رسول الله – صلى الله عليه وآله – ثم قال: يا ام سلمه اتعرفين هذا ؟ قلت: نعم هذا علي بن أبي طالب. قال: هو اخي محبته محبتي (4) ولحمه لحمي (5) ودمه (5). يا ام سلمة: هذا قاضي عداتي بعدي فاسمعي واشهدي. يا ام سلمة: هذا عيبة علمي ووليي من بعدي فاسمعي واشهدى. هو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدى فاسمعي واشهدى. هو والله محيي سنتي فاسمعي واشهدي. لو ان عبدا عبد الله الف عام من بعد الف عام بين الركن والمقام ثم القى الله مبغضا لعلي لكبه (6) الله على منخريه في نار جهنم.


1 – أ: لا خزق. 2 – ليس في م. 3 – ش، د وم: الوطئ. 4 – ج وأ: (سجية سجيتي) بدل: (محبة محبتي). 5 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: لحمه من لحمي ودمه من دمي. 6 – ج وأ: أكبه. (*)

[ 225 ]

ومن كتاب الفردوس (1) عن معاذ قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: حب علي بن أبي طالب حسنة لا تضر معها سيئة وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة. ومنه (2): عن ابن مسعود: حب آل محمد يوما خير من عبادة سنة ومن مات عليه دخل الجنة. ومنه (3): عن أبي ذر عن النبي – صلى الله عليه وآله – علي باب علمي وهديي (4) ومبين لامتي ما ارسلت به من بعدى حبه ايمان وبغضه نفاق والنظر إليه رافة ومودته عبادة. ومن كتاب المناقب للخوارزمي (5): عن جابر قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: جاءني جبريل – عليه السلام – من عند الله – عز وجل – بورقة آس خضراء مكتوب فيها ببياض: إني افترضت محبة علي بن أبي طالب على خلقي عامة (6) فبلغهم ذلك عني. ومنه (7): عن ابن عباس قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله – عز


1 – إحقاق الحق 7 / 257، نقلا عن الفردوس. 2 – إحقاق الحق 18 / 483، نقلا عن الفردوس. 3 – إحقاق الحق 4 / 338، نقلا عن (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) لمحمد خان بن رستم خان المعتمد البدخشي الذي أخرجه عن الديلمي. وفيه بعض الاختلاف. 4 – أ: هدايتي. 5 – مناقب الخوارزمي / 27. 6 – من المصدر. 7 – نفس المصدر / 28. (*)

[ 226 ]

وجل – النار. ومنه (1): قال قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – يا علي لو ان عبدا عبد الله – عز وجل – مثل ما اقام (2) نوح في قومه وكان له مثل جبل (3) أحد ذهب فانفقه في سبيل الله ومد في عمره حتى حج الف عام على قدميه ثم قتل بين الصفا والمروة مظلوما ثم لم يوالك يا علي لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها. وقال رجل لسلمان: ما اشد حبك لعلي !


1 – نفس المصدر والموضع. وفيه: (عن النبي – صلى الله عليه وآله – أنه قال لعلي) بدل: (قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -.) 2 – المصدر، ج وأ: قام. 3 – ليس في المصدر، ج وأ. (*)

[ 227 ]

قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وآله – يقول: من احب عليا فقد احبني ومن ابغض عليا فقد ابغضني (1). ومنه (2): عن ابن عمر قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – من احب عليا قبل الله عنه صلاته وصيامه وقيامه واستجاب دعاءه. إلا ومن احب عليا اعطاه الله بكل عرق في بدنه مدينة في الجنة. إلا ومن احب آل محمد امن من الحساب والميزان والصراط. إلا ومن مات على حب (3) آل محمد فانا كفيله بالجنة مع الانبياء. إلا ومن ابغض مكتوبا آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه: آيس من رحمه الله. وعن عبد الله بن مسعود (4) قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وآله – يقول: من زعم انه آمن بى وبما جئت به وهو يبغض عليا فهو كاذب ليس بمؤمن. وعن أبي بردة (5) قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وآله – ونحن جلوس ذات يوم: والذي نفسي بيده لا يزول قدم عبد يوم القيامة حتى يساله الله – تبارك وتعالى – عن اربع: عن عمره فيم افناه وعن جسده فيم ابلاه وعن ماله مم اكتسبه وفيم انفقه وعن حبنا أهل البيت. فقال له عمر بن الخطاب: فما آية حبكم من بعدكم ؟ قال: فوضع يده على راس علي – عليه السلام – وهو الى جانبه


1 – نفس المصدر / 30. 2 – نفس المصدر / 32. 3 – ش ود: (أحب) بدل: (مات على حب). 4 – نفس المصدر / 35. 5 – نفس المصدر والموضع. وضبط الراوي في ج: (أبي بررة) وفي أ: (أبي برزة). وما أثبتناه في المتن موافق سائر النسخ والمصدر. (*)

[ 228 ]

فقال: ان حبي من بعدي حب هذا (1).


1 – للحديث في المصدر تتمة وهي: وطاعته طاعتي ومخالفته مخالفتي. (*)

[ 229 ]

وعن عبد الله بن عمر (1) قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وآله – وقد سئل: بأي لغة خاطبك ربك ليلة المعراج ؟ فقال: خاطبني بلغة علي بن أبي طالب فالهمني أن قلت: يا رب خاطبتني أنت ام علي ؟ فقال يا أحمد أنا شئ لا كالاشياء (2) لا اقاس بالناس ولا او صف بالاشباه (3) خلقتك من نوري وخلقت عليا من نورك فاطلعت


1 – نفس المصدر / 36 – 37. 2 – ج: ليس كالاشياء. 3 – م والمصدر: (بالاشياء) وفيه، في نسخة بدل: (شبهات). (*)

[ 230 ]

على سرائر قلبك فلم اجد الى قلبك احب من علي بن أبي طالب فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك (1). ومن كتاب كفاية الطالب (2) للحافظ أبي الله الشافعي بإسناده: عن أبي بردة (3) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: إن الله عهد إلي عهدا في علي فقلت (4): يا رب بينه لي ؟ فقال: اسمع. فقلت: سمعت. فقال: ان عليا راية الهدى وامام الاولياء ونور من أطاعني وهو الكلمة التي الزمتها المتقين. من احبه احبني ومن ابغضه ابغضنى فبشره بذلك. فجاء علي فبشرته. فقال: يا رسول الله انا عبد الله وفي قبضته. فإن يعذبني فبذنوبي وان يتم الذي (5) بشرتني به فالله أولى بي (6).


1 – روى السيد علي خان المدني هذا الخبر باسناده في رسالة (الاخبار الخمسة من مسلسل الحديث بالاباء بسبعة وعشرين أبا) مع توضيح بعض ألفاظ الحديث وطبعت هذه الرسالة مع كتاب (رياض السالكين في شرح الصحيفة السجادية). 2 – كفاية الطالب / 72 – 73. 3 – المصدر وأ: برزة. 4 – ج وأ: فقال. 5 – ش، د وأ: لي بالذي. 6 – أ: به. (*)

[ 231 ]

قال: فقلت: اللهم اجل (1) قلبه واجعل ربيعة (2) الايمان. فقال: الله – عز وجل -: قد فعلت به ذلك. ثم انه رفع إلي انه سيخصه من البلاء بشئ لم يخص به احدا من اصحابي فقلت: يا رب اخي وصاحبي. فقال: ان هذا شئ قد سبق انه مبتلى ومبتلى به. وعن عمار بن ياسر (3) قال: قال رسول الله – صلى اله عليه وآله -: اوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب – عليه السلام – من تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله – عز وجل -. ومن المناقب (4): عن أبي علقمة قال: صلى بنا النبي – صلى الله عليه وآله – الصبح. ثم التفت الينا فقال: معاشر اصحابي رايت البارحة عمي حمزة بن عبد المطلب واخي جعفر بن أبي طالب وبين ايديهما طبق من تين (5) فاكلا ساعة ثم تحول التين (6) عنبا فاكلا ساعة ثم تحول العنب رطبا فاكلا ساعة. فدنوت منهما وقلت: بأبي انتما أي الاعمال وجدتما افضل ؟ قالا: فديناك بالاباء والامهات وجدنا افضل الاعمال الصلاة عليك وسقي الماء وحب علي بن أبي طالب. قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله (7) – ان الله – عز وجل – باهى بكم وغفر لكم عامة ولعلي خاصة. وإني رسول الله اليكم


1 – م: اخل. 2 – م: ربيعة. 3 – نفس المصدر / 74. 4 – مناقب الخوارزمي / 33. 5 و 6 – م، ش وأ: نبق… النبق. 7 – نفس المصدر / 37. (*)

[ 232 ]

غير هائب لقومي ولا محاب لقرابتي. هذا جبريل يخبرني: ان السعيد كل السعيد من احب عليا في حياته وبعد موته وان الشقي كل الشقي من ا بغض عليا في حياته وبعد موته (1). ومن كتاب كفاية الطالب (2) للحافظ الشافعي: عن عبد الله بن عباس وكان سعيد بن جبير يقوده فمر على صفة (3) زمزم (4) فإذا قوم من أهل الشام يشتمون عليا – عليه السلام – فقال لسعيد بن جبير: ردني إليهم. فوقف عليهم فقال: أيكم الساب لله – عز وجل – ؟ فقالوا: سبحان الله ما فينا أحد سب الله. قال: فأيكم الساب لرسول الله – صلى الله عليه وآله – ؟ قالوا: [ سبحان الله ] (5) ما فينا أحد سب رسول الله. قال: فأيكم الساب لعلي بن أبي طالب ؟ قالوا: أما هذا فقد كان. قال: فاشهد على رسول الله – صلى الله عليه وآله – سمعته أذناي ووعاه قلبي يقول لعلي بن أبي طالب – عليه السلام – [ يا علي ] (6) من سبك فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله اكبه (7) الله (8) على


1 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: وفاته. 2 – كفاية الطالب / 82 – 83. 3 – المصدر: ضفة. أ: ضفية. ج: صفية. 4 – ج وأ: مريم. 5 – من المصدر. 6 – ليس في المصدر. 7 – ج وأ: كبه. 8 – من المصدر. (*)

[ 233 ]

منخريه في النار. ثم تولى عنهم. ومنه (1) عن انس قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله: مررت ليلة اسرى بي الى السماء فإذا انا بملك جالس على منبر من نور والملائكة تحدق به. فقلت يا جبريل من هذا الملك ؟ قال: ادن منه وسلم عليه. فدنوت وسلمت عليه فإذا انا بأخي وابن عمي علي بن أبي طالب – عليه السلام -. فقلت: يا جبرئيل سبقني علي الى السماء الرابعة ؟ فقال لي: يا محمد لا ولكن الملائكه شكت حبها لعلي فخلق الله هذا الملك من نور على صورة علي. فالملائكة تزوره في كل ليلة جمعة ويوم جمعة سبعين الف مرة يسبحون الله ويقدسونه ويهدون ثوابه لمحب علي – عليه السلام -. والاخبار في ذلك لا تحصى كثرة. المبحث (2) السابع: في ان الحق والقرآن ملازمان له: من كتاب المناقب (3): عن أبي ليلى (4) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: ستكون من بعدى فتنة فإذا كان ذلك فالتزموا علي بن أبي طالب فانه الفاروق بين الحق والباطل.


1 – نفس المصدر / 131 – 133. 2 – النسخ: البحث. 3 – مناقب الخوارزمي / 57. 4 – هكذا في المصدر وج. وفي سائر النسخ: ابن أبي ليلى. (*)

[ 234 ]

وعن ابن عمر (1) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: من فارق عليا فارقني ومن فارقني فارق الله – عز وجل -. وعن أبي ايوب الانصاري (2) قال: سمعت النبي – صلى الله عليه وآله – يقول لعمار بن ياسر: تقتلك الفئة الباغيه ومع الحق والحق معك. يا عمار إذا رأيت عليا سلك واديا وسلك الناس واديا غيره فاسلك مع علي ودع الناس فانه لن يدلك (3) على ردى (4) ولن يخرجك من هدى (5). يا عمار انه من تقلد سيفا اعان به عليا على عدوه قلده الله يوم القيامة وشاحا من در ومن تقلد سيفا اعان به عدو علي – عليه السلام – عليه قلده الله – تعالى – يوم القيامة وشاحا من نار (6). وعن عائشة (7) أن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: الحق مع علي وعلي مع الحق يزول معه حيث زال. وعن ام سلمة (8) قالت: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وآله – يقول: إن الحق مع علي وعليا مع الحق [ لن يزولا حتى يردا علي الحوض. وعن عائشة (9): ان رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: الحق


1 و 2 – نفس المصدر والموضع. 3 – ج وا: يدليك. 4 – المصدر: (لن يدخلك في أذى) بدل (لن يدلك على ردى). 5 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: الهدى. 6 – ش ود: النار. 7 – أخرجه في احقاق الحق 5 / 637 عن مفتاح النجا في مناقب آل العبا الذي أخرجه بدوره عن ابن مردويه. 8 – أخرجه في إحقاق الحق 5 / 625 عن أرجح المطالب. 9 – أخرجه في إحقاق الحق 5 / 637 عن مفتاح النجا في مناقب آل عبا الذي أخرجه بدوره عن ابن مردويه، أي مناقب ابن مردويه. (*)

[ 235 ]

مع علي وعلي مع الحق ] (1) ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض. وعن ام سلمة (2) قالت: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وآله – يقول: يرد علي الحوض واشياعه والحق معهم لا يفارقونه. وعن أبي رافع (3) أن النبي – صلى الله عليه وآله – قال: يا أبا رافع كيف أنت وقوم يقاتلون عليا وهو على الحق وهم على الباطل يكون حقا في الله جهادهم فمن لم يستطع جهادهم بيده فيجاهدهم (4) بلسانه ومن (5) لم يستطع بلسانه فيجاهدهم (6) بقلبه ليس وراء ذلك شئ. قال: فقلت [ له ] (7): ادع [ الله ] (8) لي ان ادركتهم أن يعينني ويقويني (9) على قتالهم. فلما بايع الناس علي بن أبي طالب وخالفه معاوية [ وسار (10) طلحة والزبير الى البصرة ] (11) قلت: هؤلاء القوم الذين قال فيهم رسول الله – صلى الله عليه وآله -. فباع ارضه بخيبر [ وداره بالمدينة يقوى بها هو وولده ] (12) ثم خرج مع علي بجميع اهله وولده فكان معه حتى استشهد علي – عليه السلام -. فرجع الى المدينة مع الحسن [ ولا ارض له بالمدينة ولا دار


1 – من ج. 2 – كشف الغمة 1 / 146 نقلا عن مناقب ابن مردويه. 3 – أخرجه في إحقاق الحق 7 / 335 عن أرجح المطالب الذي أخرجه بدوره عن ابن مردويه. 4 – م: جاهدهم. 5 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: فمن. 6 – م: (جهادهم بلسانه جاهدهم) بدل: (بلسانه فجاهدهم). 7 و 8 – من م. 9 – أ: تعينني وتقويني. د: يعينني ويقويني الله. 10 – م: صار. 11 و 12 – ليس في المصدر. (*)

[ 236 ]

فاقطعه الحسن – عليه السلام – ارضا بينبع من صدقة علي واعطاه دارا (1) ]. ولما اصيب زيد بن صوحان يوم الجمل أتاه علي – عليه السلام – وبه رمق فوقف عليه وهو لما به فقال: رحمك الله يا زيد فو الله ما عرفتك (2) إلا خفيف المؤنة كثير المعونة. قال: فرفع إليه راسه وقال: وأنت [ مولاى ] (3) يرحمك فو الله ما عرفتك إلا بالله عالما وباياته عارفا والله ما قاتلت معك من جهل ولكننى سمعت [ حذيفة بن اليمان – رضى الله عنه – يقول: سمعت ] (4) رسول الله – صلى الله عليه وآله – يقول: علي أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله إلا وان الحق معه يتبعه إلا فميلوا معه (5). وعن ام سلمة (6) قالت: سمعت النبي – صلى الله عليه وآله – يقول: علي مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض.


1 – ليس في الاحقاق. 2 – الاحقاق: عرفناك. 3 – من الاحقاق. 4 – ليس في م. 5 – مناقب الخوارزمي / 111 + احقاق الحق 15 / 71، نقلا عن أرجح المطالب الذي أخرجه عن ابن مردويه. 6 – احقاق الحق 5 / 640، نقلا عن مناقب ابن مردويه. (*)

[ 237 ]

والاخبار في ذلك اكثر من أن تحصى. المبحث الثامن: في أن النبي – صلى الله عليه وآله – نص بانه مولى من هو مولاه:


[ 238 ]

بعث رسول الله – صلى الله عليه وآله – أمير المؤمنين – عليه السلام – الى اليمن لقبض (1) ما وافق عليه نصارى (2) نجران من الحلل والعين والخمس وزكاة اليمن. وتوجه النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – الى الحج ونادى في اقاصي بلاد الاسلام فتجهزوا (3) للخروج (4) من مواضعهم. وخرج – عليه السلام – لخمس بقين من ذي القعدة وكاتب أمير المؤمنين – عليه السلام – بالتوجه الى الحج من اليمن ولم يذكر له نوع الحج الذي قد عزم عليه. فخرج النبي – صلى الله عليه وآله – قارنا للحج بسياق الهدي واحرم من ذي الحليفة واحرم الناس معه وخرج أمير المؤمنين – عليه السلام – من اليمن. فلما قارب النبي (5) – صلى الله عليه وآله – مكة من طريق المدينة قاربها أمير المؤمنين – عليه السلام – من طريق اليمن. وتقدم أمير المؤمنين – عليه السلام – الجيش للقاء النبي – صلى الله عليه وآله – فادركه وقد اشرف على مكة فسر به النبي – عليه السلام – وقال: بم اهللت ؟ فقال: انك لم تكتب الى باهلالك فعقدت نيتي بنيتك (6) وقلت: اللهم اهلالا كاهلال رسول الله وسقت معي البدن اربعا وثلاثين بدنة.


1 – م: ليقبض. 2 – هكذا في م. وفي النسخ: أهل. 3 – م: فتحميروا. 4 – م: لخروج. 5 – هكذا في م. وفي النسخ: (وخرج) بدل (فخرج النبي – صلى الله عليه وآله -). 6 – هكذا في ج. وف سائر النسخ سوى م: (نيتك). وفيه: (بيني وبينك) بدل (نيتي وبنيتك). (*)

[ 239 ]

فقال رسول الله: الله اكبر قد سقت انا ستا وستين بدنة وأنت شريكي في حجي ومناسكي وهديي. وكان قد خرج مع النبي – عليه السلام – جماعة من غير سياق هدي فانزل الله – تعالى – (1): (واتموا الحج والعمرة لله). فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: دخلت العمرة في الحج هكذا – وشبك بين اصابعه – الى يوم القيامة. ثم قال: لو استقبلت من امري ما استدبرت ما سقت الهدي. ثم أمر مناديه ينادي: من لم يسق منكم هديا فليحل وليجعلها عمرة. ومن ساق منكم هديا فليقم على احرامه. فاطاع بعض وخالف بعض. وقال بعض المخالفين: ان رسول الله اشعث اغبر ونحن نلبس الثياب ونقرب النساء وندهن ! فانكر النبي – عليه السلام – على المخالفين وقال: لولا اني سقت الهدى لاحللت وجعلتها عمرة. فمن لم يسق هديا فليحل. فرجع قوم وتخلف آخرون منهم عمر بن الخطاب فاستدعاه النبي – صلى الله عليه وآله – وقال له: ما أراك يا عمر إلا محرما اسقت هديا ؟ قال: لم اسق. قال: فلم لا تحل وقد امرت من لم يسق الهدى بالاحلال ؟ فقال: والله يا رسول الله لا احللت وأنت محرم. فقال له النبي – عليه السلام -: إنك لن تؤمن بها حتى تموت. فلهذا اقام على انكار المتعة حتى جهر بذلك المنبر في ايام خلافته وتوعد


1 – البقرة / 196. (*)

[ 240 ]

عليها. ولما قضى النبي – صلى الله عليه وآله – الحج رحل الى المدينة بمن معه من المسلمين حتى وصل الى غدير خم وليس موضعا يصلح للنزول لعدم الماء فيه والمرعى فنزل هو والمسلمون حيث نزل عليه (1): (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (1) لعلم الله – تعالى – ان تجاوز الغدير انفصل


1 – المائدة / 67. (*)

[ 241 ]

عنه كثير من الناس الى بلادهم فنزل النبي – عليه السلام – وكان يوما شديد الحر فامر بدوحات فقم ما تحتها (1) وأمر بجمع الرحال في ذلك المكان ووضعها على شبه المنبر ثم نادى بالصلاة الجامعة (2) فاجتمعوا وكان اكثرهم يشد الرداء على قدميه من شدة الحر. ثم صعد – عليه السلام – المنبر ودعا أمير المؤمنين – عليه السلام – وحمد الله ووعظ وابلغ ونعى نفسه الى الامة وقال اني دعيت ويوشك ان اجيب وقد حان مني خفوق من بين اظهركم. واني مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم نادى باعلى صوته: الست اولى منكم بانفسكم (3) ؟


1 – قم ما تحتها: كنس ونظف الذي تحتها. 2 – ليس في ج وأ. 3 – م: (بكم من أنفسكم) بدل (منكم بأنفسكم). (*)

[ 242 ]

قالوا: بلى. فقال لهم: وقد اخذ بضبعي علي – عليه السلام – فرفعهما حتى رئي بياض ابطيهما: فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه


[ 243 ]

….


[ 244 ]

….


[ 245 ]

….


[ 246 ]

…..


[ 247 ]

…..


[ 248 ]

وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.


[ 249 ]

….


[ 250 ]

ثم نزل فصلى ركعتين. ثم زالت الشمس فصلى بالناس ونزل في خيمة (1) [ وأمر عليا – عليه السلام – أن ينزل بازائه في خيمة. ] (2) ثم أمر المسلمين ان يدخلوا على علي – عليه السلام – فوجا فوجا ليهنوه ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين وكان فيمن اطنب (3) في التهنئة عمر وقال: بخ بخ لك يا علي اصبحت مولاى ومولى كل مؤمن ومؤمنة (4).


1 – هكذا في ج. وفي سائر النسخ: خيمته. 2 – من م. 3 – هكذا في م. وفي ج وأ: (أصنت). وفي سائر النسخ: (أطيب). 4 – مستدرك الصحيحين للحاكم 3 / 109 + تذكرة الخواص / 35 – نقلها باختصار – + مناقب ابن المغازلي / 16 – 26 + الارشاد، للمفيد / 91 + مجمع البيان 3 / 223. (*)

[ 251 ]

ومن كتاب مسند أحمد بن حنبل (1): عن ابن بريدة (2) قال: بعثنا رسول الله – صلى الله عليه وآله – في سرية فلما قدمنا قال: كيف رأيتم (3) صاحبكم ؟ يعني عليا – عليه السلام -. فأنا شكوته وشكاه غيري. قال: فرفعت راسي وكنت راجلا مكبابا النبي – عليه السلام – قد احمر وجهه وهو يقول: من وليه فعلي وليه. ومن صحيح الترمذي (4): عن عمران (5) بن حصين قال: بعث رسول الله – صلى الله عليه وآله – جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي طالب فمضى (6) في السرية فاصاب جارية فانكروا عليه وتعاقد (7)


1 – مسند أحمد بن حنبل 5 / 350. 2 – هكذا في المصدر. وفي م: (بريدة). وفي سائر النسخ: (أبي بريدة). 3 – ج والمصدر: رأيتم صحابة. 4 – سنن الترمذي 5 / 296، رقم 3796. 5 – هكذا في المصدر وج. وفي سائر النسخ: عمر. 6 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: فمشى. 7 – هكذا في ج وأ. وفي سائر النسخ: تعاهدوا. (*)

[ 252 ]

اربعة من اصحاب رسول الله – صلى الله عليه وآله – فقالوا: إذا لقينا رسول الله – صلى الله عليه وآله – اخبرناه بما صنع علي. وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر (1) بدؤوا برسول الله – صلى الله عليه وآله – فسلموا عليه ثم انصرفوا الى رحالهم. فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله – صلى الله عليه وآله -. فقام أحد الاربعة فقال: يا رسول الله الم تر الى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا ؟ فاعرض عنه رسول الله. فقام الثاني فقال مثل مقالته فاعرض عنه. ثم قام الثالث فقال مثل مقالتهما فاعرض عنه. ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا فاقبل رسول الله – صلى الله عليه وآله – والغضب يعرف في وجهه فقال: ما تريدون من علي [ ما تريدون من علي ] (2) [ ما تريدون من علي ] (3) ان عليا منى وانا منه وهو ولي كل مؤمن بعدى. ومن صحيحة (4): من كنت مولاه فعلي مولاه. ومنه (5): رحم الله عليا اللهم ادر الحق معه حيث (6) دار. وروى الخطيب فخر خوارزم (7) حديث غدير خم وان النبي – عليه السلام – اخذ بضبع علي [ فرفعها ] (8) حتى نظر الناس الى بياض


1 – م: تنفر. 2 – ليس في م. 3 – من المصدر. 4 – نفس المصدر 5 / 297، رقم 3797. 5 – نفس المصدر والموضع، رقم 3798. 6 – ش ود: أينما. 7 – مناقب الخوارزمي / 80. 8 – من المصدر. (*)

[ 253 ]

ابطه (1) ثم لم يفترقا حتى نزل (2): (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي).


1 – المصدر: إبطيه. 2 – المصدر: نزلت هذه الاية. والاية في المائدة / 7. (*)

[ 254 ]

فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله – الله اكبر على اكمال الدين واتمام النعمة. ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي أبي طالب. ثم قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. وصحيح النسائي والترمذي (1): عن جابر قال: دعا رسول الله – صلى الله عليه وآ له – عليا يوم الطائف فانتجاه. فقال الناس: لقد طال نجواه مع ابن عمه. فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله – ما انا (2) انتجيته ولكن الله انتجاه. يعني أن الله أمرني. والاخبار في ذلك كثيرة [ لا تعد و ] (3) لا تحصى. المبحث التاسع: في نص النبي – صلى الله عليه وآله – على علي أمير المؤمنين – عليه السلام – بالخلافة بعده: تواترت الامامية على ذلك ونقل الجمهور شيئا كثيرا نحن


1 – سنن الترمذي 5 / 303، رقم 3810. ولم نعثر عليه في صحيح النسائي. ولكن في إحقاق الحق 6 / 531، نقلا عن العلامة الامر تسري في أرجح المطالب ذكر بأنه: روى الحديث من طريق الترمذي والنسائي والطبراني عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن صحيح الترمذي. 2 – م: والله ما أنا. 3 – ليس في م. (*)

[ 255 ]

نذكر طرفا منه على سبيل الاختصار. روى الخوارزمي (1) عن جابر قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: ان الله لما خلق السموات والأرض دعاهن فاجبنه فعرض (2) عليهن نبوتي وولاية علي بن أبي طالب فقبلتاهما (3) ثم خلق الخلق وفوض الينا أمر الدين فالسعيد من سعد بنا والشقي من شقي بنا. نحن المحلون (4) لحلاله والمحرمون لحرامه. ومنه (5): عن أبي سعيد الخدرى عن سلمان قال: قلت: يا رسول الله لكل نبى وصي فمن وصيك ؟ فسكت عني. فلما كان بعد رآني فقال يا سلمان فاسرعت (6) إليه قلت: لبيك. قال: تعلم من وصي موسى ؟ قلت: نعم يوشع بن نون. قال: لم ؟ قلت: لانه كان اعلمهم يومئذ. قال: فإن وصيي وموضع سرى وخير من اتركه بعدى ينجز عدتي


1 – مناقب الخوارزمي / 80. والظاهر أن المؤلف نقله من مناقب ابن مردويه بقرينة الحديث الذي بعده. 2 – ج: فأعرض. 3 – هكذا في المصدر. وفي ج: (فقبلنها) وفي م: (ظ: فقبلن إياهما). وفي سائر النسخ: (فقبلتاها). 4 – هكذا في ج وم. وفي سائر النسخ: المحللون. 5 – لم نجده في مناقب الخوارزمي. ولكن في احقاق الحق 5 / 154 نقله من أرجح المطالب الذي نقله بدوره عن ابن مردويه. وفي كشف الغمة 1 / 157. عن مناقب ابن مردويه. 6 – م: فأرغت. (*)

[ 256 ]

ويقضي ديني علي بن أبي طالب.


[ 257 ]

ومن كتاب الاربعين (1) عن انس بن مالك قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: انا وعلي حجة الله على عباده.


1 – الفضائل الخمسة 1 / 375 نقلا عن كتاب الاربعين الطوال، لابي القاسم الدمشقي، وفي كتاب الاربعين، لابن بابويه / 591، حسب ما نسبه المؤلف فيه. وتوجد الرواية في تاريخ الطبري 2 / 62 + مسند أحمد بن حنبل 1 / 159 + كفاية الطالب / 206 + كنز العمال 6 / 397. (*)

[ 258 ]

ولما نزل قوله – تعالى – (1): (وانذر عشيرتك الاقربين) جمع خاصة اهله وعشيرته وهم بنو عبد المطلب في دار أبي طالب وكانوا اربعين رجلا وأمر ان يصنع لهم فخذ شاة مع مد من طعام البر ويعد لهم صاعا من اللبن وقد كان الرجل منهم معروفا باكل الجذعة [ في مقعد واحد ] (2) وبشرب الزق (3) من الشراب. فاكلت الجماعة كلها من ذلك اليسير حتى شبعوا ولم ينقص الطعام فبهرهم بذلك وبين لهم آية نبوته. ثم قال: يا بني عبد المطلب إن الله وبعثني الى الخلق كافة وبعثني اليكم خاصة فقال: (وانذر عشيرتك الاقربين) وانا ادعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان تملكون بهما العرب والعجم وتنقاد بهما لكم الامم وتدخلون بهما الجنة وتنجون بهما من النار شهادة ان لا اله إلا الله واني رسول الله. فمن يجبني الى هذا الامر ويؤازرني على القيام به يكن اخي ووزيرى ووصيي [ ووارثي ] (4) وخليفتي من بعدى. فلم يجب أحد منهم.


1 – الشعراء / 214. 2 – ليس في م. 3 – ج: الفرق. أ: العرق. 4 – ليس في م. (*)

[ 259 ]

……


[ 260 ]

فقال أمير المؤمنين – عليه السلام – فقمت بين يديه من بينهم وانا إذ ذاك اصغرهم سنا فقلت: انا يا رسول الله اؤازرك على هذا الامر. فقال: اجلس. ثم اعاد القول على القوم ثانية فصمتوا فقمت وقلت مثل مقالتي الاولى. فقال: اجلس. ثم اعاد على القوم مقالته ثالثة فلم ينطق أحد منهم [ بحرف ] (1) فقمت وقلت: انا اؤازرك يا رسول الله على هذا الامر. فقال: اجلس فانت اخي ووصيي ووزيرى ووارثي وخليفتي من بعدى. فنهض القوم وهم يقولون لابي طالب ليهنك اليوم ان دخلت في دين ابن اخيك فقد جعل ابنك اميرا عليك.


1 – ليس في م. (*)

[ 261 ]

…..


[ 262 ]

ومن كتاب المناقب (1): عن ابن بريدة (2) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: لكل نبي وصي ووارث وان عليا وصيي ووارثي.


1 – مناقب الخوارزمي / 42. 2 – هكذا في المصدر. وفي ج: (بريدة). وفي م: (بردة). وفي سائر النسخ: (أبي هريرة). (*)

[ 263 ]

….


[ 264 ]


[ 265 ]

ومنه (1): عن انس قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: يا انس اول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين


1 – نفس المصدر والموضع. (*)

[ 266 ]

وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. قال: قلت: اللهم اجعله رجلا من الانصار وكتمته إذ جاء فقال [ رسول الله ] (1): من هذا يا انس ؟ فقلت: علي (2). فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه [ على وجه علي ] (3) ويمسح عرق وجه علي على وجهه. فقال علي: يا رسول الله لقد (4) صنعت بي شيئا ما صنعته بي (5) من قبل. قال: وما يمنعني وأنت تؤدى عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدى. وروى أبو نعيم الحافظ (6) [ أن النبي – صلى الله عليه وآله – قال لعلي يوما: ] (7) مرحبا بسيد المسلمين وامام المتقين.


1 – ليس في م. 2 – المصدر: جاء علي. 3 – ليس في المصدر، ج وأ. 4 – المصدر: لقد رأيتك. 5 – ج وأ: في. 6 – حلية الاولياء 1 / 66. 7 – ليس في المصدر. وفيه: (قال علي: قال لي رسول الله – عليه الصلاة والسلام)، بدلا منه. (*)

[ 267 ]

ومن كتاب المناقب (1): عن سلمان الفارسي – رضي الله عنه – انه سمع نبي الله – صلى الله عليه وآله – يقول: ان اخي ووزيرى وخير من اخلفه بعدى علي بن أبي طالب.


1 – مناقب الخوارزمي / 62. (*)

[ 268 ]

ومنه (1): عن أبي ايوب ان النبي – صلى الله عليه وآله – مرض مرضه فأتته فاطمة تعوده. فلما رات ما برسول الله – صلى الله عليه وآله – من الجهد والضعف استعبرت فبكت حتى سال الدمع على خديها. فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وآله -: يا فاطمة إن لكرامه الله اياك زوجتك من اقدمهم سلما واكثرهم علما واعظمهم حلما. ان الله – تعالى – اطلع الى أهل الارض اطلاعة فاختارني منهم فبعثني نبيا مرسلا ثم اطلع اطلاعة فاختار منهم بعلك فأوحى الله الي ان ازوجك اياه (2) واتخذه وصيا [ واخا ] (3).


1 – نفس المصدر / 63. 2 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: أزوجه إياك. 3 – من المصدر. (*)

[ 269 ]

ورواه الدارقطني صاحب الجرح والتعديل – ايضا – (1). وعن الدار قطني (2) عن رجاله عن أبي هارون العبدى قال: اتيت أبا سعيد الخدرى فقلت له: هل شهدت بدرا ؟ فقال: نعم. فقلت: الا تحدثني بشئ مما سمعته من رسول الله – صلى الله عليه وآله – في علي وفضله. فقال: بلى اخبرك أن رسول الله – صلى الله عليه وآله – مرض مرضه عوفي منها وهو في عقب علته فدخلت عليه فاطمة – عليها السلام – تعوده وانا جالس عن يمين رسول الله – صلى الله عليه وآله -. فلما رأت ما برسول الله من الضعف (3) خنقتها العبرة حتى بدت دموعها على


1 – إن هذا الحديث والحديث الذي قبله وعدة أحاديث أخرى قد نقلها صاحب كشف الغمة في كتابه (1 / 151 – 153) عن كتاب المناقب. وبعد نقله لهذا الحديث أشار إلى أن الدار قطني قد رواه ولكن بشكل أتم وقال: (وكان في عزمي أن أؤخر ذكره إلى أن أذكر الامام الخلف الحجة – عليه السلام – ولكني ذكرته هنا). ثم أورده نقلا عن كتاب كفاية الطالب عن الدار قطني. وهو الحديث التالي لهذا الحديث في كتابنا هذا. والظاهر أن المؤلف – رحمه الله – قد أورد هذا الحديث – وهو حديث أبو أيوب – وحديث سلمان عن المناقب بواسطة كشف الغمة. وعن ملاحظته عبارة صاحب الكشف أشتبه بأن هذا الحديث المروي عن أبي أيوب قد أخرجه الدار قطني هو حديث أبي هارون العبدي – والله العالم -. 2 – إحقاق الحق 9 / 265 – 266، نقله عن الفصول المهمة، لابن صباغ الذي ذكر في آخر الحديث: (هكذا أخرجه الدار قطني صاحب الجرح والتعديل). إلا أن في الفصول المهمة (ص 295) ذكر السند عن ابن هارون. وليس أبو هارون كما موجود هنا وفي الاحقاق. وكذلك نقله صاحب الاحقاق في نفس الجزء، ص 266، عن (البيان في أخبار صاحب الزمان) للكنجي ذكر في طريق سنده إلى الحديث: (… أخبرنا الحافظ شيخ أهل الحديث… المعروف بالدار قطني….). 3 – هنا زيادة في ش ود. وهي: استعبرت فبكت و. (*)

[ 270 ]

خدها. فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وآله – ما يبكيك يا فاطمة ؟ قالت: اخشى الضيعة يا رسول الله. فقال: يا فاطمة اما علمت ان الله اطلع الى الارض اطلاعة فاختار منها اباك فبعثه نبيا ثم اطلع ثانية فاختار منها بعلك فأوحى الي فانكحته اياك واتخذته وصيا. أما علمت انك لكرامة (1) الله اياك زوجك اعلمهم علما واكثرهم حلما واقدمهم سلما. فضحكت واستبشرت. فاراد رسول الله ان يزيدها مزيد (2) الخير كله الذي قسمة الله لمحمد وآل محمد فقال لها: يا فاطمة ولعلي – عليه السلام – ثمانية اضراس يعني: مناقب: ايمان بالله ورسوله وحكمته وزوجته وسبطاه الحسن والحسين وامره بالمعروف ونهيه عن المنكر. يا فاطمة إنا أهل بيت اعطينا ست (3) خصال لم يعطها أحد من الاولين ولم يدركها أحد من الاخرين غيرنا: نبينا خير الانبياء وهو ابوك ووصينا خير الاوصياء وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عم ابيك ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك ومنا مهدى هذه الامة الذي يصلى عيسى خلفه. ثم ضرب على منكب الحسين فقال: من هذا مهدى الامة. وعن انس بن مالك (4) ان النبي – صلى الله عليه وآله – قال: ان خليلي ووزيرى وخليفتي وخير من اترك بعدى يقضي ديني وينجز موعدى


1 – ج وأ: بكرامة. 2 – ش ود: يزيد. 3 – م: سبع. 4 – الاصابة 1 / 217. (*)

[ 271 ]

علي بن أبي طالب – عليه السلام -. ومن المناقب (1) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: اتاني جبرئيل – عليه السلام – وقد نشر جناحيه فإذا في احدهما (2) مكتوب: لا اله إلا الله محمد نبي (3). ومكتوب على الاخر: لا اله إلا الله علي الوصي. والاخبار ذلك اكثر من ان تحصى. المبحث العاشر: في مخاطبته بأمير المؤمنين: من المناقب لاخطب خوارزم (4): عن ابن عباس قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – (5) في صحن الدار وإذا راسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي [ فدخل علي – عليه السلام – ] (6) فقال: السلام عليك كيف اصبح رسول الله – صلى الله عليه وآله – ؟ فقال: بخير [ يا اخا رسول الله. قال له علي: جزاك الله عنا أهل البيت خيرا. ] (7) قال له دحية: اني لاحبك وان لك مدحة ازفها اليك أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين أنت سيد ولد آدم ما خلا النبيين والمرسلين لواء الحمد بيدك يوم القيامة تزف أنت وشيعتك مع محمد وحزبه الى الجنان


1 – مناقب الخوارزمي / 90. 2 – هكذا في المصدر. وفي ج وأ: (فيها). وفي سائر النسخ: (فيهما). 3 – ش ود: نبي الرحمة. 4 – نفس المصدر / 231. 5 – هنا زيادة في المصدر وهي: في بيته فغدا عليه علي بن أبي طالب – عليه السلام – بالغداة وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد، فدخل وإذا النبي – صلى الله عليه وآله -… 6 – ليس في المصدر. 7 – من المصدر. (*)

[ 272 ]

زفا (1) قد افلح من تولاك وخسر (2) من تخلاك (3) محبو محمد محبوك و [ مبغضو محمد ] (4) مبغضوك لن تنالهم شفاعة محمد – صلى الله عليه وآله – ادن منى يا صفوة الله. فأخذ رأس النبي – صلى الله عليه وآله – فوضعه في حجره (5). فقال [ رسول الله – صلى الله عليه وآله -: ] (6) ما هذه الهمهمة ؟ فاخبره [ الحديث. قال – عليه السلام – لم يكن بدحيه الكلبي كان ] (7) جبرئيل – عليه السلام – سماك باسم سماك الله به والذي القى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين. وعن ابن مردويه (8) يرفعه بريدة قال: امرنا رسول الله – صلى الله عليه وآله – ان نسلم علي علي بيا أمير المؤمنين.


1 – المصدر: (إلى الجنة زفا زفا) بدل: (إلى الجنان زفا). 2 – م: خاب. المصدر: خاب وخسر. 3 – المصدر: عاداك. 4 – ليس في المصدر. 5 – هنا زيادة في المصدر. وهي: وذهب فرفع رسول الله رأسه. 6 – ليس في المصدر. 7 – ليس في المصدر. وفيه: (علي – عليه السلام – فقال: يا علي ليس هو دحية الكلبي. هو) بدلا منه. 8 – كشف الغمة 1 / 342، نقلا عن مناقب ابن مردويه. (*)

[ 273 ]

ومن مناقب ابن مردويه (1): عن عبد الله عباس قال: دخل علي – عليه السلام – على رسول الله – صلى الله عليه وآله – وعنده عائشة [ فجلس بين النبي وبين عائشة. ] (2) فقالت: ما كان لك مجلس غير فخذي ؟ ! فضرب رسول الله – صلى الله عليه وآله – على ظهرها وقال: مه لا تؤذيني في اخي فانه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين يوم القيامة يقعد على الصراط فيدخل اولياءه الجنة ويدخل


1 – احقاق الحق 4 / 18، نقلا عن مناقب ابن مردويه. 2 – من المصدر. (*)

[ 274 ]

اعدائه النار. ومن المناقب (1): عن رافع مولى عائشة قال: كنت غلاما اخدمها فكنت إذا كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – عندها اكون قريبا إليها لاعاطيها. قال: فبينما رسول الله – صلى الله عليه وآله – عندها ذات يوم إذ جاء جاء فدق الباب. قال فخرجت إليه فإذا جارية معها إناء (2) مغطى. قال: فرجعت الى عائشة فاخبرتها. فقالت: ادخلها. فدخلت فوضعته بين يدى عائشة فوضعته عائشة بين يدى رسول الله – صلى الله عليه وآله – فجعل ياكل وخرجت الجارية. فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله – ليت أمير المؤمنين وسيد المسلمين وامام المتقين عندي ياكل معي. [ فقالت عائشة: ومن أمير المؤمنين وسيد المسلمين ؟ فسكت ثم اعاد الكلام مرة اخرى. فقالت عائشة مثل ذلك فسكت ] (3) فجاء جاء فدق الباب


1 – (اليقين) لابن طاوس / 14، نقلا عن مناقب ابن مردويه. وفيه بعض الاختصار، وأول سنده: (عن أبي رافع). وأيضا فيه، ص 41، إلا أنه نقلا عن كتاب المعرفة، لابراهيم الثقفي صاحب كتاب الغارات. وفيه بعض الاختلافات البسيطة من دون اختصار. وأول سنده هكذا: (عن نافع…). 2 – قال ابن الاثير في أسد الغابة 2 / 154: رافع مولى عائشة. روى عنه أبو ادريس المرهبي أنه قال: كنت غلاما أخدم عائشة إذا كان النبي – صلى الله عليه (وآله) وسلم – عندها. وأن النبي – صلى الله عليه (وآله) وسلم قال: عادى الله من عادى عليا – أخرجه ابن مندة وأبو نعيم. 3 – ليس في أ، ج وم. (*)

[ 275 ]

فخرجت إليه فإذا هو علي بن أبي طالب – عليه السلام – قال: فرجعت فقلت: هذا علي. فقال النبي – صلى الله عليه وآله -: ادخله. فلما دخل قال له النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -: مرحبا واهلا لقد تمنيتك مرتين حتى لو ابطات علي لسألت الله – عز وجل – ان ياتي بك اجلس وكل معي. [ فجلس واكل معه. ثم قال النبي – صلى الله عليه وآله -: قاتل الله من قاتلك وعادى من عاداك. فقالت عائشة: ومن يقاتله ومن يعاديه ؟ قال: أنت ومن معك مرتين ] (1). وعن انس (2) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – ان الجنة مشتاقة الى اربعة من امتي. فهبت أن أساله [ من هم ؟ ] (3). فاتيت أبا بكر فقلت: إن النبي – صلى الله عليه وآله – قال: إن الجنة تشتاق الى اربعة من امتي فسأله من هم ؟ فقال: اخاف إلا اكون منهم فتعيرني به بنو تيم. فاتيت عمر فقلت له مثل ذلك. فقال: اخاف إلا اكون منهم فتعيرني به بنو عدى. فاتيت عثمان فقلت له مثل ذلك. فقال: اخاف إلا اكون منهم فتعيرني به بنو امية. فاتيت عليا وهو في ناضح له فقلت له ان النبي – صلى الله


1 – ليس في م وأ. 2 – اليقين، لابن طاوس / 17 – 18، نقلا عن مناقب ابن مردويه. وفي البحار 40 / 11، عنه. 3 – ليس في م. (*)

[ 276 ]

عليه وآله – قال: ان الجنة مشتاقة الى اربعة من امتي فسله من هم ؟ فقال: والله لاسالنه. فإن كنت منهم لاحمدن الله – عز وجل – وإن لم اكن منهم لاسالن الله ان يجعلني منهم واودهم. فجاء وجئت معه الى النبي – صلى الله عليه وآله – فدخلنا عليه وراسه في حجر دحية الكلبي. فلما رآه دحية قام إليه وسلم عليه وقال: خذ براس ابن عمك يا أمير المؤمنين فانت احق به. فاستيقظ النبي – صلى الله عليه وآله – وراسه في حجر علي فقال له: يا أبا الحسن ما جئتنا إلا في حاجة. قال: بأبي أنت وامي يا رسول الله دخلت وراسك في حجر دحية الكلبى فقام الي [ وسلم علي ] (1) وقال: خذ براس ابن عمك اليك فانت احق به مني يا أمير المؤمنين. فقال له النبي – صلى الله عليه وآله – فهل عرفته ؟ فقال: هو دحية الكلبي. فقال له: ذاك جبريل. فقال له: بابي وامي يا رسول الله اعلمني انس انك قلت: الجنة مشتاقة الى اربعة من امتي فمن هم ؟ فأومأ إليه بيده فقال: أنت والله اولهم. أنت والله اولهم. أنت والله اولهم. فقال: بابي أنت وامي فمن الثلاثة ؟ فقال له: المقداد وسلمان وأبو ذر.


1 – ليس في م. (*)

[ 277 ]

ومن تاريخ الخطيب (1) باسناده الى ابن عباس قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن اربعة. فقام عمه العباس فقال: فداك أبي وامي فانت ومن ؟ قال: فاما انا فعلى دابة الله البراق وأما اخي صالح فعلى ناقة الله التي عقرت. وعمي حمزة اسد الله واسد رسوله على ناقتي العضباء. واخي وابن عمي (2) علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الظهر رحلها من زمرد اخضر مضبب (3) بالذهب الاحمر راسها من الكافور الابيض وذنبها من العنبر الاشهب وقوائمها من المسك الاذفر وعنقها من لؤلؤ عليها قبة من نور (4) باطنها عفو الله وظاهرها رحمة الله بيده لواء الحمد. فلا يمر بملا من الملائكة إلا قالوا: هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش رب العالمين. فينادى مناد من لدن (5) العرش أو قال: من بطنان العرش: ليس هذا ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ولا حامل عرش رب العالمين هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين الى جناب (6) رب العالمين افلح من


1 – تاريخ بغداد 14 / 122 – 123، ترجمة رقم 7106. 2 – المصدر: ابن عمي وصهري. 3 – م: مغيب. 4 – المصدر: نور الله. 5 – المصدر: لدنان. 6 – المصدر: جنان. ش: جنات. (*)

[ 278 ]

صدقه وخاب من كذبه. ولو ان عابدا عبد الله بين الركن والمقام الف عام والف عام حتى يكون كالشن البالي ثم لقى الله مبغضا لال محمد اكبه الله على منخريه في جهنم (1). ومن مناقب الخوارزمي (2) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: لما اسرى بي الى السماء [ ثم من السماء ] (3) الى سدرة المنتهى وقفت بين يدى الله – عز وجل -. فقال [ لي: ] (4) يا محمد. فقلت: لبيك وسعديك. قال: قد بلوت خلقي فايهم رايت اطوع لك ؟ قال: قلت: ربي عليا. قال: صدقت يا محمد فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدى عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون ؟ قال: قلت [: يا رب ] اختر لي (5) فإن خيرتك خيرتي. قال: قد اخترت لك عليا فاتخذه (6) لنفسك خليفة ووصيا ونحلته (7) علمي وحلمي (8) وهو أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد قبله وليست لاحد بعده. يا محمد علي راية الهدى وامام من اطاعني (9) ونور


1 – المصدر: نار جهنم. 2 – مناقب الخوارزمي / 215. 3 – ليس في ش ود. 4 – من المصدر. وفي م: إلي. 5 – من المصدر. 6 – أ: فأعده. 7 – أ: تحليه. 8 – ش ود: (فهمي وحكمي) بدلا منه. 9 – ش ود: لمن أطاعني. م: لطاعتي. (*)

[ 279 ]

اوليائي وهو الكلمة التي الزمتها المتقين من احبه فقد احبني ومن ابغضه فقد ابغضني فبشره بذلك يا محمد. فقال النبي – صلى الله عليه وآله -: قلت: رب قد بشرته. فقال: انا عبد الله وفي قبضته. إن يعاقبني فبذنوبي لم يظلمني شيئا وان تمم لي وعدي فالله مولاي. قال (1): [ قلت: اللهم: ] (2) اجل [ قلبه ] (3) واجعل ربيعه الايمان. قال: قد فعلت (4) ذلك يا محمد غير اني (5) مختصه (6) بشئ من البلاء لم اختص (7) به احدا من اوليائي (8). قال: قلت: رب اخي وصاحبي. قال: قد سبق في علمي انه مبتلى لولا علي لم يعرف حزبى ولا اوليائي ولا اولياء رسلي. وهذه الاحاديث وردت من ازيد من ثلاثمائة طريق. المبحث الحادى عشر: في خبر المنزلة والاتحاد: من مشاهير الاحاديث ومتواترها قول النبي – صلى الله عليه وآله – لعلي – عليه السلام -: أنت مني بمنزلة هارون من موسى وانه


1 – أ، ش: قال النبي. 2 – من م. 3 – من م. وهنا في المصدر زيادة وهي: قال: قلت: يا رب. 4 – ش، د: الله قد فعلت. 5 – ش ود: أنه. 6 – المصدر: مختص له. 7 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: أخص. 8 – ش ود: الناس. (*)

[ 280 ]

نفس رسول الله – صلى الله عليه وآله – دمه من دمه ولحمه من لحمه. روى ابن عباس من كتاب المناقب (1) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: [ هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو منى بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي. وقال: يا ام سلمة اشهدي (2) واسمعي هذا علي ] (3) هذا أمير المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي وبابي الذي اؤتى منه اخي في الدنيا (4) وخدني في الاخرة ومعي في السنام الاعلى. وعن جابر (5) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: انا وعلي من شجره واحدة والناس من اشجار شتى.


1 – مناقب الخوارزمي / 86. 2 – هنا زيادة في المصدر. وهي: واعلمي. 3 – ليس في ش ود. 4 – المصدر: الدين. 5 – نفس المصدر / 87. (*)

[ 281 ]

وعن ابن عباس (1) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: علي مني مثل راسي من بدني. ولما قدم علي – عليه السلام – على رسول الله – صلى الله عليه وآله – بفتح خيبر قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: لولا ان تقول فيك طائفة من امتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر بملا إلا اخذوا التراب من تحت قدميك ومن فضل طهورك يستشفون به. ولكن حسبك ان تكون مني وانا منك ترثني وارثك وانك (2) مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي وانك (3) تبرئ ذمتي وتقاتل على سنتي وانك غدا في الاخرة اقرب الناس مني وانك اول من يرد علي الحوض واول من يكسى معي واول داخل في الجنة من امتي وان شيعتك على منابر من نور وإن الحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك (4). ومن مناقب الخوارزمي (5) قال: أمر معاوية [ بن أبي سفيان ] (6) سعد [ بن أبي وقاص بسب أمير المؤمنين فامتنع ] (7). فقال: ما منعك ؟ قال (8): ثلاث قالهن رسول الله – صلى الله عليه وآله – فلن اسبه لأن يكون لي واحدة منهن احب الى حمر النعم: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وآله – يقول لعلي وخلفه في


1 – نفس المصدر / 87 و 91. 2 و 3 – م: أنت. 4 – نفس المصدر / 96. ومثله باختلاف يسير في ص 75 – 76. 5 – نفس المصدر / 59. 6 – من المصدر. 7 – ليس في المصدر. 8 – المصدر: (أن تسب أبا تراب. فقال: أما ذكرت) بدلا من (قال). (*)

[ 282 ]

بعض مغازيه فقال له علي: يا رسول الله أتخلفني (1) مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله – صلى الله عليه وآله -: اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي (2) بعدي ؟ وسمعته يقول يوم خيبر: لاعطين الراية [ غدا ] (3) رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال: فتطاولنا لها. فقال: ادعوا لي عليا. فاتاه وبه رمد فبصق في عينيه ودفع الراية ففتح الله عليه. ولما انزلت هذة الاية: (ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم) (4) دعا رسول الله – صلى الله عليه وآله – عليا – عليه السلام – وفاطمة – عليها السلام – وحسنا – عليه السلام – وحسينا – عليه السلام – فقال: اللهم هؤلاء اهلي. وعن جابر بن عبد الله (5) قال: جاءنا رسول الله – صلى الله عليه وآله – ونحن مضطجعون في المسجد وفي يده عسيب رطب قال: ترقدون في المسجد ؟ قلنا: قد اجفلنا واجفل علي معنا. فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله – يا علي انه يحل لك في المسجد ما يحل لي. الا ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة (6) والذي نفسي بيده انك لذائد عن حوضي يوم القيامة تذود عنه


1 – ج وأ: تخلفني. 2 – أ، ج وم: نبوة. 3 – من المصدر. 4 – آل عمران / 61. 5 – نفس المصدر / 60. 6 – المصدر: (أنه لا نبوة بعدي) بدلا منه. (*)

[ 283 ]

رجالا كما يذاد (1) البعير الضال عن الماء بعصا لك من عوسج كانى انظر الى مقامك من حوضي. وعن علي – عليه السلام – (2) قال: وجعت وجعا فاتيت النبي – صلى الله عليه وآله – فانا مني في مكانه وقام يصلى فالقى علي طرف ثوبه فصلى ما شاء الله. ثم قال يا ابن أبي طالب قد برات فلا باس عليك ما سالت الله شيئا إلا وسالت لك مثله ولا سالت الله شيئا إلا اعطانيه إلا انه لا نبى بعدى (3). وعن معاذ بن جبل (4) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: يا علي اخصمك (5) بالنبوة ولا نبوة بعدى وتخصم الناس بسبع (6) ولا يحاجك فيهن أحد من قريش أنت اولهم ايمانا بالله واوفاهم بعهد الله واقومهم بامر الله واقسمهم بالسوية واعدلهم في الرعية وابصرهم في القضيه واعظمهم عند الله يوم القيامة مزية. وعن ابن عمر (7) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: من فارق عليا فارقني ومن فارقني فارق الله – عز وجل -. وعن أبي ذر (8) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -:


1 – ش ود: تذود. 2 – نفس المصدر / 61. 3 – المصدر: (أنه قال: لا نبي بعدك) بدل (أنه لا نبي بعدي). 4 – نفس المصدر والموقع. 5 – ش، د وأ: أخصمت. 6 – المصدر: لبيع. 7 – نفس المصدر / 57. 8 – بل مناقب ابن المغازلي / 240، ح 287. ومثله فيه أيضا ص 278، ح 324. (*)

[ 284 ]

يا علي إنه من فارقني فقد فارق الله ومن فارقك فقد فارقني.


[ 285 ]

….


[ 286 ]

….


[ 287 ]

….


[ 288 ]

المبحث الثاني عشر: في خبر الطائر: من الاحاديث المنقولة بالتواتر عند الخاصة والعامة خبر الطائر. روى انس بن مالك (1) قال اهدى لرسول الله – صلى الله عليه


1 – مناقب ابن المغازلي / 156 – 175 + مناقب الكنجفي الشافعي / 144. (*)

[ 289 ]

وآله – طير فقال: اللهم آتنى باحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطير. فقلت: اللهم اجعله رجلا من الانصار. فجاء علي فقلت: ان رسول الله – صلى الله عليه وآله – على حاجة فذهب. ثم جاء فقلت له مثل ذلك فذهب. ثم جاء (1) فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: افتح ففتحت. ثم دخل فقال: ما اخرك (2) يا علي ؟ قال: هذه آخر ثلاث كرات يردني انس يزعم انك على حاجة. قال: ما حملك على ما صنعت (3) يا انس ؟ قال: سمعت دعاءك فاحببت ان يكون في رجل من قومي. فقال النبي (4) – صلى الله عليه وآله -: ان الرجل قد يحب قومه ان الرجل يحب قومه.


1 – هنا زيادة في م. وهي فقلت له مثل ذلك. فذهب ثم جاء. 2 – أ: ما ذلك أخرت. ج: ما حديثك. 3 – م: ما منعت. 4 – ش ود: (علي – عليه السلام -) وليس كلاهما في م. (*)

[ 290 ]

…..


[ 291 ]

المبحث الثالث عشر: في النص عليه بانه خير الخلق: من مناقب ابن مردويه (1) عن حذيفة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – علي خير البشر من أبي فقد كفر. وعن سلمان (2) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – علي بن أبي طالب خير من اخلف بعدى. وعن أبي سعيد الخدري (3) قال: قال [ سلمان: رآني ] (4) رسول الله – صلى الله عليه وآله – فناداني. فقلت: لبيك. قال: اشهدك اليوم ان علي بن أبي طالب – عليه السلام – [ خيرهم وافضلهم ] (5).


1 – احقاق الحق 4 / 254، عن مناقب ابن مردويه، على ما في الدر الثمين ومناقب عبد الله الشافعي. 2 – كشف الغمة 1 / 156 عن مناقب ابن مردويه. 3 – نفس المصدر 1 / 156 – 157، عن مناقب ابن مردويه. وش ود: أبي ربيعة الخدري. 4 – ليس في أ. 5 – ليس في ش ود. وفيهما: (خير أمتي في الدنيا والاخرة) بدلا منه. (*)

[ 292 ]

وعن أبي رافع (1) عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – لعلي – عليه السلام -: أنت خير امتي الدنيا والاخرة. وعن حبشي بن جنادة (2) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم -: خير من يمشي على الارض بعدى علي بن أبي طالب – عليه السلام -. وعن انس بن مالك (3) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: علي خير من تركت بعدى. وعن جابر بن عبد الله (4) قال: بعث النبي – صلى الله عليه وآله – الوليد بن عقبة (5) الى بني وليعة (6) [ وكان بينهم شحناء في الجاهلية فلما بلغ بني وليعة ] (7) استقبلوه لينظروا (8) ما في نفسه (9). قال فخشي القوم فرجع إلى رسول الله – (ص) – فقال: ان بني وليعة (10) ارادوا قتلي ومنعوا الصدقة. فلما بلغ بني وليعة (11) الذي قال عنهم الوليد لرسول الله – صلى


1 – احقاق الحق 15 / 281، عن المناقب للغيني الحيدر آبادي وعن أرجح المطالب اللذين رووه عن ابن مردويه. ولكن نقلوا السند هكذا: عن أبي رافع، عن النبي – صلى الله عليه وآله -… 2 – كشف الغمة 1 / 157، عن مناقب ابن مردويه، وفي ش وأ: (حبسي) بدل (حبشي). 3 – نفس المصدر والموضع والمأخذ. 4 – نفس المصدر 1 / 158، عن مناقب ابن مردويه. 5 – ج وأ: عتبة. 6 – ش: (وليفة). وهنا عبارة في حاشية د. وهي: (فلما رأوه قال بعضهم لبعض). 7 – من ج. 8 – ش: (لتنظروا) وهي مع تقرير عبارة حاشية (و) التي ذكرناها في رقم 4 آنفا صحيح. 9 – ش: نفسي. 10 و 11 – ش: وليفة. (*)

[ 293 ]

اللة عليه وآله – اتوا رسول الله – صلى الله عليه وآله – فقالوا: يا رسول الله والله لقد كذب الوليد ولكنه قد كانت بيننا وبينه شحناء فخشينا ان يعاقبنا بالذى كان بيننا. فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: لتنتهن يا بني وليعة (1) أو لابعثن اليكم رجلا عندي كنفسي يقتل مقاتليكم ويسبي ذراريكم وهو هذا خير من ترون. وضرب على كتف علي بن أبي طالب – عليه السلام -. وانزل الله في الوليد بن عقبة (يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ) (2) (الاية). والاخبار في ذلك اكثر من ان تحصى. المبحث الرابع عشر: في التوعد على من ناصب عليا – عليه السلام – الخلافة: من كتاب مناقب الخوارزمي (3): عن أبي ذر الغفاري قال قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: من ناصب عليا الخلافة بعدى فهو كافر وقد حارب الله ورسوله. ومن شك في علي فهو كافر. ومنه (4): عن زين العابدين – عليه السلام – عن أبيه عن علي – عليه السلام – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – اشتد غضب الله – تعالى – وغضبي علي من اهرق دمي و (6) آذاني في


1 – ش: وليفة. 2 – الحجرات / 6. 3 – بل مناقب ابن المغازلي / 45، ح 68. 4 – نفس المصدر / 41، ح 64. 5 – أ، ش ود: آبائه – عليهم السلام -. 6 – المصدر: أو. (*)

[ 294 ]

عترتي (1). ومنه (2): عن انس قال: كنت عند النبي – صلى الله عليه وآله – فراى عليا – عليه السلام – مقبلا فقال: انا وهذا حجة الله (3) على امتي يوم القيامة. ومنه (4): عن معاوية بن حيدة (5) القشيرى قال: سمعت النبي – صلى الله عليه وآله – يقول لعلي – عليه السلام -: يا علي لا يبالي من مات وهو يبغضك (6) مات يهوديا أو نصرانيا. قال يزيد بن زريع: قلت لبهز بن حكيم: أحدثك ابوك عن جدك عن النبي – صلى الله عليه وآله – بهذا ؟ قال: إنه لحدثني أبي عن جدى وإلا فصم الله اذنى بصمام من نار. ومنه (7): عن انس بن مالك قال: كنا عند النبي – صلى الله عليه وآله – وعنده جماعة من اصحابه فقالوا: والله يا رسول الله انك لاحب الينا من انفسنا واولادنا. قال: فدخل حينئذ علي – عليه السلام – فنظر إليه النبي


1 – ش، د وم: ذريتي. 2 – نفس المصدر / 45، ح 67. ومثله فيه أيضا ص 197. 3 – ليست في المصدر. 4 – نفس المصدر / 50، ح 74. 5 – هكذا في المصدر. وفي ج وأ وم: (وحيد). وفي ش ود: (وجد). قال ابن حجر في تقريب التهذيب 2 / 259، رقم 1225: (معاوية بن حيدة بن معاوية بن كعب القشيري، صحابي، نزل البصرة. ومات بخراسان. وهو جد بهز بن حكيم). وأيضا انظر: أسد الغابة 4 / 385. 6 – ش، أ، د وم: مبغضك. 7 – نفس المصدر / 51، ح 75. (*)

[ 295 ]

– صلى الله عليه وآله – فقال له: كذب من زعم انه يبغضك ويحبني. ومنه (1): عن أبي ايوب الانصاري واسمه خالد بن يزيد قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: يا علي (2) إن الله جعلك تحب المساكين وترضى بهم اتباعا ويرضون بك اماما فطوبى لمن تبعك (3) وصدق فيك وويل لمن ابغضك وكذب فيك. ومنه (4): عن ابن عباس قال: كنت عند النبي – صلى الله عليه وآله – إذ أقبل علي – عليه السلام – غضبان. فقال له النبي – صلى الله عليه وآله -: ما اغضبك ؟ فقال: آذوني (5) فيك بنو عمك. فقام رسول الله – صلى الله عليه وآله – مغضبا وقال: يا ايها الناس من آذى عليا (6) [ ان عليا اولكم ايمانا واوفاكم بعهد الله. يا ايها الناس من آذى عليا ] (7) بعث يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا. فقال جابر بن عبد الله الانصاري: يا رسول الله وإن شهد ألا اله إلا الله وان (8) محمدا رسول الله – صلى الله عليه وآله – ؟ فقال: يا جابر كلمة يحتجزون بها ألا تسفك دماؤهم و [ أن لا


1 – نفس المصدر / 121، ح 159. 2 – المصدر: لعلي. 3 – ش، د وم: اتبعك. 4 – نفس المصدر / 52، ح 76. 5 – هكذا في جميع النسخ والمصدر. والظاهر: آذاني. 6 – هنا زيادة في المصدر. وهي: فقد آذاني. 7 – ليس في م. 8 – المصدر وج: أنك. (*)

[ 296 ]

تستباح ] (1) اموالهم وان [ لا ] يعطوا الجزية (2) عن يد وهم صاغرون. ومنه (3): عن أبي هريرة قال: ابصر النبي – صلى الله عليه وآله – عليا وحسنا وحسينا وفاطمة فقال: انا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم.


1 و 2 – من المصدر. 3 – نفس المصدر / 63، ح 90. (*)

[ 297 ]

المبحث الخامس عشر: في تشبيهه بسورة الاخلاص والكعبة وراس النبي – عليه السلام – وتشبيه حقه بحق الوالد: من كتاب المناقب للخوارزمي (1): عن النعمان بشير قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – إنما مثل علي في هذه الامة مثل قل هو الله أحد في القرآن. وعن ابن عباس (2) قال: قال رسول – صلى الله عليه وآله – لعلي – عليه السلام -: يا علي ما مثلك في الناس إلا كمثل قل هو الله أحد في القرآن. من قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن. ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن. ومن قرأها ثلاثا (3) فكأنما قرأ القرآن كله.


1 – بل مناقب ابن المغازلي / 69، ح 100. 2 – ينابيع المودة / 125. وقد أخرجه فيه عن مناقب الخوارزمي. إلا إننا لم نجده لا في مناقب الخوارزمي ولا في مناقب ابن المغازلي. 3 – المصدر: ثلاث مرات. (*)

[ 298 ]

كذا أنت يا علي من احبك بلسانه فقد احب (1) ثلث الاسلام. ومن احبك بلسانه وقلبه فقد احب (2) ثلثي الاسلام. ومن احبك بلسانه وقلبه ويديه (3) فقد احب الاسلام (4) كله. والذي بعثني بالحق نبيا لو احبك أهل الأرض كحب (5) أهل السماء لما (6) عذب (7) أحد منهم بالنار. وعن أبي ذر (8) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: مثل علي فيكم أو قال في هذه الامة كمثل الكعبة المستورة أو المشهورة النظر إليها عبادة والحج إليها فريضة.


1 – المصدر: (بقلبه فقد أخذ) بدل (بلسانه فقد أحب). 2 – المصدر: (بقلبه ولسانه فقد أخذ) بدل (بلسانه وقلبه فقد أحب). 3 – هكذا في م وفي سائر النسخ: بدنه. 4 – المصدر: (بقلبه ولسانه ويده فقد جمع الايمان) بدل (بلسانه وقلبه ويديه فقد أحب الاسلام). 5 – المصدر: كما يحبك. 6 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: لما. 7 – المصدر: عذب الله. 8 – مناقب ابن المغازلي / 106، ح 149. (*)

[ 299 ]

وعن ابن عباس (1) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: علي مني مثل رأسي من بدني. وعنه (2) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – علي مني كرأسي من بدني.


1 – مناقب المغازلي / 92، ح 135 ومثله في مناقب الخوارزمي / 87. 2 – ج: (وعن ابن عباس). والحديث في مناقب المغازلي / 92، ح 136 ومثله في مناقب الخوارزمي / 90 – 91. (*)

[ 300 ]

وعن علي – عليه السلام – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: حق علي – عليه السلام – على المسلمين (2) كحق الوالد علي ولده.


1 – بل مناقب المغازلي / 47، ح 70 ومثله في الخوارزمي / 229 – 230، بسنده عن عمار بن ياسر وأبي أيوب. 2 – ش ود: (على هذه الامة) بدل: (على المسلمين). وكلاهما غير موجودتان في م. (*)

[ 301 ]

المبحث السادس عشر: في السطل: روى الخوارزمي (1) بإسناده الى انس بن مالك قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – لابي بكر وعمر: امضيا الى علي – عليه السلام – حتى يحدثكما بما (2) كان منه في ليلته وأنا على اثركما. قال انس: فمضيا ومضيت معهما (3) فاستاذن أبو بكر وعمر على علي – عليه السلام – فخرج اليهما. فقال: يا أبا بكر حدث شئ ؟ قال [: لا ] (4) وما حدث إلا خير. قال: [ قال ] (5) لي رسول الله – صلى الله عليه وآله – ولعمر: امضيا إلى علي حتى يحدثكما بما (6) كان منه في ليلته. وجاء النبي – صلى الله عليه وآله – فقال: يا علي حدثهما ما كان منك في ليلتك. فقال: استحيى يا رسول الله.


1 – بل مناقب المغازلي / 94، ح 139. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ والمصدر: ما. 3 – المصدر: معهم. 4 – من المصدر. 5 – من ج. 6 – هكذا في م. وفي سائر النسخ والمصدر: ما. (*)

[ 302 ]

فقال: حدثهما فإن الله لا يستحي من الحق. فقال علي: اردت الماء للطهارة واصبحت وخفت ان تفوتني الصلاة فوجهت الحسن في طريق والحسين في طريق في طلب الماء فابطيا علي فاحزنني ذلك فرايت السقف قد انشق ونزل علي منه سطل مغطى بمنديل فلما صار في الارض نحيت المنديل عنه وإذا فيه ماء فتطهرت للصلاة واغتسلت وصليت ثم ارتفع السطل والمنديل والتأم السقف. فقال النبي – صلى الله عليه وآله – لعلي – عليه السلام -: أما السطل فمن الجنة وأما الماء فمن نهر الكوثر وأما المنديل فمن استبرق الجنة. من مثلك يا علي في ليلتك (1) وجبريل – عليه السلام – يخدمك (2). المبحث السابع عشر: في وصفه بالسيادة: روى الخوارزمي (3) عن ابن عباس قال: نظر النبي – صلى الله عليه وآله – الى علي بن أبي طالب – عليه السلام – فقال: أنت سيد في الدنيا وسيد في الاخرة. من احبك فقد احبني وحبيبي حبيب الله – عز وجل – وعدوك عدوى وعدوى عدو الله – عز وجل -. ويل لمن ابغضك من بعدى. وعن اخطب بن محمد (4) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – لما كان ليلة اسرى بي إلى السماء إذا قصر احمر من ياقوتة تتلألأ فأوحي الي في علي: انه سيد المسلمين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين


1 – المصدر: ليله. 2 – المصدر: يخدمه. 3 – بل ابن المغازلي في مناقبه / 103، ح 145. 4 – نفس المصدر / 104، ح 146. وفيه: عن ابن أخطب، عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة الانصاري، عن أبيه. (*)

[ 303 ]

وعن اسعد بن زرارة (1) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: انتهيت (2) ليلة اسرى بي الى سدرة المنتهى (3) فأوحى إلي ربي (4) في علي – عليه السلام – ثلاثا: انه امام المتقين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين الى جنات النعيم. المبحث الثامن عشر: في انه صاحب الحوض والاذن في دخول الجنة وصاحب اللواء يوم القيامة والصراط وافتخار ملكيه (5) على الملائكة: روى الخوارزمي (6) عن ابن عباس قال: قال النبي – صلى الله عليه وآله -: علي يوم القيامة على الحوض. لا يدخل الجنة إلا من جاء بجواز من علي – عليه السلام -. وعن جابر (7) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: إن


1 – بل نفس المصدر / 105، ح 147. وفيه: عن أسعد بن زرارة (عن أبيه). 2 – م: أتيت. 3 – هكذا في المصدر وج. وفي سائر النسخ: إلى السماء إلى سدرة المنتهى. 4 – ليس في المصدر. 5 – ش وم: الملائكة. 6 – بل ابن المغازلي في مناقبه / 119، ح 156. 7 – نفس المصدر / 127، ح 167 ومثله في مناقب الخوارزمي / 225 – 226، بسنده عن محمد بن عثمان بن ثابت، عن أبيه، قال: سمعت النبي… (*)

[ 304 ]

ملكي على بن أبي طالب ليفتخران على سائر الاملاك (1) لكونهما (2) مع علي. لانهما لم يصعدا (3) الى الله – عز وجل – [ منه قط ] (4) بشئ يسخطه. وعن مجاهد (5) عن ابن عباس قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: إذا كان القيامة أمر الله – تعالى – جبريل – عليه السلام – ان يجلس على باب الجنة فلا يدخلها إلا من معه براءة من علي بن أبي طالب – عليه السلام -. وعن جابر بن سمرة (6) قال: قيل: يا رسول الله من صاحب لوائك في الاخرة ؟ قال صاحب لوائي في الاخرة صاحب لوائي (7) في الدنيا علي بن أبي طالب – عليه السلام -. وعن عبد الله بن انس [ عن جده ] (8) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على شفير جهنم لم يجز عليه إلا من معه كتاب بولاية (9) علي بن أبي طالب – عليه


1 – هكذا في المصدر وم. وفي سائر النسخ: الملائكة. 2 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: بكونهما. 3 – ش ود: لا يصعدان. 4 – من المصدر. 5 – نفس المصدر / 131، ح 172. ومثله في مناقب الخوارزمي / 229، بنفس السند ولكن فيه: (… أقام الله – عزوجل – جبريل ومحمدا على الصراط فلا يجوزه أحد إلا من كان…) بدل (أمر الله تعالى جبريل – عليه السلام -… إلا من معه…). 6 – نفس المصدر / 200، ح 237، ومثله في مناقب الخوارزمي / 258، باختلاف في اللفظ. 7 – (في الاخرة صاحب لوائي) ليس في المصدر وم. 8 – من المصدر. وفيه أيضا بين المعقوفتين. 9 – ج: بولاء. أ: تولاء. م: بولائي. المصدر: ولاية. (*)

[ 305 ]

السلام -. المبحث التاسع عشر: في اولاده: كان اولاد أمير المؤمنين – عليه السلام – من جملتهم الامامان الحسن والحسين – عليهما السلام – وفضائلهما لا تحصى كثرة. روى الخوارزمي (1) باسناده: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. وعن أبي هريرة (2) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: ان ملكا استاذن الله – عز وجل – في زيارتي فبشرني بما بشرني واخبرني بما اخبرني (3) ان فاطمة سيدة نساء امتي وان الحسن وسيدا شباب أهل الجنة. وعن يعلي العامري (4) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: حسين مني وانا من حسين. احب الله من احب حسينا. حسين سبط من الاسباط. وعن ابن عباس (5) قال: نزل جبرئيل – عليه السلام – على محمد


1 – لم نعثر عليها في مناقب الخوارزمي ولا ابن المغازلي ولكن في حليلة الاولياء 5 / 58 وأخرجها في تعليقات إحقاق الحق، 9 / 229 – 241 و 10 – 544 – 587، من مصادر كثيرة. 2 – لم نعثر عليها في مناقب الخوارزمي ولا ابن المغازلي ولكن في كنز العمال 12 / 117 رقم 3427 وفي مجمع الزوائد 9 / 201، باختلاف قليل. وأخرجها في تعليقات إحقاق الحق 102 / 103 – 104، من الخصائص للنسائي وتاريخ الاسلام للذهبي وسائر المصادر التي نقلها في مجمع الزوائد. 3 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: فيما. 4 – كنز العمال 12 / 129، ح 34328 وأخرجه في تعليقات إحقاق الحق 11 / 265 – 278 عن كثير من المصادر. والظاهر أن هذا الحديث والحديثين اللذين قبله كانا موجودين في مناقب ابن المغازلي إلا أن النسخة الموجودة لدينا خالية من هذه الاحاديث بدليل الحديث الاتي آنفا. 5 – أخرجه في إحقاق الحق 11 / 322 عن المناقب لعبدالله الشافعي الذي رواه عن مناقب ابن المغازلي. (*)

[ 306 ]

– صلى الله عليه وآله -: إن الله – عز وجل – قتل بيحيى بن زكريا سبعين الفا وإنه قاتل بابن ابنتك الحسين – عليهما السلام – سبعين الفا وسبعين الفا. وقال رسول الله – صلى الله عليه وآله – (1): قاتل الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل النار أو أهل الدنيا (2) وقد شد يداه ورجلاه بسلاسل من نار منكس (3) في النار حتى يقع في قعر جهنم (4) وله ريح يتعوذ أهل النار إلى ربهم – عز وجل – من شدة ريح نتنه وهو فيها خالد ذائق العذاب الاليم لا يفتر عنه ساعة ويسقى من حميم جهنم الويل له (5) من عذاب الله – عز وجل -. وعن مصعب (6) قال: حج الحسين – عليه السلام – خمسا وعشرين حجه ماشيا. وعن البراء (7) قال: رايت النبي – صلى الله عليه وآله – حامل الحسن (8) – عليه السلام – وهو يقول: اللهم اني احبه فاحبه. وعن حذيفة بن اليمان (9) قال: رأيت النبي – صلى الله عليه


1 – مناقب ابن المغازلي / 66، ح 95 وفيه بعض الاختلافات. 2 – (أهل النار أو) ليس في م و (أهل الدنيا) ليس في المصدر. 3 – م: ينكس. 4 – هكذا في المصدر وم. وفي سائر النسخ: النار. 5 – هكذا في م. وفي سائر النسخ والمصدر: لهم. 6 – مناقب ابن المغازلي / 71، ح 102. 7 – تاريخ بغداد 1 / 139. وراجع إحقاق الحق 11 / 13 – 16. والظاهر إن هذا الحديث كان موجود في مناقب ابن المغازلي إلا أن هذه النسخة الموجودة لدينا خالية منه. والدليل على ذلك الاحاديث التي قبله وبعده موجودة فيه. 9 – لم نعثر عليها في مناقب ابن المغازلي ولكن في إحقاق الحق 11 / 282 أخرجه عن مناقب عبد الله = (*)

[ 307 ]

وآله – آخذا بيد الحسين بن علي – عليهما السلام – وقال: يا ايها الناس هذا الحسين بن علي إلا فاعرفوه وفضلوه فو لجده اكرم على الله – تعالى – من جد يوسف بن يعقوب – عليهما السلام -. هذا الحسين بن علي جده في الجنة وجدته في الجنة وامه في الجنة وابوه في الجنة (1) وعمه في الجنة وعمته في الجنة وخاله في الجنة وخالته في الجنة واخوه في الجنة وهو في الجنة ومحبوهم في الجنة ومحبو محبيهم في الجنة. وعن أبي هريرة (2) قال: رايت رسول الله – صلى الله عليه وآله – يمص لعاب الحسن والحسين كما يمص الرجل اللبن (3). وعن اسامة بن زيد (4) قال: طرقت رسول الله – صلى الله عليه وآله – ذات ليلة لحاجة فخرج وهو مشتمل على شئ لا ادرى (5) ما هو. فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه ؟ فإذا هو حسن وحسين على وركيه (6). فقال: هذان ابناى وابنا ابنتي اللهم انك تعلم اني احبهما فاحبهما – ثلاث مرات -. وعن جابر (7) قال: دخلت على النبي – صلى الله عليه وآله – وعلى ظهره الحسن والحسين وهو يقول: نعم الجمل جملكما ونعم العدلان


= الشافعي نقلا عن ابن المغازلي في مناقبه. 1 – م، ش ود: أبوه في الجنة وأمه في الجنة. 2 – مناقب ابن المغازلي / 373، ح 420. 3 – المصدر: التمرة. 4 – نفس المصدر / 374، ح 421. 5 – المصدر: لم أدري. 6 – م: وركه. 7 – نفس المصدر / 375، ح 423. (*)

[ 308 ]

أنتما. وعن أبي سعيد الخدرى (1) قال: كنا نتحدث عند رسول الله – صلى الله عليه وآله – [ حتى دنت القائلة (2) فجعل رسول الله – صلى الله عليه وآله – ] (3) يميل مرة عن يمينه ومره عن يساره (4) فلما رأينا ذلك قمنا عنه فلما خرجنا الى الباب إذا نحن بفاطمة ابنته – عليهما السلام -. فقال لها علي – عليه السلام -: يا فاطمة ما ازعجك هذه الساعة من رحلك ؟ قالت: ابناك (5) الحسن والحسين فقدتهما منذ اصبحت (6) وما كنت اظنهما إلا عند رسول الله – صلى الله عليه وآله -. قال: ما هما (7) عند رسول الله – صلى الله عليه وآله -. فارجعي ولا تؤذيه (8) فانها ليست بساعة إذن. فسمع رسول الله – صلى الله عليه وآله – كلام علي وفاطمة فخرج في ازار ليس عليه غيره فقال: ما ازعجك في هذه الساعة من رحلك ؟ فقالت: يا رسول الله ابناك الحسن والحسين خرجا من عندي فلم ارهما حتى الساعة وكنت احسبهما عندك وقد دخلني وجل (9)


1 – نفس المصدر / 377، ح 426. 2 – ش ود: المقايلة. 3 – ليس في المصدر. 4 – ش ود: شماله. 5 – المصدر: إن. 6 – المصدر: فلم أحسستهما. 7 – المصدر: (قال علي: هما) بدل (قال: ما هما). وفي أ: (وهما) بدل (ما هما). 8 – المصدر: ولا تؤذين رسول الله. ج: ولا تؤذينه. 9 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: وجد. (*)

[ 309 ]

شديد. قال: فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله – يا فاطمة إن الله وليهما وحافظهما ليس عليهما ضيعة – إن شاء الله -. ارجعي يا بنية (1) فنحن احق بالطلب. فرجعت فاطمة إلى بيتها فاخذ رسول الله – صلى الله عليه وآله – في وجه وعلي – عليه السلام – في وجه آخر (2) فابتغياهما فانتهيا (3) اليهما وهما في اصل حائط قد احرقتهما الشمس واحدهما مستتر بصاحبه. فلما رآهما تلك الحاله خنقته العبرة واكب عليهما يقبلهما. ثم حمل الحسن على منكبه الايمن والحسين على منكبه الايسر. ثم اقبل بهما رسول الله – صلى الله عليه وآله – يرفع قدما ويضع اخرى (4) مما يكابد من حر الرمضاء وكره ان يمشيا فيصيبهما ما اصابه فوقاهما بنفسه. وعن سليمان [ بن سالم (5): حدثني ] (6) الاعمش قال: بعث إلي أبو جعفر المنصور يطلبني. فقلت للرسول: ما يريد مني (7) أمير المؤمنين ؟ قال: لا اعلم (8). فقلت له: ابلغه اني آتيه. ثم تفكرت في نفسي فقلت: ما دعاني


1 – م: يا بنيتي. 2 – ليس في المصدر. 3 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: (فاتبعناهما فانتهينا) بدل (فابتغياهما فانتهيا). 4 – م: قدما أخرى. 5 – نفس المصدر / 143، ح 188، باختلاف كثير في بعض الالفاظ. ولم نعثر عليه في مناقب الخوارزمي. 6 – من المصدر. 7 – ج: يريدني. 8 – هكذا في المصدر وأ. وفي سائر النسخ: لا أدري. (*)

[ 310 ]

في هذا الوقت متخيرا ولكن عسي ان يسالني عن فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – عليه السلام -. فإن اخبرته قتلني. قال فتطهرت ولبست اكفاني وتحنطت ثم كتبت وصيتى ثم سرت إليه فوجدت عنده عمرو بن عبيد فحمدت الله على ذلك وقلت: وجدت عنده عونا صادقا من أهل البصرة. فقال لي: ادن يا سليمان فدنوت. فلما قربت منه (2) اقبلت على عمرو بن عبيد اساله وفاح ريح الحنوط مني. فقال: يا سليمان ما هذه الرائحة ؟ والله لتصدقني وإلا قتلتك. قلت: يا أمير المؤمنين اتاني رسولك في جوف الليل فقلت في نفسي: ما بعث أمير المؤمنين إلي في هذه الساعة إلا ليسالني عن فضائل أمير المؤمنين علي – عليه السلام – فإن اخبرته قتلني فكتبت وصيتي ولبست كفني وتحنطت. فاهوى جالسا وهو يقول: لا حول ولا قوة بالله [ العلي العظيم. ] (3) ثم قال: اتدرى يا سليمان ما اسمي ؟ قلت: نعم. قال: ما اسمي ؟ قلت: [ نعم يا أمير المؤمنين. قال: ما اسمي ؟ قلت: ] (4) عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ والمصدر: لخير. 2 – هكذا في ج. وفي سائر النسخ: (فلما دنوت منه وقربت) بدل (فدنوت. فلما قربت منه). وفي المصدر: (فلما قربت منه). 3 – ليس في ج. 4 – ليس في د وأ. (*)

[ 311 ]

العباس بن عبد المطلب. قال: صدقت فاخبرني بالله وبقرابتي من رسول الله – صلى الله عليه وآله – كم رويت في علي من فضيلة عن جميع الفقهاء وكم يكون ؟ قلت: يسيرا يا أمير المؤمنين نحو عشرة آلاف حديث وما زاد. قال: يا سليمان لاحدثنك في فضائل علي – عليه السلام – حديثين ياكلان (1) كل حديث رويته عن جميع الفقهاء. فإن حلفت لي الان ألا ترويهما لاحد من الشيعة حدثتك بهما. فقلت: لا احلف ولا اخبر بهما احدا منهم. فقال: كنت هاربا من بني مروان وكنت ادور البلدان اتقرب الى الناس بحب علي بن أبي طالب – عليه السلام – وفضائله وكانوا يرووني ويطعموني ويزوروني ويكرموني ويخدموني و يحملوني حتى وردت بلاد الشام. فكانوا إذا اصبحوا لعنوا عليا – عليه السلام – في مساجدهم لأن كلهم خوارج واصحاب معاوية. فدخلت مسجدا وفي نفسي منهم شئ فاقيمت الصلاة فصليت الظهر وعلى كساء خلق. فلما سلم الامام اتكا على الحائط وأهل المسجد حضور فجلست فلم ار احدا منهم يتكلم توقيرا لامامهم فإذا بصبيين قد دخلا المسجد. فلما نظر اليهما الامام قال: ادخلا مرحبا بكما ومرحبا بمن سميتما (2) باسميهما (3). والله ما سميتكما باسميهما (4) إلا لحب محمد وآل محمد. فإذا احدهما يقال له: الحسن والاخر: الحسين. فقلت فيما بيني وبين نفسي: قد اصبت اليوم حاجتي ولا قوة إلا


1 – م: أكمل من. 2 – هكذا في ج وأ. وفي سائر النسخ والمصدر: سميتكما. 3 و 4 – هكذا في ج وأ. وفي سائر النسخ والمصدر: باسمائهما. (*)

[ 312 ]

بالله. وكان شاب الى جنبي فسألته: من هذا الشيخ ومن هذان الصبيان ؟ فقال: الشيخ جدهما وليس في هذه المدينة أحد يحب عليا – عليه السلام – غيره ولذلك سماهما الحسن والحسين. فقمت فرحا واني يومئذ لصارم لا اخاف الرجال فدنوت من الشيخ فقلت: هل لك في حديث اقر به عينك ؟ فقال: ما احوجني الى ذلك ! وان اقررت عيني اقررت عينك. فقلت: حدثني أبي عن جدى عن أبيه عن رسول الله – صلى الله عليه وآله -. فقال: من والدك وجدك ؟ قلت: محمد بن علي بن عبد الله بن العباس. قال: انا كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وآله – فإذا فاطمة – عليها السلام – قد اقبلت تبكي. فقال النبي – صلى الله عليه وآله – ما يبكيك يا فاطمة ؟ قالت: يا أبة إن الحسن والحسين قد غدوا فذهبا (1) منذ اليوم وقد طلبتهما ولا ادرى اين هما. وان عليا – عليه السلام – يسقي (2) على الدالية منذ خمسة ايام يسقي البستان. وإني طلبتهما في منازلك فما حسست لهما اثرا. وإذا أبو بكر فقال: يا أبا بكر قم فاطلب قرتي عيني.


1 – ج وأ: غبرا أو ذهنا. المصدر: عبرا أو ذهبا. ش ود: غابا وذهبا. وما أثبتناه في المتن موافق م. 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ والمصدر: يمشي. (*)

[ 313 ]

ثم قال: يا عمر قم فاطلبهما. يا سلمان يا ذر يا فلان يا فلان. قال: فاحصينا على رسول الله – صلى الله عليه وآله – سبعين رجلا بعثهم في طلبهما وحثهم. فرجعوا ولم يصيبوهما فاغتم النبي – صلى الله عليه وآله – غما شديدا. ووقف على باب المسجد وهو يقول: بحق إبراهيم خليلك وبحق آدم صفيك ان كانا قرتا عيني وثمرتا فؤادى اخذا برا أو بحرا فاحفظهما وسلمهما. قال: فإذا جبريل – عليه السلام – هبط فقال: يا رسول الله ان الله – تعالى – يقرئك السلام ويقول لك: لا تحزن ولا تغتم الصبيان فاضلان في فاضلان في الاخرة وهما في الجنة قد وكلت بهما ملكا يحفظهما إذا ناما وإذا قاما. ففرح رسول الله – صلى الله عليه وآله – فرحا شديدا ومضى جبريل عن يمينه والمسلمون حوله حتى دخل حظيرة بني النجار فسلم على ذلك الملك الموكل بهما. ثم جثى النبي – صلى الله عليه وآله – على ركبتيه وإذا الحسن معانق الحسين وهما نائمان وذلك الملك قد جعل جناحه تحتهما والاخر فوقهما وعلى كل واحد منهما دراعه من شعر أو صوف والمداد على شفتيهما (1) فما زال النبي – صلى الله عليه وآله – يلثمهما (2) حتى استيقظا. فحمل النبي – صلى الله عليه وآله – الحسن وحمل جبرئيل الحسين وخرج النبي – صلى الله عليه وآله – من الحظيرة. قال ابن عباس: وجدنا الحسن – عليه السلام – عن يمين النبي – صلى الله عليه وآله – والحسين – عليه السلام – عن يساره – صلى الله عليه وآله – وهو يقبلهما ويقول: من احبكما فقد احب رسول الله ومن


1 – م: ثنيتهما. 2 – هكذا في المصدر وم. وفي سائر النسخ: بينهما. (*)

[ 314 ]

ابغضكما فقد ابغض رسول الله. فقال أبو بكر: يا رسول الله اعطني احدهما احمله. فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: نعم الحموله ونعم المطية تحتهما. فلما ان صار الى باب الحظيرة لقيه عمر بن الخطاب فقال له مثل مقاله أبي بكر فرد عليه رسول الله – صلى الله عليه وآله – كما رد على أبي بكر (1). فرايت الحسن متشبثا بثوب رسول الله – صلى الله عليه وآله – ووجدنا يد النبي على راسه. فدخل النبي – صلى الله عليه وآله – المسجد فقال: لاشرفن اليوم ابني كما شرفهما الله – تعالى -. وقال: يا بلال علي بالناس فنادى فيهم فاجتمعوا. فقال النبي – صلى الله عليه وآله -: يا معشر اصحابي بلغوا عن نبيكم محمد – صلى الله عليه وآله – سمعنا رسول الله – صلى الله عليه وآله – يقول: ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة ؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: عليكم بالحسن والحسين فإن جدهما رسول الله وجدتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة. معشر الناس هل ادلكم على خير الناس أبا وأما ؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: عليكم بالحسن والحسين فإن اباهما علي بن أبي طالب – عليه السلام – وهو خير منهما شاب يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ذو المنفعة والمنقبة في الاسلام. وامهما فاطمة بنت رسول الله سيدة نساء أهل الجنة. معشر الناس الا ادلكم خير الناس عما وعمه ؟


1 – ش ود: صاحبه. (*)

[ 315 ]

قالوا: بلى يا رسول الله. قال: عليكم بالحسن والحسين فإن عمهما جعفر ذو الجناحين يطير بهما في الجنة مع الملائكة وعمتهما ام هانئ بنت أبي طالب. معاشر الناس الا ادلكم على خير الناس خالا وخالة ؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: عليكم بالحسن والحسين فإن خالهما القاسم بن محمد رسول الله. وخالتهما زينب بنت رسول الله. الا يا معشر الناس اعلمكم ان جدهما في الجنة وجدتهما في الجنة وابوهما في الجنة وامهما في الجنة وعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة وخالهما في الجنة وخالتهما في الجنة وهما في الجنة. ومن احب ابني علي فهو معنا في الجنة. ومن ابغضهما فهو في النار. وان من كرامتهما على الله – تعالى – انه سماهما في التوراة: شبرا وشبيرا. فلما سمع الشيخ الامام هذا مني قدمني وقال: هذه حالك وأنت تروى في علي هذا. وكساني خلعة وحملني على بغلة بعتها بمائة دينار. ثم قال لي: ادلك على من يفعل بك خيرا ههنا اخوان في هذه المدينة: احدهما كان امام قوم وكان إذا اصبح لعن عليا – عليه السلام – الف مرة كل غداة فغير الله – تعالى – ما به من نعمة فصار آيه للسائلين (1) وهو اليوم يحبه. واخ لي يحبه (2) منذ خرج من بطن امه فقم إليه ولا تحتبس (3) عنده. والله يا سليمان لقد ركبت البغلة واني يومئذ لجائع. فقام معي


1 – م: للعالمين. 2 – م: محبة. 3 – م: لا تجلس. (*)

[ 316 ]

الشيخ وأهل المسجد حتى صرنا الى الدار وقال الشيخ: إني انتظرك (1). فدققت الباب وقد ذهب من كان معي فإذا شاب (2) آدم قد خرج الى. فلما راى البغلة قال: مرحبا بك والله ما كساك أبو فلان خلعته (3) ولا حملك على بغلته إلا انك تحب الله ورسوله. ان اقررت عيني لاقرن عينك. والله يا سليمان اني لا البس (4) بهذا الحديث الذي سمعته وتسمعه اخبرني أبي عن جدى عن أبيه قال: كنا مع النبي – صلى الله عليه وآله – جلوسا بباب داره فإذا فاطمة – عليها السلام – قد اقبلت وهي حاملة الحسين وهي تبكي بكاء شديدا. فاستقبلها رسول الله – صلى الله عليه وآله – فتناول الحسين منها وقال: لها ما يبكيك يا فاطمة ؟ قالت: يا ابة عيرتني نساء قريش وقلن: زوجك ابوك معدما لا مال له. فقال النبي – صلى الله عليه وآله -: مهلا وإياى ان اسمع هذا منك فانني لم ازوجك حتى زوجك الله – تعالى – من فوق عرشه وشهد على ذلك جبريل. وان الله – تعالى – اطلع على الدنيا (5) فاختار من الخلائق اباك فبعثه نبيا ثم اطلع ثانية فاختار من الخلائق عليا – عليه السلام – فأوحى الى فزوجتك اياه واتخذته وصيا ووزيرا. فعلي اشجع الناس قلبا واعلم الناس علما واحلم الناس حلما واقدم الناس


1 – هكذا في م. وفي سائر النسخ والمصدر: انظر لا تحتبس. 2 – آدم: شديد السمرة. 3 – م: خلعة. 4 – ج وأ: لانس. المصدر: لانفس. 5 – م: اطلع على الدنيا اطلاعة. (*)

[ 317 ]

اسلاما واسمحهم كفا واحسنهم (1) خلقا. يا فاطمة آخذ لواء الحمد ومفاتيح الجنة بيدى فادفعهما (2) إلى علي فيكون آدم ومن ولد تحت لوائه. يا فاطمة اني مقيم غدا عليا – عليه السلام – على حوضي يسقي من عرف من امتى. يا فاطمة وابناك الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وكان قد سبق اسمهما في توراة موسى وكان اسمهما في التوراة (3) شبرا وشبيرا فسماهما الحسن والحسين لكرامة محمد – صلى الله عليه وآله – على الله – تعالى – ولكرامتهما عليه. يا فاطمة يكسى ابوك حلتين من حلل الجنة ويكسي علي حلتين من حلل الجنة ولواء الحمد في يدى وامتى تحت لواي فاناوله عليا لكرامته (4) على الله – تعالى -. وينادى مناد: يا محمد نعم الجد جدك إبراهيم ونعم الاخ اخوك علي. وإذا دعاني رب العالمين دعا عليا معي فإذا جثوت جثا علي معي وإذا شفعت شفع علي معي وإذا اجبت اجيب علي معي وانه في المقام عوني على مفاتيح الجنة. قومي يا فاطمة ان عليا وشيعته هم الفائزون غدا. وقال بينا فاطمة جالسه إذ اقبل رسول الله – صلى الله عليه وآله – حتى جلس إليها فقال: يا فاطمة [ ما لي اراك باكية حزينة ؟ قالت: بأبي وأمي يا رسول الله كيف لا ابكي وتريد ان تفارقني. فقال لها: يا فاطمة ] (5) لا تبكي ولا تحزني (6) فلا بد من


1 – أ، ج والمصدر: أحسن الناس. 2 – م، ج والمصدر: فأدفعهما. 3 – هكذا في م. وفي سائر النسخ والمصدر: الجنة. 4 – ش، د وم: لكرامة علي. 5 – ليس في م وش. 6 – ج والمصدر: لا تبكين ولا تحزين. (*)

[ 318 ]

مفارقتك. فاشتد بكاؤها. ثم قالت: يا ابة اين القاك ؟ قال: تلقيني على تل الحمد (1) اشفع لامتي. قالت: يا ابة فإن لم القك ؟ قال: تلقيني على الصراط وجبرئيل عن يميني وميكائيل عن شمالي واسرافيل آخذ بحجزتي والملائكة خلفي وانا انادى: يا رب امتي امتي هون عليهم الحساب. ثم انظر يمينا وشمالا الى امتي وكل نبي يومئذ مشتغل بنفسه يقول: يا رب نفسي نفسي. وانا اقول: يا رب امتي امتي. فاول من يلحق بي يوم القيامة من امتي أنت وعلي والحسن والحسين. فيقول الرب: يا محمد ان امتك لو اتونى بذنوب كامثال الجبال لغفرت ما لم يشركوا بي شيئا ولم يوالوا لي عدوا. فلما سمع الشاب هذا مني أمر لي بعشرة آلاف درهم وكساني ثلاثين ثوبا. ثم قال لي: من اين أنت ؟ قلت: من أهل الكوفة. قال: عربي أنت ام مولى (2) ؟ قلت: بل عربي. قال: فكما اقررت عينى اقررت عينك. ثم قال: آتني (3) غدا في مسجد بني فلان واياك ان تخطئ الطريق. فذهبت الى الشيخ وهو جالس في المسجد ينتظرني. فلما رآني استقبلني وقال: ما فعل أبو فلان ؟


1 – م: (تحت لواء الحمد) بدل (على تل الحمد). 2 – م: مولد. 3 – م: إنني. (*)

[ 319 ]

قلت: كذا وكذا. قال: جزاه الله خيرا وجمع بيننا وبينه (1) في الجنة. فلما اصبحت يا سليمان ركبت البغلة واخذت في الطريق الذي وصف لي. فلما سرت غير بعيد تشابه علي الطريق وسمعت اقامة الصلاة من مسجد فقلت: والله لاصلين مع هؤلاء القوم. فنزلت عن البغلة ودخلت المسجد فوجدت رجلا قامته مثل قامة صاحبي فصرت عن يمينه. فلما صرنا في ركوع أو سجود إذ عمامته قد رمي بها من خلفه فتفرست في وجهه فإذا وجهه وجه خنزير وراسه وحلقة ويداه ورجلاة فلم اعلم ما اصلي وما قلت في صلاتي متفكرا في امره وسلم الامام. وتفرس الرجل في وجهي وقال: اتيت اخي بالامس فامر لك بكذا وكذا ؟ قلت: نعم. فاخذ بيدى واقامني. فلما رآنا أهل المسجد تبعونا. فقال لغلامه: اغلق الباب (2) ولا تدع احدا يدخل علينا. ثم ضرب بيده الى قميصه فنزعها وإذا جسده جسد خنزير. فقلت: يا اخي ما هذا الذي ارى بك ؟ قال: كنت مؤذن القوم وكنت كل يوم إذا اصبحت العن عليا الف مرة بين الاذان والاقامة. قال: فخرجت من المسجد ودخلت دارى [ هذه ] (3) وهو يوم جمعة وقد لعنته اربعة آلاف مرة ولعنت اولاده. فاتكأت علي هذا الدكان فذهب بي النوم فرايت في منامي كانما انا بالجنة قد اقبلت


1 – أ، ج والمصدر: بينهم. 2 – هنا زيادة في ش وهي: ولا تدخل أحدا علينا. 3 – من م والمصدر. (*)

[ 320 ]

فإذا علي فيها متكئ والحسن والحسين معه متكئون بعضهم ببعض مسرورون (1) تحتهم مصليات من نور وإذا انا برسول الله – صلى الله عليه وآله – جالسا والحسن والحسين قدامه وبيد الحسن ابريق وبيد الحسين كاس. فقال النبي – صلى الله عليه وآله – للحسن (2): اسقني فشرب. ثم قال للحسين: اسق اباك عليا فشرب. ثم قال للحسن: اسق الجماعة فشربوا. ثم قال: اسق المتكئ على الدكان. فولى الحسين (3) بوجهه عني وقال: يا ابة كيف اسقيه وهو يلعن [ أبي في ] (4) كل يوم الف مرة وقد لعنه اليوم اربعة آلاف مرة ؟ ! فقال النبي – صلى الله عليه وآله -: ما لك لعنك الله تلعن عليا وتشتم اخي ؟ ما لك لعنك الله تشتم اولادي الحسن والحسين ؟ ! ثم بصق النبي – صلى الله عليه وآله – فملا وجهي وجسدى. فلما انتبهت (5) من منامي وجدت موضع البصاق الذي اصابني [ من بصاق النبي – صلى الله عليه وآله – ] (6) قد مسخ كما ترى وصرت آية للسائلين. ثم قال: يا سليمان سمعت (7) من فضائل علي اعجب من هذين


1 – د: مزورون. م: مؤثر ومن. 2 – م: للحسين. 3 – م: الحسن. 4 – ليس في م. 5 – هكذا في المصدر وم. وفي سائر النسخ: انتهيت. 6 – ليس في د. 7 – م: أسمعت. أ: هل سمعت. (*)

[ 321 ]

الحديثين ؟ يا سليمان حب علي ايمان وبغضه نفاق. لا يحب عليا إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر. فقلت: يا أمير المؤمنين الامان ؟ فقال: لك الامان. قال: فقلت: ما تقول يا أمير المؤمنين في من يقتل هؤلاء ؟ قال: في النار لا شك في ذلك. فقلت: ما تقول فيمن قتل اولادهم واولاد اولادهم ؟ قال: فنكس راسه. ثم قال: يا سليمان الملك عقيم ولكن حدث عن فضائل علي – عليه السلام – ما شئت. وروى صاحب كتاب نهايه الطلب (1) وغاية السؤال للحنبلي (2) باسناده الى ابن عباس قال: كنت عند النبي – صلى الله عليه وآله – وعلى فخذه الايسر ابنه إبراهيم وعلى فخذه الايمن الحسين بن على – عليه السلام -. [ وهو يقبل هذا تاره وذلك اخرى ] (3) إذ هبط جبريل – عليه السلام – بوحي (4) من رب العالمين. فلما سرى عنه قال: اتاني جبريل من ربي – عز وجل – فقال: يا محمد ان الله – تعالى – يقرأ عليك السلام ويقول لك: لست اجمعهما لك فافد احدهما بصاحبه. فنظر النبي – صلى الله عليه وآله – الى إبراهيم وبكى و [ نظر ] (5) إلى الحسين وبكى وقال: ان


1 – ش، د وم: نهاية المطلب. 2 – احقاق الحق 11 / 316، نقلا عن غاية السؤول، للحنبلي، على ما في مناقب الكاشي. وأخرجه في فضائل الخمسة 3 / 317، عن تاريخ بغداد للخطيب 2 / 204. 3 – ليس في ج وأ. 4 – م وأ: يوحي. 5 – من ج وأ. (*)

[ 322 ]

إبراهيم امه امه متى مات لم يحزن عليه غيرى وام الحسين فاطمة وابوه علي ابن عمي لحمي ودمي (1) ومتى مات حزنت عليه ابنتي وحزن ابن عمي وحزنت انا اؤثر حزني على حزنهما (2). يا جبرئيل يقبض إبراهيم فقد فديت الحسين به (3). قال: فقبض بعد ثلاثه فكان النبي – صلى الله عليه وآله – إذا راى الحسين مقبلا قبله وضمه الى صدره ورشف ثناياه وقال: فديت من فديته بابني إبراهيم. وفضائل اولاده اظهر من الشمس وكذا الائمة المعصومون من اولاد الحسين – عليه السلام – لا تحصى (4) وفضائلهم كثيرة. روى الخوارزمي في مناقبه (5) عن ابن عباس قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – مثل أهل بيتي [ فيكم ] (6) مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك (7). [ وعن أبي ذر (8) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها


1 – ش ود: (لحمه لحمي) بدل (لحمي ودمي). 2 – هكذا في ج وأ. وفي سائر النسخ: حزينهما. 3 – ج وأ: منه. 4 – ج وأ: لا تحصر. 5 – بل المغازلي في مناقبه / 132، ح 173. وأيضا فيه / 134، ح 176. 6 – من المصدر. 7 – م: غرق. 8 – نفس المصدر / 134، ح 177. ومثله فيه أيضا / 133، ح 175 باختصار. (*)

[ 323 ]

غرق ] (1) ومن قاتلهم (2) في آخر الزمان فكانما قاتل مع الدجال.


1 – ليس في م. 2 – ج وأ: قاتلهما. المصدر: قاتلنا. (*)

[ 324 ]

…..


[ 325 ]

…..


[ 326 ]

…..


[ 327 ]

…..


[ 328 ]

وعن ابن عباس (1) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – للحسين – عليه السلام -: المهدى من ولدك. ومن كتاب الفردوس (2): عن ابن عباس قال: سمعت النبي يقول بأذني وإلا صمتا: انا شجرة وفاطمة حملها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمارها ومحبونا (3) أهل البيت ورقها في الجنة حقا حقا. وعن جابر بن عبد الله (4) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: ان الجنة تشتاق إلى اربعة من اهلي قد احبهم الله وامرني بحبهم: علي بن أبي طالب والحسن والحسين والمهدى – صلى الله عليهم – الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم – عليه السلام -. وقال – صلى الله عليه وآله (5) -: اربعة انا لهم شفيع يوم القيامة


1 – لم نعثر عليه لا في مناقب ابن المغازلي ولا في مناقب الخوارزمي. ولكن أخرجه في إحقاق الحق 13 / 115 عن مناقب عبد الله الشافعي (المخطوط، ص 215) نقلا عن ابن المغازلي. 2 – ش ود: المناقب. والحديث في الفردوس بمأثور الخطاب للديملي 1 / 52، رقم 35. وأخرجه في احقاق الحق 9 / 157، عن عدة الكتب. 3 – المصدر: محبون. 4 – لم نعثر عليه لا في الفردوس الديلمي ولا في المناقبين الخوارزمي وابن المغازلي ولا في مصدر آخر. 5 – أخرجه في احقاق الحق 9 / 481 – 483 عن عدة كتب من مصادر أهل السنة. (*)

[ 329 ]

المكرم لذريتي والقاضي حوائجهم والساعي لهم في امورهم عند ما اضطروا إليه والمحب لهم بقلبه ولسانه. وروى الخوارزمي (1) باسناده عن الليث بن سعد قال: حججت سنة عشرة ومائة (2) وطفت بالبيت وسعيت الصفا والمروة ورقيت أبا قبيس فوجدت رجلا يدعو وهو يقول: يا رب يا رب حتى انطفأ (3) نفسه. [ ثم قال: يا الله يا الله حتى انطفأ نفسه. ثم قال: يا حى يا قيوم حتى انطفأ نفسه. ] (4) ثم قال: [ ذا الجلال والاكرام حتى انطفأ نفسه. ثم قال: ] (5) أي رب أي رب حتى انطفأ نفسه. ثم قال: اللهم إن بردى قد خلقا فاكسني واني جائع فاطعمني فما شعرت (6) إلا بسلة فيها عنب لا عجم له وبردين ملقاوين (7) فخرجت إليه وجلست لاكل معه. فقال لي: مه (8). فقلت: انا شريكك في هذا الخير. فقال: بماذا ؟ فقلت: كنت تدعو وانا اؤمن على دعائك.


1 – بل ابن المغازلي في مناقبه / 389، ح 444، وأخرجه في احقاق الحق 12 / 239 – 241 عن مصادر كثيرة. 2 – المصدر: سنة ثلاث عشرة ومائة. 3 – ش ود: انقطع. 4 – ليس في المصدر. 5 – ليس في م. 6 – م: سعدت. 7 – م: سلقاوان. 8 – أي: اكفف. (*)

[ 330 ]

فقال لي: كل ولا تدخر شيئا. فاكلنا وليس في البلاد (1) إذ ذاك عنب. ثم انصرفنا عن رى ولم ينقص من السله شئ. ثم قال لي: خذ أحد البردين اليك. فقلت: انا غني عنهما. فقال لي: فتوار عنى حتى البسهما. فتواريت فلبسهما واخذ الاخلاق بيده ونزل. فاتبعته فلقيه سائل فقال له: اكسني [ كساك الله ] (2) يا ابن [ بنت ] (3) رسول الله. فاعطاه الاخلاق. فاتبعت السائل فقلت: من هذا ؟ فقال لي [ هذا ] (4) جعفر بن محمد الصادق – عليه السلام -. وحج سفيان [ الثوري ] (5) فقال: رايت جعفر بن محمد – عليهما السلام – لم ار حاجا وقف بالمشاعر واجتهد في التضرع والابتهال مثله. فلما وصل عرفه اخذ من الناس جانبا واجتهد في الدعاء في الموقف. ثم نزل عليه عنب من السماء فاخذ ياكل. ثم قال لي: يا سفيان ادن وكل. ولم يكن وقت عنب (6) ثم قال: يا سفيان أتدرى كم الحاج ؟ فقلت: الله وابن رسوله اعلم. فقال: يا سفيان انهم اربعمائة الف حاج. وانه لا حج صحيح مقبول إلا لاربعة نفر وان الله – تعالى – يقبل الجميع (7) لاجل قبول حج


1 – المصدر: البلد. 2 – ليس في م. 3 و 4 – ليس في المصدر. 5 – من م. 6 – ج وأ: عنب من السماء. 7 – ش، د وم: حج الجميع. (*)

[ 331 ]

الاربعة. والاخبار في فضائلهم اكثر من ان تحصى. وفي الجمع بين الصحيحين: عن جابر بن سمرة (1) قال: سمعت النبي – صلى الله عليه وآله – يقول: يكون بعدى اثنا عشر اميرا كلهم من قريش. ومن مسند أحمد بن حنبل (2): عن مسروق قال: كنا جلوسا في المسجد مع عبد الله بن مسعود فاتاه رجل فقال: يا ابن مسعود هل حدثكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة ؟ قال: نعم كعدة نقباء بني اسرائيل. وقال النبي – صلى الله عليه وآله – للحسين – عليه السلام – هذا ابني امام [ اخو امام ] (3) [ ابن امام ] (4) أبو ائمة تسعة [ و ] (5) تاسعهم قائمهم.


1 – أخرج العلامة العسكري الاحاديث التي بهذا المضمون في مقدمته على مرآة العقول 1 / 24. 2 – مسند أحمد 1 / 406، ومثله فيه أيضا 1 / 398. وفيه: كنا مع عبد الله جلوسا في المسجد يقرئنا فأتاه رجل… 3 – ليس في د. 4 و 5 – ليس في م. (*)

[ 332 ]

….


[ 333 ]

….


[ 334 ]

….


[ 335 ]

…. ومن كتاب المناقب (1) عن أبي سعيد الخدرى ان رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: اني اوشك ان ادعي فاجيب واني قد تر كت فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض


1 – مناقب ابن المغازلي / 235، ح 283. (*)

[ 336 ]

وعترتي أهل بيتي. وان اللطيف الخبير اخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا ماذا تخلفوني فيهما)


[ 337 ]

….


[ 338 ]

….


[ 339 ]

….


[ 340 ]

….


[ 341 ]

….


[ 342 ]

….


[ 343 ]

….


[ 344 ]

….


[ 345 ]

….


[ 346 ]

….


[ 347 ]

….


[ 348 ]

….


[ 349 ]

….


[ 350 ]

وعن ابن عباس (1) قال: لما نزلت (قل لا اسالكم عليه اجرا إلا المودة في القربى) (2) قالوا (3): يا رسول الله من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم ؟ قال: علي وفاطمة وولدهما. ولما حضر الحسن – عليه السلام – الوفاة بكى فقال له اخوه الحسين – عليه السلام – اتبكي خوفا من الموت وأنت أحد سيدى شباب أهل الجنة وحججت البيت ماشيا عشرين حجة وقاسمت الله – تعالى – مالك نصفين ثلاث مرات وتصدقت بنعل وابقيت نعلا ؟


1 – نفس المصدر / 307 – 309، ح 352. 2 – الشورى / 23. 3 – ش ود: قيل. (*)

[ 351 ]

فقال – عليه السلام – ما بكيت خوفا [ من الموت ] (1) ولكن لفراق الاحبة (2). المبحث العشرون: في زوجته – عليها السلام -: كان رسول الله – صلى الله عليه وآله – يعظم فاطمة زوجة علي – عليه السلام – [ عظيما ومنع الناس من تزويجها سوى علي – عليه السلام (3) ] (4). قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها (5). وروى الخوارزمي (6) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: يا فاطمة ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك. وعن عبد الله بن مسعود (7) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه


1 – من ش ود. 2 – لم نعثر عليه في مناقب ابن المغازلي ولا في كتاب آخر. ولكن في مقتل الحسين للخوارزمي / 137 يوجد حديث مشابه ولكن باختلاف كثير في الالفاظ وبعض المعاني. 3 – انظر: مناقب ابن المغازلي / 341 – 349. 4 – من ج وأ. 5 – أنظر: احقاق الحق 10 / 190 – 199 و 209 – 211 + 19 / 77 – 78 و 83 – 84. 6 – بل ابن المغازلي في مناقبه / 351، ح 401، ومثله فيه أيضا ص 352، ح 402. 7 – نفس المصدر / 353، ج 403. (*)

[ 352 ]

وآله -: ان فاطمة حصنت فرجها فحرم الله – تعالى – ذريتها من النار (1). وقال رسول الله – صلى الله عليه وآله (2) -: إنما سميت ابنتي فاطمة لان الله – عز وجل – فطمها وفطم من احبها من النار. وقال رسول الله – صلى الله عليه وآله – (3): إذا كان يوم القيامة نادى مناد تحت الحجب: يا أهل الجمع غضوا ابصاركم ونكسوا رؤوسكم فهذه فاطمة بنت محمد تريد ان تمر على الصراط. وعن ابن عباس (4) قال: كان النبي – صلى الله عليه وآله – يكثر القبل (5) لفاطمة – عليها السلام -. فقالت له عائشة: يا نبي الله انك لتكثر قبل فاطمة. ] (6). فقال النبي – صلى الله عليه وآله -: ان جبريل ليلة اسرى بي ادخلني الجنة واطعمني من جميع ثمار الجنة فصار ماء في صلبي فواقعت خديجة فحملت فاطمة. فإذا اشتقت الى تلك الثمار قبلت فاطمة – عليها السلام – فاصيب من روائحها بشم (7) الثمار التي اكلتها. وعن عائشة (8) قالت: مرض رسول الله – صلى الله عليه وآله – فجاءت فاطمة – عليها السلام – فأكبت عليه فسارها فبكت ثم أكبت


1 – م، د، والمصدر: فحرم الله تعالى على ذريته النار. 2 – نفس المصدر / 65، ح 92. 3 – نفس المصدر / 355، ح 404. 4 – نفس المصدر / 357، ح 406. 5 – المصدر وأ: التقبيل. 6 – من المصدر. 7 – المصدر: (فأصببت من رائحتها قصم) (بدل فأصيب من روائحها بشم). 8 – نفس المصدر / 362، ح 408. (*)

[ 353 ]

عليه اخرى فسارها فضحكت. فلما توفى النبي – صلى الله عليه وآله – سألتها. فقالت: لما اكببت عليه اخبرني انه ميت من وجعه ذلك (1) فبكيت. ثم اكببت عليه اخرى فاخبرني أني اسرع أهل بيته لحوقا به واني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم ابنه عمران فرفعت راسي فضحكت. وعن انس (2) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: حسبك من نساء العالمين اربع: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة


1 – م: (في رجعة هذه) بدل (من وجعه ذلك). 2 – نفس المصدر / 363، ح 409. (*)

[ 354 ]

فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد. وعن يزيد بن عبد الملك النوفلي (1) عن أبيه عن جده قال (2): دخلت على فاطمه بنت رسول الله – صلى الله عليه وآله – فبداتني بالسلام وقالت: قال أبي وهو ذا حي (3): إن من سلم علي وعليك ثلاثة ايام فله الجنة. قال: فقلت لها: هذا في حياته وحياتك أو بعد موته وموتك ؟ قالت: في حياتنا وبعد موتنا (4). ولما نزل قوله – تعالى – (5): (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا) (6) قالت فاطمة – عليها السلام – تهيبت (7) النبي – صلى الله عليه وآله – ان اقول له: يا ابة فجعلت اقول له: يا رسول الله. فاقبل علي وقال: يا بنية لم تنزل فيك ولا في اهلك من قبل أنت مني وانا منك وإنما نزلت في أهل الجفاء (8) والبذخ والكبر (9) فقولي: يا ابة فانه احب للقلب وارضى للرب ثم قبل النبي – صلى الله عليه


1 – نفس المصدر والصفحة، ح 410. 2 – هنا زيادة في النسخ وهي: قال علي – عليه السلام -. 3 – هكذا في المصدر، وفي النسخ: هو. 4 – المصدر: وفاتنا. ج: مماتنا. 5 – الحديث في نفس المصدر / 364، رقم 411. وفيه بعد ذكر اسناده: عن أبيه الحسين بن علي، عن أمه فاطمة بنت رسول الله – صلى الله عليه وآله – قالت: لما نزل على النبي – صلى الله عليه وآله -… 6 – النور / 63. 7 – م: تهييت للنبي. 8 – ج وأ: الجهاد. 9 – أ: من أنكر. (*)

[ 355 ]

وآله – جبهتي ومسحني من ريقه (1) فما احتجت الى طيب بعده (2). المبحث الحادى والعشرون: فيما ورد من طريق الجمهور أنه نزل في أمير المؤمنين – عليه السلام – من القرآن: نقل الخوارزمي (3): عن ابن عباس قال (4): ما انزل الله – تعالى – آية فيها (يا ايها الذين آمنوا) إلا وعلي راسها واميرها. ونقل ابن مردويه الحافظ (5) باسناده الى ابن عباس قال: ما في القرآن آيه وعلي راسها وقائدها. وباسناده عن علي – عليه السلام – (6) قال: نزل القرآن ارباعا فربع فينا وربع في عدونا وربع سير وامثال وربع فرائض واحكام


1 – المصدر: بريقه. 2 – هكذا في المصدر، د وأ. وفي سائر النسخ: طبيب بعد. 3 – مناقب الخوارزمي / 188. 4 – المصدر: قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -. 5 – كشف الغمة، للاربلي 1 / 314، نقلا عن مناقب ابن مردويه. 6 – نفس المصدر والصفحة. (*)

[ 356 ]

ولنا كرائم القرآن. وعن ابن عباس (1): ما نزل في أحد من الله – عز وجل – ما نزل في علي – عليه السلام -. وعن مجاهد (2) قال: نزل في علي – عليه السلام – سبعون آية. قوله – تعالى -: (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) (3) قال البراء: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – لعلي بن أبي طالب – عليه السلام -: يا علي قل: اللهم اجعل لي عندك عهدا واجعل لي عندك ودا واجعل في صدور المؤمنين مودة. فنزلت. واورده من عدة طرق (4).


1 – نفس المصدر والصفحة. 2 – نفس المصدر والصفحة. 3 – مريم / 96. 4 – نفس المصدر والصفحة. (*)

[ 357 ]

وقوله – تعالى -: (لكل قوم هاد) (1) قال ابن عباس: [ قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: لما نزلت ] (2) (إنما أنت منذر)


1 – الرعد / 7. 2 – ليس في ج وأ. (*)

[ 358 ]

[ واوما بيده الى صدره ] (1) (ولكل قوم هاد) (2) واشار بيده علي


1 – ليس في م. 2 – الرعد / 7. (*)

[ 359 ]

وقال: بك يقتدى المهتدون بعدى (1). وقوله – تعالى -: (افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) (2) المؤمن علي – عليه السلام – والفاسق الوليد (3). وقوله: (افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) (4) قال عباد بن عبد الله الاسدي: سمعت عليا – عليه السلام – يقول وهو على المنبر: ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه آية أو آيتان.


1 – نفس المصدر 1 / 315. وفيه: وهو أيضا من عدة طرق وكذا كلما يورده رحمه الله. فإنما اقتصر على طريق واحدة. ومن أراد الزيادة فقد دللته على الكتاب. 2 – السجدة / 18. 3 – نفس المصدر والصفحة. 4 – هود / 17. (*)

[ 360 ]

فقال رجل ممن تحته: فما نزل فيك أنت ؟ فغضب ثم قال: أما انك لو لم تسألني (1) على رؤوس القوم ما حدثتك ويحك هل تقرأ سورة هود ؟ ثم قرأ – عليه السلام -: (افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شا هد منه) رسول الله على بينه وانا الشاهد منه (2).


1 – ش ود: لولا تسألني. 2 – نفس المصدر والصفحة. ونقله العلامة المجلسي عن السيد بن طاوس في طرائفه ثم قال: بيان – أقول: روى العلامة مثل ذلل من طريق الجمهور… (*)

[ 361 ]

وقوله – تعالى -: (وقفوهم انهم مسؤولون) (1) عن ابن عباس: انهم مسؤولون عن ولاية علي بن أبي طالب – عليه السلام – (2).


1 – الصافات / 24. 2 – نفس المصدر والصفحة. (*)

[ 362 ]

وقوله – تعالى -: (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) (1). عن


1 – التوبة / 119. (*)

[ 363 ]


[ 364 ]


[ 365 ]

ابن عباس قال: مع علي – عليه السلام – (1). وقوله – تعالى -: (الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) (2). عن ابن عباس قال: نزلت في علي – عليه السلام – كانت عنده اربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا و [ تصدق ] (3) بدرهم نهارا و [ تصدق ] (4) بدرهم سرا و [ تصدق ] (5) بدرهم علانية (6). وقوله – تعالى -: (يا ايها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة) (7). لم يعمل أحد سوى أمير المؤمنين علي – عليه السلام – لا قبله ولا بعده. وقوله – تعالى -: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) (9) نزلت في على – عليه


1 – نفس المصدر والصفحة. 2 – البقرة / 274. 3 و 4 و 5 – ليس في ج وم. وفي المصدر: فتصدق بالليل والنهار وسرا وعلانية. 6 – نفس المصدر والصفحة. 7 – المجادلة / 12. 8 – نفس المصدر والصفحة. وفيه: وقد سبق ذكر هذه الاية وانه لم يعمل بها أحد غيره، قبله وبعده. 9 – المائدة / 55. (*)

[ 366 ]

السلام – لما تصدق على المسكين بخاتمه في ركوعه (1). وقوله – تعالى -: (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية) (2) قال علي – عليه السلام -: حدثني رسول الله – صلى الله عليه وآله – وانا مسنده (3) الى صدري قال: أي على الم تسمع قول الله – تعالى -: (إن الذين آمنوا) (الاية) أنت وشيعتك وموعدى وموعدكم الحوض إذا جثيت (4) الامم للحساب تدعون غرا محجلين (5).


1 – نفس المصدر والصفحة فيه: (قد سبق ذكرها وأوردت ما ذكره الثعلبي فيها) بدل (نزلت في علي – عليه السلام -. لما تصدق على المسكين بخاتمه في ركوعه) وبينه صاحب المصدر ذيل نفس الصفحة. 2 – البينة / 7. 3 – ش ود: (إنه مستند)، م: (فانه لمشيد) بدل: (أنا مسنده). 4 – أ: جيئت. م، ش ود: حشرت. 5 – نفس المصدر 1 / 316. (*)

[ 367 ]

وقوله – تعالى -: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعو ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) (1). نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين – عليهم السلام -. وقوله – تعالى -: (فاستوى على سوقه) (3). عن الحسن قال: استوى الاسلام بسيف علي – عليه السلام – (4). وقوله – تعالى -: (وصالح المؤمنين) (5) عن اسماء بنت عميس وابن عباس قالا: سمعنا رسول الله – صلى الله عليه وآله – يقول: صالح المؤمنين علي بن أبي طالب – عليه السلام – (6).


1 – آل عمران / 61. 2 – نفس المصدر والصفحة (وقد ذكرتها آنفا مستوفاه) بدل (نزلت في علي… عليهم السلام). 3 – الفتح / 29. 4 – نفس المصدر والصفحة. وأشار باخراج المصنف العلامة المجلسي في البحار 36 / 180، بعد نقل الرواية. 5 – التحريم / 4. 6 – نفس المصدر والصفحة. باختلاف في الالفاظ واتحاد في المعنى. (*)

[ 368 ]

….


[ 369 ]

قوله – تعالى -: (وجنات من اعناب وزرع ونخل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد) (1) عن جابر بن عبد الله انه سمع النبي – صلى الله عليه وآله – يقول: الناس من شجر شتى وانا وأنت يا علي من شجرة واحدة. ثم قرا النبي – صلى الله عليه وآله – الاية (2).


1 – الرعد / 4. 2 – نفس المصدر والصفحة. (*)

[ 370 ]

وقوله – تعالى -: (يوم لا يخزى الله النبي والذين آمنوا معه) (1). عن ابن عباس قال: اول من يكسى من حلل الجنة إبراهيم لخلته من الله – عز وجل -. ثم محمد لانه صفوة الله. ثم علي يزف (2) بينهما إلى الجنان. ثم قرأ ابن عباس الاية وقال: علي واصحابه (3).


1 – التحريم / 8. 2 – ج وأ: ينزف. 3 – نفس المصدر والصفحة. (*)

[ 371 ]

وقوله – تعالى -: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا) (1) السورة نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين – عليهم السلام – (2). وقوله – تعالى -: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) (3) نزلت في علي – عليه السلام – (4). وقوله – تعالى -: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) (5).


1 – الانسان / 8. 2 – نفس المصدر والصفحة: (وقد تقدمت) بدل (نزلت… – عليهم السلام). 3 – الاحزاب / 23. 4 – نفس المصدر والصفحة: (وقد ذكرت) بدل (نزلت في علي – عليه السلام -). 5 – فاطر / 32. (*)

[ 372 ]

وقوله – تعالى -: (أنا ومن اتبعنى) (1). وقوله: (افمن يعلم إنما انزل اليك من ربك الحق) (2) وقوله – تعالى -: (الم احسب الناس ان يتركوا يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) (3). قال علي – عليه السلام – قلت: يا رسول الله ما هذه الفتنة ؟ قال: يا علي بك وانك مخاصم (4) فاعد (5) للخصومة (6). وقال علي – عليه السلام -: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) نحن اولئك (7).


1 – يوسف / 108. 2 – الرعد / 19. 3 – العنكبوت / 2. 4 – المصدر: تخاصم. 5 – هكذا في المصدر وم. وفي سائر النسخ: قاعد. 6 – نفس المصدر 1 / 316 – 317. 7 – نفس المصدر 1 / 317. وأشار العلامة المجلسي في البحار 36 / 181 باخراج المصنف الرواية عن طريق العامة. (*)

[ 373 ]

وعن الباقر – عليه السلام (1) -: (وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى) (2) قال: في أمر علي – عليه السلام -. وعنه – عليه السلام – (3): (ويؤت كل ذى فضل فضله) (4) قال: رسول الله – صلى الله عليه وآله -: انا ومن اتبعني علي بن أبي طالب


1 – نفس المصدر والصفحة. وأشار باخراج المصنف العلامة المجلسي في البحار 35 / 397. 2 – محمد – صلى الله عليه وآله – / 32. 3 – نفس المصدر والصفحة. 4 – هود / 3. (*)

[ 374 ]

[ وآل محمد (1) ] (2). وقوله – تعالى -: (افمن يعلم إنما انزل اليك من ربك الحق) (3) علي بن أبي طالب – عليه السلام -. وقوله – تعالى -: (يا ايها الذين آمنوا). عن ابن عباس: ما نزلت (يا ايها الذين آمنوا) إلا وعلي اميرها وشريفها (4).


1 – نفس المصدر والصفحة. 2 – ليس في ش، د وم. 3 – الرعد / 19. 4 – نفس المصدر والصفحة. (*)

[ 375 ]

وعنه (1): ما ذكر الله في القرآن (يا ايها الذين آمنوا) إلا وعلي اميرها وشريفها. ولقد عاتب الله اصحاب محمد في آى من القرآن وما ذكر عليا إلا بخير ولقد امرنا (2) بالاستغفار له. وعن حذيفة: إلا كان لعلي لبها ولبابها (3). قوله – تعالى -: (فمن اظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه) (4) [ عن الكاظم – عليه السلام – ] (5) عن الصادق – عليه السلام – قال: هو من رد قول رسول الله – صلى الله عليه وآله – في علي – عليه السلام – (6). قوله – تعالى -: (وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء) (7) عن أبي رافع: أن النبي – صلى الله عليه وآله – وجه عليا في نفر معه في طلب أبي سفيان فلقاهم اعرابي من خزاعة فقال: ان القوم قد جمعوا لكم. (فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) فنزلت (8).


1 – نفس المصدر والصفحة. 2 – المصدر: وفيه ولقد أمرنا. 3 – نفس المصدر والموضع. 4 – الزمر / 32. 5 – من ج وفي المصدر: عن موسى بن جعفر عن أبيه – عليهما السلام -. 6 – نفس المصدر والموضع. 7 – آل عمران / 173. 8 – نفس المصدر والموضع. قال العلامة المجسي في البحار 36 / 182 بعد نقل الحديث عن كشف الغمة: (أقول: روى العلامة – رفع الله مقامه – من طريقهم مثله). (*)

[ 376 ]

قوله – تعالى -: (وكفى الله المؤمنين القتال) (1) [ كان ابن مسعود يقرأ: (وكفى الله المؤمنين القتال ] (2) بعلي بن أبي طالب وكان الله قويا عزيزا) (3). قوله – تعالى -: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من


1 – الاحزاب / 25. 2 – ليس في م ود. وفي المصدر: ابن مسعود كان يقرأ هذا الحرف (وكفي بالله…). 3 – نفس المصدر والموضع. (*)

[ 377 ]

ربك) (1) انها نزلت في شأن (2) الولاية (3). عن زيد بن علي قال: لما جاء جبريل – عليه السلام – بامر الولاية ضاق النبي – صلى الله عليه وآله – بذاك ذرعا وقال: قومي حديثو عهد بالجاهلية فنزلت الاية (4). وعن زر (5) عن عبد الله قال: كنا نقرأ على عهد رسول الله – صلى الله عليه وآله -: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك أن عليا مولى (6) المؤمنين وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (7). وقوله – تعالى -: (في بيوت اذن الله ان ترفع) (8) عن انس وبريدة قالا: قرأ رسول الله – صلى الله عليه وآله -: (في بيوت اذن الله أن ترفع) الى قوله: (والابصار) فقام رجل فقال: أي بيوت هذه يا رسول الله ؟ قال: بيوت الانبياء. فقال أبو بكر: يا رسول الله هذا البيت (9) منها [ يعني: ] (10)


1 – المائدة / 67. 2 – المصدر وأ: بيان. 3 و 4 – نفس المصدر والموضع. 5 – النسخ: ذر. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر. قال الذهبي في تذكرة الحفاظ 1 / 57: زر بن حبيش – الامام القدوة أبو مريم الاسدي الكوفي عاش مائة وعشرين سنة وحدث عن عمر وأبي وعبد الله وعلي وحذيفة – إلى آخره. 6 – ش، د وم: أمير. 7 – نفس المصدر 1 / 319. 8 – النور / 36. 9 – ش، د وم: هذه البيوت. 10 – من المصدر. (*)

[ 378 ]

بيت علي وفاطمة. قال: نعم من افاضلها (1). وقوله – تعالى -: (يا ايها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما احل الله لكم) (2) قيل: كان علي في اناس من الصحابة عزموا على تحريم الشهوات فنزلت (3). وعن قتادة: ان عليا – عليه السلام – وجماعة من الصحابة منهم عثمان بن مظعون ارادوا ان يتخلوا عن الدنيا ويتركوا النساء ويرهبوا فنزلت (4). وعن ابن عباس: انها نزلت في علي واصحابه (5). وقوله – تعالى -: (واجعل لي لسان صدق في الاخرين) (6) عن الصادق – عليه السلام -: هو علي بن أبي طالب عرضت ولايته علي إبراهيم – عليه السلام – فقال: اللهم اجعله من ذريتي ففعل الله ذلك (7).


1 – نفس المصدر والموضع. 2 – المائدة / 87. 3 و 4 و 5 – نفس المصدر والموضع. 6 – الشعراء / 84. 7 – نفس المصدر 1 / 320. وقال العلامة المجلسي في البحار 36 / 58 بعد نقل الحديث عن كشف = (*)

[ 379 ]

قوله – تعالى -: (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى) (1) عن حبة العرني (2) قال: لما أمر رسول الله – صلى الله عليه وآله – بسد الابواب التي في المسجد شق عليهم. قال حبة (3): اني لانظر الى حمزة بن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذرفان ويقول: اخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس واسكنت ابن عمك. فقال رجل (4) يومئذ: ما يألو في رفع ابن عمه. فعلم رسول الله انه شق عليهم فدعا الصلاة جامعة فصعد المنبر فلم يسمع من رسول الله – صلى الله عليه وآله – خطبه كان ابلغ منها تمجيدا (5) وتوحيدا.


= الغمة: (بيان: رواه العلامة أيضا – من طرقهم. وروى الكليني – أيضا – أنه الولاية [ انظر أصول الكافي 1 / 422 ]. والظاهر أن معناه أن المراد بالايمان التصديق بالولاية، أو الايمان الكامل المشتمل عليها. ويحتمل أن يكون المعنى: أن قوله (قدم صدق) هو الولاية، أي مذخور هذا عند ربهم ينفعهم في القيامة). 1 – النجم / 201. 2 – ش ود: حية العربي. م: حية الغري. وكلاهما غلط. والصحيح ما أثبتناه في المتن وهو موافق ج وأ. أنظر: أسد الغابة 1 / 367 وتقريب التهذيب 1 / 148. 3 – ش، د وم: حية. 4 – ش ود: فقالوا رجال. 5 – ش ود: تحميدا. (*)

[ 380 ]

فلما فرغ قال: يا ايها الناس ما انا سددتها ولا انا فتحتها ولا انا اخرجتكم واسكنته. وقرأ: (والنجم إذا هوى) – الى قوله – (ان هو إلا وحي يوحى) (1) قوله – تعالى -: (والعصر ان الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) (2) عن ابن عباس: (الانسان لفي خسر) يعني: أبا جهل (إلا الذين آمنوا) علي وسلمان. (والسابقون الاولون) (3) علي وسلمان (4). (وبشر المخبتين – الى قوله – ومما رزقناهم ينفقون) (5) قال: منهم علي وسلمان (6).


1 – نفس المصدر والموضع. 2 – والعصر / 201. 3 – التوبة / 100. 4 – قال العلامة المجلسي في البحار 35 / 334، بعد نقل الحديث عن كشف الغمة: (أقول: روى العلامة – رحمه الله – مثله من طرقهم). وله بعده جواب لبعض مناقشات في سبق اسلام سلمان. 5 – الحج / 34 – 35. 6 – نفس المصدر والموضع. قال العلامة المجلسي بعد نقل الحديث عن كشف الغمة (البحار 36 / 185): أقول: روى العلامة عنهم مثله. (*)

[ 381 ]

قوله – تعالى -: (وتواصوا بالصبر) (1) عن ابن عباس انها في علي – عليه السلام – (2).


1 – والعصر / 3. وفي ش ود: وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. 2 – نفس المصدر والموضع. قال العلامة المجلسي بعد نقل اللديث عن كشف الغمة، الذي نقله عن ابن مردويه، في البحار 36 / 184 – 185: (بيان: رواهما (قول ابن عباس في (والعصر…) و (وتواصلوا بالصبر)) العلامة – أعلى الله مقامه – من طرقهم). ثم أجاب إلى إعتراض بعض النواصب. فراجع إن شئت. (*)

[ 382 ]

قوله – تعالى -: (ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون) (1) عن النعمان بن بشير ان عليا – عليه السلام – تلاها ليلة وقال: (انا منهم). واقيمت الصلاة. فقام وهو يقول: (لا يسمعون حسيسها) (2). قوله – تعالى -: (و لتعرفنهم في لحن القول) (3) عن أبي سعيد: لتعرفنهم لحن القول ببغضهم علي بن أبي طالب – صلوات الله


1 – الانبياء / 101 – 102. وفي ش ود، ذكرت بقية الاية (لا يسمعون حسيسها) أيضا. 2 – نفس المصدر والموضع. قال العلامة المجلسي، في البحار 36 / 185، بعد نقل الحديث عن كشف الغمة: (بيان: روى العلامة – رحمه الله – نحوه). وله (قول) بعد (بيان). 3 – محمد – صلى الله عليه وآله – / 30. (*)

[ 383 ]

عليه – (1). قوله – تعالى -: (من جاء بالحسنة فله عشر امثالها) (2) عن علي – عليه السلام – قال: الحسنة حبنا أهل البيت. والسيئة بغضنا من جاء بها اكبه الله على وجهه في النار (3).


1 – نفس المصدر 1 / 320 – 321. 2 – الانعام / 160. 3 – نفس المصدر 1 / 321. وأشار بهذا نقل العلامة المجلسي في البحار 36 / 186 وقال: أقول: روى العلامة – رحمه الله – نحوه. (*)

[ 384 ]

قوله – تعالى -: (فاذن مؤذن بينهم) (1) عن أبي جعفر الباقر – عليه السلام – قال: هو علي – عليه السلام –


1 – الاعراف / 44. 2 – نفس المصدر والموضع. قال العلامة المجلسي، في البحار 36 / 65، بعد نقل الحديث: أقول: روى العلامة مثل الخبرين. (*)

[ 385 ]

وقوله – تعالى -: (إذا دعاكم لما يحييكم) (1) عن الباقر – عليه السلام – دعاكم الى ولاية علي بن أبي طالب – عليه السلام – (2). وقوله – تعالى -: (في مقعد صدق عند مليك مقتدر) (3) عن جابر بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله – صلى الله عليه وآله – فتذاكر اصحابه الجنة (4) فقال – صلى الله عليه وآله -: ان اول أهل الجنة دخولا إليها علي بن أبي طالب. قال أبو دجانة الانصاري: يا رسول الله اخبرتنا أن الجنة محرمة على الانبياء حتى تدخلها وعلى الامم حتى تدخلها امتك. قال: بلى يا أبا دجانة. اما علمت أن لله لواء من نور (5) وعمودا من ياقوت مكتوب على ذلك النور: لا اله إلا الله محمد رسولي (6) [ آل ]


1 – الانفال / 24. 2 – نفس المصدر والموضع. وأشار به نقل المصنف العلامة المجلسي في البحار 36 / 186. وله بيان في دلالة الحديث على خلافة أمير المؤمنين – صلوات الله عليه – ووجوب طاعته. 3 – القمر / 55. 4 – ش ود وم: (فتذاكرنا أصحابه) بدل (فتذاكر أصحابه الجنة). 5 – م: عمود نور. 6 – ليس في ش، د وم. (*)

[ 386 ]

محمد خير البريه صاحب اللواء امام القيامة (1). وضرب بيده على علي بن أبي طالب. قال: فسر (5) رسول الله بذلك عليا فقال: الحمد لله الذي كرمنا وشرفنا بك. فقال له: ابشر يا علي. ما من عبد ينتحل (4) مودتك إلا بعثه الله معنا يوم القيامة. ثم قرأ رسول الله – صلى الله عليه وآله -: (في مقعد صدق عند مليك مقتدر) (5).


1 – م: الامة هذا. 2 – المصدر، ج وأ: إلي. 3 – ج وأ: بشر. 4 – م: فعل. ش ود: نحل. 5 – نفس المصدر والموضع. (*)

[ 387 ]

قوله – تعالى -: (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) (1) عن علي – عليه السلام -: قال النبي – صلى الله عليه وآله -: ان فيك مثلا من عيسى احبه قوم فهلكوا فيه وابغضه قوم فهلكوا فيه. فقال المنافقون: اما رضي له (2) مثلا إلا عيسى فنزلت (3)


1 – الزخرف / 57. 2 – هكذا في المصدر. وليس في م، ش ود. وفي ج وأ: فيه. 3 – نفس المصدر والموضع. وأشار بنقل المصحف العلامة المجلسي 35 / 316 بعد نقله عن كشف الغمة في البحار 36 / 187. (*)

[ 388 ]


[ 389 ]

قوله – تعالى -: (وممن خلقنا امه يهدون بالحق وبه يعدلون) (1). عن زاذان عن علي – عليه السلام -: تفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقه اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة. وهم الذين قال لهم الله – تعالى -: (وممن خلقنا امه يهدون بالحق وبه يعدلون). وهم انا وشيعتي (2). قوله – تعالى -: (وتعيها اذن واعية) (3) عن بريدة قال: قال


1 – الاعراف / 181. 2 – نفس المصنف العلامة المجلسي في البحار 36 / 187. 3 – الحاقة / 12. (*)

[ 390 ]

النبي – صلى الله عليه وآله – لعلي – عليه السلام -: ان الله امرني ان ادنيك ولا اقصيك وان اعلمك وان تعي وحق على الله أن تعي فنزلت. وعن مكحول: قال: قرأ رسول الله – صلى الله عليه وآله – هذه الاية ثم اقبل على علي – عليه السلام – فقال: ا ني سالت الله ان يجعلها اذنك (1)


1 – نفس المصدر 1 / 322. (*)

[ 391 ]

قوله – تعالى -: (اجعلتم سقاية الحاج) إلى قوله: (واولئك هم الفائزون) (1) نزلت في علي – عليه السلام – (2). قوله – تعالى -: (تراهم ركعا سجدا) (3) عن الكاظم – عليه السلام -. انها نزلت في علي – عليه السلام – (4). قوله – تعالى -: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا) (5) عن مقاتل بن سليمان: انها نزلت في علي – عليه السلام -. وذلك ان نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه (6).


1 – التوبة / 19 – 20. 2 – نفس المصدر والموضع. وفيه: وقد تقدم ذكرها. (أنظر: ص 180 – 181 في المصدر). 3 – الفتح / 29. 4 – نفس المصدر والموضع. 5 – الاحزاب / 58. وذكرت في ش ود بقية الاية، أي: فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا. 6 – نفس المصدر والموضع. وأشار بهذا النقل العلامة المجلسي بعد نقل الحديث عن كشف الغمة في البحار 36 / 188 – 189. (*)

[ 392 ]

قوله – تعالى -: (ويقولون آمنا بالله وبالرسول واطعنا) (1) عن ابن عباس: انها نزلت في علي – عليه السلام – ورجل من قريش ابتاع منه ارضا (2). قوله – تعالى -: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا


1 – النور / 47. 2 – نفس المصدر والموضع. (*)

[ 393 ]

وصهرا) (1) هو علي وفاطمة – عليهما السلام – (2). قوله – تعالى -: (واولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين) (3) قيل: ذلك علي – عليه السلام -. لانه كان مؤمنا مهاجرا ذا رحم (4).


1 – الفرقان / 54. 2 – نفس المصدر والموضع. 3 – الاحزاب / 6. 4 – نفس المصدر والموضع. (*)

[ 394 ]

قوله – تعالى -: (وبشر الذين آمنوا ان لهم قدم صدق) (1) عن جابر عن الصادق – عليه السلام – قال: نزلت في ولاية علي بن أبي طالب – عليه السلام – (2). قوله – تعالى -: (والسابقون السابقون اولئك المقربون) (3) قال ابن عباس: يوشع بن نون سبق الى موسى بن عمران ومؤمن آل يس (4) سبق الى عيسى بن مريم وعلي بن أبي طالب سبق الى رسول الله – صلى الله عليه وآله – (5).


1 – يونس / 2. 2 – نفس المصدر والموضع. وأشار بنقل مصنفا العلامة المجلسي في البحار 36 / 58 بعد نقل الحديث عن كشف الغمة. وقال: رواه العلامة أيضا من طرقهم. 3 – الواقعة / 10. 4 – هكذا في المصدر وم. وفي سائر النسخ: مؤمن آل فرعون. 5 – نس المصدر 1 / 323. (*)

[ 395 ]

وقوله – تعالى -: (اليوم اكملت لكم دينكم) (1) (الاية) عن أبي سعيد: حديث غدير خم ورفعه بيد علي فنزلت. فقال النبي – صلى الله عليه وآله -: الله اكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضا الرب برسالتي (2) والولاية لعلي بن أبي طالب – عليه السلام (3). قوله – تعالى -: (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات


1 – المائدة / 3. 2 – م: برسالاتي. 3 – نفس المصدر والموضع. (*)

[ 396 ]

الله) (1) نزلت في مبيت علي – عليه السلام – على فراش رسول الله – صلى الله عليه وآله – (2). قوله – تعالى -: (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم) (3) عن عبد الغفار بن القاسم قال: سألت جعفر بن محمد – عليهما السلام – عن اولي الامر في هذه الاية. فقال: كان والله علي منهم (4).


1 – البقرة / 207. 2 – نفس المصدر والموضع. 3 – النساء / 59. 4 – نفس المصدر والموضع. وأشار بنقل المصنف العلامة المجلسي في البحار 36 / 189، بعد نقل الحديث عن كشف الغمة. (*)

[ 397 ]

….


[ 398 ]

قوله – تعالى -: (واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر) (1) هو حين اذن (2) علي – عليه السلام – بالايات من سوره براءة (3). من مسند أحمد بن حنبل: حين انفذها مع أبي بكر واتبعه (4) بعلي وقال: قد امرت إلا يبلغها إلا انا أو أحد مني (5). قوله – تعالى -: (طوبى لهم وحسن مآب) (6) عن محمد بن


1 – التوبة / 3. 2 – م: أذان. 3 – هنا زيادة في المصدر بمناسبة للمقام. وهي: (وقد تقدم ذكرنا لهما من…) وذكرها في نفس المجلد، ص 300. 4 – م، ش ود: أتبعها. 5 – نفس المصدر والموضع. وفيه: (واحد مني). وفي م: رجل مني. 6 – الرعد / 29. (*)

[ 399 ]

سيرين قال: هي شجرة في الجنة اصلها في حجرة علي وليس في الجنة حجرة إلا وفيها غصن من اغصانها (1). قوله – تعالى -: (فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) (2) عن ابن عباس قال: منتقمون بعلي – عليه السلام – (3).


1 – نفس المصدر والموضع. 2 – الزخرف / 41. 3 – نفس المصدر والموضع. وأشار به نقل المصنف العلامة المجلسي في البحار 36 / 23 بعد نقل الحديث عن تفسير فرات بن ابراهيم. (*)

[ 400 ]

قوله – تعالى -: (مرج البحرين يلتقيان) (1) عن انس قال: علي وفاطمة. (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) قال: الحسن والحسين. [ وعن ابن عباس قال: علي وفاطمة. (بينهما برزخ) النبي – صلى الله عليه وآله -. (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) الحسن والحسين ] (2) – صلوات الله عليهم – (3).


1 – الرحمن / 19. 2 – من ج وأ. وليس في المصدر أيضا. وأشار بنقل المصنف، العلامة المجلسي، في البحار 37 / 97، بعد نقل الحديث عن تفسير فرات. 3 – نفس المصدر 1 / 323 – 324. (*)

[ 401 ]

قوله – تعالى -: (قل لا اسالكم عليه اجرا إلا المودة في القربى) (1) عن ابن عباس قال: سئل رسول الله – صلى اله عليه وآله -: من هؤلاء الذين يجب علينا حبهم ؟ قال: علي وفاطمة وابناهما – قالها ثلاث مرات – (2). قوله – تعالى -: (والذي جاء بالصدق وصدق به) (3) عن مجاهد نزلت في علي – عليه السلام – (4) وعن الباقر – عليه السلام -: (الذي جاء بالصدق) محمد – صلى الله عليه وآله -. والذي (صدق به) علي بن أبي طالب – عليه السلام – (5). قوله – تعالى -: (وإن الذين لا يؤمنون بالاخرة عن الصراط لناكبون) (6) عن علي – عليه السلام – قال: ناكبون عن ولايتنا (7). قوله – تعالى -: (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار) (8) قال علي


1 – الشورى / 23. 2 – نفس المصدر 1 / 324. وفيه: رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس – رضي الله عنه -. 3 – الزمر / 33. 4 و 5 – نفس المصدر والموضع. 6 – المؤمنون / 74. 7 – نفس المصدر والموضع. 8 – النمل / 89. (*)

[ 402 ]

– عليه السلام -: الحسنة حبنا. والسيئة بغضنا (1). قوله – تعالى -: (ونادى اصحاب الاعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم) (2) عن علي – عليه السلام – قال: نحن اصحاب الاعراف من عرفناه بسيماه ادخلناه الجنة (3). قوله – تعالى -: (هل يستوى هو ومن يأمر بالعدل وهو علي


1 – نفس المصدر والموضع. 2 – الاعراف / 48. 3 – نفس المصدر والموضع. (*)

[ 403 ]

صراط مستقيم) (1). وقوله: (سلام على آل يس) (2) وقوله: (ومن عنده علم الكتاب) (3) وقوله: (فاما من اوتي كتابه بيمينه) (4) عن ابن عباس: (آل يس) آل محمد. ونحن كباب حطة بني اسرائيل. (ومن عنده علم الكتاب) علي – عليه السلام -. و (أما من اوتي كتابه


1 – النحل / 76. وهنا زيادة في المصدر. وهي: (قيل: هو علي بن أبي طالب – عليه السلام -). 2 – الصافات / 130. 3 – الرعد / 43. 4 – الحاقة / 19. (*)

[ 404 ]

بيمينه) علي بن أبي طالب. (ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم) قيل: هو علي – عليه السلام – (1).


1 – نفس المصدر والموضع. (*)

[ 405 ]

قوله – تعالى -: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (1) (الاية). اورد الحافظ مردويه من ازيد من مائة طريق انها في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين – صلوات الله عليهم اجمعين – (2). وروى أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني عن أبي الحمراء قال: خدمت النبي – صلى الله عليه وآله – نحوا تسعة اشهر أو عشرة عند كل صلاة فجر لا يخرج من بيته حتى ياخذ بعضادتي باب علي – عليه السلام – ثم يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فيقول فاطمة وعلي والحسن والحسين – عليهم السلام -: وعليك السلام يا نبي الله ورحمة الله وبركاته. ثم يقول: الصلاة رحمكم الله (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). قال: ثم ينصرف الى مصلاه (3).


1 – الاحزاب / 33. 2 – انظر: نفس المصدر 1 / 324 – 325. وفيه بعد نقل الاية: وقد تقدم ذكر ما أوردته أم سلمة وعائشة – رضي الله عنهما – وغيرهما في ذلك (ص 45 – 48) وقد أورد الحافظ أبو بكر بن مردويه ذلك من عدة طرق لعلها تزيد على المأة. فمن أرادها فقد دللته. 3 – نقل هذه الواقعة عن أنس بن مالك وأبي سعيد الخدري – أيضا – وأخرجها في احقاق الحق من مصادر كثيرة. أنظر 2 / 515 و 520 و 521 و 526 و 529 و 530 – 531 و 533 و 536 و 548 + = (*)

[ 406 ]

قوله – تعالى -: (افمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه) (1) عن مجاهد: نزلت في علي وحمزة (2). قوله – تعالى -: (ان الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الانهار) (3) قيل: نزلت في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث حين بارزوا عتبة وشيبة والوليد قران. فاما (4) الكفار فنزل فيهم (هذان خصمان اختصموا في ربهم) الى قوله: (عذاب الحريق) (5) وفي علي واصحابه: (ان الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات) (الاية).


= 3 / 529 – 530 + 14 / 51 – 52 و 57 – 59 و 67 – 68 و 79 – 82 و 105 + 18 / 365 – 366 و 371 و 375 – 376 و 382. 1 – القصص / 61. 2 – كشف الغمة 1 / 325. 3 – الحج / 23. 4 – ش ود: (أقران فساء) بدل (قران فاما). 5 – الحج / 19. (*)

[ 407 ]

قوله – تعالى -: (ونزعنا ما في صدروهم من غل اخوانا على سرر متقابلين) (1). عن أبي هريرة قال: قال علي بن أبي طالب – عليه السلام – يا رسول الله ايما احب اليك انا أم فاطمة ؟ قال فاطمة: احب إلي منك وأنت اعز علي منها. وكاني بك وأنت حوضي تذود عنه الناس وان عليه الاباريق مثل عدد نجوم السماء. وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر [ في الجنة ] (2) اخوانا على سرر متقابلين [ أنت معي وشيعتك في الجنة. ثم قرأ رسول الله – صلى الله عليه وآله -: (اخوانا على سرر متقابلين) ] (3) لا ينظر احدهم في قفا صاحبه (4)


1 – الحجر / 47. 2 و 3 – ليس في م. 4 – نفس المصدر والموضع. وأشار بهذا النقل العلامة المجلسي، في البحار 36 / 72، بعد نقل الحديث = (*)

[ 408 ]

قوله – تعالى -: (يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار) (1) عن الصادق – عليه السلام – قال: هو علي بن أبي طالب (2). قوله – عز وجل -: (واركعوا مع الراكعين) (3) عن ابن عباس: نزلت في رسول الله – صلى الله عليه وآله – وعلي – عليه السلام – خاصة. وهما اول من صلى وركع (4). هذا كله نقله ابن مردويه عن مسند الجمهور (5) ونقل الخوارزمي زيادة على ذلك في قوله – تعالى -: (والنجم إذا هوى) (6) باسناده عن انس قال: انقض كوكب على عهد رسول الله – صلى الله عليه وآله -. فقال رسول الله: انظروا (7) إلى هذا الكوكب فمن انقض في داره فهو الخليفة من بعدى. فنظروا فإذا هو قد انقض في منزل علي – عليه


= عن كشف الغمة وتفسير فرات. 1 – الفتح / 29. 2 – نفس المصدر والموضع. وأشار بنقل المصنف عن طرق العامة، العلامة المجلسي في البحار 36 / 187، بعد نقل الحديث عن كشف الغمة. 3 – البقرة / 43. 4 – نفس المصدر والموضع. 5 – أنظر: كشف الغمة 1 / 315 – 325 (كما أشرنا)، نقلا عن ابن مردويه في مناقبه. إلا أن المذكور في نقل المصنف – رحمه الله – فيه بعض اختصار في اسناده. 6 – النجم / 2. 7 – ش ود: انطلقوا. (*)

[ 409 ]

السلام – فانزل الله – تعالى -: (والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى) (1). [ وقوله – تعالى -: (ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) (2) عن جابر عن الباقر – عليه السلام – (3) ] في قوله – تعالى -:


1 – ابن مغازلي في مناقبه / 266، ح 313. وأشار بهذا النقل العلامة المجلسي في البحار 35 / 284. 2 – النساء / 54. 3 – ش ود: الصادق – عليه السلام -. (*)

[ 410 ]

(ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) قال: نحن الناس (1). وقوله – تعالى -: (واذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) (2) قرأ الاصبغ بن نباته على علي – عليه السلام – هذه الاية فبكى علي – عليه السلام – وقال: اني لاذكر الوقت الذي اخذ الله – تعالى – علينا (3) فيه الميثاق (4).


1 – نفس المصدر / 267، ح 314. 2 – الاعراف / 172. 3 – المصدر: علي. 4 – نفس المصدر / 271 – 272، ح 301. وفيه بعد ذكر إسناده التي تنتهي إلى الحسين بن علي عن أبيه – صلوات الله عليهما -: أنه قرأ عليه أصبغ بن نباتة (ثم ذكر الاية) قال: فبكى علي – عليه السلام – و… (*)

[ 411 ]


[ 412 ]

قوله – تعالى -: (اني جاعلك للناس اماما) (1) باسناده إلى عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: انا دعوة أبي إبراهيم. قلنا: يا رسول الله وكيف صرت دعوة ابيك إبراهيم ؟ قال: اوحى الله – عز وجل – الى إبراهيم: اني جاعلك للناس اماما فاستخف (2) إبراهيم الفرح (3) قال: يا رب ومن ذريتي ائمة مثلي. فأوحى الله إليه: ان يا إبراهيم إني لا اعطيك (4) عهدا لا أفي لك به. [ قال: يا رب ما العهد الذي لا وفاء لك به (5) ؟ ] (6) قال: لا اعطيك (7) لظالم من ذريتك. قال إبراهيم عندها: (واجنبني وبني ان نعبد الاصنام


1 – البقرة / 124. 2 – أ: فاستحب. ش ود: فاستحق. 3 – هكذا في المصدر وم. وفي سائر النسخ: الفرج. 4 – ش ود: لاعطينك. 5 – المصدر: تفي لي. أ: لا بقاء لك. ج: تفي لك. 6 – ليس في م. 7 – ج وأ: لاعطينك. ش ود: لا أعصينك. (*)

[ 413 ]

رب انهن اضللن كثيرا من الناس). قال النبي – صلى الله عليه وآله -: فانتهت الدعوة إلي وإلى علي لم يسجد أحد منا لصنم قط. فاتخذني الله نبيا واتخذ عليا وصيا (1).


1 – نفس المصدر / 276، ح 322. (*)

[ 414 ]


[ 415 ]


[ 416 ]

وقوله – تعالى -: (كمشكاة فيها مصباح) (1) باسناده عن محمد بن سهل البغدادي عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر قال: سالت [ أبا ] (2) الحسن عن قوله – تعالى -: (كمشكاة [ فيها مصباح) ] (3). قال: (المشكاة) فاطمة. (والمصباح) الحسن. (والزجاجة) الحسين. (كأنها (4) كوكب درى) قال: كانت (5) كوكبا دريا (6) بين (7) نساء العالمين. (يوقد من شجرة مباركة) الشجرة المباركة إبراهيم. (لا شرقية ولا غربية) لا يهودية ولا نصرانية. (يكاد زيتها يضئ) قال: يكاد العلم ان ينطق منها. (ولو لم تمسسه نار نور على نور) قال: فيها امام بعد امام. (يهدى الله لنوره من يشاء) قال: يهدى الله – عز وجل – لولايتنا من يشاء (8).


1 – النور / 36. 2 – من المصدر وأ. 4 – من المصدر. 3 – هكذا في م وأ وفي ج، ش ود: المصباح الحسن والحسين والزجاجة كأنهما… 4 – المصدر: المصباح الحسن والحسين الزجاجة كأنهما… 5 – م: كأن. 6 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: كوكب دري. 7 – المصدر: من. 8 – نفس المصدر / 316 – 317، ح 361. (*)

[ 417 ]

وقوله – تعالى -: (ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما) (1) باسناده عن ابن عباس قال: لا تقتلوا أهل بيت نبيكم (2).


1 – النساء 29. 2 – نفس المصدر / 318، ح 362. وهنا فيه زيادة. وهي: إن الله – عزوجل – يقول في كتابه: (تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على = (*)

[ 418 ]

وقوله – تعالى -: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما) (1) باسناده عن ابن عباس قال: سأل قوم النبي – صلى الله عليه وآله -: فيمن نزلت هذه الايه يا نبي الله ؟ قال: إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور ابيض فإذا مناد: ليقم (2) سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمد – صلى الله عليه وآله -. فيقوم علي بن أبي طالب – عليه السلام -. فيعطى اللواء من النور الابيض بيده تحته جميع السابقين الاولين من المهاجرين والانصار لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ويعرض الجميع عليه (3) رجلا رجلا فيعطي اجره ونوره. فإذا اتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم صفتكم (4) ومنازلكم في (5) الجنة ان ربكم يقول: [ ان لكم ] (6) عندي مغفرة واجرا عظيما (7) يعني: الجنة. فيقوم علي – عليه السلام – والقوم تحت لوائه معهم (8) حتى يدخل بهم الجنة. ثم يرجع الى منبره فلا يزال يعرض (9) عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم الى الجنة. وينزل اقواما النار (10) فذلك قوله – تعالى -:


= الكاذبين) قال: كان أبناء هذه الامة الحسن والحسين وكان نساؤها فاطمة وأنفسهم النبي وعلي. 1 – الفتح / 29. 2 – ش ود: ليقوم. 3 – ش ود: على علي – عليه السلام -. 4 – المصدر: موضعكم. 5 – المصدر: من. 6 – ليس في المصدر وم. 7 – ش، د وأ: أجرا عظيما. 8 – ليس في م. 9 – ش ود: (فيعرض) بدل (فلا يزال يعرض). 10 – هكذا في المصدر وج. وفي سائر النسخ: (ترد أقوام علي) بدل (ينزل أقواما. (*)

[ 419 ]

الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم اجرهم ونورهم (1) يعني: السابقين الاولين [ من ] (2) المؤمنين وأهل الولاية له. (والذين كفروا [ وكذبوا ] (3) بآياتنا اولئك اصحاب الجحيم) يعني: بالولاية بحق علي وحق علي الواجب على العالمين (4). هذا خلاصة ما ورد من طرق الجمهور ولم اتعرض لذكر ما نقله الامامية هنا. المبحث الثاني والعشرون: في ان ذرية النبي – صلى الله عليه وآله –


1 – اشارة إلى الاية الشريفة في سورة الحديد / 19: والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم. 2 – من المصدر. وفي النسخ: و. 3 – ليس في م. 4 – نفس المصدر / 322 – 323، ح 369. (*)

[ 420 ]

من صلب علي – عليه السلام -. وانه قسيم [ الجنة و ] (1) النار: [ روى الخوارزمي (2) باسناده ] (3) عن جابر قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: [ ان الله – تعالى – جعل ذرية كل نبي من صلبه. و ] (4) ان الله – تعالى – جعل ذرية محمد – صلى الله عليه وآله – من صلب علي – عليه السلام – وروى عبد الله بن العباس قال: كنت انا وأبي العباس بن عبد المطلب جالسين عند رسول الله – صلى الله عليه وآله – إذ دخل علي – عليه السلام – فسلم فرد عليه رسول الله – صلى الله عليه وآله – وبشر به وقام إليه فاعتنقه وقبل ما بين عينيه واجلسه عن يمينه. فقال العباس: اتحب هذا يا رسول الله ؟ قال: يا عم رسول الله والله لله (5) اشد حبا له مني. ان الله


1 – من م. 2 – بل ابن مغازلي في مناقبه / 49، ح 72. 3 و 4 – ليس في م ود. 5 – هكذا في ش وم. وفي سائر النسخ: والله الله. (*)

[ 421 ]

جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب هذا (1). وقال رسول الله – صلى الله عليه وآله – لعلي – عليه السلام -: انك قسيم النار وانك تقرع باب الجنة وتدخلها بغير حساب (2). المبحث الثالث والعشرون: في خبر المناشدة: من الاخبار المشهورة المنقولة (3) عن (4) الخاصة والعامة البالغة حد التواتر خبر المناشدة. وقد رواه الخوارزمي وغيره عن عامر بن واثلة (5) قال: كنت مع علي – عليه السلام – في البيت يوم الشورى فسمعت عليا – عليه السلام – يقول لهم: لاحتجن عليكم بما لا يستطيع عربيكم ولا


1 – انظر: مناقب ابن مغازلي / 49، ح 72. وفيه باسناده عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: إن الله جعل ذرية كل نبي من صلبه وإن الله – عز وعلا – جعل ذرية محمد من صلب علي بن أبي طالب – عليه السلام -. وقال مصحح المصدر في هامش نفس الصفحة: أخرجه بهذا السند العلامة القندوزي في ينابيع المودة 266 والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 272 وابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة 74 والسيوطي في الجامع الصغير 1 / 230. وصدر الحديث: (كنت أنا والعباس جالسين عند النبي… (وساق الحديث مثل نقل في المتن). ثم قال: وأخرج الخطيب في تاريخه 1 / 316 بالاسناد عن ابن عباس قال: كنت أنا وأبي، العباس جالسين عند رسول الله – وساق مثله – وهكذا أخرجه المحب الطبري في ذخائر العقبي 67 والرياض النضرة 2 / 168 والذهبي في ميزان الاعتدال 2 / 116 وابن حجر في لسانه 3 / 429 والعلامة الزرقاني في شرح المواهب 2 / 6. 2 – مناقب ابن المغازلي / 67، ح 97 ومناقب الخوارزمي / 209. 3 – ش ود: مقبولة. 4 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: عند. 5 – مناقب الخوارزمي / 222 ومناقب ابن المغازلي / 112. ح 155 وانظر: احقاق الحق 6 / 305 – 340 + 21 / 94 – 121، عن مصادر كثيرة. (*)

[ 422 ]

عجميكم يغير ذلك (1). ثم قال: انشدكم بالله ايها القوم (2) جميعا افيكم أحد وحد الله – تعالى – قبلي ؟ قالوا: اللهم لا. قال: انشدكم بالله [ ايها النفر جميعا ] (3) هل فيكم له اخ مثل اخي جعفر الطيار في الجنة مع الملائكة غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد له عم مثل عمي حمزة اسد الله واسد رسوله سيد الشهداء غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد له زوجه مثل زوجتي فاطمة بنت محمد سيدة نساء أهل الجنة غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين سيدى شباب أهل الجنة غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد [ ناجي رسول الله – صلى الله عليه وآله – عشر مرات قدم (4) بين يدى نجواه صدقة غيرى (5) ؟


1 – م (رده) بدل (يغير ذلك). 2 – المصدر وم ود: النفر. 3 – ليس في المصدر. 4 – المصدر: يقدم. ج: أقدم. 5 – المصدر، ج وأ: قبلي. (*)

[ 423 ]

قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد ] (1) قال له رسول الله – صلى الله عليه وآله -: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ليبلغ الشاهد [ منكم ] (2) الغائب غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله – صلى الله عليه وآله -: اللهم آتني باحب الخلق اليك وإلي واشدهم حبا لك وحبا لي (3) يأكل معي هذا الطائر فاتاه فاكل معه غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله – صلى الله عليه وآله -: لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح الله على يديه إذ رجع غيرى منهزما غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد قال فيه رسول الله – صلى الله عليه وآله – لبني وليعة: لتنتهن أو لابعثن لكم رجلا نفسه كنفسي وطاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي يغشاكم (4) بالسيف غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – فيه: كذب من زعم انه يحبني ويبغض هذا غيرى ؟


1 – ليس في م. 2 – من المصدر. 3 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: (لك حبا) بدل (حبا لك وحبا لي). 4 – هكذا في المصدر. وفي م: (يقتلكم). وفي ش ود: (يفصلكم). وفي ج وأ: (يفضلكم). (*)

[ 424 ]

قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد سلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة جبريل وميكائيل واسرافيل حيث جئت بالماء إلى رسول الله – صلى الله عليه وآله – من القليب غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد نودى به من السماء: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد قال له جبريل: هذه هي المواساة. فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: انه مني وانا منه فقال جبريل: وانا منكما غيرى ؟ قالوا: اللهم لا (1). قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله – صلى الله عليه وآله -: اني قاتلت على تنزيل القرآن وأنت تقاتل على تأويل القرآن غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبي – صلى الله عليه وآله – غيرى ؟ قالوا: اللهم لا (2). قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد ردت عليه الشمس حتى صلى العصر في وقتها غيرى ؟ قالوا: اللهم لا.


1 – وردت هاتان الفقرتان في المصدر بتقديم وتأخير في محلهما. (*)

[ 425 ]

قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد امره رسول الله – صلى الله عليه وآله – بان ياخذ براءة من أبي بكر فقال له أبو بكر يا رسول الله انزل في شئ ؟ فقال له: انه لا يؤدى عنى إلا على غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله – صلى الله عليه وآله -: أنت مني بمنزلة هارون موسى إلا انه لا نبي بعدى غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله – صلى الله عليه وآله -: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا كافر غيرى ؟. قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله اتعلمون أنه أمر بسد ابوابكم وفتح بابي فقلتم في ذلك فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله – ما انا سددت ابوابكم ولا أنا فتحت بابه بل الله سد ابوابكم وفتح بابه غيرى ؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فانشدكم بالله اتعلمون أنه ناجاني يوم الطائف دون الناس فاطال ذلك فقلتم: ناجاه دوننا. فقال: ما انا انتجيته بل الله انتجاه غيرى ؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فانشدكم بالله اتعلمون ان رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: الحق مع علي وعلي مع الحق يزول (2) الحق مع علي كيف


2 – من المصدر. 3 – أ: يدور. (*)

[ 426 ]

ما (1) زال (2) ؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فانشدكم بالله أتعلمون ان رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي لن تضلوا ما استمسكتم بهما ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد وقى رسول الله – صلى الله عليه وآله – من المشركين بنفسه واضطجع في مضجعه (3) غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد بارز عمرو بن عبد ود العامري حيث دعاكم الى البراز غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد انزل الله فيه آية التطهير حيث يقول – عز وجل -: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (4) غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله – صلى الله عليه وآله -: أنت سيد العرب غيرى ؟ قالوا: اللهم لا.


1 – المصدر: حيث. 2 – أ: دار. 3 – المصدر: بنفسه من المشركين فاضطجع مضطجعه. 4 – الاحزاب / 33. (*)

[ 427 ]

قال: فانشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله – صلى الله عليه وآله -: ما سالت الله شيئا إلا سالت لك مثله غيرى ؟ قالوا: اللهم لا. المبحث الرابع والعشرون: الدعاء له: روى الخوارزمي (1) عن عبد الله بن سلمة قال: سمعت عليا – عليه السلام – يقول: اتى الي رسول الله – صلى الله عليه وآله – وانا شاك اقول: اللهم ان كان اجلي قد حضر فارحني وان كان متاخرا فعافني وان كان بلاء فصبرني. فضربني برجله وقال: كيف قلت ؟ فاعدت عليه القول. فقال: اللهم اشفه. أو قال: عافه. قال علي – عليه السلام -: فما اشتكيت وجعي ذلك. وعن ام عطية (2): ان رسول الله – صلى الله عليه وآله – بعث جيشا فيه علي بن أبي طالب – عليه السلام -. فسمعت النبي – صلى الله عليه وآله – يدعو ورفع يده أو رفع يديه يقول: اللهم لا تمتني حتى تريني وجه علي بن أبي طالب – عليه السلام -. وعن عبد الله بن الحارث (3) عن علي – عليه السلام – قال: وجعت وجعا شديدا فاتيت النبي – صلى الله عليه وآله – فأنامني في مكانه والقى علي طرف ثوبه ثم قام يصلى. ثم قال: قم يا علي قد برئت لا باس عليك. ما دعوت لنفسي بشئ إلا دعوت لك بمثله وما دعوت بشئ إلا استجيب لي أو قيل: قد


1 – بل ابن المغازلي في مناقبه / 123، ح 161. 2 – نفس المصدر / 122، ح 160. ومثله باختصار في مناقب الخوارزمي / 30. 3 – نفس المصدر / 135، ح 178 ومثله في مناقب الخوارزمي / 61. (*)

[ 428 ]

اعطيته إلا انه لا نبي بعدى (1). المبحث الخامس والعشرون: في التوعد على بغضه: روى الخوارزمي (2) عن معمر عن الزهري عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: ان الله – عز وجل – منع بني اسرائيل قطر السماء بسوء رأيهم في انبيائهم واختلافهم في دينهم. وإنه آخذ هذه الامة بالسنين ومانعهم قطر السماء ببغضهم علي بن أبي طالب – عليه السلام -. قال معمر (3): حدثني الزهري وقد حدثني في مرضة مرضها ولم اسمعه [ يحدث ] (4) عن عكرمة قبلها احسبه ولا بعدها. فلما برئ (5) من مرضه ندم فقال لي: يا يماني (6) اكتم هذا الحديث واطوه دوني. فإن هؤلاء يعني: بني امية لا يعذرون احدا في تعريض (7) علي وذكره.


1 – هنا زيادة في ش ود. وهي: اللهم صل عليهما. 2 – بل ابن المغازلي في مناقبه / 141، ح 186. 3 – نفس المصدر والحديث، ص 142. 4 – من المصدر. 5 – ش ود: أبرئ. المصدر: بل. 6 – ش ود: بأيماني. 7 – المصدر وش: تقريظ. د، ج وأ: تفريط. (*)

[ 429 ]

قلت: فما بالك اوعيت مع القوم يا أبا بكر وقد سمعت الذي سمعت ؟ قال: حسبك يا هذا انهم شركونا في لهاهم (1) فانحططنا في اهوائهم. وعن انس (2) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: ان لله – عز وجل – (3) خلقا ليس من ولد آدم ولا من ولد ابليس يلعنون مبغضي علي بن أبي طالب – عليه السلام -. قالوا: من هم يا رسول الله ؟ قال: هم القنابر ينادون في السحر على رؤوس الشجر: إلا لعنة الله على مبغضي علي بن أبي طالب. (بسم الله الرحمن الرحيم وسلام على عباده الذين اصطفى). وعن جابر بن عبد الله الانصاري (4) قال: سمعت عليا – عليه السلام – يقول: صليت مع رسول الله – صلى الله عليه وآله – ثلاث سنين قبل ان يصلي [ معه ] (5) أحد [ من الناس ] (6). وسمعته يقول: إن مما عهد الي رسول الله – صلى الله عليه وآله – أنه لا يحبني كافر ولا يبغضني مؤمن. أما والله ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي.


1 – أ: دنياهم. 2 – نفس المصدر / 142، ح 187. 3 – هكذا في ج وأ. وفي سائر النسخ والمصدر: (إن الله تعالى خلق) بدل (إن لله – عزوجل -). 4 – نفس المصدر / 194، ح 230. وليس في المصدر: بسم الله الرحمن الرحيم وسلام على عباده الذين اصطفى. 5 و 6 – ليس في م. (*)

[ 430 ]

وعن جابر بن عبد الله (1) قال: لما قدم علي بن أبي طالب – عليه السلام – بفتح خيبر قال له رسول الله – صلى الله عليه وآله -: يا علي لولا ان تقول طائفة من امتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم – عليه السلام – لقلت فيك مقالا لا تمر بملا من المسلمين إلا اخذوا التراب من تحت رجليك وفضل طهورك يستشفون بهما. ولكن حسبك ان تكون مني (2) بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدى وأنت تبرئ ذمتي وتستر عورتي وتقاتل على سنتي وأنت غدا في الاخرة اقرب الخلق منى وأنت على الحوض خليفتي وأن شيعتك على منابر من نور مبيضة وجوههم حولي اشفع لهم ويكونون في الجنة جيراني [ من غير ان ينقصوا (4) اصحابي ]. وان (5) حربك حربي وسلمك سلمى وسريرتك سريرتي (6). وإن ولدك ولدى وأنت تقضي ديني وأنت تنجز وعدى وإن الحق على لسانك وفي قلبك ومعك وبين يديك (7) ونصب عينيك الايمان يخالط (8) لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي ولا يرد علي الحوض مبغض لك ولا يغيب عنه محب لك. فخر علي – عليه السلام – ساجداوقال: الحمد لله الذي من علي


1 – نفس المصدر / 237، ح 285. 2 – هنا زيادة في المصدر. وهي: (وأنا منك ترثني وأرثك وأنت مني). 3 – ليس في المصدر. 4 – أ: تنقض. ج (ظ) ينتقضوا. 5 – ج: لان. 6 – هنا زيادة في المصدر. وهي: (وعلانيتك علانيتي). 7 – ج: (من بينك) بدل (بين يديك). 8 – المصدر وم: مخالط. (*)

[ 431 ]

بالاسلام وعلمني القرآن وحببني الى خير البرية واعز الخليقه واكرم أهل السماوات والأرض على ربه خاتم النبيين وسيد المرسلين وصفوه الله من جميع العالمين احسانا من الله – تعالى – إلي وتفضلا منه علي. فقال له النبي – صلى الله عليه وآله -: لولا أنت يا علي ما عرف المؤمنون بعدى. لقد جعل الله – عز وجل – نسل كل نبي من صلبه وجعل نسلى من صلبك يا علي. فانت اعز الخلق واكرمهم علي واعزهم عندي ومحبك اكرم من يرد علي [ الحوض ] (1) من امتي. المبحث السادس والعشرون: في قصة اصحاب الكهف ومحادثته مع اليهود: روى أبو اسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي في كتاب العرائس (2) قال: لما تولى (3) عمر بن الخطاب الخلافة اتاه قوم من احبار اليهود فقالوا له: يا عمر أنت ولي الامر بعد محمد وصاحبه وإنا نريد ان نسألك عن خصال ان اخبرتنا بها علمنا ان الاسلام حق وان محمدا كان نبيا وان لم تخبرنا بها علمنا أن الاسلام باطل وان محمدا لم يكن نبيا. فقال عمر: سلوا عما بدا لكم. قالوا: اخبرنا عن اقفال السماوات ما هي ؟ واخبرنا عن مفاتيح السماوات ما هي ؟ واخبرنا عن قبر سار بصاحبه ما هو ؟ واخبرنا عمن انذر قومه لا [ هو ] (4) من الجن ولا [ هو ] (5) من الانس. واخبرنا عن خمسة اشياء مشوا على الأرض ولم يخلقوا في الارحام. واخبرنا عما يقول الدراج


1 – ليس في ش، د وأ. 2 – عرائس التيجان / 566 – 574. 3 – هكذا في م. وفي سائر النسخ والمصدر: ولى. 4 و 5 – من المصدر. (*)

[ 432 ]

في صياحه وما يقول الديك في صريخه وما الفرس في صهيله وما يقول الحمار في نهيقه وما يقول الضفدع في نقيقه وما يقول القنبر في صفيره ؟ قال: فنكس عمر راسه في الأرض ثم قال: لا عيب لعمر (1) ان يسال عما لا يعلم [ ان يقول: لا اعلم ] (2). فوثب اليهود وقالوا: نشهد ان محمدا لم يكن نبيا وان الاسلام باطل. فوثب سلمان الفارسي – رضي الله عنه – وقال لليهود: قفوا قليلا. ثم توجه نحو علي بن أبي طالب – عليه السلام – حتى دخل عليه وقال: يا أبا الحسن اغث الاسلام. فقال: وما ذاك ؟ فاخبره الخبر. فاقبل يرفل في بردة رسول الله – صلى الله عليه وآله -. فلما نظر عمر إليه وثب [ قائما ] (3) فاعتنقه وقال: يا أبا الحسن [ أنت ] (4) لكل [ ذى ] (5) معضلة وشديدة تدعى. فقال علي – عليه السلام – لليهود: سلوا عما بدا لكم. فإن النبي – صلى الله عليه وآله – علمني الف باب من العلم فتشعب لي من كل باب (6) الف باب. فسألوه عنها. فقال علي – عليه السلام – ان لي عليكم شريطة إذا اخبرتكم


1 – المصدر: (لا عيب بعمر إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم و) بدل (لا عيب لعمر). 2 – ليس في المصدر. 3 – من المصدر. 4 – من المصدر. 5 – من م. 6 – هكذا في المصدر. وفي النسخ. (من كل باب ينشعب) بدل (فتشعب لي من كل باب). (*)

[ 433 ]

كما في توراتكم دخلتم في ديننا وآمنتم [ بنبينا ] (1). فقالوا: لك ذلك (2). [ فقال سلوا خصلة خصلة ] (3). فقالوا: اخبرنا عن اقفال السماوات ما هي ؟ فقال: اقفال السماوات الشرك بالله. لأن العبد والامة إذا كانا مشركين لم يرتفع لهما عمل. قالوا: فاخبرنا عن مفاتيح السماوات (4) ما هي ؟ فقال: مفاتيحها (5) شهادة ان لا اله إلا الله وان محمدا عبده ورسولة. قال: فجعل بعضهم ينظر الى بعض ويقولون: صدق الفتى. قالوا: فاخبرنا عن قبر سار بصاحبه. قال: ذلك الحوت إذ التقم يونس بن متي – عليه السلام – فسار به في البحار السبعة. قالوا: فاخبرنا عمن انذر قومه لا هو من الجن ولا من الانس. قال: تلك نملة سليمان إذ قالت (ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) (6). قالوا: فاخبرنا عن خمسة اشياء مشوا على وجه الأرض لم يخلقوا في الارحام.


1 – ليس في المصدر. 2 – المصدر: (نعم) بدل (لك ذلك). 3 – من المصدر. 4 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: هذه الاقفال. 5 – ليس في المصدر. 6 – النمل / 18. (*)

[ 434 ]

قال: ذلك آدم وحواء وناقة صالح وكبش إبراهيم وعصا موسى. قالوا: فاخبرنا عما يقول الدراج في صياحه. قال: يقول: الرحمن على العرش استوى. قالوا: فاخبرنا ما يقول الديك في صريخه ؟ قال: يقول: اذكروا الله يا غافلين. قالوا: فاخبرنا ما يقول الفرس في صهيله ؟ قال: يقول: إذا مشى المؤمنون الى الكافرين (1): اللهم انصر عبادك المؤمنين على الكافرين. قالوا: فاخبرنا ما يقول الحمار في نهيقه ؟ قال: يلعن (2) العشار (3) وينهق في اعين الشياطين. قالوا: فاخبرنا ما يقول الضفدع في نقيقه ؟ قال: يقول: سبحان ربي المعبود المسبح في لجج البحار. قالوا: فاخبرنا ما يقول القنبر في صفيره ؟ قال: يقول: اللهم العن مبغضي محمد وآل محمد. وكان اليهود ثلاثة نفر فقال اثنان منهم: نشهد ان لا اله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله (4). ووثب الحبر الثالث فقال: يا علي لقد وقع في قلوب اصحابي ما وقع في قلبي (5) من الايمان والتصديق وبقيت (6) خصلة


1 – المصدر: إلى الكافرين للجهاد. 2 – المصدر: يقول لعن الله. 3 – ش ود: العشارين. 4 – المصدر: (رسول الله) بدل (عبده ورسوله). 5 – ش، د وم: (وقع في قلبي مثل ما وقع في قلوب أصحابي) بدل (وقع في قلوب… قلبي). 6 – المصدر: قد بقى. (*)

[ 435 ]

واحده اسالك عنها. فقال: سل عما بدا لك. فقال: اخبرني عن قوم في اول الزمان ماتوا ثلاث مائة وتسع سنين ثم احياهم الله ما كان قصتهم ؟ قال علي – عليه السلام – يا يهودى هؤلاء اصحاب الكهف وقد انزل الله – تبارك وتعالى – على نبينا قرآنا في صفتهم (1). فإن شئت قرأت عليك قصتهم. فقال اليهودي: ما اكثر ما سمعنا قرآنكم (2) ! إن كنت عالما به فاخبرني باسمائهم واسماء آبائهم واسم مدينتهم واسم ملكهم واسم كلبهم واسم جبلهم واسم كهفهم وقصتهم من اولها الى آخرها. فاحتبى [ علي ] (3) ببردة رسول الله – صلى الله عليه وآله – ثم قال: يا اخا اليهود (5) حدثني حبيبي محمد – صلى الله عليه وآله – انه كان بارض الروم مدينة يقال لها: افسوس. ويقال: هي طرسوس. [ واسمها في الجاهلية افسوس. فلما جاء الاسلام سموها: طرطوس. قال: ] (6) وكان لهم ملك صالح فمات ملكهم وانتشر امرهم فسمع بهم ملك من ملوك فارس يقال له: دقيانوس. وكان جبارا كفارا (7).


1 – المصدر: فيه قصتهم. 2 – المصدر: قراءتكم. 3 – من المصدر. 4 – ش ود وم: (فأجبني فصلى علي – عليه السلام – على محمد – صلى الله عليه وآله -) بدل (فأحبني… – صلى الله عليه وآله). 5 – المصدر: العرب. 6 – من المصدر. 7 – ش: كافرا. (*)

[ 436 ]

فاقبل في عساكره حتى دخل افسوس فاتخذها دار ملكه وبنى فيها قصرا. فوثب اليهودي وقال: ان كنت عالما فصف لي ذلك القصر ومجالسه. فقال: يا اخا اليهود ابتنى قصرا [ من الرخام ] (1) طوله فرسخ في فرسخ من الرخام الممرد واتخذ فيه اربعة آلاف اسطوانه من الذهب والف قنديل من الذهب لها سلاسل من اللجين تسرج في كل ليلة بالادهان الطيبة. واتخذ لشرقي المجلس مائتي (2) كوه ولغربية كذلك. فكانت الشمس من حين تطلع الى ان تغيب تدور في المجلس كيف ما دارت. واتخذ فيه سريرا من الذهب طوله ثمانون ذراعا في عرض اربعين ذراعا مرصعا بالجواهر. ونصب على يمين السرير ثمانين كرسيا من الذهب فاجلس عليها بطارقته. واتخذ ايضا عن يساره ثمانين كرسيا من الذهب [ عن يساره ] (3) فاجلس عليها هراقلته [ وقضاته ] (4) ثم جلس على السرير ووضع التاج على راسه. فوثب اليهودي وقال: يا علي ان كنت عالما فاخبرني مم كان تاجه ؟ قال: يا يهودى (5) كان تاجه من الذهب السبيك له سبعة (6)


1 – من المصدر. 2 – المصدر: مائة وثمانين. 3 – من المصدر. 4 – ليس في المصدر. 5 – المصدر: فقال يا أخا اليهود. 6 – المصدر: تسعة. (*)

[ 437 ]

اركان على كل ركن لؤلؤة تضئ كما يضئ المصباح في الليلة الظلماء. واتخذ خمسين غلاما من ابناء البطارقة فمنطقهم بمناطق (1) الديباج الاحمر وسرولهم بسراويلات الفريد (2) الاخضر وتوجهم ودملجهم وخلخلهم واعطاهم عمد الذهب واقامهم على راسه. واصطفى (3) ستة غلمة من اولاد العلماء وجعلهم وزراءه فما كان يقطع امرا دونهم واقام ثلاثة منهم عن يمينه وثلاثة عن يساره. فوثب اليهودي وقال: يا علي ان كنت عالما بهم (4) فاخبرني ما كان اسماء الثلاثة الذين عن يمينه والثلاثه الذين عن يساره ؟ فقال – عليه السلام -: حدثني حبيبي رسول الله – صلى الله عليه وآله – ان الثلاثة الذين كانوا عن يمينه اسماؤهم تمليخا ومكسلمينا ومحسيمينا (5). وأما الثلاثة الذين كانوا عن يساره فمرطليوس وكشطوش وسادنيوس (6). وكان يستشيرهم في جميع اموره. وكان إذا جلس كل يوم في صحن داره واجتمع الناس عنده دخل من باب الدار ثلاثة غلمة في يد احدهم جام من الذهب مملوء من المسك وفي يد الثاني جام من الفضه


1 – هكذا في المصدر، وفي م: (ففرطهم بقراطق). وفي سائر النسخ: (ففرطقهم بفراطق). 2 – هكذا في م. وفي سائر النسخ: (الغرند). وفي المصدر: ألقز. 3 – المصدر: اصطنع. 4 – المصدر: (صادقا) بدل (عالما بهم). 5 – المصدر: محسلمينا. 6 – هكذا في المصدر. في ج: مرطوس وبسطونس وسادنوس. في أ: وساونوس. في م: مرطونس وكسطويس وساديوفس. في ش ود: مرطونس وكسطونس وسادنوس. والله العالم. (*)

[ 438 ]

مملوء من ماء الورد وعلى يد الثالث طائر فيصيح فيطير الطائر حتى يقع في جام ماء الورد فيتمرغ فينشف ما فيه بريشه وجناحيه ثم يصيح به ثانية فيطير حتى يقع في جام المسك فيتمرغ فيه فينشف ما فيه (1) بريشه وجناحيه ثم يصيح به الثالثة فيطير الطائر فيقع على تاج الملك فينفض ريشه وجناحيه على راس الملك مما فيه من المسك وماء الورد. فمكث الملك في ملكه ثلاثين سنة من غير ان يصيبه صداع ولا وجع ولا حمى ولا لعاب ولا بزاق ولا مخاط. فلما راى ذلك من نفسه عتى وطغى وتجبر واستعصى وادعى الربوبية من دون الله ودعا إليها وجوه قومه. فكل من اجابه اعطاه وحباه وكساه وخلع عليه ومن لم [ يجبه و ] (2) يتابعه قتله. فاستجابوا باجمعهم فاقام في ملكه زمانا يعبدونه من دون الله. فبينا هو ذات يوم جالس في عيد له على سريره والتاج على راسه إذ اتاه بعض بطارقته فاخبره أن عساكر الفرس قد غشيته يريدون قتاله. فاغتم لذلك غما شديدا حتى سقط التاج عن راسه وسقط هو عن سريره. فنظر الى ذلك أحد الفتية الثلاثه الذين كانوا يمينه وكان غلاما عاقلا يقال له: تمليخا فتفكر وتذكر نفسه وقال: لو كان دقيانوس هذا إلها كما يزعم لما حزن ولما كان ينام ولما كان يبول ويتغوط وليست هذه الافعال من صفات الاله. وكانت الفتية الستة يكونون كل يوم عند احدهم وكان ذلك اليوم نوبة تمليخا. فاجتمعوا عنده واكلوا وشربوا ولم ياكل تمليخا ولم يشرب. فقالوا له: يا تمليخا لم لا تأكل ولا تشرب ؟ فقال: يا إخوتي قد وقع في قلبي شئ منعني عن الطعام والشراب


1 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: (فيحمل ما في الجام) بدل (فينشف ما فيه). 2 – من المصدر. (*)

[ 439 ]

والمنام. فقالوا: وما هو يا تمليخا ؟ فقال: اطلت فكرى في هذه السماء فقلت: من رفعها سقفا محفوظا بلا علاقة فوقها ولا دعامة من تحتها ومن اجرى فيها شمسها وقمرها ومن زينها بالنجوم ؟ ثم اطلت فكرى في هذه الأرض ؟ فقلت: من سطحها على ظهر اليم الزاخر ومن حبسها وربطها بالجبال الرواسي لئلا تميد ؟ ثم اطلت فكرى في نفسي فقلت: من اخرجني صبيا (1) من بطن امى ومن غذاني ورباني ؟ أن لها صانعا ومدبرا سوى دقيانوس الملك. فانكبت الفتية على رجليه يقبلونهما وقالوا: يا تمليخا لقد وقع في قلوبنا ما وقع في قلبك فاشر علينا. فقال: يا اخوتي ما اجد لي ولكم حيلة إلا الهرب من هذا الجبار الى ملك السماوات [ والأرض ] (2). فقالوا: الرأى ما رأيت. فوثب تمليخا فباع تمرا [ من حائط له ] (3) بثلاثة دراهم وصرها في رداءه وركبوا خيولهم وخرجوا. فلما صاروا إلى ثلاثة اميال من المدينة قال لهم تمليخا: يا اخوتنا ذهب عنا (4) ملك الدنيا وزال عنا امره فانزلوا عن خيولكم وامشوا على ارجلكم لعل الله – تعالى – ان يجعل لكم من امركم فرجا ومخرجا. فنزلوا عن خيولهم ومشوا على ارجلهم سبعة فراسخ حتى صارت


1 – المصدر وج (ظ): ض (جنينا). وهي ليس في م. 2 – من المصدر. 3 – ليس من المصدر. 4 – هكذا في المصدر وفي النسخ: (قال لهم يا اخوتاه وذهب) بدل (قال… عقا). (*)

[ 440 ]

ارجلهم تقطر دما لانهم لم يعتادوا المشي [ على اقدامهم ] (1). فاستقبلهم رجل راع فقالوا: ايها الراعي هل عندك شربة من ماء أو لبن ؟ فقال: عندي ما تحبون ولكني ارى وجوهكم وجوه الملوك وما اظنكم إلا هرابا فاخبروني بقصتكم. فقالوا: يا هذا انا دخلنا في دين لا يحل لنا الكذب افينجينا الصدق ؟ قال: نعم فاخبروه بقصتهم. فأكب الراعي على ارجلهم يقبلها ويقول: قد وقع في قلبي ما وقع في قلوبكم فقفوا لي ههنا حتى ارد هذه الاغنام الى اربابها واعود اليكم. فوقفوا له فردها واقبل يسعى يتبعه كلب له. فوثب اليهودي [ قائما ] (2) فقال: يا علي [ ان كنت عالما فاخبرني ] (3) ما كان لون الكلب وما اسمه ؟ قال: يا اخا اليهود حدثني حبيبي محمد – صلى الله عليه وآله – ان لون الكلب كان ابلق بسواد وان اسم الكلب كان قطمير. فلما نظر الفتية الى الكلب قال بعضهم لبعض: إنا نخاف ان يفضحنا هذا الكلب بنباحه فالحوا عليه ضربا (4) بالحجارة. فلما نظر الكلب انهم قد الحوا عليه بالطرد (5) اقعى على ذنبه (6) وتمطى وقال بلسان طلق ذلق: يا قوم تطردوني فاني (7) اشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك


1 – من المصدر. 2 و 3 – من المصدر. 4 – هكذا ي م. وفي سائر النسخ والمصدر: طردا. 5 – المصدر: بالحجارة والطرد. 6 – هكذا في م. وفي سائر النسخ والمصدر: رجليه. 7 – المصدر: لم تطردونني وأنا. (*)

[ 441 ]

له دعوني احرسكم من عدوكم واتقرب الى الله – تعالى – بذلك. فتركوه ومضوا. فصعد بهم الراعي جبلا وانحط بهم على كهف. فوثب اليهودي وقال: يا علي ما اسم ذلك الجبل [ وما اسم الكهف ؟ ] (1). فقال: يا اخا اليهود اسم الجبل نيكلوس (2) واسم الكهف الوصيد. وإذا بفناء الكهف اشجار مثمره وعين غزيره فاكلوا من الثمار وشربوا من الماء. وجنهم الليل فآووا الى الكهف وربض الكلب على باب الكهف ومد يديه عليه. وأمر الله – تعالى – ملك الموت بقبض ارواحهم ووكل الله – تعالى – بكل رجل منهم ملكين يقلبانه من ذات اليمين إلى ذات الشمال ومن ذات الشمال الى ذات اليمين. واوحى الله – تعالى – الى الشمس فكانت تزاور عن كهفهم ذات اليمين إذا طلعت وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال. فلما رجع الملك (3) دقيانوس من عيده سأل عن الفتية فقيل له: انهم اتخذوا إلها غيرك وخرجوا هربا (4) منك. فركب في ثمانين الف فارس وجعل يقص (5) آثارهم حتى صعد الجبل وشارف الكهف فنظر إليهم مضطجعين فظن انهم نيام فقال لاصحابه: اردت ان اعاقبهم بشئ ما عاقبتهم باكثر مما عاقبوا به انفسهم فائتوني بالبنائين. [ فأتى بهم ] (6)


1 – من المصدر. 2 – المصدر: نا جلوس. م: ننكلوس. 3 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: الكافر. 4 – المصدر: هاربين. 5 – المصدر: يقفوا. ش، د وم: يعدوا. 6 – من المصدر. (*)

[ 442 ]

فردموا (1) عليهم باب الكهف بالكلس والحجارة. ثم قال لاصحابه: قولوا لهم يقولوا لالههم الذي في السماء إن كانوا صادقين ان يخرجهم من هذا الموضع. فمكثوا ثلاثمائة وتسع سنين فنفخ الله فيهم الروح وهبوا من رقدتهم كما بزغت الشمس. فقال بعضهم لبعض: لقد غفلنا هذه الليلة عن عبادة الله قوموا بنا الى الماء. فقاموا (2) فإذا العين قد غارت والاشجار قد جفت. فقال بعضهم لبعض: إنا امرنا هذا لفي عجب مثل هذه العين قد غارت في ليلة واحدة ومثل هذه الاشجار قد جفت في ليلة واحدة. فالقى الله عليهم الجوع فقالوا: ايكم يذهب بورقكم هذه الى المدينة فيأتينا بطعام منها ولينظر إلا يكون من الطعام الذي يعجن بشحم الخنزير ؟ [ فذلك قوله – تعالى -: (فابعثوا احدكم بورقكم هذه الى المدينة فلينظر ايها ازكى طعاما) (3) أي: احل واجود واطيب ] (4). فقال تمليخا: يا اخوتي لا يأتيكم بالطعام غيرى. ولكن ايها الراعي ادفع إلي ثيابك وخذ ثيابي. فلبس ثياب الراعي ومضي. فكان يمر بمواضع لا يعرفها [ وطريق ينكرها ] (5) حتى اتى باب المدينة فإذا عليه علم اخضر مكتوب: لا اله إلا الله عيسى رسول (6) الله. فطفق الفتى ينظر ويمسح عينيه ويقول: اراني نائما. فلما طال علية ذلك دخل المدينة فمر بأقوام يقرأون الانجيل


1 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: فردم. 2 – المصدر: (العين) بدل (الماء فقاموا). 3 – الكهف / 19. 4 و 5 – من المصدر. 6 – المصدر: روح. (*)

[ 443 ]

واستقبله اقوام لا يعرفهم حتى انتهى الى السوق هو بخباز فقال: يا خباز ما اسم مدينتكم هذه ؟ قال: افسوس. قال: ما اسم ملككم. قال: عبد الرحمن. قال تمليخا: ان كنت صادقا فإن امرى عجيب ادفع الى بهذه الدراهم طعاما. وكانت دراهم الزمان الاول ثقالا كبارا فتعجب الخباز من تلك الدراهم. فوثب اليهودي وقال: يا علي إن كنت عالما فاخبرني كم كان وزن درهم منها ؟ فقال: يا اخا اليهود حدثني حبيبي رسول الله – صلى الله عليه وآله – أن كل درهم منها عشرة دراهم وثلثا درهم. فقال له الخباز: يا هذا انك اصبت كنزا فاعطني بعضه وإلا ذهبت بك الى الملك. فقال تمليخا: ما اصبت كنزا إنما هذا من ثمن تمر بعته بثلاثة دراهم منذ ثلاثة ايام وقد خرجت من هذه المدينة وهم يعبدون دقيانوس الملك. فغضب الخباز وقال: الا ترضى ان اصبت كنزا ان تعطيني بعضه حتى تذكر رجلا جبارا كان يدعي الربوبية قد مات منذ ثلاثمائة وتسع سنين وتسخر بي. ثم امسكه واجتمع (1) الناس. ثم انهم اتوا به الى الملك وكان عاقلا عادلا فقال لهم: ما قصة هذا الفتى ؟


1 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: (فجمع) بدل (ثم أمسكه واجتمع). (*)

[ 444 ]

قالوا: اصاب كنزا. فقال له الملك: لا تخف فإن نبينا عيسى امرنا ان لا ناخذ من الكنوز إلا خمسها فادفع إلي خمس هذا الكنز وامض سالما. فقال: ايها الملك تثبت في امرى ما اصبت كنزا وإنما انا من أهل هذه المدينة. فقال له: أنت من اهلها ؟ قال: نعم. قال: اتعرف منها احدا ؟ قال: نعم. قال فسم لنا. فسمى له نحوا من الف رجل فلم يعرفوا منها رجلا واحدا. فقالوا: يا هذا ما نعرف هذه الاسماء وليست هي من اسماء زماننا ولكن هل لك في هذه المدينة دار ؟ فقال: نعم ايها الملك فابعث معي احدا. فبعث الملك معه فذهب والناس معه (1) حتى اتى بهم الى ارفع دار في المدينة. فقال: هذه دارى. وقرع الباب فخرج إليهم شيخ هرم قد استرخى حاجباه على عينيه من الكبر فزعا مذعورا. فقال: ايها الناس ما لكم ؟ فقال رسول الملك: إن هذا الغلام يزعم ان هذه الدار داره. فغضب الشيخ والتفت الى تمليخا [ وتبينه ] (2) وقال: ما اسمك ؟


1 – المصدر: (فبعث معه الملك جماعة) بدل (فبعث… معه). 2 – من المصدر. (*)

[ 445 ]

قال: اسمي تمليخا بن فسطين (1). قال: اعده علي فاعاده عليه. فانكب الشيخ على يديه ورجليه يقبلهما وقال: هذا جدى ورب الكعبة. وهو أحد الفتية الذين هربوا من دقيانوس الملك الجبار الى جبار السماوات والارض ولقد كان عيسى – عليه السلام – اخبرنا بقصتهم وانهم سيحيون. فانهى (2) ذلك الى الملك فركب الملك وحضرهم. فلما راى تمليخا نزل عن فرسه وحمل تمليخا على عاتقه. وجعل الناس يقبلون يديه ورجليه ويقولون له: تمليخا ما فعل اصحابك ؟ فاخبرهم انهم في الكهف. وكانت المدينة قد وليها رجلان رجل (3) مسلم ورجل (4) نصراني. فركبا في اصحابهما [ واخذا تمليخا ] (5) فلما صاروا قريبا من الكهف قال لهم تمليخا: يا قوم اني اخاف ان يحسوا بوقع حوافر [ الخيل و ] (6) الدواب وصلصلة اللجم والسلاح فيظنوا دقيانوس قد غشيهم فيموتوا جميعا قفوا قليلا حتى ادخل عليهم فاخبرهم. فوقف الناس ودخل عليهم تمليخا. فوثب إليه الفتية فاعتنقوه وقالوا: الحمد لله الذي نجاك من دقيانوس. فقال دعوني منكم ومن دقيانوس كم لبثتم ؟ قالوا: لبثنا يوما أو بعض يوم. قال: بل لبثتم ثلاثمائة وتسع سنين وقد مات دقيانوس وانقرض


1 – المصدر: فلسطين. 2 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: فألقى. 3 و 4 – المصدر: ملك. 5 و 6 – من المصدر. (*)

[ 446 ]

قرن بعد قرن وآمن أهل المدينة بالله العظيم وقد جاؤوكم. فقالوا: يا تمليخا تريد ان تصيرنا فتنة للعالمين. قال: فما تريدون ؟ قالوا ارفع يديك ونرفع ايدينا فرفعوا ايديهم وقالوا: اللهم بحق ما اريتنا من العجائب في انفسنا إلا قبضت ارواحنا ولم يطلع علينا أحد. فامر الله ملك الموت بقبض ارواحهم وطمس الله باب الكهف. فاقبل الملكان يطوفان حول الكهف سبعة ايام فلا يجدان له بابا ولا منفدا ولا مسلكا فايقنا حينئذ بلطف صنع الله الكريم وان حالهم كانت عبرة اراهم الله اياها. فقال المسلم: على ديني ماتوا انا ابني على باب الكهف مسجدا وقال النصراني: بل على ديني ماتوا فانا ابني ديرا فاقتتل الملكان فغلب المسلم النصراني فبني على [ باب ] (1) الكهف مسجدا. [ فذلك قوله – تعالى -: (قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا) (2). وذلك ] (3) يا يهودى ما كان من قصتهم. ثم قال – عليه السلام -: سألتك بالله يا يهودى ايوافق هذا ما في توراتكم ؟ فقال اليهودي: ما زدت حرفا ولا نقصت حرفا يا أبا الحسن. لا تسمني يهوديا فإني اشهد ان لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله (4) وانك عالم (5) هذه الامة. المبحث السابع والعشرون: في صعوده كتف النبي – صلى الله


1 – من المصدر. 2 – الكهف / 21. 3 – المصدر: عبده ورسوله. 4 – المصدر: أعلم. (*)

[ 447 ]

عليه وآله: روى الخوارزمي (1) عن أبي هريره قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله – لعلي بن أبي طالب – عليه السلام – يوم فتح مكة: اما ترى هذا الصنم على (2) الكعبة ؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: احملك فتناوله. قال: بل أنا احملك يا رسول الله. فقال – صلى الله عليه وآله – لو ان ربيعة ومضر جهدوا ان يحملوا مني بضعة وانا حي لما قدروا ولكن قف يا علي. فضرب رسول الله – صلى الله عليه وآله – بيده على ساقي علي – عليه السلام – فوق القربوس ثم اقتلعه من الأرض بيده فرفعه حتى تبين بياض ابطيه ثم قال: ما ترى يا علي ؟ قال: ارى ان الله – عز وجل – قد شرفني بك حتى اني لو اردت ان امس السماء لمسستها. فقال له: تناول الصنم يا علي. فتناوله علي – عليه السلام – فرمى به. ثم خرج رسول الله – صلى الله عليه وآله – من تحت علي – عليه السلام – وترك رجليه فسقط على الأرض فضحك. فقال له: ما اضحكك يا علي ؟ فقال: سقطت من اعلى الكعبة فما اصابني شئ. فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: وكيف يصيبك شئ


1 – بل ابن المغازلي في مناقبه / 202، ح 240. 2 – المصدر: بأعلى. (*)

[ 448 ]

وإنما حملك محمد وانزلك جبريل ؟


[ 449 ]

المبحث الثامن والعشرون: في ان ذكره والنظر إليه – عليه السلام – عباده: روى الخوارزمي (1) عن عائشة قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: ذكر علي عبادة. وروى باسناده الى معاذ بن جبل قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: النظر الى وجه علي عبادة (2). وروى كذا عن عائشة (3) وعن عمران بن حصين (4) وعن جابر (5) وعن واثلة بن الاسقع (6) باسنادات مختلفة إليهم عن النبي – صلى الله عليه وآله -.


1 – مناقب الخوارزمي / 261 ومناقب ابن المغازلي / 206، ح 243. 2 – مناقب ابن المغازلي 206، ح 244، مثله فيه أيضا / 208، ذيل حديث 247. 3 – نفس المصدر / 207، ح 245، ومثله فيه أيضا / 210، ح 253، ومناقب الخوارزمي / 261. 4 – مناقب ابن المغازلي / 207، ح 246، وايضا مثله فيه / 208، ح 247، وص 211، ح 254 ومناقب الخوارزمي / 260 – 261. 5 – مناقب ابن المغازلي / 209، ح 248. 6 – نفس المصدر / 210، ح 251. (*)

[ 450 ]

وعن عبد الله بن مسعود (1) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: النظر الى [ وجه ] (2) علي عبادة. وعن عائشة (3) قالت: رايت أبا بكر يكثر النظر الى وجه علي – عليه السلام -. فقلت: يا ابه اراك تكثر النظر الى وجه علي. فقال: يا بنية سمعت رسول الله – صلى الله عليه وآله – يقول: النظر الى وجه علي عبادة. وكانت عائشة تقول: زينوا مجالسكم بذكر علي – عليه السلام – (5). المبحث التاسع والعشرون: في انه يوم القيامة بين النبي وإبراهيم – عليهما السلام -: روى الخوارزمي (6) عن عبد الرحمن عن سهل بن أبي حثمة (7) عن أبيه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: إذا كان يوم القيامة صف الله – عز وجل – لي عن يمين العرش قبة من ذهبة حمراء وصف لابي إبراهيم – عليه السلام – قبة من ذهبة حمراء وصف لعلي – عليه السلام – بينهما قبة من ذهبة حمراء فما ظنك بحبيب بين


1 – نفس المصدر / 209، ح 249. 2 – ليس في المصدر. 3 – نفس المصدر / 210، ح 252 و 253، ومناقب الخوارزمي / 261، مثلهما مختصرا وباختلاف ما في الالفاظ. 4 – مناقب ابن المغازلي / 211، ح 255. 5 – بل ابن المغازلي في مناقبه / 219، ح 265. 6 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: بن. 7 – م: خيثمة. ش ود: حنتمة. أ: خثيمة. أنظر: تقريب التهذيب للعسقلاني 1 / 335. (*)

[ 451 ]

خليلين ؟ وعن سهل بن حثمة (1) عن أبيه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: إذا كان يوم القيامة ضرب الله – عز وجل – لي عن يمين العرش قبة من ذهبة (2) حمراء وضرب لابي إبراهيم – عليه السلام – قبة [ عن يسار ] (3) العرش من ذهبة (4) حمراء وضرب لعلي – عليه السلام – قبة من زبرجدة خضراء فما ظنك بحبيب بين خليلين ؟ المبحث الثلاثون: في امره بالاسترشاد بعلي – عليهمل لبسبلم – وفي الوسيلة: روى الخوارزمي (5) باسناده عن زيد بن ارقم قال: كنا جلوسا بين يدى رسول الله – صلى الله عليه وآله – فقال: الا ادلكم على من إن استرشدتموه لن تضلوا ولن تهلكوا ؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: هو هذا. واشار الى علي بن أبي طالب – عليه السلام -.


1 – نفس المصدر / 220، ح 266. وضبط (حثمة) في النسخ نفس الضبط الذي مر آنفا. 2 – المصدر والنسخ: ذهب. 3 – من ش، د وم. 4 – هكذا في ج. وفي سائر النسخ والمصدر: ذهب. 5 – بل ابن المغازلي في مناقبه / 24، ح 292. (*)

[ 452 ]

ثم قال: وآخوه وآزروه واصدقوه وانصحوه فإن جبريل – عليه السلام – اخبرني بما قلت لكم. وعن الحارث (1) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: في الجنة درجة تسمي الوسيلة وهي لنبي وارجو أن اكون انا. فإذا سألتموها فاسألوها لي. فقالوا: من يسكن معك فيها يا رسول الله ؟ قال: فاطمة وبعلها والحسن والحسين – عليهم السلام -. المبحث الحادى والثلاثون: في [ حديث ] (2) الدينار: روى الخوارزمي (3) عن أبي سعيد الخدرى قال: ان عليا – عليه السلام – احتاج حاجة شديدة ويكن عنده شئ فخرج من البيت فوجد دينارا فعرفه فلم يعرفه أحد. فقالت فاطمة – عليها السلام – ما عليك لو جعلته على نفسك وابتعت لنا دقيقا. فإن جاء صاحبه رددته عليه. قال: فخرج يبتاع به دقيقا فاتي رجلا معه دقيق فقال: كم بدينار ؟ فقال: كذا وكذا. قال: كل فكال فاعطاه الدينار. فقال: والله لا آخذه. قال: فرجع الى فاطمة – عليها السلام – فاخبرها. فقالت: سبحان الله اخذت دقيق الرجل وجئت بدينارك !


1 – نفس المصدر 247، ح 295. 2 – من م. 3 – بل ابن المغازلي في مناقبه / 366، ح 414. (*)

[ 453 ]

قال: حلف إلا يأخذه فما اصنع ؟ قال: فمكث يعرف الدينار وهم يأكلون الدقيق حتى نفد ولم يعرفه أحد. فخرج يشترى دقيقا فإذا هو بذلك الرجل بعينه معه دقيق. قال: كم بدينار ؟ قال: كذا وكذا. قال: كل. فكال له فأعطاه الدينار فحلف أن لا ياخذه. فجاء بالدينار والدقيق فاخبر فاطمة – عليها السلام – فقالت: سبحان الله – تعالى – جئت بالدقيق ورجعت بدينارك ! قال: فما اصنع ؟ حلف ان لا ياخذه (1) قالت: كان ينبغي ان تبادره الى اليمين. قال: فمكث يعرف الدينار وهم ياكلون الدقيق حتى نفد. قال: فخرج يشترى به دقيقا فإذا هو بذلك الرجل بعينه معه دقيق. قال: كم بدينار ؟ قال: كذا وكذا. قال: كل. فكال له (2). فقال علي – عليه السلام -: والله لتأخذنه. ثم رمى به وانصرف. فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله – لعلي – عليه السلام -: يا علي كيف كان أمر الدينار ؟ فاخبره بأمره وما صنع. فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: اتدرى من الرجل ؟ ذاك


1 – هنا زيادة في المصدر. وهي: حتى ينفد. 2 – هنا زيادة في م. وهي: وأعطاه الدينا فحلف ألا يأخذه. (*)

[ 454 ]

جبريل وكان رزقا ساقه الله اليكم. والذي نفسي بيده لو لم تحلف ما زلت تجده ما دام الدينار في يدك. وعن أبي سعيد الخدرى (1) قال: افتقر علي وفاطمة فقالت فاطمة لعلي – عليه السلام – ليس عندنا شئ فلو خرجت فطلبت. قال: فخرج فوجد دينارا فعرفه حتى مل فلم يعرفه أحد. قال: فرجع الى فاطمة. فقالت: هل لك ان تستقرضه بدينار مكانه فاعنتنا (2) به ؟ قال: فاتى السوق فإذا شيخ معه دقيق فأخذ منه دقيقا ورد عليه الدينار. فاخذه واخبر فاطمة – عليها السلام – فقالت: رحم الله هذا الشيخ عرف قرابتك من رسول الله – صلى الله عليه وآله – فرق لك. فاكلوا الطعام. ثم قالت فاطمة: هل لك ان تستقرض الدينار ؟ فاتى السوق فإذا الشيخ قائم معه دقيق فاشترى منه دقيقا ورد عليه الدينار. فاخبر فاطمة عليها السلام – بذلك فاكلوا الطعام. ثم عاد الثالثة فاشترى منه بدينار فاعطاه الدينار وحلف ألا ياخذه. قال أبو هارون [ العبدى ] (3): فحدثني أبو سعيد الخدرى بهذا الحديث فانصرفنا من عنده وإذا رجل من الانصار فقال: ما اخبركم أبو سعيد ؟ فخبرناه بالحديث. قال: فاخبركم من الشيخ قد فكتمتموه (4) وهو جبريل – عليه


1 – نفس المصدر / 368، ح 415 ومثله في مناقب الخوارزمي / 230. 2 – ج وأ: وأعيننا. ش ود: فراعيتنا. م: فاغتبنا. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر. 3 – ليس في المصدر. 4 – المصدر وج: كتمكموه. (*)

[ 455 ]

السلام -. المبحث الثاني والثلاثون في وصف النبي – (ص) – عليا – عليه السلام – بالمساعدة له وزيارته لفاطمة: روى الخوارزمي (1) عن أبي سعيد الخدرى ان فاطمة – عليها السلام – قالت: اتيت النبي – (ص) – فقلت (2): السلام عليك يا أبة (3). قال: وعليك السلام يا بنية. فقالت: والله يا نبي الله ما اصبح في بيت علي – عليه السلام – طعام ولا دخل بين شفتيه طعام منذ خمس ولا لنا ثاغيه ولا راغية ولا اصبح في بيته سفة (4). فقال لها النبي – (ص) -: ادني مني فدنت فقال: ادخلي يدك بين ظهرى. فهوت بيدها فإذا هي بحجر بين كتفي رسول الله – (ص) – مربوطا بعمامته الى صدره فصاحت فاطمة – عليه السلام – صيحة شديدة. وقال: ما اوقد في دار محمد نار منذ شهرين (5). ثم قال لها: اما تدرين ما منزلة علي مني ؟ كفاني امرى وهو ابن اثنتي عشرة سنة وضرب بين يدى بالسيف وهو ابن ست عشرة سنة وقتل (6) الابطال وهو ابن سبع عشرة سنة وفرج همومي وابن اثنتين


1 – بل ابن المغازلي في مناقبه / 379، ح 428. 2 – المصدر: (أتت النبي – صلى الله عليه وآله – فقالت) بدل (قالت… فقلت). 3 – المصدر: رسول الله. 4 – هكذا في المصدر وج. وفي سائر النسخ: شقة. 5 – المصدر: شهر. 6 – المصدر: قاتل. (*)

[ 456 ]

وعشرين سنه وحده وكان من معه خمسين رجلا. فاشرق وجه فاطمة – عليها السلام – ولم تزل قدماها من مكانها حتى اتت عليا – عليه السلام – وإذا البيت قد انار بنور وجهها (1). فقال لها علي – عليه السلام -: يا بنت محمد لقد خرجت من عندي ووجهك على غير هذه الحال. فقالت: ان النبي – صلى الله عليه وآله – اخبرني بفضلك. وعن عمران بن الحصين (2) قال: اتيت النبي – صلى الله عليه وآله – فسلمت عليه. فرد وقال: يا عمران ان لك عندنا (3) منزله وجاها فهل لك في عيادة فاطمة ؟ فقلت: نعم يا رسول الله بابي أنت وامي. فقام رسول الله – صلى الله عليه وآله – وقمت معه حتى وقف على باب فاطمة. فقال: السلام عليك يا بنية أأدخل ؟ قالت: ادخل يا رسول الله [ صلى الله عليه ] (4). قال: انا ومن معي ؟ قالت: ومن معك يا رسول الله ؟ قال: معي عمران بن حصين الخزاعي. قالت: والذي بعثك بالحق انه (5) ما على إلا عباءة لي. فقال: يا بنية اصنعي بها كذا وكذا واشار بيده.


1 – ش ود: أضاء بوجهها. م: أنار بوجهها. 2 – نفس المصدر / 398، ح 453. 3 – المصدر: منا. 4 – ليس في م وج وفي المصدر: بأبي أنت وأمي. 5 – المصدر: نبيا. (*)

[ 457 ]

فقالت: يا رسول الله [ صلى الله عليه ] (1) هذا جسدي قد واريته فكيف لي براسي ؟ فالقي إليها ملاءة له خلقة (2) فقال: يا بنية شدى هذه على راسك. ثم اذنت له فدخلت معه فقال: كيف اصبحت يا بنية ؟ فقالت: اصبحت والله وجيعة يا رسول الله وزادني على ما بي وجع من الجوع (3) لست اقدر على طعام آكله فقد اهلكني الجوع. فبكى رسول الله – صلى الله عليه وآله – وبكيت معه. ثم قال: ابشرى يا فاطمة وقرى عينا ولا تحزني. فوالذي بعثني بالنبوة حقا ان كان ذقت طعاما منذ ثلاث واني لاكرم على الله – تعالى – منك ولو شئت ان اظل عند ربي يطعمنى ويسقيني لفعلت ولكني آثرت الاخرة على الدنيا. يا بنية لا تجزعي فو الذي بعثني بالنبوة حقا انك سيدة نساء العالمين. فوضعت يدها على راسها ثم قالت: يا ليتها ماتت (4) فاين آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران ؟ فقال – صلى الله عليه وآله – آسية سيدة نساء عالمها ومريم سيدة نساء عالمها وخديجة سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك انكن في بيوت من قصب لا اذى فيها ولا نصب.


1 – ليس في م وج. وفي المصدر: بأبي أنت وأمي. 2 – هكذا في المصدر. وفي م: (خليقة). وفي سائر النسخ: (خليعة). 3 – م: ما بي من وجعي الجوع. المصدر: ما بي وجعة – يا رسول الله – وزادني على ما بي من الوجع الجوع. 4 – المصدر: (يا أبة) بدل (يا ليتها ماتت). (*)

[ 458 ]

فقالت (1): يا رسول الله وما بيوت من قصب ؟ قال: در (2) مجوف من قصب لا اذى فيه ولا نصب (3). قال: ثم ضرب بيده على منكبها وقال: يا بنية والذي بعثني بالحق لقد زوجتك سيدا في الدنيا وسيدا في الاخرة. المبحث الثالث والثلاثون: في حال علي – عليه السلام – ليلة المعراج: روى أبو عمر الزاهد (4) عن النبي – صلى الله عليه وآله – قال: مررت ليلة المعراج بقوم تشرشر اشداقهم فقلت: يا جبريل من هؤلاء ؟ فقال: هؤلاء الذين ياكلون الناس بالغيبة. قال: ومررت بقوم وقد ضوضؤوا (5) فقلت: يا جبريل من هؤلاء ؟ فقال: هؤلاء الكفار. قال: ثم عدلنا (6) عن ذلك الطريق. فلما انتهينا الى السماء الرابعة رايت عليا – عليه السلام – يصلي فقلت لجبريل: يا جبريل أهذا علي


1 – المصدر: قلت. 2 – ش، د وم: ذو. 3 – لا صخب. 4 – م: أبو عمرو والزاهد. ولم نعثر على عين الرواية. وأما ما في معناها (ملك على صورة علي بن أبي طالب – صلوات الله عليه – في السماء، الذي رأته النبي – صلى الله عليه وآله – في ليلة أسري به إليها) موجود في عيون أخبار الرضا – عليه السلام – / 272 وكفاية الطالب / 131 – 133. وما في كفاية الطالب أقرب معنى ولفظا بما في المتن. 5 – من الضوضاء، أي: الجلبة والصياح. وأصله ضوضأ ضوضأة: صاح وجلب. ويقال: ضوضأ القوم: صاحوا واختلطت أصواتهم في الجدل أو النزاع ونحوه. 6 – هكذا في ج وم. وفي سائر النسخ: عزلنا. (*)

[ 459 ]

وقد سبقنا ؟ قال: لا ليس هذا عليا. قلت: فمن هو ؟ قال: ان الملائكة المقربين والملائكة الكروبيين سمعوا فضائل علي – عليه السلام – وخاصته وسمعت قولك فيه: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدى اشتاقت الى علي فخلق الله – عز وجل – لها ملكا على صورة علي. فإذا اشتاقت الى علي جاءت الى ذلك الملك فكأنها قد رات عليا – عليه السلام -. وروى ابن عباس (1) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: رايت ليله عرج بي السماء على باب الجنة مكتوبا لا اله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله الحسن والحسين صفوة الله فاطمة امة الله على باغضيهم لعنة الله. المبحث الرابع والثلاثون: في تفدية النبي – عليه السلام – له بالاب ووعده بحدائق في الجنة: من كتاب المناقب (2): عن عائشة قالت: رايت النبي – صلى الله


1 – مناقب الخوارزمي / 214، مقتل الحسين / 108، باسناده عن علي بن أبي طالب – عليه السلام – عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – وباختلاف في بعض الالفاظ. 2 – مناقب الخوارزمي / 26. (*)

[ 460 ]

عليه وآله – التزم (1) عليا وقبله وهو يقول: بأبي الوحيد الشهيد. ومنه (2): عن علي – عليه السلام – قال: كنت امشي مع النبي – صلى الله عليه وآله – في بعض طرق المدينة فاتينا على حديقة و [ هي الروضة ذات الشجر ] (3) فقلت: يا رسول الله ما احسن هذه الحديقة ! فقال: ما احسنها ! ولك في الجنة احسن منها. ثم اتينا على حديقة اخرى فقلت: يا رسول الله ما احسن هذه (4) الحديقة ! قال: لك في الجنة احسن منها حتى اتينا على سبع حدائق اقول: يا رسول الله ما احسنها ! فيقول: لك في الجنة احسن منها. فلما خلا له الطريق اعتنقني واجهش باكيا. فقلت: يا رسول الله ما يبكيك ؟ قال: ضغائن في صدور اقوام لا يبدونها لك إلا بعدى. فقلت: في سلامة من ديني ؟ فقال: في سلامة من دينك. المبحث الخامس والثلاثون: في أمر الله – تعالى – النبي – صلى الله عليه وآله – بتبليغ فضائل علي – عليه السلام -: روى جابر بن عبد الله الانصاري (5) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: ان جبريل – عليه السلام – نزل علي وقال: إن الله


1 – ش، د وم: أكرم. 2 – نفس المصدر والموضع. 3 – ليس في المصدر. 4 – المصدر وج: ما أحسنها من. 5 – أمالي الطوسي 1 / 118 – 119 وكشف الغمة 2 / 9، نقلا عنه. وأظن كل ما نقله العلامة – رحمه الله – من الامالي بواسطة كشف الغمة. انظر: نفس المصدر، أوائل المجلد الثاني. (*)

[ 461 ]

يأمرك ان تقوم بتفضيل (1) علي بن أبي طالب خطيبا على اصحابك ليبلغوا من بعدك (2) ذلك عنك ويأمر جميع الملائكة أن تسمع ما تذكره. والله يوحي اليك يا محمد أن من خالفك في امره فله النار ومن اطاعك فله الجنة. [ فامر النبي – صلى الله عليه وآله – مناديا فنادى: الصلوة جامعة ] (3). فاجتمع الناس وخرج حتى علا المنبر. فكان اول ما تكلم به: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم. ثم قال: ايها الناس انا البشير وانا النذير وأنا النبي الامي. اني مبلغكم عن الله – عز وجل – في أمر رجل لحمه من لحمي ودمه من دمي وهو عيبة العلم وهو الذي انتجبه الله من هذه الامة واصطفاه وهداه وتولاه. وخلقني واياه وفضلني بالرسالة وفضله بالتبليغ عني. وجعلني مدينة العلم وجعله الباب وجعله خازن العلم والمقتبس منه الاحكام وخصه بالوصية وابان امره وخوف من عداوته وازلف من والاه وغفر لشيعته وأمر الناس جميعا بطاعته. وانه – عز وجل – يقول: من عاداه فقد عاداني ومن والاه فقد والانى ومن ناصبه ناصبني ومن خالفه خالفني ومن عصاه عصاني ومن آذاه آذاني ومن ابغضه ابغضنى ومن احبه احبني ومن


1 – ش، د وم: بفضائل. 2 – المصدر، ج وأ: بعدهم. 3 – من المصدر. (*)

[ 462 ]

اراده ارادني ومن كاده كادني ومن نصره نصرني. يا ايها الناس اسمعوا لما آمركم به واطيعوه. فاني اخوفكم عذاب (1) الله (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو ان بينها وبينه امدا بعيدا ويحذركم الله نفسه) (2). ثم اخذ بيد علي – عليه السلام – فقال: معاشر الناس هذا مولى المؤمنين وحجة الله على الخلق اجمعين والمجاهد للكافرين. اللهم اني قد بلغت وهم عبادك وأنت القادر على اصلاحهم (3) فاصلحهم برحمتك يا ارحم الراحمين استغفر الله لي ولكم. ثم نزل فأتاه جبريل – عليه السلام – فقال: ان الله يقرئك السلام ويقول: جزاك الله خيرا عن تبليغك فقد بلغت رسالات ربك ونصحت لامتك وارضيت المؤمنين وارغمت الكافرين. يا محمد ان ابن عمك مبتلى ومبتلي به. يا محمد قل في كل اوقاتك: الحمد لله رب العالمين (وسيعلم ظلموا أي منقلب ينقلبون) (4) وعن ابن عباس (5) قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه


1 – المصدر، ش، د وم: عقاب. 2 – آل عمران / 30. 3 – المصدر: صلاحهم. 4 – الشعراء / آخر آية. 5 – امالي الطوسي 1 / 102 – 105 وكشف الغمة 2 / 6، نقلا عنه. (*)

[ 463 ]

وآله – يقول: اعطاني الله – تبارك وتعالى – خمسا واعطى عليا خمسا اعطاني جوامع الكلم واعطى عليا جوامع العلم وجعلني نبيا وجعله وصيا واعطاني الكوثر واعطاه السلسبيل واعطاني الوحي واعطاه الالهام واسري بي إليه وفتح له ابواب السماء والحجب حتى نظر الي ونظرت إليه. ثم بكى رسول الله – صلى الله عليه وآله -. فقلت: ما يبكيك فداك أبي وأمي ؟ فقال: يا ابن عباس ان اول ما كلمني به ربي ان قال: يا محمد انظر تحتك. فنظرت الى الحجب قد انخرقت والى ابواب السماء قد انفتحت (1) ونظرت إلى علي وهو رافع راسه إلي فكلمني [ وكلمته وكلمني ] (2) ربي – عز وجل -. فقلت: يا رسول الله بم كلمك ربك ؟ قال: قال لي: يا محمد اني جعلت عليا وصيك [ ووزيرك وجعلته الخليفة من بعدك ] (3) فاعلمه بها فها هو يسمع كلامك. فاعلمته وانا بين يدى ربي – عز وجل -. فقال لي: قد قبلت واطعت. فامر الله الملائكة ان تسلم عليه ففعلت. [ فرد عليهم السلام ] (4) ورايت الملائكة يتباشرون به. وما مررت بملا إلا هنؤوني وقالوا: يا محمد والذي بعثك بالحق لقد دخل السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله – عز وجل – لك ابن عمك. ورايت حملة العرش قد نكسوا رؤوسهم فسألت جبريل – عليه السلام -. فقال: انهم استاذنوا الله في النظر إليه فاذن لهم. فلما هبطت جعلت اخبره بذلك ويخبرني فعلمت انى


1 – المصدر، ج وأ: فتحت. 2 – ليس في ش ود. 3 و 4 – ليس في م. (*)

[ 464 ]

لم اطأ موطئا إلا وقد كشف لعلي عنه. قال ابن عباس: فقلت: يا رسول الله اوصني. فقال: عليك بحب علي بن أبي طالب. فقلت: يا رسول الله اوصني. قال: عليك بمودة علي بن أبي طالب. وبعثني بالحق نبيا ان الله لا يقبل من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب وهو – تعالى – اعلم. فإن جاءه بولايته [ قبل عمله على ما كان فيه وإن لم ياته بولايته ] (1) لم يسأله عن شئ و (2) أمر به الى النار. يا ابن عباس والذي بعثني بالحق نبيا ان النار لاشد غضبا على مبغض علي منها على من زعم أن لله ولدا. يا ابن عباس (3) لو ان الملائكة المقربين والانبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه ولن يفعلوا لعذبهم الله بالنار. قلت: يا رسول الله وهل يبغضه أحد ؟ فقال: يا ابن عباس [ نعم يبغضه قوم يذكرون انهم من امتي لم يجعل الله لهم في الاسلام نصيبا. يا ابن عباس ] (4) ان من علامة بغضهم له تفضيل من هو دونه عليه. والذي بعثنى بالحق نبيا ما خلق (5) الله نبيا اكرم عليه مني ولا وصيا اكرم عليه من وصيي علي – عليه السلام -. قال ابن عباس: فلم ازل [ محبا ] (6) له كما امرني رسول الله – صلى الله عليه وآله – ووصاني بمودته وانه لاكبر عملي عندي.


1 – ليس في م. 2 – م: وإلا. 3 – هنا زيادة في النسخ سوى ج. وهي: والذي بعثني بالحق نبيا. 4 – ليس في ش. 5 – م: بعث. 6 – من م. وفي ش ود: (أكون). وليس في المصدر – أيضا -. (*)

[ 465 ]

قال ابن عباس: ثم مضى من الزمان ما مضى وحضرت رسول الله – صلى الله عليه وآله – الوفاة وحضرته فقلت له: فداك أبي وامي يا رسول الله قد دنا اجلك فما تأمرني ؟ فقال: يا ابن عباس خالف من خالف عليا ولا تكونن لهم ظهيرا ولا وليا. قلت: يا رسول الله فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته ؟ قال: فبكى رسول الله – صلى الله عليه وآله – حتى اغمي عليه ثم قال: يا ابن عباس سبق الكتاب فيهم وعلم ربي. والذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد ممن خالفه من الدنيا وانكر حقه حتي يغير الله ما به من نعمة. يا ابن عباس إذا اردت ان تلقى الله – عز وجل – وهو عنك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب ومل معه حيث ما مال وارض به اماما وعاد من عاداه ووال من والاه. يا ابن عباس احذر ان يدخلك شك فيه فإن الشك في علي كفر بالله. و عن سلمان الفارسي (1) قال: بايعنا رسول الله – صلى الله عليه وآله – على النصح للمسلمين والائتمام بعلي بن أبي طالب والموالاة له. وعن جعفر بن محمد – عليه السلام – عن آبائه – عليهم السلام – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: لما اسرى بي الى السماء وانتهيت الى سدرة المنتهى نوديت: يا محمد استوص لعلي خيرا فانه سيد المسلمين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين يوم القيامة. وعن عبد الرحمن الانصاري (3) قال: قال رسول الله – صلى الله


1 – أمالي الطوسي 1 / 155 وكشف الغمة 2 / 15. 2 – أمالي الطوسي 1 / 196 وكشف الغمة 2 / 17. 3 – أمالي الطوسي 1 / 212. (*)

[ 466 ]

عليه وآله -: اعطيت في علي تسعا ثلاثا في الدنيا وثلاثا في الاخرة واثنتين ارجوهما له وواحدة اخافها عليه فأما الثلاث التي في الدنيا: فساتر عورتي والقائم بأمر اهلي ووصيي فيهم. وأما الثلاث التي في الاخرة: فاني اعطى لواء الحمد القيامة فادفعه إليه فيحمله عني واعتمد عليه في مقام الشفاعة ويعينني على حمل مفاتيح الجنة. وأما اللتان ارجوهما له: فانه لا يرجع من بعدى ضالا ولا كافرا. وأما التي اخافها عليه فغدر قريش به من بعدى. وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى (1) قال: قال أبي دفع النبي – صلى الله عليه وآله – الراية يوم خيبر الى علي – عليه السلام – ففتح الله عليه. ووقفه (2) يوم غدير خم فاعلم الناس انه مولى كل مؤمن ومؤمنة. وقال: أنت مني وأنا منك. وقال: تقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل. وقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى [ إلا انه لا نبي بعدى ] (3) وقال له: انا سلم لمن سالمت (4) وحرب لمن حاربت (5). وقال له: أنت العروة الوثقى. وقال له: أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم بعدى. وقال له: أنت إمام كل مؤمن ومؤمنة [ بعدى وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدى ] (6). وقال له: أنت الذي انزل الله فيه (واذان من الله ورسوله الى الناس يوم الحج الاكبر) (7) وقال له: أنت الاخذ بسنتي والذاب عن


1 – أمالي الطوسي 1 / 361 – 362 وكشف الغمة 2 / 24. 2 – هكذا في المصدر وج. وفي سائر النسخ: رفعه. 3 – ليس في ج وم والمصدر. 4 – ش، د وم: سالمك. 5 – ش، د وم: حاربك. 6 – ليس في م. 7 – التوبة / 3. (*)

[ 467 ]

ملتي. وقال له: انا اول من تنشق عنه الأرض وأنت معي. وقال له: انا عند الحوض وأنت معي. وقال له: انا اول من يدخل الجنة وأنت معي تدخلها والحسن والحسين وفاطمة. وقال له: ان الله اوحى إلي بان اقوم بفضلك فقمت به في الناس وبلغتهم ما امرني الله بتبليغه. وقال له: اتق الضغائن التي في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. ثم بكى النبي – صلى الله عليه وآله -. فقيل: مم بكاؤك (1) يا رسول الله ؟ فقال: اخبرني جبريل – عليه السلام – انهم يظلمونه ويمنعونه حقه ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده. واخبرني جبريل عن الله – عز وجل – ان ذلك يزول إذا قام قائمهم (2) وعلت كلمتهم واجتمعت الامه على محبتهم. وكان الشاني لهم قليلا والكاره لهم ذليلا وكثر المادح لهم. وذلك حين تغير البلاد وضعف العباد والاياس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم فيهم. ثم قال النبي – صلى الله عليه وآله -: اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي. هو من ولد ابنتي فاطمة يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل باسيافهم ويتبعهم الناس بين راغب إليهم وخائف لهم. قال: وسكن البكاء عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – فقال: معاشر المؤمنين ابشروا بالفرج. فإن وعد الله لا يخلف وقضاؤة لا يرد وهو الحكيم الخبير وان فتح الله قريب. اللهم انهم اهلي فأذهب عنهم


1 – المصدر: تبكي. 2 – المصدر: قائمها. 3 – ليس في المصدر وج. (*)

[ 468 ]

الرجس وطهرهم تطهيرا. اللهم اكلاهم وارعهم (1) وكن لهم وانصرهم وأعنهم (2) واعزهم ولا تذلهم واخلفني فيهم انك علي كل شئ قدير. وبلغ ام سلمة ان لها عبدا ينتقص عليا – عليه السلام – ويتناوله. فاحضرته [ وقالت: يا بني سمعت انك تنتقص عليا – عليه السلام – (3) ] (4). فقال: نعم. فقالت: اجلس ثكلتك امك حتى احدثك بحديث سمعته من رسول الله – صلى الله عليه وآله – ثم اختر لنفسك. إنه كانت ليلتي ويومي من رسول الله – صلى الله عليه وآله -. فاتيت الباب فقلت: ادخل يا رسول الله ؟ فقال: لا. فكبوت كبوة (5) شديدة مخافة ان يكون ردني من سخطه أو نزل في شئ من السماء. ثم جئت ثانية فجرى ما جرى في الاولى. فأتيت ثالثة فأذن لي وقال: ادخلي فدخلت وعلي – عليه السلام – جاث (6) بين يدية وهو يقول: فداك أبي وأمي يا رسول الله إذا كان كذا وكذا فبما تأمرني ؟ قال آمرك بالصبر. فاعاد القول ثانية وهو يأمره بالصبر. فاعاد الثالثة فقال: يا علي إذا كان ذلك منهم فسل سيفك [ وضعه ] (7) على عاتقك واضرب به قدما قدما حتى تلقاني وسيفك شاهر يقطر من دمائهم. ثم التفت – عليه السلام – إلي فقال: ما


1 – م: (بكلائك) بدل (وارعهم). 2 – ج وأ: أغثهم. 3 – المصدر: (كذا وكذا) بدل (أنك تنتقص عليا – عليه السلام). 4 – ليس في م. 5 – هكذا في ج وأ. وفي سائر النسخ: (فكسرت كسرة) بدل (فكبوت كبوة) 6 – ش، د وم: جالس. 7 – من أ. (*)

[ 469 ]

هذه الكأبة (1) يا ام سلمة ؟ قلت: لما كان من ردك اياى يا رسول الله. فقال: والله ما رددتك عن موجدة وانك لعلي خير من الله ورسوله. ولكن اتيتني وجبريل عن يميني وعلي عن يسارى وجبريل يخبرني بالاحداث التي تكون بعدى وأمرني ان اوصي بذلك عليا. يا ام سلمة اسمعي واشهدى هذا علي بن أبي طالب [ اخي الدنيا واخي في الاخرة. يا ام سلمة اسمعي واشهدى هذا علي بن أبي طالب ] (2) وزيرى في الدنيا ووزيرى الاخرة. يا ام سلمة اسمعي واشهدى هذا علي بن أبي طالب حامل لوائي في الدنيا وحامل لواء الحمد غدا في القيامة. يا ام سلمة اسمعي واشهدى هذا علي بن أبي طالب وصيي وخليفتي من بعدى وقاضي عداتي والذائد عن حوضي. يا ام سلمة اسمعي واشهدى هذا علي بن أبي طالب سيد المسلمين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين. قلت: يا رسول الله من الناكثون ؟ قال: الذين يبايعونه بالمدينة وينكثون بالبصرة. قلت: من القاسطون ؟ قال: معاويه واصحابه من أهل الشام. قلت: من المارقون ؟ قال: اصحاب النهروان. فقال مولى ام سلمة: فرجت عني فرج الله عنك. والله لا سببت


1 – الكابة: الحزن والغم. 2 – ليس في م. (*)

[ 470 ]

عليا ابدا (1). المبحث السادس والثلاثون: في اخبار اوردها الزبير بن بكار (2): كان الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام من اشد الناس عنادا لامير المؤمنين – عليه السلام -. وقد روى عن ابن عباس (3) قال: اني لاماشي عمر بن الخطاب في سكة من سكك المدينة إذ قال لي: يا ابن عباس ما اظن صاحبك إلا مظلوما. قلت في نفسي: والله لا يسبقني بها. فقلت: يا أمير المؤمنين فاردد ظلامتة. فانتزع يده من يدى ومضي وهو يهمهم ساعة. ثم وقف فلحقته فقال: يا ابن عباس ما اظنهم منعهم منه إلا استصغروه. فقلت في نفسي: هذه والله شر من الاولى. فقلت: والله ما استصغره الله حين امره ان ياخذ سورة براءة من صاحبك. قال: فاعرض عني. وروى أحمد بن أبي طاهر في تاريخ بغداد (4) بسنده عن ابن عباس قال: دخلت على عمر في اول خلافته وقد ألقي له صاع من تمر على خصفه فدعاني للاكل فأكلت تمرة واحدة واقبل يأكل حتى أتى عليه.


1 – أمالي الطوسي م / 39 – 40 وكشف الغمة 2 / 26 – 27. 2 – انظر: كشف الغمة 2 / 42 وما بعدها. وقيل: كان الزبير بن بكار عالما بأخبار قريش وأنسابها ومآثرها وأشعارها. ولد ونشأ بالحجاز ومات بمكة في ذي القعدة سنة ست وخمسين ومأتين عن أربع وثمانين سنة. وكان أبوه على قضاء مكة وولاه المتوكل القضاء بها بعد موت أبيه ومات وهو قاضيها. ومن آثاره كتاب الموفقيات. (راجع: اعلام الزركلي 3 / 42) 3 – كشف الغمة 2 / 45. 4 – كشف الغمة 2 / 46، نقلا عن شرح نهج لابن أبي الحديد (12 / 20 – 21) نقلا عن تاريخ بغداد لاحمد بن أبي طاهر. (*)

[ 471 ]

ثم شرب من جر (1) كان عنده واستلقى على مرفقة له. ثم قال: من اين جئت يا عبد الله ؟ قلت: من المسجد. قال: كيف خلفت بني عمك ؟ فظننته يعني عبد الله بن جعفر فقلت: خلفته يلعب مع اترابه (2). قال: لم اعن ذلك إنما عنيت عظيمكم أهل البيت. قلت: خلفته يمتح (3) بالغرب على نخلات له وهو يقرأ القرآن. فقال: يا عبد الله عليك دماء البدن ان كتمتنيها ابقى في نفسه شئ من أمر الخلافة ؟ قلت: نعم. قال: أيزعم ان رسول الله – صلى الله عليه وآله – جعلها له ؟ قلت: نعم. وازيدك سألت عما يدعيه فقال: صدق. فقال عمر: لقد كان من رسول الله في امره (4) ذرو (5) من قول لا يثبت حجة ولا يقطع عذرا وقد كان يريغ (6) في امره وقتا ما. ولقد اراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك اشفاقا وحيطة (7) على الاسلام.


1 – الجرة: إناء من خزف يوضع فيها الماء. جمعها: جر وجرار. 2 – ج وأ: ابن ابنه. م: الصبيان. 3 – ش ود: يمج. 4 – م: حقه. 5 – م: زرق. 6 – هكذا في المصدر وم: وفي سائر النسخ: يرفع. 7 – المصدر: حفيظة. (*)

[ 472 ]

لا ورب هذه البينة (1) لا تجتمع عليه قريش ابدا ولو وليها لانتقضت عليه العرب من اقطارها. فعلم رسول الله – (ص) – اني علمت ما في نفسه فامسك وأبى الله إلا امضاء ما حتم. وهذا إشارة من عمر الى اليوم الذي قال فيه رسول الله – صلى الله عليه وآله -: ائتوني بدواة وكتف فقال عمر: ان الرجل ليهجر. ولنرجع إلى ما رواه الزبير بن بكار قال (2) حدثني عمي مصعب عن جدى عبد الله بن مصعب قال: تقدم وكيل من مؤنسه الى شريك بن عبد الله القاضي مع خصم له فإذا الوكيل مدل بموضعه من مؤنسه فجعل يسطو على خصمه ويغلظ له. فقال له شريك: كف لا ام لك. فقال: أو تقول لي هذا ؟ فانا قهرمان (3) مؤنسة. فقال: يا غلام اصفعه. فصفعه عشر صفعات (4). فانصرف بخزى (5) فدخل على مؤنسة فشكى إليها ما صنع شريك به. فكتبت رقعة الى المهدى تشكو شريكا وما صنع بوكيلها فعزله. وكان قبل هذا قد دخل إليه فاغلظ له الكلام وقال له: ما مثلك من يولي احكام المسلمين. قال: ولم يا أمير المؤمنين ؟ قال: لخلافك الجماعة ولقولك بالامامة. قال: ما اعرف دينا إلا عن الجماعة فكيف اخالفها وعنها


1 – ش، د وم: هذا البيت. 2 – نفس المصدر 2 / 43. 3 – القهرمان: الوكيل أو أمين الدخل والخرج. 4 – أ: اصقعه مصقعة عشر صقعات. 5 – م: محزونا. ش ود: محزنا. (*)

[ 473 ]

اخذت ديني. وأما الامامة فما اعرف اماما إلا كتاب الله وسنة نبيه – (ص) -. فهما اماماى وعليهما عقدى. فاما ما ذكر أمير المؤمنين ان ما مثلي يولي احكام المسلمين فذاك شئ انتم فعلتموه. فإن كان خطأ وجب عليكم الاستغفار منه وان كان صوابا وجب عليكم الامساك عنه. قال: ما تقول في علي بن أبي طالب – عليه السلام – ؟ قال: ما قال فيه جدك العباس وعبد الله. قال: وما قالا ؟ قال: أما العباس فمات وهو عنده افضل اصحاب رسول الله – صلى الله عليه وآله -. وقد شاهد كبراء الصحا به المهاجرين يحتاجون إليه في الحوادث ولم يحتج إلى أحد منهم حتى خرج من الدنيا. وأما عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – فضارب معه بسيفين (1) وشهد حروبه وكان فيها رأسا متبعا (2) وقائدا مطاعا. فلو كانت امامته جورا كان اول من يقعد (3) عنه ابوك لعلمه بدين الله وفقهه في احكام الله. فسكت المهدى وخرج شريك فما كان بين عزله وبين هذا المجلس إلا جمعة أو نحوها. حدث الزبير (4) قال: ان ابن الزبير قال لابن عباس: قاتلت ام المؤمنين وحواري رسول الله – صلى الله عليه وآله – وافتيت بتزويج المتعة. قال: أنت اخرجتها وابوك وخالك وبنا سميت ام المؤمنين


1 – ش، د وم: بصفين. 2 – ش، د وم: متتبعا. 3 – ش ود: يبعد. م: يد عنه. 4 – كشف الغمة 2 / 45. وفيه: حدث الزبير عن رجاله. (*)

[ 474 ]

وكنا لها خير بنين [ فتجاوز الله عنها ] (1). وقاتلت أنت وابوك عليا فإن كان علي مؤمنا فقد ضللتم بقتالكم أمير المؤمنين وان كان كافرا فقد بؤتم بسخط من الله [ ورسوله ] (2) بفراركم من الزحف. وأما المتعة فإنا نحلها. سمعت النبي – صلى الله عليه وآله – يحلها ويرخص فيها فافتيت فيها. حدث الزبير (3) عن مطرف بن المغيرة بن شعبة قال: وفدت مع أبي المغيره على معاوية وكان أبي يأتيه فيتحدث معه ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية ويعجب بما يرى منه. إذ جاء ذات ليلة فامسك عن العشاء ورأيته مغتما (4) [ منذ الليلة ] (5). فانتظرته ساعة وظننت انه لشئ حدث فينا وفي علمنا. فقلت: ما لي اراك مغتما منذ الليلة ؟ فقال: يا بني جئت من عند اخبث الناس. قلت: وما ذاك ؟ قال: قلت له وقد خلوت به: انك قد بلغت سنا يا أمير المؤمنين. فلو اظهرت عدلا وبسطت خيرا فانك قد كبرت. ولو نظرت الى اخوتك من بني هاشم فوصلت ارحامهم فو الله ما عندهم اليوم شئ تخافه. فقال: هيهات هيهات ملك اخو بني تيم فعدل وفعل ما فعل فو الله ما عدا أن هلك فهلك ذكره إلا ان يقول قائل: أبو بكر. ثم ملك اخو بني عدى فاجتهد وشمر عشر سنين. فو الله ما عدا ان هلك فهلك


1 – من المصدر. 2 – ليس في م والمصدر. 3 – كشف الغمة 2 / 44. وفيه: حدث الزبير عن رجاله قال: قال مطرف بن… 4 – المصدر: معتما. 5 – من المصدر. (*)

[ 475 ]

ذكره إلا ان يقول قائل: عمر. ثم ملك عثمان فملك رجل لم يك أحد في مثل نسبه وفعل ما فعل وعمل به ما عمل. فو الله ما عدا ان هلك فهلك ذكره وذكر ما فعل به. وأن أخا بني هاشم يصاح به في كل يوم خمس مرات: اشهد ان محمدا رسول الله. فأى عمل يبقى بعد هذا لا ام لك ؟ لا والله إلا دفنا دفنا. وهذا الكلام في حق النبي – عليه السلام – يدل على وهن عقيدته فيه. حدث الزبير عن رجاله (1) قال: دخل محقن بن أبي محقن الضبي على معاوية فقال: يا أمير المؤمنين جئتك من عند الام العرب وابخل العرب واعيا العرب واجبن العرب. قال: ومن هو يا اخا بني تميم ؟ قال: علي بن أبي طالب. قال معاوية: اسمعوا يا أهل الشام ما يقول اخوكم العراقي فابتدروه ايهم ينزل عليه ويكرمه. فلما تصدع الناس عنه قال: كيف قلت ؟ فاعاد عليه. فقال له: ويحك يا جاهل كيف يكون الام العرب وابوه أبو طالب وجده عبد المطلب وامرأته فاطمة بنت رسول الله – صلى الله عليه وآله -. وأنى يكون ابخل العرب فو الله لو كان له بيتان بيت تبن وبيت تبر (2) لانفد تبره قبل تبنه. وأنى يكون اجبن العرب فو الله ما التقت فتيان قط إلا كان فارسهم غير مدافع. وأنى اعيا العرب فو الله ما سن البلاغة لقريش غيره. ولما قامت ام محقن عنه الام فابخل واجبن واعيا


1 – كشف الغمة 2 / 47. 2 – التبر – بكسر التاء -: الذهب غير مضروب. (*)

[ 476 ]

لبظر أمه. فو الله لولا ما تعلم لضربت الذي فيه عيناك فإياك عليك لعنة الله والعودة الى مثل ذلك. قال: والله أنت اظلم مني أي شئ قاتلته وهذا محله ؟ قال: على خاتمي هذا حتى يجوز به أمرى. قال: فحسبك ذلك عوضا من سخط الله وأليم عذابه. قال: لا يا ابن محقن ولكني اعرف من الله ما جهلت حيث يقول – تعالى -: (ورحمتي وسعت كل شئ) (1). حدث الزبير بن بكار (2) بإسناده الى عمار بن ياسر قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وآله -: أوصي من آمن بالله وصدقني بولاية علي بن أبي طالب. من تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله. ومن احبه فقد احبني ومن احبني فقد احب الله. المبحث السابع والثلاثون: في حديث الفتوة: اجمع الناس كافة على ان جبريل – عليه السلام – نزل في غزاة أحد ونادى: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي. وقد روى الخوارزمي (3) وغيره (4) عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع قال: نادى المنادى يوم أحد: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.


1 – الاعراف / 156. 2 – نفس المصدر 2 / 52. 3 – بل ابن المغازلي في مناقبه / 197، ح 234. 4 – كطبري في تاريخه 2 / 514، ذهبي في ميزان الاعتدال 3 / 324، رقم 6613 وعسقلاني في لسان الميزان 4 / 406، رقم 1241. (*)

[ 477 ]

وقد روى هذا بطرق متعددة (1). وروى أبو عمر (2) الزاهد بإسناده عن ابن عباس قال: ان المصطفى – صلى الله عليه وآله – قال ذات يوم وهو نشيط: انا الفتى ابن الفتى اخو الفتى. فقوله: (أنا الفتى) لانه فتى العرب بإجماع أي سيدها. وقوله: (ابن الفتى) يعني: إبراهيم الخليل – عليه السلام – في قوله – عز وجل -: (قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم) (3). وقوله: (اخو الفتى) يعني: عليا – عليه السلام -. وهو معنى قول جبريل في يوم بدر وقد عرج الى السماء بالفتح وهو فرح يقول: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي. وعن ابن عباس قال: رأيت أبا ذر وهو متعلق بأستار الكعبة وهو


1 – أنظر: احقاق الحق 6 / 12 – 23. 2 – هكذا في ج. وفي سائر النسخ: أبو عمرو. 3 – الانبياء / 60. (*)

[ 478 ]

يقول: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا (1) أبو ذر. لو صمتم حتى تكونوا كالاوتار وصليتم حتى تكونوا كالحنايا (2) ما ينفعكم ذلك حتى تحبوا عليا – عليه السلام -. فإذا كان مثل هذا يرويه ازهد الناس عند السنة (3) وهو أبو عمر (4) الزاهد كيف يجوز التغابي عنه لولا محبة الدنيا وطلب الرئاسة.


1 – هنا زيادة في ج وأ. وهي: أعرفه بنفسي أنا. 2 – ج وأ: كالحناير. ش ود: كالخبايا. 3 – م: البينة. 4 – ش، د، م وأ: أبو عمرو. (*)

[ 479 ]

الفصل الرابع في فضائله الثابتة له بعد وفاته – عليه السلام – روى الشيخ العالم ابن بابويه وهو رجل فاضل من اعقاب الشيخ المصنف الكبير المعظم الصدوق أبي جعفر محمد بن بابويه (1) في كتاب صنفه في فضائل مولانا أمير المؤمنين – عليه السلام -. والتزم ان يروى اربعين حديثا كل حديث يرويه اربعون رجلا وذكر فيه قصة عجيبه (2) قال: إن الشاعر الببغاء (3) وفد على بعض الملوك وكان يفد عليه في كل سنة فوجده في الصيد. فكتب وزير الملك يخبره بقدومه فأمره بأن يسكنه في بعض دوره. وكان على باب تلك الدار غرفة كان الببغاء يبيت كل ليلة فيها ولها مطلع إلى الدرب. وكان كل ليلة يخرج الحارس بعد نصف الليل فيصيح باعلى صوته: يا غافلين اذكروا الله [ على باغضي معاويه


1 – هو منتجب الدين أبو الحسن علي بن الشيخ موفق الدين عبيدالله بن الشيخ شمس الدين أبي محمد الحسن المدعو (حسكا) بن الحسين بن الحسن بن الشيخ الفقيه الحسين (أخي الشيخ الصدوق) بن أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، من أعلام القرن السادس. وكتابه هذا (الاربعين عن الاربعين من الاربعين في فضائل أمير المؤمنين) يعني به: الاربعون حديثا عن أربعين شيخا من أربعين صحابيا طبع أخيرا في قم. وعني بتحقيقه ونشره مدرسة الامام المهدي – عليه السلام -. وفيه بعد نقل أربعين حديثا يتلوه أربعة عشر حكاية لطيفة في مناقبه – عليه السلام -. 2 – نفس المصدر / 98 – 100 ونقل العلامة المجلسي في البحار 42 / 9 – 15، رقم 12 عن العلامة الحلي في كشف اليقين. وبالنسبة إلى هذا الحديث، بين ما في المصدر والكشف اختلاف. فراجع. 3 – هو أبو الفرح عبد الواحد بن نصر المخزومي المعروف بالببغاء، شاعر أديب، له ديوان ومدائح في سيف الدولة. تنقل في البلاد ومدح الكبار. توفي في شعبان سنة 398 (أنظر هامش المصدر). (*)

[ 480 ]

– لعنه الله – ] (1). وكان الشاعر الببغاء ينزعج لصوته. فاتفق في بعض الليالي ان الشاعر رأى في منامه ان النبي – صلى الله عليه وآله – قد جاء هو وعلي – عليه السلام – الى ذلك الدرب ووجد الحارس. فقال النبي – صلى الله عليه وآله – لعلي – عليه السلام -: يا علي اصفعه (2) بيدك فله اليوم اربعون سنة يسبك. فضربه أمير المؤمنين – عليه السلام – بين كتفيه فانتبه الشاعر منزعجا من المنام. ثم انتظر الصوت الذي كان من الحارس كل وقت فلم يسمعه فتعجب من ذلك. ثم رأى صياحا ورجالا قد اقبلوا الى دار الحارس فسألهم الخبر فقالوا له: إن الحارس حصل له بين كتفيه ضربة بقدر الكف وهي تتشقق (3) وتمنعه القرار. فلم يكن وقت الصباح إلا وقد مات وشاهده بهذه الحال اربعون نفسا (4). وكان ببلد الموصل شخص يقال له: حمدان بن حمدون (6) بن الحرث العدوى كان شديد العناد كثير البغض (7) لمولانا أمير المؤمنين – عليه السلام -. فاراد بعض أهل الموصل الحج فجاء إليه يودعه ويقول له:


1 – من ج وأ. وفي سائر النسخ: (ثم يسب عليا – عليه السلام -). وفي البحار أيضا. وصححناه بما في المصدر. 2 – ج: اصقعه. أ: اصفقه. م: اصفقه. 3 – م: تنشقق. ش ود: يتشقق. 4 – م: نقيبا. 5 – ش، د وم: أحمد. 6 – م: حمدويه. 7 – م: كثير النقص. (*)

[ 481 ]

انني قد عزمت على الخروج الى الحج فإن كان هناك حاجة تعرفني حتى اقضيها لك. فقال له: ان لي حاجة مهمة وهي سهلة عليك. فقال له: مرني بها حتى افعلها. فقال: إذا قضيت الحج ووردت المدينة وزرت النبي – صلى الله عليه وآله – فخاطبه عني وقل له: يا رسول الله ما اعجبك من علي بن أبي طالب حتى تزوجه بابنتك عظم بطنه أو دقة ساقيه أو صلعة راسه ؟ وحلفه وعزم عليه ان يبلغ هذا الكلام. فلما ورد المدينة وقضي حوائجه نسي تلك الوصية فرأى أمير المؤمنين – عليه السلام – في منامه فقال له: الا تبلغ وصية فلان اليك ؟ فانتبه ومشى لوقته إلى القبر المقدس وخاطب النبي – صلى الله عليه وآله -. بما امره الرجل به. ثم نام فراى أمير المؤمنين – عليه السلام – فاخذه ومشى هو وإياه الى منزل ذلك الرجل وفتح الابواب واخذ مدية فذبحه أمير المؤمنين – عليه السلام – بها ثم مسح المديه بملحفة كانت عليه ثم جاء الى سقف باب الدار فرفعه بيده ووضع المدية تحته وخرج. فانتبه الحاج منزعجا من ذلك وكتب صورة المنام هو واصحابه. وانتبه سلطان الموصل في تلك الليلة واخذ الجيران والمشتبهين ورماهم في السجن وتعجب (1) أهل الموصل من قتله حيث لم يجدوا نقبا ولا تسليقا (2) على حائط ولا بابا مفتوحا ولا قفلا. وبقي السلطان متحيرا


1 – ج: استعجب. أ: تحير. 2 – ج وأ: أثر مسلقين. (*)

[ 482 ]

في امره ما يدرى ما يصنع في قضيته فإن ورود أحد من الخارج متعذر مع عدم هذه العلامات ولم يسرق الدار شئ البتة. ولم يزل الجيران وغيرهم في السجن الى ان ورد الحاج من مكة فلقي الجيران في السجن فسأل عن سبب ذلك. فقيل له: ان في الليله الفلانية وجد فلان مذبوحا في داره ولم يعرف قاتله. فكبر وقال لاصحابه: اخرجوا صوره المنام المكتوبة عندكم فاخرجوها وقرأوها فوجدوا ليلة المنام هي ليلة القتل. ثم مشى هو والناس باجمعهم الى دار المقتول فأمر بإخراج الملحفة واخبرهم بالدم الذي فيها فوجدوها كما قال. ثم أمر برفع الردم فرفع فوجد السكين تحته فعرفوا صدق منامه. فافرج عن المحبوسين ورجع اهله الى الايمان وكان ذلك من الطاف الله – تعالى – في حق ذريته. وكان لابي دلف ولد فتحادث اصحابه في حب علي – عليه السلام – وبغضه. فروى بعضهم عن النبي – صلى الله عليه وآله – انه قال: يا علي ما يحبك إلا مؤمن تقي ولا يبغضك منافق شقي ولد زنية أو حيضة. فقال ولد أبي دلف: ما تقولون في الامير هل يؤتى في اهله ؟ فقالوا: لا. فقال: والله انى اشد الناس بغضا لعلي بن أبي طالب. فخرج ابوه وهم في التشاجر فقال: [ ما تقولون ؟ فقالوا: كذا وكذا وحكوا كلام ولده. فقال: ] (1) والله ان هذا الخبر لحق. والله انه لولد زنية وحيضة معا. إني كنت مريضا في دار اخي في حمى ثلاث فدخلت علي جاريته


1 – ليس في م. (*)

[ 483 ]

لقضاء حاجة فدعتنى نفسي إليها فأبت وقالت: إني حائض. فكابرتها على نفسها فوطئتها فحملت بهذا الولد فهو لزنية وحيضة معا. وحكى والدى – رحمه الله – اجتزت يوما في بعض دروب بغداد مع اصحابي فأصابني عطش شديد فقلت لبعض أصحابي: اطلب ماء من بعض الدور. فمضى يطلب الماء ووقفت انا وباقي اصحابي ننتظر الماء وصبيان يلعبان احدهما يقول: الامام هو علي أمير المؤمنين والاخر يقول: انه أبو بكر. فقلت: صدق النبي – صلى الله عليه وآله -: يا علي ما يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا ولد حيضة (1) [ أو زنية ] (2). فخرجت المرأة بالماء وقالت: بالله عليك اسمعني ما قلت. فقلت: حديث رويته عن النبي – صلى الله عليه وآله – لا حاجة الى ذكره. فكررت السؤال فرويته لها. فقالت: والله يا سيدى انه لخبر صدق ان هذين ولداى الذي يحب عليا ولد طهر (3) والذي يبغضه حملته في الحيض جاء والده إلي فكابرني على نفسي حالة الحيض ونال منى فحملت بهذا الذي يبغض عليا. وكان بعض الزهاد يعظ الناس فوعظ في بعض الايام واخذ يمدح عليا – عليه السلام – فقاربت الشمس للغروب واظلم الافق. فقال مخاطبا للشمس [ شعرا ] (4):


1 – م: كافر. 2 – من أ. 3 – ج: ظاهر. 4 – ليس في ج وأ. (*)

[ 484 ]

لا تغربي يا شمس حتى ينقضي مدحي لصنو (1) المصطفى ولنجله واثني (2) عنانك إن أردت (3) ثناءه انسيت يومك إذ رددت لاجله ان كان للمولى وقوفك فليكن هذا الوقوف لخيله ولرجله فرجعت (4) الشمس واضاء الافق حتى انقضاء المدح. وكان ذلك بمحضر جماعة كثيره تبلغ حد التواتر. واشتهرت هذه القصة عند الخواص والعوام (5). وكان في الحلة شخص من أهل الدين والصلاح ملازم لتلاوة الكتاب العزيز. فرجمه الجن وكان تأتي إليه الحجارة من الخزائن والروازن المسدودة والحوا عليه بالرجم واضجروه. وشاهدت انا المواضع التي كان يأتي الرجم منها. ولم يقصر في طلب العزائم والتعاويذ ووضعها في منزله وقراءتها فيه ولم ينقطع عنه الرجم مدة. فخطر بباله دخل ووقف


1 – م: لصفو. 2 – ج وأ: يثني. 3 – ش، د وم: عزمت. 4 – ش، د وم: فوقفت. 5 – تذكرة الخواص / 55، وأخرجه العلامة المجلسي في البحار 41 / 191 عن كشف اليقين. (*)

[ 485 ]

على باب البيت الذي كان يأتي الرجم منه فخاطبهم وهو لا يراهم وقال: والله لئن لم تنتهوا عنى لاشكونكم إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – عليه السلام – فانقطع عنه الرجم في الحال ولم يعد إليه. وكان بالحلة أمير فخرج يوما إلى الصحراء فوجد على قبة مشهد الشمس طيرا فارسل عليه صقرا يصطاده فانهزم الطير منه فتبعه حتى وقع في دار الفقيه ابن نما (1) والصقر يتبعه حتى وقع عليه فتشنجت رجلاه وجناحاه وعطل. فجاء بعض اتباع الامير فوجد الصقر على تلك الحال فأخذه واخبر مولاه بذلك. فاستعظم هذه الحال وعرف علو منزله المشهد وشرع في عمارته. ونقل ابن الجوزى وكان حنبلي المذهب في كتاب تذكره الخواص (2): كان عبد الله بن المبارك يحج سنة ويغزو (3) سنة وداوم على (4) ذلك خمسين سنة. فخرج في بعض سني الحج واخذ معه خمسمائة دينار (5) الى موقف الجمال بالكوفة ليشترى جمالا للحج فرأى امرأة علوية (6) على بعض المزابل تنتف ريش بطة ميتة. قال: فتقدمت إليها وقلت: لم تفعلين هذا ؟


1 – لعله جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلي نجم الدين من أجلاء العلماء وكبراءها. صاحب كتاب مثير الاحزاب المعروف بمقتل ابن نما وشرح الثار في أحوال المختار. وهو من مشايخ العلامة الحلي – رحمة الله عليهما -. 2 – تذكرة الخواص / 328. وأخرجه العلامة المجلسي في البحار 42 / 11، رقم 12 عن كشف اليقين. 3 – م: يعمر. 4 – المصدر: (فعل) بدل (وداوم على). 5 – المصدر: (قال لما كانت السنة التي حج فيها أخذت في كمي خمسمائة دينار وخرجت) بدل (فخرج… دينار). 6 – المصدر: (لاشتري جملا فرأيت إمرأة) بدل (ليشتري… علوية). (*)

[ 486 ]

فقالت: يا عبد الله لا تسأل عما لا يعنيك. قال: فوقع في خاطري من كلامها شئ فالححت عليها. فقالت: يا عبد الله قد ألجأتني الى كشف سرى اليك أنا امرأة علوية ولي اربع بنات يتامى مات ابوهن من قريب وهذا اليوم الرابع ما اكلنا شيئا وقد حلت لنا الميتة فاخذت هذه البطة اصلحها واحملها الى بناتى فنأكلها (1). فقلت في نفسي: ويحك يا ابن المبارك اين أنت عن هذه ؟ فقلت: افتحي حجرك. ففتحت فصببت الدنانير في طرف إزارها وهي مطرقة لا تلتفت [ إلي ] (2). قال: ومضيت إلى المنزل ونزع الله من قلبي شهوة الحج في ذلك العام. ثم تجهزت الى بلادي واقمت حتى حج الناس وعادوا. فخرجت اتلقى جيراني واصحابي فجعل كل من اقول له: قبل الله حجك وشكر سعيك يقول لي: وأنت كذلك (3) أما قد اجتمعنا بك في مكان كذا وكذا. واكثر علي الناس في القول فبت متفكرا في ذلك فرأيت رسول الله – صلى الله عليه وآله – في منامي وهو يقول لي: يا عبد الله لا تعجب فإنك اغثت ملهوفة من ولدى فسألت الله ان يخلق ملكا على صورتك يحج عنك كل عام الى يوم القيامة. فإن شئت ان تحج وان شئت ان لا تحج. ونقل ابن الجوزى في كتابه (4) قال: قرأت في الملتقط وهو كتاب


1 – هكذا في المصدر. في م: (يأكلنا). وفي سائر النسخ: (فيأكلنها قال). 2 – من المصدر. 3 – هكذا في المصدر: وفي النسخ: قبل الله حجك وشكر سعيك. 4 – نفس المصدر / 330. وفيه: قرأت على عبد الله بن أحمد المقدسي سنة أربع وستمائة. وقال… وأخرجه في البحار 42 / 12، نقلا عن كشف اليقين. (*)

[ 487 ]

لجدي أبي الفرج ابن الجوزى قال: كان ببلخ رجل من العلويين نازلا بها وكان له زوجة وبنات فتوفي. قالت المرأة: فخرجت بالبنات الى سمرقند خوفا من شماتة الاعداء واتفق وصولي في شدة البرد فادخلت البنات مسجدا ومضيت لاحتال لهن في القوت فرايت الناس مجتمعين على شيخ فسألت عنه. فقالوا: هذا شيخ البلد [ فتقدمت إليه ] (1) وشرحت حالي له. فقال: اقيمي عندي البينة انك علوية ولم يلتفت إلي. فيأست منه وعدت الى المسجد فرأيت في طريقي شيخا جالسا على دكة وحوله جماعه. فقلت: من هذا ؟ فقالوا: ضامن البلد وهو مجوسي. فقلت: عسى يكون عنده فرج [ فتقدمت إليه ] (2) وحدثته حديثي وما جرى لي مع شيخ البلد [ وان بناتي في المسجد ما لهم شئ يقوتون به ] (3). فصاح بخادم له فخرج فقال: قل لسيدتك تلبس ثيابها. فدخل فخرجت امرأة ومعها جوار. فقال لها: اذهبي مع هذه المرأة الى المسجد الفلاني واحملي بناتها إلى الدار. فجاءت معي وحملت البنات وقد افرد لنا دارا في داره [ وادخلنا الحمام وكسانا ثيابا فاخرة وجاءنا بألوان الاطعمة وبتنا بأطيب ليلة ] (4).


1 – من المصدر. 2 و 3 – من المصدر. 4 – من المصدر. (*)

[ 488 ]

فلما كان نصف الليل راى شيخ البلد المسلم في منامه كأن القيامة قد قامت واللواء على رأس محمد – صلى الله عليه وآله – وإذا قصر من الزمرد الاخضر فقال: لمن هذا القصر ؟ فقيل: لرجل مسلم موحد فتقدم الى رسول الله – صلى الله عليه وآله – فسلم عليه فاعرض عنه. فقال: يا رسول الله [ لم ] (1) تعرض عني وانا رجل مسلم ؟ فقال له: اقم البينة عندي انك مسلم. فتحير الرجل. فقال له رسول الله – صلى الله عليه وآله -: نسيت ما قلت للعلوية وهذا القصر للشيخ الذي هي في داره. فانتبه الرجل وهو يلطم ويبكي وبث (2) غلمانه في البلد وخرج بنفسه يدور على العلوية. فاخبر انها في دار المجوسي فجاء إليه فقال: اين العلوية ؟ قال: عندي. قال: اريدها. قال: ما لك إليها (3) سبيل. قال: هذه الف دينار وسلمهن إلي. فقال: لا والله ولا مائه الف دينار. فلما الح عليه قال له: المنام الذي رايته أنت رايته انا ايضا والقصر الذي رايته لي خلق وأنت تدل علي بإسلامك. والله ما نمت ولا أحد في دارى إلا وقد اسلمنا كلنا على يد العلوية وعاد من بركاتها علينا


1 – ليس في المصدر وج وفي أ: أتعرض. 2 – هكذا في المصدر وج. وفي سائر النسخ: بعث. 3 – هكذا في أ. وفي م: (مالي إلى هذا). وفي سائر النسخ: ما إلى هذا. (*)

[ 489 ]

ورايت رسول الله – صلى الله عليه وآله – فقال لي: القصر لك ولاهلك بما فعلت مع العلوية وانتم من أهل خلقكم الله مؤمنين في القدم. ونقل ايضا في كتابه (1) عن ابن أبي الدنيا: أن رجلا رأى رسول الله – صلى الله عليه وآله – في منامه وهو يقول: امض الى فلان المجوسي وقل له: قد اجيبت الدعوة. فامتنع الرجل من اداء الرساله لئلا يظن المجوسي انه يتعرض له وكان الرجل في دنيا واسعة (2) فرأى الرجل رسول الله – صلى الله عليه وآله – ثانيا وثالثا. فأصبح فأتى المجوسي وقال له في خلوة من الناس: انا رسول رسول الله – صلى الله عليه وآله – اليك وهو يقول لك: قد اجيبت الدعوة. فقال له: اتعرفني ؟ قال: نعم. قال: فإني أنكر دين الاسلام ونبوة محمد – صلى الله عليه وآله -. فقال: انا اعرف هذا وهو الذي ارسلني اليك مرة ومرة ومرة. فقال: انا اشهد ان لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله. ودعا اهله واصحابه فقال لهم: كنت على ضلال وقد رجعت الى الحق فأسلموا. فمن أسلم فما يده فهو له ومن أبي فلينزع ما لي عنده. فاسلم القوم واهله. وكانت له ابنة مزوجة من ابنه (3) [ ففرق بينهما ] (4).


1 – نفس المصدر / 331. وفيه: قرأت على عبد الله بن أحمد المقدسي بهذا التاريخ قال: وجدت في كتاب الجوهري… أخرجه في البحار 42 / 12 عن كشف اليقين. 2 – المصدر: في الدنيا في سعة. 3 – المصدر: ابن ابنه. 4 – ليس في المصدر. (*)

[ 490 ]

ثم قال: اتدرى ما الدعوة ؟ فقلت: لا والله وأنا اريد ان اسألك الساعة. فقال: لما زوجت ابنتي صنعت طعاما ودعوت الناس فأجابوا وكان الى جانبنا قوم اشراف فقراء لا مال لهم فأمرت غلماني ان يبسطوا لي حصيرا في وسط الدار. فسمعت صبية تقول لامها: يا اماه قد آذانا هذا المجوسي برائحة طعامه. فارسلت اليهن بطعام كثير وكسوة ودنانير (1) للجميع. فلما نظروا الى ذلك قالت الصبيه للباقيات: والله ما نأكل حتى ندعو له. فرفعن (2) ايديهن وقلن: حشرك الله مع جدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله -. وامن بعضهن فتلك الدعوه اجيبت. ونقل ابن الجوزى ايضا في كتابه (3) عن جده أبي الفرج بإسناده الى ابن الخصيب قال: كنت كاتبا للسيدة ام المتوكل. فبينا انا في الديوان إذا بخادم صغير قد خرج من عندها ومعه كيس فيه الف دينار فقال: السيدة تقول لك فرق هذا في أهل الاستحقاق فهو من اطيب مالي واكتب لي أسامي الذين تفرقه فيهم حتى إذا جائني من هذا الوجه شئ صرفته إليهم. قال: فمضيت الى منزلي وجمعت اصحابي وسألتهم عن المستحقين فسموا لي اشخاصا ففرقت فيهم ثلاثمائة دينار وبقي الباقي بين يدى الى نصف الليل وإذا بطارق يطرق علي باب دارى.


1 – المصدر: دراهم. 2 – ش، د: فدفعن. 3 – نفس المصدر والموضع وفي البحار – أيضا -. (*)

[ 491 ]

فقلت (1): من هو ؟ فقال: فلان العلوى. وكان جارى. [ فقلت: هذا جارى من مدة ولم يقصدني ] (2) فأذنت له فدخل [ فرحبت به ] (3) وقلت: [ ما شأنك ؟ فقال: اني جائع. فأعطيته من ذلك دينارا فدخلت الى زوجتي فقالت: ] (4) ما الذي عناك في هذه الساعة ؟ فقلت: طرقني الساعه طارق من ولد رسول الله – صلى الله عليه وآله – ولم يكن عندي ما اطعمه فاعطيته دينارا فاخذه وشكرني وانصرف. [ فلما وصل الى الباب خرجت ] (5) زوجتي وهي تبكي وتقول: اما تستحي يقصدك مثل هذا الرجل وتعطيه دينارا وقد عرفت استحقاقه اعطه الجميع. فوقع كلامها قلبي وقمت خلفه فناولته الكيس فأخذه وانصرف. فلما عدت إلى الدار ندمت وقلت: الساعة يصل الخبر إلى المتوكل وهو يمقت العلويين فيقتلني. فقالت لي زوجتي: لا تخف واتكل على الله وعلى جدهم. فبينا نحن كذلك إذا بالباب يطرق والمشاعل بأيدى الخدم وهم يقولون: اجب السيدة. فقمت مرعوبا وكلما مشيت قليلا تواترت الرسل. فوقفت (6)


1 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: (يطرق الباب فسألته) بدل (يطرق… فقلت). 2 و 3 – من المصدر. 4 – من البحار. 5 – من المصدر. وفي لنسخ: فخرجت. 6 – المصدر: (والرسل تتواتر فأدخلوني من دار إلى دار حتى أوقفوني) بدل (تواترت الرسل = (*)

[ 492 ]

عند ستر السيدة وقال لي الخادم: السيدة وراء هذا الستر. قال: فسمعت بكاءها وهي تنتحب وتقول (1): يا أحمد جزاك الله خيرا وجزى زوجتك خيرا كنت الساعة نائمة فجاءني رسول الله – صلى الله عليه وآله – وقال لي: جزاك الله خيرا وجزى زوجة [ ابن ] (2) الخصيب خيرا. فما معنى هذا ؟ فحدثتها الحديث وهي تبكي. فأعطتني (3) دنانير وكسوة وقالت: هذا للعلوي وهذا لزوجتك وهذا لك. قال: وكان ذلك يساوى مائة (4) الف درهم. فأخذت المال وجعلت طريقي على بيت العلوى فطرقت الباب فصاح (5): من داخل المنزل: هات ما معك يا أحمد. وخرج وهو يبكي فسألته عن بكائه. فقال: لما دخلت منزلي قالت لي زوجتي: ما هذا الذي معك ؟ فعرفتها. فقالت: قم بنا نصلي وندعو للسيدة ولاحمد وزوجته. فصلينا ودعونا. ثم نمت فرأيت رسول الله – صلى الله عليه وآله – في المنام وهو يقول: قد شكرتهم على ما فعلوا معك فالساعة يأتونك بشئ فاقبله منهم. ولنقتصر على هذا القدر في هذا المختصر. فإن من رام احصاء جميع الفضائل فقد طلب المحال لأن فضائله – عليه افضل الصلاة والسلام – لا تحصى كثرة. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين


= فوقفت). 1 – هكذا في المصدر. وفي ج وأ: ” فسمعت بكاءها وقالت “. وفي ش ودوم: ” فسمعتها تقول ” بدل ” وقال لي خادم… وتقول “. 2 – ليس في المصدر. 3 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: فأخرجت. 4 – م: مائتي. 5 – هكذا في المصدر. وفي النسخ: فقال.

[ 493 ]

[ فرغت من تسويده في المحرم سنة عشر وسبعمائة، بالبلدة السلطانية – عمرها الله تعالى – وكتب حسن بن يوسف بن المطهر، مصنف الكتاب حامدا لله ومصليا على سيدنا محمد وآله. هذا صورة خط المصنف: وكتب العبدا لفقير إلى الله – تعالى – الغني به عمن سواه المفتقر إلى عفوه ورضاه، محمد بن علي بن حسن الجباعي – آمنه الله يوم الفزع الاكبر وجعل أئمته ذخيرته في المحشر – من نسخة بخط مصنفها – رحمه الله – وذلك يوم الثلاثاء، من شعبان من سنة اثنتين وخمسين وثمان مائة. والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد النبي وعلى آله الطيبين الطاهرين ] (1). [ قد فرغت من تسويده في المحرم سنة عشر وسبعمائة بالبلدة السلطانية – عمرها الله تعالى – وكتب حسن بن يوسف بن المطهر، مصنف الكتاب حامدا لله – تعالى – ومصليا على سيدنا محمد وآله – صلى الله عليه وآله وسلم – وتشرف بكتابته وتسويده أحوج خلق الله – تعالى – وأقل عبيده، الضعيف اللهيف الطريد، محمد بن المرحوم محمد شريف الشريف المدعو بسعيد – غفر الله تعالى وزرهما وقبل يوم القيامة عذرهما – وفرغ منه في منتصف ربيع الاخر من شهور سنة اثنتين وثلاثين ومأتين بعد الالف من الهجرة، في المشهد الرضوي – على مشرفه ألوف صنوف السلام -. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ] (2). [ تم الكتاب الموسوم بكشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين – صلى الله عليه إلى يوم الدين – طلبا عند الله ثوابه وتقربا إلى الله مرضاته – عصر


1 – نهاية نسخة ج. 2 – نهاية نسخة أ. (*)

[ 494 ]

الاثنين حادي عشر، شهر جمادي الثاني، سنة ست وثمانين وألف. غفر الله لكاتبه ولمن ترحم عليه والمؤمنين والمؤمنات بحرمة إمير المؤمنين وابن عمه – صلوات الله عليه وآله – (وكتب في هامش النسخة: كاتبه الفقير الحقير مؤمن بن عبد الجواد الكاظمي) ] (1). [ تم الكتاب الموسم بكشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين – صلى الله عليه إلى يوم الدين – طلبا عند الله ثوابه وتقربا إلى الله مرضاته – ظهر السبت عشر شهر رجب المرجب سنة عشر والف، غفر الله لكاتبه ولمن ترحم عليه وللمؤمنين والمؤمنات بحرمة أمير المؤمنين وابن عمه – صلوات عليه وآله -. (وكتب في هامش النسخة: بلغ القبال بعون الله الملك المتعال وصلى الله على محمد وآله خير آل) ] (2). [ وقد وقع الفراغ في يوم الثلاثاء اول شهر ربيع الاول من شهور سنة 1298 من الهجرة النبوية – على مهاجرها آلاف التحية – وطبع في دار طباعة جناب فخر الحاج حاجي إبراهيم تبريزي وقابله مقابلة كاملة العلام الفهام والفاضل القمقمام جناب الميرزا محمد علي آقا – سلمه الله تعالى


1 – نهاية نسخة ج. 2 – نهاية نسخة أ. (*)

[ 494 ]

الاثنين حادي عشر، شهر جمادي الثاني، سنة ست وثمانين وألف. غفر الله لكاتبه ولمن ترحم عليه والمؤمنين والمؤمنات بحرمة إمير المؤمنين وابن عمه – صلوات الله عليه وآله – (وكتب في هامش النسخة: كاتبه الفقير الحقير مؤمن بن عبد الجواد الكاظمي) ] (1). [ تم الكتاب الموسم بكشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين – صلى الله عليه إلى يوم الدين – طلبا عند الله ثوابه وتقربا إلى الله مرضاته – ظهر السبت عشر شهر رجب المرجب سنة عشر والف، غفر الله لكاتبه ولمن ترحم عليه وللمؤمنين والمؤمنات بحرمة أمير المؤمنين وابن عمه – صلوات عليه وآله -. (وكتب في هامش النسخة: بلغ القبال بعون الله الملك المتعال وصلى الله على محمد وآله خير آل) ] (2). [ وقد وقع الفراغ في يوم الثلاثاء اول شهر ربيع الاول من شهور سنة 1298 من الهجرة النبوية – على مهاجرها آلاف التحية – وطبع في دار طباعة جناب فخر الحاج حاجي إبراهيم تبريزي وقابله مقابلة كاملة العلام الفهام والفاضل القمقمام جناب الميرزا محمد علي آقا – سلمه الله تعالى وأيده ووفقه وايانا – وأنا العبد الاثم محمد هاشم. والسلام على من اتبع الهدي ] (3).


1 – نهاية نسخة ش. 2 – نهاية نسخة د. 3 – نهاية نسخة م

اترك تعليقاً