المقالات والفرق – سعد بن عبد الله القمي

المقالات والفرق

سعد بن عبد الله الأشعري القمي


[ 1 ]

كتاب المقالات والفرق


[ 2 ]

بسم الله الرّحمن الرّحيم ١ ـ الحمد لله المتوحّد بالقدم والازليّة ، الّذي ليس له غاية في دوامه ، ولا له أوليّة في أزليّته ، انشأ صنوف البريّة ، لا من اصول كانت معه بديّة ، جلّ عن اتّخاذ الصاحبة والأولاد ، وتعالى عن مشاركة الانداد ، هو الباقي بغير مدّة ، والمنشئ لا باعوان ، لم يحتج فيما ذرأ إلى محاولة التفكير ، ولا مزاولة مثال ولا تقدير ، احدث الخلق على صنوف من التخطيط والتصوير ، لا برؤية ولا ضمير ، سبق علمه في جميع الأمور ، ونفذت مشيّته في كلّ ما يكون في الازمنة والدهور ، تفرد بصنعة الأشياء فاتقنها بلطائف التدبير ، فسبحانه من لطيف خبير ، ليس كمثله شيء وهو السّميع البصير ، لا تدركه الابصار ولا يلحقه غاية ولا مقدار ، لا يعزب عنه خافية من السرائر ، ممّا تنطوى عليه القلوب وتجنّه الضمائر ، ليس له في خليقته ممايل (١). [ا ١ ف] ٢ ـ [أمّا بعد ، فان فرق الامة كلّها المتشيعة وغيرها اختلفت في الإمامة في كلّ عصر ووقت كلّ إمام بعد وفاته وفي عصر حياته منذ قبض الله محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد ذكرنا في كتابنا هذا ما يتناهى إلينا من فرقها وآرائها واختلافها وما حفظنا ممّا روى لنا من العلل الّتي من أجلها تفرقوا واختلفوا وما عرفنا في ذلك من تاريخ الاوقات وبالله التوفيق ومنه العون. قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في شهر ربيع الاول سنة عشر من الهجرة وهو ابن ثلاث


ـ(١) هذه خطبة كتاب «المقالات والفرق واسماؤها وصنوفها والقابها» تصنيف سعد بن عبد الله ابى خلف الاشعرى ، اعنى كتابنا هذا ، ولكن النسخة ناقصة من هذا الموضع وقد سقطت منها بعض الاوراق. فان ما ادرجناه فى هذا الكتاب بعد هذا الموضع إلى آخر العدد «٣٤» هو مما نقلناه عن كتاب «فرق الشيعة» للنوبختى طبع النجف (المصحح)ـ


[ 3 ]

وستّين سنة ، وكانت نبوّته عليه‌السلام ثلاثا وعشرين سنة ، وأمّه آمنة بنت وهب بن عبد مناف ابن زهرة بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤى بن غالب ، فافترقت الامّة ثلاث فرق : ٣ ـ فرقة منها سميت الشيعة. وهم شيعة عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (١). ومنهم افترقت صنوف الشيعة كلّها. ٤ ـ وفرقة منهم ادّعت الإمرة والسلطان ، وهم الأنصار ودعوا إلى عقد الامر لسعد بن عبادة الخزرجي. ٥ ـ وفرقة مالت إلى بيعة أبي بكر بن أبي قحافة وتأوّلت فيه ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم ينصّ على خليفة بعينه ، وانه جعل الامر إلى الامّة تختار لانفسها من رضيته ، واعتلّ قوم منهم برواية ذكروها أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمره في ليلته الّتي توفّى فيها بالصلاة ، فجعلوا ذلك الدليل على استحقاقه ايّاه ، وقالوا رضيه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله لامر ديننا ورضيناه لامر دنيانا ، وأوجبوا له الخلافة بذلك فاختصمت هذه الفرقة وفرقة الانصار وصاروا إلى سقيفة بنى ساعدة ومعهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح والمغيرة بن شعبة الثقفي وقد دعت الأنصار إلى العقد لسعد بن عبادة الخزرجي والاستحقاق للامر والسلطان فتنازعوا هم والانصار في ذلك حتّى قالوا منا أمير ومنكم أمير فاحتجت هذه الفرقة عليهم بان النبيّ عليه‌السلام : قال : الأئمّة من قريش ، وقال بعضهم انه قال : الإمامة لا تصلح إلّا في قريش فرجعت فرقة الأنصار ومن تابعهم إلى أمر أبي بكر غير نفر يسير مع سعد بن عبادة ومن اتّبعه من أهل بيته ، فانه لم يدخل في بيعته حتّى خرج إلى الشام (٢) مراغما لابي بكر وعمر فقتل هناك بحوران قتله الروم وقال آخرون قتلته الجن فاحتجّوا بالشعر المعروف وفي روايتهم انّ الجن قالت : قد قتلنا سيّد الخزرج سعد بن عبادة ورميناه (٣) بسهمين فلم نخطئ فؤاده


ـ(١) واتبعوه ولم يرجعوا إلى غيره ومنها افترقت (خ ـ ل). (٢) الشام فى زمان عمر مراغما له (خ ـ ل). (٣) فى الاصل ضربناه وفى كتاب المعارف ص ١٣٣ ورميناه وهو اشبه


[ 4 ]

وهذا قول فيه بعض النظر لأنّه ليس في التعارف انّ الجنّ ترمى بني آدم بالسهام فتقتلهم ، فصار مع أبي بكر السواد الاعظم والجمهور الأكثر فلبثوا معه ومع عمر مجتمعين عليهما راضين بهما. ٦ ـ وقد (١) كانت فرقة اعتزلت عن أبي بكر فقالت لا تؤدى الزكاة إليه حتى يصح عندنا (٢) لمن الأمر ومن استخلفه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ونقسم الزكاة بين فقرائنا وأهل الحاجة منّا. ٧ ـ وارتد قوم فرجعوا عن الاسلام ، ودعت بنو حنيفة إلى نبوّة مسيلمة وقد كان ادعى النبوّة في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فبعث أبو بكر إليهم الخيول عليها خالدين الوليد بن المغيرة المخزومي فقاتلهم وقتل مسيلمة وقتل من قتل ورجع من رجع (٣) منهم إلى أبي بكر فسمّوا أهل الردّة. ٨ ـ ولم يزل هؤلاء جميعا على أمر واحد حتّى نقموا على عثمان بن عفّان امورا احدثها ، وصاروا (٤) بين خاذل وقاتل إلّا خاصة أهل بيته وقليلا من غيرهم حتى قتل ، فلمّا قتل بايع الناس عليّا عليه‌السلام فسمّوا الجماعة ، ثم افترقوا بعد ذلك. (٥) فصاروا ثلاث فرق : ٩ ـ فرقة اقامت على ولاية عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام. ١٠ ـ وفرقة منهم اعتزلت مع سعد بن مالك وهو سعد بن أبي وقّاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب ومحمّد بن مسلمة الانصارى واسامة بن زيد بن حارث الكلبي مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فان هؤلاء اعتزلوا عن علي عليه‌السلام وامتنعوا من محاربته والمحاربة معه بعد دخولهم في بيعته والرضا به فسموا المعتزلة وصاروا اسلاف المعتزلة إلى آخر الابد ، وقالوا : لا يحلّ قتال على ولا القتال معه : وذكر بعض أهل العلم ان الاحنف


ـ(١) وامتنعت فرقة من اعطاء الزكاة إليهما فقالت لا نؤدى الزكاة (خ ـ ل). (٢) لنا انه لمن الامر (خ ـ ل). (٣) ورجع من لم يقتل منهم (خ ـ ل). (٤) فصار المسلمون (خ ـ ل). (٥) بعد ذلك الى أربعة : فرقة (خ ـ ل)ـ


[ 5 ]

ابن قيس التميمي اعتزل بعد ذلك في خاصة قومه من بنى تميم لا على التديّن بالاعتزال لكن على (١) طلب السلامة من القتل وذهاب المال وقال لقومه : واعتزلوا الفتنة أصلح لكم. ١١ ـ وفرقة خالفت عليّا عليه‌السلام وهم طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوّام وعائشة بنت أبي بكر ، فصاروا إلى البصرة فغلبوا عليها وقتلوا عمال علي عليه‌السلام واخذوا المال فسار إليهم على عليه‌السلام فقتل طلحة والزبير وهزموا ، وهم أصحاب الجمل. ١٢ ـ وهرب منهم قوم فصاروا إلى معاوية بن أبي سفيان ، ومال (٢) معهم أهل الشام وخالفوا عليا ودعوا إلى الطلب بدم عثمان ، والزموا عليا وأصحابه دمه ، ثمّ دعوا إلى معاوية وحاربوا عليا عليه‌السلام ، وهم أهل صفّين. ١٣ ـ ثمّ خرجت فرقة ممّن كان مع على عليه‌السلام ، وخالفته بعد تحكيم الحكمين بينه وبين معاوية وأهل الشام وقالوا : لا حكم إلّا لله ، وكفّروا عليا عليه‌السلام وتبرّءوا منه وأمّروا عليهم ذا الثدية ، وهم المارقون ، فخرج علي عليه‌السلام فحاربهم بالنهروان فقتلهم وقتل ذا الثدية فسمّوا الحرورية لوقعة حروراء ، وسموا جميعا الخوارج ، ومنهم افترقت فرق الخوارج كلّها. ١٤ ـ فلمّا قتل على (٣) التقت الفرقة الّتي كانت معه والفرقة الّتي كانت مع طلحة والزبير وعائشة فصاروا فرقة واحدة مع معاوية بن أبي سفيان إلّا القليل منهم من شيعته ومن قال بامامته بعد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهم السواد الاعظم وأهل الحشو واتباع الملوك واعوان كل من غلب اعنى الّذين التقوا مع معاوية فسمّوا جميعا «المرجئة» لانّهم تولّوا المختلفين جميعا وزعموا ان أهل القبلة كلّهم مؤمنون باقرارهم الظاهر


ـ(١) طلبا لسلامة الحياة وصون المال لا للدين وقال لقومه (خ ـ ل). (٢) وأمالوه مع أهل الشام إلى حرب على وطلب دم عثمان (خ ـ ل). (٣) ولما قتل على عليه‌السلام بسيف ابن ملجم المرادى من منهزمى الخوارج ، اتفقت بقية الناكثين والقاسطين وتبعة الدنيا على معاوية فسموا المرجئة وزعموا ان اهل القبلة كلم مؤمنون ورجئوا إليهم جميعا المغفرة ولم يبق مع ابنه الحسن الا القليل من الشيعة (خ ـ ل)ـ


[ 6 ]

بالايمان ورجوا لهم جميعا المغفرة ، وافترقت (المرجئة) بعد ذلك فصارت إلى (اربع فرق). ١٥ ـ (فرقة) منهم غلوا في القول وهم (الجهمية) أصحاب «جهم بن صفوان» وهم مرجئة أهل خراسان. ١٦ ـ (وفرقة) منهم الغيلانية أصحاب (غيلان بن مروان) وهم مرجئة أهل الشام. ١٧ ـ (وفرقة) منهم (الماصرية) أصحاب (عمرو (١) بن قيس الماصر) وهم مرجئة أهل العراق منهم «أبو حنيفة» ونظراؤه. ١٨ ـ (وفرقة) منهم يسمون (الشكاك) و (البترية) أصحاب الحديث منهم (سفيان بن سعيد الثورى) و (شريك بن عبد الله) و (ابن أبي ليلى) و (محمّد بن ادريس الشافعي) و (مالك بن أنس) ونظراؤهم من أهل الحشو والجمهور العظيم وقد سمّوا (الحشوية). ١٩ ـ فقالت (٢) أوائلهم في الامامة : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الدنيا ولم يستخلف على دينه من يقوم مقامه في لمّ الشعث ، وجمع الكلمة ، والسعى في امور الملك والرعيّة ، واقامة الهدنة ، وتأمير (٣) الامراء ، وتجييش الجيوش ، والدفع عن بيضة الاسلام ، وردع المعاند ، وتعليم الجاهل ، وانصاف المظلوم ، وجوّزوا فعل هذا الفعل لكلّ إمام اقيم بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله. ٢٠ ـ ثمّ اختلف هؤلاء فقال بعضهم : على الناس ان يجتهدوا آراءهم في نصب الامام وجميع حوادث الدين والدنيا إلى اجتهاد الرأى ، وقال بعضهم : الرأى باطل


ـ(١) كذا فى النسخ المخطوطة والمشهور عمر. (٢) لانهم قالوا بحشو الكلام مثل ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مات ولم يستخلف من يجمع الكلمة ويحفظ الدين ويرشد الامة ويدفع عن بيضة الاسلام ويعدل فى الاحكام ونحو ذلك من شطط الكلام وجوزوا ذلك لكل امام قام بعد النبي فى الاسلام ، ثم اختلف هؤلاء (خ ـ ل). (٣) وتاجير الامر (فى الاصل)ـ


[ 7 ]

ولكنّ الله عزوجل أمر الخلق أن يختاروا الامام بعقولهم (١). ٢١ ـ وشذت طائفة من المعتزلة عن قول اسلافها فزعمت انّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله نصّ على صفة الامام ونعته ولم ينصّ على اسمه ونسبه ، وهذا قول احدثوه قريبا. ٢٢ ـ وكذلك قالت جماعة من أهل الحديث هربت حين عضها (٢) حجاج الامامية ولجأت إلى أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله نص على أبي بكر بامره ايّاه بالصّلاة ، وتركت مذهب اسلافها في أنّ المسلمين بعد وفاة الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وآله قالوا : رضينا لدنيانا بإمام رضيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لديننا. ٢٣ ـ واختلف اهل الاهمال في إمامة الفاضل والمفضول ، فقال أكثرهم : هي جائزة في الفاضل والمفضول ، اذا كانت في الفاضل علّة تمنع من إمامته ، ووافق سائرهم (٣) أصحاب النصّ على انّ الامامة لا تكون الا للفاضل المتقدّم. ٢٤ ـ واختلف الكلّ في الوصيّة ، فقال أكثر أهل الاهمال : توفّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يوص إلى أحد من الخلق ، فقال بعضهم قد اوصى على معنى انّه اوصى الخلق بتقوى الله عزوجل. ٢٥ ـ ثمّ اختلفوا جميعا في القول بالامامة واهلها فقالت (البترية) وهم أصحاب (الحسن بن صالح بن حىّ) ومن قال بقوله انّ عليّا عليه‌السلام هو أفضل الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله واولاهم بالامامة ، وان بيعة أبي بكر ليست بخطإ ، ووقفوا في عثمان وثبتوا حزب علي عليه‌السلام ، وشهدوا على مخالفيه بالنار ، واعتلّوا بانّ عليّا عليه‌السلام سلم لهما ذلك فهو بمنزلة رجل كان له على رجل حقّ فتركه له. ٢٦ ـ وقال (سليمان بن جرير الرقي) ومن قال بقوله انّ عليّا عليه‌السلام كان


ـ(١) من انفسهم (خ ـ ل). (٢) عضها حجاج وهؤلاء المهملة قالوا باهمال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الامامة ويقابلهم المستعملة ، قالوا باستعمال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إماما لامامته (خ ـ ل). (٣) ووافق اكثرهم مع المستعملة فى أن الامامة (خ ـ ل)ـ


[ 8 ]

الامام وان بيعة أبي بكر وعمر كانت خطأ ولا يستحقّان اسم الفسق عليها من قبل التأويل لانهما تاوّلا فأخطئا ، وتبرءوا من عثمان فشهدوا عليه بالكفر ومحارب علي عليه‌السلام عندهم كافر. ٢٧ ـ وقال «ابن التمار» ومن قال بقوله ، إنّ عليّا عليه‌السلام كان مستحقّا للامامة وإنّه أفضل الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإنّ الأمة ليست بمخطئة خطأ اثم في توليتها أبا بكر وعمر ولكنّها مخطئة بترك (١) الافضل ، وتبرّءوا من عثمان ومن محارب علي عليه‌السلام وشهدوا عليه بالكفر. ٢٨ ـ وقال (الفضل الرقاشي) و (ابو شمر) (٢) و (غيلان بن مروان) و (جهم بن صفوان) ومن قال بقولهم من المرجئة ، إن الإمامة يستحقها كل من قام بها إذا كان عالما بالكتاب والسنة انّه لا تثبت الإمامة إلّا باجماع (٣) الامّة كلّها. ٢٩ ـ وقال أبو حنيفة وسائر المرجئة : لا تصلح الامامة إلّا في قريش ، كل من دعا منها إلى الكتاب والسنة والعمل بالعدل وحبت إمامته ووجب الخروج معه وذلك للخبر الّذي جاء عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله انّه قال : الائمّة من قريش. ٣٠ ـ وقالت الخوارج كلّها الا «النّجدية» منهم : الإمامة تصلح في افناء (٤) الناس ، كلّهم من كان منهم قائما بالكتاب والسنة عالما بهما ، وإنّ الإمامة تثبت بعقد رجلين. ٣١ ـ وقالت «النجدية» من الخوارج : الامّة غير محتاجة إلى إمام ولا غيره ، وإنّما علينا وعلى الناس ان نقيم كتاب الله عزوجل فيما بيننا. ٣٢ ـ وقالت «المعتزلة» : انّ الامامة يستحقها كل من كان قائما بالكتاب


ـ(١) وتركوا الافضل (خ ـ ل). (٢) وابن شمر (خ ـ ل). (٣) باجتماع الامة (خ ـ ل). (٤) في أمناء الناس (خ ـ ل)ـ


[ 9 ]

والسنة ، فإذا اجتمع قرشي ونبطي وهما قائمان بالكتاب والسنة ولّينا القرشيّ ، والامامة لا تكون الا باجماع الامة واختيار ونظر. ٣٣ ـ وقال «ضرار بن عمرو» : إذا اجتمع قرشي ونبطي ولّينا النبطى وتركنا القرشي ، لانه اقل عشيرة واقل عددا فاذا عصى الله واردنا خلعه كانت شوكته اهون ، وإنّما قلت ذلك نظرا للاسلام. ٣٤ ـ وقال ابراهيم النظام ومن قال بقوله : الامامة تصلح لكلّ من كان قائما بالكتاب والسنة لقول الله عزوجل إن أكرمكم عند الله اتقاكم (٤٩ : ١٣) وزعموا انّ الناس لا يجب عليهم فرض الامامة إذا هم اطاعوا الله واصلحوا سرائرهم وعلانيتهم فانّهم لن يكونوا كذا إلّا وعلم الامام قائم باضطرار يعرفون عينه (١) فعليهم اتّباعه ولن يجوز أن يكلّفهم الله عزوجل معرفته (٢) ولم يضع عندهم علمه فيكلفهم المحال (٣). ٣٥ ـ وقالوا في عقد المسلمين الامامة لابي بكر : انّهم قد أصابوا (٤) ذلك وانه كان اصلحهم في ذلك الوقت ، واعتلّوا في ذلك بالقياس وبخبر تاوّلوه ، فاما القياس (٥) فانّهم قالوا إنّا وجدنا الانسان لا يتعمّد أن يذلّ نفسه لرجل (٦) ويوجب طاعته وقبول امره ويلزم نفسه اتّباعه في كلّ ما قال من ثلاثة طرق (٧) ، امّا أن يكون رجل له عشيرة تعينه على استعباد الناس ، او رجل عنده مال فيذلّ الناس له لماله او


ـ(١) علمه. (خ ـ ل) (٢) قد انتهت هنا الصفحات المنقولة من كتاب النوبختى من ـ صحيفة ٢ إلى ـ صحيفة ١١. (٣) «ولا عندهم علمه فيكلفهم المحال» وهذه العبارة هى ما جاءت فى اوّل الصحيفة الثانية من نسخة سعد بن عبد الله ، وبعد هذا نقلنا الكتاب كما جاء فى نسخة كتابه «المقالات» وذكرنا فى الحواشى الاختلاف بين كتابى سعد بن عبد الله والنوبختى (المصحح). (٤) قد اصابوا لانه كان (خ ـ ل) ، قد اصابوا فى ذلك (النوبختى ص ١١). (٥) اصلحهم فى ذلك الوقت بالقياس والخبر اما القياس (النوبختى ص ١١) (٦) لما وجد ان الانسان لا يعمد إلى الذل لرجل (النوبختى ص ١١). (٧) الا من ثلاث طرق (النوبختى ص ١١)ـ


[ 10 ]

دين برز (١) فيه على الناس ، فلما وجدنا أبا بكر اقلّهم عشيرة وافقرهم علمنا انّه قدم للدين ، وامّا الخبر فلما وجدنا اجماع الناس عليه ورضاهم بامامته وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله «لم يكن الله (٢) ليجمع أمّتي على ضلال». [ب ١ ف [. ولو كان اجتماع الامّة عليه خطأ ، لكان في ذلك فساد الصّلاة وابطال جميع الفرائض وهم (٣) الحجّة علينا بعد النبي صلّى الله عليه ، وهذه علة يعتلّ بها جميع المعتزلة والمرجئة (٤). ٣٦ ـ وزعم عمرو بن عبيد وضرار بن عمرو وواصل بن عطاء وهم اصول المعتزلة فقال «عمرو بن عبيد» ، ومن قال بقوله : ان عليا كان اولى بالحق من غيره. وقال ضرار بن عمرو لست ادرى ايّهما افضل وايهما كان اهدى أعليّ أم طلحة والزبير ، وقال واصل بن عطا كان مثل عليّ ومن خالفه مثل المتلاعنين لا يدرى (٥) من الصّادق منهما ومن الكاذب واجمعوا على ان يتولّوا القوم في الجملة وان احد الفريقين ضال لا شك من اهل [ا٢ ف]. النار ، وان عليا وطلحة والزبير ، لو شهدوا بعد اقتتالهم على درهم لم يجيزوا شهادتهم ، وان انفرد عليّ مع رجل من عرض الناس اجازوا شهادته ، وكذلك طلحة والزبير ، وزعموا انهم يسمّونهم باسم الايمان على الامر الاول ما اجتمعوا ، فإذا لم يجتمعوا واحدا منهم على الانفراد مؤمنا ، ولم يجيزوا شهادتهم (٦). ٣٧ ـ واما (البترية) اصحاب الحديث اصحاب الحسن بن صالح بن حي وكثير النوا وسالم بن ابى حفصة والحكم بن عتيبة (٧) وسلمة بن كهيل و


ـ(١) او عنده دين يرد (خ ـ ل). (٢) لم يكن الله تبارك وتعالى (النوبختى ص ١٢). (٣) كذا فى الاصل ، وابطال القرآن وهو الحجة علينا (النوبختى ص ١٢). (٤) وهذه علة المعتزلة والمرجئة باجمعهم (النوبختى ص ١٢). (٥) فى الاصل : لا يدرأ (٦) لم يجيزوا شهادته (النوبختى ص ١٣). (٧) عيينة (خ ـ ل)ـ


[ 11 ]

ابو المقدام (١) ثابت الحداد ومن قال بقولهم ، فانهم دعوا إلى ولاية عليّ ثم خلطوها بولاية ابي بكر وعمر واجمعوا جميعا أن عليا خير القوم جميعا وافضلهم. وهم مع ذلك يأخذون باحكام أبي بكر وعمر ويرون المسح على الخفّين وشرب النبيذ المسكر واكل الجدى (٢). واختلفوا في حرب على ومحاربة [ف ٢ ب] من حاربه. ٣٨ ـ فقالت الشيعة والزيدية ومن المعتزلة ابراهيم النظام وبشر بن المعتمر ومن قال بقولهم (٣) إن عليا عليه‌السلام كان مصيبا في حربه طلحة والزبير وغيرهما وإن جميع من قاتل عليا وحاربه كان على خطأ ووجب (٤) على الناس محاربتهم مع على والدليل عندهم على ذلك قول الله في كتابه فقاتلوا الّتي تبغى حتى تفيء إلى امر الله (٥) ، فقد وجب قتالهم لبغيهم عليه لانهم ادّعوا ما ليس لهم وما لم يكونوا أولياءه من الطلب بدم عثمان وبغوا عليه (٦) بنكثهم بيعته بعد ما بايعوا طائعين وقتلهم من قتلوا من أوليائه من المسلمين بالبصرة ظلما وعدوانا ، فوجبت محاربتهم على المسلمين حتى على المسلمين حتى يفيئوا إلى امر الله ويرجعوا إلى بيعته وقد قال الله : فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ، (٧) واعتلّوا أيضا بقول الله وإن نكثوا أيمانهم. [ا٤ ف] من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر إنهم لا ايمان لهم (٨) واعتلّوا بالخبر عن علي عليه‌السلام في قوله : أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، وأنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال للزبير بن العوّام وهو يكلّم عليا : لتقاتلنه وأنت له ظالم ، فقد قاتلهم ووجب قتالهم


ـ(١) ابى المقدام (النوبختى ص ١٣). (٢) واكل الجرى (النوبختى ص ١٣) وهو الصحيح. (٣) ومن قال بقولهما من المرجئة ابو حنيفة وابو يوسف وبشر المريسى ومن قال بقولهم ان عليا (النوبختى ص ١٤). (٤) ويجب (خ ـ ل). (٥) القرآن ٤٩ : ٩ (٦) فبغوا عليه (النوبختى ص ١٤). (٧) القرآن ٤٨ : ١٠. (٨) القرآن ٩ : ١٢


[ 12 ]

٣٩ ـ وقال بكر بن اخت عبد الواحد ومن قال بقوله : إن عليا وطلحة والزبير مشركون منافقون ، وهم مع ذلك جميعا في الجنة ، لقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اطلع (١) الله على اهل بدر فقال (٢) اصنعوا ما شئتم فقد (٣) غفرت لكم. ٤٠ ـ وقال بقية المعتزلة ضرار بن عمر (٤) ومعمر وابو الهذيل العلاف وبقية المرجئة : انا نعلم أن احدهما مصيب والاخر مخطئ (٥) فنحن نتولى كل واحد منهم على الانفراد ولا نتولاهم على الاجتماع وعلتهم في ذلك أن كل [ف ٣ ب] واحد منهم قد ثبتت ولايته وعدالته باجماع فلا يزول عنه العدالة الا باجماع. ٤١ ـ وقالت الحشوية وابو بكر الاصم ومن قال بقوله (٦) : إن عليا وطلحة والزبير لم يكونوا مصيبين في حربهم ، وإن المصيبين هم الذين قعدوا عنهم ، وإنّهم يتولّونهم جميعا ويبرءون من حربهم ويردّون امرهم إلى الله (٧). ٤٢ ـ واختلفوا في تحكيم الحكمين ، فقالت الخوارج الحكمان كافران ، وكفر على صلى‌الله‌عليه‌وآله حين حكمهما ، واعتلّوا بقول الله : ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون والظالمون والفاسقون (٨) ، وبقوله : فقاتلوا الّتي تبغى حتى تفيء إلى امر الله (٩) ، وترك القتال وقد أمر به كفر (١٠). ٤٣ ـ وقالت الشيعة (١١) إن عليا كان مصيبا في تحكيمه لما أبى اصحابه عليه


ـ(١) ربما اطلع (خ ـ ل) ، اطلع الله عزوجل (النوبختى ص ١٤). (٢) فقال لهم (خ ـ ل). (٣) قد غفرت (النوبختى ص ١٥). (٤) ضرار بن عمرو (النوبختى ص ١٥). (٥) مخطئ بلا تعيين (خ ـ ل). (٦) بقولهم (النوبختى ص ١٥). (٧) الى الله عزوجل (النوبختى ص ١٥). (٨) القرآن ٥ ، ٤٧. (٩) القرآن ٤٩ ، ٩. (١٠) فتركه القتال كفر (النوبختى ص ١٦). (١١) وقالت الشيعة والمرجئة وابراهيم وبشر بن المعتمر (النوبختى ص ١٦)ـ


[ 13 ]

إلّا التحكيم وامتنعوا من القتال لانه أبى. [a٤ F]عليهم واعلمهم أنه خطأ إلّا من اجل التحكيم لا يجوز بين المسلمين وبين المشركين ، ولكنه لا يجوز بين امام المسلمين واهل البغى عليه والنكث (١) والقاسطين من الامم ، واعلمهم أن رفعهم المصاحف ودعاءهم إلى كتاب الله مكر منهم وحيلة لرفع الحرب فى تلك الحال ، اذ (٢) قد كانوا شارفوا القتال والغلبة فكان ذلك منهم مكيدة واحتيالا (٣) ، فلما ابوا عليه وامتنعوا من المحاربة ورأى أنهم سيخذلونه إن امتنع من ذلك اجابهم على كره منه ، ودعاهم إلى أن يحكم بينه وبينهم عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، فأبوا أن يفعلوا فقالوا لا نحكم ولا نرضى إلّا بأبي موسى عبد الله بن قيس الاشعرى ، فحكمه عند ذلك نظرا للمسلمين ليتألفهم رأفة بهم وامرهما واشترط عليهما أن يحكما بكتاب الله ويحييا ما احيا الكتاب ويميتا ما أمات [ف٤ ب]. ويتبعا الحق ، فخالفا ذلك ومالا إلى الطليق بن الطليق ومن لعنه رسول الله ولعن اباه ومن لم يزل هو وابوه حربا لله ولرسوله ، وتركا خير الامة واعلمها وافضل المجاهدين ، واوّل الامة ايمانا بالله وانصرهم لله ولرسوله وللاسلام ، فهما اللذان أخطئا وكفرا واصاب علي عليه‌السلام في فعله لما اضطر إلى ذلك. ٤٤ ـ وقالت المرجئة وابراهيم النظام وبشر بن المعتمر ومن قال بقولهم : إن عليا كان مصيبا في تحكيمه لمّا أبى (٤) اصحابه عليه إلّا التحكيم وامتنعوا من القتال ، وأنه كان في ذلك ناظرا (٥) للمسلمين متألفا لهم وأمرهما أن يحكما بكتاب الله وينظرا للمسلمين ، والاسلام ، فخالفا وحكما بخلاف الحق فهما اللذان أخطئا واصاب على في تحكيمه ، واعتلوا بان رسول الله وادع اهل مكة [ا ٥ ف]. وردّ


ـ(١) فى الاصل : المكث. (٢) فى الاصل : ان. (٣) فى الاصل : احتيال. (٤) كذا فى الاصل والصحيح ، ابى. (٥) فنظر للمسلمين ليألفهم (النوبختى ص ١٦)ـ


[ 14 ]

أبا جندل سهيل بن عمرو وهو مسلم إلى المشركين ، يحجل في قيوده وبتحكيمه عليه‌السلام (١) سعد بن معاذ فيما بينه وبين بنى قريظة والنضير من اليهود. ٤٥ ـ وقال أبو بكر الاصم وأصحابه نفس خروجه خطأ وتحكيمه خطأ وأن أبا موسى أصاب حين خلعه حتى يجتمع الناس على امام. ٤٦ ـ وقال سائر المعتزلة : كل مجتهد مصيب ، وقد اجتهد على رحمة الله عليه واصاب ولا نتهمه في فعله (٢) ولا في دينه ونظره للاسلام واهله فهو محق مصيب. ٤٧ ـ وقالت الحشوية نحن لا نتكلم في هذا الشيء ونرد امرهم إلى الله فان يكن حقا فالله اولى به حقا كان او باطلا وأعلم ونتولاهم جميعا على الامر الاول. ٤٨ ـ وشذت فرقة من بينهم يقال لها الكاملية (٣) فاكفرت عليا عليه‌السلام وجميع اصحاب رسول الله ، [ب٥ ف] أكفروا عليا بتركه الوصية وتخليته الولاية وتركه القتال على ما عهد إليه رسول الله ، وزعموا انّه اسلم بعد كفره لما حارب معاوية وقاتله واسلم كل من قاتل معه وكفر الباقون ، واكفروا الصحابة بقعودهم عن الحق ، واخراجهم عليا عن حقّه وولايته ، ووقوفهم عليه وتركهم نصرته ، فالجميع عندهم كفار وعلي ثابت راجع إلى الاسلام ، وكذلك من قاتل معه معاوية ومن تبعه. ٤٩ ـ وكل هذه الصنوف والفرق الّتي ذكرنا من أهل الارجاء والاعتزال والخوارج وغيرهم ، مختلفون فيما بينهم فرقا (٤) يطول ذكرها وعددها ، ناقمون بعضهم (٥) على بعض في التوحيد والامامة والاحكام والفتيا (٦) والسير وجميع فنون


ـ(١) وحكم (خ ـ ل). (٢) فى قوله (النوبختى ص ١٦). (٣) هذه الفرقة لم تذكر فى النوبختى اصلا. (٤) فرقا كثيرة (النوبختى ص ١٧). (٥) يؤتمون بعضهم (النوبختى ص ١٧). يأتمون (خ ـ ل). (٦) والفتوى (النوبختى ص ١٧)ـ


[ 15 ]

الدين ، يبرأ بعضهم (١) من بعض ويكفر بعضهم بعضا ، اكثر ما عندهم إذ سمّوا أنفسهم الجماعة. [ف٦ ا] يعنون (٢) انهم مجتمعون على ولاية من وليهم من الولاة برأ كان او فاجرا ، فسموا الجماعة (٣) علي غير معنى الاجتماع على الدين (٤) ، بل صحيح معناهم معنى الافتراق. فجميع اصول الفرق كلها الجامعة لها أربعة فرق : الشيعة والمرجئة والمعتزلة والخوارج. ٥٠ ـ فاول الفرق الشيعة وهي فرقة عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه المسمون شيعة (٥) على في زمان النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وبعده معروفون بانقطاعهم إليه والقول بامامته ، منهم المقداد بن الاسود الكندي ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر جندب بن جنادة الغفارى وعمار بن ياسر المذحجى ، المؤثرون طاعته. المؤتمون به ، وغيرهم ممّن وافق مودته مودة عليّ بن أبي طالب ، وهم اوّل من سمّوا (٦) باسم التشيع من هذه الامّة ، لأنّ اسم التشيع (٧) قديم ، شيعة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى والأنبياء عليهم‌السلام [ب٦ ف]. فلمّا قبض الله نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله افترقت فرقة الشيعة فصاروا في الامامة ثلث فرق. ٥١ ـ فرقة منهم قالت انّ عليّ ابن أبي طالب امام ومفروض الطاعة (٨) من الله ورسوله بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بوجوب على الناس (٩) القبول منه والاخذ منه لا يجوز


ـ(١) ينكر بعضهم (النوبختى ص ١٧). (٢) يعنون بذلك (النوبختى ص ١٧). (٣) بالجماعة (النوبختى ص ١٧). (٤) على دين (النوبختى ص ١٧). (٥) بشيعة على (النوبختى ص ١٧). (٦) من سمى (النوبختى ص ١٧). (٧) الشيعة (خ ـ ل). (٨) مفترض الطاعة (النوبختى ص ١٨). (٩) واجب على الناس (النوبختى ص ١٨)


[ 16 ]

لهم غيره من اطاعه اطاع الله ومن عصاه عصى الله لما أقامه رسول الله علما لهم واوجب إمامته وموالاته وجعله اولى بهم منهم بانفسهم والّذي وضع عنده من العلم ما يحتاج إليه الناس من الدين والحلال والحرام وجميع منافع دينهم ودنياهم ومضارها وجميع العلوم كلها جليلها (١) ودقيقها واستودعه ذلك كلّه واستحفظه ايّاه وانّه استحق الامامة ومقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعصمته وطهارة مولده وسبقه (٢) وعلمه وشجاعته وجهاده وسخائه وزهده وعدالته في رعيته وان. [ا٧ ف] النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله نص عليه واشار إليه ، باسمه ونسبه ، وعينه وقلد الامة إمامته واقامه ونصبه لهم علما ، وعقد له عليهم إمرة المؤمنين ، وجعله وصيّه وخليفته ووزيره في مواطن كثيرة (٣) ، اعلمهم انّ منزلته منه منزلة هارون من موسى ، إلّا انّه لا نبي بعده (٤) ، واذ جعله نظير نفسه في حياته ، وانّه اولي بهم بعده ، كما كان هو صلى‌الله‌عليه‌وآله أولى بهم منهم بأنفسهم ، إذ جعله (٥) في المباهلة كنفسه ، بقول الله : وانفسنا وأنفسكم (٦) ، ولقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لبني وليعة : لتنتهن بابني وليعة او لا بعثن إليكم رجلا كنفسى يعصاكم بالسيف ، مقام النبيّ (٧) صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يصلح من بعده إلّا لمن هو كنفسه ، والامامة من اجلّ الامور بعد الرسالة (٨) ، إذ هي فرض من اجل فرائض الله. فاذا لا يقوم الفرائض ولا يقبل الا بامام عدل. [ب ٧ ف] وقالوا انه لا بدّ مع ذلك من ان تكون تلك الامامة دائمة جارية في عقبه الى يوم القيمة ، تكون في ولده من ولد فاطمة بنت رسول الله ، ثم في ولد ولده منها يقوم


ـ(١) جليها (خ ـ ل). (٢) سابقته (خ ـ ل). (٣) مثل غدير خم وغيره (النوبختى ص ١٩). (٤) فهذا دليل إمامته ولا معنى الا النبوة والامامة (النوبختى ص ١٩). (٥) إذ جعله نظير نفسه فى انه اولى بهم منهم بانفسهم فى حياته (النوبختى ص ١٩). (٦) القرآن ٣ : ٥٤. (٧) فمقام النبي (النوبختى ص ١٩) (٨) بعد النبوة (النوبختى ص ١٩)ـ


[ 17 ]

مقامه ابدا ، رجل منهم معصوم من الذنوب ، طاهر من العيوب ، تقيّ نقى (١) ، مبرأ من الآفات والعاهات في الدين والنسب والمولد ، يؤمن منه العمد والخطأ والزلل ، منصوص عليه من الامام الّذي قبله مشار إليه بعينه واسمه. الموالى له مؤمن ناج ، والمعادى له كافر هالك ، والمتخذ دونه وليجة ضال مشرك ، وان الامامة جارية في عقبه على هذا السبيل ما اتصل امر الله ونهيه ولزم العباد التكليف. فلم تزل هذه الفرقة ثابتة قائمة لازمة لامامته وولايته على ما ذكرنا ووصفنا الى ان قتل صلوات الله عليه وقتل في شهر رمضان ضربه [ا٨ ف] عبد الرحمن بن ملجم المرادى لعنه الله ليلة تسع عشرة ، وتوفى في ليلة احدى وعشرين ، ليلة الاحد سنة اربعين من الهجرة ، وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وكانت (٢) إمامته ثلاثين سنة ، وخلافته اربع سنين وتسعة اشهر ، وأمه فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف رحمة الله عليها ، وهو اوّل هاشمى ولده هاشم (٣) وروى بعض الرواة عن جعفر بن محمد وغيره انه قتل وهو ابن خمس وستين سنة وهو اصح القولين وابينهما. ٥٢ ـ وفرقة قالت ان عليا رحمة الله عليه كان اولى الناس بعد رسول الله بالناس ، (٤) لفضله وسابقته وقرابته وعلمه ، وهو افضل الناس كلهم بعده واشجعهم واسخاهم واورعهم وازهدهم واعلمهم ، واجازوا مع ذلك خلافة ابى بكر وعمر ، رأوهما اهلا (٥) لذلك المكان والمقام [ب ٨ ف]. احتجوا في ذلك بان زعموا ان عليا سلم لهما الامر ورضى بذلك وبايعهما طائعا غير مكره وترك حقه لهما ، فنحن راضون كما رضى المسلمون له (٦) ولمن


ـ(١) مأمون رضى (النوبختى ص ١٩). (٢) فكانت (النوبختى ص ٢٠). (٣) اوّل هاشمى ولد بين هاشميين (النوبختى ص ٢٠). (٤) برئاسة الناس (خ ـ ل). (٥) إمامة ابى بكر وعمر وعدوهما (النوبختى ص ٢٠) ، وقالوا كانا اهلا (خ ـ ل). (٦) كما رضى الله المسلمين له (النوبختى ص ٢٠)ـ


[ 18 ]

تابع لا يحل لنا غير ذلك ، ولا يسع احد (١) الا ذلك ، وان ولاية ابى بكر صارت رشدا وهدى لتسليم على صلى الله عليه له ذلك ورضاه ولو لا رضاه وتسليمه لكان ابو بكر مخطئا ضالا هالكا وهم اوائل البترية. ٥٣ ـ وخرجت من هذه الفرقة فرقة فقالوا على بن ابى طالب افضل الناس بعد رسول الله لقرابته وسابقته وعلمه ، ولكن كان جائزا للناس ان يولّوا عليهم غيره اذا كان الوالى الّذي يولونه محوس (٢) احب على ذلك أم كرهه فولايته الوالى الّذي ولوا على انفسهم برضا منهم رشد وهدى وطاعة لله ، وولايته وطاعته واجبة من الله فاذا اجتمعت الامة [ا ٩ ف ] على ذلك وتوالت ورضيت به فقد ثبتت إمامته واستوجب الخلافة ، فمن خالفه من قريش وبنى هاشم على كان او غيره (٣) من الناس ، فهو كافر ضال هالك. ٥٤ ـ وفرقة منهم يسمون الجارودية اصحاب أبي الجارود زياد بن المنذر بن زياد الاعجمى ، فقالوا بتفضيل على ، ولم يروا مقامه لاحد سواء ، وزعموا ان من رفع (٤) عليا عن هذا المقام فهو كافر ، وان الامة كفرت وضلت في تركها بيعته ، ثم جعلوا الامامة بعده في الحسن بن على ثم في الحسين بن على ثم هى شورى بين اولادهما ، فمن خرج منهم وشهر سيفه ودعا الى نفسه فهو مستحق للامامة ، (٥) وهاتان الفرقتان هما المنتحلتان (٦) امر زيد بن على بن الحسين وامر زيد بن الحسن بن الحسن بن على ومنهما تشعبت فرق (٧) الزيدية


ـ(١) ولا يسع منا احدا (النوبختى ص ٢٠) ، هنا احدا (خ ـ ل). (٢) كذا فى الاصل ، مجزئا (النوبختى ص ٢١) ، مجربا (خ ـ ل). (٣) عليا كان او غيره (النوبختى ص ٢١). (٤) من دفع (النوبختى ص ٢١). (٥) فهو الامام (النوبختى ص ٢١). (٦) هما اللتان ينتحلان امر (النوبختى ص ٢١). (٧) صنوف الزيدية (النوبختى ص ٢١)ـ


[ 19 ]

وزعمت هذه الفرق ان الامر كان [ب٩ ف] بعد رسول الله لعلى صلى الله عليه ، ثم للحسن ، ثم للحسين نص من رسول الله ووصية منه إليهم ، واحدا بعد واحد ، فلما مضى الحسين بن على صارت في رجلين من اولادهما الى على بن الحسين والحسن بن الحسن ، لا تخلوا من احدهما الا انهم يعلمون ايّا من اى ، وان الامامة بعد هما في اولادهما ، فمن ادعاها من ولد الحسين بن على ومن ولد على بن الحسين وزعم انها لولد الحسين بن على دون ولد الحسن بن الحسن ، فان إمامته باطل وانه ضال مضل هالك ، ان من اقرّ من ولد الحسين والحسن ان الامامة تصلح في ولد الحسن والحسين ومن رضوا به واتفقوا عليه وبايعوه جاز ان يكون إماما ، ومن انكر ذلك منهم وجعلها في ولد احد منهما لا يصلح للامامة ، وهو عند هم خارج من الدين وكذلك قولهم فيمن ادعاها [ا٠١ ف] فمن ذلك الحسن بن على ، على هذا الوجه ، وزعموا ان الامامة صارت بعد النص من رسول الله وبعد مضى (١) ان الحسين بن على لا يثبت الا باختيار ، ولد الحسن والحسين واجماعهم على رجل منهم ورضاهم به وخروجه بالسيف ، وانه قد يجوز ان يكون منهم ائمة عداد في وقت واحد ولكنهم ائمة دعاة الى الامام الرضا منهم ، وان الامام الّذي إليه الاحكام والعلوم يقوم مقام رسول الله وهو صاحب الحكم في الدار كلها وهو الّذي يختار جميعهم ويرضون به ويجمعون على ولايته ، وجميع فرق الزيدية مذاهبهم في الاحكام والفرائض والمواريث مذاهب العامة. فلما قتل على صلوات الله عليه افترقت الامة التى (٢) اثبتت له الامامة من الله ورسوله فرضا (٣) واجبا فصاروا فرقا ثلاثة. ٥٦ ـ فرقة منها قالت [ب٠١ ف] ان عليا لم يقتل ولم يمت ولا يموت حتى يملك الارض ويسوق العرب بعصاه ويملأ الارض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا، وهى


ـ(١) كذا فى الاصل! (٢) افترقت التى (النوبختى ص ٢١). (٣) انها فرض من الله عزوجل ورسوله (النوبختى ص ٢١)ـ


[ 20 ]

اوّل فرقة قالت في الاسلام بالوقف بعد النبي من هذه الامة ، واوّل من قال بينهما (١) بالغلو وهذه الفرقة تسمى السبائية اصحاب عبد الله بن سبأ ، وهو عبد الله بن وهب الراسبى الهمدانى وساعده على ذلك عبد الله بن حرس وابن اسود ، (٢) وهما من اجلّة اصحابه ، وكان اوّل من اظهر الطعن على ابى بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم ، وادّعى انّ عليا عليه‌السلام امره بذلك ، وان التقية لا تجوز ولا يحل ، فاخذه على فسأله عن ذلك فاقر به وامر بقتله ، فصاح الناس إليه (٣) من كل ناحية يا امير المؤمنين أتقتل رجلا يدعو الى حبكم اهل البيت والى ولايتك (٤) والبراءة من اعدائك (٥) ، فسيّره (٦) على الى المدائن ، وحكى [ا١١ ف] جماعة من اهل العلم : ان عبد الله بن سبأ كان يهوديا فاسلم ووالى عليا ، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصى موسى (٧) بهذه المقالة ، فقال في اسلامه بعد وفاة رسول الله (٨) صلى الله عليه في على بمثل ذلك ، وهو اوّل من شهد بالقول (٩) بفرض إمامة على بن ابى طالب ، واظهر البراءة من اعدائه وكاشف مخالفيه واكفرهم ، فمن هاهنا (١٠) قال من خالف الشيعة ان اصل الرفض مأخوذ من اليهودية ، ولما بلغ ابن سبأ واصحابه نعى على وهو بالمدائن وقدم عليهم راكب فسأله الناس ، فقال ما خبر امير المؤمنين قال ضربه اشقاها ضربة قد يعيش الرجل من اعظم منها ويموت


ـ(١) منها (النوبختى ص ٢٢). (٢) كذا فى الاصل. (٣) عليه (خ ـ ل). (٤) ولايتكم (خ ـ ل). (٥) اعدائكم (خ ـ ل). (٦) فصيره (النوبختى ص ٢٢). (٧) بعد موسى (النوبختى ص ٢٢). فى يوشع بن نون وصى موسى بالغلو (الكشى ص ٧١) (٨) بعد وفاة النبي (النوبختى ص ٢٢). (٩) من شهر القول (النوبختى ص ٢٢). (١٠) فمن هناك (النوبختى ص ٢٢)ـ


[ 21 ]

من وقتها ، ثم اتصل خبر موته فقالوا الّذي نعاه كذبت يا عدو الله لو جئتنا والله بدماغه (١) ضربة. [ب١١ ف] فاقمت على قتله سبعين عدلا ما صدقناك ، ولعلمنا انّه لم يمت ولم يقتل ، وانه لا يموت حتّى يسوق العرب بعصاه ، ويملك الارض ، ثمّ مضوا من يومهم حتّى اناخوا بباب على فاستأذنوا عليه استئذان الواثق بحياته الطامع في الوصول إليه ، فقال لهم من حضره من أهله وأصحابه وولده ، سبحان الله ما علمتم انّ أمير المؤمنين قد استشهد قالوا انّا لنعلم انّه لم يقتل ولا يموت حتّى يسوق العرب بسيفه وسوطه كما فادهم بحجته وبرهانه وانّه ليسمع النجوى ويعرف تحت الديار العتل (٢) ويلمع في الظلام كما يلمع السيف الصقيل الحسام ، فهذا مذهب السبائية ومذهب الحربية وهم أصحاب عبد الله بن عمر بن الحرب الكندى في علي عليه‌السلام ، وقالوا بعد ذلك في على انّه إله العالمين وانّه توارى عن [ا ٢١ ف] خلقه سخطا منه عليهم وسيظهر. ٥٧ ـ وفرقة قالت بامامة محمّد بن عليّ بن أبي طالب ابن الحنفية بعد على ابنه لانه كان صاحب راية أبيه يوم البصرة دون اخويه الحسن والحسين عليهم‌السلام ، فسمّوا الكيسانية وهم المختارية ، وإنّما سمّوا بذلك لان رئيسهم الّذي دعاهم إلى ذلك المختار بن أبي عبيد الثقفي ، وكان لقبه كيسان (٣) وهو الّذي طلب بدم الحسين بن علي وثأره حتّى قتل قتلته ومن قدر عليه ممّن حاربه (٤) ، وقتل عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وادعى (٥) انّ محمّد بن الحنفيّة أمره بذلك ، وانّه الامام بعد أبيه ، وإنّما لقب المختار كيسان بصاحب شرطته المكنى (٦) أبا عمره (٧) وكان يحلف (٨) السائب


ـ(١) كذا فى النوبختى ص ٢٢ ، فى الاصل : بدعائمه. (٢) كذا فى الاصل ، لعل : المقفل. (٣) يلقب كيسان (النوبختى ص ٢٣). (٤) حتى قتل من قتله وغيرهم من قتل (النوبختى ص ٢٣). (٥) ادعا : فى الاصل. (٦) المكنا : فى الاصل. (٧) المكنى بابى عمرة (النوبختى ص ٢٣) ، ابو عمرو (خ ـ ل). (٨) كذا فى الاصل ، ولعل كان يسمى


[ 22 ]

ابن مالك الاسعدي (١) وكان اسمه وكان اشد افراطا في القول والفعل والقتل من [ب٢١ ف] المختار (٢) ، وكان يقول انّ [المختار وصى] محمّد بن الحنفية وعامله (٣) ويكفّر من تقدم عليا ويكفر أهل صفين وأهل الجمل ، وكان المختار لا يكفر من تقدم عليا ويكفر أهل صفين وأهل الجمل ، وكان (٤) يزعم أبو عمره كيسان بن عمران جبريل يأتي المختار بالوحى من عند الله ، فيخبره بذلك ولا يراه ، وقال انّه يوحى إليه وان جبرئيل وميكائيل ينزلان عليه بالوحي ، وقال بعض العلماء والرواة انّه سمّى كيسان بكيسان مولى على ابن أبي طالب ، وهو الّذي حمله على الطلب بدم الحسين ابن علي ودلّه على قتلته ، وكان صاحب سره ومؤامراته (٥) والغالب على أمره. ٥٨ ـ فاصحاب أبى عمره من المختارية يزعمون انّهم اليوم في التيه لا إمام لهم ، ولا قيّم ولا مرشد ، لانّ عليّا كان أوصى إلى الحسن وأوصى الحسن إلى الحسين وأوصى الحسين إلى محمّد بن [ا٣١ ف] الحنفيّة فكان العلم والمقنع في دار التقيّة فلمّا اذنب ذلك الذنب الّذي عاقبه الله من اجله وأخرجه من داره ومن بين أصحابه وأهله حتّى أوغله في جبل وعر وغار مظلم ، كما أهبط آدم من الجنّة إلى الارض عقوبة له على معصيته ، وكما عاقب ذا النون حتّى قذف به في بطن الحوت في البحر فكانت تلك عقوبته إذا كان إماما على سبيل عقوبة الأنبياء والرسل المقرّبين ، فلمّا أراد الله إخراجه إلى ذلك الشعب وإيلاجه في ذلك الكهف وحضره الامر والحجّة الرسول نبذ الامر إلى ابنه عبد الله أبي هاشم ، وقد كان في علمه انّه لا يعقب فيتم الحجة بنسله ، ولكن لم يكن بحضرته على بن الحسين ولا الحسن بن الحسن، وعلم أنّ


ـ(١) لم يذكر هذا الاسم فى (النوبختى ص ٢٣). (٢) جدا (النوبختى ص ٢٣). (٣) ان محمد بن الحنفية وصى على بن أبى طالب وانه الامام وان المختار قيمه وعامله (النوبختى ص ٢٣). (٤) وكان يزعم ان جبرئيل عليه‌السلام يأتى المختار بالوحى عند الله (النوبختى ص ٢٣). (٥) ومؤامرته (النوبختى ص ٢٤)ـ


[ 23 ]

ذلك عقوبة من الله لسكله (١) من سلطانه في نفسه وفي ولده بر كونه إلى عبد [ب٣١ ف] الملك بن مروان الجبار وبيعته له وكانت الامامة وديعة عند الامام الصامت أبي هاشم إذ غيب الله الامام الناطق ، فلمّا مات أبو هاشم ولم يعقب ولم يوص بها إلى أحد من رهطه ، لانّ الله تبارك وتعالى اراد ان يعيدها إلى محمّد بن الحنفية بعد تمام العقوبة والمدة وقدر الاستحقاق ، كما اخرج ذا النون في حبسه واعاده الى عزّ نبوته ، والناس اليوم في التيه يدخلون فيما يخرجون منه ويخرجون ممّا يدخلون فيه لا يعرفون حجّة من غيره ولا حقا من شبهة ولا يقينا من خبرة حتّى يبعث الله الامام العالم محمّد المكنى (٢) بابي القاسم على رغم الراغم والدهر المتفاقم فيملك الارض جميعا ويقطعها من حماية قطعا وهكذا لفظهم. وقالوا في على قولا عظيما شنعا جاوزوا فيه [ب١٤ ا] قول عبد الله بن سبأ وعبد الله بن حرس وابن سويد ، وسنأتى على تمام مقالتهم في موضع حاجتنا إليه ولا قوة إلّا بالله. ٥٩ ـ وفرقة لزمت القول بامامة الحسن بن على بعد ابيه إلّا شرذمة منهم (٣) فانه لما وادع الحسن بن على معاوية واخذ منه المال الّذي بعث به إليه (٤) على الصلح ازروا على الحسن وطعنوا فيه وخالفوه ورجعوا عن إمامته وشكوا فيها ودخلوا في مقالة جمهور الناس ، وبقى سائرهم (٥) على القول بامامته إلى أن قتل صلوات الله عليه عند شخوصه عن محاربة معاوية ، فانه لما انتهى إلى مظلم ساباط وثب عليه رجل من بنى اسد يقال له الجراح بن سنان فاخذ بلجام دابته ، ثم قال : الله اكبر اشركت


ـ(١) كذا فى الاصل ، لعل لتنكيله. (٢) المكنا : فى الاصل. (٣) شرذمة منهم خالفوه عند صلحه مع معاوية فآذوه يدا ولسانا والتى لزمته قالت بامامة اخيه (خ ـ ل). (٤) وصالح معاوية الحسن (النوبختى ص ٢٤). (٥) سائر اصحابه (النوبختى ص ٢٤)ـ


[ 24 ]

كما اشرك ابوك من قبل فطعنه بمغول في اصل فخذه فقطع الفخذ إلى العظم واعتنقه الحسن [ب٤١ ف] فخرّا جميعا ، واجتمع الناس على الجراح فطئوه حتى قتلوه ثم حملوا الحسن على سرير قد اثخنته الجراحة ، فاتوا به المدائن ، فلم يزل يعالج بها في منزل سعد بن مسعود الثقفى حتى صحت جراحته قليلا وخف بعض ما كان به ، ثم انصرف إلى المدينة فلم يزل جريحا من طعنته سقيما في جسمه ، كاظما لغيظه متجرعا لريقه على الشجار والاذى من اهل دعوته حتى توفى رحمة الله عليه (١) في آخر صفر من سنة سبع واربعين ، وهو ابن خمس واربعين سنة وستة اشهر ، وقال بعض الرواة انه توفي وهو ابن ثمان واربعين سنة في خلافة معاوية بالمدينة ، وكان مولده للنصف من شهر رمضان في سنة بدر سنة اثنين بعد الهجرة ، وقال بعضهم انّه ولد سنة ثلاث من الهجرة في شهر رمضان في سنة بدر. [ا٥١ ف] وكانت إمامته ست سنين وخمسة اشهر ، وأمه فاطمة بنت رسول الله ، وأمها خديجة بنت خويلد بن اسد بن عبد العزى ابن قصى بن كلاب. ٦٠ ـ فنزلت هذه الفرقة القائلة بامامته بعد وفاته (٢) إلى القول بامامة اخيه الحسين بن على فلم تزل على ذلك حتى قتل وقتل في خلافة (٣) يزيد بن معاوية لعنه الله ، قتله عمر بن سعد بن أبي وقاص (٤) في ولاية ابن مرجانة عبيد الله بن زياد ، وكان عامل يزيد بن معاوية على الكوفة والعراق (٥) والبصرة ، وذلك حين اقبل الحسين من مكة يريد الكوفة عند ما كتب إليه مسلم بن عقيل ببيعة الناس له ، فلما


ـ(١) عليه‌السلام (النوبختى ص ٢٤) (٢) بعد ابيه (النوبختى ص ٢٥) (٣) فى ايام (النوبختى ص ٢٥) (٤) قتله عبيد الله بن زياد الّذي يقال له ابن ابى سفيان وهو ابن مرجانة (النوبختى ص ٢٥) (٥) على العراقين الكوفة والبصرة (النوبختى ص ٢٥)ـ


[ 25 ]

علم عبيد الله بن زياد باقباله وجه إليه خيلا إلى البادية (١) ، فاستقبله فلم يزل معه حتى نزل كربلاء (٢) فبعث عبيد الله حينئذ إليه عمر بن سعد بن أبي وقاص [ب٥١ ف] في خيل عظيمة وأمره بمحاربته (٣) فحاربه فقتله عمر بن سعد ، وقتل معه جميع اصحابه ، وقتل بكربلاء يوم الاثنين يوم عاشوراء لعشر ليال خلون من المحرم سنة أحدى وستين ، وهو ابن ست وخمسين سنة وخمسة اشهر ، وقال بعض الرواة عن جعفر بن محمّد : أنه توفي وهو ابن سبع وخمسين سنة : وأمه فاطمة بنت رسول الله وكانت إمامته ثلاث عشر سنة (٤) وعشرة اشهر وخمسة عشر يوما. ٦١ ـ فلما قتل الحسين حارت فرقة من اصحابه وقالوا قد اختلف علينا فعل الحسن وفعل الحسين ، لانه ان كان الّذي فعله الحسن حقا واجبا صوابا من موادعته معاوية وتسليمه الخلافة له عند عجزه عن القيام بمحاربته مع كثرة انصار الحسن وقوته فما فعله الحسين من محاربته يزيد بن معاوية مع قلة. [ف١٦ ا] انصار الحسين وضعفهم وكثرة اصحاب يزيد حتى قتل وقتل أصحابه جميعا خطأ باطل غير واجب لان الحسين كان اعذر في القعود عن محاربة يزيد وطلب الصلح والموادعة من الحسن في القعود عن محاربة معاوية وان كان ما فعله الحسين بن على حقا واجبا صوابا من مجاهدته يزيد بن معاوية حتى قتل وقتل ولده واهل بيته واصحابه ، فقعود الحسن وتركه مجاهدة معاوية وقتاله ومعه العدد والعدّة خطأ باطل ، فشكّوا لذلك في إمامتهما فدخلوا في مقالة العوام ومذاهبهم وبقى سائر الناس اصحاب الحسين على القول بامامته حتى مضى ، فلما مضى افترقوا بعده ثلاث فرق : ٦٢ ـ فرقة قالت بامامة محمّد بن على بن أبي طالب ابن الحنيفة وزعمت انه لم


ـ(١) فوجه إليه إلى البادية الجيوش (النوبختى ص ٢٥) (٢) فلم يزالوا ماضين حتى وردوا كربلاء (النوبختى ص ٢٥) (٣) وجعله على محاربته (النوبختى ص ٢٥) (٤) ست عشرة سنة (النوبختى ص ٢٥)ـ


[ 26 ]

يبق بعد الحسن والحسين احد اقرب إلى أمير المؤمنين على بن أبي طالب من محمّد ابن الحنفية فهو اولى الناس بالامامة كما كان الحسين [ب٦١ ف] اولى بها بعد الحسن من ولد الحسن ، فمحمد هو الامام بعد الحسين. ٦٣ ـ وفرقة قالت ان محمّد بن الحنفية هو الامام المهدى وهو وصى على (١) ليس لاحد من اهل بيته ان يخالفه ولا يخرج عن إمامته ولا يشهر سيفه إلّا باذنه ، وانّما خرج الحسن إلى معاوية محاربا له باذنه ، ووادعه وصالحه باذنه ، وخرج الحسين إلى قتال يزيد بن معاوية ، باذنه ، ولو خرجا بغير اذنه هلكا وضلا ، ومن خالف محمّد بن الحنفية من اهل بيته وغيرهم فهو كافر مشرك ، وان محمّد بن الحنفية استعمل المختار بن أبي عبيدة الثقفى على العراقين بعد قتل الحسين ، وامره بالطلب بدم الحسين وثأره وقتل قتلته ، وطلبهم حيث كانوا ، وسمّاه كيسان لكيسه ، وما عرف (٢) من قيامه ومذهبه (٣) وهم المختارية الخلّص ويدعون الكيسانية (٤) وهم الحربية اصحاب عبد الله بن عمرو بن الحرب الكندى وهم يقولون [ا٧١ ف] بالتناسخ ويزعمون ان الامامة جرت في على ثم في الحسن ثم في الحسين ثم في ابن الحنفية ومعنى ذلك ان روح الله صارت في النبي وروح النبي صارت في على وروح على صارت في الحسن وروح الحسن صارت في الحسين وروح الحسين صارت في محمّد بن


ـ(١) على بن ابى طالب (النوبختى ص ٢٦) (٢) ولما عرف (النوبختى). (٣) ومذهبه فيهم (النوبختى ص ٢٧) (٤) والظاهر انه قد سقطت هنا سطور من المتن ونحن اضفنا من كتاب النوبختى : فلما توفى محمد بن الحنفية بالمدينة فى المحرم سنة احدى وثمانين وهو ابن خمس وستين سنة عاش فى زمان ابيه اربعا وعشرين سنة وبقى بعد ابيه احدى واربعين سنة وأمه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبيد بن يربع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنفية بن تيم [الحطيم ـ خ ل] بن على بن بكر بن وائل وإليها كان محمد ينسب وتفرق اصحابه فصاروا ثلاث فرق فرقة قال ان محمد بن الحنفية هو المهدى سماه على عليه‌السلام مهديا لم يمت ولا يموت ولا يجوز ذلك ولكنه غاب ولا يدرى اين هو وسيرجع ويملك الارض ولا امام بعد غيبته إلى رجوعه وهم أصحاب ابن كرب ويسمون الكربية (النوبختى ص ٢٧)ـ


[ 27 ]

الحنفية وروح ابن الحنفية صارت في ابنه أبي هاشم وروح أبي هاشم انتسخت في عبد الله بن عمرو بن الحرب ، فهو الامام إلى خروج محمّد بن الحنفية من الشعب وكلهم يقول بالتناسخ ويزعمون ان الصلاة في اليوم والليلة خمس عشرة صلاة كل صلاة سبع عشرة ركعة وكلهم لا يصلون. ٦٤ ـ وزعمت فرقة من الكيسانية ان عليا في السحاب وان تأويل قول الله هل ينظرون إلّا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة (١) انما يعنى [ب٧١ ف] ذلك عليا فكانوا على هذا زمانا توافق الحربية البيانية في ذلك ، ثم خالفوهم ورجعوا عن قولهم في ذلك في الله عزوجل ولزموا قولهم في تناسخ الارواح في النبي وعلى والحسن والحسين وابن الحنفية وأبي هاشم. ٦٥ ـ وفرقة قالت ان محمّد بن الحنفية هو المهدى سماه ابوه على مهديا ، (٢) ولا يجوز ان يكون مهديان : مهدى في ايام ابن الحنفية ومهدى بعد ذلك ، وانما المهدى هو واحد وهو ابن الحنفية وانما غاب فلا يدرى اين هو وسيرجع ويملك الارض ، ولا امام بعد غيبته إلى رجوعه وهم الكربية اصحاب أبى كرب. وبعضهم يزعم ان عبد الله بن محمّد بن الحنفية فيه روح ابيه وانه حي لم يمت وان المغيب في جبال رضوى هو عبد الله بن محمّد لا الأب وانه يملك الارض وانه انما غيب وجعل بين [ا٨١ ف]اسدين ونمرين عقوبة اصابته لاتيانه عبد الملك بن مروان ، وهم من اصناف المختارية. ٦٦ ـ وزعم صنف منهم انهم أربعة اسباط يعنون الائمة بهم يسقا (٣) الخلق الغيث ويقاتل العدو ويظهر الحجة ويموت الضلالة ، من تبعهم لحق ومن تاخر عنهم محق ، وإليهم المرجع وهم كسفينة نوح من دخلها صدق ونجا ، ومن تأخر


ـ(١) القرآن. ٢ ، ٢٠٦. (٢) لم يمت ولا يموت ولا يجوز ذلك (النوبختى ص ٢٧). (٣) كذا ، والاصح : يسقى


[ 28 ]

عنها غرق وهوا (١)، وزعموا ان عليا قال عند زوال التقية عنه في اوّل خطبة خطبها «ألا انّ عترتى واطايب ارومتى احلم الناس صغارا واعلمهم كبارا ألا وان اهل بيت من علم الله علمنا ومن قول الله سمعنا ان تتبعوا اثرنا تهتدوا ببصائرنا وان تدبروا عنا يهلككم الله بايدينا معنا راية الحق من تبعها لحق ومن تأخر عنها محق ألا وبنا تدرك ترة كل مؤمن وبنا يخلع الله ربقة الغلّ [ب٨١ ف]من اعناقكم الا وبنا تفتح ، وبنا تختم ، لانكم إلّا فلا يرغبن من عنى إلّا على نفسه (٢). ٦٧ ـ وقال اصحاب ابن حرب أيضا الاسباط أربعة وهم الائمة يؤمن عليهم الخلاف بالعهد (٣) والخطأ والزلل ، فسبط سبط ايمان وأمن وهو على ، وسبط سبط نور وتسنيم وهو الحسن وسبط سبط حجة ومصيبة وهو الحسين وسبط هو الّذي يبلغ الاسباب ويركب السحاب ويزجى الرياح وينفخ المد ويسد باب الروم ويقيم اود الحكم ويبلغ الارض السابعة ويقرب منه الحق ويناعق (٤) الجور ، وهو المهدى المنتظر محمّد بن عليّ بن الحنفية امام الحق ، فلما لم يروا من ذلك شيئا في حياته ومات عيانا قالوا لم يمت ولكنه وضع ذلك مثلا لئلا يدركه الطالب كما وضع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّا عليه‌السلام في موضعه وأباته [ا٩١ ف] في مضجعه ومضى مهاجرا ، فغيّبه الله في جبل رضوى بين اسدين ونمرين تؤنسه الملائكة ويحرسه النمران ولذلك قال كثيّر بن عبد الرحمن الشاعر وكان ممن قال بامامته في ذلك العصر لما طال عليه أمره وذلك قبل اختلافهم فيه وهو شعر مشهور له بخبر (٥) عن الاسباط وعنه : ألا ان الائمة من قريش ولاد الحق (٦) أربعة سواء


ـ(١) كذا ، والاصح : هوى (٢) كذا فى الاصل! (٣) كذا فى الاصل والاصح بالعمد والخطأ. (٤) كذا ، لعل : وينأى عن الجور. (٥) كذا ، والاصح يخبر عن الاسباط. (٦) ولاة الحق (الفرق بين الفرق ص ٢٩)ـ


[ 29 ]

على والثلاثة من بنيه هم الاسباط ليس لهم خفاء (١) وسبط (٢) سبط ايمان وبر وسبط غيّبته كربلاء وسبط لا يذوق الموت حتى يعود الخيل (٣) يقدمها اللواء مغيب (٤) لا يراعيهم سنينا برضوى عنده عسل وماء (٥) وله أيضا فيه : ما متّ يا مهدىّ يا ابن المهتدى أنت الّذي نرضى به ونرتجى أنت ابن خير الناس من بعد النبي أنت امام الحق لسنا نمترى يا ابن على سرو من مثل [ف١٩ ب] على فسر بنا مصاحبا لا ننثنى حتى نجاوز ذات كرب وبلى فثمّ أقبل جارك الله العلى بين لنا وانصح لنا يا ابن الوصى بين لنا من ديننا ما نبتغى وكان الطفيل بن عامر بن واثلة الكنانى منهم وفيه يقول : اخواننا شيعتنا لا تعتدوا انى زعيم لكم ان ترشدوا وان تنالوا شرفا وتسعدوا وآزروا المهدى كيما تهتدوا محمّد الخيرات يا محمّد أنت الامام السيد المسوّد لا ابن الزبير السامرى المخلد لا والّذي نحن إليه نعمد (٦)ـ


ـ(١) ليس بهم خفاء (الفرق ص ٢٩). (٢) فسبط (الفرق ص ٢٩). (٣) يقود الخيل (الفرق ص ٢٩). (٤) يغيب لا يرى فيهم زمانا (الفرق ص ٢٩). (٥) قابل كتاب الاغانى ٨ : ٣٢ والمسعودى «مروج الذهب» (طبعة مصر ١٣٠٣) ٢ : ٧٣ و «العقد الفريد» لابن عبد ربه ج ١ : ٢٥٣. (٦) وجاءت هذه الابيات فى الفرق بين الفرق كذلك. يا اخوتى يا شيعتى لا تبعدوا ووازروا المهدى كيما تهتدوا محمد الخيرات يا محمد انت الامام الطاهر المسدد لا ابن الزبير السامرى الملحد ولا الّذي نحن إليه نقصد (مختصر الفرق بين الفرق ص ٥٠)ـ


[ 30 ]

واعتلوا في أن الاسباط أربعة بان قالوا : ان القدر والنباهة والعز والنبوّة من ولد يعقوب بن إسحاق عليهما‌السلام في أربعة وصار الباقون اسباطا بهم ، فكانوا هم الأنبياء والملوك ولم يكن للباقين قدر إلّا بهم وهم لاوى ويهودا ويوسف. [ا٠٢ ف] وابن يامين وصار الباقون اسباطا بنباهة اخوتهم ، كالرجل يصير شريفا بشرف أخيه وابنه ومولاه وابن عمه ، لان يهودا ولد داود وسليمان وفيها الملك الّذي لا يشبهه ملك مع النبوة ومريم بنت عمران أم المسيح ورأس الجالوت ، وهو الملك بعد الأنبياء والرسل ، وولد لاوى موسى وهارون وعزير وجوقيال (١) والياس واليسع واورميا (٢) والخضر ، هؤلاء ولد هارون ومن ولدهم ملوك وانبياء ، ومنهم آصف بن برخيا صاحب عرش بلقيس ، ومن ولد يوسف يوشع بن نون ومن ولد ابن يامين طالوت الّذي ذكره الله في كتابه. قالوا فبنو هاشم اسباط والامامة والخلافة والملك في أربعة وذلك قول الله تبارك وتعالى : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) ، (٣) فالكلام [ب٠٢ ف] يكون رمزا ومثلا وكناية ووحيا ، فالتين على ، والزيتون الحسن ، وطور سنين الحسين ، وهذا البلد الامين محمّد بن الحنفية ، وانما اقسم بهم لانهم الائمة والجلة وعمد الاسلام وقوامه ، وقد علم انهم سيظلمون أماكنهم وحقوقهم ، فأقسم بهم ليدل على تفضيله اياهم ، وليزيد في ذكرهم اذ كانوا في دار التقية ولم يفعل ذلك بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وان كان احق بالتعظيم ، لان كلمته كانت العالية وكان في دار العلانية وكانوا هم إلى التقوية والمادة احوج ولم يكن الله ليضع التين الماكول والزيتون المعصور بهذا الموضع من الشرف والقدر لانهما لا يفهمان الاحسان فيسدى ذلك إليهما وليسا بعظيمين في العقول كالسماء والعرش فيجوز ذلك عليهما فانما ذلك على وولده وانما [ا١٢ ف] جعل البلد الامين محمّد بن الحنفية لانه كان آخرهم في الوصية رابع أربعة وانه


ـ(١) كذا في الاصل والصحيح : حزقيال. (٢) كذا فى الاصل والصحيح : ارميا. (٣) القرآن ٩٥ : ١


[ 31 ]

يخرج من البلد الامين ويملكها في عدد اهل بدر فيقتل الجبابرة ويهدم دمشق معه رايات سود ورجال كالاسود ، فاذا خرج من الغار تقدّمه الاسد وتأخره النمران فيجعل الّذين كانوا حراسه في الغار من الملائكة على ميمنته ويجعل شيعته الّذين معه وملائكة اهل بدر على ميسرته ، ثم يصعد إلى السماء ويرقى في الهواء فيسلّ سيفا دون عين الشمس فيطمسها ويكورها وهو قول الله : اذا الشمس كورت (١) وهو سيف من شق صاعقة ولم يكن على ظهر الارض سيف من صاعقة غيره وبه ضرب الناس المثل وقد سخر له فيه ما سخر لموسى عليه‌السلام في عصاه فيهزّه دون قرن الشمس يراه جميع اهل الارض واهل السماء الا ابليس ثم [ب١٢ ف] ينزل إلى الارض فيملكها ، كما ملك سليمان ابن داود وذو القرنين في العدل ، فيخصب الناس حتى يتركوا البيع والادخار ، وآية خروجه كثرة الانداء وسقوط العواصف ويرى قبل ذاك العصفور والحية في جحر واحد وعش واحد ، فاذا ملك هدم مدينة دمشق حجرا حجرا ، ثم يعود في عمق الارض حتى اذا بلغ الماء الاسود والجوّ الازرق صاح به صائح بسمع الثقلين قد شفيت واشتفيت ، فيمسك عند ذلك ، ويعود إلى البلد الامين ، وقد اخصبت الارض وانصف الظالم من نفسه وانتصف المظلوم ، وكانوا يزعمون ان مكثه في الغار ستون سنة فقط ، فلما مضت الستون ولم يروا اشياء كان مفزعهم إلى تاويل اقبح من دعواهم فقال شاعرهم في ذلك : (٢) لحانا الناس فيك وفنّدونا وبادونا العداوة [ا٢٢ ف] والخصاما فقالوا والمقال لهم عريض أترجون امرأ لقى الحماما وظل مجاورا والناس اكل لريب الدهر اصداء وهاما فاعييناهم إلّا امتساكا بحبلك يا ابن خولة واعتصاما


ـ(١) القرآن ٨١ : ١ (٢) وردت ابيات من هذه القصيدة فى الاغانى ج ٨ ص ٣٢ وفى عيون الاخبار لابن قتيبة (طبعة دار الكتب المصرية) ج ٢ ص ١٤٤ وفى المنتظم لابن الجوزى عند ذكره من توفى فى سنة ١٧٩ وفى تذكرة خواص الامة فى معرفة الائمة لسبط ابن الجوزى طبعة النجف ص ٣٠٣ وفى بحار الانوار ج ٩ ص ١٦٦ ـ ١٧٢ ـ ١٧٣ و ٦١٧ وفى كتاب البدء والتاريخ ج ٥ ص ١٢٨


[ 32 ]

فكان جوابنا لهم جهلتم وخبتم والّذي خلق الأناما لقد أمسى المجاور (١) شعب رضوى تراجعه الملائكة الكلاما الا حيّ المقيم بشعب رضوى واهل (٢) له بمنزلة السلاما وقل يا بن الوصيّ (٣) فدتك نفسي اطلت بذلك الجبل المقاما اضرّ بمعشر والوك منا وسمّوك الخليفة والإماما وعادوا فيك اهل الارض طرا (٤) مقامك عنهم سبعين عاما لقد أمسى بمودق شعب رضوى (٥) إمام عادل يتلو إماما وما ذاق ابن خولة طعم موت ولا وارت له ارض عظاما وإن له به لمقيل صدق واندية تحدّثه كراما (٦) هدانا الله إذ حزتم لرشد [ب٢٢ ف] به وعليه نحتسب التماما (٧) تمام مودّة المهديّ حتّى نرى راياته تجري نظاما ترى راياته بالشام سودا وبين النقع تحسبها قتاما فيهدم ما بنى الاحزاب فيه ويلقى أهله منه غراما جزاء بالّذي عملوا وتفني جبابرهم وتنتقم انتقاما ٦٨ ـ وكان حمزة بن عمارة البربري منهم وكان من أهل المدينة ففارقهم وادعى انّه نبيّ وانّ محمّد بن الحنفيّة هو الله (٨) وإن حمزة هو الإمام والنبيّ وانّه ينزل


ـ(١) لقد امسى بجانب شعب رضوى (النوبختى ص ٣٠). (٢) واهد له (النوبختى ص ٣٠). (٣) الاقل للامام (تذكرة الخواص). (٤) وعدوا اهل هذا الارض طرا (تذكرة الخواص). (٥) بمورق شعب رضوى (الاغانى ، تذكرة الخواص ، عيون الاخبار). (٦) تراجعه الملائكة (فى سائر الصادر) الكراما (تذكرة الخواص ، عيون الاخبار) الكلاما (الاغانى) (٧) به ولديه نلتمس التماما (تذكرة الخواص). (٨) ادعى (النوبختى)ـ


[ 33 ]

عليه سبع أسباب (١) من السماء فيفتح بهنّ الأرض ويملكها فتبعه على ذلك أناس من (٢) أهل المدينة وأهل الكوفة ولعنه أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين وبرئ منه وكذّبه وبرأت منه الشيعة وتبعه (٣) على رأيه رجلان من نهد من أهل الكوفة يقال لاحدهما كابد (٤) والآخر بيان بن سمعان (٥). ٦٩ ـ وكان بيان تبّانا يبيع التبن بالكوفة [a٣٢ F] ثمّ ادّعى ان محمّد بن عليّ بن الحسين أوصى إليه فاخذه خالد بن عبد الله القسرى فقتله وصلبه مدة ، ثمّ احرقه واخذ معه خمسة عشر رجلا من أصحابه فشدّهم في اطبان القصب (٦) وصبّ عليهم النفط في مسجد الكوفة وألهب فيهم النار ، فأفلت منهم رجل فخرج فيشتد (٧) ثم التفت (٨) فرأى أصحابه تأخذهم فكرّ راجعا فألقى نفسه في النار فاحترق معهم (٩) وكان يقول هو وأصحابه إنّ الله تبارك وتعالى يقول يشبه الانسان وهو يفنى ويهلك جميع جوارحه إلا وجهه ، وتأولوا في ذلك قول الله : كلّ شيء هالك إلّا وجهه (١٠)ـ


ـ(١) سبعة اسباب (النوبختى ص ٢٨). (٢) ناس من (النوبختى ص ٢٨). (٣) فاتبعه (النوبختى ص ٢٨). (٤) صائد (النوبختى ص ٢٨) وهو الاصح. (٥) وللآخر بيان ولكان (النوبختى ص ٢٨). (٦) كذا فى الاصل ، فشدهم باطناب القصب (النوبختى ص ٢٨). (٧) يشتد (ظ) (٨) فخرج بنفسه ثم التفت (النوبختى ص ٢٨). (٩) الى ان القى نفسه فى النار فاحترق معهم (النوبختى ص ٢٨). (١٠) القرآن : ٢٨ : ١٨٨


[ 34 ]

٧٠ ـ وكان حمزة بن عمارة نكح ابنتهما (١) وأحلّ جميع المحارم وقال : من عرف الإمام فليصنع ما شاء فلا اثم عليه ، فاصحاب أبي كرب (٢) واصحاب حمزة وأصحاب صائد. [ب٣٢ ف] وبيان ، ينتظرون رجوعهم ورجوع الماضين (٣) من اسلافهم ويزعمون ان محمّد بن الحنفية يظهر نفسه بعد الاستتار عن خلقه فينزل الأنبياء (٤) ويكون فيها بين المؤمنين فهذا معنى الآخرة عندهم (٥). ٧١ ـ وزعمت البيانية أصحاب بيان بن سمعان ان الوصيّة لعبد الله بن محمّد بن الحنفية بعد غيبة أبيه وانّها وصية استخلاف على الخلق كما استخلف رسول الله على المدينة عليا وغيره عند خروجه منها في غزواته ، لا استخلاف بعد موت وإنّه حجّة على الخلق ، وعلى الناس تقديمه وطاعته. وزعموا ان أبا هاشم لما قال انا الوصى على بني هاشم وسائر الناس طاعتي فرض واجب اردنا قتله ، فلمّا رأى انكارنا ما ادّعاه وانكار الناس ذلك دعا ربّه ان يعطيه آية وقال اللهم ان كنت صادقا فلتقع الزهرة [ا٤٢ ف] في كفى فسقطت في كفه ولقد نظرناها انّها (٦) في حقّه (٧) توقد وإن مكانها من السماء فارغ ما فيه كوكب ولا دونه. وذكرت ان أبا شجاع الحارثى قال له حين دخل عليه الجوسق وفيه خطاطيف كثيرة وخفافيش ان كنت صادقا فأت بآية اجعل الخفاش كاسيا بائضا والخطاف امرط


ـ(١) نكح ابنته (النوبختى ص ٢٨). (٢) ابن كرب (النوبختى ص ٢٨). (٣) رجوع اصحابه ويزعمون (النوبختى ص ٢٩). (٤) ينزل الى الدنيا (النوبختى ص ٢٩). (٥) وهذه آخرتهم (النوبختى ص ٢٩). (٦) غير مقروء فى الاصل. (٧) كذا ولعل فى حقه


[ 35 ]

ولودا فدعا ربه فجعلهما كذلك ، وانّه لم يزل من ذلك الخفاش والخطاطيف بقية إلى ان خرج السودان ، قالوا فاستغرب (١) أبو شجاع ضحكا ، تعجبا وسرورا فضحك لضحكه أبو هاشم ثمّ بصق في وجهه فملأ وجهه درا منظوما (٢) قالوا وشكا إليه الخلوف وضعف الباه فتفل في لهاته ففاح منه كلطيمة العطار ونفخ في احليله فكان يجامع في الليل مائة امرأة. وزعموا ان أبا هاشم قال انّ الوصيّة إليه ما دام حيا فاذا مات رجعت إلى أصلها [ب٤٢ ف] يعني إلى أبيه ، وقال بعضهم انّه جعل الوصيّة عند موته يعنون محمّد بن الحنفية إلى أبي هاشم ، وامره إذا مات ان يردّها إلى عليّ بن الحسين بن على لانه علم انّه يموت ولا يعقب فهي راجعة إلى عليّ بن الحسين من قبل عبد الله بن محمّد. ٧٢ ـ وفرقة منهم غشيها من الشك والارتياب ما نبذت الامامة ، ورجعت عن القول الاول حائرة ضالّة إلى القول بانّه لا امام بعد ابن الحنفية وان ابن الحنفية حي لم يمت مقيم بجبال رضوى. ٧٣ ـ وخرجت فرقة منها إلى القول بامامة بيان بن سمعان النهدى ، وادعى بيان ان أبا هاشم أوصى إليه فاستجابت له طائفة ممّن قال بامامة ابن الحنفية. ٧٤ ـ وطائفة منهم ادعت انّ إمامة عبد الله بن عمرو بن الحرب الكندىّ الشاميّ بعد أبي هاشم ، وانه أوصى إليه وان روح أبي هاشم انتسخت فيه ، وكان أبوه عمرو بن الحرب زنديقا مشهورا بذلك وكان من أهل [ا ٥٢ ف] المدائن. ٧٥ ـ وفرقة قالت انّ محمّد بن الحنفيّة حي لم يمت وهو (٣) مقيم بجبال رضوى بين مكّة والمدينة ، تغذوه الاراوى (٤) تغد وعليه وتروح يشرب (٥) من البانها ويأكل


ـ(١) فى الاصل ، فاستقرب. (٢) فى الاصل : منضوما. (٣) وانه مقيم (النوبختى ص ٢٩). (٤) تغدوه الابارى (خ ـ ل) ، تغذوه الارام (النوبختى ص ٢٩). (٥) فيشرب من البانها (النوبختى ص ٢٩)ـ


[ 36 ]

من لحومها ، عن يمينه أسد وعن يساره أسد ، يحفظانه إلى اوان خروجه (١) وقيامه لانه (٢) عندهم الامام المنتظر ، الّذي بشّر له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه يملأ الارض قسطا وعدلا فثبتوا على ذلك حتى فنوا وانقرضوا إلّا قليلا من ابنائهم (٣) ، منهم السيد محمّد (٤) بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري الشاعر ، وهو الّذي يقول فيه : يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى حتّى يرى لحمي (٥) وأنت قريب يا ابن الوصيّ ويا سمّى محمّد وكنّيه نفسي عليه تذوب لو غاب عنا عمر نوح ايقنت منا النفوس بأنّه سيئوب (٦) وله فيه : يا شعب رضوى ان فيك لطيبا من آل أحمد [ب ٥٢ ف] طاهرا مغمودا هجر الأنيس وحل طلا باردا فيه يراعى أنمرا وأسودا ثمّ رجع عن هذه المقالة واظهر توبته وقال في توبته ورجوعه


ـ(١) ومجيئه وقيامه (النوبختى ص ٢٩). (٢) وقال بعضهم عن يمينه اسد وعن يساره نمر وهو عندهم (النوبختى ص ٢٩). (٣) وهم احدى فرق الكيسانية (النوبختى ص ٢٩). (٤) السيد اسماعيل بن محمد (النوبختى ص ٢٩). (٥) حتى تخفى (خ ـ ل) ، حتى متى تحمى (النوبختى ص ٢٩). (٦) ورد البيت الاول والثالث فى بحار الانوار للمجلسى طبع طهران ج ٩ ص ٦١٧ مع خلاف فى اللفظ والبحر هكذا : ايا شعب رضوى ما لمن لك لا يرى فحتى متى تخفى وانت قريب فلو غاب عنا عمر نوح لا يقنت منا النفوس بانه سيئوب وقد جاء فى مروج الذهب للمسعودى هذه الابيات : يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى وبنا إليه من الصبابة أولق حتى متى؟ والى متى؟ وكم المدى يا ابن الرسول وانت حتى ترزق (راجع مروج الذهب ج ٣ ص ٢٥ ـ ٢٧ أيضا ، تذكرة الخواص ص ٣٠٤)ـ


[ 37 ]

تجعفرت باسم الله والله أكبر (١) ، ٧٦ ـ وفرقة من البيانية زعمت ان الامام القائم المهدي هو ابن هاشم (٢) وقد مات ويرجع فيقوم بامر الناس ويملك الارض ولا وصيّ بعده ، وغلوا فيه وقالوا : ان أبا هاشم نبّأ بيانا عن الله فبيان نبي وتأوّلوا في ذلك قول الله (هذا بيان للناس) (٣) وادّعى بيان بعد وفاة أبي هاشم النبوّة فكتب إلى جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين يدعوه إلى نفسه والاقرار بنبوته ويقول له : «اسلم تسلم وترتق في سلّم وتنج وتغنم فانّك لا تدري اين يجعل الله النبوّة والرسالة وما على الرسول إلّا البلاغ ، وقد اعذر من انذر» فأمر محمّد بن على رسول بيان [ا٦٢ ف] فاكل قرطاسه الّذي جاء به (٤) وكان اسم رسوله عمر بن أبي عفيف (٥) الازدى ، وكان يقول في التوحيد بالتشبيه قولا


ـ(١) وقد روى قوم ان السيد ابن محمد رجع عن قوله هذا وقال بامامة جعفر بن محمد عليه‌السلام ، وقال فى توبته ورجوعه فى قصيدة اولها : تجعفرت باسم الله والله اكبر ، وكان السيد يكنى أبا هاشم (النوبختى) وردت ستة ابيات من هذه القصيدة فى روضات الجنات للخوانسارى ص ٢٩ ، وبعضها فى بحار الانوار ج ٩ ص ١٧٣ وج ١١ ص ٢٥٠ وراجع الاغانى ج ٧ ص ٥ : تجعفرت باسم الله والله اكبر وايقنت ان الله يعفو ويغفر ودنت بدين غير ما كنت داينا به ونهانى سيد الناس جعفر فقلت له هبنى تهودت برهة والا فدينى دين من يتنصر فلست بغال ما حييت وراجعا الى ما عليه كنت اخفى واضمر ولا قائلا قولا لكيسان بعدها وان عاب جهال مقالى واكبروا ولكنه عنى مضى لسبيله على احسن الحالات يقفى ويؤثر (٢) كذا والصحيح : ابو هاشم (٣) القرآن : ٣ / ١٣٨ (٤) فاكله الرسول فمات فى الحال (الشهرستانى ص ١١٣) ، وقتل بيان على ذلك وصلب (النوبختى). (٥) عمرو بن ابى عفيف (خ ـ ل)ـ


[ 38 ]

عظيما سمع الله عزوجل يقول : كلّ شيء هالك الا وجهه (١) ، فكان يعتقد انّ الله جسم ويوهم نفسه انّ كلّه يفنى ويبقى وجهه. ٧٧ ـ وفرقة منهم قالت انّ محمّد بن الحنفيّة مات والامام بعده عبد الله ابنه (٢) ، وهو اكبر ولده وإليه اوصى أبوه (٣) وقادوا الامامة في ولده وهم الهاشميّة الخالصة» وغلوا فيه وقالوا : انّه يحيى الموتى ، فلمّا توفّى أبو هاشم عبد الله بن محمّد تفرق اصحابه فرقا : (٤) ٧٨ ـ فرقة : قالت ان عبد الله بن محمّد مات واوصى إلى أخيه عليّ بن محمّد بن الحنفيّة ، وكانت أمّه قضاعيّة تسمّى أمّ عثمان بنت أبي جدير بن عنزه (٥) بن معيب (٦) بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن جعل بن عمرو بن جشم [ب٦٢ ف] بن ذبيان (٧) بن هذم بن همنم (٨) بن ذهل بن هى (٩) يلى بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ، وانّ الّذين ذكروا انّه اوصى إلى محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس (١٠) غلطوا في الاسم ، فاوصى عليّ ابن محمّد إلى ابنه الحسن بن على وأمه أم ولد ، واوصى الحسن إلى ابنه عليّ بن الحسن وأمه لبانة بنت أبي هاشم (١١) بن محمّد بن الحنفيّة. واوصى عليّ بن الحسين إلى ابنه


ـ(١) القرآن ٢٨ / ٨٨ (٢) عبد الله بن محمد ابنه وكان يكنى أبا هاشم (النوبختى ص ٣٠) (٣) وإليه اوصى ابوه فسميت هذه الفرقة الهاشمية بابى هاشم (النوبختى ص ٣٠) (٤) تفرق اصحابه اربع فرق (النوبختى ص ٣١) (٥) عبده (النوبختى) ، غبره (خ ـ ل) (٦) معتب بن الجد بن العجلان (النوبختى ص ٣١) (٧) جشم بن ودم بن ذبيان (النوبختى ص ٣١) ، جشم بن دينار بن روم بن هيثم (خ ـ ل) (٨) ذبيان بن هميم (النوبختى ص ٣١) (٩) ذهل بن هنى (النوبختى ص ٣١) (١٠) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب (النوبختى ص ٣١) (١١) ابى هاشم عبد الله بن محمد (النوبختى ص ٣١)ـ


[ 39 ]

الحسن بن علي ، وأمه عليّة بنت عون بن محمّد بن الحنفيّة والوصيّة عندهم والامامة في ولد محمّد بن الحنفية (١) لا يخرج إلى غيرهم ، ومنهم زعموا يكون القائم المهدى وهم الكيسانية الخلّص الّذين غلبوا على هذا الاسم وهذه الفرقة خاصة تسمى المختارية. ٧٩ ـ الا انّها شذّت منهم فرقة (٢) فقطعوها بعد ذلك (٣) من عقبه وزعموا ان الحسن مات ولم يوص إلى أحد ، فلا وصىّ بعده ولا إمام حتّى يكون (٤) محمّد بن الحنفية وهو القائم المهدى ، ٨٠ ـ وفرقة [ا٧٢ ف] قالت اوصى أبو هاشم (٥) إلى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب ، الخارج بالكوفة ، وأمه أم عون بنت عون بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب ، وهو يومئذ غلام صغير ، فدفع الوصية إلى صالح بن مدرك وامره ان يحفظها حتّى يبلغ عبد الله بن معاوية ، فدفعها إليه ، فلما بلغ دفعها إليه ، فهو الامام الوصيّ ، وهو عالم بكلّ شيء ، وغلوا (٦) فيه وقالوا : ان الله نور وهو في عبد الله بن معاوية (٧) ومالت فرقة من الحربية إليهم فهم كلهم غلاة ، يقولون من عرف الامام فليصنع ما شاء ، ويسمّون كلهم الحربية. وعبد الله بن معاوية هو الّذي خرج باصبهان الّذي قتله أبو مسلم في حبسه (٨). ٨١ ـ وفرقة قالت اوصى أبو هاشم (٩) إلى محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العباس


ـ(١) والوصية عندهم فى ولد محمد بن الحنفية لا تخرج الى غيرهم (النوبختى ص ٣١) (٢) الا انه خرجت منهم فرقة (النوبختى ص ٣١) (٣) فقطعوا الامامة بعد ذلك (النوبختى ص ٣١) (٤) حتى يرجع (النوبختى ص ٣٢) (٥) ابو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية (النوبختى ص ٣٢) (٦) حتى غلوا فيه (النوبختى ص ٣٢) (٧) وهؤلاء اصحاب عبد الله بن الحارث فهم يسمون الحارثية ، وكان ابن الحارث هذا من اهل المدائن فهم كلهم غلاة يقولون : من عرف الامام فليصنع ما شاء (النوبختى ص ٣٢) (٨) فى جيشه (النوبختى ص ٣٣) (٩) عبد الله بن محمد بن الحنفية (النوبختى ص ٣٣)ـ


[ 40 ]

ابن عبد المطلب وأمه [ب٧٢ ف] العالية العباس بن عبد المطلب ، لانه مات عندهم (١) بارض الشراة بالشام ، والوصية إلى ابنه (٢) عليّ بن عبد الله ابن العباس ، وذلك ان محمّد بن علي كان صغيرا عند وفاة أبي هاشم وامره ان يدفعها إليه اذا بلغ ، فلمّا ادرك دفعها إليه ، فهو الامام وهو الله وهو العالم بكلّ شيء ، فمن عرفه فليصنع ما شاء ، وهؤلاء غلاة الروندية (٣) ، فاختصم اصحاب عبد الله بن معاوية واصحاب محمّد بن عليّ بن عبد الله في وصية أبي هاشم ، فرضوا منهم يكنى بابي رياح وكان من رءوسهم وعلمائهم ، فشهدوا (٤) ان أبا هاشم (٥) اوصى إلى محمّد بن عليّ بن عبد الله (٦) ، فرجع جل أصحاب عبد الله بن معاوية إلى القول بامامة محمّد بن علي ، وقويت الروندية (٧) بهم ، فهؤلاء يدعون الرياحية من الروندية. وكان سبب ادّعاء عبد الله [ا٨٢ ف] بن معاوية الوصية والامامة ان الحربية أصحاب عبد الله بن عمرو بن الحرب افترقوا فيه لما ادّعى وصيّة أبي هاشم وان روحه تحوّلت فيه ، وانّ الامامة تدور مع الوصية وتثبت بها ، كما ثبتت إمامة عليّ بن أبي طالب بوصية رسول الله إليه ، فكان وصيا لذلك دون العباس بن عبد المطلب وسائر الناس من بني هاشم ، فصاروا فرقتين : ٨٣ ـ فرقة صدقته على ما ادّعى من وصيّة أبي هاشم وفرقة كذبته وذلك انه يعلم ما في الارحام ويعلم الغيب ، ومواضع الكنوز وحدوث الدول ، وإنّه سيملك فبينا هو يوما في منزل رجل بالمدائن وكبراء اصحابه معه إذ دق جلواز الباب وكان صاحب المنزل وعده


ـ(١) عنده (النوبختى ص ٣٣) (٢) الى ابيه (النوبختى ص ٣٣) وهو الصحيح. (٣) فى بعض النسخ «الزيدية» ولعل الصحيح الروندية (٤) فشهد ان (النوبختى ص ٣٣) (٥) أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية (النوبختى ص ٣٣) (٦) محمد بن على بن العباس (النوبختى ص ٣٣) وهو الخطأ والصحيح محمد بن على بن عبد الله بن عباس (٧) الزيدية (خ ـ ل)ـ


[ 41 ]

حاجة ولم يعرف عبد الله بن عمرو الامر فوثب فزعا وقال دعيتم اناكب الشيطان فخرجوا [ب ٨٢ ف] جميعا وطفر هو إلى دار رجل فاندقّت ساقه فخرج صاحب الرجل إلى الرجل ، ثم خرج إليهم فقال لا بأس ، فرجع بعضهم وهرب الباقون فقيل لعبد الله أنت كيف تكون إماما كيف تعلم الغيب وما في الارحام وانّك ستملك مع هذه الغفلة ، وهذا العقل؟ فكذبوه ثمّ اجتمع امرهم على ان يخرجوا إلى المدينة يلتمسون إماما من بني هاشم إذا كان لا بد لهم من إمام ، فبيناهم بالمدينة متحيرين إذ اتى آت عبد الله بن معاوية فاخبره خبرهم فارسل إليهم ، فلمّا دخلوا عليه قربهم وانتسب لهم واخبرهم بصفتهم وما قدموا له ورغّبهم ان هذا امر علمه بذاته وطبعه ، فقبلوا قوله وصدّقوه وادعوا إمامته ، وانّه وصّى أبي هاشم ثم ادعى ان روح الله تحولت في آدم كما قالت طائفة من النصارى في عيسى بن مريم [ا٩٢ ف] وأن تلك الروح لم يزل تتحول حتى صارت فيه وانّه يحيى الموتى ، وانّما اطمعه في تصديقهم اياه ما وقف عليه من تصديقهم لابن الحرب ، وكان هو من أبين الناس وأنصحهم وأخطبهم وأشعرهم فقبلوه وجعلوه إماما ، ودعوا إليه ، فكان اوّل ما شرح لهم تحريم الختان ، وقال ان المختتن راغب عن خلق الله ولو لا ان الشعر والظفر ميتان وعلى الحي مفارقة الميت ما قلمنا ظفرا ولا اخففنا شعرا ، وزعم ان الناس لا يزالون يولدون ويموتون ابدا والآخرة هى السماء لمن صار إليها بالعمل الصالح ، والأرض بطن الحوت لمن صار إليها بالعمل السيّئ وزعموا انّه احلّ لهم الميتة والدم ولحم الخنزير والمنخنقة والموقوذة والمتردّية والنطيحة وتأولوا في ذلك قول الله : (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ [ب ٩٢ ف] جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) (١وإن هذه الآية ناسخة لما قبلها من قوله (حرمت علیکم المیتة والدم ولحم الخنزير) (٢) ولكان ما حرم شيئا من ذلك


ـ(١) القرآن : ٥ ـ ٩٦ (٢) القرآن : ٥ : ٣


[ 42 ]

٨٤ ـ وزعمت فرقة منهم انهم لم ذلك من هذه الآية ولكنهم زعموا ان للفرض حد او الامتحان نهاية إذا بلغها العبد سقطت عنه المحنة وذلك ان العبد إذا صلح وطهر وخلص وفارق الادناس ولم يأخذ الامور على الاهواء لم يجز امتحانه ولم يحسن في الحكمة اختباره ، كما ان امتحان الذهب الابريز المصفّى بالخل والنار خطأ ، فكذلك امتحان الطاهر النظيف الخالص يكون خطأ ، وإنّما يجوز أن يكون العبد ممتحنا ما دام عند ربّه ملطخا ممزجا فلذلك يختبر ويفتش فاما اذا نقى وهذب فكلّ حرام على غيره حلال له وهذا قول [ا٠٣ ف] قد قال به نساك البصريين مثل همام وحرب النجار وعبد السلام السرّوطي ، وقد كان حيّا (١) أبو الاسود قد قال به زمانا فلمّا رجع من سنجان (٢) إلى البصرة تركه. ٨٥ ـ ولقولهم بهذه المذاهب حديث يطول به الكتاب ، ولهم في ذلك اعلال كثير ، وقد قالوا في عبد الله بن معاوية وما ادّعاه من تناسخ الارواح غير ذلك اشعارا كثيرة قال بعض اصحابه : يرى الله منك تلاقى العيون وعار ببدنك (٣) لم يخلق يعنى ان ما لاقاه المبصر منك مخلوق والروح التى فيك غير مخلوقة. وقال : وان شئت انطقت صمّ الجبال بعزّ وان شئت لم تنطق في اشعار لهم ـ كثيرة. ٨٦ ـ واصحاب عبد الله بن معاوية يتسمّون المعاويّة ويزعمون ان الارواح تتناسخ فان روح الله جل وعزّ عن ذلك كانت [ب٠٣ ف] في آدم على مقالة فرقة من النصارى ، وزعمت ان الأنبياء كلها الهة ينتقل الروح من واحد الى واحد ، حتى صارت في محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم في على ثم في محمّد بن الحنفية ، ثم في ابنه ابى هاشم ، ثم فيه


ـ(١) كذا فى الاصل ، لعلها كانت حكى (٢) كذا فى الاصل ولعلها «سنجار» بالكسر ثم السكون مدينة مشهوره من نواحى الجزيرة فى لحف جبل بينها وبين الموصل ثلاثة ايام (مراصد الاطلاع) (٣) ـ ن ـ ل : بيدلك


[ 43 ]

وزعموا ان الدنيا لا تفنى ابدا واستحلّوا الزنا وإتيان الرجال في ادبارهم. ٨٧ ـ فلما قتل ابو مسلم عبد الله بن معاوية في حبسه (١) افترق اصحابه فرقا (٢) : ففرقة منهم ثبتت على إمامة ابن الحرب والقول بالغلوّ (٣) والتناسخ والأظلة والدور وادّعوا ان هذه المقالات كان يرويها جابر بن عبد الله الانصارى وجابر بن يزيد الجعفي وان مذهبهما كان هذا ، وابطلوا جميع الفرائض والشرائع والسنن (٤). ٨٨ ـ وفرقة قالت انه مات واوصى الى المغيرة بن سعيد الكوفي ، فقالوا بامامته ثم قالوا بنبوته. ٨٩ ـ وفرقة [ا ١٣ ف] منهم قالت بامامة محمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب ، الى ان قتله عيسى بن موسى بن [محمّد بن] على بن عبد الله بن العباس ، فلما قتل قال بعض اصحابه انه لم يقتل ولم يمت ولا يموت حتى يملأ الارض عدلا ، وزعموا ان الّذي خرج بالمدينة وقتل انه كان شيطانا تمثّل في صورة محمّد بن عبد الله ، واعتلّوا في القول بامامته بان أبا جعفر محمّد بن الحسين دلّهم عليه وبشّرهم به في علامات وروايات ذكروها : ان القائم الامام يواطئ اسمه اسم النبي واسم ابيه اسم ابى النبي ، وانه لا امام حتى يخرج فانه المهدى ، ولكنه قد استخلف ابنه حتى يخرج ، وكذّبوا المغيرة بن سعيد واصحابه. ٩٠ ـ وقالت الفرقة التى ادّعت إمامة المغيرة بن سعيد : انّ عبد الله بن معاوية


ـ(١) في جيشه (خ ـ ل) (٢) افترقت فرقته بعده ثلاث فرق ، وقد كان مال الى عبد الله بن معاوية شذاذ صنوف الشيعة برجل من اصحابه يقال له عبد الله بن الحارث وكان زنديقا من اهل المدائن فابرز لاصحاب عبد الله فادخلهم في الغلو والقول بالتناسخ والأظلة والدور واسند ذلك الى جابر بن عبد الله الانصارى (النوبختى) (٣) فاخرج من شيعة عبد الله جمعا الى الغلو (خ ـ ل) (٤) فخدعهم بذلك حتى ردهم عن جميع الفرائض والشرائع والسنن وادعى ان هذا مذهب جابر بن عبد الله وجابر بن يزيد رحمهما‌الله ، فانهما قد كانا من ذلك بريئين. (النوبختى ص ٣٥)ـ


[ 44 ]

اوصى إليه لما قتل المغيرة بامامة بكر القتات (١). [b١٣ F] الهجرى وانه اوصى إليه فيقول على ذلك عصرا حتى ظهروا منه على الكذب واستحلال الاموال وجوّزها لنفسه دونهم ، فرجعوا على القول بامامته وادّعوا ان الامام عبد الله بن المغيرة بن سعيد بعد ابيه. ٩١ ـ وفرقة قالت ان عبد الله معاوية حىّ لم يمت وانه الوصى وإليه يرجع الامر وإن طاعته مفروضة ، وانه مقيم في جبل (٢) اصبهان ولا يموت ابدا حتى يخرج ويقود نواصى الخيل الى رجل من بنى هاشم من ولد على وفاطمة فاذا سلّمها إليه مات حينئذ (٣) لانه القائم المهدى الّذي بشّر به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤). ٩٢ ـ وفرقة قالت (٥) قد مات ولم يوص الى احد وليس بعده امام ، فتاهوا فصاروا مذبذبين بين صنوف الشيعة وفرقها لا يرجعون الى احد فهذه فرق الكيسانية [a٢٣ F] والحربية والمغيرية ومنهم تفرقت فرق الحوميسية (٦) والمغيرية ، كلها يزعم ان على بن أبي طالب وبنيه الحسن والحسين ومحمّد بن الحنفية هم علماء بما كان وما هو كائن ، وان طاعة كل رجل منهم فرض ، ثم ان الامر بعدهم انتقل الى محمّد بن على أبي جعفر ، فهو صاحب الامر وطاعته فرض. ٩٣ ـ ومنهم من السبائية كان بدو الغلوّ (٧) في القول ، حتى قالوا ان الائمة آلهة وملائكة وانبياء ورسل ، وهم الذين تكلموا في الاظلة (٨) والتناسخ في


ـ(١) بكر الامور الهجرى القتات (الفرق بين الفرق ص ١٤٨) (٢) في جبال (النوبختى ص ٢٥) (٣) فسيموت حينئذ (النوبختى ص ٣٥) (٤) انه يملك الارض ويملؤها قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا (النوبختى ص ٣٥) (٥) قالت ان عبد الله بن معاوية (النوبختى ص ٣٥) (٦) كذا في الاصل ، الخرمدينية (النوبختى ص ٣٦) (٧) ومنهم كان بدء الغلو في القول (النوبختى ص ٣٦). (٨) بالاظلة (النوبختى ص ٣٦)ـ


[ 45 ]

الارواح والدور والكور في هذه الدار وابطال القيامة والبعث والحساب والجنة والنار ، وزعموا ان لا دار إلّا الدنيا ، وان القيامة انما هى خروج الروح من بدن ودخوله في بدن آخر (١) ان خيرا فخير ، وان شرا فشر ، مسرورون في هذه الابدان او معذبون فيها من كان منها معذبا فالابدان هى الجنات. [ب٢٣ ف] وهى النيران منقولون في الاجسام الانسية المنعمة في حياتهم ، ومنقولون في الردية (٢) المشوّهة من كلاب ، وقردة ، وخنازير ، وحيات ، وعقارب ، وخنافس ، وجعلان ، وغير ذلك من الدواب والانعام على قدر اعمالهم : محولون من بدن الى بدن معذبون فيها هكذا (٣) فهى جهنمهم ونارهم ، وذلك على ما يكون منهم من عظيم الذنوب وكبائرها في انكارهم لأئمتهم ومعصيتهم لهم ، انما يسقط الابدان ويخرب ، اذا هى مساكنهم فتتلاشى الابدان وتفنى وترجع الروح في قالب اخر منعّم او معذب ، وهذا معنى الرجعة عندهم ، وانّما الابدان قوالب ومساكن بمنزلة الثياب التى يلبسها الناس فتبلى وتتمزق وتطرح ويلبس غيرها وبمنزلة البيوت يعمرها الناس فاذا تركوا وعمروا غيرها خربت والثواب والعقاب على الارواح دون [ا٣٣ ف] الابدان وتأولوا في ذلك قول الله. (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) (٤وقوله : ما من دابّة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلّا امم أمثالكم (٥وقوله (وإن من امة الا خلافيها نذير) (٦) فجميع الطير والدوابّ والسباع كانوا امما اناسا خلت فيهم نذر من الله ، واتّخذ عليهم بهم الحجّة ، من كان (٧) منهم صالحا مقرّا بما يدعوه من مذاهبهم


ـ(١) غيره (النوبختى ص ٣٦). (٢) في الاجسام الردية (النوبختى ص ٣٦). (٣) هكذا ابدا لأبد فهى (النوبختى ص ٣٦). (٤) القرآن ٨٢ : ٨. (٥) القرآن ٦ : ٣٨. (٦) القرآن ٣٥ : ٢٤. (٧) فمن كان (النوبختى ص ٣٧)ـ


[ 46 ]

جعل الله روحه بعد وفاته وخراب قالبه وهدم مسكنه في بدن (١) صالح ، فأكرمه ونعّمه ، ومن كان منهم كافرا عاصيا نقل روحه إلى بدن خبيث مشوّه يعذّبه فيه في الدنيا (٢) واهانه وجعله (٣) في اقبح صورة ، ورزقه انتن رزق واقذره ، وتأوّلوا في ذلك قول الله (فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ) (٤) ، فكذب الله [ب٣٣ ف] هؤلاء وردّ عليهم قولهم لمعصيتهم إيّاه فقال : (كَلَّا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) (٥) وهو النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله (ولا تحاضّون على طعام المسكين) (٦) وهو الامام الوصى (وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا) (٧) لا تخرجون حق الامام مما رزقكم واجرى لكم. ٩٤ ـ ومنهم فرقة تسمّى المنصوريّة أصحاب أبي منصور ، وكان رجلا من أهل الكوفة من عبد القيس ، وكان له فيها دار وكان منشأه بالبادية وكان اميّا لا يقرأ ، وهو الّذي ادعى انّ الله عرّج به إليه ، وأدناه منه ، وكلّمه ، ومسح يده ، على رأسه وقال له بالفرسية (٨) يا پسر ، أي يا بني (٩) وذكر انه نبي رسول ، وان الله اتّخذه خليلا ، كما اتّخذ إبراهيم خليلا ، وادعى بعد وفاة محمّد بن علي بن الحسين : انّه فوّض إليه


ـ(١) الى بدن (النوبختى ص ٣٧). (٢) بالدنيا (النوبختى ص ٣٧). (٣) وجعل قالبه (النوبختى ص ٣٧). (٤) القرآن ٨٩ : ١٥ ـ ١٦. (٥) القرآن (٨٩ : ١٨). (٦) القرآن (٨٩ : ١٩). (٧) القرآن (٨٩ : ١٩). (٨) ومسح على راسه وقال له بالفارسية يا پسر (الكشى ص ١٩٦) ، وقال له بالسريانى (النوبختى ص ٣٨) كلمه بالسريانية (خ ـ ل). (٩) ثم قال له اى بنى (خ ـ ل)ـ


[ 47 ]

اموره ، وجعله وصيّه من بعده ، ثم ترقّى به الامر إلى أن قال كان عليّ بن أبي طالب نبيا رسولا ، وكذلك الحسن [ا٤٣ ف] والحسين ، وعليّ بن الحسين ، ومحمّد بن على ، وأنا بعدهم نبي رسول ، والنبوة والرسالة في ستة من ولدي يكون بعدى (١) آخرهم المهدى القائم ، وكان خنّاقا يأمر اصحابه بخنق من خالفهم ، وقتلهم بالاغتيال ، وجعل لهم خمس ما يأخذون من الغنيمة ، ويقول من خالفكم كافر (٢) مشرك فاقتلوه ، فان الله يقول : اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم (٣) ، وهذا جهاد خفيّ ، وزعم ان جبرئيل يأتيه بالوحى من عند الله وان الله بعث محمّدا بالتنزيل ، وبعثه يعنى نفسه بالتأويل ، وان منزلته من رسول الله منزلة يوشع بن نون من موسى بن عمران ، وانه الّذي يقيم الامر بعده ، فطلبه خالد بن عبد الله (٤) القسرى ، فأعياه ثم ظفر به يوسف بن عمر الثقفي ، وصلبه ، ثم ظفر عمر الخناق بابنه الحسين بن أبي منصور ، وقد تنبأ وادعى مرتبة ابيه وجبيت. [ب٤٣ ف] إليه الاموال ، وتابعه على رأيه ومذهبه بشر كثير ، وقالوا بنبوته ، فبعث به إلى المهدى محمّد بن أبي جعفر المنصور وقتله المهدى وصلبه بعد ان اقرّ بذلك ، واخذ منه مالا عظيما ، وطلب أصحابه طلبا شديدا ، فظفر (٥) بجماعة منهم فقتلهم وصلبهم. ٩٥ ـ وزعمت المنصورية ان آل محمّد هم السماء ، والشيعة هم الأرض وزعموا ان قول الله : وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم (٦) ، انّه انّما يريد الّذين لا يؤمنون بالعيان من المغيرية ، وزعموا ان الكسف الساقط هو أبو منصور. وزعمت المنصورية ان اوّل خلق خلقه الله عيسى ، ثمّ عليّ بن أبي طالب ، فهما أفضل


ـ(١) كذا ، يكونون بعدى انبياء (النوبختى ص ٣٨). (٢) فهو كافر (النوبختى ص ٣٨). (٣) القرآن (٩ : ٦). (٤) خالد بن عبد الله (النوبختى وهذا هو الصحيح ص ٣٩). (٥) وظفر (النوبختى ص ٣٩). (٦) القرآن (٥٢ : ٤٤)ـ


[ 48 ]

من خلوص خلقه (١) ، وان الناس ممزوجون من نور وظلمة ، واستحلّت جميع ما حرّم الله ، وقالوا لم يحرّم الله علينا شيئا تطيب به أنفسنا وتقوى [ا٥٣ ف] به اجسادنا على قول المجوس في نكاح الامهات والبنات ، وانما نحن بستان الله امرنا ان لا ننسى بستانه ، أبطلوا المواريث والطلاق والصلاة والصيام والحج ، وزعموا ان هذه اسماء رجال. ٩٦ ـ فلمّا قتل افترق أصحابه فرقتين ، فقالت طائفة : الامام بعده الحسين بن أبي منصور ، وقالت الاخرى انّما كان ابو منصور مستودعا صاحب الاسباط ، ولكن الامامة في محمّد بن عبد الله بن حسن ، وليس له ان يتكلّم ، لانه الامام الصامت حتّى يقوم الامام الناطق. ٩٧ ـ فهذه كلها من صنوف الغلاة (٢) غير انّهم مختلفون في مذاهبهم من التناسخ فان اصحاب عبد الله بن معاوية يزعمون انهم يتعارفون في انتقالهم في كل جسد صاروا فيه على ما كانوا عليه ، مع نوح صلى‌الله‌عليه‌وآله في السفينة ، ومع الأنبياء في ازمانهم (٣) ومع النبيّ صلّى الله عليه في عصره وزمانه [ب ٥٣ ف] ويسمّون انفسهم باسماء اصحاب النبي ، يزعمون أن ارواحهم فيهم يتأوّلون في ذلك قول على بن ابى طالب (٤) «ان الارواح جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» فنحن نتعارف كما قال (٥) صلى‌الله‌عليه‌وآله. ٩٨ ـ وقال بعضهم بالتناسخ وبنقل الارواح مدة ووقتا وهو ان كل دور في الابدان الانسيّة الحية فهو عشرة آلاف سنّة ، ثم تحول في غير هذه الابدان الانسية وذلك للمؤمنين خاصة ، فتحول في الدواب الفره مثل الافراس العتاق والشهارى والنجائب


ـ(١) كذا في الاصل ولعل : خلق من خلقه. (٢) فهؤلاء صنوف الغالية (النوبختى ص ٣٩). (٣) ومع كل نبى في عصره وزمانه (خ ـ ل). (٤) وقد روى أيضا عن النبي (ص النوبختى ص ٣٩.) (٥) كما قال على عليه‌السلام وكما روى عن النبي (النوبختى ص ٣٩)ـ


[ 49 ]

وغيرها مما يكون لمواكب الملوك والخلفاء على قدر اديانهم وطاعتهم لانبيائهم وأئمّتهم فيحسن إليها في علوفاتها وامساكها وتحليتها (١) بالديباج والوشى وغير ذلك من الجلال والبراقع النظيفة المرتفعة والسروج والمراكب المحلّاة بالذهب والفضّة وكذلك ما كان [ا ٦٣ ف] منها لاوساط الناس والعوام ، فانّما ذلك على ايمانهم ومعرفتهم بمن افترضت عليهم طاعته وولايته ، فيمكث في ذلك الانتقال الف سنة (٢) وانما يفعل الله ذلك بهم امتحانا لهم لكى لا يدخلهم العجب فيزول (٣) بذلك عنهم طاعتهم ومعرفتهم. واما الكفار والمشركون والمنافقون والعصاة والمعذّبون لانبيائهم وائمّتهم فينتقلون في الاجسام والابدان المشوّهة الموحشة الممسوخة القبيحة عشرة آلاف سنة ما بين الفيل والجمل وما هو اكثر منهما الى البقّة الصغيرة ينتقلون في هذه المدة من حال الى حال ، من حال الفيل والجمل الى حال البقّة ، وتأوّلوا في ذلك قول الله عزوجل : لا يدخلون الجنّة حتى يلج الجمل في سمّ الخياط (٤) فقالوا نحن نعلم (٥) ان الجمل و [ما] هو في خلق الجمل وما كان مثله من الخلق لا يقدر ولا يمكن ان يلج الجمل في سمّ الخياط (٦) [ب٦٣ ف] وقول الله تبارك وتعالى لا يكذّب ولا تبديل له ولا بد من أن يكون ولا يكون أن يدخل الفيل والجمل وما اشبههما في سمّ الخياط إلّا بنقصان (٧) خلقه وتغييره ونسخه من حالة إلى حالة وتصغيره في كلّ دور حتّى يرجع كل واحد منهما إلى حدّ البقّة الصغيرة فيدخل حينئذ في سمّ الخياط فاذا


ـ(١) وتجليتها (النوبختى ٤). (٢) ثم تحول إلى الابدان الإنسية عشرة آلاف سنة (النوبختى ص ٤٠). (٣) فتزول (النوبختى ص ٤٠). (٤) القرآن ٧ : ٣٩. (٥) ما هو في خلق الجمل (النوبختى ص ٤٠). (٦) ان يلج في سم الخياط (النوبختى ص ٤٠). (٧) ولا يتهيأ الا بنقصان (النوبختى ص ٤٠)ـ


[ 50 ]

خرج من سمّ الخياط (١) دخل الجنّة ، أي ردّ في الأبدان الانسيّة الف سنة فصار في الخلق الفقير (٢) المحتاج وكلّف الاعمال والتعب وطلب المعاش والمكسب بالمشقّة والنّصب فمن (٣) دبّاغ وحجّام وكنّاس وغير ذلك من الصناعات والاعمال المذمومة القذرة وذلك على قدر تكذيبهم ومعاصيهم لأئمّتهم ، فينسخون في هذه الاجسام الانسيّة بهذه الحال ويمتحنون بالايمان بالأئمّة والأنبياء والرسل وبمعرفتهم وطاعتهم فلا يؤمنون حتّى يروا العذاب الاليم ، فهم في هذا الحال الف سنة [ا٧٣ ف] ثمّ يردّون بعد ذلك إلى الأمر الاوّل عشرة الف (٤) سنة فهذه حالتهم أبد الآبدين ودهر الداهرين ، هذه قبيلتهم (٥) وهذا بعثهم ونشورهم وهذه جنتهم ونارهم ، وهذا معنى الرجعة والكرّات عندهم ، لا رجوع بعد الموت وإنّما ينتقلون في هذه القوالب فهي لهم بمنزلة البيوت والمساكن ثمّ يفنى ويخرب ويتلاشى ولا يعود ولا يردّ أبدا. ٩٩ ـ وقالت الزيدية كلّها والمغيرية أصحاب المغيرة بن سعيد لا ننكر (٦) لله قدرة ولا نؤمن (٧) بالرجعة والكرّات ولا نكذب (٨) بها وإن شاء أن يفعل فعل. ١٠٠ ـ فقالت الكيسانية يرجع الناس في أجسادهم (٩) وابدانهم الّتي كانوا عليها ويرجع محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وجميع النبيين فيؤمنون بمحمّد وينصرونه ، ويرجع على عليه‌السلام فيقتل معاوية وآل أبي سفيان ويهدم دمشق ويفرق البصرة ويحرقها. ١٠١ ـ واما اصحاب [ب ٧٣ ف] أبى الخطاب (١٠) محمّد بن أبي زينب الأجدع


ـ(١) ردّ الى الابدان الانسية (النوبختى ص ٤٠). (٢) الضعيف (النوبختى ص ٤٠). (٣) فبين (النوبختى ص ٤٠). (٤) عشرة آلاف (النوبختى ص ٤٠). (٥) كذا فى الاصل ، وفى (النوبختى ص ٤٠) : هذه قيامتهم. (٦) لا ننكر (النوبختى ص ٤٠). (٧) لا نؤمن (النوبختى ص ٤١). (٨) لا نكذب (النوبختى ص ٤١). (٩) فى اجسامهم (النوبختى ص ٤١). (١٠) جاء ذكر أبى الخطاب ومقالته فى هذا الكتاب أكثر تفصيلا من فرق الشيعة للنوبختى (ص ٤٢)ـ


[ 51 ]

الاسدي ومن قال بقولهم ، فانّهم زعموا انّه لا بدّ من رسولين في كلّ عصر ولا تخلو الأرض منهما : واحد ناطق وآخر صامت ، فكان محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ناطقا وعلى صامتا ، وتأوّلوا في ذلك قول الله : ثمّ أرسلنا رسلنا تترى (١) ، ثمّ ارتفعوا عن هذه المقالة إلى ان قال بعضهم هما آلهة ، وتشاهدوا بالزور ، ثمّ إنّهم افترقوا لما بلغهم أن جعفر بن محمّد عليه‌السلام لعنهم ولعن أبا الخطاب وبرئ منه ومنهم ، فصاروا أربع فرق ، وكان أبو الخطّاب يدّعى ان جعفر بن محمّد قد جعله قيّمه ووصيّه من بعده وأنّه علّمه اسم الله الأعظم ، ثمّ تراقى إلى ان ادّعى النبوّة ، ثمّ ادّعى الرسالة ، ثمّ ادّعى انّه من الملائكة وانّه رسول الله إلى أهل الأرض والحجّة عليهم ، وذلك بعد دعواه أنّه جعفر بن محمّد [ا٨٣ ف] وانّه يتصوّر في أي صورة شاء ، وذكر بعض [الخطابية انّ رجلا سأل] (٢) جعفر بن محمّد عن مسألة وهو بالمدينة فاجابه فيها ثم انصرف إلى الكوفة فسأل أبا الخطاب عنها فقال له أو لم تسألنى عن هذه المسألة بالمدينة فاجبتك فيها؟ ١٠٢ ـ ففرقة منهم قالت : إن جعفر بن محمّد هو الله وان أبا الخطاب نبيّ مرسل أرسله جعفر وأمر بطاعته ، واباحوا المحارم (٣) كلّها من الزّنا واللّواط والسّرقة وشرب الخمور وتركوا الصّلاة والزّكاة والصوم (٤) والحجّ ، وأبا حوا الشهادات (٥) بعضهم لبعض ، وقالوا من سأله اخوه في دينه ان يشهد له على مخالفه فليصدّقه وليشهد له بكلّ ما سأله وإن ذلك فرض واجب عليه ، فان لم يفعل فقد ترك اعظم فريضة من فرائض الله بعد المعرفة ، ومن ترك فريضة فقد كفر واشرك وجعلوا الفرائض الّتي [ب ٨٣ ف] [فرض الله تعالى (٦)] رجالا سمّوهم وانّهم امروا بمعرفتهم وولايتهم


ـ(١) القرآن ٢٣ : ٤٤. (٢) كان بياض فى الاصل واضفنا هذه العبارة بالقرينة (٣) وأحلوا المحارم من الزنا والسرقة وشرب الخمر (النوبختى ص ٤٢). (٤) والصيام (النوبختى ص ٤٢). (٥) واباحوا الشهوات (النوبختى ص ٤٢). (٦) كان بياض فى الاصل فاضفنا هذه العبارة بالقرينة


[ 52 ]

ـ[وجعلوا] (١) المعاصي (٢) رجالا امروا بالبراءة منهم ولعنهم واجتنابهم وتأوّلوا على ما استحلّوا من ذلك قول الله جلّ وعزّ : يريد الله ليخفّف عنكم (٣) ، وقالوا خفف عنا بابى الخطاب ، ووضعت عنّا به الاغلال والآصار ، يعنون [الصلاة] (٤) والزكاة والحج والصيام وجميع الاعمال ، فمن عرف الرسول النبي الامام فذلك عنه موضوع ، فليصنع ما احبّ. ١٠٣ ـ وفرقة منهم قالت ان بزيعا وكان حائكا من حاكة الكوفة ، هو نبي رسول مثل أبي الخطاب وشريكه ارسله جعفر بن محمّد وجعله شريك ابى الخطاب في النبوّة والرسالة كما اشرك الله بين موسى وهارون عليهما‌السلام ، فلمّا بلغ ذلك برئ من بزيع وأصحابه وبرئ منهم جماعة أصحاب أبي الخطاب. ١٠٤ ـ وفرقة منهم قالت ان السري الاقصم نبي رسول [ا ٩٣ ف] مثل ابي الخطاب ارسله جعفر فهو رسوله وقال انّه قوى امين ، وهو موسى الرسول القوى الامين ، وفيه تلك الروح الّتي كانت في موسى ومعه عصاه وبراهينه ، وزعموا ان جعفر أهو الاسلام والاسلام هو السلم (٥) والسلم هو الله ونحن بنو الاسلام ، كما قالت اليهود : نحن ابناء الله واحباؤه (٦) ، وقد قال رسول الله لسلمان : سلمان ابن الاسلام ، فدعوا الناس إلى نبوة السرى ورسالته وصلّوا وصاموا وحجّوا لجعفر وأبوابه (٧) ، فقالوا : لبيك يا جعفر لبّيك ، وامر السرى وأصحابه ان يتبرّءوا من نوح وابراهيم وموسى وعيسى ويكونون بهم (٨) عليه‌السلام وان يظهروا بينهم الجفوة


ـ(١) كان بياض فى الاصل فاضفنا هذه الكلمة بالقرينة. (٢) والفواحش والمعاصى (النوبختى ص ٤٢). (٣) القرآن ٤ : ٢٧. (٤) (النوبختى ص ٤٣). (٥) السلام. (النوبختى ص ٤٣). (٦) القرآن : ٥ : ٢٠. (٧) وحجوا لجعفر بن محمد ولبوا له (النوبختى ص ٤٤). (٨) كذا فى الاصل ، ولعله يكذبون بهم


[ 53 ]

١٠٥ ـ وفرقة منهم قالت جعفر بن محمّد هو الله وانّما هو نور يدخل في أبدان الأوصياء فيحلّ فيها فكان ذلك النور في جعفر ثمّ خرج منه فدخل في ابي الخطاب وصار [F٣٩ b] جعفر من الملائكة ، ثمّ خرج من أبي الخطّاب وصار في معمر (١) بن الاحمر بيّاع الطعام فصار أبو الخطاب من الملائكة ، فمعمر هو الله ، فخرج من البيان يدعو (٢) إلى معمر انّه الله (٣) وصلّى وصام وأحلّ الشهوات كلّها ما حلّ منها ، وما حرّم وليس عنده شيء محرّم ، وقال لم يخلق الله هذا إلّا لخلقه فكيف يكون محرّما فاحلّ الزنا والسرقة والخمر (٤) والربا والدم ولحم الخنزير ونكاح جميع ما حرّمه الله في كتابه من الامهات والبنات والاخوات ونكاح الرّجال ، ووضع عن أصحابه غسل الجنابة ، وقال كيف يغتسل الإنسان من نطفة خلق منها؟ وكيف يجب ذلك؟ وزعم ان كلّ شيء فرضه الله في القرآن وحرّمه وأحلّه فإنّما هو رجال فخاصمه (٥) قوم من الشيعة ، فقال لهم ان اللذين زعمتم انّهما صارا من الملائكة [a٠٤ F] يبرءان من معمر وبزيع ويشهدان عليهما انّهما شيطانان كافران وقد لعناهما ، فقالوا ان اللذين زعمتم انهما عندكم جعفر وابو الخطاب يصدّان الناس عن الحق ، وجعفر وابو الخطاب ملكان عظيمان عند الاله الاعظم إله السماء ومعمر إله الارض وهو مطيع لا له السّماء يعرف فضله وقدره ، فقالوا لهم كيف يكون هذا ومحمّد صلوات الله عليه لم يزل مقرّا انه (٦) عبد الله وان الله إلهه وآله الخلق اجمعين وهو إله واحد وهو ربّ السماء والارض وإلههما ، وآله من فيهما لا إله غيره ، قالوا : انّ محمّدا كان يوم قال هذا عبدا رسولا وكان الّذي أرسله أبو طالب ، وكان النور الّذي هو الله في عبد


ـ(١) فدخل فى معمر وصار ابو الخطاب (النوبختى ص ٤٤). (٢) فخرج ابن اللبان يدعو (النوبختى ص ٤٤). (٣) قال انه الله عزوجل (النوبختى ص ٤٤). (٤) وشرب الخمير (النوبختى ص ٤٤). (٥) كذا في النوبختى ص ٤٤ ، ولكن فى الاصل «فخاصمهم». (٦) بانه (النوبختى ص ٤٥)ـ


[ 54 ]

المطّلب (١) ثمّ صار في ابي طالب ثمّ صار في محمّد ثمّ صار في على فهم آلهة [ب٠٤ ف] كلهم قالوا وكيف يكون هذا ، وقد دعا محمّد أبا طالب إلى الإسلام والايمان به وامتنع أبو طالب من ذلك ، وقد قال محمّد : إنّي مستوهبه من ربّى وانّه واهبه لى ، قالوا ان محمّدا وأبا طالب كانا يسخران بالناس ، قال الله : فان تسخروا منا فانّا نسخر منكم كما تسخرون (٢) ، وقالوا يسخرون منهم سخر الله منهم (٣) ، وهو أبو طالب وهو الله ، فلمّا فات خرجت (٤) تلك الرّوح فسكنت في محمّد ، فكان هو الله وكان عليّ بن أبى طالب هو الرسول ، فلمّا مضى محمّد خرجت تلك الروح فصارت في على ، فلم تزل تتناسخ في واحد بعد واحد حتى صارت في معمر ، وكان معمر قد أخذهم بالسجود له من دون الله. ١٠٦ ـ والمعمرية يزعمون ان قوالب هذه الروح وبيوتها لا تموت ولا تفنى ولا تخرب ولا تتلاشى ولكنها تتحول ملائكة وانهم يرفعون [ا ١٤ ف] إلى السماء ، ولا يموتون ، يرفعون بأبدانهم وأرواحهم وإنما يوقعون الاسماء على الابدان والقوالب ولا يسمّون الروح الا باسمين : الله والخالق ، وما سواها فهى أسماء الابدان والبيوت التي تسكنها هذه الروح. ١٠٧ ـ والبزيعية كلّها يزعم ان كلّما يقذف في قلوبهم فهو وحى ، وانه يوحى إليهم وتأوّلوا في ذلك قول الله وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله (٥) ، فاذن الله وحيه. ١٠٨ ـ وتأول الخطابية قول الله : امّا السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فاردت ان اعيبها (٦) لكى لا تعطب أهلها ، ان السفينة أبو الخطاب وانّ


ـ(١) كذا فى النوبختى ص ٤٥ ولكن فى الاصل عبد الملك. (٢) القرآن ١١ : ٣٨. (٣) القرآن ٩ : ٨٠. (٤) فلما مضى ابو طالب خرجت الروح (النوبختى ص ٤٥). (٥) القرآن ١٠ : ١٠٠. (٦) القرآن ١٨ : ٨٠


[ 55 ]

المساكين أصحابه وان الملك الّذي وراءهم عيسى بن موسى العباسى ، وهو الّذي قتل أبا الخطاب ، وان أبا عبد الله أراد ان يعيبنا بلعنه ايانا في الظاهر وفي الباطن عنا (١) اضدادنا ومن خالفنا [b١٤ F] وتأوّلوا في ذكره أبا الخطاب انه عنى قتادة بن رماغة (٢) البصرى فقيه أهل البصرة ، وكان قتادة يأتى أبا جعفر وأبا عبد الله ، وكان يكنّى بابى الخطاب فتأوّل أبو الخطّاب وأصحابه انه الذي لعنه أبو عبد الله ، وان أبا عبد الله يلبّس على أصحابه ليزيدهم ضلالا وتيها. فاخبر ابو عبد الله بذلك فقال والله ما عنيت إلّا محمّد بن مقلاص بن أبى زينب الاجدع البرّاد عبد بني اسد فلعنه الله ولعن اصحابه ولعن الشاكّين فيه ولعن من قال انى اضمر وابطن غيرهم ، ولعن الله من وقف على ذلك وبرئ منه. ١٠٩ ـ وكان المغيرة بن سعيد وبيان بن سمعان وبزيع وصائد قد نصبوا انفسهم انبياء وآل محمّد صلّى الله عليه أربابا خالقين وزعموا انهم أبواب [ا٢٤ ف] وصلاة وانهم يرون جعفر بن محمّد ربّا وخالقا في ملكوته وعظمته بخلاف ما تراه الشيعة المقصّرة فانهم يرونه بوادى ولا يدركه بالنورانية الاهم إذ كانوا انبياء وصفوة وان من لم يكن من صفوته يدركه بالبشرية اللحمانية الدموية يلتبس على أهل الجحود لربوبيته من مقصرة الشيعة ، وحكوا عن أبى الخطاب انه قال رأيت أبا عبد الله في الحجر جالسا ، فقلت له : يا سيدى أرنى نفسك في عظمتك وملكوتك ، فقال : له : أولم تؤمن ، قال بلى ، ولكن ليطمئنّ قلبى ، قال فبسط يده على الارض فاذا السماوات والارضون والخلائق في قبضته ، ثم قال فانّى ركن الحجر الأسود فاذا البيت قد رفعه على اصبعه في الهواء ، واذا من حوله قردة وخنازير وإذا موضع البيت بحيرة قطران اسود ثمّ ردّه كما كان ، وقال [ب ٢٤ ف] هذا مركز الشيطان ومأوى ابليس. ١١٠ ـ فاصناف الغلاة المتقدمة السبائية وهم اصحاب عبد الله بن سبأ الراسبى


ـ(١) كذا فى الاصل والظاهر عنى (٢) والصحيح: قتادة بن دعامة


[ 56 ]

ثمّ الكيسانية ، ثمّ الحربية اصحاب عبد الله بن عمرو بن الحرب ، ثمّ الحمزية اصحاب حمزة بن عمارة البربرى وكان من اهل المدينة ، فمن المغيرة اصحاب المغيرة بن سعيد ثمّ البيانية والصائدية وهم اصحاب بيان بن سمعان وصائد المهديين (١) ، ثمّ الخطابية أصحاب ابى الخطاب محمّد بن مقلاص الاسدى ، ثم العبائية (٢) وهم اصحاب بشار الشعيرى ، ثم البشيوية (٣) وهم اصحاب محمّد بن بشير. ١١١ ـ والمخمسة هم اصحاب ابى الخطاب ، وانما سموا المخمسة لانهم زعموا انّ الله جلّ وعزّ هو محمّد وانّه ظهر في خمسة اشباح وخمس صور مختلفة ظهر في صورة محمّد وعلى وفاطمة والحسن والحسين ، وزعموا ان أربعة [ا٣٤ ف] من هذه الخمسة تلتبس لا حقيقة لها والمعنى شخص محمّد وصورته لانه اوّل شخص ظهر وأوّل ناطق نطق ، لم يزل بين خلقه موجودا بذاته يتكون في أى صورة شاء ، يظهر نفسه لخلقه في صور شتّى من صورة الذكران والاناث والشيوخ والشباب والكهول والاطفال ، يظهر مرّة والدا ومرّة ولدا وما هو بوالد ولا بمولود ويظهر في الزوج والزوجة ، وانّما اظهر نفسه بالانسانيّة والبشرانية لكى يكون لخلقه به انس ولا يستوحشوا ربّهم. وزعموا ان محمّدا كان آدم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ، لم يظلّ ظاهرا في العرب والعجم ، وكما انّه في العرب ظهر كذلك هو في العجم ظاهر في صورة غير صورته في العرب ، في صورة الاكاسرة والملوك الّذين ملكوا الدنيا وانّما معناهم محمّد لا غيره تعالى الله [ب ٣٤ ف] عن ذلك علوا كبيرا. وانه كان يظهر نفسه لخلقه في كلّ الادوار والدهور ، وانه تراءى لهم بالنورانية فدعاهم الى الاقرار بوحدانيته ، فأنكروه ، فتراءى لهم من باب النبوّة والرّسالة فانكروه ، فتراءى لهم من باب الامامة فقبلوه ، فظاهر الله عزوجل عندهم الامامة ، وباطنه الله الّذي معناه محمّد يدركه من كان من صفوته


ـ(١) كذا فى الاصل والصحيح : النهديين. (٢)»» ، العلبائية (الكشى ص ١٣١) ، العلبانية (الشهرستانى ص ١٣٤). (٣)»» ، والصحيح «البشيرية اصحاب محمد بن بشير» (الكشى ٢٩٧)ـ


[ 57 ]

بالنّورانية ومن لم يكن من صفوته بدرجة بالبشرانية اللحمانية الدموية ؛ وهو الامام وانّما هو بغير جسم وبتبديل اسم فصيّروا كل الأنبياء والرسل والاكاسرة والملوك من لدن آدم الى ظهور محمّد صلّى الله عليه مقامهم مقام محمّد ، وهو الربّ وكذلك الائمة من بعده مقامهم مقام محمّد صلّى الله عليه ، وكذلك فاطمة زعموا انها هى محمّد وهى الرب وجعلوا [ا٤٤ ف] سورة التوحيد لها (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (١) ، انّها واحدية مهدية (لَمْ يَلِدْ) الحسن وَلَمْ يُولَدْ) «الحسين (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) كذلك نزلهم في خديجة أمّ سلمة من بين ازواجه ، انّه كان يظهر في صورة الزوج والزوجة ، كما ظهر في الوالد والولد ، وان كلّ من كان من الأوائل مثل أبى الخطاب ، وبيان وصائد ، والمغيرة ، وحمزة بن عماره وبزيع ، والسري ، ومحمّد بن بشير ، هم انبياء ابواب بتغيير الجسم وتبديل الاسم ، وان المعنى واحد وهو سلمان وهو الباب الرسول يظهر مع محمّد في كلّ حال من الاحوال ، في العرب والعجم فهذه الأبواب يظهر مع محمّد ابدا في اى صورة ظهر وظهروا فأقاموا معه الابواب ، والايتام ، والنجباء ، والنقباء ، والمصطفين ، والمختصّين ، والممتحنين ، والمؤمنين ، فمعنى الباب هو سلمان وهو رسول [ب٤٤ ف] محمّد متصل به ومحمّد الربّ ، ومعنى اليتيم المقداد سمّى يتيما لقربه من الباب وتفرده بالاتصال بهما ، وهما يتيمان يتيم صغير ويتيم كبير فالكبير المقداد ، والصغير أبو ذر ، وزعموا ان من عرف هؤلاء بهذه المعانى فهو مؤمن ممتحن ، موضوع عنه جميع الشرائع ، والاستعباد محلّل مباح له جميع ما حرّم الله في كتابه وعلى لسان نبيّه ، وإن هذه المحرّمات رجال ونساء من أهل الجحود والانكار الّتي اقرّوا هم به ، وإنّ جميع ما أمر الله به من صلاة وزكاة وحج وصوم وعبادة هى الآصار والاغلال ، فهى على أهل الجحود دونهم عقوبة لهم ، وان المحرّمات من الزّنا والخمر والرّبا والسرقة واللواط وكلّ الكبائر ، وكذلك الوضوء وغسل الجنابة والتيمّم فكل ذلك اجتناب رجال ونساء وتوليتهم فاذا حرمت [ا٥٤ ف] على نفسك توليتهم واجتنابهم فقد اجتنبت ما حرّم الله عليك ، وأبا حوا الفروج


ـ(١) القرآن ١١٢ : ٢


[ 58 ]

كلها وابطلوا النكاح والطلاق ، وزعموا أن النكاح باطنه مواصلة اخيك المؤمن ، فاذا وصلته فقد نكحته ، والصداق ان تطلع أخاك المؤمن على ما عندك من العلم والمعرفة ، والطلاق ان تعتزل اضدادك المقصّرة ولا تطلعهم على امرك ، وان المرأة بمنزلة الريحانة النابتة تقلعها اذا اشتهيت فاذا شممتها حييت بها أخاك المؤمن. وجعلوا امتحان الناس بينهم على آيات من كتاب الله تأوّلوها فيما يمتحن به بعضهم بعضا ويمتحنون بها المسترشد الطالب لمذاهبهم قول الله في الدين يا أيّها الّذين آمنوا اذا تداينتم بدين إلى أجل مسمّى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل (١) ، فاذا جاء [ب٥٤ ف] مسترشد فلا تطلعه على أمرك حتّى تأنس منه رشدا ، وتأوّلوا في ذلك قول الله : ولا تؤتوا السّفهاء اموالكم الّتي جعل الله لكم قياما (٢) ، إلى قوله : فان آنستم منهم رشدا (٣) فانبذ إليه الشيء فهو الكاتب بالعدل ، فاذا عرفت منه صحّة الطلب وآنست منه الرشد فخذ رهانه كما قال الله : فرهان مقبوضة فان آمن بعضكم بعضا فليؤدّ الّذي ائتمن امانته وليتّق الله ربّه ولا يبخس منه شيئا (٤) ، والرهان أن يشرب الخمر على الاستحلال لها فاذا شرب فاعرض عليه معرفة باطن الصلاة فاذا عرف باطن الصلاة وهو معرفة الولى واقرّ (٥) به فاعرض عليه المؤاساة فان هو جعلك شريكه في جميع ما يملكه وانّه ليس بشيء من ملكه اولى عنك فأخرج إليه الوعاء وليخرج إليك وعاءه فليطأ ما [ا٦٤ ف] عندك ولتطأ ما عنده فان لم يكن له أهل أو بنت أو اخت أو قرابة ذات رحم فذلك هو الرّهان المقبوضة ، فاتّق الله ربّك حينئذ ولا تبخسه دينا ولا دنيا فهو اخوك وشريكك. ١١٢ ـ وقال هؤلاء بالتناسخ على خلاف غيرهم من الغلاة وذلك انهم زعموا


ـ(١) القرآن ٢ : ٢٨٢. (٢) القرآن ٤ : ٤. (٣) القرآن ٤ : ٥. (٤) القرآن ٢ : ٢٨٣. (٥) كذا ، والصحيح : اقرار به


[ 59 ]

ان أرواح من جحد أمرهم يجرى في كل الانشاء (١) في الانسانية وغير الانسانيّة ، وانّما يجرى في كلّ ذى روح وفي جميع ذى المأكولات والمشروبات والملبوسات والمنكوحات ، وفي كلّ رطب ويابس ، حتى لا يبقى في السموات والأرضين دواب ولا ساكن ولا متحرّك الا جرت فيه الارواح ، حتى النجوم والكواكب فاذا جرى في ذلك كلّه صار جمادا صخرة او مدرة او حديدا ، وتأوّلوا في ذلك قول الله : قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا ممّا يكبر في [ب ٦٤ ف] صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الله الّذي ، (٢) خلقكم (٣) ، فذلك عندهم جهنم يعذب بذلك ابد الآبدين. ١١٣ ـ وزعموا أنّ المؤمن العارف منهم لا ينتقل روحه في شيء من الأشياء ، وإنّ روح المؤمن منهم ألبس سبعة أبدان بمنزلة سبعة أقمصة يكون للإنسان ، فمتى تعدّى من قميص فيقمّص آخر ، وزعموا ان الايمان سبع درجات فالدرجة السابعة الارتقاء إلى معرفة الغاية فيكشف الغطاء حتى تراه بالنورانية ، وان المؤمن يلبس في كلّ دور قميصا ، وهو قالب غير القالب الاول ، والدور عشرة آلاف سنة وهي سبعة ادوار ، والسبعة إذا دار هو كور ، والكور سبعون الف سنة ، ففى سبعين الف سنة يصير عارفا فيكشف له الغطاء ويرفع عنه التلبيس فيدرك الله الّذي هو محمّد بذاته بالنورانية لا بالبشرية اللحمانية [ا ٧٤ ف] تعالى الله عمّا يقولون لعنهم الله. ١١٤ ـ واما العلبائية وهم اصحاب بشّار الشعيرى لعنهم الله فقالوا : ان عليا هو الربّ الخالق ظهر بالعلوية الهاشمية ، وأظهر وليّه وعبده ورسوله بالمحمدية ، فوافقوا المخمسة في أربعة اشخاص شخص على وفاطمة والحسن والحسين ، والحقيقة شخص عليّ لأنّه اوّل هذه الاشخاص في الامامة ، وأنكروا شخص محمّد وزعموا أن محمّدا عبد لعلى ، وعليّ الرب واقاموا محمّدا مقام ما اقامت المخمّسة سلمان ، وجعلوه رسولا لمحمّد ، ووافقوهم في الإباحات والتعطيل والتناسخ والعلبائية سمّتها


ـ(١) كذا ، والصحيح فى كل الانسان. (٢) القرآن : ١٨ : ٥٠. (٣) فى القرآن ١٧ : ٥٠ فطركم اوّل مرة


[ 60 ]

المخمّسة علبائية ، وزعموا ان بشار الشعيرى لمّا أنكر ربوبية محمّد وجعلها في على وجعل محمّدا عبدا لعلى وانكر رسالة سلمان مسخ في صورة [ب٧٤ ف] طير يقال له علبا يكون في البحر ، لعنهم الله جميعا فلذلك سموهم العلبائية. ١١٥ ـ واما الّذين قالوا بالحلول من الكيسانية والحربية فانّهم زعموا : أنّ الله حالّ في أجسام الائمة وانّه حلّ في محمّد بن الحنيفة ثمّ في عبد الله ابنه ثمّ انتقل فتحوّل في عبد الله بن معاوية بن جعفر بن ابى طالب. وصنف منهم زعموا ان الله القديم عزوجل هو على وفاطمة والحسن والحسين معنى واحدا ، هو الربّ الخالق خلق لنفسه ظروفا فاسكنها ، وبيوتا حلّ فيها ، فهذه الاشخاص الاربعة هى الظروف والبيوت ، والساكن الحالّ فيها هو محمّد ، وهو الرب وكذلك محمّد اللحمانى الدمانى ، هو ظرف والناطق منه الله القديم وظاهره محمّد ، ووافقوا المخمّسة والعلبائية في التناسخ والاباحات والتعطيل [ا ٨٤ ف] للفرائض والشرائع. ١١٦ ـ واما البشرية اصحاب محمّد بن بشير فانّهم قالوا أيضا بالحلول وزعموا : ان جلّ من انتسب إلى محمّد فهم بيوت وظروف ، وان محمّدا هو الربّ حلّ في كل ما انتسب إليه ، وانّه لم يلد ولم يولد ، وانه محتجب في هذه الحجب. ١١٧ ـ واما المخمسة أصحاب أبى الخطاب وبشار الشعيرى فانهم زعموا ان كلّ من انتسب إلى انّه من آل محمّد فهو مبطل وفي نسبه مفتر على الله كاذب وانهم الذين قال الله فيهم وجعلهم يهودا ونصارى بقوله : وقالت اليهود والنصارى نحن ابناء الله واحباؤه قل فلم يعذّبكم بذنوبكم بل انتم بشر ممّن خلق (١) أمير المؤمنين فهم من خلقه كاذبين فيما ادّعوه من نسبهم اذ كان محمّد عندهم ، وعلى هو الربّ والربّ لا يلد ولم يولد ، تعالى الله ربنا عمّا يصفون. ١١٨ ـ واما الّذين قالوا بالتفويض [ب ٨٤ ف] فانّهم زعموا انّ الواحد الازلى


ـ(١) القرآن ٥ : ٢١


[ 61 ]

أقام شخصا واحدا كاملا لا زيادة فيه ولا نقصان ، ففوض إليه التدبير والخلق ، فهو محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وسائر الائمّة ، ومعناهم واحد والعدد يلبس وابطلوا الولادات ، واسقطوا عن أنفسهم طلب الواحد الازلى الّذي أقام هذا الواحد الكامل ، الّذي فوّض إليه وهو محمّد ، وانّه الّذي خلق السموات والأرضين ، والجبال والانس والجن والعالم بما فيه. وزعموا انّه لا يجب عليهم معرفة القديم الازليّ وإنّما كلّفوا معرفة محمّد وانّه الخالق المفوض إليه ، خلق الخلق وانّ هذه الاسماء الّتي يسمّى الله بها ، ويسمّى به في كتابه اسماء المخلوقين المفوّض إليهم فان القديم الازليّ خلقهم ولم يخلق شيئا غيرهم ، فهذه الاسماء ساقطة عن القديم مثل الله الواحد الصمد [ا ٩٤ ف] القاهر الخالق البارئ الحيّ الدائم. ١١٩ ـ وصنف منهم أقاموا الصلاة وشرائع الدين مقام التأديب ، وألزموا ذلك أنفسهم فى الخلأ والملأ وجعلوا عبادتهم لمحمّد وعلى ، وان جميع ما فعلوه من ذلك فمنزلته منزلة اللباس سترا عليهم ، يستترون به من الأعداء. ١٢٠ ـ وصنف منهم زعموا ان ذلك انّما يجب على المقصّرة إذ لم يقرّوا بأن محمّدا هو الخالق البارئ المنشئ المفوّض إليه خلق الخلق ، فلمّا أبوا ذلك الزموا الاعمال وهي الاغلال والآصار ، والزموا ذلك عقوبة وتأوّلوا قول الله : فان (١) لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة (٢) فذلّلوا بالركوع والسجود والخضوع للجدران. ١٢١ ـ وفرقة من الغلاة لعنهم الله اظهروا دعوة التشيّع واستبطنوا المجوسية فزعموا : ان سلمان رحمة الله [ب٩٤ ف] عليه هو الرب ، وان محمّدا داع إليه ، وان سلمان لم يزل يظهر نفسه لاهل كل دين ، وذهبوا في جميع الأشياء مذهب المجوس من شقّ طرفى الثوب ، وشدّ الزنانير ، وزعمت ان رسول الله حيث كان يشدّ حجر المجاعة على


ـ(١) فاذ لم تفعلوا القرآن ٥٨ : ١٣. (٢) القرآن ٥٨ : ١٣


[ 62 ]

بطنه إنّما كان مذهبه في ذلك الكستج تعالى الله عن ذلك وعمّا يصفون. ١٢٢ ـ وحكى محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين عن يونس بن عبد الرحمن ان الغلاة يرجعون على اختلافهم إلى مقالتين هما أصلهم في التوحيد. فاحدى المقالتين انّهم يقولون ان الله يتراءى لمن شاء فيما شاء كيف شاء في عدله ، اذ يرى من نفسه ما يرى من خلقه ، فلم يجز ان يتراءى لهم إلّا في مثل ما يعرفونه ، لكى يكونوا آنسين بهم ، ولما يدعوهم إليه اسرع فلقوله اقبل فيريهم في مرأى العين نفسه إنسانا وليس هو بانسان من جهة اقتداره على ما أراهم نفسه به. والمقالة [أ٠٥ ڤ] الثانية انّهم قالوا : انّه في ذاته وكنهه (١) روح القدس ساكن في مسكون فيه ، والمسكون حجابه ولا يوجد أبدا إلّا بصفته ، وصفة غيره ، غير انّه في وقت احتجابه على خلقه لم يجد بدّا من أن يتغيّر عن ذاته وهيأته بآلة معروفة جسدانيّة ، والدليل على ذلك أنّه لا نطق معروف معقول إلّا بجسد معروف فمن ادرك الله بغير الله فقد ادركه ، واعتلّوا في ذلك بأن قالوا هو ظاهر من باطن ، كما وصف نفسه انّه الظاهر الباطن ، فروح القدس باطنه والظاهر الجسم المضاف إليه المستعمل الّذي هو نعت له في وقت حاجة الخلق إليه ، لانّه سبب ولا يدرك لطيفه إلّا لسبب معروف ، ومن السبب يكون التسبّب فسبب الولد من التسبّب أي من البدن لا من الروح ، فروح القدس ساكن باطن ، والظاهر الجسم المضاف إليه فالذي [ب ٠٥ ڤ] يلهو ويأكل ويشرب وينام ويسقم ويألم هو الجسم وروح القدس لا يلهو ولا يألم ولا يولد تعالى الله عزوجل عن ذلك وعمّا يصفون علوّا كبيرا. ١٢٣ ـ وأمّا محمد بن بشير فان محمّد بن عيسى بن عبيد حكى أن يونس بن عبد الرحمن اخبره ان محمّد بن بشير لما مضى أبو الحسن موسى بن جعفر ووقفت (٢) الواقفة عليه ، جاء محمّد بن بشير وكان صاحب شعبذة ومخاريق فادّعى انّه يفعل بالتوقف(٣)ـ


ـ(١) لعله مصحف عن كيفيته أو كينونته. (٢) وتوقف عليه الواقفة (الكشى ص ٢٩٧). (٣) فادعى إنه يقول بالتوقف على موسى بن جعفر (الكشى)ـ


[ 63 ]

وانّ موسى بن جعفر هو الله كان ظاهرا بين الخلق يراه الخلق جميعا ، يتراءى لاهل النور بالنور ، ولاهل الكدورة بالكدورة ، بمثل خلقهم بالانسانيّة والبشرية ، واللحمانية ، ثم حجب الخلق جميعا عن ادراكه وهو قائم بينهم كما كان (١) غير انهم محجوبون عنه وعن اداركه كالّذي كانوا يدركونه ، وأنكروا إمامة أبي الحسن الرضا [ا ١٥ ف] وكذّبوا دعوته في الامامة ، ووقف محمّد بن بشير ومن تابعه على رؤية موسى بن جعفر ، وادعى انّه غير محجوب عن رؤيته ، وانّه يراه في كلّ وقت ويشافهه بالأمر والنّهي ، وانّه يراه كلّ من شاء محمّد بن بشير ، وادّعى في نفسه النبوّة واتى بشعبذة كان يستعملها ، ومخاريق احسنها ، فمالت بذلك إليه طائفة وصدّقوه وقالوا بنبوّته ، وكان يدخل أصحابه البيت ويقول لهم أريكم صاحبكم فقيم لها شخصا على صورة ابي الحسن لا ينكرون منه شيئا (٢) ، حتّى أضلّ خلقا كثيرا ، واقدموا على أبي الحسن الرضا في نفسه وكذلك كلّ من انتسب إلى انّه من آل محمّد. ١٢٤ ـ ووافقوا المخمّسة والعلبائية (٣) في الاباحات وتعطيل الفرائض والسنن فلم يكن بينهم فرق أكثر من انّهم أنكروا أبا الحسن الرضا وانكروا نبوّة أبي الخطّاب وغيره ممّن ادّعى النبوّة من الغلاة [ب ١٥ ف] ١٢٥ ـ وصنف منهم قالوا بالحلول ، وزعموا انّ كلّ من انتسب الى انه من آل أحمد (٤) برّا كان أو فاجرا فالله حالّ فيه ، وهم جميعا مساكنه لأنّهم الحجب وأبطلوا ولاداتهم ، وزعموا انّ ذلك تلبيس وان محمّدا وعليّا لم يلدا ولم يولدا. ١٢٦ ـ وقالت الخطابية بتحليل المحارم وتأولوا في ذلك يريد الله ليخفّف عنكم (٥) فقالوا خفف عنّا بأبي الخطّاب وأباحوا الامّهات والبنات والاخوات


ـ(١) وهو قائم فيهم موجود كما كان (الكشى) (٢) وكان عنده صورة قد عملها واقامها شخصا كانه صورة أبى الحسن من ثياب حرير وقد طلاها بالادوية وعالجها بحيل عملها فيها حتى صارت شبيه صورة انسان وكان يطويها فاذا أراد الشعبذة نفخ فيها فاقامها فيريهم من طريق الشعبذة انه يكلمه ويناجيه (الكشى ص ٢٩٩) (٣) وفى الكشى ص ٢٩٨ : المجسمة والعلياوية. (٤) كذا فى الاصل ولعله : كل من انتسب الى آل محمد. (٥) القرآن ٤ : ٢٧


[ 64 ]

والاولاد ، والذكران ، والاناث ، لانفسهم ولاخوانهم ، وابطلوا ، الولادات ، والانساب وقالوا هم الّذين كانوا من قبل يردّون كرّة بعد كرة ، وتأولوا في ذلك قول الله : بل هم في لبس من خلق جديد (١) ، وقوله : وللبسنا عليهم ما يلبسون (٢) ، وزعموا ان الاسباب من التوالد والنكاح كلّها تلبيس. ١٢٧ ـ فهذه فرق اهل الغلوّ ممّن انتحل التشيع والى الجو مدينية والمرتكية (٣) [a ٢٥ F] والزندقية والدهرية مرجعهم جميعا لعنهم الله وكلّهم متفقون على نفى الربوبية عن الله الجليل الخالق تبارك وتعالى وعمّا يصفون علوّا كبيرا. واثباتها في بدن مخلوق ما وقف (٤) ، على انّ الأبدان مساكن لله (٥) ، وان الله نور ينتقل في هذه الابدان تعالى عن ذلك ، إلّا انّهم يختلفون (٦) في رؤسائهم الّذين يتولّونهم وكلّهم يبرأ بعضهم من بعض ويلعن بعضهم بعضا ثمّ انّ الشيعة العبّاسيّة افترقت ثلث فرق وهي الروندية (٧). ١٢٨ ـ ففرقة منهم يسمون المسلمية وهم أصحاب أبي مسلم عبد الرّحمن بن مسلم قالوا بامامته بعد قتله وزعموا انّه حتى وانّه لم يمت ولم يقتل ، ودانوا بالاباحات وترك جميع الفرائض وجعلوا الإيمان المعرفة لامامهم فقط (٨) وإلى أصلهم رجعت جميع فرق الحرمية (٩) [b ٢٥ F] وجلّ مذاهبهم مذاهب المجوس. ١٢٩ ـ وفرقة اقامت على ولاية اسلافها ومذاهبهم وولاية أبي مسلم سرّا وهم


ـ(١) القرآن ٥٠ : ١٥. (٢) القرآن ٦ : ٩. (٣) إلى الخرمدينية والمزدكية والزنديقية (النوبختى ص ٤٦). (٤) فى بدن مخلوق مئوف (النوبختى ص ٤٦). (٥) مسكن لله (النوبختى ص ٤٦). (٦) مختلفون (النوبختى ص ٤٦). (٧) ثم ان العباسية افترقت فرقا منها : الروندية وهم ثلاثة الاولى : الهريرية وهم خلص الروندية ، والثانية الرزامية والثالثة الابامسلمية. (خ ل) (٨) فسموا الخرمدينية (النوبختى ص ٤٧). (٩) الخرمية (النوبختى ص ٤٧)ـ


[ 65 ]

الرزامية أصحاب رزام بن (١) وأصلهم الكيسانيّة (٢). ١٣٠ ـ وفرقة منهم يقال لهم الهريريّة أصحاب أبي هريرة الروندي وهم العبّاسية الخلّص الّذين اثبتوا الامامة بعد رسول الله للعباس بن عبد المطّلب وثبتت على ولاية اسلافها الأول (٣) سرّا وكرهت ان تشهد على اسلافها بالكفر وهم مع ذلك يتولّون أبا مسلم ويعظّمونه ، وهم الذين غلوا في القول في العبّاس وولده. ١٣١ ـ وفرقة منهم قالت انّ محمّد بن الحنفيّة كان الامام بعد أبيه على (٤) فلمّا مات أوصى إلى ابنه أبي هاشم عبد الله بن محمّد فأوصى أبو هاشم إلى محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب لانّه مات عنده بالشام بأرض الشراة فوصى محمّد [بن عليّ] بن [ا٣٥ ف] عبد الله إلى ابنه إبراهيم بن محمّد المسمّى بالامام ، وهو أول من عقدت له الامامة والخلافة من ولد العبّاس ، وإليه دعا أبو مسلم ، ومات ولم يملك ولم يظهر أمره ، فاوصى إلى أخيه أبي العبّاس عبد الله بن محمّد ، وهو أوّل من ملك واستخلف من ولد العبّاس بن عبد المطّلب ، فلمّا توفّى أبو العبّاس أوصى إلى أخيه أبي جعفر عبد الله بن محمّد ، فسمّى المنصور وهو المعروف بأبي الدوانيق ، فلمّا مضى المنصور أوصى إلى ابنه المهدى محمّد بن أبي جعفر (٥) واستخلفه بعده ، فردّهم المهدى عن اثبات الامامة لمحمد بن الحنفيّة وابنه أبي هاشم واثبت الامامة بعد رسول الله للعبّاس بن عبد المطّلب ، ودعاهم إليها وأخذ بيعتهم عليها ، وقال : كان العبّاس عمّه ووارثه واولى الناس به ، وانّ أبا بكر وعمر وعثمان وعلى وكلّ من [ب٣٥ ف] دخل في الخلافة وادّعى الإمامة بعد رسول الله مغاصبين ، متوثبين ، مغلبين ، بغير


ـ(١) محذوف فى الاصل ولعله رزام بن سابق او سائق. (٢) واصلهم مذهب الكيسانية (النوبختى ص ٤٧). (٣) اسلافها الاولى (النوبختى ص ٤٨). (٤) على بن أبى طالب (النوبختى ص ٤٨). (٥) المهدى محمد بن عبد الله (النوبختى ص ٤٨)ـ


[ 66 ]

حقّ ، وكفّروا جميعهم سرّا وكرهوا كشف ذلك واعلانه ، وذكروا انّ الاختيار من الامّة للامام باطل خطأ ، وانّها لا تجوز إلّا بعقد وعهد من الماضي إلى من يرتضيه ويستخلفه بعده ، فكان المهدي أوّل من عقد الامامة والخلافة على أصحابه وأوليائه والامّة ، للعبّاس بن عبد المطّلب بعد رسول الله ، وأمّ العبّاس نثيلة (١) بنت جناب بن كليب بن ملك (٢) بن عمرو بن عامر بن يدمياه بن الصحّان (٣) ، وهو عامر بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النّمر بن قاسط ، ثمّ عقدها بعد العبّاس لعبد الله بن العبّاس وأمّه (٤) وأمّ الفضل وقثم وعبيد الله وعبد الرحمن ولد العبّاس [و] أمّ الفضل اسمها لبانة بنت الحرث بن جون بن بحير بن (٥) [ا٤٥ ف] الهرم بن ذويبة (٦) بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة ، ثمّ عقدها بعده لعليّ بن عبد الله بن العبّاس المعروف بالسجاد وكان متعبدا ناسكا زاهدا وأمه زرعة بنت مسرعة (٧) بن معديكرب بن وليعة بن (٨) معاوية بن عمرو بن حجب آكل المرار (٩) بن الحارث بن عمرو بن معاوية بن الحارث (١٠) بن معاوية من كندة. ثمّ عقدها بعده لمحمد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب. ثم عقدها بعده لابراهيم بن محمّد المسمّى بالامام وأمّه أمّ ولد يقال لها فاطمة. ثمّ عقدها بعد إبراهيم لاخيه عبد الله بن محمّد أبي العبّاس المسمّى (١١) وأمّه ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان بن الديّان بن قطن


ـ(١) نتيله (النوبختى ص ٤٩). (٢) مالك (النوبختى). (٣) عامر بن زيد بن مناة بن الضحيان (النوبختى). (٤) كذا فى الاصل والواو زائد. (٥) الحارث بن حزن بن بجير بن (النوبختى ص ٤٩). (٦) رويبة (النوبختى ص ٤٩). (٧) مشرح [خ ل ـ شريح] (النوبختى ص ٤٩). (٨) خ ل ـ شرحبيل. (٩) عمرو بن حجر بن الولادة [خ ل ـ المدار بن الحارث] بن عمرو. (١٠) الحارث بن معاوية بن كندة (النوبختى). (١١) كذا فى الاصل ولعله يريد المسمى بالسفاح


[ 67 ]

بن زياد بن الحارث بن ملك (١) بن ربيعة بن كعب بن الحرث بن كعب. ثمّ عقدها [ب٤٥ ف] من أبي العبّاس لابنه (٢) عبد الله المنصور ، وأمّه أمّ ولد يقال لها سلامة البربرية د وكان أبو العبّاس جعل ولاية عهده لأخيه أبي جعفر المنصور ، ثمّ لابن أخيه عيسى بن موسى بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس ، فخالفه عبد الله بن عليّ بن عبد الله بن العبّاس ، فادّعى الإمامة ووصية أبي العبّاس ، فقاتله أبو مسلم فهزمه وهرب وتوارى بالبصرة فاخذ (٣) بعد ذلك بامان ، وهو صاحب عبد الله بن المقفع الزنديق ، وقد كان [اعطى] المنصور لعبد الله بن على عمّه فيما روى سبعين امانا كلها يردّها عبد الله بن المققّع ويقول له هذا ينتقض عليك ويبطل من مكان كذا وكذا ، فلمّا ضجر المنصور وطال عليه امره كتب إلى يزيد بن معاوية المهلّبي وهو عامله على البصرة بعد ما وقف على أمر ابن المقفع وانّه [ا ٥٥ ف] صاحبه ، وكان متواريا مخافة المنصور وما بلغه عنه يقسم بالله وبالايمان المغلظة لإن لم يطلب عبد الله بن المقفع ولم يقتله ليقتلنّه ومن بقى من أهل بيته من آل المهلّب ، فطلبه يزيد بن معاوية فظفر به واراد حمله إلى المنصور ، فقتل نفسه ، قال بعضهم انّه شرب سمّا وقال بعضهم انّه خنق نفسه. فلمّا قتل ابن المقفّع قتل عبد الله بن علي أوّل امان ورد عليه ، وظهر فحمل إلى المنصور فحبسه في بيت ثمّ هدمه عليه فقتله ، وقال بعضهم بل بعث إليه وهو نائم ثمّ وضع على وجهه شيئا فأخذ بنفسه حتّى مات ، وقال بعضهم انّه سمّه في طعامه فقتله فلمّا اطمأنّت الخلافة للمنصور واستوى امره وقتل أبا مسلم ركبوا (٤) ابنه محمّدا سمّاه المهدي ، وبايع له وقدّمه على عيسى بن موسى وجعل عيسى بن موسى بعده وليّ عهد واعطى عيسى على ذلك [ب٥٥ ف] عشرين الف الف درهم(٥)ـ


ـ(١) مالك (النوبختى ص ٤٩). (٢) وهذا غلط والصحيح : لاخيه كما جاء فى (النوبختى ص ٤٩). (٣) فاخذه بعد ذلك (النوبختى ص ٤٩). (٤) وكبر ابنه محمد بن عبد الله سماه (النوبختى ص ٥٠). (٥) عشرين الف درهم (النوبختى ص ٥٠)ـ


[ 68 ]

١٣٢ ـ فافترقت حينئذ شيعته واضطربت ، فأنكرت ما كان منه ، وأبوا قبول بيعة المهدي وتقديمه على عيسى بن موسى ، وقالوا لاصحابهم : من أين جاز لكم (١) ان تبايعوا المهدي وتقدّموه على عيسى بن موسى ، وتؤخّروا من ولّاه أبو العبّاس وعقد له العهد بعد المنصور ، فقالوا من قبل أمر أمير المؤمنين المنصور لنا بذلك ، وهو الامام الّذي افترض الله علينا طاعته. قالوا فانّ أبا العبّاس كان مفترض الطاعة قبله من الله ، أمر ببيعة أبي جعفر وبيعة عيسى بن موسى بعده ، وإنّما ثبتت إمامة أبي جعفر وبيعته علينا وعليكم بأمر أبي العبّاس وطاعته. فكيف جاز لكم تأخير من قدّمه وتقديم المهدي بين يديه قالوا انّما الطاعة للامام ما دام حيا فاذا مات وقام غيره كان [ا ٦٥ ف] الامر امر القائم ما دام حيا. قالوا أفرأيتم ان مات أمير المؤمنين المنصور والمهدى حىّ ، وعيسى بن موسى حىّ فانكر الناس امر أمير المؤمنين في بيعة المهدي كما انكرتم أنتم أمر أبي العبّاس في بيعته عيسى بن موسى هل يجوز ذلك؟ قالوا لا يجوز ذلك وقد بويع له. قالوا كيف جاز لكم ان تؤخروا عيسى وتقدموا من لم (٢) تكونوا بايعتم له؟ قالوا فان عيسى بن موسى باع ذلك بيعا ورضى به فرضينا له ما رضى لنفسه ، فرجع منهم لهذا القول قوم وقالوا : هذه حجّة تلزمنا ، وثبت الباقون على إمامة عيسى بن موسى وبيعته وأنكروا إمامة المهدى وأجروها في ولد عيسى بن موسى إلى اليوم وأم عيسى بن موسى أم ولد. فلمّا حضرت المهدي الوفاة عقد الخلافة لابنه موسى وسماه الهادي وجعل ابنه هارون بعده وسمّاه الرشيد وأسقط [ب٦٥ ف] عيسى بن موسى وأمّ المهديّ أمّ موسى (٣) بنت منصور بن عبد الله بن شهر (٤) بن يزيد بن وارد بن معديكرب بن الوارع (٥) بن ذي


ـ(١) متابعة المهدى (النوبختى) خ ل : مبايعة المهدى. (٢) وتقدموا المهدى ولم تكونوا (النوبختى ص ٥١). (٣) وأم المهدى أم موسى (النوبختى ص ٥١). (٤) شمر (النوبختى). (٥) الوازع (النوبختى)ـ


[ 69 ]

عيش بن ولح بن وصاة (١) بن عبد الله بن سميع بن الحارث بن زيد بن الغوث بن سعد بن العوف بن عدي بن ملك (٢) بن سدد بن زرعة بن سبأ الأصغر بن كعب بن زيد بن سهل بن عمرو (٣) بن قيس بن معاوية بن حشم (٤) بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن (٥) …. بن أيمن بن الهميسع بن العويحج (٦) ، وهو حمير بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان. وأمّ موسى الهادي وهارون الرشيد أمّ ولد يقال لها الخيزران. ١٣٣ ـ ومن العباسية فرقتان (٧) قالتا بالغلوّ في ولد العبّاس فرقة منهما تسمّى الهاشمية وهم في الأصل أصحاب أبي هاشم عبد الله بن محمّد بن الحنفية [ا ٧٥ ف] قالت ان الامام عالم يعلم كلّ شيء وهو بمنزلة الرّسول في جميع اموره ومن لم يعرفه لم يعرف الله وليس بمؤمن بل هو كافر مشرك ، وقالوا الامامة عن أبي هاشم من ولد ابن العبّاس (٨). ١٣٤ ـ وفرقة قالت الامام عالم بكلّ شيء وهو يعلم كلّ شيء (٩) ويحيي ويميت ، وأبو مسلم نبىّ مرسل يعلم الغيب أرسله أبو جعفر المنصور وهو (١٠) من الروندية أصحاب عبد الله بن الراوندي (١١) ، وشهدوا ان المنصور هو الله : وهو يعلم سرّهم ونجواهم وأعلنوا القول بذلك ودعوا إليه ، فبلغ ذلك المنصور فامر بطلبهم فاخذ منهم جماعة


ـ(١) وتح بن وصاه (النوبختى). (٢) مالك بن زيد بن سدد (النوبختى ص ٥١). (٣) خ ل : عمر. (٤) جشم (النوبختى). (٥) عريب بن زهير بن ايمن (النوبختى). (٦) العرنجج (النوبختى). (٧) يشجب (النوبختى). (٨) فرقتان (النوبختى ص ٥١). (٩) عن أبى هاشم إلى ولد العباس (النوبختى ص ٥٢). (١٠) وهو الله عزوجل (النوبختى). (١١) وهم من الروندية (النوبختى)ـ


[ 70 ]

فاقرّوا بذلك فاستتابهم ، وأمرهم بالرجوع عن هذا القول والتوبة منه ، فأبوا أن يرجعوا (١) عن ذلك وقالوا (٢) هو ربّنا وهو يفنينا شهداء وكما شاء ، كما قتل من قتل من شاء من أنبيائه ورسله وأوليائه على يدي من شاء من خلقه وأمات [ب٧٥ ف] بعضهم بالهدم والغرق وأنواع الآفات والبلايا ، وسلّط عليهم السباع وقبض ارواح بعضهم فجأة ، وبالعلل وكيف شاء ، وذلك له أن يفعل ما يشاء بخلقه لا يسأل عمّا يفعل. فثبتوا على ذلك إلى اليوم وادّعوا ان اسلافهم مضوا على ذلك ولكنّهم كتموه عن الناس وكان كتمانهم ذلك ذنبا منهم يتوب الله عليهم منهم وليس ذلك يخرجهم من الايمان ، ولا من طاعة إمامهم لانّهم تأوّلوا في فعلهم امرا من التقية أخطئوا فيه وهو يرحمهم. ١٣٤ ـ وأمّا الشيعة العلوية الّذين قالوا بفرض الامامة لعليّ بن أبي طالب من الله ورسوله ، فانّهم ثبتوا على إمامته ثمّ إمامة الحسن ابنه من بعده ، ثمّ إمامة الحسين من بعد الحسن ، ثم افترقوا بعد قتل الحسين رحمة الله عليه فرقا. ١٣٥ ـ فنزلت فرقة منهم إلى القول بامامة ابنه عليّ بن الحسين يسمّى [ا٨٥ ف] بسيّد العابدين ، وكان يكنى بأبي محمّد ويكنى بأبي بكر وهي كنيته الغالبة عليه ، فلم تزل مقيمة على إمامته حتّى توفّى رحمة الله عليه بالمدينة في المحرم في أوّل سنة أربع وتسعين ، وهو ابن خمس وخمسين سنة ، وكان مولده في سنة ثمان وثلثين وقال بعض الرواة عن جعفر بن محمّد انّه توفّى وهو ابن سبع وخمسين سنة وأربعة عشر يوما وأمّه أمّ ولد يقال لها سلافة وكانت سبيّة وكان اسمها قبل ان تسبى جهانشاه وهي ابنة يزدجرد بن شهريار بن كسرى بن هرمز ، وكان يزدجرد (٣) آخر ملوك فارس ، وكانت إمامته ثلثا وثلثين سنة. ١٣٦ ـ وفرقة قالت انقطعت الامامة بعد الحسين إنّما كانوا ثلاثة أئمّة مسمّين


ـ(١) وفى حاشية المتن : «فقتلهم وصلبهم ثم احرقهم وابى بقيتهم ان يرجعوا. (٢) وقالوا المنصور ربنا وهو يقتلنا (النوبختى ص ٥٣). (٣) شهريار بن كسرى ابرويز بن هرمز (النوبختى ص ٥٤)ـ


[ 71 ]

بأسمائهم استخلفهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأوصى إليهم وجعلهم حججا على الناس [ب٨٥ ف] وقوّاما بعده واحدا بعد واحد ، فقاموا بواجب الدين وبيّنوه للناس حتى استغنوا عن الامام بما أوصلوا إليهم من علوم رسول الله ، فلا يثبتون إمامة لاحد بعدهم وثبّتوا رجعتهم لا لتعليم الناس امور دينهم ، ولكن لطلب الثأر وقتل أعدائهم والمتوثبين عليهم الآخذين حقوقهم وهذا معنى خروج المهدى عندهم وقيام القائم. ١٣٧ ـ وفرقه قالت ان الامامة صارت بعد مضىّ الحسين في ولد الحسن والحسين في جميعهم فهي فيهم خاصة دون سائرهم من ولد على هم كلّهم (١) فيها شرع سواء لا يعلمون أيّا من أيّ ، فمن قام منهم ودعا إلى نفسه وجرّد سيفه فهو الإمام المفروض الطاعة بمنزلة عليّ بن أبي طالب موجوبة إمامته من الله على أهل بيته وسائر الناس كلّهم ، وإن كانت دعوته و [ا ٩٥ ف] خطبه للرضا عليه‌السلام من آل محمّد فهو الامام ، فمن تخلّف عنه عند قيامه ودعائه إلى نفسه من جميع أهل بيته وجميع الخلق فهو كافر ، ومن ادّعى منهم الامامة وهو قاعد في بيته مرخى عليه ستره فهو كافر مشرك ضالّ هو وكلّ من اتّبعه على ذلك وكلّ من قال بامامته ودان بها ، وهؤلاء فرقة من فرق الزيدية يسمّون السرحوبية ويسمّون الجارودية ، وهم أصحاب أبي الجارود زياد بن المنذر وإليه نسبت الجارودية ، وأصحاب أبي خلد الواسطي (٢) يزيد بن (٣) وأصحاب فضيل بن الزبير الرسان. ١٣٨ ـ ومن الزيدية فرقة تسمّى الصباحية وهم أصحاب الصباح المزنى وأمرهم أن يعلنوا البراءة من أبي بكر وعمر وانّ يقرّوا بالرجعة. ١٣٩ ـ وفرقة منهم تسمّى اليعقوبية وهم أصحاب يعقوب بن عدى انكروا [ب ٩٥ ف] الرجعة ، ولم يؤمنوا بها ولم يتبرّءوا ممّن اقرّ بها ولم يتبرّءوا من أبي بكر وعمر ، وكان الّذي سمىّ أبا الجارود سرحوبا محمّد بن عليّ بن الحسين ، وذكر ان سرحوبا


ـ(١) وهم كلهم (النوبختى ص ٥٤). (٢) أبى خالد الواسطى (النوبختى ص ٥٥). (٣) كذا فى الاصل ، واسمه يزيد (النوبختى ص ٥٥)ـ


[ 72 ]

شيطان اعمى يسكن البحر. وكان أبو الجارود مكفوفا أعمى البصر أعمى القلب لعنه الله. ١٤٠ ـ فالتقى هؤلاء مع الفرقتين اللتين قالتا انّ عليا أفضل الناس بعد النبي فصاروا جميعا مع زيد بن عليّ بن الحسين عند خروجه بالكوفة ، فقالوا بامامته فسمّوا كلّهم في الجملة الزيديّة إلّا انّهم مختلفين (١) فيما بينهم في القرآن والسنن والشرائع والفرائض والأحكام والسير. وذلك انّ السرحوبية قالت الحلال حلال آل محمّد والحرام حرامهم والاحكام احكامهم وعندهم جميع ما جاء به محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله كلّه كاملا (٢) عند صغيرهم وكبيرهم الصغير (٣) [ف ٦٠ ا] منهم والكبير في العلم سواء لا لا يفضل الكبير منهم الصغير من كان منهم في الخرق والمهد إلى أكبرهم سنا. ١٤١ ـ وقال بعضهم ان من ادّعى ان من كان في المهد منهم والخرق وليس علمه مثل علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فهو كافر بالله مشرك لا يحتاج (٤) أحد منهم أن يتعلّم منهم (٥) ولا من غيرهم من الخلق علما ، العلم ينبت في صدورهم كما ينبت الزرع بالمطر فالله قد علّمهم بلطفه كيف شاء. وانّما قالوا بهذه المقالة كراهة ان يلزموا الامامة بعضهم دون بعض فينتقض قولهم انّ الامامة صارت فيهم جميعا فهم فيها شرع سواء إلّا انّه لا يستحقّ أحد منهم فرضا على الإمامة والسمع والطاعة حتّى يظهر نفسه ويدعو الناس إليه بالسيف ، فاذا لم يفعلوا فهم كلّهم في الجملة ليسوا علماء. وهم مع ذلك لا يأثرون عن أحد (٦) منهم علما ينتفع به إلّا ما يروونه عن أبي [ب ٠٦ ف] جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين


ـ(١) كذا ، والصحيح مختلفون (النوبختى ص ٥٥). (٢) كلهم كامل (النوبختى). (٣) والصغير (النوبختى ص ٥٥). (٤) وليس يحتاج (النوبختى ص ٥٥). (٥) من أحد منهم (النوبختى ص ٥٦). (٦) لا يروون عن أحد منهم (النوبختى ص ٥٦)ـ


[ 73 ]

وابنه أبي عبد الله جعفر بن محمّد ، وأحاديث قليلة عن زيد بن عليّ بن الحسين ، واحرفا يسيرة (١) عن عبد الله بن حسن (٢) ليس ممّا قالوه ، وادّعوه في أيديهم شيء أكثر من دعوى محالة كاذبة لأنّهم وصفوهم بأنّهم يعلمون كلّ شيء يحتاج إليه الامّة من أمر دينهم ودنياهم ومنافعها ومضارّها بغير تعليم. ١٤٢ ـ وأمّا سائر فرقهم فانّهم وسعوا الأمر فقالوا العلم مبثوث مشترك فيهم وفي عوام الناس فهم والعوام من الناس فيه سواء ، فمن أخذ منهم أو من واحد منهم علما لدين أو دنيا ممّا يحتاج إليه أو أخذه من غيرهم من العوام فموسّع ذلك له ، فان لم يوجد عندهم ولا عند غيرهم ممّا يحتاج إليه من علم دينهم فجائز للناس الاجتهاد والاختيار (٣) والقول بآرائهم ، وهذا [ا ١٦ ف] قول الزيديّة الأقوياء منهم والضعفاء. ١٤٣ ـ فامّا الضعفاء منهم فسمّوا العجلية وهم أصحاب هارون بن سعيد العجلي ، وفرقة منهم يسمون البترية وهم أصحاب كثير النوا (٤) ، والحسن بن صالح بن حي ، وسالم بن أبي حفصة ، والحكم بن عتيبة ، وسلمة بن كهيل ، وأبي المقدام ثابت الحداد ، وهم الّذين دعوا الناس إلى ولاية على وخلّطوها بولاية أبي بكر وعمر وهي عند العامّة أفضل هذه الانصاب (٥) ، وذلك انّهم يفضّلون عليّا ويثبتون ولاية (٦) أبي بكر وعمر ، وينتقضون عثمان وطلحة والزبير ، ويرون الخروج مع كلّ من خرج من بطون ولد على (٧) بن أبي طالب ، يذهبون في ذلك إلى الأمر بالمعروف والنهى


ـ(١) وأشياء يسيرة (النوبختى ص ٥٦). (٢) عن عبد الله بن الحسن المحض (النوبختى ص ٥٦). (٣) والاختبار (خ ـ ل). (٤) كثير النواء (النوبختى ص ٥٧). (٥) كذا فى الاصل ، افضل هذه الاصناف (النوبختى ص ٥٧). (٦) إمامة (النوبختى ص ٥٧). (٧) مع كل من ولد على (النوبختى ص ٥٧)ـ


[ 74 ]

عن المنكر ويثبتون لكلّ من خرج من والامامة عند خروجه لا يقصدون في الامامة قصد رجل بعينه حتى يخرج ، وكل [ب ١٦ ف] ولد على عندهم على السواء من أى بطن كان. ١٤٤ ـ وأمّا الاقوياء منهم ، فهم أصحاب أبى الجارود ، وأصحاب أبي خالد الواسطي ، وأصحاب فضيل الرسان ، ومنصور بن أبي الأسود. ١٤٥ ـ فامّا الزيدية الّذين يدعون الحصينية (١) ، فانّهم يقولون من دعا إلى طاعة الله من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فهو إمام مفترض الطاعة ، وكان عليّ بن أبي طالب إماما في وقت ما دعا الناس واظهر أمره ، ثمّ كان بعده الحسين إماما عند خروجه وقبل ذلك وانّه كان مجانبا لمعاوية وليزيد بن معاوية حتّى قتل. ثمّ زيد بن عليّ بن الحسين المقتول بالكوفة وأمّه أم ولد ، ثمّ يحيى بن زيد بن علي المقتول بخراسان ، وأمه ريطة بنت أبى هاشم عبد الله بن محمّد بن الحنفيّة ، ثمّ ابنه الآخر عيسى بن زيد وأمه أم ولد. ثمّ محمّد بن عبد الله بن حسن (٢) وأمّه [ا ٢٦ ف] هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد بن عبد العزّى بن قصىّ ، ثمّ من دعا إلى طاعة الله من آل محمّد فهو إمام. ١٤٦ ـ وامّا المغيرية أصحاب المغيرة بن سعيد فانّهم نزلوا معهم إلى محمّد بن عبد الله بن حسن (٣) ونزلوه وثبتوا إمامته (٤) ، فلمّا قتل صاروا لا إمام لهم ولا وصى ولم يثبتوا (٥) لاحد إمامة بعده. ١٤٧ ـ وأمّا الّذين اثبتوا الامامة لعليّ بن أبى طالب ثم للحسن ابنه ثم للحسين ثم لعلى بن الحسين ، فانّهم نزلوا بعد وفاة عليّ بن الحسين إلى القول


ـ(١) كذا فى الاصل : الحسينية (النوبختى ص ٥٨). (٢) محمد بن عبد الله بن الحسن (النوبختى ص ٥٩). (٣) الحسن (النوبختى). (٤) وتولوه واثبتوا إمامته (النوبختى ص ٥٩). (٥) ولا يثبتون (النوبختى)ـ


[ 75 ]

بامامه ابنه أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين باقر العلم وأقاموا على إمامته إلى ان توفّي رضوان الله عليه إلّا نفرا يسيرا ، فإنّهم سمعوا رجلا منهم يقال له عمر بن الرياح (١) زعم انّه سأل أبا جعفر عن مسألة فاجابه فيها بجواب [ب٢٦ ف] ثمّ عاد إليه في عام آخر فزعم انّه سأله (٢) تلك المسألة بعينها فاجابه فيها بخلاف الجواب الاوّل ، فقال لابى جعفر : هذا خلاف ما اجبتني فيه في هذه المسألة عامك الماضى (٣) ، فذكر انّه قال له ان جوابنا ربما خرج على وجه التقيّة ، فشك (٤) في أمره وإمامته فلقي رجلا من أصحاب أبي جعفر يقال له محمّد بن قيس فقال له : انّي سألت أبا جعفر عن مسألة فاجابني فيها بجواب ثم سألته عنها في عام آخر فاجابني فيها بخلاف جوابه الاوّل ، فقلت له لم فعلت ذلك؟ فقال فعلته للتقيّة ، وقد علم الله انّى ما سألته إلّا وانا صحيح العزم على التديّن بما يفتيني به وقبوله والعمل به فلا وجه لإتيانه (٥) إيّاي ، وهذه حالى ، فقال له محمّد بن قيس فلعله حضرتك (٦) من اتقاه فقال ما حضر مجلسه في واحدة من الحالتين (٧) غيري ولكن جوابيه [ا٣٦ ف] جميعا خرجا على وجه التبخيت ولم يحفظ ما أجاب به في العام الماضي فيجيب بمثله ، فرجع عن إمامته وقال لا يكون إماما من يفتي بالباطل على شيء من الوجوه ولا في حال من الاحوال ، ولا يكون إماما من يفتي تقيّة بغير ما يجب عند الله ، ولا من يرخى ستره ويغلق بابه ، ولا يسع الامام إلّا الخروج والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فمال إلى بسببه (٨) بقول البترية ، ومال معه نفر يسير


ـ(١) قيل انه كان أولا يقول بامامة أبى جعفر ثم انه فارق هذا القول وخالف أصحابه مع عدة يسيرة تابعوه على ضلالته فانه زعم انه … (الكشى ص ١٥٥). (٢) ثم عاد إليه فى عام آخر فسأله (النوبختى ص ٦٠). (٣) العام الماضى (النوبختى ص ٦٠). (٤) فشكك فى امره (النوبختى). (٥) لاتقائه (النوبختى). (٦) حضرك (النوبختى ٦٠). (٧) من المسألتين (النوبختى ٦٠). (٨) كذا ، فحال بسببه إلى قول (النوبختى ٦١)ـ


[ 76 ]

١٤٨ ـ وبقي سائر أصحاب أبى جعفر محمد بن على على القول بامامته حتّى توفّى في ذي الحجّة سنة أربع عشرة ومائة وهو ابن خمس وستّين سنة (١) واشهر ، ودفن بالمدينة في القبر الّذي دفن فيه أبوه عليّ بن الحسين وكان مولده في سنة تسع وخمسين ، وقال بعضهم انّه توفّى في سنة سبع عشرة (٢) ومائة وهو ابن ثلث وستّين سنة [b ٣٦ F] وأمّه أمّ عبد الله بنت الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، وأمّها أمّ ولد يقال لها صافية ، وكانت إمامته احدى وعشرين سنة ، وقال بعضهم كانت إمامته أربعا وعشرين سنة. ١٤٩ ـ فلمّا توفّى أبو جعفر افترقت فرقته (٣) فرقتين فرقة منها قالت بامامة محمّد بن عبد الله بن الحسن بن حسن بن (٤) عليّ بن أبي طالب الخارج بالمدينة المقتول بها ، وزعموا أنّه القائم المهدي ، وأنّه الامام ، وانكروا قتله وموته ، وقالوا هو حي لم يمت مقيم في جبل يقال لها الطمية (٥) ، وهو الجبل الّذي في طريق مكّة نجد الحائر (٦) على يسار الطريق (٧) ، فهو عندهم مقيم فيه حتّى يخرج ، لانّ رسول الله قال : القائم المهدى اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبي. وقد كان اخوه إبراهيم بن عبد الله خرج بالبصرة ودعا إلى إمامة أخيه محمّد واشتدت شركته (٨) فبعث إليه أبو [a ٤٦ F] جعفر المنصور الخيل وقتل بعد حروب كثيرة كانت بينهم. ١٥٠ ـ وكان المغيرة بن سعيد قال بهذا القول لما توفّى أبو جعفر محمّد بن علي


ـ(١) ابن خمس وخمسين سنة (النوبختى). (٢) تسع عشرة ومائة (النوبختى ٦١). (٣) اصحابه (النوبختى ص ٦٢). (٤) الحسن بن الحسن (النوبختى). (٥) يقال له العلمية (النوبختى) (٦) كذا ، ونجد الحاجز (النوبختى) والصحيح الحاجر. (٧) وانت ذاهب إلى مكة وهو الجبل الكبير (النوبختى ٦٢). (٨) كذا ، واشتدت شوكته (النوبختى ص ٦٢)ـ


[ 77 ]

واظهر المقالة بذلك فبرئت منه الشيعة شيعة (١) جعفر بن محمّد ورفضوه ولعنوه فزعم أنّهم رافضة ، وانه هو الّذي سماهم بهذا الاسم. ونصب بعض أصحاب المغيرة (٢) إماما ، وزعم انّ الحسين بن علي أوصي إليه ، ثمّ أوصي إليه علي بن الحسين ، ثمّ زعموا انّ أبا جعفر (٣) أوصي إليه ، فهو الامام إلى أن يخرج المهدي ، وانكروا إمامة جعفر ، وقالوا : لا إمام في بني على بعد أبي جعفر محمّد بن علي ، وانّ الامامة في المغيرة (٤) إلى خروج المهدي ، وهو محمّد بن عبد الله بن حسن (٥) ، وهو حىّ لم يقتل ولم يمت فسموه هؤلاء المغيرية باسم المغيرة بن سعيد مولى خالد بن عبد الله القسرى ثمّ تراقى في الأمر بالمغيرية إلى [ب٤٦ ف] ان زعم أنّه رسول نبي ، وإنّ جبرئيل يأتيه بالوحي من عند الله ، فأخذه خالد بن عبد الله فسأله عن ذلك فأقرّ به ، ودعا خالد إليه فاستتابه فأبى ان يرجع عن ذلك فقتله وصلبه ، وكان يدّعى بانّه يحيى الموتى ، ويقول بالتناسخ وكذلك قول أصحابه إلى اليوم. ١٥١ ـ وفرقة من المغيرية يقال لها المهديّة ينتسبون إلى ابن الحنفية انّه المهدي ، زعمت انّ الله تبارك وتعالى عن مقالتهم في صفة رجل على رأسه تاج وان له عزوجل اعضاء على عدد أبي جياد (٦) ، فالالف القدم تعالى الله عن ذلك. وقالوا إنّما نسميه خالقا حين خلق ، ورازقا حين رزق ، وعالما حين علم فلمّا خلق الخلق طار الاسلام فوقع على الرأس فوق التاج ، وذلك قوله سبّح اسم ربّك الأعلى (٧). ١٥٢ ـ وامّا الفرقة الاخرى من أصحاب أبي [ا ٥٦ ف] جعفر محمّد بن على فنزلت


ـ(١) اصحاب جعفر بن محمد (النوبختى ص ٦٣). (٢) المغيرة المغيرة (النوبختى). (٣) محمد بن على (النوبختى). (٤) فى المغيرة بن سعيد (النوبختى). (٥) الحسن (النوبختى ص ٦٣). (٦) كذا ، ولعله مصحف عن : ابجاد او ابجد اى الحروف الابجدية. (٧) القرآن ، ٨٧ : ١


[ 78 ]

إلى القول [بامامة أبى عبد الله جعفر] بن محمّد فلم يزل يأتيه على إمامته أيّام حياته [غير نفر منهم يسير] (١) فانّهم لما أشار جعفر بن محمّد إلى إمامة ابنه إسماعيل بن [جعفر] ثمّ مات إسماعيل في حياة أبيه رجع بعضهم عن إمامته (٢) وقالوا : كذبنا جعفر ولم يكن إماما ، لانّ الامام لا يكذب ولا يقول ما لا يكون ، وحكوا عن جعفر انّه قال إنّ الله بدا له في إمامة إسماعيل فأنكروا البداء والمشية من الله ، وقالوا هذا باطل لا يجوز ، ومالوا إلى مقالة البترية ، ومقالة سليمان بن جرير. ١٥٣ ـ وسليمان بن جرير هو الّذي قال لاصحابه لهذا السبب (٣) انّ أئمة الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتين ، ولم يظهروا معها (٤) من أئمّتهم على كذب أبدا وهما القول : بالبداء واجازة التقية ، فاما البداء فانّ أئمّتهم لمّا احلوا أنفسهم من شيعتهم محلّ الأنبياء من رعيّتها [ب٥٦ ف] [في العلم فيما كان ويكون والأخبار] (٥) يكون في غد وقالوا لشيعتهم انّه [سيكون في غد] (٥) وفي غابر الأيّام كذا وكذا ، فان جاء ذلك الشيء على ما قالوه ، قالوا لهم : ألم نعلّمكم انّ هذا يكون فنحن نعلّم من قبل الله ما علمته الأنبياء ، وبيننا وبين الله مثل تلك الاسباب الّتي علمت الأنبياء بها عن الله ما علمت ، وإن لم يكن ذلك الشيء الّذي قالوا إنّه يكون على ما قالوه ، قالوا (٦) : بدا الله في ذلك فلم يكوّنه. وأمّا التقية فانّه لما كبرت (٧) على أئمتهم مسائل شيعتهم في الحلال والحرام وغير ذلك من صنوف أبواب الدين ، فأجابوهم فيها وحفظ عنهم شيعتهم جواب ما سألوه عنه وكتبوه ودوّنوه ، ولم يحفظ أئمتهم تلك الاجوبة لتقادم العهد وتفاوت


ـ(١) بياض فى الاصل وقد اضفناه من النوبختى ص ٦٣. (٢) رجعوا عن إمامته (النوبختى ص ٦٤). (٣) بهذا السبب (النوبختى). (٤) لا يظهرون معهما (النوبختى ص ٦٤). (٥) بياض فى الاصل اضفناه من النوبختى ص ٦٥. (٦) قالوا لشيعتهم بد الله (النوبختى ص ٦٥). (٧) لما كثرت (النوبختى ص ٦٥)ـ


[ 79 ]

الأوقات ، لان مسائلهم لم ترد في يوم واحد ولا في شهر واحد بل في سنين متباعدة وشهور متباينة (١) [ب٦٦ ف] وأيّام متفاوتة واوقات متفرّقة ، فوقع في أيديهم في المسألة الواحدة عدّة اجوبة مختلفة متضادّة ، وفي مسائل مختلفة اجوبة متفرّقة (٢) فلمّا وقفوا على ذلك منهم ردّوا إليهم هذا الاختلاف والتخليط في جواباتهم ، وسألوهم عنه وأنكروه عليهم ، وقالوا : من أين جاء هذا الاختلاف وكيف جاز ذلك قالت لهم أئمتهم إنّما اجبنا بهذا للتقيّة ولنا ان نجيب بما اجبنا وكيف شئنا ، لأنّ ذلك إلينا ونحن اعلم (٣) بما يصلحكم وما فيه بقاؤنا وبقاءكم وكفّ عدوّنا وعدوّكم عنا وعنكم ، فمتى يظهر من هؤلاء على كذب؟ ومتى يعرف (٤) حقّ من باطل؟ فمال إلى سليمان بن جرير لهذا القول جماعة من أصحاب أبى جعفر وتركوا القول بإمامة جعفر. ١٥٤ ـ فلمّا توفّى أبو عبد الله جعفر بن محمّد افترقت بعده شيعته ستّ فرق ، وتوفّى [ب ٦٦ ف] بالمدينة في شوّال سنة ثمان وأربعين ومائة ، وهو ابن خمس وستّين سنة ، وكان مولده في سنة ثلاث وثمانين ، ودفن في القبر الّذي دفن فيه أبوه وجده (٥) ، وكانت إمامته أربعا وثلثين سنة الأشهرين (٦) ، وأمّه أمّ فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر بن قحافة ، وأمّها اسماء بنت عبد الرحمن بن أبى بكر. ١٥٥ ـ ففرقة منها قالت ان جعفر بن محمّد حيا (٧) لم يمت ولا يموت حتّى يظهر ويلى أمر الناس ، وهو القائم المهدي ، وزعموا أنّهم رووا عنه انّه قال ان رأيتم


ـ(١) واشهر متباينة (النوبختى ص ٦٦). (٢) اجوبة متفقة (النوبختى ص ٦٦). (٣) كذا ، ونحن نعلم (النوبختى ص ٦٦). (٤) ومتى يعرف لهم (النوبختى ص ٦٦). (٥) فى البقيع (النوبختى ص ٦٦). (٦) غير شهرين (النوبختى). (٧) كذا ، حي لم يمت (النوبختى ص ٦٧)ـ


[ 80 ]

رأسي يدهده عليكم (١) من جبل فلا تصدّقوا (٢) فانى انا صاحبكم ، وأنّه قال لهم ان جاءكم من يخبركم عنى انّه مرّضني وغمّسني وغسلني وكفّنني ودفنني فلا تصدّقوا (٢) ، فانّي صاحبكم صاحب السيف. وهذه الفرقة تسمى الناووسية سمّيت بذلك لرئيس كان لهم (٣) يقال له فلان [ا ٧٦ ف] بن الناووس. ١٥٦ ـ وفرقة زعمت ان الامام بعد جعفر (٤) ابنه إسماعيل بن جعفر ، وانكرت موت إسماعيل في حياة أبيه ، وقالوا كان ذلك يلتبس (٥) على الناس لانّه خاف عليه نفسه عنهم (٦) وزعموا انّ إسماعيل لا يموت حتّى يملك الأرض ويقوم بامور الناس (٧) ، وانّه هو القائم لانّ أباه أشار إليه بالامامة بعده وقلّدهم ذلك له ، واخبرهم انّه صاحبهم (٨) ، والامام لا يقول إلّا الحقّ ، فلمّا اظهر موته علمنا انّه قد صدق وانه القائم لم يمت ، وهذه الفرقة هم الإسماعيلية الخالصة ، وأم إسماعيل وعبد الله ابنى جعفر فاطمة بنت الحسن (٩) بن الحسن بن على بن أبي طالب ، وأمّها (١٠) اسماء بنت عقيل بن أبي طالب. ١٥٧ ـ وفرقة ثالثة زعمت انّ الامام بعد جعفر ، محمّد بن إسماعيل بن جعفر ، وأمه أمّ ولد وقالوا انّ الأمر كان لإسماعيل في حياة أبيه فلمّا توفّى قبل [ب ٧٦ ف] أبيه جعل جعفر بن محمّد الأمر لمحمّد بن إسماعيل وكان الحقّ له ، ولا يجوز غير


ـ(١) رأسى قد اهوى عليكم من جبل (النوبختى). (٢) فلا تصدقوه (النوبختى). (٣) من اهل البصرة يقال له فلان بن فلان الناووس (النوبختى ص ٦٧). (٤) جعفر بن محمد (النوبختى ص ٦٧). (٥) كان ذلك على جهة التلبيس (النوبختى). (٦) لانه خاف فغيبه عنهم (النوبختى). (٧) بامر الناس (النوبختى (ص ٦٧). (٨) انه صاحبه (النوبختى ص ٦٨). (٩) بنت الحسين بن الحسن (النوبختى). (١٠) وأمها أمّ حبيب بنت عمر بن على بن ابى طالب وأمها اسماء بنت عقيل (النوبختى ص ٦٨)ـ


[ 81 ]

ذلك لانّها لا تنتقل من أخ إلى أخ بعد حسن وحسين ، ولا يكون إلّا في الاعقاب ، ولم يكن لاخوة إسماعيل عبد الله وموسى في الامامة حقّ كما لم يكن لمحمّد بن الحنفية فيها حقّ مع علي بن الحسين وأصحاب هذه المقالة يسمون المباركية برئيس لهم كان يسمى المبارك مولى إسماعيل بن جعفر. ١٥٨ ـ اما الإسماعيلية الخالصة فهم الخطابية أصحاب أبي الخطّاب محمّد بن أبي زينب الاسدي الاجدع لعنه الله ، وقد دخلت منهم فرقة في فرقة محمّد بن إسماعيل واقرّوا بموت إسماعيل في حياة أبيه وكانت الخطابية الرؤساء منهم قتلوا مع أبي الخطاب ، وكانوا قد لزموا المسجد بالكوفة واظهروا التعبد ولزم كلّ رجل منهم اسطوانة ، وكانوا يدعون الناس إلى أمرهم سرّا فبلغ خبرهم [ا ٨٦ ف] عيسى بن موسى بن على بن عبد الله (١) بن العباس وكان عاملا لأبي جعفر المنصور على الكوفة ، وانّهم (٢) قد اظهروا الاباحات ودعوا الناس إلى نبوّة أبي الخطاب ، وانهم مجتمعون في مسجد الكوفة قد لزموا الاساطين يرون الناس انّهم لزموها للعبادة ، فبعث إليهم رجلا من أصحابه في خيل ورجّالة ليأخذهم ويأتيه بهم فامتنعوا عليه وحاربوه ، وكانوا سبعين رجلا ، فقتلهم جميعا ولم يفلت منهم أحد إلّا رجل واحد اصابته جراحات فسقط بين القتلي فعدّ فيهم ، فلمّا جنّ اللّيل خرج من بينهم فتخلّص ، وهو أبو سلمة سالم بن مكرم الجمال الملقّب بأبي خديجة ، وذكر بعد ذلك انّه قد تاب ورجع (٣) وكان ممّن يروى الحديث ، وكانت بينهم حرب شديدة بالقصب والحجارة والسكاكين كانت مع بعضهم وجعلوا القصب مكان الرماح وقد كان أبو [ب ٨٦ ف] الخطاب قال لهم قاتلوهم فان قصبكم يعمل فيهم عمل الرماح وسائر السلاح ورماحهم وسيوفهم وسلاحهم لا يضرّكم ولا يعمل فيكم ولا يحتك (٤) في أبدانكم ، فجعل


ـ(١) عيسى بن موسى بن محمد بن عبد الله (النوبختى ص ٦٩). (٢) فبلغه انهم (النوبختى ص ٦٩). (٣) قد مات ورجع (النوبختى ص ٧٠). (٤) ولا تخل فيكم (النوبختى ص ٧٠)ـ


[ 82 ]

يقدمهم عشرة عشرة للمحاربة ، فلمّا قتل منهم نحو ثلثين رجلا صاحوا إليه يا سيدنا ما ترى ما يحلّ بنا من هؤلاء القوم؟ ولا ترى قصبنا يعمل فيهم ولا يؤثر ، وقد يكسر كلّه؟ وقد عمل فينا وقتل من برئ منّا (١). فذكر رواة العامة انّه قال لهم يا قوم ان كان بدا الله فيكم فما ذنبى. وقال رواة الشيعة انّه قال لهم يا قوم قد بليتم وامتحنتم واذن في قتلكم وشهادتكم ، فقاتلوا على دينكم واحسابكم ولا تعطوا بأيديكم (٢) فتذلّوا ، مع انّكم لا تتخلّصون من القتل فموتوا كراما اعزاء واصبروا ، فقد وعد الله الصابرين أجرا عظيما. وأنتم الصابرون ، فقاتلوا حتّى قتلوا عن آخر هم [ا ٩٦ ف] واسر أبو الخطّاب فاتى به عيسى بن موسى فأمر بقتله فضربت عنقه في في دار الرزق على شاطئ الفرات وأمر بصلبه وصلب أصحابه فصلبوا ثمّ أمر بعد مدّة باحراقهم فاحرقوا ، وبعث برءوسهم إلى المنصور فأمر بها فصلبت (٣) على مدينة بغداد ثلاثة أيّام ثمّ احرقت. فلمّا فعل ذلك بهم قال بعض أصحابه انّ أبا الخطّاب لم يقتل ولا أسر ولا قتل احد من أصحابه وإنّما لبس على القوم وشبّه عليهم لأنّه وأصحابه إنّما حاربونا (٤) من أبي عبد الله جعفر بن محمّد ، وانّهم خرجوا متفرّقين من أبواب المسجد ولم يرهم أحد ولم يجرح منهم أحد ، واقبل القوم على قتلهم بعضهم بعضا على انهم يقتلون أصحاب أبي الخطّاب وهم يقتلون أنفسهم حتّى جنّ عليهم اللّيل فلمّا اصبحوا نظروا في القتلى فوجدوهم كلّهم منهم ولم يجدوا من [ب٩٦ ف] أصحاب أبي الخطّاب فيهم قتيلا ولا جريحا ولا وجدوا منهم أحدا. وهذه الفرقة هي الّتي قالت انّ أبا الخطّاب كان نبيّا مرسلا أرسله جعفر


ـ(١) كذا ، من ترى (النوبختى). (٢) ولا تعطوا بلدتكم (النوبختى ص ٧٠). (٣) فصلبها على باب مدينة بغداد (النوبختى ص ٧٠). (٤) انما حاربوا بامر ابى عبد الله (النوبختى ص ٧٠)ـ


[ 83 ]

ثمّ (١) انّه صيّره بعد (٢) حدث هذا الأمر من الملائكة ، ثمّ خرج بعد ذلك جماعة ممّن قالت بمقالته من أهل الكوفة وغيرهم إلى محمّد بن إسماعيل بن جعفر فقالوا بامامته وأقاموا عليها وهم صنوف من الغلاة. ١٥٩ ـ وفرق كثيرة افترقوا بعد قتل أبي الخطّاب على مقالات كثيرة واختلفوا في رئاسات أصحابهم ومذاهبهم ، حتّى تراقى بعضهم إلى القول بربوبيّته وانّ الروح الّتي صارت في آدم ومن بعده من أولى العزم من الرسل صارت فيه. ١٦٠ ـ وقالت فرقة منهم ان روح جعفر بن محمّد تحوّلت عن جعفر في أبي الخطّاب ثمّ تحوّلت بعد غيبة أبي الخطّاب ومصيره في الملائكة في محمّد بن إسماعيل [ا ٠٧ ف] ثمّ ساقوا الامامة على هذه الصفة في ولد محمّد بن إسماعيل. ١٦١ ـ وتشعبت بعد ذلك فرقة منهم من المباركية ممّن قال بامامة محمّد بن بن إسماعيل تسمى القرامطة سمّيت بذلك لرئيس كان لهم من أهل السواد من الانباط كان يلقب بقرمطوية (٣) وكانوا في الاصل على مقالة المباركية ثمّ خالفوهم وقالوا : لا يكون بعد محمّد غير سبعة أئمة : على وهو امام رسول والحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمّد ، ومحمّد بن إسماعيل بن جعفر ، وهو الإمام القائم المهدي وهو رسول ، وهؤلاء رسل أئمة ، وزعموا انّ النبيّ عليه‌السلام انقطعت عنه الرسالة في حياته في اليوم الّذي أمر فيه بنصب علي بن أبي طالب للناس بغدير خمّ فصارت الرسالة في ذلك اليوم إلى أمير المؤمنين وفيه ، واعتلّوا في ذلك [ب ٠٧ ف] بخبر تأوّلوه وهو قول رسول الله ، «من كنت مولاه فعلي مولاه» وانّ هذا القول منه خروج من الرسالة والنبوّة وتسليم منه ذلك لعلي بن أبي طالب بامر الله ، وانّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ذلك صار تابعا لعلي (٤) محجوجا به ، فلمّا


ـ(١) جعفر بن محمد (النوبختى ص ٧١). (٢) بعد ذلك حين حدث (النوبختى ص ٧١). (٣) كذا ، فى البحار نقلا من كتاب الفصول للشيخ المفيد وما فى بعض النسخ «قرموطية» (٤) صار مأموما لعلى (النوبختى ص ٧٣)ـ


[ 84 ]

مضى أمير المؤمنين صارت الامامة والرسالة في الحسن ، ثمّ صارت من الحسن في الحسين ، ثمّ صارت في علي بن الحسين ، ثمّ في محمّد بن علي ثمّ كانت في جعفر بن محمّد ، ثمّ انقطعت عن جعفر في حياته فصارت في إسماعيل بن جعفر كما انقطعت الرسالة عن محمّد في حياته ، ثمّ انّ الله بدا له في إمامة جعفر وإسماعيل فصيرها عزوجل في محمّد بن إسماعيل ، واعتلّوا في ذلك بخبر رووه عن جعفر بن محمّد انّه قال «ما رأيت مثل بداء بدا لله في إسماعيل» (١) وزعموا أنّ محمّد بن إسماعيل حىّ لم يمت وانّه غائب مستتر [a١٧ F] في بلاد الروم وانّه القائم المهدي ومعني القائم عندهم انّه يبعث بالرسالة وبشريعة جديدة وينسخ بها شريعة محمّد ، وانّ محمّد بن إسماعيل من اولى العزم وأولو العزم عندهم سبعة : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد وعلي ومحمّد بن إسماعيل ، على معنى ان السموات سبع ، والأرضين سبع ، وإنّ الانسان بدنه سبع ، يداه ورجلاه وظهره وبطنه وقلبه ، وإنّ رأسه سبع عيناه واذناه ومنخراه وفمه وفيه لسانه وفمه بمنزلة صدره الّذي فيه قلبه ، والائمة سبع كذلك وقلبهم محمّد بن إسماعيل ، وأولو العزم سبع ، واعتلوا في نسخ شريعة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وتبديلها باخبار رووها عن جعفر بن محمّد انّه قال لو قام قائمنا علمتم القرآن جديدا ، وانّه قال «انّ الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء». ونحو ذلك من أخبار [b ١٧ F] القائم وزعموا : انّ الله جعل لمحمّد بن إسماعيل جنة آدم ومعناها عندهم الاباحة للمحارم وجميع ما خلق في الدنيا ، وهو قول الله : فكلا منها رغدا حيث شئتما» (٢) يعنى محمّد بن إسماعيل واباه إسماعيل (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) (٣) ، موسى (٤) بن جعفر بن محمّد وولده من بعده من ادعى منهم الامامة ، وزعموا أنّ محمّد بن إسماعيل هو خاتم النبيّين ، الّذي حكاه الله في كتابه ، وانّ الدنيا اثنتا عشرة جزيرة في كل


ـ(١) ما رأيت بد الله عزوجل فى اسماعيل (النوبختى ص ٧٣). ما رايت بداء الله عزوجل الا فى اسماعيل (خ ل). (٢) القرآن ٢ : ٣٤ (٣) القرآن ٢ : ٣٤. (٤) اى موسى بن جعفر (النوبختى ص ٧٤)ـ


[ 85 ]

جزيرة حجّة وانّ الحجج اثنا عشر (١) ، ولكلّ داعية يد ، يعنون بذلك ان اليد رجل له دلائل وبراهين يقيمها ، كدلائل الرسل ويسمون الحجّة الأب ، والداعية الام ، واليد الابن ، يضاهون قول النصارى في ثالث ثلاثة انّه الله (٢) والمسيح الابن وأمّه مريم ، فالحجّة الأكبر هو الربّ وهو الأب والداعية هو الام ، واليد هو الابن. وزعموا ان جميع [ا٢٧ ف] الاشياء الّتي فرضها الله على [عباده وسنها نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله] فلها ظاهر وباطن وانّ جميع ما استبعد [الله به العباد في الظاهر] من الكتاب والسنة فأمثال مضروبة وتحتها [معان هي بطونها] وعليها العمل وفيها النجاة وان ما ظهر منها فهي الّتي نهى عنها في استعمالها الهلاك (٣) وهي جوهر من العذاب الادنى (٤) عذّب الله به قوما وأخذهم به ، ليشقوا بذلك إذا لم يعرفوا الحقّ ، ولم يقولوا به ، ولم يؤمنوا. وهذا مذهب عامة أصحاب أبي الخطّاب واستحلّوا مع ذلك استعراض الناس بالسيف ، وسفك دمائهم ، وأخذ أموالهم ، والشهادة عليهم بالكفر والشرك على مذهب البيهسيّة والازارقة في الخوارج (٥) ، واعتلّوا في ذلك بقول الله : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) (٦) وقالوا ان قتلهم يجب أن يكون بمنزلة نحر الهدى والشعائر [ب٢٧ ف] [وتعظيم شعائر الله] (٧) وتأوّلوا في ذلك قول الله : ذلك [وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ] (٨) فانّها من تقوى القلوب (٩). ورأوا سبى النساء وقتل الاطفال


ـ(١) اثنتا عشرة (النوبختى ص ٧٤). (٢) ان الله الأب والمسيح الابن (النوبختى ص ٧٤) لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة (القرآن ، المائدة : ٧٣). (٣) الهلاك والشقاء (النوبختى ص ٧٥). (٤) وهى جزء من العقاب الادنى (النوبختى ص ٧٥). (٥) والازارقة من الخوارج فى قتل اهل القبلة (النوبختى ص ٧٥). (٦) القرآن ٩ : ٥. (٧) بياض فى الاصل وقد صححناه قياسا. (٨) بياض فى الاصل. (٩) القرآن ٢٢ : ٣٢


[ 86 ]

واعتلّوا في ذلك بقول الله : لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا (١) ، وزعموا انه يجب عليهم ان يبدءوا بقتل من قال بامامة موسى بن جعفر وولده ، ثمّ قال بالامامة ممّن ليس على قولهم ومذهبهم ، ولا يجب عندهم ان يبدءوا باحد فيقتل ، إلّا من قال بامامة موسى بن جعفر بن محمّد وولده من بعده ، فتأوّلوا في ذلك قول الله : قاتلوا الّذين يلونكم من الكفّار وليجدوا فيكم غلظة (٢) ، فالواجب أن يبدءوا بهؤلاء الّذين نصبوا إماما من ولد جعفر بن محمّد غير إسماعيل وابنه محمّد ثمّ بسائر الناس ممّن نصب إماما من بني هاشم وغيرهم ثمّ بسائر الناس. وقد كثر عدد هؤلاء [ا ٣٧ ف] القرامطة ، ولم يكن لهم شوكة ولا قوّة وكان كلّهم بسواد الكوفة وكثروا بعد ذلك باليمن ونواحي البحر واليمامة وما والاها (٣) ، ودخل فيهم كثير من العرب فقوى بهم واظهروا أمرهم. ١٦٢ ـ وقالت الفرقة الرابعة من أصحاب جعفر بن محمّد (٤) ان الإمام بعد جعفر ابنه محمّد ، وأمّه أمّ ولد يقال لها حميدة ، كان هو وموسى وإسحاق بنو جعفر الام (٥) ، وتأوّلوا في إمامته خبرا ، زعموا : انّه رواه بعضهم ان محمّد بن جعفر دخل ذات يوم على أبيه وهو صبيّ صغير ، فدعاه أبوه فاشتد يعدو نحوه ، فكبا وعثر بقميصه وسقط لحر وجهه (٦) ، فقام جعفر فعدا نحوه حافيا ، فحمله وقبل وجهه ومسح التراب عنه بثوبه وضمه إلى صدره ، وقال : «سمعت أبا محمّد بن على يقول يا جعفر إذا ولد لك ولد يشبهني فسمّه باسمى وكنّه بكنيتي فهو شبيهي [ب ٣٧ ف] وشبيه رسول الله وعلى سنته» فجعل هؤلاء الامامة في محمّد بن جعفر وفي ولده من بعده


ـ(١) القرآن ٧١ : ٢٦. (٢) القرآن ٩ : ١٢٣. (٣) ولعلهم ان يكونوا زهاء مائة الف (النوبختى ص ٧٦). (٤) من اصحاب ابى عبد الله جعفر بن محمد (النوبختى ٧٦). (٥) بنو جعفر بن محمد لام واحدة (النوبختى ص ٧٦). (٦) ودفع معصر وجهه (خ ل)ـ


[ 87 ]

وهذه الفرقة تسمى السميطية (١) تنسب إلى رئيس لهم كان يقال له يحيى بن أبي السميط. وقال بعضهم هم الشميطية لأنّ رئيسهم كان يقال له يحيى بن أبي شميط. ١٦٣ ـ والفرقة الخامسة منهم قالت الامامة بعد جعفر في ابنه عبد الله بن جعفر (٢) ، وذلك انّه كان عند مضىّ جعفر أكبر ولده سنا وجلس مجلس أبيه بعده ، وادّعا الامامة ووصية أبيه واعتلّوا في ذلك باخبار رويت عن جعفر وعن أبيه انهما قالا : الامامة في الأكبر من ولد الامام إذا نصب ، فمال إلى عبد الله وإمامته جلّ من قال بامامة أبيه وأكابر أصحابه ، إلّا نفرا يسيرا عرفوا الحقّ ، وامتحنوا عبد الله بالمسائل في الحلال والحرام والصلاة والزكاة والحجّ فلم [ا٤٧ ف] يجدوا عنده علما وهذه الفرقة القائلة بامامة عبد الله بن جعفر ، هم المسمون بالفطحية سمّوا بذلك لأنّ عبد الله كان افطح الرأس وقال بعضهم كان افطح الرجلين. وقال بعض الرواة أنّهم نصبوا إلى رئيس لهم من أهل الكوفة يقال له عبد الله بن فطيح ، ومال عند وفاة جعفر إلى هذه الفرقة والقول بامامة عبد الله عامة مشايخ الشيعة وفقهاؤها ولم يشكّوا إلّا أنّ الامامة في عبد الله وفي ولده من بعده. ١٦٤ ـ فلمّا مات عبد الله ولم يخلّف ذكرا ارتاب القوم واضطربوا وأنكروا ذلك للروايات الكثيرة الّتي رووها عن عليّ بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد : انّ الإمامة لا تكون في اخوين بعد الحسنين ، ولا تكون إلّا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب ، إلى انقضاء الدنيا ، فرجع عامة الفطحية عن القول بامامة [ب٤٧ ف] عبد الله الا القليل عنهم إلى القول بامامة موسى بن جعفر ، وقد كانت جماعة منهم أنابوا ورجعوا في حياة عبد الله لروايات وقفوا عليها رووها عن جعفر انّه قال : ان الامامة بعدي في ابني موسى ، وانّه دلّ عليه وأشار إليه ، واعلمهم في عبد الله امورا لا يجوز أن تكون في الامام ، ولا يصلح من كانت فيه للامامة ، ورووا بعضهم انّه قال


ـ(١) السميطة (النوبختى ص ٧٧). (٢) جعفر الافطح (النوبختى ص ٧٧)ـ


[ 88 ]

لموسى : يا بني ان أخاك سيجلس مجلسي ويدعى الامامة بعدي فلا تنازعه ولا تتكلّمن فانّه أوّل أهلي لحاقا بي. فلمّا توفّى رجعوا عن القول به ، وثبتت طائفة منهم على القول بامامته ، ثمّ إمامة موسى بن جعفر بعده ، وعاش عبد الله بعد أبيه سبعين يوما أو نحوها. ١٦٥ ـ وقالت فرقة من أصحابه بعد وفاته انّ الامامة انقطعت بعد موته فلا إمام بعده. ١٦٦ ـ وشذّت منهم فرقة [ا٥٧ ف] بعد وفاة موسى بن جعفر فادّعت أنّ لعبد الله بن جعفر ابنا ولد له من جارية ، وانّه كان وجهه إلى اليمن فنشأ هنا لك يقال له محمّد ، وانّه تحول بعد موت أبيه إلى خراسان فهو مقيم بها وانه حيّ إلى اليوم وانّه الامام بعد أبيه وهو القائم المنتظر ، واعتلّوا في ذلك بقول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : انّ القائم اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى ، واعتلّوا بالاخبار المروية عن جعفر بن محمّد انّ الامام لا يموت ولا عقب له من صلبه ، فلا يجوز ان يموت وهو الامام ولا ولد له ، وهذه الفرقة قليلة منهم قوم بناحية العراق وناحية اليمن وأكثرهم بخراسان. ١٦٧ ـ ومنهم شرذمة تدّعى انّ الامامة في ولد عبد الله إلى يوم القيامة ، وانّ ابنه توفّى وله ولد فهي في ولده. ١٦٨ ـ وقالت الفرقة السادسة انّ الامام موسى بن جعفر بعد أبيه وأنكروا إمامة عبد الله وخطئوه في (١) جلوسه مجلس أبيه [ب ٥٧ ف]. وادّعائه الامامة ، وكان فيهم من وجوه أصحاب جعفر بن محمّد مثل : هشام بن سالم الجواليقي ، وعبد الله أبي يعفور ، وعمر (٢) بن يزيد بياع السابرى ، ومحمّد بن نعمان أبي جعفر الأحول مؤمن الطاق ، وعبيد بن زرارة بن أعين ، وجميل بن درّاج ، وأبان بن تغلب ، وهشام بن الحكم ، وغيرهم من وجوه شيعته (٣) وأهل العلم منهم والفقه والنظر ، وهم الّذين


ـ(١) فى فعله وجلوسه (النوبختى ص ٧٨). (٢) كذا فى منهج المقال ص ٢٥١ ولكن فى النوبختى طبع ريتر ص ٦٦ عمرو. (٣) من وجوه الشيعة (النوبختى ص ٧٩)ـ


[ 89 ]

قالوا بامامة موسى بن جعفر عند وفاة أبيه ، إلى أن رجع إليهم عامة أصحاب جعفر عند وفاة عبد الله ، فاجتمعوا جميعا على إمامة موسى (١) ، إلّا نفرا منهم فانّهم ثبتوا على إمامة عبد الله ، ثمّ إمامة موسى بعده وأجازوها في اخوين بعد ان لم يجز ذلك عندهم إلى ان مضى جعفر فيهم ، مثل عبد الله بن بكير بن أعين ، وعمار بن موسى الساباطى ، وجماعة معهم. ثم [ا ٦٧ ف] انّ جماعة من المؤتمّين بموسى بن جعفر اختلفوا في أمره وشكّوا في إمامته عند حبسه (٢) في المرّة الثانية الّتي مات فيها في حبس هارون الرشيد ، فصاروا خمس فرق. ١٦٩ ـ فرقة منها زعمت انّه مات في حبس هارون ، وكان محبوسا عند السندى ابن شاهك ، وإن يحيى بن خالد البرمكي سمّه في رطب وعنب بعثه (٣) إليه فقتله ، وانّ الإمام بعد أبيه عليّ بن موسى الرضا ، فسمّيت هذه الفرق القطعية لانّها قطعت على وفاة موسى وعلى إمامة علي بن موسى ولم يشكّ في أمرها ولم يرتب (٤) ، وأقرّت بموت موسى وانّه أوصي إلى ابنه على أشار إلى إمامته قبل حبسه ومرّت على المنهاج الأوّل. ١٧٠ ـ وقالت الفرقة الثانية انّ موسى بن جعفر لم يمت ، وانّه حىّ ولا يموت حتّى يملك شرق الأرض وغربها ويملأها كلّها عدلا كما ملئت [ب٦٧ ف] جورا وانّه القائم المهدي ، وزعموا أنّه لما خاف على نفسه القتل خرج من الحبس نهارا ولم يره احد ولم يعلم به ، وانّ السلطان وأصحابه ادّعوا موته وموهّوا على الناس ولبسوا عليهم برجل مات في الحبس فأخرجوه ودفنوه في مقابر قريش ، في القبر الّذي يدّعى الناس انّه قبر موسى بن جعفر ، وكذبوا في ذلك ، انّما غاب عن الناس واختفى. ورووا في ذلك روايات عن أبيه جعفر : انّه قال «هو القائم المهدي فإن


ـ(١) موسى بن جعفر (النوبختى ص ٧٩). (٢) لم يختلفوا فى امره فثبتوا على إمامته عند حبسه (النوبختى ص ٧٩). (٣) بعثهما إليه (النوبختى ص ٧٩). (٤) لم تشك فى امرها ولارتابت (النوبختى ص ٨٠)ـ


[ 90 ]

يدهده رأسه من جبل فلا تصدّقوا فإنّه صاحبكم القائم». ١٧١ ـ وقالت فرقة انّه القائم وقد مات فلا تكون الامامة لاحد من ولده ولا لغيرهم حتّى يرجع فيقوم ويظهر ، وزعموا : انّه قد رجع بعد موته إلّا انّه مختف في موضع من المواضع يعرفونه يأمر وينهى وانّ من يوثق به من أصحابه يلقونه ويرونه (١) [ا ٧٧ ف]. ١٧٢ ـ وقال بعضهم انّه يختلف ويجيء [بعد اختفائه وله مواضع] (٢) شتّى إلى أوان ظهوره. ١٧٣ ـ وقالت فرقة قد [مات وانّه] (٣) القائم وانّ فيه سنة من عيسى (٤) ابن مريم وكذبوا من قالوا انّه قد رجع ، ولكنّه يرجع في وقت القيامة فيملأ الأرض عدلا ورووا في ذلك خبرا عن أبيه انّه قال : ان ابني هذا فيه سنة من عيسى (٤) بن مريم وانّ ولد العبّاس يأخذونه فيحبسونه مرّتين فيقتل في المرّة الثانية. فقد قتل. ١٧٤ ـ وأنكر بعضهم قتله وقالوا مات ورفعه الله إليه ويردّه عند قيامه (٥). ١٧٥ ـ وقد قال بعضهم ممّن ذكر انّه حيّ ان الرضا ومن قام بعده من ولد الرضا ليسوا بأئمّة ، ولكنّهم خلفاؤه واحدا بعد واحد إلى أوان خروجه» وان على الناس القبول منهم والسمع والطاعة لهم والانتهاء إلى أمرهم لانّه قد استخلفهم وأمر (٦) [ب ٧٧ ف]ـ


ـ(١) واعتلوا فى ذلك بروايات من ابيه ، انه قال : سمى القائم قائما لانه يقوم بعد ما يموت (النوبختى ص ٨٠). (٢) بياض فى الاصل فقد صححناه قياسا. (٣) بياض فى الاصل اضفنا من كتاب فرق الشيعة (النوبختى ص ٨٠). (٤) شبها من عيسى (النوبختى ص ٨٠). (٥) فسموا هؤلاء جميعا الواقفة لوقوفهم على موسى بن جعفر انه الامام القائم ولم يأتموا بعده بامام ولم يتجاوزوا الى غيره (النوبختى ص ٨١). (٦) بياض فى الاصل ولعله : وامرهم القبول منهم


[ 91 ]

١٧٦ ـ وقالت فرقة منهم لا يدري أحيّ هو أم ميت لانا [قد روينا فيه] (١) أخبارا كثيرة تدلّ على انّه القائم المهدي فلا يجوز تكذيبها ، وقد ورد علينا من خبر وفاته مثل الّذي ورد علينا من خبر وفاة أبيه وجده والماضين من آبائه في معنى صحة الخبر ، فهو أيضا ممّا لا يجوز ردّه وانكاره لوضوحه وشهرته وتواتره من حيث لا يتواطأ على مثله ، ولا يكذب فيه ولا يجوز تواطؤ أهل الاختلاف والملل على مثل ذلك ، والموت حقّ والله يفعل ما يشاء ، فوقفنا عند ذلك على اطلاق موته وعن الاقرار بحياته ، ونحن مقيمون على إمامته لا نتجاوزها إلى غيره حتّى يصح لنا أمره وأمر هذا الّذي قد نصب نفسه مكانه وادّعى موته ، والامامة بعده ، يعنون علي بن موسى الرضا ، فان صحّت لنا إمامته كامامة أبيه [ب ٨٧ ف] من قبله بالدلالات والعلامات الموجبة للإمامة ، وبالاقرار على نفسه بالامامة ، وان أباه أوصى إليه ، وان أباه قد مات لا بأخبار أصحابه عنه سلّمنا ذلك له وصدقناه. ١٧٧ ـ وقد شاهد بعضهم من أبي الحسن امورا فقطع عليه بالامامة. وصدّقت فرقة منهم بعد ذلك روايات أصحابه فقبلوها فرجعت إلى القول بامامته. ١٧٨ ـ وفرقه منهم يقال لها الهسموية (٢) أصحاب محمّد بن بشير مولى بنى أسد من أهل الكوفة ، قالت ان موسى بن جعفر لم يمت ولم يحبس ، وانّه غاب واستتر ، وهو القائم المهدي ، وانّه في وقت غيبته استخلف على الامة محمّد بن بشير وجعله وصيّه واعطاه خاتمه وعلّمه جميع ما يحتاج إليه رعيته من أمر دينهم ودنياهم ، وفوّض إليه جميع اموره واقامه مقام نفسه ، فمحمّد بن بشير الامام من بعده. حدّثني [ب ٨٧ ف] محمّد بن عيسى بن عبيد عن عثمان بن عيسى الكلابي انّه سمع محمّد بن بشير يقول : الظاهر من الانسان ارضيّ والباطن ازليّ. وقال انّه كان يقول بالاثنين وان هشام بن سالم ناظره عليه فأقرّ به ولم ينكره (٣) ، وانّ محمّد بن بشير لمّا توفّى أوصى إلى


ـ(١) بياض فى الاصل اضفناه من نسخة مطبوعة (النوبختى ص ٨٢). (٢) كذا فى الاصل ولعلها «البشرية» كما جاءت فى النوبختى ص ٨٣. (٣) راجع الكشّي ص ٢٩٧ ومنهج المقال ص ٢٣٠


[ 92 ]

ابنه سميع بن محمّد فهو الامام ومن أوصي إليه سميع فهو إمام مفترضة طاعته (١) على الامة إلى وقت خروج موسى بن جعفر وظهوره ، فما يلزم الناس من حقوق في أبيهم وغير ذلك فما يتقرّبون به إلى الله فالفرض عليهم أداؤه إلى أوصياء محمّد بن بشير إلى قيام القائم ، وزعموا ان على بن موسى وكلّ من ادّعى الامامة من ولده وولد موسى بن جعفر بعده فمبطلين كاذبين (٢) ، غير طيبي الولادة ونفروهم (٣) عن انسابهم ، وكفّروهم لدعواهم الامامة وكفّروا القائلين بامامتهم ، واستحلّوا [ا٩٧ ف] دماءهم وأموالهم ، وزعموا انّ الفرض عليهم من الله إقامة الصلاة الخمس وصوم شهر رمضان وأنكروا الزكاة والحجّ وسائر الفرائض ، وقالوا بإباحات المحارم من الفروج والغلمان ، واعتلّوا في ذلك بقول الله : ويزوّجهم ذكرانا واناثا (٤) ، وقالوا بالتناسخ والائمة عندهم واحد ، إنّما هم منتقلون من بدن إلى بدن والمواساة بينهم واحدة (٥) في كلّ مأكولة (٦) مال وفرج وغيره ، وكلّما أوصي به رجل منهم في سبيل الله فهو لسميع بن محمّد ، وأوصي به من بعده ومذاهبهم في التفويض مذاهب الغلاة المفرطة (٧) وهذه الفرقة من الرافضة تلقب بالممطورة وقد غلب عليها هذا اللقب وشاع في الناس ، وكان سبب ذلك انّ عليّ بن إسماعيل الميثمى ويونس بن عبد الرحمن ناظرا بعضهم فقال له عليّ بن إسماعيل وقد وقع بينهم (٨) : ما أنتم من الشيعة وإنّما أنتم كلاب ممطورة [ف٧٩ ب] أراد انكم جيف أنتان (٩) ، لأنّ الكلاب إذا أصابها المطر فهي انتن من الجيف ، فلزمهم هذا اللّقب وفيه يعرفون (١٠) اليوم ، لانّه إذا قيل


ـ(١) المفترض الطاعة على الامة (النوبختى ص ٨٣). (٢) كذا فى الاصل ، والصحيح فمبطلون كاذبون. (٣) كذا ، ونفوهم عن انسابهم (النوبختى ص ٨٣). (٤) القرآن ٤٢ ، ٥٠. (٥) كذا ، واجبة (النوبختى ص ٨٤). (٦) كذا ، فى كل ما ملكوه من مال (النوبختى ص ٨٤). (٧) ومذاهبهم مذاهب الغالية المفوضة فى التفويض (النوبختى ٤٨). (٨) وقد اشتد الكلام بينهم (النوبختى ص ٨١). (٩) كذا فى الاصل ، اراد انكم انتن من جيف (النوبختى ص ٨٢). (١٠) فهم يعرفون به اليوم (النوبختى ص ٨٢)ـ


[ 93 ]

لرجل انّه ممطور عرف انّه من الواقفة على موسى بن جعفر خاصّة ، لانّ كلّ من مضى منهم إلّا القليل فانّه واقفة قد وقفت عليه فهذا اللقب الواقفة على موسى بن جعفر خاصّة. ١٧٩ ـ وولد موسى بن جعفر سنة ثمان وعشرين ومائة (١) ، وقال بعضهم سنة تسع (٢) ، وحمله هارون الرشيد من المدينة لعشر ليال بقين من شوّال سنة تسع وسبعين ومائة ، وقد قدم هارون المدينة منصرفا من عمرة شهر رمضان ، ثمّ شخص هارون إلى الحجّ وحمله معه ثمّ انصرف على طريق البصرة فحبسه عند عيسى بن جعفر بن أبي جعفر المنصور (٣) ، ثمّ أشخصه إلى بغداد فحبسه عند السندى بن شاهك فتوفّى في حبسه ببغداد [ا ٠٨ ف] لخمس ليال بقين من رجب سنة ثلاث وثلاثين ومائة ابن خمس أو أربع وخمسين سنة ، ودفن في مقابر قريش ، وكانت إمامته خمسا وثلثين سنة واشهرا ، وأمّه أمّ ولد يقال لها حميدة وهي أمّ اخويه اسحاق ومحمّد ، ابنى جعفر بن محمّد ثمّ انّ اصحاب علي بن موسى الرضا اختلفوا بعد وفاته فصاروا خمس فرق : ١٨٠ ـ فرقة قالت الامام بعد عليّ بن موسى ابنه محمّد بن على ولم يكن إلى غيره (٤) ، وكان متزوّجا بابنة المأمون (٥) ، واتّبعوا الوصيّة والمنهاج الأول من لدن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله. ١٨١ ـ وفرقة قالت بامامة أحمد بن موسى بن جعفر وقطعوا عليه وادّعوا انّ الرضا أوصي إليه وإلى الرضا واجازوها في اخوين وقالوا (٦) في مذاهبهم إلى شبيه بمذاهب الفطحية أصحاب عبد الله بن جعفر


ـ(١) كما فى ارشاد المفيد والكافى وكشف الغمة والمناقب واعلام الورى والدروس. (٢) يعنى سنة تسع وعشرين ومائة. (٣) ابن ابى جعفر المنصور (النوبختى ص ٨٥). (٤) ولم يكن له غيره (النوبختى ص ٨٥). (٥) وكان ختن المأمون على ابنته (النوبختى ص ٨٥). (٦) ومالوا (النوبختى ص ٨٦)ـ


[ 94 ]

١٨٢ ـ وفرقة تسمى المؤلّفة من الشيعة قد كانوا [ف ٨٠ ب] نصروا الحقّ وقطعوا على إمامة عليّ بن موسى بعد وقوفهم على موسى وانكار موته فصدقوا بموته وقالوا بامامة الرضا. فلمّا توفّى رجعوا إلى القول بالوقف على موسى بن جعفر. ١٨٣ ـ وفرقة تسمى المحدّثة كانوا من أهل الإرجاء وأصحاب الحديث من النابتة (١) ، فدخلوا في القول بامامة موسى بن جعفر ، وبعده لعلي بن موسى وصاروا شيعة رغبة في الدنيا وتصنّعا ، فلمّا توفّى علي بن موسى رجعوا إلى ما كانوا عليه من الإرجاء. ١٨٤ ـ وفرقة كانت من الزيدية الأقوياء منهم والبصراء لزيد فرجعوا عن مقالتهم ودخلوا في القول بامامة على بن موسى عند ما أظهر المأمون فضله وعقد على الناس بيعته ، تصنعا للدنيا واستمالوا الناس بذلك عصرا (٢) ، فلمّا مضى على بن موسى رجعوا إلى فرقهم (٣) من الزيدية. ١٨٥ ـ وتوفّى علي بن موسى بطوس من كور خراسان [ا ١٨ ف] وهو شاخص مع المأمون عند شخوصه إلى العراق في آخر صفر سنة ثلاث ومائتين وهو ابن خمس وخمسين سنة ، وقال بعضهم كان ابن اثنتين وخمسين سنة وكان مولده في سنة احدى وخمسين ومائة (٤) ، وكانت إمامته عشرين سنة وأربعة (٥) أشهر ، ودفن بطوس في دار حميد بن قحطبة الطائى (٦) ، وأمّه أمّ ولد يقال لها سها (٧). وقال بعضهم كان


ـ(١) كذا فى الاصل ، والصحيح من العامة. (٢) دهرا (النوبختى ص ٨٥). (٣) الى قومهم (النوبختى ص ٨٦). (٤) وقال بعضهم فى سنة ثلاث وخمسين ومائة (النوبختى ص ٨٧). (٥) وسبعة اشهر (النوبختى ص ٨٧). (٦) خ ل : محمد بن قحطبة ، راجع بحار الانوار ج ١٢ ص ٥ و ٣٦ و ٣٧ ومعجم البلدان ج ٣ ص ٥٦٠. (٧) شهد (النوبختى ص ٨٧)ـ


[ 95 ]

اسمها تحية (١) وكان جميع أولاد موسى بن جعفر ثمانية عشر ذكرا وخمسة عشر بنتا وكلّهم لامهات أولاد ، وكان المأمون أشخص إليه على بن موسى وهو بخراسان مع رجاء بن أبي الضحّاك في آخر سنة مائتين على طريق البصرة وفارس ، وكان الرضا متزوجا بابنة المأمون. ١٨٦ ـ وكان سبب الفرقتين اللّتين ائتمّت إحداهما بأحمد بن موسى ورجعت الاخرى إلى القول بالوقف انّ أبا الحسن [ف٨١ ب] الرضا توفّى وابنه محمّد ابن سبع سنين فاستصبوه واستصغروه ، وقالوا : لا يجوز أن يكون الامام إلّا بالغا ولو جاز ان يأمر الله بطاعة غير بالغ لجاز ان يكلّف غير بالغ فانّه كما لا يعقل ان يحمّل التكليف (٢) غير بالغ فكذلك لا يعقل انّ يفهم القضاء بين (٣) دقيقه وجليله ، وغامض الأحكام وشرائع الدين وجميع ما اتى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وما يحتاج إليه جميع الامّة إلى يوم القيامة من أمر دينها ودنياها طفل غير بالغ ، ولو جاز انّ يفهم ذلك من قد نزل عن حدّ البلوغ درجة جاز (٤) انّ يفهم ذلك من قد نزل عن حدّ البلوغ درجتين وثلاثة وأربعة راجعا إلى الطفولة حتّى يجوز ان يفهم ذلك طفل في المهد والخرق ، وذلك غير معقول ولا مفهوم ولا متعارف واحتجّ عليهم من قال بامامته وثبّتها بان قال انّ حجج الله من الرسل والأنبياء [ا٢٨ ف] والأئمّة إنّما هم براهين الله في أرضه وخلفاؤه وحججه على خلقه لا ينظر منهم إلى حدّ السنّ والبلوغ عندنا فهو يحتج بالكبير عندنا والصغير فقد بعث نوحا إلى قومه عليه‌السلام وهو ابن خمس مائة سنة ، ونبّأ عيسى وجعله حجّة ونبيّا وهو صبى في المهد ، وامّا تكليف البالغ وما احتججتم به فلا حجة لكم فيه فقد كلّف عيسى عليه‌السلام الصلاة


ـ(١) نجيبة (النوبختى ص ٨٧) ولعل الصحيح «نجمة» وأمه أم ولد يقال لها أم البنين (اصول الكافى ج ١ ص ٤٨٦). (٢) يحتمل التكليف (النوبختى ص ٨٨). (٣) بين الناس ودقيقه (النوبختى ص ٨٨). (٤) لجاز (النوبختى ص ٨٨)ـ


[ 96 ]

والزكاة وبرّ والدته ، وجعله نبيّا فقال عزوجل فيما حكي عيسى واحتجاجه : انّى عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيّا ، وجعلني مباركا اينما كنت وأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ، وبرّا بوالدتي ولم يجعلني جبّارا شقّيا (١) ؛ فاعلمنا أنّه في تلك الحال لم يجعله جبّارا والتجبّر لا يكون عندكم في غير البالغين لانّ التجبّر من فعل العباد ، وقد نهى الله عنه وذمّه ، وقد كلّف عيسى عليه‌السلام الصلاة والزكاة وبرّ والدته [ف٨٢ ب] وان كنّا لا نعقل كيفيّة ما أمر به من ذلك ومحال ان يعرف أحد من الخلق كيفيّة البراهين والدلالات المعجزة لانّ ذلك معجز من كلّ وجه فلا تعقل كيفيّة ، وقد قال في قصة يحيى بن زكريا عليه‌السلام : وآتيناه الحكم صبيا (٢) ؛ فلا حجّة لكم فيما ذكرتم من علم الاحكام والقضاء وقد وصف عزوجل عن شاهد (٣) يوسف ما وصف من قوله وفضله لما اختلفوا فيه واحتجّوا به مما جرى بين الملك ويوسف وامرأة الملك وأجاز شهادته وجعله بيانا وحجّة وسمّاه شاهدا ورفع بشهادته عن يوسف ما قرفته به عن امرأة العزيز من السوء والفحشاء وانّه راودها عن نفسها وألزمها العزيز الذنب وانّه من كيدها ، فالرسل والأنبياء والائمة خارجون من هذا المعنى الصغير منهم والكبير يبلّغ الرسالة ويضطلع بأعباء النبوّة وما أمر به فلم يلتفتوا [ا ٣٨ ف] إلى الاحتجاج ورجعوا إلى ما كانوا عليه قبل ذلك. ١٨٧ ـ ثمّ انّ الّذين قالوا بامة أبي جعفر محمّد بن على بن موسى اختلفوا في كيفيّة علمه وكيف وجه ذلك لحداثة سنه ضربا (٤) من الاختلاف فقال بعضهم لبعض ، الامام لا يكون إلّا عالما وأبو جعفر غير بالغ وأبوه فقد توفّى كيف علم ومن أين علم


ـ(١) القرآن ١٩ : ٣١ ـ ٣٤. (٢) القرآن ١٩ : ١٣. (٣) وبحكم الصبى بين يوسف بن يعقوب وامرأة الملك (النوبختى ص ٩٠). (٤) ضروبا (النوبختى ص ٨٨)ـ


[ 97 ]

١٨٨ ـ وقال بعضهم من قبل أبيه هو الّذي علّمه ومنه تعلم ولا يجوز غير ذلك. ١٨٩ ـ فأنكر ذلك عليهم الباقون من أصحابهم وقالوا لم يكن ذلك من قبل أبيه وتعليمه ايّاه لأنّ أباه حمل إلى خراسان وأبو جعفر ابن أربع سنين واشهر من كان في هذا السن فليس في حدّ من يستفرغ تعليم معرفة دقيق علوم الدين وجليله ولكنّ الله علّمه ذلك عند البلوغ بضروب ممّا تدلّ (١) جهات علم الامام مثل الالهام والنكت في القلب والنقر في [ف٨٣ ب] الاذن والرؤيا (٢) في النوم والملك المحدّث له ووجوه رفع المنار له والعمود والمصباح وعرض الأعمال عليه ، لان ذلك كلّه قد صحّ بالأخبار الصحيحة القويّة الأسانيد انّها من علامات علوم الامام وجهاتها ، فلا يجوز دفعها وردّها ولا تكذيب مثلها لصحّة مخارجها. فأمّا قبل البلوغ فهو امام على معنى انّ الأمر له دون غيره وانّه لا يصلح في ذلك الوقت لموضع الامامة غيره إذ قد اوصى أبوه إليه وقلّدنا إمامته وإذ لا ولد لأبيه غيره. ١٩٠ ـ وقال بعضهم بمقالة هؤلاء في انّه امام على معنى انّ ذلك المقام له (٣) ، دون غيره إلى وقت البلوغ لا يجب له طاعة وأمر ونهى ، وليس عليهم إلّا الاقرار بانه الامام لا غيره ، فاذا بلغ علم العلوم الّتي تحتاج الامّة إليها لدينهم ودنياهم لا من جهة الالهام ولا النكت والنقر والملك المحدّث ولا بشيء [ا٤٨ ف] من الوجوه الّتي ذكرها الفرقة المتقدّمة ، لانّ الوحى من جميع جهاته وفنونه منقطع بعد النبىّ باجماع الامة ، وانّ الالهام انّما هو ان يلحقك عند الخاطر والفكر معرفة شيء قد كانت تقدّمت معرفتك به من الامور النافعة لك فذكرته ، وذلك لا يعلم به الأحكام والفرائض والسنن وشرائع الدين على كثرة اختلافها وعللها قبل ان يوقف بالسمع منها على شيء ، لانّ اصحّ الناس فكرا وارجحه عقلا (٤) واكمله خاطرا


ـ(١) مما يدل (النوبختى ص ٨٩). (٢) الرؤيا الصادقة (النوبختى ص ٨٩) (٣) ان الامر له (النوبختى ص ٨٩). (٤) اوضحه خاطرا (النوبختى ص ٨٩)ـ


[ 98 ]

واحضره توفيقا لو فكر وهو لم يسمع بانّ الظهر أربعة والمغرب ثلاثة والغداة ركعتان ما استخرج ذلك بفكره ولا عرفه ببصره (١) ولا ميّزه ولا استقل عليه بعقله (٢) وكماله ولا إدراك ذلك لحضور توفيقه ولا لحقه علم ذلك من جهة التوفيق أبدا ، ولا يعلم شيء من ذلك إلّا بالتوقيف والتعليم فقد بطل [ف٨٤ ب] ان يعلم شيئا من ذلك بالالهام والتوفيق ، ولكن يقول انّه علم ذلك عند البلوغ من كتب أبيه وما ورثه من الاصول والفروع ؛ وبعض هذه الفرقة يجوز له القياس (٣) في الاحكام ، ويزعم انّ القياس جائز للرسل والأنبياء والأئمّة ، وكان يونس بن عبد الرحمن يقول انّ رسول الله كان يستخرج ويستنبط بوقوع (٤) ما انزل عليه وأمر به مجملا غير مفتر بالقياس. ١٩١ ـ فزعموا انّ ذلك جائز للامام أن يقيس على الاصول الّتي في يده لانه معصوم من الخطأ والزلل والعمد فلا يجوز أن يخطئ في القياس ، وإنّما صاروا إلى هذه المقالة لضيق الأمر عليهم في علم الامام وكيفيّة تعليمه إذ ليس هو ببالغ عندهم. ١٩٢ ـ وقال بعضهم الامام لا يكون غير بالغ وان قلّت (٥) سنّه لانّه حجّة الله ، فقد يجوز ان يعلم وان كان صبيا [ا ٥٨ ف] ويجوز عليه وفيه الاسباب الّتي ذكرت من الالهام والنكت والوقر (٦) والرؤيا والملك المحدّث له ورفع المنار والعمود والمصباح وعرض الأعمال ، فكلّ ذلك جائز عليه وفيه كما جاز ذلك فيمن سلف من حجج الله الماضين ، والأئمّة إلى هذه الاسباب أحوج من الرسل والأنبياء


ـ(١) ولا عرفه بنظره (النوبختى ص ٩٠) (٢) ولا استدل عليه بكمال عقله (النوبختى ص ٩٠). (٣) تجيز القياس فى الاحكام للامام خاصة (النوبختى ص ٩٠). (٤) كذا فى الاصل. (٥) ولو قلت (النوبختى ص ٩٠). (٦) كذا فى الاصل وظاهر «النقر» كما جاء من قبل


[ 99 ]

اذ الرسل يلقاهم الملائكة قبلا ويشافههم عن الله بالوحى والرسالة وما يحتاجون إليه ، والائمة لا تتلقّاهم الملائكة عن الله فيوحى شفاها ، واعتلّوا في سن الامام والرسل والأنبياء بيحيى بن زكريّا وانّ الله آتاه الحكم صبيا ، وباسباب عيسى بن مريم ، وبحكم الصبي وشهادته بين يوسف بن يعقوب والعزيز وبامرأته (١) وبعلم سليمان بن داود حكما من غير تعليم أبيه له. وغيره من الناس وغيرهم من حجج الله ممّن كان غير بالغ عند الناس ، فنسبهم ولهم الحجّة وهم غير بالغين. [b ٥٨ F] ١٩٣ ـ وولد محمّد بن على بن موسى للنصف من شهر رمضان سنة خمس وسبعين ومائة (٢) ، وأشخصه المعتصم في خلافته إلى بغداد فقدمها لليلتين بقيتا من المحرّم سنة عشرين ومائتين ، وتوفّى بها في هذه السنة في آخر ذى القعدة ، ودفن في مقبرة قريش عند قبر جدّه موسى بن جعفر ، وهو يومئذ ابن خمس وعشرين سنة وثلاثة أشهر وخمسة عشر يوما (٣). وأمّه أمّ ولد يقال لها الخيزران وكان اسمها قبل ذلك ذر (٤) فسمّاها الرضا الخيزران ، وكانت إمامته سبعة عشر (٥) سنة وتسعة اشهر. ١٩٤ ـ فنزل أصحاب محمّد بن على الّذين ثبتوا على إمامته إلى القول بامامة ابنه ووصيّه على بن محمّد فلم يزالوا على ذلك إلّا نفر منهم يسير عدلوا عنه إلى القول بامامة أخيه موسى بن محمّد ، ثمّ لم يثبتوا على ذلك قليلا حتّى رجعوا إلى إمامة على بن محمّد ورفضوا إمامة موسى ، لانّ موسى كذبهم [a ٦٨ F] وتبرأ منهم ومن ادّعى إمامة لنفسه ، فلم يزالوا كذلك حتّى توفّى على بن محمّد ، وتوفّى بسرّ من رأى وكان المتوكّل أشخصه من المدينة مع يحيى بن هرثمة بن اعين يوم الاثنين لثلث


ـ(١) يوسف بن يعقوب وامرأة الملك (النوبختى ص ٩٠). (٢) خمس وتسعين ومائه (النوبختى ص ٩١). (٣) ابن خمس وعشرين سنة وشهرين وعشرين يوما (النوبختى ص ٩١). (٤) درة (النوبختى ص ٩١) يقال لها سبيكة نوبية (اصول الكافى ج ١ ص ٤٢٩). (٥) سبع عشرة سنة (النوبختى ص ٩١)ـ


[ 100 ]

خلون من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين (١) وكان قدومه سر من رأى (٢) يوم الثلثاء لسبع ليال بقين من شهر رمضان سنة ثلث وثلثين ومائتين وكان مولده يوم الثلثاء لثلث عشرة ليلة مضت من رجب. وقال بعضهم لثمان ليال بقين من رجب يوم الخميس وهو أصحّ الأخبار ، سنة أربع عشرة ومائتين ، ودفن في داره وكان مقامه بسرّ من رأى ، إلى انّ توفّى ، عشرين سنة وتسعة اشهر وعشرة أيام ، وكانت إمامته ثلاثا وثلاثين سنة وتسعة أشهر. وحدّثني محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين انّه ولد يوم السبت لأربع عشرة ليلة بقيت من ذى الحجّة سنة اثنتى وعشرين ومائتين ، ومضى أبوه وهو ابن ثمان سنين وأحد عشر يوما ، وانّه أخذ هو المولد من محمّد بن إبراهيم بن [ب٦٨ ف] محمّد بن أيّوب المكي وكان خيّرا فاضلا مستقيما وكان صاحب بريد الحجاز ، وانّه قرأ كتابا إلى المأمون فخبره بذلك وبهذا التاريخ وانّه كان حاضرا بالمدينة يوم ولد علي بن محمّد ، وأمّه أمّ ولد يقال لها سمانة. ١٩٥ ـ وقد شذّت فرقة من القائلين بامامة على بن محمّد في حياته فقالت بنبوّة رجل يقال له محمّد بن نصير النميرى كان يدّعى انّه نبيّ رسول ، وانّ علي بن محمّد العسكرى أرسله وكان يقول بالتناسخ ، ويغلو في أبي الحسن ويقول فيه بالربوبيّة ويقول بالإباحة للمحارم ويحلل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم ، ويزعم انّ ذلك من التواضع والاخبات والتذلل في المفعول به ، وانّه من الفاعل والمفعول به احدى الشهوات والطيّبات ، وانّ الله لم يحرّم شيئا من ذلك ، وكان محمّد بن محمّد بن الحسن بن فرات (٣) يقوى أسبابه ويعضده (٤). أخبرنى بذلك عن [ا٧٨ ف] محمّد بن نصير أبو زكريّا يحيى بن عبد الرحمن [بن خاقان انه] (٥) رآه عيانا وغلام له على


ـ(١) وهو يوم توفى ابن أربعين سنة (النوبختي ص ٩٢). (٢) إلى سر من رأى (النوبختى ص ٩٢). (٣) محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات (النوبختى ص ٩٤). (٤) راجع الكشى ص ٣٢٣. (٥) كان بياض فى الاصل اضفناه من كتاب الغيبة للشيخ الطوسى ص ٢٥٩


[ 101 ]

ظهره قال فلقيته فعاتبته [بذلك] فقال انّ هذا من اللذّات وهو من التواضع لله وترك التجبر. فلمّا اعتل محمّد بن نصير العلّة التي توفّى فيها قيل له في علّته وهو معتقل اللّسان (١) لمن يكون هذا الأمر من بعدك : فقال بلسان ضعيف ملجلج : أحمد ، فلم يدر من هو؟ فمات فافترقوا بعده ثلاث فرق. ١٩٦ ـ ففرقة قالت انّه أحمد ابنه. ١٩٧ ـ وفرقة قالت هو أحمد بن محمّد بن موسى بن فرات (٢). ١٩٨ ـ وفرقة قالت انّه أحمد بن أبي الحسين بن بشر بن زيد (٣) ، فتفرّقوا فلم يرجعوا إلى شيء وادّعى هؤلاء النبوّة عن أبي محمّد الحسن بن على ، فسميت هذه الفرق النميرية. ١٩٩ ـ فلمّا نوفّى على بن محمّد بن على بن موسى قالت فرقة من أصحابه بامامة ابنه محمّد ، وقد كان توفّى في حياة أبيه بسرّ من رأى [ب٧٨ ف] [زعموا انّه حىّ] لم يمت واعتلّوا في ذلك بان أباه أشار إليه واعلمهم انّه الامام بعده ، والامام لا يجوز عليه الكذب ولا يجوز البداء فيه ، وان كانت ظهرت وفاته في حياة أبيه فانّه لم يمت في الحقيقة ولكن أباه خاف عليه فغيّبه ، وهو المهدى القائم ، وقالوا فيه بمثل مقالة أصحاب إسماعيل بن جعفر. ٢٠٠ ـ وقال سائر أصحاب على بن محمّد بامامة ابنه الحسن بن على ، وثبّتوا له الامامة بوصيّة أبيه إليه ، وكان يكنّى بأبي محمّد إلّا نفرا قليلا فانّهم مالوا إلى أخيه جعفر بن على ، وقالوا اوصى أبوه إليه بعد مضى أبيه محمّد ، واوجب إمامته واظهر أمره ، وأنكروا إمامة أخيه محمّد ، وقالوا إنّما فعل أبوه ذلك اتقاء عليه ودفاعا عنه ، وكان الامام في الحقيقة جعفر بن على وهؤلاء هم الجعفرية الخلص. ٢٠١ ـ وولد حسن بن على في شهر [ا ٨٨ ف] ربيع الآخر سنة اثنتين وثلثين


ـ(١) مثقل اللسان (الغيبة ص ٢٥٩). (٢) أحمد بن موسى بن الحسن بن الفرات (النوبختى ٩٤). (٣) احمد بن أبى الحسين محمد بن بشر بن زيد (النوبختى ص ٩٤) بشر بن يزيد الغيبة ص ٢٦٠


[ 102 ]

ومائتين ، وتوفّى بسرّ من رأى يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الآخر (١) سنة ستّين ومائتين ، ودفن في داره في البيت الّذي دفن فيه أبوه ، وهو ابن ثمان وعشرين سنة ، وصلّى عليه أبو عيسى بن المتوكّل ، وكانت إمامته خمس سنين وثمانية اشهر وخمسة أيّام ، وتوفّى ولم ير له خلف (٢) ولم يعرف له ولد ظاهر ، فاقتسم ما ظهر من ميراثه اخوه جعفر وأمّه وهى أمّ ولد كان يقال لها عسفان ثمّ سماها أبوه (٣) حديث ، فافترق أصحابه من بعده خمس عشرة فرقة (٤). ٢٠٢ ـ ففرقة منها وهى المعروفة بالامامية (٥) قالت لله في أرضه بعد مضى الحسن بن على حجّة على عباده وخليفة في بلاده ، قائم بامره من ولد الحسن بن على بن محمّد بن على الرضا ، آمرناه مبلغ عن آبائه مودّع عن اسلافه ، ما استودعوه من علوم الله وكتبه وأحكامه وفرائضه [ب ٨٨ ف] وسننه ، عالم بما يحتاج إليه الخلق من أمر دينهم ومصالح دنيا هم خلف لأبيه ، ووصى له ، قائم بالأمر بعده ، هاد للامة مهدى على المنهاج الاوّل والسنن الماضية من الأئمة الجارية ، فيمن مضى منهم القائمة فيمن بقى منهم ، إلى ان تقوم الساعة ، ومن وتيرة الأعقاب ، ونظام الولادة ، ولا ينتقل ولا يزول عن حالها ، ولا يكون الامامة ولا يعود في اخوين بعد الحسن والحسين ، ولا يجوز ذلك ولا يكون إلّا في عقب الحسن بن على بن محمّد إلى فناء الخلق وانقطاع أمر الله ونهيه ورفعه التكليف عن عباده ، متصل ذلك ما اتّصلت امور الله ، ولو كان في الأرض رجلان كان (٦) أحدهما الحجّة ، ولو مات أحدهما لكان الباقى منهما


ـ(١) ربيع الاول (النوبختى ص ٩٦). (٢) اثر (النوبختى ص ٩٦). (٣) أبو الحسن حديثا (النوبختى ص ٩٦). (٤) وقد جاء فى كتاب النوبختى ثلاث عشرة فرقة وكان فيه سقطا ونقل السيد المرتضى فى الفصول المختارة عن أبى محمد الحسن النوبختى صاحب كتاب فرق الشيعة الاربع عشرة فرقة وكذا جاء فى بحار الانوار الاربعة عشرة فرقة (راجع بحار الانوار ج ٩ ص ١٧٥ ـ ١٧٦). (٥) وقد ذكر النوبختى هذه الفرقة فى الفرقة الثانية عشرة راجع (ص ١٠٨). (٦) لكان (النوبختى ص ٩٦)ـ


[ 103 ]

الحجّة ، ما اتّصل أمر الله ودام نهيه في عباده ، وما كان تكليفه قائما في خلقه. ولا يجوز أن تكون الامامة في عقب من يموت في حياة أبيه [ا ٩٨ ف] ولا في وصىّ له من اخ ولا غيره ، إذا لم تثبت للميت في حياة أبيه في نفسه إمامة ، ولم يلزم العباد به حجّة ، ولو جاز ذلك لصح مذهب أصحاب إسماعيل بن جعفر بن محمّد ، ولثبتت إمامة ابنه محمّد بن إسماعيل بعد مضى جعفر بن محمّد ، وكان من دان بها من المباركيّة والقرامطة محقا مصيبا في مذهبه ، وذلك انّ المأثور عن الائمة الصادقين ممّا لا دفع بين هذه العصابة من الشيعة الامامية ، ولا شكّ فيه عندهم ولا ارتياب ، ولم يزل اجماعهم عليهم لصحّة مخرج الاخبار المرويّة فيه وقوّة أسبابها ، وجودة اسانيدها وثقة ناقليها ، انّ الامامة لا تعود في اخوين إلى قيام الساعة بعد حسن وحسين ، ولا يكون ذلك ولا يجوز ان تخلو الارض من حجّة من عقب الامام ، الامام الماضى قبله ولو خلت ساعة لساخت الارض ومن عليها [ب٩٨ ف] فنحن متمسّكون بامامة الحسن بن على ، مقرّون بوفاته موقنون مؤمنون بأنّ له خلفا من صلبه ، متديّنون بذلك ، وانّه الامام من بعد أبيه الحسن بن على ، وانّه في هذه الحالة مستتر خائف مغمود مأمور بذلك ، حتّى يأذن الله عزوجل له فيظهر ويعلن أمره ، كظهور من مضى قبله من آبائه إذ الأمر لله تبارك وتعالى يفعل ما يشاء ويأمر بما يريد من ظهور وخفاء ونطق وصموت ، كما أمر رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حال نبوّته بترك اظهار أمره والسكوت والاخفاء من أعدائه والاستتار ، وترك اظهار النبوّة الّتي هى اجل وأعظم وأشهر من الامامة ، فلم يزل كذلك سنين إلى أن أمره باعلان ذلك وعند الوقت الّذي قدّره تبارك وتعالى فصدع بأمره واظهر الدعوة لقومه ، ثمّ بعد الإعلان بالرسالة واقامة الدلائل المعجزة [ا٠٩ ف] والبراهين الواضحة اللازمة بها الحجّة وبعد قريش وسائر الخلق من عرب وعجم وما لقى من الشدّة ، ولقيه أصحابه من المؤمنين أمرهم بالهجرة إلى الحبشه وأقام هو مع قومه حتّى توفّى أبو طالب ، فخاف على نفسه وبقيّة أصحابه فأمره الله عند ذلك بالهجرة إلى المدينة وأمره بالاختفاء في الغار والاستتار من العدوّ ، فاستتر اياما خائفا مطلوبا حتّى اذن الله له وأمره بالخروج، و


[ 104 ]

كيف بالغريب الوحيد الشريد الطريد المطلوب الموتور بأبيه وجدّه هذا مع القول المشهور من أمير المؤمنين على المنبر : «انّ الله لا يخلى الأرض من حجّة له على خلقه ظاهرا (١) معروفا أو خافيا مغمورا لكى لا يبطل حجّته وبيّناته» وبذلك جاءت الاخبار الصحيحة المشهورة عن الائمّة ، (٢) وليس على العباد ان يبحثوا عن امور الله ويقفوا اثر ما لا علم [ب٠٩ ف] لهم به ويطلبوا اظهاره فستره الله عليهم وغيّبه عنهم ، قال الله عزوجل لرسوله : ولا تقف ما ليس لك به علم (٣) فليس يجوز لمؤمن ولا مؤمنة طلب ما ستره الله ، ولا البحث عن اسمه وموضعه ، ولا السؤال عن أمره ومكانه ، حتّى يؤمروا بذلك ، إذ هو عليه‌السلام غائب خائف مغمود مستور بستر الله من متبع لامره عزوجل ولامر آبائه ، بل البحث عن أمره وطلب مكانه والسؤال عن حاله وأمره محرم ، لا يحل ولا يسع لأنّ في طلب ذلك واظهار ما ستره الله عنا وكشفه واعلان أمره والتنويه باسمه معصية الله ، والعون على سفك دمه عليه‌السلام ودماء شيعته وانتهاك حرمته ، اعاذ الله من ذلك كلّ مؤمن ومؤمنة برحمته وفي ستر امره والسكوت عن ذكره حقنها وصيانتها سلامة ديننا والانتهاء إلى [ا١٩ ف] أمر الله وأمر أئمتنا وطاعتهم ، وفقنا الله وجميع المؤمنين لطاعته ومرضاته بمنّه ورأفته. ولا يجوز لنا ولا لاحد من الخلق ان يختار إماما برأيه ومعقوله واستدلاله ، وكيف يجوز هذا وقد حظره الله جلّ وتعالى على رسله وانبيائه وجميع خلقه فقال في كتابه ، إذا لم يجعل الاختيار إليهم في شيء من ذلك ، وما كان لمؤمن ولا لمؤمنة إذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من أمرهم ، وقال : وربّك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة (٤) ، من امرهم ، وانّما اختيار الحجج والائمة إلى الله عزوجل واقامتهم إليه ، فهو يقيمهم ويختارهم ويخفيهم وإذا شاء اقمتهم (٥) فيظهرهم


ـ(١) اللهم انك لا تخلى الارض من حجة لك على خلقك ظاهرا (النوبختى ص ١٠٩) (٢) عن الائمة الماضين لانه ليس للعباد (النوبختى ص ١٠٩). (٣) القرآن ١٧ : ٣٦. (٤) القرآن ٢٨ : ٦٨. (٥) كذا فى الاصل والظاهر يقيمهم


[ 105 ]

ويعلن أمرهم إذا أراد ، ويستره إذا شاء فلا يبديه ، لانّه تبارك وتعالى اعلم بتدبيره في خلقه واعرف [ب١٩ ف] بمصلحتهم والامام اعلم بامور نفسه وزمانه وحوادث امور الله منا ، وقد قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد (١) وهو ظاهر الامر معروف المكان مشهور الولادة والذكر لا ينكر نسبه شائع اسمه وذكره وامره في الخاص والعام : من سمّانى باسمى (٢) فعليه لعنة الله ، وقد كان الرجل من اوليائه وشيعته يلقاه (٣) في الطريق فيحيد عنه ولا يسلم عليه تقيّة ، فإذا لقيه أبو عبد الله شكره على فعله وصوّب له ما كان منه ، وحمده عليه وذمّ من تعرف إليه وسلم عليه ، وأقدم عليه بالمكروه من الكلام ، وكذلك حكى عن [ابى] ابراهيم (٤) من منع تسميته مثل ما حكى عن أبيه كلّ ذلك تقيّة وتخوفا من العدوّ. وهذا أبو الحسن الرضا يقول ولو علمت ما يريد القوم منى لاهلكت نفسى عندهم بما لا يوثق دينى بلعب [ا ٢٩ ف] الحمام والديكة واشباه ذلك ، هذا كلّه لشدّة التستر من الاعداء ولوجوب فرض استعمال التقيّة فكيف يجوز في زماننا هذا ترك استعمال ذلك مع شدة الطلب وضيق الامر وجور السلطان عليهم ، وقلّة رعايته لحقوق امثالهم ومع ما لقى [في] الماضى أبو الحسن من المتوكّل وشدّته عليه وما حلّ بابى محمّد ، هذه العصابة من صالح بن وصيف لعنه الله وحبسه ايّاه ، وامره بقتله وحبسه له ولاهل بيته ، وطلب الشيعة وما نالهم منه من الاذى والتعنّت ، تسمية من لم يظهر له خبر ولم يعرف له اسم مشهور وخفيت ولادته ، وقد رويت الاخبار الكثيرة الصحيحة : ان القائم تخفى على الناس ولادته ويخمل ذكره ، ولا يعرف اسمه ولا يعلم مكانه حتّى يظهر ويؤتم به قبل قيامه (٥). ولا بد مع هذا الّذي [ب ٢٩ ف] ذكرناه ووصفنا استتاره وخفاءه من ان يعلم امره وثقاته وثقاة


ـ(١) الصادق (النوبختى ص ١١٠). (٢) باسم (النوبختى ص ١١٠). (٣) يتلقاء (النوبختى ص ١١٠). (٤) عن أبى إبراهيم موسى بن جعفر انه قال فى نفسه من منع (النوبختى ص ١١٠) (٥) ولا يعرف الا انه لا يقوم حتى يظهر ويعرف انه امام ابن امام ووصى ابن وصى يؤتم به قبل أن يقوم (النوبختى ص ١١٠)ـ


[ 106 ]

ابيه وان قلّوا ، لان الاشارة بالوصية من امام الى امام بعده لا تصح ولا نثبت الا بشهود عدول من خاصة الاولياء اقلّ ذلك شاهدان فما فوقهما ، إلّا ان لا يكون للامام الماضى إلّا ولد واحد فيستغنى بذلك عن الاشارة إليه على ما روى عن ابي جعفر محمّد بن الرضا انه قال لمحمد بن عيسى بن عبد الله الاشعرى وهو يناظره في شيء من هذا النحو : يا أبا على ارتفع الشك والشبهة ما لأبي غيرى (؟) ، ومع هذا فان الرضا لم يدع الاشارة إليه والوصية والاشهاد على ذلك ، لانه لا بدّ منه اذ السنة جارية من رسول الله بذلك ومن الائمة من بعده واذ قد فعله امير المؤمنين والحسن وفعله الحسن بالحسين [ا٣٩ ف] مع وصية رسول الله واشارته إليهم [وهى ان الامامة] (١) في عقب الحسن بن محمّد ما اتصلت امور [الله ولا ترجع] (٢) الى اخ ولا عم ولا ابن عم ولا ولد ولد ، ومات ابوه في حياة جده ولا يزول عن ولد الصلب ولا يكون ان يموت امام الا ولد له لصلبه وله ولد وولد ، فهذه سبيل الامامة وهذا المنهاج الواضح ، والغرض الواجب اللازم الّذي لم يزل عليه الاجماع من الشيعة الامامية المهتدية رحمة الله عليها ، وعلى ذلك كان اجماعنا الى يوم مضى الحسن بن على رضوان الله عليه. ٢٠٣ ـ وقالت الفرقة الثانية ان الحسن بن على حىّ لم يمت ، وانما غاب وهو القائم ، ولا يجوز ان يموت الامام ولا ولد له ، ولا خلف معروف ظاهر ، لان الارض لا تخلو من امام ولان الحجة لله ، ولا يلزم الخلق الا [ب٣٩ ف] [إمامة من ثبتت له] الوصية والحسن بن على فقد ثبتت وصيته [بالامامة] واشار ابوه إليه بالامامة ولا يجوز ان تخلو الارض ساعة من حجة وامام على الخلق (٣) فهذه غيبة له وسيظهر حتّى يعرف ظهوره ثم يغيبه غيبة اخرى وهو القائم. وذهبوا في ذلك الى بعض مذاهب الواقفة على موسى بن جعفر وزعموا ان الواقفة على موسى اخطأت في وقوفها عليه ، لانه رحمة الله عليه توفى عن بضعة عشر ذكرا ، وانما يجوز الوقوف


ـ(١) بياضان فى الاصل وقد اضفناهما قياسا. (٢) بياضان فى الاصل وقد اضفناهما قياسا. (٣) والرواية قائمة ان للقائم غيبتين (النوبختى ص ٩٧)ـ


[ 107 ]

على من ظهرت وفاته ولا خلف له بين ظاهر فيجب الوقوف عليه ، لانه لا يجوز موت امام بلا خلف عدل ظاهر من ولد لصلبه ، ولو جاز ان يقف على موسى بن جعفر وله اولاد ذكور معروفون مشهورون لكانت الواقفة على امير المؤمنين على ومن بعده من ولده ممّن [a٤٩ F] قد وقفت عليه واقفة مصيبة في ذلك ، لانها اعتلت باخبار مثل اخبار واقفة موسى ، فلما وجدنا فقد امام قد ثبتت إمامته عن ابيه ولم نجد له خلفا اشار إليه مشهورا معروفا ، صحّ ان الحسن بن على غاب وانه حي لم يمت. ٢٠٤ ـ وقالت الفرقة الثالثة ان الحسن بن على مات وحي بعد موته (١) وهو القائم ، واعتلوا في ذلك برواية اعتلت بها فرقة من واقفة موسى بن جعفر رووها عن جعفر بن محمّد انه قال : انما سمّى القائم قائما لانه يقوم بعد ما يموت ، فالحسن بن على قد مات ولا شك في موته ولا خلف له ، ولا وصّى موجود فلا شك انه القائم وانه حي بعد الموت (٢) لان الارض لا تخلو من حجة ظاهر ، فهو عليه‌السلام غائب مستتر وسيظهر ويملأ الارض عدلا (٣) [b ٤٩ F]. ٢٠٥ ـ وقالت الفرقة الرابعة (٤) ان الحسن بن على قد صحت وفاته كما صحت وفاة آبائه بتواطؤ الاخبار التى لا يجوز تكذيب مثلها ، وكثرة المشاهدين لموته وتواتر ذلك عن الولى له والعدو ، وهذا ما لا يجب الارتياب فيه ، وصح بمثل هذه الاسباب انه لا خلف له ، فلما صح عندنا الوجهان ثبت انه لا امام بعد الحسن بن على ، وان الامامة انقطعت وذلك جائز في المعقول والقياس والتعارف ، كما جاز ان تنقطع النبوة بعد محمّد فلا يكون بعده شيء ، فكذلك جائز ان ننقطع الامامة ، لان


ـ(١) وعاش بعد موته (النوبختى ص ٩٧). (٢) وقد روينا ان القائم إذا بلغ الناس خبر قيامه قالوا كيف يكون فلان إماما وقد بليت عظامه فهو اليوم حي مستتر (النوبختى ص ٩٧). (٣) كما ملئت جورا (النوبختى ص ٩٨). (٤) وقد ذكر النوبختى هذه الفرقة فى الفرقة التاسعة مع اختلاف فى العبارات والمعانى. راجع (النوبختى ص ١٠٥)ـ


[ 108 ]

الرسالة والنبوّة اعظم خطرا واجلّ ، والخلق إليها احوج ، والحجة بها الزم ، والعذر بها اقطع ، لان معها البراهين الظاهرة والاعلام الباهرة فقد انقطعت ، فكذلك يجوز ان تنقطع الامامة ، [ا ٥٩ ف] واعتلّوا في ذلك بخبر (١) يروى عن ابى عبد الله جعفر بن محمّد ، انه سئل عن الارض أتخلو من حجة فقال لا ، الا ان يغضب الله على اهل الارض بمعاصيهم ، فيرفع عنهم الحجة ، فهذا عندنا ذلك الوقت والله يفعل ما يشاء. وهذه الفرقة لا توجب قيام القائم ولا خروج مهدى ، وتذهب في ذلك الى بعض معانى البداء. ٢٠٦ ـ وقالت الفرقة الخامسة (٢) ان الحسن بن على قد مات وصح موته وانقطعت الامامة الى وقت يبعث الله فيه قائما من آل محمّد ممن قد مضى ، ان شاء بعث الحسن بن على وان شاء بعث غيره من آبائه ، ولا بد من ذلك لان قيام القائم وخروج المهدى حتم من الله وبذلك (٣) وردت الاخبار وصحت الآثار ، واجمع عليه الامة فلا يجوز بطلان ذلك ولا يجوز ان يكون. واما النبوّة فقد اخبر الله [ب٥٩ ف] في كتابه انها قد انقطعت وانه لا نبى بعد محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ولكن يكون فترة كما كانت بين محمّد وبين عيسى بن مريم لم يكن فيها رسول ولا نبى ولا امام (٤) ، فكذلك الامر يكون في هذه الحال ، لان وفاة الحسن بن على قد صحت وصح انه لا خلف له فقد انقطعت الامامة ولا عقب له واذ لا يجوز إلّا ان يكون في الاعقاب ، ولا يجوز ان ينصرف الى عمّ ولا ابن عمّ ولا اخ بعد حسن وحسين ، فهى منقطعة الى القائم منهم ، فاذا ظهر


ـ(١) وقد روى عن الصادقين : ان الارض لا تخلو من حجة الا ان يغضب الله على أهل الارض. (النوبختى ص ١٠٥) الاصول من الكافى ج ١ ص ١٧٨. (٢) هذه الفرقة مأخوذة من الفرقة التاسعة (النوبختى ص ١٠٥) وصارت فرقة اخرى. (٣) والارض اليوم بلا حجة الا ان يشاء الله فيبعث القائم من آل محمد فيحيى الارض بعد موتها كما بعث محمدا على حين فترة من الرسل فجدد ما درس من دين عيسى ودين أنبياء قبله (النوبختى ص ١٠٥) (٤) ولما روينا من الاخبار انه كانت بين الأنبياء فترات ورووا ثلاثمائة سنة ، وروى مائتي سنة ليس فيها نبى ولا وصى ، وقد قال الصادق ان الفترة هى الزمان الّذي لا يكون فيه رسول ولا إمام (النوبختى ص ١٠٥)ـ


[ 109 ]

وقام اتصلت الى قيام الساعة (١). ٢٠٧ ـ وقال الفرقة السادسة (٢) ان الحسن وجعفرا لم يكونا امامين فان الامام كان محمّد الميّت في حياة ابيه ، وان اباهما لم يوص الى واحد منهما ولا اشار إليه بامامة ، وإنّما ادّعيا ما لم يكن لهما بحقّ ، ولذلك انّ الحسن قد توفّى ولا ولد له وجعفر لا يصلح [ا٦٩ ف] للامامة لانّه ظاهر المجانة والفسق ، غير صائن لنفسه معلن (٣) للمعاصى ، منتهك المحرّمات وليس هذه صفة من يصلح للشهادة على درهم فكيف يصلح للامامة ولمقام النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ والفسق لا يجوز ان يظهر تقيّة ، ولذلك قال أبو الحسن الرضا عليه‌السلام : لو علمت ما يريد القوم منى لأهلكت نفسى عندهم بما لا يوثق دينى لعب الحمام والديكة وما شبه ذلك. ومقام رسول الله لا يصلح له الا برّ تقى عفيف ورع غير عاصى الله معصوم من الخطأ والزلل ، فلمّا بطلت عن الحسن إذ لا خلف له ظاهر معلوم وإذ لا يجوز أن يكون إماما من لا خلف له ، وبطلت عمّن قد اعلن الفسق والمعاصى الموبقة للدين ، والامام لا يكون إلّا المعصوم التقي النقي الطاهر من الآفات البرّ العفيف لم نجد به اضرارا من [ب٧٩ ف] الرجوع إلى إمامة محمّد بن عليّ إذ لم يظهر منه إلّا الصلاح والعفاف ، وإذ قد ثبتت إشارة أبيه إليه بالامامة والإمام لا يشير إلى غير إمام ، وأنكروا الروايات المرويّة عن أبي عبد الله بالاشارة إلى عبد الله ابنه وذكروا أن الّذين قالوا بامامته لم يقولوا ذلك برواية فيه ولكنّهم ذهبوا إلى الاخبار الّتي رويت ان الامامة في الاكبر من ولد الامام الماضي ، وادّعوا ان لمحمد بن علي خلفا ذكرا. ٢٠٨ ـ وقال بعضهم انّه حىّ لم يمت وإن اباه غيّبه وستره خوفا عليه


ـ(١) والحجة علينا إلى أن يبعث القائم وظهوره الامر والنهى المتقدمين والعلم الّذي فى ايدينا مما خرج عنهم إلينا والتمسك بالماضى مع الاقرار بموته كما كانت الحجة على الناس قبل ظهور نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله امر عيسى عليه‌السلام ونهيه وما خرج من علمه وعلم أوصيائه والتمسك بالاقرار بنبوته وبموته والاقرار بمن ظهر من أوصيائه (النوبختى ص ١٠٦). (٢) راجع (النوبختى ص ١٠٠) الفرقة الخامسة. (٣) معلنا للمعاصى (النوبختى ص ١٠١)ـ


[ 110 ]

وان بطلت إمامة محمّد كما بطلت إمامة الحسن وجعفر بطلت إمامة أبيهم أبي الحسن وإمامة الأئمّة الماضين من آبائه وهذا ما لا يجوز ولا يكون. ٢٠٩ ـ وقالت الفرقة السابعة انّ الحسن بن على توفّى ولا عقب له والامام بعده جعفر بن على أخوه [ا٧٩ ف] وإليه أوصى الحسن ومنه قبل جعفر الوصيّة وعنه صارت إليه الامامة (١) ، وذهبوا في ذلك إلى بعض مذاهب الفطحية في عبد الله وموسى ابنى جعفر ، وزعموا ان هذا من طريق البداء كما بدا لله في إسماعيل بن جعفر فاماته وجعلها في عبد الله وموسى (٢) ، فكذلك جعلها في الحسن ثمّ بدا له أن يكون في عقبه فجعلها في أخيه جعفر ، فجعفر الامام من بعد الحسن بن علي (٣). ٢١٠ ـ قالت الفرقة الثامنة (٤) انّ الإمام جعفر بن على وان إمامته أفضت إليه من قبل ابيه على بن محمّد وإن القول بامامة الحسن كان غلطا وخطأ ، وجب علينا الرجوع عنه الى إمامة جعفر ، كما وجب على القائلين بامامة عبد الله بن جعفر لما مضى عبد الله الرجوع عنها إلى إمامة موسى بن جعفر لما مضى عبد الله ، ولا عقب له لانهم تأوّلوا الرواية ان الامامة [ب ٧٩ ف] في الاكبر من ولد الإمام الماضي ، فلمّا مضى الحسن ولا ولد له علموا انّهم قد أخطئوا في مقالتهم بامامته ، وان الامامة لا يجوز


ـ(١) فلما قيل لهم ان الحسن وجعفرا ما زالا متهاجرين متصارمين متعاديين طول زمانهما وقد وقفتم على صنايع جعفر ومخلفى الحسن وسوء معاشرته له فى حياته ، ولهم من بعد وفاته فى اقتسام مواريثه قالوا : إنما ذلك بينهما فى الظاهر فاما فى الباطن فكانا متراضيين متصافيين لا خلاف بينهما ولم يزل جعفر مطيعا له سامعا منه فاذا ظهر منه شيء من خلافه فمن امر الحسن فجعفر وصى الحسن وعنه افضت إليه الامامة. (٢) واقروا بامامة عبد الله بن جعفر وثبتوها بعد انكارهم لها واوجبوا فرضها على أنفسهم ليصححوا بذلك مذهبهم (النوبختى). (٣) وكان رئيسهم والداعى لهم إلى ذلك رجل من أهل الكوفة من المتكلمين يقال له «على بن الطاحى الخزاز» وكان مشهورا فى الفطحية وهو ممن قوى إمامة جعفر وامال الناس إليه وكان متكلما محجاجا واعانته على ذلك «اخت الفارس بن حاتم بن ماهوية القزوينى «غير ان هذه انكرت إمامة الحسن بن على وقالت ان جعفرا اوصى ابوه إليه لا الحسن (النوبختى ص ٩٩) (٤) راجع (النوبختى ص ١٠٠ الفرقة الرابعة)ـ


[ 111 ]

ان تكون فيمن لا خلف له ، ولا يجوز أن تكون محمّد وقد مات في حياة أبيه ، وهذا من اعظم المحال ان تثبت إمامته ويخطأ عنه ، وقد مات وابوه وهو الامام حىّ قام وطاعته فرض ، واشارته ووصيته تثبت إمامة من يكون بعده ، والحسن قد توفى ولا عقب له فقد صح عندنا انّه ادعى باطلا ، لان الامام باجماعنا جميعا لا يموت إلّا عن خلف ظاهر معروف يوصى إليه ويقيمه مقامه بالامامة ، فالامامة لا ترجع في اخوين بعد حسن وحسين ، فالامام لا محالة جعفر بوصيّة أبيه إليه. ٢١١ ـ وقالت الفرقة التاسعة (١) بمثل مقال الفطحية الفقهاء منهم وأهل النظر (٢) ان الحسن بن على توفّى [ا ٨٩ ف] وهو إمام بوصيّة أبيه إليه ، وإن الامامة لا تكون الا في الاكبر من ولد الامام ، ممن بقى منهم بعد أبيه ، لا ممّن مات في حياة أبيه ولا في ولده ولو اشار أبوه إليه ، لان من ثبتت إمامته لا يموت أبدا ، ولا خلف له من صلبه ، والامام لا يوصى إلى ابن ابن ، ولا يجوز ذلك ، فالامام بعد الحسن بن على جعفر أخوه لا يجوز غيره ، إذ لا ولد للحسن معروف ولا اخ الا جعفر في وصية ابيه ، كما أوصى جعفر بن محمّد إلى عبد الله لمكان الأكبر ، إذ لم يجز ان يزال عن الاكبر ، إذ السنّة كذلك والاخبار قائمة به ، وإذ الاشارة من جعفر بن محمّد وثبتت بالآثار الكثيرة الصحيحة إلى عبد الله ثمّ جعلها من بعد عبد الله لموسى أخيه ، إذ كان قد علم انّه لا يكون لعبد الله ابنه عقب يصلح للامامة ، وقالوا انّ الاخبار الّتي رويت في انّ ـ الامامة [ب ٨٩ ف] لا تكون في أخوين بعد الحسن والحسين (٣) فصحيحة غير مردودة ، فإنّما ذلك إذا كان للاخ الماضى ولد ذكر فامّا إذا لم يكن له ولد ذكر فهي راجعة إلى الاخ الآخر لا محالة اضطرارا إذا لم يكن هناك اخ غيره ، فان كان هناك اخ غيره او كانوا اخوة رجع الامر إلى الاكبر منهم ، وكان ذلك باشارة من أبيه


ـ(١) راجع (النوبختى ص ١١٢) الفرقة الثالثة عشرة. (٢) وأهل الورع والعبادة مثل «عبد الله بن بكير بن اعين ونظرائه فزعموا ان الحسن …. (النوبختى ص ١١٢). (٣) راجع : كمال الدين وتمام النعمة للصدوق ص ٢٣١


[ 112 ]

إليه مع أخيه الأكبر ، فإذا كان واحد استغنى عن الإشارة ووجهت له الامامة ، وكذلك قالوا في الاحاديث الّتي رويت ان الامام لا يغسله الا إمام (١) ، إنّها صحيحة وان جعفر بن محمّد غسله موسى بأمر عبد الله لانّه كان الامام بعد عبد الله فلذلك جاز أن يغسله موسى (٢) فهذه الاخبار بانّ الإمام لا يغسله الإمام صحيحة جائزة على هذا الوجه. ٢١٢ ـ وقالت الفرقة العاشرة (٣) : ان الامام كان (٤) محمّد بن علي باشارة أبيه إليه ونصبه له إماما ونصه على اسمه وعينه ، ولا يجوز ان يشير [ب ٩٩ ف] الامام بالامامة والوصيّة إلى غير إمام فلا تثبت إمامته على أبيه ، ثمّ بدا لله في قبضه إليه في حياة أبيه أوصى محمّد إلى جعفر اخيه بأمر أبيه ووصاه ودفع الوصيّة والعلوم والسلاح (٥) إلى غلام له يقال له نفيس ، كان في خدمة أبي الحسن ، وكان عنده ثقة امينا ودفع إليه الكتب والوصيّة ، وأمره إذا حدث به حدث الموت ، أن يكون ذاك عنده أبدا حتّى يحدث على أبيه أبي الحسن حدث الموت ، فيدفع ذلك كلّه حينئذ إلى أخيه جعفر وذلك عن أمر أبيه له بذلك ، كما فعل الحسين بن علي (٦) في دفعه الوصيّة والكتب والسلاح إلى أمّ سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمرها أن تدفع ذلك إلى علي بن الحسين الاصغر ، إذا رجع إليها فدفعته إليه لما رجع إلى المدينة ، فالامامة صارت لجعفر بن على بوصية أخيه محمّد [ب ٩٩ ف] إليه ، هكذا الا ادّعاها جعفر في نفسه إنّها صارت إليه من قبل محمّد أخيه لا من قبل أبيه ، وهذه الفرقة تسمى النفيسية


ـ(١) راجع : الاصول من الكافى ص ٣٨٤. (٢) لانه امام صامت فى حضرة عبد الله فهؤلاء «الفطحية الخلص» الذين يجيزون الامامة فى اخوين اذا لم يكن الاكبر منهما خلف ولدا والامام عندهم «جفر بن على» على هذا التأويل ضرورة (النوبختى ص ١١٢) (٣) راجع النوبختى ص ١٠٦ : الفرقة العاشرة. (٤) ابو جعفر محمد بن على (النوبختى ص ١٠٦). (٥) راجع : اصول الكافى : باب ما عند الائمة من سلاح رسول الله ومتاعه (ج ١ ص ٢٣٢). (٦) لما خرج إلى الكوفة (النوبختى ص ١٠٧)ـ


[ 113 ]

٢١٣ ـ وقالت فرقة من النفيسية انّ الامامة كانت لمحمّد بن علي وإليه أوصى أبوه ولم يوص إلى غيره ، فلمّا بدا لله فيه اعلمه أخوه ذلك لتقدم فيما يحتاج إليه فلم يجز (١) ان لا يوصى ولا يقيم إماما ولا يجوز أن يوصى إلى أبيه إذ إمامة أبيه ثابتة عن جدّه ، وإذ هو الناطق ومحمّد الصامت. ولا يجوز له أن يأمر مع أبيه وينهى ويقيم من يأمر معه ويشاركه ، وإنّما ثبتت إمامة الصامت بعد وفاة الناطق ، فلمّا لم يجز إلّا أن يوصى أوصى إلى غلام لابيه صغير يقال له نفيس ، وكان عنده ثقة امينا ودفع إليه (٢) العلوم والوصايا والسلاح (٣) ، وما كان أبوه استودعه ، وأمره أن يدفع ذلك إلى أخيه جعفر عند وفاة [ا٠٠١ ف] أبيه يوصى إليه ولم يطلع على ذلك أحد غير أبيه وانما فعل ذلك له لتقل التهمة ، ولا يعلم بها ، فلما توفي محمّد حسّ اهل الدار من المائلين الى (٤) الحسن بن على ببعض قصته وفعله ويعلم بها بعض الذين اشهدهم على وصيته ذلك ، حسدوا العلام ونصبوا له وبغوه الغوائل ، فلما احس ذلك منهم خاف على نفسه وخشي ان تبطل الامامة وتذهب الوصية ، دعا جعفرا فاوصى إليه ودفع إليه جميع ما استودعه محمّد بن على (٥) نحو ما امره به ، واعتلوا في ذلك بما فعله الحسين بن على عند خروجه الى الكوفة ، فهذا عندهم بتلك المنزلة ، والامامة لجعفر بوصية نفيس إليه عن محمّد اخيه ، وانكروا وصية الحسن بن على ، وقالوا لم يوص ابوه إليه ولا غير وصيته الى محمّد ابنه ، وهذا عندهم جائز صحيح ، فقالوا بامامة جعفر من هذا الوجه وناظروا عليها [ب٠٠١ ف] وهذه الفرقة تقدم على ابى محمّد اقداما شديدا ، (٦) ويكذّبونه ويكفّرونه ، ويكفّرون من قال بامامته ويغلون في القول في جعفر ، وتدّعى انه القائم وتفضّله على امير المؤمنين على بن ابى طالب


ـ(١) لم يجز الا أن يوصى والا ان يقيم إماما (خ ل). (٢) الكتب والعلوم (النوبختى ص ١٠٧). (٣) وما تحتاج إليه الامة (النوبختى ص ١٠٧). (٤) أهل داره والمائلون إلى أبى محمد الحسن بن على (النوبختى ص ١٠٧). (٥) أبو جعفر محمد بن على اخوه الميت فى حياة أبيه ودفع إليه الوصية (النوبختى ص ١٠٧). (٦) وهذه الفرقة تتقول على أبى محمد الحسن بن على تقولا شديدا (النوبختى ص ١٠٨)ـ


[ 114 ]

صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتقدّمه على الحسن والحسين وجميع الائمة ، وتعتلّ في ذلك : ان القائم افضل الخلق بعد رسول الله ، واخذ نفيس ليلا فالقى في حوض كان في الدار كبير فيه ماء كثير فغرق فيه فمات وهذه الفرقة هم النفيسية الخالصة. ٢١٤ ـ وقالت الفرقة الحادية عشرة (١) ان الحسن بن على قد توفي وهو امام وخلّف ابنا بالغا فقال له (٢) محمّد ، وهو الامام من بعده (٣) وان الحسن بن على اشار إليه ، ودلّ عليه وامره بالاستتار في حياته مخافة عليه ، فهو مستتر خائف في تقية من عمّه جعفر ، وانه قد عرف في حياة ابيه ولا ولد [ا١٠١ ف] للحسن بن على غيره ، فهو الامام وهو القائم لا محالة. واعتلوا في ذلك بخبر روى عن جعفر بن محمّد انه قال : القائم من يخفى ولادته على الناس ويحتمل ذكره ولا يعرفه الناس ، وهذا الفرق يظهر نفى جعفر وينسبه الى غير ابيه ويوصيه بالأئمة ويقول فيه قولا عظيما. ٢١٥ ـ وقالت الفرقة الثانية عشرة بمثل هذه المقالة في إمامة الحسن بن على وان له خلفا ذكرا يقال له على ، وكذّبوا القائلين بمحمد ، وزعموا انه لا ولد للحسن غير على ، انّه قد عرفه خاصة ابيه وشاهدوه ، وهي فرقة قليلة بناحية سواد الكوفة. ٢١٦ ـ وقالت فرقة الثالثة عشرة (٤) ان للحسن بن علي ولدا ولد بعده بثمانية اشهر وانّه مستتر لا يعرف اسمه ولا مكانه ، واعتلّوا في تجويز ذلك بحديث يروى عن أبي الحسن الرضا انّه قال : انّكم ستبتلون بالجنين في [ب ١٠١ ف] بطن أمه والرضيع. ٢١٧ ـ وقالت الفرقة الرابعة عشرة (٥) لا ولد للحسن بن عليّ أصلا لانا


ـ(١) راجع النوبختى ص ١٠٢ الفرقة السادسة (٢) يقال له (ظ). (٣) وولد قبل وفاته بسنين (النوبختى ص ١٠٢). (٤) راجع النوبختى ص ١٠٣ : الفرقة السابعة. (٥) راجع النوبختى ص ١٠٣ ، الفرقة الثامنة


[ 115 ]

تبحّرنا ذلك (١) بكلّ وجه وفتّشنا عنه سرّا وعلانية ، وبحثنا عن خبره في حياة الحسن بكل سبب فلم نجده ولو جار أن يقول في مثل الحسن بن علي وقد توفى ولا ولد له ظاهر معروف ان له ولدا مستورا ، لجاز مثل هذه الدعوى في كلّ ميّت من غير خلف ولجاز مثل ذلك في النبيّ صلوات الله عليه ان يقال خلف ابنا رسولا نبيا ، ولجاز ان تدعي الفطحية ان لعبد الله بن جعفر ولدا ذكرا إماما (٢) قالوا لقد بطل أن يكون ولد في حياة أبيه ، ولكن هاهنا حبل قائم مشهور قد صح في سريّة له وقد وقف على ذلك السلطان والعامّة ، وصح عندهم ذلك وسيلد ذكرا إماما متى ما ولدت فإنّه لا يجوز [ا٢٠١ ف] وكذلك الإمام ، واحتجّوا بالخبر الّذي روى عن جعفر أن القائم يخفى على الناس حمله وولادته (٣). ٢١٨ ـ وقالت الفرقة الخامسة عشرة (٤) نحن لا ندرى ما نقول في ذلك وقد اشتبه علينا الامر فلسنا نعلم ان للحسن بن علي ولدا أم لا ، أم الامامة صحّت لجعفر أم لمحمد ، وقد كثر الاختلاف. إلّا انّا نقول ان الحسن بن على كان إماما مفترض الطاعة ثابت الامامة ، وقد توفى عليه‌السلام وصحّت وفاته ، والارض لا تخلو من حجّة فنحن نتوقّف ولا نقدم على القول بامامة احد بعده ، إذ لم يصح عندنا ان له خلفا وخفى علينا أمره ، حتّى يصح لنا الامر ويتبيّن ، ونتمسّك بالاول كما أمرنا ، انه إذا هلك الامام ولم يعرف الذي بعده فتمسّكوا بالاوّل حتّى يتبيّن لكم الآخر ، فنحن نأخذ بهذا ونلزمه ولا ننكر [ب٢٠١ ف] إمامة أبي محمّد ولا موته ، ولا نقول انّه


ـ(١) قد امتحنا ذلك (النوبختى ص ١٠٣). (٢) وان أبا الحسن الرضا خلف ثلاثة بنين غير أبى جعفر احدهم الامام (النوبختى ص ١٠٤) (٣) [وقالت فرقة] فقد طلبنا معرفة الحبل فاستقصيناه فى ذلك غاية الاستقصاء فلم نجده والامر الّذي ادعيتموه منكر شنيع ينكره عقل كل عاقل مع كثرة الروايات الصحيحة عن الائمة الصادقين ان الحبل لا يكون أكثر من تسعة اشهر وقد مضى للحبل الّذي ادعيتموه سنون وانكم على قولكم بلا حجة ولا بينة (النوبختى ص ١٠٥). (٤) راجع النوبختى ص ١٠٨ الفرقة الحادية عشرة.


[ 116 ]

رجع بعد موته ولا نقطع على إمامة أحد من ولد غيره ، ولا ننتميه حتّى يظهر الله الامر إذا شاء ويكشف ويبيّنه لنا. وهذه الفرقة لا تثبت لجعفر بن على إمامة أحد من ولده ولا غيره بوجه من الوجوه ولا يجيزه او يحتجّ ، فانه لا خلاف بين الشيعة وانّه لا تثبت إمامة امام إلّا بوصيّة أبيه إليه ووصية ظاهرة ، ولم تثبت لجعفر وصية ظاهرة ولا باطنة ، وكلّ إمام اختلف المؤتمون به في مخرج إمامته ممّن هي وممّن أوصى إليه ومن اقامه ، فهي باطل لا يثبت ، وأصحاب جعفر يختلفون في إمامة جعفر ومخرجها ، فبعضهم يقول انّها له بوصيّة أبيه إليه ، وإقامته مقامه ، وبعضهم يدّعيها له من قبل أخيه محمّد الميّت في حياة أبيه وبعضهم يدعيها له عن أخيه [ا ٣٠١ ف]. (١) [تم الكتاب هنا والحمد لله رب العالمين]ـ


ـ(١) إلى هنا تنتهى نسخة الكتاب ومن المحتمل ان تكون سقطت ورقة منها او بعض ذلك


[ 117 ]

تعليقات المصحح


[ 118 ]

تعليقات المصحح فقرة ٢ ـ ص ٢ ـ الامام : هو الّذي له الرئاسة العامة في الدين والدنيا جميعا ، وهو الرئيس الشرعى الاوحد للمسلمين من الوجهة الدينية والدنيوية وهو الّذي خوّله الله الامامة وخصّه بها ، وليس ذلك الّذي يتبوأ الخلافة ويتقلد السلطة عن طريق اختيار المسلمين له ، وقد فضّلوا ان يلقبوا الرئيس الاعلى والسليل المباشر للنبى الّذي يدينون له بالطاعة في كل عصر بالامام ، لان هذا اللقب يدل في معناه على مقام دينى ومكانة دينية ملحوظة ليست في غيره من الالقاب جولد تسيهر ص ١٧٥. Dogme, ٦٤ ـ ٦٧ اعلم ان مشكل الإمامة هو اعظم مشكل اعترض الإسلام في أوّل عهده ، وربما في كل تاريخه ، وهو الّذي شقّ الاسلام الى فريقين كبيرين : السنة والشيعة فضلا عما اوجده من الفرق الصغرى كالخوارج وما اجراه من الدماء قال الشهرستانى (١ : ٢٢) «ما سلّ سيف في الاسلام على قاعدة دينية مثل ما سلّ على الامامة في كل زمان» فقرة ٢ ـ ص ٢ ـ الامامة عند الشيعة رئاسة عامة في امور الدّين والدنيا لشخص من الاشخاص نيابة عن النبي وهى واجبة عقلا ، لانّ الامامة لطف وانّ النّاس اذا كان لهم رئيس مرشد مطاع ينتصف للمظلوم من الظالم ويردع الظالم عن ظلمه كانوا الى الصلاح اقرب ومن الفساد ابعد وانّ اللطف من الله واجب ، ويحب ان يكون الامام معصوما ومنصوصا عليه لانّ العصمة من الامور الباطنة التى لا يعلمها إلّا الله ، فلا بد من نصّ من يعلم عصمته عليه او ظهور معجزة على يده تدل على صدقه والامام يجب ان يكون افضل اهل زمانه لانّه مقدم على الكلّ (الباب الحادى عشر ص ٤٣ ـ ٤٩) اختلف المسلمون بعد رسول الله في الامامة فصاروا ثلاث فرق : فقالت فرقه هى بالشورى وهم جميع الامة إلّا الشاذ القليل وقالت فرقة هى بالقربى والوراثة ، وقالت فرقة


[ 119 ]

هى بالنص ، فاما من يقول بالشورى فهم المعتزلة والمرجئة والخوارج وبعض الحشوية والجريرية والبترية وقالوا : ان الله تعالى ورسوله لم ينصّا على رجل بعنيه واسمه وانّ الامامة شورى بين خيار الأمة وفضلائها تعقدونها لاصلحهم لهم ، ما لم يضطروا الى العقد قبل المشورة ووجبت على الامة طاعته. (الحور العين ص ١٥٠) فقرة ٢ ـ ص ٢ ـ خبر وفاة النبي في سنة عشرين من الهجرة خطأ والصحيح عند اهل التاريخ سنة احدى عشرة من الهجرة. لما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من حجة الوداع اقام بالمدينة حتى خرجت سنة عشرة والمحرم من سنة احدى عشرة ومعظم صفر وابتدأ برسول الله مرضه في اواخر صفر واشتد مرضه حتى توفى يوم الاثنين لاثنتى عشرة ليلة خلت من ربيع الاول فعلى هذه الرواية يكون يوم وفاته موافقا ليوم مولده (تاريخ ابى الفداء ج ١ ص ١٥٩) وهذا تاريخ وفاة النبي عند اهل السنة ، اما عند الشيعة الامامية فهو في ٢٨ شهر صفر من سنة احدى عشرة من الهجرة. فقره ٤ ـ ص ٣ ـ سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الخزرجى ابو ثابت : صحابى من اهل المدينة كان سيد الخزرج ، واحد الامراء الاشراف في الجاهلية والاسلام ، شهد احدا والخندق وغيرهما وكان احد النقباء الاثنى عشر ، وبعد رسول الله لم يبايع أبا بكر ، فلمّا صار الامر الى عمر عاتبه ، فقال سعد : «كان والله صاحبك ابو بكر احبّ إلينا منك ، وقد والله اصبحت كارها لجوارك» فقال عمر : «من كره جوار جاره تحول عنه» فلم يلبث سعد ان خرج الى الشام مهاجرا ، فمات بحوران وقد امر عمر بقتله وقيل قتله الجن (١٤ ه‍) راجع : تهذيب ابن عساكر ج ٦ : ٨٤ طبقات ابن سعد ، ج ٣ : ٦١٣ ، الاعلام للزركلى ج ٣ : ١٣٥ E. I) (١) (.,٤ ,٢٢) Sad b.,ubada ,par zettersteen) فقرة ٥. ص ٣ ـ ابو بكر الصديق (ا ٥ ق ه ـ ١٣ ه‍) ، عبد الله بن ابى قحافة عثمان بن عامر بن كعب التيمى القرشى ، اوّل الخلفاء الراشدين ، واوّل من آمن برسول


[ 120 ]

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من الرجال ولد بمكة وكان من اعاظم العرب ، كانت له في عصر النبوة مواقف كبيرة ، فشهد الحروب واحتمل الشدائد ، وبذل الاموال ، وبويع بالخلافة يوم وفاة النبي سنة ١١ ه‍ ، كانت مدة خلافته سنتين وثلاثة اشهر ونصف شهر ، وتوفى في المدينة ، له في الصحيحين ١٤٢ حديثا ، قيل كان لقبه «الصدّيق» في الجاهلية ، وقيل : في الاسلام لتصديقه النبي اختلف في اسم ابى بكر والّذي عليه معظم اهل العلم ان اسمه «عبد الله» بن ابى قحافة ، وقال بعضهم : بل اسمه «عتيق» ، وقيل كان اسمه في الجاهلية «عبد الكعبة» فغيره رسول الله ، ويلقب بعتيق. (راجع : طبقات ابن سعد : انظر فهرسته ، في الجزء ٩ ص ٢٦ ـ ٢٨. الاصابة الترجمة ٤٨٠٨ ، الطبرى ٤ : ٤٦ ، الاعلام للزركلى ج ٤ : ص ٢٣٧ ، E I. (٢) ١ ٢١١ (Abu Bakr, par W. Montgomery Watt) فقره ٥ ـ ص ٣ ـ سقيفة بنى ساعدة : بالمدينة وهى ظلّة كانوا يجلسون تحتها ، فيها بويع ابو بكر ، قال الجوهرى السقيفة الصفة ومنه سقيفة بنى ساعدة ، قال ابو منصور السقيفة كل بناء سقّف به صفة او شبه صفة مما يكون بارزا ، واما بنو ساعدة الذين اضيفت إليهم السقيفة فهم حىّ من الانصار وهم بنو ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو ، منهم سعد بن عبادة بن دليم وهو القائل يوم السقيفة منّا امير ومنكم امير ولم يبايع أبا بكر ولا احدا وقتله الجن فيما قيل بحوران (راجع ياقوت : معجم البلدان ، ج ٣ : ١٠٤ طبع اروپا وراجع الشهرستانى ١ : ٢٢ وأيضا : (Gardet, la cite musulmane, P. ٢٦ et ٩٩١.) فقرة ٥ ـ ص ٣ ـ ابو عبيدة ابن الجراح (٤٠ ق ه ـ ١٨ ه‍) عامر بن عبد الله بن الجرّاح بن هلال الفهرى القرشى : الامير القائد ، فاتح الديار الشامية ، والصحابى احد العشرة المبشرين بالجنة ، وكان لقبه امين الامة ولد بمكة وهو من السابقين الى الاسلام وولاه عمر بن الخطاب قيادة الجيش الزاحف الى الشام ، بعد خالد بن وليد ، توفى بطاعون عمواس ودفن في غور بيسان ، له في الصحيحين ١٤ حديثا


[ 121 ]

راجع : طبقات ابن سعد ج ٣ ص ٤٠٩ ـ ٤١٥ ، الاعلام ، ج ٤ ص ٢١ ، E.I.) ٢ (Abu ـ Ubayda ,par Gibb) فقرة ٥ ـ ص ٣ ـ عمر بن الخطاب بن نفيل القرشى العدوي ابو حفص (٤٠ ق ه ٢٣ ه‍) ثانى الخلفاء الراشدين ، واوّل من لقّب بامير المؤمنين ، الصحابى الجليل ، اسلم قبل الهجرة بخمس سنين ، قال عكرمة لم يزل الاسلام في اختفاء حتى اسلم عمر بويع بالخلافة يوم وفاة ابى بكر (سنة ١١ ه) بعهد منه ، لقّبه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالفاروق قتله ابو لؤلؤة فيروز الفارسى (غلام المغيرة بن شعبة) غيلة. (راجع طبقات ابن سعد ٣ : ٢٦٥ ـ ٢٧٤ الاصابة : الترجمة ٥٧٣٨ ، ابن الاثير ٣ : ١٩ ، الاعلام ج ٥ : ٢٠٤ E.I.٣ ,٠٥٠١ ,Omar Par Levi della vida ( فقرة ٥ ـ ص ٣ ـ المغيرة بن شعبة بن ابى عامر بن مسعود الثقفى ، ابو عبد الله (٢٠ ق ه ـ ٥٠ ه‍) أحد دهاة العرب وقادتهم ، صحابى ولد في الطائف واسلم سنة ٥ ه‍ ذهبت عينه باليرموك وشهد القادسية ونهاوند وهمدان وغيرها وولّاه عمر بن الخطاب على البصرة ثم ولّاه الكوفة ولما حدثت الفتنة بين على ومعاوية اعتزلها المغيرة ، ثم ولّاه معاوية الكوفة فلم يزل فيها الى ان مات. (راجع الاصابة الترجمة ٨١٨١ ، طبقات ابن سعد ج ٤ : ٢٨٤ ، الاعلام ج ٨ : ١٩٩ ، E. I. ٣, ٣٨٦, Al ـ Mugira par H. Lammens, ( فقرة ٥ ـ ص ٣ ـ الائمة من قريش : ابرارها أمراء ابرارها ، وفجارها أمراء فجارها وان امرت عليكم قريش عبدا حبشيا مجدعا فاسمعوا له واطيعوا ، ما يخير احدكم بين اسلام وضرب عنقه فان خير بين اسلام وضرب عنقه فليقدم عنقه (راجع : البخارى ج ٤ ص ٤٠٧ والترمذي ج ١١ ص ٣٦ ، طيالسى طبع حيدرآباد ص ٩٢٦ ١٣٢١ ، ٢١٣٣ ، جامع الصغير ج ٢ ص ٦٦ ، ابن حزم الاندلسى ج ٤ ص ٨٩ ، راجع أيضا : مفتاح كنوز السنة ترجمة فؤاد عبد الباقى ص ٦ ، أيضا : Wensinck, con cordance et indices de la tradition musulmanc, ١, ٢٩


[ 122 ]

قال ابن المطهّر المقدّسى في كتاب البدء والتاريخ (٥ : ١٢٣) «لما اختلف المسلمون في امر الامامة ، ورجعوا الى قول ابى بكر : الائمة من قريش ، قال سعد بن عباده : لا والله ، لا ابايع قريشا ابدا». قال محمّد زاهد بن الحسن الكوثرى في هامش كتاب الفرق بين الفرق للبغدادى ص ١٥ : «مع شهرة هذه الحكاية بين المتكلمين لم يثبت احتجاج ابى بكر بهذا الحديث يوم البيعة وان كان الحديث واردا بسند جيد عند الطبرانى وغيره كما يظهر من «تلقيح الفهوم في تلقيح صيغ العموم» للحافظ العلائى». فقرة ٥ ـ ص ٣ ـ حوران ، بالفتح ارض واقعة بين شرق الاردن وجنوب دمشق وهى كورة واسعة من اعمال دمشق ، وهى مخصبة الزروع لكنّها خالية من الاشجار ، (ياقوت : معجم البلدان. (٣١٢ ، ٢ ،.I.E فقرة ٥ ص ٣ ـ قتله الجن : وكان سبب موته انه جلس يبول في نفق فاقتتل فمات من ساعته واخضرّ جلده وقال رجل من ولده ما علمنا بموته بالمدينة حتّى بلغنا انّ غلمانا سمعوا قائلا في بئر يقول : قد قتلنا سيد الخزرج الى آخره (المعارف لابن قتيبة ص ١١٣) قال ابن سعد في خبر عن محمّد بن سيرين ان سعد بن عبادة بال قائما فلما رجع قال لاصحابه انى لاجد دبيبا. فمات فسمعوا الجن تقول : قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده ـ ورميناه بسهمين فلم نخطئ فؤاده (طبقات ابن سعد ج ٣ ص ٦١٧). فقرة ٧ ـ ص ٤ ـ بنو حنيفة بن لحيم بطن من بكر بن وائل. كانت منازل بنى حنيفة اليمامة ومنهم هودة الّذي كتب إليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ويدعوه الى الاسلام ومنهم أيضا مسيلمة الكذاب الّذي خرج باليمامة وبقى حتّى قتل في خلافه ابى بكر (السويدى : سبائك الذهب ص ٥٦. E. I., ٢, ٦٧٢) art. Hanifa, par J. schleifer (. فقرة ٧ ـ ص ٤ ـ مسيلمة بن ثمامة بن كبير بن حبيب الحنفى الوائلى ، ابو ثمامة


[ 123 ]

منتبئ ، من المعمرين ، ولد ونشأ باليمامة ، في القرية المسماة اليوم بالجبلة بوادى حنيفة ، في نجد وقد تنبأ وكتب الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «من مسيلمة رسول الله الى محمّد رسول الله ، سلام عليك ، اما بعد فانى قد اشركت في الامر معك ، وان لنا نصف الارض ولكن قريشا قوم يعتدون» فاجابه : بسم الله الرحمن الرحيم من محمّد رسول الله ، الى مسيلمة الكذّاب السلام على من اتّبع الهدى ، اما بعد فان الارض لله يورثها من يشاء من عباده ، والعاقبة للمتقين». وذلك في اواخر سنة ١٠ ه‍ ، وكانت مقتله سنه ١٢ ه‍ (راجع سيرة ابن هشام ٣ : ٧٤ ، فتوح البلدان للبلاذرى ٩٤ ـ ١٠٠ ، وابن العبرى ١١ ، والاعلام ج ٨ : ١٢٥. E I, ٣, ٦٩٢) al ـ Musailima, par F. Buhl (. فقرة ٧ ـ ص ٤ ـ خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومى القرشى (المتوفي ٢١ ه‍) الصحابى كان من اشراف قريش في الجاهلية واسلم قبل فتح مكّه هو وعمر وبن العاص سنة ٧ ه‍ ، فسر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وولّاه الخيل ، ولما ولى ابو بكر وجهه لقتال مسيلمة ومن ارتدّ من اعراب نجد ثم سيّره الى العراق سنة ١٢ ه‍ وحوله الى الشام ، ولما ولىّ عمر عزله عن قيادة الجيوش بالشام وولى أبا عبيدة بن الجرّاح ، ومات بحمص في سورية وقيل بالمدينة ، روى له البخارى ومسلم ١٨ حديثا راجع (الاصابة ١ : ٤١٣ ، طبقات ابن سعد : ٤ : ٢٥٢ الاعلام ج ٢ : ٣٤١. E I, ٢, ٠٣٩) khalid, pcr K. V. zettersteen (. فقرة ٨ ـ ص ٤ ـ عثمان بن عفان بن ابى العاص بن امية ، ذو النورين (٤٧ ق ه ـ ٣٥ ه‍) ثالث الخلفاء الراشدين) واحد العشرة المبشرين بالجنة ، ولد بمكة ، واسلم بعد البعثة بقليل ، وصارت إليه الخلافة بعد وفاة عمر بن الخطاب سنة ٢٣ ه‍ ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ١٤٦ حديثا نقم عليه الناس لاختصاصه اقاربه من بنى امية بالولايات والاعمال ، فجاءته الوفود من الكوفة والبصرة ومصر ، فطلبوا منه عزل اقاربه ، فامتنع ، فحصروه في داره يراودونه على ان يخلع نفسه ، فلم يفعل فحاصروه اربعين يوما ، وتسوّر عليه بعضهم الجدار فقتلوه صبيحة عيد الاضحى وهو يقرأ القرآن في


[ 124 ]

بيتة بالمدينة ولقب بذى النورين لانه تزوج بنتى النبيّ رقية ثم أمّ كلثوم (راجع ابن الاثير حوادث سنة ٣٥ والطبرى ٥ : ١٤٥ ، طبقات ابن سعد : ٣ : ٥٣ ، الاعلام ٤ : ٣٧١. E I, ٣, ٧٧٠١) Othman, par G Levidella vida (. فقرة ٨ ـ ص ٤ ـ اهل الردة الردّة بالكسر والتشديد اسم من الارتداد واصحاب الردّ او اهل الردّة على ما نقل كانوا صنفين ، صنف ارتدّ عن الدين وهم طائفتان : طائفة كانوا اصحاب مسيلمة والآخرون ارتدّوا عن الاسلام وعادوا الى ما كانوا عليه في الجاهلية واتفقت الصحابة على قتالهم وسبيهم ، والصنف الثانى لم يرتدّوا عن الايمان ولكن انكروا فرض الزكاة وزعموا ان آية : («خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً) (١٠ : ١٠٤) خطاب خاص بزمانه (مجمع البحرين. E I., ٣, ٧٨٧) Murtadd (. فقرة ٩ ص ٤ ـ على بن ابى طالب بن عبد المطلب الهاشمى القرشى ، ابو الحسن (٢٣ ق ه ـ ٤٠ ه‍) امير المؤمنين رابع الخلفاء الراشدين ، واحد العشرة المبشرين وابن عم النبي وصهره ، واوّل الناس اسلاما بعد خديجة ، ولد بمكة وربّى في حجر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يفارقه وكان اللواء بيده في اكثر المشاهد ولما آخى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بين اصحابه قال له : انت اخى ، وولى الخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان (سنه ٣٥ ه‍) فقام بعض اكابر الصحابة يطلبون القبض على قتلة عثمان وقتلهم ، وتوقى على الفتنة ، فتريث ، فغضبت عائشة وقام معها جمع كبير ، في مقدمتهم طلحة والزبير ، وقاتلوا عليا ، فكانت وقعة الجمل (سنة ٣٦ ه‍) وظفر على ، ثم كانت وقعة صفين سنة ٣٧ ه‍ وانتهت بتحكيم ابى موسى الاشعرى وعمرو بن العاص ، فافترق المسلمون ثلاثة اقسام : الاول : بايع لمعاوية وهم اهل الشام ، والثانى حافظ على بيعته لعلى وهم اهل الكوفة ، والثالث اعتزلهما ونقم على عليّ لرضاه بالتحكيم ، وكانت وقعة النهروان سنه ٣٨ ه‍ بين على والخوارج ، وبعدها اقام على بالكوفة الى ان قتله عبد


[ 125 ]

الرحمن بن ملجم المرادى غيلة في مو آمرة ١٧ رمضان (٤٠ ه‍) واختلف في مكان قبره فقيل : في قصر الامارة بالكوفة. وقيل في رحبة الكوفة ، وقيل : بنجف الحيرة (وهذا هو الصحيح) ، وقيل : انه وضع في صندوق وحمل على بعير يريدون به المدينة فلما كانوا ببلاد طيئ اخذ بنو طيء البعير ونحروه ودفنوا عليا في ارضهم ، ونقل عن المبرّد ، قال اوّل من حوّل من قبر الى قبر ، على رضى الله عنه. روى على عليه‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ٥٨٦ حديثا ، ولّد له ٢٨ ولدا منهم ١١ ذكرا و ١٧ انثى (راجع ابن الاثير حوادث سنة ٤٠ ، والطبرى ٦ : ٨٣ ، مقاتل الطالبيين ، الاصول الكافى طبع طهران ج ١ ص ٤٥٢ ؛ طبقات ابن سعد ٣ : ١٩ ـ ٤٠ ؛ الاعلام ٥ : ١٠٧. E I.) ٢ (P. ٢٩٣ (art, Ali par L. Veccla vaglieri). فقرة ١٠ ـ ص ٤ ـ سعد بن ابى وقاص مالك بن اهيب بن عبد مناف القرشي الزهرى ، ابو اسحاق (٢٣ ق ه ـ ٥٥ ه‍ فاتح العراق ومدائن كسرى. واحد الستة الذين عيّنهم عمر للخلافة ، واحد العشرة المبشرين بالجنة ، يقال له فارس الاسلام. اسلم وهو ابن ١٧ سنة وشهد بدرا ، ظلّ واليا على العراق مدة خلافة عمر بن الخطاب واقره عثمان زمنا ، ثم عزله ، فعاد الى المدينة ، فاقام قليلا وفقد بصره ، له في الصحيحين ٢٧١ حديثا (الاصابة ، الترجمة ٣١٨٧ ، طبقات ابن سعد ٣ : ١٣٧ ـ ١٤٩ ، الاعلام ج ٣ : ١٣٧. E I. ٤, ٠٣) art. par K. V. Zettersteen. فقرة ١٠ ـ ص ٤ ـ عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوىّ ابو عبد الرحمن (١٠ ق ه ـ ٧٣ ه‍) صحابى نشأ في الاسلام وهاجر الى المدينة مع ابيه وشهد فتح مكّة ، مولده ووفاته فيها ، افتى الناس في الاسلام ستّين سنة ، كفّ بصره في آخر حياته ، وهو آخر من توفى بمكة من الصحابة ، له في الصحيحين ٢٦٣٠ حديثا (الاصابة الترجمة ٤٨٢٥ ، طبقات ابن سعد : ٤ : ١٤٢ ـ ١٨٨ ، الاعلام ٤ : ٢٤٦. E I. ٢ (ar par L. Veccia vaglieri


[ 126 ]

فقرة ١٠ ـ ص ٤ ـ محمد بن مسلمة الاوسى الانصارى الحارثى ، ابو عبد الرحمن (٣٥ ق ه ـ ٤٣ ه‍) صحابى من الامراء من اهل المدينة شهد بدرا وما بعدها إلّا غزوة تبوك ، واستخلفه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله على المدينة في بعض غزواته ، وولّاه عمر على صدقات جهينة واعتزل الفتنة في ايام على فلم يشهد الجمل ولا الصفّين اتخذ سيفا من خشب بعد وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يشهد شيئا من حروب الفتن الى ان مات بالمدينة (الاصابة : الترجمة ٧٨٠٨. طبقات ابن سعد ٣ : ٤٤٣ ، الاعلام ٧ : ٣١٨). فقرة ١٠ ـ ص ٤ ـ اسامة بن زيد بن حارثة ، من كنانة عوف ، ابو محمّد (٧ ق ه ـ ٥٤) صحابى ، ولد بمكة ، ونشأ على الاسلام لأنّ اباه كان من اوّل الناس اسلاما وكان رسول الله يحب اسامة حبا جما ، وهاجر مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله الى المدينة ، وأمّره رسول الله قبل ان يبلغ العشرين من عمره ولمّا توفى رسول الله رحل اسامة إلى وادى القرى فسكنه ، ثم انتقل الى دمشق في ايام معاوية ، فسكن المزة ، وعاد بعد الى المدينة فاقام الى ان مات بالجرف روى له البخارى ومسلم ١٢٨ حديثا (طبقات ابن سعد ٤ : ٦١ ، الاعلام ج ١ : ٢٨. E. I., ٤ P. ٥٠١١) art : Ussama, par V vacca ( فقرة ١٠ ـ ص ٤ ـ الاحنف الضحاك بن قيس بن معاوية بن حصين المرى السعدى المنقرى التميمى ، ابو بحر (٣ ق ه ـ ٧٢ ه‍) سيد تميم ، واحد العظماء الدهاة الفصحاء ، يضرب به المثل في الحلم ولد في البصرة وادرك النبيّ ولم يره ووفد على عمر ، حين آلت الخلافة إليه ، في المدينة ، فاستبقاه عمر فمكث عاما فعاد الى البصرة وشهد الفتوح في خراسان وهرب منه يزد جرد بن شهريار ملك الفرس الى خاقان ملك الترك بما وراء النهر ، واعتزل الفتنة يوم الجمل ، ثم شهد صفّين مع على ولما انتظم الامر لمعاوية ولّاه خراسان ، فوفد على صديقه مصعب بن الزبير بالكوفة فتوفى فيها (طبقات ابن سعد ٧ : ٩٣ ـ ٩٧ ، الاعلام ج ١ : ٢٦٢. E I.) ٢ art. Ahnaf, par ch. pellat


[ 127 ]

فقرة ١١ ـ ص ٥ ـ طلحة بن عبد الله بن عثمان التيمى القرشى المدنى ، ابو محمّد (٢٨ ق م ـ ٣٦ ه‍) هو طلحة الجود صحابى من الاجواد ، وهو احد العشرة المبشرين واحد الستة اصحاب الشورى ، واحد الثمانية السابقين الى الاسلام ؛ قتل يوم الجمل وهو بجانب عائشة ودفن بالبصرة ، له في الصحيحين ٣٨ حديثا (الاعلام زر كلى ج ٣ : ٣٣١. E I. ٤, ٣٧٦ ( فقرة ١١ ـ ص ٥ ـ الزبير بن العوام بن خويلد الاسدى القرشى ، ابو عبد الله (٢٨ ق ه ـ ٣٦ ه‍) الصحابى الشجاع ، احد العشرة المبشرين بالجنة ، وهو ابن عمة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله اسلم وله ١٢ سنة ، شهد بدرا واحدا وغيرهما وجعله عمر في من يصلح للخلافة بعده وكان موسرا ، كثير المتاجر خلف املاكا بيعت بنحو اربعين مليون درهم ، وكان طويلا جدا ، قتله ابن جرموز غيلة يوم الجمل بوادى السباع على ٧ فراسخ من البصرة روى له البخارى ومسلم ٣٨ حديثا (طبقات ابن سعد ج ٣ : ١٠٠ ـ ١١٠ الاعلام ج ٣ : ٧٥. E I. ٤, P. ٦٠٣) art, par Wensink (. فقرة ١١ ـ ص ٥ ـ عائشة ، بنت ابى بكر الصديق ، أمّ المؤمنين (٩ ق ه ـ ٥٨ ه‍) كانت تكنّى بام عبد الله ، تزوّجها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله السنة الثانية بعد الهجرة ، فكانت احبّ نسائه إليه ، واكثر هن رواية للحديث عنه ، توفيت في المدينة ، روى عنها ٢٢١٠ احاديث (الاصابة ، كتاب النساء الترجمة ٧٠١ ، طبقات ابن سعد : ٨ : ٥٨ ـ ٨٠ ، الاعلام ٤ : ٥. E I.) ٢ ((Aisha, par Montgomery Watt.) فقرة ١١ ـ ص ٥ ـ اصحاب الجمل راجع قصّتهم في الاخبار الطوال للدينورى ص ١٣٧ ـ ١٤٦ ، والجمل او النصرة في حرب البصرة لمحمد بن محمّد بن النعمان المعروف بالشيخ المفيد المتوفى ٤١٣ طبع النجف). فقرة ١٢ ـ ص ٥ ـ معاوية بن ابى سفيان ، القرشى الاموى ٢٠ ق ه ـ ٦٠ ه‍


[ 128 ]

مؤسس الدولة الاموية في الشام واحد دهاة العرب ، ولد بمكة واسلم يوم فتحها (سنة ٨ ه‍) وتعلّم الكتابة والحساب فجعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في كتّابه ولمّا ولى عمر جعله واليا على الاردن ، فولاه دمشق بعد موت اميرها اخيه يزيد بن ابي سفيان. وبعد موت عثمان نادى بثاره واتّهم عليا بدمه ونشبت الحروب الطاحنة بينه وبين على وانتهى الامر بامامة معاوية في الشام وسلّم الحسن بعد قتل على الخلافة الى معاوية سنة ٤١ ه‍ ومات معاوية في دمشق وهو اوّل من اتخذ الحرس والحجاب في المسجد ، واوّل من نصب المحراب في المسجد وضربت في ايامه دنانير عليها صورة اعرابي متقلد سيفا ، وكان عمر بن الخطّاب اذا نظر إليه يقول : هذا كسرى العرب ، كان معاوية اذا اراد اغراء اهل الشام بعلى واهل بيته يلبس قميص عثمان الملطّخ بالدم في عنقه (راجع الطبرى ٦ : ١٨٠ ، طبقات ٧ : ٤٠٦ ، الاعلام ٨ : ١٧٢. E I. ٣, ٩٥٦ ( فقرة ١٢ ـ صفين : بكسرتين وتشديد الفاء وهو موضع بقرب الرقّة على شاطئ الفرات من الجانب الغربي بين الرقّة وبالس وكانت وقعة صفّين بين عليّ ومعاوية في سنة ٣٧ في غرّة صفر واختلف في عدة اصحاب كل واحد من الفريقين فقيل كان معاوية في مائة وعشرين الفا وكان عليّ في تسعين الفا وقيل كان على في مائة وعشرين الفا ومعاوية في تسعين الفا وهذا أصحّ .. وقتل في الحرب بينهما سبعون الفا منهم من اصحاب على خمسة وعشرون الفا ومن اصحاب معاوية خمسة واربعون الفا وقتل مع عليّ خمسة وعشرون صحابيا بدريّا وكان مدّة المقام بصفّين مائة يوم وعشرة ايام (ياقوت : معجم البلدان. E I. ٤, P. ٢٢٤ ( فقرة ١٣ ـ ص ٥ ـ تحكيم الحكمين : هذا اوّل خلاف جسيم ادّى إلى انشقاق دينى فنشأت الشيعة وهم الذين شايعوا عليا وقالوا بامامته وخلافته نصا وتعينيا ، والخوارج هم الّذين خرجوا عليه لأنه رضى بالتحكيم ، فاول فرق الاسلام الدينية اذن هى الشيعة والخوارج (راجع : الفرق بين الفرق للبغدادى ص ١٧ ، ومختصره ص ٢٠


[ 129 ]

والشهرستانى : الملل والنحل ص ١٤). فقرة ١٣ ـ ص ٥ ـ لا حكم الا لله : وقد كانت الموافقة على التحكيم ، الباعث الاول لظهور احدى الفرق الدينية في الاسلام ، فقد كان في معسكر الخليفة بعض المسلمين المتعصبين الذين رأوا انّ الفصل في موضوع خلافة النبي لا يصح ان يوكل الى البشر ، بل ينبغى الاحتكام فيه إلى الحرب والكفاح وسفك الدماء ، واذا كانت السيادة والسلطة مما يصدر عن الله فالحكم فيهما لا يحسن اخضاعه للاعتبارات البشرية وهكذا اتخذوا هذا المبدأ «لا حكم الّا لله» شعارا لهم وانسحبوا من جيش على وعرفوا في تاريخ الاسلام بسبب انفصالهم بالخوارج. (جولد تسهير : العقيدة والشريعة في الاسلام ص ١٧٠. Dogme, P. ١٦٠. فقرة ١٣ ـ ص ٥ ـ ذو الثدية : ذكره الدينورى ٢١٥ و ٢١٧ و ٢٢٣ والطبرى ١ : ٨٣ ، ٣٣ ولقد تكرر اسمه في الطبرى هكذا : حرقوص بن زهير السعدى ، راجع فهرس الطبرى ، وهو من رؤساء الخوارج قتل سنة ٣٨ في وقعة النهروان ، وقال ابو المظفر الأسفرايني : امر على رضى الله عنه اصحابه بطلب ذى الثدية فوجدوه قد هرب واستخفى في موضع فظفروا به ، وتفحصوا عنه فوجدوا له ثديا كثدى النساء ، فقال على : صدق الله وصدق رسوله وامر بقتله فقتل ، وقد كان مرّ على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ذو الثدية وهو يقسم غنائم بدر فقال له : اعدل يا محمّد ، فقال له : «خبت وخسرت اذا من يعدل ، ثم قال : «انه يخرج من ضئضئ هذا قوم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية» كتاب التبصير في الدين ص ٢٩. فقرة ١٣ ـ ص ٥ ـ النهروان : بالفتح وهى كورة واسعة بين بغداد وواسط من الجانب الشرقى حدّها الاعلى متّصل ببغداد ، وقال حمزة الاصبهانى كان فيها نهر اسمه بالفارسى «جوروان» فعرّب هذا الاسم فقيل نهروان ، وقيل معنى نهروان عند الفرس «ثواب العمل» قال ياقوت : وقد سألت جماعة من الفرس هل بين هذا اللفظ ومسمّاه مناسبة فلم يعرفوا ذلك ولعله باللغة الفهلوية ، والعامة يقولون بكسر النون


[ 130 ]

على خطأ» ياقوت : معجم البلدان. ٨٩٤.p ,٣.I.E فقرة ١٣ ـ ص ٥ ـ حروراء : يجوزان يكون مشتقا من الريح الحرور وهى الحارة وهى بالليل كالسموم بالنهار ، قيل هى قرية بظاهر الكوفة وقيل موضع على ميلين منها نزل به الخوارج الذين خالفوا عليا فنسبوا إليها ، قال ابو منصور الحرورية منسوبون الى موضع بظاهر الكوفة نسبت إليه الحرورية وبها كان اوّل تحكيمهم واجتماعهم حين خالفوا عليا (ياقوت : معجم البلدان). ٢٨٩.p ٢.I.E فقرة ١٣ ـ ص ٥ ـ الخوارج : جمع الخارجة وهم الذين نزعوا ايديهم عن طاعة ذى السلطان من ائمة المسلمين ، وبالخاصّة هم الذين خرجوا على امير المؤمنين على بن ابى طالب ، ولانه رضى بالتحكيم فرفضوه كما رفضوا معاوية وجوّزوا ان لا يكون في العالم امام اصلا وان احتيج إليه فيجوز ان يكون عبدا او حرا ، نبطيا او قرشيا ، وكان الخوارج من العرب واكثرهم من بنى تميم وكان اصلهم من البدو او العرب البدو الذين سكنوا الكوفة والبصرة بعد الفتوح الاولى للاسلام. الخوارج سبع فرق : المحكّمة وهم الذين خرجوا على على عند التحكيم وكفّروا عثمان واكثر الصحابة ومرتكبى كبيرة ، البيهسية قالوا : الايمان هو الاقرار والعلم بالله وبما جاء به الرسول وقالوا الاطفال كآبائهم ايمانا وكفرا ، الأزارقة قالوا كفر على بالتحكيم وكفرت الصحابة وكفّروا القعدة عن القتال وقالوا : تحرم التقية ويجوز قتال اولاد المخالفين ونسائهم ولا رجم على الزانى ولا حدّ للقذف على النساء وقالوا اطفال المشركين في النار مع آبائهم ويجوز نبى كان كافرا ومرتكب الكبيرة كافر ، النجدية عذروا الناس بالجهالات في الفروع وقالوا : لا حاجة للناس الى الامام ، والاصفرية والاباضية قالوا مخالفونا من اهل القبلة كفار غير مشركين وفعل العبد مخلوق الله تعالى (شرح المواقف ج ٣ ص ٢٩١) الخوارج لقب يلقبهم به غيرهم من المسلمين ولكنهم سمّوا انفسهم باسماء رؤسائهم كالازارقة والعجاردة وغيرها


[ 131 ]

راجع : جولد تسيهر : العقيدة والشريعة ص ١٧٠ وما بعدها ، ولهوزن : الخوارج والشيعة ، عمر ابو النصر : الخوارج في الاسلام. ٩٥٦.p ,٢ ,I.E فقرة ١٤ ـ ص ٥ ـ المرجئة : نشأت المرجئة بمناسبة الحملات التى حملها الشيعة والخوارج على بنى أميّة وعلمت بانه يجب على الامة الرضوخ لسلطة الامويين وتاجيل الحكم عليهم بالشرك والتكفير الى يوم الدين ، راجع : Goldziher, Dogme P. ٣٢١ العقيدة ، والشريعة ص ٧٥ ، ٨٩ ، ١٧١. Friedlander, P. ٧. E. I. ٣, P ٤٨٧) art Murji ites, par, Wensinck ( والارجاء في اللغة بمعنى تأخير الامر قال الطريحى صاحب مجمع البحرين : في معنى قوله تعالى (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ) (٩ : ١٠٧) اى مؤخّرون حتى ينزل الله فيهم ما يريدون منه سميت المرجئة والنسبة إليه مرجئى مثل مرجعى هذا اذا همزته فاذا لم تهمز قلت رجل مرج مثل معط وهم المرجئة بالهمزة والمرجئة مخفّفة وهم فرقة من الاسلام يعتقدون انه لا يضرّ مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة وقالوا ان الله ارجى تعذيبهم عن المعاصى اى أخّره عنهم ، وهم الّذين قالوا الايمان قول بلا عمل لانّهم يقدّمون القول ويؤخرون العمل ، وانما سمّيت المجبرة مرجئة لانّهم يؤخرون امر الله ويرتكبون الكبائر ، وسمّوا بذلك لارجائهم حكم اهل الكبائر الى يوم القيامة وفي حديث الشيعة سمّيت العامة المرجئة لانهم زعموا انّ الله اخّر نصب الامام ليكون نصبه باختيار الامة بعد النبي ، وفي حديث آخر فسّر المرجئ بالاشعرى والقدرى بالمعتزلى «راجع مجمع البحرين : رجأ» كانت المرجئة اعداء لشيعة على وهذه المعارضة ستبقى حتى العهد الّذي لا يكون لعقائد المرجئة سوى اهمية تاريخية ومن هجاء لبعض الشيعة : اذا المرجى سرّك ان تراه يموت بدائه من قبل موته


[ 132 ]

فجدّد عنده ذكرى عليّ وصلّ على النبي وآل بيته (جاحظ البيان والتبيين القاهرة ١٣١١ ـ ص ١٤٩). فقرة ١٦ ـ ص ٦ ـ جهم بن صفوان السمرقندى ، ابو محرز ، (المتوفي ١٢٨ ه‍) من موالى بنى راسب : رأس الجهمية ، قال الذهبى : هلك في زمان صغار التابعين كان يقضى في عسكر الحارث بن سريج ، الخارج على أمراء خراسان ، فقبض عليه نصر بن سيار فطلب جهم استبقاءه فقال نصر : «لا تقوم علينا مع اليمانية اكثر مما قمت» وامر بقتله ، فقتل وهو ترمذي فارسى كان من الجبرية الخالصة التى لا تثبت للعبد فعلا ولا قدرة على الفعل اصلا وزعم ان الايمان هو المعرفة بالله فقط ، وان الكفر هو الجهل به فقط ، وزعم أيضا انّ علم الله حادث وقال بحدوث كلام الله تعالى (راجع ميزان الاعتدال ١ : ١٩٧ ، والكامل لابن الاثير حوادث سنة ١٢٨ ، ومقالات الاشعرى : ١٣٢ ، ٢٧٩ ، الفرق بين الفرق البغدادى ١٢٨ ، مختصر الفرق ١٢٨ ، الاعلام ٢ : ١٣٨). E. I., ١, ٠٣٠١) art Djahm (. فقرة ١٦ ـ ص ٦ ـ غيلان بن مسلم الدمشقى ، ابو مروان (المتوفى ١٠٥ ه‍) كاتب ، من البلغاء تنسب إليه فرقة «الغيلانية» من القدرية ، وهو ثانى من تكلم في القدر ودعا إليه ، لم يسبقه سوى معبد الجهنى ، قال الشهرستانى : «كان غيلان يقول بالقدر خيره وشرّه من العبد ، وفي الامامة انها تصلح في غير قريش ، وكل من كان قائما بالكتاب والسنة فهو مستحق لها ولا يثبت الّا باجماع الامة ، قال ابن النديم له رسائل في نحو الفى ورقة اتّهم بانه كان في صباه من اتباع الحارث بن سعيد فطلبه هشام بن عبد الملك فافتى الاوزاعى بقتله فصلب على باب كيسان بدمشق. (راجع مقالات الاسلاميين ١٣٦ ، ١٥٠ ، المنية والامل ١٥ ـ ١٧ ، الانساب السمعاني ب ٤١٤ ، كتاب الانتصار ص ٢٤١ ، الاعلام ٥ : ٣٢٠. فقرة ١٧ ـ ص ٦ ـ الماصرى : ذكره السمعاني نسبة الى الماصر وهو عمر بن


[ 133 ]

قيس بن ابى مسلم العجلى الماصرى ابو بشر ، قيل ان أبا مسلم كان من سبى الديلم سباه اهل الكوفة وحسن اسلامه فولد له قيس فقيل انه تولى لعلى بن ابى طالب عليه‌السلام الماصر وكان اوّل من مصر الفرات ودجلة. وجاء اسمه أيضا في بعض النسخ عمرو بن قيس الماصر قال المامقانى في كتاب تنقيح المقال : عدّ الشيخ الطوسى عمر بن قيس الماصر من اصحاب الباقر عليه‌السلام وهو اشتباه فانّ الّذي عدّه الشيخ هو عمرو بالواو لا عمر بغير الواو وعمرو بالواو كان بتريا ، جاءت تذكرته في ميزان الاعتدال وهو ابو الصباح الكوفى المتوفى سنة ١٠٠ ه‍. (راجع انساب السمعاني b ٢٠٥ في نسبة الماصرى ، ميزان الاعتدال ، اللباب ج ٣ ص ٨٤ (الماصرى) ، تنقيح المقال ، عمر (و) بن قيس الماصر). فقرة ١٧ ـ ص ٦ ـ ابو حنيفة (٨٠ ـ ١٥٠ ه‍) النعمان بن ثابت ، التيمى بالولاء ، الكوفى ، امام الحنفية ، الفقيه المجتهد المحقق ، احد الائمة الاربعة عند اهل السنة ، اصله من ابناء فارس ، ولد ونشأ بالكوفة وكان يبيع الخز ويطلب العلم في صباه ، ثم انقطع للتدريس والافتاء واراده عمر بن هبيرة (امير العراقين) على القضاء فامتنع ورعا ، واراده المنصور العباسى بعد ذلك على القضاء ببغداد فأبى ، فحلف عليه ليفعلن ، فحلف ابو حنيفة انّه لا يفعل فحبسه إلى ان مات ، وكان قوىّ الحجة من احسن الناس منطقا توفى ببغداد ، وتنسب إليه رسالة «الفقه الاكبر» ولم تصح النسبة وقد عدّ الاشعرى في مقالات الاسلاميين أبا حنيفة من المرجئة وقال : الفرقة التاسعة من المرجئة ابو حنيفة واصحابه يزعمون ان الايمان المعرفة بالله والاقرار بالله والمعرفة بالرسول والاقرار بما جاء من عند الله في الجملة دون التفسير وذكر ابو عثمان الآدمي انه اجتمع «ابو حنيفة» وعمر بن ابى عثمان الشمرى بمكّة فسأله عمر فقال له اخبرنى عمّن يزعم ان الله سبحانه حرّم اكل الخنزير غير أنه لا يدرى لعل الخنزير الّذي حرّمه الله ليس هى هذه العين ، فقال : مؤمن فقال له عمر : فانه قد زعم ان الله قد فرض الحج إلى الكعبة غير انه لا يدرى لعلها كعبة غير هذه بمكان كذا ، فقال : هذا مؤمن ، قال : فان قال : اعلم ان الله قد بعث محمّدا وانه رسول الله غير انه لا يدرى لعله


[ 134 ]

هو الزنجى ، قال : هذا مؤمن ، ولم يجعل ابو حنيفة شيئا مستخرجا من الدين ايمانا وزعم ان الايمان لا يتبعّض ولا يزيد ولا ينقص ولا يتفاضل الناس فيه ، قال البغدادى زعم انّ الايمان هو اقرار او المحبة لله تعالى وتعظيمه وترك الاستكبار عليه وقال انه يزيد و لا ينقص ، وزعم غسان هذا في كتابه انّ قوله كقول ابى حنيفة فيه ، هذا غلط منه عليه لانّ أبا حنيفة قال : ان الايمان هو المعرفة والاقرار بالله وبرسله وبما جاء من الله تعالى ورسله في الجملة دون التفصيل ، وانه لا يزيد ولا ينقص ولا يتفاضل الناس فيه. (راجع تاريخ بغداد ١٣ : ٣١٣ ـ ٤٢٣) ، ابن خلكان ٢ : ١٦٣ ، الاعلام ٩ : ٤ ، مقالات الاسلاميين ج ١ : ٢٠٢ طبع مصر ، الفرق بين الفرق البغدادى : ١٢٣. E. I, ١, ٢٩) art, par, Juynboll, Wensinck (. فقرة ١٨ ـ ص ٦ ـ البترية : بضم الباء اتباع رجلين احدهما الحسن بن صالح بن حي والآخر كثير النواء الملقب بالابتر وهم من الزيدية وهم الذين دعوا إلى ولاية على عليه‌السلام ثم خلطوها بولاية ابى بكر وعثمان ويثبتون لهما إمامتهما ويبغضون عثمان وطلحة وزبير وعائشة ـ (راجع مختصر الفرق : ٢٣ ، مقالات الاشعرى ١ : ٦٨ ، رجال الكشى : ١٥٢ ، انساب السمعاني : ٦٥. Friedlander, P. ٩٢١ ( فقرة ١٨ ـ ص ٦ ـ اصحاب الحديث : انما سمّوا اصحاب الحديث لان عنايتهم بتحصيل الاحاديث ونقل الاخبار وبناء الاحكام على النصوص ، ولا يرجعون إلى القياس الجلىّ والخفىّ ما وجدوا خبرا او اثرا وقال الشافعى : اذا ما وجدتم لى مذهبا ووجدتم خبرا على خلاف مذهبى فاعلموا ان مذهبى ذلك الخبر (الشهرستانى الملل والنحل ١٦١ ـ ١٦٠) فقرة ١٨ ـ ص ٦ ـ سفيان بن سعيد الثورى : (٩٧ ـ ١٦١ ه‍) سفيان بن سعيد بن مسروق الثورى من بنى ثور بن عبد مناة ، من مضر ، ابو عبد الله كان سيّد اهل زمانه في علوم الدين والتقوى ، ولد ونشأ في الكوفة وراوده المنصور العباسى


[ 135 ]

على ان يلى الحكم ، فأبى وخرج من الكوفة سنة ١٤٤ ه‍ فسكن مكة والمدينة ، ثم طلبه المهدى ، فتوارى وانتقل الى البصرة فمات فيها مستخفيا ، له من الكتب «الجامع الكبير» و «الجامع الصغير» وكتاب في «الفرائض» (راجع ابن النديم ١ : ٢٢٥) ، ابن خلكان ١ : ٢١٠ ، طبقات ابن سعد ٦ : ٣٧١ ، الاعلام ٣ : ١٥٨. E. I. ٤, P. ٣٢٥ ( فقرة ١٨ ـ ص ٦ ـ شريك بن عبد الله بن الحارث النخعى الكوفى ابو عبد الله (٩٥ ـ ١٧٧ ه‍) عالم بالحديث ، فقيه ، اشتهر بقوة ذكائه ، استقضاه المنصور العباسى على الكوفة سنة ١٥٣ ه‍ ، ثم عزله واعاده المهدى ، فعزله موسى الهادى وكان عادلا في قضائه ، مولده في بخارا بارض خراسان وكان جده قد شهد القادسية. ووفاته بالكوفة (راجع : ابن خلكان ١ : ٢٢٥ ، تاريخ بغداد : ٩ : ٢٧٩ ، ٦ ٣٨٧ الاعلام ٣ : ٢٣٩). فقرة ١٨ ـ ص ٦ ـ ابن ابى ليلى (٧٤ ـ ١٤٨) محمّد بن عبد الرحمن بن ابى ليلى يسار وقيل داود بن بلال الانصارى الكوفى ، قاض ، فقيه ، من اصحاب الرأى ولى القضاء والحكم بالكوفة لبنى امية ، ثم لبنى العباس واستمر ٣٣ سنة. له اخبار مع الامام ابى حنيفة وغيره. مات بالكوفة (ابن خلكان ١ : ٤٥٢ ، ابن النديم ٢٥٣ ، الاعلام ٧ : ٦٠) فقرة ١٨ ـ ص ٦ ـ محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمى المطلبى ، ابو عبد الله (١٥٠ ـ ٢٠٤ ه‍) احد الائمة الاربعة عند اهل السنة ولد في غزّة (بفلسطين) وحمل منها الى مكة وهو ابن سنتين ، وزار بغداد مرتين وقصد مصر سنة ١٩٩ فتوفى بها وقبره معروف في القاهرة ، افتى وهو ابن عشرين سنة وكان ذكيا مفرطا ، له تصانيف كثيرة ، اشهرها كتاب «الام» في الفقه ومن كتبه «المسند» في الحديث و «الرسالة» في اصول الفقه و «اختلاف الحديث» (راجع ارشاد الاريب ٦ : ٣٦٧ ـ ٣٩٦ ، تاريخ بغداد ٢ : ٥٦ ـ ٧٣ ، الاعلام ٦ : ٢٤٩. E. I. ٤, ١٦٢) al ـ shafi i, par Heffening


[ 136 ]

فقرة ١٨ ـ ص ٦ ـ مالك بن انس بن مالك الاصبحى الحميرى ، ابو عبد الله (٩٣ ـ ١٧٩ ه‍) احد الائمة الاربعة عند اهل السنة وإليه تنسب المالكية ، مولده ووفاته في المدينة ، كان بعيدا عن الامراء والملوك وشى به إلى جعفر عم المنصور العباسى فضربه سياطا انخلعت لها كتفه ، وسأله المنصور ان يضع كتابا للناس يحملهم على العمل به فصنف «الموطأ» وله رسالة في «الوعظ» وكتاب فى «المسائل» ورسالة في «الردّ على القدرية» و «تفسير غريب القرآن». (راجع ـ ابن خلكان ١ : ٤٣٩ ، اللباب ٣ : ٨٦ ، الاعلام ٦ : ١٢٨). E. I. ٣, P. ٨١٢) art, par J. schacht (. فقرة ١٨ ـ ص ٦ ـ الحشوية : الحشو في اللغة ما يملأ به الوسادة وفي الاصطلاح عبارة عن الزائد الّذي لا طائل تحته ، وسميت الحشوية ، حشوية لانّهم يحشون الاحاديث التى لا اصل لها في الاحاديث المروية عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اى يدخلونها فيها وليست منها ، وجميع الحشوية يقولون بالجبر والتشبيه وان الله تعالى موصوف عندهم بالنفس واليد والسمع والبصر ، وقالوا : كل ثقة من العلماء يأتى بخبر مسند عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فهو حجة (راجع ، التعريقات للجرجانى (الحشو) ، الحور العين ص ٣٤١ ، ابن المرتضى : الملل والنحل ص ١١. E. I, ٢, P. ٤٠٣ ( فقرة ٢٠ ـ ص ٦ ـ الرأى التفكر في مبادي الامور والنظر في عواقبها وعلم ما يؤول إليه من الخطأ والصواب ، وقيل الرأى اعم لتناوله مثل الاستحسان ، واصحاب الرأى عند الفقهاء هم اصحاب القياس والتأويل كأبي حنيفة وابى الحسن الاشعرى وهم الذين قالوا : نحن بعد ما قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يسعنا ان نأخذ بما اجتمع عليه رأى الناس روى عن ابى حنيفة انّه قال : ما جاء عن رسول الله فعلى الرأس والعين وما جاء عن الصحابة اخترنا وما كان غير ذلك فهم رجال ونحن رجال ، وعن ابى حنيفة انّه قال علمنا هذا رأى وهو احسن ما قدرنا عليه ، فمن جاء باحسن منه قبلناه الطريحى : مجمع البحرين


[ 137 ]

اعلم انّ المقياس الّذي يردّ المسلم أفعاله ويبنى عليه احكامه ، إذا لم يحكمه سلطان العرف ، هو كلام الله المنزل في القرآن ثمّ التأسى بنبيّه ، وبعد ان توفّى النبيّ جرى العمل بسنته في الامور الّتي لم ينزل فيها نص كتاب. ثمّ اخذ عدد الوقائع الجزئيّة يزداد كل يوم. وهي وقائع لم ترد فيها نصوص ولم يكن للمسلمين بدّ من الحكم فيها ، اما بما يتفق مع العرف الموروث او بما يهديهم إليهم الرأي الاجتهادى ولا بدّ أن يكون القانون الروماني قد ظلّ زمانا طويلا يؤثر تأثيرا كبيرا في ذلك في الشام والعراق وسمى الفقهاء الّذين جعلوا لرأيهم شأنا في اصرار الحكم إلى جانب الكتاب والسنة «أهل الرأى» وإمامهم أبو حنيفة (٨٠ ـ ١٥٠ ه‍) على انّ الفقهاء في المدينة نفسها كانوا ، قبل ظهور مذهب مالك (٩٥ ـ ١٨٩ ه‍) ، يستعملون الرأى استعمالا لم يكن به بأس ، وإن كان قليل المدى ، وكذلك استعمله اهل المذهب المالكى انفسهم. ولكن لما بدأ الناس يعرضون عن الرأى بالتدريج بعد ان اصبح تعلة لاحكام تقوم على الهوى ، قوى مذهب القائلين بوجوب الرجوع في كل شيء إلى الحديث المبيّن للسنّة النبويّة ، فجمعت الاحاديث من كل صوب ، واوّلت بل وضع الكثير منها ، وقرّرت قواعد واصول يعتمد عليها في تميز صحيح الاحاديث من موضوعها وسقيمها. وكان من اثر هذا التطور ان ظهر فريقان : فريق اهل الرأى واكثر ما يكون في العراق ، وفريق اهل الحديث او اهل المدينة ثم ان الشافعى (١٥٠ ـ ٢٠٤ ه‍) كان يعتمد في اكثر امره على السنّة ـ وجعل في عداد اهل الحديث ، تميزا له عن ابى حنيفة. قال الشهرستانى : المجتهدون من ائمة الامة محصورون في صنفين لا يعدوان إلى ثالث : اصحاب الحديث واصحاب الرأى وانما سموا اصحاب الرأى لانّ عنايتهم بتحصيل وجه من القياس والمعنى المستنبط من الاحكام ، وبناء الحوادث عليها وربما يقدمون القياس الجلىّ على آحاد الاخبار ، واصحاب الرأى هم اهل العراق ، اصحاب ابى حنيفة النعمان بن ثابت (الملل والنحل ١٦١ ـ ١٦٠) راجع أيضا المعارف لابن



[ 138 ]

قتيبة ص ٢١٦ ـ ٢١٩ ـ ٢٣٠ ، تاريخ الفلسفة في الاسلام لدى بور ص ٥٨ أيضا : E. I, ٣, P. ١١٢١) art. al ـ Raay ٢, P. ٦٠١ (art. Fikh, par Goldrziher (. فقرة ٢١ ـ ص ٧ ـ المعتزلة ـ عند المشهور المعتزلة اصحاب واصل بن عطاء الغزال اعتزل عن مجلس الحسن البصرى وانضمّ إليه عمرو بن عبيد فطردهما الحسن عن مجلسه فسمّوا المعتزلة لقولهم «ان الفاسق من امة الاسلام لا مؤمن ولا كافر بل هو في منزلة بين المنزلتين» ومما لا شك فيه ان هذه القصة ألفت بعد انشقاق فرقة المعتزلة بقصد تعليل تسميتهم بمعتزلة ، والّذي يراه جولد تسيهر انهم سمّوا كذلك لانهم كانوا في اوّل اطوارهم كالزهاد المنقطعين عن الدنيا وكان الواصل من هؤلاء الجماعة اى الزهاد الذين يعتزلون الناس كما جاء في احواله انه لم يقبض في حياته دينارا او درهما حتى اننا في القرن الرابع بعد الهجرة نجد أشخاصا يطلق على الواحد منهم «شيخ من زهاد المعتزلة». اما مبادئهم القاضية بتحكيم العقل في الامور الدينية واعتبار القرآن مخلوقا فهى متأخرة الظهور وانهم رفعوا العقل إلى مرتبة القياس والدليل في امر العقيدة والايمان وقد نال هذا المذهب تأييد خلفاء بنى العباس من ايام المأمون إلى عهد المتوكل حتى جعلوه عقيدة للدولة. والمعتزلة يلقبون بالقدرية لاسنادهم افعال العباد إلى قدرهم والمعتزلة لقبوا انفسهم باصحاب العدل والتوحيد وذلك لقولهم بوجوب الاصلح ونفى الصفات لله وقالوا جميعا بان القدم اخص وصف الله ، وبنفى الصفات وبان كلامه مخلوق محدث وبانه غير مرئى في الآخرة وبان الحسن والقبح عقليان ويجب عليه تعالى رعاية الحكمة والمصلحة في افعاله ، وثواب المطيع والتائب وعقاب صاحب الكبيرة (شرح المواقف ص ٢٨٢) والصحيح في هذه التسمية ما جاء في متن الكتاب الحاضر في الصفحة الرابعة الرقم ١٠. (راجع : الشهرستانى ١ ؛ ٦٠ ، مختصر الفرق : ٢١ ، جولد تسيهر : العقيدة والشريعة ٨٩ وما بعدها ، زهدى حسن جار الله : المعتزلة ، القاهرة ١٩٤٧ ، الدكتور البير نصرى نادر : فلسفة المعتزلة ، الاسكندرية. E. I, ٣, ١٤٨) art. par H. S. Nyberg


[ 139 ]

فقرة ٢٢ ـ ص ٧ ـ الامامية : الاماميّة : هم القائلون بامامة على عليه‌السلام بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نصا ظاهرا وتعيينا صادقا من غير تعيين بالوصف اشار إليه بالعين قالوا وما كان في الدين والاسلام أمر أهمّ من تعيين الامام حتى يكون مفارقته الدنيا على فراغ قلب من امر الامة ، فانه اذا بعث لرفع الخلاف وتقرير الوفاق فلا يجوز ان يفارق الامة ، ويتركهم هملا يرى كل واحد منهم رأيا ويسلك كل واحد طريقا. لا يوافقه في ذلك غيره بل يجب ان يعين شخصا هو المرجوع إليه ، وينصّ على واحد هو الموثوق به والمعوّل عليه ، وقد عين عليا عليه‌السلام في مواضع تعريضا ، وفي مواضع تصريحا (الشهرستانى : ١٢٢ ، جولد تسيهر : العقيدة والشريعة ص ١٩١ ـ ١٩٦ ، تبصرة العوام ص ٢٠٠ ـ ٢١١. E. I, ٢, P. ٩٩٥) art Ithna, ashariya, par Cl. Huart ( ، أيضا ٤ ، P ٢٩٣ ، art.shii a par R.strothmann (. فقرة ٢٣ ـ ص ٧ ـ إمامة الفاضل والمفضول : قال عبد القاهر البغدادى : واختلف اهل السنة في إمامة المفضول فأباها الشيخ ابو الحسن الاشعرى واجازها القلانسى (البغدادى ص ٣١٣). قال ابن حزم الاندلسى : ذهبت طوائف مع الخوارج والمعتزلة والمرجئة والباقلانى وجميع الرافضة من الشيعة الى انه لا يجوز إمامة من يوجد في الناس افضل منه وذهبت جميع الزيدية من الشيعة وجميع اهل السنة إلى انّ الامامة جائزة لمن غيره افضل منه (الفصل ج ٤ ص ١٢٦ ،) فقال اهل الشورى جميعا الا الشاذ القليل منهم : ان الامامة لا يستحقها الا الفاضل الّذي يعرف فضله وتقدمه على جميع الامة في خلال الخير ، إلّا ان تحدث علة او يعرض امر يكون فيه نصب المفضول للامامة اصلح للامة ، واجمع لكلمتها ، و (احقن لدمائها) وأقطع لاختلافها ، او يكون في الفاضل علة تمنعه من القيام كالمرض ونحوه ، فاذا كانت الحال كذلك فالمفضول احق بها من الفاضل ، ولن يجوز ان يكون المفضول عطلا من الفقه والعلم ، او معروفا بريبة ، او سوء ، بل يكون خيّرا فاضلا من عداد العلماء ، وقال سليمان بن جرير


[ 140 ]

والبترية من الزيدية : اذا كان الحال بهذه الصفة فامامة المفضول جائزة وهى هدى وصواب ، غير ان إمامة الفاضل على كل حال افضل واصوب واصلح (الحور العين ص ١٥١) راجع أيضا اصول الدين للبغدادى ص ٣٠٤ ، والمقالات للاشعرى ص ٤٦١). فقرة ٢٣ ـ ص ٧ ـ النصّ : في اصطلاح اهل العلم هو اللفظ الدال على معنى غير محتمل للنقيض بحسب الفهم والاثر ما جاء عن النبي والامام او عن الصحابى والتابعى من قول او فعل ، وعند الشيعة الامامية يجب ان يكون الامام منصوصا عليه عن النبي لان العصمة من الامور الباطنة التى لا يعلمها إلّا الله ثم فلا بد من نص من يعلم عصمته عليه او ظهور معجزة على يده تدلّ على صدقه والامام عندهم هو على بن ابى طالب بالنص المتواتر عليه من الله ورسوله ثم بعده ولده من صلبه الائمة المعصومون حتى محمّد بن الحسن صاحب الزمان صلوات الله عليهم بنص كل سابق منهم على لاحقه (راجع : شرح باب الحادى عشر ص ٤٨ ، ٥٥ ؛ اصول الدين للبغدادى ص ٨١ ، ٢٧٦ الابانة للاشعرى ص ٩٤). فقرة ٢٤ ـ ص ٧ ـ البترية : البترية اصحاب الحسن بن صالح بن حىّ واصحاب كثير النواء وانّما سمّوا بترية لان كثيرا كان يلقب بالابتر قالوا ان عليا افضل الناس ولا يرون لعلى إمامة إلّا حين بويع (المقالات للاشعرى ص ٦٨) روى الكشى عن سدير قال دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام ومعى سلمة بن كهيل وابو المقدام ثابت الحداد وسالم بن أبي حفصة وكثير النواء وجماعة معهم وعند أبي جعفر اخوه زيد بن على فقالوا لأبي جعفر نتولى عليا وحسنا وحسينا ونتبرّأ من اعدائهم قال نعم قالوا نتولى أبا بكر وعمر ونتبرأ من اعدائهم قال فالتفت إليهم زيد بن على وقال لهم أتبرءون من فاطمه بترتم امرنا بتّركم الله فيومئذ سمّوا البترية (رجال الكشى ص ١٥٢) فقرة ٢٥ ـ ص ٧ ـ الحسن بن صالح بن حىّ الهمدانى الثورى الكوفى ، (١٠٠ ـ ١٦٨ ه‍) من زعماء الفرقة البترية من الزيدية. كان فقيها مجتهدا متكلما اصله من ثغور همدان وتوفى متخفيا في الكوفة وكان اختفاؤه مع عيسى بن زيد في موضع واحد سبع سنين ، والمهدى جادّ في طلبهما وهو من اقران سفيان الثورى


[ 141 ]

ومن رجال الحديث له كتب منها «التوحيد» و «إمامة ولد على من فاطمة» والجامع في الفقه وقد طعن فيه جماعة لما كان يراه من الخروج بالسيف على ائمة الجور ، وللحسن اخوان احدهما على بن صالح والآخر صالح بن صالح هؤلاء على مذهب اخيهم : (راجع ميزان الاعتدال ١ : ٢٣٠ ، الفهرست لابن النديم ١ : ١٧٨ ، التبصير للاسفراينى : ١٧ ، الاعلام للزّركلي ج ٢ ص ٢٠٨). فقرة ٢٦ ـ ص ٧ ـ سليمان بن الجرير : من معاصرى هارون الرشيد (١٤٩ ـ ١٩٣) كان من متكلمى الزيدية وإليه ينسب مذهب السليمانية او الجريرية قال ان الامامة شورى وانها تنعقد برجلين من خيار الامة واجاز إمامة المفضول واكفر عائشة والزبير وطلحة باقدامهم على قتال على (راجع الفرق بين الفرق ص ٢٤ ، ومختصر الفرق ص ٣٢ ، الشهرستانى : ١١٩ ، الاشعرى : المقالات ص ٧٠ ـ ٦٨ ، المقريزى ـ الخطط ج ٢ ص ٣٥٢). فقرة ٢٧ ـ ص ٨ ـ ابن التمار : ابو الحسن على بن اسماعيل بن شعيب بن ميثم بن يحيى التّمار مولى بنى اسد كوفى سكن البصرة وكان من وجوه المتكلمين من الامامية وله ، مناظرات مع على الاسوارى في الامامة وناظر أبا الهذيل والنظام وله مجالس مع هشام بن الحكم المتوفى سنة ١٧٩ ه‍ في عصر الرشيد العباسى وهو اوّل من تكلّم على مذهب الامامية وصنف كتابا في الامامة سماه الكامل (راجع ابن النديم : الفهرست ١ : ١٧٥ ، النجاشى : كتاب الرجال : ١٧٦ ، المامقانى : تنقيح المقال ٢ : ٢٧٠ ، ابن الخياط : كتاب الانتصار : ٢٤٠ ، الاشعرى : كتاب المقالات : ٢٤ ، ٥٤). فقرة ٢٨ ـ ص ٨ ـ الفضل بن عيسى بن ابان الرقاشى ، ابو عيسى (المتوفى في ١٤٠ ه‍) واعظ من اهل البصرة ، كان من اخطب الناس ، متكلّما قاصا مجيدا وهو رئيس طائفة من المعتزلة تنسب إليه ، وكان قدريا ضعيف الحديث ، سجّاعا في قصصه ، وهو ابن اخى يزيد الرقاشى وخال المعتمر بن سليمان (ميزان الاعتدال


[ 142 ]

ج ٣ ص ٣٣١ ، البيان والتبين ١ : ٢٩٠ ، الاعلام للزّركلي ج ٥ : ٣٥٧ ، اللباب ج ١ : ٤٧٢). فقرة ٢٨ ـ ص ٨ ـ ابو شمر : وهو ابو شمر الحنفى الشمرى المرجئ من معاصرى النظام خالف المعتزلة في المنزلة بين المنزلتين وكان يقول الايمان المعرفة بالله والاقرار به وبما جاء من عنده ومعرفة العدل يعنى قوله في القدر ، ما كان من ذلك منصوصا عليه أو مستخرجا بالعقول مما فيه اثبات عدل الله ونفى التشبيه (الانساب للسمعانى : ٣٣٨ المنية والامل : ٣٢ ، ابن الخياط : ٢٣٧ ، مقالات الاسلاميين : ١٢٤). فقرة ٣٠ ـ ص ٨ ـ النجدية : فرقة من الخوارج من اتباع نجدة بن عامر الحنفى قالوا لا حاجة للناس إلى الامام بل الواجب عليهم رعاية النصفة فيما بينهم وو يجوز لهم نصبه اذا راوا تلك الرعاية لا تتمّ إلّا بامام يحملهم عليها (شرح المواقف ج ٣ ص ٢٩١ ، البغدادى : الفرق بين الفرق ، الشهرستانى : ٩١). Les Confreries musulmanes, P. ٠٥ ( فقرة ٣٣ ـ ص ٩ ـ النبطى : والنبط قوم ينزلون البطائح بين العراقين والجمع أنباط كسبب واسباب ، اختلف المؤرخون في اصل هذه الامة فذهب اهل التوراة إلى انهم من نسل نبايوط بن إسماعيل وذهب آخرون إلى انهم من اهل العراق لأن النبط اسم يطلق على سكان ما بين النهرين وانهم هاجروا من العراق إلى ادوم ، وذهب غيرهم إلى ان النبط اصلهم من جبل شمّر في اواسط بلاد العرب ونزحوا إلى العراق وذهبت طائفة اخرى إلى ان الانباط اتوا من شواطئ الخليج الفارسى ، اما لغتهم فمن لهجات اللغة الآرامية وقد ظهرت الدولة النبطية في شبه جزيرة طور سيناء على انقاض المملكة الادومية وكانت عاصمتها «سلع» ومعناها بالعبرية الصخرة باليونانية «پطرا» ورأى المستشرقون ان ارهاط النبط كانوا من الآراميين ثم بعد استقرارهم في طور سيناء اختلطوا بالعرب وكانوا يستعملون الكتابة الآرامية في النقوش وسائر الشئون العمرانية. ولكن يظهر ان النبط الذين ذكرهم العرب كانوا يلهجون بلهجات عربية كانت


[ 143 ]

تبرز فيها العجمة قال ابو العلى المعرى : اين امرؤ القيس والعذارى اذ مال من تحته الغبيط استنبط العرب في الموامى بعدك واستعرب النبيط (ولفنسون : تاريخ اللغات السامية ص ١٣٤ ـ ١٣٧. E. I, ٣, ٦٥٨ (. فقرة ٣٣ ـ ص ٩ ـ ضرار بن عمرو : ظهر ضرار بن عمرو في أيام واصل بن عطاء يقال لأتباعه الضرارية ، قال : إن الله يرى في القيامة بحاسة سادسة ولله ماهية لا يعرفها غيره وأنكر القراءة التى يقرأ بها الصحابى ابن مسعود آيات القرآن والتى يقرأ بها أبيّ بن كعب ونسبهما إلى الضلال في مصحفهما (الاشعرى : مقالات الاسلاميين ص ٢٨٣ ـ ٤٧٥ ؛ البغدادى ص ٢٠١ ، ابن الخياط (الفهرست) ، الذهبى : ميزان الاعتدال ج ١ ص ٤٧٣). فقرة ٣٤ ـ ص ٩ ـ ابراهيم بن سيار بن هانئ البصرى ، ابو إسحاق النظام (المتوفى في ٢٣١ ه‍) من الموالى ومن ائمة المعتزلة ، قال الجاحظ : «الاوائل يقولون في كل الف سنة رجل لا نظير له فان صح ذلك فأبو اسحاق من اولئك» تبحّر في علوم الفلسفة وانفرد بآراء خاصة تابعته فيها فرقة من المعتزلة سمّيت «النظامية» نسبة إليه يقولون انه كان ينظم الخرز في سوق البصرة قال البغدادى : كان النظام في زمان شبابه قد عاشر قوما من الثنوية وقوما من السمنية وخالط قوما من «الفلاسفة» قال ابن المرتضى : «حفظ النظام القرآن والتوراة والإنجيل والزبور وتفسيرها ، وان الجاحظ كان من تلامذته (راجع البغدادى : الفرق بين الفرق ص ٧٩ ـ ٩١ ، ابن المرتضى : المنية والامل. تاريخ بغداد : ٦ : ٩٧ ، محمّد عبد الهادى ابو ريدة : ابراهيم بن سيّار النظام وآراؤه الكلامية الفلسفية ، القاهرة ١٩٤٦ ، الاعلام ج ١ ص ٣٦. E. I, ٣, ٣٥٩) art. par H. S. Nyberg (. فقرة ٣٥ ـ ص ٦ ـ القياس عبارة عن التقدير يقال قست النعل بالنعل إذا


[ 144 ]

قدرته وسوّيته ، وهو عبارة عن رد الشيء إلى نظيره ، وفي الشريعة عبارة عن المعنى المستنبط من النص لتعدية الحكم من المنصوص عليه إلى غيره وهو الجمع بين الاصل والفرع في الحكم. القياس بعد كتاب الله والسنة والاجماع دليل رابع لاحكام الشرع الاسلامى. وقد ساروا في ذلك من القاعدة الشرعية الاصولية ان الاحكام جميعا مبنية على مقاصد ومصالح ، وان هذه المقاصد والمصالح هى تلك الاحكام وسبب وجودها. ثم اخذوا يستنبطون من الاحكام عللها ، فاذا عرفوا علة حكم منصوص عليه في مسألة من المسائل امكنهم قياس مسألة اخرى عليها واعطاؤها مثل حكم المسألة الاولى اتفقت معها في العلة. فالخمر مثلا محرمة بالنص ، وعلّة تحريمها الاسكار ، فلو فرضنا ان النبيذ لم يكن محرّما بالنص أيضا لا مكننا قياسه على الخمر لانه مسكر لانه جاء في الحديث «كل مسكر خمر وكل خمر حرام» (صحيح مسلم ج ٦ ص ١٠١) ، ولا مكننا تحريمه لجامع علة الاسكار في المقيس والمقيس عليه. وكذلك متى زال الاسكار ، زال التحريم فقد نفى القياس الشيعة الامامية ، وداود الظاهرى واتباعه وقيل به جمهور الفقهاء واهل الشيعة الزيدية. فتوسع به اهل الرأى من اصحاب أبي حنيفة وتشدد فيه اهل الحديث. او مدرسة الحجاز كاحمد بن حنبل واصحابه. (راجع التعريفات للجرجانى ص ١٥٩ ، صبحى محمصانى : فلسفة التشريع ص ١٢٠. E. I, ٢, ٢١١ : Kiyas, par J. Wensinck. فقرة ٣٥ ـ ص ١٠ ـ الاجماع في اللغة العزم والاتفاق ، وفي الاصطلاح اتفاق المجتهدين من امة محمّد عليه الصلاة والسلام في عصر على امر دينى (التعريفات للجرجانى ـ راجع أيضا : جولد تسيهر : العقيدة والشريعة ص ٥٣ وما بعدها. E I, ٢, ٥٧٤) Ijma, par Macdonald (. فقرة ٣٥ ـ ص ١٠ ـ لم يكن الله ليجمع امتى على ضلال ، وفي رواية آخر : «امتى لا تجتمع على الخطأ او على الضلالة» ، وفي رواية آخر : ان الله لن يجمع


[ 145 ]

امتى إلّا على هدى ، وان الله لا يجمع امتى على ضلالة : (السيوطى : الجامع الصغير رقم ١٠٠٤). Wensinck, Concordances, ١, P. ٧٩, ٤٦٣. الاجماع يعتبر المصدر الثالث للشرع الاسلامى بعد الكتاب والسنة. الاجماع عند جمهور الفقهاء هو ان يتفق على الحكم جميع المجتهدين المسلمين في عصر من الاعصار. فلذا لا يكفى عندهم عمل اهل المدينة وحده كما قال الامام مالك فالاجماع اما ان يكون بابداء الرأى صراحة ، واما أن يكون سكوتيا. فالسكوتى يحصل إذا ما افتى أحد المجتهدين في أحدى المسائل وعرف بفتوى الباقين من اهل الاجتهاد في عصره ولم ينكرها عليه أحد منهم. اما الشيعة الامامية فانّهم لا يقبلون الاجماع إلّا صدر عن أهل بيت النبي عليهم‌السلام فالاجماع عندهم : «هو الاتفاق المشتمل على قول المعصوم عليه‌السلام ، لا مجرد اتفاق العلماء على قول» (راجع التعريفات للجرجانى ، جولد تسيهر : العقيدة والشريعة ص ٥٣ وما بعدها ، صبحى محمصانى : فلسفة التشريع في الاسلام ص ١١٧ ـ ١١٩. E. I, ٢, ٥٧٤ : Ijma\’par Macdonald (. فقرة ٣٦ ـ ص ١٠ ـ عمرو بن عبيد : عمرو بن ثاب (خ ل : باب ، ناب ، ياب ، مات) التيمى بالولاء ، أبو عثمان البصرى (٨٠ ـ ١٤٤ ه‍) شيخ المعتزلة في عصره ومفتيها ، واحد الزهاد المشهورين ، كان جده ثاب من سبى كابل ، وابوه نساجا ثم شرطيا للحجاج في البصرة ، واشتهر عمر وبعلمه وزهده وكان المنصور العباسى يبالغ في تعظيمه وقال فيه «كلكم طالب صيد ، غير عمرو بن عبيد» له رسائل منها «التفسير ، والرّد على القدرية» (وفيات الاعيان ١ : ٣٨٤ ، ميزان الاعتدال ٢ : ٢٩٤ ، المنية والامل) الاعلام ج ٥ ص ٢٥٢. E. I, ١, ١٤٢ (. فقرة ٣٦ ـ ص ١٠ ـ واصل بن عطاء (٨٠ ـ ١٣١ ه‍) ـ واصل بن عطاء الغزال ابو حذيفة : من موالى بنى ضبة او بنى مخزوم ، رأس المعتزلة ومن ائمة البلغاء و


[ 146 ]

المتكلمين سمى اصحابه بالمعتزلة لاعتزاله حلقة درس الحسن البصرى ، فواصل نشر مذهب «الاعتزال» في الآفاق ، بعث عبد الله بن الحارث إلى المغرب ، وحفص بن سالم إلى خراسان ، والقاسم إلى اليمن ، وأيوب إلى الجزيرة والحسن بن ذكران إلى الكوفة وعثمان الطويل إلى ارمينية ، وكان واصل الثغ ، يلثغ بالراء فيجعلها غينا ، فتجنّب الراء في خطابه ، وكان ممن بايع لمحمد بن عبد الله بن الحسن في قيامه على «اهل الجور» ولم يكن غزالا ، وانّما لقب به لتردّده على سوق الغزّالين بالبصرة ، له تصانيف منها : اصناف المرجئة ، والمنزلة بين المنزلتين ، ومعانى القرآن ، وطبقات اهل العلم والجهل ، والسبيل إلى معرفة الحق ، و «الثنوية». (راجع : وفيات الاعيان ٢ : ١٧٠ ، مرآة الجنان ١ : ٢٧٤ ، المنية والامل. EI, ٤, ٧٨١١) art. par A. J. wensinck ( فقرة ٣٧ ـ ص ١٠ ـ كثير النواء : النوّاء بفتح النون والواو المشددة وبعدها الف ، النسبة إلى بيع النوى ، واهل المدينة يبيعونه ويغلفونه جمالهم والمشهور بهذه النسبة كثير النواء ابو اسماعيل وهو مولى تيم الله روى عنه الكوفيون ، وقد عدّه الشيخ الطوسى في رجاله تارة من اصحاب الباقر عليه‌السلام بقوله : كثير النواء ابترى ، واخرى من اصحاب الصادق بقوله : كثير بن قاروند (كاروند) ابو اسماعيل النواء الكوفى ، وقد روى الكشى عن سدير قال دخلت أبا جعفر ومعى سلمة بن كهيل وابو المقدام ثابت الحداد وسالم بن أبي حفصة وكثير النواء وجماعة معهم وعند أبي جعفر اخوه زيد بن على فقالوا لابى جعفر نتولى عليا وحسنا وحسينا ونتبرّأ من اعدائهم قال نعم قالوا نتولى أبا بكر وعمر ونتبرّأ من اعدائهم قال فالتفت إليهم زيد بن على وقال أتبرءون من فاطمه بترتم امرنا بتركم الله فيومئذ سمّوا البترية ، قال الذهبى في ميزان الاعتدال : كثير بن اسماعيل النواء ابو إسماعيل مفرط في التشيع». (راجع الكشى ص ١٥٠ ، ١٥٢ ، ١٥٤ ، الاشعرى ص ٦٨ ، اللباب ج ٣ ص ٢٤٠ ، الذهبى ص ٣٥٢ ، المامقانى ج ٢ رقم ٩٨٤٢). فقرة ٣٨ ـ ص ١٠ ـ سالم بن ابى حفصة مولى بنى عجل من الكوفة كنيته ابو


[ 147 ]

يونس واسم ابيه عبيد وقيل كنيته ابو الحسن مات سنة سبع وثلاثين ومائة في حياة الصادق عليه‌السلام ، وكان سالم من البترية الخالطين ولاية على بولاية أبي بكر وعمر ويبغضون عثمان وطلحة والزبير وعائشة ويرون الخروج مع بطون ولد على بن أبي طالب ، قال الذهبى سالم بن أبي حفصة الكوفى ضعيف مفرط في التشيع ذو لحية طويلة. (النجاشى ص ١٣٨ ، الكشى ص ١٥٢ ، ١٥٤ ، الذهبى ص ٣٦٧ ، المامقانى عدد ٤٥٣٥). فقرة ٣٧ ـ ص ١٠ ـ الحكم بن عتيبة الكوفى الكندى ابو محمّد وقيل ابو عبد الله توفّى سنة أربع عشرة وقيل خمس عشرة ومائة كان مولى الشموس بنت عمر الكندى زيديا بتريا وحكى عن على بن الحسن بن فضال انّه قال كان الحكم من فقهاء العامة وكان استاذ زرارة وحمران والطيّار ، قيل كان مرجئا ، : قال المقدسى : «الحكم بن عتيبة بن النهاس ابو محمّد ويقال ابو عبد الله مولى امرأة من كندة الكوفى» ولعل هذه الامرأة كانت اسمها الشموس. (راجع الذهبى : ميزان الاعتدال ج ١ ص ١٧٠ ، الكشى ص ١٣٧ ، المامقانى ج ١ رقم ٣٢٣٣). فقرة ٣٧ ـ ص ١٠ ـ سلمة بن كهيل بن الحصين أبو يحيى الحضرمى الكوفى من زيدية العامّة ومن البترية ، قال المقدسى : سلمة بن كهيل بن حصين بن كادح ابن اسد الحضرمى يكنّى أبا يحيى ، روى عنه الثورى وشعبة وسعيد بن مسروق ، قال ابو نعيم مات يوم عاشوراء سنة احدى وعشرين ومائة وفي طبقات ابن سعد انه توفى في ١٢٢ حين قتل زيد بن على بالكوفة (طبقات ابن سعد ٤ ص ٢٢١ ، الكشى ص ١٥٤ ، المامقانى ج ٢ رقم ٥٠٩٩). فقرة ٣٧ ـ ص ١١ ـ ثابت الحداد : ثابت بن هرمز الفارسى ابو المقدام العجلى مولى بنى عجل الكوفى زيدى بترى وهو ثقة احتج به النسائى ، اما عند الامامية من الضعفاء. عدّه الشيخ الطوسى من اصحاب السجاد والباقر والصادق. (الكشى : : ١٥٤ ، الذهبى ص ١٧١ ، المامقانى ج ١ رقم ١٤٩٨ ، النجاشى


[ 148 ]

٨٤ ، منهج المقال ص ٧٥). فقرة ٣٧ ـ ص ١١ ـ المسح على الخفين : اجمع الائمة على ان المسح في السفر جائز ولم يمنع احد من العامة جوازه إلّا الخوارج واتفقوا على جوازه في الحضر وقالت الائمة الثلاثة ان مدة المسح للمقيم مقدار يوم وليلة وللمسافر مقدار ثلاثة ايام بخلاف قول مالك انه لا توقيت في مدة المسافر ولا المقيم بل يمسح ما بدا له ما لم ينزعه او يصبه جنابة ، اتفق الائمة على ان السنة في مسح الخف ان يمسح أعلاه واسفله مع قول الامام احمد ان السنة مسح اعلاه فقط ، وقال الشافعى والامام احمد اذا كان في الخف خرق يسير في محل غسل الفرض من الرجلين يظهر منه شيء من القدمين لم يجز المسح عليه. (الميزان للشعرانى ج ١ ص ١٢٦) اما عند الامامية لا يجوز المسح على حائل من خفّ او غيره الا للتقية او الضرورة وإذا زال السبب اعاد الطهارة. (كتاب الشرائع للمحقق. E. I, ٣, P. ٢٠٢١) art, wudu, par j. schacht (. فقرة ٣٧ ـ ص ١١ ـ النبيذ ما يعمل من الاشربة من التمر والزبيب والعسل والحنطة والشعير وغير ذلك سواء كان مسكرا او غير مسكر وفي الحديث اصل النبيذ حلال واصل الخمر حرام ، ونبيذ الحنطة والارز والشعير والذرة والعسل فانه حلال عند أبي حنيفة نقيعا ومطبوخا وانّما يحرم المسكر منه ويحد ، وقيل أيضا ان خمر العنب وحده هو المحرم ، وان ما عداه ليس إلّا «شرابا» فقط او «نبيذا» وليس خمرا ، وبهذا يمكن ان يشرب نبيذ التفاح والتمر وامثالهما بدون ان يصل ذلك إلى حد السكر. (الطريحى : مجمع البحرين : الميزان ص ١٧٤ ؛ جولد تسيهر : العقيدة والشريعة ص ٦١. Dogme, P. ٧٥٤ ( فقرة ٣٧ ـ ص ١١ ـ الجرّى : الجرى بكسر الجيم والراء المشدد المكسور والياء المشددة اخيرا ضرب من السمك عديم الفلس ويقال له الجريث بالثاء المثلثة وفيه كل شيء يجتر فسؤره حلال ولعابه حلال والجريث ومن السمك يشبه


[ 149 ]

الحيات ويقال له بالفارسية مارماهى وفي الحديث : لا تأكل الجريث (انظر مجمع البحرين مادة جرر وجرث) قال المحقق في الشرائع : لا يؤكل من الحيوان البحرى إلّا ما كان سمكا له فلس ، اما ما ليس له فلس في الاصل كالجرى ففيه روايتان واشهر هما التحريم (كتاب الشرائع باب الأطعمة والأشربة). فقرة ٣٨ ـ ص ١١ ـ الزيدية هم المنسوبون إلى زيد بن على زين العابدين بن حسين بن على وهم ثلاث فرق : الجارودية ، والسليمانية ، والبترية ، والزيدية نسبوا إلى زيد بن على الذي ادّعى الامامة العلوية في الكوفة سنة ٧٤٠ ونافس نسيبه جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام الّذي يعترف له معظم الشيعة بحق الاولوية في وراثة الامامة ، وهذه الفرقة من اكثر فرق الشيعة تساهلا واقربها إلى السنة فاتباعها لا يكفّرون أبا بكر وعمر والصحابة الذين لم يعترفوا بعليّ خلفا أولا للنبى ، واكثرهم يرجعون في الاصول إلى الاعتزال وفي الفروع إلى مذهب ابى حنيفة الا في مسائل قليلة. ومن الزيديين دولة الادريسيين المتحدرة من الحسن والتى استولت على افريقية الشمالية سنة ٧٩١ ـ ٩٢٦ م والدولة الزيدية في طبرستان سنة ٨٦٣ ـ ٩٢٨ م والزيدية في اليمن (راجع شرح المواقف ج ٣ ص ٢٩٠ ، مختصر الفرق بين الفرق ص ٣٠ ـ ٣١. E. I. ٣, P. ٤٦٢١) art. par : R. strothmann (. فقرة ٣٨ ـ ص ١١ ـ بشر بن المعتمر البغدادى ، ابو سهل (٢١٠ ه‍) فقيه معتزلى مناظر ، من اهل الكوفة. قال الشريف المرتضى : «يقال ان جميع معتزلة بغداد كانوا من مستجيبيه» وتنسب إليه الطائفة «البشرية» منهم قال ابن المرتضى : بشر بن المعتمر الهلالى وهو من اهل بغداد وقيل بل من اهل الكوفة ثم انتقل إلى بغداد وهو رئيس معتزلة بغداد وقيل للرشيد انه رافضى فحبسه فقال في الحبس شعرا. لسنا من الرافضة الغلاة ولا من المرجئة الخفاة لا مفرطين بل نرى الصّديقا مقدما والمرتضى الفاروقا نبرأ من عمرو ومن معاوية إلى آخره


[ 150 ]

فلما بلغت الرشيد اخرج عنه وثمامة من تلامذة بشر» (ابن المرتضى : الملل والنحل ص ١٩ ، الاعلام للزّركلي ج ٢ ص ٢٨. E. I, ١, P. ٠٥٧) Bishr, par Carra de Vaux (. فقرة ٣٨ ـ ص ١١ ـ ابو يوسف ، يعقوب بن ابراهيم بن حبيب الانصارى الكوفى البغدادى (١١٣ ـ ١٨٢ ه‍) صاحب الامام أبي حنيفة وتلميذه واوّل من نشر مذهبه ولد بالكوفة وتفقه بالحديث والرواية ثم لزم أبا حنيفة فغلب عليه «الرأى» وولى القضاء ببغداد ايام المهدى والهادى والرشيد ومات في خلافته ، وهو اوّل من دعي «قاضى القضاة» ويقال له : «قاضى قضاة الدنيا» من كتبه : الخراج ، والآثار ، والنوادر ، وادب القاضى ، (الاعلام للزّركلي ج ٩ ص ٢٥٢. E. I. ١, P. ٦١١ ( فقرة ٣٨ ـ ص ١١ ـ بشر المريسى : (٢١٨ ه‍) بشر بن غياث بن أبي كريمة عبد الرحمن المريسى ، العدوى بالولاء مولى زيد بن الخطاب ، ابو عبد الرحمن : فقيه معتزلى عارف بالفلسفة ، يرمى بالزندقة وهو رأس الطائفة «المريسيّة» من المرجئة والمريسى بفتح الميم نسبة إلى مريس وهى قرية بمصر اخذ بشر الفقه عن القاضى ابى يوسف وقال برأى الجهمية واوذى في دولة هارون الرشيد وقيل كان ابوه يهوديا وقيل هو من اهل بغداد ينسب إلى درب المريس فيها ، عاش نحو ٧٠ عاما وقالوا في وصفه : كان قصيرا ، دميم المنظر ، وسخ الثياب ، وافر الشعر ، كبير الرأس والاذنين (اللباب ج ٣ ص ١٢٨ ، تاريخ بغداد : ٥٦٧ ، ميزان الاعتدال ج ١ ص ١٥٠ ، الاعلام ج ٢ ص ٢٨. E. I, ١, P. ٩٤٧) Bishr psr B. Carrra de Vaux (. فقرة ٣٨ ـ ص ١١ ـ امرت بقتال الناكثين والقاسطين : قال الطبرسى في كتاب الاحتجاج : روى ان امير المؤمنين عليا عليه‌السلام قال في اثناء خطبة خطبها بعد فتح البصرة بايّام حاكيا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله : يا على انّك ستقاتل بعدى الناكثة والقاسطة والمارقة وحلّاهم وسماهم رجلا رجلا ، وتجاهد من امتى كل من خالف القرآن


[ 151 ]

وسنتى إلى آخره (كتاب الاحتجاج للطبرسى ص ٩٦). فقرة ٣٩ ـ ص ١٢ ـ بكر بن اخت عبد الواحد شيخ البكرية قال ان الله تعالى يرى في القيامة في صورة يخلقها ، وانه يكلّم عباده من تلك الصورة وان صاحب الكبيرة منافق وعابد للشيطان ومخلد في النار ، ومع هذا قال على وطلحة والزبير كانت ذنوبهم كفرا وشركا ، غير انهم كانوا مغفورا لهم لما روي في الخبر «ان الله اطّلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» وابتدع في الفقه تحريم آكلى الثوم والبصل واوجب الوضوء من القرقرة في البطن. وهذا البكر معروف بخاله عبد الواحد بن زياد من اصحاب الحسن البصرى زاهد ، صوفى متروك الحديث ، وهو عبد الواحد بن زياد العبدى مولاهم البصرى يكنى أبا بشر ويقال أبا عبيدة ، مات سنة ١٧٦ وقيل ١٧٧ (راجع البغدادى : الفرق ص ٢٠٠ ، الذهبى : ميزان الاعتدال ج ٢ ص ١٥٧ ، الاشعرى : ص ٤٥٧ ، ابن القيسرانى : ج ١ ص ٣١٩ (عبد الواحد بن زياد). فقرة ٣٩ ـ ص ١٠ ـ اطلع الله على اهل بدر : فلعلّ الله اطلع على اهل بدر الخ ، راجع مفتاح كنوز السنة ص ٧٤ ، Wensinck, Concordances, livraison ٢٢, P. ١٣ ( فقرة ٤٠ ـ ص ١٢ ـ معمر بن عباد (المتوفى ٢١٥ ه‍) معمر بن عباد السلمى معتزلى من اهل البصرة ، سكن بغداد ، وناظر النظّام وكان اعظم القدرية غلوا ، وكان معمر بن عباد يكنى أبا عمرو وكان بشر بن المعتمر وهشام بن عمرو وابو الحسين المدائنيّ من تلامذته ، انفرد بمسائل : ـ منها قوله ان الله لم يخلق شيئا من الاعراض وانما خلق الاجسام ثم ان الاجسام احدثت الاعراض ، والانسان عنده ليس بطويل ولا عريض ولا ذي لون وانما هو شيء غير هذا الجسد ، وهو حىّ عالم قادر مختار ، الخ. (راجع ابن الخياط (الفهرست) ، الشهرستانى ص ٤٦ ، ابن المرتضى ص ٣٠ البغدادى ص ٩١ ـ ٩٤ ، اللباب ٣ : ١٦١. فقرة ٤٠ ـ ص ١٢ ـ ابو الهذيل العلاف (١٣٥ ـ ٢٣٥ ه‍ (محمّد بن الهذيل


[ 152 ]

ابن عبد الله بن مكحول العبدى ، وكان يلقب بالعلاف لان داره بالبصرة كانت في سوق العلافين وفيه يقول المأمون : أظلّ ابو الهذيل على الكلام كإظلال الغمام على الانام ولابى الهذيل ستّون كتابا في الرّد على المخالفين وكان ابراهيم النظام من اصحابه وكان حسن الجدل قوى الحجة ، كفّ بصره في آخر عمره وتوفّى بسامراء وابو الهذيل كان يفضل عليّا على عثمان وكان شيعيا (المنية والامل ص ٣٧ ، تاريخ بغداد ٣ : ٣٦٦ ، البغدادى : الفرق بين الفرق ص ٧٣ ـ ٧٩ ، على مصطفى الغرابى : ابو الهذيل العلّاف. E. I) ٢ ((Abu ـ ١ ـ Hudhayl, par H. S. Nyblerg). فقرة ٤٣ ـ ص ١٣ ـ عبد الله بن عباس بن عبد المطّلب القرشى الهاشمى ، ابو العباس (١٣ ق ه ـ ٦٨ ه‍) : حبر الامة ، الصحابى الجليل ، ولد بمكة ونشأ في بدء عصر النبوة وشهد مع عليّ الجمل وصفّين وكفّ بصره في آخر عمره فسكن الطائف وتوفّى بها ، له في الصحيحين ١٦٦٠ حديثا ، قال ابن مسعود : نعم ترجمان القرآن ابن عباس ، قال عمرو بن دينار : ما رأيت مجلسا كان اجمع لكل خير من مجلس ابن عباس ، الحلال والحرام والعربية والانساب والشعر ، وينسب إليه كتاب في «تفسير القرآن» من مرويات المفسرين عنه. (الاعلام للزّركلي ج ٤ ص ٢٢٨). فقرة ٤٣ ـ ص ١٣ ـ أبو موسى الاشعرى (٢١ ق ه ـ ٤٤ ه‍) عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب ، أبو موسى ، من بنى الأشعر ، من قحطان : صحابى من الشجعان الولاة الفاتحين ، واحد الحكمين اللذين رضى بهما عليّ ومعاوية بعد حرب صفّين ، ولد في زبيد باليمن وقدم مكّة عند ظهور الاسلام فاسلم ، وهاجر إلى أرض الحبشة ثمّ استعمله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على زبيد وعدن ، وولاه عمر البصرة سنه ١٧ فافتتح اصبهان والأهواز ، ولما كان التحكيم ، خدعه عمرو بن العاصي ، فارتدّ أبو موسى إلى الكوفة ، فتوفى فيها ، وكان أحسن الصحابة صوتا في التلاوة ، خفيف الجسم ، قصيرا ، له في الصحيحين ٣٥٥


[ 153 ]

طبقات ابن سعد ج ٤ ص ٧٩ ، الإصابة الترجمة ٤٨٨٩ ، الاعلام للزّركلي ج ٤ ص ٢٥٤ فقرة ٤٣ ـ ص ١٣ ـ الطليق بن الطليق : الطلقاء الّذين خلّى عنهم رسول الله يوم فتح مكّة واطلقهم ولم يسترقّهم. واحدهم طليق وهو الاسير إذا خلى سبيله قيل انّ رسول الله حين فتح مكّة قال يا معاشر قريش ، ما ترون انّى فاعل بكم؟ قالوا خير أخ كريم وابن اخ كريم ، قال اذهبوا فانتم الطلقاء وكان فيهم معاوية وأبو سفيان وعبّاس وعقيل ، والطلقاء من قريش ، والعتقاء من ثقيف. (الطريحي ، مجمع البحرين). فقرة ٤٤ ـ ص ١٤ ـ أبو جندل سهيل بن عمرو بن عبد شمس ، القرشي العامري ، من لؤيّ (المتوفى ١٨ ه‍) خطيب قريش واحد ساداتها في الجاهلية ، اسره المسلمون يوم بدر ، واقتدى ، فاقام على دينه إلى يوم الفتح بمكّة ، فاسلم ، وسكنها ثم سكن المدينة ، وهو الّذي تولى امر الصلح بالحديبيّة ، وجاء في مقدمة كتاب الصلح : «باسمك اللهمّ هذا ما صالح عليه محمّد بن عبد الله سهيل بن عمرو» وكان عمر بن الخطاب يخشى مواقفه في الخطابة ، مات بالطاعون في الشام (الاصابة ، الترجمة ٣٥٦٦ ، والبيان والتبين للجاحظ ج ١ : ١٧٢ ، الاعلام للزّركلي ج ٣ ص ٢١٢ أبو الفداء ج ١ ص ١٣٩ ، ابن قتيبة : المعارف ص ١٢٣. فقرة ٤٤ ـ ص ١٤ ـ سعد بن معاذ : سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس الأوسي الأنصاري (المتوفى ٥ ه‍) ، صحابي ، من الابطال ، من أهل المدينة ، كانت له سيادة الأوس ، وشهد احدا ، كان من اطول الناس واعظمهم جسما ، رمى بسهم يوم الخندق ، فمات ، وعمره سبع وثلاثون وحزن عليه النبي ، وفي الحديث : «اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ» (الاصابة : الترجمة ٣١٩٧ ، الاعلام للزّركلي ج ٣ ص ١٣٩ ، E I,٤) art, par K. Zettcrsteen ( فقرة ٤٤ ـ ص ١٤ ـ قريظة كجهينة والنضير كامير : حيّان من يهود خيبر


[ 154 ]

حارب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في ربيع الأوّل سنة أربع مع بنى النضير وحاصر بني قريظة في سنة خمس من الهجرة (راجع تاريخ ابي الفداء ج ١ ص ١٤٠ ـ ١٤. E I, ٤, P. ١٣) Banu Kuraiza, Banu al ـ Nadir, par v. vacca. ( فقرة ٤٦ ـ ص ١٤ ـ المجتهد من يحوى علم الكتاب ووجوه معانيه وعلم السنة بطرقها ومتونها ووجوه معانيها ويكون مصيبا في القياس عالما بعرف الناس. والاجتهاد لغة معناه استفراغ الوسع وبذل الجهد واصطلاحا هو استفراغ الوسع في طلب العلم بالاحكام من ادلتها الشرعية وهو عكس التقليد اى اتباع رأى الغير دون فهم ولا تدقيق. وقد كان المجتهدون يعملون بالنص اذا وجد ويأخذون بالرأى عند عدمه فيقيسون الامور باشباهها تارة ، ويستحسنون أو يستصلحون أو يستدلّون تارة اخرى. كلّ هذا لم يكن على نحو واحد ، بل كانت المسالك فيه متعددة. فنتج من ذلك كما رأينا اختلاف في الاجتهاد واختلاف في المذاهب ، لا سيما في العصر العباسى حيث ظهرت المذاهب السنية الاربعة. (راجع التعريفات للجرجاني ص ١٨٠ ، فلسفة التشريع في الاسلام للمحمصاني ص ١٣٦ ـ ١٤٨. E I, ٢, ٦٧١) Art Idjti had, par Macdonald ( فقرة ٤٨ ـ ص ١٤ ـ الكاملية : اتباع رجل من الرافضة يعرف بابي كامل ، قال : الامامة نور يتناسخ من شخص إلى شخص وذلك النور في شخص يكون نبوّة وفي شخص يكون إمامة وربّما تتناسخ الامامة فتصير نبوّة وقال تتناسخ الأرواح وقت الموت ، وكان بشّار بن برد الشاعر الأعمى على هذا المذهب (الفرق بين الفرق ص ٣٥ مختصر الفرق ص ٥١ الشهرستاني ص ١٣٣ مقالات الاشعري ص ١٧٦). فقرة ٥٠ ـ ص ١٥ ـ الشيعة : هم الّذين شايعوا عليا عليه‌السلام على الخصوص وقالوا بامامته وخلافته نصّا ووصية اما جليا أو خفيا واعتقدوا انّ الامامة لا تخرج من اولاده وان خرجت فبظلم يكون من غيره او بتقية من عنده ، وقالوا ليست الامامة قضيّة مصلحية تناط باختيار العامة وينتصب الامام بنصبهم ، بل هي قضية اصولية ، هور ركن الدين لا يجوز للرسول اغفاله واهماله ولا تفويضه إلى العامة ، ويجمعهم القول بوجوب


[ 155 ]

التعيين والتنصيص وثبوت عصمة الأئمّة وجوبا عن الكبائر والصغائر ، والقول بالتولّى والتبرّى قولا وفعلا وعقلا ، إلّا في حالة التقية ، ويخالفهم بعض الزيديّة في ذلك ، وهم اثنتان وعشرون فرقة يكفّر بعضهم بعضا اصولهم ثلاث فرق : غلاة وزيديّة وإماميّة. حكى الجاحظ انّه كان في الصدر الاوّل لا يسمّى شيعيا إلّا من قدم عليّا على عثمان ولذلك قيل ، شيعي ، وعثمانى ، فالشيعي من قدّم عليّا على عثمان ، والعثمانى من قدّم عثمان على عليّ ، وكان مثلا واصل بن عطاء ينسب إلى التشيّع في ذلك الزمان لأنّه كان يقدّم عليّا على عثمان (راجع : الشهرستاني ص ١٠٨ ، شرح المواقف ج ٣ ص ٢٨٦ ، الحور العين ص ١٧٩ ، العقيدة ، والشريعة ص ١٧٤ ـ ٢٢٢. دوايت دونلدسن : عقيدة الشيعة. E I, ٤ P, ٢٦٣) shi a, par strothmann ( فقرة ٥٠ ـ ص ١٥ ـ المقداد بن عمرو : يعرف يا ابن الاسود الكندى البهرانى الحضرمي ، ابو معبد ، او أبو عمرو (٣٧ ق ه ـ ٣٣ ه‍) صحابى ، من الابطال ، هو احد السبعة الّذين كانوا أول من اظهر الاسلام وفي الحديث : «إنّ الله عزوجل امرنى بحبّ أربعة واخبرني انّه يحبّهم : على والمقداد ، وابو ذر ، وسلمان» شهد بدرا وغيرها وسكن المدينة وتوفّى على مقربة منها ودفن في المدينة له ٤٨ حديثا (الاصابة الترجمة ٨١٨٥ ، المعارف لابن قتيبة ص ١١٣ ، رجال الأسترآبادي ص ٣٤٤ ، الاعلام للزّركلي ج ٨ ص ٢٠٨). فقرة ٥٠ ـ ص ١٥ ـ سلمان الفارسى : (المتوفى ٣٦ ه‍) صحابى كان يسمّى نفسه سلمان الاسلام ، اصله من مجوس اصبهان ، عاش عمرا طويلا ، قالوا نشأ في قرية جيان ورحل إلى الشام ، فالموصل ، فنصيبين ، فعموريّة وقرأ كتب الفرس والروم واليهود ، وقصد بلاد العرب ، فلقيه ركب من بنى كلب فاستخدموه ، ثمّ استعبدوه وباعوه ، فاشتراه رجل من قريظة فجاء به إلى المدينة وعلم سلمان بخبر الاسلام ، فقصد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بقباء وسمع كلامه ولازمه ايّاما ، وأبي ان يتحرّر بالاسلام فاعانه


[ 156 ]

المسلمون على شراء نفسه من صاحبه ، فاظهر الاسلام ، وهو الّذي دلّ المسلمين على حفر الخندق ، في غزوة الاحزاب حتى اختلف عليه المهاجرون والانصار ، كلاهما يقول : سلمان منا ، فقال رسول الله : سلمان منا اهل البيت ، وسئل عند على فقال : امرؤ منا وإلينا أهل البيت من لكم بمثل لقمان الحكيم ، علم العلم الاول والعلم الآخر ، جعل اميرا على المدائن فاقام فيها إلى ان توفى ، روى له البخارى ومسلم ٦٠ حديثا (طبقات ابن سعد ٤ : ٥٣ ـ ٦٧ ، الاصابة الترجمة ٣٣٥٠ ، الاعلام للزّركلي ج ٣ ص ١٦٩. الحاج ميرزا حسين النورى : نفس الرحمن في أحوال سلمان ، لويس ماسينون : سلمان الفارسي والبواكير الروحية للاسلام في إيران ابن بابويه القميّ : اخبار سلمان وزهده وفضائله. E I, ٤, ٠٢١ salman ( فقرة ٥٠ ـ ص ١٥ ـ ابو ذر الغفارى ؛ جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد من بنى غفار ، من كنانة بن خزيمة (المتوفى ٣٢ ه‍) ، صحابى من كبارهم قديم الاسلام ، هاجر بعد وفاة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى بادية الشام ، فسكن دمشق وجعل ديدنه تحريض الفقراء على مشاركة الاغنياء في أموالهم ، فشكاه معاوية إلى عثمان فاستقدمه عثمان إلى المدينة واستأنف نشر رأيه في تقبيح منع الأغنياء أموالهم عن الفقراء ، فامره عثمان بالرحلة إلى الربذة من قرى المدينة فسكنها إلى ان مات ، ولما مات لم يكن في داره ما يكفن به روى له البخارى ٢٨١ حديثا (طبقات ابن سعد : ٤ : ١٦١ ـ ١٨٥ والاصابه ٧ : ٦٠ ، الاعلام ج ٢ : ١٣٦. E I) ٢ (١, ٨١١ (Abu Dharr, par J Robenson) فقرة ٥٠ ـ ص ١٥ ـ عمار بن ياسر : (٥٧ ق ه ـ ٣٥ ه‍) عمّار بن ياسر بن عامر الكناني العنسى القحطاني ، أبو اليقظان : صحابي من الولاة الشجعان واحد السابقين إلى الاسلام هاجر إلى المدينة وشهد بدرا واحدا والخندق وبيعة الرضوان وكان النبي يلقّبه «الطيّب المطيّب» وهو أوّل من بنى مسجدا في الاسلام ، وولّاه عمر الكوفة ، وشهد الجمل وصفّين مع على وقتل في الثانية له ٦٢ حديثا الاصابة


[ 157 ]

الترجمة ٥٧٠٦ ، عبد الله السبيتي النجفي : عمّار بن ياسر ، الاعلام للزّركلي ج ٥ ص ١٩٢. E I) ٢ (١, ١٦٤, (ars H. Rcekendorf) فقرة ٥٠ ـ ص ١٥ ـ اسم الشيعة قديم : وقد جاء اسم الشيعة كرارا في القرآن الكريم. وشيعة الرجل اتباعه وانصاره ، والشيعة ، الفرقة ، وشيع الاولين : امم الاولين أو أصحابهم أو فرقهم. لننزعن من كلّ شيعة ايّهم اشدّ على الرحمن عتبا. مريم ٦٩ هذا من شيعته وهذا من عدوّه (القصص ١٥) وانّ من شيعته لابراهيم (الصافّات ٨٣). فقرة ٥١ ـ ص ١٥ ـ قال الزمخشرىّ خمّ اسم رجل صبّاغ اضيف إليه الغدير الّذي هو بين مكّة والمدينة بالجحفة وقيل هو على ثلاثة اميال من الجحفة. ياقوت : معجم البلدان مادّة «خم» ، E I ٢, ٢٤١) Ghadir Al ـ khum, par Buhl ( انّه نقل نقلا متواترا انّ النبىّ لما رجع من حجّة الوداع امر بالنزول بغدير خم وقت الظهر ووضعت له الاحمال شبه المنبر وخطب الناس واستدعى عليّا ورفع بيده وقال ايّها الناس الست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا بلى يا رسول الله ، قال : «فمن كنت مولاه فهذا على مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه وانصر من نصره ، واخذل من خذله وادر الحق معه كيفما دار» وكرّر ذلك عليهم ثلاثا (شرح الباب الحادى عشر ص ٥٣) الشهرستانى ص ١٢٣ ، الطبرسى : الاحتجاج ص ١٣٩). فقرة ٥١ ـ ص ١٦ ـ ان منزلته : منه منزلة هارون من موسى : ورد متواترا ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلىّ : أنت منّى بمنزلة هارون من موسى إلّا انّه لا نبى بعدى اثبت له جميع مراتب هارون من موسى واستثنى النبوّة ومن جملة منازل هارون من موسى انّه كان خليفة له لكنّه توفّى قبله وعلى عاش بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيكون خلافته ثابتة اذ لا موجب لزوالها شرح الباب الحادى عشر ص ٥٣ احتجاج الطبرسى ص ٤١) Friedlander, P. ٥٨, ٥٣١ ( فقرة ٥١ ـ ص ١٥ ـ انفسنا وانفسكم : قالت الامامية الامام بعد رسول الله على


[ 158 ]

بن أبي طالب لقوله تعالى (أَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) في آية المباهلة (٣ : ٥٤) فقل تعالوا ندع ابناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين» وقالوا مساوى الافضل أفضل ولاحتياج النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إليه في المباهلة (الباب الحادى عشر ص ٤٩). فقرة ٥١ ـ ص ١٦ ـ بنى وليعة : انظر الطبرى طبع اروبا ص ٢٠٠٠ الى ٢٠١٠ فقرة ٥١ ـ ص ١٦ ـ فاطمة بنت رسول الله (١٨ ق ه ـ ١١ ه‍) فاطمة الزهراء بنت رسول الله وأمّها خديجة بنت خويلد : من نابهات قريش ، تزوّجها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام في الثامنة عشرة من عمرها ، وولدت له الحسن والحسين وأمّ كلثوم وزينب وعاشت بعد ابيها ستة اشهر وهى اوّل من جعل له النعش في الاسلام ، عملته لها اسماء بنت عميس ، وكانت قد رأته يصنع في بلاد الحبشة ، لفاطمة ١٨ حديثا (الاصابة : كتاب النساء ، الترجمة ٨٣٠ ، طبقات ابن سعد ٨ : ١١ ـ ٢٠ ، عمر أبو النصر فاطمه : بنت محمّد ، الاعلام للزركلى ج ٥ ص ٣٢٩. E I, ٢, ٠٩) art par. Lammens ( فقرة ٥١ ـ ص ١٧ ـ عبد الرحمن بن ملجم : (المتوفى ٤٠ ه‍) عبد الرحمن ابن ملجم المرادى الدؤلى الحميرى ، كان من فرسان العرب ، ادرك الجاهليّة وكان أوّلا من شيعة عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وشهد معه صفّين ثمّ خرج عليه فاتفق مع «البرك» و «عمرو بن بكر» على قتل على ومعاوية وعمرو بن العاص في ليلة واحدة (١٧ رمضان فقصد ابن ملجم الكوفة واستعان برجل يدعى شبيبا الأشجعى فلمّا كانت ليلة ١٧ رمضان كانا خلف الباب الّذي يخرج منه على لصلاة الفجر فضربه ابن ملجم فاصاب مقدم رأسه وتوفى على عليه‌السلام من اثر الجرح وفي آخر اليوم الثالث لوفاته قتل ابن ملجم قصاصا (الكامل للمبرد ٢ : ١٣٦ ، طبقات ابن سعد ٣ : ٢٣ ، السمعاني ص ١٠٤ ، الاعلام للزركلى ج ٤ ص ١١٤. فقرة ٥٤ ـ ص ١٨ ـ الجارودية : من الزيدية وهم اتباع زياد بن المنذر أبى ـ الجارود وابى النجم الهمداني الاعمى سرحوب الخراسانى العبدى الخارقى والخارقى


[ 159 ]

والحرقى والحوفى على اختلاف النسخ ، وزعم الجارودية ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نص على إمامة على بالوصف دون الاسم ، وافترقت الجارودية في الامام المنتظر فرقا : منهم من لم يعيّن واحدا وقال كلّ من شهر بسيفه ودعا إلى الدين فهو الامام ، منهم من ينتظر محمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على ومنهم من ينتظر محمّد بن القاسم صاحب الطالقان ومنهم من ينتظر يحيى بن عمر الّذي خرج بالكوفة (راجع : الفرق بين الفرق ص ٢٢ الشهرستانى ص ١١٨ ، المقريزى ج ٢ ص ٣٥٢ ، الحور العين ص ١٥٦ بحار الانوار ج ٩ ص ١٧٩ ، رجال المامقانى ج ١ ص ٤٦٠. محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد : المسائل الجارودية ، طبع النحف. Les Con freries musulmaens, P, ٠٤, Friedlander, P. ٢٢, فقرة ٥٤ ـ ص ١٨ ـ الحسن بن على (٣ ـ ٥٠ ه‍) الحسن بن على بن أبي طالب الهاشمى القرشى ، ابو محمّد : خامس الخلفاء الراشدين وآخرهم ، وثانى الائمة الاثنى عشر عند الامامية ، ولد في المدينة وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله ، بايعه اهل العراق بالخلافة بعد مقتل ابيه سنة ٤٠ فقصد حرب معاوية وتقارب الجيشان في موضع يقال له «مسكن» بناحية من الانبار فهال الحسن ان يقتل المسلمون ، فكتب إلى معاوية يشترط شروطا للصلح ، ورضى معاوية فخلع الحسن نفسه من الخلافة وسلّم الامر لمعاوية في بيت المقدس سنة ٤١ ه‍ وسمى هذا العام عام «الجماعة» لاجتماع كلمة المسلمين فيه وانصرف الحسن إلى المدينة حيث اقام إلى ان توفي مسموما ومدة خلافته ستة اشهر وخمسة ايام وولد له احد عشر ابنا وبنت واحدة (الاصابة ج ١ ص ٣٢٨ ، مقاتل الطالبين ص ٣١ الاعلام ج ٢ ص ٢١٤. E. I, ٢, ١٩٢ art, par H. Lammens (. فقرة ٥٤ ـ ص ١٨ ـ الحسين بن على بن ابى طالب (٤ ـ ٦١ ه‍) ابو عبد الله : السبط الشهيد ، ابن فاطمة الزهراء وفي الحديث : الحسن والحسين سيدا شباب الجنّة وهو الّذي تأصلت العداوة بسببه بين بنى هاشم وبنى امية حتى ذهبت بعرش الامويين كان مقتله عليه‌السلام يوم الجمعة عاشر المحرم وقد ظل هذا اليوم يوم حزن وكآبة عند


[ 160 ]

جميع المسلمين ولا سيّما الشيعة ، قال الفيلسوف الالمانى «ماربين» في كتاب «السياسة الاسلامية» : لم يذكر لنا التاريخ رجلا القي بنفسه وابنائه واحب الناس إليه في مهاوى الهلاك احياء لدولة سلبت منه الا الحسين ليكون مقتله ذكرى دموية شيعته ينتقمون بها من بني امية». (راجع : مقاتل الطالبين ٥٤ و ٦٧ والطبرى ٦ : ٢١٥ عباس محمود العقاد : ابو الشهداء ، عمر ابو النصر : الحسين عليه‌السلام ، الاعلام للزركلي ج ٢ ص ٢٦٤. E. I, ٢, P. ٠٦٣) art par H. Lammens (. فقرة ٥٤ ـ ص ١٨ ـ زيد بن على بن الحسين (٧٩ ـ ١٢٢ ه‍) الامام ، ابو الحسين ويقال له «زيد الشهيد» عدّه الجاحظ من خطباء بنى هاشم وقال ابو حنيفة ما رأيت في زمانه افقه منه ولا اسرع جوابا ولا ابين قولا ، قرأ على واصل بن عطاء واقتبس منه علم الاعتزال وشخص إلى الشام ، فضيق عليه هشام بن عبد الملك وحبسه خمسة اشهر وعاد إلى العراق ثم إلى المدينة ورجع إلى الكوفة فبايعه اهلها وكان عامل العراق يومئذ يوسف بن عمر الثقفى فامر بقتله ونشبت معارك انتهت بمقتل زيد في الكوفة. وقف المجمع العلمى في ميلانو مؤخرا على «مجموع في الفقه» رواه ابو خالد الواسطى عن زيد بن على» فان صحت النسبة كان هذا الكتاب اوّل كتاب دون في الفقه الاسلامى. (راجع : محمّد ابو زهره : الامام زيد ، حياته وعصره ـ آراؤه وفقهه ، القاهرة ١٩٥٩ ؛ الاعلام للزركلى ج ٣ ص ٩٨). E. I, ٤, ٠٦٢١) art, par R. Strothmann (. فقرة ٥٤ ـ ص ١٨ ـ زيد بن الحسن بن الحسن بن على ، عدّه الشيخ الطوسى في رجاله من اصحاب الامام على بن الحسين السجّاد ، وفي ارشاد المفيد انّ زيد بن الحسن كان يتولى صدقات رسول الله وكان جليل القدر وكريم الطبع مدحه الشعراء وقصده الناس من الآفاق ، وقد روى في البحار حديثا في مخاصمة زيد بن الحسن مع زيد بن على في صدقات رسول الله وتوكيل زيد بن على بعد واقعة بينهما الامام محمّد الباقر وسعى زيد بن الحسن في قتل الباقر عليه‌السلام (تنقيح المقال عدد ٤٤١٢ وكان زيد


[ 161 ]

ابن الحسن يكنى أبا الحسين وتخلّف عن عمّه الحسين فلم يخرج معه إلى العراق وبايع بعد قتل الحسين عبد الله بن الزبير لأن اخته لامه وابيه كانت تحت عبد الله بن الزبير ، فلما قتل عبد الله اخذ زيد بيد أخته ورجع إلى المدينة وله في ذلك مع الحجاج قصة ، وقد عاش زيد بن الحسن مائة سنة وقيل خمسا وتسعين وقيل تسعين ومات بين مكة والمدينة بموقع يقال له حاجر (سنة ١٢٠ ه‍) (عمدة الطالب ص ٥٤). فقرة ٥٥ ـ ص ١٩ ـ العامة : العامّة خلاف الخاصة ـ وقد اطلقت الامامية هذا اللقب على اهل السنة والجماعة وسمّوا انفسهم «الخاصّة» وفي الحديث الّذي روى من طريق الشيعة : «خذ ما خالف العامة» يعنى اهل الخلاف من السنة وو الجماعة. فقرة ٥٦ ـ ص ٢٠ ـ السبائية اتباع عبد الله بن سبأ الّذي غلافى على عليه‌السلام كان من يهود صنعاء اليمن وامر عليّ باحراق قوم منهم في حفرتين حتى قال بعض الشعراء : لترم بى الحوادث حيث شاءت اذا لم ترم بى في حفرتين ورأى على عليه‌السلام المصلحة في نفى ابن سبأ إلى ساباط المدائن ، وقيل لابن سبأ ابن السوداء نسبة إلى أمّه التى اسمها السوداء قال الشهرستانى : هو اوّل من اظهر القول بالفرض بامامة على ، وهم اوّل فرقة قالت بالتوقف والغيبة والرجعة وقالت بتناسخ الجزء الالهى في الائمة بعد عليّ. قال الكشى : ان عبد الله بن سبأ كان يدّعى النبوة ويزعم ان امير المؤمنين عليا هو الله. فدعاه على وسأله فاقرّ بذلك فقال له امير المؤمنين : ويلك قد سخر منك الشيطان فحبسه واستتابه ثلاثة ايام فلم يتب فاحرقه بالنار ، وروى أيضا الكشى : لما فرغ على من قتال اهل البصرة اتاه سبعون رجلا من الزطّ فسلّموا عليه وكلموه بلسانهم فردّ عليهم بلسانهم وقال لهم انى لست كما قلتم انا عبد الله مخلوق ، فابوا ان يرجعوا او يتوبوا فامر ان يحفر لهم آبار فحفرت ثم خرق بعضها إلى بعض ثم قذفهم فيها ثم طمّ رءوسها ثم ألهب النّار في بئر ليس فيها احد فدخل الدخان عليهم فماتوا (راجع الفرق بين الفرق ص ١٤٣ ، مختصر الفرق : ص ١٤ ، الشهرستانى ص ١٣٢


[ 162 ]

ابن تيمية : منهاج السنة ج ١ ص ٢٣٩ ، ابن ابى الحديد : شرح نهج البلاغة ج ٢ ص ٣٠٨ ، رجال الكشى ص ٧٠ العقيدة والشريعة ص ٣٨٠. مرتضى العسكرى : عبد الله بن سبأ ، القاهرة ، ١٣٨١. E. I) ٢ (Abd ـ allah b Saba, P. ٢٥ (par Hodgson. فقرة ٥٦ ـ ص ٢٠ ـ عبد الله بن حرس ـ اظن هو تصحيف عبد الله بن حرب (حرث او حارث) يعنى عبد الله بن عمرو بن الحرب الكندى الكوفى من غلاة الشيعة واتباعه يسمون الحربية من فرق الكيسانية يزعمون انّ روح ابى هاشم عبد الله بن محمّد بن الحنفية تحوّلت فيه ثم وقفوا على كذب عبد الله بن عمرو فاستجابوا دعوة عبد الله ابن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب واعتقدوا بامامته (راجع الاشعرى : مقالات الاسلاميين ص ٦ ، ٢١ ، ابن حزم : الفصل ج ٤ ص ١٤٣ ، الشهرستانى ص ١١٢ ، البغدادى : الفرق بين الفرق ص ١٤٩ منهج المقال ص ٢٠١. Friedlander) index (. فقرة ٥٦ ـ ص ٢٠ ـ ابن اسود اظن هذا تصحيف «ابن السوداء» وابن السوداء هو عبد الله بن سبأ بعينه نسبة إلى أمّه المسماة بالسوداء كما جاء في المقريزى ج ٢ ص ٣٥٦ ، وهذا غلط ارتكبه ابو خلف الاشعرى. فقرة ٥٦ ـ ص ٢٠ ـ المدائن : جمع مدينة وانما سمّيت بذلك لانّها كانت مدنا كل منها إلى جنب الاخرى ، قال حمزة اسم المدائن بالفارسية توسفون عرّبوه على الطيسفون وكانت الطيسفون عاصمة الفرس قبل الاسلام وكان فتح المدائن كلها على يد سعد بن ابى وقّاص في صفر سنة ١٦ في أيّام عمر بن الخطاب فلمّا ملك العرب ديار الفرس واختطت الكوفة والبصرة انتقل إليهما الناس عن المدائن تمّ اختط الحجاج واسطا واختط المنصور بغداد فانتقل إليها الناس ، والآن المدائن قرية بينها وبين بغداد ستة فراسخ والغالب على اهلها التشيّع على مذهب الاماميّة وقرب الايوان قبر سلمان الفارسى وعليه مشهد يزار إلى وقتنا هذا (ياقوت : معجم البلدان. EI, ٣, ٦٧) art. par M. Streck ( فقرة ٥٦ ـ ص ٢٠ ـ يوشع بن نون ـ لما مات موسى بعث الله يوشع بن نون


[ 163 ]

نبيا فاخبرهم انّه نبيّ الله وهو الّذي ردّ الشمس على بنى إسرائيل لينتقم من اعداء الله قبل غروب الشمس ، روى عن اسماء بنت عميس انّ عليّ بن أبي طالب كان مع رسول الله وقد اوحى الله إليه فجلله بثوبه ولم يزل كذلك حتّى ادبرت الشمس ثم انّ نبيّ الله سرى عنه فقال اصليت يا على قال لا ، فقال النبيّ اللهمّ اردد عليه الشمس فرجعت حتّى بلغت نصف المسجد. الثعلبي : قصص الأنبياء ص ١٤٧. Friedlander, P. ٦٤. فقرة ٥٦ ـ ص ٢٠ ـ انّ اصل الرافضة مأخوذة من اليهوديّة : راجع الكشي صفحة ٧١. Friedlander, P. ٩١, ٢٤١. فقرة ٥٧ ـ ص ٢١ ـ (٢١ ـ ٨١ ه‍) : محمد بن على بن أبي طالب ، ابو القاسم المعروف بابن الحنفية وهو اخو الحسن والحسين ، غير ان أمّهما فاطمة الزهراء ، وأمّه خولة بنت جعفر الحنفية ، ينسب إليها تمييزا له عنهما ، وكان يقول : الحسن والحسين افضل منّي ، وانا اعلم منهما كان واسع العلم ورعا اسود اللّون وهو احد الابطال الاشداء في الاسلام ، مولده ووفاته في المدينة ، قيل خرج الى الطائف هاربا من ابن الزبير ، فمات هناك (راجع طبقات ابن سعد ٥ : ٦٦ ، وفيات الاعيان ١ : ٤٤٩ ، الاعلام للزركلى ٧ : ١٥٣. EI ٣, ٦١٧) art. par Buhl, Blochet, p. ٢٣ ـ ٠٤ ( فقرة ٥٧ ـ ص ٢١ ـ الكيسانية أصحاب كيسان مولى امير المؤمنين على وقيل تلميذ للسيّد محمّد بن الحنفيّة ويعتقدون فيه اعتقادا بالغا من احاطته بالعلوم كلّها واقتباسه من السيّدين (الحسن والحسين) الاسرار بجملتها ، من علم التأويل وعلم الآفاق والانفس ، ويجمعهم القول بانّ الدّين طاعة رجل ، حتّى حملهم ذلك على تأويل الأركان الشريعة ، من الصلاة ، والصيام ، والزكاة ، والحج ، وغيرها على رجال فحمل بعضهم على ترك القضايا الشرعية بعد الوصول إلى طاعة رجل ، وحمل بعضهم على ضعف الاعتقاد بالقيامة ، وحمل بعضهم على القول بالتناسخ والحلول والرجعة بعد الموت. (الشهرستاني ص ١٠٩)ـ


[ 164 ]

قال العلامة المجلسي : سمّيت كيسانية لان مختارا كان أو لا اسمه كيسان وقيل انّه سمى بهذا الاسم لان اباه حمله وهو صغير ، فوضعه بين يدى أمير المؤمنين علي عليه‌السلام فمسح يده على رأسه وقال : «كيس كيس» فلزمه هذا الاسم (بحار الانوار ج ٩ ص ١٧١ ـ ١٧٣). قال الاشعريّ : الكيسانية احدى عشرة فرقة : الاولى ان عليّ بن أبي طالب نصّ على إمامة ابنه محمّد بن الحنفية ، والثانية يزعمون انّ الحسين بن عليّ نص على إمامة أخيه محمّد بن الحنفية ، والثالثة هي الكربية ، والرابعة يزعمون ان محمّد بن الحنفية مختف في جبال رضوى ، والخامسة يزعمون ان محمّد بن الحنفية مات ، وان الامام ابنه ابو هاشم عبد الله بن محمّد ، السادسة .. (بياض في الاصل). الفرقة السابعة يزعمون انّ الامام بعد أبي هاشم ابن أخيه الحسن بن محمّد بن الحنفيّة ، وهم ينتظرون رجعته ، الثامنة يزعمون ان الامام بعد ابي هاشم محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس وهم الراوندية ، التاسعة يزعمون ان أبا هاشم عبد الله بن محمّد نصب عبد الله بن عمرو بن حرب ، وهم الحربية ، العاشرة وهم البيانية ، الحادية عشرة يزعمون ان الامام أبو هاشم ، عليّ بن الحسن بن عليّ بن أبى طالب». (راجع الفرق بين الفرق ٢٦ ـ ٣٤ ، المختصر ص ٣٥ ـ ٥١ ، الشهرستاني ص ١٠٩ ، الاشعري : المقالات ص ١٩ ـ ٢٣ ، ابن حزم : الفصل ص ١٣٧ ، مروج الذهب ج ٣ ص ٢٥ ـ ٢٧ ـ ٥٩ ، المجلسي : بحار الانوار ج ٩ ص ١٧١. E I, ٢, ٨٨٦) art, par C. van Arendonk ( فقرة ٥٧ ـ ص ٢١ ـ صاحب راية ابيه : قالوا وسبب إمامة محمّد بن الحنفيّة انّ عليّ بن أبي طالب دفع الراية إليه يوم الجمل وقال له : اطعنهم طعن ابيك تحمد لا خير فى حرب اذا لم توقد بالمشرفي والقنا المشرد (اسفرايني : التبصير ص ١٨). فقرة ٥٧ ـ ص ٢١ ـ المختار بن ابى عبيد مسعود الثقفي ، أبو إسحاق


[ 165 ]

(١ ـ ٦٧ ه‍) من زعماء الثائرين على بني اميّة ، من أهل الطائف انتقل منها إلى المدينة مع أبيه ، في زمن عمر وتوجه أبوه إلى العراق فاستشهد يوم الجسر وبقي المختار في المدينة منقطعا إلى بني هاشم وسكن البصرة بعد على ولما قتل الحسين سنة ٦١ ه‍ ، قبض عليه ابن زياد (امير البصرة) ونفاه بشفاعة عبد الله بن عمر زوج اخت المختار إلى الطائف وذهب عنه عبد الله ابن الزبير ، وبايعه ، ولما مات يزيد بن معاوية رجع إلى العراق ودخل الكوفة ، وقتل قتلة الحسين فدعا إلى إمامة محمّد بن الحنفيّة ، وبعد ذلك شاعت في الناس اخبار عنه بانه ادّعى النبوّة ، ونزول الوحى عليه ، ونقلوا عنه إسجاعا ، فارسل عبد الله بن الزبير اخاه مصعبا وهو امير البصرة إلى قتال المختار ، وقتل المختار في هذه المعركة ، ومدة إمارته ستة عشر شهرا (الاصابة ، الترجمة ٨٥٤٧ ، الفرق بين الفرق ٢٩ ، ٣٤ ، تاريخ الطبرى ٧ : ١٤٦ ، الحور العين ١٨٢ ، الشهرستاني ص ١١٠. E I. ٣, ٥٦٧) art par Lcvi Della vida ( فقرة ٥٧ ـ ص ٢١ ـ عبيد الله بن زياد بن ابيه (ابن مرجانة) (٢٨ ـ ٦٧ ه‍) ولد بالبصرة ، وكان مع والده لما مات بالعراق فقصد الشام فولّاه «عمّه» معاوية خراسان (٥٣ ه‍) واقام بها سنتين ونقله معاوية إلى البصرة ، اميرا عليها واقره يزيد على إمارته (٦٠ ه‍) وكانت الفاجعة بمقتل الحسين عليه‌السلام في ايّامه وعلى يده وبعد موت يزيد رجع من الشام إلى العراق فقتله ابراهيم بن الاشتر قائد جيش المختار في خازر من ارض الموصل. (الطبري ٦ : ١٦٦ ، ثمّ ٧ : ١٨ ، ١٤٤ ، عيون الاخبار ١ : ٢٩٩ ، الاعلام للزركلي ج ٤ ص ٣٤٨). فقرة ٥٧ ـ ص ٢١ ـ عمر بن سعد بن ابى وقاص (المتوفّى ٦٦ ه‍) سيره عبيد الله بن زياد على أربعة آلاف لقتال الديلم ، وكتب له عهده على الريّ ، ثمّ لمّا علم ابن زياد بمسير الحسين بن على عليه‌السلام من مكّة إلى الكوفة كتب إلى عمر بن سعد أن يعود بمن معه ، فولّاه قتال الحسين فاستعفاه ، فهدّده فاطاع فكانت الفاجعة بمقتل الحسين وعاش عمر إلى أن خرج المختار فقتل بيده (طبقات ابن سعد ٥ : ١٢٥ ، ابن الاثير


[ 166 ]

٤ : ٢١ ، وما بعدها ، و ٩٤ ، الاعلام ج ٥ ص ٢٠٦). فقرة ٥٧ ـ ص ٢١ ـ ابو عمرة : وكان اسمه كيسان وقيل أنّه سمى كيسان بكيسان مولى عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وهو الّذي حمله على المطالبة بدم الحسين ودلّ على قتلته وكان صاحب سرّه والغالب على أمره وكان لا يبلغه عن رجل من اعداء الحسين عليه‌السلام انّه في دار أو في موضع إلا قصده وهدم الدار باسرها وقتل كلّ من فيها من ذي روح ، وكل دار بالكوفة خراب فهي مما هدّمها ، واهل الكوفة يضربون بها المثل فإذا افتقر انسان قالوا : دخل ابو عمرة بيته حتّى قال فيه الشاعر : ابليس بما فيه خير من أبى عمره يغويك ويطغيك ولا يعطيك كسره (الكشي ص ٨٥) وقتل أبو عمره في وقعة المذار في ٦٧ للهجرة راجع : EI, ٢, ٨٩٦. فقرة ٥٨ ـ ص ٢٢ ـ ذو النون : هو يونس بن متى ، اى صاحب النون والنون هو الحوت وهو يونس النبي وقد ورد ذكره في سورة القلم «بصاحب الحوت» (القلم ٤٨) ويعرف يونس عند أهل الكتاب باسم يونان بن امتاى ، امره الله بالذهاب إلى قوم ليسوا من عشيرته ويقول بعض المفسّرين انّهم اهل نينوى بالعراق ، ولما يئس من هدايتهم ، وظنّ انّ الله تعالى لا يلزمه بالبقاء معهم تركهم هربا ، ولم ينتظر امر الله بمفارقتهم ثمّ آوى إلى الفلك المشحون بالمسافرين ولكنّه اضطرب بهم ، وكاد أن يغرق حتّى اضطر ركّابه إلى أن يقترعوا على من يلقى في البحر من الركّاب ، فخرج سهمه فاشار عليهم أن يلقوه في اليم ، فالتقمه حوت عظيم ومكث يسبح ويستغفر في بطنه ، إلى أن نبذه الحوت بالعراء وهو سقيم ، فانبت الله عليه شجرة من يقطين ، فكبرت حتى ظللته فلما ذوت اسف يونس عليها وهي لا قيمة لها ، وقال ربه لقد اشفقت على يقطينة لا قيمة لها ، أفلا اشفقت على أهل قرية فيها اكثر من مائة الف لانقاذهم من ضلالهم ، ثمّ ارسله إليهم فآمنوا به. (راجع القرآن : النساء ١٦٣ ، الانعام ٨٦ ، يونس ٩٨ ، الصافات ١٣٩ ، الأنبياء ٨٧ قصص الأنبياء للثعلبي ص ٢٤١)ـ


[ 167 ]

فقرة ٥٨ ـ ص ٢٢ ـ عبد الله ابو هاشم : (المتوفّى ٩٩ ه‍) عبد الله بن محمّد (ابن الحنفية) بن عليّ بن أبي طالب : أبو هاشم ، احد زعماء العلويين في العصر المرواني كان يبثّ الدعاة سرّا في الناس ، ينفرهم من بنى اميّة ، ويستميلهم إلى بني هاشم ، وهو يعد من واضعى اسس الدولة العباسية ، وكانت طائفة من الشيعة ترى ان عليّا اوصى بالامامة بعده إلى ابنه محمّد بن الحنفية ، وانّها انتقلت من محمّد إلى ابنه عبد الله أبي هاشم ، وعلم سليمان بن عبد الملك بشيء من خبره ، فدسّ له من سقاه السمّ في الشام ، فلمّا احسّ بالموت ذهب إلى محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عباس ، وهو بالحميمة (قرب معان) فعرّفه حاله ، وصرف إليه شيعته ، واعطاه كتبا كانت عنده. وافضى إليه باسراره ، ثمّ مات عنده ، وكان عالما بكثير من المذاهب والمقالات ، ثقة في روايته للحديث (ابن الاثير : حوادث سنة ٩٩ ، الشهرستاني ١١٢ ، مقاتل الطالبيين ٩١ ، الاعلام ج ٤ ص ٢٥٦. E I) ٢ (, P. ٨٢١ (Abu hashim, Par Moscati) فقرة ٥٨ ـ ص ٢٢ ـ الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو محمّد الهاشمي (المتوفي نحو ٩٠ ه‍) كبير الطالبيين في عهده ، كان وصى أبيه ووليّ صدقة جده ، إمامته ووفاته في المدينة ، وكان عبد الملك بن مروان يهابه. واتّهم بمكاتبة أهل العراق وانّهم يمنّونه بالخلافة ، فبلغ ذلك الوليد بن عبد الملك ، فأمر عامله بالمدينة بجلده فلم يجلده العامل ، وكتب للوليد يبرّئه ، وقيل للحسن : الم يقل رسول الله : «من كنت مولاه فعلي مولاه» فقال : بلى ، ولكن والله لم يعن رسول الله بذلك الامارة والسلطان ولو أراد ذلك لا فصح لهم به (تهذيب ابن عساكر ٤ : ١٦٢ ، الاعلام ٢ : ٢٠١). فقرة ٥٨ ص ٢٣ ـ عبد الملك بن مروان بن الحكم (٢٦ ـ ٨٦ ه‍) من اعاظم خلفاء بني اميّة كان. فقيها واسع العلم ، شهد يوم الدار مع أبيه واستعمله معاوية على المدينة وهو ابن ١٦ سنة ، وانتقلت إليه الخلافة بموت أبيه (٦٥ ه‍) فكان جبارا على معانديه ، وهو أوّل من صك الدنانير في الاسلام ، وكان عمر بن الخطاب قد صك


[ 168 ]

الدراهم ، ونقلت في ايّامه الدواوين من الفارسية والرومية إلى العربيّة. توفّى في دمشق. (ابن الاثير ٤ : ١٩٨ ، الطبري ٨ : ٥٦ ، ميزان الاعتدال ٢ : ١٥٣ ، الاعلام ج ٤ : ٣١٢). فقرة ٥٩ ـ ص ٢٣ ـ مظلم ساباط كانت موضعا بالقرب من المدائن وقال ياقوت الحموي : لا ادرى لم سمّى بذلك (ياقوت. معجم البلدان ج ٤ ص ٥٦٩). فقرة ٥٩ ـ ص ٢٣ ـ الجراح بن سنان : وقد جاء اسمه في الفرق بين الفرق للبغدادي : سنان الجعفي (راجع الفرق بين الفرق ص ١٦). فقرة ٥٩ ـ ص ٢٤ سعد بن مسعود : سعد بن مسعود وهو عامل عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام على المدائن وهو عم مختار بن أبي عبيد الثقفي ، (ابن الاثير ج ٣ ص ١٣٤ ١٦١. وجاء في مقاتل الطالبيين : وحمل حسن على بعير إلى المدائن وبها سعد بن مسعود الثقفي واليا عليها من قبله ، وكان عليّ ولّاه فأقره الحسن بن علي (راجع : مقاتل الطالبيين ص ٤٤). فقرة ٦٠ ـ ص ٢٤ ـ يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (٢٥ ـ ٦٤ ه‍) ثاني ملوك الدولة الاموية ، ولد بالماطرون ونشأ بدمشق ، وولي الخلافة بعد وفاة أبيه (٦٠ ه‍) توفى بحوارين من أرض حمص وكان نزوعا إلى اللهو ، يروى له شعر رقيق وهو من اشقى الخلفاء. (راجع الطبري حوادث سنة ٦٤ ، وابن الاثير ٤ : ٤٩ ، واليعقوبي ج ٢ : ٢١٥ والاعلام ج ٩ : ٢٤٥). E I, ٤, ٦٩٢١) art Par H. Lammens ( فقرة ٦٠ ـ ص ٢٤ ـ مسلم بن عقيل : (المتوفى ٦٠ ه‍) مسلم بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم : تابعي ، من ذوى الرأى والعلم والشجاعة. كان مقيما بمكّة وانتدبه الحسين بن علي ليتعرف له حال أهل الكوفة حين وردت عليه كتبهم يدعونه


[ 169 ]

ويبايعون له ، فرحل مسلم إلى الكوفة فاخذ بيعة ١٨٠٠٠ من أهلها وكتب للحسين فشعر به عبيد الله بن زياد أمير الكوفة فطلبه ، فمنعه الناس ، ثم تفرقوا عنه ، فآوى إلى دار امرأة من كندة فاخفته ولم يلبث ان عرف مكانه ، فقبض عليه ابن زياد ، وقتله (ابن الاثير ج ٤ : ٨ ـ ١٥ ، الاخبار الطوال للدينوري ص ٢٣٣ ، ابن العبري ١٨٩ الاعلام ٨ : ١١٩. فقرة ٦٣ ـ ص ٢٦ ـ المهدى : المهدى من هداه الله إلى الحق وهو اسم للقائم من آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله الّذي بشّر النبي بمجيئه في آخر الزمان يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما الّذي يجتمع مع عيسى عليه‌السلام بالقسطنطنية يملك العرب والعجم ويقتل الدجّال وهو عند الشيعة الامامية محمّد بن الحسن العسكريّ (مجمع البحرين) وهو ما يسمّى بالامام الخفي ، الباقي منذ اختفائه والّذي ينتظر الشيعي المؤمن عودته إلى الظهور كلّ يوم ، وهو عند كلّ فرق الشيعة خاتم الأئمة امّا أهل السنة أنفسهم فيعتقدون بمجيء مصلح إلى العالم في آخر الزمان يبعث الله به ويسمّونه أيضا بالإمام المهدي ، فيذهب جولد تسيهر إلى أن فكرة المهدي هى صدى فكرة المسيح المنتظر اليهوديّة النصرانيّة وقد امتزج بالفكرة المهديّة بعض خصائص سوشيانت الموعود الزرادشتي. (راجع جولد تسيهر : العقيدة والشريعة ص ١٩١ و ١٩٤ وما بعدها). E I, ٣, ٦١١) al ـ Mahdi. par D. B. Macdonald ( فقرة ٦٣ ـ ص ٢٦ ـ المختارية الخلص : فمن مذهب المختار انّه يجوز البداء على الله وكان لا يفرق بين النسخ والبداء ، قال إذا جاز النسخ في الاحكام جاز البداء في الاخبار ، فمن مخاريقه انّه كان عنده كرسى قديم ، قد غشاه بالديباج ، وقال هذا من ذخائر أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو عندنا بمنزلة التابوت لبني إسرائيل وفيه السكينة. (راجع الشهرستاني ص ١١٠ ، الحور العين : ١٨٣ وما بعدها ، الكشي : ص ٨٣ الفرق بين الفرق ٢٦ ـ ٣٦)ـ


[ 170 ]

فقرة ٦٣ ـ ص ٢٦ ـ الحربية وهؤلاء اتباع عبد الله بن عمرو بن حرب الكندي وكان على دين البيانية في دعواها ان روح الاله تناسخت في الأنبياء والأئمّة ، وفرض على اتباعه تسع عشرة صلاة في اليوم والليلة ، في كلّ صلاة خمس عشرة ركعة إلى ان ناظره رجل من متكلمى الصفرية ، وأوضح له براهين الدين ، فاسلم وصحّ اسلامه وتبرّأ من كلّ ما كان عليه واعلم أصحابه بذلك واظهر النوبة فتبرأ منه جميع اصحابه ولعنوه ورحبوا كلّهم إلى القول بامامة عبد الله بن معاوية وبقي عبد الله بن حرب على الاسلام وعلى مذهب الصفرية إلى ان مات (راجع الاشعريّ : المقالات ص ٦ ، ٢٢ ، البغدادي : الفرق بين الفرق ص ١٤٩ ، ابن حزم : الفصل ج ٤ ص ١٤٣). فقرة ٦٥ ـ ص ٢٧ ـ الكربية من الكيسانية أصحاب أبي كرب الضرير ، قالوا انّ محمّد بن الحنفية حي لم يمت وانّه في جبل رضوى وكان السيّد الحميري الشاعر وكثير الشاعر على هذا الرأي. (راجع : الاشعري : المقالات ص ١٩ ، الفخر الرازي الاعتقادات : ص ٦٢ ، البغدادي : الفرق ص ٢٧ ، بيان الاديان ص ٣٥ ، المقريزي : الخطط ج ٢ ص ٣٥. Friedlander, P. ٦٣. ( فقرة ٦٥ ـ ص ٢٧ ـ رضوى : بفتح اوّله وسكون ثانيه ، جبل بالمدينة وهو من ينبع على مسيرة يوم ومن المدينة على سبع مراحل وبين ينبع والحوراء وهو جبل منيف ذو شعاب واودية ، وفي شعابه مياه كثيرة واشجار (ياقوت : معجم البلدان مادة رضوي). E I) supplement (. ٤٩١ (art. par Grohmann) فقرة ٦٥ ـ ص ٢٧ ـ اسدين نمرين : بشأن علاقة الحيوانات بالكفرة المهدية انظرFriedlander في JAOS مجلّد ٢٩ ص ٣٥ ـ ٣٩ وسفر اشعيا الاصحاح ١١. فقرة ٦٧ ـ ص ٢٨ ـ كثير بن عبد الرحمن بن الاسود بن عامر الخزاعي ، أبو صخر ، المعروف بكثير عزّة (المتوفى ١٠٥ ه‍) شاعر متيّم مشهور من أهل المدينة أكثر اقامته بمصر وفد على عبد الملك بن مروان فاختص به وببني مروان ، وفي المؤرخين


[ 171 ]

من يذكر انّه من غلاة الشيعة وينسبون إليه القول بالتناسخ ، قيل كان يرى انّه «يونس بن متى» اخباره مع عزّة بنت حميل الضمرية وكان عفيفا في حبه. روى المسعودي عن كتاب أنساب قريش لابن الزبير بن بكار انّ كثيرا قال أبياتا ذكر فيها ابن الحنفية منها : هو المهديّ خبّرناه كعب اخو الاحبار في الحقب الخوالي اقر الله عيني إذ دعاني امين الله يلطف في السؤال واثنى في هو اي عليّ خيرا وساءل عن بنيّ وكيف حالي (الاغاني ٨ : ٢٥ ، ابن خلّكان ١ : ٤٣٣ ، عيون الاخبار لابن قتيبة ٢ : ١٤٤ ، الشعر والشعراء ١٩٨ ، الاعلام ج ٦ ص ٧٢ المسعودي : مروج الذهب ج ٣ ص ٢٥ ـ ٢٧). فقرة ٦٧ ـ ص ٢٩ الطفيل بن عامر : هو ابو الطفيل عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو ، الليثي الكناني القرشي (٣ ـ ١٠٠ ه‍) من الفرسان ولد يوم وقعة احد ، وروى عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله تسعة احاديث. وحمل راية عليّ بن أبي طالب ، في بعض وقائعه ، وخرج على بني امية مع المختار الثقفي ، مطالبا بدم الحسين وخرج مع ابن الاشعث وعاش بعد ذلك إلى أيّام عمر بن عبد العزيز ، فتوفى بمكّة وهو آخر من مات من الصحابة. (راجع الاغاني ١٣ : ١٥٩ ، طبقات ابن سعد ٥ : ٣٣٨ ، الاصابة ، الكنى : الترجمة ٦٧٠ ، الاعلام للزركلي ج ٤ ص ٢٦ الطبرى ٢ : ١٠٥٤). فقرة ٦٧ ـ ص ٣٠ ـ اسباط جمع سبط وهم اولاد يعقوب. والاسباط من بني إسرائيل كالقبائل من العرب ، وقوله تعالى : (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً) : أى فرقا. (وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ) (البقرة ١٣٦). فقرة ٦٧ ـ ص ٣٠ ـ لاوى اسم الابن الثالث ليعقوب بن إسحاق ، وكان موسى عليه‌السلام من ذريّة لاوى (راجع قاموس الكتاب المقدّس لمستر هاكس الامريكي طبع بيروت ١٩٢٨). فقرة ٦٧ ـ ص ٣٠ ـ يهودا. اسم الابن الرابع ليعقوب بن اسحاق وهو الّذي


[ 172 ]

حثّ سائر اخوته على بيع اخيه يوسف (راجع قاموس الكتاب المقدس لمستر هاكس) فقرة ٦٧ ـ ص ٣٠ ـ يوسف ـ هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم‌السلام وكان يوسف واخوه بنيامين في حجر ابيهما يعقوب بعد موت امهما راحيل ، ولذا كان شديد العطف عليهما فاثار ذلك غيرة اخوته لابيه وقد بعث يوسف وآتاه الله النبوة وهو بمصر ، بعد ان اخرجه الله من الجبّ وكان ملك مصر في ذلك العهد من العمالقة ، وقد قصّت علينا سورة يوسف ما جرى له ناشئا يكيد له اخوته ، وربيبا في بيت عزيز مصر ، وسجينا قد اظهر الله براءته ، ثمّ رسولا يؤدي رسالته وهو في السجن ثمّ عزيزا لمصر ، متوليا امورها وقد عفا عن اخوته ، بعد أن حقق الله رؤياه الّتي رآها في أول نشأته. (راجع محمّد إسماعيل إبراهيم : قاموس الالفاظ والاعلام القرآنيّة : القاهرة ١٩٦١ ه‍ ص ٤٢٦). فقرة ٦٧ ـ ص ٣٠ ـ مريم بنت عمران : كان عمران ابو مريم من علماء بنى اسرائيل ، ولما حملت زوجته نذرت ان تجعل ما في بطنها من الحمل محررا لخدمة الهيكل فلما وضعت فتقبل الله ابنتها مريم بقبول حسن وابنتها نباتا حسنا. وبعد وفاة ابيها كفلها زكريا زوج خالتها ، وقد نشأت مريم نشأة طهر وعفاف محفوظة بعناية الله. فلما بلغت مبلغ النساء وجدت جبريل قد جاءها على صورة رجل فاخذها الرعب ، فأعلمها انه مرسل من الله ليهب لها غلاما زكيا ولما جاءها المخاض وضعت ابنها عيسى عليه‌السلام. (قاموس الالفاظ والاعلام القرآنية ص ٣٥٥). فقرة ٦٧ ـ ص ٣٠ ـ رأس الجالوت : هذا لقب رئيس امة اليهود في العراق في عهد الساسانيين وقبلهم ، واصله «رش گالوتا» Resh Galuta وقد عربت وصارت رأس الجالوت. فقرة ٦٧ ـ ص ٣٠ ـ عزير : وقالت اليهود عزير ابن الله (القرآن : التوبة ٣٠) عزير احد احبار اليهود وهو مرّ على بيت المقدس من بعد ان خربها بختنصر وهو راكب حمارا وقال كيف يعيد الله الحياة إليها فاماته الله مائة عام ثم بعثه ، ولما


[ 173 ]

ذهب إلى قومه قالوا له ان كنت عزيرا حقا ، فاتل علينا ما كنت تحفظ من التوراة فقرأها لم يترك آية ، ولما لم يكن يوجد من يحفظها منذ احراقها فقد اقبل قومه عليه مصدقين ، ولكنهم لشقوتهم فتنوا به وادّعوا انه ابن الله كما زعم المسيحيون ان المسيح ابن الله. (قاموس الالفاظ والاعلام القرآنية ص ٢٥١). فقرة ٦٧ ـ ص ٣٠ ـ حزقيل : حزقيل او حزقيال بمعنى قوة الله تعالى من انبياء بنى اسرائيل اسره بخت النصر في ٥٩٨ ق م مع يهوياكين ملك يهودا واسكنهما على شاطئ نهر خابور (راجع قاموس الكتاب المقدس). فقرة ٦٧ ـ ص ٣٠ ـ الياس : قال الله تعالى (وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) (الصافات ١٢٣) ، والياس نبى من الأنبياء ارسله الله إلى بني اسرائيل. وقد ورد الياس في التوراة باسم ايليا ، وكان قومه يعبدون صنما يقال له بعل ، وقيل انهم كانوا في مكان بعلبك بالشام وقد دعاهم الياس إلى عبادة الله ولكنهم كذّبوا وعصوا فأراهم الله العذاب الاليم. (قاموس الالفاظ القرآنية ص ٢٥). فقرة ٦٧ ـ ص ٣٠ ـ اليسع : هو من انبياء بني اسرائيل وهو من ذريّة ابراهيم عليه‌السلام ، فهو اذن كان رسولا بصحف ابراهيم وبالتوراة وقيل انه هو ابن اخطوب استخلفه الياس على بني اسرائيل (قاموس الالفاظ القرآنية ص ٤٢٦). فقرة ٦٧ ـ ص ٣٠ ـ ارميا : ارميا او يرميا بن حلقيا من انبياء بني اسرائيل اخرجه بخت النصر من سجن اورشليم لما اخر بها وسبى اهلها وجاء به إلى بابل واسكنه هنا وكتاب ارميا ونياحات ارميا ونياحات ارميا منسوبان إليه. (قاموس الكتاب المقدس). فقرة ٦٧ ـ ص ٣٠ ـ الخضر : واسمه بليا بن ملكان بن عابر بن شالخ بن ارفخشذ بن سام بن نوح وانما لقب بالخضر لانه جلس على فروة بيضاء فاذا هى تهتز تحته خضر وقيل انما سمى الخضر لانه اينما صلّى اخضرّ حوله وقد اتى الله بقصص متعددة لموسى منها قصة مع العبد الصالح وهو الخضر. راجع قصته تماما في قصص الأنبياء للثعلبى ص ١٣١ ـ ١٣٧


[ 174 ]

فقرة ٦٧ ـ ص ٣٠ ـ آصف بن برخيا : كان وزير سليمان بن داود وكان اعلم اهل زمانه بقراءة توراة موسى وعلوم الدين (راجع قصص الأنبياء لابى اسحاق ابراهيم بن منصور بن خلف النيسابورى. طبع طهران ١٣٤٠ ص ٢٨٢). فقرة ٦٧ ـ ص ٣٠ ـ بلقيس : ملكة سبأ او اليمن جاءت سليمان في السنة الرابعة والعشرين من ملكه واطاعته (راجع قصص الأنبياء الثعلبى ص ١٨٣ ، تاريخ أبي الفداء ص ٢٦). فقرة ٦٧ ـ ص ٣٠ ـ طالوت : لما قامت الحرب بين الفلسطينيين وبين طالوت ملك بني اسرائيل ، كان على رأس الجيش الفلسطينى جالوت (جليات) احد المحاربين المشهور ببأسه وقوته. فقتل في ذلك الحرب داود جالوت بمقلاعه وانتصر بنو اسرائيل واستردّوا ملكهم (قاموس الالفاظ القرآنية ص ٦٧). فقرة ٦٧ ـ ص ٣٠ ـ ذو القرنين : يختلف العلماء في حقيقة امره وهل هو الاسكندر المقدونى او من ملوك اليمن او ملك من ملوك الصين ، وقيل هو عبد صالح اعطاه الله ملكا كبيرا واعطاه الحكمة والعلم النافع ولم يكن للاسكندر هذه الشخصية التى نسب لها القرآن التوحيد والايمان والصلاح ولذا اثبت المرحوم ابو الكلام آزاد في مقالته التى بحث عن شخصية ذى القرنين انّه كوروش الفارسى الكبير مؤسس الامبراطورية الايرانية. (راجع : مجلة الاخاء العدد ٣٠ السنة الثانية ، طهران). فقرة ٦٨ ـ ص ٣٢ ـ حمزة بن عمارة : البربرى نسبة إلى بربر وهو اسم يشمل قبائل كثيرة في المغرب من برقة إلى آخر المغرب. ويروى أيضا حمزة بن عمارة البربرى اليزيدى روى الكشى عن سعد بن عبد الله ، قال كان حمزة بن عمارة البربرى يقول لاصحابه انّ أبا جعفر محمّد بن على يأتيني في كل ليلة ولا يزال انسان يزعم انه قد أراه اياه فقدر انّى رأيت أبا جعفر عليه‌السلام فحدّثه بما يقول حمزة فقال ابو جعفر كذب لعنه الله ما يقدر الشيطان ان يتمثل في صورة نبى ولا وصى نبىّ (راجع رجال التفرشى ص ١٢٠ ، رجال المامقانى ج ١ ص ٣٧٦ ، منهج المقال ص ١٢٦ ، منتهى المقال ص ١٢٢


[ 175 ]

فقرة ٦٨ ـ ص ٣٢ ـ صائد النهدى منسوب إلى النهد وهى قبيلة من اليمن روى الكشى عن سعد بن عبد الله قال انّ الصادق عليه‌السلام لعن صائدا حيث عدّ الشياطين المقصودين بقوله تعالى (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) سبعة احدهم صائد النهدى وقد عدّه الصادق عليه‌السلام في رواية عنه فيمن كذب عليه (راجع رجال التفرشى ص ١٧١ ، منهج المقال ص ١٨١ ، رجال المامقانى ج ٢ ص ٩٥). فقرة ٦٨ ـ ص ٣٣ ـ بيان بن سمعان : سمّاه الشهرستانى : بنان بن سمعان الفهدى وسمّى الفرقة «البنانية» اما في كتاب المقريزى والبغدادى والطبرى وابن قتيبة جاء اسمه «بيان بن سمعان النهدى. زعم ان معبوده انسان من نور على صورة الانسان في اعضائه وانه يفنى كله إلا وجهه ، وتأول على زعمه : كل شيء هالك إلا وجهه ، وقوله تعالى : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) ، وهذا بيان للناس ، اشاره إليه وكان يزعم انه يعرف الاسم الاعظم وانّه يهزم به العساكر ، انه يدعو به الزهرة فتجيبه ، رفع خبره إلى خالد بن عبد الله القسرى في زمان ولايته في العراق فاحتال عليه حتى ظفر به وصلبه سنة ١١٩ ه‍ وقال له : ان كنت تهزم الجيوش بالاسم الّذي تعرفه فاهزم به اعوانى عنك. وزعمت البيانية ان الامامة صارت من ابي هاشم إلى بيان ، فمنهم من زعم انه كان نبيا وانه نسخ بعض شريعة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ومنهم من زعم انه كان إلها ، وذكر هؤلاء انّ بيانا قال لهم انّ روح الاله تناسخت في الأنبياء والائمة حتى صارت إلى أبي هاشم ثم انتقلت منه إليه ، فادّعى لنفسه ربوبية ، قال أيضا حلّ فى على عليه‌السلام جزء إلهى واتّحد بجسده فيه ، كان يعلم الغيب اذا اخبر عن الملاحم وبه قلع باب خيبر وعن هذا قال : والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية ولا بحركة غذائية ولكن قلعته بقوة ملكوتية ، وقال وربّما يظهر على في بعض الازمان وقال في تفسير قوله تعالى : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ) ، اراد به عليا فهو الّذي يأتى في ظلل والرعد صوته والبرق تبسمه. قال المامقانى : في رجاله : بنان التبّان وانه كان يتأول هذه الآية : هو الّذي


[ 176 ]

في السماء إله وفي الارض إله ، ان الّذي في الارض غير إله السماء وآله السماء غير إله الارض وان إله السماء اعظم من إله الارض وقال أيضا : ان عليا في السحاب يطير مع الريح وانه يتكلّم بعد الموت وانه كان يتحرك على المغتسل وان إله السّماء هو الله وآله الارض الامام. روى الكشى عن سعد بن عبد الله قال ان الصادق عليه‌السلام لعن بنانا. (راجع الفرق بين الفرق ص ١٤٥ ، مختصر الفرق ص ١٤٧ : الخطط للمقريزى ج ٢ ص ٣٤٩ ـ ٣٥٢ ، الشهرستانى ص ١١٣ ، الكامل لابن الاثير ج ٥ ص ١٥٤ طبع ليدن ١٨٧٠ م ، عيون الاخبار لابن قتيبة ص ١٤٨ ، الانساب ، للسمعانى ٩٨ ، منهاج السنة لابن تيمية ج ١ ص ٢٣٨ ، تبصرة العوام ص ٤١٩ ، رجال المامقانى ج ١ ص ١٨٣ ، الطبرى ٢ : ١٦١٩ ، ١٦٢٠. Confreies, P. ١٤. Friedlander, P. ٨٨. فقرة ٦٩ ـ ص ٣٣ ـ خالد بن عبد الله القسرى (٦٦ ـ ١٢٦ ه‍) خالد بن عبد الله بن يزيد بن اسد القسرى ، من بجيلة ، ابو الهيثم : امير العراقين ، واحد خطباء العرب واجوادهم. يمانى الاصل ، من اهل دمشق ، ولى مكة سنة ٨٩ ه‍ للوليد بن عبد الملك ، ثم ولّاه هشام العراقين (الكوفة والبصرة) سنة ١٠٥ ه‍ فاقام بالكوفة إلى ان عزله سنة ١٢٠ وولى مكانه يوسف بن عمر الثقفى وامره ان يحاسبه ، فسجنه يوسف وعذبه بالحيرة ، ثم قتله في ايام الوليد بن يزيد (الاغانى ١٩ : ٥٣ ـ ٦٤ ، وفيات الاعيان ١ : ١٦٩ ، ابن عساكر ٥ : ٦٧ ـ ٨٠ الاعلام ج ٢ ص ٣٣٨). E. I, ٢, ٩٢٩) art par Zettersteen. Friedlander P. ٦٨ فقرة ٦٩ ـ ص ٣٣ ـ محمد بن على بن الحسين : (المتوفى ١١٣ ه‍) خامس الائمة الاثنى عشر ، ابو جعفر محمّد بن زين العابدين بن الحسين بن على بن أبي طالب الملقب بالباقر ، وانه كان عالما سيدا كبيرا وانّما قيل له الباقر لانه تبقّر في العلم اى توسّع ، أمّه أمّ عبد الله بنت الحسن بن الحسن بن على ، توفى بالحميمة وهى بلدة من الشراة من اعمال عمّان (في الاردن) ونقل إلى المدنية ودفن بالبقيع في القبر الّذي فيه ابوه ، وعمّ ابيه الحسن بن على ، في القبّة التى فيها العباس راجع


[ 177 ]

تاريخ اليعقوبى ، ٣ : ٦٠ ، المسعودى ، مروج الذهب ٣ : ٢٣٢ ، ابن خلكان ، الوفيات ١ : ٤٥٠ ، تاريخ الذهبى ، ٤ : ٢٩٩ الصفدى ، الوافى ج ٤ ، ورقة ٥٠ ؛ الائمة الاثنى عشر ص ٧٩ ، تذكرة الخواص : ص ٣٤٦ ـ ٣٥١). فقرة ٧٥ ـ ص ٣٦ ـ السيد الحميرى : (١٠٥ ـ ١٧٣ ه‍) اسماعيل بن محمّد بن يزيد بن ربيعة ابن مفرغ الحميرى ، ابو هاشم او ابو عامر ، شاعر امامى متقدم يقال ان اكثر الناس شعرا في الجاهلية والاسلام ثلاثة : بشار وابو العتاهية والسيد وكان يتعصّب لبنى هاشم تعصبا شديدا واكثر شعره في مدحهم وذم مخالفيهم ، ولد في نعمان بواد قريب من الفرات على ارض الشام قريب من الرحبة ونشأ بالبصرة وعاش مترددا بينها وبين الكوفة ومات ببغداد وقيل (بواسط) ، كان مقدما عند المنصور والمهدى (الاغانى ٧ : ٢ ـ ٢٣ ، روضات الجنات ١ : ٢٨ ، الذريعة ١ : ٣٣٣ ، سفينة البحار ١ ؛ ٣٣٦ ، منهج المقال ٦٠ ، لسان الميزان ١ : ٤٣٦). فقرة ٧٧ ـ ص ٣٨ ـ الهاشمية : قالوا بانتقال الامامة من محمّد بن الحنفية إلى ابنه أبي هاشم وقالوا انه افضى إليه اسرار العلوم وهو العلم الّذي استأثر على عليه‌السلام به ابنه محمّد بن الحنفية وهو افضى ذلك السر إلى ابنه أبي هاشم واختلف بعد أبي هاشم شيعته وفرقة منهم قالت ان أبا هاشم مات منصرفا من الشام بارض الشراة واوصى إلى محمّد بن على بن عبد الله بن عباس ، ولما بلغ هؤلاء القوم إلى خراسان ودعوا الخلق إلى هذه المقالة كان ابو مسلم صاحب الدعوة حاضرا ، فقبل تلك الدعوة ولا جرم انه استعجل امره ودعا الخلق إلى بنى العباس (راجع : اعتقادات الفخر الرازى ص ٦٣ ، الشهرستانى ص ١١٢). فقرة ٧٨ ـ ص ٣٨ ـ محمد بن على بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، الهاشمى القرشى (٦٢ ـ ١٢٥ ه‍) : اوّل من قام بالدعوة العباسية. وهو والد السفاح والمنصور ، ولى إمامة الهاشميين سرا في اواخر ايام الدولة الاموية (بعد سنة ١٢٠) وكان مقامه بارض الشراة ، بين الشام والمدينة ومولده بها في قرية تعرف بالحميمة وبدأ دعوته سنة ١٠٠ وعمله نشر الدعوة وتسيير الرجال للتنفير من بنى امية والدعوة


[ 178 ]

إلى بنى العباس ، وجباية خمس الاموال من الشيعة يدفعونها إلى النقباء ، وهؤلاء يحملونها إلى الامام ، وكان عاقلا حليما جميلا وسيما ، مات بالشراة (راجع : الطبرى : الفهرست ص ٥٢٤ وحوادث سنة ١٠٠ و ١٢٠ و ١٢٦ ، واليعقوبى طبعة النجف ٣ : ٧٢ ، ابن خلكان ١ : ٤٥٤ ، الاعلام للزركلى ٧ : ١٥٣. E. I) ٢ (, ١, ٢٩٣. فقرة ٧٨ ـ ص ٣٨ ـ على بن محمد : جاء في عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب انّ بنى محمّد بن الحنفية قليلون جدا ليس بالعراق ولا بالحجاز منهم احد ، فالعقب المتّصل من محمّد من رجلين على وجعفر قتيل الحرة ، اما على بن محمّد بن الحنفية وهو الاكبر فمن ولده ابو محمّد الحسن بن على ، كان فاضلا ادعته الكيسانية إماما واوصى إلى ابنه على ، فاتخذته الكيسانية إماما بعد ابيه (عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب ص ٣٤٦ ـ ٣٤٨). فقرة ٧٨ ـ ص ٣٨ ـ أم ولد : جمعها امهات اولاد ، اتفق الائمة الاربعة على ان امهات الاولاد لا يبعن ولا يوهبن وهو مذهب السلف والخلف ولو استولد مسلم جارية ابنه صارت أم ولد ولا يجوز بيعها ، وقيل لو ابتاع امة وهى حامل منه صارت أم ولد ، ولكن لو تزوج امة غيره فاولدها ثم ملكها لم تصر أم ولد ويجوز بيعها ، ولا تعتق بموته خلافا لابى حنيفة انّها تصير أم ولد. (راجع كتاب الميزان للشعراني ج ٢ ص ٢١١). E. I, ٤, ٦٦٠١) art, psr Schacht (. فقرة ٨٠ ـ ص ٣٩ ـ عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب المعروف بعبد الله الطالبى (المتوفى ١٢٩ ه‍) من شجعان الطالبيين واجوادهم وشعرائهم يتهم بالزندقة ، وكان فتّاكا سيئ الحاشية ، طلب الخلافة في اواخر دولة بني امية (سنة ١٢٧ ه‍) بالكوفة ، وبايع له بعض اهلها واتته بيعة المدائن ، ثم قاتله عبد الله بن عمرو إلى الكوفة (١٢٨ ه‍) فخرج إلى المدائن ولحق به جمع من اهل الكوفة فغلب بهم على حلوان والجبال وهمدان واصبهان والرى ، وقصده بنو هاشم كلهم


[ 179 ]

حتى ابو جعفر «المنصور» واقام باصطخر فسير امير العراق ابن هبيرة الجيوش لقتاله ثمّ انهزم إلى شيراز ومنها إلى؟؟؟ فقبض عليه عاملها وقتله خنقا بامر أبي مسلم الخراسانى وقيل مات في سجن أبي مسلم في سنة ١٣١ ه‍ وهو صاحب البيت المشهور : وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدى المساويا (راجع ابن الاثير حوادث سنتى ١٢٧ و ١٢٩ ، مقاتل الطالبيين ص ١١٨ الاعلام للزركلى ج ٤ : ٢٨٢ ، لسان الميزان ٣ : ٣٦٣ ، الفخرى لابن طقطقى ص ٩٩). E. I) ٢ (, ١, ٠٥ (art. par Zettersteen) مروج الذهب للمسعودى ج ٣ ص ١٦١. فقرة ٨٠ ـ ص ٣٩ ـ الحارثية : فرقة من الجناحية قالوا تحولت روح عبد الله بن معاوية إلى إسحاق بن زيد الحارث الانصارى وهم الحارثية الذين يبيحون المحرمات ويعيشون عيش من لا تكليف عليه (الشهرستانى ص ١١٣). اظن الحارثية في كتاب النوبختى هم الحربية التى قالوا ان أبا هاشم اوصى إلى عبد الله بن حرب الكندى ، وانه الامام بعده ، فلما وقفوا على كذبه رفضوه فذهبوا إلى المدينة يلتمسون إماما ، فلقيهم عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فدعاهم إلى إمامته وقبلوا منه. وقد صحف اسم عبد الله بن الحرث ولذا قالوا سمّيت هذه الفرقة «الحارثية» (راجع : الفرق بين الفرق ص ١٤٩ ، الاشعرى : مقالات الاسلاميين ص ٢٢ ، ابن حزم : الفصل ج ٤ ص ١٤٣ ، الحور العين ص ١٦٠. Friedlander, P. ٤٤, ٠٩, ٤٢١ ( فقرة ٨٠ ـ ص ٣٩ ـ غلاة : سمى الغلاة بهذا الاسم لانهم غلوا في عليّ وفي ائمتهم وقالوا فيهم قولا عظيما وقالت طائفة منهم ان محمّدا عليه‌السلام هو الله تعالى وهذه الغلاة ينسبون انفسهم إلى الشيعة ولكن الشيعة الامامية ينكرونهم ويلعنونهم. وتجمع الاهواء الغالية على تجسد الالوهية في عليّ والائمة ، ولا يقتصر الامر في هذا على اعتبار مشاركتهم للكائن الاعلى في الصفات والقوى الالهية التى ترفعهم فوق المستوى البشرى المألوف ولكن على اعتباران عليا والائمة هم صور واشكال يتمثل


[ 180 ]

فيها الجوهر الالهى ذاته ، وان جثمانية هذا الجوهر ليست سوى حادث طارئ (راجع الدكتور مشكور : الغلاة في الاسلام ، مجلة الاخاء (العدد ٢ السنة الاولى). E. ١, ٢, ٤٤١) art Ghali (. Friedlander, P. ٢٥١ فقرة ٨١ ـ ص ٤٠ ـ ارض الشراة : صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول ومن بعض ناحية القرية المعروفة بالحميمة التى كان يسكنها ولد على بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب في ايّام بنى مروان (الياقوت : معجم الادباء ج ١ ص ١٧٤). فقرة ٨١ ـ ص ٤٠ ـ على بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، ابو محمّد (٤٠ ـ ١١٨) جدّ الخلفاء العباسيين ، من اعيان التابعين كان كثير العبادة والصلاة فغلب عليه لقب «السجّاد» وكان من اجمل الناس واوسمهم ، قيل للوليد بن عبد الملك انه يقول بان الخلافة ستصير إلى ابنائه ، فامر به فضرب بالسياط واهين واعتقله هشام بن عبد الملك ، في البلقاء فمات معتقلا. وفاته في الاجهير ، بين الحميمة واذرح ، من عمل دمشق (راجع طبقات ابن سعد ٥ : ٢٢٩ ، الوفيات ١ : ٣٢٣ ، والطبرى ٨ : ٢٣٠ ، الاعلام ٥ : ١١٧). E. I) ٢ (, ١, ٢٩٣ (art. Zettersteen) فقرة ٨١ ـ ص ٤٠ ـ الروندية او الروندية هم شيعة ولد العباس بن عبد المطلب من اهل خراسان وغيرهم قالوا ان رسول الله قبض ، وان احق الناس بالامامة بعده العباس بن عبد المطلب لانّه عمه ووارثه وعصبته لقول الله عزوجل (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) وانّ الناس اغتصبوه حقّه ، وظلموه امره ، إلى ان ردّه الله إليهم وتبرّءوا من أبي بكر وعمر ، واجازوا بيعة على بن أبى طالب وذلك لقوله : يا ابن اخى هلم إلى ان ابايعك فلا يختلف عليك اثنان ، ولقول داود بن على ، على منبر الكوفة يوم بويع لابى العباس : يا اهل الكوفة لم يقم فيكم امام بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلّا على بن أبي طالب وهذا القائم فيكم ـ يعنى أبا العباس السفاح ـ وقد صنف هؤلاء كتبا في هذا المعنى الّذي ادعوه ، منها كتاب صنفه عمرو بن بحر الجاحظ وهو المترجم بكتاب إمامة ولد العباس يحتج فيه لهذا المذهب ، ويذكر فعل أبي بكر في فدك وغيرها و


[ 181 ]

قصته مع فاطمة الزهراء وما جرى بينها وبين أبي بكر من المخاطبة. وقالوا لا إمامة في النّساء بالاجماع ولا يكون لفاطمة إرث في الامامة ولا ولد الرسول من الرجال لقوله تعالى (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) ولا يرث بنو العم وبنو البنت مع العم شيئا فيكون لعلى ولولد فاطمة إرث مع العباس في الامامة ، فصار العباس وبنوه اولى بها من جميع الناس ، ولهذا السبب قالت الجعفرية : الامامة متوارثة في ولد الحسين ولا يرث العم مع البنت شيئا (راجع المسعودى : مروج الذهب ص ، الحور العين ص ١٥٣ ، الاشعرى ص ٢١ ، ابن الاثير : حوادث سنة ١٤١ ، ابن حزم ج ٤ ص ١٨٧ ، المقريزى ج ٢ ص ٣٦١ ، Friedlander, P. ٢٢١ (. فقرة ٨٤ ـ ص ٤٢ ـ همام : لعله همام بن شريح بن زيد بن مرة بن عمر وكان من شيعة على واوليائه ، وكان ناسكا عابدا. قال لامير المؤمنين : صف لى المتقين حتى كأنى انظر إليهم فتثاقل عليه‌السلام عن جوابه ، ثم قال : «اتق الله واحسن ف (إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَفلم يقنع همام بهذا القول ، ثم قال عليه‌السلام : اما بعد فان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق ، إلى آخر الخطبة فصاح همام صيحة ثم وقع مغشيا عليه (راجع المامقانى : تنقيح الرجال ج ٣ ص ٣٠٤ ، نهج البلاغة طبع مصر (محمّد محى الدين) ج ٣ ص ١٨٥). فقرة ٨٤ ـ ص ٤٢ ـ حرب النجار : ما عثرت على ترجمة احواله في كتب الرجال والتذاكير. فقرة ٨٤ ـ ص ٤٢ ـ عبد السلام السروطى : ما عثرت على ترجمة احواله في كتب الرجال والتذاكير. فقرة ٨٤ ـ ص ٤٢ ـ ابو الاسود : لعله ابو الاسود الدؤلى (١ ق ه ـ ٦٩ ه‍) نفسه ، وهو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلى الكنانى : واضع علم النحو كان من التابعين رسم له على بن أبي طالب عليه‌السلام شيئا من اصول النحو ، سكن البصرة في خلافة عمر ، وولى إمارتها في ايام على وكان شهد معه صفين ، ولما تمّ الامر لمعاوية


[ 182 ]

قصده فبالغ معاوية في اكرامه. وكان موت ابى الاسود بالبصرة. (راجع : القلقشندى : صبح الاعشى ج ٣ : ١٦١ ، ابن خلكان ج ١ ص ٢٤٠ الاصابة الترجمة ٤٣٢٢ ، الاعلام للزركلى ج ٣ ص ٣٤٠). فقرة ٨٧ ـ ص ٤٣ ـ ابو مسلم الخراسانى : (١٠٠ ـ ١٣٦ ه‍) عبد الرحمن بن مسلم : مؤسس الدولة العباسية ، ولد في ماه البصرة (مما يلي اصبهان) عند عيسى ومعقل ابنى ادريس العجلى ، فاتّصل بابراهيم بن محمّد الامام من بنى العباس فارسله ابراهيم إلى خراسان داعية فسلّمها للعباسيين وزالت الدولة الاموية بيده (١٣٢ ه‍) وصفا الجو للسفاح إلى ان مات فرأى المنصور من أبي مسلم ما اخافه ان يطمع بالملك فقتله برومة المدائن. قال المأمون فيه «اجل ملوك الارض ثلاثة ، وهم الّذين قاموا بنقل الدول وتحويلها ، الاسكندر ، واردشير ، وابو مسلم الخراسانى ، وكان فصيحا بالعربية والفارسيّة ، كان اقل الناس طمعا : مات وليس له دار ولا عقار ولا عبد ولا امة ولا دينار (راجع : ابن خلكان ١ : ٢٨٠ ، الطبرى ٩ : ١٥٩ ، البدء والتاريخ ٦ : ٧٨ ـ ٩٥ ، تاريخ بغداد ١٠ : ٢٠٧ ، الاعلام ج ٤ : ١١٢). E. I, ١, P, ٣٠١) art. par Barthold ( فقرة ٨٧ ـ ص ٤٣ ـ التناسخية : قالوا بتناسخ الارواح في الاجساد ، والانتقال من شخص إلى شخص ، وما يلقى من الراحة والتعب والدعة والنصب فمرتب على ما اسلفه قبل وهو في بدن آخر جزاء على ذلك ، والجنة والنار في هذه الابدان ، واعلى عليين درجة النبوة ، واسفل السافلين دركة الحية ومنهم من يقول المدرج الاعلى درجة الملائكة ، والاسفل دركة الشيطانية ، وما من ملة من الملل إلّا وللتناسخ فيها قدم راسخ وانما تختلف طرقهم في تقرير ذلك (راجع الشهرستانى : الملل والنحل بتصحيح احمد فهمى ج ٢ ص ٩٤ وج ٣ ص ٣٥٨). E. I, ٣, P. ١٨٦.) art. Tanasukh par carra de Vaux ( فقرة ٨٧ ـ ص ٤٣ ـ الاظلة : وكان المراد في الاظلة عالم المجردات فانّها اشياء وليست باشياء كما في الظلل ، وفي حديث الصادق : ان الله آخى بين الارواح


[ 183 ]

قبل ان يخلق الاجسام بألفي عام فلو قام قائمنا اهل البيت ورث الاخ الّذي آخى بينهما في الاظلة ولم يورث الاخ وقد عبّر عن عالم المجردات بالظلال لان موجودات ذلك العالم مجردة عن الكثافة الجسمانية كما ان الظل مجرد عنها ، وفي الحديث سئل : كيف كنتم حيث كنتم في الاظلة قال يا مفضل كنّا عند ربنا في ظلل خضراء اى نور اخضر. (الطريحى مجمع البحرين مادة ظلل). فقرة ٨٧ ـ ص ٤٣ ـ الدور : هو توقّف الشيء على ما يتوقّف عليه وقالت الدورية ان العالم واموره مبنى على الدور فان المؤثرات عادت كما بدأت ، والنجوم والافلاك دارت على المركز الاوّل وما اختلف ابعادها واتّصالاتها ومناظراتها ومناسباتها بوجه فيجب ان لا تختلف المتأثّرات الباديات منها بوجه. وهذا هو تناسخ الادوار والاكوار ولهم اختلاف في الدورة الكبرى كم هي من السنين (شرح المواقف ص ٩٤ ، الملل والنحل ج ٣ ص ٣٥٩). فقرة ٨٧ ـ ص ٤٣ ـ جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الخزرجي الانصاري السلمى (١٦ ق ه ـ ٧٨ ه‍) ، صحابي من المكثرين في الرواية عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وروى عنه جماعة من الصحابة له ولابيه صحبة ، غزا تسع عشرة غزوة ، وكانت له في اواخر ايّامه حلقة في المسجد النبوي بالمدينة يؤخذ عنه العلم ، روى له البخاري ومسلم ١٥٤٠ حديثا (راجع الاصابة ١ : ٤٣٢ ، المعارف لابن قتيبة ص ١٣٣ ، رجال التفرشي ص ٦٥ الاعلام ٢ : ٩٢ ، الكشي ص ٢٧). فقرة ٨٧ ـ ص ٤٣ ـ جابر بن يزيد بن الحارث الجعفي أبو عبد الله (المتوفّى ١٢٨ ه‍) تابعي من فقهاء الشيعة ، من أهل الكوفة ، اثنى عليه بعض رجال الحديث واتهمه آخرون بالقول بالرجعة ، وكان واسع الرواية ، غزير العلم بالدين ، مات بالكوفة. (راجع : الذهبي : ميزان الاعتدال ١ : ١٧٦ ، الكشي ١٢٦ ، تقريب التهذيب ص ٢٨ ، منهج المقال ٧٨ ، منتهي المقال ٧٢ ، مجالس المؤمنين ١٢٧ ، الفرق بين الفرق ٣٧ ، ١٤٨ ، الاعلام ج ٢ ص ٩٣) ، ( Friedlander ,P.٦٨. )ـ


[ 184 ]

فقرة ٨٨ ـ ص ٤٣ ـ المغيرة بن سعيد البجلي الكوفي ، أبو عبد الله (المتوفّى ١١٩) دجال مبتدع من أهل الكوفة يقال له الوصاف ، قالوا انّه جمع بين الالحاد والتنجيم ، وكان مجسما يزعم انّ الله تعالى «على صورة رجل ، على رأسه تاج واعضاؤه على عدد حروف الهجاء» ويقول بتأليه على عليه‌السلام وتكفير أبي بكر وعمر وسائر الصحابة إلا من ثبت مع علي عليه‌السلام ويزعم انّه هو او على ، لو أراد أن يحيى عادا وثمود لفعل ومن ترهاته : إنّ الله تعالى لمّا أراد أن يخلق الخلق تكلّم باسمه الاعظم فطار فوقع على تاجه ، ثمّ كتب باصبعه على كفه اعمال عباده من المعاصي والطاعات فلما رأى المعاصي ارفضّ عرقا فاجتمع من عرقه بحران ، أحدهما ملح والآخر عذب ، ثمّ نظر إلى البحر فرأى ظلّه فذهب ليأخذه فطار ، فادركه ، فقلع عيني ذلك الظلّ ومحقه فخلق من عينيه الشمس وسماء اخرى وخلق من البحر الملح الكفّار ومن البحر العذب المؤمنين» وكان يقول بتحريم ماء الفرات وكلّ نهر او عين بئر وقعت فيه نجاسة. خرج المغيرة بالكوفة في إمارة خالد بن عبد الله القسرى ، داعيا لمحمّد بن عبد الله بن الحسن ، وكان يقول هو المهدي وظفر به خالد ، فصلبه واحرق بالنار خمسة من اتباعه وهم يسمون المغيرية ، والمغيرة بن سعيد عند الامامية ملعون روى الكشي روايات كثيرة تدلّ على لعنه ، روى ان أبا الحسن عليه‌السلام قال انه كان يكذب على أبي جعفر محمّد عليهما‌السلام فأذاقه الله حرّ الحديد (راجع ميزان الاعتدال ٣ : ١٩١ ، ابن الاثيره : ٧٦ ، الطبري ٢ : ١٦١٩ ، الاعلام ٨ : ١٩٩ ، الاشعري ص ٨ ، الشهرستاني ص ١٣٤ ، الكشي : ١٤٥ ـ ١٤٨ ، الفرق بين الفرق : ٢٢٩ ، الخطط للمقريزي ٤ : ١٧٦٦ ، الانساب للسمعانى F ٥ ٥ ٨b ، الحور العين ص ١٦٨ ، ابن حزم ج ٤ ص ١٤١. ) Les Confreries Musulmanes, P. ٢٤, Fridelandcr, P. ٨ ٧ ( فقرة ٨٩ ـ ص ٤٣ ـ محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، أبو عبد الله ، الملقب بالارقط وبالمهدي وبالنفس الزكية (٩٣ ـ ١٤٥ ه‍) أحد الامراء الاشراف من الطالبيين ولد ونشأ بالمدينة وكان يقال له صريح قريش


[ 185 ]

لان أمّه وجدّاته لم يكن فيهن أمّ ولد وسمّاه أهل بيته بالمهدى ، ولما بدأ الانحلال في دولة بني اميّة ، اتفق رجال من بني هاشم بالمدينة على بيعته سرا ، وفيهم بعض بنى العباس ، وقيل كان من دعاته أبو العبّاس (السفّاح) وأبو جعفر (المنصور) ثمّ ذهب ملك الامويين وقامت دولة العبّاسيين فتخلّف هو واخوه ابراهيم عن الوفود على السفاح ، ثم على المنصور. فطلبه المنصور واخاه فتواريا بالمدينة ، فقبض على ابيهما واثنى عشر من أقاربهما فماتوا في حبسه بالكوفة بعد سبع سنين ، وعلم محمّد النفس الزكية بموت ابيه ، فخرج من مخبأه ثائرا في مائتين وخمسين رجلا وبايعه اهل المدينة بالخلافة ، وارسل اخاه ابراهيم إلى البصرة فغلب عليها وعلى الاهواز وفارس فانتدب المنصور لقتاله ولى عهده عيسى بن موسى العباسى فقاتله محمّد على ابواب المدينة وثبت لهم ثباتا عجيبا ، ثم تفرق عنه اكثر انصاره فقتله عيسى وبعث برأسه إلى المنصور يشبهونه في قتاله بحمزة قال ابن خلدون : انّ مالك وأبا حنيفة كانا يريان إمامته اصح من إمامة المنصور (راجع أبا الفرج الاصبهاني : مقاتل الطالبيين ص ٢٣٢ ، ابن خلدون ٣ : ١٩٠ ، الطبري ٩ : ٢٠١ ، وعرفه الصفدى في الوافي بالوفيات ٣ : ٢٩٧ بالمهدى العلوى ، وقال تنسب إليه فرقة من الشيعة تسمّى «المحمّدية» واتباعه لا يصدقون بموته ويزعمون انّه في جبل «حاجر» من ناحية نجد ، الاعلام ج ٧ ص ٩٠ ، الاشعري : المقالات ٢٤ الانساب F ٥١٢b الفرق بين الفرق ١٤٧ ـ ١٤٨ ، مختصر الفرق : ١٤٩ الحور العين ١٧. EI, ٣, ٠١٧) art. par Buhl ( فقرة ٨٩ ـ ص ٤٣ ـ عيسى بن موسى بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس (١٠٢ ـ ١٦٧ ه‍) أبو موسى : هو ابن أخي السفاح ، كان يقال له «شيخ الدولة» ولد ونشأ في الحميمة ، ولّاه عمّه الكوفة وسوادها سنة ١٣٢ ه‍ وجعله ولى عهد المنصور فاستعزله المنصور عن ولاية عهده سنة ١٤٧ وعزله عن الكوفة ، وارضاه بمال وخير وجعل له ولاية عهد ابنه المهدي ، فلمّا ولى المهدي خلعه سنة ١٦٠ ، فاقام بالكوفة إلى ان توفى (راجع : الكامل لابن الاثير : ٦ : ٢٥ ، والطبري ١٠ : ٨ ، وفهرس


[ 186 ]

الطبري ص ٤٣٥ ، والاعلام ٥ : ٢٩٧. فقرة ٨٩ ـ ص ٤٣ ان القائم الامام يواطى اسمه اسم النبيّ واسم أبيه اسم أبي النبي. راجع أيضا الفرق بين الفرق للبغدادي ص ١٤٦. Friedlander, P. ٧٨. فقرة ٩٠ ـ ص ٤٤ ـ عبد الله بن المغيرة أبو محمّد البجلي مولى جندب عبد الله ثقة عند الامامية لا يعدل أحد من جلالته ودينه وورعه قيل انّه صنف ثلثين كتابا ، روى الكشي ، قال : قال عبد الله بن المغيرة كنت واقفا فحججت على تلك الحالة فلما صرت بمكّة خلج في صدري شيء فتعلّقت بالملتزم فقلت اللهم قد علمت طلبتي وارادتي فارشدني إلى خير الاديان ، فوقع في نفسي ان اتى الرضا عليه‌السلام فانيت المدينة فوقفت ببابه فقلت للغلام قل رجل من أهل العراق بالباب فسمعت نداءه ادخل يا عبد الله ابن المغيرة فدخلت فلمّا نظر إلى قال اجاب الله دعوتك وهداك لدينه فقلت اشهد انّك حجّة الله وامينه على خلقه (راجع تنقيح المقال ج ٣ ص ٢١٨ التفرشي ص ٢٠٨). فقرة ٩٢ ـ ص ٤٤ ـ الخرمدينية : وهذه مركبة من كلمتين : خرم ودين ، وخرّم لفظة فارسية تنبئ عن الشيء المستلذ والمستطاب الّذي يرتاح الانسان له ودين نفس كلمة الدين في العربية ومقصود هذا الاسم تسليط الناس على اتباع اللذات وطلب الشهوات كيف كانت وطيّ بساط التكليف وحط اعباء الشرع عن العباد ، وقد كان هذا الاسم لقبا للمزدكية وهم أهل الاباحة من المجوس الذين ظهروا في ايّام قباد بن كسرى انوشروان واباحوا النساء المحرمات واحلّوا كلّ محظور فسمّوا هؤلاء بهذا الاسم لمشابهتهم إيّاهم. وقد كان يقال لبعض الغالية الخرميّة ، قال المسعودي : اكثر الخرمية في هذا الوقت يعنى سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة : الكوركية والنور ساعية وهاتان الفرقتان اعظم الخرمية ومنهم بابك الخرّمي الذي خرج في أيّام المأمون والمعتصم بآذربيجان ، وكان يعرفون الخرمية بخراسان وغيرها بالباطنية واجتمعت الخرمية حين علمت بقتل أبي مسلم على سنباد وهم يعرفون بالسنبادية وأبو مسلمية


[ 187 ]

راجع الشهرستاني ص ١٣١ ، ابن الجوزي : تلبيس إبليس ص ١٠٥ ، المسعودي : مروج الذهب ج ٣ ص ٢٢٠. EI, ٢ \’ ١٣٠١) art khurramiya, par Margoliouth ( فقرة ٩٣ ـ ص ٤٥ ـ الرجعة بالفتح هي المرة في الرجوع بعد الموت بعد ظهور المهدى وهي من ضروريات مذهب الامامية ، وفي الحديث : من لم يؤمن برجعتنا ولم يقر بمتعتنا فليس منا وقد انكر الجمهور الاعتقاد بالرجعة وعدّوها من البدع في الاسلام ، والرجعية زعموا انّ عليّا وأصحابه واولاده يرجعون إلى الدنيا وينتقمون من اعدائهم. (راجع : الطريحى : مجمع البحرين ، الاعتقادات للصدوق ، ابن الجوزى : تلبيس ابليس ص ٢٢ ، فريد لثدر : مجلّة الآشوريّات المجلّد ٢٣ ص ٢٩٦ ، وكتاب الحيوان للجاحظ ج ٥ ص ١٣٤ وقد عبّر الصوفيون أحيانا عن فكرة خلود على ورجعته ، روى العشراني عن الولي «وفاعلى» كان يقول انّ عليّا رفع كما رفع عيسى وسينزل كما ينزل عيسى عليه‌السلام جولد تسيهر : العقيدة والشريعة ص ٢٣٦ ، محمّد رضا الطبسى النجفى : الشيعة والرجعة ، طبع في النجف ١٩٥٥ م. فقرة ٩٤ ـ ص ٤٦ ـ المنصورية يقال لهم أيضا الكسفية اتباع أبي منصور العجلى ادّعى انّه خليفة الباقر عليه‌السلام ثمّ الحد في دعواه وزعم انّه عرج إلي السماء ثم زعم انّه الكسف الساقط من السماء لقوله تعالى (وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ) وقال أبو منصور : آل محمّد هم السماء والشيعة هم الارض وانّه هو الكسف الساقط من بني هاشم ويمين أصحابه إذا حلفوا ان يقولوا : الا والكلمة ، وزعم انّ عيسى أوّل من خلق الله من خلقه ثمّ على وان رسل الله سبحانه لا ينقطع أبدا ، قال ابن حزم المنصوريّة فرقتان : فرقة قالت انّ الامام بعد محمّد بن على بن الحسين صارت إلى محمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ، وفرقة قالت انّها صارت إلى المنصور الكسف ولا تعود في ولد على أبدا ، قال الشهرستانى وخرجت جماعة من المنصوريّة بالكوفة في بنى كندة حتى وقف يوسف بن عمر الثقفي والي العراق في أيّام


[ 188 ]

هشام بن عبد الملك على قصته وخبت دعوته فاخذه وصلبه. روى الكشى ان أبا عبد الله عليه‌السلام لعن أبا منصور وقال : ان أبا منصور كان رسول ابليس لعن الله أبا منصور ثلاثا» (راجع البغدادى : الفرق بين الفرق ١٩٤ ، مختصر الفرق ص ١٥٢ ، تاريخ الطبرى ٢ : ١٦٤٧ ، ١٦٨٨ ، الاعتقادات للفخر الرازى ص ٥٨ ، الشهرستانى ١٣٥ ، الإشعري : المقالات ٩ ـ ١٠ ، ابن حزم : الفصل ٤ : ١٤٢ ، الحور العين ١٦٩ ، الكشى ص ١٩٦. Les Confrerie Musulmanes, Friedlander P. ٩٨. فقرة ٩٤ ـ ص ٤٧ ـ يوسف بن عمر بن محمّد بن الحكم أبو يعقوب الثقفي ، (المتوفّى ١٢٧ ه‍) امير من جبابرة الولاة في العهد الاموى ، ولى اليمن لهشام بن عبد الملك (١٠٦ ه‍) ثم نقله هشام إلى ولاية العراق (١٢١ ه‍) واضاف إليه إمرة خراسان ، فأقام بالكوفة ، ثمّ قتل سلفه في الامارة «خالد بن عبد الله القسرى» تحت العذاب ، واستمرّ إلى أيّام يزيد بن الوليد : فعزله يزيد (١٢٦ ه‍) وحبسه في دمشق إلى ان ارسل إليه يزيد بن خالد القسرى من قتله في السجن بثأر أبيه ، كان يسلك سبيل الحجاج في الاخذ بالشدة والعنف (راجع : وفيات الاعيان ٢ : ٣٦٠ ، المسعودي التنبيه والاشراف ٢٨١ ، مرآة الجنان ١ : ٢٦٧ ، الاعلام ٩ : ٣٢٠). فقرة ٩٤ ـ ص ٤٧ ـ حسين بن ابى منصور : ما عثرت على اسمه في كتب الرجال ولكن نسب إليه فرقة من فرق الشيعة يقال لها الحسينية. راجع مقالات الاسلاميين للاشعري ص ٢٤ ، الحور العين ص ١٦٩. فقرة ١٠١ ـ ص ٥٠ ـ ابو الخطاب محمّد بن أبي زينب الاجدع الاسدي : وهو محمّد بن مقلاص الاسدي الكوفي أبو الخطاب غال يكنّى أبا زينب البزّاز او البراد ويكنّى أيضا أبا إسماعيل ويكنى أيضا أبا الطيبات ، وفد لعنه أبو عبد الله جعفر بن محمّد فقال اللهم العن أبا الخطاب فانّه خوّفني قائما وقاعدا وعلى فراشى اللهم اذقه حر الحديد ، ثم روى الكشى رواية كثيرة تدلّ على كفره ولعنه. (راجع حول أبي الخطاب والخطابية إلى مقالة للمصحح تحت عنوان الخطابية في مجلة الاخاء السنة الاولى العدد الخامس


[ 189 ]

الشهرستانى ص ١٣٦ ، ابن حزم ج ٤ ص ١٤٢ ، ابن تيمية : منهاج السنة ، ص ٢٣٩ ، تبصرة العوام ص ١٧١ ، الحور العين ص ١٦٦ ، الاشعرى : مقالات الاسلاميين ص ١٠ ، الكشى ١٨٧ ـ ١٩٩ ، الفرق بين الفرق ص ١٥٠ ، ١٥٢ ، مختصر الفرق ص ١٥٥ ، الخطط للمقريزى ج ٤ ص ١٧٤ ، رجال التفرشى ص ٣٣٥. Friedlander, P. ٢١١. E. I, ٢ P. ٦٨٩,) art Khattabiya, par Margoliouth (. فقرة ١٠٣ ـ ص ٥٢ ـ يزيع : جاء اسمه باختلاف القراءات والروايات : بريغ ابى ربيع ، ربيع ، بزيغ بن موسى ، بزيغ بن موسى الحائك ، بزيغ بن يونس ، قال المامقانى في رجاله انه كان مولى عمرو بن خالد وقيل انه بزيغ المؤذن وانه كان أوّلا من اصحاب الصادق عليه‌السلام فبعد فيكون من الغلاة ولعنه الصادق عليه‌السلام زعم بزيع ان كل مؤمن يوحى إليه ، وزعم ان في اصحابه من هو افضل من جبريل وميكائيل ، وزعم ان الانسان اذا بلغ الكمال لا يقال انّه مات لكن الواحد منهم إذا بلغ النهاية رفع إلى الملكوت وادعوا كلّهم معاينة امواتهم وزعموا انهم يرونهم بكرة وعشيا ، وزعم بزيع انه صعد إلى السماء وان الله مسح على رأسه ومج في فيه فان الحكمة به ثبت في صدره. (راجع الاشعرى ص ١٢ ، الكشى ص ١٩٦ ، مقياس الهداية ص ٨٥ بيان الاديان ص ٣٦ ، الخطط ج ٤ ص ١٨٤ ، منهج المقال ص ٦٧ ، منتهى المقال ص ٦٤ ، ٣٦٠ ، تنقيح المقال ج ١ ص ١٦٨ ، Friedlander ,P.٥٩ (. فقرة ١٠٤ ـ ص ٥٢ ـ السرى الاقصم : روى الكشى عن ابى عبد الله الصادق قال ان بيانا والسرى وبزيعا لعنهم الله تراءى لهم الشيطان في احسن ما يكون صورة ادمى من قرنه إلى سرّته (راجع : الكشى ص ١٤٦ و ١٩٧ ، منهج المقال ص ١٥٨). Friedlander) ١ ere partie (, P. ٤٦. فقرة ١٠٤ ـ ص ٥٢ ـ سلمان ابن الاسلام (راجع حيات القلوب ، للمجلسى


[ 190 ]

طبع طهران ص ٤١١). فقرة ١٠٨ ـ ص ٥٥ ـ قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز ، ابو الخطاب السدوسى البصرى (٦١ ـ ١١٨ ه‍) : مفسر حافظ ضرير اكمه ، قال الامام احمد بن حنبل : قتادة احفظ اهل البصرة وكان مع علمه بالحديث ، رأسا في العربية ومفردات اللغة وايام العرب والنسب ، وكان يرى القدر وقد يدلس في الحديث ، مات بواسط في الطاعون وفي ارشاد الاريب انه مات ببصره سنة ١١٧ ه‍. (راجع الكلاباذى ج ٢ ص ٤٢٣ ، تذكرة الحفاظ ج ١ ص ١١٥ ، ابن خلكان ج ١ ص ٤٢٧ ، المعارف ص ٢٠٣ ، ارشاد الاريب : ٦ : ٢٠٢ الاعلام ج ٦ ص ٢٧). فقرة ١٠٨ ـ ص ٥٥ ـ عبد الله بن عمرو (٧ ق ه ـ ٦٥ ه‍) عبد الله بن عمرو بن العاص ، من قريش ، صحابى من النساك من اهل مكة كان يكتب في الجاهلية ويحسن السريانية ، واسلم قبل ابيه ، فاستأذن رسول الله في ان يكتب ما يسمع منه فاذن له ، وكان كثير العبادة ، حمل راية ابيه يوم اليرموك وشهد صفين مع معاوية وولّاه معاوية الكوفة مدة قصيرة ولما ولى يزيد امتنع عن بيعته وانزوى ، وعمى في آخر حياته ، له في الصحيحين ٧٠٠ حديث (طبقات ابن سعد القسم الثانى من الجزء الرابع ٨ ـ ١٣ ، الاصابة ، الترجمة ٤٨٣٨ ، الكلاباذى ج ١ ص ٢٣٩ ، الاعلام ج ٤ ص ٢٥٠). فقرة ١١٠ ـ ص ٥٦ ـ العلبائية ، او العلياوية : اصحاب علباء بن دراع الاسدى (الكشى) العلبانية اصحاب العلباء بن ذراع الدوسى وقال قوم هو الاسدى (الشهرستانى) روى الكشى قال : ان علباء الاسدى ولى البحرين فأفاد سبعمائة الف دينار ودواب ورقيقا فحمل ذلك كله حتى وضعه بين يدى ابى عبد الله عليه‌السلام ثمّ قال انى وليت البحرين لبنى امية وافدت كذا وكذا وقد حملته كلّه أليك فوضع بين يديه فقال ابو عبد الله قد قبلنا منك ووهبنا لك واحللناك منه وضمنّا لك على الله الجنة (الكشى ص ١٣٢). قال الشهرستانى ان علباء بن ذراع يفضّل عليا على النبي وزعم انه الّذي بعث


[ 191 ]

ليدعو إلى على فدعا إلى نفسه ويسمون هذه الفرقة الذمية. منهم من قال بالهيتهما جميعا ويقدمون عليا في الاحكام الالهية ويسمونهم العينية ومنهم من قال بالهيتهما جميعا ويفضلون محمّدا في الالهية ويسمونهم الميمية ومنهم من قال بالهية خمسة اشخاص اصحاب الكساء : محمّد ، على ، فاطمة ، حسن وحسين. قالوا خمستهم شيء واحد ويقول بعض شعرائهم : تولّيت بعد الله في الدين خمسة نبيا وسبطيه وشيخا وفاطما (الشهرستانى ص ١٣٤) ، جولد تسهير : العقيدة والشريعة ص ١٨٤ ، ابن حزم ج ٤ ص ١٤٢). فقرة ١١٠ ـ ص ٥٦ ـ بشار الشعيرى المتوفى حوالى سنة ١٨٠ ه‍ ، كان بيّاع الشعير ، كان من العلياوية يقول ان عليا عليه‌السلام رب وظهر بالعلوية الهاشمية ووافق اصحاب ابى الخطاب في أربعة اشخاص على وفاطمة والحسن والحسين وان معنى الاشخاص الثلاثة : فاطمة والحسن والحسين تلبيس وفي الحقيقة شخص على لأنه اوّل هذه الاشخاص في الامامة ، واصحاب بشار انكروا شخص محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله واقاموا محمّدا مقام ما اقامت المخمسة سلمان وجعلوه رسولا لمحمد ، وزعموا ان بشارا الشعيرى لما انكر ربوبية محمّد وجعلها في على وجعل محمّدا عبد على وانكر رسالة سلمان ومسخ في صورة الطير يقال له «علبا» في البحر فلذلك سموهم العلبائية (الكشى ص ٢٥٣) ص ٢٩٨ ، شخصيات قلقة ص ٤٨. فقرة ١١٠ ـ ص ٥٦ ـ البشيرية او البشرية : اصحاب محمّد بن بشير من اهل الكوفة من موالى بنى اسد ، قالوا ان موسى بن جعفر لم يمت ولم يحبس وانه غاب واستتر وهو القائم المهدى ، وكان يقول محمّد بن بشير : الظاهر من الانسان آدم والباطن ازلى وانه كان يقول بالاثنين وان هشام بن سالم ناظره عليه فأقرّ به ، وهو كان على مذهب العلياوية وكان سبب قتله انه كان صاحب شعبذة ومخاريق وكانت عنده صورة قد عملها واقامها شخصا كانه صورة ابى الحسن من ثياب الحرير قد طلاها بالادوية وعالجها بحيل عملها فيها حتى صارت شبه صورة انسان وكان يطويها فاذا اراد الشعبذة


[ 192 ]

نفخ فيها فاقامها فكان يقول لاصحابه ان أبا الحسن عندى فان احببتم ان تروه وتعلمون انى نبى ويريهم من طريق الشعبذة انّه يكلّمه ويناجيه حتى رفع خبره إلى بعض الخلفا وقيل هارون الرشيد فاخذه واراد ضرب عنقه للزندقة وقتل بعد مدة ، وقد كان ابو عبد الله عليه‌السلام وابو الحسن يدعوان الله عليه ويسألانه ان يذيقه حر الحديد فأذاقه الله حر الحديد بعد ان عذب بانواع العذاب (راجع الكشى ص ٢٩٧ ـ ٩٩٨ مجالس الشيخ مفيد ج ٢ ص ١٠٥ بحار الانوار ج ٩ ص ١٧٨). فقرة ١١١ ـ ص ٥٦ ـ المخمسة كانت فرقة من الغلاة قالوا ان سلمان ومقداد وعمّار وأبا ذر الغفارى وعمر بن امية الصيمرى مأمورون من عند الله بادارة مصالح العالم وسلمان رئيسهم فى هذا الامر (راجع الكشى ص ٢٥٣ ، رجال الأسترآبادي ص ٢٢٥). فقرة ١١٨ ـ ص ٦١ ـ وانما كلفوا معرفة محمد وانّه الخالق المفوض إليه : قال ابن حزم الاندلسى : وقالت طائفة من الشيعة يعرفون بالمحمدية : ان محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الله تعالى ومن هؤلاء كان البهنكى والفياض بن على وله في هذا المعنى كتاب سماه القسطاس وابوه الكاتب المشهور الّذي كتب لاسحاق بن كنداج ايام ولايته ثمّ للمعتضد وفيه يقول البحترى القصيدة المشهورة التى اولها : «شط من ساكن الغرير مراره ـ وطوته البلاد والله حاره». والفياض هذا قتله القاسم بن عبد الله بن سليمان بن وهب لكونه من جملة من سعى به ايام المعتضد راجع كتاب الفصل ج ٤ ص ١٤٢. فقرة ١٢١ ـ ص ٦٢ ـ الكستج : وهى معرب «كشتى» وهى في الفلهوية بمعنى النطاق وكان من الواجب على كل زرادشتى ان يحمل معه «الكستج» الذي كان منسوجا من اثنتين وسبعين خيطة على مقدار عدد سوريسنا احد الاجزاء الخمسة من الاوستا. فقرة ١٢٢ ـ ص ٦٢ ـ محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين مولى بني اسد ابن خزيمة ، أبو جعفر العبيدي اليقطينى الأسدي الخزيمي البغدادى باعتبار سكناه في بغداد واليونسي باعتبار كثرة روايته عن يونس بن عبد الرّحمن ، كان ثقة


[ 193 ]

من محدثى الامامية كثير الرواية حسن التصانيف روى عن أبي جعفر الثانى مكاتبة ومشافهة ، عده الشيخ الطوسى في رجاله تارة من اصحاب الرضا ، واخرى من اصحاب الهادى ، وثالثة من اصحاب العسكرى عليهم‌السلام. وقد وقع الخلاف بين علماء الرجال فيه على قولين احدهما انه ضعيف وهو الّذي صرّح به جمع منهم الشيخ الطوسى والقول الثانى انه ثقة وهو الّذي صرّح به النجاشى. وقيل انه كان يذهب مذهب الغلاة وقال العلامة في الخلاصة : والاقوى عند علماء الرجال قبول روايته. (راجع رجال المامقانى ج ٣ ص ١٦٧ ورجال التفرشى ص ٣٢٧). فقرة ١٢٢ ـ ص ٦٢ ـ يونس بن عبد الرحمن مولى على بن يقطين بن موسى مولى بنى اسد ، ابو محمّد كان وجها في الامامية متقدما عظيم المنزلة ، ولد في ايام هشام بن عبد الملك ورأى جعفر بن محمّد عليه‌السلام بين الصفا والمروة ولم يرو عنه وروى عن الكاظم عليه‌السلام وكان الرضا عليه‌السلام يشير إليه في العلم والفتيا وكان ممن بذل له على الوقف مال جزيل وامتنع من اخذه ، وكانت له تصانيف كثيرة ، ذكر الكشى نحوا من عشرين حديثا تدل على مدحه واورد أيضا في ذمه نحوا من عشرة احاديث كلها ضعيفة السند راجع رجال المامقانى ج ٣ ص ٣٣٨ ، ورجال التفرشى ص ٣٨١). فقرة ١٢٧ ـ ص ٦٤ ـ المزدكية : اصحاب مزدك بن بامداد الّذي ظهر في ايّام قباد والد انوشروان ودعا قباد إلى مذهبه واطّلع انوشروان على خزيه وافترائه فطلبه فوجده فقتله ، اما قولهم فكقول كثير من المانوية في الكونين والاصلين ، إلّا انّ مزدك كان يقول ان النور يفعل بالقصد والاختيار ، والظلمة ، تفعل على الخبط والاتفاق ، والمزدكية تفرقت إلى فرق وهم الكوذكية وابو مسلمية والماهانية والاسبيد جامكيه ، والكوذكية بنواحى الاهواز وفارس وشهر زور والاخر بنواحى سغد سمرقند والشاش وايلاق (راجع الشهرستانى : الملل والنحل طبع احمد فهمى ج ٢ ص ٨٣ ، ٨٩). فقرة ١٢٧ ـ ص ٦٤ ـ الزندقية او الزنديقية ، الزنادقة هم المانوية وكانت المزدكية يسمّون بذلك (الخوارزمى مفاتيح العلوم


[ 194 ]

والمانوية اصحاب مانى بن فاتك الحكيم الّذي ظهر في زمان سابور بن اردشير وقتله بهرام بن هرمز بن سابور وذلك اخذ دينا بين المجوسية والنصرانية [والبوذية] وزعم ان العالم مصنوع مركب من اصلين قديمين احدهما نور والآخر ظلمة وانّهما ازليّان وانّهما لم يزالا قويين حسّاسين سميعين بصيرين وهما مع ذلك في النفس والصورة والفعل والتدبير متضاد ان وفي الحيز متحاذيان تحاذى الشخص والظل (الشهرستانى : الملل والنحل ص ١٩٢). وقد قال علماء اللغة العرب ان لفظ الزنديق فارسى معرب اصله «زنده» او «زندى» اما من قال انّ اصله : «زنده» اى يقول بدوام الدهر ، قال ابن دريد الزنديق فارسى معرّب اصله «زندة كرد» ، زنده : الحياة و «كرد» : العمل ، اى يقول بدوام الدهر ، اما من قال ان اصله : «زندى» ان الزند تفسير للابستا وهو كتاب المجوس جاء به زرادشت ، فنسب اصحاب المزدك إلى زند [فقيل زندى] لانّه زعم ان فيه تاويل الابستا. (ابن كمال پاشا : رسالة في تصحيح لفظ الزنديق) ، الجواليقى : المعرب ص ١٦٦). راجع أيضا : Shorter Encyclopaedia Of Islam P. ٩٥٦,) Zindik (. فقرة ١٢٧ ص ٦٤ ـ الدهرية وقالت الدهرية بقدم العالم وقدم الدهر ، وتدبيره للعالم وتاثيره فيه ، وانه ما ابلى الدهر من شيء احدث شيئا آخر ، وقد حكى الله عنهم ذلك في كتابه بقوله عزوجل (وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ) اما الدهر فهو الآن الدائم وباطن الزمان وبه يتحد الازل والابد (راجع الحور العين ص ١٤٣ ، والتعريفات للجرجانى) اما مذهب الدهرية عند الفرس فهو مذهب الزروانية اى الاعتقاد بآلهة الزمان وهى عندهم «زروان» وقالوا «زروانه اكرانه» اى «الزمان الّذي لا نهاية له» واعتبر هو عين القدر او الفلك الاعظم او حركة الافلاك ، وقد نال هذا المذهب اعجاب اهل النظر الفلسفى ، فتبوأ مكانا بارزا في الادب الفارسى والعربى ، تحت ستار الاسلام او من غير ستار ، ولكن متكلمى


[ 195 ]

الاسلام انكروه انكارهم للمادية والكفر بالله الخالق وما إليهما. (راجع دى بور : تاريخ الفلسفة في الاسلام ، القاهر؟؟؟ ١٩ ص ١٤ ص ١٥٢). فقرة ١٢٨ ـ ص ٦٤ ـ المسلمية وهم ابو مسلمية افرطوا في ابى مسلم الخراسانى غاية الافراط ، وزعموا انه صار إلها بحلول روح الله فيه وزعموا ان أبا مسلم خير من جبريل وميكائيل وسائر الملائكة وزعموا انه لم يمت وهم على انتظاره وهؤلاء بمرو وهرات يعرفون بالبركوكية ، واذا سئل هؤلاء عن الّذي قتله المنصور ، قالوا كان شيطانا تصوّر للناس في صورة أبى مسلم ، ولما قتل ابو مسلم خرج رجل بما وراء النهر يعرف بإسحاق الترك وادّعى ان أبا مسلم محبوس في جبال رى ، قيل ان إسحاق كان اميّا زعم ان أبا مسلم نبى انفذه زرادشت وادعى ان زرادشت حي لم يمت. (راجع الاشعرى : المقالات ص ٢٢ ، الفرق بين الفرق ص ١٥٥). الفهرست لابن النديم ص ٤٨٣ تبصرة العوام ص ١٧٨. Blochet, P ١٤ ـ ٦٤. فقرة ١٢٩ ـ ص ٦٤ ـ الرزامية : الرزامية اصحاب رزام بن سابق او سائق قوم بمرو افرطوا في موالاة أبي مسلم صاحب دولة بنى العباس وساقوا الامامة من أبي هاشم إليه ثم ساقوها من محمّد بن على إلى اخيه عبد الله بن على السفاح ثم صارت إلى أبى مسلم واقروا مع ذلك بقتله وموته ، وهؤلاء ظهروا بخراسان في ايّام ابى مسلم حتى قيل ان أبا مسلم كان على هذا المذهب وادعوا حلول روح الله إليه ولهذا ايده على بنى امية ، وقالوا بتناسخ الارواح ، والمقنع ادعى الالهية لنفسه كان في البدء على هذا المذهب ، ومنهم من قال الدّين امران : معرفة الامام واداء الامانة ومن حصل له الامران فقد وصل إلى حال الكمال وارتفع عنه التكليف (راجع الفرق بين الفرق ص ١٥٥ ، الاشعرى : المقالات ص ٢١ ، الشهرستانى ص ١١٤ و ١١٥ تبصرة العوام ص ١٧٥ ، الطبرى ج ٣ ص ١٣٢ ، السمعاني : الانساب ورق ٢٥١ ، المقريزى ج ٢ ص ٣٥٣. Les Confreries Musulmanes, P. ١٤. فقرة ١٣٠ ـ ص ٦٥ ـ الهريرية : من شيعة آل عباس اصحاب ابى هريرة


[ 196 ]

الدمشقى (راجع الفخر الرازى ص ٦٣ ، تبصرة العوام ص ١٧٩ ، الخطط للمقريزى ج ٤ ص ١٧٣). فقرة ١٣١ ـ ص ٦٥ ـ ابراهيم الامام (٨٢ ـ ١٣١ ه‍) ابراهيم بن محمّد بن على بن عبد الله بن عباس ، زعيم الدعوة العباسية ، كان يسكن الحميمة من ارض الشراة قريبة من معان وهو الّذي وجه أبا مسلم الخراسانى واليا على دعاته فكان من أبي مسلم ان حارب عمال بنى امية باسم الامام ، وكانت طريقتهم في ذلك كتمان اسم الامام الا عن الدعاة والثقات ، ثم ظهر امر ابراهيم وعلم به مروان بن محمّد فقبض عليه وزجه في السجن بحران ، ثم قتله في حبسه. (راجع الطبرى ٩ : ١٣٢ ، ابن الاثير ٥ : ١٥٨ ، الاعلام للزركلى ١ : ٥٤). E. I, ٢) art. par. Zettersteen ( فقرة ١٣١ ـ ص ٦٦ ـ ابو العباس السفاح (١٠٤ ـ ١٣٦) عبد الله بن محمّد بن على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب اوّل خلفاء الدولة العباسية ويقال له «المرتضى» و «القائم» ولد ونشأ بالشراة وقام بدعوة أبي مسلم الخراسانى فبويع له بالخلافة جهرا في الكوفة سنة ١٣٢ ه‍ ، كان شديد العقوبة ، عظيم الانتقام ، ولقّب بالسفاح لكثرة ما سفح من دماء بنى امية ، وكانت اقامته بالانبار حيث بنى مدينة سماها «الهاشمية» وجعلها مقر خلافته ، ومرض بالجدرى فتوفى شابا بالانبار (راجع : الطبرى ٩ : ١٥٤ ، واليعقوبى ٣ : ٨٦ ، ابن الاثير ٥ : ١٥٢ ، الاعلام ٤ : ٢٥٨). E. I, ١, ٦٧) art par Zettersteen ( فقرة ١٣١ ـ ص ٦٧ ـ ابو جعفر المنصور : (٩٥ ـ ١٥٨ ه‍) عبد الله بن محمّد بن على بن العباس ، ثانى خلفاء بنى العباس ، كان عارفا بالفقه والادب مقدما في الفلسفة والفلك ولد في الحميمة ، وولى الخلافة بعد وفاة اخيه السفاح سنة ١٣٦ ه‍ وهو بانى مدينة بغداد ، كان بعيدا عن اللهو والعبث ، توفي ببئر ميمون (كن ارض مكة) ومدة خلافته ٢٢ عاما ، أمّه بربرية تدعى سلامة (راجع : الطبرى ٩ : ٢٩٢ ، ٣٢٢


[ 197 ]

ابن الاثير ٥ : ١٧٢ ، الاعلام ٤ : ٢٥٩. E. I, ٣, ٣٦٢) art, par Zetteresteen ( فقرة ١٣١ ـ ص ٦٧ ـ ابو الدوانيق : جاء في تاريخ الخميس ٢ : ٣٢٤ ، ٣٢٩ كان المنصور في صغره يلقب بمدرك التراب ، وبالطويل ، ثم لقب في خلافته بابى الدوانيق ، لمحاسبة العمال والضياع على الدوانيق ، وكان مع هذا يعطى العطاء العظيم والدوانيق جمع الدانق ، قال صاحب القاموس انه سدس درهم ، وفسره غيره بانه ثمن درهم ، ومرجع هذا إلى اختلاف وزن الدراهم ، فقد رأى عبد الملك بن مروان بعضها ثمانية دوانق وبعضها أربعة ، فجمعهما وقسمهما درهمين ، فصار الدرهم ستة دوانق (الأب انستاس الكرملى : النقود العربية ص ٢٦ ـ ٣٧) والدانق كلمة فارسية معرّب دانك (الجواليقى ص ١٤٥). فقرة ١٣١ ـ ص ٦٧ ـ المهدى : (١٢٧ ـ ١٦٩ ه‍) محمّد بن عبد الله المنصور ، ابو عبد الله ، المهدى بالله الثالث من خلفاء الدولة العباسية ، ولد بايذج (من كور الاهواز) وولى بعد وفاة ابيه وبعهد منه (سنة ١٥٨ ه‍) واقام في الخلافة عشر سنين ومات في ما سبذان ، صريعا عن دابته في الصيد وقيل مسموما (راجع : فوات الوفيات ٢ : ٢٢٥ ، ودول الاسلام للذهبي ١ : ٨٦ ، والطبرى ١٠ : ١١ ـ ٢١ ، وتاريخ بغداد ٥ : ٣٩١ ، الاعلام ٧ : ٩١). E. I, ٣, ٠٢١) art. par Zetteresteen (. فقرة ١٣١ ـ ص ٦٧ ـ عبد الله بن على (١٠٣ ـ ١٤٧) عبد الله بن على بن عبد الله بن العباس ، عم الخليفة أبي جعفر المنصور ، وهو الّذي هزم مروان بن محمّد بالزاب ، وفتح دمشق وقتل من اعيان بنى امية ٨٠ رجلا بارض الرملة ، وظلّ اميرا على بلاد الشام ، فلما ولى المنصور ، خرج عبد الله عليه ، ودعا إلى نفسه ، فقاتله ابو مسلم في نصيبين ، فانهزم عبد الله وصار إلى البصرة ، فأمنه المنصور فاستسلم ، واشخص إلى بغداد وحبس بها ، فوقع عليه البيت الّذي حبس فيه فقتله. (راجع : الطبرى ٩ : ٢٦٤ ، تاريخ بغداد ١٠ : ٨ ، ابن الاثير ٥ : ٢١٥


[ 198 ]

الاعلام ٤ : ٢٤١) ، E.I ,) ٢ (١ ,٤٤ (art Moscati) فقرة ١٣١ ـ ص ٦٧ ـ عبد الله بن المقفع (١٠٦ ـ ١٤٢) من ائمة الكتاب واوّل من عنى في الاسلام بترجمة الكتب اصله من الفرس واسمه بالفارسية روزبه ولد في قرية جور بفارس وهى فيروزآباد الحالية ، ومعنى اسمه بالفارسية «المبارك» وكان اسم ابيه داذويه وكان داذويه متوليا خراج فارس من قبل الحجاج فضربه بالبصرة لمال احتجنه حتّى تقفعت يده فعرف بالمقفع ، وولد روزبه مجوسيا (مانويا؟) وتعلم اللغة العربية في البصرة وتدرب على اساليب الفصاحة والبلاغة ، ثم كتب ليزيد بن عمر بن أبي هبيرة والى العراق من قبل مروان بن محمّد. وبعد سقوط بنى امية اتّصل برجال الدولة العباسية وكتب لعيسى بن على والى الاهواز ، ثم كتب لسليمان عم المنصور واسلم على يد عيسى بن على عم السفاح وحدث في تلك الايام ان خرج على الخليفة المنصور عمه عبد الله بن على وهزمه ابو مسلم وفر عبد الله إلى اخيه سليمان وهو اذ ذاك بالبصرة مع اخيه عيسى بن على ، فكاتب الشقيقان ابن اخيهما المنصور في ان يؤمنهما على عمه عبد الله ، فرضى الخليفة ويقال ان عيسى امر ابن المقفع بكتابة الامان لعبد الله وانه كتبه وافرط في الاحتياط حتى لا يجد المنصور منفذا لاخلال بعهده وانه كتب في جملة فصوله : «ومتى غدر امير المؤمنين بعمّه عبد الله فنساؤه طوالق ودوابه حبس ، وعبيده احرار ، والمسلمون في حل من بيعته» مما اغاظ المنصور واشار إلى قتله ، واتهم بالزندقة فقتل على المشهور قتله في البصرة اميرها سفيان بن معاوية المهلبى ، له كتب كثيرة منها ترجمة المنطق وترجمة كليلة ودمنة عن البهلوية ، والادب الصغير ، والادب الكبير. (راجع : اخبار الحكماء : ١٤٨ ، أمالي المرتضى ١ : ٩٤ ، معجم المطبوعات العربية ٢٤٩ ، حنا الفاخورى : ابن المقفع طبع القاهرة ١٩٥٧ ، الاعلام ٤ : ٢٨٣). E. I, ٢, ٩٢٤.) art par Huart ( فقرة ١٣١ ـ ص ٦٧ ـ يزيد بن معاوية المهلبى : اظن هذا سهوا من المؤلف


[ 199 ]

والصحيح ان اسمه سفيان بن معاوية المهلبى الّذي استعمله المنصور في سنة اربعين ومائة على البصرة بعد عزل سليمان بن على عن إمارتها. (راجع ابن الاثير حوادث سنة تسع وثلاثين ومائة). فقرة ١٣٢ ـ ص ٦٨ ـ موسى الهادى : (١٤٤ ـ ١٧٠ ه‍) موسى الهادى بن محمّد المهدى ، ابو محمّد من خلفاء الدولة العباسية ببغداد ، ولد بالرى ، وولى بعد وفاة ابيه (١٦٩ ه‍) وكان غائبا بجرجان فاقام اخوه «الرشيد» بيعته ، واستبدت أمه الخيزران بالامر ، واراد خلع اخيه هارون الرشيد من ولاية العهد وجعلها لابنه جعفر فلم تر أمّه ذلك ، فزجرها فامرت جواريها ان يقتلنه فخنقنه. (راجع ابن الاثير ٦ : ٢٩ ـ ٣٦ ، اليعقوبى ٣ : ١٣٦ ، الاعلام ٨ : ٢٧١). فقرة ١٣٢ ـ ص ٦٩ ـ هارون الرشيد : (١٤٩ ، ١٩٣ ه‍) هارون بن محمّد المهدى ، ابو جعفر : خامس خلفاء الدولة العباسية واشهرهم ولد بالرى ونشأ في دار الخلافة ببغداد بويع بالخلافة بعد وفاة اخيه الهادى (١٧٠ ه‍) ولايته ٢٣ سنة وشهران وايام ، توفى في «سناباذ» من قرى طوس وبها قبره وهو الآن معروف بمشهد الرضا عليه‌السلام. (راجع اليعقوبى ٣ : ١٣٩ ، والطبرى ١٠ : ٤٧ ، ١١٠ ، تاريخ بغداد ١٤ : ٥ ، الاعلام ٩ : ٤٣). E. I, ٢, ٨٨٢) art par Zetteresteen ( فقرة ١٣٥ ـ ص ٧٠ ـ على بن الحسين بن على (٣٨ ـ ٩٤ ه‍) أبو الحسن الملقّب بزين العابدين ، رابع الأئمّة الاثنى عشر ، يقال له على الاصغر للتمييز بينه وبين أخيه «على» الاكبر مولده ووفاته بالمدينة ودفن بالبقيع احصى بعد موته عدد من كان يقوتهم سرا ، فكانوا نحو مائة بيت ، وليس للحسين بن علي عقب إلّا منه ، قال الزهري : أمّه سلمة بنت يزدجرد ، آخر ملوك الفرس وعمّته أمّ يزيد بن الوليد الاموي. (راجع وفيات الاعيان ١ : ٣٢٠ ، ابن سعد ٥ : ١٦٢ ، اليعقوبي ٢ : ٤٥ ، محمّد


[ 200 ]

ابن طولون : ٧٣ ، الاعلام ٥ : ٨٦ تذكرة الخواص : ٢٣٢ ابن قتيبة : المعارف ص ٩٦. EI, ١, ٠٩٢) art. Zetteresteen (, Blochet, PP. ٧ ـ ١١. فقرة ١٣٥ ـ ص ٧٠ ـ سلافة : أم عليّ بن الحسين وكانت أمّ ولد اسمها غزالة وقيل شاه زنان ، خلف عليها بعد الحسين زيبد مولى الحسين بن علي فولدت له عبد الله بن زييد فهو اخو عليّ بن الحسين لأمّه. حكى ابن قتيبة في كتاب المعارف ان أمّ زين العابدين رضي الله عنه : سندية يقال لها «سلافة» ويقال : غزالة وانه زوج أمه من مولاه واعتق جارية له تزوجها ، فكتب إليه عبد الملك بن مروان يعيّره بذلك فكتب إليه عليّ بن الحسين : قد اعتق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صفية بنت حي وتزوجها واعتق زيد بن حارثة وزوجه ابنة عمه زينب بنت جحش ، اما في كيفية سبي أمّه ، روى عن الرضا عليه‌السلام انّ عبد الله بن عامر بن كريز لما افتتح خراسان اصاب ابنتين ليزدجرد بن شهريار فبعث بهما إلى عثمان بن عفان فوهب احداهما للحسن والاخرى للحسين فماتتا عند هما نفساوين وكانت صاحبة الحسين نفست بعليّ بن الحسين. وقد شك الاستاذ كريستنسن الدانماركي في كتابه عن الساسانيين في صحة انتساب سلافة زوجة الحسين إلى يزدجرد بن شهريار. (راجع المعارف لابن قتيبة ص ٩٤ ، طبقات ابن سعد ٥ : ١٦٢ ، تذكرة الخواص ٣٣٤ ، رجال المامقانى ج ٣ ص ٨٠ ، كريستنسن ايران في عهد الساسانيين ترجمة فارسية ص ٥٣١. فقرة ١٣٧ ـ ص ٧١ ـ ابو الجارود : وهو من علماء الزيدية ويكنى أبا النجم زياد بن المنذر العبدي ، قيل ان جعفر بن محمّد بن علي سأله عنه فقال : ما فعل أبو الجارود ارجأ بعد ما اولى إماما انّه لا يموت إلّا بامام قال لعنه الله ، فانّه اعمى القلب ، اعمى البصر وقال فيه محمّد بن سنان ، وابو الجارود لم يمت حتى شرب المسكر وتولى الكافرين (ابن النديم ص ٢٥٣). قال النجاشي : زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني الخارقي الأعمى الكوفي


[ 201 ]

من أصحاب أبي جعفر وروى عن أبي عبد الله عليه‌السلام وتغيّر لما خرج زيد بن عليّ بن الحسين. قال المامقاني : زياد بن المنذر أبو الجارود وأبو النجم الهمدانى الأعمى سرحوب الخراساني العبدي الخارقي والخارفي والحرقي أو الحوفي على اختلاف النسخ وانما نسبناه إلى خراسان لان أبا الجارود كان من أهل خراسان ، اما الحرقي بضم الحاء المهملة وفتح الراء المهملة فنسبته إلى حرقة وهي قبيلة من همدان اما الحوفي فنسبة إلى حوف موضع بعمان ، والصادق عليه‌السلام لعنه وقال انّه اعمى القلب اعمى البصر. (راجع الفهرست ص ٢٥٣ ، الشهرستاني ١١٨ ـ ١١٩ ، الحور العين ص ١٥٦ بحار الانوار ص ١٧٩ ، النجاشى ص ١٢١ ، المامقاني ج ١ ص ٤٦ ، الذهبي ج ١ ص ٣٥٨ التفرشي ص ١٤٢ ، Friedlander ,P.٢٢) فقرة ١٣٧ ـ ص ٧١ ـ ابو خالد الواسطى : من رؤساء الزيدية جاء اسمه في كتب اخرى عمرو ، وعمر وهو عمرو بن خالد أبو خالد الواسطي قد عده الشيخ الطوسي من أصحاب الباقر ، ومنزل عمرو بن خالد كان في الكوفة عند مسجد سمال ، وقيل هو بترى ، وعدّه ابن النديم من متكلّمي الزيدية قال الذهبي في ميزان الاعتدال : عمرو بن خالد القرشي الكوفي أبو خالد تحول إلى واسط. (راجع الذهبي : ميزان الاعتدال ٢ : ٢٨٦ ، الأسترآبادي : منهج المقال ٣٤٧ الفهرست ٢٥٣ ، النجاشي : ٢٠٥ ، المامقاني عدد : ٨٦٩). فقرة ١٣٧ ـ ص ٧١ ـ فضيل بن الزبير الرسان. الفضيل بن زبير الأسدي الكوفي عدّه الشيخ الطوسي تارة من أصحاب الباقر واخرى من أصحاب الصادق وقد ذكره أبو الفرج الاصبهاني في مقاتل الطالبيين انّه وأخاه من أصحاب زيد وأنصاره ، وعدّه ابن النديم في كتاب الفهرست من متكلّمي الزيديّة (راجع ابن النديم ٢٥٣ ، الكشي ٢١٧ ، التفرشى ٢٦٦ ، المامقاني عدد ٩٤٩٨). فقرة ١٣٨ ـ ص ٧١ ـ الصباحية : أصحاب صباح بن قيس بن يحيى المزني


[ 202 ]

أبو محمّد ، قال العلامة في رجاله انّه كوفي زيدي ، ولكن قال النجاشيّ انّه ثقة روى عن الصادق والباقر ، ونقل عن ابن الغضائري انّه زيدى حديثه في حديث أصحابنا ضعيف. (راجع النجاشي ص ١٤٢ ، رجال التفرشي ١٧١ ، المامقاني عدد ٥٧٢٣ ، الخطط للمقريزي ٤ : ١٧٧). فقرة ١٣٩ ـ ص ٧١ ـ اليعقوبية أصحاب يعقوب بن عدى وهم يتولّون أبا بكر وعمر ولا يتبرءون ممن برئ منهما وينكرون رجعة الاموات ويتبرءون ممن دان بها (راجع : الاشعرى : المقالات ٦٩ ، مروج الذهب ج ٢ ص ١٤٤ ، الفرق بين الفرق ص ٢٤). فقرة ١٣٩ ـ ص ٧١ ـ السرحوب : السرحوب : ابن آوى ، فرس سرحوب أى طويلة ، توصف به الاناث دون الذكور. ج : سراحيب ، يقال خيل سراحيب ومنه قوله : «جرداء معروقة اللحيين سرحوب» ويقال : «رجل سرحوب ، اي طويل» حسن الجسم متناسب الاعضاء و «سرحوب سرحوب» مبنيين على الضم : اشلاء للنعجة للحلب. (اقرب الموارد) وفي لسان العرب ج ١ ص ٤٤٩ ، السرحوب الطويل الحسن الجسم والانثى سرحوبة وسمّيت الجارودية «السرحوبية» راجع الجارودية. فقرة ١٤٠ ـ ص ٧٢ ـ آل محمد : وفي الحديث لا تحل الصدقة لمحمّد وآل محمّد وسئل الصادق عليه‌السلام من الآل؟ فقال ذرّيّة محمّد ، فقيل من أهل بيته؟ قال : الائمّة قيل من عترته؟ قال أصحاب العباء ، قيل من أمّته؟ قال المؤمنون. وعن بعض أهل الكمال في تحقيق معرفة الآل : ان آل النبيّ كان من يئول إليه وهم قسمان الاول من يئول إليه مآلا صوريا جسمانيا كاولاده ومن يحذ وحذوهم من أقاربه الصوريين الّذين يحرم عليهم الصدقة في الشريعة المحمديّة. والثاني من يئول إليه مآلا معنويا روحانيا وهم أولاده الروحانيون من العلماء الراسخين والاولياء الكاملين والحكماء المتألهين المقتبسين من مشكاة انواره إلى أن قال ولا شك ان النسبة الثانية آكد من الاولى ، وإذ اجتمعت النسبتان كان نور على نور كما في الائمّة المشهورين من العترة الطاهرة. ثمّ قال كما حرّم على الاولاد الصوريين الصدقة


[ 203 ]

الصورية كذلك حرّم على الاولاد المعنويين الصدقة المعنوية اعنى تقليد الغير في العلوم والمعارف. (راجع : مجمع البحرين للطريحي). EI, ١, ٤٨٢) art. Al, par Goeldziher ( فقرة ١٤١ ـ ص ٧٢ ـ اللطف : في انّه تعالى يجب عليه اللطف وهو ما يقرب العبد إلى الطاعة ويبعده عن المعصية. فاعلم ان اللطف تارة يكون من فعل الله فيجب عليه وتارة يكون من فعل المكلّف فيجب عليه تعالى اشعاره به وايجابه عليه وتارة يكون من فعل غيرهما ، فيشترط في التكليف العلم به وايجاب الله ذلك الفعل على ذلك الغير واثابته عليه ، وكلّه واجب على الله لانه لو لا ذلك لكان ناقضا لغرضه ونقض الغرض قبيح عقلا. (راجع شرح الباب الحادي عشر ص ٣٥). فقرة ١٤١ ـ ص ٧٣ ـ عبد الله بن الحسن (٧٠ ـ ١٤٥) عبد الله بن الحسن ابن الحسن عليّ بن أبي طالب ، أبو محمّد : تابعي من أهل المدينة ، قال : كان ذا عارضة وهيبة ولسان وشرف. وكانت له منزلة عند عمر بن عبد العزيز. ولما ظهر العباسيّون قدم مع جماعة من الطالبيين ، على السفاح وهو بالانبار فاعطاه الف الف درهم ، وعاد إلى المدينة ، ثمّ حبسه بها المنصور عدة سنوات من اجل ابنيه محمّد وإبراهيم ونقله إلى الكوفة فمات سجينا فيها. (راجع الاصابة الترجمة رقم ٦٥٨٧ ، مقاتل الطالبيين ١٢٨ ، تاريخ بغداد ٩ : ٤٣١ ، الاعلام ج ٤ : ٢٠٧ ، EI ,١ ,٤٢) art per Zetteresteen ( فقرة ١٤٣ ـ ص ٧٣ ـ فاما الضعفاء منهم : لعل اصطلاح الضعفاء هاهنا اشارة إلى العجلية من الزيدية لضعف عقلهم وجهلهم بامور الدين كما حكى الكشى في رجاله عنهم بروايته عن حمدويه : «قال حدثنا أيّوب بن نوح قال حدثنا صفوان عن داود بن فرقد عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال ما أحد اجهل منهم يعنى العجلية ، انّ في


[ 204 ]

المرجئة فتياء وعلماء وفي الخوارج فتياء وعلماء وما أحد اجهل منهم» (راجع الكشي صفحة ١٤٩). فقرة ١٤٣ ـ ص ٧٣ ـ هارون بن سعيد العجلي ، عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق عليه‌السلام وقد ذكر اسمه هارون بن سعد العجلي الكوفيّ ووردت نسبته في بعض النسخ «البجلي» بالباء وهذا غلط والصحيح العجلي. كان من رؤساء الزيدية في زمانه وقد قتل مع إبراهيم بن عبد الله في سنة ١٤٥ ه‍ وروى الكشى عن محمّد بن مسعود في حديثه المعنعن عن أبى عبد الله الصادق : قال أبو عبد الله عرضت لي إلى ربّى تعالى حاجة فهجرت فيها إلى المسجد فبينا انا اصلى في الروضة ، إذا رجل على رأسى ، فقلت ممن الرجل قال من الزيدية قلت يا أخا اسلم من تعرف منهم ، قال اعرف خيرهم وسيّدهم وافضلهم هارون بن سعيد ، قال قلت يا أخا أسلم رأس العجليّة أما سمعت الله عزوجل يقول ؛ انّ الّذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربّهم وذلّة في الحياة الدنيا؟ وإنّما هو زيدى حقّا. (راجع : الكشي ص ١٤٨ ـ ١٥١ ؛ الذهبي : ميزان الاعتدال ج ٣ ص ٢٤٧ ، الأسترآبادي ، منهج المقال ص ٣٥٧ ، رجال الشيخ الطوسي طبع النجف ١٩٦١ ص ٣٢٨ المامقاني ج ٣ ص ٢٨٤). فقرة ١٤٤ ـ ص ٧٤ ـ منصور بن ابى الاسود : هو منصور بن أبي الأسود الليثي مولاهم الكوفي الخيّاط. عده الشيخ الطوسي في رجاله بهذا العنوان من أصحاب الصادق عليه‌السلام ، قال النجاشي في رجاله : منصور بن حازم أبو أيّوب البجلي كوفي ثقة عين صدوق من جملة أصحابنا وفقهائهم ، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى عليهما‌السلام ، له كتب فيها اصول الشرائع ، وكتاب الحجّ توفّى بعد سنة ١٠٠. (راجع : النجاشي ص ٢٩٤ ، الذهبي : ميزان الاعتدال ج ٣ ص ٢٠٠ ، المامقاني ج ٣ ص ٢٤٩ ، رجال الطوسى طبع النجف ص ٣١٣ طبقات ابن سعد ج ٦ ص ٢٦٦. فقرة ١٤٥ ـ ص ٧٤ ـ يحيى بن زيد بن على (٩٨ ـ ١٢٥ ه‍) يحيى بن زيد ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب : احد الابطال الاشداء ، ثار مع أبيه على


[ 205 ]

بنى مروان ، فلمّا قتل أبوه انصرف إلى بلخ ودعا إلى نفسه سرا فطلبه يوسف بن عمر أمير العراق ، فقبض عليه نصر بن سيّار ، فكتب الوليد يأمره بأن يؤمّنه ويخلى سبيله فأطلقه نصر ، فانتقل يحيى إلى بيهق ، ثمّ إلى نيسابور ، فقاتله واليهما عمرو بن زرارة فهزمه يحيى وقتل عمرا وانصرف إلى هراة ثمّ سار عنها ، فبعث نصر بن سيار صاحب شرطة «سلم بن احوز المازنى التميمي» في طلبه ، فلحقه في الجوزجان وقتله في قرية يقال لها «ارغونة» وحمل رأسه إلى الوليد وصلب جسده بالجوزجان ، وبقى مصلوبا إلى ان ظهر أبو مسلم الخراساني فقتل سلم بن احوز وانزل جثة يحيى فصلى عليها ودفنت هناك ، وقال الذهبى : وكلّ من ولد في تلك السنة بخراسان من اولاد الاعيان سمى يحيى. وقال صاحب الروض المعطار «فاظهرت شيعة بنى العبّاس لبس السواد بسببه». (راجع : البغدادي : الفرق بين الفرق ص ٢٥ ـ ٢٩ ، مقاتل الطالبيين ص ١١١ ـ ١١٦ ، الطبري ٨ : ٢٩٩ ، الاعلام ج ٩ ص ١٧٩ ، مروج الذهب للمسعوديّ ج ٣ ص ١٤٥). EI, ٤ ٤١٢) art par Huart ( فقرة ١٤٥ ـ ص ٧٤ ـ عيسى بن زيد (المتوفى ١٦٨ ه‍) ، عيسى بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ ، ثائر من كبار الطالبيين ، كنيته أبو يحيى ، ويلقب بموتم الاشبال ، ولد ونشأ بالمدينة وصحب محمّد بن عبد الله (النفس الزكية) واخاه إبراهيم ابن عبد الله ، ولما خرج محمّد في أيّام المنصور العباسى ثائرا بالمدينة ، ثار معه عيسى وجمع محمّد وجوه أصحابه فاوصى ان اصيب أن يكون الامر لاخيه إبراهيم فان اصيب ابراهيم فالامر لعيسى ابن زيد وبعد قتلهما سنة ١٤٥ ه‍ وجمع عيسى رجالهما فلم يجد فيهم ما ينهض بالامر فتركهم وتوارى ولم يجدّ المنصور في طلبه فعاش بقية حياته متواريا ينتقل احيانا في زى الجمّالين ، ويقيم اكثر الايام بالكوفة ، في منزل عليّ بن صالح بن حيّ (أخى الحسن بن صالح) وزوّجه على ابنته ، ولما ولى المهدي العباسي ، طلبه فلم يقدر عليه ، فنادى بامانه ان ظهر ، فبلغه خبر الامان ولم يظهر إلى أن توفّى قبل


[ 206 ]

وفاة الحسن بن صالح بشهرين او بستة اشهر. وقال أبو العباس الحسنى في المصابيح : كان عيسى بن زيد مع النفس الزكية يوم قتل وجرح ، ثمّ كان مع الحسين بن على صاحب فخّ ، وقتل الحسين بمكّة ، ونجا عيسى وتوارى في سواد الكوفة ، ثمّ بايعه الشيعة سرا بالامامة سنة ١٥٦ ه‍ ، وهو بالعراق ، وجاءته بيعة الاهواز وواسط ومكّة والمدينة وتهامة ، واثبت دعاته فبلغوا مصر والشام ، ومات ابو الدوانيق المنصور ، فهمّ عيسى بالخروج إلى خراسان ، فوافى الرى ثمّ انصرف إلى الاهواز ، فكان أكثر مقامه بها ، واتّفق مع أصحابه على موعد للخروج ، فمات مسموما بسواد الكوفة مما يلي البصرة ، سنة ١٦٦ وعمره ٤٥ سنة (راجع مقاتل الطالبيين ص ٢٧٠ ، فهرست تاريخ الطبرى ص ٤٣٣ ، الاعلام ج ٥ ص ٢٨٦). فقرة ١٤٧ ـ ص ٧٥ ـ عمر بن الرياح ، قال العلامة انّه كان بتريا قال الكشى انّه أولا كان يقول بامامة أبي جعفر ثمّ انّه فارق هذا القول وخالف أصحابه مع عدة يسيرة تابعوه في ضلالته وقد حكى الكشى حكايته التي حكاها شيخنا سعد بن عبد الله في كتابنا هذا «كتاب المقالات» وقال الكشى بعد ذكر هذه الحكاية ، فمال عمر بن رياح إلى سنة بقول البترية. وما ذكره الكشى دلّ انّه وقف في أول امره وقال بعد ذلك بمذهب البترية ، قال المامقانى ان أئمّتنا عليهم‌السلام كانوا مبتلين بجهال قليلى الادراك كعمر بن رياح فالرجل من الضعفاء ولذا عدّه العلّامة في الخلاصة منهم. وكان اصله من الاهواز. (راجع الكشى ص ١٥٤ ؛ الأسترآبادي ص ٢٥٠ ؛ وميزان الاعتدال للذهبى ج ٢ ص ٢٥٧ والمامقانى ج ٢ ص ٣٤٤) فقرة ١٤٧ ص ٧٥ ـ التقية : قال جولد تسيهر في العقيدة والشريعة : «التقية تفيد الخيفة والحذر ، فحسب للشيعي ان يخفى مذهبه وان يكتم عقيدته في مشاهدة الخطر واذا ، فمن اليسير ان تتصور اى مدرسة للمخاتلة تنطوى عليها تعاليم مبدأ التقية الّذي اصبح ركنا من اركان المذهب الشيعى كما ان عجز الشيعى عن المجاهرة بعقيدته الحقيقية التى يؤمن بها هو في نفس الوقت مدرسة للسخط الكامن الّذي يكنه الشيعة لخصومهم الاقوياء ، وهو سخط مبعثه عاطفة من الحقد ، والبراءة


[ 207 ]

والعداوة لقد سأل سائل ذات مرة الامام جعفر عليه‌السلام بما معناه «يا ابن رسول الله انى لا اقوى على الدفاع بجدّ عن حقوقكم ، وكلّ ما استطيع عمله هو البراءة من اعدائكم و الدأب على لعنهم ، فما هو قدرى عندكم؟ فاجاب الامام عليه‌السلام : روى لى أبي عن أبيه وهو سمع عن رسول الله : «من اشتد ضعفه حتى عجز عن معاونتنا نحن اهل البيت وعن نصرتنا ، ولكنه وهو في بيته يصبّ اللعنات على اعدائنا ، تحييه الملائكة لانه من الابرار». قال العلامة المرحوم كاشف الغطاء في كتابه «اصل الشيعة واصولها» : من الامور التى يشنع بها بعض الناس على الشيعة ويزدرى عليهم بها ، قولهم «بالتقيّة» جهلا منهم بمعناها وبموقعها ، ولو تثبتوا في الامر لعرفوا انّ التقية التى تقول بها الشيعة لا تختص بهم ولم ينفردوا بها بل هو امر ضرورة العقول وشريعة الاسلام في اسس احكامها تماشى العقل ومن ضرورة العقول ان كل انسان مجبول على الدفاع عن نفسه والمحافظة عن حياته ، وقد اجازت شريعة الاسلام المقدسة للمسلم في مواطن الخوف على نفسه او عرضه اخفاء الحق والعمل به سرا ريثما تنتصر دولة الحق كما اشار إليه جل شأنه (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً) وقوله (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) وقصة عمّار وابويه وتعذيب المشركين لهم ولجماعة من الصحابة وحملهم لهم على الشرك ، واظهارهم الكفر مشهورة. والعمل بالتقية له احكامه الثلاثة : فتارة يجب كما إذا كان تركها يستوجب تلف النفس من غير فائدة ، واخرى يكون رخصة كما لو كان في تركها والتظاهر بالحق نوع تقوية له فله ان يضحى بنفسه وله ان يحافظ عليها. وثالثة يحرم العمل بها كما لو كان ذلك موجبا لرواج الباطل ، واضلال الخلق واحياء الظلم والجور. لا يخفى على من راجع موارد التقية انها لا تنحصر في الخوف من السائل او ثالث حاضر حتى يقول عمر بن رياح في دفع احتمال التقية إذا لتقية كما تكون من السائل او من ثالث فكذا تكون ممّن يحضر العامل بالحكم حين عمله فيخاف الامام منه عليه كما اجاب الصادق عليه‌السلام على بن يقطين بالوضوء منكوسا لعلمه بان هارون


[ 208 ]

الرشيد يترصده وينظر من حيث يخفى إلى كيفية وضوئه ، وقد تكون التقية لنفس القاء الخلاف بين الشيعة لكيلا يعرفوا فيصيبهم الضرر من اعدائهم كما صدر ذلك عن الائمة عليهم‌السلام في مواقيت الصلاة. (راجع : جولد تسهير : العقيدة والشريعة ص ١٨٠ ؛ اصل الشيعة لكاشف الغطاء ص ١٩٢ الطبعة التاسعة ؛ المامقانى ج ٢ ص ٣٤٣). فقرة ١٤٧ ـ ص ٧٥ ـ محمد بن قيس : اظن انه محمّد بن قيس البجلي عده الشيخ الطوسى من اصحاب الصادق عليه‌السلام وقال : محمّد بن قيس البجلي كوفى اسند عنه صاحب المسائل التى يرويها عنه عاصم بن حميد ، مات سنة احدى وخمسين ومائة. قال النجاشى : محمّد بن قيس ابو عبد الله البجلي ثقة عين كوفى روى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما‌السلام له كتاب قضايا أمير المؤمنين. قال المامقانى : اعلم ان كلمات الاصحاب في محمّد بن قيس الاسدى والبجلي مضطربة متخالفة ، فقد عدّ النجاشى خمسة رجال بهذين اللقبين : اوّلهم ابو نصر الاسدى راويا عن الباقرين ، والثانى البجلي ، والثالث ابو عبد الله مولى لبنى نصر الرابع الاسدى أبو احمد ، الخامس أبو نصر الاسدى أيضا من اصحاب الصادق. والتحقيق ان البجلي واحد وثقة وهو صاحب كتاب قضايا أمير المؤمنين رواه عن الباقرين كما ذكرناه. وقد اشار ظاهرا المامقانى إلى هذا لمحمد بن قيس بعد ذكر حكاية عمر بن رياح وقال «والعجب من الجاهل محمّد بن قيس الّذي وافقه اى عمر بن رياح في الزعم فقال «فلعلّه حضرك من اتّقاه». (راجع : رجال الطوسى ص ٢٩٨ النجاشى ص ٢٢٦ ؛ المامقانى ج ٣ ص ١٧٧ ، وج ٢ ص ٣٤٣ ؛ الفهرست للطوسى ص ١٣١). فقرة ١٤٩ ـ ص ٧٦ ـ الطمية : بفتح الاول وكسر ثانيه وياء مشددة. جبل في طريق مكة مقابلة فائد ، قال ابو عبد الله السكوني اذا خرجت من الحاجر تقصد مكة تنظر إلى طمية وهو جبل بنجد شرقى الطريق (راجع معجم البلدان لياقوت مادّة طميّة). فقرة ١٤٩ ـ ص ٧٦ ـ الحاجر : بالجيم والراء وهو في لغة العرب ما يمسك الماء من شفة الوادى وكذلك الحاجور وهو فاعل وهو موضع قيل معدن النقرة


[ 209 ]

وقال دون فيه حاجر. (معجم البلدان لياقوت ، مادة حاجر) وقيل اسم جبل في جبال رضوى. Friedlander, P. ٧٨ فقرة ١٤٩ ـ ص ٧٦ ـ القائم المهدى اسمه اسمى واسم ابيه اسم ابى ـ راجع : البغدادى ـ الفرق بين الفرق ص ٣٧ ؛ Friedlander ,J.A.O.S.Vol : xxix ,P.٣٤ فقرة ١٤٩ ـ ص ٧٦ ـ ابراهيم بن عبد الله : المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن على (٩٧ ـ ١٤٥ ه‍) خرج بالبصرة على المنصور فبايعه أربعة آلاف مقاتل وخافه المنصور فتحول إلى الكوفة ، وكثرت شيعة ابراهيم فاستولى على البصرة وسيّر الجموع إلى الاهواز وفارس وواسط وتلقّب بامير المؤمنين. فكانت بينه وبين جيوش المنصور وقائع هائلة ، إلى ان قتله حميد بن قحطبة بباخمرى وكان ذلك لخمس بقين من ذي القعدة سنة ١٤٥ وهو ابن ثمان واربعين كما حكاه البخارى ، وحمل برأسه إلى مصر ودفن بدنه بباخمرى على ستة عشر فرسخا من الكوفة من ارض الطفّ. كان ابراهيم شجاعا شاعرا عالما باخبار العرب وايّامهم واشعارهم. وممن آزره في ثورته الامام «أبو حنيفة» ارسل إليه أربعة آلاف درهم لم يكن عنده غيرها. وقتل معه من الزيدية من شيعته أربعمائة رجل وقيل خمس مائة. راجع : الاشعرى : المقالات ص ٧٩ ، مروج الذهب ج ٣ ص ٢٢٣ ؛ مقاتل الطالبيين ص ٢١٣ ؛ الطبرى ٩ : ٢٤٣ حوادث سنة ١٤٥ ه‍). فقرة ١٥٠ ـ ص ٧٧ ـ رافضة : وقد ذكروا وجوها اخرى لهذه التسمية ومنها : قال فخر الدين الرازى : وانّما سمّوا بالروافض لانّ زيد بن على بن الحسين خرج على هشام بن عبد الملك فطعن عسكره في ابى بكر فمنعهم من ذلك فرفضوه ولم يبق معه إلّا مائتا فارس ، فقال لهم رفضتموني؟ قالوا : نعم ، فبقى عليهم هذا الاسم. قال ابو الحسن الاشعرى : وانّما سمّوا الرافضة لرفضهم إمامة ابى بكر وعمر وهم مجمعون على ان النبي نصّ على استخلاف على بن ابى طالب باسمه راجع


[ 210 ]

الاشعرى المقالات ص ١٦ ؛ الاعتقادات لفخر الدين الرازى ص ٥٢ ؛ التبصير للاسفراينى ص ٧٥ ؛ منهاج السنة لابن تيمية ج ١ ص ٦ ـ ٩ ؛ تبصرة العوام ص ٣٥ ؛ تلبيس ابليس ص ١٠٣ ؛ الفرق بين الفرق ص ٢٥ ؛ الخطط للمقريزى ج ٢ ص ٣٥١ ؛ Friedlander\’P.٧٣١ فقرة ١٥٢ ـ ص ٧٨ ـ اسماعيل بن جعفر بن محمّد الباقر (المتوفى ١٤٣ ه‍) جدّ الخلفاء الفاطميين ، وإليه نسبة الاسماعيلية من فرق الشيعة ، توفّى في حياة والده ، وفي الاسماعيلية من يرى ان اباه اظهر موته تقية حتى لا يقصده العباسيون بالقتل. قال صاحب «ضوء المشكاة» صحب اسماعيل اباه وروى عنه ومات في حياته ولم يدّع الامامة وانّما ادعاها قوم له غلطا لمحبة ابيه ايّاه ، فظنّوا انّه الامام ولما مات في حياة ابيه عدل اكثر من ظنّ ذلك من اصحاب ابيه وبقى بعض الاباعد واهل الجهالة. وقال ابن خلدون : توفى اسماعيل قبل ابيه ، وكان ابو جعفر المنصور طلبه فشهد له عامل المدينة بانّه مات» قال هوارHuart في دائرة المعارف الاسلامية : توفى اسماعيل في المدينة سنة ١٤٣ ودفن بالبقيع ولكن الاسماعيلية يزعمون انه رئي في سوق البصرة بعد خمس سنوات من موت ابيه. روى الكشى في حديثه المعنعن عن عنبسة بن مصعب العابد قال : كنت مع جعفر بن محمّد بباب الخليفة ابى جعفر المنصور بالحيرة حين اتى ببسام واسماعيل بن جعفر فادخلا على أبي جعفر ، قال فاخرج بسّام مقتولا واخرج اسماعيل بن جعفر قال فرفع جعفر الصادق رأسه قال افعلتها يا فاسق ، ابشر بالنّار. (راجع : اتعاظ الحنفاء ص ١٦ و ١٧ ؛ تاريخ ابن خلدون ٤ : ٣٠ ؛ المامقانى ج ١ ص ١٣١ ؛ الاعلام ج ١ ص ٣٠٦ ؛ الأسترآبادي : منهج المقال ص ٥٦). E. I, ٢, P. ٥٨٥ فقرة ١٥٢ ـ ص ٧٨ ـ البداء ؛ مما يشنع به الناس على الشيعة ويزدرى به عليهم البداء ، تخيلا من المشنعين ان البداء الّذي تقول به الشيعة هو عبارة ان يظهر ويبدو لله عزوجل امر لم يكن عالما به تعالى الله من ذلك علوا كبيرا. اما البداء


[ 211 ]

الذي تقول به الشيعة والذي هو من اسرار آل محمّد حتى ورد في اخبار هم الشريفة انه ما عبد الله بشيء مثل القول بالبداء ، فهو عبارة عن اظهار الله جلّ شانه امرا يرسم في الواح المحو والاثبات وربما يطلع عليه بعض الملائكة المقربين في احد الأنبياء والمرسلين فيخبر الملك به النبىّ والنبيّ يخبر به امته ثم يقع بعد ذلك خلافه لانه محاه واوجد في الخارج غيره ، وكل ذلك كان يعلم الله حق العلم ولكن في علمه المخزون المصون الذي لم يطلع عليه لا ملك مقرب ولا نبى مرسل وهذا المقام من العلم هو المعبر عنه في القرآن «بام الكتاب» كقوله تعالى (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) فالبداء في عالم التكوين ، كالنسخ في عالم التشريع. على ان قسما من البداء يكون من اطلاع النفوس المتصلة بالملإ الاعلى على الشيء وعدم اطلاعها على شرطه او مانعه. مثلا اطلع عيسى عليه‌السلام ان العروس يموت ليلة زفافه ولكن لم يطلع على ان ذلك مشروط بعدم صدقة اهله ، فاتفق انّ أمه تصدقت عنه وكان عيسى عليه‌السلام اخبر بموته ليلة عرسه فلم يمت ، وسئل عن ذلك فقال لعلكم تصدّقتم عنه والصدقة قد تدفع البلاء المبرم. وهكذا نظائرها وقد تكون الفائدة لامتحان وتوطين النفس كما في قضية امر ابراهيم بذبح اسماعيل. (راجع : اصل الشيعة واصولها للعلّامة المرحوم الشيخ محمّد حسين آل كاشف الغطاء ص ١٩٠) في مسألة البداء راجع أيضا : Friedlander, P. ٢٧, EI, ١, ١٩٥) art. par Goeldziher ( فقرة ١٥٤ ـ ص ٧٩ ـ ابو عبد الله جعفر بن محمد الملقب بالصادق (٨٠ ـ ١٤٨ ه‍) سادس الائمة الاثنى عشر عند الامامية. كان من اجلاء التابعين ، وله منزلة رفيعة في العلم. اخذ عنه جماعة ، منهم الامامان ابو حنيفة ومالك ولقب بالصادق لانه لم يعرف عنه الكذب قط. له اخبار مع الخلفاء من بنى العباس وكان جريئا عليهم صداعا بالحق. له رسائل مجموعة في كتاب ذكرها في كشف الظنون وكان تلميذه ابو موسى جابر بن حيّان الصوفى الطرسوسى قيل قد صنف كتابا يشتمل على الف ورقة تتضمّن رسائل جعفر الصادق عليه‌السلام ، وهى خمس مائة رسالة. وكانت ولادته


[ 212 ]

سنة ثمانين من الهجرة وقيل بل ولد يوم الثلاثاء قبل طلوع الفجر ثامن رمضان سنة ثلاث وثمانين وتوفى في شوال سنة ثمان واربعين ومائة بالمدينة ودفن بالبقيع في قبر فيه ابوه محمّد الباقر (راجع : شمس الدين محمّد بن طولون : الائمة الاثنا عشر اليعقوبي : التاريخ ٣ : ١١٥ ؛ المسعودى : مروج الذهب ٣ : ٢٦٨ ؛ ابن خلكان : الوفيات ١ : ١٠٥ ؛ ابن الاثير : التاريخ ٥ : ٢٧ ؛ حلية الاولياء : ٣ : ١٩٢ ؛ الاعلام ج ٢ ص ١٢١ ؛ تذكرة الخواص ص ٣٥١ ـ ٣٥٧. E. I, ١ \’ ١٢٠١) art, par zetteresteen ( فقرة ١٥٤ ـ ص ٧٩ ـ البقيع : او بقيع الغرقد ـ اصل البقيع في اللغة الموضع الذي فيه اروم الشجر من ضروب شتى وبه سمّى بقيع الغرقد ـ والغرقد ـ كبار العوسج ، وهو مقبرة اهل المدينة وهى داخل المدينة. (راجع معجم البلدان مادة بقيع ، E.I.١.٦١٦) art ,par Wensinck ( فقرة ١٥٥ ـ ص ٨٠ ـ الناووسية : وهم اتباع رجل من اهل البصرة كان ينتسب إلى ناووس بها ورئيسهم من اهل البصرة يقال له عبد الله بن ناووس او عجلان بن ناووس ـ وقالوا ان عليا افضل الامة فمن فضّل غيره عليه فقد كفر ، وهم وقفوا على إمامة الصادق ويسمّون الصارمية أيضا. سمّاهم الشهرستانى «النّاووسيّة» ونسبهم إلى رجل يقال له ناوس وقيل إلى قرية ناوسا ، وقد ذكر ياقوت في معجم البلدان النّاووسيّة من قرى هيت من نواحى بغداد فوق الانبار. والناووسية يسوقون الامامة إلى جعفر الصادق بنص الباقر وزعموا انه لم يمت وانه المهدى المنتظر ، وزعم قوم ان الذي يتبدى للناس لم يكن جعفرا ، وانّما تصوّر للناس في تلك الصورة ، وانضم إلى هذه الفرقة قوم من السبائية فزعموا جميعا انّ جعفرا كان عالما بجميع معالم الدين في العقليات والشرعيات فاذا قيل للواحد منهم : ما تقول في القرآن اوفى الرؤية ، او غير ذلك من اصول الدين او فروعه؟ يقول : اقول فيها ما كان يقوله جعفر الصادق


[ 213 ]

وقالوا انّ عليا مات وستنشق الارض عنه يوم القيامة فيملأ العالم عدلا ويتفقون في تكفير ابى بكر وعمر بحديث رواه رجل يقال له عنبسة بن مصعب عن ابى عبد الله جعفر بن محمّد عليه‌السلام انّه قال : «ان جاءكم من يخبركم عنى بانه غسلنى ودفننى فلا تصدّقوه». (راجع : الفرق بين الفرق ص ٣٩ ؛ التبصير للاسفراينى ص ٢٢ ؛ مجالس الشيخ مفيد ج ٢ ص ٩٩ ؛ وص ١٠١ ؛ تلبيس ابليس ص ٢٢ ؛ مقياس الهداية ص ٨٣ ؛ الشهرستانى ص ١٢٦ ؛ الفهرست لابن النديم ص ١٩٨ ؛ انساب السمعاني ٥٥٢ ؛ ابن حزم : الفصل ج ٤ ص ١٣٨ ؛ الاشعرى : المقالات ص ٢٥). Friedlander, P. ١٤ فقرة ١٥٦ ـ ص ٨٠ ـ الاسماعيلية : وهى اسم لجميع الفرق التى قالت بامامة اسماعيل بن جعفر ومحمّد بن اسماعيل ابنه ولهذه الفرقة اسماء اخرى كالقرامطة والتعليمية والباطنية والسبعية والملاحدة وغيرها. ومحمّد بن اسماعيل عندهم الامام السابع ولذلك سميت هذه الفرقة «السبعية» لتمييزها عن (الاثنى عشرية وعن السبعية اشتقت القرامطة ذوو المبادي الشيوعية في البحرين والفاطميون في مصر ومن فاطميّي مصر تحدّر الدروز والحشاشون اى اتباع الحسن بن الصباح. لقد انقسمت الشيعة الجعفرية بعد وفاة جعفر بن محمّد الصادق عليه‌السلام حوالى ١٤٧ ه‍ إلى فرقتين وذلك انّ الاكثرية العظمى نادوا بامامة موسى بن جعفر وسلسلوا الامامة في الاكبر سنا من عقبه إلى ان اشيع بان الامام الثانى عشر ومحمّد بن الحسن العسكرى عليه‌السلام غاب غيبة كبرى. اما الفرقة الثانية فهى الاسماعيلية الّذين قالوا بامامة اسماعيل بن جعفر ، فقال بعضهم : ان جعفرا الصادق نص على ان يتولى اسماعيل الامامة من بعده ولكن اسماعيل توفّى في حياة ابيه ، وبذلك انتقلت الامامة إلى ابنه محمّد بن اسماعيل بن جعفر ، لانّ الامامة لا تكون إلّا في الاعقاب ، ولا تنتقل من اخ إلى اخيه بعد الحسن والحسين ، واوّلوا قوله تعالى (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) (القرآن : الزخرف ٢٨) ، بانّ معنى الكلمة هى الامامة بعد ان نصّ ابوه على ذلك ، فلا بدّ ان تتسلسل الامامة في


[ 214 ]

ابنه محمّد بن اسماعيل ، ومن ناحية اخرى كان محمّد بن اسماعيل اكبر سنا من عمّه موسى الكاظم ، وقال مؤرخو الاسماعيلية ان قصة وفاة اسماعيل في حياة ابيه جعفر التمويه والتعمية على ابى جعفر المنصور العباسى الذي كان يطارد ائمة الشيعة ، فخاف جعفر الصادق على ابنه وخليفته اسماعيل فادّعى موته ، ثم شوهد اسماعيل بعد ذلك في البصرة وغيرها من بلاد فارس. هكذا اضطربت الروايات واختلفت الاقاويل في امر اسماعيل بن جعفر لا نستطيع ان نعرف اوّل من دعا بامامته ، وان كنا نرجح ان بعض اتباع ابى الخطاب الاسدى هم الّذين نادوا به ، وانهم اغروا ابنه محمّدا بالدعوة لنفسه بعد ابيه ، وجاء في التاريخ ان محمّد بن اسماعيل اضطر إلى ان يترك مسقط رأسه في المدينة وإلى ان يهاجر إلى خوزستان وبلاد الديلم لعله كان يريد ان يجد لنفسه اتباعا في بلاد الفرس ولكن لم يعرف التاريخ اسمه وفرقة الاسماعيلية حتى اواخر القرن الثالث للهجرة ، ففى أواخر هذا القرن نسمع عن حركة القرامطة في البحرين والشام ، ونسمع عن اسرة محمّد بن اسماعيل واستقرارهم في مدينة «سلمية» (بالقرب من حمص بسورية) ومؤرخو الاسماعيلية مختلفون في اسماء ائمتهم في هذه الفترة جعل بعضهم الائمة ثلاثة وبعضهم خمسة وبعضهم سبعة قال الداعى ادريس المتوفى ٨٧٢ وهو من اشهر مؤرخى الاسماعيلية في كتابه عيون الاخبار عن هجرة محمّد بن اسماعيل قال انه خرج من المدينة إلى الكوفة مصحوبا باخيه على وظلّ مستترا هنا حتى ولد له فيها ولد اسمه عبد الله ومن الكوفة سار إلى الرى واستتر عند احد الدّعاة السرّيين المسمى اسحاق بن عباس وكان يشغل منصب حاكم الرى من قبل الرشيد العباسى ، وبعدها سار إلى نهاوند ، فخرج منها إلى بلدة سابور ومنها إلى فرغانة ومنها إلى عسكر مكرم وهناك على مشهد من دعاته نصّ على إمامة ولده عبد الله ولقّبه باحمد الوفي وبعد ذلك بزمن قليل توفى إلى رحمة الله سنة ١٦٩ ه‍ ، فاستلم الامامة من بعده ولده عبد الله ، وخرج سرّا من عسكر مكرم إلى زمهر ومنها إلى الديلم ، وهناك تزوج بامرأة من الاسرة العلوية يسمّى والدها الامير على الهمدانى فرزق منها ولدا اسماه احمد ولقبه محمّدا التقى ، فاقام بعد ذلك في مدينة معرة النعمان قرب حلب ، ثم انه


[ 215 ]

غادرها إلى مدينة سلمية قرب حمص بعد ان ترك اخاه حسينا يقوم بالنيابة عنه ، وفي سلمية نصّ على إمامة احمد بن عبد الله وانتقل بعد ذلك إلى بلدة مصياف بسورية ومات فيها وكان ذلك سنة ٢١٢ ه‍ وبعد وفاته استلم شئون الامامة ولده المسمى احمد بن عبد الله الملقب بمحمد التقى ، فوضع الوكلاء والدعاة بمركز دعوته بسلمية وسار متنقلا في البلاد حتى توفى في القسطنطنية سنة ٢٢٩ ه‍ ، وبعد ذلك استلم شئون الدعوة ولده بسلمية وهو المسمى الحسين بن احمد بن عبد الله الملقب بعبد الله الرضى وقد توفى في سلمية سنة ٢٦٧ ه‍. هذا خلاصة ما ذكره الداعى ادريس عماد الدين بن الحسن ، ولكن الظاهر من هذا النص ان المؤرخ خلط كثيرا من الاخبار ذكرت في كتب اسماعيلية اخرى. والاخبار كلّها مضطربة فلم نسمع شيئا من الاسماعيلية إلّا بعد غيبة آخر امام الفرقة الاثنى عشرية اى محمّد بن الحسن في السرداب حوالى ٢٧٠ ه‍ اى بعد وفاة جعفر بن محمّد الصادق باكثر من قرن كامل ، فاين كانت طائفة الاسماعيلية طول هذه المدة؟ ولعل أوّل حركة اسماعيليّة ناجحة هي تلك الحركة الّتي قامت ببلاد اليمن فان احد الدعاة المعروف بالحسين بن حوشب الملقّب بمنصور اليمن ، استطاع حوالى ٢٦٦ ه‍ أن يجمع حوله عددا كبيرا من قبائل اليمن واظهر بينهم الدعوة للامام الاسماعيلي المنتظر فاستطاع ان يؤسّس أوّل دولة اسماعيليّة في التاريخ. امّا الداعي ابن حوشب فكان أوّل امره من الشيعة الاثنى عشرية فمال بعدها إلى مذهب الاسماعيلية فنشط مع زميل له هو علي بن الفضل في هذه الدّعوة باليمن ، فكان يرسل الدّعاة من قبله في مختلف البلاد ، فارسل الداعى أبا عبد الله الشيعى في شمال افريقيّة واستطاع أبو عبد الله ان يكسب تأييد قبيلة كتامة. وحوالى هذه السنوات قامت حركة اسماعيليّة في البحرين عرفت في التاريخ بحركة القرامطة برئاسة حمدان قرمط وهزم القرامطة جيوش العباسيين في عدة مواقع ودخل قرامطة البحرين مكّة اثناء موسم الحج وانتزعوا الحجر الأسود وحملوه معهم إلى عاصمتهم «هجر» ، غير ان القرامطة ، بعد ان نجحت ثورتهم على العبّاسيّين


[ 216 ]

تألبوا على الامام الاسماعيلي في سلمية ،؟؟؟ طاعته وجعلوا الدعوة لزعمائهم دون ائمّة الاسماعيلية. فهجموا على سلميه ، واقتحموا دور الأئمّة وسلبوا كثيرا من أموالهم وقتلوا بعض أفراد الاسرة ، وكان الامام الاسماعيلي إذ ذاك هو عبيد الله المهدى فهرب مع بعض أفراد اسرته من سلمية إلى الرملة فتبعه القرامطة ، فاضطر المهدى إلى الفرار مرة اخرى إلى الفسطاط بمصر ورحل بعدها إلى شمال افريقيّة ، وهناك اظهر نفسه وخرج من ستره واعلن إمامته ودعوته ولما عرف العباسيون عنه شيئا ارسلوا إلى الولاة بصفته حتّى يقبضوا عليه ، وكاد يقبض عليه في مصر لو لا ان حدره بعض الدعاة فتركها إلى ان بلغ مدينة سجلماسة بالمغرب. فقبض عليه بنو الاعلب أصحاب القيروان عاصمة افريقيّة في تونس وسجن المهدى ، ووصل نبأ سجنه إلى أبي عبد الله الشيعى داعية في المغرب والّذي نجح في دعوة قبيلة كتامة إليه فقام أبو عبد الله الشيعى يجمع قبيلة كتامة لانقاذ المهدى وأخرجه من السجن واركب الامام دابة قادها وهو ينادى في جموع كتامه : «هذا إمامكم هذا امام الحق ، هذا هو المهدى» وبذلك دخل تاريخ الاسماعيليّة في دور جديد ، عرفوا مورخوهم بانّه «دور الظهور» بعد «دور الستر» ، ويقال ان هذا الستر هو السبب الاوّل في خروج القرامطة عن طاعته ، ولمّا عادوا إليه مرّة اخرى وجدوا شخصا اخر يحمل نفس الاسم ، فشك زعماء القرامطة في الامام والدعوة نفسها وحاربوا الامام ودعوا إلى أنفسهم ، وهذا ما حدث أيضا للداعي أبي عبد الله الشيعي ، فانه قبل سفره إلى بلاد المغرب زار الامام بسلمية ، ولكن بعد ظهور المهدى بالمغرب رأى أبو عبد الله الشيعى الّذي انقذه من السجن ان المهدي ليس هو الامام الّذي قابله بسلمية وتطرق الشك في نفسه وكادت تحدث ثورة بين كتامة لو لم يبادر المهدى بقتل أبي عبد الله الشيعي وأخيه أبي العباس. وهذا الستر نفسه هو السبب الأوّل في شك كثير من المؤرّخين في نسب أئمة الدولة الاسماعيلية الكبرى يعنى الدولة الفاطميّة والقول بانّهم ادعياء النسب ، حتّى قيل انّ هذا الامام الاسماعيلي يعنى عبيد الله المهدى هو ابن رجل يهودى كان حدادا بسلمية ، وترملت أمه ، فتزوّجها أحد الاشراف العلويّين


[ 217 ]

وربى هذا الغلام فلمّا كبر ادعى لنفسه نسبا علويّا ، ودعا الناس إليه. وقيل كذلك انّ عبيد الله المهدي من نسل عبد الله القداح كان مولى جعفر الصادق. (راجع الفرق بين الفرق ص ١٣٩ ، ١٦٩ ـ ١٨٨ ، الشهرستاني ، الملل والنحل ص ١٢٨ ، ١٤٧ ـ ١٤٩ ، مجالس الشيخ مفيد ص ١٠٢ ، الفهرست لابن النديم ص ٢٦٧ تلبيس ابليس ص ١٠٢ ، ١٠٦ ـ ١١٠ ، الحور العين ص ١٩٧ ـ ٢٠٠ ؛ فخر الرازي : الاعتقادات ص ٧٧ ، تبصرة العوام ص ١٨٢ ، محمّد بن مالك ؛ اسرار الباطنيّة واخبار القرامطة طبع مصر ١٩٣٩ م ؛ طائفة اسماعيليّة للدكتور كامل حسين ص ٣ ـ ٢٩. EI, ٢, ٥٨٥) art par Huart (, shorter, E I, P. ٩٣١ (art, Isma, iliya par w. Ivanow) , Delacy O, Leary Arbic Thought and its Place in Histnry P. ٤٥١ ـ ٣٦١. فقرة ١٥٧ ـ ص ٨٠ ـ محمد بن اسماعيل بن جعفر الملقب بالمكتوم ١٣١ ـ نحو ١٩٨ ه‍) قام بالامامة بعد وفاة ابيه سنة ١٣٨ ه‍ وهو عند الاسماعيليّة اوّل الائمّة «المكتومين» وهو عند الدروز اوّل الائمّة السبعة المستورين ، ومن اخباره في كتبهم ان الرشيد العباسى طلبه ففر من المدينة إلى الرى واستتر بمدينة دنباوند وتزوج فيها وخلف اولادا وامران لا تقام الدعوة باسمه بل باسم «المستور من آل البيت» (الاعلام) ، EI, ٢, ٥٨٥) art Ismailiya, par Huart ( فقرة ١٥٧ ـ ص ٨١ ـ المباركية : هم أصحاب رجل كان يسمّى المبارك وكان مولى اسماعيل بن جعفر ، وفي بعض كتب الرجال انّ مبارك هذا هو مولى إسماعيل بن عبد الله بن العبّاس وانّه كوفى وهو الّذي عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه‌السلام ويحتمل التعدّد فراجع رجال المامقاني. هؤلاء يريدون الامامة في ولد محمّد بن إسماعيل كدعوى الباطنيّة فيه ، وقد ذكر بعض أصحاب الانساب في كتبهم انّ محمّد بن إسماعيل مات ولم يعقب


[ 218 ]

راجع رجال الطوسى ص ٣١٠ ؛ الاشعري : المقالات ص ٢٧ ، الفرق بين الفرق ص ٤٧ ، الخطط للمقريزي ج ٢ ص ٣٥١). فقرة ١٥٨ ـ ص ٨١ ـ سالم بن مكرم بن عبد الله أبو خديجة عدّه الشيخ في رجاله من اصحاب الصادق ، قال النجاشي ويقال له أبو سلمة الكناسى يقال صاحب الغنم مولى بني أسد الجمّال وروى عنه كتابا ، وذكر الكشي انّه حمل أبا عبد الله من مكّة إلى المدينة راجع قصته في رجال الكشي. (راجع : رجال الطوسي ص ٢٠٩ ، الكشي ص ٢٢٥ ، النجاشي ص ١٣٤ ، الفهرست للطوسي ص ٧٩ ، الأسترآبادي ص ١٥٧ ، المامقاني ج ٢ ص ٥). فقرة ١٥٩ ـ ص ٨٤ ـ أولو العزم من الرسل اى أهل العزيمة الصادقة من الرسل ، اشارة إلى الآية القرآنيّة : واصبر كما صبر أولو العزم من الرسل (الاحقاف ٣٥) وهم خمسة : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد ، فانّ كلّا منهم أتى بعزم وشريعة ناسخة شريعة من تقدّمه ، وقيل هم ستة : نوح ، صبر على اذى قومه وإبراهيم صبر على النار ، واسحاق صبر على الذبح ، ويعقوب صبر على فقد الولد وذهاب البصر ، ويوسف صبر في البئر والسجن ، وأيوب صبر على الضر. وقيل سمّوا اولى العزم لانّه عهد إليهم في محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله والأوصياء من بعده والقائم وسيرته ، فاجمع عزمهم على انّ ذلك كذلك والإقرار به ، وروى لأنّهم بعثوا إلى مشارق الارض ومغاربها وجنّها وانسها. وقيل أولو العزم أولو الجدّ والثبات من الرسل وقيل «من» للتبيين وأراد جميع الرسل ، والأظهر انّ «من» للتبعيض. (راجع الطريحى : مجمع البحرين). فقرة ١٦١ ـ ص ٨٣ ـ القرامطة : وهم من فرق الاسماعيليّة اتباع رجل من ناحية خوزستان يقال له حمدان قرمط ، لقب بذلك لقرمطة في خطّه أو في خطوه ، قال المقريزي : حمدان الاشعث المعروف بقرمط من اجل قامته وقصر رجليه وتقارب خطوه ، وفي شرح المواقف : قرمط احدى قرى واسط ، ولعل «قرمط» كلمة آرامية معناها «العلم السرى» ولقد نشأ القرامطة في العراق سنة ٢٧٧ ه‍ في المنطقة المحيطة


[ 219 ]

بواسط وكانوا يعتقدون بشركة في الأموال بينهم ـ وقد وضع عبدان وهو صهر حمدان قرمط كتابا شرح فيه الطريق المريد او التاجب إلى بلاغات الفرقة السبعية ، والغاية من هذه البلاغات السبعة الّتي رفعت بعد إلى تسعة ، ان تنتهى بالمريد إلى أن يؤمن من طريق الدراسة الدقيقة لمعتقده الدينى ـ بانّ جمال العقيدة الكلّي لمّا ينكشف له بعد ، ومن ثمّ إلى ان يشك في اساسها وبذلك يصبح خاضعا لسلطة الامام المستتر ويعلم ان كل ما اوحى به سابقا من تنزيل وشرائع دينية انّما يمثل حجابا لمعنى باطنى لا يدرك إلّا بالتأويل ، ليس غير. ثمّ انّ احد الرئيسين «صاحب الناقة» والآخر صاحب الظهور اللّذين كان من المفروض أن يكونا مستقرين خارج السواد اى العراق استبدل بعبدان داعية اعظم نشاطا منه هو زكرويه الدندانى ، ووجّهه إلى سورية فنجح سنة ٢٨٧ ه‍ في تحريك اعراب بني العليص للانتقاض على الدولة الطولونية ونودي «بصاحب الناقة» خليفة وتسمّى بامير المؤمنين أبي عبد الله محمّد وزعم انّه من نسل على. وعاث القرامطة فسادا في جميع المدن السورية ، وفي سنة ٢٨٨ توفى خليفتهم فقام بالامر من بعده اخوه عبد الله أحمد «صاحب الخال» ولكنّه اسر وقتل بعد عامين في بغداد ، وما هي إلا فترة قصيرة حتّى قتل زكرويه أيضا ولكن القرامطة وفقوا لي فوز راسخ في بلاد العرب فحوالى سنة ٢٨٠ ه‍ بعث صاحب الناقة أبا سعيد الحسن بن بهرام الجنّابي إلى الاحساء في منطقة البحرين على الخليج الفارسى ، فنجح هذا ، بمساندة الاعراب من قبيلة عبد القيس ، في إنشاء دولة مستقلة هناك جعل عاصمتها المؤمنة بدلا من هجر ، العاصمة القديمة ، وهي الهفوف اليوم ، وإنّما حكم هو وخلفاؤه بوصفهم مفوضين من قبل الامام المستتر ، وابو سعيد وخليفته اغار على العراق أكثر من مرّة فسلب ونهب ، كما اغار على قوافل الحج ٣٠١ ـ ٣٣١. ليس هذا فحسب ، لقد استولى في سنة ٣١٨ ه‍ على مكّة نفسها ونزع الحجر الاسود من الكعبة وانفذه إلى عاصمة بالاحساء حيث ظلّ طوال ثلاثين سنة. راجع بروكلمان : تاريخ الشعوب الاسلامية ، ج ٢ ص ٧٢ ـ ٧٥ ، الاشعري


[ 220 ]

المقالات ص ٢٦ ، كشف الاسرار والباطنية والقرامطة ، القاهرة ١٩٣٩ ، تلبيس إبليس لابن الجوزي ص ١٠٤. E I, ٢, ٣١٨) art. Karmates, par Massignon (, J. de Goeje, Memoire sur les Carmathes des Bahrain, Leiden, ٠٨٨١. الفرق بين الفرق ص ١٦٩ ، المقريزي : الخطط ج ٢ ص ٣٥٧ ، الجرجانى : شرح المواقف ج ٣ ص ٢٨٨. فقرة ١٦١ ـ ص ٨٣ ـ السواد هنا يراد بها رساتيق العراق وضياعها ، أي العراق نفسه وسمّى سوادا لخضرته بالنخل والزرع ، وقيل حد السواد من حديثة الموصل طولا إلى عبّادان. (راجع معجم البلدان ، مادة سواد. E I, ٤, ٢٩١) art, psr Scheder ( فقرة ١٦١ ـ ص ٨٤ ـ ما رأيت مثل بداء بد الله في إسماعيل : قال الشيخ المفيد في كتاب الفصول : فاما الرواية عن أبي عبد الله عليه‌السلام من قوله : ما بد الله في شيء كما بد الله في اسماعيل فانّها غير ما توهّموه من البداء في الامامة ، وانّما معناها ما روى عن ابى عبد الله عليه‌السلام انّه قال : ان الله عزوجل كتب القتل على ابنى اسماعيل مرّتين فسألته فيه فرقا فما بدا له في شيء كما بدا له في اسماعيل ، يعنى به ما ذكره من القتل الّذي مكتوبا (؟) فصرفه عنه بمسألة ابى عبد الله جعفر بن محمّد عليه‌السلام (راجع : كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق ، طبع طهران ص ٤١ ، الشيخ عباس القمى : سفينة بحار الانوار ج ١ ص ٦١). فقرة ١٦١ ـ ص ٨٤ ـ لو قام قائمنا علمتم القرآن جديدا : وقد جاءت في البرهان ج ٢ ص ٩٦٤ في تفسير قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) (القرآن ، السجدة : ٤٥) وقال اختلفوا كما اختلفت هذه الامة في الكتاب الّذي مع القائم ، لما يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم ويضرب اعناقهم. وفي تفسير


[ 221 ]

الصافى مثله. وفي الاحتجاج للطبرسى في ص ٨٢ في رواية ابى ذر انه قال : لما توفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جمع على عليه‌السلام القرآن وجاء به إلى المهاجرين والانصار وعرضه عليهم لما قد اوصاه بذلك رسول الله ، فلمّا فتحه ابو بكر خرج في اوّل صفحة فتحها فضائح القوم ، فوثب عمر وقال يا على اردده فلا حاجة لنا فيه فاخذه عليه‌السلام وانصرف. فلمّا استخلف عمر سأل عليا ان يدفع إليهم القرآن فقال يا أبا الحسن ان جئت بالقرآن الّذي كنت قد جئت به إلى ابى بكر حتى نجتمع عليه فقال عليه‌السلام : هيهات ليس إلى ذلك سبيل ، انما جئت به ليقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة انّا كنا عن هذا غافلين. او تقولوا ما جئتنا به ان القرآن الّذي عندى لا يمسّه إلّا المطهرون والأوصياء من ولدى ، قال عمر فهل لاظهاره وقت معلوم فقال عليه‌السلام نعم : «اذا قام القائم من ولدى يظهره ويحمل الناس عليه فتجرى السنة». (راجع : محمّد رضا الطبسى النجفى : الشيعة والرجعة ، ج ١ ص ٣٦٨). فقرة ١٦١ ـ ص ٨٤ ـ ان الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء جاء تفسير هذا الحديث في كتاب كمال الدين كذلك : ان الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ، فقد عاد الاسلام كما قال عليه‌السلام غريبا في هذا الزمان كما بدأ وسيقوى بظهور ولى الله (الصدوق : كمال الدين وتمام النعمة ص ١١٦ ؛ النجاشى ص ٣٢ سفينة بحار الانوار ، ج ١ ص ٦٤٤). فقرة ١٦١ ـ ص ٨٥ ـ البيهسية : البيهسيّة من فرق الخوارج ، اصحاب ابى بيهس بن عامر (هو ابن خالد ، كما جاء في الشهرستانى والمقريزى ، وابن عمران كما في شرح المواقف) قالوا : من واقع ذنبا لم نشهد عليه بالكفر حتى يرفع إلى الوالى ويحدو لا نسميه قبل الرفع إلى الوالى مؤمنا ولا كافرا ، وقال بعض البيهسية فاذا كفر الامام كفرت الرعية. وقال بعضهم : كل شراب حلال الاصل موضوع عمن سكر منه كل ما كان منه في السكر من ترك الصلاة ، والشّتم لله عزوجل ، وليس فيه حد ولا كفر ما دام في سكره. وقال لا يسلم احد حتى يقر بمعرفة الله و


[ 222 ]

معرفة رسله ومعرفة ما جاء به النبي ، وكان يقول ان الايمان هو العلم بالقلب دون القول والعمل ، اما مخالفوهم فهم كاعداء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تحل الاقامة معهم كما فعل المسلمون في اقامتهم. (راجع : الفرق بين الفرق ص ٦٤ ؛ الشهرستانى ص ٩٣ ؛ المعارف لابن قتيبة ص ٢٧٦ ؛ عمر ابو النصر : الخوارج في الاسلام ص ١٠٦ ؛ Les Confreries musulmanes ,P.٠٥. فقرة ١٦١ ـ ص ٨٥ ـ الازارقة : وهم اصحاب نافع بن الازرق ، وكان من اكبر فقهائهم ، وقد كفّر هو واصحابه على بن ابى طالب وجميع المسلمين ، قال نافع انه لا يحل لاصحابه المؤمنين ان يجيبوا احدا من غيرهم اذا دعاهم للصلاة ، ولا ان يأكلوا من ذبائحهم ولا ان يتزوجوا منهم ، وهم في نظره مثل كفار العرب وعبدة الاوثان ، وقال عن بلادهم «انها دار حرب ، وحلل قتالهم وقتال اطفالهم وو نسائهم وكان لا يجيز التقية في قول ولا في عمل ، وكان يستحل الغدر بمن خالفه ويكفّر القعدة ممّن كانوا على رأيه عن القتال مع قدرتهم عليه ، او عن الهجرة إليهم ، وهم يكفرون مرتكب الكبيرة ، واسقط نافع حدّ الرجم عن الزانى المحصن لانه لم يرد عليه نصّ في القرآن ، اسقط الحد كذلك عمّن قذف المحصن ، ولكنه اقامه على قذف المحصنات من النساء ، وحكم بقطع يد السارق في القليل والكثير. (راجع : الفرق بين الفرق للبغدادى ص ٦٢ ؛ الشهرستانى ص ٨٩ ؛ عمر ابو النصر : الخوارج في الاسلام ص ١٠٣) ؛ Les Confreries musulmanes, P. ٠٥. فقرة ١٦١ ـ ص ٨٦ ـ موسى بن جعفر الملقّب بالكاظم (١٢٨ ـ ١٨٣) وهو أبو الحسن موسى الكاظم عليه‌السلام سابع الائمّة الاثنى عشر عند الامامية ، كان من سادات بني هاشم ومن اعبد أهل زمانه ، واحد كبار العلماء الاجواد ، ولد في الأبواء (قرب المدينة) وسكن المدينة ، فاستقدمه المهدى إلى بغداد وحبسه ثمّ ردّه إلى المدينة ، وبلغ الرشيد ان الناس يبايعون للكاظم فيها فلمّا حج مرّ بها سنة ١٧٩ ه‍ فحمله معه


[ 223 ]

الى البصرة وحبسه عند واليها عيسى بن جعفر سنة واحدة ، ثمّ نقله إلى بغداد فتوفى فيها سجينا ، وقيل انّه توفّى مسموما ، وكان على زيّ الاعراب ، مائلا إلى السواد دفن في مقابر الشونيزية بالجانب الغربى من بغداد وقبره هناك مشهور يزار والآن مشهور بالكاظمين. وكان موكّلا به مدة حبسه السندى بن شاهك جدّ كشاجم الشاعر المشهور. (راجع : وفيات الاعيان ٢ : ١٣١ ، مقاتل الطالبيين ٣٣١ ، ميزان الاعتدال ٣ ، ٢٠٩ ، تاريخ بغداد ١٣ : ٢٨ ، الأئمّة الاثنى عشر ص ٨٩ ، تاريخ اليعقوبى ٣ : ١٤٥ ؛ الاعلام ٨ : ٢٧٠ ؛ تذكرة الخواص ص ٣٥٧ اصول الكافي طبع طهران ج ١ ص ٤٧٦). E I, ٣, ١٩٧, Freidlander P. ٩٣. Blochet, Le messianisme dans ١, hterodoxie musnlmane, paris, ٣٠٩١. فقرة ١٦٢ ص ٨٦ ـ محمد بن جعفر الصادق (المتوفى ٢٠٣ ه‍) محمّد بن جعفر ابن محمّد ، أبو جعفر من علماء الطالبيين وشجعانهم ، كانت اقامته بمكّة وكان يظهر الزهد. كان يلقب بالديباج او ديباجة لحسن وجهه ويلقب أيضا بالمأمون ، كان يصوم يوما ويفطر يوما ويرى رأى الزيدية في الخروج بالسيف. خرج على المأمون في سنة ١٩٩ بمكّة واتبعه الزيديّة الجاروديّة وبايعوه بالخلافة وإمارة المؤمنين سنة ٢٠٠ وبايعه أهل الحجاز. فخرج لقتاله اسحاق بن موسى العباسي الجلودى ، وانصرف محمّد إلى الجحفة على ثلاث مراحل من مكة في طريق المدينة ومنها إلى بلاد جهينة ، فجمع خلقا ، وهاجم المدينة ، فقتل كثيرا من اصحابه وفقئت عينه ، فقفل إلى مكة ، واستأمن الجلودى فأمنه ، فخلع نفسه وخطب معتذرا بانه ما رضى البيعة إلّا بعد أن قيل له ان المأمون توفى. وانفذه الجلودى إلى المأمون وكان بمرو ، فاكرمه واستبقاه معه إلى ان توفى بجرجان وقبره بها فصلّى المأمون عليه


[ 224 ]

راجع: الكامل لابن الاثير ٦ : ١٢١ ؛ مقاتل الطالبيين ٣٥٣ ؛ الطبرى ٣ : ٩٨٩ ؛ الأسترآبادي ص ٢٨٩ ؛ الوافى للصفدى ٢ : ٢٩١ ؛ الاعلام ٦ : ٢٩٥). فقرة ١٦٢ ـ ص ٨٧ ـ السميطية : جاء اسم رئيس هذه الفرقة في الفرق بين الفرق ص ٣٩ : يحيى بن شميط وفي الشهرستانى ص ١٢٦ «ابن أبى شميط» وفي المقريزى ٢ : ٣٥١ «يحيى بن شميط الاحمسى» وفي بحار الانوار ٩ : ١٣٧. السبطية لنسبتها إلى يحيى بن ابى السبط. ويذكر انه كان قائدا من قواد المختار بن ابى عبيد. وقال المامقانى في تنقيح المقال ٣ : ٣٠٨ «يحيى بن ابى السمط ضعيف إلى الغاية خبيث تنسب إليه السمطية». فقرة ١٦٣ ـ ص ٨٧ ـ عبد الله بن جعفر الافطح (المتوفى ١٤٨ ه‍) : وهو عبد الله بن جعفر بن محمّد المعروف بالافطح قال الشيخ المفيد انه كان اكبر اخوته بعد اسماعيل ولم يكن منزلته عند ابيه منزلة غيره من ولده في الاكرام وكان متهما بالخلاف على ابيه ويقال انه كان يخالط الحشوية ويميل إلى مذهب المرجئة ، وادّعى بعد ابيه الامامة واحتج بانّه اكبر اخوته الباقين فاتبعه جماعة ثم رجع اكثرهم إلى القول بامامة اخيه موسى عليه‌السلام. واقام نفر يسير منهم على إمامة عبد الله وهم الملقبة بالفطحية او الافطحية ، لانّ عبد الله كان افطح الرجلين ، وافطح القدم اى عريضها. او لانّ داعيهم إلى إمامة عبد الله المذكور رجل يقال له عبد الله بن افطح ، او عبد الله بن فطيح ، أو عبد الله بن فطح. ومات عبد الله بن جعفر بسبعين يوما بعد إمامته ولم يعقب وقبره في بلدة بسطام معروف بإزاء قبر عليّ بن عيسى بن آدم البسطامي. قال أبو القاسم البلخى الفطحية اعظم فرق الجعفريّة وأكثرهم جمعا. والفطحية يزعمون ان زرارة بن اعين على مقالتهم وانّه لم يرجع عنها. وروت الافطحية رواية عن الصادق عليه‌السلام انّه قال : الامامة في أكبر اولاد الامام والامام من يجلس مجلسى والامام لا يغسله ولا يصلى عليه ولا يأخذ خاتمه ولا يوارثه إلّا الامام» وهو الّذي جلس


[ 225 ]

مجلسه وتولّى ذلك كلّه ودفع الصادق وديعة إلى بعض اصحابه وامره ان يدفعها إلى من يطلبها منه وان يتخذه إماما وما طلبها منه احد إلّا عبد الله ، قال الشيخ المفيد في المجالس : ذلك انهم لم يدعوا نصا من ابى عبد الله على عبد الله الافطح وانّما عملوا على ما رووه من ان الامامة تكون في الاكبر وهذا حديث لم يرو قط إلّا مشروطا وهو انّه تدور انّ الامامة في الاكبر ما لم تكن به عاهة ، واهل الامامة القائلون بامامة موسى بن جعفر قالوا بانّ عبد الله كان به عاهة بالدّين لانه كان يذهب إلى مذاهب المرجئة الّذين يقفون في على وعثمان ، وانّ أبا عبد الله قال وقد خرج من عنده «عبد الله هذا مرجئ «كبير» وانّه دخل عليه عبد الله يوما وهو يحدّث اصحابه فلما رآه سكت حتى خرج فسئل عن ذلك ، فقال : او ما علمتم انّه من المرجئة هذا مع انه لم يكن له من العلم بما يتخصص به من العامة ولا روى شيئا من الحلال والحرام ،. وقد ادعى الامامة بعد ابيه ، فامتحن بمسائل صغار فلم يجب عنها ولا يأتى للجواب؟!. (راجع الشهرستانى ص ١٢٦ ؛ الاشعرى : المقالات ص ١٦٤ و ١٦٥ ؛ الكشى ص ١٢٦ ؛ المفيد : المجالس ٢ : ١٠٤ ، الحور العين ص ١٦٣ ؛ فرق الشيعة طبع النجف هامش ص ٧٧ ؛ المامقانى ٢ : ١٧٤ ، المقريزى ٢ : ٣٥١ ؛ بحار الانوار ٩ : ١٧٥). فقرة ١٦٨ ـ ص ٨٨ ـ هشام بن سالم الجواليقى الجعفى العلّاف مولى بشر بن مروان ابو محمّد ، او ابو الحكم. عدّه الشيخ الطوسى في رجاله تارة من اصحاب الصادق واخرى من اصحاب الكاظم. قال النجاشى : هشام بن سالم كان من سبى الجوزجان (وهى كورة واسعة بين مروروذ وبلخ) وهو ثقة له كتاب الحج وكتاب التفسير وكتاب المعراج. قال البغدادى هذا لجواليقى مع رفضه على مذهب الامامية مفرط في التجسيم والتشبيه لانه زعم ان معبوده على صورة الانسان ولكنه ليس بلحم ولا دم بل هو نور ساطع ، وزعم انّه ذو حواس خمس كحواس الإنسان وله يد ورجل ، وعين ، اذن وانف وفم وانه يسمع بغير ما يبصر به. وكذلك سائر حواسه متغايرة وان نصفه الاعلى مجوف ونصفه الاسفل مصمت. وحكى ابو عيسى الوراق : انه زعم انّ


[ 226 ]

لمعبوده وفرة سوداء وانّه نور اسود وباقيه نور ابيض. قال ابو الحسن الاشعرى في مقالاته : ان هشام بن سالم قال في إرادة الله تعالى بمثل قول هشام بن الحكم فيها وهى : ان ارادته حركة وهى معنى لا هي الله ولا غيره. وان الله تعالى اذا اراد شيئا تحرّك فكان كما اراد. قال : ووافقهما ابو مالك الحضرمى ، وعلى بن الهيثم وهما من شيوخ الروافض ان إرادة الله تعالى حركة غير انهما قالا ان إرادة الله تعالى غيره. وحكى أيضا عن الجواليقى انه قال في افعال العباد انها اجسام لانه لا شيء في العالم إلّا الاجسام ، واجاز أن يفعل العباد الاجسام وروى مثل هذا القول عن شيطان الطاق (مؤمن الطاق) أيضا وحكى عن الجواليقى وشيطان الطاق : ان الحركات هى افعال الخلق ، لانّ الله عزوجل امرهم بالفعل ولا يكون مفعولا إلّا ما كان طويلا عريضا عميقا وما كان غير طويل ولا عريض ولا عميق فليس بمفعول. قال الشهرستانى ان هشام قال : الاستطاعة بعض المستطيع وقد نقل عنه انه أجاز المعصية على الأنبياء مع قوله بعصمة الائمة ويفرق بينهما بان النبي يوحى إليه فينبه على وجه الخطاء فيتوب منه والامام لا يوحى إليه فيجب عصمته. قال ابن النديم : هشام بن سالم الجواليقى كان من متكلمى الشيعة وله مع ابى على الجبائى مجلس في الامامة وله من الكتب : كتاب الامامة ، كتاب نقض الامامة على ابى على ولم يتمه. وجاءت في الحور العين ان الجواليقية اتباع هشام بن سالم الجواليقى قالت : ان الامام بعد جعفر بن محمّد ابنه موسى بن جعفر وان جعفرا نصّ على إمامة موسى عند جمهور شيعته. ثم افترقت الجواليقية بعد حياة موسى بن جعفر الثانية فصاروا ثلاث فرق : فقالت فرقة انّ موسى بن جعفر قد مات وقطعوا على موته فسمّوا قطعية. وقالت فرقة : ان موسى بن جعفر حىّ لم يمت ولا يموت حتى يملأ الارض عدلا وهذه الفرقة تسمّى الواقفة وتسمّى أيضا ممطورة. وقالت فرقة لا ندري أمات موسى أم لم يمت إلّا انا مقيمون على إمامته حتى يصحّ لنا امره وامر هذا المنصوب «يعنون ولده» قال المامقانى في تنقيح المقال : اقول ما مرّ في الجواب عن الاخبار الواردة في ذم هشام بن الحكم من وجوه آتية هنا وسيّما الناسبة إلى هشام بن سالم ، عبد الملك


[ 227 ]

بن هشام الحنّاط ليس له ذكر في كتب الرجال وهو غير معلوم الحال فكيف يمكن جرح مثل هذا الرجل الجليل المقرّب عند الائمة. (راجع كتاب المقالات للاشعرى ص ٣٤ ؛ ابن النديم ص ٢٥٢ ؛ الفهرست للطوسى ص ١٧٤ ؛ رجال الطوسى ص ٣٢٩ وص ٣٦٣ ؛ الحور العين ص ١٦٥ ؛ الفرق بين الفرق ص ٤٢ ؛ الشهرستانى ١٤١ ؛ الكشى ص ١٨١ ؛ النجاشى ٣٠٥ ؛ المامقانى ٣ : ٣٠٢ ؛ ابن حزم ٤ ص ٩٣ ، ابن ابى الحديد ١ : ٢٩٤ ؛ بحار الانوار ٢ : ١٤٣). فقرة ١٦٨ ـ ص ٨٨ ـ عبد الله بن ابى يعفور : عبد الله بن ابى يعفور العبدى مولاهم كوفى ، وقد عده الشيخ الطوسى في رجاله من اصحاب الصادق ، كوفى مولى عبد القيس. قال النجاشى واسم ابى يعفور وفدا وقيل وفدان يكنى أبا محمّد ثقة جليل كريم على ابى عبد الله ومات في ايامه وقيل مات في ايام موسى الكاظم. (١٨٣ ـ ١٢٨ ه‍) كان قارئا يقرئ في مسجد الكوفة قال الصادق عليه‌السلام في حقه : ما وجدت احدا يقبل وصيتى ويطيع امرى إلّا عبد الله بن ابى يعفور. واظن ان فرقة اليعفورية التى ذكرها ابو الحسن الاشعرى في كتابه مقالات الاسلاميين منسوبة إلى عبد الله بن ابى يعفور (راجع الكشى ص ١٦٠ ؛ الأسترآبادي ص ١٩٨ ؛ التفرشى ص ١٩٣ ؛ المامقانى ج ٢ ص ١٦٥ ؛ ابو الحسن الاشعرى : مقالات الاسلاميين ص ٤٩). فقرة ١٦٨ ـ ص ٨٨ ـ عمر بن يزيد بياع السابرى : وهو عمر بن محمّد بن يزيد ابو الاسود بيّاع السابرى مولى ثقيف كوفى ثقة جليل احد من كان يفد في كل سنة روى عن ابى عبد الله الصادق وابى الحسن الكاظم عليهما‌السلام له كتاب في مناسك الحج وفرائضه وما هو مسنون من ذلك سمعه كله من ابى عبد الله عليه‌السلام. وقال الصادق عليه‌السلام له : يا ابن يزيد انت والله منا اهل البيت. (راجع النجاشى ص ٢٠١ ؛ الكشى ص ٢١٢ ؛ الأسترآبادي ص ٢٣٤ ؛ التفرشى ص ٢٥٥ ؛ المامقانى ٢ : ٣٤٩ ؛ الفهرست للطوسى ص ١١٣. فقرة ١٦٨ ـ ص ٨٨ ـ محمد بن نعمان ابو جعفر الاحول مؤمن الطاق : وهو محمّد بن النعمان البجلي الاحول ابو جعفر شاه الطاق ابن عم المنذر بن طريفة


[ 228 ]

عدّه الشيخ الطوسى في رجاله تارة بهذا العنوان من اصحاب الصادق عليه‌السلام ، وتارة بلقب مؤمن الطاق من اصحاب الكاظم عليه‌السلام. وهو الّذي ذكره الشيخ في الفهرست بقوله : «محمّد بن النعمان الاحول رحمه‌الله ، يلقب عندنا بمؤمن الطاق ويلقبه المخالفون بشيطان الطاق وكان ثقة متكلما حاذقا حاضر الجواب ، له كتب ، منها : كتاب الامامة ، وكتاب المعرفة ، كتاب الرد على المعتزلة في إمامة المفضول. وكتاب الجمل في امر طلحة والزبير وعائشة ، وكتاب اثبات الوصية ، وكتاب «افعل لا تفعل». ذكره النجاشى والكشى بهذا العنوان : محمّد بن على بن النعمان بن ابى طريفة البجلي الاحول ابو جعفر كوفى صيرفى يلقب مؤمن الطاق وصاحب الطاق ويلقبه المخالفون شيطان الطاق وعم ابيه المنذر بن ابى طريفة وكان دكانه في طاق المحامل بالكوفة ، له أيضا كتاب الاحتجاج في إمامة امير المؤمنين ، وكتاب كلامه على الخوارج ، وكتاب مجالسه مع ابى حنيفة والمرجئة ، وكانت له مع ابى حنيفة حكايات كثيره فمنها انه قال يوما يا أبا جعفر تقول بالرجعة فقال له نعم. فقال اقرضنى من كيسك هذا خمس مائة دينار فاذا عدت انا وانت رددتها أليك ، فقال له في الحال اريد ضمينا يضمن لى انك تعود انسانا ، فانى اخاف ان تعود قردا ، فلا اتمكن من استرجاع ما اخذت منى» قال الكشى في سبب تسميته بشيطان الطاق : وكان هو صيرفيا وذلك انهم شكوا في درهم فعرضوه عليه فقال لهم ستّوق فقالوا ما هو إلا شيطان الطاق (ستوق بضمّتين ، زيف بهرج ملبس بالفضة ، وفي الحديث قال وما الستوق؟ قال طبقتين طبقة من فضة وطبقة من نحاس). وجاء في القاموس في شرح لفظ الطاق : انّ الطاق حصن بطبرستان وبه سكن محمّد بن النعمان شيطان الطاق وإليه نسبت الطائفة الشيطانية من غلاة الشيعة. هذا القول خطأ لان اصحاب الرجال كالنجاشى والكشى وابن النديم كلهم قالوا ان دكانه كان في طاق المحامل بالكوفة ، اما في وجه تسميته بشيطان انه كان يخرج الزيف من بين النقد كما قال الكشى. الصحيح عند المامقانى : انما وجه تسميتهم اياه بذلك مباحثاته مع ابى حنيفة وغيره من علماء العامّة وافحاماته لهم التى ورثت


[ 229 ]

عداوة دعت إلى تبديل المؤمن بالشيطان ، اما اختلاف الرواية في اسمه ، انه قد ينسب مؤمن الطاق إلى جدّه فيقال : محمّد بن النعمان وبذلك عنونه الشيخ كما مضى» هذا ملخص ما رواه الشيعة اما العامة يسمّونه شيطان الطاق والفرقة منسوبة إليه «الشيطانية» قال الاشعرى : الشيطانية يزعمون انّ الله عالم في نفسه ليس بجاهل ولكنّه يعلم الاشياء اذا قدّرها وارادها ، فاما قبل ان يقدرها ويريدها فمحال ان يعلمها لانّه ليس بعالم ولكن الشيء لا يكون شيئا حتى يقدّره ويثبته بالتقدير ، والتقدير عندهم الإرادة. فاذا اراد الله الشى فقد علمه ، وإذا لم يرده فلم يعلمه ، ومعنى الإرادة عندهم انه تحرك حركة ، فاذا تحرّك تلك الحركة علم الشيء والالم يجز الوصف له بانّه عالم به ، وزعموا انه لم يوصف بالعلم بما لا يكون. وقال شيطان الطاق : ان الحركات هى افعال الخلق لانّ الله عزوجل امرهم بالفعل ولا يكون مفعولا إلّا ما كان طويلا عريضا عميقا. وزعموا انّ المعارف كلّها اضطرار وقد يجوزان يمنعها الله بعض الخلق ، فاذا منعها واعطاها بعضهم كلّفهم الاقرار مع منعه اياهم المعرفة. قال الشهرستانى : قال مؤمن الطاق ان الله نور على صورة الانسان ويأبى ان يكون جسما لكنه قال قد ورد في الخبر ان الله خلق آدم على صورته. وقد صنّف ابن النعمان كتبا منها «افعل ، لا تفعل» ويذكر فيها ان كبار الفرق أربعة : القدرية ، والخوارج ، والعامة ، والشيعة ، ثم عين الشيعة بالنجاة في الآخرة من هذه الفرق. (راجع أبا الحسن الاشعرى : المقالات : ٣٧ ، ٤٢ ، ٥١ ؛ الفهرست لابن النديم ص ٢٥٠ ، تكملته ص ٨ ؛ النجاشى ص ٢٢٨ ؛ الكشى ص ١٣٢ ؛ الفهرست الطوسى ص ١٣١ ؛ رجال الطوسى ص ٣٠٢ وص ٣٥٩ ؛ التفرشى ص ٣٢٤ ؛ الشهرستانى ص ١٤٢ ؛ الفرق بين الفرق ص ٥٣ ؛ مجالس المؤمنين ص ١٤٧ ؛ ابن حزم ج ٤ ص ٩٣ ؛ الانتصار ص ٢٣٧ ؛ المامقانى ج ٣ ص ١٦٠). فقرة ١٦٨ ـ ص ٨٨ ـ عبيد بن زرارة بن اعين الشيبانى الكوفى ـ عدّه الشيخ الطوسى في رجاله من اصحاب الصادق ، وقال في الفهرست له كتاب. وجعله المفيد


[ 230 ]

رسالة في الرد على اصحاب العدد ، من الاعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا قال النجاشى : عبيد بن زرارة روى عن ابى عبد الله عليه‌السلام ثقة عين لا لبس فيه (راجع الفهرست للطوسى ص ١٠٧ ؛ الأسترآبادي ص ٢١٦ ؛ المامقانى ص ٢ : ٢٣٥ ؛ ابن النديم : الفهرست ص ٢٥٠). فقرة ١٦٨ ـ ص ٨٨ ـ جميل بن دراج : وهو جميل بن دراج ـ ابي الصبيح بن عبد الله ابو على النخعى الكوفى ، قال الشيخ الطوسى في الفهرست جميل بن دراج له اصل وهو ثقة وقد عده في رجاله تارة من اصحاب الصادق واخرى من اصحاب الكاظم. قال النجاشى وهو عمى في آخر عمره ومات في ايام الرضا قال الكشى : هو ممن اجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه فيما يقول والاقرار له بالفقه قال المامقانى : نقل ثقة عن خبير ثقة ان قبر جميل بن دراج في الطارمية على الدجلة فيما يحاذى ما يسمّى الآن سميكة وانّ هناك قبرا وقواما ويسمّى قبر الشيخ جميل بن كاظم وهو قبر جميل بن دراج (الفهرست للطوسى ص ٤٤ ؛ رجال الطوسى ص ١٦٣ و ٣٤٦ النجاشى ص ٩٢ ؛ الكشى ص ١٦٣ ؛ الأسترآبادي ص ٨٧ ؛ المامقانى ١ : ٢٣٢). فقرة ١٦٨ ـ ص ٨٨ ـ ابان بن تغلب (المتوفى ١٤١) : ابان بن تغلب بن رياح ابو سعيد البكرى الجريرى مولى جرير بن عبّاد بن صبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكاشة بن صعب بن بكر بن وائل كان ثقة وكان له قدر ومنزلة عند الشيعة قال له الباقر عليه‌السلام : «اجلس في مسجد المدينة وافت الناس فانى احب ان يرى في شيعتى مثلك» وقال الصادق عليه‌السلام لما اتاه نعيه «أم والله لقد اوجع قلبى موت ابان» وكان قارئا من وجوه القرّاء فقيها لغويا صنّف كتبا وقد جاء اسماؤها فى الفهرست لابن النديم وللطوسى وفي كتاب النجاشى. مات في حياة ابى عبد الله الصادق عليه‌السلام سنة احدى واربعين ومائة ولهذا لم يدرك زمان موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام وأظنّ ان أبا خلف الاشعرى صاحب كتابنا هذا والنوبختى كلاهما أخطأ فى قولهما انّه كان ممن ادرك موسى وثبتوا على إمامته. وقد عده الذهبى في ميزان الاعتدال من غلاة الشيعة (راجع : الفهرست للطوسى ص ١٧ ؛ رجال الطوسى ص ١٠٦ وص ١٥١


[ 231 ]

طبقات ابن سعد ٦ : ٢٥٠ ؛ ميزان الاعتدال ج ١ ص ٤ ؛ الأسترآبادي ص ١٥ ؛ مجالس المؤمنين ص ١٣٥ ؛ التفرشى ص ٤ ؛ الفهرست لابن النديم ص ٣٠٨ ؛ النجاشى ص ٧ ؛ الكشى ص ٢١٢ ؛ المامقانى ج ١ ص ٣). فقرة ١٦٨ ـ ص ٨٨ ـ هشام بن الحكم (المتوفى نحو ١٩٠ ه‍) : هشام بن الحكم ابو محمّد مولى كندة وكان ينزل بنى شيبان بالكوفة انتقل إلى بغداد سنة تسع وتسعين ومائة ويقال انه في هذه السنة مات. لقى أبا عبد الله جعفر بن محمّد وابنه أبا الحسن عليهما‌السلام وله عنهما روايات كثيرة وكان ممن فتق الكلام في الامامة وهذّب المذهب بالنظر وكان حاذقا بصناعة الكلام حاضر الجواب ، سئل يوما عن معاوية : اشهد بدرا؟ فقال نعم ، من ذاك الجانب! كان شيخ الامامية في وقته ، ولد بالكوفة ونشأ بواسط. وسكن بغداد. وانقطع إلى يحيى بن خالد البرمكي فكان القيم بمجالس كلامه ونظره ولما حدثت نكبة البرامكة استتر. وتوفى على اثرها بالكوفة. ويقال : عاش إلى خلافة المأمون. وله كتب منها : الامامة ، والقدر ، والشيخ والغلام ، والدلالات على حدوث الاشياء ، والرّد على المعتزلة في طلحة والزبير ، والرد على الزنادقة ، والرد على هشام بن سالم الجواليقى ، والرد على شيطان الطاق. هذا الرجل ممن اتفق الامامية على وثاقته وجلالته ورفعة منزلته عند الائمة ، لكن طعن فيه العامة وورد في الاخبار ذم له من جهة القول بالتجسيم وفرقة الهشامية منسوبة إليه. قال البغدادى : زعم هشام بن الحكم ان معبوده جسم ذو حد ونهاية وان طوله مثل عرضه وعرضه مثل عمقه ، وزعم انه نور ساطع يتلألأ كالسبيكة الصافية من الفضة وكاللؤلؤة المستديرة من جميع جوانبها وزعم انه ذو لون وطعم ورائحة ثم قال : قد كان الله ولا مكان ، ثم خلق المكان بان تحرك فحدث مكانه بحركته فصار فيه ومكانه هو العرش. وحكى بعضهم عنه انه قال في معبوده انه سبعة اشبار بشبر نفسه. وحكى ابن الراوندى عن هشام انه قال : بين الله وبين الاجسام المحسوسة تشابه من بعض الوجوه


[ 232 ]

لو لا ذلك ما دلت عليه. وذكر الجاحظ عن هشام انه قال : ان الله عزوجل انّما يعلم ما تحت الثرى بالشعاع المتصل منه والذاهب في عمق الارض. وقالوا لو لا مماسة شعاعه لما وراء الاجسام السائرة لما رأى ما وراءها ولا علمها. وزعم هشام ان الله علم الاشياء بعد ان لم يكن عالما بها بعلم وان العلم صفة له ليست هى هو ولا غيره ولا بعضه. فقال أيضا في قدرة الله وسمعه وبصره وحياته وارادته انّها لا قديمة ولا محدثة لان الصفة لا توصف. وكان هشام يقول في القرآن : انه لا خالق ولا مخلوق ولا يقال انه غير مخلوق لانه صفة والصفة لا توصف عنده ـ وكان هشام يجيز على الأنبياء العصيان مع قوله بعصمة الائمة من الذنوب. وقال بنفى نهاية اجزاء الجسم وعنه اخذ النظام ابطال الجزء الّذي لا يتجزأ. وقال بتداخل الاجسام. وقال الانسان شيئان : بدن وروح والبدن موات والروح حساسة مدركة فاعلة وهى نور من الانوار. قال ابن النديم في الفهرست : هشام بن الحكم ممن دعا له الصادق عليه‌السلام فقال : اقول لك ما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك ـ قال الشيخ المفيد : كان هشام بن الحكم مقيما بالكوفة وبلع من مرتبته وعلوه عند ابى عبد الله جعفر بن محمّد عليه‌السلام انّه دخل عليه بمنى وهو غلام اوّل ما اختطّ عارضاه وفي مجلسه شيوخ الشيعة كحمران بن اعين وقيس الماصر ويونس بن يعقوب وغيرهم فرفعه على جماعتهم ، فلما رأى ابو عبد الله ان ذلك الفعل كبر على اصحابه ، قال : هذا ناصرنا قلبه ولسانه ويده وقد سأله عن اسماء الله تعالى واشتقاقها فاجابه ، ثم قال له افهمت يا هشام فهما تدفع به اعدائنا الملحدين مع الله تعالى. قال هشام نعم. قال ابو عبد الله نفعك الله به وثبتك. قال هشام فو الله ما قهرنى احد في التوحيد حتى قمت مقامى هذا. (راجع الشهرستانى ١٤١ ؛ الانتصار لابن الخياط ص ٦ ؛ ٤٠ ؛ ٢٤٧ ؛ الفهرست لابن النديم ص ٢٤٩ والتكملة ص ٧ ؛ مجالس الشيخ المفيد ج ١ ص ٣٠ ؛ مقالات الاسلاميين للاشعرى ص ٣٣ ؛ ٤٤ ؛ الفرق بين الفرق ص ٤١ ؛ المامقانى ج ٣ ص ٢٤٩ ؛ بحار الانوار ج ٢ ص ١٤٣ ؛ النجاشى ص ٣٠٤ ؛ الفهرست


[ 233 ]

للطوسى ص ١٧٤ ؛ التفرشى ص ٣٦٨ ؛ الأسترآبادي ص ٣٥٩ ؛ سفينة البحار ج ٢ ص ٧١٩ ؛ الكشى ص ١٦٥ ؛ لسان الميزان ج ٦ ص ١٩٤). E. I, ٢, ٨٣٣) art. Hisham b. al, Hakam ( فقرة ١٦٨ ـ ص ٨٩ ـ عبد الله بن بكير بن اعين : عبد الله بن بكير بن اعين بن سنسن ابو على الشيبانى الكوفى عده الشيخ الطوسى في رجاله من اصحاب الصادق ، وقال في الفهرست عبد الله بن بكير فطحى المذهب إلّا انه ثقة. قال الكشى : قال محمّد بن مسعود ، عبد الله بن بكير وجماعة من الفطحية هم فقهاء اصحابنا منهم ابن بكير وابن فضال وغيرهما. وقال في موضع آخر عبد الله بن بكير ممن اجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه واقرّوا لهم بالفقه. وقال العلامة في الخلاصة وانا اعتمد على روايته وان كان مذهبه فاسدا (راجع الفهرست للطوسى ص ١٠٦ ؛ الكشى ص ٢٢١ ؛ الذهبى : ميزان الاعتدال ٢ : ٢٦ ؛ الأسترآبادي ص ٢٠٠ ؛ التفرشى ص ١٩٥ ؛ المامقانى ج ٢ ص ١٧ ، رجال الطوسى ص ٢٢٤). فقرة ١٦٨ ـ ص ٨٩ ـ عمار بن موسى الساباطى : عمّار بن موسى ابو اليقظان قيل ابو الفضل الساباطى. وقد عدّه الشيخ تارة من اصحاب الصادق بقوله عمار بن ابى اليقظان الساباطى واخوه صبّاح ، واخرى من اصحاب الكاظم بقوله عمار بن موسى الساباطى كوفى سكن المدائن روى عن ابى عبد الله وقال في الفهرست عمار بن موسى الساباطى كان فطحيا له كتاب كبير جيد معتمد. قال النجاشى عمار بن موسى الساباطى ابو الفضل مولى واخواه قيس وصبّاح رووا عن ابى عبد الله وابى الحسن عليهما‌السلام وكانوا ثقات في الرواية. قال الكشى هو كان من اصحاب الرضا كان فطحيا قال الشيخ الطوسى في باب بيع الواحد بالاثنين من التهذيب حكاية عن عمّار الساباطى وقد ضعفه جماعة من اهل النقل وذكروا ان ما ينفرد بنقله لا يعمل به لانه كان فطحيا غير انّا لا نطعن عليه ، وقال في الاستبصار في آخر باب السهو في صلاة المغرب ان عمّار الساباطى ضعيف فاسد المذهب لا يعمل على ما يختص بروايته والفرقة العمارية منسوبة إليه : قال البغدادى العمّارية منسوبون إلى زعيم منهم يسمّى عمارا وهم يسوقون الامامة


[ 234 ]

إلى جعفر الصادق ، ثم زعموا ان الامام بعده ولده عبد الله وكان اكبر اولاده وكان افطح الرجلين ـ ولهذا قيل لاتباعه الافطحية. وقد سمى المقريزى العماريّة من شيعة بنى العباس الّذين ذكرهم ابن حزم في كتابه وقال : وقالت فرقة من شيعة بنى العباس بنبوة عمّار الملقب بخدّاش فطفر به اسد بن عبد الله اخو خالد بن عبد الله القسرى فقتله. (راجع : الفهرست للطوسى ص ١١٧ ؛ الكشى ص ٢٥٦ ؛ النجاشى ص ٢٠٦ ؛ الأسترآبادي ص ٢٤٢ ؛ الاشعرى : مقالات الاسلاميين ص ٢٨ ؛ البغدادى : الفرق بين الفرق ص ٣٩ ، المقريزى ج ٢ : ٣٥١ ؛ ابن حزم ج ٤ ص ١٤٢ ؛ رجال الطوسى ص ٢٥٠ ؛ المامقانى ج ٢ ص ٣١٨ ؛ التفرشى ص ٢٤٧). فقرة ١٦٩ ـ ص ٨٩ ـ السندى بن شاهك : كان السندى بن شاهك صاحب الحرس لهارون جاء اسمه في تاريخ الطبرى السندى بن شاهك مولى المنصور. قال المامقانى : سندى بن شاهك لعنه الله قد وقع في طريق الشيخ الصدوق في باب النوادر الواقع بعد باب التعزية من الفقيه ، وهو ملعون سمّ الكاظم عليه‌السلام على ما ذكره الصدوق في عيون اخبار الرضا وغيره. (راجع : اللباب في تهذيب الانساب ج ١ ص ٥٧١ ؛ مقاتل الطالبيين ٣٣٤ ـ ٣٣٥ ؛ الفخرى ص ١٤٥ ؛ فهرست الطبرى طبع اروبا ص ٢٥٦ ؛ المامقانى ج ٢ ص ٧١ ؛ فقرة ١٦٩ ـ ص ٨٩ ـ يحيى بن خالد البرمكي (١٢٠ ـ ١٩٠ ه‍) : يحيى بن خالد بن برمك ، ابو الفضل ، سيد بنى برمك. وهو مؤدّب الرشيد العباسى ومعلّمه ومربيه. رضع الرشيد من زوجة يحيى مع ابنها الفضل ، فكان يدعوه : يا ابى!. ولما ولى هارون الخلافة دفع خاتمه إلى يحيى وقلده امره ، واشتهر يحيى بجوده وحسن سياسته. واستمرّ إلى ان نكب الرشيد البرامكة فقبض عليه وسجنه في «الرقة» إلى ان مات. (راجع : وفيات الاعيان ٢ : ٢٤٣ ؛ تاريخ بغداد ١٤ : ١٢٨ ؛ الاعلام ٩ : ١٧٥) ؛ E. I, ٤, ٤١٢١) art par zetteresteen


[ 235 ]

فقرة ١٦٩ ـ ص ٨٩ ـ سمه فى رطب وعنب : روى الكشى بطريق ضعيف عن الرضا عليه‌السلام ان يحيى بن خالد سمّ الكاظم عليه‌السلام في ثلاثين رطبة. وروى الصدوق في العيون ، قال : لما كان في السنة التى بطش هارون بآل برمك بدأ بجعفر بن يحيى وحبس يحيى بن خالد ونزل بالبرامكة ما نزل ، كان ابو الحسن واقفا بغرفة يدعو ثم طأطأ رأسه فسئل عن ذلك فقال : كنت ادعوا الله عزوجل على البرامكة بما فعلوا بابى فاستجاب الله لى اليوم فيهم فلمّا انصرف لم يلبث يسيرا حتى بطش بجعفر ويحيى وتغيرت احوالهم (راجع : التفرشى : نقد الرجال ص ٣٧٢ ؛ المامقانى ج ٣ ص ٣١٤). فقرة ١٦٩ ـ ص ٨٩ ـ على بن موسى الرضا : (١٥٣ ـ ٢٠٣ ه‍) على بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ابو الحسن ، عليه‌السلام ، الملقب بالرضا : ثامن الائمة الاثنى عشر عند الامامية ومن اجلاء السادة اهل البيت وفضلائهم. ولد في المدينة وكان اسود اللّون ، أمّه حبشيّة. واحبّه المأمون العباسى ، فعهد إليه بالخلافة من بعده ولقبه الرضا من آل محمّد ، وزوّجه ابنته أمّ حبيب وضرب اسمه على الدينار والدرهم ، وغيّر من اجله الزّى العباسى الّذي هو السواد فجعله اخضر ، وكان هذا شعار اهل البيت عليهم‌السلام ، فاضطرب العراق ، وثار اهل بغداد فخلعوا المأمون ، وهو في طوس وبايعوا لعمّه ابراهيم ابن المهدى ، فقصدهم المأمون بجيشه ، فاختبأ ابراهيم ثم استسلم وعفا عنه المأمون. ومات على الرضا في حياة المأمون بطوس ، فدفنه إلى جانب ابيه الرشيد. وكان سبب موته انّه اكل عنبا كثيرا. وقيل : بل كان مسموما فاعتلّ منه فمات. قال السبط ابن الجوزى وزعم قوم ان المأمون سمّه وليس بصحيح فانه لما مات على توجع له المأمون واظهر الحزن عليه وبقى اياما لا يأكل طعاما ولا يشرب شرابا وهجر اللّذات منه ومات (راجع : اليعقوبى ، التاريخ ٣ : ١٨٠ ؛ اصول الكافي طبع طهران ج ١ ص ٤٨٦ ؛ المسعودى ، مروج الذهب ٤ : ٢٨ ؛ الطبرى ١٠ : ٢٥١ ؛ ابن خلكان ١ : ٣٢١ ؛ الصدوق : عيون اخبار الرضا ؛ الائمة الاثنا عشر ص ٩٧ ؛ تذكرة الخواص ، ص ٣٦٠


[ 236 ]

الاعلام ج ٥ ص ١٧٨ ؛ E.I ,١ ,٨٩٢) art ,par Huart ( فقرة ١٦٩ ـ ص ٨٩ ـ القطعية : القطيعية في كتاب الفرق بين الفرق طبع بدر ص ٤٧ ؛ وفي الشهرستانى ١٢٧ والمقريزى ٢ : ٣٥١ «القطعية» سموا بذلك لانّهم قطعوا بموت موسى. ولقد قرأهاFriedlander ـ قطيعية» في JAOS مجلد ٢٩ ص ٥٠. وانّما سموا قطيعية لانهم قطعوا على موت موسى بن جعفر بن محمّد وهم جمهور الشيعة وقالوا ان جعفر بن محمّد نصّ على إمامة ابنه موسى بن جعفر وهو نصّ على إمامة ابنه على بن موسى وهو نصّ على إمامة ابنه محمّد بن على وهو نصّ على إمامة ابنه على بن محمّد وهو نصّ على إمامة ابنه الحسن بن على وهو نص على إمامة ابنه محمّد بن الحسن وهو الغائب المنتظر (راجع أيضا : الفرق بين الفرق طبع زاهد الكوثرى ص ٤٠ مختصره ص ٦٠ ؛ الاشعرى ص ١٧). فقرة ١٧٤ ـ ص ٩٠ ـ رقم ٥ في الهامش : الواقفة : قال الكشى في رجاله : «كان بدء الواقفة انّه كان اجتمع ثلثون الف دينار عند الإشاعة لزكاة مالهم وما كان يجب عليهم فيها ، فحملوه إلى وكيلين لموسى عليه‌السلام بالكوفة احدهما حيان السراج والآخر كان معه ، وكان موسى عليه‌السلام في الحبس ، فاتّخذا بذلك دورا وعقدا العقود واشتريا الغلات ، فلمّا مات موسى فانتهى الخبر إليهما انكرا موته واذاعا في الشيعة انه لا يموت لانه هو القائم. فاعتمدت عليه طائفة من الشيعة وانتشر قولهما في الناس حتى كان عند موتهما اوصياء بدفع ذلك المال إلى ورثة موسى عليه‌السلام فاستبان للشيعة انهما قالا ذلك حرصا على المال». قال المفيد : اعتلت الواقفة فيما ذهبوا إليه باحاديث رووها عن ابي عبد الله عليه‌السلام منها : انّهم حكوا عنه انّه لما ولد موسى بن جعفر عليه‌السلام دخل ابو عبد الله عليه‌السلام على حميدة البربرية أم موسى فقال لها يا حميدة بخّ بخّ حلّ الملك في بيتك ، وقالوا أيضا ، وقد سئل عن اسم القائم فقال اسمه اسم حديدة الحلاق. قال المامقانى في مقياس الهداية : ويقال للواقفة أيضا الموسوية ولهم ثلاث فرق : فمنهم من يشكّون في حياته


[ 237 ]

ومماته ويسمّون بالممطورة ، ومنهم من يجزمون بموته ويسمّون بالقطعية ، ومنهم من يقولون بحياته ويسمّون بالواقفية. وفي العيون والعلل وكتاب الغيبة عن يونس بن عبد الرحمن ، قال : مات ابو الحسن وليس من نوابه إلّا وعنده المال الكثير وكان سبب وقوفهم وجحودهم لموته وكان عند زياد القندى سبعون الف دينار وعند على بن ابى حمزة ثلثون الفا ، قال ولمّا رأيت ذلك وتبيّن لي الحق وعرفت من امر ابى الحسن الرضا ما عرفت تكلمت ودعوت الناس إليه ، فبعثا إليّ وقالا ما يدعوك إلى هذا ان كنت تريد المال فنحن نعينك وضمنا لى عشرة آلاف وقالا لي كف فابيت وقلت لهم ، انّا روينا عن الصادقين عليهم‌السلام انّهم قالوا : اذا ظهرت البدع فعلى العالم ان يظهر علمه فان لم يفعل سلب نور الايمان وما كنت لادع الجهاد في امر على كل حال فناصبانى واظهرانى العداوة. وربّما يطلق الواقفى على من وقف على غير الكاظم عليه‌السلام ، كمن وقف على امير المؤمنين او وقف على الصادق والحسن العسكرى. (راجع : الكشى ص ٢٨٦ ؛ مجالس المفيد ج ٢ ص ١٠٦ ؛ مقياس الهداية ص ٨٢ ؛ الاشعرى ص ٢٧ ؛ الفرق بين الفرق ص ٤٠ ؛ الشهرستانى ص ١٢٧) ؛ Fried lander\’P.٠٤ \’ ٠٥. فقرة ١٧٨ ـ ص ٩١ ـ محمد بن عيسى بن عبيد : هو محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين مولى بنى اسد بن خزيمة ، ابو جعفر العبيدى اليقطينى الاسدى الخزيمى البغدادى اليونسى : قد عدّه الشيخ الطوسى في رجاله تارة من اصحاب الرضا بقوله محمّد بن عيسى بن عبيد البغدادى ، واخرى من اصحاب الهادى وثالثة من اصحاب العسكرى بقوله محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطينى البغدادى وقيل وجه النسبة إلى يونس باعتبار كثرة روايته عن يونس بن عبد الرحمن ، ولكن يظهر من قول الشيخ الطوسى في باب اصحاب الهادى عليه‌السلام ان يونس احد اجداده أيضا وهو والد يقطين واليونسى نسبة إليه. وذكره أيضا في الفهرست وقال : محمّد بن عبيد اليقطينى ، ضعيف استثناه ابو جعفر محمّد بن على بن بابويه عن رجال نوادر الحكمة وقال لا اروى


[ 238 ]

ما يختص برواياته ، وقيل انه كان يذهب مذهب الغلاة ، له كتاب الوصايا ، كتاب تفسير القرآن ، كتاب التجمل والمروة ، كتاب الامل والرجاء. قال النجاشى انه ثقة عين كثير الرواية حسن التصانيف روى عن ابى جعفر الثانى عليه‌السلام مكاتبة ومشافهة (راجع : رجال الطوسى ص ٣٩٣ ؛ الفهرست للطوسى ص ١٤٠ ؛ النجاشى ص ٢٣٥ المامقانى ج ٣ ص ١٦٧ التفرشى ص ٣٢٧). فقرة ١٧٨ ـ ص ٩١ ـ عثمان بن عيسى الكلابى : وهو عثمان بن عيسى ابو عمرو الرّواسي العامرى الكلابى : كان شيخ الواقفة واحد الوكلاء المستمدّين بمال موسى بن جعفر عليه‌السلام ، روى عن الكاظم. قال الكشى كان وكيل موسى وفي يده مال الرضا عليه‌السلام فمنعه فسخط عليه الرضا ثم تاب وبعث إليه بالمال وكان شيخا عمّر ستين سنة. وكان يروى عن أبى حمزة الثمالى وكان رأى في المنام انّه يموت بالحائر فترك منزله بالكوفة واقام بالحائر وابناه معه حتى مات ودفن. ثم قال الكشى وكان هو بمصر وكان عنده مال كثير وستّ جوارى فبعث إليه ابو الحسن فيهن وفي المال فكتب الرضا إليه انّ ابى قد مات وقد اقتسمنا ميراثه وقد صحّت الاخبار بموته فكتب عثمان إليه ان لم يكن ابوك مات فليس لك من ذلك شيء وان كان قد مات على ما يحكى فلم يأمرنى بدفع شيء أليك وقد اعتقت الجوارى. (راجع : رجال الطوسى ص ٣٥٥ ؛ التفرشى ص ٢١٩ ؛ المامقانى ج ٢ ص ٢٤٧). فقرة ١٧٨ ـ ص ٩٢ ـ المفوضة ، او المفوضية : زعموا ان الله تعالى خلق محمّدا ثم فوّض إليه خلق العالم وتدبيره فهو الّذي خلق العالم دون الله تعالى ، ثم فوّض محمّد تدبير العالم إلى علي بن ابي طالب فهو المدبّر الثانى. قال فخر الدين الرازى : وهم يزعمون ان البارى تعالى خلق روح على وارواح اولاده وفوّض العالم إليهم فخلقوا هم الارضين والسموات. قالوا : ومن هاهنا قلنا في الركوع سبحان ربي العظيم وفي السجود سبحان ربّى الاعلى ، لانّ الا له هو على واولاده ، واما لا له الاعظم فهو الّذي فوّض إليهم العالم (راجع الفرق بين الفرق ص ١٥٣ ؛ اعتقادات فخر الدين الرازى ص ٥٩ ؛ تبصرة العوام ص ١٧٦)ـ


[ 239 ]

تلبيس ابليس ٢٤. ١٠٣ ؛ الفرق المفترقة بين اهل الزيغ والزندقة ، لابى محمّد عثمان العراقى الحنفي طبع تركيا ص ٤٣ ؛ المقريزى ٢ : ٣٥١ ؛ السمعاني : ٥٣٨. فقرة ١٧٨ ـ ص ٩٢ ـ الممطورة : اسم آخر للواقفة لأنّهم وقفوا على موسى بن جعفر ولم يجاوزوه إلى غيره ، وبعض مخالفى هذه الفرقة يدعوهم الممطورة وذلك انّ رجلا منهم ناظر يونس بن عبد الرّحمن ويونس كان من القطعية الّذين قطعوا على موت موسى بن جعفر فقال له يونس أنتم اهون على عيني من الكلاب الممطورة فلزمهم هذا النبز ، (راجع الأشعري : المقالات ص ٢٨ ، الفرق ص ٤٠ ، الشهرستاني ص ١٢٧. Friedlander, P. ٠٤ فقرة ١٧٨ ـ ص ٩٢ ـ على بن اسماعيل : عليّ بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم بن يحيى التمّار أبو الحسن الميثمي كان من أصحاب الرّضا صلى‌الله‌عليه‌وآله. وكان مولى بني أسد كوفي سكن البصرة وكان من وجوه المتكلّمين من الشيعة كلّم أبا الهذيل والنظام له مجالس وكتب منها : كتاب الإمامة ، كتاب الطلاق ، كتاب النكاح ، كتاب مجالس هشام بن الحكم ، كتاب المتعة ، وصنف كتابا في الامامة سمّاه الكامل وله كتاب الاستحقاق. وكان جدّه ميثم التمّار من أجلة أصحاب أمير المؤمنين علي عليه‌السلام. (راجع الفهرست لابن النديم ص ٢٤٩ ، الفهرست للطوسي ص ٨٧ ، النجاشي ص ١٧٦ ، المقريزي ج ٢ ص ٣٥١ ، ابن الخياط ص ١١٧ ، الأسترآبادي ص ٢٢٦ ، المامقاني ج ٢ ص ٢٧٠). فقرة ١٧٩ ص ٩٣ ـ عيسى بن جعفر بن أبى جعفر : وهو عيسى بن جعفر بن أبي جعفر المنصور العبّاسي المتوفّى نحر ١٨٥ للهجرة من أمراء بني العباس ، وهو اخو زبيدة ، وابن عم هارون الرشيد. بعثه الرشيد عاملا على عمان في ستة آلاف مقاتل فلم يكد يستقر فيها حتّى سير إليه إمام الازد «الوارث الخروصى» جيشا قاتله ، فانهزم عيسى فاسر وسجن في صحار ، ثمّ تسور عليه بعضهم السجن فقتلوه فيه. (راجع الاعلام للزركلي ج ٥ ص ٢٨٥)


[ 240 ]

فقرة ١٧٩ ـ ص ٩٣ ـ إسحاق بن جعفر بن محمد عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق عليه‌السلام ، وقال الشيخ المفيد في الارشاد كان إسحاق بن جعفر من أهل الفضل والصلاح والورع والاجتهاد وروى عنه الناس الحديث والآثار ، يقول بامامة أخيه موسى عليه‌السلام وروى عن أبيه النصّ بالإمامة على أخيه موسى (راجع الأسترآبادي ص ٥٢ ، التفرشي ص ٣٩ ، المامقاني ج ١ ص ١١٣). فقرة ١٨٠ ـ ص ٩٣ ـ محمد بن على ١٩٥ ـ ٢٢٠ وهو محمّد بن علي الرضا بن موسى الكاظم ، أبو جعفر ، الملقّب بالجواد : تاسع الأئمّة الاثني عشر عند الامامية كان رفيع القدر كاسلافه عليهم‌السلام ، ذكيّا طلق اللّسان ، قوى البديهة ، ولد في المدينة وانتقل مع أبيه إلى بغداد وتوفّى والده فكفله المأمون العبّاسي وربّاه وزوّجه ابنته «أمّ الفضل» وقدم المدينة ثمّ عاد إلى بغداد وافدا على المعتصم ، ومعه امرأته أمّ الفضل بنت المأمون ، فتوفّى بها وحملت امرأته إلى قصر عمّها المعتصم فجعلت مع الخدم وكانت ولادته يوم الثلاثاء خامس رمضان ، وقيل في منتصفه سنة خمس وتسعين ومائة. وتوفّى سنة عشرين ومأتين وقيل سنة تسع عشرة ومائتين ببغداد وصلى عليه الواثق بن المعتصم ودفن عند جده موسى الكاظم في مقابر قريش. (راجع الأئمّة الاثنا عشر ص ١٠٣ ، تذكرة الخواص ص ٣٦٨ ، مرآة الجنان ٢ : ٨٠ ، تاريخ بغداد ٣ : ٥٤ ، ابن خلّكان ١ : ٤٥٠ ، اصول الكافي ج ١ ص ٤٩٢. E I. ٣. ٥١٧.) art storthman (. Blochet, P. ٨١ ـ ٠٢. فقرة ١٨١ ـ ص ٩٣ ـ احمد بن موسى : أحمد بن موسى بن جعفر بن محمّد كان سيّدا كريما ورعا من أحبّ ابناء موسى الكاظم وأوثقهم بعد الرضا عليه‌السلام. قال الشيخ في الارشاد كان أبو الحسن موسى عليه‌السلام يحبّه ويقدمه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة ويقال انّ أحمد بن موسى اعتق الف مملوك وفي بعض كتب الرجال انّه المدفون بشيراز المسمّى بسيّد السادات يعنى به الّذي اشتهر في هذه الازمان (بشاه چراغ) وبه صرّح السيّد نعمة الله الجزائري في الانوار النعمانيّة وحمد الله المستوفي صاحب كتاب نزهة القلوب. وقيل لما خرج مع بعض اقربائه من المدينة قاصدا أخاه الرضا عليه‌السلام في


[ 241 ]

خراسان ووصل إلى شيراز سمع فيها بوفاة أخيه فمنعه من السير إليها حاكم شيراز فحدثت بينه وبين الحاكم واقعة عظيمة قتل فيها أوّلا أقرباؤه ثمّ قتل هو من بعدهم. وجاء في شد الازار لمعين الدين أبى القاسم الجنيد الشيرازي قال : قدم أحمد بن موسى شيراز فتوفّى بها في أيّام المأمون بعد وفاة أخيه على الرّضا بطوس وقيل استشهد أحمد ولم يوقف على قبره حتّى ظهر في عهد الأمير مقرب الدين مسعود بن بدر (أحد وزيرى أتابك أبى بكر بن سعد زنگى) فبني عليه بناء ، وقيل وجد في قبره كما هو صحيحا طريّ اللّون لم يتغير وعليه فاضة سابغة وفي يده خاتم نقش عليه «العزّة لله أحمد بن موسى» فعرفوه به ثمّ بني عليه الاتابك أبو بكر بناء ارفع منه ، ثمّ إنّ الخاتون تاشي أمّ الشاه الشيخ أبو إسحاق اينجو ، بنت عليه قبّة رفيعة وبنت بجنبها مدرسة عالية وجعلت مرقدها بجواره في سنة خمس وسبعمائة وفرقة الاحمدية منسوبة إليه وقالوا انّ موسى بن جعفر نصّ على إمامة ابنه أحمد بن موسى ، وقالت فرقة اخرى انّ الرّضا عليه‌السلام كان وصّى إليه ونصّ بالإمامة عليه واعتلوا بصغر سنّ أبي جعفر وقالوا ليس يجوز أن يكون الإمام صبيّا لم يبلغ الحلم روى المامقاني ان أحمد بن موسى خرج مع أبي السرايا. (راجع روضات الجنّات للخوانساري ص ١٢ ، شدّ الازار في حطّ الاوزار عن زوّار المزار طبع طهران ١٣٢٨ ص ٢٨٩ ، الاشعرى ص ٣٠ ، بحار الانوار ج ٩ ص ١٧٥ الخوارزمي ، مفاتيح العلوم ص ٢٢ ، الأسترآبادي ص ٤٨ ، التفرشي ص ٣٥ ، المامقاني ج ١ ص ٩٧. فقرة ١٨٥ ـ ص ٩٤ ـ طوس : بالضم كانت مدينة بينها وبين نيسابور عشرة فراسخ وكانت تشتمل على بلدتين يقال لاحدهما الطابران والاخرى نوقان ولهما أكثر من الف قرية ، بها قبر الرشيد وعليّ بن موسى الرضا. والآن في مكانها بلد كبير يقال لها مشهد الرضا عليه‌السلام. وهي عاصمة خراسان. (راجع معجم البلدان لياقوت ، ودائرة المعارف الاسلامية


[ 242 ]

فقرة ١٨٥ ـ ص ٩٤ ـ حميد بن قحطبة (المتوفى ١٥٩ ه‍) وهو حميد بن قحطبة ابن شبيب الطائي ، أمير من القادة الشجعان. ولي أمرة مصر سنة ١٤٣ ه‍ ، ثمّ أمرة الجزيرة. ووجه لغزو ارمينية سنة ١٤٨ ه‍ ، ولغزو كابل سنة ١٥٢ ه‍ ، ثمّ جعل أميرا على خراسان فاقام إلى ان مات فيها. (راجع : ابن الاثير : الكامل ـ حوادث سنة ١٤٢ ـ ١٥٩ ، الطبرى (الفهرست) ص ١٥٤ ، الاعلام ج ٢ ص ٣١٨). فقرة ١٨٥ ـ ص ٩٥ ـ رجاء بن أبى الضحاك الجرجرائي (المتوفى ٢٢٦ ه‍) هو من عمال الدولة العباسية ، ولى ديوان الخراج في أيّام المأمون ، ثمّ ولى خراج دمشق في أيّام المعتصم ، فخراج جند دمشق والاردن في أيّام الواثق. وقتله في دمشق عليّ بن اسحاق عامل الواثق وفي اللباب لابن الاثير «الجرجرائي» نسبة إلى جرجرايا بلدة فريبة من دجلة ، بين بغداد وواسط (راجع تهذيب ابن عساكر ٥ : ٣١٦ ، اللباب ١ : ٢٢٠ ، الطبري ٣ : ٩٩٣ ، ١٣١٣). فقرة ١٨٦ ـ ص ٩٦ ـ يحيى بن زكريا ـ من أنبياء بني إسرائيل ومن ذريّة إبراهيم ، دعا أبوه زكريا ربّه قال : رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انّك سميع الدعاء. فاستجاب الله له وبشرته الملائكة بيحيى وقد نما يحبي وترعرع وكان خليفة لابيه وقال الله تعالى : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ ، وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا). قيل ان يحيى قال له اترابه من الصبيان يا يحيى اذهب بنا نلعب فقال لهم ما للعب خلقت ، وقال آخرون انّه بنى صغير فكان يعظ الناس. ولد يحيى قبل المسيح بستة اشهر واعتمد المسيح من يحيى بن زكريّا وهو آمن بالمسيح وسبب قتله ان عيسى بن مريم قد حرم نكاح بنت الاخ وكان لهيرودوس وهو الحاكم الرومي على بني إسرائيل بنت اخ أراد أن يتزوّجها حسبما هو جائز في دين اليهود فنهاه يحيى عن ذلك فطلبت أم البنت من هرودوس أن يقتل يحيى فلم يجبها إلى ذلك وسألته البنت أيضا وألحتا عليه فأجابهما إلى ذلك وامر بيحيى فذبح لديهما وكان قتل يحيى قبل رفع المسيح بمدة يسيرة وتسمّى يحيى عند النصارى يوحنا المعمدان لكونه عمد المسيح حسبما ذكر (راجع:ـ


[ 243 ]

قصص الأنبياء للثعلبي ص ٢٢١ ، تاريخ أبي الفداء ص ٣٥). فقرة ١٨٦ ـ ص ٩٦ ـ شاهد يوسف : واختلفوا في هذا الشاهد من هو؟ قال سعيد بن جبير والضحاك كان صبيا في المهد انطقه الله تعالى ، قال عكرمة وقتادة ما كان صبيا ولكن كان رجلا حكيما وله رأي وكان من خاصة الملك ، قال السدى هو ابن عم راعيل كان جالسا مع زوجها على الباب فحكم بما أخبر الله تعالى عنه ان كان قميصه قدمن قبل فصدقت وهو من الكاذبين ، وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين ، فلمّا رأى قميصه قد من دبر عرفت خيانة امرأته وبراءة يوسف عليه‌السلام فقال انّه من كيدهن ان كيدهن عظيم. (راجع قصص الأنبياء للثعلبي ص ٧٥). فقرة ١٨٩ ـ ص ٩٧ ـ النكت فى القلب والنقر في الآذان : في الحديث إذا أراد الله بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نور. اما النكت فى القلوب فالهام ، وأمّا النقر في الآذان أو في الاسماع فامر الملك وفي حديث أبي اسامة : ارعوا قلوبكم بذكر الله ، واحذروا النكت فانه يأتى على القلب تارات أو ساعات لا إيمان فيه ولا كفر شبه الخرقة البالية والعظم النخر ، يا أبا اسامة أليس ربّما تفقدت قلبك فلا تذكر به خيرا ولا شرّا ولا تدرى اين هو؟ قال بلى! انّه ليصيبنى وأراه يصيب الناس ، قال اجل! ليس يعرى منه ، قال : فإذا كان ذلك فاذكر الله تعالى واحذر النكت» كان المراد أن يقع في القلب شيء غير مرض لله تعالى (راجع ، الطريحى : مجمع البحرين مادة نكت). فقرة ١٨٩ ـ ص ٩٧ ـ الملك المحدث ـ وفي الحديث ان أوصياء محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله محدّثون أي تحدّثهم الملائكة وفيهم جبرئيل من غير معاينة. وجاء في الكافي انّه ذكر المحدّث عند أبي عبد الله عليه‌السلام فقال : انّه يسمع الصوت ولا يرى الشخص فقيل له كيف يعلم انّه كلام الملك؟ قال : انّه يعطى السكينة والوقار حتّى يعلم أنّه كلام ملك. (راجع مجمع البحرين مادة : حدث ، الاصول من الكافي طبع طهران ج ١ ص ٢٧١)ـ


[ 244 ]

فقرة ١٨٩ ـ ص ٩٧ ـ رفع المنار والعمود : والمنار بفتح الميم علم الطريق والمنار الموضع المرتفع الّذي يوقد في أعلاه النار وفي حديث وصف الائمّة : جعلتهم اعلاما لعبادك ومنارا في بلادك أي هداة يهتدى بهم ومثله في وصف الامام يرفع له في كلّ بلدة منار ينظر منه إلى اعمال العباد. وفي حديث يونس عليه‌السلام قد ذكر العمود فقال لى : يا يونس ما تراه أتراه عمودا من حديد قلت لا أدرى ، قال لكنه ملك موكّل بكلّ بلدة يرفع الله به اعمال تلك البلدة (راجع : مجمع البحرين مادة نور). فقرة ١٨٩ ـ ص ٩٧ ـ عرض الاعمال جاء في اصول الكافي : باب عرض الاعمال على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والائمة عليهم‌السلام روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : تعرض على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اعمال العباد كلّ صباح ابرارها وفجّارها ما حذروها وهو قول الله تعالى : (اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ). وروى عن الرضا عليه‌السلام قال : انّ اعمالكم لتعرض عليّ في كلّ يوم وليلة. (راجع اصول الكافي طبع طهران ص ٢١٩). فقرة ١٩٣ ـ ص ٩٩ ـ المعتصم (١٧٩ ـ ٢٢٧) محمّد بن هارون الرشيد من اعاظم خلفاء بنى العباس ، بويع بالخلافة سنة ٢١٨ ه‍ يوم وفاة اخيه المأمون ، وكان بطرسوس. وكان قوّى الساعد يكسر زند الرجل بين اصبعيه ، ولا تعمل في جسمه الاسنان. وكره التعليم في صغره ، وهو فاتح عمورية من بلاد الروم الشرقية وهو بانى مدينة سامراء سنة ٢٢٢ ه‍. وهو اوّل من اضاف إلى اسمه اسم الله تعالى من الخلفاء. والعجيب انّ اباه الرشيد كان اخرجه من الخلافة وولى الامين والمأمون والمؤتمن ، فساق الله الخلافة إلى المعتصم. وكان وفاته بسامرّاء (راجع ابن الاثير ٦ : ١٤٨ ـ ١٧٩ ؛ واليعقوبى ٣ : ١٩٧ ؛ تاريخ بغداد ٣ : ٣٤٢ ؛ الاعلام ٧ : ٣٥١). فقرة ١٩٤ ـ ص ٩٩ ـ على بن محمد (٢١٤ ـ ٢٥٤) على الملقب بالهادى ابن محمّد الجواد ابن على الرضا عليهم‌السلام عاشر الائمة الاثنى عشر عند الامامية ، واحد الاتقياء الصلحاء. ولد بالمدينة كان قد سعى به عند المتوكل فاستقدمه إلى بغداد وانزله في سامرّاء وكانت تسمى مدينة العسكر لان المعتصم لما بناها انتقل إليها بعسكره نسب


[ 245 ]

ابو الحسن إليها «العسكرى» ثم اتصل بالمتوكل انّه يطلب الخلافة وان في منزله كتبا من شيعته تدل على ذلك فوجّه إليه من جاء به فلم ير ما يسوؤه فسأله ان كان عليه دين ، فقال : أربعة آلاف دينار ، فوفاها عنه ورده إلى منزله مكرما ، وتوفى بسامراء ودفن في داره. (راجع : ابن خلكان ١ : ٣٢٢ ؛ اليعقوبى ٣ : ٢٢٥ ؛ تاريخ بغداد ١٢ : ٥٦ الائمة الاثنا عشر ص ١٠٧ ؛ الاصول من الكافى ج ١ ص ٤٩٧ ؛ تذكرة الخواص ص ٣٧٣) ؛ E. I, ١, ٦٩٤, Blochet; P. ٠٢. فقرة ١٩٤ ـ ص ٩٩ ـ سر من رأى : قال صاحب مراصد الاطلاع انه كان اسمها قديما ساء من رأى فلمّا بناها المعتصم سمّاها سرّ من رأى وهى مدينة سامراء بين بغداد وتكريت وهى على دجلة من شرقيها تحت تكريت وحين انتقل المعتضد عنها وسكن بغداد خربت والآن بقى منها موضع كان يسمّى بالعسكر ، كان على بن محمّد بن على بن موسى بن جعفر وابنه الحسن بن على وهما العسكريان يسكنان به نسبا إليه وبه دفنا وعليهما مشهد يزار وفي هذا المشهد سرداب فيه سرب تقول الشيعة الامامية انه كان للحسن بن على ابن اسمه محمّد صغير غاب في ذلك السرب وهم إلى الآن ينتظرونه وهو الحجة القائم عليه‌السلام (راجع مراصد الاطلاع ، E. I, ٤, ٦٣١) art. par Gibb. ( فقرة ١٩٤ ـ ص ٩٩ ـ المتوكل العباسى (٢٠٦ ـ ٢٤٧ ه‍) جعفر (المتوكل على الله) بن محمّد (المعتصم بالله) بن هارون الرشيد ، ابو الفضل : الخليفة العباسى. ولد ببغداد وبويع بعد وفاة اخيه الواثق في ٢٣٢ ه‍ ، كان محبا للعمران ومن آثاره «المتوكلية» ببغداد نقل مقرّ الخلافة من بغداد إلى دمشق ، فاقام بهذه شهرين ، فلم يطب له مناخها ، فعاد واقام في سامراء ، إلى ان اغتيل فيها ليلا باغراء ابنه المنتصر ولبعض الشعراء هجاء في المتوكل لهدمه قبر الحسين بن على عليه‌السلام سنة ٢٣٦ ه‍ وكان شديد البغض لعلى بن ابى طالب ولاهل بيته عليهم‌السلام. (راجع : تاريخ بغداد ٧ : ١٦٥


[ 246 ]

اليعقوبى ٣ : ٢٠٨ ؛ ابن الاثير ٧ : ١١ ، ٢٩ ؛ الاعلام ٢ : ١٢٢) ؛ E.I.٣.٩٣٨) art.par Zetteresteen) فقرة ١٩٤ ـ ص ٩٩ ـ يحيى بن هرثمة بن اعين : كان من قواد المعتصم والمتوكل ، روى في مدينة المعاجز عن ثاقب المناقب وخرايج الرّاوندى عن يحيى بن هرثمة قال : دعانى المتوكل فقال لى : اختر ثلاثمائة رجل ممن تريد واخرجوا إلى الكوفة فخلّفوا اثقالكم فيها واخرجوا على طريق البادية إلى المدينة واحضروا على بن محمّد بن الرّضا عليهم‌السلام إلى عندى معظما مكرما ففعلت وعن كشف الغمّة انّ يحيى بن هرثمة على مذهب الحشوية فلمّا رأى معجزتين من الهادى عليه‌السلام تشيع ولزم خدمة الامام عليه‌السلام. (راجع الطبرى طبع اروبا ج ٣ ص ١٢٦١ ، ١٥٦٠ ؛ المامقانى ج ٣ ص ٣٢٢). فقرة ١٩٤ ـ ص ٩٩ ـ موسى بن محمد : موسى المبرقع بن محمّد (الجواد) بن على الرضا بن موسى الكاظم ، ابو جعفر الحسينى : من رجال الشيعة يقال لولده «الرضويون». كان في الكوفة ، وهاجر إلى قم سنة ٢٥٦ وتوفى بها. وقيل انّه اختص بمنادمة المتوكل العباسى وكان يلبس السواد. (راجع عمدة الطالب في انساب آل ابى طالب ص ١٩٠ ؛ الأسترآبادي ٣٤٩ ؛ المامقانى ج ٣ ص ٢٥٩). فقرة ١٩٥ ـ ص ١٠٠ ـ محمد بن نصير النميرى : عدّه الشيخ الطوسى في رجاله من اصحاب الجواد عليه‌السلام وقد روى في كتاب الغيبة انه كان من اصحاب ابى محمّد الحسن بن على فلما توفى ابو محمّد ادّعى مقام ابى جعفر محمّد بن عثمان وانه صاحب امام الزمان وادعى البابية ولعنه ابو جعفر محمّد بن عثمان وتبرّأ منه. قال العلامة في القسم الثانى من الخلاصة كان محمّد بن نصير من افاضل اهل البصرة علما وكان ضعيفا والنصيرية إليه ينسبون. وروى في الاحتجاج ان محمّد بن نصير كان يدّعى انه رسول نبى ارسله على بن محمّد ويقول بالربوبية ويقول بالإباحة للمحارم قال الكشى : قالت فرقة بنبوة محمّد بن نصير النميرى وذلك انه ادّعى انه نبى ورسول وانّ على بن محمّد العسكرى ارسله وكان يقول بالتناسخ ويغلو في ابى الحسن وبتحليل نكاح الرجال


[ 247 ]

بعضهم بعضا في ادبارهم ويقول انّه من الفاعل والمفعول به احدى الشهوات والطيّبات وكان محمّد بن موسى بن الحسن بن فرات يقوى اسبابه ويعضده ، وذكر انه رأى بعض الناس محمّد بن نصير عيانا وغلام له على ظهره وانه عاتبه على ذلك فقال له انّ هذا من اللّذات وهو من التواضع لله وترك التجبّر وروى الشيخ الطوسى عن سعد بن عبد الله صاحب كتابنا هذا لما اعتل محمّد بن نصير العلة التى مات فيها قيل له وهو ثقيل اللسان لمن هذا الامر بعدك فقال بلسان ضعيف ملجلج احمد فلم يدر من هو فافترقوا بعده ثلاث فرق الخ. والنصيرية منسوبون إليه وهم يزعمون ان الله تعالى كان يحلّ في على في بعض الاوقات وفي اليوم الّذي قلع على باب خيبر كان الله تعالى قد حلّ فيه. وقال ابن تيمية : ومن شرع النصيرية : اشهد ان لا إله الا حيدر الانزع البطين ، اشهد ان لا إله الا سلمان ذو القوة المتين ويقولون ان شهر رمضان اسماء ثلاثين رجلا. قال الشهرستانى : قالت النصيرية : ظهور الروحانى بالجسد الجسمانى امر لا ينكره عاقل ، اما في جانب الخير كظهور جبريل ببعض الاشخاص والتصوّر بصورة الانسان حتى يعمل الشر بصورته وظهور الجن بصورة البشر حتى يتكلّم بلسانه ، فلذلك ان الله تعالى ظهر بصورة اشخاص ولم يكن بعد رسول الله شخص افضل من على وبعده اولاده المخصوصون وهم خير البرية ، فظهر الحق بصورتهم ونطق بلسانهم واخذ بايديهم ، فعن هذا اطلقنا اسم الالهية عليهم. وانّ عليا جزء إلهى وقوة ربّانية وكان هو موجودا قبل خلق السموات والارض. قال ابن حزم الاندلسى : وطائفة من الشيعة تدعى النصيرية غلبوا في وقتنا هذا على جند الاردن بالشام وعلى مدينة طبرية خاصة ومن قولهم لعن فاطمة بنت رسول الله ولعن الحسن والحسين والقطع بانها وابنيها شياطين تصوّروا في صورة الانسان وقولهم في عبد الرحمن بن ملجم لعنة الله عليه قاتل على عليه‌السلام رضى الله عن ابن ملجم ، فيقول هؤلاء ان عبد الرحمن بن ملجم المرادى افضل اهل الارض واكرمهم في الآخرة لانّه خلّص روح اللّاهوت ممّا كان يثبت فيه من ظلمة الجسد وكدره. (راجع الاشعرى ص ١٥ ؛ الفرق بين الفرق


[ 248 ]

ص ١٥٣ ؛ الكشى ص ٣٢٣ ؛ الأسترآبادي ص ٣٢٧ ؛ كتاب الغيبة للشيخ الطوسى ص ٢٥٩ ـ ٢٦٠) ؛ المامقانى ج ٣ ص ١٩٥ ؛ الاعتقادات لفخر الدين الرازى ص ٦١ ؛ ابن حزم ج ٤ ص ١٤٣ ؛ الشهرستانى ص ١٤٢ ؛ منهاج السنة ج ١ ص ٢٤٠ ؛ ابن ابى الحديد ج ٢ ص ٣٠٩ ـ ٣١٠ رجال العلامة ص ١٢٤). فقره ١٩٥ ـ ص ١٠٠ ـ محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات : عدّه الشيخ الطوسى في رجاله محمّد بن موسى الشريعى من اصحاب العسكرى وقال غال والشريعى منسوب إلى الحسن الشريعى المدّعى للسّفارة كذبا. ومات محمّد بن موسى في سنة ٢٥٤ ه‍ (راجع رجال الطوسى ص ٤٣٦ ؛ المامقاني ج ٣ ص ١٩٣). فقرة ١٩٧ ـ ص ١٠١ ـ احمد بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات : رجل سيئ الحال عند الشيعة الامامية وهو من بنى فزات وبنو فرات كلهم شيعة على بن ابى طالب وهم منسوبون إلى الفرات وهو النهر المعروف وهو اخو ابى الحسن على بن محمّد بن موسى بن الحسن بن الفرات وزير المقتدر بالله العباسى وكان يقارب البرامكة في الجود حتى قال الشاعر : آل فرات وآل برمك مالكم قلّ المعين لكم وقلّ الناصر كان الزمان يحبكم فبدا له ان الزمان هو المحبّ الغادر وكان ابو العباس احمد بن محمّد بن موسى اكتب اهل زمانه واضبطهم للعلوم والآداب مات في ٢٧٠ ومات ابوه محمّد بن موسى الفرات في ٢٥٤ ه‍. (راجع اللباب لابن الاثير ج ٢ ص ١٩٩ والكنى والالقاب للشيخ عباس القمى ج ١ ص ٣٦٤ ؛ انظر أيضا ، Massignon. Les Origines Shiite de la famille vizirale des Banu. l Furat. dans : Me langes Gaudefroy ـ Demombynes. فقرة ١٩٩ ـ ص ١٠١ ـ محمد بن على : هو أبو جعفر محمّد بن الإمام عليّ


[ 249 ]

الهادي عليهما‌السلام ـ أحد رجالات أهل البيت المقدرين عند ائمّة الهدى ـ توفّى في حياة أبيه بمحل قبره الآن معروف بسيّد محمّد بمقربة من «بلد» على مرحلة من سامراء يزار. وفي بحر الانساب الفارسي انّه كان لمحمّد هذا تسعة من البنين هاجر أربعة منهم من سامراء إلى خوى وسلماس في آذربيجان فقتلوا هنالك وهم اسحاق ومحمود وجعفر واسكندر وخمسة منهم رحلوا إلى بلدة لار فقتلوا بها ، وقال ضامن بن شدقم الحسيني المدني النسابة في تحفة الازهار : انّ محمّدا هذا خلف عليا وخلف على محمّدا وخلف محمّد حسينا وخلف حسين محمّدا وخلف محمّد عليّا وخلف على شمس الدين محمّدا الشهير بميرسلطان البخارى ويقال لولده البخاريون. فقرة ٢٠٠ ـ ص ١٠١ ـ الحسن بن على (٢٣٢ ـ ٢٦٠) الحسن بن عليّ الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ بن موسى الحسينى الهاشميّ ، الخالص ، أبو محمّد ، الإمام الحادي عشر عند الإماميّة ولد في المدينة وأمّه أمّ ولد اسمها سوسن وقيل حديث ، وانتقل مع أبيه (الهادى) إلى سامرّاء (في العراق) وكان اسمها «مدينة العسكر» ويعرف بالعسكرى ، وأبوه أيضا يعرف بهذه النسبة. وبويع بالإمامة بعد وفاة أبيه ، وكان على سنن سلفه الصالح تقىّ ونسكا وعبادة ، وتوفى بسامرّاء. وهو والد المهدى المنتظر صاحب السرداب. ولمّا ذاع خبر وفاة الحسن ارتجت سرّ من رأى وقامت صيحة واحدة وعطلت الاسواق وغلّقت الدكّاكين وركب بنو هاشم والقوّاد والكتاب وسائر الناس إلى جنازته ودفن في البيت الّذي دفن به أبوه. (راجع : ابن خلّكان ١ : ١٣٥ ، سفينة البحار ١ : ٢٥٩ ، الأئمّة الاثنا عشر ص ١١٣ ، تذكرة الخواص ص ٣٧٦ ، الاصول من الكافي ج ١ ص ٥٠٣. EI. ١, ٦٩٤) art ـ Askari (, Blochet P. ٠٢.) فقرة ٢٠٠ ـ ص ١٠١ ـ جعفر ابن على : هذا هو الملقّب عند الشيعة بالكذاب لا دعائه الامامة بعد أخيه الحسن ويكنى أبا عبد الله ويلقب كرين لانه اولد مائة وعشرين ولدا اعقب من جماعة انتشر منهم اعقاب ستة اسماعيل وطاهر ويحيى وهارون وعلى وادريس ، ويقال لولده الرضويون نسبة إلى جدّه الرّضا وكانت وفاته سنة


[ 250 ]

٢٧١ وله خمس وأربعون سنة وقبره في دار أبيه بسامرّاء. (راجع فرق الشيعة طبع النجف هامش صفحة ٩٥ ؛ الاصول من الكافي ص ٥٠٤ ، الغيبة للطوسى ص ١٤٣ ، سفينة البحار ج ١ ص ١٦٣ ؛ عمدة الطالب في أنساب آل أبى طالب ص ١٨٩ ؛ كمال الدين للصدوق ص ٢٦١). فقرة ٢٠١ ـ ص ١٠٢ ـ ابو عيسى بن المتوكل : كان اخا المعتمد بالله الخليفة العباسى. (راجع تاريخ الطبرى طبع اروبا ج ٣ ص ١٨٧٣). فقرة ٢٠٢ ـ ص ١٠٥ ـ صالح بن وصيف : كان من اكبر قوّاد الاتراك في زمن المستعين والمعتزّ والمهتدى العبّاسيّين قال الشيخ المفيد في ارشاده : دخل العبّاسيون على صالح بن وصيف عند ما حبس أبو محمّد الحسن العسكرى عليه‌السلام فقالوا له ضيّق عليه وو لا توسّع ، فقال لهم صالح ما اصنع به وقد وكّلت به رجلين شرّ من قدرت عليه فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم ، ثمّ امر باحضار الموكلين فقال ويحكما ما شأنكما في امر هذا الرجل ، فقالا ما تقول في رجل يصوم النهار ويقوم اللّيل كلّه لا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة فاذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا مالا تملكه من أنفسنا ، فلما سمع ذلك العبّاسيون انصرفوا خائبين وكانت وفاة صالح بن وصيف في سنة ٢٨٣ ه‍. (راجع المامقاني : تنقيح المقال ، ج ٢ ص ٩٤ ، الأسترآبادي ص ١٨١ ؛ تاريخ الطبري (الفهرست ص ٢٨٣). فقرة ٢٠٢ ـ ص ١٠٦ ـ محمد بن عيسى بن عبد الله الاشعرى : وهو محمّد بن عيسى بن عبد الله بن سعد الاشعرى أبو على ، عنونه النجاشي في رجاله كذلك وقال هو شيخ القمّيين ووجه الاشاعرة ، متقدّم عند السلطان ودخل على الرضا وسمع منه وروى عن أبي جعفر الثاني له كتاب الخطب كان ممدوحا ثقة. (راجع : المامقاني ج ٣ ص ١٦٧). فقرة ٢٠٩ ـ ص ١١٠ ـ (الحاشية) على بن الطاحى الخزاز : الطاحى بفتح الطاء وسكون الألف وفي آخره حاء مهملة ، هذه النسبة إلى الطاحية بن سود بن


[ 251 ]

الحجر بطن من الازد. وبالبصرة محلة تعرف بطاحية نزلها هذا البطن وينسب إليها أيضا جماعة. وفي بعض النسخ ذكر هذا الاسم «الطاجنى» بالجيم نسبة إلى بيع الطاجن وهو ما يقلى عليه أو فيه وبعضهم سمّاه عليّ بن طاجن اما الخزاز قال الشيخ الطوسى في الفهرست : «الخزاز الرازي متكلّم جليل ، له كتاب في الكلام وله انس بالفقه ، وكان مقيما بالرى وبهامات». (راجع : السمعاني ، الفهرست للطوسى ص ١٠٠). فقرة ٢٠٩ ـ ص ١١٠ ـ (الحاشية) الفارس بن حاتم بن ماهويه القزويني : قد اطبقت علماء الرجال والاخبار على ذمّه وتكفيره ولعنه. قال الكشي في رواية انّ عليّ بن محمّد العسكرى لعنه. وقال في رواية اخرى انّ أبا الحسن العسكرى عليه‌السلام أمر جنيدا بقتله ، فقتله وضمن لمن قتله الجنّة. وانّه كان غاليا مبدعا. قال النجاشى : فارس بن حاتم نزل العسكر. له كتاب الرّد على الواقفة وكتاب الحروب وكتاب التفصيل وكتاب عدد الائمّة من حساب الجمل وكتاب الردّ على الإسماعيلية ، قال العلامة في الخلاصة انّه كان من أصحاب الرضا قلّ ما روى الحديث قال سعد بن عبد الله أبي خلف الاشعرى : حدثني جماعة من أصحابنا من العراقيّين وغيرهم بهذا الحديث ثمّ سمعته انا بعد ذلك من جنيد قال : ارسل إلى أبو الحسن العسكري عليه‌السلام ، يأمرني بقتل فارس القزويني فناولني دراهم من عنده وقال اشتر بهذه سلاحا فاشتريت سيفا فقال ردّ هذا فاخذت مكانه ساطورا فقال هذا نعم ، فجئت إلى فارس وقد خرج من المسجد بين الصلاتين المغرب والعشاء فضربته على رأسه فصرعته وثنيت عليه فسقط ميتا ورميت الساطور بين يدى واجتمعت الناس واخذت إذا لم يوجد هنا احد غيرى فلم يروا معى سلاحا ولا سكينا وطلبوا الزقاق والدّور فلم يجدوا شيئا ولم يروا أثر الساطور بعد ذلك. (راجع : الكشى ص ٣٢٤ ـ ٣٢٧ ؛ النجاشى ص ٢١٩ ، الأسترآبادي ص ٢٥٧ الغيبة للطوسى ص ٢٢٨ ، رجال الطوسى ص ٤٢٠ ، المامقاني ج ٢ الرقم ٩٣٩٣


[ 252 ]

فقرة ٢١٢ ـ ص ١١٢ ـ أمّ سلمة (٢٨ ق ه ـ ٦٢ ه‍) وهى هند بنت سهيل المعروف بابي اميّة (ويقال اسمه حذيفة ، ويعرف بزاد الراكب) ابن المغيرة ، القرشية المخزوميّة ، أم سلمه : من زوجات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تزوّجها في السنة الرابعة للهجرة ، وكانت من اكمل النساء عقلا وخلقا وهي قديمة الاسلام ، هاجرت مع زوجها الاول «أبى سلمة بن عبد الاسد بن المغيرة» إلى الحبشة ، وولدت له ابنه «سلمة» ثمّ هاجرا إلى المدينة فولدت له أيضا بنين وابناء ومات أبو سلمة ، فخطبها ابو بكر ، فلم تزوجه وخطبها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عمرت طويلا وبلغ ما روته من الحديث ٣٨٧ حديثا وكانت وفاتها بالمدينة ومن فضائلها ايداع رسول الله عندها الكتاب الّذي كتبه فقد روى ان الائمة عندهم الصحيفة التى فيها اسماء اهل الجنّة واهل النار ، ومنها ايداع امير ـ المؤمنين عندها الكتب : فلما صار على عليه‌السلام إلى العراق استودع الكتب أمّ سلمة فلمّا مضى كانت عند الحسن فلمّا مضى الحسن كانت عند الحسين ، وان الحسين اودع عندها لدى المضى إلى العراق كتب علم امير المؤمنين ، وذخائر النبوة وخصائص الامامة فلما قتل ورجع على بن الحسين عليه‌السلام دفعتها إليه. (راجع الاصابة : كتاب النساء ، الترجمة ١٣٠٩ ؛ مرآة الجنان ١ ؛ ١٣٧ ؛ المامقانى ج ٣ فصل الكنى ص ٧٢ ؛ الاعلام ٩ : ١٠٤). تمت الحواشى والتعليقات بتحقيق الدكتور محمد جواد مشكور


[ 253 ]

فهارس الكتاب


[ 255 ]

فهرس الآيات القرآنية, الآية الصفحة الآية الصفحة: وآتيناه الحكم صبيا ٩٦ وربّك يخلق ما يشاء ويختار ١٠٤ اذا الشمس كوّرت ٣١ فرهان مقبوضة ٥٨ اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ٤٧ ، ٨٥ سبّح اسم ربك الاعلى ٧٧ امّا السفينة فكانت لمساكين ٥٤ في اىّ صورة ما شاء ركّبك ٤٥ فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه ٤٦ قاتلوا الّذين يلونكم من الكفار ٨٦ وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم ١١ فقاتلوا التى تبغى حتى تفيء إلى امر الله ١١، ١٢ وان يروا كسفا من السماء ٤٧ وقالت اليهود والنصارى ٦٠ وان من امة إلّا خلا فيها نذير ٤٥ قل هو الله احد ٥٧ انّ اكرمكم عند الله اتقاكم ٩ قل كونوا حجارة او حديدا ٥٩ فان آنستم منهم رشدا ٥٨ كل شيء هالك إلّا وجهه ٣٣ فان تسخروا منا فانّا نسخر منكم ٥٤ كلّا بل لا تكرمون اليتيم ٤٦ انّى عبد الله آتانى الكتاب ٩٦ فكلا منها رغدا ٨٤ انفسنا وانفسكم ١٦، ١٥٧ ولا تقربا هذه الشجرة ٨٤ بل هم في لبس من خلق جديد ٦٤ لا يدخلون الجنّة حتى يلج الجمل ٤٩ وتأكلون التراث اكلا لمّا ٤٦ ولا تقف ما ليس لك به علم ١٠٤ والتين والزيتون ٣٠ ولا تؤتوا السّفهاء اموالكم ٥٨ ثم ارسلنا رسلنا تترى ٥١ لا تذر على الارض من الكافرين ٨٦ حرّمت عليكم الميتة والدم ٤١


[ 256 ]

الآية الصفحة الآية الصفحة: ليس على الّذين آمنوا وعملوا الصالحات ٤١ فمن نكث فانّما ينكث على نفسه ١١ وللبسنا عليهم ما يلبسون ٦٤ ومن يعظّم شعائر الله ٨٥ ما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله ٥٤ هذا بيان للناس ٣٧ ما من دابة في الأرض ولا طائر ٤٥ يا ايّها الذين آمنوا اذا تداينتم بدين ٥٨ ومن لم يحكم بما انزل الله ١٢ ويزوّجهم ذكرانا واناثا ٩٢


[ 257 ]

فهرس الاحاديث: الائمة من قريش ، ١٢١ اطلع الله على اهل بدر ١٢ ، ١٥١ امرت بقتال الناكثين ١١ ، ١٥٠ ان جاءكم من يخبركم عنى انه مرضنى ٨٠ ان رأيتم رأسى يدهده عليكم ٧٩ ان الارواح جنود مجندة ٤٨ ان الاسلام بدأ غريبا ٨٤ ، ٢٢١ الامامة لا تصلح الا فى قريش ٣ ان الامام لا يموت ٨٨ ان الامام لا يغسله الا الامام ١١٢ امرت بقتال الناكثين ١١ ان الله جعل لمحمد بن إسماعيل جنة آدم ٨٤ ان الله لا يخلى الارض من حجة ١٠٤ ان القائم الامام ٤٣ ، ١٨٦ ان القائم تخفى على الناس ولادته ١٠٥ ١١٥ ، ان القائم اسمه اسمى ٨٨ ، ٢٠٩ ان منزلة هارون من موسى ١٦ ، ١٥٧ انكم ستبلون بالجنين ١١٤ انى مستوهبه من ربى ٥٤ ان الفترة هى الزمان الّذي لا يكون فيه رسول ١٠٨ سلمان ابن الاسلام ٥٢ ، ١٨٩ لا حكم الا لله ٥ ، ١٢٩ ، لتنتهن يا بنى وليعة او لا بعثن ١٦ لم يكن الله ليجمع امتى على ضلال ١٠ لو علمت ما يريد القوم منى لا هلكت نفسى عندهم ١٠٩ لو قام قائمنا علمتم القرآن ٨٤ ، ٢٢٠ ما رايت مثل بداء بد الله ٨٤ ، ٢٢٠ المهدى اسمه اسمى واسم ابيه ٧٦ من سمانى فعليه لعنة الله ١٠٥ من كنت مولاه فعلى مولاه ٨٣ هو القائم المهدى فان يدهده ٨٩ يا بنى ان اخاك سيجلس مجلسى ٨٨


[ 258 ]

فهرس بعض الاصطلاحات والكلمات: آل محمّد ٤٧ ، ٦٠ ، ٦٣ ، ٧٤ ، ١٠٨ ٢٠٢ آل احمد : راجع : آل محمّد الاجماع ١٠ ، ١٤٤ الاسلام ٥٢ الاظلة ٤٣ ، ١٨٢ الالهام ٩٧ ، ٩٨ الامام ٦ ، ٧ ، ١١٨ الامام الناطق والصامت ٢٣ ، ٤٨ ، ٥١ ١١٢ ، ١١٣ الامامة ١٩ ، ١١٨ إمامة الفاضل والمفضول ، ٧ ، ١٢٩ أم ولد ٣٨ ، ١٧٨ أولو العزم من الرسل ٨٤ ، ٢١٨ اهل البيت ٢٠ البداء ٧٨ ، ١٠١ ، ٢١٠ پسر ٤٦ تحكيم الحكمين ٥ ، ١٢٨ التشيع ٦٤ التعطيل ٥٩ التقية ٢٠ ، ٢٢ ، ٧٥ ، ٧٨ ، ٢٠٦ التناسخ ٢٦ ، ٢٧ ، ٤٣ ، ٤٨ ، ٥٨ ٥٩ ، ٧٧ ، ٩٢ ، ١٠٠ الجرى ، ١١ ، ١٤٨ حجة ٨٥ ، ١٠٢ خاتم النبيين ٨٤ الدور ٤٣ ، ٤٥ ، ١٨٣ الرأى والاجتهاد ، ٦ ، ١٣٦ رأس الجالوت ١٧٢ الرجعة ٤٥ ، ٧١ ، ١٨٧ الرضا من آل محمّد ١٩ ، ٧١ ، ٩٠ الرفض ٢٠ رفع المنار والعمود ٩٧ ، ٩٨ ، ٢٤٤ السرحوب ٧١ ، ٢٠٢ السريانى ٤٦ الطلاق ٥٨ الطليق بن الطليق ١٣ ، ١٥٣


[ 259 ]

العامة ٨٢ ، ١٦١ عرض الاعمال ٩٧ ، ٢٤٤ علبا ٦٠ الغلو ٤٣ القائم. راجع : المهدى القياس ٦ ، ٩ ، ٩٨ ، ١٤٣ الكستج ٦٢ ، ١٩٢ اللطف ٧٢ ، ٢٠٣ المباهلة ١٦ المجتهد ١٤ ، ١٥٤ المسح على الخفين ١١ ، ١٤٨ الملك المحدث ٩٧ ، ٩٨ ، ٢٤٣ المهدى ٢٦ ، ٢٧ ، ٢٨ ، ٣٢ ، ٦٥ ، ٧١ ٧٦ ، ٧ ، ٧٩ ، ٩١ ، ١٠١ ، ١٠٨ ١٦٩ ، ١٧٠ ، ٢٠٩ النبطى ١٤٢ النبيذ المسكر ١١ ، ١٤٨ النص ٧ ، ١٤٠ النكاح ٥٨ النقر فى الاذن ٩٧ النكت فى القلب ٩٧ ، ٩٨ يد ٨٥ اليهودية ٢٠


[ 260 ]

فهرس القوافى: صدر البيت القافية اسم الشاعر الصفحة (ء) الا انّ الائمة من قريش سواء كثير عزّه ٢٨ (ب) يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى قريب السيد الحميرى ٣٦ (د) اخواننا شيعتنا لا تعتدوا ترشدوا الطفيل بن عامر ٢٩ يا شعب رضوى ان فيك لطيبا مغمودا السيد الحميرى ٣٦ (ر) تجعفرت باسم الله والله اكبر يغفر السيد الحميرى ٣٧ (ق) يرى الله منك تلاقى العيون لم يخلق ٤٢ (م) لحانا الناس فيك وفندونا الخصاما كثير عزة ٣١ (ه) قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده (فؤاده) الجن ٣ (ى) مامت يا مهدى يا ابن المهتدى (يرتجى) كثير عزة ٢٩


[ 261 ]

فهرس الملل والفرق والمذاهب واهلها الازارقة ٨٥ ، ٢٢٢ الاسباط ٢٧ ، ٢٨ ، ٢٩ ، ٣٠ ، ٤٨ ، ١٧١ ، الاسماعيلية الخالصة ٨٠ ، ٨١ ، ٢١٣ ، ٢١٧ ، اصحاب الجمل ٥ ، ١٢٧ ، الامامية ١٠٢ ، ١٣٩ ، الانباط ١٠٢ ، ١٣٩ ، الانصار ٨٣ اهل الجمل ٢٢ اهل الحديث ٧ ، ١٣٤ ، اهل الحشو ٥ ، ٦ راجع الحشوية اهل الردّة ٤ ، ١٢٤ ، اهل المدينة ٣٢ اهل الاهمال ٧ البترية ٦ ، ٧ ، ١٠ ، ١٨ ، ٧٣ ، ٧٨ ، ١٣٤ ، ١٤٠ ، البزيعية ٥٤ البشرية ٦٠ ، ٩١ ، ١٩١ ، البشيوية ٥٦ راجع البشرية بنو اسد ٢٣ بنو حنيفة ٤ ، ١٢٢ ، بنو ساعدة ٣ ، ١٢٠ ، بنو قريظة ١٤ ، ١٥٣ ، بنو نضير ١٤ ، ١٥٣ ، بنو وليعة ١٦ ، ١٥٨ ، بنو هاشم ٣٤ البيانية ٣٤ ، ٣٧ ، ٥٦ ، البيهسية ٨٥ ، ٢٢١ ، التناسخية ٤٣ ، ١٨٢ ، الجارودية ١٨ ، ٨١ ، ١٥٨ ، الجن ٣ ، ٤ ، ١٢٢ ، الجعفرية الخلص الجماعة ٤ ، ١٥ ، الجو مدينية ٦٤ الجهمية ٦ الحارثية ٣٩ ، ١٧٩ ،


[ 262 ]

الحربية ٢٦ ، ٣٩ ، ٤٠ ، ٥٦ ، ٦٠ ، ١٧٠ ، الحرورية ٥ الحسينية ٧٤ الحشوية ٦ ، ١٢ ، ١٤ ، ١٣٦ الحصينية ٧٤ الحمزية ٥٦ ، الحوميسية ٤٤ ، الخرمدينية ٤٤ ، ٦٤ ، ١٨٦ ، الخرمية ٦٤ ، الخطابية ٥٤ ، ٨١ ، ٦٣ ، الخوارج ٥ ، ٨ ، ١٢ ، ١٤ ، ١٥ ، ٨٥ ، ١٣٠ ، الدهرية ٦٤ ، ١٩٤ : الرافضة ٧٧ ، ٧٨ ، ١٦٣ ، ٢٠٩ ، الرزامية ٦٥ ، ١٩٥ ، الروم ٢٨ ، ٨٤ ، الروندية ٤٠ ، ٦٤ ، ٦٩ ، ١٨٠ ، الرياحية ٤٠ ، الزندقية ٦٤ ، ١٩٣ ، الزيدية ١١ ، ١٨ ، ١٩ ، ٤٠ ، ٥٠ ، ٧١ ، ٧٢ ، ٧٣ ، ٧٤ ، ٩٤ ، ١٤٩ ، الزيدية الاقوياء ٧٣ الزيدية الضعفاء ٧٣ السبائية ٢٠ ، ٥٥ ، ١٦١ ، السرحوبية ٧١ ، السميطية ٨٧ ، ٢٢٤ ، الشراة ٦٥ الشكاك ٦ الشيعة ٣ ، ٥ ، ١١ ، ١٢ ، ١٥ ، ٢٠ ٣٣ ، ٧٧ ، ٨٢ ، ٨٧ ، ١٥٤ ، ١٥٧ الشيعة العباسية ٦٤ الشيعة العلوية ٧٠ الصائدية ٥٦ الصباحيّة من الزيدية ٧١ ، ٢٠١ العباسية ٦٩ العباسية الخلص ٦٥ العجم ٥٦ العرب ٨٦ العجلية ٧٣ ، ٢٠٣ العلبائية ٥٦ ، ٥٩ ، ٦٣ ، ١٩٠ الغلاة ٤٨ ، ٥٥ ، ٥٨ ، ٦٢ ، ٦٣ ، ٩٢ ١٧٩ الغيلانية ٦ الفطحية ٨٧ ، ٩٣ ، ١١٠ ، ١١٢ ، ١١٥ القرامطة ٨٣ ، ٨٦ ، ٢١٨


[ 263 ]

قريش ٣ ، ٨ ، ٩٩ ، القطعية ٨٩ ، ٢٣٦ ، الكاملية ١٤ ، ١٥٤ ؛ الكربية ٢٦ ، ٢٧ ، ١٧٠ ، الكيسانية ٢١ ، ٢٦ ، ٢٧ ، ٣٩ ، ٥٠ ، ٥٦ ، ٦٠ ، ٦٥ ، ١٦٣ ، الماصرية ٦ المباركية ٨١ ، ٨٣ ، ٢١٧ ، المجوس ٤٨ ، ٦٤ ، المحدثة ٩٤ المحمدية ٥٩ المحمدية ، ٦١ ، ١٩٢ ، المختارية ٢١ ، ٣٩ ، المختارية الخلّص ٢٦ ، ١٦٩ ، المخمسة ٥٦ ، ٥٩ ، ٦٠ ، ٦٣ ، ١٩٢ ، المرتكية ٦٤ المرجئة ٥ ، ٦ ، ٨ ، ١٠ ، ١١ ، ١٣ ، ١٥ ، ١٣١ ، المزدكية ٦٤ ، ١٩٣ ، المستعملة ٧ المسلمية ٦٤ ، ١٩٥ ، المعتزلة ٤ ، ٧ ، ٨ ، ١٠ ، ١١ ، ١٢ ، ١٤ ، ١٣٨ ، المعمرية ٥٤ المغيرية ٥٠ ، ٧٤ ، المفوضة ٩٢ ، ٢٣٨ ، الممطورة ٩٢ ، المنصورية ٤٦ ، ٤٧ ، ١٨٧ ، المؤلفة ٩٤ ، المهدية ٧٧ المهملة ٧ الناووسية ٨٠ ، ٢١٢ ، النجدية ٨ ، ١٤٢ ، النصارى ٤١ ، ٦٠ ، ٨٥ ، النفيسية ١١٢ ، ١١٣ النفيسية ٢ لخالصة ١١٤ الواقفة ٦٢ ، ٩٠ ، ٩٣ ، ١٠٦ ، ٢٣٦ ، الهاشمية ٣٨ ، ٦٩ ، ١٧٧ ، الهريرية ٦٥ ، ١٩٥ ، الهمسوية ٩١ اليعقوبية ٧١ ، ٢٠٢ ، اليهود ٥٢ ، ٦٠ ،


[ 264 ]

فهرس اسماء الرجال والنساء: آدم ابو البشر ٢٢ ، ٤١ ، ٤٢ ، ٥٦ ، آصف بن برخيا ٣٠ ، ١٧٤ ، آمنه بنت وهب ٣ ابان بن تغلب ٨٨ ، ٢٣٠ ، ابراهيم النبي ١٥ ، ٤٦ ، ٥٦ ابراهيم بن سيار النظام ٨ ، ١١ ، ١٢ ، ١٣ ، ١٤٣ ، ابراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ٧٦ ، ٢٠٩ ، ابراهيم بن محمّد الملقب بالامام ٦٥ ، ٦٦ ، ١٩٦ ، ابليس (!) ٣١ احمد بن ابى الحسين محمّد بن محمّد بن بشر بن زيد ١٠١ ، احمد بن محمّد بن نصير النميرى ١٠١ ، احمد بن موسى بن جعفر ٩٣ ، ٢٤٠ احمد بن موسى بن الحسن بن الفرات ١٠١ ، ٢٤٨ ، الاحنف بن قيس ٤ ، ١٢٦ ، اخت الفارس بن حاتم بن ماهويه ١١٠ ارميا (اورميا) ٣٠ ، ١٧٣. اسامة بن زيد ٤ ، ١٢٦ ، اسماء بنت عبد الرحمن ٧٩ اسماء بنت عقيل ٨٠ إسحاق بن جعفر بن محمّد ٩٣ ، ٢٤٠ ، اسماعيل بن جعفر بن محمّد ٧٨ ، ٨٠ ، ١٠١ ، ١٠٣ ، ٢١٠ ، الياس النبي ٣٠ ، ١٣٧ اورميا ٣٠ راجع (ارميا) بزيع بن موسى الحائك ٥٢ ، ٥٣ ، ٥٧ ، ١٨٩ ، بشار الشعيرى ٥٦ ، ٥٩ ، ٦٠ ، ١٩١ ، بشر بن غياث المريسى ١١ ، ١٥٠ ، بشر بن المعتمر المعتزلى ١١ ، ١٤٩ بكر بن اخت عبد الواحد ١٢ ، ١٥١ ، بكر القنات ٤٤ بلقيس ٣٠ ، ١٧٤ ،


[ 265 ]

بيان بن سمعان ٣٣ ، ٣٥ ، ٣٧ ، ٥٣ ، ٥٥ ، ٥٦ ، ١٧٥ ، تحية ٩٥ ثابت الحداد ـ ابو المقدام جابر بن عبد الله الانصارى ٤٣ ، ١٨٣ ، جابر بن يزيد الجعفى ٤٣ ، ١٨٣ ، جبرئيل (!) ٢٣ ، ٤٧ ، الجراح بن سنان ٢٣ ، ٢٤ ، ١٦٨ ، جعفر بن على بن محمّد ١٠٢ ، ١٠٩ ، ١١٠ ، ١١١ ، ١١٢ ، ١١٣ ، ١١٥ ، ١١٦ ، ٢٤٩ جعفر بن محمّد الصادق ٣٧ ، ٥٢ ، ٥٣ ، ٥٥ ، ٧٣ ، ٧٧ ، ٧٨ ، ٧٩ ، ٨٢ ، ٨٤ ، ٨٦ ، ٨٧ ، ٨٨ ، ٨٩ ، ١٠٥ ، ١٠٨ ، ٢١١ جميل بن دراج ٨٨ ، ٢٣٠ ، جناب بن كليب ٦٦ جهانشاه بنت يزدجرد ٧٠ ، جهم بن صفوان ٦ ، ٨ ، ١٣٢ ، حديث ١٠٢ ، حرب النجار ٤٢ ، ١٨١ ، حزقيال (حزقيل) ٣٠ ، ١٧٣ ، الحسن بن الحسن بن على ٢٢ ، ١٦٧ ، الحسن بن ذكران ١٤٦ الحسن بن صالح بن حي ٧ ، ١٠ ، ٧٣ ، ١٤٠ ، الحسن البصرى ١٤٦ ، الحسن بن علي بن محمّد بن على بن موسى (العسكرى) ١٠١ ، ١٠٢ ، ١٠٦ ، ١٠٧ ، ١٠٩ ، ١١٠ ، ١١١ ، ١١٢ ، ١١٣ ، ١١٤ ، ١١٥ ، ٢٤٩ ، الحسن بن على بن عبد الله بن العباس ٣٨ الحسن بن على بن الحسن بن على بن محمّد ٣٩ ، الحسن بن على بن ابى طالب ٥ ، ١٨ ، ١٩ ، ٢٢ ، ٢٣ ، ٢٤ ، ٢٥ ، ٢٦ ، ٢٨ ، ٣٠ ، ٣٤ ، ٤٤ ، ٤٧ ، ٥٦ ، ٥٧ ، ٥٩ ، ٦٠ ، ٦١ ، ٧٠ ، ٧١ ، ٧٤ ، ٨١ ، ٨٤ ، ١٠١ ، ١٠٢ ، ١٠٣ ، ١١١ ، ١١٢ ، ١٥٩ ، الحسن بن على بن محمّد بن الحنفية ٣٨ ، الحسين بن على بن ابى طالب ١٨ ، ١١٩ ، ٢٢ ، ٢٤ ، ٢٥ ، ٢٦ ، ٢٨ ، ٣٠ ، ٤٤ ، ٤٧ ، ٥٦ ، ٥٧ ، ٥٩ ، ٦٠ ، ٦١ ، ٧٠ ، ٧١ ، ٧٤ ، ٨١ ، ٨٤ ، ١٠٢ ، ١٠٣ ، ١١١ ، ١١٢ ، ١١٣ ، ١٥٩ ، الحسين بن ابى منصور ٤٨ ، ١٨٨ ، الحكم بن عتيبة ١٠ ، ٧٣ ، ١٤٧ ،


[ 266 ]

حمزة بن عمار البربرى ٣٢. ٣٤ ، ٥٦ ، ٥٧ ، ١٧٤ ، حميد بن قحطبة الطائى ٩٤ ، ٢٤٢ ، حميدة ٨٦ ، ٩٣ ، خالد بن عبد الله القسرى ٣٣ ، ٤٧ ، ٧٧ ، ١٧٦ ، خالد بن الوليد بن المغيرة ٤ ، ١٢٣ ، خديجة بنت خويلد ٢٤ ، ٥٧ ، الخضر ٣٠ ، ١٧٣ ، خولة بنت جعفر بن قيس الخيزران (أم الرشيد) ٦٩ ، ٩٩ ، داود ٣٠ درة ٩٩ ذر ٩٩ ذو القرنين ٣١ ، ١٧٤. ذو الثدية ٥ ، ١٢٩ ، ذو النون ٢٢ ، ٢٣ ، ١٦٦ ، رجاء ابن ابى ضحاك ٩٥ ، ٢٤٢ ، رأس الجالوت ٣٠ رزام ٦٥ ريطة بنت عبيد الله ٦٦ ريطة بنت ابى هاشم ٧٤ الزبير بن العوام ٥ ، ١٠ ، ١١ ، ١٢ ، ٧٣ ، ١٢٧ ، زرعة بنت مشرح ٦٦ زيد بن الحسن بن الحسن بن على ١٨ ، ١٦٠ ، زيد بن على بن الحسين ١٨ ، ٧٢ ، ٧٣ ، ٧٤ ، ٩٤ ، ١٦٠ ، سالم بن ابى حفصة ١٠ ، ٧٣ ، ١٤٦ ، سالم بن مكرم الجمال (ابو سلمة) ٨١ ، ٢١٨ ، السائب بن مالك الاسعدى ٢١ ، سرحوب ٧١ السرى ٥٢ ، ٥٧ ، ١٨٩ ، سعد بن عبادة الخزرجى ٣ ، ١١٩ ، سعد بن مالك (ابى وقاص) ٤ ، ١٢٥ ، سعد بن مسعود الثقفى ٢٤ ، ١٦٨ ، سعد بن معاذ ١٤ ، سفيان بن سعيد الثورى ٦ ، ١٣٤ ، سلافة ٧٠ ، ٢٠٠ ، سلامة ٦٧ سلمان الفارسى ١٥ ، ٥٢ ، ٥٧ ، ٥٩ ، ٦١ ، ١٥٥ ، ١٨٩ ، سلمة بن كهيل ١٠ ، ٧٣ ، ١٤٧ ،


[ 267 ]

سليمان بن جرير الرقى ٧ ، ٧٨ ، ٧٩ ، ١٤١ ، سليمان بن داود ٣٠ ، ٩٩ ، سمانة ، ١٠٠ ، سميع بن محمّد بن بشير ٩٢ السندى بن شاهك ٨٩ ، ٩٣ ، ٢٣٤ ، سها ٩٤ السيد الحميرى ـ اسماعيل بن محمّد ٣٦ ، ١٧٧ ، شريك بن عبد الله ٦ ، ١٣٥ ، شهد ٩٤ صافية ٧٦ صالح بن مدرك ٣٩ صالح بن وصيف ، ١٠٥ ، ٢٥٠. صائد النهدى ٣٣ ، ٣٤ ، ٥٦ ، ٥٧ ، ١٧٥ ، الصباح المزنى ٧١ ضرار بن عمرو ٩ ، ١٠ ، ١٢ ، ١٤٢ ، طالوت ٣٠ ، ١٧٤ ، طلحة بن عبد الله ٥ ، ١٠ ، ١١ ، ١٢ ، ٧٣ ، ١٢٧ الطفيل بن عامر ٢٩ ، ١٧١ ، عائشة بنت ابى بكر ٥ ، ١٢٧ ، العباس بن عبد المطلب ٦٥ ، ٦٦ ، ٩٠ ، عبد الرحمن بن العباس ٦٦ عبد الله السفاح راجع أبا العباس عبد الرحمن بن ملجم ١٧ ، ١٥٨ ، عبد السلام السروطى ٤٢ ، ١٨١ ، عبد الله بن بكير بن اعين ٨٩ ، ١١١ ، ٢٣٣ ، عبد الله بن جعفر (الأفطح) ٨١ ، ٨٧ ، ٨٨ ، ٨٩ ، ٩٣ ، ١١٠ ، ١١١ ، ١١٥ ٢٢٤ ، عبد الله بن ابي يعفور ٨٨ ، ٢٢٧ ، عبد الله بن الحارث ٣٩ ، ٤٣ ، عبد الله بن حرس ٢٠ ، ٢٣ ، ١٦٢ ، لعبد الله بن الحسن المثنى بن بن الحسن (المحض) ٧٣ ، ٢٠٣ ، عبد الله بن سبأ ٢٠ ، ٢٣ ، عبد الله بن عمرو بن الحرب الكندى ٢٦ ، ٣٥ ، ٤٠ ، ٤١ ، ٤٣ ، عبد الله بن العباس ١٣. ٦٦ ، ١٥٢ ، عبد الله بن على بن عبد الله بن العباس ٦٧ ١٩٧ ،


[ 268 ]

عبد الله بن عمر ، ٤ ، ١٢٥ ، عبد الله بن عمرو ٥٥ ، ١٩٠ ، عبد الله بن فطيح ٨٧ ، عبد الله بن محمّد بن الحنفية (ابو هاشم) ٢٧ ، ٣٤ ، ٣٥ ، ٣٧ ، ٣٨ ، ٣٩ ، ٤٠ ، ٤٢ ، ٦٥ ، ٦٩ ، ٧٤ ، ١٦٧ ، عبد الله بن معاوية ٣٩ ، ٤١ ، ٤٢ ، ٤٣ ، ٤٤ ، ٤٨ ، ١٧٨ ، عبد الله بن المغيرة ٤٤ ، ١٨٦ ، عبد الله بن المقفع الزنديق ٦٧ ، ١٩٨ ، عبد الله بن وهب الراسبى ٢٠ ، عبد الله بن ابى يعفور ٨٨ ، عبد المطلب ٥٣ ، عبد الملك بن مروان ٢٣ ، ١٦٧ ، عبد القيس ٤٦ ، عبيد بن زرارة بن اعين ٨٨ ، عبيد الله بن زياد ٢١ ، ٢٤ ، ٢٥ ، ١٦٥ ، عثمان بن عفان ٤ ، ٥ ، ٧ ، ٨ ، ١١ ، ٢٠ ، ٦٥ ، ٧٣ ، ١٢٣ ، عثمان بن عيسى الكلابى ٩١ ، ٢٣٨ ، عزير ٣٠ ، ١٧٢ ، العزيز ٣٠ ، ٩٦ ، ٩٩ ، عسفان ١٠٢ على بن اسماعيل الميثمى ٩٢ ، ٢٣٩ ، راجع ابن التمار. على بن الحسن بن على بن محمّد بن على بن عبد الله ابن العباس ٣٨ على بن الحسن العسكرى ١١٤ على بن الحسين بن على ٣٥ ، ٥٧ ، ٧٤ ، ٧٦ ، ٨٧ ، ١١٢ ، ١٩٩ ، على بن الطاحى الخزاز ١٠١ على بن ابى طالب ٤ ، ٥ ، ٧ ، ٨ ، ١٠ ، ١١ ، ١٢ ، ١٣ ، ١٤ ، ١٥ ، ١٦ ، ١٧ ، ١٨ ، ١٩ ، ٢٠ ، ٢٦ ، ٢٨ ، ٤٤ ، ٤٧ ، ٤٨ ، ٥٦ ، ٦١ ، ٧٠ ، ٧١ ، ٧٣ ، ٧٤ ، ٨٣ ، ١٠٤ ، ١١٣ ، ١٢٤ ، على بن عبد الله بن العباس ، ٤٠ ، ٦٦ ، ١٨٠ ، على بن محمّد ابن الحنفية ٣٨ ، ١٧٨ ، على بن محمّد بن على بن موسى (التقى) ٩٩ ، ١٠٠ ، ١٠١ ، ١٠٦ ، ٢٤٤ ،


[ 269 ]

على بن موسى (الرضا) ٨٩ ، ٩١ ، ٩٣ ، ٩٤ ، ٩٥ ، ٩٩ ، ١٠٥ ، ١٠٦ ، ١٠٩ ، ١١٤ ، ١١٥ ، ٢٣٥ ، علية بنت عون ٣٩ ، عمار بن موسى الساباطى ، ٨٩ ، ٢٣٣ ، عمار بن ياسر ١٥ ، ١٥٦ ، عمر الخناق ، ٤٧ عمر بن الخطاب ٣ ، ٤ ، ٨ ، ١١ ، ١٧ ، ٢٠ ، ٦٥ ، ٧١ ، ٧٣ ، ١٢١ عمر بن الرياح ٧٥ ، ٢٠٦ ، عمر بن سعد بن ابى وقاص ٢١ ، ٢٤ ، ٢٥ ، ١٦٥ ، عمر بن ابى عفيف الازدى ٣٧ عمر بن قيس الماصر ٦ ، ١٣٢ ، عمر بن يزيد بياع السابرى ٨٨ ، ٢٢٧ ، عمرو بن عبيد ١٠ ، ١٤٥ ، عيسى بن جعفر ٩٣ ، ٢٣٩ ، عيسى بن زيد بن على ٧٤ ، ٢٠٥ ، عيسى بن مريم ١٥ ، ٤١ ، ٥٢ ، ٥٦ ، ٩٠ ، ٩٥ ، ٩٦ ، ٩٩ ، ١٠٨ ، عيسى بن موسى بن محمّد بن على بن عبد الله بن العباس ٤٣ ، ٥٥ ، ٦٧ ، ٦٨ ، ٨١ ، ٨٢ ، ١٨٥ ، غيلان بن مسلم الدمشقى ٦ ، ٨ ، ١٣٢ ، فارس بن حاتم ١١٠ ، ٢٠٩ ، فاطمة أمّ ابراهيم بن محمّد ٦٦ فاطمة بنت اسد بن هاشم ١٧ ، فاطمة بنت الحسين بن على فاطمة بنت رسول الله ١٦ ، ٢٥ ، ٤٤ ، ٥٦ ، ٥٧ ، ٥٩ ، ٦٠ ، ٦٦ ، ١٥٨ ، الفضل بن عيسى بن ابان الرقاشى ٨ ، ١٤١ ، الفضل بن العباس ٦٦ فضيل (أو فصل) بن الزبير الرسام ٧١ ، ٧٤ ، ٢٠١ ، فلان بن ناووس ٨٠ قرمطوية ٨٣ قتادة بن دعامة ٥٥ ، ١٩٠ ، قثم ٦٦ كثير النواء ١٠ ، ٧٣ ، ١٤٦ ، كثير بن عبد الرحمن ٢٨ ، ١٧٠ ، كيسان ٢١ ، ٢٢ ، ٣٧ ، لاوى ٣٠ ، ١٧١ ، لبانه بنت الحارث ٦٦ لبانة بنت ابى هاشم ٣٨


[ 270 ]

مالك بن انس ٦ ، ١٣٦ ، المأمون الخليفة ٩٣ ، ٩٤ ، ٩٥ ، ١٠٠ ، المبارك (مولى اسماعيل) ٨١ المتوكل الخليفة ٩٩ ، ١٠٥ ، ٢٤٥ ، محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ٢ ، ٣ ، ٦ ، ١٠ ، ١٢ ، ١٦ ، ٥٤ ، ٥٦ ، ٥٧ ، ٥٩ ، ٨٣ ، ١٠٣ ، ١٠٨ ، ١١٩ محمّد بن ابراهيم بن محمّد بن أيوب ١٠٠ محمّد بن ادريس الشافعى ٦ ، ١٣٥ ، محمّد بن اسماعيل بن جعفر ٨٣ ، ٨٤ ، ١٠٣ ، ٢١٧ ، محمّد بن بشير ٥٧ ، ٦٢ ، ٦٣ ، ٩١ ، ٩٢ ، محمّد بن جعفر بن محمّد ٨٦ ، ٩٣ ، ٢٢٣ ، محمّد بن الحسن بن على (القائم الحجة) ١١٤ ، محمّد بن الحنفية ، ٢١ ، ٢٢ ، ٢٣ ، ٢٥ ، ٢٧ ، ٢٨ ، ٣٠ ، ٣٢ ، ٣٤ ، ٣٥ ، ٣٨ ، ٣٩ ، ٤٧ ، ٦٠ ، ٦٥ ، ٧٧ ، ٨١ ، ١٦٣ ، ١٦٤ ، محمّد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ٤٣ ، ٤٨ ، ٧٤ ، ٧٦ ، ٧٧ ، ١٨٤ ، محمّد بن على بن الحسين (الباقر) ٣٣ ، ٣٧ ، ٤٤ ، ٤٦ ، ٧١ ، ٧٢ ، ٧٥ ، ٧٦ ، ٧٧ ، ٨٤ ، ٨٧. ١٧٦ ، محمّد بن على بن عبد الله بن العباس ٣٨ ، ٣٩ ، ٤٠ ، ٦٥ ، ٦٦ ، ١٧٧ ، محمّد بن على بن محمّد بن على بن موسى ١٠١ ، ١١١ ، ١١٣ ، ١١٥ ، ١١٦ ، محمّد بن على بن موسى بن جعفر (التقى) ٩٥ ٩٦ ، ٩٧ ، ٩٩ ، ١٠٩ ، ١١٠ ، ٢٤٠ محمّد بن عيسى بن عبد الله الاشعرى ، ١٠٦ ٢٥٠ ، محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين ٦٢ ، ٩١ ، ١٠٠ ، ١٩٢ ، ٢٣٧ ، محمّد بن قحطبة ٩٤ ، محمّد بن قيس الانصارى ٧٥ ، ٢٠٨ محمّد بن محمّد بن الحسن بن الفرات ١٠٠ ، محمّد بن مسلمة ٤ ، ١٢٦ ، محمّد بن موسى بن الحسن بن الفرات ١٠٠ محمّد بن نصير الشميرى ١٠٠ ، ١٠١ ، ٢٤٦ ، محمّد بن نصير ابو زكريا يحيى عبد الرحمن ، ١٠٠ ، محمّد بن نعمان مؤمن الطاق ٨٨ ، ٢٢٧ ،


[ 271 ]

المختار بن ابى عبيد بن مسعود ٢١ ، ٢٢ ، ٢٦ ، ١٦٤ ، مريم (أم عيسى) ٣٠ ، ٨٥ ، ١٧٢ ، مسلم بن عقيل ٢٤ ، ١٦٨ ، مسيلمة الكذاب ، ٤ ، ١٢٢ ، المسيح ٨٥ ، معاوية بن ابى سفيان ٥ ، ١٤ ، ٢٣ ، ٢٥ ، ٥٠ ، ٢٦ ، ٧٤ ، ١٢٧ ، المعتصم الخليفة ٩٩ ، ٢٤٤ ، معمر بن عباد السلمى ١٢ ، ١٥١ ، معمر (بن الاحمر) ٥٣ ، المغيرة بن سعيد ٤٣ ، ٤٤ ، ٥٠ ، ٥٥ ، ٥٦ ، ٥٧ ، ٧٤ ، ٧٦ ، ٧٧ ، ١٨٤ ، المغيرة بن شعبة ٣ ، ١٢١ ، المقداد بن الاسود الكندى ١٥ ، ٥٧ ، ١٥٥ ، منصور بن ابى الاسود ٧٤ ، ٢٠٤ ، المنصور (ابو جعفر ، الخليفة) ٦٥ ، ٦٧ ، ٦٨ ، ٧٦ ، ٨١ ، ٨٢ ، ١٩٦ ، ١٩٧ ، منصور بن عبد الله بن شمر (شهر) ٦٨ ، المهدى (الخليفة العباسى) ٦٥ ، ٦٦ ، ٦٧ ، ٦٨ ، ١٩٧ ، موسى (النبي) ١٥ ، ٢٠ ، ٣١ ، ٥٢ ، ٥٦ موسى بن جعفر (الكاظم) ٦٣ ، ٨١ ، ٨٤ ، ٨٩ ، ٩١ ، ٩٢ ، ٩٣ ، ٩٤ ، ٩٥ ، ٩٩ ، ١٠٥ ، ١٠٦ ، ١٠٧ ، ١١٠ ، ٢٢٢ ، ٢٣٥ ، موسى (المبرقع) بن محمّد بن على بن موسى ٩٩ ، ٢٤٦ ، موسى الهادى ابن محمّد المهدى ٦٨ ، ١٩٩ ، الناووس ٨٠ ، نتيلة بنت جناب ٦٦ ، نجية (نجمة) أم على بن موسى بن جعفر ٩٥ ، نفيس ١١٢ ، ١١٣ ، نوح ١٥ ، ٢٧ ، ٥٢ ، ٥٦ ، ٩٥ ، هارون (النبي) ٣٠ ، هارون الرشيد ٦٨ ، ٨٩ ، ٩٣ ، ١٩٩ ، هارون بن سعيد ٧٣ ، ٢٠٤ ، هاشم بن عبد مناف ١٧ ، هشام بن الحكم ٨٨ ، ٢٣١ ، هشام بن سالم الجواليقى ٨٨ ، ٩١ ، ٢٢٥ ، همام : ٤٢ ، ١٨١ ، هند بنت ابى عبيدة ٧٤ ، واصل بن عطاء ١٠ ، ١٤٥ ،


[ 272 ]

يحيى بن خالد البرمكي ٨٩ ، يحيى بن زكرياء ٩٦ ، ٩٩ ، ٢٤٢ ، يحيى بن زيد بن على ، ٧٤ ، ٢٠٤ ، يحيى بن ابى سميط ٨٧ ، يحيى بن هرثمة بن اعين ٩٩ ، ٢٤٦ ، يزدجرد بن شهريار ٧٠ ، يزيد بن معاوية المهلبى ٦٧ ، ١٩٨ ، يزيد بن معاوية ٢٤ ، ٢٥ ، ٢٦ ، ٧٤ ، ١٦٨ اليسع ٣٠ ، ١٧٣ ، يوسف بن عمر الثقفى ٤٧ ، ١٨٨ ، يوسف بن يعقوب ٣٠ ، ٩٦ ، ٩٩ ، ١٧٢ ٢٤٣ ، يوشع بن نون ٢٠ ، ٣٠ ، ٤٧ ، ١٦٢ ، يونس بن عبد الرحمن القمى ٦٢ ، ٩٢ ، ٩٨ ، ١٩٣ ، يهودا ٣٠ ، ١٧١


[ 273 ]

الكنى: ابو الاسود ٤٢ ، ١٨١ ابو بكر الخليفة ٣ ، ٤ ، ٧ ، ٨ ، ١٠ ، ١١ ، ١٧ ، ٢٠. ٦٥ ، ٧١ ، ٧٣ ، ١١٩ ، ابو بكر بن عبد الرحمن الاصم ١٤ ابو الجارود (زياد بن المنذر) ١٨ ، ٧١ ، ٧٢ ، ٧٤ ، ٢٠٠ ، ابو جندل سهيل بن عمرو ١٤ ، ١٥٣ ابو جياذ ٧٧ ابو حنيفة ٦ ، ٨ ، ١١ ، ١٣٣ ، ابو خالد الواسطى ٧١ ، ٧٤ ، ٢٠١ ، ابو خديجة ٨ ، ابو الخطاب محمّد بن ابى زينب ، ٥٠ ، ٥١ ، ٥٢ ، ٥٣ ، ٥٥ ، ٥٦ ، ٨١ ، ٨٢ ، ٨٣ ، ٨٥ ، ١٨٨ ابو الدواليق ٦٧ ، ١٩٧ ، راجع المنصور الخليفة ابو ذر جندب بن جنادة الغفارى ١٥ ، ٥٧ ، ١٥٦ ، ابو رياح ٤٠ ابو سفيان ٥٠ ابو سلمة ٨١ راجع سالم بن مكرم الجمال. ابو شجاع الحارثى ٢٤ ابو شمر المرجى ٨ ، ١٤٢ ، ابو طالب (عم النبي) ٥٣ ، ٥٤ ، ابو العباس عبد الله بن محمّد السفاح ٦٦ ، ٦٧ ، ١٩٦ ، ابو عبيدة ابن الجراح ٣ ، ١٢٠ ، ابو عمرة ٢١ ، ٢٢ ، ١٦٦ ، ابو عيسى بن المتوكل ١٠٢ ، ٢٥٠ ، ابو كرب ٢٧ ابو مسلم الخراسانى ٣٩ ، ٦٤ ، ٦٥ ، ٦٧ ، ٦٩ ، ١٨٢ ، ابو المقدام ثابت ١١ ، ١٤٧ ، ابو منصور العجلى ٤٦ ابو موسى الاشعرى ١٣ ، ١٤ ، ١٥٢ ، ابو الهذيل العلاف ١٢ ، ١٥١ ، ابو هريرة الراوندى ٦٥


[ 274 ]

ابو يوسف ، يعقوب بن ابراهيم ١١ ، ١٥٠ ، ابن اسود ٢٠ ، ١٦٢ ، ابن التمار (على بن اسماعيل) ٨ ، ٩٢ ، ١٤١ ابن سويد ٢٣ ابن كرب (الضرير) ٢٦ ، ٣٤ ، ابن اللبان ٥٣ ، ابن ابى ليلى ٦ ، ١٣٥ ، ابن ملجم ، راجع : عبد الرحمن بن ملجم ابن يامين ٣٠ أم البنين ٩٥ ، أمّ حبيب بنت عمر بن على ٨٠ أمّ سلمة (زوج النبي) ٥٧ ، ١١٢ ، ٢٥٢ ، أمّ عبد الله بنت الحسن بن على ٧٦ أمّ عثمان بنت ابى جرير ٣٨ أم عون بنت عون بن العباس ٣٩ أم موسى بنت منصور ٦٨


[ 275 ]

فهرس البلدان والمدن والامكنة: اصبهان (اصفهان) ٤٤ البصرة ٥ ، ١١ ، ٢٤ ، ٤٢ ، ٥٠ ، ٥٥ ، ٦٧ ، ٧٦ ، ٩٣ ، ٩٥ بغداد ٩٣ ، البقيع : ٧٩ ، ٢١٢ ، الحبشه ١٠٣ الحاجر ٧٦ ، ٢٠٨ ، الحجاز ، ١٠٠ حروراء ٥ ، ١٣٠ ، حوران ٣ خراسان ٦ ، ٧٤ ، ٨٨ ، ٩٤ ، ٩٥ ، ٩٧ خم (الغدير) ١٦ ، ٨٣ ، ١٥٧ ، دار الرزق ٨٣ ، دمشق ٥٠ رضوى (جبل) ٢٨ ، ٢٩ ، ٣٢ ، ٣٥ ، ٣٦ ، ١٧٠ ، سر من رأى ، ١٠٠ ، ١٠١ ، ١٠٢ ، ٢٤٥ سقيفة بنى ساعدة ٣ ، ١٢٠ ، سنجان ٤٢ السواد ٨٣ ، ٢٢٠ ، الشام ٣ ، ٥ ، ٦ ، الشراة (بالشام) ٤٠ ، ١٨٠ ، صفين ٥ ، ٢٢ ، ١٢٨ ، الطمية (جبل) ٧٦ ، ٢٠٨ ، طوس ٩٤ ، ٢٤١ ، العراق ٦ ، ٢٤ ، ٨٨ ، ٩٤ العلمية (جبل) ٧٦ ، فارس ٧ ، ٩٥ ، الفرات ٨٢ ، كربلاء ٢٥ ، ٢٩ الكوفة ٢٤ ، ٣٣ ، ٣٩ ، ٤٦ ، ٧٢ ، ٧٤ ، ٨١ ، ٨٣ ، ٨٦ ، ٩١ ، المدائن ٢٠ ، ٢٤ ، ٣٥ ، ٣٩ ، ٤١ ، ٤٣ ، ١٦٢ ،


[ 276 ]

المدينة ٢٤ ، ٣٣ ، ٣٤ ، ٣٥ ، ٧٩ ، ٩٣ ، ١٠٣ ، مظلم ساباط ٢٣ ، ١٦٨ ، مكّة ١٣ ، ٢٤ ، ٣٥ ، ٧٦ ، نجد ٧٦ نهد ٢٣ النهروان ٥ ، ١٢٩ ، اليمامة ٨٦ اليمن ٨٦ ، ٨٨ ،

اترك تعليقاً